LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/محتل إيراني متجبر وحكام مرتزقة عادوا إلى طبيعة الإنسان العتيق

الياس بجاني/ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

الياس بجاني/الصهر والإستاذ والحريري وكل الحكام والسياسي هم مجرد أدوات

الياس بجاني/هل ركبت حكومة الملالي والصهر بالخطيب

الياس بجاني/مطلوب رئيس حكومة ادمي ومن الناس ومش من كلن يعني كلن

الياس بجاني/ميشال عون: لا هو جبل ولا هو قديس

الياس بجاني/شبيحة عون وباسيل يعتدون على المتظاهرين في محيط قصر بعبدا

الياس بجاني/عدة شغل أصحاب شركات الأحزاب والحكام والسياسيين وتجار المقاومة: بنك وشركات تعهدات وقطعان من الغنم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع المحامي الدكتور عبد الحميد الأحدب

فيديو مداخلة للكاتب السياسي وجدي العريضي من قناة الحدث

فيديو مداخلة للباحث السياسي بشارة خيرالله من قناة العربية

فيديو مداخلة للدكتور مصطفى علوش والكاتب الصحافي مالك ابي نادر من قناة الحدث

فيديو مداخلة للصحافي اسعد بشارة من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمحامي  والناشط المدني جورج سلوان من قناة العربية

فيديو مداخلة للمحلل السياسي دكتور انطوان سعد من قناة العربية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 4/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 4 كانون الأول 2019

"حماة الديار".. تنظيم مُسلح للدفاع عن الرئيس!

رؤساء وزراء لبنانيون سابقون يوجهون ضربة لفرص تشكيل حكومة بقيادة الخطيب

لبنان: تكليف الخطيب بعد رفض الحريري شروط حزب الله

ثوار لبنان يعلنون النفير العام… وعون: الاثنين موعد الاستشارات النيابية

تكليف الخطيب مرفوض والمنتفضون يقطعون الطرقات ويعتصمون ويشعلون الاحتجاجات مجدداً

انتحار مواطن أمام زوجته ووالدته بسبب الديون والطرد من العمل وآخر يتم إنقاذه في عكار من الاحتراق

رؤساء الحكومات السابقون يحملون بعنف على عون: لوقف هذه المهزلة فوراً والعودة للدستور

بري: الأمور إيجابية والجميع سيتنازل… وخليل: الحكومة من 24 وزيراً وكل طرف سيسمي ممثله

حزب “سبعة”: تشكيل الخطيب حكومة تكنوسياسية أمر يتنافى مع مطالب الثورة ومع مبادئ الدستور

المطارنة الموارنة طالب بوقف الاعتداء على الحراك: الانهيارات المتلاحقة تقرع بشدة باب المجاعة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بعد التعرض للذات الآلهية... إخبار بحق مناصرة "عونية"

رئاسة الجمهورية ترد على رؤساء الحكومات السابقة: لا خرق ولا انتهاك

«حزب الله» وحلفاؤه يواجهون الاحتجاجات بالحرب الإعلامية والغزوات الميدانية

حكم أميركي بالسجن على جاسوس حزب الله.. بن لادن لبنان

متظاهرون يغلقون شوارع في لبنان احتجاجاً على تشكيل حكومة تكنوسياسية بعد أنباء عن الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة

تقدم في مساعي تأليف الوزارة بعد موافقة الحريري على ترشيح سمير الخطيب

بري يؤيد دعم رئيس الحكومة المستقيلة لأي مرشح في حال رفضه إعادة تكليفه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» و«حزب الله» يدفعان بمرشح لخلافة عبد المهدي ورهان على إحياء «الكتلة الأكبر» يصطدم برفض الشارع

مجاهدي خلق”: 1000 شهيد سقطوا في انتفاضة إيران

إيران تهدد بمنع خبراء الوكالة الدولية من دخول منشآتها النووية

ظريف نفى استقالته... وروحاني: لم نغلق باب التفاوض مع أميركا

“البنتاغون” تحذر من عدوان إيراني وشيك… وعقوبات أميركية مقبلة

وزارة الدفاع تراقب نظام طهران وجيشها ووكلاءها وجاهزة للدفاع عن قوات واشنطن ومصالحها

تظاهرات مناوئة للأسد و”حزب الله” وميليشيات إيران في جنوب سورية

الأمم المتحدة طالبت إسرائيل بمغادرة الجولان... وقمة رباعية دعت لوقف الهجمات ضد المدنيين

“هيومن رايتس” تدعو لمحاسبة روسيا على جرائمها بسورية

ثورات الشعوب مشهد جديد لانهيار نظرية الحكم في إيران

عقوبات أميركية متوقعة على إيران لتعطيل «إنستكس» ومعمل «آراك» للماء الثقيل قد يخسر إعفاءً يتيح تشغيله

سياسة أوروبا إزاء إيران... بين العصا والجزرة

روحاني: إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بشرط رفع العقوبات

بومبيو يتعهد بعقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في إيران

قيادي في «الحرس»: موقف خامنئي منع المزيد من المطالب في الشارع ونواب يطالبون بإعادة الإنترنت

شاهد... قادة أوروبا يسخرون من ترمب في قمة «الناتو»

ترمب وإردوغان يجتمعان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي

روسيا تنشر قواتها في عامودا تطبيقاً لتفاهماتها مع تركيا

إردوغان يعتبر الاتفاق مع السراج «حقاً سيادياً»... ومصر تتهمه بتعميق الأزمة وألمانيا تستضيف اجتماعاً تحضيرياً جديداً للحل في ليبيا

في الذكرى الـ70 لتأسيسه... {الناتو} يركز على التحدي الصيني للمرة الأولى ومنفتح على الحوار مع روسيا... ويؤكد أنه «سيظل حلفاً نووياً»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله يستجدي الخارج لحماية سلطة الفساد/علي الأمين/العرب

البحث عن ”طرطور” للحكومة/عبد الوهاب بدرخان/النهار

قيامة الوجدان في لبنان/سمير عطاالله/النهار

عون: أُفضِّل الإستقالة على شلّ العهد/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

ماذا لو جاء «التكنوقراط» ونَبَشوا الملفات/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

سمير الخطيب وشركة خطيب وعلمي: تاريخ حافل بـ"الإكراميات"/عزة الحاج حسن/المدن

معتصمو الرينغ ووعّاظ الممانعة/وليد حسين/المدن

منسوب القمع والبطش الممنهج يتزايد: فلتسقط الدولة الأمنية/أيمن شروف/المدن

انتحاران في يوم واحد: داني وأنطونيو قتلتهما طغمة فاسدة/نادر فوز/المدن

سعد الحريري "البارع" في ارتكاب الأخطاء والانهزام/منير الربيع/المدن

نصرالله وقميص المقاومة الفارسي/محمد طعيمة/العرب

لبنان واجتثاث الطائفية/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

من هو سمير الخطيب؟.. لا علاقة له بالثقافة السياسية. لم يقرأ كتاباً في حياته/يوسف بزي/المدن

ويقولون لك: لماذا جبران باسيل والعونيّون/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الخضراء... وثنائية الشارع والمرجعية/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

حمم الثورات تدكُّ أسوار نظام طهران/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئاسة الجمهورية: يوم الاثنين في 9 ك1 موعد الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

بري التقى نواب الاربعاء والقائم بالاعمال العراقي: الأمور بمنتهى الإيجابية والكل أبدى رغبة بتقديم التنازلات

لا موقف لدار الفتوى من تكليف الخطيب

رئاسة الجمهورية ردا على بيان رؤساء الحكومة السابقين: التشاور لا يشكل خرقا للدستور ولا انتهاكا للطائف

السنيورة وميقاتي وسلام: أي مرشح يقبل بالخضوع لاختبارٍ يساهم في خرق الدستور وفي إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء

رؤساء الحكومة السابقين ردا على بيان رئاسة الجمهورية: لتقدير الظروف الدقيقة ووقف السجالات والعمل الجدي والمنتج لإنقاذ لبنان

رعد من جبشيت: ما نحن بصدد مواجهته من حرب ناعمة يوازي حرب تموز

المطارنة الموارنة طالبوا بحكومة نزيهة ودعوا إلى مبادرة إنقاذية: لا يحق لأحد التصدي لانتفاضة الشعب

بري التقى نواب الاربعاء والقائم بالاعمال العراقي: الأمور بمنتهى الإيجابية والكل أبدى رغبة بتقديم التنازلات

رسالة من سامي الجميل الى الرئيس عون: تأخير الدعوة إلى الاستشارات يسهم في استمرار نظام محاصصة قادنا إلى الهاوية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي05/ من01حتى11/:”يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون.أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

*محتل إيراني متجبر وحكام مرتزقة عادوا إلى طبيعة الإنسان العتيق

*ماري انطوانيت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

الياس بجاني/04 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81122/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d8%ac%d8%a8%d8%b1-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b1/

الحقيقة الكارثية والصادمة المعاشة على الأرض بكل مآسيها والفواجع التي يتنكر لها كثر من أهل السياسة والحكم والنافذين وقطعان أغنام غالبية أصحاب شركات الأحزاب الصنمية في لبنان هي أن البلد محتل، وبأن المحتل هو عسكر إيران المحلي المسمى كفراً وتجديفاً “حزب الله”.

المحتل الفارسي المحلي هذا قد حول لبنان بغطاء ودعم من نظام الأسد البراميلي وكل جماعات المقاومة والتحرير والتمذهب المنافقين ومنذ العام 1982.. حوله إلى مستعمرة إيرانية، وقاعدة عسكرية لغزوات إيران وحروبها، وخنجراً ابليسياً مسمماً ومُسماً لكل ما هو لبنان ولبناني، وأداة أذية وتدمير لكل الدول العربية وشعوبها.

أما الحكام الحاليين في لبنان، ومعهم غالبية الطاقم السياسي، و99% من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية، فهؤلاء مجرد مرتزقة وأدوات ودمى لا أكثر ولا أقل، وإتباع نرسيسيين ومستسلمين وخانعين قبلوا برضاهم بواقع الاحتلال، وبنفوذ المحتل وبفجوره وبسلبطته مقابل السكوت على فسادهم، وبمقابل كراسي ثانوية في سلطة مهمشة، وطمعاً اسخريوتياً بمنافع ذاتية.

هؤلاء الظالمين والمستكبرين، أي المحتل والحكام والمرتزقة يعيشون في انسلاخ تام عن واقع الثورة المستمرة وبتصاعد منذ 50 يوماً.

وعلى خلفية هذا الانسلاخ، قام حزب الله وبناء على فرمان ملزم له من أسياده الملالي، قام باستكبار بتشكل حكومة صورية تابعة له، وذلك لتنفذ دون اعتراض كل رغباته وأوامره، ولتكمل بخنوع كل مهمات الحكومة المستقيلة التي كانت نتاج صفقة خطيئة تم من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة.

اختار الحزب سمير الخطيب التاجر والمتعهد لترأس الحكومة، وهو رجل كما يبين سجل تاريخه جاهل لكل ما هو عمل وطني وسياسي.

على ما يبدو فقد شكل الحزب الحكومة ووزع الحصص على من تنازل له على خلفية الطروادية عن السيادة والاستقلال والقرار مقابل الكراسي.

ومن خلال مسرحية المشاورات التي ستبدأ الإثنين المقبل مع نواب بغالبيتهم قرارهم مصادر، وليس عندهم، سيُسقّط الحزب اسم سمير الخطيب على رئاسة الحكومة التي شكلها، وعملياً إن اكتملت ونالت الثقة ستكون استنساخاً كاملاً لتلك المستقيلة.

عملياً، سعد الحريري كان ولا يزال الشريك الأخطر في خطيئة الصفقة الأولىوكل متفرعاتها، ومعه كل من جعجع وجنبلاط وربع 08 آذار.

سعد الحريري التاجر مستمر في تمرمغه وغرقه بذنوب وخطايا الصفقة، ولهذا تبنى الخطيب وسوف يدعمه ليحافظ على حصصه من الصفقة. وربما هو يناور الآن بالإتفاق مع حزب الله وباسيل ليحرق اسم الخطيب هذا كما حرق غيره وبعد ذلك يعود هو ليشكل الحكومة.

أما غرام وهيام حزب الله بالحريري فحدث ولا حرج.. وهذا أمر طبيعي كون الرجل وعلى خلفية الصفقة الخطيئة ومداكشة الكراسي بالسيادة قد مارس دور الغطاء والمسوّق للحزب، وكذلك الوسيط بينه وبين القوى العربية والغربية بنجاح كبير.

أما حكامنا من المسيحيين تحديداً، ومنهم الرئيس، فهؤلاء للأسف قد وقعوا في تجارب إبليس، وتخلوا عن نعمة الحرية، وعن عطية العماد بالماء والروح القدس، وعادوا طوعاً إلى وضعية الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة الأصلية.

في الخلاصة، لا يدوم غير وجه الله، والظلم لا يمكن أن يستمر مهما طال زمنه، وكذلك فإن نهاية كل ظالم ومفتري، وبعد يوم الحساب الأخير، ستكون في لهيب نار جهنم وبأحضان دودها.

ترى من يتعظ ويتوب ويعود إلى رشده وربه قبل فوات الأوان؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com*

 

ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

الياس بجاني/04 كانون الأول/2019

Madam Geagea is extremely arrogant, pompous and so irritating

ماري انطوانت معراب والإنسلاخ عن الواقع وكارثية التصنع

مؤتمر ستريدا اليوم عن مهرجان الأرز هو أهانة لعقول اللبنانيين وللثورة بتوقيته وبالمواضيع التي طرحت وبطريقة التصنع والإستكبار بالتقديم.

وين أولوياتها النائبة ووين أولويات الناس.

الظاهر مش عارفي الست في ثورة بلبنان..

مرتا مرتا.. وسلم أولويات مخربط ومقلوب ..

هالست وين والناس وين..

انسلاخ تام عن التطورات في لبنان.

مؤتمر غلط بالمكان الغلط وفكر غلط..ربنا يشفي

السيدة هي من كلن يعني كلن

Madam Geagea is extremely arrogant, pompous and so irritating. Apparently she is totally detached from reality. It seems in her out of touch mind that she is not aware that there is a revolution in Lebanon...Sadly her approach, tone and rhetoric are so disgusting and irritating. She is one of them all who the revolution is calling for their retirement from every thing that is politics

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الصهر والإستاذ والحريري وكل الحكام والسياسي هم مجرد أدوات

الياس بجاني/03 كانون الأول/2019

حزب الله يحكُم حُكام البلد ويمسك بقرار تشكيل الحكومة وهو لن يرضخ للثورة دون فرمان ملالوي. جبران وسعد وبري وكل الباقين أدوات وبس.

 

هل ركبت حكومة الملالي والصهر بالخطيب

الياس بجاني/03 كانون الأول/2019

كلام جبران الملغم وبرمة جنبلاط ع بري والحريري والحكي عن اجتماع الخطيب والحريري ببعبدا ينذر بأن حكومة باسيل ركبت. هل سيقبل الثوار؟

 

مطلوب رئيس حكومة ادمي ومن الناس ومش من كلن يعني كلن

الياس بجاني/02 كانون الأول/2019

سمير الخطيب صاحب شركات للتعهدات ومتورط في عمليات فساد وإفساد ولهذا رشحوه. هو والحريري والصفدي وميقاتي والسنيورة من خامة واحدة.

 

ميشال عون: لا هو جبل ولا هو قديس

الياس بجاني/02 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81045/%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3/

ميشال عون رجل سياسي وحزبي، وفي موقع رسمي، وكثر من اللبنانيين يعارضونه ويرفضون خياراته وتحالفاته، وهو ليس قديساً ولا آلهة.

لم نفاجئ أمس بمسؤول مكتب الوزير جبران باسيل، السيد منصور فاضل وهو من على شاشة الجديد وباستكبار وفوقية يكرر وصفه لميشال عون بالجبل ويفاخر بتاريخ الرجل.

وفي نفس إطار الحالة الصنمية والواهمة هذه شاهدنا أمش على عدد لا بأس به من شاشات التلفزيونات مقطع فيديو لسيدة أربعينية متوترة وغاضبة وتهاجم “زعيقاً” وصراخاً وبتلويح اليدين وبهسترية كل من ينتقد ميشال عون ويطالب باستقالته، وقد وصل حد دفاعها الصنمي والغنمي للقول حرفياً “في السما الله وعلى يمينه ميشال عون وعلى يساره جبران باسيل، وعلى الأرض نحن “العونيين” ومنشان هيك لن يسقط ميشال عون”.

بداية ما قاله منصور، وما “زعقت” به السيدة، ليس هو شرود منطق، وسرطان ثقافة، وتزلم وعمى بصر وبصيرة، فقط زلم وأتباع وهوبرجية عون-باسيل، بل هي ثقافة صنمية مرّضية وبالية متجزرة في عقول وخطاب ومقاربات 99% من قطعان أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية كافة.

وكنا في مقالتنا ليوم أمس ألقينا الضوء على المكونات الثلاثة الإبليسية لعدة شغل الحكام والطقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب وهي:

بنك، وشركات تعهدات، وقطعان من الأغنام البشرية.

وهنا لا فرق بين زعيم وآخر، وصاحب شركة حزب وقرينه في شركة حزب أخرى.

وكلن يعني كلن مع الفوارق في الحجم والميليشيا والرصيد والبيئة.

وكلنا يتذكر كم من غزوة جاهلية استهدفت مناطق معينة على خلفية ما اعتبره صاحب شركة حزب أو رئيس ميليشيا مذهبية شتيمة أو إهانة لصنميته أو لمعتقد مذهبي أو ديني.

بالعودة إلى ميشال عون فلا هو طوباوي، ولا هو قديس، ولا هو جبل، وتاريخه ما قبل 2006 هو من نقضه ودفنه.

ميشال عون سياسي ومسؤول رسمي وصاحب شركة حزب، وبالتالي من حق أي لبناني أن ينتقده ويعطي رأيه به وبممارساته وبمواقفه وبتحالفاته سلباً أو إيجاباً وليس في القانون ما يمنع ذلك.

ولأن لبنان اليوم في وضعية ثورة شعبية يُحمل الناس أسباب قيامها الحكم والحكام وفي مقدمهم الرئيس عون، فحتى الشتائم بالشخصي وإن كانت أفعال غير أخلاقية وممجوجة، إلا أنها متوقعة وليست أيضاً جريمة يعاقب عليها القانون.

والشتم في حالة الثورة، ومهما كان دركياً، ورغم عدم أخلاقيته، فهو عمل غير عنفي ونوع من التعبير اللفظي الفظ.

وإن كان لهذه الثورة أن تنجح فأهم ما يجب أن تقوم به بعد تحرير البلد من احتلال حزب الله واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر، هو إعادة تنظيم الأحزاب طبقاً لقانون عصري ملزم وله آلية تنفيذية واضحة تمنع استنساخ زعامات وأصنام وأشباه آلهة.

قانون حزبي عصري جديد يحترم عقول وكرامات الناس، ويؤمن حرية تبادل المواقع والشفافية، ويلزم بعلانية مصادر التمويل داخل الأحزاب كما هو الحال في كل البلدان الغربية الديمقراطية.

ونعم، لقد قد حان الوقت لأن يتخلص لبنان وشعبه من ثقافة العقلية العثمانية البالية، والانتقال إلى حقبة الأحزاب العصرية بمفهومها الغربي، وليس الإبقاء على شركات الأحزاب التجارية والعائلية، والأحزاب الوكالات للقوى غير اللبنانية.

من المحزن أن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية تحديداً، وهون كلن يعني كلن، وعلى خلفية الإسخريوتية وخور الرجاء وانعدام الرؤية والإيمان، يسعون بغباء لاستنساخ هيكلية وتنظيم ونموذج حزب الله بدلاً من أن يكونون هم نموذجاً يقتدي به الحزب اللاهي.

يبقى بأن ما قاله السيد منصور فاضل، وما قالته السيدة “زعيقاً” هو منطق صنمي معيب، وخلفيته عشق العبودية، والتزلم، وقلة الإيمان والجهل الإنجيلي إن لم نقل الكفر والتجديف، لأن لا ميشال عون ولا جبران باسيل هما السيد المسيح “عليه السلام” ليجلسا على يمين أو يسار الله، ولا عون هو جبل.

عون وباسيل بشر وفقط بشر، والبشر غرائزيون وخطاءون.. والسلطة والمال بغياب الإيمان، وعدم الخوف من يوم الحساب الأخير، يقودون بعض البشر إلى مسالك الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي التي تؤدي إلى نار جهنم وإلى حضن دودها.

ونقطة ع السطر.عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شبيحة عون وباسيل يعتدون على المتظاهرين في محيط قصر بعبدا

الياس بجاني/01 كانون الأول/2019

إلى عون وصهره وشركتون: يلي بالسلطة بيعمل حلول وما ينزل ع الشارع. هودي الشبيحة حول قصر بعبدا ع شو ول شو؟ انتو وين بالسلطة أو بالشارع؟...وبعدان عون سياسي وبشر متله متل غيره ومش قديس ومن حق الناس انتقاده..بيكفى فجور وكفر

 

عدة شغل أصحاب شركات الأحزاب والحكام والسياسيين وتجار المقاومة: بنك وشركات تعهدات وقطعان من الغنم

الياس بجاني/01 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81023/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%ba%d9%84-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

إن كان من نتائج إيجابية للثورة الشعبية العابرة للمناطق والطوائف والأحزاب، فهي أنها زلطت وبهدلت ع الأخر غالبية السياسيين، وأصحاب شركات الأحزاب، والحكام، ومعهم ربع مافيات كذبة ووهم المقاومة والتحرير المفرسنة.

الثورة وب 45 يوم حطتن كلون ع مسرح الشعب غصبن عنون، وفضحتن وجبرتن يعملوا حفلة ستربتيز طوعية.

يعني حفلة تزليط وبهدلي وفضايح وع الآخر.

يتبين بعد حفلة التزليط المرتبي، وحتى للعميان، بأن هؤلاء النرسيسيين والملجميين والطرواديين والإسخريوتيين هم مجرد تجار، وفجار، وفاسدين ومفسدين، ومنافقين، وضمائرهم ميتة، ووجدانهم مخدر، وآخر همهم الناس والأديان والأخلاق والقيم والوطنية والسيادة والحريات والاستقلال.

وحفلة الستربتيز الشعبية هيدي، ما وفرت حتى ربع نفاق خدعة المقاومة والتحرير، فتبين أنن عصابات مافياوية ووكلاء لملالي إيران وهم متخصصين بالسرقات، وبحماية السراقين، ومهمتهم الأولى هي تفكيك كل ما هو دولة، وضرب كل ما هو مؤسسات، وتعهير كل ما  هو قانون وحقوق، وزرع ثقافة الموت والغزوات الجاهلية والتحجر والتمذهب والحقد ورفض الآخر.

حفلة التعرية والتزليط والستربتيز بينت بأن 99% من هودي السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والحكام وأصحاب النفوذ وتجار كذبة المقاومة والتحرير .. بينت انو عند كل واحد منون عدة الشغل نفسها للنصب والاحتيال والسرقات والفساد والإفساد.

العدي عندون كلن هي بنك وشركات تعهدات وقطعان غنم.

يلي عم ينفضح أكثر وأكثر أنو كل واحد منون عندو بنك، وكل واحد منون عند شركات تعهدات، وكل واحد منون عندو قطعان غنم بيسمين انصار وحزبيين ومؤيدي.

وكل واحد منون عندو قطيع من الغنم والزقيفي شغلتن الهوبرة ببغائية بالروح وبالدم منفيدك يا فلان!!

وكمان ما هو مشترك بين كل هؤلاء الحراميي، انن عاملين حالن أصنام وقطعانهم بتعبدهم وبتشوف فين آلهة… ويا ويل وسواد ليل يلي بيتمرد علين وبيرمين حتى بوردة…بيشيطنوه وبيخونه وبيحللو دمه وبيركبلو مية ملف.

بؤس هكذا زمن مّحل وتعتير،

وبؤس هكذا حكام وطاقم سياسي،

وبؤس هكذا مافيات نفاق تحرير ومقاومة.

هؤلاء الحراميي اليوم هم جميعاً أعداء الشعب اللبناني وضد الثورة.

ولهذا هم يحاولون ضرب الثورة وشيطنتها وتخوينها، وذلك لجر لبنان واللبنانيين بالقوة والإرهاب والسلاح غير الشرعي إلى ما قبل الأزمنة الحجرية، وإلى ثقافات ومفاهيم بالية وإلى شرعة الغاب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع المحامي الدكتور عبد الحميد الأحدب

https://www.youtube.com/watch?v=gzNpHHco7kc

 

فيديو مداخلة للكاتب السياسي وجدي العريضي من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=PTtsGJABaAo

 

فيديو مداخلة للباحث السياسي بشارة خيرالله من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=mcRNJpEtd04

 

فيديو مداخلة للدكتور مصطفى علوش والكاتب الصحافي مالك ابي نادر من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=ONmfXyr7_c8

 

فيديو مداخلة للصحافي اسعد بشارة من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=5aUa1yBdVjw

 

فيديو مداخلة للمحامي  والناشط المدني جورج سلوان من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=gnbeyHpOJ7w

 

فيديو مداخلة للمحلل السياسي دكتور انطوان سعد من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=BjOxoANQNRI

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 4/12/2019

وطنية/الأربعاء 04 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حددت رئاسة الجمهورية مواعيد استشارات التكليف الرسمية والملزمة بيوم واحد هو يوم الاثنين..

واعتبر البطريرك الراعي ذلك إيذانا ببزوغ فجر جديد في لبنان..

رغم ذلك قالت أوساط سياسية إن تحديد الاثنين يعني ان هناك أربعة أيام هامش زمني تستكمل فيه الاستشارات السياسية بما يعني التأليف قبل التكليف..

وسبق تحديد مواعيد الاستشارات الملزمة سجال بين رؤساء الحكومات السابقين وقصر بعبدا حول نقطة التكليف الخارقة للدستور، والرد بأن رئيس الجمهورية حريص على الوطن وعلى عدم خرق اتفاق الطائف.

ووسط الجو السياسي الضاغط إستمر الحراك في قطع الطرق وواصل الجيش إعادة فتحها..

ووسط الجو نفسه عمم حاكم مصرف لبنان على المصارف باحتساب الحد الاقصى للعملة الاجنبية بخمسة في المئة والعملة الوطنية بثمانية ونصف في المئة..

وفيما تواصلت عمليات التلاعب بأسعار الدولار مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع تشتد الضائقة الاقتصادية على المواطن الذي بات عاجزا عن تأمين أبسط مقومات الحياة..

فبعد ناجي الفليطي وجورج زريق اليوم داني أبو حيدر ينهي حياته بعدما ضاقت بوجهه سبل العيش.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

قضي الأمر الذي فيه يستفتيان...

رئاسة الجمهورية أعلنت الاثنين المقبل موعدا لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف، بعد أجواء إيجابية لفحت الملف الحكومي إثر لقاء العشر دقائق المسائي في بيت الوسط بين الرئيس سعد الحريري والخليلين اللذين سمعا منه تبنيا لسمير الخطيب الذي زاره اليوم، وتأكيدا على المشاركة في الحكومة العتيدة التي ستكون من أربعة وعشرين وزيرا ويعود لكل طرف فيها أن يسمي ممثلا سياسيا أو من التكنوقراط.

تحديد موعد الاستشارات كان أمرا مفرحا للبطريرك الماروني الذي رأى انه فجر جديد على وشك البزوغ على لبنان.

دعوة بعبدا سبقتها رياح بيانات شديدة بين رؤساء الحكومات السابقين والقصر الجمهوري على خلفية الصلاحيات والتكليف والتشكيل وما ينص عليه الدستور.

في مرصد لقاء الأربعاء تم تحديد إيجابيات على خط الملف الحكومي في ضوء إبداء الجميع رغبة في تقديم التنازلات مع العلم ان لبنان دفع دائما أغلى الأثمان في التأخير بتشكيل الحكومات.

وفي زمن القحط الاقتصادي... دعوة للاستثمار في تدعيم الشراكة الوطنية لمواجهة التحديات الضاغطة التي يكتوي بها اللبنانيون وتعويض الوقت الضائع أطلقها الرئيس نبيه بري معتبرا انه لا يجوز لأحد التنصل مما يجري في خضم المعاناة من أزمات مالية واقتصادية.

في المقابل بدا ان هناك من يريد قطع الطريق على أي شيء وكان جسر الرينغ نموذجا.

الرينغ تم قطعه للمطالبة باستقالة الحكومة وعندما استقالت قـطع مجددا للمطالبة بتحديد الاستشارات الملزمة ولم يكد يعلن عن موعد الاستشارات حتى كانت ردة الفعل هناك في في نفس المكان وبنفس الشكل... قطع الطريق... وكأن من على "الرينغ" يريد أن تدور الأمور في حلقة مفرغة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

داني ابي حيدر. انه إسم جديد في جمهورية الإنتحار والمنتحرين. قبله بثلاثة ايام كان دور ناجي الفليطي فمن يأتي بعدهما؟ الأرجح أن قائمة المنتحرين ستطول، وخصوصا أننا شهدنا اليوم أيضا محاولة انتحار في عكار. لبنان ينتحر واللبنانيون ينتحرون فمن يخلص لبنان ومن ينقذ اللبنانيين؟ حتى الآن عملية الخلاص والإنقاذ تبدو وهما وسرابا. فالحالة الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية للمواطنين تتدهور بسرعة قياسية، فيما المسؤولون مشغولون بجنس الملائكة، عفوا بل بجنس رئيس الحكومة والوزراء والوزارات. ومن راقب المشاورات السياسية التي تكثفت في الثماني والاربعين ساعة الاخيرة يتأكد له أن أداء السلطة السياسية لم يتغير. كأن كل ما حصل في مرحلة ما بعد السابع عشر من تشرين الاول حصل في بلد آخر، بل حتى على كوكب آخر. القوى السياسية، في معظمها، تعيش حالة انكار، ولا تدرك أن الناس كفرت بكل شيء، وغضبها الأساسي يتركز على هذه القوى التي استباحت كل شيء، وسرقت كل شيء، وأفسدت كل شيء، فما عاد أمام اللبناني سوى الإنتحار ليتخلص منها ومن شرورها المتواصلة المتمادية.

سياسيا، النهار الطويل توزع بين التشاؤم والتفاؤل. ففترة قبل الظهر تميزت بالسجال الحاد بين رؤساء الحكومة السابقين والمكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. وقد بدا من الانتقاد المبطن الذي وجهه الرؤساء السابقون للحكومة الى سمير الخطيب ان حظوظه في التكليف سقطت، وانه رسالة حريرية مبطنة الى من يعنيهم الامر. لكن الامور تبدلت بعد الظهر واعلنت رئاسة الجمهورية عن موعد تحديد الاستشارات النيابية الاثنين المقبل. فماذا حصل حتى تبدل الجو جذريا بين قبل الظهر وبعده؟ ولماذا عينت رئاسة الجمهورية الاستشارات يوم الاثنين وليس الجمعة او السبت مثلا؟ وهل التأخير الواضح هو لمزيد من المشاورات بين القوى السياسية أم هو لجس نبض الشارع، وخصوصا ان الحراك الشعبي يأخذ مداه في عطلة نهاية الاسبوع؟

وفي انتظار الاجابة المؤجلة، الشارع عاد الى غليانه نسبيا. ففي الرينغ وعدد من المناطق قطع طرقات، إضافة الى دعوات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتفعيل التحركات الليلة وغدا . فهل نحن امام اختبار جديد بين السلطة والحراك؟ وهل تكون عملية التكليف هي الضحية؟ ام هل يصبح من سيكلف الاثنين رئيسا مكلفا مع وقف التأليف؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الى الاستشارات النيابية أفضت المشاورات الحكومية، وعلى اسم سمير الخطيب الذي عبر بيانات الاصالة او الوكالة التي اطلقها رؤساء الحكومات السابقون، رست رئاسة الحكومة، وان صدقت النيات ولم تتقلب ببيانات او ايعازات، فان الاثنين المقبل موعد قاطع للاستشارات النيابية الملزمة الذي حدده رئيس الجمهورية، وتكليف رئيس الحكومة العتيدة..

مشى الرئيس ميشال عون وفق العنوان الذي اطلقه منذ استقالة الحكومة بان المشاورات دليل الاستشارات ومنقذتها، فحدد الموعد بعد أن وعدت جميع الاطراف لا سيما رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بتسهيل المهمة من تكليف وتأليف وحتى ثقة نيابية..

ونيابة عن المتضررين، عاد رؤساء الحكومات السابقون الى الواجهة ببيانات تصوب على رئيس الجمهورية، متقلبة بين تأويلات الدستور واجتهاداته، مع علمهم الجيد كيف تمت تسمياتهم لرئاسة الحكومة، وكيف شكلوا حكوماتهم..

وعلى شكل رسائل رؤساء الحكومات، كانت رسالة الشوارع المقطوعة والمتقاطعة عند فكرة الضغط، والذي لا ينتهي عند التكليف بل سيستمر للتأليف، على امل ان تأتلف العقول والقلوب عند المعنيين من سياسيين ومتظاهرين للحد من التدهور الذي يصيب البلاد، ويصطاد كل يوم ضحية جديدة بسهام الضائقة المعيشية..

وعلى كل حال فان الاثنين موعد جديد، سيكشف النوايا ويوضح الوجهة التي ستسير عليها البلاد، مع العلم انها خطوة اولى في مسار طويل، مزروع بالكثير من الازمات الاقتصادية والمالية القابلة للحل بتظافر الجهود وتنظيم الامور..

وعلى طريق التنظيم المالي كانت خطوة مصرف لبنان اليوم، التي اتت ولو متأخرة حول تخفيض الفوائد على الودائع. خطوة مدفوعة بزخم اجتماع بعبدا المالي، ومن المفترض ان تتبعها خطوات للحد من النزْف المالي، الذي يصيب البلاد..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

إذا كان تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة هو العقبة، فقد زال، بعدما قرر رئيس الجمهورية، بناء على صلاحياته الدستورية، الدعوة إليها يوم الإثنين المقبل.

أما إذا كانت العقبة في مكان آخر، فالأيام الفاصلة حتى الإثنين يفترض أن تكون كافية لتذليلها، من خلال مواصلة المشاورات الممهدة للتكليف ثم التأليف، والتي يشارك فيها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري منذ اليوم الأول.

يبقى أن تشكيل الحكومة أولوية مطلقة لمنع الانهيار المالي والاقتصادي، تؤكد أوساط سياسية متابعة للـ OTV، مذكرة بأن الاتفاق حصل منذ اسبوعين على تشكيل حكومة برئاسة شخصية موثوق بها يدعمها الحريري، على ان تشارك فيها الكتل البرلمانية، الى جانب ممثلين عن الحراك الشعبي، على قاعدة احترام التوازنات الوطنية، وانطلاقا من تمثيل كل طرف بمن يريد .

وفي انتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة من تطورات يؤمل في أن تكون ايجابية، برزت اليوم في موازاة التحركات الموضعية المستمرة في الشارع، المواقف عالية النبرة التي أصدرها رؤساء الحكومة السابقون، والتي رد عليها المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، لافتا إلى أن لو ادرك هؤلاء ما كان سيترتب على الاسراع في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من انعكاسات سلبية على الوضع العام وعلى الوحدة الوطنية، لما اصدروا البيان وما تضمنه من مغالطات، ولكانوا ادركوا صوابية القرار الذي اتخذه الرئيس ميشال عون.

اما وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، فتوجه عبر تويتر الى نادي رؤساء الحكومة السابقين بالقول: الخطيئة الوطنية هي في التحصن بالمذهب وتطويق الدستور والقانون والقضاء. واضاف: ان تطوير نظامنا السياسي ومنع الفتنة والوحدة الوطنية إنما هي أهداف تسمو كل اعتبار. وختم بالقول: الرئيس خارج دائرة استهدافكم والرئيس الحريري احوج ما يكون الى الهواء الطلق، فلا تسمموا أجواءه، ختم جريصاتي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

وأخيرا، حدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة.

الموعد حدد الاثنين المقبل، ما يعني عمليا أن الأمور لم تنضج في شكل نهائي بعد، لا على مستوى التكليف ولا التأليف، ما يجعل الأيام المقبلة شديدة الاهمية لجهة تثبيت اسم سمير الخطيب لرئاسة الحكومة من عدمه والغوص في شياطين تفاصيل توزيع الوزارات.

كيف تدحرجت الأمور وصولا إلى اعلان موعد الاستشارات؟

تقول المعلومات إن الاجواء الايجابية التي سادت امس تلبدت مساء وطوال نهار اليوم، فحتى بعد اطمئنان الخليلين إلى موقف الرئيس الحريري الداعم لتسمية الخطيب، نزل المتظاهرون الى الشوارع رفضا للتسمية ولو مسبقا، ليخرج بعدها رؤساء الحكومة السابقين ببيان أعلنوا فيه أن كل من يتفاوض على شكل الحكومة يخرق الدستور ويضرب موقع رئاسة الحكومة ليرفع الرئيس فؤاد السنيورة سقف التحدي قائلا:"لا يمكن لشخصية لم تخبر العمل الحكومي أن تتولى رئاسة الحكومة".

هذه المعطيات عجلت إعلان موعد الاستشارات وفرضت معه طرح التالي: هل أحرقت ورقة سمير الخطيب كما أحرقت أوراق محمد الصفدي وبهيج طبارة، أو سيثبت تكليفه الاثنين مع كل ما يحمله ذلك من تحديات، أم يخلق اسم آخر يعمل على بلورته في الايام المقبلة ويشكل مخرجا يتوافق عليه معظم الافرقاء؟

هذا في التكليف، أما شياطين التأليف، فلا تقل أهمية لا سيما مع ورود معلومات عن صعوبة التفاوض مع أكثر من طرف حول وزارات ثلاث: المالية ،الداخلية والطاقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

عن ستة شهداء وتسعة وأربعين يوما من الثورة ولدت الاستشارات النيابية الملزمة وحددت بعبدا يوم الاثنين موعدا لها بتأخير شهرين عن الاستقالة ومواعيد القصر مسيرة على توقيت من سيفتتحها.

فالرئيس سعد الحريري سيكون أول المكتتبين في مناقصة المهندس سمير الخطيب، وفي حال تبناه الحريري ومن بعده رؤساء الحكومات السابقون وكتلة المستقبل يجري عندئذ فض العروض السياسية، وقياسا على أسعار اليوم، فإن اسم الخطيب لم يكن قد احترق كليا، لكنه وضع على آلة "الشواء"، وبعض من ساهم في الطهو الرؤساء: نجيب ميقاتي تمام سلام وفؤاد السنيورة، الذين خرجوا بالبلاغ رقم اثنين، جلدوا فيه أي مرشح لرئاسة الحكومة يخضع للجنة فاحصة غير مؤهلة ولا مخولة دستوري، ويساهم في إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء.

وكان الرئيس نجيب ميقاتي أكثر وضوحا من البيان عندما قال للجديد في الوقت الراهن ليس هناك أكثر من الحريري قدرة على تحمل هذا الحمل من أجل لبنان وسلامته ومع وقوف الثلاثية السنية إلى جانب مرجعية الحريري، وعدم إعلان دار الفتوى يوم العيد الحكومي إلى الساعة فإن استشارات الاثنين ستتكئ على المستقبل وخياره في التسمية، فيما يجري الرئيس المستقيل هذا المساء جولة مشاورات أخرى مع الخطيب المهندس الذي تصدعت آذانه في الليلة الماضية من اتهامات طاولت مسامع شركاته لكنه على الأرجح ماض في التشاور متجاوزا جرح المشاعر السياسية والاقتصادية في سبيل نيل لقب "صاحب الدولة".

لكن الدولة الآتي إليها، باتت تحت الأنقاض ، ناسها عادوا الى الشوارع، مواطنوها على أبواب المصارف بتقنين قاس، بعض شبابها يختار الانتحار بعد وقوعه تحت العجز، وعلى النبعة سن الفيل آخر المآسي، حيث يترك داني أبي حيدر دماءه على الأرض العطشى للدولة، يخيل إلى أبيه أن ابنه ذاهب الى الصيد قبل أن تحتضن الام أحمر ولدها، وتتنشق روحه المرمية على أسفلت الفقراء.

رحل داني، أعلنت الاستشارات، اقفل تقاطع الرينغ من جديد، واسم رئيس الحكومة قادم على وطن يحتضر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 4 كانون الأول 2019

وطنية/الأربعاء 04 كانون الأول 2019

 النهار

لوحظ في الآونة الأخيرة عودة طوعية لنازحين سوريين في أكثر من بلدة في الجنوب وقرى إقليم الخروب الساحلي ‏وذلك بسبب الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة وتراجع الطلب على اليد السورية العاملة في أكثر من قطاع.

تنقل مصادر موثوقة عن سفارات ان معدل هجرة اللبنانيين هو الأعلى نسبياً بعد حقبتَي الثمانينات والتسعينات، وتشير ‏إلى هجرة مسيحية لافتة تحصل في الآونة الأخيرة في اتجاه كندا والأمر عينه لبعض الأقليات.

يزداد التوجه المعارض والمؤيد للثورة لدى الجاليات اللبنانية في الخارج ومن وجوهه التصفيق الحاد الذي قابل عظة ‏للمطران خيرالله في باريس تحدث فيها عن العيش المشترك وعن شهداء لبنان ونجاة مروان حماده واخرين من ‏محاولات الاغتيال.

الجمهورية

يتردد أن أحد الأحزاب كلف عدداً من كوادره الحزبية مراقبة الأسعار في المحلات والسوبر ماركت الواقعة ضمن بيئته ‏خصوصا أن السلطة لا تعير المواطن إهتماما.

بدأت مشاورات بين سفراء غربيين لإتخاذ موقف حازم من تجاهل المسؤولين اللبنانين مخاطر الأزمة ودعوتهم الى ‏اتخاذ خطوات جريئة.

قال مسؤول أممي إنه يتعمد توجيه رسائل سياسية الى جهات معنية، من خلال تغريداته على "التويتر".

اللواء

همس

رحب مرجع نيابي بدور توفيقي لقطب وسطي مع مسؤول كبير.. بانتظار الخطوة اللاحقة..

غم

تمكن موظف كبير غير مدني من حشد دعم إقليمي لمهمة مرشّح ناشط لتأليف الحكومة.

لجأت مصارف كبرى، وازنة، إلى إجراءات ذات طابع "استبدادي" من شأنها أن تنسف ثقة الجمهور بما تبقى من ‏‏"أنظمة مصرفية" في البلد!

نداء الوطن

لم يتردّد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بوصعب أخيراً في توقيع عشرات رخص ‏السلاح رغم الوضع الأمني الدقيق والخطر، مع العلم أن هذه الصلاحية لا تتلاءم مع مرحلة تصريف ‏الاعمال التي تشمل الاعمال الإدارية الملحة والضرورية فقط.

تتشاور مرجعيات سنية حول مسألة عقد اجتماع واتخاذ الموقف المناسب تجاه ما بلغه موقع رئاسة ‏الحكومة.

عُلم أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر يطّلع بشكل يومي على ‏التطورات في لبنان ولا تخلو يومياته من الاتصالات لفهم مسار الأمور الحكومية.

 

"حماة الديار".. تنظيم مُسلح للدفاع عن الرئيس!

الأنباء الكويتية/04 كانون الأول/2019

 المخاوف من الوضع الصعب الحالي قد يكون وراء ظهور تنظيم مسلح على ضفاف التيار الوطني الحر تحت اسم «حماة الديار» الذي يتحرك رئيسه رالف الشمالي ضمن موكب من السيارات المغشاة الزجاج، معلنا عبر قناة «ام.تي.في» الويل والثبور وعظائم الامور لمن يحاول المساس برئيس الجمهورية، وان عبر مواقع التواصل او خلال تظاهرات الحراك الثوري، متجاوزا الجيش والاجهزة الامنية المناط بها حماية الدولة والرئاسة والوطن. وقال الشمالي ردا على سؤال: نحن لدينا حيثية مقاومة مارونية...، وعندما سئل عن مصدر تمويله وتسليحه ومن اعطاه امر التعرض للحراك الثوري في المتن وكسروان ومحاولة فتح الطرق التي اقفلها الثوار، قال انه يتاجر بالمواد الغذائية، مؤكدا انه مستهدف، ولذلك يطلب اطفاء الهواتف بحضوره ويبدل سيارته اثناء الطريق، ولا يسمح لزواره بالوصول بسياراتهم الى موقعه انما هناك سيارات خاصة تأتي بهم اليه!

 

رؤساء وزراء لبنانيون سابقون يوجهون ضربة لفرص تشكيل حكومة بقيادة الخطيب

بيروت/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

قال ثلاثة من رؤساء الوزراء السابقين في لبنان إن أي مرشح لرئاسة الحكومة يوافق على الخوض في مشاورات حول شكل الحكومة وأعضائها قبل تكليفه «ويقبل بالخضوع لاختبار من قبل لجنة فاحصة غير مؤهلة ولا مخولة دستورياً، إنما يساهم أيضاً في خرق الدستور وفي إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء»، بحسب تقرير لوكالة «رويترز». وينظر إلى بيان رؤساء الوزراء السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي على أنه ضربة للجهود الجارية لتشكيل حكومة جديدة بقيادة رجل الأعمال سمير الخطيب. ويتولى منصب رئيس الوزراء مسلم سني بموجب النظام الطائفي في لبنان.وكانت تعليقات من ساسة لبنانيين أمس (الثلاثاء) تشير إلى أن ثمة تقدماً في الاتفاق على حكومة جديدة بقيادة الخطيب رغم عدم التوصل لاتفاق. ولم يدع الرئيس اللبناني ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة. ويجري عون الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لتسهيل تأليف الحكومة.

 

لبنان: تكليف الخطيب بعد رفض الحريري شروط حزب الله

العرب/05 كانون الول/2019

أوساط سياسية لبنانية تقول إن خيار الذهاب في تكليف سمير الخطيب بتشكيل الحكومة سيكون خيارا انتحاريا للعهد.

القبول بشروط حزب الله وإلا

بيروت - أعاد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، بالاتفاق مع حزب الله الحياة إلى ورقة تكليف سمير الخطيب بتشكيل حكومة جديدة بعدما بدت هذه الورقة شبه محترقة إثر ردود الفعل السلبية للشارع اللبناني على تكليف الخطيب. واتهم رؤساء الوزارة السابقون تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، رئيس الجمهورية ميشال عون بخرق اتفاق الطائف الذي هو في أساس الدستور المعمول به منذ العام 1989، إثر الحديث عن تكليف الخطيب قبل إجراء المشاورات النيابية الملزمة. اختيار سمير الخطيب يعود إلى رفض الحريري تلبية مطالب حزب الله وركز رؤساء الوزارة السابقون في بيان أصدروه الأربعاء على أنّه لا يجوز تشكيل حكومة واختيار رئيس مجلس الوزراء قبل الاستشارات النيابية الإلزامية التي يفترض برئيس الجمهورية القيام بها. إلا أن بيانا لاحقا للرئاسة اللبنانية ذكر أن الرئيس عون دعا إلى عقد مشاورات رسمية مع نواب البرلمان يوم الاثنين لتكليف رئيس وزراء جديد. وقالت الرئاسة في بيانها “رئاسة الجمهورية تحدّد يوم الاثنين المقبل موعدا للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة”. ويتعين على عون تسمية المرشح الذي يحظى بالدعم الأكبر من نواب البرلمان البالغ عددهم 128. ويجب أن يكون رئيس الوزراء مسلما سنيا وفقا لنظام المحاصصة اللبناني. وعزت أوساط سياسية لبنانية قبول الحريري أن يكون سمير الخطيب الشخص الذي يكلّف بتشكيل الحكومة، إلى أنه لا يريد أن يكون عائقا في وجه تشكيل حكومة جديدة، خصوصا في ضوء الوضع الاقتصادي السيء الذي يمرّ به لبنان. وذكرت الأوساط نفسها أن خيار الذهاب في تكليف الخطيب بتشكيل الحكومة سيكون خيارا انتحاريا للعهد، نظرا إلى أنه ليس في استطاعة الرجل، في ضوء النقص في الخبرة السياسية، القيام بأي خطوة في اتجاه معالجة الوضع الاقتصادي الخطير.

وأكدت أن الكلام عن تكليف سمير الخطيب بتشكيل حكومة قبل إجراء الاستشارات النيابية كان يستهدف في الأصل الضغط على الحريري، ليس إلّا، من أجل حمله على قبول تشكيل حكومة بشروط حزب الله. وشدّدت على أنّ اللجوء إلى سمير الخطيب، في حال حصوله، يعود إلى رفض سعد الحريري، بأي شكل، تلبية مطالب الحزب. ويعود ذلك إلى معرفته بالشروط المضادة للمجتمع الدولي ومؤسساته من أجل مساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية الخانقة. يأتي في مقدم هذه الشروط ألا تضم الحكومة سوى وزراء اختصاصيين يعالجون المشاكل التي يعاني منها لبنان.

وكان الرؤساء الثلاثة أصدروا بيانا، الأربعاء، عبروا فيه عن استهجانهم لـ“هذا الخرق الخطير لاتفاق الطائف والدستور نصا وروحا”. واستنكروا “الاعتداء السافر على صلاحيات النواب بتسمية الرئيس المكلف من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية بإجرائها وبنتائجها، ومن ثم الاعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة عندما يتم تكليفه بتشكيل الحكومة”.

24 وزيرا في الحكومة الجديدة

6 وزراء للحراك الشعبي

6 شخصيات سياسية

12 وزيرا من الاختصاصيين

ورأى محللون أن الصفقة التي يحكى عنها تمثل استخفافا بالانتفاضة غير المسبوقة التي تشهدها البلاد من حيث شموليتها واختراقها كافة المكونات الشعبية اللبنانية، وأنها لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب الاحتجاجات بإبعاد الطبقة السياسية غير المؤهلة لقيادة البلاد والمسؤولة عن تغطية الفساد والفاسدين.

واعتبر الوزير علي حسن خليل من حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن بيان رؤساء الحكومات ليس بالسوء الذي كان عليه بيانهم السابق، فهو لم يشر، كما المرة السابقة، إلى التمسّك بترشيح الحريري. غير أن ميقاتي عاد ودعا إلى أن يكون الحريري رئيسا للحكومة المقبلة.

ورد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، في بيان، قائلا إن “رئيس الجمهورية هدف من خلال الإفساح في المجال أمام المشاورات بين الكتل النيابية إلى تأمين تأييد واسع للرئيس المكلف ما يسهل عليه تشكيل الحكومة وذلك في ضوء التجارب المؤلمة التي حصلت في أيام أصحاب الدولة الذين أصدروا البيان”.

وقرأ سياسيون ما تسرّب من مداولات التشكيل بأنه انتصار لوجهة نظر حزب الله لجهة رفض تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة عن التيارات والأحزاب السياسية، ولجهة فرض حكومة تكنوسياسية تتمثل داخلها الطبقة السياسية عبر وزراء سياسيين ومن خلال تسميتها لوزراء تكنوقراط ترضى عنهم، بما يعيد البلد إلى نفس آلية الحكم التي كان معمولا بها قبل اندلاع الاحتجاجات في 17 أكتوبر الماضي.

ورأوا أيضا أن الحريري خضع لشرط وزير الخارجية جبران باسيل بعدم مشاركته في الحكومة بعدم مشاركة الحريري أيضا. واعتبر محللون أن الطبقة السياسية شكلت الحكومة برعاية قصر بعبدا وباسيل وأنهم اختاروا لها شخصية سنية ضعيفة ولا تملك رصيدا شعبيا، وهو أمر يفقد الحكومة ورئيسها مصداقية داخلية كما لدى المجتمع الدولي. وذكرت تقارير إعلامية أن صيغة الحكومة المقبلة ستكون مؤلفة من 24 وزيرا ومقسمة على 6 وزراء للحراك وللأحزاب المشاركة في التحرّكات وغير الممثلة في البرلمان، في مقابل وجود 6 شخصيات سياسية معظمها وزراء دولة، في حين أنّ باقي الوزراء الـ12، سيكونون من الاختصاصيين لكن سيتم اختيارهم من قبل الأحزاب السياسية.

وتردد بقاء الوزراء الحاليين، علي حسن خليل (حركة أمل) ومحمد فنيش (حزب الله) وسليم جريصاتي (من حصة الرئيس ميشال عون) على أن يلتحق وزير يمثل التيار الوطني الحر. وقالت الأنباء إن الوزيرين المتبقيين هما من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي والمستقبل، وإذا رفضا المشاركة السياسية فتزيد حصتهما في وزراء التكنوقراط. واستغرب مراقبون الانهيار المفاجئ لمقاومة الحريري وتخليه عن شروطه لجهة تشكيل حكومة من الاختصاصيين وتحلي تلك الحكومة بصلاحيات استثنائية تحضّر لانتخابات نيابية مبكرة، فيما أن ما تسرب من معلومات يفيد إضافة إلى طابع الحكومة السياسي بأنها لن تمنح صلاحيات استثنائية ولن تكون هناك أي انتخابات نيابية مبكرة. وتساءل المراقبون عما إذا كان الحريري قد خضع لضغوط خارجية تتوافق مع ما سربته المنابر القريبة من حزب الله عن ضغط فرنسي لإشراك حزب الله في الحكومة ومع ما نشرته صحيفة “الأخبار” المقربة من الحزب عن معلومات دبلوماسية غربية تتحدث عن موقف أميركي أحيط المسؤولون اللبنانيون به، وهو أن واشنطن لم تعد تمانع توزير حزب الله في الحكومة الجديدة. وأشارت معلومات الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعتقد بأن وجود حزب الله في حكومة شريكا فيها أفضل من أن يترأس الأكثرية فيها كحال الحكومة المستقيلة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، أو أفضل من عدم وجود حكومة، خصوصا في ظل حكومة تصريف الأعمال.

 

ثوار لبنان يعلنون النفير العام… وعون: الاثنين موعد الاستشارات النيابية

تكليف الخطيب مرفوض والمنتفضون يقطعون الطرقات ويعتصمون ويشعلون الاحتجاجات مجدداً

انتحار مواطن أمام زوجته ووالدته بسبب الديون والطرد من العمل وآخر يتم إنقاذه في عكار من الاحتراق

رؤساء الحكومات السابقون يحملون بعنف على عون: لوقف هذه المهزلة فوراً والعودة للدستور

بري: الأمور إيجابية والجميع سيتنازل… وخليل: الحكومة من 24 وزيراً وكل طرف سيسمي ممثله

حزب “سبعة”: تشكيل الخطيب حكومة تكنوسياسية أمر يتنافى مع مطالب الثورة ومع مبادئ الدستور

بيروت ـ”السياسة” الأربعاء 04 كانون الأول 2019

بعد أربعين يوماً على استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، نتيجة انفجار الثورة في السابع عشر من الشهر نفسه، حددت رئاسة الجمهورية، في بيان لها، أمس، يوم الإثنين المقبل موعداً للاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة.

وأعلنت مصادر في تيار المستقبل، عدم تسمّيته أي وزير في الحكومة الجديدة، وترك المهمة للرئيس المكلّف. ونقلت المصادر عن بيت الوسط، أن “المستقبل” يدعم الخطيب ولكن لا اتفاق مسبقاً بين الكتل حول توزيع الحقائب. وتوفعت مصادر أن يكون اللقاء المرتقب في الساعات المقبلة، بين الرئيس سعد الحريري والمهندس سمير الخطيب، كما علمت “السياسة”، حاسماً لجهة “تصاعد الدخان الأبيض”، في وقت يتوقع أن يعلن الثوار النفير العام في الساعات المقبلة، رفضاً لتسمية الخطيب، بعدما كانوا استبقوا ذلك بقطع العديد من الطرق والأوتوسترادات في بيروت والمناطق الأخرى، الأمر الذي دفع الجيش لاستقدام تعزيزات تحسباً للأسوأ. ونقل النائب علي بزي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الأربعاء النيابي، أنه “لا يجوز التنصل مما يجري في خضم ما نعانيه من مشاكل اقتصادية”.

وشدد، على أن “الامور الحكومية في منتهى الايجابية خاصة وان الجميع ابدى رغبة بالتنازلات”.

وأشار الى أن “لا يوجد نص دستوري يسمح للحكومة المكلفة بعد استقالتها بالتنصل من مهامها وواجباتها الدستورية وعلى الحكومة المستقيلة أن تتحمل مسؤولياتها في تصريف الأعمال”. ورداً على بيان رؤساء الحكومات السابقين الذي حمل بعنف على رئاسة الجمهورية، لتأخرها في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بانه “لو ادرك الرؤساء السابقون ما كان سيترتب على الاسراع في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من انعكاسات سلبية على الوضع العام في البلاد وعلى الوحدة الوطنية والشرعية الميثاقية، لما اصدروا هذا البيان وما تضمنه من مغالطات ولكانوا ادركوا صوابية القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في سبيل المحافظة على الاسس الوطنية والميثاقية التي قام عليها لبنان. واضاف ان التشاور الذي اجراه رئيس الجمهورية لا يشكل خرقا للدستور ولا انتهاكا لاتفاق الطائف، لا بنصه ولا بروحه، لاسيما وان الدستور المنبثق عن هذا الاتفاق لا يحدد مهلة زمنية لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة كما لا يحدد مهلة للرئيس المكلف حتى ينجز تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وبالتالي، فان لا اعتداء من قبل الرئيس على صلاحيات اي كان.

وكان رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، انتقدوا “الخرق الخطير لاتفاق الطائف والدستور نصاً وروحاً، والاعتداء السافر على صلاحيات النواب بتسمية الرئيس المكلف من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية بإجرائها وبنتائجها، ومن ثم الاعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة عندما يتمّ تكليفه تشكيل الحكومة بعد إجراء الاستشارات اللازمة، وذلك من خلال استباق هذه الاستشارات وابتداع ما يسمى رئيساً محتملاً للحكومة، وهو ما قام به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل كما أعلنه الوزير باسيل بذاته”.

وشدد رؤساء الحكومة السابقون على أن “تجاهل استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، وإهمال إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف، مع إنكارٍ متمادٍ لمطالب الناس المستمرة على مدى قرابة خمسين يوماً، يُعد استخفافاً بمطالب اللبنانيين وتجاهلاً لإرادتهم من قبل رئيس الجمهورية”.

ورأى رؤساء الحكومة السابقون “بوجوب وقف هذه المهزلة فوراً والمبادرة ودون أيّ تلكؤ إلى العودة إلى احترام الدستور وما ينص عليه”. واعتبر الرئيس ميقاتي ان “خرق الدستور يحصل اليوم بكل معنى الكلمة، من خلال البدع والانحرافات الجديدة في عملية تشكيل الحكومة التي ستؤدي حتما الى الهاوية لا الى خير لبنان”، مشدداً على “انه من خلال رؤيتنا ووضوحنا نقول ان هذا الخلل حاصل، ولكنهم لن يصلوا الى اي نتيجة”. واكد الرئيس السنيورة، “اننا لا نريد ان ندخل في سجالات لأن الوضع يقتضي الانصراف الكامل للتقيد بالدستور والقيام بالاستشارات النيابية والعمل على تذليل جميع العقبات”.

وشدد السنيورة على انه “هناك امكانية للخروج من المأزق ووضع لبنان بالاتجاه الصحيح”.

في المقابل، رد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي على بيان رؤساء الحكومة السابقين، وقال “اتهامكم الرئيس بخرق الدستور باطل ومردود شكلاً لانتفاء صفتكم بل لتعارضها مع الميثاق الذي يُضرب منكم… أما شعب لبنان فمنكم براء وقد أصبحتم بغربة عنه، وهو يبحث عن خلاصه في هذه الأزمنة الصعبة التي ورثناها منكم. لن يأتي الرئيس خطوة تصبّ بأيّ شكل من الأشكال في خانة الفتنة أو التبعثر الوطني أو تجاوز الاختصاصات الدستوريّة، سواء تلك المقيّدة أو غير المقيّدة بمهل، حتى إن أتى خطوة التزم قسمه الذي أدّاه وحيداً أمام الشعب والله”.

وأكد الوزير علي حسن خليل في دردشة مع الإعلاميين في عين التينة على هامش لقاء الأربعاء، أن اجتماع الامس الذي جمعه والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل مع الرئيس سعد الحريري “دام عشر دقائق وسمعنا فيه من الحريري انه يتبنى ويشارك في حكومة سمير الخطيب.

وقال خليل:”أغلب الظن انها ستكون من 24 وزيراً ويعود لكل طرف ان يسمي ممثلاً سياسياً ام لا والأمور ليست جامدة”. وأضاف:”بيان رؤساء الحكومات السابقين ليس بالسوء الذي كان عليه بيانهم السابق فهو لم يشر كما المرة السابقة الى التمسك بترشيح الحريري”.

وكشفت معلومات، أنّ “الحكومة ستكون تكنوسياسية من أربعة وعشرين وزيرًا تتوزع بين ستة سياسيين كوزراء دولة وثمانية عشر بين تكنوقراط والحراك”. واشارت، الى أنّ “الستار لم يسدل بعد على إسم المرشح سمير الخطيب والأجواء إيجابية”.

ولفتت، الى أنّه “لم يجر الاتفاق على منح الحكومة أي صلاحيات استثنائية ولن يكون لها أي مهلة زمنية للعمل وتعمل خلالها الحكومة لإعداد قانون انتخاب جديد لكي تجرى على أساسه الانتخابات النيابية”.

وكشفت المعلومات ايضا، عن “عودة حتمية للوزراء علي حسن خليل ومحمد فنيش وسليم جريصاتي كوزراء دولة في الحكومة المقبلة مع تمسك الرئيس نبيه بري بوزارة المال والرئيس سعد الحريري بوزارة الداخلية والوزير جبران باسيل بوزارة الطاقة”. وأوضحت، أنّ “الحصة المسيحية في الحكومة المقبلة سبعة مقاعد للتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ومقعد للطاشناق ومقعد للمردة وثلاثة مقاعد للحراك وهي المقاعد التي كانت مخصَّصَة للقوات”. وأضافت: “سيكون هناك ثلاثة مقاعد للحراك الشعبي في الحكومة المقبلة مع مقعدين للدروز وإذا رفض رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط المشاركة يذهب مقعد منهما الى الحزب الديمقراطي والآخر الى الحراك”. توازياً، وبعدما برز في الساعات الأخيرة خرقٌ ايجابيٌ في الأجواء الحكومية، وتوافق حول تسمية الخطيب لتشكيل الحكومة، نظم محتجون مسيرة من الحمرا الى أمام منزله في المنارة رفضًا لتكليفه. وردَّدَ المتظاهرون هتافات منها: “يلا ارحل يا خطيب”.

واعتبر حزب “سبعة”، أن تشكيل الخطيب حكومة تكنوسياسية،” أمر يتنافى مطلقًا مع مطالب الثورة ومع أبسطِ مبادئ الدستور وهو أنّ التكليف يجب أن يسبق التأليف”. وجدَّدَ الحزب، “تمسكه بمطلب حكومة خبراء مستقلين، من خارج المنظومة الحاكمة ومن خارج مافيات الصفقات والفساد، تتسلم زمام الامور لوقف التدهور الاقتصادي والاجتماعي والاعداد لانتخابات نيابية مبكرة”.

وشدد، على أنّ “الثورة مستمرة حتى اسقاط نظام الفساد والفشل”.

ودعا “سبعة”، الى ضرورة التصعيد الميداني السلمي والضغط على السلطة بشكل مكثف حتى تحقيق كامل المطالب.

وأكدت الأمينة العامة لـ”سبعة” غادة عيد، أنّ الحزب “لم ولن يفاوض أحدًا”، مشددةً في الوقت نفسه، على أنّ “سبعة متمسك بمطالب الثورة حتى انهزام هذه السلطة الفاسدة”.

وقالت في منشورٍ على صفحتها عبر “فيسبوك”، “لسنا لاهثين وراء مقاعد وزارية، نريد وطنًا قويًّا، ودولةً عادلة”.

وأعلنت عيد تأييدها لتشكيل حكومة خبراء مستقلين، مؤكدةً، أنّ “إجراء انتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الاموال المنهوبة كان مطلبنا منذ سنتين”.

إلى ذلك، نفذ عدد من المحتجين وقفة امام شركة “سوليدير” في وسط بيروت تحت عنوان “سوليدير فضيحة العصر”.

وطالب المتظاهرون، في بيان، “باستعادة الحقوق المغتصبة من سوليدير وإعادتها إلى أهلها، أصحاب الحقوق الأصليين”، معتبرين “ان سوليدير هي أكبر فضيحة بتاريخ لبنان، وبؤرة فساد وهي أنشئت بحجة اعمار بيروت، الا ان الهدف الاساسي كان وضع اليد على أملاك الناس إضافة إلى ردم البحر، كذلك سرقة تاريخ بيروت وروحها”. ودعوا الى “استرداد الأراضي المغتصبة في وسط بيروت واعادة تسميتها ب”البلد” واعادة الشاطئ في بيروت إلى أهله”.

وعمد أصحاب المهن والمؤسسات في المدينة الصناعية الأولى في صيدا الى اغلاق ابواب محالهم “احتجاجا على حالة الركود والشلل جراء الأوضاع الراهنة وارتفاع اسعار قطع الغيار الصناعية بسبب ازمة الدولار وتراجع السيولة لدى المواطنين بحيث لم يعد بإمكان اصحاب هذه المؤسسات دفع اجور عمالهم ولا ايجارات محالهم ولا رسوم الكلفة التشغيلية لها”.

وشمل هذا التحرك كافة المصالح الصناعية من محال نجارة وموبيليا وحدادة وبويا وتصليح وقطع غيار سيارات وتركيب صناديق شاحنات وغيرها.

على صعيد أخر، أوقفت وحدات الجيش في محلة سعدنايل – البقاع، 16 شخصاً من بينهم 3 سوريين على خلفية إقدامهم مع آخرين على قطع الطريق الدولية، وافتعال أعمال شغب والتّعدي على الأملاك العامة والخاصة في المنطقة وارتكاب أعمال التكسير والتخريب فيها، والتعرض للعسكريين أثناء محاولتهم فتح الطريق لتسهيل حرية التنقل.

وأفرج الجيش عن جميع اللبنانيين الذين تم توقيفهم، فيما أبقى على السوريين الثلاثة قيد الاحتجاز.

وفي مأساة جديدة، تعكس تردي الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، أقدم الشاب د. ا. ح على الانتحار، أمس، في منطقة سن الفيل – النبعة، أمام زوجته ووالدته بسبب ديون مالية متراكمة عليه وطرده من العمل وعدم قدرته على تأمين الاكل لأولاده الثلاثة.

يذكر أن هذه الحالة ليست الأولى، إنما سبقه قبل أيام ناجي الفليطي من بلدة عرسال الذي انتحر بسبب تراكم الديون عليه وعدم تمكنه من اعطاء 1000 ليرة لإبنته.

وفي عكار، انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يدعى محمد، حاول إحراق نفسه، بسبب الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة في البلاد.

وقد تدخل شبان كانوا برفقته وقاموا بخلع ملابسه المحروقة وانقاذه من النيران.

وفي سياق غير بعيد، عثر على المواطن ا.ط وهو عنصر في قوى الامن الداخلي، جثة هامدة داخل حقل في خراج بلدة سفينة الدريب والى جانبه مسدسه الاميري.

وقد حضرت الى المكان عناصر من قوى الامن الداخلي للكشف عليها ومعرفة ملابسات الحادثة.

 

المطارنة الموارنة طالب بوقف الاعتداء على الحراك: الانهيارات المتلاحقة تقرع بشدة باب المجاعة

بيروت ـ”السياسة” الأربعاء 04 كانون الأول 2019

 اعتبر مجلس المطارنة الموارنة، أن “لبنان دخل أسبوعه الثامن من الغضب الشعبي المُعبِّر عن مخاوف اللبنانيين واللبنانيات، حيال الانهيارات المُتلاحِقة التي تُصيب الدولة أو تُهدِّدها، وباتت تقرع بشدةٍ باب المجاعة، وذلك من دون أن تظهر ملامحُ رسميةٌ جديةٌ لحسن الاستماع إلى مطالب الناس، وخصوصًا إنقاذ للبلاد من مصيرٍ قاتم”. ورفع المطارنة، “صوت احتجاجهم المُتضامِن مع أبنائهم، على إبقاء لبنان أسير حكومة تصريف أعمال، وأسير تجاذبات السياسيين الغارقة في مصالحهم الخاصة، فيما المطلوب سريعًا، حكومةٌ نزيهةٌ قادرةٌ على إبعاد لبنان عن الهوّة الخطرة التي تتهدّده، وبالتالي وضعِ حدٍّ للفساد والإفساد، وإطلاقِ آليةٍ قانونية واضحة وحازمة بقضاءٍ مستقلّ، لاسترداد المال المنهوب، وتأمينِ حقوقِ الناس المُتعلِّقة بضمان إيداعاتهم المصرفية وتسهيل تحريكها، وبمُتطلِّباتهم الحياتية المُوفِّرة لحياةٍ كريمة لهم ولعيالهم”، مشددين على أن “تمادي المسؤولين السياسيين في المُماطَلة يوقع أجيالنا الشابة والقوى الحيّة في تجربة هجرة الوطن من أجل تأمين مستقبلهم وهذه مسؤوليةٌ خطيرة تقع على عاتق هؤلاء المسؤولين. فبلاد من دون شبابها، بلاد من دون مستقبل”. وحذر المطارنة، من “تعمُّدِ جهاتٍ سياسية الاعتداءَ على الحراك الشعبي، من خلال اللجوء إلى العنف أو التسلُّل إلى صفوفه لضربه، وعبرَ اعتماد بعض الصحافة ووسائل الاعلام لتسفيه وجوده ومطالبه”، مناشدين “عقلاء البلاد العمل لوقف ذلك، فانتفاضة الشعب إنتفاضة شرفاء يكفل الدستور حرية التعبير عنها، ولا يحق لأحدٍ التصدّي لها، وهي في حماية المؤسسات العسكرية والأمنية التي يُوجِّهون إليها التحيّة والشكر على حسن أدائها”. وحذروا من “إصرار بعض السياسيين على تمريرِ اقتراحِ قانونٍ للعفو من دون العبور برقابة اللجان النيابية المُختصّة، خوفًا من أخطار لا يمكن أن يتحمّلها لبنان لما في الأمر من أغراض سياسية زبائنية بحتة”. واستهجنوا “هذا الإصرار والحكومة في حالة تصريف أعمال، والجو الشعبي الغاضب العام يشتدّ احتقانًا ضد الفساد ووجوب مُكافَحته، والنص يشتمل على التوسُّع الضمني في مفهوم العفو، ليضمّ إليه مَنْ هم مُتَّهَمون بالفساد، وبجرائم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، والتعدّي على الأملاك العامة والخاصة، والإخلال بواجبات المواطنة وسواها من الجرائم، وعدم دقته في موضوع المُخدِّرات”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بعد التعرض للذات الآلهية... إخبار بحق مناصرة "عونية"

ليبانون فايلز - الأربعاء 04 كانون الأول 2019 -

تقدّم المحامون ميشال فلاح ومحمد زياد جعفيل ونديم قوبر ونور الدين البعلبكي بإخبار الى النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد صابرين عبد الخالق على خلفية انتشار فيديو لها تتعرض فيه للذات الآلهية، طالبين توقيفها والتحقيق معها بالجرائم التي تمس الدين وإثارة الفتن والتعرض للذات الإلهية سندا الى المواد 317/473/474/ عقوبات وإحالتها الى القضاء الجزائي المختص وإنزال أشد العقوبات في حقها. وقد سجل الإخبار في قلم النيابة تحت الرقم 2826/م/2019.وورد في تعليل التقدم بالإخبار أنه "لا يمكن، بأي حال من الأحوال، إدراج ما قالته عبد الخالق، خلال تغطية تلفزيونية لتظاهرة على طريق بعبدا، تحت خانة حرية التعبير عن الرأي أو ضمن النقاش السياسي، وعليه تكون التصريحات قد أساءت وأهانت وتعرضت للذات الإلهية، وأهانت وحقرت العقيدة المسيحية الأساسية، وأهانت وتعرضت لجميع المسلمين عبر تشريك العزة الإلهية، وزرعت الشقاق بين الشركاء في الوطن الواحد".

 

رئاسة الجمهورية ترد على رؤساء الحكومات السابقة: لا خرق ولا انتهاك

ليبانون فايلز - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: في ضوء البيان الصادر ظهر اليوم عن الرؤساء السابقين للحكومة لا بد من التأكيد على الاتي:

اولا: لو ادرك الرؤساء السابقون ما كان سيترتب على الاسراع في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من انعكاسات سلبية على الوضعالعام في البلاد وعلى الوحدة الوطنية والشرعية الميثاقية، لما اصدروا هذا البيان وما تضمنه من مغالطات ولكانوا ادركوا صوابية القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في سبيل المحافظة على الاسس الوطنية والميثاقية التي قام عليها لبنان. ثانيا: ان التشاور الذي اجراه رئيس الجمهورية لا يشكل خرقا للدستور ولا انتهاكا لاتفاق الطائف، لا بنصه ولا بروحه، لاسيما وان الدستور المنبثق عن هذا الاتفاق لا يحدد مهلة زمنية لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة كما لا يحدد مهلة للرئيس المكلف حتى ينجز تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وبالتالي، فان لا اعتداء من قبل الرئيس على صلاحيات اي كان.

ثالثا: ان رئيس الجمهورية،هدف من خلال الافساح في المجال امام المشاورات بين الكتل النيابية، الى تأمين تأييد واسع للرئيس المكلف ما يسهل عليه تشكيل الحكومة وذلك في ضوء التجارب المؤلمة التي حصلت في ايام اصحاب الدولة الذين اصدروا البيان اليوم. علما ان مسألة التشاور الذي يسبق تأليف اي حكومة جديدة كانت طبيعية وتجري دائما في ظروف عادية، فكيف وان البلاد تمر في ظروف استثنائية تحتاج الى خطوات استثنائية تحمي وحدتها ومقتضيات الوفاق الوطني ومضمون مقدمة الدستور الذي يحرص رئيس الجمهورية في كل ما يقوم به من خطوات على احترامها والتقيد بها.

 

«حزب الله» وحلفاؤه يواجهون الاحتجاجات بالحرب الإعلامية والغزوات الميدانية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

تخوض الانتفاضة الشعبية في لبنان المواجهة على خطّين: الأول إسقاط المنظومة الحاكمة، وتشكيل حكومة إنقاذ قادرة على إدارة مرحلة انتقالية تؤسس لبناء الدولة القوية؛ والثاني مواجهة تخوينها من قبل قوى وأحزاب السلطة، وفي مقدمهم «حزب الله»، واتهامها بالارتباط بسفارات غربية، وتلقي الدعم المالي من جهات خارجية، بهدف تخويفها وتقويض أهدافها.

ولم يترك «حزب الله» وحلفاؤه وسيلة إلا واستخدموها، ضمن محاولات إجهاض الحراك وإخراجه من الساحات، ويتهم ناشطو الحراك الحزب بالإيعاز لماكينته الإعلامية وجيشه الإلكتروني بـ«اختراع معلومات تروّج لتعامل كوادر الحراك مع دول أجنبية وأجهزة تابعة لها، مثل الاستخبارات الأميركية، واتهامهم بتلقي الدعم المالي والتعليمات منها، تحضيراً لتنفيذ برنامج محدد يستهدف (حزب الله) وسلاحه». ويواظب الحزب على ضخ هذه المعلومات المضللة، رغم نفيها من كوادر الحراك.

ويرفض رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية، المحامي بول مرقص، الاتهامات التي تلصق بالحراك الشعبي، والإساءة إلى تضحياته. ويقول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كي لا ندعي الدفاع عن (الثورة)، فإن المؤكد في مطلق الأحوال أن جل المرابطين في شوارع بيروت اليوم، إن لم يكن كلهم، لا يمكن إلصاق تهمة العمالة بهم تارة، والتمويل الخارجي تارة أخرى»، ويضيف: «حتى لو دخل عليهم طابور خامس، فبسبب التأخر في الإصغاء إلى مطالبهم، وتعريضهم للخرق والمندسين».

ويسأل مرقص: «لماذا لا يُسأل مطلقو هذه الاتهامات عن خلفية اتهاماتهم، والأدلة التي في حوزتهم؟»، متابعاً: «إذا كانوا يملكونها (الأدلة) فليقدموها حتى نتفحصها، وربما نأخذ بها، وإلا تكون هذه الاتهامات مردودة شكلاً، وتحمل في طياتها قرينة تقويض التحرك الشعبي ليس إلا».

ويشدد المحامي مرقص على أن «المجانية في إطلاق الاتهامات، فضلاً عن التشويش الذي تحدثه بالسعي لتشويه صورة الناس، ترتب مسؤولية ضميرية على مطلقيها لأنها تخفي إهانة واستهانة بالشعب اللبناني، إن لم يكن مسؤولية قانونية».

وكانت الحملة التي تستهدف انتفاضة الشعب اللبناني قد بدأت في الأيام الأولى لانطلاقتها، وانطلقت من كلام لأمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، الذي أعلن عن امتلاكه «معلومات مؤكدة» تثبت «وقوف سفارات غربية وأجهزة خارجية وراء الحراك، ومده بالمال والمعدات اللوجيستية»، قبل أن تتولى وسائل إعلام الحزب وتلك القريبة منه، والجيش الإلكتروني التابع لـ«حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ»، مهمة تخوين الحراك.

ولا يخفي ناشطون أن الحملة على الحراك تهدف إلى تخويف الناس وهدر دمائهم. ويصف الدكتور مكرم رباح، أستاذ مادة التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، الاتهامات والفيديوهات التي يعدها مقربون من «حزب الله»، وتسيئ إلى الحراك، بـ«الخطيرة جداً». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الهجوم المركز الذي يتعرض له ناشطون في الحراك، خصوصاً نضال أيوب وأسعد ذبيان وعماد بزي وجاد شعبان، يخفي تهديدات مبطنة، خصوصاً أن مروجي الإشاعات ضد الناشطين يفبركون المعلومات، ويتعاملون معها على أنها حقيقية، لتخويفهم أو تخويف عائلاتهم من أجل الضغط عليهم».

ولا تقتصر الحرب التي يخوضها «حزب الله» وحلفاؤه ضد المنتفضين على الإعلام فحسب، بل غالباً ما تعتمد على الغزوات الميدانية، وهجوم عناصر تابعين لـ«حزب الله» وحركة «أمل» على التجمعات في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ وعين الرمانة في بيروت، وفي مدينة بعلبك البقاعية، ومديني صور والنبطية في الجنوب، والاعتداء على المدنيين بالضرب، وإيقاع عشرات الجرحى في صفوفهم، وتحطيم خيمهم، وإطلاق هتافات مذهبية وتخوينهم، وهذا يلاقي هجمات مماثلة يشنها مناصرو «التيار الوطني الحرّ» على المتظاهرين السلميين في شرق بيروت، وعلى الطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري في بعبدا. ويعترف رباح، وهو من قادة الحراك، ويواظب على إقامة ندوات وحلقات حوارية في الخيم المنصوبة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت، بأن «(حزب الله) يمتلك ماكينة إعلامية قوية، تضخّ كميات هائلة من المعلومات المضللة ضد الثوار»، وقال: «لن تنجح هذه الحملات في إطفاء شعلة التحركات الاحتجاجية الممتدة على مساحة لبنان، لكنها قادرة على إرباكها في بعض الساحات، وكل المشاركين في الحراك الثوري يدركون أنهم سيعبرون حتماً معمودية النار، لأنهم لا يواجهون (حزب الله) وسلاحه فحسب، بل كل هذه المنظومة الفاسدة، المستعدة للتحالف مع الشيطان حتى تجهض الثورة، وتحافظ على مكاسبها في السلطة».

 

حكم أميركي بالسجن على جاسوس حزب الله.. بن لادن لبنان

سكاينيوز عربية/04 كانون الأول/2019

أعلنت وزارة العدل الأميركية، مساء الثلاثاء، إصدار حكما بالسجن 40 عاما بحق علي كوراني لعمله غير المشروع لصالح ميليشيات حزب الله الموالية لإيران في الولايات المتحدة. وقال المدعي الاتحادي في مانهاتن، جيفري بيرمان، في بيان إن "منظمة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله جندت علي كوراني ودربته وأرسلته، للتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابيّة في منطقة نيويورك". وأضاف "بعد سنوات قضاها في مراقبة البنية التحتية الحيوية للمدينة من مبان فيدرالية ومطارات دولية وحتى دور الحضانة، أصبح الآن أول عميل للمنظمة تتم إدانته بسبب جرائمه في الولايات المتحدة". من جانبه، أوضح مساعد المحامي العام للأمن القومي، جون سي ديمرز، أن "الأدلة خلال المحاكمة أظهرت أن كوراني بحث عن موردين يمكنهم توفير أسلحة لمثل هذه الهجمات، وحدد أشخاصا يمكن تجنيدهم لتنفيذ عمليات إرهابية". وأضاف "هذه الأنشطة السرية التي تتم على أرض الولايات المتحدة تشكل تهديدا واضحا لأمننا القومي. وأحيي العملاء والمحللين والمدعين العامين المسؤولين عن هذا التحقيق والملاحقة القضائية". وعلى أثر محاكمة استمرت 8 أيام، أدين كوراني (35 عاما) في مايو بـ8 تهم موجهة ضده، بينها المشاركة في مؤامرة بهدف حيازة أسلحة لارتكاب جريمة، وهي تهمة عقوبتها السجن المؤبد.

التحقيقات مع كوراني

وبحسب التحقيق، وصل كوراني المولود في لبنان إلى الولايات المتحدة عام 2003، ثم حصل على الجنسية الأميركية عام 2009، وقد أقدَم خصوصا على جمع معلومات عن الأمن وطريقة العمل في مطارات عدة في الولايات المتحدة، بينها مطار جون إف كينيدي بنيويورك، وراقب مباني عائدة إلى قوّات الأمن في مانهاتن وبروكلين. وخضع كوراني وفق المصدر نفسه، لتدريبات عدة داخل معسكرات لحزب الله في لبنان، وكان يتلقى مباشرة أوامر من عناصر في الحزب المدعوم من إيران. وأوقف رجل ثان يدعى سامر الدبك الذي يشتبه أيضا في انتمائه إلى حزب الله، في 8 يونيو 2017 في ميشيغن، في اليوم نفسه الذي اعتُقِل فيه كوراني، لكن لم يحدد أي تاريخ لمحاكمته. وتصنف الولايات المتحدة حزب الله "منظمة إرهابية"، ومنذ إنشائه في ثمانينات القرن المنصرم، نسبت إلى الحزب اعتداءات عدة، لا سيما في فرنسا ولبنان وبلغاريا. كما نفذ كوراني معظم المهام المكلف بها في الولايات المتحدة، لكن حزب الله أرسله أيضا إلى الصين، حيث سبق أن قام حزب الله بشراء مواد كيمياوية تستخدم في صنع قنابل من النوع الذي سبق استعماله في بلغاريا وقبرص وتايلاند. وأسفر تفجير عام 2012 في بورغاس في بلغاريا، عن مقتل 7 أشخاص، بينهم منفذ التفجير و32 جريحا، وتم العثور على آثار مواد كيمياوية تفجيرية من نفس النوع في تايلاند عام 2012 وفي قبرص عامي 2012 و2015، حيث أحبطت مخططات لعمليات تفجيرية هناك، كما أرسل حزب الله كوراني في مهام إلى كندا. ووصف كوراني نفسه في مقابلات مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه جزء من "خلية نائمة". وشملت الأدلة في المحاكمة بيانات استخرجت من كمبيوتر كوراني المحمول وبريده الإلكتروني ومحادثاته على فيسبوك، بالإضافة إلى مواد صودرت من شقته.

 

متظاهرون يغلقون شوارع في لبنان احتجاجاً على تشكيل حكومة تكنوسياسية بعد أنباء عن الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة

بيروت/«الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

أغلق متظاهرون ليل أمس (الثلاثاء)، عدداً من الشوارع في بيروت والبقاع شرق لبنان احتجاجاً على تشكيل حكومة تكنوسياسية، بعد أنباء عن الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة. وقطع المتظاهرون الطريق عند جسر الرينغ في بيروت، مشددين على أن قطع الطريق هو رفض لتشكيل حكومة تكنوسياسية. وتجمع عدد من المحتجين في منطقة المنارة ببيروت أمام منزل سمير الخطيب الذي برز اسمه مؤخراً لترؤس الحكومة، رفضاً لترؤسه الحكومة باعتباره امتداداً للمنظومة الحاكمة واتهامه بالفساد المالي. كما قطع محتجون الطريق عند تقاطع "جب جنين - غزة" في البقاع شرق لبنان بالحجارة والعوائق. ولم يدع الرئيس اللبناني ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، إذ يجري الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية لتسهيل تأليف الحكومة.

 

تقدم في مساعي تأليف الوزارة بعد موافقة الحريري على ترشيح سمير الخطيب

بري يؤيد دعم رئيس الحكومة المستقيلة لأي مرشح في حال رفضه إعادة تكليفه

بيروت/«الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

فعّل المسؤولون اللبنانيون أمس اتصالاتهم للتوصل إلى اتفاقات تفضي إلى تكليف شخصية جديدة لرئاسة الحكومة، يتوقع أن تكون سمير الخطيب الذي شارك في لقاء رباعي في القصر الجمهوري، بموازاة بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في نقاط مشتركة لإيجاد حل للأزمة الحكومية تتضح معالمه بعد زيارة كانت مقررة مساء أمس يقوم بها جنبلاط لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للاطلاع على موقف الحريري وبناء موقفه على هذا الأساس. وغداة لقاء الحريري والمرشح سمير الخطيب ليل الاثنين في بيت الوسط، شارك الخطيب في اجتماع رباعي عُقد في قصر بعبدا حضره إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون، وزير الخارجية جبران باسيل، ومدير عام قوى الأمن الداخلي عباس إبراهيم. وسبق هذا الاجتماع، اجتماع ثنائي بين باسيل والخطيب. وتحدثت قناة «إل بي سي آي» التلفزيونية عن أن «بقاء الخطيب مرشحاً وحيداً ينتظر إنهاء مفاوضاته مع الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وإعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري رسمياً تأييده»، فيما قالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء جنبلاط مع الحريري مساء من شأنه أن يحسم الأمور، ويفتح فجوة في تعقيدات الأزمة الحكومية القائمة.

وتتحدث معلومات عن أن التواصل بين الخطيب والحريري مفتوح ودائم.

بالموازاة، عُقد في عين التينة اجتماع آخر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يرافقه الوزير الأسبق غازي العريضي، بهدف بحث النقاط المشتركة لإيجاد حل للأزمة الحكومية.

وقالت مصادر مطلعة على اللقاء إنه جرى «تأكيد على التحالف والعلاقة الوطيدة بين الطرفين خلافاً لكل ما أشيع عن التباين بينهما»، لافتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «تقدير جنبلاط لدور بري لجهة إعادة التواصل بين (الحزب الاشتراكي) و(حزب الله) وخفض منسوب التوتر بينهما».

وقالت المصادر إن الطرفين بحثا الوضع الحكومي والأزمة القائمة، مشيرة إلى أن بري يؤيد تولي الحريري رئاسة الحكومة المزمع تأليفها، وأنه يؤيد تأليف حكومة من 20 وزيراً ينقسمون إلى 14 وزيراً من الاختصاصيين، و6 وزراء بلا حقائب يمثلون القوى السياسية الرئيسية، على ألا تكون بين الوزراء أسماء نافرة، ويجري التوزير على قاعدة «فصل الوزارة عن النيابة»، لافتة إلى أن بري «يصرّ على عدم تشكيل حكومة مواجهة لأن وضع البلد لا يحتمل ذلك». وقالت المصادر: «يرى بري أن الحريري هو الأقدر على مخاطبة المجتمع الدولي الآن، وله علاقات يمكن أن يوظفها لأجل المساعدة في التغلب على الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة، خصوصاً أن لبنان يحتاج إلى مساعدة الآن، في وقت يمتلك الحريري مروحة اتصالات عربية ودولية يمكن أن يوظفها لمواجهة الأزمات التي تكبر في لبنان».

وفيما يصر الحريري على أنه لن يترأس إلا حكومة من الاختصاصيين، يصر بري على أنه «في حال رفض الحريري لمقترحه، فإنه من الضروري أن يسمي شخصية من قبله لرئاسة الحكومة تحظى بدعمه». وأشارت المصادر إلى أن جنبلاط سيبني موقفه في ضوء لقائه مع الحريري. كما أشارت إلى أن موقف الحريري سيحصل عليه جنبلاط ليلاً إثر لقاء (كان يفترض أن يعقد مساء أمس) بينهما، يحصل خلاله على إجابات من الحريري حول موقفه، ويبلغه إلى بري. وأضافت المصادر أن موقف جنبلاط يتلخص بضرورة الدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة، وبرأيه فإن عدم الدعوة إليها هو تجاوز للدستور.

وتحدث جنبلاط بعد اللقاء مع بري، فقال: «مرت فترة انقطاع عن الرئيس نبيه بري نتيجة الظروف التي شهدناها ونشهدها في البلد، لكن أحببت أن أزوره اليوم كي أؤكد على العلاقة التاريخية والصداقة معه وكي لا يفسر الانقطاع على أنه خلاف سياسي أو غيره، تعلمون اليوم الكم الهائل من الشائعات والتفسيرات والتأويلات. هذا هو كل الأمر». ورداً على سؤال عما إذا كان المهندس سمير الخطيب لا يزال مرشحا لتأليف الحكومة، قال جنبلاط: «لست أنا من يرشح سمير الخطيب، أولا الدستور من يرشح ويجب العودة إلى الدستور إذا لم أكن مخطئاً، فكل ما يحصل اليوم هو مخالف للدستور. يجب أن تحصل الاستشارات (وتسمي سمير الخطيب، عندها نسميه أو لا نسميه: هناك أصول على الأقل)». وعن مشاركة الحزب الاشتراكي في الحكومة أجاب جنبلاط: «الحزب كحزب كلا، لكن نسمي لأنه معروف أن حصتنا ستكون من حصة الدروز، وسوف نسمي من الكفاءات الدرزية، ونعطي لائحة وبعدها يختارها، إما سعد الحريري أو سمير الخطيب، أو لا أعرف من».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» و«حزب الله» يدفعان بمرشح لخلافة عبد المهدي ورهان على إحياء «الكتلة الأكبر» يصطدم برفض الشارع

بغداد: حمزة مصطفى/«الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

كشفت مصدر عراقي مقرب من دوائر القرار في بغداد، أن قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني ومسؤول ملف العراق في «حزب الله» اللبناني محمد كوثراني، يحاولان تمرير مرشح لخلافة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.

وقال المصدر إن سليماني «موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، أن «كوثراني يلعب أيضاً دوراً كبيراً في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة في هذا الاتجاه».

ورغم أن معظم الشارع العراقي المتظاهر يندد بالسيطرة الإيرانية على مفاصل الحكم ويطالب بكفّ يدها عن أي سلطة مقبلة، فإن طهران لا تبدو عازمة على تسجيل سقوط عبد المهدي الذي كان يحظى بدعمها، كخسارة في سجل سياساتها في المنطقة.

وفي موازاة تحرك إيران و«حزب الله»، حاولت قوى سياسية إحياء ورقة «الكتلة الأكبر» التي يحق لها ترشيح اسم رئيس الوزراء لتكليفه من قبل رئيس الجمهورية. لكن هذه المحاولة اصطدمت برفض الشارع المنتفض.

ومع بدء سريان المهلة الدستورية لرئيس الجمهورية، المحددة بـ15 يوماً، لتكليف مرشح لرئاسة الوزراء، بدأت قوى سياسية إحياء ملف «الكتلة الأكبر» التي تم تخطيها العام الماضي عند ترشيح رئيس الوزراء المستقيل. فبسبب فشل تحالفي «الإصلاح» و«البناء» في حسم «الكتلة النيابية الأكثر عدداً» التي تنص عليها المادة الدستورية، اتفقت كتلة «سائرون» المدعومة من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وكتلة «الفتح» بزعامة هادي العامري، على المجيء بعبد المهدي مرشحاً توافقياً «في مخالفة دستورية واضحة»، مثلما يقول الخبير القانوني أحمد العبادي لـ«الشرق الأوسط».

ويرى العبادي أن «النص الدستوري واضح في تفسير مفهوم الكتلة النيابية الأكثر عدداً، والتي يطلقون عليها تسمية غير صحيحة من الناحية القانونية، هي تسمية الكتلة الأكبر». وأوضح أن آلية اختيار رئيس الوزراء بموجب هذه المادة الدستورية «أن تسجل هذه الكتلة نفسها في الجلسة الأولى للبرلمان وبالتالي تصبح هي المؤهلة لترشيح شخصية لمنصب رئيس الوزراء».

وبالعودة إلى اتفاق «الفتح» و«سائرون» على المجيء بعبد المهدي بعيداً عن الكتلة الأكبر، فإن التبرير لم يكن قانونياً بقدر ما كان سياسيا بالقول إن «العراق أكبر من الكتلة الأكبر».

وفي مقابل محاولات القوى السياسية، تصر ساحات التظاهر، خصوصاً ساحة التحرير وسط بغداد، على أنها هي «الكتلة الأكبر» التي تشكلت في الشارع، لا في أروقة الكتل السياسية.

ورغم بدء تداول أسماء يفترض أن يجري تقديم من يمكن الاتفاق عليه بينها إلى الرئيس العراقي برهم صالح لتكليفه تشكيل الحكومة، فإن مصدراً مقرباً من صالح أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الجمهورية لم يتسلم بعد اسم أي مرشح ليتولى الرئيس تكليفه بتشكيل الحكومة». وأضاف أن «الرئيس ينتظر اتفاق الكتل طبقاً للآليات الدستورية بشأن الأسماء المرشحة لشغل المنصب»، معتبراً أن «المهلة الدستورية لتكليف المرشح تبدأ من وصول اسم المرشح المتفق عليه، وليس من بدء سريان استقالة رئيس الوزراء».

ويلفت القيادي في «جبهة الإنقاذ والتنمية» أثيل النجيفي إلى أنه «لا يوجد سوبرمان يستطيع حل أزمات العراق المتفاقمة خلال فترة قصيرة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب من رئيس الوزراء المقبل النجاح في إجراء انتخابات حقيقية وإيصال ممثلين حقيقيين عن الشعب إلى البرلمان خلال مدة قصيرة جداً».

وأوضح أنه «ما عدا ذلك يجب أن يترك للبرلمان المقبل الذي سيختار حكومة تحظى بتأييد شعبي أكثر من أي شيء يختاره البرلمان الحالي». ودعا إلى «تشكيل حكومة بمهمة واحدة، وألا تعطي وعوداً كثيرة لا يمكن تحقيقها مع وجود مراكز قوى فاسدة تتحكم بمفاصل الدولة».

من جهته، دعا رئيس كتلة «النصر» النيابية عدنان الزرفي إلى تشكيل «حكومة صقور» لحل الأزمة الراهنة. وقال إن «المشكلة التي تشهدها البلاد لا يمكن أن يحلها رئيس وزراء مستقل». ويشير مراقبون إلى أن هناك قلقاً لدى بعض الشخصيات من تسلم المنصب في خضم الأزمة القائمة، تخوّفاً من السقوط السياسي على غرار ما حصل مع عبد المهدي.

 

مجاهدي خلق”: 1000 شهيد سقطوا في انتفاضة إيران

طهران – وكالات/05 كانون الأول/2019

 نشر الموقع الرسمي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أسماء عدد آخر من شهداء انتفاضة الشعب الإيراني، مؤكدة أن عدد شهداء الانتفاضة التي عمّت 189 مدينة إيرانية بلغ نحو 1000 شهيد. وأفادت تقارير المقاومة الإيرانية من داخل البلاد أن قوى الأمن الداخلي القمعية سجّلت 1029 شهيدًا. وأعلنت منظمة مجاهدي خلق أسماء 46 شهيدًا آخر للانتفاضة، وبذلك يبلغ عدد الشهداء الذين تم الإعلان عن أسمائهم 301 شهيدًا، وهناك عدد كبير من الناشئين والمراهقين دون 18 عامًا بين الشهداء، حيث استخدم النظام في كثير من المواقع الرشاشات الثقيلة والهيلوكوبتر والدبابات لقمع المواطنين. من جانبه، اعترف محافظ طهران باعتقال 2021 شخصًا في المحافظة وحدها خلال الانتفاضة. وأعلنت المقاومة الإيرانية في وقت سابق أن نحو 12 ألفًا من المواطنين والشباب اعتقلوا في عموم البلاد، خلال المجزرة المروّعة ضد العزّل الذين انتفضوا ضد 40 عامًا من حكم الملالي المجرمين الفاسدين، وتشكل واحدة من أكثر الجرائم ترويعًا في القرن الحادي والعشرين، وتعتبر جريمة كبيرة ضد الإنسانية. ووجّهت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة مريم رجوي التحية للشهداء، ودعت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي إلى إدانة المجزرة الكبيرة، والعمل الفوري لوقف الجريمة ضد الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين. وأضافت أن التقاعس تجاه مجزرة الشعب الإيراني عمل لا يقبل التبرير، وأن النظام يراه الضوء الأخضر لاستمرار جرائمه وتصعيدها، وتبقى هذه الجريمة جرحاً عميقاً على ضمير الإنسانية.

 

إيران تهدد بمنع خبراء الوكالة الدولية من دخول منشآتها النووية

ظريف نفى استقالته... وروحاني: لم نغلق باب التفاوض مع أميركا

طهران، عواصم – وكالات/05 كانون الأول/2019

 هددت إيران، أمس، بمنع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدخول لمنشآتها النووية، في حال لم تحصل على منافعها من الاتفاق النووي. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده قد تمنع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآتها النووية، ضمن خطواتها المقبلة لتخفيض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، مضيفا أنه “إذا لم تحصل إيران على منافعها من الاتفاق النووي، فجميع الاحتمالات موضوعة على الطاولة لتنفيذ الخطوات التالية من تقليص التزاماتنا النووية”. من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن بلاده لم تغلق باب التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لكنه أكد مجددا على موقف حكومته الثابت بشأن ضرورة رفع إدارة الرئيس دونالد ترامب، العقوبات المفروضة على إيران قبل الدخول في أي مفاوضات. وقال إنه لا يوجد مانع من قبل الجانب الإيراني، بشأن لقاء رؤساء دول مجموعة (5 + 1)، موضحا أنه يمكن الاجتماع مع هؤلاء الرؤساء فور رفض هذه العقوبات.

واتهم السعودية وإسرائيل بالمسؤولية عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على بلاده، زاعما أن حكومته نجحت في دعم الاقتصاد واحتواء التضخم. وقال إن “إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي، وقد قلنا للعالم إنه ليست لدينا أي مشكلة في لقاء ترامب، ولكن اللقاء يجب أن يكون بعد رفع العقوبات”. على صعيد آخر، دعا روحاني إلى الافراج عن المتظاهرين العزل الابرياء، الذين احتُجزوا خلال الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين، زاعما أنه “ينبغي اظهار الرأفة الدينية والاسلامية… هؤلاء الابرياء الذين احتجوا على ارتفاع أسعار البنزين ولم يكونوا مسلحين يجب الافراج عنهم”. من جهة أخرى، يدرس روحاني زيارة اليابان خلال الشهر الجاري، حيث نقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن هيئة الإذاعة اليابانية، أن الزيارة المتوقعة ستكون الأولى التي يجريها رئيس إيراني لليابان، منذ زيارة الرئيس محمد خاتمي في أكتوبر 2000. بدوره، اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أن انضمام خمس دول أوروبية إلى آلية التبادل المالي “اينستكس” خطوة إيجابية، واصفا زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، بأنها “جاءت في سياق مشاورات دول الجوار، وتحدثنا معه حول القضايا الإقليمية وخطة هرمز للسلام والعلاقات الثنائية”. ونفى ما أشيع حول خبر استقالته، قائلاً “لو اقدمت على الاستقالة لما كنت أمامكم الآن”. من جهته، اعتبر قائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، إن “هدف أعدائنا هو تعريض وجود إيران للخطر بإثارة أعمال الشغب، لكن أميركا والنظام الصهيوني يفتقران الى الحكمة السياسية”.

 

“البنتاغون” تحذر من عدوان إيراني وشيك… وعقوبات أميركية مقبلة

وزارة الدفاع تراقب نظام طهران وجيشها ووكلاءها وجاهزة للدفاع عن قوات واشنطن ومصالحها

واشنطن، عواصم – وكالات/05 كانون الأول/2019

 نقلت وكالة “رويترز” البريطانية للأنباء عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمس، أن هناك مؤشرات على احتمال وقوع عدوان إيراني قريباً. وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي، بعد أن نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، عن مسؤولين في “البنتاغون” والإدارة الأميركية، قولهم إن هناك العديد من المعلومات الاستخباراتية، حول تهديدات إيرانية محتملة ضد القوات الأميركية ومصالحها في الشرق الأوسط. وقال مسؤول في الإدارة لـ”سي إن إن”: “كانت هناك معلومات ثابتة في الأسابيع القليلة الماضية، حول احتمال وقوع مثل تلك الاعتداءات”، بينما أكد مسؤول آخر أن معلومات استخباراتية تم جمعها من قبل الأجهزة العسكرية والاستخبارية خلال نوفمبر الماضي، تشير إلى مثل هذا الاحتمال. وبحسب المصادر، لوحظ في الأسابيع القليلة الماضية، وجود تحركات للقوات الإيرانية يمكن أن تضع مخاوف الولايات المتحدة في مكانها، فيما يتعلق بهجوم محتمل. ولم توضح المصادر ما إذا كان التهديد المحتمل، سيأتي من النظام الإيراني أو “الحرس الثوري”. من جانبها، قالت المتحدثة باسم “البنتاغون” ريبيكا ريبريتش: “نواصل مراقبة النظام الإيراني وجيشه ووكلاءه، وجاهزون جدا للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية إذا احتجنا لذلك”. إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته، تدعم تظاهرات الشعب الإيراني، قائلا عبر “تويتر” إن “الولايات المتحدة تدعم الشعب الإيراني الشجاع، الذي يحتج من أجل الحرية”. من جانبها، كشفت مجلة “بوليتكو” الأميركية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط لدعم احتجاجات الشعب الإيراني بطرق عدة، أبرزها رفع الحظر عن الإنترنت، وتصعيد الحملة الإعلامية المساندة للشعب الإيراني، بحسب ما أوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية. وأوضحت المجلة أن مساعدين لترامب يبحثون، فرض عقوبات جديدة على المسؤولين الإيرانيين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، ويعتمدون جزئيًا على المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من نحو 36000 ألف صورة ومقطع فيديو، ونصائح أخرى أرسلها الإيرانيون المحاصرون من داخل إيران في حملة القمع الأخيرة التي قام بها النظام ضد الاحتجاجات الجماعية.

من جانبهم، كشف مسؤولون مطلعون على الخطة، أن إدارة ترامب تستكشف أيضًا طرقًا جديدة لمساعدة الإيرانيين، على تجنب قطع ومراقبة الإنترنت من قبل النظام في طهران، مرجحين أن تقوم الإدارة في الأيام المقبلة بتصعيد حملتها الإعلامية ضد إيران، بما في ذلك خطاب محتمل حول إيران سوف يلقيه وزير الخارجية مايك بومبيو. ورأى التقرير أن فريق ترامب يؤمن بأن الاحتجاجات الإيرانية، علامة على أن حملة “الضغط القصوى” المشددة ضد إيران نجحت، مما أدى إلى تأجيج المعارضة بين الإيرانيين العاديين، الذين سيضغطون بعد ذلك على قادتهم للإنفاق داخل بلادهم بدلاً من تبذير أموالهم على برنامجهم النووي، أو أعمالهم العسكرية خارج حدود إيران. ويبدو أن النقاش يتركز حالياً، بحسب المجلة، بين المسؤولين الأميركيين على كيفية الاستفادة من هذه اللحظة بالضبط، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى وسرعة زيادة حملة الضغط هذه، ورد الفعل الذي قد تؤديه. وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أن السؤال الأهم هو إذا تضاعف الضغط الاقتصادي، كيف سيستجيب النظام الإيراني؟، وهو ما رد عليه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات القريبة من الإدارة الأميركية مارك دوبويتز، بالقول إنه “يجب أن تكون مستعدًا للتصعيد الكبير”، مشدداً في الوقت عينه على أنه يفضل أن تمارس الإدارة مزيدا من الضغوط.

من جانبه، أضاف مسؤول بإدارة ترامب أن “هناك اعتقاداً ناشئاً بأن هذه الاحتجاجات لا تشبه الاحتجاجات الأخرى، فالمزيد من الاحتجاجات قادمة”. وقال مسؤول: إن وزارة الخارجية كلفت الموظفين بتحليل البيانات، التي وصفها بأنها نصائح حول “الأشخاص والأماكن ، والضحايا أو الجناة”، بينما قال محللون إن مسؤولين أميركيين من أجهزة المخابرات ووزارة الخزانة والوكالات الأخرى، قد يساهمون في فحص المعلومات والتحقق منها أثناء جمعهم ملفات لمسؤولين إيرانيين، قد يكونون متورطين في انتهاكات بحق المحتجين في إيران. إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا تحديد الأشخاص الذين قد يتعرضون لعقوبات. كما لم يفصحوا عما يعتزمون القيام به بالضبط لمنع قطع الإنترنت في إيران مستقبلاً، على الرغم من الجهود التي بذلت في الماضي لمساعدة الإيرانيين على تجنب الرقابة.

 

تظاهرات مناوئة للأسد و”حزب الله” وميليشيات إيران في جنوب سورية

الأمم المتحدة طالبت إسرائيل بمغادرة الجولان... وقمة رباعية دعت لوقف الهجمات ضد المدنيين

دمشق – وكالات/05 كانون الأول/2019

 خرجت تظاهرات مناوئة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، لليوم الثاني على التوالي في محافظة درعا بجنوب سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن عشرات من أهالي بلدة حيط بريف درعا الغربي خرجوا، للمطالبة بـ”إسقاط النظام السوري وخروج الميليشيات الإيرانية، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام”. وأشار إلى رصد عبارات خطها مجهولون على بعض الجدران في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، كتب فيها، “المعتقلون أولاً، يسقط حزب الله اللبناني وإيران، مقبرة حزب الله اللبناني في حوران، لن نتخلى عن مبادئ الثورة السورية”.

من ناحية ثانية، أكدت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا في لقاء جمع قادة الدول الأربع في لندن، أهمية وقف جميع الهجمات ضد المدنيين في سورية بما في ذلك الهجمات في منطقة أدلب. وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية في بيان، أن “الزعماء اكدوا دعمهم لعمل اللجنة الدستورية السورية واهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار والتوصل الى تسوية سياسية”. على صعيد آخر، أفاد المرصد أمس، بعمليات هدم للمنازل تجري في البلدات الواقعة جنوب مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لتركيا، فيما أقر المجلس المحلي لمدينة اعزاز بيع وشراء الذهب بالليرة التركية، في خطوة جديدة تضاف لعمليات “التتريك” المتبعة منذ فترة في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي. من جهة أخرى، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، قراراً يطالب إسرائيل بمغادرة مرتفعات الجولان المحتلة. وأفادت أنباء صحافية، بأن91 دولة صوتت لصالح القرار، فيما رفضه تسعة أعضاء، وامتنع 65 عضواً عن التصويت. إلى ذلك، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو 12 آخرين، في انفجار سيارة مفخخة بمدينة راس العين بريف الحسكة شمال شرق سورية، أمس. وقال مصدر أمني، إن “سيارة سياحية صغيرة كانت متوقفة وانفجرت بواسطة جهاز تفجير عن بعد، ما أحدث أضرارا مادية كبيرة في المحال التجارية والمنازل والاليات “. وبشأن “اللجنة الدستورية السورية”، كشف عضو اللجنة المصغرة محمد خير عكام، أن “هناك اتفاقاً مبدئياً مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون لعقد الاجتماع الجديد للجنة المصغرة المنبثقة عن اللجنة الدستورية، بعد يوم العاشر من يناير المقبل.

 

هيومن رايتس” تدعو لمحاسبة روسيا على جرائمها بسورية

جنيف – وكالات/05 كانون الأول/2019

 دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى تحميل روسيا مسؤولية “جرائمها” في سورية، مشيرة إلى أن موسكو تتحمل مسؤولية مشتركة عن أي “انتهاكات” كجزء من تحالفها العسكري مع دمشق. وذكرت المنظمة في بيان، أول من أمس، أنه “مع وجود أدلة قد تربط الطيارين الروس مباشرة بجرائم الحرب فإن ذلك يفتح الباب أمام المقاضاة والمسؤولية الفرديتين”. وأضافت إن تحقيقا نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في الأول من ديسمبر الجاري، يشير إلى أن “طائرات روسية كانت مسؤولة عن شن غارة في أغسطس الماضي، على آخر المناطق التي كانت لا تزال تحت سيطرة القوات المناوئة للنظام في سورية، وتبين أن الغارة قصفت مركزاً للنازحين تديره منظمة إغاثة سورية خارج بلدة حاس في محافظة إدلب، ووفقا لرئيس مركز النازحين، قتل الهجوم 20 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 52 شخصاً”. وأشارت إلى أن “إدلب ما زالت تعاني من هجمات عشوائية من قبل التحالف السوري – الروسي العسكري، الذي يتذرع بأنه يكافح الإرهاب لقصف منطقة تضم نحو ثلاثة ملايين مدني محاصرين بجوار الحدود التركية المغلقة. واعتبرت أنه “لإنقاذ المدنيين بشكل عاجل من مصير مأساوي، يتعين على الحكومات أن تقول لروسيا بوضوح إنها ستتحمل مسؤولية تجاهلها غير القانوني لحياة المدنيين في سورية”.

 

ثورات الشعوب مشهد جديد لانهيار نظرية الحكم في إيران

العرب/05 كانون الأول/2019

فشل الإسلام السياسي في إدارة الدولة مهد لانتفاضات شعبية.

طبقة باتت في مرمى الغضب الجماهيري

استلهم عدد من منظري ودعاة الإسلام السياسي المقولات الشيوعية، خاصة العدالة الاجتماعية والمساواة، بغرض ملء الفراغ الأيديولوجي وصياغة نموذج إسلامي قادر على الإقناع. وحاول آية الله الخميني الذي قاد ثورة إيران سنة 1979، محاكاة الفكرة والمشروع بلباس ومظهر إسلامي بزعم أنه سينصف المستضعفين والمهمشين، ومنه استنسخ المصري الإخواني سيد قطب هذه الأفكار لتبييئتها على الساحة السنية، غير أن تجارب الحكم المختلفة سواء في إيران أو السودان أو العراق أو لبنان كشفت عن تهافت تأصيل المسألة الاجتماعية لدى التيارات الإسلامية، وهو ما تفطنت إليه الشعوب حاليا لتكتب عبر ثوراتها الهادرة فصلا جديدا في مسيرة الانهيار المتسارع للأيديولوجيات الإسلامية. القاهرة - كشفت التظاهرات التي اندلعت في كل من العراق ولبنان، ثم إيران، أن نظام الملالي في طهران يعاني من أزمة هيكلية في خطابه الإسلامي، فبعد أن اعتمد على مناصرة المهمشين والتصدي لما يسمى بقوى الاستكبار، بات يمارس انتقائية واضحة في مواجهة التدفقات الجماهيرية التي تستهدف نظامه، ما يشكل خللا في المنظومة القيمية للثورة الإسلامية، وتتجاوز هذه المسألة الشق الشيعي، وبدأت تفضح خفايا بعض التوجهات في الشق السني أيضا. وسجل الارتباك والخلط الأيديولوجي في سياسات الإسلاميين داخل هذين الشقين علامة متقدمة ضمن مسببات الثورة ضدهم، فهم لم يطرحوا منهجا واضح المعالم ولم يمهدوا سبلا جديدة في السياسة والاقتصاد، بل احتلت جماعاتهم مواقع الأحزاب القديمة المتهمة بالعجز والفساد مستغلة هياكلها لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها.

ووظف عدد من منظري ودعاة الإسلام السياسي المقولات الشيوعية بغرض ملء الفراغ الأيديولوجي وصياغة نموذج إسلامي قادر على الإقناع، ومحاولة امتلاك نظرية تبدو في حالة تنافس مع الرأسمالية والشيوعية.

وبحسب مزاعم الملالي، بفضل الشيوعية التي أبهر انتشارها الإسلاميين، صار لديهم أمل في محاكاة الفكرة والمشروع بلباس ومظهر إسلامي، ومن منطلق حلم تأسيس دولة منطلقاتها فكرية استطاع شيخ معمم أن يؤدلج الثورة الإيرانية ويقود ثورة المستضعفين ضد طبقة رأسمالية متعفنة ونظام مستبد عميل للإمبريالية.

ولم يكن مفهوم العدالة الاجتماعية مركزيا في المنظومة الفقهية التي استمد منها المصري الإخواني سيد قطب أسس المشروع الإسلامي، لذلك يدين إسلاميو السنة لنظرائهم الشيعة بإسهامهم في توليد هذا المفهوم وتلوينه ضمن مسار نزع الشرعية من الفكر الشيوعي واجتذاب الملايين من المهمشين الذين تداعب أحلامهم فكرة العدالة والمساواة. وعزى الإسلاميون السنة وعيهم المتأخر بمنطلقات هذا المشروع لا إلى الماركسية التي تُلح على أنها من اكتشفت طبيعة الصراع بين الطبقات في المجتمع، وأنها الوحيدة القادرة على طرح الحلول وتحقيق الانتصار على الرأسمالية، إنما للثورة الخمينية باعتبارها النموذج المُعلِم الذي استوعب الصراع الاجتماعي في إطار إسلامي ونجح في أسلمة المفاهيم الاجتماعية اليسارية. الثورات المنادية بالمساواة والعدالة الاجتماعية وفرص العمل في إيران والعراق ولبنان أثبتت أن الإسلاميين لم يعبروا يوما عن انتظارات الشعوب وتطلعاتها

ونقل هذا التطور السنة إلى مستوى جعلهم يفكرون في التعاطي مع الشأن السياسي بأدوات جديدة ومتطورة؛ حيث لم يعد نقدهم للحكومات والأنظمة تكفيريا معتمدا فقط على أن الدولة لا تحكم بما أنزل الله ولا تلتزم بالشريعة وفق مقولات منظري الإسلام السياسي السنة المستندة لفكرة الحاكمية، إنما اتخذ الصراع أبعادا أعمق عبر تبني مقولات المواجهة بين المستضعفين والمستكبرين والفقراء والأغنياء، لكن في إطار إسلامي وبتوظيف النص القرآني الذي يَعِد المهمشين والمستضعفين بالتمكين في الأرض. وهيمنت الأيديولوجيات الثورية الشيعية على عموم تيار الإسلام السياسي السني سواء ما يتعلق بمحاولات استنساخ الثورة الخمينية وتصوير انتفاضات الربيع العربي الأولى كأنها جاءت عن طريق الإسلاميين، أو نزع الثورات العربية من سياقها القومي الوطني ونسبتها للحركة الإسلامية كما فعل خامنئي عندما لم يذكر أثناء تطرقه إلى ثورة يوليو 1952 المصرية اسم الزعيم العربي جمال عبدالناصر، مشيرا فقط إلى سيد قطب كقائد وصانع لتلك الثورة. وحاول السنة في أثناء ممارستهم للسلطة بالمنطقة العربية نقل نموذج الحكم الإيراني الذي يتمظهر بالشكل المدني وآليات الديمقراطية، وهو في جوهره قائم على مرجعية المرشد الديني وهيمنة سلطة التنظيم الأيديولوجي على مؤسسات الدولة. ويرجع ذلك، وهو ما يتفاخر به الإيرانيون على نظرائهم العرب من الإسلاميين السنة، إلى ما منحته الخمينية لعموم الإسلام السياسي من انتقال من الانغلاق والتقوقع داخل فكرة الحاكمية وتطبيق الشريعة وثنائية دار الإسلام ودار الكفر، إلى المغالبة السياسية والدخول في الصراع على السلطة بشعارات العدالة الاجتماعية وتمكين المستضعفين في الأرض. وعندما تُجرى المقارنات تُرجح حظوظ الإسلام السياسي الشيعي لنيل الأفضلية على نظيره السني، فقد أنجح الأول نموذج ثورته وتمكن من العبور بها إلى إقامة نظام حكم استمر أربعين عاما مكتسبا نفوذا داخل عدد من العواصم العربية، بينما فشل التفكير السني على أساس شرعي في تحقيق إنجازات كبيرة وممتدة في ما يتعلق بالحالة الثورية أو بامتحان السلطة والحكم. وقوع أنظمة الحكم التي يديرها الإسلام السياسي الشيعي بشكل مباشر أو بالوكالة في مرمى الثورات والغضب الجماهيري مؤخرا انهيار لنظرية الحكم الأيديولوجية وفضح للخديعة الفكرية والثورية التي انطلقت من إيران في نهاية سبعينات القرن الماضي لتخرج مجمل الإسلام السياسي من قمقم الانعزال والنخبوية العقدية إلى التحشيد الجماهيري الواسع بذريعة امتلاك الخلاص للفقراء والمستضعفين.

نظام مستبدّ

أهدر الإسلاميون الأسس الفلسفية للنظرية الماركسية وأخذوا عن بعض الأنظمة الرأسمالية أسوأ تطبيقاتها من خلال استفادة طبقة معينة على حساب غالبية الشعب، وتكريس الثروة لدى طبقة فاحشة الثراء وحرمان الكادحين الذين يمثلون الغالبية.

وشكل تيار الإسلام السياسي، بشقيه السني والشيعي، خلال تجربة حكمه الطويلة في إيران والقصيرة في مصر وبعض الدول العربية، خليطا تم المزج فيه بين أسوأ ما في النظريتين الرأسمالية والماركسية وتطبيقاتهما، فقد أخذ عن الأولى استغلال الآخر وتجويعه، واختزل التطبيق الماركسي في تقييد الحريات وفرض الرقابة الصارمة على حركة المواطن. وبلغت نرجسية الإسلاميين حد إزاحة التيار التقدمي وأصحاب النقاء الفكري من التيارات الأخرى استنادا لقوة تنظيمهم، لمجرد إثبات أن لديهم مشروعهم الخاص، وما يطرحونه من مشروع عدالة اجتماعية مميز عن مفهومها الشيوعي تحت زعم أن التحرر فيها مادي والمساواة منقوصة بغرض احتكار تلك المفاهيم. ولم يكن الإسلاميون مبدعين في المفاهيم التي أقاموا عليها خططهم للاستحواذ على السلطة، ولذا رسخوا من انغلاقهم ورفضهم للآخر ومنعوا كل أشكال التواصل مع التيارات الأخرى ومع الأفكار الفلسفية والتقدمية، وحاولوا إخفاء خلطهم الفكري والعداء للقيم الاشتراكية، من مساواة وعدالة اجتماعية، ومن جانب آخر للتصورات الليبرالية، من حريات فردية وديمقراطية وتداول سلمي. وأثبتت الثورات المنادية بالمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وفرص العمل ضد إيران والعراق ولبنان أن الإسلاميين تحديدا لم يعبروا يوما عن ثورة الجماهير المحرومة والكادحة ومطالبها ولم يتبنوا يوما المفاهيم الاقتصادية الاشتراكية، إنما سعوا منذ البداية إلى اليوم للطائفية والمحاصصة واستغلال ثروات الشعوب وتطلعاتها للحياة الكريمة، بغرض تعزيز سيطرة الفئة الطبقية التي تمثلهم وتعزيز سيطرة رجال الأعمال المرتبطين به من خلال الهيمنة على الدولة.

تكتب ثورة الشعوب حاليا فصلا جديدا في مسيرة الثورات معلنة إفلاس وخديعة تيار الإسلام السياسي الذي طمس معالم المناهج والنظريات الثورية التقدمية تحت شعارات فارغة من المضمون وعجز عن تحقيق التنمية، وظلت هيمنته وممارساته على مدى عقود طويلة ضد تطلعات الملايين بعالم أفضل خال من الجوع وكبت الحريات والبطالة والفقر.

وعلى عكس ما جرى خلال الثورات التي أسهم فيها الإسلاميون في الموجة الأولى بغرض السطو عليها نتيجة قوة تنظيمهم، فإن الثورات الشعبية ضدهم في الوقت الراهن تجد صعوبة في إسقاط أنظمة حكمهم المؤدلجة والطائفية، فالحراك تغلب عليه التلقائية ويحتاج لأن تقوده قوة منظمة تحمل مشروعا سياسيا وفكريا متكاملا، والحضور الخافت للقيادات المناضلة التقدمية، نتيجة طبيعية لإفراغ الساحة على مدى عقود من مناضليها الحقيقيين لحساب الإسلاميين وتنظيماتهم. انطلقت هذه الثورات من صفوف الشعوب بتلقائية لتعبر عن آمالها وآلامها، ومن شأنها تحقيق العديد من الإيجابيات، منها إعادة الاعتبار للشعوب واستعادتها ثقتها بنفسها وقدرتها على التغيير، لكن يظل التغيير نسبيا مع عدم وجود كيانات ثورية تقدمية منظمة تعبر عن حقيقة إرادة الشعوب وتصنع قراراتها وتترجم مطالبها. ويشجع بروز الشباب كشريحة محركة للمجتمع وانحسار دور الأحزاب الأيديولوجية على استعادة القيم الثورية والانتصار لها من خلال نضال قوى تقدمية منظمة، قادرة على إحداث تغيير شامل وجذري في تركيبة المجتمع وفلسفته وأهدافه، بما يحقق فعليا مصالح الشعوب وتطلعاتها. ويرتبط الإنجاز الثوري بالخاصية التي تحتاج إليها القوى التقدمية المتمثلة في قوة التنظيم والأداء الحركي الحزبي المنضبط، وهو الوسيلة المثلى لإنجاح ثورات الشعوب في مواجهة أنظمة الإسلام السياسي، وبها تجتمع مصداقية الفكرة وتماسك النظرية مع قوة التنظيم، لتحرير المظلومين والمستضعفين من دائرة العبودية والقهر إلى فناءات العدالة والمساواة والحرية.

 

عقوبات أميركية متوقعة على إيران لتعطيل «إنستكس» ومعمل «آراك» للماء الثقيل قد يخسر إعفاءً يتيح تشغيله

واشنطن: إيلي يوسف/«الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

في 15 يوليو (تموز) الماضي، وجّه عدد من أعضاء الكونغرس؛ حاليين وسابقين، ومن الناشطين والباحثين، رسالة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، يطالبون فيها بمراجعة ما إذا كان قيام إيران بإنشاء كيان تجاري خاص لملاقاة الكيان الذي أنشأته دول أوروبية بهدف التمكن من التهرب من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، يخضع أو تنطبق عليه معايير تصنيف ملكيته جزئياً أو كلياً لكيانات تخضع للعقوبات الأميركية، خصوصاً «الحرس الثوري». وأكدت الرسالة، في المقابل، أن هذا الكيان يخضع بالفعل لسيطرة «الحرس الثوري» المصنّف إرهابياً.

وفي الأيام الأخيرة، أعاد الإعلان عن انضمام عدد من الدول الأوروبية إلى الآلية التي أنشأتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والمعروفة باسم «إنستكس»، إحياء الحديث عن احتمال قيام الإدارة الأميركية بفرض عقوبات جديدة، قد لا تستهدف هذه المرة الكيانات الإيرانية فقط؛ بل أيضاً كيانات أوروبية، خصوصاً بعض المصارف التي قد تنضم إلى تلك الآلية بهدف تمكين التبادل التجاري مع إيران بعيداً عن استخدام الدولار والنظام المصرفي الأميركي.

ومعروف أن الكيان الإيراني الذي تم إنشاؤه في أبريل (نيسان) الماضي في حي الداودية في طهران بالقرب من البنك المركزي الإيراني، الخاضع كلياً للعقوبات الأميركية، يضم 8 مساهمين. وأكبر مساهم هو شركة «فاراديس غوستار» للمعلوماتية، التي تملك 23 في المائة من أسهم الكيان الإيراني. وتتبع الشركة في الأصل شركة «إنفورماتيك سيرفيس كوربوريشين»، التي هي نفسها شركة «المؤسسة الوطنية للمعلوماتية» المملوكة لـ4 بنوك إيرانية كبرى، وكلها مدرجة على قائمة وزارة الخزانة الأميركية وتخضع لعقوبات ثانوية.

وتشير المعلومات إلى أن تلك البنوك الأربعة قد تكون عرضة لعقوبات جديدة من بين المؤسسات التي سيتم تطبيق التبادل التجاري معها من بنوك أوروبية.

وفي حين لم ترد وزارة الخزانة الأميركية فوراً على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت تستعد لفرض عقوبات جديدة على تلك المؤسسات، قال الباحث طوني بدران في «معهد الدفاع عن الديمقراطيات» إن الوزارة لا تزال في مرحلة تقصي المعلومات والتأكد من الإجراءات القانونية قبل الإقدام على أي خطوة تجاه تلك المؤسسات. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الأمر قد لا يحتاج إلى أكثر من فرض عقوبة واحدة على أي منها، ليمتنع الآخرون عن مواصلة جهودهم. وعدّ أن انضمام دول أوروبية أخرى كالسويد والنرويج لا يغيّر في ميزان القوى أو يعطي زخماً للآلية الأوروبية، خصوصاً أن النصوص التي تستند إليها وزارة الخزانة تقوم على القوائم التي صنّفت من خلالها المؤسسات المدرجة على قائمة العقوبات. وإذا تبين أن هناك مؤسسات أخرى قد تكون خاضعة جزئياً أو كلياً للمؤسسات المملوكة للدولة الإيرانية، فقد تكون عرضة لعقوبات جديدة قريباً.

وبحسب الرسالة الجماعية التي أرسلت للوزير ستيفن منوتشين، فإن البنوك الأربعة مملوكة جزئياً أو بشكل مختلط لمؤسسات حكومية، في حين أن الـ77 في المائة الباقية من أسهم الكيان الإيراني الخاص للتبادل التجاري مع الأوروبيين موزعة بالتساوي على 7 بنوك إيرانية. ويضم مجلس إدارة الكيان 4 أعضاء؛ ثلاثة منهم يمثلون شركات تسيطر عليها الحكومة الإيرانية، أي إن الحكومة هي التي تسيطر على هذا الكيان التجاري.

وتوازياً مع هذا التطور، أشارت معلومات إلى أن الإدارة الأميركية قد تعمد إلى إنهاء الإعفاءات التي كانت ممنوحة لتشغيل معمل «آراك» لإنتاج الماء الثقيل، كما حدث مع منشأة «فُردو» النووية أخيراً، والتي كانت منحت إعفاء من العقوبات الأميركية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

وطالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، على رأسهم السيناتور تيد كروز، إدارة ترمب بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لبعض المنشآت والمعامل النووية الإيرانية، لأن الاستمرار في منحها يعطي رسالة خاطئة، سواء للإيرانيين أو للأوروبيين الذين يسعون للحفاظ على نقاط تواصل مع إيران في ملفها النووي، بعيداً عن الضغوط الأميركية. ومع إنهاء الإعفاء لمنشأة «فُردو» النووية، والاتجاه لإنهائه لمعمل «آراك» للماء الثقيل، تقترب واشنطن من تطبيق إنهاء كلي للاتفاق النووي مع إيران، واضعة الأخيرة في موقف صعب تجاه خياراتها في كيفية الرد على سياسة «أقصى الضغوط» الأميركية.

ويتحدث بعض الأوساط في واشنطن عن أن إيران أنهت عملياً التزاماتها بالاتفاق النووي، بعدما فرغت جعبتها من التراجع عن التزامات ثانوية، وصارت مجبرة على التراجع من الآن فصاعداً عن مكوّنات أساسية من الاتفاق.

 

سياسة أوروبا إزاء إيران... بين العصا والجزرة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

تتأرجح سياسة البلدان الأوروبية المعنية بشكل مباشر بالملف النووي الإيراني بين حدين: الأول؛ التهديد باللجوء إلى تفعيل «آلية فض النزاعات» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، الأمر الذي من شأنه أن يعيد نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي وربما إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران. والثاني؛ الاستمرار في التأكيد على دعم الاتفاق المذكور والتمسك به والمثابرة على تمكين إيران من الالتفاف على العقوبات الأميركية التي خنقت عملياً الاقتصاد الإيراني وذلك من خلال تفعيل آلية «إنستكس» الأوروبية للتبادل التجاري.

وفي ظل غياب خط سياسي واضح للدول الأوروبية الثلاث «فرنسا وبريطانيا وألمانيا»، فإن التذبذب يذهب من التهديد بالعصا الغليظة التي عنوانها تفعيل «آلية فض النزاعات»، إلى التلويح بجزرة «إنستكس» التي لم تعطِ حتى اليوم أي نتيجة ملموسة ولم تحدث في إطارها أي عملية تجارية.

تقول مصادر دبلوماسية أوروبية معنية إن ثمة استحقاقين رئيسيين من شأنهما التأشير للمسار الذي سيسلكه الملف النووي الإيراني في الأسابيع والأشهر المقبلة: الأول؛ يتمثل في قمة الحلف الأطلسي التي تنعقد ليومين في لندن (أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء) والتي سيكون الملف النووي من المسائل التي ستناقشها بوجود الرئيس الأميركي وقادة الدول الأوروبية الثلاث. وأهمية الاجتماع الجماعي واللقاءات الجانبية التي ستحدث بهذه المناسبة أنها ستوضح الموقف الأميركي وما إذا كان الرئيس دونالد ترمب مستمراً في تشدده أم إنه سيتجاوب مع المطالب الأوروبية التي تحملها فرنسا واحتمال أن تستأنف باريس وساطتها التي أجهضت في سبتمبر (أيلول) الماضي. والاستحقاق الثاني هو الاجتماع الذي ستستضيفه فيينا يوم الجمعة المقبل والذي سيضم مجموعة «5+1» الموقّعة على الاتفاق «باستثناء الولايات المتحدة» وإيران. وسيوفر الاجتماع فرصة للتعرف على الخطوات التي تنوي طهران اتخاذها على درب الخروج التدريجي من بنود الاتفاق.

وما يقلق الغربيين بشكل خاص هو ما تنوي طهران الإعلان عنه في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل عندما تنتهي مهلة الشهرين الإضافيين اللذين أعطتهما إيران للدول الأوروبية الثلاث ولروسيا والصين لتمكينها من تعويض الخسائر التي ألمّت بها بسب العقوبات الأميركية. وللتذكير، فإن طهران نفذت حتى اليوم 4 مراحل متتالية في التخلي عن التزاماتها النووية، وهي تحضّر للعبور إلى المرحلة الخامسة. وقلق الأوروبيين، وفق ما أشارت إليه المصادر الأوروبية، يكمن في أنهم سيجدون أنفسهم، في لحظة ما، محرجين وغير قادرين على الاستمرار في التمسك بالاتفاق؛ لا بل إن الاتفاق نفسه سيكون قد انتهى بسبب تخلي إيران عن الأساسي من التزاماتها؛ «نسبة التخصيب - حجم مخزون اليورانيوم المخصب - نشر طاردات مركزية حديثة - استعادة العمل بموقع فُردو...».

وتؤكد المصادر المشار إليها أن الأوروبيين يريدون تجنب الحرج الإضافي. ولذا، فإنهم استبقوا اجتماع بعد غد في فيينا، وخصوصاً استحقاق 6 يناير المقبل، بتهديد على لسان جان إيف لو دريان، وزير الخارجية الفرنسي، يوم الخميس الماضي، بتفعيل «آلية فض النزاعات» التي تمثل «السلاح الرادع» بوجه طهران، لأنه سيعني فقدانها الدعم الدبلوماسي والتحاق الأوروبيين بالركب الأميركي الذي عنوانه سياسة «الضغوط القصوى» على إيران وإعادة الملف بكليته إلى مجلس الأمن الدولي مع احتمال تجميد الامتيازات التي حصلت عليها طهران بفضل الاتفاق. وتهديد الوزير الفرنسي ليس الأول من نوعه؛ إذ إن نظيره الألماني هايكو ماس سبقه إلى ذلك بداية الشهر الماضي. وكان بارزاً رد الفعل الإيراني الذي جاء على لسان رئيس البرلمان علي لاريجاني وعلى لسان الناطق باسم الخارجية الإيرانية. وقال الأول الأحد الماضي إنه «إذا لجأ (الأوروبيون) إلى هذه الآلية، فإن إيران ستكون مرغمة على إعادة النظر جدياً في عدد من التزاماتها إزاء الوكالة الدولية للطاقة النووية». أما عباس موسوي، الناطق باسم الخارجية، فقد حجب عن الأوروبيين الحق في تفعيل «آلية فض النزاعات». وعملياً، تعدّ إيران أن خطوة كهذه يقدم عليها الأوروبيون، ستعني نهاية الاتفاق.

بيد أن الأوروبيين لا يبدون متعجّلين للسير في طريق التصعيد مع إيران؛ لا بل إنهم ما زالوا يسعون للتجاوب مع مطالبها. وأفضل دليل على ذلك إعلان العواصم الثلاث (باريس وبرلين ولندن) أن 6 دول أوروبية انضمت بوصفها «مساهمة» إلى آلية «إنستكس». وجاء في بيان ثلاثي مشترك في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن بلجيكا وهولندا والدنمارك وفنلندا والنروج والسويد قررت الانضمام جماعياً إلى الآلية المذكورة، وأن من شأن ذلك «تعزيزها وإبراز الجهود الأوروبية من أجل تسهيل التجارة المشروعة بين أوروبا وإيران، فضلاً عن تمسكنا بخطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي)». ويضيف البيان أنه «من الأهمية بمكان العمل ببنود الخطة بشكل كامل وفعلي، ويتعين على إيران أن تعود فوراً إلى احترام كامل التزاماتها». ولم يفت الأوروبيين التلويح بعزمهم على استخدام «الآليات كافة» المنصوص عليها في الاتفاق؛ ومنها «آلية فض النزاعات» والإعراب عن الاستمرار ببذل الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات كافة المرتبطة بالاتفاق. وجاء الرد الإيراني على لسان نائب وزير الخارجية عباس عراقجي فاتراً؛ إذ «أمل» في أن يفضي ذلك إلى «مد إنستكس بطاقة جديدة»، علماً بأن طهران انتقدت دوماً بطء الأوروبيين وغياب إرادة الوقوف في وجه العقوبات الأميركية. وثمة من يرى أن هؤلاء يسعون لإغواء إيران ودفعها لتجميد انتهاكاتها للاتفاق وكسب الوقت وتجنب مزيد من الإحراج في الوقت الحاضر.

 

روحاني: إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بشرط رفع العقوبات

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/04 كانون الأول/2019

قالت إيران اليوم (الأربعاء) إنها لا تزال مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، إذا رفعت واشنطن العقوبات التي أعادت فرضها على إيران بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «إن كانوا على استعداد لرفع العقوبات، فإننا جاهزون للتحاور والتفاوض حتى على مستوى قادة الدول» الست، في إشارة إلى الدول التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، أي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.وقال روحاني: «إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي، وقد قلنا للعالم إنه ليست لدينا أي مشكلة في لقاء ترمب، ولكن اللقاء يجب أن يكون بعد رفع العقوبات». وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا قصوى على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق أوسع يتجاوز برنامجها النووي، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تظهر واشنطن «حسن نية». وكانت العقوبات الأميركية على إيران دخلت حيز التنفيذ العام الماضي، مستهدفة على وجه التحديد قطاع الطاقة وقطاعات حيوية أخرى، من أجل الحد من سلوك إيران العدواني. وتعتبر العقوبات الأميركية التي فُرضت هي الأكثر إضراراً بالاقتصاد الإيراني. وتفاقمت معاناة الاقتصاد الإيراني بعد رفع الولايات المتحدة سقف الضغوط على طهران من أجل إرغامها على تبني سياسة تؤدي إلى استقرار المنطقة وعدم التدخل في شؤون دولها.

 

بومبيو يتعهد بعقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في إيران

قيادي في «الحرس»: موقف خامنئي منع المزيد من المطالب في الشارع ونواب يطالبون بإعادة الإنترنت

واشنطن: هبة القدسي / لندن – طهران//الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

تعهدت الخارجية الأميركية، أمس، بفرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين ضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان. وفي طهران، وجه نواب رسالة إلى وزارة الاتصالات تطالب برفع القيود عن الإنترنت، فيما قال قيادي بـ«الحرس الثوري» إن دعم المرشد الإيراني لقرار زيادة أسعار البنزين «حال دون نزول المزيد من مطالب الإيرانيين في الشارع». وقال مسؤول قضائي في طهران إن الاعتقالات الأخيرة «زادت أعباء القضاء الإيراني». وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن واشنطن ستواصل فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين المتهمين بممارسة القمع ضد الاحتجاجات، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مضيفاً أن النظام الإيراني ما زال مستمراً في نشاطه القمعي ضد الاحتجاجات التي اندلعت بسبب سوء إدارة النظام الإيراني، وأن رد المسؤولين الإيرانيين كان العنف ضد المتظاهرين وقطع الإنترنت، مؤكداً: «سنواصل معاقبة إيران والمسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان».

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي بواشنطن: «تلقينا حتى الآن قرابة 20 ألف رسالة وتسجيلات مصورة وصوراً وإخطارات عن انتهاكات من قبل النظام... ونأمل في استمرار إرسالها (تلك المواد) لنا... سنواصل فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان». وقال عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي الإيراني محمد جواد جمالي نوبندغاني إن «عدداً من قتلى المواجهات الأخيرة من أتباع دول أجنبية، وعدد آخر لديهم خلفيات جنائية». ولم يذكر النائب عدد القتلى الأجانب في الاحتجاجات، أو الجهة المسؤولة عن سقوط القتلى. وجاء إعلان النائب بعد أيام من توجيه نائب قائد «الحرس الثوري»، علي فدوي، اتهامات إلى مندسين في الاحتجاجات بإطلاق النار على المحتجين.

ومنذ اليوم الثاني للاحتجاجات التي اندلعت منذ نحو أسبوعين، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن مسؤولين أنه اعتقل أتباع دولة في شرق إيران في أثناء القيام بعمليات تخريب وحرق للممتلكات في أثناء الاحتجاجات. وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين قد اتهموا أتباع دولة جارة في شرق إيران بالمشاركة في الاحتجاجات، وذلك في إشارة إلى المهاجرين الأفغان، البالغ عددهم نحو 3 ملايين في إيران. وأشار النائب إلى استخدام «قذائف (آر بي جي) وقذائف يدوية ومتفجرات في الاحتجاجات». وأعلنت منظمة العفو الدولية، الاثنين، أن 143 متظاهراً على الأقل قتلوا في إيران خلال الاحتجاجات التي أعقبت ارتفاع أسعار الوقود في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين تجمع الآلاف في طهران تأييداً للحكومة، وتنديداً بـ«أعمال الشغب». وذكرت المنظمة، ومقرها لندن، أنه «وفقاً لتقارير موثوق بها (...) عدد القتلى هو 143 شخصاً على الأقل. وقد نجمت جميع الوفيات تقريباً عن استخدام الأسلحة النارية»، وتابعت أنها «تعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير»، مشيرة إلى أن التحقيقات حول ذلك ما زالت مستمرة. وكانت منظمة العفو قد أعلنت، الأسبوع الماضي، عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وأفاد بيان منظمة العفو بأن «مقاطع الفيديو التي تم التأكد منها تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار عمداً على متظاهرين غير مسلحين من مسافة قصيرة. وفي بعض الحالات، أطلقت النار على المتظاهرين في أثناء فرارهم». كما تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار من فوق أسطح المنازل، موضحة أن الحملة نفذتها الشرطة و«الحرس الثوري» و«الباسيج» وغيرهم. وطالب رئيس القضاء في طهران، محمد جواد حشمتي مهذب، القضاء بدراسة ملفات المعتقلين «بالدقة والسرعة المطلوبة» و«المواجهة القانونية الحازمة» مع من وصفهم بـ«الأشرار والمجرمين»، مشيراً إلى زيادة «العبء على الجهاز القضائي». ونقلت عنه وكالة «ميزان» أن «أعباء الجهاز القضائي زادت لأن عليها دراسة كم هائل من الاتهامات الموجهة للمعتقلين، وفرض تكاليف مضاعفة على المجتمع والنظام».

ونقل المتحدث باسم لجنة القضاء في البرلمان الإيراني حسن نوروزي عن رئيس القضاء إبراهيم رئيسي تأكيده على الفصل بين «المعتقلين المذنبين والأبرياء» و«ضرورة منع غلاء الأسعار والتهاب الأسواق، ومصارحة الناس». وقالت السلطات إنها اعتقلت عدداً من «قادة الاضطرابات» في عدة محافظات شهدت احتجاجات وأعمال عنف أدت إلى حرق محطات بنزين وبنوك ومراكز حكومية وحافلات. وتفاعل أمس آلاف الأشخاص مع تغريدة للصحافي مهدي محموديان، قال فيها إن «شخصاً ملثماً اقتحم صيدلية بملابس مضادة للنيران في بلدة قدس (غرب طهران)، أمسك به الناس وحصروه في مكتب عقارات، هو عضو أحد الأجهزة شبه العسكرية في الحي، واليوم هو طليق وجميع من أمسكوه هاربون». وكان المدعي العام محمد حسين منتظري قد قال، الأحد، بعد تفقد سجن فشافويه في جنوب طهران، إن المعتقلين «راضون عن أوضاع السجن». ولكن صحفاً إيرانية نقلت أمس عن عضو مجلس بلدية مدينة ري أن «السجن لا يتجاوب مع هذا الحجم الكبير من المعتقلين». وفي الأثناء، دفع استمرار انقطاع الإنترنت على الهواتف المحمولة في إيران البرلمان الإيراني إلى المطالبة برفع الحظر المفروض على الإنترنت بالهواتف المحمولة.

وكان مجلس الأمن القومي قد قام بقطع خدمات الإنترنت بسبب الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت في أنحاء البلاد اعتراضاً على ارتفاع أسعار البنزين، لمنع انتشار المعلومات والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالاحتجاجات. وقال 30 نائباً في البرلمان، في رسالة إلى وزارة الاتصالات: «لقد انتهت أعمال الشغب الآن، ولا سيما في طهران، لذا يتوقع المواطنون أن يتمكنوا من استخدام الإنترنت على هواتفهم المحمولة من جديد». وحذر النواب من التبعات السلبية لاستمرار حظر الإنترنت، خصوصاً بالنسبة لرجال الأعمال والأكاديميين. ولم يتمكن نحو 80 مليون إيراني، لمدة أسبوع تقريباً، من فحص رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم، أو الوصول إلى محركات البحث أو خدمات المراسلة أو وسائل التواصل الاجتماعي بسبب حظر الإنترنت. وعادت الإنترنت منذ بداية الأسبوع بشكل بطيء، ولكن عن طريق الخطوط الأرضية فقط، وليس عن طريق الهواتف المحمولة التي يستخدمها الإيرانيون للاتصال بالإنترنت بشكل رئيسي.

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن وزير الاتصالات والتكنولوجيا محمد جواد آذري جهرمي، رداً على النواب أمس، أنه يتابع إعادة الإنترنت، مضيفاً أن الإنترنت «ستعود إلى الأوضاع السابقة، ما إن يصدر ترخيص من المجلس الأعلى للأمن القومي». ومن جانبه، انتقد عضو اللجنة الثقافية الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي، في تغريدة على «تويتر»، قرار زيادة رفع أسعار البنزين.

وقال ضرغامي الذي يعد من أبرز السياسيين في التيار المحافظ إن «القادة الحقيقيين للاحتجاجات مسؤولون لا يفرقون بين السياسة والاستراتيجية وبين التوجه والأسلوب»، وتساءل: «الاستراتيجية الصحيحة ضبط استهلاك البنزين»، واصفاً إعلان قرار زيادة البنزين في «منتصف الليل» بـ«الصدمة». وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن وزير النفط بيجن نامدار زنغنه حضر اجتماعاً مشتركاً في لجنة الطاقة البرلمانية لمناقشة أسئلة موجهة من النواب حول قرار زيادة أسعار البنزين. ومن المفترض أن يكون الوزير وجهاً لوجه مع النواب الذين عارضوا القرار، قبل رسالة خطية من المرشد علي خامنئي طلب فيها عدم التدخل في القرار. وعلى نقيض ذلك، قال مساعد الشؤون الثقافية والاجتماعية في «الحرس الثوري» حسين نجابت إن دعم المرشد الإيراني لقرار زيادة أسعار البنزين «حالت دون مطالب أخرى في الشارع الإيراني»، مضيفاً أن «استمرار مطالب الشارع كان من الممكن أن يؤدي إلى المطالبة باستقالة رؤساء السلطات (الرئيس ورئيس القضاء ورئيس البرلمان) واستقالة البرلمان وانهيار الثورة». ومع ذلك، قال نجات إن الحراك في إيران «بدأ ضد زيادة البنزين، وكانت احتجاجات الناس محقة، لكن عدداً من المنظمين استغلوا احتجاجات الناس».

ووصف القيادي في «الحرس الثوري» الاحتجاجات بـ«المنظمة»، قبل أن يشير إلى نقاط «تشابه» بين الاحتجاجات الإيرانية والعراقية، عاداً الاحتجاجات العراقية «منظمة تحت ذريعة الاحتجاجات المعيشية»، وانتقد نخباً عراقية على «دعمها حراك الشارع العراقي»، وقال إن تلك النخب «تراجعت بعدما شاهدت تضرر الأموال»، مضيفاً أن «تدخل المرجعية والمجموعات السياسية أطاحت بالمؤامرة» في العراق. واتهم ائتلاف من «السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل» بالوقوف وراء الاحتجاجات في العراق ولبنان، وقال إن «الأعداء أرادوا القيام بهذه التحركات في لبنان، لكنها واجهت إدارة حسن نصر الله التي هزمت المؤامرة»، على حد تعبيره. إلى ذلك، قالت وكالة «إرنا» الرسمية، أمس، إن سعر الدولار تخطى أمس 12 ألفاً و350 تومان، وارتفع 400 تومان، مقارنة بيوم الاثنين، فيما نقلت صحيفة «همشهري»، على «تويتر»، أن الشرطة «اعتقلت 100 من سماسرة الدولار»، وفق حملة «مفاجئة» على مدى الشهر الماضي وسط شارع ناصر خسرو. وقال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، إن الشرطة «ضبطت 300 ألف من أنواع الأدوية، بما فيها المزورة»، في الحملة التي شنتها بالمركز المالي وسط طهران.

 

شاهد... قادة أوروبا يسخرون من ترمب في قمة «الناتو»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/04 كانون الأول/2019

أظهر مقطع فيديو لعدد من قادة العالم من دول أوروبا، يتضمن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهم يمزحون حول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال حفل استقبال أقيم في قصر باكنغهام بإنجلترا

وجاء الفيديو خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والذي أقيم أمس (الثلاثاء). وأظهر الفيديو سؤال جونسون لماكرون: «هل هذا سبب تأخرك؟»، قبل أن يتدخل ترودو قائلا: «لقد تأخر لأنه سيشارك في مؤتمر صحافي لمدة 40 دقيقة في القمة»، حسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية. وعلى الرغم من عدم ورود اسم الرئيس الأميركي في حديث القادة بشكل مباشر، فإنه يمكن ربط ما يقال بالرئيس الأميركي، حسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان»، مضيفة أن ترمب «معروف بمؤتمراته الصحافية الطويلة والممتدة». وقد تحدث ترمب إلى الصحافيين لأكثر من ساعتين في المجموع أمس (الثلاثاء). واعتبرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه من المتوقع أن يتفاقم التوتر بين ترمب وعدد من الزعماء مع ورود تلك اللقطات مع وجود أجواء سلبية نتيجة الخلافات الكثيرة بين القادة في القمة. وفي الفيديو الذي نشرته هيئه الإذاعة الكندية على موقعها الرسمي، أمس (الثلاثاء)، ذكرت أن رئيس الوزراء الكندي تحدث عن «المؤتمرات الصحافية المطولة والمرتجلة» لترمب خلال اليوم الأول من اجتماع قمة الناتو الذي استمر يومين. وظهر ترودو يقول: «عليكم مشاهدة دهشة فريقه»، وذلك في مقطع آخر وسط المجموعة التي ضمت أيضا رئيس وزراء هولندا مارك روتا والأميرة البريطانية آن. وذكرت الصحيفة أن القادة في مقطع الفيديو لم يدركوا أن المحادثة مسجلة. وانطلقت اللقاءات أمس (الثلاثاء) في ظل تبادل الانتقادات عقب التصريحات الأخيرة لماكرون الذي اعتبر أن الحلف الأطلسي في حال «الموت الدماغي»، داعيا إلى مراجعة استراتيجيته. ومن جانبه، لم يخف الرئيس الأميركي استياءه إزاء انتقادات نظيره الفرنسي بشأن الحلف. وقال إن هذه التصريحات «مهينة للغاية» و«مسيئة جدا»، مشيرا إلى أن «لا أحد بحاجة إلى الحلف الأطلسي أكثر من فرنسا». ويناقش قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم (الأربعاء)، التهديدات المختلفة التي تواجه الحلف العسكري، وذلك في اليوم الثاني من قمة الذكرى السبعين لإنشاء الحلف التي طغت عليها الانقسامات حول الاستراتيجية وتقاسم الأعباء.

 

ترمب وإردوغان يجتمعان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي

أنقرة/الشرق الأوسط أونلاين»/04 كانون الأول/2019

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقاء ثنائياً لم يكن مُعلناً مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لندن اليوم (الأربعاء)، وفق الرئاسة التركية.وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية إن إردوغان عقد اجتماعاً «مثمراً جداً» مع نظيره الأميركي دونالد ترمب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بريطانيا. وأدلى فخر الدين ألتون بهذا التصريح على «تويتر»، وقال مكتبه إن الاجتماع استمر نصف ساعة، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيسين «ناقشا أهمية وفاء تركيا بالتزاماتها تجاه الحلف، وتعزيز التجارة عبر زيادة حجم التبادل التجاري بمقدار 100 مليار دولار، وتحديات الأمن الإقليمي وأمن الطاقة». ويجتمع زعماء دول الحلف بالقرب من لندن في قمة تهدف لحل الخلافات الحادة بشأن الإنفاق والتهديدات المستقبلية التي تشمل الصين، ودور تركيا في الحلف.

 

روسيا تنشر قواتها في عامودا تطبيقاً لتفاهماتها مع تركيا

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء الأهالي من الاتفاقات العسكرية

عامودا (سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط أونلاين»/04 كانون الأول/2019

في عامودا شمال شرقي سوريا، اتخذت الشرطة العسكرية الروسية مقراً لها في مبنى مؤلف من طابقين على الطريق السريعة الواصلة بينها وبين مدينة الحسكة، ستعمل على مراقبة انتشار حرس الحدود السوريين على طول الشريط الحدودي، وانسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية إلى عمق 30 كلم جنوباً، والتزام تركيا والفصائل السورية المسلحة الموالية بعدم خرق الاتفاقيات الدولية المتعددة في هذه المنطقة المتشابكة.

تختلج سكان عامودا مشاعر متباينة. منهم من يخشى التهديدات التركية بعد تنفيذها هجوماً على مدينتي رأس العين وتل أبيض منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما يشكك آخرون بجدية الدور الروسي لحماية المنطقة.

وقال سوزدار (42 سنة) الذي يمتلك متجراً لبيع الستائر والأقمشة في شارع الفاتورة وسط البلدة، مرحباً بانتشار الشرطة الروسية: «انتشار الروس وقوات النظام إذا كان لوقف العدوان التركي هو أمر جيد، أي تحرك يوقف هذه التهديدات، ويحمي المنطقة ويبعد شبح الحرب سيخدم سكانها المدنيين».

لكن جاره الخياط صالح شكّك بجدية روسيا، وذكر مثالاً ما حدث في مدينة عفرين ربيع العام الفائت، وقال: «في معركة عفرين، تخلت روسيا عن الأكراد لأنها توصلت لاتفاق مع تركيا على حساب الشعب السوري، في حال قايضت مناطق ثانية ستكون على حساب عامودا وبلدات الجزيرة وعين العرب (كوباني)».

كان قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي، تحدث عن اجتماعه بقائد القوات الروسية العاملة في سوريا ألكسندر تشايكو، والاتفاق على نشر الشرطة الروسية في كل من بلدتي عامودا وتل تمر بالحسكة، وعين عيسى بالرقة، وكتب على حسابه بموقع «تويتر» أن هدف الاتفاق «من أجل أمن واستقرار المنطقة». ويرى طلعت يونس الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، أحد هياكل الحكم المحلية في «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، بأن الاتفاق مع الجانب الروسي «عسكري بحت»، وقال: «لا يشمل الحكم المدني ومستقبل الإدارة الذاتية، فمؤسسات وهيئات الإدارة تتابع عملها وموظفيها على رأس عملهم، ولم تتطرق النقاشات إلى هذه القضايا»، وعن انتشار القوات النظامية أكد أنها بتفاهم ورعاية روسية، منوهاً: «نطلع أن تلعب روسيا بدورها كضامن وراعية لإنهاء الأزمة السورية وإيجاد حل سياسي، والقيام بدورها وواجبها لوضع حد للاعتداءات التركية ومنع احتلال المزيد من الأراضي».

وعبر الشاب سيامند عن قلقه حيال انتشار القوات النظامية في عامودا. وقال: «شاركت في المظاهرات المناهضة للنظام، والكثير مثلي يخشون من عودته، روسيا تعمل على إعادة كامل سوريا لقبضة الأسد».

أما سوزانا (27 سنة) وهي طالبة جامعية تدرس في جامعة الفرات بالحسكة، فنقلت أن كثيراً من سكان البلدة مطلوبون ويخشون حتى العبور من المربعات الأمنية للنظام بمدينتي الحسكة والقامشلي: «إما لخدمة الجيش أو أنهم ملاحقون لنشاطهم المعارض، الجميع يخشى من الاعتقال والملاحقة الأمنية»، وتساءلت مستغربة: «ماذا سيكون مصير هؤلاء، حياتنا انقلبت رأساً على عقب منذ شهرين؟!».

وعامودا التي تبعد عن مدينة رأس العين 80 كيلو متراً من جهة الشرق تأثرت بداعيات معركة رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، فالكثير من سكانها يخشون أن تندلع العمليات القتالية، وتنسحب روسيا والقوات الموالية للأسد لترك الأكراد مواجهة مصيرهم، كما فعلت في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي. وعبر محمد سعيد، الذي يمتلك محلاً في الشارع الرئيسي، عن دهشته لتسارع الأحداث وتقلبات المشهد الميداني وتشابك المصالح الدولية، وتعقدها في منطقته، وقال: «لا أحد يعلم ماذا يحدث وأين مصلحتنا، نشاهد دوريات متعددة، لكن هذا لا يعني إبعاد شبح الحرب، لا نعلم ما هو مصيرنا».

ورغم تسيير الشرطة العسكرية الروسية دوريات مشتركة مع تركيا لمراقبة التزام الأطراف المتعددة بالاتفاقيات، تقول جميلة البالغة من العمر 45 سنة إن التحدي الحقيقي هو حماية أمن المنطقة، ومنع تهجير سكانها الأصليين. وأضافت: «بعد هجوم رأس العين وتل أبيض، معظم الناس هاجروا لخارج سوريا، هؤلاء لن يعودوا بأي حال من الأحوال، للأسف قسم من سكان عامودا سافروا أيضاً خوفاً من الحرب».

 

إردوغان يعتبر الاتفاق مع السراج «حقاً سيادياً»... ومصر تتهمه بتعميق الأزمة وألمانيا تستضيف اجتماعاً تحضيرياً جديداً للحل في ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق - القاهرة: سوسن أبو حسين - برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن مذكرة التفاهم، التي وقعتها بلاده مع حكومة الوفاق في ليبيا خلال لقائه مع رئيسها فايز السراج في إسطنبول الأربعاء الماضي، حول تحديد مناطق النفوذ البحري في البحر المتوسط، «حق سيادي»، وليس مطروحاً للنقاش مع أحدـ فيما حذرت مصر من أن الاتفاق {من شأنه تعميق الخلاف بين الليبيين وتعطيل العملية السياسية}. وجدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، انتقاد بلاده لمذكرتي التفاهم الموقّعتين بين السراج والرئيس التركي إردوغان، مشدداً على أنه فضلاً عن «عدم امتلاك السراج الصلاحيات اللازمة (للتوقيع)، فإن المذكرتين من شأنهما تعميق الخلاف بين الليبيين، ومن ثم تعطيل العملية السياسية». وأكد شكري، في اتصال هاتفي أجراه مع المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، أمس، أهمية الحيلولة دون إعاقة العملية السياسية في المرحلة القادمة بأي شكل من الأشكال. كما أجرى شكري في القاهرة أمس، مباحثات مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فتحي المجبري، تناولت آخر تطورات الوضع على الساحة الليبية، وحالة الانقسام الحالية داخل المجلس الرئاسي الليبي، والانتهاكات الأخيرة المُتعلقة بولاية رئيس المجلس بالمخالفة لاتفاق «الصُخيرات» السياسي.

وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن شكري أكد «حرص مصر على الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية».

وكان إردوغان قال في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أمس قبل توجهه إلى لندن لحضور قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن معارضة اليونان ومصر وقبرص للاتفاق التركي - الليبي «لن تؤثر أبداً على الاتفاق بين البلدين»، مضيفا أن «مجريات الأحداث في شرق البحر المتوسط، واتفاقنا مع ليبيا ربما يشكلان إزعاجا حقيقيا لفرنسا. لكننا نؤكد أن الاتفاق المبرم حق سيادي لتركيا وليبيا، ولن نناقش هذا الحق مع أحد».

وذكر إردوغان أنه «في حال أعربت فرنسا عن استيائها من الاتفاق التركي الليبي، فإننا سنقول لها بوضوح إننا لن نناقش هذا الحق السيادي معكم، ولن نتفاوض معكم حول هذا الحق». كما أبرز «احتمال أن تسحب ليبيا سفيرها من اليونان على خلفية الاتفاق، وقد تلقيت بالأمس خبرا حول رغبة رئيس الوزراء اليوناني عقد لقاء معنا على هامش قمة الناتو». معرباً عن ثقته بأن الاتفاق التركي - الليبي سيحظى بدعم كبير من قِبل نواب البرلمان التركي، وأنه سيدخل حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان عليه.

وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس قد توعد أول من أمس بطرد السفير الليبي في أثينا، إذا لم يكشف عن تفاصيل الاتفاق العسكري والأمني، واتفاق الحدود البحرية مع تركيا، قائلاً إنه «إذا لم يحضر لنا السفير الاتفاق فسيتم يوم الجمعة المقبل اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، وسيغادر البلاد».

في سياق متصل، لم تنجح الحكومة الألمانية بالوفاء بالمهلة التي حددتها لاستضافة مؤتمر دولي حول ليبيا في الخريف الماضي، بل حتى المهلة التي مُددت إلى غاية ديسمبر (كانون الأول) الجاري يبدو أنها باتت الآن صعبة التحقيق، بحسب عدد من المراقبين.

فعلى الرغم من استضافة برلين لسلسلة اجتماعات تحضيرية بين الدول المعنية بالملف الليبي والأمم المتحدة، فإنها فشلت جميعها بالتوصل إلى اتفاق حول تحديد موعد لهذا المؤتمر. وستستضيف برلين في الأيام القليلة المقبلة اجتماعا تحضيريا جديدا. لكنها هذه المرة خفضت كثيرا من سقف توقعات التوصل لاتفاق حول عقد المؤتمر قريبا. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية رينر برويل إنه لا يمكنه الإجابة عما إذا كان اللقاء التحضيري المزمع عقده قريبا «سيتمكن من التوصل للخطوة التالية، أي الاتفاق على عقد القمة أم لا». مضيفا أن تحديد موعد القمة «يعتمد على التقدم الذي يحققه الخبراء والمسؤولون» في النقاشات الجارية. وتحاول برلين استغلال «حيادها» في الملف الليبي للعب دور الوسيط إلى جانب الأمم المتحدة. فبينما تقف كل من فرنسا وإيطاليا على النقيضين، إذ تدعم الأولى قوات حفتر، فيما تدعم الثانية قوات السراج، تقول برلين إنها تتواصل مع شركائها الأوروبيين بشكل دائم حول الملف الليبي بهدف التوصل لموقف مشترك. لكن المقاربة الفرنسية المختلفة بشكل كبير عن المقاربة الإيطالية تعقد الجهود الألمانية بالتوصل لرؤية أوروبية موحدة حول ليبيا. فبينما ترى باريس أن حفتر هو السد المنيع أمام تمدد المتطرفين في البلاد، تبدو إيطاليا أقرب لحكومة السراج، التي تعتبرها شريكا أمام وقف تمدد الهجرة إليها.

ويرى مراقبون أن الوساطة الألمانية ليست بعيدة كثيرا بأهدافها عن الوساطة الإيطالية. فقد بدأت بعد زيارة للمستشارة أنجيلا ميركل إلى أفريقيا في مايو (أيار) الماضي، وذلك عندما تلقت من دول مجموعة الساحل (تضم بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر وموريتانيا)، طلبا بوقف الفوضى في ليبيا لأنها باتت مصدرا رئيسيا لتصدير الإرهاب، وتهريب السلاح غير الشرعي إلى دولهم. وتزامنت رحلة ميركل هذه مع العملية العسكرية الكبيرة، التي كان أطلقها حفتر لاستعادة طرابلس من المتطرفين، فعادت إلى برلين وهي مصرة على إطلاق مبادرة ألمانية لدعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة لوقف القتال المستمر منذ قرابة الخمس سنوات، ووضع حد للفوضى التي وصلت أصداؤها إلى أوروبا عبر استمرار أزمة الهجرة، وتهريب ساعين للجوء من ليبيا عبر البحر المتوسط.

ورغم إصرار برلين على البقاء على الحياد في الملف الليبي، فإن الاتفاق الأخير بين السراج والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يضمن لتركيا حق التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، قد يدفع بألمانيا إلى الخروج عن حيادها. خاصة أن الاتفاق تسبب بغضب كبير لدى قبرص، التي لا تعترف تركيا بحدودها البحرية. ورغم أن تركيا بدأت قبل أشهر التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة السواحل القبرصية، وهو ما دفع بالاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليها، إلا أن الاتفاقية الأخيرة مع ليبيا قد تزيد من عزلة أنقرة، ولكنها أيضا قد تدفع بالاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية المترددة بالوقوف في وجه حكومة السراج، إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا منها خاصة مع تزايد النقمة الأوروبية على تركيا.

 

في الذكرى الـ70 لتأسيسه... {الناتو} يركز على التحدي الصيني للمرة الأولى ومنفتح على الحوار مع روسيا... ويؤكد أنه «سيظل حلفاً نووياً»

لندن/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

في الذكرى 70 لتأسيسه في مواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، سيشير بيان قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بصراحة ولأول مرة في تاريخ قممه، إلى اعتبار القوة العسكرية الصاعدة، الصين، تحدياً يتطلب عملاً مشتركاً. وجاء في البيان الذي حصلت «الألمانية» على نسخة منه، وسينشر اليوم الأربعاء في نهاية اللقاء الذي استضافته لندن: «ندرك أن التأثير المتزايد للصين وسياستها الدولية يمثلان فرصاً وتحديات في الوقت ذاته، يجب علينا كحلف التعامل معهما بشكل مشترك». وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ إن قدرات الصين العسكرية المتنامية - بما في ذلك الصواريخ التي يمكن أن تضرب أوروبا والولايات المتحدة - تعني أن على التحالف أن يعالج القضية بشكل جماعي. وصرح ستولتنبرغ: «لقد أدركنا الآن أن لتصاعد الصين تأثيرات أمنية على جميع الحلفاء». وأضاف: «الصين تملك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم، وعرضت مؤخراً الكثير من القدرات الجديدة والحديثة بينها صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أوروبا بأكملها والولايات المتحدة». وأصبح بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بشدة نقطة توتر بين بكين والولايات المتحدة، حيث تتهم واشنطن الصين بـ«الترهيب».

وأقامت بكين منشآت عسكرية وقامت بصدم سفن، وأرسلت سفن مسح إلى منطقة متنازع عليها في البحر الذي تتنازع ملكيته مع عدد من الدول. وتقتصر مهمة الدفاع في حلف الناتو على أوروبا وأميركا الشمالية، لكن ستولتنبرغ قال إن نفوذ الصين بدأ بالوصول إلى شواطئ الحلف. وقال: «الأمر لا يتعلق بنقل حلف شمال الأطلسي إلى بحر الصين الجنوبي، ولكنه يتعلق بالأخذ في الاعتبار أن الصين تقترب منا في القطب الشمالي، وفي أفريقيا، وتستثمر بكثافة في بنيتنا التحتية في أوروبا، وفي الفضاء الإلكتروني». لكنه أكد أن مقاربة الناتو الجديدة «لا تهدف إلى خلق خصم جديد، ولكن إلى تحليل وفهم والاستجابة بطريقة متوازنة للتحديات التي تطرحها الصين».

وأشار البيان إلى أن دول الناتو (29 دولة) تعتبر الجيل الخامس المعياري لشبكات المحمول، الذي تعتبر شركة هواوي الصينية الرائدة فيه، مجالا إشكاليا محتملا: «وندرك ضرورة الرهان على أنظمة آمنة وقادرة على المقاومة». ولكن البيان لم يستجب لرغبة الولايات المتحدة في أن تتعهد الدول الأعضاء بالحلف بالتخلي عن منتجات شركة هواوي عند إقامة شبكات محمول الجيل الخامس. وكانت دول مثل بريطانيا وألمانيا قد أكدت مرارا أنها لا تشارك الولايات المتحدة انتقاداتها الأساسية لهواوي. وترى الولايات المتحدة أنه لا يمكن إقامة شبكات آمنة باستخدام منتجات شركة هواوي، وذلك لأنه من المحتمل أن تضطر الشركة في بعض الحالات لتمرير بيانات لمستخدمي هذه المنتجات إلى الحكومة في بكين. وشدد مجلس الحلف في بيانه الختامي على ضرورة تعزيز التنسيق السياسي بين شركاء الحلف، وذلك استجابة لمطالب الحكومة الألمانية. ولكن الدول الأعضاء بالحلف لم تستطع الاتفاق على تعيين مجموعة عمل، واكتفى البيان بمطالبة الأمين العام للحلف بتقديم اقتراح بشأن «عملية انعكاسية تقدمية». وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قد اقترح تشكيل لجنة لإصلاح الناتو، وذلك كرد فعل منه على الجدل الذي أثاره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل أسبوعين، بشأن حالة الحلف، حيث انتقد ماكرون آنذاك قيام دول أعضاء بالحلف، مثل أميركا وتركيا، بخطوات أحادية ذات بعد أمني سياسي، واتهم الحلف بأنه «ميت دماغيا». أكد ماكرون انتقاده للحلف ووجه انتقادا لتركيا على خلفية العملية العسكرية التي تقوم بها ضد الأكراد في شمال سوريا. وقال ماكرون أمس الثلاثاء في لندن بالإشارة إلى تصريحاته السابقة التي وصف فيها الناتو بأنه «ميت دماغيا»: «أثارت تصريحاتي ردود فعل، ولكنني أعنيها»، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بالتوجه الاستراتيجي للتحالف العسكري. وأوضح ماكرون أنه يندرج ضمن هذا التوجه، وضع تعريف موحد للإرهاب، لافتا إلى أن هناك قصورا في ذلك حتى الآن.

وفيما يتعلق بروسيا أكد الحلف، كما دأبت عليه بيانات سابقة، أن عملياتها العدوانية تمثل «خطرا على الأمن الأوروأطلسي»، مشددا على أن الحلف يظل منفتحا على الحوار مع موسكو. وقال ستولتنبرغ إن الحلف لا يعتبر روسيا عدواً، لكنه سيرد على أي اعتداء قد تشنه على بولندا أو دول البلطيق. وقال الأمين العام: «لا ننظر إلى روسيا (كعدو)»، لكن «يجب أن نكون واثقين بأنه لا احتمال لتكرار ما رأيناه في أوكرانيا، أي غزو روسيا المسلح لجارتها، في دول أخرى من حلف شمال الأطلسي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله يستجدي الخارج لحماية سلطة الفساد

علي الأمين/العرب/05 كانون الول/2019

حزب الله يتفادى عملية الإصلاح ووقف الفساد والهدر ويستجدي عونا خارجيا، لأنه يدرك أن وقف الفساد والهدر هو نهاية سلطته التي ترتكز على معادلة قوامها الولاء لحزب الله مقابل إطلاق يد الفساد لمواليه وحمايتهم.

الولاء مقابل الفساد

بعد شهر ونصف على انطلاقة الانتفاضة اللبنانية، تبدو السلطة المستحكمة في لبنان أمام خيار وحيد لإعادة إنتاج السلطة نفسها، هذا الخيار هو الخارج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أي القوى الإقليمية والدولية المؤثرة، وليس الشعب اللبناني الذي يمارس فعل فضح السلطة، وتعريتها من خلال إصراره على مطالب الانتفاضة الواضحة والمُعلنة، تشكيل حكومة إنقاذية من المستقلين تمهّد لانتخابات نيابية مبكّرة.

السلطة هنا هي تلك التي تتركّز اليوم في المثلث الذي يقف على رأسه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ويمسك بزاويتيه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.

لا يعني تغييب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري عن هذه السلطة، نفيا لوجوده في السلطة أو تبرئة له منها، إنما للإشارة إلى أنه، كما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والمسيحي سمير جعجع، خارج التقرير في هذه السلطة التي تتركّز في المثلث أعلاه إن لم يكن في رأسه نصرالله وحده.

قوة الانتفاضة تكمن في عوامل شتى، فإلى جانب لبنانيتها وامتدادها الديموغرافي والجغرافي غير المسبوق وطنيا، وحيويتها في ابتداع أشكال متجددة في المواجهة مع السلطة، فإن قوتها أنها تواجه سلطة مكللة بالفشل والفساد والعجز عن الاستجابة لمطالب الشعب، ليس في الإصلاح السياسي والديمقراطي، بل في أدنى من ذلك بكثير أي في مواجهة الأزمة المالية أو الاقتصادية وحتى المعيشية، فنظام المحاصصة أو بتعريف أدق نظام الفساد، هو أساس قوة السلطة وأطرافها، ومصدر القوة هذا هو ما أوصل الدولة اللبنانية إلى المأزق، وأي مواجهة جدية لهذا المأزق تتطلب تفكيك مصادر الفساد ومكافحتها، أي تفكيك منظومة السلطة، وتغيير قواعد اللعبة السياسية، بما يتيح إمكانية خروج لبنان من الأزمة التي يعاني منها على مختلف المستويات.

للمفارقة، أن حزب الله طالما كان يقاتل خصومه في عملية سيطرته على السلطة، باعتبارهم أدوات للخارج، رغم أنه هو نفسه الذراع الإيرانية التي لا لُبْس في ولائها لمن سماه نصرالله “حسين العصر” أي المرشد علي خامنئي، إلا أن المستجد اليوم أن حزب الله الذي يبحث عن منقذ خارجي، يتفادى عملية الإصلاح ووقف الفساد والهدر في الدولة ويستجدي عونا خارجيا، لأنه يدرك أن وقف الفساد والهدر هو نهاية سلطته التي ترتكز على معادلة واضحة قوامها الولاء لحزب الله مقابل إطلاق يد الفساد لمواليه من الحلفاء والشركاء وحمايتهم.

في ردّه على موقف الرئيس سعد الحريري الذي يشترط لأن يكون رئيس حكومة أن لا تضم في مكوّناتها شخصيات سياسية، قال رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد في موقف لافت، إن “واشنطن لا تمانع أن يكون حزب الله مشاركا في الحكومة” في سياق ما يعتبره اتهاما للحريري بأنه هو من يرفض وجود سياسيين. وإن دلّ على شيء فإن هذا الموقف يشير إلى أن الحريري صادق في استجابته لمطلب المحتجين، سواء في استقالته من الحكومة أو في اشتراطه تشكيل حكومة من التكنوقراط. رغم أن الانتفاضة تتمسك بمطلب حكومة من المستقلين ولا تستثني الحريري نفسه من رئاستها أو المشاركة بها.

حزب الله يتمسك بالحريري كرئيس للحكومة المقبلة، لا احتراما لما يمثّله الحريري من تمثيل سياسي، بل لسببين؛ الأول أن حزب الله يعتبر شخص الحريري الأقدر بين الأطراف اللبنانية على مخاطبة الخارج وإقناعه بدعم لبنان ماليا واقتصاديا. والثاني أن تشكيل حكومة أحادية في الشكل والمضمون لا يلبس فيها حزب الله في داخلها قناع الحكومة المتعددة، سيجعله في موقع مباشر أمام اللبنانيين وأمام الخارج، وهذا ما لا يريد أن يفعله ولا يستطيع التنبؤ بتبعاته.

استجداء الخارج هو حقيقة موقف حزب الله اليوم، فهو لا يزال يراهن على أنّ أحدا ما سيأتي إلى لبنان محمّلا بهدايا الدعم المالي والاقتصادي، كما يأتي “بابا نويل” في عيد الميلاد محمّلا بالهدايا للأطفال. ولا يريد الإقرار بأن ثمّة انتفاضة لبنانية حقيقية لن ترضى بأقل من تغيير قواعد السلطة والحكم في لبنان، وأن اللبنانيين باتوا مقتنعين أن العودة إلى ما قبل 17 أكتوبر، لم تعد واردة. وأن الخارج ولاسيما واشنطن وباريس، التي أخذت على عاتقها تنظيم “مؤتمر سيدر” لدعم لبنان، ليس في وارد القبول بتسيير دعم مالي لسلطة فقدت ثقة الشعب، لجهة نزاهتها وجدارتها في إنقاذ البلاد، وبالتالي فإن التغيير لا يمكن أن يكون شكليا كما يحاول حزب الله الإيحاء بقبوله بتغيير عنوانه أوبالإتيان بحكومة تكنو- سياسية، هي بالفعل إعادة إنتاج للحكومة الحالية، أي لنفس قواعد اللعبة السياسية التي قامت الانتفاضة من أجل إلغائها وتقويضها.

كل ذلك يعكس الإرباك الذي وصلت إليه السلطة، والعجز عن مواكبة التغيير الذي عبّرت عنه الانتفاضة في الإصرار الشعبي على الخروج من دوامة الأزمة التي تمثّلها السلطة نفسها، وهو ما تُرجمَ في التباين الذي فرضه نظام المصالح بين حزب الله ورئيس الجمهورية. فالرئيس عون بات قلقا من أن إصرار حزب الله على ترئيس الحريري ينطوي على مخاطر إضعافه، لاسيما أن الأخير يتمسك باستبعاد صهر الرئيس ووريثه الوزير جبران باسيل، لذا بات المقرّبون منه يتحدثون بوضوح عن ضرورة تشكيل حكومة من دون الحريري، وما يزيد من هذا التباين أن رئيس الجمهورية وفريقه هما من أكثر الخاسرين، وحال الانتظار هذه تزيد من استنزافهما مسيحيا، وتظهرهما في موقع التابعين لحزب الله. في المقابل فإن حزب الله الذي يتمسك بعلاقته وبتحالفه مع رئيس الجمهورية، لما يوفرانه من غطاء مسيحي له ولو أنه تراجع وضعف، يدرك أن الرئيس وصهره لا يستطيعان أن يقدّما له أيّ خدمة خارجية بعدما استهلك كل طاقة الولاء لديهما، وباتا في المشهد اللبناني والدولي ملكيّين أكثر من الملك، لذا فإن من يريدهم حزب الله اليوم هم من يمكن أن يستمع لهم المجتمع الدولي.

ما تقدّم هو الإرباك، لأنه ينطلق من رهان لدى حزب الله أن المعادلات الخارجية والتفاهمات الإقليمية والدولية، كفيلة بأن تعيد الاستقرار للسلطة بين يديه، من دون وعي حقيقة باتت جلية أن لبنان دخل مرحلة جديدة على كل المستويات، وأن الرهان على الخارج لإنقاذه من أزماته لم يعد مجديا، بل إن التغيير أصبح قدرا وليس ترفا؛ التغيير في قواعد اللعبة التي يديرها حزب الله والانتقال إلى قواعد جديدة، يرتكزان بجوهرهما إلى أن دولة القانون والعدل هي الأساس وليست الدويلة.

 

البحث عن ”طرطور” للحكومة

عبد الوهاب بدرخان/النهار/الأربعاء 04 كانون الأول 2019

استطاع رئيس الجمهورية أخيراً أن يمارس الصلاحية الكبرى التي يملكها، إذ يحتجز الاستشارات النيابية ويحاول، عبر الوزير جبران باسيل، أن يعثر على رئيس للحكومة ليكلّفه تشكيل ما يشكّله باسيل وتأليف ما يؤلّفه. في أقلّ تقدير يريد العماد ميشال عون وصهره حكومة مشابهة لتلك المستقيلة مع تعديلات يستنسبانها، وبيّنت التسريبات خريطة طموحات باسيل والوزارات التي يريد السيطرة عليها ليضمن أن أي اتهامات بالفساد لن تطاوله لاحقاً لئلا تقضي على مستقبله السياسي، فهو لا يزال يعتبر أن له مستقبلاً سياسياً… وبهذه الطريقة يكون الرئيس والصهر يبحثان عن “طرطور” يسميانه رئيساً للحكومة، شرط أن يرضى بصفته/ وظيفته هذه وألاّ يحاول التذاكي أو الظهور كمَن لديه مشروع أو شروط، فالمشروع الوحيد في هذا العهد الرئاسي كان ولا يزال الإعداد لـ”عهد جبران”.

هذا النهج في إدارة الحكم، بالأحرى إدارة اللاحكم، هو أقرب الى تفكير جماعة/ عائلة وليس الى نهج دولة، وهو يقود الى ما قاد بشار الأسد سوريا إليه، أي الى الكارثة. وبالمعنى الطائفي، لمَن يفكّرون طائفياً فقط، هو نهج مَن يرى أولاً أن طائفته ملزمة بنصرته لأنه يمثّل “مجدها” وتفوّقها، وبالتالي يحقّ له إلزام الطوائف الأخرى بالتطوّع لخدمته، حتى وهو يسيء مثل بشار الأسد الى طائفته والى الطوائف جميعاً. يتناسى الرئيس وصهره أنه سبق لهما أن خاضا أشرس الحملات باسم الدستور و”الميثاقية”، لكنهما كانا آنذاك جنديين في معركة تمكين “حزب الله” من السلطة بمعزل عن أي دستور وميثاقية. أما وقد انعطب “العهد” و”وليّ العهد” ووقعا في فخّ أخطائهما، فقد أوقعا معهما حليفهما “الحزب” الذي وجد فجأة أن لا مصلحة له في التمسّك بمن أصبح عبئاً أكثر مما هو حليف، لكن خياراته الأخرى محدودة.

يعود الفضل الى الانتفاضة الشعبية في انكشاف الوجوه والأدوار، فهي ببساطتها وعظمتها في آن أعادت الى “الوطنية” معنىً ومكانة، وجعلتها معياراً لا يمكن طمسه، الوطنية التي هي نقيض سرقة المال العام، نقيض الفساد بكل أشكاله، نقيض الاستحواذ على الدولة بالسلاح غير الشرعي، نقيض السكوت على هذا السلاح مقابل المناصب والامتيازات، ونقيض صفقات المحاصصة. يكاد الجميع يفهم ما فعلته الانتفاضة، باستثناء “العهد” وصهره وحليفه، إذ يبدو لهم أن الإنكار أقل كلفة من الاعتراف بما حصل وبما يستوجبه من عمل، فالأولوية عندهم لمكاسبهم وليس لإنقاذ البلاد.

على رغم أن الأزمة المالية أصبحت أزمة معيشية متجهة سريعاً الى أن تصبح كارثة، وعلى رغم أن بعض العالم مهتمّ ويطالب بحكومة جديدة يعمل معها على تخفيف آلام الانهيار، إلا أن الأهم عند الرئيس ألّا يفقد الصهر منصبه في الحكومة، والأهم عند “حزب الله” ألّا يفقد وجوده في واجهة الحكم. وكلاهما يريد مساعدات عربية كي يحافظا على عدائهما المكشوف للعرب.

 

قيامة الوجدان في لبنان

 سمير عطاالله/النهار/الأربعاء 04 كانون الأول 2019

آسف وبي خيبة، أن أكرّر مرة أخرى خلال عقد، استذكار حكاية “الديكاميرون”. ليست مسألة تعب ذاكرة، والحمد لله، ولا نقص في الأمثال، لكنني عجزت عن العثور على نموذج أقرب إلى هذه الكارثة المستفحلة في كل ما قرأت على مرّ السنين. البعض اختار المقارنة مع “التيتانيك”، لكن المشابهة لا تتضمن سوى عنصر واحد هو الغرور بكونها الباخرة التي لا تغرق، أما في رواية الإيطالي جيوفاني بوكاشيو عن الطاعون الذي ضرب فلورنسا، فإلى جانب الغرور، هناك مكملاته الأخرى، القسوة والازدراء والإهمال.

“الديكاميرون” قصة عشرة أشخاص، سبع نساء وثلاثة رجال، تركوا فلورنسا إلى فيلّا قريبة يمضون فيها الوقت إلى أن تكون موجة الطاعون قد انتهت في المدينة ومن أجل تمضية الوقت يروي كل واحد من العشرة قصة يسلّي بها الآخرين. ما مجموعه مائة قصة فيها ما لذّ وطاب: مرح، فرح، جنس وأما “الموت الأسود” فهو عند الآخرين فقط. ليس تماماً. سوف يضرب ضواحي فلورنسا أيضًا. بالحكايات أيضاً، ألف منها، أنقذت شهرزاد نفسها كل ليلة من شهريار المولع بأعناق النساء. كان يخطر له أنه يستمتع بخداعها رغم معرفته أنها تقدّم له المخيّلات والكذب، ليس من أجله بل من أجلها.

“التيتانيك” أو طاعون الموت الأسود أو سيف شهريار، حكاية واحدة عن عدم الشعور بالكارثة. أو الاعتقاد أنها تقع دائماً في مكان آخر. سافرت مرة على باخرة مصرية وكان الفيلم الوحيد الذي تعرضه لتسلية الركاب عن مركب يغرق. العوض بسلامتكم.

تساءل سامي الجميل أين يعيش أهل السلطة. هذا ليس مهماً. المهم أنهم يعيشون في بلدنا وفي باخرتنا. فلورنسا القرن الرابع، للجميع. وهم يعتبرون أنّ الوباء لا يستطيع صعود التلال. فتبقى المدينة وحدها بلا مدارس وبلا مستشفيات وبلا رواتب وبلا أمل وبلا حكومة. سلطة صامتة معتصمة في وجه الناس، لا يعرفون ماذا تدير ولا ماذا تدبّر ولا لماذا وحدها لا تريد ما يريده مئات الآلاف من البشر: العبور إلى العصر.

لم يصدّق أهل الماضي بعد، أن عالمهم قد مضى. لا تزال الصين تعتبر أن هونغ كونغ جزء منها لأنها تتحدث لغتها. لكن لا صلة لعالم هونغ كونغ بجدتها القديمة، بعد قرنين من العيش في عالم آخر. هناك من الأثرياء في هذه الجزيرة نسبياً أكثر مما في عموم الصين. أقصد الصين في عظمتها الحالية. وقد صارت هكذا عندما أصغت إلى صيني يدعى لي كوان يو، كان قد تعلم رؤية المستقبل في أوكسفورد، تاركاً لكونفوشيوس الماضي.

كان القديس يوحنا فم الذهب أسقف القسطنطينية في القرن الخامس وكان يقول: “لا تسألوا كيف يمكن هذه الأفكار (العهد القديم) أن تكون صالحة في حين أن زمانها قد فات. اسألوا كيف كانت صالحة في الزمن الذي تطلّبها”.

أجمل، ولو ليس أهم، المواقف في ثورة 17 تشرين، كان موقف البطريرك الراعي ومن ثم الفاتيكان. ثمة عالم جديد، ناصح ومبارك، يمثّله هؤلاء الشبان المزروعين في الساحات وعلى الطرقات مثل سنابل حنطة.

لا شيء أكثر وضوحاً من هذا المشهد: السلطة تقرع أجراس الحزن والثورة تقرع الجرس نفسه فرحاً يهزّ القلوب ويفرج الصدور. السلطة مثل مُناظر مدرسة كئيب لا يعرف سوى جرس الإنذار، والثورة لا تسمع سوى أجراس العلوم والفكر والنجاح، وتلك الآفاق التي ارتادها لبناني يرغمونه الآن على تسوّل حكومة تؤمله باستعادة ما يستحق من حياة ومن كرامة في جنة الفساد.

أخيراً، استقال في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعدما أنجز رجال الأمن قتل نحو 420 متظاهراً وأصابوا نحو 20 ألفاً. الواقع أنه رقم متواضع ومعقول، بالمقاييس العربية، بمعنى أنك زرعت الأسى فقط في 420 عائلة، والغضب في 20 ألفاً. هذا جزاء الصهاينة والصهيو-أميركيين. في لبنان العدد أقل والحيرة أكبر: يوم نرى أن خريطة العشرة آلاف كيلومتر مربع مزروعة بالصهيو-أميركيين من طرابلس إلى صور مروراً بسائر الديار، ويوم نريد الانضمام إلى وجعهم.

ليس بهذه السهولة. فالألم مسألة وجدانية تفجر الثورات من الينابيع لا من الاستلحاقات الحكومية. وفي الثورة قداسة لا تعطي نفسها للقساة. تأمّل وجوههم جيداً هؤلاء الأغرار الطيبين. تأمّل صمودهم في وجه الليل والنهار. واقفون مثل شجر السنديان، تمرّ بهم الريح وهم باسمون. تأمّلوا جيداً النسوة يقتحمن خطوط التماس التافهة والحواجز الوطنية الوهمية. هؤلاء النبلاء يجب أن نسير خلفهم في مسيرة العبور الرائعة هذه نحو العصر والمستقبل.

ربما ليس غداً. ولا بعد غد. قد يهزمهم اليوم الفقر والإفلاسات والمدارس المغلقة في وجوه أطفالهم. ولكن بعد اليوم، لن يجرؤ سارق على هذه الاستباحة الكافرة الفاجرة لأرزاق المساكين والبسطاء. قد لا تنجح الثورة، فالنجاح ليس قدر جميع الثورات ولا جميع الأنقياء. لكنها بدأت بإزالة أفكار وآثار القرن الرابع عشر و”الديكاميرون” وكل العشريات الأخرى. لا دلع بعد اليوم. وعلى من يتحمّل مسؤولية الحقيبة الرسمية أن يضع شنطته الخاصة على الباب. وكذلك أزلامه ومحسوبيه ووكلاءه في مضحكة الحسابات السرية.

كشفت الثورة عن لبنان الكامن والمقموع، عن المناقب والمواهب وشهامة الصمود. الفئة التي تضحّي بنفسها ووقتها وفرص المشاركة في الاستغلال كي لا يمضي النظام في التضحية بغير القادرين على تلقينه درس التأدب في معاملة الناس. الأهالي وحفظ الكرامات.

ثمار الثورة ليست دانية، لكن أغصانها لم تعد بعيدة أيضاً. يكفي ما زرعت من آمال وما ذرّت من أحلام. يكفي ما فرضت من حسن سلوك وما فرزت من مستويات. ولا يزال كل ذلك ضئيلاً أمام ما ستؤدي إليه دروبها على الطريق إلى الجمهورية التي تكمل سنتها المائة وهي منكسرة الدستور.

أدخلوا آمنين إلى جمهورية لبنان. فيها طوائف وخالية من الطائفية. فيها قياديون يحمون أهلهم ولا يجرونهم إلى التقاتل بسببهم. فيها أحزاب تحافظ على عيش الناس وقد تبلغت أنّ العبودية صار ينظر إليها كعار وليس كافتخار.

كل ما حلمنا به طوال قرن، جاء بسطاء الثورة وطرحوه أمامنا على الطرقات بلغة بسيطة واضحة ومباشرة. من أميركا اللاتينية إلى الجزائر إلى بيروت، لغة واحدة ضد الفساد. في بيروت وسانتياغو دو تشيلي والجزائر العاصمة والعراق وإيران، الناس لم تعد تطيق الحياة في ظلّ أنظمة غير قادرة على ضبط سعر الدولار. أو سعر الرغيف. ولا عادت قادرة على تحمّل البيانات الخاوية مثل أمعائها. ولا عاد النشيد القومي يردده أطفال الشوارع والمشردون وسكان المقابر. أو ما هو أقسى.

لست أشك في أنّ ثوار هذه البلدان تعلّموا بعضهم من البعض. وهكذا تشابه الموعد الأسبوعي بين الجزائر وهونغ كونغ. لكن حتى هذا ألغي الآن. وظلّ الاختلاف مؤسفاً. المئات يقتلون في تشيلي وإيران، الألوف في العراق.

وعندنا يتهمون وليد جنبلاط بقتل علاء أبو فخر، العادات القديمة لا تموت بسهولة. هؤلاء كانوا قد اتهموا سعد الحريري بقتل رفيق الحريري. دخول العصر مسألة معقدة، لكن المسيرة لن تتوقف. إنها المسيرة الأولى بلا زعامات وزعماء وبالروح بالدم. وبلا دلع.

 

عون: أُفضِّل الإستقالة على شلّ العهد

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 كانون الأول 2019

مقالات خاصةماذا لو أصبحت تقنيّة التعرّف الى الوجوه بمتناول الجميع؟علامات الحرمان من النوم وسُبل معالجتهمن Utopia بعبدا إلى Dystopia الشارع: رفع سقف ضمان الودائع كلام بكلامالمزيدخلافاً للاتهام الموجّه من بعض القوى السياسية ومجموعات الحراك الى الرئيس ميشال عون بأنّه يتباطأ في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، يؤكد زوّاره أنه أكثر من يستعجل إجراء تلك الاستشارات، لأنّ عهده على المحك، ومصلحته الأساسية تكمن في تشكيل الحكومة أمس قبل اليوم، لاستدراك الأزمة المتفاقمة ومنع الانهيار الذي سيكون هو المتضرر الأكبر منه. ويعتبر المطّلعون على دوافع موقف عون أنّ معادلته منذ اليوم الاول لاستقالة الرئيس سعد الحريري هي السرعة لا التسرّع، مشيرين الى انّ «سَلق» اسم الرئيس المكلف من دون تهيئة الارضية التي سيقف عليها، كان سيعني كسب بضعة أيام في مقابل خسارة أشهر قد تضيع لاحقاً في دهاليز المساومات والمقايضات على تركيبة الحكومة المقبلة.

ويلفت هؤلاء الى انّ «التأخير الحميد» في تحديد موعد الاستشارات الملزمة، هو بالتأكيد أفضل بكثير من «التأخير الخبيث» الذي قد يدوم طويلاً إذا جرت تسمية شخصية للتأليف إرضاء للبعض، من غير أن يترافق ذلك مع تفاهم مبدئي على قواعد الحكومة المقبلة واتجاهاتها.

لم يكن هناك أسهل على عون، كما يؤكد زواره، من أن يدعو فور استقالة الحريري الى استشارات ملزمة تحميه من تهمة المماطلة، وتُلقي أعباء المسؤولية الثقيلة على كاهل الرئيس المكلف الذي كان سيجد نفسه عالقاً وسط كومة من الشوك السياسي.

لم يسلك عون هذا الدرب، بل اتخذ القرار الصعب المُستوحى من دروس التكليف الاول والثاني في عهده، آخذاً على عاتقه تَحمّل تبعات اعتماد الاجتهاد السياسي - الدستوري الذي أجاز له محاولة إنضاج شروط التأليف قبل حسم وجهة التكليف، على قاعدة انّ تلازم المسارَين سيسمح باختصار المراحل في المحصلة النهائية، وإن طالت مرحلة التسمية بعض الشيء.

وتحت هذا السقف، ترك عون الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات خلال المفاوضات التي تدور فوق حافة الهاوية، مبدياً انفتاحه على خيارات متنوعة تمتد من حكومة برئاسة سعد الحريري او من يسمّيه الى حكومة برئاسة شخصية أخرى، علماً أنّ مصدراً مطّلعاً يكشف انه لو تُرك الامر لعون وحده لكان قد اختار إسماً سنياً معتدلاً تربطه به علاقة جيدة وغير محسوب على ما كان يُعرف بـ8 و14 آذار، لكن رئيس الجمهورية يأخذ في الاعتبار انّ الرئيس المكلف يجب ان يحظى في هذه الظروف الدقيقة بأوسع مظلّة ممكنة من التوافق الوطني، ولاسيما بين القوى الأساسية.

ولئن كان عون قد أعطى التشاور حول اسم الرئيس المكلف والصيغة الحكومية كل الفرص حتى الآن، إلّا أنّ العارفين يشيرون الى انه لم يعد بمقدوره الانتظار كثيراً وأنه سيصبر أياماً قليلة جداً بعد على محاولات التوافق، فإمّا ان تنجح ويحصل الانفراج الحكومي، وإمّا ان يدعو الى استشارات الامر الواقع لإحراج الجميع ووضعهم أمام مسؤولياتهم، بعد أن يكون قد تثبّت من انسداد الشرايين الاخرى. ويلفت العارفون الى انّ عون لا يقبل ولا يتحمّل ان تستمر حالة «انعدام الوزن» الراهنة وقتاً إضافياً، لمعرفته بما ترتّبه من كلفة عالية سواء على العهد الذي يحتاج الى تعويض ما فاته في النصف الاول من الولاية الرئاسية، او على الوضع اللبناني العام الذي لم يعد جائزاً إخضاعه الى «ترف الانتظار» في ظل تفاقم مخاطر الانهيار الاقتصادي والمالي. ويُنقل عن عون قوله بشكل واضح وصريح في هذا المجال: أنا أفضّل الاستقالة على شَلّ العهد.

وفيما أبلغ الحريري الى «المرشح الصامد» سمير الخطيب أن «إذهب واتفق مع الجميع وأنا مستعد عندها لتأييدك»، يترقّب عون، الذي استقبل الخطيب، ما سيؤول اليه مسعى الرجل لتدوير الزوايا السياسية الحادة والتوفيق بين سقف الشروط الحريرية ومطالب القوى الأخرى. المهم بالنسبة الى عون، وفق تأكيد القريبين منه، أن تأتي الحكومة الجديدة متناسبة مع متطلبات مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الدولة اللبنانية في هذه المرحلة، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمالي. ويبدو رئيس الجمهورية، حسب هؤلاء، مطمئناً الى انّ المجتمع الدولي سيبادر الى مساعدة لبنان فور تشكيل حكومة جديدة، «ليس لأنه يحبّنا، بل لأنّ مصلحته تقتضي ذلك خشية من التداعيات التي يمكن ان تتركها الفوضى في لبنان على بعض الدول الغربية»، مع العلم انّ عون تبلّغ إشارات واضحة من بعض العواصم الاوروبية تفيد أنّ تقديم المساعدات الى لبنان ليس مشروطاً بعودة الحريري حصراً الى رئاسة الحكومة.

 

ماذا لو جاء «التكنوقراط» ونَبَشوا الملفات؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 كانون الأول2019

مقالات خاصةماذا لو أصبحت تقنيّة التعرّف الى الوجوه بمتناول الجميع؟علامات الحرمان من النوم وسُبل معالجتهمن Utopia بعبدا إلى Dystopia الشارع: رفع سقف ضمان الودائع كلام بكلامالمزيدكل الكلام المستهلك في ملف تأليف الحكومة منذ استقالة الرئيس سعد الحريري حتى اليوم لا قيمة له إطلاقاً، سواء المتعلق بهوية الرئيس المكلف أو بالجدل في شكل الحكومة: تكنوقراط أو تكنو- سياسية أو سوى ذلك، هو فقط لإضاعة الوقت والمشاهدين.

أمّا العبارة الوحيدة الصحيحة فهي أنّ على الحكومة المستقيلة أن تتصرف وكأنها غير مستقيلة… إلى أن يجري تعويمها مجدداً أو تولد أخرى مستنسخة عنها. وهذا هو موقف «الثنائي الشيعي» وحليفه المسيحي في السلطة، «التيار الوطني الحرّ»، لأنه لا مجال لحكومة أكثر ملاءمة له في هذه المرحلة.

يعرف هذا الفريق أنه سيكون عالقاً بين خيارات صعبة إذا تخلى عن «حكومته» الحالية. وحتى حكومة اللون الواحد التي نصَحَ البعضُ بها ليست قابلة للحياة. وهي ستسقط فوراً تحت وطأة عقوبات أميركية قاسية تستهدف البلد بكامله وتؤدي إلى تلاشيه اقتصادياً ومالياً وسياسياً.

وأمّا حكومة التكنوقراط الصافية، وفق ما يطالب به الحراك الشعبي، فتؤدي إلى إضعاف نفوذ «الحزب» بقوة. لذلك هو يتجنّبها أيضاً ويفضِّل، بدلاً منها، حكومة تسمّى تكنو- سياسية، أي يكون فيها وزراء «صقور» محسوبين على قوى السلطة وآخرون من التكنوقراط يحظون برضاها أو يكونون قريبين منها.

في هذه الحكومة تكون الفاعلية والنفوذ للصقور طبعاً… ولو لم يكونوا أكثرية، ما دام التكنوقراط لا يشاكسون ولا يعاكسون ولا يطلبون أكثر مما يُعرَض عليهم.

أي انّ هؤلاء يشبهون الوزراء التكنوقراط الموجودين اليوم في الحكومة الحريرية، والذين يرتبط قرارهم بأحزاب وقوى سياسية. ولذلك، إنّ «خلطة» الحكومة التكنو- سياسية، كما هي مطروحة، تعني عملياً عودة الحكومة ذاتها.

وحتى مفهوم حكومة التكنوقراط الصافية فيتم تسويقه في شكل مشوَّه تماماً. فالشخصية التكنوقراط يتم تصويرها وكأنها تمتاز فقط بأنها متخصصة في حقلٍ علمي معيّن، وهي ستأتي إلى الحكومة لتضع كفايتها العلمية أو المهنية في خدمة وزارة معينة. وهكذا، تكون المشكلات محلولة...

وهذا المعنى للتكنوقراط يسخّفه تماماً. والأرجح أنه «مدسوس» من جانب القوى السياسية. فالمقصود أساساً بالوزير التكنوقراط هو:

- أولاً: أن يكون ذا سمعة حسنة ولا شُبهةَ إطلاقاً حول أدائه.

- ثانياً: أن يكون قراره مستقلاً تماماً عن أي جهة سياسية أو طائفية أو مذهبية.

- ثالثاً: أن تكون له الجدارة التي تؤهله تولّي وزارة معينة.

وأمّا الاكتفاء بمعيار واحد من صفة «التكنوقراط»، وهو «البراعة العلمية»، ففيه خبث كبير. وفي الحكومة الحالية، المستقيلة، ما يكفي من «البارعين» بلا جدوى.

ولكن، هل «حزب الله» وحده خائف من حكومة التكنوقراط لأنها تضعف مواقعه وتقلّص نفوذ إيران، أم انّ لدى شركائه في السلطة اعتباراتهم الداخلية أيضاً؟

بالتأكيد، هؤلاء الشركاء لهم مخاوفهم من حكومة التكنوقراط الحقيقية، إلى حدّ أنها مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم. وهناك 3 أسباب أساسية لذلك:

1- لأنّ الثروات والحصص التي يمسِكون بها اليوم سيفقدونها تماماً في ظل حكومة التكنوقراط.

2- إستتباعاً، لأنّ الزعامات السياسية التي تستند إلى المنافع السلطوية ستفقد ورقة أساسية…

3- وهذا هو الأشدّ خطراً، لأنّ التكنوقراط المستقلين سيراعون القانون، أي انهم سيديرون ملفاتهم بطريقة شفافة ويتعمقون في المشكلات الحقيقية وأسبابها.

وهذا يقتضي منهم الرجوع بالملفات سنوات إلى الوراء، ما يشكّل كارثة للطاقم السياسي المُمسِك بالسلطة والمعنيّ بالفضائح.

لهذا السبب، تخاف قوى السلطة من أي تركيبة حكومية لا تخضع لسيطرتها. وإذا كانت الصورة الغالبة توحي أنّ «حزب الله» هو المحارب الأكبر لحكومةٍ من هذا النوع، لضرورات استراتيجية، فالصحيح هو أنّ كل أركان السلطة ينتابهم الرعب منها، بدرجات وأشكال مختلفة

وللدلالة إلى ذلك، يطرح أحد المتابعين بعض الأسئلة: ماذا يحصل إذا تولّى وزراء «غير منضبطين سياسياً» بعض الوزارات «المقفلة سياسياً» على فئات معينة منذ سنوات، والتي يُثار الجدل حول عملها، كالطاقة والاتصالات والأشغال وسواها؟

وهل يمكن أن تخرج وزارة المال «أمّ الوزارات» من تحت العباءة السياسية لتصبح مكشوفة على الملأ، ربما للمرّة الأولى منذ ما قبل الطائف؟

يُقدِّر بعض الجهات حجم الثروات التي جناها من الدولة زعماء لبنان وعائلاتهم وأنسباؤهم وأزلامُهم وأزلامُ أزلامِهم في الوطن والمهجر، على مدى عشرات السنين المنصرمة، بنحو 800 مليار دولار. إذا كان هذا الرقم دقيقاً، فعلى الأقل، هناك 10% أو 20% منه مكشوف ومعروف ولا يحتاج إلى جهد كبير لوضع اليد عليه، أي ما بين 80 مليار دولار و160 ملياراً.

وهذه المليارات هي كنز وطني يفوق بحجمه وأهميته مكتشفات لبنان النفطية والغازية. واسترجاع هذا الكنز لا يحتاج إلى شركات أجنبية ولا إلى ترسيم حدود مع إسرائيل أو مع سوريا. فقط يحتاج إلى قرار يتخذه الشجعان الذين يتمتعون بالشفافية والنظافة... إذا امتلكوا السلطة: التنفيذية ثم التشريعية والقضائية. مَرتا مَرتا… العناوين كثيرة. ولكن، يمكن تقدير حجم التعقيدات الموضوعة أمام تأليف حكومة حرّة ونظيفة، والكميات الهائلة من الخِدَع البصرية والسمعية المواكبة لهذه المسرحية.

 

سمير الخطيب وشركة خطيب وعلمي: تاريخ حافل بـ"الإكراميات"

عزة الحاج حسن/المدن/05 كانون الأول/2019

يدير رئيس الحكومة "المُحتمل" سمير الخطيب إحدى إمبراطوريات الأعمال والهندسة في لبنان والشرق الأوسط، شركة "خطيب وعلمي". نجح بتوسيع أعمالها وباستحواذها على مشاريع ضخمة بمنتهى الحرفية. لكن لدى سمير الخطيب المرشّح لرئاسة "حكومة الإنقاذ والثورة ومكافحة الفساد" وجه آخر يخفي سوء إدارة وشبهات فساد واعتماد طرق ملتوية للفوز بمشاريع هندسية، في شركته الناجحة "خطيب وعلمي"، أقله في لبنان.

من هي خطيب وعلمي

شركة خطيب وعلمي هي شركة هندسية عالمية تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات الهندسية وإدارة المشروعات، ووفق موقع ويكيبيديا، فهي مصنفة رقم 40 على مستوى العالم طبقاً لإحصائيات عام 2017. في العام 1959 وضع منير خطيب الأساس لشركة هندسية في بيروت باسم شركة منير خطيب وشركاه، والتي تم تغيير اسمها في العام 1964 إلى شركة خطيب وعلمي بعد الشراكة التي تمت مع زهير علمي، وحالياً يبلغ عدد فروع الشركة 32 مكتباً خارجياً على مستوى العالم بعدد موظفين يتجاوز 5000 موظف. لدى الشركة العديد من المشاريع العملاقة التي نفذتها من فنادق وتخطيط مدن وبنى تحتية ومتاحف على مستوى العالم. وفازت الشركة بالعديد من الجوائز العالمية لمشاريعها.

ولكن..

لدى شركة خطيب وعلمي تاريخ حافل مع مجلس الإنماء والإعمار، وأحد وزراء الأشغال والنقل العام. تاريخ من "الإكراميات" والإغراءات المادية في سبيل الفوز بعقود وتعهدات، لتنفيذ مشاريع هندسية في لبنان، غالباً ما تكون خارج إطار المناقصات. حتى أن الشركة كانت، وفق مصدر موثوق لـ"المدن"، تخصص مدخولاً شبه ثابت لنجل أحد وزراء الأشغال. وكان الأخير يتردّد إلى مكاتب إدارة الشركة قبل توقيع أي عقد لصالح وزارة الأشغال. أضف إلى أن شركة "خطيب وعلمي" دخلت عبر تقديم الخدمات الهندسية إلى عالم قطاع الكهرباء في لبنان، من خلال شركة "KVA"، التي شابت أعمالها كما باقي شركات مقدمي الخدمات، العديد من المخالفات، وتورطت بعمليات صرف جماعي لعمال من دون سداد مستحقاتهم. كما أن الشركة متهمة بتلزيمات في الطاقة وفي شبكة الألياف البصرية (fiber optic) من دون مناقصات. ومن بين أبرز المشاريع التي فاحت منها رائحة الفساد، مشروع تشييد مدخل منطقة الشوف. إذ تقدّمت الشركة بدراسة للمشروع قدّرت قيمته بنحو 32 مليون دولار، قبل أن يتبيّن أن تكلفة المشروع لا تزيد عن 10 ملايين دولار، خلال استدراج العروض واستبعاد شركة خطيب وعلمي. ويُسجل على الشركة استحواذها على عشرات المشاريع بمليارات الليرات "خلسة" وعن طريق التراضي.

سوء إدارة

تواجه شركة الاتحاد الهندسي "خطيب وعلمي" في السنوات القليلة الماضية أزمة مالية لا ترتبط بالأزمة الاقتصادية في لبنان وحسب، بل بالأزمة في السعودية أيضاً، وهو ما عرضته "المدن" في وقت سابق. فالشركة تعاني من نقص سيولة ناجم عن تأخر أصحاب المشاريع، ومن بينهم الدولة اللبنانية، بسداد مستحقاتها من مشاريع قامت بتنفيذها. وللمرة الأولى بتاريخ شركة خطيب وعلمي، يحدث تأخير في سداد الرواتب. وهو مؤشر مقلق بالنسبة إلى شركة بحجم "خطيب وعلمي". الأزمة المالية دفعت بالشركة إلى البحث عن طرق لتقليص النفقات. فاتجهت إلى مكاتبها في مصر، حيث عمدت إلى تحضير مشاريع هندسية من قبل مهندسين مصريين، وإحضارها إلى مكاتب بيروت لوضعها موضع التنفيذ. والسبب هو فارق التكلفة بين البلدين. إذ تفوق تكلفة المشاريع الهندسية في مكتب بيروت نحو 40 في المئة عن تلك المُعدّة في مصر. من هنا، قررت الشركة خفض تكاليف تحضير المشاريع عبر الإستعانة بمهندسين مصريين وعرب، وإن كانت تعتبر، وفق أحد الإداريين في الشركة، أن المشاريع المُعدة في مصر أقل جودة من تلك المُعدة في مكاتب بيروت.

الأزمة المالية لا تُعيب تاريخ شركة خطيب وعلمي، إنما ما يعيبها ويُعيب إدارتها أنها تعمد، وفي ظل الأزمة المالية، إلى استقدام مهندسين أميركيين برواتب خيالية تصل إلى 15 ألف دولار مع امتيازات عالية جداً، من بينها شقق سكنية مستأجرة في وسط بيروت، وسيارات فخمة. وكل ذلك، وفق المصدر، بذريعة الاستعانة بخبرات عالية، علماً أن كبرى المشاريع ينفّذها مهندسون لبنانيون يفوقون نظراءهم الأجانب خبرة وكفاءة. وليست المرة الأولى التي يتردّد فيها بكواليس الإدارات والمشاريع في لبنان والسعودية عن كفاءة ومهنية مهندسي شركة خطيب وعلمي في مقابل فساد إدارتها وبعض مديريها.

 

معتصمو الرينغ ووعّاظ الممانعة

وليد حسين/المدن/05 كانون الأول/2019

بعد ليلة قمع القوى الأمنية العنيف الذي تعرض له المعتصمون على جسر الرينغ، واستمر حتى فجر الأربعاء 4 كانون الأول الجاري، توالت الدعوات لتعطيل السير على الجسر في الرابعة والنصف بعد ظهر الأربعاء نفسه. حتى الخامسة والنصف بدا المشهد هزيلاً، على مستوى تلقف الناس الدعوة التي اعتبرت أن قطع الطرق هو عمل الانتفاضة المباشر، الضروري والأنجح، والمؤلم للتركيبة السلطوية الحاكمة. مجموعة صغيرة من الناشطين والناشطات حضرت إلى الجسر.

يوم للانتحار

ثلاث فتيات وقفن متقاربات وسط الجسر، وصامتات وبلا حركة تقريباً، رفعن لافتات كرتونية كتب عليها "كم انتحار بعد بدكن؟" و"لم ينتحر، قتل بسبب الفاسدين، ويا زعران قتلتونا وقتلتوا البلد". وهكذا قلنا - نحن من نجول بين المتحلقين على الرصيف بين الناشطين - إنها وقفة احتجاجية على مصير المنتحرين الذين توالت أخبار عن ثلاثة منهم في النهار، ودافعهم إلى الانتحار سوء الأحوال المعيشية، وعدم القدرة على تلبية حاجات أساسية للأسرة.

فتيات أخريات انشغلن بكتابة شعارات عن الانتحار أيضاً على لافتات أحضرنها معهن. تزايد العدد بعد أقل من نصف ساعة. وفجأة قفزت مجموعة إلى وسط الشارع هاتفة: ثورة، ثورة، ثورة. بعد دقائق تدخلت قوات مكافحة الشغب لفتح الطريق، فيما احتشد المتظاهرون في وسطها وأقفلوها عملياً على خط واحد عند مثلث برج الغزال.

إرشاد ممانع

استطاعت القوى الأمنية الإحاطة بالمتظاهرين، وإزاحتهم جانباً. وسرعان ما حضرت مجموعات من "الممانعة" التي "زرعت" في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وبدأ شبانها بحملة "نشر الوعي المواطني" بين المتظاهرين، طالبين منهم التوجه إلى الاعتصام أمام وزارة الداخلية، وغيرها من الوزارات، على اعتبار أن قطع الرينغ يذكر بالحرب الأهلية، ويؤذي المواطنين والثورة. بعضهم راح ينشر "وعيه" بغضب وحنق متهماً المتجمهرين بأنهم أغبياء وحوش. وراح موتور في المجموعة يكيل الشتائم للمتظاهرين، فيما هو يغادر غاضباً، لأنهم لم يسمعوا "نداء" ثورته النظيفة. وقد يكون سبب غضبه أن المتظاهرين لم يستجيبوا استفزازاته التي كان يريد أن تؤدي إلى شجار تخريبي عنيف.  وعندما تعالت هتافات المتظاهرين قوية، مصرين على الخروج من دائرة الحصار الأمني، انزوت تلك المجموعة "الثورية الممانعة" من دون أن تتمكن من الوصول إلى مبتغاها. ووقف أنفارها الذين تخطى عددهم العشرين شخصاً في زاوية يتفرجون على المتظاهرين وسط الطريق، كأنهم يتحينون الفرصة للانقضاض عليهم إسوة بعناصر بمكافحة الشغب.

مسيرات جديدة

لاحقاً انضمت إلى المتظاهرين مسيرة أتت من ناحية بشارة الخوري، فازداد عددهم وانطلقوا إلى وسط الشارع من جديد، رداً منهم على استخفاف السلطة بمطالبهم. كان التحدي واضحاً على الوجوه، ليس على السلطة وحدها، بل لكل من نظّر لعدم قطع الطرق. وراحوا يهتفون بأعلى صوتهم: "ارحل ارحل ميشال عون، وفل فل فل منك بي الكل". واستعادوا هتاف هيلا هيلا هو، جبران باسيل (...)" بأعلى صوتهم. ولعل ما يحصل من غلاء في أسعار السلع الأساسية، ومن فلتان في السوق، وحجز المصارف على أموال المواطنين والموظفين، يشرح هذا الغضب الذي بدا على وجوه المتظاهرين في هذا المشهد.

موظفة في وزارة العدل، لم تتمكن من قبض راتبها ولا حتى جزء منه، إذ قال لها موظف المصرف إنهم أقفلوا اليوم علماً أن الساعة لم تكن قد بلغت الواحدة والنصف. وصرخت المرأة محتجة على هذه الفضيحة، وبدأ الخوف على وجهها من سرقة تعبها، كما قالت. أحاديث بين الناس عن استخفاف السلطة في التعاطي مع الانهيار. البعض انطلقوا في مسيرة تحريضية في شوارع بيروت. وهناك مجموعات تدعو لإقفال البلد حتى إسقاط كل شيء. ومجموعة يسارية تأتي من رياض الصلح وتخترق المتظاهرين وتنطلق في اتجاه وزارة الداخلية. فوضى تعبر عن الفوضى الحاصلة في البلد.

لكن الاعتصام استمر وزاد عدد المعتصمين وفاق الألف شخص.

 

منسوب القمع والبطش الممنهج يتزايد: فلتسقط الدولة الأمنية

أيمن شروف/المدن/05 كانون الأول/2019

نزل الناس إلى الشارع منذ 17 تشرين الأول، للتعبير عن رأيهم الرافض لبقاء الطبقة الحاكمة، ولدفعها إلى ترك الحكم وإفساح المجال أمام من يستطيع ولديه الرغبة في العمل العام وخدمتهم، عكس ما هو حاصل اليوم من استغلال للمناصب العامة، بهدف السرقة وتكوين الثروات وتوسيع رقعة سيطرة الأحزاب السياسية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. هذا الفعل، يعني أن الناس قررت مواجهة السلطة، التي بطبيعة الحال تسيطر على مقدرات الدولة، ومنها، الأمنية، وهي مع الوقت بدأت تتحول إلى وسيلة للدفاع عن الجالسين على الكراسي منذ عشرات السنين، ويريدون البقاء مهما كلّف الأمر.

بدايات الترهيب

في اليوم الأول من التحركات كانت المواجهة الأولى مع الأمن، وفي اليوم الثاني تكررت من جديد، حين استخدم فيها رجال مكافحة الشغب العنف المفرط لفض المتظاهرين العزل، الذين كانوا يعبرون عن غضبهم من سلطة جوّعتهم، قهرتهم، قتلتهم. وهي اليوم تشاهدهم ينتحرون أمام أطفالهم، يموتون على أبواب المستشفيات، تقتلهم رصاصات طائشة، تذلهم القوانين التي صارت تُفسر على قياس زعيم من هنا أو نائب من هناك، لا بل حتى على قياس رجل أعمال مثلاً، قد يكون على الأغلب شريك هذه الطبقة الحاكمة في نهب مال الناس. الملفت هو أن القوى الأمنية قررت في لحظة "سياسية" السماح للناس أن تتظاهر وتقطع الطرقات كواحدة من أساليب التعبير، علماً أن هذا الفعل، أي قطع الطرق، لم يكن مصحوباً في غالب الأحيان وتحديداً في العاصمة بيروت بحرق الإطارات. إذ إن الأخير كان يُعتبر فعلاً عُنفياً، وهو في الواقع ليس كذلك. لكن السلطة تتذرع به من أجل فض التظاهر. السلطة لم تكن تستخدم الأساليب العنفية إلا في حالات نادرة، حتى تغيَّر لديها المعطى السياسي واتفق جميع أطرافها على وجوب إنهاء كل مظهر احتجاجي، خصوصاً قطع الطرق، الذي على ما يبدو كان الأكثر إيلاماً لها ولمن على يمينها. قررت أنها لا تريد أي مظهر احتجاجي يؤذي أو يؤثر على استمراريتها. صار يحق للقوى الأمنية والجيش أن يمارسوا شتى أنواع القمع من أجل ترهيب الناس، الذين لم يحيدوا عن سلميّتهم، ولم يحملوا السلاح الذي لا يؤمنون به أصلاً كوسيلة للنهوض بوطنهم.

في سعدنايل الأربعاء 4 كانون الأول

الاعتقالات واستخدام القوة

منذ حوالى الأسبوعين، انقلبت السلطة على نفسها، وقالت إنها لن تسمح بقطع الطرق. ثم انطلقت لفض الاعتصامات والتظاهرات بأساليب في أحيان كثيرة كانت موازية لما اقترفه مجموعة من الشبيحة مرة على الرينغ وأخرى في ساحة الشهداء ورياض الصلح. في الناعمة كان العنف هو الحاضر. الجيش لا يريد أن يُقفل طريق الجنوب. هذا أيضاً ما لا يريده الحزب الحاكم. في سعدنايل أكثر من مرة، فعل الجيش ما فعله في جل الديب وأكثر: هاجم المعتصمين واعتقلهم. وكان من بينهم من هو من ذوي الاحتياجات الخاصة. في سعدنايل أيضاً، الجيش يرمي أحد المتظاهرين السلميين من علوّ، لو سقط على الحديد المتواجد في الأسفل لكان اليوم مصاباً بإعاقة دائمة أو محملاً في كفن لينضم إلى شهيد قرر أحد المرافقين لأحد الضباط أن ينهي حياته ببرودة تامة، لأنه يمارس حقه الديموقراطي. البطش والعنف المبالغ به ظهر جلياً على أجساد المعتقلين الذين خرجوا من مراكز الاحتجاز. والأمثلة كثيرة، لا تبدأ بخلدون جابر وسامر مازح وعلي بصل ودانا حمود ولا تنتهي بمعتقلي سعدنايل وجل الديب والناعمة وصيدا وغيرها. في طرابلس هناك معتقلين تحت السن القانوني، وهناك أيضاً من تجرأ على الدخول إلى المدارس والاعتداء على تلامذة قاصرين. لماذا تقوم قوى مكافحة الشغب بفض اعتصام بالقوة على جسر الرينغ، بعد منتصف الليل، وفي وقت لم يعد للجسر أي أهمية لناحية حرية حركة الناس، كما يقول من يدافع عن توجه فتح الطرق من قبل عناصر الأمن؟ لا شيء. أساساً الجسر ليس بهذه النقطة الاستراتيجية، يستطيع الناس التحرك في بيروت كيفما شاؤوا مستخدمين طرقاً أخرى تؤدي الغرض ذاته. على الرينغ لم يطلب رجال قوى مكافحة الشغب من الناس الخروج من الشارع، هم تراجعوا وتحضروا ثم هاجموا المعتصمين مستخدمين العصي والقنابل المسيلة للدموع ومتنقلين خلفهم في الشوارع الضيقة حول الجسر ليبرحوهم ضرباً. فيما كان الجيش يسد الطرق الأخرى كي لا يعطي المتظاهرين فرصة ليلتقطوا أنفاسهم أو ينقلوا اعتصامهم إلى الخلف قليلاً.

التحول إلى العنف

إذاً، ليس المطلوب فقط فتح الطرقات، لأنها تمنع الناس من التنقل. المطلوب وبكل بساطة منع كل ما من شأنه أن يُظهر حنق الناس من حكامها. المطلوب أن تبقى الناس أسيرة السلطة، وأن لا تُعبر عما تريده. أي مظهر احتجاجي هو اليوم مصدر تهديد لكل هؤلاء، من أعلى الهرم إلى أسفله. أي فعل اعتراض هو تهمة، ستهرول هذه السلطة عبر أذرعها الأمنية المختلفة لتنقض عليه، وتمنعه وتحاربه، لأن في كل واحد يقف في شارع، يرفع علماً أو يحمل يافطة، تهديد فعلي لكل من هو في الحكم. تقول قوى الأمن الداخلي إن "قطع الطرقات يعتبر مخالفًا للقانون، بحيث تنتهي حرية المواطن عند التعدي على حرية الآخرين". هذا ما خرجت به المؤسسة الأمنية في معرض تبريرها لأسلوبها في فض الاعتصامات. هذا مقدمة أو بالأحرى تبرير للتحوّل إلى دولة أمنية، أصبحنا جميعاً بالفعل والممارسة في وسطها، وكل من يقف في الشارع اليوم وغداً حتى سقوطهم جميعاً هو مصدر تهديد جدي. وهذا التهديد لن توقفه العصي ولا القنابل المسيلة للدموع. هذا التهديد هو السبيل الوحيد للوصول إلى نظام جديد، سيولد مهما كان الثمن.

 

انتحاران في يوم واحد: داني وأنطونيو قتلتهما طغمة فاسدة

نادر فوز/المدن/05 كانون الأول/2019

قبل ساعات، ناجي الفليطي في عرسال. اليوم داني أبي حيدر في النبعة، وأنطونيو طنّوس في عكار. غداً، سنعرف من منا سينتحر ويضاف إلى لوائح ضحايا السلطة. ثلاثة انتحروا، وآخرون قضوا شهداء. كلهم شهداء، وكلهم لم يموتوا ميتة طبيعية، "كلاسيكية"، ولو أنّها ميتة تافهة ورخيصة.

منهم من انتُزعت أرواحهم غصباً، ومنهم من ساروا فرادى، عن سابق تصوّر وتصميم، إلى الموت. هل فيه خلاص، هروب، باب للأبدية، ضعف؟ لا يهم، ولا مكان للأفكار الفلسفية والروحية الآن. النتيجة واحدة: حياة تعطّلت، خلّفت يتامى وضجّت بصرخات عائلات تعرف من الجاني الفعلي والمعنوي ومحرّك الموت والمحرّض عليه.

داني وأنطونيو

أنطونيو طنّوس عنصر في قوى الأمن الداخلي، أطلق النار على نفسه وانتحر حسب التقديرات الأولية. هو في السلك العسكري والحصول على كامل تفاصيل الرواية صعب، كما أنّ أهله ممنوعون من الكلام قبل صدور بيان رسمي عن القوى الأمنية. لكن قصّته لن تكون بعيدة عن الواقع، وعلى الأرجح ستتماشى مع السياق العام والمعمّم على كل الفئات الاجتماعية والمناطق: اليأس من الأحوال. ستكون قصته مشابه لقصتي ناجي الفليطي وداني أبي حيدر. الأخير، ابن الأربعينيات، أب لأطفال ثلاثة. مديون للمصرف ولدكان الحي، ويعيل أهله أيضاً. ضاق به الحال كما مئات الآلاف غيره، وانتحر مثل قلة - يبدو أنها تتكاثر- ضربها اليأس التام. أب وشاب وعامل يكدّ يومياً منذ أكثر من 24 عاماً، لم يعد قادراً على التحمّل. موته لم يعد قصة خاصة، بل عامة.

الدول الفاشلة

الانتحار وارتفاع معدّلاته من صفات الدول الفاشلة. في اليونان، ارتفعت نسبة الانتحار 40 في المئة في سنوات الأزمة. في فرنسا، ترتفع نسبة الانتحار 1.5 في المئة مع ارتفاع نسبة البطالة 19 في المئة. في فنزويلا، تضاعفت نسبة الانتحار في أقل من عشر سنوات. وفي لبنان، نسير على الدرب نفسه. إذ تسجّل حالة انتحار كل 60 ساعة، ومحاولة انتحار كل ست ساعات. هذه المحاولات الفاشلة تشكّل بالإجمال اثنان في المئة مجمل عدد السكان. كانت هذه الوقائع والأرقام قبل الأزمة الحالية. وهي بطبيعة الحال مرشّحة إلى الارتفاع، في ظلّ الذل اليومي على أبواب المصارف والمدارس والمستشفيات. كذلك الحال في دكاكين الأحياء الصغيرة حيث سجلّات الدَين التي لا تزال تُكتب بخط اليد. وهذه السجلات المخطوطة مفعولها أكبر من تلك المرقّمة لدى المصارف والشركات الكبرى، لكونها يومية وتمسّ الأكل والشرب ورغيف الخبز وعلب اللحم المعلّب البغيض. كما أنّ هذه السجلات المخطوطة عبارة عن تعرية شخصية للأسماء فيها. دلالة على الفقر والعجز وسوء حال، بغض النظر عما إذا كان خطّاطوها طيبي القلب ومتفهّمين للأحوال. إلا أنّ هذه السجلات تنزع غطاءً معنوياً عن الأسماء التي فيها، فتحبطهم أكثر وتدفعهم إلى يأس أكبر من ذاك الذي يعيشونه في ظلّ الظرف العام. فالأكل بالدَين شأن عظيم ببلاغته.

حشرات السلطة

لبنان على أعتاب أزمة مرّت بها البلاد منذ مئة عام، أزمة المجاعة. لكن الجراد تطوّر بعد عقود عشرة. تلك الحشرات عدّلت نفسها، جينياً واجتماعياً. لم تعد تقتات من الأخضر واليابس، بل من مصادرة المال العام والخاص وفي كل القطاعات، من نهبه وتبديده في كل المجالات.

تعيش من الشلل وتغذّي نفسها على أزمات متلاحقة، تخلقها لتستمرّ. حشرات تشكّل قلّة قليلة من مجتمع. حشرات اسمها زعامات السلطة وأحزابها، خلقت أزمة سياسية وأخرى أمنية، مسّت بأسعار المحروقات والطعام وحرمت الناس من الدولار أولاً ومن الليرة ذي القيمة المتدنيّة لاحقاً. حشرات لا تزال تطلّ على التلفزيونات للحديث عن الضرر والاستقرار والحلول، كأنّ شيئاً لم يكن. حشرات تنتحرنا بيدها عمداً أو تدعونا للانتحار طواعية. فالدول الفاشلة قوامها السلطة الفاشلة. سلطة تمعن في الفشل منذ عقود، لا ترى فشلها في انتحار الناس حتى. سلطة وزعامات تريد الجلوس إلى طاولة حكومة جديدة حتى من دون مقاعد وزارية، فقط لكسر الناس وزيادة يأسهم. سلطة مكافحتها صعبة، لكن غير مستحيلة، ومقدور عليها، لأنّ الانتحار ليس قدر شعب كامل، بل قدر حكّام فاسدين. هكذا علّمتنا ثورات الشعوب.

 

سعد الحريري "البارع" في ارتكاب الأخطاء والانهزام

منير الربيع/المدن/05 كانون الأول/2019

مجدداً، ارتكب الرئيس سعد الحريري خطأً قاتلاً في السياسة. خطأ سيدفع ثمنه غالياً بين جمهوره وفي بيئته. وسيزيد من نقمة المنتفضين المستقلين. يوم استقال ادعى أنه استجاب لمطالب الناس. حاول استغلال غضبهم ونزولهم إلى الشوارع لتعزيز "شروطه". لكنه – كالعادة - لم يصمد. فعاد ووافق على دعم سمير الخطيب لإنتاج حكومة لا تلبي أياً من مطالب الناس. بل جرت في الأثناء محاولات أكثر لشرذمة اللبنانيين طائفياً ومذهبياً. وحتى في هذا المسار يخسر الحريري. فهو أسير كل الحالات. إذا رفض دعم الخطيب، سيُتهم بأنه يطيع إرادة خارجية تريد تطويق العهد وحزب الله. وإذا وافق على الخطيب فهو بنظر الكثيرين يطيع حزب الله وميشال عون وجبران باسيل. عندما وقف الحريري في بيت الوسط لإعلان دعمه ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، رفع حينها ثلاثة عناوين حتّمت عليه اتخاذ هذا الخيار. وهي: حماية اتفاق الطائف، حماية مؤسسات الدولة، وإنقاذ الوضع الاقتصادي. برر الحريري تنازلاته القاتلة بهذه الشعارات التي رفعها، وهو يغلفها بنبرة عاطفية وكلام معسول لا أثر لهما في السياسة. وهو على الدوام لا يملّ من تكرار جملة "كل ما أقوم به يهدف إلى حماية البلد". ثلاث سنوات مرّت على التسوية الرئاسية، فيما الاقتصاد ينهار، والمؤسسات معطّلة ومشلولة، بسبب الدسائس السياسية ومنطق التحاصص وأخلاق الفساد، بينما الطائف أصبح من الماضي، بفعل غض نظر الحريري عن ممارسات رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، اللذين لا يتركان فرصة إلا ويؤكدان فيها على ضرب الطائف لإستعادة الصلاحيات الرئاسية القديمة.

سر الحريري وباسيل

إذاً، عناوين الحريري التي شجّعته على التسوية لم ولن تتحقق. لكنه على ما يبدو لا يزال مصرّاً على التمسك بها، بمعزل عن كل الخلافات مع عون وباسيل. فحتى بمشاركته في بدعة "المشاورات" لتشكيل الحكومة، وتعيين رئيسها وشكلها وتوزيع حقائبها قبل إجراء الاستشارات وقبل التكليف، يمثّل شراكة عملية للحريري في القضاء على الطائف، مانحاً صلاحيات رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة، لرئيس الجمهورية، الذي بات يترأس المجالس والاجتماعات واحداً تلو الآخر، تارة اقتصادية ومالية، وطوراً أمنية وعسكرية. ثمة سر ما زال خفياً وأشبه باللغز يربط الحريري بجبران باسيل. ففي خضم المواجهات الإعلامية بين التيارين، استمرت اللقاءات والاتصالات بين الرجلين. وهناك من يصرّ على تمسكهما ببعضهما البعض، وفوق كل الخلافات. هذه العلاقة هي التي سمحت لباسيل أن يختاربنفسه رئيس الحكومة المفترض، ويفرض شروطه. فعلى الرغم من استبعاده منها سيبقى الأكثر تأثيراً عليها. ولا يزال يعتقد أنها ستكون حكومة تؤمن له مستقبله السياسي وتضمنه!

من ناحيته، الحريري الذي كان يفرض الشروط لترؤس الحكومة أو يرفض المشاركة بأي حكومة لا تكون تكنوقراطية، وتعمل على إقرار قانون إنتخابي جديد، وتأتي وفق استشارات نيابية ملزمة... بقي يفاوض مع الثنائي الشيعي، والتيار الوطني الحرّ والخطيب على شكل الحكومة التكنوسياسية، وأعلن عن دعمه للخطيب. هذا بحدّ ذاته استمرار من قبل الحريري لتجاوز الدستور. ولكن ما الذي دفع الحريري إلى التراجع عن شروطه وإعلان موافقته؟ لا جواب واضحاً، باستثناء بعض الإشارات التي تقول أن ثمة من أوحى له أنه سيتحمل مسؤولية أي انهيار يحدث في لبنان. وهو رئيس حكومة تصريف الأعمال، ولن يُسمح له بالمغادرة أو التهرب. لذلك فضّل الموافقة على أن تنفجر الأوضاع بوجهه.

بيان الرؤساء السابقين

بعد موافقة الحريري، إطمأن باسيل والثنائي الشيعي إلى نجاح المهمة، ليستفيقوا الأربعاء على متغيرات فرضها موقف رؤساء الحكومة السابقين، برفضهم تجاوز الدستور. الموقف مثّل إحراجاً للحريري الذي اضطر إلى كبح اندفاعته. إذ كان رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي ينتظرون من الحريري بيان دعم علني للخطيب، لتحديد موعد الاستشارات النيابية. لكن الأخير انزعج من بيان رؤساء الحكومة السابقين. وعندما التقى الخطيب، توجه إليه بالقول إنه لا يمكن إعلان دعمه قبل تحديد موعد الاستشارات، لأنه سيتعرض إلى انتقادات كثيرة لتجاوزه الطائف. خصوصاً في ظل الموقف الصارم للرؤساء السابقين. مع ذلك، لم يتراجع عن تأييده ودعمه للخطيب، الذي غادر للقاء باسيل وإبلاغه بمضمون ما اجتماعه مع الحريري. وعلى الاثر، تحرّك باسيل نحو قصر بعبدا لتحديد موعد الاستشارات. ردّ فعل الشارع له وقعه وتأثيره، خصوصاً أن الاحتجاجات تجددت في كل لبنان رفضاً لـ"صفقة" ترئيس الخطيب، وإعادة إنتاج ما يشبه الحكومة السابقة. فهل يمكن للحريري أن يستمّر على موقفه الداعم للخطيب؟ أم أنه سيتراجع؟ خصوصاً أنه وحتى لو أعلن موقفه الرسمي بتأييد الخطيب، والمشاركة في الحكومة بعد إجراء الاستشارات، سيكون فعله بمثابة نوع من التمثيل والتحايل على الطائف، باعتبار أن "الطبخة" كانت قد أنضجت قبل الاستشارات. ومن أنضجها هو باسيل ورئيس الجمهورية. وبالتالي، يكون الحريري قد رضخ إلى منطق ضرب الطائف والدستور، وأراد فقط الحفاظ على ماء وجهه. رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي أصروا على سمير الخطيب، واستمروا بالحديث عن إيجابيات، وأن التكليف سيتم وسيكون هناك تشكيل سريع للحكومة. بينما رؤساء الحكومة السابقين رفضوا الانصياع إلى منطق الإملاء وتجاوز الدستور.

الورطة تراجعاً أو إقداماً

أما الحريري فما عاد بوسعه الخروج عن الالتزام الذي قدمه للثنائي الشيعي بدعم الخطيب وتسميته والمشاركة في حكومته ومنح الثقة. هنا أوقع الحريري نفسه في "ورطة". ويله التراجع فيُتهم أنه أسير رؤساء الحكومة السابقين ولم يلتزم بالاتفاق. وويله الإقدام على هذا الخيار فيكون التزم بما رسمه جبران باسيل، وسار بتكليف رئيس للحكومة، ضرب تكليفه اتفاق الطائف وموقع رئاسة الحكومة، ومرفوض أصلاً من قبل الشارع المنتفض ومن الشارع السنّي. تحديد موعد الاستشارت، يهدف إلى إحراج الحريري واللحاق به إلى حيث يكون. فإذا سمّت كتلة المستقبل سميرالخطيب، فستوقع شرخاً هائلاً في الطائفة السنية، وقد تنكسر العلاقة مع رؤساء الحكومة السابقين، ما سيفتح الأمور على احتمالات كثيرة. وإذا تراجع الحريري عن دعم الخطيب وتسميته، فسيلجأ حزب الله ورئيس الجمهورية إلى تسمية الشخصية التي يرونها مناسبة لتشكيل الحكومة. وهذه أيضاً ستؤدي إلى شرخ داخل الطائفة السنية، وشرخ مذهبي وطائفي وتسييس للمعركة أكثر.. وبما يتعارض دوماً مع مطالب الشارع والمتظاهرين.

 

نصرالله وقميص المقاومة الفارسي

محمد طعيمة/العرب/05 كانون الول/2019

حسن نصرالله يتمترس خلف قميص المقاومة واستهداف سلاحها، ومن أجلهما تغاضى معظم مؤيديه، من خارج الطائفة، عن شبهات علاقته بطهران.

صورة "مزيّفة"

أردفت مرات في جريدتي العربي والكرامة القاهرتين، الناصريتين، اسمه بـ”رضي الله عنه”، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، وبالتوازي كانت كتاباتي تطارد دعم نظام مبارك لمنافسيه اللبنانيين، وتسببت إحداها في جدل مصري داخلي، منه مطالبة الصحافي الوفدي الراحل، مجدي مهنا، عام 2008، مرتين في المصري اليوم، الحكومة إما بتكذيبي أو الإقرار بخطأ تدريبها عناصر “معادية” لحزب الله والتوقف عن ذلك والاعتذار. كان السياق العام في مصر مع “المقاومة”، متجاهلا الانتقادات الموجهة للحزب.. تمويلا وسلاحا واجتياحا لبيروت في 7 مايو 2008. بدأت صورة حسن نصرالله “المقاوم العربي” تُخدش مع انكشاف زرع خلية له في مصر، وتجنيد عناصر تُهرب، مع الأسلحة، إلى غزة للانضمام لحركة صابرين الشيعية عام 2005، ضمن أنشطة الوحدة “1800” المكلفة بالعمليات الخارجية للحزب تحت إشراف قاسم سليماني، وضُبطت الخلية نوفمبر 2008، وأقر نصرالله بتبعيتها له زاعما أنها لـ”خدمة المقاومة الفلسطينية لوجستيا”. ثم مخاطبته للجيش المصري وتحريضه للانقلاب على نظام مبارك وخلفهُ علم حزبه عام 2010.. وتلقيه رسائل انتقاد من شخصيات مصرية داعمة للمقاومة، منها حسنين هيكل وحمدين صباحي، عن تصرفه الأخير. ثالثة الخدوش كانت انتهاكه للسيادة الوطنية وإرساله “مقاتليه” لإخراج عنصره محمد يوسف منصور من سجن وادي النطرون بقيادة كادر إيراني من فيلق القدس، خلال 25 يناير، وظهوره بعد أسبوعين في قناة “المنار” ملوحا بعلم الحزب، ليمنح خصوم ثورة يناير ورقة للهجوم عليها.

كنت مخدوعا، كما كثيرين، في “القميص العروبي” المنسوب إليه، واعتبرتها ضمن ارتباكات قطاع من القوميين حرمهم التراكم التاريخي لبلدانهم من الوعي بدلالة “الدولة” لدى المصريين.

الصدع الأول في صورة نصرالله جاء مع تحركه كحليف للحوثيين، وشرخها تباهيه مرارا بتبعيته لقائد “دولة أجنبية”، هذا هو التوصيف التقني.. “أجنبية”. تباه لا تغفره طبيعة الموزاييك اللبناني والتداخلات التي صاحبت دولته منذ تأسيسها، أقله أنه عميل لسفارة “أجنبية” مثل الذين يتهمهم بذلك من منافسيه المحليين، ومعهم نشطاء ثورة الأرز المستمرة، دون أن تثبت عليهم التهمة بـ”سيد الأدلة”، الاعتراف. يتمترس نصرالله خلف قميص المقاومة واستهداف سلاحها، ومن أجلهما تغاضى معظم مؤيديه، من خارج الطائفة، عن شبهات علاقته بطهران. وفصل قطاع من مؤيديه العرب بينه وبين السلوك الإيراني كرامة للشعار، الذي كان لعبة فارسية من البداية. لعبة لن تخفيها تناقضات علاقة “سيدنا خامنئي”، حسب تعبير نصرالله، بالشيطان الأكبر، فقد “استثمر النظام الإيراني منذ التسعينات في علاقة حسنة مع الولايات المتحدة”.

وقد ساعدها في الحرب على العراق سنة 1991. و”نال ثناءها على تجاهله الانتفاضة الشعبيّة في جنوب العراق. تكيّف مع متغيّرات البيت الأبيض عبر العقود، صبر على بوش وتعامل بحسن نيّة مع خطابه الشهير في 2002 عن محور الشرّ، رغم التنسيق بينهما، عبر وسطاء، حول أفغانستان”، كما مفردات أسعد أبوخليل حليف حزب الله، في الأخبار اللبنانية، السبت 2 مارس 2019. الذي ينقل عن كنيث بولاك، مدير شؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي بواشنطن، تأكيده في كتابه “الأحجية الفارسيّة: الصراع بين إيران وأميركا”، أن إيران تعاونت أيضا مع أميركا في العراق بعد غزو 2003.

إيران قبل كل شيء

العلاقة مع واشنطن هي الهدف، والمقاومة منذ البداية مجرد كرة للعب بينهما، والملعب هو الخارطة العربية يتنازعها الشيطان الأكبر وذراعه الإسرائيلية مع ملالي الفرس. نكمل مع مقال حليف حزب الله.. “شعر النظام الإيراني بخطر أميركي إسرائيلي وشيك بعد خطبة بوش ‘المهمّة أُنجزت’ مايو 2003. بعد أيّام تقدّم في مشروع شامل ورسمي (غير مُعلن) باقتراحات لتحسين العلاقات مع واشنطن، أعدّ صادق خرازي مسودّتها وراجعها محمد جواد ظريف (كان سفيرا في الأمم المتحدة آنذاك) وأقرها المُرشد الأعلى، وحملها سفير سويسرا في طهران إلى واشنطن”.

تفاصيل العرض كشفها أميركي من أصل إيراني، تريتا بارزي، أو ترسا بارسي كما ترجم اسمه أسعد. يقول بارزي في كتابه “خسارة عدوّ: أوباما إيران وانتصار الدبلوماسيّة” الصادر عن جامعة “ييل” الأميركية 15 أغسطس 2017، وترجمته الدار العربية – ناشرون بعدها بشهور “إيران وضعت كل أوراقها على الطاولة”.

ما لم يقله مباشرة أن “جل” أوراقها عربية! “وقف دعم حماس والجهاد، والضغط عليهما لوقف الهجمات على إسرائيل”.. و”قبول المشروع العربي للسلام”.. “نزع سلاح حزب الله وتحويله إلى حزب سياسي محض”.. “فتح المنشآت النووية كاملة أمام التفتيش والتوقيع على الملحق الإضافي لمعاهدة منع انتشاره”. والمقابل “علاقة طويلة المدى مع أميركا ورفع العقوبات واحترام سيادة إيران، والإقرار بها كقوة إقليمية”.

رفض بوش الصفقة وفق بارزي، الذي يترأس “المجلس الأميركي الإيراني الوطني”، ووصفه أسعد بـ”أصدح داعية سلام بين الطرفين، ولعب دورا في ترطيب علاقاتهما”. بارزي الذي نال الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز عن “التحالف الغادر: التواصل السرّي بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة”، ربطته علاقة جيدة مع جواد ظريف، لهذا السبب أتى الأخير وزيرا لخارجية طهران أغسطس 2013، لإنجاز الصفقة وأتم جزءا منها مع الاتفاق النووي عام 2015، بفضل اتصال عمان مباشرة مع المرشد كما يكشف بارزي. بقي الأهم “احترام سيادة إيران ودورها كقوة إقليمية”. يقول بارزي، الذي صنفه كاتب أميركي رأسا لـ”اللوبي الإيراني” في واشنطن، فقاضاه، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اعتبر أن “الشرق الأوسط غير قابل للإصلاح، وكلما تفاعلت الولايات المتّحدة مع مشكلاته، زادت سوءا، وتحمّلت لوما أكبر”، وأن “لإيران دورا مهما ينبغي أن تلعبه في المنطقة”، وأنه أعجب بـ”براغماتية قادتها، وكان على قناعة بأنهم واقعيون وعقلانيون ويسعون خلف مصالحهم وتوسيع تأثيرهم”.

دورها الإقليمي لم يرفضه أوباما حسب بارزي، وهو يؤكد أن “المباحثات بين الجانبين لم تقتصر على الشأن النووي والعقوبات، بل تعدتها إلى قضايا أخرى ساخنة في المنطقة”. كانت طهران تنتظر فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة لتكتمل الصفقة، والآن تنتظر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات القادمة. لهذا رفض المرشد استقالة ظريف في 25 فبراير الماضي، فدوره لم ينته. ولهذا، كما كشفت رويترز في 25 نوفمبر الماضي، أمر بالرد على تغليظ البيت الأبيض للعقوبات بضرب منشأة عربية على أرض عربية! “بشرط ألا يصاب مدني أو عسكري أميركي”، فهو لا يرانا سوى أوراق لعب.. دولا ومقاومة، هو محورها الإقليمي. بداهة طهران لن تكون قوة إقليمية في مواجهة “العدو الصهيوني”، فالصفقة عمليا معروضة عليها، وليست ضد تركيا، وإنما على مقدرات أمة نافستها وحاربتها تاريخيا. ألم يكن نصرالله يعلم بالصفقة المعروضة منذ 16 عاما، والتي تلتزم حرفيا بـ”نزع سلاح المقاومة والاعتراف بالعدو الصهيوني”! ماذا بعد صدور كتاب بارزي! والرجل قارئ نهم وجهازه المعاون يتابع كل ما ينشر أو يمس الحزب. الأمر لا يحتاج لكتاب، فالسياق واضح، لم يكن مقاومة، كان ومازال كيانا وظيفيا فارسيا.

 

لبنان واجتثاث الطائفية

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

لا شك أن النظام اللبناني الحالي هو عبارة عن نظام سياسي لتقاسم حصص طائفية، بين أحزاب هي مجرد كيانات طائفية، في شكل أحزاب مدنية، الأمر الذي جعل من الحياة السياسية عبارة عن صراعات محتدمة باستمرار؛ مما عقد الحياة العامة للشعب اللبناني الذي رفض هذا النهج الطائفي، وخرج للشارع يطالب بإسقاط العهد الطائفي، الذي يحميه ويرتزق من وجوده أمثال حسن نصر الله زعيم «حزب الله»، الذي يلعب دور المعطل لأي حل سياسي خارج الطائفية، التي يقتات منها الحزب وعناصره. اشتعل الضرب والاعتداء في ساحات لبنان بعد تهديدات حسن نصر الله زعيم ميليشيا «حزب الله»، التي كان أطلقها في بداية شرارة الثورة اللبنانية على الطائفية والفساد، وقال فيها إن «حزب الله» قادر على النزول أيضاً إلى الشارع، وإن نزوله سيغيّر كل المعادلات، وإن العهد لا يمكن إسقاطه. ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت شهدت مظاهر عنف إلى حد التشابك بالأيدي بين مؤيدين لـ«حزب الله» وآخرين من الحراك، الأمر الذي سيقسم الساحات اللبنانية ويخرجها من حالة الاتحاد إلى حالة الانقسام والاصطفاف السياسي، وهو الهدف الذي يسعى إليه «حزب الله».

رد فعل الشارع على تهديدات زعيم «حزب الله» ولاءاته، عبر هتافات واضحة لا تقبل التأويل، جعل بعضاً من أنصاره في حالة هستيريا غضب تضرب هنا وهناك، من دون أي هدف سوى جر الشارع إلى العنف لإفشال سلمية المظاهرات. «الثورة» أو المظاهرات اللبنانية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي رافعة شعار لبنان، رافضة للطائفية والفساد، والتي يطالب فيها المتظاهرون بإسقاط النخبة الحاكمة من دون استثناء إذ يحمِّلونها مسؤولية انهيار اقتصاد البلاد من خلال الفساد وسوء الإدارة، ما زالت متقدة، وستظل حتى تحقق أهدافها. وهي سائرة بسلميتها لتحقيق هذه الآمال، رغم المحاولات التي تريد جرَّها إلى مربع العنف والانزلاق إلى الفوضى.

ولقد تناغمت خطابات رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون مع رؤية حسن نصر الله للثورة والثوار، الأمر الذي أغضب المتظاهرين من خطابات الرئيس المتكررة بالطعم واللون والنكهة والمحتوى نفسها، وحتى طريقة الإخراج التلفزيوني لها، الأمر الذي نظر إليه المتظاهرون الغاضبون على أنه مجاراة لأجندات «حزب الله»، وأنه يصطف إلى الحزب على حساب مطالب المتظاهرين، وهو ما حاول ميشال عون، في خطابه الأخير تفادي التأكيد عليه، دون أن يقطع شعرة معاوية مع «حزب الله» حليفه السابق في تولى كرسي الرئاسة. اللبنانيون عبروا عن رغبة جامحة في دولة وطنية مدنية فيها حق المواطنة المكفول بالتساوي لجميع اللبنانيين بعيداً عن التمييز الطائفي، والحل يكمن في إنهاء العهد الطائفي، وتشكيل حكومة تكنوقراط في لبنان، وهذا أمر مرفوض بالمطلق من «حزب الله». لكن «حزب الله» بدأ في الواقع يفقد بوصلة الاتجاه بفقدان شعبيته حتى في معاقله كالنبطية، جراء سمعة الحزب وخاصة ما يتعلق بالفساد، فقد وصف السفير الأميركي السابق، جيفري فيلتمان سمعة «حزب الله» بأنها «تآكلت خلال المظاهرات التي يشهدها لبنان حالياً».فمظاهرات لبنان أظهرت حقيقة «حزب الله» المتآكل من داخله والمعرقل لأي حالة إصلاح سياسي في البلاد، خاصة بعد استشعاره الخطر على وجوده الهش في الحياة السياسية اللبنانية. لا يمكن للبنان أن يتعافى إلا بإسقاط هذا النظام الطائفي، وبناء الدولة العصرية الخالية من المحاصصة.

 

من هو سمير الخطيب؟.. لا علاقة له بالثقافة السياسية. لم يقرأ كتاباً في حياته.

رجل كسل وتبطل يستأنس براحة باله وبوفرة ثروته وبقلة همته وشغفه بالجلوس على مقهى النميمة والنكات وحسب.

يوسف بزي/المدن/04 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81116/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8%d8%9f-%d9%84%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d9%84%d9%87/

قضى العونيون دهراً في ذم الحريرية، لكن خيالهم، أو بالأحرى انعدام خيالهم، لا يذهب أبعد من استنساخ الحريرية على نحو باهت و"فقير" (حرفياً ومجازياً).

أما حزب الله الذي يصح وصفه بـ"عدو" الحريرية، فهو لا يستطيع العيش من دون هذا العدو حتى بعد قتله. فيروح يفتش عن نسخة أو عن شبه أو طيف حريريّ يسعفه ويديمه.

على هذا النحو ارتضوا بالوريث سعد الحريري مراراً.

ولأنه مذموم دوماً و"عدو" أبداً، حطموا قدميه وأسنانه ويديه تكراراً، كسروا رأسه بمناسبة ومن دون مناسبة.

وقبل ذلك، وفي الأثناء، حاربوا فؤاد السنيورة بالسلاح وبالكلمة وبالفوضى والعنف، واجهوا تمام سلام بالأسلحة نفسها.

جرّبوا نجيب ميقاتي وخذلوه، أو خذلهم لا فرق.

وتلاعبوا بالمرحوم عمر كرامي، ومهزأوا فيصل كرامي وعبد الرحيم مراد ومحمد الصفدي وآخرين. وعلى طول الخط ابتزوا سعد الحريري كرياضة سياسية يومية.

حدثت ثورة.

لا حزب الله ولا العونية تزحزحا قيد أنملة عما هما فيه.

الأمر بات لعنة منذ ذاك الصيف المشؤوم عام 2006.

التفاهة والضغينة في إكسير مميت واحد، يتجرعه لبنان ببطء حتى تحول إلى كائن مسموم، يتآكله التأكسد السرطاني والسمّي.

بين ضحالة العونية وعدوانية حزب الله، واستعصاء الإصلاح واصطدام الثورة السلمية المدنية بشبح الحرب الأهلية (تهديدات الثنائي الشيعي)، وبغوغائية "الثورة المضادة" وطائفيتها (رأس حربتها العونية الباسيلية)، وبمخاطر التجويع والانهيار الاقتصادي والمالي الشامل، عادت الوقاحة إلى السلطة لتفرض الأمر الواقع الذي يناسبها: إعادة إنتاج نفسها.

وجواباً على الثورة ونكاية بها وبأغلبيتها المدنية، تولى جبران باسيل برعاية حزب الله إعداد طبق الثأر: الحكومة المسخ. الحكومة الخدعة. حكومة النظام السياسي المستولي على الدولة والذي يرفض تسليمها للشعب..

واستمراراً لهوايتهما، بحث حزب الله وباسيل عن "حريري" ما: رجل أعمال ومقاولات وورش بناء ورئيس حكومة في وقت واحد. لكن بمواصفات مناسبة لهما. أي أن يكون أكثر قابلية للمهانة والضعف. بل ووفق مصطلحات الثورة، أن يكون متلقياً لـ"السحسوح" من غير شكوى.

هنا يجب الاعتراف بالدهاء الثعلبي لجبران باسيل، وبأسلوبه الخاص في التعبير عن حقده الطائفي تجاه الحريرية الأصلية.

إذ بهذين الميزتين استطاع وتجرأ على التقاط المهندس سمير الخطيب ورفعه إسماً مرشحاً لرئاسة الحكومة.

فسمير الخطيب، ابن بلدة مزبود في إقليم الخروب، المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي في شركة "خطيب وعلمي".

وهو ليس مالك شركة خطيب وعلمي ولا مؤسسها، بل هو ورثها عن عمّه والد زوجته، منير الخطيب.

حتى أن منزله في بلدة مزبود، شيّده على قطعة أرض يملكها منير الخطيب، وقد منحها لابنته التي تزوجها سمير.

الأهم أن هذا الرجل لا علاقة له بالسياسة على الإطلاق.

هو رجل أعمال بالكاد يدير فعلياً الشركة التي ورثها عن عمّه.

والمعروف عنه أنه قليل الحضور إلى مكتبه. ومن يفتقده لن يضيعه أبداً. يمر على مكتبه صباحاً لبعض الوقت ويحل به الضجر سريعاً، فيخرج كالعادة  ليقضي معظم أوقاته في مقهى ستارباكس، في فردان. يغادرها ظهراً لتناول الغداء.

يأخذ قسطاً من الراحة وربما قيلولة.. من ثم يعود إلى المقهى ذاتها حيث يتسامر مع بعض الأصدقاء حتى ساعة متقدمة من الليل.

رجل كسل وتبطل يستأنس براحة باله وبوفرة ثروته وبقلة همته وشغفه بالجلوس على مقهى النميمة والنكات وحسب.

من يعرفه ويعاشره يستشف بسهولة أن الرجل لا علاقة له بالثقافة السياسية. لم يقرأ كتاباً في حياته. ولم يكن يفكر يوماً في أن يدخل المجال السياسي أو أن يعمل في الشأن العام. حتى أن المعضلة الإعلامية اليوم هي أن نجد له صوراً شخصية بنوعية جيدة وصالحة للنشر!

لكن ثمة إجماع أنه رجل دمث الأخلاق، طيب العشرة. سطحي وبسيط.

صحيح أنه من خارج الطبقة السياسية. لكنه ليس غريباً عنها.

فهو كان مقرباً من الرئيس سعد الحريري، كما أنه كان شريكاً للشهيد رفيق الحريري في جزء من أعماله. ويرتبط بعلاقة مصاهرة مع اللواء عباس ابراهيم، فابنة الخطيب متزوجة من نجل ابراهيم، عدا الصداقة التي تجمعهما.

الترويج السياسي له، يخلط عمداً بين فروع شركة خطيب وعلمي وبين ضرورات العلاقات الدولية والعربية والإقليمية لمنصب رئاسة الحكومة. فالشركة لديها أعمال في لبنان والسعودية وسوريا ومصر والجزائر.

لكن الترويج ذاته، غفل عمداً أيضاً عن أدوار وأعمال الشركة في مشاريع ومقاولات هي على رأس لائحة اتهامات الفساد والهدر، فهي عملت مع الهيئة العليا للإغاثة، ومع أوجيرو، وعلى صلة وثيقة بمشاريع وببناء السدود العزيزة على قلب جبران باسيل وفريقه.

وهذا ما شكل دافعاً إضافياً لحماسة باسيل له.

ولا ننسى أن صلات المصاهرة والصداقة مع اللواء عباس ابراهيم، لها أثرها في الامتدادات السياسية عند الثنائي الشيعي وأبعد..

ماكينة السلطة تروّج لسمير الخطيب وكأنه رفيق الحريري الثاني، الذي يحظى برضى الأميركيين والفرنسيين والإيرانيين، كما يحظى برضى السعوديين والخليجيين والمصريين.

لكن أحد المسؤولين الغربين ضحك عندما سئل عن هذا الأمر، هازئاً من هكذا تداول للأسماء، خصوصاً لاسم سمير خطيب، قائلاً: "ومن هو هذا السمير الذي تتوافق حوله كل المجموعة الشمسية؟".

جواباً على هذا السؤال "الكوني"، سمير الخطيب صنيع الخبث الباسيلي والعداوة الحزبلاهية، وشريك منظومة الفساد، والنسخة الممسوخة للحريرية، وفق خيال العونية وكيدية حزب الله.

 

ويقولون لك: لماذا جبران باسيل والعونيّون؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

يصعبُ الفصل بين الأجزاء التي تتكامل لتؤدِّي، في النهاية، عملاً واحداً. لكنْ في حدود القدرة على الفصل، يجوز ترميز أطراف المحنة اللبنانيّة على النحو التالي: المصرف أكثر ما يمثّل النهب، و«حزب الله» أكثر ما يمثّل الاحتياط القمعيّ، وجبران باسيل والتيّار العوني أكثر من يمثّل السياسة والقيم الرديئة.

والحال أنّ عونيّة باسيل، والعونيّة عموماً، تشبه في نشأتها تلك الروايات ذات البدايات الكثيرة. لكنّ كلّ واحدة من بدايات العونيّة تنطح البداية الأخرى. لنعد قليلاً إلى التراث الحزبيّ:

«حرب التحرير» ضدّ الجيش السوري في مارس (آذار) 1989 كانت تستدعي، أقلّه في الحسابات الطائفيّة التقليديّة، مخاطبة توحيديّة للّبنانيين، بدءاً بالمسيحيين. في المقابل، تلازمت الحرب مع قصف غير مسبوق للمناطق التي يسكنها مسلمون، ثمّ «استكملت» بـ«حرب الإلغاء» ضدّ «القوّات اللبنانيّة». الحربان لم يفصل بينهما أكثر من عشرة أشهر. المنفى الفرنسي كان أيضاً بداية تأسيسية لزعامة عون الناشئة. النفي يحيط المنفي بالهالة. تلك البداية مهّدت لمواقف وتحالفات مع الخصوم الأميركيين والغربيين الأكثر تشدّداً لسوريّا الأسد و«حزب الله». في مطالع 2006، انقلب الأبيض أسود: وُقّع «تفاهم مار مخايل» الذي ألحق التيّار العوني بـ«حزب الله»، وتالياً بسوريّا. حصل ذلك بعد عام على الاغتيالات الشهيرة التي افتتحها اغتيال رفيق الحريري.

صيف 2001. ومن منفاه الفرنسيّ، دعا ميشال عون أنصاره إلى التظاهر تضامناً مع أفراد الجيش اللبناني الذين ساندوه في حربه ثمّ صدرت بحقّهم أحكام جائرة. اعتصام الأنصار كان تأسيسياً للحضور الجماهيري المفتوح للعونيين، خصوصاً بعد قمعه بضراوة. المناضلون والكوادر الذين فرزتهم تلك التجربة أصبح معظمهم خارج التيّار العونيّ. قبل ذاك وبعده، أدخل العونيّون إلى اللغة السياسيّة اللبنانيّة مسائل الفساد والطرق التقليديّة في ممارسة السلطة. إنّها بداية أخرى. لكنّ جبران باسيل، بوصفه صهر الزعيم ورئيس الجمهوريّة اللاحق، بات الرجل الذي يتأخّر تشكيل الحكومات من أجل أن يُضمن له المنصب الحكومي اللائق. صار أيضاً رئيس «التيّار الوطني الحرّ» ورئيس كتلته البرلمانيّة. اليوم، ووسط الشواغل المصيريّة، يتردّد أنّ باسيل هو من يشكّل الحكومة! مقتطعاً لنفسه وزارة الداخليّة. الفساد، بالتالي، مجرّد أداة للانتقام.

والعونيّون أرفقوا كلّ دعايتهم السياسيّة بتعبير «القوّة» وبالوعد بها: إنّهم سيجعلون الحكم «قويّاً» والدولة «ذات هيبة». حصل العكس تماماً. ردّاً على ذلك قالوا إنّ اتفاق الطائف يحول دون ما وعدوا به و... رضخوا له. رضوخهم حفّت به سعادة غامرة لا يشوبها أدنى اعتراض.

يتحدّثون كثيراً عن العلمانيّة ويسممون الفضاء بالطائفيّة. حكمتهم: إمّا العلمانيّة الآن أو خذوا طائفيّة الحدّ الأقصى.

كاتالوغٌ للتناقضات إذاً. لكنّه بوصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهوريّة في 2016 صار هو نفسه كاتالوغاً للحكم ومرآة لتهافته.

في المقابل، تقتضي الأمانة القول إنّ هذه التناقضات لم تسقط من فراغ ولم تنمُ في فراغ. أمّا أهمّ العناصر التي تدخّلت في بلورتها فكان «التحالف الرباعيّ» بُعيد الانسحاب السوري وقُبيل انتخابات 2005. يومذاك تراءى للمسيحيين أنّ إحباطهم سوف يستمرّ لأنّ من الممنوع عليهم أن يغادروا الإحباط. بجيش سوري ومن دونه سيُكتب الإحباط عليهم لأنّ هذه إرادة المسلمين اللبنانيين. هذه القراءة وسّعت شعبيّة العونيين بقدر ما كرّست العونيّة حركة إحباط وتخبّط فيه. الأخيرة لم تتحرّك مذّاك، وحتّى الانتخابات الرئاسيّة في 2016، إلاّ بقوّة الكراهية المثلّثة الأضلاع: لـ«القوّات اللبنانيّة»، وللسنة، وللدروز. إنّها بالتالي سياسة مؤسّسة على الكراهية. نبش المواضي النزاعيّة، بحدّة وإصرار ومواظبة، صار مهنة العونيين الأولى. عقليّة الحرب الأهليّة، وتحديداً الردّ الشمشوني «علي وعلى أعدائي»، هي التي قادتهم إلى التحالف مع «حزب الله» ودمشق. لكنّ أخطر ما في العونيّة هو بالتحديد ماضويّتها. هنا، في أغلب الظنّ، نقع على التفسير الأوفى للمعضلة التي يطرحها أتباع باسيل على شكل سؤال بريء واستضحائيّ: لماذا استهدفنا شبّان الثورة بالشتائم ونحن لم نكن حكّام البلد وواضعي سياساته الاقتصاديّة في السنوات الثلاثين الماضية؟ لكنْ لا بأس بأن نعاود رسم العونيّة وجبران باسيل في عيون شبّان الثورة وشابّاتها: فلنتصوّر مثلاً شابّاً أو صبيّة في العشرين يطمحان إلى العيش في بلد ديمقراطي حديث، وعلماني وغير عنصري إن أمكن. لنتصوّرهما وهما يشاهدان الصعود السياسي لباسيل لأنّه «صهر الرئيس»، وكيف يمارس رئاسته السلطانيّة لحزبه...، ولنتصوّرهما وهما لا يسمعان منه أو من محيطه السياسي إلاّ التهويل بالطائفيّة وبـ«حقوق المسيحيين» و«استعادتها»، وبأوزان الطوائف وحصصها، والدفاع عن مواقف كعدم تأجير مسلمين في مناطق مسيحيّة، أو النفخ في نار العنصريّة والتحريض اليومي على اللاجئين والأجانب والحديث عن أنّنا عنصريّون في وطنيّتنا!... إنّ مشهداً كهذا أكثر من كافٍ لإسباغ صورة العدوّ على باسيل وتيّاره في نظر الطامحين إلى مستقبل آخر. فهؤلاء الشبّان، وهم أحسن ما فينا، لا يجدون فيه وفي تيّاره إلاّ أسوأ ما فينا. إنّهم يجدون فيهما الصوت الأشدّ عدواناً، وبالطريقة الأكثر جلافة، على الأمل الذي فيهم. هل تُستكثَر الشتيمة والحال هذه؟

 

الخضراء... وثنائية الشارع والمرجعية

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2019

دخلت ثورة الأول من أكتوبر (تشرين الأول) العراقية منعطفاً جديداً بعد استقالة الحكومة تحت ضغط الشارع والمرجعية، وأعطت الاستقالة هذه الثنائية بمشتركاتها العامة والخاصة القدرة على الرد والمبادرة، كونها تتحرك وفقاً لشرعيتين الأولى دستورية باعتبار أن الشعب مصدر السلطات، وذلك من خلال حركة الاحتجاجات العارمة لنزع الشرعية عن العملية السياسية، والثانية شرعية روحية منحتها المرجعية الدينية العليا في النجف من خلال تأييدها لمطالب المحتجين، ويُسَجل للمرجعية في هذه المرحلة صوابية تعاطيها مع أطراف الأزمة بعد إصرارها على موقفها السابق بإغلاق أبوابها نهائياً بوجه الطبقة السياسية من جهة، ومن جهة ثانية إشاراتها الإيجابية الواضحة تجاه الشارع ومطالبه، وهذا ما عزز التناغم بينهما، حيث تتصرف المرجعية بحدود قدرتها على التأثير، فيما بات الشارع مدركاً للحساسيات التي تخضع لها مواقفها، ويتجنب إحراجها حتى لا يخسرها، فيما تلتزم هي بإرشاده فقط، حتى لا تُتّهم بمصادرته أو تطويقه. وفي هذا الصدد يقول الباحث في شؤون الحوزة الدكتور علي مدن في مقال له بعنوان: «السيستاني والاحتجاجات» إن «السمة الأبرز في موقف المرجع السيستاني في الشؤون السياسية هي واقعيته، بمعنى أنه يعلق موقفه في جميع القضايا المتصلة بالسياسة على الإرادة الشعبية الحرة للمواطنين، وغاية ما يمكنه فعله هو تقديم النصح والتوجيه دون أن يكون ملزماً لأحد بتلك النصائح والتوجيهات».

ففي المواجهة المستمرة مع سلطة الخضراء، يظهر الشارع أكثر تماسكاً رغم حالة الفوضى المفتعلة التي يواجهها في مناطق متعددة وأخطرها في مدينة النجف، حيث تحاول الأطراف الداخلية والخارجية المأزومة نتيجة فشلها الأمني في إخماد حركة الاحتجاجات، وفشلها السياسي في منع الفراغ الحكومي، الإيقاع بينهم وبين المرجعية، من خلال الاستثمار في الفراغ الأمني وجرّ بعض المتظاهرين للقيام بأعمال عنف تُحرج المرجعية وتُضعف موقفها، وذلك بهدف نزع غطائها المعنوي عن المتظاهرين وإظهارهم بموقع المتهم الذي لم يلتزم بشروط السلمية التي شددت عليها بكافة خطبها منذ اندلاع الانتفاضة.

عملياً، أدت استقالة الحكومة إلى تصدعات كبيرة داخل الطبقة السياسية التي تعرضت لانتكاسة سياسية ومعنوية، وتواجه صعوبة في تجاوز تناقضاتها وخلافتها من أجل إنقاذ ما تبقى من سلطتها، وحصر الأزمة المتصاعدة بين أطرافها باستقالة الحكومة فقط، والإصرار على إنكار ما يحدث في العراق من تحولات جذرية منذ شهرين، لذلك هي على استعجال كامل من أجل تقديم البدائل من داخلها والعودة إلى التعامل مع الاحتجاجات كأعمال شغب تُخلّ بالأمن والقانون، وهذا ما سيفتح المرحلة المقبلة نحو تصعيدين خطيرين بوجه ثنائية الشارع والمرجعية من خلال شيطنة الأول (الشارع) والتعامل معه بعنف تحت حجة إعادة الاستقرار، والضغط على الثانية (المرجعية) تحت حجة منع الانزلاق إلى الفوضى، وتصوير الأزمة على أنها مؤامرة خارجية، أدواتها جماعات مندسة تديرها فلول البعث، هدفها إسقاط النظام وليس تغيير المنظومة، الأمر الذي سيكشف حجم التعنت الذي تمارسه ومدى استهتارها بمستقبل العراق وشعبه. وستلجأ إلى هذه الخيارات الخشنة نتيجة قناعتها بأن الهوة بينها وبين هذه الثنائية من المستحيل ردمها أو إعادة ترميم العلاقة معها، حيث تصطدم بتوافقات الثنائية المتمسكة بشروط شبه تعجيزية للحل، رغم اختلافهما في طرح آلية التطبيق، لكنهما مجتمعان على هدف التغيير.

حتى الآن تبدو سلطة الخضراء ومن يقف خلفها خارج الحدود غير قادرة على طرح اسم لرئاسة الوزراء يحظى بقبول الشارع، أو استحسان المرجعية، ولم تعد تملك وسيلة غير القمع من أجل الحفاظ ليس فقط على حضورها بل على وجودها، خصوصاً أن مطلب الثنائية الأساسي هو إقرار قانون جديد للانتخابات، ما سيؤدي إلى إضعاف جزء منها وإخراج جزء آخر نهائياً من المشهد، فهي عالقة ما بين القبول بشخصية من خارج الصندوق أو الاحتكام إلى نتائج الصندوق، وفي انتظار تبلور واحدة من هذه الخيارات، تبدو السلطة مُصّرة على الذهاب في مغامرتها الدموية إلى أقصى درجات العنف.

 

حمم الثورات تدكُّ أسوار نظام طهران

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/04 كانون الأول/2019

كشفت الأحداثُ التي شهدتها بعضُ الدُّول العربية والإسلامية في العامين الماضيين عن أن أجهزة الاستخبارات لم تعد تلك العصا الغليظة التي تقمع بها الأنظمة الاستبدادية شعوبها، ولا الاختباء خلف السلطة الدينية على شاكلة ما هو سائد في إيران حاليا، يمكن أن يجعل الشعوب تركن إلى الشعارات، فهذه لا تطعم خبزاً، أو تؤمّن دواءً لمريض، لذلك باتت القوة الحقيقية هي المجتمعات المتخلية عن الخوف في مواجهة قوة عارية مستبدة لا تعرف كيف تستر فسادها ونهبها ثروات الشعوب، والسيطرة عليها من خلال مسرحيات الانتخابات الديمقراطية كما هي الحال، مثلاً، في إيران أو لبنان أو العراق.

ما يجري اليوم في بعض الدول العربية وإيران هو هدم لأسوار الخوف في ما يمكن اعتباره استجابة لقول الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي في ثلاثينات القرن الماضي:

“إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر”

فها هو القدر يستجيب للعراقيين، كما استجاب من قبلهم للسودانيين والجزائريين، ولا شك أنه سيستجيب للبنانيين الذين تخطوا في انتفاضتهم كل حواجز التخويف، أكان من حرب أهلية لوح بها أمراء الزعران والبلطجية والميليشيات السلطوية، أو من انهيار مالي واقتصادي، فيما الطغمة الحاكمة مستمرة في نهب البلاد، برعاية مباشرة من قوة خارجة على الدستور والقانون وعميلة للخارج تسمى زوراً وبهتاناً “حزب الله”. صحيح، شكلاً، أن ما يجري ثورة شعوب على فاسدين، لكنها في المضمون ثورة على احتلال مقنع، دخل إلينا في مرحلة الانقسام، حين استقال العرب من دورهم عندما وقعوا في فخ الخلافات الجانبية وأدخلوا دب العدو إلى عقر دارهم من خلال تشققات في ضمائر بعض الموتورين وضعاف النفوس، وحين أرادوا حماية أنفسهم كان العدو تغلغل بينهم بمسميات عدة، بدأت بـ”الإخوان” المتأسلمين، ولم تنته عند “داعش” قرون الظلمات، و”أحزاب الله” العميلة بأطيافها الملونة. كل هذا كان بسبب عدم اتحاد العرب والانتفاض كأمة واحدة على عدويهما، نظام ملالي إيران وإسرائيل، حتى أمعن حكام بعض الدول التي تصنِّف نفسها ديمقراطية في مراكمة الثروات بدلاً من التفرغ لتنمية بلادهم، ما أدى إلى تفجر براكين الغضب الشعبي، بدءا من تونس قبل نحو عشر سنوات، وصولا اليوم إلى لبنان والعراق، فيما دكت قبضات الثورة المضرجة بالدماء أبواب نظام طهران، وبدأت الحمم تتساقط داخل أسواره. في النصف الأول من القرن العشرين ثارت الشعوب على مشروع سايكس- بيكو، وعملاء الاستعمار الذين عُيّنوا في ليل للإبقاء عليها تحت ربقة الاحتلال والاستتباع، وكانت قصيدة أبوالقاسم الشابي معبرة خير تعبير عن حال الأمة آنذاك حين قال:

“إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي

وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر”

اليوم يتكرر المشهد، ففي إيران ولبنان ثار الناس على مخطط الولي الفقيه الفارسي، الساعي إلى إحياء امبراطورية درسها الزمن، كي تكون الرديف والظهير لإسرائيل في المنطقة، فيعود العرب بين فكي كماشة صهيونية- فارسية، تقبض عليها الإدارة الأميركية.

نعم، هو زمن انكسار القيد وبزوغ الفجر الجديد لينجلي ليل الظلم، ولهذا فإن القدر اليوم يستجيب لهذه الشعوب التي ستكمل مسيرتها حتى تصل إلى هدفها، وهو دحر الاحتلال الإيراني، المباشر والمقنع، وعندها ستتجلّى إرادةُ الحياة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئاسة الجمهورية: يوم الاثنين في 9 ك1 موعد الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي:"عطفا على احكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور، يجري فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، يوم الاثنين الواقع فيه 9 كانون الأول 2019، في القصر الجمهوري في بعبدا، وفق التالي:

أولا: فترة قبل الظهر:

- دولة الرئيس سعد الدين الحريري(الساعة 10.30)

- دولة الرئيس نجيب ميقاتي(الساعة 10.45)

- دولة الرئيس تمام سلام(الساعة 11.00)

- دولة نائب الرئيس ايلي فرزلي(الساعة 11.15)

1 - كتلة تيار المستقبل (الساعة 11.30) تضم النواب السادة :

سعد الدين الحريري، رولا الطبش، نزيه نجم، محمد كبارة، هنري شديد، بهية الحريري، طارق المرعبي، محمد سليمان، سمير الجسر، ديما الجمالي، عثمان علم الدين، سامي فتفت، عاصم عراجي، محمد القرعاوي، بكر الحجيري، محمد الحجار، وليد البعريني، هادي حبيش.

2- كتلة الوفاء للمقاومة (الساعة 11.45) تضم النواب السادة :

محمد رعد، أمين شري، انور جمعه، ابراهيم الموسوي، حسين الحاج حسن، علي المقداد، ايهاب حماده، حسن عز الدين، حسين جشي، حسن فضل الله، علي فياض، علي عمار.

3 - كتلة التكتل الوطني (الساعة 12.00) تضم النواب السادة :

فريد الخازن، طوني فرنجية ، اسطفان الدويهي، فايز غصن، مصطفى الحسيني.

4- كتلة حزب التقدمي الاشتراكي (الساعة 12.15) تضم النواب السادة:

تيمور جنبلاط، مروان حمادة، نعمه طعمة، أكرم شهيب، هنري حلو، بلال عبد الله، هادي ابو الحسن، وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ.

5 - الكتلة الوسطية المستقل (الساعة 12.30) تضم النواب السادة:

نجيب ميقاتي، جان عبيد، نقولا نحاس، علي درويش.

6-الكتلة القومية الاجتماعية (الساعة 12.45) تضم النواب السادة:

أسعد حردان، سليم سعاده، البير منصور.

7- كتلة نواب الكتائب (الساعة 13.00) تضم النواب السادة:

سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش.

ثانيا: فترة بعد الظهر:

8-كتلة اللقاء التشاوري الساعة (15,00) تضم النواب السادة:

الوليد سكرية، فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، عبد الرحيم مراد.

9 - كتلة الجمهورية القوية (الساعة 15.15) تضم النواب السادة:

انطوان حبشي، أنيس نصار، بيار بو عاصي، جان طالوزيان، جورج عدوان، جورج عقيص، جوزاف اسحق، زياد الحواط، ستريدا طوق، شوقي الدكاش، عماد واكيم، فادي سعد، قيصر المعلوف، ماجد ادي أبي اللمع، وهبي قاطيشه.

10 - النواب المستقلون السادة:

ميشال المر(الساعة 15.30)

فؤاد مخزومي(الساعة 15.40)

ادي دمرجيان(الساعة 15.50)

اسامه سعد(الساعة 16.00)

جميل السيد(الساعة 16.10)

بوليت ياغوبيان(الساعة 16.20)

نهاد المشنوق(الساعة 16.30)

شامل روكز(الساعة 16.40)

نعمه افرام(الساعة 16.50)

11 - كتلة التنمية والتحرير (الساعة 17.00) تضم النواب السادة:

نبيه بري، أنور الخليل، علي حسن خليل، علي خريس، محمد نصر الله، ياسين جابر، قاسم هاشم، علي عسيران، محمد خواجه، غازي زعيتر، علي بزي، ميشال موسى، هاني قبيسي، أيوب حمـيّد، عناية عز الدين، ابراهيم عازار، فادي علامة.

12- تكتل لبنان القوي (الساعة 17.15) تضم النواب السادة:

جبران باسيل، نقولا صحناوي، ابراهيم كنعان، ايلي الفرزلي، ادكار طرابلسي، جورج عطاالله، سليم عون، زياد أسود، سليم خوري، سيمون ابي رميا، روجه عازار، ادكار معلوف، الياس بو صعب، الان عون، حكمت ديب، اسعد درغام، مصطفى حسين، انطوان بانو، ميشال ضاهر.

- كتلة نواب الأرمن تضم النواب السادة: أغوب بقرادونيان، هاكوب ترزيان، الكسندر ماطوسيان.

- كتلة ضمانة الجبل تضم النواب السادة: طلال ارسلان، سيزار أبي خليل، ماريو عون، فريد البستاني.

- رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض".

 

بري التقى نواب الاربعاء والقائم بالاعمال العراقي: الأمور بمنتهى الإيجابية والكل أبدى رغبة بتقديم التنازلات

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه "نواب الأربعاء" في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة انه "لا يجوز لأحد التنصل مما يجري في خضم ما نعانيه من أزمات مالية وإقتصادية"، مشددا على "وجوب الإستثمار في تدعيم الشراكة الوطنية لمواجهة التحديات الضاغطة التي يكتوى بنارها اللبنانيون".

وفي الشأن الحكومي، قال بري: "ان الأمور كانت في منتهى الإيجابية، خاصة وان الجميع أبدى رغبة بتقديم التنازلات، مع العلم أننا دفعنا دائما أغلى الأثمان في التأخير بتشكيل الحكومات".

وفي الموضوع المتصل بمكافحة الفساد ودور المجلس النيابي قال: "مرة اخرى احد أهم إبتلاءات لبنان عدم تنفيذ القوانين الموجودة والتي يتجاوز عددها 53 قانونا أقرها مجلس النواب والمتعلقة بمكافحة الفساد، وأبرزها على المثال لا الحصر:

- قانون رقم 33 تاريخ 16/10/2008

الإجازة للحكومة الإنضمام الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

- قانون معجل رقم 27 تاريخ 24/11/2015.

الموافقة على إبرام اتفاق إنشاء الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد بصفتها منظمة دولية.

- قانون رقم 680 تاريخ 24/8/2005.

الإجازة للحكومة الإنضمام الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.

- قانون رقم 83 تاريخ 10/10/2018.

حماية كاشفي الفساد.

- قانون رقم 28 تاريخ 10/2/2018

الحق في الوصول الى المعلومات.

- قانون رقم 84 تاريخ 10/10/2018.

دعم الشفافية في قطاع البترول.

- قانون رقم 154 تاريخ 27/12/1999.

الأثراء غير المشروع.

- قانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001.

مكافحة تبييض الأموال.

- قانون رقم 547 تاريخ 20/10/2004

تعديل القانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001 (مكافحة تبييض الأموال).

- قانون رقم 32 تاريخ 16/10/2008

توسيع صلاحية "هيئة التحقيق الخاصة" المنشأة بموجب القانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001 المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال.

- قانون معجل رقم 44 تاريخ 24/11/2015

مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

وحول قانون السلطة القضائية، أشار رئيس المجلس الى ان "لجنة الإدارة والعدل قررت رد القانون عام 2001 وعرض الأمر على الهيئة العامة، ثم اعيد الى لجنة الإدارة والعدل بعد طلب الرئيس الراحل عمر كرامي احد مقدمي طلب الإقتراح".

وكان الرئيس بري استقبل في اطار "لقاء الاربعاء" وزير المال علي حسن خليل والنواب: بلال عبدالله، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ، نزيه نجم، فريد البستاني، حسين جشي، امين شري، هاني قبيسي، ايوب حميد، ميشال موسى، علي بزي، انور الخليل، محمد نصرالله، اسطفان الدويهي، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي، فادي علامة، علي خريس، ابراهيم عازار، غازي زعيتر، الوليد سكرية، سليم عون، علي فياض، ياسين جابر، عاصم عراجي، علي عمار، علي المقداد، حسن فضل الله، حسن عزالدين وطارق المرعبي.

النصراوي

كما استقبل بري القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت امين النصراوي الذي وضع الرئيس بري بآخر تطورات الاوضاع على الساحة العراقية فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين.

برقية تعزية

على صعيد آخر ابرق بري معزيا مستشار الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون الدولية الدكتور علي ولايتي بوفاة شقيقته.

 

لا موقف لدار الفتوى من تكليف الخطيب

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن لا صحة لما يتم تداوله عن أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أو دار الفتوى سيصدران بيانا يحددان فيه موقفا من تكليف سمير الخطيب تأليف الحكومة.

 

رئاسة الجمهورية ردا على بيان رؤساء الحكومة السابقين: التشاور لا يشكل خرقا للدستور ولا انتهاكا للطائف

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، البيان الاتي:

"في ضوء البيان الصادر ظهر اليوم عن الرؤساء السابقين للحكومة لا بد من التأكيد على الاتي:

اولا: لو أدرك الرؤساء السابقون ما كان سيترتب على الاسراع في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من انعكاسات سلبية على الوضع العام في البلاد وعلى الوحدة الوطنية والشرعية الميثاقية، لما اصدروا هذا البيان وما تضمنه من مغالطات ولكانوا ادركوا صوابية القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في سبيل المحافظة على الاسس الوطنية والميثاقية التي قام عليها لبنان.

ثانيا: ان التشاور الذي اجراه رئيس الجمهورية لا يشكل خرقا للدستور ولا انتهاكا لاتفاق الطائف، لا بنصه ولا بروحه، لا سيما وان الدستور المنبثق عن هذا الاتفاق لا يحدد مهلة زمنية لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة كما لا يحدد مهلة للرئيس المكلف حتى ينجز تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وبالتالي، فان لا اعتداء من قبل الرئيس على صلاحيات اي كان.

ثالثا: ان رئيس الجمهورية، هدف من خلال الافساح في المجال امام المشاورات بين الكتل النيابية، الى تأمين تأييد واسع للرئيس المكلف ما يسهل عليه تشكيل الحكومة وذلك في ضوء التجارب المؤلمة التي حصلت في ايام اصحاب الدولة الذين اصدروا البيان اليوم. علما ان مسألة التشاور الذي يسبق تأليف اي حكومة جديدة كانت طبيعية وتجري دائما في ظروف عادية، فكيف وان البلاد تمر في ظروف استثنائية تحتاج الى خطوات استثنائية تحمي وحدتها ومقتضيات الوفاق الوطني ومضمون مقدمة الدستور الذي يحرص رئيس الجمهورية في كل ما يقوم به من خطوات على احترامها والتقيد بها".

 

السنيورة وميقاتي وسلام: أي مرشح يقبل بالخضوع لاختبارٍ يساهم في خرق الدستور وفي إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

أصدر الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام البيان التالي نصه:

"لقد هال رؤساء الحكومة السابقين هذا الخرق الخطير لاتفاق الطائف والدستور نصا وروحا. كما هالهم أيضا الاعتداء السافر على صلاحيات النواب بتسمية الرئيس المكلف من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية بإجرائها وبنتائجها، ومن ثم الاعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة عندما يتم تكليفه تشكيل الحكومة بعد إجراء الاستشارات اللازمة، وذلك من خلال استباق هذه الاستشارات وابتداع ما يسمى رئيسا محتملا للحكومة، وهو ما قام به فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل كما أعلنه الوزير باسيل بذاته. إنّ تجاهل استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، وإهمال إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف، مع إنكار متماد لمطالب الناس المستمرة على مدى قرابة خمسين يوما، يعد استخفافا بمطالب اللبنانيين وتجاهلا لإرادتهم من قبل رئيس الجمهورية. إن الاعتداء غير المسبوق، لا قبل الطائف ولا بعده، على موقع رئاسة الحكومة يشكل جريمة خطيرة في حق وحدة الشعب اللبناني وفي حق أحكام الدستور. إن أي مرشحٍ لرئاسة الحكومة يوافق على الخوض في استشارات حول شكل الحكومة وأعضائها قبل تكليفه ويقبل بالخضوع لاختبار من قبل لجنة فاحصة غير مؤهلة ولا مخولة دستوريا، إنما يساهم أيضا في خرق الدستور، وفي إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء.

يرى رؤساء الحكومة السابقون وجوب وقف هذه المهزلة فورا والمبادرة ودون أي تلكؤ إلى العودة إلى احترام الدستور وما ينص عليه.

واعتبر رؤساء الحكومة السابقون اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة المستجدات".

 

رؤساء الحكومة السابقين ردا على بيان رئاسة الجمهورية: لتقدير الظروف الدقيقة ووقف السجالات والعمل الجدي والمنتج لإنقاذ لبنان

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

عبر رؤساء الحكومة السابقين عن استهجانهم، في بيان، ل"صدور بيان عن رئاسة الجمهورية، لاسيما وان هناك اتصالات جارية لتحديد شكل ومكونات الحكومة العتيدة، تتضمن إجراء امتحانات، بعضها استعراضي، وبعضها الآخر يجري في غرف مظلمة، يقوم بها من هو غير مخول دستوريا لذلك، من أجل اختيار رئيس الحكومة المكلف وقبل إجراء الاستشارات النيابية الملزمة. وهذا يعني مخالفة صريحة للدستور وللأعراف الميثاقية في لبنان. صحيح أن الدستور لا يحدد موعدا زمنيا لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة، لكن روح الدستور، وتحت وطأة الأوضاع الوطنية والنقدية والمعيشية الدقيقة والصعبة، تفرض على فخامة رئيس الجمهورية، الذي هو المسؤول الأول في البلاد، المسارعة لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف، وبعدها إبداء الحرص الشديد على تذليل العقبات وتقديم التسهيلات اللازمة للتعجيل في تأليف الحكومة، وبالتالي التمهيد العملي ومن جهة أولى لتلبية المطالب المحقة للمواطنين، ومن جهة ثانية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والنقدية والمعيشية المتردية، والتي يزداد ترديها بسبب استمرار التلكؤ في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة وعدم تقديم التسهيلات اللازمة لتأليف الحكومة العتيدة. إن رؤساء الحكومة السابقين وبدافعٍ من حرصهم على وحدة اللبنانيين وعلى تضامنهم واستقرار عيشهم المشترك واحترامهم لدستور وطنهم يهيبون بالجميع تقدير الظروف الدقيقة والصعبة التي تمر بها البلاد وبالتالي المسارعة إلى وقف السجالات التي لا طائل منها والتوجه إلى العمل الجدي والمنتج لإنقاذ لبنان وإخراجه من المحنة التي أصبح في خضمها.

 

رعد من جبشيت: ما نحن بصدد مواجهته من حرب ناعمة يوازي حرب تموز

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

النبطية - رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في لقاء سياسي نظمه قطاع جبشيت في "حزب الله"، "أن الوضع الإقتصادي مرير الآن، وإن طالت الأزمة فمن الممكن أن نرى بعض المظاهر التي تحتاج منا إلى تضافر الجهود وإلى وعي وتعاون كبيرين من الذين ما زالوا يربحون في أن يخففوا أرباحهم ومن الذين لا مورد لهم لتأمين لقمة العيش الكريم. نريد أن نتعاطى على قاعدة أننا كلنا جسد واحد، فيجب أن نتعاون ونبلسم الجراح، وإن شاء الله لا تطول هذه المسألة". وقال: "قدرنا أن نتابع هذا الثبات والصمود، وأقول لكم ما نحن بصدد مواجهته من هذا الوجه من الحرب الناعمة يوازي حرب تموز 2006. لاحظوا كم هي المسألة كبيرة بأبعادها وأهدافها ونتائجها، لكن كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن في هذه الحرب".

 

المطارنة الموارنة طالبوا بحكومة نزيهة ودعوا إلى مبادرة إنقاذية: لا يحق لأحد التصدي لانتفاضة الشعب

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

البيان

وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، وجاء في:

1- دخل لبنان أسبوعه الثامن من الغضب الشعبي المعبر عن مخاوف اللبنانيين واللبنانيات، حيال الانهيارات المتلاحقة التي تصيب الدولة أو تهددها، وباتت تقرع بشدة باب المجاعة؛ كل ذلك من دون أن تظهر ملامح رسمية جدية لحسن الاستماع إلى مطالب الناس والعمل على استجابتها، وفيها خصوصا إنقاذ للبلاد من مصير قاتم. إن الآباء يرفعون صوت احتجاجهم المتضامن مع أبنائهم، على إبقاء لبنان أسير حكومة تصريف أعمال، وأسير تجاذبات السياسيين الغارقة في مصالحهم الخاصة، فيما المطلوب سريعا، حكومة نزيهة قادرة على إبعاد لبنان عن الهوة الخطرة التي تتهدده، وبالتالي وضع حد للفساد والإفساد، وإطلاق آلية قانونية واضحة وحازمة بقضاء مستقل، لاسترداد المال المنهوب، وتأمين حقوق الناس المتعلقة بضمان إيداعاتهم المصرفية وتسهيل تحريكها، وبمتطلباتهم الحياتية الموفرة لحياة كريمة لهم ولعيالهم.

إن تمادي المسؤولين السياسيين في المماطلة يوقع أجيالنا الشابة والقوى الحية في تجربة هجرة الوطن من أجل تأمين مستقبلهم. وهذه مسؤولية خطيرة تقع على عاتق هؤلاء المسؤولين. فبلاد من دون شبابها، بلاد من دون مستقبل.

2- يحذر الآباء من تعمد جهات سياسية الاعتداء على الحراك الشعبي، من خلال اللجوء إلى العنف أو التسلل إلى صفوفه لضربه، وعبر اعتماد بعض الصحافة ووسائل الاعلام لتسفيه وجوده ومطالبه. ويناشدون عقلاء البلاد العمل لوقف ذلك. فانتفاضة الشعب إنتفاضة شرفاء يكفل الدستور حرية التعبير عنها، ولا يحق لأحد التصدي لها، وهي في حماية المؤسسات العسكرية والأمنية التي يوجهون إليها التحية والشكر على حسن أدائها.

3- يحذر الآباء من إصرار بعض السياسيين على تمرير اقتراح قانون للعفو من دون العبور برقابة اللجان النيابية المختصة، خوفا من أخطار لا يمكن أن يتحملها لبنان لما في الأمر من أغراض سياسية زبائنية بحتة.

ويستهجن الآباء هذا الإصرار والحكومة في حالة تصريف أعمال، والجو الشعبي الغاضب العام يشتد احتقانا ضد الفساد ووجوب مكافحته، والنص يشتمل على التوسع الضمني في مفهوم العفو، ليضم إليه من هم متهمون بالفساد، وبجرائم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، والإخلال بواجبات المواطنة وسواها من الجرائم، وعدم دقته في موضوع المخدرات.

4- يناشد الآباء الأشقاء وأصدقاء لبنان في العالم، الأخذ في الاعتبار خطورة أوضاعه، ولا سيما المالية والاقتصادية، فلا يربطون الحلول الناجعة لها بما يجري في الشرق الأوسط، ولا بحسابات تؤذي لبنان واللبنانيين في مكامن قاتلة من حياتهم اليومية والوطنية. ويدعونهم إلى مبادرة إنقاذية تأتي بحجم الكارثة المحدقة به وبأهله. فلطالما كان لبنان وفيا لالتزاماته الإنسانية في أزمنة استقراره ورخائه.

5- دخلت الكنيسة زمن ميلاد المخلص الإلهي. لذا يدعو الآباء المؤمنين إلى الانخراط في هذا الزمن بإيمان الآباء والأجداد، ويأملون بأن يترافق حلول الميلاد المجيد مع انطلاق مسار خلاص لبنان من أزمته الحادة. ويسألون الفادي الإلهي عطفه على لبنان وشعبه، ومده يد العون، فتكون ذكرى ميلاده هذا العام خشبة خلاص لهما، أعاده الله على الجميع بالبركة وكمال النعمة".

 

بري التقى نواب الاربعاء والقائم بالاعمال العراقي: الأمور بمنتهى الإيجابية والكل أبدى رغبة بتقديم التنازلات

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه "نواب الأربعاء" في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة انه "لا يجوز لأحد التنصل مما يجري في خضم ما نعانيه من أزمات مالية وإقتصادية"، مشددا على "وجوب الإستثمار في تدعيم الشراكة الوطنية لمواجهة التحديات الضاغطة التي يكتوى بنارها اللبنانيون".

وفي الشأن الحكومي، قال بري: "ان الأمور كانت في منتهى الإيجابية، خاصة وان الجميع أبدى رغبة بتقديم التنازلات، مع العلم أننا دفعنا دائما أغلى الأثمان في التأخير بتشكيل الحكومات".

وفي الموضوع المتصل بمكافحة الفساد ودور المجلس النيابي قال: "مرة اخرى احد أهم إبتلاءات لبنان عدم تنفيذ القوانين الموجودة والتي يتجاوز عددها 53 قانونا أقرها مجلس النواب والمتعلقة بمكافحة الفساد، وأبرزها على المثال لا الحصر:

- قانون رقم 33 تاريخ 16/10/2008

الإجازة للحكومة الإنضمام الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

- قانون معجل رقم 27 تاريخ 24/11/2015.

الموافقة على إبرام اتفاق إنشاء الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد بصفتها منظمة دولية.

- قانون رقم 680 تاريخ 24/8/2005.

الإجازة للحكومة الإنضمام الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.

- قانون رقم 83 تاريخ 10/10/2018.

حماية كاشفي الفساد.

- قانون رقم 28 تاريخ 10/2/2018

الحق في الوصول الى المعلومات.

- قانون رقم 84 تاريخ 10/10/2018.

دعم الشفافية في قطاع البترول.

- قانون رقم 154 تاريخ 27/12/1999.

الأثراء غير المشروع.

- قانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001.

مكافحة تبييض الأموال.

- قانون رقم 547 تاريخ 20/10/2004

تعديل القانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001 (مكافحة تبييض الأموال).

- قانون رقم 32 تاريخ 16/10/2008

توسيع صلاحية "هيئة التحقيق الخاصة" المنشأة بموجب القانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001 المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال.

- قانون معجل رقم 44 تاريخ 24/11/2015

مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

وحول قانون السلطة القضائية، أشار رئيس المجلس الى ان "لجنة الإدارة والعدل قررت رد القانون عام 2001 وعرض الأمر على الهيئة العامة، ثم اعيد الى لجنة الإدارة والعدل بعد طلب الرئيس الراحل عمر كرامي احد مقدمي طلب الإقتراح".

وكان الرئيس بري استقبل في اطار "لقاء الاربعاء" وزير المال علي حسن خليل والنواب: بلال عبدالله، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ، نزيه نجم، فريد البستاني، حسين جشي، امين شري، هاني قبيسي، ايوب حميد، ميشال موسى، علي بزي، انور الخليل، محمد نصرالله، اسطفان الدويهي، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي، فادي علامة، علي خريس، ابراهيم عازار، غازي زعيتر، الوليد سكرية، سليم عون، علي فياض، ياسين جابر، عاصم عراجي، علي عمار، علي المقداد، حسن فضل الله، حسن عزالدين وطارق المرعبي.

النصراوي

كما استقبل بري القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت امين النصراوي الذي وضع الرئيس بري بآخر تطورات الاوضاع على الساحة العراقية فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين.

برقية تعزية

على صعيد آخر ابرق بري معزيا مستشار الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون الدولية الدكتور علي ولايتي بوفاة شقيقته.

 

رسالة من سامي الجميل الى الرئيس عون: تأخير الدعوة إلى الاستشارات يسهم في استمرار نظام محاصصة قادنا إلى الهاوية

وطنية - الأربعاء 04 كانون الأول 2019

وجه النائب سامي الجميل رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جاء فيها:

"أتوجه إليكم بهذه الرسالة في هذا الوقت العصيب من تاريخنا، فنحن على متن سفينة تغرق، واللبنانيون يعيشون المعاناة اليومية في ظل تعطل مؤسساتهم نتيجة تقاعسكم حتى الساعة عن تحديد موعد للاستشاريات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المقبل.

وحقيقة الأمر أنني كنت مقتنعا، حتى قبل انتخابكم، أن النظام المدمر للحوكمة، هذا الذي تفرضه الطبقة السياسية، لا يعقل أن يحارب من الداخل، بل من خلال معارضة حازمة انخرطت فيها بدون تنازلات. (ولهذا السبب قررنا منذ البدء عدم المشاركة في الاتفاق الذي أدى إلى وصولكم إلى سدة الرئاسة.)

هل تذكرون تحذيراتي المتكررة؟ هل تذكرون كيف كان أعضاء النظام يصفون تصريحاتي بالغوغائية؟

في الظاهر، كانت الانتخابات النيابية الأخيرة لتمنح هذا النظام شرعية جديدة.

وقد اعتبرت الأحزاب التي كانت المحرك الرئيسي لولايتكم يومها أن الناخبين يعطونها غطاء سياسيا لا يقبل الجدل.

ثلاث سنوات مرت من دون أن تبالي هذه الأحزاب بالكارثة المعلنة. ثلاث سنوات لم تعد السفينة إلى مسارها، بل على العكس ساهمت في تفاقم الوضع لدرجة التعجيل بالانهيار.

وواقع الأمر أن الناخبين لم يمنحوا شرعية جديدة لانتهازيي النظام بل أعطوهم فرصة أخيرة. الفرصة لتغيير النظام، والتقدم بالإصلاح، والعمل بما يخدم المصلحة العامة. ولكن مع الأسف، لم يتم اغتنام هذه الفرصة.

سيدي الرئيس، لربما أكبر إنجازات عهدكم قد تحقق أمام ناظريكم إنما على غفلة منكم. وهذا الإنجاز الكبير هو انتفاضة اللبنانيين. نعم، لقد انتفض المواطنون اللبنانيون في حراك سام بوحدته، وحزمه، وعدالته، وإبداعه، وبروحه المرحة، وحكمته. ثار المواطنون بقوة وإصرار ضد النظام الذي يدمر بلادهم، ويودي باللبنانيين إلى كارثة اجتماعية واقتصادية وإلى البطالة والفقر. وفيما دفعت سياسات النظام المحتضر بلبنان إلى تصدر قائمة التصنيفات العالمية لسوء الإدارة، إن لم يكن أسوأ من ذلك، كسبت انتفاضة الشعب برقيها احترام العالم أجمع.

وهذا التأخير اليوم في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة وعدم تكليف رئيس للحكومة طالما أن التأليف لا يلبي تطلعات الأحزاب التي سبق وأثبتت عدم فعاليتها وسوء إدارتها، لا يعد تجاوزا للدستور فحسب، بل هو يسهم في زيادة التعطيل، وفي استمرار نظام المحاصصة الذي يدينه الجميع والذي قادنا إلى الهاوية.

فما يطلبه المواطنون، ومطالبهم في ذلك محقة، تسمية رئيس للوزراء وفقا للقواعد المرعية، يليه تشكيل حكومة تتألف حصرا من التكنوقراط المستقلين عن الأحزاب، كل الأحزاب، وأن يكون هم هذه الحكومة الأول والأخير إنقاذ البلد.

ومع ذلك، وأمام هذه المطالب المشروعة والتي من شأنها أن تعيد الثقة، وبالرغم من خطورة الوضع والحاجة الملحة، ما زلتم مستمرين في تأخير الاستحقاقات وتجريدها من معناها. والواقع أن التأخير، كما المفاوضات الدائرة حاليا، يجرد الاستشارات النيابية من هدفها، بما أنه عندما ستنطلق هذه الاستشارات أخيرا، يكون كل شيء قد سبق وتقرر. وعندما ستتم دعوة النواب أخيرا إلى الاستشارات النيابية، هل يتوقع منهم أن يشاركوا في تمثيلية بائسة للمصادقة على النتائج التي تكون قد سبق وتوصلت إليها المفاوضات الدائرة حاليا؟ أو لم تلاحظوا أن المفاوضات التي تجري الآن قد ولى زمانها؟

لقد رسم الحراك خطا يفصل بين الرؤية الحديثة التي يدافع عنها المواطنون من جهة والحيل والألاعيب التي مثلت أسلوب العمل الوحيد الذي بني عليه النظام الحالي من جهة أخرى. وقد تم التقدم بحجة لتبرير الجدوى من إجراء هذه المفاوضات وعدم الاستجابة لمطالب الشعب أو التقيد بأحكام الدستور. ومفاد هذه الحجة أنه ينبغي للحكومة العتيدة أن تحظى في آن واحد بثقة المواطنين وبثقة الأحزاب ذات الأغلبية في البرلمان. ويا له من اعتراف! هكذا، بكل بساطة يتم الإقرار بأن مصالح البرلمان يمكن أن تختلف عن مصالح الشعب وعن المصلحة العامة؟ هل من المعقول، بعد التقدم بحجة كهذه وبعد الإقرار بأن مجلس النواب منفصل عن الشعب، ألا يتم تنظيم انتخابات جديدة؟ وفي هذا الصدد، لا شك أنكم تعلمون أننا قد سبق وتقدمنا باقتراح قانون لتقصير مدة ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة كحد أقصاه 6 أيار 2020. ولكن ما هو أشد خطورة اليوم هو ضياع الوقت الناجم عن هذه المفاوضات التي باتت ضرورية بحكم تقاسم المصالح.

ومع كل يوم يمر، تتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف ببلدنا وتزداد معها التضحيات التي يبذلها المواطن اللبناني والمعاناة التي يعيشها. سيدي الرئيس، لقد وقع الطلاق ما بين عالمين اليوم، وما بوسعي سوى أن أشعر بالندم والأسف إزاء هذا الإصرار على وضع العالم القديم المحتضر على جهاز التنفس الاصطناعي. الوقت يداهمنا، وبلدنا ينهار أمام أعيننا، والمواطنون يتجرعون مرارة المعاناة، وفي المقابل، الخيارات المتاحة أمامنا محدودة.

لا بد من تسمية رئيس للحكومة، بعد إجراء استشارات نيابية وليس إثر مفاوضات مشبوهة، ولا بد من تأليف حكومة تضم اختصاصيين مستقلين قادرين على إرساء حوكمة رشيدة، وعلى مكافحة الفساد ومواجهة الأزمة. كما ويجب العمل أخيرا على تنظيم انتخابات نيابية مبكرة.

الخيار أمامكم سيدي الرئيس، إما أن تلتزموا، ولو متأخرين، بخدمة العالم الجديد الذي قرر اللبنانيون بناءه اليوم، وإما أن تتركوا مصالح الأحزاب والمقربين منكم تذهب بعهدكم وبالبلد إلى غياهب التاريخ".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  03-04 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com