LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december25.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولادة السيد المسيح..المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 24 كانون الأول 2019

الحريري: بري يعلم انني لا ألعب بالنار ولا أقبل بشيطنة السنة والحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل

دياب بعد لقائه رئيس الجمهورية: أتينا لمعايدة الرئيس والامور سائرة كما يجب

جريصاتي ردا على الحريري : العهد لا يرمى منك الا بالورد وانت الاعلم بما صدر عنك وعانى منك

الجيش اللبناني: استخدام السلاح وإسالة دماء المتظاهرين خطان أحمران

واشنطن طالبت حكومة لبنان الالتزام بتحقيق طموحات الشعب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

في «عهدة» الولي الفقيه/فادي شامية/جنوبية

أوساط نيابية لـ”السياسة”: لا عودة لإحياء قوى “14 آذار”

"القوات": السعودية لم تتخلَّ عن الحريري ولم تطلب من جعجع التخلّي عنه

المشنوق: دفاع إيران عن دياب إعلان بأنه لا يمثل اللبنانيين

الحريري وفرنجية: “طبخة” دياب… ظاهرها مستقل وباطنها “عوني”

"الثنائي الشيعي" لا يُمانع في الذهاب إلى تأليف وزاري من اللون الواحد المُطعَّم ببعض التكنوقراط

رئيس “المستقبل”: لا تسمية ولا تغطية ولا مشاركة في الحكومة ولا ثقة إذا طلبت

الراعي في رسالة “الميلاد” يبارك الثورة… ويُصوِّب على “الحكّام”: سبب “مآسينا”

ديبلوماسي عربي لـ”السياسة”: المهم ألا تكون الحكومة مرتبطة بـ”حزب الله”

المشنوق: نشكر السيّد علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف حسان دياب

حسن خليل: من غير المقبول ما يحصل في بعض المصارف

علوش: من أهم إنجازات الانتفاضة كوننا أزحنا عن صدرنا حمل تفاهة وسفاهة وجهالة وطائفية جبران باسيل واتباعه

الحريري: الحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل وبري يعلم انني لا ألعب بالنار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فتوى إيرانية لرفع العقوبات.. هل تُقنِع ترامب؟

الولايات المتحدة: سلوك إيران الشائن من أهم تحديات 2020

الوكالة الذرية: طهران لم ترد على تساؤلاتنا

إيران تتوعد إسرائيل وتتعهد الرد على غاراتها في سورية والنظام حاصر نقطة مراقبة تركية في إدلب و"النصرة" أجهضت مصالحة معرة النعمان

استطلاع حكومي يحرج نظام طهران: الشعب محبط وسيحتج

رضا بهلوي يدعو إلى تقديم خامنئي إلى المحكمة الجنائية الدولية/تخبط بشأن مذبحة الـ 1500 محتج... واعتقال والدي ضحية دعيا لتأبينه... وأم: رصاصة اخترقت قلب ابني

ترتيبات إيرانية – حوثية لعملية عسكرية في البحر الأحمر

"الشرعية": الانقلابيون يهددون الأمن

مشروع قانون بشأن سورية إلى “الدوما”

النظام  السوري يحجز على أموال أحد “رجال أعمال الأزمة”

أميركا توقع عقد بناء ضمن قاعدة “إنجرليك” مع شركات تركية

أزمة تشكيل الحكومة العراقية تتفاقم والبرلمان يقر قانون الانتخابات والمتظاهرون هاجموا مقرات الأحزاب في ذي قار والنجف ونصبوا خيام الاعتصام أمام "مجنون" بالبصرة

الاتحاد الأوروبي يطالب العراق بإنهاء العنف

هاكرز للسلطات العراقية: دول لا تحمي مواقعها لن تحمينا

“داعش” يحاول استعادة قوته ويسعى لإعادة ترتيب صفوفه

إسرائيل تجمد مشروع ضم غور الأردن خوفاً من تحقيق “الجنائية الدولية”

الحكومة الفلسطينية: بومبيو نصّب نفسه واعظاً ومحامياً وشرعنته الاستيطان "معاداة للسامية"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سنة الثورة والقبض على الدولة/خضر غضبان/المدن

الحريري "ينفجر": باسيل عنصري طائفي ولا ثقة لحكومة دياب/منير الربيع/المدن

جديد فساد أوجيرو: انتفاعات لقضاة وضباط وعقود لتبديد الأموال/خضر حسان/المدن

بداية الجوع: المفوضية الدولية للاجئين تُطعم آلاف العائلات اللبنانية!/لوسي بارسخيان/المدن

هكذا إنعدمت الثقة بمصارف لبنان!/وليد بركسية/المدن

إلى "الصديق بيارو"/نجوى بركات/العربي الجديد

لبنان لا يعترف بمشاكله/نديم قطيش/الشرق الأوسط

عندما تغتال الديموقراطية نفسها... عندما تغتال الميثاقية نفسها/د.مصطفى علوش

الرئيس المكلّف بطل فضيحة ترخيص “جامعة مراد”.. وهكذا غطّى أكل “مال الوقف”/موقع صوت بيروت

سياسة إدارة ترمب تجاه الشرق الأوسط في 2020/هل يؤثر ضغط "العزل" على ملفات الحروب والمواجهات؟/وليد فارس الأمين/انديبندت عربية

لبنان... باسيل يسعى للاستئثار بالحصة المسيحية وغيرها بغياب "القوات" و"الثنائي الشيعي" منزعج من اتهامه بالسعي إلى حكومة اللون الواحد/وليد شقير/انديبندت عربية

سويسرا تدقق في تحويلات سياسيين لبنانيين/حق مشروع أو تهريب "أموال منهوبة"؟/جاكلين مبارك/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رسالة الميلاد: الشعب عبر في ثورة ايجابية ما يتطلب من اصلاحات وينتظر حكومة تضم أصحاب اختصاص ونزاهة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولادة السيد المسيح..المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة

انجيل القديس لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى19

وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود». وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة». ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب». فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81741/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء.

الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع.

الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى.

الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”..

الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين.

الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/23 كانون الأول/2019

مي خريش سطحية ولا علاقة لها بالسياسة وبالدستور وبالسيادة. متفلسفة عن جهل وغباء وربما لهذا اختارها باسيل. عدائية ومستفزة ومتعجرفة. مقابلة خريش أمس من ال بي سي كانت تعتير غ الآخر. فهي ببغائية رددت كلمة "نحن"..عشرات وعشرات المرات هذا دليل قاطع على بباغيتها وكل ما هو غباء وتعجرف وجهل..فاشلة كما هو من اختارها

 

لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/21 أيلول/15/المقالة هذه هي من أرشيف سنة 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/81703/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%86%d8%a9-2015-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/

المشكلة العويصة في لبنان حالياً تكمن ليس فقط في أن لبنان الرسالة والاستقلال والسيادة والقرار الحر والتاريخ والهوية والفرادة قد تم تغيبه وتهميشه وأبلسته، بل تم قهره وكبت كل مقوماته الحضارية والفكرية والتاريخية والحقوقية بالقوة والتسلبط، حيث يمسك بقراره وحكمه ومصيره وأعناق شعبه المظلوم والمقهور والغارق بين جبال القمامة، يمسك بقراره مناصفة فريق سياسي غير مسلح مثاله الأعلى الحكم السعودي، وهو استراتيجياً وإقليميا ملحقاً به وتابعاً له.

وفريق ثاني ميليشياوي وإرهابي مسلح حتى أذنيه يريد بالقوة فرض النموذج الإيراني الملالوي على لبنان واللبنانيين وقد حول وطننا الحبيب والمسالم عن طريق البلطجة والإجرام والغزوات إلى معسكر إيراني وقاعدة للملالي ولحكمهم الساعي بالقوة والتمذهب إلى إقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاض كل الدول العربية وشعوبها.

أما الخطير هنا، بل الكارثي في حالة المحل والبؤس هذه أن القيادات المارونية تحديداً والمسيحية عموماً دينية وزمنية ودون استثناءات والتي هي من المفترض أن تحافظ على هذا اللبنان الحضاري والمنفتح الذي كانت في صلب وأساس وعمق تكوينه وقيامته كنموذج للتعايش، الخطير، بل المدمر هنا أنها أي القيادات المسيحية بمعظمها للأسف تخلت عن دورها الوطني والكياني والاستقلالي وارتضت عن غباء ونرسيسية وقلة إيمان وخور رجاء الالتحاق مناصفة بين الفريقين، السعودي والإيراني، أي تيار المستقبل وحزب الله، فتم تهميشها كلياً ولم تعد شريكة لا في القرار ولا في الحكم، بل أداة مسيرة وغير مخيرة.

وحال القيادات المسيحية كافة التعيس والتبعي في الفشل القاتل والتهميش المرعب يتمظهر حالياً بجلاء معيب ومذل في عدم قدرتها على إقرار قانون انتخابي عادل وإعادة الجنسية للمغتربين وعجزها عن انتخاب رئيس ماروني حر لرئاسة الجمهورية.

إن حال البشيريين والسياديين والأحرار من اللبنانيين وهم من كل الطوائف والمذاهب يرفضون هذا الواقع اللالبناني ويقاومون بعناد الذوبان في أي من المشروعين السعودي والإيراني على حد سواء.

ونعم نحن اللبنانيين قلباً وقالباً وإيماناً ومن كل الشرائح الإثنية والمذهبية لا يناسبنا أي من النموذجين، لا الإيراني المعسكر والمذهبي والإرهابي، ولا السعودي الديني الملكي، حيث أنهما جوهراً ومفاهيم وممارسات وحضارة وانفتاح وشرعة حقوق عالمية ومساواة وقبول للآخر هما كلياً نقيض لكل ما نحن فيه وعليه ونريده ونسعى لتحقيقه.

نعم إن الآلاف من أهلنا يعملون في السعودية وفي دول الخليج العربي، وبالتالي العرفان بالجميل لهذه الدول الصديقة والسلمية واجب وحق، وكذلك شكرها من القلب وبصدق على مساعداتها المالية الكبيرة لبلدنا وخصوصاً في الشدائد، ولكن ضميرياً ووطنياً ومصيراً ووجوداً وقراراً حراً واستقلالية وحريات ونظام حكم علينا كلبنانيين شرفاء وسياديين ودون لبس أو ذمية وتقية أن نبقي لبنان في لبنان، ونبقي كل دولة في دولتها كائن من كانت هذه الدولة.

في الخلاصة، نحن لا ننكر أبداً أن الخطر الإيراني أكبر بكثير من الخطر السعودي، ولكن هيمنتهما المالية والعسكرية والسياسية والمذهبية على الكيان اللبناني وعلى كل مقوماته الحياتية، وعلى اللحمة بين اللبنانيين، وعلى قرار وتموضع شرائح لبنانية متعددة، وعلى دور لبنان الرسالة هو واحد في عواقبه والكوارث، وبالتالي علينا أن لا نغفل أو نهمل أو نغض الطرف على هيمنة أي منهما ونقاومهما ونمنعهما من إلغاء هويتنا وضرب حضارتنا وقتل استقلالنا وإلحاقنا بأي منهما.

نعم للبنان، ونعم لكل من يريد مساعدتنا في أطر احترام فرادتنا ورسالتنا واستقلالنا ومكونات مجتمعاتنا، ولا للسعودية وإيران في لبنان كقوى هيمنة واحتلال.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الخير والمحبة ونعم التسامح مع ميلاد الرب يسوع

الياس بجاني/24 كانون الأول/2019

في داخل كل انسان منا كم كبير من الخير والشر والشياطين والقديسين والمحبة والكراهية. البعض يتمكن من لجم وتهذيب وقمع الشر والشياطين والكراهية الذين فيه ومعه، أما البعض الأخر فيتركهم وبفرح يسيرون حياته

 

زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

الياس بجاني/21 كانون الأول/2019

زلم شركة حزب جنبلاط يعتدون على خيمة الثورة في عاليه. يا بيك شو الفرق بين زلمك وبين شبيحة بري ونصرالله؟ عيب يا بيك، أين كل معلقات تغنيك بالحريات؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/12/2019

وطنية/الثلاثاء 24 كانون الأول 2019 

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ليلة الميلاد يمحى البغض ليلة الميلاد تزهر الأرض.

ميلاد مجيد. والرجاء باستلهام معانيه.

في الرابعة بعد ظهر اليوم أي بعد خمسة أيام من التسمية والتكليف ،حمل الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة حسان دياب الى الرئيس العماد عون في القصر الجمهوري حصيلة الاستشارات النيابية غير الملزمة وتلك التي أجراها مباشرة أو هاتفيا مع مرجعيات وشخصيات مستقلة، علما" أنه سيجري في اليومين المقبلين مروحة من الاتصالات.

وبحسب معلومات اوساط سياسية مطلعة : لقد تم الحديث عن تصنيف الوزارات، وعن حكومة من 18 وزيرا" بأقصى عدد اعضائها على رغم إمكان التعديل في العدد ...ولقد تم في اللقاء عرض تصور أولي.

وإذ وصفت الأوساط اللقاء بالمثمر والجيد، لفتت الى تصميم من الرئيس المكلف على إنجاز التأليف بأسرع وقت ممكن، وأن نوع الحكومة تكنوقراط أو تكنو-سياسي لم يحسم ويحتاج الى مزيد من البحث.

في أي حال، الرئيس المكلف أمل أن تجري الأمور في اتجاه ما يجب أن تكون عليه.

في المقابل، وفيما يرفض الحراك المطلبي حتى الآن التفاوض في مسار التأليف الحكومي، وعلى رغم أن الأيام التي مرت على التسمية والتكليف قليلة، تبدو حكومة إنقاذ لبنان العتيدة والجهود لتأليفها محفوفة بالتشكيك الآتي من خلف الحدود على لسان مسؤول أميركي رفيع ومن الداخل بسقف من صفيح ساخن وضاغط يتمثل بما ورد على لسان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ولسان الوزير فرنجية.

الرئيس الحريري بق عددا" من البحصات :

من نفيه انه التقى د. دياب قبل يوم من تكليفه، الى وصفه الحكومة المحتملة بحكومة باسيل، انتقالا" الى إشارته أن العهد يتصرف وكأن شيئا" لم يحصل في الشارع وصولا" الى اتهامه العهد بالتذاكي خصوصا" عندما يزعم أنه يتبنى مطالب الثورة...

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان قد سبق الحريري الى وصف الطبخة الحكومية بالطبخة الباسيلية...معتبرا" انها ستضم مستقلين تاريخهم تسويات مع اصحاب النفوذ والسلطة، وسياسيين مشهود لهم بالتقلب، اللهم اذا الهم الله الرئيس المكلف.

في الانتظار:

عيد الميلاد حل مذكرا برسالة الرجاء والمحبة وبالأمل بقيامة لبنان وخلاصه من براثن الظلم والعنجهية والخبث والغطرسة، والذل والفقر والغربة في الوطن والتي دفعت بالمواطنين الى الساحات، وما برحوها منذ سبعين يوما.

لكن الظرف العصيب هذا لم يمنع الدفاع المدني من تحقيق حلم أطفال الناعمة برؤية بابا نويل آتيا على متن عربته الطائرة..

ومن دون لوثة أرباب السياسة البغيضة.

إذن، الرئيس المكلف تأليف الحكومة د. حسان دياب عرض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا على مدى ساعة ونصف الساعة. الصورة العامة التي بلغتها الأمور على مسار العمل للتأليف الحكومي، وضمنها الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها دياب، وكذلك لقاءاته مع رؤساء الحكومات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

قبل أن تفرض العاصفة لولو سيطرتها على البلاد سجل بارومتر التوجهات على مسار تشكيل الحكومة جملة مؤشرات.

أول الغيث جاء من أقصى بيت الوسط حيث وصف الرئيس سعد الحريري الحكومة المقبلة بحكومة جبران باسيل معلنا أنه لن يترأس أي حكومة يكون فيها باسيل إلا إذا إعتدل هو ورئيس الجمهورية "ويروح يدبر حاله".

الحريري كشف أنه لم يلتق الرئيس المكلف حسان دياب قبل يوم من تكليفه إنما قبل أسبوع ومن ضمن المشاورات التي يجريها.

كلام الحريري تزامن مع لقاء في بعبدا جمع الرئيس ميشال عون بالرئيس المكلف.

وفي أجواء ميلاد السيد المسيح أمل اللبنانيين تجاوز أزماتهم المتلاحقة وأول مداميكه تشكيل حكومة جديدة.

التأليف يشكل الأسراع في انجازه حاجة ملحة وفق ما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كرر ابداء الاستعداد لتقديم كل الدعم للرئيس المكلف لكي ينجح في مهمته مذكرا بنصحه بالسعي لإشراك الحراك وكل الأطراف السياسية بما فيها القوى التي لم تسمه في االإستشارات.

الرئيس بري سأل أيضا: أين المشكلة اذا ضمت الحكومة حزبيين موضحا أن كل حكومات العالم تضم وزراء تابعين لأحزاب.

اما أبرز مواصفات الحكومة التي طرحها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فهي ان تكون مؤلفة من أصحاب الاختصاص والكفاءة وتحدث من جهة اخرى عن الثورة الايجابية التي يجب أن تتعاون مع الجيش والقوى الأمنية وتخفف الأعباء عن كاهل المواطنين في حقهم بالتنقل والعمل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الثابت بعد اقل من اسبوع على تسمية حسان ديان رئيسا مكلفا تأليف الحكومة ان الرجل اعطى انطباعا مقبولا واظهر اداء مقنعا وابدى ثقة نفس ورباطة جأش.

الثابت حتى الان ان دياب ملتزم تشكيل حكومة اختصاصيين بهدف قسري حصري هو الانقاذ الاقتصادي ووقف الانهيار.

الثابت الى الان تماهيه مع مطالب الحراك وتبنيه اهداف الانتفاضة رغم الصد وعدم التجاوب الذي يواجه به من الحراكيين.

الثابت حتى الان ان تكليف دياب اوجد نقاشا وجدلا واستقطابية لا بأس بها في صفوف الحراك لجهة اعادة النظر بالاولويات بين الانتخابات او الاصلاحات بين تثبيت الاستقرار او تسريع الانهيار.

الثابت حتى الساعة ان تكليف دياب قوبل بتفاعل ايجابي اميركي اوروبي وبصمت الرضى من الجانب العربي. فالمجتمع الدولي لا يهمه من يراس الحكومة بمقدار ما يهمه دور وشكل واداء ومهام الحكومة المقبلة وقدرتها وجديتها والتزامها تحقيق الاصلاحات.

الثابت من زيارة دايفيد هيل ان المظلة الخارجية باتت مضمونة ومأمونة لحكومة دياب الذي لم يلتقه و كان هيل مرنا ومشجعا على توليفة حكومية بمعزل عمن ستضم ولم يتحدث عن فيتو معلن على احد.

الثابت مما تقدم وسبق وحصل ويحصل ان البعض مستاء وممتعض وغاضب والدردشة تحولت الى فشفشة ما في الصدور اعقبت زيارة هيل الذي ركز على ثلاثية الحكومة والجيش والحراك ولم يهتم - اي هيل - بما ستحمله الايام لافرقاء صنفوا انفسهم في خانة حلفاء واشنطن مذكرين الناس بقصص كليلة ودمنة عن الفيل والعصفور , واعقبت لقاء هيل - باسيل وتكتكات جنبلاط وتكتيكات القوات واعتبارات الحراك ونتائج الاستشارات وصمت السعودية وترقب الخليج وغطاء واشنطن وتلقف باريس.

ما حصل اليوم ان هناك من شارف على كسر الجرة مع العهد ورد على برى وتحاشى الكلام عن المقاومة والاصطدام بحزب الله وتلا فعل الندامة لسليمان فرنجية وفش خلقو بجبران باسيل ومننه بتسوية كان هو ابرز المتمسكين بها والمستفيدين منها والمدافعين عنها وقال عن العهد الذي فك اسره وانهى عسره قال عن هذا العهد انه يتذاكى.

الثابت حتى الان ان الامور ماشية كما اعلن الرئيس المكلف بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا وان خير الكلام ما قل ودل وان خير البر عاجله وان البلاد لا تدار بالحرد والانفعال بل بالعمل والتعاون والتكاتف لتحقيق الانقاذ كما قالت مصادر سياسية للotv تعليقا على كلام الحريري.

الثابت بعد سبعة اسابيع على 17 تشرين الاول ان ما بعده ليس كما قبله وان نمط حياتنا تغير وسيتغير وان ما كان ليس كما سيكون . لكن الثابت في حياتنا والدائم حتى مماتنا هو ان الليلة يولد الذي ارتسم في حشا امه ربا والها وملكا منذ الازل والى الابد. غافرا لذنوبنا ساترا لعيوبنا نورا لدروبنا وملكا ابد الدهر على قلوبنا. في مثل هذه الليلة منذ الفي عام تجسد اله الاكوان انسانا على الارض.

لبس ضعفنا والتحف بؤسنا واخذ خطايانا واخفى زلاتنا ومال عن عثراتنا. معه صرنا نردد مع سمعان الشيخ: الان تطلق عبدك يا سيد لان عيني ابصرتا خلاصك. معه مغارة بيت لحم صارت الفردوس الارضي ومزوده صار عرش السلام وملكه خالد مدى الايام.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

استراحة مع الميلاد المجيد، كان ينتظرها اللبنانييون من صخب ازماتهم، ويريدونها مساحة للهدوء والدعاء، بان ينجو الوطن، مع اولى بشائر السير على الطريق الصحيح، بحكومة جامعة تنقذ البلاد والعباد.

لكن البعض قرر ان لا فسحة ولا استراحة حتى عشية الميلاد المجيد، والا ما معنى هذا الصراخ الصاخب في فضاء الايجابية التي ادعاها لايام؟ وكيف لطول دعاء بالتوفيق لحسان دياب ان يستفيق بعده برمي كل العراقيل أمامه، وحمل السيف مصلتا على الوطن ككل وليس على جهة او فئة او وزير؟

فمن يحمل وزر هذا الكلام، وان كان اعتاد اطفاء النار على ما يقول، فلماذا صب الزيت عليها؟ واطلاق السهام بكل اتجاه، وليس تجاه جبران باسيل فحسب، بل الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط .. وعلى كل حال، فان تم تثبيت الدردشة الاعلامية، ولم يمحها اليوم التالي كالمعتاد، فعندها يبنى على الكلام مقتضاه..

كلام بالاطار الحكومي العام حمله الرئيس المكلف حسان دياب الى قصر بعبدا في زيارة معايدة بالميلاد، فكان التجاوب الرئاسي كاملا، ما يعني ان الامور تسير كما يجب، وان شاء الله خيرا، كما قال..

خير مرجو، للحد قدر الامكان من ازمة اقتصادية ومالية حادة، وصلت بتداعياتها اليوم الى صورة اشكالات وتضارب في احد مصارف الشمال، ما دفع وزير المال في حكومة تصريف الاعمال الى التحذير من فرض اجراءات لحماية رواتب الموظفين المحبوسة في المصارف، وفق تعبيره…

هي اموال تمنع عن مستحقيها، وتكاد تكفيهم كفاف يومهم مع الغلاء المستشري والجشع المتحكم ببعض التجار، فيما المصارف السويسرية تبوح ببعض اسرارها، وتنبئ ارقامها عن مليارات لحساب قلة من السياسيين، لا يزالون يتمنعون عن الخجل...

في فلسطين المحتلة، لم تمنع اجراءات الاحتلال وسطوته ومشاريعه التهويدية المسيحييين من احياء ليلة وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام في القدس وبيت لحم المحتلتين... مناسبة تحيي مجددا الامال بايام لا بد قادمة حيث يجتمع المسيحيون والمسلمون في كل اعيادهم على ابواب المدينة المقدسة وهي محررة وسيدة نفسها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

ميلاد مجيد... عسى أن تكون الأعياد المقبلة أرأف حالا من الظروف الراهنة مع ما تحمله من آلام وآمال.

في السياسة، إنفجرت، والتفجير جاء على يد رئيس حكومة تصريف الأعمال، وكأنه يقول: لا تحسبوا حسابي في السلطة، أنا في المعارضة... القنابل السياسية التي رماها الرئيس الحريري، أمكن إحصاء بعض منها، ومن أبرزها: الحكومة التي يجري تشكيلها هي "حكومة جبران باسيل".

"يروح يدبر حالو جبران باسيل، انا مع هيك ناس ما فيي اشتغل إلا اذا اعتدلوا. حديثهم عنصري وطائفي وتصرفاتهم تتجاوز الدستور. يعتبرونه وجهة نظر وهو ليس كذلك".

"العهد يتصرف وكأن لا شيء في البلد، هو يتذاكى، ويتعامى عن عمق المشكلة".

"أدرك أن المرحلة المقبلة ستتركز للهجوم على الحريرية السياسية".

موقع "المستقبل ويب" الذي يعكس موقف الرئيس الحريري، قال إن الحريري "حسم أمره وسيعلن موقفه بعد رأس السنة. ويستشف من كلامه أنه ذاهب إلى المعارضة".

كلام الحريري لم يمر، التيار الوطني الحر عاجل بالرد واختار النائب سيزار ابي خليل ليتولى الرد عبر تغريدة جاء فيها: "لا ينفع البلد الحرد السياسي والمراهقة ولا تدار شؤون الناس بالانفعالية".

وما لم يقله الرئيس الحريري فجره عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش الذي صوب مباشرة على الوزير باسيل بالقول: "من أهم إنجازات الانتفاضة بالنسبة لنا كوننا أزحنا عن صدرنا حمل تفاهة وسفاهة وجهالة وطائفية جبران باسيل واتباعه عن صدرنا، فلا يمكن أن يأمن الإنسان لمن يحمل خنجر الغدر وراء ظهره وينتظر الفرصة للطعن في ساعة الغفلة. عسى الرئيس أن يعي ما تسبب به صهره لعهده".

كلام الرئيس الحريري جاء بعد ساعات معدودة على موقف لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية جاء فيه: "طبخة الحكومة تظهر أنها حكومة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضم مستقلين, تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلب".

وفي محاولة لاستكشاف من قصد فرنجية، تبين أنه يصوب على وزير مال سابق في عهد الرئيس إميل لحود وكذلك على مدير عام خدماتي سابق في عهد الرئيس إميل لحود.

وبينما كان الرئيس الحريري يفجر قنابله السياسية، كان الرئيس المكلف حسان دياب يزور قصر بعبدا ويلتقي رئيس الجمهورية على مدى خمسين دقيقة، ويكتفي بالقول بعد اللقاء: "الأمور تسير كما يجب".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الليلة يولد المخلص لينشر في الأرض السلام وفي الناس المسرة. انه الخلاص الالهي يتجدد كل عام في الانسان والانسانية، ليعطي الأيام لون الامل، وليمنح الحياة نفحة الرجاء. في لبنان ميلاد المخلص هذه السنة يأتي مغمسا بالمرارة والانتظار. فالناس يعانون اجتماعيا واقتصاديا وماليا وسياسيا. في المقابل السياسيون لا يزالون هم هم. لم يتغيروا الا في الشكل والا في الكلام المعسول الذي يطلقونه. اما في المضمون فأداؤهم لم يتغير. والدليل ما يحصل سياسيا وحكوميا وعلى كل الصعد. واللافت ان هدوءالايام الفائتة التي اعقبت تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة خرقته اليوم دردشة وتغريدة. الدردشة للرئيس سعد الحريري والتغريدة للوزير السابق سليمان فرنجية. القاسم المشترك بين التصريح والتغريدة واحد: جبران باسيل. فالحريري وفرنجية اعتبرا الحكومة المقبلة حكومة جبران باسيل لا أكثر ولا اقل، ما يعني اسقاطهما ضمنا كل تسميات التكنوقراط والاختصاصيين والمستقلين. فهل اسقاط التسميات سيتبعه اسقاط امكانات تشكيل حكومة بهذه المواصفات؟ لكن دردشة الرئيس الحريري تخطت مرحلة التوصيف لتصل الى حد توجيه السهام نحو رئيس الجمهورية والعهد ووزير الخارجية ورئيس الحكومة المكلف، ما يعني بدء الانتقال الى صفوف المعارضة. وهذا يعني ان التسوية التي اتت بالرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة قد سقطت، حتى اشعار آخر على الاقل. كما يعني انه في حال تمكن دياب من تشكيل حكومة، فانه سيواجه بمعارضة من قوى كثيرة عرف منها حتى الان: تيار المستقبل والقوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي والكتائب، اضافة الى بعض النواب المستقلين . في المقلب الاخر دياب زار قصر بعبدا حيث التقى الرئيس ميشال عون، واكتفى بعد اللقاء بتصريح مقتضب لم يقدم فيه جديدا وظل في اطار الدعاء والتمنيات. فالى اين بعد كل هذا المشهد؟ الى خلاصة وحيدة: عملية التأليف لن تكون سهلة في ظل مواقف الانتفاضة ، ونتيجة التجاذبات القائمة بعد بدء تشكل معارضة، وبعد ظهور تباينات ضمن الفريق الذي سمى دياب حول هوية الوزراء المقترحين. وفي الانتظار: كل عيد وانتم بخير، ولنفرح بميلاد المخلص مع الامل بألا يكون ميلاد الحكومة المنتظرة بعيدا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 24 كانون الأول 2019

وطنية/الثلاثاء 24 كانون الأول 2019

 النهار

سرّب تسجيل صوتي لرئيس التقدمي وليد جنبلاط يحذر فيه من المجاعة ويدعو الى اتخاذ كل الاحتياطات لصمود الجبل ولوحظ أنّ توجيهاته لمحازبيه بدأت تعطي ثمارها لناحية الاهتمام بالشأن الزراعي والعودة إلى الأرض في ظل توجه الكثيرين إلى زراعة أصناف الحبوب الأساسية.

ووجه كلام اعلامي لوزير سابق بهجوم عبر وسائل التواصل من الفريق الذي ينتمي اليه ووجهت له التهم باسترضاء السعودية والامارات رغم اصطفافه في محور الممانعة.

أكد نائب في اللقاء الديموقراطي أنّ الحزب الاشتراكي واللقاء غير مبالين إذا تم توزير النائب طلال أرسلان أو من يمثله وسواهما وسيعتبر هذا الأمر هامشياً بالنسبة إليهم.

يقول مصدر حزبي مطلع ان ما سرب من اسماء وزراء الى اليوم غير صحيح لان الاتفاق لم يبحث في الأسماء بعد وان كان البحث متقدما في الحقائب.

الجمهورية

إستغربت أوساط سياسية غياب شخصية حزبية عن الساحة حالياً في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون إلى جانب الكوادر الحزبية على الأرض.

للمرة الأولى يكشف مرجع رسمي عن إسم مرشحه لحقيبة سيادية قبل ربع الساعة الأخير من عملية التشكيل كما درجت العادة من قبل لإنزال الإسم على الحقيبة.

تناقضت التفسيرات لخلفيات بيان صدر عن جهة لها وزنها ومكانتها وتلعب دوراً مؤثراً في الأوضاع اللبنانية.

اللواء

تقدمت المفاوضات بشأن الموقوف العميل فاخوري، ودخلت إلى الحقيبة الدبلوماسية، ضمن مصالح كبرى، تتعلق بلبنان في إطار إقليمي!

حزب وسطي أقدم على إحداث تغييرات شبه جذرية في المراكز القيادية فيه، بناء لطلب من رئيسه..

يلاحظ الزبائن والمودعون في المصارف الكبرى، ضرباً من التمييز والتعامل غير المفهوم، والغريب عن الأنظمة المصرفية في العالم!

نداء الوطن

لوحظ أن أكثر من سياسي بدأ مغازلة الرئيس المكلف حسان دياب للفت انتباهه من خلال تصريحات عبر وسائل الإعلام علّهم يظفرون بوزارة.

نقلت جهات حزبية محسوبة على تحالف قوى 8 آذار أجواء توحي بوجود "نقزة" لدى "حزب الله" إزاء ما تسرّب من معلومات عن فحوى اللقاء الذي جمع السفير دايفيد هيل بالوزير جبران باسيل.

توقعت مصادر غربية أن يشهد ملف العميل عامر الفاخوري تطورات في المرحلة المقبلة من نوع "محاولة مقايضته بمحكومين في قضايا متصلة بتمويل "حزب الله" لدى الولايات المتحدة".

البناء

قال مصدر نيابي إنّ بمستطاع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الاتصال دورياً برئيس حكومة تصريف الأعمال وطلب معلومات عن قضايا حساسة ومصيرية والتشاور في كيفية معالجتها، باعتبارهما يتقاسمان مسؤولية مرحلة انتقالية يستعدّ خلالها الرئيس المستقيل للمغادرة والرئيس المكلف للمباشرة، وشبّه المصدر الحال بما يجري بين الرئيس الأميركي المنتخب والرئيس المنتهية ولايته…

قالت مصادر أردنية إنّ التصريحات والمواقف الإسرائيلية تجاه مستقبل الأردن وغور الأردن خصوصاً تثير قلق النخب الأردنية على مصير بلدها، ويرى الكثير من هؤلاء أنّ التعامل الرسمي المربك مع سورية خصوصاً بعد قرار منع الاستيراد منها تلبية لطلب أميركي سيجعل الأردن أضعف في مواجهة المخاطر!

 

الحريري: بري يعلم انني لا ألعب بالنار ولا أقبل بشيطنة السنة والحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل

وطنية - الثلاثاء 24 كانون الأول 2019

اعتبر الرئيس سعد الحريري في دردشة مع الإعلاميين، أن "الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل"، وقال: "لن أترأس أي حكومة يكون فيها باسيل "يروح يدبر حالو"، إلا إذا اعتدل هو ورئيس الجمهورية".

أضاف: "لا يمكن ان أعمل مع من يهاجمني على الدوام و"بيربحني جميلة"، ولم ألتق الرئيس المكلف قبل يوم واحد من تكليفه، كما أشيع، إنما قبل اسبوع في اطار المشاورات التي كنت أجريها". وتابع: "الرئيس نبيه بري يعلم انني لا ألعب بالنار، انما تعودت على إطفائها، ولست نادما على الاطلاق". وقال: "لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد، ولم أسم الرئيس المكلف، ولا تغطية له، ولا ثقة اذا اقتضى الأمر".

 

دياب بعد لقائه رئيس الجمهورية: أتينا لمعايدة الرئيس والامور سائرة كما يجب

وطنية - الثلاثاء 24 كانون الأول 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الخامسة عصر اليوم في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة الدكتور حسان دياب الذي قدم له التهاني بحلول عيد الميلاد المجيد وعرض معه لنتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة، واللقاءات التي يجريها لتأليف الحكومة.

وبعد اللقاء، قال الرئيس الدكتور دياب للصحافيين: "استقبلنا فخامة الرئيس وقد اتينا لمعايدته ومعايدة جميع اللبنانيين، وان شاء الله كل عام وانتم بخير. لقد تكلمنا في الاطار العام وكان هناك تجاوب كامل. وكل ما استطيع ان اقوله، إن شاء الله خير ونحن لا زلنا في اليومين الاولين، وإن شاء الله الامور سائرة كما يجب".

 

جريصاتي ردا على الحريري : العهد لا يرمى منك الا بالورد وانت الاعلم بما صدر عنك وعانى منك

وطنية - الثلاثاء 24 كانون الأول 2019

رد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية القاضي سليم جريصاتي في تصريح على ما ادلى به رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من مواقف طالت رئيس الجمهورية بشكل مباشر ومعه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل متوجها إليه بالقول:"عذرا مجددا دولة الرئيس نحن قوم نستذكر الفضل والحسنى في ليلة الميلاد ولا نجحد أو ننسى أو نهذي. العهد لا يرمى منك إلا بالورد وأنت الأعلم بما صدر عنك وعانى منك. أما أتباعك ممن اصطفيت فهم حاقدون ولا يرتوون من سم الكراهية، فتخلص من أدرانهم القاتلة قبل أن تفتك باعتدالك، ورجاحة فكرك.. فلا تقع في الهذيان".

 

الجيش اللبناني: استخدام السلاح وإسالة دماء المتظاهرين خطان أحمران

بيروت ـ”السياسة” /24 ديسمبر 2019

قال مصدر في الجيش اللبناني، إن “الجيش يستخدم القوة القانونية المشروعة ويَحمي المُتظاهرين في السّاحات”، موضحاً أنه “لا تمييز بالتّوقيف ولا باستخدام القوّة”، مشددا على أن “هدر دماء المتظاهرين وإستخدام الأسلحة خط احمر بالنسبة لقوات الجيش”. وأوضح ضابط كبير في الجيش اللبناني، “طلبنا تقارير حول الذين تعرّضوا للعنف داخل السّجون”. وأضاف “لم ولن ننسحب ولن نترك المتظاهرين، كما لن نترك المندسّين للتّخريب”. وأكد أن “أوامر الجيش اللبناني هي حماية المتظاهرين السّلميّين مع الحفاظ على حريّة الآخرين”.

 

واشنطن طالبت حكومة لبنان الالتزام بتحقيق طموحات الشعب

بيروت ـ”السياسة/24 ديسمبر 2019

قال مساعد وزير الخارجية الأميركية، ديفيد شنكر، إن وزارة الخارجية طالبت الحكومة اللبنانية بالالتزام بتحقيق مطالب وطموحات الشعب اللبناني من أجل إحداث تغيير حقيقي، خصوصاً بعد مظاهرات تاريخية غير مسبوقة. وأضاف شنكر، الذي تحدث أمام مجموعة من الصحافيين، أول من أمس، أن الإدارة الأميركية ترى أن الوقت قد حان لوضع المصالح الحزبية الضيقة جانباً، والعمل على إصلاحات وطنية، وتشكيل حكومة، لتحقيق تلك المطالب وعلى رأسها محاربة الفساد، مؤكداً على دعم الإدارة الأميركية للشعب اللبناني.

وفي سياق أخر، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية، ديفيد شنكر، أن إيران وروسيا والصين هي التحديات الأكثر جدية في عام 2020. وأشار الى أن، “إن سلوك إيران الشائن والمزعزع للاستقرار سيبقى من أهم التحديات التي تواجهها الإدارة الأميركية في العام المقبل، إلى جانب تدخل روسيا في العديد من الدول، وتهديدات الصين، لكنه أشار أيضاً إلى إنجازات الإدارة في هزيمة تنظيم داعش في سورية والعراق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

في «عهدة» الولي الفقيه !

فادي شامية/جنوبية/24 كانون الأول/2019

المواقف الإيرانية ذات الصلة؛ باتت تتعامل مع لبنان على أنه ولاية إيرانية، وليس مجرد بلد محتل منها؛ كما سبق أن أعلن علي زاكاني في أيلول 2014 وحيدر مصلحي في نيسان 2015. تارة تعلن أنها “ستدمر إسرائيل انطلاقا من لبنان” (اللواء مرتضى قرباني 10/12/2019)، وتارة تهدد بأن “حزب الله سيسوي إسرائيل بالتراب” (مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي 23/12/2019)، وتارة تخوّن الشعب اللبناني نفسَه، بدعوى أن “التظاهرات بعد تكليف حسان دياب تتم بتحريض من السعودية وإسرائيل” (ولايتي 23/12/2019).

الواضح أن أحدهم أبلغ الولي الفقيه أن الرئاسات الثلاث، والدولة اللبنانية كلها باتت في عهدته، فهو يتصرف بها كيفما يشاء. “كلن يعني كلن.. وإيران أكثر منن” مرفوض تدخلها في لبنان. الرؤساء صمتوا، فليتكلم الشارع.

 

أوساط نيابية لـ”السياسة”: لا عودة لإحياء قوى “14 آذار”

"القوات": السعودية لم تتخلَّ عن الحريري ولم تطلب من جعجع التخلّي عنه

بيروت ـ”السياسة” /24 ديسمبر 2019

جزمت أوساط نيابية بارزة لـ”السياسة”، أن لا مجال لإعادة إحياء الإطار التنظيمي لقوى الرابع عشر من آذار، مشددة على أن روح انتفاضة الاستقلال لا تزال موجودة، لكن الظروف لا تسمح بتكوين تحالف جديد تحت هذا المسمى، بالرغم من سقوط التسوية التي كانت قائمة بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، وخروج الرئيس سعد الحريري من الحكم . ولفتت إلى أن ذلك لا يعني عدم حصول لقاءات بين القوى السيادية لتنسيق المواقف، لكن دون البحث في إعادة لم شملها في إطار تجمع سياسي، على غرار ما كان قائماً، بعدما تجاوزته الأحداث ولم يعد ممكناً إعادة إحيائه، في ظل التباعد الذي فرض نفسه على علاقات بعض الأطراف السياسية، جراء مواقفها من الاستحقاقات الداخلية، كما هي الحال بين “المستقبل” و”القوات اللبنانية”. وفي الإطار، قال مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الوزير السابق ملحم رياشي، أنه “كان هناك تباينات كبيرة في وجهات النظر مع الرئيس سعد الحريري في الفترة الأخيرة ولكن الاختلاف لا يجب أن يؤدّي إلى أي خلاف”، مضيفاً: “منحب الحريري وبيحبنا”. وأعلن ان “في المرحلة المقبلة ستكون هناك جلسة مصارحة حقيقية بين قيادات من “القوات” و”المستقبل” حول كل الملفات”، كاشفاً انه كان “مع تسمية الحريري لرئاسة الحكومة واللعبة الديمقراطية كانت تمارس في القوات”.

ولفت الى انّ “الحديث عن انّ الموقف السعودي حسم قرارنا غير صحيح والعلاقة مع السعودية مميّزة والمملكة “غائبة عن السمع” منذ 17 تشرين الأول لكن هذا لا يعني أنها تخلّت عن حلفائها”، مؤكداً انّ “السعودية لم تتخلَّ عن سعد الحريري ولم تطلب من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع التخلّي عنه”.

وقال: “هناك تواصل يوميّ بين “القوات” و”المستقبل” واتفاق على ستراتيجيات لكن بعض المواقف تختلف في بعض الأحيان” .

 

المشنوق: دفاع إيران عن دياب إعلان بأنه لا يمثل اللبنانيين

بيروت ـ”السياسة” /24 ديسمبر 2019

 شكر النائب نهاد المشنوق، عبر “تويتر”، “مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف الدكتور حسّان دياب”. وقال المشنوق، “لقد أزال عن ظهرنا حمل اتّهامه بأنّه مرشّح إيران”. واعتبر في موقف رافض للتحريض الإيراني ضد اللبنانيين، أن “دفاع مستشار المرشد الإيراني عن حسان دياب إعلان واضح وصريح بأنّه يمثّل من كلّفوه، ولا يمثّل اللبنانيين ولا أبناء بيروت ولا أهل السنّة”. واضاف: “أما نبوءة ولايتي عن تضاؤل التظاهرات، فعليه ألا يخلط بين لبنان وإيران، حيث قتل نظامه 1500 من الثوّار”. ولفت المشنوق، الى أن “في لبنان، الجيش وقوى الأمن الداخلي، من أبناء الشعب، ويحمون المتظاهرين بحكمة ووطنية قيادتيهما، والثورة ستزداد توهّجاً في ظلّ رئيس مكلّف غريب عن أهله”. وكان ولايتي، رحّب بتكليف دياب، معتبرا أن تظاهرات لبنان تتم بتحريض من قبل اسرئيل والسعودية. وعبّر عن قناعته بأن التظاهرات في لبنان ستتضاءل وتنتهي مع تشكيل الحكومة وتحقيق مطالب الشعب.

 

الحريري وفرنجية: “طبخة” دياب… ظاهرها مستقل وباطنها “عوني”

"الثنائي الشيعي" لا يُمانع في الذهاب إلى تأليف وزاري من اللون الواحد المُطعَّم ببعض التكنوقراط

رئيس “المستقبل”: لا تسمية ولا تغطية ولا مشاركة في الحكومة ولا ثقة إذا طلبت

الراعي في رسالة “الميلاد” يبارك الثورة… ويُصوِّب على “الحكّام”: سبب “مآسينا”

ديبلوماسي عربي لـ”السياسة”: المهم ألا تكون الحكومة مرتبطة بـ”حزب الله”

بيروت ـ”السياسة” /24 ديسمبر 2019

في ظل تساؤلات عن أسباب تراجع أعداد الثوار في الساحات، تطرح علامات استفهام عن مدى القدرة على مواجهة تداعيات المرحلة المقبلة، حيث يكاد يقتصر الاعتراض على المكون السني.

وبدا أن حجم الضغوطات التي يتعرض إليها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، كبيرة من جانب “الثنائي الشيعي” الذي أبلغ الأول رفضه المطلق أي حكومة لا تتمثل بها القوى السياسية، لا بل أكثر من ذلك، فإن هذا الفريق لا يمانع في الذهاب إلى حكومة اللون الواحد المطعمة ببعض التكنوقراط، بعدما شعر أن الرئيس المكلف ليس في وارد إدخال شخصيات سياسية إلى حكومته العتيدة، في وقت تواصلت الاعتصامات، أمس، أمام منزل دياب رفضاً لتكليفه.

وعلمت “السياسة” من مصادر بارزة في “قوى الثامن من آذار”، أن حكومة مستقلين دون سياسيين لن ترى النور، لا اليوم ولا غداً، ولا يعتقد الرئيس المكلف أن بإمكانه تجاوز إرادة قسم كبير من اللبنانيين يطالب بحكومة تكنو سياسية، ما يحتم عليه الاستجابة لهذه الرغبة، لكي تتألف الحكومة وتبدأ بمعالجة مشكلات الناس، وتخفف من حدة الأزمة الاقتصادية، متسائلة : كيف يمكن أن يواجه لبنان الظروف البالغة الخطورة التي يمر بها، من خلال تشكيلة اختصاصيين لا يملكون الخبرة الكافية لمواجهة الأزمات؟ .

وفي السياق، خرج الرئيس سعد الحريري عن صمته بشأن تكليف الوزير السابق حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة، وقال: الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل، ولن أترأس اي حكومة يكون فيها باسيل”.

وفي دردشةٍ له مع الإعلاميين، أمس، شدّد الحريري على أنه “لا يمكن ان أعمل مع من يهاجمني على الدوام، وبيربحني جميلة، ولم ألتقِ الرئيس المكلّف قبل يوم واحد من تكليفه كما أشيع انما قبل اسبوع في اطار المشاورات التي كنت أجريها”.

هذا وأكّد الحريري على أن “الرئيس نبيه بري يعلم انني لا ألعب بالنار، إنما تعوّدت على إطفائها ولست نادماً على الاطلاق”.

وأردف الحريري، قائلاً: “لا أقبل بشيطنة السنة وإتّهامهم بسرقة البلد ولم أسمّ الرئيس المكلّف ولا تغطية له ولا ثقة إذا إقتضى الأمر”.

وتطرّق إلى علاقته مع وليد جنبلاط، مُعتبِراً أن “وليد بك يريد أن يكون مع الحراك المدنيّ ويهاجم “المستقبل”، لا أعلم كيف تُعالج المشكلة معه”.

وقال: “لا تسمية ولا تغطية ولا مشاركة ولا ثقة اذا تطلب الأمر”.

وفي مؤشر واضح على سعي “التيار الوطني الحر”، للتحكم بقرار الحكومة الجديدة بعد تشكيلها، شدد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، عبر “تويتر”، على أن “حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل؟”.

وأضاف : “حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلّف”.

وسألت “السياسة” مصدراً دبلوماسياً عربياً عن رأيه بالموقف العربي عامة من حكومة حسان دياب المنتظرة، فقال أن “الحكم سيكون على الأفعال بعد تشكيلها، وما يمكن أن تقوم به بما يتعلق باستعادة الثقة مع المجتمعين العربي والدولي”، مشدداً على أن “الدول العربية لن تتدخل في خيارات اللبنانيين، لكن ما يهمها ألا تظهر هذه الحكومة

أنها حكومة “حزب الله” ومن يدور في فلكه، لأن ذلك سيكون ضد مصلحة لبنان” . ووسط هذه الاجواء غير المطمئنة سياسيا، رفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في رسالة الميلاد، الصوت مجددا، واكد ان “شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية بحكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي”، مضيفا “لقد عبر الشعب، بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوما، ونرجو ان تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة”.

واضاف أن “الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الامنية وتحترمها، وتخفف من الاعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل، ولقد شكلت هذه الانتفاضة علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعبا ومؤسسات، بوركت هذه الانتفاضة – الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى الى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية ضمن إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة”.

وتابع، “الرب يسوع يعلمنا التجرد والتحرر من الذات، لكي نسود على مصالحنا الضيقة، وإذا نظرنا من هذا المنظار إلى الجماعة السياسية عندنا، نجد أن مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين، بل يتحاصصونها ومال الشعب هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون على الدولة بمختلف أنواعها. فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في حالة الفقر، ورموا 35 % من الخريجين الجامعيين في حالة البطالة، فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة التجارية والصناعية والتربوية إلى إقفال أبوابها”.

واعتبر ان “المشروع اللبناني، الذي يشكل نموذجا ورسالة في هذا الشرق، نحن مدعوون لحمايته، من أجل كرامة شعبه وثقافته وحضارته، وهذا ما من أجله قامت الانتفاضة – الثورة التي جمعت تحت راية الوطن العائلة اللبنانية في كل المناطق، ومن كل المذاهب والأحزاب والأعمار”.

وأكد أن “الثورة لا تسعى الى مصالح شخصية فلا تخيبوا آمالها ايها السياسيون”.

إلى ذلك، توجهت “الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى”، برسالة مفتوحة إلى الرئيس المكلف حسان دياب، بالقول :”ما دمت ستشكل الحكومة من مستقلين غير مفروضين من قبل الأحزاب والكتل التي أعطتك أصوات نوابها في عملية الاستشارات النيابية ولا من الكتل الاخرى التي حجبت اصواتها أو اعطتها لشخصيات أخرى محترمة من جميع اللبنانيين، فندعوك إلى السير في تأليف الحكومة التي تريدها ضمن هذه المعايير مهما كانت الأسماء التي تتألف منها، على أن تضم اختصاصات متكاملة من جميع الميادين وتشكل فريقا متجانسا”.

ميدانيا… اعتصم عشرات الطلاب امام مصرف لبنان في الحمرا، بدعوة من تجمع طلاب لبنان، منددين بالسياسة المالية الاقتصادية المتبعة، وداعين الى التغيير.

وأكد المعتصمون رفضهم لدفع الضرائب، مطالبين بـضريبة على الأرباح والتأمين.

ووزع المعتصمون على السيارات ملصقات تحت شعار “مش دافعين” داعين اللبنانيين الى الامتناع عن دفع الضرائب والرسوم والتوقف عن تسديد القروض المصرفية المستحقة الى حين استرجاع الحقوق.

وفي صور، تجمع عدد من الشبان أمام فرع مصرف لبنان، منددين بالسياسة المالية الاقتصادية المتبعة، ودعوا الى “التغيير واعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين والافراج عن اموال الشعب من المصارف”، مرددين هتافات ضد حاكم مصرف لبنان.

وغرّد وزير المالية علي حسن خليل، على “تويتر” قائلا: “من غير المقبول ما يحصل في بعض المصارف حيث تحبس معاشات الموظفين التي تحولها وزارة المالية شهريًا وهي حق مقدس من غير المسموح المس به وعدم دفعه كاملا وبوقته وسنقوم بكل الإجراءات القانونية لحمايته”.

في حين، شدد الأمين العام لنقابة المعلمين في لبنان وليد جرادي، “أنه من غير المسموح لأي كان مهما علت سلطته أن يهدد المعلمين بالصرف”، داعيا “المعلمين الذين تعرضوا للتهديدات من قبل مؤسساتهم التربوية أن يتقدموا بأخبار خطي لتقديمه إلى وزير التربية والتعليم العالي وبناء على طلب لجنة الطوارئ”. وكان إشكال وقع داخل أحد المصارف، في طرابلس، على خلفية عدم قدرة الزبائن من سحب أموالهم، الأمر الذي دفع عدد من أصحاب العلاقة إلى التجمع أمام المصرف والتنديد بسياسة المصارف الجديدة. وعلى الفور حضرت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى المكان وعملت على حفظ الامن.

 

المشنوق: نشكر السيّد علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف حسان دياب

مواقع ألكترونية/24 كانون الأول/2019

قال النائب نهاد المشنوق عبر “تويتر”: نشكر السيّد علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف الدكتور حسّان دياب. لقد أزال عن ظهرنا حمل اتّهامه بأنّه مرشّح إيران. ودفاع مستشار المرشد الإيراني عن حسان دياب إعلان واضح وصريح بأنّه يمثّل من كلّفوه، ولا يمثّل اللبنانيين ولا أبناء بيروت ولا أهل السنّة.

وأضاف: “أما نبوءة ولايتي عن تضاؤل التظاهرات، فعليه ألا يخلط بين لبنان وإيران، حيث قتل نظامه 1500 من الثوّار. في لبنان، الجيش وقوى الأمن الداخلي، من أبناء الشعب، ويحمون المتظاهرين بحكمة ووطنية قيادتيهما، والثورة ستزداد توهّجاً في ظلّ رئيس مكلّف غريب عن أهله.

 

حسن خليل: من غير المقبول ما يحصل في بعض المصارف

مواقع ألكترونية/24 كانون الأول/2019

قال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل عبر “تويتر”: “من غير المقبول ما يحصل في بعض المصارف حيث تحبس معاشات الموظفين التي تحولها وزارة المالية شهريًا وهي حق مقدس من غير المسموح المسّ به وعدم دفعه كاملا وبوقته وسنقوم بكلّ الإجراءات القانونية لحمايته”.

 

علوش: من أهم إنجازات الانتفاضة كوننا أزحنا عن صدرنا حمل تفاهة وسفاهة وجهالة وطائفية جبران باسيل واتباعه

مواقع ألكترونية/24 كانون الأول/2019

غرّد النائب السابق مصطفى علوش كاتبا “من أهم إنجازات الانتفاضة بالنسبة لنا كوننا أزحنا عن صدرنا حمل تفاهة وسفاهة وجهالة وطائفية جبران باسيل واتباعه عن صدرنا فلا يمكن ان يأمن الإنسان لم يحمل خنجر الغدر وراء ظهره وينتظر الفرصة للطعن في ساعة الغفلة. عسى الرئيس ان يعي ما تسبب به صهره لعهده”.

 

الحريري: الحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل وبري يعلم انني لا ألعب بالنار

مواقع ألكترونية/24 كانون الأول/2019

توقع الرئيس سعد الحريري في دردشة مع مجموعة من الصحافيين في بيت الوسط، أن تكون الحكومة التي يجري تشكيلها “حكومة جبران باسيل”. أضاف:”خلافاً لما يُشاع و يتردد في بعض وسائل الإعلام، بالنسبة إلى موقفي من الحكومة العتيدة، أعود وأكرر لا تسمية ولا تغطية و لا مساءلة و لا ثقة إذا تطلب الأمر”. وأردف: ” لم ألتقِ الرئيس المكلّف قبل يوم واحد من تكليفه كما أشيع انما قبل اسبوع في اطار المشاورات التي كنت أجريها”. ولدى سؤاله عن كلام الرئيس نبيه بري أن الحريري “نادم”، وأنه نصحه ألا يلعب بالنار، قال: ” لست نادماً وضميري مرتاح و كل همي الحفاظ على البلد واستقراره و لاألعب بالنار بالتأكيد ، وربما أنا دفعت أثماناً كثيرة لأنني اخمد النارعلى الدوام، ولا شك أن الرئيس بري يلعب دوراً كبيراً في منع الفتنة، وهذا أساسي بالنسبة إلي، والذين يلعبون بالنارمعروفون ونقطة على السطر”. أضاف:” إن ثمة حملة تستهدف الحريرية السياسية و سنتصدى لها بالقوة، مع العلم أن من يمسك بملف الكهرباء معروف ،”يجربوا الحملات عليي كما فعلوا مع رفيق الحريري فأهلا و سهلا بهم، وأطمئنهم أن سعد الحريري “مش حبتين”. وتابع:”لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد “. وأشار الحريري إلى أن “حزب القوات دفعنا إلى التسوية الرئاسية ثم اتّهمنا بها، اسألوهم عن مواقفهم وأسبابها”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فتوى إيرانية لرفع العقوبات.. هل تُقنِع ترامب؟

جنوبية/24 كانون الأول/2019

بعدما وقعت دول مجموعة الخمسة زائد واحد اتفاقية مع إيران في العام 2015، لفرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية، ليتليها في عام 2018 إنسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاقية، وفرض عقوبات أميركية على طهران، مطالبا باتفاق نووي أفضل، قال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية اليوم الثلاثاء، ان بلاده مستعدة لصياغة وثيقة تنفي فيها طهران امتلاكها أسلحة نووية، وتؤكد أن أغراض البرنامج النووي الإيراني سلمية.

وذكر موقع راديو فردا نقلا عن “وكالة أنباء مهر” الحكومية، أن علي أكبر صالحي قال في مؤتمر صحفي “إن الفكرة هي أن يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات المفروضة على إيران، وأن تعلن طهران بالمقابل أنها لن تحاول الحصول على الأسلحة النووية. أضاف صالحي أن “الرئيس يمكنه التوقيع على فتوى من المرشد الأعلى لحظر الأسلحة النووية، وأن دول مجموعة الخمسة زائد واحد يمكنها أيضا التوقيع على الوثيقة حتى يمكن رفع العقوبات. ووفقا للموقع كشف صالحي أن مفاوضات الرئيس حسن روحاني مع نظيره الياباني الأسبوع الماضي في طوكيو، كانت تتعلق بنفس فكرة التوقيع على وثيقة جديدة. ولم يقدم المسؤول الإيراني تفاصيل أكثر، مشيرا إلى أنه ليس على علم بتفاصيل المحادثات التي جرت بين الجانبين. وأقر علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في وقت سابق أن العقوبات “لم يسبق لها مثيل”، وقال إن التضخم كان نتيجة هذه الضغوط. كما يُظهر أحدث تقرير لمنظمة الإحصاء الإيرانية ارتفاع التضخم الشهري في ديسمبر الحالي.

 

الولايات المتحدة: سلوك إيران الشائن من أهم تحديات 2020

الوكالة الذرية: طهران لم ترد على تساؤلاتنا

واشنطن، عواصم – وكالات/24 كانون الأول/2019

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر، أن إيران وروسيا والصين هي التحديات الأكثر جدية في العام 2020. وقال شنكر: “إن سلوك إيران الشائن والمزعزع للاستقرار سيبقى من أهم التحديات التي تواجهها الإدارة الأميركية في العام المقبل، إلى جانب تدخل روسيا وتهديدات الصين، لكنه أشار أيضاً إلى إنجازات الإدارة في هزيمة تنظيم داعش في سورية والعراق”. من جانبه، أكد المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن الوكالة لم تتلق ردا من إيران بشأن توضيحات طلبتها، على خلفية معلومات تتعلق بالعثور على جزيئات من اليورانيوم الطبيعي في مواقع غير معلنة قرب طهران.

ونقلت صحيفة “دير ستنادارد” النمساوية عن غروسي القول، إن قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة بين الجانبين، مشيرا إلى أن الوكالة تبحث حاليا مع ايران المسائل العالقة كافة، اعتمادا على مبدأ الحوار باعتباره أفضل وسيلة للتواصل. وبشأن مدة الانتظار التي ستمنحها الوكالة لطهران، قال إن “هذه الاسئلة تتضمن مسائل تقنية حيث تعمل الوكالة على معرفة الحقائق، من خلال مختبراتها لتكون الصورة اوضح وأكثر مصداقية”، موضحا أن “هذا العمل يتطلب بطبيعة الحال بعض الوقت”. وأكد أن “هذا لا يعني ان الوكالة ستنتظر الى ما لا نهاية”، موضحا في ذات الوقت أن “الاستفسارات التي وجهت لطهران كانت عملية وملموسة، ولذا فإن الوكالة تنتظر أن تكون الاجوبة عملية وملموسة ايضا دون الانتظار لفترة طويلة”. في المقابل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن إيران على استعداد لأن تقر كتابة بعدم وجود أي خطط لديها لتطوير أسلحة نووية، وأن برنامجها النووي هو بالكامل لأغراض سلمية. وقال: إن “هذا الإقرار قد يصدر من الرئيس حسن روحاني، ويوقع عليه الشركاء الستة في الاتفاق النووي”، مضيفا أن الإقرار الممهور بالتوقيع يمكن أن يوفر للولايات المتحدة ضمانة، بأن إيران لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، وأن يقود إلى رفع العقوبات الأميركية. وكشف أن هذه المبادرة كانت ضمن الموضوعات، التي تم تناولها في المحادثات بين روحاني والزعيم الياباني شينزو آبي الأسبوع الماضي. على صعيد متصل، انطلقت في مسقط، الجولة الأولى من المحادثات الثنائية بين وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، ونظيره العماني يوسف بن علوي. كما بحث ظريف مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، في العاصمة العمانية مسقط، التطورات السياسية والميدانية في اليمن.

 

إيران تتوعد إسرائيل وتتعهد الرد على غاراتها في سورية والنظام حاصر نقطة مراقبة تركية في إدلب و"النصرة" أجهضت مصالحة معرة النعمان

عواصم – وكالات/24 كانون الأول/2019

 أكد مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أمس، أن إسرائيل ستتلقى عاجلاً أم آجلاً الرد على غاراتها وجرائمها في سورية، وذلك تعليقاً على القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع إيرانية في سورية. وشدد ولايتي، على أن “الاعتداءات الإسرائيلية غير القانونية في المنطقة لا يمكن أن تمر من دون رد”. وتوعد إسرائيل بأنها “ستندم على جرائمها” حيث ستتصدى “المقاومة في سورية ولبنان للجرائم الأميركية والإسرائيلية”، مضيفاً إن “حزب الله سيسوي إسرائيل بالتراب إذا هاجمت لبنان”. وأكد أن “الكيان الإسرائيلي عاجز ولا يجرؤ على تنفيذ تهديداته ضد إيران، وتصريحات مسؤوليه بهذا الشأن مجرد دعاية”. من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، إن بلاده تبحث مع روسيا وجود “الارهابيين” في مناطق غرب وشرق الفرات، مشيراً إلى أن وفداً تركياً يجري حاليا محادثات في موسكو بشأن تلك المسألة. وأضاف إن بلاده تواصل أنشطتها في منطقة شرق الفرات عبر تنسيق وإجراء الاتفاقيات مع الأميركيين من جانب والروس من جانب آخر. وأشار إلى أن القوات التركية “تسعى من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في شمال سورية”، معتبراً أن “وجود بلاده في شمال العراق وسورية بهدف مكافحة الارهابيين والتنظيمات الارهابية”. وأوضح أن “الوحدات الكردية لم تغادر شمال سورية بالكامل، حيث كان من المفترض أن تغادر بموجب الاتفاقيات التركية مع روسيا والولايات المتحدة”. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع هيئة قيادة وزارة الدفاع، أمس، إن وجود القوات الروسية في ميناء طرطوس ومطار حميميم في سورية يعد ضماناً للسلام والاستقرار في هذا البلد.

على صعيد آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن جيش النظام يحاصر نقطة مراقبة تركية في قرية الصرمان جنوب شرق إدلب، بعد تقدم ميداني أحرزه في الأيام الماضية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن قوات النظام تمكنت حتى الآن من السيطرة على نحو 29 منطقة وقرية في ريف معرة النعمان الشرقي، آخرها بلدتا جرجناز والصرمان أول من امس، في حين ذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء، أن النظام سيطر على 26 قرية فقط. وفي إدلب، أفاد المرصد أمس، بأن طائرات روسية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بقرية جوباس بأطراف سراقب شرق المحافظة، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى. وفي اللاذقية، قال رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الجنرال يوري بورنيكوف ليل أول من أمس، إن “الجماعات المسلحة هاجمت بطائرات مسيرة قاعدة حميميم الجوية”، مضيفاً إن القوات الروسية أسقطت اثنتين منها من دون وقوع ضحايا. وفي حمص، ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” أمس، أن “السلطات السورية عثرت على أسلحة وذخيرة من مخلفات التنظيمات الإرهابية كانت مخبأة في بئر بمحيط قرية السعن الأسود بريف حمص الشمالي”. إلى ذلك، وبعد فشل مساعي التوصل لاتفاق مصالحة يفضي إلى دخول جيش النظام إلى معرة النعمان من دون قتال، تتأهب وحداته القتالية لاقتحام المدينة، التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة). قال مصدر ميداني إن “مسلحي النصرة أفشلوا جميع المساعي السورية والروسية لعقد مصالحة في منطقة معرة النعمان”. وأضاف إن مسلحي “النصرة” اعتقلوا عدداً كبيراً من المدنيين الذين تواصلوا مع لجان المصالحة المحلية ومركز المصالحة الروسية لتجنيب المنطقة عملاً عسكرياً.

 

استطلاع حكومي يحرج نظام طهران: الشعب محبط وسيحتج

طهران – وكالات/24 كانون الأول/2019

: أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة استطلاع الطلبة الإيرانية “ایسبا” الحكومية، أن مستوى رضا الناس عن أداء النظام لا يتجاوز 15 في المئة لدى سكان العاصمة الإيرانية. كما أظهر الاستطلاع الذي أجري في محافظة طهران أن 54 في المئة من المشاركين، يعتقدون أن الاحتجاجات المناهضة للنظام ستستمر في المستقبل، بينما قال سائر المستطلعين إما أنهم لا يعرفون ماذا سيحدث مستقبلا، أو لن يتغير أي شيء. وأيد نحو 75 في المئة من المستطلعين الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف نوفمبر، بينما وافق 84 في المئة من الشباب و85 في المئة من ذوي التعليم العالي على حق المتظاهرين في التعبير عن معارضتهم للحكومة. وفي حين يعتقد 41 في المئة من المشاركين أن الاحتجاجات ستجبر النظام الإيراني في نهاية المطاف على تعديل سياساته، فإن 49 في المئة يعتقدون عكس ذلك. ووفقا للاستطلاع، بينما تعتقد الأغلبية المطلقة أنه يجب أن يتمتع الناس بالحق في الاحتجاج، فإنهم يصرون على أن التظاهرات المناهضة للنظام لن تحقق النتائج المرجوة. وأشار 94 في المئة إلى أن زيادة أسعار البنزين بمقدار ثلاثة أضعاف بين عشية وضحاها لم تكن السبب الرئيسي للاحتجاجات الأخيرة، مقابل 6 في المئة أكدوا أن هذه القضية كانت اهتمامهم الرئيسي.

 

رضا بهلوي يدعو إلى تقديم خامنئي إلى المحكمة الجنائية الدولية/تخبط بشأن مذبحة الـ 1500 محتج... واعتقال والدي ضحية دعيا لتأبينه... وأم: رصاصة اخترقت قلب ابني

طهران، عواصم – وكالات/24 كانون الأول/2019

وجه نجل شاه إيران السابق رضا بهلوي، نداء إلى العالم بمساعدة الشعب الإيراني، بعد التقارير المروعة التي أفادت بمقتل 1500 متظاهر على يد النظام الإيراني، وبإيعاز من المرشد علي خامنئي، وانتقد الصمت الأوروبي على هذه الجرائم، والسعي الحثيث لتوقيع اتفاقيات تجارية مع النظام الإيراني.

وقال بهلوي على حسابه في “تويتر” تحت هاشتاغ “#مذبحة_إيران”: “إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن… لقد قتل هذا النظام 1500 إيراني في الشوارع في غضون أيام قليلة. وبدلاً من التسول للحوار والتجارة مع نظام ارتكب إبادة جماعية، يجب إحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية… ساعدوا الشعب الإيراني على تقديم خامنئي للعدالة”. في المقابل، نفى مسؤول العلاقات العامة في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي رضا ظريفيان، صحة ما ورد في تقرير وكالة “رويترز” بشأن إصدار المرشد الإيراني علي خامنئي، أوامر مباشرة لقمع الاحتجاجات السلمية في نوفمبر الماضي، والتي أودت بحياة نحو 1500 محتج، معتبرا إياها “أخباراً مزيفة”. وزعم ظريفيان أن التقرير يأتي في إطار “حرب نفسية ضد إيران، ولا يمكن التحقق منه، وأنه يضر بمصداقية الوكالة”، حسب تعبيره. من جانبها، أكدت مصادر المعارضة أن الرقم الذي نشرته “رويترز” صحيح، مشددة على أن عدد الضحايا يفوق ذلك.

وذكرت منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة في بيان، أنها كانت أعلنت یوم 15 ديسمبر 2019، أن عدد قتلى احتجاجات نوفمبر تجاوز 1500 شخص ونشرت بالفعل أسماء 547 قتيلاً. من جهتهم، علق الإيرانيون عبر وسائل التواصل عن أسلوب القمع الدموي غير المسبوق، واعتبروه جريمة حرب وطالبوا بمحاسبة أركان النظام وعلى رأسهم خامنئي. وكتب أحدهم عبر تويتر يقول: “لقد قتلت الجمهورية الإسلامية 1500 خلال 4 أيام، وهذا يعني 375 شخصاً في اليوم، أي أكثر معدل الخسائر البشرية في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات”. واستذكر المحلل الإيراني، علي حسين قاضي زاده، عنواناً لصحيفة “نيوزويك” مفاده أن “داعش ستتوسع إذا سقط حكم النظام الإيراني”، وكتب أن “داعش كان سيصعب عليها ما فعله خامنئي من قتل 1500 في ثلاثة أيام فقط”. بدورها، اعتقلت السلطات الإيرانية والدي الشاب بويا بختياري، الذي قتل في الاحتجاجات، لدعوتهما الناس لحضور مراسم تأبين له بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتله، والذي يصادف اليوم الخميس. ووفقا لوكالة “مهر” شبه الرسمية، فقد اعتقلت السلطات والد ووالدة بويا بختياري، لرفضهما طلب الجهات الأمنية بإلغاء دعوة مراسم تأبينه، ونقلت الوكالة عن “مصادر مطلعة” أن القضاء أصدر حكما بالقبض على والدي بختياري، بهدف “حفظ الأمن والنظام العام”، وكذلك “عدم تجدد الأعمال المسلحة ضد الشعب وتصوير قتلى التجمعات على أنهم ضحايا سقطوا بأيدي السلطات الأمنية”. من جهتها، قالت والدة أحد الضحايا، إن ابنها إبراهيم كتابدار كان يمثل “كل حياتها”، حيث كان مسؤولاً عن الأسرة بأكملها، مضيفة أن ابنها قتل خارج ورشته للميكانيكا بإطلاق الرصاص الحي عليه، والذي أصابه في قلبه، ومشيرة إلى أن الشعب الإيراني يعاني كثيراً من قمع النظام، متساءلة “ما جريمة ابني؟ وما مصير أولاده الأبرياء؟”.

 

ترتيبات إيرانية – حوثية لعملية عسكرية في البحر الأحمر

"الشرعية": الانقلابيون يهددون الأمن

عواصم – وكالات/24 كانون الأول/2019

 كشف مصدر أمني رفيع بمحافظة الحديدة أمس، عن ترتيبات يجريها ضباط في “الحرس الثوري” الإيراني لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في البحر الأحمر. وقال المصدر، إن الضباط الايرانيين يترددون منذ أيام على مدينة 7 يوليو شرق الحديدة في إطار الترتيب لهذه العملية التي تقتضي الترتيبات لعملية يتبناها الحوثيون لاحقاً، مرجحاً أن تكون بوارج وناقلات في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية هدفاً لهذه العملية. وفي السياق، نشرت مجلة “انتيليجنس أون لاين” الفرنسية، المتخصصة في شؤون الاستخبارات، معلومات جديدة بشأن القيادي في “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الجنرال رضا شلاهي، مشيرة إلى أنه يتواجد في صنعاء على رأس قوة لتقديم الدعم للحوثيين في اليمن، قوامها نحو 400 مقاتل من “الحرس الثوري”، يعززها خبراء من “حزب الله” اللبناني تم إرسالهم من لبنان. في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مسقط، أمس، مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، لمناقشة آخر التطورات في اليمن. وفي السياق، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي لدى استقباله ممثل الحوثيين في طهران إبراهيم الديلمي، أن “التقدم التسليحي للقوات المسلحة للحوثيين بالاعتماد على المختصين والخبراء الوطنيين”، أثار دهشة العالم. من ناحية ثانية، اتهم رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أمس، الحوثيين باستمرار انتهاج سياسات تدميرية لضرب الاقتصاد الوطني وتهديد الأمن القومي والمعيشي للشعب اليمني. وأكد أن منع الحوثيين تداول العملة الجديدة، الصادرة عن الحكومة الشرعية، يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام محك حقيقي لوضع حد للتلاعب والمتاجرة بحياة المواطنين وتعميق الكارثة الإنسانية التي تسببت بها. وقال إن اتخاذ الانقلابيين هذه الخطوة (منع تداول العملة الجديدة) في ظل مساعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط عليها لتنفيذ الشق الاقتصادي الخاص باتفاق ستوكهولم، لتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن ودفع مرتبات موظفي الدولة، يعكس استهتارها بحياة اليمنيين ومعيشتهم. وطالب الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث، بالضغط على الحوثيين للكف فوراً عن سياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها، لتحقيق مكاسب سياسية على حساب معيشة وحياة المواطنين. في سياق آخر، شدد عبدالملك على ضرورة ملاحقة العناصر الإجرامية التي هاجمت مقرات منظمات إغاثة دولية بمحافظة الضالع، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل والرادع. ميدانياً، شن الجيش اليمني أول من أمس، هجوماً على مواقع تمركز الحوثيين شرق مديرية الحشاء بمحافظة الضالع، ما أسفر عن مقتل وإصابة ستة من عناصرهم. كما أحبط تسللاً للميليشيا الحوثية باتجاه مناطق الحرة والساحلة والمشاريع شمال غرب المحافظة، وأجبرتها على الفرار. وفي ابين، أسقط الجيش أمس، طائرتين مسيرتين، يعتقد أنهما تابعتين للحوثيين. إلى ذلك، أعلن الحوثيون أول من أمس، الإفراج عن 23 مختطفاً بصنعاء، تم سجنهم بأوقات سابقة بتهمة تأييد التحالف العربي، بقيادة السعودية. من جهة أخرى، رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، 260 انتهاكاً، بينها 31 حالة قتل ارتكبها الحوثيون خلال نوفمبر الماضي، في ست محافظات.

 

مشروع قانون بشأن سورية إلى “الدوما”

موسكو – وكالات/24 كانون الأول/2019

 أحالت الحكومة الروسية إلى مجلس الدوما، مشروع قانون بشأن التصديق على اتفاق حكومي مشترك مع سورية، بشأن التعاون في مجال نقل البريد العسكري، الموقع في موسكو في 15 يوليو الماضي. وتنص المذكرة التوضيحية المرفقة بمشروع القانون، على أن الاتفاقية “تضع الأساس القانوني – التنظيمي للتعاون الروسي السوري، في مجال ضمان حماية المراسلات العسكرية من خلال نقلها باليد بواسطة سعاة وزارة الدفاع الروسية إلى الوحدات العسكرية الروسية المنتشرة في سورية”. وتشير إلى أنه “عند تسليم المراسلات العسكرية، يحق للسعاة حمل أسلحة العمل (الأسلحة النارية والوسائل الخاصة)، وتم في الاتفاقية تحديد أسس تنقل هؤلاء السعاة عبر حدود الدولة في روسيا وسورية”. وتوضح المذكرة أنه “حالياً، نظراً لعدم وجود صفة قانونية للسعاة المسلحين بأسلحة الخدمة، توجد بعض الصعوبات الموضوعية التي ترافق عملهم خلال مرورهم عبر نقاط العبور التابعة لحرس الحدود والجمارك في روسيا وسورية، وهو ما قد يخلق الظروف المسبقة لإمكانية الوصول غير المصرح به، إلى المعلومات السرية التي يحملونها”.

 

النظام  السوري يحجز على أموال أحد “رجال أعمال الأزمة”

دمشق – وكالات/24 كانون الأول/2019

أصدرت الجمارك السورية أمس، قراراً بالحجز الاحتياطي على أموال أيمن جابر، أحد مؤسسي “صقور الصحراء”، وصهر رئيس غرفة تجارة وصناعة اللاذقية كمال الأسد. ونص القرار على وضع الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لجابر، إضافة إلى مساعده فائز حبيب شاهين، وشركة الجزيرة المتحدة للنقل العام وتجارة المشتقات النفطية والخدمات النفطية، المسجلة في بيروت. وفي حيثيات القرار، أنه جاء ضماناً لحقوق الخزينة العامة من رسوم وغرامات، بسبب مخالفة “بحكم الاستيراد تهريباً لبضاعة ناجية من الحجز” قدرت قيمتها بما يزيد عن مليار ليرة، وبلغت رسومها نحو 131 مليون ليرة، والحد الأقصى لغراماتها 4.8 مليار ليرة. وكان اسم أيمن جابر برز بعد الأزمة، بوصفه أحد رجال الأعمال الذين يمولون كتائب مقاتلة، وأسس “صقور الصحراء”، مع شقيقه محمد جابر، قائد تلك الكتائب، قبل أن يؤسس مجلس الحديد والصلب، و”الشركة العربية لدرفلة الحديد” في جبلة. وفي السياق، أعلنت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لدى النظام، عن انتهائها من تدقيق ملفات الفساد في وزارة التربية، المتعلقة بعقود شراء موقعة بين العامين 2016 و2018، مشيرة إلى أنه تم التلاعب بنحو591 عقداً.

 

أميركا توقع عقد بناء ضمن قاعدة “إنجرليك” مع شركات تركية

واشنطن، أنقرة – وكالات/24 كانون الأول/2019

 وقعت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمس، عقوداً عدة مع شركات تركية، بشأن إجراء أعمال البناء في قاعدة “إنجرليك” الجوية في مقاطعة أضنة. وذكرت البنتاغون في بيان، أنه “تم إبرام عقود مع ثمان شركات تركية بقيمة 95 مليون دولار بسعر ثابت”، متوقعة أن يتم الانتهاء من أعمال البناء قبل نهاية العام 2024. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في وقت سابق، أن بلاده قد تغلق قاعدتي “إنجرليك” و”كوريجيك” العسكريتين، رداً على تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا، وقرار لمجلس الشيوخ الأميركي يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن قبل مئة عام. من ناحية ثانية، أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي خلال حفل توزيع جوائز النسخة الـ 24 من المسابقة الدولية للصور الصحافية “زووم”، أول من أمس، أن تركيا لن تتخلى عن موقفها في دعم السلام في سورية، وعن مذكرة التفاهم مع ليبيا. وأكد أن تركيا لن تتوقف عن محاربة الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره، رغم كل الصعوبات والعداوات التي تواجهها تركيا من عقوبات اقتصادية ومقاطعات سياسية وغيرها. وأعرب عن استعداد بلاده لإبرام التعاونات العسكرية اللازمة، والمضي قدماً إلى جانب الأصدقاء، عندما يتعلق الأمر باستقرار المنطقة، مؤكداً أحقية تركيا وشرعية وجودها في مياه المتوسط. وزعم بقيام حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الغربي عموماً، بتضليل الرأي العام، خلال التوغل التركي في شمال سورية، مشيراً إلى وجود صور كثيرة غير صحيحة، سوقتها وسائل الإعلام الغربي على أنها صور من عملية “نبع السلام”.

على صعيد آخر، رفضت محكمة في اسطنبول، أمس، إطلاق سراح رجل الأعمال الناشط الحقوقي عثمان كافالا، المحتجز منذ نحو عامين.

 

أزمة تشكيل الحكومة العراقية تتفاقم والبرلمان يقر قانون الانتخابات والمتظاهرون هاجموا مقرات الأحزاب في ذي قار والنجف ونصبوا خيام الاعتصام أمام "مجنون" بالبصرة

بغداد – وكالات/24 كانون الأول/2019

 تفاقمت أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أمس، إثر اخفاق الطبقة السياسية في الاتفاق على مرشح للمنصب رغم مرور يوم كامل على انقضاء المهلة الدستورية للتكليف. في المقابل، أقر البرلمان قانون الانتخابات الجديد أمس. وصوّت النواب على المادتين 15 و16 وصولا إلى المادة 21، حيث تعتبر المادتان 15 و16 من المواد الخلافية، التي اعترضت عليهما كتلة التحالف الكردستاني، حيث صوّت البرلمان بعد انسحاب النواب الأكراد والتحالف الكردستاني. وفور إقراره، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن القانون الجديد يحقق مطلباً آخر من مطالب الشعب العراقي، مشددا على أنه سيقصي كل الأحزاب الفاسدة. وتابع الصدر في تغريدة على “تويتر”، بالقول “ننتظر بفارغ الصبر أن تكون مفوضية الانتخابات نزيهة ومستقلة بحق، ولن نسمح بغير ذلك”، لافتا إلى أن “مرشح الشعب سينتصر”. جاء ذلك في وقت يواصل فيه الشارع العراقي الاحتجاجات وقطع الطرق الرئيسية في بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية من أجل الضغط لصالح تقديم مرشح مستقل غير حزبي. وبينما كان الحديث يدور أمس الأحد عن احتمال تكليف وزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيل بالمنصب تراجعت حظوظ الرجل بعد أن سحب تحالف “القوى العراقية”، المنضوي تحت “تحالف البناء” دعمه له.

وذكر التحالف، الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في رسالة وجهها إلى “تحالف البناء”، أن السهيل “لا يتطابق مع متطلبات المرحلة الحالية ولا تجتمع عليه غالبية قوى المجتمع”، مشدداً على أن تحالف القوى لن يقدم دعمه إلا لمرشح “يحظى بقبول جماهيري وتوافق سياسي”. وفي الوقت الذي أعلن فيه البرلمان أمس، أنه سلم رئيس الجمهورية برهم صالح، كتاباً حدد فيه أن “كتلة البناء” هي الأكبر، وإعلان كتلة “سائرون أنها الأكبر، نفى مصدر في رئاسة الجمهورية وصول أي جواب من رئاسة البرلمان يتعلق بتحديد الكتلة الأكبر في البرلمان”. ونشر مكتب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أمس، أسماء أربعة اشخاص، مؤكداً أن هؤلاء ليس لديهم عمل ضمن مفاصل “التيار الصدري” ولا يمتون إليه بأي صلة. وفي وقت سابق دعا الصدر، “كتلة البناء”، برئاسة هادي العامري، إلى احترام إرادة العراقيين، وحقن الدماء.من ناحيته، شدد رئيس “ائتلاف النصر” رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، على ضرورة أن يكون المرشح للمنصب “شخصية مستقلة غير حزبية”، نافياً أن يكون قد ترشح لتشكيل الحكومة الانتقالية.

وكان عضو “تيار الحكمة” النائب أسعد المرشدي كشف في وقت سابق عن حراك سياسي من الكتل السياسية لحسم الموقف وتسمية رئيس للوزراء مع رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين. ويأتي ذلك في وقت واصل الشارع المحتج ضغطه أمس، بمزيد من عمليات قطع الطرق والاعتصامات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب. ونقلت وسائل إعلام عراقية ومواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لأعمال قطع طرق رئيسية بالإطارات المحترقة في بغداد وواسط وميسان وذي قار والبصرة وكربلاء، في اجراء تصعيدي لمنع تكليف شخصيات حزبية بمنصب رئاسة الحكومة. كما دعا ناشطون إلى إضراب عام عن الطعام، فيما تناقل ناشطون مقاطع فيديو لحشود من المتظاهرين تهتف ضد مرشحين تسربت أنباء عن احتمال تقديمهم من قبل “تحالف البناء”، بدلاً عن السهيل، ما يعكس حالة من الإصرار على ضرورة اختيار شخصية مستقلة. وقال متظاهرون إن ساحات التظاهر في بغداد والبصرة والناصرية وواسط وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وبابل وميسان شهدت ليل أول من أمس، تجمعات جماهيرية متفرقة ومسيرات طافت الشوارع احتجاجاً على إخفاق البرلمان في عقد جلسة لاستكمال التصويت على بنود قانون الانتخابات.وجددوا رفضهم تسمية مرشح حكومي وسياسي لتشكيل الحكومة المقبلة والمطالبة بأن يكون مستقلاً بعيداً عن تأثيرات الأحزاب والكتل البرلمانية. وفي ذي قار، استهدف المتظاهرون ليل أول من أمس، مقرات الأحزاب في المحافظة، وفي مقدمها “تيار الحكمة الوطني”، بزعامة عمار الحكيم وقطع الجسور، في حين شهدت محافظة النجف حوادث مماثلة عندما هاجم محتجون مقر “منظمة بدر”، بزعامة هادي العامري في قضاء الكوفة بقنابل حارقة، في حين استمر المتظاهرون في إغلاق الطريق المؤدية إلى مصفاة السماوة في محافظة المثنى لليوم الثاني على التوالي. وفي البصرة، نصب المحتجون أمس، خيام الاعتصام أمام حقل مجنون النفطي، ومنعوا الدخول والخروج منه. وقال شهود عيان: إن “المحتجين نصبوا خيام اعتصام أمام الحقل، وطالبوا بتنفيذ مطالبهم التي تتعلق بفرص العمل والخدمات، وكذلك ملف اختيار رئيس حكومة وفق المواصفات التي طرحت في ساحات الاحتجاج”.

 

الاتحاد الأوروبي يطالب العراق بإنهاء العنف

بغداد – وكالات/24 كانون الأول/2019

 طالبت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق أمس، وزارة الداخلية العراقية بإنهاء العنف ضد المتظاهرين. وذكرت البعثة في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”، أن ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، طالبوا في اجتماع ببغداد مع وزير الداخلية ياسين الياسري، بالعمل بحزم ضد عمليات القتل والاختطاف والاختفاء القسري للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين المسالمين. وكان عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية علي البياتي قال في وقت سابق: إن عدد المختطفين منذ بداية التظاهرات بلغ 77 ناشطاً، أطلق سراح 12 منهم فقط. وأضاف، إن عمليات الاغتيال منذ بداية التظاهرات بلغت 29 حالة، مشيراً إلى أن 13 حالة اغتيال تمت في بغداد وثلاث محاولات فشلت.

 

هاكرز للسلطات العراقية: دول لا تحمي مواقعها لن تحمينا

بغداد – وكالات/24 كانون الأول/2019

 ضمن سلسلة وزارات عراقية تمت مهاجمتها إلكترونياً الأسبوع الماضي، اخترق “هاكرز”، موقع وزارة الصحة العراقية على موقع “فيسبوك”. وانتشر على حساب وزارة الصحة العراقية في “فيسبوك”، أول من أمس، صورة كتب عليها، “وزارة الصحة العراقية .. ستروننا بعيون أطفال المدارس، بعيون شعب سرقوا منه كل ما يملك، بعيون مريض يشتري العلاج، بعيون أطباء في مستشفيات مدمرة، بعيون علماء وحكماء هاجروا، الثورة وإن حاولت إطفاءها، الثورة فكر لا ينتهي، الثورة مستمرة”. وأضاف المنشور، إن “دولاً لا تستطيع حماية مواقعها لن تتمكن من حماية أرواحنا وأموالنا وأطفالنا”. وكانت وسائل إعلام عراقية أفادت في وقت سابق، بتعرض موقع وزارة الصحة في “فيسبوك” إلى اختراق من قبل “مجهولين”. وسبق أن اخترق مجهولون، عدداً من مواقع الوزارات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعهدوا باختراق المزيد من مواقع مؤسسات الدولة.

 

“داعش” يحاول استعادة قوته ويسعى لإعادة ترتيب صفوفه

بغداد – وكالات/24 كانون الأول/2019

 كشف مسؤولون استخباراتيون أكراد وآخرون غربيون أمس، أن تنظيم “داعش” يحاول إعادة ترتيب صفوفه بعد عامين من الخسارات المتتالية في العراق، ويتخذ شكل الهجمات الممنهجة، وإن هذه الهجمات في ازدياد. وقال مسؤول مكافحة الإرهاب الكردي لاهور طالباني، إن “مسلحي التنظيم باتوا أكثر احترافاً وأكثر خطراً من تنظيم القاعدة، فلديهم أساليب أفضل، وخطط أفضل، والكثير من المال تحت إمرتهم، يمكنهم شراء المركبات والأسلحة والطعام والمعدات، كما أنهم أكثر حرفية في استخدام التكنولوجيا، والقضاء عليهم أصعب بكثير، فهم النسخة الأنشط من تنظيم القاعدة”. وأضاف إن نسخة جديدة من “داعش” ظهرت أخيراً، لا تريد السيطرة على أي من الأراضي حتى لا تصبح هدفاً، بل تسعى عناصرها إلى العمل تحت الأرض في جبال حمرين في العراق، على غرار أسلافهم من “القاعدة”. وأكد أن المسلحين يستفيدون من العلاقات المتدهورة بين الحكومة في بغداد، وحكومة إقليم كردستان، مشيراً إلى أنه توجد حالياً منطقة شاسعة من الأراضي الخالية في شمال العراق، بين مواقع قوات “البشمركة” الكردية ونظيرتها العراقية. على صعيد آخر، أفاد مصدر في “الحشد الشعبي” أمس، بمقتل ثلاثة من عناصره في هجوم شنه عناصر “داعش” جنوب الموصل. وقال النقيب في “الحشد الشعبي” علي عماد إن “عناصر داعش هاجموا نقطة رصد للحشد الشعبي في ناحية القيارة، وقتلوا ثلاثة من عناصر الحشد قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة”. وفي السياق، أفاد مصدر عسكري بمحافظة نينوى، بمقتل ثلاثة عسكريين، بينهم ضابط، جراء انفجار عبوتين ناسفتين بالتعاقب شمال غرب الموصل. وقال العقيد مزهر حسن البياتي، إن “عبوتين ناسفتين انفجرتا بالتعاقب مستهدفتين دورية للجيش العراقي عند مفرق معسكر الكسك، ما أدى إلى مقتل ضابط برتبة نقيب وجنديين اثنين، إلى جانب إصابة اثنين آخرين بجروح”. في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني أمس، بانطلاق عملية عسكرية لفرض الأمن في ناحية ابي صيدا بمحافظة ديالي. وقال المصدر، إن فرقة الرد السريع نفذت عملية عسكرية لفرض الأمن في ناحية ابي صيدا، مضيفاً إن العملية تهدف إلى فرض الأمن والتمركز بالناحية.

 

إسرائيل تجمد مشروع ضم غور الأردن خوفاً من تحقيق “الجنائية الدولية”

الحكومة الفلسطينية: بومبيو نصّب نفسه واعظاً ومحامياً وشرعنته الاستيطان "معاداة للسامية"

رام الله، عواصم – وكالات/24 كانون الأول/2019

 أكد تقرير صحافي إسرائيلي أمس، أن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بضم غور الأردن دخلت مرحلة “تجميد عميق”، إثر قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجلسة الأولى للجنة مشتركة بين الوزارات لمناقشة توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل المنطقة ألغيت الأسبوع الماضي، قبل ساعات من الموعد المقرر لانعقادها، بعد أن اتضح أن إعلان الجنائية الدولية قرارها وشيك. في غضون ذلك، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بخصوص شرعية الاستيطان واعتباره قرارا صحيحا.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، أن بومبيو أطلق على الضفة الغربية “يهودا والسامرة”، ودعا إلى إنشاء المستوطنات المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، باعتبار أنها لا تتعارض مع القانون الدولي، مكررا مقولات نتانياهو ومزاعمه التي يحاول فرضها على التاريخ والجغرافيا. وأشارت إلى أن “بومبيو نصب نفسه واعظا ومحامي دفاع عن مصالح الاحتلال واحتياجاته حين طالب دول الاتحاد الاوروبي أن تعترف بالحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الشعب الإسرائيلي في هذه الأرض، مستنجدا في ذلك بمقولات اليمين الإسرائيلي ومواقف بعض الدول التي تحاول المساواة بين توجيه الانتقاد للاحتلال وانتهاكاته وجرائمه ومفهوم معاداة السامية”. في السياق، مررت إسرائيل بدعم من أميركا قرارا في مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد المنعقد في أبوظبي، بالرغم من المعارضة الشديدة له من الدول العربية وإيران معا. ونجح وفد قضائي إسرائيلي زار أبوظبي الأسبوع الماضي، بتمرير سابقة لتفعيل آلية مراقبة التزام الدول باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، على الرغم من المعارضة الشديدة للدول العربية وإيران. ميدانيا… وبعد ساعات من اتهام المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذوكس، لسلطات الاحتلال بمحاولة تسميمه ، شددت اسرائيل التضييق على مسيحيي غزة واكتفت بمنح تصاريح لعدد محدود من المسيحيين لدخول القدس وبيت لحم للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة. وباشرت جرافات الاحتلال، أعمال تجريف لتوسعة مستوطنتي “شيلو” و”شفوت راحيل”، المقامتين على أراضي قرى “جالود” و”قريوت” و”قصرة” جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وقال نادي الاسير الفلسطيني ان قوات الاحتلال اعتقلت، 30 فلسطينيا بينهم الاديب والمفكر احمد قطامش. وأعلنت السلطات العسكرية الإسرائيلية إعادة توسيع مساحة الصيد في بحر قطاع غزة إلى 15 ميلاً بحرياً ابتداءً من أمس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سنة الثورة والقبض على الدولة

خضر غضبان/المدن/25 كانون الأول/2019

انها السنة الأصعب والأزمة الأقصى التي يواجهها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية في العام 1990. فالثورة التي انفجرت في 17 تشرين الأول بوجه الطبقة السياسية الحاكمة، جاءت نتيجة تراكم للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة.

اتسم غضب الشارع بتلاقي مصالح جميع المتضررين من سياسات السلطة على اختلاف انتماءاتهم السياسية، الطائفية، المناطقية والطبقية (إذا صح التعبير)، كل من موقعه ووجعه وأزمته الخاصة. شباب، نساء، عمال وفئات مهمشة.. ناشطون، مجموعات، محازبون وحتى احزاب. تلاقوا في الشارع وتقاطعوا على جملة مطالب وأهداف. ميزة هذه الانتفاضة الشعبية العارمة أنها لم تتمركز كسابقاتها في العاصمة بيروت، أو في أي مكان محدد، بل انتشرت في معظم المدن والبلدات اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب في مشهد سرّيالي جميل، وفي حركة "لا مركزية" لافتة جداً.

في المقابل، سلطة هرمة عاجزة، تجمعها المصالح، تأكلها الانقسامات وينخرها الهدر والفساد والمحسوبيات. بعضها يعيش حالة إنكار تام، وبعضها الآخر قزّم ما يجري في الشارع واعتبره مسألة ايام فقط. قلّة قليلة رأت خطورة المشهد القاتم التي كانت تحذر منه باستمرار، والتي قاربته بشقيه السياسي والمالي – الاقتصادي وتوقعت الانفجار القريب.

بيد أن الأمر الأكثر غرابة، تجلّى في قدرة القابضين على زمام السلطة بتسخيف الأمور واللعب على حافة الهاوية وعدم استماعهم لمطالب الناس المحقّة، وعدم استعدادهم لتقديم اي تنازل يُذكر لمراعاة مصالح البلاد والعباد.

السلطة في لبنان "سلطات".. سلطة شكلية، سطحية، مصلحية وطموحة. وأخرى أقلوية أضحت غير مؤثرة. أما الثالثة، فهي تمتلك رؤية واضحة ومخططات وأهداف، تمتلك القوة ولديها وفرة بالإمكانات ويديرها مطبخ واحد كامل التجهيزات. إنها السلطة العميقة.

في البدء، كان الصراع سلطوي – سلطوي، لكن انتفاضة تشرين فرضت الشارع لاعباً أساسياً (حتى الآن) وغير متوقع. "مصيبة" الشارع دفعت بالسلطة (السلطات) إلى محاولة رصّ الصفوف وتقليص تناقضاتها، باستثناء الجزء الذي انحاز منذ البداية إلى مطالب الشارع المحقة.

حاولت السلطة جاهدة، وبوسائل شتّى، استيعاب الشارع وتطويعه وتطويقه. وعندما عجزت عن ذلك، بسبب إصرار الناس غير المسبوق على المطالبة بأدنى حقوقهم ومكتسباتهم السياسية والمعيشية، ذهبت السلطة باتجاه شيطنة هذه الحركة، ودفعت بالناس إلى اللعبة التي تتقنها، أي لعبة التوتير الأمني والشحن والتحريض الطائفي والمذهبي والمناطقي. مستفيدة من بعض أساليب الاعتراض والضغط في الشارع كـ"تسكير الطرقات" مثلاً.

من جهة أخرى، حاول أركان السلطة الأساسيين التشاطر على بعضهم البعض، كما حاولوا استغلال حركة الشارع ومطالب الناس فيه، من أجل تحقيق بعض المكتسبات وتحسين شروط التفاوض. كما عمدوا إلى استخدام شوارعهم (الحزبية والمذهبية) بوجه المواطنين المنتفضين، وبوجه بعضهم البعض.

لعبة التشاطر بين أركان السلطة جنحت باتجاه خطير لسببين اثنين. الأول، حدّة الانقسامات الداخلية وشدّ العصب واستغلال الشوارع. أما السبب الثاني والأبرز، فمرده إلى تزامن الأزمة مع لحظة اشتباك إقليمي – دولي يبدأ على جسر الرينغ وسط بيروت ولا ينتهي على جسور بغداد.

هذا الاشتباك (أو التفاوض العنيف) دفع بالسلطة الأقوى والأذكى والأدهى، أي السلطة العميقة، للانتقال إلى الخطة البديلة، وأخذ زمام المبادرة والتحضير للمواجهة المباشرة. لذلك، قامت بإلغاء عقد الشراكة المصلحية، التي كانت أشبه بمساكنة ظرفية، لتفرض مرشحها إلى رئاسة الحكومة العتيدة.

قبض بعض السلطة، الذي كان يختبئ خلف الآخرين حتى الأمس القريب، على الدولة بأكملها، فارضاً نفسه لاعباً وحيداً على ساحة التسويات أو المواجهات المقبلة. فالسيناريو الذي تم اتباعه، خاصة لناحية اختيار رئيس الحكومة المكلف، مرده إلى أننا امام خيارين لا ثالث لهما، فتح الباب أمام التسويات الكبرى أو المواجهة المفتوحة بين المحورين الأساسيين الذين يتحكمان بمصير المنطقة. إنها لعبة مصالح وتوازنات محلية وإقليمية واضحة وصريحة، أما واقع البلد المالي – الاقتصادي – الاجتماعي وهمّ الناس المعيشي، فمكانه في أسفل سلم الأولويات عند القوى الكبرى المتناحرة. وأما الحكومة المنتظرة الجاهزة المنتقاة بعناية كبيرة من رئيسها إلى آخر وزير فيها، والتي ستبصر النور خلال أيام، فقدّر لها أن تكون جاهزة لمهمتين اثنتين مرتبطتين بتطور الأحداث الإقليمية. هذه الحكومة، المستقلة المتخصصة في ظاهرها، والممسوكة في قرارها السياسي بالكامل، ستكون إما حكومة مفاوضات وتطبيع بين المحور الإيراني والمحور الأميركي – الغربي – العربي، وإما ستكون حكومة مواجهة مفتوحة بين هذين المحورين. أعان الله الشعب اللبناني في كلتا الحالتين.

لا خيار ثالثاً يمكنه التأثير على هذه المعادلة المعقدة القائمة، إلّا إذا اسقط الناس الحكومة، المقبلة على بساط ريح عجمي. هذا الخيار لن يكون سهلاً على الإطلاق، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الراهنة وتدهور الأوضاع المالية والمعيشية. فهل ستفعلها الثورة؟ الجواب سيكون في العام 2020.

 

الحريري "ينفجر": باسيل عنصري طائفي ولا ثقة لحكومة دياب

منير الربيع/المدن/25 كانون الأول/2019

فجّر الحريري قنبلة سياسية، أو كأنه هو الذي "انفجر" بعد كبت وكمد. خرج مفرغاً ما في صدره على نحو لم يعهده أحد من قبل. خرج بلغة مباشرة خالية من أي مداراة، إلى أقصى حدّ، تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل. وشن هجوماً لاذعاً على طريقة تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة، وعلى طريقة تعاطي باسيل بالأمر، كاشفاً أن الأخير أعدّ لائحة تضم خمسين إسماً سلّمها إلى دياب لينتقي منها الوزراء في الحكومة العتيدة، ليظهر باسيل وكأنه الحاكم بأمره. وكأنه لا يزال يتصرف كما كان ما قبل 17 تشرين، فقال الحريري: "العهد وباسيل يتصرفون وكأن لا شيء حاصل في البلد".

التسوية السيئة

يكاد يكون الأهم في ما أقدم عليه الحريري، هو الإعتراف بخطايا التسوية الرئاسية وما جنته، والتي كان يتغاضى عنها طوال الفترة السابقة، كرمى لعيون باسيل والاتفاق معه، والذي أسهم في تهشيم المؤسسات والمواقع وضرب الصلاحيات، فقال رداً على سؤال ماذا لو فشل دياب بتشكيل الحكومة: "يروح يدبر حالو جبران باسيل، أنا مع هيك ناس ما فيي إشتغل إلا إذا اعتدلوا. كلامهم عنصري وطائفي. وتصرفاتهم تتجاوز الدستور. يعتبرونه وجهة نظر. وهو ليس كذلك". أراد الحريري، أن يخرج عن صمته ويعبّر عن موقفه، بعد تأخير لمدة أسبوع، من تكليف حسان دياب، ووقوع توترات في الشارع، لا سيما لدى البيئة السنية التي رفضت ما جرى. وجد الحريري نفسه مضطراً للخروج إلى الناس ومصارحتها، فكشف أن التسوية قد فشلت، وقال إن باسيل كائن طائفي، يتحدث بالطائفية، ولا يناسبه التعامل معه.. إّلا إذا "اعتدل هو ورئيس الجمهورية". في جردة حسابه، حمّل الحريري المسؤولية إلى القوات اللبنانية، في أنها هي التي فرضت ترشيح عون، صحيح أن ذلك حصل في العام 2016، إذ كان الحريري يرشح سليمان فرنجية للرئاسة. لكن أيضاً للحقيقة والتاريخ، فإن الحريري كان قبلها بثلاث سنوات قد بدأ مفاوضات مع عون وباسيل لإبرام تسوية رئاسية في العام 2014. في حينها تم الكشف عن لقاءات عقدت في باريس. لكن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل آنذاك هو الذي أوقف هذه التسوية، التي عادت وتجددت وأبرمت في العام 2016. وللتذكير هنا، فإنه بعيد وفاة سعود الفصيل قال عون في أوساطه، إنه الآن أصبح يمكنه أن يصبح رئيساً للجمهورية، فمن كان يعارض وصوله قد مات.

الشارع السنّي

تأخر الحريري في صمته، خصوصاً بعد حال ضياع عاشتها بيئته وعاناها تياره ونوابه. وحسب المعلومات، فيوم الاستشارات النيابية غير الملزمة، رفض عدد لا بأس به من نواب المستقبل الذهاب إلى مجلس النواب ولقاء الرئيس المكلف، لأنهم اعتبروا أن أي خطوة من هذا النوع، ستؤدي إلى خسارتهم لشعبيتهم ولجمهورهم في أي انتخابات مقبلة. بدأ نوع من الانتفاضة يتبلور داخل التيار، سرعان ما تكشّف في الشارع. وحتى عندما عمل الحريري على إخراج جمهوره من الشارع، رفضوا الامتثال لطلبه. عندها أدرك الحريري انه لا يمكن الاستمرار بهذا المسار، لأنه سيؤدي إلى خسارات متعددة ومحتمة.

أداء باسيل الذي كان مرفوضاً من قبل "المستقبل"، فيما يغض النظر عنه الحريري بمرارة. بات هذا غير مقبول، خصوصاً بعد تكليف حسان دياب، وممارسة باسيل دور الوصي على دياب وحكومته، فقال الحريري: "إنها حكومة جبران باسيل". مؤكداً أنه لن يترأس أي حكومة تضم باسيل، إذا لم يعتدل في مواقفه مع عون قائلاً: "لن أتعامل مع الذين يهاجمونني دوماً، ويربحوني جميلة، أنا أبرمت التسوية معهم للخروج من الفراغ". واعتبر الحريري أنه لن يرضى بشيطنة السنّة، ولن يسمح باتهام الحريرية السياسية التي يريدون دفنها ولكنهم يدفنون أنفسهم.

تسمية نواف سلام

موقف الحريري هو الأول من نوعه، في لهجته التصعيدية، موضحاً أنه لم يسمّ نواف سلام، لأنه لن يحظى بصوت شيعي واحد، وهو حريص على التوازنات في البلد. وبهذا الكلام يرد على وليد جنبلاط، لكنه موجّه إلى حزب الله وحركة امل أيضاً، ليقول لهم أنا لم أسمّ من اعترضتم عليه، فلماذا تسيرون بتشكيل حكومة بمن أعارضه أنا ولا أغطيه، مؤكداً: "لم أُسمِ دياب، ولن أعطيه الغطاء ولا الثقة". كما أشار إلى أنه لم يلتقه قبل يوم من تكليفه، بل قبلها بفترة. حزب الله يتفهم موقف الحريري بخصوص التوازنات، ويقول إنه منذ اليوم الأول كان حريصاً على عودة الحريري، لكن الحزب يستغرب كلام الحريري أنه لم يلتق دياب ولم يتحدث عن الإيجابية بالتعامل معه، لا سيما بعد لقائه مع دياب في مجلس النواب، حين أبدى الاستعداد للتعاون ووعد بإعطاء الثقة إذا كانت الحكومة جيدة.

القوات وفرنجية

بشكل ما، أراد الحريري أن يلاقي برّي في موقفه، الذي اعتبر فيه بشكل ضمني أن الحكومة أمامها مصاعب كثيرة، فتوجه إليه الحريري: "لست نادماً وأنا من يخمد النار دائماً وليس من يشعلها". وبالهجوم على الحكومة بوصفها حكومة جبران باسيل، هدف الحريري إلى وضع حزب الله وحركة أمل أمام خيارين، إما الذهاب إلى حكومة لون واحد ما يعني حكومة مواجهة، أو العودة عن تكليف حسان دياب والبحث عن بدائل، آخرها سيكون عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة. الهدف الذي يريده برّي وفرنجية. خصوصاً أن موقف الحريري يحرق دياب سنياً، ويصعّب مهمته إلى أقصى حد.

لم ينس الحريري انتقاد القوات اللبنانية، بتحميلها مسؤولية التسوية، والمفارقة هنا، هو تزامن موقفه وتشابهه مع موقف أطلقه قبله بساعات سليمان فرنجية الذي اعتبر أيضاً أن الحكومة التي يتم تشكيلها هي حكومة جبران باسيل. موقف فرنجية لم يكن هامشياً أو بسيطاً. وهو لا يمكن أن يتخذ هكذا موقف من دون تنسيق مع الثنائي الشيعي، الذي لا يرضى باستفزازات باسيل إلى هذا الحد ولا طريقة تعامله، ويريدان الحفاظ على الحدّ الأدنى من الغطاء السنّي، الذي كانوا يراهنون على تعاون الحريري لتوفيره، إذا ما تم تشكيل حكومة مقبولة نسبياً. فأرادوا عبر فرنجية إيصال رسالة إلى باسيل ودياب حول التصرف بهدوء. لكن بنتيجة سلوك باسيل فجرّ الحريري موقفه، الذي تلا موقف فرنجية.

 

جديد فساد أوجيرو: انتفاعات لقضاة وضباط وعقود لتبديد الأموال

خضر حسان/المدن/25 كانون الأول/2019

يتلازم الفساد مع المؤسسات العامة كتلازم النار والدخان. وبالتوغّل أكثر نحو ثقافة ما سُمّي بالعصر الجاهلي، نقول أن البعرة تدل على البعير. فأينما وجدت مؤسسة عامة أو عمل له طابع عام، وُجد الفساد من أعلى الهرم إلى أسفله. وهيئة أوجيرو من المؤسسات التي يسرح فيها الفساد ويمرح، من العقود إلى التوظيفات والمشتريات وبونات البنزين والسيارات.. واللائحة تطول. حتى صحَّ القول بأن أوجيرو إحدى امبراطوريات الفساد، حالها كحال مؤسسة كهرباء لبنان. والحال أن الفساد أصبح بنيوياً متجذراً، لم يعد باستطاعة موظف أو مجموعة موظفين، محاربته أو استئصاله، بل حتى المدير العام كمنصب وسلطة، أيّاً كانت هوية شاغله، إن أراد محاربة الفساد، لاستُئصِلَ من مركزه فوراً بهِمَّةِ وزير الوصاية.

بين الوزارة وديوان المحاسبة

كثيرة هي الملفات التي يمكن بواسطتها الحديث عن هيئة أوجيرو. ومؤخراً، اختار النائب في كتلة "الجمهورية القوية"، انطوان حبشي، ملف عقود الصيانة والتشغيل. فكشف عبر موقع تويتر أن "أوجيرو أنفقت طيلة عام 2019 ما تبقى من أموالها للقيام باعمال الصيانة والتشغيل لصالح وزارة الاتصالات خارج أي عقد موقع مع الوزارة. أوجيرو تستدرك نفسها محاولة الحصول على موافقة ديوان المحاسبة على عقد في أواخر العام 2019. هل سيمنحها قضاة ديوان المحاسبة صك غفران غير مستحق؟".

ما تحدث عنه حبشي تؤكده مصادر في وزارة الاتصالات. إذ تطرح المصادر في حديث لـ"المدن" تساؤلات حول "شكل العقود وكيف تم وضعها". وتذكّر المصادر بعقد المصالحة بين أوجيرو ووزارة الاتصالات على أيام الوزير السابق جمال الجراح "أين أصبح العقد؟ ولماذا صرفت أوجيرو المال قبل ابرام العقد". وترى المصادر أنه "من الطبيعي أن يقف ديوان المحاسبة عند هذه النقاط، فكيف لأوجيرو أن تصرف أموالاً من دون عقد رسمي واضح؟". المشكلة الأكبر بالنسبة للمصادر، هي أن "ديوان المحاسبة غائب عن السمع. وهناك عدم انتظام في آلية عمل المؤسسات والأجهزة الرسمية، من الوزارات إلى كل الإدارات والمؤسسات. ومشكلة عقود أوجيرو يدخل فيها إلى جانب الفساد داخل الهيئة، مماطلة الوزراء في توقيع العقود، سواء وزراء الاتصالات المتعاقبين، أو وزراء المالية لجهة تحويل الاعتمادات لتنفيذ العقود في حال توقيعها، وهو ما يدفع أوجيرو إلى استعمال ما توفّره من أموال، لاجراء الصيانة واعمال التشغيل وما إلى ذلك".

أوجيرو في هذه الحالة تسيّر مصلحة عامة، لكن في الوقت عينه "كيف تقبل بتنفيذ مهمة دون عقد رسمي يسمح لها ذلك، أما تسيير مصلحة المرفق العام، فهو قرار يتخذه الوزير". لذلك تدور أوجيرو كمؤسسة، في دوامة مفرغة من الحاجة والفساد.

أما الحديث عن رقابة ديوان المحاسبة، فتستعين المصادر في تعليقها على الرقابة بالمثل الشعبي القائل "تخبز بالأفراح"، أي لا طائل من الاتكال على هذه الرقابة. لكن مع ذلك، لا تخفي المصادر شكوكها حول عدم ارسال أوجيرو تقاريرها للديوان، وحول ما اذا كانت التقارير في حال إرسالها، تُنظَر من قِبَل الديوان أم يتم تخزين التقارير في الأدراج. الديوان بالنسبة إلى المصادر، غير موجود سوى بالشكل. فعلى سبيل المثال، "هناك لجنة في الديوان اسمها لجنة المراقبة السنوية على المؤسسات العامة، وهي لجنة مهمتها مراقبة نشاط المؤسسات العامة، لكنها لم تُشكَّل منذ العام 1980". وكل ما يمكن للديوان فعله بحسب المصادر هو "التدقيق في عقد أو معاملة محددة، من دون إجراء رقابة نظامية على كامل الحسابات والنشاطات".

سيارات وبنزين

ليس بالعقود وحدها يحيا الفساد. فالنائب حبشي أشار أيضاً إلى أن سيارات الخدمة في أوجيرو تُستَعمَل لأغراض شخصية من قِبَل موظفين ونواب ووزراء وقضاة وضباط، بالإضافة إلى المدير العام للهيئة، وهذا ما شكّل محور الكتاب الذي أرسله حبشي لوزير الاتصالات محمد شقير، ليستوضح منه كل تلك التفاصيل. خاصة وأن استعمال السيارات، وفق حبشي، يترافق مع اجراء صيانة دورية للسيارات على حساب الهيئة، فضلاً عن حصول المنتفعين على بونات بنزين على حساب الهيئة. وهو ما لا تنفيه المصادر، التي تؤكد أن "هذه الاجراءات ليست جديدة، وانما هي تقليد متّبع منذ أيام رئيس الجمهورية الأسبق اميل لحود، حين كان عدد كبير من الموظفين والعسكريين التابعين للحود والفريق السياسي الحاكم يومها، يستفيدون من سيارات هيئة أوجيرو ومن الصيانة والبنزين".

كريدية ينفي ويتحدّى

نفى المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية ما أورده حبشي، ووضع ما أثاره النائب القواتي في إطار "عدم المعرفة". ودعا كريدية حبشي إلى "تكليف خاطره والاتصال بديوان المحاسبة وسؤاله عن كل عقود أوجيرو". وفي حديث لـ"المدن" أكد كريدية أن "أوجيرو عليها رقابة لاحقة من ديوان المحاسبة".

وعن العقود عموماً، يصر كريدية على أن لا عقود بالتراضي جرت في أيام وجوده على رأس إدارة الهيئة، فكل العقود "تجري عبر المناقصات واستدراج العروض، ولا يوجد شيء بالتراضي". أما عن السيارات، فهذه "أخبار غير صحيحة".

يتحدّى كريدية أي احد لاثبات عكس ما يقوله، ويدل على النيابة العامة المالية لتكون قناةً لاثبات صحة ما تقوم به الهيئة، لأن "فرق التفتيش تحصل على أذونات النيابة العامة المالية، أي أن أعمالنا محمية بالقانون". وبين أوجيرو والنيابة العامة المالية "أرقام هواتف رباعية للاتصال السريع والتواصل بشكل مباشر. ولا مجال للامتيازات لأحد خارج أصول العمل". ويؤكد كريدية أن "هناك الكثير من المخالفات كانت موجودة من قبل، لكننا عملنا على إزالتها". ويضع ما يقوم به حبشي في إطار "النَكَد السياسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. فالطرفان ينقلان خلافاتهما السياسية إلى المؤسسات العامة".

بانتظار الديوان

خلص كريدية إلى أن هيئة أوجيرو باتت "نظيفة". لكن التأكد من ذلك يبدأ من ديوان المحاسبة الذي نصّبه القانون حارساً على المال العام، ليسهر على حمايته وحفظه. والمؤلم أن الديوان لا يتحرك إلاّ بخجل في الملفات التي تُكشّف على الإعلام بصورة لا يمكن التغاضي عنها. غير أن انكشاف الأزمات بعد وقوعها، من دون تطبيق آليات استباقها ومنع حدوثها، وبالتكافل مع الفوضى في الإدارة السياسية للبلاد، تصبح الرقابة اللاحقة مستحيلة جرّاء تعقيد الملفات وتداخل المسؤوليات. لذلك من يريد محاربة الفساد عليه أن يبادر للعمل على استنهاض المؤسسات الرقابية، التي تشكل المدخل الأصح للكشف والتدقيق والمراقبة.

 

بداية الجوع: المفوضية الدولية للاجئين تُطعم آلاف العائلات اللبنانية!

لوسي بارسخيان/المدن/25 كانون الأول/2019

في كنيسة زحلة الكاثوليكية تحلق حول طاولة "يوحنا الرحيم"، ظهر نهار الجمعة الفائت 20 كانون الأول الجاري، عدد من المسؤولين في مفوضية اللاجئين UNHCR. وذلك لتقييم لأداء اليومي لاستضافة نحو 400 شخص، بينهم مسنين وأطفالاً، رجالا ونساء، عجزوا عن توفير قوتهم اليومي.

وحضر نائب ممثل المفوضية إيمانويل جينياك، وعدد من مسؤوليها المحليين، لإرساء تعاونها الذي قد يستمر مدة طويلة مع الكنيسة الكاثوليكية في زحلة، لتأمين الحاجات الأساسية لمطبخ الطاولة. وحصل التعاون بعد مفاوضات طويلة جرت مع الجهات المانحة في السنوات الماضية، لتوسيع مروحة المساعدات حتى تضم العائلات اللبنانية، إلى جانب العائلات السورية النازحة.

كرم اللبنانيين الآفل

وفقاً لجينياك لمست المفوضية، هذه السنة، حاجات متزايدة للبنانيين الذين استضافوا النازحين فترة طويلة. وهذا حمل المفوضية على إعادة جدولة مساعدات الشتاء التي كانت تقدم سنوياً للأكثر فقراً في المجتمعات المضيفة، وتؤمن تمويلاً إضافياً سمح لها بأن تطال عدداً أكبر من العائلات الأكثر ضعفاً، فوفرت لهم أيضاً "بوني" (قسيمة مجانية) مازوت بقيمة مئتي دولار. تدخل المفوضية قد لا يكون استشرافاً لامتداد الأزمة التي يمر بها لبنان على مدى طويل، ولكنه بالتأكيد يعكس واقعاً حالياً متأزما وفقا لجينياك، الذي قال لـ"المدن" إن "حملة الشتاء" صارت تقليداً سنوياً بسبب أزمة النزوح السوري. وقد شملت في السنوات الماضية لبنانيين. و"لكننا في هذه السنة لاحظنا أن هناك وضعا صعباً جداً، ونشعر للأسف أنه لن يتحسن. لذا رأينا من واجبنا القيام بعمل ما، لمساعدة اللبنانيين، كي يعبروا أزمتهم، بعدما أبدوا كرماً كبيراً في استضافتهم السوريين في السنوات الماضية".

.. بعد تدهورهم إلى الفقر

وتحدث مسؤول منطقة البقاع في المفوضية، بول صوايا لـ"المدن"، عن تدهور سريع في الواقع المعيشي لعائلات لبنانية كثيرة. لذا وضعت المفوضية توفير مادة المازوت للتدفئة شتاء على رأس قائمتها. "ولاحظنا - أضاف صوايا - أن بعض العائلات لم تعد قادرة على تأمين بدلات أجرة منازلها وقوتها اليومي..."

في لقاء أول عقدته المفوضية في بلدية زحلة قبل أكثر من أسبوع، لتحديد سبل التدخل لإعانة الفئة الأضعف في هذه المنطقة، برز في عرض قدمته الجمعيات الإنسانية في المدينة، أن الطبابة لم تعد وحدها أولوية. بل حاجات الغذاء، والأقساط المدرسية والجامعية والمواصلات والأدوية. وكان هناك شبان يعملون لتحمل أعباء الأقساط الجامعية، ولكنهم باتوا عبئا على ذويهم، بعدما فقدوا أعمالهم الموقتة، وصاروا مهددين بخسارة مستقبلهم الدراسي. وهناك أهل فقدوا أشغالهم ولم يعودوا قادرين على توفير أجرة مساكنهم ولقمة عيشهم. وهذا الواقع بدأ يتفشى في معظم المدن البقاعية واللبنانية.

بعد الاجتماع في زحلة، طُلب من المعنيين في الجمعيات الإنسانية تقديم لائحة بأسماء عائلات من الأكثر فقراً. ووفقاً لصوايا ضمت القائمة في الاجتماع الأخير (الخميس 19 كانون الأول الجاري) نحو 1200 عائلة، تضاف إلى نحو 300 عائلة توفر لها المفوضية "بونات" المازوت مباشرة، و100 عائلة تستفيد من مساعدات المنظمات الشريكة، إضافة إلى إحصاء 400 عائلة تضاف إلى قائمة المستفيدين هذه السنة.

20 ألف أسرة محتاجة

ليست مساعدات الشتاء جديدة على ما تؤكد المسؤولة الإعلامية في المفوضية ليزا أبو خالد لـ"المدن". لكن واقع الحال فرض تعزيزاً للبرنامج، في إطار مقاربة شاملة للواقع قامت بها الأمم المتحدة، جعلت المفوضية وشركاءها يطلقون برنامج مساعدات الشتاء للوصول الى آلاف الأسر.

ووفقا لبيان إعلامي صادر عن المفوضية، جمعت المفوضية العاملين في مكاتبها الميدانية في أنحاء لبنان، للعمل عن كثب مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدينية، لتحديد الأسر اللبنانية الأكثر ضعفاً والوصول إليها، وتقديم أنواع مختلفة من المساعدات الماسة. وتحدث البيان عن 20 ألف أسرة ستستفيد من هذا الدعم في أنحاء لبنان. وأشار جينياك إلى أن تدخل المفوضية طال حتى الآن نحو 33 ألف أسرة، وبلغت قيمة مساعداتها في البقاع وحده نحو مليون ومئتي ألف دولار. وهذا إضافة إلى أن الحملة تتضمن مساعدة المستوصفات لتأمين حاجياتها من المازوت. وقد أمنت المفوضية هذه المادة بقيمة 138 ألف دولار للمستوصفات في المدن لتي تحتاج الى مثل هذه المساعدة.

هذا عدا عن الاتفاقات التي عقدتها المفوضية مع وزارة الصحة لتأمين أنواع من الأدوية الضرورية التي يخشى انقطاعها من الأسواق، بسبب أزمة الدولار وعملية التحويل المالي للشركات. ولا يطال هذا التدخل حتى الآن تأمين مستلزمات المستشفيات من المعدات والأدوية التي تعاني من صعوبة توفيرها المرتبطة بأزمة الدولار. ووفقا للمعنيين في المفوضية يأتي تمويل "مساعدات الشتاء" من ضمن الموازنات المحددة سابقاً للسوريين، لتطال على نحو أوسع المجتمعات اللبنانية المضيفة. وهذا تطلب تأمين أموال إضافية لمساعدة اللبنانيين هذه السنة. ووفقا لجينياك: "لا نعرف إلى متى تطول لأزمة اللبنانية. ونحن نسمع في نشرات الأخبار أن القلق يشمل اللبنانيين جميعاً. وهناك مشكلات كبيرة آتية، ربما يستغرق حلها وقتا طويلا".

 

هكذا إنعدمت الثقة بمصارف لبنان!

وليد بركسية/المدن/25 كانون الأول/2019

يتم تفسير الإجراءات المصرفية الحالية من قبل الشعب اللبناني على أنها إجراءات عقابية

تحيل أزمة المصارف التي تزامنت مع احتجاجات واسعة مستمرة في لبنان منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى قراءتين مختلفتين ظاهرياً. أولاهما في الصحافة العالمية التي تنظر للحدث ببراغماتية، مقدمة حلولاً للخروج من الأزمة بناء على الأسباب التاريخية التي أدت للانهيار المالي الحالي في البلاد. أما الثانية، فيمكن تلمسها في الصحافة المحلية المستقلة ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تصف المصارف كجزء من السلطة، وكقوة ظالمة أسهمت في إخماد وتيرة التظاهرات التي نعتها الصحف العالمية نفسها في وقت سابق.

وإن كانت القراءة الأولى مفرطة في الواقعية ومؤلمة إلى حد تبرير الإجراءات الحالية التي تقوم بها المصارف بحق المودعين، فإن القراءة الثانية لا تشكل جزءاً من نظرية مؤامرة يتلذذ أصحابها بدور الضحية. ورغم اختلاف وجهتي النظر، فإن الواقع يكمن ربما في الجمع بينهما، بدلاً من تفضيل قراءة تعميمية على أخرى، خصوصاً أن التحليل في كل منهما، ينطلق من زاوية لا تلغي الزوايا الأخرى بقدر ما تهمشها أو ربما تتكامل معها من دون الإشارة لها بشكل صريح.

ويعني ذلك أن الصحافة المستقلة والناشطين في مواقع التواصل، ينطلقون من واقع رؤية مباشرة للظروف المعيشية في لبنان في ظل الإجراءات التي فرضتها المصارف على السحوبات النقدية والحوالات المالية وغيرها من العمليات البنكية، ما يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للبنانيين، ويتعزز ذلك بتاريخ طويل من التعامل مع تلك المصارف ومعرفة مباشرة بارتباطاتها السياسية، بالإضافة لعامل القهر المتولد من أسلوب المعاملة المزدوجة من قبل المصارف مع كبار المودعين مقارنة بأصحاب حسابات التوطين على سبيل المثال. فيما تؤدي القصص التي تنشر حول المصارف لتعزيز قصة المظلومية، والحديث مجدداً عن العلاقة الوطيدة بين النظام المصرفي والطبقة السياسية الفاسدة في البلاد.

بدورها، تستند الصحف العالمية على الرؤية السابقة بغرض تقديمها كدليل على صعوبة الخروج من الأزمة المالية وليس على وجود تلك الأزمة من الأساس، وتنقل الحوار بالتالي إلى مرحلة مختلفة، تعود جذورها إلى الحرب الأهلية اللبنانية وتأسيس النظام الطائفي الذي يسعى المحتجون في البلاد للخلاص منه، بوصفه نظاماً لا يحافظ على السلم الأهلي مثلما تكرر السلطة، بل يحافظ على شبكة المحسوبية التي يمكن لزعماء الطوائف استغلالها (فورين بوليسي). وبالتالي فإن النظام السياسي الحالي في لبنان ليس نظاماً طائفياً ولا تغذيه الأحقاد، بل هو نظام قائم على ضمان تدفق الأرباح للنخب عبر الفساد، وبالتالي فإن الانهيار الحالي ليس سوى نتيجة تراكمية لا مهرب منها.

وإن كانت هذه القراءة قريبة من الخطاب المحلي إلا أنها لا تشير للمصارف مباشرة، كطرف يلعب دوراً في الضغط على اللبنانيين للخروج من الشارع والرضا بأي بديل تقدمه السلطة لهم. ولعل السبب يعود إلى قصور طبيعي في فهم التركيبة اللبنانية، التي يصعب فهمها حتى على اللبنانيين أنفسهم أحياناً، مع تكريس فكرة نمطية عن لبنان كدولة تمتلك حداً أدنى من الديموقراطية في الشرق الأوسط لكنها تعاني من التغلغل الإيراني عبر حزب الله الذي كرس دولة ضمن الدولة، وهي فكرة تناقض الحديث عن جذور النظام الطائفي في لبنان، لكنها لا تنفصل عنه ويمكن تلمسها في مقالات موازية نشرتها صحف كبرى مثل "واشنطن بوست". والحال أن الفصل بين المصارف ككيان والسلطة السياسية ككيان آخر، يلاحظ في كافة القراءات الغربية للحدث، فصحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير شامل عن الأزمة الاقتصادية في لبنان، قالت بوضوح أنه "على الرغم من أن الحكومة لم تستحدث قيوداً على رؤوس الأموال رسمياً، يبدو أن البنوك بادرت من تلقاء نفسها للحفاظ على السيولة ورؤوس الأموال بوضع حد أقصى للمبالغ التي بإمكان العملاء سحبها أو تحويلها إلى الخارج"، كما تحدثت عن محاولات الحكومة السابقة طلب مساعدات خارجية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لمنع الانهيار المصرفي.

والمشترك بين الرؤيتين المحلية والعالمية، هنا هو الإقرار بفقدان الثقة بالنظام المصرفي، فالتقارير التي أوردتها "فايننشال تايمز" ووكالة "بلومبيرغ" استندت بشكل مستمر على تقارير وكالة "فيتش" الائتمانية المتعاقبة والتي خفضت تصنيف لبنان مرات عدة خلال العام الجاري، وقالت مؤخراً أن "القيود المفروضة على السحوبات بالدولار والتحويلات الخارجية التي يفرضها المقرضون التجاريون ... أضرت بالثقة في القطاع المصرفي". ويعزز الجمود السياسي الحالي في البلاد، هنا، بشكل مباشر المخاوف بشأن عجز لبنان عن سداد ديونه الضخمة.

تقرير "فايننشال تايمز" أورد مقاربات مثيرة للاهتمام فسر بها الأزمة الحالية، بناء على القرارات التي إتخذها المصرف المركزي، منذ الأزمة المالية العالمية العام 2008، وصولاً إلى الحرب السورية التي فرضت ضغوطاً على الاقتصاد اللبناني لكنها لم تكن السبب المباشر في أزمته. بل يعود ذلك على الأرجح إلى الاستقالة الغامضة لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري واختفائه بالمملكة العربية السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، والذي أخاف المودعين اللبنانيين الأثرياء وشجعهم على نقل الأموال إلى خارج لبنان، ما أسس لفترة انهارت فيها الودائع المصرفية تدريجياً.

اللافت هنا أن اللوم كله يلقى على المصرف المركزي والسياسات الحكومية المتتالية، وتصبح الإجراءات الحالية من قبل المصارف محاولة متأخرة للإصلاح الاقتصادي، يتم تفسيرها من قبل الشعب اللبناني على أنها إجراءات عقابية، رغم أنها ليست كذلك. وفيما يتم طرح مجموعة من الحلول (فايننشال تايمز، بلومبيرغ) إلا أن تلك الحلول تبقى غير واقعية حسب التقارير، لسبب بسيط هو أن الشعب اللبناني فقد الثقة بنخبته السياسية، بينما تحتاج الإصلاحات لحكومة ذات مصداقية.

هذا الأفق المسدود، ربما أدركه اللبنانيون جيداً من دون الخوض في كل تلك التحليلات والإحصائيات والأرقام، رغم صحتها، وعبروا عنه بشعارات مثل "يسقط حكم المصرف". وإن كانت الصحافة الغربية تحلل من أجل الوصول إلى حل قد يمنع الانهيار الكلي والفوضى الأشمل لاحقاً، فإن لبنان، والدول العربية كلها عموماً، وصلت إلى درجة من التآكل على مرّ السنين، لم يعد ممكناً معها تفادي تلك النتيجة أصلاً (واشنطن بوست).

 

إلى "الصديق بيارو"

نجوى بركات/العربي الجديد/24 ديسمبر 2019

منذ بدء الثورة في لبنان، وأنا أفكّر في الكتابة إليك. كنتُ أكتفي بوضع تعليقاتٍ على صفحتي في "فيسبوك"، للتفريج عن صدمتي المتعاظمة بك، إذ كيفما كنت أيمّم بحثا عن المستجدّات، كنت أجدُك في الشاشة الصغيرة، تقول وتكرّر ما لم يعد سماعُه يُغتفر أو يُطاق. لن يشفع لك أننا كنّا، ذات يوم، من أعزّ الأصدقاء، حين انتميْنا جميعنا إلى زمرتنا التي من مراهقين، إبّان اشتعال الحرب الأهليّة في لبنان، ثم من طلاب جامعيين، قبل أن يفرّقنا السفرُ إلى بلدان الله الواسعة، وأنتَ وأنا وصديقة ثالثة إلى باريس. لن يشفع لك أننا أحببناك وضممْناك إلى زمرتنا التي نشأت في قريتنا البعيدة، حيث وُجدتَ أنتَ أيضا، لكونها مسقط رأس والدتك، على الرغم من نأيك في القناعات والانتماء. أحببنا فيك رعونتَك، وحميْنا طيشَك، وضحكنا من حماستك لإقناعنا بالدخول إلى حزبك الكتائبي، حيث كان والدُك المرحوم مسؤولا، وحيث كنت ترى رفاقك "ثوريين" يسعون إلى "التغيير من الداخل".

كنتَ لصيقًا بنا، محبَّبا إلينا بنظّارتيك السميكتين، وسرعة بديهتك، ونداء أمّك ماري لك، "بيارو"، وهي ترطن الفرنسيّة بلكنتها اللبنانية، وطريقة هرولتك الطريفة على طرقات بشرّي الصاعدة الهابطة. وكنّا نرى إلى "سذاجتك" السياسية والثقافية آنذاك، وانتمائك إلى طبقةٍ أعلى منّا، برأفة، فلا نحاسبك ولا نرفضك ولا نجافيك ولا نحكم عليك. حتى أن عددًا منّا (إيلي وزخيا وجورج وتوفيق وأنطوان) تبنّوك وَغسلوك وعجنوك حتى خرجتَ إلينا "ماركسيا لينينيا" ناصعًا. ثم جاء وقتُ الذهاب إلى الجامعة، فانتسبنا جميعا إلى كلّياتٍ مختلفة، وكنّا ثلاثةً ذهبنا إلى كلية الفنون لدراسة المسرح. أذكر أنك أنتَ من أقنعتني بالانتساب إليها، ودفعتَ حتى عنّي رسمَ التسجيل. ثم اتّسعت دائرةُ الصداقات، واشتدّت الحربُ علينا، وحصل ما حصل، إلى أن تخرّجنا، فبقي من بقي وسافر معظمُنا، وكنّا مرّةً أخرى ثلاثة، وجهتُنا باريس.

منذ ذلك الحين، وأنتَ "تتحوّل" تحت ناظريّ إلى ذلك الرجل الذي أصبحتَ اليوم عليه، وقد بات أَذَاكَ الذي لم يعرف يومًا الحياءَ أو التردّدَ أو سقفًا أخلاقيًا، يزداد حدّةً وأذيةً وتعنّتًا. كنتَ تزاحم على الواجهة والمنصب، وتقف عائقًا حتى في وجه لُقمة العيش، ولا تتوانى عن الطعن في الظهر. مَن عرفوكَ عن قُربٍ يعلمون هذا كلّه، وكذلك أصدقاؤك الذين ابتعدتَ عنهم وابتعدوا عنك، لأن مصلحتك كانت تقضي بانضمامك إلى دائرة من يُفيدون وينفعون، وتتنسّم في مرافقتهم سُلَّمًا يوصلك إلى المستقبل الذي تريد، وكان هذا مبرَّرا ومفهوما، لأنك كنت، على الرغم من اجتهادك ومثابرتك، ضامر الإبداع قليلَه. ولقد وصلتَ إلى حيث أردتَ. وهنيئًا لك وصولُك الذي لا تُحسَد عليه.

ونحن، إذ نعاود اللقاءَ اليوم بك، بعد أن تناسيناكَ ونسيناكَ، فلأنك تُقحم نفسَك في حياتنا، مواطنين هذي المرّة، وقد قسا عودُك واشتدّ ساعدُك وتعلّمتَ البطشَ. أنتَ، يا "بيارو"، بتَّ خطيرًا بالفعل، وقد أُعطيتَ نُفوذًا، وتحوّلتَ سيفًا يُعلي ويُنزل ويُفتي ويُخوِّن ويُحاكِم ويُشرعِن. والحقيقة أني أعترف لكَ أنك، بعد حرب سورية واندلاع ثورة لبنان، صرتَ تخوِّفُ فعلا، فمن سواك يمكنه أن يبرّئ قاتلا وسفّاحا كيماويا وملقي براميل على شعبه، فلا يبرّر له أفعالَه فحسب، بل يسعى إلى إقناعنا بأنّه حامي الحمى ورأس حربة الممانعة ومقاومة إسرائيل والغرب؟ وأنت تخوِّف أكثر، وقد اكتشفنا أنك تمتلكُ جيشًا مصغّراً تحرّكه كيفما شئتَ، مدعّمًا قولَك بالفعل، فتُنزله الشارعَ كي يمنع ويرهّب ويحاصر من سوّلت له نفسُه التغريدَ خارج سربك، فيرفع عصيّا ويُحرق خيما ويهتف مُكفِّرا ومهدِّدا (لقمان سليم، مكرم رباح، عصام خليفة، جلبير الأشقر،.. إلخ). أنتَ حقا تُميتُ ذعرًا بمنصبك وتابعيك وصحيفتك وحزبك المسلّح الذي تستميت كي تبرهن له أنك الخادم الأفضل الذي لا يُستغنى عنه. وفي هذا، أنتَ لا تدرك أننا ندرك أنك لطالما ارتديتَ اللونَ الرابحَ وتلوّنتَ. هذا بالطبع خيارُك، ولك الحرّية في أن تختار، إلا أنّ الوقوف ضدّ الثوّار والمعترضين والمنتفضين والمطالبين، وممارسة الترهيب والتخوين والتكفير بحقّ من يتظاهرون ويجتمعون ويناقشون ويحاورون ويحلّلون ويُسائلون، ليس خيارا. إنه إعلان حربٍ ومزاولة بروباغندا مدمّرة خطيرة، مارسَها قبلك كثيرون ممّن خسروا لاحقا معاركَهم، لفظهم التاريخُ، ورماهم إلى مزبلته.

بيار أبي صعب، ثمّة روايةٌ مُشابهةٌ تنتظركَ.

 

لبنان لا يعترف بمشاكله

نديم قطيش/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/2019

الأخطر من المقاطعة والحصار هو الإهمال… لبنان مهمل مهما قيل عكس ذلك، ولا شيء يحصل فيه يثير شهية الخارج للالتفات إليه. ربما كان «مؤتمر سيدر» الاستثماري هو حبل السُرّة الأخير الذي يربط لبنان باهتمامات العالم… وكان نصيبه الفشل الذريع بسبب تفاهة الطبقة السياسية، وكثرة شهواتها، واعتقادها المنتفخ، أو اعتقاد بعضها وتواطؤ بعضها الآخر، أنها قادرة على بَلْف العالم واللبنانيين والخصوم والحلفاء، والاستمرار في سياسات النهب المنظم وشراء النفوذ وارتكاب كل أشكال البهلوانيات السياسية والدستورية والميثاقية.

المسألة تتجاوز فتور العاطفة تجاه لبنان، أو نفاد رصيد الرومانسية في العلاقة مع هذا البلد الصغير؛ كثيرِ السحر والضجة… والخيبة.

منذ معركة جرود عرسال صيف عام 2017 كتبت في هذه الصحيفة أن لبنان من دون سيولة بات درعاً لـ«حزب الله»، ولسياسات إيران فيه وعبره. وهو ما تظهر نتائجه بوضوح اليوم من خلال ترنح العملة الوطنية في مقابل الدولار، والحجز غير المعلن على الودائع المصرفية وتقييد السحوبات، وحديث الدولة اللبنانية رسمياً عن الحاجة لخطة طوارئ تواكب مخاطر سيتعرض لها الأمن الغذائي!! تخيلوا أن البلد الذي يتميز بطاولة «مقبلات» تفوق المائة صحن، يواجه مشكلة أمن غذائي… أي سخرية هذه؟!

وبإزاء الإهمال الذي يُعامل به لبنان، تبرز تفاهة السياسة اللبنانية على شكل تراشق فوضوي بالاتهامات بلا أي سند حقيقي… السياسة لعبة أوهام ومؤامرات متخيلة، وعصبيات لا يحكمها أي منطق وانسجام.

فالجيوب السنية مثلاً، في بيروت وبعض المناطق المتفرقة، التي نزلت تتظاهر رفضاً لتكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة، رفعت صوتها ضد «حكومة حزب الله» قيد التشكل، متناسية أنه وطوال الأيام الخمسين منذ استقالة الحكومة كان سعد الحريري نفسه هو مرشح «حزب الله» المعلن والمُلَح عليه. يتبدد الفارق من هذه الزاوية بين دياب والحريري، من دون أن يؤثر ذلك على سلوك بعض الشارع السني المنتفض، والذي بدا هزيلاً وبلا حيوية سياسية وبلا أي ملمح من ملامح الحداثة التي ميزت الحريرية دوماً أو تلك التي تفيض بها ساحات الثورة اليوم. الحريريون في الشارع كما الحريرية نفسها؛ بلا أي وهج يذكر، وبلا أي إثارة لأي حماسة من أي نوع. مزيج من الارتباك والضياع والخوف على «المستقبل»، بالمعنيين السياسي والشخصي. يحصل ذلك فيما تتسرب في الصحف يومياً تفاصيل عن صفقة ما بين الحريري و«حزب الله» بشأن تسمية دياب. ما ينفيه الحريري تؤكده الوقائع، بدءاً من إعلان دياب أنه حلّ ضيفاً على رئيس الحكومة المستقيل قبل تكليفه؛ وليس انتهاء بما كشف عنه أحد نواب «حزب الله» عن تفاهم مع الحريري يشمل التعاون مع دياب ومنحه الثقة… لننتظر!

أما الذين كانوا يتهمون سعد الحريري بالتآمر مع قوى دولية على «المقاومة» من خلال استقالته وسعيه لتشكيل حكومة تكنوقراط، فهم أنفسهم من كانوا يتمسكون بالحريري لرئاسة الحكومة الجديدة تحت عنوان ضرورة تشكيل حكومة سياسية، وإذ بهم ينتهون خلف تكنوقراطي من طراز نائب رئيس جامعة!

ومن نظروا لتفاصيل المؤامرات الأميركية الكامنة خلف ثورة «17 أكتوبر (تشرين الأول)» وتمادوا في تفنيد مآربها، نزل عليهم برداً وسلاماً اللقاء المديد بين مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل والوزير جبران باسيل، وتطوع من يرصد في التصريحات الأميركية تغطية مواربة لتسمية دياب ومسار تشكيله للحكومة.

وهذا ما يقودنا إلى مأثرة تفاهة أخرى… فمنذ استقالته والحريري يتعرض لحملة تتهمه بالخضوع لأجندة خارجية؛ أميركية – سعودية على وجه التحديد، لكنها تهمة سرعان ما انقلبت إلى عكسها عبر الترويج لنظرية تقاطع سعودي – أميركي على إخراج الحريري من المعادلة السياسية اللبنانية!

لا يكلف أحد نفسه عناء الشرح للمواطن العادي، كيف تنقلب المؤامرات رأساً على عقب، بين ليلة وضحاها، وكيف يظل المراقب لها مبصراً تفاصيلها بصفاء مذهل، بلا أي ارتباك أو تشوش.

على هذا النحو الارتجالي تمضي السياسة اللبنانية، بلا قوام، ولا سياق، ولا رؤية. وهو واقع تمليه لحظة الفراغ التي دخلتها البلاد، فتتعطل فيه قوانين السياسة بمثل ما يعطل غياب الجاذبية قوانين الفيزياء.

لا مناص من العودة إلى الأساسيات إذن. «الدول كالأفراد في كثير من الوجوه»؛ يقول جاريد دايموند مؤلف كتاب «Upheaval» الذي يرصد فيه عدداً من الأزمات المعاصرة التي واجهتها بعض الدول، كاليابان وتشيلي وفنلندا وأميركا وإندونيسيا وألمانيا… وغيرها، وكيف نجحت في الخروج منها، نتيجة الاعتماد على عدد من العناصر يحددها دايموند بـ12 عنصراً، أبرزها الاعتراف بالمشكلة والتغيير الانتقائي.

مشكلة لبنان أنه يتحايل على الاعتراف بمشكلته الرئيسية وهي وجود ميليشيا إقليمية هي «حزب الله» تتخذ من الساحة الوطنية مساحة عمل ومن الدولة قوة إسناد وتُخضع المجتمع اللبناني لدوامة ابتزاز لا تنتهي. المشكلة الثانية أن اللبنانيين وفي سعيهم لحل أزماتهم يختارون العناصر الأقل أهمية لتغييرها (هي مهمة جداً ولكن أقل أهمية) فيغرقون في تعميمات وفي اختزالات، كما غرق خطاب الثورة المجيدة، ويتحاشون وضع الأصبع على الجرح. هنا نقطة المركز للإهمال الذي يعانيه لبنان. ما يقوله العالم لهذا البلد الصغير بسيط… إما أن تحل مشكلتك الرئيسية فنصفق لك ونعينك على مرحلة ما بعد الحل الأولي، وإما أن تستمر تغرق في أزمتك، ونستمر نحن بصفتنا دولاً لها مصالح محددة ومُعتدى عليها، في تعميق المياه التي يسحبك «حزب الله» نحو قاعها المعتم.

 

عندما تغتال الديموقراطية نفسها... عندما تغتال الميثاقية نفسها

د.مصطفى علوش/24 كانون الأول/2019

غدٌ بظهر الغيب واليوم لي   وكم يخيب الظنّ بالمقبل» (رباعيات الخيام)

في مراجعة طويلة ومضنية لأشكال أنظمة الحكم في المدن اليونانية القديمة، إستنتج أرسطو ما مفاده أنّ أي نظام حكم لا يمكن أن يكون كاملاً ويمكن تطبيقه في كل آن ولا في كل مكان، وبالتالي فإنّ الهدف من أي حكم هو الوصول إلى أفضل تطبيق يؤدي إلى سعادة الناس.

وسعادة الناس بالنسبة إليه تكمن في ما سمّاه «الوسط الذهبي»، أي عدم الإفراط في أي شيء لأنّ الحقيقة المطلقة لا يمكن بلوغها، وكل ما هو حقيقي بعيون البشر، ما هو سوى نوع من التوافق المحدود في الوقت والجغرافيا والمجتمع.

ما لنا ولكل ذلك؟ فالحديث هو أنني تذكرتُ أنّ النظام الديموقراطي، الذي يستند إلى حكم الأكثرية، إن لم تكن له ضوابط دستورية صارمة، فهو سيتحوّل بسهولة، عند قدوم شخصية نرجسية معقّدة من خلاله إلى سدّة المسؤولية، إلى كارثة تذهب بالديموقراطية وأهلها إلى الدمار.

تجربة ألمانيا هي أكبر برهان، فهذا الكيان الذي أعطى العالم أعظم الفنانين والشعراء والمشرّعين والفلاسفة، أوصَل رغم ذلك إلى القيادة، وعبر انتخابات ديموقراطية، أدولف هتلر الذي تمكّن بخطابه التضليلي، وباستهزائه بالسياسة والثقافة، أن ينصّب نفسه طاغية على ألمانيا، ومن بعدها على أوروبا.

لقد فشلت ديموقراطية ألمانيا سنة 1933 بحماية نفسها من الإلغاء على يد من أوصَلته إلى الحكم، وكانت النتيجة أن دخل العالم في مأساة إسمها الحرب العالمية الثانية، قتلت 55 مليون بشري ودمرت ألمانيا بنحو شبه كامل، وزرعت الموت والخوف في كل العالم، فجاع البشر وتشرّدوا لسنوات، ومنها ألمانيا ذاتها، قبل أن تأتي يد الغرب للمساعدة في بنائها وبناء اقتصادها من جديد.

أمّا في الحديث عن الميثاقية، تلك اللفظة المطّاطة صاحبة الوجوه، فهي اختراع يُعبّر بالتأكيد عن عبقرية لبنانية شديدة التذاكي، تمكنت بمكر وحذاقة من لَي ذراع الديموقراطية. لكنّ الاعتراف بأنّ الديموقراطية قد تسقط أحياناً تحت سلطة الأكثرية العددية وطغيانها، جعلنا نتفهّم طرح الميثاقية، على رغم من شوائبها، لنذهب في خيارات معادية للديموقراطية، تنسف أيّ ممارسة للحكم تحت لواء الموالاة والمعارضة. فأصبح الحكم مطلقاً ومن غير معارض عند تقاطع مصالح أركان السلطة، ومحكوماً بالقدرة على التعطيل بحكم الميثاقية عند اشتباك تلك المصالح!

وما لنا ولكل ذلك مرة ثانية؟ فما حصل على مدى السنوات العجاف الماضية هو أنه بحكم الميثاقية، أتى إلى الحكم من لديه الجوع والنهم الكافيين لابتلاع كل شيء، وعندما أتت مسألة الميثاقية لتنتزع لغيره ما انتزعه هو لنفسه باسمها، لم يتورّع عن إسقاط هذه الميثاقية بالضربة القاضية.

ما لم يفهمه من ضرب الميثاقية اليوم هو أنّ أساس الميثاقية ما قاله رفيق الحريري قبل أن تغتاله يد الشر المعروفة والمتحالفة مع ضاربي الميثاقية، وهو «لقد أوقفنا التعداد». وبما أنّ التاريخ لن يتوقف على واقع اليوم، وهو سيستمر إلى غد وما بعده. لذلك فسيأتي يوم يقول فيه من تضرّر اليوم من ضرب الميثاقية «طالما أنّ الميثاقية ضُرِبت، فلنعد إلى التعداد!» عجيب هذا العالم وعجيبة تلك البشرية، فيكفي أن يأتي نرجسي واحد، ليقضي على ما بَنته أجيال.

 

الرئيس المكلّف بطل فضيحة ترخيص “جامعة مراد”.. وهكذا غطّى أكل “مال الوقف”

موقع صوت بيروت/24 كانون الول/2019

مجلّد “الإنجازات” التي تباهى بها رئيس الحكومة المكلف حسّان دياب ذات يوم حين تبوّأ ولاية “التربية والتعليم العالي” في حكومة “القمصان السود”، سرد الكثير من “الفتوحات التربوية” على شاكلة تغيير وتجيير اسم مدرسة “رمل الزيدانية الرسمية” إلى اسم والدته “السيدة رفقة عبدالله التاجي”… لكن ما لم يأتِ “الكتاب التوثيقي لولاية الوزير البروفيسور” على ذكره هو ذلك الفتح المبين في تغطية أكل “مال الوقف” عبر فضيحة موصوفة تنشر في ما يلي “نداء الوطن” وقائعها بالمستندات التي توثّق إقدام الرئيس “الإصلاحي” العتيد، وبخلاف الرأي الفني والإداري والقانوني، على توقيع ترخيص إنشاء “الجامعة الدولية في بيروت” على عقار تقوم عليه جامعة “LIU” التي أجّر الوزير السابق عبد الرحيم مراد رخصتها إلى شركة “ديبلوماكس” المملوكة من أولاد مراد وصهره بينما الرخصة والجامعة هما ملك للوقف ولا يجوز التصرف بهما.

هي قصة تغطية حسّان دياب استباحة مال “وقف النهضة الاسلامية”… وفي التفاصيل أنّ هذا الوقف الذي يعتبر قانوناً “وقفاً خيرياً شرعياً مؤبداً مخلّداً لا يباع ولا يوهب ولا يُوَرَّث ولا يقايض ولا يُعَطَّل ويعود لتعليم الأيتام والفقراء”، كان مراد قد تولى إدارته منذ فترة طويلة، وفي العام 2001 تم الترخيص لوقف النهضة بإنشاء جامعة باسم “جامعة البقاع” بموجب المرسوم رقم 5294 فأصبح رئيس مجلس أمناء الجامعة هو نفسه متولّي الوقف أي الوزير السابق مراد الذي، وبعدما قام بتجهيز مباني الجامعة في البقاع من مال الوقف، قرر بصفته رئيس الجامعة فتح فروع في بيروت فاستأجرت الجامعة (الوقف) العقار رقم 1111/المصيطبة وبعض العقارات الأخرى المملوكة من شركة “ديبلوماكس” وتم إنشاء وتجهيز مباني الجامعة على هذه العقارات من مال الوقف، ليتبين أنّ هذه الشركة مالكة العقارات المؤجَّرة لجامعة الوقف تعود ملكيتها لأولاد مراد (حسن وعمر) وصهره سمير أبو ناصيف.

وفي العام 2005 قام مراد بتحويل اسم الجامعة من جامعة البقاع إلى الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) بموجب المرسوم رقم 14592، ثم قام بعد ذلك بتأجير رخصة جامعة الوقف لشركة “ديبلوماكس” المملوكة من أولاده وصهره علماً أنّ الرخصة والجامعة هما ملك الوقف ولا يجوز التصرف بهما. وبتاريخ 3/4/2012 (أثناء ولاية البروفيسور حسان دياب في وزارة التربية) تقدمت شركة “ديبلوماكس” بطلب إلى وزارة التربية للحصول على ترخيص بإنشاء جامعة باسم “الجامعة الدولية في بيروت”(IUB) ولكن أين؟! على العقار رقم 1111/ المصيطبة والعقارات الأخرى التي تقوم عليها جامعة (LIU) أي جامعة الوقف التي أجّر الوزير مراد رخصتها لشركة أولاده وصهره.

أحيل الطلب الى “اللجنة الفنية” في وزارة التربية التي رفضت منح الترخيص لعدم قانونيته وجاء في تقريرها المرفوع إلى مجلس التعليم العالي الذي يرأسه “الوزير حسان دياب” أنّ شركة “ديبلوماكس” مملوكة من أبناء مراد وصهره الذي هو ممثل الشركة وفي الوقت نفسه هو نائب رئيس (LIU) ويريد إنشاء جامعة على المباني ذاتها التي تقوم عليها جامعة الوقف (LIU) وهي لديها 6000 طالب مسجلين على اسمها، في حين أنّ المباني لا تستوفي الشروط ولا تشكل حرماً جامعياً.

وبدوره رفع مدير عام التعليم العالي أحمد الجمّال كذلك كتاباً إلى “الوزير حسان دياب” أوضح له فيه أنّ مراد هو متولّي الوقف ورئيس جامعة (LIU) بينما شركة “ديبلوماكس” هي ملك أولاده وصهره الأمر الذي يتعارض مع القوانين وأنظمة الوقف التي تمنع التنازل عن حقوق الوقف، لافتاً الانتباه إلى أنه لا يمكن الترخيص لجامعتين على العقار ذاته وهذا ما يعني أن الترخيص بإنشاء جامعة (IUB) سيؤدي إلى إقفال جامعة الوقف (LIU)، وأوضح الجمّال في كتابه للوزير دياب أن رئيس الجامعة عبد الرحيم مراد يحاول تمرير هذه المسألة مع كل تشكيل لحكومة جديدة، وهذا ما يختزن في طيّاته نصيحة تربوية إدارية إلى دياب بعدم الدخول في هكذا ملف فيه مخالفات قانونية.

لكن وبالرغم من كل ما تقدم، قرر دياب بصفته رئيساً لمجلس التعليم العالي رفع توصية إلى نفسه بصفته وزيراً للتربية للترخيص للجامعة المطلوبة (IUB) وقام على الأثر بإعداد مشروع مرسوم لإنشاء (IUB) ورفعه إلى مجلس الوزراء “مع اقتراح الموافقة”.

وبتاريخ 8/10/2012 وضع المستشار القانوني لرئاسة مجلس الوزراء القاضي يوسف نصر (رئيس غرفة في مجلس شورى الدولة معروف بنزاهته وكفاءته) مطالعة قانونية جاء فيها أنّ وزير التربية (حسان دياب) أحال إلى مجلس الوزراء مشروع مرسوم للترخيص للجامعة واقترح الموافقة عليه في حين أن اللجنة الفنية اعتبرت الترخيص “غير مستوفٍ للشروط” وأن شركة “ديبلوماكس” تضع يدها على جامعة الوقف وهي وراء جميع المخالفات الحاصلة، وأنه بالرغم من النتيجة السلبية للجنة الفنية وبالرغم من تحفظ مدير التعليم العالي فإن مجلس التعليم العالي (الذي يرأسه دياب) قد أوصى بالترخيص من دون أي تعليل أو رد او مناقشة للمخالفات الواردة في تقرير اللجنة الفنية.

أمام هذه المخالفات الواضحة اضطرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء حينها إلى إعادة مشروع المرسوم إلى “الوزير حسان دياب” مرفقاً بمطالعة المستشار القانوني القاضي نصر، فقام وزير التربية بسحب مشروع المرسوم واستبدله بمشروع جديد، لكن وبعد التدقيق من قبل القاضي نصر تبيّن أنّ دياب عاد وأرسل المشروع السابق نفسه مع إضافة الترخيص لكلية هندسة إلى جانب الكليات الأخرى.

وجاء في محضر جلسة مجلس الوزراء تاريخ 4/12/2012 أنّ وزير التربية أوضح أنّ ملاحظات أعضاء الوقف لم توجّه إليه وأنّ شركة “ديبلوماكس” طلبت الترخيص بإنشاء جامعة على عقار تملكه وأن الوزارة تقترح على مجلس الوزراء الموافقة على الترخيص.

وبتاريخ 21/12/2012 صدر المرسوم رقم 9595 بناءً على اقتراح “الوزير حسان دياب” وممهوراً بتوقيعه فقضى بالترخيص لإنشاء جامعة (IUB) على أنقاض جامعة الوقف(LIU) ليكون بذلك دياب قد حقق لمراد مراده الذي لم يستطع أي وزير آخر أن يتحمل وزره خصوصاً وأنه يتعلق بتغطية مخالفة قانونية وفنية وإدارية لمال الوقف. … “إنجاز” جديد توثقه “نداء الوطن” لينضم إلى سجلّ “إنجازات” دولة الرئيس التكنوقراطي المكلف… إصلاح الدولة!

 

سياسة إدارة ترمب تجاه الشرق الأوسط في 2020/هل يؤثر ضغط "العزل" على ملفات الحروب والمواجهات؟

وليد فارس الأمين/انديبندت عربية/24 كانون الأول/2019

كما كان منتظراً في واشنطن، فإن الأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب صوتت لعزل الرئيس دونالد ترمب. بالتالي، أقفل الملف في مجلس النواب، بانتظار معرفة آلية المحاكمة التي ستطلبها الأكثرية النيابية من مجلس الشيوخ. وكما يعلم المراقبون، فإن ما يعتبر حاجزاً أمام العزل الكامل متوافر بحكم امتلاك الجمهوريين للأكثرية في مجلس الشيوخ. وبغض النظر عن موضوع العزل والتراكمات الإعلامية التي ستنتج من الآلية، فالأرجح أن لا يمر العزل في مجلس الشيوخ. وإن سقط، كما حدث مع بيل كلينتون، فإن ترمب سيبقى في البيت الأبيض لعام مقبل، ولأربع سنوات أخرى إذا نجح في الانتخابات.

السؤال المطروح في العالم العربي يتمحور حول السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط، بعد تمرير العزل في مجلس النواب وتوقيفه في مجلس الشيوخ. وكما هو معروف، فإن ترمب يركز على هذه المعركة الدستورية الهامة، بالتالي هناك عدد كبير من الملفات لم تلفت انتباه الرئيس نظراً لتركيزه على مصير إدارته التي ستستمر في 2020 على الرغم من المعارك، وسيكون لها قدرة على اتخاذ قرارات في ما يتعلق بأزمات الشرق الأوسط والعالم العربي.

في هذا المقال اليوم نكتب لنستعرض الملفات وما يمكن لإدارة ترمب وحلفائها في الكونغرس فعله خلال الأشهر التسعة المقبلة. وللتنويه يجب أن نميز بين القضايا التي تتطور مع الوقت والأزمات التي تنفجر هنا أو هناك، كالإرهاب والأزمات الأمنية والقرارات السياسية السريعة التي يجب اتخاذها. لذا، فإن الملفات البطيئة/ الثقيلة كحل الأزمات الكبرى أو اتخاذ قرارات استراتيجية، فلا أعتقد أن الإدارة ستنشغل بها خلال الفترة المقبلة إلا إذا لزم الأمر.

البداية مع إيران، حيث من المنتظر أن تستكمل الإدارة عقوباتها ضد النظام على كافة الأصعدة، وسيستمر الحشد الأميركي في منطقة الخليج بما في ذلك العراق، لحماية المنطقة من أي تقدم إيراني. هذا الستاتيكو الذي صنعه ترمب في 2019 سيستمر في العام المقبل، بالقوة والزخم نفسيهما، ولا خلاف عليه في واشنطن حتى مع المعارضة، مع إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية كتعزيز القوات في سوريا لمواجهة ميليشيات إيران، وتعزيز الانتشار في الخليج، لا سيما في السعودية والإمارات، وفي الوقت نفسه قد نسمع إشاعات كثيفة وتقارير مختلفة معظمها من الطرف الإيراني عن حوارات سرية تجرى مع الأميركيين عبر دول في المنطقة. لكن الاعتقاد أن إدارة ترمب ليست لديها النية والوقت للقيام بعملية تكويع شاملة بعد الذي وصلت إليه، حتى ولو كانت هناك دعوات من قبل النظام الإيراني.

أما في ما يتعلق بتظاهرات إيران، فإن الرئيس ووزير خارجيته مايك بومبيو عبّرا بشكل كبير عن وقوفهما إلى جانب المتظاهرين، مقارنة بالرئيس السابق باراك أوباما، الذي تخلى عن الثورة الخضراء وتفاوض مع المرشد الإيراني علي خامنئي لتوقيع الاتفاق النووي الذي أنهاه ترمب. وليس هناك ما يمنع الرئيس الأميركي من دعم التظاهرات الشعبية، لكن قرار الشراكة مع الشعب الإيراني ليس سهلاً ولن يحدث بين ليلة وضحاها، لأن أي التزام تجاهه سيفرض على أميركا التحرك بكل قوتها إقليمياً ودولياً، ويفرض أن تشعر الإدارة بارتياح لقدراتها السياسية في الداخل، ما يعني أن عليها إنهاء مسألة العزل، وهو أمر صعب في ظل الانتخابات المقبلة.

في العراق، عبرت الإدارة على لسان الرئيس وبومبيو عن أنها تقف إلى جانب المتظاهرين، لكن في الوقت نفسه لم تأخذ قراراً باستخدام قدراتها على الأرض للقيام بأي يتدخل. ولهذا الأمر أسباب مختلفة أهمها، أن اتخاذ قرار كهذا يعني أنها بحاجة إلى كافة الجهود والوقت اللازم لكي تتمكن من وضع خطة وتنفيذها على الأرض في العراق لمصلحة أميركا والعراقيين، والأشهر المقبلة لن تمكنها من القيام بعمل كهذا. إلا أن ما يمكن أن تقوم به إدارة ترمب سيكون مرتبطاً بالتطورات بين الانتفاضة الشعبية والحكومة. وكما بات واضحاً، فإن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تدخلت إيران بشكل أكبر في العراق. إما إذا استمر الحراك العراقي وتوسع وبات بإمكانه خلق تغيير، فلن تقف أميركا في وجهه، بل على العكس قد تتحاور معه لترتيب المرحلة الانتقالية.

المقاييس الأميركية في العراق تنطبق تقريباً على لبنان. فبومبيو رسم الاتجاه العام بعد إعلانه عن حق المتظاهرين في التعبير عن أنفسهم، إلا أن الذين يمتلكون القرار في الملف اللبناني في واشنطن منقسمون حول كيفية المعالجة. الفريق البيروقراطي يفضل الاستمرار مع أي حكومة لبنانية حتى لو كانت على تواصل مع "حزب الله"، على مبدأ حفظ الاستقرار في هذا البلد، وقد شاهدنا زيارة ديفيد هيل ولقاءاته مع أطراف حليفة للحزب. وهناك فريق آخر في الإدارة، يعتبر أن الحراك شريك فعلي وأنه يمكن الاعتماد على الجيش لحماية المتظاهرين. وكما هي الحال في إيران والعراق، ستستمر إدارة ترمب بدعم التظاهرات والتواصل مع الحكومة وفرض عقوبات على "حزب الله"، والمتغير الوحيد الذي قد يطرأ مرتبط بقيام "حزب الله" بحركة تخرق الخط الأحمر الأميركي، كجر لبنان إلى مواجهة خارجية أو ضرب الحراك الشعبي.

في سوريا، المعادلة ستستمر كما هي عليه. وجود أميركي في شرق البلاد وتدريب قوات سوريا الديمقراطية ومحادثات سياسية حول مستقبل البلاد. المتغير الوحيد قد ينشأ في شمال سوريا، إذا قررت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنفيذ أي عمل عسكري يخرق وقف إطلاق النار. ولا يمكن معرفة رد الفعل الأميركي، لأن واشنطن قالت إنها تريد الاحتفاظ بعلاقات مع تركيا ولكن لا تريد أن يخرق أحد الخط الأحمر الذي رسمته.

في شمال أفريقيا، تواكب السياسة الأميركية المتغيرات في ليبيا ويُنتظر أن تكون كثيرة. فالموقف الرسمي هو الاستمرار بالاعتراف بحكومة طرابلس الناجمة عن اتفاق الصخيرات، والتواصل مع الجيش الوطني والبرلمان في طبرق. والمتغير الذي حصل في العام الحالي، تمثل في انتقال واشنطن من الاعتراف الكلي بحكومة طرابلس وعدم التواصل مع حكومة الشرق إلى الوقوف في المنتصف بين الحكومتين. وأعطى اتصال ترمب بالمشير خليفة حفتر الشرق اعترافاً لم يكن موجوداً. وسوف يستمر الستاتيكو الحالي إلا إذا حصل أمر من أمرين، تمكن الجيش الليبي من دخول طرابلس أو تدخل تركي في طرابلس ومصراتة ووقوع المواجهة الكبرى مع الجيش الليبي.

أما في ما يتعلق بالعلاقات الأميركية مع السعودية ومصر والإمارات، فستتواصل كما هي عليه وقد تتعزز في المجالات الدفاعية والاقتصادية لأن هذه الدول تعد الركن الأساسي للتحالف العربي المحافظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيستمر التعاون بين واشنطن والتحالف العربي في اليمن، على أساس اتفاق الشرعية والجنوب في الرياض. ومن مصلحة أميركا توحيد جميع القوى لمواجهة النفوذ الإيراني والانفلاش الحوثي. المتحرك الأقل وضوحاً هو ما يجري في قلب المتوسط، من تركيب محاور جديدة بين تركيا وحكومة طرابلس بدعم قطري، ومصر واليونان وقبرص وحكومة بنغازي وإيطاليا وفرنسا. وهذه المسألة ستكون الثغرة التي على إدارة ترمب مواجهتها واتخاذ قرار بشأنها، خصوصاً مع الدور الروسي ومدى قدرة "الناتو" على ضبط جبهته الجنوبية، مع تأثير هذه التطورات على مكافحة الإرهاب وموضوع اللاجئين.

أخيراً، لا يُنتظر أن تبصر "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين النور هذا العام، على الرغم من وجود نية لدى ترمب وشركائه العرب، لأن هذه المسألة بحاجة إلى تحقيق أمرين: حل أزمات أكبر في المنطقة وتهيئة القيادات الفلسطينية والإسرائيلية لتقدم جدي باتجاه الحل. لكن مسألة السلام ستنتعش بحال تمكن ترمب من الفوز بولاية ثانية.

 

لبنان... باسيل يسعى للاستئثار بالحصة المسيحية وغيرها بغياب "القوات" و"الثنائي الشيعي" منزعج من اتهامه بالسعي إلى حكومة اللون الواحد

وليد شقير/انديبندت عربية/24 كانون الأول/2019

مَنْ الذي سيشكل الحكومة؟ هو السؤال الذي شغل الوسط السياسي اللبناني في اليومين الماضيين، طالما أن الرئيس المكلف حسان دياب لا ينتمي مبدئياً إلى جهة سياسية أو حزبية.

ومع أن بعض الأوساط العارفة بصلات دياب مع الجهات التي سبق لها أن زكّت توزيره عام 2011 في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لحقيبة التربية، لا تستبعد أن يتأثر بها (وهي قريبة من النظام السوري)، فإن هذه الأوساط نفسها تعتبر أن الظروف مختلفة، إذ إن تحدي التأليف سيكون على عاتق ثنائي رئيس البرلمان نبيه بري و"حزب الله"، فـ"الثنائي الشيعي" الذي كان وراء ترجيح تكليف دياب لرئاسة الحكومة لا يزال ينفي أن تكون الحكومة المقبلة حكومة اللون الواحد، على الرغم من أن "التيار الوطني الحر" يبدو الأكثر ارتياحاً لهذا الخيار، نظراً إلى أن أولويته كانت استبعاد عودة رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري إلى تبوء الرئاسة الثالثة، وبالتالي من الطبيعي أن يرغب في لعب دور رئيس في التأثير على دياب في تسمية الوزراء الجدد وبينهم المسيحيون، لا سيما أنه اجتمع به مطولاً عشية تسميته كرئيس مكلف، في مكتب رئيس الجمهورية ميشال عون، لبحث التعاون معه.

رئيس "التيار الحر"، الوزير جبران باسيل، لم يكن يترك نافذة أو باباً عند تأليف الحكومات السابقة، لا سيما حكومتي الحريري في عهد الرئيس ميشال عون، إلا ومارس أقصى درجات ما سماه خصومه "الجشع العتيق في الحصول على الحصة الأكبر" باسم استرداد حقوق المسيحيين وبحجة أنه الأقوى في طائفته، للاستئثار بالحصة المسيحية، حتى في ظل اتفاق "معراب" بين "التيار" وحزب "القوات اللبنانية" على تقاسم الحصص، فسعى في كل مرة إلى تقزيم وزنها الوزاري، فكيف به الأمر وحزب "القوات" أعلن منذ ما قبل استقالة الحريري أنه مع مجيء حكومة مستقلين من خارج الأحزاب السياسية، وأبلغ دياب قبل ثلاثة أيام أنه لن يشارك في الحكومة؟

كما أن باسيل سعى خلال تأليف الحكومة المستقيلة، إلى حرمان "تيار المردة" الذي يتزعمه النائب السابق سليمان فرنجية من الحقيبة التي أراد الحصول عليها عبر ممثله الوزير يوسف فنيانوس (وزارة الأشغال)، ولم يفت الأوساط السياسية المتابعة لعملية التأليف التذكير بإصرار "التيار الحر" على الحصول على مقعدين وزاريين، سني وآخر درزي، بحجة أنهما سيكونان من حصة رئيس الجمهورية.

شراكة بري في دعم دياب

تقول مصادر سياسية بارزة لـ"اندبندنت عربية" إنه على صحة الحديث عن رغبة باسيل في الاستئثار هذه المرة أيضاً، فإن شريكاً أساسياً في دعم تسمية دياب من قبل "حزب الله" هو الرئيس بري (وحزب الله طبعاً)، يفترض أن يحسب باسيل حساباً لدوره في صياغة شكل الحكومة والتوزير فيها، فدياب على صلة قريبة مع بري، حرص على الاحتفاظ بها منذ تولى حقيبة التربية، عام 2011، إنه سيستمع لما ينصحه به رئيس البرلمان في شكل رئيس. وتشير هذه الأوساط إلى أنه كان ملفتاً أن "كتلة التنمية والتحرير" النيابية التي يرأسها بري أوكلت إلى نائب الرئيس فيها، إبراهيم عازار (النائب الماروني عن جزين)، أن يتحدث باسمها في الاستشارات الملزمة التي أجراها الرئيس عون الأسبوع الماضي، فأعلن تسمية حسان دياب، وهذا يؤشر إلى أن بري مهّد ليكون له رأيه في التمثيل المسيحي.

ملء فراغ ثلاث قوى غير مشاركة

ومع أن دياب أكد أكثر من مرة بعد تكليفه أنه سيعمل على حكومة اختصاصيين مستقلين، فإن هذه العبارة مطاطة طالما أن البحث جرى سابقاً، حتى أثناء المداولات بين الثنائي الشيعي والرئيس الحريري، حين كان لا يزال البحث في توليه المهمة وارداً، في أن يسمي الفرقاء السياسيون بعض الوزراء المستقلين من وراء الستار، أي أن توزير مستقلين كان سيجري باقتراح وغطاء الجهات الحزبية. لكن الرئيس المكلف حصل على الجواب من الحريري، كما أوضحت مصادر مقربة من الأخير، حين التقاه أثناء زياراته رؤساء الحكومة السابقين، فبعدما تمنى له الحريري التوفيق في مهمته، سأله دياب عن إمكان تمثيل "المستقبل" في الحكومة، فرد الحريري مؤكداً رفضه "إدخالنا في لعبة المشاركة في الحكومة وأنا سأساعدك حيث يمكنني ذلك". ولخصت كتلة نواب "القوات اللبنانية" رفضها المشاركة في الحكومة استناداً إلى موقفها المعروف بالتمسك بأن تتألف الحكومة من الاختصاصيين المحايدين، بينما كتلة نواب "اللقاء الديموقراطي" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" قاطعا الاستشارات التي أجراها دياب وتمسكا بامتناعهما عن المشاركة في الحكومة. وكان الرئيس عون دعا خلال استقباله وفد "اللقاء الديموقراطي" حين سمى أعضاؤه السفير نواف السلام لرئاسة الحكومة، إلى أن "نتحمل جميعاً المسؤولية في السعي إلى معالجة الأزمة"، فكان الرد أن "(اللقاء) و(الاشتراكي) لن يشاركا في الحكومة".

الثنائي الشيعي والحملة على دياب

في مقابل الحملة من قبل أوساط القوى الثلاث التي أعلنت عدم اشتراكها في الحكومة، تنقل شخصيات على صلة بقيادة "حزب الله" وبالرئيس بري انزعاج الثنائي الشيعي من التحركات في الشارع السني منذ ليل الخميس الماضي على إثر تسمية حسان دياب، وتكرر أوساط هذا الثنائي اتهام الحريري بأنه وراء هذه التحركات وعملية قطع الطرقات لتأليب الجمهور السني ضد الرئيس المكلف، ولتأكيد نزع الغطاء السني عنه. وتنقل إحدى هذه الشخصيات عن قادة "الثنائي الشيعي" انزعاجهم من الترويج لنية تشكيل حكومة أمر واقع، سواء على لسان رموز الحراك الشعبي أو الأحزاب الرافضة للمشاركة في الحكومة، والتي كان بري و"حزب الله" رفضاها حين شجع البعض رئيس الجمهورية على الإقدام عليها، وتضيف الشخصية إياها نقلاً عن قادة "الثنائي الشيعي" أنهم "طالبوا بحكومة تكنوقراط، فتمت تسمية رئيس حكومة من التكنوقراط، ورفضوا اشتراك الوزير باسيل في الحكومة فخرج منها، ولن يسمى وزيراً، فلماذا يحملون على دياب وهم لم يعرفوا بعد حجم الحكومة التي سيؤلفها أو نوعية وزرائها؟" ويعتبر "الثنائي الشيعي" أنه إذا كانت هناك أحزاب لا تريد المشاركة في الحكومة فهذا لا يعني أنها من لون واحد، وغياب هذه الأحزاب عنها لا يسوغ لها اتهامنا بأننا نريدها من لون واحد، فلينتظروا صدور مراسيم تأليفها وبيانها الوزاري قبل أن يحكموا عليها.

ويسأل أحد قادة الثنائي الشيعي "حين كان البحث في مشاركة بعض القوى في الحكومة قبل تسمية دياب، كان قادة بعض القوى المصرة على حكومة اختصاصيين يقول بتسمية وزراء من هذا النوع من قبلهم، لكن تحت الطاولة، لأنهم كانوا قرروا عدم الاشتراك كأحزاب في الحكومة، فلماذا يرفضون تطبيق الأمر نفسه الآن حين يتعلق الأمر بتمثيلنا؟ وتنتهي هذه الشخصيات إلى القول إن ما ينقل عن "الثنائي الشيعي" دليل على أن قادته هم الذين ستكون لهم اليد الطولى في تأليف الحكومة وليس الرئيس المكلف، فأي نوع من الوزراء سيتم إلباسهم قبعة الاختصاص؟

 

سويسرا تدقق في تحويلات سياسيين لبنانيين/حق مشروع أو تهريب "أموال منهوبة"؟

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/24 كانون الأول/2019

أثارت المعلومات التي كشفها الاقتصادي اللبناني مروان إسكندر، عن تحويلات مالية تعود لشخصيات سياسية إلى مصارف سويسرية، ضجة في الأوساط اللبنانية، بفعل الرصد اليومي الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي، لكل ما من شأنه أن يقدم معلومة جديدة تصب في إطار حملة الحراك الشعبي الرامية إلى محاكمة السلطات اللبنانية التي استغلت موقعها، وحققت أرباحاً على حساب المال العام وحقوق المكلفين، في إطار ما عُرف بحملة "استعادة الأموال المنهوبة". ونُقل عن إسكندر في مقابلة إذاعية، أنه التقى مسؤولة سويسرية على الغداء "ونقلت إليه تفاصيل تحويلات مالية بالدولار إلى الخارج لـ6 شخصيات سياسية قاربت 6.5 مليار دولار، كاشفاً أنه يعرف أسماءها جيداً". وأضاف أن "مجمل التحويلات التي حصلت للسياسيين، أصبحت عرضة لدراسة البرلمان السويسري وتقديره، ولدي الأسماء".

استيضاح

"اندبندنت عربية" استوضحت إسكندر حول معطياته، فقال إن المعلومات التي انتشرت ليست دقيقة، والواقع أنه استقاها من صحافية تعمل في التلفزيون السويسري، أجرت معه مقابلة سألته فيها عن موقف لبنان من التحقيقات التي يجريها البرلمان السويسري بناء على معلومات أحيلت إليه عن تحويلات تعود إلى تسع شخصيات سياسية لبنانية قيمتها مليارا دولار حولت إلى مصارف سويسرية قبل أن تتشدد المصارف اللبنانية في قيودها على خروج الرساميل. وكشف إسكندر أن البرلمان السويسري في صدد دراسة مصدر هذه التحويلات في إطار تشدد السلطات السويسرية وتقيدها بمكافحة أي عمليات تبييض أموال، أياً يكن مصدرها، يمكن أن تمر عبر مصارفها. ولفت إلى أن التوقعات تشير إلى احتمال صدور نتائج التحقيقات والتصويت قبل نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل. وعن الإجراءات التي يمكن أن تلجأ إليها السلطات السويسرية بعد صدور التصويت، قال إسكندر، "إن الآلية الطبيعية تقضي برفض التحويلات إذا ثبت أنها أموال غير نظيفة، ولكن طبعاً لن يكون هناك أي مصلحة في تجميد هذه الأموال في المصارف السويسرية".

 ورأى أن الأمر سيكون في يد القضاء اللبناني للتحرك.

إخبار

وفي هذا السياق، ومع تفاعل كلام إسكندر، كشفت مصادر قضائية أن مثل هذا الكلام يحمل مطلقه مسؤولية قضائية، إذ يمكن أن يتحول إلى إخبار للتدقيق بمدى صدقيته وصحته، خصوصاً أنه يشكل عنصراً مهماً إذا ثبت أن لدى إسكندر الأسماء، ولديه الإثباتات التي تؤكد حصول التحويلات.

لكن المصادر، لفتت إلى ضرورة تمييز الفارق بين أن يحول سياسيون أموالهم من المصارف اللبنانية إلى الخارج، وهذا حقهم، وبين التدقيق في مصدر هذه الأموال والتأكد من مصادرها، وما إذا كانت نظيفة أو لا. علماً أن إثارة إسكندر لهذه المسألة جاءت في سياق الإضاءة الحاصلة على الضغوط التي يمارسها السياسيون من أجل إخراج أموالهم، في حين أن عموم اللبنانيين يخضعون إلى قيود مصرفية شديدة تحول دون قدرتهم على التصرف بودائعهم في المصارف. وأوضحت المصادر أن مسار التدقيق في أموال السياسيين اللبنانيين، قد بدأ ولن يتوقف، متوقعة سقوط رؤوس كبيرة ستشكل أسماؤها صدمة بالنسبة إلى المواطنين.

ورأت أن المخرج الوحيد لأصحاب هذه الرؤوس، العمل على معالجة الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد، وحماية أموال اللبنانيين وودائعهم، لأن عدم حصول ذلك سيؤدي إلى انفجار الغضب الشعبي الذي سيطيح بتلك الرؤوس. من جهته، كشف رئيس تحرير مجلة الإعمار والاقتصاد والخبير الاقتصادي حسن مقلد في حديث لـ "اندبندنت عربية"، أن ثمة عملاً يجري ضمن مجموعات من المنظمات غير الحكومية التي ينتمي إلى إحداها، على درس ملفات وحالات تتعلق بتحويلات أجريت من لبنان إلى الخارج، لا سيما إلى جنيف أو نيويورك، لتبيان مصادر هذه الأموال، وما إذا كانت مالاً عاماً أو ناجمة عن فساد.

وقال إنه بحكم عمله في دول أوروبا والولايات المتحدة، أتيح له الاطلاع على معلومات، يمكن أن يسهم كشفها بعد توثيقها واستكمال إثباتاتها، إظهار حقائق تتصل بهدر المال العام. ولفت إلى أنه بات في حوزة المجموعات المشار إليها، كم كبير من الوثائق والمستندات التي يمكن بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2020، أن تصبح جاهزة لرفع دعاوى في حق أصحابها. وكان مقلد أول من كشف خروج وديعة بقيمة 300 مليون دولار قبل نحو شهر لزعيم سياسي، تردد أنه النائب السابق وليد جنبلاط بسبب السجال الذي دار بين مقلد ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي، ومن ثم كشف عن خروج وديعة مماثلة بقيمة 270 مليون دولار إلى مصرف "غولدمان ساكس". من جهة ثانية، أعرب الخبير الاقتصادي عن انزعاجه من الاستغلال السياسي للمعلومات التي كشف عنها، مشيراً إلى أن الهدف لم يكن أبداً التشهير. ولفت إلى أن الإفصاح عن تلك المعلومات ساعد كثيراً في دفع مواطنين إلى "وضع معلومات يملكونها بتصرف مجموعاتنا". لكنه في المقابل استغرب الأسباب التي دفعت السلطات السويسرية إلى رفض بعض التحويلات، وما إذا كانت ثمة خلفيات سياسية وراء ذلك.

اتفاقية التبادل مع سويسرا تستثني لبنان؟

في المقابل، صادق البرلمان السويسري في 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على اتفاقية لتبادل المعلومات المصرفية مع 18 دولة من ضمنها لبنان. وعلى الرغم من أن الاتفاقية تعنى بالكشف عن معلومات لحسابات للبنانيين لديها، لأغراض التحقق الضريبي، إلا أن لبنان لن يتمكن من الإفادة من هذه الاتفاقية التي يبدأ العمل بها في 2021، بسبب تخلفه عن تطبيق معايير المنتدى العالمي لخصوصية البيانات، وفق ما جاء في الإعلان الصادر عن البرلمان السويسري. ويعني ذلك أنه لن يكون متاحاً أمام السلطات اللبنانية الاستفادة من هذه الاتفاقية للحصول على بيانات ومعلومات بشأن حسابات اللبنانيين في مصارف سويسرا أو حتى في مصارف الدول الموقعة، إلا في حال واحدة هي أن تتثبت السلطات السويسرية من عدم نظافة الأموال المحولة.

الحراك الشعبي

وكانت مجموعات عدة في الحراك الشعبي، تعوّل على هذه الاتفاقية للحصول على معلومات مستقاة من المصارف السويسرية حول حسابات اللبنانيين لديها، على قاعدة أن مثل هذه المعلومات من شأنها المساعدة على تحديد حجم الحسابات اللبنانية الموجودة في المصارف السويسرية، وأصحابها، كما يساعد في استهدافهم في مسألة التهرب الضريبي، الذي من شأنه أن يكون خطوة أولى لمرحلة متقدمة أكثر في أي تحقيقات تُفتح على خلفية قانون الإثراء غير المشروع. وفي انتظار أن يباشر لبنان العمل على إزالة الشواغر المتعلقة بالتزامه بمعايير "المنتدى العالمي لخصوصية البيانات"، ترى المصادر أن الحل الوحيد المتاح راهناً، دفع القضاء اللبناني للعمل مع القضاء السويسري، وطلب رفع السرية المصرفية عن حسابات الأشخاص المتهمين بالفساد أو بسرقة المال العام.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رسالة الميلاد: الشعب عبر في ثورة ايجابية ما يتطلب من اصلاحات وينتظر حكومة تضم أصحاب اختصاص ونزاهة

وطنية - الثلاثاء 24 كانون الأول 2019 الساعة 10:18سياسة

وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الميلاد بعنوان "أبشركم بفرح عظيم"، الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين، في حضور لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات.

الام سعادة

بعد الصلاة المشتركة، ألقت الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الام ماري انطوانيت سعادة كلمة معايدة باسم مجلس الرؤساء العامين والرئيسات العامات، قالت فيها: "باسم أخواتي الرئيسات العامات والإقليميات وإخوتي الرؤساء العامين والإقليميين للرهبانيات وجمعيات الحياة المكرسة، أتقدم منكم يا صاحب الغبطة والنيافة، ومن السادة الأساقفة وهذا الجمع الحاضر، بأصدق التهاني بمناسبة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح".

اضافت: "نجتمع معكم وحولكم، لنشهد لهذه البشرى، بشرى الخلاص ونردد معا نشيد الرجاء: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر" ليلة أنشدت الملائكة نشيد الفرح وبشرى الخلاص في سماء بيت لحم وعلى مسامع الرعاة، لم يكن سلام في الأرض بحسب منطق الأرض، بل كانت حروب وضيقات وصراعات عسكرية وسياسية واجتماعية ودينية. إنما السلام الذي أعطاناه يسوع بميلاده، هو السلام الذي لن ينزعه منا أحد، والفرح الذي بشرنا به الملائكة هو الفرح الحقيقي الكامل النازل من عل، والرجاء الصالح هو الرجاء الذي يأتينا من الصالح ولا صالح إلا الله وحده. ليلة أنشدت الملائكة المجد لله، كان في الأرض من ينشدون المجد لقيصر ويتوقعون سلاما وعدالة من بيلاطس ورحمة من هيرودس. فجاءنا سلام الله وظهر مجده بيننا طفلا صغيرا مقمطا في مذود، هو رجاؤنا وسلامنا وصلحنا وخلاصنا".

وتابعت: "في الظروف الراهنة، هناك قراءات متعددة وعلى مستويات مختلفة. هناك التحاليل السياسية والأبحاث الاقتصادية والسوسيولوجية. وكلها مهمة وبعضها ناجع. ونحن، أبناء الكنيسة، لدينا مع هذا كله، وفوق هذا كله، رؤيتنا الروحية وقراءتنا الإيمانية، لدينا رجاؤنا بخلاص اسمه يسوع.

نجتمع حولكم يا صاحب الغبطة، ومعكم نتأمل كلام الملائكة للرعاة: "لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود".

وقالت: "كم نحن بحاجة اليوم إلى سماع هذه الكلمات من جديد والتأمل بها. كم أن إخوتنا في الوطن بحاجة إلى سماع كلمة تأتي من السماء تبشرهم بالفرح العظيم وتطمئنهم وتبعث في قلوبهم الرجاء. هم، ونحن معهم، ننتظر الخلاص وننتظر علامة، ولكن لا علامة لنا إلا وجه الطفل الإلهي، الكلمة الأزلية الذي صار جسدا وسكن بيننا ونوره يشرق في قلب ظلمات عالمنا".

وأشارت الى ان "قداسة البابا فرنسيس كتب في رسالته "علامة رائعة": الله نفسه، من خلال الطفل الإلهي، الذي ولد في مغارة الميلاد، يبدأ الثورة الحقيقية الوحيدة التي تمنح الرجاء والكرامة للمحرومين والمهمشين: إنها ثورة الحب والحنان". وإننا كمكرسات ومكرسين مؤتمنون على "الشهادة النبوية" في عالمنا، مؤتمنون على استمرارية ثورة الحب من خلال صلاتنا وأعمالنا وشهادة حياتنا، وبالأخص من خلال مبادرات التضامن نحو الإخوة الأكثر فقرا والأكثر حاجة، خصوصا في أيامنا هذه. نحن مؤتمنون على "تجسد الابن" من خلال تجسيد نظر المسيح الحنون الذي يرى ويرأف، ويد المسيح الطبيب الذي يبلسم ويشفي، وأحشاء المسيح الذي يحنو على البشر".

وختمت: "لا بد من أن نشكر الله في هذه الظروف على مبادرات التضامن التي تتضاعف في مختلف أرجاء الوطن، من أبناء الكنيسة، ومن مختلف الجماعات والفئات. وهي علامة على أن أرضنا تنبض بالحياة.

وصلاتنا أن يشرق الطفل الإلهي، بسمة الآب، في أديارنا وبيوتنا، وأن يكون في قلوبنا الرجاء الذي لا يخيب. ولد المسيح! هللويا!".

الراعي

بعدها وجه البطريرك رسالة الميلاد وجاء فيها:

1. ما أجمل أن يعلن الإنسان، كل إنسان، من موقعه، خبرا يولد الفرح في قلوب سامعيه المنتظرين الخبر السار. هكذا فعل الملاك مع رعاة بيت لحم الساهرين اليقظين في ظلمة ذاك الليل الذي اخترقه نور المولود الإلهي: "أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله: لقد ولد لكم اليوم المخلص، يسوع المسيح، في مدينة داود" (لو 10:2). فتنادى الرعاة وأسرعوا إلى بيت لحم: ذهبوا، ورأوا، وأخبروا بالكلمة التي قيلت لهم من الملاك، ثم رجعوا وهم يسبحون الله ويمجدونه على ما رأوا وسمعوا.

2. يسعدني والسادة المطارنة أن أبادلكم التهاني والتمنيات بالميلاد والسنة الجديدة، رافعين الشكر للطفل الإلهي على ما علمنا بتجسده وذبيحة الصليب من تجرد وتواضع وفقر روحي ومحبة إلى آخر الحدود، وعلى ما أفاض الله علينا من نعم وبركات خلال السنة التي تلامس نهايتها، راجين أن يكون العام الجديد 2020 عام سلام شامل على أرضنا اللبنانية والمشرقية. ويطيب لي أن أشكر حضرة الأم ماري أنطوانيت سعاده، رئيسة مكتب رابطة الرئيسات العامات والإقليميات للرهبانيات النسائية، التي ألقت بإسم الرهبانيات النسائية والرجالية كلمة التهنئة الغنية بمضمونها الروحي والوجداني.

3. أعلن الملاك البشرى الإلهية فقبلها الرعاة البسطاء والفقراء بطاعتهم وأعطوها فاعليتها. لا تكتسب كلمة الله فاعليتها لدى الممتلئين من ذواتهم، والواضعين الله جانبا. ولذلك بشراه السارة الخلاصية لا تعنيهم، لجهلهم أنها بشرى بشخص جاء للقائهم، لا بفكرة أو عقيدة. أما الرعاة فسمعوا وذهبوا ورأوا وامتلاؤا فرحا وأعلنوا بدروهم هذه البشرى السارة (راجع لو 2: 15-20). هذه أفعال أساسية في حياة كل مؤمن ومؤمنة نتعلمها من الرعاة، لنعيش علاقتنا الحية مع المسيح الكلمة، الذي "ولد مرة واحدة بالجسد، لكنه بحبه للبشر يود أن يولد روحيا باستمرار في الذين يؤمنون به ويحبونه" (القديس مكسيموس المعترف).

4. شجع الرعاة بعضهم بعضا قائلين: "سيروا بنا، لنرى الكلمة التي حدثت وأعلمنا بها الرب". إنهم بذلك عاشوا طاعة الإيمان النابعة من الكلمة التي قيلت لهم، وملأت قلوبهم فرحا وتمجيدا. هذه الكلمة إياها قبلتها مريم عذراء الناصرة من فم الملاك جبرائيل، فأصبحت جنينا في حشاها. هذه الكلمة عينها قبلها يوسف من الملاك في الحلم فانكشف له سر حبل مريم ودوره في هذا السر الإلهي، وملأت الكلمة قلبه حبا وحنانا.

5. الله يكلمنا بأنواع شتى: بجمال الطبيعة التي خلقها، بكلمته الإنجيلية، بالأسرار السبعة التي استودعها الكنيسة لتوزع نعمها على المؤمنين، بالجماعة المصلية، بالإخوة المحتاجين ماديا وروحيا ومعنويا، وبالمتألمين، وبخاصة بشخص الإله الذي صار إنسانا يسوع المسيح، وكلامه وأفعاله وآياته.

6. معروف عيد الميلاد بأنه عيد تبادل الهدايا والفرح. بالميلاد، الإله أهدانا ذاته، والأرض بادلته هداياها: يوسف ومريم حبهما وحنانهما وعنايتهما، المذود دفء القش والبهائم، الرعاة الحليب واللبن واللحم، المجوس الذهب والمر واللبان، أما هيرودس وأعوانه فالحقد وقرار القتل خوفا على عرشه.

شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية العيدين: حكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي. لقد عبر الشعب، بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوما. ونرجو ان تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة. الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الامنية وتحترمها، وتخفف من الاعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل. لقد شكلت هذه الانتفاضة علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعبا ومؤسسات. بوركت هذه الانتفاضة - الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى الى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية ضمن إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة.

7. إن شعبنا يصمد بوجه الضائقة الاقتصادية والمعيشية، مثلما صمد في حقبات وظروف صعبة وخطرة. لكنه لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات، إذ انتشر الفساد والهدر وتفاقم العجز، وارتفع الدين العام، وازداد الفقر، وتوسعت رقعة البطالة، وبان عدم الصدق في عيش عقدنا الاجتماعي، وأهملت حماية الكيان وصون السيادة.

أما الكنيسة فتواصل بمؤسساتها المتنوعة وإمكانياتها، مساعدة شعبنا في صموده بما يلزمه من حاجات معيشية. وإنا نناشد الدولة، فيما الحاجات تتزايد، أن تؤدي مستحقاتها لهذه المؤسسات لكي تتمكن من الاستمرار وتوفير فرص عمل للعديد من العائلات. وإننا نحيي جميع المبادرات الفردية والجماعية التي تتضامن مع العائلات المعوزة وسائر الفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وتنظم مساعدات عينية ومالية وطبية. نسأل الله أن يفيض بركاته عليهم جميعا، لكي تكثر عطاياه بين أيديهم ليتقاسموها مع المعوزين.

8. إن الرب يسوع بتجسده، وهو الإله الذي أخلى ذاته وافتدى البشرية بموته على الصليب وأحياها من جديد بروح قيامته، يعلمنا التجرد والتحرر من الذات، لكي نسود على مصالحنا الضيقة. إذا نظرنا من هذا المنظار إلى الجماعة السياسية عندنا، نجد أن مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين، بل يتحاصصونها ومال الشعب هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون على الدولة بمختلف أنواعها. فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في حالة الفقر، ورموا 35 % من الخريجين الجامعيين في حالة البطالة، فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة التجارية والصناعية والتربوية إلى إقفال أبوابها.

9. لبنان مشروع إنساني من أجل الحريات والمساواة والعيش المشترك بين الطوائف والأديان في هذا الشرق، المعرض دائما من قبل السياسات الداخلية والخارجية لاستعمال الدين من أجل توسيع رقعة النفوذ، وقمع الحريات الشخصية، خلافا لما تعلم الأديان نفسها. هذا المشروع اللبناني، الذي يشكل نموذجا ورسالة في هذا الشرق، نحن مدعوون لحمايته، من أجل كرامة شعبه وثقافته وحضارته. وهذا ما من أجله قامت الانتفاضة - الثورة التي جمعت تحت راية الوطن العائلة اللبنانية في كل المناطق، ومن كل المذاهب والأحزاب والأعمار.

10. وفيما نسجد لميلاد المسيح مخلصنا، نحتفل في الوقت نفسه بنشأتنا. ولادة المسيح هي في الحقيقة منشأ الشعب المسيحي. فتذكار ميلاد الرأس هو أيضا تذكار ميلاد الجسد. هذا هو فرح الميلاد الذي أنشده جمهور الجند السماويين: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام" (لو13:2)".

بعدها تقبل غبطته التهاني بالميلاد المجيد من الحضور.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  23-24 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن/الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81741/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/

 

 

Christmas And The obligations Of The Righteous/ Elias Bejjani/December 25/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/81746/elias-bejjani-christmas-and-the-obligations-of-the-righteous-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/