LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا قَالَ أَحَد: «إِنِّي أُحِبُّ الله»، وهُوَ يُبْغِضُ أَخَاه، كَانَ كَاذِبًا، لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاهُ وهُوَ يَرَاهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وهُوَ لا يَرَاه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أخافتهم كلمة سيدنا عودة لأن الكلمة الحرة والطاهرة هي أقوى من صواريخهم.. إنها كلمة الحق والحقيقة

الياس بجاني/ظاهرة ميشال عون إلى النسيان  وإلى حساب التاريخ الذي لا يرحم

الياس بجاني/المطران عودة يمثل كل أحرار لبنان والسياديين والكيانيين فيه

الياس بجاني/هذا هو عهدنا القوي

الياس بجاني/شركة باسيل والحريري وبري ومعهم حزب الله كتير قوية..تجارة وشركات وصفقات ويلي منو ع كل الجهات.. كلن يعني كلن

الياس بجاني/سيدنا الياس عودة سمى الأشياء بأسمائها وشهد للحق وللبنان

الياس بجاني/الحريري شريك جبران وغطاء لاحتلال حزب الله وأخطر شخصية لرئاسة الحكومة راهناً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة للمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان من قناة العربية

فيديو مداخلة للناشط المدني زياد عبد الصمد من قناة الحدث

فيديو مداخلة للباحث في الشؤون اللبنانية أنطوان سعد من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف مرتضى من قناة الحدث

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة ألعربية

فيديو مداخلة لرئيس تحرير صحيفة نداء الوطن بشارة شربل من قناة الحدث

إيران تتوعد بتدمير إسرائيل من لبنان

هكذا تم فبركة تهمة «التطبيع» لرواد خيمة الملتقى

لقمان سليم يؤكد لـ «جنوبية»: حاصرونا وهددونا بالقتل!

بعد حملة تشهير وإفتراء.. السيد علي الأمين يوضح حقيقة ما جرى في البحرين

مؤتمر باريس: جرعة محدودة.. ولى زمن الكرم!

المطران عودة «يُعوّم» المزاج المسيحي المناوئ لـ«حزب الله» وسلاحه

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 10/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 10 كانون الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون يبدي ارتياحه لاجتماع باريس

لودريان: هدفنا من اجتماع مجموعة الدعم حث السلطات اللبنانية على إدراك خطورة الوضع

الجيش اللبناني تسلم ذخيرة هبة ضمن برنامج المساعدات الاميركية عبر مرفأ بيروت

الابيض دان التهجم على رموز الكنيسة الأرثوذكسية

حاصباني: لا نفحة مذهبية في كلام المطران عودة اذ لا طائفة للسلاح

الوفد اللبناني المشارك في اجتماع مجموعة الدعم الدولية غادر الى باريس

مشاورات الحكومة اللبنانية تركز على شروط الحريري

«حزب الله» يحذّر المراهنين على عزله... وتعويل على دور له بين «المستقبل» و«الوطني الحر»

محتجو جنوب لبنان يتحدون الاعتداءات والتهديدات

كتلة بري تدين دخول باخرة إسرائيلية إلى المياه الإقليمية اللبنانية

أزمة المحروقات في لبنان تدخل الحكومة سوق البنزين

ارسلان: هناك فيتو أميركي علىى باسيل... والمطلوب رأس المقاومة

عقوبات بحق “شخصيات مسيحية” لبنانية تساعد “الحزب” قريبا

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل وإيران:تهديدات متبادلة بالحرب..لا تستبعد لبنان

جدل في إيطاليا حول مقابلة أجراها التلفزيون الرسمي مع الأسد

غانتس يقترح على نتنياهو التنازل عن الحصانة مقابل «حكومة وحدة» ومحاولة أخيرة لمنع انتخابات الكنيست في 2 مارس المقبل

استقالة عبد المهدي تحرج القوى السياسية العراقية وسط رفض الشارع للمرشح البديل

تصاعد وتيرة الاحتجاجات في العراق رغم اغتيال ناشط مدني بارز و4 صواريخ أخطأت هدفها وأصابت مقراً لجهاز مكافحة الإرهاب قرب مطار بغداد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا دولارات ستأتي إلى لبنان: «خُذوا إعاشة»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الأقوى في طائفته: السحر ينقلب على الساحر/غسان حجار/النهار

حزب الله يحرّض وجمهور الممانعة يهاجم خيمة "الملتقى"/وليد حسين/المدن

المراوحة مستمرة: حزب الله لا يتراجع ولا أميركا/منير الربيع/المدن

جمهورية ميشال عون.. واللواء مرتضى قرباني/يوسف بزي/المدن

لبنان على عتبة الدولة البوليسية.. وهوس بقمع جبل لبنان/نادر فوز/المدن

محاولات مكثفة لشيطنة طرابلس مجدداً/أيمن شروف/المدن

الأساطير اللبنانية المؤسِّسة للكابيتال كونترول و"قصّ الشعر"/مازن عزي/المدن

مغتربون لبنانيون عن مصارف لبنان: سُرِقنا وغُدرَ بنا/عزة الحاج حسن/المدن

فتى الضاحية ثائراً بين الخندق الغميق وجسر الرينغ/محمد أبي سمرا/المدن

قيمة النظريّة تطبيقها: عن الدين ورجاله/هشام بوناصيف

الحريري: من خيط التكليف إلى قفص التأليف/نقولا ناصيف/الأخبار

 رهان سلطة على الجوع والموت/د.مصطفى علوش/الجمهورية

أثمان خريف «حزب الله»/نديم قطيش/الشرق الأوسط»

الطريق إلى السلام عبر تطويق التمدد الإيراني/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

السعودية وإيران... البون الشاسع/معمر بن مطهر الإرياني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة مع الوزير اللبناني السابق ناصر السعيدي: الوقت ينفد/مايكل يونغ/مركز كارنيغي

د. الفراد رياشي: لتشكيل مجلس إنقاذ/نانسي هيكل/موقع الإقتصاد

رئيس الجمهورية: سنواصل النضال حتى تترسخ حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم والامان

بري استقبل كوبيتش: المجلس بصدد انجاز موازنة 2020 تمهيدا لاقرارها سفير مصر: التكليف والتأليف حاجة وطنية واقليمية ودولية

سامي الجميل عرض مع كوبيتش خطة طوارىء لاعادة تحريك العجلة الاقتصادية

كتلة المستقبل: لإنجاز الاستشارات الملزمة والمباشرة فورا في تشكيل حكومة اختصاصيين تحوز على الثقة محليا وخارجيا

الراعي: الهوة بين المسؤولين والشعب تزداد يوميا وهو أمر مرفوض

المجلس المذهبي يواكب الاوضاع الاقتصادية بمقررات معيشية

الاحدب وجه كتابا الى ماكرون عبر السفارة الفرنسية:فلسفة سيدر ستفتقد كل معناها إذا لم تتكيف مع الواقع واحتياجات الشعب اللبناني

النائب فضل الله: نسعى لتقريب وجهات النظر لأجل حكومة متفاهم عليها ولن نقبل فرض أي جهة خارجية املاءاتها على شكلها ولونها ونوعها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا قَالَ أَحَد: «إِنِّي أُحِبُّ الله»، وهُوَ يُبْغِضُ أَخَاه، كَانَ كَاذِبًا، لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاهُ وهُوَ يَرَاهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وهُوَ لا يَرَاه

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى04/من07حتى21/:”يا إِخوَتِي : أَيُّهَا الأَحِبَّاء، فَلْنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله. وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ هُوَ مَولُودٌ مِنَ الله، ويَعْرِفُ الله. ومَنْ لا يُحِبُّ لَم يَعْرِفِ ٱلله، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّة. وبهذَا ظَهَرَتْ محبَّةُ اللهِ لنَا، أَنَّ اللهَ أَرسَلَ ٱبْنَهُ الوَحِيدَ إِلى العَالَم، لِنَحْيَا بِهِ. بهذَا تَكُونُ المَحَبَّة، لا بِأَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا الله، بَل بِأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ أَحَبَّنَا، وأَرسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، إذَا كَانَ اللهُ قَد أَحَبَّنَا هكذَا، فَعلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُحِبَّ بَعضُنَا بَعضًا. أَللهُ ما رآهُ أَحَد. إِنْ كُنَّا نُحِبُّ بَعضُنَا بَعْضًا فَٱللهُ يُقِيمُ فِينَا، وتَكُونُ مَحَبَّتُهُ فِينَا كَامِلَة. بهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وهُوَ فِينَا، بِأَنَّهُ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ. ونَحْنُ رأَيْنَا، ونَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَ ٱلٱبْنَ مُخَلِّصًا لِلعَالَم. فمَنْ يَعْتَرِفُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ اللهِ يُقِيمُ اللهُ فِيه، وهُوَ في الله. ونَحْنُ عَرَفْنَا مَحَبَّةَ اللهِ لنَا، وآمَنَّا بِهَا. أَللهُ مَحَبَّة، ومَنْ يَثْبُتُ في الْمَحَبَّةِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه. بِهذَا تَكْتَمِلُ المَحَبَّةُ فينَا، بِأَنْ تَكُونَ لنَا ثِقَةٌ أَمَامَهُ يَوْمَ الدَّيْنُونَة، لأَنَّهُ كَمَا كَانَ المَسِيح، كَذلِكَ نَكُونُ نَحْنُ في هذَا العَالَم.لا خَوفَ في المَحَبَّة، بلِ ٱلْمَحَبَّةُ الكامِلَةُ تَنْفِي الخَوْف، لأَنَّ الخَوْفَ يَأْتِي مِنَ العِقَاب، ومَنْ يَخَافُ لا يَكُونُ كامِلاً في المَحَبَّة. ونَحْنُ، فَلْنُحِبَّ الله، لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَولاً. إِذَا قَالَ أَحَد: «إِنِّي أُحِبُّ الله»، وهُوَ يُبْغِضُ أَخَاه، كَانَ كَاذِبًا، لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاهُ وهُوَ يَرَاهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وهُوَ لا يَرَاه. ولنَا مِنْهُ هذِهِ الوَصِيَّة، أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَيْضًا أَخَاه!”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أخافتهم كلمة سيدنا عودة لأن الكلمة الحرة والطاهرة هي أقوى من صواريخهم.. إنها كلمة الحق والحقيقة

الياس بجاني/10 كانون الأول/2019

تهويش الأبواق والصنوج والمرتزقة والطرواديين والعكاظيين لمهاجة سيدنا عودة يؤكد بان حزب الله ورغم كل صواريخه فهو يخاف الكلمة

 

ظاهرة ميشال عون إلى النسيان  وإلى حساب التاريخ الذي لا يرحم

الياس بجاني/09 كانون الأول/2019

تاريخياً 75% من المسيحيين كيانيين وسياديين و25% يسار أو لا مبالين أو ركاب موجات.عون الآن كلياً خارج ال 75% والسقوط مستمر

 

المطران عودة يمثل كل أحرار لبنان والسياديين والكيانيين فيه

الياس بجاني/09 كانون الأول/2019

حزب الله والمرتزقة التابعين له هم السرطان الإحتلالي وبالتالي لا يمكن حل أي مشكل قبل استئصال هذا السرطان. شكراً لجرأة المطران عودة

 

هذا هو عهدنا القوي

الياس بجاني/08 كانون الأول/2019

هذا هو عهدنا القوي..عهد حزب الله والمرتزقة والفجار والإسخريوتيين التابعين له..ارحلوا لبنان يرفضكم والسماء تلعنكم

https://twitter.com/i/status/1204019934206017538

 

شركة باسيل والحريري وبري ومعهم حزب الله كتير قوية..تجارة وشركات وصفقات ويلي منو ع كل الجهات.. كلن يعني كلن

الياس بجاني/08 كانون الأول/2019

سمير الخطيب انسحب.. مسرحية الحريري-باسيل والثنائية الشيعية كانت مكشوفة من البداية والصفقة بينهم مستمرة وضد الثورة والحريري عائد. شركة باسيل والحريري وبري ومعهم حزب الله كتير قوية..تجارة وشركات وصفقات ويلي منو ع كل الجهات.. كلن يعني كلن

 

سيدنا الياس عودة سمى الأشياء بأسمائها وشهد للحق وللبنان

الياس بجاني/08 كانون الأول/2019

كلام سيدنا عودة هو سيد الكلام والردود التافهة عليه من سياسيين ورجال دين فهي ردود إما إيرانية أو مأجورة وتابعة لإيران أو أبواق تعمل لحزب الله المحتل والإرهابي

 

الحريري شريك جبران وغطاء لاحتلال حزب الله وأخطر شخصية لرئاسة الحكومة راهناً

الياس بجاني/08 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81238/81238/

حزب الله الملالوي الذي يحتل لبنان منذ العام 2005 ويتحكم بحكمه وحكامه يلعب نفس لعبة ميشال عون الرئاسية مع سعد الحريري ولكن بسيناريوهات مختلفة.

الحزب وبدهاء عطل الإتيان برئيس جمهورية لما يزيد عن السنتين وأصر على عون وقال قادته بفجور ووقاحة وتحدي “يا عون يا ما في رئيس”.

واليوم الحزب يلعب نفس اللعبة بما يخص رغبته ببقاء الحريري رئيساً للحكومة مستنداً على فائض قوة سلاحه وعلى تبعية رئيس الجمهورية وعلى تخاذل واستسلام جعجع وجنبلاط، وهي لعبة مفروضة بالقوة حتى على الحريري نفسه.

قد يسأل البعض لماذا يريد حزب الله الحريري وليس أي سني آخر حتى ولو كان من التابعين له من مثل عبد الرحيم مراد أو أسامة سعد أو فيصل كرامي وفؤاد مخزومي على سبيل المثال لا الحصر.

الجواب بسيط وواضح وهو بأن كل السنة السياسيين الملتصقين بالحزب هم أوراق محروقة عربياً ودولياً ومحلياً، في حين أن الحريري اثبت للحزب عملياً وعلى مدار سنين بأنه قادر على حمايته والحفاظ على ثلاثيته اللادستورية في البيانات الوزارية، إضافة إلى أن شخصيته ضعيفة وهو غير متمرس بالسياسة اللبنانية الشيطانية ودائماً يرضخ لما يطلبه الحزب ولو بعد عناد شكلي وغير جدي أو صادق.

الحريري مستنداً على دعم الشركاء في صفقة التسوية الخطيئة (سمير جعجع ووليد جنبلاط والثنائي الشيعي والثنائي عون-باسيل)، سوّق محلياً ودولياً وعربياً لمبدأ التعايش مع احتلال الحزب وحروبه ودويلته وسلاحه ولم يخذل الحزب ولو مرة واحدة.

وكان وصل به الأمر مؤخراً إلى هرطقة اعتبار حزب الله حزبين واحد محلي، وواحد إقليمي وإعلان قبوله بشرعية المحلي.

والحريري من جانب آخر وكما يشاع بشكل ملفت هو شريك مع جبران باسيل ونبيه بري في كل ما هو صفقات وسمسرات وتعهدات وتلزيمات واستخراج نفط، إما مباشرة أو مواربة.

ولا يخفى على أحد بأن جعجع وجنبلاط هما أيضاً على خط المنافع هذا وإن كان بنسب مختلفة.

وما يشجع حزب الله أكثر وأكثر للإصرار على الحريري هو توتر علاقة هذا الأخير نسبياً مع حكام السعودية، في حين هي لا تزال جيدة مع الإمارات وقطر ومصر، وممتازة مع فرنسا التي تتواصل وتنسق باستمرار مع قيادة حزب الله وترفض وضعه على قوائم الإرهاب.

من هنا فإن كل المسرحيات الهزلية التي طُرحت حتى الآن منذ قيام الثورة واستقالة الحريري وكان حطب نارها السادة محمد الصفدي وسمير الخطيب ونواف سلام وبهيج طبارة هدفت لتجميل صورة الحريري بعين الثورة والثوار ومع دول الغرب تحضيراً لعودته لترأس الحكومة.

اليوم أُسدلت الستارة على فصل سمير الخطيب من المسرحية، وقد يستدعي الأمر إكمال المسرحية بفصول أخرى قبل عودة الحريري على رأس حكومة ملالوية تكون 100% استنساخاً لتلك المستقيلة ولكن بوجوه جديدة.

يبقى، بأن ما كان لافتاً ومثيراً لأطنان من الشكوك والمخاوف اليوم هو الظهور الإعلامي المفاجئ لما سمي هيئة تنسيق الثورة وتسليط الأضواء على السيدة كارلا علام المعروفة بقربها من باسيل ومن غيره من الربع الأورنجي.

وقد وزعت صور لها مع بعض الأورنجيين (في اسفل 3 صورمرفقة مع التعليق) مما يزيد من القلق والشكوك والمخاوف على ما قد يكون ربما اختراقأ للثورة .

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة للمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=K2C4hNbpGe0

 

فيديو مداخلة للناشط المدني زياد عبد الصمد من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=CSBqIrVjIvg

 

فيديو مداخلة للباحث في الشؤون اللبنانية أنطوان سعد من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=R6QOACZtcxc

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف مرتضى من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=3P_HhSsqGZw

 

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة ألعربية

https://www.youtube.com/watch?v=ab002IRI-I8

 

فيديو مداخلة لرئيس تحرير صحيفة نداء الوطن بشارة شربل من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=7eJcPrGK1wM

 

إيران تتوعد بتدمير إسرائيل من لبنان

وكالات/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

قال مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني: "في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان". وأضاف لوكالة أنباء "ميزان"، ردا على تصريحات إسرائيلية بشن عمل عسكري ضد طهران: "إيران لا تسعى لحيازة السلاح النووي وإسرائيل أصغر من أن ترتكب أي خطأ تجاه إيران... يد مقاتلينا على الزناد بأمر من المرشد الأعلى... إذا أمر المرشد بشن هجوم صاروخي على إسرائيل، سيرفع جميع الصهاينة أيديهم مستسلمين... سنقطع آذانهم إربا، ونحن لا نخشى من جراثيم الفساد". وتابع: "قلوب وأرواح شعوب اليمن وسوريا ولبنان والعراق مع إيران، والأحداث الأخيرة في لبنان والعراق وإيران تهدف إلى ضرب وحدة جبهة المقاومة بما فيها الجمهورية الإسلامية". وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت يوم الأحد، بجعل سوريا فيتناما بالنسبة لإيران، متعهدا بمنع التمركز العسكري الإيراني في الأراضي السورية، داعيا للانتقال من الردع إلى الهجوم.

 

هكذا تم فبركة تهمة «التطبيع» لرواد خيمة الملتقى!

جنوبية/11 كانون الأول/2019

https://janoubia.com/wp-content/uploads/2019/12/WhatsApp-Video-2019-12-10-at-11.24.11-PM.mp4

متذرعون بتهمة “العمالة” والتطبيع مع اسرائيل كما جرت العادة هاجم مجموعة من انصار “حزب الله” خيمة الملتقى” وسط بيروت، وقد حصل اشكال في الخيمة الموجودة في الباحة المقابلة لمبنى “العازارية”. وفي التفاصيل، أنه ومع بدء ندوة فكرية تتناول موضوع الحياد، كان يحاضر فيها السفير السابق هشام حمدان، والباحث والمؤرخ عصام خليفة والعميد المتقاعد خالد حمود، همت مجموعة الى محاصرة الخيمة مانعة إكمال الندوة. واتهمت المجموعة المعتدية مكونة من يساريين ومناصرين لحزب الله منظمي الندوة “بالترويج للتطبيع مع اسرائيل”. وحضرت القوى الامنية لحماية الخيمة مع تهديد المعترضين بإحراقها، الأمر الذي أظهر مؤشرات قمع خطيرة للرأي في باحة الثورة.

في حين اشارت معلومات صحفية ان مجموعة من سرايا المقاومة حاولت اقتحام منتدى الحوار بالقوة في ساحة الشهداء بالقرب من مبنى اللعازارية وخلق حالة هرج ومرج وفوضى ما استدعى تدخل القوى الأمنية وفرقة مكافحة الشغب لثنيهم عن تكسير الخيمة. وفيما أصر المهاجمون ان احد المحاضرين في الندوة كان يروج للتطبيع مع اسرائيل يظهر هذا الفيديو حقيقة ما جرى، وكيف تم فبركة تهمة العمالة وتحريف الكلمة الذي تم التأكيد فيها على عداء اسرائيل للبنان.

وفي هذا الاطار، ناشد النائب السابق فارس سعيد عبر تويتر نقيب المحامين ملحم خلف التوجّه الى وسط بيروت حيث تحصل عملية محاصرة لمجموعة من الشباب من قبل عناصر شغب و”نرجو وسائل الاعلام المساعدة على توثيق الاحداث “. أضاف:”نعرف من الشباب المحاصرين في وسط بيروت لقمان سليم، بهجت سلامة، ادمون رباط، ايمن جزيني، مكرم رباح، خالد حمادة ونضال ابو شاهين وسنورد اسماء اخرى، هؤلاء في خطر، تحيّة لصمودهم، انقذوهم من خلال تغطية اعلاميّة واسعة”. وتابع سعيد:”نرجو مساعدة الشباب المحاصرين في وسط بيروت من خلال توثيق ما يجري عبر شبكة التواصل الاجتماعي والطلب من كل وسائل الاعلام التوجّه الى مكان الحصار، خيمة الملتقى وسط بيروت. تحيّة الى كل الشباب المحاصر. صمودكم مدوّي”.

 

لقمان سليم يؤكد لـ «جنوبية»: حاصرونا وهددونا بالقتل!

جنوبية/11 كانون الأول/2019

قامت مجموعة من أنصار “حزب الله” وما يعرف منهم بسرايا المقاومة وبلطجية يدعون انهم ناشطون وتابعون لوسائل إعلامية يدعمها الحزب بالهجوم على خيمة الملتقى في ساحة الاعتصام في وسط بيروت التي كان من المقرر ان يتم القاء محاضرة فيها حول اعلان بعبدا وتحييد لبنان من الصراع الاقليمي. وأقدم المهاجمون على استقدام تعزيزات من مناطق مجاورة التي كانت قد قامت بالاعتداء على المتظاهرين في الرينغ وساحتي الاعتصام في بيروت قبل اسابيع، وقاموا بالتهجم والهتاف بشعارات تحريضية واتهامات بالعمالة وتهديد المعتصمين بالقتل وفيهم اعلاميون وناشطون معروفون بدعمهم للثورة منذ انطلاقتها وعرف منهم: لقمان سليم، بهجت سلامة، ادمون رباط، ايمن جزيني، مكرم رباح. وقد تدخلت قوة من مكافحة الشغب لحماية الناشطين المحاصرين، لكن المهاجمين عادوا واستقدموا تعزيزات ايضا وقاموا بهجمات متوالية وسط ذهول المعتصمين الذين فوجئوا بهذا الهجوم المنظم تحت ستار دعم المقاومة وبهتافات الاتهامات بالعمالة والتطبيع مع اسرائيل. وقال المعتصمون المحاصرون لموقع “جنوبية” ان حياتهم مهددة بالخطر وانهم معرضون للقتل بأي لحظة وان الشعارات التي تهدر دمهم ما زال يطلقها المهاجمون دون توقف.

 

بعد حملة تشهير وإفتراء.. السيد علي الأمين يوضح حقيقة ما جرى في البحرين!

جنوبية/11 كانون الأول/2019

بعد حملة تشهير وإفتراء واسعة بدأت اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ العلامة السيد علي الأمين، بسبب حضوره مؤتمر للأديان في البحرين صودف فيه وجود رجال دين يهود قادمين من الأرض المحتلة دون علم أحد من المشاركين، نفى السيد الأمين ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل من حصول لقاء شخصي بينه وبين شخصية دينية يهودية، وقال إن كل ما يشاع خلافاً للنفي الصادر لا أساس له من الصحّة. وصدر عن مكتب العلامة السيد علي الأمين البيان التالي: شارك العلامة السيد علي الأمين في مؤتمر حواري بين الديانات والثقافات وحضرته شخصيات دينية عديدة من المسلمين والمسيحيين واليهود ومن ديانات أخرى ومن جنسيات مختلفة ودول متعددة، وكان في عداد المشاركين في المؤتمر وفد من فلسطين، وشارك في افتتاح المؤتمر عدد من السفراء منهم السفير اللبناني وسفير فلسطين وسفير المملكة الأردنية الهاشمية، وقد عقدالمؤتمر قبل يومين في مملكة البحرين، وألقى السيد الأمين مداخلته عن الفكر الديني،وقد نشرت في وسائل التواصل وغيرها. والسيد الأمين لم يعلم بوجود تلك الشخصية إلا بعد انتهاء المؤتمر، فإن من يُدعى للمشاركة في المؤتمرات لا يتم إبلاغه مسبقاً وقبل الحضور بجنسيات المشاركين وأديانهم ودولهم.

 

مؤتمر باريس: جرعة محدودة.. ولى زمن الكرم!

جنوبية/11 كانون الأول/2019

إنسداد الأفق محلياً، استوجب تحركاً دولياً تقوده فرنسا سعياً الى إيجاد مخرج للازمة تجنباً لانزلاق لبنان الى وضع كارثي. دخلت فرنسا بقوة على خط الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، فقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية منذ بداية شهر ديسمبر الجاري أن العاصمة باريس سوف تستضيف مؤتمرا دولياً خاصا بلبنان تتشارك في ترؤسه الأمم المتحدة إلى جانب فرنسا، وذلك من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة تسارع بالعمل على إنعاش الأوضاع المتأزمة دون مزيد من المماطلة، وأيضاً من أجل مناقشة الوضع اللبناني على ضوء الحراك الإحتجاجي الشعبي الذي لم يهدأ ولم يخفت منذ انطلاقة ثورة 17 أكتوبر بوجه جميع اقطاب السلطة دون استثناء، بغض النظر عن التفاوت بينهم من ناحية المسؤولية، الا أن الشعب اليوم يرفض الطبقة الحاكمة بأكملها رفضاً تاماً.

عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المردة، الدكتورة ميرنا زخريّا، قالت في حديث خاص لموقع “جنوبية” “صحيح أن مؤتمر باريس هو مؤتمر دولي لكنه ليس على مستوى كبار المسؤولين، فالمشاركين سيكونون من كبار الموظفين لا أكثر، وحسب ما جرى تداوله في اليومين الأخيرين، سيحضره أحد مستشاري رئيس الحكومة المستقيلة بالإضافة إلى مدير عام وزارة المالية ومدير عام وزارة الخارجية، وبذلك تتحقق المشاركة نيابة عن الرؤساء الثلاثة والطوائف الثلاث من لبنان. وبالتالي، من الطبيعي أن يجري البحث بتدهور الإقتصاد اللبناني وبحماية الليرة اللبنانية،” مشيرة انها “تستبعد أن يجري في نهاية مقرراته تقديم مساعدات مالية. فزمن الكرم على لبنان قد ولّى بعدما فقد المجتمع الدولي الثقة بقانونية وشفافية عملية صرف المساعدات”. ورأت زخريا انه “لا يمكن تحميل مؤتمر باريس أبعد من كونه من جهة أولى، يشكل تضامنا معنويا إلى جانب الشعب اللبناني، فيما هو من جهة ثانية، جرس إنذار دولي بوجه صانعي القرار في لبنان. ما يشير إلى أن المجتمع الدولي ما زال مهتماً بلبنان ولكن على السياسيين فيه أن يهتموا به أيضاً”. ختاما أكدت زخريا ان “الأولوية الآن هي العمل اجل تأليف حكومة من أسماء لا شبهات تحوم حولها لا من الداخل ولا من الخارج، وبنفس الوقت تكون أسماء قادرة من خلال سيرتها العلمية وخبرتها الميدانية على المضي بالإصلاحات الضرورية التي طال انتظارها مثل تشكيل هيئات إدارية ورقابية، وفصل القضاء عن هيمنة الأحزاب، وأخيراً البدء بورشة العمل”. الى ذلك رأى عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، في حديثه لـ “جنوبية”، من “المؤكد ان فرنسا لا تزال تضع لبنان على سلم أولوياتها وهذه مسألة تاريخية لكنها في الوقت نفسه مصلحية، ذلك ان لبنان على ابواب أوروبا التي تعاني من أزمة اللاجئين السوريين ومشكلة البحر المتوسط، وبالتالي لا شك ان هذا المؤتمر جزء منه هو لمساعدة لبنان ودعمه ولكن الجزء الاخر هو لمساعدة الذات”. وأشار علوش ان “المؤتمر قائم على جزئين، الأول له علاقة بالمساعدات الإنسانية المباشرة كالغذاء والدواء لا سيما وان لبنان وصل الى مرحلة الخطر، والجزء الثاني له علاقة بالحث على انشاء حكومة قادرة ان تقوم بعملية انقاذ وإصلاح”.

ورأى علوش ان “المؤتمر سيعطي جرعة داعمة للبنان للقول ان “الدول حاضرة لمساعدتكم ولكن على اللبنانيين تذكر أنفسهم”. وعن سوء الأوضاع وما يحكى عن مجاعة ستصيب لبنان، رأى علوش ان “لبنان ليس بعيدا عن هذا الأمر وما يقال ليس بعيدا عن المنطق، خصوصا ان لبنان دولة تستورد معظم حاجياتها والقدرة الإنتاجية والزراعية فيه محدودة لأسباب عدة، جزء منها تاريخي وجزء منها خيارات اقتصادية وعوامل جغرافية”. وتابع “من غير المستبعد الوصول الى المجاعة في حال عدم تدارك الأمور، مشيرا ان “أي مساعدة يمكن تؤخر الوصول الى هذا الوضع الحرج، لكن الأهم يبقى تدارك التدهور والعمل على الخروج من الوضع السياسي القائم والبدء بعملية الإصلاح”.

 

المطران عودة «يُعوّم» المزاج المسيحي المناوئ لـ«حزب الله» وسلاحه

جنوبية/11 كانون الأول/2019

حتى الساعة لم يُسجل لأي شخصية مسيحية حليفة لحزب الله اي رد على كلام المطران الياس عودة، والذي اعتبر فيه ان "لبنان يحكم من شخص واحد، ومن جماعة تحتمي بالسلاح".

بإستثناء كلام مطران القدس عطالله حنا والنائب اسعد حردان، لم يُسَجل اي انتقاد او رد او اعتراض او شجب او رفض لكلام عودة من حلفاء حزب الله المسيحيين، ولا سيما جبران باسيل ونوابه ووزرائه وقيادات حزبه، بالاضافة الى تيار المردة وسليمان فرنجية، والذي يرأس عضو مجلسه السياسي النائب السابق كريم الراسي المنسقية العامة للقاء الاحزاب لعام كامل. وهو منصب يتم مداورة بين الاحزاب الكبرى الحليفة لحزب الله فيه، مع تسجيل تصريحات لنواب ووزراء القوات المؤيدة لعودة وتصريحاته.

مزاج مسيحي يتغير

وكلام المطران عودة لا يكمن في اهميته فقط انه صادر عن عودة الشخصية المسيحية الدينية، والتي لها هالة وحضور وعلاقات واسعة في كل المجالات. وهو معروف بقساوته اللفظية وعدم مسايرة القوى السياسية كلها، وخصوصاً التيار العوني – الباسيلي. وهو يتميز بخطاباته المنحازة الى الناس ووجعها، وخصوصاً في مناسبتين سنويتين عظة الميلاد وعظة الفصح. أهمية كلام عودة في توقيته وبالتزامن مع الانتفاضة الشعبية، انه يعكس مزاجاً شعبياً مسيحياً متغيراً، وينتقد حزب الله وتفرده بالقرار وسيطرته بقوة السلاح على مفاصل الدولة.

احتقان وغضب

والمسيحيون بكل فئاتهم الحزبية والسياسية وفق اوساط مسيحية، هالهم ما سمعوه من هتافات “شيعة شيعة” وعندما عاث “بلطجية” الثنائي في مناطقهم خراباً وتكسيراً، والمعروفين بـ”الحبحبجية” اي العناصر التي تحدث اكبر ضرر ممكن من الفوضى وعند السؤال عنها يقال انهم “حبحبجية” اي بالعامية “عقلن مش معن”، في مناطق الاشرفية والرينغ وعين الرمانة. المسيحيون وفق الاوساط المسيحية نفسها، باتوا يشعرون بمصيبة التحالف مع الشيعة ومع السلاح ومع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وللمفارقة ان المزاج العوني اليوم وعلى عكس السنوات الثلاثة الماضية يشعر بقوة حزب الله وبسطوة سلاحه وفي تعطيله كل الحلول، وهو راض عنه وفق أوساط من “الصقور الحزبيين” في التيار الباسيلي، لحماية الرئيس ميشال عون حتى إكمال الولاية وحفظ مكان الصهر جبران باسيل في المعادلة السياسية، وبالتالي المحافظة على مكتسبات تياره، طبعاً طالما هو في قوته ولم يضعف. إقرأ ايضاً: عودة يحمل على «حزب الله»: يستقوي على البلد بسلاحه وقبل الحراك كان العونيون والباسيليون يتذمرون من أن التيار أعطى مشروعية لسلاح حزب الله ويغطيه مسيحياً، ومن ثم يغطيه رسمياً عبر الخارجية ورئاسة الجمهورية لكنه لا يقدم لباسيل كل ما يريده!

هروب من مواجهة الشارع

ولكن بعد الحراك ووفق اوساط من “التيار التاريخي” المستقيل من حزب باسيل الحالي، بعد شعور باسيل وتياره بالافول والضعف، ومن الهجمة المركزة للحراك عليه وعلى ممارساته وعلى فساده، إنكفأ عن الساحات ولاذ بالهروب من مواجهة الحراك في الشارع، ويقال وفق الاوساط، ان ضغطاً مارسه حزب الله على باسيل للقيام ببعض التظاهرات من بعبدا الى بكفيا والمتن مع بعض الشغب وبعض السلاح و”الخبيط”، لاظهار ان هناك توازناً شعبياً مسيحياً في وجه القوات وباقي الحراك في المناطق المسيحية. والمفارقة وفق الاوساط العونية، يبدو حزب الله غير راض عن باسيل والتيار وقاعدته الشعبية، وكذلك عن فرنجية المنكفىء تماماً شمالاً، وعن حليفيه المسيحيين لكون شارعهما “يفلت” منهما لمصلحة القوات، من دون ان يجرآ على تحريك ساكن لخوفهم من التداعيات المسيحية وفي الشارع.

هي البداية فقط!

ما قاله عودة بحق نصرالله وحزب الله، هو بداية لكلام اكبر واعمق واقسى سيبدأ بالظهور تقريباً، ويعكس تغيراً في المزاج المسيحي بعد حالة من “الامتلاء” السياسي من ممارسات الحزب واستعلائه وتحجيمه للمسيحيين، والذين لا تقبل تركيبتهم وثقافتهم بالذوبان في كيانات غيرهم. وهو شعور ليس مقتصراً على قوى 14 آذار او القوات او خصوم الحزب، بل سينتقل الى فئة من “حلفاء المصلحة”، عند اقرب فرصة لمجرد شعورهم بضعف الحزب وسطوته وكسر “هيبته”.

ولمعرفتهم أن ما يحدث في هذه الايام من حراك ومن ثورة لا يسمح له بكثرة الخيارات او برفاهية التلويح بسلاحه او استخدامه لا في 7 أيار جديد ولا في 30 شباط حتى… ولى هذا الزمن.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 10/12/2019

الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إذا مش الاثنين الخميس ... لكن هذا الاسبوع في لبنان لا هلا بالإثنين ولا بالخميس طالما نعمة المطر تتحول نقمة قدر فلا تسألن عن الهواجس .

بعد غد الخميس اللبنانيون على موعد مع تكرار مشهد فيضانات، الإثنين والخميس الماضيين خصوصا عند مداخل بيروت الجنوبية وربما خلدة والناعمة وغيرهما. ذلك على الأقل ما فهم من اجتماع لجنة الاشغال النيابية ومن مصلحة الارصاد الجوية...واستطرادا" هذا ما يدل إضافيا" على ضروب الإهمال والهدر والاستهتار بالمسؤولية ...

وفي عملية حسابية بجدول الجمع : كل هذه الآفات تجري وتتوزع في جداول الفساد كما في سياقات المكابرة والعنجهية، التي لا تعترف بالإنتفاض على هذا النهج ولا بالحراكات المطلبية المعيشية المستمرة منذ خمسة وخمسين يوما"، فيما البحث مستمر عن مسار يمكن أن يتوازى مع الواقع القائم ويقارب الحل من أجل الوصول أولا" الى تأليف حكومة جديدة بعدما استقالت الحكومة التي كان من المقدر لها أن تكون حكومة العهد المنبثقة من الانتخابات النيابية-أيار 2018...

سياسيا حتى الآن لا مبادرات جديدة تذكرعلى المسار الحكومي...

وبحسب مصادر مطلعة فالبلد أمام خيارات عدة منها الآتي :

أن يتراجع الرئيس سعد الحريري عن شروطه وهو لم يفعل لا بل أفادت مصادر بيت الوسط أن الحريري لم يقترح إلا حكومة اختصاصيين، وأما إذا كان هناك من يصر على حكومة تكنو-سياسية لمجرد البقاء ضمن الحكومة، فهم مدعوون الى تأليف الحكومة من دون الرئيس الحريري وبأسرع وقت وبالشروط التي يرونها مناسبة للبنانيين ولمعالجة الازمة

ضمن الخيارات أيضا البقاء في ظل تصريف الاعمال...

وبالانتظار يبقى بعض الأمل خارجي مع انعقاد اجتماع باريس لمجموعة الدول الداعمة للبنان غدا عله يحمل معه انفراجا ما

أو إيحاءات وإشارات مفيدة.

إذن في الأحوال الجوية البرية، فيما كشف رئيس لجنة الاشغال أن الفرق الفنية المختصة قد لا تتمكن من فتح مجاري الأنهر قبل يوم الخميس، أفادت مصلحة الارصاد بموجة أمطار غزيرة تبدأ الخميس وتبلغ ذروتها الجمعة والسبت المقبلين داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر.

بداية تفاصيل النشرة من الاتصال مع رئيس قسم التقديرات الجوية في المطار محمد كنج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

يد اللبنانيين على قلبهم مخافة غرقهم في طوفان جديد هذا الأسبوع.

صحيح أن الموجة المطرية انحسرت، إلا ان التوقعات الجوية تشي بمنخفض يتأثر به لبنان الخميس، فهل يتكرر مشهد غرق بيروت الكبرى بشوارعها وأنفاقها وبيوتها في بحيرة ممنوعة من الصرف؟ أم ان الأجهزة المعنية أخذت العبرة من السيناريو المأساوي أمس وتسلحت بالتدابيرالاستباقية اللازمة؟؟.

غريق الإثنين حط الثلاثاء في مجلس النواب على طاولة لجنة الأشغال العامة والنقل في غياب تصريف المياه عن جدول حكومة تصريف الأعمال.

اللجنة قررت في إجتماعها إتخاذ صفة الإدعاء في الملفات المتعلقة بالفيضانات.

في غضون ذلك يغرق لبنان في أسبوع سياسي جديد لا تكليف حكوميا ناجزا فيه ولا تأليف بعدما طيرت رياح الاسماء الإستشارات الملزمة من الإثنين إلى الإثنين.

ولأن الوقت أكثر من ثمين صار المطلوب بإلحاح حكومة تبدأ مسيرة الإنقاذ وهذا يتطلب بالدرجة الأولى أن تزال كل الموانع والتعقيدات من طريق تأليف الحكومة الذي يجب أن يكون في منتهى السرعة على ما ينقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يضيف ان البلد لم يعد يتحمل لأسابيع قليلة هذا الوضع الخطير.

أما الرئيس سعد الحريري فبدا متمسكا بحكومة إختصاصيين وفق كتلة المستقبل وبالإستناد إلى مصادر بيت الوسط التي قالت لل(مستقبل ويب) إنه إذا كان هناك من يصرون على حكومة تكنوسياسية لمجرد البقاء ضمن الحكومة فهم مدعوون إلى تشكيل الحكومة من دون الحريري.

من ناحيته رأى وزير الخارجية السعودي انه من المهم للشعب اللبناني ونظامه السياسي إيجاد طريق للمضي قدما بما يضمن استقرار لبنان وسيادته.

هذا الموقف جاء عشية اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان المقرر غدا وهو الإجتماع الذي يعد بمثابة دعوة قوية للسلطات اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة من أجل تنفيذ الإصلاحات، على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي أضاف أن الإجتماع يهدف إلى حض السلطات اللبنانية على إستيعاب خطورة الوضع.

الإنشغالات اللبنانية بكل هذه القضايا لم تحجب الخرق البحري الإسرائيلي الأخير للمنطقة الإقتصادية الخالصة في الجنوب وجديد تداعياته موقف ملتبس لليونيفيل التي لم ترصد مناظيرها هذا الخرق في تهرب واضح من تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

هل الموقف عكسه تأكيد اليونيفيل من حيث أرادت النفي لواقعة الخرق الإسرائيلي؟.

على أي حال فإن الرئيس بري وبعدما كان أول من أثار هذه القضية تابعها اليوم مع المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش كما أبلغه أن مجلس النواب بصدد إنجاز موازنة العام 2020 في لجنة المال تمهيدا لإقرارها قبل نهاية العام ووعد كوبيتش بإبلاغ هذه الخطوة للمشاركين في مؤتمر الدعم بباريس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

على الارض حماوة، في السياسة برودة، وفي الديبلوماسية انتظار لما سيأتي به الغد. حماوة الارض تجلت في طرابلس وفي جونيه. ففي عاصمة الشمال تحركات غاضبة وصدامات بين الجيش والاهالي على خلفية مقتل شاب وشقيقته نتيجة انهيار سقف منزلهما. الحادثة المأسوية أثبتت مرة جديدة كم ان الانتفاضة محقة في شعاراتها وفي مطالباتها وفي تحركاتها. فما حصل لعبد الرحمن كخيا وشقيقته ربما يمكن ان يحصل لكل مواطن، كما انه حاصل على صعيد الوطن ككل. اذ كما ان بيت ضحيتي الاهمال والفساد والفقر اضحى بلا سقف ، فان الجمهورية كلها صارت بلا سقف بعدما سقطت ضحية الاهمال والفساد والفقر.هذا في عاصمة الشمال. اما في عاصمة كسروان فاحتجاج مستمر منذ قبل الظهر على خلفية اعتقال شبان اقدموا صباحا على محاولة قطع الاوتستراد.

فتحية الى دولة اللامساواة والتمييز بين المواطنين. اذ كيف لا تستحي السلطة من القبض على شبان عزل في كسروان، في حين تركت بعض المعتدين يضربون البشر ويخربون الحجر في بيروت؟ واذا كانت ذاكرة المسؤولين لا تسعفهم فليعودوا الى مشاهد الرينغ وساحة الشهداء ومونو ليكتشفوا كيف ان هيبة الدولة سقطت هناك وبالضربة القاضية. فما هذه السلطة التي تستقوي على العزل المسالمين وترتعد امام المخربين المعتدين؟ مقابل الحماوة الميدانية برودة ظاهرة في السياسة. فكأن المسؤولين عن الطبخة الحكومية أخذوا اجازة لما بعد انعقاد مجموعة دعم لبنان في باريس. لكن الاشكالية الاساسية بين الحريري وبعض القوى السياسية لا تزال مطروحة. فالرئيس الحريري، وبعدما أحرق ثلاثة مرشحين محتملين لتشكيل الحكومة، اضحى المرشح الوحيد.

لكنه لا يريد تشكيل الحكومة الا وفق شروطه، وهو أمر يرفضه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ما يجعل بالتالي المعركة مفتوحة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل.

فكيف ستنتهي هذه المعركة؟ وهل يكون الحل الموقت بتفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال؟ ديبلوماسيا، غدا يوم مشهود. اذ فيه تجتمع مجموعة الدعم الدولي للبنان في باريس لمناقشة ازمته السياسية والاقتصادية. ووفق المعلومات فان لبنان لن يحصل على مساعدات مادية، اذ الغاية من الاجتماع توجيه رسالة الى المسؤولين اللبنانيين فحواها: شكلوا حكومة باسرع ما يمكن لتنفذ الاصلاحات المطلوبة. فهل يسمع اهل السلطة في لبنان نداء المجتمع الدولي، ام سيديرون أذانهم الصماء، تماما كما فعلوا بالشعب اللبناني طوال خمسة وخمسين يوما؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لبنان غدا على طاولة مؤتمر باريس، ممثلا لا بحكومة، بل بوفد يرأسه الأمين العام لوزارة الخارجية، وعضوية كل من المدير العام لوزارة المال ومستشارة رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، والمدير التنفيذي في مصرف لبنان.

وعشية المؤتمر، الذي يتوقع أن يخلص إلى بيان يكون بمثابة خارطة طريق تدعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة تطبق الاصلاحات، تمهيدا لتوفير التمويل، برز موقفان، دولي واقليمي:

الموقف الدولي، عبر عنه وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، مشددا على وجوب تشكيل حكومة سريعا، لأن أي تأخير سيؤدي إلى تفاقم الوضع، مع التأكد من أن هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالإصلاحات التي يحتاجها البلد".

أما الموقف الاقليمي، فجاء على لسان وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، الذي اعتبر أن استقرار لبنان بالغ الأهمية بالنسبة إلى المملكة، ومؤكدا أن من المهم للشعب اللبناني ونظامه السياسي إيجاد طريق للمضي قدما بما يضمن استقرار لبنان وسيادته.

وعلى خط تشكيل الحكومة، وفي انتظار الاستشارات الملزمة المحددة مبدئيا الإثنين المقبل، لفت اليوم ما نقل عن مصادر تيار المستقبل لناحية أن الرئيس سعد الحريري لم يقترح الا حكومة اختصاصيين، مع التشديد على أن إذا كان هناك من يصرون على حكومة تكنو-سياسية لمجرد البقاء ضمن الحكومة، فهم مدعوون الى التشكيل من دون الحريري في اسرع وقت، وبالشروط التي يرونها مناسبة للبنانيين ولمعالجة الازمة.

وفي المقابل، يبرز تذكير أوساط سياسية عبر الـ OTV بأن التيار الوطني الحر أعلن بوضوح في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيسه جبران باسيل في 3 كانون الأول الجاري، أنه ليس متمسكا بالكراسي، وأن الأولوية بالنسبة إليه هي تأليف حكومة قادرة على النجاح، بعد أن تحظى بدعم الناس وثقة الكتل النيابية.

وجددت الأوساط المذكورة الإعراب عن أسفها بعدما أسقط الحريري للمرة الثالثة خيار المرشح المتوافق عليه، الذي سبق له هو ان سماه، فارضا معادلة صعبة مفادها أن المرشح الوحيد للطائفة السنية هو الحريري نفسه ولا احد غيره.

وبناء عليه، شددت الأوساط عينها عبر الـ OTV على ان التيار يختار نجاح الحكومة على وجوده فيها، ولذلك هو قادر على الذهاب إلى الاستشارات بموقف ينسجم مع هدف وحيد، هو تكليف رئيس حكومة تتوفر فيها شروط النجاح.

ونوهت الأوساط السياسية عبر الـ OTV بأن التيار يشارك في الاستشارات بضمير مرتاح لأنه لم يمارس يوما الحرد السياسي، بل حاول وحاور وفتح خطوط التواصل واقترح، لكنه اصطدم مرة بعد مرة بذهنية لا تزال تمنح المصالح السياسية الخاصة الأولوية، على حساب مصلحة الوطن.

وبناء عليه، ذكرت الاوساط كل من يهمه الأمر بأن التيار الوطني الحر يبقي عصيا على التطويق، لأنه لم ينحصر يوما في قوالب جامدة، بل هو دوما حركة متجددة، وطاقة ايجابية مستمرة قادرة على استخراج الحلول من عمق الازمات.

وختمت الاوساط السياسية عبر الـ OTV بالعبارة الآتية: انتظروا التيار في الأيام المقبلة حيث لا تتوقعون.

واليوم، تحل الذكرى 71 للإعلان العالمي لحقوق الانسان. وفي هذا الاطار، غرد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا:71 سنة على صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ببصمة لبنانية للمفكر والسياسي شارل مالك. واضاف: نحن اليوم اكثر تقديرا لهذه القيمة الانسانية التي بتحقيقها، ترتقي العدالة والمساواة بين البشر. وختم قائلا: سنواصل نضالنا كي تترسخ حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم، والحرية، والعلم، والامان... فوطننا يستحق ان يظل منارة للاخلاق والقيم، وارضا للحق والعدالة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

قبل ان يجف طوفان انفاق المطار، ويعود البنزين الى المحطات بعد اتمام الوزارة للمناقصات، استجلبت الازمة ملف الطحين..

فصرخ اصحاب الافران مهددين بالاضراب او تخفيض وزن الرغيف، فلم يسمع صداهم الا مزيدا من التأوه في احياء الفقراء والمعدمين ، اما الحكومة فمعلقة وتصريف اعمالها على مزاج رئيسها ..

لم ينقلب المشهد بعد، ولم تنته ملفات الازمة ولن تنضب مآسيها، وليست الاحياء المتهالكة في الشمال والمنهارة على اهلها بعد ان عمرت على مدى دورات نيابية وعهود حكومية، سوى مثال لمأساة حقيقية سرعان ما يحيلها المتهمون بل المذنبون من السياسيين والمسؤولين الى رسائل ترمى بوجه الخصوم، باسم التظاهرات والغضب الشعبي الذي بات مسيرا وفق اشارات سياسية عند كل مفترق او استحقاق ..

وفيما الاستحقاق الحكومي ما زال معلقا عند شخص مطوب بفتوى، فان الوقت ليس للترف ولا للتهرب ولا لفرض الشروط كما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي أكد أن حزب الله لن يقبل ان تفرض اي جهة خارجية، وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية املاءاتها على شكل الحكومة ولونها ونوعها ومن يشارك فيها، بل على برنامجها وبالاخص في موضوع النفط والغاز..

نفط وغاز كانا ابرز محركي اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في عين التينة، حيث استنكر الرئيس بري امام كوبيتش الاعتداء الصهيوني المتمثل بقيام احدى البواخر الاسرائيلية بعملية مسح خلافا للقانون الدولي، في نطاق البلوك رقم تسعة، في المياه الاقليمية اللبنانية..

اما ما يجري على الارض اللبنانية، فهو محط اهتمام بل تدخل من الحكومة الاسرائيلية، وبعد كلام رئيسها بنيامين نتنياهو، كلام أكثر وضوحا لرئيس الاركان السابق (غادي ايزنكوت) الذي دعا الى الاستفادة الجدية مما يجري في لبنان لتجريد حزب الل من سلاحه كما قال، مطالبا حكومته بالقيام بخطوات حقيقية تجاه لبنان في ملف الغاز وترسيم الحدود..

ووسط كل هذه التحديات، فان مصادر رئيس حكومة تصريف الاعمال تسرب عبر موقع “المستقبل web” أن الحريري ما زال متمسكا بتشكيل حكومة تكنوقراط، فهل هي قادرة على مواجهة هذا السيل من التحديات؟..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الأرض التي كانت مشتعلة شعبيا نهارا في المينا... امتد اشتعالها شعبيا مساء إلى جونيه حيث عمد الثوار إلى قطع الاوتوستراد مطالبين بإطلاق الشبان الأربعة الذين أوقفوا صباحا بعدما حاولوا قطع الطريق... المطلب في طرابلس إستقالة رئيس بلدية المينا، والمطلب في جونيه إطلاق الشبان الأربعة.

في الموازاة، ما زال الوضع الحكومي مقفلا، والإستشارات المقررة الإثنين المقبل يبدو أن الرئيس الحريري أراد تحديد إطارها، فنقلت مصادره أنه "اذا كان هناك من يصر على حكومة تكنوسياسية لمجرد البقاء ضمن الحكومة، فهو مدعو الى تشكيل الحكومة من دون الرئيس الحريري في أسرع وقت وبالشروط التي يرونها مناسبة".

وما لم يقله الرئيس الحريري قالته كتلة المستقبل في بيانها الذي رأى أن المطلوب "حكومة اختصاصيين تحوز الثقة المطلوبة محليا وخارجيا لتتمكن من التصدي للمشكلات الاقتصادية والمالية المتفاقمة". في هذا الوقت يكون الرئيس الحريري قد قطع الشك باليقين، وموقفه هو التالي: لن أترأس حكومة تكنوسياسية، وقراري الوحيد حكومة اختصاصيين وهذا "جواب نهائي"

وفي انتظار الإثنين، ماذا سيحدث غدا في باريس؟ لبنان يعول على مؤتمر دعم لبنان، والتعويل الأبرز سيكون على البيان الختامي، وهذا ما سيعكس سقف اهتمام المجتمع الدولي ولاسيما واشنطن حيال ما يجري في لبنان، ولكن ما هو مؤكد ان البيان سيصر على الشروط التي سبق ان وردت في ختام سيدر منذ نيسان 2018.

يأتي المؤتمر في وقت يتدهور الوضع الإقتصداي والمعيشي بشكل دراماتيكي: فبحسب وزارة العمل، أكثر من 70 شركة تقدمت بطلبات صرف جماعي لدى الوزارة في خلال الأيام العشرة الماضية: من مطاعم، ومحال تجارية، ومؤسسات اعلامية ومصارف ومستشفيات وغيرها، منها ما اقفل بالكامل ومنها ما أقفل فروعا عدة له، والبعض يتجه نحو الاقفال. في خلال الفترة نفسها، ودائما بحسب وزارة العمل، وصلت شكاوى من مئات الموظفين والمجموعات الى وزارة العمل، كلها تتعلق بالصرف من الخدمة.

في غضون ذلك، إشارة إيجابية من السعودية، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أعلن اليوم أن استقرار لبنان بالغ الأهمية بالنسبة إلى لمملكة، وأضاف أنه لن يستبق الحكم على مؤتمر دعم لبنان وأنه سينتظر النتائج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بعد إثنين الطوفان رسا ثلاثاء الكوارث ع المينا بانهيار سقف لمنزل متداع، أهملت بلدية طرابلس المطالب بترميمه إلى أن قضى القدر أمرا كان بالإمكان تجنبه بمقتل شقيقين على حين غفوة . انهار السقف واستقالت البلدية وبينما كانت طرابلس تدفن ضحايا الإهمال التأمت لجنة الأشغال بطاقمها كله على مثلث الناعمة نزلة السفارة الكويتية وأنفاق المطار شغلت مضخاتها لفتح مجاري الصرف بين ساحة النجمة والعدلية وادعت على مدعى عليه بمفعول رجعي عن كارثة مشابهة عاشها نفق المطار عام ألفين وثلاثة عشر وجرى حفظ الدعوة.

وعملا بمبدأ الوزير الذي وضع نفسه في تصرف المسؤولية، فانحنى أمام العاصفة كي لا تقتلعه سطرت لجنة الأشغال محضر ادعاء على المتعهد وجميع المتسببين بالفيضانات وكل من يظهره التحقيق محرضا أو متدخلا أو مسببا لما حدث بالأمس على الطرقات والأنفاق، ولولا شوي سمت موسم الشتاء وادعت على كمية المطر التي فاقت المتوقع والادعاء على مجهول بالادعاء على المجرور يذكر إذ حتى اللحظة لم يعثر على متورط واحد من مجموعة معروفة باقي الهوية، لكن المستتر الذي جهلته لجنة الأشغال تبين بالوقائع أنه فاعل معلوم وصاحب سوابق الحرف الأول من اسمه شركة الشرق الأوسط لخدمة المطارات ومختصرها ( ميز) بشخص مديرها العام ورئيس مجلس إدارتها النائب السابق غازي يوسف.

بين اليوسفين ضاعت المسؤوليات فوزارة الأشغال المعنية بالطرق الرئيسة نفضت يدها ومدير (ميز) في اتصال بالجديد قال إن العقد مع الدولة منذ عام ألفين وواحد لم يجدد لكنه يمدد وإن شركته التي أولاها مجلس الإنماء والإعمار صيانة محيط المطار لم تتقاض بدل أتعابها منذ عام ألفين وعشرة، وعليه فإن ما شهدته بيروت الكبرى كان أول الغيث وقطرة في نفق.

وما لم يضبط فاسد متلبس بالإهمال والتقصير فالدعاوى ستبقى بالحفظ والصون في أدراج النيابة العامة المالية . فأي موانع تحجب عنا المحاسبة ؟ وهذه الجزائر الدولة التي عزلت رئيسها تعاقب اليوم أيتام بوتفليقه وتحكم على حزمة منهم بالسجن أعواما مؤبدة وبينهم رؤساء حكومات ووزراء صناعة ومديرون عامون . جزائر التظاهر اثمر احكاما على فاسدين من ذوي الرؤس الحامية في وقت يهدر لبنان وقته على تأجيل استشارات وقد رجحت المعلومات أن الإثنين المقبل مقبل ايضا على التأجيل فيما العابثون بالتأليف الجانبي يداعبون حكومة غير مطابقة لمواصفات السابع عشر من تشرين وعلى هذه المعضلة نأى حزب الله بنفسه عن الأشخاص والتسميات وقال إن الهم هو الجوهر والبرنامج إعادة تموضع حزب الله تشي بفك ارتباط رمزي مع بيت الوسط حيث التقى الحريري خليل بري دخل سعد في مرحلة المشاورات على الاستشارات وفتح خطا ساخنا مع جنبلاط وجعجع ليشكل جبهة صمود وتصد والرئيس ميشال عون يؤجل الاستشارات من أسبوع إلى آخر وقد تحل ذكرى الأربعين على الاستقالة وفخامته لم يجرؤ إلا على إصدار عفو عام عن ثلاثة أشخاص بينهم متهمة بالاتجار بالمخدرات بعد خطوة مماثلة ضرب فيها تقرير الأمن العام عرض الحائط ومنح الجنسية اللبنانية لمتمولين. يصر عون على حمل كرة النار بيديه وهو المؤتمن على الدستور يطيح المهضل يؤلف قبل أن يكلف وبدلا من أن يرمي الكرة في ملعب المعطلين ويجري استشارات بمن حضر يفاوض طواحين الهواء ويحل مشكلات الشارع والناس على طريقة ماري

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 10 كانون الأول 2019

الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

النهار

غادر عدد من النوّاب منازلهم وبدّلوا أماكن إقامتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي استعداداً للمشاركة في الاستشارات النيابيّة في قصر بعبدا.

فاجأ سياسي معروف بسعة إطلاعه سائليه عن مسار الأمور السياسيّة بتأكيده أن أحداً لا يمكنه التقدير مُسبقاً وبدقّة ماذا يمكن أن يحصل في المدى القصير.

تتخوّف أوساط مؤيّدة بقوّة للانتفاضة من ملامح محاولات متقدّمة لإثارة الانشقاقات في صفوفها من الباب التنظيمي والإعلامي.

الجمهورية

عبّرت مجموعة غير سياسية عن الحاجة الى مرصد إعلامي وسياسي لمواجهة الأخبار الكاذبة داعية الى الإستعداد لطرح الموضوع على الحكومة الجديدة.

حرصت إحدى مؤسسات الدراسات على التكتم على النتائج التي انتهت اليها ندوة متخصصة عقدت في بيروت بانتظار الوقت الملائم للكشف عن نتائجها.

تخشى شركة كبيرة الكشف عن مخالفات ارتكبت في مؤسستها الخاصة للمقاولات اذا تمّ فتح تحقيق في ما حصل في الأوزاعي.

اللواء

تدقق جهات دولية في طبيعة السلطة التي يُمكن أن تتولى الإشراف على أية مساعدات ممكنة للبنان في العام المقبل.

قوبلت تصريحات وزير سيادي في الخارج بانتقادات حادّة، نظراً لارتباطها برهانات متوقعة..

يواجه عدد من الوزراء المهددين بالخروج من وزاراتهم ما يشبه "الأزمة النفسية"، الأمر الذي يطرح عدّة أسئلة محرجة إزاء هذه الوضعية؟!

نداء الوطن

استدعت دولة كبرى سفيرها في بيروت هذا الأسبوع للتشاور معه في شأن الوضع اللبناني.

من المرجّح أن تحصل اتصالات بين مرجعيات سياسية وروحية لإعادة الاعتبار لاتفاق الطائف.

يتردد أنّ مرجعاً رئاسياً استقبل إعلامياً بارزاً بعد مرحلة من التوتر في العلاقة، وحصل نقاش إيجابي في مختلف التطورات.

البناء

قالت مصادر مالية أن الحساب الخاص بتسديد موجبات الدولة فارغ ويجري تحويل الأموال له من مصرف لبنان تباعا عند كل استحقاق متفق عليه لأن التدفقات المالية لعائدات الدولة في حال شح بصورة تجعل الواردات المقدرة في الموازنة أرقاما خيالية لن يتحقق نصفها.

قالت مصادر روسية إعلامية أن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى واشنطن ولقائه بالرئيس دونالد ترامب تتضمن تهميدا لقمة مقترحة بين الرئيسين الروسي والأميركي إذا تم التوصل لتفاهم حول الأسلحة الإستراتيجية بحيث تكون القمة منفصلة عن اي حدث عالمي يشار كان بحضوره ويلتقيان على هامشه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون يبدي ارتياحه لاجتماع باريس

بيروت: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون ارتياحه لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان غداً في باريس، شاكراً الاهتمام الذي أبدته فرنسا في المبادرة إلى الدعوة بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأبلغ عون المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي استقبله أمس في قصر بعبدا، بأن لبنان سيحضر الاجتماع بوفد رسمي، متمنياً أن تسفر عنه نتائج تترجم عملياً الدعم الذي تظهره الدول الأعضاء في المجموعة، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد. وكان كوبيش عرض على عون الترتيبات المتخذة لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم برئاسة مشتركة فرنسية وأممية، والذي ستتخلله جلسات عدة لعرض الوضع في لبنان وسبل دعمه، معتبراً أن «الاجتماع سيكون بمثابة إشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان».

 

لودريان: هدفنا من اجتماع مجموعة الدعم حث السلطات اللبنانية على إدراك خطورة الوضع

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

وزعت سفارة فرنسا في لبنان بيانا، تضمن ما أدلى به وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان إيف لودريان من تعليقات ردا على سؤال في مؤتمر صحافي مشترك مع جوزيب بوريل، حيث سأله أحد الصحافيين: ما الذي يمكن للمجتمع الدولي، لا سيما فرنسا، القيام به لتحقيق الاستقرار في القطاع المصرفي في لبنان خاصة، وما هي الرسالة التي توجهونها للسلطات اللبنانية التي لا تتحرك فعلا لحل المشاكل؟ فاجاب: "أردنا أن نأخذ زمام المبادرة عبر دعوة مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان إلى الاجتماع هنا غدا. الهدف من ذلك هو حث السلطات اللبنانية على إدراك خطورة الوضع، والاقتراح عليها بالمضي قدما نحو الإصلاحات، علما أن السلطات اللبنانية ستكون ممثلة، وأخذ دعوة الشارع والمتظاهرين بعين الاعتبار، إذ أن المتظاهرين يحتشدون بانتظام منذ 17 تشرين الأول، فالتحركات الاحتجاجية طال أمدها ويجب الاستماع إليها. كما يجب التوصل إلى ان تشكل السلطات اللبنانية حكومة بسرعة لأن أي تأخير سيؤدي إلى تفاقم الوضع، والتأكد من أن هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالإصلاحات التي يحتاجها هذا البلد. لقد اجتمعنا هنا في نيسان 2018 وكان ذلك أيضا بمبادرة فرنسية في إطار ما سمي مؤتمر سيدر مع العديد من الجهات الفاعلة، وقد قمنا حينها بتعبئة مبالغ كبيرة من المال شرط ان تقترن المساعدة المالية بتنفيذ الإصلاحات اللازمة. في الوقت الحالي، توقفنا على هذا الحد حيث أنه ما من إصلاحات وما من استقرار، لذلك فهي دعوة قوية سنوجهها غدا لجميع من يستطيع العمل من اجل ان يستعيد لبنان استقراره".

 

الجيش اللبناني تسلم ذخيرة هبة ضمن برنامج المساعدات الاميركية عبر مرفأ بيروت

الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

 وطنية - تسلمت مديرية العتاد عبر مرفأ بيروت 16 مستوعبا تحتوي على ذخيرة من عيارات مختلفة مقدمة هبة من السلطات الأميركية، وذلك ضمن برنامج المساعدات الأميركية المخصصة للجيش اللبناني.

 

الابيض دان التهجم على رموز الكنيسة الأرثوذكسية

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

توقف رئيس المجلس الأرثوذكسي اللبناني روبير الابيض في بيان اثر الاجتماع الشهري للمجلس، عند "ما حصل من تطاول على المتروبوليت الياس عودة خلال القداس السنوي للشهيد جبران تويني"، وقال: "لم نعد نستطيع السكوت بعد اليوم، كما في كل مرة، نسمع من هنا ومن هناك، بيانات ومؤتمرات للسياسيين في لبنان يتهجمون على سيد طائفة الروم الارثوذكس في لبنان، فنحن طائفة نعرف جيدا مكانتنا وحضورنا في هذا البلد، نحن جزء أساسي من هذا الكيان الوطني". أضاف: "لقد تعلمنا بألا نخاف من أحد، إذا كان قول الحقيقة جرم يعاقب عليه، فعار عليكم يا من تتهجمون على البراءة بالعمالة والصدق بالكذب، فاسكتوا لان السكوت من ذهب، ومن لا يقول الحقيقة فإنه شيطان أخرس. كفى استهزاء بعقول الشعب، كفى كذبا على المواطنين، أليس هناك جماعة من خارج المؤسسة العسكرية تحمل السلاح وتفرض وجودها علينا؟". وتابع: "أما بالنسبة الى انتفاضة الشعب على منظومة الفساد، فعلينا أن نقر ونعترف بالمشكلة الأساسية في الأزمة الحالية ألا وهي بالشخصية وبالفرد "انا أو لا احد". وما عبر عنه سيد الروم الارثوذكس في بيروت المتروبوليت الياس عودة كان محقا وحقيقيا بكل كلمة، لبنان لكل اللبنانيين وليس حكرا لشخص أو لحزب أو جماعة أو عائلة. الوطن لكل أبنائه، وشعارنا اليوم هو الشعب والجيش والمؤسسات التي تحمي البلد، ولم نعد نؤمن بأحد، نريد لبناننا سيدا حرا مستقلا، لبنان الدولة المدنية سقفها القانون والمساواة والعيش المشترك والمواطنية الحقيقية واحترام الآخر".

 

حاصباني: لا نفحة مذهبية في كلام المطران عودة اذ لا طائفة للسلاح

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني أن "متروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة يمثل وجع الناس وفكرهم ووجدان المواطنين اللبنانيين من كل اطيافهم، ومواقفه الوطنية الشجاعة يرددها منذ 40 عاما ويقول ما لا يجرؤ أن يقوله غيره".واعتبر عبر قناة "الجديد" أن "لا نفحة مذهبية في كلام المطران عودة، لأن من يحمل السلاح لا يحمله بإسم طائفة أو مذهب، يحمله باسمه واسم تنظيمه ومشروعه السياسي"، مشيرا إلى أن "حصر السلاح بطائفة معينة ليس صحيحا والدليل أن وزير الدفاع من طائفة أخرى ويدافع عن هذا السلاح". وردا على سؤال قال:"لست أدري أين يضع الوزير بو صعب نفسه وما هي أولاوياته، لكن كلامه بحق المطران عودة في غير محله". ولفت "الى انه يجب معرفة طبيعة المناسبة التي تكلم فيها المطران عودة أولا، وكانت هذه الكلمة في ذكرى الشهيد جبران التويني، حيث تناول في عظته اقوال الشهيد ومقالاته ومعاناة الناس التي نراها اليوم والكثير من الأمور التي تتعلق بالاوضاع الانسانية والمعيشية الاقتصادية التي يعيشها المواطن". وقال:"هذه كلمة حرة، أكانت صادرة عن رجل دين او رجل مدني او رجل سياسي، هذه كلمة حق وكلمة انسانية. ما قاله المطران عودة عن الوضع هو بديهي، لأن هذا الكلام طبيعي ويرتبط بالحالة التي نحن فيها، وكانت العظة قبل يوم من الاستشارات النيابية". وتابع:"المقصود في كلام المطران عودة معروف وقالها في عظته، ومن الواضح انه يلمح على من يرفع السقف السياسي في البلد ويعود إلى الخطابات المذهبية. أعتقد أن اللبنانيين لديهم قدرة فهم كافية، ولا نريد أن نبالغ في التوجه على هذا الشخص وأنا لا أريد أن أتكلم عنه". وردا على سؤال عن تعليقه على موقف النائب جميل السيد، قال:"لدى اللواء السيد حرية الرأي، وانا لن ادخل في نقاش معه. هناك من يتسابق لتبييض صفحته امام من يحركه".

 

الوفد اللبناني المشارك في اجتماع مجموعة الدعم الدولية غادر الى باريس

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019 الساعة 17:10سياسة

المطار - غادر بيروت بعد ظهر اليوم، الوفد اللبناني الرسمي الذي سيشارك في إجتماع "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"، الى باريس حيث سيعقد الاجتماع في العاصمة الفرنسية غدا. ويترأس الوفد الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي وعضوية المدير العام لوزارة المالية الآن بيفاني والمدير التنفيذي لدى مصرف لبنان رجا ابو عسلي والمستشارة الاقتصادية لرئيس حكومة تصريف الأعمال هزار كركلا. ومن المتوقع ان يناقش الوفد اللبناني مع أعضاء المجموعة الدولية التي سينضم اليها ممثلون عن دول الخليج وعن الهيئات المالية في الامم المتحدة، خارطة طريق من شأنها وضع لبنان على سكة الحد من التدهور واستعادة المسار الذي يؤمن الخروج التدريجي من الازمة. كذلك غادر مطار بيروت للغاية ذاتها ممثل الامين العام الامم المتحدة في لبنان يان كوبيش.

 

مشاورات الحكومة اللبنانية تركز على شروط الحريري

«حزب الله» يحذّر المراهنين على عزله... وتعويل على دور له بين «المستقبل» و«الوطني الحر»

بيروت: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

شرعت القوى السياسية اللبنانية بجولة جديدة من المشاورات لتذليل عقبات تحُول دون الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، بعد تطورات أقصت منافسي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، من سباق رئاسة الحكومة، وثبتته مرشحاً شبه وحيد، وهو ما يعطيه دفعاً جديداً للتفاهم بشروطه للعودة إلى المنصب. وقالت مصادر سياسية مواكبة للتطورات الأخيرة إن جولة المشاورات الجديدة ستكون حاسمة هذه المرة، وهو ما دفع رئاسة الجمهورية لمنحها وقتاً حتى الاثنين المقبل، وهو موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري «منفتح على التشاور»، مشددة على أن «موقفه معروف، وهو لا يزال مصراً على تشكيل حكومة إنقاذية من الاختصاصيين في حال جرت تسميته لرئاسة الحكومة». ولفتت إلى أنه سيتواصل خلال هذا الأسبوع مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي لم يلتقه منذ الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أن «الحريري هو الأوفر حظاً لترؤس الحكومة بعد التطورات الأخيرة، ومن ضمنها انسحاب مرشحين اثنين، واحتراق أسماء أخرى قبل تبني ترشيحها فعلياً». وترتفع تلك الحظوظ بفعل عوامل عدة، بينها بيان المهندس سمير الخطيب من «دار الفتوى» الذي أشار إلى إجماع سُنّي على الحريري، فضلاً عن اجتماع باريس المزمع عقده الخميس المقبل، «مع أن الاجتماع تنسيقي، ولا نتائج فورية له لحل الأزمة الاقتصادية، لكنه يعطيه دفعاً قوياً في مؤشر على الثقة الدولية بالحريري وبعلاقاته التي يمكن استثمارها لإنقاذ الوضع الاقتصادي من التأزم». وتُضاف تلك العوامل، حسب المصادر، إلى عامل آخر يتمثل بتقلص حظوظ تأليف حكومة مواجهة من لون واحد، على الأقل بالمدى المنظور، وهي حكومة لا يرغب فيها «الثنائي الشيعي»، حركة «أمل» و«حزب الله». وتوقفت المصادر عند تجربة «المساكنة السياسية» بين الحريري و«الثنائي الشيعي» في الحكومتين الأخيرتين اللتين ترأسهما، إذ لم تكن لمشاركة «حزب الله» في الحكومة تبعات على فعالية الحكومة وإنتاجيتها، ولم تشهد اشتباكات في مجلس الوزراء ولا سجالات مع الحريري، بل جرى القفز فوق القضايا الخلافية منعاً لتفجر الحكومة.

وإذ دعت المصادر إلى الانتظار لمعرفة كيفية تعاطي «التيار الوطني الحر» مع المعطيات الجديدة، كشفت عن رهان على دور لـ«حزب الله» في تذليل العُقد بين الحريري و«التيار الوطني الحر» بهدف التوصل إلى تفاهم ينتج عنه تشكيل للحكومة العتيدة، لافتة إلى أن كل الأطراف «شغلت محركاتها للتواصل والتشاور». ولم تظهر ملامح شكل الحكومة بعد، رغم أن المعلومات الأولى تفيد بأنه «ليس من المطروح أن تتشكل حكومة تكنوسياسية» حتى هذه المرحلة على الأقل، رغم أن «حزب الله» يصر على تشكيل حكومة مطعمة بوجود سياسي. وتشير تقديرات أخرى إلى أن الحكومة لن تكون فضفاضة، بل ستكون حكومة متوسطة تتراوح بين 20 و24 وزيراً. وتحدثت معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن أن هناك مقترحاً بأن تضم أربعة وزراء دولة يمثلون القوى الرئيسية في البلاد، في حال كانت تتألف من عشرين وزيراً، فيما يكون الوزراء الآخرون بأكملهم من التكنوقراط، من غير الولوج بعد بالحصص والحقائب والجهات التي تسميها.

وأكد «حزب الله» على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، أمس، «أننا الآن أمام معطيات جديدة». وقال: «بتقديري، في النهاية سنجد حلاً لموضوع الحكومة. ممكن أن تطول شهراً أو شهرين لكننا سنجد لها حلاً. ليست المشكلة في تشكيل الحكومة وعدم تشكيل الحكومة بل الوضع الاقتصادي مع الناس. ما العمل به؟ سعر صرف الدولار الذي اختلف ما العمل به؟». وأضاف: «لن نناقش شروطاً تمس بسيادة البلد، وشروطاً تجعل لبنان تابعاً لدولة خارجية بسياستها، لا نستطيع أن نتجاوب معها. ونحن مستعدون لتقديم تنازلات لكن ليس على حساب الكرامة والسيادة الوطنية أبداً».

واعتبر عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق في لقاء سياسي أن «الخطوة الأولى اللازمة لإنقاذ البلد تكمن في تشكيل حكومة موثوقة قادرة على إنقاذ البلد من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتنال ثقة الناس قبل ثقة المجلس النيابي، ولا تستجيب لإملاءات ديفيد شينكر ولا (دونالد) ترمب، لأن إملاءات أميركا هي وصفة للفتنة». وحذر «الذين يراهنون على عزل (حزب الله) داخلياً»، مشيراً إلى أنهم «يجب أن يعلموا أن (حزب الله) أكبر من أن يُعزل، وهو أقوى من أن يحاصَر، وما زلنا في موقع القوة والاقتدار أمام العدو الخارجي، وفي موقع متقدم في حماية الوطن من مشاريع الفتنة».

وقال إن «البلد لا يحتمل إلغاء ولا كسر أحد، وإنما يحتمل الذهاب إلى تكليف رئيس حكومة يحظى بموافقة الكتل النيابية الأساسية، لأنه لا يمكن الذهاب برئيس ترفضه أكبر كتلة سنية أو مسيحية، وهذا غير واقعي، وهو وصفة تؤدي إلى وقوع المشكلات». واعتبر أن «إطالة أمد الأزمة ليس لصالح الوطن أو لأي أحد في لبنان، ونحن حريصون جداً على تسريع تشكيل حكومة تنقذ الوطن، ولكن لا نريد أن نحل مشكلة ونوجد مشكلة أكبر، لأن الخلافات والانقسامات السياسية عميقة جداً جداً، ومعوقات تشكيل الحكومة بأسباب داخلية ليست أقل أهمية من أي سبب خارجي».

واعتبر عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله، أن «الأزمة عادت إلى المربع الأول». وقال: «لأنهم يكابرون ويرفضون التنازل لشعبهم، لأنهم ضربوا عرض الحائط بالدستور، لأنهم حاولوا تأليف الحكومة قبل التكليف، لأنهم غلّبوا المصالح الفئوية على الوطنية، لأنهم ما زالوا يتقاسمون الحصص والمراكز، لأنهم يمارسون الترف السياسي من دون حق، شكراً لجهودكم. البلد ينهار. عدنا للمربع الأول».

 

محتجو جنوب لبنان يتحدون الاعتداءات والتهديدات

صور (جنوب لبنان): حنان حمدان/الشرق الأوسط/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

قبل 5 سنوات، لم يجد المختار السابق لبلدة القليلة في جنوب لبنان محمود صالح، من يتكفل بعلاجه عندما أصيب بمرض سرطان الكلى، فتكبّد فوق طاقته كلفة عملية استئصال إحدى كليتيه، التي بلغت 18 ألف دولار آنذاك. تلك المعاناة تمثل أحد أبرز الأسباب التي دفعته للاستمرار بالتظاهر منذ 54 يوماً. وحال المختار صالح يشبه حال كثيرين في مدينة صور وضواحيها، واظبوا على الاعتصام في ساحة العلم، مطالبين بأبسط حقوقهم المعيشية، إلى جانب المطالب الموحدة التي تتلاقى مع مطالب جميع الساحات، وأهمها في الوقت الراهن تشكيل حكومة من اختصاصيين لإنقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي. وتوصف مدينة صور بأنها مدينة التنوع الطائفي والسياسي وتحظى العائلات الكبيرة فيها بنفوذ، وتحيط بها قرى وبلدات يحظى فيها الثنائي الشيعي بأغلبية. ومع ذلك، ركن بعض المعتصمين من المدينة والقرى المحيطة الولاءات السياسية جانباً، وتظاهروا مطالبين بحقوقهم الاجتماعية. ويقول المختار صالح لـ«الشرق الأوسط»: «نزلنا إلى الساحة بسبب الوجع والضيقة الاقتصادية التي نعيشها بفضل السياسيين في لبنان. وما زلنا في الساحات لأنهم لم يبادروا إلى تحقيق أي طلب من مطالب الناس المحقة»، لافتاً إلى أن «المسؤولين في السلطة الذين جلسوا على كراسيهم منذ سنوات طويلة، لم يفكروا بإعطائنا أبسط حقوقنا، أقله في الطبابة وضمان الشيخوخة، وعوضاً عن ذلك أغرقونا بالديون، رغم أننا خرجنا من الحرب الأهلية من دون أي دين عام». وأضاف: «نحن باقون في الساحات حتى تحقيق مطالبنا التي أوجعتنا على مدى الأعوام الماضية». منذ اليوم الأول للتحركات الاحتجاجية في لبنان، شارك المحتجون في مدينة صور في جنوب لبنان بفاعلية، وتعرضوا لمضايقات أبرزها الاعتداءات عليهم من قبل مناصرين حزبيين، وتكسير خيامهم في مرحلة لاحقة في ساحة العلم. ويشير أحد المعتصمين إلى أن صور مدينة صغيرة، والناس يعرف بعضهم بعضاً، وعلى دراية بما آلت إليه الأوضاع المعيشية من تدهور لدى غالبية الناس هناك. ورغم ذلك ما زال البعض يزعجه انتفاضة الناس من أجل تحصيل حقوقهم، في حين يواظب المعتصمون على الاحتجاج في الساحة بعد مرور أكثر من 50 يوماً على بدء الانتفاضة الشعبية.

ويقول محمد حيدر إن «الضغط الحاصل علينا غربل الناس المترددة التي خرجت من الساحة، وهكذا بات الخطاب أكثر نضجاً. والباقون يستحيل أن يتركونها لسبب أساسي، هو أنهم لن يقبلوا بمثل هذه الهزيمة ولا يمكن أن نتخلى عن ثورتنا ببساطة. يمكن أن نختلف على آلية التغيير لكن المطالب تبقى واحدة». ويضيف: «أتنقل يومياً بين عملي والساحة التي أعطيها أولوية أكثر. وغيري كثر. سنبقى ورقة ضغط قوية حتى تحقيق أهدافنا، لا سيّما في ظل لا مبالاة أهل السلطة، وقد أثبت الحراك إمكانية التغيير في أكثر من أمر». في المقابل، لم يتبدل مشهد الساحة في الأيام الماضية، بفارق وحيد، هو زيادة عدد الخيم الموجودة هناك. إذ تمّ تشييد خيمة كبيرة تقي من أمطار الشتاء، لتمكن المعتصمين من المبيت واستكمال اللقاءات الحوارية والنقاشات في الساحة. وتحتوي الخيمة على مقاعد بلاستيكية وبعض الأسرة المتنقلة، وموقد غاز صغير لتحضير القهوة والشاي. ويقول لـ«الشرق الأوسط» حسن درويش، وهو أحد الشبان الذين يوجدون باستمرار في الساحة، إن «الانتفاضة في صور لا تزال على حالها، وهمة الناس أيضاً لم تضعف»، مشيراً إلى أن «أهل صور لن يتركوا الساحة ببساطة وسيكملون حتى تحقيق المطالب».

ويستدل درويش على ذلك بندوات الحوار الداخلية التي لا تزال تعقد يومياً في الخيم، وتتناول مواضيع من صلب مطالب الناس، بينها الواقع الصحي والاقتصادي والطبابة وشكل حكومة التكنوقراط، فضلاً عن تحركات متنقلة أمام الدوائر الرسمية. إضافة إلى ذلك، لم تتوقف المبادرات المدنية، فقد انطلقت السبت الماضي «قافلة الثورة» التي «بدأنا العمل عليها قبل نحو 25 يوماً، وجابت كل ساحات الثورة من الجنوب إلى الشمال»، بحسب ما يقول درويش، لافتاً إلى أن «هدفنا من خلالها كسر الحاجز الطائفي والقول إن ساحات لبنان واحدة، فمثلما استقبلنا في صور زواراً كثيرين من اعتصامات طرابلس والنبطية وبيروت وكفررمان، أتوا ليدعمونا، نحن اليوم من خلال هذه القافلة قمنا برد الزيارة والدعم». ويشير حسن إلى خيمة سيتم افتتاحها قريباً في قلب الساحة، «دعماً لكل محتاج وستكون مفتوحة للجميع، تحتوي ألبسة ومواد غذائية». وأوضح أن «الفكرة الأساسية منها أنها من كل بيت ولكل الناس... فكرنا بهذه المبادرة انطلاقاً من الوضع المعيشي المزري الذي وصل إليه البعض في صور، إذ يبلغ متوسط الدخل نحو 600 ألف ليرة لبنانية ليس أكثر، لا يمكن أن تكفي لتلبية حاجات الناس الأساسية».

عند ساعات الصباح الأولى، بدا لافتاً في الأيام القليلة الماضية، خلو الخيم إلّا من بعض المارة الذين يلقون التحية على من في الخيمة. ويقول المعتصمون إن أعداد الناس تتزايد في ساعات ما بعد الظهر، وينجز الناس أعمالهم اليومية قبل النزول إلى الساحة. ويقول نبيل، وهو أحد المشاركين في الساحة منذ بداية التحركات، إن «مطالب المعتصمين في صور لا تزال على حالها، وفي مقدمتها مكافحة الفساد»، لافتاً إلى أن «الناس نزلت إلى ساحات الاعتصام بسبب الفقر المتفشي والبطالة المرتفعة وتردي الوضع المعيشي... البعض يتّهمنا بأنّنا السبب وراء أزمة النقد والدولار، في حين نحن نزلنا إلى الشارع لتحسين الواقع الاقتصادي، والحقيقة أن سبب الأزمة هو نظام المصارف وسياسة مصرف لبنان». وأضاف: «لن نترك الساحة. ربما تضرر عملي في الوقت الراهن، لكن يوجد ما هو أهم اليوم، وهو التغيير وتحسين الاقتصاد». ولفت إلى «أهمية إعادة تفعيل الحراك لجهة التوجه نحو مؤسسات الدولة، أي بمعنى تطوير العمل الاحتجاجي». ويعبر علي، وهو أحد المعتصمين الذين يبيتون لياليهم في الساحة، عن امتعاضه مما آلت إليه الأمور في السياسة أخيراً، رغم وجود الناس في الشارع. وتساءل: «لماذا لم يتم تشكيل حكومة من اختصاصيين؟ ولماذا لم يسقط المسؤولون بعد؟ لا تراهنوا على تعبنا مع مرور الوقت، فالنفس لا يزال طويلاً».

 

كتلة بري تدين دخول باخرة إسرائيلية إلى المياه الإقليمية اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

شددت كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على «ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة وملاقاة الأجواء الدولية الإيجابية وكذلك التركيز على معالجة الأوضاع المعيشية والأمنية والصحية والمالية والمصرفية». ودانت «الاعتداء الإسرائيلي الأخير على المياه اللبنانية الخالصة، جراء دخول باخرة للمسح الهيدروغرافي تحمل اسم ميد سيرفايور وترفع علم بنما آتية من مرفأ حيفا»، مطالبة الأمم المتحدة بـ«تحمل مسؤوليتها إزاء المخالفة الواضحة لقانون البحار». وترأس بري اجتماعاً للكتلة، أمس، عرض آخر التطورات والمستجدات السياسية وتم التوقف عند الاعتداء الإسرائيلي الأخير على المياه اللبنانية الخالصة. وقال الأمين العام للكتلة النائب أنور الخليل خلال تلاوته البيان إن «انشغال اللبنانيين بعناوين وقضايا، على أهميتها، يجب ألا يحجب النظر عن العدوانية الإسرائيلية المتمادية بحق سيادة لبنان، خصوصاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة جنوباً». ورأت الكتلة أن «دخول هذه الباخرة في المياه الاقتصادية الخالصة التابعة للدولة اللبنانية للقيام بأبحاث علمية لصالح العدو الإسرائيلي يعتبر مخالفة للمادتين 56 و60 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار».

 

أزمة المحروقات في لبنان تدخل الحكومة سوق البنزين

بيروت: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

دخلت الحكومة اللبنانية رسمياً، أمس، في سوق استيراد مادة البنزين بحصة تناهز 10 في المائة من حاجات السوق، بعد تفاقم أزمة المشتقات النفطية في الأسابيع الأخيرة إثر إضراب موزعي المحروقات على خلفية أزمة الدولار. وتعهدت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني، أمس، بأنه «لن تكون هناك أي أزمة بنزين، والسعر سيكون بالليرة اللبنانية». وأعلنت أن شركة فازت بمناقصة شاركت فيها 3 شركات لاستيراد 150 ألف طن من مادة البنزين. وقالت بستاني: «مبروك للشركة الرابحة وللبنانيين، فالدولة دخلت إلى هذا السوق، والأهم أنه لن تكون هناك أي أزمة بنزين، والسعر سيكون بالليرة اللبنانية، وسيعتمد جدول تركيب الأسعار نفسه». وأكدت أنه «إذا تم الإسراع في الإجراءات، فمن المفترض أن تكون أول باخرة في لبنان بعد 15 يوماً، وبناء على هذه التجربة، سنقدر ما إذا كنا سندخل أكثر إلى هذا السوق». وأشارت إلى أن «السوق مفتوح دائماً أمام أي شركة تبغي استيراد المواد النفطية، ويوم الأربعاء هناك مناقصة للمازوت نتمنى من الشركات أن تشارك فيها». وعدّت أن «المواطن استفاد؛ إذ لم تعد هناك أزمة بنزين، ونتطلع لتجاوب السوق، وما إذا كان حاكم مصرف لبنان سيتراجع عن قراره ويعطينا الاعتمادات 100 في المائة بالليرة اللبنانية».

 

ارسلان: هناك فيتو أميركي علىى باسيل... والمطلوب رأس المقاومة

 ليبانون فايلز- الثلاثاء 10 كانون الأول 2019 

اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب طلال ارسلان أنّ: "ما وصل اليه لبنان اليوم من انهيار اقتصادي هو نتيجة السياسات المالية المتبعة في لبنان منذ عام 1992 والتي اعتمدت على الإستدانة." وأضاف في حديث لـ"الميادين": "طريقة إدارة النظام السياسي في البلد لا تشجع الا الفاسدين والفتن السياسية." وحذر من تدخل رجال الدين في السياسة قائلا: " الأخطر في ما جرى بخصوص تسمية الخطيب هو دور رجال الدين وأتمنى ابعادهم عن السياسة." وأكد ارسلان أنّ: "هناك فيتو أميركي على توزير جبران باسيل، والحريري يريد حكومة تكنوقراط وهو على رأسها، فكيف يجوز ذلك ؟!"وأشار في سياق الحديث الى أنّ: "الحريري فاجأ الجميع باستقالته وهو كان ملتزماً بعدم الاستقالة. ولا يمكن أن يكون هو المنقذ من الفساد في لبنان." وشدّد ارسلان أنّ: " المطلوب من خلال استخدام الورقة الإقتصادية هو رأس المقاومة وهو ما لن يحصل."وأسف ارسلان لما نشهده اليوم قائلا: "أملي كان كبيراً في الحراك الذي حصل، أما اليوم فنشهد عدة حراكات في عدد من الساحات وكلّ منها له مطالبه، وأكبر دليل على ذلك ما حصل منذ يومين مع الاقتراب لتسمية الخطيب لرئاسة الحكومة."ورد ارسلان على كلام المطران عودة متمنيا أن يبتعد عن السياسة قائلا: "كنت أتمنى أن لا أراه في هذا الموقف الذي لا يليق به وبما أعرفه عنه، ورجل الدين الذي يمثّل طائفته يجب أن يبتعد عن السياسة وكلامه يجب أن يكون كلاماً مسؤولاً

 

عقوبات بحق “شخصيات مسيحية” لبنانية تساعد “الحزب” قريبا

وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

كل المحاولات المبذولة من جانب السلطة السياسية ومن يناصرها في الداخل والخارج لاسباغ الثورة اللبنانية الشعبية ضد الفساد المُعمم في الدولة من رأسها حتى اخمص قدميها بطابع المؤامرة وشتى انواع العبارات التي تحرفها عن مسارها الحقيقي من تمويل السفارات الى استهداف السلطة والعهد سياسياً، وآخرها كلام للمستشار في الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني قال فيه ان ” الحراك الشعبي في كل من إيران ولبنان والعراق، يسعى لضرب جبهة المقاومة، بما في ذلك إيران،” كل هذه المحاولات، تسقطها الوقائع والمعطيات الميدانية اليومية بضربة الفضائح التي يخرج كل يوم منها جديد الى العلن يكشف النقاب عن عمق الفساد ويدحض الاتهامات فيردها الى اصحابها في لبنان وايران على حد سواء. هذا المنطق تستهجنه اوساط سياسية سيادية عبر “المركزية”  وتدعو ايران ومن ينطق باسمها الى ترك لبنان وشأنه وابعاد “شرها عنه” وهي التي لا تخجل من المجاهرة باستخدامه ساحة لتنفيذ مآربها وخلافاتها وصندوق بريد لرسائلها الاقليمية بدليل ما اعلنه امس قرباني في موقفه بالقول “إذا ارتكبت اسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإننا سنسوي تل أبيب بالأرض من لبنان، من دون الحاجة لمعدات أو إطلاق صواريخ من إيران.” اللهجة الايرانية الاستعلائية، كما تقول المصادر لا تعكس الا مدى التأزم الذي بلغته احوال طهران في ظل اشتداد الخناق حول عنقها الى الحد الاقصى واندلاع موجة الاحتجاجات فيها على اوسع نطاق حيث عمدت السلطة الى تغطيتها بقطع الانترنت عن المواطنين منعا لتواصلهم وقطعا لطريق بث حقيقة المشهد الانتفاضي الايراني ضد السلطة الحاكمة التي تموّل اذرعها العسكرية للتمدد في الدول العربية على حساب شعبها فتدفعه الى الفقر والجوع. وتؤكد ان صفقة تبادل السجينين بين واشنطن وطهران الممكن ان تتبعها صفقات اخرى وفق المعلومات والتي قال عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها “تشير إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع إيران”، حيث افرجت بموجبها طهران عن باحث أميركي صيني الأصل مدان بالتجسس لصالح الولايات المتحدة التي أطلقت سراح عالم إيراني بتهمة محاولة تصدير مواد بيولوجية من الولايات المتحدة إلى إيران دون تصريح، الأمر الذي اعتبر خرقا للعقوبات الأميركية على طهران، ما هي الا مؤشر لمدى حاجة ايران الى الخروج من تقوقعها ونهجها البوليسي الى سياسة الانفتاح، في زمن تعقد فيه صفقات دولية لا سيما بين واشنطن وموسكو حول اوضاع المنطقة وتقاسم النفوذ. ولا يعني شكر ترامب وحديثه عن اتفاق الا تمهيدا لهذه الصفقات وليس كما اعتقد البعض تنازلا اميركيا لمصلحة ايران التي تمنى بالخسارة تلو الاخرى من العراق الى لبنان، تضيف المصادر. فبالنظر الى سياسة الادارة الاميركية، يتبين استمرارها في سياساتها المتشددة تجاه ممارسات طهران العنفية في دول الجوار العربي عبر اذرعها العسكرية، حيث تكشف المصادر عن معلومات تتردد في الاوساط الدبلوماسية الغربية المتابعة لملف لبنان ان وزارة الخزانة الاميركية تعدّ لاصدار دفعة جديدة من العقوبات بحق ما يزيد على 25 شخصية معظمهم من الطائفة المسيحية بتهمة التعامل مع حزب الله وتوفير الدعم المادي له. وتحرص هذه الاوساط على عدم الكشف عن اي من الاسماء بحجة انها غير مطلعة على اللائحة، الا انها تؤكد ان الدفعة قد تصدر قريبا. وتؤكد الاوساط ان الادارة الاميركية مستمرة في تشديد العقوبات على حزب الله وتهادن ايران مقدمة للجلوس حول طاولة المفاوضات، في وقت لم يعد بعيدا على الارجح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل وإيران:تهديدات متبادلة بالحرب..لا تستبعد لبنان

المدن/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

 هدد وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس الثلاثاء، بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، بحجة منعها من الحصول على سلاح نووي، فيما هدد جنرال إيران ب"تسوية تل ابيب بالأرض" من لبنان. واعتبر كاتس أن حزب الله لا يحمي مصالح لبنان. وقال إنه "لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وإذا كان هذا الخيار الأخير، فسنعمل عسكرياً. ولن يردعنا أي تهديد". وأضاف كاتس أن "إسرائيل ليست المتظاهرين العاجزين في إيران والعراق، الذين يُذبحون على أيدي نظام آيات الله. وسنعرف كيف نرد بقوة شديدة على أي تهديد أو استهداف". وتطرق كاتس إلى الاحتجاجات في لبنان، وقال إنها "تكشف وجه (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله الحقيقي كوكيل إيراني مطلق وليس كحامي مصالح لبنان". وجاءت أقوال كاتس رداً على تصريحات أطلقها المستشار في الحرس الثوري الإيراني مرتضى قرباني وقال فيها إن إيران "ستسوي تل أبيب بالأرض من لبنان". لكنه نفى أن إيران تتطلع إلى حيازة سلاح نووي. كذلك قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده سترد ب"حزم وقوة" على أي هجوم إسرائيلي "محتمل". وكان موسوي وقربان يردان على أقوال سابقة لكاتس لصحيفة "كورييرا دي لا سيرا" الإيطالية قال فيها إنه "ينبغي وضع تهديد عسكري مقابل إيران وليس عقوبات فقط. والإيرانيون لا يدركون مع من يلعبون. وإذا أدركوا أنهم قد يُستهدفون بألف صاروخ توماهوك فسيتصرفون بشكل مختلف. ونعلم أنه إذا لم يكن هناك تهديد حقيقي على الحكم نفسه، فلن يعودوا إلى السلوك الصحيح أو يلجمون أنفسهم". قرباني هدد إسرائيل بأنها في حال "ارتكبت أصغر خطأ تجاه إيران سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقاً من لبنان نفسه، من دون الحاجة إلى إطلاق الصواريخ من إيران".

وقال قرباني لوكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية الثلاثاء، إنّ بلاده في مواجهة مستمرة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل منذ أربعين عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية، مشيراً إلى أن هذه الأطراف "تطمح في إيران والمساس بممتلكاتها وقدراتها". وتعليقاً على تهديدات كاتس، قال القيادي في الحرس الثوري: "أولاً نحن لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية وأعلنّا ذلك مراراً، وإسرائيل هي أصغر من أن تستطيع القيام بهذه الحماقات". وأكد أن أيادي القوات المسلحة الإيرانية على الزناد وهي تنتظر أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي "وفي حال صدورها ستنطلق صواريخنا والصهاينة جميعاً سيرفعون أياديهم مستسلمين"، لافتاً إلى أن هذه القوات "لن تخشى من جراثيم الفساد". واعتبر أن "الأحداث في إيران ولبنان والعراق ستستهدف ضرب اتحاد جبهة المقاومة منها الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مهدداً "أعداء" بلاده بأنه في حال "ارتكابهم أصغر حماقة" في مياه الخليج "يعرفون ما هو ردنا". وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رد الاثنين على التهديدات الإسرائيلية قائلاً إن هذه التهديدات "مؤشر ضعف وعجز"، مع تأكيده على أن الرد الإيراني على أي هجوم سيكون "حازماً وقوياً". وقال في تغريدة إن التهديدات الإسرائيلية "تهدف إلى "التستر على الأزمات والمشاكل الداخلية التي يعاني منها قادة الاحتلال". وأكد أن بلاده "لن تتأخر للحظة في الدفاع عن وجودها وأمنها"، مهدداً بأنها "سترد بقوة صارمة تبعث على الندم على أي اعتداء أو تصرف أحمق". وصعّدت إسرائيل من تهديداتها ضد إيران مؤخراً فيما نظر إليه على أنه محاولة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلف اليمين الإسرائيلي لتعويم نفسه انتخابياً والتغطية على المأزق السياسي الي تعاني منه إسرائيل. وهدّد وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينت في وقت سابق بتحويل سوريا إلى "فيتنام ثانية" للقوات الإيرانية، إذا اختارت البقاء هناك. وقال خلال مؤتمر لصحيفة "مكور ريشون"، إنّ إسرائيل قادرة على إخراج القوات الإيرانية من سوريا ومنعها من تحقيق أهدافها على حدود إسرائيل. وبينت الذي يتبنى، منذ تعيينه وزيراً للأمن قبل ثلاثة أسابيع، موقفاً يدعو للانتقال من صد التموضع الإيراني إلى الهجوم مباشرة على القوات الإيرانية، حذّر من استنساخ إيران لتجربتها اللبنانية في سوريا قائلاً: "نقول لإيران إن سوريا ستتحول إلى فيتنامكم، ستغرقون في دمائكم وستنزفون، وسنواصل جهودنا حتى تُخرجوا قواتكم الهجومية من سوريا".

 

جدل في إيطاليا حول مقابلة أجراها التلفزيون الرسمي مع الأسد

روما - لندن: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

أُثير جدل في إيطاليا حول مقابلة أجرتها قناة «راي» الرسمية مع الرئيس السوري بشار الأسد لن يتمّ بثّها في البلاد إلا أنه كان مقررا أن تبث مساء الاثنين في سوريا. وأجرت المقابلة الصحافية السابقة مونيكا ماجوني، وهي حالياً مديرة قناة «راي كوم» التي تُعنى بإعادة بثّ برامج قناة «راي» إلى العالم. وسبق أن أجرت ماجوني مقابلة مع الرئيس السوري في الماضي، وتمكنت بفضل معارفها في أوساطه أن تجري هذه المقابلة الحصرية معه في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، ولدى عودتها إلى إيطاليا، طُرح سؤال: في أي برنامج وعلى أي قناة سيتمّ بثّ المقابلة؟ وكان هناك اقتراح لبثّها على القناة الإخبارية «راي نيوز 24» لكن نقابات شبكة «راي» عارضت الأمر. ونددت النقابات بفكرة بثّ مقابلة أجراها شخص من خارج فريق التحرير ويشغل وظيفة إدارية ولم يعد صحافياً، فيما تضمّ شبكة «راي» أكثر من 1700 صحافي، بحسب صحيفة «ال فاتو كوتيديانو».وقرر المسؤولون الرئيسيون في «راي» إرجاء بثّ المقابلة إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان من المقرر أن تُبثّ في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) على «راي نيوز 24»، وكان يُفترض أن تُنقل في الوقت نفسه على وسائل الإعلام السورية. من الجانب السوري، أعلنت الرئاسة السورية في بيان السبت أنه في حال لم يتم بثّ «اللقاء كاملاً عبر محطة راي نيوز 24 خلال اليومين القادمين»، فإنها ستبثّه عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الوطني اليوم الاثنين عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (07:00 ت غ). واعتبر المكتب الإعلامي للرئاسة السورية أنه «كان حرياً بوسيلة إعلامية أوروبية أن تتقيد بالمبادئ التي يدعيها الغرب» خصوصا أن إيطاليا هي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي حيث «يُفترض أن تكون الحريات الإعلامية والرأي والرأي الآخر جزءاً أساسياً من قيمه». وأشارت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية إلى أنه «من غير المرجّح» حالياً أن تبثّ قناة «راي» المقابلة.

 

غانتس يقترح على نتنياهو التنازل عن الحصانة مقابل «حكومة وحدة» ومحاولة أخيرة لمنع انتخابات الكنيست في 2 مارس المقبل

تل أبيب: نظير مجلي/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

بعد الاتفاق بين الحزبين الكبيرين في إسرائيل؛ «الليكود» و«كحول لفان» (أزرق أبيض)، على إجراء انتخابات برلمانية جديدة في 2 مارس (آذار) من السنة المقبلة، خرج رئيس الحزب الأخير المعروف بـ«حزب الجنرالات»، بيني غانتس، أمس (الاثنين)، باقتراح موجه إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يدعوه فيه إلى التنازل عن حصانته البرلمانية مقابل الدخول في «مفاوضات لا تتوقف إلا بإعلان الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بيننا». ورد «الليكود» باستخفاف على الاقتراح، وسرّب إلى وسائل الإعلام أنه يسعى إلى تشكيل حكومة يمينية ضيّقة بالتحالف مع أفيغدور ليبرمان والأحزاب الدينية.

وقال مقرب من غانتس إن اقتراحه لا يعني التخلي عن حقه في تولي رئاسة الحكومة أولاً، وإنما يهدف إلى فتح الباب أمام نتنياهو ليبقى في الحكومة بمكانة رفيعة ومميزة، خلال محاكمته في ملفات الفساد الثلاثة المتهم بها. فعلى سبيل المثال، يُعطى نتنياهو، بموجب اقتراح غانتس، منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، ويتم سن قانون خاص يعطي هذا المنصب طابعاً تنفيذياً قوياً في الحكومة. وبذلك يحظى نتنياهو بما يريده من احترام في المحكمة بصفته الرسمية هذه، ويمنح شروطاً تسهيلية للظهور في المحكمة. فإذا انتهت المحكمة بإدانته بالتهم، يستقيل من الحكومة وينفّذ الحكم. وإذا تمت تبرئته، يعود رئيس حكومة فوراً لمدة سنتين. وكان غانتس قد اتفق مع نائبه في «كحول لفان»، يائير لبيد، على إلغاء اتفاق سابق بينهما للتناوب على رئاسة الحزب وعلى رئاسة الحكومة لو فاز الحزب بالمنصب. وقال لبيد، أمس، إنه وافق على هذا التنازل لأن ما يهمه هو مصلحة الدولة وليس مصلحته الشخصية. وأضاف أنه بذلك يزيل عقبة أخرى أمام إمكانية تشكيل حكومة وحدة، يكون فيها التناوب بين غانتس وممثل «الليكود». وفي رد على سؤال بخصوص الشرط الذي وضعه الحزب بألا يشترك مع نتنياهو في حكومة ما دام هناك لائحة اتهام، قال: «المهم هو المبدأ الذي وضعناه ونصرّ عليه، وهو عدم السماح لشخص أن يتولى منصب رئيس حكومة وهو يواجه لائحة اتهام». يُذكر أن ممثلي حزبي «الليكود» و«كحول لفان» اتفقا، أمس، على موعد لإجراء الانتخابات لو فشلت جهود تشكيل حكومة، وهو يوم الاثنين 2 مارس (آذار) 2020. وفي هذا خرق للعادة المتبعة بإجراء الانتخابات فقط أيام الثلاثاء، كونه يوم السعد وفق التقاليد الدينية اليهودية. ومنذ قيام دولة إسرائيل، جرت الانتخابات البرلمانية فيها 21 مرة أيام ثلاثاء، باستثناء سنة 1984 حيث جرت الخميس، وفي سنة 1996 حيث جرت الأربعاء. وهذه المرة، وبما أن الكنيست (البرلمان) سيحل نفسه في منتصف الليلة المقبلة (الأربعاء - الخميس)، فإن القانون ينص على إجراء الانتخابات بعد 90 يوماً. وهذا يعني أن تجرى في يوم الثلاثاء 10 مارس 2020. لكن هذا اليوم يصادف عيد المساخر لدى اليهود. فقرر «الليكود» تأجيلها أسبوعاً. وهنا أيضاً تدخلت الأحزاب الدينية، وقالت إن يوم 17 مارس سيكون عيد ميلاد أحد كبار رجال الدين لديهم. فطلب «الليكود» إجراءها في 24 مارس. فاعترض «كحول لفان» وعرض إجراءها في 3 مارس. وهنا اعترض الجيش، لأن في هذا اليوم يتم إحياء ذكرى الجنود اليتامى والجنود الذين لم يتم دفنهم وبقوا مفقودين. فاتفق الحزبان، أمس، على تغيير التقليد وإجراء الانتخابات في يوم الاثنين 2 مارس.

ومع ذلك، فقد عبّر غانتس عن تفاؤله، أمس، بإمكان تشكيل حكومة وتجنب إجراء انتخابات ثالثة في أقل من سنة واحدة. وقال إن هناك 3 أيام حتى تنتهي مهلة الـ21 يوماً الممنوحة للكنيست لتكليف أحد أعضائه بتشكيل الحكومة، و«إذا وافق نتنياهو على اقتراحي الجديد، سنجلس معاً ولا نفضّ الجلسة حتى نتفق على شروط تشكيل هذه الحكومة». لكن قلة من السياسيين يشاركون غانتس في تفاؤله. وقد بدأ الاستعداد للانتخابات في كل الأحزاب، وباشرت لجنة الانتخابات المركزية إجراءات سن قانون الانتخابات وتشكيل طواقمها. وقررت محكمة العدل العليا تفريغ أحد قضاتها، القاضي نيل هندل، رئيساً للجنة الانتخابات المركزية بدلاً من الرئيس المنتهية ولايته. كذلك صادق المجلس المركزي لحزب «الليكود» على طلب زعيمه، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، وقرر بغالبية ساحقة من الأصوات عدم إجراء انتخابات تمهيدية لقائمة الحزب التي ستترشح للكنيست الـ23. وإجراء منافسة على رئاسة الحزب بعد شهر. وقد ساد جو من الصخب في الجلسة، عندما دخل إلى القاعة الوزير السابق، النائب جدعون ساعر، الذي قرر أن يتنافس ضد نتنياهو على رئاسة «الليكود»، فصاح به مؤيدو نتنياهو: «أنت خائن» و«تطعن نتنياهو في ظهره»، في حين راح مؤيدوه يهتفون له. وقال ساعر: «أنا مصمم على الترشح لقيادة الحزب وتشكيل حكومة يقودها الليكود توحّد الشعب في النهاية، من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية المستمرة». وعاد ليؤكد موقفه أن الحزب سيخسر المعركة إذا بقي نتنياهو رئيساً للقائمة. تجدر الإشارة إلى أن نتائج استطلاع جديد للرأي، نشرت أمس، دلت على أن الانتخابات المقبلة سوف تسفر عن النتائج نفسها تقريباً للانتخابات السابقة، ولن تأتي بحل جذري للأزمة السياسية. وقد أجري الاستطلاع لصالح القناة الأولى للتلفزيون الرسمي «كان»، وبدا منه أن تحالف «كحول لفان» ستزيد حصته مقعدين (من 33 إلى 35)، و«الليكود» أيضاً سيزيد بمقعدين (من 32 إلى 34)، في حال أجريت انتخابات ثالثة. ولكن الزيادة لكل طرف ستأتي على حساب حزب آخر في معسكره. وبالمجمل، سيزيد معسكر اليمين بمقعد واحد (من 55 إلى 56 مقعداً) واليسار الوسط والعرب سيخسر مقعداً واحداً (من 58 حالياً إلى 57)، وسيخسر حزب اليهود الروس بقيادة أفيغدور ليبرمان مقعداً واحداً ويصبح 7 مقاعد، ولكنه سيبقى قبة الميزان. وقد أكد الاستطلاع أن «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية، ستحافظ على قوتها (13 مقعداً) وتظل القوة الثالثة في الكنيست. ويشير الاستطلاع إلى أن 41 في المائة من الإسرائيليين يفضلون نتنياهو رئيساً للحكومة المقبلة، فيما يحل بعده غانتس، بدعم 38 في المائة ممن شملهم الاستطلاع. وقال 17 في المائة من مصوتي «كحول لفان»، إنهم يفضلون جدعون ساعر على غانتس في رئاسة الحكومة.

 

استقالة عبد المهدي تحرج القوى السياسية العراقية وسط رفض الشارع للمرشح البديل

بغداد: حمزة مصطفى»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

يبدو أن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي «ضيع المشيتين» كما يقول العراقيون. فعبد المهدي الذي تحول إلى مجرد رئيس وزراء لتصريف الأعمال اليومية بات يجد نفسه في حرج بالغ ما دام لم يعد يملك مزيداً من الصلاحيات.

وفي حين يجيز الدستور في أحد بنوده لرئيس الجمهورية برهم صالح الحلول محل رئيس الوزراء عند «خلو المنصب لأي سبب كان»، فإن مادة أخرى في الدستور تقول إن رئيس الوزراء يتحول بعد الاستقالة أو الإقالة إلى تصريف الأعمال لحين اختيار البديل. البديل لم يعد بيد أحد منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما بدأ الحراك الشعبي غير المسبوق في العراق. رئيس الجمهورية، الذي يملك، وفق الدستور، صلاحية اختيار مرشح آخر لمنصب رئيس الوزراء بعد الانتهاء من قصة «الكتلة الأكبر»، لا يستطيع تجاوز الكتل السياسية والبرلمان؛ حيث لا بد لأي مرشح من أن يحظى بثقة الغالبية العظمى من عدد أعضاء البرلمان لكي ينال المرشح المنصب. عامل آخر دخل بقوة هذه المرة ليس على رئيس الجمهورية الذي بات بعض الكتل يضغط عليه لاستخدام صلاحيات كانت «مضمومة» عنه أيام كانت الكتل هي التي تتسيّد المشهد وتعدّ صلاحيات رئيس الجمهورية مجرد بروتوكولية، وهذا العامل يتمثل في الحراك الشعبي الرافض لأي مرشح لمنصب رئاسة الوزراء من بين أعضاء الطبقة السياسية. وفي هذا الوضع، بات الجميع يدور في حلقة مفرغة في وقت لم يبق فيه على نهاية المهلة الدستورية سوى 5 أيام ستكون حاسمة والأكثر إحراجاً للجميع. عبد المهدي أعلن من جهته أنه يرغب في ألا تستمر فترة تصريف الأعمال اليومية. أما الشارع المنتفض فبات يلعب على أعصاب القوى السياسية. فلا هو يقبل بمرشح من قبلها، ولا هو يطرح مرشحاً من قبله. هذه المعادلة التي تبدو شديدة الاختلال يفسرها عضو البرلمان العراقي عن «كتلة الفتح» محمد سالم الغبان، وزير الداخلية الأسبق، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً إن «العراق فقد البوصلة، ونحن على أعتاب الفوضى نتيجة نجاح مخطط الأعداء بتوظيفهم قضية حقة؛ انعدام ثقة الشعب والمرجعية بالطبقة السياسية، نتيجة تراكمات 16 عاماً من الفشل وسوء الإدارة وعدم جديتهم وغياب الإرادة الصادقة في الإصلاح». ويضيف الغبان: «لم يعد أي توصيف للمعايير والمواصفات لرئيس الوزراء مجدياً؛ فالتوجه الحالي يقضي برفض أي سياسي متصدٍّ سابقاً؛ وإن كان ذا كفاءة ومخلصاً بل وناجحاً بالتجربة». ويتساءل الغبان: «في حال طرحنا مرشحاً مستقلاً سياسياً ولم يتصدّ سابقاً لأي مهمة، فهل هناك أي مؤشر أو مقياس لنجاحه في ظل ظروف استثنائية لدولة هشة في جميع جوانبها، تعصف بها الصراعات المحلية والخارجية؟». ويقول الغبان: «سبق أن جربنا وزراء مستقلين تكنوقراط في ظل ظروف أفضل، فلم يكن حالهم على أقل تقدير أفضل من السياسيين أو الحزبيين، فما بالك بأن تأتي بشخصية مستقلة لمنصب رئيس وزراء وفي ظل هذه الظروف الحرجة من العملية السياسية المتأرجحة». ويمضي قائلاً إن «الأهم من كل ذلك هو أنه في حال أتى رئيس وزراء على مقاسات أميركية بحيث يتمحور مع سياسات إيران لجهة محور المقاومة، أو إنهاء النفوذ الإيراني وحل (الحشد) ويحدد دور المرجعية الدينية، فإن ذلك يعني أن إيران سوف تقف بالضد منه بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ وعلاقات وتأثير على القوى السياسية العراقية».

في مقابل ذلك، يرى القيادي البارز في «جبهة الإنقاذ والتنمية» أثيل النجيفي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «المطلوب من رئيس الوزراء المقبل مهمة واحدة فقط؛ وهي إجراء انتخابات تعبّر عن حقيقة الشارع العراقي، وتنجح بإيصال ممثلين حقيقيين يمكنهم تمثيل الشارع وتهدئة الأوضاع». وأضاف أن «مواصفات رئيس الوزراء يجب أن تتحدد بهذه الغاية»، مبيناً أن «مثل هذه المواصفات لا تتوفر إلا في شخصية مستقلة بعيدة عن الأحزاب والقوى وتأثيراتها، فضلاً عن أنه ينبغي ألا يمارس دوراً سياسياً في المستقبل، وأن يكون قوياً بما يكفي لكيلا ينصاع لرغبات الأحزاب وتزويرهم للانتخابات المقبلة».

وكانت معلومات أشارت إلى أن الكتل السياسية وصلت للقرار النهائي باختيار مرشح لرئاسة الحكومة وطرح اسمه خلال الأيام القليلة المقبلة مع بدء العد التنازلي لانتهاء المدة الدستورية لرئيس الجمهورية لاختيار رئيس وزراء جديد. وطبقا للمعلومات؛ فقد تم تحديد 6 شروط أساسية واجبة التنفيذ لتسلم المنصب، طبقاً لما أعلنه عضو البرلمان العراقي عن «الفتح» محمد البلداوي، مبيناً أن «المرشح يجب أن يحظى بقبول من المرجعية والجماهير في العراق»، مرجحاً «الإعلان عن الاسم بشكل نهائي نهاية الأسبوع الحالي بعد التوافق بين الكتل السياسية على الشخصية الأنسب بحسب المواصفات الموضوعة».

 

تصاعد وتيرة الاحتجاجات في العراق رغم اغتيال ناشط مدني بارز و4 صواريخ أخطأت هدفها وأصابت مقراً لجهاز مكافحة الإرهاب قرب مطار بغداد

بغداد: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

لم يؤثر اغتيال ناشط مدني مساء الأحد في جنوب العراق على سير الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العراقية واتساع النفوذ الإيراني، رغم القمع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 450 شخصاً منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول). واغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي (53 عاماً) برصاص مجهولين في وقت متأخر الأحد، في مدينة كربلاء، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من المظاهرات المناهضة للحكومة، حسبما ذكر شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. ونظم له صباح أمس، تشييع مهيب شارك فيه آلاف الأشخاص، في مدينة كربلاء.

وقُتل أكثر من 450 شخصاً وجُرح عشرون ألفاً خلال الاحتجاجات التي تجري في بغداد ومدن جنوبية عدة منذ شهرين. وتواصلت أمس الاحتجاجات في العاصمة وغالبية مدن جنوب البلاد، للمطالبة بـ«إسقاط النظام» ورفض الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والفشل في إدارة البلاد. وأطلقت دعوات للتظاهر اليوم الذي عطل فيه الدوام الرسمي بمناسبة الانتصار على تنظيم «داعش»، فيما حذرت قيادات الحشد الشعبي من «فوضى عارمة». ويواصل آلاف المحتجين التواجد في ساحة التحرير الرمزية، التي تمثل قلب الاحتجاجات وسط بغداد، وحيث تنتشر خيام لإيواء متظاهرين شباب. وتعرض مرآب يسيطر عليه محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير، مساء الجمعة إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهراً على الأقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما أدى الهجوم الذي ولد سخطاً واسعاً في البلاد، إلى إصابة نحو مائة شخص بجروح، وفقاً للمصادر. ودعت البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول الغربية، الحكومة العراقية إلى عدم السماح للجماعات المسلحة بـ«العمل خارج سيطرتها». وعلى إثر ذلك استدعت وزارة الخارجية العراقية سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا احتجاجاً على «التدخل المرفوض» في الشؤون الداخلية إثر إصدارها البيان الذي أدان أحداث ليلة الجمعة الدامية في السنك القريبة من ساحة التحرير وسط بغداد. ودون ذكر اسم فصيل محدد، قال سفراء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إنهم «يشجعون الحكومة على ضمان (...) إبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاجات». ووسط تبادل الاتهامات بين الكثير من الفصائل المسلحة بشأن ما حصل خلال عملية اقتحام ساحة الخلاني فقد قرر مجلس الأمن الوطني في العراق سحب جميع فصائل الحشد الشعبي من العاصمة بغداد فوراً ومنع تحرك أي فصيل من الحشد من مواقعه إلا بموافقة مسبقة. وقالت معلومات صحافية إن «رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الذي حضر اجتماع مجلس الأمن واجه انتقادات قوية بعد هجمات تعرض لها المتظاهرون في جسر السنك وساحة الخلاني والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى ليلة الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول)». وشُكل الحشد الشعبي بموجب فتوى من المرجعية الشيعية عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش». ويتألف الحشد بصورة رئيسية، من فصائل شيعية موالية لإيران، توجد منذ سنوات في العراق لكنها باتت اليوم جزءاً من القوات الأمنية للبلاد. من ناحية ثانية، أخطأت أربعة صواريخ كاتيوشا كانت متوجهة إلى معسكر للقوات الأميركية في محيط مطار بغداد الدولي فسقطت على معسكر لجهاز مكافحة الإرهاب الذي يعد القوة الضاربة للجيش العراقي. واكتفت خلية الإعلام الأمني بعرض قصة الصواريخ التي روعت سكان أحياء جنوب غربي بغداد فجر الاثنين عبر بيان مقتضب جاء فيه أن «4 صواريخ كاتيوشا سقطت على أحد المعسكرات المحيطة بمطار بغداد الدولي أدت إلى إصابة ستة مقاتلين». وأضاف البيان أن «قواتنا الأمنية باشرت بتفتيش المناطق وعثرت على منصة إطلاق الصواريخ مع وجود صواريخ تعطل إطلاقها». وأعلنت سلطات مطار بغداد الدولي أن الحركة في المطار طبيعية وأن الحادث لم يؤثر على انسيابية الرحلات من وإلى مطار بغداد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا دولارات ستأتي إلى لبنان: «خُذوا إعاشة»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

مقالات خاصةبلد الطوايف... طايف!إستعادة شباب الوجه بلا جراحة تجميليّةنغم حيدر: آراء القرّاء لا يمكن أن تحلّ محلّ النقدالمزيدإنها أيام بالغة الدِقّة، فعام 2020 لن يبدأ إلّا ويكون لبنان قد أدرك مصيره بين خيارين: إمّا التسوية التي تمهِّد للحل خلال أشهر، وإمّا الانزلاق المرير إلى الهاوية بلا كوابح. وصحيح أنّ الجميع يعرفون المخاطر ويتهيّبون الانهيار والفوضى، لكن التناغم القائم على التعطيل بين القوى الداخلية والخارجية ربما يقود إلى الكارثة. في العمق، الجميع يريدون الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، ولو قالوا غير ذلك. فكلهم خائفون من الآتي، ويعرفون أنّ الانهيار الذي يبدأ مالياً ونقدياً واقتصادياً سرعان ما سيتحوّل انهياراً اجتماعياً، وربما أمنياً. وفي هذه الحال، لن يصمد البلد، ولن تكون هناك قيمة لأي سلطة فيه. لذلك، الذين يطرحون الاسم تلو الآخر لرئاسة الحكومة، بدلاً من الحريري، إنما يناورون بالتأكيد، ويريدون رفع سقف التفاوض مع الحريري نفسه… أو مع ما يمثِّل ومَن يمثِّل، لأنه الأقدر على مخاطبة المجتمع الدولي خلال مرحلة يبدو فيها الدعم الخارجي مسألة حياة أو موت للبنان. ووفق المطّلعين، حتى الاستشارات النيابية الملزمة لم يكن من المطلوب إجراؤها في موعدها الذي كان مقرَّراً أمس وتسمية المهندس سمير خطيب، بل كان متوقعاً أن يلجأ الحراك الشعبي إلى إقفال الطرق وتعطيل الاستشارات احتجاجاً. وحينذاك، ينفض أهل السلطة أيديهم من تهمة التلكؤ عن الدعوة إلى الاستشارات ويردّونها إلى مُطلقيها، أي الحراك. لكنّ موقف دار الفتوى حسم الأمر باكراً.

«الثنائي الشيعي» يريد الحريري حتماً في رئاسة الحكومة، و«التيار الوطني الحر» أيضاً. وحتى القوى الداعية إلى حكومة تكنوقراط، وتُرَشِّح نواف سلام مثلاً أو سواه، لا تعترض على الحريري إذا عاد ضمن تسوية مرحلية تدير المرحلة لأشهر عدّة، شرط أن تنسجم التركيبة الحكومية وبرنامجها مع مطالب الانتفاضة.

وفي هذه النقطة تحديداً تكمن مشكلة «الثنائي» و«التيار» مع الحريري: هو يتمسّك بحكومة التكنوقراط تجاوباً مع القوى الدولية، ولاسيما الولايات المتحدة، لأنها تقلّص نفوذ إيران في السلطة في لبنان. في المقابل، يرفضها «حزب الله» ويصرّ على التركيبة التكنو-سياسية لأنها تضمن استمرار نفوذه، كما هو حالياً.

فـ»الحزب» لا يجد نفسه مضطراً إلى استعجال التنازل داخلياً، ما دامت الأزمة الداخلية ترجمة للصراع الكبير بين واشنطن وطهران. وهو بالتأكيد لا يبادر إلى اعتماد أي خيار داخلي إلّا بالتنسيق مع طهران، سواء لجهة التنازل أو التشدّد.

ولا يبدو «الحزب» مقبلاً على إحداث تحوّلات مهمّة في موقفه، لأن لا شيء يوحي بتطورات قريبة في أفق الصراع الأميركي- الإيراني. ومن الواضح أنّ الإيرانيين يراهنون على «حَشر» إدارة الرئيس دونالد ترامب بعامل الوقت، مع دخوله العام الأخير من الولاية. وفي المقابل، قد يتشدَّد ترامب في الملف الإيراني، خصوصاً إذا كانت حساباته ترجِّح التجديد له ولاية ثانية.

وفي هذه الحال، سيكون لبنان في عين العاصفة، لأنّ الإدارة الأميركية لن تزيد مستوى ضغوطها على «الحزب» فحسب، بل على حلفائه وأركان الحكم ولبنان عموماً. ومن باب الضغط، يتبلَّغ المسؤولون عبر مرجعيات وأقنية كثيرة أنّ لبنان لن يتلقّى دولاراً واحداً من المساعدات التي يرجو تحصيلها ليتمكن من الصمود خلال هذه المرحلة. وعلى العكس، سيتم التضييق على الواقع المالي والاقتصادي والنقدي في لبنان من أجل الضغط على «الحزب» والسلطة السياسية عموماً. وفي الترجمة الفورية، سيؤدي ذلك إلى سقوط لبنان في الهاوية لأن لا قدرة له إطلاقاً على مواجهة الولايات المتحدة.

وهذا المسار من التشدُّد الأميركي بدأ قبل 3 سنوات، لكنه ازداد قسوة بعد إيعاز الأميركيين إلى حلفائهم الغربيين والعرب كي يقفلوا «حَنفية» الدعم مهما اشتد الخناق على لبنان، ومهما بذل لبنان من مَساع ولجأ إلى وساطات. ولذلك، باءت بالفشل محاولات الحريري «استمالة» الدعم الفرنسي والخليجي قبل 17 تشرين الأول، كما ستفشل محاولته الأخيرة بتوجيه رسائل إلى بعض أصدقاء لبنان.

وهذا المناخ عبّر عنه المستوى العالي من الوضوح والجرأة في الدعوة التي تلقّاها لبنان إلى مؤتمر أصدقائه المقرَّر غداً في باريس. فقد عبّر الفرنسيون عن «قلق شديد» إزاء استقرار لبنان المعرَّض «للخطر». لكنهم لم يتراجعوا عن موقفهم: لا بدّ من الإصلاحات، ومن «حكومة فعّالة وذات صدقية سريعاً، والتجاوب مع التطلعات التي عبَّر عنها اللبنانيون»، أي الانتقاضة الشعبية. وهذا يعني أنّ الفرنسيين استبقوا المؤتمر بالتأكيد: لا تتوقعوا منّا أي مساعدة مالية في هذا المناخ! قد بذل الفرنسيون حتى اليوم جهوداً لدعم لبنان وصديقهم الحريري والمساعدة على منع الانهيار، أو تأخيره قدر الإمكان لعلَّ الوقت يتيح إنتاج تسوية في اللحظة القاتلة. وهم مستنفرون للتوسط بين «الحزب» والأميركيين، ويحاولون تدوير زوايا الحكومة على الطريقة اللبنانية، أي وفق معادلة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم». لكنهم يصطدمون بتصلّب إيراني وبنهج أميركي أكثر تشدداً.

وكذلك، ستبقى مساعدات «سيدر» محجوبة قسراً، لأن لا ضوء أخضر أميركياً لتزويد لبنان ولو بحفنة من الدولارات تبقيه على قيد الحياة. وفي هذه الأجواء، سيتم التجاوب مع لبنان من باب «الشفقة» بتقديم مساعدات إنسانية لا أكثر. وهذا ما طالبَ به الحريري في رسائله الأخيرة إلى الدول الصديقة، والتي تضمّنت للمرة الأولى إشارات إلى «إغاثة لبنان» تموينياً. وهكذا، فإنّ المغرمين بتحويل لبنان واحدةً من «جمهوريات الموز»، سيحققون أحلامهم. فليُحضِروا الصحون الفارغة والأمعاء الفارغة. «دِسْت» الإعاشة العربي والدولي جاهز. فلتأتِ الفضائيات لتتفرّج، كما تفرجت على شوارع نفاياتنا قبل أعوام… في أي حال، بعضٌ من شعبنا لا يتورّع عن التفتيش فيها ليملأ صحنه.

 

الأقوى في طائفته: السحر ينقلب على الساحر

غسان حجار/النهار/الأربعاء 11 كانون الأول/2019

علت التنديدات باعلان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان الطائفة السنية تؤيد الرئيس سعد الحريري، ولا اخر سواه، لترؤس الحكومة المقبلة. الاعلان في ذاته خطأ كبير، لانه يلغي دور مجلس النواب، ويلغي الاستشارات النيابية، ويعلن النتيجة سلفا، ويضرب بعرض الحائط عمل المؤسسات، ويضع الرئاسة الاولى والثانية على الرف. والاهم انه يلغي فكرة الدولة لمصلحة الطوائف والمذاهب. وقد ارتفع اكثر من صوت يعتبر ان في الاعلان ضرباً لاتفاق الطائف، ونسف اساساته بما يتيح العمل على تعديله، مع كمية تخويف اضافية للمسيحيين بان كل تعديل يذهب باتجاه المثالثة في الدولة بدل المناصفة القائمة شكليا منذ الطائف عندما تقاسم السنة والشيعة والدروز الجزء الاكبر من حصة المسيحيين. وغرّد النائب فيصل كرامي قائلاً “الطائف باي باي وبأيدي السنة قبل سواهم”. وقال الوزير السابق يوسف سلامه في تغريدة مماثلة “الغت المذهبية الاستشارات الملزمة ونعت دستور الطائف” لكنه اكمل مصوبا الامور “وكان سبق ذلك فرض الاقوى مذهبيا في رئاستي المجلس والجمهورية”. والواقع ان اللجوء الى كنف المذاهب والاستعانة بها، بل الاستقواء بها، واحيانا استغلالها، اجراء معتمد ومتنقل بين الطوائف كلها، اذ ان اعتماد الاقوى في طائفته صار عرفا ولا يجوز استثناء السنّة منه.

فالرئيس القوي عند المسيحيين، لم يرض الا مرغما برئاسة الرئيس ميشال سليمان في اتفاق الدوحة، وظل يعارضه، ويضع العصي في الدواليب امام العجلة الحكومية، فتأخرت ولادة الحكومات نزولا عند رغبته ولتلبية شروطه، وصولا الى الفراغ الرئاسي لنحو سنتين، لايصال “الرئيس القوي” بعدما تدخلت بكركي فحصرت الترشح بالاربعة الموارنة الاقوياء واقصت الاخرين. فهل كانت تلك التصرفات تقيم وزنا لاتفاق الطائف؟

اما على المستوى الشيعي، فحدث ولا حرج ايضا، والدليل اول من امس في رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان على المطران الياس عودة من منطلق شيعي فقط. والكل يذكر كيف حاول النائب السابق عقاب صقر- ولو من باب النكايات – الترشح لرئاسة مجلس النواب في مواجهة الرئيس نبيه بري عندما حصلت قوى 14 اذار على الاكثرية النيابية، الا انه جبه برفض هذه القوى لان بري محط اجماع القوى الشيعية الدينية والسياسية. ونذكر ايضا تاريخ 7 ايار 2008 عندما تحرك “جيش الشيعة” رفضا لقرار ملتبس عن مجلس الوزراء. فهل كانت كل هذه التصرفات تحترم الدستور وتحافظ عليه؟

ما حصل امس لدى السنة يذهب الى ما سبقهم اليه ابناء الطوائف الاخرى، او ربما هو تكرار لمواقف ولقاءات كانت تحصل قبل اندلاع الحرب. ويتذكر البعض الحكومة العسكرية برئاسة العميد المتقاعد نور الدين الرفاعي في العام 1975 في عهد الرئيس سليمان فرنجيه، ومساهمة دار الفتوى في تسريع استقالتها، وايضا رفض البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير اسقاط الرئيس اميل لحود. لعل الحملات، وتسارع الاحداث، تنسي محطات مماثلة، وتهديدات بنسف الطائف لمصلحة طائفة على اخرى. في النتيجة، السحر ينقلب على الساحر، بل ربما على الوطن كله، وعلى مواطنيه الشرفاء اولا واخيرا.

 

حزب الله يحرّض وجمهور الممانعة يهاجم خيمة "الملتقى"

وليد حسين/المدن/الأربعاء 11 كانون الأول/2019

لم يكن الهجوم البربري على خيمة "الملتقى" بالقرب من اللعازارية بسبب قول مقدم الجلسة "دولة إسرائيل"، خلال مناقشة الحاضرين في الندوة، التي أتت بعنوان "الحياد مفهوم الاستراتيجي لعودة ازدهار لبنان". فقد استُبقت الندوة منذ الصباح بحملة شرسة شنها محور الممانعة وجلاوزته. ولم يقتصر الأمر على تغريدات إعلاميين حزبلاهيين وصحبهم. حتى من حضر للاعتراض ومحاولة حرق الخيمة، لم يكن يعلم ماذا قيل فيها. ولم يعرف إذا كانت مشاركته في هذه الغزوة "المجيدة" بسبب تلفظ كلمة دولة إسرائيل من عدمها. حتى أن اللغط طال جميع المتجمعين في الساحة، سواء من أتى لحرق الخيمة بمن فيها أو من أتى للدفاع عنها. فالجميع كان يتحدث أن السفير السابق هشام حمدان هو من قال "دولة إسرائيل" ولم يقل عنها دولة الكيان الغاصب وخلافه. بينما وقائع الجلسة تثبت بما لا يدع الشك أن ما شيع غير صحيح ومن حضر أتى للتخريب فحسب. فالكلمة لم تصل حتى إلى السفير السابق، إذ عملت الصبية اليسارية المجهرية على تطيير الجلسة، حتى قبل أن يكمل مقدم النقاش كلامه. وقال الأخير حرفياً، كما يظهر في شريط الفيديو، في معرض حديثه عن التحديات التي تواجه لبنان أنه "يوجد صراع مع عدو يتربص بنا منذ تأسيس دولة إسرائيل". لكن وبعد أن أكمل كلامه لدقائق عدة، أتت التعليمات لتطيير الجلسة فهب بعض الحاضرين هاتفين "يا فلسطين نحنا معاكي للموت"، وعلت الهتافات والصرخات وجرى هرج ومرج وصل ألى حد استدعاء جحافل يسارية للقضاء على الخيمة و"وكر الجواسيس والعملاء". 

فأحد الغاضبين اليساريين راحت به مخيلة التحريض إلى القول إن أحدهم قال نريد التطبيع التجاري والاقتصادي مع إسرائيل كي يزدهر لبنان. وعندما حاولنا أن نستفسر منه إذا ما كان حاضراً على هذا الكلام الخطير كان رده: "لا لقد قالوا لنا أنه قال هذا الكلام".

هذا الغضب المفتعل الذي انساق خلفه يساريون وشيوعيون، عوضاً، أو تكافلاً وتضامناً مع حزب الله وخطابه، يشي بأن ساحة اللعازارية لن تكون "للخونة والعملاء" كما راح يصدح المنفعلون على خطاب لم يسمعوه بل قيل لهم كذا وكذا. كما لو أن خيمة الملتقى التي عقدت نحو 35 جلسة حوارية عن النظام الطائفي والدولة المدنية والجامعة اللبنانية والفساد في قطاع الكهرباء والسياسات الاقتصادية والمالية، والتي فصلت وشرحت عمل المصارف والفساد والهدر وكل ما خرج من أجله اللبنانيون إلى الشوارع، باتت فجأة "وكراً صهيونياً"!

 اللافتات التي ناهز عددها 16 لافتة، والحملة التي سبقت الندوة، تشي أن ثمة جهات تريد خطف الساحات العامة، وجعلها مطية لحزب الله، بعد أن فشل في إقناع حلفائه بالانسحاب من الساحات غداة دفاعه الشرس عن الحكومة والسلطة.

بعض الحاضرين حاولوا تهدئة الأمور معلنين للغاضبين أن السفير السابق أخطأ في عدم القول دولة العدو الاسرائيلي. وراحوا يدينون المنظمين على إقدامهم على عقد هذه الجلسة محتجين على عنوانها. لكن المحتجين لم يرضوا بهذا الكلام التهدوي وراحوا يشيعون ويروجون أن هذه الخيمة تستقبل خونة وعملاء وإسرائيليين. وهذا محض هراء، وخبث، ودليل قاطع على تربص حزب الله وأعوانه اليساريين بهذه الخيمة. ووفق شهود عيان، كان أول المعترضين والمهاجمين هم المجموعات التي زرعها الحزب في الساحتين في الأيام السابقة، قبل أن يلجأ بعض الشيوعيين للمزايدة عليهم، والمشاركة في التحريض وشتم ولعن ندوة أتى بعضهم إليها لتطييرها عن سابق إصرار وتصميم.

"اسمع يا صهيوني شعب بلادي لا ما بيركع"، هتفت الصبية بالمتجمهرين لحرق وتكسير الخيمة. هتاف وخطاب مستمد من لغة التخوين التي ينتهجها حزب الله وأعوانه. "لا نريد خطاب فيلتمان والأميركي" في ساحة الثورة، قال أحد صبية اليسار المجهري، الذي لا يزيد عدد المنتمين إلى مجموعته أصابع اليد الواحدة، فمن أين أتى بعشرات الشبان الشتامين؟ علماً أن هذه المجموعة خُوّنت منذ أقل من أسبوع عبر شرائط مصورة، قيل أنها مفبركة في الضاحية الجنوبية، واتهموها بأنها تأتمر لأميركا. ثم أكمل كلامه قائلاً: "من في الخيمة عميل وصهيوني ومندس"، مفرغاً جام غضبه على الذين حاولوا لجم غضبه شارحين له أن ما يشاع غير صحيح، وأن السفير السابق قال دولة العدو الإسرائيلي وليس دولة إسرائيل. لكن تقصد عدم الاقتناع، وراح يبرر أن عنوان الجلسة كلام منسوب لفيلتمان. وبالتالي، "لا نريد الخطاب الأميركي في ساحة الشرف". قالت إحدى السيدات الغاضبات على فعل هؤلاء الرعاع أن هذه الساحة للنقاش، ولن تكون لكمّ الأفواه، كما يريد أن يحولها هؤلاء الزعران. لكن الزعران كانت كلمتهم "سنحرق الخيمة اليوم أو غدا أو بعد غد... سنحرقها". حالت القوى الأمنية، حتى ساعة كتابة التقرير، دون إحراق الخيمة. لكن من الواضح منذ أيام، أن حزب الله سيطر على ساحة رياض الصلح واللعازارية، ولم يبق إلا ساحة الشهداء، التي تنتظر الساعات والأيام المقبلة للانقضاض عليها. وكل ذلك للدفاع عن السلطة ورموزها، التي خرجت الناس -بمن فيهم اليسار المجهري والشيوعيين- لاسقاطها.

 

المراوحة مستمرة: حزب الله لا يتراجع ولا أميركا

منير الربيع/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

تشدد الدول المتابعة لملف الأزمة اللبنانية، على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ، تعمل على وقف الانهيار الاقتصادي، وتحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، وتبدأ بإجراء إصلاحات جدية وسريعة.

الحياد الدولي

يلتزم الموقف الدولي بهذه المسلّمات، من دون أي تدخل في التفاصيل، أو في الأسماء. فالدول الداعمة للبنان لا تتمسك بشخص ما لرئاسة الحكومة. وهذه خلاصة توصل إليها اللبنانيون أنفسهم. حاول الرئيس سعد الحريري انتزاع دعم علني لتكون الحكومة برئاسته. وحاولت قوى أخرى استشراف ما إذا كانت الدول الداعمة مستعدةً للتعامل مع حكومة ليست برئاسة الحريري. لكن الأطراف والقوى اللبنانية المختلفة تلقت إجابات واضحة: لا تدخُّلَ في التفاصيل، ولا تزكيةَ لأحد على حساب أي من الآخرين لرئاسة الحكومة. قد يكون العزوف الدولي عن التدخل هو ما يسهم في استمرار ضياع الأطراف اللبنانيين. لكن المؤكد أن الحريري يريد أن يكون رئيساً لحكومة جديدة، تضم حزب الله ووزراءه السياسيين، على أن يحسِّن فيها موقعه وشروطه، وتحظى بغطاء دولي. في هذه النقطة بالتحديد تراوح المفاوضات حول تشكيل الحكومة. فهل يتمكن الحريري من العودة بدعم دولي ووعود بالدعم المالي والاقتصادي، إذا ما شكل حكومة يتمثل فيها حزب الله؟ حتى الآن لا جواب، والمشاورات مستمرة لبلورته.

الاستشارات والتكليف

يعتبر حزب الله أن الحريري يتشبث بحكومة اختصاصيين، استجابة منه لضغوط خارجية ودولية، هو نفسه غير مقتنع بها، ويريد مثل الجميع تقطيع الوقت، ريثما تنضج الظروف التي تعيد إنتاج حكومة بتوازنات سياسية شبيهة بالحكومة السابقة. لكن توافر تلك الظروف يحتاج إلى تطورات إقليمية ودولية، يرتبط بما يجري بين إيران والولايات المتحدة من مفاوضات غير مباشرة حيناً، يتخللها التصعيد أحياناً. في ظل هذه المعادلة، أصبح تكليف الحريري من عدمه مجرّد تفصيل. ولا تزال صورة ما يجري يوم الاثنين المقبل (الاستشارات النيابية) ضبابية، بل غامضة. يراهن البعض على ما قد ينتج عن مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الأربعاء 11 كانون الجاري في باريس. وإذا كانت فرنسا قادرة على ضمان موافقة دولية على تشكيل حكومة تكنو - سياسية تضم كل الأفرقاء، وتوفير الدعم والغطاء اللازم لها، فإن حزب الله يراهن على صموده وتمسكه بشروطه في هذه المرحلة. استشارات الاثنين – في حال حصولها - ستكون مجرد تفصيل. فبعد مؤتمر الأربعاء قد يبدأ البحث السياسي الجدّي عن كيفية تشكيل حكومة. وهنا يعتبر حزب الله أن الحريري وبعض الدول الغربية لا مانع لديهم من تشكيل حكومة تكنو – سياسية. لكن الأهم هو كيفية إخراج هذه الحكومة: إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، يسمى الحريري الاثنين ويبدأ مشاورات التشكيل. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تبقى الأمور على حالها، ويستمر الحريري بادعائه الإصرار على شروطه، وتؤجل الاستشارات النيابية. أو ربما يُسمى الحريري بأصوات قليلة العدد، مقارنةً بالأصوات التي كان يحصل عليها سابقاً. ولذا لن يتمكن من التأليف، لا بسهولة ولا بسرعة. وهذا يؤكد أن الأزمة طويلة.

سياسات النفس الطويل

حزب الله يتصرف مع الأزمة على المدى الطويل، وخارج التفاصيل والسياقات اليومية والحسابات المرحلية. وعلى هذا النحو يتصرف أيضاً الأميركيون، الذين يتعاطون مع لبنان وفق سياسة النفس الطويل، واستمرار الضغط. وهذه أيضاً حال إيران في مناطق أو "دول" نفوذها، سوريا والعراق ولبنان. وفي هذا السياق تبدو الحسابات الأميركية غير تفصيلية، لكنها ذات بعد سياسي "استراتيجي"، إن صح التعبير. لذا حصلت حرب تقاذف المواقف بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين حول الملف اللبناني. يعرف الأميركيون أن لبنان في قبضة حزب الله. وهم يعرفون أيضاً أن سياساتهم وضياع حلفائهم، مكّنت ذلك الحزب والإيرانيين من تحقيق ما حققوه في لبنان وفي سوريا والعراق. لكن للبنان رمزية أساسية بالنسبة إلى واشنطن. وهي لا يمكن أن تتنازل عنه كلياً، وتريد الاحتفاظ بتأثير فعلي في مجريات الأحداث والتطورات فيه. وذلك ربطاً بملفات عديدة: ترسيم الحدود، أمن إسرائيل، التنقيب عن النفط.

حزب الله لاعباً أساسياً

ما تريده أميركا هو التفاوض مع إيران وحزب الله تحت الضغط، وصولاً إلى تفاهمات حول الملفات العالقة وأشكال إدارتها وشراكتها فيها. فرنسا بدورها حريصة على علاقة جيدة بحزب الله، تتخطى التفاصيل السياسية، وتطال حفاظها على نفوذها وتأثيرها في لبنان وملفه النفطي.

واشنطن راكمت مساراً طويلاً من الأحداث اللبنانية يعود إلى حرب تموز 2006 وما بعدها، أي أحداث 7 أيار 2008، والتي أدت إلى تكريس حزب الله سطوته المطلقة على لبنان: امتلك الثلث المعطل في الحكومة، وخاض تجربة إسقاطها. ثم فرض نفسه مقرراً أساسياً في انتخاب رئيس للجمهورية في العام 2016. وهو يستمر في تكريس نفسه لاعباً أساسياً في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وفي اختيار وتكليف رئيس الحكومة، وكيف يكون شكل الحكومة. وهذا التطور السياسي في دور الحزب، يرتبط باستعداده - وفق مصادره - للدخول إلى مجالات أخرى اقتصادية واجتماعية ووظيفية، إضافة إلى إمساكه بملف السياسة العسكرية والأمنية على الحدود وفي الخارج.

شروط واشنطن

أما ما تريده واشنطن فهو عدم تثبيت هذه المعادلات التي يريدها حزب الله. وتؤكد معلومات أن كلام الأميركيين الحرفي يفيد أن حزب الله فريق موجود وأساسي، ولكن لا يمكنه أن يكون كل شيء في لبنان. هو يمتلك حصة مقررة أو معطلة، ولكنه لن يكون صاحب القرار الوحيد. وهذا ما يترك الوضع الحكومي اللبناني في حال المراوحة المستمرة. ويجري الحديث عن فيتو أميركي على توزير جبران باسيل، لتوجيه ضربة أساسية لمن يعتبر حزب الله المقرر الأساسي في الانتخابات رئاسية الجمهورية المقبلة. وفي هذا السياق يُطرح شعار "حكومة تكنوقراط"، لإرغام حزب الله على تقديم تنازل، أو تحميله خسارة ما.

بعد ذلك، وحصول الاتفاق الإيراني - الأميركي، تكون قد وضعت قواعد جديدة للعبة السياسية في لبنان.

 

جمهورية ميشال عون.. واللواء مرتضى قرباني

يوسف بزي/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

ساذج أو كاذب من تفاجأ بما قاله مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء مرتضى قرباني: "في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقاً من لبنان". هذا الكلام ليس جديداً، بقدر ما هو تذكير لواقع الأمر. لبنان بالنسبة لإيران عبارة عن منصة صواريخ، ليس دولة ولا شعباً ولا وطناً. منصة صواريخ وحسب، إلى حد أن قائد الفرقة المحلية من "الحرس الثوري" حسن نصرالله، قال في خطبته الأخيرة متبجحاً أن لديه من الصواريخ يحار أين يخزنها. وهو قبل أشهر قليلة ردد كثيراً مقولته أنه رهن إشارة "المرشد" بشن حرب في حال الهجوم على إيران. وهذا بدوره ليس جديداً، بل معروف منذ سنوات طويلة. مع ذلك، ما تلفظ به اللواء قرباني يثير الانتباه لا لناحية تحدثه عن لبنان وكأنه أرض سائبة، بل لاستثنائه ضمنياً غزة والجولان من وعيده وتهديده. هذا أمر جديد. تم استبدال التهديد التقليدي بإشعال كل الجبهات بتخصيص لبنان وحده كمنطلق للرد على إسرائيل. بما يشعرنا أن لبنان مستباح إيرانياً حتى أكثر من غزة وأكثر من جنوب سوريا. وهذه الاستباحة التامة في تصريح "المستشار" بدت مختلفة عن تصريحات إيرانية وحزبلاهية كثيرة تشابهه في المعنى. إذ أن طريقة الكلام هذه المرة جاءت بمنتهى الأريحية.

بالطبع، الثقة التي عبر فيها اللواء قرباني عن جهوزية "لبنانه" للانتقام لإيران إن تعرضت لسوء إسرائيلي، متأتية ليس فقط من ولاء نصرالله للولي الفقيه وإخلاصه وتفانيه في الدفاع عن "الجمهورية الإسلامية في إيران"، بل متحصلة أيضاً من واقع رضوخ دولة لبنان لحزب نصرالله الحرسي، رضوخاً ما عاد بالإمكان توريته أو تمويهه. الأصح القول أن لبنان، رئيس الجمهورية فيه هو ميشال عون ووزير خارجيته جبران باسيل ووزير دفاعه الياس بوصعب ورئيس حكومته سعد الحريري ورئيس برلمانه نبيه برّي.. لا يسعه إلا أن يكون دولة راضخة لجهاز الصواريخ هذا. أكثر من ذلك، أريحية قرباني هي نتاج منطقي لذاك التصريح الشهير الذي أدلى به قاسم سليماني بعيد الانتخابات النيابية في لبنان معلناً انتصاره هو فيها. أي السيطرة "الشرعية" على النظام اللبناني على نحو "أرقى" بكثير من صيغة غازي كنعان. فهذه المرة، شرعية الوصاية والسيطرة ممنوحة طوعاً من قبل من كان يدعي السيادة والاستقلال، وقايضهما مقابل وهم السلطة والمناصب والكثير من أرباح المغانم والحصص والصفقات، باسم "حقوق المسيحيين". ودولة كهذه، يقرر مصيرها مستشار الحرس الثوري، الذي برع في قتل شعبه (أكثر من ألف قتيل بثلاثة أيام وآلاف المعتقلين المعذبين)، ويقتل بدم بارد وإجرامي الشبان العراقيين، ويشن حملة إبادة على الشعب السوري.. ليس لها الحق أن تسمي نفسها "دولة". فعدا عن كونها فاشلة في تنظيف مجاريرها، وغارقة في الفساد على نحو قياسي يظهر في الإحصاءات الدولية، ومنهارة مالياً واقتصادياً، هي أيضاً مجردة من الكرامة. هذه الكلمة الأخيرة التي يتم ابتذالها هي والانتصارات والعزة والشرف فوق الخرائب المتكاثرة والفقر المتفشي والمقابر المتوسعة.

ليس من لوم لا على إيران ولا على حرسها في هذا الاحتقار التام لمبدأ "سيادة الدولة"، بل لا لوم حتى على حزب الله المنسجم مع إيمانه بالامبراطورية الخمينية. اللوم - الذي لا طائل منه أصلاً – يقع على من يمثل الدولة اللبنانية رسمياً، هؤلاء تحديداً الذين صاغوا عام 2016 ما سُمي "التسوية"، التي كانت بمثابة صك تمكين إيران من التحكم بلبنان ومصيره.  لذا، ليست صادمة وقاحة قرباني، الذي قرر أيضاً أن يقول أن "قلوب وأرواح شعوب اليمن وسوريا ولبنان والعراق مع إيران". بمعنى آخر يؤمن هذا الضابط امتلاكه أيضاً قلوبنا وأرواحنا. لما لا، طالما أن لديه في هذه الدول ميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله وأنصار الله وميليشيات الأسد. فهذه كلها لديها قدرة إقناع لشعوبها بالغة الفعالية، كما اختبرنا طوال العقدين الماضيين وحتى اليوم. ففرق الإعدام في الميادين العراقية وبراميل الأسد فوق المدن السورية وفرق الاغتيال في شوارع بيروت وجحافل الحوثيين في صنعاء، حاسمة في كسب عقول وأفئدة الشعوب.

على كل حال، وبغض النظر عن هذا الـ"لبنان" وصغائره، فقد طمأننا اللواء قرباني بقرب "تقطيع آذان الإسرائيليين إرباً" (حسب قوله). وربما علينا الافتخار من الآن فصاعداً، فـ"المقاومة" لا تحمي لبنان فقط بل تحمي إيران وحلف الممانعة كله، بما فيه فنزويلا ربما. وفي هذه الأثناء كل هذه الاحتجاجات عن الإفلاس والفساد والانهيار وسعر العملة والاقتصاد والطبابة والتعليم والبنى التحتية والعدالة والحريات، والتلويح بالأعلام اللبنانية.. ما هي إلا مؤامرة أميركية وكلام خونة.

 

لبنان على عتبة الدولة البوليسية.. وهوس بقمع جبل لبنان

نادر فوز/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

في عزّ الثورة، من الطبيعي أن تلجأ السلطة إلى تحريك أذرعها الأمنية، للجم أي حركة شعبية جدية في أي منطقة كانت. ما حصل منذ أسبوع إلى اليوم يدلّ على أنّ السلطة تسلك هذا المسار. في الناعمة وسعدنايل في الأيام الأخيرة، لاحقت العناصر الأمنية الناشطين إلى منازلهم. تعاملت مع القسم الأكبر منهم بطريقة وحشية، وغير أخلاقية، شابها الضرب والسُباب. ثم أعيد إطلاق سراحهم من دون معرفة أسباب توقيفهم حتى. ليل الثلاثاء، جاء الدور على منطقة جونيه. في مناطق مختلفة، بين يسوع الملك وغزير، تعامل الجيش اللبناني مع الناشطين بقوة واعتقل أربعة شبان، هم إيلي هيكل، جاد بو نصرالدين، كارلوس زغيب وجيلبير عسيلي. وبعد التحقيق معهم أحيل الأربعة إلى مخفر قوى الأمن في صربا. وما يكرّس بوليسية الدولة في حادثة جونيه، أنّ النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون (والمعروفة بميولها السياسية) قررت استمرار توقيف المعتقلين الأربعة حتى صباح الأربعاء. فكانت انتفاضة شعبية جديدة في جونيه، هبّت فيها الناس وقطعت الطرقات لإطلاق سراح أبنائهم ورفاقهم الثوار.

القضاء في خدمة السلطة

قرار عون هدفه ليّ ذراع كل منتفض، وكل من يجرؤ على التعبير بسلمية عن معارضته للسلطة وحكّامها. لا يمكن فهم قرارها إلا على هذا النحو. فالموقوفون، من بين آلاف شاركوا في قطع الطرقات خلال أسابيع الثورة. لم يعتدوا على أملاك عامة ولا خاصة، ولم يعاملوا القوى الأمنية بالشدّة، بل العكس حصل. وفي اللغة المحكية يحاول القضاء "تربية" المتظاهرين خدمة للسلطة. فالحائط المسدود الذي وصلت إليه أحزاب الحكم، عريض وسميك. توافقاتها وتسوياتها لم تعد تجدي نفعاً لخرقه. كما أنّ حلولها معدومة للخروج من أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية، باتت تحثّ الناس أكثر على الخروج إلى الشارع. نجحت هذه السلطة في إلهاء الناس بأولوياتها اليومية من تأمين لقمة العيش وسحب الدولار من مسارب المصارف والخوف من أزمة المحروقات. لكن هذه كلها علاجات مؤقتة، ستنتهي صلاحيتها بغضون أيام. فجيش البطالة يكبر، وكذلك أصحاب الأمعاء الخاوية، في فصل شتاء بدأ يشتدّ حاملاً معه البرد ومتطلبات مكافحته.

تفاصيل النمط البوليسي

قبل أيام لاحقت الأجهزة الأمنية، وتحديداً الجيش، الناشطين في شوارع الناعمة. دخلت بيوتهم واعتقلت بعضهم. أما في سعدنايل، فكان المشهد أكثر وحشية. عند الخامسة فجراً من يوم الأربعاء 4 كانون الجاري، عمل الجيش بواسطة جرافات وآليات على فتح الطريق العام. وعند السابعة صباحاً، كانت جموع البلدة بدأت بالتجمهر من أجل إعادة قطعتها. أتمّوا المهمة في نقاط عدة وسط علميات كرّ وفر من الجيش. كانت العناصر تفتح الطريق عند نقطة، فتٌقطع عند أخرى. لتنسحب بعدها وحدات الجيش من الطريق العام، وتدخل في زواريب البلدة وتتغلل داخلها. ثم انقضّت على المتجمهرين ولاحقتهم في الطرقات الفرعية والداخلية. ضربت واعتقلت كل من تواجد في الشارع، حتى النساء. وكانت الغلة اعتقال 16 ناشطاً. منهم قصرّ كانوا ذاهبين إلى المدرسة، إضافة إلى ثلاثة سوريين كانوا متوجّهين إلى أعمالهم. كان الضرب مبرحاً، وكذلك سيل الشتائم. وحسب أحد الشبان الذين أوقفوا، تعامل أحد العناصر مع الموقوفين ببذاءة فائقة وصلت حد الطلب من بعضهم "قول عون ربّك". طبعاً هذه الحادثة تحديداً متروكة لقيادة الجيش وضباطها. وعلى الطريق من سعدنايل إلى ثكنة رياق، كان الضرب شغّالاً، وتوقف عند الدخول إلى الثكنة. أُجري مع المعتقلين تحقيق بدائي، حول هوياتهم وأسمائهم وما هدف وجودهم في الشارع عند وقوع الحادثة. ثم أعيد الإفراج عنهم عند الثالثة من بعد الظهر، بعد قطع أهالي البلدة الطريق بالكامل والتفاوض لإطلاق سراح أبنائهم. لم يعرف المعتقلون أسباب توقيفهم، لكنّ الأكيد أنّ ضغط الشارع وقطع الطرقات كانت سبب حريّتهم بدل إحالتهم إلى ثكنات أخرى أو إلى مخافر قوى الأمن.

الساحة المسيحية وخصوصياتها

وفي كسروان، لم يأت توقيف الناشطين الأربعة أمس من فراغ. سبق ذلك تعامل الجيش مع قطع للطرقات بشدّة وفتحها بالقوة. وسبقه أيضاً مشهد أمني مريب ليل الأحد - الإثنين استباقاً لأي حركة ميدانية معارضة للاستشارات النيابية التي عادت وتأجلت. فحسب أكثر من ناشط من كسروان، انتشرت حواجز الجيش في المنطقة بشكل مدروس. إذ ضيّقت الحركة على الناس على نحو واضح. وعلى تلك الحواجز كانت العناصر تدقّق بالأسماء وتحاول مطابقتها مع أسماء مطلوب توقيفها. أما البيان عن الجيش فيقول إنه تدابير أمنية اتخذت تلك الليلة وأوقف خلالها 24 لبنانياً و93 من جنسيات مختلفة "لتورّطهم في جرائم متعددة، منها الإتجار بالمخدرات وتهريب وحيازة أسلحة وممنوعات، والتجوّل داخل الأراضي اللبنانينة من دون إقامات شرعية"..

الحسابات السياسية

اللافت في الحركة الأمنية قبل قطع الطرقات وأثناءها وبعدها في جبل لبنان، أنّ القوى الأمنية تتعامل مع منطقة جبل لبنان بالشدّة. ضرب واعتقال وملاحقات لا يمكن تفسريها إلا من باب لجم المناطق المسيحية، ومنعها من مؤازرة الثوار في باقي المناطق. حساسية هذه المنطقة تحديداً تكمن في أنّ حركتها قوضّت العهد في الأسابيع الأولى للثورة، وبعثت برسالة واضحة إلى رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ الحاكم. وبالتالي تعقيد الأمور على المنتفضين في هذه المناطق أمر طبيعي، يهدف أولاً إلى حصر تراجع شعبية التيار الوطني الحرّ، ومنع محاصرته سياسياً. وثانياً ضرب حركة معارضيه السياسيين، مستقلّين كانوا أو محازبين. وثالثاً، إخماد الثورة في هذه المناطق، من أجل تصوير الحركة الشعبية وكأنها من لون طائفي واحد (طرابلس، البقاع الأوسط، ساحل الشوف). وهي محاولة ستفشل طبعاً، وأبرز دلائلها حركة الناس في جونيه الثلاثاء. وإذا كان بالإمكان تخويف الناس عبر الضرب والاعتقال، فإنّ الانتشار الأمني وإقامة الحواجز يحمل رسائل سياسية للمعنيين. للقوات اللبنانية تحديداً. فوفق نظرة قيادة التيار وأنصاره، ليس من محرّك للشارع في المناطق المسيحية سوى القوات اللبنانية. لا يريدون سماع حقيقة أنّ الجمهور نزل في كل لبنان ومن كل الطوائف ضد الفساد ونهب المال العام. وكأنّ التيار، وأعوانه في السلطة والمؤسسات، يشنّون حرب إلغاء جديدة. أو بالأحرى يستكملون حربهم السابقة التي خرجوا منها مهزومين. قراءتهم للأمور محدودة ولا ترى إلا عدواً واحداً. أو بالأحرى يتعاملون مع كل الأمور وفق منظور العدو الواحد، في حين أنّهم يواجهون شعباً كاملاً.

 

محاولات مكثفة لشيطنة طرابلس مجدداً

أيمن شروف/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

زيارة طرابلس زمن الثورة، أشبه بإعادة اكتشاف المدينة من جديد. بالأحرى، هو اكتشاف الحقيقة التي طمسها السياسيون بألعابهم الخبيثة. اكتشاف معدن الناس وصلابتهم. زيارة المدينة هي إعادة تعريفها وإخراجها من الشيطنة التي سيقت إليها غصباً، نزولاً عند مصالح سياسيين محليين وغير محليين، حوّل تلك المساحة الجميلة إلى أرض تبادل رسائل أمنية - مذهبية -سياسية. هذا تحديداً ما سقط في 17 تشرين. وهذا ما يعمل الطرابلسيون على منع تسلّله مجدداً تحت أي ذريعة كانت.

الأجهزة وأزلامها

المدينة الخارجة إلى الحياة بعد 17 تشرين لا تُشبه كل ما كان يحاولون إلصاقه بها، وما هم اليوم على استعداد ليقوموا به مجدداً، من أجل إعادة تطويعها. مدنيّتها وتعددها وانفتاحها وقبولها لكل ما هو مُختلف، كلها لم تكن موجودة في أذهان اللبنانيين عند الحديث عن عاصمة الشمال. طرابلس بالنسبة لعديد من اللبنانيين هي مرادف للتطرف الديني. هكذا عملت الأحزاب ومعها الأجهزة على تكريس هذه الصورة، التي استغلوا فيها فقر الناس وعوزهم من أجل مصالحهم الشخصية، وهكذا يحاولون اليوم العودة إليها من الباب ذاته. تقف المدينة اليوم كما الثورة أمام التحدي الأبرز: الصمود بوجه السلطة وأجهزتها. هذه السلطة التي هالها ما يحصل في منطقة كانوا يعتبرونها حديقتهم الخلفية، وإذ بها تتحول إلى مكسرهم. هؤلاء، يُجندون الآن كل شيء من أجل استعادة المدينة وإعادتها إلى مستنقع الخضوع. كيف؟ بالأجهزة أولاً، بأزلام هذه الأجهزة ثانياً، وبالمحازبين الذين لم يُدركوا بعد أن ما يحصل اليوم هو أكبر بكثير من حزب أو تيار، وهم أقلية أمام ناس الثورة. محاولات بدأت تتضح شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت ومع استمرار الدفع بالمدينة لتكون منطقة معزولة عن كل ما حولها، توازياً مع ألعاب خبيثة تُمارس فيها وتحريض حزبي لجماعاتهم الذين يقتاتون على مثل هذه الأعمال. جميل مشهد المدينة المنتفضة. لكن هذا الواقع يجب ألا يُسقط من الحسبان كيفية استغلاله من قبل الحاقدين على المنتفضين. هؤلاء يوزعون الأدوار بعناية. إذ أنهم بدأوا حملة خبيثة الهدف منها إظهار المدينة وكأنها الوحيدة المنتفضة، وأن كل المناطق الباقية تقف متفرجة. وهذا هدفه واضح: تعميم نقمة الطرابلسيين على باقي المدن، من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي إقناع الناس أن بقاءهم في الشارع وحيدين سيكون له ثمن غال، وبالتالي فرض تسلل الخيبة ومعها الخوف إلى نفوس الطرابلسيين، تمهيداً لإعادتهم إلى بيت الطاعة الطائفي المذهبي، مع وعود متكررة بمساعدات لم تأت ولن تأتي طبعاً.

دور ربيع الزين

إضافة إلى هذه المحاولة التي بدأت تتضح معالمها، يعود دور المدعو ربيع الزين المريب. يخرج إلى الناس ليدعوهم لحرق أنفسهم تعبيراً عن اعتراضهم على السلطة، يدعو الناس للانتحار، وليزكي حقد الناس على جلاديها، لكي يُعطي للأجهزة التي على ما يبدو هو أكثر المرتبطين بها، فرصة التسلل أكثر إلى الساحة. وتوازياً مع هذا الأمر، يستغلّ قدراته المالية من أجل تكوين مجموعات تأتمر به، مستفيداً من حاجتهم إلى المال، كما كانت تفعل السلطة السياسية تماماً. ويطلب منهم قطع الطرق وإقفال كل مداخل المدينة. أي بما معناه إقفال الطرق على الطرابلسيين أنفسهم، وهذا ما ظهر جلياً يوم الاثنين 9 كانون الأول.

قرر ربيع الزين أن يكون الحاكم بأمره هناك. لكنه ليس وحيداً ولا يعمل من تلقاء نفسه. هو محاط بمن يُعبدون له طريق عزل المدينة، تمهيداً للاستفراد بها. وهو، يلتقي مع كل التيارات السياسية التي تريد الهدف نفسه: تركيع الثورة وعاصمتها. هذا التنظيم في العزل، محط شك كبير، خصوصاً في ظل واقع عدم قدرة أي مدينة أخرى في لبنان على القيام بهذا الأمر. قدرة كانت بالأمس مدعاة دهشة، صارت اليوم محل شك. وأيضاً، ومع ارتفاع شجرة الميلاد في المدينة، هناك من بدأ بمحاولة استغلال هذا الأمر، من أجل تجييش الطائفيين ليقوموا بعمل عدواني، يُكرّس أيضاً ما تريده السلطة، ويُسهم في إعادتها إلى مربع ما قبل ثورة 17 تشرين، إلى حزام البؤس والحرمان. طرابلس عاصمة الثورة أمام تحدٍ كبير ومفصلي في الأيام المقبلة، نأمل أن تتخطاه. الثورة أمام امتحان احتضان طرابلس والوقوف إلى جانبها، وعليها أن تنجح، لا مفر.

 

الأساطير اللبنانية المؤسِّسة للكابيتال كونترول و"قصّ الشعر"

مازن عزي/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

يُكرّر معظم الاقتصاديين في لبنان، ممن يتناوبون الظهور على الشاشات، الكليشيه التالي: "حتى أعظم بنك في أميركا، لو تقاطر عليه المودعون لسحب أموالهم، لأفلَس"، ويسوقون لذلك أمثلة مما حدث في اليونان وقبرص، من دون الربط بين طبيعة تلك الأزمات المالية والأزمة اللبنانية الراهنة.

ثقة العملاء هي من أسس العمل المصرفي، وهلعهم (panic) هو عدوه الرئيسي. إلا أن انهيار ثقة المودعين في القطاع المصرفي اللبناني، كان لاحقاً، فعلياً، على الهلع الذي أصاب البنوك في البداية، ودفعها إلى فرض ما قالت إنه Capital Control، من دون أي إعلان رسمي، حتى اللحظة، عن حالة طوارئ اقتصادية. فالناس تقاطرت لسحب النزر اليسير "المسموح" لهم به من ودائعهم وحساباتهم الجارية، بعدما اكتشفت أن البنوك جمّدت كل العمليات المصرفية. أي أنه، ومن دون سابق إنذار تقريباً، وباستثناء تصريحات متفرقة متباعدة لبعض أركان السلطة، وُضِع القطاع المصرفي اللبناني بالكامل في العناية المشددة، باستغلال ظرف الاحتجاجات الشعبية، ومن دون تبرير حقيقي. حتى حاكم مصرف لبنان، لم يشرح، حتى اللحظة، الوضع المالي بشفافية. بل قال بعدم وجود خوف على القطاع، وبعدم وجود Capital Control، ما يناقض، وبشكل صارخ، ما يحصل على الأرض.

"كابيتال كونترول"

ومع تشديد قواعد وموانع السحب، ضمن أعراف مستجدة متروكة لتقديرات البنوك، بلا قوانين ناظمة، في ظل انكماش مريع للاقتصاد مع انعدام السيولة، بات لبنان يعيش في قلب الأزمة المالية، من دون اعتراف رسمي بها، وكأنها تحدث في كوكب آخر. القيود العنيفة المفروضة على مقدار السحب الأسبوعي للمودعين وأصحاب الحسابات الجارية، في لبنان، قد يصحّ فيها تقنياً وصف الكابيتال كونترول، إلا أن هناك فوارق أساسية غائبة. فالكابيتال كونترول، هو إجراء تتخذه الحكومة، أو أعلى جهة تنفيذية، لتنظيم التدفق المالي بين الأسواق المالية والسوق المحلية (وهو ما لم يحصل في لبنان، بل فُرض بقوى الأمر الواقع المصرفية!). وهو إجراء شديد الضرر بالاقتصاد، ويكاد ضرره يفوق فائدته إذا ما استخدم بصورة عشوائية من دون قوانين ناظمة واضحة تطاول قطاعات محددة، خلال مدة تطبيق محددة. ويشمل الكابيتال كونترول، مروحة واسعة من القيود. أهمها، حظر أو فرض ضرائب على بيع العملة الوطنية وشراء العملات الأجنبية، وتحديد سقوف على مقدار الأموال المسموح بتحويلها إلى الخارج. وهو لا يشمل تحديد سقوف سحب أسبوعية بالعملة المحلية من الحسابات الجارية، ولا على الحسابات الدولارية بالأصل (كما هو الحال في لبنان اليوم). فهذا يُعرض كامل دورة رأس المال للانكماش الشديد، ويهدد بانهيار كامل للاقتصاد. بل إن هذا الإجراء يفترض أن تتخذه المصارف التي تعيش على شفا الإفلاس، ما يستدعي تدخلاً للدولة، مُمثلةً بمصرفها المركزي، لجدولة الدَّين وشرائه، وحماية المودعين.

اليونان وقبرص

في اليونان، بدأت بوادر الأزمة المالية في العام 2007، ولم يُفرض الكابيتال كونترول فيها إلا في العام 2015، خوفاً من انهيار النظام المصرفي بعد اضطراب طويل للمصارف. ورُفع الكابيتال كونترول تدريجياً حتى العام 2019، ولم تُمسّ خلاله الودائع ولا الحسابات الجارية. والأزمة المالية اليونانية تعود بشكل رئيسي إلى أزمة ثقة، رافقت الكشف عن بيانات غير دقيقة (نتيجة إخفاء عمليات بيع مشتقات مالية) عن عجز الميزانية والدَّين العام تبيّن أن نسبتهما إلى ناتج الدخل المحلي، أقل بـ10 في المئة من الأرقام الحقيقية. في قبرص، المشكلة كانت أن أكبر مصرفَين حكوميين اعتمدا على الاستثمار بشراء سندات حكومية يونانية على مر سنوات. وبعيداً مما يحكى عن دور رأس المال الروسي الخاص وتبييض الأموال في قبرص، فإن الأزمة انكشفت فعلياً مع تعثّر الحكومة اليونانية في سداد ديونها، وبدء مفاوضات مع دائنيها من المستثمرين على إجراء Haircut، بدعم من الاتحاد الأوروبي.

الأزمة اللبنانية: شعوذة؟

مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول، أغلقت المصارف اللبنانية الخاصة أبوابها، متذرعة بالأوضاع الأمنية والإضرابات. وبعد إعادة فتحها، فرضت حظراً على معظم التعاملات المالية، وادّعت أنه الكابيتال كونترول. فعلياً، وبعد فرض هذه الإجراءات التقييدية، دَبَّ الذعر بين المودعين. وقيل ما قيل، عن تهريب مليارات الدولارات إلى خارج لبنان، خلال الشهور القليلة الماضية، قبل الثورة، ويعني ذلك ضمناً، أن شريحة من كبار المودعين، المقربة من دوائر السلطة الفعلية، كانت على دراية بالأزمة المقبلة، فاستعدّت لها. هناك حلقة مفقودة ضرورية لتفسير المشهد المالي اللبناني الحالي. لذا، قد يصحّ تبسيطاً الافتراض التالي:

الدين العام اللبناني كان قد بلغ 74.5 مليار دولار للعام 2018، بنسبة 140 في المئة من ناتج الدخل المحلي البالغ 56.372 مليار دولار للعام ذاته. المصرف المركزي، استخدم مشتقات مالية مماثلة لـCross Currency SWAP لتأمين وإقراض الدَّين، إلى البنوك اللبنانية الخاصة، مقابل نسبة فائدة مركّبة وعالية. للقطاع المصرفي الخاص حصة الأسد في الدَّين العام، بنسبة 53.8 في المئة. أي أن الدولة اللبنانية، مُمثلةً بالمصرف المركزي، مَدينة للمصارف الخاصة بأكثر من نصف مديونيتها التي تصنف الثالثة عالمياً على مستوى حجمها بالنسبة إلى ناتج الدخل المحلي. واستخدم المصرف المركزي تلك الأموال، لتمويل عجز الميزانية اللبنانية، وخدمة الدَّين العام، وتثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

وهذه السياسة النقدية، أو الهندسة المالية، معمول بها في كثير من الدول، وليست شعوذة كما يحلو لبعض اليساريين وصفها. إلا أن هذه السياسات، وحدها، ليست كفيلة بإحياء الاقتصاد، بل بتجنيبه الانهيار، أطول فترة ممكنة، شرط أن تدعمها سياسات تنموية حقيقية، تعمل على تحفيز إجمالي الناتج المحلي GDP، وبقية المؤشرات الاقتصادية. أي تماماً على العكس مما يحدث في لبنان. إذ أن الإنفاق المتواصل، بفساد أو من دونه، من دون موازنته مع الدَّخل، سيقود إلى الإفلاس حتماً.

الكرة تبدو في ملعب المصرف المركزي، الذي يبدو أن جزءاً من ديونه بات يُعتبر Bad Debt/Bad Assets، وهو ما اتضح في خفض التصنيف الائتماني المتتابع للبنان، ولدَينِه السيادي، وحتى للبنوك الخاصة. أي أن الدولة اللبنانية تقترب بسرعة من الإفلاس، ما دفع بأبرز دائنيها، أي المصارف الخاصة، إلى تجميد أموال المودعين وحساباتهم الجارية، كضمانة ووسيلة تفاوض مع المصرف المركزي لتحصيل الديون، وربما كرهينة تستعدّ للاقتطاع منها.

Haircut

فجأة بدأ الحديث في لبنان عن Haircut أو إجراء "قصّ الشَّعر"، وبات بعض الخبراء يتحدثون عن "عدالة في توزيع الخسائر" بين كبار وصغار المودعين. ومن الغريب فعلاً الحديث عن هذا المفهوم، في هذا التوقيت، وقبل اتضاح حدود الأزمة، وكلفة الحلول للخروج منها.

ويبدو أن خلطاً مقصوداً يعتري المفاهيم فيربط "قصّ الشعر" بـCapital Levy، أو الضريبة على رأس المال. إذ أن الـHaircut، هو إجراء مالي معقّد، أساسه هو الفرق بين القيمة الإسمية للعقار الضامن لسداد قرض مأخوذ من المصرف، قبل وبعد رهنه للمصرف. وفي السياق الميديوي (من "ميديا")، فإن "قصّ الشعر" هو إجراء ثنائي تفاوضي، بين الدائنين من حَمَلة السندات الحكومية، وبين ممثلي الحكومة والمصرف المركزي، لخفض الدَّين العام، خوفاً من الوقوع في حالة فشل State Default  وعجز الدولة عن السداد. ولا يتعلق الـHaircut، بأي شكل من الأشكال، بالمودعين ولا بالحسابات الجارية.

في اليونان، اتفق الدائنون والحكومة على قصّ الدَّين بنسبة 50 في المئة، مقابل الموافقة على تمرير أول حزمة مساعدات مشتركة من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي.

ولأن التعبير "سكسي"، ربما يتعمّد المصرفيون الخلط بين Haircut وبين Capital Levy الخاصة بالمودعين. وهذه الأخيرة هي ضريبة تُفرض لمرة واحدة فقط، بنسبة مئوية، على الحسابات التي تفوق سقفاً محدداً. ويتبرع المحللون الماليون للمصارف اللبنانية في تحديد السقوف التي ستطاولها تلك الضريبة، ويتحدثون عن "العدالة" في توزيعها!

فعلياً، لا وقاحة أكبر من طرح هذه الفكرة في السياق اللبناني الآن. فهي، عدا أنها تزيد الرعب بين الناس، فإنها تبدو أداة انتقامية ستستخدمها الطبقة السياسة الحاكمة المتحالفة مع أوليغارشيا أصحاب المصارف، لتحميل إفلاس الدولة للمودعين، خصوصاً صغارهم من خارج دائرة زبائنية الاقتصاد اللبناني. فالمصارف استثمرت في الهندسات المالية عالية المخاطر للمصرف المركزي اللبناني، الذي موّل طيلة سنوات عملية نزيف متواصلة قادتها الطبقة السياسية الحاكمة، من دون أي تعويض إنتاجي خارج دائرة رأس المال المالي.

نقابة للمودعين!

تبدو جبهة المصارف بعيدة تماماً مما يحدث في الكباش السياسي المستعر بين التيار العوني و"حزب الله" من جهة، وتيار "المستقبل" من جهة أخرى. وكذلك بين جميع أفرقاء التسوية السياسية "للعهد القوي" من جهة، وجمهور المنتفضين من جهة أخرى. ويحلو للطبقة السياسية نشر أوهام من نوع أن التوصل لإعلان حكومة "ذات مصداقية" سيعيد المياه إلى مجاريها، وسيرفع قيود الكابيتال كونترول، بعد أن يبدأ تدفق الاستثمارات الخارجية إلى البلد.

في الواقع، لا يبدو الكباش السياسي الراهن بين أفرقاء الطبقة السياسية، إلا انعكاس للاستعصاء الذي تعيشه المصارف من جهة، والمصرف المركزي من جهة أخرى. فالإفلاس المالي واقع وحقيقة، وكذلك الإفلاس السياسي. وهذا ما تدور حوله ثورة تشرين: التخلص من المنظومة الحاكمة المهترئة، كتحالف بين الطبقة السياسية والأوليغارشيا المصرفية، التي أوصلت البلاد إلى حالة الإفلاس الراهنة. وفي حين يبدو أن الشقاق قد وقع في صفوف حُماة العهد القوي، فإن جبهة المصارف ما زالت قابضة على جَمر ودائع الناس، وكأنه الحرير.

وإذا كان لموظفي المصارف نقابة، وللمصارف نقابة، فلماذا لا تكون للمودعين وأصحاب الحسابات الجارية نقابة، وهُم أصحاب المصلحة الحقيقية في وقف الإعتداء المُبيّت على أملاكهم؟

نقابة المودعين وأصحاب الحسابات الجارية، قد تردع نسبياً، بالقانون ووسائل الدفاع السلمية، أي عملية شطب للودائع، وقد تتمكن من رفع سقوف الكابيتال كونترول غير المسبوقة. دخول النقابة كطرف ثالث، بين المصرف المركزي والمصارف، قد يسهم في إيجاد حلّ تفاوضي، يتجاوز أقطاب العملية السياسية المشلولة، ويفرض خروجاً من عنق الزجاجة، وربما يُشجّعُ التوجه إلى صندوق النقد الدولي، كحاجة لا بد منها.

تأميم البنوك الخاصة المتعثرة، قد يكون حلاً واقعياً يزوّد الدولة اللبنانية بوسائل مالية غير المصرف المركزي، ويحمي الناس. وبذا، لا تبقى الدولة أداة لحماية الأوليغارشيا فقط.

تعويم العملة المحلية تدريجياً (Devaluation أي تركها لتحدد سعرها مقابل حزمة عملات أجنبية بحسب قوة السوق)، هو إجراء متّبع في حالات مشابهة. فقد تفاقمت أزمة اليونان خصيصاً لانعدام هذا الخيار، بسبب تعاملها باليورو وتخليها سابقاً عن عملتها المحلية. في حين أن دولة بحجم اقتصاد مثل تركيا، لم تمانع خفض قيمة عملتها خلال السنوات القليلة الماضية بأكثر من الضعف. إجراء إصلاحات هيكلية للدولة والاقتصاد، مترافقة مع حزم تمويل دولية، قد يخفف قليلاً من الأثر العنيف المتوقع للأزمة، ويسمح بالخروج منها بالحد الأدنى من الخسائر الكبيرة، في مدى سنوات قليلة. إلا أن ترك الأمور للطبقة السياسية الحالية، مع الوهم الذي يسوّق له "حزب الله" بأن الأزمة هي خدعة أميركية للقضاء على دوره "الممانع"، وعجز التيار العوني الشعبوي عن رؤية الأزمة إلا كاستهداف لدور "المسيحيين الأقوياء".. هذه العناصر كلها لن تكون إلا وصفة مثالية للحل الذي سيحمي المصارف من عواقب إفلاس الدولة: الفوضى.

 

مغتربون لبنانيون عن مصارف لبنان: سُرِقنا وغُدرَ بنا

عزة الحاج حسن/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

لطالما تعاملت الدولة اللبنانية عموماً، والقطاع المصرفي خصوصاً، مع المغتربين اللبنانيين كمورد للمال لا أكثر.. لم تتعامل معهم يوماً كمواطنين انسلخوا عن عوائلهم وبلدهم، وأرغموا على اتخاذ بلاد العالم موطناً لهم، بحثاً عن عمل أو شهادة جامعية أو جنسية أجنبية أو استقرار وأمان، أو حتى لتعويض ما حُرموا منه في بلدهم. وليس المغترب اللبناني بعين السلطات اللبنانية بأكثر من منتج للعملة الصعبة التي يديرها مصرف لبنان والمصارف، لتثبيت غير مجد للعملة المحلية، ولتمويل ديون دولة فاشلة، وتحقيق عائدات ضخمة من الفوائد والفوائد على الفوائد، والإتجار بالوهم على حساب أموال المودعين.

قيود محبطة

ما إن تفجّرت الأزمة النقدية ودخل لبنان مرحلة شح الدولارات، وبصرف النظر عن الأسباب الحقيقية التي أودت بالثقة بالقطاع المصرفي، وأجهزت على ما تبقى من الاقتصاد اللبناني.. حتى سارعت المصارف إلى الحجر على أموال المقيمين والمغتربين على السواء، من دون أي توضيحات أو تطمينات أو حتى مصارحة. اعتمدت المصارف بين ليلة وضحاها الـCapital Control وإن بطريقة غير رسمية أو قانونية، فرضت القيود على التحويلات المالية من الليرة إلى العملات الأجنبية، وعلى التحويلات من لبنان إلى الخارج. وإذا كانت القيود المصرفية شكّلت صدمة للمقيمين من اللبنانيين، إلا أنها أشاعت حالة من الإحباط بين المغتربين وهم الاشد تأثراً بالقيود المصرفية من الزبائن المقيمين. لم تلتفت المصارف إلى ما اقترفته بحق صغار مودعيها لاسيما منهم المغتربون، ولم تكترث إلى حجم الأزمات والمشاكل التي تسببت بها إجراءاتها وقيودها القاسية، والخلل الذي أحدثته في مسار حياتهم والتزاماتهم في دول الإغتراب.

إنكسار وخذلان

وفي حين استثنت بعض المصارف عددا من كبار مودعيها من تلك القيود، وأتاحت لهم تحويل مكتنزاتهم إلى الخارج، تتمسكّ وبصرامة بتطبيق القيود على أبسط تعاملات صغار المودعين، من دون أدنى مراعاة لظروف إنسانية أو معيشية قاسية قد يواجهها مغتربون لبنانيون في الخارج.

فكيف يمكن لعائلة لبنانية مغتربة في فرنسا (كارلا أ. وزوجها وطفلها) أن تؤمّن تكاليف معيشتها اليومية وتكلفة السكن والأقساط المدرسية ورسوم التعاملات الرسمية بـ 200 يورو أسبوعياً فقط؟ تعمل كارلا في مجال الكتابة بالمراسلة مع مؤسسة لبنانية. تتقاضى راتبها عبر مصرف لبنان والمهجر بالدولار.. وقد جرت العادة أن تسحب راتبها شهرياً باليورو بالإضافة الى استعمال بطاقتها المصرفية في المشتريات اليومية، "لكن بعد فرض القيود على التحويلات لم يعد بإمكاني سحب أكثر من 200 يورو أسبوعياً"، تقول كارلا في حديثها إلى "المدن"، حتى راتبي الشهري لا يمكنني التصرف به! وتسأل كيف يمكنني سداد الأقساط المدرسية عن إبني وإيجار منزلي وتأمين معيشتنا اليومية؟ فكّرت كارلا بالمجيء إلى لبنان وسحب مبلغ مالي بالليرة اللبنانية وتحويله إلى دولار عبر الصرافين. وهو ما أقدمت عليه فعلاً لمرة واحدة، إلا أن العقبات كثيرة أمام هكذا حلول، بينها تكبدها تكاليف سفر إلزامي وخسارة ما لا يقل عن 30 في المئة من مدخولها كفارق سعر الصرف. وتبقى العقدة الأساس أن كامل التعاملات في فرنسا لا تتم نقداً إنما عبر تحويلات مصرفية.

المشكلة لا تقتصر على استحالة تأمين المصاريف فحسب، بل تتعداها إلى حال من الإنكسار والخذلان تركتها أزمة المصارف في نفوس المغتربين.. "بلدنا سرَقنا". بهذه الكلمات عبّرت كارلا عن حال آلاف المغتربين اللبنانيين في أوروبا وسائر دول العالم: "أشعر بأن أحدهم سلبني تعب 20 عاماً تعويض نهاية خدمتي، الذي حصلت عليه من الضمان الإجتماعي وأودعته في أحد المصارف اللبنانية، مَن يعوّض عليّ تعبي وحصيلة سنوات عمري؟"

لا تحويلات بعد اليوم

هواجس المغتربين وقلقهم من ضياع أموال جنوها على مرّ سنوات خارج وطنهم، زرعت في نفوسهم الكثير من الغضب والقهر، وعزّزت إحساسهم بالغدر من قبل سلطات بلدهم، والعجز عن استحصالهم على حقوقهم ومدخراتهم. وأشاعت بينهم توجهات "احترازية" تقضي بعدم تحويل أي أموال إلى لبنان عبر المنظومة المصرفية. التراجع الكبير في التدفقات المالية للمغتربين إلى لبنان لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلى خبراء الإقتصاد والمال، الذين حذّروا منذ اليوم الأول لفرض القيود على التحويلات، من أن تلك القيود وإن كانت غير رسمية إلا أنها ستطيح بشريان الحياة المالية في  لبنان، وهو أموال المغتربين.

لم نعد نحوّل مدخراتنا ولا مخصصات أهلنا إلى لبنان عبر المصارف، تقول كاتي د. (المغتربة وزوجها في قطر) في حديث مع "المدن". ونحن كعشرات الأصدقاء من المغتربين اللبنانيين في قطر ننتظر سفر أحدنا إلى لبنان ونرسل معه ما توفّر لنا من أموال نقداً إلى أهالينا. أما في ما خص الإدخار فالبعض يرسل نقداً ويدخر في منزل ذويه في لبنان. والبعض الآخر يفضّل الإدخار في البلد المضيف، تجنباً لتحويل الأموال عبر المصارف اللبنانية وتجميدها. وبالتالي، عدم القدرة لاحقاً على التصرف بها. وتشدد كاتي على ضرورة حفظ المداخيل من دون تحويلها إلى لبنان "ذلك لتلبية إحتياجاتنا والتزاماتنا، خصوصاً بعد تجميد التحويلات المالية من حساباتنا المصرفية من لبنان إلى قطر" مستغربة كيف يمكن أن يحدّد مصرف سوسييتيه جنرال SGBL سقفاً للسحوبات الخارجية بـ50 دولاراً فقط أسبوعياً، وتسأل: كيف يمكن أن ينفق المغترب اللبناني ويؤمن معيشته بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار شهرياً، فيما لو اضطر إلى ترك عمله، أو طرأ عليه أي مستجدات تحتم إنفاقه من مدّخراته؟" حتى في الحالات الإضطرارية، يلجأ البعض إلى تحويل المال لذويهم في لبنان عبر شركات التحويل المالي كـ"Western Union"، على الرغم من تسليم المبلغ المحوّل بالليرة اللبنانية، وهو حال محمد (المغترب في قطر)، الذي يفضل التحويل تسليم اليد عبر أحد الأصدقاء أو عبر Western Union، وذلك هرباً من التحويل عبر المصرف وحجز الأموال.

بلدنا سرَقنا

يسيطر هاجس الإفلاس المصرفي على المغتربين اللبنانيين، مع استمرار المصارف في فرض القيود القاسية وفي ظل عدم وجود رؤية اقتصادية مالية ونقدية واضحة، وغياب حكومة، وانعدام أي مبادرات رسمية لحل الأزمة. تلك الصورة السوداوية تُفقد لين ر. (مغتربة في دبي مع زوجها وإبنها) الأمل من استعادة مدخراتها التي جنتها "بالقطارة"، وأودعتها في بنك بيبلوس، وتجعلها يائسة، كما الكثيرين من زملائها المغتربين، من قدرة لبنان على الوقوف مجدداً: "نتابع الأخبار يومياً. وكنا مطمئنين نوعاً ما إلى انقشاع تلك الغيمة نظراً لثقتنا بتأكيدات مصرف لبنان مراراً بأن حجم احتياطي العملات الأجنبية لا يزال مرتفعاً نسبياً، إلا أن صدور تقرير ميريل لينش مؤخراًن وكشفه عن الضعف المخزي للاحتياطات الأجنبية أفقدنا أي أمل باستعادة أموالنا. "نحن ببساطة انسرقنا والمصارف خذلتنا"، تقول لين، وتسأل في حديثها إلى "المدن": كيف تسمح لنفسها المصارف أن تذلنا بسحوبات لا تتجاوز 300 دولار أسبوعياً (عبر بنك بيبلوس) مع عمولة تبلغ 15 دولاراً على كل عملية سحب، كيف يمكننا أن نثق بعد اليوم بالمصارف اللبنانية ونحوّل أموالنا إلى لبنان؟ فعلاً إنه أمر مستحيل.

 

فتى الضاحية ثائراً بين الخندق الغميق وجسر الرينغ

محمد أبي سمرا/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

حلقة ثالثة وأخيرة من يوميات حسين، الشاب العشريني الذي غادر منزل أهله بالرمل العالي في 17 تشرين الأول، ولم يعد إليه حتى اليوم. في يوم "الثورة" الخامس قررت مجموعة من "الثوار" إقفال جسر الرينغ وتعطيل السير عليه. فحمل حسين خيمته من ساحة الشهداء ونصبها على الجسر. كان أحد الشبان يفرش أقلام التلوين على الإسفلت ويرسم عليه أشكالاً ويلونها بين الخيم الأولى والطاولات والكراسي التي وضعها المعتصمون هناك. أعجب المشهد حسيناً، وراق له الجو والمكان الفسيح، فعزم على البقاء والنوم في خيمته هناك. في اليومين التاليين تكاثرت الخيم، وعلم أن مخيمين جدداً جاؤوا من جل الديب داعمين متضامنين. وراحت المحطات التلفزيونية تنقل مشاهد المعتصمين، وأجرت راشيل كرم مراسلة تلفزيون "الجديد" مقابلة مع حسين، فقال لها وقالت إنه من أول المخيمين على الجسر.

رجل "فان" الخندق الغميق

أخذ يتكاثر المعتصمون والمعتصمات على الرينغ في الأمسيات، ساهرين وساهرات حتى ما بعد منتصف الليل، فيتناقشن/يتناقشون في أمور "الثورة"، منشدين/منشدات شعاراتها وأغانيها. لكنهم غالباً ما كانوا يغادرون/يغادرن في ساعة متأخرة من الليل إلى بيوتهم وبيوتهن، فيمكث في الخيم حسين وأمثاله، وينامون فيها. هو وشبان من الطريق الجديدة والخندق الغميق والجبل كانوا المجموعة الأساسية المداومة على البقاء في المخيم، وأقاموا على مسافة من الخيم، في ناحية الأتوستراد المؤدي إلى نفق فؤاد شهاب، حاجزاً يرشد السيارات الآتية من النفق ويُعلِم سائقيها أن الجسر مقفل. وكان بين شبان الحاجز رجلٌ من الخندق الغميق في حوالى الخامسة والثلاثين من عمره. وروى حسين أن هذا الرجل قرّر، صبيحة نهار استقالة سعد الحريري وحكومته في 30 تشرين الأول، أن يغادر قائلاً إنه يريد العمل على "فانه" لنقل الركاب، كي يحصّل ما يقوم بأود أسرته. وبعد ساعة أو اثنتين عاد يقود "فاناً"، فمنعه طليعة المعتصمين على الرينغ من المرور، فغضب وجنّ جنونه ودار بينه وبينهم شجار أدى إلى تحطيم نافذة الفان. في الساعة الثانية بعد الظهر، عاد سائق الفان إياه، مستنفراً شبان الخندق الغميق، وهاجمين على الرينغ. كانوا حوالى 200 فتى وشاب راجلين وعلى دراجاتهم النارية، فاقتلعوا حاجز المخيمين المتقدم وضربوا شبانه، ثم تقدموا نحو حاجز القوى الأمنية لمكافحة الشغب. حسين وعدد من الفتية والشبان من أمثاله - معهم الممثل التلفزيوني عبدو شاهين البعلبكي، أحد شخصيات مسلسل "الهيبة" - حاولوا التفاهم مع المهاجمين وثنيهم عن التقدم. لكن رجال مكافحة الشغب منعوهم من ذلك. لكن حسين وشابين معه تمكنوا من الوصول إلى المهاجمين الذين قال من يتقدمهم إنهم يريدون تأديب من كسر زجاج نافذة الفان. "الجميع هنا على الرينغ، أخوة وكلنا في الثورة معاً، وسوف نأتي بمن كسر النافذة للاعتذار منكم، فنكسر الشرَّ وننهي المشكلة"، قال حسين لمن يتقدم المهاجمين، فأجابوه: "كرامتكم لن نكمل الهجوم، وسوف ننزل إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح ونحطم الخيم هناك".

وردة وصفعة على الجسر

في هذه اللحظة تقدمت من المهاجمين امرأة في الأربعين من عمرها، حاملةً سلة ورد كانت توزع ورودها على معتصمي جسر الرينغ. تناولت المرأة وردة من سلتها، وقدمتها لأحد المهاجمين قائلة له: "أعطِ هذه الوردة لخطيبتك". ظن المهاجم الشاب أنها تسخر منه، وبدل أن يتناول الوردة منها، صفعها على وجهها صفعةً قوية، فراحت تبكي منتحبة. وهذا ما حمل حسين وصحبه على الاشتباك اشتباكاً صغيراً وعابراً مع بعض المهاجمين، قبل مغادرتهم جميعاً متجهين نحو ساحة الشهداء. ولما حاول حسين ومجموعته المؤلفة من نحو 15 شاباً اللحاق بهم، للتوسط وأياهم وحملهم على عدم متابعة هجومهم، منعهم رجال مكافحة الشغب من ذلك.

موقعة الساحتين

وروى حسين أن المهاجمين وصلوا إلى ساحة الشهداء، فحطموا الخيم، واعتدوا على المعتصمين بعنف، ثم هاجموا مخيم ساحة رياض الصلح، حيث كان معظم المعتصمين من الشيعة - بحسبه - قبل أن يأمر السيد حسن نصرالله في خطبته جمهورَه بالانسحاب من الساحات. وفي رواية حسين أن الهجوم على الساحتين، لم يستغرق أكثر من نصف الساعة، لكن الاعلام التلفزيوني ضخمه وجعله يستغرق ساعات ثلاث. في ليلة ذاك النهار، راح رجال الأمن ومكافحة الشغب يقولون لمعتصمي جسر الرينغ: احذروا، شبان الخندق سيهاجمونكم، وعليكم الرحيل. لكن شباناً من جل الديب، جاؤوا ليلاً وانضموا إلى المخيم متضامنين. وفي صباح أحد النهارات التالية، جاء ضابط من قوى مكافحة الشغب، وأنذر المعتصمين بأن ينزعوا الخيم من وسط الأتوستراد، وإلا سوف يأمر عناصره بنزعها عنوة، فنقل المعتصمون الخيم إلى جانب الشارع، ونصبوها أمام بنك عودة، وأخذوا يمنعون السير على الجسر في الليل فقط، ويفتحونه في السادسة صباحاً، بعد إحيائهم سهرات عامرة بالغناء والهتافات والمناقشات، ليذهبوا صباحاً للنوم في بيوتهم. لذا قرر حسين وصحبه ترك جسر الرينغ، فانتزعوا خيمهم وأخذوها إلى ساحة الشهداء، حيث نصبوها وراحوا ينامون فيها، مستنكفين عن المشاركة في قطع الطريق على الجسر ليلاً. بل قرروا أيضا منع الساهرين من قطعها. وكان العائدون إلى ساحة الشهداء حوالى 50 شاباً من العاطلين عن العمل من مناطق وأحياء كثيرة: الضاحية الجنوبية، والجبل، وجل الديب، وبعلبك.

ليلة الهجوم الكبير

في النهار الذي سبق ليلة هجوم جموع غفيرة من شبان الخندق الغميق وأحياء ضاحية بيروت الجنوبية على جسر الرينغ وعين الرمانة، كان حسين في ساحة الشهداء يشارك في الرقص والغناء بين المعتصمين، بعد تظاهرة اعتصم المشاركون فيها أمام جمعية المصارف. أثناء الاعتصام في ساحة الشهداء، صعد إلى المنصة شخص من "المقاومة المدنية - حزب سبعة" ودعا الشبان والصبايا إلى التظاهر على جسر الرينغ وإقفاله. وروى حسين أن أحد المعتصمين الذين توجهوا إلى الجسر شتم السيد حسن نصرالله. وهناك من يقول إنه مندس، وقد يكون من شبان الخندق الغميق إياهم، وتوجه بعد شتيمته إلى الخندق ودب الصوت هناك محرضاً. فجمع تحريضه شباناً وفتياناً كثيرين، ساروا في هجومم الكبير على معتصمي الرينغ الذي استمر حتى ساعة متأخرة من الليل.

أثناء ليلة الهجمات الكبيرة تلك على الجسر، وصولاً إلى الصيفي والجميزة وتحطيم نوافذ البيوت وزجاج السيارات في الحيين، قام شبان الضاحية الجنوبية بهجوم على عين الرمانة. كان حسين بين المعتصمين والمعتصمات على الرينغ. فتعرف إلى صبية خائفة وسط الهجمات العنيفة. كانت من بعبدا، وفي الخامسة والعشرين من عمرها، وتعمل في التصوير والإخراج السينمائيين. فقال لها حسين أثناء الكر والفر الليليين على الجسر: مهاجمو الضاحية والخندق الغميق يشتمون "الثورة"، وبعض "الثوار" يشتمون السيد حسن نصرالله، ما لنا ولهم. فما رأيك أن نذهب إلى الخيمة في ساحة الشهداء. وهكذا صارت المصورة المخرجة من رفاق حسين في "الثورة"، وراحا يكثران من حضور الندوات والمناقشات في ساحاتها.

بعد موقعتي الرينغ وعين الرمانة وما ساد بعدهما من خوف من احتمالات نشوب مواجهات أهلية وطائفية، وقيام مسيرات سلام ومحبة شاركت فيها أمهات ونساء من عين الرمانة إلى الشياح، ومن الرينغ إلى الخندق الغميق - تزايدت أسئلة زميلة حسين في "الثورة" عن احتمال نشوب حرب أهلية ومخاوفها منها، فأخذ يطمئنها قائلاً لها: مستحيل، مستحيل. إذا قرر السنّة الدخول مع الشيعة في حرب، من أين يأتون بالسلاح لمجابهة "حزب الله" وسلاحه ومقاتليه الشرسين؟! لكن زميلته أخذت تلح عليه بالسؤال: إذا حصلت معارك أهلية وطائفية، مع من تقف أنت يا حسين، وهل تظل مع "الثورة" والثائرين؟! كان جوابه أنه من اليوم الأول في الثورة، ولم يغادر ساحاتها، وسيظل فيها حتى يومها الأخير. والحق أن حسين لا يزال في خيمته في ساحة الشهداء، ويشارك في التظاهرات والاعتصامات التي تتنقل يومياً في شوارع بيروت. وفي أحد النهارات اعتقل حسين لأيام ثلاثة، فاقتيد إلى مخفر الدرك قرب الأونيسكو، ثم إلى مخفر للشرطة العسكرية قرب المدينة الرياضية، قبل نقله إلى مخفر حبيش، وإطلاق سراحه، فاحتفل رفاقه بخروجه أمام المخفر.

خارج معاقل البطالة الكئيبة

حين التقيت حسين في مسيرة السلام والمحبة التي قامت بها أمهات ونساء من جسر الرينغ إلى الخندق الغميق، كان يسير فرحا ومسروراً بنساء الخندق اللواتي يرمون الأرز والورود من شرفات بيوتهم على المتظاهرين والمتظاهرات في حيهم، ويلوح إليهن بيديه، يدعوهن إلى النزول والمشاركة في التظاهرة.

وفي روايته يومياته في "الثورة" قال: منذ يومي الأول في هذه "الثورة" يتيهأ لي أنني في فيلم سينمائي أود ألا ينتهي. فيلم جميل تعملت فيه الكثير، ورافقت كثيرين. منهم من الطريق الجديدة، ولم التقِ بهم منذ كنت زميلاً لهم قبل سنوات عشر على مقاعد مدرسة "الأرغواي" المهنية قرب مستشفى المقاصد، فاستأنفت صلتي بهم في "الثورة". ومنهم من تعرفت إليهم من دون معرفة سابقة، والتقيت بهم وبصبايا كثيرات رحن يشجعنني على الكلام في الندوات الكثيرة في ساحة سمير قصير، وساحة العازارية. لم أسأل حسيناً ماذا يمكنه أن يفعل في النهاية، في حال مغادرته خيمته ويومياته في ساحات "الثورة"؟ هل سيعود إلى بطالته وكآبته في بيت أهله في الرمل العالي، أم سيعاود البحث عن عمل ما، كما فعل طوال شهر سبق 17 تشرين الأول الماضي؟ أمضى أيام ذلك الشهر يدخل إلى شركات ومتاجر كبرى ومؤسسات كثيرة، سائلاً تشغيله فيها أي عمل، ووصل تجواله في بحثه ذاك إلى جونيه، لكن بلا جدوى. أخذت "الثورة" حسين، وأدخلته في يوميات عالم جديد باعد بينه وبين أيام حياته السابقة في الرمل العالي. من المؤكد أنه تغير كثيراً واختبر علاقات ومعاني وأفكاراً جديدة. ومن المؤكد أن لبنان اليوم غيره ما قبل 17 تشرين الأول المنصرم. لكن هل سيؤدي هذا التغير إلى تبدّل أحوال حسين وأمثاله، فيجدون لحياتهم مكاناً وسياقاً جديدين خارج معاقل البطالة والكآبة في الضاحية الجنوبية والخندق الغميق؟ من يدري؟

 

قيمة النظريّة تطبيقها: عن الدين ورجاله

هشام بوناصيف/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

الردّ المؤسف للمطران الفلسطيني عطا اللّه حنّا على تصريح المطران عودة يعيد الى البال الموقف المؤسف بدوره لرؤساء الكنائس السوريّة من المقتلة التي يقودها نظام الاسد في بلادهم. وبما أنّ الشيء بالشيء يذكر:موقف البطريرك الراعي من المسألة السوريّة رمادي بأفضل الاحوال (بخلاف سلفه)، ودعوته اللبنانيّين منذ فترة ل"الالتفاف" حول ميشال عون كانت مثيرة لمزيج من الذهول والأسى.

مذهلة أيضا مواقف لدار الفتوى توحي فيها كأنّها مخوّلة تحديد هويّة من له الحقّ بتولّي رئاسة الحكومة اللبنانيّة. أمّا أن تكون الدار مؤيّدة لسعد الحريري تحديدا، فلا يعني سوى أن حساسيّتها تجاه الفساد وسياسات افقار اللبنانيّين معدومة، رغم كلّ ما جرى ويجري في البلاد. أبعد من دار الفتوى، لا تزال تصريحات شيخ الازهر حول مسألة ضرب المرأة طريّة في الاذهان. وان كانت دار الفتوى غير معنيّة بالتطورّات اللبنانيّة في الاسابيع الاخيرة، فلا يبدو أن الازهر معنيّ بتطورّات المسألة النسوية في آخر قرنين أو أكثر.

يمكن اضافة التصريحات الفاقعة ببذاءتها وبؤسها للشيخ "العلّامة" محمود البرجاوي من على منبر حسينيّة النبطيّة الى هذه المراجعة السريعة. اتّهم البرجاوي ديما صادق بما لا يقلّ عن العهر والفجور والخيانة، لا لشيء عمليّا الّا لأنّها شيعيّة غير مؤيّدة لحزب اللّه. كما يمكن التذكير أيضا أن حسن نصر اللّه نفسه، هو، تقنيّا على الاقلّ، رجل دين.

سيقول لنا المتديّنون الغيارى في لبنان أن تصرّفات رجال الدين شيء، وجوهره شيء آخر. في هذا شيء من الحجّة الشيوعيّة التعسة التي تزعم أن الماركسيّة "في حقيقتها" شيء، والتجربة السوفياتيّة شيء آخر. والحال أن القيمة الفعليّة لأي نظريّة (سواء كانت دينيّة أو سياسيّة) هي في نتائجها الفعليّة. ولا يستطيع واحدنا، بعد رصد مساهمات الدين ورجالاته في منطقتنا، سوى التمنيّ بأن ليته لا كان، ولا كانوا.

ومنذ بدأت التطورّات الاخيرة في لبنان، أتجنّب قصدا توصيفها كثورة، وأفضّل كلمة عاميّة، لا لشيء الّا لأنّ التغيير جذري كنه الثورة وجوهرها، ولأنّ التغيير بهذا المعنى يبقى عصيّا ما بقيت الخرافات والماورئيّات تستعبد عقول الجماهير. والحال أن المقدّس جذر كلّ شرّ، ودوره تخريبي في مسائل كسياسات الهويّة، وحقوق المرأة، والمثليّين، وحقّ التعبير، وكلّها مفصليّة. ومع الانحياز التامّ للشارع اللبناني، أزعم أنّنا نكون فعلا في ثورة عندما نعيد التفكير بموروث ديني يعطي منبرا وجمهورا ونفوذا لجمهرة ملتحين الخيّر بينهم استثناء على القاعدة، لا العكس. أزعم أيضا أن عقولنا اذ تعجز عن نقد الدين، وتستسلم أمام سطوة المقدّس، فلا لمنطق فيه، أو قوّة اقناع، بل لأنّها تحشى به بسنّ الطفولة، وهذا، لعمري، جريمة بحقّ العقول، وبحقّ الطفولة.

 

الحريري: من خيط التكليف إلى قفص التأليف

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

في انتظار الموعد الثاني للاستشارات النيابية الملزمة، الكل يلعب صولده: الرئيس سعد الحريري يتمسك بشروطه لتأليف الحكومة بعدما بات المرشح الوحيد، الثنائي الشيعي بفرض معادلته نفسها، رئيس الجمهورية بإبقاء الاستشارات الملزمة رهن التوافق المسبق

من غير المؤكد ان الموعد الثاني للاستشارات النيابية الملزمة، الاثنين المقبل، سيكون نهائياً. وقد يكون مرشحاً لتأجيل آخر، لن يقل ضرراً عن التأجيل الاول. ما حدث انطلاقاً من دار الفتوى الاحد - برضاها او من دونه او بموافقتها او من دونه - وضع الاستحقاق الحكومي، كما الافرقاء المعنيين به، امام معطيات جديدة تحتاج الى بعض الوقت لمقاربة تداعياتها والتحوط للاشارات السلبية التي نجمت عنها:

1 - الطريقة الغامضة، رغم وضوح ما حدث، لاعلان سمير الخطيب عزوفه عن ترؤس الحكومة الجديدة. حمل الرجل في طريقه الى دار الفتوى، ثم الى بيت الوسط، بيانين كُتبا سلفاً، وربما يكونان أُمليا عليه. احدهما في جيب، والآخر في جيب آخر. لم يكن السيناريو المعدّ للعزوف متقناً على النحو المطلوب. كشف الخطيب ان المفتي الشيخ عبداللطيف دريان أخطره بالاجماع السنّي على الرئيس سعد الحريري، من دون ان يكون صدر عن المرجعية الدينية السنّية الاولى، قبل الاحد، اي موقف رسمي علني يشي بهذا الخيار، ومن غير ان يعقب استقبال الخطيب اي بيان يؤكد الخيار نفسه. تالياً دخل الخطيب الى دار الفتوى ببيان معدّ سلفاً بما يُفترض انه سيسمعه من المفتي الذي نأى في الفترة الاخيرة، منذ استقالة الحريري، بنفسه عن الاحداث المتلاحقة، سوى اصراره على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء والكرامة السياسية للطائفة والحرص على اتفاق الطائف.

2 - بانسحاب الخطيب لم يعد ثمة مرشح معلن لتأليف الحكومة. لم يقل الحريري بعد انه تراجع عن اعتذاره في 26 تشرين الثاني، ولم يقل انه عاد الى ترشيح نفسه ما دام اعتذاره الرسمي لا يزال نافذاً. تالياً ليس ثمة مرشحون آخرون في ظل ما فعله الحريري منذ استقالته، بأن وضع نفسه في قفص وألقى المفتاح بعيداً منه. يريد العودة الى السرايا، من غير ان يتمكن من فرض هذه العودة. بالتأكيد في وسعه، بأقل جهد ممكن، ان يمسي رئيساً مكلفاً ما دام متيقناً، قبلاً والآن، من ان الثنائي الشيعي يريده ورئيس الجمهورية لا يسعى الى اقصائه. بيد ان نجاحه في الحصول على تكليفه - بالاكثرية المحسوبة واللائقة التي يحتاج اليها ويوفرها له فريق الغالبية النيابية - لا يفضي حكماً الى تأليفه الحكومة التي يريد، ولا الى فرض شروطه فيها.

نجاحه في اتلاف فرص ثلاثة مرشحين محتملين، هم الوزيران السابقان محمد الصفدي وبهيج طبارة والخطيب، ومن ثم الحؤول دون وصولهم الى التكليف، يكسبه نصف المعركة، وهو ان يعود رئيساً مكلفاً فحسب. يعرف أكثر من سواه ان تأليف الحكومة مرتبط بموازين قوى تنتظم اللعبة السياسية من خلالها، وبلا إخلال، منذ عام 2008 اكثر منها ما توفره له الصلاحية المنصوص عليها في المادتين 53 و64 من الدستور.

3 - ليست المرة الاولى يُستعان بدار الفتوى في توقيت غير صائب، ويحملونها على رسم خطوط حمر ليست في صلب مرجعيتها الدينية كما دورها الوطني. في 6 كانون 2006 رسم المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني خطاً احمر من حول رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة عندما أمّ المصلين في السرايا، في سابقة لا نظير لها قبلاً، لم تحمِ بعد سنتين السنيورة ولا حكومته من السقوط. رسم المفتي الحالي دريان خطاً احمر ثانياً حول السنيورة في 4 آذار 2019 عندما طُرح مصير 11 مليار دولار فقدت بين عامي 2006 و2008 ابان حكومته نفسها. ثم كان الخط الاحمر الثالث الاحد بالاعلان ان الطائفة السنّية ترشّح الحريري لرئاسة الحكومة، في وقت لم يكن رئيس الجمهورية ولا الثنائي الشيعي وراء إبعاده عنها، بل هو اختار استقالة حكومته رغم نصحهما اياه بتفادي هذه الخطوة، ثم اعتذر عن عدم تأليف حكومة جديدة بعدما رشح تباعاً ثلاثة اسماء سنّية لترؤسها. تحدث الى الثلاثة تباعاً، ووعدهم بدعمهم وبالحصول لهم على تأييد المفتي والرؤساء السابقين، ناهيك بمشاركته في حكومة لا يرئسها. في آخر اجتماع ضم الحريري الى الرؤساء السابقين في 15 تشرين الثاني، غداة اجتماعه بالثنائي الشيعي واتفاقه معه على ترشيح الصفدي، اجمعوا على رفض ترشيح الصفدي وتمسكوا به هو بالذات. مذذاك لم يحصل اي لقاء بينه وبين الرؤساء الثلاثة، ناظراً اليهم بريبة. على مرّ طرح الصفدي وطبارة والخطيب تمسكوا بترشيح الحريري، فيما راح هو يتنصل من هذا الطلب ويرفضه، الى ان اصدر - حسماً للسجال - بيان اعتذاره قاطعاً به الشك باليقين.

عندما اصدر الرؤساء الثلاثة بيانهم الاخير في 4 كانون الاول لم يسبقه تنسيق معه. وعلى مر اسبوعين من تداول اسم الخطيب لم يلجأ الحريري الى دار الفتوى التي لم تبدِ مذذاك اي اعتراض علني على الرجل، ولا احتاجت الى مقابلته، ولا الى الطلب منه الانسحاب، الى ان اضحى تكليفه حتمياً في الساعات الاربع والعشرين التي تسبق الاستشارات النيابية الملزمة.

تكليف الحريري قد يحصل، أما التأليف فشأن آخر

لم يكن الحريري في حاجة الى تدخّل دار الفتوى لتعزيز حظوظ تكليفه ترؤس الحكومة، في وقت بدا حاجة ملحة لرئيس الجمهورية والثنائي الشيعي، قبل ان يذهب في تدلعه الى الاصرار على اطلاق يده في تأليف حكومة تكنوقراط، كان يعرف سلفاً ان الرئيس نبيه بري وحزب الله لن يوافقا عليها، ولا القبول بإخراج حزب الله منها. لعل الاكثر مثاراً للاستغراب ان رفض الحريري ترؤسه حكومة تكنو - سياسية اقترن بموافقته على دعم مرشح آخر لرئاستها هو الخطيب، بالمواصفات نفسها التي رفضها، وهي حكومة تكنو - سياسية. لعل الدليل الاسطع على تناقض هذا الموقف رفض الحريري توزير محمد فنيش في حكومة يرئسها، فيما سلّم به في حكومة يشارك فيها ويتولى توفير الغطاء السنّي لها. في احسن الاحوال قد تنتهي هذه المناورة بتكليف الحريري. وهو افضل مكسب - وقد يكون الوحيد - رغم ان شرطه الرئيسي حصوله على الغالبية النيابية التي يمثلها الثنائي الشيعي وحلفاؤه والتيار الوطني الحر وحلفاؤه. اما التأليف فشأن آخر، لا يملكه الرئيس المكلف وحده.

 

 رهان سلطة على الجوع والموت

د.مصطفى علوش/الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

«ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياة

سخرت بأنّات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه

وصرت تشوّه سحر الوجود وتبذر شوك الأسى في رباه

حذارِ فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجنِ الجراح»

(أبو القاسم الشابي)

منذ اليوم الأول للثورة كان الرهان الأساسي الذي اعتمد عليه ثلاثي السلطة: «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» وحركة «أمل»، هو قصر نفس المتظاهرين والمحتجين، يعني استخدام عامل الوقت لتجنّب تحقيق مطالب الثورة. لقد كان كلام حسن نصرالله واضحاً في خطابه الأول عندما أكد على تماسك مجتمعه وقدرته على الصبر والصمود، وتعامل بطريقة المستكبر المتفهّم مع مطالب المحتجين، مؤكداً عدم سقوط الحكومة. وما يؤكد هذه المقولة أنّ الثلاثي ذاك كان يضغط على الرئيس سعد الحريري لعدم الاستقالة للسبب ذاته، بالرغم من أنه كان مقتنعاً منذ الأيام الأولى للثورة، خصوصاً بعد أن رفض الشارع حلّ الإصلاحات التي اقترحها، بأنّ المخرج الوحيد لوقف التدهور من جهة، والتحرر من عقم الشراكة مع جبران باسيل، من جهة ثانية، هو الإستقالة والذهاب إلى حكومة اختصاص. لم تصل المفاوضات إلى إقناع الثلاثي بضرورة الإتفاق على حكومة تعبّر عن انتصار الناس وتؤدي إلى اقتناعهم بوقف الثورة وبدء عملية العلاج الصعب، ولكن الممكن، للخروج من قعر الهاوية الإقتصادية. في المحصلة اقتنع سعد الحريري بأنّ الإستقالة هي المخرج الوحيد، وإن من دون اتفاق على حكومة جديدة، وذلك لفتح باب البحث عن حل، خارج منطق التعسكر وراء السلطة أو شرعية مجلس النواب. إن كان التجاوب مع طلبات الناس أحد أسباب الإستقالة، لكن السبب الأهم كان لقناعة بعقم المنظومة التي حكمت الحكومة بالتعطيل والعجز عن أي إنجاز. المنطق الذي حاول اتّباعه، وكان لطمأنة القوى السياسية، هو أنه حتى ولو لم يكونوا في الحكومة، فهم ما زالوا في مجلس النواب، ويمكنهم السيطرة على أي حكومة من خلال التشريع.

ما قاله جبران باسيل للحريري: «كيف تستقيل وقد انتهت الثورة أو تكاد!». يعني أنّ رهان باسيل مثله مثل رهان نصرالله هو على إنهاك الثورة، المقطوعة من شجرة، بالرغم من الإتهامات المتتالية حول التمويل الخارجي لتنفيذ أجندات أميركية وغيرها.

في الأيام التي تلت الاستقالة، كانت قناعة سعد الحريري أنّ حكومة مختلطة من اختصاصيين وسياسيين من النوع الخفيف الظل هي الوحيدة الممكنة في ظل التوازنات القائمة على الواقعية. وهناك معطيات أنّ هكذا حكومة كان من الممكن أن تبصر النور لولا المماطلة من رئيس «التيار الوطني» حول ذهابه مع الحريري أولاً، ومن ثم الأخذ والرد في كلام حَمّال أوجه. وبعد أن طالت المماطلة، فهم الحريري الرسالة وقرر عندها رفع الشروط إلى حكومة اختصاصيين صافية، يمكنه أن يترأسها هو أو أي شخص آخر، وإلّا فالذهاب الى استشارات وليؤلّف من يؤلّف بناءً على ذلك. وهنا أيضاً بدأت تطرح أسماء وتحترق، لأنّ شروط رئيس «التيار» لإعادة إنتاج سلطته على الوزارات الدسمة في أي حكومة مطروحة، بقيت كما هي، بالمباشر أو باللف والدوران. ولكن بعد انسداد الأفق، وبعد أن بدأت التحرشات البلطجية بمواقع الاحتجاجات من قبل أفواج الدراجات النارية، ذهب الحريري إلى إعلان موقفه بالانسحاب حتى من السباق نحو رئاسة الحكومة. وهنا كان المطلوب منه تغطية رئيس الحكومة الآتي، وإلّا فالاستمرار في تصريف الأعمال إلى ما شاء الله، وعندما ينهار كل شيء يكون هو في الواجهة.

عندما وافق الحريري على الحل المقترح بسمير الخطيب، كان الشرط ألّا تكون هناك وجوه نافرة في الحكومة الجديدة. لكن، ومع كل ذلك استمرت مراهنة أهل السلطة على انهيار مقاومة الناس، ومن يظن أنّ انتحار الناس وجوعهم ومرضهم ومستشفياتهم العاجزة عن الاستمرار، وأموالهم المسجونة في المصارف هو ما سيدفع السلطة للإفراج عن الحكومة القادرة على الإنقاذ، يكون مخطئاً حتماً، فما يراهنون عليه هو هذا بالذات وهو أن يقتنع الناس بعودة المنظومة السابقة. واليوم، وبعد اعتذار سمير الخطيب عن التكليف، وبصرف النظر عن المسبّبات الظاهرة، فإنّ الحل يبقى كما كان حتى ما قبل الثورة، وربما منذ سنوات أو عقود، هو بحكومة متحررة من القوى السياسية التي فشلت تركيباتها في إقناع الناس بأنها قادرة على الخروج بالبلد من قعر الهاوية، إمّا لعجز أو لفساد، والاثنان سيّان.

 

أثمان خريف «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81334/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a3%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، الكلام الذي لا يريد كثيرون سماعه. وضع إصبعه على جرح المسألة اللبنانية، ليس من الآن بل منذ أن أجرم اللبنانيون، وكثيرون من أشقائهم العرب، بحق الوطن الصغير، وذهبوا إلى اتفاق القاهرة 1969، مشرعين أبوابه لسلاح الثورة الفلسطينية، لتكون النتيجة احتلال بيروت بدل تحرير القدس!!

ففي عظته خلال ترؤسه قداساً وجنازاً لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشرة لرحيل النائب والصحافي جبران تويني، اعتبر المطران عودة، أنّ لبنان يحكم اليوم «من شخص تعرفونه جميعاً (...) ويُحكم من جماعة تحتمي بالسلاح». ولكن على من تقرأ مزاميرك يا سيادة المطران؟

فأهل الثورة خائفون على ثورتهم أن تغرق في رمال الانقسامات اللبنانية المتحركة، وتفقد «نقاءها الثوري» الذي ينوب عنه شعار «كلن يعني كلن» (كلهم يعني كلهم).

وأهل السياسة ومخضرموها يعرفون أن مزاج الشارع لا يحتمل إلا كلاماً بسيطاً وساذجاً في شعاراته وجذرياً وشمولياً في نقده، ويدركون أن كل إشارة إلى سلاح «حزب الله» يُشتم منها تنصل من المسؤولية عن الخراب والفساد من خصوم الحزب وهم شركاؤه في السلطة والمحاصصة وتبادل الخدمات.

من هنا تنبع أهمية كلام المطران عودة. من وقوعه خارج السلطة السياسية وحساباتها ومن انحيازه المبكر للثورة ولعناوينها ولمطالبتها باستقالة أركان السلطة السياسية، معتبراً يومها أن «الفراغ أفضل من الواقع الذي نعيشه اليوم».

سيتهم كلام المطران عودة بالكثير، لكنه سيظل بريئاً من تهمة المبالغة. فـ«حزب الله» الذي كان يتحكم بلبنان وارثاً لدور سوريا الأسد فيه، بات منذ الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018 يحكم لبنان بالفعل، من خلال أكثرية برلمانية كما من خلال الحكومة المستقيلة التي أمضى 9 أشهر في خياطة توازناتها بحيث يكون القرار السياسي فيها بيده للمرة الأولى بهذا الوضوح.

وهنا بيت القصيد ومربط المعركة الخفية التي يخوضها الحزب وتخوضها ضده قوى محلية وأبعد. ما فعلته الثورة أنها فتحت البلاد على أزمة حكم بالتأكيد، ولكنها أيضاً خلقت من حيث تريد أو لا تريد فضاءً لتصحيح خلل هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي للبلاد وتعطيل إلحاق لبنان بالمحور الذي تقوده إيران في ذروة الاشتباك الإيراني الأميركي العربي.

فكل النقاشات التي تبدأ بتوزير صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل أو عدمه في أي حكومة مقبلة سرعان ما تنتهي إلى نقاش حول توازنات هذه الحكومة ومن يملك القرار السياسي فيها، وهو ما تراقبه القوى الدولية عن كثب لتقرر وفقه ما إذا كانت ستمضي قدماً في برنامج إنقاذ لبنان اقتصادياً أم لا.

آخر كلام المفاوضات يشير إلى أن «حزب الله»، مستشعراً فداحة الأزمة الاقتصادية على جمهوره كجزء من الجمهور اللبناني العام، وافق على حكومة «تكنو - سياسية» لا يكون فيها بين الممثلين السياسيين أي من الوجوه التقليدية، لكنه ما زال متمسكاً بحكومة تعكس نتائج الانتخابات النيابية، أي استنساخ الحكومة المستقيلة التي يمسك بقرارها السياسي، لكن بوجوه جديدة وشراكة مختلفة.

أما مؤدى هذا الكلام فإنه لا حكومة في الأفق ولا من يحزنون، إلا إذا حسم «حزب الله» قراره بالاختيار بين السوسيولوجيا والجيوبوليتيك.

ففي السوسيولوجيا يعرف أن وعود الثورة التي أخذ الشيعة إليها منذ أربعين عاماً تقف عند خريف التجربة مطوقة بالفشل في إيران نفسها قبل الساحات الملحقة بها. ويعرف أن عليه الانخراط في المعالجات التي تنقذ بيئته بصرف النظر عن مصدرها وأثمانها. ليس أدل على ذلك من إعلان طهران عما وصفته بميزانية «تصدي العقوبات» الأقل اعتماداً على النفط في تاريخ البلاد، بدعم روسي بقيمة خمسة مليارات دولار. أي أن البلد النفطي والغازي سيكتفي ببيع السجاد والفستق، مراهناً على معونات موسكو التي تحتاج هي نفسها إلى معونات!!

أما في الجيوبوليتيك فهو يعرف أن التراجعات قاتلة وأن لعبة التوازنات لا تسمح بشبهة الهزيمة وأن من وعد بزمن الانتصارات بات أسير وعوده المستحيلة، بما لا يتيح مجالاً للقبول بأي تغيير يقوده الشارع.

ترجمت إيران ذلك عبر ميليشياتها بمجزرة الخلاني في العراق، التي قتل فيها 24 عراقياً يوم الجمعة الفائت في أحدث إشارة على إصرار إيران على إنهاء الاحتجاجات المندلعة في وجهها في العراق، وترجمته داخل إيران عبر مجازر مماثلة تتراوح أرقام ضحاياها بين المائتي متظاهر إيراني والألف ممن وصفهم المرشد علي خامنئي بالأشرار والخونة.

ضمن هذا الجيوبوليتيك يفهم «حزب الله» الأزمة المندلعة في لبنان. وقد عبر معاون الأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل عن ذلك بوضوح في حديث مع واحد ممن بُحث في توليهم رئاسة الحكومة اللبنانية، حين صحح له استخدامه مفردة «الحراك»، موضحاً أن «حزب الله» لا يعترف حقيقة بالحراك، بل يرى فيه «مؤامرة تستهدف رأس المقاومة».

لا يزال الجيوبوليتيك غالباً. وللمرة الأولى يمسك المجتمع الدولي بـ«حزب الله» من يد تؤلمه، ولن يتيح له الفرار أو تعديل وضعيته. أما الحزب فيبدو أكثر ميلاً للمواجهة، مما يعني أن الأزمة اللبنانية مرشحة لأن تطول وتتعقد، ما لم يقرر الحزب تجرع سم التسوية بغير شروطه.

قد لا يلتحق لبنان بحمام الدم المفتوح في المدن العراقية والإيرانية وقد يلتحق. لكن الأكيد أن الزمن اللبناني الراهن ليس زمن الخيارات العاقلة، وأن أثمان انتهاء وصاية «حزب الله» على البلاد لن تكون بسيطة.

 

الطريق إلى السلام عبر تطويق التمدد الإيراني

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

من الأمور المحيرة حين يسعى المرء إلى تحليل مواقف بعض الدول وسياساتها في إطار معين، أن تراها تتناقض كلية مع مواقفها في مكان ومجال آخرين. كيف يمكن تفسير وتحليل موقف إيران في الاجتماع الأخير للدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي عقد يوم الخميس الماضي في فيينا وأن تتفق إيران مع المملكة العربية السعودية وبقية الدول الـ14 الأعضاء في «أوبك» حول التخفيضات المطلوبة في إنتاج النفط للمحافظة على استقرار أسعاره في الوقت الذي تتسم فيه مواقفها في الأزمة اليمنية وتجاه السعودية بالعدوانية والرغبة في تنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة؟ هل اختلاف سياسة إيران في نطاق «أوبك» ومواقفها السياسية الأخرى خارج المنظمة يعود إلى معرفة حدود قوتها وحجم إمكاناتها من ناحية الإنتاج والاحتياطي النفطي داخل «أوبك» مقارنة بما تمتلكه السعودية، أم إن طبيعة منظمة «أوبك» بصفتها منظمة نفطية مختصة تضم دولاً أخرى عربية خليجية وأخرى من أفريقيا وأميركا اللاتينية، تجعلها تتوافق معها في بلورة سياسة مشتركة فيما بينها حفاظاً على مستويات أسعار النفط؟ ولماذا تاريخياً كانت إيران بعد قدوم الخميني تتعارض سياستها مع بعض الدول، ومع سياسة المملكة النفطية بينما هذه المرة التقت سياستها مع المملكة؟ هل مصدر هذا التطور يعود إلى أن إيران اليوم بعد أزمة الملف النووي الذي أدى إلى فرض عقوبات على صادراتها النفطية، أكثر حاجة إلى استقرار أسعار النفط كبقية أعضاء «أوبك» الذين نجحوا في تحقيق ذلك عبر إقامة تنسيق مع دول خارج المنظمة (أوبك+) مثل روسيا، لإجراء التخفيضات اللازمة في مستويات إنتاج النفط... بينما يختلف الأمر كلية في مجال السياسة الإقليمية وكيفية التعامل معها بين القوتين الإقليميتين في المنطقة؛ وهما السعودية وإيران؟

ففي مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي سعت إيران إلى بثّ رسائل تدعو للسلام وقبول الحوار مع السعودية من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بالإضافة إلى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الإيرانية، في محاولة لإيهام العالم بوصول رسائل سعودية تطلب التفاوض!

والمضحك والمبكي في هذا الشأن ما ذكره وزير الخارجية الإيراني لشبكة «سي إن إن» الأميركية حول استهداف «أرامكو» من أن مسؤوليته تقع على الحوثيين؛ وليست على إيران نفسها المسؤولة عن ذلك الهجوم؛ الأمر الذي دعا الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، إلى القول ضمن سلسلة تغريدات عبر حسابه على «تويتر»: «حديث النظام الإيراني عن تهدئة في اليمن، وربطها بمحاولة الخروج مما يواجهه من أزمات، هو استغلال ومتاجرة رخيصة باليمن وشعبه بعد أن أشعل النظام الإيراني الأزمة في اليمن واستمر في تأجيجها».

وتأكيداً على ما قاله الأمير خالد بن سلمان من استمرار إيران في تأجيجها الأزمة اليمنية، ضبط سفينة حربية أميركية الأربعاء الماضي أجزاء صواريخ إيرانية كانت في طريقها للميليشيات الحوثية، مما يعدّ انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي حظرت على طهران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد ما لم تحصل على موافقة من مجلس الأمن. من الواضح أن التهدئة المزعومة والسلام في اليمن الذي تدّعيه إيران لا يتوافق مع تزويدها أتباعها بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف اليمن وأمن السعودية ودول المنطقة العربية.

من هنا سعت المملكة إلى البحث عن مسارات جديدة، إنْ صح التعبير، لتقويض التمدد الإيراني في اليمن والمنطقة، وفي سبيل ذلك، فإن أحد المسارات المهمة تمثل في استكشاف فرص السلام مع الحوثيين، وتنقية العلاقة بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتطبيع العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. أشرنا في نهاية مقالنا الأخير إلى تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي عبّر فيه عن أمله في أن يفتح «اتفاق الرياض» آفاقاً لتفاهمات أخرى مع بقية أطراف الأزمة اليمنية.

ومعلوم أن أحد الأطراف الرئيسية في الأزمة اليمنية هم جماعة «أنصار الله} (الحوثيون)، والمعروف تاريخياً أيضاً أن المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك الراحل عبد العزيز آل سعود ربطتها علاقات وثيقة بالمملكة المُتَوَكِّلية اليمنية عبر «معاهدة الطائف» الموقّعة بينهما في مايو (أيار) 1934، وهي منذ ثورة سبتمبر (أيلول) 1962 التي أطاحت الإمامة، في علاقة وطيدة لأكثر من نصف قرن مع غالبية النخب والقوى السياسية في اليمن، وقد يسهل هذا مد الجسور للتحاور حول كيفية إنهاء الحرب وشروط فك الارتباط بين الحوثيين والنظام الإيراني.

فحركة «أنصار الله» تختلف عن جماعة «حزب الله» في لبنان، و«الحشد الشعبي» في العراق، فهم أقلية سكانية في اليمن مقارنة بالشيعة في العراق، والنفوذ الإيراني جاء بعد تغلغلهم في لبنان منذ عقود، في حين وجودها في العراق واليمن حديث نسبياً.

وقد عبر صراحة السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون عن رأيه بإمكان فصل الحوثيين عن إيران في رده على سؤال من صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولا شك في أن إجابته لا تعبّر عن رأيه الشخصي بصفته فرداً؛ وإنما عن موقف بلاده الأكثر خبرة بدول المنطقة.

على الجانب الأخر، تبقى إشكالية التعامل مع الشرعية اليمنية التي تتجاذبها أطراف عدة تمتزج فيها المناطقية التي تعطل نفاذ «اتفاق الرياض» بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وآخر مثال على ذلك تشكيل حكومة جديدة من الكفاءات كان من المقرر إعلانها في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ولم يتم الإعلان عنها حتى كتابة هذه السطور، وكل طرف وجّه الاتهامات للطرف الآخر حول مسؤوليته عن عرقلة تنفيذ «اتفاق الرياض»، مما جعل البعض يعبّر عن مخاوفه من أن يكون مصير «اتفاق الرياض» كمصير «اتفاق استوكهولم» الذي وقّع تحت إشراف الأمم المتحدة وعُلّق كثير من بنوده حتى الآن.

والمحزن أنه زاد الانفلات الأمني وارتفعت حالات الاغتيالات لكوادر جنوبية في عدن من عسكريين وأمنيين ومن السلكين القضائي والطبي، بمعدل عملية واحدة كل يوم على الأقل؛ حسب بعض المعلومات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي.

الأمر المؤكد أن تطويق التمدد الإيراني؛ ليس فقط على مستوى الأزمة اليمنية؛ بل على مستوى المنطقة، يتطلب تأمين الممرات المائية الدولية من باب المندب إلى بحر العرب، التي يطل عليها جنوب اليمن، وبتأمينها عربياً تفقد إيران إمكانية السيطرة عليها عبر وكلائها المحليين في محاولتهم إفشال «اتفاق الرياض».

 

السعودية وإيران... البون الشاسع

معمر بن مطهر الإرياني/الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

بين الحين والآخر، نجد في بعض وسائل الإعلام مقارنات من نوع ما، بين النموذج الذي تمثله المملكة العربية السعودية، والنموذج الآخر الذي يمثله النظام الإيراني. وهي في الحقيقة مقارنة مجحفة بين شقيق وعدو، بين مستقبلٍ وماضٍ، بين سلام وعدوان، بين بناء وهدم. يصر أنصار النظام الإيراني على وصفه بـ«محور الممانعة» مقابل «محور اعتدال» تمثله السعودية، ويقصدون أن إيران وأذرعها في المنطقة يمثلون حاجز صد للمشروع الإسرائيلي، بينما المقارنة الدقيقة في حقيقة الأمر تجعل من المشروع الإيراني وملحقاته في المنطقة، عاملاً مساعداً للكيان الإسرائيلي، ليفتعل الأزمات، مستفيداً مما ترتكبه إيران ووكلاؤها من حرف جزء كبير من الاهتمام العربي المكرّس للقضية الفلسطينية إلى اهتمامات أخرى، بعدما صار التغوّل الإيراني يمثل تهديداً وجودياً للشعوب العربية لا يقل دموية عن النموذج الإسرائيلي. إن الحروب التي أشعلها نظام الملالي والتصفيات الطائفية والإبادة العرقية والصراعات المذهبية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين، تعد وصمة عار في جبين ذلك النظام الذي أخذ على عاتقه مهمة تفخيخ المنطقة، وامتصاص خيراتها وإشغالها بالأزمات تلو الأزمات، في حين تكرس قيادة المملكة العربية السعودية إمكاناتها، لدرء هذا الخطر، وغرس بذور السلام، وتلافي عوامل الاحتقان والتصعيد.

تمثل المملكة العربية السعودية، اليوم، ومعها كل الأنظمة الخيّرة، توجهاً نحو المستقبل والبناء ورفاهية الإنسان والاندماج والتعايش مع العالم، بينما يتخندق النظام الثيوقراطي في إيران داخل مقابر التاريخ وخنادق الموت، وتحت المبدأ العدواني المسمى «تصدير الثورة»، تحقن طهران المنطقة بالسموم والثارات والمجازر والنعرات. يعتمد النظام في طهران على التضليل والخداع، ويستخدم المراوغة السياسية في مخاتلة الشعوب العربية والمجتمع الدولي، ويسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل، ويوفر للقوى الأجنبية مبررات التدخل في منطقتنا العربية، ويدفع الشعب الإيراني المغلوب على أمره من أمنه ومعيشته فاتورة هذا التهور لقادة النظام الذي يتعالى على محيطه الإقليمي، ويضمر له الشرور. في المقابل، تمد السعودية كل أواصر الحب للعالم، وتقود مشروعاً متزناً أساسه الاستقرار والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، ويصل خير هذا التوجه مادياً ومعنوياً إلى أقطار العالم كافة. يعاني النظام الإيراني عقوبات دولية على صادراته، ويعاني عزلة كبيرة يضطر معها إلى طرق أبواب الأسواق السوداء، والتعامل من تحت الطاولة، في حين تتعزز يوماً تلو آخر، مكانة المملكة العربية السعودية بين الأمم، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تستضيف الرياض القمة المقبلة لقادة دول مجموعة العشرين الصناعية الكبرى في العالم كتاريخ ذهبي في بلد يعتز به كل عربي وكل مسلم. من هنا، والحال كذلك، ينبلج السؤال الكبير، على أي أساس يدعو البعض للاحتشاد ضمن مشروع الدمار الإيراني في مقابل مشروع البناء العربي الذي تمثله السعودية؟ يا لها من مقارنة مجحفة، ويا له من منطق عقيم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة مع الوزير اللبناني السابق ناصر السعيدي: الوقت ينفد..

مايكل يونغ/مركز كارنيغي/10 كانون الأول/2019

يوضح الوزير اللبناني السابق ناصر السعيدي، في مقابلة معه، لماذا ستكون عملية استعادة العافية المالية للبلاد مهمة جسيمة وهائلة.

ناصر السعيدي اقتصادي لبناني شغل منصب النائب الأول لحاكم مصرف لبنان في الفترة بين 1993- 2002، ووزيراً للاقتصاد والتجارة في 1998-2000. كان الاقتصادي والاستراتيجي الأول في مركز دبي المالي العالمي، وعمل كمستشار لحكومات، ومصارف مركزية، ومُنظّمين، في المنطقة. هو الآن مؤسس ورئيس شركة ناصر السعيدي وشركاه.

أجرت "ديوان" مقابلة معه في أوائل كانون الأول/ديسمبر للاطلاع على رأيه حول الأزمة المالية التي تعصف بلبنان حالياً، ولسؤاله عن الخطوات الضرورية لتحقيق الاستقرار المالي في لبنان. ويبدو أن المهمة الضخمة الراهنة هي ما حَفَزَ السعيدي على القول إن أي حكومة جديدة تكون مستعدة للتصدي لمشاكل لبنان المالية الراهنة قد تُواجه عملياً خطر الانتحار السياسي.

مايكل يونغ: وصفتم الطريقة التي كان يحصل بموجبها لبنان على المال في العقود الأخيرة بأنها "سلسلة بونزي". هل تشرحون لنا ما معنى ذلك؟

ناصر السعيدي: "سلسلة بونزي" تظهر حين تُدفع العائدات الموعودة على الاستثمارات للمستثمرين الراهنين من أرصدة يساهم بها مستثمرون جدد. كيف يحدث هذا في لبنان؟ الحكومات المتعاقبة كانت طائشة ماليا، مع معدل عجز يبلغ 8.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي منذ العام 2010. وقد أدّت المستويات المرتفعة لعمليات اقتراض الحكومة، جنباً إلى جنب مع معدلات فائدة عالية، إلى "استبعاد" القطاع الخاص، وإلى هبوط حاد في الاستثمارات والائتمان المحلي للقطاع الخاص. وهذا أدّى إلى نمو اقتصادي تعيس، ثم الآن إلى ركود.

بالمثل، رفع مصرف لبنان معدلات الفائدة على الدولار الأميركي لاجتذاب الودائع من الجاليات اللبنانية في الخارج ومن مستثمرين أجانب، للمساعدة على تمويل العجز المزدوج، أي عجوزات الحسابات الجارية المتواصلة وعجوزات الميزانية. وقد رفعت معدلات الفائدة العالية الكلفة الإجمالية لاقتراضات الحكومة، وأدّت إلى "استبعاد" القطاع الخاص: فالاقتراض الحكومي كان يُموَّل على نحو متزايد من المصرف المركزي. في المقابل، فضّلت المصارف أن تضع الودائع في مصرف لبنان بدلاً من المخاطرة في إقراض القطاع الخاص أو الحكومة، وحصدت معدلات على ودائعها من الدولار تفوق المعدلات العالمية بنحو 600 إلى 700 نقطة أساسية. إذ كان يُدفع إلى المصارف 8 في المئة وأكثر، فيما كانت المعدلات العالمية 1 في المئة.

بحلول العام 2016، بدأ ينحدر تدفّق التحويلات والتدفقات الرأسمالية الداخلة التي خدمت لتمويل العجز المزدوج اللبناني المالي والحساب الجاري. وقد حاول مصرف لبنان تدعيم احتياطياته الدولية والحفاظ على سعر صرف مُغالى في تقييمه، من خلال زيادة الاقتراض من المصارف عبر ما يُسمى خطط "الهندسة المالية" وعمليات السواب (المبادلة). كما أنه انخرط في خطوات إنقاذ كاسحة للمصارف المحلية- بما يزيد على 5 مليارات دولار- التي عانت خسائر كبيرة من جراء عمليات خارجية في تركيا وسورية والسعودية وبلدان أخرى.

في حين أن عمليات الإنقاذ هذه في الولايات المتحدة وأوروبا خلال الأزمة المالية العالمية في 2007-2008 قامت بها الحكومات كجزء من عملياتها المالية، في مقابل حق الملكية (equity) ومن خلال فرض شروط، لم يفرض مصرف لبنان مثل هذه الشروط. وقد أسفرت الهندسة المالية، والسواب، وعمليات شبه مالية أخرى، إلى تضخّم الميزانية العمومية، من 182 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2015 إلى 280 في المئة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وهو أعلى معدل في العالم. أما نمو أصول مصرف لبنان- أساساً سندات دين الحكومة اللبنانية وأذونات الخزينة- فقد تم تمويلها عبر المزيد من الاقتراض بمعدلات فائدة عالية، ما أسفر عن ضغوط سيولة متنامية للقطاع الخاص.

المحصلة النهائية هي أن مصرف لبنان كان يموّل عجوزات موازنة الحكومة ويُنقّد (تحويل إلى نقود) الدين العام من خلال الاقتراض، ويحقق أرباحاً من "أصوله" أقل مما كان يعد ويدفع إلى المصارف. كما كان يدفع على نحو متزايد عائدات مرتفعة على الودائع من أموال جديدة تأتي من مصارف محلية واقتراضات عالمية.

يونغ: فرض لبنان قيوداً على الرساميل كأمر واقع. هل الرسالة هنا هي أن صنّاع القرار يحبّذون حماية القطاع المصرفي على حساب النمو الاقتصادي؟ وإذا ما كان الأمر كذلك، هل لدى لبنان خيارات أخرى، خاصة إذا ماوضعنا في الاعتبار الآلام التي قد تحدث إذا ما انهار القطاع المصرفي؟

السعيدي: تهدف القيود غير الرسمية على الرساميل والدفعات وسعر الصرف، التي فرضتها المصارف، بموافقة ضمنية من المصرف المركزي، إلى السيطرة على هروب الرساميل، في ضوء التبدّد المتزايد للثقة حيال ديمومة مالية الحكومة وقدرة الجهاز المصرفي على مواصلة تمويل عجوزات الحكومة. بيد أن أيام العُطَل المُعلنة ذاتياً من جانب المصارف لم تُسفر سوى عن إشاعة الذعر في صفوف المودعين والمستثمرين. والواقع أن هذه الإجراءات كانت تهزم ذاتها بذاتها: فالقيود على الرساميل وسعر الصرف، جنباً إلى جنب مع القيود على الدفعات، وعلى رغم أنها ستحمي مؤقتاً المصارف والاحتياطي الأجنبي لمصرف لبنان، إلا أنّها ولّدت منحى تراجعياً في التجارة والنشاطات الاقتصادية، وستسفر عن زيادة في عدد القروض المتعثّرة، الأمر الذي سيضرّ مباشرة بالمصارف.

علاوةً على ذلك، تُرِكَ أمر فرض القيود للتقدير الاستنسابي الاعتباطي للمصارف، التي أطلقت لايقيناً حاداً إزاء المعاملات المصرفية والدفعات، ما أدى إلى تجفيف التحويلات وتدفقات الرساميل، وإلى إضعاف موقع الأصول الأجنبية الصافية للنظام المصرفي. وتُظهر الأدلة الدولية أنه في حين أن القيود على الرساميل يمكن أن تكون فعّالة كجزء من حزمة سياسية، إلا أنها ليست بديلاً عن برنامج إصلاح اقتصادي كلّي ومالي ونقدي منظّم جيداً، لبنان في أمّس الحاجة إليه.

يونغ: اليوم هناك تقلّص في السيولة، وهذه لها مضاعفات خطيرة على بلاد تعتمد إلى حد كبير على السلع المستوردة. والآن، حين نضع بعين الاعتبار أن احتياطي المصرف المركزي أقل كثيراً مما أُعلن عنه في البداية، هل لدى لبنان أي خيار آخر سوى التوجّه إلى المجتمع الدولي للحصول على مثل هذه السيولة؟

السعيدي: حين نضع في الاعتبار المستوى الكبير للدين السيادي ودين المصرف المركزي (بإجمالي قدره 150.183 مليار ليرة لبنانية، منها 82.249 ملياراً دين المصرف المركزي كما كان في الربع الثاني من العام 2019)، والانكشاف المباشر للنظام المصرفي، حيث 70 في المئة من أصول المصارف موجودة في أوراق الحكومة والمصرف المركزي، سندرك أن لبنان في حاجة بالفعل لأن يتوجّه إلى المجتمع الدولي. إضافة إلى ذلك، سيتعيّن أن يُعاد التفاوض حول التزامات مؤتمر "سيدر" الموعودة التي قدّمتها مجموعة من المانحين والمستثمرين في نيسان/أبريل 2018، وأن تعدّل لتصبح صندوق سيولة واستقرار اقتصادي متعدد الأطراف. ومثل هذا الصندوق سيكون خاضعاً إلى المشروطية المتعلقة بالإصلاحات المالية والقطاعية (الكهرباء، الماء، النقل وغيرها) والهيكلية والمالية.

يونغ: هل سيتمكن القطاع المصرفي من الصمود أمام الصدمة الراهنة؟

السعيدي: يقع القطاع المصرفي، بما فيه مصرف لبنان، في صُلب برنامج التصحيح المالي الذي ينبغي إجراؤه للاقتصاد الكلّي والنظام المالي اللبناني، نظراً إلى أنه يملك الشطر الأكبر من الدين العام. على سبيل المثال، تتطلب إعادة جدولة الدين المحلي بالليرة اللبنانية تعديل بنود الدين المتعلقة بالدفعات المستحقة في فترة 2020-2030 لتصبح ديوناً جديدة بمعدلات فائدة أدنى بكثير، وآجال استحقاق تتراوح بين خمس وعشر سنوات. وبالمثل، يمكن أيضاً إعادة هيكلة الدين بالعملة الأجنبية وتمديد آجال استحقاقه، بالاستفادة من الضمانة المقدّمة من المشاركين في مؤتمر "سيدر" الاقتصادي، الأمر الذي سيخفّض على الأرجح معدّلات الفائدة بشكل كبير. قد تؤدّي عمليات إعادة جدولة الدين وإعادة هيكلته إلى تخفيض أكلاف خدمة الدين إلى نسبة أدنى من النسبة الحالية البالغة 10 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وإلى توفير هامش للمناورة خلال فترة التصحيح المالي.

سيكون على المصارف وحملة الأسهم اتّخاذ إجراءات إنقاذ داخلية، تترافق مع توطيد أواصر النظام المصرفي وإعادة هيكلته. وبدوره، سيعني تطبيق هذه الإجراءات على نطاق واسع ضرورة إطلاق عملية كبيرة من إعادة الرسملة وإصدار الأسهم من أجل تحقيق تعافي النظام المصرفي والاستقرار النقدي.

يونغ: ما المسار الذي سيسلكه لبنان في الأشهر المقبلة؟ وما الديناميكيات التي سيشهدها؟

السعيدي: ما لم تتم استعادة الثقة وتشكيل حكومة جديدة تتمتع بالمصداقية، تشير التوقعات الحالية إلى أن لبنان سيواجه ركوداً اقتصادياً عميقاً وتنامي معدّل البطالة وانخفاضاً حادّاً في الاستهلاك والاستثمار والتبادل التجاري. وسيترافق ذلك مع تراجع مستمر في قيمة الليرة اللبنانية في السوق الموازي، ما سيسرّع وتيرة التضخّم وتقهقر الأجور الحقيقية، ناهيك عن تفاقم عجز الموازنة بسبب تراجع الإيرادات. وستزداد بالتالي الضغوط الممارسة على النظام المصرفي، مع تشديد الضوابط المفروضة على النشاط الاقتصادي والمدفوعات، وتشوهات السوق.

يونغ: ما الذي يمكن القيام به في هذه المرحلة لتجنّب حصول الأسوأ؟ هل بإمكانكم وضع الخطوط العريضة لعملية واقعية يمكن أن تتبنّاها الحكومة والقطاع المصرفي خطوة بخطوة للخروج من هذه الأزمة المالية التي تسبّبا بها؟

السعيدي: يكاد الوقت ينفد. لابدّ من تشكيل حكومة تتألف من وزراء "تكنوقراط" مستقلين لاينتمون إلى الأحزاب، ويتمتعون بالكفاءة ويُشهد لهم بالنزاهة، ويملكون صلاحيات استثنائية لصنع القرارات، إضافةً إلى استعدادهم للتضحية بمستقبلهم السياسي نظراً إلى القرارات السياسية الصعبة المطلوب اتّخاذها. ستكون هذه بالفعل "حكومة انتحارية"، إذ سيتعيّن عليها، خلال أسابيع، تحضير برنامج شامل للإصلاح المالي والاقتصادي الكلي والنقدي والبدء بتطبيقه، إضافةً إلى وضع خريطة طريق سياسية واضحة تتضمن تنفيذ إصلاحات هيكلية. وفي حين لا بدّ من أن تشمل خريطة الطريق السياسية هذه إصلاحات هيكلية، على غرار إصلاح نظام التقاعد، يمكن أن تكون متعاقبة، ولا داعي لتطبيقها على الفور.

أما الأولوية الفورية، فتتمثّل في مواجهة الأزمات المتقاطعة والمتعلّقة بالعملة والمصارف والوضع الضريبي والمالي. وكي يتمتّع برنامج التعديل بالمصداقية، يتوجب وضع المالية العامة على مسار مستدام، من خلال تعديل ضريبي جذري ودائم لتخفيض قيمة الدين وعجز الموازنة، ما يتطلّب بلوغ فائض أولي ضخم نسبته 6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، باستثناء مدفوعات الفوائد. يتعيّن على الدولة تغيير حجم القطاع العام وإعادة هيكلة النظام المالي من خلال إعادة جدولة وإعادة هيكلة الدين العام، بما في ذلك دين المصرف المركزي. سيحتاج لبنان إلى دعوة المجتمع الدولي إلى دعم برنامج التعديل الخاص به من خلال برنامج "سيدر" مُعاد تشكيله وصياغته. وفي إطار هذا البرنامج، ستحتاج احتياطيات المصرف المركزي إلى الدعم من خلال المبادلات الثنائية التي يجريها. كما سيتطلّب توافر تمويل خارجي متعدد الأطراف بقيمة تتراوح بين 20 و25 مليار دولار (35 -45 في المئة من إجمالي الناتج المحلي).

في نهاية المطاف، تتطلّب هذه التدابير الموجعة التزاماً سياسياً واسع النطاق وثابتاً. يبقى الخيار هنا بين تعديلات يفرضها السوق، تكون فوضوية ومؤلمة، ما يعني هبوطاً حاداً، وبين إصلاحات مفروضة ذاتياً ذات مصداقية ومستدامة. مع ذلك، ما من مؤشرات تدلّ على أن الطبقة السياسية الحاكمة وصنّاع القرار على استعداد للقيام بهذه الخيارات الصعبة، فضلاً عن غياب الشجاعة السياسية والقدرة على الإصلاح.

 

د. الفراد رياشي: لتشكيل مجلس إنقاذ

نانسي هيكل/موقع الإقتصاد/الاثنين 09  كانون الأول 2019

الحكومة في لبنان... مكانك رواح، ورحلة الألف ميل ما زالت مستمرة، بعد "تطيير" الاتفاق على اسم سمير الخطيب، وتأجيل الاستشارات النيابية الى الأسبوع المقبل، وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية أكثر فأكثر.

وأمام المستقبل الضبابي، والحلول المعقّدة، والواقع الصعب، والأجواء السلبية التي تسيطر على لبنان، ظهر بصيص أمل اليوم، سيسهم في حل جزء من مشكلة، شغلت اللبنانيين على مدى أشهر عدة، حتى قبل بدء الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول. فبعد تقديم ثلاثة عروض لمناقصة استيراد البنزين، فازت شركة "ZR ENERGY"، لتبدأ بذلك الدولة، بعد حوالي 15 يوما، في استيراد جزء من متطلبات السوق المحلي.

وبهذا، كسرت وزيرة الطاقة ندى بستاني، احتكار الكارتيلات والسماسرة، الذين كانوا يسيطرون على هذا القطاع، ويتحكمون باللبنانيين، لسنوات طويلة.

فإلى أي مدى تشكل هذه الشفافية في إدارة المناقصات مؤشرا إيجابيا؟ وما هو الرأي الآخر؟ هل أن الحل على الساحة اللبنانية، يتمثل فقط في تأليف حكومة معينة؟ هل جاءت خطوة مصرف لبنان في خفض الفوائد على الودائع متأخرة؟ ما هو مصير المصارف في ظل استمرار القيود على السحب؟...

هذه الأسئلة وغيرها، أجاب عليها الأمين العام للمؤتمر الدائم الفدرالية، د. ألفرد رياشي، في مقابلة خاصة مع موقع "الاقتصاد":

- الى أي مدى تشكل خطوة فضّ عروض مناقصة البنزين مباشرة على الهواء، عاملا إيجابيا قد يسهم في إعادة نوع من الثقة في ظل الأوضاع القائمة؟

أولا، هناك تساؤلات عدة حول مدى جدية المناقصات وشفافيتها، ولم تتم الإجابة بشكل واضح ومباشر، على هذه التساؤلات.

ثانيا، هذه المناقصة أدت فقط، الى زيادة عدد المحتكرين في السوق، وهي لم تحلّ الأزمة على الإطلاق، لأن الاستيراد لن يتم بشكل مباشر، بل عبر إدخال طرف جديد. وبالتالي، اذا حلّينا 10% من المشكلة فقط، يبقى لدينا نسبة 90% من حاجة السوق، ومن هنا، في حال قرر المحتكرون الحاليون إيقافها، سيفقد قسم كبير من المواطنين مادة البنزين، كما حصل مؤخرا.

- سبق أن قلت أن الحل في لبنان لا يكمن في تشكيل حكومة فحسب. برأيك، ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها اليوم من أجل التوصل الى حلول ملموسة؟

الحل يكمن في تشكيل حكومة طوارئ - وليس تكنوقراط أو حتى تكنوسياسية - يرأسها شخص من المجتمع المدني، يتمتع بخبرة سياسية. وهذه الحكومة، ستعمل على خلق خلية أزمة اقتصادية، وخلية أزمة للتواصل الخارجي.

ومن هنا، نقترح أن تكون الحكومة القادمة مصغرة، تضم أشخاصا يمثلون الثقة، بالاضافة طبعا الى الوزارات الحياتية الأساسية، مثل الدفاع، المالية، الداخلية، الصحة،... كما يجب أن لا يكون لهؤلاء الأشخاص ولاء سياسي واضح لأي طرف.

وبالتوازي مع حكومة الطوارئ، يجب إنشاء مجلس إنقاذ يضم القوى السياسية الأساسية، والتي تتمتع بحق الفيتو. وذلك من أجل مناقشة الأمور الاستراتيجية، التي يتعلق أهمها بفك الاشتباك مع الغرب.

- برأيك، هل جاء تعميم مصرف لبنان الذي يقضي بخفض الفوائد على الودائع متأخرا؟

في الماضي، عندما تم رفع الفوائد على الودائع، كان الهدف الاحتفاظ بأموال الناس في الداخل، ولكن في الوقت ذاته، "تكبّل" الاقتصاد بشكل أكبر، كما تراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستثمارات الداخلية؛ فبدلا من إطلاق مشروع معين، بات الناس يفضلون الاستفادة من الفوائد المرتفعة قليلة المخاطر.

أما التأثير الايجابي الوحيد للتعميم، فهو على المصارف وعلى الدولة؛ فخدمة الدين ستصبح أقل على الدولة، كما أن كلفة خدمة الدين على المصارف ستنخفض.

- هل فقد الناس اليوم ثقتهم بالنظام المصرفي اللبناني؟

لقد مررنا بظروف في الماضي، مثل حادثة "بنك إنترا"، التي أدت الى حدوث نوع من الزعزعة أو الاهتزاز للثقة، لكنها لم تفقد بالكامل، لأن الأزمة كانت مرحلية ومؤقتة.

والأمر ذاته ينطبق على المرحلة الحالية، والتي تعدّ مؤقتة أيضا، فثقة الناس بالمصارف اهتزت الى حد ما، لكنها لم تفقد بشكل كامل. فالأزمة متعلقة بعدم وجود استراتيجية سياسية، وفور وجود مخرج سياسي، سوف يستعيد الناس ثقتهم بالمصارف. ولكن طالما أن التخطيط آني، لن نصل الى أي مكان، بل سنغرق أكثر فأكثر.

- هناك أحاديث ترجح بأن يستمر الـ"capital control" المقنّع الذي يمارس حاليا في المصارف، لحوالي سنتين أو أكثر. هل من الممكن حصول ذلك؟ وفي حال حصوله، ما هي التداعيات المترتبة على المصارف من جهة، وعلى والمودعين من جهة أخرى؟

في حال استمرار الأزمة لكل تلك الفترة، سنشهد على المزيد من الهروب للرساميل، التي هرب قسم منها قبل بدء الحراك. وفي حال عدم التوصل قريبا، الى أي حل سياسي، فمن المستبعد أن يصمد لبنان بأكمله لمدة سنتين.

وبرأيي، لم نصل بعد الى قمة الأزمة، وعند الوصول الى هذا المستوى، لا يمكن التحمل والاستمرار لأكثر من ستة أشهر، وحينها سينتهي البلد وينهار. لكن لا أعتقد أننا سنصل الى هذه المرحلة، لأن مخارج الحلول موجودة، ولكن على الإطراف الاقتناع بضرورة التوصل الى حلّ جذري، يتضمن آلية لفك الاشتباك، وآلية لإعادة البلاد الى السكة الصحيحة.

ولا بد من الاشارة الى أن مؤتمر باريس القادم، لا معنى له، وهو مجرد فقاعة إعلامية، حيث لن يقدم أي حلّ سياسي جذري ومتكامل.

- لماذا لا يستخدم مصرف لبنان احتياطاته لدعم الليرة والدفاع عنها؟

هل أن مصرف لبنان يمتلك بالفعل احتياطات تسمح له بالتدخل؟ فقسم كبير منها مستثمر مع الدولة أو مع المصارف، في حين يبقى هناك فقط الاحتياطات الإلزامية التي لا نعلم كي تبقّى منها الى حد اليوم.

فالمركزي قد ثبت السعر الرسمي، ويحاول، بدلا من التدخل، تأمين بعض الدولارات نقدا لبعض القطاعات مثل البنزين.

- هل حان الوقت اليوم لتحرير سعر صرف الليرة؟

سياسة تثبيت سعر الصرف ضرورية في هذه المرحلية، ولكن في المستقبل، أي عندما تعود الأمور للتحرك بشكل طبيعي، يجب تحرير السعر لخلق نوع من التنافسية. ومن هنا، يجب العمل على خلق سياسة واضحة حول رفع الصادرات، ودعم الصناعة وتخفيض كلفة إنتاجها، بالاضافة الى تخفيض كلفة الخدمات الداخلية ودعم السياحة وغيرها من القطاعات.

 

رئيس الجمهورية: سنواصل النضال حتى تترسخ حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم والامان

الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

 وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لبنان يستحق ان يظل منارة للاخلاق والقيم وارضا للحق والعدالة"، مؤكدا "مواصلة النضال كي تترسخ حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم والحرية والعلم والامان". موقف الرئيس عون جاء في تغريدة له عبر حسابه الخاص على "تويتر" لمناسبة ذكرى "الاعلان العالمي لحقوق الانسان" الذي صدر قبل 71 عاما، وشارك في صياغته الراحل الدكتور شارل مالك. وجاء في التغريدة: "71 سنة على صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ببصمة لبنانية للمفكر والسياسي شارل مالك، ونحن اليوم اكثر تقديرا لهذه القيمة الانسانية التي بتحقيقها، ترتقي العدالة والمساواة بين البشر. سنواصل نضالنا كي تترسخ حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم، والحرية، والعلم، والامان. وطننا يستحق ان يظل منارة للاخلاق والقيم، وارضا للحق والعدالة".

اوراق اعتماد ستة سفراء

الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، تقديم اوراق اعتماد ستة سفراء معتمدين في لبنان، يشكلون دفعة جديدة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدمون اوراق اعتمادهم الى رئيس الجمهورية.

وتضمنت هذه الدفعة سفراء المملكة الاردنية الهاشمية وليد عبد الرحمن جفال الحديد، اليابان Takeshi Okubo، جمهورية كوت ديفوار Tui Digbe، جمهوية مصر العربية ياسر محمد علوي، جمهورية تشيلي Mauricio Ugalde Bilabo والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عبد الكريم ركايبي.

وحضر تقديم اوراق الاعتماد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ومديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة نجلا رياشي عساكر.

ولدى وصول السفراء تباعا الى قصر بعبدا، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد البلاد التي يمثلها السفير، في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الى جانب العلم اللبناني.

بعد ذلك، حيا السفراء العلم ثم عرضوا سرية من لواء الحرس الجمهوري، دخلوا بعدها الى صالون السفراء وسط صفين من الرماحة، حيث قدموا اوراق اعتمادهم الى الرئيس عون، وقدموا له اعضاء بعثاتهم الدبلوماسية المرافقة.

ولدى مغادرة السفراء بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني.

ونقل السفراء الى الرئيس عون تحيات رؤساء دولهم وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية، مؤكدين له العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم. وحمل رئيس الجمهورية السفراء تحياته الى رؤساء دولهم متمنيا لهم التوفيق في مهماتهم الدبلوماسية.

وفي ما يلي نبذة عن حياة السفراء الجدد:

* سفير المملكة الاردنية الهاشمية وليد عبد الرحمن جفال الحديد:

- حائز على ماجيستر في الخدمة الدولية، تخصص تحليل السياسات الدولية وفض النزاعات، في العام 2009 من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الاميركية.

- حائز على ماجيستر في الاقتصاد وعلم الاحصاء في العام 1992 من جامعة عمان وبكالوريوس في الاختصاص عينه من الجامعة ذاتها في العام 1987.

- تقلب في مناصب ادارية ودبلوماسية عدة منذ التحاقه في وزارة خارجية بلاده.

- عمل في ادارتي الشؤون القانونية والسياسية في وزارة خارجية بلاده بين عامي 1992-1993، قبل ان يعين قنصلا في جاكارتا بين عامي 1993-1997.

- خدم في البعثة الدائمة للملكة الاردنية الهاشمية في نيويورك بين عامي 1998-2003.

- ترأس اللجنة المالية لجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز في وزارة خارجية بلاده بين عامي 2004-2005.

- عين نائبا لسفير بلاده في واشنطن بين عامي 2006-2011، قبل ان يعين سفيرا معتمدا لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا بين عامي 2014-2018.

- عين سفيرا للملكة الاردنية الهاشمية غير مقيم لدى كل من بروناي وسنغافورة بين عامي 2014-2018، ومن ثم سفيرا مقيما لدى جمهورية اندونيسيا بين عامي 2013-2018.

* سفير اليابان Takeshi Okubo:

- خريج كلية العلوم السياسية والاقتصادية من جامعة واسيدا اليابانية في العام 1983.

- تقلب في مناصب ادارية وديبلوماسية عدة حيث عين في سفارة بلاده في دمشق بين عامي 1983-1986 ومن ثم بين عامي 1998-2000، وفي سفارة بلده لدى طرابلس الغرب بين عامي 1986-1988.

- عين سكرتيرا اول في سفارة بلاده لدى المملكة العربية السعودية في ايلول من العام 2006، بعدما كان ممثلا لبلاده لدى السلطة الفلسطينية في العام 2000، ومن ثم سفيرا لبلاده للشؤون الفلسطينية.

- عمل في مكتب شؤون الشرق الاوسط وافريقيا في وزارة خارجية بلاده في العام 2004، قبل ان يعين السكرتير الاول لسفارة بلاده لدى جمهورية مصر العربية في العام 2010.

* سفير جمهورية كوت ديفوار Tui Digbe:

- خريج المعهد الفرنسي العالي لصناعات النسيج في ليون الذي انتسب اليه بين عامي 1976-1979.

- حائز على دراسات عليا في العلوم المالية والمحاسبة من معهد اداراة المؤسسات المالية التابع لجامعة ليون الثالثة في العام 1983.

- حائز على دبلوم من المعهد الوطني الفرنسي للادارة (ENA)، قسم العلوم الدبلوماسية، في العام 1986.

- شغل مناصب ادارية ودبلوماسية عدة، كما عين في سفارات بلاده لدى كل من الدانمارك واليابان، قبل ان يعين سفيرا ومديرا مساعدا لشؤون بروتوكول الدولة في وزارة خارجية بلاده، منذ العام 2006.

* سفير جمهوية مصر العربية ياسر محمد علوي:

- حائز على دكتوراه في العلاقات الدولية من معهد لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

- عين ملحقا دبلوماسيا في ادارة المعلومات والبحوث (الشؤون العربية) بين عامي 1995-1997.

- عين سكرتيرا ثالثا في مكتب مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية بين عامي 1997-1999، قبل ان يشغل منصب نائب القنصل في قنصلية بلاده لدى بريطانيا بين عامي 1999-2003.

- شغل منصب سكرتير اول في مكتب مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، وعين محاضرا في قسم العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة بين عامي 2003-2005.

- عين مستشارا في سفارة بلاده في بيروت بين عامي 2005-2010، قبل ان يعين وزيرا مفوضا ورئيس القسم السياسي في سفارة بلده لدى واشنطن بين عامي 2012-2016.

- شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بين عامي 2016-2019.

* سفير جمهورية تشيلي Mauricio Ugalde Bilabo:

- حائز على اجازة في العلوم السياسية والاجتماعية.

- تابع دراسات جامعية في كل من كلية الحقوق التابعة لجامعة سانتياغو في بلاده التي تخرج منها في العام 1978، واكاديمية انريس بيللو للدبلوماسية بين عامي 1989-1980، وكذلك في كلية الحقوق والعلوم السياسية والاجتماعية التابعة لجامعة كويتو في الاكوادور بين عامي 1991-1992.

- تقلب في مناصب ادارية ودبلوماسية عدة، حيث شغل منصب سكرتير ثالث لبعثة بلاده الدائمة لدى المنظمة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية الاخرى التابعة لمقر الامم المتحدة في فيينا، بين عامي 1981- 1985.

- عمل في سفارات بلده لدى كل من اندونيسيا، الاكوادور وايطاليا، قبل ان يعين قنصلا عاما لبلاده في ساو باولو في البرازيل بين عامي 2202-2003، ومن ثم في سفارة بلاده في البرازيل بين عامي 2004-2006.

- عين قنصلا عاما لبلاده في برشلونة بين عامي 2008-2010، ومن ثم سفيرا لبلاده لدى فنزويلا بين عامي 2010-204.

- شغل منصب مدير قسم اميركا الشمالية والوسطى والكاراييب في وزارة خارجية بلاده بين عامي 2014-2015، قبل ان يعين سفيرا لبلاده لدى الباراغواي بين عامي 2015-2019.

* سفير الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عبد الكريم ركايبي:

- حائز على شهادة دراسات عليا متخصصة في الامن الوطني من المعهد الوطني الجزائري لدراسات الامن الوطني في العام 1998، وشهادة من الفرع الدبلوماسي التابع للمعهد الوطني للادارة (ENA) في العام 1985.

- شارك في العديد من اجتماعات اللجان المشتركة ولجان متابعة التعاون الثنائي، والمؤتمرات الاقليمية والدولية.

- تقلب في عدة مناصب ادارية، قبل ان يعين كاتبا اول للشؤون الخارجية، مكلفا بالشؤون الاقتصادية والثقافية لدى سفارة بلاده في دار السلام، بين عامي 1991-1995.

- عين مستشارا دبلوماسيا في مكتب دول البينيلوكس بين عامي 1995-1999، ومن ثم مستشارا دبلوماسيا مكلفا في الشؤون الاقتصادية لدى سفارة بلاده في طرابلس الغرب بين عامي 1999-2003.

- شغل منصب قنصل عام مساعد مكلف بالشؤون القانونية في القنصلية العامة لبلاده في الدار البيضاء بالمغرب بين عامي 2006-2010.

- عين وزيرا مستشارا في سفارة بلاده لدى ايران بين عامي 2013-2018، ومن ثم وزيرا مفوضا في المديرية العامة للبلدان العربية التابعة لوزارة خارجية بلاده بين عامي 2018-2019".

 

بري استقبل كوبيتش: المجلس بصدد انجاز موازنة 2020 تمهيدا لاقرارها سفير مصر: التكليف والتأليف حاجة وطنية واقليمية ودولية

الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

وطنية - عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري التحضيرات القائمة للمؤتمر الذي سيعقد في باريس غدا، دعما للبنان، خلال استقباله المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث اكد الرئيس بري ان "المجلس النيابي بصدد انجاز موازنة عام 2020 والتي شارفت على الانتهاء منها لجنة المال والموازنة تمهيدا لإقرارها قبل نهاية العام". وقد رحب الموفد الاممي بهذه الخطوة، واعدا بإبلاغها الى المؤتمرين في باريس. وأثار رئيس المجلس مع كوبيتش موضوع الاعتداء الاسرائيلي الاخير على المياه الاقليمية اللبنانية، والمتمثل بقيام احدى البواخر بعملية مسح خلافا للقانون الدولي في نطاق المربع رقم (9).

السفير المصري

كما استقبل الرئيس بري سفير مصر الجديد في لبنان ياسر علوي، بحضور المستشار في السفارة محمد مصلح، وكان عرض لآخر التطورات والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان ومصر. وقال علوي على الاثر: "في أول يوم لتسلمي عملي في سفارة جمهورية مصر العربية، كان لازما ان نبدأ مع دولة الرئيس نبيه بري، وكانت جولة أفق وفاتحة للنقاش. وتمنيت ان يتم تجاوز هذه الازمة، ويتم التكليف والتأليف بأقرب وقت ممكن، وقد دقت ساعة التكليف والتأليف وهو امر شعبي وحاجة وطنية للبنان وحاجة اقليمية ودولية من اجل دعمه، وان شاء الله سيتم ذلك بأقرب وقت ممكن".

وفد نقابي

وكان الرئيس بري قد عرض شؤونا مطلبية ونقابية خلال استقباله وفدا من نقباء المهن الحرة في لبنان ضم: نقيب الاطباء في بيروت الدكتور شرف ابو شرف، نقيب الصيادلة الدكتور غسان الامين، نقيب المحررين جوزف القصيفي، نقيب محامي الشمال محمد المراد، نقيب اطباء الاسنان في الشمال الدكتورة رلى ديب ونقيبة الممرضين والممرضات ميرنا ضومط.

 

سامي الجميل عرض مع كوبيتش خطة طوارىء لاعادة تحريك العجلة الاقتصادية

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وجرى عرض للمستجدات قبيل اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس غدا. حضر اللقاء الوزير السابق الآن حكيم ورئيس الجهاز الاقتصادي الاجتماعي في الحزب جان طويلة ومنسق العلاقات الخارجية مروان عبد الله. وأوضح بيان للكتائب، أن الجميل "طرح خطة طوارىء اقتصادية للمدى القصير تقوم على اعادة تحريك عجلة الاقتصاد من خلال خطوات عملية تهدف الى تلبية حاجات السوق من السيولة لاعادة تنشيط الحركة الاقتصادية، والتخفيف من الضرر اللاحق باللبنانيين وتجنيبهم المعاناة اليومية التي يتعرضون لها على اكثر من صعيد نتيجة نهج اللامبالاة الذي تعتمده السلطة الحاكمة". وأعاد الجميل التأكيد على ان "الأولوية اليوم هي لاختيار رئيس حكومة من غير الطبقة السياسية الحالية، مشهود له بكفاءته، يكون قادرا على تشكيل حكومة حيادية مصغرة من الاختصاصيين المستقلين الأكفاء، تعمل على إخراج لبنان من محنته والتحضير لانتخابات نيابية مبكرة عبر التصويت على اقتراح قانون تقصير ولاية المجلس المقدم من كتلة نواب الكتائب".

 

كتلة المستقبل: لإنجاز الاستشارات الملزمة والمباشرة فورا في تشكيل حكومة اختصاصيين تحوز على الثقة محليا وخارجيا

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

عقدت كتلة المستقبل النيابية عصر اليوم اجتماعا في "بيت الوسط" برئاسة النائب بهية الحريري، عرضت خلاله الأوضاع العامة في البلاد وآخر التطورات السياسية، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد الحجار، اشار فيه الى ان "الكتلة ناقشت الكتلة التطورات التي استجدت في الوضع الحكومي، والإعلان عن تأجيل الاستشارات إلى يوم الاثنين المقبل". وعبرت عن "أملها في ان تشكل هذه المهلة فرصة جدية وأخيرة للوصول إلى الحلول المطلوبة، وإنجاز الاستشارات النيابية الملزمة التي يجب ان تنتهي إلى تسمية الرئيس المكلف، والمباشرة فورا في تشكيل حكومة اختصاصيين تحوز على الثقة المطلوبة محليا وخارجيا لتتمكن من التصدي للمشكلات الاقتصادية والمالية المتفاقمة". وستواصل الكتلة "المشاورات مع الرئيس سعد الحريري وعبره، لترجمة التوجهات التي سبق له الاعلان عنها بشأن الوضع الحكومي، والسعي الدؤوب لمحاكاة المطالب الشعبية والمتغيرات التي شهدتها البلاد في الشهرين الأخيرين".

واستغربت "الحملة المغرضة التي انطلقت مع اعلان المهندس سمير الخطيب اعتذاره عن مواصلة مشوار التكليف التي استهدفت تحميل الرئيس الحريري مسؤولية الاعتذار والتخطيط له، وهو أمر أقل ما يقال فيه انه اسلوب مرفوض في التجني وقلب الحقائق"، واعتبرت أن "المهندس سمير الخطيب، كان ولا يزال موضع ثقة كتلة المستقبل التي تدين باشد العبارات الحملة الظالمة التي تعرض لها، وتجدد التأكيد على نزاهته وتاريخه المشهود له بالنجاحات وخدمة المصلحة العامة، وان قراره بالعدول عن الاستمرار في المهمة التي كان من الممكن تسميته لها، قرار يملكه هو وترتضيه كافة القيادات السياسية التي تكافلت على السير معه، وخلاف ذلك يبقى في سياق الحملات التي لا طائل منها".

 

الراعي: الهوة بين المسؤولين والشعب تزداد يوميا وهو أمر مرفوض

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلاوة صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي. وفي مستهل الصلاة القى الراعي تأملا روحيا قال فيه: "" نصلي اليوم من أجل نهاية الأزمة الاقتصادية والسياسية والمعيشية، مع كل المؤمنين، ومن أجل خلاص شعبنا المتألم بسبب الجوع والبطالة والحرمان. وأكرر صلاتي على نية المسؤولين السياسيين كي يتحملوا مسؤولياتهم، فبعد أكثر من خمسين يوما لم تتم الدعوة الى الاستشارات النيابية، في حين أن البلد ينهار ويقع يوما بعد يوم، ولا حكومة تلوح في الأفق، فليس أمامنا بالتالي سوى الصلاة كي يمس الله قلوب المسؤولين وينير عقولهم". وأضاف:"أصلي أيضا من أجل شعبنا المتألم، وشبابنا الموجودين على الطرقات، والذين تعبوا ولم يعد بإستطاعتهم التحمل، في حين السياسيين لا يشعرون بأي أمر مستعجل لأن لا شيء ينقصهم، عكس الشعب الذي يطالب بحقوقه، ولهذا السبب تقفل الطرقات كما يحصل الآن على أوتوستراد جونيه لأن الاستمرار بهذا الشكل مستحيل، فالهوة بين المسؤولين والشعب تزداد يوميا، وهذا أمر مرفوض، فنحن شعب واحد في هذا الوطن". وختم: "نصلي اليوم كي نكون شعبا واحدا، وكي يقوم المسؤولون بمهامهم وواجباتهم، وكي يعيش الشعب بفرح وطمأنينة، وكي تزول الأسباب التي من أجلها يقوم الشباب بتسكير الطرقات، وهو أمر غير محبب، فالتظاهر شيء، وتسكير الطرقات على المواطنين ومعاقبتهم شيء آخر، وعلينا التنبه في هذا الموضوع. فالسياسيون لا يتأثرون بتسكير الطرقات، وبالتالي علينا التروي، والتفكير بمنطق وضبط الأعصاب، والصلاة سويا كي نخرج من هذا النفق المظلم، وسوف نخرج منه بالتأكيد".

 

المجلس المذهبي يواكب الاوضاع الاقتصادية بمقررات معيشية

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا في دار الطائفة في بيروت ترأسه شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، وناقش "الأوضاع المعيشية الضاغطة على الناس انطلاقا من دوره الاجتماعي واستكمالا للبرامج التي أطلقها منذ سنوات".

وبعد الاجتماع أعلن أمين سر المجلس المذهبي نزار البراضعي إقرار المجلس "برنامجا لزيادة وتعزيز المساعدات المعيشية والاجتماعية انطلاقا من الحاجات المستجدة في المناطق بالإضافة إلى برامج المساعدات المدرسية والاستشفائية القائمة". كما أقر المجلس "وضع أراضي الأوقاف ذات الطبيعة الزراعية بتصرف الراغبين من الأهالي، وفق الأصول القانونية، بغية تخصيصها لزراعات أساسية يتم الاستفادة منها مستقبلا". كما أعلن أنه "بصدد زيادة دعم المركز الصحي في مدينة عاليه التابع للمجلس المذهبي عبر العمل على تأمين أدوية الأمراض المزمنة وتوسيع مروحة الخدمات الصحية". ودعا "أصحاب المبادرات إلى التلاقي على الشراكة والتعاون لتعميم التكافل الاجتماعي"، آملا من "المسؤولين في الدولة أن يدركوا المستوى الخطير الذي بلغته أمور الناس وحماية وجودنا جميعا".

 

الاحدب وجه كتابا الى ماكرون عبر السفارة الفرنسية:فلسفة سيدر ستفتقد كل معناها إذا لم تتكيف مع الواقع واحتياجات الشعب اللبناني

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

وجه النائب السابق مصباح الاحدب كتابا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر السفارة الفرنسية في لبنان، في مناسبة الاجتماع الذي سيعقد في باريس للدول المانحة للبنان، قال فيه: "فخامة الرئيس، يعتمد لبنان دائما على حرص ودعم فرنسا في اللحظات الصعبة.نقدر تقديرا كبيرا جهودك أنت وفريقك لإعادة إطلاق "سيدر" في خضم الكساد ومحاولة تصحيح الوضع الاقتصادي والمالي لبلاد الأرز. لقد اختار الناس الدفاع عن التنوع كأساس لهوية لبنانية واحدة ومشتركة. الجيل الجديد من اللبنانيين لم يعد يتسامح مع التقاعس عن تقديم تنازلات لطبقة سياسية فاسدة تقرف هذا الجيل لأنها غير قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة في القطاعات الحيوية، على حساب تطبيق الدستور اللبناني. يولد هذا السياق واقعا جديدا لخطة المساعدة: قراءة "سيدر" بعد 17 تشرين تختلف عما قبله. فقبل 17 تشرين، كانت كل المساعدات تدعم بشكل أساسي البنية التحتية لخدمة الطبقة السياسية فاسدة عبر شركات وهمية تسمح لهم بتقاسم أرباح خطة المساعدات "سيدر". ولكن بعد 17 تشرين، مع انهيار القطاع الخاص بنسبة 90%، ستفقد فلسفة "سيدر" كل معناها إذا لم تتكيف مع الواقع والاحتياجات الحقيقية للشعب اللبناني. لم يعد مقبولا وضع اليد على مساعدة مثل "سيدر" فلسفتها الاساسية تهدف بشكل رئيسي إلى استعادة بناء وطن، وليس زيادة ثروة السياسيين الذين يعيشون في إنكار تام للاحتياجات الملحة للبلاد والذين يتنافسون على حصصهم من الكعكة على حساب بلد ينهار. السيد الرئيس، يعتمد الجيل الجديد من اللبنانيين على فرنسا، صديقة لبنان لتجنب خسارة فرصة تاريخية لاعادة بناء دولة القانون دون انقسامات طائفية، لوضع حد للسياسة الخانقة للنظام منعا لإعادة تدوير الطبقة السياسية الفاسدة، الناس لا يريدون انتقاء احد منهم حتى لو كان من أفضل وجوه السياسيين! السيد الرئيس، أنا على ثقة بحرصكم وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

 

النائب فضل الله: نسعى لتقريب وجهات النظر لأجل حكومة متفاهم عليها ولن نقبل فرض أي جهة خارجية املاءاتها على شكلها ولونها ونوعها

وطنية - الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في اللقاء السياسي، الذي نظمه "حزب الله" في مجمع السيدة زينب، في بئر العبد، بحضور حشد من فاعليات المنطقة، أن "هناك منظومة سلطة داخل الدولة العميقة في لبنان بنيت على المحاصصة، وتفشَّت فيها المحسوبيات، وتبادل المنافع غير المشروعة، وتغلغل فيها الفساد، وسيق فيها أغلب جهازها القضائي ليكون في خدمة المتسلطين على قرار تلك الدولة، ولذلك نحتاج إلى اصلاح جاد للقضاء واخراجه من المحاصصة، وحين حاولنا اصلاح ما يمكن اصلاحه اصطدمنا بالمتسلحين بالطائفية والمذهبية مع العلم أن هؤلاء سرقوا لحسابهم وأسهموا في تجويع من ينتمون إليهم، وقد تحرك "حزب الله" بين حدين في الاصلاح مكافحة الفساد والحفاظ على السلم الأهلي، ولكن الفاسدين في السلطة لحماية فسادهم كانوا يهددون السلم الأهلي بعناوين طائفية ومذهبية، مع العلم أن هؤلاء سرقوا لجيوبهم ولحاشيتهم وليس لطوائفهم وأحزابهم، هم موجودون في جميع الطوائف، وليسوا من جهة واحدة، ربما تغيرت الأمور قليلا اليوم نتيجة المناخ الموجود في البلد، وقد رأينا أن القضاء بدأ بالتحرك ويمكن أن نكون امام فرصة جديدة للاصلاح وحماية الأمن الاجتماعي المهدد". وقال: "لبنان يمر بأزمة تطال جميع أبنائه وقد تساوى فيها الفقراء والأغنياء بعد حجز أموال المودعين التي هي موجودة كأمانة وما قام به أصحاب المصارف هو خيانة لهذه الأمانة، والمدخل الأساسي لمعالجة هذه الوضع المالي والحال الاقتصادية يبدأ من الاجراءات التي تقوم بها الحكومة، ولذلك هي بحاجة إلى ان تتشكل، وحزب الله في هذا المجال دعا ولا يزال إلى إيجاد أرضية مشتركة ليكون لدينا رئيس مكلف وحكومة متفاهم على برنامجها تكون فاعلة وقادرة ومنتجة تواكبها تشريعات تصب في اطار الاصلاح، وسعينا إلى هذا التفاهم، ولم نطرح أسماء للتكليف أو للتأليف، وإنما كانت دعوتنا لجميع المعنيين الجادين أن يتحملوا مسؤولياتهم، لأن الوقت ليس للترف ولا للتهرب ولا لفرض الشروط وفي الوقت ذاته موقفنا هو أننا لن نقبل أن تفرض أي جهة خارجية، وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية املاءاتها على شكل الحكومة ولونها ونوعها وعلى من يشارك فيها وعلى وبرنامجها وبالأخص في موضوع النفط والغاز، فمصير الحكومة هو بيد اللبنانيين وليس بيد أي جهة اخرى".

وأشار إلى أن "ما يهمنا هو قدرة أي حكومة رئيسا وأعضاء على تحقيق الهدف وهو استنقاذ الوضع المالي والاقتصادي وحماية سيادة البلد وثرواته النفطية والغازية التي يستغل العدو الاسرائيلي الظرف الحالي لسرقة هذه الثروة، تماما كما يستغل أصحاب الاطماع وجع الناس لسرقة لقمة عيشهم".

وقال: "بالنسبة إلينا لا يتعلق موضوع الحكومة بالاشخاص والأوصاف والتسميات التي تطلق عليها ما يهمنا هو الجوهر ومعالجة مشكلة الناس والتخفيف من آلامهم، فحينما دخلنا الحكومة أول مرَّة في العام 2005 كان من أجل حماية المقاومة لأنها مستهدفة، ولكن العنوان الأبرز أصبح أيضا لأجل هؤلاء الناس الطيبين كي لا يتركوا في قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية لسياسات أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فنحن لم نكن في يوم من الأيام شركاء في صنع سياسات السلطة المالية والنقدية، فالسلطة بمعناها المتداول في لبنان لا تعنينا لا الجاه ولا المنافع ولا المكاسب ولو أردناها لحصلنا عليها وقد عرضت علينا مغريات بعد التحرير في العام 2000 بأن نحصل على مساعدات مالية وبأن يكون لنا أي موقع نريد في هذه السلطة مقابل أن نغير التزاماتنا في موضوع المقاومة لكن رفضنا، بل قلنا لو أعطونا لبنان لنحكمه لرفضنا، لأنه بلد لا يحكم إلا بالشراكة ولم نقبل في أي يوم من الأيام المساومة على حقوق الناس. وبمناسبة الحديث عن المقاومة واستهدافها نحيي من هنا من الضاحية الجنوبية الموقف القومي المشرف لمطران القدس يوحنا المدافع عن المقاومة ودورها، وهو يعبر من القدس بمقدساتها الاسلامية ورمزيتها المسيحية عن الموقف الوطني المسيحي لشرفاء هذه الأمة". وختم: "نحن عندما نتصدى للمسؤولية فذلك لأجل معالجة الوضع الناشئ عن التدهور الاقتصادي والمالي، وليس لحزب الله في هذا المجال أي مصلحة خاصة لا به ولا بالمقاومة ولا لأجل منفعة شخصية إنما لأجل الناس ومصالحهم وحرصا على الفئات الشعبية الفقيرة وعلى ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمهمشين، وللدفاع عن لقمة عيشهم كما دافعنا عن دمائهم وأعراضهم ولولا هذه المسؤولية، لكان لنا موقف آخر اتجاه هذه السلطة، وهي المسؤولية التي تجعلنا نسعى لتقريب وجهات النظر للوصول إلى حكومة متفاهم عليها. وقلنا: نحن لا نريد أن نعزل أحدا بل كنا ولا نزال نقول تعالوا إلى التعاون والتلاقي، والعمل من أجل معالجة الوضع في بلدنا والذي يحتاج إلى الجميع ولا يستطيع أي فريق أن يعالجه بمفرده".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  10-11 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Bishop Audi's Divine Words Drove Hezbollah In To A tantrum of Fear and Anger
 
Elias Bejjani/December 10/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/81284/elias-bejjani-my-almighty-god-bless-safeguard-bishop-elias-audi-he-witnessed-for-the-truth-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9/

 

Enemies of Lebanon (2 of 3): The Secret Societies
 
ايلي عون: اعداء لبنان – الجزء الثاني
 Elie Aoun/December 10/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/81328/elie-aoun-enemies-of-lebanon-2-of-3-the-secret-societies-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

أثمان خريف «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 كانون الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81334/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a3%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

 

تقارير وفيديو توضح حقيقة ما جرى في خيمة الملتقى وسط بيروت حيث تعرض من كان فيها استعداً لمحاضرة لم تحصل من تهديد وتشبيح ووتخوين وإتهامات باطلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/81336/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%91%d8%b6-%d9%88%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86/

حزب الله يحرّض وجمهور الممانعة يهاجم خيمة “الملتقى”/وليد حسين/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

لقمان سليم يؤكد لـ «جنوبية»: حاصرونا وهددونا بالقتل!/جنوبية/11 كانون الأول/2019

هكذا تم فبركة تهمة «التطبيع» لرواد خيمة الملتقى مع فيدية/جنوبية/11 كانون الأول/2019

 

لبنان على عتبة الدولة البوليسية.. وهوس بقمع جبل لبنان/نادر فوز/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

محاولات مكثفة لشيطنة طرابلس مجدداً/أيمن شروف/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81361/%d9%86%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%81%d9%88%d8%b2-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b9%d8%aa%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

 

جمهورية ميشال عون.. واللواء مرتضى قرباني

يوسف بزي/المدن/لأربعاء 11 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81340/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%b1/