LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور ،ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله!

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تسريبة لاهية عن حكومة 100% للمحتل الإيراني يرأسها حسان دياب

الياس بجاني/قطعان احزابنا المارونية: جهلة وأغبياء وعَابِدو َاوْثَان 

الياس بجاني/بري ونصرالله وكل أصحاب شركات الأحزاب والطاقم الحاكم هم أعداء لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/قيام الدولة ينهي حال دويلة حزب الله ولهذا يعادي الحزب الثورة التي تطالب بقيامها

الياس بجاني/الياس بجاني/مطلوب رئيس وزراء سيادي وغير تابع لحزب الله وقادر على مواجهته دستورياً

الياس بجاني/هذا هو حال سمير جعجع

الياس بجاني/جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة للصحافي والكاتب أسعد بشارة من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمفكر الأسلامي سماحة السيد علي الأمين من قناة العربية

فيديو مداخلة للباحث السياسي سعد كيوان من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمحامي والناشط المدني جورج سلوان من قناة الحدث

فيديو مداخلة للامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني من قناة الحدث

فيديو مداخلة للأستاذ الدراسات الأسلامية الدكتور رضوان السيد من قناة العربية

اتفاق على ترشيح حسان دياب...

من هو الدكتور حسان دياب؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 كانون الأول 2019

الحريري: لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة

يان مشترك لحزب الله وأمل: نحذر من أعمال الشغب ومظاهر العنف

بعد إعلان الحريري عدم ترشحه.. 4 أسماء مطروحة لتأليف الحكومة

هذه هي حقيقة فؤاد مخزومي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محكمة التمييز قررت إبقاء الفاخوري موقوفًا

إغلاق شوارع في بيروت بعوائق إسمنتية خوفاً من صدامات عشية الاستشارات النيابية الرامية إلى إنهاء الجمود في الوضع الحكومي

ورقة موقف اقتصادية اجتماعية من منظمات وناشطين\ات حول ما آلت اليه الأمور في لبنان

بري يحذّر من الشعارات المذهبية ويدعو الأجهزة لملاحقة "مثيري الفتنة"

مروان حمادة يشن هجوما على باسيل... "عنصريته وحقده"

صيدا: الثوار يضيئون شجرة الميلاد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يرفض الاعتراف بالابادة الجماعية للارمن... بعد تهديد من اردوغان/يتحدى قرارا مدعوما من الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ

بيلوسي: ترمب خالف الدستور ولم يترك لنا خياراً سوى مساءلته

إردوغان وبوتين يجريان مباحثات حول ليبيا

ما هو «قانون قيصر» الذي صادق عليه الكونغرس لمعاقبة بشار الأسد؟ والعقوبات ستفرض على مسؤولين إيرانيين وروس ممن يدعمون النظام السوري

«هيومان رايتس» تتهم إسرائيل و«فيسبوك» بحرمان الفلسطينيين من حرية التعبير

عباس: لا انتخابات من دون القدس... ونرفض كياناً في غزة وضغط أممي وأوروبي على إسرائيل من أجل السماح بها

خطة روسية للحد من النفوذ الإيراني في سورية وأميركا تعود إلى ست قواعد

“العصائب” تعد قوائم “موت” لاستهداف الناشطين داخل العراق وخارجه/اعتقال 8 ضالعين بأحداث الوثبة... والإفراج عن 2700 متظاهر... والبرلمان أجل تصويته على "الانتخابات"

واشنطن تتجه إلى خفض عدد ديبلوماسييها لدى بغداد بشكل كبير

“النزاهة” تأمر باعتقال مدير بنك لصرفه 60 مليون دولار دون ضمانات

أميركا تنقل دفعة من أسر “داعش” من مخيم “الهول” بسورية إلى العراق

“الباسيج” يعيد نشر قواته لقمع الاحتجاجات ويستحدث وحدات نسائية والنواب الإيرانيون طالبوا باعتذار علني عن "سفك دماء المتظاهرين"

نائب جمهوري يدعو إلى تحرك أميركي لردع عدوان إيران

عراقية تقص شعرها احتجاجاً على ثقافة الموت والتخريب

رفض إسلامي رسمي وشعبي واسع لـ”قمة الضرار” في كوالامبور

العثيمين: شقٌّ للصف الإسلامي... وسطام بن خالد: تبدَّدت أحلام الصغار... ومحللون: فشلت قبل أن تبدأ

مهاتير محمد تجاوز السعودية ومصر ودعا أردوغان وروحاني وتميم و”حماس” واعترف: ماليزيا صغيرة

مصر وبريطانيا و”الأوروبي” ترفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي وأردوغان صعّد سقف تهديداته... والجيش الوطني يقترب من قلب طرابلس

وثيقة تكشف فضيحة عسكرية تركية

مجلس النواب يقرُّ بالأغلبية عزل ترامب والكرة في ملعب “الشيوخ” والرئيس الأميركي اكتسح منافسيه في تصويت افتراضي واتهم بيلوسي بـ"الانحراف عن العدالة"

إحراق شجرة الميلاد في طرابلس والاعتداء على منزل المفتي الشعار وبري طالب الأجهزة الأمنية بملاحقة مثيري الفتنة

وثيقة تكشف فضيحة عسكرية تركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ركام خيمة النبطية يحيل "الحراك" ثورةً/يارا نحلة/المدن

حسان دياب لحكومة 8 آذار.. أو الفتنة الأشدّ/منير الربيع/المدن

طرابلس: أعداء الداخل والخارج.. ومهازل "الممانعة"/جنى الدهيبي/المدن

السلطة تُشيّد جدران حربها الأهلية المتخيّلة/أيمن شروف/المدن

يا من تسكر حتى الثمالة في بطش أولادنا.. إرحل، فكرسيك بات مخلعا../سيزار معوض

"زيحوا من الدرب"/بسام أبو زيد/نداء الوطن

نواف سلام رئيساً "لحكومة العالم"/وليد شقير/نداء الوطن

لفت نظر الثورة والثوّار/حسن خليل/الجمهورية

القصة الكاملة لـ«انتفاضة» جعجع على الحريري/عماد مرمل/الجمهورية

الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

هواجس انزلاقٍ إلى خندقٍ غميق!/طوني عيسى/الجمهورية

بين مطرقة البلطجية وسندان الشعبوية/د.مصطفى علوش/الجمهورية

تحرير القدس ليس بإحراق بيروت/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

رسائل أميركية إلى بيروت... لا ندعم حكومة مزدوجة المعايير/طوني بولس/انديبندت عربية

لمن لم يقرأها بعد، تحض على التفكير في أحوالنا، والتخيّل/الدكتور توفيق هندي

لماذا لم تعطِ "القوات" الميثاقية المسيحية للحريري؟/مروى غاوي/ليبانون فايلز

حكومة ظلّ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

العراق... ثلاثية الجيش والشعب والمرجعية/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فيديو ونص المؤتمر الصحفي للسيد علي الأمين بعد إتهامه بالتطبيع مع إسرائيل: حملات التخوين التي تطاولني هي بسبب رفضي للمشروع الإيراني/سأبقى معارضًا لسياسة حزب الله القائمة على البطش والهيمنة

الرئيس عون عرض مع سرحان أوضاع القضاء ومع مشلب عمل المجلس الدستوري

بري امام نواب الاربعاء: نعطي اوامر بأن ننتحر ولا نعطي اوامر بالفتنة الفرزلي: نأمل أخبارا تؤدي لتأليف الحكومة

الراعي استقبل عنداري ووفد اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام: لعدم اعتماد لغة التحريض

ستريدا جعجع: موقف الحريري وطني حكيم

الشعار استقبل شخصيات ووفودا الاباتي ضو: نواجه تحديات كبيرة وطنية وعربية وكونية وعلينا إيجاد الحلول

سلام يموت تسلمت رئاسة الكتلة الوطنية: الشعب في مكان والسلطة في مكان آخر

بيان مشترك بعد لقاء الراعي يازجي: لتدارك الأخطار والاسراع في تلبية مطالب الشعب وتأليف الحكومة واحترام الرموز الدينية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور ،ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله!

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من01حتى11/:”يا إِخوَتِي، إِذَا كَانَ لأَحَدِكُم دَعْوَى عَلى أَحَدِ الإِخْوَة، فَهَلْ يَجْرُؤُ أَنْ يُحَاكِمَهُ عِنْدَ الوَثَنِيِّينَ الظَّالِمين، لا عِنْدَ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين؟ أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ القِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ العَالَم؟ وإِذَا كُنْتُم سَتَدينُونَ العَالَم، أَتَكُونُونَ غَيْرَ أَهْلٍ أَنْ تَحْكُمُوا في أَصْغَرِ الأُمُور؟ أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ المَلائِكَة؟ فَكَم بِالأَحْرَى أَنْ نَحْكُمَ في أُمُورِ هذِهِ الحَيَاة‍‍!إِذًا، إِنْ كَانَ عِنْدَكُم دَعَاوَى في أُمُورِ هذِه الحَيَاة، فَهَل تُقِيمُونَ لِلحُكْمِ فيهَا أُولئِكَ الَّذِينَ تَرْذُلُهُمُ الكَنِيسَة؟ أَقُولُ هذِا لإِخْجَالِكُم! أَهكَذَا لَيْسَ فِيكُم حَكِيمٌ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ أَخٍ وأَخِيه؟ بَلْ يُحَاكِمُ الأَخُ أَخَاه، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ لَدَى غَيرِ المُؤْمِنِين! وفي كُلِّ حَال، إِنَّهُ لَعَيْبٌ عَلَيْكُم أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم دَعَاوَى! أَلَيْسَ أَحْرَى بَكُم أَنْ تَحْتَمِلُوا الظُّلْم؟ وَأَحْرَى بِكُم أَنْ تتَقَبَّلُوا السَّلْب؟ ولكِنَّكُم أَنْتُم تَظْلِمُونَ وتَسْلُبُون، وتَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِمَنْ هُم إِخْوَة! أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور، ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله! ولَقَد كَانَ بَعْضُكُم كَذَلِكَ! لكِنَّكُمُ ٱغْتَسَلْتُم، لكِنَّكُم قُدِّسْتُم، لكِنَّكُم بُرِّرْتُم بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، وَبِرُوحِ إِلهِنَا”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تسريبة لاهية عن حكومة 100% للمحتل الإيراني يرأسها حسان دياب

الياس بجاني/18 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81580/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-100-%d9%84%d9%84%d9%85/

ترددت إشاعات قبل قليل ونشرت أخبار غير مؤكدة وغير رسمية أقله حتى الآن، سلطت الأضواء عليها بعض المحطات التلفزيونية منها LBC ال بي سي وأيضاً جاءت بتغريدات لأبواق وصنوج ملالوية إعلامية هي عادة ما تكون بوم يحمل أخبار الشؤم نيابة عن حزب الله الذي يحتل لبنان.

التسريبات الشؤم تحدثت عن اتفاق أو بالأحرى عن فرمان ملالوي أصدره حزب الله وقضي بتكليف حسان دياب رئاسة حكومة جديدة.

فإن صحت الأخبار والتسريبات هذا يعني أن حزب الله قد قرر وع المكشوف حكم البلد دون مشاركة ولو صورية مع أي فريق أخر على أساس أن أهل الحكم كافة إي باسيل وبري ومن لف لفهما يميناً أو يساراً هم في جيبه وينفذون فرماناته.

البعض قال بأن التسريبات هذه هدفها تخويف الحريري وإعادته إلى الحظيرة ، وآخرون اعتبروا أن الأمر جدي وهدفه ضرب الثورة بالقوة من خلال حكومة صافية لحزب الله.

يشار هنا إلى أن حكومة حزب الله  الأولى التي كان ترأسها نجيب ميقاتي لم تنجح وفشلت فشلاً ذريعاً.

يبقى أن المهم ليس اسم من سيشكل الحكومة، بل برنامجها ومواقفها من القرارات الدولية الخاصة بلبنان، والحياد وثلاثية مقاومة النفاق.

جديره ذكره أنه وحتى الآن حزب الله رفض الاعتراف بوجود ثورة وهو مباشرة أو بواسطة شبيحة بري يسعى جاهداً لإرهاب الثوار وردعهم بالقوة والشيطنة والتخوين، وخصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرته الكاملة من مثل البقاع والجنوب.

وترى هل من صلة لتسريبة اختيار حسان دياب بتصريح النائب فؤاد مخزومي اليوم عقب اجتماعه مع المفتي دريان وقوله بفرح “بأن دار الفتوى مفتوحة للجميع وهي مع أي مرشح يختاره النواب لرئاسة الحكومة”؟

وترى هل الغرب وأميركا تحديداً هم من سمح لحزب الله باستلام الحكومة في لبنان من ضمن بنود لاتفاق جاري العمل عليه بين إدارة ترامب والحكم الإيراني؟

أم أن إيران تحاول لعب الورقة اللبنانية منفردة لتحسين شروطها في نفس الإتفاق هذا الجاري العمل عليه وكانت أحد بوادره الإيجابية تبادل الأسري بين طهران وواشنطن وشكر ترامب العلني لحكام إيران؟

حتى الان خبر اختيار حسان دياب هو مجرد تسريبة ولم يؤكد، ولكن غداً مع بدأ او تأجيل الإستشارات تتوضح الصورة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قطعان احزابنا المارونية: جهلة وأغبياء وعَابِدو َاوْثَان 

الياس بجاني/18 كانون الأول/2019

الصنميون من عبدة أصحاب شركات الأحزاب المارونية الإسخريوتيين كافة هم أخطر من داعش وأضرب مليون مرة من شبيحة بري ونصرالله. غباء وجهل

 

بري ونصرالله وكل أصحاب شركات الأحزاب والطاقم الحاكم هم أعداء لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/18 كانون الأول/2019

حزب الله وأمل جددا غزوتهما لخيمة النبطية ليؤكدا بربريتهما وإرهابهما وكل ما هو ثقافة قرون ما قبل الحجرية. حزب الله يحتل لبنان

 

قيام الدولة ينهي حال دويلة حزب الله ولهذا يعادي الحزب الثورة التي تطالب بقيامها

الياس بجاني/17 كانون الأول/2019

حزب الله يريد القضاء على الثورة لأنها تطالب بقيام الدولة وباحترام الدستور والقضاء والتخلص من الفساد والفاسدين ولأن بنجاحها نهايته كونه هو الفساد وهو من يحمي الفاسدين مقابل سكوتهم عن احتلاله وحروبه وإرهابه ومشروعه اللاهي

 

مطلوب رئيس وزراء سيادي وغير تابع لحزب الله وقادر على مواجهته دستورياً

الياس بجاني/17 كانون الأول/2019

الحريري كرئيس وزراء منتهي الصلاحية ويجب أن لا يعود لأنه مدجن ملالوياً ومرفوض سعودياً وغير مقبول من الثوار. سياسي فاشل بامتياز

 

هذا هو حال سمير جعجع

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

يسقط السياسي والقائد عندما تصبح كل حساباته شخصية وأولوياته سلطوية ويتعامى على خلفية قلة الإيمان وخور الرجاء عن كل ما هو مبادئ وتناوب على السلطات بديموقراطية ويخاف الأحرار ويحيط نفسه بالزلم والتجار والإنتهازيين. كما أن الجحود وقلة الوفاء والتذاكي والتشاطر والباطنية يبعدوا الإنسان عن باقي البشر ويدخلوه في عالم من الأوهام والهلوسات. للأسف هذا هو حال سمير جعجع

 

جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81515/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%88%d8%ad-%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81/

بالغالب وبالتحليل وعلى خلفية السوابق التشاطرية والباطنية إياها وما غيرها، فإنه بنسبة 98% نواب شركة حزب سمير جعجع ال 15 سيسمون الحريري اليوم وذلك حفاظاً على وهم حصة ما في الحكومة، وإن مواربة عن طريق غير حزبيين معلنين.

وفي حال عدم التسمية لأي مرشح فهذا يعني التسمية المبطنة للحريري مع وعد بالثقة في حال تم اكرام المعرابي بوزراء هو يختارهم بينه وبين الحريري دون ضجة اعلام... يعني تيتي تيتي ويا باطنية وتشاطر مكشوفين..!!

هذا أذا تشكلت الحكومة ولم يبقى الحريري رئيساً مكلفاً أشهروأشهر إلى أن يأتي الضوء الأخضر من طهران.

فمن المؤكد بأن المعرابي و100% لا يزال شريكاً وكامل الأوصاف في الصفقة الرئاسيةالخطيئة.. ومن أول كلن يعني كلن.

ورفضه الفج إلإعتراف بخطيئتي ورقة نوايا معراب التقاسمية، والصفقة الرئاسية وما تلاهما من صفقات سلطوية لا سيادية يبقيه حيث كان ولا يزال ..والباقي تمثيل وباطنية وتشاطر لن يحصد منهم غير الخيبات وكما دائماً.

بتبريره التشاطري عن انتخاب عون قبل أمس استعار المثل القائل:”جازي جوزتك حظ من وين بجبلك”؟

يعني مثله مثل الصهر والحريري ممتهن “اسقاط” وعم يلوم الغير على أفعاله.. وبالتالي يلي ما بيعترف بخطيئته الخطيئة هذه تهلكه.

كانوا بإيام التكاذب يخبرونا عن غرام وهيام سمير وسعد وفجأة تغير الحال وتغير المنوال!!

وغناني غنوا لغرام وهيام أوعا خيك وما زبطت الأمور…وتعرت مؤامرة التقاسم وانفخت الدف وتفرقوا الأحباب!!.

وفصل مسرحية غرام سمير وسعد القديم الجديد الذي رممه بالواسطة غطاس خوري لن يكون مصيره مختلفاً عن غرام أوعا خيك ومقولة سمير وسعد…”ما بيفرقون غير الموت”!!

في الخلاصة، الحريري من كلن يعني كلن، وجعجع من أولن.

.. وبس هيك.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/15 كانون الأول/2019

الحريري يحمي أكبر الفاسدين وممتهن تنازلات وتسويات وهو ليس فقط من كلن كلن بل أول كلن كلن. تكليفه هو خدمة لإحتلال حزب الله ولتأبيد وتشريع هذا الإحتلال الملالوي للبنان

 

اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/81472/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84/

الموت في مفهومنا الإنجيلي هو انتقال من الموت إلى الحياة وليس العكس.

واليوم ولد للبنان البشيرية واللبناناوية والرسالة سفيراً في السماء.

سفيراً حاملاً القضية اللبنانية الحضارية والإنسانية المتجزرة على الأرض في تراب وطن القداسة والقديسين والبررة.

قضية معمدة وموثقة ومؤكدة بشهادات ودماء الآلاف من الشهداء الذين برضا وفرح قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز المقدس ليبق حراً وسيداً ومنارة للمحبة والعطاء والعلم ولكل ما هو إيمان وإنسانية وعطاء ورسالة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة الترابية من عبده جوزيف أبو خليل لينتقل هذا اللبناناوي النقي والتقي والمؤمن من الموت إلى الحياة وليستقر في جنة الخلد إلى جانب البررة والأطهار.

جوزيف أبو خليل عاصر كمفكر ومثقف ومحلل وإعلامي وكاتب وسياسي كبار القادة اللبناناويين من مثل الشيخ بيار الجميل وولده الباش بشير، وأكمل في شيخوخته واجب العطاء كما في صباه ولم يستقيل أو يرتاح من واجباته الثقافية والوطنية واللبناناوية والإيمانية حتى أخر لحظة وآخر نفس هواء من عيشه على الأرض.

وككل بشري لن يأخذ جوزيف أبو خليل معه إلى العالم الآخر أي شيء ترابي. كل ما سيأخذه هذا اللبناناوي المؤمن معه هو زوادته الإيمانية وفقط هذه الزوادة.

اليوم روح جوزيف أبو خليل هي في حضرة الرب حيث سيقدم له ما في زوادته الإيمانية والوطنية من أعمال براحة ضمير وفرح. والرب سيبارك روحه ويقول لها أدخلي جنتي فأنت أُعطيتِ وزنات كثيرة واستثمرت فيها وجعلتي منها أضعافاً وأضعاف ما كانت.

نصلي من أجل راحة نفس هذا اللبناناوي المؤمن المنتقل من الموت إلى الحياة ونتقدم من ذويه وأحبائه ومن كل اللبناناويين في لبنان والمغتربات بأحر التعازي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة للصحافي والكاتب أسعد بشارة من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=atERyAfoHik

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=7XoIhNwewn4

 

فيديو مداخلة للمفكر الأسلامي سماحة السيد علي الأمين من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=Vt0dSmjcRqQ

 

فيديو مداخلة للباحث السياسي سعد كيوان من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=0y9T59AIie4

 

فيديو مداخلة للمحامي والناشط المدني جورج سلوان من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=A8eoCMvhbwY

 

فيديو مداخلة للامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=23To26WmlO0

 

فيديو مداخلة للأستاذ الدراسات الأسلامية الدكتور رضوان السيد من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=5eahkPk9_z0

 

اتفاق على ترشيح حسان دياب...

مواقع الأكترونية/الأربعاء 18 كانون الأول 2019

علمت الـLBCI أنّه حصل اتفاق بين حركة امل وحزب الله وتكتل لبنان القوي واللقاء التشاوري والتكتل الوطني على ترشيح حسان دياب من دون موافقة الحريري.

 

من هو الدكتور حسان دياب؟

مواقع الأكترونية/الأربعاء 18 كانون الأول 2019

هو وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي في 13 يونيو 2011.

دياب من مواليد بيروت 6 يناير 1959.

متزوج من نوار رضوان المولوي وله ثلاثة أولاد، بنت وولدان.

يحمل شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الاتصالات، وماجستير بامتياز في هندسة نظم الكومبيوتر، والدكتوراه في هندسة الكمبيوتر منذ العام 1985.

انضم إلى الجامعة الأمريكية في بيروت في 1985، وهو أستاذ مادة الهندسة الكهربائية

وهندسة الحاسبات في كلية الهندسة والعمارة.

لديه أكثر من 120 منشورا في مجلات علمية دولية ومؤتمرات.

شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة والرئيس المؤسس خلال 2004-2006 في جامعة ظفار في مسقط عمان.

وفي تشرين الأول العام 2006، عين في منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأميركية في بيروت.

#لبنان_ينتفض #تيار_الثورة

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/12/2019

وطنية/الأربعاء 18 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الساعة الاستشارات النيابية في موعدها غدا الا ان الحريري لن يكون مرشحا لتشكيل الحكومة.

فالرد الذي كان ينتظره الرئيس بري هذا المساء جاء باعلان الرئيس الحريري عدم ترشحه، الا انه أكد انه متوجه للمشاركة غدا في الاستشارات، مع اصراره على عدم تأجيلها بأي ذريعة.

بدوره الرئيس عون مصر على اجراء هذه الاستشارات وعدم الذهاب الى تأجيل ثالث، ‏وعلى قاعدة فليسم من يسمى لرئاسة الحكومة الجديدة.‏

مفاجأة الحريري اعادت خلط الاوراق، والسؤال المطروح ما هو سيناريو الغد؟ ومن هي الاسماء التي ستطرحها الكتل النيابية التي تعكف هذا المساء على مناقشة الاسم الذي ستسميه؟

وفيما يتم التداول باسماء نواف سلام وخالد قباني وبهية الحريري، اعلنت كتلة المستقبل انها تجتمع عند التاسعة والنصف صباحا لتحديد موقفها من التسمية، بينما ذكرت مصادر الثنائي الشيعي ان نواف سلام غير مقبول لديها لانه مقرب من الادارة الاميركية.

والسؤال الثاني، اذا ما تم التكليف غدا هل ستسهل عملية التأليف؟

في ظل هذه الاجواء، يصل مساعد وزير الخارجية الاميركية ‏دايفيد هيل الى بيروت مساء غد الخميس، تزامنا مع انتهاء الاستشارات ان بقيت في موعدها، وسيبدأ زيارته الرسمية الى بيروت من قصر ‏بعبدا بلقاء يعقده قبل ظهر الجمعة مع رئيس الجمهورية قبل ان يجول على المسؤولين.

ماليا، جمعية المصارف نفت الكلام عن اقفال المصارف والتوقف عن اجراء عمليات الدفع نقدا بالعملات الاجنبية بعد الاعياد، واكدت ان هذا الخبر غير صحيح، فيما قالت الهيئات الاقتصادية ان الوضع ليس ميؤوسا شرط الاسراع بتشكيل الحكومة.

ومع تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، أطلق رواد القطاع الصحي صرخة استغاثة لانقاذ القطاع الذي ‏يشهد حاليا كارثة بسبب عدم توفر الادوية ‏والمستلزمات الطبية. ‏محذرا من خطر كارثي محدق بالقطاع الصحي .‏

بداية، كيف بدا المشهد السياسي عشية الاستشارات، ومع اعلان الرئيس الحريري عزوفه عن الترشح?

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

ما لم يصدر بيان من بعبدا الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة قائمة في موعدها غدا فأي سيناريوهات ممكن ان تحمل؟... وماذا عن الخيارات البديلة بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عدم ترشحه لرئاسة الحكومة المقبلة او حتى تسمية شخصية يدعمها.

قرار الحريري جاء بعدما لمس ان المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميته هي مواقف غير قابلة للتبديل وهو أصر على عدم تأجيل الاستشارات باي ذريعة كانت معلنا أنه دعا كتلة المستقبل للاجتماع صباح الغد لتحديد الموقف من التسمية.

الوقت ضاغط على جميع الكتل البدائل المتاحة قد تكون محدودة والخيارات ستكون مفتوحة.

هذه التطورات إستبقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتأكيد ان تقديم التنازلات بات واجبا بعدما تحول الموضوع الحكومي إلى موضوع كياني وليس تأجيج الصراعات وتفخيخ الشوارع والساحات.

وإنطلاقا مما تقدم ناشد رئيس المجلس الجميع الإقلاع عن سياسية الهوبرة والمكابرة والإنكار والعمل بمسؤولية وطنية على نزع كل عوامل التعطيل.

ومن موقع الحريص على السلم الأهلي والعيش المشترك أكد الرئيس بري الإنتماء إلى المدرسة التي ترتكز على أن السنة والشيعة هما مذهبان لدين واحد، مشددا على ألا غطاء سياسيا أو تنظيميا على كل من يسيء إلى الوحدة والسلم الأهلي وإختصر كل الحكاية بقول واحد: نعطي أوامر بأن ننتحر ولا نعطي أوامر بالفتنة.

وعلى خط الوحدة إتصال بين الرئيس بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان شددا خلاله على ضرورة التنبه من الوقوع في فخ الفتنة المتنقلة وعلى وحدة المسلمين من ضمن الوحدة الوطنية.

واليوم عقدت قيادتا حركة أمل وحزب الله اجتماعا في بيروت طلبتا خلاله من القوى الأمنية اتخاذ الإجراءات المناسبة والحزم في مواجهة أحداث الشغب وكل انواع التعدي على الأملاك العامة والخاصة أو قطع الطرقات والإساءة للعابرين الآمنين.

وحذرت القيادتان من الدعوات المشبوهة التي تؤدي إلى استنفار شارع مقابل شارع وتهدف بوضوح إلى افتعال فتن متنقلة بين المناطق.

علي أي حال فإن الساعات القليلة الفاصلة عن موعد الاستشارات ستكون حاسمة وبحسب معلومات الـ NBN الكتل النيابية منشغلة حاليا بالبحث عن البديل بعد اعتذار الحريري كل هذا ولبنان يترقب زيارة هامة مساء غد للموفد الأميركي ديفيد هيل فهل يسمي رئيس حكومته قبل أن تطأ قدماه بيروت.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري، يبدو أن الثانية هي الثابتة.

فبعد بيان "ليس أنا بل أحد غيري" الشهير في 26 تشرين الثاني الماضي، والذي ذهب أدراج الرياح بفعل عودة رئيس تيار المستقبل إلى الترشيح بعد حرق ثلاثة أسماء، صدر اليوم عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال بيان ثان، جاء فيه: لما تبين لي رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين ان المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن انني لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة، وأنني متوجه غدا للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الاساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت.

على النقطة الأخيرة، علق وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي بالقول: عذرا دولة الرئيس... لا يعود لك ان تصر على اجراء الاستشارات وعلى عدم تأجيلها مهما كانت الذريعة، ذلك ان هذا الاختصاص، بحسب الدستور، هو حصرا لرئيس الجمهورية، وانت تشكو دوما من تجاوز مزعوم لصلاحيات رئيس الحكومة.

أما بالنسبة إلى مصير التكليف، فالاحتمالات المنطقية هي الآتية:

أولا: أن تؤجل الاستشارات النيابية المقررة غدا بقرار من رئيس الجمهورية إفساحا في المجال أمام مزيد من التشاور، في ضوء المعطى الجديد، المتمثل بخروج الرئيس الحريري من السباق، علما أن الاستشارات تبقى في موعدها حتى لحظة صدور بيان عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بالتأجيل مع تحديد موعد مقبل.

ثانيا: في حال بقاء الاستشارات في موعدها، تكثيف المشاورات في ساعات الليل والصباح، لمحاولة التفاهم مع الحريري على اسم بديل، لا يعود ويتخلى عنه مجددا في ربع الساعة الاخير.

ثالثا: في حال عدم التفاهم مع الحريري على اسم مشترك، او في حال قررت كتلة المستقبل في اجتماعها المحدد في بيت الوسط التاسعة والنصف من صباح الغد المشاركة في الاستشارات من دون تسمية، لا يبقى امام المعنيين سوى العمل لتأمين الدعم الكافي لمرشح ما، والسير بالتكليف مهما كلف الأمر، ذلك أن سائر الاحتمالات تكون قد استنفذت بالكامل منذ استقالة الحريري.

مهما يكن من أمر، إن غدا لناظره قريب، ومن يزعم من الآن أنه يملك الحقيقة كاملة عما ستؤول إليه الأمور، سيثبت سريعا أنه على خطأ، تماما كما أثبتت تطورات الساعات الاخيرة خطأ عدد كبير من المحللين والسياسيين والإعلاميين الذين توصلوا الى استنتاجات يمكن وصفها بالمتسرعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الاستشارات النيابية في موعدها كما أكدت مصادر بعبدا، والحريري خارج نادي المرشحين، كما أكد في بيان.

فماذا ستحمل الساعات المتبقية من المشاورات السياسية من سيناريوهات واسماء؟ مع تقلب البورصات بين اسماء مطروحة بجدية وأخرى مفروضة خارجيا، اضافة الى من يمني النفس او من يطرح للتشويش..

وان كان بيان الرئيس سعد الحريري قد اسقط خيارات وفعل اخرى، فان في طيات بيان الاعتذار عن الترشح لتشكيل الحكومة المقبلة، ما يؤكد عدم الرسو على بر سياسي، بعد أن عجز عن ايجاد اي من السلالم للنزول عن اعالي شجرته التكنوقراطية، ولم يفلح باستخدام تلك الفولاذية التي قدمها له الرئيس نبيه بري..

الحريري الذي سيتوجه غدا الى الاستشارات النيابية باسم لم يحسمه حتى اجتماع كتلته النيابية صباح الغد، اصر بعد طول تمن، على عدم تأجيل الاستشارات باي ذريعة كانت. والامل بالا تفرض الذرائع على اللبنانيين عبر ادوات معهودة واوراق ممجوجة سئموها على مدى اسابيع، وكادت ان ترمي البلاد في احضان المجهول ..

فالاستشارات النيابية مكانها الطبيعي عبر المؤسسات الدستورية وليس في تأجيج الصراعات وتفخيخ الشوارع والساحات، كما قال الرئيس نبيه بري، وعليه كانت دعوته الجميع الى الأقلاع عن سياسة الهوبرة والمكابرة والإنكار، والعمل بمسؤولية وطنية على نزع كل عوامل التعطيل، وعدم التقليل من خطورة الوضع اذا بقيت الامور على حالها..

الرئيس بري حذر من الواقع المرير والمشاهد المخيفة والشعارات المذهبية والمناطقية ومن المندسين والمتلاعبين بمصير الناس والوطن..

ومن هؤلاء، حذرت قيادتا حركة امل وحزب الله في بيروت اللتان اجتمعتا واجمعتا على ادانة واستنكار التعرض للمقامات الدينية والشخصيات الوطنية من اي جهة صدرت، ونبهتا من الايادي العابثة بالامن، والمحرضة على الفوضى، ومن مظاهر العنف الاستفزازية والدعوات المشبوهة التي تؤدي الى استنفار شارع مقابل شارع، مع دعوتهما جميع الافرقاء للتحلي بالوعي، والقوى الامنية بالحزم..

وحتى يحسم اللبنانيون امرهم، ويتمكنوا من ابعاد شر الخارج عنهم، فان ساعات الليل الطويل، مرهونة بما سيحمله صباح الاستشارات القريب، الى الآن ..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حسم الرئيس سعد الحريري قراره، وهو لن يكون مرشحا لتأليف الحكومة.

هذا الخبر على اهميته المدوية، اصبح من الماضي، لأن الأهم هو ما ستشهده الساعات المقبلة قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة غدا.

حتى الان، هذه الاستشارات قائمة، لأن المخرج من المأزق لن يأتي نتيجة تأجيلها للمرة الثالثة، وحتى الساعة، البلاد وسياسيوها امام سيناريوهات عدة:

-الاول: الذهاب الى الاستشارات بأكثر من مرشح، عملت كتل نيابية ومرشحون مستقلون على التسويق لاحدهم طوال النهار، هو نواف سلام، وهذا المرشح لن يقبل به حزب الله بأي شكل من الاشكال، لأن الحزب يعتبره مرشح واشنطن، في وقت علمت الـLBCI من مصادر مقربة من عين التينة، أن تسميته تكون مقبولة في حال اعلنها الرئيس الحريري نفسه: هذا السيناريو على دقته، يجعل توقيع رئيس الجمهورية على قرار التكليف ملزما كون الاستشارات ملزمة له بحد ذاتها.

-في مواجهة السيناريو الاول، سيناريو ثان يقضي بالعمل في ما تبقى من ساعات هذا الليل للوصول الى اسم مرشح ثان للتكليف، يكون مرشح تسوية، يتم التفاهم عليه، وبازار الاسماء فتح اعتبارا من العصر على مصراعيه.

-السيناريو الثالث، هو تسمية الرئيس سعد الحريري من اكثر من كتلة، فماذا يفعل الحريري حينها؟ المنطق يقول انه حتما سيرفض التسمية، وما جاء في البيان الذي اصدره عصرا واعلن فيه ان قراره بعدم الترشح لتشكيل الحكومة بناء على المواقف التي ظهرت في الايام الاخيرة من تسميته خير دليل على ذلك.

-اما السيناريو الرابع فهو تأجيل الاستشارات، مع سؤال اساسي: من يحمل مسؤولية التأجيل هذه المرة بعدما حمل الرئيس الحريري مسؤولية التأجيل الثاني؟

الساعات المقبلة حاسمة، والاولوية الآن الحاجة لرئيس مكلف، بعدما اعلن الرئيس نبيه بري اليوم ان موضوع تشكيل الحكومة بنيوي، فهل تمر الاستشارات غدا، ويصبح للبنان رئيس مكلف، قد يقبل التكليف او يرفضه لاحقا تحت ضغوط تأليف الحكومة، او يشهد الشارع في اللحظات الحاسمة المتبقية تطورات متسارعة تدفع في اتجاه التأجيل، في وقت ينفذ فيه الجيش اللبناني اجراءات استثنائية مشددة في كل لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

حسمها الرئيس الحريري : أنا المخلص لموقفي الذي أطلقته غداة استقالة الحكومة ، لن أقبل بأن أشكل إلا حكومة اختصاصيين حياديين كالتي تطالب بها الإنتفاضة.

الموقف الحريري الواضح، وضع حدا للتفسيرات والتأويلات المعاكسة التي رافقت انفتاحه على شركاء التسوية في الأيام الأخيرة، وقد قرن الحريري موقفه هذا بالتأكيد على ضرورة الإبقاء على الإستشارات في موعدها صباح غد الخميس، والتي سيشارك فيها ويسمي مرشحا سنيا، أم مرشحة غيره لتولي المهمة. الأمر الذي دفع الرئيس الحريري الى هذا الموقف العالي، أنه عاين ولمس تمسك الثنائي الشيعي بحكومة تكنوسياسية ستكون في المحصلة سياسو- سياسية خالصة، ستضع الحريري في مواجهة قاسية وغير متكافئة مع ناسه والإنتفاضة، كما لمس رفضا قاطعا من قبل التيار الحر ورئيس الجمهورية المشاركة في الحكومة الوليدة، في إشارة واضحة منهما الى رفضهما أن يتولى الحريري المنصب.

الدافع الثاني لتنحي الحريري، معرفته الأكيدة بأنه لن يتمكن داخليا من تسويق حكومة هجينة لدى المنتفضين، والأخطر، معرفته المطلقة باستحالة تسويق حكومة بمنسوب "حزب اللهي" مرتفع، لدى مجموعة دعم لبنان، بشقيها العربي والأجنبي .

والسؤال المطروح الآن : هل يبقي الرئيس عون على موعد الاستشارات؟

الجواب، لا بد سيأتي في الساعات المقبلة، علما أن رئيس الجمهورية والتيار الحر كانا ابلغا الوسطاء الذين اشتغلوا على خطي إقناع الحريري قبول التكليف، وإقناعهما بهذا التوجه، أبلغاهم بأنهما يؤيدان إجراء استشارات مفتوحة، وليربح فيها من تسميه اغلبية النواب.

وفي خضم التبدل المفاجىء الذي يسجل للحريري، لكنه يسجل أيضا للانتفاضة، سرى كلام بأن الرئيس الحريري لن يسمي أحدا، وإن فعل فهو يميل الى ريا الحسن. وهو يعرف أن الاسم قد لا يحظى بموافقة العهد والثنائي الشيعي، لكن أي اسم آخر يختارانه قد يفوز بالتكليف، لكنه سيكون مجردا من الغطاء السني السياسي والديني.

والأذن الآن على الشارع التي أكدت الوقائع منذ ثلاثة وستين يوما، أن الكلمة الفصل قبولا أم رفضا لأي شخصية مكلفة، تنطلق من حناجر ناسه المنتفضين والصدور.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

استشعر سعد الحريري خطر الغد فاعتذر اليوم متجنبا النوم على حرير بمعناه الصادر عن معجم هادي حبيش وفي بيان لا يوضح الأسباب الكاملة الموجبة للاعتذار عن التكليف، قال الرئيس المستقيل "إنه سعى جاهدا للوصول إلى تلبية مطالب اللبنانين واللبنانيات بحكومة اختصاصيين، لكن المواقف كانت غير قابلة للتبديل".

وأعلن الحريري أنه ذاهب للمشاركة في الاستشارات النيابية على أساس عدم تسميته لتأليف الحكومة، مع الإصرار على عدم تأجيل الاستشارات بأي ذريعة كانت، مشيرا الى أنه دعا كتلة المستقبل النيابية الى الاجتماع صباح الخميس لتحديد موقفها من مسألة التسمية.

وما وراء سطور البيان أن الحريري التمس تدبيرا سياسيا باجتهاد دستوري كان سيبعثر في الأصوات الواردة، علما أن الرئيس المستقيل كان سيرتضي بأكثرية هزيلة يجري تعويضها بثقة أكبر في مجلس النواب، وهو ما فعله الثنائي الشيعي في ساعات ما قبل الاعتذار، لكن مساعي حزب الله والرئيس نبيه بري اصطدمت بجداريات سياسية عازلة.. وانتهت إلى شعور تولد لدى الحريري بأن هناك كمينا يجري إعداده صباح الخميس.. وهو كان قد "كره" كل خميس، وبناء عليه قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال "بق البحصة" والانسحاب المبكر لتبدأ فور ذلك راجمات أسماء بالنزول إلى الميدان كان آخرها الرئيس تمام سلام.. وسبقها خالد قباني نواف سلام، بهية الحريري، ريا الحسن، وحسان دياب، وزير التربية الأسبق في حكومة ميقاتي، الذي اختتم وزارته بإصدار بيان بإنجازاته لكن على حساب وزارة التربية، لكن بعض هذه الشخصيات سوف يصطدم بحواجز سياسية على ضفاف رئيس الجمهورية وجبران باسيل وحزب الله، ما قد يدفع باتجاه توسيع الاقتراحات التي قد تشمل النائب عبد الرحيم مراد أو فؤاد مخزومي، وربما شخصيات أخرى وأبعد من الأسماء.

فإن حرب صلاحيات اندلعت هذا المساء بعيد رد الوزير سليم جريصاتي على الرئيس الحريري قائلا: مهلا يا شيخ سعد لا يعود لك أن تقرر في موعد الاستشارات النيابية فهذه الصلاحية محصورة بفخامة الرئيس الذي أكرمك مرتين بتأخيرها، معتبرا إياك كريما فلا تتمرد .. والسلام على من اتبع الهدى وهو كلام يعزز شكوك الحريري في وجود تدبير سياسي دستوري ربما كلف جريصاتي توليفه. ليكون الرئيس المستقيل بذلك قد سقط بضربة ثلاثية الرئيس ووزير الخارجية والقوات اللبنانية التي بررت سيدتها الأولى هذا المساء بأنها كانت وفية.

حسابات سياسية وتصفيات واتهامات عشية الاستشارات من دون أن يلتفت الجميع إلى شعب في الشارع .. إلى بلاد تنتظر المجاعة كما يروج السياسيون أنفسهم .. إلى" شحادة " لبنانية على أبواب المصارف تبادل اتهامات بمعزل عن مطالب الناس التي تجنبوها ليخبروها ماذا فعل هذا بذاك وكيف نصب هذا كيمنا لذاك.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 كانون الأول 2019

وطنية/الأربعاء 18 كانون الأول 2019

النهار

عشية إلغاء الاستشارات في قصر بعبدا حصل تشاور بين كتلة "الجمهورية القوية" وحزب وسطي بارز عُرضت خلاله كل السيناريوات والاحتمالات، مع ترك هامش الحرية لكل منهما في اتخاذ المناسب نظراً لدقة المرحلة وخصوصية كل منهما السياسية والشعبية.

يقول خبير عقاري ان الطلب على العقارات زاد في الفترة الاخيرة لكن اصحاب العقارات من غير الدائنين لا يرغبون في الحصول على شيكات لا يمكن التصرف بها او تحويلها الى الخارج الا بعض التجار الذين يرزحون تحت الديون.

يتردد ان اجتماعا للسفراء العرب في بيروت شهد تأييدا لعودة الحريري الى السرايا بحكومة ولو تكنوسياسية باستثناء سفير واحد رفض الامر.

الجمهورية

يؤكد أحد الطامحين لتكليفه مهمة تشكيل الحكومة الجديدة أنه يستعد لهذه المهمة قبل تأجيل الإستشارات الأخيرة وهو كان على علم بوجود سيناريو سيقود الى تأجيلها.

يستعد تجمُّع دبلوماسي غربي الى تسجيل موقف قاس من البطء في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

نفى أحد الدبلوماسيين العرب ما نسب اليه من مواقف تشجّع أطرافا لبنانيين على عرقلة مهمة تشكيل الحكومة وقال إننا نتتظر حكومة موثوقة لاستئناف المساعدات.

اللواء

باتت الأجواء أكثر مؤاتية لقبول فكرة "بدائل وزارية" على غير صعيد؟

تكاد الإتصالات تعود إلى نقطة الصفر بين تيّار فاعل وحزب يميني، على خلفية مشاورات التسمية لتأليف الحكومة..

تتسارع عمليات إفلاس شركات كبرى، على نحو دراماتيكي، وبعضه لا يتعلق بتطورات الأزمة..

نداء الوطن

لا تزال التحقيقات مستمرة في اختلاسات بلدية غزير وحجمها والتي ارتكبها ثلاثة جُباة عن طريق التلاعب بالإيصالات المستوفاة من المنازل والمؤسسات على مدى أعوام، علماً أنّ المختلسين الثلاثة متوارون منذ انكشاف أمرهم.

رغم الإعلان عن انتهاء أزمة المحروقات إلا أن المواطنين يشكون امتناع المحطات عن تزويدهم بالمازوت بحجة أنه "مقطوع"، فيما الحقيقة أن المحطات تمتنع عن تعبئة غالونات الفقراء وتؤمن المازوت لشركات التوزيع التي تبيعه بسعر أعلى.

تابعت بعثات ديبلوماسية غربية في بيروت بكثير من الاهتمام مسألة تعاطي القوى الأمنية والعسكرية الرسمية خلال الأيام الأخيرة مع المتظاهرين وأعدت تقارير مفصلة لعواصم دولها عن هذا الموضوع.

البناء

قال مصدر سياسي متابع لمفاوضات تسمية الرئيس المكلف المفترض إنّ الصفة التي يجري التركيز عليها في الاختيارات هي نظافة الكف والاستقامة، لافتاً إلى تكرار اسم الرئيس سليم الحص كمثال مطلوب في الشخصية التي يجب اختيارها، وقال المصدر يكفي حدوث هذا التطوّر في الوسط السياسي ليؤشر إلى مرحلة جديدة والى تأثير الحراك في تغيير المعايير.…

أشارت معلومات استخبارية تضمّنتها تقارير دبلوماسية غربية إلى صلة السعي الأميركي لتسريع ترسيم الحدود البحرية للبنان والحاجة لضمّ لبنان إلى أنبوب غاز ينقل الغاز من الأراضي المحتلة وقبرص إلى أوروبا كمنافس للغاز الروسي. والأنبوب لايصير اقتصادياً من دون شراكة لبنان، سواء لجهة كلفة النقل وتوزعها أو لجهة الكمية المطلوبة؛ وذلك بعد فشل الغاز الصخري الأميركي في تحقيق المنافسة.…

 

الحريري: لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة

وكالات/18 كانون الأول/2019

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي: منذ ان تقدمت باستقالتي قبل خمسين يوما تلبية لصرخة اللبنانيين واللبنانيات سعيت جاهدا للوصول الى تلبية مطلبهم بحكومة اختصاصيين رأيت انها الوحيدة القادرة على معالجة الازمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها بلدنا. ولما تبين لي انه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن انني لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة، وأنني متوجه غدا للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الاساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت. وقد دعوت كتلة المستقبل النيابية للاجتماع صباح الغد لتحديد موقفها من مسألة التسمية.

 

يان مشترك لحزب الله وأمل: نحذر من أعمال الشغب ومظاهر العنف

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

دانت قيادتا حركة "أمل" و"حزب الله" في بيروت "كل أنواع التعرّض للمقامات والرموز الدينية التاريخية والشخصيات الوطنية التي تشكل رمزية كبرى لدى اللبنانيين من أي جهة صدرت"، محذرين من "أعمال الشغب المتكررة ومظاهر العنف الإستفزازية والدعوات المشبوهة التي تؤدي إلى استنفار شارع مقابل شارع وتهدف بوضوح إلى إفتعال فتن متنقّلة بين المناطق. وننبّه من الأيدي العابثة بالأمن والمحرّضة على الفوضى لاسيما على مواقع التواصل الإجتماعي وندعو للتعقل وتقدير العواقب وضبط الخطابات سّيما من هم في موقع التوجيه أو القيادة". وفي بيان لها، دعت القيادتان جميع الفرقاء لا سيّما جمهور حركة أمل وحزب الله إلى "التحلي بالوعي الكافي وعدم الإنجرار خلف الشائعات وعدم ترويج ما يساعد على الفتنة بين أبناء البلد الواحد"، طالبين من القوى الأمنية "اتّخاذ الإجراءات المناسبة والحزم مقابل أحداث الشغب وكل أنواع التعدي على الأملاك العامة والخاصة أو قطع الطرقات والإساءة للعابرين الآمنين".

 

بعد إعلان الحريري عدم ترشحه.. 4 أسماء مطروحة لتأليف الحكومة

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

أوضحت معلومات قناة "الجديد" أنه بعد إعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عدم ترشحه لرئاسة الحكومة، انحصرت الأسماء المطروحة بين تمام سلام ونواف سلام ووالوزير السابق حسان دياب وخالد قباني.

 

هذه هي حقيقة فؤاد مخزومي

فارس خشان/تويتر/18 كانون الأول/2019

تسبّب فؤاد مخزومي بفضيحة للمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون،عندما تبيّن ان  مخزومي دفع له مالا حتى "يشتري"له نفوذا في روسيا. الآن،ثمة من يسوّق لهذا الشخص حتى يترأس الحكومة الجديدة. صدقا من أين تنبع معاييركم الانقاذية؟ التغيير ملح  وقاعدته الجودة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محكمة التمييز قررت إبقاء الفاخوري موقوفًا

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

صادقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، على قرار قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، القاضي برد طلب تخلية الموقوف عامر الفاخوري، المتهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي، واعتقال لبنانيين وتعذيبهم في سجن الخيام.

وقررت إبقاءه موقوفا، وذلك بعدما استأنف فريق الدفاع عن الفاخوري قرار رد تخلية سبيله.

  

إغلاق شوارع في بيروت بعوائق إسمنتية خوفاً من صدامات عشية الاستشارات النيابية الرامية إلى إنهاء الجمود في الوضع الحكومي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/18 كانون الأول/2019

أغلقت قوى الأمن بالعوائق الإسمنتية شوارع فرعية مؤدية إلى ساحات التظاهر الرئيسية في وسط بيروت، اليوم (الأربعاء)، بعد تكرار أعمال شغب وصدامات مع القوى الأمنية وتوتّرات مذهبية أنذرت بما هو أسوأ، على وقع حركة الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ شهرين. وتأتي هذه الإجراءات في ظل انقسام سياسي حاد، وعشية موعد استشارات يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، بعد تأجيل الموعد مرتين بسبب العجز عن التوافق على مرشح. ورصد مصور وكالة الصحافة الفرنسية عوائق إسمنتية مستطيلة موضوعة منذ الصباح على مداخل عدد من الطرق الفرعية التي تؤدي إلى ساحة رياض الصلح ومحيطها، وهي الطرق التي عادة ما يسلكها مناصرو «حزب الله» وحركة «أمل» للوصول إلى ساحات التظاهر والتصادم مع المتظاهرين أو مع القوى الأمنية، على غرار ما جرى ليلتي السبت والإثنين. وقال ضابط في وسط بيروت، لم يكشف اسمه، إن هذه الاجراءات ترمي إلى حماية ساحات التظاهر وضمان عدم تشتّت قوات الأمن إلى مجموعات في حال تجدد الصدامات، الأمر الذي يسمح لها بالسيطرة أكثر على الوضع الأمني. وحاول عشرات الشبان المناصرين لحزب الله وأمل الذين قدموا سيراً على الأقدام من منطقة الخندق الغميق المجاورة السبت دخول ساحة التظاهر، قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن التي رشقوها بالحجارة والمفرقعات النارية. وأعاد هؤلاء الكرّة ليل الإثنين، وتصادموا مع قوات الأمن والجيش على مدى ساعات، كما أحرقوا خيماً للمعتصمين وثلاث سيارات على الأقل كانت مركونة في وسط بيروت، احتجاجاً على تداول شريط فيديو لشاب متحدر من مدينة طرابلس الشمالية، يقيم خارج البلاد، تضمن إساءات إلى رموز للطائفة الشيعية. كما شهد وسط بيروت في عطلة نهاية الأسبوع مواجهات هي الأعنف بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد السلطة السياسية، حاولوا دخول شارع يؤدي الى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان. وأوقعت هذه الصدامات عشرات الإصابات في صفوف المدنيين والعسكريين، غالبيتها حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وجروح نتيجة الرشق بالحجارة. وتفادياً لمحاولات اقتحام جديدة، وضعت القوات الأمنية أمس الثلاثاء حاجزاً حديداً ثابتاً في الشارع. وبينما شهد وسط بيروت هدوءاً نسبياً ليل الثلاثاء، هاجم عشرات الشبان من مناصري حركة أمل خيماً للمعتصمين في قرية كفرمان المحاذية لمدينة النبطية جنوباً. كما أحرق مجهولون ليلاً شجرة ميلاد وضعها المتظاهرون في مدينة طرابلس شمالاً. وتزيد المواجهات الأخيرة تعقيدات الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، بينما تواجه القوى السياسية غداً الخميس امتحان تسمية رئيس جديد للحكومة. وبدا رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري المرشح الأوفر حظاً، قبل أن يطلب الإثنين من رئيس الجمهورية تأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة كونها ستؤدي إلى تسمية من دون مشاركة أي كتلة نيابية مسيحية مهمة فيها، بعد توجه الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين لعدم تسمية الحريري، الأمر الذي يُعتبر انتقاصاً من «ميثاقية» أي تركيبة حكومية، في بلد يرتكز الواقع السياسي فيه على التوازنات الطائفية الدقيقة.

 

ورقة موقف اقتصادية اجتماعية من منظمات وناشطين\ات حول ما آلت اليه الأمور في لبنان

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

بادرنا كمجموعة من المنظمات والأفراد بصياغة ورقة الموقف التالية تعبيراً عن موقفنا من ما آلت إليه الأمور في لبنان خلال ثورة الشعب في الأيام الأخيرة. إن ورقة الموقف التالية  تهدف الى توضيح الواقع ولا تدعي رفع أيّة مطالب لسلطة فاقدة للشرعية، كما أنها لا تدعي التعبير إلا عن آراء الجمعيات والأفراد الموقعين أدناه.  إن ثورة الشعب التي نشهدها اليوم  في معظم المناطق اللبنانية ما هي إلا نتيجة حتميّة تجاه السلطة السياسية الإقصائية، الفاسدة، غير الخاضعة للمساءلة، المتناحرة، والتابعة لقوى إقليمية ودولية مما أفقدها شرعيتها في تمثيل الشعب اللبناني. إن ثورة الشعب جاءت نتيجة تراكم سياسات اقتصادية واجتماعية غير عادلة وغير تضمينية وغير مستدامة مستخدمة لتسييس الهويّة ولتفكيك التضامن الاجتماعي وتهميش معظم شرائح المجتمع. هذه السياسات القائمة على رأسمالية المحاسيب واقتصاد الريع وإثارة العصبيات والتفريط بالصالح العام يستفيد منها أقليّة من أصحاب النفوذ الذين تتقاطع مصالحهم مع النظام الطائفي. هذا النظام الذي أدّى إلى أزمة تتضمّن كل عوامل الاستغلال وانتهاك الحقوق. بعد انتهاء الحرب الأهلية، وعوضاً عن المباشرة بورشة إعادة بناء للعقد الاجتماعي والمصالحة ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، قامت السلطات اللبنانية بطمس حقائق الحرب من خلال قانون عفو جائر ظلم الضحايا مرتين وساهم في تسهيل عملية القبض على الدولة من قبل أمراء الحرب أنفسهم الذين عمدوا إلى مأسسة ميليشاتهم بنقل أفرادها إلى أجهزة الدولة وتعزيز الانقسامات الطائفية والطبقية حتى يومنا هذا.

إضافةً، فإن تواطؤ وتقاطع المصالح بين نخبة من المتنفذين ورجال الأعمال ورجال الدولة ساهمت في بناء شبكة مصالح خاصّة على حساب الشعب مما أدّى إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بشكلٍ عام. هذا فضلاً عن السيطرة على موارد الدولة الأساسية لا سيّما من خلال سياسات الخصخصة والرأسمالية التي أدّت الى انهيار البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع اللبناني. إن ارتباط أصحاب القرار بالمصالح الخارجية، سياسياً واقتصادياً، أدّى إلى غياب السياسات ذات المرجعيّة الوطنية وتراكم انتهاكات حقوق الإنسان وتخليّ الدولة عن مسؤولياتها تجاه حقوق الشعب ومطالبه. من هنا، وفي هذه اللحظة التاريخيّة التي يشهدها لبنان، نكرر بشدة التزامنا بالمبادئ التالية:

لبنان هو دولة مدنية علمانيّة ديمقراطية تقوم على عقد اجتماعي وأسس المواطنة والعدالة الاجتماعيّة وتضمن الحريّات وحقوق الإنسان دون أي تمييز من خلال قانون مدني موّحد للأحوال الشخصيّة، والتحول نحو مؤسسات تضمينية تشاركية عادلة وفعالة ومساءلة، بالإضافة إلى ضمان حقوق اقتصادية إجتماعيّة وبيئّة وثقافيّة شاملة.  حماية وصون واحترام كرامة كل المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية من دون أي تمييز وخاصة من خلال أعطاء المرأة كامل حقوقها دون اجتزاء كالحق في إعطاء الجنسية والمساواة في الإرث.

 العمل على بناء سياسة اجتماعية تعزز التضامن والثقة ضمن المجتمع تتضمن تأمين حماية اجتماعية شاملة من صلبها التغطية الصحية الشاملة للجميع وضمان الشيخوخة وضمان الأمومة وضمان البطالة وضمان نهاية الخدمة.

بناء أسس الاقتصاد المنتج والتضامني وتطوير سياسات اقتصادية تعزّز الفعالية وتضمن تخفيف التفاوت والفقر وتحترم الاستدامة التنموّية البيئية. إعتماد نظام ضريبي تصاعدي عادل على مداخيل الأفراد والشركات والمصارف وتخفيض الضرائب غير المباشرة.  من هنا، نعيد ونؤكد دعمنا للثورة الشعبيّة المستمرة.

 

بري يحذّر من الشعارات المذهبية ويدعو الأجهزة لملاحقة "مثيري الفتنة"

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من 'المشاهد المخيفة والشعارات المذهبية والمناطقية ومن المندسين والمتابعين بمصير الناس والوطن'. وأكد أمام نواب الأربعاء ان 'السنة والشيعة هما مذهبان لدين واحد وان لا غطاء سياسيا او تنظيميا على كل من يسيء إلى الوحده والسلم الاهلي'.

وقال: 'اننا نعطي أوامر بان ننتحر ولا نعطي أوامر بالفتنة'. ودعا الاجهزة الامنية والقضائية لملاحقة 'مثيري الفتنة'، وشدد على أن 'مكان الاستشارات هو المؤسسات'، داعيا الجميع الى 'تقديم تنازلات'.

 

مروان حمادة يشن هجوما على باسيل... "عنصريته وحقده"

مواقع ألكترونية/18 كانون الأول/2019

ادلى النائب مروان حماده بالآتي:

لم يتعظ وزير الخارجية السابق جبران باسيل بنصائح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا اللبنانيين إلى التعقل وتصويب إدارة بلادهم تفادياً للحاق بالفلسطينيين والسوريين إلى اللجوء والنزوح بالآلاف والملايين.

وها هو يستغل ساعاته الأخيرة في تصريف الأعمال ليعبّر مجدداً عن عنصريته وحقده على من لجأ ونزح إلى لبنان وذلك في مؤتمرات لم يعد له فيها مكانة أو تقدير. فكان الاحرى به أن يوفر على خزينتنا تكاليف سفرته الخاطفة، وعلى لبنان كلفة السمعة السيئة التي يوزعها، ليمحو رسالة البلد المنفتح انسانياً دائماً ومنذ مئات السنين لموجات اللجوء في بيئته الحرة والمتسامحة.

 

صيدا: الثوار يضيئون شجرة الميلاد

المدن/18 كانون الأول/2019

توهجت ساحة "إيليا" في صيدا بشجرة الميلاد، التي تمت إضاءتها ليل الأربعاء بالأضواء وتزيينها بالأعلام اللبنانية، إلى جانب مطالب الثوار بمبادرة من مجموعة "أنا مستقل"، تحت عنوان "إيد بإيد .. تنعلق مطالبنا عاشجرة العيد". فقد قام عشرات المواطنين الذين احتشدوا في الساحة بتعليق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، وأمانيهم بأن يحمل العيد معه الأمل والخير والأمان، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني وشبابه. ومن بين المطالب التي رفعت على شجرة الميلاد "حكومة تكنوقراط من خارج السلطة، تأمين فرص العمل للشباب، تشجيع رواد الأعمال، تفعيل دور ديوان المحاسبة، ضمان الشيخوخة، التقشف في المصاريف الإدارية، عدم استغلال الأملاك العامة .." وغيرها من المطالب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يرفض الاعتراف بالابادة الجماعية للارمن... بعد تهديد من اردوغان/يتحدى قرارا مدعوما من الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ

كريس ميندوك/انيبندت عربية/18 كانون الأول/2019

رفضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراراً صادراً عن مجلس الشيوخ يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، بعد يومٍ واحد من تهديد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بالردّ عِبْرَ الاعتراف بمسألة قتل الأميركيّين الأصليّين في الولايات المتّحدة على يد الأوروبيّين الذي هاجروا إلى أميركا.

واعترضت وزارة الخارجية الأميركية على الإجراء الذي أقدم عليه مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء الماضي، عندما أكّدت ناطقة بإسمها أن الموقف الرسمي في هذا الشأن لم يتغيّر. وذكرت المتحدّثة مورغان أورتيغوس في تصريح لها إن "موقف الإدارة لم يتغّير. وتتجسّد وجهات نظرنا في البيان النهائي للرئيس الأميركي في شأن تلك القضية، الصادر في إبريل (نيسان) الماضي".

وفي الأسبوع الماضي، أصدر مجلس الشيوخ الأميركي قراراً بالإجماع، يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن واعتبر الأمر مسألة تتعلّق بالسياسة الخارجية للبلاد، وذلك في مظهر نادر للتوافق بين الحزبين "الجمهوري" والديموقراطي" في ما يتعلّق بقضية مثيرة جدّاً للخلاف، على الرغم من الاعتراضات التي أبدتها إدارة الرئيس دونالد ترمب. ويعتبر ذلك المرّة الأولى التي يحدّد فيها الكونغرس الأميركي رسمياً أعمال القتل التي وقعت في 1915 وحصدت ما يُقدّر بنحو مليون ونصف المليون أرمني على يد الأمبراطورية العثمانية، بأنها "إبادة جماعية". واعتبر السيناتور روبرت مينينديز "الديموقراطي" عن ولاية نيوجيرزي، الذي شارك في رعاية التشريع إلى جانب السيناتور "الجمهوري" عن ولاية تكساس تيد كروز، في خطاب طغت عليه لحظات عاطفية قبل إقرار التشريع، أن "التغاضي عن المعاناة الإنسانية ليس من القيم التي نمثلها كأمّة.... نحن أفضل من ذلك، وسياستنا الخارجية يجب أن تعكس دائماً هذا المنحى".

ويأتي تصويت مجلس الشيوخ الأميركي بعد موافقة مجلس النوّاب على الإجراء نفسه الشهر الماضي، في تصويتٍ تزامن مع اجتماع دونالد ترمب مع الرئيس التركي إردوغان في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وقد هدّد إردوغان على أثر تصويت مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، بالاعتراف بقضية قتل أميركيّين أصليّين في أميركا على يد المستوطنين الأوروبيّين، أثناء دخولهم إلى جميع أنحاء البلاد وتهجير جميع سكّانها وقتلهم. وقال إردوغان في مقابلة مع قناة "إي هابر" الإخبارية الموالية للحكومة التركية إنه "يجب أن نواجه الولايات المتحدة بقراراتٍ مماثلة في البرلمان. وهذا ما سنفعله". وأضاف متسائلاً، "هل يمكن أن نتحدّث عن أميركا من دون ذكر الأميركيّين الأصليّين؟ إنها لحظةٌ مخزية في تاريخ الولايات المتّحدة".

وفي السياق نفسه، أعادت وزارة الخارجية الأميركية التذكير بتعليقات الرئيس ترمب في الرابع والعشرين من إبريل (نيسان) الماضي، التي صدرت عنه في "الذكرى العالمية لضحايا الأرمن". وقد اعترف ترمب في تصريحاته بأن أكثر من مليون ونصف مليون أرمني "جرى ترحيلهم أو ذبحهم أو سيقوا إلى حتفهم" تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. ولم يصف ترمب الأحداث بأنها إبادة جماعية. وفيما اعترف سلفه الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان مرشّحاً لرئاسة في العام 2008 بأن تلك الأحداث كانت إبادة جماعية، إلا أن إدارته [اوباما] عادت وأكّدت في وقتٍ لاحق لحكومة أنقرة أنها لا تؤيّد قراراً رسمياً يعترف بتلك الجرائم بوصفها إبادة جماعية.© The Independent

 

بيلوسي: ترمب خالف الدستور ولم يترك لنا خياراً سوى مساءلته

الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

بدأ مجلس النواب الأميركي مداولات اليوم (الأربعاء)، قبل تصويت تاريخي على بندي اتهام لمساءلة الرئيس دونالد ترمب الذي سيصبح ثالث رئيس للولايات المتحدة يتعرض للمساءلة من أجل العزل. وقالت رئيس المجلس، نانسي بيلوسي، خلال الجلسة، إن ترمب «خالف الدستور وهذه حقيقة لا يخالطها شك»، وأنه «لم يترك لنا أي خيار سوى إطلاق إجراءات عزله».  وأضافت أن الرئيس الأميركي «استغل سلطته للحصول على منفعة سياسية شخصية على حساب الأمن القومي الأميركي»، مشيرة إلى أنه «شرع في حملة لم يسبق لها مثيل من التحدي والعرقلة (لعمل الكونجرس) بعد اكتشاف مخالفاته»

ويتوقع أن تستمر المناقشات نحو ست ساعات في المجلس الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، على أن تنتهي بتبني اتهامين يستهدفان الرئيس الجمهوري هما استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وبينما أكد ترمب في تغريدات أنه لم يرتكب «أي خطأ»، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي «محبط» من إجراءات التحقيق بالقصير ضده. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، الأربعاء، في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية: «إنه محبط، كما يتضح من الرسالة بالأمس»، في إشارة إلى خطاب مؤلف من ست صفحات أرسله ترمب إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، والتي اتهم فيها معارضيه بشن حرب علنية والسعي للإطاحة بالديمقراطية. وتابعت غريشام «أساساً هو لم يرتكب أي خطأ». وأصرت على أنه ظل «يركز» على وظيفته كرئيس. وكان ترمب قد غرد على «تويتر» قائلا: «هل يمكنكم تصديق أنه سيتم عزلي اليوم من قبل اليسار الراديكالي، الديمقراطيون الذين لا يقومون بشيء، بينما لم أرتكب أي خطأ! إنه أمر فظيع». وأضاف ترمب في تغريدة أخرى: «لقد أرادوا فقط النيل من الرئيس، لم تكن لديهم نية لإجراء تحقيق مناسب، ولم يتمكنوا من العثور على أي جرائم، لذلك قاموا بإساءة الاستخدام للسلطة والكونغرس، وهذا ما فعلته كل إدارة منذ البداية».

 

إردوغان وبوتين يجريان مباحثات حول ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اتصالاً هاتفياً، أمس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الثاني في أقل من أسبوع، وذلك لبحث التطورات في ليبيا. وقالت مصادر رئاسة تركية، إن الاتصال، الذي جرى أمس (الثلاثاء)، تركز على التطورات في ليبيا، إلى جانب الوضع في سوريا والعلاقات بين البلدين.

ومن المقرر أن يزور بوتين، تركيا، في الثامن من يناير (كانون الثاني) المقبل، وستتطرق مباحثاته مع إردوغان إلى الشأن الليبي. في السياق ذاته، أعلن حزب «الحركة القومية» التركي دعمه للحكومة في إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، لدعم حكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج.

وقال رئيس الحزب، المتحالف مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، دولت بهشلي، إنه سيدعم الحكومة حال قررت إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، إذا اقتضت الضرورة ذلك. يأتي ذلك، وسط تقارير حول استعدادات تركية مكثفة لإرسال قوات وجنود وأسلحة إلى طرابلس، والتحرك لإقامة قاعدة عسكرية هناك، على غرار القاعدة العسكرية في قطر، وذلك بموجب مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الأمني والعسكري الموقعة بين تركيا وحكومة السراج في إسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي أقرتها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، أول من أمس، انتظاراً لمصادقة البرلمان عليها.

في الوقت ذاته، قال أحد مستشاري رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الرئيس رجب طيب إردوغان، إن ليبيا «باتت تحت مسؤولية تركيا»، بموجب مذكرة التفاهم التي وقعت مع السراج، مبرزاً أن «حكومة (الوفاق) هي الممثل الشرعي للشعب الليبي. أما البقية فلا يمثلون الدولة الليبية، ومن يعترف بهم يرتكب جريمة، ونحن الآن في مقام معرفة من هو على الحق ومن هو على الباطل». وأضاف موضحاً: «تركيا لا يهمها شيء، بل تبحث عن مصالحها ومصالح حلفائها، وحكومة طرابلس هي المعترف بها دولياً».

 

ما هو «قانون قيصر» الذي صادق عليه الكونغرس لمعاقبة بشار الأسد؟ والعقوبات ستفرض على مسؤولين إيرانيين وروس ممن يدعمون النظام السوري

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

أقرّ الكونغرس الأميركي بمجلسيه مشروع تمويل موازنة الدفاع لعام 2020، وحظي المشروع بـ89 صوتاً لصالحه في مجلس الشيوخ، مقابل ثمانية أصوات معارضة.

وبلغت الموازنة الدفاعية للعام المقبل 738 مليار دولار، لتسجل بذلك زيادة تبلغ 22 مليار دولار عن موازنة العام الماضي. وشملت الموازنة ملفات عدة تتعلق بالسياسات الأميركية تجاه دول المنطقة، أبرزها قانون قيصر الذي حاول داعموه تمريره منذ عام 2016. ويفرض قانون قيصر عقوبات جديدة على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وحلفائه، وقد تم الاتفاق على إدراج المشروع في موازنة الدفاع للعام المقبل تفاديا لأي تأخير جديد قد يعرقل تمريره كما جرى في السابق. وتنص الصيغة النهائية لمشروع قيصر على فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد ومختلف أطياف النظام السوري من وزراء ونواب وغيرهم، إضافة إلى الأفراد والشركات الذين يمولون الرئيس السوري أو يقدمون المساعدة له. كما يفرض المشروع عقوبات على المصانع السورية، خاصة تلك المتعلقة بالبنى التحتية والصيانة العسكرية وقطاع الطاقة. ويذكر المشروع روسيا وإيران بشكل مستمر، ويلوح بفرض عقوبات عليهما مرتبطة بدعمها للنظام السوري. وينص بشكل واضح على أن العقوبات ستفرض كذلك على مسؤولين إيرانيين وروس ممن يدعمون النظام. كما يعطي المشروع الصلاحية لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لدعم المنظمات التي تجمع الأدلة ضد الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في سوريا منذ عام 2011 وحتى اليوم بهدف ملاحقتهم قضائياً.

المشروع يطلب من الرئيس الأميركي تزويد الكونغرس بأسماء الأشخاص الذين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان أو تواطؤوا مع المرتكبين. وتمت إضافة بند أخير على المشروع، يقضي بأن تقدم الإدارة الأميركية للكونغرس تقارير دورية تعرض خيارات عسكرية لحماية المدنيين في سوريا. المشروع يفرض كذلك عقوبات على كل من يتعامل مع الحكومة السورية أو يمولها، وتشمل هذه العقوبات مصرف سوريا المركزي. ويوجه المشروع وزارة الخارجية لفرض عقوبات جديدة في حال رأت أن المصرف يجري عمليات غسل أموال مثيرة للقلق، بحسب نص المشروع. العقوبات الواردة في المشروع تنطبق كذلك على الأفراد الأجانب الذين يدعمون النظام السوري ماديا، وتتضمن العقوبات تجميد الأصول المالية ومنع هؤلاء الأشخاص من الدخول إلى الولايات المتحدة، وإلغاء تأشيرات سفرهم. وتنطبق هذه العقوبات كذلك على من يزود الخطوط الجوية السورية بقطع غيار وصيانة، ومن يشارك في مشاريع إعادة الإعمار التي تديرها الحكومة السورية وكل من يدعم قطاع الطاقة في سوريا. ويستثني المشروع المنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدات في سوريا. ورغم اللهجة القاسية للمشروع، فإنه يترك الطريق مفتوحاً للحل الدبلوماسي، فهو يسمح للرئيس الأميركي برفع هذه العقوبات في حال لمس جدية في التفاوض من قبل النظام السوري بشرط وقف الدعم العسكري الروسي والإيراني للأسد. كما يمكن للرئيس رفع العقوبات لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

 

«هيومان رايتس» تتهم إسرائيل و«فيسبوك» بحرمان الفلسطينيين من حرية التعبير

تل أبيب - لندن/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

في تقرير حاد لها، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، إسرائيل ومحاكمها العسكرية، بقمع حريات عدة أجيال من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، كذريعة للحد من الانتقاد الشرعي للاحتلال الإسرائيلي. وقالت إن هذا القمع خلال سنين طويلة، يحظى بتوسيع جديد لدى سلطة الاحتلال، إذ باتوا يحاربون النشاط الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي. كما يسلط التقرير الضوء على اتجاه جديد لـ«فيسبوك» الذي يحارب النشاط الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في التقرير أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي حرم أجيالاً من الفلسطينيين في الضفة الغربية من حقوقهم المدنية الأساسية، بما في ذلك الحق في حرية التجمع والتعبير، بشكل منتظم بالاعتماد على الأوامر العسكرية الصادرة في الأيام الأولى للاحتلال. وهو يعتمد على أوامر عسكرية تسمح له بقمع الاحتجاجات السلمية أو إنشاء مناطق عسكرية مغلقة لسحق المظاهرات الفلسطينية السلمية في الضفة الغربية واحتجاز المشاركين». وقالت «هيومان رايتس ووتش» إن على إسرائيل أن تمنح الفلسطينيين في الضفة الغربية حماية لحقوق مساوية على الأقل لتلك التي تمنحها للإسرائيليين. وبينت أن قانون الاحتلال يسمح للمحتلين بتقييد بعض الحقوق المدنية في الأيام الأولى للاحتلال بناء على مبررات أمنية محدودة، لكن القيود الشاملة غير مبررة وغير قانونية بعد خمسة عقود. وأكدت في تقريرها: «يتطلب القانون الدولي الذي يحكم إسرائيل كقوة احتلال إعادة (الحياة العامة) للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال. ويزداد هذا الالتزام في ظل احتلال مطوّل حسبما قالت (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) والمحكمة العليا الإسرائيلية، وكما اعترفت حكومة الاحتلال نفسها». وقالت إن «احتياجات الفلسطينيين ازدادت على مر العقود بينما لم تفعل إسرائيل ما يُذكَر لتطوير استجابات مصممة بشكل أكثر اتساقاً لمواجهة التهديدات الأمنية التي تقلل من القيود على الحقوق».

يسلط التقرير الضوء أيضاً على توجه «فيسبوك» لمحاربة النشاط الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي. مثلاً، في بداية 2018، زعمت النيابة العسكرية في لائحة اتهام موجهة إلى الناشطة ناريمان التميمي أنها «حاولت التأثير على رأي الجمهور في المنطقة بشكل يمسّ سلامة الجمهور أو النظام العام، ودعت إلى العنف»، وذلك على خلفية نقل مباشر بثته على صفحتها على «فيسبوك» لمواجهة بين ابنتها عهد التميمي (16 عاماً آنذاك) وجنود إسرائيليين في باحة منزلها في ديسمبر (كانون الأول) 2017. تضمنت اللائحة سلسلة من التهم بموجب الأمر العسكري رقم 1651 بالاعتماد بشكل أساسي على البث المباشر، بما في ذلك «التحريض»، مشيرة إلى أن الفيديو «شاهده آلاف المستخدمين، وشاركه العشرات منهم، وتلقى عشرات الردود وعشرات الإعجابات». وقد راجعت هيومان رايتس ووتش، بحسب تقريرها المنشور على صفحتها، الفيديو وملف القضية، ولم تجد في كل منهما أي دعوة من ناريمان إلى العنف. قالت ناريمان لـ«هيومان رايتس ووتش» إنها اعترفت بذنب التحريض وبتهمتين أخريين - «المساعدة في الاعتداء على جندي» و«التدخل في عمل جندي» - «لتجنب عقوبة أطول في حال أدانها النظام القضائي العسكري، الذي لا يضمن للفلسطينيين محاكمات عادلة. بالاستناد إلى الاتفاق التفاوضي لتخفيف العقوبة، أمضت ناريمان ثمانية أشهر في السجن».

 

عباس: لا انتخابات من دون القدس... ونرفض كياناً في غزة وضغط أممي وأوروبي على إسرائيل من أجل السماح بها

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية يجب أن تجري في كل من القدس وغزة والضفة الغربية.

وأضاف عباس في مستهل كلمته في اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أمس: «اتخذنا قراراً بعقدها في أقرب فرصة ممكنة، وبدأنا المساعي والإجراءات من أجل الوصول إليها من خلال لجنة الانتخابات التي بدأت مساعيها مع الفصائل، لتحقيق هذا الهدف».

وتابع: «قام رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر بالاتصال بالقوى كافة، وأبلغنا أن كل القوى بما فيها حركة (حماس) قد وافقت على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وبقي أن نصل إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية لعقد الانتخابات في القدس، كما جرى في عام 1996، وفي عامي 2005 و2006، وأرسلنا رسالة رسمية للحكومة الإسرائيلية، وأبلغنا جميع الأصدقاء، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي بأن يتكلموا مع إسرائيل من أجل هذا الموضوع، وإلى الآن لم يأتِ جواب من الحكومة الإسرائيلية. نحن يهمنا جداً أن نجري الانتخابات لأننا نريد أن نستكمل مؤسساتنا التشريعية بكل ما أوتينا من قوة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تجري في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ونحن بانتظار هذه الموافقة، وسنعمل جهدنا لنصل إلى هذه النتيجة، ويجب أن نستعد لهذه الانتخابات التي تهم حركتنا». ويؤكد كلام عباس حول إجراء الانتخابات في القدس ما ذهب إليه مسؤولون فلسطينيون أنها لن تجرى من دون القدس. ولم يصدر عباس مرسوماً رئاسياً حتى الآن بانتظار الموقف الإسرائيلي من هذا الموضوع، وهي نقطة محل خلاف مع «حماس». وهاجمت «حماس» عدم إصدار عباس مرسوماً رئاسياً، وقالت إن ربطه المرسوم بموضوع القدس يعني أنه قد لا يأتي. وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» إن «قرار الرئيس عباس تأجيل المرسوم الرئاسي انتظاراً للموقف (الإسرائيلي) من الانتخابات في القدس، يعني عملياً أن هذا المرسوم قد لا يأتي أبداً». ورد حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» على تصريحات أبو مرزوق، بقوله إن «موضوع إجراء الانتخابات داخل القدس الشرقية ترشحاً وتصويتاً غير خاضع للمناورة والتكتيك وهو موضوع استراتيجي». وأضاف: «نقولها علناً: لا انتخابات من دون القدس». وهاجم وزير شؤون القدس فادي الهدمي، ما قال إنه «موقف حركة (حماس) باستثناء مدينة القدس من الانتخابات»، قائلاً إن ذلك يأتي «تطبيقاً لما يسمى (صفقة القرن)، وتماشياً مع الهجمة الأميركية - الإسرائيلية على المدينة والقضية الفلسطينية». وأضاف: «القيادة الفلسطينية لن تقبل إجراء أي انتخابات من دون القدس، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». وتضغط «حماس» من أجل إصدار عباس مرسوم الانتخابات بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي، وقال مسؤولون في الحركة في القدس إنه يمكن إيجاد الآليات لتجاوز الرفض الإسرائيلي. لكن السلطة تصر على أن ينتخب المقدسيون في مكاتب البريد في القدس كما جرى في المرات السابقة. وتضغط الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على إسرائيل من أجل السماح لإجرائها في القدس. وبدأ وفد من الأمم المتحدة برئاسة ريتشارد جي، مسؤول قسم الشؤون السياسية والانتخابية في المقر العام للأمم المتحدة، وعضوية ميكائيل بوركة مسؤول الشؤون الانتخابية في مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط لعملية السلام، زيارة للأراضي الفلسطينية.

والتقى الوفد بمسؤولين فلسطينيين وبلجنة الانتخابات المركزية. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، المفوض العام للعلاقات الدولية روحي فتوح، للوفد إن «الانتخابات لن تعقد دون مشاركة أهل القدس». وطلب من الأمم المتحدة والعالم الضغط على إسرائيل بالسماح بإجراء الانتخابات العامة في القدس وتوفير كل وسائل الدعم لإجرائها. وأكد فتوح أن تعطيل الانتخابات سواء في القدس أو قطاع غزة أو الضفة الغربية ستؤدي إلى تعليق العملية الانتخابية. وأشار الوفد إلى أهمية إجراء الانتخابات الفلسطينية وتعهد بتوفير كل وسائل الدعم للعملية الانتخابية.

وتناقش المؤسسة الأمنية الإسرائيلية موضوع الانتخابات. وقالت مصادر إن المؤسسة تدرس في إذا كان بالإمكان السماح للسلطة الفلسطينية بتنظيم انتخابات في القدس الشرقية. وتقدر المؤسسة الأمنية أن الأسباب التي قد تحول دون السماح للسلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات في القدس الشرقية، مهمة، لأن الانتخابات ستمثل «انتهاكاً للسيادة الإسرائيلية»، وأيضاً «منح الضوء الأخضر لحركة (حماس) في المدينة لبث دعايتها الانتخابية واحتمال تعزيز مكانتها في مثل هذه الانتخابات». أما المبررات التي تدفع نحو السماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات، فهي أن «خطوة كهذه ستحدث ردود فعل إيجابية تجاه إسرائيل في الرأي العام الدولي، ولن تبدو إسرائيل كمن تمنع عملية ديمقراطية لدى السلطة الفلسطينية، كما أنه من المحتمل أن تتعزز مكانة السلطة الفلسطينية في مثل هذه الانتخابات». ويفترض أن يحسم المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر هذا الجدل في إسرائيل عبر قرار نهائي في جلسة مرتقبة. وتحدث عباس أمس حول قضايا أخرى. وقال إنه يأمل أن تنجح الانتخابات لإسرائيلية الجديدة، و«تأتي بوجوه تؤمن بالسلام وتقبل السلام معنا». وحول العلاقة مع أميركا، أكد عباس أن موقفه حيال «صفقة العصر» ما زال كما هو، مضيفاً: «نحن نرفض الصفقة سواء ما طرح منها أو لم يطرح إلى الآن، ونعرف أن الذي لم يطرح قد يكون أسوأ مما طرح، ولكن مع ذلك نقول إن موقفنا من (صفقة العصر) ثابت». وأضاف: «هناك قضية جديدة وهي قضية المستشفى الذي قررت أميركا أن تبنيه في غزة، وهو سيتبعه مطار وميناء، علماً بأنه كان لدينا مطار وميناء، دمرتهما إسرائيل، عندما يبحثون عن المستشفى والميناء والمطار، فإنهم يستكملون (صفقة العصر) من أجل فصل غزة عن الضفة الغربية، وإقامة كيان لا ندري ما هو، يريدون إقامة كيان في غزة، ومن هنا هذه الأمور التي يعملون على تحقيقها من ميناء ومطار وغيرها، تصب في هذه الخانة».

 

خطة روسية للحد من النفوذ الإيراني في سورية وأميركا تعود إلى ست قواعد

دمشق – وكالات/18 كانون الأول/2019

 كشفت مصادر في المعارضة السورية أمس، أن روسيا تسعى إلى فرض شخصيات عسكرية في مدينة درعا وأريافها على غرار تلك التي قادت “المصالحات” مع قوات النظام، وذلك بعد تردي الأوضاع في المحافظة، التي يسيطر عليها النظام. وقالت المصادر إن “موسكو تهدف بهذه الطريقة للحد من النفوذ الإيراني في عموم درعا، والتخلص من بعض المعارضين المسلحين، الذين رفضوا عقد المصالحات مع النظام”. وأضافت إنه منذ “المصالحة” التي شملت معظم أرياف درعا، قتل معظم القادة المعارضين الذين ساهموا في تلك “التسويات”، مشيرة إلى مقتل نحو 26 شخصاً في ظروف غامضة.

وأوضحت أن “هذه المصالحات ساهمت بفرض ميليشيا حزب الله سيطرتها بقوة في مدينة درعا وأريافها وصولاً لحدود مدينتي السويداء والقنيطرة”، مشيرة إلى أن “ازدياد نفوذ هذه الميليشيا في درعا يأتي نتيجة غياب ولاء مطلق لروسيا”. وأشارت إلى أن “الروس يختلفون كثيراً مع الميليشيات المحسوبة على إيران والمتواجدة في المحافظة إلى جانب عناصر حزب الله”، موضحة أن روسيا تسعى إلى إعادة تشكيل قوات معارضة في درعا حالياً، لإحداث توازن مع التواجد الإيراني في تلك المناطق، وذلك بالتعاون مع المستشارين الأميركيين في قاعدة التنف. وفي سياق آخر، كشف قائد مركز المصالحة الروسي في سورية اللواء يوري بورينكوف أمس، أن المعارضة تخطط لشن هجوم على مواقع قوات النظام السوري وروسي، مشيراً إلى “مقتل ثلاثة جنود سوريين وإصابة 20 في صد هجمات لإرهابيين في إدلب”. من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف أمس، أن بلاده لا تسعى إلى زيادة قواتها في سورية.

وأكد أن موسكو نفذت التزاماتها الخاصة بإخراج عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية من منطقة الحدود السورية – التركية. من جانبها، أعلنت هيئة التنسيق المشتركة الروسية – السورية أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تواصل تضليل المجتمع الدولي بشأن الوضع في سورية، ما يعيق عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم. على صعيد آخر، كشفت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أمس، أن القوات الأميركية عادت إلى ست قواعد عسكرية في سورية بعد أن كانت قد انسحبت من 16 قاعدة وحاجزاً مع التوغل التركي. وذكرت أن “الجيش الأميركي يعزز تواجده حالياً في شمال شرق سوري، قرب الحدود مع تركيا والعراق، وفي مناطق حقول النفط”. وأفادت بأن “الجيش الأميركي ينتشر في خمس قواعد وحواجز طرق في محافظة الحسكة، بالإضافة إلى ذلك، ينشئ الأميركيون حاجزين آخرين في القحطانية في الحسكة وفي منطقة سكنية في القامشلي”. وأضافت إن “الجيش الأميركي ينتشر حالياً في 11 قاعدة وحواجز طرق في سورية، خمس منها في الحسكة، وأربع في دير الزور واثنتان في الرقة، وفي محافظة دير الزور، يبني الجيش الأميركي نقطتي تفتيش”. من ناحية ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن عناصر تنظيم “داعش” نفذوا هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في بادية دير الزور شرق البلاد، وحققوا تقدماً ميدانياً.

وذكر أن عناصر التنظيم هاجموا المواقع في بادية الشولا جنوب مدينة ديرالزور، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ترافقت مع قصف متبادل، مشيراً إلى أن التنظيم سيطر على مناطق واسعة هناك.

 

“العصائب” تعد قوائم “موت” لاستهداف الناشطين داخل العراق وخارجه/اعتقال 8 ضالعين بأحداث الوثبة... والإفراج عن 2700 متظاهر... والبرلمان أجل تصويته على "الانتخابات"

بغداد – وكالات/18 كانون الأول/2019

 فيما يشبه “قوائم الموت”، أعدت ميليشيات “عصائب أهل الحق”، بزعامة قيس الخزعلي، قوائم بأسماء الصحافيين والناشطين، الذين دعموا التظاهرات في العراق تمهيدا لاستهدافهم، حيث قالت مصادر، إن “القوائم تضم أسماء نحو 700 شخص داخل وخارج العراق”، مؤكدة أن جميعهم باتت حياتهم مهددة بالخطر.

من جانبها، زعمت “العصائب” عدم مسؤوليتها عن هذه الوثائق، وأشارت إلى أنها “مزورة للأسباب التالية، أولاً الشعار المستخدم هو قديم، ثانياً التوقيع لمسؤول المكتب التنظيمي يختلف عن التوقيع في وثيقة أخرى، ثالثاً نمط وثيقة الأمانة العامة يختلف عن الوثيقة المزورة، والتي هي مشابهة لنمط المكتب التنظيمي”.

في غضون ذلك، أقدم مسلحون مجهولون ليل أول من أمس، على اغتيال أستاذ اللغة الإنكليزية المتقاعد رائد جابر أمام منزله في ناحية مندلي بمحافظة ديالى، في استمرار لمسلسل قتل الناشطين. وكان زعيم “التيار الصدري، مقتدى الصدر دعا في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، إلى إيقاف الاغتيالات في العراق والمحافظة على سلمية التظاهرات. وقال “اوقفوا الاغتيالات، وان المجرب لا يجرب وحافظوا على السلمية”، فيما خاطب القوات الأمنية بأن “حماية العراق واجبكم”. من ناحية ثانية، أجل البرلمان العراقي أمس، تصويته لساعات عدة على قانون انتخابات مجلس النواب، الذي اعتمد نظام الدوائر الانتخابية المتعددة والترشيح الفردي بنسبة مئة في المئة للفائز الأعلى أصواتاً، مع الإبقاء موقتاً على العدد الحالي لأعضاء البرلمان (329 نائباً)، لحين إجراء تعداد سكاني جديد وتدقيق إحصاءات وزارة التخطيط.

على صعيد آخر، عاود المحتجون أمس، التظاهر وقطع الطرق المؤدية إلى الحقول النفطية في محافظة البصرة، للمطالبة بتوفير فرص للعمل. وقال شهود عيان، إن المئات من المتظاهرين انطلقوا صوب الطرق المؤدية إلى حقول الرميلة وارطاوي ومجنون وغرب القرنة، ونظموا اعتصاماً ومنعوا السيارات التي تقل الموظفين من الدخول إلى الحقول، وسط مطالبات بحل أزمة البطالة وتشغيل العاطلين عن العمل من أبناء المناطق التي تقع فيها الحقول النفطية. وأضافوا إن القوات الأمنية أحاطت بالمتظاهرين، وطلبت منهم أن تكون التظاهرات سلمية، إلى جانب عدم الاعتداء على الموظفين وحراس المنشآت النفطية.

وفي سياق آخر، أعلن مجلس القضاء الأعلى أمس، الإفراج عن 2700 من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات أخيراً، مضيفاً إنه ما يزال 107 موقوفين جار التحقيق معهم عن الجرائم المنسوبة لهم ‏وفق القانون.

من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية ياسين الياسري، اعتقال ثمانية أشخاص ارتكبوا انتهاكات ساحة الخلاني وساحة الوثبة، بينهم امرأة. وأشار إلى تشكيل لجان تحقيق بشأن الانتهاكات التي حصلت أخيراً، ومنها ما حصل في ساحتي الخلاني والوثبة، مضيفاً إنه تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين خلية الأزمة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والاتفاق على عقد مؤتمر وطني، يضم ممثلي العشائر والمتظاهرين والقوات الأمنية لغرض تهدئة الأوضاع وحماية المتظاهرين السلميين. إلى ذلك، كشف نائب أمس، عن اجتماع يعقده 150 من أعضاء البرلمان لرفض أي مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة تقدمه الأحزاب، مشيراً إلى أن النواب سيبعثون بمجموعة أسماء لشخصيات مستقلة كمرشحين للمنصب إلى رئيس الجمهورية برهم صالح. من جهته، أكد مصدر سياسي، أن صالح لا يريد استلام صلاحيات رئيس الحكومة في فترة الفراغ الدستوري. وقال إن “صالح يسعى حالياً إلى تقديم مرشحين لرئاسة الحكومة من خلال المشاورات مع قادة الكتل السياسية، مضيفاً إنه “حتى لو دخل العراق في فراغ دستوري، فإنه لن يستلم صلاحيات رئيس الحكومة”. وكان رئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي أعلن ليل أول من أمس، أن حكومته ستستمر بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. وقال إنه “لا يمكن تصور وجود فراغ إداري أو سياسي أو أمني أو حكومي، والشيء المفرح بأن هناك سياقات لتشكيل الحكومة الجديدة وتمكينها خلال 30 يوماً لاختيار مجلس الوزراء، والتشاور مستمر مع رئيس الجمهورية بهذا الشأن”. وأضاف إن “رسالة مجلس النواب إلى رئيس الجمهورية تفتح الطريق الصحيح لاختيار رئيس الوزراء الذي قد يكون خلال الأيام أو الساعات المقبلة”. وأكد أنه “إذا ما رشح رئيس وزراء وتمكن من تشكيل حكومته، سنساعده في كل ما نستطيع سواء بالاستماع للجمهور أو الانسجام مع السياقات القانونية، وسنساعد الحكومة المقبلة والموازنة جاهزة وستسلم إلى الحكومة الجديدة لتقديمها بشكل مباشر”. إلى ذلك، نفى قائد عمليات نينوى نومان الزوبعي أمس، محاصرة تنظيم “داعش” لمدنيين جنوب الموصل، مؤكداً أن الحدود مع سورية مؤمنة بشكل كامل. وفي سياق آخر، أعلنت الشرطة الاتحادية أمس، إتلاف 13 صاروخاً في منطقة خط اللاين – سامراء بمحافظة صلاح الدين.

 

واشنطن تتجه إلى خفض عدد ديبلوماسييها لدى بغداد بشكل كبير

واشنطن – وكالات/18 كانون الأول/2019

 تعتزم وزارة الخارجية الأميركية، تقليص عدد موظفيها في العراق بشكل كبير، وفقاً لمذكرة أرسلت إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وذكرت شبكة “سي أن أن” الإخبارية أمس، أن الوثيقة المؤرخة في السادس من ديسمبر الجاري، والتي أرسلها مساعد وزيرة الشؤون التشريعية ماري إليزابيث تايلور، إلى رئيس اللجنة جيم ريش، تحدد الخطوط العريضة لخطط خفض مستويات التوظيف في البعثة الأميركية بالعراق بنسبة 28 في المئة بحلول نهاية مايو العام 2020. وأضافت ان الإدارة تقوم حالياً بالتأكد من أن أي تخفيض لعدد الموظفين سيسمح للبعثة في العراق بأن تواصل تحقيق أهدافها الأساسية، وتقوم برصد ومراقبة كافية للبرامج، مشيرة إلى أن هذه المهام من قبل موظفين في العراق ستستمر، وفي بعض الحالات من قبل موظفين موجودين في “وظائف أخرى”.

 

“النزاهة” تأمر باعتقال مدير بنك لصرفه 60 مليون دولار دون ضمانات

بغداد – وكالات/18 كانون الأول/2019

 أعلنت هيئة النزاهة العراقية أمس، صدور أمر قبض بحق مدير عام المصرف العراقي للتجارة السابق، على خلفية صرف 60 مليون دولار، من دون ضمانات كافية. وذكرت الهيئة في بيان، أن “محكمة جنايات النجف المختصة بالنظر بقضايا النزاهة أصدرت أمر القبض بحق المدير العام السابق للمصرف العراقي للتجارة، عن القضية الخاصة بقيام فرع المصرف في محافظة أربيل، بمنح تسهيلات مصرفية إلى إحدى الشركات من دون ضمانات كافية”. وأفادت بأن التسهيلات المصرفية البالغة 60 مليون دولار منحت بموافقة الإدارة العامة للمصرف في بغداد، لإحدى الشركات، لإنشاء معمل إسمنت في محافظة النجف من دون ضمانات كافية.

 

أميركا تنقل دفعة من أسر “داعش” من مخيم “الهول” بسورية إلى العراق

دمشق – وكالات/18 كانون الأول/2019

 نقلت القوات الأميركية أمس، دفعات جديدة من عائلات عناصر تنظيم “داعش” من مخيم الهول في ريف الحسكة بسورية إلى العراق. وذكرت وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، أن القوات الأميركية نقلت نحو 200 فرد من عائلات “داعش” من مخيم الهول إلى الأراضي العراقية.

وكانت الإدارة الكردية لمخيم الهول بمحافظة الحسكة، كشفت مطلع ديسمبر الجاري، عزمها الإفراج عن دفعة جديدة من 200 من عناصر وأطفال ونساء مسلحي “داعش”. وقال مسؤول مخيمات شمال شرق سورية شيخموس أحمد، إن “نحو 200 محتجز سيتم إخراجهم من المخيم”، موضحاً أن من بين المفرج عنهم “15 عنصراً من داعش ممن لم تثبت عليهم أي جرائم”. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن مخيم الهول يضم 73 ألف شخص.

 

“الباسيج” يعيد نشر قواته لقمع الاحتجاجات ويستحدث وحدات نسائية والنواب الإيرانيون طالبوا باعتذار علني عن "سفك دماء المتظاهرين"

طهران، عواصم – وكالات/18 كانون الأول/2019

 أعلن قائد ميليشيات “الباسيج”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، غلام رضا سليماني، أن قواته ستنتشر في الأحياء في مختلف المدن، لمراقبة الوضع عقب الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد الشهر الماضي، والتي قمعت بعنف دموي غير مسبوق. وأكد سليماني أن الانتشار سيكون في الأحياء والمناطق وفي محاور مساجد كل منطقة، بالإضافة إلى إعادة تجهيز مقرات “الباسيج”، مضيفا أنه “تم إنشاء وحدات باسيج نسائية، وكذلك تم تدشين جامعة الباسيج”. من جانبهم، انتقد ثلاثة نواب إصلاحيين بشدة كبار المسؤولين في البلاد، بما في ذلك رئيس وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، لقيامهم “بسفك دماء الشباب”، ووصف الاحتجاجات بأنها “مؤامرات الأعداء”. وانتقد النائب الإصلاحي غلام رضا حيدري، إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين مباشرة و”قتل الأبرياء”، قائلا إنه “لو لم يكن المتظاهرون الذين قتلوا أبرياء، لما أمر المرشد بدفع الدية لعائلاتهم”، ومعتبرا أن “الرئيس حسن روحاني وبتنفيذه خطة زيادة سعر البنزين، أحرق نفسه ووجه ضربة قاصمة للقاعدة الاجتماعية”. من جانبه، قال النائب قاسم ميرزائي نكو، إنه “للأسف، كان سفك دماء الشباب بسبب الحماقة”، متسائلا: “ما الذي سينتج عن إراقة دماء المتظاهرين؟”. أما النائب محمود صادقي، فهاجم السلطات بقسوة لأنها وصفت المتظاهرين بأنهم “عملاء لدول أجنبية”، و”الدعاء بالنصر ضدهم كما لو كانوا أعداء”، مطالبا روحاني بتقديم اعتذار علني للأمة، مضيفاً أن “بعض السلطات تدعي أن هذه الأحداث المريرة كانت فرصة لتحييد خطط الأعداء وقرعوا طبول النصر”.  وتساءل: “هل يمكن التنصل بسهولة من سفك دماء الأبرياء، من خلال الادعاء بأن 85 في المئة من القتلى لم يشاركوا في الاحتجاجات، وقتلوا بأسلحة نارية غير حكومية؟”. من جهته، تعهد الاتحاد الدولي للصحافيين، تقديم الدعم الكامل للصحافيين الإيرانيين والدفاع عنهم، والعمل مع المؤسسات التي يتبعون لها لحمايتهم والحفاظ على حريتهم في الإبلاغ.

وذكر أن “قوات الأمن والقضاء في إيران جددا الضغط والتهديدات، على الصحافيين الذين يعملون مع وسائل الإعلام الدولية خارج إيران”. في المقابل، نفى المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية بشأن عدد قتلى الاحتجاجات، معتبرا “هذه الأعداد مجرد مزاعم لا أساس لها”. على صعيد متصل، ذكرت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الأميركية، أنه عندما فرضت السلطات الإيرانية أخيرا تعتيما “شبه كليًا” على الإنترنت نحو أسبوع، للمساعدة في قمع الاحتجاجات الضخمة في الشوارع، اندفع عشرات من خبراء الأمن التكنولوجي في الولايات المتحدة وبينهم الخبير نيما فاطمي، للعمل وإيجاد حل للالتفاف حول الرقابة الإيرانية، مضيفة أنه على الرغم من العمل المتواصل على مدار الساعة، لم يتمكن فاطمي ونحو عشرين من زملائه من التحايل على الرقابة، وذلك للمرة الأولى. وأضافت أن تداعيات التعتيم الأخير الذي فرضته السلطات الإيرانية كانت كبيرة، موضحة أن الأمر لم يقتصر على التصدي لحشود المتظاهرين والحد من تدفق المعلومات حول الاضطرابات الدموية التي اجتاحت البلاد والتي تعد الأسوأ منذ أربعة عقود، لكنه تسبب أيضا في تعليق صفقات تجارية وضياع أجور الآلاف من الأشخاص. في غضون ذلك، زعم الرئيس حسن روحاني أن الوضع في بلاده تحسن كثيرا عن العام الماضي، في مواجهة العقوبات والضغوط الاقتصادية، قائلا في ماليزيا: إن “إيران على استعداد لحل مشكلات المنطقة والعالم عن طريق الحوار وبناء علاقات طيبة مع الدول الأخرى”، مضيفا أن “المشكلة هي لدى الطرف المقابل”. من جانبه، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، استمرار بلاده في خفض تعهداتها النووية، اذا استمرت اوروبا في “عدم تنفيذ التزاماتها”، معربا خلال لقائه نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف بطهران، عن تقديره لمواقف روسيا بمواجهة الاجراءات الاميركية، ودعم قرار طهران خفض التزاماتها النووية. إلى ذلك، أعلن مسؤولون كوريون جنوبيون، بأن سول تدرس خيارات متعلقة بالدور الذي يمكن أن تلعبه للمساهمة في حماية مضيق هرمز، من بينها إرسال قوات، حيث ذكرت وزارة الدفاع في سول أن الولايات المتحدة طالبتها مرات عدة بالانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده لحماية المياه في الخليج.

 

نائب جمهوري يدعو إلى تحرك أميركي لردع عدوان إيران

واشنطن – وكالات/18 كانون الأول/2019

 حذر العضو الجمهوري البارز وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي النائب ماك ثورنبيري، من احتمالات أن تقوم إيران بشن هجمات ضد المزيد من الأهداف الغربية في الشرق الأوسط قريباً، مؤكدا ضرورة قيام الولايات المتحدة بإجراءات رادعة. وقال ثورنبيري في لقاء مع برنامج “صانعي الأخبار” على قناة “C-SPAN”: “أتوقع أن تقوم إيران بمزيد من الإجراءات الاستفزازية في الأسابيع المقبلة”، مشيرا إلى أن النظام الإيراني واجه تظاهرات لمدة شهر، قُتل فيها مئات الإيرانيين، وتنبأ بأن نظام طهران سيقوم بشن “هجمات في محاولة لإيجاد عدو خارجي”. واستند إلى واقعة أن إيران لم تقم بالرد على هجوم على إحدى ناقلاتها النفطية في أكتوبر، للتدليل على صحة توقعاته بأن هناك هجمات إيرانية قادمة، قائلا: “أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك ردع لإيران، وإلا ستظل أكثر عدوانية”.

 

عراقية تقص شعرها احتجاجاً على ثقافة الموت والتخريب

بغداد – وكالات/18 كانون الأول/2019

احتجاجاً على عمليات الموت المستمرة التي تطال الكثير من ناشطي الاحتجاج العراقي، حاولت الناشطة شذى جمعة، لفت أنظار الرأي العام بقص شعرها. وأقدمت جمعة (55 عاماً)، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الإعلام، على قص شعرها وسط ساحة التحرير ببغداد، للتعبير عن حالة الانكسار والحزن الشديد تجاه ما حصل من قتل وترويع المحتجين من قبل جهات مجهولة، تسمى بـ”الطرف الثالث”، في إشارة إلى الجماعات المرتبطة بإيران. وقالت إن “المأساة العراقية الحالية تؤكد أن الفاعل في السلطة لا يريد الاستقرار الحقيقي لهذه البلاد المجروحة منذ أمد بعيد”، متسائلة: “إلى متى يبقى هذا الدمار الإنساني في العراق؟ لماذا لا يتم استئصال ثقافة الموت والتخريب والانحدار؟”. وتعليقاً على حضورها الفاعل في التظاهرات، أشار إلى مشاركتها الدائمة “في كل تظاهرة تناكف سلوكيات السلطة الفاسدة،اسيما أن تلك السلوكيات أخذت الكثير من حياتنا كعراقيين، أخذت السعادة والاستقرار والأمان، ونخشى أن تأخذ المستقبل الذي نقاتل من أجله”.

 

رفض إسلامي رسمي وشعبي واسع لـ”قمة الضرار” في كوالامبور

العثيمين: شقٌّ للصف الإسلامي... وسطام بن خالد: تبدَّدت أحلام الصغار... ومحللون: فشلت قبل أن تبدأ

مهاتير محمد تجاوز السعودية ومصر ودعا أردوغان وروحاني وتميم و”حماس” واعترف: ماليزيا صغيرة

الرياض، عواصم – وكالات/18 كانون الأول/2019

تصاعدت الشكوك وتواصل الجدل بشأن القمة الإسلامية المصغرة، التي دعا إلى عقدها رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد في كوالالمبور أمس ولمدة ثلاثة أيام، فيما أكد مراقبون أن القمة التي أطلقوا عليها “قمة الضرار”، كانت تحمل بذور “فشلها قبل أن تبدأ”!.

وقوبلت دعوة مهاتير محمد برفض عريض في الشارع الإسلامي الرسمي والشعبي، وموجة من الجدل والشكوك، خشية أن تقود مثل هذه القمة إلى شق الصف الإسلامي، وإنشاء تكتل إسلامي جديد من دون دور فاعل للسعودية، التي قادت العمل الإسلامي المشترك وأسست له منذ نحو 60 عامًا.

ووجّهت الدعوة إلى تركيا وإيران وقطر وباكستان التي اعتذر رئيس وزرائها، وحركة “حماس” وعدد آخر من الدول الإسلامية وبعض الشخصيات الفكرية، بينما تجاوز مهاتير محمد في دعوته السعودية ومصر وعدد مهم من الدول الإسلامية، ذات العضوية في منظمة التعاون الإسلامي.

وبعد اعتذار رئيس وزراء باكستان عمران خان علانية عن الحضور، والخشية من قيام تكتل بديل من منظمة التعاون الإسلامي، أصدر مكتب رئيس الوزراء الماليزي بيانا يزعم أن القمة “لا تهدف إلى إنشاء كتلة إسلامية جديدة، كما أشار بعض منتقديها”.

كما زعم البيان أن “القمة ليست منبرًا لمناقشة أمور تتعلق بالدين الإسلامي، وإنما عُقدت خصيصًا لمعالجة حال الأمة المسلمة”، لافتًا إلى أن “القمة تحاول إطلاق نهج جديد في تعاون الأمة الإسلامية”.

من جهته، قال مهاتير محمد، إن بلاده لا تقصد عقد قمة كوالالمبور، لتولي دور منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا أنه أوضح ذلك في مكالمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ونقلت وكالة الأنباء الماليزية الرسمية عن مهاتير القول، في تعقيب على المكالمة المرئية مع الملك سلمان: “من الأفضل أن تستمر السعودية لعب دورها.. إن ماليزيا صغيرة للغاية لتتكلف الدور المعني.. القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية”.

وأضاف قائلًا: “إن الملك سلمان يفكر أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، بدلًا من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة.. إذا نظمت السعودية أية قمة لمناقشة الأمر نفسه، فنحن على استعداد للحضور”.

وعن اعتذار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن حضور القمة، قال مهاتير محمد: “هذا اختياره. لا يمكننا إكراهه، ولا إكراه في الإسلام. لا يستطيع حضور هذه القمة، وربما لديه مشاكل أخرى”، معربًا عن “اعتقاده بأن لدى نظيره الباكستاني عمران خان أسبابه الخاصة لعدم تمكنه من حضور قمة كوالالمبور 2019”. في غضون ذلك، تعرضت قمة كوالامبور لانتقادات من قبل مسؤولين رفيعين في السعودية والإمارات والبحرين، حيث اعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، إن الدعوة لعقد أي لقاءات أو قمم إسلامية خارج المنظمة، تشكل حادثة غير مسبوقة، مضيفا أنه ليس من مصلحة الأمة الإسلامية عقد القمم واللقاءات خارج إطار المنظمة، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات متعددة. وأكد أن قيام عضو بعقد اجتماعات تخص العالم الإسلامي خارج إطار المنظمة، شق للتضامن الإسلامي وتغريد خارج السرب، وتابع قائلا إن “أي إضعاف لمنصة منظمة التعاون الإسلامي هو إضعاف للإسلام والمسلمين”. ووصف منظمة التعاون الإسلامي، بأنها “الصوت الجامع والمنصة الكبيرة التي تجمع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه”، مشيرا إلى أن المنظمة أنشأت “للتعبير عن قضايا وهموم العالم الإسلامي، وهي المنصة التي أنشأتها 57 دولة”.

من جانبهم، وتحت هشتاغ “قمة الضرار”، نشر المسؤولون على حساباتهم في “تويتر” تغريدات، تحدثوا فيها عن فشل الاجتماع بسبب غياب السعودية عنه. وأشار وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي” تويتر”، إلى “تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أهمية العمل المشترك ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي، بعكس من حاول السيطرة عليها وحين فشل يحاول تدميرها وشق صفها الآن”. وتابع متسائلا: “أي قمة حضورها هو الأهم لمصلحة شعوبنا؟، قمة مجلس التعاون في الرياض أم قمة مصغرة في أقصى الأرض؟”.

من جانبه، غرّد الأمير السعودي سطام بن خالد، بأنه في قمة كوالالمبور “تبددت أحلام الصغار”، مشددا على أن أي قمة لا تتصدرها السعودية “تفشل قبل أن تبدأ”. ولفت الأمير السعودي إلى اعتذار رئيس وزراء باكستان عمران خان، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن المشاركة في القمة، التي قال إنها “فشل معها المخطط القطري والتركي لمحاولة التقليل من دور السعودية، التي تعتبر الداعم للقضايا الإسلامية”. بدوره، قال نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان عبر “تويتر”، إنه أبدى قبيل الإعلان عن قمة ماليزيا قناعته، بأن “قمة إسلامية بدون المملكة (السعودية) بلا قمة”، مضيفا أن “الاعتذارات المتوالية” أكدت صحة هذا الموقف.

 

مصر وبريطانيا و”الأوروبي” ترفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي وأردوغان صعّد سقف تهديداته... والجيش الوطني يقترب من قلب طرابلس

طرابلس، عواصم- وكالات/18 كانون الأول/2019

بينما صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من سقف تهديداته بغزو ليبيا عسكريا، تحت غطاء الاتفاق البحري والأمني مع حكومة الوفاق التي تسيطر ميليشياتها على طرابلس، ومناطق أخرى في ليبيا، اقترب الجيش الوطني من قلب العاصمة طرابلس، بينما كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن توافق مصري- بريطاني على “تقويض التدخلات الخارجية، والحد من تداعياتها السلبية على القضية الليبية”. وكان أردوغان أعلن، أمس، ان وفدا تركيا سيزور روسيا قريبا لبحث قضايا إقليمية، “من أهمها إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، وآخر تطورات الملف السوري”، مشيرا الى أن “بلاده ستعمل على تسريع التعاون مع ليبيا”، مؤكدا استعداد أنقرة لمساعدة حكومة الوفاق، “في أي لحظة إذا اقتضى الأمر”. من جانبه، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تم خلاله التباحث في عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في ليبيا، حيث تمّ التوافق على تكثيف الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يحقق الاستقرار والأمن ويكافح الجماعات الإرهابية، ويستعيد مفهوم الدولة الوطنية، وكذلك العمل علي تقويض التدخلات الخارجية، والحد من تداعياتها السلبية علي القضية الليبية. ووجهت مصر رسالة لمجلس الأمن الدولي تعترض فيها على الاتفاقية التركية مع “الوفاق”، واصفة الاتفاقية بانها باطلة وغير صالحة، مطالبة بعدم تسجيلهما لدى المنظمة الدولية. من جانبه، أكد المتحدث باسم مفوضية الشؤون الخارجية الأوروبية بيتر ستايو، أن الاتحاد الأوروبي لا يرحب بأية تدخلات خارجية في ليبيا، لأن الحل يجب أن يكون سياسيا من الأطراف الليبية الداخلية. بدوره، وصل وزير الخارجية الإيطالي إلى مقر قيادة الجيش الوطني الليبي في بنغازي، لإجراء محادثات مع المسؤولين العسكريين وفي مقدمتهم قائد الجيش خليفة حفتر، وذلك بعد محادثات أجراها في طرابلس مع أعضاء حكومة الوفاق. من جهته، أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أن الاتفاق بين السراج وأردوغان يضر دول المنطقة بما فيها تركيا التي قامت بعزل نفسها، مشيرا إلى أن بلاده لا تعتزم التصعيد ضد تركيا التي دعاها لاحترام القوانين الدولية. عسكريا، دخلت المعارك في طرابلس مرحلة جديدة على محاور الاشتباك، حيث انتقلت إلى المواجهة المباشرة بين قوات الجيش الليبي وميليشيات حكومة الوفاق. وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي خالد المحجوب، وصول القوات المسلحة الليبية إلى مرحلة متقدمة داخل العاصمة خلال الساعات الأخيرة، وانتقلت من مرحلة المحاور إلى الجبهة الواحدة، من أجل “القضاء على ما تبقى من ميليشيات في العاصمة”. وأوضح أن “القوات تقترب من قلب العاصمة، وتفرض سيطرتها على المداخل، وتضيق الخناق على المليشيات، بما يقضي عليهم دون إحداث خسائر مدنية”. وفي ظل الاشتباكات، يترقب الجميع مواقف القبائل الليبية، التي تمثل أهمية كبرى في ليبيا بسبب قدرتها الكبيرة على المساندة بما تملكه من سلاح وأفراد ومساندة اجتماعية، ففي الوقت الذي وقفت فيه القبائل في الشرق الليبي مع الجيش، أيدت فيه القبائل الموجودة بمصراته والزاوية وبعض المدن الغربية حكومة الوفاق.

 

وثيقة تكشف فضيحة عسكرية تركية

أثينا – وكالات/18 كانون الأول/2019

 كشفت وثيقة مسربة في اليونان، عن فضيحة عسكرية تركية بشأن الطائرات المسيرة من طراز “بيرقدار”، التي اشترتها قطر، وتنشرها أنقرة حالياً في ليبيا. وذكر موقع “بتيسيدياستيما” الإخباري اليوناني، المعروف بقربه من المراجع العسكرية والأمنية في أثينا، أن الطائرات التي تنتجها شركة مملوكة لصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلجوق بيرقدار، ضعيفة الأداء وكثيرة الأعطال وأدت أحياناً إلى تأجيل هجمات مهمة للجيش التركي، خصوصاً في سورية. وأضاف أن مصدر الوثيقة جنود أتراك فروا إلى اليونان أثناء وبعد الانقلاب الفاشل في تركيا منتصف يوليو العام 2016. وأشار إلى أن الوثيقة تتناول أحد الأعطال التي هذه الطائرات المسيرة، وأن إحدى العمليات العسكرية الحساسة تأخرت بسبب هذا، خصوصاً عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في سورية، مضيفاً ان الوثيقة المؤرخة في 14 يوليو العام 2016، أي قبل يوم واحد فقط من المحاولة الانقلابية، تفيد بأن المراسلات مع الجهات المختصة بالصيانة انتهت إلى أن بعض الأعطال لا يمكن إصلاحها قبل مرور 45 يوماً، وأن “طائرات بيرقدار تتعطل كثيراً، وحتى عندما تجرى صيانة لها تتعطل من جديد”. من ناحية ثانية، أعلنت تركيا أول من أمس، أن إقرار الكونغرس الأميركي رفع الحظر المفروض منذ عقود على تزويد قبرص بالأسلحة “يفتح الطريق لتصعيد خطير”. وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أن “محاولات رفع حظر السلاح الأميركي المفروض على جزيرة قبرص جزئياً، لن يتمخض عنها سوى تعطيل جهود إيجاد حل في الجزيرة، وفتح الطريق لتصعيد خطير فيها”. وأضافت إنه “لا يمكن للغة التهديد إطلاقاً أن تثني تركيا عن عزمها في اتخاذ التدابير الضرورية لضمان أمنها القومي، ونذكر مرة أخرى، بأنه لا يساور أحد الشك بأن تركيا ستتخذ التدابير اللازمة حيال الخطوات المتخذة ضدها”. من جانبه، قال أردوغان إن بلاده سترسل المزيد من الطائرات المسيرة إلى قبرص “إذا تطلب الأمر”. على صعيد آخر، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً جرى تصويره على متن طائرة كانت تستعد للقيام برحلة من إسطنبول إلى قبرص، في الوقت الذي أعلنت فيه مسافرة أن بحوزتها قنبلة. وصرخت الراكبة بشكل هيستيري قائلة: “أنا عضو في جماعة فتح الله غولن، وسأفجر الطائرة”، ليحاول الركاب تهدئتها ويستدعي طاقم الطائرة أمن المطار، ليتقرر إلغاء الرحلة.

 

مجلس النواب يقرُّ بالأغلبية عزل ترامب والكرة في ملعب “الشيوخ” والرئيس الأميركي اكتسح منافسيه في تصويت افتراضي واتهم بيلوسي بـ"الانحراف عن العدالة"

واشنطن – وكالات/18 كانون الأول/2019

 بالأغلبية، أقر مجلس النواب الأميركي أمس، عزل الرئيس دونالد ترامب، في اتهامات بإساءة استغلال سلطاته وعرقلة تحقيق للكونغرس، لتنتقل الكرة إلى ملعب مجلس الشيوخ، الذي سيصوّت بشكل نهائي على القرار. وشهد تصويت المجلس، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، استقطاباً على أساس حزبي، ما عكس الانقسام العميق داخل الكونغرس بشأن تصرفات ترامب، وعلى الخلاف السياسي الأكبر في البلاد. وبعد التصويت، بات ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه المساءلة، وذلك في إجراء غير معتاد للتدقيق في سلطات الرئيس، منصوص عليه في الدستور الأميركي ولا يطبق سوى على المسؤولين التنفيذيين الذين يرتكبون “جرائم وجنحاً كبيرة”، ولم يعزل أي رئيس بموجب ذلك الإجراء. ويفضي تصويت المساءلة إلى محاكمة ترامب في يناير المقبل، أمام مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، حيث سيقوم خلالها أعضاء مجلس النواب بدور الإدعاء. ويتهم الديمقراطيون، ترامب باستغلال سلطاته بمطالبة أوكرانيا بالتحقيق مع النائب السابق للرئيس جو بايدن، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة العام 2020. وأكد ترامب أمس، أنه لم يرتكب أي مخالفة ووصف العملية برمتها بأنها “زيف كامل”، وأرسل خطاباً لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اتهمها فيه بالانخراط في عملية “انحراف عن العدالة”، واصفاً التحقيق بأنه “محاولة انقلاب”. وفي السياق، تظاهر المئات من الأميركيين في ولايتي نيويورك وشيكاغو، لدعم تصويت مجلس النواب على عزل الرئيس دونالد ترامب. وذكرت قناة “الحرة” الأميركية أمس، أن المتظاهرين رفعوا شعارات مؤيدة لعزل ترامب من منصبه. على صعيد آخر، تصدر ترامب، المرشحين الديمقراطيين البارزين للرئاسة، عندما تم إدراج مرشح نظري لحزب ثالث في تنافس انتخابي افتراضي، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة “يو أس إيه توداي”. واحتفظ ترامب بالصدارة، متقدماً على كل من نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، والسيناتور إليزابيث وارين، بنسب تتفاوت بين ثلاث وعشر نقاط مئوية، في حين حصل مرشح الحزب الثالث غير المسمى، على دعم بين 11 و15 نقطة مئوية. إلى ذلك، وافق الكونغرس، في تصويت بمجلس الشيوخ، على قانون موازنة الدفاع للسنة المالية 2020، والتي بلغت قيمتها 738 مليار دولار، والذي ينص على استحداث “قوة فضائية”. وأفادت أنباء صحافية بأنه من المفترض أن يوقع ترامب، صاحب فكرة استحداث القوة الفضائية، على القانون كي يدخل حيز التنفيذ.

 

إحراق شجرة الميلاد في طرابلس والاعتداء على منزل المفتي الشعار وبري طالب الأجهزة الأمنية بملاحقة مثيري الفتنة

بيروت ـ “السياسة” /18 كانون الأول/2019

 تتعاظم المخاوف نتيجة التوترات المذهبية المتزايدة في بيروت وغيرها من المناطق، من دخول لبنان في نفق حروب الفتنة البغيضة مجدداً، على وقع الممارسات الميليشياوية بحق الثوار في وسط العاصمة ومناطق أخرى، في وقت حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من الواقع المرير والمشاهد المخيفة ومن المندسين، حسبما نقل عنه النائب علي بزي. وخلال “لقاء الأربعاء”، دعا بري “الأجهرة الأمنية لملاحقة مثيري الفتنة ومؤججيها”، مؤكدًا أنه “لا غطاء سياسيا أو تنظيميا على كلّ من يسيء للسلم الاهلي”. وأشار الى أن “الموضوع الحكومي أصبح موضوعًا كيانيًا وينبغي مقاربته بتقديم التنازلات”.

وشدد على أن “الإستشارات تتم عبر المؤسسات الدستورية، ولم يعد مقبولًا ولا مسموحًا الإستهتار بمصالح لبنان واللبنانيين”. وفي السياق، أكد الرئيس برّي خلال اتصال هاتفي، مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، على ان “وحدة المسلمين هي من ضمن الوحدة الوطنية ووحدة اللبنانيين”.

وشدد الطرفان على “ضرورة التنبه من الوقوع في فخ الفتن المتنقلة”. الى ذلك، اعتبر رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، عبر “تويتر”، أن “هناك من يخوفون الناس من فتنة طائفية، ويروجون لها، وينفذونها ثم يحذرون من تكرارها”. وقال الجميل، “انكشفت ألاعيبكم، ولن ينجر إليها من اختار أن يتحرّر ويبني مستقبلاً أفضل على ثقافة الحياة والسلام، حيث الدولة تحمي الجميع”. وكانت أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه “حوالي الساعة 4.00 من فجر امس، أقدم عدد من الأشخاص يستقلّون دراجات نارية على التجمع أمام منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وقاموا بارتكاب أعمال شغب وتحطيم للأملاك، مطلقين شعارات نابية، ثمّ أقدموا على إلقاء زجاجات حارقة على شجرة الميلاد في مستديرة النيني، ما أدى إلى اشتعالها”. وقالت قيادة الجيش في بيان أنه “على الفور، دهمت دورية من مديرية المخابرات أماكن تواجد هؤلاء الأشخاص في مدينة طرابلس وأوقفت كلاً من (ع.ع)، (م.ع)، (ح.ج) و(أ.م) مع دراجاتهم”. الى ذلك، أقدم مجهولون، على إحراق شجرة الميلاد عند دوار النيني في طرابلس، الامر الذي استنكرته القيادات السياسية والدينية لان احراق الشجرة لأول مرة منذ 9 أعوام يهدف بشكل واضح إلى إعادة الخطاب الطائفي وتشويه صورة المدينة. كذلك، أقدم عدد من الشبان فجرًا على تحطيم محتويات غرفة أمن منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ثم عمدوا إلى إحراقها. واعتبر المفتي الشعار أنّ ما حصل في طرابلس هو نتيجة توتر وردات فعل، مشيرًا إلى أنّ الناس غاضبة لأن أذن المسؤولين ليست واعية لمطالبهم. وأعلن ، أنّه اتصل بقائد الجيش العماد جوزاف عون مكررًا طلب الإفراج عن الشبان الذين تم توقيفهم باعتبار أنّ تصرفهم لم يكن مسؤولاً، بحسب قوله.

 

وثيقة تكشف فضيحة عسكرية تركية

أثينا – وكالات/18 كانون الأول/2019

كشفت وثيقة مسربة في اليونان، عن فضيحة عسكرية تركية بشأن الطائرات المسيرة من طراز “بيرقدار”، التي اشترتها قطر، وتنشرها أنقرة حالياً في ليبيا. وذكر موقع “بتيسيدياستيما” الإخباري اليوناني، المعروف بقربه من المراجع العسكرية والأمنية في أثينا، أن الطائرات التي تنتجها شركة مملوكة لصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلجوق بيرقدار، ضعيفة الأداء وكثيرة الأعطال وأدت أحياناً إلى تأجيل هجمات مهمة للجيش التركي، خصوصاً في سورية. وأضاف أن مصدر الوثيقة جنود أتراك فروا إلى اليونان أثناء وبعد الانقلاب الفاشل في تركيا منتصف يوليو العام 2016. وأشار إلى أن الوثيقة تتناول أحد الأعطال التي هذه الطائرات المسيرة، وأن إحدى العمليات العسكرية الحساسة تأخرت بسبب هذا، خصوصاً عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في سورية، مضيفاً ان الوثيقة المؤرخة في 14 يوليو العام 2016، أي قبل يوم واحد فقط من المحاولة الانقلابية، تفيد بأن المراسلات مع الجهات المختصة بالصيانة انتهت إلى أن بعض الأعطال لا يمكن إصلاحها قبل مرور 45 يوماً، وأن “طائرات بيرقدار تتعطل كثيراً، وحتى عندما تجرى صيانة لها تتعطل من جديد”. من ناحية ثانية، أعلنت تركيا أول من أمس، أن إقرار الكونغرس الأميركي رفع الحظر المفروض منذ عقود على تزويد قبرص بالأسلحة “يفتح الطريق لتصعيد خطير”. وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أن “محاولات رفع حظر السلاح الأميركي المفروض على جزيرة قبرص جزئياً، لن يتمخض عنها سوى تعطيل جهود إيجاد حل في الجزيرة، وفتح الطريق لتصعيد خطير فيها”. وأضافت إنه “لا يمكن للغة التهديد إطلاقاً أن تثني تركيا عن عزمها في اتخاذ التدابير الضرورية لضمان أمنها القومي، ونذكر مرة أخرى، بأنه لا يساور أحد الشك بأن تركيا ستتخذ التدابير اللازمة حيال الخطوات المتخذة ضدها”. من جانبه، قال أردوغان إن بلاده سترسل المزيد من الطائرات المسيرة إلى قبرص “إذا تطلب الأمر”. على صعيد آخر، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً جرى تصويره على متن طائرة كانت تستعد للقيام برحلة من إسطنبول إلى قبرص، في الوقت الذي أعلنت فيه مسافرة أن بحوزتها قنبلة. وصرخت الراكبة بشكل هيستيري قائلة: “أنا عضو في جماعة فتح الله غولن، وسأفجر الطائرة”، ليحاول الركاب تهدئتها ويستدعي طاقم الطائرة أمن المطار، ليتقرر إلغاء الرحلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ركام خيمة النبطية يحيل "الحراك" ثورةً

يارا نحلة/المدن/18 كانون الأول/2019

لم يمسني أي من مشاهد الغزوات المتكررة على ساحة الشهداء كما مسني مشهد إحراق وتحطيم خيمة النبطية، أمس واليوم الذي سبقه. فبحجة الانتقام من شتائم سافرت من قارة أخرى لتطال الرموز الدينية لأهل النبطية أنفسهم، انقضّ الشبيحة، "الشيعة"- بالولادة- على من يتغنى بثورة الحسين ويتمثل بها. ودفاعاً عن أهل البيت وما عانوه من ظلم، غزا شباب "الثنائي الشيعي" أهل بيتهم، مضرمين النار بآخر ما تبقى من أحلامهم وآمالهم.

المأوى الأخير

بالرغم من الغضب الذي ينتابني في كل مرة أشتمّ فيها رائحة الشؤم المنبعثة من دخان الخيم المغدورة حطاماً في ساحتي اللعازارية والشهداء، فإنني أكون على يقين أنها ستعود، في اليوم التالي، أجمل وأمتن وأكبر مما كانت. خيمة سيصممها فنانون ومعماريون، أخرى ستزيَّن وتزركش، وثالثة سيتحول ركامها إلى تحفة فنية. أما حراك النبطية، وبالنظر إلى إمكاناته المحدودة من ناحية العتاد والعدة، وإلى المعارك المضاعفة المضطر إلى خوضها في عقر داره، فهو لا يملك ترف بعث طائر فينيق من أنقاض خيمته، في كلّ مرة يجرفها فائض القوة المصبوغة بالقبلية والبلطجية و"الماتشيزمو".

تجسّد خيمة النبطية المأوى الأخير لأهل المنطقة من الهيمنة السياسية والثقافية الأحادية التي سلبت منهم كل مساحة أخرى للرفض أو الاعتراض. فمع تحوّل الرفض بحدّ ذاته إلى فعل خائن، تمكّن الثنائي الشيعي من بسط سيطرته على الهوية الشيعية الراهنة، وإعادة تشكيلها كما يحلو له. أضحى أهالي النبطية، والجنوب عموماً، رهائن وضحايا هذا المدّ القسري للهوية الشيعية المتجسّدة بالقمصان السود، والتي تتناقض إلى حدّ كبير مع تلك التي كانوا يتحلّون بها منذ عقود قليلة سابقة لدحر العدو الصهيوني، والتي تمّ إفراغها من عناصرها النضالية، إن كان لجهة مقاومة المحتلّ أو مواجهة الظلم الاقتصادي.

"رهافة" أصحاب العصي

ما تبقى من ثقافة النضال من أجل العيش الحرّ هو اليوم في خيمة النبطية، التي أحرقت رغم أن ثوار البلدة واجهوا حملات التخوين والتشهير بإحراق علم إسرائيلي وراء الآخر، واغتنموا كل فرصة ظهور على شاشات التلفاز للدفاع عن المقاومة وسلاحها، كما تظاهروا ضدّ العميل الفاخوري مراراً، ووصل بهم الأمر إلى عوكر للاحتجاج ضدّ تدخل السفارة الأميركية في الشؤون اللبنانية. لم يشتم ثوار النبطية "أهل البيت"، بل إنهم امتنعوا عن الشتائم بكلّ أشكالها، وذلك تجنباً للمسّ بالحسّ الأخلاقي المرهف لـ"مطوّعي" الجنوب. آثر ثوار النبطية ضبط ألسنتهم أمام مغريات توزيع الشتائم على كلّ من كان سبب في أزماتهم، وكتموا توقهم إلى "الهيلا هو" إسوةً بغيرهم من اللبنانيين. حرم ثوار النبطية أنفسهم من متعة "فشة الخلق"، وتنازلوا عن الشتيمة التي لم يعد لديهم سواها سبيلاً للثأر، وذلك إرضاءً للمبادئ الأخلاقية للذين يغزون الساحات بالعصي في كلّ مرة يتمّ دغدغة مشاعرهم الطائفية. أما في السياسية، فحصر ثوار النبطية هتافاتهم بمصرف لبنان ورياض سلامة وابتعدوا عن الإشارة أو حتى التلميح إلى زعماء المنطقة. ساوم ثوار النبطية كثيراً، وقبلوا بشروط من نصّب نفسه حاكماً عليهم ورقيباً على لغتهم وهويتهم. إلا أن كل مساعيهم الحثيثة إلى تجنب الاستفزاز و"كسر الشرّ" لم تقهم من شرّ الأيادي العابثة بثورتهم.

كفر وتأليه

مع إصابة الشبيحة بهستيريا "الغيرة الدينية"، التي أثارها الفيديو "الموتور" بدوره، لم يبخل هؤلاء بضخ الشتائم التي طالت، بين من طالتهم، الله نفسه. لقّبوا نبيه بري بالنبي مراراً، وجعلوه الإمام الثاني عشر مؤخراً. مثلهم كمثل العونيين الذين انتابتهم أيضاً نوبة إنهيار إثر سماعهم كلمات أغنية مشروع ليلى غير المفهومة، بيد أنهم لم يروا في وضع عون وصهره على جانبي عرش الله أي إساءةً للدين أو كفراً به. فالكفر حكراً عليهم، هم من يحتكرون الطوائف والأديان والمنظومة السياسية بكاملها وما يتفرّع عنها من منظومات اجتماعية وأخلاقية وعائلية. حتى لحظة تحطيم خيمة النبطية منذ يومين، حافظ حراك المنطقة على نبرة إحتجاجية هادئة، تحوّلت صرخة مدوية أمس في المسيرة التي جابت أنحاء المدينة تنديداً بما يتعرضون له من قمع وإضطهاد ممنهجين. فحتى تلك اللحظة، كانت المنظومة الأخلاقية الفاسدة والمنافقة، بإباحتها لنفسها ما تعيّر به غيرها، لا تزال تضبط لغة وإيقاع غضب الشارع النبطاني. تفجّر هذا الغضب أمس واستحال "الحراك" ثورةً في أوجه أعمدة هذه المنظومة، متجلياً بهتافات تدين البلطجة، هتافات كانت حتى ليلة أمس غائبة عن الخطاب الثوري العلني في المنطقة. تجذّر خطاب ثوار النبطية بفعل التنكيل الذي تعرّضوا له، وما كان على شباب كفررمان سوى حمل العصي دفاعاً عن أنفسهم ضد أبناء منطقتهم، وطائفتهم الواحدة، ليرسوا معادلة جديدة لم تكن مطروحة قبل 17 تشرين، معادلة تصدّي المجتمع الشيعي المعارض في الجنوب لسلطة الثنائي، راعي المنظومة وحاميها.

 

حسان دياب لحكومة 8 آذار.. أو الفتنة الأشدّ

منير الربيع/المدن/18 كانون الأول/2019

تتهافت السياسة وأركانها في لبنان. لم تصل الممارسة السياسية إلى هذا الدرك السحيق من قبل. تهافتها من تهافت السياسيين، الذين يعكسون تخبطاً لا مثيل له في أدائهم. مسؤولون يستفيقون على انفجار اجتماعي يتطور إلى انتفاضة شعبية ثورية. بعضهم أنكرها في البداية كرئيس الجمهورية، وحزب الله، والتيار الوطني الحرّ، وحركة أمل. وبعضهم الآخر أراد الالتحاق بها كالقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. رئيس الحكومة سعد الحريري كان في حالة الإنكار بداية، ليعود ويتماشى مع طروحات الناس ومطالبهم فتقدم بإستقالته، والتحق بعض جمهوره بالتظاهرات، ظنّاً منه أنه قادر على الاستفادة منها لتقوية رصيده، فعاد مرشحاً فاوض على تكليفه، ليعود مجدداً ويعتذر ويعلن انسحابه.

بورصة الأسماء

حالة الضحالة التي اعترت مفاوضات تشكيل الحكومة وتكليف رئيسها، ربطاً بحرب البيانات والحملات والردود عليها، تتجلى في الابتعاد كل  البعد عن مطالب اللبنانيين. في الوقت الذي كان الحريري يبحث عن كيفية توفير عودته، كان رئيس الجمهورية يستقبل الوزير السابق حسان دياب لإبرام اتفاق معه على تشكيل الحكومة. وضع عون دياب خياراً احتياطياً تحسباً لقرار الحريري. كان الحريري قبل الظهر قد تواصل مع حزب الله وبري وأبلغهم عدم قدرته على التراجع والقبول بشروط عون، خصوصاً أن الأخير كان يقول إذا الحريري وضع شرط استبعاد باسيل من الحكومة فأنا لا أريده رئيساً.

خلال تواصل الحريري مع حزب الله، نصحه الحزب باختيار اسم، وعرض عليه اسمي خالد قباني وحسن منيمنة. لكن الحريري رفض تسمية أحد منهما. حينها اعتبر الحزب أن الحريري لا يريد تسمية أي شخص. وهذا ما سيكون عليه موقف كتلته، مع استبعاد تسميته لنواف سلام. وعلى هذا الأساس، أصبح خيار حسان دياب هو الخيار الوحيد بين الحزب وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ. وعندما سئل الحريري قال إنه لا يستطيع أن يسميه. ولكنه قد يكون ملائماً بالنسبة إلى قوى 8 آذار خصوصاً إنه من بيروت، وأستاذ في الجامعة الأميركية ولا ملفات مشبوهة عليه. وبالتالي، قد يرضي "الحراك". واعتبر الحريري أنه إذا ما نجح دياب الذي قد يحصل على 60 صوتاً بتشكيل حكومة جيدة، قد يمنحه الثقة. بينما يستبعد خصومه إمكانية إيفائه بهكذا التزام. بل قد يتحرك الشارع ضد دياب مجدداً. وقد يتم التلويح ضده بمسألة الميثاقية والضغط عليه سنياً لإسقاطه. وهناك من يصر على أن الحريري نادم على الاستقالة. ولم يسم أحد لأنه لا يريد لغيره أن يكون رئيساً للحكومة، ما يترك الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.

فقدان البصيرة

كل الفرقاء يبحثون عن كيفية العودة، إلى ما قبل 17 تشرين الأول. دخل الحريري في مبارزة شعبوية مع جبران باسيل لعلّها تحسّن فرص عودتهما. الرجلان يتعاطيان من مبدأ أنا أو لا أحد، لكنهما خارج حسابات الناس، كما الحال بالنسبة إليهما إذ لم يضعا الناس في حساباتهما. يبحثان عن التفاصيل ويدوران حولها. وحزب الله فوقهما يأخذ ما يجري بنظرية استراتيجية، ضمن معركة المحور الممانع. لذلك كان الأحرص على إنتاج التركيبة ذاتها، لأن أي تغيير أو مساس بها سيؤدي إلى خسارته لما عمل على تحقيقه طوال السنوات الماضية. التهافت، هو نتيجة لافتقاد رجل السياسة لأي تبصر أو بصيرة في أي خطوة يقدم عليها، فينقلب موقفه عليه، كما الحال بالنسبة إلى الحريري وباسيل. الأول اعلن استقالته نزولاً عند رغبة الناس. تقدم بطرح حكومة التكنوقراط. لكنه فاوض على حكومة تكنوسياسية برئاسة مرشحين وافق عليهم، وعلى الصيغة التي سينتجونها. فوقع في أول تناقض مع نفسه، ليعود ويتماهى مع تحركات الشارع ويساهم في إحراق هؤلاء المرشحين، ليزيد من تناقضه، وصولاً إلى إصداره بياناً يعلن فيه: " لست أنا بل أحد غيري". ثم عمل على توفير ظروف عودته وحده دون غيره، وما إن آلت إليه، أعلن أنه يتمسك بالتكنوقراط، بينما الكواليس شهدت على عكس ما يعلن، فوصل إلى حدّ التراجع عن استقالته وعن شروطه، وارتضاء التكليف والتأليف بأي ثمن. يكاد الحريري الرئيس الوحيد الذي قدم استقالته مرتين. وفي المرتين تراجع عنهما، ليعود ويعلن عزوفه عن الاستعداد للتكليف. حال التيار الوطني الحرّ مع جبران باسيل ليست أفضل، فهو الذي بقي يفاوض على نفسه دونه غيره حتى النفس الأخير، وما إن تعرقلت عودته حتى ادعى الانضمام إلى المعارضة ورفض المشاركة في حكومة الحريري. وهو الذي هاجم الثورة وشعاراتها. وبعدما حُشر لجأ إلى مصادرة خطابها ومطالبها، مدعياً أنه صاحبها.

البحث عن فتنة

فقد الطرفان مع حزب الله مقومات توفير الاستمرارية بالتركيبة القائمة. فكان اللجوء إلى خيار مكشوف ومفضوح، وأقل ما يقال فيه، إنه يمثّل إهانة لهم ولجمهورهم. كان خيارهم الأخير، هو التلويح بهز الاستقرار والتخويف من تكرار سيناريو سوريا، ممهوراً بلعبة طائفية مذهبية خبيثة لكنها هزيلة، ولم تعد تنطلي على اللبنانيين. وهذه اللعبة كانت الأساس منذ اليوم الأول للإنتفاضة، عبر محاولات شق الصفوف طائفياً. فخرج التيار الوطني الحرّ بعنصريته وتهافته يعارض قطع الطرقات في المناطق المسيحية ويدعو إلى قطعها في المناطق الإسلامية لأن المناطق المسيحية تتضرر المصالح فيها!

ومع تصدر طرابلس لمشهد الثورة كانت هذه المساعي المتهافتة مفضوحة، باستخدام اللعبة الأمنية وإيقاع الصدام بين أبناء المدينة والجيش اللبناني، في تكرار للمشهد السوري. وهذا الخبث حتماً يخدم من يسوق لهذا المنطق، بأن ما يجري في لبنان قد يؤدي إلى ما جرى في سوريا. وصاحب هذا المنطق يقدّم نفسه بأنه قارئ للمستقبل ومستشرف للوقائع، لكنه في الحقيقة هو المستفيد من ذلك وربما هو من يسعى إليه، في إطار لعبة شد العصب المذهبي والطائفي، فتتكشف الهزالة في لعبة إحراق مركز التيار الوطني الحرّ في طرابلس أو في إحراق شجرة الميلاد. ووسط إنسداد الآفاق أمامهم، لم يجد الأفرقاء اللبنانيون، سوى لعبة قديمة يلجؤون إليها في لحظاتهم الحرجة، إنها لعبة إيقاظ الفتنة المذهبية والطائفية، وإشعار جمهورهم بحرب الوجود لما لذلك من تأثير على شدّ العصب، فيعيدون الإلتفاف من حولهم، وليست المشاهد في وسط بيروت اعتراضاً على فيديو مشبوه يتعرض للرموز الشيعية، إلا إحدى هذه الأدوات، التي قابلتها تحركات في الطريق الجديدة إحتجاجاًعلى التعرض للصحابة في إطار اللعبة ذاتها لشد العصب، وتخيير اللبنانيين بين منطق الاستقرار بظل وجود هذه القوى اللبنانية، أو تهديدهم والذهاب إلى الفوضى بحال عدم التسليم. وهذه الألعاب المفضوحة، ليست إلا الدليل الأبرز على تهافت الواقع السياسي ربطاً بمحاولات القوى السياسية للسيطرة على ساحات الاعتصام، كما جرى في وسط بيروت والنبطية وكفررمان. كانت القوى السياسية على تهافتها، تخيّر اللبنانيين بين أن تعيد إنتاج وتدوير نفسها، أو الفوضى. وهذا التهديد يسري أيضاً تجاه المجتمع الدولي، الذي يتم تخويفه من أن حالة اللااستقرار ستدفع بمئات آلاف اللاجئين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين من لبنان إلى أوروبا. هؤلاء الذين يتجارون "بالمذهبية والأديان" لتحصين أنفسهم، لا يجدون ما يردعهم عن المتاجرة بالناس وتجارة الرقيق باللاجئين، لقاء الحفاظ على وجودهم وتوفير المساعد التي تغذّي استمراريتهم.

وما بؤس لبنان إلا بابتلائه بهكذا سياسيين.

 

طرابلس: أعداء الداخل والخارج.. ومهازل "الممانعة"

جنى الدهيبي/المدن/18 كانون الأول/2019

لا تملّ طرابلس من تجديد وعدها الوطني، أن تكون قُبلة الثورة وبوصلتها. وعند كلّ كمين ملغومٍ يصيب انتفاضتها الشعبية، تعاود نفض الغبار عن نفسها، وتذكّر بمعدن أصالتها: عاصمة ثانيةً للبنان، ومدينة راسخةً للبنانيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم.

اللعبة البائسة

في الأيام الماضية، مرّت طرابلس بوضعٍ دقيقٍ وحساسٍ، وصعبٍ أيضًا، وقد تكون مرشحة لامتحاناتٍ أشدّ صعوبة ووطأة، وهي مشرّعة للمتخاذلين والمتآمرين عليها في الأمن والسياسة، داخلًا وخارجًا. لا مجال للشكّ ببروز نوايا واضحة لجرّ البلد نحو مستنقع التحريض الطائفي والمذهبي من بوابة طرابلس، بعد أن خسرت السلطة معظم رهاناتها في إعادة تحسين شروطها. هذا المستنقع، هو أشبه بقارب الإنقاذ للطبقة الحاكمة، وتحديدًا لحزب الممانعة الذي اتقن في الحرب السورية على مدار 8 سنوات فنّ اللعبة الطائفية و"فوائدها" في التعويم السياسي. هي اللعبة المفضوحة نفسها في بلاد الربيع العربي، يُعاد استنساخها في لبنان: تعمل السلطات عبر "ثورات مضادة" على تقزيم انتفاضات شعوبها ضدّها من رتبة "ثورة شعبية" إلى مستوى "حرب طائفية" بين مناطقها. وهذه اللعبة البائسة والهزيلة، تجلّت مساعي ترجمتها على قاعدة "سنّة طرابلس" ضدّ "شيعة الخندق" أيّ بيروت، عبر تقاذف الشائعات والفيديوهات والتسجيلات التي تكيّل الشتائم والسباب والتحريض الطائفي من العيار الثقيل. تخوض طرابلس معاركها على جبهات عدة، بتعدد خصومها والطاعنين في ظهرها. وهي حتّى الآن، تصرّ أن تكون على قدْر المواجهة في ردّ الصفعات، عبر الوقوف مجددًا وتثبيت أقدامها "الثائرة" على الأرض. يوم أمس، وبعد ليالٍ عاشتها على وقْع إثارة النعرات الطائفية من قبل مجموعات حزبية معروفة ومجموعات أخرى مشبوهة في انتمائها، سار أهل المدينة نساءً ورجالًا وطلابًا وعمالًا في تظاهرةٍ حاشدة انطلقت من ساحة النور، ورفعوا شعار "طرابلس ضدّ الطائفية"، ورفضًا لاستغلال الانتفاضة الشعبية  "في بث الفتنة"، ورددوا شعاراتهم تحت راية العلم اللبناني "لا للفتنة الطائفية، لا للحرب الأهلية، نعم للبنان الحر الموحد". في كلّ مرّة، تُحدث طرابلس هذا الذهول، وتردّ على "خصومها" بخطابٍ واعٍ ووطني يؤكد أن لا رجوع إلى ما قبل 17 تشرين الأول 2019. لكنّ هذا النوع من الردّ، لا يعني أنّ المدينة بإمكانها أنّ تستمر بأدوات المواجهة نفسها، وأن تغفل عمّا يحيكه خصومها الشرسين، وتحديدًا من يركبون موجتها ويدّعون ارتداء لباس "الثورة"!

خصوم طرابلس

عندما خرج محازبون من حركة أمل وحزب الله في شوارع بيروت، وعبّروا عن نقمتهم الشديدة من مشاركة طرابلسيين في التظاهرات أمام مجلس النواب، ووجهوا لهم الاتهامات بتخريب العاصمة، وما تبعه من حوادث كرٍّ وفرّ مع القوى الأمنية وشرطة المجلس، بدا واضحًا أنّ ثمّة خوفًا كبيرًا لدى الثنائي الشيعي من حراك الشارع الطرابلسي خارج عباءة زعامته الحريرية والسنيّة. هتف أهالي طرابلس بالفم الملآن: "سعد سعد سعد ما تحلم فيها بعد"، بينما أولئك المحازبون، كانوا يهتفون "شيعة شيعة" ويطالبون بـ 7 أيار جديد. لم تستوعب بعد أحزاب الممانعة وتياراتها، أنّ طرابلس مع ما تمثّله من عمقٍ وثقلٍ للطائفة السنية، لم تعد راضخة لسلطة زعامتها، وأنّها كسرت بالقول والفعل قدرة أحزابها على قمعها وضبطها. فقدت هذه الأحزاب سيطرتها في التعاطي مع طرابلس، لأنّ شارعها ثائر بالمعنى الحقيقي، وهذا ما "أزعج" ممانعة لبنان، وهي تقف شاهدةً على تحولٍ كبيرٍ في الساحات، وهو ما دفعها أيضًا إلى محاولة جرّ المدينة للخطاب الطائفي والتحريضي، بهدف زجّها إلى مربّعها التقليدي في السياسية والانتماء، من دون أن تفلح بذلك حتّى اللحظة!

المندسون وما شابه

على مقلبٍ آخر، تواجه طرابلس تحديًا صعبًا في الشارع، بعد أن أصبحت مسرحًا خصبًا لتناحر الأجهز الأمنية وأزلامها من جهة وبروز وجوه متعددة من "المندسين" والمخربين والمشغلين من قبل جهات خارجية من جهةٍ أخرى. "ظاهرة" ربيع الزين وأتباعه أمثال أحمد باكيش وبشير المصري وابراهيم مصطفى (أبو سمير)، وربيع هو رجل صاحب أجندة مشبوهة في علاقته السياسية والأمنية والخارجية وانتماءاته، ليس وحده "لاعبًا" مشبوهًا في طرابلس. وبينما يسعى الزين أن يبتعد عن المشهد بعد أن فاحت "رائحته" وأن يُقدّم بعض أتباعه لتنفيذ أجندته، برز من الأيام الأولى للثورة اسم الشيخ سيف الدين الحسامي، وهو كان رئيس "جبهة العمل الإسلامي، هيئة الطوارئ"، يتولى مع مجموعته مهمة إغلاق المؤسسات الرسمية في طرابلس، مثل المالية والعقارية والريجي وقاديشا. والحسامي الذي يطلق عليه في اللغة الأمنية لقب "أبو 100 ألف"، كان على مدار سنوات تحركه في طرابلس، على علاقة وثقية برئيس حركة التوحيد هاشم منقارة المعروف بولائه لحزب الله، وهو كان على علاقة أيضًا بالنائب وئام وهاب، وكان يسعى على مدار السنوات الماضية إلى التنقل بين معظم المكاتب السياسية. سيرة الحسامي الطويلة التي تحوم حولها كثير من علامات الاستفهام، وتحديدًا حول علاقاته الأمنية وبسفارة خليجية، تشير معلومات "المدن" أنّ لديه شبكة من عشرات التابعين الذين يعملون لديه في تحركاته الحالية مقابل 20 ألف ليرة لبنانية في اليوم الواحد!

تنظيف الساحة

وواقع الحال، أنّ ثمّة شريحة واسعة في طرابلس، بدأت تتطلع إلى ضرورة أن تواجه معركة "تنظيف ساحتها"، قبل أن تتحول مسرحًا لإفراز واستنساخ نوعٍ جديدٍ من "قادة المحاور". ووفق معطيات "المدن"، بدأت مجموعات مدنية فاعلة في المدينة تبحث فكرة "حراسة الثورة" في الداخل، وأن تكون بالمرصاد في مواجهة أصحاب الاجندات الأمنية والفتنوية، لا سيما بعد تصاعد أخبار عن مساعي بعض الجهات المناهضة للثورة لإعادة إقحام التيارات الإسلامية المتشددة إلى طرابلس، بهدف ضرب ثورتها وصورتها. أمّا المسؤولية الكبرى، فتقع على عاتق الأغلبية الصامتة في طرابلس، وهي أغلبية من الفئة المدنية النخبوية والمثقفة، التي لم تعبّر عن نفسها بعد، لكنّها حتمًا لن تسمح بجرّ طرابلس إلى مستنقع الفتنة الطائفية. فهل حان موعد تحركها لحماية لطرابلس ومشروعها الوطني والمتقدّم في بناء الدولة؟

 

السلطة تُشيّد جدران حربها الأهلية المتخيّلة

أيمن شروف/المدن/18 كانون الأول/2019

شيّدت قوى الأمن صباح اليوم الأربعاء حيطاناً إسمنتية على مداخل ساحة النجمة، من ناحية خندق الغميق. المنطقة التي شهدت منذ أيام تصاعداً ملحوظاً في نسبة التوتر. وللرد على عدم قدرة هذه القوى على مواجهة من هم فوق القانون، ذهبت إلى خيار "مدني"، أي خيار قد تعتمده قوى مدنية لرد بعض العنف عنها. عنف لا تستطيع مواجهته لأنها لا تعترف به أساساً، فيما الدولة بقوتها الضاربة أمنياً، اعترفت بضعفها وهربت إلى الأمام لتبني حائط تماس جديد، هو تماماً ما هي قادرة عليه، وما تبرع به. 

ذهنية الأمنيين

سُيّجت مداخل اللعازارية ورياض الصلح بـ"بلوكات باطون". جدران عازلة، الهدف منها من وجهة نظر الأمنيين "حفظ النظام وقطع الطريق أمام أي احتكاك بين الطرفين". احتكاك بين الطرفين؟ هذا ما يقولونه، إلا أن واقع الأمور تشي بأن ليس هناك طرفاً آخر. هناك مجموعات حزبية مُنظمة تمارس الترهيب بحق مدنيين في خيم مدنية يرفعون شعارات مدنية. ليس هناك من يواجه هؤلاء أو من يريد أن ينزلق إلى ملعب أحزاب السلطة. يريد الأمنيون فعلياً أن "يحصروا رقعة المواجهة مع شباب الخندق". من وجهة نظرهم هذا يساعد في ضبط الأمن أكثر فلا يعود العناصر الأمنية بحاجة لينتقلوا في عملية كر وفرّ وراء المعتدين، بل يحصروا رقعة المواجهة ليتمكنوا من السيطرة على الموقف. أيضاً، من الواضح أن الدولة في عز قوّتها! كذلك، من جهة بلدية بيروت، قاموا بتركيب حواجز حديدية ليساعدوا أنفسهم في حفظ النظام، علماً أنهم ليسوا بحاجة في تلك البقعة إلى أي مساعدة، كونهم، كأمنيين، تصلهم مساعدة فرق منظمة من خندق الغميق وغيره من مناطق، هذا عدا عن قدرتهم غير المحدودة على ممارسة العنف المقصود من دون أي رادع، وهذا ما ظهر جلياً خلال عطلة نهاية الأسبوع. بمعنى أوضح، الدولة على قدر ما هي موحدة، تحتمي بالإسمنت من جهة وتلجأ إلى متطوعين مدنيين للدفاع عن موقع رسمي، عن مجلس النواب ورئيسه تحديداً.

فئة منبوذة

ما يحدث اليوم في وسط بيروت هو تجسيد لمشهد أوسع، هو على أرض الواقع، بناء متاريس إضافية بين السلطة والناس، كُل الناس. هذه السلطة، أقفلت وتُقفل على نفسها في كل مرة تستشعر فيها بالخطر. ميشال عون الذي يعتبر نفسه "بيّ الكل" حين سمع بأن التظاهر سيصل إلى بعبدا، سيّج منطقة بأسرها وحوّلها إلى ثكنة عسكرية، وهكذا فعل نبيه بري حين سمع صيحات الناس على مقربة من مكتبه في مجلس صار مسجلاً باسمه وممنوع أي حديث عن خلف له، لأن في ذلك استهدافاً لموقع الطائفة التي يُمثل، والذي يتحصن بنظره من خلال اللعب على وتر الانقسام الأهلي وما يُسمى بالميثاقية، تلك التي جعلت سعد الحريري يستشيط غضباً حين قررت القوات اللبنانية أن تمارس حقها الطبيعي في الامتناع عن تسميته في استشارات يُريدها معلبة سلفاً لصالحه. هو الخوف الحاضر الأبرز أينما كان اليوم. الناس التي ملّت من كل هذه المنظومة وصار فعل مجاهرتها يخيف كل مسؤول، ويُشعره بأنه من فئة منبوذة صارت مستهدفة دائماً، من دون أن يُدرك من أين يأتي هذا الاستهداف، ولعلّ أهمية الثورة كما يراها ناسها بأنها "غير مرئية"، أي أن الخصم لا يستطيع أن يُصنفهم مع أو ضد، وهذا ما لم يكن حاصلاً في أي تحرك سابق. كل الناس صارت موضع شك بالنسبة لأي مسؤول، تصنيفهم ووضعهم في خانات محددة غير ممكن اليوم، هي ليست 14 و8 آذار، وهي ليست "إسقاط النظام الطائفي" وهي بالتأكيد ليست "طلعت ريحتكم". هي كل ما سبق ولا شيء مما سبق في الوقت نفسه.

السلطة الخائفة

أبعد من ذلك، كيف تخاف السلطة وما الذي يُشعر بعضها بالنبذ؟ يكفي أن يرى المرء فؤاد السنيورة يجتاز الشارع من بيته إلى الجامعة الأميركية ليحضر حفلاً، فيخرج على وقع هتافات الطلاب الرافضة لوجوده، وهو أحد أبرز رموز ما بعد الطائف. كذلك، يُشارك جبران باسيل "خلسة" في اجتماع في جنيف، فيستولي حارسه الشخصي على هاتف صحافي كان يوجه إليه بعض الأسئلة، فقط أسئلة. الخوف نفسه جعل وزير في حكومة يُسمّونها وحدة وطنية يُطلق النار في الهواء كي يعبر مجموعة من المتظاهرين على مقربة من مجلس النواب. نواب ووزراء صاروا يخشون الخروج من منازلهم بشكل علني، في حين تُرمى أكياس النفايات على بيوت من تسبب بغرق البلاد بها. اليوم، سلطة من رأسها إلى أصغر مستفيد منها، تخاف من مواطنيها. بيئات حزبية كانت إلى الأمس تعتبر نفسها عصية على الانهزام، صارت تخاف من خيم معتصمين في النبطية وصور وكفرمان. هذا واقع ما بعد 17 تشرين وكل ما قبل ذلك، تفاصيل.

في المقلب الآخر، "نحن الثورة الشعبية، وإنتوا الحرب الأهلية"، شعار يختصر المنحى الوطني الفعلي. ثورة تخطت مخلفات الحرب وتعتبر نفسها غير معنية بكل رواسبها وموروثاتها. يهجم شباب السلطة على ناس الثورة، فيردوا بالصمت، في تعبير واضح عن قرار صريح مفاده أنهم لا ينتمون إلى زمن الحرب. يندس متظاهرون معروفة أهدافهم بين الثوار، فيأتي الرد بأن كل فعل عنفي ينتمي إلى طبقة هم نبذوها، ومن يريد أن يمارس تلك الألعاب ليس منهم ولن يكون يوماً. هذا حصل أكثر من مرة، وسيحصل مجدداً، لأن الهدف جرهم إلى ساحة قتال تبرع فيها الميليشيات التي لم تخرج من الحرب، وأخرى نشأت في زمن السلم متكئة على خطاب الحرب الممتد إلى اليوم. باختصار، السلطة تحاصر نفسها. تسلّل الخوف إليها. خوف سيكبر ويكبر، إلى أن يحين موعد الحقيقة. في المقابل، ثورة تُحاول أن تُحصّن نفسها، وتمضي، وليس أمامها أي خيار سوى الصمود إلى أن يسقطوا، جميعاً.

 

يا من تسكر حتى الثمالة في بطش أولادنا.. إرحل، فكرسيك بات مخلعا..

سيزار معوض/18 كانون الأول/2019

كل المعطيات تشير أنك أضحيت كسيحا عاجزا وكل بوادر الحلحلة التي تقدمها أقله على الصعيد الحكومي هزيلة وباتت بعيدة سنوات ضوئية عن أرض الواقع، ما يعني أن لبنان سيغرق أكثر وأكثر بسبب تعندك وتعنتك.. وكل محاولاتك كذلك لزرع الفتن والدسائس سقطت، ومسرحياتك الجهنّمية أسقطت بعد أن تداعت مملكتك الكرتونية.. وانكسرت شر انكسار... أيها العليل، شئت أم أبيت، بتنا في طريقنا إلى تحقيق النصر عليك وعلى أزلامك وعلى وزرائك وعلى نوابك وحتى على مسترئسيك..  كن على يقين أن الثورة في نهاية المطاف ستنتصر، فليس عند الثوار شيء أغلى من الوطن، هم الذين تمردوا على واقعهم في 17 تشرين وعلى أسيادهم والطوائف.. شأنك ان كنت لا تريد الإعتراف بالهزيمة ولا تريد التخلي عن عرشك.. شأنك.. لكن تذكر أن لبنان سيلعنك وستعود أدراجك من حيث أتيت مذلولا ذليلا وحقيرا تتوسل الكرامة بعد أن أسلست رقبتك للمناصب الفارغة فبقيت على ما أنت عليه.. عبدا للمكاسب كنت وعبدا للجاه تبقى.. فيما ربك يقول "لا تعبدوا ربين أنا والمال".. هذا هو الواقع وتلك هي الحقيقة الجارحة الصاطعة والصادمة.. والقاسية في آن.. ما يزيد عن الستون يوما على الثورة، وشبيحتك كالثعالب الفاجرة تمزق الوطن بأنيابها، تعتدي على الثوار المسالمين العزل بطريقة همجية بربرية، تعتمد الترهيب والوعيد، فيما أنت كالصنم جالس على كرسي الذل... شيطان أرعن وأخرس.. .. فلتسقط أنت وعرشك.. طبعا لن تتخلى عن منصبك بهذه البساطة حفاظا على جنة الحكم وارضاء للمرتزقة والجواسيس والعملاء من حولك وعملا بما تمليه عليك الميليشيات التي تتحكم بك حتى أضحيت خاتما باصبعها، هذا (السبابة) الذي لا ينفك يرفع بوجه اللبنانيين ويهددهم بأمنهم وأمانهم.. أنظر من حولك، ألا ترى بيروت تحترق!! أينك من صراخ الأحرار والموجعين والمعوزين الذين يعنفون ويضربون وينكل بهم أسوأ تنكيل فيستغيثون وسط قهقهتك وهزرك وسخطك وسخريتك دون خجل أو حياء أو احتشام...

تذكر جيدا أننا سنهزمك وسننتصر عليك شر انتصار، كذلك سننتصر على كل من يخصب التطرف والمتطرفين والمتوحشين ويتاجر باسم الله والدين.. فنحن بتنا على يقين أنه ما من ولادة جديدة ولا قيامة للبنان قبل تجفيف ينابيع الفساد والقيمين عليها وطبعا أنت وحاشيتك أحد أبرزها..سلام

 

"زيحوا من الدرب"

بسام أبو زيد/نداء الوطن/18 كانون الأول 2019

عند الأولى والنصف من فجر الاثنين إتصلت النائبة ستريدا جعجع بالرئيس سعد الحريري وأبلغته أن "القوات اللبنانية" لن تسمي أحداً في الإستشارات النيابية الملزمة، فرد الحريري بكلمة واحدة فقط هي "Merci".

دخلت العلاقة بين "القوات" و"تيار المستقبل" في غرفة العناية الفائقة إن لم نقل إنها علاقة مقطوعة، وإعادة إحيائها تبدو صعبة فجسور الثقة بينهما لم تكن في يوم من الأيام صلبة ومتكاملة، وهذا ما أظهرته استحقاقات متوالية من تشكيل الحكومات إلى الانتخابات الرئاسية والنيابية إلى التعيينات والنقاشات في مواضيع عدة في مجلس الوزراء. وارتفع منسوب التوتر جرّاء حدة مفاعيل التسوية الرئاسية بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، علماً أن "القوات" كانت الطرف الآخر في هذه التسوية لكنها لم تستفد من مفاعيلها،لا بل أصيبت بأضرار كبيرة لأن السني الأقوى في رئاسة الحكومة تحالف مع المسيحي الأقوى في رئاسة الجمهورية، وبالتالي أصبحت "القوات" تصارع في الوقت نفسه حليفها الطبيعي، أما خصمها الطبيعي فلم يحوله إتفاق معراب لا إلى حليف ولا حتى إلى صديق.

ما كان يعرف بالتسوية الرئاسية سقطت مع الحريري بعد الخلاف الحاد والكبير مع "الوطني الحر" ورئيس الجمهورية ميشال عون، سبقها سقوط التسوية مع الدكتور سمير جعجع جراء الخلاف نفسه، وباتت عملية إحياء التسوية صعبة إن لم تكن مستحيلة. المفارقة أن "الوطني الحر" و"القوات" جمعتهما مخاصمة الحريري، فاتفقا، كلّ لأسباب وغايات متعددة، على إبعاده عن رئاسة الحكومة أو عن تشكيلها، باعتبار أنهما يرغبان في الانتقام السياسي ممن اعتبرا أنهما سلّفاه الكثير في السياسة وغيرها فرد عليهما بـ"نكران الجميل"، كما يرددان.

المنطق يقول إن الحريري لا يستطيع الاستمرار في أي حكومة من دون غطاء مسيحي وهو إن أراده بالفعل فيتوجب عليه أن يدفع ثمناً باهظاً لهذا الطرف أو ذاك، لكن البعض يعيد الحديث عن إحياء الحلف الرباعي بين "المستقبل" و"أمل" و"حزب الله" و"الاشتراكي"، ولكنه حديث في المنطق أيضاً لا يستقيم في ظل صلابة التحالف القائم بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية، فضلاً عن عدم الرغبة في تحويل النزاع السياسي إلى صراع مسيحي - إسلامي. هذا الواقع يضع كل الأطراف السياسية، ولا سيما الحريري، في حيرة سياسية وحال انتظار قد لا تنتهي إلا بمزيد من التدهور والانهيار في الوضع اللبناني، وربما يكون المخرج بأن "يزيحوا جميعاً من الدرب" ويتركوا فرصة لبناء واقع سياسي جديد يسمح لهم بالبقاء على الساحة اللبنانية ولكن وفق منهج جديد يتناسب مع تطلعات الناس.

 

نواف سلام رئيساً "لحكومة العالم"

وليد شقير/نداء الوطن/18 كانون الأول 2019

لو عرف الذين شاركوا في الحملة السياسية الإعلامية على سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة، القاضي حالياً في محكمة العدل الدولية التي تنظر في النزاعات القانونية بين الدول، الدكتور نواف سلام، خلفية الرجل، لندموا.

فلمجرد أن اسمه طرح من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، ولم يقبل به "الثنائي الشيعي"، تارة بحجة أنه "غير معروف" من "حزب الله"، وأخرى بأنه لم يقف مع "الحزب" في الحملات عليه في الأمم المتحدة، بدأت ماكينة "الممانعة" تلفيق الدعايات بقصد تشويه السمعة وأخذ الجيش الإلكتروني التابع يخترع الاتهامات والمؤامرات، في وقت لم يطلب سلام المنصب، ولم يتصل به أحد ليتبوأه.

حين طُرح اسم سلام، اعتقد من يعرفونه أن الحريري ذهب نحو خيار يتماشى مع معايير رئيس للحكومة يتمتع بالاحترام والنزاهة والاستقامة والإعراض عن النفعية، نتيجة مزيج من الثقافة العالية والمعرفة العلمية الواسعة الأفق، من شهادات علمية عليا عدة (2 دكتوراه وماستر وأبحاث إلخ) حصّلها من جامعة السوربون في باريس وجامعة هارفارد في بوسطن الأميركية، في العلوم السياسية والقانون والتاريخ وغيرها، بعد حقبة من الانخراط أيام الشباب في لبنان في العمل الطلابي والسياسي إلى جانب حركات يسارية من أجل التغيير، وقومية عربية دعماً للمقاومة من أجل تحرير فلسطين... فشارك في سبعينات القرن الماضي في التظاهرات الشبابية والشعبية والفعاليات التي وقفت بحماس وراء خيارات كهذه، وتعرّض أحياناً كما رفاق له، لأنواع ملاحقات السلطة ولضربات عصي الشرطة.

رأى من راقبوا مدى جدية طرح اسم نواف سلام، أنه نموذج يرضي الحراك الشعبي كشخصية يختلط فيها السياسي بالأكاديمي مع الاستقامة والتواضع، إذا كان الحديث عن "الأخصائيين"، وتجمع القانوني بالتاريخ النضالي لابن عائلة سياسية تقليدية خبر منها التاريخ اللبناني، وأحياناً الحاجة إلى الخروج عن دائرتها لنقل البلد الصغير إلى نظام غير طائفي بنهج تغييري. فهو إبن شقيق الرئيس الراحل صائب سلام وإبن عم الرئيس السابق للحكومة تمام سلام. لكن الأهم أن المحامي الذي تدرج في أحد أبرز مكاتب المحاماة في بيروت، وبعدها في نيويورك، والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت وفي فرنسا، والكاتب... قبل أن يصبح رئيس بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة بين 2007 و2017 يتمتع بالصدقية التي يتوق اللبنانيون إليها لدى من يتولون المسؤولية العامة، وبنظر الخارج الذي يبحث عمن يتصفون بالأمانة في حفظ المال العام، ليطمئن إلى إمكان مساعدة لبنان على الخروج من أزمته.

من المؤكد أن بعض من تلقوا التعليمات بشن حملة على السفير السابق لم يتابعوا ما كانت تنشره الصحف عن مواقفه ضد ادعاءات إسرائيل في مجلس الأمن، في النزاع الديبلوماسي اللبناني معها حول خروقاتها للقرار الرقم 1701، ولا حول الحماية الديبلوماسية للمقاومة اللبنانية في مواجهة الخطاب الإسرائيلي الصلف. فالحملة لا علاقة لها بذلك. ولربما انطلق التحامل عليه لأن سيرته تقربه من المبادئ النبيلة لانتفاضة اللبنانيين.

حين ترأس السفير سلام مجلس الأمن حيث خبر منصب "رئيس حكومة العالم"، لشهر واحد كعضو فيه انتخب للعامين 2010-2011 ، فسعى الأميركيون كعادتهم إلى الإيحاء له بالتنسيق معهم حول القضايا التي تطرحها الرئاسة على المجلس، فكان جوابه: "ألستم تقولون بأنكم مع استقلال وسيادة لبنان"؟ موحياً إليهم بأنهم لا يمكن أن يفرضوا عليه شيئاً، فما كان من الجانب الأميركي إلا أن تبرأ من قصده فرض شيء عليه... وبقدر ما فرض بذلك احترام الأميركيين له، كلفه هذا الموقف وغيره رفض واشنطن وحلفائها التصويت لمصلحة تعيينه قاضياً في محكمة العدل الدولية. شكّل رئيس المجلس حينها رأس الحربة من أجل قبول فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة حين استلم طلب فلسطين ورفعه رغم المعارضة الأميركية، وبكى فرحاً حين قبلته أكثرية الجمعية العامة بالتصويت.

لعلّ على رافضي سلام للرئاسة الثالثة أن يقرأوا كتاب "لبنان في مجلس الأمن".

 

لفت نظر الثورة والثوّار

حسن خليل/الجمهورية/18 كانون الأول/2019

صحيح أنّ حاجز الصمت والخوف انكسر، وصحيح أيضاً أنّ الثورة انبعث منها الآلاف من الغاضبين في الشارع، وصحيح أيضاً وأيضاً أنّ أهم إنجاز للثورة هو ظهور وفعالية جيل كامل من الشبّان والشابات يرفض الواقع الحالي كما يرفض كل ما أخبره عنه الأهل من ممارسات السياسيين وإدارة الدولة والبلد خلال جيل أهاليهم. ينتقد البعض هذا الجيل، ويتهمه بفقدان الحد الأدنى من الوعي السياسي الذي كانت تتمتع به الأجيال السابقة. لكن واقع الأمر أنه في ضوء الممارسات المستمرة للقائمين على أمور البلاد والعباد، من الأفضل للجيل الجديد أن يبقى كما هو متوجهاً صوب الحضارة والمدنية والعلمنة، بدل أن ينغمس في آتونات الطائفية والمذهبية المزيفتين.

هذا في الإيجابيات، أما عندما نتحدث عن المخاطر التي يجب لفت انتباه الثورة والثوار لها فهي عديدة، وعليهم الحذر من عدم الوقوع في الأفخاخ المرسومة، والتي قد يكونوا من خلالها وقوداً للتسويات المقبلة. فساد في الدولة ومفاصلها أدى الى تدهور موازنة الدولة وماليتها، عجز مستمر في الموازنة أدى الى خروج الدين العام عن السيطرة، والآن تبيّن أن القطاع المصرفي والودائع أيضاً في خطر. هذا هو الزخم الذي يجب أن يتغذى منه الحراك في الشارع.

في المقابل، على قيادة الحراك (في حال استدرك الثائرون ضرورة خلق قيادة، وتوحيد المطالب) أن تَعي أنّ حركتهم وثورتهم مرتبطة، شاؤوا أم أبوا، مباشرة أو مواربة بالمعطيات الآتية:

1 - الطرف الأقوى سياسياً وحضورياً في الساحة اللبنانية، أي محور حلفاء المقاومة يتصرف بهاجس المؤامرة الإقليمية والدولية عليه. يناور ويفاوض ويساوم بهدف تأليف حكومة لا يتم من خلالها الإلتفاف على كل إنجازاته خلال الثلاثين سنة الماضية.

2 - الطرف المنادي لمحور المقاومة يتوزع من خلال أطراف عدة. «حزب الله» يريد الحريري لرئاسة الحكومة. وقرار الحريري ليس في يده، والواضح أنه يعاني عدة صدمات طعن في الظهر جعلته يبدو كئيباً مهما حاول تثبيت خطواته.

الرجل طُعن من أقرب الأقرباء، و»أوفى الحلفاء»، حتى بات واضحاً أنه يعاني كآبة نفسية تؤثر وستؤثر في قراراته السياسية، خصوصاً في انكماش حلقة المستشارين الموثوقين حوله.

3 - إنتهاء صلاحية التسوية الرئاسية بين «التيار الوطني الحر»، وتحديداً الوزير جبران باسيل، مع سعد الحريري شخصياً، وإلحاقاً بأن التباعد المستجدّ هو أيضاً نتيجة الضغط على الحريري للضغط وعزل جبران باسيل.

4 - يتحرك الشارع في ضوء تعقيدات محلية وإقليمية ودولية لم يعد من الممكن فكّها عن بعضها. فبالإضافة الى التعقيدات السياسية واستعمال الغرائز المذهبية فيها، هناك انفلاش لبنان على الصراع الأميركي - الإيراني، حيث أنه بات واضحاً أنّ الأميركي يريد إيذاء الإيراني من خلال تجويع حليفه اللبناني، بينما يواجه الإيراني هذا التهديد برفع وتيرة التحدي من جهة، وانفتاحه على أية اقتراحات تسوية ما، من غير التنازل عن ثوابته الإيديولوجية. دخل الملف اللبناني، شاء من شاء وأبى من أبى، في تعقيدات الملفات الإقليمية من اليمن الى العراق وسوريا.

5 - وسط كل هذه التعقيدات، يتعرّض بعض الثائرين لأزمة مالية، نتيجة قلّة وشح الموارد، بينما تظهر «الخيرات» في زوايا متعددة من الساحات.

6 - عامل الزمن والطقس ليس في صالح من يقضون الليالي في الخيام أو على الأرصفة، فها هما فصلا الخريف والشتاء يضغطان ببردهما ومطرهما، بينما يضغط الواقع المصرفي والمالي والمعيشي على كل من تبقّى لديه الحد الأدنى من مقوّمات الصمود. «قوى الخير»، كما «قوى الشر» تعرف هذا الواقع. الأولى ترتبك والثانية تنتهز.

7 - لا يمكن لأي حراك أو ثورة أن يستمرّا لفترة طويلة، ومهما ادّعى بعض المنظّرين، بدون قيادة بالحد الأدنى، أو بالصراخ فقط «كلّن يعني كلّن»، وبدون مشروع بديل للسلطة أو للحكم، أو على الأقل توحيد الحد الأدنى من المطالب.

هذه التفاصيل والتعقيدات يجب أن تكون في وجدان وعقل وحكمة كل مسؤول قيادي في الساحات، وأخطر عقلية غير واقعية هي التي ستتصرف بأنّ الثورة في لبنان مترفّعة عن كل التدخلات، وأنها غير معنية بالتعقيدات الإقليمية والدولية، وعلى القيادات أن تأخذ في الإعتبار كل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، وإلّا ستطيح بكل آمال وتضحيات كل الشرفاء الذين نزلوا الى الشوارع والساحات لينتفضوا على ممارسة الإذلال التي استمرت على أكثر من 30 عاماً. لا يُلام فرد ما على أمور ونتائج خارجة عن سيطرته، ولكنه مسؤول اذا ما أطاح أو أفشَل نضالاً وطنياً نتيجة جهله أو غبائه أو تآمره.

 

القصة الكاملة لـ«انتفاضة» جعجع على الحريري

عماد مرمل/الجمهورية/18 كانون الأول/2019

لعل الرئيس سعد الحريري لم يكن يتوقع ان يستخدم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «قوة الصدم» السياسية لمحاصرة فرصة تكليفه بتشكيل الحكومة، وان يسحب فجأة «لقمة التسمية» من داخل فمه. كان كل شيء جاهزاً لإتمام التكليف الاثنين الماضي وفق السيناريو الذي رسمه الحريري، إلّا انّ «انتفاضة الفجر» التي قادها جعجع، المتخصّص في الانتفاضات، باغَتته ومنعته من إكمال طريقه الى قصر بعبدا، فطلب تأجيل الاستشارات وأكبّ على مراجعة حساباته. لم تنجح المهمة العاجلة لمستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري، قبَيل ساعات من انطلاق استشارات الاثنين الماضي، في إقناع جعجع بالتصويت للحريري. إستمع رئيس «القوات» الى مطالعة موفد «بيت الوسط» وبحث معه في تفاصيلها، لكنه لم يُعطه جواباً واضحاً وقاطعاً، وأبلغ اليه انّ القرار النهائي سيُدرس في اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» ليلاً.

في مستهل الاجتماع الذي استمر من التاسعة والنصف مساء الاحد حتى الأولى والنصف فجراً، قدّم جعجع عرضاً كاملاً حول الاستحقاق الحكومي والاحتمالات الممكنة والخيارات البديلة ومضمون الطرح الذي حمله خوري الى معراب، والاتجاه السائد لدى القاعدة القواتية، ثم فتح باب النقاش الذي أظهر وجود فرز بين وجهتي نظر حيال خيار تسمية الحريري. وتفيد المعلومات أنّ نحو 75 في المئة من المجتمعين رفضوا تسمية الحريري لرئاسة الحكومة بينما أيّد 25 في المئة منهم تكليفه، مع الاشارة الى أنّ اجتماعات «الجمهورية القوية» يحضرها الى جانب جعجع كلّ من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ومدير مكتب رئيس «القوات». وقد استفاض كلّ من طرفي النقاش في شرح مقاربته، وتحديد الأسباب الموجبة التي تكمن خلف الاعتراض أو الموافقة على تكليف الحريري، فيما وصفَ أحد الحاضرين جلسة المداولات بأنها كانت أشبه بجلسة «عَصف ذهني»، عُرضت خلالها معادلة التكليف والتأليف من كل الزوايا، لينتهي الأخذ والرد الى اتخاذ قرار «أكثري» بالامتناع عن تأييد الحريري.

بالنسبة الى معراب، كان لا بد من توجيه رسالة صريحة الى «بيت الوسط» فحواها: «نحن لسنا في جيب أحد ولا يمكن لأيّ كان ان يتصرف على أساس انّ «القوات» مضمونة له. ولو انّ الحريري زار شخصياً معراب بعد استقالته وبحث معنا في ملابسات المرحلة السابقة وطريقة معالجة ما ظَهر من خلافات بيننا لكان طلبه بأن نسمّيه واقعياً، اما ان يبعثَ في آخر لحظة موفداً له لمحاولة استدراك الامر من دون معالجة عميقة لأسباب التباينات فهذا لا يفيد».

وارتكزت فلسفة القرار القواتي على قاعدة انّ التسمية المشروطة هي الورقة القوية الوحيدة التي تملكها معراب للضغط في اتجاه تعزيز فرَص تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، فإن فرّطت بها من دون أن تضمن مسبقاً تصميم الرئيس المكلّف على اعتماد هذا الخيار تكون قد تخلّت مجاناً عن عنصر قوتها في التفاوض، وهذا ما دفعها الى ربط منح الثقة بالتأليف وليس بالتكليف.

وخلال المداولات، ربط معارضو تكليف رئيس «تيار المستقبل» موقفهم بضعف الثقة في الحريري استناداً الى حصيلة التجارب السابقة معه، قائلين ما معناه: «صحيح اننا نلتقي وإيّاه على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، لكن من يضمن ان يبقى متمسّكاً بهذا المبدأ بعد تكليفه، خصوصاً انّ تجربتنا معه أظهرت أنه يبدأ المفاوضات مع الآخرين من سقف مرتفع ثم يلجأ الى تخفيضه بذرائع عدة، كما فعل، على سبيل المثال، أثناء التفاوض على تشكيل الحكومة المستقيلة، حيث وعدَ «القوات» آنذاك بحصة وزارية وازنة، ثم راح يعدّل فيها تباعاً لينتهي به الأمر في آخر المطاف الى تخييرنا بين ان نقبل ما هو مطروح علينا وبين ان نرفضه ونخرج من المعادلة الحكومية. وبالتالي، ماذا يمنع ان يتكرر السيناريو الآن، فنكلّفه على أساس انه سيؤلف حكومة اختصاصيين مستقلين، ثم لا يلبث ان يتراجع عنها لاحقاً بحجة انّ العهد او «حزب الله» لم يقبل بها ولا يمكن ان يستمر الفراغ الى ما لا نهاية».

ويعتبر اصحاب هذا الرأي أنّ الوضع حالياً هو أشد خطورة ودقة من قبل، «ونحن لم نعد نتحمّل خَوض أي مغامرة غير مضمونة النتائج مع الحريري، لأنّ القضية لا تتعلق بحصة «القوات» تحديداً، بل بمصير لبنان الذي لا يمكن إنقاذه سوى من خلال حكومة اختصاصيين مستقلة، وخشيتنا، إذا سُمّي الحريري، هي مما قد يحصل في المسافة الفاصلة بين التكليف والتأليف، بحيث يُكلّف حاملاً لواء حكومة اختصاصيين مستقلّين، ثم يرسو بعد حين على تكنو-سياسية».

ويشدد هؤلاء على انّ الخلاف هذه المرة لا يتصل بالتسمية في حد ذاتها او بالتوازنات وتوزّع الحصص في مجلس الوزراء، «بل يتمحور على طبيعة الحكومة وهل تكون تكنو- سياسية ام اختصاصية مستقلة ام تكنوقراط ميثاقية؟ كما يقترح «التيار الحر»، ولذلك قاربنا مسألة الرئيس المكلف انطلاقاً من كونها يجب ان لا تنفصل عن هوية الحكومة الجديدة التي هي عنوان المرحلة أكثر مما هو الشخص الذي سيكلّف بتشكيلها».

عامل أساسي آخر استند اليه الفريق القوّاتي الرافض تسمية الحريري، وهو مزاج القاعدة القواتية التي تعاملت بسلبية شديدة مع احتمال تكليفه. وإذا كان قرار جعجع بالاستقالة من الحكومة بعد انتفاضة 17 تشرين الاول قد حَظي بتأييد الشريحة الاوسع من تلك القاعدة في مقابل أقلية معترضة، فإنّ اللافت هذه المرة انّ شارع «القوات» عارضَ بنسبة مئة في المئة تقريباً أن تسمّي معراب الحريري لرئاسة الحكومة، وفق التقارير او التوصيات المرفوعة من نواب تكتل «الجمهورية القوية»، والتي عكست الاتجاه السائد لدى الجمهور القواتي في المناطق التي يمثّلها هؤلاء النواب.

ومن الملاحظات التي أبداها الجمهور القوّاتي انّ الحريري ليس اختصاصياً ولا مستقلاً، فكيف تجوز تسميته لترؤس حكومة اختصاصيين مستقلين؟ «ثم اننا لم نتجاوز بعد ما فعله بنا طيلة المرحلة الماضية عندما وقف في صف جبران باسيل على حساب «القوات» وحقوقها، وليست لدينا ثقة في انه لن ينقلب علينا من جديد». ويبدو انّ زيارة الوزير السابق غطاس خوري معراب «كهربَت» تلقائياً القاعدة القواتية التي ارتابت من مغزى الزيارة، وتخوفت من ان تكون تمهيداً لاتخاذ معراب قراراً بتسمية الحريري في الاستشارات الملزمة، فاستشاطت غضباً وانقلبت الدنيا رأساً على عقب في صفوف القاعدة الداعمة لسمير جعجع الذي التقط الرسالة وقرر ان ينسجم مع محتواها.

أمّا أصحاب الرأي الآخر في اجتماع معراب «العابر للفجر»، فقد ربطوا انحيازهم الى خيار تكليف الحريري بالاعتبارات الآتية:

- إنّ عدم تسمية «القوات» للحريري سيترك أثراً سلبياً كبيراً لديه، «وربما يؤدي الى تصدّع التحالف الاستراتيجي بيننا وبينه، ما يعني اننا ندفعه الى أحضان اصطفاف سياسي مختلف»، فأتى الرد على هذا الطرح بأنه سبق للحريري أن تخلى عن دعم ترشيح جعجع الى رئاسة الجمهورية لحساب سليمان فرنجية ثم ميشال عون، ومع ذلك لم يبدّل رئيس «القوات» موقعه السياسي، «والمعيار ذاته ينبغي ان ينسحب على الحريري الذي يُفترض ان تكون مواقفه نابعة من قناعات ثابتة لا من حسابات متحركة».

- انّ الحريري ينادي كما «القوات» بحكومة اختصاصيين مستقلين، «ولذا يجب أن يتفهّمنا الشارع إذا منحناه اصواتنا في استشارات التكليف، ثم انه يحظى بغطاء من المرجعية الدينية للطائفة السنية متمثلة في دار الفتوى، وكذلك من رؤساء الحكومات السابقين والبيئة الشعبية لتيار «المستقبل»، فلا يجوز تجاهل هذه الحيثيات التي تعطي اسمه الافضلية». وهنا، كان ردّ معارضي تسميته أنّ هناك علامات استفهام حول ما إذا كان سيستطيع أصلاً الثبات على الالتزام بحكومة اختصاصيين مستقلين، «إضافة الى انه لم يترك للصلح مطرحاً بعدما ذهب في تحالفه مع باسيل الى حدود الزواج الماروني، قبل ان يحصل الانفصال بينهما أخيراً».

- إنّ الامتناع عن تسمية الحريري سيكون كناية عن «تمريرة سياسية» لباسيل، الذي سيستفيد منها لتسهيل عملية استهداف رئيس «المستقبل» والانقضاض عليه، الأمر الذي من شأنه ان يحقق هدف «التيار» بإزاحة الحريري عن رئاسة الحكومة والمشهد السياسي، فكان الجواب أنه لا يصحّ أن تتراجع «القوات» عن موقف مبدئي من أجل مكسب تكتيكي يتصل بتحصين موقع الحريري في مواجهة «التيار»، «وعلى كلّ بمقدور الرجل أن يكمل مشوار التكليف من دوننا، فإذا وجدنا لاحقاً انه يعتمد في التأليف المعايير والمواصفات التي ننادي بها، ندعمه ونقف الى جانبه».

 

الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

منذ ليلة السبت - الأحد الماضي، والليالي اللبنانيَّة تشهد عنفاً لم تشهده منذ انفجار ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول). بعض المراقبين والناشطين توقَّعوا أن تتعزَّز هذه الوجهة وأنْ يتزايدَ القمع، قبل التكليف المؤجَّل وبعده، بل وفي معزل عنه. فإذا صحَّ أنَّنا لا نزال بعيدين جدّاً عن الأرقام العراقية، وكلَّ الأمل ألا نقترب منها، صحَّ أيضاً أنَّ ما تحاوله الثورة اللبنانية وحجم التعنُّت الذي يواجه محاولتها المركَّبة والشائكة ليسا بسيطين.

يكفي أن نعدِّد الأعداء الأربعة الأساسيين الذين آثر الشبان والشابات اللبنانيون، يوم 17 تشرين، أن يتّحدوا ضدّهم، وأن يتحدّوا سطوتهم. والحال أنّ هؤلاء أقرب إلى تنانين أربعة كثيرة التشعّب وعميقة التجذّر، تنانينَ قد يختلف ثوّار لبنان في ترتيبها وترتيب أولويّات المواجهة معها، لكنّ أغلبيّتهم الساحقة لا تختلف في الإقرار بتناقضها مع مصالح الشعب ومع طموحات أبنائه. هناك، أوّلاً، الاقتصاد «النيو ليبرالي» مرموزاً إليه، اليوم، بالمصرف. هذا الأخير الذي ينهب المال العامّ بنشاط يزيده زخماً تداخل الجماعة السياسية والجماعة المصرفية، بات الآن ينهب الأفراد فرداً فرداً، من دون أي تجريد وأي وسائط أو عوازل. لكنّ المصرف ليس تفصيلاً هامشياً في تركيبة الاقتصاد اللبناني، وفي الوعي الذي فسّر تلك التركيبة، وبرّرها. لقد عاش لبنان طويلاً، وفي نظر كثيرين، بوصفه مصرفاً كبيراً ألّف له ميشال شيحا الأفكار كما ألّف الأخوان الرحباني الأغاني.

مركزيّة المصرف إذا صحّت عموماً، فهي تصحّ على نحو خاصّ في السنوات الثلاثين الماضية، حيث تعاظم وزنه في الاقتصاد، كما تنامى التسليم بدوره في السياسة والقناعات السائدة. وما يعنيه ذلك أنّ تحدّي المصرف في شكله الراهن ينطوي على إعادة نظر في تركيب اقتصاد النهب اللبناني ذاته، وفي طرق اشتغاله.

هنا، وفي مقابل التناقضات الكثيرة بين أطراف الجماعة الحاكمة، نعثر على وحدة ناصعة بين أطراف هي كلّها، ومن دون استثناء، تدين بـ«النيو ليبراليّة».

هناك، ثانياً، الطائفيّة التي هي وعي البلد وعماد آيديولوجيّته: منذ 1860 في «لبنان الصغير»، أو متصرّفية جبل لبنان، ومنذ 1920 في «لبنان الكبير». لكنّ الطائفيّة ليست مجرّد وعي، إذ من دونها لا تُفهم السياسات ولا يُفهم الاقتصاد الوطني نفسه. لا تُفهم حروب البلد الكثيرة، ولا يُفهم سلمه القليل... هذه أيضاً وجدت في مثقّفين، ربّما كان أبرزهم كمال يوسف الحاج، مَن يتغنّى بفضائلها ونِعَمها، مثقّفين لا يفوقهم في الخطأ إلاّ من أنكرها أو خفّف من وزنها الثقيل. إنّ ما نعيشه اليوم، وللمرّة الأولى منذ 1860، هو أكبر افتراق بين الطائفية والشعب. فـ«التضليل» الذي كان ممكناً من قبل، بسبب قوّة الطائفيّة كشبكة توزيع، لم يعد ممكناً راهناً. لقد كفّ عن العمل.

أمّا ثالثاً، فهناك «حزب الله» الذي يمثّل امتداداً مزدوجاً ومسموماً للتركيب الطائفيّ: فبعد تجارب كثيرة في استخدام عنف الحدّ الأدنى لتحسين موقع طائفي ما في «التعايش الوطنيّ»، جسّد «الحزب» القدرة على استخدام عنف الحدّ الأقصى لإخضاع هذا «التعايش». وبعد علاقات بالخارج كانت تشكّل ملحقاً لسياسات طائفة ما، اندمج الداخل الوطني بالخارج الإيراني على نحو محكم لا فكاك منه... إنّ «حزب الله» هو اليوم سيف الطائفيّة البتّار: في 2005 حين أجمعت أكثريّة اللبنانيين على اتّهام بشّار الأسد باغتيال رفيق الحريري، حال ذاك الحزب (الذي لم يُتّهم يومها) دون استكمال وحدة الموقف اللبنانيّ. الآن يتكرّر الأمر نفسه فيتولّى الحزب إيّاه فصل طائفة كبرى عن الثورة، فيما يمنح السلطة المتداعية الأنياب التي لا تملكها. وفي المحلّ الرابع، هناك مناخ الثورة المضادّة عربيّاً. هذا المناخ هو الأشدّ سخونة وسُمّية في سوريا التي تهبّ رياحها على لبنان، والتي تهبّ في وجه رياحها رياح الثورة اللبنانيّة. ما تعيشه بيروت اليوم يقول إنّ بشار الأسد لم ينجز المهمّة بعد. هنا يكمن أحد مصادر الحقد الذي يتغذّى عليه الأسديّون في عدائهم للثورة اللبنانيّة. إنّهم على بيّنة من أن ما أنجزه لهم الإيرانيّون والروس في دمشق قد يخسرونه في بغداد وبيروت.

التنانين الأربعة التي تستهدفها ثورة لبنان ترسم عسر المهمة، وبطوليتها، في آن معاً. وهي تفسّر كيف أنّ الجماعة الحاكمة، وعلى ما ظهر جلياً ليلة الأحد - الاثنين خصوصاً، تسعى إلى توسيع مساحات التنسيق والتكامل فيما بينها، بدءاً بالأمن وضبطه.

قد تُهزم الثورة ويُهزم معها لبنان نفسه؟ ربّما. لكن المؤكّد أنّ استهداف التنانين الأربعة مهمّة مديدة سوف يخوضها جيل بعد جيل. وهذا ما يرتّب على قواها مسؤوليّات بات يصعب تأجيلها، بعضها تنظيمي، وبعضها فكري، مسؤوليّاتٍ تجمع بين مواجهات اليوم ومواجهات الزمن المقبل، وفي خضمّها تتبلور سلطة بديلة ومحترمة. بغير ذلك، يمضي الماضي إلى غير رجعة، ويبقى المستقبل في انتظار مَن يرسم له صورة وملامح.

 

هواجس انزلاقٍ إلى خندقٍ غميق!

طوني عيسى/الجمهورية/18 كانون الأول/2019

عندما ينقشع تماماً دخانُ القنابل المسيلة للدموع- يوماً ما- سينجلي الكثير من غموض الحوادث الجارية في ليالي بيروت، التي جرى «إحياؤها» أخيراً، وقد يجري إحياؤها أيضاً. والمهم ألاّ يكون قد فات القطار حينذاك...

ليس واضحاً ما الذي تغيَّر، منذ 17 تشرين الأول، حتى بدأ مشهد الشارع ينزلق نحو العنف. فكأن هناك مَن يريد الانتقام من «حضارية» الانتفاضة، وإلحاقها بنماذج المواجهات البشعة، ذات الطابع الطائفي أو العشائري، التي عرفها لبنان سابقاً والشائعة اليوم في العديد من بلدان الشرق الأوسط.

كان في المشهد شباب وشابات يهتفون للحرية والحداثة والشفافية. وعندما حاول زعران الأزقّة إقحام أنفسهم، تصدّى لهم الجيش وطردهم. وأما اليوم، فواضحٌ أن هناك مَن يَضرب هذا المشهد، بافتعال المواجهات وتسميم الشعارات والمناخات والأهداف.

وفي صريح العبارة، يتنامى الخوف مِن تَحَوُّلِ الثورة إلى فتنة. وغالباً، في تاريخ لبنان، تبدأ الفتَنُ بثوراتٍ اجتماعية. ولذلك، المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق الانتفاضة تكمن هنا، خصوصاً: أن تحمي نفسها أولاً لتتمكن من البقاء، ومن ثم استكمال المسيرة نحو الأهداف.

والمؤشرات التي تثير المخاوف من فتنة هي الآتية:

1- بدء تظهير الخطاب الفتنوي مذهبياً، على ألسنة مجموعات ملتبسة الهويات السياسية ومجهولة الأهداف.

2- تجري المواجهات في مناطق تماس بين مناطق ذات أكثريات سكانية مختلفة طائفياً أو مذهبياً، وتذكِّر بالحرب الأهلية («الرينغ»، الخندق الغميق، الشياح- عين الرمانة…)

3- لم تُظهرالقوى السياسية المعنية مواقف حازمة، تطالب بقمع الفتنويين هنا وهناك. وهذا ما يوحي أنّهم إما يتمتعون بتغطيتها، وإما بغض طرفها لغايات في نفوس بعضهم.

4- إرتباك القوى العسكرية والأمنية في التعامل مع المواجهات. فهي في الواقع «تُداري الوضع» لئلا تصطدم بأحد. وهي لا تعرف التمييز بين الحراك الشعبي ومثيري الشغب والفتنة.

5- ازدياد منسوب العنف في سلوك جهات عدّة.

واجتماع هذه العناصر يثير الخوف من بلوغ الفتنة. وبرميل البارود الذي يهيئ للانفجار في أي لحظة هو فقدان الأفق السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وعموماً، يعبِّر العنف عن مأزق في السياسة أو الاقتصاد، تكون له تداعيات اجتماعية خطرة. فيأتي العنف مَخرجاً من هذا المأزق… إلى حالٍ أفضل أو أسوأ.

ولطالما كان لبنان يُستثمَر ساحةً للصراعات الأمنية والعسكرية، الإقليمية والدولية. فالمواجهات والحروب الأهلية فيه كانت دائماً، إما رسائل متبادلة في الصراعات الكبرى، وإمّا تصفية حسابات على أرضه. ودائماً، وجدت القوى الدولية وكلاء لها على الساحة الداخلية يقومون بالدور المطلوب منهم.

ظاهرياً، تبدو الحروب اللبنانية، وكأنّها نتيجة لاحتقان سياسي بين قوى محلية. ولكن، في العمق، لا يمكن أن تندلع الحرب في لبنان وتستمرّ، إلّا بضوء أخضر أو بطلب من القوى الخارجية.

ولذلك، عندما تتدخّل القوى الخارجية لتسهيل الصفقات والمصالحات والاستحقاقات في لبنان، يكون ذلك تعبيراً عن اتفاق في ما بينها يشمل الساحة اللبنانية، ويقوم الوكلاء أنفسهم أيضاً بالتنفيذ.

فعلى اللبنانيين أن يخافوا عندما تأتي التسويات نتيجة توافقات بين إيران والولايات المتحدة والسعودية مثلاً، لأنّ بعض القوى الخارجية التي توحي لوكلائها اللبنانيين بالتوافق في لحظة معينة، هي نفسها ستوحي لهم بأن يختلفوا ويتقاتلوا عندما تقتضي مصالحها القيام بذلك.

وهذه المعادلة تنطبق على الأزمة السياسية والاقتصادية القائمة اليوم. ففي الشهر الأول من الانتفاضة، كان ممكناً أن تتمّ التسوية بمحض إرادة لبنانية، لو تجاوبت قوى السلطة مع الحراك الشعبي، ولكانت هذه التسوية قد تمّت بأقل الأضرار. لكن التجاهل والمماطلة جعلا المسألة أكثر تعقيداً وأتاحا المجال لدخول قوى خارجية على الخط، على الأقل من باب الوساطة.

والمشكلة اليوم هي أنّ أي سخونة في صراع المحاور الإقليمية والدولية ستنعكس مزيداً من التأزيم الداخلي. وفي العادة، لا يمكن استبعاد العامل الأمني عن العامل السياسي في لبنان.

لكن الأشدّ خطراً هو العامل الثالث، الاقتصادي، الذي يطلّ بأشرس تجلياته، وكما لم يظهر في أي يوم مضى، حتى خلال حرب 1975-1990.

المشكلة أنّ العبور من الاحتقان السياسي إلى الانفجار الأمني سيمرّ أولاً وحتماً بالانهيار المالي- الاقتصادي، الذي باتت كل مقوماته جاهزة، وستكون تداعياته الاجتماعية قاسية. فهذا المناخ مثالي للعنف والقلاقل الأمنية.

ومرّة أخرى، يصبح مفيداً التفكير في ما سمَّته «مجموعة الدعم» في اجتماعها الأخير في باريس «الانهيار الفوضوي» في لبنان، إذا لم تتشكّل الحكومة التي توحي الثقة للبنانيين والمجتمع الدولي.

فالانهيار قد يكون منظَّماً. وحينذاك، يسهل التعافي منه، كما جرى في اليونان مثلاً. وأما «الانهيار الفوضوي» فسيكون صعباً الخروج منه، وسيحتاج الأمر إلى جهود وتضحيات ووقتاً طويلاً.

و«الانهيار الفوضوي» قد يبدأ مالياً- اقتصادياً- اجتماعياً، ولكن ما الذي يضمن ألا ينتهي أمنياً أيضاً؟

يجدر التأمل عميقاً في ليالي بيروت الأخيرة، «ليالي بيروت الحزينة». حذارِ انزلاق الجميع تدريجاً إلى هاويةِ المواجهة الأهلية. حذارِ السقوط في «خندقٍ غميق»!

 

بين مطرقة البلطجية وسندان الشعبوية

د.مصطفى علوش/الجمهورية/18 كانون الأول/2019

«سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، وهو التافه الجاهل في الشؤون العامة». (حديث شريف)

موجة العداء للثقافة انتشرت سنة 1870، والاعتقاد السائد حينها أنه على الاشتراكيين أن يتعلموا من الشعب أكثر من محاولتهم أن يكونوا قادة له. بعد ذلك بسنوات قليلة، بدأ الماركسيون الروس استخدام المصطلح، بشكل مختلف وسلبي، للإشارة إلى الاشتراكيين الذين يعتقدون بإمكانية أن يكون الفلاحون فاعلين أساسيين في الثورة، وأنّ المشاعات والتقاليد الريفية يمكن أن تكون أسساً يُبنى عليها المجتمع الاشتراكي المستقبلي. هكذا، تحوّل هذا المصطلح للإشارة، في روسيا وفي الحركة الاشتراكية العالمية، إلى الحركات التقدميّة التي تناهض الطبقات العليا في المجتمعات، وعلى عكس الماركسية، تتبنّى توجهات قوميّة وتتماهى مع الفلاحين. لكن لاحقاً أصبح اليمين واليسار والوسط سواسية في استخدام المنطق الشعبوي الذي يعتبر أيّ فكر سياسي يتجاوز رغبات الشعب وتوجهاته الآنية هو الأساس لدرجة تصل إلى حد العدمية المطلقة في التخطيط. والجدير ذكره أنّ العلم، أو الدرجات العلمية، أو الطبقة الإجتماعية لا تعفيان الناس من الوقوع في شباك الشعبوية، فهذه النحلة العدمية تدخل في إطار منطق الحشود الذي يفقد المنطق والقدرة على التحليل، ليصبح الحكم مطلقاً، أبيض أو أسود، طاهراً أو فاسداً، أو بالمختصر «كلن يعني كلن». وبالتالي تصبح الضوضاء والقدرة على إحداث القدر الأكبر والأعلى من الضجيج هما الحاكم والمحقق والجلاد. هو بالذات زمن الرويبضة الذي يسبق انهيار كل شيء، وقد يكون انهيار منظومة فاشلة مطلباً ملحّاً اليوم في بلدنا، لكن المخيف لمن هم في عمر الكهولة مثلي، هو عدم وجود رؤيا لما بعد الإنهيار، أو التدمير الذي لا يتبعه إبداع في البناء. فقدان السلطة وفقدان البوصلة يؤديان حتماً إلى انهيار القيم الإجتماعية وسيادة الفوضى وعودة إنسان الطبيعة حسب وصف توماس هوبس، حيث الكل ذئب للكل، والكل يملك الحقيقة الكاملة التي يتحول من خلالها إلى الحكم والديّان.

منطق الحشود أيضاً هو الذي جعل أفلاطون يبحث عن حكم الحكيم في جمهوريته الفاضلة، بدل حكم الشعب، بعد أن حكمت الحشود على حكيم أثينا سقراط بالإعدام بالأكثرية التي ارتفع صوتها على صوت العقل!

ما لنا ولكل هذا الكلام الفارغ الآن، فلحظة الثورة لا تتحمل من يتحدث عن السمو والارتقاء من الآني إلى السامي، وإن اعتقد الثائر بأنه يطال السماء بقامته عندما يثور. ولا بأس، فالثورة كانت حاجة ملحة للإقدام لضرب واقع راسخ أدى إلى تدهور الوضع الإقتصادي والإجتماعي في بلد كان يتصور نفسه، أو يتوهّم أهله، أنهم أعقل وأكثر علماً ومعرفة وثقافة بالمقارنة، ليس فقط مع شعوب المنطقة، بل مع العالم أجمع! ولو وجدت حضارة في كوكب آخر، لتعلموا منّا كيف تدار الحضارة. ولا بأس أيضاً إن تحدث آخرون عنّا عن جمال وشاعرية وإبداع مظاهراتنا وأهازيجنا في الساحات، لكنّ محاولة إدامة البروز والوجود في الإعلام وعلى شاشات التلفزة المحلية والعالمية، دفعت بحكم الضرورة، بمن هم أقل إبداعاً إلى اللجوء إلى ما رأيناه في الساحات خلال الأيام الماضية، وما هو مرشّح للتكرار إلى أن تحدث كارثة إنسانية تؤدي إلى عودة العقل والبحث عن حلول قابلة للتحقيق، أو أن يتدحرج الوضع إلى فعل ورد فعل لا يمكن التنبؤ بتبعاته.

الثورة لحظة عظيمة في التاريخ، وهي عادة تنجح بإحداث التغيير، فقط إذا نجحت بوضع كل السلطات تحت تصرفها، ومن بعدها يمكن أن تأخذ كل شيء وأن تسقط الرؤوس وتصدر أحكامها. ولكن دون ذلك يمكن ما يحدث اليوم في لبنان بالحركة المطلبية، أو الانتفاضة المستندة إلى مطالب. وبالتالي، فإنّ واقع النظام القائم يبقى الحكم في مسار الأمور، وهناك قوى واضحة المعالم ولديها جمهورها المتمرس والمتمسك بقياداته المقدسة التي لا يمكن حتى التلميح بأنها جزء من «كلّن»، وإلّا فالعصي والدراجات النارية والسيارات المحروقة جاهزة للرد وإجبار مَن دنّس حرمة الزعيم على الإعتذار العلني، بالطبع بعد تهشيم وجهه.

بين مطرقة البلطجة وسندان الشعبوية، بقيت وجوه وشخصيات غير محمية من البلطجية، لتكون متروكة لينكلّ بها على سندان الشعبوية. فمن السهل مثلاً أن يتظاهر البعض أمام بيت سعد الحريري بكل أمان وثقة، لكن حذار المرور قرب «عين التينة»، ومن السهل اختيار تيارات وأحزاب لاتهامها، فقط إن كانت ليس لديها ميليشيات جاهزة، أما أصحاب الميليشيات فيتم التِماس رضاهم! لا بأس، فحتى الثورة أحياناً تذهب إلى الواقعية، وأحياناً إلى المركانتيلية.

لكن أن تذهب الشعبوية لتحتل صرح الموضوعية والعلم في «الأسمبلي هول» في الجامعة الأميركية للتهجّم على فؤاد السنيورة وإجباره على الخروج بتلك الطريقة، فهو ظاهرة مرَضيّة بالكامل يبدو أنها أصابت من يدعي بأنه نخبة المجتمع الثقافية في هذا البلد، الذي يبدو أنّ لوث الشعبوية أخذ فيه بعقل الجميع، ولم يبقَ من يعوّل عليه للإبداع بعد التدمير، حتى بين النُخب.

 

تحرير القدس ليس بإحراق بيروت

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/18 كانون الأول/2019

هل باتت الثورة الشعبية في لبنان الممر الالزامي لجماعة “محور الممانعة” والمقاومة المسماة زورا إسلامية لتحرير الاراضي المحتلة، وهزيمة إسرائيل؟

وهل أفواج الثنائي (“حزب الله” و”أمل”) التي تجتاح كل يوم، وفي غارات ليلية، أشبه بغارات العسس واللصوص، هذه الساحات، فتشعل الحرائق وتخرب الممتلكات العامة، وتعتدي على الثوار السلميين، تخوض في هذه الأماكن معركة التحرير “المقدس”، أم هي تمارس العهر الذي سترته خلف أقنعة الشعارات الوطنية والقومية والإسلامية طويلا كي تنفذ المشروع الإيراني التوسعي؟

لقد سقطت الأقنعة وبان “محور الفتنة” على حقيقته، فلا هو مقاومة، ولا ممانعة، إنما مافيا فساد ونهب تتشارك سلطة الأمر الواقع مع حلفاء أثخنوا لبنان طعنات إفقار وتجويع وتبعية لمعسكر الإرهاب الإقليمي.

محور الأوباش هذا يقود عملية قمع الثورة الشعبية السلمية الحضارية المستمرة منذ شهرين في محاولات يائسة لإفشالها غير أنه يصاب بالهزيمة تلو الأخرى، لأن الشعب بغالبيته كسر كل حواجز الخوف، ولم تعد تنطلي عليه شعارات الدجل السياسي.

هؤلاء الساقطون في بئر التبعية والخيانة يسعون إلى رمي لبنان بين شدقي الحرب الأهلية من خلال أساليب مخابراتية مفضوحة، فمرة يلعبون على وتر عدم المس بالرموز، وحين يفشلون يلجأون إلى الاعتداء على محتجين تحت عنوان أن قطع بعض الطرقات موجه ضد “المقاومة”، ويعمدون إلى فبركات رخيصة للإثارة المذهبية من خلال فيديوهات سجلت في ليل، يتعرض فيها مأجورون إلى الرموز الإسلامية.

لا شك كادوا ينجحون في هذه الفتنة، لكن رد فعل العقلاء من الشيعة قبل السُنة، والمواقف الوحدوية في طرابلس وبيروت، وصيدا وصور والنبطية وغيرها من المناطق اللبنانية، أسقطت في يدهم فخرجوا من هذه المعمعة والعار يغطيهم من قمة الرأس إلى إخمص القدم.

عصابة الثنائي الشيعي هذا لا تعنيها المجاعة الطارقة أبواب اللبنانيين بقوة هذه الأيام، ولا آلام المرضى الذين يتعذبون على أبواب المستشفيات، لأن همه الوحيد السيطرة… ثم السيطرة… ثم السيطرة على القرار اللبناني، حتى لو استلزم ذلك إعادة فتح أبواب جهنم الحرب الأهلية، فسلاح الغدر عنده أهم من كل لبنان.

هذه الحقيقة رأينا الشواهد الكثيرة عليها في الأسابيع الماضية حين عمدت فرقة “الردح والتخوين” إلى تشويه صور المقاومين الحقيقيين الذين تصدوا لإسرائيل قبل أن يدخل “محور الفتنة” على خط المقاومة بالشعارات، ويعمل كلب حراسة للعدو الإسرائيلي على الحدود، فهذا سيد المقاومة الحقيقي العلامة علي الأمين، الذي بقي سنوات طويلة يقاوم الإسرائيليين من صور أثناء الاحتلال، يتعرض لحملة تخوين لرفضه المطلق المشروع الإيراني الذي يعمل على فرضه “حزب الله” في لبنان.

اليوم بعدما اشتد عود الثورة اللبنانية لن يكون لدى عصابات البلطجة أي قدرة على وقف طوفان الغضب الشعبي، ولن تنفع تهم التخوين بالعمالة للصهيونية، أو الاستخبارات الأميركية، لأنّ الخائن وفاقد الوطنية والانتماء الحقيقيَّ للبنان ليس هو من يُعطي شهادات البراءة، وصكوك الغفران.

 

رسائل أميركية إلى بيروت... لا ندعم حكومة مزدوجة المعايير

طوني بولس/انديبندت عربية/18 كانون الأول/2019

تلتقي القوى السياسية في لبنان على توصيف زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى البلد، بأنها الزيارة الغربية الأهم منذ اندلاع الاحتجاجات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتوضح مصادر سياسية بأن هيل في إطار زيارته الاستثنائية موفد من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "للاطلاع على الأوضاع الناشئة منذ اندلاع الاحتجاجات"، والتغييرات التي أحدثتها على المعادلة السياسية، وسينقل موقفاً وصفته بأنه "مهم جداً إلى رئيس الجمهورية ميشال عون".

الحريري ليس رجل المرحلة

وتشير المصادر إلى أن برنامج لقاءات هيل، يشمل لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، وقائد الجيش العماد جوزيف عون للبحث بالتعاون لتنفيذ برنامج التسلُّح والتدريب للقوات المسلحة، مع احتمال لقائه ناشطين في الحراك الشعبي، مع تأكيد تأييد واشنطن التحركات الاحتجاجية، وحق التظاهر السلمي.

وفي سياق متصل، ترى مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأميركية "لم تكن متحمسة لعودة الرئيس سعد الحريري لترأس الحكومة المقبلة، لأنه لم يثبت قدرته على تنفيذ الالتزامات"، معتبرة أن الحريري "ليس الرجل المناسب في هذه المرحلة"، وانسحابه من السباق إلى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، قد "يكون المخرج الأفضل لتشكيل حكومة مستقلة".

لا لحكومة الـ"لسانين"

ولفتت المصادر إلى أن الولايات المتحدة لا تدعم حكومة مزدوجة المعايير، فمن ناحية تتحدّث عن النأي بالنفس، في حين هي جزءٌ من منظومة سياسية تديرها طهران، متهمةً الحكومة المستقيلة كما سابقاتها باعتماد "خطابين الأول يتطابق مع الطموحات والرؤية السياسية الأميركية والغربية، في حين تعتمد الخطاب الثاني وهو الفعلي والمنفذ"، وهو أمر "لا يشجِّع الدول الغربية على التعامل مع حكومات كهذه"، مشدداً على أن الحكم هذه المرة "سيكون لبيان الحكومة المقبلة". وعن إنقاذ لبنان مالياً، تفيد المصادر بأن المساعدات المستقبلية للبنان "رهن تشكيل حكومة قادرة على تلبية طلبات المحتجين بإجراء إصلاحات مجدية"، مضيفة أن ديفيد هيل "سيوصل هذه الرسالة الصارمة إلى المسؤولين اللبنانيين"، موضحة أن "المقاربة الغربية تجمع بين القيم الأميركية المتعلقة بدعم مطالب الشعوب المحقة، وأهدافها الجيوسياسية العاجلة أكثر والمتمحورة حول الضغط على حلفاء إيران، ومن ضمنهم حزب الله".

بومبيو تدخل شخصياً

من جهة ثانية، رأت المصادر أن قرار واشنطن الإفراج عن المساعدة العسكرية المُقدرة قيمتها بـ105 ملايين دولار أميركي بعد أشهر من تعليقها من دون مبرر واضح، "رسالة إيجابية من واشنطن إلى لبنان وتعبير عن استعداد لفتح آفاق مشروطة لعملية إنقاذ اقتصادي"، كاشفة أن وزير الخارجية مايك بومبيو تدخل شخصياً للإفراج عن المساعدة العسكرية للجيش اللبناني.

دولة فاشلة

وفي السياق ذاته، يؤكد مدير التحالف الأميركي - الشرق الأوسطي طوم حرب بأن زيارة هيل ستكون "استكمالاً لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت وعواصم عربية أخرى في الربيع الماضي"، مشدداً على أن الإدارة الأميركية "لا تتدخل بتشكيل الحكومة اللبنانية"، إنما الموقف الرسمي الأميركي "واضح لناحية رفضه التعاون مع أي حكومة فيها وزراء ينتمون إلى حزب الله". ولفت إلى أن مواقف اليمينيين في الكونغرس الأميركي، تعتبر أن لبنان بلد "ساقط إدارياً" كون مؤسساته لا تعمل "بسياق قانوني، وتنخرها شبهات الهدر والفساد"، و"ساقط سياسياً" في المحور الإيراني، مضيفاً " يثق الأميركيون فقط بمؤسسة الجيش اللبناني رغم التشكيك أحياناً بالضغوطات السياسية التي تتعرض لها من جانب حزب الله".

سلة متكاملة

من جانبه، وضع الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية الدكتور ألفريد رياشي زيارة هيل إلى لبنان في إطار "الاستطلاع ومناقشة القوى السياسية اللبنانية حول الوضعين الاقتصادي والسياسي"، دون الدخول في أسماء مقترحة لرئاسة الحكومة المقبلة، إنما وضع خارطة حل للأزمة اللبنانية، مشيراً إلى أن الأميركيين يعتبرون معالجة المسار الاقتصادي "مرتبط بالمسار السياسي". وأضاف أن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، يحمل للمسؤولين اللبنانيين في الشأن الحكومي "تصوراً عاماً" ضمن سلة متكاملة تتضمن حكومة حيادية من خارج الأحزاب التقليدية، تحمل معايير حكومة طوارئ، وتنشئ خلية أزمة اقتصادية من حياديين، وتواصل من خلالها مع المجتمع الدولي الذي سيكون منفتحاً إلى أقسى الحدود في دعم لبنان سياسياً واقتصادياً، مشيراً إلى أنه ومن ضمن السلة المتكاملة سيطرح تشكيل مجلس إنقاذ داخلي للبحث بموضوع الترسيم البحرية مع إسرائيل والاستراتيجية الدفاعية في لبنان.

واعتبر أن الحل الشامل الذي تسعى إليه الولايات المتحدة يمكن أن ينعكس عبر ترسيم الحدود اللبنانية ضمن "البلوك 9" لصالح لبنان، وتضم إليه المنطقة الحيوية التي يطالب بها، على عكس كل الأحاديث بأن الحل الأميركي يعطي المنطقة الحيوية المتنازع عليها لإسرائيل.

 

لمن لم يقرأها بعد، تحض على التفكير في أحوالنا، والتخيّل

الدكتور توفيق هندي/18 كانون الأول/2019

تأجلت الإستشارات النيابية الملزمة لكونها تفتقد إلى "الميثاقية": لا "تغطية مسيحية" برلمانية لها. باسيل ضربها اللكمة الأولى وجعجع الضربة القاضية. فهما يتحملان سويا" بالتضامن والتكافل المساهمة في مسؤولية عدم تشكيل الحكومة "المعقولة" إلى جانب بقية الأطراف، ولا سيما وخاصة حزب الله الذي يتصرف وكأن شيئا" لم يحدث يستدعي أن يقبل بتصغير وتلطيف وجوده مع حلفائه في الحكومة بحيث تأتي المساعدات الخارجية التي وحدها يمكنها الحيلولة دون وصول الوضع الإقتصادي-المالي-النقدي إلى قعر البئر.

العديد من اللبنانيين لا يزالون في حالة عدم وعي لما ينتظرهم. فمنهم من يرى أن الكارثة وقعت ولا يرون أن الوضع قد يكون أكثر مأساوية". ومنهم من يعتبر أن المجتمع الدولي لن يدع لبنان يصل إلى حالة الإنهيار الكامل. قد يكون هذا رأي الأوروبيين والعرب لما لهذه الحالة من تداعيات خطرة على أوضاعهم. غير أنه لا يبدو أن أميركا-ترامب تبالي لأن أميركا بعيدة عن المنطقة ولأن أولوية ترامب هي إعادة إنتخابه وأن تسجيل نقاط في مواجهة إيران قد تفيده مهما كلفت من خسائر جانبية (collateral damage) لسواه.

ولكن ماذا يعني أن لا تشكل حكومة "معقولة" يمكنها إستجلاب المساعدات الخارجية؟

تعني ذهاب لبنان إلى وضع أسوء من "الصوملة".

بدون مبالغة، أرى أن الوضع في لبنان سوف يصبح على الشكل التالي:

الفقير يصبح بحالة فقر مدقع والمؤسسات الخيرية والجمعيات والخيرين، مجموعات وأفراد، لن يعود بإمكانهم المساعدة، مما يدفعه على طريق السرقة والإجرام لتلبية مقومات الحياة البدائية لأولاده. الطبقة الوسطى تضمحل وتتحول تدريجيا" إلى طبقة فقيرة ويهاجر منها من يتمكن من الهجرة.

كافة مؤسسات القطاع الخاص (صناعة، تجارة، سياحة، إعلام،...وحتى الزراعة) تتوقف عن العمل وتصرف عمالها. البطالة تضرب أرقاما" قياسية. الدولة لا يعود بإمكانها أن تدفع موظفي القطاع العام أو أنها تدف أجورهم بليرة لبنانية تكون قد فقدت قيمتها. ينهار القطاع المصرفي، إحدى الركائز الأساسية للكيان اللبناني. ومع إنهيار الليرة اللبنانية، تنهار هرمية الجيش والأجهزة الأمنية ويتحولون إلى أفراد ومجموعات من المسلحين يعبثون بالأمن بدلا" أن يحافظوا عليه. تتوقف المستشفيات عن العمل كما يجب، لنقص في المعدات الطبية والأدوية في محيط تتفشى فيه الأمراض نتيجة الفقر والعوز والكمامة المتراكمة أينما كان.

ويتوقف الإنترنت وتلفونات الجوال عن العمل ومعها تتوقف تطبيقاته.

وتتوقف الملاحة الجوية والبحرية.

وتغرق البلاد بالعتمة، و... نعود إلى العصور الوسطى نعيش ضمن شريعة الغاب نخشى أن نسير في الطرقات وأن نكون عرضة في بيوتنا لمجموعات مسلحة تمارس اللصوصية وتمتهن القتل. لربما من قائل أن في هذا التوصيف الكثير من المبالغة. ولكن ليس من شك أننا نقترب منه. قد لا نصل إليه ولكن قد نقاربه. وفي حين أن المطلوب هو تشكيل حكومة "معقولة" بالسرعة القصوى، قادرة على إستجلاب المساعدات الخارجية لكي لا تزول الدولة وينهار المجتمع والكيان، نرى "مكونات" الطبقة السياسية الفاسدة كافة، تناور على بعضها البعض بشكل رخيص، غير آبهة بعذابات الشعب اللبناني المسكين.

أردت أن أشدد على فظاعة وضخامة الكارثة التي نتجه إليها لكي أدلل على إجرام هذه الطبقة السياسية العفنة الفاسدة التي لا تزال تتصرف بطريقة غير مسؤولة ولإبراز أولوية معالجة الوضع الإقتصادي-المالي-النقدي لأن إنهياره مرادف لإنهيار الدولة والكيان والمجتمع.

رسالتي للأطراف اللبنانية كافة هي أنها يجب أن تدرك أن الأوضاع تغيرت وأن تتصرف بعقلانية وعلى أنه لم يعد بمقدورها أن تفرض شروطها وأن إمعانها بهذا الطريق سوف يقضي عليها وعلى الآخر.

المطلوب هو الإسراع بتشكيل الحكومة "المعقولة".

ولكن، يبدو أن صوتي، صوت صارخ في البرية!

الحكومة «المعقولة» هي كما وصفتها في مقالي المعنون «الحكومة بين التشكيل المستحيل والممكن»، المنشور في [...]

 

لماذا لم تعطِ "القوات" الميثاقية المسيحية للحريري؟

مروى غاوي/ليبانون فايلز/الأربعاء 18 كانون الأول 2019

بين القول ان "القوات اللبنانية" قامت بانقاذ الرئيس سعد الحريري من "ورطة" التأليف بعد تكليفه، وبين اتهامها بالتامر عليه، إختلفت التفسيرات لموقف "القوات" من عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة الذي كان السبب المباشر باطاحة الاستشارات النيابية الملزمة.

بيان الفجر الصادر من معراب نسف الاجواء التفاؤلية التي احاطت زيارة الوزير السابق غطاس خوري بعد فترة من التوتر بين بيت الوسط ومعراب، قبل ان يأتي بيان "المستقبل" ليهاجم شريكي التسوية" "التيار الوطني الحر" و"القوات"، مثبتا نظرية اتهام "القوات" بالضلوع في الانقلاب.

فلماذا لم تعطِ "القوات" الميثاقية المسيحية المطلوبة للحريري؟

تصر مصادر "القوات" اولاً على ان لقاء معراب مع موفد الحريري لم ينتهِ الى تسمية الحريري للبناء على فكرة ان "القوات" تراجعت عن موقفها. وتقول: لم نَعِدْ الحريري بشىء لنتراجع عنه. وتضيف المصادر: ولسنا مسؤولين عن نزع الغطاء ورفع الميثاقية، فالميثاقية الحقيقية تكون بالتأليف وليس بالتكليف. ومن قال او يضمن قدرة الحريري على تأليف الحكومة التي يريدها من اختصاصيين مع تمسك "التيار الحر" و"حزب الله" بشروطهما السياسية؟

لم تهرب "القوات" من المواجهة، وهناك تبريرات فائقة الدبلوماسية تمنحها "القوات" لقصة نزع الغطاء وترك الحريري في منتصف الطريق وحجب خمسة عشر صوتا من رصيده في يوم الاستشارات

وفق رواية الفريق القواتي هناك عدة اعتبارات مترابطة، إذ كان لا بد بعد ثورة 17 تشرين الاول من عدم تجاهل نتائج الحراك، فالمزاج الشعبي والقاعدة القواتية رافضان استنساخ حكومة تشبه الحكومة الحالية، ولديهما مخاوف من رضوخ الحريري واحتمال تراجع الاخير عن حكومة الاختصاصيين.

في الشكل تتمسك "القوات" بتحالفها الاستراتيجي مع "تيار المستقبل"، لكنها بالوقت نفسه لا تريد ان تضحي بما بنتهُ بعد خروجها من الحكومة، وهي منسجمة حاليا مع انتفاضة 17 تشرين وداعمة لها. كما تصر على حكومة اختصاصيين لأنها الوحيدة المؤهلة لانقاذ لبنان من الازمة المالية والاقتصادية.

الرأي العام القواتي يبدو اكثر جرأة في تسمية الامور باسمائها، بالنسبة الى القواتيين عندما اتفق التيار الحر مع الحريري كنا خارج هذا الاتفاق، فلماذ نقف الى جانبه بعد هذا التحول؟ ثمة من قرأ في سطور موقف القوات ما يلي: مراجعة لحسابات سياسية مستقبلية، فانهيار حلف باسيل والحريري لا يُلزم القوات بالارتماء في احضان الحريري، وقد اتت فرصة الاستشارات للانتقام من التسوية التي قامت بين باسيل والحريري. والتقاط تحولات واشارات خارجية لا تصب في مصلحة تسمية الحريري لرئاسة السلطة التنفيذية.

 

حكومة ظلّ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

لا أحبّ أبداً كلمة «ثورة»، لأنها تذكّر بالعنف والدماء والعسف والظلم وتذابح الرفاق، من الثورة الفرنسية إلى الروسية. لكنني منذ اليوم الأول لحراك لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تبنّيت كلمة ثورة، بسبب المطالب التي رفعتها والحقوق التي طالبت بها، والطبقة السياسية العامّة التي طالبت بذهابها.

يوماً تلو آخر، ازددت قناعة بالثورة وأملاً بها، إذ رأيت أنها حركة أمّهات وأبناء وجيل جديد يهتف ضدّ البطالة والهجرة والعجرفة والتسلّط والفساد وانهيار الاقتصاد. وأثلج الصدور ظهور ممثّلين عن النهضة، يتحدّثون على مستويات عالية جداً من العمق والفكر والمعرفة، خصوصاً النزاهة والخُلق. تمنعني الخبرة والتجارب في لبنان من التفاؤل. لكنني رأيت الحركة هذه المرة أكبر من الفشل المعهود وخالية حقاً من التلوّث الطائفي وسمومه، وأفرحني أن هؤلاء الملايين لا ينتمون إلى حزب أو جماعة أو طائفة، بل إلى بلد واحد وعلم جميل. لكنني منذ اللحظة الأولى أيضاً لم أتوقّع للثورة النجاح الفوري. وقلت لأهلها إنها خطوة تأسيسية كبرى، لكن لا تتوقّعوا شيئاً الآن. فالاقتصاد في الحضيض والليرة في الحضيض، والبطالة والفقر في الذروة. مشاهد الأيام والليالي الأخيرة، رديئة مثل الطبقة السياسية لكنها غير مفاجئة. وأتمنى على الثورة أن تختم هذا الفصل الجميل وأن تترك السياسيين يؤلّفون حكومة تمهل البلد في استعادة أنفاسه. وأتمنّى خصوصاً ألا يشارك الثوّار في هذه الحكومة إطلاقاً. أن يشكّلوا من خارجها حكومة ظلّ تراقب أعمالها وتمنع الشطط وتضبط السلوك ومراعاة القيم. أمران، رجاءً، أمران: عودوا إلى بيوتكم بكل هدوء ونبل ورقيّ، ولا تقبلوا عرض المشاركة الذي سيفشلكم إلى الأبد، وسوف يسخّف معاني الثورة، ويساويكم بالذين ثرتم عليهم. لكن البقاء في الشارع أصبح نزفاً خطراً. لم يعد لبنان يحتمل هذا النزف وهذا الانهيار. وسوف يحمّلونكم المسؤولية كما كرّروا دائماً حكاية الذئب والحمل الذي عكّر له مياه النبع. لا تلحّوا على لائحة مكاسب. لا تطلبوا شيئاً الآن. لا توقّعوا اتفاق مبادئ سوف يرمونه في المهملات مع كل مبدأ آخر، في المقبرة الخاصّة بالمبادئ. شكّلوا حكومة ظلّ، كان يجب أن تُشكّل مع استقلال لبنان.

 

الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

منذ ليلة السبت - الأحد الماضي، والليالي اللبنانيَّة تشهد عنفاً لم تشهده منذ انفجار ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول). بعض المراقبين والناشطين توقَّعوا أن تتعزَّز هذه الوجهة وأنْ يتزايدَ القمع، قبل التكليف المؤجَّل وبعده، بل وفي معزل عنه. فإذا صحَّ أنَّنا لا نزال بعيدين جدّاً عن الأرقام العراقية، وكلَّ الأمل ألا نقترب منها، صحَّ أيضاً أنَّ ما تحاوله الثورة اللبنانية وحجم التعنُّت الذي يواجه محاولتها المركَّبة والشائكة ليسا بسيطين. يكفي أن نعدِّد الأعداء الأربعة الأساسيين الذين آثر الشبان والشابات اللبنانيون، يوم 17 تشرين، أن يتّحدوا ضدّهم، وأن يتحدّوا سطوتهم. والحال أنّ هؤلاء أقرب إلى تنانين أربعة كثيرة التشعّب وعميقة التجذّر، تنانينَ قد يختلف ثوّار لبنان في ترتيبها وترتيب أولويّات المواجهة معها، لكنّ أغلبيّتهم الساحقة لا تختلف في الإقرار بتناقضها مع مصالح الشعب ومع طموحات أبنائه.

هناك، أوّلاً، الاقتصاد «النيو ليبرالي» مرموزاً إليه، اليوم، بالمصرف. هذا الأخير الذي ينهب المال العامّ بنشاط يزيده زخماً تداخل الجماعة السياسية والجماعة المصرفية، بات الآن ينهب الأفراد فرداً فرداً، من دون أي تجريد وأي وسائط أو عوازل. لكنّ المصرف ليس تفصيلاً هامشياً في تركيبة الاقتصاد اللبناني، وفي الوعي الذي فسّر تلك التركيبة، وبرّرها. لقد عاش لبنان طويلاً، وفي نظر كثيرين، بوصفه مصرفاً كبيراً ألّف له ميشال شيحا الأفكار كما ألّف الأخوان الرحباني الأغاني.

مركزيّة المصرف إذا صحّت عموماً، فهي تصحّ على نحو خاصّ في السنوات الثلاثين الماضية، حيث تعاظم وزنه في الاقتصاد، كما تنامى التسليم بدوره في السياسة والقناعات السائدة. وما يعنيه ذلك أنّ تحدّي المصرف في شكله الراهن ينطوي على إعادة نظر في تركيب اقتصاد النهب اللبناني ذاته، وفي طرق اشتغاله.

هنا، وفي مقابل التناقضات الكثيرة بين أطراف الجماعة الحاكمة، نعثر على وحدة ناصعة بين أطراف هي كلّها، ومن دون استثناء، تدين بـ«النيو ليبراليّة».

هناك، ثانياً، الطائفيّة التي هي وعي البلد وعماد آيديولوجيّته: منذ 1860 في «لبنان الصغير»، أو متصرّفية جبل لبنان، ومنذ 1920 في «لبنان الكبير». لكنّ الطائفيّة ليست مجرّد وعي، إذ من دونها لا تُفهم السياسات ولا يُفهم الاقتصاد الوطني نفسه. لا تُفهم حروب البلد الكثيرة، ولا يُفهم سلمه القليل... هذه أيضاً وجدت في مثقّفين، ربّما كان أبرزهم كمال يوسف الحاج، مَن يتغنّى بفضائلها ونِعَمها، مثقّفين لا يفوقهم في الخطأ إلاّ من أنكرها أو خفّف من وزنها الثقيل. إنّ ما نعيشه اليوم، وللمرّة الأولى منذ 1860، هو أكبر افتراق بين الطائفية والشعب. فـ«التضليل» الذي كان ممكناً من قبل، بسبب قوّة الطائفيّة كشبكة توزيع، لم يعد ممكناً راهناً. لقد كفّ عن العمل. أمّا ثالثاً، فهناك «حزب الله» الذي يمثّل امتداداً مزدوجاً ومسموماً للتركيب الطائفيّ: فبعد تجارب كثيرة في استخدام عنف الحدّ الأدنى لتحسين موقع طائفي ما في «التعايش الوطنيّ»، جسّد «الحزب» القدرة على استخدام عنف الحدّ الأقصى لإخضاع هذا «التعايش». وبعد علاقات بالخارج كانت تشكّل ملحقاً لسياسات طائفة ما، اندمج الداخل الوطني بالخارج الإيراني على نحو محكم لا فكاك منه... إنّ «حزب الله» هو اليوم سيف الطائفيّة البتّار: في 2005 حين أجمعت أكثريّة اللبنانيين على اتّهام بشّار الأسد باغتيال رفيق الحريري، حال ذاك الحزب (الذي لم يُتّهم يومها) دون استكمال وحدة الموقف اللبنانيّ. الآن يتكرّر الأمر نفسه فيتولّى الحزب إيّاه فصل طائفة كبرى عن الثورة، فيما يمنح السلطة المتداعية الأنياب التي لا تملكها.

وفي المحلّ الرابع، هناك مناخ الثورة المضادّة عربيّاً. هذا المناخ هو الأشدّ سخونة وسُمّية في سوريا التي تهبّ رياحها على لبنان، والتي تهبّ في وجه رياحها رياح الثورة اللبنانيّة. ما تعيشه بيروت اليوم يقول إنّ بشار الأسد لم ينجز المهمّة بعد. هنا يكمن أحد مصادر الحقد الذي يتغذّى عليه الأسديّون في عدائهم للثورة اللبنانيّة. إنّهم على بيّنة من أن ما أنجزه لهم الإيرانيّون والروس في دمشق قد يخسرونه في بغداد وبيروت. التنانين الأربعة التي تستهدفها ثورة لبنان ترسم عسر المهمة، وبطوليتها، في آن معاً. وهي تفسّر كيف أنّ الجماعة الحاكمة، وعلى ما ظهر جلياً ليلة الأحد - الاثنين خصوصاً، تسعى إلى توسيع مساحات التنسيق والتكامل فيما بينها، بدءاً بالأمن وضبطه. قد تُهزم الثورة ويُهزم معها لبنان نفسه؟ ربّما. لكن المؤكّد أنّ استهداف التنانين الأربعة مهمّة مديدة سوف يخوضها جيل بعد جيل. وهذا ما يرتّب على قواها مسؤوليّات بات يصعب تأجيلها، بعضها تنظيمي، وبعضها فكري، مسؤوليّاتٍ تجمع بين مواجهات اليوم ومواجهات الزمن المقبل، وفي خضمّها تتبلور سلطة بديلة ومحترمة. بغير ذلك، يمضي الماضي إلى غير رجعة، ويبقى المستقبل في انتظار مَن يرسم له صورة وملامح.

 

العراق... ثلاثية الجيش والشعب والمرجعية

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2019

جدل واسع أثاره الكشف عن استقبال السيد السيستاني مجموعة من جرحى الجيش العراقي، وما بين تاريخ زيارتهم وتوقيت الإعلان عنها، رسائل بالغة الدقة، وبأبعاد عدة، أرادت المرجعية الدينية النجفية توجيهها للداخل والخارج. فمن حيث الشكل؛ هي المرة الثانية في التاريخ التي يظهر فيها المرجع الديني الأعلى للشيعة في العالم السيد علي السيستاني في شريط مصور، بعد الظهور الأول والاستثنائي إبان حادثة تفجير مرقد الإمام الحسن العسكري في مدينة سامراء سنة 2006 إلى جانب المراجع الثلاثة الكبار (الحكيم والفياض والنجفي)، وذلك بهدف احتواء الفتنة المذهبية حينها التي أشعلها التفجير. أما من حيث المضمون؛ فإن التسجيل الثاني بعد أيام على خطاب يوم الجمعة الذي تزامن مع الذكرى الثانية للانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي، فهو ضربة موجعة تسددها المرجعية بوجه الطبقة السياسية والأحزاب الشيعية المسلحة التي تتحمل مسؤولية القمع الدموي الذي يجري بحق المتظاهرين السلميين منذ انطلاق انتفاضة 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهذا ما غمزت المرجعية من قناته بقولها: «إن ما تكرر خلال الأيام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف يؤكد مرة أخرى أهمية أن يخضع السلاح ـ كل السلاح ـ لسلطة الدولة، وعدم السماح بوجود أي مجموعة مسلحة خارج نطاقها تحت أي اسم أو عنوان. إن استقرار البلد والمحافظة على السلم الأهلي فيه رهن بتحقيق هذا الأمر». ولكن اللافت في التسجيل الثاني الذي جرى منذ أشهر عدة، وتم الكشف عنه بعد أيام من خطاب الجمعة أنه لم يتم فيه ذكر «الحشد الشعبي»، مع العلم بأن جزءاً كبيراً منه خُصِّص للتذكير بالتضحيات التي قدمها أبناء الشعب العراقي في الحرب على «داعش» وتحديداً القوات المسلحة الرسمية ،مع التركيز على دور الجيش فقط بشكل واضح وصريح.

ففي السنوات الأخيرة أصبح الجيش العراقي المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني، الأمر الذي أدَّى إلى تعرضه لمخطط إضعاف وعزل وإلى تفريغه من قادته عبر الإقالات والتهميش، وذلك بعد استعادته جزءاً من عقيدته القتالية، التي من الطبيعي أن تصطدم مع مشاريع الهيمنة على القرار السيادي العراقي، كما أنَّ إصرار الشارع والمرجعية على أنه يمثل السلاح الشرعي الوحيد أدَّى إلى تفاقم علاقته مع سلطة الفصائل المسلحة، فقد عدَّت المرجعية في خطبتها أنه «لا بد من أن نعيدَ اليوم التأكيد على ما سبق ذكره من ضرورة أن يكون بناء الجيش وسائر القوات المسلحة العراقية وفق أسس مهنية رصينة، بحيث يكون ولاؤها للوطن، وتنهض بالدفاع عنه ضد أي عدوان خارجي، وتحمي نظامه السياسي المنبعث عن إرادة الشعب وفق الأطر الدستورية والقانونية».

فمما لا شك فيه أن انحياز المرجعية للجيش في هذه المرحلة، لا يعطيه الضوء الأخضر للقيام بانقلاب عسكري قد يتصوره البعض أنه مخرج لحالة الانسداد التي تعاني منها العملية السياسية، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين يتعرضون يومياً لعمليات القتل الممنهج على يد ميليشيات السلطة، ورغم ذلك؛ فإن حساسية النجف والنُخب العراقية الوطنية خصوصاً الشيعية لا تزال مسكونة بهواجس الخوف من الانقلابات وحكم العسكر، الذي جرّ الويلات على العراق وأسس لثقافة السحل والاغتيالات والسجون والإبادات الجماعية، إلا أنه مع استمرار حكومة الولائيين في تعنتها ورفضها القيام بأي خطوات إصلاحية، وإمعانها في قتل العراقيين وترهيبهم من أجل إجبارهم على التراجع، وعدم استجابة هذه السلطات لمطالب الشارع، وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، فإن التململ الموجود داخل الجيش سيخرج إلى العلن، وقد يؤدِّي إلى أن تعلن وحدات قتالية أساسية تمردها على قيادتها السياسية تحت ذريعة حماية المتظاهرين، ووقف حمام الدم الذي تصرُّ الطبقة السياسية على ارتكابه بغطاء خارجي.

ففي المواجهة المفتوحة ما بين السلطة والشعب، يراهن المتظاهرون العزل على تدخل قطاعات كبيرة من الجيش وبعض الفرق الخاصة، مثل جهاز مكافحة الإرهاب، في اللحظة المناسبة لحمايتهم من الميليشيات، خصوصاً أنَّ الجيش العراقي بعد انتصاره على «داعش» أصبح المؤسسة الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني، ولم يزل الشارع يعدّ أنَّ الجنرال عبد الوهاب الساعدي هو أيقونة القوات المسلحة ورمز انتصاراتها، وأحد أبرز الأسماء المقبولة من قبله لتولي الحكومة الانتقالية، إضافة إلى اسم القائد السابق للجهاز الجنرال الأسدي، ومدير جهاز المخابرات العامة مصطفى الكاظمي، الذي بات يتردد اسمه إضافة إلى الجنرالين بصفتهم من الأسماء التي تنطبق عليها الشروط التي وضعتها انتفاضة أكتوبر.

وعليه؛ فإن إعادة هندسة الوطنية العراقية التي انطلقت في «1 أكتوبر» باتت تملك غطاءً روحياً وشعبياً ومؤسساتياً أمنته ثلاثية الخلاص العراقي؛ الجيش والشعب والمرجعية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فيديو ونص المؤتمر الصحفي للسيد علي الأمين بعد إتهامه بالتطبيع مع إسرائيل: حملات التخوين التي تطاولني هي بسبب رفضي للمشروع الإيراني/سأبقى معارضًا لسياسة حزب الله القائمة على البطش والهيمنة

http://eliasbejjaninews.com/archives/81566/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a5%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa/

جنوبية/18 كانون الأول/2019

بعد تعرضه لحملة تخوين وتجني بسبب حضوره مؤتمراً للأديان في البحرين صودف فيه وجود رجال دين يهود قادمين من الأرض المحتلة دون علم أحد من المشاركين، وبالرغم من نفي العلامة السيد علي الامين بيان رسمي امس، ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل من حصول لقاء شخصي بينه وبين شخصية دينية يهودية، لا تزال حملات التخوين مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، عقد الأمين مؤتمراً صحافياً رداً على “حملات طاولتني من التخوين والإفتراء والتّهديد، قام بها قبل أيام حزب الله والتابعون له من رجال دين وجمعيات وأفراد، وقد انضمت إليه فيها المؤسسة الدينية الشيعيّة الأم في لبنان”.

أضاف: “انطلقت هذه الإفتراءات من زعم التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي لمشاركتي في مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد في مملكة البحرين قبل عشرة أيام تقريبا.وقد شاركت في مؤتمر الحوار بين الأديان هذا ولم أكن على علم بجنسيات المشاركين فيه ولا بأشخاصهم ولا بأسمائهم، ومن المعلوم أن مؤتمرات الحوار بين الأديان تحضر فيها شخصيّات من مختلف الأديان، فهي ليست مؤتمرات للحوار داخل الدّين الواحد بل بين الأديان وفي مثلها يكون البحث ذا طبيعية فكرية وثقافية يتناول المشتركات بين الأديان وسبل التّلاقي والحوار بين الشعوب، ولا علاقة لها بالسياسة والسياسيين، ولا بالدول والحاكمين”.

وفنّد الأمين الشخصيات التي حضرت قائلاً: “شارك في المؤتمر المذكور شخصيّات عديدة، وكان منها ممثل الدولة اللبنانية السفير اللبناني في مملكة البحرين وغيره من سفراء عرب، كان منهم سفير فلسطسن ووفد مشارك يمثل مفتي القدس ووفد من الكنيسة القبطية يمثّل البابا تواضروس ورجال دين من لبنان، وغيره من مختلف الأديان والمذاهب، ولم يحصل أي لقاء شخصي بيني وبين الشخصية اليهودية التي حضرت في اليوم الثاني من المؤتمر، ولم أكن على علم مسبق بحضورها”.

دور الثنائي الشيعي في حملة التخوين

وعن دور الثنائي الشيعي في الحملات قال: “هذه الحملات من التخوين، جاءت تتويجاً لمجموعة من الحملات القديمة التي كان يقوم بها حزب الله ضدّي شخصيّاً لرفضي القديم الجديد المشروعَ الإيراني الذي يحملونه في لبنان والمنطقة، ولمطالبتي الدائمة عندما كنت في الجنوب بمشروع الدّولة وانتشار الجيش فيه وحصر السّلاح بالمؤسسات العسكريّة والأمنيّة على كلّ الأراضي اللبنانية.إنّ الخلاف مع الثنائي الحزبي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) ليس جديداً. فهو يعود إلى سنوات عديدة خلت وعقود مضت سبقت إبعادهم لي من الجنوب في أحداث السابع من أيار 2008 بقوّة السلاح”.

أضاف: “استمرّت معارضتي لسياسة أتباع الرؤية الإيرانية وحلفائهم من أنصار نظام ولاية الفقيه التي تقوم على منع الرأي الآخر وشيطنته لزعمهم أنّ الوليّ الفقيه يمثّل حكم الله على الأرض، فمن يعارضه أو يعارض أدواته فهو خائن ومعارض لله ورسوله. فالسبب وراء هذه الحملات، القديمة الجديدة، يعود إلى معارضتي المستمرّة لسياسة الثنائي الحزبي الشيعي، فلم يكن وقوفي إلى جانب الإنتفاضة الشعبية اللبنانية المباركة، ورفضي لمحاولات قمعهم وشيطنتهم لها، المعارضةَ الأولى لهم ولن تكون الأخيرة، وسأبقى معارضاً لسياستهم القائمة على الإستبداد والبطش والهيمنة والعاملة على تربية جيل من الطائفة الشيعية يجنح نحو الطائفيّة البغيضة كما ظهر من هتافات أتباعهم (شيعة شيعة)، وهي من ثمار قيادة الثنائي، وكما قال السيد المسيح عليه السلام ( من ثمارهم تعرفونهم) إنّ سياستهم جلبت وتجلب الضرر للطائفة الشيعية وأوجدت لهم خللاً مع شركائهم في الوطن ومع محيطهم وشعوبهم العربية”.

وشدد الأمين على أنه “لن ترهبني كلّ تلك التّهديدات والإتهامات التي جاءت لصرف الأنظار عن المطالب المشروعة لانتفاضة الشعب اللبناني وتطلّعاته نحو تحقيق العدالة الإجتماعية وقيام دولة الإنسان المدنيّة المبنيّة على قاعدة المواطنة العابرة لأحزاب وزعامات المذاهب والطّوائف والمحاصصات الطائفيّة الّتي تسبّبت بكل هذا الفساد والمآسي الّتي يعيشها لبنان اليوم”.

تاريخ مُقاوم

وذكّر الأمين بتاريخه المقاوم قائلاً: “من العجب العجاب أنّ السيد علي الأمين الذي بقي مع أهل الجنوب في المحن التي أصابتهم من الإعتداءات الإسرائيلية خصوصا في عام 93 و 96 وعدوان تموز 2006، وهو الذي وقف ضدّ الثنائي الشيعي في فتنة اجتياح بيروت في السابع من آيار 2008 وضدّ تدخّل حزب الله في فتنة القتال الأهلي على الأراضي السوريّة، أن تقوم  المؤسسة الدينية الشيعيّة الأم الّتي أسّست لاستيعاب كل الآراء داخل الطّائفة الشيعية والتي قال مؤسسها الإمام الصدر ( الوحدة الوطنية أفضل وجوه المقاومة لإسرائيل)، أن تقوم هذه المؤسسة اليوم باتهام السيد علي الأمين بالسعي إلى الفتنة وتدّعي أن عزله من الإفتاء كان لإحداثه الفتنة بين اللبنانيين وهي المؤسسة التي كانت غطاءاً دينيّاً لفتنة اجتياح بيروت وفتنة القتال الأهلي في سوريا، وفيها يصدق ما قاله العرب في أمثالهم (رمتني بدائها وانسلّت …)”.

أضاف: “من العجب أيضا أن يُستدعى السيد علي الأمين للمثول أمام دائرة الأمن القومي في مديرية الأمن العام بعد كلّ تلك المواقف ضدّ العدوّ الإسرائيلي والمواقف التي وقفها مدافعا عن مشروع الدّولة ومطالبا بسيادتها الكاملة على أرضها منذ ثمانينات القرن الماضي والرافضة لسيطرة الميليشيات المسلّحة وسعيها الدّائم إلى تفكيك الدّولة والهيمنة عليها وهو القائل منذ زمن بعيد: ( أخرجوا من أسوار الطائفية وسجون المذهبية إلى رحاب العيش المشترك).ولسنا من دعاة المخالفة للقانون إن كان ما يسمّى ما صدر عن الأمن العام من استدعاءٍ يحمل صفة القانون فنحن من أوائل الدّعاة لدولة المؤسسات والقانون واحترامها بما في ذلك مؤسسة الأمن العام”.

وختم: “نقول لهؤلاء المتسلّطين بسلاحهم الخارج عن القانون والمستبدّين بآرائهم والمتشبّثين بمناصبهم الدّينية والدّنيويّة ما قاله الإمام علي عليه السلام لبعض أصحابه: ( كأنّهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول : – تلك الدّار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علوّا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين – … بلى، لقد سمعوها ووعوها ولكنّهم حليت الدّنيا في أعينهم وراقهم زبرجها … )وأختم القول بهذا الدّعاء: اللّهمّ أصلح بيننا وبين قومنا بالحقّ واهدنا وإيّاهم سواء السبيل) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.

 

الرئيس عون عرض مع سرحان أوضاع القضاء ومع مشلب عمل المجلس الدستوري

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع وزير العدل القاضي ألبرت سرحان أوضاع القضاء في لبنان وما تقوم به الوزارة في مرحلة تصريف الأعمال لتأمين انتظام العمل القضائي، لاسيما في موضوع التشكيلات القضائية. وكانت جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد.

مشلب

ثم استقبل الرئيس عون رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب وتداول معه في عمل المجلس منذ تولي الاعضاء الجدد مسؤولياتهم، اضافة الى عدد من المواضيع العامة التي لها علاقة بالقانون الدستوري. وأطلع القاضي مشلب رئيس الجمهورية على نتائج الزيارة التي قام بها ونائب رئيس المجلس الدستوري القاضي أكرم بعاصيري الى القاهرة تلبية لدعوة من المحكمة الدستورية العليا في مصر لمناسبة يوبيلها الذهبي، بمشاركة ممثلين عن 138 دولة.

وعقدت للمناسبة ندوات حوارية حول دور المجالس والمحاكم الدستورية في إقامة التوازن بين المحافظة على الحريات العامة ومكافحة الارهاب. كذلك شارك المجلس الدستوري في ورشة عمل نظمتها مؤسسة "كونراد اديناور" في بيروت حول اجراءات صنع القرار.

 

بري امام نواب الاربعاء: نعطي اوامر بأن ننتحر ولا نعطي اوامر بالفتنة الفرزلي: نأمل أخبارا تؤدي لتأليف الحكومة

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال اتصال هاتفي بينهما "على وحدة المسلمين من ضمن الوحدة الوطنية ووحدة اللبنانيين"، مشددين على "ضرورة التنبه من الوقوع في فخ الفتن المتنقلة".

نواب الاربعاء

وقال بري أمام لقاء نواب الأربعاء في عين التينة: "اننا نعطي اوامر بأن ننتحر ولا نعطي أوامر بالفتنة"، محذرا من "الواقع المرير والمشاهد المخيفة والشعارات المذهبية"، داعيا "الأجهزة الأمنية والقضائية للقيام بملاحقة مثيري الفتنة ومؤججيها"، مؤكدا ان "لا غطاء سياسيا وتنظيميا على كل من يسيء الى الوحدة والسلم الأهلي". واضاف: "نحذر من الواقع المرير والمشاهد المخيفة والشعارات المذهبية والمناطقية ومن المندسين والمتلاعبين بمصير الناس والوطن".

وتابع: "من موقع إنتمائنا للمدرسة التي ترتكز على ان السنة والشيعة هما مذهبان لدين واحد، نؤكد أن لا غطاء سياسيا او تنظيميا على كل من يسيء الى الوحدة والسلم الأهلي"، وقال: "اننا نعطي أوامر بأن ننتحر ولا نعطي أوامر بالفتنة، وندعو الأجهزة الأمنية والقضائية للقيام بدورها في ملاحقة مثيري الفتنة ومؤججيها". وفي الشأن الحكومي قال بري: "ولأن موضوع الحكومة أصبح موضوعا كيانيا ينبغي مقاربته بتقديم التنازلات، فالأستشارات النيابية مكانها الطبيعي عبر المؤسسات الدستورية وليس في تأجيج الصراعات وتفخيخ الشوارع والساحات وعليه ندعو الجميع الى الأقلاع عن سياسة الهوبرة والمكابرة والإنكار، والعمل بمسؤولية وطنية على نزع كل عوامل التعطيل، وعدم التقليل من خطورة الوضع اذا بقيت الامور على حالها، حيث لم يعد مقبولا ولا مسموحا الإستهتار بمصالح لبنان واللبنانيين".

وخلال اللقاء عبر النواب عن "رفضهم التطاول على المقامات" مع تأكيدهم على "حرية الرأي والتعبير التي تتعارض مع محاولات إثارة الفتن بين اللبنانيين".

نواب الاربعاء

وكان الرئيس بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء النيابي النواب السادة: علي بزي، انور الخليل، سليم عون، علي عمار، ابراهيم عازار، هادي ابو الحسن، الوليد سكرية، عدنان طرابلسي، هنري الحلو، علي خريس، فيصل الصايغ، بكر الحجيري، قاسم هاشم، مصطفى الحسيني، غازي زعيتر، محمد نصرالله، ايهاب حمادة، حسن عزالدين، حسين جشي، ياسين جابر، اسطفان الدويهي، انور جمعة، امين شري، فادي علامة، عناية عزالدين، محمد خواجة، علي درويش، ايوب حميد، علي فياض وهاني قبيسي.

الفرزلي

والتقى بري نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال بعد اللقاء: "امر طبيعي ان نقوم بزيارة دولة الرئيس للوقوف على اخر المستجدات، حيث تمت مناقشة الوضع الحكومي بصورة مركزية بإعتبار ان تشكيل الحكومة هي مطلب ملح وهي مدخل لإيجاد الحلول في كافة الشؤون والشجون المالية وغير المالية التي يعاني منها البلد، هناك لزوم وواجب ان يصار الى اجراء هذه الاستشارات النيابية التي تؤدي الى تكليف رئيس وزراء يقوم بتشكيل الحكومة"

وأضاف: "لقد تم دراسة ومناقشة كافة الاحتمالات وستكون موضوع نقاش ولا يزال هناك قليل من الوقت نأمل ان يتم التوصل فيه الى النتائج المرجوة، المسألة المركزية ان هناك وعيا كاملا لكل المحاولات التي تهدف الى رمي الفتنة ودك العلاقات بين مكونات المجتمع اللبناني، خصوصا المكونات الرئيسية وهذا ما نشهده في الممارسات اليومية يوميا، هناك استنفار وجهوزية كاملة من قبل دولة الرئيس وكل المسؤولين لكي يحولوا دون الإنزلاق صوب مخاطر لا تحمد عقباها وبإذن الله لا شك انه سيتم التوفيق بهذا المجال".

وختم الفرزلي: "نأمل ان تحمل الساعات القادمة الاخبار التي تؤدي الى تحقيق الغاية المرجوة وهي تأليف الحكومة".

وردا على سؤال فيما اذا كانت الإستشارات ما زالت قائمة في موعدها؟

اجاب: "مبدئيا فخامة رئيس الجمهورية اعلن شيئا من هذا النوع اليس كذلك، في النهاية فخامة الرئيس هو صاحب القرار في هذا المجال".

وعن اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري امس واجواء هذا اللقاء؟

اجاب: "لا شك كان التفكير مشتركا. والتفكير كان يحمل في طياته الارادة في إيجاد الوسائل التي تؤدي الى الحكومة".

برقيتان

على صعيد آخر تلقى رئيس مجلس النواب رسالة جوابية من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شكره فيها على التعزية برحيل الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك.

كما تلقى برقية جوابية من رئيس جمهورية تونس قيس سعيد شكره فيها على تهنئته بإنتخابه رئيسا للجمهورية. وجاء في نص البرقية "تلقيت بكثير من الإعتزاز تهانيكم اللطيفة بمناسبة إنتخابي رئيسا للجمهورية وإني إذ اقدر عاليا ما تضمنته من مشاعر اخوية نبيلة ومن تمنياتٍ صادقة لي بالنجاح والتوفيق ولتونس ولشعبها بمزيد من التقدم والإزدهار، إني إذ اعرب لدولتكم عن عزمنا الراسخ على العمل من اجل مزيد من تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات خدمة لمصلحة بلدينا وشعبينا".

 

الراعي استقبل عنداري ووفد اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام: لعدم اعتماد لغة التحريض

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وفد اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام برئاسة المطران انطوان نبيل العنداري وحضور نائب رئيس اللجنة الارشمندريت انطوان ديب ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم وأعضاء اللجنة.

وسلم العنداري البطريرك الراعي مذكرة شكلت خلاصة نقاشات بين اعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام بالاشتراك مع المؤسسة المارونية للانتشار، حول كيفية مواجهة التحديات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية في هذه المرحلة الصعبة وكيفية تعزيز الثقة لدى ابناء الكنيسة وتثبيتهم في ارضهم ودعمهم.

وشدد الراعي خلال اللقاء على "اهمية دور الاعلام في نقل الحقيقة من دون تشويه وعدم اعتماد لغة التحريض"، لافتا الى ان "لبنان هو ارض قداسة والى ان الله لن يتركه ابدا".

 

ستريدا جعجع: موقف الحريري وطني حكيم

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

صدر عن النائب ستريدا جعجع البيان الآتي: "بعد ما سمعنا من دولة الرئيس سعد الحريري رفضه تولي رئاسة حكومة من غير الاختصاصيين لا ترضي ما يطالب به الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان اقتصاديا وماليا، لا يمكنني إلا أن أنوه بهذا الموقف الوطني الحكيم، الذي يذكرنا بمواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يردد دائما: "ما حدا أكبر من بلده" وبقافلة شهداء "14 آذار" من رفيق الحريري، مرورا بوسام الحسن، وصولا الى الوزير محمد شطح. وللذين يرددون أن القوات اللبنانية لم تكن وفية لحلفائها، نقول: إن الاتصال الذي أجريته مع دولة الرئيس الحريري ليل الأحد - الإثنين وقلت له فيه: "صديقك من صدقك، نحن كتكتل "الجمهورية القوية" لا يمكننا ان نسميك"، هذا الذي ادى الى تأجيل الإستشارات الإثنين، وادى ايضا الى انسحابه في ما بعد من قبول التكليف، وهذا ما ادى ايضا وأخيرا الى صيانة الخط السياسي الوطني الذي يقوده".

 

الشعار استقبل شخصيات ووفودا الاباتي ضو: نواجه تحديات كبيرة وطنية وعربية وكونية وعلينا إيجاد الحلول

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

طرابلس - استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، في مقر دار الفتوى بطرابلس، الأباتي أنطوان ضو راعي ابرشية عجلتون مع وفد من عائلات طرابلس، كما إستقبل رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي اسعد الحريري ورئيس تجمع عائلات طرابلس عدنان العمري، وممثل الجماعة الإسلامية أحمد البقار. والقى الأباتي ضو كلمة قال فيها: "الثورة من طرابلس الفيحاء مدينة العلم والعلماء لها بعد ثقافي عميق، عندما ترفض الفاسدين وتدعو إلى الإصلاح بالصلاح والتغيير بثقافة التغيير والإنفتاح والحوار من أجل إيجاد الحلول الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية لإقامة الدولة الحديثة العادلة".

اضاف: "الثقافة لا تتوقف عند معرفة الذات معرفة حقيقية عميقة وجادة فحسب، بل تتطلب منا مراجعة نقدية للذات دون جلد الذات، لتعزيز الثابث وإكتشاف المتحول. إن المراجعة العقلانية والنقد العلمي يساعدان على التحرر من السلبيات وتغيير الذهنيات وفتح عقولنا وقلوبنا على ما حولنا وعلى المستقبل. نحن نواجه تحديات كبيرة وطنية عربية وكونية، علينا إيجاد الحلول السريعة والعميقة لها من خلال تقوية القدرة على الإبداع والمشاركة في بناء الإنسان والمجتمع والوطن والعالم".

وختم: "الثورة عليها ان تعطي الأولوية لمحبة الفقراء والمستضعفين والمظلومين والمحرومين والمعذبين، المجروحة كرامتهم، والمحتلة أراضيهم والمسلوبة حرياتهم، والمحرومين من عيشهم الكريم، الثورة عليها ان ترسخ وحدتنا الوطنية والعلاقات المسيحية الإسلامية المشتركة لنكون رسالة إلى العالمين بحسب إرادة ربنا جل جلاله".

 

سلام يموت تسلمت رئاسة الكتلة الوطنية: الشعب في مكان والسلطة في مكان آخر

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

احتفل حزب "الكتلة الوطنية" بتسليم وتسلم بين الرئيس السابق للحزب كارلوس اده والرئيسة الجديدة سلام يموت، في حضور أعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الحزب وحشد من المناصرين والإعلاميين.

عيسى

وكانت كلمة ترحيب للأمين العام لـ"الكتلة الوطنية" بيار عيسى أوضح فيها أن "الكتلة اجتمعت في 8 شباط الفائت لإعادة إطلاق نشاطها والإعلان عن الإصلاحات الداخلية الأساسية التي أجرتها والتي أهمها إلغاء موقع "العميد"، الذي كان يحصر في شخصه كل الصلاحيات وتحويلها إلى "اللجنة التنفيذية" المنتخبة والتي بدورها تنتخب الأمين العام، وكذلك رئيس الحزب وهو منصب مستحدث ضمن هذه الإصلاحات".

وأشار إلى أنه "في شباط الفائت كان لـ"الكتلة الوطنية" حديث عن الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية، واعتبرت ان الحل الوحيد هو الثقة ثم الثقة ثم الثقة، وأنها لا تستعاد إلا بحكومة مستقلة عن أحزاب السلطة ومصغرة وقادرة، يكون لديها صلاحيات موسعة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمالية لأن هذه هي اليوم أزمة لبنان". أضاف: "عدنا وكررنا هذا المطلب في تموز الفائت عند البحث في موازنة العام 2019، وكما الجميع يعرف فإن الكتلة تاريخيا ترفق القول بالفعل".

وسأل: "لماذا نتحدث اليوم عن موضوع داخلي وتنظيمي في "الكتلة الوطنية"؟"، وقال: في الكتلة، نود أن نلقي الضوء على أهمية المؤسسات واحترام المهل وحسن سير المؤسسات لأن المؤسسات الدستورية هي الضمان للاستقرار السياسي والأمني والمالي، كذلك على عكس ما يحصل اليوم في البلد. فالكتلة الوطنية تحترم المهل ومؤسساتها على عكس ما يحصل، مع الأسف، في المؤسسات الدستورية اللبنانية حيث هناك تأخير في الاستشارات والتكليف وعندنا حكومة تصريف أعمال وهي دستوريا يفترض أن تجتمع في الأوضاع الإستثنائية وإذا خلال هذين الشهرين لم يروا حالة استثنائية فلا ندري ما هي هذه الحالة؟".

وشدد على أن "ما نراه، هو أن السلطة والمسؤولين عن المؤسسات الدستورية غائبون كليا وغير موجودين إلا للصراعات والمحاصصة وغيرها". ورأى أنهم "يتركون الأمور كي تقررها المصارف بطريقة استنسابية، ولجمعية المصارف أن تقرر كذلك والمصرف المركزي والمؤسسات الأمنية كالقوى الأمنية"، متحدثا عن "الاستنسابية في التعامل مع المواطنين ومن يضرب ومن لا يضرب وكيف أن هناك صيفا وشتاء تحت سقف واحد وهذا كله غير مقبول كليا وسببه غياب المؤسسات الدستورية واحترام المهل".

وإذ أعرب عن أمله في أن "يستوحي المسؤولون عن المؤسسات الدستورية من أداء "الكتلة الوطنية" ويعودوا إلى إحياء المهل ومسؤولياتهم وأن يقدموا على المسائل التي كلفهم بها المواطنون"، متمنيا من أحزاب السلطة أن "تأخذ العبرة من "الكتلة الوطنية" التي أجرت إصلاحا لأن البلد لا يسير من دون إصلاح ومن يريد إصلاح البلد عليه أولا إجراء إصلاح داخلي". وأمل أن "تنظر الأحزاب كلها إلى ما يحصل في "الكتلة" لربما تستوحي وتجري إصلاحات داخلية على غرار ما قمنا به".

إده

من ناحيته، شدد إده على أن "ليس هناك من ديموقراطية من دون تجديد للقيادات، فالشخص الذي يبقى فترة طويلة في موقعه يكرر أخطاءه مع الوقت ولا تأتيه أفكار للتطوير"، لافتا إلى أنه "ليس هناك من شركة أو مؤسسة تخسر على مدى 20 عاما وتبقى إدارتها هي نفسها".

واعتبر أن "هناك مسؤولية لكل من شارك في الحكم سواء أكان أكثرية أم أقلية، عن إفلاس هذا البلد"، مذكرا بأن "الكتلة أصدرت منذ 15 عاما بيانا ذكرنا فيه أنه في حال لم يحصل تغيير في السياسة الاقتصادية فسيتحول لبنان إلى بلد مماثل لكوريا الشمالية أو فنزويلا؛ فالإقتصاد هو موضوع صعب وسهل في الوقت ذاته، سهل لأن جمع واحد وواحد يساوي اثنان، أي أن هناك أسساً متينة له إذا لم نطبقها نصل إلى الإفلاس. وأشار إلى أن أهمية ما يجري في "الكتلة الوطنية" هو أنها وصلت إلى مرحلة بحاجة فيها إلى دم جديد يدير العمل".

وتابع: "إننا في مرحلة كما لو أننا نعيش في القرن العشرين ونمارس السياسة بتفكير القرن التاسع عشر كما في أيام المتصرفية"، معتبرا أن "هناك قوتين في البلد شاركتا في الحياة السياسية منذ 100 عام يوم تأسيس لبنان، قوة تريد تحويل لبنان إلى بلد موحد لكل المواطنين، وقوة ما زالت تحيا في الصراع الطائفي ما يحقق أهدافا معينة". ولفت الى ان "ما نراه في الساحات أن الجيل الجديد يبحث عن التغيير، وهو ما لا يحصل إلا مع أناس جدد ولديهم أهداف واضحة وتأخذ في الاعتبار أولويات الأجيال الصاعدة"، مشددا على أن "هذا البلد هو للشباب والصبايا"، معربا عن "افتخاره بأن قيادة الكتلة قررت انتخاب امرأة في رئاستها".

يموت

أما يموت، فتوجهت بالشكر إلى رفاقها في "اللجنة التنفيذية" على انتخابها رئيسة لـ"الكتلة الوطنية"، متمنية أن "تكون على قدر ثقتهم". وأعربت عن "شكر خاص للرئيس السابق كارلوس إده"الذي كانت لديه الجرأة والشجاعة ليطلق أول ورشة إصلاح على المستوى الحزبي في لبنان عندما تخلى طوعا عن منصب العميد ونقل "الكتلة الوطنية" من الوراثة السياسية إلى الديموقراطية ومن زمن الطائفية الى حزب عابر للطوائف بكل ما للكلمة من معنى". واعتبرت أن "اليوم ليس يوم تسليم وتسلم لأن المهمة الأصعب هي إعادة الثقة في العمل السياسي نفسه والتضامن والتعاضد حول قضايا محددة للنجاح في خرق نظام الطائفية والمحاصصة والزبائنية والفساد". وأضافت: "أتسلم مهماتي في مرحلة حرجة من تاريخ "الكتلة" وتاريخ لبنان، وسأبدأ مهمتي الأساسية التي تقوم على إعادة الهيكلة والتنظيم الداخلي من زاوية مقاربة جديدة وحديثة تتلاقى مع طريقة تفكير جيل الشباب الذي نعتبره عصب "الكتلة" المستقبلي والأعمدة التي سنبني عليها الدولة الحديثة".

وتابعت: "من يعرفني يعلم أنني شخص يؤمن بضرورة بناء الديمقراطية من أسفل الهرم إلى قمته أي من القاعدة إلى القيادة، نحن كـ"كتلة" نعلم أن علينا أن نكون صوت الذين كتم صوتهم مثل الشباب والنساء وجميع الذين همشتهم أحزاب السلطة بسبب الممارسات السياسية الخاطئة".

ولفتت الى أن "المرأة اللبنانية عانت وما زالت تعاني من القوانين الظالمة في حقها، في حين أنها هي الوحيدة التي تضع مصلحة عائلتها والمجتمع قبل مصالحها الشخصية، وهي بأسلوبها القيادي جامعة ومصغية ومقربة لوجهات النظر، ما نفتقر إليه اليوم لبناء الثقة بين أبناء المجتمع الواحد". وشددت على أن "المرأة وحدها التي تستطيع هدم المتاريس الفعلية والوهمية بين الناس، وأن تحررهم من الكوابيس وأن توحد أحلامهم".

وقالت: "لقد دخلنا عمليا الأزمة المالية الاقتصادية الاجتماعية منذ سنتين، وما كان اشتعال ثورة 17 تشرين إلا ردة فعل الشعب الذي شعر بأعباء الأزمة على حياته. نحن نحمل السلطة الحاكمة المسؤولية الكاملة لعدم اتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة ونندد بالإجراءات الخاطئة التي طبقتها السلطة تحت شعار "بزق ولزق" مثل الهندسات المالية المشبوهة، أو الرفع العشوائي للضرائب وآخرها ضريبة الـ Whats App التي أشعلت الثورة". وتابعت: "صحيح أنه وبعد شهرين على بدء الثورة، يقبع الشعب في مكان والسلطة ما زالت في مكان آخر وبعضهم بدأ يشعر بالهلع أو اليأس أو التعب، وهنا يجب أن يكون "نفسنا طويلا" وأن يكون الجميع مستعدا للتحمل والتضحية إذا كان هناك أمل أو ثقة بمن يدير البلد". ولفتت إلى أن "أي ثورة تستغرق وقتا لإفراز قيادات، مشيرة الى انهم "جزء من هذه الثورة ويعملون مع الجميع لإيجاد حلول، الا ان المهم ألا ننسى أن السلطة ما زالت مسؤولة على رغم من استقالة الحكومة".

وتابعت: "ان من يجري مناقصة يمكنه أن يعقد اجتماعا مع مصرف لبنان والمصارف لتوصل إلى حل لأزمة السيولة. أين التدابير التي اتخذت لوقف إقفال الشركات الصغيرة؟ فلا حياة لمن ننادي، ويبدو أنهم مهتمون فقط بتقاسم الغنائم والصفقات، إضافة إلى الاعتبارات الخارجية، ولا حدود لديهم لجهة التلاعب بالقانون واختراع أعراف جديدة".

وتناولت برنامج "الكتلة" للتصدي للأزمة، وقالت: "نحن في "الكتلة الوطنية" لدينا برنامج اقتصادي واجتماعي وخطة عمل مفصلة للمرحلة الإنقاذية المقبلة في إمكانها وضع حد لتداعيات الكارثة، ويتركز برنامجنا الإنقاذي على 4 محاور هي: بداية تعزيز شبكة الأمان الاجتماعية، ثم وقف التدهور المالي؛ ومن بعدها وقف مزاريب الهدر ومكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، وانتهاء بإقرار قانون عادل للانتخابات النيابية". وكشفت عن "حلقات حوار تنظم لمناقشة هذا البرنامج لأن من الضروري جدا التنسيق وتشبيك العمل وتشكيل لجان على صعيد "الكتلة"، متمنية ان "تشكل لجان مماثلة على صعيد الحراك لصناعة الحلول ومراقبة الأداء الوزاري". تحدثت عن البرنامج الشامل لـ"الكتلة" لبناء لبنان المزدهر، الأخضر والعادل، الذي يطمحون اليه".وشددت على أن "الحلول كلها موجودة إلا أن المشكلة في التنفيذ، لذا تكمن الحاجة في وضع الفريق المناسب في المنصب المناسب، أي حكومة اختصاصيين من خارج المنظومة الحاكمة منذ 30 عاما".

وأضافت: "عودتكم الكتلة تاريخيا على أنها تقرن القول بالفعل، فإنجازاتنا كان لها وقع في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي على غرار شراء الوزير بيار إده الذهب قبل عام 1959 الذي تملكه الدولة اليوم، أو إقرار قانون "الإثراء غير المشروع" الذي تطالب الثورة بتطبيقه. وبالنسبة الى الكتلة فإن الإنسان هو الأساس. ومعيارنا في كل شيء نقوم به هو مصلحة لبنان وكل مواطنيه كي نبقى شعاع المعرفة وصوت الضمير". واكدت أن "الثورة بدأت والتغيير بدأ في النفوس والقلوب، فالناس تتحرر من حاجز الخوف والطاعة العمياء، وتنتفض على علل النظام الخمس أي الطائفية السياسية والفساد والزبائنية والإقطاعية السياسية والتبعية". وختمت: "أنا أيضا انتفضت على الخضوع والقبول بالأمر الواقع والقبول بالإصلاح على قدر الممكن عبر جمعيات المجتمع المدني، وأنا اليوم وضعت مهنتي جانبا ومتفرغة بالكامل للعمل السياسي، لماذا؟ لأنه جاء وقت التعاضد والتضامن، جاء وقت الثقة بين مكونات المجتمع، جاء وقت النساء، جاء وقت التغيير الجذري، جاء وقت أن نبني معا المستقبل".

 

بيان مشترك بعد لقاء الراعي يازجي: لتدارك الأخطار والاسراع في تلبية مطالب الشعب وتأليف الحكومة واحترام الرموز الدينية

وطنية - الأربعاء 18 كانون الأول 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، البطريرك يوحنا العاشر يازجي يرافقه المتروبوليت سلوان موسي والأسقف كوستا كيال. وعقد لقاء مشترك في حضور المطارنة: سمير مظلوم، بولس صياح، طانيوس الخوري وبيتر كرم.

وشكل "اللقاء فرصة لمتابعة التشاور القائم والمستمر ولتبادل الآراء حول آخر التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان".

بيان مشترك

وبعد اللقاء، صدر بيان مشترك جاء فيه: "توقف المجتمعون بقلق بالغ أمام التصاعد الخطير للأزمات في لبنان وما بات يهدد به من تداعيات على حياة مواطنيه والوحدة والأمن والاستقرار فيه. وإذ كرروا تأكيدهم وقوف الكنيسة مع المطالب المحقة للشعب اللبناني في انتفاضته على اهتراء الواقع الاقتصادي وأسبابه من هدر وفساد وتسخير للإدارات والمؤسسات العامة لخدمة المصالح السياسية، دعوا المسؤولين كافة إلى التحرك لتدارك الأخطار والاسراع في تلبية مطالب الشعب المحقة وضمان نزاهة الحكم وعدالته وشفافيته وتأليف الحكومة وصولا الى عودة الاستقرار إلى لبنان والحياة الكريمة الى أبنائه.

وآلمت المجتمعين مشاهد الفوضى والعنف وبعض أشكالِ القمع التي برزت بين حين وآخر، أكانت بهدف الحد من حرية الحراك الشعبي أم لأسباب وغايات سياسية أخرى. واستنكروا بشدة ما تم تناقله في الأيام الأخيرة من إساءة إلى معتقدات ورموز دينية، ونبهوا إلى خطورة هذه التصرفات. وإذ أثنى المجتمعون على تعب العناصر الأمنية وجهودها في مواكبتها للحراك، طلبوا إليها بذل كل جهد إضافي لتلافي معاملة المتظاهرين السلميين بقسوة وحفظ أمنهم وحماية حرية تعبيرهم، وكذلك صون الممتلكات العامة والخاصة وسلم البلد الأهلي في آن، وأهابوا بالمنتفضين ابقاء الطابع السلمي لتحركاتهم والتمسك به كي لا تنحرف تحركاتهم عن غايتها وكي لا يتسلل إليها المتربصون شرا بهذا البلد وبمصير أبنائه.

وفي السياق نفسه، دعا المجتمعون القيادات السياسية والروحية والمجتمعية المدنية وفئات الشعب كافة إلى المساعدة على ما يحفظ هذا السلم ويمتن الوحدة ويبتعد بالوطن عن كل شرذمة وانقسام ويستقر به وطنا آمنا، مزدهرا، للأجيال.

ومع اقتراب عيد ميلاد المخلص الذي به أتى الفرح لكل العالم، ولا سيما الفقراء والمهمشين منهم، دعا المجتمعون المسؤولين في لبنان إلى أن يتذكروا أن هدف العمل السياسي هو توفير العيش الكريم للمواطنين وأن ينعم الناس بالسلام والاستقرار والطمأنينة والفرح، وألا يرزحوا تحت ضغوط الفقر وانسداد الآفاق والقلق على المصير. وناشدوهم، في ظل هذه الظروف الصعبة، أن يتخلوا عن أنانياتهم وخلافاتهم الفئوية وأن يتجردوا من مصالحهم الضيقة ويلجأوا إلى الانفتاح على بعضهم البعض وإلى الحوار البناء المجرد من المصالح وسيلة لاستنباط الحلول للنهوض بهذا الوطن وتنمية قدراته وقدرات شعبه الكثيرة.

ويعرب المجتمعون عن أسفهم البالغ لتعثر إتمام الخطوة الدستورية القاضية بتكليف رئيس للحكومة الجديدة، ويدعون القيادات السياسية الى اعلاء شأن الوطن على المصالحِ والرغبات الخاصة وتقديم ما يلزم من تنازلات خدمة للبنان وشعبه واتماما لعملية التكليف والتأليف بالسرعة المطلوبة، ووفق ما يجسد آمال الشعب وتطلعاته. وبرجائهم هذا، يشخص المجتمعون الى إطلاق ورشة نهوض وإصلاح ومساءلة تعيد الأموال العامة إلى الدولة وثقة الشعب بدولته وتضع الأسس والخطوات العملية التي تساعد على عودة الدورة الاقتصادية المنتِجة الى الوطن ومواجهة تداعيات الانهيار المالي والانكماش الاقتصادي، على أبنائه، من فقر وبطالة وافتقاد أبسط ضمانات العيش. وأخيرا، رفع المجتمعون دعاءهم لأجل أن يحفظ الله لبنان وأبناءه، وان ينير طفل المغارة ظلمة هذه الأيام الصعبة بأنوار ميلاده، وأن ينهض لبنان من صعوباته ويقيم اللبنانيون في السلام والمسرة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  18-19 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

تسريبة لاهية عن حكومة 100% للمحتل الإيراني يرأسها حسان دياب

الياس بجاني/18 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81580/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-100-%d9%84%d9%84%d9%85/

 

فيديو ونص المؤتمر الصحفي للسيد علي الأمين بعد إتهامه بالتطبيع مع إسرائيل: حملات التخوين التي تطاولني هي بسبب رفضي للمشروع الإيراني/سأبقى معارضًا لسياسة حزب الله القائمة على البطش والهيمنة

http://eliasbejjaninews.com/archives/81566/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a5%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa/

 

بموقف لا اخلاقي ومعيب ترامب يرفض الإعتراف بالإبادة العثمانية للأرمن لإرضاء الإخونجي اردوغان/Trump administration won’t call mass killing of Armenians a genocide despite congressional resolutions

http://eliasbejjaninews.com/archives/81576/%d8%a8%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a8-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa/