LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december07.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مطلوب توضيح من السيد سمير الخطيب من خلال بيان رسمي

الياس بجاني/مؤتمر جعجع الصحفي هو إخبار بحق نفسه للنيابة العامة بتهم الإستهزاء بعقول وذكاء وذاكرة الناس والاحتيال والغش

الياس بجاني/محتل إيراني متجبر وحكام مرتزقة عادوا إلى طبيعة الإنسان العتيق

الياس بجاني/ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي السيادي سيمون أبو فاضل يتناول من خلالها رؤيته ومفاهيمه لأخر التطورات على الساحة اللبنانية

فيديو خطبة الجمعة للشيخ صبحي الطفيلي عنوانها:"المواطن ووزارة الثنائي الشيعي الفاسدة

فيديو مداخلة الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

فيديو مقابلة من التلفزيون الجديد كع النائب محمد الحجار تتناول مستلزمات نجاح الحريري حكومة إختصاصيي

فيديو مداخلة الكاتبة في صحيفة النهار سابين عويس من قتاة الحدث

فيديو مداخلة الكاتب الصحافي طوني ابي نجم من قناة الحدث

وزير العمل اللبناني في الحكومة المستقيلة كميل ابو سليمان ضيف قناة الحدث بتاريخ

تعليق المشانق/أبو أرز-اتيان صقر

صراع العروش" رسالة إسرائيل لحزب الله/الجيش الإسرائيلي يعزز قدراته العسكرية على الجبهة الشمالية بالحدود السورية اللبنانية تحسبا لأي رد محتمل من حزب الله.

الجيش الإسرائيلي: حزب الله يعزز تواجده عند الحدود رغم الاضطرابات

كوماندوز إسرائيلي يتدرب في قبرص على القتال بمنطقة جبلية تحاكي جنوب لبنان

لمن يهمه الامر... هذه الحالة الصحية لسمير الخطيب!

لبنانيون سافروا ولم يعودوا هذا العام.. أرقام مقلقة عن السفر والهجرة

الياس الزغبي: للتبصر مليا قبل الإقدام على التكليف ثم التأليف أو العكس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6 كانون الأول 2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 كانون الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بالوثائق… فضيحتا عفو بقضيّتي “مخدرات ومطبوعات” بطلاها باسيل وجريصاتي

الحريري: طلبنا العون من دول صديقة لتأمين واردات الغذاء

استمرار الاحتجاجات الشعبية في لبنان للمطالبة بحكومة مستقلة

الأزمة اللبنانية تفاقم معاناة النازحين السوريين وأعداد كبيرة منهم تخطط للمغادرة

تفاؤل سياسي لبناني بتأليف الحكومة برئاسة الخطيب

عون: أولويتها ستكون تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد

وليد جنبلاط نقل عرضاً من بري الى الحريري لم يقبله..وتكليفُ الخطيب تحدّ للسنّة والثورة

طلقة أنهت حياة الدركي أنطونيوس طنوس... ووالده: "لا أسباب تدعو لإقدامه على الانتحار"

مسؤول في سرايا المقاومة...تاجر مخدّرات وناقل أسلحة!

منسوب التفاؤل بالاستشارات الى تراجع....واتجاه لإعلان الإضراب العام الاثنين وقطع الطرقات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنقل صواريخها سراً إلى العراق في إطار استراتيجية «الحرب الهجينة» لتمويه مصدر هجماتها المستقبلية

مسؤول أميركي: نعتزم إرسال 7 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران

الأمم المتحدة: مقتل 208 وتوقيف 7 آلاف خلال احتجاجات إيران

الجبير: لم يعد من الممكن تحمل عدوانية إيران وقال إن هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة في اليمن تتبعها تسوية

موسكو تكثّف وجودها العسكري في قاعدة القامشلي وروسيا طورت 20 تقنية للحرب الإلكترونية بعد تجربتها في سوريا

الجيش الأميركي اعاد انتشاره في شمال شرقي الفرات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون ونصر الله ومطالب الحراك/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

لبنان ووحش الإفلاس/راجح الخوري/الشرق الأوسط

فضائح لبنان إلى العالمية.. تقريرٌ لـ"نيويورك تايمز" يكشف تفاصيل الفساد/سامي خليفة/المدن

تحرير الرئاسة من الإنقلابيين/حسّان الرفاعي/نداء الوطن

شجاعة المتظاهرين والتسوية المنتهية الصلاحية/هيام القصيفي/الأخبار

العراق ولبنان/خيرالله خيرالله/العرب

التوافق غير موفّق/مروان اسكندر/النهار

انتهت صلاحيّتكم/راجح الخوري/النهار

لهذا سمى الحريري الخطيب.. والمخزومي قد يطيح به/عبير عبيد بركات/الكلمة أولاين

الحكومة التكنو-سياسية وكابوس الخراب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هذا هو سيناريو الغرف السوداء والضمائر السوداء فأين هي الثورة وأين هم الثوّار/عقل العويط/النهار

"حزب الله" يعلنها حربا على الثوّار/فارس خشّان/الحرة

الحكومة أولا"/د.توفيق هندي

ملالي طهران والمقامرة الخاسرة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران تخصّب أزماتها/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الدستور لا يعرف الفقيه/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

لا بديل لأميركا عن ريادة العالم/دنيس روس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفدا من مؤسسات مالية واستثمارية عالمية

الحريري طلب مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد

الحريري وقع مرسومي إلحاق أساتذة ثانوي بالملاك وترفيع موظفين في الجمارك

الاتحاد السرياني: الحكومة لن تؤلف بسبب عدم احترام التعددية

الراعي وجه نداء لشباب لبنان: عليكم الصمود في المحنة كما فعل أجدادنا للحافظ على الوطن

باسيل من روما: لمساعدة لبنان في إبعاد من يتدخل في شؤونه والفوضى المعدة له في الخارج ستكون نتيجتها كما الأزمة السورية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية05/من01حتى06/:” فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية. ها أنا بولس أقول لكم: إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا لكن أشهد أيضا لكل إنسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس. قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة. فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مطلوب توضيح من السيد سمير الخطيب من خلال بيان رسمي

الياس بجاني/06 كانون الأول/2019

توزع منذ يوم أمس وبكثرة صورة يقول من يوزعها بأنها للسيد سمير الخطيب وهو يشارك في مجزرة الدامور سنة 1975 وأيضاً توزع صورة لصفحة من كتاب فلسطيني توثيقي تذكر اسم سمير الخطيب بما يخص تنظيمات ميليشياوية لنفس الحقبة من الحرب.. مطلوب من الخطيب اصدار بيان رسمي يرد فيه على ما يشاع عنه..وفي نفس الوقت مطلوب من الرئيس الحريري ومن الوزير باسيل اللذين تبنيا ترشيح الخطيب توضيح رسمي لجهة ما يوزع وينشر على مواقع التواصل.

 

مؤتمر جعجع الصحفي هو إخبار بحق نفسه للنيابة العامة بتهم الإستهزاء بعقول وذكاء وذاكرة الناس والاحتيال والغش

الياس بجاني/05 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81158/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%87%d9%88/

من شاهد وسمع مؤتمر سمير جعجع صاحب شركة حزب القوات اللبنانية قبل قليل لا بد وأنه اعتقد ولو للحظات بأن المتكلم هو شخص طوباوي من سكان المريخ أو زحل، وغير الشخص الذي يحمل هذا الاسم ويمتلك شركة حزب دكتاتورية واوليغارشية في وطن الفقر والاحتلال والصفقات والسمسرات والطبقة السياسية والحزبية المغربة عن ناسها، والتي تستعبد المواطنين، وتتاجر بهم، وتعتبرهم أملاك خاص، وجعلت من أشخاصها أصناماً يقدسها ويعبدها ويصلي لها الزلم والهوبرجية والقطعان من الصنميين.

 كلام جعجع العالي النبرة، والقاسي بمفرداته، بحق السلطة يدينه هو قبل غيره، وقانونياً وضميرياً ووطنياً وأخلاقاً يُعتبر اخباراً منه ضد نفسه للنيابة العامة بتهمتي الغش والاحتيال.

هاجم السلطة وانتقدها ولم يترك تهمة دركية إلا وألصقها بها، وهو عملياً من أهم أركانها ومن مركبيها ومن مهندسيها ورعاتها والمنتفعين منها.

الرجل توهم، كما دائماً بأنه قادر على مسح ذاكرة الناس واستغبائهم، واستنساخ صورة طوباوية لنفسه ولشركة حزبه، بمجرد أنه لفظياً يتبرأ من أفعاله الخطايا ويؤيد الثورة ويهاجم الحكومة المقبلة التي ربما قد انتهى حزب الله من تشكيلها دون أن يعطيه الحصة التي كانت مقررة له في بنود الصفقة الخطيئة التي جاءت بعون رئيساً وداكشت الكراسي بالسيادة.

يتعامى جعجع عن سابق تصور وتصميم ومن خلال آليات الإنكار والتبرير والإسقاط النفسية المرّضية بأنه متورط حتى أذنيه في الصفقة الرئاسية وفي كل متفرعاتها ويتحمل نتائج كل أضرارها الكارثية.

هو متورط في إقرار وتمرير قانون الانتخاب اللاهي الذي أعطى حزب الله أكثرية نيابية مريحة،  وإن أراد هو أن ينسي فالشعب لن ينسى تبنى النائب جورج عدوان للقانون حتى سماه البعض قانون عدوان.

هو متورط في صفقة انتخاب عون رئيساً من ضمن بنود ورقة نوايا معراب التجارية واللامسيحية التي تنص على تقاسمه مع عون المسيحيين حصصاً وغنائم.

هو متورط في دخول حكومات ما بعد انتخاب عون هي حكومات حزب الله بالكامل.

هو متورط في فرط 14 آذار وفي اتهام من عارض صفقاته السلطوية بالغيرة والجهل وانعدام الرؤية الإستراتجية.

هو متورط في مداكشة السيادة بالكراسي.

هو متورط بالتعايش مع احتلال حزب الله ودويلته وحروبه مقابل مشاركته في السلطة.

هو متورط بالدكتاتورية داخل شركة حزبه… وتطول وتطول قائمة السقطات ولا تنتهي.

هو متورط بالسكوت عن المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

في الخلاصة، فإن من سمع وشاهد جعجع اليوم يتكلم عن الثورة لا بد وانه اعتقد بأنه هو من قام بها ومن يرأسها ومن يحركها. .في حين أن الثورة وفي كل الساحات قالت له بأنه من أول كلن يعني كلن.

من هنا وبناء على كل ما جاء على لسان جعجع اليوم في مؤتمره الصحفي من تشويه وتزوير للحقائق كلها تندرج تحت خانتي الغش والاحتيال، فنحن نرى أن المؤتمر بالكامل هو إخبار من جعجع ضد نفسه للنيابة العامة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

*محتل إيراني متجبر وحكام مرتزقة عادوا إلى طبيعة الإنسان العتيق

*ماري انطوانيت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

الياس بجاني/04 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81122/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d8%ac%d8%a8%d8%b1-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b1/

الحقيقة الكارثية والصادمة المعاشة على الأرض بكل مآسيها والفواجع التي يتنكر لها كثر من أهل السياسة والحكم والنافذين وقطعان أغنام غالبية أصحاب شركات الأحزاب الصنمية في لبنان هي أن البلد محتل، وبأن المحتل هو عسكر إيران المحلي المسمى كفراً وتجديفاً “حزب الله”.

المحتل الفارسي المحلي هذا قد حول لبنان بغطاء ودعم من نظام الأسد البراميلي وكل جماعات المقاومة والتحرير والتمذهب المنافقين ومنذ العام 1982.. حوله إلى مستعمرة إيرانية، وقاعدة عسكرية لغزوات إيران وحروبها، وخنجراً ابليسياً مسمماً ومُسماً لكل ما هو لبنان ولبناني، وأداة أذية وتدمير لكل الدول العربية وشعوبها.

أما الحكام الحاليين في لبنان، ومعهم غالبية الطاقم السياسي، و99% من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية، فهؤلاء مجرد مرتزقة وأدوات ودمى لا أكثر ولا أقل، وإتباع نرسيسيين ومستسلمين وخانعين قبلوا برضاهم بواقع الاحتلال، وبنفوذ المحتل وبفجوره وبسلبطته مقابل السكوت على فسادهم، وبمقابل كراسي ثانوية في سلطة مهمشة، وطمعاً اسخريوتياً بمنافع ذاتية.

هؤلاء الظالمين والمستكبرين، أي المحتل والحكام والمرتزقة يعيشون في انسلاخ تام عن واقع الثورة المستمرة وبتصاعد منذ 50 يوماً.

وعلى خلفية هذا الانسلاخ، قام حزب الله وبناء على فرمان ملزم له من أسياده الملالي، قام باستكبار بتشكل حكومة صورية تابعة له، وذلك لتنفذ دون اعتراض كل رغباته وأوامره، ولتكمل بخنوع كل مهمات الحكومة المستقيلة التي كانت نتاج صفقة خطيئة تم من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة.

اختار الحزب سمير الخطيب التاجر والمتعهد لترأس الحكومة، وهو رجل كما يبين سجل تاريخه جاهل لكل ما هو عمل وطني وسياسي.

على ما يبدو فقد شكل الحزب الحكومة ووزع الحصص على من تنازل له على خلفية الطروادية عن السيادة والاستقلال والقرار مقابل الكراسي.

ومن خلال مسرحية المشاورات التي ستبدأ الإثنين المقبل مع نواب بغالبيتهم قرارهم مصادر، وليس عندهم، سيُسقّط الحزب اسم سمير الخطيب على رئاسة الحكومة التي شكلها، وعملياً إن اكتملت ونالت الثقة ستكون استنساخاً كاملاً لتلك المستقيلة.

عملياً، سعد الحريري كان ولا يزال الشريك الأخطر في خطيئة الصفقة الأولىوكل متفرعاتها، ومعه كل من جعجع وجنبلاط وربع 08 آذار.

سعد الحريري التاجر مستمر في تمرمغه وغرقه بذنوب وخطايا الصفقة، ولهذا تبنى الخطيب وسوف يدعمه ليحافظ على حصصه من الصفقة. وربما هو يناور الآن بالإتفاق مع حزب الله وباسيل ليحرق اسم الخطيب هذا كما حرق غيره وبعد ذلك يعود هو ليشكل الحكومة.

أما غرام وهيام حزب الله بالحريري فحدث ولا حرج.. وهذا أمر طبيعي كون الرجل وعلى خلفية الصفقة الخطيئة ومداكشة الكراسي بالسيادة قد مارس دور الغطاء والمسوّق للحزب، وكذلك الوسيط بينه وبين القوى العربية والغربية بنجاح كبير.

أما حكامنا من المسيحيين تحديداً، ومنهم الرئيس، فهؤلاء للأسف قد وقعوا في تجارب إبليس، وتخلوا عن نعمة الحرية، وعن عطية العماد بالماء والروح القدس، وعادوا طوعاً إلى وضعية الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة الأصلية.

في الخلاصة، لا يدوم غير وجه الله، والظلم لا يمكن أن يستمر مهما طال زمنه، وكذلك فإن نهاية كل ظالم ومفتري، وبعد يوم الحساب الأخير، ستكون في لهيب نار جهنم وبأحضان دودها.

ترى من يتعظ ويتوب ويعود إلى رشده وربه قبل فوات الأوان؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com*

 

ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

الياس بجاني/04 كانون الأول/2019

Madam Geagea is extremely arrogant, pompous and so irritating

http://eliasbejjaninews.com/archives/81122/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d8%ac%d8%a8%d8%b1-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b1/

ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

مؤتمر ستريدا اليوم عن مهرجان الأرز هو أهانة لعقول اللبنانيين وللثورة بتوقيته وبالمواضيع التي طرحت وبطريقة التصنع والإستكبار بالتقديم.

وين أولوياتها النائبة ووين أولويات الناس.

الظاهر مش عارفي الست في ثورة بلبنان..

مرتا مرتا.. وسلم أولويات مخربط ومقلوب ..

هالست وين والناس وين..

انسلاخ تام عن التطورات في لبنان.

مؤتمر غلط بالمكان الغلط وفكر غلط..ربنا يشفي

السيدة هي من كلن يعني كلن

Madam Geagea is extremely arrogant, pompous and so irritating. Apparently she is totally detached from reality. It seems in her out of touch mind that she is not aware that there is a revolution in Lebanon...Sadly her approach, tone and rhetoric are so disgusting and irritating. She is one of them all who the revolution is calling for their retirement from every thing that is politics

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي السيادي سيمون أبو فاضل يتناول من خلالها رؤيته ومفاهيمه لأخر التطورات على الساحة اللبنانية بدءأ من بالثورة الشعبية بيومها ال 51 ومطالبها وانتهاءً باحتمال تكليف سمير منصور تشكيل الحكومة

والإستشارات الرئاسية يوم الإثنين اضافة إلى تفاصيل أخرى كثيرة/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Y7TMjMx3Me8

 

فيديو خطبة الجمعة للشيخ صبحي الطفيلي عنوانها:"المواطن ووزارة الثنائي الشيعي الفاسدة

https://www.youtube.com/watch?v=yjdWlpLkhFc

 

فيديو مداخلة الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=3Hme_v0kphA

 

فيديو مقابلة من التلفزيون الجديد كع النائب محمد الحجار تتناول مستلزمات نجاح الحريري حكومة إختصاصيي

https://www.youtube.com/watch?v=nEYq-opEJx0

قال النائب محمد الحجار خلال برنامج يوميات ثورة على الجديد إن "الرئيس الحريري قال كلمة وهو ملتزم بها وكتلة المستقبل تلتزم بما يقوله". وأشار إلى أن "الحريري يقول إن طبيعة الأزمة بحاجة لحكومة اختصاصيين مشهود لها بالكفاءة، والحريري لا يتهرب بذلك من مسؤولياته ولكنه لن يكرر ما حصل في السابق"، وأضاف: "  مستلزمات نجاح الحريري حكومة إختصاصيين ".

 

فيديو مداخلة الكاتبة في صحيفة النهار سابين عويس من قتاة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=3L7tk11BjKE

 

فيديو مداخلة الكاتب الصحافي طوني ابي نجم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=niAEVfnVk_k

 

وزير العمل اللبناني في الحكومة المستقيلة كميل ابو سليمان ضيف قناة الحدث بتاريخ

https://www.youtube.com/watch?v=ynl6WnH7neE

 

تعليق المشانق

أبو أرز-اتيان صقر/06 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81184/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d9%86%d9%82/

ان تمجيد الزعماء تقليد بالٍ، تعتمده الشعوب المتخلفة، والمجتمعات القبلية البدائية.

اما ان تجد في بلدٍ حضاري كلبنان فئةً ما زالت تمجّد زعماءَها حتى اليوم، فهذا امر محزن ومستهجن، خصوصا وان الزعماء الممجدين هؤلاء هم ذاتهم الذين تولوا الفتك بهذا الوطن، وافقار شعبه ونهب أمواله.

لحسن الحظ ان عدد هذه الفئة الضالة والمضللة لا تمثل سوى أقلية ضئيلة، لا قدرة لها على الوقوف في وجه هذا الطوفان البشري الجارف الذي تمثله ثورة ١٧ تشرين، والذي سيجرف معه حتماً هذه الطغمة السياسية الأكثر فجورا وعهراً وفسادا في العالم.

ولأن الفقر بدأ يتعمم في مختلف اوساط الشعب، والمجاعة تدق الأبواب بقوة، ونسبة الأنتحار وبيع الكلى أخذة بالأرتفاع ... فلا عجب اذا ما لجأ الثوار، في نهاية المطاف، الى تعليق المشانق!!!

فتحسسوا أذاً رقابكم ايتها الحيتان التي لا تشبع.

لبيك لبنان.

ابو ارز.

 

صراع العروش" رسالة إسرائيل لحزب الله/الجيش الإسرائيلي يعزز قدراته العسكرية على الجبهة الشمالية بالحدود السورية اللبنانية تحسبا لأي رد محتمل من حزب الله.

القدس –العرب/ الجمعة 06 كانون الأول 2019

يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قدراته العسكرية على الجبهة الشمالية على الحدود السورية اللبنانية، تحسّبا لأي ردة فعل قد تأتي من قبل حزب الله اللبناني. وتتأهب إسرائيل في الأيام الأخيرة لأي رد محتمل من حزب الله اللبناني على هجمات نسبت للجيش الإسرائيلي في لبنان الأسبوع الماضي حيث سرّعت من وتيرة استعدادات قواتها البحرية والجوية على الحدود مع سوريا ولبنان. وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه أنهى هذا الأسبوع في قبرص تمرينا عسكريا أطلق عليه اسم “صراع العروش” يحاكي سيناريوهات الجبهة الشمالية، في إشارة إلى الحدود مع سوريا ولبنان. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في تصريح إنه شارك في التمرين لواء الوحدات الخاصة “الكوماندوز” وسلاح الجو الإسرائيلي بالإضافة إلى أسراب من المروحيات الحربية وطائرات النقل وطائرات دون طيار ووحدة الإنقاذ الخاصة. وأضاف “خلال التمرين تدربت القوات الخاصة وسلاح الجو على مواجهة تهديد في منطقة جغرافية جديدة وغير معروفة”. وتابع أدرعي “تم التدرب على اقتحامات ليلية قصيرة الأمد وبالأخص في مناطق جبلية ومعقدة ومهاجمة مواقع العدو، بالإضافة إلى نقل قوات برية جوًا ومساندة القوات البرية وتزويد القوات بالعتاد جوًا”. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية “تدربت على تزود مروحيات بالوقود، وإنقاذ طيارين أخلوا طائراتهم، وإخلاء الجرحى، وكل ذلك في مواجهة مروحيات وقوات قتالية تحاكي العدو”. وقال أدرعي “في المقابل وكتمرين جانبي، تدربت قوات الكوماندوز وسلاح الجو مع مقاتلين في الجيش القبرصي بهدف رفع جاهزية القوات القتالية وتبادل الخبرات”. ولفت المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي “تفقد منطقة التمرين وشاهد القوات المقاتلة في الميدان وأجرى حديثًا مع القادة حول التحديات والقضايا العملياتية المتعلقة بإنجاز عملية في العمق”. وأضاف “كما التقى بنظيره القبرصي قائد الحرس الوطني للجيش القبرصي الجنرال إلياس ليونتاريس”. وتتابع إسرائيل عن كثب ما يجري من احتجاجات داخل لبنان، خاصة أنها تدرك أن استمرار الاحتجاجات ضد الطائفية في لبنان سيزيد في أزمة حزب الله الذي يعيش مصاعب اقتصادية وضغوطا دولية متزايدة بسبب ارتباطه الوثيق بإيران.

 

الجيش الإسرائيلي: حزب الله يعزز تواجده عند الحدود رغم الاضطرابات

ليبانون فايلز - الجمعة 06 كانون الأول 2019

حذر مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي من أن "حزب الله" اللبناني يزداد خطورة على الرغم من الاضطرابات الاجتماعية التي يشهدها لبنان حاليا. وأقر العقيد روي ليفي، قائد لواء بارام (اللواء 300) المختص بالدفاع عن الحدود الشمالية، بأن كشف إسرائيل عن أنفاق "حزب الله" الهجومية ضمن إطار عملية "درع الشمال" والاضطرابات الاجتماعية التي يمر بها لبنان الآن لم يقوضا حزم "الحزب" لمقاومة إسرائيل. وذكر العقيد للصحفيين خلال زيارة إلى المنطقة الحدودية أن أولوية "حزب الله" تكمن حاليا في التموضع على طول الحدود والتخطيط لمهاجمة إسرائيل، قائلا: "نواجه عدوا خطيرا للغاية" . وادعى المسؤول العسكري أن مواقع "حزب الله" تقع في بعض المناطق على بعد بضع مئات الأمتار عن منازل مدنيين إسرائيليين، لافتا إلى أن التطورات الحالية في لبنان لم تؤثر على سلوك "حزب الله"، ولا يزال لديه العديد من الكاميرات والقوات المموهة عند الحدود. وتزعم تل أبيب أن "حزب الله" يملك الآن ترسانة تضم نحو 130 صاروخا من شأنها استهداف أي مكان في إسرائيل، متهمة الحزب بمحاولة استيراد صواريخ عالية الدقة من إيران أو تصنيعها في لبنان.

 

كوماندوز إسرائيلي يتدرب في قبرص على القتال بمنطقة جبلية تحاكي جنوب لبنان

وكالات/06 كانون الاول 2019

أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات خاصة وطائرات مقاتلة تدربت هذا الأسبوع في قبرص في إطار تمرين مشترك مع القوات المحلية، يركز على القتال في منطقة جبلية تحاكي جنوبي لبنان. وأشار إلى أنه "جرى خلال التمرين تدريب القوات الخاصة وسلاح الجو على التعامل مع التهديدات في منطقة جغرافية جديدة وغير معروفة بما يحاكي سيناريوهات الجبهة الشمالية". وأضاف أنه "تم التدرب على اقتحام المناطق خلال ساعات الليل وبالأخص في مناطق جبلية ووعرة ومهاجمة مواقع العدو بالإضافة إلى نقل قوات برية جوا ومساندة القوات البرية وتزويد القوات بالعتاد جوا". ووفقا لموقع "هيئة البث الإسرائيلي"، فقد تدربت القوات أيضا، على تزويد المروحيات بالوقود وإنقاذ طيارين أخلوا طائراتهم، ونقل الجرحى إلى المستشفيات الخلفية أثناء مواجهة مروحيات وقوات قتالية تحاكي قوات العدو. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن تمرين لواء الكوماندوز وسلاح الجو في قبرص "صراع العروش"، تم بمشاركة جنود الوحدات الخاصة "أغوز" و"مغلان" و"دوفدفان" بالإضافة إلى أسراب من المروحيات الحربية وطائرات النقل والطائرات المسيرة والحربية. الى هذا، حذّر مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي من أن "حزب الله" اللبناني يزداد خطورة على الرغم من الاضطرابات الاجتماعية التي يشهدها لبنان حاليا. وأقرّ العقيد روي ليفي، قائد لواء بارام (اللواء 300) المختص بالدفاع عن الحدود الشمالية، بأن كشف إسرائيل عن أنفاق "حزب الله" الهجومية ضمن إطار عملية "درع الشمال" والاضطرابات الاجتماعية التي يمر بها لبنان الآن لم يقوّضا حزم "الحزب" لمقاومة إسرائيل. وذكر العقيد للصحفيين خلال زيارة إلى المنطقة الحدودية أن أولوية "حزب الله" تكمن حاليا في التموضع على طول الحدود والتخطيط لمهاجمة إسرائيل، قائلا: "نواجه عدوا خطيرا للغاية" . وقال المسؤول العسكري أن مواقع "حزب الله" تقع في بعض المناطق على بعد بضع مئات الأمتار عن منازل مدنيين إسرائيليين، لافتا إلى أن التطورات الحالية في لبنان لم تؤثر على سلوك "حزب الله"، ولا يزال لديه العديد من الكاميرات والقوات المموهة عند الحدود.

 

لمن يهمه الامر... هذه الحالة الصحية لسمير الخطيب!

مواقع الأكترونية/06 كانون الاول

صدر عن مكتب المهندس سمير الخطيب الاتي: ورد في بعض وسائل الاعلام خبرا يتعلق بصحة المهندس الخطيب، على اثر سلسلة شائعات وردت سابقا في هذا الخصوص متضمنة معلومات مسيئة ومغلوطة، لا تمت الى الحقيقة بصلة. يهم المهندس الخطيب التأكيد ان الخبر المشار اليه، شأنه شأن سائر الشائعات عار عن الصحة، ولمن يهمه الامر، فإن صحته جيدة جدا.

 

لبنانيون سافروا ولم يعودوا هذا العام.. أرقام مقلقة عن السفر والهجرة

مواقع الأكترونية/06 كانون الاول

نشرت "الدولية للمعلومات" دراسة تحت عنوان "أرقام مقلقة عن السفر والهجرة " افادت فيها أنه منذ منتصف كانون الثاني وحتى منتصف تشرين الثاني 2019 وصل عدد اللبنانيين الذين سافروا ولم يعودوا إلى 61,924 لبنانياً مقارنة بــ 41,766 لبنانياً خلال الفترة ذاتها من العام 2018 أي بزيادة 20,158 وما نسبته 42 بالمئة.

 

الياس الزغبي: للتبصر مليا قبل الإقدام على التكليف ثم التأليف أو العكس

وطنية - الجمعة 06 كانون الأول 2019

دعا عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي إلى "التبصر مليا قبل الإقدام على التكليف ثم التأليف، أو العكس كما هو حاصل، من دون الأخذ في الاعتبار العنصر الطارىء والحاسم المتمثل بانتفاضة اللبنانيين".

وقال في تصريح:"لم يعد النمط التقليدي في استمزاج الكتل السياسية وإجراء مقاصة للتحاصص بينها مجديا في الترويج لأي تشكيلة، لأن هذه الكتل لم تعد تتمتع بالثقة الشعبية على أساس انتخابات 2018، وهذه حالة تشهدها دول كثيرة تعمد إلى إعادة اختبار ثقة الناس بعد وقت قصير من الانتخابات، وقد مرت سنة ونصف في لبنان كانت كافية لاهتزاز هذه الثقة". وأضاف:"لذلك، يتوجب الأخذ بإرادة القاعدة الشعبية التي تعبر عن نفسها في الساحات وتصر على حكومة من خارج القيد السياسي المتناسل منذ عقود، لئلا تتعرض أي تشكيلة تقليدية للسقوط قبل أن تبلغ ساحة النجمة لنيل ثقة مجلس النواب الذي بات في معظمه منزوع الثقة الشعبية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6 كانون الأول 2019

وطنية/الجمعة 06 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أكثر من يومين بقليل تفصلنا عن مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية، إلا أن هناك تساؤلات لدى أوساط سياسية، عما إذا كانت هذه الاستشارات ستتم في موعدها، وعما إذا كان التكليف الشفهي للخطيب سيصبح خطيا، وعما إذا سيحصل تبديل أو تغيير يعيد التكليف للرئيس سعد الحريري، وعما إذا تم تكليف الخطيب يعني تأليف حكومة تكنوسياسية، وماذا عن رد الحراك على ذلك، خصوصا أن معلومات أشارت إلى خطة لمنع وصول النواب الى بعبدا على غرار ما جرى في جلسة العفو التشريعية، وفي ظل التحذير من أن أي شخصية في الحراك توافق على توزيرها ستوصف بالخيانة.

هناك بين التساؤلات ما يتعلق بدوافع العودة الى تكليف الحريري. وهنا، تجيب الأوساط السياسية أن أبرز الدوافع تعيين باريس الاربعاء المقبل موعدا لانعقاد المجموعة الدولية لدعم لبنان.

وبين الدوافع أيضا، اعتبار الرئيس الحريري صاحب علاقات دولية، فهو سيكون في اجتماع باريس، وهو أيضا أجرى اتصالات برؤساء ووزراء خارجية دول كبيرة ومهمة لتأمين اعتمادات تفتح لصالح تزويد لبنان بما يحتاجه في هذه المرحلة، خصوصا المواد الغذائية والتموينية... وسط كل ذلك، رئيس الجمهورية أمل بولادة قريبة للحكومة الجديدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن.بي.أن"

على قاعدة ما حك جلدك مثل ظفرك، فإن لبنان الذي يطلب من مجموعة الدعم الدولية أن تساعده، مطالب بمساعدة نفسه أولا. أولى المحطات التي تسبق أربعاء الدعم بدعوة من باريس ستكون اثنين الاستشارات الملزمة للتكليف فأي مسار سيسلك؟. وفيما اشترطت مجموعة الدعم التزام الحكومة العتيدة بتنفيذ سلسلة إجراءات بدءا من موازنة تخفض العجز، وصولا إلى مكافحة الفساد من باب إنشاء الهيئات الناظمة، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون يرصد النتائج المترتبة عن الاستشارات على اعتبار أن الجهود التي بذلت للوصول إلى المرحلة الراهنة يجب أن تثمر ولا تذهب سدى.

في مطلق الأحوال، فإن تأليف الحكومة سيساعد أصدقاء لبنان على استكمال مسار "سيدر" وإطلاق المشاريع الإنمائية وفق ما أكده الرئيس عون اليوم.

ومساء اليوم، بدا أن رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري رفع القيود الجمركية التي فرضها على العمل الحكومي بتوقيع مرسومين: الأول قضى بإلحاق طلاب شهادة الكفاءة في كلية التربية بالجامعة اللبنانية الناجحين بوظيفة أستاذ تعليم ثانوي متمرن في ملاك الوزارة، والثاني بترفيع موظفين من الفئة الرابعة في ملاك إدارة الجمارك في وزارة المالية إلى الفئة الثالثة وتعيينهم بوظيفة مراقب.

وبعين المراقب، فإن لبنان الذي يعيش آثار الفيضانات السياسية والاقتصادية، انتظر أن يسمع أخبارا عن الفيضانات التي تسببت بكوارث نتيجة الإهمال، خصوصا عند نقطة النزف في محلة الاوتستراد الساحلي بين الناعمة وخلدة، والتي حبست المواطنين لأكثر من ثماني ساعات، وفيما كلف مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات المباحث الجنائية في الشرطة القضائية مباشرة التحقيقات في الأسباب، تابعت الNBN هذه القضية بعد تقاذف المسؤوليات وحصلت على صور تؤكد صحة ما قيل عن أن خنق النهر كان أحد الأسباب الرئيسية التي ادت إلى فيضانه على الاوتوستراد، والتقرير الذي سنعرضه يظهر بعض الحقائق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبل ترتيب الأوراق الحكومية، دخلت فرنسا من البوابة الاقتصادية، وبتوقيت يسابق التهويل بالانهيار كان التسريب – الاعلان – عن مؤتمر داعمي لبنان الاربعاء المقبل... خطوة بمحتواها الاقتصادي، وبعدها السياسي، تشكل تأكيدا على أن البلد لا يزال ضمن الحاضنة الدولية، وأن الانهيار الذي بات مطلب البعض الداخلي والخارجي لغايات يمكن تفاديه بحكمة وهدوء وترتيب للاولويات...

والبداية، حكومية مع الاستشارات النيابية، التي أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انها ستجري الاثنين المقبل، تتبعها عملية تأليف الحكومة العتيدة، ما سيساعد اصدقاء لبنان على استكمال مسار مؤتمر "سيدر" وإطلاق المشاريع الانمائية التي تقررت فيه.

وعليه، فإن الحركة الخارجية المستجدة أوروبيا، تحتاج الى مقدمات محلية، أقلها مضي الجميع بنوايا صادقة نحو انجاز الاستشارات النيابية والتشكيلة الحكومية في أسرع وقت ممكن، علها تتضافر الجهود لوقف الانهيار الحاصل، وترميم ما أمكن من اقتصاد نازف لا يزال البعض يمعن رقصا على دمه.

وبعد سبات حكومي طوعي لأسابيع واستقالة من كل مسؤولية، خرج رئيس حكومة تصريف الاعمال ببيان استغاثة عند آخر نفس، مناشدا رؤساء ورؤساء وزراء عدد من الدول مساعدة لبنان عبر تأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للانتاج في مختلف القطاعات.

ومهما اختلفت النوايا او تعددت التأويلات، فإن المهم انقاذ البلد بمسؤولية، والترفع عن كل كيدية، فضلا عن الحوار بين مختلف الاطراف الداخليين، الذي دعا اليه وزير الخارجية جبران باسيل، لتجنيب لبنان الفوضى التي يعد لها البعض في الخارج، والتي ستكون نتيجتها كتلك السورية كما قال، واختلالا في الموازين الداخلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو. تي. في"

واقعيا، لبنان اليوم على مفترق خطير: فإما أن تنجح الاستشارات الملزمة، التي حددها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاثنين المقبل بتسمية رئيس حكومة مكلف، تمهيدا لتأليف حكومة إنقاذ تعمل على انتشال البلاد من الوضع الذي أوصلتها إليه عقود من الفشل، وإما أن نكون على موعد مع الفوضى، التي حذر منها الوزير جبران باسيل من روما اليوم، معتبرا أن نتيجتها ستكون حتما، كما الأزمة السورية: خرابا للبلد، ودمارا لمؤسساته، ودما لأبنائه، وتطرفا متنقلا، إضافة إلى اختلال في الموازين الداخلية.

واليوم، أبلغ الرئيس عون وفدا من مؤسسات مالية واستثمارية بريطانية زاره في قصر بعبدا أن الاستشارات النيابية الملزمة ستجري الاثنين المقبل، على أن تليها عملية تأليف الحكومة الجديدة، وهذا ما سوف يساعد أصدقاء لبنان على استكمال مسار مؤتمر "سيدر" وإطلاق المشاريع الانمائية التي تقررت فيه، مع الاشارة إلى أن باريس حددت الحادي عشر من كانون الاول الجاري موعدا لاجتماع يهدف إلى حشد الدعم لمساعدة لبنان على التعامل مع أزمته الاقتصادية الحادة، وفق ما نقلت وكالات الانباء عن مسؤول لبنان.

وفي وقت أجرى الرئيس سعد الحريري سلسلة اتصالات لتأمين العون المطلوب لتجاوز الازمة الراهنة، طمأن رئيس الجمهورية الى ان معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية ستكون في أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، مشيرا إلى أن الحكومة السابقة أنجزت تصورا اقتصاديا ضمن خطة نهوض بالاقتصاد اللبناني وتحويله من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، وقال: ان عملية التنقيب عن النفط والغاز ستبدأ في شهر كانون الثاني المقبل، الامر الذي سيضع لبنان عند بدء عمليات الاستخراج ضمن الدول المنتجة للنفط والغاز.

وأكد الرئيس عون أن التدابير المالية والنقدية التي اعتمدت في الاجتماع المالي الاخير الذي عقد في قصر بعبدا موقتة، وفرضتها الظروف المالية الراهنة في البلاد.

في كل الأحوال، الاتجاه العام حتى اللحظة، يؤكد تسمية المهندس سمير الخطيب، رغم إصرار كتلة الرئيس نجيب ميقاتي على تسمية الحريري، وكتلة "القوات" على عدم التسمية. أما الحسم، فينتظر نتائج الاستشارات، في ظل غياب واضح للثقة بين المعنيين.

وفي الخلاصة، الانتفاضة محقة، لا بل أصبحت الطريق الوحيد لتحقيق الاصلاح بعدما سدت كل السبل الاخرى، كما اكد الوزير باسيل اليوم، محذرا في الوقت نفسه مما يعد له بعض الخارج، قبل ان يردف قائلا: في النهاية، سيكون انتصار لأهل الأرض وهزيمة لأعدائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال. بي. سي"

الأسبوع المقبل سيكون حافلا بامتياز سواء أكان على المستوى الداخلي أم على المستوى الدولي المرتبط بالوضع اللبناني... الإثنين موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة. وما لم تحدث مفاجآت، فإن مساء الإثنين ستعلن من منصة قصر بعبدا تسمية المهندس سمير الخطيب لتشكيل الحكومة. حتى صباح الإثنين ما زال هناك متسع من الوقت، فهل يحمل اليومان الفاصلان عن موعد الاستشارات أي مفاجأة تخلط الأوراق؟ المفاجآت واردة في لبنان.

وفي روزنامة الأسبوع المقبل، اجتماع الأربعاء في باريس للمجموعة الدولية لدعم لبنان، والتي تضم فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، كما يرتقب أن تحضر السعودية والإمارات. الاجتماع سيعيد التأكيد على دعم لبنان، لكنه لن يكون "شيكا على بياض"، بل يشترط تشكيل حكومة قادرة على إنجاز الإصلاحات، فلا دعم من دون حكومة تتخذ الإجراءات التي كان مطلوبا اتخاذها منذ مقررات مؤتمر "سيدر" في نيسان من عام 2018. وفي أي حال، ستكون معنا في سياق النشرة الصحافية رندة تقي الدين من باريس لتحدثنا عن المؤتمر وما يتوقع منه.

في المواقف، كان لافتا ما أعلنه الوزير جبران باسيل من روما في كلمة له خلال مؤتمر "يوروميد"، أن الفوضى في لبنان، التي يعد لها البعض في الخارج، ستكون نتيجتها حتما كما الأزمة السورية: خرابا للبلد، ودمارا لمؤسساته، ودما لأبنائه، وتطرفا متنقلا... يأتي موقف الوزير باسيل في وقت ما زالت فيه أنشطة الانتفاضة في أكثر من مكان.

اقتصاديا وماليا، ارتاح سوق النقد اليوم، حيث سجل الدولار الأميركي انخفاضا في سوق التداول لدى الصيارفة، وكسر عتبة الألفي ليرة نزولا حيث تم التداول به على 1900 ليرة. أما اللافت اقتصاديا فرسائل الرئيس سعد الحريري إلى ملوك ورؤساء لطلب تغطية تمويل واردات السلع الأساسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أصيبت استشارات الإثنين بارتفاع في ضغط الدم النيابي, وفي تشخيص الحالة أن الموعد الملزم سوف يمر بثمان وأربعين ساعة من الخطر، وبين سبت واحد قد تتدخل العناية الإلهية رحمة بالمهندس المرشح أو في الترحم عليه، لكنه وإلى تاريخه، فإن سمير الخطيب لا يزال مرشحا يتقدم الاستشارات, فهو طمأن اللبنانيين إلى صحته اليوم وأعطاها درجة جيد جدا، ردا على شائعات متضمنة معلومات، قال إنها مسيئة ومغلوط فيها. صحة دولة الرئيس المفترض، عبرت الأزمة، لكن المرض العضال يكمن في صحة النواب الحائرين الواقعين على ضفتي ترشيح، وبعضهم لم يقطع الأمل من تماثل سعد الحريري للشفاء السياسي، وهم اليوم فقط احتاجوا الى خرزته الزرقاء لرد العين والدعاء له بعودة معافاة.

وبالدعاء أو من دونه، فإن الدعوة إلى الاستشارات باتت ملزمة دستوريا سواء لرئيس الجمهورية أو للنواب أنفسهم. وما هو أكثر إلزاما، ستكون ثقة الناس لأن أي مرشح سيسقط في الشارع ما لم يستند إلى حصانة الشعب.

وعلى هذا المسار، فإن طريق بعبدا يوم الإثنين ستكون خطرة على ممرين: في التسمية وفي الوصول إلى القصر.

والتسمية نفسها لم تسقط اسم الحريري على مسافة يومين، حيث لم يخرج الرجل من السباق، وهذا ما يظهره التحقيق في مشاهد تظاهرات تخرج ليلا إلى منزل سمير الخطيب فتهتف باسم هويتها، ويعلن منظموها أننا أبناء راس بيروت وطريق الجديدة، وذلك للمرة الأولى بمسيرة واحد وخمسين يوما لم ينطق فيها المتظاهرون باسم شوارعهم ومناطقهم. وتبعا لمأمور النفوس، فإن هذه التظاهرات التي هتفت: الشعب يريد إسقاط الخطيب كان عليها تصحيح العبارة ب"سعد يريد إسقاط الخطيب". ورغبة الحريري غير المرئية، تجد تقاطعا مع صانع ألبان العصافير الرئيس نبيه بري الذي يدخل الاستشارات كزواج بالإكراه, متوقفا عند التسويق الجيد من قبل بعض الجهات، وهو بذلك يتوقف عند جسر مصاهرة بين خطيب ولواء.

والحال هذه، سيكون بري مرددا في سره: ما هكذا تورد يا سعد الإبل. وبناء على المشهد المرسوم، فإن كل من سيتمكن من زرع الشوك على طريق الإثنين سوف يفعل ذلك، وبكل أمانة. والشوك قد يأتينا على شكل ورد، كتفعيل الدور الدولي العربي للرئيس سعد الحريري اليوم، طالبا المساعدات الإنقاذية لوطن يموت أو كتحريك مؤتمر كان نائما في أدراج الاليزيه، وقد أعلنت باريس اليوم انعقاده في الحادي عشر من الجاري على مستوى المديرين العامين او استشاريي الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم.تي.في"

انتظار ثقيل يخيم على الوضع، فالاستشارات المؤجلة إلى الإثنين رسمت أكثر من علامة استفهام، كما أعادت تزخيم الحراك الشعبي.

في المبدأ اسم سمير الخطيب لا يزال متقدما على سواه، وهو لا يزال المرشح الاول للتكليف، لكن هذا لا يعني أن طريقه الى السراي معبدة بالورود، إذ لا شيء حتى الآن يؤكد أن الشارع السني يؤيده في سعيه إلى الحصول على لقب دولة الرئيس، بل إن التصريحات الصادرة عن عدد من القيادات السنية وعن بعض رؤساء الحكومة السابقين توحي بأن كلمة السر السنية ليست حتى الآن لمصلحة الخطيب، إضافة إلى أن دار الفتوى لا تزال تلتزم الصمت، مفضلة عدم الكشف عن موقفها الحقيقي، وهذا يعني في القراءة السياسية أنها غير متحمسة لما يطرح على صعيد رئاسة الحكومة.

أما "تيار المستقبل" فموقفه يتحدد مبدئيا الأحد في اجتماع استثنائي يعقده ليسمي مرشحه لرئاسة الحكومة. والواضح أن موقف "المستقبل" سيشكل عاملا أساسيا لمعرفة اتجاهات ريح التكليف، فإذا أيد "المستقبل" الخطيب فهذا يعني أن تكليفه أصبح مضمونا. أما إذا ترك "المستقبل" موقفه ملتبسا، فهذا يعني أن كل الاحتمالات ستبقى مفتوحة حتى انتهاء الاستشارات بعد ظهر الاثنين المقبل.

شعبيا، ما يجري على الصعيد الحكومي يشي بأننا أمام تحركات شعبية لاحراق حظوظ الخطيب قبل الوصول الى الاستشارات الاثنين. من هنا، تصاعد الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتصعيد التحركات يومي السبت والاحد، وصولا ربما الى محاولة قطع الطريق على النواب يوم الاثنين منعا لوصولهم الى بعبدا لاجراء الاستشارات.

والنقمة الشعبية لا تتركز فقط على شخص الخطيب، بل على التركيبة الحكومية ككل. فما تسرب عن التشكيلة الحكومية أثبت للجميع أن القوى السياسية المعنية بالحكومة المقبلة لا تزال تتعاطى في تأليف الحكومة كأن شيئا لم يتغير في البلد منذ السابع عشر من تشرين الاول الى اليوم، فالمحاصصات هي نفسها، والتركيبات هي ذاتها. كما أن التشكيلة تضم عددا لا بأس به من الاسماء الاستفزازية التي تثير غضب الناس ونقمتهم.

فماذا سيحصل من اليوم الى الاثنين؟ هل ستحصل التشكيلات فعلا؟ وأي نتيجة ستظهر؟ وهل يمكن أن يصبح الاعلان عن مؤتمر لدعم لبنان في باريس الاربعاء المقبل هو المخرج بحيث ترحل الاستشارات الى ما بعد الحادي عشر من الجاري؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 كانون الأول 2019

وطنية/الجمعة 06 كانون الأول 2019

النهار

يقول وزير سابق ان ساحة رياض الصلح باتت محتلة من فريق 8 اذار لتشويه صورة الانتفاضة وخرقها اذ اقيمت خيم جديدة واحدة تخص مقربين من "حزب الله" وثانية للقومي السوري وثالثة لاحد الاجهزة الامنية من دون الاعلان الرسمي عن هويات شاغليها بالطبع.

تكاثرت في الاسواق اللبنانية سلع مستوردة او مهربة من سوريا نظرا لسعرها المنخفض قياسا الى السلع المستوردة من الخارج.

عمد احد المتعهدين في البقاع الى بناء سور لفيلا خاصة على حساب المال العام فيما كان ينفذ اعمالا في الجوار.

تردد ان مجموعات وافراداً يحضرون ملفات تتعلق بالمرشح لرئاسة الحكومة سمير الخطيب لاطلاقها عشية اجراء الاستشارات النيابية للنيل منه قبل تسميته.

الجمهورية

يعمل حزب فاعل على استيراد المواد الأولية من دولة إقليمية وبمجهود شخصي وبيعها بأسعار رخيصة عكس ما هو حاصل في الأسواق.

لاحظت أوساط سياسية أن برنامج الكتل النيابية في الاستشارات الملزمة تجاوز البروتوكول لاول مرة من خلال البدء بتسمية كتلة رئيس الوزراء المستقيل قبل كتلة رئيس مجلس النواب.

طرحت أوساط سياسية علامات إستفهام حول إصرار أحد الوزراء على وزارة أمنية في الحكومة الجديدة.

اللواء

لا تزال مصارف، من الصف الأوّل، تمعن باتخاذ إجراءات، بلا معنى، ومن شأنها دون أن تدري، ان تضعف الثقة مع المودعين؟!

يجري تدقيق في تقرير دبلوماسي "شرقي" يؤكّد ان روسيا أبلغت غالبية الجهات اللبنانية النافذة انه لا حرب في لبنان، ولا فتنة أيضاً.

قال نائب في كتلة وسطى ان روايات عروض التأليف، اتخذت في غالب الأحيان طابع الملهاة والمأساة معاً.

نداء الوطن

عُلم أن المهندس سمير الخطيب أصيب بوعكة صحية أمس نتيجة ارتفاع منسوب التوتر وتضارب المعلومات حيال مسألة التوافق عليه وسط أنباء عن اتجاه عوني لتكليف النائب فؤاد المخزومي.

أعرب نواب بقاعيون عونيون عن امتعاضهم من الحديث عن إعادة توزير سليم جريصاتي وعلي حسن خليل في الحكومة الجديدة.

سأل أحد نواب "التيار الوطني الحر" قيادياً أمنياً عن طريق الوصول إلى القصر الجمهوري في حال قطع المتظاهرون الطرقات في محيط بعبدا يوم الاثنين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بالوثائق… فضيحتا عفو بقضيّتي “مخدرات ومطبوعات” بطلاها باسيل وجريصاتي

نداء الوطن/الجمعة 06 كانون الأول2019

منذ صبيحة ولادة “الطائف” ونغمة انتزاع الصلاحيات من رئاسة الجمهورية باتت بمثابة “لازمة” ملازمة لمعزوفة الضرب على وتر سلب رئيس مجلس الوزراء السني صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي. وإن استسلمنا وسلّمنا جدلاً بهذه “اللازمة” رغم أنها تتعامى عن حقيقة كون بعض الامتيازات التي كانت في عهدة رئيس الجمهورية تم تجييرها لمجلس الوزراء مجتمعاً بجميع طوائف وزرائه وليس لرئيس مجلس الوزراء منفرداً، لكن بقي في جميع الأحوال “العفو الخاص” صلاحية يمارسها رئيس الجمهورية منفرداً لا ينازعه عليها أحد ولا يشاركه فيها أحد عملاً بنصّ الفقرة التاسعة من المادة 53 من الدستور، وبطبيعة الحال فإنّ الممارسة المنفردة للصلاحية تستتبع حكماً مسؤولية منفردة عن تبعات هذه الممارسة بعيداً عن أي تذرع بمسألة انتزاع الصلاحيات وتكبيل الرئاسة الأولى وفساد من يشتركون في السلطة ومواقع القرار. (الوثائق مرفقة في آخر النص).

فأن تُحفظ لفخامة الرئيس صلاحية منح “العفو الخاص” هو أمر تقرّه غالبية الشرائع وأهميتها أنها تنبع من الحاجة إلى تدارك بعض الحالات الإنسانية أو الاجتماعية أو حتى السياسية بعد صدور أحكام قضائية مبرمة واستنفاد درجات التقاضي والتمييز ما يوجب الحاجة إلى معالجة قانونية لتلك الحالات عبر اللجوء إلى شفاعة رئيس البلاد. لكن أن تتحوّل هذه الصلاحية إلى أداة عفو عن تجار ومروّجي مخدرات وعمن يعكر علاقة لبنان بمحيطه العربي فهو أمر لا شك أنه لا يليق بمستوى الرئاسة الأولى ولا بصلاحياتها ولا بموقعها السامي فوق كل المواقع في الدولة. إذ وفي قضية بالغة الدلالة تؤكد أنّ من يقدمون أنفسهم على أنهم حماة العهد العوني هم أنفسهم من يورطون رئيس الجمهورية ميشال عون في ملفات فضائحية استحصلت “نداء الوطن” على مستندات قانونية وقضائية توثّقها وتثبت منح عفو رئاسي خاص عن محكومة بجناية ترويج مخدرات وعن محكوم تم تجريمه بجرم القدح والذم والمس بكرامة العاهل السعودي.

عن الفضيحة الأولى، وبعد أن أصدرت محكمة الجنايات في العام 2018 حكمها بتجريم رنا بروس معوض بجناية تسهيل ترويج مادة الكوكايين وتعاطي المخدرات وهو حكم قضائي مبني على اعترافها بارتكاب هذا الجرم، وبعد أن حكمت المحكمة عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة ثم منحتها الأسباب التخفيفية وحكمت عليها بالأشغال الشاقة الموقتة لمدة 15 عاماً، أقدم وكيلها المحامي زياد و. على تمييز هذا الحكم غير أنّ محكمة التمييز ردت التمييز وأبرمت حكم محكمة الجنايات. وأمام بلوغ الحكم بحقها أقصى درجات التقاضي، وباتت مسألة إطلاقها تحتاج إلى “تخريجة” ما، تم استبعاد محاميها واستُقدم خصيصاً لتحقيق هذه الغاية المحامي ماجد البويز، المعروف بأنه الوكيل القانوني للوزير جبران باسيل والمفوّض من قبله بتنسيق التشكيلات القضائية، فتولى بويز تقديم طلب عفو خاص إلى رئيس الجمهورية بواسطة وزير العدل ألبير سرحان الذي قام باستطلاع رأي لجنة العفو الخاص حيال الملف، فاستطلعت اللجنة رأي النيابة العامة التمييزية التي رأت “رد طلب العفو الخاص في الأساس”، كما قررت لجنة العفو بدورها رد طلب العفو أيضاً “لعدم وجود ما يبرره” (علماً أنّ أعضاء هذه اللجنة هم أيضاً أعضاء في مجلس القضاء الأعلى الذي لطالما كان يطالب فخامة الرئيس منحه أوسع الصلاحيات وعدم التدخل السياسي بعمله)، إلا أنه وعلى الرغم من رأي مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات الرافض، وقرار لجنة العفو الرافض لمنح العفو الخاص، بدا صوت وكيل باسيل المحامي بويز أقوى وأعلى من صوت القضاء والقانون إذ وفي سابقة لم يشهدها التاريخ لا في لبنان ولا حتى في كولومبيا معقل “كارتيلات المخدرات”، أصدر رئيس الجمهورية مرسوماً يمنح فيه العفو الخاص عن المحكومة بجناية ترويج مخدرات.

أما عن الفضيحة الثانية، فبعد أن أصدرت محكمة المطبوعات في العام 2010 حكمها بتجريم روجيه عقل بجرم الذم والمس بكرامة الملك السعودي عندما وصفه بـ”عاهل التيوقراطية الإسلامية الفاشية” وقضى بتغريمه بمبلغ خمسين مليون ليرة، تقدّم المحكوم عليه بطلب تمييز هذا الحكم فردته محكمة التمييز وأبرمت الحكم. وكما في الفضيحة الأولى، كان لا بد من “تخريجة” ما ولكن هذه المرة لم يتولَّها وكيل باسيل بل محام آخر من مكتب وزير الرئاسة الأولى حالياً سليم جريصاتي وهو المحامي ناجي لحود (علماً أنّ طلب العفو كان قد قدم وقتها إلى جريصاتي نفسه الذي كان حينذاك وزيراً للعدل وتلقى الطلب من لحود المحامي في مكتبه!). وأيضاً على شاكلة مجريات قضية مروجة المخدرات، اقترحت النيابة العامة التمييزية رد طلب العفو، ورفضت لجنة العفو هذا الطلب، لكن وكما صوت وكيل باسيل، كان هذه المرة صوت المحامي في مكتب جريصاتي، أقوى من القضاء والقانون ومن الراوبط التاريخية التي تربط لبنان بمحيطه العربي وأقوى من العلاقة الاستثنائية التي تربط لبنان ومصالح اللبنانيين بالمملكة العربية السعودية، وإذ بفخامة الرئيس وفي سابقة أيضاً لم يشهدها تاريخ التعامل بين الدول الشقيقة يصدر مرسوماً يمنح فيه العفو الخاص عن محكوم بجرم المس بكرامة العاهل السعودي ليخفّض بموجبه العقوبة من خمسين مليوناً إلى عشرة ملايين ليرة.

مع حفظ حق التحفظ على إدارة البلاد في المرحلة الراهنة، لكن من موقع الحرص على موقع الرئاسة الأولى تستعرض “نداء الوطن” هذه القضية لوضعها في المقام الأول بعهدة فخامة الرئيس الذي لا بد وأن تكون غايته نبيلة في منح العفو الخاص وعدم السماح بأن يستدرجه من حوله من “حماة العهد” إلى استخدام هذه الصلاحية السامية والاستثنائية لرئيس البلاد في قضايا من نوع العفو عن مروّجي مخدرات وشتّامين بحق نظرائه من قادة العالم العربي في الوقت الذي يطلب فيه رئيس الجمهورية نفسه دعم المجتمع العربي للبنان لإخراجه من أزمته الاقتصادية.

رئيس الجمهورية “رمزنا وعزتنا” و”عمادنا ورئيسنا”، وحدك تمتلك جرأة لملمة هاتين الفضيحتين حتى ولو كلفك الأمر تحميل أقرب المقرّبين المسؤولية عن توريط مقام الرئاسة الأولى فيهما. فإذا كان استخدام صلاحية العفو الخاص بشكل يعكّر علاقة لبنان بالسعودية قد يجد من يبرره ممن يتربصون سياسياً بالمملكة وبعضهم في دوائر قرار بعبدا، لكن بالنسبة لمبرر العفو عن تجار المخدرات ومروجيها فلا مناص من وضعها برسم الرأي العام وذوي اللبنانيين، وفي مقدمهم “بيّ الكل” وبناته وأولادهنّ، الذين لا بد وأنهم يحرصون على مكافحة آفة المخدرات وتشديد العقوبات على المتاجرين بها ومروجيها لا العفو عنهم خشية اقتحامها صفوف أولادهم وبيوتهم.

خلاصة فضحيتي “المخدرات والمطبوعات”، هو سياق فضائحي موثّق لا يقبل التأويل: مدعي عام التمييز يرفض، لجنة العفو الخاص ترفض، ووكيلان قانونيان محسوبان على باسيل وجريصاتي يستحصلان على توقيع رئيس الجمهورية على العفو.

فخامة الرئيس… هذا بعض ممّا جناه أداء باسيل وجريصاتي على عهدك وما جنيتَه بنفسك على العهد!

 

الحريري: طلبنا العون من دول صديقة لتأمين واردات الغذاء

بيروت/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

قال بيان من مكتب سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، اليوم (الجمعة)، إنه طلب العون من دول صديقة لمساعدة البلاد على تأمين واردات الغذاء والمواد الخام وسط نقص حاد في الدولار. وقال البيان إن الحريري طلب المساعدة من السعودية وفرنسا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين ومصر. وذكر مكتب رئيس الحكومة أن التواصل مع هذه الدول يأتي في إطار الجهود التي يبذلها لمعالجة النقص في السيولة، وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين، والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات. في سياق متصل، استمرّت أجواء التفاؤل في لبنان حيال تشكيل الحكومة، بعد الاتفاق على تسمية المهندس سمير الخطيب لترؤسها، والانتهاء من وضع تصور شبه نهائي لتوزيع الحقائب الوزارية والشخصيات التي ستتولاها. وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أن أولويات الحكومة الجديدة ستكون تحقيق الإصلاحات الضرورية في مختلف القطاعات، واستكمال مكافحة الفساد، وتصحيح الخلل في عمل إدارات الدولة. وتشير مصادر وزارية مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لمسات أخيرة توضع على شكل الحكومة، مع إمكانية تبديل في توزيع الوزارات السيادية. وبينما يتوقع أن يحسم العدد النهائي للوزراء بين 18 أو 24 وزيراً، تلفت المصادر إلى أنه حتى الآن سيعود 4 وزراء من حكومة تصريف الأعمال إلى الحكومة المقبلة، وهم ندى البستاني من «التيار الوطني الحر»، وسليم جريصاتي من حصة رئيس الجمهورية، وعلي حسن خليل من «حركة أمل»، ومحمد فنيش من «حزب الله»، على أن يقوم «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» بتسمية شخصيات غير سياسية لتولي حصتهما من الوزارات.

  

استمرار الاحتجاجات الشعبية في لبنان للمطالبة بحكومة مستقلة

بيروت/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

تواصلت الاحتجاجات، صباح اليوم (الجمعة)، في مناطق عدة شرق لبنان وجنوبه وشماله لليوم الـ51 على التوالي، للمطالبة بحكومة مستقلة ومحاربة الفساد. وعمد متظاهرون في مدينة طرابلس شمال لبنان صباح اليوم إلى قطع عدد من الطرق الفرعية والرئيسية، لا سيما الأوتوستراد الدولي، وقامت عناصر الجيش اللبناني بفتحها، وفقاً لما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وفي مدينة حلبا شمال لبنان جال محتجون من الحراك الشعبي أمام عدد من الدوائر والمؤسسات الرسمية المالية، ومصلحة المياه، والعقارية، والمساحة، و«أوجيرو» التابعة للاتصالات، ومركز وزارة العمل، ومركز التعليم المهني والتقني، والتنظيم المدني ومؤسسة «كهرباء لبنان»، مرددين الهتافات المؤيدة لمطالب الحراك الشعبي، وقاموا بإقفال تلك المؤسسات. وطالب المحتجون في حلبا بـ«حكومة مستقلة تحارب الفساد وتعيد الأموال المنهوبة وتعمل على إنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي من الانهيار»، مؤكدين أنهم مستمرون في تحركاتهم التصعيدية «للضغط حتى تحقيق المطالب». وفي المنية شمال لبنان، قام محتجون بقطع الطريق الدولية. وفي مدينة زحلة شرق لبنان أقفل عدد من المعتصمون مدخل مبنى سراي زحلة بعلم لبناني كبير، وأعلنوا رفضهم للحكومة التكنوسياسية، مشددين على «ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط لإنقاذ الوضع الاقتصادي».

وفي مدينة النبطية جنوب لبنان نفّذ محتجون اعتصاماً أمام مصلحة تسجيل السيارات والآليات في للمطالبة بـ«محاسبة ناهبي المال العام»، وأقفلوا المدخل الرئيسي ومنعوا دخول المواطنين، وسط انتشار للقوى الأمنية. ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. ويؤكدون على استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب. وكانت المظاهرات الاحتجاجية قد بدأت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في وسط بيروت عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق «واتسآب»، وسرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم جميع المناطق اللبنانية. ولا تزال الاحتجاجات والمظاهرات مستمرة بشكل يومي، ويتجمع اللبنانيون مساء كل يوم في ساحات الاعتصام في وسط بيروت وفي طرابلس شمال لبنان وصيدا وصور جنوب لبنان وفي بعلبك شرق لبنان، ويتخلل الاعتصامات حلقات حوارية عن كيفية حل الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان. وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد أعلن استقالة حكومته في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «تجاوباً مع إرادة كثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية»، وذلك بعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية. وحددت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان يوم الاثنين المقبل موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل حكومة جديدة.

 

الأزمة اللبنانية تفاقم معاناة النازحين السوريين وأعداد كبيرة منهم تخطط للمغادرة

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

تسرد صباح (45 عاما) وهي نازحة سورية تعيش في لبنان منذ العام 2013 بمرارة الأوضاع التي ترزح تحتها والتي تفاقمت مع اندلاع الحراك الشعبي في لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. صباح تعيل عائلة من 4 أولاد بعدما هجرهم زوجها، من خلال العمل في تنظيف المنازل، وتعاني اليوم من تراجع كبير في طلبات خدماتها علما بأنها اضطرت إلى ملازمة منزلها 15 يوما مع انطلاقة الحراك وإقفال الطرقات. وتشكو صباح لـ«الشرق الأوسط» مطالبة صاحب المنزل الذي تعيش فيه والواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، بأن تدفع الإيجار بالدولار بعدما كانت تدفعه منذ وصولها إلى لبنان بالعملة المحلية، قائلة: «حتى أنني عندما حاولت أن أستبدل ما لدي من مال بالعملة اللبنانية مع علمي أنني سأتكبد مبلغا إضافيا، قيل لي إن الدولار أصلا غير متوافر بسهولة». ولعل أبرز ما جعل صباح وعشرات آلاف سواها من النازحين السوريين يستشعرون حجم الأزمة في لبنان، هو ارتفاع الأسعار الذي طال المواد الغذائية وكل المواد الأساسية علما بأنهم كانوا أصلا يئنون من الأسعار المرتفعة في لبنان مقارنة بما كانوا يدفعونه في سوريا. وتشير صباح إلى أنها كانت وعائلتها تصرف 100 دولار أميركي أسبوعيا «أما اليوم فـ140 دولارا لم تعد تكفي. كما أن مفوضية الأمم المتحدة التي كانت تخصص لنا مبلغا شهريا يبلغ نحو 27 دولارا للفرد، لم ترسل لنا المال بحجة الإقفال الذي طال المصارف». وتطمح صباح ككثيرين غيرها لمغادرة لبنان بإطار العمليات التي باتت محدودة جدا وتنظمها مفوضية اللاجئين لنقلهم إلى دول أخرى، في وقت باتت أعداد أخرى منهم مقتنعة بصعوبة ذلك وتخطط للعودة إلى سوريا، وهو ما يتحدث عنه عدنان (37 عاما) الذي يؤكد أنه كان ليغادر مباشرة اليوم إلى سوريا لو لم يكن بعض من عمل لديهم بالبناء لم يسددوا ما عليهم، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع هنا لم يعد مريحا على الصعد كافة، والأفضل لنا أن نعود إلى بلدنا رغم صعوبة الظروف هناك أيضا».

وفي هذا الإطار، قامت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أول من أمس الثلاثاء وبالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بتأمين العودة الطوعية لـ1498 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مراكز المصنع، القاع والعبودية الحدودية، ومن عرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية. ويشكو عدد كبير من السوريين في لبنان من أن الكثير من اللبنانيين يحملونهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ما أدى أخيرا لتسجيل أكثر من أشكال في أكثر من منطقة. وتشير الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد إلى أنه «رغم وجود مستوى من القلق بين النازحين السوريين حول الوضع الحالي في لبنان، من الصعب في هذه المرحلة تقييم ما إذا سيكون لذلك تأثير مباشر حول إمكانية ارتفاع عدد العائدين منهم إلى سوريا».

وفيما تنفي أبو خالد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تسجيل المفوضية وقوع حوادث أمنية طالت نازحين سوريين على خلفية الحراك الشعبي، تم إعلاميا تسجيل وقوع عدد من الإشكالات بين اللبنانيين والسوريين أمام المصارف وبالتحديد أمام الأمكنة المخصصة للصراف الآلي، بحيث عبّر عدد من اللبنانيين عن انزعاجهم لكونهم عاطلين عن العمل ويحتاجون مساعدات مالية، في وقت يستطيع النازحون السوريون قبض مبالغ وإن كانت ضئيلة من مفوضية الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار، تساءل طوني (27 عاما) «عما إذا كان من المنطقي أن يحمل اللاجئون السوريون بطاقات تخولهم سحب الأموال فيما نحن لم نعد قادرين على تأمين لقمة العيش لأطفالنا». مضيفا «صحيح أن فساد مسؤولينا السبب الرئيسي لما نحن فيه، لكن وباعتراف منظمات ومؤسسات دولية كبيرة، فإن عبء النازحين سرّع الانهيار». بالمقابل، تشير صباح إلى تعرضها ونازحين سوريين آخرين لمضايقات خلال محاولتهم استخدام البطاقات التي تخولهم سحب مبالغ مالية محدودة تقدمها مفوضية النازحين، لافتة إلى أنه تم إقناع أكثر من نازح أمامها بخلو الصراف الآلي من الأموال ولكن حين أصرت على التأكد من ذلك بنفسها، تبين العكس. وفي بلدة عرسال الواقعة على الحدود مع سوريا، والتي تضم أكبر تجمع للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، تؤكد نائبة رئيس بلدية عرسال ريما كرنبي إن «كل هؤلاء يلازمون خيمهم ويبحثون في كيفية معالجة أوضاعهم الصعبة على المستويات كافة خاصة مع حلول فصل الشتاء»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «رغم خروج اعتصامات ومظاهرات شبه يومية في البلدة تضامنا مع الثوار الذين يتحركون في كل المناطق، لم يتم تسجيل أي إشكالات تذكر». وتكشف كرنبي عن تشكيل لجنة تُعد لعودة مجموعة كبيرة من النازحين الموجودين في عرسال إلى منطقة القصير السورية المتاخمة.

 

تفاؤل سياسي لبناني بتأليف الحكومة برئاسة الخطيب

عون: أولويتها ستكون تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد

بيروت: «الشرق الأوسط»/06 كانون الاول 2019

استمرت أجواء التفاؤل في لبنان حيال تشكيل الحكومة، بعد الاتفاق على تسمية المهندس سمير الخطيب لترؤسها، والانتهاء من وضع تصور شبه نهائي لتوزيع الحقائب الوزارية والشخصيات التي ستتولاها. وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أن أولويات الحكومة الجديدة ستكون تحقيق الإصلاحات الضرورية في مختلف القطاعات، واستكمال مكافحة الفساد، وتصحيح الخلل في عمل إدارات الدولة. وشدد عون أمام وفد من نقباء المهن الحرة على أهمية إعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، معرباً عن أمله في أن تتشكل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، لتبدأ في معالجة المشكلات التي تحتاج عناية واهتماماً سريعين، لا سيما عودة الثقة بين الدولة والمواطنين. واجتمعت مصادر رئاسة الجمهورية ومصادر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على التأكيد على أن الأمور حتى الآن تسير وفق ما هو مخطط لها، ولا يزال الخطيب هو الأوفر حظاً لترؤس الحكومة، ولن تقف بعض الاختلافات أمام تأليفها.

وتشير مصادر وزارية مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لمسات أخيرة توضع على شكل الحكومة، مع إمكانية تبديل في توزيع الوزارات السيادية. وبينما يتوقع أن يحسم العدد النهائي للوزراء بين 18 أو 24 وزيراً، تلفت المصادر إلى أنه حتى الآن سيعود 4 وزراء من حكومة تصريف الأعمال إلى الحكومة المقبلة، وهم ندى البستاني من «التيار الوطني الحر»، وسليم جريصاتي من حصة رئيس الجمهورية، وعلي حسن خليل من «حركة أمل»، ومحمد فنيش من «حزب الله»، على أن يقوم «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» بتسمية شخصيات غير سياسية لتولي حصتهما من الوزارات.

وفيما يتعلق بالخلاف حول وزارتي الداخلية والخارجية، ومطالبة وزير الخارجية جبران باسيل بالحصول على الأولى، لفتت المصادر إلى أن البحث لا يزال جارياً في هذا الإطار، مرجحة أن تبقى الوزارات السيادية على حالها، أي الخارجية لـ«التيار»، والداخلية لـ«المستقبل»، في الوقت الذي لا يزال فيه رئيس البرلمان نبيه بري متمسكاً بوزارة المالية. في المقابل، لا يزال «حزب القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» على موقفهما الرافض للمشاركة في الحكومة، مجددين التأكيد على مطلبهما الداعي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط من غير السياسيين. وأعلن النائب في الكتائب نديم الجميل مقاطعته الاستشارات النيابية، وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «بعد المتابعة مع جميع اللبنانيين منذ انطلاق الثورة، ونظراً إلى مدى غياب وامتناع المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، عن الاستماع الحقيقي إلى مطالب وروحية الثورة، أتت مسرحية التحضير للاستشارات النيابية الملزمة. ‏لذا، لا جدوى من المشاركة في هذه الاستشارات. فلم أتعود البصم سلفاً على قرارات ومسرحيات».

 

وليد جنبلاط نقل عرضاً من بري الى الحريري لم يقبله..وتكليفُ الخطيب تحدّ للسنّة والثورة

المركزية/06 كانون الاول 2019

لم تحمل الساعات القليلة الماضية اي جديد يمكن ان يبدّد الضبابية التي تحوط استشارات الاثنين المقبل، فيؤكّد انعقادها في موعدها المحدد أو يجزم بذهاب نتائجها لصالح المرشح الاول لمنصب رئاسة الحكومة اليوم، أي سمير الخطيب، او سواه، والمقصود هنا الرئيس سعد الحريري. وفي حين بدت الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية المعنية بالتأليف، في استراحة، عملت أوساط قصر بعبدا وفريق 8 آذار، على تعميم اجواء تفيد بأن الاستشارات حاصلة الاثنين وستنتهي بتكليف الخطيب. وفي هذه الخانة يصب كلام وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي، الذي لفت مساء امس الى أن "ما خرج به الخليلان و"التيار الوطني الحر" والرسائل التي وصلت الى رئيس الجمهورية ميشال عون تؤكد أن الأمور انتهت لجهة التكليف"، مضيفا "بحسب الإلتزام فإن التكليف سيتم يوم الإثنين لسمير الخطيب".

أما مصادر مقربة من بعبدا فأشارت اليوم الى ان "حتى الساعة ليس هناك من خيار آخر وفي حال وجوده فإنه سيؤدي الى استمرار مرحلة تصريف الأعمال واستمرار الوضع على ما هو عليه". واذ أكدت أن "المطلوب حالياً هو أن تتم عملية التشكيل بسرعة وان يقف الجميع الى جانب هذه الحكومة من أجل المباشرة بعملية الإنقاذ"، حذرت من أن "تكون هناك بعض المحاولات لـ"خربطة" الوضع الذي تم الاتفاق عليه"، مشددة على أنه "يجب الاسراع في الاستشارات النيابية الملزمة وإعلان النتيجة بسرعة".

غير ان مصادر سياسية مراقبة تضع هذه المواقف "الحاسمة" في اطار الضغوط التي تمارس على الرئيس الحريري في ربع الساعة الاخير الذي يسبق الاستشارات، علّها تفلح في إقناعه بالعودة الى السراي من جديد. ففي رأي المصادر، الرجل لا يزال الخيار المفضّل لدي الثنائي الشيعي والفريق الرئاسي، نظرا الى قاعدته السنية وشبكة علاقاته الدولية. ولإثبات أفضليّته لدى أمل وحزب الله، تكشف المصادر ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نقل منذ يومين رسالة من رئيس المجلس نبيه بري الى سعد الحريري وقد زارهما تباعا الثلاثاء. ومع ان مضمونها بقي طي الكتمان، الا ان المصادر تفيد انها انطوت على دعوة وجهها بري الى بيت الوسط، لتليين موقفه من "شكل" الحكومة العتيدة. وفي التفاصيل ان عين التينة، اقترحت على الحريري ان يقبل بتطعيم حكومة التكنوقراط التي يتمسك بها، بأربعة وزراء دولة يمثلون القوى السياسية لا يكونون نوابا او حزبيين او وزراء حاليين او سابقين، بل شخصيات من الطراز الـ "لايت" غير مستفزين لأحد. فإذا ما وافق الحريري على هذا العرض، انكسرت فورا، المراوحة السلبية التي تحكم المشهد الحكومي، ورُفعت سريعا العقبات التي تعترض طريق التكليف والتأليف، وأبرزها "ميثاقي" الطابَع في ظل عدم نجاح الخطيب في تأمين غطاء "سني" لترشيحه. وقد دل مسار الامور في اليومين الماضيين الى ان جواب الرئيس المستقيل على هذا "المخرج"، أتى سلبيا.. ومع ان الحريري اكد شفهيا دعمه للخطيب، الا ان المصادر تخشى الا يتمكن من تسويق موقفه هذا داخل كتلة المستقبل، فلا تقوم بتسميته، الاثنين. واذا كان توجّهها سيتظهّر نهاية الأسبوع، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو "هل سيتخذ اهل السلطة، قرار "المواجهة"، فيكلّفون الخطيب، ايا كان موقف التيار الأزرق؟ وما يجب التنبه اليه هنا، هو انهم بخطوتهم هذه، لا يتحدون البيئة السنية فقط، بل الشارع المنتفض الذي أظهر بوضوح عدم رضاه على الرجل، ويستعد لمواجهته على الارض، بعد ان نبش ملفاته وأوراقه ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مصوّبا على "سجلّه الحافل بصفقات وسمسرات كان ضالعا فيها، بالتكافل والتضامن مع الحكومات التي تعاقبت طوال العقود الماضية"... فهل المطلوب حرب مع الفساد ام مع الشارع؟

 

طلقة أنهت حياة الدركي أنطونيوس طنوس... ووالده: "لا أسباب تدعو لإقدامه على الانتحار"

النهار/06 كانون الاول 2019

ذهب إلى خدمته في قوى الأمن الداخلي، والداه كانا ينتظران عودته إلى المنزل كالعادة لمتابعة ما تبقى من العمر سوية، وإذ بهما يفاجآن باتصال من زميل له للاستسفار عما إذا كانا يعرفان مكانه، لأن لديه نوبة حرس وهو غير موجود في المركز، لتتكشف الحقيقة بعد ساعات بأنه فارق الحياة بطلق ناري في عنقه... هو الدركي أنطونيوس طنوس ابن بلدة سفينة الدريب - عكار، الذي صدم الجميع برحيله السريع. "التحقيق رجّح حتى اللحظة فرضية انتحار انطونيوس" بحسب ما قال والده المختار ميشال طنوس. وأضاف: "لا نعرف السبب الذي دفعه إلى ذلك، لاسيما وأنه لم يكن يعاني من أي ضائقة مالية، خلافاً للذين أقدموا على الانتحار في الأيام الماضية، كما أنه لم يكن يعاني من أزمة عاطفية، فهو ليس مرتبطاً بفتاة، إضافة إلى أنه بعيد جداً عن أي مشاكل، فهو شاب محب للحياة لم تكن الضحكة تفارق وجهه، لذلك فوجئنا بأن حياته انتهت بهذه الطريقة المرّوعة، لاسيما وأنه كان يعمل على بناء منزله وخطط لمستقبل زاهر، وفي لحظة توقف كل شيء ورحل من دون عودة". وعن التفاصيل التي سبقت المأساة شرح المختار: "قبل يومين توجه أنطونيوس إلى مركز خدمته في طرابلس، كان كعادته، لم يبدُ عليه أي شيء غريب، فالأمور كانت تسير بشكل طبيعي، إلى أن تلقينا اتصالاً اطّلعنا خلاله على أن لديه نوبة حرس من دون أن يتواجد في المركز، بدأنا الاتصال به من دون أن يجيب، إلى أن صودف توجه شقيقه عند حوالي الساعة التاسعة من صباح أمس لإطعام الكلبة، وإذ به يعثر على سيارة أنطونيوس بالقرب من منزله الذي يشيّده، ظن بداية أنه نائم داخل مركبته، اقترب ليوقظه ففوجئ بالمشهد المرّوع، انطونيوس مضرّجاً بدمائه ومسدسه الأميري في يده". وأضاف: "الخبر سقط كالصاعقة علينا، إذ من المستحيل أن يخطر في بالنا أن يتوقف عدّاد عمر ابن الخامسة والعشرين ربيعاً بطلقة نارية خطفته منا، وهو الذي كان فرحة المنزل وأملنا ومصدر تفاؤلنا".اليوم ووري انطونيوس في الثرى بعدما احتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار يوحنا المعمدان-سفينة الدريب، للمرة الأولى لن ينتظر والداه وشقيقاه وشقيقته عودته لقضاء أوقات ممتعة معه، لن يسمعوا بعد الآن صوت ضحكته ويروا ابتسامته، لكن بالتأكيد سيبقى في قلوبهم ذكرى جميلة لن يقوى الزمن على محوها.

 

مسؤول في سرايا المقاومة...تاجر مخدّرات وناقل أسلحة!

وكالات/06 كانون الاول 2019

بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان وبنتيجة المتابعة والرصد الحثيث لتوقيف المتورطين بترويج وتجارة المخدرات واثر توافر معلومات لرئيس مكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في الجنوب المقدم هيثم سويد عن تواجد اللبناني "ع. ج." (مواليد العام ١٩٨٣ ) في محيط منطقة جزين والمطلوب بموجب عدة مذكرات توقيف وبلاغات بجرم نقل سلاح وذخائر حربية وترويج وتعاطي مخدرات، تمكّنت دورية من مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب من توقيف المذكور حيث بوشرت التحقيقات معه تحت اشراف القضاء المختص .اشارة الى ان الموقوف " ع.ج." هو مسؤول في سرايا المقاومة في منطقة تعمير عين الحلوة - صيدا.

 

منسوب التفاؤل بالاستشارات الى تراجع....واتجاه لإعلان الإضراب العام الاثنين وقطع الطرقات

mtv/06 كانون الاول 2019

تلاحظ مصادر سياسية مواكبة لعملية تشكيل الحكومة تراجع منسوب التفاؤل في امكانية وصول الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اجرائها الاثنين المقبل الى خواتيمها المرجوة، سواء لجهة اتمامها في مواعيدها المحددة او لناحية امكان الرئيس المكلف، فيما لو حصلت الاستشارات وافضت الى تكليفه، القيام بالمهمة الموكلة اليه. وترى ان هناك سيناريوهات واحتمالات عديدة قد تحول دون سير تلك الاستشارات كما هو مرسوم لها ومنها:

اولا :تراجع عدد من الكتل النيابية والنواب عن التعهدات التي كانت اعطيت لدوائر القصر الجمهوري في المشاورات التي اجرتها قبل الاستشارات وافضت الى تزكية سمير الخطيب كرئيس مكلف للتشكيل.

ثانيا: امتناع اكثرية النواب السنّة عن تسمية الخطيب او اي شخصية بديلة لترؤس الحكومة المقبلة في ضوء رفض فاعليات الطائفة لكل العملية الجارية تحت مسمى الاستشارات خصوصا وان هناك من يرى فيها تجاوزا للدستور وافتئاتا على صلاحيات هي لرئيس الحكومة. الامر الذي يؤدي اقله الى اعتبار الاستشارات فاقدة الميثاقية.

ثالثا: امكان اقفال الحراك والمتظاهرين في المناطق وعلى الطرقات المسالك المؤدية الى بيروت بدءا من الشمال الى الجنوب والبقاع وصولا الى مداخل بعبدا لمنع النواب من الوصول الى القصر الجمهوري للمشاركة في الاستشارات. ويقول حقوقيون ردا على هذه الاحتمالات ان لا شيء في الدستور ينص على اجوبة صريحة على هذه التساؤلات بمعنى ان حضور 65 نائبا الى الاستشارات وبغض النظر عن انتمائهم الطائفي والحزبي يفترض ان يوفّر الاكثرية المطلوبة للعملية واعتبارها منجزة. اما في حال عدم تمكّن النواب من الحضور لظرف قاهر كاقفال الطرقات مثلا  على رئيس الجمهورية تحديد مواعيد جديدة للمتخلفين وذلك حتى استكمالها بالكامل قطعا لكل امكانيات الاعتراض او الطعن اذا أمكن. بدورها، لفتت معلومات للـmtv الى انه يجري التنسيق في هذه الأثناء بين المتظاهرين في كل المناطق والإتجاه إلى إعلان إضراب عام الإثنين وإقفال الطرقات احتجاجاً على ما يتم التداول به من حكومة يعتبرون أنها أسوأ من السابقة وليست مؤلّفة من اختصاصيين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنقل صواريخها سراً إلى العراق في إطار استراتيجية «الحرب الهجينة» لتمويه مصدر هجماتها المستقبلية

الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

استغلت إيران الفوضى المستمرة في العراق لبناء ترسانة خفية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في العراق، وذلك جزء من جهد متزايد لمحاولة إرهاب منطقة الشرق الأوسط وتأكيد قوتها، وفقاً لمسؤولين أميركيين في الاستخبارات والجيش. ويأتي هذا التحرك فيما أعادت الولايات المتحدة بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الناشئة للمصالح الأميركية، بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط ومنشآته التي ألقى مسؤولو الاستخبارات باللوم فيها على إيران.

وقال مسؤولو الاستخبارات إن الصواريخ تشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، وقد تُعرض القوات الأميركية للخطر. وقالت النائبة إليسا سلوتكين، عضو مجلس النواب الأميركي عن لجنة القوات المسلحة: «لا يريد العراقيون أن يقودهم الإيرانيون... لكن لسوء الحظ، بسبب الفوضى والارتباك في الحكومة المركزية العراقية، فإن إيران هي للمفارقة الأكثر استعداداً للاستفادة من الاضطرابات الشعبية». ولم يرد مسؤولون إيرانيون على طلب «نيويورك تايمز» تعليقاً منهم. وقال مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون إن طهران «تخوض حرب ظل، وتضرب دولاً في الشرق الأوسط، لكنها تخفي أصل هذه الهجمات لتقليل فرصة إثارة رد فعل أو تصعيد القتال». ويكفل وجود ترسانة من الصواريخ خارج حدودها مزايا للحكومة الإيرانية في أي مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. وإذا قصفت الولايات المتحدة أو إسرائيل إيران، فقد يستخدم جيشها الصواريخ المخبأة في العراق للرد. ومجرد وجود هذه الأسلحة يمكن أن يساعد أيضاً في ردع الهجمات. ولم يناقش مسؤولو الاستخبارات تفاصيل عن الصاروخ الباليستي الذي هربته إيران إلى العراق. لكن الصواريخ قصيرة المدى يصل مداها إلى ما يزيد قليلاً عن 600 ميل، ما يعني أن صاروخاً يطلق من أطراف بغداد يمكن أن يضرب القدس.

وكان مسؤولو الاستخبارات الأميركية حذروا العام الماضي للمرة الأولى من صواريخ إيرانية جديدة في العراق. وشنت إسرائيل غارات تهدف إلى تدمير الأسلحة الإيرانية المخفية. لكن منذ ذلك الحين، قال المسؤولون الأميركيون إن التهديد يتزايد، وإنه يتم نقل صواريخ باليستية جديدة سراً.

وأشار المسؤولون إلى أن إيران تستخدم الميليشيات الشيعية العراقية لتحريك الصواريخ وإخفائها. وأوضحوا أن الميليشيات التي تدعمها إيران سيطرت فعلياً على عدد من الطرق والجسور والبنية التحتية للنقل في العراق، ما يسهل من قدرة طهران على التسلل إلى داخل البلاد.

وقالت سلوتكين، التي زارت العراق أخيراً والتقت مسؤولين، وهي أيضاً خبيرة في شؤون الميليشيات الشيعية، إن «الناس لا يولون اهتماماً كافياً لحقيقة أن إيران وضعت صواريخ باليستية في العراق العام الماضي، ما يمكنها من نشر العنف في المنطقة».

وحذرت سلوتكين المسؤولين العراقيين من التهديد الإيراني، وأخبرتهم بأنه إذا أطلقت إيران صاروخاً من الأراضي العراقية، فقد يهدد ذلك الجهد التدريبي الأميركي في العراق وغيره من أشكال الدعم. وقال وكيل وزارة الدفاع، جون سي رود، أول من أمس، إن الولايات المتحدة قلقة من عدوان إيراني محتمل في المستقبل القريب، لكنه لم يقدم تفاصيل. وذكرت شبكة سي إن إن الثلاثاء الماضي أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية حذروا من تهديدات إيرانية جديدة ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وذكرت وكالة «رويترز» العام الماضي أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق. وفي تقرير علني صدر الشهر الماضي، ذكرت وكالة الاستخبارات الدفاعية أن الصواريخ الباليستية الإيرانية كانت «مكوناً أساسياً لرادعها الاستراتيجي». واستخدمت إيران صواريخ كروز متطورة لمهاجمة منشأتي النفط السعوديتين في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخفت على الأقل لبعض الوقت مصدر الضربة التي انطلقت من إيران، لكنها طارت حول الخليج قبل أن تضرب هدفيها. ومن شأن وضع الصواريخ الإيرانية في العراق أن يسمح لطهران بإثارة شكوك أولية حول مصدر الهجمات المستقبلية. كما أن إخفاء المسؤولية، ولو لفترة قصيرة فقط، هو جزء أساسي من استراتيجية الحرب الهجينة الإيرانية التي تحاول الضغط على الخصوم من دون إثارة حرب.

- خدمة «نيويورك تايمز»

 

مسؤول أميركي: نعتزم إرسال 7 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

قال مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أمس (الخميس)، إن وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، يعتزم إرسال 5 إلى 7 ألاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران. ووفقاً للوكالة، لم يحدد المسؤول أين أو متى يمكن نشر تلك القوات، لكنه أشار إلى أن إرسالها سيكون ردّاً على هجمات جماعات مرتبطة بإيران ضد مصالح أميركية خلال الأشهر الأخيرة. وخلال جلسة استماع في الكونغرس، قال نائب وزير الدفاع، جون رود، إن الولايات المتحدة «تراقب سلوك إيران بقلق». وأضاف: «نواصل مراقبة مستوى التهديد، ولدينا القدرة على تكييف وجودنا بسرعة». لكنّ رود نفى تقارير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول احتمال نشر 14 ألف جندي إضافي في المنطقة، كما أن المتحدثة باسم «البنتاغون»، إليسا فرح، نفت هذا العدد عبر حسابها على «تويتر». وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشكل مطرد منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، لا سيما مع انسحاب واشنطن أحادياً من الاتفاق النووي، وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة مجدداً على طهران. ووقعت حوادث وهجمات عدة خلال الأشهر الماضية في المنطقة نسبتها واشنطن إلى إيران. واتهمت الدول الغربية والسعودية، طهران في سبتمبر (أيلول) بالوقوف وراء ضربات جوية استهدفت منشأتي نفط سعوديتين، ما أدى إلى شل قسم من الإنتاج النفطي السعودية وتسبب بارتفاع أسعار الخام. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، انتقد وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر «الموقف الخبيث» لإيران و«حملتها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط وتعطيل الاقتصاد العالمي». كما تشعر الولايات المتحدة بقلق إزاء الهجمات المتزايدة على قواعد في العراق الذي يشهد احتجاجات حاشدة ضد تكاليف المعيشة وتدخل قوى أجنبية، خصوصاً إيران، في شؤون البلاد. وقال مسؤول أميركي آخر: «هناك زيادة في عمليات إطلاق الصواريخ، من الواضح أن الأمر لا يتعلق بتنظيم (داعش)، فكل عمليات الإطلاق تتم في الاتجاه الصحيح وعلى مسافة صحيحة»، مقارناً القدرات الإيرانية بقدرات التنظيم المتطرف، وأضاف: «نحن محظوظون لأن أحدا لم يُقتَل». وسقطت، الثلاثاء، خمسة صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق بعد 4 أيام من زيارة أجراها نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس.

 

الأمم المتحدة: مقتل 208 وتوقيف 7 آلاف خلال احتجاجات إيران

جنيف/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، استناداً إلى تقارير أنّ ما لا يقل عن سبعة آلاف شخص تم اعتقالهم في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية منتصف الشهر الفائت، داعية إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفيا. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان، أيضاً إنها حصلت على مقطع فيديو تم التحقق منه يظهر قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين بنية القتل على ما يبدو. وأضافت المفوضية أن لديها «معلومات تشير إلى مقتل 208 أشخاص على الأقل»، ما يدعم عدد القتلى الذي سبق أن قدمته منظمة العفو الدولية. وتابع البيان: «هناك أيضا تقارير لم تتمكن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من التحقق منها حتى الآن تشير إلى مقتل أكثر من ضعف هذا العدد». وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، إن الفيديو الذي حصل عليه مكتبها يظهر «استخدام عنف شديد ضد المحتجين». وقالت باشليه: «تلقينا أيضا لقطات تظهر على ما يبدو قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين غير مسلحين من الخلف بينما كانوا يفرون وتطلق النار مباشرة على الوجه والأعضاء الحيوية... بعبارة أخرى يطلقون النار لقتلهم». وأشارت المفوضة إلى مواد فيديو تظهر «أفراداً مسلحين من قوات الأمن يطلقون النار من سطح مبنى وزارة العدل» في مدينة جوانرود في محافظة كرمانشاه في غرب طهران، وكذلك إطلاق نار من مروحيات في مدينة صدرة في محافظة فارس. وقالت باشليه إنّ «الكثير من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم لم يتمكنوا من الاتصال بمحام»، في حين حذّرت من «تقارير تحدثت عن اكتظاظ شديد وظروف قاسية في مراكز الاحتجاز والتي تشمل في بعض المدن ثكنات عسكرية ومقرات رياضية ومدارس». وتابعت: «إنني أحضّ السلطات على الإفراج الفوري عن جميع المحتجين الذين حرموا تعسفياً من حريتهم». واندلعت احتجاجات شعبية في جميع أنحاء إيران في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين بشكل مفاجئ بنسب عالية.

ولم يعلن المسؤولون في إيران حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدت إغلاق طرق سريعة وإضرام النار في مصارف ومراكز شرطة ونهب متاجر.

 

الجبير: لم يعد من الممكن تحمل عدوانية إيران وقال إن هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة في اليمن تتبعها تسوية

روما/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، اليوم (الجمعة)، أنه «لم يعد من الممكن تحمل عدوانية إيران» التي «تهدد المنطقة برمتها». وأضاف الجبير خلال مشاركته في مؤتمر «الحوار المتوسطي» في روما: «ندعم حملة الضغط الأقسى» على إيران، «ولا بد من أن نتحلى بالصرامة» معها، «وحرمانها من الأدوات التي تهدد بها المنطقة والعالم»؛ حيث إنها «تؤمن بمبدأ تصدير الثورة، ولا تحترم سيادة الدول»، مؤكداً أن «لا أحد يسعى إلى الحرب». وعن الوضع في اليمن، قال الوزير السعودي، إن «الحل الوحيد سياسي. وهناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية»، مشيراً إلى أن «كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون لهم دور في مستقبل اليمن» الذي له «أهمية خاصة بالنسبة للسعودية»، منوهاً بأن «تدخل إيران بشؤون اليمن مدمر». وحول العلاقات السعودية الأميركية، شدد الجبير على أنها «قوية وراسخة أياً كان الحزب الحاكم»، مؤكداً العمل مع واشنطن «لمواجهة التدخل الإيراني كما كافحنا معاً ضد الإرهاب». وفي ملف القضية الفلسطينية، جدد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية دعم بلاده «لمبدأ الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية»، مضيفاً: «أبلغنا واشنطن أن مواقفها من قضية السلام تضعف حل الدولتين». من جانب آخر، التقى عادل الجبير بوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، على هامش المؤتمر، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين، والفرص الواعدة لتطويرها، كما بحثا تطورات الأحداث الإقليمية والدولية.

 

موسكو تكثّف وجودها العسكري في قاعدة القامشلي وروسيا طورت 20 تقنية للحرب الإلكترونية بعد تجربتها في سوريا

موسكو : رائد جبر/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

نقلت مصادر إعلامية روسية معطيات حول تعزيز الوجود العسكري الروسي في قاعدة القامشلي شمال شرقي سوريا، بعد مرور أسبوعين على إحكام موسكو السيطرة عليها. وأفادت المصادر أن قافلة ضخمة تابعة للشرطة العسكرية الروسية ضمت مصفحات وشاحنات وصلت مطار القامشلي ورافقتها قوات كردية في الطريق الواصل إلى المطار من بلدة عين عيسى. ووفقا للمعطيات، فإن موسكو تواصل تعزيز الوجود العسكري في القاعدة التي تحولت إلى نقطة انطلاق أساسية لتنظيم الدوريات الروسية في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا. وكانت موسكو أرسلت مروحيات إلى المطار في وقت سابق، كما زودته بمنظومة «بانتسير» الصاروخية قصيرة المدى لحمايته من هجمات محتملة بالقذائف أو الصواريخ الموجهة. وأعلنت الشرطة العسكرية الروسية في وقت سابق أن المطار سوف يشكل قاعدة انطلاق للمروحيات التي ترافق الدوريات الآلية، وأن التمركز فيه يسهم في توسيع عمل الدوريات الروسية في مناطق شمال شرقي سوريا نظرا لأن رحلة المروحيات التي تنطلق من قاعدة «حميميم» إلى المنطقة تستغرق خمس ساعات، وتحول المطار الذي كانت القوات الأميركية تسيطر عليه إلى ثالث قاعدة عسكرية «علنية» لروسيا على الأراضي السورية، خصوصا أن معطيات توفرت عن حوارات تجريها موسكو مع دمشق لتوقيع اتفاق استئجار طويل المدى، في تكرار للآلية التي استخدمت في قاعدتي حميميم وطرطوس. بينما تشير مصادر إلى أن الوجود العسكري الروسي بات يمتد إلى مطارات وقواعد جوية عدة أخرى، من دون أن تعمل موسكو على توسيعها وإقامة بنى تحتية فيها لتجهيزها لإقامة دائمة، مثلما حصل أخيرا في القامشلي.

ميدانيا، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، أن مسلحين أطلقوا النار على ناد رياضي في مدينة تل رفعت بريف حلب، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين بينهم 8 أطفال، وإصابة 13 شخصا بجروح. وأوضح رئيس المركز الروسي للمصالحة، اللواء يوري بورينكوف، في بيان أن المسلحين قصفوا النادي الرياضي بمدافع الهاون من عيار 120 ملم من جهة قرية جبرين. وأشار إلى أن من بين الجرحى 7 أطفال، اثنان منهم في حالة حرجة. وذكر المركز الروسي الذي يدير نشاطه من قاعدة «حميميم» أن عناصر «هيئة تحرير الشام» أطلقوا صاروخا على مبنى سكني في قرية الوضيحي جنوبي حلب، ما أسفر عن تدمير المبنى ومقتل طفل عمره 6 سنوات وإصابة والدته وأخويه. بالإضافة إلى ذلك، أشار المركز الروسي إلى أن الشرطة العسكرية الروسية تواصل تسيير دورياتها بشمال سوريا، وقامت بدوريتين في محافظة حلب وأخرى في محافظة الرقة. على صعيد آخر، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عسكري أول من أمس، أن بلاده جربت في سوريا تقنيات الحرب الإلكترونية إلى جانب التجارب التي أجرتها على نحو 200 طراز من الأسلحة التقليدية. وشدد بوتين خلال الاجتماع على ضرورة مواصلة تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية، مشيرا إلى أن «مؤسسات الدفاع الروسية طورت عشرين نموذجا من هذه الأنظمة في السنوات الأخيرة». وزاد أن النماذج المطورة تسمح لقوات الحرب الإلكترونية بتنفيذ «مجموعة كاملة من المهام التي تواجهها بنجاح، متفوقة في ميزاتها على نظيراتها الأجنبية». وأضاف بوتين أنه «من المهم مراعاة الخبرة المكتسبة خلال التدريبات، والاستخدام القتالي لمعدات الحرب الإلكترونية، وقد استخدمت بشكل فعال خلال العملية في سوريا». إلى ذلك، واصلت موسكو مشاوراتها مع الأطراف الدولية حول سوريا، وأعلنت وزارة الخارجية أن نائب الوزير سيرغي فيرشينين بحث مع المبعوث البريطاني الخاص حول الشأن السوري، مارتن لونغدين، الوضع في سوريا والملفات الإقليمية المرتبطة. وأفاد بيان أصدرته الوزارة أن الطرفين بحثا «عددا من الملفات الإقليمية على أجندة الشرق الأوسط، مع التركيز على جملة القضايا المتعلقة بالتسوية في الجمهورية العربية السورية».

 

الجيش الأميركي اعاد انتشاره في شمال شرقي الفرات

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في مقابلة أجرتها معه «رويترز»، إن الولايات المتحدة أتمت انسحابها العسكري من شمال شرقي سوريا ليصبح عدد الجنود الأميركيين في بقية أنحاء سوريا نحو 600 جندي. وتشير تصريحات إسبر إلى نهاية فترة اضطراب وغموض بشأن الوجود العسكري الأميركي في سوريا بعد أمر الانسحاب الأولي الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب في أكتوبر (تشرين الأول). ومنذ إعلان ترمب تراجع حجم القوات الأميركية في سوريا بنحو 40 في المائة. وكان العدد نحو ألف فرد. وأكد إسبر على احتفاظه بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقاً للضرورة في سوريا. لكنه أشار إلى أن عدد القوات سيتأرجح عند مستوى 600 فرد في المستقبل المنظور. وقال إسبر مساء الأربعاء خلال عودته من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي عقدت على أطراف لندن «سيكون العدد ثابتاً نسبياً حول ذلك الرقم. لكن إذا رأينا أن هناك أموراً تحدث... فسيكون باستطاعتي زيادة العدد قليلاً».

ولم يستبعد إسبر خفض مستوى القوات على نحو أكبر إذا ساهم الحلفاء الأوروبيون في المهمة في سوريا. وقال إسبر، من دون الإشارة إلى أي مساهمة جديدة وشيكة، إن «التحالف يتحدث كثيراً مرة أخرى. ربما يرغب بعض الحلفاء في المساهمة بقوات». وتابع: «إذا قررت دولة حليفة عضو في حلف شمال الأطلسي تقديم 50 فرداً لنا فقد يكون بمقدوري سحب 50 شخصاً (من قواتنا)». ويقول الجيش الأميركي، إنه يركز على الحيلولة دون ظهور «داعش» في سوريا مرة أخرى، ونفذ غارة الشهر الماضي أدت إلى مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وقال ترمب خلال زيارته للندن، إنه يرغب في الاحتفاظ بقوات أميركية لضمان عدم سقوط احتياطات النفط السورية مرة أخرى في يد التنظيم المتشدد. وأضاف: «حافظنا على النفط. والنفط هو ما كان يمول (داعش)». وخفف ترمب من خططه للانسحاب من سوريا بعد أن تعرض لانتقادات من الكونغرس شارك فيها عدد من كبار رجال الحزب الجمهوري المنتمي إليه والذين يقولون إنه مهد الطريق أمام الهجوم الذي هددت به تركيا منذ وقت طويل ضد القوات الكردية في سوريا والتي كانت من أكبر حلفاء أميركا في الحرب على «داعش». ويشعر دبلوماسيون بحلف الأطلسي بالقلق من أن تركيا العضو بحلف الأطلسي منذ عام 1952 وحليف جوهري في الشرق الأوسط تتصرف بشكل أحادي الجانب على نحو متزايد، حيث شنت هجومها في سوريا على قوات تدعمها الولايات المتحدة وقامت بشراء منظومة الدفاع الجوي «إس 400» من روسيا. وتقول واشنطن، إن منظومة «إس 400» تتعارض مع الدفاعات الجوية لحلف الأطلسي وتمثل تهديداً لمقاتلات «إف – 35» التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، وأعلنت في يوليو (تموز) عن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات «إف – 35»، وهددت أيضاً بفرض عقوبات على أنقرة. وبعد محادثات قمة بين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أشار إسبر إلى أن تركيا لم تتزحزح عن موقفها بعد فيما يتعلق بمنظومة «إس 400». وقال إسبر «لا تقدم في هذه النقطة». لكن إردوغان وبعد ضغط من الأعضاء الآخرين في حلف الأطلسي ومنهم الولايات المتحدة تراجع عن تهديد بعرقلة خطط دفاعية لدول البلطيق وبولندا ما لم يصنف الحلفاء المقاتلين الأكراد بأنهم إرهابيون. وقال إسبر عن التحول في الموقف التركي «أعتقد أنه تحرك إيجابي للأمام». أضاف: «ظلوا جزءاً ثميناً من حلف الأطلسي على مدى عقود، من الأيام الأولى. ولهذا عملنا على أن يظلوا معنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون ونصر الله ومطالب الحراك

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

أثبتت التطورات السياسية الأخيرة في لبنان أنه لم يعد واقعياً فصل المطالب المحلية عن الصراع الإقليمي. وكما حصل في العراق، ومن قبله في إيران، أخذ يتأكد أن نظرة الإدارة الإيرانية، ومن يأتمرون بها في هذه البلدان، لا تميز المحلي عن الإقليمي، بل تعد أي مطلب داخلي يسعى إلى التغيير السياسي مدخلاً إلى مؤامرة على نفوذها، في إطار الصراع الإيراني - الغربي الواسع. لبنان لم يخرج من حلقة الربط هذه بين المحلي والإقليمي. ورغم أنه لم يرتفع صوت واحد في احتجاجات الشوارع في لبنان يتطرق إلى دور إيران، أو إلى نفوذ «حزب الله» ومشكلة سلاحه، ورغم محاولات قوى السلطة السياسية الحاكمة إضفاء طابع محلي على مساعي تسوية الأزمة الحكومية، فإن الاتجاه الذي تسير عليه خطة الحل المعروضة اليوم تؤكد ترابط وضع لبنان بالصراع الإقليمي، من خلال السعي الحثيث إلى تكريس انتصار فريق داخلي على فريق آخر، في خرق واضح لما سمي التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، والرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي. وكان وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة على قاعدة تلك التسوية تطبيقاً لقاعدة وضعها رئيس «التيار الوطني الحر»، الوزير جبران باسيل، الذي بات مفتوناً بالحسابات الطائفية. لقد اعتبر باسيل - آنذاك - أن «القوي في طائفته»، كما سماه، هو صاحب الحق في تولي المنصب الأول المخصص لتلك الطائفة «احتراماً للميثاقية»، أيضاً بحسب تعبير باسيل.

كان الحريري المسؤول الوحيد الذي تجاوب مع مطالب الحراك، وأقدم على الاستقالة، مما أدى إلى استقالة الحكومة بكاملها. لم تغفر قوى السلطة السياسية (المقصود بها تحديداً «التيار الوطني الحر» بصفته الحزب الحاكم، و«حزب الله» بصفته الحزب الداعم) للحريري تلك الاستقالة، وبدأت تشاع تعليقات عن أنه أقدم عليها من دون تنسيق مع رئيس الجمهورية، مع أنه لا يوجد ما يفرض مثل هذا التنسيق على رئيس الحكومة، إذ إن كل ما يفترض أن يقوم به هو تقديم استقالته الخطية إلى الرئيس، كما فعل الحريري. غير أن قوى السلطة السياسية التي نتحدث عنها عدت منذ بداية الحراك أن المطالب والشعارات المرفوعة تمثل تهديداً لإنجازات «العهد القوي»، وهي «إنجازات» يعوّل عليها «التيار» كثيراً لتمهيد الطريق أمام الرئاسة المقبلة للوزير جبران باسيل. كذلك عدت قوى السلطة أن تحرك الشارع يشكل «مؤامرة» على «حزب الله» تحركها أيد خارجية، وهو الاتهام الذي وجهه الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، للحراك في خطبه الأولى بعد انطلاق المظاهرات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لقد رأت تلك القوى السياسية أن استقالة الحريري جاءت في إطار المؤامرة نفسها: ضد العهد وضد الحزب. قيل هذا الكلام صراحة في البداية، وجرى الحديث عن دور للسفارات في تمويل المظاهرات، وبلغ الأمر بالأمين العام لـ«حزب الله» أن طالب المتظاهرين في إحدى خطبه بتقديم إثباتات عن الجهات التي تؤمن لهم الطعام والخيم التي يبيتون فيها وسائر حاجاتهم اليومية.

أما النائب محمد رعد، رئيس كتلة نواب «حزب الله»، فقد قارن المواجهة التي يخوضها الحزب ومؤيدوه ضد الحراك الشعبي بأنها تشبه الحرب التي خاضها الحزب مع إسرائيل في يوليو (تموز) 2006. ولم يتردد رعد في القول: المسألة كبيرة، بأبعادها وأهدافها ونتائجها، لكن كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن في هذه الحرب. وبالطبع، تجاهل رعد أن الانتصار في هذه الحرب سوف يكون على شعبه، مما يجعله أقرب إلى «انتصار» مايو (أيار) 2008 في شوارع بيروت، وليس مع إسرائيل، حيث كان النصر بمثابة الهزيمة.

لم يكن ممكناً أن تكون مواجهة حراك الشارع من القوتين الأساسيتين الحاكمتين بالطريقة العنيفة التي كانا يتمنيانها؛ أولاً لأن قائد الجيش العماد جوزيف عون لم يتجاوب مع مطلب قمع المتظاهرين وفتح الطرقات بالقوة ومنع الحشود في الساحات. وثانياً لأن «حزب الله» وجد نفسه في مواجهة انتفاضة حقيقية في معظم مناطق نفوذه: في بعلبك - الهرمل كما في النبطية وصور، ولم يكن سهلاً عليه تسويق نظرية «المؤامرة» أو إلصاق التهم بالمحتجين، بعدما وصلت الأمور إلى قاعدته الشعبية. هنا، التف نصر الله على الحراك، وأخذ يوجه الدعوات إلى محاكمة رموز الفساد في السلطة، بدءاً بوزراء ونواب «حزب الله»، وكل من يتولون مسؤوليات حكومية من أعضائه.

وكان لا بد للسلطة السياسية، ممثلة بالحزبين القويين الحاكمين، أن تستعيد زمام المبادرة. فإذا كانت وجهة نظرها أن في الأمر رائحة مؤامرة، فالطريقة الأفضل لتطويق هذه المؤامرة هي بالمواجهة المباشرة مع الخصم الذي يتمثل بسعد الحريري. أخذت الحملة وجوهاً متعددة، من بينها إنكار حقه في تشكيل الحكومة التي عرضوا عليه ترؤسها بالطريقة التي يعد أنها تؤمن فرص نجاحها أمام الأزمة الصعبة التي تمر بها البلاد، كما تلبي مطالب المتظاهرين في الشوارع. أما الوجه الآخر للحملة على الحريري، فتمثل في محاولة تطويقه ودفعه إلى خفض شروطه، انطلاقاً من أن «البدائل موجودة»، ومطالبته بدعم هذه البدائل، واتهامه بالعرقلة، وبأنه يريد رئاسة الحكومة له وحده دون أي شخص آخر، على أساس «أنا أو لا أحد»، إذا رفض التجاوب.

وزاد من حدة النقمة على الحريري ذلك البيان الذي أصدره، ووجه فيه اتهامات مباشرة لرئيس الجمهورية بإنكار الوضع الخطير الذي تمر به البلاد، وتجاهل مطالب الشارع. وانتهى الحريري في ذلك البيان إلى الرد على منتقديه بشعار «ليس أنا بل أحد آخر»، مؤكداً رفضه القاطع لتولي رئاسة الحكومة. كان ذلك أول تصعيد علني بين الرجلين منذ التسوية الرئاسية. وبعد موقف الحريري، أخذ الاحتجاج السياسي يأخذ طابعاً مذهبياً، تمثل بموقف عالي النبرة من رؤساء الحكومات السابقين (فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام) ينتقد الطريقة التي يدير بها الرئيس ميشال عون والوزير باسيل الاستشارات لتسمية رئيس جديد للحكومة، بعد تجاهل النص الدستوري الذي يُفترض بموجبه أن يدعو الرئيس إلى استشارات نيابية ملزمة، يكلف بعدها (وليس قبلها) رئيس الحكومة الجديد الذي تسميه أكثرية النواب. لم يكن هذا هو الخرق الوحيد لاتفاق الطائف الذي أقدم عليه رئيس الجمهورية (الذي لم يكن من مؤيدي هذا الاتفاق أصلاً)، لكنه كان خرقاً فجاً لأنه يطال موقع رئاسة الحكومة، وما تمثله على الصعيد الوطني.

انتهى الأمر الآن بحشر الحريري بين الموافقة على شروط الوزير باسيل وحسن نصر الله بترؤس حكومة تكنو-سياسية أو إرغامه على الموافقة على تولي شخصية أخرى منصب رئاسة الحكومة. يمكن أن يعد البعض ممن يديرون هذه اللعبة السياسية أن هذا الحل (أو الحشر) يشكل مخرجاً للعهد، وينقذ «حزب الله» من «المؤامرة» الخارجية التي يزعم قادته أن الحراك الشعبي أصبح أداة لها. لكن هذا المخرج، الذي سيكون صورة غير منقحة عن الوضع السابق، لن يساعد على حل الأزمة الاقتصادية التي ينوء تحتها البلد، وسيكون بعيداً عن إرضاء مطالب المتظاهرين.

 

لبنان ووحش الإفلاس

راجح الخوري/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يتم دفن داني أبو حيدر، وهو المواطن اللبناني الذي انتحر بسبب الفقر والعجز عن إعالة أسرته، وبعد انتهاء الاجتماع الثالث الذي عقد بين الرئيس سعد الحريري والوزير علي حسن خليل، ممثل الثنائية الشيعية، التي تحاول عبثاً منذ أسبوعين الحصول منه على تأييد مكتوب للمرشح سمير الخطيب، أعلن الرئيس ميشال عون عن موعد إجراء الاستشارات النيابية يوم الاثنين المقبل، مستأخراً الموعد خمسة أيام إضافية، وبعد استقالة الحكومة قبل 34 يوماً، و47 يوماً على اندلاع الثورة الشعبية العارمة!

ما الذي سيتغير بين الأربعاء الماضي ويوم الاثنين؟ لا شيء قطعاً على مستوى أزمة السلطة وتشكيل الحكومة، المعطوفة على أزمة اقتصادية أدخلت لبنان مرحلة الإفلاس والانهيار، فلا طريق رئاسة الحكومة سالكة أمام المرشح سمير الخطيب، ولا طريق عودة سعد الحريري ممكنة بعد تحطم التسوية السياسية التي أدت إلى انتخاب عون رئيساً، ولا قبول الانتفاضة وارد ما لم تكن الحكومة الجديدة من اختصاصيين ذوي كفاءة، وبعيدين عن زواريب السياسيين الذين أفلسوا البلاد!

إذن إلى أين من هنا؟

لا يكفي الحديث عن أن الطريق الاقتصادية باتت تقود إلى الذعر، إن لم نقل إلى الجحيم، بعد عمليات «الكابيتال كونترول» التي حددت للمودعين سحب 300 دولار من مدخراتهم في الأسبوع، ومنعت التحويلات إلى الخارج، وبعد ارتفاع المخاوف المحقة من الاتجاه إلى ما يسمى «هير كات» أي الاقتطاع من الودائع. ولا يكفي الحديث عن أن الطريق السياسية تقود إلى مزيد من التعقيد، وخصوصاً بعد انفجار التراشق العنيف بين عون ورؤساء الحكومات السابقين الذين يتهمونه تكراراً بالقفز فوق الدستور، ومحاولة العودة إلى ما قبل اتفاق الطائف، عندما كان رئيس الجمهورية يعيِّن الوزراء ويختار لهم رئيساً، وهو ما بدا بعد استقالة الحريري، وعلى مدى 34 يوماً. ولكن قيل رداً على مطالبة عون شعبياً وسياسياً باحترام الدستور والدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة: «إن رئيس الجمهورية يستخدم صلاحياته وحقه الدستوري، عبر ربط الاستشارات بالتكليف والتأليف، لتأمين عدم وقوع البلد في فراغ طويل»!

لكن الخلاف استمر حول هذا، منذ حاول التحالف بين عون والثنائية الشيعية، بعد إصرار الحريري على تشكيل حكومة اختصاصيين تلبية لطلب الانتفاضة، إقناعه بما يشبه الانتحار سياسياً، عبر دفعه إلى تأييد محمد الصفدي، ثم من بعده سمير الخطيب، وأن يعلن ذلك في بيان مكتوب، ويضمن موافقة المفتي ورؤساء الحكومات السابقين، وعلى أن يشارك في الحكومة.

بعد رفض الحريري الإغراءات والضغوط التي مورست عليه، للقبول بحكومة تكنو - سياسية برئاسته أو برئاسة غيره، تُبقي هيمنة «حزب الله» ضمناً على القرار السياسي في السلطة التنفيذية، بدا واضحاً أن تحالف عون والثنائية الشيعية - أي «حزب الله» و«حركة أمل» - يصر عليه أو على تأييده؛ لأنه يشكل في نظرهم: أولاً رافعة مفيدة على المستوى الاقتصادي، من خلال العمل لإحياء مساعدات «مؤتمر سيدر»، وثانياً غطاء على المستوى السني المحلي والإقليمي، وخصوصاً في هذا الوقت الصعب؛ حيث يتعرَّض الحزب لأقسى أنواع الضغوط الخارجية، والعقوبات والتصنيف الإرهابي الأميركيين، وثالثاً لأن قبوله تشكيل حكومة تكنو - سياسية يساعد الحزب في تخطي مرحلة الانتفاضة، وما أفرزته من رفض متزايد للثنائية الشيعية في عقر دارها، من صور إلى النبطية إلى بعلبك، وخصوصاً أن هذا يأتي بالتوازي مع الاضطرابات الدامية في إيران، وكذلك في العراق؛ حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية في النجف ثلاث مرات، وهم يصيحون: «إيران برا برا» رغم القمع الدموي الذي تعرضوا له.

قبل تحديد عون يوم الاثنين موعداً للاستشارات النيابية، كان التراشق عنيفاً جداً بين رؤساء الحكومات السابقين ورئاسة الجمهورية، ففي بيان أصدره الرؤساء فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، جاء: «لقد هالنا الخرق الخطير لاتفاق الطائف نصاً وروحاً، كما هالنا الاعتداء السافر على صلاحيات النواب بتسمية الرئيس المكلف، من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية بإجرائها وبنتائجها، والاعتداء على صلاحيات الرئيس المكلف، من خلال ابتداع ما يسمى رئيساً محتملاً للحكومة»!

عون رد ببيان اعتبر، كما يكرر منذ شهر، أن ما يقوم به من مشاورات لا يشكل خرقاً للدستور ولا انتهاكاً لاتفاق الطائف؛ متهماً رؤساء الحكومات السابقين بعدم إدراك ما كان سيترتب على الإسراع في إجراء الاستشارات من انعكاسات سلبية على الوضع العام والوحدة الوطنية!

ويأتي كل هذا بعد بيان الحريري الأسبوع الماضي، الذي اتهم عون صراحة بالإنكار المزمن للوضع الخطير الذي تمر به البلاد، سواء لجهة الانتفاضة الشعبية ومطالبها المحقة بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، وسواء لجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي وضعت البلد على شفير الانهيار، وسواء لجهة محاولات اتهامه بالدلع وحرق المرشحين الآخرين، مؤكداً في رد صلب، أنه في مواجهة هذه الممارسات العديمة المسؤولية، يطرح شعار: «ليس أنا بل أحد آخر»؛ رداً على شعار عون المعروف: «أنا أو لا أحد» الذي تمسك به، وأوقع البلاد في فراغ رئاسي لمدة عامين ونصف!

الانتفاضة تأججت بعد ازدياد عدد المنتحرين بسبب العوز والفقر، رافضة ترشيح سمير الخطيب بعد الإعلان عن موعد الاستشارات، رافعة دائماً شعار: «كلن يعني كلن»، الذي بات يتردد الآن في بغداد، بمعنى ضرورة إسقاط كل الطقم السياسي الفاسد؛ لكن هناك الآن في أجواء السلطة والثنائية الشيعية من يطرح شعاراً معاكساً على خلفية من التحدي، وهو: «كلنا يعني كلنا داخل الحكومة»، وهو ما يتصل بما كان قد أعلنه النائب محمد رعد من «حزب الله»، من أنه ليس من مخرج سوى حكومة وحدة وطنية، أي استنساخ للحكومة الحالية، أو البقاء في حكومة تصريف الأعمال مدة طويلة، بما يعني إسقاط كل مطالب الانتفاضة، والإبقاء على السلطة التي يتهمها المنتفضون بالفساد ونهب المال العام، وفي وقت دخل فيه لبنان الإفلاس الحقيقي وخطر الانهيار التام.

صباح الخميس الماضي، علق فؤاد السنيورة على ترشيح سمير الخطيب بالقول: «إن شخصية الرجل وأخلاقه شيء، ولكن ملاءمته للمرحلة الاستثنائية الراهنة شيء آخر». وعندما سئل عن إمكان أن يسمِّيه في الاستشارات، قال: «يمكن التنبؤ بما يفعله العاقلون، أما الآخرون فهذا شأن آخر»، بما يعني ضمناً أن العاقلين ليسوا مع تسمية الخطيب!

وهكذا يبدو السؤال محيراً فعلاً:

من رحم أي أزمة ستولد الحكومة إن قُدِّر لها أن تولد؟ من الخلافات العاصفة بين الصف السني عموماً وبين تحالف عون والثنائية الشيعية؟ أم من محاولات كسر رأس الثورة وتشكيل حكومة تكنو – سياسية، في وقت تضاعف فيه الهياج الشعبي بعد انتحار جورج زريق حرقاً، لعجزه عن دفع قسط ابنته في المدرسة، وانتحار ناجي فليطي شنقاً، لعجزه عن شراء منقوشة زعتر لابنته ثمنها ألف ليرة، وانتحار داني أبو حيدر الأربعاء، لعجزه عن إعالة أسرته، وانتحار مواطن رابع يوم الخميس، بعد محاولة مواطن آخر في عكار حرق نفسه لضيق ذات الحال؟

مسلسل المواعيد المتتابعة التي حُددت للكتل في الاستشارات، بدا واضحاً أنه يضع رهاناً أخيراً على موافقة الحريري؛ لكن بدا أنه من خلال إبقاء تحالف الكتلة النيابية العونية الشيعية، أي 42 نائباً، إلى نهاية الاستشارات، يُراد ضمان بقاء إمساك المبادرة بيد عون، لقذف الكرة في اتجاه الحكومة التي تناسب التحالف المذكور. ولكن ماذا نفعل بالثورة؟ وماذا نقول للمنتفضين؟ وكيف نواجه وحش الإفلاس الذي يطبق على البلد، الذي ينتحر المواطن فيه لعجزه عن شراء منقوشة، ويتدافع الناس في المصارف لسحب 300 دولار من جني أعمارهم، في وقت تتنافس فيه محطات التلفزيون في عرض مسلسلات من الفضائح التي لا تصدق، عن السرقة والنهب في دولة فالتة، وصل دينها إلى مائة مليار دولار، بينما تجاوزت المبالغ التي نهبها معظم السياسيين 320 ملياراً من الدولارات، تقول مصارف أوروبية إنها مودعة فيها؟

 

فضائح لبنان إلى العالمية.. تقريرٌ لـ"نيويورك تايمز" يكشف تفاصيل الفساد!

سامي خليفة/المدن/06 كانون الاول 2019

شرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً هو بمثابة إدانة تامة للطبقة السياسية الحاكمة في لبنان. تقرير هو بمثابة "عار وطني" أنزلته السلطة بهذا الوطن. وفيه:

بلغت أزمة النفايات في لبنان ذروتها عام 2015، ولم تحل حتى الآن، وجلّ ما فعلته الحكومات المتعاقبة إبعاد القمامة عن الطرقات وتغليفها بأكياس بيضاء للتخفيف من أضرارها إلى الحد الأدنى. والأسوأ أنه تم اعتماد حلول آنية وغياب خطة مستدامة في أزمة لا تقتصر على جبال النفايات، بل تشمل المكبّات المفتوحة والحرق العشوائي في أماكن مأهولة.

فضيحة النفايات

تعود صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بالذاكرة إلى عام 2015، لتفتح ملف فضيحة النفايات في لبنان، عندما تشاجرت النخبة السياسية في البلاد حول عقد مربح لإدارة النفايات، في الوقت الذي كانت فيه جبال من القمامة تغمر شوارع بيروت، مفجرةً موجة من الاحتجاجات. كان الحل المؤقت، حسب الصحيفة، هو بناء مكبيّن جديدين. ذهب العقد الأول الذي تبلغ قيمته 288 مليون دولار إلى جهاد العرب، شقيق أحد مساعدي رئيس الوزراء المستقيل حديثاً، سعد الحريري. حيث تنقل الصحيفة عن ثلاثة أشخاص على دراية بعمليات شركة العرب، بأن الشركة كانت تضيف الماء إلى حاويات القمامة التي تصل كل يوم، لتضخيم وزنها القابل للفوترة.

أما العقد الآخر، الذي تبلغ قيمته 142 مليون دولار، فذهب إلى داني خوري، وهو رجل أعمال مسيحي مقّرب من عائلة الرئيس ميشال عون. في هذ المكب، وجد الخبراء أن الموظفين ألقوا القمامة والنفايات السامة مباشرة في البحر الأبيض المتوسط.

خلال اتصال مع الصحيفة، نفت الشركتان هذه الاتهامات، لكن المؤكد للصحيفة الأميركية هو حقيقة مؤسفة تتمحور حول إنفاق مبلغ 430 مليون دولار على الأقل، من دون أن تصل قضية النفايات إلى أي حل.

منجم الذهب

تقول النائبة بولا يعقوبيان، التي تساءلت مراراً وتكراراً عن كيف تم إنفاق الأموال العامة على مشاريع الكهرباء والبنية التحتية، بأن النفايات تشبه منجم الذهب للطبقة السياسية اللبنانية. لكن القضية لا تقتصر على القمامة، ولا على عدد قليل من السياسيين. فعندما ابتلع منتجع سياحي مثير للجدل يُدعى "الإيدن باي"، جزءاً من شاطئ عام في بيروت، العام الماضي، لم يفاجأ الكثير من اللبنانيين عندما علموا أن المطور لهذا المشروع هو صهر سابق لرئيس مجلس النواب نبيه بري. يقول الخبراء، إن السبب الرئيسي وراء عدم إنتاج لبنان ما يكفي من الكهرباء لأربعة ملايين شخص، هو اللوبي القوي لأصحاب المولدات، الذي يوفر الطاقة خلال انقطاع التيار الكهربائي اليومي. وعندما ضغط جبران باسيل، لاستدراج بواخر الكهرباء التركية الراسية في الخارج، طُرحت علامات استفهام عن سبب قيام الحكومة بإنفاق مئات الملايين من الدولارات على البواخر بدلاً من بناء محطاتها الخاصة.

مجلس الإنماء والإعمار

تتم معظم الصفقات الطائفية في مجلس الإنماء والإعمار، الذي أُنشئ  بهدف إعادة بناء البنية التحتية المتضررة من الحرب الأهلية في لبنان. وقد أفادت سفارة الولايات المتحدة في بيروت، عبر برقية وزارة الخارجية في شباط  2009 التي نشرها موقع "ويكيليكس" أن قواعد المشتريات في المجلس "غير شفافة".

يدير نبيل الجسر المجلس منذ سنوات، وهو حليف لعائلة الحريري. لكن مجلس إدارته يضم أيضاً ممثلين عن مختلف الطوائف بما فيهم شقيق نبيه بري الذي يمثل الطائفة الشيعية. يقول جاد شعبان، الخبير الاقتصادي في الجامعة الأميركية في بيروت، للصحيفة، بأنه قام بتحليل إنفاق المجلس، ووجد أن المستشفيات والطرق والمدارس وغيرها من المشاريع يتم توزيعها على المقاولين المفضلين، وفقاً للحصص الطائفية التي تضمن المكاسب لكل مجموعة، بغض النظر عن الضرورة. لا تحدد التفاهمات الطائفية العقود الحكومية وحسب، بل تحدد الوصول إلى الوظائف الحكومية المرغوبة والمدارس والمصالح البيروقراطية، وفي بعض الأحيان الخدمات الاجتماعية. وحسب الصحيفة، فإن النظام الذي يهدف إلى تعزيز التعايش السلمي قد عزز حصراً الانقسامات الطائفية، ما جعل معظم اللبنانيين يعتمدون على "النعمة الطيبة" لقادة طوائفهم. لذلك لم يكن مفاجئاً تحول مجلس الإنماء والإعمار في عام 2016 إلى داني خوري، وجهاد العرب، على نحو استولى خوري على مكب نفايات قديم في برج حمود، شمال بيروت، مع خطط لتوسيعه إلى البحر.

كذب وفساد

وجدت نجاة صليبا، دكتورة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، التي فتشت مكب برج حمود في عام 2017، أن شركة خوري تقوم بإلقاء القمامة في المكب من دون فرزها، وكانت النفايات والسوائل السامة تتجه مباشرة إلى البحر، على الرغم من المتطلبات التعاقدية بفصل المواد القابلة لإعادة التدوير وإزالة المواد الخطرة. افتتح جهاد العرب مطمراً جديداً للنفايات في كوستا برافا، ومعمليّن لفرز النفايات. ووفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على هذه العمليات، طلبوا من الصحيفة عدم الكشف عن هويتهم، كان العمال يستخدمون الخراطيم لإضافة الماء إلى القمامة قبل وزنها، ما يزيد من التكلفة على الحكومة.

اتصل ممثلو شركة "الجهاد للتجارة والمقاولات" التي يملكها جهاد العرب، في شهر تشرين الثاني، بالصحيفة، وأصروا على أنه تم فرز جميع النفايات بشكل سليم. لكن البيانات الداخلية للمعمل من تموز 2018 توضح أن 93 في المئة من القمامة تم ضخها في مواقع لدفن النفايات.

بدوره، نفى هشام كرامة، مدير إدارة النفايات، في شركة جهاد العرب، أن تكون الشركة قد قامت بأي حيل للتلاعب بالسعر، قائلاً إن الوزن يراقبه ممثلون عن الشركة والحكومة والبلدية ومستشارون خارجيون. ولكن اللافت، وفق الصحيفة، أنه على الرغم من هذه التساؤلات، قام مجلس الإنماء والإعمار بتجديد عقد شركة "الجهاد للتجارة والمقاولات" مراراً وتكراراً، ووافق المجلس على دفع 161 مليون دولار إضافية للشركة لتحديث وتوسيع العملية، من دون فتح الباب أمام أي عروض جديدة. وفي حين أن رجال الأعمال والسياسيين أصبحوا أكثر ثراءً، إلا أن أزمة النفايات ازداد تأثيرها السلبي في لبنان، وهذا ما دفع الدكتورة صليبا للتعليق بالقول "لقد ضاعت أموال كل هذه الحكومات المانحة عبر تظاهر الطبقة السياسية اللبنانية بالقيام بمشروعات الإصلاح التي وصفوها بالبناءة. لكن فعلياً لم يحدث شيء".

 

تحرير الرئاسة من الإنقلابيين

حسّان الرفاعي/نداء الوطن/06 كانون الاول 2019

في العام 1988 سلّم الرئيس أمين الجميّل السلطة لحكومة إنتقالية برئاسة العماد ميشال عون لأن الإنتخابات الرئاسية لم تتمّ في موعدها الدستوري.

وعِوَضَ أن تسعى الحكومة الإنتقالية إلى تأمين انعقاد مجلس النواب لتأدية واجب انتخاب رئيس جديد، ولأن العماد عون لم يكن راضياً عن أي اسم يصل إلى رئاسة الجمهورية، شهّر بشرعية النواب الممدّد لهم وعطّل إجراء الإستحقاق الدستوري المؤتمن عليه...

أما اليوم وبحجّة أن المادة 53 من الدستور لم تلحظ مهلة لرئيس الجمهورية كي يدعو إلى استشارات التكليف المُلزمة، فقد نظّر له بعض مستشاريه أنه بوسعه المماطلة إلى ما شاء الله في الأمر معطلاً قيام السلطة الإجرائية في البلاد، وكأن الدستور يجب أن يلحظ لرئيس الجمهورية الذي أقسم اليمين على احترام الدستور مهلاً وإجراءات ردعية، مقابل كل صلاحية أعطته إياها قرابة 30 مادة من الدستور اللبناني. ولو حصل ذلك لكان أمراً معيباً ومحِطّاً من قدر الرئاسة الأولى.

ولنفترض أن رئيس الحكومة الذي ألزمه الدستور بالدعوة إلى اجتماعات دورية لمجلس الوزراء تقاعس عن هذا الواجب، بحجة أن لا تحديد لدورية الإجتماعات فهل سنسمح له تحت هذه الحجة الواهية تعطيل السلطة التنفيذية بأكملها؟؟ حتماً لا!

ولأن الدستور ليس كأي قانون آخر مثل قانون العقوبات أو قانون الموجبات والعقود لجهة التفصيل في أحكامه فقد قال العلامة الفرنسي ليون دوغي: "ليس للقانون الدستوري أي ضابط سوى حسن نيّة وأمانة الرجال الذين يطبقونه ولا سيما رئيس الجمهورية".

وإذا ما عدنا إلى كثير من آراء العماد عون قبل انتخابه حول ضرورة تغيير دستور الطائف في أسسه ومرتكزاته، وإذا ما عرفنا أن مستشار فخامة الرئيس الأول في القضايا الدستورية هو الوزير سليم جريصاتي، الذي يجاهر بوجوب تغيير نصوص الدستور من أجل إعطاء صلاحيات إضافية لرئيس الجمهورية، وإلّا كان للأخير أن يلجأ إلى تكريس أعرافٍ يسميها جريصاتي بـ "الأعراف الرئاسية في ممارسة نظامنا البرلماني"، لعرفنا لماذا كل هذا التمادي في الخروج عن الدستور وانتهاكه وتمزيقه. وقد صدمنا معاليه في محاضرة ألقاها بتاريخ 2 تشرين الأول 2019 في الجامعة اليسوعية كرّر فيها ما كان سبق ومهّد له سنة 2011، في محاضرة في مركزعصام فارس لجهة حث رئيس الجمهورية صراحة على "الإقدام حيث الإتاحة"، أي الهجوم على الصلاحيات عبر الأعراف كلما سنحت الفرصة وكلما ضعف رئيس الحكومة، وما بيانات رؤساء الحكومات السابقين المتتالية إلا خير دليل على استشعارهم فظاعة هذه الهرطقات وهذا التمادي في التعبير لفظاً ومضموناً. وآخر تجليات بدع معاليه استدعاء رئيس الجمهورية أشخاصاً يخضعهم لامتحان تأهيل وقبول، قبل أن يحدّد موعد الإستشارات المُلزمة. كما يَخضَعُ المرشح العتيد إلى شروط وإملاءات الوزير جبران باسيل المسبقة بحجة أن الأخير صاحب أكبر كتلة نيابية. هكذا يخرج رئيس الجمهورية عن دوره كحكم ليصبح متناغماً ومنسقاً مع صهره على حساب إرادة المجلس النيابي في الإستشارات المُلزمة. وهكذا يجري الإنقلاب على مبدأ وغاية هذه الإستشارات ألا وهو إخراجها من استنسابية رئيس الجمهورية أياً كان هذا الرئيس، لأن الحكومة تحيا في النظام البرلماني بثقة وإرادة مجلس النواب وليس بإرادة أي جهة أخرى. فرئيس الجمهورية غير مسؤول سياسياً في النظام البرلماني ولا يحاسب إلا إذا خرق الدستور أو ارتكب خيانة عظمى.

ومن مآثر الوزير جريصاتي رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة إلى مجلس النواب للسؤال عن تفسير المادة 95 من الدستور بهدف تغطية رفض الرئيس توقيع مراسيم تعيين الفائزين بمبارايات مجلس الخدمة المدنية. وقد قام الوزير بتضمين الرسالة – السؤال قراءته للمادة 95 التي تخلص إلى أن لا تعيينات على أساس الكفاءة إذا لم يسلّم الشريك المسلم بإلغاء الطائفية وليس فقط بإلغاء الطائفية السياسية وبالتالي الموافقة على علمنة الدولة... لذلك حسناً فعل دولة الرئيس ايلي فرزلي فتدارك الموضوع مع رئيس مجلس النواب في تأجيل تلاوة الرسالة، خشية أن تخذل أكثرية النواب رئيس البلاد. هذا مع العلم أن لا صلاحية للنواب في تفسير مواد الدستور بل يمكنهم فقط تعديل هذه المواد وفق آليات دستورية معقّدة...

كذلك قام معالي الوزير في أيلول 2018 بالإجتهاد عبر دراسة، أن على الرئيس المكلّف ألا يتجاوز "المهلة المعقولة" في التشكيل تحت طائلة تدخل رئيس الجمهورية واتخاذ إجراءات تكسر جمود التأليف... في حين كانت تنهمر على الرئيس المكلّف "الشروط والمعايير" من قبل رئيس الجمهورية والوزير باسيل مؤخرةً ولادة الحكومة ومعتديةً على صلاحيات الرئيس المكلّف! نعم انها عيّنة من الآراء التي تشي بحقد دفين أصبح معلناً على دستور الطائف ومحاولة ليّ عنقه حتى لو أدى ذلك إلى خراب الوطن.

في هذه الأثناء يرتاح "حزب الله" للمشهد فهناك من يقوّض عنه الدستور تمهيداً لكتابة دستور آخر يجعله المسيطر الأول على مفاصل الدولة. لكل ما تقدّم أدعو الغيارى على لبنان وخاصةً البطريركية المارونية إلى تدارك الأمور، عبر التمني الملحّ على فخامته الاستئناس بكبار الحقوقيين الدستوريين من الطائفة المارونية الكريمة لما فيه مجد لبنان.

 

شجاعة المتظاهرين والتسوية المنتهية الصلاحية

هيام القصيفي/الأخبار/06 كانون الاول 2019

يؤكد المسار الذي بدأ مع طرح اسم المهندس سمير الخطيب مرشحاً لرئاسة الحكومة، أن حالة الانفصال التام بين السلطة السياسية والمنتفضين ومؤيديهم باتت أمراً واقعاً ولا لبس فيه، ويكاد الكلام عنه يصبح ممجوجاً. كل المؤشرات السياسية والتفاصيل المتعلقة به وبخلفيات طرح اسمه، وكل ما يدور حوله في اللقاءات السياسية، تشي بأنه لا يمكن ان تُجمع القوى السياسية على تسميته لألف سبب وسبب. لكن الوقائع السياسية في لبنان تدل دائماً على أن المؤشرات شيء والاتفاق السياسي الذي يهبط من فوق على القوى السياسية، في ربع الساعة الأخير، هو شيء آخر. محاسن هذا الاتفاق المبدئي أنه وضع جميع هذه القوى على المشرحة، لجهة إظهار واقعها السياسي بعد 17 تشرين الاول، في مقابل حقيقة الشارع.

لا يمكن نكران شجاعة اللبنانيين الذين تظاهروا ولا يزالون منذ أقل من شهرين. للمرة الاولى يظهر اللبنانيون شجاعة في الكلام والتصرف والتظاهر، بعيداً عن أي تغطية سياسية لهم، كما حصل سابقاً في تظاهرات 14 آذار التي غطّتها الكنيسة المارونية ومرجعيات روحية ودول غربية وعربية، وكما حصل أيضاً في تظاهرات 8 آذار بكل الثقل السياسي الذي أعطي لها. من الطبيعي أن تحصل تجاوزات، وأن يتم ركوب موجة التظاهر من جانب سياسيين وغيرهم، وأن يجري الحديث عن تدخلات غربية وأميركية تحديداً في ما يجري على الارض.

لكن القوى السياسية تدرك في المقابل أن المتظاهرين الحقيقيين ليسوا على تماس مع أيّ من التدخلات الاميركية، وأن واشنطن نفسها، وإن حاولت التدخل، فسرعان ما تتخلى عن دعمها، ما إن يلوح شبه اتفاق سياسي على حكومة جديدة، وستعلن حتماً نيّتها التعاون معها والترحيب بها. هذا يؤدي الى حقيقة تخطّي المتظاهرين الخط الوهمي الذي كان مرسوماً في عدم معارضة السلطة والاحزاب بتلاوينها كافة. هي شجاعة تترجم في النقاشات وفي التعبير، سواء على الارض أم بالشعارات لكسر المحظور، وفي الدخول الى المصارف والاعتصام أمامها، وفي تحويل ساحات كانت عصيّة على غير الحزبيين الى حضور شعبي يومي، في مواجهة مهاجميهم أو القوى الامنية. كذلك الامر في التضامن الشعبي المتفلت من أيّّ غوغائية أو حملات دعائية حيال أزمات معيشية. هذه نقطة مضيئة في مسار حركة لم تقتصر على الجيل الجديد، بل على جيل عايش الحرب، ولم تكن لديه أي شجاعة في الوقوف في وجه الميليشيات مع الاعتراف باختلاف الظروف. لعل هنا ميزة الإقدام على انتخاب نقيب المحامين ملحم خلف، في هذا التوقيت، خصوصاً بعد ما أنجزه بقيادته منذ سنوات ثورة بيضاء، تأخر الكثيرون في التلاقي معها والتعامل معها بالجدية نفسها التي تعاملوا فيها خلال الحرب وبعدها مع الاحزاب السياسية والعسكرية.

في المقابل، يبدو الاتفاق على تسوية حكومية وكأنه استعجال لضبط هذه الحركة التي «تمادت» في عرف بعض السياسيين، وإن تبدّل إيقاعها، لكنها توسعت لتشمل عشرات المناطق اللبنانية. وهذا في حدّ ذاته يرصد محلياً وخارجياً. لكنّ هذه المحاولة منتهية الصلاحية، لأنها مجرد نفخ الروح في تسوية رئاسية ميتة. محاسنها معطوفة على حركة الشارع، أنها كشفت كما طرق المعالجة منذ 17 تشرين الاول، ثغرات أساسية في أداء الاحزاب الرئيسية، وطريقة إخراجها للحل وانعكاس ذلك على الحلفاء أو الخصوم.

لا يمكن القفز فوق واقع حزب الله بصفته أول هذه الاحزاب وأكثرها قدرة على التأثير المباشر في مجريات الحدث. رغم معرفة واقع الحزب واعتراضه على كثير من الاخطاء التي حصلت، إلا أن الخلاصة الاخيرة هي أنه في مكان ما، حمى هذه الطبقة السياسية التي كان هو نفسه يعترض عليها وعلى أدائها وفسادها. بعيداً عن اتهامات خصومه له بأنه أنجز تسوية سريعة، تحسّباً لعدم تكرار سيناريو العراق ومراضاة لدور إيران في ساحات نفوذها، كان الحزب أكثر الذين تحدثوا عن محاربة الفساد، في منظومة عمرها سنوات طويلة لم يكن هو من ضمنها. وهو حوّل دوره في وزارة الصحة وملف الدواء الى سلاح في مواجهة مكامن الفساد في هذا القطاع. لكن تحدّيه الحقيقي هو أن يتمكن من التماهي مجدداً مع هذا الخطاب، إذا تشكلت الحكومة التي يريدها ولو لم تكن حكومة طرف واحد.

التيار الوطني الحر في المقابل انكشف كواقع شعبي، لأن قيادته تعرف تماماً وقائع ملموسة عن التحول في نظرة الرأي العام المسيحي واللبناني تجاهه. وهذا الامر يتعدى الشعارات أو الانتقادات الشعبية أو الحزبية من خصومه. هذا ليس قليلاً، ولو أن التيار لا يزال يحيط نفسه ببطانة من المطبلين والمنتفعين لمصالح متنوعة نتيجة وجوده في السلطة. ثمّة ما انكسر في الهالة الرئاسية والحزبية للتيار ووضعيته داخل مجتمعه، وفي النظرة المحلية والخارجية إليه، بصرف النظر عن استمراره عددياً في المجلس النيابي أو تمثيله الحكومي. وما فُقِد من الصعب استرداده في مسار المكابرة الحالية.

الطرف الثالث هو الرئيس سعد الحريري. ثمة سياسيون مصرّون على القول إن الحريري لا يزال يعقد تحت الطاولة تفاهماً سياسياً واقتصادياً ومالياً مع الوزير جبران باسيل، مهما كان رأي الرئيس ميشال عون به، ومهما حصل من تباعد سياسي علني، واتهامات متبادلة. لأن الحريري في هذه الازمة، الطرف الذي يريد أن يحول نفسه إلى ضحية في حين أنه يتساوى مع شركائه في منظومة الفساد. وهو يتلطّى خلف أكثر من ستار شعبي من خلال التظاهرات وقطع الطرق، وأكثر من ستار سياسي عبر تسليط الضوء على موضوع صلاحيات رئاسة الحكومة، وستار ديني من خلال دار الفتوى يمكّنه من تحييد نفسه والبقاء في الوقت ذاته مرجعية العقدة والحل معاَ. هذا يعني أن أي تسوية حكومية بتسميته أو تسمية من يؤيد تحافظ على تعويم دوره كمرجعية، ليلتقي بذلك مع الاطراف الآخرين الذين يستعجلون تسوية بأي ثمن، ولو لم ترضهم الشخصية المرشحة ولا تاريخها ولا حيثيتها، ولا كل ظروفها، بمن فيهم ،كما يقول سياسي، الرئيس عون بنفسه.

في مقابل هذه القوى الثلاث، ثمة أيضاً ثلاثة أطراف تفاوتت أدوراهم في نتائج هذه الازمة، الرئيس نبيه بري، الذي استهدف مراراً، وترسم علامة استفهام حول مدى رضاه عن تسوية لم يكن فيها وسيطاً أساسياً. ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي شارك بقوة في جانب من التحرك الشعبي، وقُصَّ بعض أجنحته في الاتفاق على رئيس جديد للحكومة. والقوات اللبنانية التي أخرجت نفسها مبكراً من الحلبة السياسية في إطارها العام، ما أعادها الى لعبة الثنائية المسيحية وانتظار استثمار خسارة التيار شعبياً لتحويلها زيادة في رصيدها الشعبي.

 

العراق ولبنان

خيرالله خيرالله/العرب/الجمعة 06 كانون الأول2019

هناك أوجه شبه كثيرة بين العراق ولبنان. لكنّ هناك أيضا نقاط اختلاف كثيرة بين البلدين، أقلّه من ناحية المساحة والثروات الطبيعية والموقع الجغرافي والتركيبة السكانية الخاصة بكل منهما. على سبيل المثال وليس الحصر، لا وجود لقوميات مختلفة في لبنان حيث المسيحيون والمسلمون عرب، باستثناءات قليلة، في حين توجد في العراق أقلية كردية ذات وضع خاص. أقامت هذه الأقلّية سلطة خاصة بها في إقليم كردستان وسعت قبل سنوات قليلة إلى إقامة دولة مستقلّة، لكنّها فشلت في ذلك. كذلك، هناك في العراق أقليات أخرى مثل التركمان تجعل من العراق بلدا متعدّد القومية، إضافة إلى التعدّد في المذاهب والأديان…

هذا غيض من فيض نقاط الاختلاف بين بلدين، أحدهما يمتلك ثروة نفطية كبيرة، فيما الآخر معدوم من هذه الثروات. تسعى إيران إلى السيطرة على البلدين مستفيدة من استثمارها في إثارة الغرائز المذهبية، وفي إنشاء ميليشيات مذهبية استطاعت إقامة مراكز نفوذ لها فيهما.

على الرغم من كلّ نقاط الاختلاف، كان العراق دائما قريبا من لبنان، وكان لبنان قريبا من العراق. هناك عدد لا بأس به من اللبنانيين جمع ثروات من العمل في العراق ومع العراق. كان ميناء بيروت المكان الذي تنزل فيه البضائع المتوجّهة إلى العراق. عندما نهبت ميليشيا تابعة لأحد الأحزاب المسيحية في العامين 1975 و1976مستودعات الحوض الرابع في الميناء، شملت عملية النهب بضائع وآليات، تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات، كانت في طريقها برّا إلى العراق عبر الطريق البرّي الذي يمرّ بالأراضي السورية. لم يفهم الذين نهبوا الحوض الرابع معنى إلغاء دور ميناء بيروت الذي كان بين الموانئ المتوسطية الأكثر نشاطا، إذ كان ميناء أساسيا بالنسبة إلى العراق ودول أخرى، خصوصا بعد زوال دور ميناء حيفا إثر قيام إسرائيل في العام 1948.

لم تنزل القوات الأميركية في لبنان في العام 1958 إلا بعد الانقلاب العسكري ذي الطابع الدموي في العراق. سمح نزول القوات الأميركية بحصول تسوية في لبنان جاءت بفؤاد شهاب، قائد الجيش، رئيسا للجمهورية خلفا لكميل شمعون الذي سعى إلى ربط لبنان بحلف بغداد. كانت التسوية وقتذاك بين الإدارة الأميركية وجمال عبدالناصر… كان الانقلاب الذي أطاح بالعهد الملكي مؤشّرا إلى نهاية العراق بمجتمعه الغنيّ بتنوّعه وانتقاله إلى مرحلة جديدة. كان التنوّع مصدر غنى للعراق إلى أن جاء الحكم العسكري، ثم البعث بكل ما يحمله من تخلّف وفكر لا علاقة له سوى بشعارات براقة تستخدم في تغطية نظام دكتاتوري بكلّ معنى الكلمة. انتهى بتفرّد صدّام حسين بالسلطة ابتداء من العام 1979. استتبع ذلك سياسات غير مدروسة ومغامرات غير محسوبة بدءا بالحرب الطويلة مع إيران وانتهاء باحتلال الكويت.

لم يحلْ التغيير الكبير في العراق دون بقاء العلاقة اللبنانية – العراقية. بقي العراق مهتمّا بلبنان في كلّ وقت. كانت له منظمة فلسطينية سميّت “جبهة التحرير العربية” تعمل انطلاقا من لبنان. كان هناك فرع للبعث العراقي في لبنان. كذلك، كانت هناك أحزاب يسارية عدّة تتلقى أموالا وأسلحة من العراق. إلى ذلك، تحوّل لبنان في مرحلة لاحقة إلى ساحة من ساحات الحرب العراقية – الإيرانية. كان أحد فصول تلك الحرب، التي شملت تصفية البعثيين الشيعة الموالين للبعث العراقي، نسف السفارة العراقية في بيروت عن بكرة أبيها. أدّى تفجير السفارة في منطقة الرملة البيضاء يوم الخامس عشر من كانون الأوّل – ديسمبر 1981 إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم الطاقم الدبلوماسي والموظفون اللبنانيون. تبيّن لاحقا أن حزب الدعوة العراقي الموالي لإيران وراء تلك العملية التي لم يكن النظام السوري بعيدا عنها.

لم ييأس العراق من لبنان على الرغم من تفجير سفارته التي انتقلت في بداية 1982 إلى المنطقة الشرقية (المسيحية). بدأ العراق وقتذاك بنسج علاقات مع الأحزاب المسيحية تُوجت بإرساله دبابات إلى قائد الجيش ميشال عون (رئيس الجمهورية حاليا) وإلى “القوات اللبنانية” في العام 1989. كان ميشال عون وقتذاك في قصر بعبدا بصفة كونه رئيسا موقتا لحكومة مهمتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس أمين الجميّل الذي انتهت ولايته في الثالث والعشرين من أيلول – سبتمبر 1988. لم تستخدم الدبابات كما كان مطلوبا، أي في مواجهة الاحتلال السوري، بل استخدمت في الحرب بين ألوية الجيش الموالية لميشال عون و”القوات اللبنانية” التي كانت لا تزال وقتذاك مجرّد ميليشيا من ميليشيات الحرب.

انكفأ العراق عن لبنان بعد العام 1990 إثر انشغاله بموضوع الكويت. وبعد الثالث عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر 1991 عندما دخل الجيش السوري قصر بعبدا ومقر وزارة الدفاع في اليرزة، بدأ نظام الوصاية السورية. انتهى نظام الوصاية في السادس والعشرين من نيسان – أبريل 2005 بخروج القوات السورية من لبنان على دمّ رفيق الحريري. يصعب تحليل الدور الذي لعبه العراق في لبنان بين 2005 و2019، باستثناء أنّه يمكن القول إن العراق الذي سلّمته الولايات المتحدة على صحن من فضّة إلى إيران في العام 2003، بات جزءا من الهلال الفارسي الذي يبدأ في طهران وينتهي في بيروت. كلّ ما حصل في السنوات القليلة الماضية هو تعزيز الوجود الإيراني في بغداد وبيروت، إضافة إلى دمشق طبعا. صار عُرفا أن تختار إيران من هو رئيس الوزراء في العراق، كما صار رئيس الجمهورية في لبنان هو من يرشّحه “حزب الله” لهذا الموقع.

في ظلّ التلازم بين الثورتين اللبنانية والعراقية، يتغيّر العراق ويتغيّر لبنان في الوقت ذاته. هناك أحداث استثنائية يشهدها البلدان. لا تزال هذه الأحداث ذات الطابع الاستثنائي في بدايتها. لكن الأكيد أنّه سيكون لها تأثير على صعيدين. الأول مستقبل لبنان والعراق، والآخر مستقبل إيران. هل ينهي اللبنانيون والعراقيون الهلال الفارسي؟ سيتوقف الكثير على قدرة إيران، بالمشاركة مع “حزب الله”، على إبقاء العراق ورقة إيرانية. ما ينطبق على العراق، حيث سيتقرر مستقبل النظام الإيراني، ينطبق أيضا على لبنان حيث محاولة فاضحة لفرض حكومة جديدة يتمثل فيها “حزب الله” مع ما سيجرّه ذلك من ويلات على البلد.

 

التوافق غير موفّق

مروان اسكندر/النهار/الجمعة 06 كانون الأول2019

التمرد الشعبي في كل المناطق ومن جميع الأفرقاء كان برهانًا على تعب الشعب من حكم أهمل أبسط حاجاته وفرض عليه بسبب عجزه عن أي انجاز ضرائب تمثلت في اشتراكات مولدات الكهرباء الخاصة، شراء المياه، تقبل فرص الوظائف البسيطة، ومع ذلك كان هنالك اختراقات انجازية واعدة من شباب وشابات في مجالات تطبيق برامج المعلوماتية سواء لتعميم الاخبار والتعليقات أو التصدي لاخطاء برامج لشركات كبرى مثل “فايسبوك”. المعضلة التي أوضحت عجز العهد عن الانجاز كانت قضية الكهرباء وقد حظيت هذه القضية الحيوية بانتباه دراسة لهيئات اختصاصية ذات اهتمامات دولية، وهيئات تمويل اقليمية واصحاب رؤية مجردة. ويكفي ان نذكر الهيئات الدولية وننتقل الى جهود افراد كرسوا دراسات معمقة لهذه المشكلة التي بقيت خارج اهتمام وزراء الطاقة وتسببت في زيادة الدين العام سواء عن سبيل الاقتراض والتزامات الفوائد بما يساوي 51 مليار دولار كانت أكثر من كافية لتأمين حاجات اللبنانيين من العملات الدولية لاستيراد المشتقات النفطية، والادوية، والغذاء والتمتع بالسفر وأحياناً بالعلاج الطبي غير المتوافر في لبنان. وإحجام الحكم عن تبني برامج مجدية دفع القطاع الخاص الى استيراد معدات انتاج للكهرباء بلغ حجم انتاجها 1600 ميغاوات أي ما كان يساوي أو يزيد على الطاقة المتوافرة محليًا دون السفن المكلفة، والتي يبدو ان هنالك توجهًا لزيادة عددها. البنك الدولي انجز دراسة عام 1996 عن قطاع الكهرباء وأوصى بتشكيل الهيئة الناظمة للقطاع، وتأليف مجلس ادارة من أعضاء يتمتعون بالكفاءة، والتعاقد مع مؤسسة دولية للمحاسبة لوضع ميزانية حقيقية كل ستة اشهر، وإنشاء مركز للتحكم بتوزيع الطاقة.

عام 2000، أصدر البنك الدولي تقريرًا ثانيًا ركز فيه على توصيات تقرير عام 1996، كما أن المؤسسة الفرنسية للطاقة، والتي تعتبر الوحدة الكبرى في العالم في هذا النطاق، وفرت دراسة وتفصيلاً لمركز التحكم، وتحسين فاعلية تحصيل الفواتير واستعمال العدادات الالكترونية لقياس الاستهلاك ومن ثم انجاز التحصيل مصرفيًا وعند الامتناع ايقاف امدادات الكهرباء.

الصندوق الكويتي تقدم بعرض عام 2012، ولا يزال القيم على أعماله يؤكد ان العرض كان بالتعاون مع صناديق عربية لانجاز معامل كافية لتوليد الكهرباء وتغطية حاجات لبنان لـ20 سنة، وتحسين شبكة التوزيع، فكان هنالك رفض من الوزير باسيل الذي أكد ان ما يحتاج إليه مؤمن له بتخصيص ما يساوي 1.2 مليار دولار لمشاريع الكهرباء، وهو لم يحقق أي شرط من توصيات البنك الدولي ومؤسسة كهرباء فرنسا، ولم ينجز إلّا تحسيناً في محطة في الجنوب اضافت انتاج 200 ميغاوات، في حين أن التحسين في محطة الزوق لانتاج مماثل لم يتحقق حتى تاريخه، لكن تكاليف التحسين المفترض بلغت 700 مليون دولار، ولو خصص منها 100 مليون دولار لصيانة معامل انتاج الكهرباء من مياه الليطاني والتي تبلغ ثلاثة معامل بطاقة 190 ميغاوات لكان الوضع أفضل، لكن نزعة المسؤولين عن قطاع الكهرباء كانت استسهالية ومكلفة ولهذا السبب ارتفع دين تجهيز الكهرباء غير المحقق مع فوائده الى 51 مليار دولار تشكل 53 في المئة من الدين العام. استمرار مأساة الكهرباء التي تكلفنا سنويًا أكثر من 3.5 مليارات دولار ما بين انتاج لا يكفي 50 في المئة من الحاجات من مصلحة كهرباء لبنان، وانتاج مقابل يدفع ثمنه المواطنون من منتجي القطاع الخاص عن اشتراكات على مستوى 22 سنت لكل كيلووات/ساعة مقابل معدل 11 سنت على استهلاك مصلحة كهرباء لبنان. كل ذلك يجري ووزيرة الطاقة تسعى إلى إظهار قدراتها فتزور الباخرة المحملة أجزاء من معدات التنقيب عن الغاز والنفط التي أرسلتها شركة النفط الفرنسية على أمل بدء عمليات التنقيب هذا الشهر أو الشهر المقبل، ولكي تبرهن عن قدراتها تصرح بان تشكيل هيئة اشراف كما أوصى البنك الدولي يحتاج الى ثلاث سنوات، أي المدة المنتظر انقضاؤها مع انقضاء العهد.

يجب أن يدرك الحكم ان أكبر فشل وسبب لتعاظم الدين العام هو معضلة الكهرباء التي لم نشهد حتى تاريخه سعياً حقيقياً لمواجهتها بالعلم، والتعاون مع أطراف من أمثال الالمان، وحتى شركة كويتية تقوم بأعمال انشاء وتشغيل محطات كهربائية أكبر من كل حاجات لبنان تقدمت بعروض منذ سنوات ولم تحظ بالاهتمام، ويكفي ان نشير الى الدراسات الوافية والمختصرة التي توافرت للقيمين على شؤون الكهرباء من غير ان يبذلوا جهد قراءتها.

– تقارير البنك الدولي ومؤسسة كهرباء فرنسا.

– كتاب موثق من الدكتور محمد فواز الذي تولى ادارة مؤسسات هندسية وتجهيزية بالغة الاهمية للقطاع العام.

– تقرير من سيدة حظيت بمنحة لدراسة موضوع الكهرباء من مؤسسة محمد الصفدي وصدرت عن جامعة ستانفورد في كاليفورنيا عام 2011.

كتاب عن مشكلة الكهرباء وحلولها، والتنبيه إلى مخاطر الاستمرار في زيادة الدين العام بسببها، أنجزه الوزير منصور بطيش عام 2014. وقد شدد على مخاطر استمرار الاقتراض لمشاريع الكهرباء، أي المصيبة التي وقعت.

– كتاب موثق أنجزه “تيار المستقبل” ونشر عام 2015.

– مراجعة دراسة معمقة حول تأمين الكهرباء ومشاكلها المالية للدكتور منير يحيى استاذ سابق لهندسة الكهرباء في الجامعة الاميركية في بيروت وعضو مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان منذ سنوات، ومروان اسكندر الذي تظهر دراسته هفوات مشروع الوزيرة، والدراستان متوافرتان في كتاب صدر حديثًاً عنوانه “أسباب الانتفاضة”.

– خطة مبسطة لمعالجة قضية الكهرباء وضعتها الوزيرة عام 2019 وكل ما تحتوي عليه من حلول يتمثل في استئجار بواخر ترفع العجز مليار دولار سنويًا لثلاث سنوات.

حضرة الوزراء الجدد، وانتم في غالبيتكم من الطاقم القديم الذي أسهم في دفع لبنان الى حافة الافلاس، وتحوير دور المصارف بحيث اصبحت بالفعل قادرة على مصادرة أموال الناس دون أي تعهد لدفع الفوائد، أو تغطية الحاجات، أو تمويل الاستيراد، والأدوية وما شاكل ذلك، وحصر قدرات أو توجهات المصارف سيؤدي الى ضمور الدخل القومي بنسبة 5 في المئة سنة 2020، وسيكون الضمور سبباً في استعادة الشارع زخم الاعتراض واعلاء صوت الحق.

أيها السادة، لقد عجزتم عن معالجة الكهرباء، وامامكم معالجة موضوع المياه، سواء منها مياه الامطار وآبار الحفر، ومياه البحر الملوثة، واذا لم تعالجوا الكهرباء بنجاح، وتلوث مياه الشرب والري، فلا حاجة إليكم وستسمعون هدير الشعب بكل فئاته قبل انقضاء ستة أشهر وعندما يكون الطقس مشجعًا على التظاهر والتجمهر. المشكلة لم تنته، وليت للعهد قراء حقيقيين لكانوا استفادوا من قراءة دراسة روبير فاضل التي ركزت على تحول انتفاضة الجماهير وتصدر النساء للمطالب الى التمكين من السيطرة على الحكم وكانوا واثقين من ان الامر ليس مزحة. استفيقوا، فقد بعثتم الحياة في ضمائر اللبنانيين.

 

انتهت صلاحيّتكم؟

 راجح الخوري/النهار/الجمعة 06 كانون الأول2019

كان ينقص لبنان ان يغرق في السيول والبواليع، بعد شهر من الإختناق في مستنقعات السياسات الرخيصة وغير المسؤولة، التي تحاول ان تتعامى عن مآسي مسلسل إنتحار المواطنين هرباً من العوز والفقر، وكذلك بعد شهرين من طوفان الإنتفاضة الشعبية، التي تصرخ في وجوه السياسيين والمسؤولين، أولئك الذين صنعوا هذا الوضع الجحيمي الذي وصل اليه لبنان: كلكم يعني كلكم مسؤول وجاء وقت الحساب. من الواضح تماماً ان بواليع الطرق والساحات ستجرف المارة، وان مستنقعات الحسابات السياسية الحمقاء ستُغرق البلاد أكثر في دهاليز الأزمة المفتوحة، وان هدير الإفلاسات سيفتح بوابات الإنهيار الذي يقترب، وكل ذلك سيزيد ثورة الشعب تأجّجاً وسيضاعف غضب المواطنين، الذين فشلت كل أحابيل التفتين المذهبي والطائفي في إجهاض صرختهم المدوية في وجه هذه الدولة المسخرة: إنتهت صلاحيتكم فاخرجوا.

لست أدري بعد كل هذا التراشق بالبيانات وبالإتهامات الخطيرة بين بعبدا من جهة والمرجعيات السنية من جهة أخرى، لماذا لا يساق سعد الحريري مخفوراً ليوقع بالأكراه قرار موافقته، إما على تشكيل الحكومة التكنوسياسية التي رفضها منذ البداية، داعياً الى إستجابة الشارع وتشكيل حكومة إختصاصيين، وإما ان يوافق على تأييد بديل منه يختاره الرئيس ميشال عون مع الثنائي الشيعي، فلقد وصل الأمر الى حد الإهانة فعلاً، بعدما طالبوه تكراراً على رغم قبوله شفاهة بالبديل، سواء بمحمد الصفدي أو بوريثه سمير الخطيب، بأن يصدر بياناً مكتوباً لكي يصدقوه!

في أي حال، عندما يوضع أسم الحريري في رأس قائمة الإستشارات التي ستبدأ الإثنين، فذلك يكشف الأوراق المطوية، فإن لم يقبل بالعودة، سوف يدفع اسم الخطيب الى الأمام، وعندما تُستأخر الكتلة النيابية الكبرى المؤلفة من نواب “التيار الوطني الحر” والثنائي الشيعي [٤٢ نائباً] الى آخر المواعيد، فلكي يتم ضمان التسمية الملائمة، سواء كانت سمير الخطيب او أي إسم آخر يخرج من قبعة الإستشارات والتداولات التي تدور منذ ٣٧ يوماً بحجة تسهيل التأليف، الذي تحوّل إستشارات وتأليفاً وتكليفاً في الوقت عينه.

ليس من الواضح كيف سيتم إستيلاد حكومة تواجه أخطر أزمة في تاريخ لبنان تقريباً من أسوأ ظروف سياسية وإقتصادية ومالية تعانيها البلاد، التي أعلنت ثورة على السلطة السياسية ولن تتراجع غداً، وليس في وسع الدولة ان تقدّم لها شيئاً يدعو الى التراجع!

عندما أعلن ان رؤساء الحكومة السابقين، قالوا إن عون هالهم مرتين بخرق الدستور وتجاوز إتفاق الطائف، أولاً عندما اعتدى على صلاحيات النواب بالسعي الى تسمية الرئيس المكلف قبل الاستشارات الملزمة، وثانياً على صلاحيات رئيس الحكومة بعد تكليفه، وبعدما جاء الرد من بعبدا يتهمهم بعدم إدراك خطر الإسراع بإجراء الإستشارات، وانه يستخدم صلاحياته وحقه الدستوري بربط الإستشارات بالتكليف والتأليف لتجنيب وقوع البلاد في الفراغ، فمن الواضح تماماً ان التسوية السياسية صارت حطاماً منثوراً، بما يعني أن أي رئيس حكومة يُكلّف لن يكون قادراً إلا على حكومة اللون الواحد التي ستزيد بالتأكيد الخناق الشعبي والإقتصادي على الوضع المهترئ أصلاً، بما يعني ان الأزمة الخانقة ستطول كثيراً!

وعندما يقول رئيس المركز الإسلامي للدراسات الشيخ خلدون عريمط إن رئاسة الحكومة مختطفة من قبل العهد وبوهج السلاح والمقصود طبعاً “حزب الله”، وان هناك نسفاً للدستور وبات الأمر جزءاً من المشروع الإيراني في المنطقة، فعن أي حكومة جديدة نتحدث يمكنها ان تقف في مواجهة ثورة شعبية ترفض الجميع، وأزمة إقتصادية ومالية تخنق الجميع، وعقوبات حاضرة لتزيد الخناق على بلد مخنوق أصلاً؟!

 

لهذا سمى الحريري الخطيب.. والمخزومي قد يطيح به!

عبير عبيد بركات/الكلمة أولاين/الجمعة 06 كانون الأول2019

لا تزال البلاد تسير نحو تراجع إقتصادي ومالي نتيجة الأزمة التي تمر بها واستحالة تشكيل حكومة قادرة على محاكاة المرحلة الراهنة من خلال التوفيق بين التحديات التيي تواجهها البلاد ومطالب الشارع المعيشية والإصلاحية.

وحتى حينه، تبدو معالم تطويق الأزمة غير واضحة على وقع تحركات الشارع ردا على تفاهم عدة قوى سياسية على سمير الخطيب لترؤس الحكومة، إذ إن بعضهم لا يزال يصر على الرئيس سعد الحريري لتولي الحكومة رغم تماشيه مع التفاهم على الخطيب بما يجعل الحريري أمام مسؤولية عدم الإقدام على تقديم ذاته رئيس حكومة للمرحلة المقبلة.

لكن رواية وزير في تكتل نيابي "متواضع الحجم" مؤيد للحريري تشكل سردا للأسباب التي حدت بالحريري إلى عدم خوض غمار ترؤس الحكومة المقبلة والوصول إلى هذه المرحلة التي تشهد ترشيح الخطيب لرئاسة الحكومة، فيقول إنه بعد الإنتفاضة الشعبية، رأى الحريري إن هكذا واقعاً فرض ذاته على الساحة ومن المفترض أخذه بعين الإعتبار عملاً بما يحصل بالأنظمة الديمقراطية حيث تستقيل الحكومة للإتيان بأخرى تأخذ الى حد كبير بالمطالب التي طرحتها الإنتفاضة، فكانت الإستقالة رغم الموانع التي وضعت أمامه.

وبعد ذلك، بدأت مفاوضات مع الحريري لترؤس حكومة فكان كلامه أن المرحلة تتطلب فريق عمل لمعالجة القضايا المتفجرة حيث ينحصر عمل الحكومة في معالجة الأوضاع الإقتصادية-المعيشية-النقدية-المالية ولن تطرح أي موضوع آخر إلى جانب ذلك أي عنوان سياسي خارجي أو محلي، بما يفرض عندها المجيء بفريق من الإختصاصيين حصرا لمدة معينة حتى تجاوز هذه المرحلة. واذا ما نحت نحو ملفات سياسية داخلية او خارجية باستطاعة محور الممانعة طرح الثقة فيها بما يمكنه اسقاطها نتيجة حيازته على الغالبية النيابية

لكن الثنائي الشيعي، يتابع المصدر، قال للحريري أن معادلة إبعاد السياسيين عن الحكومة لا تصح نظرا لكونه ذو لون سياسي اذ هو رئيس حزب ونائب ويقود كتلة نيابية، فكان الجواب إذا كان هذا الأمر على هذا المنوال لا مانع لديه أن يتولى رئاسة الحكومة سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام نظرا لكونه عليم بالمجتمع الدولي وقادر على قرع الأبواب في معظم الدول، فلاقى ذلك اعتراضا من الثنائي الشيعي، وبالتالي طلبوا منه اختيار إسم آخر، فرد أنه يفضل أن يعمدوا إلى اختيار آل إسم الذي يجدونه مناسبا فكان إسم الوزير السابق محمد الصفدي الذي خرج من المعادلة بعد وقت قليل.

وكان من بعده اختيار الوزير بهيج طبارة الذي انسحب من هذه المهمة بعدما وضعت شروطا عليه توزعت بين توزير الثنائي الشيعي لكل من علي حسن خليل ومحمد فنيش والتيار الوطني الحر لكل من سليم جريصاتي وندى البستاني، فاعتذر عن المهمة، فوجد عندها أنه لا نية لتسهيل مهمته.

ثم برز في الواجهة اختيار المهندس سمير الخطيب نتيجة رغبة كل من الوزير جبران باسيل واللواء عباس ابراهيم وقبل به الثنائي الشيعي الذي في الوقت ذاته لا يزال يريد عودة الحريري لكن بشروط هذا الفريق، وسلكت الأمور هذا المنحى، رغم الإعتراض الذي يواجهه هذا الخيار من الشارع وكذلك بعض القوى التي ستؤيده على مضض إسوة باللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط.

وفي منطق الوزير الواسع الاطلاع بان الحريري وافق على الخطيب:

أولا: لكي لا يقال بأنه لا يريد إلا ذاته|.

ثانيا: لأن الحريري يتابع مع المجتمع الدول عدة ملفات دولية، لكن ترجمتها تتطلب وجود رئيس حكومة قائمة وليس تصريف أعمال، فأيد هذا الخيار استدراكا لتراجع الواقع المذري في البلاد، وربما يؤدي بالبلاد إلى الحد من الإنهيار الذي يفرض ذاته، رغم أن الثنائيس الشيعي لا يزال يميل نحو عودة الحرير لما يمثل من وزن سياسي كاشفا المصدر لموقع الكلمة أونلاين أن الحريري أوضح للثنائي الشيعي أنه حريص على تحييد لبنان عن أي نزاع مذهبي.

ثالثا: حيال عدم التفاهم مع الحريري كما تم التفاهم مع الخطيب، كشف المصدر أن الحريري أبلغ الخليلين أي علي حسن خليل وحسين الخليل، أنه إذا ما شكل حكومة اختصاصيين، لن يبحث أي ملف سياسي، بل ستقدم معالجة الأزمة الإقتصادية.، لكن الثنائي والتيار الوطني أصرا على حكومة سياسية أي إلى حد مكا تستنسخ حكومة تصريف الأعمال بما حدا بالحريري إلى الإعتذار عن تولي حكومة لا تلاقي مطالب الشارع وقادرة على معالجة الأزمة.

وما يقلق هذا الوزير هو المهلة الفاصلة بين إعلان التفاهم على الخطيب ومهلة الإستشارات النيابية، إذ من شأن ذلك أن يدفع ربما بالخطيب للإعتذار عن هذا التفاهم الذي حصل معه تحت وطأة تحركات الشارع التي جزءا منها تجري بتشجيع من النائب فؤاد مخزومي الذي قد يكون خلفا للخطيب ولو كان ذلك رئيسا لحكومة من لون واحد إذا ما كان الخطيب اعتذر والإستشارات لا تزال قائمة حيث إن التيار الوطني الحر وفق مقربين من الخطيب يميل إلى تأييد المخزومي لهذه المهمة نظرا لشبكة علاقاته ولا سيما ان مقربين من الخطيب يرددون بان اجتماعات تحصل بين مقربين من المخزومي وناشطين من الحراك لطمأنتهم أنه في حال توليهم رئاسة الحكومة سيأخذ مطالبهم بعين الإعتبار، كما سيدخل بعضهم إلى حكومته في مقابل نفي مصدر مقرب من مخزوني هذه الشائعات

لذلك يرى المصدر الوزاري المطلع أن الساعات المقبلة تحمل تطورات قد تؤدي إلى تغييرات في مسار اختيار رئيس حكومة ولا سيما أن كل من رئيس الجمهورية عون وباسيل يريدان إقصاء الحريري عن اللعبة السياسية للإتيان برئيس لحكومة من لون واحد خلافا لما يمكن أن يحصل مع الخطيب الذي فرضت المعطيات الإقتصادية السلبية على الحريري تأييده للملمة الوضع من دون معرفة حتى اليوم عن نوعية وصيغة حكومته وعما إذا كانت ستشهد النور لا سيما أن ما رفضه كبارة يتم إسقاطه على الخطيب من صيغة لحكومته

 

الحكومة التكنو-سياسية وكابوس الخراب

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 06 كانون الأول2019

ربما تكون الدعوة إلى استشارات نيابية يوم الإثنين مجرد مناورة سياسية لتنفيس الاحتقان السنّي من جهة، واحتقان الشارع المنتفض من جهة أخرى. ولكن، المؤكد أنّ قوى السلطة لم تبدِّل مخططها. فهي تتجنّب تشكيل حكومة اللون الواحد حتى لا يردّ عليها المجتمع الدولي بحصار قاتل، وتسعى إلى إحياء الحكومة الحالية إمّا بتعويمها (هناك سابقتان في تاريخ لبنان)... وإلّا فاستنساخها بشكل مُموَّه، أي باستخدام العنوان «التكنو- سياسي». في عبارة أشدّ وضوحاً: بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحليفاتها، إنّ الحكومة الحالية، التي يتحكّم «حزب الله» بقرارها، هي حكومة لون واحد، ولكن مموَّهة، لأنّ «الحزب» استطاع تغطيتها بتنوّع سياسي وطائفي ومذهبي عديم الفاعلية. ولا تقتصر التغطية على حلفاء «الحزب» من المسيحيين، ولاسيما «التيار الوطني الحر»، وبعض السنّة والدروز، بل أيضاً على القوى الأخرى المصنَّفة أساساً من 14 آذار أو الوسطية أو المستقلة كتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي». فهذه القوى فقدت تموضعها الأساسي عندما انخرطت في الصفقة السلطوية عام 2016، ووافقت على المقايضة المعروفة: لـ«الحزب» خصوصيتُه التي يعترف بها الجميع استثنائياً حتى انتهاء الصراع القائم في الشرق الأوسط، فيُطوى كل بحثٍ من مسائل السلاح وخيارات الحرب والسلم. وفي المقابل يتمتع الشركاء بالسلطة ويتقاسمون المواقع والنفوذ، والغنائم طبعاً.

هذه الصفقة كانت الوصفة المثالية للخراب، لأنّها زوَّجت السلاح للفساد. ليس ضرورياً أن يكون «زواج متعة» لبعض القوى التي تحاذر أن توافق على الفساد، أو لبعض القوى التي ترفض تكريس السلاح، إلّا أنّ الجميع اقتنعوا بأنّه «زواج مصلحة»، وأنّ الطلاق ممكن في أي لحظة.

اليوم، هناك حالات طلاق داخل جماعة الصفقة. وهناك حالات «نصف طلاق»، وأخرى تُعتبر أقرب إلى الهَجر. فقد وقعت الواقعة وتفرَّق العشّاق. وعلى الأرجح أنّ هناك نادمين. ولكن، هناك مَن لا يزال يفتش عن موقعه في الصفقة الجديدة، ولو كانت استنساخاً للسابقة التي وقعت الكارثة في أحضانها.الحكومة الحالية - المستقيلة - وتلك التي سبقتها منذ عام 2017، وما قبلها، كلها تتغذّى بوقود مشترك هو الفساد، الذي به أوصلت البلد اليوم إلى الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي الذي تأخّر وقوعه سنوات على الأرجح، لا بسبب قدرة لبنان على الصمود، بل بسبب عمليات التنفس الاصطناعي التي كان يتلقاها من «المُحْسنين» العرب والأجانب.

ولكن الطاقم السياسي المنغمس في ملذات الفساد، ربما كان يدرك أو لا يدرك أنّ أحداً من الدول لا يمنح المال من دون مقابل. فهناك في النهاية ثمن سياسي سيُدفع للمانحين. ولطالما طُرِح السؤال: ما هو الثمن الذي يجب على لبنان أن يدفعه من أجل إنقاذه؟

على الأرجح، اليوم حلّ موعد الاستحقاق السياسي. وليس على الطاقم السلطوي أن يستغرب ما يمرّ فيه لبنان. على العكس، هناك مَن كان يعرف جيداً ما يجري. وهناك مَن كان يعرف أقلّ. لكن الجميع باتوا اليوم في الجوّ تماماً. وليس لهم إلّا أن يختاروا.

وفي عبارة أخرى، عليهم أن يختاروا ما هو السبيل الأفضل لخروج البلد من المأزق. لكنهم في الغالب ما زالوا يفتشون عن سبيل لإبعاد أنفسهم عن النار. وأمّا مصير البلد فما زال مسألة قابلة للنقاش.  طرفا التركيبة السلطوية لا يبديان اليوم أي رغبة في نسفها، بل يسعيان إلى تكريسها واستثمار مفاعيلها: «حزب الله» يعتبر لبنان منصة متقدمة، في شرق المتوسط، لحماية النفوذ الإيراني. وأما القوى الشريكة في الحكم فلا شيء يهمُّها إلّا استمرار التمتع بالنفوذ والمغانم. والأهم بالنسبة إليها هو عدم الانزلاق إلى مكان تنكشف فيه الفضائح وتتحقق المحاسبة، لأنها ستكون عسيرة. وهذه القوى لا يهمها هدف «الحزب» الاستراتيجي، ولكنها تتمسّك بالتركيبة القائمة لغايات أخرى.

الآن، السيناريو المتوقع، وفق ما يتقاطع من معلومات، هو الآتي:

إذا تجرّأ الطاقم السلطوي على استنساخ تجربة الحكومة المستقيلة، فإنّ القوى الشعبية المنتفضة ستعتبر ذلك تحدياً كبيراً لها، وإنكاراً لما حققته منذ 17 تشرين الأول الفائت. وهذا ما سيتسبّب بموجة عارمة وشاملة من الرفض والاعتراض.

كما أنّ المجتمع الدولي - ولا سيما منه الولايات المتحدة - سيضع الحكومة المستنسخة في خانة واحدة مع حكومة اللون الواحد. وهذا يعني أنّ هذه الحكومة ستواجه بالحصار الخانق الذي تحاول قوى السلطة أن تتجنّبه. وسيقود ذلك إلى كارثة مريعة اقتصادياً ومالياً ونقدياً لا يمكن أن يتحملها البلد.

وإزاء هذين الواقعين، النقمة الشعبية العارمة والكارثة الاقتصادية - الاجتماعية، لن يكون ممكناً لأحد أن يقدِّر التداعيات والعواقب. ويكفي التذكير بما يلوِّح به الناس عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل من أعمال شغب وتحطيم وإحراق، إذا وصل بهم الأمر إلى الجوع.

فليس صعباً على مواطنٍ قرّر الانتحار، أن يقوم بأعمال الشغب، ضد أيّ كان وأي شيء كان ولأي سبب كان، ومهما كانت العواقب. فالقوى المولجة بالأمن موزّعة اليوم: تحمي المتظاهرين والمعتصمين، وتحمي المؤسسات العامة والمرافق، وتحمي حقّ الناس في المرور، وتحمي المصارف، وتحمي الزعماء والمسؤولين… وتحمي نفسها! فهل مطلوب منها أن تتوزع أيضاً على محطات الوقود والأفران والسوبرماركت والمدارس والجامعات والمستشفيات والصيدليات وسواها؟ وهل يكفي الأمن للحماية؟

سيكون خطأ فادحاً إيهام الرأي العام بأنّ الحكومة التكنو-سياسية هي نصف الطريق نحو حكومة التكنوقراط، فيما هي عملياً نصف الطريق نحو حكومة اللون الواحد.

 

هذا هو سيناريو الغرف السوداء والضمائر السوداء فأين هي الثورة وأين هم الثوّار؟

عقل العويط/النهار/6 كانون الأول 2019

كتبتُ قبل يومين أنّ الساعة الصفر قد اقتربتْ، مخاطبًا الثوّار: أعِدّوا العدّة للمواجهة. مواجهة استبداد السلطة، ومواجهة احتقارها لشعبها الجائع، بالأساليب والطرق التصعيديّة السلميّة الجامعة الموجعة، التي تقلب الطاولة على تحالف الطغيان والشرّ والفساد الحاكم.

الثورة، الانتفاضة، سمّوها كما تشاؤون، هي أمام الامتحان الأصعب. وفي الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان. الثورة، الانتفاضة، سمّوها كما تشاؤون، مطالَبةٌ على الفور بأنْ تكشف من جديد عن وجهها الثوريّ النبيل. وبأن تشمّر عن زنودها. وبأنْ تواجه السلطة بخطّةٍ متكافئة.

في هذا الامتحان الأصعب، إمّا تكون المواجهة متكافئة، وإمّا لا تكون. فإذا لم تكنْ الخطّة، خطّة الثورة، الانتفاضة (سمّوها كما تشاؤون) على قدْر المقام، قاطعةً لأنفاس أهل السلطة، مُحكَمة، ومُفشِّلة لخطّة تحالف الطغيان والشرّ والفساد الحاكم، فليذهب الأحرار الثائرون والمنتفضون والمتمرّدون والجياع والحالمون إلى بيوتهم.

نحن الآن في توقيت الساعة الصفر. أكرّر: نحن الآن في توقيت الساعة الصفر. ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنّ السلطة الحاكمة أنجزت مشاوراتها واستعداداتها في الغرف السرّيّة، تأليفًا وتكليفًا. بالنسبة إلى التكليف والتأليف، أعّدت السلطة الأسماء والبدائل والدمى المناسبة تحسبّا للطوارئ والمفاجآت.

بناءً على ذلك، دعا رئيس الجمهوريّة إلى إجراء الاستشارات الملزمة يوم الإثنين (9 كانون الأوّل)، بعد شهر على استقالة الحكومة المشؤومة.

المشهد واضحٌ للغاية:

إقرأوا كتّاب السلطة، وإعلاميّيها، وأبواقها، وألسنتها، واسمعوهم جيّدًا وبانتباه، تعرفوا جيّدًا وبوضوح أنّ وقت "طقّ الحنك" قد أصبح وراءنا. وأنّ حكومة تحالف الطغيان والشرّ والفساد على الأبواب. إقرأوني جيّدًا: الحكومة الجهنّمية الموعودة باتت على الأبواب. الأسبوع المقبل سيشهد ولادة حكومةٍ، هي ابنة الائتلاف الميمون بين "العهد" و"التيّار الوطنيّ الحر" والثنائيّ الشيعيّ، "حزب الله" وحركة "أمل"، وشركاء هؤلاء في الكتل الأخرى. وهي ابنة المنضمّين (من الأساس) إلى هذا الائتلاف من "اختصاصيّي" (وخبراء) "تيّار المستقبل" و"الحزب التقدميّ الاشتراكيّ". وهي أيضًا (هذه الحكومة) لا بدّ أنْ تكون أيضًا ابنة هذا الائتلاف مع الدمى "الثوريّة" و"الوطنيّة"، الرخيصة والانتهازيّة والمتسلّقة من هنا وهناك. وهلمّ. هذا هو السيناريو الذي انتهى إليه أهل الغرف السوداء والضمائر السوداء. في المقابل، قيل لنا منذ يومين، منذ ثلاثة أيّام، منذ أربعة، إنّ أهل الثورة يهيّئون الأرض (بطريقةٍ مبكّلة) لاستعادة الوضوح ولاستعادة الأرض. لاستعادة كلّ الوضوح. ولاستعادة كلّ الأرض. هذا اليوم هو الجمعة 6 كانون الأوّل 2019. لحدّ هلّق ما شفنا شي. فماذا تنتظرون؟! بوضوحٍ فجّ، ساطع، وغير مهتمّ باللياقات، أقترح الآتي: فليكشف لنا أوراقه، هذا الشارع الحرّ الثائر والمنتفض والمتمرّد والجائع. إمّا أنّه لا يستطيع أكثر ممّا استطاع. وهذا غير دقيق وغير مقبول. وإمّا يرضخ للأمر الواقع. وهذا عيبٌ جبانٌ ما بعده عيبٌ جبان. وإمّا يذهب هذا الشارع العظيم بأهل السلطة إلى الجحيم. إلى مزبلة التاريخ. وهذا هو المطلوب. أشهد أنّ هذا الشارع الثائر الحرّ المتمرّد المنتفض الجائع، قادرٌ على ذلك. أؤمن بأنّ هذا الشارع قادر.

يلّا. شو ناطرين!؟

 

"حزب الله" يعلنها حربا على الثوّار

فارس خشّان/الحرة/06 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81188/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b9%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7-%d8%ad%d8%b1%d8%a8%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ab/

"حزب الله" يتصرّف في هذه المرحلة، كما لو أنه يخوض حربا جديدة.

لا مبالغة في هذا الاستنتاج، فهو وليد كلام واضح نطق به الحزب على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد الذي قال بالحرف: "ما نحن بصدد مواجهته، من هذا الوجه من الحرب الناعمة، يوازي حرب تموز (يوليو) 2006.

لاحظوا كم هي المسألة كبيرة بأبعادها وأهدافها ونتائجها، لكن كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن في هذه الحرب".

كلام رعد خطر للغاية، فهو ينظر إلى الجزء الثائر من الشعب اللبناني، على قاعدة أنه آلة حرب، وإلى جميع من يدعم هؤلاء الثوار ويريد الاستجابة لمطالبهم، على قاعدة أنهم رعاة هذه الحرب.

وإذا كان "حزب الله"، من هذا المنطلق، يطمح إلى تسجيل انتصار، فهذا يفيد بأنه يضع كل ما يملك من طاقات لإلحاق هزيمة ساحقة بثوار لبنان وبكل من يتفاعل إيجابا معهم.

بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ رفاهيته وقوته ودوره كلها مرتبطة بإيران

ولكن، ماذا يقصد "حزب الله" بالانتصار؟

ببساطة، هو يريد أن يعود إلى المعادلة السياسية التي كانت عليها الحال قبل انطلاق الثورة في 17 أكتوبر الماضي، أي ترسيخ وضعية ميشال عون في رئاسة الجمهورية، والحيلولة دون إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتشكيل حكومة جديدة تستنسخ، بمعادلاتها، تلك التي خسر معركة منعها من الاستقالة.

وما كان "حزب الله" ينفيه، لا يتردد حاليا في تأكيده وتقديم الأدلة على صحته، فالمعادلة السياسية السابقة لـ 17 أكتوبر رسّخته متحكّما بالقرار اللبناني، في مقابل توزيع المغانم على كل من عاونه في ذلك.

ولهذا السبب، فإن المطالب الشعبية الرامية إلى إلغاء هذه المعادلة والمطالبة بخروج مكوّناتها تباعا من السلطتين التنفيذية فالتشريعية، يعتبرها "حزب الله" حربا عليه وعلى حكمه وعلى نفوذه وعلى تفوّقه، وتاليا فهو يتعامل مع الثوّار على قاعدة العداء، حتى ولو اضطر بين الحين والآخر، على أساس محاولات الاستيعاب، إلى وضع بعض السكر على لسانه المر.

وانطلاقا من ذلك، يمكن فهم التركيبة الحكومية التي يعمل "حزب الله" وملحقته "حركة أمل" على تشكيلها، عبر "ثنائي التفاوض" المشكل من حسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام للحزب وعلي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس "حركة أمل" الذي هو في آن رئيس مجلس النواب.

يهدف "الخليلان" ـ وهو اللقب الذي يطلقه عليهما اللبنانيون ـ إلى إقناع أهم مكوّنات الحكومة المستقيلة بالعودة، بطريقة أو بأخرى، إلى الحكومة الجديدة. بطبيعة الحال، لا يعانيان أي مشكلة مع فريق رئيس الجمهورية حيث يبرز صهره جبران باسيل الذي يخشى أن ينهار كل ما قدمه من أجل وراثة كرسي "عمّه" في القصر الجمهوري.

ولكن "الخليلين" وجدا عقبات لدى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري كما لدى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، من دون أن يبذلا أي جهد لإزالة "المستحيلات" المعلنة عند رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع أو رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" سامي الجميّل.

كلام رعد خطر للغاية، فهو ينظر إلى الجزء الثائر من الشعب اللبناني، على قاعدة أنه آلة حرب

ونجحت "الترسانة" التي يتوسلها "الخليلان" في "الإقناع" بنزع تنازلين من الحريري وجنبلاط، فهما قررا تسهيل مهمتهما، من خلال الموافقة على تسمية "رئيس الحكومة البديل" والمشاركة في الحكومة من خلال وزراء اختصاصيين غير حزبيين.

ومن شأن نجاح "الخليلين" ومعهما رئاسة الجمهورية في تشكيل حكومة بهذه المعادلات أن تضعف المعارضة السياسية المرتقبة، بعدما انقسم ظهرها، فجعجع سيجد نفسه إلى جانب "حليف" لا يربطه الود به بل التنافس، وهو سامي الجميل، وبعيدا من حليفين يريد أن تربطه بهما المصالح السياسية والوطنية، وهما الحريري وجنبلاط.

كما أن تكلل نجاح الخليلين "الدفتري" عبر تسجيله في منظومة المؤسسات، من شأنه أن يلحق هزيمة كبيرة بالثوار وبكل من دعمهم، ذلك أنّ من أخرجوهم من الباب عادوا إليهم من النافذة.

ولكن هل يمكن اعتبار الانتصار الذي ينشده "حزب الله" انتصارا فعليا؟

من وجهة نظر الحزب الاستراتيجية هو انتصار كامل، فمهمته أن يبقى متسيّدا على الساحة اللبنانية، حتى يتمكن من إبقائها جزئية فاعلة لمصلحة "الأجندة الإيرانية".

ولم يعد خافيا على أحد أن "حزب الله" لا ينظر إلى لبنان على قاعدة أنه بلد قائم بنفسه، بل على أساس أنه جزء لا يتجزأ من المدى الاستراتيجي الإيراني.

بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ رفاهيته وقوته ودوره كلها مرتبطة بإيران، فإذا سمح للشعب، الذي يقدم مصلحته على أي مصلحة أخرى، بتحقيق أهدافه، فهذا يعني أن قدرته على أخذ لبنان إلى حيث تتطلب المصلحة الإيرانية، سيصيبها الوهن، وتاليا فأهميته ستتراجع والامتيازات التي يحصل عليها ستتقهقر.

وهذا الاختلاف العميق في "الأجندات" بين ثوّار لبنان الذين يحوزون على تأييد غالبية الرأي العام، من جهة و"حزب الله" الذي يملك القوة وما يرافقها من استعدادات وأوهام من جهة أخرى، وضعهما في جهتين متقابلتين، وسمح لمحمد رعد بإعلان الحرب.

إن انتصار "حزب الله" في هذه الحرب ـ وهذا غير مستبعد إذا لم يزخم الشعب ثورته ـ ستكون له نتائج كارثية أعنف بكثير من تلك التي يعيشها اللبنانيون حاليا، لأنه يدخل لبنان نهائيا في "محور الجوع" المشكل من سوريا والعراق وإيران واليمن وفنزويلا وغيرها.

ولن يجد لبنان المنضوي نهائيا في "محور الجوع" من يقف إلى جانبه، فالاستجابة لتطلعات الشعب الثائر فتح باب الأمل في جذب المساعدات على قاعدة الإصلاحات وعلى قاعدة الاهتمام بالذات الوطنية.

قبيل الثورة، وفي ختام زيارته الأخيرة للبنان، تحدث السفير الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين عن عجز الطبقة الحاكمة وقال: "لا يمكن أن نجد مؤشرا اقتصاديا وماليا واحدا ليس سيئا".

إن انتصار "حزب الله" في هذه الحرب ستكون له نتائج كارثية

وبعد مرور أسابيع على انطلاق الثورة، قال نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، وذلك بعد أيام قليلة على انعقاد اجتماع في باريس ضم مسؤولين فرنسيين وبريطانيين وأميركيين، للبحث في الوضع اللبناني: "إنّ هناك أكثر من 11 مليار دولار تنتظر، ولكن لا توجد حكومة غربية مستعدة لإنقاذ لبنان إذا لم يستوعب السياسيون رسالة الشارع".

وهذه المرة الأولى التي تعصف فيها مشاكل تصل بلبنان إلى حافة الجوع، ونجد الدول الخليجية عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا، صامتة صمتا كاملا، كأنها لا ترى ولا تسمع.

وتفيد المعلومات أن باريس فاتحت الرياض وأبوظبي بإمكان تقديم مساعدة عاجلة للبنان، فجاءها الجواب: "إذا تشكلت حكومة، كما يريدها الشارع اللبناني، فنحن جاهزون. في حال حدوث العكس، فلسنا معنيين".

إذن، "حزب الله" أعلنها حربا فإذا انتصر فليس لديه ما يقدمه للبنانيين إلا المزيد من التعثر والفقر والجوع وإقفال كوّة الأمل.

 

الحكومة أولا"!

د.توفيق هندي/06 كانون الأول/2019

1- ثمة ضرورة مطلقة لتبدية الإقتصادي على السياسي في هذه المرحلة، لأن إفلاس لبنان داهم (3 أشهر على الأكثر) ولأن نتيجته الفوضى العارمة وتفلة الوضع الأمني وتعميم شريعة الغاب وزوال القطاع المصرفي وزوال لبنان الدولة والكيان وفي النهاية، العودة إلى الميليشيات الطائفية والمذهبية بعد الخراب ونتيجة" له.

2- المدخل الضروري لوقف الإنزلاق نحو الإفلاس هو بتشكيل حكومة بالسرعة البيانية لأن كل يوم تأخير يعمق الأزمة الإقتصادية-المالية-النقدية ويجعل الوضع أكثر تعقيدا" وأكثر إستعصاءا" للحل على المستوين الإقتصادي-المالي-النقدي والسياسي.

3- أي حل لكي ينجح، يجب أن يكون إنعكاسا" لحقيقة موازين القوى، وإذا لم يكن كذلك، فهو معرض للسقوط في أي لحظة. هذه قاعدة عامة تحكم مسارات العلاقات بين البشر في أي مرحلة من مراحل تطورها وفي الميادين كافة. وهنا، لا مجال للتمنيات والأحلام والميثاليات والتشاطر. ثمة حقائق مادية ملموسة تفرض نفسها على الجميع.

4- لذا، يتطلب تشكيل الحكومة الأخذ بالإعتبار العناصر التالية:

- أن يتمتع رئيسها بعلاقات دولية ذات شأن لكي يتمكن من التعاطي بفعالية مع المجتمع الدولي ويستجلب المساعدات الضروروية لإنقاذ لبنان من الإفلاس.

- أن لا تشكل الحكومة على قاعدة المحاصصة بإعطاء كل كتلة نيابية حصة بالحكومة تكون إنعكاسا" لوزنها العددي في البرلمان.

- أن يعين في الوزاراة التي هي مسرح للإستباحة والنهب (الطاقة، الإتصالات، المال، الإقتصاد، البيئة،...) وزراء أخصائيين نظيفي الكف لا علاقة لهم بالطبقة السياسية الفاسدة. هذا الشرط يستجيب لطلبات المجتمع الدولي والإنتفاضة معا".

- أن تتمثل أحزاب السلطة لأن لا مفر من ذلك طالما أن تشكيل الحكومة بيد البرلمان.

- ضرورة قبول حزب الله وحلفائه بحصة لا تتجاوز الثلث زائد واحد (وليس النصف زائد واحد كما ورد في بعض الصحف). فيكون حزب الله خخف من سطوته على الحكومة دون أن يخرج منها (علما" أن إخراجه منها من رابع المستحيلات في ظل موازين القوى القائمة)، مما يسهل مطالبة المجتمع الدولي بالمساعدات الموعودة.

- ضرورة أن يتضمن البيان الوزاري برنامجا" إصلاحيا" حقيقيا" على متنه إجراءات إقتصادية ومالية عملية موجعة لأطراف السلطة، يمكن الشروع بتطبيقها فور حصول الحكومة على الثقة.

عندها، تكون الحكومة مراقبة داخليا" وخارجيا".

داخليا"، من خلال حضور ويقذة الإنتفاضة التي تتحول إلى السلطة المضادة، سلطة الرقابة والمحاسبة الشعبية التي يخشاها لصوص الطبقة السياسية الفاسدة.

وخارجيا"، من خلال رقابة المانحين الذين باتوا حذرين ومتنبهين من فساد الطبقة السياسية اللبنانية. إن هذا التدبير مرحلي يوقف التدحرج نحو هاوية الإفلاس والفوضى والخراب. غير أنه لا يمكّن لبنان من إستعادة عافيته الإقتصادية والمالية وإزدهاره. هذا أمر آخر، يتطلب إستعادة لبنان سيادته وإستقلاله وحريته، أي التخلص من السطوة الإيرانية عليه ومن هذه الطبقة السياسية الفاسدة.

يبقى الأمل بديمومة هذه الإنتفاضة وبتطوير رؤيتها وآليات عملها. إنها تحتوي على عناصر النهضة والتخلص من تركيبة لبنان الإجتماعية-السياسية المتأصلة في الإجتماع اللبناني والتي هي أساس فساد الطبقة السياسية.

وقد وصّفها أوهانس باشا قيومجيان، آخر متصرف في كتابه الذي نشر من حوالي العشر سنوات في فرنسا على النحو التالي: إنها مزيج هجين من الإقطاع الآري والقبلية السامية.

 

ملالي طهران والمقامرة الخاسرة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

عندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية في أكثر من 100 مدينة إيرانية كبرى، بما في ذلك العاصمة طهران، أصبح من الواضح على نحو صريح حجم التخبط والمعاناة التي تعاني منها النخبة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية بشأن اتخاذ القرار السليم إزاء ما يجري.

وشرع الفصيل المؤيد للمرشد الإيراني علي خامنئي في توصيف الاحتجاجات بأنها نسخة مكررة وسخيفة من الاحتجاجات التي تناثرت هنا وهناك عبر صفحات تاريخ إيران منذ قيام الثورة في عام 1979 وحتى يومنا هذا. ووصفت صحيفة «كيهان» اليومية، والمعروف عنها تأييدها كل ما يصدر عن خامنئي وزمرته، الاحتجاجات الراهنة بأنها مجرد حالة من الاضطرابات غير المتصلة التي أثارتها حفنة رخيصة من مثيري الشغب. وقال علي خامنئي نفسه، إنه لا يتصور الاحتجاجات بأكثر من كونها «مطباً مصطنعاً» على طريق الحضارة الإسلامية الجديدة والعظيمة، التي يزعم أنه يواصل بناءها بكل إخلاص وأمانة.

كما وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الأمر بأنه «شغب أعمى من دون قيادة».

وسخرت الأصوات المؤيدة للنظام الإيراني في الغرب من الأمر برمته، ووصفته بأنه لا يعدو مجرد «زوبعة في فنجان»، وقالت إن حفنة المنفيين الذين يشنّون حملات حقوق الإنسان على النظام الإيراني غير قادرين بالكلية على طرح القيادة البديلة الجادة واللازمة لمواجهة الحكومة في إيران.

وحاولت شراذم الفصيل الإيراني الساعي للإصلاح توصيف الاحتجاجات الحالية بأنها ليست إلا غلياناً شعبياً على رفع أسعار البنزين في إيران لثلاثة أضعاف دفعة واحدة.

كما حاولت جماعات الضغط الموالية للجمهورية الإسلامية في الخارج الترويج لنسخة ثالثة من تفسير الأوضاع الراهنة بقولها إنه في حين أن مثيري الشغب يتصدرون الاحتجاجات في الشوارع الإيرانية، فإن جماهير الشعب التي تؤيدهم ليست لديهم مظالم معيشية حقيقية ضد النظام. وأصروا على أن الرئيس حسن روحاني كان يحاول زيادة إيرادات الحكومة من أجل المحافظة على سريان سفينة الدولة في مسارها المعقول. ولم يكلف أحد من أبناء المؤسسة الحاكمة في إيران نفسه عناء التساؤل عن سبب استعداد الكثيرين من أبناء الشعب الإيراني المخاطرة بأنفسهم وأرواحهم من أجل إسماع أصواتهم للنظام الحاكم بغية أن يفعل ما يلزم كي يعالج المظالم ويضبط الأحوال في البلاد. وبعد فترة من التردد في بادئ الأمر، تمكنت النخبة الحاكمة في إيران من استعادة وحدتها في مواجهة الأزمة من خلال الاستجابة المثلى في تلك الظروف، ولا نقول أبداً إنها الوسيلة المثلى الوحيدة، لكن الوسيلة «الوحيدة» التي لا يعرف النظام الإيراني الحاكم سواها في معالجة مثل تلك الأمور: أي القمع الأمني الوحشي الذي أودى بحياة المئات من المواطنين، فضلاً عن اعتقال أكثر من 10 آلاف مواطن حتى الآن.

ولقد أعيد تغيير المسميات التي ظهرت أول الأمر في وسائل الإعلام الرسمية، من «مثيري الشغب» إلى «المقاتلين المسلحين المدربين على أيدي القوى الأجنبية» الذين جرى إرسالهم إلى إيران كي تتحول إلى سوريا أخرى. ووصل الجنرال حسين سلامي، أقرب المساعدين العسكريين من علي خامنئي، إلى أقصى درجات التطرف والمبالغة بزعمه أن إيران تواجه «حرباً عالمية حقيقية على أراضيها».

ثم، وعلى نحو مفاجئ، جرى التخلي تماماً عن مزاعم أن الاحتجاجات الراهنة تتحرك على غير هدى ومن دون قيادة واضحة.

إذ أكد علي خامنئي بنفسه أن «أسرة بهلوي الخبيثة» تتسيد وتقود أعمال الشغب الشعبية بالتعاون مع منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة، أو ما وصفهم بالمنافقين، على حد وصفه. وفي تلك الأثناء ذاتها، خرجت آلة الدعاية الخمينية الرسمية علينا برواية جديدة تماماً حين قالت: واجهت الجمهورية الإسلامية في الفترة السابقة تحديات ملحمية وخطيرة، ولقد نجحت نجاحاً باهراً في سحق تلك التحديات من دون التنازل قط عن ثوابتها أو التراجع عن مبادئها، ناهيكم عن أي محاولة لإعادة صياغة أي من السياسات الداخلية أو الخارجية الرسمية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن التأثيرات الوسيطة المدى من الاحتجاجات الراهنة لا تزال خاضعة للتنبؤات والتكهنات، إلا أن نتائجها الفورية والمباشرة كانت واضحة وجلية في حالة التراجع المتعددة الصفوف والجوانب من قبل الزمرة الخمينية الحاكمة. وأول أوجه هذا التراجع كان واضحاً على الصعيد الآيديولوجي.

فعلى نحو مفاجئ، تلاشى الحديث الزائف عن «غزو العالم» و«إقامة الحضارة الإسلامية الجديدة والعظيمة»، وطوته غياهب النسيان.

وأعرب خامنئي، في خطاب غير عادي، عن آيديولوجيته الجديدة حين قال: «إذا رغب الشعب الإيراني في المحافظة على معيشتهم الطيبة وعلى أمنهم، فيتعين عليهم التمسك بالجمهورية الإسلامية وحكومتها».

وقال الرئيس حسن روحاني، إن نسبة 70 في المائة من الشعب الإيراني يعيشون في الفقر، في حين أن نسبة الـ30 في المائة الأخرى يعيشون حياة طيبة ومزدهرة. وكان خامنئي قد أوضح قبلاً أنه يتطلع إلى معاونة نسبة الـ30 في المائة المزدهرة من الشعب الإيراني في الحفاظ على بقاء نظام الحكم. وكان الخميني، في زمانه، قد زعم أن ثورته «الإسلامية» كانت من أجل «فقراء الشعب الإيراني» الذين أطلق عليهم مسمى «المحرومين أو المستضعفين» باللغتين العربية والفارسية. والآن، نجد علي خامنئي وهو يقول إن ذلك المصطلح قد أسيء فهمه.

وفي الأسبوع الماضي، زعم خامنئي في فتوى من فتاويه قائلاً: «لقد أسيء فهم مصطلح المستضعفين بأنهم الفقراء والضعفاء من الشعب. وهذا مجانب للصواب والحقيقة. فالمستضعفون هم الأئمة وزعماء الإنسانية». وتستند حجة خامنئي إلى الأئمة الإثني عشر، ومن تبعهم من رجال المذهب الشيعي الذين ورثوهم، من الذين جرى تجريدهم من حقوقهم في حكم العالم. وبالتالي، عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدنيوية، فإن نظام الحكم الإسلامي غير معني بمساعدة الفقراء والضعفاء من أبناء الشعب، وإنما بحماية الأمن والازدهار لأولئك الذين يحظون ويتمتعون بهذه النعم.

وإيضاحاً لكلام خامنئي بعبارة أوجز، فهو يدعو نسبة الـ30 في المائة المزدهرة من الشعب الإيراني لئلا يعتبروا رفاهية معيشتهم الحالية من المسلمات المفروغ منها ويتجهوا لمعاونة النظام في سحق جماهير الفقراء الغاضبة الذين يرغبون في الانقضاض على الزمرة الحاكمة.

كانت الثورة على شاه إيران قد اشتعلت، وأديرت، وتحركت تحت قيادة الطبقات المتوسطة من أبناء الشعب الإيراني التي ظهرت في عهده. وكانت جماهير الشعب العادية، من العمال والفلاحين، الذين ربما يناسبهم مصطلح «المحرومين» بمعناه الحقيقي، ظلوا على موالاتهم للشاه حتى النهاية. واعتقد الشاه اعتقاداً خاطئاً أن الطبقات الوسطى الحضرية الحديثة النشأة والنمو والازدهار في عهده لم كانت لتتجرأ على منابزته والاعتراض على نظام حكمه أبداً. بل كان أخشى ما يخشاه ثورة العمال والفلاحين على النسخة الشيوعية من النوع الذي كان يتصوره لينين الروسي أو ماو تسي تونغ الصيني، لكن لم يكن ذلك ما حدث في بلاده بكل أسف. وظن الشاه أنه من خلال منح الأراضي للفلاحين، ومنح العمال حصة من أرباح الشركات التي يعملون فيها، كان يحول دون اندلاع مثل تلك الثورة. وتجاهل الشاه، أو لعله تغافل، عن حقيقة مفادها أن الفلاحين الذين تحولوا إلى ملاك للأراضي، وإن كان على نطاق صغير، استخدموا صكوك وسندات الملكية التي بحوزتهم في الدخول إلى سوق رأس المال ولحقوا في نهاية المطاف بأبناء وأجيال الطبقة الوسطى الحضرية في إيران. ووقع شيء مشابه لذلك لدى الشريحة العليا من العمال في المدن الحضرية الذين عملوا على استثمار حصصهم من الأرباح في الوصول إلى وضعية الطبقات الوسطى من المجتمع الإيراني.

ونحن نعلم الآن أن الشاه في عهده لم يكن يعاني أي مشاكل أو يلمس أي مخاطر من جانب كتلة الفقراء والمهمشين من أبناء الشعب الإيراني.

بل ظهر الخطر الحقيقي على نظام حكم الشاه من أبناء الطبقات الوسطى الحضرية التي لا تستمر على ارتياحها أو رضاها عن الازدهار الاقتصادي والحريات الاجتماعية في المجتمع لفترة طويلة من الزمن على أي حال. وفي غالب الأمر ينتهي بهم الأمر إلى المطالبة بمزيد من الحقوق السياسية التي تتناسب مع أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية المتطورة. ومن أفضل رموز الطبقات الوسطى الحضرية في العصر الحديث، أو الطبقة البورجوازية كما يروق للماركسيين وصفهم، هو شخصية «أوليفر تويست» من تأليف الأديب الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز، الذي كلما حصل على المزيد تطلع إلى المزيد وطالب بالمزيد!

فهل وقع علي خامنئي في خطأ مماثل وإن كان لأسباب أو دوافع مختلفة؟ وربما تبقى نسبة الـ30 في المائة المزدهرة من الشعب الإيراني، التي يعوّل عليها خامنئي، مخلصة وموالية طالما أنه قادر على الحفاظ على السواد الأعظم الباقي من الشعب قيد الضغوط المستمرة. ومع ذلك، إذا تمكن خامنئي من سحق نسبة الـ70 في المائة الباقية، وبالتالي القضاء على مصدر التهديد الرئيسي لنظامه، فسوف يتعين عليه مواجهة النسبة الأخرى المتبقية والمطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ليس بمستطاع أي نظام حكم ديني منحها لأي شعب. وإن أخفق خامنئي في تلبية تلك المطالب، فسوف تتجه نسبة الـ30 في المائة إلى البحث عن شخصية أخرى تستطيع تلبية ما يعجز النظام الإيراني الحالي عن تقديمه. وفي كلتا الحالتين، فإن المرشد الإيراني يراهن على مقامرة خاسرة!

 

إيران تخصّب أزماتها

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

الأوطان أجسام كبيرة من بشر وأرض وتاريخ ومعتقدات وآمال، تتفاعل في مسيرة الدنيا التي تضج بالتغير المستمر عنفاً وسلماً. لكل شعب عقل متعدد القدرات، لكن السؤال الذي يرهق الزمن، ولا يزول أبداً، هو ماذا يريد كل شعب؟ وكيف يصنع قدراته التي تحقق ما يصبو إليه؟ في كل حقبة تثار هزات تصنع التقدم، لكنها كثيراً ما تشد الشعوب إلى الخلف، تسيل الدماء في عجاج التذمر والغضب بسبب تشوهات غامضة في القيادات التي تضعها الأفعال والأقدار على رؤوس البشر. في القرن الماضي شهد العالم حدثاً كبيراً شدَّ إليه العالم. ثورة عارمة في إيران، البلاد التي حكمتها أسرة بهلوي، لها تاريخ عريق يمتد في زمن الشرق. برز شخص، حيث لم تألف العيون في كل الأرض رؤية شيخ طاعن في السن غريباً في كل شيء. آية الله العظمى روح الله الخميني، بعمامته السوداء وعباءته التي تترجرج حول جسده النحيف. تابعته ملايين المشاهدين عبر نقل تلفزيوني مباشر، وهو يتدلى من الطائرة التي حملته من فرنسا مباشرة إلى طهران بمساعدة مضيفين على سلم الطائرة. نهاية تراجيدية لنظام رحل، وبداية لحقبة جديدة، فيها من الدراما التي يلونها الغموض السريالي الذي يصنع «الفرجة» التي تغري بمتابعتها. تدافع الصحافيون إلى طهران، وكلهم يركض وراء معرفة شيء واحد، ماذا ستكون إيران الجديدة القادمة؟ لم يدر بعقل أحد، حتى خياله، أن كياناً غير مسبوق في بنيته وسلوكه وفكره سيُبنى بيدي هذا القادم من ثقب أسود بعيد، لم تره عين، وما خطر على خيال كاتب أو رسام. استعاد آية الله ما كان رميماً في قبور الغابرين، بنظراته الناعسة وحركة يده التي تعمم تحية التبريك على الحشود التي يلهبها حماس رؤية هيئة القادم من الثقب الأسود المتحرك، ألغى كل ما أبدعه الفكر الديني والفلسفي الإنساني عبر قرون طويلة، وقام بتصفية كل من شارك في الثورة ضد الشاه، ولكنه يهدف إلى تأسيس نظام سياسي جديد، تتعايش فيه الأفكار والمكونات الاجتماعية الإيرانية، وتكون فيه السلطة بمشاركة ديمقراطية، وتجد فيه المرأة مكاناً لها يضمنه الدستور. استحضر الخميني مصطلحاً قديماً في التراث الشيعي الاثني عشري، وهو «ولاية الفقيه» الذي قيل به منذ ما عرف عندهم بالغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر، المهدي المنتظر؛ حيث يعتبرها الفقهاء ولاية وحاكمية الفقيه الجامع لشروط الفتوى والمرجعية الدينية المعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية في عصر غيبة الإمام الحجة، حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإدارة شؤونها والقيام بمهام الحكومة الإسلامية وإقامة حكم الله على الأرض.

وضعت هذه القاعدة في دستور البلاد، وهكذا أصبحت البلاد محكومة مطلقاً بقيادة نائب عن إمام غائب ينتظره أتباعه منذ أكثر من 1000 عام ولم يحضر بعد. نظام لم تعرفه البشرية منذ أن اجتمع الناس في كيانات اجتماعية تنظمها أعراف وتقاليد وقوانين ودساتير.

قام النظام الجديد في إيران تحت دولة الجمهورية الإسلامية، تضمن دستورها الالتزام بنصرة المستضعفين في جميع أنحاء العالم. دخلت الدولة الوليدة منذ يومها الأول في صراعات داخل حدودها وخارجها، وسخرت إمكاناتها الاقتصادية الكبيرة في تمويل حركات عقدية ومسلحة في أنحاء كثيرة من العالم، وعملت على تجنيد الطائفة الشيعية في كل الأقطار القريبة والبعيدة في تكوينات سياسية ومسلحة تأتمر بأوامر طهران، وأنفقت جزءاً كبيراً من مداخيلها النفطية على ذلك. إيران التي تمتلك قدرات علمية وثروات طبيعية هائلة وموقعاً جغرافياً حساساً، سخرت كل قدراتها لتصنيع السلاح واتجهت إلى تطوير الصواريخ وتخصيب اليورانيوم ودعم حركات التمرد والعنف السياسي والديني في البلدان المجاورة لها. اهتزَّ العقل الاستراتيجي الدولي بسبب الطموح الإيراني المريب، خصوصاً في المجال النووي، وبادرت الدول الكبرى لكبح الاندفاع الإيراني الخطير. لقد قامت دول كثيرة بتصنيع سلاح ذري، ولم يعترض أحد بما في ذلك دولة إسلامية هي باكستان، كانت السياسات والآيديولوجيا الإيرانية هي محرك الحذر الدولي من امتلاكها لذلك السلاح الرهيب. قبلت إيران التفاوض مع الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا، ثم التوصل إلى اتفاق يضبط النشاط النووي الإيراني، وحققت إيران مزايا سياسية ومالية حيث جرى رفع العقوبات عنها، واستعادت 150 مليار دولار كانت مجمدة في أميركا وغيرها من البلدان. بعد تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة اعترض على الاتفاق، وانسحب منه وجدد العقوبات على إيران. اليوم تدخل إيران في حلقة جديدة من الصراع، ليس مع أعدائها، بل مع نفسها. فلقد عادت إلى تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى مما تم في الاتفاق السداسي، رغم الجهود الأوروبية الحثيثة التي تهدف إلى ثنيها عن تلك الخطوة. ما قامت به إيران من رفع درجة تخصيب اليورانيوم ليس سوى عناد أعمى، يضر ولا ينفع. ماذا ستحقق من ذلك علمياً وسياسياً وعسكرياً؟ أوروبا ستضطر أمام التصعيد الإيراني إلى الاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة، وتفعل العقوبات على إيران، وستغادر الشركات الغربية التي لا يزال لها نشاط محدود في إيران البلاد، وترتفع وتيرة العقوبات على استيراد النفط الإيراني الذي فقد أغلب أسواقه. لم تكتفِ إيران بتخصيب اليورانيوم، بل اندفعت تخصب أزماتها بقوة، لا تلوي على شيء. في خضم الضائقة الاقتصادية التي تخنق البلاد والعباد، اتجهت مؤخراً إلى مضاعفة سعر المحروقات، ما فجَّر غضب الشارع الذي يعاني من البطالة والفقر في غياب أي أمل في حلول واقعية تخفف من المعاناة، في حين يرى عامة الشعب الإيراني أمواله تغدق على الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان وفي سوريا والعراق. استعادة شيء من العقل تتطلب اتخاد قرارات جريئة بمراجعة الاتفاق السداسي حول نشاطها النووي، وكذلك الصرف الهائل على تمددها الخارجي الذي يستنزف من جسد الشعب الإيراني بلا هدف حقيقي.

إيران تعيش فورة غضب، سقط فيها غاضبون جياع وعاطلون عن العمل، ولن تقف طالما استمرت الضائقة الخانقة، ولا حل إلا بقرارات توقف تخصيب الأزمات التي لن تصنع سوى قنابل من جموع بائسة يائسة لن توقفها حركة من يد الإمام الخامنئي أمام مريديه أو على شاشات التلفزيون. الأوطان تحتاج إلى عقل حاضر يواجه إكراهات صعبة ويمتلك الشجاعة والحكمة لاجتراح الحلول الواقعية لها. إمام في غفوة خيال الغيب لا يستطيع نائبه في القرن الواحد والعشرين إلا أن يخصب جبال الأزمات.

 

الدستور لا يعرف الفقيه

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

في ستينات القرن الماضي، كانت القاهرة التي انتعش فيها المسرح محط توقف كثير من النخب العربية، وقتها عرضت رواية مسرحية من تأليف عبد المنعم مدبولي وسمير خفاجي، وبسبب نجاحها تحولت إلى فيلم كوميدي بعد ذلك. البطولة في الرواية والفيلم للثنائي فؤاد المهندس وشويكار، واسم الرواية «أنا وهو وهي». في أحد المشاهد يشتد الخلاف بين البطل وبين أحد الممثلين حول تفسير قانوني، فيقول الممثل للبطل: «إن زينب بتقول كده» ويكرر ما تقوله زينب، فيغضب البطل ويقول مشيراً إلى كتاب القانون بيده وبصوت زاعق: «القانون مافيهوش زينب»!

بقيت تلك العبارة على لسان جيل كامل، وهي تشير إلى محاولات التفسير المنحرف للقانون أو تحميله ما ليس فيه. تذكرت تلك العبارة وأنا أسمع السيد عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي، يتلو نص استقالته، فيشير أول ما يشير في أسباب استقالته، إلى «رغبة وتوجيه المرجعية»، ثم يسرد الأحداث الأخرى المسببة للاستقالة. حزنت كثيراً لذلك؛ لأن الدستور العراقي الحالي ليس فيه نص حول «المرجعية» مع الاحترام للأشخاص، «فالقانون مافيهوش زينب»! ومع اختلاف المشهدين، إلا أن الرمزية قائمة، فطوال تاريخ الحكم الدستوري العراقي بأشكاله المختلفة الحقيقية والسطحية في زمن الملكيات أو الانقلابات، لم يكن هناك نص يتيح للمرجعية موقف الفصل في السياسة. إلا أن الفكرة سادت منذ عقود في أكثر من عاصمة عربية، وهي العودة إلى المرجعية في الصغيرة والكبيرة من أعمال السياسة والحكم، وهي ظاهرة جديدة جاءت مع النسخة الإيرانية الحالية في الحكم؛ حيث لا مشروع لإقامة الدولة؛ بل مشروع لإقامة السلطة المتوحشة باسم الدين، والتي رغبت في تعميمها قسراً على الجوار من خلال ميليشيات تخوف الطبقة الحاكمة وتبتزها. ذاك ما يحدث اليوم في بعض عواصمنا ويقود إلى العجب.

العاصمة العربية الثانية التي يتحكم في سير أعمالها السياسية «نائب المرجعية» هي بيروت، رغم وجود دستور لبناني منذ قبل مائة عام تقريباً وتعديلاته (أول صدور للدستور كان في عام 1926) لم يأتِ لا من قريب ولا من بعيد على فكرة «إشراف نائب الولي» على مجمل السياسة اللبنانية، كما حدث عندما نصّب حسن نصر الله نفسه مرشداً للجمهورية اللبنانية.

وبمجرد أن نهض الشعب اللبناني مؤخراً كاسراً عدداً من الحواجز الطائفية، ومطالباً بأن يعيش كبقية سكان العالم بحرية، خرج علينا حسن نصر الله يحدد ما يجب أن يتم في السياسة وما لا يتم، مهدداً: «من يترك الحكومة يجب أن يحاكم»، و«الحكومة باقية والعهد ما فيكم تسقطوه»! في تهديد مبطن باستخدام العنف، أو واعداً تارة أخرى بحلول اقتصادية، كما قال في إحدى خطبه حول الاستعانة بالصين لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني المتدهور «بسبب تدخله في السياسة»، وكأن الصين صندوق ائتمان أو مؤسسة للبر والإحسان. طبعاً قول لا ينتمي إلى السياسة أو العقل الاقتصادي.

وهكذا أصبح السيد ميشال عون الرئيس اللبناني، وبسبب تحالفه الملتبس مع «حزب الله» يدفع من رصيد عهده الذي وعد بأن يكون العهد «القوي» فاتورة تحكم «نائب الولي» في السياسة اللبنانية، وليست له قدرة على الفرار من تلك المصيدة التي دخلها، فهو وحليفه مستميتان بأن يبقيا في الحكومة تمثيلاً لسلطتهما حتى لو غرق لبنان، وهو ليس بعيداً مع الأسف عن الغرق، على الأقل الاقتصادي.

ذلك ما يراد له أن يحدث في اليمن، من جديد تسلط فئة صغيرة على شعب كامل تحت مقولة «العودة إلى الماضي» وإحياء مرحلة تاريخية اندثرت، هي سلطة الإمامة، تحت شعار «أنصار الله»، وكأنهم الوحيدون في اليمن الذين يعرفون الله!

ليس بعيداً عن هذا المقام ما يحدث في تونس وفي السودان؛ فالأولى تشارك فيها قوى تستند إلى الإسلام السياسي المؤدلج في السلطة، وتهدر وقت الجمهور بتسمية رئيس وزراء من صفها الثاني لتشكيل الحكومة، التي لا يبدو أنها سوف ترى النور، فالحركة باستنادها إلى أفكار الإسلام السياسي تفتقر إلى قراءة المطالب الحياتية العصرية للشعب التونسي، وهي في مقام لا تحسد عليه، فإن استجابت لمطالب العصر فقدت «قواعدها» التي بنتها على آمال قريبة إلى الخرافة، وإن بقيت مع ما بثته من أفكار لتلك القواعد، فقدت علاقتها بالعصر، وفي الحالتين سيستمر شقاء قطاع واسع من الشعب التونسي. يكفي أن نشير إلى أن أدبيات «النهضة» من موقع «غائب عن العصر»، فهي تشجب صناعة السياحة في تونس، وهي صناعة كانت تدر على تونس ثلث دخلها بالعملة الصعبة منذ سنوات قليلة خلت.

أما في السودان، فقد قررت الحكومة الجديدة إلقاء كل تلك القوانين التي قال واضعوها إنها تستمد روحها من الشريعة، وكانت في الحقيقة قوانين قمعية تتيح للنظام السابق التحكم في أنفاس السودانيين وحركتهم، وحتى شكل ملابسهم، وليس فقط في معيشة المواطن السوداني!

لم يعد النقاش في فضائنا العربي ينتمي إلى النقاش العالمي، في البحث عن مأسسة الحكم الرشيد، والنمو الاقتصادي، وتجويد التعليم، والدخول في سباق الابتكار؛ بل أصبح مركزاً على الهويات الصغرى الطائفية المتنازعة التي أفرزتها «الموجة الإيرانية» وارتداداتها المختلفة في فضائنا العربي. ويتغذى على مرجعيات لا تنتمي إلى العصر. يبدو أن الجمهور العربي بشكل عام، ولكن بشكل خاص في العراق ولبنان، يبحث الآن عن عقد اجتماعي جديد، يتجاوز كل إفرازات «الموجة الإيرانية»، عقد يتساوى فيه المواطنون في التكليف والتشريف، تكون السيادة فيه للشعب دون وصاية من أي نوع، أكانت تراثية أو غيرها، وتقتلع منه جذور الفساد، وتنزع منه سلطان الترهيب التراثي القائم على الموروث الجاهلي أو التجهيلي، ومنفك من قيود التشريع التاريخية ذات الانتماء للماضي، التي تقود الناس إلى الخوف ثم إلى الصمت.

من نافلة القول، أن التشريع الإنساني يخضع للأحوال المستجدة والمصالح المطلقة والمتغيرة للناس. لقد كانت المرحلة السابقة في الممارسة السياسية في كل من العراق ولبنان مرحلة كابوسية، بكل ما تعنيه الكلمة. وما الأثمان الباهظة التي تدفع اليوم في أكثر من أرض عربية إلا محاولة للخروج من ذلك الكابوس، باتجاه الدولة المدنية. لا يقول أحد إن الطريق سهلة أو ممهدة، فكثير من العقبات أمام ذلك الهدف، إلا أنها طريق سارتها شعوب في هذا العالم ووصلت، وليس الشعب العربي بأقل قدرة أو تصميماً منها.

لب المعركة تنزيل السلطة السياسية منزلة الناس، ووضعها تحت المساءلة، وانتهاء العصمة لبشر إن قُبلت فقد تكون أخطاؤهم مدمرة.

آخر الكلام:عنوان المرحلة العبور من عباءة العصمة التي أدخلت كثيرين في مرحلة العتمة إلى دستور حديث يضمن حرية الأوطان والمواطنين!

 

لا بديل لأميركا عن ريادة العالم

دنيس روس/الشرق الأوسط/06 كانون الأول/2019

لا يؤمن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالدولية، فهو يقوم بأعمال مع العالم، ولكنه يكره المؤسسات الدولية، ولا يذكر في خطاباته أمام الأمم المتحدة فضائل المنظمة الدولية؛ بل يؤكد وجهة نظره عن العالم، ومغزاها أن كل شخص يسعى لمصلحته الوطنية الخاصة، ولأن الحرب لا تصب في مصلحة أي شخص فيمكن للسلام أن يسود. ليت العالم يعمل بهذه الطريقة. فلسوء الحظ، تنبع صراعات من المصالح والقيم المختلفة، وترفض بعض الدول وجهات فاعلة من غير الدول إعطاء الآخرين حقوقهم. فهل تقبل روسيا بحق أوكرانيا في إقامة إصلاحات والانضمام إلى أوروبا؟ وهل يقبل «حزب الله» بحق إسرائيل في الوجود؟ وهل يعتقد الإيرانيون أن لهم الحق في السيطرة على الشرق الأوسط؟ تكمن المشكلة الأساسية في نظرة ترمب أنها لا تؤدي إلى أي قواعد ولا معايير ولا حدود. وتشدد على أن كل بلد مسؤول عن نفسه، وتبرر فك ارتباط الأميركيين وانسحابهم. وللأسف، يؤدي انفصال أميركا إلى حصول فراغات تملأها في العادة أسوأ القوى.

بالنظر إلى الشرق الأوسط، خلقت إدارة بوش فراغاً في العراق، عندما أسقطت صدام حسين دون أن تكون لديها خطة يمكن اعتمادها حول من سيملأ الفراغ، وكانت النتيجة فوضى وتمرداً سنياً وحرباً طائفية فظيعة. تبنت إدارة أوباما سياسة التجنب خوفاً من إنتاج عراق آخر في حال تدخلت في سوريا، ونتج عن ذلك فراغ تسببت القوات التي ملأته في نصف مليون قتيل وملايين اللاجئين في الدول المجاورة وأوروبا، وفي ظهور «داعش». وأدى قرار ترمب بالانسحاب من شمال شرقي سوريا إلى خلق فراغ جديد تملأه في الوقت الراهن روسيا وإيران ونظام الأسد وتركيا. ويضطر بالفعل عدد من اللاجئين العرب السوريين إلى مغادرة تركيا والاستقرار في جزءٍ غير معروف لهم من سوريا، ولديه قدرة استيعابية قليلة.

أعلن الرئيس أوباما أنه تم انتخابه لإخراجنا من حروب الشرق الأوسط وليس لإدخالنا فيها. ويريد الرئيس ترمب إنهاء الحروب «التي لا نهاية لها». وتعكس مواقف كلا الرئيسين تفهمهما للشعب الأميركي؛ فكلاهما يريد الخروج من صراعات أثبتت أنها مكلفة للغاية ويبدو أنها تزيد الأمور سوءاً. ولا يمكن لدوافع أوباما وترمب حول ارتباطهما بالدول الأخرى أن تكون أكثر اختلافاً. كان أوباما يؤمن بالدولية ويعتقد أنه على الولايات المتحدة صياغة جدول الأعمال الدولي، وتعبئة الدول الأخرى لاتباعه. ولكنه كان أيضاً متردداً في قضية استخدام القوة (باستثناء أغراض محدودة لمكافحة الإرهاب)، قائلاً إن الذين طالبوا باستخدام القوة والتدخل لم يفهموا معنى ذلك في القرن الحادي والعشرين. ولكي تكون وجهة نظر أوباما صحيحة، يجب على الآخرين قبولها دولياً، وهذا لا يحصل في الوقت الراهن.

وعلى عكس ترمب، اعترف أوباما بأن لدى الولايات المتحدة مسؤوليات دولية - سواء فيما يتعلق بتغير المناخ أو الأوبئة أو الإرهاب - وكان مصمماً على العمل مع الآخرين للتصدي لهذه التحديات. ويبدو ترمب مستعداً للعمل مع الآخرين فقط إذا لم يكلف الولايات المتحدة ذلك شيئاً. ولا يحب الرئيس الأميركي التحالفات؛ لأنها تتطلب التزاماً، وهو يعكس بذلك السلالة التاريخية للعزلة الأميركية - الانعزالية القتالية. ويرى ترمب أن إقامة التحالفات تقيد الحرية، وكذلك كانت وجهة نظر السيناتور ويليام بوراه في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين. فبالنسبة لهذه الشخصيات، لا يكفي أن الحلفاء لا يدفعون نصيبهم العادل؛ بل تحد أيضاً التحالفات من حريتنا في العمل، وتتطلب منا أن ندافع عنهم. وأستذكر هنا سؤال ترمب عن سبب رغبتنا في الدفاع عن الجبل الأسود، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويثني المرشحون الديمقراطيون للرئاسة، مثل إليزابيث وارين، على التحالفات، ولكنهم يريدون أيضاً سحب جميع القوات الأميركية من الشرق الأوسط. هل سيبقي البريطانيون والفرنسيون قواتهم في الشرق الأوسط بشكل علني إذا لم يكن لنا وجود في المنطقة؟ وإذا كان من مصلحتنا مساعدة الآخرين في الحفاظ على الاستقرار ومواجهة التهديدات المشتركة، فيجب أن يكونوا قادرين على الاعتماد علينا. ولكن هذا لا يعني إبقاء القوات الأميركية في أماكن مختلفة دون وعي.

وفي المقابل، تجب على قادة أميركا دراسة الآثار المترتبة على الخيارات المختلفة المتوفرة. بداية، من الضروري معرفة أنه يوجد فرق بين نشر عدد قليل من القوات الأميركية على الأرض لمساعدة الشركاء المحليين وتعزيز وجودهم لدعم الدبلوماسية، والتدخل عن طريق نشر عشرات الآلاف من القوات لحل النزاعات البعيدة، أو إعادة هيكلة الدول. ويحتاج قادة أميركا إلى مفهوم يوجه نهجنا إلى العالم، ويجب أن يكونوا مستعدين لشرحه للشعب الأميركي والعالم. وإذا رفضوا مقاربة ترمب، فعليهم أن يكونوا مستعدين لشرح دور الولايات المتحدة بعبارات مفهومة ومتكررة.

واقتراحي كما يلي، وأعتقد أنه سيكون له صدى على المستويين المحلي (داخل الولايات المتحدة) والدولي:

تقع على عاتق أميركا مسؤوليات أكثر من غيرها في العالم، نظراً لقوتها الاقتصادية والعسكرية. ولا تنطوي هذه المسؤوليات على خوض كل معركة أو حل كل صراع؛ بل على المساعدة في الحفاظ على عالم أكثر أماناً وصحة ونظافة وأقل تمزقاً بالصراعات، وحيث يمكن للجميع التطور والتقدم. ويخدم كذلك عالم مصالحنا وقيمنا؛ لأننا لا نستطيع عزل أنفسنا عن التهديدات التي لا تحترم الحدود، مثل: الانتشار، والإرهاب، وتغير المناخ، والأوبئة، والانصهار الاقتصادي، والعوامل التي تسبب كل ذلك. ولا يمكننا وحدنا الحد من هذه المخاطر، ولهذا نحن بحاجة إلى العمل مع أطراف ودول أخرى.

والأمر الآخر الذي لا يمكننا القيام به بمفردنا هو منع حدوث الفراغات. ومع ذلك، نحن نعلم أنه إذا لم نمنع تشكل هذه الفراغات، فستهددنا القوى التي ستملأها عاجلاً أم آجلاً، وعندها فقط ستتوفر لدينا خيارات أقل، وستكون تكاليف مواجهة هذه التهديدات أكبر.

ولمنع تشكل هذه الفراغات - وللتأكد من أننا لسنا حماة العالم - نحتاج إلى حلفاء يعملون معنا ومع شركاء محليين يقاتلون لحماية أنفسهم. ولكن إذا قاومنا حلفاءنا وخُنَّا هؤلاء الشركاء، فلن يكون لدينا أي منهم. فعلى سبيل المثال، لم نكن أبداً أبداً لنتمكن من دحر قوات «داعش» من الجو فقط. كان لا بد من التخلص منهم على الأرض، وقامت بالفعل «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد بالقتال العنيف على الأرض، وخسرت أكثر من 11 ألف قتيل. وقدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجيستي والمادي والمعلومات الاستخباراتية والاتصال والنيران الجوية والمدفعية، وتكبدت خسائر طفيفة للغاية. ويشكل هذا المثال نموذجاً للمستقبل عند مواجهة التهديدات التي قد تبدو بعيدة، ولكنها قد تقترب إلى شواطئنا في وقت قصير. ولتستطيع الولايات المتحدة العمل بشكل فعال، عليها أن تكون جديرة بالثقة. وهذه هي الرسالة المنطقية. لا يوجد بديل للولايات المتحدة في لعب دور الريادة في العالم. وستلعب الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً الدور الذي تحتاجه، والذي يعكس مبادئها. فهل سيحصل ذلك في عام 2021 أم 2025؟ سنعرف مع الوقت.

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 عون استقبل وفدا من مؤسسات مالية واستثمارية عالمية

وطنية - الجمعة 06 كانون الأول 2019

إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا وفدا من مؤسسات مالية واستثمارية عالمية، ومصرف "مورغان ستانلي الاميركي"، واطلع اعضاءه على الواقع الاقتصادي والمالي في البلاد وبرنامج النهوض الاقتصادي.

 

الحريري طلب مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد

وطنية - الجمعة 06 كانون الأول 2019

صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الاتي:

"في إطار الجهود التي يبذلها لمعالجة النقص في السيولة، وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين، وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال رسائل إلى رؤساء ورؤساء وزراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة، طالبا مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للانتاج لمختلف القطاعات. وشملت الرسائل كلا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، الرئيس التركي رجب اردوغان، رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ، رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو".

 

الحريري وقع مرسومي إلحاق أساتذة ثانوي بالملاك وترفيع موظفين في الجمارك

وطنية - الجمعة 06 كانون الأول 2019

 وطنية - وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اليوم، مرسومين قضى الأول بإلحاق طلاب شهادة الكفاءة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية الناجحين في الشهادة المذكورة بوظيفة أستاذ تعليم ثانوي متمرن في ملاك وزارة التربية والتعليم العالي - المديرية العامة للتربية، والثاني بترفيع موظفين من الفئة الرابعة في ملاك إدارة الجمارك في وزارة المالية إلى الفئة الثالثة وتعيينهم بوظيفة (مراقب) في الملاك المذكور.

 

الاتحاد السرياني: الحكومة لن تؤلف بسبب عدم احترام التعددية

وطنية - الجمعة 06 كانون الأول 2019

رأى رئيس "حزب الاتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد، في بيان، "ان الحكومة لن تؤلف بسبب عدم احترام التعددية، وحق ممثلي الطوائف في اختيار ممثليهم".

وأعلن "اننا كنا نعترض وننبه من أسلوب ضرب التعددية وفرض ممثلين عن أي جماعة من جماعات المجتمع اللبناني دون إرادتها.. لكن كل الاعتراضات والتنبيهات من خطر مصادرة حقوق الآخر، كانت تواجه بمزيد من التعنت".

 

الراعي وجه نداء لشباب لبنان: عليكم الصمود في المحنة كما فعل أجدادنا للحافظ على الوطن

الجمعة 06 كانون الأول 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي رتبة السجود للقربان المقدس على نية لبنان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي. في مستهل الصلاة ألقى البطريرك تأملا روحيا، قال فيه: "أصلي اليوم كي يواكب الرب التحضير للاستشارات النيابية، لتكون ناجحة ومثمرة، وتنطلق بالتالي مسيرة تشكيل الحكومة التي نتمنى أن تكون سريعة وعلى قدر توقعات الشعب والحراك المدني، أي حكومة تنال الثقة، حكومة حرة وفاعلة، وتتحمل مسؤولية النهوض بالاقتصاد اللبناني الذي وصل الى الحضيض". أضاف: "أصلي أيضا اليوم من أجل كل الشباب والشابات في الحراك المدني، كي يحفظهم الرب، وبشكل خاص الذين يسهرون ليلا ونهارا، كما حصل منذ يومين حين نظم الشباب وقفة احتجاجية نتيجة إقدام ثلاثة مواطنين على الانتحار بسبب الأوضاع المالية. هؤلاء الشباب مطلبهم واحد، وهو حكومة قادرة على النهوض بلبنان واستعادة دوره ورسالته".وختم: "أوجه نداء لهؤلاء الشباب والشابات، وأحذرهم من أن هناط بعض السفارات، التي لن أذكر إسمها الآن، تقوم بتسهيل موضوع الهجرة، وكأنها حرب ثانية لإفراغ لبنان من شعبه ومن مسيحييه، وعليكم أيها الشباب والشابات  الصمود في هذه المحنة كما فعل أجدادنا وأسلافنا في الأزمات التي تعرض لها لبنان عبر التاريخ، كي نحافظ على لبنان ونستعيده كما كان، أنتم محقون حين تحلمون بوطن يؤمن لكم الأمن والسلام وأبسط الحقوق، ولكن عليكم بالصبر والتحمل حتى تمر هذه الغيمة السوداء، وجميع اللبنانيين حول العالم يصلون ويتضرعون على هذه النية".

 

باسيل من روما: لمساعدة لبنان في إبعاد من يتدخل في شؤونه والفوضى المعدة له في الخارج ستكون نتيجتها كما الأزمة السورية

الجمعة 06 كانون الأول 2019

وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في مؤتمر "يوروميد" بروما، والقى كلمة قال فيها: "يقع لبنان على عدة تقاطعات إقليمية ودولية، دينية وعقائدية، عرقية وإثنية، ثقافية وقومية، وتتداخل فيه إمتداداتها لتجعل منه بلدا يتفاعل وينفعل مع الأحداث، يتأثر بها ويؤثر فيها. لبنان، الواقع على هذه الخطوط، بإمكانه أن يكون نقطة قطع أو وصل: أولا بحسب ما يريده هو لنفسه، إذ يختلف اللبنانيون على ذلك، إلا أن معظمهم يريدونه جسرا وليس واديا، وثانيا بحسب ما يرسمه الآخرون له، وهم على هذا مختلفون أيضا باختلاف مصالحهم وأهوائهم. فلبنان، بموقعه الجغرافي وتكوينه الداخلي وتراكمه الحضاري هو عربي الهوية ومشرقي الإنتماء، شرقي النزعة وغربي الهوى، وخليط كل هذا في الفكر. البعض يريد أن يأخذه شرقا بإدارة الظهر لهواه، والبعض الآخر يريد أن يأخذه غربا بإدارة الظهر لإنتمائه، ونحن نريده جسر تواصل بين الشرق والغرب وحضنا لكل فكر خير وقبول للآخر. ولبنان، بمكوناته الميثاقية ومرتكزه التعددي، هو على خط الصراع والحوار الإسلامي - المسيحي - اليهودي والسني - الشيعي. ونحن نريده مركزا لحوار الأديان وتفاعلها الإيجابي وليس تصادمها السلبي.

ولبنان، بتمركزه الجيوسياسي التاريخي، هو في قلب الصراع العربي - الإسرائيلي وعلى طرف حله، وكذلك العربي - الفارسي، وخصوصا السعودي - الإيراني والعربي - التركي، ونحن نريده مرتكزا للحلول العادلة، المؤمنة للحقوق والضامنة للأمن والسلام".

أضاف: "هكذا، فإن لبنان الذي لا يقاس حجما بالدول العظمى يبقى له دور من جهة في تغذية صراعاتها بين أميركا وروسيا مثلا برسم الخطوط الحمراء بينهما على حدوده أو داخلها، ودور من جهة أخرى في حسن الجوار مع أوروبا مثلا، التي نريدها أن تكون الميزان الدقيق، لكي نلغي خطوط التماس عندنا فتتحول خطوطا مفتوحة، كما المتوسط، في التجارة والنفط والثقافة والسياحة وكل أشكال التواصل".

وتابع: "لقد أنتجت خطوط التقاطع هذه إحتكاكات عديدة في بلدنا ومحيطه، وأنتجت أزمات وحروبا، وخلفت دمارا ودماء وكان للبنان دوما ضرر منها، ولم يستفد يوما من مصائب غيره، بل دفع ثمن الصراعات المزمنة لجوءا فلسطينيا على أرضه ودفع ثمن التسويات الموقتة نزوحا سوريا يتغلغل في نسيجه، حتى أصبحت نسبة النازحين واللاجئين حوالى 40% من شعبه، كأن نقول إن أميركا تستقبل 130 مليون نازح، وقد وصل عددهم الى حدود ال200/كلم2، كأن نقول إن إيطاليا تستقبل 60 مليون نازح. وقد أضحى لبنان بذلك بطل العالم في النزوح واللجوء فكرمته الدول بإعطائه كأس الضيافة العالمية من دون أن تروي عطشه قطرات الماء المقدمة له. وقد زاد على المصيبة انقسام اللبنانيين في ما بينهم، وللأسف بفعل إمتداد الخارج الى داخلهم، فما أحسنوا إدارة الأزمة ولا حموا الحدود ولا حصنوا الداخل من تداعياتها الأمنية والإجتماعية والإقتصادية التي زادت عن ثلاثين مليار دولار".

وأردف: "فقد خسر اللبنانيون أعمالهم في وطنهم التي ذهبت بإتجاه الأجانب وبتشجيع من المجتمع الدولي تحقيقا لغايته بالإندماج المجتمعي المرفوض من قبلنا. كنا قد نبهنا أن هذا النزوح الإقتصادي الجامح سيؤدي الى تقويض الإقتصاد اللبناني، وبرهاننا على ذلك هو ما تشهده الحدود اللبنانية - السورية من حركة ناشطة للنازحين العائدين الى بلدهم بفعل الإنهيار الإقتصادي في بلدنا. وقد حمل هذا الإنهيار اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والتوجهات السياسية على الإنتفاضة، وعن حق، على السلطة السياسية التي أوصلت سياساتها الخاطئة في المال والإقتصاد، والمتمادية منذ ثلاثين عاما فسادا مستشريا في المؤسسات الى هذا الدرك المعيشي الذي بدأ يدفع باللبنانيين وضيوفهم الى خارج البلاد".

وقال: "قد يكون بعض اللبنانيين معتادون على هجرة وطنهم في الأزمات الكبيرة، والبعض منكم يفرح بإدماجهم نجاحا في مجتمعاته، كما اندمج 14 مليون منهم في العالم منذ 150 عاما، وهم يبقون، أينما كانوا في الخارج، رئة لبنان الثانية إلا إذا رحلوا جميعهم فينتهي لبنان ويكون ذلك ضربا لهم ولكم، لأنه يقيكم من الإرهاب ويمتص عنكم الكثير من الصدمات. أما ضيوفه، فمنهم من سيطمح تطورا أو سيطمع تطرفا بالإنتقال اليكم، ولبنان لن يستطيع منعه من نقل مشاكلهم معهم لتحل عليكم، ناهيكم عن أن الفوضى في لبنان، التي يعد لها البعض في الخارج، ستكون نتيجتها حتما كما الأزمة السورية: خرابا للبلد، ودمارا لمؤسساته، ودما لأبنائه، وتطرفا متنقلا، ونزوحا باتجاهكم وستكون في النهاية انتصارا لأهل الأرض وهزيمة لأعدائها. وستكون نتيجتها كذلك إختلالا في الموازين الداخلية، فيما لبنان بلد التوازنات لا يريد المزيد من الإختلال ولا يريد الإنتصار بخرابه، إن كان انتصار البعض من أبنائه على البعض الآخر، أو كان انتصار خارج على خارج من خلاله. فمنطق الخاسر والرابح في لبنان مرفوض ولا يدوم، ومسار حياتنا الوطنية دليل على ذلك".

أضاف: "كما الأحادية في العالم لم تكتب دوما لأحد، فإنها في لبنان لا مكان لها أساسا. ولبنان لا يمكن أن يكون إحتكارا لأحد، بل يعيش بالإنفتاح على الجميع، وأوروبا يجب أن تكون ميزان هذا الإنفتاح، حيث اظهرت شركاتها (eni, total, novatec) أن قطاع النفط والغاز فيه يمكنه أن يكون بابا للاستقرار والإزدهار في المنطقة، بدل ان يكون بابا للصراع والدمار فيها. وكما أمن القرار 1701 الهدوء والإستقرار على الحدود، فإن لبنان بإمكانه إنهاء ترسيمها برا والإنتقال الى رسمها بحرا على قواعد القانون الدولي، من دون تنازل عن أي من الحقوق ومن دون تطاول على أحد، بل يعمل تحت إشراف الأمم المتحدة ومبادئها وبرعاية الولايات المتحدة ونفوذها على إحقاق التوازن في ثرواته لينهض من جديد باقتصاده ويبقى متوازنا في علاقاته. هكذا ينأى لبنان بنفسه عن مشاكل الخارج، على الا يقوم بعض هذا الخارج بتقديم نفسه كمرجعية لبعض الداخل ويشده الى سياسته الخارجية ليدخله في قلب الصراع عوض إبعاده عنه، ثم يعمد الى معاقبة لبنان على عدم نأيه بنفسه".

وتابع: "سيداتي سادتي، أنا هنا لأطلب منكم اليوم، في ظل هذه التشعبات الجيوسياسية، وفي ظل التعقيدات الداخلية التي يعيشها لبنان، أن تساعدوه بإبعاد من يتدخل في شؤونه، لكي يساعد نفسه على البقاء حيا والخروج من أزمته العميقة، من دون فوضى أو تطرف أو اقتتال، بل مثالا للعيش الواحد والتسامح وحاضنا لأبنائه وحافظا لكرامتهم ونائيا عنهم الفساد والحاجة والذل".

وختم باسيل: "جيراننا الأعزاء، يقولون في بلادنا "إذا كان جارك بخير، فأنت بخير". انتبهوا إذ أن شرقنا المتوسطي ليس بخير، وتعد له فوضى جديدة، لا تقعوا في أخطاء من يرون حل المشاكل عن طريق المزيد من الضغط لتفجير المجتمعات، إنها وصفة سريعة لإنتشار العنف والكراهية والإرهاب في أرجاء المتوسط. إن كل مبلغ تنفقوه في تغيير المجتمعات نزوحا وإندماجا هو تفجير لها تطرفا، وكل مبلغ تنفقوه في فرص العمل والتنمية هو إستثمار في السلام إعتدالا. إن بناء السلام لا يكون إلا بالحوار والتنمية. وحده الحوار مع الخارج لا التبعية له يؤمن ذلك، وخلافه أسلحة لن تحمي الحدود. وحده الحوار في الداخل يؤمن ذلك، وخلافه صراع سيدفع الى المزيد من البؤس واليأس والهجرة. وحده الحوار هو السبيل للخلاص، وخلافه خاسر خسران ورابح خسران، والخاسر الأكبر لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  05-06 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for December 07/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81191/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-december-07-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For December 06- 07/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 51th Day

Compiled By: Elias Bejjani

December 07/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81193/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-december-06-07-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-51th-day/

 

 

تعليق المشانق

أبو أرز-اتيان صقر/06 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81184/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d9%86%d9%82/

ان تمجيد الزعماء تقليد بالٍ، تعتمده الشعوب المتخلفة، والمجتمعات القبلية البدائية.

 

 

How the Israel-Iran war might begin/Yaakov Katz/Jerusalem Post

 ياكوف كاتز/جيرازالم بوست: في حال وقعت الحرب بين إيران وإسرائيل هكذا ستبدأ

http://eliasbejjaninews.com/archives/81186/%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

 

 

Analysis/Hezbollah Commandos Are Back on Israel’s Border, and They’re Armed With the Element of Surprise/Amos Harel and Yaniv Kubovich/Haaretz

عاموس هاريل ويانيف كوبوفيتش/هآرتس: قوات الرضوان التابعة لحزب الله تعود إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية وبحوزتها عنصر مفاجأة

الجيش الإسرائيلي: حزب الله يعزز تواجده عند الحدود رغم الاضطرابات

كوماندوز إسرائيلي يتدرب في قبرص على القتال بمنطقة جبلية تحاكي جنوب لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/81181/%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b6%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%aa/