LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/باسيل هو مجرد أداة بيد حزب الله

الياس بجاني/حزب الله، الأداة الإيرانية الشياطية نجح في تدمير قطاع لبنان المصرفي

الياس بجاني/الخلافات بين ربع الصفقة الخطيئة: بطيخ يكسر بعضه

الياس بجاني/سيدنا الراعي والمواقف الغير شكل!!

الياس بجاني/روحية الميلاد: محبة وتواضع ومصالحة وعطاء

الياس بجاني/ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الطبقة الحاكمة مصممة على دخول موسوعة غينيس كالأفسد في العالم/أبو أرز- أتيان صقر/26

“فيتو” من عون و”الثنائي الشيعي” على تشكيلة أولية للرئيس المكلف

دياب التقى بري لإزالة العقبات أمام ولادة الحكومة اللبنانية وريفي يتهم رئيس الجمهورية بضرب الانتفاضة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26 كانون الأول 2019

المقربين من الرئيس المكلّف حسان دياب يتوقعون أن يكون لهم حصة بالتوزير في الحكومة المقبلة

ضغوط وخلافات داخل 8 آذار تؤجل الإعلان عن حكومة حسان دياب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اللبنانيون يعتصمون أمام المصارف ويدشنون حملة “مش دافعين”

سلامة: سنتخذ كل الخطوات القانونية لمعرفة مصير التحويلات الخارجية إلى سويسرا

مسيرة للمغتربين دعماً للثورة و300 نازح يعودون طوعاً إلى سورية

ملحم خلف: كلّ من اراد ان يخرج عن قسمه عليه ان يخرج من النقابة

سلامة يتمسّك بثبات سعر الصرف.. وصفير: لا تخافوا

مكتب رياض سلامة: كلام الحاكم لا يعني تغييرا في سعر صرف الليرة

واكيم للرئيس عون: فهمت جيدا اين نحن ذاهبون.. وصحناوي يرد

قريباً.. "الدولار اللبناني" للمودعين لا الدولار الأميركي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف مجدداً ميليشيات إيران في البوكمال السورية وتقتل خمسة

قوات الأسد على وشك السيطرة على معرة النعمان بإدلب

إيران الى الإحتجاجات مجدداً..وخامنئي يحمي وزير الداخلية

إيران: تظاهرات ليلية تضامناً مع ضحايا ثورة الوقود وسط التعتيم وقطع الإنترنت وحذّرت من إرسال فيديوهات الاحتجاجات للقنوات المعارضة

برهم صالح يلوّح بالاستقالة ويعتذر عن تكليف العيداني تشكيل الحكومة

ثوار العراق أكدوا أن "الحراك" هو من سيّشكل مجلس الوزراء ومسيراتهم تجوب المحافظات

أوباما أعاق “قانون قيصر” لتمرير صفقة “النووي” مع إيران

النزاهة” تأمر باعتقال مدير أحد البنوك

إدلب رهينة حسابات تركيا وروسيا العابرة للجغرافيا السورية

زعامة نتنياهو لحزب الليكود على المحك

برهم صالح يضع نفسه في صدام مع إيران برفضه آخر مرشحيها

“ذا هيل”: أميركا تدير ظهرها لتركيا وتعلن المواجهة بـ”المتوسط”

العراق يفتتح قريباً سجن “أبوغريب”

بابا الفاتيكان يشيد بسياسة السيسي لتحقيق التقارب بين الديانات

الإسلاميون يقلبون الواقع: حفتر خطر على شمال أفريقيا وليس تركيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

علي أكبر ولايتي: "كلن يعني كلن"/محمد قواص/العرب

جنازة قايد صالح.. حالة وجدانية أم تزكية لمشروع السلطة/صابر بليدي/العرب

آهات الحسرة بعد خراب البصرة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

سنة مثيرة تنتهي!/أمير طاهري الشرق الأوسط

هل انحاز قيس سعيّد إلى إردوغان؟/مشاري الذايدي الشرق الأوسط

معالم ومفارقات الموجة الثانية للربيع العربي!/أكرم البني الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كتلة الوفاء للمقاومة هنأت بالميلاد: لحكومة فاعلة منتجة من كفاءات ذات اختصاص وحس انساني ووطني

العاصفة “لولو” تضرب بقوة و تُغرق لبنان بالرياح والأمطار والثلوج/حوادث وانهيارات أسفرت عن سقوط 6 قتلى و15 جريحا نتيجة سوء الأحوال الجوية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله

إنجيل القدّيس متّى22/من15حتى22/:”ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة. ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس. فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟». وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟ أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا. فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟». قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله». فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

باسيل هو مجرد أداة بيد حزب الله

الياس بجاني/26 كانون الأول/2019

كل من يهاجم باسيل ويصوره بصاحب القرار هو ذمي ومنافق ويخاف تسمية حزب الله الممسك بالحكم وبالحكام ومنهم باسيل الأداة. لبنان بلد محتل

 

حزب الله، الأداة الإيرانية الشياطية نجح في تدمير قطاع لبنان المصرفي

الياس بجاني/26 كانون الأول/2019

سرطان حزب الله يزداد تفشياً وبمنهجية يدمر كل الأسس الكيانية للبنان وها هو يسقط آخر الحصون الذي هو القطاع المصرفي. لبنان بلد محتل

 

الخلافات بين ربع الصفقة الخطيئة: بطيخ يكسر بعضه

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

إلإتهامات بين باسيل وعون وجعجع وفرنجية وباقي ربع الصفقة الخطيئة خلفيتها الحصص وبالتالي لا تعني السيادين والشرفاء. ينضربوا ببعضون

 

سيدنا الراعي والمواقف الغير شكل!!

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

سيدنا الراعي معود دائماً يكون موقفه وبحدة مع آخر شخص قابله واليوم متل من قبل..سيدنا مع دياب ومع الثورة..مش زابطا هيك

 

روحية الميلاد: محبة وتواضع ومصالحة وعطاء

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

إن لم تكن وبفرح قد تصالحت اليوم مع كل من تخاصمهم أو يخاصمونك فأنت لم تستقبل بعد ميلاد الرب المتجسد الذي هو محبة وعطاء وتواضع

 

ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81741/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء.

الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع.

الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى.

الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”..

الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين.

الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الميلاد وصراع الخير والشر

الياس بجاني/24 كانون الأول/2019

في داخل كل منا ملاك وشيطان. مع ميلاد الرب يسوع دعونا نلجم الشيطان ونخرسه ونترك للملاك الحرية ليقودنا إلى طرق المحبة والتسامح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الطبقة الحاكمة مصممة على دخول موسوعة غينيس كالأفسد في العالم

أبو أرز- أتيان صقر/26 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81789/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d9%85%d9%85%d8%a9/

يحل موسم الأعياد على لبنان ورياح الشر تعصف به من كل صوبٍ وجانب، والازمات الأقتصادية - المالية - والنقدية تحاصر شعبه وتضغط عليه حتى الأختناق.

كل هذا، والطبقة الحاكمة لاهية عن القيام بأدنى واجباتها الانقاذية، غارقة في مصالحها الدنيئة، ومصممة على دخول موسوعة غينيس كأفسد طبقة سياسية في العالم وأشدها انحطاطاً وحقارةً.

ولكن، وفي غمرة هذا الظلام الدامس، جاءتنا من السماء هدية غير متوقعة اسمها ثورة ١٧ تشرين، عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق لتعيد الى اللبنانيين ثقتهم بوطنهم، والأمل في استرجاعه من قبضة مغتصبيه، وأعادة بنائه بما يناسب طموحهم واحلامهم .

وعليه، نطلب من الله ، بمناسبة حلول عيدي الميلاد وراس السنة، ان ينصر هذه الثورة المجيدة لتعيد الى لبنان مجده الغابر، ومواسم العز و الخير والأزدهار.

وكل عام وانتم ولبنان بالف خير.

لبيك لبنان

. ابو ارز.

 

“فيتو” من عون و”الثنائي الشيعي” على تشكيلة أولية للرئيس المكلف

دياب التقى بري لإزالة العقبات أمام ولادة الحكومة اللبنانية وريفي يتهم رئيس الجمهورية بضرب الانتفاضة

بيروت ـ”السياسة”/27 كانون الأول 2019

لم يفلح الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب في الحصول على موافقة رئيس الجمهورية على مسودة أولية للحكومة التي ينوي تشكيلها، باعتبار أن الأسماء التي تضمنتها هذه المسودة لم تنل موافقة الرئيس ميشال عون، الأمر الذي دفع دياب إلى إعادة سحبها، رغم كونها أولية، باعتبار أن بعضاً من هذه الأسماء ليست معروفة من قبل بالنسبة لدوائر الرئاسة الأولى، إضافة إلى أنها لا تحظى بدعم المكونات السياسية، وخاصة “الثنائي الشيعي” الذي ما بدا متحمساً لها عندما عرضت عليه.

وأشارت المعلومات، إلى أنه ستكون للرئيس المكلف جولة مشاورات جديدة، لإعادة جوجلة الأسماء التي وردت في مسودته الأولية، على أن يطلع الرئيس عون على مضمونها، ومن خلاله التيار الوطني الحر، فيما ينتظر أن يجتمع إلى “الخليلين” للوقوف على رأي “حزب الله” و”أمل” من التشكيلة المعدلة.

وفيما علم أن الرئيس المكلف حسان دياب زار رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيداً من الاعلام للتشاور في عملية التأليف الحكومي، أكدت مصادر عين التينة، ان الرئيس بري لا يتدخل على الاطلاق في عملية تشكيل الحكومة، وهو لا يتدخل في الطبخة الحكومية لصالح اي جهة.

إلى ذلك، لا زال يتفاعل موقف الرئيس عون الذي أدلى به من بكركي، مدافعاً عن تدخل صهره جبران باسيل في عملية تأليف الحكومة، حيث أكدت مصادر نيابية بارزة في كتلة “المستقبل” النيابية لـ”السياسة”، أن كلام رئيس الجمهورية، تجاوز للدستور ويشكل مصادرة لصلاحيات الرئيس المكلف الذي أناط به الدستور تأليف الحكومة، وبالتالي فإن أي محاولة من جانب باسيل أو غيره أمر مرفوض ولا يمكن القبول به، وهذا ما يفرض على الرئيس المكلف عدم التنازل عن صلاحياته، مشيرة إلى أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد السياسي، في ضؤ اتساع رقعة جبهة المعارضة للحكومة المنتظرة.

من جانبه، وفي ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح، غرد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عبر “تويتر” قائلا: “محمد شطح قوة الاعتدال والحوار في زمن الانقسام والتطرف وعنوان الوفاء والإقدام والشجاعة في الأيام الصعبة، نفتقد حكمته ورؤيته وصدق مواقفه وعقله الذي أنار دروبنا لسنوات طويله، أسأل الله في ذكراه ان يحمي لبنان من شياطين السياسة وتجار المواقف”. وفي الخصوص، علمت “السياسة”، أن الرئيس الحريري قرر رفع مستوى المواجهة السياسية مع العهد بعد سقوط التسوية، حيث أدرك أنه ذهب ضحية مؤامرة حيكت ضده، وسط تساؤلات لمصادر “بيت الوسط” عن الأسباب الكامنة وراء عدم تقديم تسهيلات للرئيس الحريري، كتلك التسهيلات التي قدمت للرئيس المكلف حسان دياب، لناحية السير بحكومة اختصاصيين مستقلين، وهو ما كان يطالب به الرئيس الحريري، مشيرة إلى لقاءات تنسيقية ستعقد في المرحلة المقبلة، لمعارضة حكومة العهد.

على صعيد أخر، ذكرت معلومات، أن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب يسعى الى معالجة مرسوم ترقية الضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد قبل انتهاء السنة، وهو حاول الاتصال بالرئيس سعد الحريري ليشرح له الوضع والحصول على موافقته على مشروع المرسوم لكن الرئيس الحريري لم يحدد له موعداً بعد، هذا مع العلم انه لم يبق سوى اربعة ايّام لتوقيع المرسوم ونشره قبل نهاية السنة. وفي الإطار، رأى وزير العدل السابق أشرف ريفي أنَّ كلام رئيس الجمهورية، “إنقلابٌ على الدستور، الهدف منه ضرب الإنتفاضة، وحرفِها نحوَ صراعٍ مذهبيٍّ وطائفيٍّ حولَ الصلاحيات”.

ولفت، الى أنَّهُ “ليس هناكَ ردٌ سنيٌّ على هذا المخطط، بل ردٌّ لبنانيٌّ وتمسّكٌ بالدستور، وبالمطالبِ الجامعةِ للإنتفاضة”.

واعتبر انَّ “الرئيس الذي يعيد كلامهُ إنتاج الإنقسام، مستقيلٌ وطنيًا، وإن لم يستقل دستوريًا”.

وبدوره، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “أننا لم نسمِ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة لأنه لدينا اعتباراتنا وحساباتنا وعناصر كثيرة علينا أخذها بعين الاعتبار، وانطلاقا من كل ما رأيناه في الشارع منذ شهرين وأكثر، ومن وضع قواعدنا، ومما نتوقع حدوثه، فضّلنا هذه المرة الذهاب بهذا الاتجاه”. وعن التوجه إلى المعارضة، لفت جعجع، إلى أنه “ليس لدينا أفكار مسبقة والأكيد أننا لن نشارك في هذه الحكومة وليس لدينا أسماء ولا حقائب، ولكن إن تشكلت حكومة قد يكون فيها بوادر وبشائر تقدم إلى الأمام، وهو ما سيتضح في أول شهر من طريقة عملها، فكل هذا قيد النظر”. وحول تسمية الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الحكومة المقبلة بحكومة باسيل، قال جعجع “صراحة أفضل الانتظار وسنرى، ربما لديهما معطيات، لكن بكافة الأحوال البلد صغير ولا شيء مخفياً”.

وأكد جعجع أنه “إذا أردنا أن نكون واقعيين ومحقين، فمن المفترض أن ننتظر ما قد يحصل، وعلى ضوئه نحدد موقفنا، ولكن أريد أن أقول إن الفرصة موجودة، اللهم إذا علم الرئيس المكلف حسان دياب كيفية التقاطها”. وأضاف جعجع “أما إذا أراد أن يرزح تحت التأثيرات المختلفة، فمن مطرح ما بلشنا رح نرجع، ما رح يصير شي”. وفي السياق، أعلن الإعلامي رياض طوق، عبر “تويتر” أنّ “الرئيس المُكلّف حسان دياب سوريّ الأصل، وتَمّ إضافة إسمه في أحد مراسيم التّجنيس”. وسأل طوق، “من يعرف في أي سنة تم إعطاء الجنسيّة اللبنانية للرئيس المكلف حسان دياب؟”.

وأشار، إلى أنه “لمن يريد الإستفسار الإتصال بالرئيس نجيب ميقاتي الذي عنده الخبر اليقين”.

ومع إنتشار تغريدة طوق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي، أنّ “الأخير غير معني بالرواية التي يتم تداولها”. ولفتت مصادر محطة للـ”او تي في”، الناطقة باس “التيار العوني”، إلى ان “الجو الحكومي ايجابي لكن النقاش لا يزال يحتاج لبت بعض الحقائب والاسماء”، مؤكدة ان “الاسماء التي تطرح في الاعلام غير دقيقة والرئيس المكلف سيتابع مشاوراته مع مختلف الاطراف”. وأضافت: “حتى الساعة لم يلتق حسان دياب بباسيل وما يقال عن ان الاخير قدم لائحة اسماء ويتدخل بالتأليف غير صحيح اطلاقا وهو مسهل لاقصى الدرجات ولم يضع اي شرط مسبق”، معتبرة أن، “مسألة دمج الوزارات لم تحسم بعد ومصادر ترجح ابقاء توزيع الحقائب وفقا للتوازنات السابقة مع تعديلات طفيفة”. وقالت المصادر، إن “تغريدة سليمان فرنجية اتت كردة فعل على طرح اسم قبلان فرنجية للتوزير اما ما حكي عن طرح اسم جورج نادر فغير صحيح اطلاقا”.

وفي سياق غير بعيد، طالب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري طوني الرامي رواد المطاعم والمقاهي والملاهي “الى السهر بكثرة ليلة رأس السنة لان القطاع المطعمي والسهر يتعاطى بمسؤولية وإدراك لكي لا تبقى محالهم فارغة ويبقى المواطن يشعر بسعادة هذه الليلة رغم ما مر عليه من ظروف قاسية”. وقال الرامي:”الأسعار في ليلة رأس السنة ليست تنافسية، بل إغراقيّة”. وأضاف:”الحانات والمطاعم بأبهى حلّة، وبأفضل الأسعار التي تتراوح بين 75 الفا و225 الف ليرة، أي التخفيض بنسبة 50 % عن موسم السنة الماضية ولنقول وداعًا للدولار ودعمًا لليرة اللبنانية، خصوصًا أنَّ القطاع السياحي ما زال يُسعِّر الدولار بـ1500 ليرة، وأهل القطاع يحاولون زرع القليل من البهجة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26 كانون الأول 2019

وطنية/الخميس 26 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب لحركة الاتصالات لولادة الحكومة، التي تؤكد المصادر أن تشكيلها لن يكون قريبا، في وقت يعكف الرئيس المكلف حسان دياب على تذليل بعض الصعوبات وتدوير الزوايا لاجتياز الألغام المزروعة في طريق التشكيل، ولعل أبرزها تحفظ شخصيات سنية طرحت أسماؤها للتوزير عن قبول المشاركة في هذه الحكومة.

وفي حركة مشاورات التأليف الناشطة على أكثر من خط، لقاء بعيد عن الإعلام بين الرئيس بري والرئيس المكلف الذي يلتقي في الساعات القليلة المقبلة الخليلين، فيما تعكس الاجواء الحكومية أن الاتجاه هو لحكومة تضم 18 وزيرا.

وفيما المرتجى من ولادة الحكومة ثقة المجتمع الدولي ليفرج عن رزمة المساعدات الضرورية لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار، كشف الرئيس عون للبطريرك الراعي أمس أنه تلقى وعودا بمساعدات فور تأليف الحكومة لإيقاف الإنهيار.

وفي ضوء تفاعل ملف تحويل أموال الى الخارج، أكد حاكم مصرف لبنان التحقيق في هذه المسألة، مشددا على أن من الناحية القانونية، كل شيء ممكن أن تتم ملاحقته، ولا شيء خفيا عنا.

في مجال آخر، وقع وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب جداول القيد ومراسيم الترقية لضباط الجيش اللبناني من رتبة ملازم أول حتى رتبة عقيد، وعددهم 598 ضابطا، فيما يسعى إلى معالجة مرسوم ترقية الضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد قبل انتهاء السنة، وهو حاول الاتصال بالرئيس سعد الحريري ليشرح له الوضع والحصول على موافقته على مشروع المرسوم، لكن الرئيس الحريري لم يحدد له موعدا بعد، هذا مع العلم انه لم يبق سوى 4 أيام لتوقيع المرسوم ونشره قبل نهاية السنة.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير الى ان غرفة التحكم المروري طلبت من المواطنين عدم ركن سياراتهم بالقرب من الطرقات البحرية المحاذية للشاطئ أو قرب اللوحات الاعلانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن.بي.أن"

في هذه الشتوة، كما في كل شتوة، تتحول الأمطار الغزيرة من نعمة إلى نقمة على اللبنانيين، الذين علقوا في سياراتهم على الطرقات، ودهمت المياه بيوتهم كما كانت الحال في السان سيمون - الجناح، وخربت خيمهم الزراعية وبساتينهم على غرار ما حصل في منطقة صور.

وعلى أن "لولو"... العاصفة التي لم تكن لمساتها بنعومة اسمها، يفترض أن تختتم زيارتها القاسية للبنان، اعتبارا من بعد ظهر غد ليتحول الطقس إلى متقلب في نهاية الأسبوع.

في السياسة، سكون على مستوى ملف التشكيل الحكومي، في الظاهر يستبطن حراكا بعيدا من الأضواء، وخصوصا من جانب الرئيس المكلف حسان دياب لإخراج التشكيلة المنتظرة إلى النور في أسرع وقت ممكن.

وفي الشأن المالي والمصرفي، اجتماع استثنائي عقدته لجنة المال والموازنة النيابية مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف.

وفي تصريحات لرياض سلامة أن معالجة الأزمة تتم تدريجيا، آملا في أن يتحسن الوضع في البلد لينعكس على الوضع الاقتصادي والمالي، وأضاف حاكم مصرف لبنان: إن علينا التحقق من تهريب أموال إلى سويسرا. وإذا ثبت الأمر، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة.

وعندما سئل سلامة عن السعر الذي سيسجله الدولار، قال: ما حدا بيعرف.

هذا التعبير أثار لغطا في العديد من الأوساط، ما حدا بالمكتب الإعلامي لمصرف لبنان إلى التوضيح، فكلام حاكمه لا يعني إطلاقا أي تغيير في سعر صرف الليرة الرسمي والمحدد عند 1507,5 ليرات، وأكد المكتب الإعلامي لسلامة أن سياسة البنك المركزي ما زالت قائمة على استقرار سعر الصرف بالتعامل مع المصارف.

من جانبه طمأن رئيس جمعية المصارف سليم صفير صغار المودعين: لا تخافوا... والكريزة تنتهي قريبا إن شاء الله.

* مقدمة نشرة أخبار "أو.تي.في"

ما هو البديل عن حكومة برئاسة حسان دياب؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل لبناني اليوم، على كل لبناني آخر، يتخذ موقفا سلبيا من التكليف، وينظر إلى التأليف بعين الريبة والحذر.

سياسيا، ما هو البديل؟ هل هو مجددا حكومة برئاسة سعد الحريري؟ وما الذي يمنع رئيس تيار "المستقبل" من معاودة لعبة زهرة المارغريت، التي تحدث عنها الرئيس ميشال عون من بكركي أمس؟ هل هو من جديد حكومة برئاسة شخص يسميه سعد الحريري؟ وماذا لو كرر رئيس "تيار المستقبل" لعبة حرق الأسماء، التي أسقطت سابقا ثلاثة أسماء؟ هل هو حكومة برئاسة أحد المنتمين مباشرة إلى قوى الثامن من آذار؟ وماذا سيمنع حينها اللاعبين الداخليين والخارجيين من اعتبار أي حكومة مباشرة حكومة "حزب الله"، من دون انتظار حتى التأليف، والانتقال فورا من الاتهامات الاعلامية الى اجراءات من نوع آخر؟

اقتصاديا وماليا، ما هو البديل؟ هل يحتمل البلد مزيدا من التدهور والقلق؟ هل يحتمل تأخيرا أكبر في محاربة الفساد، قضائيا وتشريعيا وعلى المستوى التنفيذي؟ هل يحتمل تعريض السيادة للخطر من خلال تشريع الابواب اكثر فأكثر على تدخلات خارجية، قد تنتهي إلى فرض شروط؟

عسكريا وامنيا ما هو البديل؟ ماذا عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة برا وبحرا وجوا؟ ماذا عن خطر الإرهاب الذي قد يطل برأسه من جديد في أي لحظة؟ وماذا عن خطر اللجوء والنزوح؟

أسئلة كثيرة، يفترض بكل لبناني أن يفكر بها مليا، قبل اتخاذ أي موقف مسبق، سلبيا كان أم إيجابيا.

وفي الانتظار، لا يزال العمل مستمرا على بلورة صيغة حكومية تعيد الثقة، لتتمكن من اتخاذ ما يلزم من تدابير، حفاظا على ما تبقى، بعد ثلاثين عاما وأكثر من السياسات الخاطئة، المعطوفة على نسبة متنامية من الهدر والفساد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إذا لم يكن بالامكان استرجاع الأموال المنهوبة، فأضعف الايمان استرجاع الاموال المسحوبة... هي خلاصة اجتماع لجنة المال والموازنة، التي أقفلت على اقرار لموازنة عام ألفين وعشرين بتخفيض لامس الالف مليار ليرة لبنانية. ولم تخل الجلسة من ألف سؤال وسؤال عن المالية العامة وودائع اللبنانيين وآداء المصرفيين، في جلسة استدعي اليها المصارف وحاكم مصرف لبنان.

الحاكم خانه التعبير أو التوقيت، فصوب على سعر صرف الدولار بجواب للاعلام أنه لا يعرف إلى أين سيصل سعر صرفه، قبل أن يسارع إلى التوضيح ببيان بأن سياسة مصرف لبنان ما زالت قائمة على استقرار سعر الصرف.

أقرت لجنة المال إذا، موازنة العام ألفين وعشرين، ولم تقتنع بما قدمته المصارف حول السحوبات المصرفية، كما قال رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان. كما شكلت لجنة نيابية لمتابعة الحوالات المالية إلى الخارج، لا سيما تلك العائدة لسياسيين، ومن يتعاطى الشأن العام.

إلى جانب اللجنة، كان التزام من حاكم مصرف لبنان امام لجنة المال بإجراء هيئة التحقيق في المصرف جردة على كل العمليات التي لها علاقة بالتحويلات للخارج. وإذا كانت غير شرعية، ستتم استعادتها، كما أكد النائب حسن فضل الله.

وبالارقام، تحدث النائب فضل الله عن أحد عشر مليار دولار من اموال المصارف الموجودة في الخارج. أما ما تقوم به المصارف مع المودعين فهي اجراءات غير قانونية، وتخضعهم للمساءلة بحسب النائب فضل الله.

وبحسب النتيجة، فإن حركة برلمانية عبر لجنة المال والموازنة أعطت دفعا في الاتجاه الصحيح، على ان يتمكن الرئيس المكلف من مزيد من التصحيح مع حكومة يجري العمل الجدي على تأليفها، ويمهد لها بمزيد من اللقاءات بعيدا عن الاعلام، وابرزها كان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

حكومة تفترض المهام التي تنتظرها، ألا تكون حكومة مواجهة أو تحد لأحد، بحسب "كتلة الوفاء للمقاومة"، وأن تكون حكومة حاضنة لتطلعات اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال. بي. سي"

إنها "الدويخة"، وصلت الصحافة إلى هذا النوع من المصطلحات لأن درك السياسة بلغ مرحلة "الدويخة"... لم يعد المواطن يفهم شيئا، لأن المسؤولين بلغوا حدا من الإنكار وما عادوا يعترفون بالمشكلة. على سبيل المثال لا الحصر، رئيس جمعية المصارف يخرج من اجتماع مجلس النواب ليقول: "لا تخافوا... الأزمة ستنتهي قريبا".

المودعون خائفون منذ أشهر، فهل يكفي أن يقال لهم: لا تخافوا؟ أم أن المطلوب إجراءات تجعلهم فعلا، لا قولا، لا يخافون؟

حاكم مصرف لبنان يجيب عن سؤال، ويسبب جوابه بلبلة قبل أن يوضح أن سعر الدولار غير معروف عند الصيارفة لا بحسب تسعيرة مصرف لبنان.

لجنة المال والموازنة تتخذ سلة إجراءات, أبرزها, تعليق المهل 6 أشهر للقروض المتعثرة, السكنية والصناعية والزراعية، توصية بتسهيل التحويلات المصرفية الى الخارج للطلاب لتسديد اقساطهم ومستلزماتهم، لكن البند الأول، أي تعليق المهل، يحتاج إلى صدور الموازنة. والموازنة، حتى إشعار آخر، أثر بعد عين، صحيح أنها انتهت في لجنة المال والموازنة، ولكن يبقى امامها أن تمر في الهيئة العامة للمصادقة عليها قبل أن تنشر في الجريدة الرسمية لتصبح نافذة... من الآن وحتى ذلك الحين، هل من إجراء أسرع من انتظار الموازنة؟

ربما الإجراء الأنجع والأنجح يتمثل في تأليف حكومة جديدة تعيد الثقة، ولو بالحد الأدنى، لكن التأليف يمر بدوره في عوارض "الدويخة"... البعض يقول إن التشكيلة أصبحت في جيب الرئيس المكلف، بعض آخر يقول إنها ما زالت في طور اختيار الأسماء والجوجلة. ولكن أبعد من جهوزية التشكيلة ومرحلة الجوجلة، هناك سابقة محاولة تعرية الرئيس المكلف من القدرة على توزير سنة. في هذا المجال، تتقاطع معلومات عن توالي اعتذارات من شخصيات سنية فوتحت بإمكانية التوزير، فهل ينجح الرئيس المكلف في إيجاد من يقبل التوزير؟

في مطلق الأحوال، بات الوضع النقدي والمالي والاقتصادي والمعيشي مرتبطا ارتباطا عضويا بالوضع السياسي والحكومي تحديدا، وعبثا التفتيش عن حلول من خارج هذا السياق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

مفاجأة ابراهيم كنعان التي وعد بها ليوم الخميس جاءت لأصحاب قلوب ضعيفة لن تحتمل، فمن القمة المالية المنعقدة على شرف لجنة المال والموازنة، كان تصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن المدى الذي سيصل إليه سعر الصرف أمام الدولار، قائلا في عبارة تشبه عاصفة: "ما حدا بيعرف".

كلمات ثلاث فتحت باب ريح على الحاكم الذي عاد وأوضح أنه كان يتحدث عن سعر الصرف لدى الصرافين تحديدا. وفي الاجتماع الذي حمل الطابع الاستثنائي للجنة، جرى تدول العملة الصعبة المهربة إلى الخارج، لكن سلامة لم يجزم في أمر تهريبها، وأخضع التساؤل لتحقيق يبدأه لبنان أولا. ولأن سويسرا الشرق تريد أموالها لاستخدامها سيولة في الزمن الصعب، فقد اقترح النائب حسن فضل الله استعادة الأموال "المسحوبة"، وقال فضل الله: إننا في حاجة إلى ما بين 5 إلى 10 مليارات دولار لإنعاش السوق الاقتصادي. ولم يدم السؤال طويلا حول من أين نأتي بها، لأن نائب "حزب الله" قدم خريطة طريق إليها باستدلاله على 9 مليارات من أصحاب المصارف حولت إلى الخارج كمراسلة أو تقديم كفالات زائد مليارين جرى تحويلها مساهمات وقروضا إلى غير المقيمين، ما يعطينا مجموعا يصل إلى رقم يشكل حساسية جلدية سياسية: الأحد عشر مليارا، لكن هذه المرة، فإن الرقم لن يثير مشاعر الريبة تجاه الرئيس فؤاد السنيورة، بل تتوزع أرباحه على "سنيورات" ومصارف وشخصيات يطلب إليهم اليوم استعادة ما سحب لتوفير السيولة بالعملة الصعبة في الأيام الأشد صعوبة على مر تاريخ لبنان.

وإذا كانت الدولة "لا تعرف"، فإن عليها بعد الآن أن تكون أكثر معرفة بمن سحب واحتجز وهرب واستغل ظرف السابع عشر من تشرين، لا بل استشعر الخطر قبل أوانه. لذلك، فإن النائب حسن فضل الله قد رسم للسلطة المالية خطوط مراقبة تمتد من بيروت إلى برن، ومنها الى عواصم غربية تختزن أموالا نحن الأولى بها، ولتعد إلى مخازنها.

وعلى هذا الخط، انتزع فضل الله التزاما من حاكم مصرف لبنان يمهد لهيئة تحقيق ستقوم بجردة على كل العمليات ذات العلاقة بالتحويلات الى الخارج ليصار الى استعادتها.

وبالحسنات المصرفية الجارية، أعلن الخبير الاقتصادي حسن مقلد ل"الجديد" عن واحد وعشرين ملف تحويل أموال إلى خارج لبنان موثقا بالمستندات، وأوضح أن هذه الأموال لا تنحصر بسويسرا، بل بعدد من الدول والجزر. وكل عمليات الكشف المالية من المقرر ان تتضح معالمها مع الجردة المالية للمصارف نهاية عام 2019.. السنة التي: "تنذكر وما تنعاد".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم. تي. في"

أيهما أكثر إثارة للقلق، التأخير في تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين ترضي اللبنانيين والدول الصديقة وتضع لبنان على سكة النهوض، أم خروج المسؤولين عن الشأنين المالي والنقدي من اجتماعهم في حضرة لجنة المال والموازنة من دون أن يخرج عنهم اي موقف واضح مقنعٍ يطمئن المواطنين المذعورين الى سلامة اموالهم وودائعهم ورواتبهم ومستوى معيشتهم، والأهم عدم ظهور أي مؤشر الى امكانية استرجاع المال المهرب الى الخارج أخيرا، بعدما يئسوا من امكانية استرجاع المال المنهوب؟ حتى إقرار لجنة المال موازنة 2020 مر باهتا بسبب المواقف الضبابية المذكورة.

في الشأن الحكومي ، كلما تقدمت عملية التكليف في الزمن، انكشفت الخلافات العميقة بين أهل السلطة حول شكل الحكومة وتركيبة مكوناتها واسماء وزرائها وتوزع حقائبها. ويمكن بسهولة تمييز جبهتين تتجاذبان الجنين الحكومي قبل ولادته: الأولى يقودها "حزب الله"، لا تزال تراهن على حكومة تكنوسياسية وتحلم باسترجاع الحريري الى الحظيرة، والثانية يقودها الرئيس عون وتصر على حكومة اختصاصيين، لكن الجامع المشترك بين الجبهتين هو حتمية تبعية وزراء الاختصاص لسلطتهما.

ولا تتوقف التعارضات بين الأخوة الأعداء عند هذا الحد، إذ تزدهر بين الجبهتين خلافات جانبية وصراعات ليست اقل خطورة على عملية التأليف، كالخلاف العنيف الذي اندلع بين رئيس التيار الحر جبران باسيل ورئيس "المردة" سليمان فرنجية على خلفية مد الأول يده الى الحديقة الزغرتاوية باقتراحه توزير السفير قبلان فرنجية المعادي ل"المردة".

ولا نقلل ابدا من خطورة العطب الرئيس القادر على إجهاض عملية التأليف، والناجم عن امتناع سنة الصف الأول عن المشاركة في حكومة حسان دياب، التي تعتبرها مرجعيات الطائفة وسياسيوها حكومة باسيل، بل حكومة الخامنئي.

وفي سياق متصل، عزز وضع الرئيس العراقي برهم صالح استقالته بتصرف البرلمان رفضا لتكليف أحد رجال إيران تشكيل الحكومة، حجة الرافضين لحكومة من هذا النموذج في لبنان، في وقت يرتفع منسوب العناد لدى الطرف اللبناني الممانع، حيث يعتبر التراجع ضربا ل"حزب الله" والعهد ومن خلفهما إيران.

وسط كل المعوقات، الوضع الاقتصادي يتآكل ويغرق، متجاوزا ما بقي سالما من البنى التحتية التي تجرفها "لولو" بسيولها وأمطارها الغزيرة.

 

المقربين من الرئيس المكلّف حسان دياب يتوقعون أن يكون لهم حصة بالتوزير في الحكومة المقبلة

الأنباء/26 كانون الأول/2019

عُلم أن أكثر من شخصية من المقربين من الرئيس المكلّف حسان دياب يتوقعون أن يكون لهم حصة بالتوزير في الحكومة المقبلة. انعكست الأوضاع المالية والمعيشية الصعبة على مجال الفن والسينما والمسرح، وقد لوحظ نسبة إقبال ضعيفة جداً في العرض الأول لأحد أهم المسرحيين الذي كان يستقطب عادةً نسبة حجوزات عالية. تردد أن صحافياً يتنقّل بين الشاشات كان موعوداً بمنصب مستشار لمرجع جديد؛ لكنّ المرجع لم يُعيّنه.

 

ضغوط وخلافات داخل 8 آذار تؤجل الإعلان عن حكومة حسان دياب

العرب/26 كانون الأول/2019

بيروت - قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة إن مداولات تشكيل الحكومة الجديدة تجري بصمت وسرية على الرغم من تسريبات حول شكل الحكومة وأعداد الوزراء وأسمائهم التي جرى تداولها في الساعات الأخيرة. ورأت المصادر أن ما يتسرب من معلومات قد لا يكون بعيدا عن الصحة، وهدفه اسكتشاف ردود الفعل حول احتمالات تشكيل الحكومة وطبيعتها، ولكن بعض التسريب هدفه أيضا حرق بعض الأسماء المرشحة واستبعادها عن التشكيلة الرسمية. ووضع مراقبون موقف زعيم تيار المردة سليمان فرنجية ضد حكومة حسان دياب كرد فعل على معلومات وصلته حول تشكيلة الحكومة وتداول أسماء بعضها من زغرتا (مسقط رأس فرنجية) وتعتبر على خصومة سياسية مع فرنجية. غير أن آراء أخرى ترى أن خلافا حقيقيا داخل تحالف 8 آذار ما زال يؤخر إعلان التشكيلة الحكومية التي تقول معلومات إنها باتت جاهزة وقد قدم دياب مسودة عنها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون في الاجتماع الذي ضمهما في بعبدا الثلاثاء.

وتلفت المصادر إلى أن ما عبّر عنه فرنجية من أن حكومة دياب ظاهرها من الاختصاصيين وباطنها مرتبط برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ليس بعيدا عن موقف زعيم حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تقول المعلومات إنه غير راض عن بعض الأسماء داخل الحكومة العتيدة، وإنه ما زال يدعو إلى تضمين الحكومة أسماء حزبية. ويحيط الغموض بعملية تأليف الحكومة. ولا يشعر المراقبون بأن الأمر جديّ وقد يؤدي فعلا إلى التوافق الداخلي على إنتاج حكومة إنقاذ يمكن قبولها من الخارج. ويشتبه هؤلاء في أن ما يجري من مداولات وتسريب لا يعدو كونه تقطيعا للوقت بانتظار صفقة أخرى، قد تكون مفاجئة، تنهي المرحلة التي بدأت منذ طرح حسان دياب مرشحا ثم رئيسا مكلفا للحكومة. وذكرت مصادر سياسية أن كثيرا من الشخصيات السنية التي تم الاتصال بها قد اعتذرت عن عدم المشاركة في وزارة دياب، وأن لا أحد داخل الطائفة السنية متحمسا للقبول بمركز وزاري في أجواء سنية محتقنة ضد الطريقة التي تم بها اختيار دياب بما ينتهك الميثاقية المنتهجة تقليديا لحماية العيش المشترك في البلاد. وجاءت المواقف التي اتخذها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الثلاثاء، ضد باسيل والرئيس عون والتي اعتبر فيها أن الحكومة المقبلة هي حكومة باسيل، بمثابة فيتو سني جديد على حكومة دياب، يضاف إلى مواقف صدرت عن رؤساء الحكومة السابقين، تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، الرافضة للشكل المدبر الذي تم من خلاله تكليف شخصية سنية لا تحظى بغطاء الطائفة الديني والسياسي. وتشكك مصادر سياسية في قدرة دياب على الوفاء بوعده بتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين، خصوصا وأن ما تسرّب من أسماء أظهر أن لجميعها ارتباطات سياسية، وأن بعضها كان في السابق ضمن توليفة وزارية تخضع لنظام المحاصصات الحزبية السياسية. وذكرت المصادر أن نظرية “الاختصاصيين المستقلين” تتسق مع دعوة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي سبق أن أعلن في مؤتمر صحافي، عن رفضه والتيار الوطني الحر المشاركة في أيّ حكومة يترأسها الحريري، مطالبا بتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين من رئيسها إلى كافة وزرائها. ولا يأتي إجماع الحريري وفرنجية على اتهام حكومة دياب المنتظرة بأنها حكومة باسيل، من فراغ، وأن ما يتسرب حتى الآن يوحي بأنها كذلك، خصوصا وأن الرئيس عون لوّح بذلك، معتبراً أن الأمر من حق صهره، باسيل، طالما أنه زعيم أكبر كتلة نيابية، مع تأكيد عون أن باسيل لا يفعل ذلك. nوتلفت مصادر برلمانية إلى غموض موقف حزب الله بشأن حكومة دياب، على نحو يوحي أن الأمور ما زالت غير جدية ولا تستدعي موقفا حاسماً.

وقالت المصادر إن الحزب ما فتئ يردد أنه عازم على تسهيل عملية التأليف، دون أن يؤكد قبوله بأن لا يكون لديه تمثيل مباشر داخل هذه الحكومة، متسائلة عن تبرير حزب الله لخروجه المحتمل من الحكومة، وهو أمر كانت تطالب به الولايات المتحدة التي لم تستسغ مشاركته في حكومة الحريري المستقيلة.

وتعتبر مصادر دبلوماسية عربية في بيروت أن مبدأ تخلي حزب الله عن مشاركته في الحكومة سيشكل سابقة لا يمكن اعتبارها إلا تراجعا في نفوذ حزب الله وخضوعا للضغوط الدولية في هذا الصدد.

وتضيف هذه المصادر أنه إذا ما حصل فعلا هذا الأمر في لبنان، فإنه سيكون سابقة قد تحتذى في العراق من خلال إبعاد الأحزاب الموالية لإيران عن الحكومة المقبلة في العراق وجعلها حكومة تكنوقراط خالية من التمثيل السياسي. ومع ذلك تستبعد المصادر هذا الأمر في لبنان معتبرة أن مداولات حكومة دياب قد تتطور على نحو دراماتيكي في الأيام المقبلة. ويلفت مراقبون إلى أن الرأي العام اللبناني تشغله أولوية واحدة، هي ما يمكن أن تفعله الحكومة لوقف التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي. ويضيف هؤلاء أن أزمة لبنان لا يمكن حلها في الأمد العاجل إلا عن طريق مساعدات عربية دولية طارئة، وأن مصادر هذه المساعدات لن تفعل شيئا إذا لم تأت الحكومة مطابقة للمواصفات التي تنتظرها الدول الداعمة. ويرى مراقبون أنه إذا كانت العواصم الدولية تنتظر حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والتمتع بالشفافية، وفق الشروط التي تحدث عنها مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل في زيارته الأخيرة للبنان، فإن الدول الداعمة في الخليج لن تفرج عن أيّ مساعدات إلى حكومة لا تحظى بغطاء سني، تشكلت من قبل قوى يتزعمها حزب الله، وتلوّح إيران، على لسان مستشار المرشد، علي أكبر ولايتي، بأنها تابعة لها ومعارضيها تابعون لأميركا والسعودية. وتخلص مصادر مطلعة إلى عدم الاستهانة بحجم الانتفاضة الشعبية التي ستستعيد زخمها إذا لم تكن الحكومة المقبلة مستجيبة لمطالبها، لجهة أن تكون من التكنوقراط المستقلين، ولجهة أن تتمتع بصلاحيات استثنائية تتيح لها تجاوز البرلمان الذي تسيطر عليه القوى السياسية، وتمكنها من فرض قانون انتخابات تمثيلي عادل وفرض إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وتذكّر المصادر بأن كل العواصم كانت تحدثت عن حكومة يرضى عنها اللبنانيون، بما يعني أن للحراك الشعبي القول الفصل في منح أيّ حكومة شهادة حسن سلوك يمكن اعتمادها في الخارج، كواحد من الشروط الأساسية التي يضعها المجتمع الدولي للإفراج عن مساعداته المالية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اللبنانيون يعتصمون أمام المصارف ويدشنون حملة “مش دافعين”

سلامة: سنتخذ كل الخطوات القانونية لمعرفة مصير التحويلات الخارجية إلى سويسرا

بيروت ـ”السياسة”/26 كانون الأول/2019

 نظم محتجون في كل المناطق اللبنانية، أمس، احتجاجات أمام فروع مصرف لبنان في صيدا وعاليه وزحلة وصور وصيدا وبيروت وطرابلس اعتراضا على السياسات المصرفية، مدشنين حملة “مش دافعين” أمام فروع مصرف لبنان. واعتصم العشرات أمام جمعية المصارف في وسط بيروت معبرين عن احتجاجهم لما وصلت إليه الأمور بعد أسابيع من السياسات غير المدروسة للمصارف والتي تحجز على أموال المودعين بشكل يخالف حرية المودع بسحب أمواله والتصرف بها. ودعا المحتجون الى عدم دفع اموال القروض تحديدا القروض الصغيرة، قروص السيارات والشخصية مؤكدين على مواصلة حراكهم من اجل تحقيق المطالب.

إلى ذلك، قال حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، إن “مصرف لبنان سيتخذ كل الخطوات القانونية لمعرفة مصير التحويلات الخارجية إلى سويسرا، ولكن علينا أن نتأكد إن كانت هذه التحويلات خرجت فعلا من لبنان”. وجاء كلام سلامة بعد اجتماع استثنائي في مجلس النواب برئاسة رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، وحضور وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، ورئيس جمعية المصارف سليم صفير. وأضاف “نعالج الأزمة تدريجيا وبعد 17 أكتوبر أقفلت المصارف مما خلق اضطرابات في السوق”. وردا على سؤال حول السعر الذي يمكن أن يصل إليه الدولار الأميركي، أجاب سلامة باختصار “لا أحد يعرف”. يشار إلى أن البلاد تواجه أزمة حادة في السيولة بالعملة الأجنبية، تزامنا مع سياسات تقييدية للمصارف اللبنانية على أموال المودعين منذ أسابيع. وتمتنع المصارف عن تسليم المودعين مبالغ تفوق الـ200 دولار أسبوعيا، يضاف إليه تلاعب في سعر صرف العملة في السوق السوداء مما أفقد الليرة اللبنانية أكثر من ثلث قيمتها. ورداً على كلام سلامة، غرد عضو “تكتل لبنان القوي” النائب جورج عطاالله، وقال: “لا داعي للتحقق من أن هناك أموالا تم تهريبها الى سويسرا لأنك تعرف ان التهريب تم، ولذلك إبدأ بالإجراءات كي لا يبدأ بها غيرك”. ورأى النائب حسن فضل الله أنّ أزمة السيولة في البلد مرتبطة بالغلاء الفاحش الناجم عن ارتفاع سعر صرف الليرة وبأموال المودعين. وأشار في مؤتمر صحافي له بعد اجتماع لجنة المال والموازنة إلى أنّ نحو 11 مليار دولار من أموال المصارف موجودة في الخارج.

وقال فضل الله: “أخذنا التزامًا من حاكم مصرف لبنان الذي أكّد أنّه لايملك معطيات حول التحاويل الخارجية ويفترض أن تبدأ هيئة التحقيق بجردة على كل العمليات التي لها علاقة بهذه التحويلات وإذا تبيّن أنها أموال غير شرعية يجب استعادتها”.

وأكّد أنّ الأرقام المتعلقة بالتحويلات باتت مدوّنة في محضر لجنة المال، لافتًا إلى أنّ المطلوب ايجاد حلول واتخاذ الخطوات اللازمة. من جهته، توجه رئيس جمعية المصارف سليم صفير لصغار المودعين، بالقول: “لا تخافوا، و”الكريزة بتخلص عن قريب”. وحول الأخبار المُتداولة عن “التّحويلات إلى الخارج”، أشار صفير إلى أنه “ليس لديه أيّ معلومات عن الموضوع “. وخلال تصريحٍ له بعد الإجتماع الإستثنائي الذي عقدته لجنة المال والموازنة النيابيّة، شدّد صفير على أنه “المهم سعر صرف الدولار لدى مصرف لبنان لا لدى الصيارفة”. وكان حصل إشكالٌ داخِلَ أحدِ المصارف اللبنانيّةِ المعروفةِ في عكار، حيث ظهر مواطنٌ في مقطع فيديو يصطَحِبُ معهُ بلطةً ويُلوِّحُ بها مُهدِّدًا. ودخل إلى البنك حاملًا فأسًا من نوع “بلطة” طويلة المقبض، مخصصةٌ لقطع الأشجار الضخمة، وهدَّدَ العاملين فيه باستخدامها، وراح يصرخ “بدّي مصرياتي.. بدّي مصرياتي”، فاحتشد حوله المتواجدون ومنعوه. يأتي ذلك في ظل الإجراءات المشددة التي تتخذها المصارف على سحب الأموال بالدولار والليرة اللبنانية. وأعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان أنه “أقرت مبدئيا وعمليا موازنة 2020 مع تعديلات كثيرة منها التخفيض الذي يصل الى حوالى 1000 مليار ليرة”.

 

مسيرة للمغتربين دعماً للثورة و300 نازح يعودون طوعاً إلى سورية

بيروت ـ”السياسة” /26 كانون الأول/2019

 نظم عدد من المغتربين مسيرة من أمام وزارة الخارجية والمغتربين الى محيط مجلس النواب، أمس، دعمًا لمطالب الثورة. وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية مرددين هتاف:” قولوا لثورة تشرين رجعوا رجعوا المغتربين”. على صعيد آخر، انطلقت، أمس، من النبطية، قافلة تقل نحو 300 سوري عائدين طوعيًا الى بلدهم، ضمت حافلة وعشرة باصات و100 سيارة “بك اب”، بعد تأخر وصول الباصات من سورية لاكثر من ست ساعات نتيجة العاصفة الثلجية. وكان تجمّع ال 300 شخص في “مدرسة عبداللطيف فياض” وأحضروا أمتعتهم وحاجياتهم بإشراف ضباط الامن القومي في شعبة الاستقصاء في الامن العام في الجنوب، وسط انتشار للجيش. وعمل موظفو الصحة في النبطية على تلقيح الاطفال العائدين، بينما تولت عناصر من الامن العام تأمين المأكل والمشرب للعائدين. وانطلقت القافلة باتجاه حاصبيا ومرجعيون وابل السقي، بمواكبة سيارتين للصليب الاحمر اللبناني وقوة من الجيش والامن العام حتى المصنع و100 سيارة بك اب تنقل امتعة العائدين واغراضهم.

 

ملحم خلف: كلّ من اراد ان يخرج عن قسمه عليه ان يخرج من النقابة

مواقع الأكترونية/26 كانون الأول/2019

أطلق نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف عدة مواقف تتعلق بملفات تهم المحامين ومنها ملف الفساد والملف الاستشفائي وتنقية الجدول العام، معتبرا ان "الفساد يُكافَح بتصرفنا الشخصي"، كاشفا عن ان كل محام سيمتنع عن تسديد اي مبلغ مالي لانجاز اي معاملة له او تمرير اي ملف في اي دائرة، ومعلنا ان النقابة ستضع بتصرف المحامين خطا ساخنا في حال عرقلة اي معاملة. مواقف النقيب جاءت خلال احتفال رمزي تقيمه النقابة كل عام بمناسبة الاعياد ويحضره نقباء المحامين السابقون واعضاء مجلس النقابة والموظفون. وقال خلف خلال الاحتفال :"ليس من اشخاص داخل النقابة او نقيب انما جميعنا نقباء وهذه المسؤولية تفرض علينا التعاضد ونكون قدوة في هذا المجتمع لنكون المواطن الصالح الذي علينا ان نبنيه سوية". وأضاف ":اننا نتطلّع الى ١٠٠ عام القادمة بعد المئوية الاولى للنقابة كفريق متجانس وموحد ." وتناول خلف في كلمته مسألة تعديل قانون تنظيم مهنة المحاماة لافتا الى "اننا امام ورشة لتحديث النقابة ولن نتوانى عن تعديل هذا القانون". كما تناول الملف الاستشفائي للنقابة وقال في هذا المجال:" سيكون لهذا الملف الاهمية والاولوية لننتهي من الجدلية حوله وسيكون لنا خيارات استراتيجية للمستقبل ولن يكون هذا الملف على صفحات الفايسبوك بعد الان وسنتطرق اليه بجدية ومن له اي ملاحظات في هذا الشأن فليطرحها علينا". أمّا بشأن تنقية الجدول العام للنقابة فقد بدا خلف حازما في كلامه حين اكد "ان كلّ من اراد ان يخرج عن قسمه عليه ان يخرج من النقابة وهذا امر شائك وصعب انما سيتم من دون اي تشهير".وانتهى خلف الى التأكيد على ان "المحامين ونقابة المحامين هي حجر الزاوية للشباب" مشددا على اننا لن نكون مسهّلين او شركاء في الفساد انما سنكافحه من خلال البدء بعدم دفع اي مبلغ مالي لانجاز اي معاملة.

 

سلامة يتمسّك بثبات سعر الصرف.. وصفير: لا تخافوا

المركزية/26 كانون الأول/2019

"القِلة بتولّد النقار" قول مأثور لم ينحصر بزمن بل بأزمنة تشهد حالات كالتي نمرّ بها اليوم.. وليس أسوأها حَبس أموال اللبنانيين في المصارف والسماح بسحبها في مواعيد محددة من الأسبوع. فاللبنانيون الخائفون على أموالهم لم يترددوا في اتهام المصارف بحرمانهم من جنى عمرهم، وإدارات المصارف قلقة على ودائع ائتُمنت عليها على مدى تاريخ من الثقة، في حاضرٍ مأزوم سياسياً و"مخنوق" اقتصادياً، ومستقبل ضبابي لا أحد يقرّ بما يخبّئه... فتلجأ إلى تدابير وإجراءات موجعة خوفاً من قابل الأيام. "لا تخافوا .. الأزمة ستنتهي قريباً إن شاء الله" بهذه العبارة توجّه رئيس جمعية المصارف سليم صفير إلى صغار المودِعين اللبنانيين الخائفين على ودائعهم وأموالهم، ليعلن لدى سؤاله اليوم في مجلس النواب، عن وصول سعر صرف الدولار الأميركي إلى 2000 ليرة لدى الصيارفة، "المهم البنك المركزي وليس الصيارفة، فمصرف لبنان لا يزال مستمراً في سياسة تثبيت سعر صرف الليرة"، داحضاً كل الشائعات التي تؤجّج قلق اللبنانيين والتي لا تتوانى عن خلق الذعر في الأسواق المالية. مصادر مصرفيّة تطمئن.. وليس بعيداً، لفتت مصادر مصرفية لـ"المركزية" إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا يزال متمسكاً بسياسة دعم المصارف بتدابير تقيها شرّ التعثّر وتنأى بودائعها عن أي خطر طارئ. وأكدت أن "ودائع اللبنانيين محفوظة ولو كان السحب "بالقطارة"، بما يصبّ في مصلحة المودِعين والنشاط المصرفي على السواء". وأكدت المصادر أن مصرف لبنان "شديد الحرص على المحافظة على تثبيت سعر صرف الليرة، ضمن سياسة حمائية تتحرّك دفاعاً عن سوق القطع والقطاع المصرفي في كل الظروف على اختلافها، وهو أثبت نجاح تلك السياسة في حمأة الأحداث وأحلك الظروف". واستشهدت بالتوضيح الصادر عن مصادر سلامة بعد مشاركته في اجتماع لجنة المال والموازنة النيابية، أنه "لم يكن يعني إطلاقًا أي تغيير في سعر صرف الليرة الرسمي والمحدّد عند ١٥٠٧.٥٠، لدى قوله "لا أحد يعلم إلى أين سيصل سعر صرف الدولار"، إنما جوابه جاء رداً على سؤال عن سعر الصرف لدى الصرافين تحديدًا". إذ أكدت المصادر أن سياسة مصرف لبنان "ما زالت قائمة على استقرار سعر الصرف بالتعامل مع المصارف". وشددت المصادر المصرفية على "وجوب الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تلبّي مطالب الشارع، بما يؤمّن نهوضاً اقتصادياً ومالياً للبلاد، درءاً لأي انهيار يتهدّدها... وبذلك تكون الطبقة السياسية تسعى في اتجاه الحل، بدل أن يبقى مصرف لبنان والقطاع المصرفي وحيدين في خطة الإنقاذ".

 

مكتب رياض سلامة: كلام الحاكم لا يعني تغييرا في سعر صرف الليرة

مواقع الأكترونية/26 كانون الأول/2019

أكد المكتب الاعلامي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة "ان كلام الحاكم بعد لقائه بلجنة المال والموازنة لا يعني إطلاقا أي تغيير في سعر صرف الليرة الرسمي والمحدد عند 1507,50 وإنما جاء ردا على سؤال حول سعر الصرف لدى الصرافين تحديدا. ويؤكد المكتب ان سياسة مصرف لبنان لا زالت قائمة على استقرار سعر الصرف بالتعامل مع المصارف.

 

واكيم للرئيس عون: فهمت جيدا اين نحن ذاهبون.. وصحناوي يرد

مواقع الأكترونية/26 كانون الأول/2019

غرّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب عماد واكيم عبر "تويتر"، قائلاً: "رغم الانهيار الذي نعيشه، رغم التشرذم الوطني والطائفي الذي وصلنا اليه، رغم حال الفقر الذي وصل اليه اللبنانيون، رغم ثورة الناس... أخبرنا الرئيس أن رئيس أكبر كتلة نيابية يحق له تأليف الحكومة، لم افهم على اي مادة في الدستور ارتكز لكن فهمت جيداً اين نحن ذاهبون. في ذكرى ميلادك يا رب ساعدنا". من جهته، رد عضو "تكتل لبنان القوي" النائب نقولا صحناوي على النائب عماد واكيم عبر حسابه على "تويتر": "الرئيس عون مسؤول عما يقوله، لا عما يطلب منك فهمه. للوزير باسيل ولغيره من رؤساء الكتل النيابية الحق في إبداء الرأي بالحكومة، كون النواب هم من يمنحون الثقة للحكومة او يحجبونها عنها، لكن الرئيس كان واضحا في قوله ان الوزير باسيل لا يتدخل في التشكيل. ‏تجزئة الحقيقة هي افتراء وتضليل".

 

قريباً.. "الدولار اللبناني" للمودعين لا الدولار الأميركي

مواقع الأكترونية/26 كانون الأول/2019

ذكرت معلومات للـLBCI أن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب يسعى الى معالجة مرسوم ترقية الضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد قبل انتهاء السنة، وهو حاول الاتصال بالرئيس سعد الحريري ليشرح له الوضع والحصول على موافقته على مشروع المرسوم لكن الرئيس الحريري لم يحدد له موعداً بعد، هذا مع العلم انه لم يبق سوى اربعة ايّام لتوقيع المرسوم ونشره قبل نهاية السنة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف مجدداً ميليشيات إيران في البوكمال السورية وتقتل خمسة

قوات الأسد على وشك السيطرة على معرة النعمان بإدلب

دمشق – وكالات/26 كانون الأول/2019

قتل خمسة من عناصر ميليشيات تابعة لإيران، جراء قصف مجهول المصدر قرب الحدود السورية مع العراق، أمس، يعتقد أن مصدره إسرائيل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، بأن “قصفاً بصواريخ شديدة الانفجار مجهولة المصدر استهدف مقر اللواء 47 التابع للميليشيات التابعة لإيران في حي الجمعيات وسط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، إلى جانب مواقع أخرى في المنطقة ذاتها”، مضيفاً إن القصف أسفر عن مقتل خمسة من عناصر تلك الميليشيات. وأشار إلى أنه لم يتضح ما إذا كان القصف تم بطائرات مسيرة أو نتيجة صواريخ بعيدة المدى، موضحاً أن القصف تسبب في وقوع انفجارات عدة ضمن المناطق التي تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية بريف دير الزور.

على صعيد آخر، ذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أول من أمس، أن ألفي سوري نزحوا خلال الـ24 ساعة الماضية من محافظة إدلب باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، هرباً من هجمات قوات النظام السوري. وأضافت إن عدد النازحين إلى الحدود التركية بلغ نحو 217 ألف شخص منذ نوفمبر الماضي. وأشارت إلى أن قوات النظام وداعميه سيطروا على 40 منطقة سكنية خلال العملية العسكرية التي أطلقت في 20 ديسمبر الجاري، بمدينتي معرة النعمان والسراقب والمناطق المحيطة بهما في إدلب، رغم ادراجهما ضمن مناطق خفض التصعيد. من جانبه، أعلن جيش النظام أمس، أن قواته باتت على بعد كيلومترات قليلة عن مدينة معرة النعمان الستراتيجية على الطريق الدولي حلب – دمشق، مشيراً إلى تحرير 47 قرية في شمال سورية. في غضون ذلك، ذكر المرصد، أن رتلاً عسكرياً تركياً، يتألف من 85 آلية على الأقل، دخل إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي. وأضاف إن الرتل اتجه قسم منه نحو النقطة التركية في العيس جنوب حلب، وقسم آخر توجه نحو الراشدين بضواحي حلب الغربي. وفي الرقة، جددت القوات التركية أمس، قصفها الصاروخي على مواقع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في محيط عين عيسى شمال المحافظة، وذلك رداً على إطلاق “قسد” صاروخاً على موقع للقوات التركية في محور عين عيسى. من جانبها، تمركزت القوات الروسية في نقطة كان يسيطر عليه الجيش الأميركي بقرية تل السمن شمال الرقة. من ناحية ثانية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن قوات بلاده سيطرت على نحو ثمانية آلاف كيلومتر خلال توغلها في شمال سورية. وقال إن “بعض الدول لم تلتزم بتعهداتها حيال سحب الارهابيين إلى عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية – السورية”، في اشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا. من جهة أخرى، كشفت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، أن سورية تدرس إمكانية رفع دعوى دولية ضد الولايات المتحدة “لأنها تنهب النفط السوري”، مشيرة إلى أن “دمشق بدأت بالتنقيب عن النفط مع شركات روسية”.

 

إيران الى الإحتجاجات مجدداً..وخامنئي يحمي وزير الداخلية

المدن/26 كانون الأول/2019

قالت وكالة أنباء العمال الإيرانية (ايلنا) شبه الرسمية، الأربعاء، إن السلطات الإيرانية عطّلت خدمة الإنترنت على الأجهزة المحمولة عن الوصول إلى مواقع بالخارج في أقاليم عديدة وذلك قبل يوم من احتجاجات جديدة دُعي إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ودعت منشورات على مواقع للتواصل الاجتماعي وبعض أقارب الذين قتلوا في اضطرابات الشهر الماضي بسبب رفع أسعار الوقود إلى تجديد الاحتجاجات وإحياء ذكرى القتلى الخميس. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قوله إن تعطيل الخدمة تم بأمر من "السلطات الأمنية" وشمل أقاليم البرز وكردستان وزنجان في وسط وغرب إيران وفارس في الجنوب. وقالت الوكالة: "وفقا لهذا المصدر، من المحتمل أن يتأثر المزيد من الأقاليم بتعطيل الاتصال الدولي بالهواتف المحمولة". من جهته، أشار موقع "نيتبلوكس" الذي يراقب حركة الإنترنت حول العالم، إلى حدوث انقطاعات قائلاً عبر تويتر: "كانت هناك أدلة على انقطاعات في الإنترنت عبر الهواتف النقالة في أجزاء من إيران". وأضاف "تظهر بيانات الشبكة الآنية حدوث انخفاضين ملحوظين في الاتصال هذا الصباح وسط تقارير عن انقطاعات حسب المناطق. الأمر متواصل". وفي تشرين الثاني/نوفمبر، عطلت إيران خدمة الإنترنت لمدة أسبوع تقريباً للمساعدة في قمع الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود التي تحولت إلى احتجاجات سياسية مما أثار أكثر حملة قمع دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية الممتد منذ 40 عاماً. وصعب تعطيل الإنترنت على المتظاهرين بث مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد الدعم وأيضا الحصول على تقارير موثوقة حول نطاق الاضطرابات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين إيرانيين في وقت سابق، أن عدد قتلى الاحتجاجات في إيران تخطى ال1500 بعدما أعطى المرشد علي خامنئي الأوامر لقادة البلاد بإنهاء الاحتجاجات. وفي السياق، أعلن النائب الإيراني، علي مطهري، أن خامنئي رفض استجواب وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، المتهم بتنفيذ أوامر قمع المتظاهرين في الاحتجاجات. ووفقا لموقع "إيلنا"، فقد أكد مطهري، في تصريحات، بأن طلباً تم تقديمه إلى هيئة رئاسة البرلمان من أجل استجواب وزير الداخلية بهدف إقالته "لكن المرشد الأعلى عارض ذلك". وكان مطهري قال الأسبوع الماضي إن إقالة وزير الداخلية ستتم إذا وافق المرشد الأعلى على هذه الخطوة. ويترأس وزير الداخلية وفق القانون "مجلس الأمن القومي" حيث يتحمل تبعاً لذلك المسؤولية المباشرة عن قمع الاحتجاجات بشكل دموي. وكان الوزير قد دافع عن قيام قوات الأمن والحرس الثوري والباسيج بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي وذلك خلال جلسة في البرلمان، حسبما نقل عنه النائب محمود صادقي. وقال صادقي في تصريحات الأسبوع الماضي إن "فضلي ورداً على سؤال أحد نواب المحافظات حول أسباب إطلاق النار على الرأس وليس على أرجل المتظاهرين وإطلاق النار تحت الحزام، بالقول إن إطلاق النار شمل استهداف الأرجل أيضاً". وأضاف أن "النواب اندهشوا من إجابة الوزير الذي يعلن هذه القضية بكل برودة أعصاب".

 

إيران: تظاهرات ليلية تضامناً مع ضحايا ثورة الوقود وسط التعتيم وقطع الإنترنت وحذّرت من إرسال فيديوهات الاحتجاجات للقنوات المعارضة

طهران، عواصم – وكالات/27 كانون الأول/2019

 اندلعت تظاهرات ليلية متفرقة في مدن إيرانية عدة، عشية دعوات لاحتجاجات مرتقبة أمس، بناء على دعوات عبر مواقع التواصل تضامناً مع ضحايا انتفاضة نوفمبر، وإحياء ذكرى قتلى الاحتجاجات. وشهدت مدينة قلعة حسن خان غرب العاصمة طهران تجمعاً احتجاجياً، هتف الشباب خلاله بـ “الموت لخامنئي”، بحسب المقاطع التي تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل. وفي كرمانشاه غرب إيران، تظاهر العشرات قرب ساحة كاراج، وهم يهتفون “الموت لخامنئي”، وسط هجوم قوات الأمن على المتظاهرين لتفريقهم.

وفي أصفهان، قال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في حي ملك شهر، بحسب قناة “من وتو” الناطقة بالفارسية في لندن، التي بثت مقطعاً للتجمع. وفي سنندج، مركز محافظة كردستان، بث ناشطون مقاطع تظهر إطلاق الأمن قنابل المسيلة للدموع والنار في الهواء، من أجل تفريق المحتجين. كما وردت أنباء عن تجمعات ليلية محدودة في كل من رشت وبابُل وإسلام شهر وشهريار وأراك. وانتشرت مقاطع فيديو عدة ليل أول من أمس، تظهر انتشاراً أمنياً كثيفاً لقوات الأمن الخاصة ووحدات مكافحة الشغب في معظم المحافظات، من الأهواز جنوبا إلى تبريز في الشمال الشرقي، بينما نقلت شبكة “ايه بي سي نيوز” الأميركية عن مسؤول إيراني، أن حجب الانترنت الذي تم في مدن عدة صباح الأربعاء الماضي، من الممكن أن يمتد لمناطق أخرى، إذا اقتضت الحاجة. من جانبه، حذر قائد الشرطة حسين أشتري الإيرانيين، من مغبة إرسال فيديوهات الاحتجاجات إلى القنوات المعارضة أو إلى أشخاص خارج البلاد، قائلا: إن إرسال الفيديوهات والصور إلى الفضائيات المعارضة جريمة يعاقب عليها القانون، وسيتم التعامل مع كل من يرسل الفيديوهات والصور وفق القانون. بدورها، زعمت وكالة أنباء “فارس” تفكيك خلية “إرهابية” ضالعة بقتل المتظاهرين، في الاضطرابات الأخيرة في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، تضم 13 عنصرا تابعا لحركة النضال العربي. وأضافت أن عناصر الخلية اعترفوا بتلقيهم أوامر من جهات خارجية، للقيام بأعمال شغب وتخريب وقطع الطرق وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين بشكل عشوائي. من جهته، جدد المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، نفي بلاده تقارير وسائل إعلام أجنبية بشأن حصيلة قتلى التظاهرات، زاعما إنها “بلا أساس”، معترفا أن “هذا من أخطائنا، لعدم نشر المعلومات في وقت مبكر”، مضيفا أن طهران تعتزم الكشف عن حصيلة ضحايا الاضطرابات قريبا. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الجيش أبوالفضل شكارجي، عن انطلاق مناورة بحرية مشتركة بين إيران والصين وروسيا، اليوم الجمعة ولمدة أربعة أيام في شمال المحيط الهندي وبحر عمان. وقال إن المحيط الهندي وبحر عمان من المناطق التجارية المهمة عالميا وأن الكثير من الدول مطلة عليها، لذلك فإن استقرار الأمن والسلام في هذه المنطقة الحيوية مهم.

 

برهم صالح يلوّح بالاستقالة ويعتذر عن تكليف العيداني تشكيل الحكومة

ثوار العراق أكدوا أن "الحراك" هو من سيّشكل مجلس الوزراء ومسيراتهم تجوب المحافظات

بغداد – وكالات/27 كانون الأول/2019

 اعتذر الرئيس العراقي برهم صالح، عن تكليف مرشح “كتلة البناء” أسعد العيداني، لرئاسة الحكومة، مؤكداً استعداده شخصياً للاستقالة من منصب رئيس الجمهورية، فيما انطلقت مسيرات في ساحات الاحتجاجات في المحافظات العراقية، مرددين شعارات تؤكد أن الكتلة الأكبر هي “دماء القتلى من المتظاهرين في التحرير”، وأن “الحراك هو من سيشكل الحكومة”. وقال صالح في رسالة وجهها للبرلمان، أمس، إنه يفضل الاستقالة على تكليف مرشح يرفضه المحتجون بتشكيل الحكومة، معلناً استعداده لوضع استقالته أمام أعضاء مجلس النواب، فيما قدم اعتذاره عن تكليف مرشح “كتلة البناء” أسعد العيداني لرئاسة الحكومة المقبلة. وأكد أن الحراك السياسي والبرلماني يجب أن يكون دائماً معبراً عن الإرادة الشعبية العامة وعن مقتضيات الأمن والسلم الاجتماعيين، وعن الاستحقاق لتوفير حكم رشيد يوفر الأمن ويرتقي على مستوى تطلعات الشعب وتضحياته. وأضاف: “وصلتني مخاطبات عدة بشأن الكتلة الأكبر تناقض بعضها بعضاً”، مشيراً إلى أنه “يفضل الاستقالة على تكليف مرشح يرفضه المحتجون بتشكيل الحكومة”، في إشارة إلى أسعد العيداني. وأوضح أنه “في ضوء الاستحقاقات التي فرضتها حركة الاحتجاج المحقة لأبناء شعبنا، تحتم علينا أن ننظر إلى المصلحة الوطنية العليا قبل النظر إلى الاعتبارات الشخصية والسياسية”.

واعتبر أن “المصالح العليا للبلاد تفرض اليوم مسؤولية وطنية على عاتق الرئيس بدعم تفاهم بشأن مرشح رئاسة الحكومة المقبلة، وتستوجب المصلحة أن يكون عامل تهدئة للأوضاع ويستجيب لإرادة الشعب العراقي الذي هو مصدر شرعية السلطات جميعاً”. وفي أول ردة فعل، أعلن تحالف “سائرون” رفضه استقالة صالح، مؤكداً “دعم موقف الرئيس برفض أي شخصية متحزبة سياسية”، فيما رفع البرلمان جلسته إلى إشعار آخر. وقال أكد النائب عن “سائرون” أمجد العقابي، “إننا ندعم موقف رئيس الجمهورية بالدفاع عن مطالب الجماهير ونشد على يده بعدم خنوعه لمطالب القوى الراغبة بفرض مرشح متحزب”.

وأضاف ان “سائرون سيكون من الداعمين لرئيس الجمهورية وبقوة ولن نقبل باستقالته، لأنه يمثل مطالب الجماهير ويدافع عن حقوقهم في إبعاد المتحزبين وتلبية المطالب”. وكان النائب محمد الخالدي قال بعد لقاء صالح مع عدد من أعضاء مجلس النواب، إن الرئيس سيعين العيداني، رئيساً لمجلس الوزراء ويكلفه بتشكيل حكومته خلال 30 يوماً، إلا أن صالح لم يكلف العيداني رغم أنه استلم ليل أول من أمس، من “تحالف البناء” كتاباً رسمياً بترشيح العيداني لمنصب رئيس الوزراء، ليصبح الثالث الذي يرشحه “البناء”، بعد محمد شياع السوداني ووزير التعليم قصي السهيل، اللذين سُحب ترشيحهما بسبب الرفض الشعبي والسياسي الواسع لهما. وانطلقت مسيرات في ساحة التحرير ببغداد وذي قار والناصرية والبصرة، فيما ردد المتظاهرون شعارات وطنية تؤكد أن الكتلة الأكبر هي “دماء القتلى من المتظاهرين في التحرير”، وأن الحراك هو من سيشكل الحكومة.

وجابت مسيرات حاشدة شوارع البصرة، وحرق المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق، احتجاجاً على اختيار العيداني لرئاسة الوزراء. ورفعت الأجهزة الأمنية في البصرة حالة الإنذار في المحافظة إلى المستوى “ج” وحتى إشعار آخر، تحسباً لتصاعد التظاهرات.

وفي كربلاء، شهدت المدينة تظاهرات حاشدة ضد ترشيح العيداني، فيما أفاد ناشطون بإطلاق مسلحين مجهولين الرصاص ضد المتظاهرين في ساحات الاعتصامات، وبوقوع مواجهات واعتداءات على المحال التجارية. وقالوا إن قوات مكافحة الشغب تدخلت لفض المواجهات وألقت القبض على عدد من المسلحين، فيما لاذ آخرون بالفرار إلى جهة مجهولة. وفي بغداد، نددت تنسيقيات الحراك في ساحة التحرير، بتحركات الأحزاب وإصرارها على فرض العيداني لمنصب رئاسة الوزراء. ورفع المحتجون صورة كبيرة للعيداني وعليها علامة تشير إلى رفض ترشيحه لرئاسة الحكومة. في غضون ذلك، قال زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، مخاطباً السياسيين العراقيين، “أبعدوا الفاسدين عن الحكم وكفاكم تجاهلاً للشعب”، في حين أكد “تحالف سائرون”، الذي يترأسه، عدم مشاركته في أي اجتماع يتعلق باختيار رئيس الوزراء. من جانبه، دعا “ائتلاف النصر”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، لتشكيل حكومة مستقلة لقيادة مرحلة موقتة، مطالباً بتغيير معادلة الحكم في البلاد. وحذر “القوى السياسية من الاستمرار بنفس النهج السياسي المغلب للمصالح الحزبية باختيار رئيس وزراء جديد”، مشيراً إلى أن “استمرار العمل بعقلية الاستحواذ والهيمنة والمصالح الضيقة سيبقي الأزمة ويرسخ المحاصصة والفساد ويرهن سيادة البلاد للأجنبي”. من ناحية ثانية، أعلنت الشرطة ليل أول من أمس، إصابة 13 شخصا بجروح في اربعة انفجارات متفرقة هزت بغداد.

 

أوباما أعاق “قانون قيصر” لتمرير صفقة “النووي” مع إيران

واشنطن – وكالات/27 كانون الأول/2019

 بعد إقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، “قانون قيصر” الذي يعاقب أركان النظام السوري على جرائم الحرب التي وقعت بحق الشعب السوري طرحت منظمات ووسائل الإعلام الأميركية علامة استفهام بشأن سبب تأخر صدور القانون خمس سنوات. وقال عضو المجلس السوري – الأميركي فاروق بلال، إنه بعد مجيء “قيصر” إلى الولايات المتحدة في محاولة للإعداد للقانون، “كنا على معرفة بالأسباب التي كانت تحول من دون إقراره في الكونغرس، ومن الذي كان يعطل صدوره”. وأوضح أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان في نهاية عهده آنذاك، وكان يستعد للاحتفاء بإنجاز الملف النووي مع إيران، وخوفاً من أن يؤثر إقرار القانون على فرص الاتفاق النووي، اتصل برئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي قبل أيام من جلسة المجلس للتصويت على القانون، وطلب منها سحب التصويت. وفي السياق، قالت مستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، إن قانون “قيصر” لم يأت بجديد ضد سورية وجزء منه حرب نفسية ضد الشعب السوري. وأن حلفاء سورية لديهم إجراءات خاصة للالتفاف على القانون.

 

النزاهة” تأمر باعتقال مدير أحد البنوك

بغداد – وكالات/27 كانون الأول/2019

 أعلنت هيئة النزاهة في العراق أمس، عن صدور أمر إلقاء القبض بحق المدير السابق للمصرف العراقي للتجارة لعدم مثوله أمام القضاء. وذكرت الهيئة في بيان، أن “محكمة الجنح المختصة بقضايا النزاهة في بغداد أصدرت أمر قبض وتحر بحق المتهم استناداً إلى مقتضيات المادة الحكمية في القضية الخاصة بمنح المتهم تسهيلات مصرفية بقيمة 40 مليون دولار إلى أحد المصارف الأهلية بضمانات ضعيفة، الأمر الذي ألحق ضرراً بالمال العام، فيما قررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى موعد آخر”. وكانت الهيئة أعلنت في 18 ديسمبر الجاري، عن إصدار محكمة جنايات مدينة النجف المختصة بالنظر بقضايا النزاهة أمر قبض بحق المتهم على خلفية القضية الخاصة بقيام فرع المصرف بمحافظة أربيل..

 

إدلب رهينة حسابات تركيا وروسيا العابرة للجغرافيا السورية

العرب/27 كانون الأول/2019

التشابكات الروسية التركية لم تعد منحصرة في الجغرافيا السورية بل امتدت إلى شمال أفريقيا وتحديدا ليبيا، ويربط البعض العملية العسكرية الجارية حاليا في إدلب بشكل أو بآخر بالتصعيد في ليبيا، في المقابل يبدو المجتمع الدولي مغيبا عن مسرح الأحداث في كلتا الساحتين، مع بعض المواقف التي تصدر من هنا وهناك. دمشق - طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، كلا من سوريا وروسيا وإيران بوقف هجماتها على المدنيين في إدلب، في أول تعليق على العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري وحلفاؤه منذ أيام على المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا.

ويقول مراقبون إن التصريح بدا بمثابة “رفع عتب” حيال ما يجري في إدلب، وكأن المجتمع الدولي قرر البقاء على الربوة بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في هذه المحافظة التي تعد المعقل الرئيسي الأخير للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. والمسألة تبدو مرتبطة فقط بالحسابات الروسية التركية وقد تكون على علاقة مستجدة بمجريات الأمور في ليبيا، خاصة وأنه تجري منذ أربعة أيام محادثات تركية روسية في العاصمة موسكو تبحث التوصل إلى نقاط تفاهم ضمن حزمة واحدة في ما يتعلق بالشأنين السوري والليبي. وتقف كل من تركيا وروسيا على طرفي نقيض في ما يتعلق بالملفين الليبي والسوري، ففي سوريا تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد، فيما تقف تركيا خلف الفصائل المعارضة والتي في معظمها جهادية. أما في ليبيا فتؤيد موسكو الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر فيما تتمترس أنقرة خلف الميليشيات الإسلامية التي تتخذ من حكومة الوفاق واجهة. ويقول متابعون إن هذا التناقض لا يعني أن الطرفين في حالة صدام، حيث أنهما حتى الآن أظهرا قدرة كبيرة على إدارة الخلافات بينهما، وإن تبقى نسب التصادم والتوافق بينهما متناصفة، وسط ترجيحات بأن يحسم اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والتركي الشهر المقبل الأمر. التناقض الروسي التركي في ليبيا وسوريا لا يعني أن الطرفين في حالة صدام، حيث أنهما أظهرا قدرة كبيرة على إدارة الخلافات بينهما وتذهب بعض الأوساط إلى اعتبار أن ما يجري في إدلب هو جزء أصيل من التفاهمات التي تم التوصل إليها في 22 أكتوبر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء عملية “نبع السلام” التركية شرق الفرات ضد الأكراد.

ويكشف خبراء عسكريون أن المعركة في المحافظة التي تضم نحو 3 ملايين نسمة بدأت فعلا منذ تفاهمات أكتوبر وتصاعدت وصولا إلى الهجوم الأخير الذي تشنه القوات الحكومية والميليشيات الرديفة للسيطرة على طريقي “أم 5” و“أم 4” الحيويين على نحو يتيح لدمشق وموسكو انتصارا بسوريا.

ويلفت مهتمون بالشؤون التركية إلى أن أنقرة تواكب مجريات الوضع في إدلب دون أي موقف معارض. ويلاحظ هؤلاء أن أردوغان يقارب الأمر من زاوية ما تؤديه الهجمات من نزوح باتجاه تركيا، وأنه بدل أن يصب جام غضبه على دمشق وموسكو مثلما جرى في عمليات سابقة، يستغل الأمر لمهاجمة الاتحاد الأوروبي وإعادة التذكير بأن بلاده لا يمكن أن تتحمل وزر النزوح السوري وحدها. ويكتفي الرئيس التركي بموقف خجول يعتبر فيه أن “هجمات النظام في إدلب لا تجعل وقف إطلاق النار الدائم ممكنا”.

ويقدر أردوغان عدد الفارين نتيجة المعارك الأخيرة بحوالي 100 ألف، معلنا، الخميس، أن بلاده أبلغت أوروبا بعدم قدرتها على استيعاب موجة جديدة من السوريين. وأضاف في كلمة له خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية “أبلغنا أوروبا بأنه لم يعد بإمكاننا استيعاب موجة جديدة من اللاجئين، ويجب تحقيق التهدئة في إدلب”. وفيما يعتقد كثيرون أن سقوط إدلب سيحرم تركيا من نفوذ استراتيجي مهم داخل سوريا، ترى مصادر دبلوماسية أن الشأن الليبي بات يحتل الأولوية بالنسبة للأجندة التركية. وتشتبه في إمكانية وجود صفقة تتبادل وفقها تركيا المنافع مع روسيا في ميداني إدلب وطرابلس، وإن كان هذا الأمر غير واضح على ضوء الرد الروسي على إعلان تركيا توجهها لإرسال الدعم العسكري لحكومة الوفاق. وتلاحظ المصادر توتر أردوغان تجاه ما يجري في ليبيا، من خلال الزيارة العاجلة وغير المعلنة مسبقا التي قام بها لتونس، وتصريحه الخميس بأن حلفا يتشكل لدعم حكومة الوفاق، وهو ما نفته الرئاسة التونسية التي أكدت أنها لن تنجر خلف أي أحلاف أو اصطفافات. وتقول بعض المعلومات إن إدلب باتت جزءا من معركة طرابلس، وإن قوات من المعارضة السورية الموالية لتركيا قد انتقلت إلى طرابلس، فيما تتحدث معلومات أخرى عن انتقال مقاتلين تابعين للجماعات الجهادية في إدلب لدعم الميليشيات الإسلامية العاملة تحت جناح حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما أعرب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو من قلق من تسلل المقاتلين من منطقة إدلب إلى ليبيا. وتلفت بعض المصادر إلى أن بوتين وأردوغان يبنيان أرضية ميدانية في إدلب وطرابلس لتكون حاضرة على طاولة محادثاتهما في يناير في أنقرة. وتضيف المصادر أن أردوغان الذي اضطر إلى التفاهم مع بوتين في سوريا، سيكون مجبرا على عقد تفاهمات جديدة، ولو على نحو أكثر تعقيدا، مع موسكو بشأن ليبيا. مع الإشارة إلى أن أردوغان لا يمتلك أي دعم دولي، وأن تقاطعا أوروبيا مصريا إسرائيليا أميركيا روسيا يمكن تلمسه يرفض سياساته في ليبيا ويرفض مذكرة التفاهم التي أبرمها مع حكومة طرابلس حول الحدود البحرية.

 

زعامة نتنياهو لحزب الليكود على المحك

العرب/27 كانون الأول/2019

تل أبيب - يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام محطة مفصلية من تاريخه السياسي مع بدء التصويت في انتخابات يمكن أن يخسر فيها زعامة حزب الليكود لحساب خصمه الرئيسي جدعون ساعر. وبدأ أعضاء حزب الليكود اليميني التصويت الخميس لاختيار رئيس جديد له في مرحلة مفصلية والبلاد على أبواب انتخابات برلمانية ثالثة في أقل من عام بعد الفشل في تحقيق التوافق لتشكيل حكومة جديدة.  وستشكل الهزيمة لنتنياهو (70 عاما) صدمة كبيرة، لكن نتائج متقاربة بين المرشحين ستضعف تأثيره على الحزب اليميني المتشدد الذي يهيمن عليه منذ عشرين عاما.

ويواجه نتنياهو الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عقد لائحة اتهام بالفساد في ثلاث قضايا ينفيها كلها، ويفترض أن يخوض انتخابات تشريعية مبكرة في مارس المقبل ستكون الثالثة من نوعها في غضون عام. وجاب نتنياهو وساعر البلاد في حملة انتخابية لإقناع نحو 116 ألف عضو في الليكود مؤهلين بإدلاء أصواتهم، على الرغم من أن نتنياهو لم يستجب لدعوة ساعر بإقامة مناظرة. وسيتولى الفائز في هذه الانتخابات التمهيدية المهمة الشاقة التي تتمثل بقيادة حملة لحزب للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثاني من مارس المقبل، بعدما أفضت انتخابات سبتمبر إلى طريق مسدود لتشكيل حكومة إسرائيلية.

وتشكل خطوة ساعر (53 عاما) الترشح للانتخابات ضربة لنتانياهو وتهديا خطيرا له. وردا على سؤال عما سيفعله إذا فاز في الانتخابات وفرضت عليه المحكمة التخلي عن منصبه للمثول أمام القضاء، قال نتانياهو "الشعب هو الذي يحدد هو القوة الأكبر". ومنافسه جدعون ساعر، سياسي إسرائيلي ينتمي لحزب الليكود اليميني. وقد شغل مقعدا في الكنيست ومنصبي وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم في حكومات نتنياهو.

وقد أعلن عن استقالته من منصب وزير الداخلية عام 2014، إلا أنه عاد إلى الحياة السياسية عام 2019 وحل رابعا على قائمة الليكود في الانتخابات. واتهم جدعون ساعر مرارا نتنياهو بتهميشه ومع فشل رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابين هذا العام ، أصبح ساعر الآن يتحدى رئيس الحكومة لزعامة حزب الليكود. وينتهج ساعر السياسة اليمينية نفسها التي يتبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين. وقد دعا إلى تشديد العلاقة مع الفلسطينيين. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز ساعر بزعامة الليكود سيؤدي إلى فوز الحزب بعدد أقل من المقاعد الليكود في الانتخابات، لكنه سيسمح بزيادة حجم الكتلة اليمينية في البرلمان الإسرائيلي، ما يعني تشكيل حكومة أغلبية يمينية. وكان ساعر دعا في الخريف إلى إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب بعد فترة وجيزة على الانتخابات العامة لاختيار رئيس لليكود بدلا من نتانياهو الذي يقود الليكود منذ 1993، لكن دعوته لم تلق صدى حينذاك. وقال ساعر الإثنين الماضي إن "نتانياهو فشل مرتين، لكن ليس بسبب أفكار الليكود"، داعيا إلى "نهضة" في اليمين الإسرائيلي. وحذر من أنه "إذا لم نجر أي تغيير فنحن نقترب من حكومة يسارية". ويروّج ساعر لنفسه كبديل لنتنياهو في زعامة الليكود، حيث يؤكد مخاطبا مؤيديه "إذا كنت تعتقد أن الليكود ونهجه يجب أن يقودا إسرائيل فقم بالتصويت لي"، مشيرا إلى أنه يتمتع "بالمعرفة والخبرة لقيادة إسرائيل في العقد المقبل".

 

برهم صالح يضع نفسه في صدام مع إيران برفضه آخر مرشحيها

العرب/27 كانون الأول/2019

بغداد - أربك الرئيس العراقي برهم صالح الحسابات الإيرانية فيما يتعلق باختيار رئيس الحكومة العراقية القادمة، مفضلا الاستقالة على تكليف مرشح طهران أسعد العيداني، ليفتح الباب على تطورات عديدة محتملة. وحتى الآن، رفض صالح تكليف ثلاثة مرشحين تقدم بهم تحالف البناء، الذي يضم جميع النواب المؤيدين لإيران في البرلمان العراقي، وهم كلّ من وزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم عن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة همام حمودي، ووزير التعليم في الحكومة الحالية المستقيلة قصي السهيل عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ومحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني عن تحالف الفتح بزعامة هادي العامري. ويمثل هؤلاء المرشحون الثلاثة المرفوضون قوى ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران مكنتها من الوصول إلى القمة في المشهد السياسي العراقي، ما يسلط الضوء عل حقيقة أن رفضهم يحتاج إلى جرأة كبيرة. وقالت مصادر سياسية لـ”العرب” إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، تدخل شخصيا لدعم ترشيح العيداني، مؤكدة أن سليماني توعد بإقالة صالح ومطاردته في حال لم يمرّر المرشح المذكور. وذكرت المصادر أن من بين أشكال التهديد التي استخدمتها طهران ضد صالح إرسال طائرات مسيّرة للتحليق فوق منزله في بغداد، خلال اجتماعات له مع مسؤولين وساسة. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من مكتب صالح قولها إن الرئيس غادر بغداد الخميس متجها إلى مسقط رأسه في السليمانية. وعزت مصادر سياسية عراقية مغادرة صالح بغداد إلى “الخطر الحقيقي المتمثل على حياته بعد رفضه مرشح الأحزاب المدعوة من إيران”. ومعظم صلاحيات الرئيس في الدستور العراقي شكلية، إلا أن حقه في تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكثر عددا بتشكيل الحكومة، هو المهمة الأخطر الموكلة إليه. ويقول مقربون من صالح إن الرئيس يفضل الإصغاء لصوت الجمهور في هذه المرحلة، برغم التهديدات الإيرانية الكبيرة التي يطال بعضها حياته وأفراد أسرته.

ولم يكن صالح يذهب حتى هذا المدى، لولا تشجيع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي سارع المقربون منه إلى شكر الرئيس العراقي على وقوفه مع الشارع ورفض المرشح الذي اقترحته إيران. ويتحكم الصدر في كتلة نيابية تملك 54 مقعدا في البرلمان العراقي، ويمكن لها لعب أدوار حاسمة في عمليات التصويت على المرشحين. وقال نواب الصدر في البرلمان إنهم لن يسمحوا بقبول استقالة الرئيس صالح، مطالبين إياه باختيار مرشحين يتطابقون والمواصفات التي حددها المحتجون العراقيون المرابطون في ساحات الاحتجاج منذ ثلاثة شهور. وقال صالح محمد العراقي، الذي يوصف بأنه “وزير الصدر” وأشدّ المقربين منه، إنه تقصّى عن المرشحين الذين يمكن أن يوافق الشارع عليهم، وتوصل إلى ثلاثة أسماء، مضيفا أن المرشحين الثلاثة الذين يمكن أن يشكل أحدهم الحكومة القادمة، هم رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ورئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي والنائب في البرلمان فائق الشيخ علي.

ولا ينتمي أيّ من هؤلاء المرشحين إلى التيار الصدري سابقا أو الآن، وهو ما قد يعزز فرص أحدهم. وقد يمثل دخول العراقي على خط اختيار المرشحين، مخرجا مهمّا لأزمة احتراق الأسماء، لاسيما في ظل صعوبة إقناع المحتجين بأيّ مرشح. ويقول مراقبون إن طرح المرشحين عبر الصدر أو مقربيه، ربما يمثل مدخلا مهما لإقناع المحتجين بأحدهم، نظرا لوجود الصدريين بقوة في ساحات التظاهر. ورجحت مصادر مطلعة لـ”العرب” حظوظ الكاظمي على الآخرين بسبب علاقة الكاظمي بمكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني. ويُنظر إلى الخطوة التي أقدم عليها الرئيس العراقي كتحوّل مفصلي في الأحداث، فإن كانت استقالة عادل عبدالمهدي من منصب رئاسة الوزراء قد اعتبرت في حينها انتصارا مهما لقوى الاحتجاج فإن استقالة برهم صالح يمكن النظر إليها من جهة ما تمثله من دعم استثنائي لمطالب المحتجين وترجيح حقهم في اختيار الشخصية التي تناسبهم للحكم. واعتبر مراقب سياسي عراقي أن صالح نجح في تسديد ضربة مفاجئة للأحزاب وللبرلمان في الوقت نفسه، وهي ضربة قد لا يستطيع الطرفان تفادي تداعياتها على مستوى تخلخل المعادلة التي يشكل المحتجون طرفها الثاني. وبدا واضحا أن الرئيس العراقي قد اختار أن يقف مع الشعب وذلك ما ورد في رسالته التي قد يسعى البرلمان إلى تأجيل النظر في استقالته إلى أن تجد الأحزاب مخرجا لها من تلك التداعيات، وهو ما يمكن التكهن بصعوبته. وقال المراقب  في تصريح لـ”العرب” إن الاستقالة المفاجئة، وهي حدث غير مسبوق في التاريخ السياسي الحديث في العراق، قد ركنت كل التسويات الممكنة جانبا وأدت إلى حصر الأحزاب في زاوية ميتة، بعد أن عجزت تلك الأحزاب عن فرض مرشحيها بالقوة. وتوقع أن تتجه الأنظار بطريقة مركزة إلى إيران التي وجه لها الرئيس العراقي صفعة مدوية بطريقة غير مباشرة، غير أن إيران ستفاجئ الجميع بخلوّ جعبتها من الحلول بعد أن انتهى الزمن الافتراضي للحل الأمني. وربما ينجح مقتدى الصدر في إنقاذ الأحزاب من ورطتها غير أن أحدا لا يمكنه أن يتوقع في ما إذا كانت المبادرة الصدرية ستلقى ردودا طيبة من قبل الشعب، فالصدر هو الآخر متهم بالتواطؤ من أجل تمرير بعض صفقات الأحزاب السابقة.

 

“ذا هيل”: أميركا تدير ظهرها لتركيا وتعلن المواجهة بـ”المتوسط”

واشنطن – وكالات/27 كانون الأول/2019

 أفادت أنباء صحافية أمس، بأن المشرعين الأميركيين، الذين يسعون لمواجهة تركيا وروسيا، يسثتمرون في قوانين جديدة في منطقة البحر المتوسط، لدعم حلفاء واشنطن، مثل إسرائيل واليونان وقبرص. وذكرت صحيفة “ذا هيل” الأميركية، أن الكونغرس أقر تشريعات الأسبوع الماضي، كجزء من حزمة الإنفاق الدفاعي بقيمة 1.4 تريليون دولار، حيث تجعل الولايات المتحدة لاعباً رئيسياً في سوق الغاز الطبيعي في المنطقة من خلال إقرارها قوانين لخلق شراكة أمنية وطاقة مع دول شرق المتوسط. وأضافت إن هذا الإجراء يقوي العلاقات العسكرية مع اليونان، ويرفع الحظر المفروض على الأسلحة منذ عقود على قبرص، ويؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة بدعم حلفائها ويضع الحلفاء بوضع مراقبة طموحات تركيا الإقليمية. ونقلت الصحيفة عن السيناتور ماركو روبيو قوله، إنه “برفع حظر الأسلحة الأميركية عن قبرص وتقديم المساعدة العسكرية اللازمة لليونان، يقدم هذا التشريع مقاربة شاملة لاستقرار الشركاء الإقليميين الرئيسيين”.من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب مينينديز، إن التشريع “يمثل فجر يوم جديد لمشاركة الولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط”.

 

العراق يفتتح قريباً سجن “أبوغريب”

بغداد – د ب أ/27 كانون الأول/2019

 كشفت وزارة العدل العراقية أمس، عن قرب افتتاح سجن بغداد المركزي “أبوغريب” سابقاً، بعد إعادة تأهيله وزيادة طاقته الاستيعابية وتطويره. وقال المتحدث باسم الوزارة ثائر الجبوري: إن “هدف دائرة الإصلاح العراقية المعنية بالسجون هو تحويل النزلاء إلى أشخاص نافعين بمجتمعاتهم”. وأكد أن “البلاد لم تشهد تسجيل أي انتهاك لحقوق الإنسان منذ أعوام، وذلك بشهادة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر كجهات دولية مراقبة، تجري زيارات مستمرة إلى السجون الإصلاحية”. وأشار إلى أن دائرة الإصلاح بصدد افتتاح سجن بغداد المركزي، بما يسهم في خفض أعداد النزلاء بالأقسام الإصلاحية الأخرى. يشار إلى أن السجن، الذي أغلق في العام 2014، يبعد 32 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.

 

بابا الفاتيكان يشيد بسياسة السيسي لتحقيق التقارب بين الديانات

القاهرة، عواصم – وكالات/27 كانون الأول/2019

 أشاد بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أمس، بسياسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتحقيق التقارب والتعايش والتفاهم بين أبناء الديانات كافة، وهو ما تجسد على أرض الواقع في مصر بممارسات فعلية حملت العديد من الدلالات الرمزية، ورسائل محبة وسلام للعالم أجمع. جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس السيسي، وقدم خلاله التهنئة هاتفيًا لبابا الفاتيكان بعيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد، متمنيًا التوفيق والنجاح لبابا الفاتيكان في رسالته لنشر التسامح الديني والسلام في العالم. وقال المتحدث الرئاسي بسام راضي، إن السيسي أكد تقدير مصر لجميع القيادات الدينية الدولية على مستوى العالم باختلاف أطيافهم، خصوصا قيادات الفاتيكان، كما أكد النهج الحالي لمصر في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر، وعلى العلاقات القوية التي تجمع مصر بهم، مشيرًا إلى أن ذلك النهج يهدف إلى ترسيخ ثقافة ستنطلق من مصر لتنتشر في المنطقة. من جانبه، تبادل البابا فرنسيس التهنئة مع الرئيس السيسي بمناسبة موسم الأعياد، مشيدًا بجهود مصر الهادفة إلى تحقيق التقارب والتعايش والتفاهم بين أبناء الديانات كافة، وهو ما تجسد على أرض الواقع في ممارسات فعلية وإجرائية عديدة كان أبرزها افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، جنبًا إلى جنب مسجد الفتاح العليم، وهي خطوة حملت الدلالات الرمزية ورسائل محبة وسلام للعالم.

 

الإسلاميون يقلبون الواقع: حفتر خطر على شمال أفريقيا وليس تركيا

العرب/27 كانون الأول/2019

تونس - قوبلت تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوفاق الواجهة السياسية للإسلاميين في ليبيا، فتحي باشاغا التي حذر خلالها دول شمال أفريقيا من مشروع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر على المنطقة، باستهزاء محلي ومغاربي إذ كيف لقوات الجيش التي تحاول منذ تسعة أشهر دخول العاصمة أن تشكل خطرا على المنطقة. وتحولت ليبيا إلى ساحة نفوذ لتركيا ومحطة مهمة ضمن أجندتها الرامية لبسط مشروعها الإقليمي في منطقة شمال أفريقيا، لذلك رفعت أنقرة الدعم العسكري للميليشيات الإسلامية في طرابلس ولوحت بإرسال قوات تركية للتصدي لسيطرة الجيش على العاصمة.

وقال فتحي باشاغا “إن خليفة حفتر له مشروع كبير لإثارة الفوضى” وإن “التحالف بين ليبيا وتونس وتركيا والجزائر سيكون داعما للاستقرار”. وأوضح فتحي باشاغا في مؤتمر صحافي عقده في تونس أن كامل منطقة شمال أفريقيا مستهدفة وليس طرابلس فقط، مبينا أنه إذا سقطت طرابلس ستسقط تونس العاصمة والجزائر. واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات ليست غريبة على تيار الإسلام السياسي الذي كثيرا ما يعتمد في حربه الإعلامية على أسلوب قلب الوقائع والحقائق واتهام خصومه بنفس التهم الموجهة إليه بهدف الترويج لمشاريعه.

ويرى هؤلاء أن زج باشاغا المحسوب على الإسلاميين، بالجزائر وتونس في الحلف التركي  القطري الإخواني تشير لصعوبات يواجهونها في إقناع الدولتين بالانضمام إلى حلفهم، وهو ما أكده نفي الرئاسة التونسية. ونفت مؤسسة الرئاسة التونسية الخميس وجود أيّ حلف مع أحد أطراف النزاع في ليبيا ردا على ما ورد في تصريحات باشاغا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتحدث أردوغان في خطاب في أنقرة عن وجود اتفاق مع الرئيس التونسي قيس سعيد أثناء زيارته الأربعاء إلى تونس، لدعم حكومة الوفاق. ونفت المستشارة الإعلامية بمؤسسة الرئاسة التونسية رشيدة النيفر وجود هذا التحالف. وأوضحت النيفر في ردها “لم تطرح هذه المسألة بالمرة والدولة التونسية تبقى متمسكة بالحل السلمي للأزمة الليبية، كما جاء في بيان تونس للسلام وكما أكده أيضا رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارة الرئيس التركي مؤخرا”. ودفعت زيارة أردوغان إلى تونس ضمن وفد يضم وزيري الدفاع والخارجية ومدير المخابرات ومستشارين أمنيين، تكهنات على السطح بالتحضير لتدخل عسكري وشيك في ليبيا تشارك فيه تونس. واعتبر متابعون أن زيارة أردوغان إلى تونس تهدف لتشكيل تحالف إقليمي يواجه التحالف الذي تسعى اليونان لتشكيله لإبطال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق.

وأعلن وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس بعد جولة خارجية استهدفت الرياض وأبوظبي وعمان والقاهرة وبنغازي، أن قمة رباعية بين قبرص ومصر واليونان وفرنسا ستعقد في يناير المقبل في العاصمة المصرية.

وتهدد اتفاقية أنقرة وحكومة الوفاق مصالح اليونان ومصر وقبرص بشكل متفاوت في البحر المتوسط. ومن شأن سيطرة الجيش الليبي على طرابلس وتشكيل حكومة جديدة إبطالها. وتوقع أردوغان، حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي في 8 و9 يناير من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية. وجاء في بيان رسمي للرئاسة التونسية “تونس لن تقبل بأن تكون عضوا في أيّ تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل أبدا بأن يكون أيّ شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها”. وأضاف البيان “إن رئيس الجمهورية حريص على سيادة تونس واستقلالها وحرية قرارها، وهو أمر لا يمكن أن يكون موضوع مزايدات أو نقاش، ولا توجد ولن توجد أيّ نية للدخول لا في تحالف ولا في اصطفاف”. وأكد النائب طلال ميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، في اتصال هاتفي مع “العرب” من شرق ليبيا، أن ما ورد على لسان أردوغان وفتحي باشاغا، يعكس حقيقة المخاوف التي سبق أن عبر عنها الليبيون من الدور التركي الخطير الذي يستهدف أمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها. واعتبر أن ما قاله أردوغان يعكس تمنياته التي لن تتحقق على أرض الواقع، داعيا في هذا السياق القوى التونسية إلى التصدي للتغلغل العثماني في تونس وليبيا، ونزع الغطاء عن الأدوات الوظيفية التي تسعى إلى تمريره. وأشار إلى أن البرلمان الليبي، سيتوجه إلى الجامعة العربية، وكذلك أيضا الاتحاد الأفريقي ومختلف المؤسسات الإقليمية والدولية لوضع حد للعبث التركي في ليبيا، محذرا في نفس الوقت تونس من السماح لتركيا باستعمال أراضيها لضرب ليبيا.

وكشف في هذا السياق عن مخططات يجري التحضير لها لضرب القاعدة العسكرية الجوية “الوطية” القريبة من الحدود التونسية، انطلاقا من تونس، مؤكدا في المقابل أن الجيش الليبي سيُفشل جميع تلك المخططات. وأفاد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف الخميس، أن الأراضي الليبية أصبحت ملاذا للمرتزقة من عدد كبير من البلدان، وكذلك للعناصر الإرهابية.وقال بيسكوف “نتيجة لتدخلات دول معروفة جيدا لتدمير بنية الدولة الليبية، أصبحت ليبيا ملاذا للمرتزقة من عدد كبير من البلدان، وكذلك للعناصر الإرهابية”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

علي أكبر ولايتي: "كلن يعني كلن"

محمد قواص/العرب/27 كانون الأول/2019

قد يكون مطلوبا مراجعة شعارات تم ارتجالها على عجل عند بداية الحراك الشعبي في لبنان في الـ17 من أكتوبر الماضي. بدأ الحراك عفويا انفعاليا، وتمدد دون أيّ خطط مسبقة، وبرزت له واجهات مختلفة متعددة متباينة في هوياتها وطباعها وطرق تعبيرها. لم يجر كثيرا التدقيق في تعريف طبيعة هذا الحراك، واتفق أنه ثورة تطالب بما تطالب به أيّ ثورة في العالم في الحاضر والماضي.

والثورة هي دينامية تتحرى استبدال واقع سيء بواقع مثالي. وعليه لم تطالب ثورة اللبنانيين بتعديلات وإصلاحات، لكنها طالبت برحيل الطبقة السياسية برمّتها، بصفتها مسؤولة عن الوضع المزري الذي وصلت إليه البلاد. وشعار “كلن يعني كلن” (كلهم يعني كلهم) تحوّل من مجرد هتاف تهكمي، إلى مشروع تغيير شامل له منظّروه وكتّابه ودستوريّوه، دون أن يتمكن كل هؤلاء من إنتاج خريطة طريق واقعية تقنع المنتفضين أنفسهم.

لم يقبل “جمهور المقاومة” أن يكون “السيد واحدا منهم”. ولم يقبل جمهور حركة أمل أن يكون زعيمها نبيه بري جزءا من “كلن يعني كلن”. والمسألة لم تكن بالنسبة إلى الثنائية الشيعية وجهة نظر، بل خطاب تخوين لهذا الحراك، اقتضى اتهامه بالعمالة للعواصم الخبيثة وتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة. وأمر كهذا يبرّر هجمات القمصان السود وحاملي رايات “شيعة شيعة شيعة” ضد الحراك المدني جهارا وأمام كاميرات العالم أجمع.

على هذا لا يجوز وضع الخونة والوطنيين في سلة “كلن يعني كلن” وفق أبجديات “المقاومة” وبيئتها. وعلى هذا يأخذ الحراك علماً بأمر تلك “الخصوصية” فيروح في شعاراته يصوّب على الفاسدين وعلى منظومة الفساد دون تكلف عناء تقديم أيّ تشريح سياسي يوضح كيف يترعرع الفاسدون، وما هي منظومة الحماية المطلقة التي يتمتعون بها داخل بلد تهيمن “المقاومة” على مداخل السياسة والأمن فيه.

ورغم أن شعار “كلن يعني كلن” نال نصيبه من غضب التيار العوني وخطاب التخوين الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وهجمات “شباب الخندق” وما يمثلون، إلا أن هذا الشعار في حد ذاته يعاني من وهن بنيوي وتناقض جُواني قد يطرح أسئلة على أهل البلد كما أهل الانتفاضة نفسها.

قد يجوز التنبه إلى أن الشعار بليد لا يتجشم عبء التفريق بين الصالح والطالح داخل الطبقة السياسية اللبنانية. كما أن في الشعار سذاجة تعتبر أن الفساد مرادف للسياسي، وأن نظافة الكف مرادف لغير السياسي. علماً أن الفساد ارتكبه بعض من مارس السلطة وهذا لا يعني أن الفساد لن يصيب من سيمارسه قريبا. ثم إن بعض الطبقة السياسية أنتج وزراء أكفاء يشهد لهم بالنزاهة والمهارة، وأن التخلّص من هذه الطاقات السياسية لصالح نماذج مجهولة في خبراتها مجهولة في خلفياتها وارتباطاتها فيه تسطيح صبياني لا يمكن أن يغطيه ضجيج شعبوية “كلن يعني كلن”.

وعلى الرغم من خلافهما السياسي الحاد، اعترفت منابر في حزب الله بكفاءة وزراء حزب القوات اللبنانية، ولم يستطع خصوم “القوات” أن يسجلوا غبار فساد على وزرائه. الأمر قد ينسحب على وزراء حزب الكتائب في حكومات سابقة، ناهيك عن أن تمسك “الكتائب” وزعيمه سامي الجميل بعدم المشاركة في حكومة الصفقات والتسويات، يحصّن الحزب من سهام “كلن يعني كلن”. والأمر نفسه قد ينسحب على وزراء هم جزء من أحزاب السلطة وهم أصحاب شعار “غير مطابق للمواصفات”، ولطالما اصطدموا مع حزب الله المدافع عن ممارسات فاسدة معادية للبيئة ولا تطابق أيّ مواصفات مالية.

وليست هذه السطور متطوعة للدفاع عن هذا وذاك، بيْدَ أن أمر البلاد يستحق منا تأملاً يذكّر الرأي العام أن في لبنان، ولاسيما منذ اغتيال الرئيس الرفيق الحريري ورفاقه، مرورا بسلسلة الاغتيالات اللاحقة، من قُتل دفاعا عن هوية لبنانية تنظم الدولة يومياتها، بما يعنيه ذلك من توق لبناء منظومة رقابة سياسية وقانونية تقود إلى الرقي باتجاه أعلى مستويات السيادة والشفافية واستقلالية القضاء بديلا عن وصاية الخارج ووصاية الدويلة على الدولة. وللتذكير أيضا فإن قوى سياسية متهمة بالقتل (تلاحق قتلتها محكمة دولية) فيما بقية الطبقة الحليفة كانت تبرر وتبارك كل عملية قتل. فهل يجوز وضع القاتل والقتيل في قالب “كلن يعني كلن”.

يغفل الشعار كل ذلك، ويعتبر أن ما مرّ به البلد سابقا تفاصيل هامشية. لا يأخذ الشعار بعين الاعتبار الطبيعة الطائفية للمنظومة السياسية اللبنانية الناظمة للعقد الاجتماعي اللبناني منذ الاستقلال. فلا يكفي أن تكون الثورة عابرة للطوائف لكي نصدق أن البلد بات لاطائفيا، ولا يجوز أن يتم التغاضي عن مشاعر الغضب التي اعترت الطائفة السنية جرّاء فرض رئيس حكومة لا ترتضيها مراجع الدين والسياسة فيها، في وقت يحفظ مقام رئاسة الجمهورية ومقام رئاسة المجلس النيابي وفق ما يقتضيه مزاج طوائف أخرى.

يطرح الأمر سجالا داخل الطائفة السنية هذه الأيام لصالح التطرف والابتعاد عن نظرية “أم الصبي”. السجال قد يتجاوز الحريرية السياسية نفسها باعتبارها مرة أخرى تتراجع عن حقوق إرضاءً لميثاقية الآخرين دون أيّ اعتبار للميثاقية الخاصة بالطائفة، وبالتالي فإن اللعب بالتوازنات يهدد الحراك المدني ويعيد البلد إلى مربع الجدل الطائفي التقليدي.

م أنبل انتفاضة عرفها تاريخ البلد منذ استقلاله. هو لبنان الطائفي الذي خرج أبناؤه مغادرين أسوار طوائفهم متوسّلين وطنا يتجمعون داخل أسواره. هي ثورة الطوائف على طبقتها السياسية الحاكمة وإعلان جهوزيتها لسلوك سبل جديدة خلاقة للعبور نحو لا طائفية سياسية تحرم زعماء الطوائف من امتيازاتهم.

بيْدَ أن ذلك التحول يحتاج إلى حكمة وحنكة وحصافة، يحتاج إلى توفر ظروف خارجية مساعدة وعوامل دولية ضاغطة، ويحتاج إلى قراءة الحدث اللبناني داخل مشهد إقليمي دولي واسع يجيد عدم العبث في طرح الشعارات، خصوصا حين يتم التقاطها وطبخ مفرداتها والخروج بحكومة عتيدة تفرزها قوى الأمر الواقع، التي ليس فقط هدفها حماية هذا الواقع ومحرماته، بل أخذ البلد إلى مرحلة خطيرة تحت شعار “كلن يعني كلن”.

إذا ما قُيّض لحكومة حسان دياب أن ترى النور فإن قبول أصحاب شعار “كلن يعني كلن” بها تحت مسوّغ “امنحوها فرصة”، يسقط لبنان برئاساته الثلاث وحكومته العتيدة داخل حضن إيران. المسألة ليست تحليلا بل تصريحا علنيا لمستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، يعتبر المعترضين على الرئيس المكلف وجهوده أنهم عملاء للسعودية وأميركا.

من يصلي متعبدا شعار “كلن يعني كلن” سيكتشف سريعا أن الشعار سيعني في النهاية أن أمر البلد لهم وليس للمصلين.

 

جنازة قايد صالح.. حالة وجدانية أم تزكية لمشروع السلطة

صابر بليدي/العرب/27 كانون الأول/2019

تساؤلات عن مستقبل الحراك في الجزائر

الجزائر - أعاد الحضور الشعبي الكثيف لجنازة قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح، الحديث عن مستقبل الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر، ففيما يعتبرها البعض أمرا طبيعيا قياسا بالطبع الوجداني للفرد الجزائري، يذهب آخرون إلى أنها استفتاء شعبي مباشر على خيارات السلطة.

وتضاربت ردود الفعل حول تسجيل يتداول بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر، حول شخص حاول التقرب من القائد الجديد لأركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة، طالبا منه “التدخل لإنهاء حالة الحراك الشعبي، وأن الجحافل التي قدمت لتوديع الجنرال الراحل قايد صالح بمقبرة العالية، تقدم تفويضها للجيش من أجل إنهاء الحالة المذكورة”. وفيما اعتبرها الكثير من أنصار البروباغندا التي أحاطت بجنازة الجنرال الراحل، على أنها تفاعل بين الشعب وجيشه، وتكريس للثقة بين الطرفين، فان آخرين اعتبروها مقدمة لبروز تيار يريد الدفع بالجيش للاشتباك مع الشارع واستنساخ سيناريو العشرية الحمراء.

ويرى هؤلاء أن مؤسسات الدولة مدعوة للوقوف الصارم أمام هذا الخطاب، خاصة وأن نفس الشخص ردد أمام الجميع في التسجيل المذكور، “سنقطع رأس كل من يخرج الجمعة”، وهو تهديد يعبّر عن رؤية استئصالية بقيت معزولة طيلة الأشهر الماضية، لكنها طفت إلى السطح، حيث سبق لأحد أعوان الأمن في شركة حكومية أن هدد في تسجيل له بنفس الأسلوب، ولوّح بسلاح مسدس رشاش (كلاشنكوف) يستعمله في وظيفته.

وتتجه الأنظار إلى استيضاح الموقف الشعبي، إن كان تزكية لمشروع السلطة في تسيير الأزمة والتعبير عن الرضا بالمخارج التي آلت إليها، من خلال الحضور القوي لجنازة فقيد قيادة الأركان، أو البقاء في الشارع للتعبير عن الاحتجاج المتواصل ضد السلطة.

ويتزامن، الجمعة، مع الأسبوع الخامس والأربعين من عمر الحراك الجزائري، وسيكون الزخم الشعبي مقياسا حاسما لحسم التوجهات السياسية في البلاد، بعد اللغط الذي أحاط بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتزامنها مع مظاهرات شعبية قوية رافضة لها.

وإن اختلفت ظروف التعبئة الشعبية في الحالتين، حيث حظي الحضور لجنازة الجنرال الراحل بتسهيلات ودعم لوجستي من طرف مؤسسات رسمية وأهلية، فإن قراءات ذهبت إلى اعتبارها مشاركة وجدانية للعزاء والترحم والتعبير عن عدم شخصنة الصراع، ولو كان الأمر يتعلق بتزكية سياسية لخيارات السلطة لكان الحضور قويا بنفس الزخم في الاستحقاق الرئاسي. وتعترض الحراك الشعبي تحديات كثيرة منذ انطلاقته في شهر فبراير الماضي، لاسيما في ظل فشله في تحقيق تصعيد بإمكانه إيلام السلطة وإرغامها على تقديم تنازلات جديدة، لكنه مع ذلك صمد أمام معوقات كبيرة طيلة الأشهر الماضية خاصة أمام الحملة الدعائية الضخمة التي تشنّ عليه في الإعلام والمنصات الإلكترونية، ومناورات اختراقه وتفكيكه. ومع ذلك يسجل على السلطة أنها عجزت عن تعبئة الشارع، وحتى لجوئها لفبركة مسيرات شعبية لدعم الانتخابات وتأييد توجهات المؤسسة العسكرية خلال الأسابيع الماضية، لم يحقق التوازن الميداني، بينما في المقابل لم تفلح إجراءات التشديد والقمع في تقليص زخم الحراك المعارض.

ويبدو أنها لم تحقق الصدمة اللازمة في صفوف الطرف الآخر، إلا بفقدان أبرز رموزها خلال المرحلة الماضية، وهو الجنرال قايد صالح الرجل الذي تصدر الواجهة ومسك بمقاليد الأمور في مؤسسات الدولة، ونظمت له جنازة تاريخية.

ورغم أنه كان يمثّل رمزية التحول المنشود بالبلاد خلال الأسابيع الأولى، تحوّل إلى متصدر لائحة المطلوبين للشارع المنتفض في الأشهر الأخيرة، على خلفية ما سمي بـ”تجديده للنظام القائم وتجاهل مطالب الحراك”، وهو صلب الاختلاف على شخصيته بين الجزائريين، فإسقاط رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وحفظ دماء الجزائريين، قابله تضييق على الحريات وممارسات قمعية وفرض مخرج أحادي للأزمة.

ويعتبر ناشطون سياسيون أن الحراك الشعبي يمرّ بمنعرجات حاسمة في الأسابيع الأخيرة، فهو مطالب بالحفاظ على سلميته لإجهاض دعوات الانزلاق الأمني، والتأكيد على شرعية مطالبه السياسية.

لكن في المقابل تراهن جهات موالية للسلطة، على التسريع في استغلال الوثبة المعنوية لحسم صراع الميدان، لصالح المقاربة القائلة بفرض المعطيات الجديدة التي أفرزتها الجنازة، وإجبار الشارع على فسح المجال أمام الحياة العادية وأمام مؤسسات الدولة بُغية التفرّغ لتسيير الشأن العام.

 

آهات الحسرة بعد خراب البصرة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

عشية عيد الميلاد للعام 2019 خرج سعد الحريري أخيراً ثائراً على جبران باسيل شريكه الحميم في تسوية العام 2016 التي جاءت بالجنرال عون للرئاسة، وأعطت فريق 8 آذار الأكثرية في مجلس النواب بقانون انتخاباتٍ غريب عجيب، وأزالت الحدود بين الدولة اللبنانية ودويلة «حزب الله»، ونشرت محاصصات الفساد والاستعباد والفقر والبؤس في أنحاء البلاد، ودمّرت مؤسسات الدولة وأجهزتها بحشد المحاسيب والجهلة والفاسدين فيها، ودفعت سياسات لبنان المالية والاقتصادية باتجاه الإفلاس والخراب. أما السياسات الخارجية العربية والدولية فحدِّثْ ولا حرج، إذ ما أبقت لبلد الأرز علاقات إلاّ بالنظامين السوري والإيراني ومحور الممانعة العظيم! إنّ هذه الممارسات التي استمرت ثلاثة أعوامٍ طويلة طويلة، ما كانت تجري في الخفاء، ولا في غفلة من الجمهور اللبناني والعربي والدولي، بل جرت وتجري تحت أبصار الجميع وبصائرهم. وتجري وسط الاستنكارات والإنذارات والمقاطعات والغضبات من الخبراء والسياسيين والمواطنين بالداخل والخارج. وما كان ذلك كلُّه يُهمُّ المعنيين الرئيسيين بهذه الفظائع، وأعني بهما جبران باسيل والحريري. وحتى الثنائي الشيعي الذي كانت حصصه ووجوه استيلائه على الدولة تتنامى وتتضاعف، استطاع التخفّي وراء تحالف باسيل - الحريري، واعتبار الزواج الماروني بين الحريري وباسيل وليس هو، المسؤول الأول عن التصدع الذي ينال من البلاد والعباد! أين تبدو مسؤولية الرئيس الحريري؟ وأنا أُسمّيه رئيساً هنا لهدفٍ واضح، وهو أنّ رئاسة الحكومة تتولى بحسب الدستور السلطة التنفيذية أو الإجرائية في نظام الطائف. وإذا كان أضعف من أن يمشي بسياساتٍ جديدة في كل الميادين، باعتبار الشراكة والتحالف مع الفرقاء الأقوياء في التسوية، فقد كان يستطيع أن يمنع بتوقيعه أو عدم توقيعه، كلّ ما جرى إفساده بأشكالٍ متعمدة وفضائحية. وأعرف أنّ ذلك قيل له ونُصح به مئات المرات وفي كل محط ومحطة تعيينٍ أو إجراءٍ مفسد، وكان يجيب دائماً أنه لا يريد الإساءة إلى التحالف، ولا يريد سوء تفاهمٍ من أي نوعٍ مع الرئيس عون، ولا يريد تأزماً في إدارة البلاد. وقد قال لي مرة قبل سنتين عندما كنتُ لا أزال على علاقة به إنّ رئاسته للحكومة هذه المرة هي غير العام 2009، إذ يومها فاز بتحالفه في الانتخابات، وكان مضطراً لذلك، أما مع الرئيس عون وفي عهده، فهو خطّط وجاء برغبته ليشارك في كتابة صفحة جديدة في تاريخ البلاد والعباد!

لقد كانت ولا تزال صفحة شديدة السواد بالفعل. والرئيس الحريري بهذه الصفة والصلاحيات يتحمل المسؤولية بثلاثة معانٍ؛ أنه أجرى التسوية غصباً عن الجميع ومن دون شروطٍ أو ترتيبات غير بقائه هو في رئاسة مجلس الوزراء (التي تخلّى عنها طوعاً للجنرال عون شكلاً وموضوعاً)، والمعنى الثاني أنه أساء إساءات بالغة في إدارة التسوية أو أنه وبحكم الصلاحيات التي يخوّله إياها منصبه تخلّى عن الإدارة والمتابعة لغيره وظل توقيعه أو ظلت موافقته مضمونة دائماً. والمعنى الثالث أنه شارك عن قُربٍ ومباشرة في الكثير من الأحيان في سائر عمليات المحاصصة الجارية، وما ظهر تذمره إلاّ في ظروفٍ ووقائع نادرة. ولذلك دأبْتُ وفي سائر المطالعات والمتابعات على التأكيد على الرُباعية: التفويت، فسوء التقدير، فسوء التدبير، فالتواطؤ. وفي كثيرٍ من الأحيان أيضاً وأيضاً يحدث التواطؤ دون المرور بكل هذه المراحل!

لقد جاء هذا العهد ورجالاته وأعلامه إلى السلطة بمقولتين علنيتين وثالثة مضمرة وظاهرة أيضاً. المقولة الأولى: السنة واتفاق الطائف والدستور افترسوا حقوق المسيحيين وينبغي استرجاعها بالقوة، وتغيير الدستور. والمقولة الثانية: التيار الوطني الحر وزعيمه هو الفريق المسيحي الأقوى في أوساط المسيحيين، ولذلك فإنّ من حقه الحصول على رئاسة الجمهورية ليقوم من خلالها باستعادة السلطات والحقوق. والأمر الثالث المضمر والذي ظهر بسرعة هو نزوع الجشع المنقطع النظير للامتلاك المادي والرمزي ومن أصغر الأمور إلى أكبرها. وحتى الانتفاضة الشعبية الأخيرة مضوا بعيداً في غرائز الجشع الذي لا يشبع، ضاربين عُرض الحائط بالأعراف والقوانين ووجوه الاحترام لنظام الدولة ومؤسساتها وسياسات لبنان المالية والاقتصادية والخارجية. أما الدستور فإنّ الوزير سليم حريصاتي أقنعهم أنه لا حاجة للتغيير في النصوص، ما دام التأويل ممكناً والاحتيال ممكناً، والحريري لا يحتج، و«حزب الله» صار دولة كاملة بالقوة دونما حاجة لتغيير الدستور!

آهات الحسرة سواء تعلقت بالبصرة أو بغرناطة أو ببيروت أو ببغداد أو بطرابلس الغرب أو بحلب أو بالموصل... إلخ، لا تفيد. تصوروا كم فقدنا من مدنٍ ومدنيات بنتها أمتنا، خلال عشر سنواتٍ فقط! همُّنا الآن بيروت ولبنان. ونحن محتاجون بل مضطرون إلى أمرين:

الأمر الأول العمل الجادّ السياسي والثقافي والاجتماعي والإنساني لإنهاء هذا العهد وابتداعاته وفساده ومصائبه. منذ العام 1943 ما عرفنا انهياراً مالياً واقتصادياً مثل هذا الانهيار. وثلث الديْن العام يأتي من ملف الكهرباء، ولا يزال باسيل وأعوانه يتولون هذا الملف المفزع. وبالأمس وفي ظل حكومة تصريف الأعمال جاءت وزيرة باسيل بشركة جديدة لشراء الوقود. المصريون يقولون: «فلان لا يخاف ولا يختشي»، أي لا يستحي. وسيقال: لكنّ محاولة الإنهاء تعني المزيد من الانهيار، وأنا أقول إنّ الانهيار حصل وسيتعاظم إن بقيت هذه الإدارة للدولة، وقد اشتعلت الانتفاضة ضدها، وينبغي أن نبقى في الشارع إلى أن يحصل الشعب على التغيير الجذري المنقذ. لقد ثبت أنه لا يمكن القيام بإصلاح جزئي من داخل العهد القائم لأنّ الفساد الهائل معششٌ في كل مفاصله. الحراك والانتفاضة هما الحل وهما الوسيلة وهما الهدف الهادف للإصلاح والإخراج من المأزق.

أما الأمر الثاني فيتعلق لسوء الحظ بأهل السنة، وهم مسؤولون عنه، وعليهم القيام به، وهو واجب جرف هذا الرجل الذي كلفه برلمانهم بعد انتظار أكثر من شهرين بتشكيل الحكومة العتيدة. لقد اعتاد السياسيون السنة القول إنهم لا يقصدون شخص حسان دياب، بل الطريقة المعلَّبة التي جاء بها! وأنا أقصد الشخص والطريقة معاً. فالرجل لا يصلح لرئاسة الحكومة وما كان صالحاً للوزارة التي تولاها عام 2011، كانت إدارة وزارة التربية أيامه كما عشتُها وكنتُ لا أزال أستاذا بالجامعة اللبنانية بأيدي مندوبين ومستشارين للثنائي الشيعي وجبران باسيل. وكان هو مهموماً بجمع آلاف الصور لنفسه في شتى المواقف لينشرها بعد ذلك في كتابٍ ضخمٍ على نفقة الوزارة. ولذلك رأينا نحن بالجامعة اللبنانية لاحقاً أن الوزيرين الأسوأ للتربية منذ الطائف هما حسان دياب وبوصعب. دياب بسبب قلة الكفاءة، وبوصعب بسبب العصبية والحزبية.

إنّ على أهل السنة ألا يسمحوا وبكل الوسائل السلمية (وأقلها البقاء في الشارع) أن يبقى الرجل في هذا الموقع الذي لا يستحقه ولا يمثلهم. ظل الثنائي الشيعي، وظل العونيون طوال قرابة العقدين يتحدثون عن الميثاقية وعن الأقوى في طائفته. وقد حققوا هذين الأمرين غير الدستوريين، والآن هم يبتلون المسلمين واللبنانيين برجل لا تتوافر فيه هاتان الصفتان ولا الصفات الأُخرى الضرورية للشخصية السياسية في هذا الموقع. لقد أتى بسبب اكتشاف أنصار «حزب الله» بالجامعة الأميركية لمواهبه، واعتبروا أنهم رموا الكرة في ملعب سعد الحريري وملعب الأميركان.

لن تخرب البصرة اليوم وغداً بسبب نهوض شبابها، كما لن تخرب بيروت، إنما ينبغي الخروج من سيطرة الميليشيات المسلحة، وميليشيات باسيل على عيش اللبنانيين ومصائرهم!

 

سنة مثيرة تنتهي!

أمير طاهري الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

مع نهاية عام 2019، تتبادر إلى ذهني عبارة «يا لها من سنة مثيرة»! وكلمة «مثيرة» في هذا السياق لا بد أن تؤخذ بمعناها التقليدي الصيني، أي السنة المفعمة بالأحداث والفعاليات والمخاطر. وأكدت السنة التي قاربت على الانتهاء على اتجاه نشأ في وقت مبكر من العقد الحالي ويشكل تراجعاً لا يمكن إغفاله أو إنكاره من العولمة التي كان يُعتقد في بداية القرن الجديد أنها الدواء الناجع لكافة أمراض عصرنا. والاتجاه الجديد، الذي بات يتبلور في العديد من البلدان، عبارة عن النزعة القومية التي تؤكد العودة إلى صورة الدولة القومية على اعتبارها النموذج الأصيل والأكثر فعالية من النظام السياسي.

ووضع الاتجاه الجديد النظام الدولي، أو النظام العالمي، كما يروق للبعض أن يسميه، في مأزق واضح وتحت ضغوط هائلة؛ إذ بدت المنظمات الدولية، بدءاً من الأمم المتحدة نفسها، أقل ارتباطاً – أو ربما اهتماماً - بواقع الأمور من أي وقت مضى. والمؤسسات الكبرى، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، اللذين كانا يعتليان قمة موجة العولمة في أوجها، صارت ضحايا التهميش على نحو واضح لا لبس فيه. وأصبح حلف شمال الأطلسي، الذي يمر بحالة نقاهة متأخرة، في بحث حثيث عن عملية تجميل لجذب المزيد من الاهتمام. أما الاتحاد الأوروبي، الذي يهزه مغادرة البريطانيين المنتظر الانتهاء منها بحلول نهاية العام المقبل، صار مجبوراً على إلقاء نظرة فاحصة جديدة يستشرف منها آفاق مستقبله. والتجمعات الدولية الأخرى، من منظمة الدول الأميركية إلى الاتحاد الأفريقي، مروراً بمنظمة التعاون الإسلامي ثم جامعة الدول العربية، تحاول بقدر ما التكيف مع الموقف العالمي الدائم والسريع التغير من حولهم. أما بالنسبة إلى المنظمات الأخرى من شاكلة مجموعة شنغهاي الصينية وسوق أوراسيا المشتركة التي تتزعمها روسيا، فإنها في أفضل أحوالها كمثل الشخصيات الوهمية في رواية خيالية لا تزال تبحث عن مؤلف ليكتب قصتها!

ومع ذلك، هل تعتبر الدولة القومية، والنزعة القومية الآيديولوجية التي تؤطرها، قادرة على الاستجابة إلى والتعاطي مع الأوضاع العالمية المتطورة؟ ليس هذا بالأمر المؤكد على الإطلاق؛ إذ ترزح الدولة القومية نفسها تحت ضغوط كبيرة إثر النزعات الانقسامية والحركات الانفصالية في العديد من البلدان، بما في ذلك العديد من البلدان الديمقراطية، لا سيما في إسبانيا، والمملكة المتحدة، وكندا، وإيطاليا. والأسوأ من ذلك، أننا صرنا نشهد تكاثراً لا نهاية له من الدول الفاشلة على غرار سوريا، وفنزويلا، والصومال، والكونغو كينشاسا، وزيمبابوي، وليبيا، حيث تحول نموذج الدولة القومية إلى أكثر من مجرد أسطورة خرافية لا يصدقها أحد. وفي بلدان أخرى، ومن أبرزها أفغانستان، والسودان، والعراق، ولبنان بدرجة من الدرجات، دخل الموقف الراهن في طور من التجمد ملوحاً في الأفق بالوقوع في غياهب البلدان الفاشلة كمثيلتها سواء بسواء. وفي بعض البلدان الأخرى، ولا سيما إيران وكوريا الشمالية، تحولت الدولة إلى ما يشبه الأداة المعنية بإبقاء النظام على قيد الحياة وتحت السيطرة بأي ثمن ومهما كانت الظروف، ومن ثم الحيلولة تماما دون ظهور النموذج التقليدي المعروف للدولة القومية.

وحتى في الحالات التي تعمل فيها الدولة القومية بصورة طبيعية أو أقل من طبيعية، وهي الحالة الراهنة في أغلب البلدان، فإن سلطاتها وقوتها تتنازعان مع الجهات الفاعلة غير الحكومية أو العابرة للحدود الوطنية من شاكلة الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات، وجماعات الضغط السياسي والمالي العالمية، مثل أنصار حماية البيئة، ووسائل الإعلام العابرة للحدود الوطنية. وفي بعض هذه الحالات، يمكن لمشاهير الفن والرياضة ممارسة قدر معتبر من النفوذ مما تملكه الدول القومية من الحجم المتوسط.

أسفر الاختفاء الافتراضي للأحزاب السياسية التقليدية عن ظهور جماعات، خاصة تلك التي تتحول في أغلب الأحيان إلى غرف «الصدى» الآيديولوجي. كما خسرت وسائل الإعلام التقليدية الكثير من زخمها، وقوتها، وتأثيرها في مواجهة شرسة من قبل المنافذ الإخبارية الهائلة التي تسوق للحقائق المزيفة البديلة في كل مكان. ومن التحديات القائمة على النموذج التقليدي للدولة القومية يأتي «تأنيث» السياسات في الكثير والكثير من البلدان. وقبل جيل كامل من الآن، كان من النادر للغاية العثور على امرأة تشغل منصب الوزير، ناهيكم عن رئاسة الوزراء. أما اليوم، صار الأمر مبتذلاً للغاية. وتولت المرأة قيادة أغلب الأحزاب السياسية المؤثرة في المملكة المتحدة على سبيل المثال. وفي الولايات المتحدة كذلك، تهيمن السيدات المرشحات لخوض الانتخابات الرئاسية على قوائم مرشحي الحزب الديمقراطي الأميركي. ويبتعد هذا «التأنيث» الواضح للسياسات عن الأهداف التقليدية للدولة القومية التي طالما سلطت الأضواء على المكانة، والمجد، والنمو الاقتصادي، والقوة الصلدة، والأهداف الاجتماعية مثل الرفاه، والتعليم، والصحة، ومساعدة ضحايا المجتمع الحقيقيين أو المتصورين.

وتأكيداً للقول، لا شك أن هناك أجزاء مختلفة من العالم سوف تواجه هذه التحديات الجديدة بشتى الطرق؛ إذ وضعت الديمقراطيات الغربية الآليات المعنية بالإصلاح والتي سوف تساعدهم من خلال الانتقال العميق مع اعتبار الحد الأدنى من الأضرار التي تنال من النسيج الاجتماعي والنمو الاقتصادي.

وربما تكون البلدان الاستبدادية مثل الصين، وروسيا بدرجة من الدرجات، قادرة كذلك على تجاوز العديد من المطبات العارضة على الطريق، على الأقل أنها لا تزال تحافظ على معدلات النمو الاقتصادي التي يمكنها أن توفر للمواطن العادي آفاقاً لمستويات معيشية أفضل. وهناك عدد من البلدان الآسيوية، ولا سيما إندونيسيا، وبنغلاديش، وفيتنام، وتايلند، والتي هي في موقف مماثل مع أن اختلاف الأداء الاقتصادي يجعلها أقل أماناً من الصين أو روسيا. ولدينا الهند، التي طالما تفاخرت بلقب «أكبر ديمقراطية في العالم»، والتي تعاني من مشكلة إضافية تتمثل في الانفجار الوشيك لقنبلة القومية الدينية الخطيرة على غير تزامن مع المشهد الدولي الراهن. وفي السنة المقبلة، سوف نخوض المرحلة الأخيرة من الحرب السياسية الثقافية التي نشأت رغماً عنا إثر انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، مع استعداد كافة الأطراف للمواجهة. ونظراً لأن الولايات المتحدة لا تزال النموذج الذي يحظى بالأهمية لدى الكثيرين في كافة أرجاء العالم، فإن نتائج هذه المعركة يمكن أن توثر على الكثير من التطورات ذات الأهمية لدى العديد من البلدان الأخرى حول العالم. وفي منطقتنا الحبيبة، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يساورني شعور عجيب يستند إلى حدس غريب ناشئ عن بعض المعلومات الملموسة بنهاية قريبة للصراع الدائر في اليمن. وربما يدرك الحوثيون، الذين تساندهم جمهورية إيران الإسلامية، أن المستفيدين في طهران من الحرب في اليمن لم يعودوا قادرين على ضمان استمرار مستويات الدعم اللازمة لمواصلة الحرب الأهلية الطويلة المنخفضة الشدة.

وفي العراق، فإنني أعتبر نفسي آخر الأشخاص تفاؤلاً على وجه الأرض بمستقبل هذه البلاد. وربما يكون لدى العراق المقدرة على التفاوض بشأن الانتقال العسير من الجيل القديم من الساسة، وأغلبهم من المنفيين السابقين، إلى جيل جديد نشأ وتربى داخل البلاد منذ تحرير العراق في عام 2003.

وتتحرك إيران هي الأخرى على مسار الانتقال من نظام الحكم المصاب بخرف الشيخوخة المتأخرة والذي فقد الكثير من زخم شرعيته لدى الناس والذي يجد صعوبة بالغة في إحباط طموحات أمة أغلب سكانها من الشباب ذوي الإبداع والابتكار والتطلع والطموح.

وفي سوريا، لا تزال علامة الاستفهام الكبيرة مستقرة فوق رؤوس الآفاق المستقبلية الغامضة. وبسبب كل من التدخلات الروسية، والإيرانية، ثم التركية، فإن الانتقال السياسي للسلطة الذي كان من الممكن أن يحدث من واقع نظام بشار الأسد إلى الإجماع الوطني الجديد، قد أسيء استغلاله وتمخض عما نراه الآن.

ومن الصعوبة بمكان أن نرى كيف، ناهيكم عن متى، يمكن لسوريا معاودة الظهور كدولة قومية موحدة بأي معنى مقبول لذلك الاصطلاح. والأنباء السارة تقول إن السنة «المثيرة» قاربت على الأفول، والأنباء السيئة تفيد بأن السنة المقبلة قد تكون أكثر «إثارة» من سابقتها. ومرة أخرى، بالمعنى الصيني التقليدي للكلمة!

 

هل انحاز قيس سعيّد إلى إردوغان؟

مشاري الذايدي الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

هبط فجأة وطار فجأة، لكنه خلّف في ظهوره بتونس، غباراً وقتاماً وقلقاً وشروخاً، إنه صانع المشكلات ومحترف الإثارة، العصمنلي المزاج، رئيس تركيا المتعبة، رجب طيب إردوغان. الرئيس التونسي الجديد، الأستاذ الأكاديمي المثالي، قيس سعيّد، وجد نفسه أمام عشرات الأسئلة من القوى التونسية السياسية ومن الشارع العادي: لماذا وكيف وإلى أي غاية كانت زيارة إردوغان التركي لقصر قرطاج؟ هو يقول، التركي، إنه اتفق مع سعيّد على دعم فائز السراج وجماعته الإخوانية في ليبيا. ووزير داخلية حكومة طرابلس الإخوانية، فتحي باش آغا، قال إن تونس انضمت لمحور تركيا - طرابلس الواقعة. الأمر سبب ضجة في تونس، خاصة أن إردوغان اصطحب معه وزراء الحرب، الدفاع والاستخبارات والخارجية، بينما قابل قيس سعيّد السلطان العثماني بدون وزرائه المعنيين! المتحدثة باسم الرئاسة التونسية رشيدة النيفر سارعت للرد والدفاع وقالت إن موقف الدولة محايد في ليبيا ولم ننضم لأي تحالف، كما استهجنت الرئاسة التونسية التصريحات حول انضمام تونس لحلف تركي في ليبيا. لكنها في نفس البيان شددت على الدعم التونسي لـ: حكومة (فائز) السراج، في «إطار تشبث تونس بالشرعية الدولية»! يعني أن الموقف التونسي الرسمي محايد أو داعم لطرف؟! بصرف النظر عن حقيقة وصدقية هذه الشرعية الموصوم بها كيان الإخوان السياسي في طرابلس الغرب.

الرفض التونسي الشعبي والسياسي لهذه المواقف «المريبة» من قبل الرئيس الجديد قيس سعيّد في الالتحاق بالمحور التركي القطري، متصاعد. تونس لها خصوصية شديدة في العلاقة مع ليبيا، اجتماعياً واقتصاديا وسياسيا طبعاً، وهي بهذا الانحياز تضع نفسها في المكان الخطأ من التاريخ.

ضع ذلك مع الأنباء المتواترة عن تقاطر مقاتلي «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» إلى الأرض الليبية من الأرض التركية عبر البحر والبر، فما دور تونس المقبل في هذا الإطار؟ وما هي طبيعة «الدعم» الذي ذكرته المتحدثة الرئاسية التونسية للحكومة «الشرعية» كما وصفتها، حكومة فائز السراج التابعة لـ«الإخوان المسلمين». الحزب الحر الدستوري، طلب، من البرلمان دعوة وزيري الدفاع والخارجية إلى جلسة مساءلة بخصوص زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتونس. نحن إزاء عدوان تركي بنكهة عصمنلية على ليبيا، وطمع بنفطها وغازها وناسها وبرها وبحرها، بل إن رجب طيب إردوغان عبّر صراحة عن هذا الجشع وشرعنه بالحديث (مدعياً) عن «مليون ليبي من أصول تركية يستحقون دعمه والتدخل لنجدتهم». وتحدث سابقاً عن ليبيا بوصفها «جغرافيا قديمة لتركيا» على تركيا الحالية الدفاع عنها! هذا الموقف هو أكبر امتحان لقدرات ورؤية وبصيرة وأفكار المثقف التونسي المثالي قيس سعيّد في فجر رئاسته على البلاد، بلاد بورقيبة ومقر الجامعة العربية سابقاً.

 

معالم ومفارقات الموجة الثانية للربيع العربي!

أكرم البني الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

من المفيد، ونحن على مشارف عام جديد، التوقف عند الانتفاضات أو الثورات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم، في السودان والجزائر والعراق ولبنان، ودرجت تسميتها «الموجة الثانية من الربيع العربي»، بما هو توقف عند المعالم الخاصة لتلك الثورات، وخطوط تفارقها عما عرفت بثورات الموجة الأولى.

أولاً، الموقف المشترك أو شبه الموحد للثورات الجديدة في رفضها للإسلام السياسي، وتعرية دوره في الدولة والمجتمع. فإذا كانت موجة الربيع الأولى قد منحت الإسلام السياسي، وخصوصاً جماعات «الإخوان المسلمين» وأشباههم، فرصة كبيرة لركوب الانتفاضات الشعبية والثورات في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، ومكنتهم في بعض الساحات من الوصول إلى السلطة، أو فرض سيطرتهم على مجرى الصراع، فإن الموجة الثانية تبدو عموماً، كأنها في مواجهة مع الإسلام السياسي والنتائج السلبية التي خلفتها برامجه وممارساته. ألم تنهض ثورة السودان، بشكل صريح وحاسم، ضد الحكم الإسلاموي وما مارسه من قهر وفساد في الأرض، لتدشن بشعاراتها المدنية رحلة إسقاطه سياسياً وشعبياً؟! وألم تتجلَّ انتفاضة الجزائريين في إحدى صورها كانتفاضة ضد الدور الخفي والمتواطئ الذي لعبه الإسلاميون في السلطة، ولفضح تواطئهم كأفراد أو كجماعات في تغطية وجوه القمع والفساد؟ وأيضاً ألا يصح اعتبار انتفاضتي لبنان والعراق، ثورتين ضد الإسلام السياسي بوجهه الشيعي، المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصايتها على البلاد والعباد، وتالياً ضد استطالاتها السرطانية التي تصول وتجول، قهراً فساداً، في هذين البلدين، مسعرة الصراع المذهبي وما يخلفه من انقسامات متخلفة، هتكت البنية والهوية الوطنيتين، وذهبت بالبشر وشروط حياتهم إلى ما يشبه الكارثة الإنسانية؟

ثانياً، الإصرار الواضح على النضال السلمي واللاعنفي، والذي بدا هنا أشبه بنهج استراتيجي مستقر وراسخ في الوجدان والوعي الشعبيين، وليس، كما عرفته بعض الثورات السابقة، خياراً مؤقتاً أو تكتيكاً طارئاً. ولعل ما عزز إحجام ثورات الموجة الثانية عن الانزلاق إلى فخ العسكرة وحمل السلاح، ليس فقط إدراكها لتعارض العنف مع جوهر مطالبها من الحرية والعدالة والكرامة، وإنما أيضاً إفادتها من أخطاء ودروس الثورات التي سبقتها في ليبيا واليمن وسوريا، بعد أن فرض عليها خيار العنف ومنطق الحسم بالقوة والسلاح، الأمر الذي يفسر قوة اللحمة والتعاضد بين المتظاهرين، في مقاومة وإفشال محاولات الأجهزة السلطوية والأمنية وبعض الجماعات الطائفية، لاستفزازهم وجرهم للرد على العنف بعنف مضاد. ولنتذكر كيف اختار السودانيون الاعتصامات المدنية والسلمية، للرد على المجازر البشعة التي حاول من خلالها أنصار النظام البائد استثارتهم وجرهم إلى لغة الثأر والانتقام. وأيضاً كيف صدح ولا يزال شعار السلمية، في مواجهة ما جرى ويجري من قمع وقتل واغتيالات للناشطين العراقيين، كما إصرار الحشود بعد مجازر النجف وكربلاء على الاستقواء بالآية الكريمة: «لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين». ومن القناة ذاتها يمكن النظر إلى حشود اللبنانيين التي ترفض العنف وتسعير الصراع الأهلي، وتجاهد بكل السبل لإفشال محاولات بعض المغرضين جرهم إلى دائرة الاقتتال الطائفي والمذهبي.

ثالثاً، يصح القول إن أحد معالم ثورات الموجة الثانية، أنها تأتي بالضد من أي تدخل خارجي في شؤون البلاد، يحدوها تمسك لافت بحصر الصراع في بعده الوطني والداخلي، ربما لأنها عاينت جيداً النتائج المأساوية التي خلفها اندفاع بعض ثورات الموجة الأولى صوب المطالبة بتدخل عسكري خارجي، يكسر عنجهية الأنظمة، ويردع قدرتها على ممارسة الفتك والتنكيل، وتألمت كثيراً لما صارت إليه أحوال ليبيا بعد التدخل العسكري الغربي، وللمصير المؤلم الذي ينتظر سوريا وقد صارت مسرحاً للصراعات الخارجية، ونجح التدخلان العسكريان، الإيراني والروسي، في تمكين النظام، وتشويه الثورة، والفتك بخيرة أبنائها، وتدمير حلم السوريين بغدٍ أفضل.

رابعاً، لعل أهم ميزة لثورات العام المنصرم، ليس فقط أنها جاءت عابرة للإثنيات والأديان والطوائف، وتشدد على الهوية الوطنية الجامعة، وعلى وحدة الشعب ومعاناته المشتركة من القهر والفقر والحرمان، وإنما أيضاً بصفتها عابرة للأحزاب والقوى السياسية، فليست طفرة أن تغيب خلال التظاهرات الفوارق والحساسيات التي افتعلها المستبدون، بين الأمازيغ والعرب في الجزائر، وبين مختلف مكونات المجتمع القومية أو الدينية أو الطائفية في السودان ولبنان والعراق، كما ليس أمراً بسيطاً أن تتصدر تلك الثورات قيادات جديدة ومتنوعة من المجتمع المدني، بعيداً عن أي هوية حزبية، وأن تتوافق الحشود على رفض أي مشاركة للأطراف السياسية في مسار التغيير، وتالياً على مرحلة انتقالية تقودها حكومة مستقلة تماماً، تقطع مع الماضي والتركيبة السياسية القائمة. والأهم تميز هذه الثورات بدور كبير للمرأة فيها؛ حيث تصدرت النساء من ربات البيوت والمهنيات وشابات المدارس الحشود، وتقدمن الصفوف لابتكار وقيادة بعض الأنشطة والفعاليات المدنية المعارضة، والأدلة كثيرة، ظاهرة «الكنداكة» في السودان، وتواتر خطف الناشطات الجامعيات في العراق، وتصدر النساء اللبنانيات المظاهرات، لتخفيف الاحتكاك والتوتر مع حواجز الشرطة، كما تسييرهن غير مظاهرة وهن يحملن الشموع رفضاً لمحاولات إعادة المجتمع لأجواء الحرب الأهلية.

وفي المقابل، ثمة جديد يحسب على السلطات السائدة، وهو تصنع البلادة في تفهم معاناة المحتجين وما يكابدونه، وتقصد الاستهتار والبطء في التعاطي مع مطالبهم المشروعة، ربما لأن تجارب ثورات الموجة الأولى قد علمتهم أيضاً ألا يكرروا سلوك زين العابدين بن علي أو حسني مبارك، وألا يتعجلوا الاستجابة لما تريده غالبية الناس؛ بل أن يضعوا نصب عيونهم تجربة النظام السوري ويتمثلوها جيداً، ما دام قد خرج منتصراً كما يدعي، حتى وإنْ على بقايا وطن تتنافس عدة أطراف خارجية على تقاسمه، وإنْ على أنقاض مجتمع تمزقه التعبئة الطائفية والمذهبية البغيضة، وإنْ على جثامين مئات ألوف القتلى، وأنات أضعافهم من المعتقلين والمشوهين، وضياع ملايين المشردين. ولعل ما يعزز هذا الأمر في الحالتين اللبنانية والعراقية، قوة التدخل الإيراني، والذي يرجح ألا يتردد، كما فعل ضد شعبه، في تشجيع اللجوء إلى وسائل الفتك والتنكيل للحفاظ على نفوذه أو بقايا نفوذه في المشرق العربي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كتلة الوفاء للمقاومة هنأت بالميلاد: لحكومة فاعلة منتجة من كفاءات ذات اختصاص وحس انساني ووطني

وطنية - الخميس 26 كانون الأول 2019

عقدت "كتلة الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة ألاعضاء، واصدرت بيانا، رأت فيه أن "المحطات والمناسبات التي تتوالى على البشرية، تشكل فرصا للتأمل والمراجعة ولتقويم المسارات والأداء وتحديد المعوقات والكوابح وتجديد العزم لإنجاز الأهداف وتحقيق الغايات". وأكدت أن "ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، هو من أهم المحطات والمناسبات التي تشكل فرصة ثمينة لكل من يحمل هما انسانيا أو اجتماعيا أو يتصدى للشأن العام الناظم للسلوك وللعلاقات"، معتبرة أن "هذه المناسبة، تفتح نافذة كبرى على القيم التي تحتاجها المجتمعات البشرية، وعلى الصلة الضرورية بالرسل والرسالات السماوية التي من شأنها توفير السكينة والصبر على الشدائد والتحفيز للعمل المصحوب بمسحة من الأمل الواقعي، الذي يحصن الناس ضد اليأس ويزرع في نفوسهم إرادة التطلع الدائم نحو فعل الخير والصلاح".

واشارت الى أن "هذه الصلة العميقة التي يستحضرها اللبنانيون عند المفترقات طوال تاريخهم الماضي والمعاصر، هي التي تبقي لديهم رغم خيباتهم المتكررة بعض همة، للانطلاق ضمن مسارات جديدة، ولو على صعيد الشكل والأسلوب دون تبدل نوعي يذكر في المنهج والمضمون. وهذا ما أظهرته بوضوح حركة الناس ورفضهم العفوي الذي أخرجهم للمطالبة الصارخة بوقف النزف المالي والنقدي والاقتصادي الذي ينعكس ترديا مخيفا على الصعيد المعيشي فضلا عن الركود الانمائي".

واذ توجهت الكتلة الى "اللبنانيين كافة والطوائف المسيحية خصوصا بأسمى آيات التهاني والتبريكات بميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام"، أملت "أن يجتاز لبنان محنته الراهنة وينهض بتعاون كل أبنائه لمعالجة الأزمة الداخلية التي عصفت مؤخرا".

ورأت الكتلة بعد نقاش الوضع الداخلي، أن "الأولوية الملحة بعد تسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة (الدكتور حسان دياب). أن ينشط الجهد لتأليف مجلس وزراء فاعل ومنتج، يضم كفاءات ذات اختصاص وحس انساني ووطني، ويعمل بشكل منهجي لمعالجة الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية ولإستثمار ثروات البلاد بما يعزز الدخل الوطني ويجتذب التعاون الايجابي ضمن اطار حفظ السيادة الوطنية".

ولفتت الى أن "المهام التي تنتظر مجلس الوزراء المرتقب، تفترض حكما، العمل على ألا يكون مجلس مواجهة أو تحد لأحد، وأن يستحضر مصالح البلد ومكوناته كافة ويكون حاضنا لتطلعات الشعب التي عبر عنها مرارا وتكرارا وملبيا لها وضنينا الا يسقط في فخ الفئوية او التهميش لأي كان".

واعتبرت أن "ايلاء ملف مكافحة الفساد العناية التشريعية والتنفيذية والقضائية اللازمة والمتناسقة هو أمر ينبغي ان يكون في غاية الاهتمام الجدي لدى الجميع.. كما أن المواكبة الاعلامية المسؤولة ينبغي أن تزيد من رصانة التعاطي مع هذا الملف الحيوي".

ودعت الكتلة اللبنانيين الى "توخي الهدوء والحكمة في الاعراب عن قناعاتهم او اعتراضاتهم والحفاظ على السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وتجنب قطع الطرقات واهانة المواطنين ومنع انتقالهم عبر مختلف المناطق اللبنانية"، مشددة على أن "من حق الناس ان تعبر عن وجهات نظرها دون ان تصادر حقوق اللبنانيين الذين نحترم صبرهم وتحملهم".

وأشارت الكتلة الى أنها تنظر "بقلق وريبة الى مظاهر التلوث البيئي للمياه الاقليمية اللبنانية، عبر وجود نفايات وبقايا مواد اسرائيلية اجتاحت السواحل البحرية في الجنوب مؤخرا"، داعية "وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال (فادي جريصاتي) والجمعيات البيئية، وكذلك لجنة البيئة النيابية للتحقق والتدقيق في هذا الامر المريب ليبنى على النتيجة مقتضاها".

وأوضحت أنها تتابع "جهود لجنة المال والموازنة"، وحرصها على "معرفة الاوضاع النقدية في البلاد بالتفصيل، من خلال استطلاع معطيات وآراء المعنيين بهذا الشأن ومحاورتهم في سياق مناقشتنا مشروع الموازنة العامة للعام 2020".

كما أكدت الكتلة ان نوابها "قد عرضوا بحضور وزير المالية (علي حسن خليل) وحاكم المصرف المركزي (رياض سلامة) ورئيس جمعية المصارف (سليم صفير) للامور التالية:

أ- متابعة التحقيقات في التحويلات النقدية الى خارج البلاد واتخاذ الاجراءات الآيلة الى حماية ودائع الناس وضمانها.

ب- حث المصارف على تمكين الموظفين من استيفاء رواتبهم الشهرية بالكامل دفعة واحدة.

ج- تأييد تقديم كل التسهيلات لضمان التحويلات لمصاريف طلابنا اللبنانيين في الخارج.

د- تأييد الكتلة اقتراح قانون رفع قيمة ضمانة الوديعة المشمولة بضمانة مؤسسة ضمان الودائع المصرفية من 5 ملايين ليرة الى 75 مليون ليرة لبنانية".

وأملت الكتلة "أن تنجز لجنة المال والموازنة النيابية مناقشة الموازنة، وأن تحيلها في أقرب وقت الى رئاسة مجلس النواب لتقرر موعد انعقاد الهيئة العامة لمناقشة الموازنة واقرارها".

من جهة اخرى، دانت الكتلة "الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا"، شاجبة "بشدة، استخدام لبنان كمعبر وممر لتلك الاعتداءات"، مشددة على "السلطات اللبنانية القيام بكل ما يلزم للحؤول دون تكرار مثل هذا التطاول على السيادة الوطنية".

كما دانت "الفعل الارهابي الاسرائيلي الذي استهدف حياة سيادة مطران القدس عطاالله حنا عبر محاولة دس السم له في محل اقامته وعمله"، وهنأته بالسلامة، داعية له ب"المعافاة التامة، ليبقى مقاوما شاهدا على عدوانية اسرائيل وإرهابها واحتلالها لفلسطين"، مشددة على "تضامننا الكامل ونصرتنا لقضية الشعب الفلسطيني المحقة والعادلة ولنضاله المشروع".

 

العاصفة “لولو” تضرب بقوة و تُغرق لبنان بالرياح والأمطار والثلوج/حوادث وانهيارات أسفرت عن سقوط 6 قتلى و15 جريحا نتيجة سوء الأحوال الجوية

بيروت- وكالات/26 كانون الأول/2019

 يستمر المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان منذ مساء الثلاثاء الماضي، الذي عرف باسم “العاصفة لولو”، في التسبب بأضرار مادية، كونه مصحوبا برياح قوية وأمطار غزيرة وتساقط للثلوج على المرتفعات. وفاضت الطرق الرئيسية في البلاد بمياه الأمطار والصرف الصحي، مما أدى إلى زحمة سير خانقة في كل من خلدة جنوب بيروت وطريق المطار، وفي الضبية والدورة وجونيه شمال العاصمة. وفي منطقة السان سيمون في الجناح جنوب بيروت، أدت الأمطار الغزيرة وارتفاع الموج إلى إغراق البيوت فيها. وناشد السكان الأجهزة الرسمية بعد دخول المياه إلى بيوتهم، إلا أنهم لم يتلقوا المساعدة بعد. وتعد منطقة السان سيمون واحدة من أفقر المناطق في بيروت، وتعاني سوء الخدمات والبناء غير القانوني في منطقة قريبة من شاطئ البحر. وأدى التساقط الكثيف للأمطار، إلى انهيارات على عدة طرق في الشمال والجنوب والبقاع اللبناني. ففي بيروت، انهار جزء من المقبرة اليهودية في منطقة السوديكو، وهي مقبرة تاريخية في المدينة، إذ أدى هطول الأمطار إلى سقوط الجدار الدي يحميها، وتهدم عدد من المقابر على جانب الطريق. كما أدى ارتفاع الموج في بيروت إلى انهيار جزء من الحواجز التي تفصل الكورنيش البحري عن الشاطئ. وتسببت غزارة الأمطار التي تساقطت، بانهيارات صخرية وترابية، أُغلق على إثرها طريق في حامات شمال لبنان، بشكل جزئي.

وفي طرابلس شمالي لبنان، تم إرجاء عودة الدفعة الأخيرة من اللاجئين السوريين للعام 2019 إلى الداخل السوري إلى وقت يحدد لاحقا، نتيجة أوضاع الطرق والأحوال الجوية والسيول التي حالت دون تمكن الحافلات التي استقدمتها وزارة النقل السورية من الوصول إلى طرابلس لنقلهم.

وأسفرت العاصفة “لولو” عن تضرر الخيم والمشاريع الزراعية وبساتين الموز والحمضيات في صور، جنوبي لبنان، بسبب سرعة الرياح. وتوقفت حركة صيد الأسماك والملاحة في كل من ميناء صور وصيدا جنوبي البلاد. وحذر الدفاع المدني المواطنين من الاقتراب من ضفاف الأنهر وأماكن تجمع المياه والسواقي تخوفا من السيول. وأفادت إحصاءات غرفة التحكم للحوادث عن سقوط 6 قتلى و15 جريحا في 12 حادث سير، تم التحقيق فيها خلال الـ 24 ساعة الماضية. ويتوقع أن يكون سوء الحالة الجوية عاملا أساسيا في حدوث معظم هذه الحوادث. وبحسب مصلحة الأرصاد الجوية، يستمر الطقس غائما وممطرا بغزارة، مع عواصف رعدية ورياح قوية وانخفاض بدرجات الحرارة، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 1400 متر فوق سطح البحر، ويتأثر الحوض الشرقي للمتوسط بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة مع رياح شديدة وأمطار غزيرة. ومن جانبه، أسف رئيس “حزب الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي، في بيان، لمشهد الفيضانات “الذي يتكرر عند كل عاصفة وشتوة في بيروت، لا سيما في منطقة الرملة البيضاء”. وشدد على أن “الفساد والمحاصصة المتفشيين في مختلف مؤسسات الدولة وإداراتها، لا يتأذى منهما إلا المواطن”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  25-26 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

الطبقة الحاكمة مصممة على دخول موسوعة غينيس كالأفسد في العالم

أبو أرز- أتيان صقر/26 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81789/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d9%85%d9%85%d8%a9/

 

سورين كاري/معهد كايتستون: قرار البرلمان الألماني حظر حزب الله هو مجرد مهزلة قانونية-الجزئين الأول والثاني

/Soeren Kern: German Parliament’s Resolution to Ban Hezbollah is Just a Legal Charade/Part one & two

http://eliasbejjaninews.com/archives/81711/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7/