LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december18.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ/لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مطلوب رئيس وزراء سيادي وغير تابع لحزب الله وقادر على مواجهته دستورياً

الياس بجاني/هذا هو حال سمير جعجع

الياس بجاني/جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تقارير ومقابلات (فيديو) تحكي الإرهاب والتهديدات والإتهامات بالتخوين والشيطنة التي يتعرض لها الإعلاميين والناشطين الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله/مع بيان يستنكر حرق خيمة الملتقى وتخوين القيمين عليها

علي الأمين: الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله يقمعون ويهددون وتركب لهم ملفات قضائية.

لقمان سليم الثنائية الشيعية هددتي وهددت عائلتي بالقتل

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع السيد الفرد ماضي

فيديو تقرير من تلفزيون المر عنوانه: من يعمل على الفتنة/الإعلامي جورج يعلق على الأحداث الفتنوية ويشرح اسبابها المحتملة

فيديو حلقة نديم قطيش دي ان اي لليوم الثلاثاء من العربية وهو تحت عنوان: معركة صفيت

فيديو لمداخلتين للكاتبان الصحافيان علي سبيتي وحنا صالح من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

فيديو مداخلة لعضو لجنة المحامين المدافعين عن المتظاهرين فاروق مغربي من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي طوني بولس من قناة الحدث

بري والحريري: الحكومة ضبابية والفتنة منبوذة!

السودان تقف بوجه «حزب الله».. رفضاً للإرهاب!

القاضية عون مثلت امام هيئة التفتيش القضائي

ضربة ثانية يتلقاها رجل الأعمال اللبناني المُعاقب أميركياً

مفاجأة صادمة: الفيديو المسيء لآل البيت روجه واحد من «أهل البيت»!

هل تكون الفوضى سيدة الموقف؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 17/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 17 كانون الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان ودع جوزف ابو خليل في مأتم حاشد الرقيم: باق عبر إرثه الفكري سامي الجميل:عملاق أدى دورا في تاريخ لبنان

تراجع «القوات» عن تسمية الحريري يرجئ الاستشارات النيابية

توتر في كفررمان.. شبان حاولوا مهاجمة خيمة المتظاهرين والجيش منعهم

عون/ باسيل يفضلان هذا "السياسي" لرئاسة الحكومة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تقارير عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في طرابلس وإردوغان يعتبر أن اتفاقه مع السراج «قلب وضعاً» فرضته معاهدة «سيفر» بين العثمانيين والحلفاء

«هيومن رايتس ووتش»: الأمن العراقي تعاون مع مرتكبي مجزرة ساحة الخلاني وطبقاً لشهود عيان القوات الحكومية انسحبت مع بدء الهجوم

وزير الداخلية الإيراني يعترف بقتل المحتجين والأمن يواصل الاعتقالات

محاكمة الداعين لاستقالة خامنئي... واعتقال 1000 قاصر بالأهواز

بريطانيا: طهران تواصل تهديد الملاحة في الخليج

ناشطة إيرانية: السجينات الأهوازيات يتعرضن للتعذيب والتحقير

العراقيون يدعون إلى تظاهرات مليونية غداً ويقطعون الطرق بالبصرة وواشنطن طلبت مساعدة بغداد لوقف استهداف قواعدها... وطهران زعمت أن لا دور لها في الاعتداءات

الكتل السياسية العراقية تتفق على قانون الانتخابات

السجن 6 سنوات وغرامة 10 ملايين دينار لنائب عراقي فاسد

البحرين وباكستان تؤكدان أهمية استقرار المنطقة

باكستان: إسلام آباد لن تكون جزءاً من أي مخطط لزعزعة الخليج

عمران خان رفض حضور قمة كوالامبور... وخادم الحرمين لمهاتير محمد: العمل المشترك عبر "منظمة التعاون"

مناورات بحرية روسية – سورية في البحر المتوسط و11 قتيلاً بقصف صاروخي للنظام على إدلب و60 غارة على معرة النعمان

دبي تعتقل رئيس منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية الخطيرة في أوروبا وأفريقيا

ولي عهد أبوظبي: الإمارات ماضية في رسالة "التسامح"

السيسي محذراً الرئيس التركي: لن نسمح باحتلال ليبيا أو السودان

أردوغان اتخذ خطوات متسارعة نحو غزو طرابلس ويستعد لإنشاء قاعدة عسكرية فيها

“الوفاق” ستطلب قوات تركية في 20 فبراير وحكومة أردوغان دعت الجيش للتجهيز لنقلها

الجيش الليبي يشن غارات على الميليشيات في سرت ويخوض معارك عنيفة بجميع محاور القتال

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إسقاط النظام.. منعاً للحرب الأهلية؟!/يوسف بزي/المدن

الحريري الخائف من الانطفاء يرتمي بأحضان الثنائي الشيعي/منير الربيع/المدن

اليسار والانتفاضة: إعادة توزيع الثروة.. إعادة توزيع العنف/وسام سعادة/المدن

تقرير إسرائيلي: السلطة السياسية دمرت طموحات الشعب اللبناني/سامي خليفة/المدن

لماذا يقطع أهالي حارة الناعمة طريق الجنوب؟/نبيلة غصين/المدن

الخروج من النظام العالمي: لبنان ليس وجهة سفر مقبولة/خضر حسان/المدن

- 4 إحتمالات صعبة أو خطِرة/طوني عيسى/الجمهورية

قضية «الملتقى» تابع.. جُملة إستنكارات رافضة لخطاب التخوين/جنوبية

ما هكذا يا سيِّد/غسان حجار/النهار

بيروت الحزينة حتى الموت/خيرالله خيرالله/العرب

60 يوماً على الثورة.. يوميات وحكايا لا تنسى/علي الأمين/جنوبية

حربٌ على جبهتَين/لين أبي رعد/مركز كارنيغي

ما لا يعرفه الحريري عن استشارات 1998/نقولا ناصيف/الأخبار

تأجيل الإستشارات: تَشاطُر “القوات” حال دون إحداث كوّة في جدار الأزمة! /موقع الشفاف

هكذا تمتحن ثورة 17 أكتوبر «حزب الله»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية دعا دل كول للتحقيق في اسباب خرق باخرة استكشاف يونانية للمياه الاقليمية تعمل لصالح العدو: نرفض اي تعد على حقوقنا المشروعة

الحريري عرض مع سليمان فرنجية هاتفيا لصعوبات تعترض الاستشارات

رئيس المجلس استقبل حسن والجراح بري والحريري في بيان مشترك: للتحلي بالوعي وعدم الانجرار نحو الفتنة والاسراع بتشكيل حكومة

الحسن زارت قائد الجيش واطلعت كوبيتش وفوشيه على واقع التطورات والتقت وفدا من هيومن رايتش ووتش

الجمهورية القوية أطلقت طرحا لمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة ودعت إلى التواصل مع مكتب الجرائم والمخدرات التابع للأمم المتحدة

إمام مسجد البسطة زار إمام الخندق الغميق: نستنكر فيديو الفتنة

كلمة الوزير باسيل في مؤتمر اللاجئين

من الشرق الأوسط مقابلة مطولة مع قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي

مظلوم عبدي: لدينا 110 آلاف مقاتل... ونتمسك بهيكلية قواتنا في جيش سوريا المستقبل/تركيا تقوم بـ«تطهير عرقي»... وترمب وعده بالدفاع عن حلفائه شرق الفرات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ/لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية06/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي، إِنْ أُخِذَ إِنْسَانٌ بِزَلَّة، فأَصْلِحُوهُ أَنْتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِرُوحِ الوَدَاعَة، وَٱحْذَرْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَيْضًا. إِحْمِلُوا بَعْضُكُم أَثْقَالَ بَعض، وهكَذَا أَتِمُّوا شَرِيعَةَ المَسيح. إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ. فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وحِينَئِذٍ يَكُونُ افْتِخَارُهُ في نَفْسِهِ فَقَطْ لا في غَيْرِه. فإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الخَاصّ. مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلِمَةَ الإِيْمَان، فَلْيُشَارِكْ مُعَلِّمَهُ في جَمِيعِ الخَيْرَات. لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا. فالَّذي يَزرَعُ فِي جَسَدِهِ، يَحصُدُ منَ الجَسَدِ فسَادًا؛ والَّذي يَزْرَعُ في الرُّوح، يَحصُدُ مِنَ الرُّوحِ حَيَاةً أَبَدِيَّة.فلا نَمَلَّ عَمَلَ الخَيْر، ولا نَكِلَّ، لأَنَّنَا سَنَحْصُدُهُ في أَوَانِهِ. إِذًا فمَا دَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقت، فَلْنَصْنَعِ الخَيْرَ إِلى جَمِيعِ النَّاس، وخُصُوصًا إِلى أَهلِ الإِيْمَان.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مطلوب رئيس وزراء سيادي وغير تابع لحزب الله وقادر على مواجهته دستورياً

الياس بجاني/17 كانون الأول/2019

الحريري كرئيس وزراء منتهي الصلاحية ويجب أن لا يعود لأنه مدجن ملالوياً ومرفوض سعودياً وغير مقبول من الثوار. سياسي فاشل بامتياز

 

هذا هو حال سمير جعجع

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

يسقط السياسي والقائد عندما تصبح كل حساباته شخصية وأولوياته سلطوية ويتعامى على خلفية قلة الإيمان وخور الرجاء عن كل ما هو مبادئ وتناوب على السلطات بديموقراطية ويخاف الأحرار ويحيط نفسه بالزلم والتجار والإنتهازيين. كما أن الجحود وقلة الوفاء والتذاكي والتشاطر والباطنية يبعدوا الإنسان عن باقي البشر ويدخلوه في عالم من الأوهام والهلوسات. للأسف هذا هو حال سمير جعجع

 

جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81515/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%88%d8%ad-%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81/

بالغالب وبالتحليل وعلى خلفية السوابق التشاطرية والباطنية إياها وما غيرها، فإنه بنسبة 98% نواب شركة حزب سمير جعجع ال 15 سيسمون الحريري اليوم وذلك حفاظاً على وهم حصة ما في الحكومة، وإن مواربة عن طريق غير حزبيين معلنين.

وفي حال عدم التسمية لأي مرشح فهذا يعني التسمية المبطنة للحريري مع وعد بالثقة في حال تم اكرام المعرابي بوزراء هو يختارهم بينه وبين الحريري دون ضجة اعلام... يعني تيتي تيتي ويا باطنية وتشاطر مكشوفين..!!

هذا أذا تشكلت الحكومة ولم يبقى الحريري رئيساً مكلفاً أشهروأشهر إلى أن يأتي الضوء الأخضر من طهران.

فمن المؤكد بأن المعرابي و100% لا يزال شريكاً وكامل الأوصاف في الصفقة الرئاسيةالخطيئة.. ومن أول كلن يعني كلن.

ورفضه الفج إلإعتراف بخطيئتي ورقة نوايا معراب التقاسمية، والصفقة الرئاسية وما تلاهما من صفقات سلطوية لا سيادية يبقيه حيث كان ولا يزال ..والباقي تمثيل وباطنية وتشاطر لن يحصد منهم غير الخيبات وكما دائماً.

بتبريره التشاطري عن انتخاب عون قبل أمس استعار المثل القائل:”جازي جوزتك حظ من وين بجبلك”؟

يعني مثله مثل الصهر والحريري ممتهن “اسقاط” وعم يلوم الغير على أفعاله.. وبالتالي يلي ما بيعترف بخطيئته الخطيئة هذه تهلكه.

كانوا بإيام التكاذب يخبرونا عن غرام وهيام سمير وسعد وفجأة تغير الحال وتغير المنوال!!

وغناني غنوا لغرام وهيام أوعا خيك وما زبطت الأمور…وتعرت مؤامرة التقاسم وانفخت الدف وتفرقوا الأحباب!!.

وفصل مسرحية غرام سمير وسعد القديم الجديد الذي رممه بالواسطة غطاس خوري لن يكون مصيره مختلفاً عن غرام أوعا خيك ومقولة سمير وسعد…”ما بيفرقون غير الموت”!!

في الخلاصة، الحريري من كلن يعني كلن، وجعجع من أولن.

.. وبس هيك.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/15 كانون الأول/2019

الحريري يحمي أكبر الفاسدين وممتهن تنازلات وتسويات وهو ليس فقط من كلن كلن بل أول كلن كلن. تكليفه هو خدمة لإحتلال حزب الله ولتأبيد وتشريع هذا الإحتلال الملالوي للبنان

 

اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/81472/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84/

الموت في مفهومنا الإنجيلي هو انتقال من الموت إلى الحياة وليس العكس.

واليوم ولد للبنان البشيرية واللبناناوية والرسالة سفيراً في السماء.

سفيراً حاملاً القضية اللبنانية الحضارية والإنسانية المتجزرة على الأرض في تراب وطن القداسة والقديسين والبررة.

قضية معمدة وموثقة ومؤكدة بشهادات ودماء الآلاف من الشهداء الذين برضا وفرح قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز المقدس ليبق حراً وسيداً ومنارة للمحبة والعطاء والعلم ولكل ما هو إيمان وإنسانية وعطاء ورسالة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة الترابية من عبده جوزيف أبو خليل لينتقل هذا اللبناناوي النقي والتقي والمؤمن من الموت إلى الحياة وليستقر في جنة الخلد إلى جانب البررة والأطهار.

جوزيف أبو خليل عاصر كمفكر ومثقف ومحلل وإعلامي وكاتب وسياسي كبار القادة اللبناناويين من مثل الشيخ بيار الجميل وولده الباش بشير، وأكمل في شيخوخته واجب العطاء كما في صباه ولم يستقيل أو يرتاح من واجباته الثقافية والوطنية واللبناناوية والإيمانية حتى أخر لحظة وآخر نفس هواء من عيشه على الأرض.

وككل بشري لن يأخذ جوزيف أبو خليل معه إلى العالم الآخر أي شيء ترابي. كل ما سيأخذه هذا اللبناناوي المؤمن معه هو زوادته الإيمانية وفقط هذه الزوادة.

اليوم روح جوزيف أبو خليل هي في حضرة الرب حيث سيقدم له ما في زوادته الإيمانية والوطنية من أعمال براحة ضمير وفرح. والرب سيبارك روحه ويقول لها أدخلي جنتي فأنت أُعطيتِ وزنات كثيرة واستثمرت فيها وجعلتي منها أضعافاً وأضعاف ما كانت.

نصلي من أجل راحة نفس هذا اللبناناوي المؤمن المنتقل من الموت إلى الحياة ونتقدم من ذويه وأحبائه ومن كل اللبناناويين في لبنان والمغتربات بأحر التعازي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تقارير ومقابلات (فيديو) تحكي الإرهاب والتهديدات والإتهامات بالتخوين والشيطنة التي يتعرض لها الإعلاميين والناشطين الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله/مع بيان يستنكر حرق خيمة الملتقى وتخوين القيمين عليها

http://eliasbejjaninews.com/archives/81546/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7/

*علي الأمين: الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله يقمعون ويهددون وتركب لهم ملفات قضائية.

*لقمان سليم الثنائية الشيعية هددتي وهددت عائلتي بالقتل

*قضية «الملتقى» تابع.. جُملة إستنكارات رافضة لخطاب التخوين

جنوبية/17 كانون الأول/2019

*60 يوماً على الثورة.. يوميات وحكايا لا تنسى

علي الأمين/جنوبية/17 كانون الأول/2019

فيديو مقابلة مع الكاتب والإعلامي السيادي علي الأمين من قناة الحدث يشرح من خلالها معاناة المعارضين اللبنانيين الشيعة للثنائية الشيعية (أمل وحزب الله) وتحديداً داخل المناطق التي تسيطرة الثنائية عليها، واشار إلى ما تعرض له العلامة علي الأمين من اتهامات باطلة بالتخوين على خلفية مشاركته في مؤتمر البحرين مؤخراً، علماً أن سفير لبنان في البحرين ومطارنة مسيحيين شاركوا هم أيضاً فيه. كما لفت إلى ما تعرض له الكاتب والإعلامي لقمان سليم وعائلته من حملات تهديد بالقتل./اضغط هنا لمشاهدة المقابلة/17 كانون الأول/2019

*فيديو مداخلة للإعلامي والكاتب والناشط السياسي والحقوقي لقمان سليم من قناة الحدث: هددوني وهددوا عائلتي/اضغط هنا لمشاهدة المداخلة/17 كانون الأول/2019

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع السيد الفرد ماضي

https://www.youtube.com/watch?v=XFZ4q8bJcO0

 

فيديو تقرير من تلفزيون المر عنوانه: من يعمل على الفتنة/الإعلامي جورج يعلق على الأحداث الفتنوية ويشرح اسبابها المحتملة

https://www.youtube.com/watch?v=-jGCHHPdpLQ

 

فيديو حلقة نديم قطيش دي ان اي لليوم الثلاثاء من العربية وهو تحت عنوان: معركة صفيت

الحلقة تلقي الأضواء على حقيقة وخلفية الفيديو الفتنة المذهبي الذي اعتدى بسببه ربع محور الممانعة على خيم للثوار واحرقوها في اماكن متفرقة

https://www.youtube.com/watch?v=c6krPDq2wCA

 

فيديو لمداخلتين للكاتبان الصحافيان علي سبيتي وحنا صالح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=9A5E2mmtI8c

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=BHKHNy4UKAk

 

فيديو مداخلة للكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=iMhM0Q2SAuY

 

فيديو مداخلة لعضو لجنة المحامين المدافعين عن المتظاهرين فاروق مغربي من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=eB999Vmg_b4

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي طوني بولس من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=s-emOqXnzQo

 

بري والحريري: الحكومة ضبابية والفتنة منبوذة!

جنوبية/17 كانون الأول/2019

في إنتظار الموعد الجديد للاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس القادم بعدما تم تأجيله بطلب من رئيس المكلف سعد الحريري لمزيد من الاتصالات بسبب غياب الغطاء المسيحي، يبدو ان الحريري يستكمل حركة مشاوراته لتعبيد الطريق أمام التكليف بعد غد. إقرأ أيضاً: توضيح من الحريري لفرنجية: «لم أكن أقصد!» وفي هذا السياق زار الرئيس الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وكان مضمون الفيديو المسيء لبعض الرموز الاسلامية محور المبحثات بالاضافة الى ملف الحكومة. وأكد بيان مشترك بعد اللقاء، “وجوب تحلّي اللبنانيين في هذه المرحلة بالوعي واليقظة وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض العمل جاهداً نحو جرّ البلاد للوقوع في آتونها”. وشدد على ان “الفتنة لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم في حفظ الأمن والمحافظة على أمن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة”. وحضرت الحكومة من باب تغليب مصلحة البلد على مصالح الاشخاص، فأشار إلى أنّ “الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع في تشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدا من التشنج السياسي تتقدّم فيها مصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح شخصية”.

 

السودان تقف بوجه «حزب الله».. رفضاً للإرهاب!

جنوبية/17 كانون الأول/2019

ضمن الجهود المبذولة لإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات وإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كشف موقع صحيفة “ذاهيل” The Hill الأميركية، في تقرير نشره أمس الاثنين، أن السودان يعتزم إغلاق مكاتب حزب الله وحماس. ومن المتوقع أن تعلن حكومة رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، في وقت ما عن الإجراء ضد المجموعتين المدرجتين كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وفقًا لمصدر مقرب من الحكومة. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة المدنية والعسكرية المؤقتة في السودان على تطوير الديمقراطية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

 

القاضية عون مثلت امام هيئة التفتيش القضائي

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، مثلت أمام هيئة التفتيش القضائي، بناء على قرار مجلس القضاء الاعلى باحالتها على التفتيش، بسبب عقدها مؤتمرا صحافيا وإصدار بيانات إعلامية من دون إذن مسبق، وفي الدعوى المقامة ضدها من النائب هادي حبيش بصفته الشخصية، حول الاشكال الذي حصل في مكتبها الاسبوع الماضي، وما أسند إليها من جرم القدح والذم والتحقير به كمحام وكنائب، وفي الدعوى التي أقامها حبيش ضدها بوكالته عن رئيسة مصلحة تسجيل السيارات والمركبات هدى سلوم بجرم حجز حريتها.

 

ضربة ثانية يتلقاها رجل الأعمال اللبناني المُعاقب أميركياً

موقع جبل لبنان/17 كانون الأول/2019

جمدت جمهورية الكونغو الديموقراطية احتياطيًا أصول رجل الاعمال اللبناني صالح عاصي، وهو يملك مخبزًا صناعيًا ضخمًا في كينشاسا، تطبيقًا لعقوبات وزارة الخازنة الأميركية التي تتهمه بتمويل "حزب الله". وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت في 13 كانون الأول عقوبات على اللبنانيَّين ناظم سعيد أحمد وصالح عاصي اللذين يملكان عددا من الشركات في الكونغو الديموقراطية واتهمتهما بتمويل "أنشطة مجموعة حزب الله" بعشرات ملايين الدولارات، وفق بيان اطلعت عليه "وكالة الصحافة الفرنسية". وعقب جلسة خاصة لمجلس الوزراء عقدت برئاسة فيليكس تشيسيكيدي رئيس البلاد، أعلن المتحدث باسم الحكومة الكونغولية جولينو ماكيليلي أن "مصرف الكونغو المركزي أصدر تعميما إلى اتحاد المصارف الكونغولية بتجميد كل أصول صالح عاصي وكل شركاته وكل التحويلات انطلاقا من حساباته". وأضاف أن هذا الإجراء يهدف إلى "تجنب التداعيات السلبية لهذه التدابير (الأميركية) على الاقتصاد والشعوب (الكونغولية)"، مشيرا إلى أنه "تقرر تعيين هيئة إدارية مستقلة في انتظار التوصل إلى حل دائم، تطبيقا لتوصيات وزارة الخزانة الأميركية".

 

مفاجأة صادمة: الفيديو المسيء لآل البيت روجه واحد من «أهل البيت»!

جنوبية/17 كانون الأول/2019

https://janoubia.com/2019/12/17/%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a3%d8%a9-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%a1-%d9%84%d8%a2%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%aa/

تحولت وسط بيروت مساء أمس، الى ساحة حرب بكل ما للكلمة من معنى، هي ليلة عصيبة كادت ان تتحول الى حرب أهلية على خلفية تسريب فيديو مسيء للمقامات الدينية الشيعية، سجّله أحد الشبان اللبنانيين الذين يقطنون في الخارج، ما ألهب الشارع وتسبب بمواجهات عنيفة. اذ تحركت مجموعة كبيرة من الشبان الغاضبة من الخندق الغميق باتجاه ساحة الشهداء في بيروت، حيث حاولت الهجوم على خيم المعتصمين وسط بيروت وتصادمت مع القوى الامنية التي اطلقت القنابل المسيّلة للدموع لتفريق هذه الجموع التي اقدمت على اعمال شغب وتخريب وأحرقت اربع سيارات.

ما جرى أمس طرح العديد من التساؤلات لا سيما وان هؤلاء الشبان امعنوا بالتخريب والفوضى والاعتداءات على الرغم من التأكيد ان الفيديو المسيئ قديم وصاحبه مقيم في الخارج ولا علاقة له بالحراك الشعبي، وما زاد الشكوك أيضا هو الهجوم والاعتداء غير المبرر على خيم المعتصمين في النبطية والفاكهة وصيدا. ما يشير ان ثمة نية مبيّتة لضرب الحراك، وما الفيديو سوى ذريعة استخدمها انصار “حزب الله” وحركة “أمل” لتنفيذ هذا المخطط بعد أن دأب الثنائي منذ 17 تشرين الأول على انهاء الانتفاضة الشعبية.

حقيقة ما جرى مع صاحب الفيديو سامر صيداوي

مع تقدم صاحب الفيديو سامر صيداوي بإعتذاره اليوم من جميع المسلمين، موضحا أن هذا الفيديو ارسله لشخص يدعى عباس الشامي بعد وقوع تلاسن بينهم، مؤكدا أنه لم يقم بتوزيعه. موضحا في فيديو جديد انتشر له ان التلاسن جرى بينه وبين الشامي بعد شتمه لبعض البلطجية الموجودين في الضاحية على خلفية الأحداث الأخيرة، لكنه في بداية الأمر لم يتعرض للطائفة الشيعية، لكن الشامي استفزه بعدما شتمه وتعرض لطائفته ما دفعه الى تسجيل هذا الفيديو”

من هو عباس الشامي

بعد اعتذار الصيداوي وكشفه عن اسم الجهة المسربة للفيديو، بدأت تتكشف خيوط الحقيقة بالنسبة للجهة الموزعة للفيديو والهدف من نشره، اذ نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة فيديوهات توثق تواجد الشامي في مظاهرات الحراك الشعبي وهو يتوعد ويهدّد المعتصمين من ساحات الاعتصام، وبحسب حسابه الخاص يظهر ان الشامي من مناصري حركة أمل.

https://youtu.be/qor7ezwZ0hY

 

هل تكون الفوضى سيدة الموقف؟

وفيق الهواري/جنوبية/17 كانون الأول/2019

تأجلت الاستشارات النيابية الملزمة للمرة الثانية من يوم الاثنين إلى بعد غد الخميس من دون التأكد من إمكانية إجرائها في هذا التاريخ، ويأتي هذا التأجيل وسط تصاعد النزاع بين أطراف السلطة على تشكيل جهاز الحكم الذي يتولى تنفيذ سياسة الأطراف. منذ نحو شهرين أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري ورقة إصلاحية أيدها معظم الأطراف السياسية السلطوية، ومع ذلك استقال من موقعه، إذن المشكلة في مكان آخر ليست في الورقة الإصلاحية التي هي لا تلبي مطالب المنتفضين، بل تسعى وبموافقة القوى السلطوية إلى بيع مؤسسات الدولة إلى شركات خاصة وحتماً ستكون من نصيب شركات مقربة من زعماء الطوائف.

أين تكمن المشكلة؟ تكمن في نزاع أطراف السلطة على حصصهم بعد تهاوي التسوية الرئاسية. الحريري يريد العودة ليكون حاكماً بأمره على مجموعة من المديرين العامين وقد سميوا اختصاصيين في حين أن التيار الوطني الحر يريد المشاركة في وزارات سيادية أو عدم المشاركة في الحكومة الجديدة والتهديد بالانتقال إلى موقع المعارضة. عن أية معارضة يتحث التيار الوطني الحر؟ هل يريد أن ينظم الانتفاضة التي وصف مشاركوها بـ”الشلعوطين”. هل يتحمل مطالبهم الفعلية، وممثليهم في قنوات التلفزة أنهم مع مطالب المنتفضين. إنه في نزاع مع الحريري حول موقعه في اتخاذ القرارات، ليس أكثر من ذلك ويومياً يصر أنه يمثل طائفة من الطوائف وليس مواطنين. أما الثنائي الشيعي على موقفه، لا وزارة بدون الجميع. البلد يسير نحو أزمة جديدة بلا حكومة ترعى شؤون الموظفين.

أي  باتجاه فراغ حكومي طويل وخصوصاً أن حكومة تصريف الأعمال لا تتابع سوى الملفات التي ربما تجني منها مزيداً من نهب المال العام.

هذا يعني أن أطراف السلطة في مأزق، وحتماً أن مأزقها لا علاقة له بمطالب الناس. والانتفاضة في مأزق أيضاً. الانتفاضة تطالب بحكومة إنقاذ من خارج أطراف السلطة. ويعني ذلك رفض الحريري أيضاً أن يكون رئيساً للحكومة مجدداً. تطالب الانتفاضة بهذه الحكومة لكنها لا تملك القوة الجماهيرية والاجتماعية الكافية لإيجاد توازي مع السلطة القائمة التي ما زالت تملك العديد من عناصر القوة التي تجعلها قادرة على تأليف حكومة تحمل نفس سياسات الحكومات السابقة إذا استطاعت أطرافها التفاهم على الحصص والأدوار. هذا لا يعني أن الانتفاضة تسير إلى الانطفاء، الناس نزلت إلى الشوارع دفاعاً عن حقها بالحياة والأكل والشرب. لذا لا يمكن للانتفاضة أن تتوقف ربما تخبو قليلاً وتعود للاشتعال مجدداً. إذ أن سيرها قد بدأ ولا حل سوى بتزايد القدرة على فعل التغيير. وخلال هذه الفترة يبدو أن الفوضى ستكون سيد الموقف وخصوصاً أن أحزاب السلطة بدأت باستخدام ميليشياتها بديلاً عن القوى الأمنية الحكومة بوضع دولي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 17/12/2019

وطنية/الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

"فيديو" كلام الرئيس بري. انا سني...

طوقت المراجع الإسلامية نار الفتنة التي كاد يوقدها فيديو مشبوه ورومن أثينا لشاب لبناني تطاول فيه على المقدسات والرموز الدينية..

ونجح أهل الفكر والوعي في وأد هذه الفتنة التي كان وسط بيروت موقدا ووقودا لها الليل الماضي..

وشدد الرئيسان بري والحريري على دور الجيش والقوى الامنية واستعجلا(2) ولادة الحكومة..

ويبدو التكليف صعبا بعد استشارات الخميس التي قد تؤجل أو تنتهي الى تكليف الرئيس الحريري إذا ما نجحت الاتصالات.

إذا في عين التينة الرئيسان بري والحريري أكدا في بيان على وجوب تحلي اللبنانيين بالوعي وعدم الإنجرار الى الفتنة والإفساح في المجال أمام القوى الأمنية والجيش لتنفيذ مهمات حفظ الأمن، وشددا على أن الحاجة الوطنية باتت ملحة للإسراع في تأليف الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

من يستحضر الفتنة؟ من يستعجلها ويدير أدواتها؟ ومن يوجه الفوضى في البلد؟

كل سيناريوهات التحريض الطائفي والفوضى ولغة الشتم والاعتداء على القوى الأمنية باتت مكشوفة والهدف منها أصبح معلوما: ضرب الوحدة الوطنية وتدمير ما تبقى من وطن.

كل الوقائع التي سجلت خلال اليومين الماضيين تؤكد بشكل محسوس ان ما جرى لا يمثل الحراك الشعبي العفوي، وتثبت بشكل ملموس أن هناك أطرافا ركبوا الموجة وهم يعملون ليل نهار لدفع الحراك نحو الهاوية.

آخر هذه الوقائع ما حصل في الساعات الماضية من فيديو الشتم البغيض الذي لم يستهدف طائفة فحسب بل أراد النيل من أصل وجود لبنان وعيشه الواحد إلى أعمال الشغب المتنقلة بين المناطق.

وكل ما تقدم يضاف على إنسداد في الأفق السياسي ومثاله الصارخ هو الاستحقاق الحكومي.

عناصر هذا المشهد حطت في الجلسة التي جمعت اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، حيث أكدا على وجوب تحلي اللبنانيين في هذه المرحلة بالوعي واليقظة وعدم الإنجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في آتونها والتي لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وأولا وأخيرا إفساح المجال أمام القوى المنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم في حفظ الأمن والمحافظة على أمن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

وعلى الصعيد الحكومي تحدثت مصادر اللقاء عن الحاجة الوطنية الأكثر من ملحة للاسراع في تشكيل الحكومة مع التأكيد على ضرورة مقاربة هذا الاستحقاق في أجواء هادئة وبعيدة عن التشنج السياسي حيث تتقدم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح شخصية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هل تبقى استشارات الخميس على الموعد، أم تؤجل من جديد؟ وفي حال بقيت، هل التكليف مضمون؟ وما هو البديل في حال التأجيل؟

الجواب لن يتأخر، والساعات المقبلة ستكون حافلة... ربما بالمفاجآت، لكن بالتأكيد بالمشاورات، التي كان أول غيثها اليوم لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

لقاء عين التينة وجَّه رسالتين: الأولى، محورها الحاجة الوطنية الأكثر من ملحة للاسراع بتشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدا عن التشنج السياسي.

أما الرسالة الثانية، فوجوب التحلي بالوعي وعدم الانجرار نحو الفتنة، وذلك عبر نبذ التحريض... مع التذكير بالتحذير الواضح الذي أطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية عيد الاستقلال، حيث توجه إلى الشباب اللبناني بالقول: لا تسترسلوا في خطاب الكراهية والتحريض لأن الهدم سهل ولكن البناء شاق، ولا تهدموا أسس مجتمعنا الذي يقوم على احترام الآخر وعلى حرية المعتقد والرأي والتعبير.

وفي انتظار البلورة العملية للرسالتين، رسالة ثالثة قوية وجهها من جنيف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، خلال المؤتمر الدولي للاجئين، حيث قال: كم جاهرنا سابقا ان اقتضادا بلد واحد لا يستطيع تحمل كلفة شعبين، ليضيف: كل هذه المخاوف أضحت حقيقة، والأكثر خطورة الآن بأن يستعمل النازح الضحية وقوا لحرب الآخرين على ارضنا.

وخلص باسيل إلى أن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، متوجها إلى المجتمع الدولي بالقول: إما أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها... حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بليلة مظلمة، مهدت لها ايادي وألسنة الفتنة، كاد ان ينتهي كل شيء، وينقلب الوطن على وجهه بخسران مبين..

كاد البلد الواقف على ما تبقى له من استقرار امني بعد وقوع ذاك السياسي وانهيار ذاك الاقتصادي، كاد أن يقع في فتنة اشعلها مقطع فتنوي على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ان أعدت حطامها على مدى ايام كل المواقف والممارسات المتراكمة، والاوراق التي يلعب بها البعض في بازار السياسة، منه قاصدا ومنه عن غير قصد..

نجا الوطن الى حين، بفعل وعي رجالات حكمة وعلم ودين، وصبر اناس محتسبين، يؤمنون بالوطن، ولاجل استقراره وامنه قدموا كل غال ونفيس..

ولكي نلامس بر الامان، فعلى الجميع قراءة ما جرى بعين العقل والحكمة، لا عبر مراهقات السياسة وادواتها الاعلامية والشعبوية، ولا المغامرات الداخلية والخارجية باللعب على حافة الهاوية..

فان كان ما جرى هو بفعل مدسوسين، فعلى الجميع التنبه، وان كانوا معلومين، فعلى الجميع التبرؤ، وعلى المسؤولين عدم الاستقالة من المهام، والتيقظ لما يحضر للبنان، قبل ان تمتد النار التي ان سرت في الهشيم اللبناني فلن تبقي ولن تذر..

نذر قرأه رئيس مجلس النواب نبيه بري مع ضيفه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، فكانت الدعوة الى الوعي واليقظة وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في اتونها..

اما للخروج من الاتون السياسي، فقد تطرق لقاء الساعة والنصف الى الحاجة الوطنية الأكثر من ملحة للاسراع بتشكيل الحكومة بأجواء هادئة بعيدا عن التشنج، وبتقديم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح ..

ولمصلحة لبنان والبلدان الغربية كان نداء وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لحل مأساة النزوح واللجوء، احد الاسباب الرئيسية للازمة اللبنانية..

فالوضع لا يبشر بالخير كما قال باسيل في المؤتمر الدولي للاجئين في جنيف، فما حصل في سوريا مهدد بتكراره في لبنان، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب ارغامه على وصفات سياسية معلبة كما قال.

باسيل المدرك اننا ندفع سياسيا ثمن عدم تأييد مبدأ الاندماج وصولا الى التوطين، اعتبر أن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة،مخاطبا المشاركين: اما أن تتحملوا اعباءها او ان تتحملوا نتائجها..

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

تجاوزت البلاد إحدى أشد المحن الطائفية التي قامت على تسريب فيديو محشو بالقنابل المذهبية المحرمة

فبمقطع مصور كاد الوطن تتقطع أوصال نسيجه الوطني بعد نشر كلام فتنوي استنفر العصبيات والجناة هم: صاحب الفيديو المسيئ وإن اعتذر الناشرون المتبرعون في تسعير الفتن، وبعضهم لا يقل جنونا بغيضا عن الفاعل الأصلي.

أما المحتجون في شوارع بيروت فهم أيضا ثاروا رافعين شعار الطائفة فأساؤوا إليها بأفعال تخريبية ومواجهة المؤسسة الأمنية.

فمن المدعو سامر الصيداوي الذي تبرأت منه العائلة وأهل طرابلس الشهباء إلى من تكرم بنشر الفيديو وتوزيعه على وسائل التواصل، وصولا إلى فرقة الصدم التي ضربت في وسط العاصمة، كلهم مسؤول عن التأسيس لحروب صغيرة كادت تتوسع لولا دخول عقلاء الطائفتين السنية والشيعية على خطوط التهدئة وترويض النفوس.

أصوات العلماء كانت تصدح في ليل مذهبي دامس، وخرقت استنفارا مريضا، حيث جاءت رسالة دار الفتوى برقية سلام من أهل السنة الى أهل البيت، والذين تسكن أسماؤهم في كل بيت يحارب الظلم على مدى العهود. ولن تنسى بيروت صوت إمام جامع الخندق الغميق وهو يتلو النداء من مئذنة المسجد تناشد شبابا متفلتا العودة والانسحاب .

وبصوت أعمق كانت طرابلس توفد رسلها الى بيروت لنزع البيعة عن كل من تجاوز خطوط التعايش وأراد اللعب بنار طائفية، سبق أن أحرقت وطنا وأدمعت قلوبا .

وعلى نار الليل وتحويجة النهار الحكومية، سارع الرئيس سعد الحريري الى عين التينة، وأصدر الرئيسان بيانا موحدا رافضا فيه جر البلاد الى آتون الفتنة.

ولتمتين الوحدة واللحمة السياسية، استبقى بري الحريري على مائدة الغداء، لكن المائدة لم تغير في الطبق الحكومي شيئا، حيث ظل كل طرف متمسكا بمواقفه، مع إشارة البيان إلى أن الحاجة الوطنية باتت ملحة جدا، وتتطلب الإسراع في تأليف الحكومة، ومقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدا من التشنج السياسي

وزيارة الرئيس الحريري لأخيه في الوطن الرئيس نبيه بري، اندلعت بعيد بدء تسريب أسماء خرجت نارها بداية من حواضر لجنة المال والموازنة، حيث تداول نواب محسوبون على كتلة التحرير والتنمية أسماء بديلة، يتقدمها الوزير السابق خالد قباني، ثم توسعت دائرة الاقتراحات الى كتل أخرى واسماء من داخل العرين الحريري، كالنائبة بهية الحريري والوزيرة ريا الحسن والسفير السابق نواف سلام.

وفي أسعار السوق كانت بورصة قباني تتخذ منحى أعلى، لاسيما أن الرجل يمثل الاعتدال والآدمية السياسية، ويسير على خطى قانونية ودستورية، ومن شأن اسمه أن يريح الشارع ولا بيوت له من زجاج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إنها " جمهورية الدوامين "، ليلا حراك وانتفاضة وشغب وتعديات وتكسير، وكلها في آن واحد ... ونهارا، إزالة الآثار ... هذا في الميدانيات، اما في السياسة فضياع وغموض وتصفية حسابات وترقب لما سيكون عليه الوضع بعد غد الخميس.

في "جمهورية الدوامين"، وقع وسط بيروت أمس في كمين أعمال الشغب والتعديات إلى درجة انه أصيب ما يفوق الخمسة والعشرين من عناصر مكافحة الشغب، وافاق وسط بيروت على هول ما حصل وعلى حجم الخسائر التي تسبب بها الشغب.

هذا الوضع دفع بالقيمين على أمن مجلس النواب إلى استحداث عائق حديدي على أحد مداخل ساحة النجمة وتحديدا من جهة بلدية بيروت لأن بالنسبة إلى المعنيين، أمن ساحة النجمة أهم من أمن الحراك والمنتفضين والثوار الذين يشعرون أحيانا أن ظهورهم مكشوفة ولا حماية لهم من الهراوات والحجارة والحرائق.

على وقع هذه التطورات تلاحقت الأتصالات لمعرفة ما سيؤول إليه مصير يوم استشارات التكليف بعد غد الخميس.

تحريك الأحجار على الخارطة السياسية حاول إظهار ان هناك محاولة تبديل في التحالفات أو على الأقل التقارب.

الرئيس سعد الحريري زار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري الذي استبقاه إلى مائدة الغداء، ولم يعرف ما إذا كان قدم له "لبن العصفور" حيث سبق ان وعده به إذا ما قبل بالتكليف، ويبدو ان الرئيس الحريري بات قابلا بأن يكلف، ما يعني ان الرئيس بري بات ملزما بأن يحقق له ما وعده به.

لكن ابعد من ذلك، يبدو ان هناك ما هو أصعب من "لبن العصفور" . محور التكنوسياسية هو المحور الذي يدعم الرئيس الحريري، فيما الأخير مازال متمسكا بحكومة التكنوقراط، فكيف سيوفق بين ما يقبل به وما يطالب به ؟

يمر يوم الإستشارات عشية وصول الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت الذي يتوقع وصوله يوم الجمعة، وربما لهذا السبب حاول الرئيس الحريري طلب الإرجاء على ما بعد وصول هيل، فيما جرى تثبيت الموعد من قبل قصر بعبدا قبل وصول هيل.

في غضون ذلك ، وعلى وقع الأوضاع الإقتصادية الصعبة، دخل درس الموازنة في لجنة المال والموازنة المرحلة الأكثر جدية لجهة الوصول إلى مرحلة توفير التمويل، ولهذا السبب لم ينته درس الموازنة اليوم، وهناك جلسة الأسبوع المقبل لمواصلة الدرس والتفتيش عن التمويل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

نعم نحن تحت القانون ومع الدولة. ونعم نحن لسنا ضد القوى الامنية. لكننا في المقابل نحن ضد الظلم، وضد الاستهداف، وضد الكيل بمكيالين في وطن واحد. ما حصل فجر اليوم في بيروت وصيدا والنبطية من جهة وما حصل في جل الديب من جهة ثانية أثبت مرة جديدة اننا أمام صورة متناقضة للسلطة.

ففي بيروت تتعامل الدولة بمحبة ولين فائقين مع فرق الليل، التي تستبيح كل شيء وتخرب كل شيء وتحرق كل شيء،اما في جل الديب فلا تسمح لمواطنين عزل ان يتجمعوا على الطريق. فهل هذه دولة تحترم نفسها؟ والا يعني ما يحصل اننا امام دولة مصابة بانفصام الشخصية، اضافة الى امراضها المزمنة المعروفة؟

سياسيا، الخميس المقبل مثقل بموعدين مهمين: الاستشارات النيابية وزيارة ديفيد هيل لبنان. بالنسبة الى الاستشارات احتمالات اجرائها صارت اقوى من احتمالات تأجيلها بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. مع الاشارة الى ان لا مرشح حتى الان غير الحريري. اما بالنسبة الى زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي فهي تأتي في ظل التعقيدات اللبنانية.

هذه الملفات ستحضر بقوة في محادثات المسؤول الاميركي. علما ان ثمة من يربط الزيارة بمعلومات تحدثت عن تفعيل الحوار الاميركي الايراني، وان اميركا قدمت ورقة عمل شاملة الى ايران تشمل مستقبل حزب الله. فهل الزيارة الاميركية هي لاستكشاف الواقع اللبناني عن كثب، قبل الغوص في التفاصيل مع ايران؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 17 كانون الأول 2019

وطنية/الثلاثاء 17 كانون الأول 2019 

النهار

تردد ان اجتماع كتلة "الجمهورية القوية" شهد كباشا كبيرا بين اعضائها حول الموقف من الاستشارات النيابية ما جعل مدته تمتد الى ما بعد منتصف الليل بوقت طويل وحال دون اتضاح الرؤية حتى الصباح الباكر.

على الرغم من انكفاء زعيم حزبي عن المواجهة مع حزب كبير الا ان بعض الإعلام الموالي للثاني يهاجم الاول بعنف من دون ان تتضح الاسباب لذلك.

حذر مسؤول كبير من فوضى محتملة يمكن ان تنجر اليها البلاد اذا ما استمرت حال المراوحة القائمة او بالاحرى التدهور المستمر على المستوى السياسي مع ما يعكسه الامر على المستوى المالي.

الجمهورية

يشكو أحد الوزراء من تعرُّض أبنائه الى مضايقات في مدرستهم من خلال الإتهامات التي توجه اليهم من رفاق لهم منذ انطلاق الإنتفاضة.

قال قيادي في الطائفة الشيعية إننا لو كنا نريد معاملة مرجع بارز بالمثل لكنا حجبنا عنه الثقة من البداية وما كنّا طالبنا برجوعه.

بدا واضحا من الطريقة واللغة التي توجه بهما مستشار مرجع رسمي باتجاه مرجع آخر بأن الأمور بين المرجعين بلغت حداً لا يمكن الرجوع عنه أقله في الوقت الحاضر.

اللواء

دبلوماسيون أجانب يحرصون على استطلاع الوضع في لبنان، من زاوية تأثير التدخلات الأجنبية، وطبيعة المعالجة المحلية الممكنة.

عادت العلاقة إلى التوتر بين طرفين من 14 آذار خلال مفاجآت الساعات الأخيرة.

فوجئ مسؤول كبير بقاضٍ في موقع مهم، يستنجد به، في إطار حادث شغل الرأي العام، معتبراً ان الموقف معقد أكثر مما يتصور المتخاصمون!

نداء الوطن

تحدثت مصادر مطلعة عن رزمة عقوبات أميركية جديدة ستطال شخصيات لبنانية وقالت إن أميركا تختار توقيت الإعلان بعناية.

يتردد أنّ شخصية على صلة قربى بمرجع حكومي، عادت إلى بيروت منذ فترة، لكنها لا تزال خارج دائرة قرار المرجع المذكور.

توقعت مصادر سياسية خارجية أن ترتفع أسهم السفير نواف سلام في الأيام المقبلة من دون أن يعني ذلك أنه بات من المحسوم حكماً تكليفه بتشكيل الحكومة.

البناء

قالت مصادر سياسية إنّ خلافاً فرّق فرقاء 14 آذار حول تحديد الأولويات المتفق على ربطها بإضعاف التيار الوطني الحر، فالقوات رأت ذلك مسيحياً بمنع التيار من تحقيق الربح عليها في المصداقية تجاه الملف الحكومي، بينما رأى تيار المستقبل أنّ الأولوية هي في كسر رهان التيار الوطني الحر على إفشال تكليف الرئيس سعد الحريري وإعادته للتفاوض.…

رأت مصادر يمنية أنّ محادثات الرياض لترتيب البيت الداخلي للفريق السعودي الإماراتي تنهار، وأنّ التفاهمات التي سُمّيت باتفاق الرياض يتمّ الانقلاب عليها، وقالت المصادر إنّ مايجري على هذه الجبهة يشكل التعبير عن رفض منصور هادي التنحّي عن الرئاسة وفقا لمسودة الاتفاق اليمني الشامل التي وضعتها مسقط.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان ودع جوزف ابو خليل في مأتم حاشد الرقيم: باق عبر إرثه الفكري سامي الجميل:عملاق أدى دورا في تاريخ لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/81551/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%af%d8%b9-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%81-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%a3%d8%aa%d9%85-%d8%ad%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1/

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019 

ودع لبنان وحزب الكتائب نائب رئيس الحزب جوزف ابو خليل في مأتم مهيب في كنيسة مار يوسف في الاشرفية ترأسه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس

عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بمشاركة المطران مارون عمار وممثل بطريرك السريان المطران ميخائيل شمعون، رئيس الرهينة اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم ولفيف من الكهنة.

وشارك في المأتم النائب فريد بستاني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب هاغوب بقرادونيان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب نزيه نجم ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، النائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وعقيلته كارن، والنواب: نديم الجميل، الياس حنكش، ونقولا الصحناوي، والوزراء السابقون: إدمون رزق، جوزف الهاشم، روجيه ديب، كريم بقرادوني، ايلي ماروني، سليم الصايغ (نائب رئيس الحزب)، آلان حكيم، زياد بارود، وملحم الرياشي، النائبان السابقان فادي الهبر وسامر سعاده، نقيب المحررين جوزف القصيفي، النقيبان السابقان للمحامين الياس حنا وجورج جريج، النقيب السابق للمحررين الياس عون، الأمين العام للحزب نزار نجاريان، مستشار رئيس الحزب فؤاد ابو ناضر، وأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي ورفاق الراحل.

الرقيم

وبعد الانجيل، تلا الاب روجيه شرفان الرقيم البطريركي قال فيه: "البركة الرسولية

تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزاء: تريز وديع كرم، زوجة المرحوم جوزف خليل أبو خليل،

وابنتيه وعائلاتهم، وعائلات المرحومين شقيقيه وشقيقتيه، وحزب الكتائب اللبنانية،

وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.

بالأسى الشديد والصلاة نودع معكم عزيزكم، الذخيرة من ذخائر لبنان وحزب الكتائب اللبنانية، شيخكم المرحوم جوزيف خليل أبو خليل، النائب الأول لرئيس حزب الكتائب.

إبن بيت الدين هو، وفي عيد الميلاد ولد بعد ولادة دولة لبنان الكبير بخمس سنوات. فانفتح قلبه وعقله منذ طفولته على محبة لبنان وعزة تاريخ الأجداد في بيت الدين وجارتها دير القمر. على أساس هذين الكنزين، اللذين تربى عليهما مع المرحومين شقيقيه وشقيقتيه، إنتسب إلى حزب الكتائب اللبنانية عام 1939 وهو في الرابعة عشرة من العمر. فاستقى من المؤسس الكبير المغفور له الشيخ بيار الجميل الروح الوطنية والنضالية من أجل لبنان في هويته الأصيلة التي تميزه عن جميع بلدان المنطقة المشرقية.

وأضاف: "إكتسب العلم، بفضل ما أوتي من ذكاء ومواهب، فأضحى من أبرز المحررين والصحافيين والكتاب والمحللين السياسيين. تشهد على ذلك مقالاته وتعليقاته وكتاباته المتتالية في الصحف: كـ"العمل" الناطقة بلسان حزب الكتائب، و"نداء الوطن"، و"النهار"، و"الحياة"، و"الديار"، و"الأنوار"، و"السفير"، والصياد، فضلا عن إذاعة "صوت لبنان" التي أسسها في منزله وكانت تبث سرا طيلة ثورة 1958".

وتابع: "إرتبط في سر الزواج المقدس بشريكة حياة فاضلة، هي السيدة تريز وديع كرم التي كانت إلى جانبه خير معين. عاشا معا حياة زوجية سعيدة، باركها الله بثمرة الابنتين اللتين أمنا لهما أحسن تربية على القيم الروحية والأخلاقية والوطنية، مع العلم الرفيع. وسرا بهما تؤسسان عائلتين رضيتين. فكانتا مع الصهرين والأحفاد بهجة قلبه.

وأكمل المرحوم جوزف مسيرته الحزبية والوطنية البناءة داخل الكتائب اللبنانية، من بعد الرئيس المؤسس، مع رئيس الجمهورية الشهيد الشيخ بشير الجميل، ثم مع شقيقه الشيخ أمين رئيس الجمهورية السابق، فمع ابنه الشهيد بيار النائب والوزير، وأخيرا في هذه الأيام مع رئيس الحزب النائب الشيخ سامي.

فكان عندهم المرحوم جوزف هو هو رجل الثقة والمشورة الحكيمة والتجرد والتفاني، غير متطلب شيئا لنفسه. ولذا، أسندت إليه في الحزب مسؤوليات متنوعة أهمها عضويته في المكتب السياسي، ومنصب الامين العام، فالنائب الأول لرئيس الحزب، وهو منصب شغله حتى وفاته.

ولئن غاب عنا، فهو باق في ما ترك لنا وللأجيال الآتية من إرث فكري، ليس فقط في مقالاته الصحافية، بل وأيضا في الكتب الخمسة التي أصدرها ما بين سنة 1990 و 2015. أغمض عينيه، ودمعة تنساب على خديه، متأثرا بما آل إليه وجه لبنان الجميل الذي حافظ عليه وناضل من أجله.

وقال: "ها هو في ذكرى ميلاد الرب يسوع على أرضنا، يولد هذه المرة في السماء، حاملا معه ال94 عاما الغنية بالأعمال الصالحة والإيمان بالله والكنيسة والوطن. ولسان حاله يردد مع صاحب المزمور: "من طول الأيام أشبعتني، فأرني الآن خلاصك" (مز16:91).

وختم: "على هذا الأمل، واكراما لدفنته، وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت السامي الإحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.

تغمد الله روح فقيدكم الغالي بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".

الجميل

النائب سامي الجميل استهل كلمته بالقول: "أنت عملاق في خدمة لبنان تواضعت كل حياتك واليوم يجب ان تسمح لنا بأن نقول الحقيقة لكل الناس". وتابع "عمو انت عملاق في حياتك الشخصية، تربيتك لعائلتك وحبك لتيريز وكل واحد منا يحلم بأن يعيشه، انت عملاق في حزبك بتواضعك ومحبتك لرفاقك ووفائك لقضيتك وثباتك في بيتك بيت الكتائب المركزي".

عشت التأسيس، والشيخ بيار، وبعد وفاته تقمص الشيخ بيار فيك، وجسدت كل ما يمثله بيار الجميّل معنا وقربنا كل يوم".

وعدد مزايا الراحل من "تواضع وعطاء وتضحية ووفاء ونضال وانتفاضة دائمة وحب للبنان وصل الى مرحلة الغرام".

وأضاف: "كان لنا الشرف بأن نخدم لبنان معك ولك فضل كبير على هذا الحزب وعلينا كلنا. كنت المرجع والبوصلة والدعم، ذكرت كل الرفاق: ماذا تعني الكتائب فهي ليست سلطة او حزبا عاديا وعابرا بل هي مدرسة وروح ونضال وتجرد وعطاء، الكتائب هي حب لبنان، لذلك هي الحزب الوحيد الذي بقي واقفا وانت الى جانبه".

وتابع: "مثلما أدى الحزب دورا في كل المحطات الرئيسية، انت أديت دورا في كل محطة تاريخية من لبنان، انت الانسان الوحيد الذي كان له اهم دور الى جانب القرار في كل المحطات التاريخية في لبنان من الاستقلال الى اليوم. انت عملاق في خدمة لبنان. وانا اريد الافادة من هذه اللحظة للتحدث عن رؤيتك للبنان، كنت تجلس معي واشعر بأنك تتحدث كشخص خلق هذا البلد وكأن لبنان ابنه، شرحت لي لماذا خلق لبنان وما هدفه ورسالته. وكلما حاول احد تفريق لبناني عن آخر، كنت تقول يجب التمييز بين من يحب لبنان ومن لا يحبه لا ان نميز بين اللبنانيين. كنت تقول إن لبنان لا يبنى الا بأن نكون مواطنين ونضع طوائفنا على جنب ونفكر بلبنان".

وتوجه الى الراحل: "انت عملاق وسنودع كعملاق، وسنعدك باسم كل الرفاق والرفيقات بأن رسالتك باقية كما هي والكتائب باقية كما اردتها. صادف انك غادرت السبت، والاحد اصبح بيت الكتائب المركزي بيت الشعب اللبناني، فكرت بكم كانت لتكون هدية جميلة لك بأن ترى كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، يلجأون الى بيت الكتائب لأنه بيت الحرية والكرامة".

وختم: "هكذا ستبقى الكتائب، وهذا وعدنا لك ولعائلتك، سنستمر في التعاليم نفسها التي علمتنا اياها والكتائب ستكون كما اردتها. نودعك عمو هنا، ونلتقي الاثنين في بيت الكتائب المركزي".

كلمة نقابة المحررين

وتلا امين سر نقابة المحررين جورج شاهين كلمة النقابة، قال فيها: "أحار من أي موقع أنعى عمو جوزف من موقعي الشخصي الذي كنت شاهدا على اولى خطواته المهنية، من موقع الرفيق الذي امضينا معا اكثر من 45 عاما، من موقع الزميل الذي عانينا واياه مختلف صنوف التعب والإرهاق عندما كنا نصل الليل بالنهار لإصدار عدد يومي من جريدة "العمل" وتحديدا في تلك الليالي السود التي اصدرنا فيها بعد وضعك في الإقامة الجبرية عددا أسود بدلا من الحمر، من تلك الغرف في مبنى البيت المركزي التي كانت تهتز جدرانه بقذائف الدبابات من خلفنا".

واضاف: "عمو جوزف، اقف اليوم امام نعشك المجلل باسم نقيب المحررين جوزف القصيفي وباسم أعضاء مجلس النقابة الذين اولوني شرف القاء كلمة حق في وداعك، عمو جوزف يعجز اللسان عن قول مثل هذه الكلمة واختصار ما اختصرت في شخصك من قيم ومواهب".

وتابع "زينت جدول نقابة المحررين بكل الصفات المهنية ولم تسعى يوما الى منصب او لموقع.اعطيت لها رونق الصحافي المجاهد الساعي الى الحقيقة التي ادركتها في الكثير من المناسبات والمواقع فكنت صلبا الى جانبها مهما غلا الثمن. قدمت لوحدتها الكثير من التعب في ثمانينيات القرن الماضي ووقفت إلى جانبها في أصعب الأوقات وأدق الاستحقاقات، دافعا عنها ما تعرضت له من ضغط في زمن الحرب، وإنقسام العاصمة إلى شطرين. وكنت حريصا على القيام بواجباتك حيالها حتى اللحظة الأخيرة، على الرغم من تقادم العمر".

وتابع: "من على هذه المنصة، وفي مثل هذا اليوم في 17 كانون الأول، استذكرت فقدان والد حنون قبل 36 عاما. وانا ارى نفسي اليوم انعى والدا آخر ومناضلا لم تخل الساحة إلا عند سقوط يراعه التي ما خطت إلا آيات الوفاء لوطن أنجبك، وحزب نشأت فيه وكنت شاهدا على تاريخه ومواكبا له، ومهنة ونقابة إحتضنتهما وإحتضناك، وقامت بينك وبينهما إلفة وتآلف حتى قضى الله أمرا كان مقضيا".

وختم "عمو جوزف، نم قرير العين في بيت الدين، أميرا من أمراء الصحافة، متقدما جميع أمرائها. وداعا عمو جوزف، والى اللقاء".

كلمة العائلة

كلمة العائلة ألقتها كريمة الراحل القاضية ريما ابو خليل شرتوني فتحدثت عن ابو خليل "الاب والانسان وحبه للوطن لبنان وقدرته على المسامحة". وشكرت كل من شارك العائلة بالتعازي طوال الايام الثلاثة الماضية.

وقالت: "علمنا والدي التواضع والانسانية والا نستقوي على الضعيف وان نحب لبنان، وكان يملك قدرة رهيبة على المسامحة، واعتقد انه سامح 7 الاف مرة".

وختمت: "سيبقى صوت لبنان صوت الحرية والكرامة الذي تربينا على اساسه".

في الصيفي

وكان جثمان الراحل وصل الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي وحمل النعش على الأكف ملفوفا بالعلمين اللبناني والكتائبي. ووسط التصفيق، أدخل الى بيت الكتائب حيث سجي الجثمان ورفعت الصلوات، ووضع رئيس الحزب النائب سامي الجميل الزر المذهب على صدر الفقيد. وأنشد الحاضرون النشيدين الوطني والكتائبي.

وفي رحلة أخيرة، أدخل النعش الى قاعة اجتماعات المكتب السياسي والى مكتبه الذي

امضى فيه "عمو جوزف" 75 عاما من العمل والنضال".

 

تراجع «القوات» عن تسمية الحريري يرجئ الاستشارات النيابية

بيروت: «الشرق الأوسط»/17 كانون الأول/2019

خلط تراجع حزب «القوات اللبنانية» عن تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لترؤس الحكومة العتيدة، الأوراق السياسية مجدداً، ما دفع الحريري إلى الطلب من الرئيس ميشال عون، تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة مرة أخرى، منعاً لإنتاج «تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافاً لحرص الرئيس الحريري الدائم على مقتضيات الوفاق الوطني».

وأعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن عون تجاوب مع تمنّي الحريري تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس، لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة.

وأبلغت «القوات»، الحريري، بقرارها، فجر أمس، ما دفعه إلى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اتصل بعون، قبل أن يتصل الحريري بعون، متمنياً عليه تأجيل الاستشارات. وقالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتبارات «القوات» التي دفعتها للتراجع عن تسمية الحريري «محلية وغير خارجية»، وهي غير موجهة ضد الحريري، بل ترتبط مباشرة بالقاعدة الحزبية وقناعات «القوات» بضرورة تشكيل حكومة من اختصاصيين، كما تتماهى مع مطالب الحراك ودينامية الشارع، ورفض الحزب أن يكون عكس قاعدته الحزبية والجو العام في البلاد.

وتفاجأ الحريري بموقف «القوات»، بالنظر إلى أن الجو العام لدى الحزب كان باتجاه تسمية الحريري، وهو الموقف الذي أبلغه مصدر نيابي بارز قريب من الحريري لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، فضلاً عن أن هذا الموقف ورد على لسان النائبة ستريدا جعجع، في اتصال مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي وضع كتلة «اللقاء الديمقراطي» بأجواء أن «القوات» ستسمي الحريري ليل الأحد. كما أن هذا الاتجاه كان رئيس «القوات» سمير جعجع، أبلغه لموفد الحريري إليه الوزير السابق غطاس خوري في لقائهما الأخير، علماً بأن خوري كان قد أكد لجعجع أن الحريري ما زال مصراً على موقفه بترؤس حكومة من الاختصاصيين، وكان جعجع إيجابياً تجاه هذا التوجه.

لكن مجموعة اعتبارات دفعت «القوات» إلى التراجع عن موقفها، حسب ما قالت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مواكبة أكدت أن «(القوات) لا يزال يؤكد على تحالفه الاستراتيجي مع الحريري، وهو على استعداد لمنح حكومة الحريري الثقة في البرلمان إذا كانت حكومة تكنوقراط إنقاذية لمرحلة انتقالية، وهو الحل الوحيد الذي يراه جعجع للنهوض من الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد».

وذكّرت المصادر بأن «(القوات) كان أول من دفع باتجاه حكومة من الاختصاصيين في اجتماع بعبدا في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتلقف رد فعل الناس بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) لجهة الاستقالة من الحكومة»، مؤكدة أن «موقف (القوات) ينسجم مع دينامية الشارع الذي لا يستطيع الحزب أن يكون عكسه، وتعتريه مخاوف من وجود نيات لاستخدام القوة المفرطة لفض الاعتصامات، استناداً إلى معلومات تتحدث عن أن (حزب الله) يضغط لاستخدام القوة لفض الاعتصامات».

وعليه، ربط «القوات» ثقة ممثليه في البرلمان للحكومة بتأليفها، وليس بتكليف رئيس لها. وشددت المصادر على أن الحزب «على استعداد لمنح الحكومة الثقة بعد تأليفها في البرلمان إذا كانت حكومة مستقلين لا تتضمن وجوهاً سياسية»، استناداً إلى مخاوف من أن تتعرض تعهدات الحريري لضغوط تقوده إلى حكومة تكنوسياسية، رغم أنه أبلغ جنبلاط وقيادات أخرى بأنه على موقفه لجهة تشكيل حكومة اختصاصيين فقط.

على ضوء هذه الاعتبارات، تغير موقف «القوات»، وهو ما أفقد تسمية الحريري نصاباً مسيحياً كان يمكن أن توفره كتلة «الجمهورية القوية» التابعة للحزب، في غياب أصوات «التيار الوطني الحر»، الذي كان يتجه لوضع التسمية بعهدة رئيس الجمهورية، وهو ما ينظر إليه الحريري على أنه مخالف للدستور، ويكرر تجربة الرئيس الراحل رفيق الحريري مع تسميته في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود، ودفعه للانسحاب.

وقالت المصادر المواكبة للمشاورات الأخيرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحريري يرى أنه إذا لم تتمتع تسميته بميثاقية، فإنه يفضل ترك الساحة لسواه، وأن يبحث النواب عن شخص آخر، بالنظر إلى أن تكليف أي رئيس حكومة من دون تسمية من مجموعة وازنة من النواب المسيحيين، فإن التكليف سيعتريه خلل، ذلك أن أكبر كتلتين مسيحيتين لن تسميا رئيس الحكومة».

وأوضح المكتب الإعلامي للحريري، ظروف تمنيه على عون تأجيل الاستشارات، قائلاً في بيان: «في إطار الاتصالات السياسية قبل موعد الاستشارات النيابية الذي كان محدداً (أمس)، اتضح أن كتلة (التيار الوطني الحر) كانت بصدد إيداع أصواتها فخامة رئيس الجمهورية، ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة للتنبيه من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في عهد الرئيس إميل لحود، وللتأكيد على أن الرئيس الحريري لا يمكن أن يغطي مثل هذه المخالفة الدستورية الجسيمة أياً كانت وجهة استعمالها، في تسمية أي رئيس مكلف».

وأضاف المكتب أنه «في إطار الاتصالات نفسها، تبلغ الرئيس الحريري فجراً بقرار حزب (القوات اللبنانية) الامتناع عن التسمية، أو المشاركة في تسمية أحد في الاستشارات النيابية، ما كان من شأنه أن ينتج تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافاً لحرص الرئيس الحريري الدائم على مقتضيات الوفاق الوطني». وبناءً عليه «تداول الرئيس الحريري مع دولة الرئيس نبيه بري، الذي وافقه الرأي، وتوافقا على أن يتصل كل منهما بفخامة رئيس الجمهورية للتمني على فخامته تأجيل الاستشارات أياماً معدودة، تفادياً لإضافة مشكلات دستورية ووطنية إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي يواجهها بلدنا، والتي يرى الرئيس الحريري أن التركيز يجب أن يكون كاملاً على معالجتها حفاظاً على مصالح اللبنانيين ومعيشتهم وأمانهم».

كانت «القوات» أكدت بعد اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» أنها «تتمسك بالتحالف على المستوى الاستراتيجي، الذي يجمعها مع (تيار المستقبل) والرئيس سعد الحريري؛ هذا التحالف الذي حقق إنجازات عدة في طليعتها الدفاع عن مشروع السيادة والاستقلال ولبنان أولاً والتوازن الوطني، وبالتالي هذا التحالف الذي انطلق مع انتفاضة الاستقلال ما زال مستمراً، وسيبقى على هذا النحو حتى قيام دولة فعلية في لبنان».

واعتبرت أن «لا شيء يعلو على تشكيل حكومة إنقاذ تشكل حاجة ماسة للبنان واللبنانيين في هذه الأيام، ويجب التوقف جدياً عند مطلب الناس بحكومة اختصاصيين مستقلين». وأعلنت أنها «لن تسمي أحداً في استشارات الاثنين (أمس)، على أن تعطي الثقة للحكومة في حال كانت مؤلفة من اختصاصيين مستقلين يتمتعون بثقة الناس ويلبون طموحات ومطالب اللبنانيين». وأكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان، أنه «انطلاقاً من مطالب الشارع اللبناني، وتكاملاً مع رأي الشارع (القواتي)، اتُخذ هذا القرار الذي لا يستهدف الحريري، بل نحن مصرون على التحالف الاستراتيجي معه وعلى العلاقة القوية لـ(القوات) مع (تيار المستقبل)، وما يمثله من جماهير ورأي عام». واعتبر، في حديث تلفزيوني، أن «لا تغيير في المعادلة السياسية في الأيام المقبلة»، وتمنى أن «تتشكل حكومة اختصاصيين ومستقلين في أسرع وقت، لأن الوضعين المالي والاقتصادي لا يمكنهما الانتظار، إذ إن البلد يسير بخطى سريعة نحو الانهيار». وكرر أن «(القوات) ستشارك في الاستشارات، لكن لن تسمي أحداً، ولن يتغير قرارها، سواء بزيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، أو من دون زيارته». وشدد على أن «موقفنا واضح بأن نعطي الثقة للحكومة المقبلة، بحسب هويتها ولونها، أي لحكومة اختصاصيين أكفاء نرى فيهم إنقاذاً للوضعية».

 

توتر في كفررمان.. شبان حاولوا مهاجمة خيمة المتظاهرين والجيش منعهم

مواقع الأكترونية/17 كانون الأول/2019

شهد دوّار كفررمان في النبطية، توتّرًا وعمليات كرّ وفرّ بين المعتصمين وشبّان حاولوا مهاجمة خيمتهم في المكان. وفي التفاصيل، تجمّع عدد من الشبان بالقرب من خيمة المعتصمين على الدوار حيث اصطدموا مع عناصر الجيش الذين عملوا على منعهم من الوصول.

وشكّل الجيش سدًّا لحماية المعتصمين على الدوار، في حين وقع إشكال وتدافع وتراشق بالحجارة بين المتظاهرين والشبان المتجمّعين في المكان، بعدما اقتربوا منهم بسيارات من دون لوحات وعمدوا الى استفزازهم.

 

عون/ باسيل يفضلان هذا "السياسي" لرئاسة الحكومة

 عبير عبيد بركات/الكلمة أولاين/17 كانون الأول/2019

لا يخفي كل من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أمام زوارهما عن رغبتهما بأن يكون النائب فؤاد مخزومي رئيساً للحكومة المقبلة لا سيما أنه نائب يتمتّع بقاعدة سنية بيروتية قوية دلّت عليها الإنتخابات النيابية السابقة، وكذلك لم يتعاطَ أي أعمال داخل لبنان وأن لا شائبة تشوب سمعته.

ولذلك يتابع عون – باسيل أمام زوارهما بأن المخزومي لديه علاقات دولية قادر أن يستعملها لصالح لبنان وأن هذه الرغبة الثنائية للرئيس الجمهورية وصهره عبّر عنها عون صراحة خلال الإتصال الذي جرى بينه وبين أمير دولة قطر، كما أن باسيل طرح الموضوع مع رئيس الوزراء القطري لتأمين الغطاء العربي في حال تمّ تسميته أضافة إلى أصوات ما يقارب 8 نواب سنة سيسمونه بعضهم موزع على الكتل. وفي ظل هذا الواقع لا تزال بورصة الأسماء تتحرّك صعوداً ونزولاً للتفاهم مع الحريري على تسمية أحدها ومن بينها إلى جانب المخزومي الوزير السابق خالد قباني بعد أن تمّ التداول بعدة أسماء واستبعادها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تقارير عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في طرابلس وإردوغان يعتبر أن اتفاقه مع السراج «قلب وضعاً» فرضته معاهدة «سيفر» بين العثمانيين والحلفاء

أنقرة: سعيد عبد الرازق الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2019

فيما جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استعداد بلاده لإرسال قوات إلى ليبيا، كشفت تقارير عن أن أنقرة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في طرابلس، كالتي أنشأتها في الدوحة عاصمة قطر، قبل أكثر من عامين.

ونقلت صحيفة «خبر تورك» عن مصادر، لم تسمها، أن تركيا أكملت دراسات الجدوى اللازمة للقاعدة العسكرية في طرابلس، مشيرة إلى أن إنشاء تلك القاعدة يمنح العلاقة بين أنقرة وحلفائها ومنافسيها أبعاداً جديدة. وقال الكاتب بالصحيفة شتين أر ستين، إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» الليبية فائز السراج، الذي التقى إردوغان في إسطنبول، أول من أمس، للمرة الثانية خلال 3 أسابيع، سيقدم طلباً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في 20 فبراير (شباط) المقبل، من أجل إرسال قوات إلى ليبيا. لكنها لفتت إلى أن هذا الموعد يمكن أن يتغيّر، حسب التطورات الميدانية في ليبيا.

من جانبها، كتبت صحيفة «يني شفق» أن القوات المسلحة التركية على استعداد لمساعدة «الحكومة الشرعية في ليبيا»، حسب وصفها، ضد هجوم قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

ونقلت عن مصادر عسكرية أن إجراءات نقل المركبات المدرعة والطائرات من دون طيار والقوات الخاصة إلى طرابلس، بدأت بالفعل. وقالت: «بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز طائرات الشحن والمروحيات، وإخطارها بالاستعداد للوصول إلى ليبيا عبر مطار مصراتة» الذي تسيطر عليه حكومة السراج.

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي إردوغان إن مذكرة التفاهم التي أبرمتها بلاده مع حكومة «الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج حول مناطق السيادة البحرية في المتوسط «قلبت وضعاً» فرضته معاهدة سيفر (فرنسا) عام 1920.

ولفت إردوغان، في الوقت ذاته، إلى أن مذكرة التعاون العسكري والأمني مع حكومة السراج ستدخل حيز التنفيذ عقب موافقة البرلمان التركي عليها، مؤكداً أن تركيا «أكثر من مستعدة» لإرسال قواتها إلى ليبيا.

ومعاهدة سيفر، التي تسمى أيضاً (معاهدة الصلح)، قبلت بها تركيا العثمانية في 10 أغسطس (آب) عام 1920 عقب الحرب العالمية الأولى بين الدولة العثمانية وقوات الحلفاء، لكن الحركة القومية التركية بزعامة مصطفى كمال أتاتورك رفضتها بعد أن تولت الحكم في تركيا في 29 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1923، معتبرة أن بنودها تمثل ظلماً وإجحافاً بالدولة التركية، وذلك لأنها أجبرتها على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت واقعة تحت نفوذها.

وبموجب المعاهدة انتقلت تبعية تراقيا والجزر التركية الواقعة في بحر إيجة لليونان، وتم الاعتراف بكل من سوريا والعراق كمناطق خاضعة للانتداب، والاعتراف باستقلال شبه الجزيرة العربية وأرمينيا، واعتبار مضيقي البوسفور والدردنيل مناطق مجردة من السلاح وتحت إدارة عصبة الأمم.

وقال إردوغان، في مقابلة تلفزيونية، ليلة الأحد - الاثنين، إن الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وحكومة السراج تمت «وفق أُطر القانون الدولي». وشدد على أن تركيا وليبيا لديهما حقوق في منطقة شرق البحر المتوسط. وأضاف: «حوض شرق المتوسط يتمتع باحتياطيات كبيرة من الهيدروكربون (النفط والغاز الطبيعي)، وعلمنا باكتشافات توصل إليها بعض الشركات هناك مؤخراً، ومن الوارد أن نتعاون مع بعض الشركات العالمية القوية بهذا الخصوص».

وأكد أن مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا، ستدخل حيز التنفيذ فور مصادقة البرلمان التركي عليها.

وقدمت الحكومة التركية المذكرة إلى البرلمان، يوم السبت الماضي، لدرسها والموافقة عليها. ووافقت عليها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أمس تمهيداً لمناقشتها في جلسة عامة للبرلمان.

وقال إردوغان إن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة إذا تلقت دعوة لإرسال جنود إلى ليبيا، مضيفاً أن «تركيا أكثر من مستعدة لتقديم أي دعم عسكري تحتاجه ليبيا بعد أن وقعت أنقرة مذكرة التفاهم الأمنية مع حكومة فائز السراج في طرابلس».

واستقبل إردوغان السراج، أول من أمس، للمرة الثانية في 3 أسابيع، بعد أيام من تلويحه بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعمه.

ويناقش البرلمان التركي حالياً مذكرة التفاهم التي تتضمن إرسال «قوة للرد السريع» إذا طلبت حكومة السراج في طرابلس ذلك، في خطوة قد تثير التوتر وتدفع إلى مواجهة بين تركيا وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقال إردوغان: «سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط. نحن أكثر من مستعدين لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا».

وحض حفتر، الخميس الماضي، قواته على التقدم صوب وسط طرابلس فيما سماها «المعركة الحاسمة».

ونددت دول عدة بالاتفاق البحري الموقع بين أنقرة وحكومة «الوفاق»، بينها اليونان وقبرص، كونه يعطي أنقرة سيادة على مناطق شاسعة في شرق المتوسط الغني بالموارد النفطية. وحضت مصر، التي أدانت الاتفاق البحري ووصفته بأنه غير قانوني، الدول الأخرى، أول من أمس، على وقف التدخل الخارجي في ليبيا لتمكين هذا البلد العربي من استعادة أمنه واستقراره.

وفي هذا الإطار، حطت طائرة مسيّرة مسلحة تركية، الاثنين، في شمال قبرص، حيث ستتمركز في أجواء من التوتر الشديد بين تركيا ودول أخرى في شرق المتوسط، حول استغلال المحروقات، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت الوكالة عن مراسلتها، إن الطائرة المسيرة، وهي من نوع «بيرقدار تي بي 2»، حطت في مطار غجيت قلعة في منطقة فاماغوستا بشرق الجزيرة المقسومة. وهي أول طائرة مسيرة تحط في هذا المطار منذ موافقة السلطات القبرصية التركية على نشر هذا النوع من الطائرات في شمال الجزيرة، التي تحتل قوات أنقرة شطرها الشمالي منذ 1974.

ويأتي نشر هذه الطائرات في أجواء من التوتر الحاد في المنطقة بشأن استغلال المحروقات، بعد توقيع اتفاق بين إردوغان والسراج في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، يحدد الحدود البحرية التي كانت موضع خلاف بين تركيا وليبيا.

 

«هيومن رايتس ووتش»: الأمن العراقي تعاون مع مرتكبي مجزرة ساحة الخلاني وطبقاً لشهود عيان القوات الحكومية انسحبت مع بدء الهجوم

بيروت: «الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2019

قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، إن قوات مسلحة غير محددة، بالتعاون على ما يبدو مع قوات الأمن الوطنية والمحلية العراقية، نفّذت سلسلة من عمليات القتل الوحشية في منطقة الاحتجاج الرئيسية ببغداد في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2019.

وقالت المنظمة، في تقرير، إن التقديرات تشير إلى سقوط ما بين 29 و80 قتيلاً، و137 جريحاً، وإن الكهرباء قُطعت عن المنطقة خلال الهجوم، ما جعل من الصعب على المتظاهرين تحديد هوية القَتَلة والفرار إلى بر الأمان. وأضافت: «انسحبت الشرطة والقوات العسكرية، عندما بدأت الميليشيا مجهولة الهوية، التي ارتدى بعض عناصرها زياً موحداً، بإطلاق النار». وقال خمسة شهود على عمليات القتل لـ«هيومن رايتس ووتش»، عبر الهاتف، إنه في 6 ديسمبر (كانون الأول) كان هناك نحو ألف متظاهر في ساحة الخلاني ببغداد، على بعد 600 متر شمال ميدان التحرير، في مرآب السنك المكون من خمسة طوابق قبالة ساحة الخلاني، الذي شغلوه منذ 16 نوفمبر (تشرين الثاني). ونحو الساعة 7:30 مساء، قالوا إنهم رأوا سبع شاحنات «بيك آب» تسرع إلى ساحة الخلاني، ثم تتباطأ، وبينما كانت المركبات تسير ببطء في الميدان، فتح مسلحون يرتدون زياً أسود عادياً ولباساً مدنياً النيران من بنادق «كلاشنيكوف» ومدافع رشاشة من طراز «بي كي» (P K) فوق المتظاهرين، قبل إنزال الرشاشات وإطلاق النار عليهم مباشرة. في الوقت ذلك، قال الشهود إن المحتجين كانوا يتجمعون سلمياً، ولم يهددوا بأي أعمال عنف.

وأضاف الشهود أنهم رأوا نحو 20 عنصراً من الشرطة الاتحادية وقوات الأمن العراقية، كانوا يحرسون نقطتَي تفتيش في الساحة، يغادرون بالسيارات عند وصول المسلحين. بعد نحو 9 ساعات، الساعة 4:30 صباح 7 ديسمبر (كانون الأول)، غادر المسلحون، وفي غضون بضع دقائق، عادت قوات الأمن.

وحسب الشهود، فإن الكهرباء في ساحة الخلاني ومرآب السنك توقفت لمدة ساعة تقريباً، مع بدء إطلاق النار، وفي ساحة التحرير لبضع دقائق، ما أدى إلى إطفاء إنارة الشوارع. وقال أحدهم: «كل ما كنا نستطيع رؤيته هو ضوء الرصاص». كما أن الكهرباء في مناطق مجاورة مباشرة للساحات لم تنقطع.

وقال الشهود إنه بعد إطلاق النار على الناس في الميدان، توجه الرجال في شاحنات «البيك آب» إلى مرآب السنك. وقال متظاهر إنه كان في الطابق الأول من المرآب مع نحو 150 متظاهراً آخرين عندما سمع صوت إطلاق نار. ثم رأى نحو 30 رجلاً بملابس مدنية يحملون السواطير والعصي يقتحمون المبنى. بعد بضع دقائق، رأى خمس شاحنات صغيرة تنسحب إلى الخارج، ويدخلها رجال يرتدون زياً أسود يحملون أسلحة. بينما كان يهرب عبر الدرج وخرج من المبنى، قال إنه «رأى رجالاً مسلحين يفتحون النار على المتظاهرين داخل المبنى، ويطعنون الآخرين. رأى ما لا يقل عن سبعة محتجين جرحى».

وقال متظاهر في الطابق الثاني، إنه سمع صرخات من الطابق الأول، ورأى المسلحين يظهرون ويطعنون المحتجين الذين حاولوا الوقوف في طريقهم. قال: «رأيت كثيراً من الناس يصابون، ولكن كل ما كان يمكنني التفكير فيه هو كيف أخرج نفسي من هناك».

المتظاهر الذي كان في الطابق الأول، قال إنه عندما خرج اختبأ خلف كتلة خرسانية، وعندما نظر إلى الوراء، رأى مسلحاً يرمي متظاهراً من الطابق الثالث، وآخرين يشعلون إطارات لإغلاق مخارج الطوارئ. وقال شهود آخرون خارج المرآب إنهم رأوا حرائق قادمة من المرآب. وقال المحتج من الطابق الأول: «لا يزال خمسة من أصدقائي مفقودين، ولا أعرف إن كانوا قد ماتوا أو احتجزوا. رأيت المسلحين يحملون الجثث في حافلاتهم وشاحناتهم قبل ساعة واحدة من المغادرة عند 4:30 صباحاً».

وقال متظاهر كان خارج المرآب، إنه رأى 10 متظاهرين، على الأقل، يتعرضون لإطلاق النار من حوله. وقال هو وطبيبان موجودان في ساحة الخلاني، إنهم رأوا عربات «توك توك» (عربات آلية صغيرة) تُستخدم كسيارات الإسعاف حاولت ثلاث مرات الاقتراب من الجرحى لإجلائهم. في كل مرة قام مسلحون داخل المرآب بإلقاء قنابل «مولوتوف» لإيقافها. وقالوا في النهاية إن مجموعة أكبر من المتظاهرين هرعوا إلى الجثث ونقلوا الجرحى.

وقالت المنظمة إن الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية حق العراقيين في الحياة، وينبغي لها أن تحدد على وجه السرعة الجماعات وقوات الأمن التي شاركت في عمليات القتل هذه، أو نسقتها، وأن تعلن مرتكبيها، وأن تعوض ضحايا جميع عمليات القتل غير القانونية.

 

وزير الداخلية الإيراني يعترف بقتل المحتجين والأمن يواصل الاعتقالات

محاكمة الداعين لاستقالة خامنئي... واعتقال 1000 قاصر بالأهواز

طهران، عواصم – وكالات/17 كانون الأول/2019

 اعترف وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي، وذلك خلال جلسة في البرلمان، حسبما نقل عنه النائب الإصلاحي محمود صادقي. وقال صادقي إن “فضلي، ردا على سؤال أحد نواب المحافظات حول أسباب إطلاق النار على الرأس وليس على أرجل المتظاهرين، قال إن إطلاق النار شمل استهداف الأرجل أيضا”، مضيفا أن “النواب اندهشوا من إجابة الوزير التي أعلنها بكل برودة أعصاب”. وأكد النائب الإصلاحي أن “قمع الاحتجاجات بعنف تم خلال 48 ساعة”، مضيفا أن “هذا الكم الهائل من إطلاق النار وإزهاق الأرواح ليس إنجازا”. من جانبها، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عددا من المتظاهرين في قضاء القدس غرب طهران، على خلفية الاضطرابات التي اجتاحت المدن بسبب ارتفاع سعر البنزين. وزعم المدعي العام الإيراني مجيد كاوياني، إنه تم تحديد هويات عدد من المتسببين في نشوب الحرائق واعتقالهم، منوها بأنه سيتم اعتقال الآخرين قريباً. بدورها، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية “اهرو”، أن السلطات الإيرانية تحتجز نحو 1000 شخص دون سن الـ18 في مركز الإصلاح والتأهيل في الأهواز، وذلك بعد اعتقالهم بمختلف مناطق الإقليم العربي خلال الاحتجاجات. ونقلت المنظمة عن مصادر محلية قولها إن المعتقلين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و17 سنة، وبعضهم اعتقل مع ذويه أثناء الاحتجاجات السلمية، وتم نقلهم إلى مركز التأهيل قبل محاكمتهم. من جهتها، أقامت لجنة التضامن الألمانية أمس، ندوة إعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في برلين، بعنوان “الانتفاضة الإيرانية والشوق إلى الحرية”. على صعيد متصل، أعلن محمد حسين آقاسي، محامي النشطاء السياسيين والمدنيين المعتقلين منذ 11 أغسطس الماضي، بسبب مطالبتهم في يونيو الماضي المرشد علي خامنئي بالاستقالة، أن قراراً صدر بإحالة خمسة منهم إلى محاكمة الثورة في مدينة مشهد، وهم محمد نوري زاد وعبد الرسول مرتضوي ومحمد حسين سبهري وفاطمة سبهري وهاشم خواستار. وفي السياق، كشف تقرير للمعهد الأميركي للدفاع عن الديموقراطية، أن حملة الضغط القصوى حولت إيران إلى دولة ضعيفة وسحبت منها عناصر القوة، وباتت تبحث عن التفاوض مع أميركا من موقف ضعيف، على عكس ما كانت عليه أثناء الصفقة النووية الفاشلة. وذكر أن إيران يديرها نظام وحشي يواجه ضغوطًا اقتصادية وسياسية هائلة، وحاليا فإن ملايين الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين في الشوارع للاحتجاج على هذا النظام، إلا أن الاستجابة الإيرانية كانت تمتاز بالقمع الوحشي. إلى ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، نية الرئيس حسن روحاني تقديم استقالته، عقب الاحتجاجات التي قمعت بعنف دموي قتل خلالها المئات برصاص الأمن و”الحرس الثوري”. ونفى ربيعي في مؤتمر صحافي، صحة تصريحات نسبت لنائب الرئيس الإيراني وقادة بالجناح الإصلاحي، مثل عباس عبدي، حول مشروع لدفع روحاني للاستقالة، وقال إنها “مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة”. وعزى الاحتجاجات التي تحولت إلى حراك مطالب بإسقاط النظام إلى تأثير العقوبات الأميركية، وقال إن الحكومة الأميركية تقف وراءها.

 

بريطانيا: طهران تواصل تهديد الملاحة في الخليج

لندن، طهران، عواصم – وكالات/17 كانون الأول/2019

 أكد قائد البحرية الملكية البريطانية توني راداكين، أن التهديد الإيراني للملاحة البريطانية في الخليج لا يزال قائما، مضيفا أن احتجاز إيران ناقلة النفط “ستينا إمبيرو” في مضيق هرمز في يوليو الماضي كان عملا “عدائيا” و”مستهجَنا”، مؤكدا أن البحرية البريطانية ستحتفظ في الوقت الحالي بوجود عسكري مكثف في الخليج. في غضون ذلك، أعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيد سوجا، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور اليابان الجمعة لمدة يومين، حيث يجتمع مع رئيس الوزراء شينزو آبي. من جانبه، اعتبر روحاني أن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية القضايا التي تعانيها المنطقة، مجددا التذكير بالمبادرة التي اطلقتها بلاده تحت اسم “هرمز للسلام”. وقال قبيل مغادرته طهران متوجها الى ماليزيا للمشاركة في القمة الاسلامية المصغرة، “تربطنا علاقات جيدة ومتقاربة مع رئيس الوزراء الياباني ابي شينزو وكانت لنا لقاءات عدة معهم، وهذه الزيارة تأتي في اطار تعزيز العلاقات الثنائية والحوار حول القضايا التي تهم البلدين”، معتبرا الضغوط الاميركية ضد طهران “غير مستدامة”. بدوره، أقر نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري، بانخفاض “شديد” في مبيعات بلاده النفطية بسبب العقوبات الاميركية، داعيا إلى تضافر الجهود لاجتياز هذه المرحلة.

 

ناشطة إيرانية: السجينات الأهوازيات يتعرضن للتعذيب والتحقير

طهران – وكالات/17 كانون الأول/2019

 كشفت الناشطة الإیرانیة سبيدة قليان، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، أساليب التعذيب الممنهج والمستمر ضد معتقلات من عرب الأهواز، تعرفت عليهن أثناء الشهور الأخيرة لاعتقالها بتهمة تغطية أخبار الاحتجاجات العمالية. وقالت قليان: إن الضرب المبرح والتعذيب النفسي والإهانات والتحقير والشتائم الجنسية، جزء لا يتجزأ من أساليب التعذيب داخل المعتقلات السرية التابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية في مدينة الأهواز. وأكدت الناشطة النسوية أن المعتقلات يتعرضن للضرب والتعذيب المستمر جسديا ونفسيا، بهدف كسب اعترافات قسرية ضد أنفسهن وأزواجهن وأقاربهن، مشددة على أن الأجهزة الأمنية تستخدم هؤلاء النساء كرهينات بهدف إجبار أزواجهن أو أقاربهن المطلوبين على تسليم أنفسهم للسلطات. وذكرت قليان حالات تعذيب مريم الحمادي (28 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال، وخلود السبهاني (20 عاما)، ومعصومة سعيداوي (48 عاما)، وسوسن سعيداوي (45 عاما)، وسكينة الصقور (35 عاما) أم لطفل بعمر السنة، كما ذكرت زهراء شجرات (38 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال، وزهراء حسيني، متزوجة ولديها ابنتان في الثالثة والسادسة من العمر، ومكية نيسي التي تعاني الآن من وضع مزر لا يمكن وصفه، ونساء أخريات ذكرت الاسم الأول فقط لهن.

 

العراقيون يدعون إلى تظاهرات مليونية غداً ويقطعون الطرق بالبصرة وواشنطن طلبت مساعدة بغداد لوقف استهداف قواعدها... وطهران زعمت أن لا دور لها في الاعتداءات

بغداد – وكالات/17 كانون الأول/2019

 دعا متظاهرون، العراقيين إلى الخروج في تظاهرات مليونية غداً الخميس، للضغط على البرلمان لتشكيل حكومة جديدة تنسجم مع مطالب المتظاهرين. وأوضح المتظاهرون في بيان، ليل أول من أمس، أن “على رئيس الجمهورية تسمية رئيس للوزراء قبل يوم من عقد البرلمان جلسة غداً الخميس، لإعلان تسمية رئيس للحكومة يكون مدنياً لا عسكرياً يتعهد بعدم الترشيح للحكومة المقبلة وأن يعمل على تحقيق المطالب المتبقية بمدة أقصاها ستة أشهر”. وأكدوا رفضهم “رفضاً قاطعاً أي رئيس للوزراء يسمى بنية إكمال حقبة الفساد الحالية، وعلى البرلمان عدم إعطاء شرعية لتكليف رئيس وزراء لم يحظ بقبول شعبي وعدم تمرير تشكيل حكومته بشرط أن يكون رئيسها بالمواصفات التي طرحتها ساحات الاعتصام”. وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء العراقية “واع”، أن الرئيس برهم صالح قد يكلف شخصيات مرشحة من قبل المتظاهرين لرئاسة الحكومة الجديدة. ونقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن صالح تسلم قائمة تضم عدداً من الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة على أن يدفع بأحدهم إلى البرلمان كمرشح للمنصب. وأوضحت أن القائمة تضم أسماء مرشحة من قبل الكتل السياسية، وأبرزهم الوزير السابق محمد السوداني ومحافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي وأسماء أخرى مرشحة من قبل المتظاهرين، في مقدمهم القاضي رائد جوحي. وعلى صعيد التظاهرات، أفاد شهود عيان أمس، بأن متظاهرين قطعوا الطرق المؤدية الى حقول مجنون والرميلة وأرطاوي النفطية في محافظة البصرة، مطالبين بتوفير فرص عمل بالمحافظة. وفي كربلاء، أغلق مئات المتظاهرين أمس، الطرق المؤدية إلى محطة كهرباء ومبان حكومية وشوارع وجسور رغم تطبيق إجراءات حظر التجوال في المحافظة كربلاء. وكانت مصادر أمنية أفادت في وقت سابق أمس، بإعفاء قائد شرطة كربلاء اللواء أحمد زويني من منصبه وتعيين العميد صباح المسعودي بدلاً منه، وذلك على “خلفية حوادث الاغتيال التي طالت شخصيات وناشطين في المحافظة أخيراً”.

وفي سياق آخر، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا أمس، اكتمال التحقيقات في المحافظات التي شهدت أعمال عنف ضد المتظاهرين باستثناء ذي قار. وقال إن التحقيقات لم تستكمل في محافظة ذي قار، بسبب عدم اكتمال إفادات الضباط، وفي مقدمهم رئيس خلية الأزمة السابق الفريق جميل الشمري، مشيراً إلى أن التحقيقات في ذي قار ستكتمل خلال الأيام المقبلة وسيتم إرسالها إلى القضاء.

وفي تطور لافت، أفاد مصدر أمني أمس، باغتيال مواطن كان ينقل المساعدات إلى المتظاهرين، في هجوم بالسلاح الأبيض على يد مجهولين، غرب بغداد. من ناحية ثانية، طلب وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، في اتصال هاتفي، أمس، المساعدة في وقف الهجمات على قواعد الولايات المتحدة وجنودها في العراق. ودعا إسبر العراق إلى تقديم المساعدة في وقف الهجمات على القواعد الأميركية في العراق، مطالباً بمنع الهجمات على الجنود والمنشآت الأميركية وقوات التحالف الدولي، ومعبراً عن دعم بلاده لـ”عراق آمن وذي سيادة”. وسئل عمن يعتقد أنه وراء الهجمات الصاروخية الأخيرة، فأجاب “ظني أن إيران وراء الهجمات، مثلما هي وراء الكثير من السلوكيات الخبيثة في أنحاء المنطقة، لكن من الصعب الجزم”. من ناحيتها، نفت إيران ليل أول من أمس، مسؤوليتها عن الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية في العراق، مؤكدة أنها سترد “بقوة” على أي “خطأ” ترتكبه الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، إن الولايات المتحدة “لم تقدم أدلة لإثبات مزاعمها ولو كان لدى أجهزتها الاستخبارية شيئاً لقدمتها ووثقتها من اللحظة الأولى”. إلى ذلك، أفاد مصدر أمني أمس، بأن القوات الأمنية صدت هجوماً لـ”داعش” على نقطة تفتيش العبايجي بأطراف بغداد، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم عناصر أمنية. وفي السياق، انطلقت في محافظة الأنبار، أمس، عملية أمنية جديدة لملاحقة فلول عناصر “داعش”.من جهة أخرى، أعلنت وزارة الهجرة العراقية أمس، عودة 91 نازحاً خلال اليومين الماضيين إلى مناطق سكناهم الأصلية في محافظة كركوك.

 

الكتل السياسية العراقية تتفق على قانون الانتخابات

بغداد – وكالات/17 كانون الأول/2019

 توصلت الكتل السياسية في العراق أمس، إلى “اتفاق شبه نهائي” خاص بقانون الانتخابات. وكشف مصدر نيابي مضمون “الاتفاق شبه نهائي” الذي توصلت إليه الكتل السياسية بخصوص قانون الانتخابات. وقال إنه “تم وضع آليات لمعالجة قضية احتساب الدوائر المتعددة بكل محافظة، إضافة إلى حل موضوع كوتا النساء، وسيتم إرسال المسودة لرئاسة البرلمان من اللجنة القانونية بغية تحديد موعد الجلسة المقبلة للتصويت التي ربما تكون غداً (اليوم)، أو بعد غد (غداً)”. وأضاف إن “قضية عدد أعضاء المجلس سيبقى على العدد المعمول به بالقانون السابق (329 نائباً)، لحين إجراء إحصاء سكاني أو تعديل دستوري”.

وأشار إلى أن هذا الاتفاق تم خلال اجتماع برئاسة النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي. وكان النائب عباس يابر العطافي رجح أول من أمس، عقد جلسة البرلمان اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أن جدول الأعمال سيتضمن التصويت على مشروع قانون انتخابات مجلس النواب.

 

السجن 6 سنوات وغرامة 10 ملايين دينار لنائب عراقي فاسد

بغداد – وكالات/17 كانون الأول/2019

 أصدر القضاء العراقي أمس، حكماً بالسجن ست سنوات مع غرامة مالية، بحق نائب حالي في البرلمان، بتهمة فساد. وقال مصدر قضائي، إن محكمة مختصة بقضايا الفساد، قضت حكماً بالسجن ست سنوات بحق النائب محمود ملا طلال، الذي اعتقل أواخر نوفمبر الماضي، في بغداد، بتهمة الرشوة. وأضاف ان المحكمة قضت أيضاً بفرض غرامة مالية عليه قدرها عشرة ملايين دينار عراقي (ثمانية آلاف دولار). وكانت هيئة النزاهة أعلنت في 26 نوفمبر الماضي، اعتقال النائب من “تيار الحكمة” محمود ملا طلال، متلبساً بالرشوة.

 

البحرين وباكستان تؤكدان أهمية استقرار المنطقة

المنامة، عواصم – وكالات/17 كانون الأول/2019

 استعرض العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، مع رئيس وزراء باكستان عمران خان، العلاقات التاريخية الوثيقة والخطوات التي تسهم في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية، بما فيها القضايا التي تهم العالم الإسلامي والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد الجانبان على مواقف البلدين الداعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وللجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأشاد العاهل البحريني بجهود رئيس وزراء باكستان، ودوره البناء في دعم وتفعيل أطر التنسيق المتبادل وترسيخ الروابط المتميزة التي تجمع بين البلدين، منوهاً بالدور الهام لباكستان في الدفاع عن القضايا الإسلامية، ومساهماتها الإيجابية مع المجتمع الدولي في تعزيز دعائم الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والعالمي. في غضون ذلك، تقدم الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، بالتهنئة إلى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، بمناسبة العيد الوطني للمملكة، معربا في بيان عن تقديره لدور البحرين في نشر قيم السلام والتسامح، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، سائلاً المولى عز وجل لها دوام التقدم والازدهار. كما هنأ مفتي مصر شوقي علام، الملك حمد بن عيسى، معربًا عن تقديره الكبير لدور البحرين في النهوض بشعبها، والحفاظ على وحدته واستقراره، وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية.

 

باكستان: إسلام آباد لن تكون جزءاً من أي مخطط لزعزعة الخليج

عمران خان رفض حضور قمة كوالامبور... وخادم الحرمين لمهاتير محمد: العمل المشترك عبر "منظمة التعاون"

اسلام آباد، الرياض، عواصم – وكالات/17 كانون الأول/2019

 كشفت تقارير صحافية باكستانية، أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، تراجع عن المشاركة في قمة كوالالمبور اليوم، إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الإيراني حسن روحاني. ونقلت صحيفة “ذا نيوز” الباكستانية عن مصادر، أن عمران خان قرر التراجع عن المشاركة في قمة كوالالمبور، بعد لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقرر أن يوفد وزير خارجيته شاه محمود قريشي إلى ماليزيا لحضور القمة، المقرر أن يشارك فيها رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، إلى جانب أردوغان وروحاني والشيخ تميم بن حمد. وقالت المصادر إن “عمران خان في زيارته إلى السعودية والبحرين، أكد أن باكستان لم ولن تكن أبدا جزءا من أي مخطط، لتقويض القيادة الخليجية وزعزعة استقرارها”. وأضافت أن “خان استمع إلى القلق البالغ الذي أبدته السعودية، من تصريحات رئيس الوزراء الماليزي من أن قمة كوالالمبور ستكون بمثابة منصة جديدة تحل محل منظمة التعاون الإسلامي، التي قال إنها فشلت في تقديم أي حل للمشاكل التي تواجه المنطقة”. وتابعت قائلة: “كما أن عمران خان استمع للمخاوف العربية كافة، من أن حضور أردوغان وروحاني وتميم إلى القمة، يظهر أنها بمثابة اجتماع لتقويض نفوذ السعودية وحلفائها في المنطقة”.في غضون ذلك، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، حيث أكد الملك سلمان على “أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي، بما يحقق وحدة الصف لبحث القضايا الإسلامية التي تهم الأمة كافة”. على صعيد آخر، أعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن امله بان يشارك الاتحاد الاوروبي بصورة فاعلة، في قمة دول مجموعة دول ال20 (جي.20)، التي تستضيفها المملكة العام المقبل، مشيدا خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لاين، بعمق علاقة بلاده بالاتحاد الاوروبي، واصفا اياها بـ”التاريخية”. من جانبها، أكدت ديرلاين اهمية العلاقة بين دول الاتحاد الاوروبي والسعودية، معربة عن حرصها الكبير بان يلعب الاتحاد الاوروبي دورا في قمة (جي.20).

على صعيد آخر، بحث الملك سلمان بن عبد العزيز، مع وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس، تعزيز التعاون الثنائي بين المملكة واليونان، واستعرضا مستجدات المنطقة. من جهة أخرى، شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس قرغيزستان سورنباي جيتيبيكوف، توقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين بلديهما، شملت مجالات الدفاع المدني والتعاون في مجال الشباب والرياضة والسلامة البيطرية والصحة النباتية للمنتجات الزراعية والحيوانية، والتعاون العلمي والتعليمي ومجال التقاعد وتمويل مشروع إنشاء وتأهيل طريق ايسيكول الدائري. وكان العاهل السعودي عقد جلسة محادثات رسمية مع جينيبيكوف، تناولت تعزيز التعاون بين البلدين. إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، عن تسليم المجموعة الثانية من تراخيص الصناعات العسكرية لثلاث شركات جديدة، ليرتفع بذلك عدد التراخيص التي قامت بمنحها إلى شركات وطنية إلى ثماني شركات، بقيمة تبلغ ثلاثة مليارات ريال.

وقالت الهيئة إن الشركات الجديدة هي “شركة القياس الذكي للتجارة، وشركة إنترا للتقنيات الدفاعية، وشركة مشاريع الدفاع للصناعات العسكرية”، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار خطتها الهادفة إلى توطين الإنفاق العسكري في المملكة ودعمها للمصنّعين المحلّيين.

 

مناورات بحرية روسية – سورية في البحر المتوسط و11 قتيلاً بقصف صاروخي للنظام على إدلب و60 غارة على معرة النعمان

دمشق – وكالات/17 كانون الأول/2019

 بدأت القوات البحرية الروسية وسلاح البحرية السورية تدريبات مشتركة في البحر المتوسط انطلاقاً من قاعدة طرطوس البحرية الروسية على الساحل السوري. وذكر مركز القاعدة البحرية الروسية بطرطوس في بيان، أمس، أن “اختيار ميناء طرطوس ميداناً للتدريبات لم يتم بالصدفة”.وأضاف إن “قاعدة طرطوس الروسية هي الوسيلة الرئيسية لتزويد قواتنا في سورية، ما يخلق ضرورة التحسين المستمر لتدريب أطقم السفن ووحدات القوات الساحلية، ولهذا السبب بالذات بات الجزء الشرقي من البحر المتوسط منطقة تدريب مشتركة”.وأشار إلى أن المناورات، التي بدأت أول من أمس، تجري بمشاركة السفن الروسية والطائرات من قاعدة حميميم الجوية وقوارب الصواريخ وكاسحات الألغام التابعة لقوات البحرية السورية. في غضون ذلك، بحث نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق، أمس، في التطورات الأخيرة ومسائل التعاون التجاري الاقتصادي بين البلدين، بالإضافة إلى مسائل استعادة سيطرة دمشق على الآبار النفطية.وقال بوريسوف إنه “في كل مرة عند القدوم إلى سورية، من الجيد أن نرى الحياة السلمية تجري استعادتها”، مشيراً إلى تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لاستثمارها في تحديث ميناء طرطوس.وتزامناً مع ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 11 مدنياً جراء قصف جوي وصاروخي للنظام السوري على محافظة إدلب. وذكر أن ستة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا جراء سقوط قذيفة صاروخية أطلقها النظام على منزلهم بقرية بداما بريف جسر الشغور، في حين قتل أربعة مدنيين جراء غارات جوية نفذتها طائرات النظام الحربية على قرية معصران بريف إدلب الجنوبي، كما قتل أيضاً مدني جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدة تلمنس. وأشار إلى أن سماء إدلب تشهد تحليقا متواصلا لطائرات النظام وروسيا، تزامناً مع غارات جوية مكثفة تستهدف ريف المنطقة، مشيرة إلى أن نحو 60 ضربة جوية استهدفت ريف معرة النعمان الشرقي منذ صباح أمس. وسيرت روسيا وتركيا أمس، دورية مشتركة جديدة، على بعد عشرات الكيلومترات شرق قرية عين العرب (كوباني)، عند الحدود السورية – التركية. في غضون ذلك، لقي شخص مصرعه ليل أول من أمس، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها “إرهابيون” في سيارة بمنطقة نهر عيشة بريف دمشق، استهدفت قيادياً في قوات “الدفاع الوطني” الرديفة للجيش. على صعيد آخر، قدمت روسيا إلى مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار بشأن تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية كبديل لوثيقة اقترحتها ألمانيا وبلجيكا والكويت. وقال مصدر أممي، إن “مجلس الأمن الدولي يدرس الوثيقتين، ومن المتوقع طرحهما للتصويت الأسبوع الجاري”. وكانت ألمانيا وبلجيكا والكويت صاغت مشروع قرار لمدة عام يسمى بالعمليات عبر الحدود، والمعني بايصال المساعدات الإنسانية تحت سيطرة الأمم المتحدة ومن دون اشتراط الحصول على إذن دمشق. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مجلس الأمن بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة والضرورية عبر الحدود وخطوط الصراع في سورية لمدة عام آخر، موضحا أن إيصال هذه المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون حال دون اندلاع أزمة إنسانية أكبر داخل سورية. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ليل أول من أمس إن الحل الدائم لأزمة اللاجئين يتمثل في العودة الآمنة والطوعية للسوريين إلى بلدهم. إلى ذلك، أكد قائد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي أمس، أنه طالب خلال مفاوضات مع دمشق بالحفاظ على خصوصية “قسد” في “جيش سورية المستقبل”، مشيراً إلى أن “قسد” تضم 110 آلاف مقاتل وعنصر في الأمن الداخلي.

 

دبي تعتقل رئيس منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية الخطيرة في أوروبا وأفريقيا

ولي عهد أبوظبي: الإمارات ماضية في رسالة "التسامح"

دبي، عواصم – وكالات/17 كانون الأول/2019

 أعلنت شرطة دبي القبض على أحد أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة عالمياً، والمُدرجة على قوائم منظمة الشرطة الدولية (إنتربول)، ويُعد من أشد العناصر خطورة، وتصفه السلطات الهولندية بـ”المجرم الأخطر. وأوضحت أن المتهم يُدعى رضوان تاغي ويبلغ من العمر 41 عاماً، وهو رئيس منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية، وصدرت بحقه مذكرات قبض دولية في العام الماضي بتهمة الانتماء لمنظمات إجرامية خطيرة، بعد أن دخل إلى أراضي الدولة منتحلاً هوية شخص آخر، وكان يقيم في فيلا سكنية في إمارة دبي، لافتة إلى أن إلقاء القبض عليه تم بالتعاون مع الشرطة الهولندية والإنتربول. وقال القائد العام لشرطة دبي عبدالله المري إن المشتبه فيه دخل الإمارات عبر مطار دبي، مستخدماً وثائق رسمية بهوية غير هويته قادماً من هولندا، وتمكن من الدخول للإمارات قبل التعميم عليه من السلطات المعنية في دولته، ويقيم في منطقة سكنية في دبي دون ممارسة أي نشاط اجرامي، وكان يستعين بمساعدين من جنسيات مختلفة لتسيير أموره واحتياجاته الحياتية اليومية. وأشار إلى أن المتهم يحمل الجنسية الهولندية، ويعتبر من أخطر المجرمين في هولندا نظراً لخطورة الجرائم المنسوبة إليه، والتي تتنوع بين جرائم القتل والإتجار في المخدرات، من خلال رئاسته لمنظمة تحمل اسم “ملائكة الموت”، وهي من المنظمات الإجرامية الخطرة في هولندا خصوصا لانخراطها في مجال تجارة المخدرات. ولفت إلى أن المتهم ارتكب جرائم عدة في أوروبا وأفريقيا، وتمكن من تفادي الأجهزة الأمنية، نظراً للجوئه لانتحال هويات مختلفة وتخفيه الدائم عن أعين رجال الأمن. في غضون ذلك، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أن التسامح قيمة متجذرة عبر تاريخ بلاده وثقافتها منذ القدم، وأنها ستمضي قدما في حمل رسالة التسامح، والعمل من أجله على الساحتين الإقليمية والدولية. وخلال استقباله وفدا من رؤساء وأعضاء عدد من البرلمانات الإقليمية والدولية، وأعضاء البرلمان الدولي للتسامح والسلام من مختلف أنحاء العالم الذي يزور الإمارات، للمشاركة في احتفال المجلس الوطني الاتحادي بختام فعاليات “عام التسامح “، أعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بالصدى الإيجابي الذي أحدثه “عام التسامح ” على الساحة الدولية، مشيرا إلي أن الفعاليات والبرامج والمبادرات التي نفذت خلال العام تعزز الوعي بقيمة التسامح، ومؤكدا أن وثيقة “الأخوة الإنسانية ” تعد من أهم مبادرات “عام التسامح ” وأبرزها، وأنها تمثل أساسا صلبا ومرجعية رئيسة للعمل خلال السنوات المقبلة. على صعيد آخر، بحث الشيخ محمد بن زايد، مع حاكم عام أستراليا ديفيد هيرلي، تطوير العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، مؤكدا أن العلاقات الإماراتية الأسترالية قوية ومتنامية وشهدت تطورات نوعية.

 

السيسي محذراً الرئيس التركي: لن نسمح باحتلال ليبيا أو السودان

أردوغان اتخذ خطوات متسارعة نحو غزو طرابلس ويستعد لإنشاء قاعدة عسكرية فيها

“الوفاق” ستطلب قوات تركية في 20 فبراير وحكومة أردوغان دعت الجيش للتجهيز لنقلها

الجيش الليبي يشن غارات على الميليشيات في سرت ويخوض معارك عنيفة بجميع محاور القتال

طرابلس، عواصم- وكالات/17 كانون الأول/2019

 بينما أعلنت تركيا، على لسان مستشار رئيسها رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، أن “ليبيا باتت تحت مسؤولية تركيا”، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده “لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا”. وقال السيسي خلال لقائه بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية على هامش منتدى الشباب بشرم الشيخ، ليل أول من أمس، أن موقف مصر فيما يتعلق بالموقف في ليبيا، هو دعم الجيش الوطني الليبي، ورفض المساس بأمن واستقرار ليبيا، مضيفا أن دولاً تتدخل لمنع حل سياسي، مؤكداً أن مصر ترفض التدخل في شؤون الدول، ولابد من التفرقة بين التدخل والدعم للوصول لحل سياسي.

وأفاد بأنه “عندما تتحدث مصر عن ليبيا والسودان فنحن نتدخل لصالح الدول والشعوب، فهو أمر في صميم الأمن القومي المصري كدول جوار”، مضيفا: “نحن دائما نقول نحن مع المؤسسات الوطنية، وحريصون على ألا تتفتت دولنا مرة أخرى، وهذه هي ثوابت السياسة الخارجية المصرية منذ أعوام، ولن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة على ليبيا والسودان، ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهما”. من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الاتفاقين اللذين وقعهما رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، مع تركيا، رغم عدم امتلاكه للصلاحيات اللازمة، “من شأنهما تعميق الخلاف بين الليبيين، ومن ثم تعطيل العملية السياسية”. وشدد سامح شكري خلال اتصال هاتفي بالمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، بشأن التطورات الخاصة بالأزمة الليبية، على دعم مصر الكامل لسلامة في مهمته والحرص على نجاحها، مؤكدا على أهمية الحيلولة دون إعاقة العملية السياسية في المرحلة القادمة بأي شكل من الأشكال من قبل أطراف على الساحة الليبية أو خارجها.

في الاثناء، قال مستشار أردوغان، في تصريحات مع قناة “التناصح”، أمس: أن “ليبيا باتت تحت مسؤولية تركيا”، مشيرا الى أن “حكومة الوفاق هي الممثل الشرعي للشعب الليبي أما البقية لا يمثلون الدولة الليبية ومن يعترف بهم يرتكب جريمة”. وأضاف: “تركيا لا يهمها شي بل تبحث عن مصالحها ومصالح متفقيها والحكومة الطرابلسية هي المعترف بها دوليا”. ونفى أقطاي “الأنباء المتداولة حول زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا”، موضحاً أن “أردوغان سيكون خارج تركيا لمدة أسبوع”. على صعيد متصل، وصل وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أمس، إلى طرابلس واجتمع على الفور بنائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق. وأفادت وكالة أنباء “نوفا” أن رئيس الدبلوماسية الإيطالية سيتوجه إلى بنغازي، بعد أن يجري لقاءات مع مسؤولي حكومة الوفاق في طرابلس. اللافت أن دبلوماسيين إيطاليين كشفوا أن “رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج رفض خمسة آلاف جندي تركي عرضهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”. وشدد هؤلاء الدبلوماسيون على أنه ” سيكون من الضروري العمل بشكل جيد قبل قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان المقرر عقدها في 8 يناير المقبل”. وفي السياق، قالت وسائل إعلام تركية إن أنقرة “أكملت استعداداتها لإنشاء قاعدة عسكرية لها في ليبيا، وهي بانتظار طلب بخصوص ذلك، من رئيس حكومة الوفاق فائز السراج”، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها تغيير قواعد اللعبة في شرق البحر المتوسط. وقالت صحيفة “خبر ترك” التركية، إن أنقرة “ستنشئ قاعدة عسكرية في طرابلس على غرار قطر، فيما قد يقدم رئيس حكومة الوفاق في ليبيا فائز السراج، طلبا لإرسال قوات تركية إلى طرابلس، مع حلول 20 فبراير المقبل، وقد يتغير هذا التاريخ مع تواتر التطورات في ليبيا”. وأضافت أن “تركيا أكملت دراسة الجدوى المتعلقة بذلك”، مشيرة إلى أن “إنشاء قاعدة عسكرية في طرابلس، يكسب علاقات أنقرة مع حلفائها ومنافسيها أبعادا جديدة”.

وقالت “خبر ترك”، إنه على الرغم من التطورات التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية، إلا أن مذكرتي التفاهم مع تركيا قد تسهم في تغيير قواعد اللعبة في شرق البحر المتوسط.

وذكرت أن “ليبيا أصبحت مثالا لساحة حرب بالوكالة بين الدول، وقد شهدت سلسلة من التطورات الشهر الماضي”.

من جانبها، قالت صحيفة “يني شفق” التركية، إن أنقرة “بدأت بالتجهيزات اللازمة لتقديم الدعم اللازم للحكومة الشرعية في ليبيا، بالتزامن مع هجمات خليفة حفتر على طرابلس”.

وأشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر قالت إنها عسكرية ، إلى أن الحكومة التركية “طلبت من القوات المسلحة تجهيز السفن والطائرات الحربية استعدادا لنقل القوات التركية إلى ليبيا”، مؤكدة أن عملية النقل إلى مدينة طرابلس بدأت، والسفن التي ستقوم بنقل الطائرات المسيرة والدبابات والقوات الخاصة ووحدات الكوماندوز التابعة لقيادة مجموعة الهجوم تحت الماء باتت جاهزة”. وذكرت الصحيفة أن “طائرات الشحن والمروحيات في حالة تيقظ للإقلاع نحو مطار مصراته، الخاضع لسيطرة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا”، لافتة إلى أن “التجهيزات التركية تتم على قدم وساق، وكأنه يوجد طلب رسمي من حكومة السراج”.

وصرح المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر، بأن الحكومة التركية أوقفت الأطراف التي تتجاهل الحقوق التركية وتواصل التحرك في شرق البحر المتوسط، وأثبتت مجدداً أن تركيا بلد كبير ومؤثّر. وقال إيلشر: “إن مذكرة التعاون الأمني والعسكري ومذكرة التفاهم بشأن مجالات السلطات البحرية بين تركيا وليبيا، اتفاقيتان مهمتان من أجل مستقبل البلدين”، حسب وكالة “الأناضول” التركية. وتابع: “حذرت تركيا الدول المعنية بضرورة عدم اتخاذ خطوات أحادية في منطقة شرق البحر المتوسط، إلا أن هذه الدول اتخذت خطوات أحادية دون الأخذ بعين الاعتبار التحذيرات التركية، بخاصة الإدارة القبرصية الجنوبية التي لا تعترف بها تركيا، والتي وقّعَت اتفاقيات أحادية مع مصر عام 2003، ولبنان عام 2007، وإسرائيل عام 2010”.

الى ذلك، قالت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، إن تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية عن المجلس الرئاسي لا تمت للعمل الدبلوماسي بصلة، وهي نوع من المراهقة الدبلوماسية. وجاء تصريح حكومة الوفاق بعدما تساءل المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ قائلا: “من هو المجلس الرئاسي الليبي الذي أصدر بيانا تناول فيه مصر؟”. ولفت حافظ، في تغريدة على حسابه في “تويتر” إلى أن المجلس الرئاسي الليبي يتكون من 9 أشخاص، مضيفا قوله “أين هؤلاء الآن”. يذكر أن المجلس الرئاسي الليبي، تشكل في ضوء اتفاق سياسي تم التوصل إليه في منتجع “الصخيرات” بالمغرب في 17 ديسمبر 2015، وهو يتكون من 9 أشخاص، وهم الرئيس و3 نواب و5 أعضاء. وفي وقت لاحق انسحب من عضوية المجلس الرئاسي اثنان هما، علي القطراني وعمر الأسود. وعسكريا… شن الجيش الوطني الليبي غارات جوية تستهدف مواقع لقوات حكومة الوفاق في مدينة سرت الليبية. وأفاد قائد ميداني في الجيش الوطني الليبي بأن قوات الجيش الوطني تخوض معارك عنيفة في جميع محاور القتال في العاصمة طرابلس، مشيرا إلى تقدمات جديدة للجيش الليبي في عدة مناطق. وقال السنوسي قادربو، الذي تعمل قواته ضمن مجموعة عمليات الردع بمحور عين زارة ومحور الخلة ومحور ورشفانة،: “تشهد جميع محاور طرابلس دون استثناء تقدمات بخطوات ثابتة اتجاه وسط العاصمة، وأبرزها محور صلاح الدين ومحور كوبري الزهراء واليرموك تقدمات ممتازة تنفيذا لأوامر القائد العام المشير خليفة حفتر”. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الليبي عن تدمير رتل عسكري تابع لقوات الوفاق عندما كان متجهاً من مدينة مصراتة إلى العاصمة طرابلس، للمشاركة في صدّ عملية تحرير طرابلس. في المقابل، أعلنت مدينة الزنتان بالغرب الليبي حالة النفير العام دفاعا عن العاصمة طرابلس ، في حين تلقت محاور القتال بطرابلس تعزيزات عسكرية جديدة. وجاءت الخطوة بعد إعلان مجالس بلدية وعسكرية في مدن غرب ليبيا من بينها زليتن والزاوية وكاباو والرحيبات والخمس ومسلاتة، حالة الطوارئ وتسخير كافة الإمكانيات تحت تصرف الدولة لحسم معركة طرابلس ودحر قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتمسك بخيار الدولة المدنية ورفض حكم الفرد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إسقاط النظام.. منعاً للحرب الأهلية؟!

يوسف بزي/المدن/18 كانون الأول/2019

يجب الاعتراف أن ميشال عون حقق انتقامه من الطائف. عهده هو النهاية البائسة لـ"الجمهورية الثانية" المضطربة. بل يمكن القول أن تاريخ الهزائم لهذا "الجنرال" في سلسلة حروبه، متوّج اليوم بانتصار نوعي. أخيراً فعلها وحقق رغبته بالقضاء المبرم على النظام.

رغبة ميشال عون ليست شخصية، إنها عقيدة سياسية ترفض مغادرة فكرة ماضوية، متخيلة وغير متحققة عن "الجمهورية الأولى". بهذا المعنى، هي حركة رجعية مدمِّرة. الحلم الجميل بلبنان الذي يتصوره أتباع هذه العقيدة هو أقصر طريق إلى الكارثة. حدث ذلك مراراً منذ العام 1975، ولم يتعظوا.

لسوء الحظ، تقاطع الحلم العوني مع مشروع حزب الله. فالأخير لديه أيضاً عقيدة سياسية لا تأسف على الجمهورية الأولى ولا تبالي بالجمهورية الثانية.. وما يهم الحزب هو تكييف هذا الـ"لبنان" بما يقدمه من امتيازات وتسهيلات وفوائد لتحقيق غاياته كأيديولوجيا محاربة تتجاوز الحدود والكيانات الوطنية. وعلى هذا، استنفد الحزب قدرات لبنان الدولة والمجتمع والاقتصاد، بعدما تحول الحزب إلى دويلة تلتهم الدولة وتستنزف الكيان. في المقابل، أضحى اتفاق الطائف نفسه سيئاً، روحاً ونصاً وتطبيقاً. ما كان يصلح عام 1989 لم يعد مقبولاً عام 2019. ما بقي من الطائف عملياً هو شخص الرئيس نبيه برّي. ووفق "الكلام المباح" هنا، لا يسعنا مع برّي تخيل المستقبل الذي نشتهيه. فهذا الرئيس المؤبد للبرلمان مثال حيّ على عدائية الماضي لتغيرات الغد. استبسال عنيد ضد الزمن. المآل التي انتهت إليه سمعته العامة أرجعته إلى صورته الأولى في منتصف الثمانينات على نحو مخجل.

بقيت أمامنا الحريرية السياسية. الانحياز لها ما بين العام 2004، تاريخ انضمام رفيق الحريري إلى المعارضة الوطنية، وحتى العام 2009، تاريخ زيارة سعد الحريري إلى دمشق، كان بالنسبة للكثيرين منا صواباً سياسياً وأخلاقياً و"ضرورة وطنية". بعد ذلك، اتجهت الحريرية إلى هواية تكديس الخطايا.. والخيانات. قايضت بقاءها في السلطة بتسليم المصير والكيان إلى أعدائها تحديداً. التذرع بالضعف والهزيمة تحول إلى "عدّة" نصب واحتيال سياسيين. الأسوأ من ذلك، أن سياسة "الحريرية" تقوم أساساً على النجاعة الاقتصادية. هذه الأخيرة إن كانت فعالة في التسعينات، وحتى العام 2008، رغم الشراكة الباهظة مع مافيا النظام السوري ومافيا أمراء الحرب وكلفة حروب حزب الله، فإن شروطها العربية والدولية والمحلية انتفت منذ العام 2011. فعدا عن أن رهان الحريرية على مسار مختلف لدول المنطقة قد سقط، فإن النمط الاقتصادي المتبع بات فاسداً أو عديم الصلاحية.

يمكن إضافة عامل آخر في تهافت الحريرية، هو شراسة خصومها، أو بالأحرى منسوب الشر الذي يستطيعونه. الحريرية كثيرة الخطايا وضحية في آن معاً. نستخلص من هذا كله، أن أركان السلطة الأساسيين قد أجهزوا على "جمهورية الطائف". وإذا جاز لنا عدم التأسف على ذلك، فالأحرى بنا الارتعاب من إنكار أهل السلطة أي حاجة لنظام جديد. فهذا الإنكار هو أقصر الطرق لتفشي الفوضى وانحلال الدولة وتفسخ الرابطة الوطنية.. وربما التسبب المتعمد لحرب أهلية. لذا، باتت السلطة خطراً فعلياً على اللبنانيين.. وهذا أهم سبب كي نأخذ الثورة إلى تطرفها الأخير: إسقاط السلطة بكل رموزها.

 

الحريري الخائف من الانطفاء يرتمي بأحضان الثنائي الشيعي

منير الربيع/المدن/18 كانون الأول/2019

في الوقت الذي كان كثر يتوقعون عزوف الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، ويظنون وفق كل ما حدث، أن الرجل ليس في وارد العودة إلى رئاسة مجلس الوزراء.. كانت إرادة الرجل وحساباته في مكان آخر. فهو كعادته يفاجئ المحيطين به ويصدم "السياق" المنطقي الذي يبني البعض على أساسه توقعاتهم. فبخلاف كل التوقعات أنه قد يعلن انسحابه من السباق الحكومي، كانت زيارته إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، لا تهدف سوى البحث عن مخرج لإعادة تسميته. تشعّب الحديث خلال اللقاء إلى كل التفاصيل، ورصد كل الاحتمالات.

الاستنجاد ببرّي

كأن الحريري طلب النجدة من برّي لتوفير الظروف المؤاتية لعودته رئيساً للحكومة، سواء بإقناع القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحرّ بالتصويت له، أو - بأقصى حدّ - بحال بقي الطرفان على موقفيهما المعارض لعودته، يعمل على احتساب الأصوات المسيحية التي سينالها إن تمت الاستشارات، وقد بلغ العدد 19 صوتاً، ما يعني توفر الشرعية والميثاقية نسبياً، على الرغم من موقف الكتل المسيحية الكبرى المعارضة لتسميته. كذلك تركز البحث أيضاً على كيفية تكوين الحكومة، ومن ستضم بصفوفها. فالأساس في الميثاقية والشرعية يبقى في التشكيلة ككل وليس بشخص رئيسها فقط، وهذا يتحدد في جلسة الثقة بالمجلس النيابي.

لذلك فإن التكليف سيكون مختلفاً عن التأليف بالنسبة إليه. بمعنى أنه بعد ضمان تكليفه، ستكون المفاوضات حثيثة لإقناع التيار الوطني الحرّ بالاشتراك في الحكومة. وهذه مهمة قد يتولاها الرئيس نبيه بري مع حزب الله، لتذليل العقبات والوصول إلى نقطة مشتركة مع الرئيس ميشال عون وجبران باسيل، وترتيب تسوية تمنح حكومة الحريري الثقة الدستورية والشرعية والميثاقية. خصوصاً أن الحريري لا يريد غيره رئيساً للحكومة. وهذه المسألة تنفضح أكثر فأكثر مع مرور الأيام. كذلك حزب الله الذي يرفض تشكيل حكومة من دون الحريري ومن دون موافقته ورعايته ورضاه ومشاركة تياره فيها.

مسابقة ديفيد هيل

في المقابل، كان رئيس الجمهورية يصر على أنه لن يؤجل الاستشارات أبعد من الخميس، ويريد تكليف رئيس الحكومة قبل الأعياد، وقبل زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، الذي سيلتقيه عون وبري يوم الجمعة. فتكون الاستشارات قد أنجزت قبل اللقاء به. بينما حزب الله ووسط إصراره على الحريري أو من يختاره، كان لا يمانع إطالة أمد التكليف بانتظار أن يتم التوافق. لكن بما أن الحريري غير مستعد لتسمية أحد، وسيكون أمام واقع تحمّل مسؤولية تصريف الأعمال، أصبح الجميع أمام أمر واقع واضح، وهو كيف يتم تعبيد الطريق سريعاً أمام تكليف الحريري، لأن البلد لم يعد يتحمل الانتظار.

قبيل اللقاء مع بري، كانت الأجواء في محيط الحريري ضبابية جداً، وسط توقعات أن الرجل لن يتحمل كل هذا الاستنزاف، ولن يتمكن من الاستمرار في هذا التخبط. والسؤال الأساسي الذي طرح، هو إذا ما كان الرجل قادراً على تحمّل كل هذه الضغوط في سبيل العودة إلى رئاسة الحكومة، بينما التظاهرات الرافضة له أو لإعادة تكليفه تحصل على مدخل منزله. كل هذه التساؤلات على ما يبدو تسقط عند أعتاب بيت الوسط وطموحات الحريري، الذي لم يجد ملاذاً آمناً يلجأ إليه إلا الثنائي الشيعي، ليجد المخرج الملائم له. فهو لا يتصور نفسه خارج رئاسة الحكومة. وهو يتمسك بها أكثر بعد اكتشافه فقدان الغطاء الدولي والمظلة الإقليمية، وتأكده من أن شارعه أصبح في مكان آخر، لا سيما بعد التظاهرات التي شهدتها بيروت وطرابلس وصيدا، والإقليم والبقاع.. وبالتالي، حصانته الوحيدة هي أن يبقى في رئاسة الحكومة خوفاً من الانطفاء.

ريّا الحسن والخندق الغميق

مع لجوء الحريري إلى الثنائي الشيعي لإنقاذه، يتثبّت أن موقف وزيرة الداخلية ريا الحسن، بضرورة خروج المتظاهرين من الساحات لأنهم سيؤثرون على الاستشارات النيابية، ونزول مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان إلى المتظاهرين بشخصه، أوحى وكأن هناك قراراً بإخلاء الساحات من المتظاهرين وإنهاء التظاهرات. هذا الموقف يصب في صالح الحريري، الذي أصبح علناً مطلب حزب الله الأول والأخير في رئاسة الحكومة، والذي يجسد سطوة الحزب على المعادلة السياسية اللبنانية. لذا، كما الحريري، يريد الحزب بكل ما أوتي من قوة إنهاء التظاهرات، أو تحوير وجهتها سواء باختراقها والسيطرة على الساحات أو بالاعتداء على المتظاهرين وخيمهم، لأنه بذلك يدافع عن نفوذه السياسي في إطار المعركة الكبرى التي ينظر إليها بهذا المنظار. عمل الحريري طوال الفترة الماضية على التسويق لنفسه بأنه حامي الاستقرار والوحيد القادر على تحصيل الدعم الدولي والمساعدات. وهذا كله بات وهماً. الموقف الدولي يساويه بغيره من السياسيين. حزب الله أيضاً كان يعمل منذ اليوم الأول على شيطنة التظاهرات واعتبارها أنها تهدف إلى خلق الفتن والتوترات السياسية والمذهبية والطائفية. وهنا تلتقي مصلحة الطرفين في إعادة إنتاج التركيبة ذاتها، على أسس أصبحت معروفة ومكشوفة، كان آخر فصولها ما جرى في وسط بيروت ليل الإثنين الثلاثاء بذريعة الاستفزاز المذهبي.. فالقرار كان واضحاً، وهو إنهاء التظاهرات وتدمير خيم الاعتصام ليس في بيروت فقط، بل في النبطية، وصيدا والبقاع. ولهذا القرار غاية أساسية في السياسة، هي استباق زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، لتثبيت معادلة أن الحزب هو الأقوى، وخيار مواجهته يعني انعدام الاستقرار الذي لن يكون المجتمع الدولي قادراً على تحمّله. وليثبت الحزب أنه صاحب السيطرة سياسياً وميدانياً. الحريري شريك أساسي في هذه اللعبة، وكما الحزب يستفيد من استثارة العصبيات المذهبية التي تجلت في وسط بيروت، شيعياً، فإن الحريري يعتبر أنه يستفيد منها سنياً، بالاستناد على بهلوانياته وانفعالاته، بعد طلب تأجيل الاستشارات وتحميل المسؤولية للقوات اللبنانية، واتهامها بأنها في الخندق نفسه مع حزب الله، لانها لم تشأ التصويت له، فيما الحقيقة أنه هو الذي لجأ إلى الحزب لتوفير ظروف تكليفه.

 

اليسار والانتفاضة: إعادة توزيع الثروة.. إعادة توزيع العنف

وسام سعادة/المدن/18 كانون الأول/2019

ابتغى رئيس الجمهورية إحياء مئوية لبنان الكبير من بوابة الإغارة على السلطنة العثمانية. إلا أن الواقع اللبناني تكفل بفعاليات إحياء للمئوية الكولونيالية الكيانية على نحو مختلف كلياً، وبمتلازمة الجلطة والعامية. الجلطة الدماغية والقلبية للنظامين الاقتصادي والسياسي. والاحتجاجات الشعبية المتخذة سريعاً شكل انتفاضة لامركزية، متفاوتة بين المناطق، وطاعنة في شرعية كل ما انبثق عن انتخابات أيار 2018 من برلمان وحكومة.

الوصاية ووريثها

بل هي انتفاضة حبلى بروح القطيعة مع الجمهورية الثانية ودستوريها، النصي - المعتل من كثرة فراغاته والتباساته، والتطبيقي المنمّط على تفاسير الوصاية السورية حتى بعد أربعة عشر عاما على انقضائها. وهذه مدة من الوقت طويلة، تنطّح فيها "حزب الله" تحديدا لوراثة غير مكتملة لدور الوصي. فقوة الوصي الآفل تجلت في تفسير الدستور، بالشكل المعدل وفقا للطائف والمحرّف عن متن اتفاق الطائف نفسه، وفي تشغيل هذا النظام، بإدماج رهط وإقصاء رهط آخر. أما قوة الوريث غير المكتمل للوصاية فزاوجت بين الغلو في الميثاقية على حساب الدستور، والجحود بها على حساب العقد الاجتماعي. فمن جهة مسائل منحاة عن الاجماع الوطني، بدءاً من تفاوت حظ الحزبيات والجماعات الأهلية من القوة النارية، ومن جهة ثانية إجماع وطني على مستوى التقاسم، حين يستحسن المتغلب ذلك. قوة الوصي السوري تأمنت بتشغيل "النسق العشوائي" للجمهورية الثانية، وقوة "حزب الله" تكشفت برعاية تعطيله هذا النسق المتداعي هنا أو هناك، هذا قبل أن تتمكن قوى تأتي من بعد الحزب منزلة من محاكاته، واكتشاف قدراتها التعطيلية، وفقا للسياقات، ذلك أن استفحال التصدع في هذا النسق سيتكفل بتيسير تعطيله من لدن الجميع.. ولو بتفاوت. بخلاف انتخابات 2009 التي خيضت أساساً، كاستفتاء داخلي على حزب الله، وعلى خلفية شعار الأخير عشيتها، "إعادة تشكيل السلطة في لبنان"، فقد خيضت الانتخابات المؤجلة بعد ذلك بتسعة أعوام، ضد طواحين الهواء بالدرجة الأولى. فالجميع خاضها ضد "الفساد"، والجميع رأى الفساد في عين الآخر، حليفه أو خصمه أو البين بين. وساد، سواء في حزبيات النظام المتناحرة والمتوالفة، أو في ظواهر "المجتمع المدني" على ما جرت التسمية، انفصال حاد بين حرف "مكافحة الفساد" وألفباء إعادة توزيع الثروة في لبنان.

في توزيع العنف

يظهر اليوم "ما المشكلة" في هذين الاستحقاقين الانتخابين السابقين. على محك ترنح النظام، نظام حكم القلة من كبار أصحاب الثروات من أرباب المصارف والميغا - مقاولين ولوردات الحرب المغانمين، أي نظام الأوليغارشية في الجمهورية الثانية، كما على محك أسلوب تعاطي المتحكم والحاكم، الذي له مواطئ قدم في هذه الأوليغارشية لكنه ليس من صلبها، وهو عندها، كما كانت قبله الوصاية السورية، الخصم والحكم، والحارس المرهق لها. المشكلة تكمن في عدم وجود قوة فعلية، لها قاعدة اجتماعية حيوية، وتطرح على نفسها وعلى مستوى البلد ككل، خوض الصراع من أجل إعادة توزيع العنف وإعادة توزيع الثروة في البلد، بشكل متناغم. مهلاً، إعادة توزيع العنف؟ نعم، لأن العنف في أي مجتمع لا يمكن أن تحتكره مقولة ماكس فيبير حول "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعي". لا يسع أي دولة أن تصادر كل العنف من المجتمع. لكن لا يسع أي مجتمع ان يبقى كذلك بعيش التفاوت في مقدرات العنف، الناري وغير الناري، بين تشكيلاته الحزبية وجماعاته الأهلية. إعادة توزيع العنف تجري على قدم وساق في كل مجتمع، بوتائر وأنماط مختلفة. فهي ترتبط بميزان التناسب العنفي بين الجماعات، لكن أيضاً بميزان التناسب بين الأفراد والجماعات، مثلما هي ترتبط بالتناسب بين العنف المجتمعي وبين منظومة العنف الشرعي الدولتية.

توزيع العنف في كل المجتمع ليس له نفس منطق توزيع الثروة. حيث يتمركز العنف ليس بالضرورة حيث تتمركز الثروة، وعلى الأغلب يختلف مركز تكدس العنف عن مركز تكدس الثروة في معظم المجتمعات، ويتخذ هذا الاختلاف أشكالاً مختلفة. الشكل اللبناني الحالي منها له خصائصه المميزة. حزب الله هو مركز توزع العنف داخل المجتمع، وداخل الدولة، لكن أيضاً بإزاء المجتمع وبإزاء الدولة، لكن مركز الثروة هي في الجهاز المصرفي للنسق الأوليغارشي. في الوقت نفسه لا ينفصل المركزان، أو يتطوران على قاعدة التوازي. فلا طرفية الحزبيات الأقل امتلاكاً للأرصدة العنفية، بإزاء مركز تكثف العنف، تجعلها "حلفاً للأحرار"، ولا طرفية "حزب الله" بازاء مراكز تكثف الثروة، الصديقة أو المناوئة له، تجعله على رأس "حلف الفقراء"، كما عوّل من عوّل من الذين اشتهوا في الحزب "زاباتية" ما، وهناك من لا يزال يعوّل.

القوة المفقودة

القوة الجامعة، فكراً وانتظاماً وبرنامجاً سياسياً، بين مشروع إعادة توزيع العنف وبين مشروع إعادة توزيع الثروة، مع تمييز المستويين، وعدم تسبيق أحدهما على الآخر "وجودياً"، هي القوة المفقودة، إلى حد بعيد في تاريخ الجمهورية الثانية. هكذا قوة هي وحدها المؤهلة لكي تكون يساراً، إذا ما قصد باليسار مشروعاً هيمنياً بديلاً في مجتمع ما، وبخاصة في المجتمعات الذي ليس شرطاً فيها أن يكون هناك يمين كي يكون فيها يسار، أي في المجتمعات الذي لم يؤطر فيها الصراع على إعادة توزيع كل من العنف والثروة ضمن نسق مدستر كامل، أي الذي لم يفكك من داخلها بعد مفهوم "العدو" ليستبدل منهجياً بمفهوم "الخصم".

الانتفاضة الحالية، بمحمول اجتماعي، بل طبقي. فجرته سياسة الحكومة المخلوعة، تكبيد الطبقات الشعبية فواتير الفشل الاقتصادي والمالي لملئ الأوليغارشية، مع الانقطاع تماماً عن أدنى درجات إعادة توزيع الثروة، إسوة بالانقطاع تماماً عن أي بحث جدي في اعادة توزيع العنف على نحو يؤمن معاني المساواة بين الناس. لكن هذه الانتفاضة الشعبية، ذات الجذر الطبقي، لا تزال خاضعة إلى حد كبير لهلامية شعارات مكافحة الفساد، التي تجسد بها خواء انتخابات 2018. أي لمكافحة فساد إما منقطعة عن هدفية وبرنامجية إعادة توزيع الثروة، وإما تختزل إعادة التوزيع هذه في وعودها.

طيف اليسار

يتحرك الإمكان النظري والعملي إذاً ضمن هذا التناقض بين الجذر الطبقي للانتفاضة، أي المفترض به أن ينحو لتقديم شعارات إعادة توزيع الثروة، بدءاً من المفاصلة مع الجهاز المصرفي نفسه، وبين اللافسادية المهيمنة عليها، أيديولوجياً ودعائياً، والمنفصلة عن هدفية إعادة توزيع الثروة، وحامية بالتالي لكل من النمط الحالي من توزع الثروة والنمط الحالي من توزع العنف. يحمل هذا الإمكان معه طيف يسار لم يكن مفكراً بجدواه، بهذا الزخم، قبل 17 تشرين. إلا أن المسافة بين هذا الطيف وبين اليسار الموجود بالفعل، والطليعي للغاية في صفوف المنتفضين، لا تزال قائمة.. طالما أن صياغة مشتركة لبرنامج إعادة توزيع كل من الثروة والعنف في لبنان لا تزال مؤجلة. لها شروطها؟ بل لها شروطها المريرة. أولها؟ مغادرة تلك النظرة للطائفية كما لو كانت مجرد عارض يزول من عوارض البنية الفوقية ما أن يعي الناس بأن الطائفية تضللهم عن معاركهم الاجتماعية والوطنية الصحيحة. ما زال يسري الاعتقاد ضمن اليساريين بأن هذا الموقف معيار الجذرية، وكلما صعدت فيه أكثر كلما تجذرت أكثر، في حين أنه في جوهره موقف غير جذري بالمرة. هو موقف يتوهم إمكانية أن يتجاوز المجتمع اللبناني الطائفية من دون أن يتجاوز نصيبه من الرأسمالية الكولونيالية، ومن دون أن يتجاوز نصيبه من نموذج الدولة المركزية.

سجن اليسار اللبناني نفسه مطولاً في مفارقة تفسير كل شيء بالطائفية، واختزال الطائفية في الوقت نفسه إلى شيء يمكن تجاوزه من دون تجاوز الرأسمالية الكولونيالية، وأوليغارشيتها القابضة والمتعايشة أو المتصادمة مع الفاشيات المحلية كما العابرة للمحليات. مغادرة هذا السجن تبدأ من إعادة وصل هذا اليسار جدياً مع الأفكار النقيضة للرأسمالية، أي مع الأفكار الاشتراكية، لكن أيضاً مع الأفكار غير الدولتية وغير المركزية. في وقت اليسار اللبناني التاريخي كان دولتياً ومركزياً حتى وهو يختزل الدولة إلى أداة سيطرة طبقية.. فيما الدرس الذي يحتفظ براهنيته من نيكوس بولنتزاس، بعد أربعين عاماً على انتحار الأخير، هو أن الدولة ليست فقط أداة سيطرة طبقية، بل هي فضاء تكثف التناقضات بين مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية. تلمس جدوى وراهنية الأفكار الاشتراكية، ومحورية العمل، ومن يبيع قوته، في الصراع مع رأس المال، حتى ولو لم يكن العمل مصدر كل قيمة، هو شرط أساسي ليتحول طيف اليسار في الانتفاضة إلى قوة تتسع لليساريين، بالمعنى المتعارف عليه تقليدياً في لبنان، لكن أيضاً أبعد منهم وأوسع.

التخفف من الدولتية والمركزية

هذا الطرح يناقض مع دأب عليه اليساريون اللبنانيون منذ نصف قرن، من توهم أن اكتفائهم بمتعلقات الحكم الوطني الديموقراطي المشتهى، والتعامل مع الأفكار الاشتراكية كما لو كانت مادة تثاقفية او هوياتية داخلية لهم فقط، يمكنه أن يوسع صفوفهم. هذا التوهم مبني أصلًا على تسليم خاطئ بأن الديموقراطية مرحلة والأشتراكية مرحلة أخرى، في حين أن الاشتراكية هي هي الديموقراطية عندما تجد الطبقات الشعبية فيها نفسها، وقدرة أفرادها على التحكم بمصائرهم الاقتصادية وخياراتهم السياسية وصياغة منازعهم الفرحة. تزامن تراجع اليسار على الصعيد العالمي، مع انهيار الشيوعية السوفياتية واضمحلال اللون الاجتماعي للاشتراكية الديموقراطية ثم كبوتها السياسية أيضاً، مع أفول اليسار العربي الذي لم تزدهر فيه من الأساس الاشتراكية الديموقراطية وتطور أساساً ضمن ثنائية الأحزاب الشيوعية من ناحية، وفصائل القومية المتمركسة من ناحية ثانية، قبل أن يضاف إليهما، ومن رحميهما، ليبراليو اليسار. بنتيجة هذا التراجع، انقسم اليسار اللبناني نفسه، بين أكثرية التحقت بمنظومة الممانعة بشكل أو بآخر، لكنها حافظت أكثر، على شعارها الطبقي، وبين أقلية، لم تتمكن من الحفاظ على استقلاليتها ضمن منظومة 14 آذار، وتخلت عن الشعار الطبقي سريعاً، لكنها اصطدمت مباشرة بالخزان الاستبدادي لمنظومة الممانعة، وبعلاقات التغلب الفئوي التي تحكم توزيع العنف في النطاق اللبناني. اليوم، ينخرط معظم هؤلاء وأولئك في الانتفاضة، ما عدا أقلية مندمجة تماماً بحزب الله أو بالنظام السوري وامتداداته. هذا الانخراط لا يكفل لوحده شق السبيل للخط اليساري الواسع والجذري في آن، ضمن الانتفاضة. لأن هذا الخط يرتبط بوصل في العمق بين إعادة توزيع العنف وبين إعادة توزيع الثروة، وبين استعادة الفكرة الاشتراكية وبين تخففها من الدولتية والمركزية، وبين فهم الدولة كأداة سيطرة طبقية، وبين فهمها كمجال لتكثف التناقضات الطبقية. هل ثمة مفتاح لكل هذا؟ ليس ثمة مفتاح سحري أو سري. لكن ثمة مجموعة مداخل، فكرية وتنظيمية وسياسية، متصلة بمقاربة الواقعين اللبناني والإقليمي لكن أيضاً بمقاربة حال العالم اليوم. فمن جهة، إما أن يكون تحرر اللبنانيين من صنع اللبنانيين أنفسهم، ومن صنع طبقاتهم الشعبية في الأساس، وعلى صورتها وتطلعاتها، أو لا يكون. وإما أن يكون تحرر اللبنانيين ضمن حركة الانعتاق الشاملة والراهنة أو لا يكون. ولهذين "الاعتبارين" لزوم تفصيل القول بعد أكثر.

 

تقرير إسرائيلي: السلطة السياسية دمرت طموحات الشعب اللبناني

سامي خليفة/المدن/18 كانون الأول/2019

رغم الكوارث الواقعة، وتحولنا تدريجياً إلى دولة فاشلة، تظهر السلطة السياسية متفرجة صامدة لا تهزها الشتائم ولا التهديدات ولا موت الناس وفقرهم وجوعهم والمصائب التي تتساقط على رؤوسهم. لقد حولوا ببساطة لبنان إلى بلد منكوب اقتُلعت فيه مقوّمات الدولة، بأخضرها ويابسها، ونراهم يتسابقون على الشاشات لتقديم مطالعات تبرر مصالحهم الضيقة، فيما الناس يطالبون بكرامتهم وحفظ لقمة العيش.

ظروف قاسية وكرة قدم

تراقب إسرائيل واقع لبنان المتأزم عن كثب، فالوضع السائد حالياً يعزز قوة المواقف التي عبرت عنها وسائل إعلامية إسرائيلية وشخصيات بارزة قبل أشهر، بضرورة تجاهل مواقف اليمين التصعيدية نحو حرب عسكرية، وترك السياسيين اللبنانيين بفسادهم اللامحدود يقودون بلدهم نحو القعر وأمام مصير مجهول.

وفي هذا الإطار، تطرقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، للأزمة اللبنانية المستفحلة، مشيرةً إلى رسالة نوادي الدرجة الأولى المشاركة في بطولة الدوري العام اللبناني لكرة القدم، إلى اتحاد اللعبة الشعبية الأولى في لبنان، التي  تحذر من الظروف الاقتصادية القاسية، وخصوصاً القيود التي تضعها البنوك على سحوبات العملات الأجنبية، والتي يمكن أن تضر بقدرة هذه الأندية على توظيف لاعبين أجانب. المعنى العملي لهذه الرسالة، كما رأتها الصحيفة، هو أن هذه الفرق لن تكون قادرة على الحفاظ على معاييرها المهنية، وربما تخسر أفضل لاعبيها، ويضيع عليها الموسم بأكمله، ما لم يتم العثور على حل سريع. ومن الناحية القانونية، أوضح الحقوقيون ذوي الخبرة، أن كل عقد يتم إبرامه مع لاعب أجنبي يحتوي على بند يسمح لأحد الجانبين بإلغاء العقد بسبب "ظروف قاهرة" مثل الحرب أو الاضطرابات المدنية، من دون دفع تعويض. ولا تقدم هذه الفقرة القانونية أي حل لرؤساء الأندية الذين يعتمد فريقهم بشكل كبير على اللاعبين الأجانب.

اتفاق الطائف

تعتبر الصحيفة الإسرائيلية، أن مطالب المحتجين تركز على قضية رئيسية واحدة وهي: "تشكيل حكومة جديدة وتغيير النظام". وتُسمع الصرخة نفسها في شوارع بغداد، حيث فشل زعماء الأحزاب في الاتفاق على شخص ليحل محل رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي. وكما هو واضح، لدى البلدين نظام متشابه إلى حدٍ بعيد. ففي العراق، أوجد الاحتلال الأميركي الطريقة التي يتم بها توزيع الحقائب والمناصب العليا بين المجتمعات الأكبر أي الشيعة والسنة والأكراد والأقليات الأخرى. أما في لبنان، فقد تم توقيع اتفاق الطائف في عام 1989. وحدد هذا الاتفاق الهيكل السياسي الذي تم بموجبه تخصيص عدد محدد مسبقاً ومتفق عليه من أعضاء البرلمان لكل طائفة، مع تقسيم المناصب العليا بين الطوائف الدينية. اعتُبر اتفاق الطائف حينذاك، إنجازاً سياسياً ومدنياً استثنائياً، وضع حداً للحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً. وقد قسم هذا الاتفاق أعضاء البرلمان على الطوائف، بهدف تحطيم السياسة المجتمعية التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية، مع بناء إدارة متوازنة يمكنها إدارة البلاد من خلال التعاون المجتمعي، وهيكل كامل يحول دون الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة. لكن النتيجة كانت مختلفة ومعيبة. إذ ترى الصحيفة أنه بعد 30 عامًا من توقيع هذا الاتفاق، اتضح أن هذا التوازن السياسي قد أوجد جموداً دبلوماسياً واقتصادياً، وأسس نخبة سياسية فاحشة الثراء من مختلف الطوائف. كما رسخ هذا الاتفاق البنية التحتية للفساد العميق الذي جر الحكومة ومؤسساتها، وكذلك البلد بأكمله، إلى هاوية اقتصادية. بينما استنفرت كل طائفة مع زعيمها لمنع الطوائف الأخرى من الحصول على المزيد من المزايا والحصص.

قوة حزب الله

وفقاً للدستور اللبناني، تتطلب القرارات الأساسية في مجلس الوزراء مثل التصديق على الميزانيات أو رسم السياسة الخارجية أو إطلاق المشاريع الوطنية، موافقة ثلثي الأعضاء. بالتالي فإن أي جهة تستطيع حشد 11 وزيراً لإلغاء أي قرار. وهنا تكمن، وفق الصحيفة، قوة حزب الله السياسية. تَمثل الحزب في الحكومة السابقة بثلاثة وزراء وحسب، من ضمن كتلة تدعمه مكونة من 18 وزيراً تضم وزيراً سنياً. وبذلك أكد الحزب السيطرة على أي قرار حكومي، وليس من المتوقع أن يتخلى عن هذه السلطة التي اكتسبها سابقاً في هذه المرحلة. عندما استقال رئيس الوزراء سعد الحريري في نهاية تشرين أول الماضي، طالب بتشكيل حكومة خبراء لا تعتمد المحاصصة المعهودة في النظام السياسي اللبناني. وقد رد أمين عام  حزب الله حسن نصر الله على مطلب الحريري الأسبوع الماضي، معلناً أن الحكومة الجديدة يجب أن تقدم التمثيل المناسب لجميع القوى في لبنان. وبمعنى آخر، تقول الصحيفة بأن نصر الله قالها علناً بأنه لن يتم تشكيل حكومة خبراء تجرده من نفوذه السياسي إلا على جثته.

مفاوضات شاقة

أعرب عدد كبير من المتظاهرين في شوارع بيروت عن رفضهم لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة. لكن حركة الاحتجاج، حسب الصحيفة، لا تمتلك حتى الآن ناطقين باسمها، مع غياب قادة يمكنهم إملاء ما يريدونه على الرئيس ميشال عون. وحتى عون نفسه لديه مصالح اقتصادية وسياسية في الحفاظ على الترتيب الحالي، الذي يمنحه هو وتياره المرتبط بحزب الله، قوة سياسية هائلة. الحل الواقعي الذي يفرض نفسه، كما ترى الصحيفة، هو تشكيل حكومة برئاسة الحريري ووزراء مختصين لا ينتمون إلى هوية سياسية معينة ولديهم خبرة واسعة في المقاعد الوزارية التي سيشغلوها. من المتوقع إجراء مفاوضات طويلة ومرهقة لتشكيل الحكومة العتيدة، قد تستغرق أسابيع أو أشهر. والتجارب اللبنانية تتحدث عن نفسها. فبعد الانتخابات الأخيرة عام 2018، استغرق الأمر ثمانية أشهر حتى توصل الطرفان إلى اتفاق لتشكيل الحكومة التي استقالت مؤخراً. لذلك تطرح الصحيفة علامة استفهام إلى أي مدى سيكون الجمهور على استعداد لانتظار نتائج هذه المفاوضات، من دون تطور الأمور وتدهورها إلى اشتباكات عنيفة، ومعارك في الشوارع، إن لم تكن السيناريوهات المطروحة أسوأ من ذلك. 

 

لماذا يقطع أهالي حارة الناعمة طريق الجنوب؟

نبيلة غصين/المدن/18 كانون الأول/2019

استطاعت حارة الناعمة لفت الأنظار إليها منذ بداية الحركة الاحتجاجية الشعبية الحالية في لبنان. ذلك في محطاتٍ ومواقف عدة، أبرزها مسألة قطع الأوتوستراد الساحلي في اتجاه صيدا والجنوب.

تواريخ وعائلات

وعلى الرغم من أن قطع الطرق طاول مناطق عدة، حمّل بعضهم قطع أهالي الناعمة الأوتوستراد الساحلي دلالة مذهبية، بمعنى أنه قطع طريق أهل الجنوب الشيعة في ذهابهم إلى بلداتهم وقراهم في نهاية الأسبوع، وإيابهم منها نحو الضاحية الجنوبية وبيروت. لكن قطع طريق الجنوب في  الناعمة ليس أمراً مستحدثاً. فمنذ عهد الرئيس كميل شمعون (1952 - 1958) مروراً بالحرب الأهلية (1975 - 1990)، وحتى في التسعينات وصولاً إلى اليوم، كانت تلك الطريق عرضة للإقفال. والجدير بالذكر أن الناعمة بلدة ساحلية تنقسم إلى حارتين أو منطقتين: الناعمة البلدة الزراعية النشأة،  وهي الأساس أو النواة العمرانية القديمة، ومعظم أهلها من المسيحيين. وحارة الناعمة، وهي مستحدثة، وسكانها مسلمون سنّة. وكانت الناعمة في الماضي تتبع عقارياً منطقة عبيه، أيام النظام الإقطاعي. وكان فلاحوها المسيحيون والمسلمون يعملون في إقطاعات أمراء آل "نكد"، ثم أمراء آل أرسلان. واستطاع الفلاحون المسيحيون من تملّك بعض الأراضي. تقول الروايات الشعبية إن يوسف بيك النكدي نذر نذراً للنبي الخضر (عند المسلمين ومار جريس عند المسيحيين) كي يمنحه الله ذرية. وعندما رزقه الله طفلاً وهب المطرانية أرضاً بُني عليها دير دعي بدير مارجورجيوس. وأبرز العائلات المسيحية التي تقطن الناعمة هي: مطر، يزبك، خوري، ساسين، أبو خليل، الهاشم، عون، إلخ. وكانت عائلات مسلمة درزية من آل مزهر وآل فخر الدين تقطن تلك المنطقة، وتعمل في الزارعة وتربية الماشية. ورويداً رويداً في أزمنة غير قديمة راحت عائلات مسلمة تنزح نحو الساحل، فنشأت عن توطنها حارة الناعمة. في العام 1925 أقرّ ما سمي التنظيم الإداري لجبل لبنان، وأصبحت عبيه مركزاً للقضاء، ومنحت الناعمة من دون الحارة عضواً في المجلس الاختياري لتسهيل أمور المواطنين، بعدما كان مختار عبيه يحضر دورياً إلى الناعمة والحارة لتسجيل الولادات والوفيات. وشكّلت هذه المسألة بداية الخلاف بين الناعمة وحارتها.

وكان قد أدى الخلاف بين آل نكد وآل إرسلان إلى انتقال آل أرسلان إلى حارة الناعمة، فبنوا فيها قصراً لهم. لكن العائلات المسلمة في الحارة لم توال الزعامة الإرسلانية، لأن تاريخها أقدم من وجود الإرسلانيين هناك.

الناصرية والشمعونية

انتخابياً تتبع الناعمة منطقة الشوف، حيث النفوذ للحزب التقدمي الاشتراكي الجنبلاطي. وانحاز أهل حارة الناعمة إلى الانتماء العروبي الناصري. ووقفوا في ثورة العام 1958 ضد سياسات الرئيس كميل شمعون. وكانت طريق الناعمة تقطع مراراً على موكب الرئيس شمعون الذي كان قصره في منطقة السعديات المجاورة لحارة الناعمة. وكان الأهالي من نساءٍ وأطفالٍ يقفون سداً لمنع مرور الرئيس ويقومون برشق موكبه بالحجار. ولطالما يتحدث أهالي حارة الناعمة عن معاناتهم من الحرمان والتهميش الطائفيين، من الزعامة الدرزية الجنبلاطية، ومن الزعامات السنيّة البيروتية. هذا إضافة إلى أن أهل الحارة كانوا على عداءٍ سياسي لأبناء الناعمة الذين يوالون الرئيس كميل شمعون وحزب الوطنيين الأحرار. لذا كان أهالي الحارة يشعرون دائماً بأنهم محاصرون. فحارتهم تقع بين منطقتين مسيحيتين: الناعمة والدامور. وهم عوقبوا بعد ثورة 1958 فقُلِّصت مساحة أرضهم السكنية وصُنفت تلال حارتهم منطقة صناعية، فيما صُنِّف السهل الساحلي الزراعي منطقة سياحية من الدرجة الأولى. على خلاف حارة الناعمة التي نمت عمودياً، فتكدست بيوتها فوق بعضها في مساحة ضيقة.

الفدائيون والجنوبيون

ويقول أهالي الحارة إن الحرمان جمعهم بشيعة الجنوب الذين طالما عانوا من الحرمان. وانحيازهم للعروبة حملهم على احتضان منظمات المقاومة الفلسطينية، سعياً منهم لإيجاد موقعٍ لهم على الخارطة السياسية. والذاكرة المروية في الحارة  تعيد الحضور الفلسطيني فيها إلى ما قبل نكبة فلسطين (1948). وأبرز العائلات الفلسطينية التي سكنت الحارة: الخطيب، الضاهر، الكابولي، والسوطري. وبدأت الفصائل الفلسطينية تتشكل وتفتتح مراكز لها في الحارة مستقطبةً شبابها الذين انتسب عدد كبير منهم إلى المقاومة الفلسطينية. ووجد بعض من أهل الجنوب موطئ قدم لهم في حارة الناعمة. ويقال أن أولى العائلات الجنوبية التي سكنت فيها هي من آل درويش. وتروي الحكاية أن بائعاً متجولاً منهم جاء من الجنوب وسكن في الدامور مع بناته. عندما علم أحد أبناء حارة الناعمة بأصله نصحه بالانتقال إليها قائلاً له: "ليش ساكن هون؟ روح سكون مع ربعك (الإسلام)". وهكذا كان. وفي العام 1967 نزح إلى الحارة بعض أهالي منطقة العرقوب، من شبعا وكفر حمام والهبارية. فشهدت حارة الناعمة نهضة عمرانية، قام بها الميسورون الفلسطينيون الذين هاجر قسم منهم إلى دول الخليج. منهم داوود العلي الذي شيد مجمعات سكنية كبيرة، وباتت الشقق متوافرة بالتقسيط المريح. فتملك بعض الجنوبيين شققاً واستقروا فيها.

علاقات الجوار الطائفي

مع اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، كانت طريق الناعمة - الدامور خطرة، بسبب حواجز مقاتلي الدامور والخطف الطائفي المتبادل. لكن اللافت أن مقاتلي الدامور لم يخطفوا أحداً من أبناء الحارة، بل كانوا يخطفون الجنوبيين الشيعة الذين كانوا يسلكون الطريق الساحلية، الوحيدة المؤدية إلى قراهم. وكان أهل الحارة مدافعين أشداء عن شيعة الجنوب، ويقومون بعمليات خطف داموريين لمقايضتهم بمخطوفين جنوبيين عند أهل الدامور. ومنذ انتفاضة 17 تشرين الأول الماضي يعترض أبناء حارة الناعمة على الاتهامات التي تطالهم: يقطعون الأوتوستراد الساحلي في الناعمة لحرمان الجنوبيين من الطريق الوحيدة إلى بلداتهم وقراهم. وذلك لأنهم  من تيار المستقبل الذي استطاع استقطاب شباب الحارة، بعد اغتيال الرئيس الحريري وأحداث 7 أيار 2008. والبعض يعتب على حزب الله الذي "عقد صلحاً واتفاقاً مع المسيحي واستبعد السني، وخصوصاً سنّة حارة الناعمة الذين طالما وقفوا إلى جانب أبناء الجنوب، وسقط منهم  42 شهيداً في الحرب الأهلية، واعتُقل منهم أربعة في معتقل أنصار الإسرائيلي".

 

الخروج من النظام العالمي: لبنان ليس وجهة سفر مقبولة

خضر حسان/المدن/18 كانون الأول/2019

انتهت مفاعيل الفقاعة التي كانت تعيشها البلاد، تحت مسمى البلد السياحي. ما عاد قرب المسافة بين البحر والجبل يغوي الهواة، فالجبل أصبح مسكناً للمقالع والكسارات ومطامر النفايات العشوائية، والبحر منزلاً لمجاري الصرف الصحي. وبين الجبل والبحر ساعات من الانتظار بفعل زحمة سير، تجعل أسيرها يفكّر أن قبرص أو تركيا أقرب من أي جبل أو بحر. أما المسابح والمنتجعات الخاصة والفنادق وكافة مراكز الخدمات، فهي كأسواق السلع، أسعار مرتفعة بلا مبرر.

موارد المطار تراجعت

كانت البلاد على موعد سنوي مع عيديّ الميلاد ورأس السنة. وبالنسبة للمحال التجارية والقطاع الخدماتي، العيدان هما موسمان مُنتظران بفارغ الصبر. هذا الحال آخذ بالتغيّر الجذري منذ ما لا يقل عن خمس سنوات. فتراكم الأزمات أدى بالختام لتبديل كلّي في المشهد. فما عاد الميلاد ورأس السنة سوى مناسبة تُعيد بعض المغتربين إلى لبنان للقاء عائلاتهم. وهذا ما تغيّر بدوره هذا العام، إذ "تشهد الحجوزات منذ نحو شهر، تراجعاً كبيراً خفّض عدد ركاب شركات الطيران، ما دفعها لتخفيض عدد رحلاتها إلى مطار بيروت"، وفق ما تقوله مصادر في إدارة المطار، والتي تشرح في حديث لـ"المدن"، إلى أن تراجع عدد المسافرين "خفّض نسبة الملاءة لكل طائرة. إذ لا تقلع الطائرة ما لم تؤمّن كل رحلة كلفتها ونسبة من الربح، على الأقل. وكل طائرة لا تؤمّن ركاباً يغطون نصف عدد مقاعدها، تعتبر الرحلة خاسرة". وفي السياق عينه، كان وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أفاديس كيدانيان قد أكد منذ شهر تشرين الثاني الماضي، على أن "شركات ومنظمي الرحلات الأوربية والعربية ألغت الحجوزات لشهري تشرين الثاني وكانون الأول 2019". ومع انخفاض عدد الركاب أصبحت شركات الطيران "تسيّر رحلتان أو ثلاث بعد أن كانت تسيّر أربع أو خمس رحلات من بيروت وإليها. وذلك أدى إلى تراجع عدد الركاب بنسبة 30 بالمئة في شهر تشرين الثاني 2019، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2018. وهذا المناخ، انعكس بدوره سلباً على إيرادات مطار بيروت، التي تراجعت حكماً".

"إياتا" قد تقفل

تراجع نسبة الحجوزات والرحلات الجوية من لبنان وإليه، هو أمر اعتادت عليه شركات الطيران ومكاتب وكلاء السياحة والسفر. وفي جميع الأحوال يبقى التراجع أفضل من الإقفال. والخيار الأخير تواجهه الكثير من مكاتب السياحة والسفر، بعد تفاقم أزمة شح الدولار في لبنان، فقد اصطدمت المكاتب بعدم امكانية دفع مستحقات شركات الطيران التي تم حجز المقاعد عبرها، ما هدد المكاتب "بالانهيار والاقفال، خاصة وأن وتيرة العمل تراجعت بنسبة 80 بالمئة"، على حد تعبير رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر جان عبود.

وشح الدولار وضع المكاتب أمام أزمة "قبولها الليرة من الزبائن واضطرارها لدفع الدولار لشركات الطيران في الخارج، وهذا ما خسرت المكاتب بفعله نحو 40 بالمئة من سعر كل تذكرة طيران، ما أجبرها على وقف قبول الليرة"، يقول عبود في حديث لـ"المدن".

ويتخوّف عبود من أن "عدم قدرة مكاتب السفر على الدفع لشركات الطيران بالدولار، يُخرجها من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) IATA، كما حصل مع المكاتب في سوريا والعراق، والتي اضطرت للتعامل مع المكاتب اللبنانية، حيث شكّل السوق السوري 30 بالمئة من نسبة الحجوزات منذ العام 2012". ويلفت عبود النظر إلى أن "بيع شركات الطيران لتذاكر السفر بالليرة وفق سعر صرف أقل من سعر السوق، ساهم بخفض مبيعات المكاتب. فشركة طيران الشرق الأوسط تبيع التذاكر وفق سعر صرف 1705 ليرة للدولار". ويلخّص عبود واقع القطاع بكلمتين "خسرنا وجودنا".

 

- 4 إحتمالات صعبة أو خطِرة

طوني عيسى/الجمهورية/17 كانون الأول/2019

في المبدأ، الجميع متفقون على أنّ الصورة سوداوية جداً. ولكن، ثمة مَن يقول: ليس مؤكداً أنّ المواجهات الميدانية في شوارع بيروت تعني انفلات الأمور. وكذلك تأجيل الاستشارات النيابية. فالتصعيد الجاري قد يكون نوعاً من التفاوض «بالنار»، استعداداً للحظة الجلوس إلى الطاولة. ولكن، هل هذه الإيجابيات موجودة فعلاً أم على الجميع الاستسلام للكارثة؟

لا يمكن الاقتناع بأنّ عبارة «لا للحريري» التي قالتها «القوات اللبنانية» هي التي خربطت «الطبخة» الحكومية. فالحريري في أحسن الأحوال كان سيخرج من الاستشارات بتغطية هزيلة… ثم سيجد شركاءه السلطويين في انتظاره «على كوع» التأليف. وإذا استمر في مواجهتهم والتمسّك بحكومة «خبراء»، فسيشنِّعون به حتى يقع أرضاً ويستسلم!

وأمس، لم تكن مشكلة الحريري مع الميثاقية مقتصرة على المسيحيين وحدهم، بل مع الشيعة أيضاً في شكل غير مباشر. والدليل أنّ الرئيس نبيه بري هو الذي كان لولب الاتصالات بين بعبدا و«بيت الوسط»، ما أدى إلى التأجيل.

كان الحريري يأمل في أن يأتيه «دعم» وحيد، من معراب، صباحاً ليستطيع أن يبدأ نهار الاستشارات. وبَدا انتظاره شبيهاً بانتظار عون يوم كان يريد من «القوات» تسميته لرئاسة الجمهورية، عام 2016، فحقّقت له هذا الهدف… قبل أن تندم!

لكنّ «القوات» لم تفعل هذه المرّة، ولم تقدم دعماً حيوياً يحتاج إليه الحريري كي يصبح رئيساً مكلَّفاً. ويقال إنّ «القوات» ردّت على سلوكٍ سابق للحريري تجاهها. كما يقال إنها لم تحبِّذ أن تتراجع عن موقفها المبدئي بحكومة تكنوقراط ومحايِدة بكاملها.

وأيضاً يقال إنّ «القوات» تفضّل إنضاج الظروف لتولد الحكومة التي تريدها، لا حكومة أمر واقع يترأسها الحريري. وفي رأي البعض أنّ هذا الموقف يتناغم مع الانتفاضة، ومع القوى الدولية المعنية بالملف اللبناني.

ولكن، سواء بعِلم «القوات» أو من دون علمها، فإنّ موقفها منح الرئيس نبيه بري ورقة نادرة يمكن أن يلعبها للدفاع عن الوزير جبران باسيل الذي زاره أخيراً ونسّق معه المواقف.

ففي استطاعة بري أن يعلن حجب أصواته عن الحريري لأنه يرفض حكومة لا تراعي الميثاقية مسيحياً. وإذا فعل بري ذلك، سيصبح الحريري فاقداً للميثاقية الشيعية أيضاً، إضافة إلى الميثاقية المسيحية.

لذلك، شعر الرئيس ميشال عون أنه يتمتع بالقوة في مواجهة الحريري. لقد عمد إلى «حَشره» بالوقت، ولم يتجاوب مع مهلة الأسبوع التي طلبها للموعد المقبل، وأصرّ على 3 أيام فقط. والجميع يعرفون أنّ هذه المهلة لا تكفي لإحداث أي تغيير يؤدي إلى إنقاذ الحريري كمرشح. ما يعني أنّ المنتظر يوم الخميس هو أحد الاحتمالات الآتية:

1- أن تقوم قوى السلطة بتأجيل جديد للاستشارات، هرباً من الاستحقاق، ومراهنةً على تطورات تؤدي إلى إحداث خرق في الجدار المسدود. وهذا التأجيل له تكاليف باهظة مالياً واقتصادياً ونقدياً واجتماعياً… وحتى أمنياً. لكن قوى السلطة قد تفكّر في الاستمرار به «انتحارياً» كما تفعل حتى اليوم.

2- أن يعلن الحريري مجدداً الانسحاب من الشوط قبل الخميس، ويبرز إجماع حول شخصية سنّية يرضى عنها كل الأطراف والحراك الشعبي. وهذه المراهنة ربما تفتح نافذة لتسوية، لكنها أيضاً قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.

فمَن هي الشخصية التي ستحظى في آن معاً بدعم قوى السلطة الخائفة على حالها، ودعم الانتفاضة التي تريد تغيير هذه القوى ومحاسبتها؟ وعلى الأرجح، في هذه الحال، سيتكرّر سيناريو ترشيح سمير الخطيب وبهيج طبارة واحتراقهما.

3- تراجع الحريري عن رفضه المطلق لتمثيل القوى السياسية، وموافقته على تمثيلها بشكل «ناعم»، أي بوجوه غير استفزازية ومن الصفّين الثالث أو الرابع.

وهذا الأمر يرضي أركان التسوية الحالية، ولاسيما «التيار الوطني الحر» والثنائي الشيعي وجنبلاط، لكنه مرفوض جداً شعبياً ولا يقدّم إشارة مشجّعة دولياً. وهو قد يتسبّب بانفجار الشارع بقوة، وتكريس الانهيار المالي والاقتصادي وضياع أي فرصة للدعم الخارجي.

4- أن يقتنع الجميع بحتمية تشكيل الحكومة التي ينادي بها الحراك، والتي أوصَت بها مجموعة الدعم في مؤتمرها الأخير في باريس، والتي هي حكومة الإنقاذ، وموضع ثقة المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة. وهذا الاحتمال صعب التحقّق حتى اليوم، وهو على الأقل يحتاج إلى مزيد من الوقت وعمليات الإنضاج، وليس وارداً في أي استشارات وشيكة.

إذاً، هذه الاحتمالات تكتنفها الصعوبة: بعضها صعبُ التحقّق، وبعضها الآخر صعب العواقب أو خَطِر. ولا يبدو بصيص نور في الأفق ما لم يجرِ خلطُ أوراق عنيف في اللعبة الداخلية، بعدما تخلّت قوى السلطة عن دورها في احتضان التسوية وجعلتها رهينة تداخلات خارجية.

ويعتقد البعض أنّ إرسال واشنطن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت، خلال أيام، وفي هذه اللحظة السياسية، يحمل إشارة مهمّة.

فالرجل يعرف القوى السياسية اللبنانية جيداً، وله علاقات مع الكثير منها منذ أيام عمله في بيروت. والتسوية الحكومية يحتاج إليها اللبنانيون، كما يحتاج إليها الأميركيون لحلحلة الكثير من الملفات الساخنة، والتي ستزداد سخونة في المرحلة المقبلة، سياسياً واقتصادياً.

 

قضية «الملتقى» تابع.. جُملة إستنكارات رافضة لخطاب التخوين

جنوبية/17 كانون الأول/2019

تتفاعل قضية الاعتداء على خيمة “الملتقى” التي تعرضت لهجوم ميليشياوي من مجموعة تابعة “لحزب الله”، اللذين تذرعوا بتهمة “العمالة” والتطبيع مع اسرائيل كما جرت العادة لقمع روّاد هذه الخيمة وأقدموا على حرقها والإعتداء على من فيها.

من جهتهم إستنكر عدد من الصحافيّين، باحثين، حقوقيين، مِهنيين في مجال الإعلام والإبداع الفني، ناشطين في المجتمع المدني ما حصل وأصدروا البيان التالي موقعاً بأسمائهم:

“منذ عدّة أيّام يتعرّض الكاتب والناشر لقمان سليم لحملة شرِسة من التخوين والتهديد. بدأت الحملة في تاريخ 12كانون الأوّل– ديسمبر، حين نظّمت خيمة المُلتقى  The Hub، وهي من أنشط خيم الحراك ندوةً بعنوان “الحياد  مفهوم استراتجي لعودة ازدهار لبنان”. أتت هذه المحاضرة في إطار مشروعٍ حرص فيه القيَّمون على الملتقى، وأهمُّهم الجامعيُّ مكرم رباح، منذ اندِلاع الانتفاضة اللبنانيّة السلميّة في 17 تشرين الأوَّل-أكتوبر، على تفعيل دَور النقاشات المفتوحة بهدف بلوَرة رؤى مُتقاربِة لبلد يُجمِع اللبنانيّون على ضرورة تغيير آليّة حَوْكمته، وحظِيَت تلك اللقاءاتُ بنجاح كبير.

ليلتَذاك، حضر الندوةَ أشخاصٌ أتوا إلى المكان لإثارة الشغب ولتحوير موضوع المحاضرة من الحِياد(وهو عنوان الندوة) إلى التطبيع وهي كلمة ما زالت تستعمل سيفًا وشتيمة. عزوفُ المنظِّمين عن إكمال المحاضرة لم يَردع من حضر بنيّة افتِعال مشكلٍ عن تكسيرِ الخيمة وحرقها. تمَّ بعدَها الاعتداءُ على دارة سليم في حارة حريك على مدخلِ الضاحية الجنوبية، التي تضمّ منزلَ لقمان سليم، ومنزلَ والدته وشقيقتِه، ومؤسّسةَ دار الجديد للنشر ومركز أُمم للأبحاث والتوثيق. في باحة الدارة، تجمْهَر متظاهِرون وصلوا في ساعة متأخّرة من الليل وصاروا يهتفون ويشتمون. مرّ الليل الأوّل، أمّا صباح 13 كانون الأول –ديسمبر، وجدَ سكّان المجمّع العائلي ملصقاتٍ على أسواره تتَّهم سيدَ الدارة بالعمالة (“صهيوني صهيوني”) وتستنهِض الغرائزَ الدفينة تحت شعار “المجدُ لكاتِم الصوت. ”

ليست المرّة الأولى التي تنال حملة تشهير من المعارض اللبناني، المعروفِ بمواقفِه المناهِضة للمنظومة السياسيّة القائمة، بما فيها لرهن مصير لبنان واللبنانيّين بمشاريع إقليمية. كما أنّه ليس الوحيد الذي يتعرّض، منذ بداية الثورة اللبنانية في 17 تشرين الأوّل، للتخوين والتهديد بالقتل. ولا تنحصِر حملة التخويف هذه على شخصيّات بارزة في المشهد العام. إذ إنّ عدداً من الناشطين المدنيّين الذين انخرطوا في ثورة 17 تشرين تعرّضوا لضغوطات كبيرة، في مختلف أرجاء لبنان، من قِبَل القوى المسلَّحة اللاشرعيّة الفاعلة في مناطقِهم. يزدادُ الوضع تشنُّجاً في البقاع وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت، إذ تبسُط ميليشيات حزب الله وأمل سيطرةً أمنيّةً متشدِّدة على الأحياء والقرى والمدن المتوسطة. يُهدَّد هؤلاء الناشطون بلُقمة عيشهم وعوائلهم، ويتمُّ التشكيك بولائهم، ويصار إلى تخوينهم وتخوين من يَتعاطف معهم، ممّا يؤدي إلى مآسي يوميّة، كأن يُشار بالأصبع لأولادِهم الذين يتعرَّضون للضرب والإهانات في المدارس. من الناشطين الذين اتُّهموا بالعمالة أحمد إسماعيل، مقاوِمٌ قضى سنوات عديدة في السجون الإسرائيليّة، لمجرَّد وقوفِه مع الانتفاضة اللبنانيّة في وجه السلطة التي يمسك حزب الله بأوزارِها. 

نحن كصحفيّين، باحثين، حقوقيين، مِهنيين في مجال الإعلام والإبداع الفني، ناشطين في المجتمع المدني، وفاعِلين في الشأن العام، من مسارات فكريّة وجغرافيّة وسياسية متنوِّعة، نَستنكِر بشدّة المَنحى الذي تأخذه سلطاتٌ فاعلة في لبنان، لا سيَّما جماعات تابعةٌ للتيّار الوطني الحرّ وحزب الله وأمل، نحوَ إسكاتِ النقاش العام، وكتمِ الأصواتِ الحرّة، وردعِ الناشطين والمُتظاهرين عن التعبير عن مواقفِهم، من خلال تفليت مَجموعات عنيفة يهدِّد أفرادُها ويشتُمون، وقد يَقتُلون ساعة ترِدهم الأوامر. نندِّد دونَ لَبس بأعمال تنتهِك جميع مبادئ دوْلةِ القانون التي يُطالب بها اللبنانيّون وندافع عنها. ونَضع قوى الأمن اللبنانية، بمُختلَف مكوِّناتها، أمام مسؤوليّاتها، ألا وهي حمايةُ حياة الأفراد وممتلَكاتهم، وصوْنُ حرِّيّتهم بالتعبير عن مواقفِهم تحت سقف القانون، وأن تقفَ درعاً يَحميهم من تعدِّيات يُعاقب عليها القانون.

ندعو القياداتِ كلَّها، وأوّلها التيار العوني وحزب الله وأمل، إلى الالتِزام الواضِح باللّاعنف، والعملِ في العلنِ وفي الحلَقات الخاصّة على نبذِ أعمال العنف جِهاراً ضد الثوار المسالمين، فثورةُ لبنان هي ثورةُ الجميع طالما لا يستعمل أيٌّ منّا العنف لإسكات الآخر.

في تَتابُعِ الأحداث السريعةِ مع ليلة القمصان السود في 14 كانون الأوّل –ديسمبر، التي أدّت إلى عشرات الجرحى جراءَ عنفِ الميليشيات وبعض قوى الأمن ضدَّ الثوار المسالِمين، تأكيدٌ مجدَّد ومُلِحٌّ على ضرورةِ المساءلة القضائيّة الفعّالة. فكما نَطلبُ من قوى الأمن الداخلي أن يَحموا دارةَ آل سليم في حارة حريك، وأن تتحرَّك النياباتُ العامّة لتوقيف المُعتدين عليها، كذلك باتَ أساسيّاً تثبيتُ المسؤوليّة الواضحة ضدَّ كلِّ من يستخدمُ العنفَ لقمع الناس المسالِمين ومحاكمتِه.

قائمة الموقعين:

 إدريس الصغير، كاتب وروائي، المغرب

  إدمون رباط، مدوّن، لبنان

أديب صعب، ناشط سياسي، ألمانيا

 أسعد حيدر، صحافيّ، لبنان

أكرم عراوي، مهندس، لبنان

 إليزابيت حداد، مواطنة لبنانية

، مغتربة إنديرا مطر، صحافية، لبنان

 أنطوان قربان، أستاذ جامعي، لبنان

 إنعام كجه جي، روائية، فرنسا

 أنور هلال، طبيب أسنان، لبنان

 أنيس أبو ذياب، أستاذ جامعي، لبنان

 إيلي الحاج، صحافي، لبنان

 إيمان حميدان، روائية، لبنان

 أيمن شروف، صحافي، لبنان

بدر الدين عرودكي، كاتب ومترجم، فرنسا

بسام طيارة، أستاذ جامعي، فرنسا

 بلال خبيز، صحافيّ، لبنان

  بول طبر، أستاذ جامعي، لبنان

 التيجانيّة فرتات، حقوقيّة، المغرب

  جاكو رستيكيان ، فنان تشكيلي وأستاذ جامعيّ ، لبنان

 جان بيار فرنجية، محام، لبنان

 جان بيار قطريب، ناشط حقوقي، لبنان

جبور دويهي، أستاذ جامعي وروائي، لبنان

جمانة حداد، كاتبة، لبنان

جميل ضاهر، اعلامي، لبنان

جميل مروه، إعلامي لبنان

جورج نصار، مهندس، لبنان

جوزيف بدوي، صحافي، لبنان

 حازم الأمين، صحافي، لبنان

 حازم صاغية، صحافي، بيروت

حبيب سروري، روائي وأستاذ جامعي، فرنسا

حسام الدين درويش، كاتب، ألمانيا

حسام عيتاني، صحافي، لبنان

حسن مرعي، ناشط، لبنان

حكيمة صبايحي، أستاذة جامعية، الجزائر

  حنين غدار، صحافية، الولايات المتحدة الأميركية

 خالد العزي، صحافي، لبنان

خميس الخياطي، صحافي، تونس

 ديانا مقلد، صحافية، لبنان

ربى كبارة، إعلامية، لبنان

رفيف فتوح، كاتبة، فرنسا

رلى قريطم، طبيبة، لبنان

رولا الحسين، روائية، لبنان

ريان عوكر، مهندس، الولايات المتحدة

ريشار شمعون، محام، فرنسا

 ريمون حداد، أستاذ قانون، فرنسا

 زياد دندن، صحافي، لبنان

 سامي داوود، كاتب، فرنسا

 سحر الخطيب، إعلاميّة، لبنان

  سعيد سوسان، كاتب وتشكيلي، المغرب

  سلام كواكبي، باحث، فرنسا

  سلمى حرب، لبنان

سليم مزنر، مصمم وناشط، لبنان

 سمير الدويهي، صحافي، فرنسا

سمير غصن، أستاذ وناشط،

 لبنان سهى طراف، باحثة .لبنان

سيمون نصار، صحافي، باريس

 شادي علاء الدين، صحافي، لبنان

 شبلي ملاط، محام بيروت

 شذا شرف الدين، فنانة، لبنان

 شربل داغر، أستاذ جامعي، لبنان

 شريف مجدلاني، روائي، لبنان

 شريفة خضراء، منظمة مناهضة الإرهاب،

 الجزائر صبحي حديدي، كاتب وصحافي، فرنسا

 طلال جابر، ناشط سياسي، لبنان

طلال طعمة، صحافي، لبنان

طوني فرنسيس، صحافي،

لبنان عامر توفيق سليم، مدير مطبعة، لبنان

عامر سوبره، معلوماتية، لبنان

  عباس عواضة، منظمات غير حكومية، لبنان

 عبد الرحمن القرى، طبيب، لبنان

 عبد الرحمن أياس، صحافي، لبنان

 عبد الرحيم التوراني، صحافي، المغرب

  عبد الغني القبّاج، معتقل سياسي سابق، المغرب

 عبد القادر الشاوي، ناقد وروائي، المغرب

 عبد القادر خيشي، صحافي، فرنسا

عبد المطلب البكري، ناشط سياسي، البرازيل

 عبد الوهاب بدرخان، صحافي، لبنان

 عدلات سليم، متقاعدة، لبنان

 العربي بنجلون، كاتب، المغرب

  عزّة شرارة بيضون، أستاذة وكاتبة، لبنان

 عصام خفاجي، جامعي، هولندا

عقل العويط، كاتب، لبنان

علي الأمين، إعلامي، لبنان

 عمار عبد ربه، مصور، لبنان

 عمر حرقوص، إعلامي، لبنان

عمر قدور، صحافي، فرنسا

عيسى مخلوف، كاتب وشاعر، فرنسا

غسان العياش، اقتصادي، لبنان

فادي توفيق، كاتب، لبنان

 فادي وليد، عاكوم، كاتب وصحافي، مصر

 فارس ساسين، أستاذ جامعي وكاتب، لبنان

 فاروق مردم بيه، ناشر، فرنسا

فاضل سلطاني، صحافي، العراق

 فاطمة حوحو، صحافيّة، لبنان

  فدا عطار عاليه، ناشطة اجتماعية، لبنان

 فداء عيتاني، صحافي، لبنان

فؤاد حمدان، ناشط حقوقي، ألمانيا

فيصل سلطان، فنان وناقد تشكيلي، لبنان

 كاظم خنجر، شاعر، العراق

كمال طربيه، إعلامي، فرنسا

لويس تنوري، ناشط حقوقي، لبنان

 لينا أبيض، مخرجة مسرحية، لبنان

مارينا الحاج، موسيقية، بريطانيا

مجيد حميدان، مهندس، استراليا

محمد أحمد شومان، باحث ومترجم، لبنان

 محمد العلمي، إعلامي، الولايات المتحدة

 محمد العلمي، إعلامي، الولايات المتحدة الأميركية

 محمّد برّو ، ناشط حقوقي، سوريا

 محمّد بنطلحة، شاعر، المغرب

 محمد بولعيش، ناشط حقوقي، المغرب

 محمد سويد، كاتب سينمائي ومخرج، لبنان

محمد صالح أبو الحمايل، كاتب، لبنان

 محمود عبد الغني، كاتب وأستاذ جامعيّ، المغرب

 مروان أبي سمرا، باحث، لبنان

 مصطفى أرناؤوط، مهندس/ مستشار، لبنان

مصطفى فحص، صحافي، لبنان

 مكرم رباح، أكاديمي، لبنان

منى جهمي، مدرسة، لبنان

 منى غزال، أستاذة، البرازيل

 منى غندور، كاتبة ومخرجة، لبنان

مهى سلطان، ناقدة تشكيلية، لبنان

 مي عبد الله، إعلامية، لبنان

 ميشال حاجي جيورجيو، صحافي، لبنان

ميلود يبرير، روائي وطبيب، بيروت

ناصر الجابي، باحث، الجزائر

 نائلة كرامي مجدلاني، معالجة نفسية، لبنان

 نبيل البقيلي، ناشر، كندا

نبيل عبد الفتّاح، صحافي، مصر

  نجم الدين خلف، أستاذ، تونس، فرنسا

نجوى بركات، روائية، لبنان

 ندى سطّوف، شاعرة وأستاذة جامعيّة، لبنان

نسيم علوان، راوية، لبنان

 نشوان الأتاسي، مهندس، فرنسا

نصري حجاج، كاتب مخرج سينمائي، النمسا

نضال أبو شاهين، مدون، لبنان

 نضال أبو شاهين، ناشط سياسي، لبنان

 هاني حطب، إعلامي، لبنان

هناء جابر، باحثة، باريس

 هند درويش، ناشرة، لبنان

 وسام سعادة، صحافي، لبنان

 وليد شميط، إعلامي، فرنسا

ياسين شبلي، كاتب صحافي، لبنان

 يحيى جابر، شاعر ومسرحي، لبنان

يسرى مقدم، كاتبة، لبنان

يوسف بزي، صحافي، بيروت

يوسف حيدر، مهندس معماري، لبنان

يوسف شمص، ناشط سياسي، لبنان

 يوسف معوّض، محام، لبنان”.

 

ما هكذا يا سيِّد

غسان حجار/النهار/17 كانون الأول/2019

للمقاومة فضل كبير على لبنان إذ لها المساهمة الكبرى في تحرير البلد من الاحتلال الاسرائيلي، مثل مقاومات اخرى سبقتها، ومنها “جبهة المقاومة الوطنية” التي كانت السبّاقة في مواجهة اسرائيل، وايضا “الجبهة اللبنانية” التي منعت تحويل لبنان محافظة سورية كما دولة بديلة للفلسطينيين. لكن هذه وتلك صارتا من الماضي بفعل تبدّل الظروف، ولم تصمد في الساحة الا “المقاومة الاسلامية” بسبب جملة معطيات وفّرت لها مستلزمات البقاء. ولهذه المقاومة فضل ايضا يبلغ الحدود مع سوريا في زمن ارهاب “داعش” وانتشار التكفيريين في مناطق لبنانية عدة بعد تسللهم عبر الحدود غير المضبوطة منذ زمن الاستقلال.

لكن سلاح المقاومة الذي لعب دورا ايجابيا، اثَّر ايضا بشكل سلبي على اللبنانيين، لكونه اولاً سلاحَ تصدٍ لاسرائيل المحبوبة من الغرب، ولانه استخدم مباشرة او غير مباشرة في غير مكانه الصحيح، اذ ان اثره غير المباشر يطاول الساحة اللبنانية، لانه يعطي اصحابه فائض قوة يسبب عامل ضغط على القوى الاخرى المجردة من السلاح.

وهذا السلاح الذي خرج من نطاقه اللبناني الى ساحات اخرى بذرائع مختلفة، احرج الدولة بمؤسساتها السياسية واجهزتها الامنية وعلاقاتها الديبلوماسية، وسبّب للبنان الضغوط الدولية، والعقوبات، وصولاً الى الحصار الذي يعانيه البلد اليوم. فالوضع المالي الاقتصادي، وإن كانت اسبابه سياسات اقتصادية قامت ربما على رهانات خاطئة، الا ان الازمة الوليدة تنبع من اجراءات صارمة يتخذها المجتمع الدولي، وواشنطن في مقدّمه، لمعاقبة لبنان، وخصوصا العهد الحالي، الذي بات لصيقاً بـ”حزب الله”، ولم يترك المسافات الكافية، ولو شكلية، مع الحزب، بل ذهب رئيسه ميشال عون ووزير خارجيته جبران باسيل، الى تحدي المجتمع الدولي في عقر الامم المتحدة، والتلويح بإعادة التواصل الرسمي مع النظام السوري، من دون تقدير قدرة لبنان على هذا التحدي. والى العقوبات الاميركية من منع التحويلات الى لبنان، والضغط على القطاع المصرفي المرتبط بالغرب، نشأت عقوبات عربية مماثلة، من غياب الاستثمارات، وحتى الودائع، وفرض رقابة صارمة على التحويلات، وحظر سفر رعاياها الى لبنان، وهي اجراءات مبررة اذ لا تلقى من البلد الشقيق، غير الرسمي، الا الشتائم والتهم، في ظل صمت رسمي مطبق يعبّر عن العجز.

واذ يكمن الخطر في الآتي من الايام، حيث يمكن ان تسود فوضى تسببها الازمة الاقتصادية، فان الخطر الاكبر يكمن في حالة الانكار التي تسود البلاد. فالسيد حسن نصرالله يرمي باللائمة على الخارج، من دون الاقرار بمسؤوليته ومسؤولية حزبه، ولو جزئية، عن التطورات الدراماتيكية، والرؤساء الثلاثة يردد كل منهم انه يقوم بواجبه، وان العقدة تكمن في مكان آخر، من دون حسّ الحد الادنى بالمسؤولية، والاحزاب في عوالم اخرى. ولا يطوي الازمة اطمئنان السيد نصرالله الى ان اموال الحزب لا تمر عبر المصارف، وانها تُدفع نقدا، وبالتالي فان وقع الكارثة عليه وعلى جمهوره سيكون اقل وطأة من “مجتمعات اخرى”، اذ ان التداعيات الكارثية ستصيب الجميع، وبالتالي يجب التعويض على جميع الفئات التي تتلقى النتائج، فخلاص النفس، والجماعة اللصيقة، وإن كان مشكوكا فيه، لا ينقذ الوضع، ولا يبني بلداً.

 

بيروت الحزينة حتى الموت

خيرالله خيرالله/العرب/18 كانون الأول/2019

هل يسهّل "حزب الله" الذي يخشى إفلات لبنان منه تشكيل حكومة لبنانية معقولة ومقبولة من المجتمعين الدولي والعربي؟ أم أن همه محصور في الدفاع عن مصالح إيران من دون أي مراعاة لمصالح لبنان واللبنانيين؟

البلد أكبر من الأحزاب

ثمة ظواهر عدّة تستوقف الموجود في بيروت هذه الأيّام بعدما مرّ شهران كاملان على الثورة الشعبية التي هدفها التخلّص من "عهد حزب الله" الذي بدأ فعلا في أواخر العام 2016 مع تمرير التسوية الرئاسية.

جرّ هذا العهد البلد إلى الإفلاس ولا ينفع التلطّي بدفع ثمن ما حصل في السنوات الثلاثين الماضية بغية التهرّب من المسؤولية. هناك أمور كثيرة إيجابية وأخرى سلبية حصلت في السنوات الثلاثين الماضية، أي منذ التوصل إلى اتفاق الطائف. كانت هناك عودة للحياة إلى بيروت التي أُعيدَ بناء وسطها. وصارت هناك طرقات تربط بالجنوب وغير الجنوب. وحتّى العام 1996، كانت هناك كهرباء. بعد 1992، عادت بيروت تجسّد ثقافة الحياة والجمع بين اللبنانيين من كلّ المناطق والطوائف والمذاهب والطبقات الاجتماعية. حدث ذلك على الرغم من وجود معاول الهدم التي استأنفت نشاطها منذ اليوم الأوّل لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005، وقبل ذلك في عهد إميل لحّود. لا تزال هذه المعاول تهدم بغية البلوغ إلى الوضع الراهن الذي صارت فيه بيروت مدينة تحتضر.

لعلّ الظاهرة الأولى، التي لا بدّ من التوقّف عندها، حال الإنكار لدى كبار المسؤولين، لمدى خطورة الأزمة الاقتصادية والوضع المالي. إنّها أزمة تهدّد وجود لبنان لا أكثر ولا أقلّ. ليست لدى هؤلاء المسؤولين أي فكرة عن أن مصير البلد على المحكّ في ظلّ شبه انهيار للنظام المصرفي الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد، بل شريان الحياة للبلد كلّه. للمرّة الأولى في التاريخ اللبناني القصير الذي عمره مئة سنة، لا يستطيع المواطن سحب أمواله من المصارف أو القيام بتحويلات إلى الخارج. أكثر من ذلك، سيتوقف قريبا نشاط كبار التجّار الذين لن يعودوا قادرين على تغطية قيمة ما يستوردونه بالعملات الأجنبية.

سيؤدي ذلك إلى مزيد من البطالة، في وقت هناك خلاف على شكل الحكومة الجديدة التي يفترض أن تضمّ اختصاصيين يعرفون في العمق الملفات التي يتعاطون بها.

من الطبيعي أن تؤدي البطالة إلى اضطرابات اجتماعية، وإلى مزيد من الهجرة لمن يستطيع الهجرة. وإذا كان لا بدّ من تسمية الأشياء بأسمائها، فإن المسيحيين سيهاجرون بأعداد كبيرة إلى بلدان غربية حيث قد يكون مرحبا بعدد منهم، وذلك في وقت تعاني فيه كلّ دول الخليج العربي من نوع من الجمود ألمًّ بأسواقها وحال دون استيعاب مزيد من اللبنانيين، من كلّ الطوائف، عملوا في قطاعات معيّنة وبرعوا فيها.

إذا كان من درس يمكن تعلّمه من السنوات الأخيرة التي مرّ فيها لبنان، فهذا الدرس يتلخّص بعبارة أن المسيحيين لا يستطيعون استعادة حقوقهم، هذا إذا كانت هناك من حقوق تحتاج إلى استرجاع، عن طريق سلاح “حزب الله”. هناك حسابات إيرانية مختلفة عن حسابات “التيّار الوطني الحر” وما يمثله وما يطمح إليه. في ظلّ الحسابات الإيرانية تختلف الأولويات والظروف بين حين وآخر، ولا يمثل المسيحيون في لبنان سوى تفصيل صغير في لعبة إطارها أوسع بكثير من لبنان.

من المعيب غياب المنطق لدى كبار المسؤولين في لبنان. سيأخذ غياب المنطق لبنان إلى كارثة حقيقية، خصوصا أن الناس ستشعر بالجوع قريبا مع انهيار المؤسسات الخاصة الواحدة تلو الأخرى مع ما يستجلبه ذلك من بطالة ومشاكل ذات طابع اجتماعي. لو لم يكن هناك غياب للمنطق لكانت تشكلت حكومة اختصاصيين سريعا، حكومة مدعومة من الأحزاب التي تستطيع التأثير في الناس. فالبلد أهمّ من تمثيل هذه الأحزاب في الحكومة بغض النظر عما تريده أميركا أو ما لا تريده.

باختصار شديد، لدى أميركا سلاح قويّ وفتّاك اسمه الدولار. لا يستطيع لبنان خوض حرب خاسرة سلفا مع أميركا. فوق ذلك، إن أميركا، التي تستطيع تدمير النظام المصرفي اللبناني في لحظة، لا تريد السماع بحكومة لبنانية تتمثل فيها الأحزاب، بما في ذلك “حزب الله”. في استطاعة هذه الأحزاب أن تكون موجودة عبر شخصيات تعتبر محسوبة عليها بطريقة أو بأخرى، ولكن ليس عبر أشخاص يشكلون عناوين تحدّ ورغبة واضحة في تأكيد أنّ لبنان صار تابعا للمحور الإيراني في المنطقة. فوق ذلك كلّه، لا يمكن لأي دولة عربية قادرة على مساعدة لبنان، في حال تشكلت حكومة “محترمة” على وجه السرعة، القبول ببقاء هذا البلد العربي مجرد “ساحة” لإيران. هل يعقل أن يكون لبنان قاعدة للحوثيين في اليمن، أو ملجأ لكلّ ممثلي الميليشيات المذهبية المدعومة من إيران والتي تعمل ضدّ دول خليجية معيّنة؟

هل يختار لبنان منطق الحكمة والتعقّل، أم يختار البقاء في وضع البلد المعلّق الذي لا يعرف أين مصلحته؟ هذا السؤال الأساسي يطرح نفسه بإلحاح، خصوصا أنّه ليست هناك جهة معيّنة مستعدة لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني في غياب شروط معيّنة باتت أكثر من معروفة.

هذا ليس وقت التنظير والكلام البعيد عن الواقع من نوع الانفتاح على الصين، التي لا تحتاج إلى نصيحة أحد لو كانت لديها مصلحة حقيقية في الاستثمار في لبنان. كذلك، لا ينفع الكلام عن تطوير الصناعة أو الزراعة. قبل التفوّه بكلام من هذا النوع، يبدو مطلوبا المحافظة على ما بقي لدى لبنان. من أهمّ ما بقي لدى لبنان هو النظام المصرفي الذي تحوّل مع ضمور السياحة إلى العمود الفقري للاقتصاد.

لن ينفع في إنقاذ النظام المصرفي الذي كانت تغذيه أموال لبنانية وعربية تغيير طبيعة الثورة الشعبية التي يشهدها البلد منذ شهرين، من ثورة سلمية إلى ثورة تتسم بالطابع العنفي. حسنا، حصل تغيير لطبيعة الثورة التي شملت كلّ الأراضي اللبنانية. هناك فئات معروفة استطاعت إشعال فتيل العنف بين الثوار وقوى الأمن. أدّى ذلك إلى سقوط جرحى وإلحاق أضرار فادحة في الممتلكات في وسط بيروت، بما يعكس مدى الحقد الدفين على المدينة وعلى ثقافة الحياة في آن. هذا لا يقدّم في شيء بمقدار ما أنّه هرب من الاستحقاقات التي تنتظر لبنان، وهي استحقاقات أقلّ ما يُمكن أن توصف به أنّها ذات طابع مصيري.

في النهاية هل يسهّل “حزب الله” الذي يخشى إفلات لبنان منه تشكيل حكومة لبنانية معقولة ومقبولة من المجتمعين الدولي والعربي؟ أم أنّ همّه محصور في الدفاع عن مصالح إيران من دون أي مراعاة لمصالح لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك أبناء الطائفة الشيعية؟

في انتظار الجواب عن هذا السؤال، وهو جواب يبدو معروفا سلفا في غياب معجزة، تبدو بيروت مدينة حزينة… حزينة حتّى الموت!

 

60 يوماً على الثورة.. يوميات وحكايا لا تنسى

علي الأمين/جنوبية/17 كانون الأول/2019

لم يكن لبنان في أحسن أحواله عندما اندلعت الثورة. فهو منذ العام 2005، وتحديداً منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري يعيش انحداراً اقتصادياً نحو الهاوية المحتّمة وذلك لعدة أسباب أهمها انعدام الخطط الاقتصادية والتي عجزت عنها الحكومات المتعاقبة لعلة الفساد المستشري في السلطة الحاكمة من جهة. ومن جهة أخرى المحاصصة الطائفية التي تعتمدها السلطة في إدارة جميع الملفات. وهذه التصرفات غير المبالية جعلت من الشعب الموجوع الصامت يشكل "كرة نار" كبُرت على مدار السنين العجاف إلى أن تفجّرت في وجه السلطة في 17 تشرين الأول 2019 بسبب قرار غير مبال كالعادة من الوزير محمد شقير. وهذه الثورة، وبعد مرور شهرين على اشتعالها تحكي حكايات في يومياتها، والتي غيّرت المشهد رأساً على عقب، حيث استطاعت كسر جدار الطائفية والمذهبية الذي كانت السلطة تلوّح به عند الإحساس بأي خطر عليها، إضافة إلى ذلك أجبرت الحكومة على تقديم استقالتها، لا بل أكثر من ذلك أعطت الأمل للبنانيين أنه يمكننا أن نبني وطناً لاطائفياً ولا مذهبياً، وأعطت الفرصة للشعب أن يحكمه حكام شفافين نوعاً ما، مما يعني أن أحداً لم يعد يتجرأ على أن يدير البلد بكل علاّته من دون محاسبة. وهذه أحداث يوميات الثورة اللبنانية المستمرة بعد مرور شهرين:

في 17 تشرين الأول، بعد أن أعلنت الحكومة المستقيلة على لسان وزيرها للاتصالات محمد شقير، العزم لفرض ضريبة على الاتصالات المجانية التي تتم عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية مثل واتساب بدأت الثورة.

في 18 تشرين الأول استيقظ لبنان على إغلاق المدارس والجامعات والمصارف وجميع المؤسسات العامة، وخطفت مدينة صور الأضواء بالاعتداء الذي وقع في “استراحة صور السياحية”، ثم أطلقت ليلًا عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل توقيفهم وأوقفت العشرات.

في 19 تشرين الأول بدأت رقعة التظاهرات تتّسع، فجاب عشرات الآلاف بيروت وطرابلس شمالًا وصور والنبطية جنوبًا وغيرهم من المناطق، ثمّ أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استقالة وزراء الحزب الأربعة في الحكومة.

في 20 تشرين الأول، بلغت التظاهرات الشعبية في لبنان ذروتها، فخرج مئات الآلاف في جميع المدن والمناطق، واكتسبت من ذلك اليوم طرابلس لقب “عروس الثورة”.

في 21 تشرين الأول، خرج الرئيس سعد الحريري وأعلن ورقته الإصلاحية في الحكومة، لكنّ وزير الخارجية جبران باسيل سبقه في هذا اليوم بتصريح مباشرٍ من قصر بعبدا. وليلة إعلان الورقة الإصلاحية التي رفضها المتظاهرون، شهد الشارع في بيروت محاولاتٍ قوية للقمع بالعنف الأمني، غير أنّها لم تفلح.

الحراك الشعبي تعلبايا

في 23 تشرين الأول، أصيب نحو 15 متظاهرًا بجروح في مدينة النبطية، وحاول أتباع حزب الله وحركة أمل قمع المتظاهرين رافعين أعلامهم الحزبية الخضراء والصفراء. في 25 تشرين الأول، خرج أمين عام حزب الله حسن نصرالله لأول مرّة، وأطلق خطابًا استعلائيًا وتهديديًا، وقال صراحةً: “لا لإسقاط الحكومة، ولا لإسقاط العهد”، ثمّ خرج مناصروه لاحقًا وجابوا شوارع بيروت مرددين الشعارات الداعمة له، ومع ذلك لم تستسلم الساحات رغم كلّ محاولات ترهيبها!

في 26 تشرين الأول، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتظاهرين في منطقة البداوي في طرابلس، فكانت مؤشرًا سلبيًا كاد أن يفجّر الأوضاع أمنيًا من الشمال، لولا تداركه بوعيٍ كبيرٍ من المتظاهرين. في 27 تشرين الأول، شكّل عشرات آلاف اللبنانيين سلسلة بشرية على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب بطول 170 كلم. في 29 تشرين الأول خرج شبيحة حزب الله وحركة أمل بقمصانهم السود والعصي على جسر الرينغ، وتهجموا على المتظاهرين واعتدوا عليهم بالضرب وأحرقوا خيمهم، في مشهدٍ أعاد الذاكرة لـ 7 أيار 2008، وكان اعتداء هؤلاء الشبيحة، مقدمةً لإعلان سقوط ركنٍ من أركان التسوية الرئاسية، فخرج بعد ساعات الرئيس الحريري معلنًا استقالة حكومته تلبيةً لمطلب الشارع.

النبطية

في 2 تشرين الثاني لبّت معظم المناطق اللبنانية دعوة طرابلس لمشاركتها في تظاهرة شعبية حاشدة بلغت مئات الآلاف في وسط ساحة النور. في 3 تشرين الثاني امتلأت شوارع بيروت ومدن كبرى أخرى بآلاف المتظاهرين، بعد ساعات قليلة من تجمع للتيار الوطني الحرّ أمام قصر بعبدا دعمًا لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي ألقى كلمة بعد كلمته الأولى المسجلة، وكذلك أطلق جبران باسيل خطاب مظلوميته. في 6 تشرين الثاني نفذ عشرات آلاف الطلاب من المدارس والجامعات مسيرات وتظاهرات في مختلف المناطق. في 9 تشرين الثاني أغلقت العديد من محطات المحروقات أبوابها أمام اللبنانيين. في 11 تشرين الثاني، كانت المرّة الأولى التي يرضخ فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري لضغط الشارع، ويعقد مؤتمرًا صحافيًا بغية إعلان تأجيل جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة. في 12 تشرين الثاني من أجل مناقشة قانون العفو العام. وهذا اليوم الذي حقق فيه الشارع انتصارًا نسف جلسة مجلس النوب، خرج الرئيس عون في مقابلة تلفزيونية مباشرة، استفزّ فيها الشارع بخطابه الموتور وتحوّل لطرف ضدّ الشعب، مذكّرًا بـ”مشيال عون الأصلي” ما قبل 2016، وقال جملته التاريخية “إذا لم يجدوا (المتظاهرون) أي شخص صالح في هذه الدولة، فليهاجروا”. وعلى الفور، وبعد أن كانت تستعد المدارس لفتح أبوابها، عادت فورة الغضب إلى الشارع، وتوجه آلاف المتظاهرين لأول مرة نحو قصر “الشعب” في بعبدا، فوجدوه مسيجًا بالعوائق الحديدية والأسلاك الشائكة في وجههم.

صيدا

في 13 تشرين الثاني كانت نكسة الثورة الكبرى بمقتل المواطن علاء أبو فخر على يد أحد العسكريين، متأثرًا بجروحه، عند مثلث خلدة، فحمل لقب “شهيد الثورة”. بقي أركان السلطة يعقدون “صفقاتهم” المشبوهة بعيدًا من نبض الشارع، وخرجوا باتفاقٍ كان عرّابه جبران باسيل. في 15 تشرين الثاني، متجاوزين الدستور والاستشارات النيابية الإلزامية، لتسمية الوزير السابق محمد الصفدي من أجل تكليفه تشكيل الحكومة. في 18 تشرين الثاني، المصارف تحتجز أموال المودعين: «كابيتال كونترول» بحماية قوى الأمن! والحكومة المستقيلة تغسل يديها من الصفدي. خلف نقيباً للمحامين بمواجهة تصويت القوات والمستقبل والاشتراكي والتيار… في 19 تشرين الثاني، الثورة تحاصر مجلس النيابي وتمنع النواب من الوصول إلى البرلمان للقيام في استشارات على مقاسهم الخاص. في 21 تشرين الثاني، تدويل الحراك اللبناني: واشنطن لحكومة تستبعد حزب الله وتستقدم المساعدات الفردية. والإدعاء المالي يحيل 3 وزراء اتصالات الى المحاكمة.

حراك صور

في 22 تشرين الثاني: الأزمة تدخل دائرة التجاذبات الإقليمية والدولية.. والرئيس عون لا يقدم حلولا.. الحريري يناور بالاعتذار والثنائي يتمسك بحكومة سيادية وواشنطن تريد إضعاف حزب الله دون فوضى! 23 تشرين الثاني: احتجزت المخابرات العسكرية اللبنانية خمسة شُبّان، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، بعد إنزالهم لافتة تدعم التيار الوطني الحر، وأبلغت أسرهم وسائل الإعلام باحتجازهم، وتم إطلاق سراح الأطفال بعد منتصف الليل بعد تدخل محامين متطوعين. 24 تشرين الثاني: أقيم احتجاج خارج سفارة الولايات المتحدة في لبنان للتعبير عن معارضته للتدخل الأمريكي في لبنان. وجاء الاحتجاج بعد أن اتهم حزب الله الولايات المتحدة بالتدخل وتأجيل تشكيل حكومة جديدة، وبعد تعليقات السفير الأمريكي جيفري فيلتمان التي قال فيها إن “لحسن الحظ، تتزامن ردود أفعال القادة والمؤسسات اللبنانية مع حزب الله مع المصالح الأمريكية”.

جل الديب

عند الظهر نُظم احتجاج آخر عبر الساحل اللبناني للفت الانتباه إلى ارتفاع مستوى التلوث البيئي في لبنان. قبل منتصف الليل مباشرة، اشتبك مؤيدو حزب الله و‌حركة أمل المؤيدون للحكومة بعنف مع المحتجين في جسر “الرينغ” ومناطق جل الديب، مطالبين بوضع حد لحواجز الطرق التي فرضها المحتجون. جاء ذلك بعد أن اعتدى المتظاهرون جسدياً على شخصين بعد الاشتباه في أنهم من أنصار حزب الله. أحرق أنصار حزب الله/حركة أمل خيام المجتمع المدني والسيارات المحطمة وتسببوا في أضرار في الممتلكات العامة والخاصة. تدخل الجيش اللبناني بالغاز المسيل للدموع والقنابل اليدوية بعد ساعات، لتفريق واحدة من أكثر الأُمسيات عنفاً منذ بداية الاحتجاجات. 25 تشرين الثاني: أنصار حزب الله وحركة أمل يصلون إلى ساحة الشهيد على دراجات نارية. توفي حسين شلهوب وزوجته سناء الجندي بعد أن اصطدمت سيارتهم بحاجز مؤقت يستخدمه المحتجون لقطع طريق الوصول إلى طريق الجية السريع. أدى هذا إلى تأجيج التوترات بين المحتجين وأنصار حركة حزب الله/أمل المؤيدين للحكومة. أصدر يان كوبيتش، منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان، تصريحات متعددة على موقع تويتر يحذر فيها من المواجهة المتصاعدة بين المحتجين وأنصار حزب الله/حركة أمل. في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم، بدأ أنصار حزب الله وحركة أمل الموالين للحكومة في التجول في جميع أنحاء بيروت، وصور ومدن أخرى على الدراجات والدراجات البخارية، وهم يهتفون بالاستهزاء والاستفزازات عند المتظاهرين. وتبع ذلك بعض الاشتباكات الجسدية، واستمرت المواجهات في حدوثها بشكل متقطع حتى وقت متأخر من المساء.

طرابلس

26 تشرين الثاني: أعلن رئيس الوزراء المستقيل سعد الدين الحريري رسمياً أنه لن يرشح نفسه لهذا المنصب. وفي الوقت نفسه، أعلن رجل الأعمال سمير خطيب أنه “مستعد لتشكيل حكومة جديدة”، ويبدو أنه حصل على قدر من التأييد من الأحزاب السياسية. أعلن الرئيس ميشال عون أنه سيتم إجراء مشاورات ملزمة لتعيين رئيس وزراء جديد في 28 نوفمبر. بين عشيّة وضحاها، وقعت اشتباكات في جميع أنحاء لبنان. في بعلبك، دمر مؤيدو حزب الله/حركة أمل خيام المحتجين وأيضاً نظامهم الصوتي. في بكفيا، نظم أنصار التيار الوطني الحر (حزب الرئيس الحالي ميشيل عون) مظاهرة أمام منزل الرئيس السابق أمين الجميل. اشتبكوا مع أنصار حزب الكتائب اللبنانية (حزب الجميّل)، مما أدى إلى وقوع إصابات وتدمير الممتلكات الخاصة حتى تدخل الجيش اللبناني. كما وقعت اشتباكات في شياح وعين رمانة. زعم الصليب الأحمر اللبناني أن عشرات الأشخاص قد أُصيبوا، بينما قال الجيش اللبناني إنه تم اعتقال 16 شخصاً على الأقل لتورطهم في الاشتباكات. 27 تشرين الثاني: أعلنت نقابة أصحاب محطات الوقود في لبنان أن إضراباً مفتوحاً سيبدأ في 28 ت2 بسبب “حجم الخسائر التي تكبدها القطاع نظراً لوجود سعرين في السوق اللبنانية”. مئات من الأمهات اللبنانيات قادو “مسيرة الأم” في شياح للاحتجاج على العنف الطائفي في 26 نوفمبر بين الشباب. 28 تشرين الثاني: ادّعت مصادر في وزارة المالية اللبنانية لوسائل الإعلام المحلية أن البنك المركزي اللبناني كان من المقرر أن يسدد 1.5 مليار دولار من ديون السندات باليورو والتي تستحق في 28 ت2، مما يخفف من التكهنات بأن لبنان قد يتخلف عن سداد ديونه. ومع ذلك، لا يزال لدى لبنان ديون مستحقة على سندات اليورو المستحقة في عام 2020، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الطريق نحو إعادة التمويل الضروري للتعامل مع هذا الدين غير واضح بدون مجلس الوزراء.

كفررمان

29 تشرين الثاني: وقعت احتجاجات أمام البنك المركزي اللبناني وبعض المباني والمؤسسات الحكومية والقضائية والإدارية، بهدف منع موظفي القطاع العام من دخول هذه المؤسسات. زعمت مصادر إعلامية متعددة أن حزب الله قد طلب من الرئيس ميشال عون تأجيل المشاورات البرلمانية الملزمة، والتي كانت مقررة في 28 ت2، على أمل أن رئيس الوزراء المستقيل سعد الدين الحريري سيتراجع عن قراره بعدم قيادة الحكومة المقبلة. 3 كانون الأول: تجمع المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد استجابةً لترشيح رجل الأعمال سمير خطيب كرئيس وزراء جديد محتمل. تم ربط العديد من حالات الانتحار بتدهور الظروف المعيشية في لبنان، وأبرزها وفاة ناجي الفليطي البالغ من العمر 40 عاماً في عرسال. وفقاً لوسائل الإعلام المحلية، انتحر ناجي لأنه لم يكن قادراً على إعانة أسرته بعد أن فقد وظيفته. أثار انتحاره غضباً كبيراً من الغضب عبر الإنترنت. 4 كانون الأول: استأنف المتظاهرون إغلاق الطرق بعد إجماع السياسيين الواضح على تعيين سمير خطيب كرئيس للوزراء المقبل. 7 كانون الأول: تظاهر نحو ألف شخص في بيروت للاحتجاج على التحرش الجنسي في لبنان. رجل قام بالتضحية بالنفس أثناء الاحتجاج ونجا، وكانت دوافعه غير واضحة. وجاء الاحتجاج بعد أيام من الجدل المطوّل المحيط بمدرب شخصي في بيروت والذي اتهمته أكثر من خمسين امرأة بارتكاب سوء سلوك جنسي.

حاصبيا

8 كانون الأول: انسحب سمير الخطيب كمرشح لرئاسة الوزراء بعد فشله في الحصول على دعم كافٍ من الأحزاب السنية المسلمة في البرلمان. بعد انسحاب الخطيب، أصبح سعد الحريري المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء مرة أخرى. ثم تجمع المحتجون خارج البرلمان لإدانة ترشيح الحريري والمطالبة بمرشح مستقل. 9 كانون الأول: اعتصام أمام منزل سليم عون وعدد من المسؤولين في زحلة. تراشق بالحجارة بين مرافقي فيصل كرامي والمحتجين وسقوط عدد من الجرحى. الفيضانات تجتاح عدة مناطق في لبنان على أثر هطول الأمطار. القوى الأمنية تمنع المحتجين من قطع الرينغ.. وتوقيف ناشط! ومحاولة لقطع الرينغ من الاشرفية باتجاه الحمرا والقوى الأمنية تتدخل! 10 كانون الأول: وفاة الشقيقين كاخيا على إثر انهيار منزل يفجّر الغضب على فساد بلدية الميناء.. واستقالات بالجملة. إشكال بين المتظاهرين والجيش وسقوط عدد من الجرحى. متظاهرون يقفلون مؤسسات عامة في بيروت، ومحتجون يغلقون مدخل شركة الكهرباء في عاليه. احتجاج أمام منزل القاضية عون في الأشرفية.

برجا

11 كانون الأول: قطع طرقات عدّة. حرّاس برّي يعتدون على محتجين سلميين. مواطن يقفل مدخل مصرف بشاحنة نقل طويلة. رسالتان الى ماكرون من أمام السفارة الفرنسية: السلطة ليست مؤهلة لاستلام أي مساعدات! النائب هادي حبيش يهجم على بيت القاضية غادة عون، وبيان حاد اللهجة من «القضاء الأعلى» لملاحقته! هجوم عناصر ميليشياوية ليلاً لحرق خيم الثوّار.. ووقفة احتجاجية في فردان لمحاسبة المعتدين! القوى الأمنية تتصدى لعناصر ميليشياوية فجراً همّت للتعرض للثوار في ساحة رياض الصلح وجسر الرينغ. الثوّار يكسرون الخوف ويصرخون: «بري بلطجي وحرامي» وذلك بعد الاعتداء عليهم في منطقة عين التينة. 12 كانون الأول: إعتصامات أمام مرافق عامة. شبيحة السلطة يغزون خيم المعتصمين والقوى الأمنية تتصدى، ومحاولة لحرق خيمة الملتقى. إشكال بين متظاهرين والقوى الأمنية أمام سرايا حلبا، واعتصام لمتطوعي الدفاع المدني أمام مجلس النواب للتثبيت. معتصمون يغنون داخل أحد المصارف: «نحن مصرياتنا وين؟»، وعسكري غاضب في أحد المصارف يصرخ «بدي معاشي»! إطلاق سراح جميع الموقوفين في ملف «استراحة صور». 13 كانون الأول: إغلاق وفتح وتوقيفات وإفراج وجرحى من الثوار على جسر جل الديب، والمتظاهرون يقفلون مدخل مصلحة تسجيل السيارات والآليات في سرايا جونية. إعتصام لمدة نصف ساعة أمام فرع مصرف لبنان في بعلبك، وحراك صيدا يعتصم أمام الضمان لحفظ كرامة المسنين صحياً.. حراس كريدية يعتدون على الثوار ويشتكون في أوجيرو. جرحى في برجا بين الجيش ومحتجين أمام معمل الجية، وتعرض رئيس بلديتها ريمون حمية للاعتداء. وقفة احتجاجية في بئر حسن أمام أوجيرو، وقطع طرقات عدة ليلاً.

ساحة رياض الصلح

14 كانون الأول: مجهولون يحطّمون الخيمة التي وضعها الحراك المدني في سوق الخان في حاصبيا. «غزوة» على القوى الامنية في وسط بيروت بالحجارة. حشود من الحراك من مختلف المناطق اللبنانية أمام مداخل ساحة النجمة في وسط بيروت.

15 كانون الأول: مسيرة تجوب شوارع مدينة صور. مجموعة من شرطة المجلس بقمصانها السود والعصي تعتدي بوحشية على المتظاهرين السلميين. احتجاجات في النبطية وكفررمان.. رفضاً لحكومة راضخة للخارج! مجموعة كبيرة من منطقة الخندق الغميق اجتاحت ساحتي الشهداء ورياض الصلح وقامت بحرق الخيم، وضرب كل من يقترب منها بالحجارة.

الجية

16 كانون الأول: بعد الفيديو المسيئ للأئمة اعتداء من مناصرو حركة أمل وحزب الله على خيم الحراك في النبطية وصيدا والفاكهة، ومحاولة لحرق الخيم في رياض الصلح وساحة الشهداء، بالإضافة لحرق بعض السيارات المركونة في وسط البلد، وصيدا تُجدد إنتفاضتها تقطع الطريق ليلاً. السنيورة يُطرد من الـ «AUB». الأمم المتحدة تدعو لبنان للتحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين. 17 كانون الأول: ثوار صور يرفضون إلقاء الإعلامي سامي كليب كلمة في ساحة العلم. إشكال بين عدد من الشبان المؤيّدين للرئيس الحريري والمتظاهرين المحتجين على إعادة تكليف الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.

 

حربٌ على جبهتَين

لين أبي رعد/مركز كارنيغي/17 كانون الأول/2019

يسعى المتظاهرون اللبنانيون إلى إحداث تغيير في النقابات القائمة وإنشاء نقابات جديدة غير خاضعة إلى سيطرة السياسيين.

ينتفض اللبنانيون منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر ضد النخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفشل في تحقيق الازدهار الاقتصادي والحرية والاستقرار. وقد أقرّ المتظاهرون، منذ البداية، بالدور الذي تلعبه المؤسسات في أي عملية إصلاحية. لكن في ظل غياب الانتخابات المبكرة، حوّل الحراك اهتمامه نحو تحقيق أهداف معيّنة من خلال النقابات المهنية والاتحادات العمالية التي استتبعتها الطبقة السياسية إلى حد كبير منذ التسعينيات.

تقدّم الحراك على جبهتَين في معركة النقابات والاتحادات المهنية والعمالية، إذ تنافس في بعض الانتخابات النقابية ضد مرشحين مدعومين من الطبقة السياسية التقليدية. وفي موازاة ذلك، سعى إلى إنشاء نقابات أو اتحادات مهنية وعمالية مستقلة تجسّد بشكل أفضل مطالب الانتفاضة وروحيتها.

تكلّلت معركة رئاسة نقابة المحامين في بيروت بأول نصرٍ مؤسسي واضح للانتفاضة. ففي الانتخابات التي أجريت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، فاز المرشح المستقل ملحم خلف على خصمه المدعوم من الأحزاب السياسية، ما شكّل تحولاً في النقابة بعد أن تولّى رئاستها في الأعوام الأخيرة أفراد مدعومون سياسياً. لا شك في أن الرغبة المتزايدة لدى المهنيين بدعم مرشحين مستقلين بدأت قبل وقت طويل من الانتفاضة، وخصوصاً في نيسان/أبريل 2017، عندما انتُخِب المرشّح المستقل جاد تابت نقيباً للمهندسين في بيروت. لكن تابت حصل على دعم حزب سياسي تقليدي هو حزب الكتائب، وفاز بفارق 21 صوتاً فقط، أي أقل بكثير من فارق الثمانمئة صوت التي حصدها خلف.

كذلك، حمل فوز خلف معنىً إضافياً، إذ جاء في توقيتٍ دقيق كانت فيه قدرة الحراك على تحويل قوته في الشارع إلى فوز انتخابي موضع تشكيك. في هذا الصدد، وصفت أندريا مكاري، وهي خرّيجة شابة عملت مع خلف في حملته الانتخابية ونجحت مؤخراً في امتحان الانضمام إلى نقابة المحامين، الأجواء التي سادت خلال المنافسة مع المرشح المدعوم من الأحزاب، قائلةً: "لا يمكنكِ أن تتصوّري كم كان الفرح عارماً لحظة إعلان النتائج في قصر العدل. لقد أجهشنا بالبكاء". بما أن الحظوظ لم تكن لصالح خلف، أتى الفوز مشحوناً بالعواطف بالنسبة لمناصريه.

بات خلف يُعرَف بمرشح الانتفاضة. فبعد فوزه، رفع محامون في قصر العدل قبضاتهم هاتفين "ثورة! ثورة!"، ومردّدين النشيد الوطني على وقع هتافات المتظاهرين في مختلف أنحاء البلاد. ومنذ ذلك الحين، اتّخذ خلف موقفاً مدافعاً عن الانتفاضة، ما شكّل تمايزاً كبيراً عن سلفه أندريه الشدياق المدعوم من التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون. ففي عهد الشدياق، لم تدعم نقابة المحامين في بيروت المتظاهرين، والتزمت الصمت فيما تعرّضوا للاعتقال والاحتجاز على نحوٍ تعسّفي. لا بل وضعت النقابة قيد التنفيذ قراراً يمنع المحامين من التظاهر وهم يرتدون رداء المحاماة من دون إذن مسبق. في المقابل، وفى خلف بالوعد الذي قطعه بالتوكّل عن كل شخص بحاجة إلى محامٍ، ونزل إلى الشارع في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عندما اعتُقل نحو اثنَي عشر متظاهراً في ساحة رياض الصلح، وأدّى دوراً محورياً في الإفراج عنهم.

شكّل فوز المستقلين بارقة أمل للكثير من المحامين الشباب الذين خاب ظنّهم بالأحزاب الحاكمة. فالمحامون في لبنان، شأنهم شأن مهنيين كثر، غالباً ما يتبعون أحزاباً سياسية معيّنة للتقدّم في مسيرتهم المهنية. وقد روت لي رومي بولس، التي تخرّجت حديثاً من كلية الحقوق، تجربتها وهي تجري مقابلة عمل في إحدى كبرى شركات المحاماة. فعندما أخبرت الشخص الذي أجرى معها المقابلة بأنه ليس لديها انتماء سياسي، أجابها: "يجب أن تتحزّبي سياسياً كي تنجحي في مهنة المحاماة في لبنان. عليك أن تختاري حزباً ما وإلا فمصيرك الفشل". رفضت بولس تغيير قناعاتها، وانتقلت إلى العمل في الخارج. لكن فوز المستقلين في النقابة أحيا في نفسها الأمل باستئناف مسيرتها المهنية في وطنها.

تحدّثت مكاري أيضاً عن وجود هوّة واضحة بين الأجيال اختبرتها عندما كانت مندوبةً لخلف في أحد مراكز الاقتراع. فالمحامون الشباب ابتعدوا عن السياسة التقليدية، في حين أن المحامين في منتصف العمر لا زالوا متمسّكين بأربابهم السياسيين ويرفضون الانتفاضة. لكن كان من المُلفت عدد المحامين المتقاعدين الذين يدعمون الموجة المستقلة، بعدما اختبروا سيطرة الأحزاب لسنوات طويلة.

بالإضافة إلى تحقيق انتصارات انتخابية في النقابات القائمة، يعمد المستقلون إلى إنشاء نقابات وروابط مهنية وعمالية بديلة تشارك على نحو نشط في الانتفاضة. ومن الأمثلة اللافتة في هذا الصدد تجمّع مهنيات ومهنيين، الذي يصف نفسه على صفحته على فايسبوك كما يلي: "تجمّع مهنيات ومهنيين من قطاعات مختلفة، نعلن أننا جزء فاعل من انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 في وجه الطبقة الحاكمة"، وهو بمثابة منظمة جامِعة لروابط مهنية مستقلة، مثل تجمّع الأساتذة المستقلين في الجامعات، وتجمّع نقابة الصحافة البديلة، وتجمّع الموظفين المستقلين، ويعمل أيضاً على ترويج أنشطتهم ومبادراتهم. ويُنظّم تجمّع مهنيات ومهنيين أيضاً نقاشات عامة ومسيرات واحتجاجات حول استقلال النقابات والاتحادات المهنية والعمالية ودورها في الانتفاضة الراهنة. وقد رحّب التجمّع بفوز ملحم خلف واعتبره "انتصاراً للانتفاضة وهزيمة لأحزاب السلطة" وبدايةً لعملية تحرير النقابات والاتحادات المهنية والعمالية من سيطرة الأحزاب الحاكمة ومنظومتها القائمة على الزبائنية.

المعركة من أجل نقابات ومنظمات عمّالية مستقلة وديمقراطية ذات طابع تمثيلي هي صورة مصغّرة عن المعركة الأوسع نطاقاً في شوارع لبنان. يجسّد الفوز الذي يحققه مرشحون مستقلون في الانتخابات انتصارات صغيرة قد تؤول إلى انتصارات أكبر في الانتخابات النيابية المقبلة. إذن، يمكن للنقابات والاتحادات المهنية والعمالية أداء دور أكبر في الانتفاضة، إذ إنها قادرة على بناء أواصر الوحدة بين الأعضاء، وحشد الدعم، وإظهار قوتها في الشارع، مثلما فعلت تاريخياً ومثلما تفعل في التظاهرات الراهنة.

الأهم أن بإمكانها تلعب دوراً قيادياً أكبر في الأسابيع المقبلة وأن تنقل مطالب الانتفاضة إلى أي حكومة جديدة، الأمر الذي قد يكون ضرورياً جدّاً على ضوء تدهور الأوضاع الاقتصادية. يُظهر التاريخ مجدداً قوّة الحركات المهنية والعمّالية الموحّدة والمستقلة وأهميتها في المطالبة بالتغيير وتحقيقه.

 

ما لا يعرفه الحريري عن استشارات 1998

  نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

عوض ان يكحّل الرئيس سعد الحريري تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، بناء على طلبه، عماها. لم يكتفِ باسترجاع نصف - وربما اقل - ما حدث بين الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري عام 1998، بل وقع في «الخطأ الجسيم» نفسه

بعد 14 عاماً في العمل السياسي، لا يزال الرئيس سعد الحريري يثبت، يوماً بعد آخر، انه ليس سرّ ابيه، ولا يشبهه في مقاربته الازمات والمحن وكذلك النجاحات. الاكثر مدعاة للغرابة انه يحوط نفسه بمساعدين ومعاونين ومستشارين - بينهم مَن كان الى جانب والده بأهمية اقل بكثير - إما يخبرونه نصف الحقائق او مجتزأة التي علموا بها او اطلعوا عليها من تجارب الرئيس الراحل رفيق الحريري، او يتجاهلونها ويصنعون له عالماً ملوناً قبل ان يكتشف الكابوس. ما شكا منه، من هؤلاء وسواهم في شركاته الخاصة، يشكو منه الآن في واقع المأزق الذي يعاني منه في تأليف الحكومة الجديدة.

بعدما كان من المفترض ان تجرى الاستشارات النيابية الملزمة البارحة، أُرجئت الى الخميس بناء على طلب الحريري، توسّط فيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بإزاء اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على حصولها في موعدها، بعد تأجيل اول. بانقضاء وقت على صدور بيان التأجيل، سارع الحريري الى تبرير ما حدث باسترجاع واقعة والده الراحل مع الرئيس اميل لحود عام 1998، كي يُوجّه - للمرة الاولى الى شريكه في تسوية 2016 - سهام اتهامه بأنه يوشك على خرق الدستور.

لمجرد تكهنه بما قد يحدث في الاستشارات، كالاعتقاد بأن نواب كتلة التيار الوطني الحر وحلفائها سيفوضون اصواتهم الى رئيس الجمهورية، ولن يمنحوها اليه، وجد الحريري رئيس الجمهورية يخرق الدستور. كان لزم الصمت حيال ما ادلى به اكثر من مرة، فرادى ومجتمعين، رؤساء الحكومات السابقون وافرقاء آخرون في تياره وخارجه رأوا في تريث عون في تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة خرقاً للدستور تارة، وافتئاتاً على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء. مع ان الصلاحية المنصوص عليها في الفقرة 2 في المادة 53 تقتصر على رئيس الجمهورية، ولا تقيّده بمهلة.

منذ سابقة 1998 توالت 11 حكومة لم يؤتَ في الاستشارات النيابية الملزمة لأي منها على تفويض نواب اصواتهم الى رئيس الجمهورية او ترك له حرية تجييرها الى المرشح الذي يرئتي. سبق للرئيس الياس هراوي ان خَبَرَ حالاً مشابهة حينما جيّر 27 نائباً اصواتهم اليه في 19 ايار 1995 لاختيار الرئيس المكلف، وكان المرشح الوحيد هو الحريري الاب الذي نال وقتذاك 77 صوتاً. بيد انه سلّم بهذا الكمّ من الاصوات ولم يُشعِره بانتقاص المكانة، ولم يشكك في دستورية ما فعل هراوي او اتهمه بخرق الدستور، شأن ما اقدم عليه بعد ثلاث سنوات، مع ان هراوي لم يُدرج الاصوات المجيَّرة في حساب النواب المستفتين.

منذ التأجيل الاول للاستشارات الاثنين الفائت، في ظل اسم وحيد متداول للتكليف هو الحريري الابن المعتذر سلفاً منذ 26 تشرين الثاني، لم يُثَر ما يشي بتفويض حُسم الجدل الدستوري فيه منذ اختبار 1998: يُدوَّن في محضر الاستشارات اصوات اعضاء الكتلة او النواب المستفتين الحاضرين لا الغائبين على ان يدلوا بالاسم الذي يرشحونه. الغائبون لا يدخلون في عداد المستفتين ولا في المحضر، ولا تفويض نائب غائب الى نائب آخر، كذلك الاصوات المفوّضة الى رئيس الجمهورية لا تدخل في المحضر الذي يقتصر في خاتمته على ذكر المرشح الحائز العدد الاوفر من اصوات النواب كي يصير الى تكليفه.

اما ما حدث بين لحود والحريري الاب عام 1998 - مصدر حجة الابن - فمختلف تماماً في معظم معطيات استحقاق تأليف اولى حكومات عهد الرئيس الجديد حينذاك. ما بين الرجلين من كره وبغض شخصيين وتنافر في التفكير السياسي والامزجة والاحكام المسبقة كفيل بجعل اي تعاون بينهما متعذراً ان لم يكن مستحيلاً. صح ذلك لاحقاً مع حكومة 2000 حينما عاد الحريري الى السرايا.

في 26 تشرين الثاني 1998 اجرى لحود استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس مكلف. آنذاك فضّل عدد من النواب، معارضي الحريري، بلغ عددهم 31 ان لا يسموه مرشحهم، وفوضوا الى رئيس الجمهورية الخيار خلافاً لما اتبع في تطبيق المادة 53 منذ حكومة الرئيس عمر كرامي عام 1990. من بين هؤلاء حلفاء لسوريا. في حصيلة استشارات استمرت يومي 26 تشرين الثاني و27 منه، سمّى 62 نائباً الحريري، فيما الباقون لم يُسمّوه بينهم كتلة الرئيس نبيه برّي (19 نائباً). في المساء اعلنت كتلة حزب البعث (نائبان) ترشيحها له، فارتفعت الحصيلة الى 64 نائباً، ثم اعلنت كتلة برّي ضم اصواتها الى الذين رشحوه، فغدا مجموع اصوات الحريري 83 صوتاً.

بانتهاء الاستشارات اطلع لحود برّي على نتائجها، ثم استقبل الحريري الذي خرج من دون الادلاء بأي تصريح. ما ان اطلعه على المحضر الرسمي الموقّع لعدد الاصوات التي حازها، انزعج رافضاً النتيجة قائلاً للرئيس: انت نلت 118 صوتاً عند انتخابك، ولا يجوز ان يحصل رئيس الوزراء على اقل مما حصل عليه رئيس الجمهورية. التفويض مخالف للدستور، وينبغي اعادة الاستشارات.

رد لحود: اليوم يوم جمعة. اذهب وخُذ قسطاً من الراحة حتى الاثنين، وعُدّ لنبحث في الامر.

اقترح عليه القبول بتجيير الاصوات الـ31 اليه او اعتبارها لاغية، فرفض ايضاً.

خالف لحود وجهة نظر محاوره الذي اصر على ان يُدوَّن في المحضر ان النواب جميعاً اقترعوا له، فيما هم لم يفعلوا ذلك ابان الاستشارات، بل استدركوا الموقف لاحقاً استرضاءً له.

قال الحريري الاب ايضاً: ليس ثمة تجيير تفادياً لتكريس سابقة دستورية.

مساء 29 تشرين الثاني رفع الحريري نبرة الاشتباك مع لحود الى حد اقصى، من غير توقّع التداعيات، بأن ابلغ الى وكالتي «رويترز» و«الصحافة الفرنسية» اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة في ضوء مداولاته غير المجدية مع الرئيس، واتهمه بمخالفة الدستور منذ اليوم الاول للعهد الجديد.

سابقة 1998 كرّست عدم الاخذ بتفويض الاصوات

التاسعة صباح اليوم التالي، 30 تشرين الثاني، اصدرت رئاسة الجمهورية بياناً اعلن قبول الرئيس اعتذار الحريري عن عدم قبول التكليف، بينما الرجل في طريقه اليه في قصر بعبدا، وفي حسبانه ان مشاورات الليلة السابقة ستذلل الخلاف، فسمع النبأ من الراديو. التقى لحود ربع ساعة وخرج ملتزماً الصمت. فور وصوله، كان رئيس الجمهورية بادره بالقول انه لا يستطيع التعاون معه ما دام منذ اليوم الاول يتهمه بمخالفة الدستور.

طلب الحريري تسوية الامر مجدداً، فردّ بأن ما وقع قد وقع: سنعيد الاستشارات من دونك.

في 2 كانون الاول اجريت ونال فيها الرئيس سليم الحص 95 صوتاً، فأضحى رئيس اولى حكومات العهد.

فحوى اشتباك الحريري الاب مع لحود اصراره على عدد اصوات موازٍ لتلك التي نالها رئيس الجمهورية لدى انتخابه. مع ان الغاء اصوات التجيير كان كفيلاً له بالحصول على 83 صوتاً، وهو عدد لائق يقرب من ثلثي البرلمان، الا انه اصر على العدد المساوي لرئيس الجمهورية. وهو بذلك اوصد ابواب الحلول وأخرج نفسه من السرايا، ولم تُكرَّس سابقة تفويض الاصوات في اي حال او تتكرر مذذاك.

شكوى الحريري الابن ليس من رئيس الجمهورية، ولا من جدية اتهامه اياه بخرق الدستور. بالتأكيد لا يبصر عون على صورة لحود، او ما كان بين والده والرئيس السابق هو نفسه ما بينه والرئيس الحالي شريكه في التسوية. يكمن التذمر من الاستشارات الحالية في الرقم الهزيل الذي يُضعف مقدرته على التفاوض الشاق على تأليف الحكومة. لم تجعله مرجعية دار الفتوى المرشح الاكثر استقطاباً للاصوات. بات الرجل تماماً بلا حلفاء. يسهل الاستغناء عنه، او على الاقل التلويح له باحتمال قرب افول الحريرية السياسية.

لعل الشعور بالانكسار ليس في وجود مرشح ضده. بل في تفاديه هو بالذات.

 

تأجيل الإستشارات: تَشاطُر “القوات” حال دون إحداث كوّة في جدار الأزمة! 0

موقع الشفاف/17 كانون الأول/2019

فوّتت “القوات اللبنانية”، بحسابات ضيقة، فرصة احداث “كوة” في جدار الازمة التي تعصف بالبلد منذ ١٧ تشرين الاول/أكتوبر الماضي.

 “القوات” التي اجتمعت قيادتها حتى ما بعد منتصف ليل امس الاول، خلصت إلى عدم تسمية احد لتولي رئاسة الحكومة! وفي موقف اقرب الى “التشاطر” منه الى “الشطارة”، جاء في بيان “القوات”، الساعة الثانية فجراَ، ان “تكتل الجمهورية القوية“ سيعطي الثقة لحكومة برئاسة سعد الحريري في حال كانت على قدر طموحات اللبنانيين المنتفضين! خطوة “القوات أدت الى تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة يوم الاثنين بطلب من الرئيس سعد الحريري، كون الغالبية المسيحية المتمثلة بكتلتي نواب التيار العوني والقوات اللبنانية ستحجمان عن تسمية الحريري. فضلا عن ان كتلا نيابية اخرى كانت اعلنت رفضها تسمية الحريري من جديد لتشكيل الحكومة، وتحريك الشارع في وجه الاستشارات عموما واعادة تكليف الحريري خصوصا. موقف “القوات كان القشة التي قصمت ظهر البعير! وهي التي كانت قد اقامت الدنيا ولم تقعدها لانتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، بحجة ان تسميته جاءت نتيجة اجماع الغالبية المسيحية ومع ذلك، فقد أحجمت عن تسمية الحريري، مع انه الزعيم الاقوى في طائفته، ويحظى بغطاء المرجعية السنية في دار الافتاء، والقيادات السياسية للطائفة السنية المتمثلة برؤوساء الحكومات السابقين، الذين رشحوا الحريري لتولي عملية تشكيل الحكومة!

المعلومات تشير الى ان موقف “القوات” نابع من اعتبارات عدة تتراوح بين الشخصي والمسيحي العام.

خيانات “المستقبل”

ففي الشخصي، تشير المعلومات الى ان “القوات” عملت على “رد الاجر” للرئيس سعد الحريري، وحمّلته مسؤولية وقوفه ال جانب عون وجبران باسيل، منذ ان قال الرئيس سعد الحريري كلمته الشهيرة، متوجها الى الدكتور سمير جعجع في احتفال بمناسبة ١٤ آذار، عشية توقيع اتفاق معراب بين “القوات” والتيار العوني، قائلا:  “يا ريت يا حكيم عملت هالخطوة من زمان شو كنت وفّرت على البلد“! ثم، وصولاً الى عملية تشكيل الحكومة المستقيلة، حين انصاع الحريري بالكامل لرغبات ومطالب الوزير باسيل، باعطاء “القوات” وزارات “الفتات”. ويُنقل عن الرئيس الحريري حينها قوله لـ“القوات“:  “إذا ما بتمشو بالوزارات المقترحة، الحكومة بتمشي بلا “قوات“!

كذلك، ما بين الموقفين، من تحالف انتخابي بين “تيار المستقبل” والتيار العوني ادى الى خسارة “المستقبل” اكثر من ١٠ نواب من كتلته النيابية، وحجب بعض المقاعد النيابية عن “القوات” وتجييرها للتيار العوني في “دائرة الشمال الثانية” والبقاع الغربي والجنوب، وتكبير حجم الكتلة النيابية العونية على حساب الكتل التي كانت محسوبة على قوى الرابع عشر من آذار!

الدكتور غطاس خوري “مخرّب”!

وفي الشخصي ايضا، تعتب “القوات” على الرئيس الحريري، لفقدان التواصل والاتصال معها، طيلة الازمة، وعدم قطع تواصله واتصالاته، مع التيار العوني والرئيس نبيه بري، والوزير السابق وليد جنبلاط.  وعندما اضطره الامر الى اصوات “القوات” في الاستشارات، لجأ الى ايفاد مستشاره الدكتور غطاس خوري- الذي تحمّله “القوات” مسؤولية تدهور العلاقات مع “تيار المستقبل” والرئيس الحريري- لترميم ما انقطع من اتصالات بين الجانبين!

وفي العام، خشيت “القوات“، من حملة ستطالها، اعد لها التيار العوني بدقة، وكانت تنتظر ساعة الصفر، مع احتمال اعلان “القوات” تأييدها لتسمية الرئيس الحريري، لتشن على “القوات” حملة شعواء، إنطلاقا من تأييد جعجع للفاسدين وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري، وفريق عمله، في وجه العهد ورئيسه وكل من يسعى لمحاربة الفساد! خصوصا رئيس التيار العوني، الوزير باسيل، الذي ما بنفك يصدح بانه يريد محارية الفساد “ولكنهم يمنعونه”! من دون ان يسمي “المانع المجهول” لحملته على المفسدين في الدولة.

لم تعرف القوات اللبنانية ما يسمّيه المسيحيون..  “فعل الندامة”!

ومع ذلك لم ترتقِ “القوات” الى مستوى المسؤولية الوطنية لرجال الدولة! فأصبح الوضع الحكومي معلقا على مشجب الثوار الذين يتعرضون يوميا للضرب والاعتداء من قبل بلطجية ثنائي حزب إيران و”أمل” في كل ساحات لبنان. ولم تلاحظ “القوات” ان احدا من السنّة لم يعد يجرؤ على الخروج على اجماع قيادات الطائفة تماشيا مع العرف الذي ارساه باسيل و“القوات” في انتخاب “القوي” في طائفته ما يضع عملية تشكبيل حكومة في مهب الريح، او العودة الى تكليف الرئيس سعد الحريري بشروطه التي اصبح بامكانه بعد موقف “القوات” ان يضيف اليها مزيدا من الشروط!

وبالمناسبة، فـ”القوات” (التي جاءت بميشال عون رئيساً للجمهورية تحت راية “أوعا خيّك”!) لم تنتبه إلى أن الشعب اللبناني الثائر يطالب بـ”قانون انتخاب جديد”، بدلاً من “القانون المِلّي”، الذي يمكن تسميته “قانون إيلي الفرزلي معدّلاً”، الذي جاء بنوّاب بـ٢٠٠ صوت وأسقط مرشّحين حازوا على ألوف الأصوات في الدائرة نفسها! منطق “القوات”، هنا، هو من نوع “لا صوت يعلو فوق.. مصلحة “القوات“!

اما الثوار، فيبدو انهم في حيرة من امرهم!

فهم قاموا بربع ثورة، ويبدو انهم لا يستطيعون استكمالها! فالثورة لا تستقيم في وجه الرئاسة الثالثة في لبنان فقط، فيُطلَب من الرئيس الحريري وحده القيام بكل الخطوات، سواء تلك المناطة به دستوريا كرئيس للحكومة، او تلك التي تعود للرؤوساء بري وعون. فالحريري استجاب لمطالب الثوار واعلن عن استقالة الحكومة، وقال انه في حال كلف تشكيل حكومة من جديد ستكون “حكومة تكنوقراط بالكامل”، وأنه سيعمل على انتخابات نيابية مبكرة فما الذي يريده الثوار بعد؟ّ

ومع ذلك لم يستجب لا الرئيس عون ولا الثنائي الإيراني-الأملى لأي من مطالب الثوار. فالثوار ممنوعون من القتراب على مسافة 3 كيلومترات على الاقل من المقر الرئاسي في بعبدا او من مقر المجلس النيابي في عبن التينة، في حين انهم يستمتعون بالتجمع امام مقر رئيس الوزراء يشتمون ويهتفون من دون ان يعترضهم احد! هل الحريري وحده المسؤول عن ما آلت اليه الاوضاع العامة في البلاد؟ فما ينتظر الثوار معروف، إما استكمال ثورتهم والاستمرار حتى تنحي الرئيسين عون وبري واقامة مجلس حكم انتقالي يتولى ادارة البلاد الى حين اعادة العمل بالدستور. واما العمل على تسوية تتيح لهم القبول بالارباح التي راكمتها الثورة حتى الان ومن بينها حكومة تكنوقراط برئاسة سعد الحريري، تبقى تحت اشراف الثوار ورقابتهم. واما ادخال البلد في المجهول اكثر فاكثر!

هل يعتقد ثوار لبنان ان في امكانهم اسقاط منظومة “حزب الله – عون” بالضربةالقاضية؟

 

هكذا تمتحن ثورة 17 أكتوبر «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2019

تمتحن الهوية الوطنية اللبنانية المولودة من رحم ثورة «17 أكتوبر»؛ «حزبَ الله»، كما لم يُمتحن من قبل. بعيداً عن مبالغات وأد الطائفية مرة واحدة وإلى الأبد، وبعيداً عن توهم ولادة شعب لبناني علماني مدني لا صلة له بتراكيب الطوائف والمذاهب، ثمة شيء لبناني جديد يتصل بالهوية الوطنية.

ثمة تخفف لافت من احتلال الهوية الفرعية المذهبية والطائفية والمناطقية متنَ النص السياسي الذي يدور على ألسنة المتظاهرين. فما يقولونه بصيغة المطالب والشعارات وحتى الشتائم، يأخذ مسافة كبيرة من المذهبي والتجريد الهوياتي، ويعبر مسافة أكبر باتجاه الوطني الجامع والمطلبي العملي.

تكمن محنة «حزب الله» في هذه المنطقة بالذات؛ المنطقة الغريبة عليه؛ المنطقة التي لا تعينه على استنفار هوية مقابلة وتجريد مقابل.

من أين سيأتي بالدعشنة (نسبة إلى «داعش») ليصلي هؤلاء المتظاهرين؟ من أين سيجد لهم صلة بالإرهاب والتطرف؟ حتى تهم الارتباط بالسفارات والتمويل الأجنبي والتآمر الإمبريالي بدت صعبة المنال، بوصفها تهماً جاهزة يواجه بها الشبيبة في الشارع.

لم تكن هذه الحال بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا بعد خروج سوريا من لبنان، ولا في ذروة تألق انتفاضة «14 آذار»، ولا بعد حرب يوليو (تموز) 2006، ولا بعد قرار دخوله في الحرب السورية. في المفاصل كلها هذه، لم يرتبك «حزب الله» كما هو مرتبك اليوم. لم تخوّنه لغة التخوين كما تخونه اليوم.

لا يلغي كل ذلك أن الاستنتاج العميق لـ«حزب الله» والذي يعبّر عنه قادة الحزب في السرّ ونخب الحزب الإعلامية في العلن، هو أن هذه الثورة تستهدف رأسه، من دون أن يعثر بعدُ على لغة للمواجهة.

خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الأخير جسّد كل وجوه هذه المحنة. ففي مقابل إعلامه وتصريحات بعض محازبيه وإعلاميين يدورون في فلك خطابه السياسي، والذين دأبوا على اتهام الثورة بالتآمر على ما تسمى «المقاومة» وسلاحها، واستفاضوا في شرح ارتباط الثورة بأجندات خارجية، قال نصر الله إن الأميركيين وبإزاء مثل هذه المظاهرات وفي كل أنحاء العالم «يقومون بركوب موجة المظاهرات والاحتجاجات، وبشكل علني وبشكل وقح، ويُصورون للعالم بأنهم هم الذين يُديرون هذه المظاهرات وهذه الاحتجاجات»!!

غريب! غريب أن يقدم نصر الله للمتظاهرين «صكّ براءة» من تهمة أن يكونوا مطية للأميركيين، أو أنهم يُدارون من قبلهم. غريبة هذه «الموضوعية» في شرح التقاطعات المحتملة وغير المقصودة في السياسة بين فعل من هنا ومصلحة من هناك، وهو، أي هذا التقاطع، حقل من حقول العلوم السياسية الذي عادة ما تسقطه عقلية البحث عن المؤامرات. وذهب نصر الله أبعد من ذلك، مشدداً على أن المظاهرات لم تطرح بين مطالبها ما يتصل بمصير سلاحه ولا ما يتصل بإيران وسياساتها، وهي المعايير شبه الحصرية التي بها تقاس مستويات الوطنية أو العمالة عند «حزب الله».

الأغرب أنه؛ وللمرة الأولى وبإزاء مئات التصريحات الإيرانية السابقة، وبعضها بالصوت والصورة، عن أدوار عسكرية متوقعة من «حزب الله» في أي معركة إيرانية، بالإضافة لتصريحات لـ«حزب الله» نفسه يضع فيها قواته بتصرف الأمن القومي الإيراني، استفاض نصر الله في تفنيد «الكلام المنسوب» إلى مسؤول إيراني، في موقع إيراني، واصفاً إياه بالاختراعات والتحريفات الهادفة لاستفزاز بعض اللبنانيين وإحراج رئاسة الجمهورية وكثير من المواقع في الدولة وإحراج «حزب الله» وحلفاء وأصدقاء الحزب وإيران.

كانت تصريحات لمستشار في «الحرس الثوري» الإيراني، اللواء مرتضى قرباني، بأن إيران «ستسوّي تل أبيب بالأرض من لبنان»، قد أثارت موجة ردود فعل مستنكرة حتى بين حلفاء «حزب الله».

سبق تصريح قرباني الكثير والكثير من التصريحات الإيرانية المشابهة التي لم تستثر في نصر الله وحزبه حمية وطنية رافضة لها أو مدققة في مضمونها. فماذا تغير؟

ما تغير أن خطاب نصر الله يصطدم بهذه الهوية اللبنانية المولودة من رحم «ثورة 17 أكتوبر»، وبحساسيتها الوطنية العالية.

فجأة، ما عاد متاحاً لنصر الله وحزبه التعالي على اللبنانيين من موقع «وطني» منتفخ ومتخيل يرمي الآخرين بتهم العمالة كيفما اتفق. ولا عاد ممكناً تمرير الخطاب العسكري الكولونيالي لراعي «حزب الله» واحتقار السيادة اللبنانية بلا تبعات.

فالحضور الطاغي للأعلام اللبنانية والنشيد الوطني، والصور والفيديوهات التي انتشرت لمتظاهرين يسعفون جنوداً لبنانيين آذتهم قنابل الغاز المسيل للدموع، رغم ما تلقوه هم من قنابل وهراوات، مضافاً إلى مبادرات أهلية طامحة إلى تجاوز أكبر للهويات الفرعية نحو شيء لبناني أوسع وأرحب، كلها علامات لوليد ما يصطدم به «حزب الله»... وليد يمتحن لغته وخطابه ورؤيته للمختلفين عنه، خصوصاً وهم يتخففون من أي ارتباطات مع خصوم «حزب الله» التقليديين؛ المحليون منهم والإقليميون والدوليون.

هكذا؛ ورغم قناعته الراسخة بأن الثورة في العمق هي ضده، وضد طبقة سياسية يحكمها هو ويديرها هو ويستخدمها هو، فإن «حزب الله» ما زال يحاول أن يعثر على سبيل لوأدها من دون أن يضطر للتصريح بذلك.

يعرف «حزب الله» أنه لا يستطيع حكم لبنان من دون واجهة الطبقة السياسية المستهدفة، وهو ما أقر به نصر الله في خطابه حين أعلن رفضه تشكيل حكومة من لون واحد، لأن الخارج سيفاقم استعداء لبنان ومعاقبته.

هذه الواجهة، واجهته، وبوابته لحكم لبنان بشكل «شرعي». وهذه الواجهة تتداعى بين يديه بحيوية فتْية لم يعثر بعد على لغة يخاطبهم بها غير تجنيد المندسّين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية دعا دل كول للتحقيق في اسباب خرق باخرة استكشاف يونانية للمياه الاقليمية تعمل لصالح العدو: نرفض اي تعد على حقوقنا المشروعة

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قائد القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ستيفانو دل كول، في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "التحقيق في اسباب خرق باخرة استكشاف للنفط يونانية تعمل لصالح الجيش الاسرائيلي للمياه الاقليمية اللبنانية والبقاء فيها لمدة 7 ساعات".

واكد الرئيس عون ان "لبنان يرفض اي تعد على حقوقه المشروعة ضمن مياهه الاقليمية"، معتبرا ان "الخروق الاسرائيلية البحرية للسيادة اللبنانية لا تقل خطورة عن الخروق البرية والجوية التي تواصل اسرائيل القيام بها".

وشدد الرئيس عون خلال اللقاء الذي حضره وزير شؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي والوفد المرافق للجنرال دل كول، على ان "لبنان حريص على تفعيل التعاون القائم بين الجيش و"اليونيفيل" بهدف الحفاظ على الاستقرار ومعالجة المواضيع المطروحة عبر الحوار والتنسيق"، مقدرا "الجهود التي تقوم بها القيادة الدولية في سبيل المحافظة على الاستقرار على طول الخط الازرق"، مجددا تأكيد "تمسك لبنان بالقرار 1701".

وكان دل كول اطلع رئيس الجمهورية على نتائج زيارته لنيويورك واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين دوليين، والتي خصصت للبحث في الوضع في جنوب لبنان. كما زار واشنطن والتقى عددا من المسؤولين الاميركيين وعرض معهم واقع "اليونيفيل" من ناحية العديد، وضرورة استمرار التمويل لها للقيام بالمهام التي حددها لها القرار 1701. كما تطرق البحث الى نتائج اجتماعات اللجنة الثلاثية اللبنانية-الدولية-الاسرائيلية التي تجتمع دوريا في مقر القيادة الدولية في الناقورة، والتي عقدت بالامس اجتماعها الاخير في السنة الجارية، على ان تستأنف اجتماعاتها في السنة الجديدة.

تهنئة الرئيس الجزائري

من جهة أخرى، أبرق الرئيس عون إلى نظيره الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، مهنئا بانتخابه، مؤكدا حرصه على "تمتين العلاقات الأخوية بين لبنان والجزائر وتعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات".

 

الحريري عرض مع سليمان فرنجية هاتفيا لصعوبات تعترض الاستشارات

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اتصالا هاتفيا بالنائب السابق سليمان فرنجية وعرض معه الصعوبات التي تعترض الاستشارات النيابية وتداعياتها على فرص معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.

وأوضح الرئيس الحريري خلال الاتصال أن "كلامه بالأمس عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن عملية تسمية الرئيس المكلف لم يقصد منه أبدا أي إنقاص من احترامه الكامل لتمثيل كتلة "المردة" أو أي من النواب المنضوين في كتل أخرى أو النواب المسيحيين المستقلين". وأكد الرئيس الحريري شكره وامتنانه "لجميع النواب الذين كانوا في صدد التسمية واعتباره كل الأصوات وازنة في المسار الدستوري الضامن لنظامنا الديمقراطي الفريد".

 

رئيس المجلس استقبل حسن والجراح بري والحريري في بيان مشترك: للتحلي بالوعي وعدم الانجرار نحو الفتنة والاسراع بتشكيل حكومة

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة اليوم، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، حيث جرى عرض لآخر التطورات والمستجدات السياسية.

بعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة ونصف الساعة صدر عن بري والحريري البيان التالي:

"اكد الرئيسان على وجوب تحلي اللبنانيين كل اللبنانيين في هذه المرحلة بالوعي واليقظة وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في اتونها، والتي لا يمكن ان تواجه الا بالحفاظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض واولا واخيرا افساح المجال امام القوى الامنية والجيش اللبناني للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم في حفظ الامن والمحافظة على امن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

في الشأن الحكومي، شدد البيان على ان الحاجة الوطنية باتت اكثر من ملحة للاسراع بتشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدا عن التشنج السياسي، اجواء تتقدم فيها مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح".

حسن

وكان رئيس المجلس قد استهل لقاءاته باستقبال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الذي قال بعد اللقاء:"تناقشنا مع دولة الرئيس في مواضيع عامة وخاصة تهم البلد، فالوضع القائم في لبنان خطير ودقيق ولم يسبق ان شهده لبنان من تاريخ الاستقلال، وهذا الوضع يتطلب من المسؤولين التضحية والنظر لمطالب الناس بجدية والاسراع بتشكيل الحكومة، كما اننا ندين اية تصرفات تؤدي لا سمح الله الى الفتنة او الاساءة الى المراجع الدينية بمختلف الطوائف في لبنان. اننا نتوسل الى الله العلي القدير ان يحمي هذا الوطن ويحفظ شعبه.

الجراح

كما عرض بري الاوضاع العامة خلال استقباله وزير الاعلام جمال الجراح.

 

الحسن زارت قائد الجيش واطلعت كوبيتش وفوشيه على واقع التطورات والتقت وفدا من هيومن رايتش ووتش

الثلاثاء 17 كانون الأول 2019 

 وطنية - قامت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن بزيارة لقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، وجرى عرض تطور الاحداث الميدانية.

وشددت الوزيرة الحسن على "اهمية متابعة التنسيق بين الجيش وقوى الامن الداخلي، والذي اثبت فاعليته ليل امس في وسط بيروت لتطويق المجموعات المشاغبة، ما ادى الى توقيف ثلاثة شبان من مثيري الشغب وبدء التحقيق معهم".

كوبيش وفوشيه

وكانت الوزيرة الحسن استقبلت في مكتبها كلا من المنسق العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش والسفير الفرنسي برونو فوشيه، وشرحت لهما واقع التطورات المستجدة على الساحة اللبنانية وما تقوم به الاجهزة الامنية ميدانيا.

من جهة اخرى، دعت الوزيرة الحسن وفدا من منظمة "هيومن رايتس ووتش" وعرضت له "التطورات الميدانية والاجراءات التي تتخذها قوى الامن الداخلي"، واطلعت منه على "توصيات المنظمة، لا سيما وجوب تعميم القواعد المتبعة بالتدرج في استخدام وسائل مكافحة الشغب".

 

الجمهورية القوية أطلقت طرحا لمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة ودعت إلى التواصل مع مكتب الجرائم والمخدرات التابع للأمم المتحدة

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

عقد الوزيران في حكومة تصريف الأعمال الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق والعمل كميل أبو سليمان والنائب جورج عقيص مؤتمرا صحافيا مشتركا في "نادي الصحافة" باسم تكتل "الجمهورية القوية" قدموا خلاله "مقترحات إضافية وعملية لتعزيز عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتمكينها من إنجاز مهامها على اكمل وجه، وذلك بمناسبة إحالة اللجان النيابية المشتركة قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد".

شدياق

وألقت شدياق كلمة قالت فيها: "نعقد اليوم مؤتمرنا في ظروف صعبة تمر بها البلاد، وقد تعب الجميع من سماع خطابات ووعود متكررة لا تنفع بعد الآن. لذلك، لا نريد الغوص في العموميات والشعارات الفضفاضة، فالمواطن في الشارع بحاجة إلى الشعور بجدية العمل لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة بطريقة عملية تنقذه من العبء الاقتصادي المهلك الذي ينوء تحت وزره وسط جمود سياسي وتجاهل مخيف للمطالب الشعبية ما ينذر بدفع البلد بخطى متسارعة نحو المجهول".

أضافت: "بعد استلامي وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، اعتبرت أنني سأتمكن من خلال هذا الموقع من أن أقوم بدوري بوضع أسس متينة تضاف إلى جهود أخرى بذلها بعض من سبقوني وإلى ما بدأه وزراء ونواب آخرون من القوات اللبنانية في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية معتمدين ربما أساليب أخرى. أستطيع الآن القول، وبكل صراحة، إن وزارة التنمية الإدارية تشبه كل ما تطمح اليه القوات اللبنانية في بناء جمهورية قوية، جمهورية المؤسسات الشفافة الرشيقة والحديثة. غصنا بجدية، وفي سباق دائم مع الوقت، لإنجاز مهمتنا، ولم نر أن مكافحة الفساد تكون عبر هوبرات إعلامية استعراضية، بل من خلال وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الفساد وخطة عمل تواكبها تنص على عمل مؤسساتي تشريعي من جهة، ورقابي وقضائي من جهة أخرى".

وتابعت: "بالفعل وفي هذا الاطار، وانطلاقا من التزامنا بالبيان الوزاري لحكومة "إلى العمل"، الذي طالب بإقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، قدمنا في نيسان 2019 الى مجلس الوزراء الاستراتيجية التي كنا استلمناها من الوزيرة السابقة، وسبق وأن أعلن عنها في السراي، إلا أن الحكومة الحالية لم توافق على اقرارها وطلب مني اعادة صياغتها إذ اعترض معظم الوزراء على اللغة الاتهامية القاسية المستخدمة، والتي لا توفر أحدا مطالبين في الوقت نفسه بتحديثها وإضافة القوانين التي تم إقرارها خلال السنة المنصرمة. عند استغرابي لردة الفعل هذه، قيل لي يومها: personal it take Don't، علما أني لم أكن المعنية مباشرة، والعمل السابق أشرف عليه فريق من كبار القضاة".

وأردفت: "كالعادة، قبلت التحدي وأخضعت الاستراتيجية لنفضة كاملة. عملنا خلال فترة خمسة أشهر مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP، ونسقنا مع ممثلي الوزارات التي أرسلت ملاحظاتها على مشروع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، فتم عقد أكثر من 30 اجتماعا تمكنا من خلالها من الانتهاء من وضع النسخة المحدثة من الاستراتيجية، وقدمناها في أواخر أيلول 2019 إلى الامانة العامة لمجلس الوزراء".

وقالت: "في الواقع، إن هذه الاستراتيجية تعتبر حاجة أساسية لمكافحة الفساد في لبنان، وهذا ما أشار إليه أيضا بيان مجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت في باريس، داعية إلى الإسراع في تشكيل حكومة فعالة وذات مصداقية تقوم بجملة إصلاحات وتعطي أولوية لمكافحة الفساد، وتحديدا إقرار هذه الاستراتيجية بالذات. إن الدعم الدولي وثقة المواطن لن تبنى في المستقبل على شعارات هشة، بل على خطط واضحة تحدد الأطر الزمنية والمسؤوليات".

أضافت: "تشكل هذه الاستراتيجية خارطة طريق وطنية وعملانية قابلة للقياس للفترة الممتدة بين عامي 2020 و2025. فهي الاستراتيجية الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية اللبنانية التي تحظى باجماع وتعبر عن إرادة سياسية غير مسبوقة ورغبة مجتمعية ملحة لحماية اقتصاد البلاد وأمنها واستقرارها من خطر الفساد وتشكل أداة عملية لدعم الجهود المبذولة، إضافة إلى أنها تتواءم مع التزامات الدولة في إطار تنفيذ "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد" وبقية المعاهدات والمواثيق الإقليمية والدولية ذات الصلة، مما من شأنه أن يعزز ثقة المواطن والمجتمع الدولي بلبنان".

وأشارت إلى أن "هذه الاستراتيجية تركز على ثلاثة أهداف كبرى، هي: تعزيز الشفافية، تفعيل المساءلة، ومنع الإفلات من العقاب"، لافتة إلى أن "الاستراتيجية تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال اطار تنفيذي مكون من سبعة محاور أساسية مفصلة في مجالات عمل ملموسة ومدد زمنية محددة وجهات مسؤولة رئيسة"، وقالت: "يعنى المحور الأول من الإطار التنفيذي باستكمال وتفعيل تشريعات مكافحة الفساد المتخصصة، وهي أساس أي عمل فعلي لمكافحة الفساد. فمن ضمن هذه القوانين:

- تلك الموجودة مثل: قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، إلا أنه غير مطبق فعليا، وهذا ما ركزنا عليه خلال تولينا وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، وقانون حماية كاشفي الفساد الذي يشترط تنفيذه انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

- وتلك الموجودة لكن تعتريها شوائب وثغرات كثيرة ينفذ من خلالها الفساد وهي في حاجة ماسة الى تعديل مثل قانون الاثراء غير المشروع.

- وتلك غير الموجودة أصلا، لكن هناك مشاريع واقتراحات قوانين بشأنها، وهي قانون مكافحة الفساد وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وقانون منع تضارب المصالح، والذي تعمل على وضعه وزارتنا وقانون استرداد الأموال المنهوبة".

أضافت: "هذه هي القوانين المتخصصة بمكافحة الفساد، وهناك قوانين أخرى مرتبطة وضرورية مثل: قانون استقلالية القضاء، قانون رفع الحصانات، وقانون الشراء العام وغيرها. وهنا، أشير إلى أنني سأترك الشق القانوني لزملائي، الذين سيحددون عمليا الأولويات المطلوبة لنجاح منظومة مكافحة الفساد".

وتابعت: "في ما يتعلق بالمحورين الثاني والثالث، فهما يركزان على تعزيز نزاهة كل من إدارة الموارد البشرية والشراء العام، وتضييق هامش الفساد فيهما لأنهما الركيزتان الاساسيتان المؤثرتان على المال العام والشأن العام. يأتي بعدها دور المنظومتين القضائية والرقابية اللتين تناولتهما الاستراتيجية من خلال المحورين الرابع والخامس، وذلك لدورهما المحوري في ضمان حسن انفاذ القانون، لا سيما في ما يمنع الافلات من العقاب، ويمكن من استرداد الأموال المنهوبة والوقاية من الفساد. أما المحور السادس، الذي تسعى الاستراتيجية الى تحقيقه، فهو اعطاء مساحة واسعة للمجتمع للعب دوره في نشر وترسيخ ثقافة النزاهة وتمكين كل الجهات المعنية من قطاع تعليمي ومجتمع مدني ومحلي من دعم ذلك. فيما يركز المحور السابع والأخير على مقاربة عصرية تتميز بالنهج الوقائي من خلال معالجة الفساد في قطاعات محددة تشكل أولوية، مما يعزز من فرص تحقيق نجاحات ملموسة يشعر بها المواطنون وتؤثر على حياتهم اليومية".

وختمت: "بناء على هذا العرض لأبرز ما تركز عليه الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، تبقى العبرة الحقيقية في حسن تطبيقها وتحديد الاولويات الملحة التي يجب التركيز عليها في هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد. ومن هنا كقوات لبنانية، نرى أن الوضع الحالي الاستثنائي قد تخطى مرحلة النقاش في الاستراتيجيات والعناوين العريضة، وهو بات يتطلب جراحة دقيقة للمشكلات الطارئة وخطوات عملية جريئة لاستعادة ثقة المواطن والمجتمع الدولي بمؤسسات الدولة. لذا، أتمنى أن تعتبروا هذه الاستراتيجية حتى من دون اقرارها في هذه المرحلة مظلة واطارا شاملا للسير فعلا في مكافحة الفساد".

أبو سليمان

من جهته، ألقى أبو سليمان كلمة قال فيها: "يكثر الكلام في الآونة الاخيرة عن مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. والمحاربة الفعلية للفساد لا المحاربة النظرية هي امر ضروري وملح، لكن اللافت أن لا ملاحقات فعلية حتى الساعة، وأن اكثرية من يتحدثون عن مكافحة الفساد لا يستهدفون في اتهاماتهم، إلا أخصامهم، فلم نر أيا منهم يوجه شبهة فساد لأحد من فريقه. ولذا، كي تكون هناك ثقة بجدية محاربة الفساد التي تشكل مطلبا اساسيا للحراك الشعبي وللقوات اللبنانية، اتقدم اليوم بالاقتراحات العملية الآتية:

1 - تعزيز استقلالية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتقليص الرجوع الى السلطة السياسية.

2 - إمكانية إزالة العقوبات لبعض كاشفي الفساد وإن كانوا مشتركين فيه. فمن الملاحظ أن لا شكاوى كافية تقدم من الشعب، ربما لأنهم يخافون من تداعيات تقديمهم شكاوى. ولذا، من الضروري تأمين الحصانة لهم، ولو جزئيا، وتسهيل إجراء تسويات".

أضاف: "المطلوب إدخال بعض التعديلات على قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ومن المستحسن أيضا تعديل قوانين أخرى كقانون الاسراء غير المشروع، ولكن يجب عدم انتظار اجراء هذه التعديلات من اجل البدء بمكافحة الفساد، إذ بالامكان القيام بذلك حتى في ظل غياب قوانين فعالة. وعلى سبيل المثال، خلال تولي وزارة العمل، وضعت مكافحة الفساد وعدم التسامح مع أي رشوة أيا كان حجمها من ضمن الاولويات. ومن الخطوات التي قمنا بها:

1 - تحويل كل مشتبه بالفساد او بقبض رشوى - أكان موظفا أم لا - إلى القضاء المختص وإلى التفتيش المركزي، واتخاذ تدابير ادارية اذا كان من موظفي الوزارة.

2 - بما أن الفساد شراكة بين طرفين الراشي والمرتشي، استحدثنا تعهدا يوقعه صاحب المعاملة ‏في الوزارة ويؤكد فيه عدم دفع أي مبلغ غير ‏متوجب عليه قانونا لأي جهة كانت، ويتحمل بنفسه كامل المسؤولية وفقا للمواد 351 و352 و353 من قانون العقوبات اللبناني.

3 - على الصعيد الشخصي، لم اكتف بالتصريح عن اموالي واموال زوجتي المنقولة وغير المنقولة الى رئيس المجلس الدستوري عملا بقانون الاثراء غير المشروع، بل كلفت شركة تدقيق عالمية E&Y للتدقيق بحساباتي وحسابات زوجتي في لبنان وفي الخارج بتاريخ تسلمي مهامي في 1 شباط 2019، ثم التدقيق بكل المداخيل والمصاريف خلال تسلمي مهامي، وتدقيق نهائي عند انتهاء مهامي".

وتابع: "لقد مر شهرين على بداية الانتفاضة الشعبية وتعبنا جميعا من الطروحات العامة. ولذلك، نتقدم اليوم بطرح قانوني عملي قابل للتطبيق السريع والفعال في ضوء المعايير الدولية والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال. وقد انطلقنا من الإطار القانوني الموجود مع إضافة بعض التعديلات اللازمة التي تؤدي إلى نجاح هذا المسار من دون تأخير أو مماطلة. نضع هذا الطرح موضع نقاش عام مع كل الأطراف المعنية، وعلى رأسها مجلس القضاء الاعلى والهيئات المختصة في المجتمع المدني".

وأردف: "لقد ركزنا بشكل أساسي على تعديل قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والذي حول الى الهيئة العامة في مجلس النواب، وسنتقدم باقتراحاتنا الى الهيئة العامة. نعتبر أن إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد مستقلة ونزيهة قادرة على تفعيل المحاسبة القضائية واسترداد الأموال المنهوبة وحماية كاشفي الفساد ورفع الحصانات وضمان الحق في الوصول الى المعلومات شرط اساسي لمكافحة فساد جدية ومثمرة".

وقال: "بناء على خبرتي القانونية، إن ابرز نقاط التعديل التي أقترحها:

1 - توسيع الصفة التمثيلية لأعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك للحد من استنسابية مجلس الوزراء في اختيار الاعضاء مما يحافظ على استقلالية الهيئة، وذلك من خلال:

- انتخاب محام أو حقوقي من قبل نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس في وقت واحد ضمن إجراءات موحدة يقررها مجلسا النقابة، بدل تعيينهما من قبل مجلس الوزراء بناء على ترشيحات من النقابتين.

- انتخاب خبير محاسبة من قبل الهيئة الناخبة في نقابة خبراء المحاسبة بدل تعيينه من قبل مجلس الوزراء بناء على ترشيحات من النقابة.

- أن يكون العضو المسمى من قبل وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية من الخبراء من المجتمع المدني المتخصصين في شؤون مكافحة الفساد او المالية العامة او الادارة العامة.

2 - توسيع صلاحيات الهيئة لتشمل:

- إعطاء الهيئة صلاحية حق اجراء التسويات مع بعض الأشخاص الذين يقدمون معلومات مهمة من شأنها كشف الفساد او استرداد مال منهوب، على ان يقترن منح التسوية بموافقة أكثرية موصوفة من الهيئة وبمصادقة المحكمة الجزائية المختصة. فقد أثبتت التجارب الدولية التي نجحت فيها محاربة الفساد وعمليات استرداد الأموال المنهوبة - وهي بطبيعتها عمليات معقدة جدا - ان اجراء تسويات مع بعض المشتبه فيهم قد سهل وسرع في تحقيق المصلحة لخزينة الدولة. لذلك، نقترح اعتماد مبدأ اجراء التسويات مع ربطه بضوابط، علما بأن القوانين اللبنانية، وتحديدا قانوني العقوبات وحماية كاشفي الفساد، يقران بمبدأ استفادة المخبر عن الجرائم او الذي يعدل عن ارتكابها او يسهل كشفها من منح قانونية تحفزه على ذلك.

- رفع الحصانات عن جميع موظفي الدولة، واجراء التحقيقات والملاحقات بجرائم الفساد من دون الحاجة للاستحصال على الاذونات او التراخيص المسبقة الملحوظة في القوانين. اما بالنسبة للرؤساء والوزراء والنواب، فالمقترح تمكين الهيئة من مباشرة التحقيقات بمعزل عن موضوع الحصانة، من دون حق الادعاء الذي يستوجب اسقاط الحصانات او تعديل دستوري.

- تمكين الهيئة من رفع السرية المصرفية عن حسابات المشتبه بهم بشكل مباشر أو عبر "هيئة التحقيق الخاصة".

3 - تمكين الهيئة من قبول الهبات والمنح والمساعدات: يجوز تلقي الهيئة هبات او مساعدات من جهات داخلية او خارجية شرط النشر والافصاح عن هوية الواهبين، ومع تحاشي أي تضارب للمصالح أو تأثير على سير التحقيقات، وذلك لضمان استقلاليتها والحد من نفوذ السلطة السياسية عليها".

أضاف: "لقد جرت العادة في لبنان أن تفتح ملفات الفساد بطريقة استنسابية ووفقا لأجندات سياسية. ولذا، نطالب الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، فور تعيين اعضائها، بأن تباشر بالتحقيق ببعض العمليات التي اثارت شكوك الرأي العام، ولا نوجه هنا اصابع الاتهام إلى أحد. ومن بين هذه الملفات: عقود استيراد المحروقات، عقود البواخر، عقود تلزيم المعاينة الميكانيكية، عقود جوازات السفر البيومترية، عقود ارقام السيارات، تراخيص "ايدن باي"، عقود النفايات، عقود الاستثمار في شركتي الخليوي، وملف الباركميتر".

وتابع: "نحن على يقين بأن مكافحة الفساد تتطلب نفسا طويلا ومثابرة. ولذا، يجب الاسراع في تعديل واقرار القانون في الهيئة العامة لمجلس النواب. ونتمنى على هيئات المجتمع المدني المعنية بمحاربة الفساد ابداء رأيها وتقديم ملاحظاتها في أسرع وقت. كما سنطلب من مجلس القضاء الاعلى ابداء رأيه. وفي الختام، الشكر لمنظمة جوستيسيا الحقوقية، وبالاخص الدكتور بول مرقص والدكتورة غادة صبرا وللنائب الصديق جورج عقيص، على جهودهم ومساهماتهم في هذه المقترحات".

عقيص

بدوره، قال عقيص: "يهمنا كتكتل الجمهورية القوية وكممثلين عن القوات اللبنانية والأمة جمعاء في مجلس النواب، أن نشرح رؤيتنا لموضوع مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. ويهمني أن أسارع إلى القول إن الهدف من هذا المؤتمر هو البحث في كيفية تحويل موضوع مكافحة الفساد من شعار شعبوي الى واقع ملموس. اذ نلاحظ ان الحديث عنه يأتي في مواسم سياسية معينة سواء انتخابات نيابية او حراك او انتفاضة او ثورة شعبية. ان احد اهم اسباب غضب الناس ونزولهم إلى الشارع من 17 تشرين حتى اليوم هو الانطباع لديهم أن المال العام والاموال التي دفعها كضريبة قد تعرضت الى عملية نهب ممنهجة من قبل من تعاقب على السلطة السياسية منذ 30 سنة او اكثر حتى اليوم، وان احد اهم العوامل لإتمام المصالحة بين الشعب اللبناني والمؤسسات والدولة هو مدى اظهار جدية في استعادة المال المنهوب كي يطمئن الشعب إلى انه استعاد حقه، وأن المرتكبين مهما علا شأنهم لن يفلتوا من العقاب وستطالهم يد العدالة".

أضاف: "في مقارنة لمؤشر "مدركات الفساد العالمي" الذي يصدر عن "الشفافية العالمية"، نلاحظ ان لبنان عام 2006 كان في المرتبة 63. أما في عام 2018 فبات في المرتبة 138 بين 175 بلدا. اذا خلال 12 سنة، انخفضنا نحو 80 مرتبة، في وقت استهلك الكثير من الكلام الشعبوي والسياسي خلال هذه السنوات عن هذا الموضوع ونية السلطة بمكافحة الفساد".

وتابع: "اليوم نحن في زمن تكليف وتأليف تحت مجهر الرأي العام، وأعلن باسم تكتل "الجمهورية القوية" ان التكتل لن يعطي ثقة لحكومة لا تلتزم بوضوح في بيانها الوزاري باسترداد الاموال المنهوبة وتقديم خطة واضحة بكيفية قيامها بذلك. نحن كحزب عملنا بجهد في وزاراتنا لاجل هذا الموضوع، وشرحت الوزيرة شدياق جهدها في إقرار الخطوط التي تشكل المظلة العامة لموضوع مكافحة الفساد. وكذلك، قدم الوزير أبو سليمان اقتراحات عملية من شأنها ان تجعل من قانون انشاء الهيئة الوطنية قانونا عمليا يؤدي الاغراض المرجوة منه فلا يبقى حبرا على ورق".

وأردف: "ما نعلنه اليوم يصلح إلى أن يكون خارطة طريق يمكن اعتمادها بنظر التكتل والحزب لعملية مكافحة الفساد، فلا استقامة في موضوع مكافحة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة الا بقضاء وطني مستقل. وفي هذا الاطار، إن القوات اللبنانية وقعت على اقتراح قانون استقلالية القضاء، وهو قيد الدراسة في لجنة الادارة والعدل. ومن المهم تفعيل عمل لجنة التحقيق المنصوص عليها في قانون مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب اي القانون 44/ 2015. لهذه الهيئة صلاحيات مهمة جدا ويرأسها حاكم مصرف لبنان وتضم قضاة متخصصين في الشؤون المالية والمصرفية، ولكنها للأسف غير مفعلة ولا تؤدي الغرض الذي انشئت لاجله".

وقال: "من الضروري التواصل مع المنظمات الدولية المعنية، وأهمها مكتب الجرائم والمخدرات التابع للامم المتحدة، الذي اطلق بالشراكة مع البنك الدولي، مبادرة لاسترداد الاموال المنهوبة، وطلب من الدول المنضمة اليه، ومنها لبنان، وضع دليل ارشادي لكيفية استرداد الاموال المنهوبة. أطالب باسم التكتل وزيري العدل والدولة لشؤون التنمية الادارية في الحكومة المقبلة او حتى في الحكومة الحالية المبادرة الى الطلب من هذا المكتب مساعدة لبنان في عملية استرداد الاموال. ويمكن للبنان أن يعقد اتفاقيات ثنائية مع الدولة التي يشتبه انها تحتضن اموالا منهوبة كسويسرا وغيرها ما يسهل على القضاء اللبناني عملية استرداد الاموال".

أضاف: "ان تكتل الجمهورية القوية يحاول ان يسعى بجدية الى تحريك اي موضوع يتعلق بمكافحة الفساد وتقصي الحقائق، نعطي مثلا عن موضوع مدى استفادة لبنان من الاتفاقية الدولية لتبادل المعلومات الضريبية بشكل الكتروني، وجاءنا الجواب من وزارة المال انها اليوم بصدد انشاء برنامج الكتروني يمكن لبنان من تلقي المعلومات المصرفية والضريبية من مختلف دول العالم. نطالب الحكومة ووزارة المال الاسراع في انشاء هذا النظام لنبدأ بعملية تقصي الحقائق لان الخطوة الاولى هي تقصي الاموال وتحديد من يسيطر عليها في الدولة الاجنبية لتبادر الدولة إلى التحفظ على الاموال ومصادرتها واستعادتها بموجب الاتفاقيات الثنائية الى الدولة".

وختم: "نعرف أن القادم علينا سيشهد من جراء الثورة مزيدا من الارادة لدى الناس باستعادة الاموال المنهوبة. لن يستكينوا الا لدى معرفة مصير هذه الاموال ومتى اتخذت الدولة قرارا جديا وحاسما وصارما في هذا الصدد بعيدا عن الشعارات والشعبوية والمزايدات. الجميع مدعو ليحذو حذو القوات كمدخل لاعادة المصالحة بين الناس والدولة".

 

إمام مسجد البسطة زار إمام الخندق الغميق: نستنكر فيديو الفتنة

وطنية - الثلاثاء 17 كانون الأول 2019

زار عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى إمام مسجد البسطة الشيخ علي بيطار، اليوم إمام جامع الخندق الشيخ محمد عياد. وقال الشيخ بيطار: "أتينا اليوم لنؤكد لجميع اللبنانيين والعالم الاسلامي اننا جسم واحد. نحن لسنا اخوة فقط بل نحن "انفسنا". انني احتج واستنكر فيديو الفتنة، فمن يسيء الى آل البيت يسيء الى عقيدتي وديني، هؤلاء رموزنا ومن مقدساتنا، وحب آل النبي هو في ديننا ومعتقدنا". وشدد بيطار على ان "الاحتجاج يجب الا يكون عبر حرق السيارات وتحطيم الممتلكات". بدوره، اعتبر الشيخ عياد "ان من نشر الفيديو خسر، لانه توقع شيئا وحصل شيء آخر. ولو انتظرنا قليلا لكان الاحتجاج من الشارع السني، وقد جاءت الصرخات والاحتجاجات من بلدنا الحبيب طرابلس". واكد عياد رفضه لما حصل بالامس في وسط بيروت، وقال: "هناك حرمة للممتلكات والبيوت، والتعرض والاحتجاج بهذا الاسلوب غير مقبول بتاتا، والمراد كان خلق الفوضى في صفوف اللبنانيين لابعادهم عن مطالبهم الحقيقية في مواجهة الفساد"، مشددا على "ان عدونا واضح ويجب الا نخلق اعداء وهميين".

 

كلمة الوزير باسيل في مؤتمر اللاجئين

وكالات/17 كانون الأول/2019

أصحاب السعادة،سيداتي سادتي، نادراً ما يصبح شعب مضيف للنازحين مهدداً هو بالنزوح، وغالباً ما يسقط الأبرياء في تحركات شعبية معترضة على سياسات إقتصادية فاشلة وهذا ما لم يحصل عندنا، فلبنان هو البلد الوحيد الذي لم يتعرض أهله في عز غضبهم المطلبي للنازحين الذين يستضيفهم بسعة صدر بالرغم من أن وجودَهم هو أحد أسباب هذه الأزمة الإقتصادية.هذا يشير الى رقي الشعب اللبناني بإستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة ب200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحةً للتنوع، فتح أبوابه لكل من إضطهد، بدءاً من إخوانه الفلسطينيين، وصولاً الى إخوانه السوريين. اليوم أناشدكم، أن تقفوا الى جانبه، وأن تمنعوا إنهياره ليبقى الوطن النموذج، لمواجهة كل تطرف، وأن لا تزيد الحروب الإقتصادية مأساته فيصبح أهلَه وضيوفِهم قافزين على أول قاربٍ بحثاً عن أرضٍ جديدة في بلدانكم، يجدون فيها حاجتهم وكرامتهم.

(كارثة إنهيار لبنان ستعني أن بلداً في العالم لن يجرؤ بعدها على إستقبال أي نازح.)

سيداتي سادتي، مدركٌ أننا ندفع سياسياً ثمن مقاربتنا للهجرة، بعدم تأييد مبدأ الإندماج وصولاً الى التوطين. دَعونا دوماً الى تنظيم عودة ممرحلة وآمنة وكريمة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في وطنهم، وحذرنا من تحول الكثيرين منهم الى طالبي عمل وليس الى طالبي أمنٍ، وها نحن اليوم نشهد عودة طوعية متزايدة لهم بمعدل الف في النهار الواحد، بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية في لبنان. كم جاهرنا سابقاً أنَّ إقتصادَ بلدٍ واحد لا يستطيع تحمل كلفة شعبين، وكم كنت قد شددت على أن لا ناتج محلي من دون العامل المحلي وبإستبداله بالعامل الأجنبي، فإذا بالعاملين يصابان بالبطالة معاً. كل هذه المخاوف أضحت حقيقةً، و الأكثر خطورة الآن بأن يُستعمل النازح الضحية وقوداً لحرب الآخرين على ارضنا. تحذيري اليوم أن مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان اليكم، بسبب ما يخطّط لنا. أتمنى أن أكون مخطئاً، فننجو معاً من مخاطر اللجوء (وأعباء الإندماج) الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفاً يمينياً متزايداً، يقابله تطرف آخر يمهد لكافة الصراعات. ماذا سيحل بالإعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا إنتهت من النازية والفاشية وكل أشكال العنصرية؟

سيداتي سادتي، (الوضع لا يبشر بالخير)، ما حصل في سوريا مهدد بتكرارِه عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة فهل هذا ما يراد للبنان؟

"إن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة ، فإما أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها!! "حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة". وشكراً.

 

من الشرق الأوسط مقابلة مطولة مع قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي

مظلوم عبدي: لدينا 110 آلاف مقاتل... ونتمسك بهيكلية قواتنا في جيش سوريا المستقبل/تركيا تقوم بـ«تطهير عرقي»... وترمب وعده بالدفاع عن حلفائه شرق الفرات

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2019

كشف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي في حديث إلى «الشرق الأوسط»، قيام القوات الأميركية بالانتشار في مناطق جديدة شرق الفرات بموجب قرار الرئيس دونالد ترمب لـ«محاربة داعش» وحماية الثروة النفطية، قائلاً إنه تبلغ أنهم سيدافعون عن قواته «ضد أي هجوم من أي طرف». وأوضح أن الوضع شرق الفرات «معقد أكثر بكثير من السابق» بسبب وجود القوات الروسية والتركية والسورية والتحالف و«لدينا مجموعات تنسق معها لتجنب حصول مفاجآت».

وقال إن قواته لم توافق على جميع بنود اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا بينها الإشارة إلى اتفاق أضنة، موضحاً: «تركيا تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي وهدفها الأساسي التطهير العرقي (...) وسنعدّ أي دعم أو موافقة على الخطط التركية، بمثابة مشاركة مع تركيا في عمليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي».

وأكد رداً على سؤال توقيعه مذكرة تفاهم مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، قائلاً: «كنا طلبنا مراراً من الحكومة السورية نشر قواتها على الحدود لدحض الحجج (الذرائع) التركية لغزو الأراضي السورية. سابقاً، لم تتجاوب الحكومة. لكن بعد الغزو التركي الأخير تجاوبت مع ذلك، ووافقنا على نشر قوات الحكومة في جميع نقاط التماس بين قواتنا وقوات تركيا».

وقال عبدي إنه طالب خلال مفاوضات مع دمشق بالحفاظ على خصوصية «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم 110 آلاف مقاتل وعنصر في الأمن الداخلي، في «جيش سوريا المستقبل».

وسئل عن مستقبل الإدارة الذاتية، فأجاب أن المفاوضات مع دمشق «تتطلب وقتاً أكثر وحواراً أطول»، موضحاً: «المنطقة تحتاج إدارة ذات طابع سياسي».

هنا نص الحديث الذي أجري هاتفياً من القامشلي أول من أمس:

> الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرر الانسحاب في بداية أكتوبر (تشرين الأول) ثم تراجع عن ذلك. عسكرياً، كيف هو الوجود الأميركي وعلاقتهم معكم في الوقت الراهن؟

- الانسحاب الأميركي حصل من غرب شمال شرقي سوريا. حالياً، الأميركيون موجودون في شرق شمال شرقي سوريا، أي في محافظتي دير الزور والحسكة، أي الجزيرة. هناك إطار عسكري لوجودهم وهناك قواعد تحدد حركة القوات الأميركية في المنطقة. لديهم قواعد عسكرية محددة من الفرات جنوباً إلى الحدود التركية والمناطق النفطية في ديريك (المالكية) شمالاً، حيث صار لهم وجود جديد في هذه المنطقة وفي منطقة القامشلي.

> لديهم 600 جندي شرق الفرات، في أي قواعد؟

- لديهم قوات متحركة ويوجدون من حدود تركيا في المنطقة الشرقية إلى نهر الفرات. وجودهم مستمر. وفي شكل عام، بإمكاني القول إن القواعد العسكرية الأميركية من حيث العدد، بقيت كما كانت سابقاً.

> عدد هذه القواعد؟

- ليس لدي عدد محدد.

> بالنسبة إلى مذكرة التفاهم بين القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية»، هل جرى أي تغيير في بنودها؟

- الأهداف نفسها لا تزال سارية، أي محاربة «داعش». وهناك هدف جديد هو حماية الثروات النفطية.

> عندما حصل قرار ترمب بالانسحاب تحدث بعض المسؤولين الأكراد عن «خيانة أميركية» و«طعنة بالظهر». هل هذا الشعور لا يزال مستمراً؟

- بالطبع، الانسحاب الأميركي المفاجئ خلق نوعاً من خيبة الأمل ونوعاً من عدم الثقة بالوعود (الأميركية) التي تم إعطاؤها سابقاً. نعرف أن التراجع عن قرار الانسحاب كان نتيجة الضغط من الرأي العام الأميركي والكونغرس وجهات أخرى والأصدقاء الآخرين في قوات التحالف الدولي ضد «داعش». هذا جعلنا نشعر بنوع من التفاؤل بوجود أصدقاء. أما في أميركا، فهناك من يريد الانسحاب وهناك من يريد البقاء حتى يتم تحقيق السلام في سوريا.

> حالياً، بعد قرار البقاء. هل هناك سقف زمني لهذا البقاء؟ أم أنه عرضة لتغريدة جديدة من ترمب؟ أم أنه مفتوح؟

- سابقاً لم يكن هناك أي جدول زمني والآن ليس هناك جدول زمني. هناك أهداف محددة، وهي القضاء نهائياً على «داعش» والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. هذا يعني أنه عرضة للتحليلات حسب الأشخاص.

> سابقاً، كانت «قوات سوريا الديمقراطية» تسيطر على ثلث سوريا ومعظم الثروات. حالياً، هذه المنطقة فيها 4 أطراف: قوات التحالف بقيادة أميركا، وهناك روسيا، وهناك تركيا، إضافة إلى قوات الحكومة السورية. في حال تعرضت «قوات سوريا الديمقراطية» للاعتداء من أي طرف، هل هناك ضمانات أميركية بالدفاع عنكم وعن قواتها ضد ذلك؟

- القوات الأميركية مسؤولة عن المناطق المنتشرة فيها. هم صرحوا بذلك وأكدوا ذلك، لكن أيضاً لدينا اتفاقات عدة. الاتفاقية التي عقدها الأميركيون مع تركيا في أنقرة، واتفاقية سوتشي بين روسيا وتركيا، وهناك تفاهم بيننا والقوات الحكومية السورية بضمانة روسيا وتفاهم معها.

هذه الأطر تحدد وجود هذه القوات في المنطقة. القوات التركية كانت تقوم بالاحتلال والغزو، لكن تم تحديد المناطق بالاتفاقيات التي ذكرتها. القصد من الجميع هو الوفاء بالالتزامات الموجودة في هذه الاتفاقات.

> سنأتي إلى هذه الاتفاقات. لكن سؤالي هو أنه في حال تعرضتم لأي هجوم من أي طرف من هذه الأطراف، فإن الأميركيين سيدافعون عنكم أم أن مهمة الأميركيين فقط حماية النفط وقتال «داعش»؟

- أستطيع القول: نعم عن هذه النقطة.

> أي، في حال تعرضتم لأي هجوم من أي طرف، فإن القوات الأميركية ستدافع عنكم، صحيح؟

- نعم، هناك تعهد في هذا المجال.

> بالنسبة إلى الوجود التركي شرق الفرات، هناك مذكرة أميركية وأخرى روسية مع تركيا، بحيث تم تحديد منطقة بين تل أبيض ورأس العين. هل تعدون هذين الاتفاقين مرضيين وجرى تنفيذهما؟

- دعنا نكون دقيقين. نحن وافقنا على البنود التي تتعلق بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات من مناطق معينة، وتم تنفيذ هذه البنود في شكل كامل من طرفنا. لكننا لا نقبل الوجود التركي وشرعنة الاحتلال التركي. لذلك لم نوافق على جميع البنود ولم يؤخذ رأينا في ذلك.

> لكن البنود المتعلقة بعمق انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية والسلاح الثقيل، جرى تنفيذها وتركيا تقول إنها لم تنفذ كاملة؟

- بالعكس، الجانب التركي خرق هذه الاتفاقيات. في 17 أكتوبر (تشرين الأول) تم إبرام الاتفاقية (بين أميركا وتركيا)، ونحن قمنا بتنفيذ ما يتعلق بنا في شكل كامل. تركيا، هي التي راوغت نحو شهر واستمرت بالتقدم واحتلال مناطق خارج منطقة الاتفاق. من جهتنا، قمنا الوفاء بجميع البنود من الناحية العسكرية.

> سمعت أن روسيا تدخلت ووضعت حدوداً للتقدم التركي شرق الفرات وجرى الانتشار وفتح الطريق بين القامشلي وحلب. هل هذا صحيح؟ وهل أميركا لا تزال وسيطاً بينكم وبين تركيا؟

- هناك مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين تركيا عبر الأميركيين وتتعلق بموضوع تنفيذ اتفاق أنقرة.

> حول ماذا؟

- حول الانتهاكات التركية لهذه الاتفاقية ومحاولات تركيا القيام بعمليات تغيير ديموغرافي في المنطقة التي احتلتها ومنع عودة النازحين إلى مناطقهم والاستيلاء على الممتلكات ومحاولة تهديد جلب آخرين إلى هذه المنطقة. كل هذه المسائل التزمت أميركا بتنفيذها، وهي ملتزمة بفرض التزام تركيا ببنود اتفاق أنقرة.

> تركيا تخطط بداية لإسكان مليون شخص بين رأس العين وتل أبيض. والرئيس رجب طيب إردوغان طلب في القمة الرباعية في لندن بداية الشهر المساهمة البريطانية والفرنسية والألمانية في تنفيذ الخطة. الأوروبيون يرفضون المشاركة في إعادة سوريين إلى غير مناطقهم. ماذا تبلغتم من حلفائكم الأوروبيين؟

- بالتأكيد، تركيا لا تقوم فقط بالتغيير الديموغرافي، بل بالتطهير العرقي.

>تطهير عرقي؟

- تركيا هدفها القضاء على الشعب الكردي. حالياً، تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي وهدفها الأساسي التطهير العرقي. رأينا ذلك في عفرين. الشعب لجأ إلى مناطق مجاورة ويتم قصف يومي للمدنيين. ما تقوم به تركيا أمر غير مقبول ويجب ألا يحصل على أي دعم من أي جهة دولية كانت. وسنعدّ أي دعم أو موافقة على الخطط التركية، بمثابة مشاركة مع تركيا في عمليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي.

> بالعودة إلى الاتفاقات. وقعت مذكرة تفاهم مع مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك لانتشار قوات حرس الحدود السورية على حدود تركيا وشرق الفرات. هل ممكن ذكر تفاصيل المذكرة؟

- هذا الاتفاق لا علاقة له بالغزو التركي. كنا طلبنا مراراً من الحكومة السورية نشر قواتها على الحدود لدحض الحجج (الذرائع) التركية لغزو الأراضي السورية. سابقاً، لم تتجاوب الحكومة السورية. لكن بعد الغزو التركي الأخير تجاوبوا (في دمشق) مع ذلك، ووافقنا على نشر قوات الحكومة في جميع نقاط التماس بين قواتنا وقوات تركيا. حالياً، ليست هناك أي نقاط تماس بيننا وبين الجيش التركي.

> هذا بموجب مذكرة بينك وبين اللواء مملوك...

- صحيح. هو وقع باسم الحكومة وضمانة روسيا.

> هل يتضمن هذا التفاهم أي تعاون بين «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات الحكومة ضد الهجوم التركي؟

- بصراحة يجب أن تسأل هذا السؤال إلى الحكومة السورية. هي قادرة على الإجابة. حالياً وجود قوات الحكومة هدفه إعلان الوجود الرسمي على حدود تركيا. من المفروض أن تكون عملية مقاومة الاحتلال التركي، عملية وطنية مشتركة.

> هل طلبتم هذا من دمشق؟ وما الجواب؟

- أفضل أن تسأل السؤال لهم.

>إحدى أولويات روسيا لضمان الاتفاق بينكم وبين دمشق، هي تنفيذ اتفاق أضنة لعام 1998. صحيح؟

- صحيح.

> لكن كما نعرف أن اتفاق أضنة الموقع في 1998 يتضمن التعاون بين دمشق وأنقرة للتعاون ضد «حزب العمال الكردستاني» والتوغل شمال سوريا بعمق 5 كيلومترات. صحيح؟

- صحيح.

> إذن، هل أنتم قلقون من احتمال تطور المسارات لحصول تعاون مستقبلي بين أنقرة ودمشق برعاية روسية ضدكم؟

- أولاً، دعني أوضح نقطة. نحن لم نوافق على جميع النقاط في اتفاق سوتشي. قلنا ذلك، ونقول إنه لدينا تحفظات على بعض البنود بينها هذا البند. هناك بنود عسكرية وافقنا عليها وقمنا بتطبيقها في شكل كامل. لكن بعض الأمور وما يتعلق بمستقبل سوريا ومستقبل المنطقة (في شرق الفرات) نعدّها غير واقعية وغير صحيحة وتؤثر في شكل سلبي ولن نقبل بها.

بالنسبة إلى اتفاقية أضنة، نحن نعدّ أنه ليست هناك أي أرضية لتطبيق هذه الاتفاقية. اتفاقية أضنة هي بين الجانبين. على تركيا أن تلتزم بها بوقف دعم مجموعات «الإخوان المسلمين» والمعارضة التابعة لها، ويجب منع تدخل تركيا في سوريا ودعمهم.

هذا لا يمكن أن تقوم به تركيا حالياً. تركيا موجودة في سوريا بكامل قواتها وتقدم الدعم الكامل لما يسمى «الجيش الحر» و«الإخوان المسلمين». ليست هناك أي أرضية لتنفيذ اتفاقية أضنة.

> لكن جزءاً من الاتفاقية طبق؛ عمق الانسحاب والدوريات...

- هذا جانب عسكري. وكانت لدينا تحفظات على بنود أخرى.

> هناك حالياً قوات أميركية وأخرى تابعة للتحالف، وقوات روسية وتركية وسورية. هل أنت قلق من احتمال الصدام في هذه الصورة المعقدة والمتداخلة شرق الفرات رغم التفاهمات؟

- بصراحة الوضع معقد أكثر بكثير من السابق، ويمكن أن تحصل مفاجآت عسكرية، لكننا نحاول متابعة الأوضاع على الأرض لمنع حصول ذلك. لدينا مجموعات تنسق مع القوات الحكومية والروسية. ولدينا مجموعات تنسق مع القوات الأميركية. حتى الآن تقوم قواتنا بعملها على أكمل وجه لتجنب حصول مفاجآت.

> في مذكرة التفاهم مع دمشق، جرى الاتفاق على تأجيل مناقشة البعد السياسي. صحيح؟

- دعني أقول الأمور بصراحة: كان هناك وضع عاجل واستثنائي. كان هناك غزو تركي تطلب أن نقف معاً لوقف الغزو، فحصل تفاهم مع الحكومة السورية. بالنسبة إلى الاتفاقات السياسية، أظن أنها تتطلب وقتاً أكثر وحواراً أطول. لا بد أن تجتمع الوفود لفترة أطول للوصول إلى تفاهمات سياسية.

> سمعنا تصريحات مختلفة من دمشق حول العلاقة مع «قوات سوريا الديمقراطية»؛ أحدها الاستعداد لقبول اندماج هذه القوات فردياً ضمن الجيش، ما موقفكم؟

- موقفنا واضح جداً، هو أن «قوات سوريا الديمقراطية» هي قوات وطنية سورية وجزء من المنظومة الدفاعية السورية ونريد أن نكون جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية في سوريا المستقبل، وأن يكون لها بعد دستوري أيضاً.

«قوات سوريا الديمقراطية» تشكلت خلال الحرب لحماية المنطقة عندما انسحب الجيش الحكومي، وهي تقوم بحماية المنطقة من الجميع داخلياً وخارجياً: القوات التركية والمجموعات الإرهابية. استطعنا الحفاظ على المنطقة وأثبتت صفتها الوطنية وقدراتها العسكرية. ونطلب أن يكون لهذه القوات نطاق طبيعي ضمن المنظومة الدفاعية السورية، هو أن تقوم بحماية هذه المنطقة التي حررتها في شمال شرقي سوريا وأن يخدم أفرادها ضمن هذه المنطقة ويقومون بواجبهم الوطني في هذه المنطقة كأحد تشكيلات جيش سوريا.

> ما عدد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» من جيش وشرطة؟

- الآن، القوات المسلحة وقوات الأمن زاد عددها بسبب الغزو التركي، حيث كان هناك استنفار لانضمام الشباب. عدد «قوات سوريا الديمقراطية» هو 80 ألفاً. ولدينا 30 ألفاً من قوات الأمن الداخلي. يعني إجمالي العدد هو 110 آلاف مقاتل وعنصر أمن.

> هذا يكفي لتشكيل فيلقين في الجيش؟

- نعم، صحيح.

> كيف يمكن عسكرياً الحفاظ على هذا الكيان ليكون مستقلاً عن الجيش؟

- هناك تجارب مختلفة في بلدان أخرى. هي قوات موجودة على الأرض ولا نقوم بتشكيلها، بل هي تقوم بواجبها الدفاعي وأصبح لديها ضباط وعسكريون خلال 8 أعوام. يمكن أن تكون على شكل فيلقين - كما ذكرت - أو قيادة عسكرية لمنطقة شمال شرقي سوريا ضمن 3 مناطق في جيش سوريا.

> هل طرحتم هذا على دمشق؟

- هناك حوار معهم. الآراء مختلفة ونهدف إلى الوصول إلى حل وسط مشترك.

> ما تصورك لهذا الحل الوسط؟

- أن تكون هناك خصوصية لهذه القوات وأن يخدم أبناؤها في المنطقة وأن تكون لها قيادة وأن تبقى القيادة الحالية وتخدم هذه المنطقة وتحافظ على هيكليتها، لكن يمكن أن يعدل ذلك بما يتناسب مع هيكلية الجيش السوري في شكل عام.

> هل طرحتم ذلك على روسيا؟

- نعم. الروس أيضاً لديهم رؤية إيجابية بالموضوع. هم يقومون بدور مساعد بهذا الأمر.

> هل روسيا تتفهم موقفكم أكثر من دمشق؟

- روسيا باعتبارها الدولة الضامنة، تحاول القيام بدور إيجابي للوصول بين الطرفين إلى حل يرضي الطرفين.

> هل يمكن تكرار تجربة «الفيلق الخامس» الروسي؟

- لا، نحن نتحدث عن قوات موجودة أساساً، حاربت الإرهاب والاحتلال وأثبتت نجاحها ولديها قيادات عسكرية ومؤسسات عسكرية ضخمة. هي موجودة وليس المطلوب بناء قوات جديدة (كما حصل في الفيلق الخامس الروسي في جنوب سوريا).

> ماذا عن موقف أميركا؟

- لا أظن أنهم سيعترضون على ذلك. إذا وصلنا إلى حل يرضي طموحاتنا.

> هناك من يقول إن «قوات سوريا الديمقراطية» هي قوات كردية عمادها «وحدات حماية الشعب» الكردية. ما تشكيلة القوات؟

- أسمع ذلك. هذه الاتهامات ليست صحيحة أبداً. بشكل أخص، الاحتلال التركي ينشر هذه الاتهامات الباطلة. «قوات سوريا الديمقراطية» هي قوات وطنية سورية بامتياز، فيها جميع مكونات الشعب السوري، العرب والأكراد والآشوريون والتركمان والأرمن. لهم ممثلون بالقيادة. نسبة العرب والأكراد مناصفة إلى جانب تشكيلات من المكونات الأخرى.

> لكن هناك من يقول إن نسبة الأكراد في شرق الفرات لا تساوي نصف الشعب. هناك اتهامات بأن الأكراد يسيطرون على مناطق عربية؟

- «وحدات حماية الشعب» الكردية قامت بداية بتحرير مناطق عربية من «داعش». هذا كان في البداية، لكن بعد تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» عبر تحالف جميع الفصائل بما فيها العربية، فإن تحرير المناطق العربية قامت به «قوات سوريا الديمقراطية». كما أن قيادة المجالس العسكرية في المناطق العسكرية مثل منبج ودير الزور والرقة والطبقة، أغلبها - إذا لم أقل كلها - من شباب المنطقة والمكون العربي. هم يقومون بقيادة تشكيلاتهم العسكرية.

> هناك من يقول إن مشروعكم الحقيقي هو الانفصال ونسخ تجربة كردستان العراق. ما ردكم؟

- الوضع مختلف جداً عن كردستان العراق. لها خصوصية وذات أغلبية كردية ساحقة. نحن في منطقة فيها كل المكونات وبعض المناطق ذات غالبية عربية، مثل دير الزور والرقة وغيرهما. لا يوجد أكراد فيها. أكدنا مراراً أنه ليس هناك مشروع انفصالي أو تشكيل دولة كما يقال. الأمر يتعلق بإدارة المنطقة من أبناء المنطقة. هذا كل ما في الأمر.

> الواجهة السياسية لكم هي الإدارة الذاتية وتقترحون الحفاظ عليها من الإدارة المحلية التي تقترحها دمشق. صحيح؟

- بالأساس، الموضوع لا يخص المصطلحات. الموضوع الجوهري أن المنطقة تحتاج إدارة ذات طابع سياسي. المنطقة تتطلب أن يكون لها جانب سياسي. اللامركزية سواء كانت محلية أم ذاتية يجب أن يكون لها جانب سياسي وأن ينتخب أبناء المنطقة إدارتهم ويديرون مناطقهم ويقومون بالواجب العسكري في مناطقهم وقوات الأمن الداخلي تحمي مناطقهم. النموذج الموجود حالياً، ليس انفصالاً. نريد الحفاظ عليه والاستمرار به بعيداً عن المصطلحات.

> ماذا عن الثروات الطبيعية في شرق الفرات من نفط وغاز وسدود. هل هذه ورقة تفاوضية مع دمشق؟

- قمنا بواجبنا الوطني بالحفاظ على هذه الثروة الوطنية في خضم هذه الحرب الكبيرة. لم نجعلها تقع في أيدي الإرهابيين ولا أن تستخدم ضد الدولة السورية. استطعنا الحفاظ عليها. نستطيع القول أيضاً إنه حتى الآن نتقاسم هذه الثروات؛ سواء الكهرباء أو السدود والثروات النفطية مع جميع أبناء الشعب السوري.

> النفط أيضاً؟

- حتى الآن، نحرص على أن يستفيد الجميع من هذه الثروات. رغم الحرب، قمنا بواجبنا حتى الآن إلى أن يتحقق هذا دستورياً.

> ماذا تقصد دستورياً؟

- دستورياً، أي أن يستفيد من هذه الثروات جميع أبناء الشعب السوري. هذه الثروات للدولة السورية. والدولة السورية يجب أن توزع الثروات على الجميع بشكل عادل. كل ما يقال حول احتكار الثروات الوطنية أو احتكار الثروات الموجودة، غير صحيح. حالياً، نقوم بتقاسم هذه الثروات مع الجميع وجميع المحافظات السورية في شكل مناسب.

> بما فيها الحكومة السورية، هناك نفط يذهب إلى مناطق الحكومة...

- نعم، بما في ذلك الحكومة السورية. الجميع يعرف ذلك. هذا يحصل في شكل غير مباشر. رغم عدم وجود أي اتفاقية بيننا وبين الحكومة، نحرص أن يستفيد من هذه الثروات جميع أبناء الشعب السوري، وهذا يجري حالياً. الكهرباء من سد الطبقة، تذهب إلى حلب وتستفيد منها المناطق الغربية. الثروات النفطية الموجودة في الجزيرة ودير الزور تذهب إلى المناطق الغربية (حيث تسيطر الحكومة).

> هل هناك أرقام عن إنتاج النفط؟

- لست خبيراً في هذا المجال، لكن نؤكد أن تقاسم الثروات يتم في شكل يصل إلى جميع المناطق.

> فيما يتعلق بالحوار مع المعارضة. أين هو؟

- أظن أن الضغط التركي أثر في شكل كبير على ذلك وعلى التقارب مع فصائل المعارضة المعتدلة المقبولين. الغزو التركي أثر وموقفهم (الفصائل المعارضة) كان منحازاً للغزو التركي.

> توقف الحوار؟

- ليس هناك أي تقدم حالياً. توقف الحوار.

> ماذا عن اتصالاتك بالرئيس ترمب واحتمال زيارتك لواشنطن؟

- الاتصال الأول مع ترمب كان لوقف الغزو التركي الذي كان جارياً. الرئيس ترمب وعد بأنه سيتحدث مع إردوغان لوقف الغزو. بعد ذلك، حصلت اتفاقية وقف النار (في أنقرة في 17 أكتوبر). الاتصال الثاني، كان ليعلمنا أن القوات الأميركية ستبقى وسنعمل معاً وسيكون هناك وجود أميركي في شكل رسمي. دعاني لزيارة واشنطن واللقاء به لبحث هذه الأمور.

> هل هناك موعد؟

- سنقوم بالزيارة في الوقت المناسب.

> هناك اعتراض تركي؟

- الآن، هناك عملية تغيير ديموغرافي في المناطق المحتلة سواء في عفرين أو غيرها من المناطق الجديدة. هذا أمر خطر جداً لا يستهدف الوجود الكردي فقط، بل الشعب السوري عموماً. هناك مطامع «إلحاقية» (توسعية) لضم أراضٍ سورية إلى تركيا ويجب على المجتمع الدولي والرأي العام العربي التوقف عند هذه المسألة ويكون هناك موقف حازم للضغط على المجتمع الدولي لوقف العملية التي تهدد مستقبل سوريا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  17-18 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

لبنان ودع جوزف ابو خليل في مأتم حاشد الرقيم: باق عبر إرثه الفكري سامي الجميل:عملاق أدى دورا في تاريخ لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/81551/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%af%d8%b9-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%81-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%a3%d8%aa%d9%85-%d8%ad%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1/

 

تقارير ومقابلات (فيديو) تحكي الإرهاب والتهديدات والإتهامات بالتخوين والشيطنة التي يتعرض لها الإعلاميين والناشطين الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله/مع بيان يستنكر حرق خيمة الملتقى وتخوين القيمين عليها

http://eliasbejjaninews.com/archives/81546/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7/

*علي الأمين: الشيعة المعارضين لأمل وحزب الله يقمعون ويهددون وتركب لهم ملفات قضائية.

*لقمان سليم الثنائية الشيعية هددتي وهددت عائلتي بالقتل

*قضية «الملتقى» تابع.. جُملة إستنكارات رافضة لخطاب التخوين

جنوبية/17 كانون الأول/2019

*60 يوماً على الثورة.. يوميات وحكايا لا تنسى

علي الأمين/جنوبية/17 كانون الأول/2019

فيديو مقابلة مع الكاتب والإعلامي السيادي علي الأمين من قناة الحدث يشرح من خلالها معاناة المعارضين اللبنانيين الشيعة للثنائية الشيعية (أمل وحزب الله) وتحديداً داخل المناطق التي تسيطرة الثنائية عليها، واشار إلى ما تعرض له العلامة علي الأمين من اتهامات باطلة بالتخوين على خلفية مشاركته في مؤتمر البحرين مؤخراً، علماً أن سفير لبنان في البحرين ومطارنة مسيحيين شاركوا هم أيضاً فيه. كما لفت إلى ما تعرض له الكاتب والإعلامي لقمان سليم وعائلته من حملات تهديد بالقتل./اضغط هنا لمشاهدة المقابلة/17 كانون الأول/2019

*فيديو مداخلة للإعلامي والكاتب والناشط السياسي والحقوقي لقمان سليم من قناة الحدث: هددوني وهددوا عائلتي/اضغط هنا لمشاهدة المداخلة/17 كانون الأول/2019