LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december16.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/حراس مجلس النواب بلطجية..هيدي هي المقاومة الكذبي

الياس بجاني/شو بدون بري ونصرالله تا باعتين زعرانون المنظمين تا يحرقوا الخيم؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

الياس بجاني/حرس المجلس يضرب من جديد !!

الياس بجاني/استقالة زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا بعد فشل حزبه في الانتخابات فهل يتعلم منه جعجع والحريري وباسيل وجنبلاط ويعتزلوا السياسة بعد اعترافهم بفشل التسوية الخطيئة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/12/2019

نتانياهو: لبنان بأكمله سيدفع الثمن إذا تجرأ “حزب الله” على مهاجمتنا

جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق تمريناً عسكرياً على الحدود مع لبنان

حمد بن جاسم حذَّر من قرب إعلان "صفقة القرن" ودعا إلى الاستعداد لمواجهتها

الجامعة العربية: قلقون إزاء الاشتباكات التي وقعت في لبنان مؤخرا

هيل قريباً في بيروت للقاء المسؤولين... عدا باسيل

لقاء بين عون والحريري وهذا ما تناوله..

اللواء عثمان: المتظاهرون أهل للعسكر ويجب احترام بدلة قوى الأمن

حزب الله يدفع بتكليف الحريري تشكيل حكومة ثمّ إسقاطها في البرلمان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المجلس العالمي لثورة الأرز: طوم حرب يلتقي مسؤولين أمريكيين لحماية المتظاهرين في لبنان

محمد رعد: لم يعد يعنينا من يأتي رئيس حكومة بل ارتباط البرامج بالاستجابة للأميركي

نبيل قاووق: لحكومة تنال ثقة المتواجدين في الشارع وتكون مؤتمنة على مصالح الوطن

الحسن حذرت من وجود مندسين يهاجمون القوى الأمنية: أناشد الثوار السلميين إخلاء الساحات

الفرد رياشي: ندعو القوى الأمنية لعدم الانصياع للميليشيات

الخطيب يروي تفاصيل مشواره مع ترشحيه لرئاسة الحكومة

طرد السنيورة من الجامعة الأميركية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفد إسرائيلي في أبوظبي للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة الفساد

إيران تجدد الدعوة لاتفاق عدم اعتداء بينها وبين دول الخليج وطهران تصدت لهجوم إلكتروني للتجسس على مخابراتها وتتعقب المتسللين

البركاني: إيران خلقت جحيماً مرعباً في اليمن

قطر: لا محادثات حالياً مع الإمارات وأجرينا مناقشات مع السعودية وعباءة إيفانكا تلفت الأنظار بمنتدى الدوحة

ثوار العراق يدعون مجلس الأمن إلى مواجهة التدخلات الإيرانية

مصادمات ليلية في كربلاء... والحكيم طرح خريطة طريق... والصدر رفض ترشيح رئيس حكومة دون موافقة المحتجين

بدء ترشيح قضاة لإدارة مفوضية الانتخابات الجديدة

الكشف عن مقبرة جماعية لضحايا “الحشد الشعبي” في الفلوجة

السعودية وباكستان تبحثان تعزيز العلاقات وجهود تخفيف التوترات في المنطقة وانطلاق التحضيرات للقمة العربية - الأفريقية الخامسة بالرياض

السيسي: الإرهاب صناعة شيطانية توظفه بعض الدول لأهداف سياسية

غوتيريس دعا في شرم الشيخ "شباب العالم" للحوار... وأبوالغيط نعى "ضياع" القضية الفلسطينية

الجيش الليبي: حسم معركة طرابلس قد يستغرق بعض الوقت

قطر تدعم "الوفاق"... وبرلمان تركيا يبحث إرسال قوات لمساندتها... وخطف قيادات القذافي بالسجون

تركيا تعتبر سورية مسرحاً للحروب بالوكالة وتؤكد أن لا أحد يمارس ضغطاً لرحيل الأسد وقافلة للتحالف دخلت القامشلي... و"ويكيليكس" شكك بـ"كيماوي دوما"

نهاية حقبة أردوغان وشيكة وحزب داوود أوغلو يهدد بقاءه وتركيا وسّعت تواجدها العسكري في قطر

كندا جاهزة لاستقبال مليون مهاجر...

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تظاهرات وسط بيروت: ثأر المنتفضين من غزوة السبت/وليد حسين/المدن

تحالف أركان النظام.. يستنجد بالعنف والحرب المذهبية/منير الربيع/المدن

الغاز المسيل للدموع يؤدي إلى الإدمان على الثورة/نادر فوز/المدن

جبران باسيل يرقص التانغو في الدوحة/ساطع نور الدين/المدن

فيديوغراف: لهذه الأسباب ينتفض اللبنانيون/لين عبد الرضا/المدن

أمل.. التيار.. حزب الله/أحمد جابر/المدن

“أل بي سي” و”نيو تي في” عادتا إلى موقعيهما/حازم الأمين/موقع درج

مقره يذكر بمبنى برلمان تشاوشيسكو... المجلس النيابي اللبناني ممنوع على المواطنين/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

موفد أميركي في بيروت لتقديم نصيحة أخيرة قبل الانهيار واستبعاد باسيل من اللقاءات وعقوبات قد تشمل شخصيات مسيحية مقربة من حزب الله/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

لا عودة إلى ما قبل 17 أكتوبر في لبنان/عديد نصار/العرب

أميركا اللاتينية، لماذا الانهيار؟/منى فياض/الحرة

مصير الشرق الأوسط بين الحكمة والتهوّر في قرارات طهران وأنقرة/راغدة درغام/ايلاف

قاسم سليماني.. حتمية الرحيل عن العراق/د. ماجد السامرائي/العرب

متى يُدرك نظام الظلام فداحة تركة الخميني الكارثية؟/أحمد الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا بافتتاح تساعية الميلاد بالجامعة الأنطونية الراعي: نصلي لنجاح الاستشارات وتشكيل حكومة تتمتع بالمصداقية والثقة والفاعلية

الرئيس أمين الجميل: ما يشهده لبنان متوقع بسبب غياب القيادة والحوكمة الرشيدة

عثمان للمتظاهرين في ساحة الشهداء: حافظوا على تحرككم السلمي ونحن نحميكم بالدستور والقانون

صعب في جلسة حوار ترأسها السيسي: على المجتمع الدولي ايجاد حلول سريعة تعيد النازحين إلى بلادهم

الخازن بعد اجتماع التكتل الوطني: سنسمي الرئيس الحريري ونتمنى تشكيل حكومة انقاذية وفعالة بأسرع وقت ممكن

حبيش: هدى سلوم محتجزة وليست موقوفة

الراعي للسياسيين: كفى كيدية وتلاعبا بمصير دولة آخذة بالانهيار لبنان دولة ديموقراطية لا ديكتاتورية ولا يحق لأحد أن يملي إرادته مستقويا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم. وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81515/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%88%d8%ad-%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81/

بالغالب وبالتحليل وعلى خلفية السوابق التشاطرية والباطنية إياها وما غيرها، فإنه بنسبة 98% نواب شركة حزب سمير جعجع ال 15 سيسمون الحريري اليوم وذلك حفاظاً على وهم حصة ما في الحكومة، وإن مواربة عن طريق غير حزبيين معلنين.

وفي حال عدم التسمية لأي مرشح فهذا يعني التسمية المبطنة للحريري مع وعد بالثقة في حال تم اكرام المعرابي بوزراء هو يختارهم بينه وبين الحريري دون ضجة اعلام... يعني تيتي تيتي ويا باطنية وتشاطر مكشوفين..!!

هذا أذا تشكلت الحكومة ولم يبقى الحريري رئيساً مكلفاً أشهروأشهر إلى أن يأتي الضوء الأخضر من طهران.

فمن المؤكد بأن المعرابي و100% لا يزال شريكاً وكامل الأوصاف في الصفقة الرئاسيةالخطيئة.. ومن أول كلن يعني كلن.

ورفضه الفج إلإعتراف بخطيئتي ورقة نوايا معراب التقاسمية، والصفقة الرئاسية وما تلاهما من صفقات سلطوية لا سيادية يبقيه حيث كان ولا يزال ..والباقي تمثيل وباطنية وتشاطر لن يحصد منهم غير الخيبات وكما دائماً.

بتبريره التشاطري عن انتخاب عون قبل أمس استعار المثل القائل:”جازي جوزتك حظ من وين بجبلك”؟

يعني مثله مثل الصهر والحريري ممتهن “اسقاط” وعم يلوم الغير على أفعاله.. وبالتالي يلي ما بيعترف بخطيئته الخطيئة هذه تهلكه.

كانوا بإيام التكاذب يخبرونا عن غرام وهيام سمير وسعد وفجأة تغير الحال وتغير المنوال!!

وغناني غنوا لغرام وهيام أوعا خيك وما زبطت الأمور…وتعرت مؤامرة التقاسم وانفخت الدف وتفرقوا الأحباب!!.

وفصل مسرحية غرام سمير وسعد القديم الجديد الذي رممه بالواسطة غطاس خوري لن يكون مصيره مختلفاً عن غرام أوعا خيك ومقولة سمير وسعد…”ما بيفرقون غير الموت”!!

في الخلاصة، الحريري من كلن يعني كلن، وجعجع من أولن.

.. وبس هيك.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خدمة لحزب الله ولإحتلاله ولإرهابه

الياس بجاني/15 كانون الأول/2019

الحريري يحمي أكبر الفاسدين وممتهن تنازلات وتسويات وهو ليس فقط من كلن كلن بل أول كلن كلن. تكليفه هو خدمة لإحتلال حزب الله ولتأبيد وتشريع هذا الإحتلال الملالوي للبنان

 

اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/81472/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84/

الموت في مفهومنا الإنجيلي هو انتقال من الموت إلى الحياة وليس العكس.

واليوم ولد للبنان البشيرية واللبناناوية والرسالة سفيراً في السماء.

سفيراً حاملاً القضية اللبنانية الحضارية والإنسانية المتجزرة على الأرض في تراب وطن القداسة والقديسين والبررة.

قضية معمدة وموثقة ومؤكدة بشهادات ودماء الآلاف من الشهداء الذين برضا وفرح قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز المقدس ليبق حراً وسيداً ومنارة للمحبة والعطاء والعلم ولكل ما هو إيمان وإنسانية وعطاء ورسالة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة الترابية من عبده جوزيف أبو خليل لينتقل هذا اللبناناوي النقي والتقي والمؤمن من الموت إلى الحياة وليستقر في جنة الخلد إلى جانب البررة والأطهار.

جوزيف أبو خليل عاصر كمفكر ومثقف ومحلل وإعلامي وكاتب وسياسي كبار القادة اللبناناويين من مثل الشيخ بيار الجميل وولده الباش بشير، وأكمل في شيخوخته واجب العطاء كما في صباه ولم يستقيل أو يرتاح من واجباته الثقافية والوطنية واللبناناوية والإيمانية حتى أخر لحظة وآخر نفس هواء من عيشه على الأرض.

وككل بشري لن يأخذ جوزيف أبو خليل معه إلى العالم الآخر أي شيء ترابي. كل ما سيأخذه هذا اللبناناوي المؤمن معه هو زوادته الإيمانية وفقط هذه الزوادة.

اليوم روح جوزيف أبو خليل هي في حضرة الرب حيث سيقدم له ما في زوادته الإيمانية والوطنية من أعمال براحة ضمير وفرح. والرب سيبارك روحه ويقول لها أدخلي جنتي فأنت أُعطيتِ وزنات كثيرة واستثمرت فيها وجعلتي منها أضعافاً وأضعاف ما كانت.

نصلي من أجل راحة نفس هذا اللبناناوي المؤمن المنتقل من الموت إلى الحياة ونتقدم من ذويه وأحبائه ومن كل اللبناناويين في لبنان والمغتربات بأحر التعازي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حراس مجلس النواب بلطجية..هيدي هي المقاومة الكذبي

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

برافو سلطة ودولة حزب الله من شبيحة مدنيين وعسكر فهم نجحوا بتحرير ساحتي رياض الصلح والشهداء من شعب لبنان الثائر. مضيعين طريق القدس

https://twitter.com/i/status/1205913120033652736

 

شو بدون بري ونصرالله تا باعتين زعرانون المنظمين تا يحرقوا الخيم؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

زعران وشبيحة نصرالله وبري يحاولون اقتحام ساحتي الشهداء ورياض الصلح لإحراق الخيم. هؤلاء جيش منظم ..شو بدون بري ونصرالله؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

 

حرس المجلس يضرب من جديد !!

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

السلطة هي حزب الله الإحتلال والقرار وقد اعتدت على الثوار ومنعتهم بوحشية من التظاهر السلمي امام مجلس النواب. لا حلول بظل الإحتلال

حرس المجلس يضرب من جديد !!

https://twitter.com/i/status/1205901651611176963

 

استقالة زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا بعد فشل حزبه في الانتخابات فهل يتعلم منه جعجع والحريري وباسيل وجنبلاط ويعتزلوا السياسة بعد اعترافهم بفشل التسوية الخطيئة

الياس بجاني/13 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81427/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b8%d9%8a/

يدعي زوراً وبطلاناً كل من السادة وليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري وجبران باسيل بأنهم رؤساء لأحزاب حرة وديمقراطية، فيما الحقيقة المعاشة على أرض الواقع تقول بأنهم أصحاب شركات تجارية وعائلية ودكتاتورية تسمى زوراً أحزاب.

شركات تجارية وعائلية وإقطاعية وأوليغارشية بامتياز لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بطبيعة وتكوين وممارسات وأنظمة وثقافة الأحزاب الموجودة في الدول الديمقراطية من مثل كندا على سبيل المثال لا الحصر.

وطبعاً لا فرق بين شركات أحزاب هؤلاء الأربعة وباقي أقرانهم من أصحاب الشركات الأحزاب أو الأحزاب الوكالات الآخرين.

تعليقنا اليوم يتناول هؤلاء الأربعة تحديداً لأنهم أعلنوا كل على طريقته فشل التسوية الرئاسية التي كانوا تباهوا وفاخروا بها وتمرجلوا على من عارضها وخونه وشيطنوه.

الأربعة شاركوا في الصفقة الرئاسية الخطيئة واعتبروا في حينه بأن ما قاموا به بطولة وانجازاً وطنياً وصناعة محلية لبنانية خالصة.

إن كانوا فعلاً يحترمون أنفسهم وذكاء واطلاع وعقول اللبنانيين مطلوب منهم وفوراً الإعتذار، ومن ثم اعتزال السياسية… كما فعل في كندا أمس زعيم حزب المحافظين المعارض.

وهنا نحيلهم إلى ما قام به أمس زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا السيد اندرو شير الذي ولأن حزبه لم يربح الانتخابات النيابية أعلن ليس فقط استقالته من زعامة الحزب، بل أيضاً من عضوية مجلس النواب.

الرجل وعد ولم يتمكن من الإيفاء بوعوده، ولأنه فشل تحمل المسؤولية واستقال فاسحاً المجال لغيره، محترماً عملية تبادل السلطات والتناوب عليها بالطرق الديمقراطية والحرة…الرجل لم يلوم أحد على فشله، ولم يبرر، بل تحمل المسؤولية واستقال.

الصفقة التي كان الأربعة (جعجع وباسيل والحريري وجنبلاط) قد شاركوا فيها تسببت بكوارث اجتماعية واقتصادية ومعيشية قد تؤدي إلى تحول لبنان إلى دولة مارقة ومفلسة، وذلك على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة وإعطاء حزب الله الملالوي أغلبية نيابية وسيطرة كاملة على الحكومة.

وبما أن الصفقة الخطيئة فشلت، وهم اعترفوا علناً بفشلهم، فعليهم ليس فقط أن يستقيلوا، بل أن يعتزلوا السياسية لأن ما ارتكبوه هو ليس فقط خطأ أو خطيئة أو عدم تقدير، بل استسلام وتنازل عن السيادة والاستقلال والقرار، وتسليم حكم البلد وقراره لحزب مسلح ولائه وتبعيته لإيران وليس للبنان.

بالطبع لن يستقيل أو يعتزل أياً من الأربعة لسبب بسيط جداً، وهو أنهم أصحاب شركات يملكونها تسمى زوراً وبطلاناً أحزاب، ولأن ليس في ثقافتهم أي وجود لمبدأ التناوب على السلطات أو تحمل مسؤوليات قراراتهم وخياراتهم وتحالفاتهم.

ولأنهم هكذا، وبهذه الثقافة البالية، فهم فعلاً وكما ينادي الثوار،  من “كلن يعني كلن”.

ملاحظة: الصورة المرفقة هي لزعيم حزب المحافظين المعارض في كندا السيد أندرو شير.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/12/2019

وطنية/الأحد 15 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تكاد تنهي انتفاضة 17 تشرين شهرها الثاني، لتدخل شهرها الثالث، بتظاهرات واعتصامات تجددت بزخم في ساحات العاصمة والمناطق مساء اليوم. فيما مواجهات الليلة الماضية، استدعت تحقيقات مازالت نتائجها في طور التبلور، ولا سيما حول ما شهدته العاصمة ليلا.

وقد فاجأ المدير العام لقوى الأمن الداخلي المتظاهرين في ساحة الشهداء، بالنزول إلى الشارع، مؤكدا حقهم بالتظاهر السلمي، مشددا على التزام الضوابط في تحركهم التي يتيحها الدستور والقوانين.

سياسيا، الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة، في موعدها غدا في قصر بعبدا، بعدما كانت قد أرجئت من الإثنين الماضي، إلى غد الإثنين. أوساط مطلعة أكدت ل"تلفزيون لبنان"، عدم وجود اتجاه للارجاء.

وقبل ساعات من الاستشارات، مشاورات مفتوحة داخل الكتل التي ستعلن مواقفها تباعا، وبين اللقاءات معلومات غير رسمية عن اجتماع ليلي بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري، في اطار المداولات حول شكل الحكومة التي لايزال التباين قائما في ماهية تكوينها بين حكومة تكنو- سياسية أو حكومة تكنوقراط.

من جهته، مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، الذي جال في المنطقة، وصل إلى لبنان أمس، وسيجري غدا لقاءات مع شخصيات سياسية، حزبية وغير حزبية.

بداية من الاعتصامات التي تشهدها العاصمة، والبيان التوضيحي الذي صدر عن الوزيرة ريا الحسن بشأن أحداث الليلة الماضية، وبيان لقيادة الجيش اللبناني، واللواء عثمان بين المعتصمين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في الساعات الفاصلة عن موعد الاستشارات النيابية يوم غد الاثنين، تتكثف الاتصالات والمشاورات بين القوى النيابية، لبلورة مواقفها بعد ضرب أخماس بأسداس، وإجراء عمليات سياسية وحسابية على الورقة والقلم، للحصول على رسم تشبيهي لحصيلة الاستشارات.

لكن حصيلة ليل الفوضى والشغب أمس، تركت تداعياتها على مشهد الحراك الشعبي، باعتبار ما جرى لم يكن عفويا أو ابن لحظته، بل كان مخططا له عن سابق تصور وتصميم لبث الفوضى والتخريب وإثارة الفتنة بين اللبنانيين.

تلك المجموعات المندسة التي جاء بعضها من خارج العاصمة، كشفت عن وجهها البشع والفتنوي، وفضحت استثمارها في وجع الناس، ومارست العنف بنفس قدر همجية عملياتها في تكسير وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، والاعتداء على شرطة مجلس النواب وقوى الأمن والجيش المولجة حفظ الأمن.

دخول العناصر المندسة على الخط، أمر أكدته وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، التي نبهت المتظاهرين من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة، وطلبت من قيادة قوى الأمن الداخلي اجراء تحقيق حول ما حصل.

وفي ما يبدو أنه يندرج في إطار أهداف المجموعات المندسة نفسها، جاء الاعتداء الذي استهدف فجر اليوم مكتبا ل"التيار الوطني الحر" في عكار. وقد سأل "التيار" عن هدف هذا الاعتداء فيما البلاد مقبلة على استشارات نيابية، يأمل اللبنانيون أن تؤدي إلى تكليف رئيس حكومة جديد.

وفي السياق نفسه، يذكر أن مكتبا لتيار "المستقبل" في عكار، تعرض هو الآخر لاعتداء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هدوء وسط بيروت، لم يلحظ وجود لرماة الحجارة والشتائم بكل ما أوتيت ألسنتهم من كلام بذيء، لم تعرف الجهة التي انسحبت إليها مجموعات عنفية هبطت وسط العاصمة وحولتها إلى ساحة معركة. فهل عاد هؤلاء إلى قواعدهم، أم أنهم ما زالوا يتربصون وينتظرون الايعاز بدور آخر مشبوه، أم أن عقد استئجارهم كان لليلة واحدة فقط؟.

حصل ما حصل بخسائر موضعية يمكن تعويضها، لكن الخشية من مخطط يرتد مزيدا من التأزم والتدهور على البلد ككل، في حال قرر البعض قطع الطرقات على الاستشارات الملزمة غدا. فالبلد لم يعد يحتمل حوارات ساخنة في الشارع، فتقطيع الطرقات لا شك أنه سيبعد طرق الحلول التي يتلمسها اللبنانيون في هذا النفق المظلم. فالفرصة ما زالت متاحة، لكن حذار من الاصغاء للأميركي، يقول "حزب الله"، وحذار من جهات تدعو للانتقال إلى مرحلة العنف عبر قطع الطرقات والتخريب والاستفزازات، وحذار من جهات تعمل للتعطيل كلما لاحت في الأفق بوادر لمعالجة الوضع.

وضع وصفه وزير خارجية فرنسا بالحرج، داعيا المسؤولين السياسيين إلى التحرك. فهل البعض ممن يصم آذانه عن النصائح الوطنية، يمكن أن يطرب للنصيحة الفرنسية، فمغنية الحي لا تطرب ربما؟.

إذن، اختتم الأسبوع على توتر في الشارع، والأنظار تتجه إلى قصر بعبدا، والطرقات المؤدية إليه الأسبوع الطالع. الاستشارات النيابية الملزمة ما زالت في موعدها والضبابية تلفها. وإلى أن تحصل، تقول مصادر "بيت الوسط"، إن مواصفات رئيس الحكومة الحريري للحكومة الجديدة، لن تتبدل أو تتغير بانشاء حكومة من الاختصاصيين والاختصاصيات، وإن كتلة "المستقبل" ستؤكد على هذا التوجه في الاستشارات المقررة غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على وقع ما سيحصل الليلة في الساحات والتظاهرات، يتحدد بالنسبة للبعض مصير الاستشارات، أو بالأحرى نتائج هذه الاستشارات التي لم يتغير موعدها حتى الساعة. وكان مفاجئا حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بين المتظاهرين مساء اليوم، بعد سبت عاصف بين مكافحة الشغب والحراك، من ساحة النجمة إلى جسر شارل حلو، وبينهما بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي.

موقف لافت ل"حزب الله" عبر عنه النائب محمد رعد، الذي أعلن أن الحزب لم يعد يعنيه اسم الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة. وكان النائب حسن فضل الله سبقه بالقول إن أن أي حكومة لا تضم الجميع ستفشل. في وقت كان وزير الخارجية جبران باسيل أعلن من الدوحة، أن "التيار" يرفض المشاركة في حكومة تمدد للفشل يترأسها سعد الحريري. وفي وقت سمت كتلة سليمان فرنجية سعد الحريري، بانتظار موقف جنبلاط وكتلته غدا، و"القوات اللبنانية" الملتزمة معايير حددتها مسبقا، وأعلنت عنها سقفا لا يمكن النزول دونه بالمبدأ، وهو حكومة اختصاصيين بحت، فإن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"اللقاء التشاوري"، لا يتجهون إلى تسمية الحريري غدا، استنادا وانطباقا على مواقفهم المعلنة والمعروفة، وهو ما تطرق إلى جانب منه الرئيس سعد الحريري خلال زيارته إلى بعبدا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

المراجعة التي أجراها "التيار الوطني الحر" في الأسابيع التي تلت الحراك، أفضت إلى الخلاصات الآتية:

- إن إعادة انتاج الحكومة بالنهج نفسه وعدة الشغل عينها، يعني إعادة انتاج الخيبة والقضاء على أمل اللبنانيين باصلاح حقيقي يمنون النفس به منذ عقود وعهود.

- إن المشكلة ليست مع شخص الرئيس سعد الحريري- والجميع يعرف ذلك- بل مع نهج في الحكم وأداء وممارسة دفع لبنان واللبنانيون بسببها أثمانا كبيرة، وأوصلت منذ 3 عقود إلى تراكم دين وتفاقم عجز وخطر افلاس وقعر هاوية، بسبب سياسات وممارسات حولت الاقتصاد إلى سوق ريعي للمضاربات المالية والعقارية والانتفاعية.

- إن التحديات غير المسبوقة والأخطار المرتسمة أمام مستقبل لبنان وأجياله، تدفع بمن رفض التمديد للوصاية والشراكة المبتورة والميثاقية المنحورة، إلى أن يتصدى اليوم لاعادة استيلاد الفشل في العمل الحكومي، واستلاب ارادة اللبنانيين في قيام وطن على صورة تضحياتهم وعذاباتهم وأحلامهم.

في هذا السياق، تؤكد أوساط سياسية معنية للotv، أن موقف "التيار الوطني الحر" من الموضوع الحكومي، ليس للمناورة- وهو لم يعتد المناورة في مفترقات ومحطات مفصلية في حياة الوطن- إلا أن ذلك لا يعني أن "التيار" سيستنكف عن المشاركة غدا في الاستشارات النيابية، بل على العكس سيشارك بجدية وايجابية وفقا لنصوص الدستور.

وشددت الأوساط للotv، على أنه في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، يؤكد "التيار الوطني الحر" تمسكه بالتفاهمات الوطنية الكبرى، والخيارات السياسية الأساسية التي اتخذها عن اقتناع وتبصر ووعي، لما تمثله من عناصر أمان وعوامل اطمئنان للوطن وشعبه، إلا أنه يرى- وأيضا بكل اقتناع- أن التطبيق والممارسة والترجمة بحاجة، من الآن فصاعدا، إلى مراجعة لحماية هذه الخيارات وصون الثوابت والأسس التي نتمسك بها لئلا تزعزعها الأرياح الحاصلة على الجميع، وتذهب بها الأرباح المحصلة للبعض.

اليوم تظاهرات وغدا استشارات. وبين اليوم والغد، ساعات وتطورات قد تبقي وقد لا تذر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ثبت بالعيان والملموس أن لكل زعيم رباعيته الذهبية: شعبه، جيشه وقواه الأمنية وزعرانه. ولا خجل من ذلك، بل بالعكس فهذه المنظومة الميليشيوية المافيوية هي صمام الأمان ومدعاة الافتخار، فإذا سقط خط الدفاع الأول تولى خط الدفاع الثاني المهمة. هذا هو الحال منذ عام 1990، إلى أن سقطت ثلاثية الدولة والشعب والقانون صريعة تحت أرجل الصعاليك.

ما حصل أمس في ساحة البرلمان، يندى له الجبين. حيث تم الفتك بالمنتفضين، بلا وازع أخلاقي أو رادع من قانون أو ضمير. والسؤال الذي ارتسم كشبح الموت من دخان مئات القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت على المتظاهرين: من أين لكل هؤلاء الرعاع أزياء قوى الأمن؟. ولن نسأل طبعا عن القمصان السود فهؤلاء لهم دولتهم، فإذا كانوا من قوى الأمن الداخلي وفتكوا بالمتظاهرين بهذه القسوة، فيجب على وزيرة الداخلية أن تستقيل مرة جديدة وأن تحاسب المرتكبين، لا أن تكتفي بالبيان الذي وزعته. وإن كانوا زعرانا استولوا على بزات قوى الأمن، وجب عندها على المسؤولين الاعتراف بأن هناك قوة أمن موازية، ما يعفي الناس من احترامها ويفترض التعامل معها كما يتم التعامل مع "الشبيحة".

واستشعارا بخطورة ما حصل أمس، نزل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بين المتظاهرين، واثقا من محبة الناس وتقديرهم لشخصه، ومن دون أن يقر بأخطاء ارتكبها رجاله، وعد بأن لا يتكرر ما حصل أمس، مشيرا إلى أنه تحدث إلى شرطة المجلس النيابي، ودعاها إلى الانضباط في التعاطي مع المنتفضين. وذهب إلى حد تبني الذين ظهروا بالأسود واعتبرهم من رجال قوى الأمن، ما جنبه زيارة الخندق الغميق لإيصال الرسالة، وهو العالم بأن صندوق بريد الدولة معطل هناك منذ زمن بعيد.

الوحشية والعنف لم يحجبا الرسائل الموقعة بدم الأبرياء الذين انتفضوا أمس في الساحات، وهي بسيطة بقدر ما هي بليغة لمن يريد من أهل السلطة الاصغاء والانصياع لإرادة اللبنانيين. مضمون هذه الرسائل بسيط ويتكرر منذ ستين يوما، وهي تطالب بحكومة اختصاصيين مستقلين تنقذ البلاد من الفوضى والخراب، وهي موجهة إلى رئيس الحكومة المستقيلة أولا، وإلى شركائه في التسوية ثانيا: غدا تجري الاستشارات الملزمة، والنصيحة، إلى الرئيس الحريري أن ينقل إلى بعبدا الاثنين حصيلة استشارات الساحات، فيسمي شخصية تتحلى بالمواصفات التي يريدها الناس.

... وإلى الرئيس عون أن يحذو حذو الحريري، فلا يكون امتناعه وامتناع تياره عن المشاركة في الحكومة فعلا عقابيا انتقاميا، لأن ذلك سيصيب لبنان والعهد بالضرر، وليس أي جهة اخرى أو أي مرجعية منافسة. وإلى باقي الأحزاب في الموالاة، وفي المعارضة الجديدة، ألا تنساق إلى مسارات تخسر لبنان وقتا ثمينا يحتاجه. فشراء الوقت يجب أن يتم لصالح إنقاذ لبنان وليس المصالح الفئوية.

والمأمول مما تقدم أن تكون هذه الواقعية الوطنية المنقذة، هي موضوع النقاش الذي دار أمس في اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري بالرئيس عون في بعبدا أمس بعيدا من الاعلام. ولا داعي للتذكير بأن المرجعيات الدولية تتوقع من القيادات اللبنانية تلبية مطالب الشعب. هذا ما عبرت عنه مجموعة الدعم والمؤسسات الأممية، وهذا ما سيسمعه المبعوث الأميركي دايفيد هيل للمسؤولين في زيارته المرتقبة إلى بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ما الذي حصل ليل أمس في بيروت، وما الذي جعل الدولة تستخدم القوة غير المبررة في اتجاه المتظاهرين؟. من حضر للفعل، ومن درس ردة الفعل عليه؟. وهل من حاول نقل الرسائل السياسية عبر الشارع؟.

إذا كان ما يحكى عن تغلغل مندسين من أكثر من منطقة إلى ساحات الثورة أمس صحيحا، فلماذا تحولت القوى الأمنية هناك فجأة من حام لحق المواطنين الدستوري بالتظاهر، إلى قامع لهذا الحق بدل أن تقمع مثيري الشغب أنفسهم؟.

ما حصل في بيروت أمس، لن يمر مرور الكرام، فالدولة بلسان وزيرة الداخلية فتحت تحقيقا في الأحداث، وكل الأجهزة الأمنية باتت على علم ليس فقط بأسماء مثيري الشغب ممن اندسوا بين المتظاهرين، إنما أصبحت على علم بمن قرر استخدام القوة المفرطة، ولماذا ولأي هدف، لا سيما أن العالم كله يراقب أداء هذه القوى، وقد أرسل إليها اشارات مباشرة وغير مباشرة بوقف المساعدات عنها وعلى المستويات كافة، ما استدعى توجيه الأمن رسائل مباشرة ومطمئنة إلى المتظاهرين من خلال زيارة اللواء عثمان لوسط العاصمة، وعبرهم إلى الدول المعنية، من قلب ساحات الثورة.

هذه الساحات بدت هادئة اليوم، في انتظار الاستشارات النيابية الملزمة غدا لتكليف رئيس للحكومة، وهذه الاستشارات حتى الساعة تبدو حاصلة، كما يبدو أن الرئيس سعد الحريري سيخرج منها رئيسا مكلفا، إذ تشير آخر ال"بوانتجات" إلى نيله ما يتراوح بين 68 إلى سبعين أو واحد وسبعين صوتا، إلا إذا كرت سبحة المفاجآت غدا، وأولها مفاجأة الاسم الذي قد تعلنه كتلة "المستقبل" لترؤس الحكومة، مع ما سيترتب بعدها من ارتدادات على سائر الكتل النيابية والنواب المستقلين.

وفي انتظار تبلور نتائج استشارات الغد، واعلان اسم الرئيس المكلف، يبدأ بعدها مشوار التأليف، انطلاقا من تحديد هوية الحكومة بالتوافق بين الرئيسين عون والحريري، وصولا إلى توزيع حقائب الحكومة.

في شق هوية الحكومة، لم يحدث اجتماع الرئيسين عون والحريري، والذي عقد بعيدا عن الاعلام، بحسب معلومات الـ LBCI، أي خرق على مستوى التوافق على شكل الحكومة، فالرئيس عون مصر على حكومة تكنو- سياسية، وهو ما أعلنه كذلك الثنائي الشيعي. في وقت يتمسك الرئيس الحريري بحكومة اختصاصيين أو تكنوقراط.

نقطة الاختلاف هذه، ستجعل مسار التأليف بعد التكليف، صعبا وطويلا، فهل تمر الاستشارات الملزمة غدا، أم يحصل ما ليس في الحسبان، سواء على مستوى ميثاقية التكليف، ما يعني بشكل أبسط عدد الأصوات التي سيحصل عليها الرئيس المكلف والتي ستؤهله لترؤس الحكومة، أو على مستوى أي مفاجأة قد توتر الأرض؟.

هذا كله يحصل تزامنا مع مواقف دولية دقيقة، كشف عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، قبل أيام من وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان ديفيد هيل، وسط معلومات عن أنه يحمل شروطا أميركية للخروج من الأزمة الحالية، سيستعرضها أمام الرؤساء الثلاثة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كل الطرق تؤدي إلى بعبدا غدا، لاستشارات ستكلف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، بعدما سقط ثلاثة مرشحين بالتدافع على هذه الطريق. وقد بدأت من الليلة اجتماعات الكتل النيابية، لتحديد المواقف، والتي صارت ظاهرة بيانيا. وإذا لم يطرأ أي مستجد، فإن الحريري رئيسا لحكومة مسيلة للدموع السياسية، يتخللها رصاص حزبي مطاط وبضع هراوات. حكومة تنجح في عبور استحقاق التكليف، وتترنح في مرحلة التأليف، لتدخل في زمن الغيبوبة.

وعلى ما تحدد حتى الساعة من مواقف، فإن عصب التأييد سيتأمن من خلال كتلة "المستقبل" و"الاشتراكي" و"أمل" و"القوات" و"المردة" و"التكتل الوطني" وكتلة ميقاتي، فيما أبرز اللاءات ستكون من "حزب الله" و"التيار الوطني" و"الكتائب" وبعض المستقلين، مع اعطاء كتلة الأرمن مساحة حرية، وربما تسجل خروق معدودة من "التيار الوطني" نفسه.

وفي الطريق إلى الاستشارات، فإن أي دعوة من الثوار لم تطلق بعد، لمواكبة هذا الاستحقاق أو تقطيع أوصال الوصول إليه. في وقت سجلت زيارة لافتة لجهاز الأمن الداخلي، حيث تفقد اللواء عماد عثمان ساحات وسط بيروت، رافضا السؤال عن تزامن جولته بعد ستين يوما من الحراك، مع الاستعداد لاستشارات الغد والتي ستؤمن طريق عودة الحريري إلى السرايا الحكومية. وقال عثمان: أنا محسوب على الدولة وأتصرف لخدمة كل لبنان لا لجهة معينة، ونقطة على السطر.

وضع اللواء نقطة على سطر سياسي، لكنه أبقى كلاما بين السطور، عندما سئل عن شرطة مجلس النواب وتعديها الدائم على المتظاهرين، وآخر المعارك سجلتها ليلة السبت الدامي، ووقائع هذا الليل تابعته وزيرة الداخلية ريا الحسن بقلق وحزن وذهول. وهي اعترفت بدخول عناصر مندسة، طالبة من قيادة قوى الأمن الداخلي إجراء تحقيق سريع وشفاف، لتحديد المسؤولين عما جرى والمسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه. ودعت المتظاهرين إلى التنبه من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة، أو التصدي لها، بهدف الوصول إلى صدام بينهم وبين القوى الأمنية من أجل أهداف سياسية.

والبيان الحسن كان يستلزم شفافية أحسن منها، لاسيما بجرأة الإقدام ولو مرة واحدة على تسمية المندسين بأسماء مرجعياتهم السياسية، وتحديد كل مندس بالاسم الثلاثي، بعدما ظهروا علنا على شاشات التلفزة، وبعضهم عاد ليكرر الشعارات الطائفية. والوجوه الواضحة تقول إن من ابتدأ استفزاز الناس بإطلاق هتافات مذهبية، كانوا مناصرين ل"أمل"، ولما كانت لجان التنسيق أكثر وضوحا بين "أمل" و"حزب الله"، فإن الطرفين تشاركا المسؤولية، وإذا كانت هذه المجموعات خارجة عن سيطرة الطرفين، فإن أيا من بيانات النفي والتبرؤ من هذه الأفعال لم تصدر لا عن حزب ولا عن حركة. أما المندسون من خارج الوسط، فقد جاؤوا محملين بشعائر الدعم ل"المستقبل" والرئيس سعد الحريري.

وكان للأجهزة الأمنية أن توقف وتعتقل كل من تثبت إدانته بالصورة المشهودة، كما تجرأت على توقيف المدعو ربيع الزين، الذي ما إن توارى خلف القضبان، حتى هدأت الساحات من توتراتها. والتوقيف يسري أيضا على نائب من "المستقبل"، ضبط بالجرم المشهود، وظل بعيدا عن المحاسبة. فالشيخ هادي حبيش جمع اليوم حوله نوابا لتمتين الحصانة، وقدم دفوعا شكلية انقلب فيها على الواقع. وإذا كان القضاء لم يوقف حبيش بسبب تعديه على القاضية غادة عون، فكان يجب أن يفعل ويقدم على توقيفه بجرم انتحال صفة "النائب الذكي".

 

نتانياهو: لبنان بأكمله سيدفع الثمن إذا تجرأ “حزب الله” على مهاجمتنا

تل أبيب- وكالات/الأحد 15 كانون الأول 2019

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “حزب الله”، برد سيكلفه ولبنان ثمنا باهظا في حال تنفيذ الحزب لتهديدات منسوبة لإيران ضد إسرائيل. وقال نتانياهو خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته المنتهية صلاحيتها، أمس، إن “إيران أطلقت تهديدات جديدة بتدمير تل أبيب من داخل لبنان، وأن ذلك يعني أن حزب الله ذراع إيرانية”، بالرغم من نفي حسن نصر الله لهذه التصريحات. وأضاف: “أريد أن أوضح أنه إذا تجرأ حزب الله على شن هجوم على إسرائيل، فإن التنظيم ولبنان بأكمله سيدفع ثمنا باهظا، لأنه (لبنان) يسمح لحزب الله بشن الهجوم من أراضيه”. وتأتي تصريحات نتنياهو هذه بعد أن نقلت وسائل إعلام تصريحا لمستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء مرتضى قرباني، ورد فيه أنه “في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإن إيران ستسوي تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان”. في المقابل، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد، رمضان شريف، في وقت سابق أن تصريحات العميد مرتضى قرباني، بشأن استهداف إسرائيل انطلاقا من لبنان، تم تحريفها، داعيا الإعلام إلى توخي المزيد من الدقة في نقل الأخبار العسكرية والأمنية.

 

جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق تمريناً عسكرياً على الحدود مع لبنان

حمد بن جاسم حذَّر من قرب إعلان "صفقة القرن" ودعا إلى الاستعداد لمواجهتها

الدوحة، عواصم – وكالات/ الأحد 15 كانون الأول 2019

 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بصدد إطلاق تمرين عسكري موسع في المنطقة الشمالية، على الحدود مع لبنان، مضيفا عبر “تويتر” أن التمرين يتضمن تفجيرات و”حركة مكثفة” للقوات والمركبات والطائرات، ويهدف إلى ضمان جاهزية الجبهة الشمالية. من جانبها، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيا بينهم أمين سر حركة “فتح” في مدينة القدس المحتلة. في غضون ذلك، أكد رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم، أن خطة السلام الأميركية بين الإسرائيليين والفلسطينيين “صفقة القرن” قد تطرح في المستقبل القريب، داعيا الجامعة العربية إلى الاستعداد لذلك. وقال الشيخ حمد بن جاسم عبر “تويتر”، إنه من “المتوقع أن يتم الإعلان عن صفقة القرن في العام المقبل، في حال بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في منصبه”، مضيفا: “أتمنى من الجامعة العربية أن تكون مستعدة برؤية موحدة للتعامل مع هذه المبادرة، التي قد لا تكون في صالح القضية الفلسطينية”. ودعا إلى إعادة إحياء اللجنة العربية الخاصة بمتابعة القضية الفلسطينية، التي كانت تتعامل مع جميع المبادرات والأطراف المعنية، مشيرا إلى أن الخطوة مطلوبة لـ”وضع رؤية عربية تحفظ الحقوق الفلسطينية وتحصنها من الصفقات الجانبية”. من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن التصويت لصالح تمديد عمل وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، يعد استفتاء أمميا على تمسك المجتمع الدولي بحقوق اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار رقم 194.وقالت الوزارة، إن القرار يؤكد أن فلسطين “لا تقف وحدها في خنادق المواجهة الدولية، وانما تحظى بدعم واسناد غالبية دول العالم لعدالة قضيتها”، مشيرة الى أن هذا “يعني أيضا أن سياسة التهديد والوعيد والابتزاز الامريكية والاسرائيلية ضد الوكالة فشلت فشلا ذريعا”.

 

الجامعة العربية: قلقون إزاء الاشتباكات التي وقعت في لبنان مؤخرا

ليبانون فايلز- الأحد 15 كانون الأول 2019

اعربت الجامعة العربية عن قلقها إزاء الاشتباكات التي وقعت في لبنان مؤخرا خاصة الصدامات التي حدثت مساء أمس.

 

هيل قريباً في بيروت للقاء المسؤولين... عدا باسيل

الانباء الكويتية - الأحد 15 كانون الأول 2019

يصل الى بيروت قريبا مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل ليبلغ المسؤولين اللبنانيين موقفا مهما، وقالت المصادر المتابعة ان هيل سيلتقي كبار المسؤولين باستثناء وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وكان وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو اعلن وقوف بلاده الى جانب شعب لبنان في مكافحة الإرهاب والفساد، مؤكدا ان بلاده ستستخدم كل الإمكانات المتاحة في مواجهة حزب الله.

 

لقاء بين عون والحريري وهذا ما تناوله..

أل بي سي - الأحد 15 كانون الأول 2019  -

التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مساء أمس في زيارة بعيدة عن الاعلام تناولت التطورات الحكومية عشية إجراء الاستشارات النيابية الملزمة.

 

اللواء عثمان: المتظاهرون أهل للعسكر ويجب احترام بدلة قوى الأمن

وكالات/الأحد 15 كانون الأول 2019

وطنية - قصد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وسط بيروت غروب اليوم، وتحدث إلى المتظاهرين في ساحة الشهداء قائلا: "أتيت الى هنا لتنبيه العسكريين ان المتواجدين هنا هم اهلنا وانا ابلغتهم ذلك خلال اجتماعنا صباحا. مسؤولياتنا جميعا منع اعمال العنف واتمنى على المتظاهرين اعطاء المثال لكل العالم عن وجه لبنان الحضاري ونحن نحميهم بالقانون والدستور فحافظوا على التحرك السلمي". أضاف: "انا ضابط في قوى الامن الداخلي ومحسوب على الدولة ولست محسوبا على احد او جهة سياسية وانا اتصرف كمدير عام قوى الامن في الدولة، وعلى الحراك ان يبقى سلميا وهذا يكفله القانون وبالامس وقع جرحى من القوى الامنية كما من المتظاهرين. الذين كانوا يلبسون لباسا اسود كانوا من الاستقصاء وكانوا في المجلس النيابي ونحن نستقصي عنهم". ولفت الى انه "من المعيب ان نتصرف بعنف وهو لن يؤدي الى مكان وانتم ايها المتظاهرون اعطيتم مثالا عن سلميتكم للعالم".وختم عثمان: "أتيت الى هنا لاقول للضباط انكم اهلنا لكن من غير المسموح الاعتداء على القوى الامنية الذين يقومون بواجباتهم لحمايتكم منذ شهرين شرط الحفاظ على سلمية التظاهر".

 

حزب الله يدفع بتكليف الحريري تشكيل حكومة ثمّ إسقاطها في البرلمان

العرب/16 كانون الأول/2019

بيروت – استطاع حزب الله بالاشتراك مع حركة أمل الشيعية تغيير طبيعة الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ السابع عشر من أكتوبر الماضي. فبعد شهرين على الثورة التي تميّزت بسلميتها، تحولت شوارع بيروت ليل السبت – الأحد إلى ساحة لاشتباكات تخللها اعتداء على المحلات التجارية في وسط بيروت. وكشفت مصادر أمنية أن وراء هذا التحوّل شبان من حزب الله وأمل يحملون عصيا غليظة راحوا يرمون الحجار والمفرقعات على المتظاهرين السلميين وعلى قوى الأمن في الوقت ذاته. وأحدث ذلك فوضى كبيرة في بيروت في ما اعتبرته أوساط سياسية ضغوطا تمارس على سعد الحريري من أجل القبول بتشكيل حكومة بموجب مواصفات حزب الله. وهذا ما أكده محمّد رعد رئيس تكتل نواب حزب الله الذي دعا إلى تشكيل حكومة تواجه الضغوط الأميركية التي تمارس على لبنان. جان إيف لودريان: على المسؤولين اللبنانيين أن يتحركوا ويضعوا حدا للأزمةجان إيف لودريان: على المسؤولين اللبنانيين أن يتحركوا ويضعوا حدا للأزمة

وطلبت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن في بيان الأحد من قيادة قوى الأمن الداخلي “إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين”، بعدما تم نقل أكثر من خمسين جريحا إلى المستشفيات وعلاج أكثر من تسعين آخرين في وسط بيروت. وأعربت هذه الأوساط السياسية عن اعتقادها بأنّ المشاورات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الاثنين ستسفر عن حصول سعد الحريري على أكثرية بسيطة تسمح بتسميته لتشكيل الحكومة المقبلة. وتوقعت هذه الأوساط تمسّك الحريري بشروطه لتشكيل حكومة جديدة لا تضمّ  سوى “اختصاصيين واختصاصيات تتمكن من التصدي للتحديات الاقتصادية والمعيشية”. وقالت أوساط الحريري إنّه “سيعمل في حال تكليفه على إيجاد فريق عمل متكامل من أصحاب الاختصاص والخبرة وإنّ كتلة المستقبل النيابية (كتلة الحريري) ستؤكّد هذا التوجّه في الاستشارات النيابية”.

وذكرت مصادر مقربة من الحريري أن مواصفاته للحكومة الجديدة لن تتبدل أو تتغّير، وهو يشدد على ضرورة تشكيل حكومة من الاختصاصيين تتمكن من التصدي للتحديات الاقتصادية والمعيشية. ورسمت الأوساط السياسية في بيروت سيناريوهات عدّة لمرحلة ما بعد تكليف الحريري، هذا في حالة عدم حصول مفاجأة تحول دون ذلك. وذكرت أن رئيس الوزراء المكلّف سيشكل حكومة اختصاصيين فقط بينهم وجوه نسائية عدّة ثمّ يعرضها على رئيس الجمهورية الذي قرّر صهره جبران باسيل، بصفة كونه رئيس “التيّار الوطني الحر” رفض المشاركة في حكومة برئاسة الحريري. وتوقّعت الأوساط ذاتها أن يرفض ميشال عون توقيع مراسيم تشكيل حكومة من هذا النوع يرفضها حزب الله أصلا. وقالت إن رئيس الجمهورية قد يوقع مراسيم تشكيل الحكومة ثم يتركها تسقط في مجلس النوّاب، حيث يقول الأمين العام لحزب الله إنّه يمتلك الأكثرية مع حلفائه. وأشارت هذه الأوساط إلى أن حزب الله يخطط في المدى الطويل لبقاء الحكومة الحالية التي يسيطر عليها بالمطلق والتي لديه فيها ثلاثة وزراء، فضلا عن وزراء حركة أمل والتيار الوطني الحر وأولئك الذين سماهم رئيس الجمهورية. وذكّرت في هذا المجال بقول حسن نصرالله في خطابه الأخير بأنه كان طلب من سعد الحريري عدم تقديم استقالة حكومته الحالية. وقال سياسي لبناني مخضرم إن نصرالله يرمي من بقاء الحكومة الحالية، بصفة كونها حكومة تصريف أعمال، إلى تأكيد أن الكلام الذي يقوله يجب أن ينفّذ من دون أي اعتراض عليه بغض النظر عما يدور في الشارع منذ شهرين.

ومنذ أن دفعت الاحتجاجات الحريري إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء في أواخر أكتوبر، وصلت المحادثات بين الأحزاب الرئيسية إلى طريق مسدود بشأن تشكيل حكومة جديدة. ولبنان في حاجة ماسة إلى حكومة جديدة لإخراجه من الأزمة التي هزت الثقة في نظامه المصرفي. ويقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا مساعدات إلا بعد أن تشكل البلاد حكومة يمكنها تطبيق الإصلاحات. ونقل عن مصادر دبلوماسية في بيروت أن اجتماع الدول الداعمة للبنان في باريس الذي عقد الأسبوع الماضي قد عزز حظوظ الحريري في نيل إجماع نسبي من قبل التيارات السياسية اللبنانية وأوقف تداول الأسماء البديلة التي أهدر وقت كثير بشأنها. واعتبرت المصادر أن الاتصالات التي أجراها الحريري مع مسؤولين في صندوق النقد والبنك الدوليين، الخميس، تؤكد قناعة بأنه سيواصل دوره رئيسا للحكومة المقبلة. وأجرى الحريري اتصالين هاتفيين بكل من رئيس البنك الدولي دايفيد مالباس والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستينا جيورجيفا، وعرض معهما الصعوبات الاقتصادية والنقدية التي يواجهها لبنان. وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأحد، المسؤولين اللبنانيين بأن “يتحركوا” ويضعوا حدا للأزمة التي تشل البلد في ظل حركة احتجاج شعبية تطالب برحيل السلطة السياسية. وقال لودريان خلال برنامج “مسائل سياسية” على راديو “فرانس إنتر”، “يجب أن تتحرك السلطات السياسية لأن البلد في وضع حرج”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المجلس العالمي لثورة الأرز: طوم حرب يلتقي مسؤولين أمريكيين لحماية المتظاهرين في لبنان

الأمانة العامة – واشنطن

بيان/15 كانون الأول/2019

طوم حرب يلتقي مسؤولين أمريكيين لحماية المتظاهرين في لبنان

التقى الأمين العام للمجلس العالمي لثورة الأرز السيد طوم حرب مع مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أمس الجمعة للاطلاع على سياسة الولايات المتحدة الحالية تجاه لبنان. وقد أبلغ حرب بأن إدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعبر عن طموحاته. وأن الوزير بومبيو قد اصدر عدة بيانات في هذا الاتجاه. وقد استفسر حرب عن المساعدات المقدمة للجيش اللبناني لكي يتمكن من حماية المتظاهرين بشكل صحيح يرد عنهم أعمال البلطجة. وشدد على أن المنظمات الأميركية – اللبنانية غير الحكومية تتلقى عددا من التقارير حول كيفية حماية الجيش للاحتجاجات منذ تشرين الأول بينما تشير تقارير أخرى إلى عمليات ضرب للمتظاهرين من قبل عناصر عسكرية في عدة مناطق.

ووعد المسؤولون الأميركيون بإثارة الموضوع مع قيادة الجيش اللبناني. وأضاف حرب بأن المنطمة الدولية غير الحكومية التي يمثل تلقت عددا من الالتماسات من مدنيين في لبنان تطالب بإجراء تحقيقات في هجمات عناصر ميليشيات يرتدي بعضها ثيابا عسكرية ضد مواطنين في الشوارع. وقد صادف أن بعض هؤلاء المحتجين مواطنين لبنانيين يحملون الجنسية الأميركية. وسوف يبلغ السيد حرب قيادة الانتشار اللبناني بنتائج ومواقف الولايات المتحدة الأميركية في هذا الموضوع.

 

محمد رعد: لم يعد يعنينا من يأتي رئيس حكومة بل ارتباط البرامج بالاستجابة للأميركي

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال لقاء سياسي في حارة صيدا، أن "الأميركي وضع ثقله اليوم في معركة الاقتصاد في البلد، وما قاله فيلتمان في الكونغرس عن أن اللبنانيين أمامهم إما الجوع أو النهوض المحتمل، إنما يريد به أن نلغي المقاومة ونتصالح مع إسرائيل ونرسم الحدود البحرية بشروطها، حتى تعطى بالمفاوضات 860 كلم2 سرقتهم. أما الأميركي فيريد استخراج النفط على طريقته وتقدير كم يبقى لنا وكم يربح لبنان منه". وقال: "لبنان رفض التنازل عن شبر واحد من ترابه ومياهه، ونحن ندفع حسابا انتقاميا من الولايات المتحدة الأميركية التي تقوم بالضغط على أوروبا ودول الخليج، وتطلب منهم ألا يمد أحد يده لمساعدة لبنان الذي يحرم المساعدات، إذ لا وديعة مصرفية ولا مساعدة مالية وغيرها بقرار أميركي. من هنا يريد الأميركي من أي حكومة مقبلة أن تستجيب لشروطه، ومن بينها قطع علاقتنا مع الذي يساعدنا لنقاوم العدو الإسرائيلي دفاعا عن أنفسنا، فلا حق لأي جهة لبنانية بأن تقيم علاقة مع إيران. ومن شروط الأميركي أنه يريد ترسيم الحدود البحرية في لبنان وفق الشروط الإسرائيلية، فلا يعتقدن أحد أن الأزمة الاقتصادية بعيدة من صراعنا مع العدو الإسرائيلي، لأن الإسرائيليين موجوعين منا نحن اللبنانيين، لأنهم لا يستطيعون تحقيق شيء بالعمليات الأمنية ولا بالحروب ولا البقاء في أرضنا، فاستنجدوا بالأميركي للقيام بالضغط على وضعنا الاقتصادي". ولفت إلى أن "بعض اللبنانيين الذين يختلفون معنا على مقاومة إسرائيل، يعتقدون أن العقوبات الأميركية علينا وعلى بيئتنا هي لمصلحتهم، وكل هذه الأمور تجمعت وتبين أن العقوبات كانت على كل البلد وليس علينا فقط، فحاليا لسنا وحدنا الموجوعين، بل كل اللبنانيين موجوعين لأنهم لم يعرفوا اختيار أصدقائهم ولم يؤسسوا لقطاعات صناعية وزراعية منتجة واعتمدوا فقط على المساعدات والهبات من الخارج". وشدد على أن "لبنان في حاجة الى إعادة نظر في السياسات". وقال: "ليس المهم أن تأتي الحكومة سياسية او تكنوقراط، فهذا البلد لا يستطيع أحد أن يحكمه لوحده. لم يعد يعنينا من يأتي رئيس حكومة، المهم أن نرى البرامج فهي المحك، والبرامج أصبحت مرتبطة بكم يستجيب هذا المسؤول للطلب الأمريكي أو لا. نحن معنيون أن نحفظ مواقع القوة في بلدنا، والمقاومة ووحدتنا من هذه المواقع". وختم رعد: "المقاومة بلغت حاليا من النضج والجهوزية والاستعداد لمواجهة العدو الاسرائيلي، ما لا يستطيع أحد أن يلوي ذراعها".

 

نبيل قاووق: لحكومة تنال ثقة المتواجدين في الشارع وتكون مؤتمنة على مصالح الوطن

وطنية - النبطية - الأحد 15 كانون الأول 2019

رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الحل في هذه المرحلة ليس مستحيلا والفرصة موجودة والمعالجة ممكنة"، موضحا أن "حزب الله لا يستطيع أن يقوم بذلك لوحده وعلى الجميع أن يكونوا في موقع تحمل المسؤولية لإنقاذ لبنان ومستقبله ومستقبل اللبنانيين"، محذرا من أن "الإنهيار إذا حصل فإنه سيصيب الجميع والجميع سيتأذى، فإذا انهارت الليرة اللبنانية والمؤسسات سيكون اللبنانيون في مصاب واحد". وأكد خلال لقاء سياسي أقامه الحزب في النبطية بمشاركة شخصيات وفاعليات أننا "حريصون جدا على تشكيل حكومة موثوقة إنقاذية تستطيع أن توقف الإنهيار والفساد والهدر وتستعيد المال المنهوب وتنال ثقة الداخل قبل الخارج، في حين أن ثمة أشخاصا يفكرون كيف سيكسبون ثقة أميركا وترامب، أما نحن فنريد حكومة تنال ثقة الناس المتواجدين في الشارع وفي المنازل، ونريد حكومة تستجيب لصوت هؤلاء وتكون مؤتمنة على مصالح الوطن".

وتطرق قاووق إلى الموقف الأميركي، قائلا: "إن أميركا تختار أن تكون في الموقع المعادي للبنان"، واصفا زيارة الموفد الأميركي دايفيد هيل ب"المسمومة والمشؤومة لأنها تستهدف تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض وإشعال نار الفتنة الداخلية، كما تستهدف قوة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي".

أضاف: "إن أميركا لم تكن أبدا في موقع الصداقة للبنان فهي شريكة بكل نقطة سفكت في عدوان تموز 2006، وتقف إلى جانب إسرائيل في الضغط على لبنان في ما يتعلق بترسيم الحدود البرية والبحرية"، موضحا أنه "يراد من خلال زيارة هيل إلى لبنان تأجيج التوترات والفوضى وهذا ما تراهن عليه الإدارة الأميركية للضغط على المقاومة وإبتزاز الموقف اللبناني بوجه العدو الإسرائيلي". وأبدى قاووق "ارتياح حزب الله للمواقف الأميركية التي فضحت حقيقة المشروع والرهانات الأميركية في لبنان، وتوفيرهم علينا الكثير من الكلام والإستنتاج"، مؤكدا أن "المشروع الأميركي في لبنان بات مفضوحا ومكشوفا في أهدافه وأدواته وأساليبه، لذا من الطبيعي أن نقف علنا في مواجهة مشاريع أميركا ولا نسمح لها بأن تحقق أي مكاسب على حساب المقاومة"، معتبرا أن "أميركا التي جربت العقوبات على مدى ثلاثين عاما ضد حزب الله لن تفلح، وعند كل خيبة يتجرعونها يلجأون إلى العقوبات المتنوعة إن كانت عبر أفراد أو مؤسسات أو على اللبنانيين بشكل عام"، مشددا على أن "هذه العقوبات تشكل عدوانا مفضوحا وصريحا على سيادة لبنان وكرامته، وعلى مصالح جميع اللبنانيين". واعتبر أن "أميركا تريد من هذه العقوبات استهداف بيئة المقاومة وجمهورها"، لافتا إلى أن "الأميركيين يراهنون على أن تؤدي العقوبات إلى إبعاد الناس عن المقاومة، لكن إستطلاعات الرأي التي أجراها الأميركيون أنفسهم قبل أيام أكدت أنه بالرغم من العقوبات المالية والسياسية وتصنيفات حزب الله على لوائح الإرهاب، فإن جمهور المقاومة ازداد حبا وتأييدا وولاء للمقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله".

 

الحسن حذرت من وجود مندسين يهاجمون القوى الأمنية: أناشد الثوار السلميين إخلاء الساحات

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

ناشدت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن "جميع الثوار المتواجدين في الساحات والشوارع، ضرورة إخلائها فورا بسبب وجود مندسين، يعملون على مهاجمة القوى الامنية لغايات وأسباب مشبوهة، وذلك إستباقا لعملية الاستشارات النيابية الخاصة بتكليف رئيس للحكومة الجديدة".وقالت في تصريح لتلفزيون "أم تي في"، إن "هؤلاء المندسين يعملون وفق مخطط واضح هدفه السعي لخلق مشاكل مع القوى الامنية المولجة حماية مجلس النواب في وسط بيروت، وإستجلاب شارع مقابل شارع، تعم على أساسه الاحتكاكات بين الطرفين، وبالتالي السقوط بالفوضى".وناشدت "جميع الثوار السلميين، إخلاء الساحات، منعا للاحتكاك ولعدم تكرار ما حصل بالأمس"، مؤكدة أن "القوى الامنية بدأت عملية استقصاء، لتحديد المكان الذي يتوافد منه المندسون، ومن وراؤهم، للقيام بالخطوات اللازمة بعد تحديد هوية محركيهم". وأعربت عن خشيتها من أن "يكون هذا التحرك الذي يقوم به المندسون، هدفه إجهاض عملية الاستشارات النيابية التي ستجري في القصر الجمهوري". ونفت ردا على سؤال أن "يكون هناك أي تواصل مع مسؤولين في الحراك"، متمنية ذلك بأسرع وقت ممكن، لافتة الى أن "الحراك ليس مجموعة واحدة إنما مجموعات عدة من بيروت والمناطق، ومعظم مطالب الحراك محقة، لكن نحتاج الى الحوار مع ممثليهم". وأبدت "استعدادها للنزول لمحاورتهم".

 

الفرد رياشي: ندعو القوى الأمنية لعدم الانصياع للميليشيات

ال بي سي/15 كانون الأول/2019

طالب الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي القوى الامنية من دون استثناء بعدم الانصياع لأوامر الميليشيات وبالكيل بمعيارين، بحيث أنه ومن خلال ما شاهدناه يتم التنسيق مع من هم يتلطون خلف ميليشياتهم المسلحة عبر السماح لهؤلاء الرعاع بالاعتداء على المواطنين العزل  أحيانا، او عبر عدم الحسم الا مع فئة معينة من المواطنين العزل حيناً آخر. وأضاف رياشي: "مع العلم أننا كنا من اول من رفع لواء الدفاع عن المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، ندعو فوراً القوى الأمنية بعدم الانصياع لقرار الميليشيات لمنع الانجرار إلى الفتنة وحقناً لأي تداعيات من الممكن أن تحصل وتزيد من تعقيد الامور".

 

الخطيب يروي تفاصيل مشواره مع ترشحيه لرئاسة الحكومة

 الوكالة الوطنية للاعلام/15 كانون الأول/2019

استعرض المدير العام ل"شركة خطيب وعلمي" المهندس سمير الخطيب، أمام وفود وشخصيات زارته متضامنة في دراته في بلدة مزبود، مشواره مع ترشيحه لتكليفه بتشكيل الحكومة إلى لحظة اعتذاره. وشكر "جميع القوى السياسية والفاعليات وأبناء اقليم الخروب والوطن على هذه العاطفة الأخوية"، مشيرًا الى أن " حقيقة أحببنا إنقاذ البلد، وكونه تربطنا بالجميع علاقات جيدة اجتمعنا بالجميع ولم نستثن احدا أما بالنسبة لبداية الترشيح فقد كانت من قبل الشيخ سعد الحريري الذي تعمد أن يكون المرشح من إقليم الخروب من محبته للاقليم". أضاف: "عندما انطلقنا بالمشاورات والاتصالات مع الجميع، بدأناها مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان متجاوبا إلى أقصى حد وقدم كل التسهيلات، وكذلك الرئيس نبيه بري ايضا أبدى كل التسهيلات، اما الرئيس سعد الحريري فهو الداعم وقدم لي فريق عمله وكان من أكثر الداعمين لترشيحي". وتابع: "ما حصل إننا تواصلنا مع كل الافرقاء السياسيين المعنيين من الوزير جبران باسيل الذي كان متعاونا وقدم الكثير من الدعم والتسهيلات، لأن الوضع في البلد لم يكن يحتمل السجالات السياسية والمناكفات وبعدها اجتمعنا مع الخليلين (وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل) كممثلين للثنائي الشيعي، وكانا متعاونين، وقدما الكثير ايضا من الدعم والتسهيلات، باختصار الأجواء كانت إيجابية". واضاف:" أجرينا اتصالاتنا المحلية والدولية، فعلى صعيد الدول العربية كان لا بد أن نستمزج رأيهم وكانوا جميعهم وبصفة عامة متجاوبين بهدف إنقاذ البلد وتحديدا المملكة العربية السعودية التي لها الفضل في انعقاد مؤتمر الطائف، الذي انقذ لبنان، ولدى اجتماعنا معهم من خلال السفراء ابدوا كل ترحيب وقالوا انهم على مسافة واحدة من الجميع، وابدوا كل استعداد لتقديم الدعم للبنان، لأن لبنان بالنسبة لهم بلدهم الثاني، وهذا ما اكده السفير السعودي وليد البخاري، الذي أكد دعم المملكة للبنان وتشكيل الحكومة، وان تشكيلها شان لبناني ولا يريدون تسمية احد، لانهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع، وتتمنى الامن والاستقرار للبنان". وتابع:" اما بالنسبة لدولة الإمارات فقد أبدت كل استعداد للمساعدة وانها على الحياد وأكدت أنها تدعم اي حكومة، وقد شكرت سفير الامارات الدكتور حمد الشامسي، وذكرته بآخر اجتماع للرئيس الحريري عندما ذهب إلى أبوظبي وذلل كل العقبات وفك حظر سفر الاماراتيين عن لبنان".

 

طرد السنيورة من الجامعة الأميركية

مواقع ألكترونية/15 كانون الأول/2019

طالب محتجون بخروج رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة من ريسيتال غي مانوكيان في الجامعة الأميركية في بيروت، رافعين شعار "برا برا سنيورة لبرا". وبعد دقائق غادر السنيورة القاعة

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وفد إسرائيلي في أبوظبي للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة الفساد

تل أبيب، أبوظبي – وكالات/15 كانون الأول/2019

 أفاد تقرير إسرائيلي بأن وفدا رفيعا من وزارة العدل الإسرائيلية توجه أمس، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في المؤتمر الثامن للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الذي ينطلق اليوم في أبوظبي، بحضور ثلاثة آلاف مشارك من 185 دولة، ويعد أكبر تجمع دولي يعنى بمناقشة القضايا المتعلقة بمكافحة الفساد. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الوفد يترأسه نائبة النائب العام دينا زيلبر، ويضم مسؤولين رفيعي المستوى من القسم الجنائي والدولي بمكتب الادعاء العام. في غضون ذلك، بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في قصر البحر في أبوظبي، مع قائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في الشؤون الدفاعية والعسكرية. من جانبها، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أنه سيتم تحميل الوقود النووي في أول محطة من مشروعها النووي العام المقبل. وكتبت على “تويتر”: “نؤسس للمستقبل، مع بدء الاستعدادات لتحميل الوقود النووي في المحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في العام 2020”. بدوره، بحث وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد، مع وزير الشؤون الداخلية الأسترالي بيتر داتون، عددا من الموضوعات خاصة في المجالات الأمنية والشرطية.

 

إيران تجدد الدعوة لاتفاق عدم اعتداء بينها وبين دول الخليج وطهران تصدت لهجوم إلكتروني للتجسس على مخابراتها وتتعقب المتسللين

الدوحة، طهران، عواصم – وكالات/15 كانون الأول/2019

 جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، دعوة بلاده إلى توقيع اتفاق عدم اعتداء بينها وبين دول الخليج، معتبرا خلال مشاركته في منتدى الدوحة، أنه «من المهم التوصل لمقاربة إقليمية جديدة تقوم على الحوار، ويمكن إقامة فرق عمل مشتركة لإيجاد حلول لنزاعات المنطقة».وزعم ظريف أنه «يمكن إقامة فرق عمل مشتركة لإرساء التعاون في القطاع الخاص والإقليمي، كما يمكن بدء تواصل عسكري بتوقيع اتفاق لوقف العنف وعدم الاعتداء، بناء على تعاون إقليمي». أعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جهرومي أمس، أن بلاده تصدت لهجوم إلكتروني ثانٍ خلال أقل من أسبوع، وكان هذه المرة «يهدف إلى التجسس على المخابرات الحكومية». وقال جهرومي على «تويتر»، إن الهجوم المزعوم كُشف ونُزع فتيله بواسطة درع الأمن السيبراني. حددنا خوادم تجسس، وتعقبنا متسللين»، دون الخوض في تفاصيل. وكان جهرومي قال يوم الأربعاء الماضي، إن هجوماً إلكترونياً «كبيراً» و»حكومياً» استهدف أيضا البنية التحتية الإلكترونية لإيران، ولم يخض في أي تفاصيل عن الهجوم المزعوم، سوى قوله إنه «تم نزع فتيله وسينشر تقريرا حوله». من جانبه، أعلن أمين المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني أبو الحسن فيروز آبادي، أن المجلس أعطى وزير الاتصالات الإيراني مهلة ثلاثة أسابيع، «كفرصة لتقديم خطة تكميلية لشبكة المعلومات الوطنية»، التي تريدها إيران بديلاً عن الإنترنت العالمية. وزعم «أننا لا نسعى إلى تقييد الإنترنت والحد منه»، مضيفاً أن «الغرض من نشر الأخبار حول قطع الإنترنت بشكل واسع، هو التشويش على نجاحات إيران في حقل هو شبكة المعلومات الوطنية»، حسب تعبيره. ومن المقرر أن يستعرض المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني الخطة في غضون شهرين، وذلك كحل نهائي للإنترنت والسيطرة على المواقع وشبكات التواصل، عقب خطة قطع الإنترنت التي جربتها خلال احتجاجات نوفمبر الماضي للتعتيم على القمع الدموي وقتل المتظاهرين السلميين. على صعيد آخر، أكد وزير النفط بيجن زنكنة، أن شركة «بتروبارس» الإيرانية بدأت العمليات التنفيذية بمشروع تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي الغازي المشترك مع قطر. من جهة أخرى، أحرق مجهولون مزار «بنت الحسن المجتبى» في منطقة بوابة كازرون، والتي تعد واحدة من أكثر المناطق ازدحاما في شيراز مركز محافظة فارس جنوب إيران، وذلك بعد سرقة محتوياته الثمينة، حيث قام المعتدون بتخريب واسع في المزار، ونهبوا أموال الصدقات والنذور الموجودة فيه، ثم قاموا بحرقه، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية به.وبينما أكد مدير العلاقات العامة في دائرة الأوقاف بمدينة شيراز وقوع الحادثة، نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا للضريح بعد حرقه، فيما ذكر شهود عيان أن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث. إلى ذلك، رفضت الروائية الإيرانية رقية كبيري، استلام جائزة فازت بها مؤخراً للاحتجاج على قمع احتجاجات نوفمبر الماضي وقتل للمتظاهرين السلميين.

 

البركاني: إيران خلقت جحيماً مرعباً في اليمن

عدن – وكالات/15 كانون الأول/2019

 أكد رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، أن “نظام إيران السياسي بما يحمله من مطامع وراءها أوهام وأمراض نفسية، خلق جحيماً مرعباً في اليمن كما في بلدان أخرى في الجوار”. ودعا البركاني في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية، إلى الوقوف بمسؤولية تجاه الشعب اليمني وما يعانيه من مآسي إنسانية جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ سنوات، والعمل من أجل تطبيق القرارات الدولية. وقال إن “الشرعية” عرضت السلام على الانقلابيين وذهبت للتفاوض وقدمت التنازلات رغم انقلابهم على الجمهورية والديمقراطية. من ناحية ثانية، حذرت الحكومة اليمنية مجدداً، من استمرار الحوثيين في منع الفريق الأممي من الوصول إلى سفينة “صافر” النفطية لإجراء عملية صيانة عاجلة للخزان النفطي المتآكل، تفادياً لحدوث “كارثة بيئية وشيكة” في البحر الأحمر، ومحذرة من أن هذه الكارثة قد تصل إلى السعودية ومصر. من جهة أخرى، أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء، حكماً بإعدام 4 من المختطفين المحتجزين في سجونها. وأفاد المحامي عبدالمجيد صبرة، المتخصص بمتابعة قضايا المختطفين لدى الميليشيات، أن الشعبة الاستئنافية بالمحكمة الجزائية المتخصصة (أمن الدولة)، أيدت حكما بإعدام أربعة من المختطفين.

 

قطر: لا محادثات حالياً مع الإمارات وأجرينا مناقشات مع السعودية وعباءة إيفانكا تلفت الأنظار بمنتدى الدوحة

الدوحة، عواصم – وكالات/15 كانون الأول/2019

 أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن بلاده لا تجري حاليا محادثات مع الإمارات لرأب الصدع الديبلوماسي والاقتصادي على المستوى الإقليمي المستمر منذ نحو 30 شهرا. وأضاف وزير الخارجية القطري في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن بلاده أجرت مناقشات مع السعودية، مشيرا إلى أن تخفيف الأزمة التي حدثت في وقت سابق مع المملكة، مكّنت الجارتين من تطوير خط اتصال. وأشار إلى إمكانية عقد محادثات مماثلة في المستقبل مع الإمارات، مضيفا أن “محادثاتنا حتى الآن مع السعودية، وأعتقد أننا سوف ننظر إلى بقية القضايا في مرحلة لاحقة”. وأردف قائلا: “قطر لا تتوقع موعدا بعد للتوصل لاتفاق مصالحة مع السعوديين”. على صعيد آخر، حذرالشيخ محمد بن عبد الرحمن مما أطق عليه “الحروب الأخطر من الحروب التقليدية”، مضيفا في الجلسة الأولى من جلسات منتدى الدوحة، أن “هناك حاجة لوجود نظام حوكمة دولي أفضل، يراعي المصالح الدولية والوطنية، ويتيح الحقوق لدول العالم، شرط أن تلتزم الدول بالمسؤوليات المستوجبة عليها”. وقال إن إيجاد تلك المنظومة، سيساعد على تلافي العديد من الأزمات والتحديات التي يواجهها العالم، محذرا من أن هناك تحديات متسارعة خلال العقد الأخير، أبرزها الحروب والنزاعات. وأوضح أن “الحروب تحولت بصورة كبيرة من حروب تقليدية، إلى حروب سيبرانية واقتصادية”، محذرا من تزايد وتيرة الأزمات، داعيا إلى تعاون متعدد الأطراف، من أجل السعي لمواجهة تلك الأزمات وحلها. من جهة أخرى، استقبل الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حيث تبادل الجانبان الآراء حول العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين والقضايا الإقليمية. إلى ذلك، لفتت إيفانكا، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشارته، الأنظار خلال مشاركتها في منتدى الدوحة، حيث ظهرت مرتدية عباءة عصرية سوداء مزركشة بخيوط ذهبية عند منطقة الأكتاف، خلال أمسية ختامية في المتحف الوطني القطري، ولاقت استحسان رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بإطلالتها.وخلال مشاركتها في منتدى الدوحة، قالت إيفانكا: “إن 2.7 مليون امرأة في 104 دول لا يستطعن العمل في القطاعات كافة كالرجال. وفي 75 دولة لا يمكن للمرأة تملك العقارات أو حتى استئجارها، ما يعني عدم إمكانية تطوير قدراتها وازدهارها”. وأضافت إيفانكا في حوار أجرته معها متحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن “أهم استنتاجات اليوم الأول من مناقشات منتدى الدوحة، هو أن تمكين المرأة في صميم تحقيق الاستقرار. وحقوق المرأة في بؤرة مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار التابعة لها”.

 

ثوار العراق يدعون مجلس الأمن إلى مواجهة التدخلات الإيرانية

مصادمات ليلية في كربلاء... والحكيم طرح خريطة طريق... والصدر رفض ترشيح رئيس حكومة دون موافقة المحتجين

بغداد – وكالات/15 كانون الأول/2019

 دعا المتظاهرون في العراق، مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع طارئ لاتخاذ قرارات في مواجهة دخول قوات إيرانية إلى العراق خلال الساعات الأخيرة. وذكرت “اللجنة المنظمة للتظاهرات” ليل أول من أمس، أن قوات عسكرية إيرانية دخلت الأراضي العراقية من منفذ زرباطية مع إيران في محافظة واسط فجر أول من أمس، حيث شوهدت آليات عسكرية متنوعة منها مدرعات واخرى عجلات قتالية تحمل شعارات “الحرس الثوري”، وتمت متابعتها إلى أن وصلت إلى العاصمة بغداد. وأضافت ان “هذا التدخل الكبير هو توسيع وترسيخ لحالة الاحتلال الايراني بعلم ورضى الحكومة والبرلمان والميليشيات، ما يستوجب من المجتمع الدولي النهوض بمسؤولياته القانونية والاخلاقية في مساعدة الشعب العراقي وفي طليعته المتظاهرون”. وعلى صعيد التظاهرات، أفاد شهود عيان أمس، بوقوع اشتباكات ليلية بين متظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى محافظة كربلاء. وقالوا، إن “عدداً من المتظاهرين قطعوا جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الاعتصام، وقطع الطريق المؤدي إلى المجمع الحكومي”. وفي وقت لاحق، أقدم محتجون غاضبون أمس، على إغلاق مبنى الهيئة العامة للضرائب، وسط كربلاء، معلقين على جدرانها لافتة كتب عليها “مغلق بأمر الشعب… من يرفع اللافتة يتحمل المسؤولية الكاملة”. وفي الناصرية، تجددت التظاهرات أمس، إذ توافد المحتجون في محافظة ذي قار إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة، مع قطع جسر الزيتون، في حين شهدت محافظة الديوانية توافد المتظاهرين إلى ساحة الساعة التي تقع أمام مبنى الحكومة المحلية، حيث شارك عدد من شيوخ العشائر في الاحتجاجات ضد الفساد.

وفي النجف، خرج المئات من المتظاهرين في ساحة الصدرين، ونظموا مسيرة بالشموع تضامناً مع قتلى الاحتجاجات. وفي البصرة، أفاد مصدر أمني بإعادة فتح الطريق الرابط بين خور الزبير وميناء أم قصر بعد أن قطع متظاهرون في المحافظة الطريق صباحاً، ومنعوا مرور المركبات باتجاه شركة الأسمدة وميناءي أم قصر وخور الزبير. وفي بغداد، أعلنت وزارة الداخلية أمس، إلقاء القبض على خمسة متهمين بجريمة حادثة ساحة الوثبة وسط العاصمة، فيما أفادت أنباء صحافية بأن مسلحين مجهولين اغتالوا الناشط حقي العزاوي. على صعيد آخر، كشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي أمس، عن حصيلة بعدد الناشطين والمتظاهرين المختطفين والمفقودين، إذ بلغت 48 مختطفا حتى الآن، محملاً الحكومة مسؤولية كشف الجناة وإحالتهم إلى القضاء. في غضون ذلك، أدلى رئيس حكومة تسيير الأعمال عادل عبدالمهدي بسلسلة مواقف بشأن التطورات الأخيرة في تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”.

وأعرب عن رفضه واستنكاره لإدراج أسماء قادة وشخصيات عراقية معروفة على قوائم العقوبات الأميركية، معتبراً أن الأسماء المدرجة لها تاريخ طويل ودور في محاربة تنظيم “داعش”. وبشأن الاحتجاجات، أعرب عن استنكاره لإهانة أعلام دول وزعماء لبلدان لها صلات وثيقة بالعراق، مضيفاً ان جميع هذه الممارسات مضرة بالعراق وشعبه وتشجع على الكره والعنف. من ناحية ثانية، قدم رئيس “تيار الحكمة” عمار الحكيم ليل أول من أمس، خريطة طريق لتلبية مطالب المتظاهرين وتضمنت ثلاث نقاط، مؤكداً دعمه لأي مرشح لرئاسة الحكومة يتفق عليه العراقيون.

وقال: “نؤكد عدم وجود أي مرشح من قبلنا لتولي رئاسة الحكومة، وسندعم كل من تتفق عليه كلمة العراقيين”، داعياً إلى الإسراع باختيار رئيس وزراء مستقل وتشريع قانون انتخابات منصف وعادل وتشكيل مفوضية مستقلة ونزيهة. من جانبه، أكد تحالف “سائرون”، الذي يقوده زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، أمس، رفضه ترشيح أي اسم لرئاسة الحكومة ما لم تنطبق عليه شروط المتظاهرين. ومع تداول وسائل إعلام عراقية وأخرى عربية لاسم النائب محمد شياع السوداني كمرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، نفت رئاسة الجمهورية تسلم الرئيس برهم صالح اسم أي مرشح، فيما تواصل رفض المتظاهرين لترشيح السوداني.

ولم يتبق أمام الرئيس العراقي سوى 48 ساعة لانتهاء المهلة الدستورية المحددة لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء، أو أن يتولى هو منصب رئاسة الحكومة إضافة إلى منصبه كرئيس للبلاد. ودعا زعيم “ائتلاف الوطنية” اياد علاوي أمس، صالح، إلى أن تكون الحكومة المقبلة حكومة مصغرة وموقتة لا يتجاوز سقفها عام واحد ولا ترشح للانتخابات. إلى ذلك، أعلن مطار بغداد الدولي أمس، توقف حركة الملاحة الجوية بسبب انعدام الرؤية جراء الضباب الكثيف، قبل أن تعود لاحقاً.

 

بدء ترشيح قضاة لإدارة مفوضية الانتخابات الجديدة

بغداد – د ب أ/15 كانون الأول/2019

طالب مجلس القضاء الأعلى في العراق أمس، إقليم كردستان ومجلس الدولة ورئاسات الاستئناف في المحافظات بترشيح قضاة لإجراء القرعة بينهم ليكونوا أعضاء في مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق. وذكر المجلس في بيان، أنه عقد جلسة لتدارس دور مجلس القضاء الأعلى على ضوء صدور قانون مفوضية الانتخابات في العراق، مضيفاً إنه “في الوقت الذي يبدي تحفظه على إشراك القضاة في مجلس مفوضية الانتخابات واعتراضه في حينه أثناء المناقشات التي سبقت إقرار القانون وإبداء الرأي بعدم مشاركة القضاة في أعمال تنفيذية وإشرافية في مجلس مفوضية الانتخابات وأن يقتصر دور القضاء على النظر بالطعون التي تقدم على قرارات مجلس مفوضية الانتخابات من خلال الهيئة التمييزية في محكمة التمييز إلا أن وجهة نظر مجلس القضاء الأعلى لم يتم الأخذ بها”. وكان البرلمان العراقي صوت قبل أيام على مشروع قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الجديد الذي يقضي بأن يتولى العمل في مجلس المفوضية تسعة قضاة لإدارة العمليات الانتخابية المقبلة في البلاد بطريقة تضمن نزاهتها.

 

الكشف عن مقبرة جماعية لضحايا “الحشد الشعبي” في الفلوجة

بغداد – وكالات/15 كانون الأول/2019

 اكتشفت السلطات العراقية، مقبرة تعود إلى العام 2016، تضم رفات شباب يعتقد أنهم من ضحايا مجزرة الصقلاوية، التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شمال الفلوجة، بمحافظة الأنبار. وقال مصدر بدائرة الطب العدلي في الرمادي، إن جميع الضحايا من عشيرة واحدة تدعى المحامدة، وعددهم 643 شاباً، اختفوا قسراً منذ العام 2016، ولم يعرف مصيرهم. وأضاف أن المقبرة الجماعية الضخمة تم الكشف عنها عند الطريق الرابط بين الفلوجة وبغداد، قرب سيطرة الصقور على الطريق المؤدي إلى جنوب شرق الفلوجة. وأشار إلى أنها تضم جماجم وعظاما بشرية وبقايا ملابس مدنيين، بينهم أطفال، وآثار ثقوب وأصفاد توحي بأن مجزرة وقعت في المكان. وأوضحت أن “المنطقة كان تحت سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي ولم يصل إليها تنظيم داعش”، ما يثير التساؤلات عن جريمة تطهير عرقية حصلت في الفلوجة على يد “الحشد”. وفي السياق، أكدت هيئة علماء المسلمين، أن من أبرز فصائل “الحشد الشعبي” الضالعة في مثل هذه الجرائم هي “كتائب حزب الله العراقي” و”بدر” و”عصائب أهل الحق”.

 

السعودية وباكستان تبحثان تعزيز العلاقات وجهود تخفيف التوترات في المنطقة وانطلاق التحضيرات للقمة العربية - الأفريقية الخامسة بالرياض

الرياض، عواصم – وكالات/15 كانون الأول/2019

 بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في العاصمة السعودية الرياض، في التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاه تخفيف التوترات في المنطقة، وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الأمير محمد بن سلمان استعرض مع رئيس الوزراء الباكستاني العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون المشترك، بالإضافة إلى استعراض التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأشارت إلى أن الاجتماع حضره من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد العيبان، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف المالكي، ومن الجانب الباكستاني وكيل وزارة الخارجية سهيل محمود، وسفير باكستان لدى المملكة رجاء علي إعجاز، وعدد من المسؤولين. من جانبه، بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع مستشاري رئيس جنوب أفريقيا بيجاني تشوك وبول ماشاتيلي، في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. في غضون ذلك، جدد السيناتور الجمهوري الأميركي البارز ليندسي غراهام التأكيد، أن السعودية حليف ستراتيجي مهم للولايات المتحدة.

وأكد غراهام الذي يعد من أبرز حلفاء الرئيس دونالد ترامب في الكونغرس، في كلمة ألقاها في منتدى الدوحة، أنه سبق أن زار المملكة مرارا وتكرارا مع السيناتور الراحل جون ماكين، واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن قبل سنوات، خلال مشاركته في المراسم التذكارية المقامة بمناسبة نهاية حرب الخليج الأولى. وعن موقف الكونغرس الحالي تجاه الرياض، قال مخاطبا “الأصدقاء السعوديين”: “الأسهم الخاصة بكم أخفض مما كانت عليه في أي وقت مضى، والطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي أن تغيروا أنفسكم”، معربا عن تطلعه إلى هذا التغيير، مشيرا إلى أن السعوديين لا يزالون حلفاء للولايات المتحدة رغم كلامه هذا. إلى ذلك، يتوجه وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية خالد الهباس غدا الثلاثاء إلى السعودية، في زيارة تستغرق يومين، للتحضير لأعمال الدورة الخامسة للقمة العربية- الافريقية المقرر عقدها بالرياض. ومن المقرر أن يشارك الوفد مع وفد من الاتحاد الأفريقي، في اجتماعات تحضيرية تنسيقية بشأن الإعداد والتحضير للقمة، مع الجهات المعنية السعودية، حيث تتركز التحضيرات على مشروع الوثائق التي ستعرض على القادة العرب والأفارقة بشأن القضايا العربية الأفريقية وقضايا التعاون ومشاريع الشراكة الستراتيجية.

 

السيسي: الإرهاب صناعة شيطانية توظفه بعض الدول لأهداف سياسية

غوتيريس دعا في شرم الشيخ "شباب العالم" للحوار... وأبوالغيط نعى "ضياع" القضية الفلسطينية

القاهرة – وكالات/15 كانون الأول/2019

 دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، إلى تكثيف الجهود من أجل الوقوف بوجه الدول التي تدعم الإرهاب، مؤكدا أن هذه الدول تستخدمه كأداة لتحقيق مصالحها وأهدافها، ومشيرا الى أن الإرهاب صناعة شيطانية توظفه وتستخدمه بعض الدول لتحقيق أهداف سياسية. وقال السيسي خلال إحدى فعاليات “منتدى شباب العالم” بشرم الشيخ، الذي افتتحه ليل أول من أمس، إن ظاهرة الإرهاب تنمو وتزيد، ولن تؤثر على المنطقة فقط، بل سيمتد تأثيرها إلى أوروبا، التي ستتضرر من العناصر الإرهابية الوافدة إليها.

وطالب الرئيس المصري باتخاذ موقف حاسم تجاه الدول الداعمة للإرهاب، متابعاً أن الخطير في الأمر هو استخدام الفكر والعقيدة الدينية للتستر وراء الإرهاب وتوظيفه لتحقيق أهداف ومصالح سياسية، مضيفاً أنه يمكن بعملية إرهابية أو عمليتين وقف السياحة في مصر وخسارة عائد سنوي منها قد يقدر بنحو 15 مليار دولار. على صعيد آخر، وصف السيسي حكومة “الوفاق” الليبية، بأنها أسيرة الميلشيات، مؤكدا أن بلاده أعرضت عن التدخل بشكل مباشر في ليبيا رغم تهديد الوضع هناك لأمنها القومي. وقال إن “الحكومة الليبية غير قادرة على أن تكون لها إرادة حقيقية، لأنها أسيرة للميلشيات المسلحة والإرهابية الموجودة في طرابلس”، مضيفا أنه “كان الأولى بنا أن نتدخل بشكل مباشر، ولدينا القدرة، لكننا لم نفعل ذلك، ولن ينسى لنا الشعب الليبي ذلك أبدا”. واعتبر أن حل الأزمة السورية، يكمن في رفع الدول يدها عنها، لافتا إلى أن البعض يعتقد أن مصالحه تظل قائمة في بقاء سورية في حالة عدم استقرار، ومؤكدا أنه “إذا استعادت سورية استقرارها بسرعة، وتم كتابة دستور جديد، سيعود الملايين الموجودين في لبنان وبلدان أخرى إلى بلدهم”. من جانبه، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، دعوة إلى شباب العالم، بمناسبة قرب احتفالها بعيدها الـ75 العام المقبل. وعبر مقطع مصور، عرض في حفل افتتاح “منتدى شباب العالم”، قال غوتيريس: “ستحتفل الأمم المتحدة العام المقبل بعيدها الخامس والسبعين، ولتخليد تلك المناسبة، فإن الأمم المتحدة ستفتح حوارا عالميا، إذ أنها في حاجة إلى أفكار الشباب”. وتابع: “أرجو أن تنضموا إلى الحوار وأن تساندونا في بناء عالم أفضل للجميع”. من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إن “القضية الفسطينية ضاعت”، مؤكدا أن “المجتمع الدولي من الممكن أن يدفع ثمنا غاليا”. وحذر من “مطامع بعض الدول في البحر المتوسط، ومحاولات بعض الدول الأخرى السيطرة على مضايق وممرات مائية”، مطالبا “بضرورة معالجة هذا الأمر بصراحة، والاعتراف أن منطقة الشرق الأوسط تعرضت لضربات مبرحة، أولا بالعراق، وما جاء بعد 2011 وهو نمط حديث، هز المنطقة وهز مصر والدول الوطنية، ما فتح شهية الكثير من دول الجوار وتيارات ملء الفراغ نتيجة لغياب الدولة الوطنية”.

واعترض على وصف الأحداث التي شهدها العالم العربي منذ 2011 بـ”الربيع العربي”، قائلا: “لا ينبغي تسميته بالربيع بمنتهى الأمانة”.

 

الجيش الليبي: حسم معركة طرابلس قد يستغرق بعض الوقت

قطر تدعم "الوفاق"... وبرلمان تركيا يبحث إرسال قوات لمساندتها... وخطف قيادات القذافي بالسجون

طرابلس، عواصم- وكالات/15 كانون الأول/2019

 أعلن مسؤول عسكري في القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن عملية اقتحام العاصمة طرابلس وحسم المعركة قد تستغرق بعض الوقت، “بسبب حرص الجيش على حياة المدنيين والحفاظ على أرواحهم، وحذره الشديد لتفادي تدمير المنشآت العامة والخاصة”. وأوضح المصدر أن “الجيش يسير وفقاً لخطة عسكرية محكمة تضع سلامة المدنيين والمرافق الحيوية للدولة على رأس الأولويات وفوق كل اعتبار”، موضحاً أن “هدف الجيش هو تخليص العاصمة وسكانها من الميليشيات المسلّحة الجاثمة فوق صدورهم، وليس ضربها وتدمير بنيتها التحتية أو الدخول إليها في أسرع وقت ممكن”.

ميدانياً، أشارت “قناة ليبيا” المقربة من الجيش الوطني إلى أن سلاح الجو استهدف “مواقع مسلحي الوفاق بطريق المطار جنوب طرابلس”. الى ذلك، أفادت مصادر اعلامية، بوقوع اشتباكات في منطقة زواية الدهماني في طرابلس، بين ميليشيات كتيبة ثوار طرابلس وميليشيا قوة الردع، وكلاهما يتبعان حكومة “الوفاق”. وفي ظل الصراع الدائر بين قوات الجيش الليبي وميليشيات الوفاق في العاصمة طرابلس، جرت عملية خاطفة مساء أول من أمس، نقلت خلالها قيادات من نظام العقيد الراحل معمر القذافي من أحد السجون لمنطقة مجهولة تحت تهديد السلاح. وقالت مصادر ليبية إن ما يسمى مليشيا “الردع”، التي يقودها عبد الرؤوف كاره، المحسوب على التيار السلفي، هاجمت السجون التي كانت تحت سيطرة هيثم التاجوري ونقلت الأسرى إلى منطقة غير معلومة. وأوضحت المصادر أنه “تم نقل عدد من القيادات تحت قوة السلاح، هم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في ليبيا بعهد القذافي، واللواء عبدالله منصور مدير الأمن الداخلي، اللواء الساعدي معمر القذافي، واللواء عبدالله السنوسي مدير المخابرات الحربية في عهد القذافي”. من جانبه، أعرب أمير قطر الشيخ تميم عن استعداد الدوحة لتقديم أي دعم تطلبه حكومة الوفاق الوطني الليبية بطرابلس، في المجالين الأمني والاقتصادي. ونقل بيان لحكومة الوفاق، أن أمير قطر أكد خلال استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، أن “قطر ستضاعف العمل من أجل أن تتجاوز ليبيا الأزمة التي تمر بها، مبديا الاستعداد لتقديم أي دعم تطلبه حكومة الوفاق الوطني في المجالين الأمني والاقتصادي”​​​. من جانبها، اتخذت تركيا خطوة أخرى صوب تقديم دعم عسكري الى الوفاق عندما أحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل بنودا لإطلاق “قوة رد فعل سريع” إذا طلبت طرابلس ذلك. وعلى الرغم من أن الاتفاق البحري أرسل إلى الأمم المتحدة للموافقة عليه فإن الاتفاق العسكري أحيل إلى البرلمان التركي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، “البرلمان سيدخله حيز التنفيذ بعد الموافقة عليه”. على صعيد آخر، أعلنت السفارة الليبية في العاصمة المصرية القاهرة تعليق جميع أعمالها ابتداء من أمس، لأسباب أمنية.

 

تركيا تعتبر سورية مسرحاً للحروب بالوكالة وتؤكد أن لا أحد يمارس ضغطاً لرحيل الأسد وقافلة للتحالف دخلت القامشلي... و"ويكيليكس" شكك بـ"كيماوي دوما"

عواصم – وكالات/15 كانون الأول/2019

 أكدت الرئاسة التركية، أن سورية تشهد حروباً بالوكالة، مشيرة إلى ضرورة منح الأولوية لمصلحة الشعب السوري قبل أي أجندة أخرى. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في كلمة ألقاها أول من أمس، خلال ندوة بشأن سورية، في إطار أعمال النسخة الـ19 لـ”منتدى الدوحة”، إن “سورية باتت مسرحا للحروب بالوكالة في المنطقة”. وأضاف إن الأزمة السورية أدت إلى مشاكل دولية عدة، بينها أزمتا الإرهاب واللاجئين، مؤكداً ضرورة المزيد من التنسيق من أجل معالجتها. وشدد على ضرورة تغليب الجميع لمصلحة الشعب السوري على أي أجندات أخرى، مضيفاً إنه “يتعين علينا إيجاد سبيل حل مختلف، من أجل مستقبل الشعب السوري، كي يشعر بالأمل”. وأشار إلى أن تركيا لا تزال ملتزمة بعدم إرغام أي سوري على العودة إلى بلاده من دون رغبة منه، أو إلى منطقة لم يأت منها. وبشأن إدلب، أعرب عن اعتقاده بأن “أي عملية عسكرية هناك ستؤدي إلى نتائج وخيمة للغاية وموجة هجرة أخرى، وهذا الوضع سيشكل مزيداً من الضغط علينا وعلى الأوروبيين”. واعتبر أنه لا توجد أي جهة مهتمة بتغيير النظام في سورية أو تمارس ضغطا كافيا لتحقيق رحيل الرئيس بشار الأسد، مشددة على ضرورة التركيز على المسار السياسي لحل الأزمة السورية. وأشار إلى أن “اللعبة الأخيرة في هذا الشأن تمر عبر المسار السياسي”، مشدداً على أهميته لحل الأزمة السورية، ومؤكداً ضرورة دعم الجميع عمل اللجنة الدستورية. وأوضح أنه من الممكن، في حال تمخضت عن اللجنة وثائق ملزمة تحت رعاية الأمم المتحدة ودعم من المجتمع الدولي، الحديث عن إجراء انتخابات يدلي فيها السوريون بأصواتهم في الداخل والخارج. واعتبر أن “المجتمع الدولي لم يفشل في دعم السوريين فحسب، وإنما كذلك في إيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في بلادهم”. من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أغلو، أن بلاده تلتزم بـ”موقف واضح” من مسألة “نظام الأسد”. وقال “نعتقد أن من قتل نحو 500 ألف شخص لا يستطيع توحيد البلاد، لذلك، نعتبر خلال هذه الفترة أن الحكومة غير شرعية، لكن إذا ما تم إعداد دستور ملائم لإجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة فهذا يجب أن يقرره الشعب السوري”. وأضاف “لكننا نعتقد بوضوح أن الأسد لا يستطيع توحيد البلاد بعد ما حدث في السنوات العشر الماضية”. من ناحية ثانية، أفاد شهود عيان ليل أول من أمس، بأن قافلة من الشاحنات التابعة لقوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، دخلت مدينة القامشلي. وقالوا إن القافلة “الضخمة” تضم نحو مئة شاحنة، حيث قدمت من إقليم كردستان عبر معبر الوليد الحدودي، ووصلت إلى مدينة القامشلي، مضيفين إن الشاحنات تحمل سيارات نقل وإسعاف وصهاريج، إضافة إلى مواد لوجستية وشاحنات أخرى مغلقة.

وفي السياق، انتشرت آليات أميركية عدة على محاور رئيسية في محافظة الحسكة بهدف تأمين مرور قافلة عسكرية أميركية. إلى ذلك، نشر موقع “ويكيليكس” أول من أمس، وثيقة ترجح أن معدي التقرير بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لم يباشروا عملهم في سورية ولم يزوروا مدينة دوما. وأوضح “ويكيليكس”، أن مذكرة أحد أعضاء بعثة المنظمة إلى سورية، التي تم إرسالها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في 14 مارس الماضي، تحدثت عن قلق مراقبي المنظمة من التقرير، الذي لا يعكس حسب رأيهم مواقفهم، بعدما زاروا دوما، مشيرين إلى أن التقرير أعده فريق آخر، وأن عنصراً فقط من الفريق الآخر كان في دوما، وأن الآخرين كانوا يشتغلون من دولة أخرى لم يذكروها.

 

نهاية حقبة أردوغان وشيكة وحزب داوود أوغلو يهدد بقاءه وتركيا وسّعت تواجدها العسكري في قطر

أنقرة – وكالات/15 كانون الأول/2019

 أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن نهاية حقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتت وشيكة، معللة بتراجع شعبيته لأدنى مستوى وخسارته الضخمة في الانتخابات البلدية السابقة، وتشكيل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، حزباً جديداً يستهدف جذب جماهير أردوغان المحافظين، الأمر الذي قد يلحق أضراراً جسيمة بفرص إعادة انتخابه للرئاسة. وأضافت ان انفصال داوود أوغلو عن أردوغان، الذي كان ذات يوم أقرب حليف له، يمثل تحدياً مباشراً ضد الرئيس التركي، حيث يتعهد أوغلو بالعودة إلى المبادئ والمثل العليا الأصلية لحزبهم القديم. وأشارت إلى أن أردوغان شهد انخفاضاً في شعبيته إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات مع انهيار العملة والركود الاقتصادي الذي ضرب تركيا قبل 18 شهراً من اختبار قيادته، مضيفة ان استطلاعاً للرأي أجري حديثاً أظهر انخفاض شعبيته إلى 33 في المئة، من 41 في المئة في يوليو العام 2018. في غضون ذلك، أفادت أنباء صحافية، بأن تركيا أبدت استعدادها للتفاوض مع تل أبيب بشأن نقل إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي “مكان”، أن مسؤولاً تركياً رفيع المستوى في مجال الطاقة، جاء إلى القدس برسالة أعربت فيها أنقرة عن استعدادها لخوض التفاوض مع تل أبيب بشأن نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. من ناحية ثانية، زعم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، أن بلاده لا تزال في قلب حلف شمال الأطلسي “الناتو” وشريك أساسي فيه، ولا توجد أي محاولة للخروج منه. وقال: “سنظل في الناتو ولن نذهب إلى أي مكان”، مضيفاً: “أعمالنا تنم عن مسؤوليتنا تجاه الناتو، وما زلنا في مركز الحلف، وشريكا أساسيا فيه، وليس هناك أي محاولة للخروج منه”. في غضون ذلك، شهدت العاصمة القطرية افتتاح مقر قيادة القوات المشتركة التركية- القطرية بحضور كبار القادة العسكريين من البلدين، في مقدمهم خلوصي أكار، ووزير الدفاع القطري خالد العطية. إلى ذلك، استقبل أردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في اسطنبول، حيث بحث الجانبان في التطورات المتعلقة بالانتخابات الفلسطينية وجهود المصالحة الفلسطينية.

 

كندا جاهزة لاستقبال مليون مهاجر...

وكالات/15 كانون الأول/2019

أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن خطته الجديدة لاستقبال مليون مهاجر جديد خلال الفترة الممتدة بين عام 2020 إلى 2022. وقال ترودو في بيان وجهه لوزير الهجرة الجديد أن كندا مهتمة جدا بجميع القادمين الجدد وستقوم بتشجيعهم عن طريق إطلاق العديد من البرامج.ودفعهم للاستقرار في الريف الكندي، وتقديم أفضل الخدمات لهم، حيث طالب ترودو بتقديم المزيد من التسهيلات، بحسب مانقل موقع canadanews24. كما صرح ترودو عن توفير ملاذ آمن لجميع اللاجئين والعاملين في مجال الصحافة والعاملين في قضايا تهتم بحقوق الإنسان، للوصول للهدف الذي وضعته كندا من أجل توطين عدد أكبر من المهاجرين. وأضاف ترودو أنه سيتم إلغاء الرسوم المترتبة للحصول على الجنسية الكندية لمن استوفى الشروط المطلوبة. ليرتفع بذلك عدد المهاجرين في عام 2022 إلى عشرة آلاف مهاجر، أي أن كندا ستجذب 341 ألف مهاجر خلال عام 2020، و350 ألف مهاجر في عام 2021، و360 ألف مهاجر في عام 2022. لتصبح كندا بهذا الرقم أكبر داعم للمهاجرين بالإضافة للتسهيلات التي تقدمها من أجل تحسين لغة المهاجرين وتطوير مهاراتهم وتعزيز إندماجهم في المجتمع الكندي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تظاهرات وسط بيروت: ثأر المنتفضين من غزوة السبت

وليد حسين/المدن/16 كانون الأول/2019

بعد ليلة القمع التي شنتها قوات مكافحة الشغب على المتظاهرين، الذين تجمعوا في شارع ويغان هاتفين ضد المجلس النيابي ورئيسه، عاد المتظاهرون وتجمعوا من جديد يوم الأحد، كرد على البلطجة والتشبيح الذي حصل بحقهم.

نحو ساحة النجمة

بدأ المواطنون بالتوافد إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح منذ الساعة الثانية بعد الظهر. وقرابة الساعة الخامسة باتوا بالآلاف.

مجموعة من المتظاهرين تجمعوا بالقرب من مبنى النهار في وسط الشارع، يهتفون "ويا للعار ويا للعار مجلسنا مجلس تجار". و"يا للعار ويا للعار عسكرنا عم يقمع ثوار". و"يا عسكر، عسكر على مين، عسكر على المدنيين"، بينما راح بقية المواطنين المتجمهرين ينظرون إليهم واقفين قبالتهم على الرصيف.

كانوا بالعشرات يهتفون ويحوّرون أغاني لبنانية، لتصبح مناسبة لوقفتهم في هذه المساحة الضيقة التي امتلأت بالقوى الأمنية: "هالنواب شو فاسدين عم يلتفوا حول بعضن مبسوطين أخذوا حصة وصاروا جرصة.. هالحزبيين خيفانين عم بيلقطوا مدنيين شمال يمين"، مشيرين إلى شرطة المجلس النيابي، الذين أتوا بثياب سوداء مساء السبت الفائت، واعتدوا على المتظاهرين وخطفوا بعضاً منهم، في ليلة الغاز الظلماء. بعد حوالى النصف ساعة من الهتاف باتوا بالمئات، وتوالت الدعوات للانطلاق نحو مجلس النواب "توت توت توت ع المجلس بدنا نفوت". انطلقوا على وقع هتاف "ثورة ثورة" واندفعوا في الشارع. ولاحقاً بدأ المتجمعون في ساحة الشهداء بالانضمام إليهم.

برّي والحريري.. وباسيل

نساء ورجال وشباب وشابات، مجموعات وافراد وعائلات أتت بجميع افرادها، بما يذكر بالوجوه التي نزلت إلى الساحات في الأيام الأولى للثورة، التي انهت شهرها الثاني. اندفعوا يهتفون "ثوار أحرار منكمل المشوار"، مصممين على الاستمرار في تحركهم للانعتاق من الطبقة السياسية الحاكمة.

امتلأ شارع ويغان بالمتظاهرين كما لو أن هناك اصراراً على تحدي حماة المجلس وشرطته، وراحت كل مجموعة تهتف ما طاب لها. لكن بدا أن هناك إجماعاً عند الجميع في هتاف "بلطجي بلطجي نبيه بري بلطجي" و"سعد سعد ما تحلم فيها بعد" و"حرامي حرامي نبيه بري حرامي". وبالطبع طالت الهتافات الوزير جبران باسيل في الهتاف المعهود الخاص به. في مشهد بدا كما لو أن المتظاهرين يريدون استعادة نبض الشارع، قبل تدخل عنف شبيحة السلطة لكتم الهتافات ووقف الشتائم.

أقنعة ومفرقعات

مجموعات كبيرة من المتظاهرين أتوا مجهزين بكمامات مضادة للغاز المسيل للدموع. وهذا حال أعداد كبيرة من النسوة والرجال الذين حضروا كأفراد. مشهد يشي بأنهم جاهزون للقنابل المسيلة للدموع ويريدون تحدي القمع الذي حصل مساء اليوم الفائت. بعد أكثر من ساعتين من الهتافات بدأت المفرقعات تنهال على قوات مكافحة الشغب. مفرقعات من العيار الثقيل بصوتها القوي. لكن المتظاهرين لم ينسحبوا بل كانوا يصيحون لدى رمي كل مفقرعة منها: "عيدها، عيدها". بين الحشود الكثيرة أتت مجموعة، واخترقت الحشود هاتفة "هيلا هيلا هيلا هو ربيع الزين منحبو" شارك بعضهم في رمي المفقرعات أيضاً. صعد أحد الشبان فوق إشارة السير، وراح يحرض الجموع "يا ثوار يا أحرار" وهتافات "توت توت توت ع المجلس بدنا نفوت"، فألهب الجماهير وراحوا يرددون خلفه. أكثر من نصف ساعة من المفرقعات ولم تتدخل القوى الأمنية. بدأ أن الثوار يريدون إحداث جلبة وضعضعة صفوف مكافحة الشغب للدخول إلى ساحة النجمة. نصف ساعة كانت كافية لينفذ صبر القوى الأمنية، التي راحت تطلق القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى تدافع كبير بين المتظاهرين الذين وقع في صفوفهم إصابات عدة. تراجعوا ببطء إلى الخلف واستمروا برمي المفرقعات والأسهم النارية ما جعل الساحة التي غطاها الدخان الكثيف مشابهة لساحة حرب شوارع، استخدم فيها الطرفان أسلحتهم المناسبة. لكن الملفت إصرار المتظاهرين على المواجهة، رغم سقوط مئات القنابل المسيلة للدموع عليهم. فقد انتشروا في عدة مفارق طرق، واستمروا في إطلاق الأسهم النارية والمفقرعات.

مشهد يذكر بما حصل مساء اليوم الفائت. لكن المتظاهرين هذه المرة، كانوا بأعداد كبيرة ومعظمهم مجهز بكمامات في انتظار هذه المعركة.

 

تحالف أركان النظام.. يستنجد بالعنف والحرب المذهبية

منير الربيع/المدن/16 كانون الأول/2019

المشهد المخيف في شوارع بيروت وساحاتها على مدى ليلتين متتاليتين، وقبل ساعات من الإستشارات النيابية، يجسد الواقع السوريالي الذي يجمع قوى السلطة بين بعضهم البعض، وكيف يتغاضون عن كل الخلافات فيما بينهم لمواجهة الناس على الأرض. ما جرى في بيروت بكل أذيته للدولة ومؤسساتها وللناس وتحركاتهم ومطالبهم، هو في نتيجته سياسة الكوميديا السوداء، الأقرب إلى الخيال منها إلى الواقعية، لكنها مع الأسف، تجسّد الواقع المرير بعينه. الأخطر، هو الشعارات المذهبية والمناطقية التي شهدها وسط العاصمة، بين شبان من طرابلس والشمال، ومجموعات الخندق الغميق. وكأن شعار "شيعة شيعة شيعة" الذي كانت غايته استفزاز القوى المذهبية الأخرى، قد نجح، وأدى قسطه في تأجيج العصبيات المذهبية. وهذا ما كانت تسعى إليه قوى السلطة لحرف الإنتفاضة عن مسارها وتسييسها ومذهبتها. إنها المؤامرة التي تنسج للثورة، باستدراجها إلى خنادق سياسية وشخصية، تعمل على وأدها وتشتيت عناصرها وشبانها، بمحاولات استعادتهم إلى الخندق السياسي الغميق من قبل كل جهة أو طرف، خاصة أن القوى السياسية اللبنانية على اختلافها، متجذرة الخبرة في المتاجرة بالناس وهمومهم، والتلاعب بعواطفهم لحرفهم عن أهدافهم.

من هم المندسّون؟

لنعد بالمشهد إلى بداياته. بعد ظهر السبت، هاجمت مجموعات موالية لحزب الله وحركة أمل المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء، كان عنوان الهجوم "دفاعاً عن كرامة الرئيس نبيه برّي" وعن المجلس النيابي. لم يكن هذا التحرك الأول من نوعه، لكن المتغيّر، هو أداء قوى الأمن الداخلي، التي استخدمت العنف ضد المتظاهرين، فاستمر الشغب والتوتر طوال الليل. المشهد نفسه تكرر بوتيرة أكبر ليلة الأحد، مجموعات موالية للأحزاب الآنفة الذكر تهاجم المتظاهرين. وقوى الأمن تستمر في استخدام العنف والقوة، ضد المتظاهرين. في هذا الوقت، كان يتم تعميم أجواء من قبل قوى السلطة المختلفة، بأن هناك مندسين يعملون على اختراق التظاهرات وتخريبها وافتعال الإشكالات مع الأجهزة الأمنية. هجوم مجموعات موالية للثنائي الشيعي على التظاهرات "مفهوم". وهذا يحدث منذ اليوم الأول للثورة. موقف قوى الأمن هو الذي تغيّر، إذا كانت القوى الأمنية تعمل على حماية المتظاهرين من أي اعتداء، وتحرص على سلامتهم وتوفير الأمن للتظاهرات. صحيح أن أداء قوى الأمن تغيّر بعد حصول عمليات اعتداء على الأجهزة الأمنية أو على المتظاهرين، أو بعد حصول عمليات استفزاز وإفتعال إشكالات. هنا، بمعزل عن التفاصيل، تصبح القاعدة هي قاعدة تقاطع مصالح، مجموعات لا تؤيد الإنتفاضة وتريد إخمادها، مع القوى الأمنية التي استخدمت العنف ضد المتظاهرين بذريعة وجود مندسين، بينما وجهة مجيء هؤلاء "المندسين" معروفة، فليس هناك مبرر لاستخدام العنف ضد المتظاهرين.

ريا الحسن والحريري

موقف وزيرة الداخلية ريا الحسن، والذي شددت فيه على وجوب إخلاء المتظاهرين للساحات والشوارع لأن بينهم مندسين، هو مؤشر يجب قراءته في السياسة، وهو دليل على رغبة لدى التيار الذي تنتمي إليه الحسن، بإنهاء المظاهر الاحتجاجية قبيل الذهاب إلى استشارات لتكليف الحريري بتشكيل الحكومة. وبالتالي لا يريد الحريري أن يتكلف والاحتجاجات مستمرة، خاصة أنه حين قدم استقالته وضعها في خانة الاستجابة لمطالب المتظاهرين. لا حاجة إلى تحليلات كثيرة، بالتأكيد أن ما جرى ليس صدفة. وفيه احتمالات كثيرة لصراعات سياسية تتجسد في استثمار التحركات من قبل كل طرف لتحسين شروطه. فالبعض يعتبر أن المراد من العنف هو قطع الطريق على الإستشارات، وربما لجوء الحريري إلى عدم قبول التكليف بعد كل هذا التوتر والعنف. لكنها في المقابل، قد تكون تجسيداً لإعادة تجميع قوى السلطة لعضدها ضد التظاهرات والتحركات، خصوصاً بعد أن ضمن الحريري مسألة تكليفه في الاستشارات، فأصبحت الغاية الأساسية هي إنهاء التظاهرات، ولو باستخدام العنف والقوة، او تجديد الإنقسام المذهبي والطائفي باللعب على الغرائز، والتهديد بانفلات الشارع من عقاله.

 

الغاز المسيل للدموع يؤدي إلى الإدمان على الثورة

نادر فوز/المدن/16 كانون الأول/2019

إلى بيروت، حضر ثوار كل لبنان. في اليوم الستين لانطلاق ثورة 17 تشرين، وصل أبناء المناطق المختلفة بنبض عالٍ. طلّوا بأبهى حلّتهم. أتوا من طرابلس والضنية وعكار وكل الشمال، من سعدنايل والمرج وبعلبك وكل البقاع، من برجا الناعمة وكل الإقليم. سبقتهم أصوات حناجرهم إلى العاصمة، "يا بيروت.. نحنا معاكِ للموت". جاؤوا للتضامن مع زملائهم من ثوار بيروت، التي حاولت السلطة تأديبهم والنيل منهم قبل ساعات. شاهدوا البلطجة والقمع والتشبيح ليل السبت- الأحد، وقرروا التصدّي له. وبعد حملات تضامن مناطقية مع بيروت، عزّ عليهم المشهد. لم يعد قطع طرقات مدنهم وقراهن يكفيهم. فتسلّط القوى الأمنية وشبّيحتها يستوجب الزخم أولاً. ومقاومته واجب، على اعتبار أنّ أي تراجع يعني انكساراً، أكان في بيروت أو أي مكان آخر.

فقراء العاصمة المقموعون

على مدخل شارع "ويغان"، بين مبنى جريدة النهار وأوتيل "لو غراي"، يمكن تلقّف كل وفد من لهجة أبنائه. "الله محيّي الثوار". أتت المناطق إلى بيروت، وأحضرت معها خطابها المعيشي. هو الخطاب الذي غاب عن ساحات بيروت بفعل العديد من العوامل. فقراء المناطق حضروا ولم يجدوا فقراء العاصمة. هؤلاء مقموعون. هم المتوزّعون بين حزامي البؤس في ضاحيتي بيروت الجنوبية والشمالية. الجنوبيون منهم ممنوعون عن الثورة. فتاوى سياسية وأيديولوجية تعيق وصولهم. وكما هو مولى عليهم، الثورة "حراك"، شعاراته مصادرة وتعبّر عن مؤامرات غربية وإسرائيلية. أما فقراء الضاحية الشمالية، فنقطتي الاعتصام في الشيفروليه وجل الديب أقرب إليهم. على الأقل نفسياً ومعنوياً.

"المناطق" تعدّل مزاج بيروت

بين ليلي السبت والأحد تغيّر المشهد في ساحة بيروت. عادت شاشات الكاميرات لتلتقط خطاباً معيشياً من الناس، من ناس المناطق. مطالب الأكل والشرب والأسعار والكهرباء والاستشفاء. اختفت عبارات "الاحتكار" و"الطغمة" و"الإصلاح" وغيرها. لم تعد النقاشات متمحورة حول قانون انتخابي أو معيار التمثيل في الحكومات. حضرت المناطق وأشعلت مجدداً شعار إسقاط النظام من باب لقمة العيش. الخطاب الذي تحايلت عليه أحزاب السلطة بورقة إصلاحية حيناً، وبإعاشات مذلّة حيناً آخر. من جَوّع الناس بالأمس واستغلّ جوعهم لتجنديهم في حروب عبثية تافهة، يعطيهم الفتات اليوم تحت ضغط حناجرهم. علّهم يصمتون ويبيعون أنفسهم مجدداً. لكن ذلك لم يعد ينفع. فهؤلاء ذاقوا طعم الحرية في 17 تشرين.

انتهاء مرحلة السلمية

ومن ذاق طعم الحرية مرّة، علق. أدمن عليها. ومواجهة هذه الانتفاضة بالقمع، بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي، يغذّيها. وبحسب المشهد المستمر في الساحات، الثورة انهت مرحلة أولى من السلمية. في الجنوب والبقاع الشمالي، تتولّى مجموعات الشبيحة الحزبيين القمع. وفي بيروت الشبيحة نفسهم وإلى جانبهم عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي. والجيش المتفرّج على زعران الأحزاب في بيروت، يتولّى بنفسه القمع في المناطق. تكرّر هذا السيناريو في مناطق عديدة، من تعلبايا إلى سعدنايل ومن طرابلس إلى الزوق وجل الديب، وصولاً إلى الجية وبرجا. السلطة لغتها القمع، والقمع يعني العنف، والعنف ينهي الحالة السلمية.

العنف الموجّه المقبل

في بيروت- البلد، ساحة جديدة اسمها شارع "ويغان". وإذا كانت ساحتي الشهداء ورياض الصلح متروكتان للكرنفالات من جهة والنقاشات من جهة أخرى، فإنّ "ويغان" ساحة لمواجهة تشبيح السلطة. فيها مدخل البرلمان، حيث 128 حرامياً قابعون على كراسي التشريع وتمرير صفقات الفساد وإهدار المال العام، ومسؤولون عن الجوع والفقر. وفي هذا الشارع أيضاً تفاصيل قمع السلطة ورجال أمنها وزعرانها للناس. وفيه أيضاً ولادة مرحلة جديدة من ثورة 17 تشرين. مرحلة آتية عنوانها العنف. لا بد أن يكون عنفاً موجهاً ضد أزلام السلطة، في مقارهم ودورهم العاجية ومصارفهم. فزعماء السلطة وقحون. يحملون المظلات حين تشتمهم الجموع، ويصفقون لها عندما تغنّي عن فسادها. العنف بالعنف، والبادئ أظلم. وكما كتب الثوار على جدران بيروت، فإنّ "الغاز المسيل للدموع يؤدي إلى الإدمان على الثورة".

 

جبران باسيل يرقص التانغو في الدوحة

ساطع نور الدين/المدن/16 كانون الأول/2019

معني باسترداد حقوق المسيحيين في لبنان، بعدما قال في مؤتمر بودابست الشهر الماضي أنه يناضل من أجل وقف إضطهاد المسيحيين اللبنانيين، فإنه لا يتنكب فقط مسؤولية جديدة من خارج تقاليد الدبلوماسية اللبنانية فقط، أو يكلف نفسه بمهمة إضافية تقع من خارج يوميات السياسية اللبنانية الراهنة، وثورتها الشعبية المتقدمة، التي خصت الرجل تحديداً بأكثر مما عندها من غضب وسب وإحتجاج.

كان جبران يتجول في المنتدى، الذي إنعقد هذه السنة بحشد عربي ودولي إستثنائي فاق ال1200 مشارك، ربعهم تشكل من وفد رسمي أميركي رفيع يليه وفد تركي مؤثر، ووفد إيراني واسع عدا عن وفود فلسطينية وعراقية وتونسية ومغاربية كبرى.. من دون أن يصرّف أعمال الخارجية اللبنانية ويترجمها الى لقاءات تقدم صورة دقيقة عن لبنان، سواء بصفته ممثلا رئيسياً لسلطة مضطربة من الداخل، او مؤيداً مزعوما لثورة شعبية صامدة في الشوارع والساحات، يحاول من جهة ان يصادر شعاراتها ومطالبها ويتبناها، ومن جهة أخرى يحذر من تحولها الى شتاء لبناني أسود، كما جاء في كلامه على المنبر الرئيسي للمنتدى.

لم يكن لما قاله باسيل على ذلك المنبر، في حوار حِرفي محكم معه، من صدى سوى أن الرجل يطلق الكلام على عواهنه، أمام جمهور عربي ودولي تواق لمعرفة المزيد عما يتلقاه على شاشات التلفزيون عن لبنان، فلا هو بقادر على الدفاع عن سلطة يفقدها، ويضع فقدانها في خانة التضحية، ولا هو براغب على طي صفحة طموحه الرئاسي السابق، أو نفيه صراحة، لأن الوقت كما قال هو لإنقاذ الجمهورية وليس للتفكير برئاستها من الآن! فبدا ان جبران لم يتعلم شيئا ولم يستخلص العبر من الثورة.. وظهر في المنتدى كأنه يكمل رقصة التانغو البشعة التي يؤديها مع الرئيس سعد الحريري، والتي كلفت لبنان الكثير من الخسائر المالية والاقتصادية والسياسية، ودفعته نحو الهاوية فعلا.

في إشاراته المتكررة الى حقوق المسيحيين ومصالحهم، وفي توقفه بين الحين والاخر أمام فكرة "الاضطهاد" الذي يزعم أنهم تعرضوا له وما زالوا، ثمة مسار يفتحه باسيل وعمه الرئيس ميشال عون، يستمد من التاريخ اللبناني والمشرقي بعض محطاته البشعة، ويمدد نظرية الخوف المسيحي التي كانت مهد الحرب الاهلية ومكونها الثقافي الابرز، ويقيم صلة وثيقة بينها وبين اللاجىء الذي كان فلسطينياً قبل ان ينضم اليه السوري..والذي يشكل ذخيرة الوعي العوني وتعويذته السياسية الأهم.

لا يختلف خطاب باسيل عن خطاب أي قيادي ماروني حصل على وكالته التمثيلية في حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، من استثمار الخوف من الآخر، المسلم والغريب والمسلح ( وهم في سلة واحدة)، لكن وزير خارجية لبنان ( المستقيل والمستعد للتضحية بالسلطة) لم ير حتى الان ما يستدعي مراجعة تلك التجربة البائسة، ولا إدخال بعض التعديل عليها، في ضوء تحالفه كرئيس لتيار سياسي أكثري وكممثل للرئاسة المارونية ، مع أقوى سلاح لبناني خارج عن سلطة الدولة ومشروعيتها ووظيفتها الوطنية.

وكما في كل مرة يحكي فيها جبران كلاما في السياسة، بعفوية وطلاقة، تحضر السؤال: من أين لهذا الرجل الذي لم يبلغ الخمسين، هذه المعارف المتصلة بالماضي اللبناني السحيق، وتلك المدارك التي لم يكتسبها على أرض الواقع، أو تلك المواقف التي كانت القيادات المارونية السابقة تستخدمها كسلاح يوم القيامة، في مواجهة قيادات إسلامية لا تقل عنها جنوناً وعبثاً بالتوازن اللبناني الدقيق.

الجواب الدائم على ذلك السؤال الغريب: أنه على الارجح الجهل بالتاريخ. والاغلب أن باسيل وتياره ورئيسه، لا يدرون معنى كلامهم عن إضطهاد المسيحيين وعن حلول اللاجئين والنازحين، ومعنى أن يجدوا أنفسهم مضطرين الى رقص التانغو لوحدهم.. حتى أمام جمهور منتدى الدوحة بالذات.

 

فيديوغراف: لهذه الأسباب ينتفض اللبنانيون

لين عبد الرضا/المدن/16 كانون الأول/2019

خرجت الاحتجاجات الشعبية، التي طالت المناطق اللبنانية كافة، للمطالبة بالحقوق الاقتصادية الأساسية، ومكافحة الفاسدين. منذ 17 تشرين الأول، انتفض اللبنانيون بعد تردي الأوضاع المعيشية، ووصول المنظومة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد إلى شفير الانهيار. ومع تعدد الأسباب التي أخرجت الشعب إلى الشارع للمطالبة بالإصلاحات والحقوق الأساسية، يبقى هناك عناوين عريضة تختصر المطالب، وأبرزها الآتي:

ارتفاع فاتورة الفساد

احتل لبنان المركز 138 عالمياً في مؤشر مدركات الفساد للعام 2018، وحصل بموجب ذلك على 28 نقطة من أصل 100 للعام السادس على التوالي.

وهو بذلك حصل على المركز 13 بين الدول العربية. تكلفة الفساد هذه، تصل -حسب تصريحات مسؤولين في الدولة- إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، مقسمة ما بين 5 مليارات دولار تكلفة مباشرة، و5 مليارات غير مباشرة. أما أرقام الفساد في العام 2019، فحدّث ولا حرج.

غياب العدالة الاجتماعية

تغيب كافة مظاهر العدالة الاجتماعية في لبنان، حيث يستفيد نحو مليون مواطن فقط من الضمان الاجتماعي، أما باقي المواطنين فلا يستفيدون من التقديمات الصحية والاجتماعية.

الفاتورة الاستشفائية المرتفعة

تغيب معايير الطبابة المجانية عن الشعب اللبناني، وتعتبر الفاتورة الاستشفائية الأعلى بين الدول العربية، فمتوسط رسم زيارة الطبيب يصل إلى 50 دولاراً، أما بالنسبة إلى دخول المستشفى، فإن متوسط الإقامة لليلة واحدة يصل إلى 800 دولار.

أسعار الاتصالات الأعلى

يمكن القول أن أسوأ خدمة للاتصال موجودة في لبنان، والأسعار هي الأغلى عالمياً، إذ أن متوسط سعر دقيقة الاتصال على الهاتف الخليوي تصل إلى 40 سنتاً، وتشكل الضرائب نحو 65 بالمئة من قيمة الفاتورة. كذلك فإن سعر دقيقة الاتصال للهواتف الثابتة مرتفعة مقارنة مع باقي الدول، ويصل سعر الدقيقة إلى 30 سنتاً تقريباً. أيضاً يدفع اللبنانيون أسعار مرتفعة مقابل الحصول على الإنترنت، وتقدر الفاتورة الشهرية بنحو 52 دولاراً.

ديون للمصارف

من أكثر الأمور صعوبة في لبنان، هي ارتفاع نسبة ديون اللبنانيين للمصارف، فقيمة ديون اللبنانيين للمصارف، نحو 21.5 مليار دولار، وهي موزعة على الشكل التالي:

128 ألف أسرة مديونة بقيمة 12.7 مليار دولار، بدل شراء مساكن.

11 ألف أسرة مديونة بقيمة 200 مليون دولار، بدل تعليم أولادهم.

73 ألف شخص مدين بقيمة 964 مليون دولار، بدل شراء سياراتهم.

521 ألف قرض شخصي بقيمة 6.8 مليار دولار.

البطالة في ازدياد

يعاني أكثر من ثلث الشعب اللبناني من البطالة. وبالرغم من غياب الإحصاءات الرسمية، إلا أن التقارير والدراسات المستقلة تشير إلى أن البطالة بلغت نحو 36 بالمئة، فيما هناك نحو 800 ألف سيدة منزل من دون عمل، وهنّ من أصحاب الشهادات.

تكلفة التعليم مرتفعة

تكلفة التعليم سواء المدرسية أو الجامعية مرتفعة جداً. وبالمتوسط، فإن اقساط المدراس تبدأ من 3000 دولار، كذلك الأمر بالنسبة إلى الجامعات، وهي تكلفة مرتفعة مقارنة مع الدخل الفردي.

الدخل الأدنى للبنانيين

بموازاة ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي والتكاليف اليومية التي يدفعها اللبناني، فإن الحد الأدنى للرواتب منخفض جداً، وهو من أدنى الرواتب في العالم، حيث يصل إلى 450 دولاراً. ويتقاضى 56 بالمئة من المواطنين بين 800 و3300 دولار شهرياً، ونحو 38 بالمئة يتقاضون ما يوازي 800 دولار، و5.2 بالمئة يتقاضون أكثر من 3000 دولار. وكانت العديد من الدراسات قد أشارت إلى أن اللبناني يحتاج نحو 3000 دولار شهرياً لسداد كافة مستلزماته، أي أن عائلة من 4 أشخاص، تحتاج نحو 3000 دولار للعيش في لبنان.

 

أمل.. التيار.. حزب الله

أحمد جابر/المدن/16 كانون الأول/2019

جمع العنوان المنثور أعلاه، يعبر عن واقع التيار الوطني الحر برئاسة النائب والوزير جبران باسيل. فالتيار تضخّم وجنى نفوذاً ما كان ليستطيع قطافه في معزل عن أمرين: أولهما الذي جنته العونية من سنوات غربتها القسرية، حين استنفدت الحالة التيارية سنوات تغييبها في توظيفها في شعارات وطنية عامة، كان في مقدمتها مطلب الاستقلال وخصومة النظام السوري وحلفائه وملحقاته في لبنان. أما الأمر الثاني فهو الانتقال إلى التحالف مع خصوم الأمس، ومن ثم صياغة التفاهم الأشهر مع حزب الله، وفي امتداد ذلك تبديل معطيات الخطاب حيال النظام السوري، يوم استقرار سوريا، وبعد وخلال كل العصف السياسي الذي حلَّ في أرجائها. لقد صار التيار الوطني الحر بين وقت تأسيسي خصامي آفل، وبين وقت استثماري تحالفي مقيم، ومن الوقتين ينطق رجل التيار الأول، الوزير جبران باسيل، بوقت ثالث لم تكتمل كل سيرته الزمنية التوظيفية.

لكن ماذا في سيرة التوظيفية "التيارية"، من حالة التيار ومن صفة الوطنية، ومن شعارية الحرية؟ التدقيق في الجملة الإسمية التي صارت إليها العونية الأصلية، تحمل الكثير من تناقضات المعنى ضمن الجملة الواحدة، تناقضات، تكفّلت السيرة الذاتية السياسية لمن تولّى شؤون التيار، في تقديم عناصرها، وفي قراءة مدلولاتها.

عودة إلى الإسم

جملة الإسم موزّعة على ثلاثيتها تفيد أن التيار فقد مساحة اتساعه، وأنه فقد تدفق روافده، وأن الحرية فيه باتت حرية الانسياب ضمن ذات المجرى، بسلاسة ومن دون تجاوز حدود الضفاف المرسومة بدقة المشرف، والمرعية بتدقيق الوارث الأمين. أما الوطنية، بما هي الصفة الجامعة التي أدار المؤسس معاركه باسمها، فقد تقلصت لتصبح مطالبة بحقوق المسيحيين، وتنافساً على انتزاع حصرية التمثيل المسيحي مع باقي أطراف المسيحية السياسية التي تنطق بذات المطلب، مع تدوير نبرة الكلمات، خلافاً لما هي عليه النبرة التيارية التي سمعها من هو في موقع المنازعة المباشرة، ومن هو في موقع الاستهداف من أطياف المذهبيات السياسية الأخرى.

عين الحاضر

التذكير بالانزياح التياري له وظيفة حاضرة، في ظل الأزمة السياسية الشاملة التي تعصف بالبنية اللبنانية. فلقد استهدفت استقالة حكومة سعد الحريري مجمل "العهد" الذي أراده التيار أن يكون مميزاً، والذي أراده حلفاء التيار مميزاً أيضاً، حسب ما رغبوه من فوائد نفوذهم الذي جعل رئيس الجمهورية الحالي، مرشحاً وحيداً، ومن ثم رئيساً بقوة تفاهم مفروض بمقدار كبير على الشريك "السني"، وبقوة حذلقة مسيحية ابتكرها سمير جعجع، قائد حزب القوات اللبنانية، حذلقة أرادها القائد "سحراً"، ليكتشف أن السحر قد انقلب سريعاً على الساحر، وأن سياسة الإلغاء ما زالت مستمرة منذ حرب الإلغاء الشهيرة، في العقد الأخير من القرن الذي انصرمت أحداثه، ولم تنصرم تداعياتها. من التداعيات، كما سلف، أخذ الدور المهيمن مسيحياً، وتصدر معركة الخصومة مع السلطة التنفيذية التي باتت منوطة بالحكومة مجتمعة، بعد تسوية اتفاق الطائف الشهير.

الحاكم المعارض

متابعة معركة الصلاحيات، واعتماد أسلوب المحاصّة الطائفية، لم تؤثر في الأساسي منهما الحركة الشعبية التي ملأت الشوارع والفضاء، أجساماً واصوات حناجر. لقد أدار التيار، ومعه أركان التشكيلة الحاكمة والمتحكمة، للشارع الآذان الصمّاء فعلياً، ونطقوا بادعاء تبني مطالبه مخادعة ورياء، ثم عمدوا إلى توظيف هذا التبني في تقاذف كرة المسؤولية عن النار السياسية التي اشتعلت في لبنان، وفي الاستمرار في إدارة معركة المحاصّة الجديدة، التي باتت قسمة لمغانم الخراب العام. في امتداد معركة التناهب القديمة الجديدة، جاء المؤتمر الصحافي للوزير جبران باسيل الذي أكد ما هو معلوم، لجهة هروبه مع تياره من المسؤولين عن الانهيار، وثبَّت ما كان رجراجاً في الذهن، لجهة "أنا أو لا أحد"، الشعار الذي قذفه "الرجل الأوحد" في وجه سعد الحريري، وأوحى، بما يكاد لا يقبل الظن والاجتهاد، أن صفوف المعارضة التي ينوي الوزير المستقيل الانتقال إليها، لا تعدو كونها سياسة تعطيل لاحتمالات نجاح الحكومة المقبلة، في مباشرة معالجة جزء من حالة الانهيار العام الذي يتهدد الحياة الاجتماعية والسياسية. ملخص القول "الباسيلي": تنجح الحكومة معنا، أو نعطل إمكانية وصولها إلى شاطئ النجاح، حتى لو كان هذا النجاح محدوداً. هل يشكل التعطيل استثناء في الحالة التيارية، بحيث يُعفى من الظن التعطيلي به؟ الجواب موجود في استعادة ممارسة شَلّ، أقدم عليها التيار قديماً، وعاد إليها حديثاً، ويهدد باستخدامها في الأيام السياسية المقبلة.

ماذا عن الغطاء

إذا كان حزب الله هو الغطاء الأهم لممارسة التيار الوطني الحر، فلأن الغطاء يشكل "دفئاً وستراً"، للداعم والمدعوم. يتبادر السؤال: ماذا عن غطاء حزب الله اليوم لسياسة فئوية حادة يظهرها حليفه؟ وهل يمكن التستر على تلك "اللاحكمة" السياسية التي تصيب حزب الله في جملة من تصيب؟ مسار حزب الله ومن ثم سيرته، لا تجعل اللاحكمة سياسة متوقعة، بل إن سياسة الحزب تخضع دائماً لحسابات واسعة، وهذا السلوك صفته الموضوعية والعقل البارد المدرك لمجمل الظروف المحيطة بالحسابات، هذه الصفة تظل مواكبة لسياسة الحزب، سواء خالفها البعض أو اتفق معها. بناءً عليه، يظلّ المتوقع من قيادة حزب الله البقاء على خيط التوازن العام، الذي وإن لم يفرِّط بحليفه، لكنه لا يذهب إلى حدّ دعمه في "مغامرته المعارضاتية" المعروفة الأسباب والأهداف. يصح في موقع حزب الله الآن المثل: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" بحيث ينصر الحزب "أخاه التيار" بردّه عن ظلمه، والتيار كان وما زال "ظالماً"، قبل دخوله حلبة الحكم وأثناء وجوده فيها، ولحظة تهديده بمغادرتها، ليمارس "تحكمه" من خارجها.

مخارج

يستطيع حزب الله لعب دوره المتوازن مباشرة، ومن خلال حليفه في الثنائية، الرئيس نبيه بري، هذا الذي مازال منسوباً إليه، وبتوافق التشكيلة الرسمية، حياداً يلتزمه عندما يشاء، ويغادره لفترة عندما تقتضي مشيئته، أو "مشيئات" المقربين المغادرة، وقد بادر "النبيه" إلى إعلان توازنه قبيل الاستشارات النيابية المنتظرة.

ما تقدم لا يعفي الرئيس المستقيل سعد الحريري من مسؤوليته الماضية، ولا يعفيه من مسؤوليته عن أن يكون واحداً من الباحثين عن المخارج بجدّ ومسؤولية، وأردأ سلوك يمكن اعتماده في هذا المجال، هو سلوك الإحساس بالفوز، أو مجاراة المتضررين مذهبياً وطائفياً في خطاب الشخصانية، وجعلهم في مقام الانكسار. الواقع اللبناني ينبئ دائماً، ان الكسر الطائفي مستحيل، والكسر الوحيد المشروع، هو ذلك القادم من جهة حركة شعبية لبنانية جديدة، تنكسر معها الطائفيات السياسية، ويُحفظ في رحاب إنجازها الوطني اللبنانيون بما هم مواطنون متساوون أمام القانون، في الحقوق وفي الواجبات.

 

ندى أندراوس.."إعلامية العار"

بتول خليل/المدن/16 كانون الأول/2019 

يبدو أنّ التغريدات الأخيرة التي أطلقتها الإعلامية في قناة "إل بي سي"، ندى أندراوس عزيز، ساهمت في كسر الجرّة بين القناة وشريحة من جمهورها الداعم والمؤيد للثورة، الذي استنكر استمرار بقاء أندراوس في "إل بي سي"، إثر مجاهرتها في العديد من الأحداث والمواقف بتحيّزها ضدّ المتظاهرين والثورة وشعاراتها.

وتزامناً مع المواجهات التي شهدها جسر الرينغ ومنطقة وسط بيروت، أمس السبت، غرّدت أندراوس متساءلة: "هل مسموح ومباح الاعتداء وشتم ورشق القوى الأمنية بالحجارة من قبل "الثوار"؟؟؟"، واستلحقتها بتغريدة أخرى قالت فيها: "‏لماذا لا يعطى الأمر للقوى الأمنية بالحسم في كل المناطق كما أعطي الامر للجيش بالحسم وفي كل المناطق؟". وبعد حالة الغضب التي تسببت فيها في مواقع التواصل، عادت وغردت قائلة: "‏كل انسان حر برأيه ومواقفه وقناعاته ومعتقداته ومقاربته لأي أمر كان. هيدي مرتكزات الحرية والديموقراطية والتغيير وقبول الاخر. ولكن أن تصل الامور الى حد الاهانات والاعتداء والشتيمة وقلة الأدب. هيدا تخطي لكل الحدود والادب والاخلاق والاحترام". التلطّي خلف الحق بحرية الرأي والتعبير لم يكن كافياً لإخراج أندراوس من دائرة التصويب والاتهام، كونها متهمة أساساً بعدم احترام الرأي الآخر وبالتحريض ضدّ كلّ من يعارضها الموقف والرأي، بأسلوب استفزازي، كان يمكن لها استبداله بلهجة موضوعية ومعتدلة، لو أنها فعلاً تنطلق في كلامها من هذه القناعة التي تنادي بها، بعدما تجلّى كم أنها باتت مكشوفة، مع القناة التي تمثلها.

وربما قد يؤدّي هذا الأمر بإدارة "إل بي سي" إلى التفكير مجدداً بمدى تأثيرها السلبي على الجمهور المتابع للمحطة، بعد المطالبات الصريحة بإزاحة أندراوس، التي وصفها كثيرون بـ"إعلامية العار"، وجعل القناة محط الإتهام من خلالها، حيث برزت تغريدات تقول إنّ "قناة ترسل ندى اندراوس عزيز لتغطية ما يحدث على الأرض، هي قناة معادية للانتفاضة، ولو نقلت بث مباشر كل النهار من الساحات"، وإنّ "ندى أندراوس تعمل على تضليل المشاهدين، وتصطف مع فئات تقف ضدّ الشعب ومطالبه المحقّة"، متمنين على "إل بي سي" أنّ "تحافظ على المصداقية والحيادية في ظل ما يشهده الإعلام من تضليل وقمع!".

لطالما كان وجود ندى أندراوس، المعروفة بولائها لـ"التيار الوطني الحر"، ضمن فريق "إل بي سي" مقبولاً في إطار حرية التعدد والتنوّع الذي تنادي به القناة، إضافة إلى توسيع قاعدة جمهورها، رغم أنّ القناة قامت إثر مفاعيل الصراع القضائي مع سمير جعجع، رئيس حزب "القوات"، بالاستغناء عن المنتسبين إليه، وتنكّرت لأصلها وخطها السياسي بالكامل بعدما أبعدت خيرة إعلامييها واحداً تلو الأخر من على شاشتها، سواء بطريقة مباشرة أو من خلال تعريضهم للمضايقات وتطويق حرية عملهم ورأيهم، ضمن فعل انتقامي شخصي، عكس هاجس رئيس مجلس إدارة القناة، بيار الضاهر، بالحفاظ على مؤسسته بإخلائها من الخصوم، الأمر الذي خفض شعبيتها طوال سنوات الصراع، لدى شريحة واسعة من جمهور 14 آذار.

لكن بيار الضاهر لم يقطع شعرة معاوية بالكامل، إذ أبقى ضمن فريقه على أسماء اتسّمت مسيرتها ومواقفها بالاحترافية والتوازن والمهنية العالية، مثل الإعلاميين يزبك وهبي وبسام أبوزيد. إلا أنّ المقاربة التي اعتمدتها القناة في العديد من الأحداث عكست أنّ صراعها مع "القوات" ساهم في انحيازها رويداً رويداً إلى "التيار الوطني الحر" وقوى 8 آذار، ما شكّل مظلّة لإعلاميين مثل ندى أندراوس، التي لطالما أظهرت تماهيها مع ضيوف من محور الممانعة و8 آذار، مقابل إظهار شراستها وعدائيتها للضيوف وأصحاب المواقف والرأي في المقلب الآخر، بشكل تخطّى كل مقاييس الموضوعية والاتزان.

"إل بي سي" التي قدّمت نفسها، منذ 17 تشرين الأول، كمناصرة للثورة ومطالب المحتجين وتحركات الثوار، ساهم أداء أندراوس، سواء في تغطياتها على الأرض أو أسئلتها للضيوف في برنامج "نهاركم سعيد" أو تغريداتها وتعليقاتها في "تويتر"، بجعل الكثيرين يعتبرون أنّ استمرار أندراوس في القناة أدّى إلى الطلاق الدائم بين "إل بي سي" والثورة، التي شكّلت منعطفاً قوياً سلّط الضوء على القناة والمحاذير والخطوط الحمر الذي وضعتها لمقاربة أحداثها وكل ما يتعلق بها.

هذا الأمر تجلّى بشكل واضح في سياسة التمييز التي مارستها القناة تجاه الإعلامية ديما صادق، مقابل تحيّزها التام لندى أندراوس، بعدما وجّهت الإدارة تحذيرات عديدة لصادق بسبب تغريداتها وعاقبتها على إثرها، في حين لم تُمانع باستمرار أندراوس بالتغريد تحريضاً وتهجماً على الثوار والمنتقدين للعهد ورموزه، ما جعل أندراوس تبدو وكأنها عنصر التيار العوني في القناة، وليست عنصراً عادياً بل مهيمناً وفاعلاً انحازت له القناة بالكامل. وكانت الاتهامات وُجّهت سابقاً لبيار الضاهر بأنه قام بالتحريض ضدّ الإعلامي مارسيل غانم من خلال زميله هشام حداد، أثناء مفاوضات غانم مع الضاهر في الفترة التي سبقت انتقاله لقناة "أم تي في"، الذي اتهمه بأنه حليف السياسيين، والذي فٌهم وقتها على أنه إيعاز من الضاهر لحداد للتصويب على غانم، بهدف النيل منه استباقياً وإفشال تجربته الإعلامية الجديدة، التي تمثلت في برنامج "ًصار الوقت" لاحقاً.

 

“أل بي سي” و”نيو تي في” عادتا إلى موقعيهما 

حازم الأمين/موقع درج/15 كانون الأول/2019

ثمة تحول مواز تشهده الانتفاضة اللبنانية وكشفته وقائع الأيام الأخيرة من عمر هذه الانتفاضة. انتقل الإعلام، لا سيما التلفزيوني منه إلى الخندق الآخر. “أل بي سي” و”نيو تي في” صارت تظاهرة يوم السبت بالنسبة إليهما “محاولات مدسوسين تسللوا إلى الانتفاضة”. وهذا التحول بدوره طبيعي، ذاك أن الإعلام هو جزء من خريطة النفوذ التي أرستها السلطة، ووسائل الضغط على وسائل إعلام مثل “أل بي سي” و”نيو تي في” لإجراء نقلتيهما، متاحة للسلطة بكل أطرافها. لـ”أل بي سي” معركة قضائية وسياسية مع “القوات اللبنانية” وهي تحتاج غطاء “التيار الوطني الحر” في هذه المعركة، و”نيو تي في” بدورها لا تتخيل نفسها خارج خطاب “حزب الله”، على رغم المعركة العائلية التي يخوضها مالك المحطة تحسين خياط مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقائع ليلة السبت الدامية، التي شهدت وثبة جديدة نفذها شبان وشابات شجعان على مداخل المجلس النيابي وتعاملت معها القوى الأمنية بعنف مثّل ذروة القسوة في أيام الانتفاضة، كانت سبقتها بساعة تقريباً غزوة نفذها مناصرون لحركة أمل وحزب الله انهمروا على ساحة الشهداء من منطقة الخندق الغميق وتدفقوا إلى خيم المعتصمين الفارغة في ساحة اللعازرية. وهم لم يُواجهوا بعنف مواز لذلك العنف الذي مُورس على المنتفضين على أبواب المجلس النيابي. هذا التمييز في ممارسة العنف مارسته وسائل الإعلام عينها، لا بل مهدت له عبر تولي برامجها، ومنذ أيامٍ، إجراء فحوص لمعدلات العداء لإسرائيل خضع له معظم ضيوفها. لدى “نيو تي في” مقدمة برامج متخصصة في هذا النوع من الفحوص، يتم إدخالها بشكل مفتعل على البرامج والضيوف، فيما تستجيب “أل بي سي” لشروط السلطة عبر تحويل الضيف إلى مدانٍ إلى أن تثبت براءته. الأرجح أن هذا التحول هو من علامات الصحة في مسار الانتفاضة، ذاك أن محاولات توظيفها من قبل القوى السياسية في معاركها لتشكيل الحكومة، شهدت محاولات موازية تولتها وسائل الإعلام هذه. معركة “نيو تي في” مع نبيه بري، هي معركة شخصية بين هذا الأخير وبين صاحب المحطة، ولهذا لاحظ الجميع انعطافة المحطة عندما تحولت المواجهة بين الانتفاضة والسلطة إلى مواجهة مع خطاب السلطة الذي صاغه “حزب الله”. أما “أل بي سي”، فهي محطة “السيستم” تعريفاً، وهي تعيش على توازنات تُراعي فيها تصدرها الحصص الإعلانية في سوق لا يخلو من الحصص الطائفية والإقليمية، تعتاش عليها وسائل إعلام فرضها نظام الفساد من المحيط إلى الخليج.

عادت التلفزيونات اللبنانية إلى موقعها الطبيعي بعد نحو شهرين من الانتفاضة. الانعطافة لن تكون سهلة، لكنها بدأت، ومن المؤكد أننا سنشهد في الأيام المقبلة مزيداً من مظاهرها. لكي تستضيف “نيو تي في” ديما صادق لتروي قصة سرقة تلفونها في ساحة الرينغ، عليها أن تستضيف بعدها شربل خليل، “الفنان” العوني الذي تشكل استضافته خرقاً لشرعة حقوق الإنسان، فيما تهرب “أل بي سي” من مساءلة النظام لها على نقلها المباشر للتظاهرة بأن ترسل مع الكاميرا مراسلة عونية تكره المتظاهرين. التلفزيونات اللبنانية لم تكن يوماً بعيدة من نظام الفساد والارتهان الذي باشر اللبنانيون الانتفاض عليه. رخص البث منحت لها من هذا النظام، وحصص الإعلانات وزعت عليها بناء على توازناته. موقعها الطبيعي هناك، على الجهة الأخرى من المواجهة، وإذا كان الاحتقان العائلي قد أملى على “الجديد” موقعها في لحظة التخلي الأولى، فإن المحطة باشرت فعلاً تصويبياً، فيما “أل بي سي” أخرجت ديما صادق من فريقها، وشرع زميلها بسام أبو زيد يقرأ خبر المحطة عن ليلة السبت الدامية، وبدا من ملامحه أنه يقرأ من دون حماسة خبراً كتبه له “مندس” في غرفة التحرير، قرر أن المحطة يجب أن تعود إلى موقعها إلى جانب السلطة.    

 

مقره يذكر بمبنى برلمان تشاوشيسكو... المجلس النيابي اللبناني ممنوع على المواطنين

لم يستنكر النواب القمع الذي أصاب ناخبيهم ولم يتجرؤوا على الدعوة لمحاسبة الميليشيا التي تلاحقهم بالشوارع

طوني فرنسيس//انديبندت عربية/16 كانون الأول/2019

يحتلُ مقر مجلس النواب في لبنان موقع المركز بوسط بيروت، بُنِي أيّام الفرنسيين على أطلال آثار رومانية وبيزنطية، ولدى توسيعه وإضافة مبنى للنواب إلى جانبه اكتشف العمّال مزيداً من الآثار أسفل المبنى، جرت حمايتها بسطح زجاجي عند نفق يصل مكاتب النواب بالمبنى الرئيسي، حيث يجتمع هؤلاء في جلساتهم التشريعية التاريخية المُفترضة. بين الآثار المُكتشفة أسفل المجلس لوحة فسيفساء يُعتقد أنها تشير إلى نقطة مركزية، قد تعني مركز بيروت الرومانية أو مركز الإمبراطورية، أو حتى مركز العالم المعروف في ذلك الزمان، والمُذهل أن أكثرية السادة نواب الشعب اللبناني لا يكترثون لتلك البقايا الأثرية الخطيرة، وهذا طبيعي، فبين من أعرفهم من النواب صادف أن واحداً شبه مستقل كان مهتماً بما هو مخبوء أسفل مجلسه، فيما الأكثرية الساحقة غير مهتمة باعتبار أن زعيمها يعرف بالأمر، وكفى الله النواب شر المعرفة.

والواقع، أن مجلس النواب اللبناني يتوزّع على نحو ستة أشخاص يتناوبون على زعامة طوائفهم، وغالبية الناس تعجز عن تسمية ما يزيد على أصابع اليد الواحدة من النواب الذين جاء بهم هذا الزعيم أو ذاك، وهؤلاء "القادة" يتولون استحضار طوائفهم عند الحاجة وإعطائها استراحة في مناسبة ثانية، وعند الاستحضار يشتد التوتر مع طوائف أخرى، أمَّا الاستراحة فتعني أن اتفاقاً تم فلا حاجة إلى توتير جديد، سيُستدعى في الوقت المناسب.

اتهم رئيس التيار الموالي لرئيس الجمهورية الوزير جبران باسيل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو واحدٌ من الستة المذكورين بأنه "بلطجي"، فوافاه برتل من سائقي الدراجات النارية حاولوا إحراق مقر تياره.

استفاد الطرفان من الواقعة: الأول كمدافع عن حقوق المسيحيين، والثاني (بري) كحامٍ لحقوق الشيعة، وبعد قيل وقال اتفق الاثنان على ضرورة استمرار "الحوار" بينهما.

والواقع، أن بري الذي يحتل منصب رئيس مجلس النواب منذ عهد جورج بوش الأب (1992) تمكَّن من الإمساك بالحياة السياسية البرلمانية اللبنانية منذ ذلك الحين بسبب تضافر مجموعة من العوامل أكثرها خارجي، فالرجل صرح في السابق بأنه ضد احتكار السلطة، ونادى أكثر من مرة بضرورة تداولها، خصوصاً أنه أسس حياته السياسية على مبدأ مناهضة الإقطاع السياسي المحلي (آل الأسعد خصوصاً)، لكنه أمضى في القيادة سنوات أكثر من هؤلاء، وأصابه من الثراء، حسب مزاعم خصومه، ما لم يَصْب أي وجيه سابق من أبناء جبل عامل، وحتى الآن ما زال الغموض يكتنف إمكانية الحديث عن خلف له في قيادة التشريع اللبناني، واللبنانيون إذا اضطروا للتفكير في أمره، حالهم كحال الكوريين إذا سُئلوا عن خلف كيم جونغ إيل، أو السوريين لو سُئلوا عن خلف حافظ الأسد قبل أن يسترد الله وديعته.

استفاد الرجل من صعود الإمام موسى الصدر والحضور الفلسطيني قبل أن يتحوّل إلى حليف النظام السوري الأول في الطائفة الشيعية، وانتهى الاشتباك السوري الإيراني في لبنان (نهاية ثمانينيات القرن الماضي) إلى تكريسه طرفاً ثانياً إلى جانب حزب الله على رأس الطائفة والبرلمان، حيث فرض مقاييسه وشروطه ومملكته. حوَّل الرئيس بري البرلمان ومحيطه إلى نوع من ملكٍ خاصٍ، أقفلت المداخل وأقيمت السواتر ومنع على المواطنين الاقتراب.

بات مشهد مبنى البرلمان اللبناني يشبه مبنى برلمان تشاوشيسكو في بوخارست، قلعة مقفلة لا يسعك النظر إليها إلا من بعيد، أحيانا قد نجد مبرراً لمثل هذه التدابير، خصوصاً في ظروف مواجهة الاٍرهاب وأعمال التخريب، لكن في الأيام العادية سيبدو الأمر مستهجناً.

منذ سنوات وساحة المجلس التشريعي مقفلة، وبنتيجة ذلك أقفلت عشرات المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي في محيطها، ما أوقع خسائر بملايين الدولارات كان يُمكن أن تُسهم في تحريك الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ومع ذلك لم يتخذ أي تدبير لإعادة ساحة البرلمان إلى الشعب اللبناني بهدف إدخالها في دورة الحركة الاقتصادية والاجتماعية الطبيعية.

على العكس من ذلك انطوى رئيس المجلس على قلاعه مع اندلاع انتفاضة اللبنانيين ضد القوى السياسية، ومثله تقريباً فعل آخرون من نادي الزعامات القابضة على السلطة، وعندما حاول المنتفضون الذهاب إلى ساحة نوابهم وُجِهوا بقمع شديد قادته في وجههم مجموعات خاصة يشرف عليها رئيس هؤلاء النواب وتتبعه شخصياً. إلا أن ما ثبت لدى اللبنانيين المنتفضين كان أقسى من ذلك، إذ لم يستنكر النواب السعداء بمناصبهم القمع الذي أصاب ناخبيهم، ولَم يطلبوا فتح الساحات مثلما لم يتجرؤوا على الدعوة إلى محاسبة ميليشيا المجلس التي تلاحق المواطنين في الشوارع، ولا غرابة في ذلك، فمن حظ هؤلاء أن الشعب يجهل أسماءهم، لكنه يعرف قادتهم.

 

موفد أميركي في بيروت لتقديم نصيحة أخيرة قبل الانهيار واستبعاد باسيل من اللقاءات وعقوبات قد تشمل شخصيات مسيحية مقربة من حزب الله

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/16 كانون الأول/2019

في خضم الأزمة المُستفحلة بلبنان، والمُرشَّحة أن تطول بسبب انعدام الحل المطلوب الذي من شأنه أن ينقذ البلد من انهيار بات حتمياً، وبعد مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في باريس، وخلص إلى تحديد "خريطة طريق لمعالجة أزمة لبنان"، تبدأ بحكومة إصلاحية تتمتع بصدقية وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والضرورية، يزور بيروت هذا الأسبوع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل. زيارة مساعد بومبيو تكتسب أهمية كونها الأولى لمسؤول أميركي منذ انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). والزيارة التي تأتي في إطار جولة إلى المنطقة تشمل أيضاً العراق، وصفتها مصادر دبلوماسية بـ"الطبيعية"، نافية أن تكون في إطار زيارة "موفد خاص مرسل إلى لبنان" كما ذكرت بعض التقارير الصحافية.

استبعاد باسيل

لكن، الزيارة التي ستتضمن مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين باستثناء وزير الخارجية جبران باسيل، وفي ذلك رسالة دبلوماسية مباشرة تأتي بعد أيام قليلة على موقف لافت لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي صرح عن "جهوزية بلاده في مساعدة اللبنانيين بإخراج حزب الله من نظامهم". ويتوقع أن تتناول الزيارة موضوع حزب الله ودوره في المنطقة ولبنان، انطلاقاً من الموقف الأميركي المتشدد تجاه الحزب المُصنَّف إرهابياً لدى الولايات المتحدة. علماً أن هيل نفسه كان أعلن في زيارته السابقة إلى لبنان منذ نحو عام، أن سلاح حزب الله يهدّد الاستقرار في لبنان، وعبّر آنذاك عن عدم قبول بلاده بالوضع الذي يمر به لبنان بسبب وجود حزب الله المدعوم من إيران، متهماً إياه بـ"اعتداءات شكلت خرقاً للقرار 1701".

رسالة هيل

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية أن هيل سينقل إلى المسؤولين اللبنانيين ما يقوله مسؤولون غربيون وأميركيون عن "ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن"، للتمكُّن من الحصول على المساعدات، والرسالة ستكون واضحة "ﻻ حكومة يعني ﻻ مساعدات"، وبالتالي فالوضع ذاهبٌ إلى "الانهيار".

لكن، الأميركيين كما الفرنسيين يتجنَّبون الدخول بشكل علني في شكل الحكومة، كما أنهم ﻻ يتمسَّكون بالحريري على رأسها شرطاً لتقديم المساعدات، هم ﻻ يترددون في الحديث عن نوعية الوزراء بالإيحاء، ويشيرون إلى نزاهة الشخصيات الممثلة في الحكومة وقدرتها على العمل، وأن يكونوا من أصحاب اﻻختصاص.

وعلى الحكومة كما يردد المجتمع الدولي، أن تحظى بثقة الناس وتُرضي الشعب اللبناني الذي نزل إلى الساحات رافضاً الطبقة السياسية الحالية بأكملها. هيل الذي يبعد مكتبه 500 متر فقط عن مكاتب صندوق النقد الدولي في واشنطن، والمعروف باعتداله مقارنة مع تشدد زميله ديفيد شنكر يزور بيروت وفي يده ورقة توقيع بلاده على ما يحتاجه لبنان من الصندوق لتوفير قروض ميسرة طويلة الأمد وبفوائد منخفضة، والتوقيع هو العصا التي تحملها الولايات المتحدة في وجه حكومة ﻻ تُرضي المجتمع الدولي، هي إذا النصيحة اﻷخيرة قبل الانهيار.

تطمينات

في جعبة المسؤول الأميركي أيضاً تطمينات باستمرار دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية والقوى الأمنية، بعد إعادة إحياء مساعدة للجيش اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، كانت توقفت لوجود خلاف داخل الإدارة الأميركية حول فاعليتها، في ظل وجود آراء تعتبر أن الجيش والمؤسسات العسكرية تابعة إلى حزب الله.

وتأتي زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت أيضاً على وقع ﻻئحة جديدة من العقوبات الأميركية على المؤسسات والشخصيات المرتبطة بشكل أو بآخر بعلاقة مالية مع حزب الله. وفي الإطار ذاته، تتحدث مصادر دبلوماسية أن اللائحة الجديدة تنضم إلى لوائح أخرى باتت تصدر عن الخزانة الأميركية بشكل دوري كل شهر، علماً أن الجديد في اللائحة اﻷخيرة كان "إدراج شخص مسيحي هو طوني صعب"، المقرب من الوزير جبران باسيل، والذي تربطه علاقة عمل مع مؤسسات ورجال أعمال مقربين من حزب الله ويعملون لصالحه في دول أفريقية. وفي سياق متصل، تؤكد مصادر سياسية أن العقوبات قد تتوسع مطلع العام المقبل لتشمل شخصيات مسيحية مقربة من حزب الله، وتكشف أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا مسؤولين في الخزانة الأميركية، تحدّثوا أمامهم عن ملفات جديدة يتم التدقيق بها ومتابعتها، تعود إلى شخصيات غير شيعية وهي ليست من حزب الله.

ونقل عن نائب وزير الخزانة الأميركية مارشال بيلينغسلي قوله أمام نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني "نحن نركّز حالياً على جبران باسيل".

 

لا عودة إلى ما قبل 17 أكتوبر في لبنان

عديد نصار/العرب/16 كانون الأول/2019

خطاب نصرالله الأخير لم يكن سوى مجموعة من النكات السمجة التي لم تصل حتى إلى إضحاك الثوار اللبنانيين الذين لا يزالون يعتصمون في الساحات على امتداد لبنان.

لاءات ثلاث في وجه الثورة

 لم يكن خطاب حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني، في “إطلالته” الأخيرة، سوى مجموعة من النكات السمجة التي لم تصل حتى إلى إضحاك الثوار اللبنانيين الذين لا يزالون يعتصمون في الساحات على امتداد لبنان منذ قرابة الشهرين. فهل كان خطابه لزوم ما لا يلزم؟ أم كان موجها بالدرجة الأولى إلى ما يعتبره “بيئته الحاضنة” في “إطلالة” جديدة له بعد غياب دام شهرا من الزمن بعد أن كثّف “ظهوره” في الأسبوعين الأولين للانتفاضة، أم كان تمهيدا لأمر ما؟ وفيما يستمر الثوار كل يوم في ابتكار لوحات جديدة في مسيرة ثورتهم السلمية، مستخدمين أساليب وطرقا متنوعة في مواجهتهم لقوى السلطة بدءا من الاعتصام في الساحات إلى قطع الطرقات والتوجه إلى المؤسسات الرسمية المسؤولة عن تردي الخدمات، إلى الاعتصام أمام المصارف والتوجه إلى مكاتب ومنازل النواب والوزراء المسؤولين عن فشل البنى التحتية التي عقدت من أجلها الصفقات ونهبت الموازنات التي خصصت لها على مدى العقود الثلاثة المنقضية، تتواصل عمليات القمع والتعدي على المتظاهرين في مختلف المناطق واستخدام الجيش والقوى الأمنية في قمع تحركاتهم باللجوء إلى القوة المفرطة التي نتجت عنها إصابات كثيرة في صفوف الثوار، إضافة إلى التوقيفات التي شملت عشرات الثوار السلميين في مختلف المناطق أيضا. كان رد الثوار في كل مرة مزيدا من التضامن والالتحام بالساحات ما فرض على أجهزة السلطة في كل مرة، إطلاق سراح المحتجزين خلال مدد قصيرة.

وبالعودة إلى خطاب نصرالله، فقد قسم خطابه إلى ثلاثة أقسام: التدخل الأميركي وتشكيل الحكومة والتضامن الاجتماعي. في التدخل الأميركي يقول حسن نصرالله إن أميركا تحاول استغلال انتفاضة اللبنانيين لتحقيق مصالحها وخصوصا للخروج من أزمتها في مواجهة حزب الله.

يا سيد حسن، ليس غريبا على أي قوة هيمنة خارجية دولية أو إقليمية، أن تحاول الاصطياد في الماء العكر. فلماذا تعكرون المياه اللبنانية لتتيحوا لأميركا ولسواها الاصطياد؟ جميع القوى الإقليمية والدولية من أميركا إلى إيران ومن روسيا إلى تركيا تحاول أن تجد لها منفذا تنفذ منه وخصوصا في أوقات الأزمات.

 ولكن، هل رجعنا إلى من يقف وراء تلك الأزمات التي دفعت الشعب في لبنان أو في سواه إلى الانتفاض والثورة؟ تتحدث عن محاولة الأميركيين توظيف الثورة لخدمة مصالحهم، ولا تتحدث عمّا ارتكبه نظام مافيا الملالي في طهران من خلالكم لتنفيذ أجنداته المحلية والإقليمية.

الثوار في الساحات يدركون تماما الأضرار الفادحة التي يمكن أن تنجم عن التدخلات الخارجية، وهم يعملون على تحصين ساحاتهم كي لا تتورط في صراعات المحاور كافة، لذلك رأيناهم يخرجون للاعتصام أمام مقر وزارة الخارجية اللبنانية رفضا لكل تدخل خارجي ألم يكن حريا بنصرالله وحزبه مطالبة حليفه جبران باسيل بأن يرد على تصريحات وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو والروسي سيرجي لافروف، بدل إسداء النصح للثوار؟

الثوار في الساحات يدركون تماما الأضرار الفادحة التي يمكن أن تنجم عن التدخلات الخارجيةالثوار في الساحات يدركون تماما الأضرار الفادحة التي يمكن أن تنجم عن التدخلات الخارجية

ثم، إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تحاول استغلال الانتفاضة في لبنان لتوجيهها نحو الصدام مع حزب الله، وهذا أمر طبيعي في إطار المواجهة بين إيران والولايات المتحدة ومشروع الولايات المتحدة في توظيف جميع الأنظمة، بما فيها النظام الإيراني نفسه، والقوى الإقليمية لخدمة النظام العالمي الذي تتزعمه، وإذا كان نصرالله نفسه وفي الخطاب نفسه يقول إن الانتفاضة في الأيام الأولى كانت وطنية ونظيفة وطاهرة.. وإن محاولات استغلالها جاءت لاحقا، لتكون في مواجهة حزب الله وسلاحه، نقول ونذكّر حسن نصرالله ونؤكد لما يدعي أنه “بيئته” الحاضنة أن الثوار يمتلكون ذاكرة قوية جدا، ذاكرة مكنتهم من أن يطالبوا بمحاسبة كل من تولى الشأن العام وتصرف بالمال العام منذ سنة 1992.  وبالتالي فلا الثوار نسوا ولا الشعب اللبناني نسيَ خطاب نصرالله في اليوم الثالث لثورة 17 تشرين، وما تضمنه من لاءات ثلاث في وجه الثورة وردا على أهدافها المعلنة: لا لإسقاط الحكومة، لا لإسقاط العهد، لا لانتخابات نيابية مبكرة. وكان بذلك يضع نفسه وحزبه وحلفاءه في وجه الثورة التي لم تكن حتى ذلك الوقت في وارد المواجهة مع حزبه ومع سلاحه.

إذاً، هو من بادر إلى التصدي للثورة من خلال لاءاته ومن ثم من خلال الزج بمجموعات من الشبيحة من محازبيه وأنصاره ومن محازبي وأنصار حلفائه الأقربين، حركة أمل والتيار الوطني الحر، من أجل التصدي للثوار والاعتداء عليهم في ساحات الاعتصامات في النبطية وصور وبنت جبيل وبيروت والمتن وسواها.

أما في موضوع الحكومة، فالنكتة السمجة التي أطلقها زعيم حزب الله هي تجاهل كل ما جرى ويجري على الساحة، كل أسباب الثورة ومسبباتها، كل القوى التي أوصلت البلاد والشعب إلى الهاوية الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية.

 ويتجاهل بالتالي مطالب الثوار وكل اللبنانيين الذين توافقت ساحاتهم وخطابهم السياسي على ضرورة تشكيل حكومة مصغرة من أكفاء مستقلين وبصلاحيات تشريعية استثنائية تسن تشريعات استقلالية القضاء وقانونا جديدا حقيقيا للانتخابات وتشرف من خلال هيئة مستقلة على انتخابات تشريعية مبكرة، وتستعيد بالتالي الأموال المنهوبة وهي بمليارات الدولارات التي تعيد إلى المالية العامة توازنها، تجاهل كل ذلك ليطلب تشكيل حكومة سياسية تضم كل القوى السياسية، أي العودة إلى ما قبل 17 تشرين. وسماجة النكتة تتبدى حين ندرك أن قائلها غير مقتنع أبدا بمضمونها إضافة إلى اقتناعه الأكيد بانعدام فرص تحقيق هذا المضمون. هذا حلم نصرالله وحلم كل القوى التي انغمست في الفساد وشاركت في نظام النهب الذي دمر الاقتصاد الوطني وأفقر الخزينة العامة وأوصل اللبنانيين إلى ما هم فيه من فقر وبطالة وهجرة وإهدار للحقوق الأساسية للمواطن وتدمير للمرافق والخدمات العامة.

هذا الحلم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين لاستعادة منظومة النهب ولتفادي المحاسبة، هو حلم إبليس بالجنة وأبعد. أما في مسألة التضامن والتكافل الاجتماعيين، فلم ينتظر اللبنانيون وخصوصا الثوار خطاب حسن نصرالله ليمارسوا دورهم في ذلك بأبهى تجليات التضامن والتكافل الاجتماعي في كل المناطق وعلى كل ساحات الثورة. لكن علينا أن نتذكر دائما، أنه إذا كان التكافل الاجتماعي والتعاضد مطلبيْن آنيّيْن ملحيْن كي تتكاتف الناس في أزماتها، فإن ذلك ينبغي ألا ينسينا أسباب المعاناة ولا الجهات التي تسببت فيها. وكلٌ ولينتظر كلٌّ منهم المحاسبة على ما جنته يداه، كلٌ يعني كلٌ وحسن نصرالله واحد منهم.

 

أميركا اللاتينية، لماذا الانهيار؟

منى فياض/الحرة/15 كانون الأول/2019

تحت هذا العنوان أفردت صحيفة "كورييه انترناسيونال" (28 نوفمبر 19) ملفا لمتابعة ما يجري في أميركا الجنوبية. يبدو أن الكيل طفح عند المواطنين لشعورهم أنهم متروكون من قبل ما اتفق على تسميته بالديمقرطيات النخبوية الزبائنية. سلطات تؤبد ترسيمات عتيقة من التمييز الاجتماعي والفساد. في بوليفيا وفي تشيلي وفي الإكوادور وفي كولومبيا. لكن أيضا نيكاراغوا (2018) وفنزويلا تعد نقاطا ساخنة. أميركا اللاتينية تغلي بتظاهرات تعم شرايين المدن. السيناريو المتكرر منذ بداية القرن. فلا المؤسسات الديمقراطية ولا نموذج النمو استطاعا إيقاف التدهور والإحباط. حتى الآن كان يتم كبح عدوى الاحتجاجات؛ مرة بالوعود الخداعة وأخرى بأدوات السلطة القمعية. شرارات الاحتجاج تختلف من بلد إلى آخر؛ ارتفاع سعر المحروقات أو أسعار بطاقات المترو أو التشكيك بشرعية الانتخابات... لكننا نجد دائما الخلفية ذاتها: أزمة النظام السياسي ومؤسسات الديمقراطية. سخط واستياء وعدم ثقة بالحكومة. فتمركز الثروات مع برامج التقشف وزيادة الضرائب تزيد من التفاوت البنيوي والتهميش والنبذ الاجتماعيين. ولا يكفي التراجع عن فرض الضرائب لإعادة الامور إلى نصابها. فالمشكلة على ما ردد التشيليون: "ليس بسبب الـ30 بيزيتو بل بسبب الثلاثين عاما".

الملفت أن هذه الحركة الاعتراضية تلف الكرة الأرضية تقريبا انطلاقا من هونغ كونغ منذ 5 أشهر مرورا بإيران مؤخرا والعراق والسودان والجزائر ولبنان وحتى فرنسا وصولا إلى أميركا اللاتينية.

الثورة برأيهم يجب أن تكون على غرار الترسيمة التي اعتادوا عليها في الثورتين الفرنسية والروسية

فما هو المشترك بينها؟ هل هي ثورات؟ وما هو دور العولمة؟

المشترك بين الاحتجاجات أنها لا تستهدف فقط ارتفاع الأسعار بل الحصول على الحقوق.

ربما يكون النموذج الأوضح هو احتجاجات هونغ كونغ التي بدأت اعتراضا على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين. لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديمقراطية شاملة. في لبنان انطلقت الثورة لفرض ضريبة غير مسبوقة على تطبيق "واتساب" المفترض أنه خدمة مجانية. وللاعتراض هنا دلالة تتخطى الضريبة، فعدا عن أنها تطال المتنفس الوحيد للتواصل وحفظ حق حرية التعبير، ترافقت مع معلومات تفيد أن الأجهزة المنوي استخدامها ستتيح الرقابة على محتوى التبادلات على وسائط الاتصال. فانفجر الوضع وتوسعت المطالبات باسترجاع الحقوق الأساسية المهدورة من حرية التعبير إلى البنى التحتية والبيئة والتعليم الجيد والبطالة وعمت مختلف المناطق والطوائف، وذلك في أول خروج من نوعه على أركان السلطة الطائفية مجتمعة.

كذلك الأمر في العراق. اندلعت الاحتجاجات مطلع أكتوبر في بغداد وجنوب العراق احتجاجا على تردّي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفساد الإداري والبطالة. ووصلت مطالب المتظاهرين إلى المطالبة باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. وكان الرد عليها كان بالعنف.

في جميع هذه التحركات المتزامنة نجد أن الحصول على الحقوق الأساسية هو الدافع والمحرك. ففي مطلع القرن الحادي والعشرين أصبحت شرعة حقوق الإنسان إحدى مكونات الوعي الأساسية لدى الأفراد خصوصا من الأجيال الصاعدة الذين تربوا على احترامها.

أول هذه الحقوق هي الحقوق المدنية والسياسية للمواطن الفرد وتشمل: الحق في الحياة والحرية والأمن، والمشاركة السياسية وحرية الضمير والرأي والتعبير، وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع، وحق المشاركة في إدارة الشؤون العامة.

بالإضافة إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية: كالعمل والتعليم والمستوى اللائق للمعيشة، والمأكل والمأوى والرعاية الصحية. وصولا إلى الحقوق البيئية والتنموية.

جميعها أهداف تسعى الثورات المشار إليها في جميع أنحاء العالم لاسترجاعها.

لكن أكثر ما يثير دهشتي في النقاش الدائر حول ماهية الاحتجاجات هو: هل هي حراك أم انتفاضة أم ثورة؟

يرى معادو الثورة أنها ليست كذلك فهي لا تمثل أكثر من 10 في المئة من السكان! مع أن نصف الشعب اللبناني نزل إلى الشارع وفي جميع أنحاء لبنان. البعض الآخر يعارضون اعتبارها ثورة بسبب سلميتها. إنها ثورة دستورية! بالطبع ستكون كذلك وتطالب بتطبيق الدستور طالما أن ما تقوم به السلطات الحاكمة ليس أقل من انقلاب موصوف على الدستور والقوانين والأعراف. الثورة برأيهم يجب أن تكون على غرار الترسيمة التي اعتادوا عليها في الثورة الفرنسية والثورة الروسية وعنفهما. يعتقدون أن ثورة من دون دم وعنف ليست ثورة. فنجد البعض منهم يهزأ من ثورة اللبنانيين المسالمة المرحة والتي اكتست بالمظاهر الفنية على أنواعها. متناسين ثورة ألمانيا الديمقراطية وانهيار جدار برلين، وثورة الورود في جورجيا والأغاني في إستونيا والثورة الملونة في أوكرانيا، ومؤخرا ثورتي الجزائر والسودان، حيث تمت إقالة المسؤولين من دون عنف.

تفيد دراسة قامت بها أريكا شينويث (غطت الفترة من 1900 حتى 2006) أن الاحتجاجات غير العنيفة لديها حظ مضاعف في أن تنجح أكثر من تلك المسلحة. فعندما يتحرك 3.5 في المئة من الشعب لا يمكن أن يفشلوا في إحداث التغيير.

والثورة تعريفا هي القدرة على التغيير. وعدا عن أن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني، وخصوصا الجيل الشاب والنساء ومجمل المواطنين، كانوا أكثر من شارك ويمكن اعتبارهم ممثلين لمختلف الطبقات الاجتماعية. إذا كانت نسبة 3.5 في المئة العتبة المقبولة لما تعنيه الثورة، أليس ما يحصل هنا ثورة مستدامة؟ ألم تحدث تغييرا في قيم المجتمع العميقة والضغط السياسي والرقابة الناتجة عنها!

فلقد بينت الدراسة أن الحملات غير العنيفة أحدثت التغيير السياسي بنسبة 53 في المئة مقابل 26 في المئة للاحتجاجات العنيفة. والسبب أن الاحتجاجات السلمية تستقطب أعدادا أكبر وأوسع من المحتجين، وبإمكانها أن تحدث الاضطراب الشديد والشلل للحياة المدنية اليومية ولحسن سير المجتمع. فعدا عن أن استخدام الطرق غير العنيفة هو قيمة بحد ذاته، يشكل الاحتجاج المدني خيارا أخلاقيا أكثر فاعلية وقوة في صياغة وتشكيل السياسة العالمية في المدى الأبعد. والإشكالية التي علينا أن نواجهها هنا تتعلق بالاعتقاد الدوغمائي والمفاهيم الجامدة لأنها لا تكتسب محتوى ومعاني جديدة مع مرور الزمن!

فهل ننتظر من جيل الألفية الثالثة الذي ولد وفي حوزته القدرات التي وفرتها الثورة الرابعة، ثورة الاتصالات السيبرانية والهاتف الذكي وغوغل والوسائط الرقمية وما يتبع، أن يحمل نفس قيم إنسان القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الذي بالكاد تعرف على الثورة الصناعية وما وفرته وأن يتصرف مثله؟! ناهيك عن الدور الذي لعبته الحرب العالمية الثانية وما تلاها من حروب في انتشار شعار رفض العنف: "نعم للحب لا للحرب" الشهير!

الباراديغم السائد في حقبتنا عنوانه "لا للعنف"، نعم للحقوق وللتغيير السلمي

الفكرة الرئيسية عند فوكو في كتابه "الكلمات والأشياء"، هي أن لكل حقبة من التاريخ عدد معين من الشروط التي تشرّط الحقيقة وما هو ممكن ومقبول قوله. وشروط الخطاب هذه تتغير مع الوقت بشكل تدريجي. والمعرفة تنتج عن مجمل العلاقات الموجودة في حقبة معينة وفي مختلف الميادين العلمية، وفي علاقتها مع الخطاب في مختلف القطاعات. وما اعتبر عين الصواب في حين قد يصبح غير مناسب في أحيان أخرى. لا وجود لعلاقات أزلية، الكلمات تخدعنا وتجعلنا نعتقد بوجود "مواضيع طبيعية" من مثل: الأسرة ـ الدولة ـ القانون. وهنا الثورة.

فليس الخطاب هو الذي يحدد الأشياء، بل الممارسة هي التي تحدد. لا وجود لما هو محدد سلفا وإلى الأبد.

الباراديغم السائد في حقبتنا عنوانه "لا للعنف"، نعم للحقوق وللتغيير السلمي. الأمر الذي يرفضه الحكام في العراق، بإشراف إيراني. وفي بيروت لا يتورعون عن استخدام العنف والهجوم على الخيم ومنع الندوات بحجة العمالة والتخوين. فلسطين شماعتهم الأبدية. بالطبع يصعب على إيران التراجع الآن وعلى حلفائها التنازل لمصلحة لبنان. الرد الوحيد الحفاظ على السلمية ودوام المراقبة للمحاسبة دون انقطاع مهما تطورت الأمور.

 

مصير الشرق الأوسط بين الحكمة والتهوّر في قرارات طهران وأنقرة

راغدة درغام/ايلاف/15 كانون الأول/2019

لن ترتاح الدول العربية المتأرجِحة على المزاج الإيراني والتركي ما لم يصطدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحائط يضرب رأسه فيه نتيجة فشل مغامراته المتغطرسة، وما لم تقف القيادات الإيرانية أمام المرآة لتختار أين ستصوّب الشفرة في أياديها: لتجميل الذات عبر الإصلاح والواقعية، أو لشق الشرايين في انتحار جماعي يأخذ معه أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في رأيها؟ لن ترتاح روسيا طالما أن شريكيها في سوريا ميدانياً يشغلان بالها باستمرار ويجرّانها الى مأزق بعد الآخر هي في غنى عنه فيما تحاول توطيد موقع قدمها في سوريا بلا كلفة إضافية ولا خسارة بدلاً من الانزلاق الى مستنقع مُكلف هناك. إدارة ترامب المُتعَبة داخلياً هي في راحةٍ نسبيّة طالما سياسة "الضغوط القصوى" تُسفر عن خنق إيران وأذرعتها اقتصادياً وطالما الكونغرس يصلح الإعوجاج في علاقات الرئيس دونالد ترامب مع نظيره رجب طيب أردوغان من خلالفرض عقوبات بسبب صفقة منظومة صواريخ S-400 التي أصرّأردوغان على شرائها وعبر صفعة وجّهها الكونغرس الأميركي بتبنّيه بالإجماع قراراً يعترف بإبادة الأرمن مما أثار غضب أردوغان سيما وأن حلفاء ترامب من الجمهوريين لم يعترضوا على القرار، وترامب نفسه غض النظر عن العقوبات. لكن شبح الإنجرار الى استدراج الولايات المتحدة الى الانخراط عسكرياً مع إيران ما زال يخيّم على الرئيس الأميركي الذي لا يريد التورّط في مواجهة عسكرية عشيّة انتخابات صعبة سيخوضها سعياً وراء ولاية رئاسية ثانية. انه ما زال يريد المفاوضات على صفقة نووية جديدة مع طهران تتناول الصواريخ الباليستية وتشمل أيضاً ما كان تم استبعاده عن الصفقة الأولى JCPOA وهو سياسات توسّع الجمهورية الإسلامية الإيرانية خارج حدودها، بالذات في الجغرافيا العربية، تحديداً في العراق وسوريا ولبنان. هذه البلدان الثلاثة باتت همّاً يُقلق طهران لكنها في الوقت ذاته ذخيرة في أيادي القيادات الإيرانية تستخدمها للتفاوض عندما يحين وقت المفاوضات مع إدارة ترامب. لهذا السبب، لن تتخلى طهران عن امتلاك الأوراق الثمينة في ذخيرتها. إنما مُشكِلتها تكمن في أن الوضع الداخلي في هذه الدول الثلاث يهدّد بالانقلاب على فوائد استخدامه ضمن آليات الصفقات المرجوّة. أي، ان أفعال قمع الثورات السورية والعراقية واللبنانية قد يرتدّ على النظام في طهران، فيزيده ضُعفاً، وتصبح أوراق المفاوضات أقل فائدة بكثير مما تصوّرها صنّاع القرار في إيران.

ما لم يقع حادث ضخم في العلاقات الأميركية – الإيرانية من الآن حتى نهاية هذه السنة (وهذا آخر مقال لي لعام 2019) ستبقى معادلة العلاقة قائمة على رغبة الطرفين في التفاوض على صفقة وتجنّب الحرب. الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدّث عن تصميم حكومته على "تجاوز العقوبات الأميركية من خلال وسائل مختلفة. بما في ذلك المحادثات. لكننا لن نتجاوز خطوطنا الحمراء". المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، براين هوك، أكد أنه "إذا قامت إيران بمهاجمتنا فإننا سنردّ عسكرياً"، وأضاف "لا نريد حرباً جديدة في الشرق الأوسط لكننا عزّزنا من قدراتنا القتالية وكذلك الاستخبارية، ونحن نعرف أننا أوقفنا أو أفشلنا العديد من العمليات التي كانت إيران تخطط لها منذ أيار (مايو)".

عين واشنطن على العراق بالدرجة الأولى حيث "الخاصرة الضعيفة" إذا قرّر "الحرس الثوري" الإيراني أن الوقت حان لاستهداف القوات الأميركية هناك – وهذا القرار لن يُنفَّذ ما لم يتم اتخاذه أولاً على مستوى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. المسؤولون الأميركيون يُحذِرون من العواقب إذا ما عبرت طهرانالخطوط الحمر واستهدفت القواعد والجنود الأميركيين. براين هوك قال أمام مجلس العلاقات الخارجية أن أمام إيران اما الدخول في مفاوضات حقيقية أو مشاهدة اقتصادها ينهار، مشدداً على جدوى ما أسفرت عنه العقوبات من تكبيل للاقتصاد الإيراني وتراجع تصدير النفط بنسبة 10 في المئة أي للدرجة التي كان عليها في الثمانينات أثناء الحرب العراقية – الإيرانية. أما عندما يتعلق الأمر باحتمال قيام إيران بعملٍ عسكري، فإن اللهجة كانت قاسية وواضحة "فسترتكب طهران خطأً فادحاً إذا أساءت الحسابات حول ثباتنا" حسب تعبير هوك. مسؤول عسكري أميركي قال ان "الميليشيات التي تسلّحها إيران تَقترب من الخط الأحمر، حيث قد يردّ التحالف بالقوة... والعواقب لن تُعجب أحداً".

القائد العام لـ"الحرس الثوري الإيراني" اللواء حسين سلامي بدوره هدّد "الأميركيين وأذنابهم" من "صفعة قوية" وكان يتحدّث عن الاضطرابات داخل إيران، لكنه وسّع الحلقة بقوله "ينبغي على الأعداء أن يدركوا أنه لو لم يكفّوا عن إثارة الفتنة فإن الشعب الإيراني سيضع مصالحهم في المنطقة في خطر".

الأمم المتحدة، عبر بعثتها الى العراق، وجّهت الاتهام الى "كيانات مسلّحة" و"ميليشيات" و"جهة مجهولة ثالثة" و"خارجين عن القانون" في مسؤولية أعمال القتل والخطف والاحتجاز التعسفي. وفي الوقت ذاته ازداد الكلام عن مسؤولية الفصائل المسلّحة التي تم دمجها في قوات الأمن العراقية، وهي قوات موالية لإيران. فالفوضى المنظّمة الدموية في العراق خطيرة للغاية، وكذلك الهويّة "المجهولة" للّذين يقومون بعمليات الاغتيال ويلتقطون الخيوط الخفية في أحداث العراق المركّبة على أكثر من صعيد.

لذلك، ان العراق قنبلة موقوتة في أيادي "الحرس الثوري الإيراني" وليس فقط قنبلة متفجرة في العراق. فالعالم يراقب. والولايات المتحدة متأهّبة.

كذلك في لبنان. ان إفراط "الحرس الثوري الإيراني" في ثقته بنفسه وقدرته على احتواء وقمع الثورة اللبنانية قد اصطدم بواقع الداخل اللبناني وبالمراقبة الدولية لإجراءاته وأهدافه. حتى روسيا استدركت بعدما كانت ظنّت ان الاحتجاجات عابرة وان المظاهرات زائلة وان طهران و"حزب الله" قادران على ضبط الأمور، وتعود الأمور الى ما كانت عليه، كما وعدا.

"الوجع الداخلي في لبنان سيُطفئ الدعوة للانتماء الى ولاية الفقيه" قال مراقب مخضرم للمشهد اللبناني وفاعل في ساحته. هذا العنصر المحلي في المعادلات الإقليمية والدولية تطوّر في الآونة الأخيرة ولديه قابلية الاستمرارية عبر المثابرة والإصرار والإدراك بأن التراجع اليوم يعني الانبطاح أمام الانهيار الاقتصادي، وأمام سلطويّة سلطة فاسدة، وأمام تسلّط "الحرس الثوري الإيراني" عبر "حزب الله" لفرض أجندته على لبنان.

الولايات المتحدة في المرصاد عندما يتعلق الأمر بسياساتها المعنية بالعقوبات على إيران وأذرعتها ومن يؤمّن للاثنين التغطية. "قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات جديدة على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وحلفائه لاقى إجماعاً كبيراً من أعضاء الكونغرس الأميركي وهو في طريقه الى البيت الأبيض ليوافق عليه الرئيس الأميركي. هذا القانون يفرض العقوبات ليس فقط على الأسدووزرائه ونوّابه وإنما أيضاً على الأفراد والشركات الذين يموّلونه أو يقدّمون المساعدة اليه وكذلك على المصانع السورية المتعلِقة بقطاع الطاقة وبالبنى التحتيّة والصيانة العسكرية. كما يلوّح القانون بفرض عقوبات على روسيا وإيران لارتباطهما بالنظام في دمشق، الى جانب إعطاء وزير الخارجية مايك بومبيو صلاحية دعم جميع الأدلة ضد الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في سوريا لملاحقتهم ومحاسبتهم.

اللافت أيضاً ان هذا القانون سيفرض عقوبات على الأفراد الأجانب الذين يدعمون النظام السوري مادياً ومن يشارك في مشاريع إعادة الإعمار إذا كانت الحكومة السورية هي التي تديرها ومن يدعم قطاع الطاقة. هذا يعني ان على اللبنانيين المتلهّفين بشغف على سوريا أن يفكّروا، وأن يفكّروا مليّاً.

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر قال أن "أشخاصاً من كافة المذاهب والأديان متورطون بتمويل حزب الله"، مشدّداً على ان "كل من يتورط في تمويل هذه المنظمة الإرهابية مُعرض للعقوبات". وزارة الخزانة الأميركية فرضت هذا الأسبوع عقوبات على شخصيات وشركات لبنانية متورّطة بتمويل حزب الله واتهمت صالح عاصي وناظم سعيد أحمد بغسل الأموال وتمويل مخططات إرهابية وقالت ان تاجر الألماس المعروف ناظم سعيد أحمد قدّم أموالاً لأمين عام "حزب الله" شخصياً. كما فرضت الخزانة عقوبات على طوني صعب بتهمة تمويل الحزب.

مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل سيزور بيروت الأسبوع المقبل وفي جيبه رسائل قوية للمسؤولين اللبنانيين فحواها أن زمن الاختفاء وراء الأصبع ولّى ولا مناص من قراءة ما آلت اليه الأوضاع. مطالب الناس تطال محاكمة المسؤولين عن الفساد واستعادة الأموال المنهوبة. وفي خطوة لافتة منح البرلمان السويسري لبنان الحق بالاطلاع على البيانات والأرصدة لدى مصارفها مما يَشق الباب على استرداد الأموال المنهوبة.

فمفهوم الانتصارات المعتاد قد أُصيب بانتكاسات جذرية وبات قزماً أمام التطوّرات في المنطقة العربية في الأشهر الماضية، وعلى رأسها إملاءات الناس التي سئمت البلطجية والفساد.

تركيا لن تكون رابحة في سياساتها نحو ليبيا أو نحو سوريا مهما تخيَّل لرجب طيب أردوغان أن مشروعه الإقليمي سينتصر بسبب علاقاته الشخصية بدونالد ترامب، أو أن مشروع "الإخوان المسلمين" سيرى النور مجدداً برعايته. ليبيا ستدفع ثمناً كبيراً بشعبها نتيجة قرارات بائسة لرجل يتمسّك بالسلطة تحت ذريعة الاعتراف الدولي بحكومته، حكومة "الوفاق الوطني" التي يرأسها فايز السراج. هذا الرجل وقّع مذكرة تفاهم مع أردوغان لتحديد مناطق السيادة البحرية وأعطاه عملياً حريّة تصدير الإرهابيين من سوريا الى ليبيا لإتمام مشاريعه التوسعية، فرهن مستقبل ليبيا للخراب.

إيران تزداد ضعفاً وتبعثراً وعزلةً ومحاسبةً وهي تستخدمأوراقها الإقليمية بعبث وعنجهية، بينما أمامها خيار إصلاح منطق النظام الذي اتخذ إنشاء القوات غير النظامية والميليشيات في الدول السيادية "حقّاً" له بينما هو تعدٍّ على سيادة الدول ومطالب الناس. ليت الحِكمة تؤدّي بقادة إيران الى الاستدراك لتكون إيران دولة ذات نفوذ إقليمي ووزن استراتيجي داخل حدودها بلا توسّعية. قرار الحرب ما زال في أيادي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما قرار إعادة النظر لانقاذ إيران العظيمة وانقاذ المنطقة من أخطاءالدمار.

 

قاسم سليماني.. حتمية الرحيل عن العراق

د. ماجد السامرائي/العرب/16 كانون الأول/2019

ليس من السهولة استسلام المنظومة التنفيذية للمشروع الإيراني في العراق، ولدى سليماني أوراق أخرى لمنع انتفاضة شعب العراق من تحقيق أهدافها، رغم أن غالبية أوراقه احترقت.

الاثنين 2019/12/16

مساعي وأد انتفاضة العراق

تواصلت الحملة الإيرانية لسحق انتفاضة أكتوبر العراقية لما يشكله استمرارها من تقريب موعد نهاية النظام السياسي في بغداد، وكان قتل الشباب واختطافهم هو الخيار الوحيد الذي نفذته الميليشيات الموالية لطهران. كانت حصيلة الضحايا الموثقة التي أعلنت أخيراً 473 شهيداً ونحو 22 ألف جريح منهم نحو 3900 معاق ونحو 12 مخطوفاً غير معلوم المصير. بعد مرور 75 يوماً على الانتفاضة هل استطاعت مؤامرة قاسم سليماني الانتصار على العراقيين؟ الجواب كلا، فقد تضاعفت شدة الاعتصامات وتعمقت شعاراتها حيث أصبح لها برنامج واضح المعالم لرسم مستقبل العراق بعد تخليصه من زمر القتل والفساد. ولهذا تصاعدت أساليب قمع الانتفاضة ما بين القتل المستمر والاختطافات ومحاولات اختراق جبهة المعتصمين خصوصاً في بغداد بعد فشل عمليتي الناصرية والنجف، وانحياز العشائر العربية في محافظات الجنوب إلى جانب أبنائهم المنتفضين، كما فشلت آخر حلقة من حلقات إثارة الفتنة داخل ساحات الاعتصام ببغداد بافتعال مسرحية قتل وتعليق جثة قاتل المتظاهرين لإعطاء انطباع يسيء إلى سمعة شباب الانتفاضة وسلميتهم.

لم يتوقف سليماني عن تنفيذ برنامجه الدموي وسط رعب وقلق يسيطران على أزلامه ببغداد بعد أن تصاعد الاستنكار العالمي من منظمات حقوق الإنسان، ثم إفصاح مجلس الأمن عن موقفه الذي تأخر كثيراً عن مطالبة الحكام في العراق بالتوقف عن تنفيذ مسلسل القمع الوحشي، إلى جانب الموقف الأميركي الذي يربط إدانته بالهيمنة الإيرانية على مقدرات العراق، رغم أن الأميركان هم الذين جاءوا بهذا النموذج المتخلف والرث من السياسيين إلى الحكم. شعارات الانتفاضة وبرنامجها السياسي وصلت رسائلها إلى سلطة الحكم وإلى مدير شؤونها سليماني عبر البيانات المتواصلة، وتحققت منه الخطوة الأولى في إقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي وسط مطالبات شعبية بمحاكمته وطاقمه العسكري والأمني المسؤول على الضحايا من شباب العراق، مع الإصرار على تنفيذ حزمة الخطوات للتغيير الشامل.

من صفحات مؤامرة قاسم سليماني القيام بحملة إعلامية مكثفة تستهدف تشويه سمعة الانتفاضة وشبابها عبر فضائيات الأحزاب وجيوش الأحزاب والميليشيات الإلكترونية، ومن خلال بعض الشخصيات الهامشية التي لعبت لسنوات على تناقضات العملية السياسية ومأزقها الطائفي وتظاهر البعض من هذه الشخصيات بلباقة خطابية تعلموها من أوليائهم وتقمصوا دور المعارضة مستغلين الفراغ بعدم وجود معارضة علنية ضد الحكم بسبب القمع. لكن الوظيفة الحقيقية لتلك المعارضة المفضوحة هي المتاجرة الرخيصة، وهؤلاء لم ينفصلوا عن ولائهم العقائدي الإسلامي لطهران، ولم تكن ليبرالية حقيقية إلا في سياقات تلك التجارة، لكن بعض هؤلاء اضطروا أخيراً إلى إزاحة القناع عن وجوههم بعد وصول الصراع بين مشروعي استقلال العراق وتبعيته لإيران إلى درجة حاسمة. فنزل خطاب هؤلاء الهامشيين إلى استخدام اللغة التي ينتمون إليها، وهي اللغة الضحلة في التطاول على شباب العراق الثوار.

من ملامح هذه الحملة الغبية أيضاً استغلال مفصل تنظيمي يتعلق بعدم وجود قيادة تنظيمية للانتفاضة تدير فعالياتها الإعلامية والسياسية، ومن بينها مسألة الحوار مع الخصم السياسي المتمثل بقادة الأحزاب الحاكمة ومن يقف خلفهم. وقد يكون هذا النقص التنظيمي له مبرراته اللوجستية وحاجات أية ثورة تقارع أخطر مؤسسة للقمع والفساد في العصر الحديث ذاق منها شعب العراق من القتل والاختطاف والتدمير والتهجير ما تشيب له الرؤوس، ومن بين تلك الهواجس التوجس من عمليات الاختراق أو التصفيات الجسدية أو عمليات التسقيط السياسي وزرع الفتنة بين كوادر الانتفاضة. ويبدو أن عدم وجود قيادة علنية له محاسنه في إرباك الخصوم.

المأزق السياسي مستمر في عدم قدرة سليماني على إيجاد رئيس وزراء بديل لعبدالمهدي أمام إصرار الانتفاضة على ترشيح رئيس وزراء بالمواصفات الشعبية ولا دور للأحزاب في ترشيحه، لكن القضية في نظر سليماني ليست في الاختيار وإنما تكمن في خشيته من أن تحقيق مطالب الجماهير في اختيار رئيس الوزراء يمكن أن يؤدي إلى تساقط أحجار الدومينو في مطالب حل البرلمان والقانون الانتخابي وتعديل الدستور على طريق إزاحة الأحزاب، وهذا ما يؤرق النظام الإيراني.

الاستفزازات العسكرية الإيرانية للوجود العسكري الأميركي في العراق، المتواترة أخيرا، قوبلت بردود فعل شديدة من الإدارة الأميركية يفهم علي خامنئي أكثر من غيره مغزاها في علاقتها بالفوضى السياسية داخل العراق، واحتمالات التسريع في تفكيكه بعد اضطرار طهران إلى الانسحاب من العراق. ورغم العنتريات الإيرانية بسبب أكوام السلاح الإيراني بيد آلاف التابعين المساكين على الأرض العراقية والمرصودة من العيون الأميركية، إلا أن طهران تخشى الذهاب إلى الشوط الأخير في المواجهة العسكرية التي تنهي وجودها في العراق وسط ترحيب شعبي عراقي.

ليس من السهولة استسلام المنظومة التنفيذية للمشروع الإيراني في العراق، ولدى سليماني أوراق أخرى لمنع انتفاضة شعب العراق من تحقيق أهدافها، رغم أن غالبية أوراقه احترقت، ولذلك فإن المهمة الجديدة هي اللعب على شعارات الثورة، وقد يرضخ لتسمية رئيس وزراء بمواصفات الثوار ولكن اللعب الخبيث سيكون في بنود التغيير (مثل حل البرلمان وتشريع القانون الانتخابي والدستور) وهذا ما يتطلب من الشباب أن يفوتوا الفرصة عليه وعلى أعوانه. ما يحصل في العراق اليوم هو اختزال لقرار الدم الذي اختاره النظام بعد خيار الفساد والنهب منذ عام 2003 إلى حد اليوم، ولهذا فإن اللحظة التاريخية انفتحت أمام الشعب، وساعة رحيل قاسم سليماني عن العراق لم تعد بعيدة، وسيبكي على ماضيه الإرهابي حين كان ينفذ مشروع تصفية الشباب وتهجير أهل الموصل وصلاح الدين وديالى والفلوجة وجرف الصخر من ديارهم، ويتنقل بين الروابي والوديان العراقية متباهيا ومتشفيا بشعب العراق، لكن جدّه كسرى سبق أن ودع مهزوماً قصره بمدينة المدائن شرق بغداد.

 

متى يُدرك نظام الظلام فداحة تركة الخميني الكارثية؟

أحمد الجارالله/السياسة/16 كانون الأول/2019

هل سأل الإيرانيون يوماً عن الأسباب الحقيقية للأزمات المتتالية التي يعانونها والفقر الذي تغرق فيه الغالبية، فيما هناك طبقة لا تتعدى الخمسة في المئة تتنعم بخيرات بلادهم؟

هل سألوا لماذا سادت الديكتاتورية الدينية المستترة بعباءة مرجعيات جعلت نفسها في مصاف الأنبياء والقديسين، وكيف تقهقرت إيران الى هذا الدرك من التخلف العلمي والثقافي والصناعي، والعزلة الدولية حتى أصبح الإيراني مشبوهاً أينما حلَّ؟

يبدو أن المتسلطين على مقدرات الدولة والحكم لا يريدون الوصول الى الدواء الشافي لهذا المرض العضال للخروج من الواقع المزري الذي وصلت اليه البلاد، فيما يواجهون يوميا مئات آلاف المنتفضين على السلطة بعدما أعياهم الجوع والمرض، وبات التسول مهنة ملايين الإيرانيين كي يحصلوا على رغيف يسدون به جوعهم.

لا شك أن الإجابة التي يشيح قادة نظام الملالي وجوههم عنها مرعبة لهم، لأنها الحقيقة التي يحاولون التستر عليها منذ العام 1979 حين وصل الخميني الى الحكم على حصان فرنسي- أميركي- بريطاني، حاملا في ذهنه لغة الانتقام والحقد خطابا وحيدا، لبلد كان في يوم ما منارة ثقافية وحضارية، بينما هو أدخله عصر الظلمات، جاراً معه بعض مجتمعات المنطقة بفعل الحماسة الغرائزية التي شحذها في نفوس جماعات الرؤوس الحامية مذهبياً.

ما تعانيه اليوم إيران هو بسبب تلك التركة الثقيلة للخميني التي حافظ عليها خليفته ومنظومة الإرهاب الملالوية، بدءاً من إشعاله حرب الثماني سنوات مع العراق ردا على استجابة بغداد طلب الشاه عندما طردته خارج أراضيها، وحقده، حينها على الكويت التي رفضت استقباله، وصولا الى عودته الى إيران حين بدأ القتل والإعدامات العلنية لغالبية المسؤولين كي لا يكون له أي شريك في الحكم. ففي أولى موجات حمام الدم ذاك أعدم في غضون شهرين نحو 250 من كبار المسؤولين، ولم يسلم منه أول رئيس جمهورية وهو أبوالحسن بني صدر، حين اختلف معه في وجهات النظر ففر من البلاد خوفا من الاغتيال.

هذه التركة أيضا هي التي جعلت الاستخبارات الإيرانية تتبع سياسة الحقد الخمينية ضد دول الإقليم، إذ نفذت خلاياها عمليات تفجير واغتيال في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والعراق، وعمدت لاحقا الى التدخل في شؤونها الداخلية، عبر ما سمي «أحزاب الله».

الشر الخميني لم يقتصر على السياسة، فالرجل عمل على تحريف الفهم الشيعي لمعنى ولاية الفقيه، زاعما أن أي انتقاد للمسؤولين في النظام، وخصوصا من يسمى الولي الفقيه، يعتبر محاربة لله ورسوله، ومن أجل تعميق الشرخ الإسلامي ابتدعت استخباراته عادة شتم الصحابة وأم المؤمنين عائشة (رضي الله عنهم)، كي يكون ذلك وقوداً لحرب مذهبية بين الشيعة والسُنة.

لقد ترجم هذا التفسير الخاطئ والإرهابي للقاعدة الفقهية الشيعية في الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها إيران طوال العقود الأربعة الماضية، أي إيقاع حد الحرابة على المخالفين سياسياً، وبدأت على مستوى واسع في العام 1988، قبل موت الخميني بسنة، حين أفتى بإعدام 30 ألفاً من المعارضين وأعضاء منظمة «مجاهدي خلق» لتكر بعدها سبحة الإعدامات والزج في السجون وكان آخرها في الانتفاضة الحالية التي راح ضحيتها 1300 قتيل ونحو 15 ألف معتقل.

يدرك الجميع في الإقليم والعالم أن النظام الإيراني يفتقد الى الواقعية السياسية في مقاربة القضايا الإقليمية والدولية، ولهذا يصطدم منذ أربعة عقود بالمجتمع الدولي، إذ لا يكاد يخرج من أزمة إلا ليدخل ثانية أكثر تعقيدا من الأولى.

فيما لو كان الخميني، ومن بعده خليفته خامنئي ترجما شعاراتهما حيال القضاء على إسرائيل الى واقع، وأثبتا مصداقيتهما في ذلك، لكانا وفرا على المنطقة الويلات التي شهدتها بسبب تحكم الأوهام في سلوك مرجعية النظام.

لهذا لا يصدق أحد في الإقليم تصريحات قادة نظام الملالي الجوفاء، التي تكاد تصور إيران في أفضل حالاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، داخليا وخارجيا، وأنها قوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا على قيادة العالم، وليست دولة منبوذة ترزح تحت عبء هائل من المشكلات الاقتصادية والمعيشية. لا شك أن التهديدات الجوفاء التي يصدرها قادة النظام، وآخرهم قائد الحرس الثوري ليست أكثر من هذيان لا يعبر عن واقع، فمن يسميهم هذا الأفاق «الأعداء الإقليميين» وهو يقصد دول الخليج العربية أصبحت اليوم قوة لا يستهان بها، كما أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي صنعت النظام قادرة على إسدال الستارة على هذه المسرحية وقت تشاء، وبالتالي لا مفر له من العودة الى الواقع والنظر بعين العقل لما يعانيه الشعب الإيراني، ويتخلص من عقدة الدونكيشوتية التي تتحكم به.

هذا النظام الذي يرى قادته الملايين من شعبه يئنون من الجوع والمرض، ويفتقدون الى أبسط مقومات الحياة لا يتوانى عن بناء قبر للخميني كلف نحو مليار دولار قبل نحو 30 عاما، وينفق على صيانته عشرات الملايين سنوياً، فهل لهكذا نظام قدرة على النهوض ببلد مثل إيران؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا بافتتاح تساعية الميلاد بالجامعة الأنطونية الراعي: نصلي لنجاح الاستشارات وتشكيل حكومة تتمتع بالمصداقية والثقة والفاعلية

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

حافظ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون على التقليد السنوي في التحضير لعيد الميلاد المجيد، وشاركا في افتتاح تساعية الميلاد التي أقيمت مساء اليوم في كنيسة سيدة الزروع في الجامعة الأنطونية بعبدا، شفيعة الجامعة.

ترأس رتبة التساعية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه فيها مطران أبرشية بيروت للموارنة بولس عبد الساتر، المطران سمعان عطا الله، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبو جوده ومجلس المدبرين في الرهبانية، رئيس دير سيدة الزروع رئيس الجامعة الأب ميشال الجلخ ولفيف من الكهنة، وخدمتها جوقة الجامعة والمرنمة غادة شبير بقيادة الأمين العام للجامعة الأب الدكتور توفيق معتوق. ولدى وصول رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى الى مدخل الجامعة حيث استقبلهما الجلخ، قرعت أجراس الكنيسة التي دخلا إليها وسط إنشاد الجوقة لترنيمة النور. وحضر التساعية النواب ابراهيم كنعان، ألان عون وحكمت ديب، المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، مدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان منصور، قائد منطقة جبل لبنان العقيد جهاد الأسمر، عقيلة قائد الجيش السيدة نعمت جوزف عون، رئيس بلدية الحدت جورج عون، القاضي نقولا منصور، نقيب المحررين جوزف القصيفي وشخصيات وفاعليات وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل، ألقى الراعي التأمل الميلادي التالي من وحي المناسبة

 

الرئيس أمين الجميل: ما يشهده لبنان متوقع بسبب غياب القيادة والحوكمة الرشيدة

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

رأى الرئيس أمين الجميل، في حلقة حوار عقدت في "بيت المستقبل" في سرايا بكفيا بعنوان "الإنتفاضة الشعبية اللبنانية والمجتمع الدولي"، أن "ما يشهده لبنان لم يأت كمفاجأة بل كان متوقعا بسبب غياب الحوكمة الرشيدة في البلاد وغياب القيادة في المجالات كافة، إضافة إلى انعدام الحس بالمسؤولية"، معتبرا أن "التخبط الذي نعيشه والفلتان السائد ناتجان أيضا عن تعقيدات النظام السياسي وغياب المحاور اللبناني، فالواقع الراهن مأساوي ليس لبعده الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فحسب، بل لعدم وجود محاور لبناني يعمل على إطلاق حوار في الداخل والخارج لإخراجنا من الأزمة. والأزمة اليوم هي أزمة وجودية، ولا شيء يبشر بأن حلها قريب إذ ليس هناك من محاور يمكن أن يطرح اقتراحات للحل". وعن موضوع الندوة، قال: "ما نعنيه في الواقع بالمجتمع الدولي هو بعديه الإقليمي والعالمي معا. وأود التأكيد أولا أننا كلبنانيين لا نريد التهرب من مسؤوليتنا، فكلنا معنيون بما آلت إليه الأمور من مسؤولين وأحزاب سياسية ومؤسسات ونقابات، ولا أبالغ إذ اقول أن كل هذه المواقع قد دجنت! ولأزمتنا أيضا بعد خارجي لا يمكننا تجاهله، ولا بد من أخذه بالاعتبار عند مقاربتها ومحاولة فهم مختلف جوانبها كما طرح الحلول لها. هذا البعد الخارجي له جانب إقليمي وآخر دولي. الجانب الإقليمي يتضمن عوامل عدة لكنني اعتبر أن واحدا منها أكثر أهمية ومحورية وهو تدخل إيران في لبنان والعلاقة الثنائية بين البلدين، إضافة إلى الدفع بلبنان إلى اصطفافات إقليمية عبر إلحاقه بمحور الممانعة. في الماضي ولأسباب معروفة، لم يكن بإمكاننا طرح هذا الموضوع، إنما اليوم أعتقد أن طرحه على طاولة النقاش بات ليس فقط ملائما بل ملحا. لا يمكننا إنكار العلاقة الوثيقة بين الأزمة اللبنانية الراهنة والأجندة الإيرانية الإقليمية، لا سيما مع النفوذ الذي يتمتع به حزب الله ضمن الحياة السياسية اللبنانية، وهو الذي أعلن أن مرجعه الأساس هو السيد علي خامنئي، وأكد جهارا أكثر من مرة ارتباطته الوثيق بإيران عقائديا وعسكريا وماليا ولوجستيا".

أضاف: "يؤسفني القول إننا كلبنانيين عاجزون بوسائلنا الخاصة عن معالجة هذا الأمر الشائك، لكن يمكننا العمل على إيجاد طرف دولي حيادي يطلق مبادرة او حوارا لحل المعضلة الإيرانية في إطار مرجعتين هما القانون الدولي والعدل، ويأخذ على عاتقه حل هذه المشكلة عبر آلية واستراتيجية معينة، بما يسمح للنظام اللبناني بإعادة بناء مؤسساته واستعادة ديمقراطيته. نحن نريد أن نتفاهم مع إيران ويمكن لبلدينا أن يتوصلا إلى أرضية وقواسم مشتركة دون أن تكون العلاقة الثنائية قائمة على التبعية. فإيران تتجاوز القانون الدولي في لبنان وتتجاوز ممارساتها كل المفاهيم الدولية لاسيما لجهة عملها الدؤوب على خلق سيادة موازية لسيادة الدولة. بالنسبة إلى العدل، فتعاطي ايران مع لبنان ليس عادلا، وهو غير منصف وفوقي وأدى في نهاية المطاف إلى انحلال المؤسسات، ومن حقنا كلبنانيين المطالبة باستعادة دولتنا وبأن تكون علاقاتنا مع كل الدول وفق هاتين المرجعيتن، كما من واجب المجتمع الدولي مساعدتنا في هذا الأمر". وتابع: "الثورة التي يشهدها لبنان منذ ما يقارب الشهرين هي الأمل الأخير للوصول إلى التغيير المنشود، وإن التحدي الكبير اليوم هو المحافظة عليها، ونحذر من اختراقها أو من استخدام القوة المفرطة لقمعها، وخصوصا أننا مقبلون على عمليتي تكليف رئيس للحكومة العتيدة وتشكيلها". واستهلت الحلقة بكلمة ترحيب لمدير "بيت المستقبل" سام منسى، ثم تحدث عبر "سكايب" كل من الكاتب والباحث السعودي خالد الدخيل، مدير مركز The conciliators Guild في لندن جون بل، الكاتب والباحث في معهد الدراسات الشرقية في موسكو فاسيلي كوزينتسوف، ومن لبنان الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن حسن منيمنة، وعقب عليهم كل من السفير السابق ناصيف حتي، الأستاذة الجامعية منى فياض، الأستاذ الجامعي صالح المشنوق والأستاذ جان بيار قطريب.

 

عثمان للمتظاهرين في ساحة الشهداء: حافظوا على تحرككم السلمي ونحن نحميكم بالدستور والقانون

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

قصد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وسط بيروت غروب اليوم، وتحدث إلى المتظاهرين في ساحة الشهداء قائلا: "أتيت الى هنا لتنبيه العسكريين ان المتواجدين هنا هم اهلنا وانا ابلغتهم ذلك خلال اجتماعنا صباحا. مسؤولياتنا جميعا منع اعمال العنف واتمنى على المتظاهرين اعطاء المثال لكل العالم عن وجه لبنان الحضاري ونحن نحميهم بالقانون والدستور فحافظوا على التحرك السلمي". أضاف: "انا ضابط في قوى الامن الداخلي ومحسوب على الدولة ولست محسوبا على احد او جهة سياسية وانا اتصرف كمدير عام قوى الامن في الدولة، وعلى الحراك ان يبقى سلميا وهذا يكفله القانون وبالامس وقع جرحى من القوى الامنية كما من المتظاهرين. الذين كانوا يلبسون لباسا اسود كانوا من الاستقصاء وكانوا في المجلس النيابي ونحن نستقصي عنهم". ولفت الى انه "من المعيب ان نتصرف بعنف وهو لن يؤدي الى مكان وانتم ايها المتظاهرون اعطيتم مثالا عن سلميتكم للعالم". وختم عثمان: "أتيت الى هنا لاقول للضباط انكم اهلنا لكن من غير المسموح الاعتداء على القوى الامنية الذين يقومون بواجباتهم لحمايتكم منذ شهرين شرط الحفاظ على سلمية التظاهر".

 

صعب في جلسة حوار ترأسها السيسي: على المجتمع الدولي ايجاد حلول سريعة تعيد النازحين إلى بلادهم

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

شارك وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب، في جلسة حوارية ترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال منتدى شباب العالم الذي يعقد في شرم الشيخ. وقد مثل بو صعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تلقى دعوة من الرئيس المصري لحضور المنتدى.

وتمت خلال الجلسة الحوارية مناقشة أمن المتوسط، وموضوع الهجرة غير الشرعية والنزوح والاتجار بالبشر. فتحدث بو صعب عن تجربة لبنان وتحمله مسؤولياته الإنسانية في موضوع النازحين، مضيئا على الأعباء التي تكبدها لبنان ماليا واقتصاديا وأمنيا. وطالب أن "تكون هناك مسؤولية أكبر يتحملها المجتمع الدولي لإيجاد حلول سريعة تعيد النازحين إلى بلادهم لئلا يسبب ذلك انهيارا أكبر للدول المضيفة"، مؤكدا "ضرورة وضع الآليات اللازمة من خلال هذا المنتدى لتمكين الشباب في بلادهم ان يلعبوا دورا اكبر في بناء مستقبلهم".

من جهته أعرب الرئيس السيسي عن "خشيته من تفاقم الأزمة في لبنان وان يحدث في لبنان ما حدث في سوريا لا سمح الله". واعتبر المكتب الاعلامي لوزير الدفاع أن كلام الرئيس المصري "يأتي من باب الحرص وافتراضيا، عندها ستزداد ازمة النزوح ولن تقتصر هذه الأزمة على النازحين السوريين بل قد تتفاقم وتشمل اللبنانيين اذا ما قرروا النزوح الى دول اخرى". الى ذلك عقد الوزير بو صعب إجتماعا مع القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والانتاج الحربي الفريق اول محمد احمد زكي، حيث تمت مناقشة سبل التعاون بين الجيشين وكيفية تبادل الخبرات العسكرية، وأكد الوزيران بو صعب وزكي على اهتمامهما بتمتين العلاقة بين لبنان ومصر من خلال إقامة لجنة تعاون وتبادل خبرات ‏بين الجيشين لما فيه من مصلحة كل من لبنان ومصر، وتطرق النقاش الى مواضيع عديدة شملت الوضع الراهن بالمنطقة وإنعكاساته، واتفقا على متابعة التواصل بشكل دائم.

 

الخازن بعد اجتماع التكتل الوطني: سنسمي الرئيس الحريري ونتمنى تشكيل حكومة انقاذية وفعالة بأسرع وقت ممكن

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

وطنية - عقد "التكتل الوطني"، عشية الاستشارات النيابية، لقاء في دارة النائب فريد هيكل الخازن في الكسليك، ضم إليه النواب: مصطفى الحسيني، طوني فرنجية واسطفان الدويهي، والوزير السابق يوسف سعادة. بعد اللقاء قال الخازن: "كلنا يعلم وضع البلد المتأزم، وكنا نتمنى لو حصلت الاستشارات النيابية غداة استقالة الرئيس الحريري، ولكن للأسف الظروف لم تسمح، ووصلنا إلى مرحلة نجد أنفسنا أمام خيارين: إما نحن ذاهبون إلى حالة فوضى وانهيار كامل للبلد بكل مكوناته ومقوماته الاقتصادية والمالية، وإما الذهاب إلى تشكيل حكومة تبدأ بالتأكيد بعملية التكليف". أضاف: "يرى الجميع اليوم أننا منذ استقالة الحكومة نعاني مشكلة كبيرة في مسألة تسمية رئيس الحكومة، وقد جرت محاولات عديدة لطرح أسماء، ولكن الموضوع لا يزال يقف إما عند الرئيس الحريري أو عند من يسميه الرئيس الحريري، ونحن بين ذهاب البلد إلى انهيار تام وتكليف الرئيس الحريري، سنذهب إلى تكليف الرئيس سعد الحريري، وما نتمناه منه هو تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وأن تكون حكومة انقاذية وفعالة توحي بالثقة للناس، وأن تحصل على ثقة المجلس النيابي. لذلك إن حصلت الاستشارات النيابية غدا، إن شاء الله سوف نسمي كتكتل وطني الرئيس سعد الحريري".

 

حبيش: هدى سلوم محتجزة وليست موقوفة

وطنية- الأحد 15 كانون الأول 2019 

عرض النائب هادي حبيش، خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله، تفاصيل ما حصل مع النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في قصر العدل في بعبدا، وبث اكثر من شريط فيديو يوثق فيها اقواله، لما جرى في مكتبها وخلال مقابلة تلفزيونية اجريت معها على احدى المحطات.

واعتبر ان الكلام الذي تفوه به هو نتيجة للاهانات التي وجهتها اليه القاضية عون، وانه مسؤول عن كلامه، موضحا انه "دخل الى مكتبها مع محاميين وليس مع ميليشيا". وقال: "ان قضية هدى سلوم كانت قضية تحقيق لموظف برتبة مدير عام في الدولة، انما اليوم اصبحت قضية وطنية ورأي عام، بسبب التسريب الذي قامت به القاضية غادة عون عن اللقاء الذي حصل بيننا. لقد دخلت الى مكتبها لمراجعتها بملف اتوكل عنه، واود ان اعرف كيف ولماذا اتخذت هذا القرار ولكن القاضية عون لم تجاوبني. وهذا الامر حصل قبل ان ترتفع نبرة صوتي. لم اتفوه بأي كلام خارج عن الطريق انما هي من وجهت لي الاهانات ثلاث مرات مع القدح والذم قبل ان تطردني من مكتبها ومن ثم غادرت".

وسأل حبيش: "لقد صورت وسربت، هل يحق لقاض القيام بذلك؟" قائلا:" هذه تعتبر مخالفة للقوانين، كيف يحق لقاض، مهما حصل خلال الجلسة، تسريب فيديو بينه وبين المحامي عن ملف قضائي؟" طالبا من القضاء "وضع يده على هذا الموضوع". وعن اتصال رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنائب حبيش، اوضح الاخير "اتصل بي الرئيس بري بعد ساعة من الحادثة مستفسرا عما حصل، شرحت ما تعرضت له من إهانات من القاضية عون، فأوضح بري ان عون اتصلت به وقالت انني تهجمت عليها، فأوضحت له انها أهانتني فارتفعت أصواتنا على بعضنا البعض، ولكنني لم اهاجمها ولم اقل لها اي كلام خارج النطاق القانوني، كما اوضحت للرئيس بري ان ما حصل كان نتيجة توقيفها المدير العام من دون إذن وزيرة الداخلية. فقال لي، في ما تقوله انت محق تماما ولكن لا تشتبك معها". وشدد على انه "لم يتعرض أبدا للقضاء الذي يجله ويحترمه، انما كل الكلام التي قلته هو على القاضية غادة عون التي أهانتنا. كما علينا المحافظة على كرامة القاضي، كذلك علينا المحافظة على كرامة المحامي وفوق الجميع كرامة المواطن اللبناني الذي يتعرض الى الاهانة كل يوم".

وأشار حبيش الى "ان سبب ما حصل وأوصلنا الى ما نحن فيه اليوم، انه خلال التحقيق مع المدير العام المهندسة هدى سلوم أجابت بوضوح ودقة عن كل ما طرح عليها من اسئلة، وبعد ما حصل بيني وبين القاضية عون حين قلت لها انه لا يحق لك بالقانون توقيف احد ما من دون إذن، وانه توقيف بقرار سياسي وليس قضائيا، بعدها اتخذت القاضية عون القرار بالادعاء بجرم الإثراء غير المشروع. علما انه لم تسأل سلوم خلال التحقيق عن هذا الموضوع أبدا، كما لم يعرض اي مستند عنه". ولفت الى ان "لجوء القاضية عون الى الادعاء هو لتغطية المخالفة القانونية بتوقيف المدير العام من دون إذن وزيرة الداخلية، اذ انه الجرم الوحيد الذي لا يتطلب إذنا من الوزير المختص، وبعد احالة الملف الى قاضي التحقيق الاول في بيروت القاضي جورج رزق والاستماع الى المهندسة هدى سلوم، اتخذ القرار بتركها، وهذا الامر يعني انها حرة وملفها فارغ". واستغرب حبيش "الامر الذي صدر عن القاضية عون بمنع تسجيل قرار الترك، كما إصدارها قرار توقيف"، لافتا الى انه "عمليا اليوم المهندسة هدى سلوم حريتها محتجزة وليست موقوفة، هذا اذا اردنا تطبيق النص القانوني، ليس هناك من ملف ليحقق معها فيه، وطلبت القاضية عون من المحامي العام الاستئنافي في بيروت مخاطبتها شخصيا كي تبلغ بعدها سجن بعبدا من اجل اخلاء المهندسة سلوم، علما ان هكذا قرار يبلغ فورا الى السجن وليس الى النائب العام". وشدد على ان "ما حصل هو تجن على المهندسة سلوم واعتداء على حريتها وإدخالها في السياسة التي لا شأن لا فيها، وهي لطالما طبقت القوانين ولم تخالفها"، داعيا الى "اطلاق سراحها فورا". وناشد حبيش لجنة الادارة والعدل "التي هي مصدر القوانين، التأكد من عدم احترام الاجراءات القانونية ومخالفتها"، قائلا "نجل القضاء ونحترمه وثقتنا كبيرة ان هذه القضية لن تمر مرور الكرام ونتمنى من مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز وضع يده على هذا الملف لرفع الظلم. نحن تحت القانون، اولا كفريق سياسي وشخصيا كمحامي، لا نقبل باي شكل من الاشكال ان نغطي الفساد، وعلينا محاربته جميعا. اذا المهندسة هدى سلوم لديها اي مخالفة او ارتكبت اي جرم فيجب محاسبتها، ولكن حرام التجني على الاشخاص ونركب له ملفا فهذا بحد ذاته هو الفساد، ونحن مع محاربة الفساد وليس مع تركيب الملفات".

 

الراعي للسياسيين: كفى كيدية وتلاعبا بمصير دولة آخذة بالانهيار لبنان دولة ديموقراطية لا ديكتاتورية ولا يحق لأحد أن يملي إرادته مستقويا

وطنية - الأحد 15 كانون الأول 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم والأب شربل عبيد، في حضور الوزيرة السابقة أليس شبطيني. وخدمت القداس جمعية "رسالة حياة".

وألقى الراعي عظة بعنوان "لما قام يوسف من النوم، فعل كما أمره ملاك الرب". وقال: "يلتقي يوسف مع خطيبته مريم في الطاعة لإرادة الله. فعندما بشر الملاك جرائيل مريم بالأمومة لابن الله بقوة الروح القدس، أطاعت وأجابت: "أنا أمة الرب. فليكن لي بحسب قولك" (لو38:1). كذلك يوسف، لما أوحى له الملاك في الحلم سر حبل مريم ودوره ومسؤوليته، أطاع "وفعل كما أمره ملاك الرب" (متى 24:1)". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نحيي فيها ليتورجيا البيان ليوسف وهو بمثابة البشارة له على مثال البشارة لمريم والبشارة لزكريا. وكلها تكشف تصميم الله الخلاصي وتعاونه مع الثلاثة لتحقيقه وفقا لدور كل واحد وواحدة منهم ودعوته. فيتضح لنا أن الله يتعاون مع الانسان من أجل تحقيق تصميمه الإلهي عبر مسار التاريخ البشري. فلا بد من أن يلتمس كل واحد من الله فهم دوره واكتشاف دعوته في الحالة التي هو فيها، والمسؤولية الموكولة إليه في الكنيسة والمجتمع والدولة. هذا الأمر يستوجب الإصغاء إلى الله بالصلاة وقراءة الكتب المقدسة واستلهام الروح القدس. فتأتي الأعمال والمشاريع كلها تصب في الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل مواطن".

وتابع: "عندما يتدخل الله في حياتنا يبدل نظرتنا ومشاريعنا ومواقفنا إلى ما هو الأفضل بالنسبة إلينا وإلى الجماعة. يوسف ومريم كانا مخطوبين، وقبل انتقال مريم إلى بيت يوسف كزوجته وفقا للشريعة، تدخل الله وجعل زواجهما الشرعي بتوليا بحيث تحبل مريم بقوة الروح القدس بإبن الله الذي سيكون مخلص العالم وفادي الإنسان. ولما لم يفهم يوسف سر حبل مريم، ولم يجد مكانه فيه، وقرر تطليق مريم سرا، تدخل الله وكشف له مقاصده في مريم، ودوره كأب شرعي ليسوع يتولى حراسته وإعالته مع أمه. بطاعة مريم ويوسف تم أعظم مشروع خلاصي للعالم كله، لا يقاس بمشروع زواجهما البشري المقرر".

وقال: "فلو وقف كل مسؤول سياسي عندنا أمام الله والتمس نوره لفهم دوره في تصميمه الخلاصي، لكان تصرف ويتصرف خلافا للنمط الذي يسير عليه. لو استلهم السياسيون إرادة الله بالصلاة والتمسوا أنواره الهادية، لما وصل لبنان إلى هذه الحالة البائسة باقتصاده وماليته وشلل مؤسساته، ولما تم تجويع الشعب وتحقيره ورمي أكثر من ثلثه تحت مستوى الفقر، وحوالى نصفه في حال البطالة، ولما أقفلت مؤسسات وسرح موظفون وتفاقمت الأزمة الاجتماعية. ولو أصغى السياسيون إلى صوت الله في ضمائرهم، لما استباحوا مال الدولة وتقاسموه حصصا عبر الحصص الوزارية وفقا لتكتلاتهم النيابية، ولما أصموا آذانهم عن مطالب الشعب في المظاهرات والاضرابات المتتالية، ولما كانت الانتفاضة والحراك المدني والثورة الإيجابية التي جمعت الشعب اللبناني في وحدة متماسكة ومتحررة من وطأة الانتماءات الطائفية والمذهبية والحزبية، والتي شكلت قوة لا يقوى عليها أحد، ولا يحق للمسؤولين السياسيين إهمالها أو تجاوزها أو الاستهزاء بقدرتها. وفي المقابل لا يحق للمسؤولين السياسيين البقاء في نقطة الصفر بالنسبة إلى تشكيل الحكومة والنهوض بالبلاد من عجزها المالي وشللها الاقتصادي وشبه إفلاسها، بعد ستين يوما من ثورة الانتفاضة، وبعد دعوة قمة دول الخليج في الرياض (الثلاثاء 16 ك1) واجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس (الأربعاء 17 ك1)". أضاف: "فيا أيها المسؤولون السياسيون، تذكروا أن نبل العمل السياسي مستمد لا من مقامكم، بل من الشعب، عندما توفرون له الخير والعدل والانصاف، لأن هذه هي إرادة الله، ولأن الشعب هو مصدر سلطتكم. فحذار أن تهملوه أو تستصغروه. فلبنان دولة ديموقراطية لا ديكتاتورية. ولا يحق لأحد أن يملي عليها إرادته مستقويا. كفى كيدية في العمل السياسي، وتلاعبا بمصير دولة آخذة بالانهيار وشعب ترمونه في الذل، وأنتم تتبادلون الأدوار من أجل التعثر والتعطيل، من دون أي مسؤولية وطنية، وكأن البلاد والعباد ألعوبة بين أيديكم. لبنان ليس ملككم بل ملك شعبه".

وتابع: "البيان الإلهي ليوسف يكشف لنا أن الله يواكب خطوات كل إنسان لحظة بلحظة، لكونه معاونه في صنع تاريخ البشر على ضوء تصميم الخلاص. عند ساعات القلق والحيرة والاضطراب، نتعلم من يوسف أن نعود إلى الله بالصلاة والالتماس لكي نصغي في أعماق قلوبنا وضمائرنا الى ما يكشفه لنا، فنلتزم به. هذا هو الآن الوقت المصيري المناسب ليعود فيه المسؤولون السياسيون عندنا إلى الله لاستلهامه والاصغاء إلى إرادته". وشدد على أن "أزمة الحكومة لا تحل بالتحجر في المواقف ووضع العصي في الدواليب، بل بالتجرد والتواضع، وبالتقدم المسؤول بخطوات بين هذا وذاك من الفرقاء، واضعين نصب أعينهم فقط مسؤولية النهوض بالوطن المشترك وإنمائه وإسعاد شعبه، ومتحررين من كل ارتباط خارجي ومن جعل الذات وسيلة للغير من أجل هذا الاستقواء. ولكن التاريخ علمنا ويعلمنا أن الدول تصنع مصالحها على حساب من كانوا وسيلة لها في تدمير بلادهم. فلا ترموا الانتفاضة الشعبية بتهمة الارتباط بالخارج أو الاستقواء به. فهذا ليس من عادة شبابنا المنتفضين ولا من ثقافتهم. فلا تتهمونهم بما أنتم تفعلون وتعودتم عليه من أجل مصالحكم". وختم الراعي: "على ضوء هذا الحدث الإنجيلي، نصلي اليوم لكي ينفتح كل واحد وواحدة منا، وكل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة، على تصميم الله في حياته وحالته ومسؤوليته، ولكي يعود إليه بالصلاة مستلهما نعمة الإدراك لإرادته. فتصبح حياتنا وأعمالنا الصالحة والبناءة نشيد مجد وتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  15-16 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

جعجع يقاوح ويرفض الإعتراف بخطيئة استسلامه من خلال الصفقة الخطيئة ومداكشته السيادة بالكراسي

الياس بجاني/16 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81515/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%88%d8%ad-%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81/

 

 

اضغط على الرابط في اسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 16 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81528/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-574/

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for December 16/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81518/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-december-16-2019/

 

Bundle Of English Reports, News and Editorials For December 15-15/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 60th Day

Compiled By: Elias Bejjani

December 16/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81520/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-december-15-16-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-60th-day/

 

 

 ريموند إبراهيم: عمليات إبادة للمسيحيين في بوركينا فاسو مهملة ومغيبة عن الإعلام والإهتمام
 Another Ignored Genocide of Christians Plagues Burkina Faso
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/December 15/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/81511/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%8a/