المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december02.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص وباللغتين العربية والإنكليزية: وزارة الخارجية أمست وزارة خارجية دويلة الإرهابي نصرالله وحزبه اللاهي وتعمل على طرد 400 ألف لبنان من دول الخليج

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق باللغتين العربية الإنكليزية عنوانه: لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/فيديو مقابلة مع ناشر موقع الكلمة اولاين الكاتب والصحافي سيمون ابو فاضل عرى من خلالها ذمية وانانية وعدم رؤية الأحزاب المسيحية الغريبة والمغربة عن وجدان المسيحيين

والحُلمُ يجري/الأب سيمون عساف

حَبَّذا لَوْ يسقطُ القِناع .... إذا سقطَتْ أَقْنِعَةُ الكثيرينَ منْ ناسِ هذه الأَيَّامِ لَرَأَيْنا «وُجُوهًا صَفْراءَ مِنْ غَيْرِ عِلَّة»، وعُقولًا حَمْقاءَ زادَ في حُمْقِها الإدِّعاء، وتواضُعًا كاذِبًا يلوحُ مِنْ شُقوقِهِ شَرُّ الكِبْرِياء/الأب كميل مبارك

أميركا ترحب بإعلان لاتفيا “الحزب” منظمة إرهابية

متى الـ”ريتز” اللبناني ومن سيكون بن سلمان؟

ما مصير المبادرة الفرنسية؟

إرجاء مفاوضات الترسيم تقني أم سياسي؟

السفارة الفرنسية وزعت بيانا لقصر الاليزيه يتضمن معلومات حول مؤتمر دعم الشعب اللبناني غدا

في الإليزيه.. اشمئزاز وغضب إزاء “التعطيل”

المحكمة الدولية: موعد النطق بالعقوبة في قضية عياش وآخرين الجمعة 11 الحالي

مصرف لبنان في ورطة.. وطلب من وزير المالية/غازي وزني يرسل كتاباً لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتعلق بإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق المحاسبي الجنائي

حاكم مصرف لبنان: ودائع المواطنين موجودة.. ولست جزءا من الفساد والبنك المركزي سيتملّك أسهم المصارف غير الملتزمة بزيادة رأس المال

أهالي ضحايا فوج الإطفاء بعد لقاء صوان: المحقق العدلي على قدر المسؤولية وعلى المجلس النيابي أن يتصرف بالملف

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/12/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في الأول من كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هل يلبي البابا دعوة الراعي لزيارة لبنان قريباً؟

الفاتيكان تبنّى مشروع الراعي و« حياد لبنان الناشط »

رفض استقالة رئيس الجمهورية..الراعي: لبنان ليس ورقة مساومة أمام أي حل إقليمي أو دولي

لعنة الإنهيار تلاحق الشباب اللبناني في الإغتراب

تشكيك غربي برواية طهران "الهوليوودية" لتصفية فخري زاده…نهاية ولاية ترامب: "موسم صيد" للقيادات الإيرانية!

النهار: مفاوضات الترسيم معلّقة والوسيط الأميركي إلى ‏بيروت

عون للحريري: "تعا ولا تجي"!...أميركا تضغط على سلامة: معنا أو مع "حزب الله"؟

لبنان تحت الإحتلال الإيراني ورأس رمح في محور الممانعة

اشكال بين شباب “القوات” و”الحزب” في اليسوعية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

4 قتلى بينهم طفلة بعملية دهس في ألمانيا

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يقدم فريقه الاقتصادي/حض الكونغرس على إقرار خطة مساعدة "متينة"

هل ينقل ترامب السلطة إلى بايدن مثقلة بحرب مع إيران؟

واشنطن تعرض 15 مليون دولار..مقابل قادة "حراس الدين"

اغتيال فخري زاده: ما هي خيارات إيران؟

 قبرص: نحاول تبني أجندة بناءة ولكن تركيا تلجأ للاستفزاز/وزير دفاع قبرص لـ"العربية": أفعال تركيا الاستفزازية في المتوسط واضحة

إيران تنقل أسلحة إلى البحرين.. "الأطلسي" يكشف أدلة/التقرير يقدم دراسة ميدانية شاملة حول تدفقات الأسلحة الإيرانية إلى البحرين مستنداً إلى تقييم سري لشبكات شراء الأسلحة

شبح العقوبات يقترب.. تركيا: مستعدون للحوار مع اليونان/أنقرة: تحديد موعد لإجراء محادثات بين البلدين أصبح ممكناً بعد تعليق عمل سفينة "أوروتش ريس" في شرق المتوسط

الجبير: اليأس دفع إيران لإلقاء اللوم على السعودية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لن تقع إيران في الفخ/د. توفيق هندي/المركزية

افتتاحية "لوموند" الفرنسية: لبنان الدولة، وحش لا يمكن ترويضه/ترجمة جودي الأسمر/أساس ميديا

آخر أيام رياض سلامة؟؟/ملاك عقيل /أساس ميديا

الغريبُ في وطنه "غريبٌ حيثما كانَ"/رضوان السيد /أساس ميديا

محاور شرق المتوسط إلى أين في 2021؟...موقع واشنطن من السباق بين "الكتلة الإخوانية الإقليمية" والحلف العربي الأوروبي/د. وليد فارس/انديبندت عربية

"بكرامة وأمان" وِفق المذهب الأسدي/سناء الجاك/نداء الوطن

لبنان بين فرنسا «المنقذة» وتسلّط «حزب الله»/عبدالوهاب بدرخان/الاتحاد

باسيل “يستثئر”.. والحريري نحو الاعتذار!/عمر البردان/اللواء

"الخناق" يضيق على أبناء الأرز وأسواق العمالة التقليدية تُقفل أبوابها في وجوههم...اللبنانيون في الخارج: المُسترخَصون الجدد/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

"معاهدة الأخوّة" مستمرة بقوة الأمر الواقع ...ألم يحن أوان إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري؟/نوال نصر/نداء الوطن

"القوات" مرتاحة و"الكتائب" وجدت حليفاً و"طالب" متحمّسة...الانتخابات انطلقت... لمن كلمة "هوفلان"؟/نوال نصر/نداء الوطن

الدواء يستنزف أموال المودعين و"القوات" تدقّ ناقوس الخطر/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

لبنان: هل يستحق وزير الداخلية تحية بعد كل ما ارتكبه؟/حازم الأمين/موقع درج

إيران: 4 ضربات لـ"الحرس" و"النووي" والصواريخ.. والشعب يطالب بالردّ/إيلي القصيفي/أساس ميديا

النفايات تأكل نهر قاديشا... والمسؤولون نيام/سيزار معوض/الجمهورية

«طحشة فرنسية» على أنقاض «السيناريوهات المنهارة»!/جورج شاهين/الجمهورية

حديثُ الخَضّات الأمنيَّة واقعي؟/طوني عيسى/الجمهورية

ساحة وأقدار/بشارة شربل/نداء الوطن

العقوبات الأميركية تابع: تعليق مفاوضات لبنان مع إسرائيل/غادة حلاوي/نداء الوطن

وهبة لـ"نداء الوطن": الفرج لن يأتي مع بايدن... ولا أحد يعرف مسار العقوبات/وهبة كشف عن توجّه لإقفال سفارات وجهد لتصحيح العلاقات اللبنانية – الخليجية/ألان سركيس/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تلقى برقيتي تهنئة من العاهل السعودي وولي العهد واستقبل ضباط الميثاق العسكري: سنتمكن من تجاوز الصعوبات وسنبذل كل الجهد لاستعادة الثقة الدولية

رئيس الجمهورية يلقي كلمة لبنان غدا عبر الفيديو في مؤتمر الدعم في باريس والتقى طراف ورشدي وكومار جاه: التدقيق الجنائي يحقق صدقية الدولة دوليا

الخارجية تتابع قضية المخطوفين اللبنانيين في نيجيريا

الراعي امام وفد من مجموعة ارض السيادة والحرية والاستقلال: الحياد هو المدخل للاستقرار ولحل المشكلات والصراعات

الراعي امام وفد من طلاب العلوم السياسية في اليسوعية: مشكلتنا في لبنان ان البعض يقرر بالنيابة عن الدولة قرار الحرب والسلم

التيار المستقل دعا الى تطبيق حياد لبنان وانتزاعه من سياسة المحاور الخارجية

لبنان القوي: نرفض القفز فوق صلاحيات رئيس الجمهورية وتصويره بالمتلقي وحصر دوره بالتشاور يؤدي الى تعطيل تأليف الحكومة

الكتائب: حذار المس بما تبقى من احتياط استراتيجي في الدولة

جعجع: القوات لم تنسق مع الوطني الحر في اي ملف وليس هناك من تفاهم مع رئيس الجمهورية

جنبلاط حذر من تأخير الحكومة: إذا كان الاتجاه خلق عقدة درزية فالأفضل أن نتعاطى كما فعلنا مع حكومة دياب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

إنجيل القدّيس لوقا/19/من01حتى10/:”دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ َضْعَاف».فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تعليق فيديو وبالنص وباللغتين العربية والإنكليزية: وزارة الخارجية أمست وزارة خارجية دويلة الإرهابي نصرالله وحزبه اللاهي وتعمل على طرد 400 ألف لبنان من دول الخليج

الياس بجاني/30 تشرين الثاني/2020

Hezbollah’s Scheme Is To Provoke The Arabian Gulf States In A bid to Fire & Deport 40000 Lebanese Working There

Elias Bejjani/December 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93073/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba/

لم يكن لا غريباً ولا مستغرباً البيان الذي صدر اليوم عن وزارة الخارجية اللبنانية الذي دان عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

بداية فإن البيان بحد ذاته هو لياقة وعرف وروتين دبلوماسي معمول بهم في معظم دول العالم في ظروف مماثلة لعملية الاغتيال التي دانها البيان.

ولكن المخيف والمقلق والغريب والمستغرب والمستنكر أن تكون بيانات الوزارة انتقائية ومنحازة كلياً لمحور إيران الملالوي والإرهابي ومتعامية كلياً وبغباء وعن سابق تصور وتصميم شيطاني عن إصدار بيانات مستنكرة لعشرات العمليات الإرهابية الحوثية التي تستهدف المملكة السعودية وغيرها من دول الخليج العربي قصفاً وتفجيراً.

نشير هنا إلى أنه ومنذ أن أوصل حزب الله وطروادييه المحليين (ربع 08 آذار) والثلاثي الغبي والذمي والنرسيسي والمستسلم (جعجع والحريري وجنبلاط) ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية من خلال صفقة العار والخطيئة التي داكشت الكراسي بالسيادة، من يومها تحولت وزارة الخارجية اللبنانية إلى بوق وصنج تابعين لفرمانات حزب الله وليس للبنان الدولة والكيان والهوية والتاريخ والرسالة والإنسان.

هذا وكانت فترة تولي الصهر المدلل ” والعجيبة” جبران باسيل الوزارة من أسوا ما شهدته من هجرة وغربة عن كل ما هو لبنان ولبناني على كافة الصعد والمستويات.

معروف أن مخطط حزب الله الشيطاني والإيراني يريد إفقار اللبنانيين وتهجيرهم وتجويعهم وضرب الدول اللبنانية وفكفكت وتعهير مؤسساتها ليتثنى له إكمال سيطرته على البلد وتحويله إلى جمهورية ملالوية ملحقة بأسياده ملالي إيران.

وفي هذا السياق التدميري هو يعادي الدول العربية ويحرض على أنظمتها وحكامها وتحديداً الخليجية منها حيث يعمل ويسترزق حوالي 400 ألف لبناني.

الحزب يهدف إلى قطع أرزاق اللبنانيين العاملين في السعودية وفي باق الدول العربية لقطع المعونات على ما يقارب ثلث اللبنانيين وبالتالي إفقارهم وتجويعهم.

في هذا الإطار التخريبي والإرهابي تندرج انتقائية واستنسابية بيانات وزارة الخارجية اللبنانية المهيمن عليها كما على الدولة بأكملها الإرهابي حزب الله.

#وزارة_الخارجية_هي وزارة_الإرهابي_نصرالله

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://youtu.be/C6HoKYCuuYU

https://www.youtube.com/watch?v=C6HoKYCuuYU&feature=youtu.be

 

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق باللغتين العربية الإنكليزية عنوانه: لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

Elias Bejjani/Video In Both Arabic & English For An Article With The Title: Nothing In The Terrorist Hezbollah Is Lebanese

http://eliasbejjaninews.com/archives/93008/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

https://youtu.be/GdZsYnim494

 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين لي أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على الرابط الذي في أعلى أو على الصورة في أفل ودخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link or on the the pictutre to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/فيديو مقابلة مع ناشر موقع الكلمة اولاين الكاتب والصحافي سيمون ابو فاضل عرى من خلالها ذمية وانانية وعدم رؤية الأحزاب المسيحية الغريبة والمغربة عن وجدان المسيحيين

نحن في زمن اقزام قيادية في مجتمعنا المسيحي

https://www.youtube.com/watch?v=QgislMtjjJA

 

والحُلمُ يجري

الأب سيمون عساف/01 كانون الأول/2020

يا سرمداً أَنْ ليس امرٌ مستحيلْ  هل  تلتقي أَرواحُنا بعد الرحيلْ؟

من رحْم هذي الفانيهْ للباقيَهْ  يطوي الردى جسما الى الغَبْرَا أُحيلْ

اضحى هُيُولِيّاً وكم بالأمسِ كان القدُّ ممشوقاُ بَدِينًا لا نحيلْ

والروحُ في رحراح دنيا المنتهى   مولودةٌ من رفَّة الجفنِ الكحيلْ

إياكَ ان تستَفسرَ العقلَ السما سرٌّ عَنِ الإنسانِ محجوبٌ سما

كينونةٌ روحيةٌ لا تستحيلْ

أَهوى اندماجا فيك يا ربَّ الدُنى  والعجزُ يَلهو في كياني والوَنى

كُنْ لانطلاقي من قميصي مُسعِفاً مسجونةٌ حُريتي، جلُّ المُنى

أَن أرتقي صوبَ الكمالِ المُبتغى نفسي تَودُّ  الجنَّةَ اللقيا الغِنى

شوقي هفا لِلْعِشْرَةِ السُميا فهلْ  نُعماكَ تعطي كي تُهاديني الهَنا؟

أُسْكُبْ جَمامَ الكأسِ يكويه الظما من لي سواكَ الدمعُ من عيني همى

شوقي إِليكَ التاعَ ملهوفٌ غدا  يبغي اللقاءَ الحبُّ تِرياقُ العمى

بَلْسِمْ حنيني أَشعَلَ التوقُ الهوى بين الضلوعِ الجرحُ سيَّالُ الدِما

مَنْ يا ترى بالقهرِ فيَّ شاعرٌ وحدي أُعاني والأسى فِيَّ احتمى

أمشي ويمشي العمرُ صوبَ الآخِرَهْ والحُلمُ يجري والزمانُ الباخِرَهْ

جئتُ الدُنى مِرسالُ ربِّي والصليبْ زوَّادَتي فيها العطايا الزاخِرَهْ

لولاه مجدُ المرءِ منبوذٌ سليبْ في ظِلِّهِ سِرُّ الحياةِ الفاخِرَهْ

يا أيُّها الإنسانُ ثِقْ مِن دونهِ  فيك السنايا والمزايا ساخِرَهْ

 

حَبَّذا لَوْ يسقطُ القِناع .... إذا سقطَتْ أَقْنِعَةُ الكثيرينَ منْ ناسِ هذه الأَيَّامِ لَرَأَيْنا «وُجُوهًا صَفْراءَ مِنْ غَيْرِ عِلَّة»، وعُقولًا حَمْقاءَ زادَ في حُمْقِها الإدِّعاء، وتواضُعًا كاذِبًا يلوحُ مِنْ شُقوقِهِ شَرُّ الكِبْرِياء

الأب كميل مبارك/01 كانون الأول/2020

في الرَّابعِ مِنْ شهر كانون الأَوَّل يحتفلُ ما يقاربُ نِصْف سكَّانِ الكرةِ الأَرضيَّة بعيدِ البرباره، وبرباره هذه قدِّيسةٌ لبنانيَّةٌ بعلبكيَّة، ومَنْ يرغبُ بمعْرفَةِ المَزيدِ عَنْها فلْيَبْحَثْ.

وفي هذه المناسبة يسترُ النَّاسُ وُجوهَهُم بأَقْنعَةٍ ويموِّهونَ مَظْهرَهُم بملابِسَ تنكُّريَّةٍ كي لا يَعْرفَهُم مَنْ ينظرُ إلَيْهِم، وما نِيَّتُهم في ذلك إلَّا اسْتعادة حَدَثِ هروبِ القدِّيسة بربارة مِنْ ظلْمِ أَبيها الحاكِم ومُلاحقة جُنودِهِ لها، فأَخْفاها الله عَنْ عُيونِهِم بشُتولِ القَمْحِ التي نَمَتْ بسرعةٍ عَجائبِيَّة، كمَا جَعَلهُم يَنْظُرونَ إلَيْها فلا يَرَوْن وَجْهَها، لأَنَّ الله جعلَهُم يَرَوْنَ أَوْجُهًا مُخْتلفَةً عَنْها، هي لأُناسٍ آخرين أَو لحيَوناتٍ أَليفَةٍ أَو بَريَّة.

وإذا ما خرجْنا مِنْ مظهَرِ العيد، ومِنَ الحدثِ التَّاريخي، إلى أَجْواءِ الواقِعِ اليَوْم، ونَظَرْنا إلى أُناسٍ نَعْتقِدُ أَنَّنا نَعْرفُهُم مِنْ خلالِ كلامِهِم وأَفْعالِهِم، وذلك في جميع القِطاعاتِ الوظيفِيَّةِ والسِّياسِيَّةِ والرُّوحيَّةِ والاقتصادِيَّةِ والعائِليَّة، لَرَأَيْنا في عَميقِ مَعْرِفتِنا، وبَعْدَ التحقُّقِ مِمَّا يقولُ الكثيرون، ويتَّضِحُ لنا جَوْهَرُ ما يفعلون، أَنَّ الوُجوهَ الظَّاهرةَ للعَيان، هي أَقْنِعَةُ مُراوَغَةٍ تقولُ غير ما تَقْصُد، وتُبطِن غير ما تُظهِرُ وتُخْفي خَلْفَ ابْتساماتِ النِّفاقِ والخِداع أَلْفَ ضَغينَة، وحينَ تُتَاحُ الفرصَةُ لأَصْحابِ الأَقْنعةِ هذه يَنْتَقِمونَ بِلا رَحْمَة، ويَسْلكونَ سُبُلَ الظُّلْمِ في حين يُبَشِّرونَ بالعَدالَة، ويُمارِسونَ العِدائِيَّةَ والبَغْضاءَ والكراهيَّةَ في الوَقْتِ الذي يعلِّمونَ المحبَّةَ والتَّآخي والتَّسامُح، حتَّى ليصِحَّ فيهِم المَثَلُ الشَّائِع، أذكره على قُبْحِه، «ما رأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الزَّواني يتكلَّمْنَ عنِ العِفَّة».

وإذا سأَلَهُم سائِلٌ لماذا هذا الرِّياءُ والعَيْشُ بالتَّكاذُب، يُجيبونَ بكلِّ وقاحة، مُسْتَصْغِرينَ عُقولَ النَّاس: الحياةُ تَفْرِضُ علَيْنا أَنْ نكونَ هكذا، وما نفعلُه ليْسَ عَيْبًا، بلْ هو عَيْنُ الصَّواب، وبِمِثْلِ هذا السُّلوكِ تَنْتَظِمُ الأُمورُ وينالُ كلُّ واحدٍ عِقابَهُ الذي تغافَلَ عَنْهُ كثيرون، ويُجاهِرونَ أَمَامَ الجميع، بأَنَّ كلَّ همِّهِم حُسْنُ تَدْبيرِ الأُمور مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ العام وبُنْيانِ المُؤَسَّساتِ التي رأَّسوهُم علَيْها أَو وَظَّفوهم فيها، وهَدَفُهم الظَّاهر، كمَا يقولون، هو الإصْلاحُ والتَّطْوير، أَمَّا الهدفُ الباطنِيُّ فالله وَحْدَه يعلمُ مَا هو، أَنْ تركوا لِعٍزَّتِهِ مجالًا كيْ يعرفَ خَفايَا قلوبِهِم المُظْلِمَة، وخَبَايَا عُقولِهِم التي غلَّفَها الإبْليس اللَّعين، بأَلْفِ عَتْمَةٍ وعَتْمَة، فسَكَّروا أَبْوابَ الحِكْمَة، فلا هُمْ دخلُوا ولم يَسْمَحوا للآخرين بالدُّخول.

ماذا لَوْ سقطَ القِناعُ وبانَتْ تلكَ الوُجوه على حقيقَتِها؟

حينَ سقطَ قِناعُ برباره بنت الحاكِم، ظَهَر خَلْفَهُ وَجْهُ القداسَةِ الذي يَشعُّ مِنْه نورُ الإيمانِ وكمالُ المحبَّة.

أَمَّا إذا سقطَتْ أَقْنِعَةُ الكثيرينَ منْ ناسِ هذه الأَيَّامِ لَرَأَيْنا «وُجُوهًا صَفْراءَ مِنْ غَيْرِ عِلَّة»، وعُقولًا حَمْقاءَ زادَ في حُمْقِها الإدِّعاء، وتواضُعًا كاذِبًا يلوحُ مِنْ شُقوقِهِ شَرُّ الكِبْرِياء، وكلُّ ذلك لا يَمْنَعُهُم منَ الإدِّعاءِ بأَنَّ كلَّ ما يفعلونَهُ صَواب، ومِنْ أَجْلِ بُنْيانِ الإنسانِ وازْدهارِ الأَوطانِ وتَمْجيدِ الرَّحْمَن.

لَوْ سقَطَتْ تلْكَ الأَقْنِعَةُ وجاءَ سَيْفُ العدْلِ ليُعيدَ الحقَّ إلى الميزان، لَوَجَدْنا كثيرين مِنْ ذَوي السُّلْطانِ مَعْصوبي الأَعْيُن، مَجْرورينَ بالذّلِّ والمَهانَةِ إلى خَلْفِ القُضْبان، وأَنَّ مَنْ كانَ يراه النَّاسُ أَميرًا مُسلّطًا مزيَّنًا بالأَصْفرِ الرَّنَّانِ والتَّاج والصَّوْلَجان، ما هو إلَّا مجموعةٌ منْ مركَّباتِ النَّقْصِ التي تركَتْ فيه أَلْفَ عَيْبٍ وعَيْب، فجاءَتِ الظُّروف، في الأَزمنةِ العِجاف، لتجعلَ منه ذا شأْنٍ، وهو لو قِيسَ بمِقياسِ الإنسانيَّةِ الحَقَّة، التي تُعْطي لكُلِّ ذي عَمَلٍ أَوْ سلطةٍ أَو خِدمَة، القِيَمَ التي يجبُ أَنْ يقدِّسَها ليَكونَ أَمينًا على الرِّسالةِ المُوكَلَةِ إلَيْه، لمَّا بَقِيَ فَوْقَ الغربال إلَّا القليل، ورُمِيَ كثيرونَ في الظُّلْمةِ البرَّانيَّةِ حيثُ البُكاءُ وصَريفُ الأسْنان

 

أميركا ترحب بإعلان لاتفيا “الحزب” منظمة إرهابية

وكالات/01 كانون الأول/2020

رحبت وزارة الخارجية الأميركية بإعلان لاتفيا “حزب الله” بالكامل “منظمة إرهابية”. وأشارت الخارجية الأميركية في بيان إلى أن “الولايات المتحدة ترحب بإعلان حكومة لاتفيا أنها تعتبر حزب الله في مجمله منظمة إرهابية.” إشىرة إلى أن لاتفيا تدعم تنفيذ الولايات المتحدة للعقوبات المتعلقة بحزب الله وأبدت استعدادها لفرض حظر سفر وطني على الأفراد المرتبطين بحزب الله. وأشارت إلى أن “الإعلانات المستمرة من قبل دول في أوروبا وأميركا اللاتينية ومناطق أخرى عن أعمال ضد المنظمة الإرهابية ترسل رسالة قوية إلى حزب الله وداعميه في إيران بأن يومًا جديدًا قادم. في هذا اليوم الجديد، لن يتمكن عملاء حزب الله بعد الآن من العمل من الأراضي الأوروبية، وسيتبع الاتحاد الأوروبي خطى عدد من الحكومات الأوروبية من خلال سد الثغرات التي فتحت بسبب التمييز الزائف بين ما يسمى أجنحة حزب الله العسكري والسياسي”. وتابعت: “الحقيقة البسيطة هي أن حزب الله منظمة إرهابية. تواصل الولايات المتحدة دعوة جميع الدول إلى اتخاذ كل ما في وسعها لمنع نشطاءها ومجنديها ومموليها من العمل على أراضيها”.

 

متى الـ”ريتز” اللبناني ومن سيكون بن سلمان؟

وكالة الأنباء المركزية/01 كانون الأول/2020

يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً ومالياً غير مسبوق كان تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار ابرز تجلّياته، والنتيجة إرتفاع جنوني بأسعار المواد الاستهلاكية وإتّساع رقعة الفقر بين مختلف المناطق بسبب تراجع القدرة الشرائية للبنانيين. وعلى رغم هذا المشهد السوداوي الكارثي الذي يُهدد بزوال لبنان، كما حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، الا ان المسؤولين عن إيصال البلد الى الهاوية يتراشقون التهم والمسؤوليات حول من يريد الاصلاح ويُعطّل مساره غير آبهين لدعوات الناس الذين نزلوا في 17 تشرين الاول الماضي الى الشارع مطالبين برحيلهم بسبب فسادهم. ولعل اكثر المطالب التي عبّرت عن “كفر” الناس بفساد الطبقة السياسية، بعض اللافتات التي رُفعت خلال الثورة كُتب عليها (نحتاج تجربة ريتز كارلتون خاصة بنا)، والتي ترمز إلى حملة موسّعة على الفساد كان امر بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشملت العشرات من كبار الأمراء والوزراء ورجال الأعمال البارزين. ومع انه مرّ على طلب “ريتز لبناني” أكثر من عام، الا انه يجوز التذكير به اليوم نتيجة تقاعس الطبقة السياسية عن القيام بأقل واجباتها بالتنحّي وإفساح المجال لفريق عمل حكومي لإصلاح ما افسدته ايديها، وان ترفع الغطاء عن كل مُرتكب وفاسد مهما كانت هويته السياسية او الطائفية. لكن يبقى السؤال من اين نأتي “ببن سلمان” لبناني يحجز الفاسدين في “ريتز” لبناني ولا يُفرج عنهم إلا لتسليمهم للقضاء بعد ان يُعيدوا لخزينة الدولة ما نهبوه؟ من جهته، اعتبر رئيس المرصد اللبناني للفساد شارل سابا عبر “المركزية” “اننا لسنا بحاجة الى “ريتز” لبناني وانما الى قضاء مستقل”. ولفت الى “ان معظم المحاكم الخاصة في لبنان معطّلة، لانها  معلّبة على قياس الزعماء والمسؤولين السياسيين، كما ان النصوص الناظمة لها وضعت اصحاب النفوذ خارج إطار المحاسبة، ما يعني ان الفساد “مقونن”. وقال “بعض المواد في الدستور تقسم اللبنانيين الى طبقتين: واحدة فوق القانون واخرى تحته. فما معنى الا يُحاسب الرؤساء والوزراء الحاليون والسابقون على اعمال ارتكبوها امام القضاء العادي بل امام محاكم استثنائية خاصة مثل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وهو المجلس المُعيّن من قبل كتلهم النيابية، بينما في الدول المُحترمة والمُتحضّرة يُحاكم رئيس الجمهورية امام محاكم عادية بقضايا رشى”. واستغرب كيف ان على رغم وجود ادلة وإثباتات تؤكد التورّط بقضايا فساد، الا ان لا مشتبه به حتى اليوم”. وفي الاطار، اعتبر سابا “ان مجلس النواب وللمرّة الاولى في تاريخه يتّخذ قراراً “ملتبساً” بدل التشريع  في مجال التدقيق الجنائي، ما يفتح الباب حول “دستوريته” وشرعيته، لاسيما لجهة الطعن به امام المجلس الدستوري”، مشيراً الى “ان لا امل من هذه الطبقة بإجراء الاصلاح”. واستغرب “كيف ان الحديث عن التدقيق الجنائي محصور فقط بحسابات الدولة من دون ان يشمل حسابات السياسيين والمتعهّدين وكبار الموظفين بحجّة السرية المصرفية”.

 

ما مصير المبادرة الفرنسية؟

وكالة الانباء المركزية/01 كانون الأول/2020

يمكن تلخيص الصورة الحكومية منذ اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، في 9 تشرين الثاني الفائت، على النحو الآتي: بين بعبدا وبيت الوسط لعبة عض أصابع ليس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعيدا منها. فالرئاسة لا تزال تنتظر أن يقدم الحريري تشكيلة كاملة ليبنى على الشيء مقتضاه. في المقابل، تفيد معلومات صحافية بأن الحريري أعد تشكيلة من 18 وزيرا، لكنه يتريث في تقديمها إلى عون لئلا يصطدم بالبطاقة الرئاسية الحمراء. أما باسيل، فقد أدخل إلى الصورة معطى جديدا تمثل في فتح باب المشاركة في الحكومة، مع العلم أن المبادرة الفرنسية دعت إلى تأليف فريق من الاختصاصيين المستقلين لوضع البلاد على السكة الاصلاحية. وفيما يعتبر البعض أن كباشا سياسيا معقدا من هذا النوع لا يسهل على الرئيس المكلف مهمة السير في طريق مزروعة بالألغام، فإن مصادر سياسية لفتت عبر “المركزية” إلى أن الأحداث التي سجلها شريط الأيام الأخيرة من شأنها أن تطرح تساؤلات جدية حول مصير المبادرة الفرنسية. وفي السياق، أشارت المصادر إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي المقرر غدا لحشد المساعدات الانسانية للشعب المنكوب جراء انفجار المرفأ يحمل إشارة قاسية إلى الطبقة السياسية اللبنانية. فمن الواضح أن فرنسا تريد تأكيد تمسكها بخطة الرئيس ايمانويل ماكرون الانقاذية للبنان لحفظ موقعها على خريطة المنطقة. غير أن هذا لا ينفي أن الثقة الدولية بالمتمسكين بزمام القرار في لبنان معدومة. بدليل الخيبة الدولية التي ما عاد أحد يخفيها إزاء الاخفاق اللبناني في تأليف حكومة المهمة، مع العلم أن جميع المعنيين بهذا الملف كانوا وافقوا على هذا الطرح في الاجتماع الشهير الذي عقد في قصر الصنوبر، قبل ثلاثة شهور بالتمام والكمال. وذكّرت المصادر أن ماكرون، الذي تعصف ببلاده موجات احتجاجية جديدة مطبوعة بالعنف بين المتظاهرين ورجال الشرطة، عبر في اتصاله الأخير بنظيره اللبناني ميشال عون، عن هذا الامتعاض، مجددا تأكيد أن على لبنان واجبات من المفترض اتمامها تمهيدا لنيل المساعدات المادية المطلوبة. غير أن المصادر نبهت إلى أن الفشل في إطلاق مسار التدقيق الجنائي في حسابات الدولة وإداراتها ومؤسساتها يعد أيضا نقطة سوداء في سجل تعامل لبنان مع المبادرة الفرنسية. وشددت على أن في وقت تشير معلومات متداولة في الكواليس إلى أن خطة ماكرون لم تشر بوضوح إلى إجراء التدقيق الجنائي، فإن المصادر أكدت ان الرئيس الفرنسي أتى على ذكره في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء الموسع مع رؤساء الكتل والأحزاب في السفارة الفرنسية. غير أن الأهم، بل الأدهى، أن بيروت لم تتلقف هذه الاشارة، بدليل ما انتهت إليه جلسة مجلس النواب بوم الجمعة الفائت، حيث أن المجلس أصدر قرارا لا يحمل الصفة الالزامية، ويؤكد صحة موقف حاكم البنك المركزي رياض سلامة، الذي ذكّر الجميع بأن قانون السرية المصرفية الذي لا يزال ساري المفعول يمنع “المركزي” من تسليم شركات التدقيق كل المستندات، وهو “مطب” لم يعمل نواب الأمة على معالجته. قد يكون هذا ما دفع إلى انتشار معلومات عن عقوبات قريبة على قطاع المصارف، ترجح المصادر، مستبعدة اندثار المبادرة الفرنسية راهنا، على الأقل في انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه رسميا في كانون الثاني المقبل. إلا أنها تحذر من أن للصبر الفرنسي والدولي حدودا قد لا تتأخر في الظهور.

 

إرجاء مفاوضات الترسيم تقني أم سياسي؟

وكالة الانباء المركزية/01 كانون الأول/2020

لماذا أرجئت جولة التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل التي كانت محددة غدا الاربعاء، حتى إشعار آخر؟ هل الاسباب تقنية بحت ام ان هذا التأجيل يخفي ابعادا سياسية كبيرة، تؤشر الى انتقال الملف من مرحلة الى اخرى، متأثرا بالعقوبات الاميركية من جهة وبنتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية من جهة ثانية وبالتطورات الاقليمية كلّها لا سيما على الخط الاميركي – الايراني، من جهة ثالثة؟ لا جواب واضحا حتى الساعة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، على امل ان تساعد جولة الاتصالات التي سيجريها الوسيط الاميركي جون دو روشيه (رئيس الوفد الاميركي المشارك في المفاوضات) في الايام المقبلة في بيروت، في جلاء الصورة ومعالمها في شكل اوضح على هذه الضفة. فاذا كانت “القصة” متعلّقة بالسقف المرتفع الذي يفاوض على اساسه لبنان، منطلقا من الخرائط والمستندات التي في حوزته، والتي تؤكّد حقّه في الاستحصال على مساحة بحرية تتخطى بكيلومترات، تلك التي يقترحها الاميركيون والاسرائيليون، فإن هذه المسألة قد تكون قابلة للحل، ويجب الا تؤدي الى توقيف المفاوضات. فما على اسرائيل الا إبراز مستندات تثبت العكس وحقّها هي، في السيادة على هذه البقعة البحريّة. وإن لم تفعل – وعلى الارجح لن تفعل – يجب ان تشكل طاولة محادثات الناقورة، بابا لتكريس لبنانية هذه المساحة. على اي حال، لو لم يكن هناك خلاف حول “هويّة” هذه المياه، لما قامت مفاوضات بين الدولتين. اما اذا كان الارجاء “سياسيا”، فهنا حديث آخر، والتعقيدات اكبر، تتابع المصادر. فالولايات المتحدة، من غير المستبعد ان تكون قررت فرملة هذه المفاوضات، في سياق تشددها مع الدولة اللبنانية وأركانها. فبعد العقوبات الاميركية على اقرب المقربين من رئيس الجمهورية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وفيما يُحكى عن عقوبات جديدة قريبة ستطال كلّ من يقدّم الدعم في شكل من الاشكال لحزب الله، قد تكون ادارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قرّرت الذهاب ابعد في التصعيد، (وهذا ما نلمسه مثلا في غطائها او ضلوعها في عمليات تصفية شخصيات ايرانية او قيادات في الحرس الثوري في الآونة الاخيرة)، لنيل تنازلات اكبر من المنظومة اللبنانية لصالح تل ابيب، او لعدم تقديم هدية ترسيم كامل لصالح بيروت، للسلطة الحاكمة اليوم في بيروت، المقرّبة من حزب الله من جهة، والضالعة في عمليات فساد وسمسرات لا تعدّ ولا تحصى، وفق الخزانة الاميركية، من جهة ثانية. واذ تلفت الى ان زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرئيس نبيه بري امس في اعقاب ارجاء المفاوضات، بدت لافتة، وكأنها اشارة الى مؤاثرة الادارة الاميركية التشاور في هذا الموضوع مع عين التينة، على بعبدا التي انتقل ملف المفاوضات اليها بعد اعلان الاتفاق الاطاروربما محاولة دق اسفين بين الرئاستين الاولى والثانية، تقول المصادر ان ما سيحمله دو روشيه الى المسؤولين اللبنانيين في الساعات المقبلة سيكشف الخيط الابيض من الاسود في أبعاد الارجاء. في المقابل، لا تسقط المصادر من حساباتها ايضا، احتمال ان يكون مصدر “التريث” لبنانيا، فمفعول العقوبات الذي دفع الجميع الى الذهاب نحو التفاوض منذ اشهر، بعد ان طالت يد الرئيس بري اليمنى النائب علي حسن خليل، قد يكون تلاشى اليوم مع خسارة ترامب الانتخابات. وبالتالي يفضّل اهل الحكم في الداخل، تعليق هذه المشاورات الى حين استلام ادارة الديمقراطي جو بايدن مقاليد القيادة في البيت الابيض، فتبقى المفاوضات ورقة في يد طهران من ناحية، وربما تحكمها حينها شروطٌ اقلّ انحيازا لاسرائيل من ناحية ثانية (مع ان هذا الرهان في غير مكانه)، تختم المصادر.

 

السفارة الفرنسية وزعت بيانا لقصر الاليزيه يتضمن معلومات حول مؤتمر دعم الشعب اللبناني غدا

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

وزعت السفارة الفرنسية في لبنان بيانا صدر عن قصر الاليزيه تضمن معلومات حول مؤتمر دعم الشعب اللبناني غدا وجاء فيه:" سيترأس رئيس الجمهورية ، السيد إيمانويل ماكرون مع الأمين العام للأمم المتحدة ، السيد أنطونيو غوتريس ، مؤتمرا بالفيديو دعما للشعب اللبناني ، يوم الأربعاء 2 كانون الأول عند 6.30 مساء".  سيشارك في هذا المؤتمر عبر تقنية الفيديو رؤساء دول ومنظمات دولية وجهات مانحة متعددة الأطراف ومنظمات غير حكومية وممثلون عن المجتمع المدني اللبناني. ويهدف المؤتمر الذي "يعقد بعد ما يقارب الاربعة أشهر من الانفجار في مرفأ بيروت إلى تقييم المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي وطرق توزيعها منذ مؤتمر 9 آب الماضي ، من أجل تقييم الاحتياجات الجديدة والعمل على تلبيتها في سياق الأزمة في لبنان".

 

في الإليزيه.. اشمئزاز وغضب إزاء “التعطيل”

الجمهورية/01 كانون الأول/2020

أكّدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، أنّ باريس ما زالت تأمل في تحقيق خرق ايجابي على صعيد تأليف حكومة سعد الحريري في المدى المنظور، وهي في هذا السبيل بصدد تفعيل حضورها اكثر، وذلك استكمالاً لرسالة الرئيس ماكرون الى الرئيس ميشال عون قبل أيّام قليلة.

وإذ لفتت المصادر الى أنّ الإيليزيه يعبّر عن غضب شديد من المنحى التعطيلي الذي يُفتعل امام تشكيل حكومة في لبنان، بما يزيد من الوضع الصعب الذي يعانيه هذا البلد، الذي يضعه الرئيس الفرنسي في صدارة أولويّاته، وهو يتطلّع الى استجابة المسؤولين في لبنان لمضمون رسالة الرئيس ماكرون، والتعجيل في تشكيل حكومة بمهمة محدّدة بوضع لبنان على سكة الاصلاح والإنفراج وانعاش وضعه الخطير. وعما اذا تعرّض ماكرون لخيبة جديدة من المسؤولين اللبنانيين، لفتت المصادر الديبلوماسية من باريس، الى «انّ المسؤولين في الايليزيه وفي الـ”كي دورسي” مشمئزون من لعبة تضييع الوقت التي تُمارس في لبنان، ومن الطبيعي مع استمرار هذه اللعبة اللامسؤولة أن تنتقل باريس الى مرحلة اقسى توازيها».

 

المحكمة الدولية: موعد النطق بالعقوبة في قضية عياش وآخرين الجمعة 11 الحالي

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تعميم، أن "غرفة الدرجة الأولى أصدرت قرارا حددت فيه موعد النطق بحكم العقوبة في قضية عياش وآخرين، في ما يتعلق بالشخص المدان سليم جميل عياش". وأشارت الى أن "العقوبة سوف تتلى خلال جلسة علنية تعقد يوم الجمعة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2020 وتبدأ عند الساعة العاشرة صباحا بتوقيت وسط أوروبا. وستبث وقائع الجلسة مباشرة من دون التأخير الاعتيادي لمدة 30 دقيقة على الموقع الإلكتروني للمحكمة باللغات الرسمية الثلاث للمحكمة الخاصة بلبنان". ولفتت الى أن "غرفة الدرجة الأولى قررت بالإجماع، في حكمها المؤرخ في 18 آب/أغسطس 2020، أن السيد عياش مذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول، بصفته شريكا، في ما يتعلق بالتهم الخمس الموجهة إليه في قرار الاتهام الموحد المعدل. وتلك التهم هي تدبير مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل السيد الحريري عمدا باستعمال مواد متفجرة، وقتل 21 شخصا آخر عمدا باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصا عمدا باستعمال مواد متفجرة. وقررت أيضا أن السادة حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، غير مذنبين في ما يتعلق بجميع التهم المسندة إليهم في قرار الاتهام الموحد المعدل".

إجراءات تحديد العقوبة

وذكر التعميم بأنه "عقب النطق بالحكم في 18 آب/أغسطس 2020، تلقت غرفة الدرجة الأولى مذكرة كتابية بشأن العقوبة من الادعاء في 1 أيلول/سبتمبر وملاحظات من جهة الدفاع عن عياش في 25 أيلول/سبتمبر 2020. وأذنت للممثلين القانونيين للمتضررين بإيداع حججهم، وقد أودعوها في 18 أيلول/سبتمبر 2020. وخلال جلسة عقدت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، استمعت الغرفة إلى مرافعات شفوية قدمها الادعاء والدفاع والممثلون القانونيون". ولفت الى "غرفة الدرجة الأولى ستفرض الآن عقوبة في ما يتعلق بكل تهمة أدانت بها السيد عياش، أو ستفرض عقوبة واحدة تشمل سلوكه الجرمي بأكمله. ويمكن أن تصل العقوبة المفروضة على شخص مدان إلى السجن مدى الحياة".

اعتماد وسائل الإعلام

وطلب التعميم من "الإعلاميين الذين يرغبون في تغطية وقائع الجلسة، الحصول على بطاقات اعتماد، وملئها قبل الساعة 17:30 (بتوقيت وسط أوروبا) من يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2020. وسيتم تأكيد الاعتماد للصحافيين مسبقا عبر البريد الإلكتروني".

وأوضح أنه "نظرا إلى جائحة كوفيد-19 وتماشيا مع التوجيهات المعتمدة في هولندا، لن يسمح إلا لعدد محدود من الإعلاميين بدخول شرفة الجمهور وقاعة الإعلام في المحكمة. وستتاح المقاعد حسب أولوية الوصول. ويمكن للاعلاميين الذين يتعذر عليهم الحضور أن يتابعوا الإجراءات من خلال مشاهدة البث على الموقع الإلكتروني للمحكمة".

 

 مصرف لبنان في ورطة.. وطلب من وزير المالية/غازي وزني يرسل كتاباً لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتعلق بإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق المحاسبي الجنائي

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

يوماً بعد آخر ولبنان يغرق أكثر فأكثر في أزماته والشعب بات مرهقاً من الأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة، وبات الفساد ينخر البلاد ويقضي على اقتصادها. والشهر الماضي، هزت لبنان فضيحة جديدة مع تأكيد الرئيس ميشال عون، الإطاحة بمحاولة التدقيق المالي الجنائي. وأنهى لبنان رسمياً العقد مع شركة alvarez & marsal للتدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي بعد 4 أشهر على تكليفها من دون أن تُحقق المطلوب منها. أما في جديد التطورات، فقد أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، وهو مفاوض رئيسي مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ لمساعدة لبنان، على تويتر الثلاثاء، أنه أرسل كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يتعلق بإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق المحاسبي الجنائي. كما نص الكتاب على ما يلي: "عطفاً على قرار مجلس النواب المتخذ في جلسته المنعقدة في 27/11/2020، إثر مناقشة رسالة رئيس الجمهورية إليه بشأن التدقيق الجنائي، والذي نص على أن: "تخضع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة، بالتوازي، للتدقيق الجنائي دون أي عائق أو تذرع بسرية مصرفية أو خلافها"، وبعد التشاور مع رئيس مجلس الوزراء، وعطفاً على اجتماعاتنا ومشاوراتنا السابقة ذات الصلة، نتمنى عليكم تنفيذ قرار مجلس النواب، وإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق المحاسبي الجنائي وذلك وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، ومع حفظ حقوق الدولة لأي جهة كانت". والثلاثاء، استقبل الرئيس ميشال عون وفداً من البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أكد أن التدقيق الجنائي سيحقق صدقية الدولة تجاه المجتمع الدولي والدول المانحة، قائلاً: "ندعم الأهداف الاستراتيجية الواردة في إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار".

غسيل أموال وفساد وحزب الله

يأتي هذا في وقت أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن الولايات المتحدة تسعى منذ أشهر لإجراء تدقيق جنائي للبنك المركزي يكشف أدلة على غسيل أموال وفساد وعلاقات كبار المسؤولين اللبنانيين بحزب الله. إلا أن هذه المساعي تعرضت لانتكاسة عندما انسحبت شركة alvarez & marsal، التي كُلِّفت بعملية التدقيق لعدم حصولها على المعلومات والمستندات المطلوبة لتنفيذ مهمتها. إلى ذلك أكدت الصحيفة أن مسؤولين ودبلوماسيين في أميركا باتوا يمارسون ضغوطاً على البنك المركزي اللبناني، كجزء من حملة دولية لتهميش حزب الله المدعوم من إيران ومكافحة الفساد في البلاد. ومن بين هذه الضغوط، التهديد بفرض عقوبات على مسؤولي المصرف. كما اعتبر المسؤولون الأميركيون أن مصرف لبنان كان محورياً في تمويل ميليشيا حزب الله المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة، بما في ذلك هجمات ضد حلفاء واشنطن.

سلامة.. هدف محتمل للعقوبات

ومن الأدلة التي تغذي هذه المخاوف، نسخ من سجلات البنك المركزي تُظهر السماح لحسابات حزب الله في أحد البنوك اللبنانية الخاصة بالعمل حتى بعد أن طلبت واشنطن إغلاقه. ووفق التقرير، فإن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة موجود ضمن أولئك الذين يعيقون التدقيق الجنائي، إضافة إلى مسؤولين حكوميين آخرين مرتبطين بحزب الله، مما يجعلهم هدفاً محتملاً للعقوبات الأميركية مع حلفائهم. يذكر أن سلامة كان أكد قبل أشهر أنه لا يستطيع أن يعد بأن المصرف سوف يسلم جميع المعلومات التي طلبها المدقق الجنائي لأنه ملزم بقوانين السرية المصرفية القوية في لبنان

 

حاكم مصرف لبنان: ودائع المواطنين موجودة.. ولست جزءا من الفساد والبنك المركزي سيتملّك أسهم المصارف غير الملتزمة بزيادة رأس المال

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مقابلة خاصة مع قناة "الحدث" إن بلاده لديها إمكانية بالبقاء على الدعم لمدة شهرين. سلامة أضاف أن ودائع اللبنانيين موجودة، والدليل أنه لا مصرف أعلن إفلاسه؛ وقال "هذه الودائع موجودة في المصارف وليست في البنك المركزي، والمصارف اللبنانية لديها إدارتها للمخاطر ونحن نضع السياسات فقط. "علينا تأمين السيولة حينما تحتاج المصارف حمايةً لأموال المودعين، شهريا هناك ما لا يقل عن 600 مليون دولار يتم سحبها تلبية لحاجات اللبنانيين". ودافع سلامة عن نفسه قائلا "لست جزءا من الفساد فأنا مستقل وغير متحزب، والمصرف المركزي يموّل الدولة إذا افتقرت للتمويل وفقا للقانون، كما أن العجز بموازنة الدولة لا يخص مصرف لبنان، الذي لا توجد لديه حسابات إلا للبنوك". وحتى آخر سبتمبر 2020 أرجع مصرف لبنان كل الدولار للبنوك، وكل دول العالم تضع حدا للسحوبات النقدية؛ بحسب رياض سلامة. ولفت إلى أن البنك المركزي سيتملّك أسهم المصارف غير الملتزمة بزيادة رأس المال. سلامة قال "وزارة المالية هي المخولة بالتعاقد مع شركات التدقيق، وتسليم حسابات المصارف للتدقيق يتطلب تغيير القانون سنلتزم بتسليم حسابات الدولة لوزارة المالية تمهيدا للتدقيق الجنائي، نحن مع التدقيق الجنائي وسلمنا حساباتنا، والمصرف فعل كل ما يلزم ليظل منخرطا بالعولمة المالية". استغرب رياض سلامة من ما يقال عن فرض عقوبات على المصرف، وقال إن الحديث عن عقوبات أميركية على مصرف لبنان "غير دقيق". حول الأموال التي خرجت من لبنان قال سلامة إنها 1.1 مليار، "ليست هي سبب الأزمة".

 

أهالي ضحايا فوج الإطفاء بعد لقاء صوان: المحقق العدلي على قدر المسؤولية وعلى المجلس النيابي أن يتصرف بالملف

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

التقى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان ظهر اليوم، وفدا من أهالي ضحايا فوج الإطفاء. بعد الاجتماع، قال وليم نون باسم الوفد: "التقينا القاضي صوان لنعرف منه ما هو مصير قضية انفجار المرفأ، فأشار أمامنا الى أنه أرسل الملف الى المجلس النيابي لكي يقوم بواجبه تجاه الشعب، ونقول للرئيس بري إن من واجباته تجاه الناس الذين سقطوا وأولئك الذين خسروا منازلهم متابعة الملف المرسل اليه من القاضي صوان، فالملف فيه أسماء كبيرة لم يشأ صوان أن يذكرها أمامنا، ومن بين الأسماء رؤساء حكومات ووزراء، لذا نتوجه الى الرئيس بري طالبين منه أن يقوم بواجباته تجاه الشعب". أضاف: "من ناحية ثانية، هناك قسم من تقرير الخبراء الفرنسيين لم يصل بعد الى القاضي صوان وهو القسم المتعلق بالتحاليل وفحوص DNA، والقاضي صوان ينتظر إنجاز هذا الملف لإصدار قراره الظني". وختم: "لقد طالبنا القاضي صوان التسريع في الملف ليشمل الحكم الجميع، أما بالنسبة الى المسؤولين الكبار فصوان قام بدوره والملف في عهدة المجلس النيابي وعليه أن يتصرف".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/12/2020

وطنية/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

فيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطمئن الى أن لبنان سيتمكن من تجاوز الصعوبات وأن الأهمية تكمن في محافظة اللبنانيين على معنويات عالية لمواجهة الأزمات ، ينعقد مساء غد الأربعاء "بالفيديو كونفرنسينغ" مؤتمر الدعم الانساني لبيروت والشعب اللبناني تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي والامم المتحدة بغياب مرجح للرئيس الاميركي...وستكون كلمات أبرزها للرئيس عون والرئيس ماكرون وأنطونيو غوتيرش...وبعد مؤتمر مجموعة الدعم بساعات يزور الرئيس المكلف سعد الحريري القصر الجمهوري حاملا" تشكيلة حكومية من 18 وزيرا".ويرجح أن يحصل اللقاء يوم الخميس...

في أي حال عشية مؤتمر الدعم البنك الدولي في تقرير المرصد الاقتصادي رجح ان يتفاقم الفقر في لبنان وأن نصف السكان سيصبحون بحلول السنة المقبلة فقراء...

إنما على رغم هول الارقام فإن الحياة عادت لتدب في المفاصل الاقتصادية للعاصمة بيروت وضمن ضوابط اجراءات كورونا...

زينة الأعياد تطل خجولة في المجمعات التجارية التي تفتقد روحية الفرح هذه السنة وسط هواجس أمنية حذر منها ايضا المدير العام للامن العام اللواء ابراهيم متحدثا"عن مرحلة فراغ خلال انتقال السلطة والادارة في البيت الابيض تستوجب من كل مسؤول محلي الحذر الامني والتشدد الاحتياطي.

في الغضون استمرت الليرة اللبنانية في منحاها الصعودي النسبي حيال الدولار الأميركي الذي انخفض دون 8 آلاف ليرة للمرة الأولى منذ أسبوعين تقريبا، وسجل الدولار في السوق السوداء الموازية صباح اليوم الثلاثاء هبوطا إلى هامش بين 7700 للشراء و7900 للمبيع .

لكن تفاصيل النشرة نبدأها من المشكل الطلابي بين القوات وحزب الله في اليسوعية في خلال انتخابات مجالس الطلبة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

إذا كانت البلاد قد فتحت من جديد فإن الملف الحكومي ما زال مقفلا.

وإذا كانت التسريبات متواترة على خط إستئناف وشيك لمسلسل اللقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف فإن العبرة تبقى في الإتفاق على تشكيلة حكومية وإلا فإن الأمر لن يعدو كونه ليونة شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع.

الإنسداد الحكومي زاد طينه بلة تقرير سوداوي للبنك الدولي فيه تحذير من أن أكثر من نصف اللبنانيين سيصبحون فقراء بحلول العام المقبل وتأكيد على أن لبنان يعاني من ركود شاق وطويل.

على خط قرار مجلس النواب توسيع دائرة التدقيق الجنائي كتب وزير المال إلى حاكم مصرف لبنان متمنيا عليه تنفيذ هذا القرار وإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق.

هذا الملف كان اليوم في أجندة رئيس الجمهورية الذي رأى أن التدقيق الجنائي سيحقق صدقية الدولة تجاه الدول المانحة.

أما في أجندة يوم غد فثمة مؤتمر على نية الدعم الإنساني للبنان يعقد عبر الفيديو كول في الأليزيه.

وفي بيروت ثمة إجتماعان على نية موضوع دعم السلع الأساسية والإحتياطي الإلزامي أولهما للجان النيابية المشتركة غدا: وثانيهما للمجلس المركزي لمصرف لبنان والذي تأجل إلى يوم الخميس.

على مستوى الترسيم الحدودي لا جلسة غدا في الناقورة بعدما تبلغ لبنان من الجانب الأميركي تأجيلها وحضور وسيطه إلى بيروت الأربعاء لإجراء محادثات قبل أن ينتقل إلى القدس المحتلة.

أما التأجيل بحسب المعطيات المتجمعة فيقف العدو الإسرائيلي خلفه مسبوقا بحملة تصعيدية على لبنان المتمسك وفده المفاوض بخرائط جغرافية مرسومة بحبر الحقوق التي لا يمكن التنازل عنها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في نيجيريا, ثلاثة شبان لبنانيين خطفهم قراصنة، وفي لبنان حوالى خمسة ملايين مواطن خطفتهم مجموعة من الحكام الفاسدين المتسلطين او على الاقل غير الكفوئين .

شبان نيجيريا، هناك من يفاوض عنهم ومن يحاول ان يدفع فدية لاسترجاعهم .

مواطنو لبنان، لا من يفاوض عنهم، بل اصبحوا هم الرهائن، يتقاذفهم المسؤولون في معاركهم المحلية الضيقة وحتى في صراعاتهم الاقليمية والدولية الواسعة.

في العام 2021, سيصبح اكثر من نصف اللبنانيين فقراء، في وقت اختلف السياسيون في ما بينهم على تقييم الازمة وحلها بحسب ما اعلن البنك الدولي اليوم .

اختلفوا على طريقة الحل، علما انهم يعرفونه جيدا ، وهو قائم على الشفافية والمسؤولية والمحاسبة، ودونه لا شيكات دولية ولا اموالا من الغرب انما مجرد مساعدات تشبه جرعات الاوكسجين في مواجهة فيروس كورونا .

اختلفوا على ما يخص المواطنين واتفقوا على استكمال المسرحية التي وصلت الى فصل التدقيق الجنائي الذي يطال المصرف المركزي وكل دوائر وادارات ومؤسسات وصناديق الدولة قبل ان يستعدوا جميعا لاسدال الستارة عن وطن كان اسمه لبنان وعن لبنانيين كانوا مواطنين قبل ان يصبحوا مخطوفين يدفعون من اموالهم المجمدة فدية عن طبقتهم السياسية ودعما لحاجاتهم الاساسية .

هذا الدعم الذي كان مقررا ان يبت بأمره في جلسة للمجلس المكزي في مصرف لبنان غدا.

وقد علمت الـLBCI ان حاكم مصرف لبنان اجل الجلسة حتى الخميس المقبل بعد اتضاح آراء الكتل النيابية في جلسة اللجان المشتركة التي دعا اليها الرئيس بري غدا يبني الحاكم ساعتها على الشيء مقتضاه متحصنا بما سيصدر عن النواب حول التعميم .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

غدا، يعقد “المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني”، أو “مؤتمر باريس الثاني”، بواسطة تقنية الفيديو، بمشاركة رؤساء ورؤساء حكومات نحو 35 دولة تساهم في تقديم مساعدات انسانية للبنانيين.

رئيس الجمهورية الذي يلقي كلمة لبنان، على ان يتناول فيها الاوضاع الاقتصادية الراهنة والصعوبات التي تواجه اللبنانيين في هذه المرحلة، اجتمع مع سفير الاتحاد الاوروبي ونائبة المنسق الخاص للامم المتحدة والمدير الاقليمي في البنك الدولي الذين اطلعوه على “اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار للبنان”، الذي اعدته الجهات الثلاث والذي قدرت تكلفته بمليارين و500 مليون دولار.

وعشية المؤتمر، سلسلة مواقف لرئيس الجمهورية أمام زواره، تختصر بالآتي:

أولا: دعم الاهداف الاستراتيجية الواردة في “اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار”، لاسيما في مجالات الاصلاح ومحاربة الفساد والمساءلة، والترحيب بإنشاء صندوق مالي لإعادة اعمار ما تضرر بعد انفجار المرفأ ومساعدة المتضررين، مع أولوية إصلاح المساكن والمدارس والمستشفيات وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمع.

ثانيا: التنويه بأن الرسالة التي وجهت الى مجلس النواب لاتخاذ موقف واضح بشأن التدقيق الجنائي لقيت تأييد المجلس، والاشارة الى ان هذا التدقيق سيمكن من معرفة كل دولار أنفق او سينفق في لبنان، ما يحقق صدقية الدولة تجاه المجتمع الدولي ولاسيما الدول المانحة.

ثالثا: التذكير بأن المشاكل الراهنة تعكس صورة الازمات والكوارث المتراكمة، لا سيما الازمة الاقتصادية التي اشتدت نتيجة الحرب في سوريا وتداعياتها، خصوصا لجهة العدد الكبير للنازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان وشكلوا عبئا ماليا كبيرا عليه وعلى بنيته التحتية، مع التشديد على ان الازمة المالية الحالية هي أزمة موروثة نتيجة الدين العام الهائل المتراكم والعجز في ميزان المدفوعات، إضافة الى تداعيات كورونا وما خلفه إنفجار مرفأ بيروت من أضرار وخسائر.

رابعا: الاشارة الى محاولة لبنان التنقيب عن الغاز والنفط وخضوعه في هذا المجال لضغوط دولية لمنعه من استثمار ثرواته الطبيعية، الى جانب المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية، التي يتعرض لبنان لضغوط في سياقها أيضا، “إلا اننا متمسكون بحقوقنا ونعرفها جيدا”، جزم رئيس الجمهورية.

خامسا وأخيرا: مقاربة الاوضاع الراهنة بواقعية، وعدم تجاهل المصاعب، مع تأكيد أهمية المحافظة على المعنويات القوية لدى المواطنين للمساعدة على تخطي المحن، وفي الوقت نفسه بذل كل الجهد اللازم لتحقيق الاهداف الاجتماعية المنشودة، “فنحن نصبر على الأزمة، لكن لا نتخلى عن دورنا في إصلاحها”، ختم رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ضربات اقتصادية مالية تنزل على اللبنانيين من الخد الأيمن إلى الخد الأيسر ومن دون رحمة وبلا نقاش نصفنا فقراء بحلول العام المقبل وفقا لتوقعات البنك الدولي، أما تصنيف البنك المركزي فإنه يعاين كسرة الخبز وحطب الشتاء الموصول بمازوت البرد الاقتصادي القارس، والمركزي المجتمع على صحن التقشف غدا يواكبه مجلس النواب في لجان مشتركة تدرس ترشيد الدعم.

لكن كلا من مصرف لبنان والمصارف النيابية المتعددة الولاء سيكون أمام مأساة الأمر الواقع: خطر الصرف من الاحتياطي الإلزامي وإقرار سلة دعم اقتصادية بفرعها الثاني وبقعر " مثقوب " لمصالح التجارة في المواد المدعومة لنراها بعد أشهر مرفوعة على رفوف تركيا وغانا والكويت كل الخيارات مرة لواقع يختبر فيه اللبنانيون " الأمرين " ويجري وضعهم أمام طروح قاسية : رفع الدعم أو استعمال الاحتياط فأين المفر؟ وإذا كان المصرف المركزي سيناقش غدا مخارج اقتصادية فإن الولايات المتحدة تضعه في المقابل في وجع عقوبات محتملة بدأت تطل من صفحات أميركية وفرنسية، وكما الأحرف الأولى التي وقعتها صحيفة وول ستريت جورنال عام ألفين واثني عشر ضد البنك اللبناني الكندي فإن تاريخ الورق الأميركي يعيد نفسه اليوم عبر الصحيفة عينها ومتكئة من غير مصادفة على قضية رفعها أميركيون على اثني عشر مصرفا لبنانيا بتهمة مساعدة حزب الله ماليا عبر حساباتهم ومن قعر مالي اقتصادي محكم كان تصريف الأعمال يصارع نفسه بنفسه ويرفض الرئيس حسان دياب تفعيله لمواكبة الخطر وأيام قادمة مرة .

دياب لا يصرف وسعد الحريري لا يؤلف وميشال عون لا هذه ولا تلك لأن خطر تسمية الوزراء المسيحيين من وجهة نظره يوزاي قيامة لبنان وكيانه وتتقاطع المعلومات عند غير جهة أن هذا سبب جوهري يقف عنده رئيس الجمهورية ميشال عون وأنه لم يحد عنه مذ قدم الحريري اولى مسوداته الحكومية وتمسك عون في غير لقاء بثوابته ومعياره الوحيد حيث كانت الخلافات تستحكم باجتماعات القصر لكن الطرفين اصرا على إشاعة أجواء إيجابية منعا لانعكاس السلبية على طيران الدولار كالصاروخ متأثرا بنفسية الرئيسين المنهارة في التأليف.

وعلى زمن الإغلاق العام احتفظ الرئيسان بإغلاق خاص وسكرا ثقوب ومسارب إشاعة المعلومات ليس لأنهما يتقدمان في التأليف بل لكون الفشل هو العنوان العام . وفي كل مرة كان عون يبدي تصلبا في الشرايين المسيحية ويتمسك بالتسمية. من جهة والمداورة من الجهة الاخرى ليتمكن التيار من وضع اليد على وزارة الطاقة لكن السؤال الذي تكرر أكثر من مرة : لماذا يحتفظ رئيس الجمهورية بحق تعيين وزراء الطائفة المسيحية فيما المسيحيون كانوا خارج تسمية تكليف الحريري من تكتل التيار الوطني الى القوات والكتائب ولم يصدق معه سوى الطشناق ؟ فيما كان هناك اثنان وعشرون نائبا مسيحيا التزموا تسمية سعد الحريري الذي اصبح ملزما الوقوف عندهم ورد عتبارهم ومع كل إشراقة صباح يعود رئيس الجمهورية والتيار الوطني ليذكرا اللبنانيين بوحدة المعيار لكن احدا لم يستطع كشف " طلامس " هذا المعيار ولا مفهمومة والمقصود منه وقد يطلق جائرة على من يقدم التفسير العلمي لوحدة معايير عون وباسيل فيما التزم الحريري معيارا واحدا وقضى بإقفال الباب على تواصله مع أي من المكونات السياسية ولم يرصد له بعد أكثر من شهر على التكليف أنه أسدى خدمة وزارية لأي من الكتل التي سمته وبينها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي بات يشتكي من غياب التواصل. وبالصورة السوداوية للتأليف فإن المكلف لم يضجر بعد وما زال يحاول احداث خرق في جدار مسكوب لكن هل سيصل الى مرحلة يقلب فيها الطاولة ؟ او يظهر الى الرأي العام " ليفتت " البحص السياسي ؟ .

ننتظر ونرى .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انه الكساد المتعمد، الذي عنون به البنك الدولي تقريره لمقاربة الوضع الاقتصادي في لبنان.

اقتصاد يعاني استنزافا خطيرا للموارد، بما في ذلك رأس المال البشري، حيث باتت هجرة العقول تمثل خيارا يائسا على نحو متزايد، بحسب التقرير..

فمن تعمد هذا الكساد؟ ومن حمى السياسيين والاقتصاديين وحكام المال الذي اوصلوا اللبنانيين الى ما هم عليه اليوم؟

أليست الولايات المتحدة الاميركية وهندساتها المالية؟ وماذا عن عقوباتها التي تخنق الاقتصاد اللبناني؟ وحرب الدولار التي تخوضها بلا هوادة كقنبلة شديدة التشظي، لم يسلم منها احد – حتى حلفاؤها؟

انها الحرب الاميركية على اللبنانيين، ومع الاسف فان كثيرين منهم باتوا مصابين بما يعرف بمتلازمة ستوكهولم، اي التعاطف والتعاون مع عدوهم او من اساء اليهم .

وفي اساءة جديدة لحلفائها ومن خدم سياستها على مدى عقود، حديث اميركي عن عقوبات على القطاع المصرفي اللبناني ، واساسه المصرف المركزي. اجراء هو الأخطر الذي يتعمد من خلاله الاميركي تدمير ما تبقى من رمق اقتصادي، وطمس كل الحقائق والجنايات التي قد توصل الى مسببي المآسي الاقتصادية في بلدنا.

وفي بلدنا نقاش غدا في اللجان النيابية المشتركة وفي المجلس المركزي لمصرف لبنان حول الدعم وترشيده، والاحتياطي المركزي وتخفيضه. فيما المنخفض الذي يضرب الرؤية الحكومية على حاله، حيث لا شيء في الافق مع سيف العقوبات الاميركية المصلت بكل اتجاه، الهادم لكل امل لبناني يستعجله الواقع الذي يلامس حال الغيبوبة الشاملة. فاصحاب كل القطاعات في عويل، حتى المستوردين الذين طالعوا اللبنانيين بالحديث عن نقص بالمواد الاستهلاكية اليومية على ما قال نقيبهم اليوم.. اما التنقيب في الازمات فيظهر ما لا يطاق.. وسيم هاشم، طالب في كلية الطب بحسب ما رسم واهله لمستقبله، لكن حسبة اصحاب البنوك المتمردين وحاكمهم على قرارات المجلس النيابي وعلى توقيع رئيس الجمهورية، احالت وسيم الى عامل ديليفري، وبدل الوصول الى حلمه بات جل هدفه الوصول الى لقمة عيشه.. انه لبنان الذي يحكمه حيتان المال..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

بأي حبر نكتب وبأي كلمات نستجدي المنظومة كي تعجل في تشكيل الحكومة ؟ ، لا لم ينقض الوقت بعد وبإمكان الضمائر إن استفاقت في ساعات هذا الليل أن تقوم بهذا الإنجاز الإنقاذي المصيري بحيث نفاجىء أنفسنا قبل أن نفاجىء مجموعة الدعم التي تجتمع من أجلنا غدا في فرنسا. نفاجئها بحكومة مهمة مؤلفة من رجال ونساء لا يخجل حاضرهم من ماضيهم ، من أهل الاختصاص غير الحزبيين . فنقول عندها، نعم سيد ماكرون بيضنا وجهنا معك ولم نسود وجهك امام شعبك وأمام زعماء العالم الذين جمعتهم على عاتقك من أجل انتشالنا مما نحن فيه من مصائب

نعم ، ها نحن قد تجاوزنا الأنانيات والخلافات و الأطماع ، وغلبنا المصلحة الوطنية العليا على مصالحنا الخاصة ، وبتنا جاهزين لتلقف المساعدات المالية والقروض ، وليس المساعدات الإنسانية التي تختلط فيها الإعاشة بالإهانة لأننا لم نكن في قدر الثقة ولا في مستوى الكرم الدولي معنا. أليس جميلا ومشرفا ان يواجه الرئيس المكلف العالم بحكومة بهذه المواصفات ؟ ، أليس أسهل وأجمل أن يواجه رئيس الجمهورية مجموعة الدعم بخطاب مليء بالقرارات الإنقاذية التنفيذية والعملية بدلا من الخطاب التبريري التقليدي لعدم تشكيل حكومة ؟. بكل أسف شيئا من هذا السيناريو الوردي لن يتحقق ، فأهل المنظومة لا يزالون في المربع الأدنى من الصفر، يصرفون الوقت الثمين على الحصص والمعايير فيما البلاد تنهار.

أمام الامتناع عن الإقدام على التشكيل ، يسعى بعض السلطة الى خطوات تعويضية يعتقد أنها تغش العيون الدولية المعنية بإنقاذ لبنان ، والتي تنتظر خطوات جدية تطلق عجلة الاصلاحات وتحارب الفساد وتفتح الباب أمام التدقيق الجنائي محصنا بالقوانين الضرورية . لكن هذه التعمية لن تمر لأن المطلوب واحد : حكومة مهمة مكتملة الأوصاف. في مقابل التقصير الرسمي اللبناني ، سجلت اليوم جملة أنشطة لممثلي صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة تدل على اهتمام المجتمع الدولي بلبنان ، إذ ابلغ هؤلاء الرئيس عون عن مشروع إطار للاصلاح والتعافي وإعادة الإعمار قيمته ملياران ونصف المليار دولار إن أنجزت السلطة الفروض المطلوبة منها .

تزامنا كان يان كوبيتش يدعو وزير المال الى إنجاز موازنة واقعية عصرية إصلاحية للعام 2021 لأن البلاد لا يمكنها النهوض من دونها ، لكنه ذكر ان لا موازنة طبعا من دون حكومة . وإذا لم يكن ما تقدم حافزا للتحرك ، فهل يحرك المنظومة "كرباج " تقرير البنك الدولي الذي حذر من التباطؤ الخطير في الإقتصاد ، والذي سيلامس هذا العام العشرين في المئة , في وقت سيصبح اكثر من نصف السكان تحت خط الفقر بحلول العام المقبل؟.الى جانب الأوضاع الاقتصادية ، أعلن البطريرك الراعي العائد من لقاء مع البابا فرنسيس ان مشكلة لبنان تكمن في مخالفة الدستور والميثاق ، ورفض ان يكون لبنان ورقة مساومة في اي حل اقليمي او دولي ، وكرر مطالبته بالحياد الناشط ودعا الى تشكيل حكومة من دون شروط.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في الأول من كانون الأول 2020

وطنية/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

صحيفة الجمهورية

ـ تسعى دولة لدخول مجموعة تعنى بالوضع في لبنان وما فاجأها أن دولة صديقة دعتها الى التمهل لعدم القدرة على ‏فتح الباب اليوم.

ـ لاحظت أوساط سياسية أن بعض الأسماء المقترحة للتوزير في حكومة الإختصاصيين تحمل صبغة حزب ‏منافس لتيار مسيحي.

ـ يدفع أحد الأحزاب حاليا إلى تعويم مسؤول في ظل تسارع الأحداث الإقليمية والدولية وعدم الوصول إلى قواسم ‏مشتركة بين مرجعين.

صحيفة اللواء

ـ فُهم من مجرى نتائج الاتصالات أن لقاء رؤساء الكتل ممر إجباري، لتشكيلة تحظى بقبول المناقشة بين الرئيسين ‏المعنيين.

ـ يدرس قضاة إقامة دعاوى عامة وشخصية على وزير معني، من دون التوصل إلى خيارات نهائية بعد.

ـ قرئت إطلالة لشخصية رسمية على أنها رسالة لقطب مؤلف أن الخيارات قائمة، ومنها اللجوء إلى خيار التعويم!

صحيفة نداء الوطن

ـ لا تتردد مصادر قيادية في قوى الثامن من آذار في الاعتراف بندمها للإطاحة بحكومة حسان دياب.

ـ ينقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون قوله إنه غير مستعد لفتح باب المشاورات الحكومية إذا لم يحمل رئيس ‏الحكومة المكلف طرحاً جديداً.

ـ عُلم أنّ وفداً أميركياً زار اللواء عباس ابراهيم لمتابعة البحث في قضية المعتقل الأميركي في سوريا أوستن تايس.

صحيفة الأنباء

*اهتمام مستجد

اهتمام دولة كبرى مستجد بمخاطبة الرأي العام اللبناني وخطوات تُتخذ على هذا المستوى ‏لا سيما اعلاميا.

*تعاطي غير جدّي

خطوة تشريعية لا تؤخذ على محمل الجدّ في قطاع مالي معني بها

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هل يلبي البابا دعوة الراعي لزيارة لبنان قريباً؟

 وكالة الانباء المركزية/01 كانون الأول/2020

عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان بعد لقاء أجراه مع البابا فرنسيس استمر لأكثر من ساعة، وضع خلالها بين يدي البابا، هواجس وهموم ومخاوف اللبنانيين من المستقبل القاتم الذي ينتظرهم جراء تقاعس المسؤولين عن القيام بواجباتهم، وسلّمه تقريراً مفصلاً عن أوضاع لبنان وجدد دعوته له لزيارة لبنان. وكان اللقاء ودياً وايجابياً وأعرب الراعي أمام زواره، عن ارتياحه لأجواء الزيارة خاصة لجهة تفهّم البابا لمعاناة اللبنانيين. أما خارج الاطار العام للزيارة، فأوضحت مصادر مقربة من بكركي لـ”المركزية” ان من المتوقع أن يتطرق الراعي في عظته يوم الاحد المقبل الى زيارة الفاتيكان، وقد يفصح عن معلومات إضافية عن أجواء لقائه البابا. وعن تلبية البابا الدعوة لزيارة لبنان، وان تتزامن مع زيارته المرتقبة الى العراق، أكدت المصادر “ان زيارة العراق مجدولة منذ سنتين، وتأجلت لأسباب عدة، ولكنها ما زالت على جدول أعمال البابا، إنما توقيتها غير معروف حتى الساعة”، مشيرة الى “ان زيارة لبنان واردة لكنها لن تكون قريبة، رغم ان القرار موجود والرغبة ايضاً، لأن البابا لا يمكنه القيام بزيارة “اونلاين” او “عن بعد” او ان يكتفي بلقاء رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة او الشخصيات السياسية فقط ثم يرحل. البابا يزور الشعب ولا يزور الدولة، وبحكم الوضع الصحي وتفشي وباء “كورونا” لا احد يستطيع عن يأخذ على عاتقه دعوة جماهير للنزول للقاء البابا والاجتماع به في الساحات والكنائس، وهذه النقطة تشكل عائقاً مهماً أمام الزيارة”. وكشفت المصادر عن “ان البطريرك الراعي، بعد مرور 40 يوماً على انفجار مرفأ بيروت، كان ينوي ترؤس قداس على راحة أنفس الضحايا على أرض المرفأ، وحضرت البطريركية المارونية للمشروع، إلا ان موضوع “كورونا” جعله يعيد النظر واستعاض عنه بقداس أقيم في حريصا مع كل الاحتياطات والمسافات. اذاً الظروف الصحية لا تسمح للبابا بزيارة لبنان في الوقت الراهن. فهل يمكن جمع أكثر من مئة الف شخص في بكركي حالياً للقائه؟ بالطبع لا”. وتابعت المصادر: “هناك ايضاً عائق آخر، فكيف يزور البابا لبنان والدولة تعاني من مشاكل لا تعد ولا تحصى ولا وجود لحكومة يتحاور معها. الدولة اليوم لم تعد محاورة لأحد، اصبحت تحاور نفسها، وبالتالي نحتاج الى دولة كي تستقبله”. وعن الدعم المنتظر من الفاتيكان، لفتت المصادر الى ان الفاتيكان ليست لديه الوية عسكرية ودعمه سيكون معنوياً. لكن الدعم المعنوي للفاتيكان مؤثر جدا خاصة مع الدول التي تربطها علاقة جيدة ووطيدة معها كالدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية، لها تأثيرها على القرار”. الراعي حمّل البابا فرنسيس القضية اللبنانية والوضع المسيحي وكان البابا متأثرا جدا بما وصل اليه لبنان وابدى استعداده للقيام بأكثر من اتصال دولي من أجل إنقاذه، ختمت المصادر.

 

الفاتيكان تبنّى مشروع الراعي و« حياد لبنان الناشط »

الشفاف/01 كانون الأول/2020

حمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مشروع الحياد الايجابي الى حاضرة الفاتيكان وطلب مساعدة الكرسي الرسولي على تبني هذا المشروع ونقله الى المحافل الدولية.

الراعي نجح في مهمته وأشارت معلومات الى ان الحبر الاعظم البابا فرنسيس كلف وزير خارجية الفاتيكان بول ريشارد غالاغار بحمل مشروع الراعي الى المحافل الدولية والمساعدة في حث الدول على تبني وجهة نظر البطريرك الماروني وجعل مشروع “حياد لبنان” الناشط، قرارا اممياً.

المعلومات تشير الى ان الراعي مسكون بهاجس وجود المسيحيين في الشرق عموما ولبنان خصوصا بعد الاستنزاف البشري والهجرة التي تعرضوا لها إثر حروب العراق وسوريا. وتضيف ان الراعي يعتبر ان بيروت المسيحية تدمرت بفعل انفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب أغسطس المنصرم، وان تفجير المرفأ يمثل تدميرا لاول ركائز “الدولة العميقة” في لبنان، وتدميراً لمفخرة لبنانية، سعى الى تأسيسها وتعزيزها المسيحيون عموما والموارنة خصوصا منذ تأسيس دولة لبنان الكبير. وأن ترددات التفجير دمرت الجزء الذي تقطنه غالبية مسيحية مارونية، ويمتد على شوارع الجميزة الصيفي مار مخايل وصولا الى الاشرفية. وان عودة الاهالي الى منازلهم شبه مستحيلة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها لبنان، وان الدولة متواطئة وعاجزة في آن عن مساعدة هؤلاء للعودة الى منازلهم المدمرة. وتضيف ان الراعي ممتعض من عملية تأخير تشكيل “حكومة المهمة” التي نصت عليها المبادرة الفرنسية، وهو طالب الرئيس المكلف سعد الحريري بالعمل على تسليم رئيس الجمهورية تشكيلته الحكومية، « وليتحمل كل معرقل مسؤوليته امام الله والوطن »! «حياد لبنان » إرث « البطرك الراعي »! وتشير المعلومات الى ان الراعي مصاب بخيبة امل من العهد، بعد طول مراهنة على دور الرئيس العماد عون، في اعادة الامور الى نصابها في البلاد. فإذا به يكون شاهدا على اكبر عملية انهيار على المستويات كافة ضربت البلاد بطولها وعرضها، وشاهدا على تحلل “الدولة العميقة” التي كان الموارنة في أساس وجودها والتي عُرفت بقطاع المصارف الناشط الذي يملك معظمه مسيحيون وموارنة، اضافة الى انهيار القطاع الصحي والتربوي، ثم مؤخرا جاء تفجير المرفأ ليكون فاتحة تدمير المؤسسات. وتقول المعلومات ان الراعي لن يتراجع وسيبذل ما في وسعه وصولا لاقرار “حياد لبنان” الناشط، في الامم المتحدة.  فيكون المشروع انجازا لبطريركيته وإرثاً يراكمه على ما أنجزه أسلافه البطاركة لمشروع لبنان الدولة!

 

رفض استقالة رئيس الجمهورية..الراعي: لبنان ليس ورقة مساومة أمام أي حل إقليمي أو دولي

المركزية/01 كانون الأول/2020

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفدا من طلاب الجامعة اليسوعية- كلية الاعلام والعلوم السياسية رفضه لان يكون لبنان ورقة مساومة امام اي حل اقليمي او دولي داعيا الى الاسراع في تشكيل الحكومة من دون اي شروط. وأعلن ان مشكلتنا في لبنان اننا نخالف الدستور والميثاق عند كل استحقاق. وأكد ان الفيدرالية او التقسيم حلّ غير وارد على الاطلاق داعيا الى ضرورة تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة. وعن الدعوات لاستقالة رئيس الجمهورية، اعلن البطريرك الراعي رفضه لهذا الموضوع مشيرا الى ان الرئيس لا يعامل بهذا الاسلوب بل وفق الاصول الدستورية. وشدد على ان مبدأ الحياد الناشط هو من طبيعة لبنان والعودة اليه هي عودة لبنان الى هويته الحقيقية. واعلن انه حمل معه الى قداسة البابا هموم لبنان واللبنانيين جميعا على اختلاف طوائفهم في ظل الازمة التي يعيشها الشعب اللبناني على كافة المستويات. وتوجه الى الطلاب بالقول : انتم مستقبل لبنان وعلى سواعدكم مهمة انقاذه من محنته. البطريرك الراعي قدّم شرحا مفصلا عن المساعدات التي تقدمها الكنيسة ومؤسساتها لمحاربة الجوع ومساعدة الناس في تأمين حاجاتها الاساسية.

 

لعنة الإنهيار تلاحق الشباب اللبناني في الإغتراب

نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

لم يتسبّب الفساد السياسي بخسارة اللبنانيين أرزاقهم ومدخراتهم المادية فحسب، بل خسروا ايضاً سمتهم (Brand) التي لطالما ميزتهم. فتحول اللبناني من قيمة مضافة تفتح في وجهه أبواب العالم، إلى رقم عاجز عن التفاوض على أبسط حقوقه الوظيفية. هذا الواقع بدأ يتلمسه معظم الباحثين عن فرص عمل في الخارج، حيث تراجع الطلب على اليد العاملة اللبنانية وانخفضت قيمة العروض والمزايا الوظيفية التي يتلقونها. وبحسب الخبراء فإنّ "الخارج يتعامل معنا من منطلق أننا بلد منكوب إقتصادياً، وشبابه في معظمهم فقدوا رفاهية إختيار الوظائف وفرض شروطهم". وبالتالي فان العروض الوظيفية ستنخفض بنسبة قد تصل إلى 50 في المئة عما كانت عليه في السابق. ففي النهاية يبقى الفرد صورة عن بلده مهما أبدع وتألق واجتهد. وبفقدان الوطن لخصائصه المميزة التي صنعت مجده على مرّ الأزمان، سيخسر الشباب السمة التي لطالما ميزتهم أنهم من لبنان!

 

تشكيك غربي برواية طهران "الهوليوودية" لتصفية فخري زاده…نهاية ولاية ترامب: "موسم صيد" للقيادات الإيرانية!

نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

بات "ربع الساعة" الأخير من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمثابة "موسم صيد" للقيادات الإيرانية وجماعاتها في المنطقة، من طهران مروراً بالحدود العراقية - السورية وصولاً إلى الجولان، بينما لا تزال الجمهورية الإسلامية تترقّب بحذر مسار الأحداث المتسارعة لتفادي أي ردّ فعل غير محسوب من قبل "الحرس الثوري"، قد يُدخلها في أتون حرب مع الآلة العسكرية الأميركية الطاحنة قبل رحيل ترامب من البيت الأبيض. وفي آخر الأهداف الثمينة التي تمّ "اصطيادها"، كان القائد في "الحرس الثوري" مسلم شهدان، الذي قُتِلَ مع 3 من مرافقيه بضربة جوّية بطائرة مسيّرة بعد عبورهم منفذ القائم على الحدود العراقية - السورية في وقت متأخّر الأحد، بحسب ما كشفت مصادر عراقية لوسائل إعلام عدّة. وكان لافتاً بالأمس اتهام طهران جهاز "الموساد" الإسرائيلي ومنظّمة "مجاهدي خلق" المحظورة، التي رفضت الإتهام، بتنفيذ "عملية معقدة" باستخدام أسلوب "جديد بالكامل"، لاغتيال "سليماني النووي" محسن فخري زاده. وفي هذا الصدد، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أن الإغتيال كان "عملية معقدة استُخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمّة أي شخص في المكان".

وأشار شمخاني إلى "استخدام العدو أسلوباً جديداً بالكامل، واحترافيّاً"، كاشفاً أن فخري زاده "كان مهدّداً منذ 20 عاماً"، وتمّ إفشال محاولات سابقة لاستهدافه. وكانت وكالة "فارس" قد أوردت الأحد أن إطلاق النار حصل من خلال رشّاش آلي موضوع على متن شاحنة صغيرة، تمّ التحكّم به عن بُعد بواسطة الأقمار الإصطناعية، قبل أن يتمّ تفجير السيّارة. لكن هذه الرواية أثارت سخرية خبراء أمنيين غربيين الذين اعتبروا أن القادة الإيرانيين، المتأثّرين كثيراً بأفلام "هوليوود"، يُحاولون تغطية فشلهم الأمني الكبير أمام الشعب الإيراني عبر نسج روايات لا تمتّ إلى الواقع بصلة. علماً أن هذه الرواية تتضارب مع روايات أمنية إيرانية سابقة تحدّثت عن "مجموعات إرهابية" نفّذت عملية التصفية على الأرض. وإذ أوضح الخبراء أن مثل هذه العملية النوعية الدقيقة لا يُمكن أن تُنفّذ بمثل هذه المهنية العالية من دون وجود عناصر على الأرض، أشاروا إلى أنّه من المحتمل أن يكون الرشاش الآلي قد تمّ التحكّم به عن بُعد، لكن من يتحكّم به يجب أن يكون متواجداً على مسافة قريبة من موقع الهجوم، هذا فضلاً عن أن الشاحنة تمّ ركنها من قبل "عنصر" في موقعها.

كما شدّد الخبراء على أن العملية المعقّدة تحتاج إلى فريق عمل ميداني متكامل لتنفيذها بنجاح وتطبيق "الخطة ب" في حال فشلت "الخطة أ"، لافتين إلى أنّه من المستحيل أن يقوم أي جهاز أمني بوضع كلّ تلك التقنيات المتطوّرة في مسرح العمليات لتقع بسهولة في يد العدوّ. كما ذكّروا بعمليّات اغتيال سابقة ناجحة لعلماء نوويين إيرانيين، بحيث استخدم المهاجمون حينها أسلحة ووسائل بسيطة من مسدّسات كاتمة للصوت ودرّاجات نارية في التنفيذ.

تزامناً، أُقيمت مراسم تشييع فخري زاده في مقرّ وزارة الدفاع في طهران أمس، بمشاركة رسمية وحضور محدود، على عكس المشاركة الشعبية العارمة التي عادة ما تمتاز بها وداعات مماثلة، في ظلّ الإجراءات الاحترازية للوقاية من "كورونا". وحضر المراسم التي أُقيمت في باحة خارجية، مسؤولون عسكريون ومدنيون.

وأظهرت اللقطات تأثراً بالغاً من الحاضرين، ومن بينهم قائد "الحرس الثوري" اللواء حسين سلامي وقائد "فيلق القدس" العميد اسماعيل قاآني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، ووزير الإستخبارات محمود علوي. وسُجي نعش "أبو القنبلة الذرية" وقد لف بالعلم الإيراني، إلى جانب منبر الخطباء، محاطاً بأكاليل الزهور. ورفعت صور تُظهره إلى جانب المرشد الأعلى علي خامنئي. كما رُفِعَت صور تُظهر وجه فخري زاده إلى جانب وجه اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس"، والذي اغتيل بضربة جوّية أميركية في بغداد في كانون الثاني الماضي. وفي ختام المراسم في الوزارة، نقل حرس الشرف النعش على الأكف إلى مساحة مفتوحة، حيث ألقى الحاضرون نظرة الوداع عليه، قبل نقله إلى مزار "امامزاده صالح" في شمال طهران، حيث ووري الثرى، على مقربة من عالمَيْن نوويَيْن إيرانيَيْن آخرين تمّ اغتيالهما عامَيْ 2010 و2011.

وفي الغضون، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن الوكالة لم تتبلّغ من إيران وقفاً لعمليات التفتيش، الأمر الذي طالب به المحافظون المتشدّدون في طهران.

وقال غروسي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "نتفهّم الحزن، ولكن في الوقت نفسه من الواضح أن أحداً لن يربح من تقليص العمل الذي نقوم به معاً أو الحدّ منه أو وقفه". كما جدّد دعوته إيران إلى تقديم توضيحات عن موقع يُثير شكوكاً في طهران، حيث تمّ رصد جزيئات من اليورانيوم ناتجة من أنشطة بشرية.

وعلى صعيد آخر، رحّبت الخارجية الأميركية بإعلان حكومة لاتفيا "حزب الله" بجناحَيْه السياسي والعسكري "منظّمة إرهابية".

 

النهار: مفاوضات الترسيم معلّقة والوسيط الأميركي إلى ‏بيروت

النهار/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

فتحت البلاد امس وسط مزيد من الارباكات الناجمة عن العشوائية الحكومية في اتخاذ ‏الخطوات والإجراءات التي من شانها إقامة توازن الحد الأقصى بين احتواء موجات التفشي ‏الوبائي لفيروس كورونا مجتمعيا، وموجبات تحريك الدورة الاقتصادية والتجارية في بلد ‏يختنق بانهيارات وازمات مصيرية. وعلى العلل والشوائب الكثيرة التي تكتنف الفتح ‏التدريجي للبلاد، فان الحركة الكثيفة التي سجلت امس عكست الحاجة المتعاظمة لاحياء ‏الشلل الاقتصادي والتجاري فيما بدا في المقابل ان الانسداد السياسي التصاعدي الذي ‏يمنع بل يفخخ الطرق والدروب والوسائل المؤدية الى الافراج عن الحكومة الجديدة لا يزال ‏بلا أي افق واعد بالانفراج. ولم تقتصر صورة الاجواء القاتمة على المأزق الحكومي العالق بين معادلات الغموض ‏والاشتراطات والرهانات المتشابكة والمتصادمة فحسب، بل ان الصورة الخارجية للدولة ‏برزت في احدى تجلياتها البالغة السلبية من خلال تطورين يتصلان بغياب حكومة فاعلة ‏وحاضرة بكل صلاحياتها واستنفارها وسياساتها الواضحة للإفادة من كل تطور من شأنه ‏الدفع نحو انقاذ لبنان من ازماته الخطيرة. فلبنان الذي تعاود فرنسا غدا تنظيم مؤتمر جديد ‏لحشد الدعم والمساعدات الإنسانية لشعبه، لن تجد الجانب اللبناني الحكومي الفعال الى ‏جانبها لاقناع العالم بتوسيع اطار الدعم بحيث يطاول الاقتصاد العليل والمالية العامة ‏المعدومة. في المقابل ولو اختلفت الظروف والحيثيات في ملف آخر لا يقل خطورة ‏واهمية، فان تعليق جولة المفاوضات الخامسة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ‏التي كانت مقررة غدا أيضا، لا يشكل نبأ إيجابيا للبنان حتى لو كانت إسرائيل تتلاعب ‏بالتوقيت واللحظة الإقليمية وتستغل الفراغ الحكومي في لبنان. وكل هذا يجري وسط ‏ازدياد منسوب الدهشة لدى اللبنانيين حيال معادلة الغموض "غير البناء" اطلاقا في شأن ‏مسار تأليف الحكومة، حتى ان بعض المراقبين بدأ يتساءل عما اذا كان لا يزال يصح الحديث ‏عن مسار لتشكيل الحكومة وسط هذا الجمود القاتل غير المسبوق الذي يطبع مجمل ‏المشهد السياسي الداخلي منذ أسبوعين على الأقل.

المأزق المستمر

وإذ لم يطرأ أي جديد على المشهد الحكومي المأزوم، ولم تصدر أي إشارة في شأن ما تردد ‏عن زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لقصر بعبدا، بدا لافتا ان تعاود بعبدا ‏التموضع في موقع دفاعي عن موقفها من خلال الرد على تقارير صحافية تناولت دور ‏رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وتدخلاته الى جانب رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون في طرح الشروط المعرقلة لمهمة الرئيس الحريري. وفي معرض ردها على ‏هذه الأجواء، جددت رئاسة الجمهورية التأكيد "ان تشكيل الحكومة يتم بالاتفاق بين رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ولا دور لاي طرف ثالث ‏فيه". وقالت مصادر قريبة من بعبدا ان رئيس الجمهورية لم يطرح او يقترح حتى الآن ‏أسماء وزراء على الرئيس المكلف سعد الحريري وما يشاع عن طرح عون اسم جان سلوم ‏لوزارة الداخلية غير صحيح، مع التأكيد ان رئيس الجمهورية لا يزال يتحدث في المبادئ ‏العامة ولن يطرح أي اسم ولن يقوم الأسماء التي يطرحها الحريري عليه قبل تقديم مسودة ‏كاملة اليه.

وفيما بدأت بعض الأوساط تلاحظ ان الرئيس الحريري يعتمد اعتكافا عن التواصل المباشر ‏مع سائر الافرقاء السياسيين، اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالقول ‏لـ"النهار" في هذا الصدد "لا اعرف وهو (الحريري) لا يتصل بنا ". وحذر جنبلاط من ان "كل ‏لحظة تأخير في تأليف الحكومة نكون في وضع اصعب وسيزداد الشلل وتتفاقم الازمة ‏الاقتصادية بدءا من الاحتياط الإلزامي الى عدم ترشيد الإنفاق". واللافت في كلام جنبلاط انه ‏لمح الى "انهم يعملون على خلق عقدة درزية غير موجودة". ولوح الى انه اذا كان الاتجاه ‏سيكون وفق هذه الطريقة "فمن الأفضل ان نتعاطى مع الحكومة المقبلة كما فعلنا مع ‏حكومة حسان دياب".

وإذ لم يثبت بعد ما اذا كان الرئيس الحريري سيزور قصر بعبدا في الساعات المقبلة وربط ‏هذه الزيارة بانعقاد مؤتمر الدعم الدولي من اجل لبنان غدا افاد مراسل "النهار" في باريس ‏ان هدف المؤتمر الدولي الثاني لدعم الشعب اللبناني الذي تنظمه باريس غدا بالتنسيق ‏والتعاون مع الأمم المتحدة هو تقييم نتائج المؤتمر الأول الذي عقد في 9 آب الماضي بعد ‏أيام قليلة من انفجار مرفأ بيروت في 4 آب حيث جمع آنذاك 250 مليون يورو للمساعدات ‏الإنسانية والاجتماعية الطارئة. وسيتم الإعلان عن التزامات نحو 35 دولة ومنظمة دولية ‏ستشارك مبدئيا في المؤتمر الدولي الثاني غدا، علما ان المؤتمر ينعقد وسط خيبة فرنسية ‏ودولية عميقة حيال التأخير المتمادي في تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المتوقع ان يصدر ‏عن المؤتمر بيان يشدد على وقوف المجموعة الدولية الى جانب الشعب اللبناني وعدم ‏تركه لتداعيات الازمات التي تعصف بلبنان كما سيؤكد مجددا أهمية تشكيل حكومة ‏اختصاصيين بسرعة والتزامها الإصلاحات العاجلة الجوهرية .

ولوحظ في هذا السياق ان رئاسة الجمهورية أحالت امس الى رئاسة مجلس الوزراء نص ‏القرار الذي أصدره مجلس النواب حول التدقيق الجنائي وطلبت "المبادرة الى اتخاذ ‏الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبي المركز على حسابات مصرف ‏لبنان والجهات ذات الصلة وفقا لقرار مجلس الوزراء".

ارجاء الجولة الخامسة

وسط هذه الأجواء تبلغ لبنان امس ارجاء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ‏لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة حول ترسيم الحدود البحرية ‏التي كانت مقررة غدا في الناقورة. وذكر انه سيستعاض عنها بتشاور بين الجانبين الأميركي ‏واللبناني في ظل تبلغ لبنان ان رئيس الوفد الأميركي المشارك في هذه المفاوضات جون ‏دو روشيه سيحضر الى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين واستكمال النقاشات او محاولة ‏إيجاد أرضية مشتركة. وزارت امس السفيرة الأميركية دوروثي شيا رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون كشف ‏أي معلومات عن المواضيع التي تناولها اللقاء. وكان متوقعا ان تتعثر المفاوضات بعدما ‏قدم لبنان طرحا رفضته إسرائيل بانطلاق الترسيم البحري من نقطة رأس الناقورة برا وتجاوز ‏لبنان كل النقاط التي كان تم التوصل اليها سابقا بدءا من المفاوضات مع قبرص وصولا ‏الى المفاوضات مع الولايات المتحدة بما فيها خط هوف. وطالب لبنان بخط جديد يعطيه ‏‏1430 كيلومترا مربعا مضافة الى 860 كلم لحظها خط هوف أي ما مجموعه 2290 كيلومترا ‏مربعا. وسيقوم رئيس الوفد الأميركي الوسيط جون دو روشيه بلقاء رئيس الجمهورية وقائد ‏الجيش والوفد اللبناني المفاوض برئاسة العميد بسام ياسين

 

عون للحريري: "تعا ولا تجي"!...أميركا تضغط على سلامة: معنا أو مع "حزب الله"؟

نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

حدثان منفصلان يلتقيان عند مسار الضغط الدولي المتصاعد لتحقيق الإصلاح في لبنان، سيلقيان بثقلهما على الساحة الداخلية هذا الأٍسبوع. الأول مع انعقاد مؤتمر باريس الدولي بالشراكة مع الأمم المتحدة غداً لاستكمال البحث في المساعدات الطارئة للبنانيين وحثّ السلطة السياسية على الإقلاع عن لعبة التعطيل الهدّامة والإسراع في تأليف "حكومة مهمة" تعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والحدث الثاني يترقبه المتابعون خلال الأيام المقبلة من واشنطن حيث تواترت معلومات عن اتجاه لإصدار حزمة عقوبات جديدة لن يكون المصرف المركزي بعيداً منها، ربطاً بدوره في عرقلة التدقيق الجنائي واستمراره في تغطية المنظومة السياسية الفاسدة، وصولاً إلى اتهام مسؤولين في مصرف لبنان بلعب دور "مركزي" في تأمين "بعض الخدمات" المصرفية لـ"حزب الله" المدرج على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.

فمن حيث لم يحتسب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، دخلت الولايات المتحدة بقوة على خط "التدقيق الجنائي" في حسابات المصرف، موجهةً سلسلة رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى سلامة لا تحتمل التموضع الرمادي: "إما معنا أو مع حزب الله"! وتحت هذا العنوان، لاحظت أوساط مالية مواكبة للأجواء الأميركية أنّ التلويح المباشر خلال الساعات الأخيرة بإدراج مسؤولين كبار في المصرف المركزي اللبناني على قائمة العقوبات، وضع الحاكم أمام خيارين: "إما الإصطفاف إلى جانب المجتمع الدولي والمضي قدماً في كشف المستور وتسليم المستندات المطلوبة عن حسابات الدولة للتدقيق بها حتى ولو أدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة، أو الاستمرار في تغطية المنظومة السياسية واعتباره بالتالي اختار التموضع على ضفة هذه المنظومة التي يهيمن عليها "حزب الله" وآثر عدم التراجع عن حماية أركانها".

وأوضحت المصادر أنّ المقال الذي نُشر في "وول ستريت جورنال" أمس والذي يصوّب مباشرةً على تمويل المصرف المركزي للفساد في لبنان، إنما يبيّن أنّ "الإدارة الأميركية تتبنى بشكل حاسم مطلب التدقيق الجنائي وستضغط بقوة خلال الفترة المقبلة لإنجازه، وهذا التوجه بدا واضحاً على لسان المبعوث الأميركي ديفيد هيل خلال زيارته الأخيرة بيروت حين قال: "هناك تركيز كبير على المصرف المركزي وعلى الحاجة للتدقيق في حساباته لنفهم ماذا حصل بالفعل هناك". ولفتت الانتباه في هذا المجال إلى أنّ "مهمة التدقيق الجنائي من المنظور الأميركي تهدف بشكل أساس إلى محاولة كشف النقاب عن كافة المعلومات ذات الصلة باستفادة "حزب الله" من النظام المصرفي اللبناني لتمويل أنشطته، وفي ذلك تذهب واشنطن باتجاه تأكيد تلازم المسارات بين مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد".

ومن بين المسؤولين المصرفيين الموضوعين تحت المجهر الأميركي، برز اسم أحمد ابراهيم صفا الذي كان يشغل موقعاً في لجنة الرقابة على المصارف في المصرف المركزي وتتهمه الولايات المتحدة بأنه عمل من خلال موقعه على تسهيل عمليات مصرفية لأشخاص متصلين بـ"حزب الله" وكان عنصراً مساعداً في تأمين حركة أموالهم عبر عدة حسابات وعمليات مصرفية. وإذ لا تخفي المصادر خشيتها من "تداعيات هائلة" على النظام المصرفي في لبنان في حال إدراج مسؤولين رفيعين في المصرف المركزي على قائمة العقوبات الأميركية، تؤكد في المقابل أنّ الإدارة الأميركية تبدو عازمة على إحكام الخناق على "حزب الله" لاعتبارات تتصل من جهة بكونه مصنفاً "منظمة إرهابية" على مستوى لبنان والمنطقة والعالم، ومن جهة ثانية بوصفه "حامي المنظومة السياسية الفاسدة في لبنان ولا يريد لها السقوط لكونها تؤمن المظلة الرسمية لسطوته على البلد".

أما حكومياً، فلا جديد يُعتدّ به خارج إطار حالة "الرهاب" التي يمرّ بها العونيون إزاء احتمال إقدام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على خطوة تقديم تشكيلة اختصاصيين إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ووضعه بالتالي أمام مسؤولياته الدستورية في قبولها أو رفضها، مع ما سيعنيه الرفض من ظهور رئيس الجمهورية في موقع المعرقل لولادة الحكومة الإصلاحية المطالب بها شعبياً والمطلوبة دولياً.

وتحت هذا الهاجس، بدا عون من خلال تسريبات قصر بعبدا الإعلامية خلال الساعات الأخيرة كمن يقول للحريري: "تعا ولا تجي"... بحيث أتى بهذا المعنى تعميم دوائر الرئاسة الأولى أجواء ترحّب من ناحية بزيارة الرئيس المكلف المرتقبة إلى القصر الجمهوري إذا كان الهدف منها "التشارك مع الرئيس عون في وضع التشكيلة الحكومية"، وتحذره من ناحية أخرى من أنه إذا كان ينوي التوجه للقاء عون بغية وضع "تشكيلة أمر واقع تتجاوز المعايير الموحدة فهذا أمر لن يوصل إلى مكان"، مع التشديد على أنّ "العقدة لا تزال في الأسماء، ورئيس الجمهورية ليس بوارد القبول أن يكون مفتاح التسمية بيد الحريري وحده".

وعلى هذا الأساس جاءت خلاصة الرسالة الرئاسية الإعلامية لتقول للرئيس المكلف: "ليس المهم أن تتوجّه إلى بعبدا أم لا، المهم ماذا ستحمل معك وكيف ستتصرّف؟".

 

لبنان تحت الإحتلال الإيراني ورأس رمح في محور الممانعة

The Unsaid Lebanon /01 كانون الأول/2020

أقحم موقف وزير الخارجية اللبناني بما يخص إغتيال العالم النووي الإيراني، بإيعاز من حزب الله ومن خلفه إيران، لبنان في لعبة المحاور والأمم، ليكون لقمة سائغة لمن يشتهيه، في حين أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة. فيما تتبع إيران سياسية عض الأصابع وكسب الوقت، حتى تَسلم بايدن الرئاسة، إذ تكتفي بالرد الخشبي بالحفاظ على حق الرد على الضربات الإسرائيلية المتتالية، يجد المسؤولون اللبنانيون في هذه الظروف المميتة، الترف والسخاء للتبرع بلبنان فداءا" لها. من نافل القول أن لبنان تحت الإحتلال الإيراني، وهو رأس رمح في محور الممانعة. ومن المسلم به أيضا "، أن أي دولة دخلت عليها إيران تصوملة وأصبحت دولة مارقة مسلوخة عن العالم. في الخلاصة، كل الذين يتعاطون في الشأن السياسي، ولا يريدون أن يروا هذه الحقيقة الناصعة والساطعة، إما عن غباء ناطق أو عمى مقصود، هم أخطر من الإحتلال نفسه، خصوصا" أولائك الذين يدعون أنهم ثوار.

 

اشكال بين شباب “القوات” و”الحزب” في اليسوعية

مواقع الكترونية/01 كانون الأول/2020

وقع اشكال بين شبان من “حزب الله” وشبان من القوات اللبنانية أمام حرم جامعة القديس يوسف( HUVELIN) تخلله تلاسن وتضارب بين الشبان، وذلك على خلفية أجواء الانتخابات الطالبية. وتمكنت عناصر قوى الامن من فض الاشكال واعادة الهدوء الى الانتخابات.

وبحسب مصادر الـmtv، أوقف عدد من طلاب اليسوعيّة في مخفر الأشرفيّة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

4 قتلى بينهم طفلة بعملية دهس في ألمانيا

روسيا اليوم/01 كانون الأول/2020

أفادت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر في الشرطة بأن شخصا مجهولا قام بدهس مجموعة من المارة في الشارع بمدينة ترير الألمانية. وكشف المصدر إن سيارة دهست مجموعة من الأشخاص عند ممر للمشاة في مدينة ترير غربي ألمانيا، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص بينهم طفلة وإصابة عشرة آخرين على الأقل. وأعلنت الإذاعة العامة، أن الشرطة احتجزت السائق وطالبت المواطنين بالابتعاد عن منطقة الحادث، مضيفة أن دوافع السائق غير واضحة بعد. وأفاد شهود عيان بأن سيارة من طراز رينج روفر سوداء اندفعت على طول شارع للمشاة في المنطقة المذكورة بسرعة تزيد عن 70 كم في الساعة.

 

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يقدم فريقه الاقتصادي/حض الكونغرس على إقرار خطة مساعدة "متينة"

دبي - العربية.نت/01 كانون الأول/2020

قدم الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، فريقه الاقتصادي الذي شمل الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي، جانيت يلين، والتي ستتولي وزارة الخزانة. وكشف عن أسماء الأعضاء الرئيسيين من فريقه الاقتصادي الذي ستكون أولويته تقديم دعم "فوري" للولايات المتحدة المتضررة كثيراً جراء أزمة الوباء العالمي.وحض بايدن الكونغرس الأميركي على إقرار خطة مساعدة "متينة". ويولي بايدن ونائبته كامالا هاريس اهتماما بأعضاء فريقهما الاقتصادي، المؤلف من نساء وأفراد من أقليات، في خطوة يوليها الرئيس الديمقراطي أهمية كبرى. وقال الاثنان "هذا الفريق سيساعدنا على إعادة بناء اقتصادنا ليصبح أقوى من أي وقت مضى". ويواجه الاقتصاد الأميركي صعوبات مع معدّل بطالة بلغ 6,9%، وهو ضعف النسبة المسجّلة في فترة ما قبل أزمة الوباء. ولا يزال النمو المسجّل في الفصل الثالث من العام منخفضاً بـ2,9% مقارنة بالفصل الثالث من العام الماضي. وينبغي المصادقة على تعيين جانيت يلين في مجلس الشيوخ حتى لو حافظ الجمهوريون على الأكثرية فيه في يناير المقبل. واعتبر الرئيس الجمهوري للجنة المال في مجلس الشيوخ تشاك غراسلي أن يلين يُفترض أن تحصل على "رأي مؤيد" في المجلس. ستصبح يلين البالغة 74 عاماً أول امرأة تدير الخزانة الأميركية (وزارة المال)، بعدما كانت أول امرأة ترأس الاحتياطي الفيدرالي النافذ بين عامي 2014 و2018. وستكون أول مهمة لها طرح على التصويت العاجل خطة مساعدات جديدة لصالح الأشخاص الأكثر ضعفاً، في وقت ستكون وصلت مدة الخطة التي أُقرت في الربيع إلى نهايتها. وقد تكون هذه المهمة شاقة، إذ إن الديمقراطيين لم يضمنوا بعد حصولهم في يناير على أكثرية مقاعد مجلس الشيوخ، بخلاف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عندما تسلم مهامه في يناير 2009، في خضمّ أزمة مالية. وقالت يلين "من أجل تعافينا من هذه الأزمة، علينا استعادة الحلم الأميركي- مجتمع حيث يمكن لكل شخص أن يحقق إمكاناته وأن يحلم بأمور أكبر لأبنائه". وأعلن بايدن أيضاً تعيين والي أديييمو نائباً لوزيرة الخزانة.  وأديييمو من أصول نيجيرية وقُدّم على أنه "خبير في سياسة الاقتصاد الكلي" وشغل مناصب مساعد مدير المجلس الاقتصادي الوطني ومستشار للأمن القومي ورئيس مكتب الحماية المالية للمستهلكين. وأشار بايدن إلى أنه "في حال تمت المصادقة على ذلك، فسيكون أديييمو أول نائب وزير خزانة إفريقي أميركي".واختار بايدن أيضاً نيرا تاندن ذات الأصول الهندية، لترؤس مكتب الإدارة والموازنة. وسيكون إلى جانب الرئيس المنتخب أيضاً جاريد برنشتاين وهو مقرب منه منذ وقت طويل. وكان برنشتاين مستشاراً خاصة لبايدن خلال السنوات الأولى من إدارة أوباما. وسيصبح عضواً في مجلس المستشارين الاقتصاديين. وأخيراً ستكون هيذر بوشي المصنفة "خبيرة اقتصادية بارزة" وشملت أبحاثها التفاوتات الاقتصادية، عضواً في هذا المجلس، وهو هيئة تابعة للبيت الأبيض مكلفة المساعدة في تطوير السياسة الاقتصادية الوطنية والدولية.

 

هل ينقل ترامب السلطة إلى بايدن مثقلة بحرب مع إيران؟

سبوتنيك/01 كانون الأول/2020

تتزايد المخاوف حيال حرب أمريكية محتملة مع إيران، بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الجمعة الماضية، رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن مقتله. وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن إلقاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اللوم على إسرائيل، يزيد من تكهنات المراقبين لقضايا الشرق الأوسط، والقائلين بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يعطي أوامره بشن هجوم على إيران قبل مغادرته البيت الأبيض. وكان ظريف قد أوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد ذكر اسم العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، في 2018، وهو ما يشير إلى أصابع إسرائيلية وراء اغتياله، بحسب ظريف. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن حالة التوتر الزائدة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تنفجر في الأسابيع القليلة المقبلة، وبأن اغتيال فخري زاده يمكن أن يكون شرارة لذلك الانفجار. ونقلت الصحيفة على لسان أحد كبار أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: يجب على أي عضو في الكونغرس أن يشعر بالقلق إزاء ضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملة لإيران في هذه المرحلة. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قد فكر في توجيه ضربة إلى موقع إيران النووي الرئيسي، قبل أسبوعين، وأن الجيش الإسرائيلي بات جاهزا لمثل هذه الضربة الأمريكية.

وتأتي هذه التطورات بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الجمعة الماضي، بعد أن تم استهداف سيارته قرب العاصمة طهران، واتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال.

 

واشنطن تعرض 15 مليون دولار..مقابل قادة "حراس الدين"

المدن/01 كانون الأول/2020

أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" ثلاث مكافآت مالية تبلغ قيمتها 15 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات عن ثلاثة من قادة تنظيم "حراس الدين"القريب من تنظيم القاعدة. وقال البرنامج التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في سلسلة تغريدات، إنه سيقدم خمسة ملايين دولار لمعلومات عن قائد تنظيم "حراس الدين" فاروق السوري المعروف بـ"أبو همام الشامي". كما سيقدم البرنامج خمسة ملايين دولار لمعلومات عن سامي العريدي، وهو مواطن أردني يعرف باسم "أبو محمد الشامي"، ويعد أحد كبار المسؤولين الشرعيين في التنظيم. إضافة إلى 5 ملايين آخرى مقابل معلومات عن أبو عبد الكريم المصري، وهو مصري الجنسية، وعضو في مجلس شورى حراس الدين، ووصفه بأنه قيادي بارز. وقال البرنامج إن تنظيم حراس الدين جماعة موالية لتنظيم "القاعدة"، ظهرت في سوريا في أوائل عام 2018، مضيفاً "لم يكن هدف السوريين يوماً حماية إرهابيي القاعدة وأذنابهم في تنظيم حراس الدين". وكان فريق التواصل التابع للخارجية الأميركية، أعلن في أيلول 2019، عن "جائزة نقدية تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القادة الثلاثة من حراس الدين. والثلاثاء الماضي، ذكر البرنامج بمكافأة مالية تبلغ قيمتها عشرة ملايين دولار أميركي مقابل الحصول على معلومات تتعلق بزعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.

 

اغتيال فخري زاده: ما هي خيارات إيران؟

المدن/01 كانون الأول/2020

قالت إيران إن ردها على مقتل العالم النووي محسن فخري زاده سيكون في "منتهى الإيلام". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن هذا الأمر سيكون رداً على دعوات ضبط النفس من الدول الغربية، حسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية. وانتقدت إيران "صمت" الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه حادث اغتيال فخري زاده. وأكد سفير إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي أن هناك مسؤولية فورية وأساسية ملقاة على عاتق الوكالة تجاه الحادث. وقال غريب آبادي في معرض رده على تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن "المتوقع من الوكالة الذرية أولا أن تحدد موقفها بصورة شفافة تجاه هذا العمل الإرهابي وأن تدينه بقوة". وأوضح أن للوكالة "مسؤولية فورية وأساسية تجاه دولة عضو تستقبل أكبر عدد من عمليات التفتيش فيها ولها البرنامج النووي الأكثر شفافية عن طريق تنفيذ التزاماتها المختلفة، إلا أن علماءها يتعرضون لتهديد الاغتيال أو يتم اغتيالهم كما أن منشآتها النووية مهددة بالاعتداء أو التعرض للتخريب". وفي السياق، شبّهت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية فخري زاده بقائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، مشيرة إلى أن "الرجلين متشابهين من حيث أنهما كانا من كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني وكان لهما دور فعّال في المشاريع الرئيسية التي نفذها النظام".

قام سليماني بتوسيع وإضفاء الطابع المؤسسي على شبكة الحلفاء والشركاء غير الحكوميين لإيران والتي عززت استراتيجيتها الإقليمية، بينما ساعد فخري زاده في تطوير القدرات النووية للبلاد. واعتبرت المجلة أن رحيلهم ضربات رمزية ومهمة لإيران، وتسلط الضوء على ضعف البلاد.

بعد وفاة فخري زاده، سارع المسؤولون الإيرانيون إلى نسب الهجوم إلى أحد خصومهم الرئيسيين: إسرائيل. ويُعتقد أيضًا أن إسرائيل كانت وراء انفجار في منشأة نطنز النووية -التي تضم حالياً جزءاً كبيراً من برنامج تخصيب اليورانيوم في البلاد- في الصيف الماضي. لإسرائيل تاريخ في استهداف البرامج النووية للمنافسين، بما في ذلك إيران. وبحسب ما ورد اغتالت علماء نوويين وشنت هجمات إلكترونية على أمل كبح التقدم النووي لطهران على مدى العقد الماضي. في عام 2011، أدى انفجار إلى مقتل مهندس الركيزة الرئيسية الثالثة للدفاع الوطني الإيراني، حسن طهراني مقدم، وهو عضو آخر في الحرس الثوري الإيراني، وساعد في تطوير برنامج الصواريخ في البلاد. وبدا أن إسرائيل متورطة. نجاح إسرائيل في إجراء مثل هذه العمليات المعقدة على الأراضي الإيرانية -إلى حد ضرب هدف بارز حدده بنيامين نتنياهو علناً في الريف خارج طهران- يكشف مرة أخرى فشل الأمن الداخلي للنظام الإيراني و ضعف الدولة أمام العمل السري الأجنبي. هذا يضع إيران أمام معضلة. وبحسب "فورين بوليسي"، لدى طهران حافز لتجنب الظهور بمظهر الضعيف. ضُربت البلاد بقوة وبشكل متكرر على مدى العام 2020، بجائحة كورونا التي ناضلت حكومتها لاحتوائها. وبالإضافة إلى اغتيال اثنين من الشخصيات الإيرانية البارزة هذا العام وانفجار نطنز، يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل قتلتا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري، في طهران في أغسطس/آب. وتواصل إدارة ترامب توسيع قائمة الأفراد والكيانات الإيرانية الخاضعة للعقوبات لممارسة الضغط على إيران، لتعقيد عودة إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إلى الاتفاق النووي.

رد إيران على هذه الأحداث تم حسابه. لقد حاولت، بحسب المجلة، الموازنة بين هدفين متعارضين: تجنب ترك هذه الإجراءات دون إجابة مع الامتناع عن تصعيد التوترات بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى عمل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة. من خلال القيام بذلك، واجهت إيران بعض الإخفاقات المحرجة: في كانون الثاني/يناير، بعد وقت قصير من مقتل سليماني، قصفت إيران قاعدتين في العراق تضمان القوات الأميركية.

كان من المفترض أن تكون هذه الخطوة الأولى، من بين خطوات عديدة، مصممة لاستعادة الردع والانتقام لاستهداف أحد أهم القادة العسكريين في إيران. مع ذلك، أسقط الحرس الثوري الإيراني بطريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 176 راكباً على متنها، ثم سعى للتغطية على الخطأ. كان هذا الحادث المأساوي محرجاً للغاية للقوات المسلحة الإيرانية، التي لم تثبت عدم قدرتها على حماية قائد عسكري كبير فحسب، بل قتلت أيضاً مدنيين أبرياء عن طريق الخطأ، ربما دفعهم ذلك إلى ممارسة بعض ضبط النفس في الأشهر التي تلت ذلك، تقول "فورين بوليسي".

لكن الآن، مع تصاعد الضغط الأميركي والإسرائيلي، قد تجد القيادة الإيرانية صعوبة أكبر في الحفاظ على ضبط النفس النسبي. قد ينظر قادة إيران إلى الفشل في التصرف كعلامة ضعف أمام الخصوم الذي قد يدعون إلى المزيد من العمليات السرية وحتى الهجوم على طهران. بعد كل هذا، ورد أن الرئيس دونالد ترامب كان يفكر في شن هجوم على نطنز لكن مستشاريه أثنوه عن القيام بذلك. سيكون هناك أيضاً تكاليف محلية للتقاعس عن العمل. يستخدم النظام المصاب بجنون العظمة، القوة بشكل روتيني، ويحتجز الأفراد بشكل تعسفي، ويعذب الأفراد الذين يتهمهم غالباً بالتجسس لصالح الأعداء، بينما يفشل في حماية قائد من داخل النظام على أرضه. يجادل بعض المسؤولين الإيرانيين بأنه يجب على الأمة التحرك للرد على هذا الهجوم وردع الهجمات المستقبلية المحتملة. ويرى آخرون أن العودة إلى الاتفاق النووي في ظل هذه الظروف لا تؤدي إلّا إلى تقوية أيدي أعداء إيران. يتعارض هذا مع الهدف الآخر الذي يؤمّنه النظام الإيراني: منع المزيد من التصعيد حتى 20 كانون الثاني 2021، عندما يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين ومن المحتمل أن يكون موقف واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي بشكل ما. وتقول "فورين بوليسي": "على الرغم من الخطوات غير العادية لتحقيق الاستقرار في سوق الأسهم وتغطية عجز الميزانية ، فإن الوضع الاقتصادي لإيران غير مستدام. يكاد يكون من المؤكد أن النظام لا يمكنه المخاطرة بعودة الاحتجاجات على نطاق واسع بينما يتعثر أكثر". إذا كانت إيران ستنتقم من مقتل فخري زاده أو تحاول استعادة الردع، فمن المؤكد أنها ستفعل ذلك بطريقة متعمدة ومحسوبة. من المحتمل أن تلجأ إلى الخيارات التي توفر لها مستوى معيناً من الإنكار المعقول، كما يحدث غالباً - بما في ذلك العمليات الإلكترونية والهجمات عبر الوكلاء.

ومع ذلك، لا يزال هناك، بحسب المجلة، خطر إثارة سلسلة من ردود الفعل. يمكن لإسرائيل أن تختار الرد بالمثل وأي خطوة من هذا القبيل يمكن أن تزيد من تعقيد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ، مما قد يحرم إيران من الحصول على إعانة اقتصادية هي بأشدّ الحاجة إليها. في مثل هذا السيناريو، فإن ما يسمى ب"صبر إيران الاستراتيجي" على مدى العامين الماضيين سيكون هباءً. علاوة على ذلك، أثبت ترامب أنه صانع قرار متقلب وغير منتظم. بعد أن قتلت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق أميركياً في كانون الاول ديسمبر الماضي، أمر بقتل سليماني ونائبه العراقي أبو مهدي المهندس. بعد أشهر فقط قتلت هذه القوات اثنين من أفراد الخدمة الأمريكية وجندياً بريطانياً. كان رد الولايات المتحدة صامتاً. قبل أسابيع فقط من مغادرته منصبه ، يمكن للإيرانيين اختيار انتظار مغادرة ترامب البيت الأبيض أو إذلاله في طريقه للخروج. بغض النظر عن الطريقة التي تقرر فيها إيران الانتقام من الآن وحتى يوم تنصيب بايدن، لا تخلو أي من خياراتها قصيرة المدى من المخاطر. وإذا استمرت هذه الحوادث خلال الايام الخمسين المتبقية من رئاسة ترامب، فقد تجرّ إيران إلى مسار تفضل عدم اتباعه. على المدى المتوسط، قد تصبح طهران أقل ميلاً للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي ودعم الوكلاء، وهو ما وعد بايدن خلال الحملة الانتخابية بأن إدارته ستسعى إلى تقليصه. على المدى الطويل، قد يتوصل القادة الإيرانيون إلى استنتاج مفاده أن بلادهم بحاجة إلى سلاح نووي لردع الخصوم عن القيام بمثل هذه الأعمال في المستقبل بغض النظر عن التكاليف المرتبطة بها. وترى المجلة أن مقتل فخري زاده على التراب الايراني ضربة كبيرة للحكومة. بغض النظر عن الطريقة التي تختارها طهران للرد، يمكن أن تكون التأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة أكثر أهمية، مما يؤدي إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً. والأمر الأكثر إثارة للقلق حتى الآن هو أن إيران قد تقرر أنه يجب عليها توسيع نطاق الأنشطة التي سعت إدارة ترامب إلى منعها من خلال حملة الضغط القصوى، بما في ذلك قرار متجدد بالسعي للحصول على سلاح نووي.

 

 قبرص: نحاول تبني أجندة بناءة ولكن تركيا تلجأ للاستفزاز/وزير دفاع قبرص لـ"العربية": أفعال تركيا الاستفزازية في المتوسط واضحة

دبي - العربية.نت/01 كانون الأول/2020

أكد وزير دفاع قبرص، أنه بلاده تسعى لتحالفات مع دول الخليج لتأمين الممرات المائية، مشيرا إلى أنهم يحاولون تبني أجندة بناءة ولكن تركيا تلجأ للاستفزاز. وقال شارالامبوس بيتريدس في مقابلة مع "العربية"، إن ممارسات تركيا في المتوسط تصطدم بالاتحاد الأوروبي، مضيفاً "لا نسعى لفرض عقوبات أوروبية على تركيا ولكن قد نضطر لذلك". كما أوضح أن بلاده تريد حل المشكلة القبرصية وتركيا تقف ضد ذلك، واصفاً ممارسات تركيا في فاروشا بأنها ضد القانون الدولي. وقال "أفعال تركيا الاستفزازية في المتوسط واضحة". كما أكد أن الدول المشاركة في مناورات ميدوزا ـ 10 تسعى لاستقرار المنطقة، وقال "مناورات ميدوزا ـ 10 تهدف لتعزيز التعاون العسكري في المتوسط". وقال "نحاول التعاون لإحلال السلام في شرق المتوسط". هذا وكانت وزارة الخارجية القبرصية قالت مؤخراً إنها تأمل من تركيا أن تعدل سلوكياتها بشرق المتوسط وأن تستجيب لدعوات الحوار. وأضافت الخارجية القبرصية في تصريحات خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث" أن موقف تركيا الحالي لا يدعو إلى جعلهم متفائلين بنجاح تلك الدعوات، مطالبة أنقرة بالتراجع عن مواقفها. كما دان رئيس مجلس النواب القبرصي، أداموس أدامو، الزيارة التي قام بها الرئيس التركي أردوغان إلى بلدة فاروشا المُسيجة المُحتلة منذ الغزو التركي الذي تسبب في احتلال الجزء الشمالي من الجزيرة في عام 1974، واصفا الزيارة بـ"غير القانونية"، ومؤكدا أنها تشكل "استفزازاً غير مقبول على الإطلاق". من جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن تصريحات تركيا فيما يتعلق بقبرص "تصعد التوتر مع التكتل الأوروبي". وشدد المسؤول الأوروبي أنه على أنقرة أن تدرك أن سلوكها يوسع الهوة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

 

إيران تنقل أسلحة إلى البحرين.. "الأطلسي" يكشف أدلة/التقرير يقدم دراسة ميدانية شاملة حول تدفقات الأسلحة الإيرانية إلى البحرين مستنداً إلى تقييم سري لشبكات شراء الأسلحة

دبي - العربية.نت/01 كانون الأول/2020

ويقدم التقرير دراسة ميدانية شاملة حول تدفقات الأسلحة الإيرانية إلى البحرين، مستنداً إلى تقييم سري لشبكات شراء الأسلحة. فمن خلال تحليل أكثر من 250 صورة، أوضح التقرير أن عمليات التهريب هذه هي دليل مفيد على صحة التدخل العسكري الإيراني لدعم جماعات مسلحة في المنطقة.

وبناءً على هذه النتائج، يحدد التقرير الخطوات التي يجب على المجتمع الدولي اتخاذها لزيادة الشفافية وتعزيز أنظمة المراقبة من أجل ردع عمليات تهريب الأسلحة غير المشروعة من أي جهة، ومن بينها الضغط على إيران للالتزام بالقوانين الدولية المصممة للتخفيف من الانتشار غير المشروع للأسلحة، وضمان تمويل نظام فريق الأمم المتحدة بشكل صحيح، مع توفير المساعدة التقنية المتخصصة له عند الطلب، وتخصيص جزء من ميزانيات المساعدات الخارجية لدعم المنظمات المختصة والتحقيقات. كذلك توحيد معايير التحقق من طرف ثالث للمواد غير المشروعة المستردة من الجهات المسلحة غير الحكومية من خلال تسهيل وصول لجان الأمم المتحدة والمنظمات المستقلة للتحقيق. أيضاً إنشاء آليات إقليمية ودولية لتعزيز التبادل العادل للمعلومات بين الحكومات المهتمة مع الوصول إلى جوانب مختلفة من تجارة الأسلحة غير المشروعة.يشار إلى أن البحرين لطالما شددت على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات حازمة ضد إيران إزاء تصرفاتها العدائية المستهجنة والتي تشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي.

 

شبح العقوبات يقترب.. تركيا: مستعدون للحوار مع اليونان/أنقرة: تحديد موعد لإجراء محادثات بين البلدين أصبح ممكناً بعد تعليق عمل سفينة "أوروتش ريس" في شرق المتوسط

دبي - العربية.نت/01 كانون الأول/2020

مع اقتراب القمة الأوروبية وتلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات ضد أنقرة، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن تركيا مستعدة للحوار مع اليونان دون شروط مسبقة. وفق ما نقلت عنه صحيفة إيكاثميريني اليونانية وقال تشاووش أوغلو إن تحديد موعد لإجراء محادثات بين البلدين أصبح ممكنا بعد تعليق عمل سفينة "أوروتش ريس" في شرق المتوسط كان حلف الناتو، اعتبر أن انسحاب سفينة التنقيب التركية "أوروتش ريس" من مياه قبرص قبل عشرة أيام من انعقاد القمة الأوروبية، مؤشرا إيجابيا يساعد على تخفيف التوتر. وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أن القمة ستراجع العلاقات مع تركيا وفق شروط خفض التوتر والدخول في حوار بنَّاءٍ. وقال أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، "لا نزال نشعرُ بالقلق إزاء الوضع في شرق المتوسط حيث نواصلُ السعيَ من أجل تفادي الصدام في المنطقة. وأعتقد أن انسحابَ السفينة "أوروتش رَيِّس" إلى مينائِها في تركيا يساعد على تخفيفِ التوتر والتقدم نحو اتفاقِ تفادي الصدام بين القطعِ الحربية". كانت وكالة بلومبيرغ، أفادت أمس الاثنين بأن بيانات موقع "مارين ترافيك" المتخصص في تتبع السفن أظهرت أن سفينة المسح التركية "أوروتش رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا جنوب البلاد. في الوقت نفسه، أوضح السياسي النرويجي أنه لا يزال قلقاً حيال الموقف، مشيراً إلى أنه طرح مزيداً من المقترحات مؤخراً حول كيفية تقليل مخاطر وقوع حوادث بين القوات المسلحة اليونانية والتركية.

 

الجبير: اليأس دفع إيران لإلقاء اللوم على السعودية

دبي - العربية.نت/01 كانون الأول/2020

انتقد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، اليوم الثلاثاء، تعمد إيران إلقاء اللوم على السعودية في أي شيء يحدث لها. وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إن اليأس دفع وزير خارجية إيران جواد ظريف لإلقاء أي لوم على المملكة، واتهامها بالتسبب بما يحدث في إيران

وأضاف الجبير في تغريدات على تويتر، "ربما عندما يحدث - لا قدر الله - زلزال أو فيضان في إيران ستتهم المملكة بالتسبب به أيضاً!". وأوضح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية أن "الاغتيالات لا نقرها بأي شكل من الأشكال وليست من سياسة المملكة، على عكس النظام الإيراني القائم على الاغتيالات حول العالم منذ الثورة التي اختطفها الخميني عام 1979". وتابع "يمكنك أن تسألنا وتسأل دولاً عديدة وستعرف.. بأننا فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لن تقع إيران في الفخ

د. توفيق هندي/المركزية/01 كانون الأول/2020

محسن فخري زاده هو المسؤول في الحرس الثوري عن مشروع تطوير الصواريخ البالستية والبرنامج النووي الحربي أكثر منه عالما" نوويا". والمعلوم أن الملف الصاروخي والنووي الحربي هو بيد الحرس الثوري. إيجاد البديل عنه ليس بالأمر الصعب.

من ناحية أخرى، إن أهمية فخري زاده لا تقارن بحجم قاسم سليماني وموقعه في النظام الإيراني، إذ أن هذا الأخير كان عمليا" الرجل الثاني في إيران واليد اليمنى للمرشد والمسؤول عن تصدير الثورة الإيرانية إلى المنطقة والعالم، علما" أن هذا الهدف يشكل علة وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية من زاوية أسلمة العالم على منهاج ولاية الفقيه من خلال الجهاد. أما الصواريخ البالستية والنووي الحربي فليس هما  سوى وسائل بخدمة تحقيق الهدف الرئيسي، ألا وهو تصدير الثورة.

من الملاحظ أن رد إيران على إغتيال قاسم سليماني لم يكن مدويا" وقد إقتصر على قصف قاعدة عسكرية أميركية في العراق لم ينتج عنه أضرارا" ذات شأن.

لذا، لا يمكن توقع ردا" إيرانيا" مدويا" على إغتيال فخري زاده، ولا سيما أن إيران لن تقع في فخ إدخال نفسها في مواجهات حربية لا يمكن التكهن كيف يمكن أن تتطور في الوقت المستقطع لولاية ترامب وهي التي راهنت على مجيء بايدن إلى البيت الأبيض، ولا سيما أن ترامب قد يلجأ إلى ما هو ليس في الحسبان لعرقلة سياسة بايدن إزاء إيران. وبات من المعلوم أن بايدن سوف يعاود المفاوضات مع إيران حول الإتفاق النووي. وسوف تكون إحدى شروط إيران لمعاودة المفاوضات أقله رفع العقوبات، ولو بالتدريج، وقد تصل هذه الشروط إلى حد مطالبتها بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بإقتصادها من خلال سياسة العقوبات القصوى التي إنتهجتها إدارة ترامب. من المتوقع أن تنتهج إيران سياسة ما تسميه بالصبر الإستراتيجي، بمعنى أنها سوف تتحمل الإهانة تكتيكيا" لكي لا تخسر في مسار تحقيق هدفها الإستراتيجي. وقد ترد تكتيا" بشكل محدود بما يحفظ ماء الوجه شعبيا" ومعنويا".

يخطئ من يستخف بقدرة إيران الإسلامية بتلقي الضربات تلوى الضربات. ومن لا يدرك طبيعة النظام الإيراني قد يعتقد أن في الإمكان إسقاطه من الداخل أو دفعه إلى الإسستسلام. والحقيقة أن إيران الإسلامية ليست الإتحاد السوفياتي كي تسقط بالإستنزاف الإقتصادي والأمني. فأيديولوجية النظام الإيراني الحسينية الكربلائية متأصلة في الشعب الإيراني على تنوع مكوناته القومية وتنبع من مخزونه الوجداني التاريخي. كما أن نظام الحكم "الديمقراطي" في ظل الإمساك الحديدي للمرشد الأعلى (ولي الفقيه) بالقرار الشامل، تعطيه "المطاتية" اللازمة لتخطي الصعاب الداخلية والخارجية.

لذا، هذا نوع من الأنظمة لا يسقط بالنقاط، إنما بالضربة القاضية. ولكن ماذا عن لبنان؟ إستنفار حزب الله وإستنفار إسرائيل وتحركاتها الجوية لن ينتجا في الوقت الحاضر، لا إشتباكا" ولا معركة" ولا حربا"، بالرغم من حاجة إسرائيل للإتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الورقة الممسك بها حزب الله والذي يعيق من خلال إمساكه هذا إستثمار الغاز في المتوسط. كل ما في الأمر إستعراض قوة على حساب لبنان شعبا"، كيانا" ودولة".

 

افتتاحية "لوموند" الفرنسية: لبنان الدولة، وحش لا يمكن ترويضه

ترجمة جودي الأسمر/أساس ميديا/الأربعاء 02 كانون الأول 2020

انتهى الأمر بالأوليغارشية المالية وحزب الله، اللذين انخرطا لسنوات في عملية أخذ وعطاء قاتلة، بجعل تعافي البلاد مستحيلاً. بعد أربعة أشهر من انفجار مرفأ بيروت، أُنهِكت قوى الإدارات الغربية. في الدولة، ترتكز السلطة عادة على المؤسسات التي ينظّم الدستور عملها. إلا أنّه ثمة نظام، حيث تخفي المؤسساتُ والدستورُ هويّة الممسك الحقيقي بالسلطة: أسرة أو جيش أو حزب. علينا مراعاة هذا التمييز عند دراسة الحالة اللبنانية. في حياته السياسية المضطربة، ومشهده الإعلامي المزدحم، ومجتمعه المدني المناضل، لا علاقة للبنان بالنظام المحيط به، أي سوريا. هي دولة متحجّرة، وضعت تحت نير "آل الأسد" وحاشيتهم.

لكن لبنان لم يعد دولة. أصبحت السلطة أكثر من أيّ وقت مضى في أيدي كارتل الأحزاب الطائفية، حيث يتعايش الوجهاء التقليديون وأمراء الحرب ورجال الأعمال السابقون. طبقة الأغبياء في السياسة العامة والعباقرة في السياسة السياسية. نظرًا لاهتمامهم الأساسي باحتفاظهم بالسلطة، فقد طوّروا فنًا لعرقلة المبادرات التي من المحتمل أن تضرّ بمصالحهم التي يدارونها كتحفة فنية. إنّ المعركة الحالية حول التدقيق الجنائي لمصرف لبنان (BDL) تقدّم مثالاً ساطعًا:

تدعم رئاسة الجمهورية والحكومة هذا المشروع الهادف إلى تسليط الضوء على الثغرة الهائلة في القطاع المالي اللبناني. لكنّ "الفريق المصرفي"، الذي يخشى أن تجتاحه الكارثة، يبذل قصارى جهده لمنع هذه العملية.

وهكذا إذاً، من خلال سيطرتها المحكمة على البرلمان ووسائل الإعلام وحتى داخل السلطة التنفيذية، يمكن للأوليغارشية السياسية المالية أن تحقّق أهدافها.

حزب الله يغض الطرف عن الفساد

إنّ دفن عملية التدقيق من شأنه أن يضع حدًّا للتعافي الاقتصادي للبلاد، على المدى المتوسط ??على الأقلّ. ويعدّ إنجازها أحد الشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي والمانحون لدعم خزائن البلاد. لكنّ "الدولة العميقة" أقوى من هذه الاعتبارات. هكذا يعمل لبنان كنظام. فالسلطة الحقيقية موجودة خارج المؤسسات.

هذا النظام، وبخلاف النموذج المعمول به في المنطقة، له رأسان. وهذا ما يجعله في غاية المرونة. إلى جانب الأوليغارشية المالية، هناك حزب الله، القوة الموازية الأخرى. لقد تعلّمت الحركة الشيعية الموالية لإيران، وهي نصف ميليشيا ونصف حزب، تمويل نفسها خارج الدوائر المصرفية. فهي غير متورّطة بشكل مباشر في الانهيار المالي للبلاد الذي يؤثر على قاعدتها بشكل كبير. ولكن، تضامناً مع بعض حلفائه، يلتزم حزب الله الصمت. يغضّ حزب الله الطرف عن الفساد، وفي المقابل، تغضّ الأوليغارشية الطرف عن سلاحه. هي إذاً مسألة أخذ وعطاء.

هكذا أصبح لبنان وحشًا لا يمكن السيطرة عليه. منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، تعامل المجتمع الدولي مع هذا النظام المشؤوم. بل إنه مدّه بالتّمويل، من خلال تنظيم مؤتمرات لجمع التبرّعات، مصحوبة بوعود غامضة بالإصلاح سارع قادة البلاد إلى نسيانها بعدما دفع المتبرّعون شيكاتهم.

يبدو أنّ هذا الوضع يتجه إلى النهاية. الإدارات الغربية  أُنهكت من هذا المنوال، وقد ألمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ذلك في خطابه أواخر أيلول، حين انتقد "النظام الخسيس - systθme crapuleux" في بيروت.

لكنّ الطبقة الحاكمة تواصل التصرف وكأن شيئًا لم يكن. فهي تستمرّ في المراوغات والافتراس والتجنّب. على هذا النحو، لن يُثير لبنان في القريب العاجل التوتر بل سيولّد الإحباط، والملل، وفقدان الاهتمام المهذّب. وهي أسوأ عقوبة لبلد افتُتن به العالم ذات يوم.

 

آخر أيام رياض سلامة؟؟

ملاك عقيل /أساس ميديا/الأربعاء 02 كانون الأول 2020

مع إحالة رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء القرار الصادر عن مجلس النواب في شأن التدقيق الجنائي، لا يتوقّع حصول انعطافة حاسمة في مسارٍ عمقه سياسي يكمن في استمرار تأمين الحماية، أقلّه حتى الآن، لبقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في موقعه خلافاً لأيّ منطق قانوني يفرض تنحّي أيّ مسؤول "مشتبه به" حين يتمّ التدقيق في حسابات "شركته"!! ليس هناك من شكّ بأنّ لقضية "رياض سلامة غايت" بعداً داخلياً متعلّقاً بصراع القوى حول إزاحته وصولاً إلى محاسبته، وآخر دولي لم تحدّد بوصلته بعد. ويبدو، وفق المعطيات، أنّ المظلّة إياها التي أمّنت الحماية له على مدى عقود قد بدأت تُسحَب تدريجاً. يَصعب فعلاً هَضم واقع "وجود حاكم ملياردير وقوي... في بلدٍ مفلس ومنهار"! لن يكون أمراً عادياً من نصّبته كبريات الصحف العالمية الرجل الأقوى في المنظومة الحاكمة في لبنان، ورفعته التقارير الدولية إلى مصافّ أقوى حكّام البنوك المركزية في العالم أن يصبح "صيته" وصيت مصرفه "المكسور" على لسان وصفحات الجرائد ذات المصداقية العالمية.  قبل تقريريّ "وول ستريت جورنال" و"لوموند"، الأولى تحدثت عن احتمال فرض عقوبات على سلامة، والثانية اتهمته بالفساد، بقّ الفرنسيون البحصة قبل أشهر مطالبين بتعيين حاكم مصرف جديد، والاسم جاهز. وها هي "لوموند" تتحدّث عن "زيادة مشبوهة في أصول مصرف لبنان بقيمة 6 مليارات دولار بسبب إجراءاتٍ حسابية مشكوك فيها".

تقول لـ"أساس" مصادر بارزة ومطلّعة على هذا الملف: "كبر الموضوع إلى حدّ صعوبة هروب سلامة منه. في الداخل سنجد من لا يزال يؤمّن الحماية له، لكن ليحمي نفسه أولاً قبل أيّ شيء آخر، لكن ليس لوقت طويل"، وتشير المصادر إلى أنّ "قبل انعقاد جلسة مجلس النواب حول التدقيق الجنائي، اتّصل الرئيس نبيه بري بالرئيس المكلّف سعد الحريري مؤكّداً له أنّ مجلس النواب مضطّر لاتخاذ قرار في ردّه على رسالة رئيس الجمهورية". وفيما تؤكّد المصادر أنّ فرض عقوبات أميركية على مصرف لبنان سيشطبه من النظام المالي العالمي، ويحوّله إلى دولة مارقة وغير موجودة، فإن وتيرة ضغوط الداخل هي التي ستوسع من الرقعة التي يحاصر سلامة داخلها. وبعبدا التي رَمَت الكرة في ملعب مجلس النواب، عادت وقذفت الكرة إلى أحضان حكومة تصريف الأعمال وطلبت منها المبادرة إلى "اتّخاذ الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبي المركّز على حسابات مصرف لبنان والجهات ذات الصلة وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 3 في 26 آذار الماضي". ويوم أمس، أرسل وزير المال غازي وزني كتاباً إلى سلامة تمنّى عليه من خلاله "تنفيذ قرار مجلس النواب، وإخضاع جميع حسابات الإدارات العامة للتدقيق المحاسبي الجنائي وفقاً للقوانين والأنظمة، مع حفظ حقوق الدولة لأيّ جهة كانت".

هو الدوران حتّى الآن في الحلقة المُفرغة في ظلّ تمسّك سلامة، وفق المعلومات، بمنع دخول أيّ مدقّق مالي أو جنائي إلى حسابات المصرف المركزي في ما يتعلّق بالجزء المرتبط بحسابات المصارف والقطاع الخاص، المشمولة بالسرّية المصرفية، واستطراداً حسابات الهندسات المالية و"بيزنس" المصرف في السنوات الماضية! لكن المسؤول المالي الأول في القطاع العام والخاص، هو بنظر رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال ووزيرة العدل في دائرة الشبهات التي قد تستدعي اتّخاذ إجراءات بحقه.

وقد كان لافتاً في حديث تلفزيوني أنّ وزيرة العدل وجهت ما يشبه التهديد لسلامة قائلة: "بغضّ النظر عن شركة التدقيق التي ستتعاقد معها الحكومة، ومع موافقة السلطة السياسية على التدقيق الجنائي "تفضّل وسلّم الدولة ما تطلبه منك"، مؤكّدة أنّ "عدم إستجابة سلامة يعني أنّ وضعه أصبح مشبوهاً في ظلّ قرار متّخذ من مجلس الوزراء على ثلاث مراحل، وكتب مُرسلة من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير المال و"قرار" من مجلس النواب. فإما أن يُنفّذ حاكم مصرف لبنان واجباته الوطنية والقانونية والأخلاقية، أو يجتمع مجلس الوزراء ويتّخذ التدابير الملائمة بحقه"، ما يعني احتمال طرح إقالته.

وفيما "يركض" وزير المال خلف شركة "ألفاريز أند مارسال" لتعيد النظر بقرارها بعدما كانت وافقت على "تجميد" انسحابها من العقد، ثم أعلنت انسحابها مجدّداً، فإن مسؤولي الشركة كشفوا لبعض الشخصيات المصرفية في لقاءات حصلت خارج لبنان "أنّ ما تريده الشركة قد حصلت عليه من دعاية ومن تداول باسمها في مجال التدقيق الجنائي. ولسنا مستعدّين للغرق أكثر في وحول الخلافات اللبنانية".

يذكر أنّ "ألفاريز ومارسال" غير متخصّصة في مجال التدقيق الجنائي. ومع ذلك، استعانت الحكومة اللبنانية بخدماتها بعد استبعاد شركة  Kroll. وهي اليوم تطالب الدولة اللبنانية بأتعاب قيمتها 150 ألف دولار أميركي "فريش" لقاء عمل فريقها في لبنان.

ويمكن تخيّل قيمة العقد بالدولار الذي ستطلبه أيّ شركة تدقيق جديدة، أو "ألفاريز ومارسال" نفسها، في حال شمّرت عن زنودها لتدقّق في حسابات الدولة (القطاع العام والخاص) منذ 30 عاماً وفي مئات المؤسسات والإدارات والصناديق والبلديات... وفق "التوصية" الصادرة عن مجلس النواب "بالتوسّع في التحقيق"!

وبالتأكيد، ستواجه أيّ شركة المعضلة التي واجهتها الشركة المنسحِبة. فالتدقيق المالي ثلاثة أجزاء:

الأول: يرتبط بحسابات مصرف لبنان التي سلّمها سلامة وتشكّل 42% من مجمل الأسئلة المطلوبة من المصرف المركزي، وسُرّبت إلى الإعلام "للتخريب على عملية التدقيق"، وفق ما يرى البعض.

والثاني: يرتبط بحسابات الإدارات والمؤسّسات والقطاعات العامة (وهي حسابات الدولة التي لا تطبّق عليها السرّية المصرفية، لكن بمجرّد أن تدخل النظام المصرفي تصبح مشمولة بالسرّية المصرفية، كالفواتير مثلاً...). وفي هذا الجزء من الحسابات (الحساب رقم 36) يطلب سلامة أن يوّجه إليه كتاب، ما يتطلّب انعقاد مجلس الوزراء واتخاذ قرار بذلك وتبليغه إلى وزير المال.

ولا يشمل هذا الإجراء المؤسّسات العامة والصناديق التي تتمتّع بالشخصية المعنوية (الضمان الاجتماعي، مجلس الإنماء والإعمار، مجلس الجنوب، كهرباء لبنان.. ) حيث يعود لمن يحرّك هذه الحسابات مباشرة أن يطلب رفع السرّية عن حساباته.

الثالث: حسابات القطاع الخاص والمصارف ومتفرّعاتها من هندسات مالية وعمليات نقدية ومالية، وهي مشمولة بالسرّية المصرفية التي أوجدت لها الحكومة حلًاً باعتماد "تشفير" الحسابات لحماية أصحابها.

يشير مطلعون إلى أمرٍ لافت وهو "أن لا قرار مجلس الوزراء رقم 3، ولا رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب، ولا القرار اذي أصدره الأخير، ولا حتّى كتاب وزير المال أمس إلى "الحاكم" قد أشار حرفياً إلى هذا النوع من الحسابات "المغلقة" تماماً بوجه الحكومة والدولة".

الغريبُ في وطنه "غريبٌ حيثما كانَ"

رضوان السيد /أساس ميديا/الأربعاء 02 كانون الأول 2020

لا يحتاج المرء إلى الكثير من التفكير ليدرك أنّ الخروج من فلسطين في عامي 1948 و1967 هو غير خروج السوريين من بلادهم نحو تركيا ولبنان والأردن وأوروبا بين 2013 و2017. الفلسطينيون اقتُلعوا اقتلاعاً. أما السوريون فإنّهم هاجروا أو هربوا، ولا فرق في ذلك سواء ذهبوا إلى تركيا أو ألمانيا أو الجزائر أو لبنان. الفلسطينيون كانوا في معظمهم مُرغَمين، أما السوريون فإنّ نصف مهاجريهم أو هاربيهم على الأقلّ (وبخاصةٍ الذين ذهبوا إلى تركيا وألمانيا) ما أُرغموا على ذلك بتهجير ميليشيات بشارالأسد أو الزعيم المعصوم. هي خمسون عاماً وأكثر من التعذيب والإفقار والتنكّر لإنسانية الإنسان، والتي أفقدت هؤلاء الناس إحساسهم بأنهم ينتمون إلى هذه الدولة وهذا النظام. إنّ الذي أذهبُ إليه أنّ معظم مهاجري العقد الأخير من البلدان العربية والإسلامية، إنّما يبحثون عن وطنٍ بديل، بعد أن ضاع منهم انتماؤهم التاريخي العريق. وبالطبع لن يحصلوا عليه! عندما كتب عالم السياسة المصري نزيه الأيوبي كتابه عن تضخّم وانسداد الدولة العربية (1994)، كان هذا هو الذي قصده. لقد فشلت تجربة الدولة الوطنية العربية، وهذا أمرٌ أفدح من القول إنّ النظام فقد شرعيته أو صارت شرعيته منقوصة. فماذا فعلت النُخَب العربية القومية / الوطنية والإسلامية. النخبُ المحدَّثة انصرفت للدعوة إلى دمقْرطة الأنظمة العربية. أما النخب الإسلامية ومنذ الستينات، فقد دعت إلى الاستبدال بالدولة الوطنية العربية دولةً إسلامية. وقِوام الدولة الإسلامية: نظام العدالة الكامل بتطبيق الشريعة التي لم يعرف أحدٌ معناها بالتحديد حتى اليوم. كان هَمُّ مفكّري الإسلاميين الوصول إلى السلطة من طريق تكفير الأنظمة الوضعية التي يريدون أن يُحلُّوا محلَّها دولةً أُخرى قالوا للجمهور إنها دولةُ السلف الصالح، والتي لا تتحقّق إلا بتطبيق الشريعة، وتطبيق الشريعة واجبٌ دينيٌّ لا يستطيع القيام به وعليه غيرهم! وقد أمكن لهذه المقولة العقائدية أن تُسقط الدولة الوطنية الإيرانية، لصالح نظام ولاية الفقيه، وهو المقارِن لنظام تطبيق الشريعة عند أيديولوجيي السنّة من الإخوان والصحويين وغيرهم.

هل جاء النظام الديني الإيراني بحلٍّ أو حلول؟

بالطبع لا.

ولو انفتحت الحدود، لوجدنا ملايين فقراء الشعب الإيراني ومقتلَعيهم، يفعلون ما فعله ملايين السوريين. وعلى ذلك، فإنّ متابعي التطوّرات في إيران عبر أربعة عقود، يقولون إنّ خمسة ملايين رغم الانسداد، بل الانسدادات، استطاعوا المغادرة بطريقةٍ أو بأُخرى! السوريون وغيرهم خرجوا أو أُخرجوا بدون ثقافة مواطنة أو ممارستها. ما عرفوها من خمسين سنة في الدولة المتوحّشة في ظلّ آل الأسد. والذين كانت لديهم هوامات دينية بشأن المجتمع الفاضل، مجتمع تطبيق الشريعة، انتظروا أن يلقوا شيئاً من ذلك حيث يصلون. ولا شكّ أنّ كثيرين منا سمعوا عجائب الإعجاب عما لقوه ويلقونه في ألمانيا. بل إنّني سمعتُ الكثير الكثير عن فضائل الإقامة بتركيا، وعن استماتة القادرين منهم للحصول على الجنسية التركية. وقد تحدّثتُ إلى العديد من السوريين المقيمين بقريتنا والقرى المجاورة، وهم يعتبرون ما هم فيه حسناً جداً بالمقارنة مع ما كانوا فيه. وما ذكر أحدٌ منهم أنه هُجِّر، بل قال إنه جاع، وكان جائعاً قبل الثورة السورية وبعدها! لكنه ما يزال يُحسُّ بالغربة، ويتهم اللبنانيين والأتراك بأنهم أنانيون ولا يراعون مخاوفه!

ما الذي أُريد الوصول إليه؟

الذي أريد الوصول إليه، أنّ هؤلاء الذين هاجروا من سورية أو من غيرها في السنوات الأخيرة، ما عرفوا ولا عاشوا ثقافة المواطنة بحقوقها وواجباتها. وهم جميعاً في المجتمعات الجديدة يشعرون أنّهم في وضعٍ أفضل بكثير. لكنهم يشعرون أيضاً بالغربة الشديدة للأعراف والعادات وحتى ثقافة القانون المختلفة. هم لا يحنُّون، ولا يريدون العودة من المهاجر إلى وطنهم أو أوطانهم، لكنهم يفتقدون ما يمكنهم اعتناقه غير سدّ الجوع والثياب والمدارس للأطفال.

هل هم مُحقُّون في هذه المشاعر؟

لا حقَّ ولا باطل في ذلك. بل الأمر في الأعطاب التي نالت من إنسانيتهم في أوطانهم، وما استطاعوا تعويضها في هجرتهم، وقد لا يستطيعون. المهاجرون القُدامى الذين استقبلتهم أوروبا أفضل، لأنّ سوق العمل كان بحاجةٍ إليهم، وقد احتاجوا إلى جيلٍ أو جيلين، ليعودوا فيكتشفوا الوطنين الجديد والقديم. وقد ضاق العالم الآن في كلّ مكان، ولا أحد قادر أو مريد اليوم للاستقبال أو الإمهال! لقد أحسستُ إحساساً عميقاً بما كان الرئيس الفرنسي يحاول قوله عن مجتمعات الانفصال. فهذا هو المخرج الذي ارتآه الأيديولوجيون الإسلاميون من الإخوان وغيرهم لهؤلاء الغرباء المُلتاعين: الحفاظ على الهوية الخاصة والحميمة وهي دينيةٌ بالطبع. أنت لا تستطيع العيش بدون رموزٍ ومعنى لإنسانيتك، في الملبس، والمأكل، والمسجد، والتقاليد الباقية للأُسرة، واللغة، والخطاب، والصحبة. وهذه كلها بالطبع أمورٌ لا يُحسُّ بها الذين وردْتَ عليهم، بل وينكرونها عليك، ليس في فرنسا وألمانيا وحسْب، بل وفي تركيا ولبنان أيضاً.

في بلدك كنتَ تطالب بنظامٍ سياسيٍّ آخر، وبتطبيقٍ للشريعة. وفي فرنسا، بل وفي لبنان وتركيا، ليس بالوسع صنع نظامك الخاص، فليكن الأمر الآخر: أمر الهوية المتركّزة حول الدين والتديّن وشعائرهما ورموزهما. وهذا بحدّ ذاته انفصالٌ وانكماش يطمئنك إلى استمرار وجودك الخاص، لكنه لا يطمئن ولا يُرضي المجتمع الأوسع من حولك! ثم إنّه يوهمك بالتحصّن، ولا حصانة في الحقيقة إلاّ بحقوق المواطنة وثقافتها! كنتُ في إحدى مقالاتي في "أساس" أو في "الشرق الأوسط"، ذكرتُ حديثي مع الرئيس شيراك عام 2003 عندما صدر قانون منع الحجاب في الأماكن العامة عن البرلمان الفرنسي، قلت له: "هذا شأنٌ خاصٌ ماذا تلبس المرأة أو لا تلبس، وهي لا تمارس العنف أو الإرهاب فلماذا هذا التضييق؟". وقد أجابني يومها: "لأنكم كثيرون كثيرون"! نعم، المسلمون الفرنسيون ليس عددهم كما يقول الرئيس ماكرون ستة ملايين، ربما كانوا كذلك قبل عشرين عاماً. وهذه الخصوصيات المطمئنّة، ولو إيهاماً، على الهوية الخاصة، إذا عمّت في أوساط مليونٍ أو مليونين، من هؤلاء المسلمين المنتشرين في كلّ مكان، تبعث على الإقلاق بالفعل، لأنّها تصنع مجتمعاتٍ صغيرةً منفصلة ومتفاصلة على مدياتٍ متطاولة. لا يستطيع الرئيس الفرنسي أن يحلَّ المشكلة، لا بتغيير الثقافة الإسلامية، ولا بقوانين الأمن الشاملة. لكنّ المشكلة لا تُسألُ عنها فرنسا وحدها، بل هي نابعةٌ أساساً من المواطن الأصلية لهؤلاء المهاجرين، حيث فُقدت ثقافة المواطنة، وثقافة إنسانية الإنسان. وعندما يصبح المرء غريباً في وطنه، يظلُّ غريباً حيثما ذهب: فلنستِعدْ أوطاننا من طريق استنقاذ وتجديد تجربة الدولة الوطنية العربية، بحيث يأمن إنساننا في وطنه، فيأمن في العالم، ويأمن العالم به ومعه.

إنّ ظلت أوطاننا غير صالحةٍ للحياة البشرية، فسنظلّ غرباء وخائفين في أيّ مكانٍ توجّهنا إليه، وسيظلّ الآخرون متوجّسين منّا. وإّنما غاية الأماني أن لا نخاف من العالم، ولا نخيفه!

وهنا نعيد مع أبي الطيّب المتنبّي: "وهكَذا كُنتُ في أهْلي وفي وَطَني / إنّ النّفيسَ غَريبٌ حَيثَما كانا".

 

محاور شرق المتوسط إلى أين في 2021؟...موقع واشنطن من السباق بين "الكتلة الإخوانية الإقليمية" والحلف العربي الأوروبي

د. وليد فارس/انديبندت عربية/01 كانون الأول/2020

تركيا ترسل بحريتها ووحداتها العسكرية في كل الاتجاهات في طول وعرض شرق البحر الأبيض المتوسط، من المياه الدولية المحيطة بقبرص بحثاً عن الغاز، إلى بحر إيجة لاختراق المجال البحري اليوناني، إلى حدود المياه الاقتصادية بين مصر واليونان، إلى الغرب الليبي، حيث تقوم بإنزالات عسكرية، إلى الجنوب الليبي للوصول إلى بوابات الساحل الأفريقي الواسع. وعلى المحور الشرقي ترسل أنقرة وحدات للتمركز في قطر، وتدعم ميليشيات في جنوب اليمن، وصولاً إلى تعزيز نفوذ مشترك مع الدوحة في الصومال. هذه أعمال ميدانية كبرى من طراز إستراتيجيات القوى العظمى، وليس من منهجيات وقدرات الدول الوطنية في المنطقة.

في المقابل، يتحرك التحالف العربي ضمن قدراته، عبر مصر والشرق الليبي لردع "التوسع" التركي في شمال أفريقيا برسم خط أحمر من سرت إلى الجفرة، شبيه بالخط الفاصل بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية خلال الحرب الباردة. إلا أن "عرب الاعتدال" انتقلوا إلى مرحلة بناء التحالفات "الأطلسية" مع عضوين من الحلف يطلان على المتوسط، هما فرنسا (وهي قوة عظمى)، واليونان التي لها حدود بحرية هائلة مع السواحل التركية من مرمرة إلى المتوسط. فبدأت البحرية المصرية والإماراتية تشاركان البحريتين الأطلسيتين الفرنسية واليونانية، والبحرية "الأوروبية" القبرصية في مناورات مشتركة في شرق البحر المتوسط، ونشير، إلى أن قطعاً بحرية إيطالية وألمانية، وهي أطلسية وأوروبية، تشارك في عمليات ضبط السلاح المهرب إلى ليبيا، وهو في أكثره يرسل على متن سفن تركية.

إذاً هناك محوران بحريان يتبارزان في شرق المتوسط، محور تركي (عضو وحيد في الأطلسي) قطري، يتحرك تحت المظلة الفكرية للإخوان، ويسيطر على أجزاء من ليبيا وسوريا، ومحور عربي أطلسي أوروبي، يمتد من الجزيرة إلى شمال أفريقيا، وإلى السواحل القبرصية واليونانية والفرنسية، وتبقى ثلاث قوى متوسطية أخرى خارج المعادلة حتى الآن.

الأولى هي روسيا والنظام السوري، ومن ورائهما إيران و"حزب الله"، هذا المحور يسيطر على كامل الساحلين السوري واللبناني، مع قاعدة إستراتيجية في طرطوس، وله مصالحه الخاصة، ويعمل على تعزيز تواجده على الساحل الشرقي للمتوسط، ويسعى أحياناً للتمدد إلى ليبيا أو البحر الأحمر، والمحور الروسي الإيراني يسعى إلى ربط مواقعه في المشرق بروسيا عبر البوسفور، أو بإيران عبر السويس وباب المندب.

ثم هناك إسرائيل ذات القوة العسكرية القوية، بما فيها الطيران والبحرية، مع العلم أن أولويتها هي، ردع إيران شرقاً، ومواجهة "حزب الله" شمالاً، فهي لها أصدقاء وخصوم في المتوسط، وتنسق مع مصر ضد الإرهابيين في سيناء، وتشارك مع قبرص واليونان في مناورات مشتركة، ولها علاقات لمكافحة الإرهاب مع فرنسا، وبدأت علاقات مميزة مع الإمارات تتوجه إلى المكافحة المشتركة للتطرف، ومن المعروف أن حكم أردوغان قد شن حملات انتقاد ضد إسرائيل منذ سنوات، إلا أن المفارقة أن التجارة بين الدولتين لها حجم كبير، لذا بينما تنسق الحكومة الإسرائيلية مع حلفائها الأطلسيين ضد التكفيريين (يسمون جهاديين في الغرب) في المتوسط، لا تزال تل أبيب تبقي الحد الأدنى "التجاري" مع تركيا على الرغم من دعم هذه الأخيرة لحماس في غزة.

المملكة العربية السعودية، تلعب الدور المركزي في قيادة التحالف العربي لمواجهة إيران في الخليج بالشراكة مع مصر والإمارات، وتقود جهود محور الاعتدال الإسلامي ضد المنظومة "الإسلاموية"، في شرق المتوسط، وتدعم الرياض الدور المصري والإماراتي في التواصل مع الشركاء الأوروبيين في الكفاح ضد الإرهاب والميليشيات الإخوانية، وعملياً في التوازن مع قوة الرئيس أردوغان.

ويبقى أخيراً الدور الإستراتيجي للولايات المتحدة، فأين تقف واشنطن من سباق المحاور بين "الكتلة الإخوانية الإقليمية" والحلف العربي الأوروبي؟.

في عهد إدارة أوباما اقترب البيت الأبيض من الإخوان وقطر، وبشكل غير مباشر، من الرئيس أردوغان، وكما شهدته السنوات الست منذ الربيع العربي، وقفت إدارة أوباما مع الإخوان ضد خصومهم في مصر، وليبيا، وتونس، بالإضافة إلى سوريا، ولو جزئياً، وكذلك توقفت واشنطن عن مجابهة إيران عملياً منذ رسالة أوباما إلى خامنئي في 2009، وصولاً إلى ذروة العلاقات الجديدة عبر الاتفاق النووي منذ عام 2015.

ترمب قلب المعادلة كلياً مع طهران، عبر انسحابه من الاتفاق، ونشره قوات إضافية في الخليج، ووضع الباسدران على لوائح الإرهاب، وضربات على قيادات القدس، وغيّر السياسة الأميركية تجاه طهران، ولكن إدارته لم تغيرها تجاه المحور الإخواني، وذلك لأسباب متعددة ومعقدة، وقد تفاجأ التحالف العربي منذ 2017 لعدم حسم واشنطن هذا الخيار، لا سيما بعد قمة الرياض ومقاطعة التحالف قطر في يونيو (حزيران) من العام نفسه، إذاً، ففي الوقت الذي صعد ترمب ضد إيران بقوة، ترك إدارته تقف في منتصف الطريق بين المحور القطري التركي والتحالف العربي، ما أعطى ضوءاً أخضر ذاتياً لمحور الإخوان أن يتحرك في المنطقة من دون فرامل أميركية، وستكشف الأيام قريباً عن عمق التأثير القطري في واشنطن، وكيف تمكن من تغطية التحركات الميدانية في الإقليم وخصوصاً في سوريا وليبيا.

إلا أن الصدمة الأقوى كانت لدى الرئيس ماكرون وحكومته، عندما تعرضت فرنسا لهجوم سياسي شرس من قبل الرئيس أردوغان ومنظومة الإخوان في الأسابيع الماضية، والمفاجأة الكبرى كانت لدى الدول الأوروبية الأطلسية، خصوصاً اليونان وفرنسا، وجمهورية قبرص، عندما لم تتحرك إدارة ترمب للدفاع عن سفن  الـ"ناتو" الأوروبية عندما تعرضت لتهديد البحرية التركية.

لذلك، وبغض النظر عن تدخل دبلوماسي أميركي، للحد من إرسال الأسلحة من تركيا إلى ليبيا، فواشنطن لم تكشر عن أنيابها أمام انتشار التكفيريين (الجهاديين) في طرابلس، ولم تضغط بقوة على أنقرة لسحبهم، لذلك لا يُنتظر أن تعبئ إدارة ترمب، وهي تخوض معركة قانونية وسياسية شرسة حول نتائج الانتخابات الرئاسية، لمواجهة في المتوسط إلى جانب حلفائها الأطلسيين الأوروبيين والعرب، إلا أن ولاية ثانية لترمب، وهي صعبة المنال، ولكن ليست مستحيلة نظرياً، كانت لتشهد تغييرات سياسية إستراتيجية بسبب "معاهدة أبراهام" بين التحالف العربي وإسرائيل، فهذه الأخيرة كانت لتغير بعض المعادلات في واشنطن.

أما فريق بايدن، الذي يتكون من فريق أوباما للسياسة الخارجية، فهو لن يصطدم بأردوغان فقط، بالعكس تماماً، فاللوبي الإخواني له نفوذ مؤسساتي أقوى على معسكر أوباما وبايدن، ونظم هذا اللوبي دعماً "إسلاموياً" واسعاً لحملة بايدن، وسيكون للنواب الممثلين لهذا التيار مواقع مهمة داخل الإدارة أو على الأقل تأثير فعال، من هنا، فمحاور شرق المتوسط ستحافظ على "ستاتوسكو" معين إذا دخل بايدن البيت الأبيض، وكذلك إذا حصلت مفاجآت أخرى.

المحور العربي الأوروبي في المتوسط خلال الأشهر التسعة المقبلة عليه أن يتقدم على محورين، حتى اتضاح الأمور في أميركا، أولاً أن يطور هذا الحلف العربي الأطلسي قدراته وتحركاته ليتحول إلى واقع لا بد لأية إدارة أن تأخذه في الحسبان، وثانياً أن تُوسع "معاهدة أبراهام" لأبعد الحدود، لتصبح العودة إلى الوراء مستحيلة.

 

"بكرامة وأمان" وِفق المذهب الأسدي

سناء الجاك/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

يتشاطر النظام الأسدي على حساب لبنان في جريمة قتل يوسف طوق. يحسب أنه يسجِّل هدفاً في شِباك الشقيقة المُستباحة سيادتها، مُستخدماً مفردات لا علاقة له بها من قريب أو بعيد. إذ تدعو "مصادر" هذا النظام "المهجّرين السوريين الذين أجبرتهم ظروف الحرب الظالمة على مغادرة البلاد، للعودة الى وطنهم والعيش فيه بكرامة وأمان"، مع وعود بالعمل لتأمين "عيشهم الكريم". وتتواقح المصادر عندما تطالب "الحكومة والجهات اللبنانية بمنع أيّ إستغلال لهذه الحادثة للإساءة للاجئين السوريين، والقيام بواجبهم بحماية المواطنين السوريين الموجودين في لبنان".

هذا النظام نفسه، هو من ينكر وجود معتقلين مجهولي المصير في سجونه، من دون إغفال المفقودين، ومنذ عقود. ويرفض حتى الإشارة الى وجودهم، أحياءً أو أمواتاً. هو ذاته من يُبدع في ترصيع أجساد الذين يصطفيهم بوشوم الوطنية والعزّة والتصدّي والصمود. ولا يفرّق في ذلك بين لبنانيين وسوريين.

في الأصل، هو من قام بواجبه كاملاً تجاه لبنان، شعباً وطبقات سياسية يفبركها على مقاسه. يُذلّ من يشاء ويُعزُّ من يشاء.. يُلغي من يشاء وينفي من يشاء. ومن ينفيه لا يفنيه، لكنّه يُخضعه لعملية إعادة التدوير وِفق مصلحته ومصلحة المِحور الذي ذوَّب له دوره الإستراتيجي وحوّله الى منتحل خطاب فارغ المضامين.

الطامة الكبرى أنّ النموذج الأسدي فرَّخ عندنا نسخاً تتشبّه به وتتفوّق عليه في الأداء، بحيث بات يصعب التمييز بين الأصل والتقليد. وميزان العرض والطلب فتح السوق لمن يجد لديه مواصفات مطابقة لحاجة رأس المِحور وِفق متطلّبات دقّة المرحلة وتعقيداتها.

فهذه النسخ تحفظ عن ظهر قلب أمثولة تحريك الغرائز الطائفية، تغذّيها بخطاب الكراهية ورفض الآخر والتخويف منه وإدّعاء حماية الأقليات. الجامع المشترك بينها، سواء في سوريا أو لبنان، هو ثقل الدم والسماجة. وأبشع ما فيها هذا التشاطر الغبي الذي يحسب صاحبه أنّه ملك البروباغندا. يحضّر للداخل عدّة شغل ملطخة، ويتأنّق في مخاطبة الخارج بأدوات لغوية "sophisticated"، يحسب أنّها تلبّي الشروط الأجنبية.

وكما يصوِّر النظام الأسدي نفسه بريئاً من "الحرب الظالمة" التي استحضر لأجلها كلّ القساة لخوضها عنه بهدف حماية نفسه وإبادة من لم ينزح أو يتهجّر، كذلك يفعل طرابين الحبق عندنا.

فـ"الأسلحة الكيماوية" و"البراميل" لا تختلف عن المشاركة في جريمة تخزين "نيترات الأمونيوم"، بالصمت والتواطؤ. وعرقلة تأليف الحكومات ما لم تكن لتوسيع النفوذ حنكة لا تشكو من علَّة. والتفنّن في الفساد وصولاً الى إفلاس البلد وتجويع الشعب لتهجيره، له أولويته على قائمة الإبداع.

فالنماذج الأسدية المحمية من رأس المِحور الإقليمي، تنفّذ في سوريا ولبنان الاستراتيجية ذاتها. الهدف واحد وهو التخلّص من أكبر نسبة من المواطنين في الدولتين الشقيقتين.

وكلّ من لا يجد سبيلاً إلا البحث عن وطن بديل لأسباب دنيوية سخيفة تتعلّق بمستقبله ومستقبل أولاده، هو ناكر للجميل.

وبالطبع، لا يستحقّ البقاء في ربوع الوطن ليحظى بنعمة "الكرامة والأمان" التي يجيدها معتنقو المذهب الأسدي، من يبيع نفسه مقابل الحصول على أدنى الحقوق الإنسانية والإجتماعية في بلاد الكفار والمُتصهينين وعبيد الشيطان الأكبر.

 

لبنان بين فرنسا «المنقذة» وتسلّط «حزب الله»

عبدالوهاب بدرخان/الاتحاد/01 كانون الأول 2020

لا تزال الأزمة الشاملة في لبنان تُظهر أسوأ ما لديها وتعد بالمزيد. طوال عام ونيّف حذّر الجميع، حُكماً وحكومةً ومجتمعاً، من «الانهيار» جراء إفلاس الدولة، وها هم سائرون إليه، كأنه يتمّ بإرادتهم وبرغبة منهم. وقبل عام الأزمة هذا وخلاله، انكشف المرضان الرئيسيان للبلد: فساد الطبقة الحاكمة وانعدام الثقة بها في الداخل، لكن خصوصاً في الخارج، وتسلّط «حزب الله» بسلاحه غير الشرعي ونجاحه في الترهيب حمايةً لفساده، كما في الترغيب حمايةً لفساد الوسط السياسي بمعظمه. صُنّف انفجار مرفأ بيروت كارثةً عالمية لا تزال تحرّك المبادرات من حكومات عديدة ومنظمات إنسانية وحقوقية، وكان أمراً غير مسبوق أن الغالبية العظمى من الجهات المانحة لا تريد التعامل مع الدولة ودوائرها، فيما اختار بعضٌ منها الاعتماد على الجيش باعتباره آخر مؤسسة يمكن الوثوق بأن توصل المساعدات إلى مستحقّيها. أما منظومة السلطة اللبنانية، فأطلقت نحو مواطنيها إشارة تلو الإشارة إلى أن اهتمامها بتداعيات الكارثة وما بعدها لا ينفكّ يتلاشى.

أما ذريعة هذا التراجع، فهي أن المانحين لا يريدونها أن تتدخّل، ولم يكونوا مخطئين لأن جانباً من المساعدات جرى الاتجار به، بعدما مُنح إلى موظفين محسوبين عليها ولم يحوّل إلى هيئات المجتمع المدني التي تولّت عمليات الإغاثة. أما المساعدة العراقية، على سبيل المثال، التي تضمنت طحيناً خزّنته وزارة الاقتصاد بإهمال واضح، فأتلفت الأمطار كمية منه وبيعَت الكمية الأكبر إلى المخابز. وشكا متطوعون في منظمات، بينها «الصليب الأحمر»، من أن موالين لـ «حزب الله» وحركة «أمل» أو عصابات مسلحة اعترضوا شاحنات مساعدات، وصادروا حمولاتها التي ظهرت لاحقاً في متاجر.

هذه عيّنة من انهيار حاصل فعلاً، ويفاقمه أن أطراف الحكم لا تبحث عن سبل للبدء بمعالجة الأزمة التي تعاظمت صعوباتها واستحقاقاتها الموجعة. وحتى بعدما اندفع الرئيس الفرنسي للمساعدة، ودعا إلى مؤتمر دولي لجمع مساعدات إنسانية، ويعدّ لمؤتمر آخر لتلبية الحاجات الملحّة الصحية والتربوية والاجتماعية، عوملت مبادرته السياسية بكثير من المراوغة والتحايل. فالمطلوب عاجلاً تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلّين غير حزبيين لتنفيذ الإصلاحات التي حدّدها المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي كشرط للإقبال على مساعدة لبنان. غير أن شروط التحالف الثلاثي (الثنائي الشيعي وحزب رئيس الجمهورية) أطاحت محاولة الرئيس المكلّف مصطفى أديب تشكيل حكومة وفقاً للمبادرة الفرنسية، وهي حالياً في صدد تكبيل مهمة الرئيس المكلّف التالي سعد الحريري.

هناك أسباب للتعقيدات يمكن أن تُعزى إلى الارتباطات الخارجية للقوى السياسية، كأن يقال إن الصراع الأميركي- الإيراني يعرقل ولادة الحكومة، لكن شيئاً لا يمنع تلك القوى الداخلية من التوافق على ما يحقق مصلحة لبنان وشعبه، لو توفّر لديها حدّ أدنى من المسؤولية. فرغم أن هذه القوى تعلم يقيناً بأن المساهمة الخارجية وحدها تنتشل البلد من أزمته، إلا أنها ترفض تعليق تحاصصها للوزارات، ولا تزال تراهن على صفقات الفساد كما كانت قبل الأزمة. ومن الواضح أن ثمة خريطتَي طريق تتجاذبان الآن: الأولى إنقاذية رسمتها باريس، ويحتاج تفعيلها إلى حكومة مقبولة دولياً، بمعنى أن لا تكون تحت سطوة «حزب الله». والثانية يديرها هذا«الحزب» بهدف إغراق البلد في أزمته، فيما هو يوسّع نطاق هيمنته غير آبه بمعاناة اللبنانيين ولا بتردّي أوضاع الدولة.

 

باسيل “يستثئر”.. والحريري نحو الاعتذار!

 عمر البردان/اللواء/01 كانون الأول 2020

تبدو عملية تأليف الحكومة المتعثرة في سباق محموم مع التطورات الإقليمية المتسارعة التي زادت هذا الملف تعقيداً، وآخرها اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وقبله الوزيرين السابقين على حسن خليل ويوسف فينيانوس، ما رسم صورة متشائمة عن مستقبل الولادة الحكومية التي كانت تعاني منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، صعوبات جمة نتيجة الانقلاب لاحقاً على المبادرة الفرنسية، وعودة العهد و«حزب الله» إلى شروطهما التعجيزية التي حاصرت الرئيس الحريري، وجعلته عاجزاً عن إحداث خرق في الجدار المسدود حتى الآن. وبانتظار أن يقدم الرئيس المكلف تشكيلته التي أعدها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، فقد كان لافتاً البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية، والذي أكد أن تأليف الحكومة محصور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأن لا دور لأي طرف ثالث، في وقت يعلم القاصي والداني أن تأخير ولادة الحكومة، سببه شروط «صهر» رئيس الجمهورية الذي عاد وانقلب على ما سبق وتعهد به، من أنه سيقدم كل التسهيلات للرئيس المكلف، وأن لا مطالب له أو لفريقه السياسي. وقد أظهرت الوقائع التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، أن رئيس التيار «العوني» يصر على الاستئثار بكافة الحقائب المسيحية، وأنه يرفض أن يسمي الرئيس المكلف أياً من الوزراء المسيحيين. وتحت هذا العنوان كثرت التسريبات بأن الرئيس لن يوافق على التشكيلة التي يزمع الرئيس الحريري تقديمها له، في اللقاء المنتظر بينهما في الساعات المقبلة.

وتسأل في السياق، أوساط نيابية بارزة أنه طالما أن لا أحد يتدخل في تشكيل الحكومة، كما قال بيان رئاسة الجمهورية، فلماذا لا يبادر رئيس الجمهورية إلى ملاقاة الرئيس المكلف في منتصف الطريق، بما يمكنهما من الإسراع في تأليف الحكومة، اليوم قبل الغد، وإبعاد هذا الملف عن بازار التحاصص واقتسام المغانم؟ كما هو حاصل الآن من خلال الشروط التي وضعها رئيس «الوطني الحر»، مدعوماً من «حزب الله»، في حين تكثر التساؤلات عن موقف الرئيس عون من عملية التأليف التي باتت في وضع حرج للغاية، قد يدفع الرئيس الحريري إلى وضع كل الخيارات على الطاولة، بما فيها الاعتذار إذا وجد أن الأزمة طويلة، وأن لا خروج قريباً من النفق، طالما أن هناك من يريد أن يضع مصلحته قبل مصلحة اللبنانيين.

وتشير الأوساط النيابية، إلى أن الممارسات المتصلة بعملية التأليف، أظهرت بوضوح أن هناك أطرافاً تتدخل في الملف، من أجل تحقيق مكاسب وزارية، ضاربة عرض الحائط ما نصت عليه المبادرة الفرنسية التي تحاول باريس ضخ الدماء في شرايينها، وسط تساؤلات عن مصير مؤتمر الدعم المقرر عقده في العاصمة الفرنسية في الساعات المقبلة، بعدما أظهر المسؤولون الفرنسيون امتعاضاً كبيراً من أداء الطبقة السياسية الحاكمة، وهذا ما برز في طيات رسالة التهنئة بذكرى الاستقلال التي بعث بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرئيس عون. فلو كانت الأمور محصورة فقط بين الرئيس عون والحريري، كما تقول الأوساط، لكان الوضع أقل تشنجاً مما هو عليه الآن، ولكان تم التوصل إلى قواسم مشتركة بين الرجلين، تقود إلى ولادة حكومية قريبة. لكن هذا التعقيد الذي يواجهه مسار تشكيل الحكومة الذي يمكن القول أنه وصل إلى حائط مسدود، ويحتاج إلى ما يشبه المعجزة لإعادة إحيائه، يفرض على رئيس الجمهورية شريك الرئيس المكلف في عملية التأليف، أن يقرن القول بالفعل، ويبادر إلى إبعاد كل المعرقلين الذين يؤخرون الولادة الحكومية، بالعودة إلى جوهر المبادرة الفرنسية التي لا يزال الرئيس المكلف متمسكاً بها وحريصاً على تنفيذها، وأن يحصر التأليف بينه وبين الرئيس الحريري، على اعتبار أن عامل الوقت يضغط بقوة على الجميع، في ظل تسارع وتيرة الاستحقاقات الداهمة التي تتطلب وجود حكومة فاعلة تتولى عملية الإنقاذ التي تستوجب تضافر كل الجهود لإنجاحها.

 

"الخناق" يضيق على أبناء الأرز وأسواق العمالة التقليدية تُقفل أبوابها في وجوههم...اللبنانيون في الخارج: المُسترخَصون الجدد

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

لم يضرب فساد الطبقة السياسية لبنانيي الداخل وينعكس تراجعاً في الطلب عليهم في مقاصد التوظيف التقليدية فحسب، إنما طال أيضاً لبنانيي الخارج. ما يُبرر حالياً بأزمة كورونا وإقفال الدول وانخفاض المعروض من الوظائف.. ما هو في الحقيقة سوى مسار تصاعدي بدأت ملاحظته قبل سنوات قليلة مضت، و"سيتوّج" العام القادم بأرقام قد تكون قياسية. فقدان الشهية على العمالة اللبنانية سيبلغ بحسب التقديرات ذروته في العام 2021. فمع تخفيف إجراءات الإغلاق والعودة إلى فتح أسواق التوظيف حول العالم، سيصاب عشرات آلاف الشباب اللبناني الباحث عن فرصة عمل بخيبة أمل كبيرة. فـ"اللبناني كـ"Brand" لم يعد لديه نفس القيمة كما كان سابقاً"، بحسب الخبير الإقتصادي جهاد الحكيّم، "وعروض العمل (offers) التي تقدم تشهد تراجعاً ملحوظاً في قيمتها المادية والمزايا التي تتضمنها. وهذا ما بدأتُ ملاحظتهُ والتحدث عنه منذ حوالى العام تقريباً". أما اليوم فان الأمور أصبحت أصعب بكثير "لدرجة قد يصح معها القول إن الليرة هي أقل ما خسرناه بالمقارنة، مع خسارتنا لسمعتنا في الخارج والقيمة المضافة التي كنا نمثلها اينما حللنا"، من وجهة نظر الحكيّم. "فالخارج سيتعامل معنا من منطلق أننا بلد منكوب إقتصادياً، وشبابه بمعظمهم فقدوا رفاهية اختيار الوظائف وفرض شروطهم".

خسارة القدرة التفاوضية

ما يتحدث عنه الحكيّم، يترجم على أرض الواقع بأحاديث عشرات الشبان والشابات اللبنانيين عن تبدل عروض العمل التي يتلقونها من الخارج. فالشيف محمود كان لا يعير أي اهتمام لعروض العمل التي لا تتضمن مأكلاً ومسكناً وتذاكر سفر مجانية أو بنصف قيمتها تضمن له رحلتين خلال العام، وراتباً لا يقل عن 3 آلاف دولار. فالغربة بنظره "لها ثمنها". لكن مع صرفه من العمل وإقفال الفندق الذي كان يعمل فيه في أواسط 2019، اضطر مطلع هذا العام للقبول بعرض من إحدى الدول العربية بقيمة 1000 دولار فقط مع منامة. "فالمستقبل أصبح معدوماً في هذا البلد"، على حد قوله. "والمهم أن نخرج بأي ثمن".

الواضح ان اللبناني الباحث عن فرصة عمل قد خسر قدرته التفاوضية في الخارج كما في الداخل. وقد أصبحت الأغلبية من جيش الباحثين عن عمل ترضى بأقسى الشروط. ولم يعد المسمى الوظيفي والراتب والتقديمات الإجتماعية والتأمينية والوجهة التوظيفية هي المعايير التي تحدد القبول أو الرفض، إنما رضى رب العمل وقبوله بالمعروض. أما السبب فلا يعود فقط لضغط الأزمة الإقتصادية وانهيار سعر صرف الليرة، إنما أيضاً إلى "ندرة فرص العمل المفتوحة في الخارج بسبب ما فرضه فيروس كورونا من إقفال وصرف عمال وموظفين، وتحديداً في مقاصد العمل التقليدية للبنانيين"، بحسب رئيسة مجلس إدارة شركة "كاريرز" للتوظيف تانيا عيد. "حتى ان العاملين في الخارج أصبحوا يخشون أخذ إجازاتهم وفرصهم والعودة إلى لبنان خوفاً على إمكانية فقدانهم لعملهم". عيد التي لا تلحظ تغييراً في عروض العمل "لأنها غير متوفرة أساساً"، تعتبر ان "انخفاض قيمة العروض هو أمر طبيعي نتيجة زيادة الطلب على التوظيف عن العرض". وبرأيها فانه "حتى مع فك أسواق الدول العربية والأجنبية إجراءات العزل تدريجياً فان الطلب على اليد العاملة اللبنانية لن يرتفع. فالحصار على لبنان مستمر والخناق يضيق كل يوم أكثر من الذي سبقه".

أسواق عمالة جديدة منخفضة الدخل

جمعية "Rethinking Lebanon" التي انطلقت في العام 2016 بمهمة أساسية تتمثل في تمكين الشباب اللبناني وتوجيههم في رحلة لإعادة تشكيل مستقبل لبنان تشهد على الواقع المرير. فأكثر من 50 في المئة من أصل آلاف الشباب والصبايا من أصحاب الشهادات المنضوين تحت لوائها قد تركوا البلد بالفعل. عدد غير قليل منهم سافر أخيراً إلى مصر. وبحسب الحكيّم فانه "قد يكون مفهوماً أن يستثمر اللبناني وينشئ المشاريع في مصر كونه إقتصاداً واعداً، إنما أن يسافر للعمل بوظيفة هناك فهذا دليل على تراجع المستوى المعيشي للبنانيين إلى درجة أصبحت معها الرواتب التي يقدمها الاقتصاد المصري للعمال الأجانب أكثر من كافية". وهذا الواقع سيتعزز أكثر في المستقبل نتيجة إقفال العديد من الدول أبوابها أمام اللبنانيين لاعتبارات عديدة".

التحويلات تتراجع

النتائج المباشرة لتراجع الطلب على العمالة اللبنانية من المتوقع ان تنعكس إنخفاضاً في التحويلات الخارجية بالعملة الصعبة خلال الأعوام القادمة. هذا الأمر يأتي "بعد تسجيل مداخيل اللبنانيين العاملين في الخارج تراجعات بنسبة تراوحت بين 20 و30 في المئة، نتيجة الأزمة من جهة وارتفاع حالات الصرف من العمل في الخارج من جهة أخرى"، يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين. إلا انه وعلى الرغم من هذا فان "التحويلات لم تتراجع هذا العام بأكثر من 25 في المئة بالمقارنة مع السنة الماضية. وهو ما شكّل دعامة أساسية للاقتصاد اللبناني وساهم بتعزيز عرض الدولار. خصوصاً بعدما شهد إنفاق اللبنانيين في الخارج تراجعاً من حدود 14 مليار دولار في العام 2019 إلى حوالى 7 مليارات هذا العام، أي بنسبة 50 في المئة". وهذا ما جعل، برأي شمس الدين، الدولار متوفّراً لكن ليس معروضاً. "فتخوف اللبنانيين من غياب الحل السياسي وانعدام ثقتهم جعلهم يتمسكون بالدولار حتى الرمق الأخير". شمس الدين الذي يؤكد أن وجهات العمل ما زالت مقفلة بسبب "كورونا"، يعتبر ان تحديد الوجهات الجديدة للعمالة اللبنانية وموقف الدول من لبنان لن يظهر قبل بدء فك إجراءات الحظر في شباط وآذار القادمين.

تراجع التحويلات سيأخذ منحى تصاعدياً من الآن فصاعداً، "خصوصاً مع انهيار سعر الصرف وفقدان الثقة بالقطاع المصرفي"، يقول الحكيّم. وبرأيه فان "التحويلات ستقتصر على إرسال المغتربين مبالغ مالية تؤمن لذويهم الاكلاف المعيشية أو الضروريات فقط". في حين ستنعدم التحويلات إلى المصارف أو للاستثمار بشكل مباشر أو غير مباشر. الخناق يضيق على رقاب اللبنانيين من كل اتجاه. فالعلامة المميزة (Brand) التي كان يمثلها لبنان ضربت في الصميم. وأصبح اللبناني يمثل للخارج رقماً مثله مثل عمال أكثر الدول تخلفاً وفساداً، وليس قيمة مضافة. فمهما علا شأن الفرد وتألق، يبقى في النهاية حاملاً لصورة بلده الأم، وقيمته، أو أحد مكوناتها الأساسية، من قيمة وطنه. ضُرب الوطن وضُربت أشهر علاماته المسجلة عالمياً (ماركاته): آتٍ من لبنان.

 

"معاهدة الأخوّة" مستمرة بقوة الأمر الواقع ...ألم يحن أوان إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري؟

نوال نصر/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

ماذا فعل المجلس لاحتواء التهريب؟

وقف ألبير مخيبر مثل النسر، مطالباً بإلغاء "المجلس الأعلى اللبناني السوري" الذي يخالف وجوده الدستور اللبناني. وأطل، بعد نحو عقدين، غسان مخيبر مكرراً مطلب "العمّ ألبير". وتكرر هذا بلسان سياديين وأحرار. ولم تستطع ثورة، وثورة ثانية، أن "تقبع" هذا المجلس وتؤسس الى الاستقلال الكلي عن "هندسات" العقل السوري القمعي للقبضِ الشامل على لبنان! فهل نحن لا نزال، من حيث ندري أو لا ندري، تحت رحمة سوريا - الأسد؟

لكثرة ما نعاني من مشاكل، تُرهقنا حتى الصميم، كدنا ننسى وجود مؤسسات نشأت زمن الاحتلال السوري خصيصاً لجعلنا دولة ملحقة. والأنكى أننا ندفع لها لتفعل هذا. ولعلّ الحسنة الوحيدة هي الدرك المالي الذي وصلنا إليه أننا ما عدنا قادرين، منذ عامين، على سداد كل متوجبات هذا المجلس على لبنان. فربّ ضارة نافعة في شيء. اللهمّ ألا يكون نصري خوري، أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري، قد بحث هذه النقطة في زيارة قام بها قبل أشهر، بعد غياب أعوام، الى السراي الكبير ووزارة الخارجية.

مؤلمٌ أن نتحدث عن مجلس باسمِ "الأخوّة"، الأخوّة الكاذبة، بعد كل الويلات التي عاشها اللبنانيون (وما زالوا) وكل النهب والتهريب الذي يحدث، وبعد كل دموع الأمهات على فلذات أكبادهن، رماهم النظام السوري في أقبيته وبعد كل الويلات.

ادمون رزق

ادمون رزق، العملاق في العالمين الحقوقي والسياسي، الذي كان شاهداً على تلك الحقبة التي صيغت فيها معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق وتأسيس المجلس الأعلى اللبناني- السوري، يكاد لا ينام اليوم من الحزن وهو يرى "البلد وين رايح". مقهور هو وقلق جداً على لبنان. لكن، هل يتذكر معالي الأستاذ تفاصيل إنشاء هذا المجلس؟ يجيب "أنشأوا هذا المجلس على أساس وجود علاقات "أخوية" عليه أن ينظمها. لكنه، وكما تعلمون، لم يقم بدوره أبداً. ولم يسهر طبعاً على حسن العلاقة بل تجاوز مضمون ومعاني "الأخوّة" والتكافؤ في السيادة من دون احتواء الآخر. وهذا المجلس لم يشتغل لأن سوريا عطلت كل الدولة. ومن جملة المجالس التي جُردت من أسباب وجودها هذا المجلس بسبب العجز والفشل المستحكمين بالدولة اللبنانية".

غسان مخيبر

غسان مخيبر، النائب السابق الآدمي، رفع في العام 2010 مذكرة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان مطالباً إياه بإلغاء المجلس الأعلى اللبناني- السوري. ويومها، كان مخيبر عضواً في "تكتل الاصلاح والتغيير". لكنه، كما كرر حينها، "هذا التحرك نابع من قرار شخصي". وكأن هناك من أوعز إليه "بعدم إقحام نفسه" في هذا المطلب. تكتل "التغيير والاصلاح" أصبح في سدة السلطة لكن مخيبر أصبح خارجه والمجلس الاعلى اللبناني- السوري ليس همّاً عند من بدّل الاسم من "إصلاح وتغيير" الى "لبنان القوي". فماذا عن هذا المجلس اليوم في أجندة غسان مخيبر؟ يجيب "طالبت بإلغاء هذا المجلس، أسوة بعمي الذي اعتبر ان هذا المجلس مخالف للقانون" ويشرح "حضّرت نفس الدراسة التي قدمها عمي ونشرتها حين أصبحت نائباً كون وجود المجلس يخالف الدستور"... "فمش هيك بتتنظم العلاقات بين الدول". هل أجابه رسمياً أحد؟ يقول "لا، لا إجابة، لا شيء. لا أحد يملك الجرأة حتى لمناقشة هذا المطلب".

ماذا فعلت كل المعاهدات الثنائية لهذه الوالدة؟

كانت سوريا قد خرجت عسكرياً من لبنان فلماذا ظلّ يسيطر الخوف (ولا يزال) من دولة مقسمة ضعيفة رقبتها ممسوكة من دول كثيرة؟ يجيب مخيبر "لا أعرف لماذا لم يذهب أحد الى حدّ إعلان إلغاء الاتفاقية. ومعلوم ان إقرار هذا الالغاء من صلاحية السلطة التنفيذية، أما مجلس النواب فيطلع ويوافق أو لا يوافق على مطلب رئيس الجمهورية والحكومة، كونها اتفاقية دولية ودور مجلس النواب يقتصر على الاطلاع على الاتفاقية وابرامها".

ما رأي ادمون رزق بذلك؟ يجيب "لنقض الاتفاقية أو إلغاء هذه الاتفاقية اجراءات وآلية شائكة تقتضي بأن تتقدم الحكومة بذلك على ان يقرّ هذا الإجراء المجلس النيابي الذي أقرّ وجود هذا المجلس، فالاتفاقية لا تلغى إلا بقانون، كما حصل مع اتفاقية 17 أيار". ويستطرد رزق بالقول: "هذه الاتفاقية اليوم معطلة لكنها ليست ملغاة. ونحن حين وقعناها اردنا تنظيم العلاقات لكن استمرت الهيمنة والتدخل بفعل فشل الحكم اللبناني، منذ العام 1992، ونحن نستمر حتى اليوم في دوامة الحكم الفاشل".

نصري خوري

السلطة التنفيذية تقرر والمجلس النيابي ينفذ. لكن، يبدو أن "التغيير" سيتأخر كثيراً عن إعادة تصويب المسارات. في كل حال، نذكر انه حين سُئل نصري خوري عن طلب البعض إلغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري قال: "لا يمكن إلغاء المجلس أبداً من جانب واحد، كونه غير مشكّل بقرار لبناني، إنما بموجب معاهدة دولية مقرة ومبرمة رسمياً ومسجلة في الأمم المتحدة. الإلغاء يحتاج الى رغبة مزدوجة في الإلغاء".

سوريا نسجت خيوطها حول أعناق اللبنانيين كما العنكبوت. بدليل أنه بعد كل ما حصل لا تزال تملك وقاحة الحديث عن "معاهدة أخوّة" ومجلس أعلى!

خطورة وجود هذا المجلس هو أنه أنشأ منظومة شبه كونفدرالية بين لبنان وسوريا، بحسب مخيبر، وهذا شكّل مقدمة لشرعنة وضع اليد على لبنان عبر تطوير اتفاقيات كان كثير منها، كما تقسيم مياه نهر العاصي، مجحفاً. وهذا المجلس فقد بعد الانسحاب السوري سبب وجوده الأساسي. ضمر دوره وأصبح بلا فعالية. ويستطرد مخيبر بالقول: بعد إنشاء السفارة السورية في لبنان، أصبح هناك ازدواجية بين كونفدرالية وسفارة، لكن استمرت الكونفدرالية المتمثلة بالمجلس الأعلى اللبناني السوري أكثر سطوة. وما بدّل في المعادلة القائمة هو إنسحاب الجيش السوري، وما رافقه من أحداث، فانتفت الحاجة كلياً الى وجود معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق كلها.

الأخوّة الإحتوائية

غاب نصري خوري فترة طويلة عن السمع. وعاد وأطلّ في زيارة قام بها الى حسان دياب. فهل يتقصد إحياء العلاقات وضخّ بعض الاوكسيجين في "الميت"؟ يجيب مخيبر "لا يعدو كون الحراك بروتوكولياً لكن عملياً لم يعد له أي حضور".

حتى الأمس القريب، قبل إعلان تشلّع مقومات الدولة اللبنانية، كان لبنان لا يزال يدفع 550 ألف دولار سنوياً الى مجلس شبه ميت الغاية منه القبض على "مقومات لبنان" لمصلحة سورية البحتة.

سألنا ذات يوم السفير السوري في لبنان عن ثنائية المرجعيات السورية مع لبنان فقال بوجه مبتسم: لا ضير بالنسبة إلى السفير كما بالنسبة الى أمين عام المجلس من الإبقاء على ثنائية المرجعيات العلائقية بين "الإخوة". السفير والأمين العام لا ضير لديهما من أن يكون لسوريا بدل المرجعيتين مئة. هكذا يقبضون على رقبة لبنان.

لبنان ينهار. لا مال ولا أمل ولا كهرباء ولا أمن ولا عدالة وجوع وقهر وقرف. والنازحون السوريون مليون وأكثر. وها هو المجلس الأعلى اللبناني السوري حيّ يرزق. غريب حقاً.

شفيق المصري

أستاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري يتحدث عن مسائل عدة يفترض استدراكها قبل التطرق الى موضوع المجلس الاعلى اللبناني- السوري.

أولاً، إن المجلس قد شُكل بموجب معاهدة ثنائية بين لبنان وسوريا عام 1991، أبرمت من قبل السلطتين التشريعيتين في البلدين، ما يعني ان الغاءه من طرف واحد محال. المطلوب التشاور من أجل تعديل بعض مواده.

ثانياً، ان لبنان حريص على إنشاء علاقات جيدة مع سوريا، ويفترض تنظيم هذه العلاقات بشكل يحفظ سيادة كل من الدولتين.

ثالثاً، كان هذا المجلس فاتحة سلسلة معاهدات ثنائية، تعد بالعشرات، عقدت بين البلدين، وبالتالي كلنا يعلم ان اي مطلب بإلغاء المجلس من جانب واحد، لا يتناول المجلس فقط بل مختلف المعاهدات التي سبق بحثها واعدادها.

يوم طُردت سوريا عسكرياً

رابعاً، يفترض ان يقوم كل وزير بدراسة المعاهدات وإبداء الرأي حولها، على ان يصدر مجلس الوزراء مجتمعاً الرأي النهائي بها.

كلنا يعلم، والكلام الى أستاذ القانون الدولي، انه حين يصار في القانون الدولي الى إنشاء علاقات ديبلوماسية بين بلدين، نستغني عن أي تنظيم آخر، لأن مسائل كثيرة قد تتداخل في العلاقات الديبلوماسية، كما حدث مع وزير العمل اللبناني الشيخ بطرس حرب حين أعاد مراجعة تقدم بها المجلس باعتبار أنها من اختصاص السفارة. صحيح ان نصري خوري اعتبر أن ما قام به حرب مجرد "وجهة نظر" من وزير العمل غير انه يدفعنا الى الجزم بان الأمور يجب أن تسير، بوجود السفارة، وفق مساراتها الديبلوماسية. ويفترض بالتالي ان تتحدد أطر هذا المجلس من جديد إذا كان لا بدّ من بقائه.

هل من ضرورة لبقاء هذا المجلس؟ هناك من قد ينتفض ليقول: "وما بالهم اليوم في زحمة الإنهيار"، متناسياً أن سوريا كانت سبباً دائماً في انهيار لبنان لذا لا ضير من شمول التحقيق الجنائي، إذا أمكن، ما تكبده لبنان ثمناً لوجود هذا المجلس الأعلى اللبناني- السوري من هدرٍ باسم إتفاقيات ثنائية بين الإخوة.

صراخ الثوار لم يبلغ الآذان

هل نحن مستقلون بالفعل؟ هل حققنا هذا الإستقلال حقاً في 1943 ثم في 2000 ثم في 2005؟

ألبير مخيبر، أرسل ذات يوم مذكرة في موضوع المجلس الأعلى اللبناني السوري خلص فيها: إن إنشاء أجهزة دائمة في مشروع هذه المعاهدة، في هذا الظرف بالذات، يؤدي حتماً الى خسارة لبنان إستقلالية قراره وبالتالي سيادته المطلقة. إذ تصبح هذه السيادة نسبية جداً ومنقوصة". رحم الله ألبير مخيبر. أما لبنان المشلّع فيستمر حتى في زمن من يسمون أنفسهم "أقوياء" ضعيفاً!

 

"القوات" مرتاحة و"الكتائب" وجدت حليفاً و"طالب" متحمّسة...الانتخابات انطلقت... لمن كلمة "هوفلان"؟

نوال نصر/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

الفوز لمن؟

...وانطلقت البارحة الإنتخابات في الجامعة اليسوعية، مزودة برتلٍ من الشعارات، التي تكررت نفسها على كلِّ الألسنة، مع فارق أن كلّ فريق، كلّ لائحة، كلّ طرفٍ، يعتبرها له، وله وحده. ولكن، هل هناك من هو ضدّ الديموقراطية أقله مجاهرة؟ هل هناك من هو مع الفساد أقله مجاهرة؟ وهل هناك شاب، الى أي مجموعة انتمى، ضدّ التغيير؟ بالطبع لا، لكن الجميع، بلا استثناء، حاول أن يستأثر بكلِّ الصورة، ليقول: أنا التغيير القادم والبقية "كلّن يعني كلّن" مع المنظومة. والى أن تنتهي الانتخابات بعد ثلاثة أيام، ستشهد الجامعة التاريخية محاولات "كسر عظام" بين مجموعة تريد، تحت عنوان "العلمنة"، الإطاحة بالحزبية، وبين أحزاب تاريخية تعلم علم اليقين أنها ثارت قبل الثورة من أجل إحداث التغيير. فماذا على أرض الانتخابات في يومها الأوّل؟

أحزاب طائفية، منفعة، زبائنية، ديموقراطية إيجابية، مستقلون، علمانيون، عدالة إجتماعية، أمل، لا للفساد، نعم للتغيير... كلمات ليست كالكلمات... تداعب المشاعر، وتتكرر على ألسنة الشباب والشابات في الجامعة اليسوعية- هوفلان. القوى الأمنية أكثر من عدد الطلاب. وإجراءات "كورونا" تُطبق في المحيط بشدة. ممنوع على طالب رفع القناع الواقي من كوفيد-19. وممنوع على صحافي التحدث مع طالب في حرم الجامعة. ووحدها "الفرجة" متاحة. مندوبون ينتظرون الناخبين وناخبون ينتظرون دورهم. يتقدمون برقيّ. يأخذون ورقة. يدخلون خلف الستارة. يضعون الأسماء وفق القانون النسبي مع الصوت التفضيلي للرئيس. يضعون القصاصة الورقية في صندوقة الانتخاب ويغادرون. عدد المقترعين استمر البارحة قليلاً. والشباب والشابات في الخارج يلتقون على قارعة الطريق للتباحث في الشأن الانتخابي و"ببكرا" الذي يتمنونه أجمل. ولكن، لكلٍّ غده، القائم على نظريات تنطلق جميعها من "ثقافة الديموقراطية" و"أمل التغيير".

"طالب" نعرفهم من "تيشرتاتهم". نراهم يروحون ويجيئون. يتحدثون هنا ويتحلقون هناك ويقنعون هذا و"ينتفضون" على ذاك وكأنهم "أم الصبي". "الكتائب" فسخوا العقد مع "القوات" وتعاقدوا مع المستقلين. والمستقلون غير "طالب". و"طالب" ضد الجميع. و"المستقبل" حلفاء "القوات" القدامى قرروا الا يشاركوا. و"8 آذار" يشاركون معاً "عونيين" و"الثنائي الشيعي" في كلية ادارة الأعمال ويعلقون المشاركة في كلية المحاماة. سيلين عقيقي ومارك أشقر من كلية العلوم السياسية "مستقلون كلياً". فماذا يقصدون بالإستقلال الكلي؟ تجيب سيلين بأن "لا أحد يشبهنا ولا نشبه أحداً". لكن، حين ندخل في شعاراتهم نراهم يتشابهون مع كل الآخرين. فهل يمكنهم أن يشرحوا أكثر؟ تجيب سيلين: "تعبنا من الثقة العمياء بالسياسيين. وقررنا تأمين ما يريده الطلاب ولا يعيره أحد اهتماماً ولا أحد قدر على تأمينه من قبل". نريد تفسيراً أدق؟ يجيب مارك الذي يحمل الجنسية الفرنسية: "نريد تأمين "شوفاجات" الى الطلاب والإبقاء على الأقساط على سعر الصرف 1500 ليرة، وترميم الكافيتريا التي دمر انفجار المرفأ بعضها...". جميلة ٌ هي هذه الشعارات لكن من أين يأتون بالمال؟ تجيب سيلين: "سنضغط على ادارة الجامعة كي تقوم بها". ولماذا لم ينضووا في لائحة "طالب" التي تتحدث عن الاستقلالية عن "كلن يعني كلن"؟ يجيب مارك أشقر وهو يفكر أكثر "لا نعرف إذا كانت لائحة "طالب" مستقلة. فلا أحد مستقلّ بالكامل".

الستائر الانتخابية

شاب يدعم، "بالروح وبالدم"، "طالب" يُكرر حاله وحال لائحته "نحن مستقلون ضدّ الأحزاب السلطوية"، لكن أليست الأحزاب هي التي تخلق التغيير؟ أليست "القوات" على سبيل المثال ثورة قبل الثورة وتغييراً قبل شعارات التغيير؟ يهز برأسه ويتابع "ينغل" بين الطلاب.

المزايدة واضحة بين كل المنتمين الى كل اللوائح. "صوّت طالب". شعار يتكرر. شابٌ وشابة يتكئان على حائط مجاور. هي ماريا كرم كانت "قوات" وأصبحت مستقلة. تريد تجربة جديدة. أما زميلها مارك الحاج فكان "قوات" ويستمر قواتياً وصوّت للقوات ويقول: "شعارات "طالب" تداعب المشاعر غير أنها واهية وهي جمعت ناساً كانوا مع القوات وناساً كانوا مع "الكتائب" ومع "التيار الوطني الحر"، ويرفعون شعار العلمنة علماً أننا لسنا في دولة دينية ونحن مع إجراء تغيير على قانون الأحوال الشخصية. لكن ما يحصل مع "طالب" أنهم يستخدمون الشعار في شكل خاطئ".

ما رأي رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" الدكتور طوني بدر في انتخابات اليسوعية؟ يجيب: "نحن نخوض معركتنا منفردين وهذا قرار، وليس حدثاً عابراً، اتبعناه في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU وسنعتمده في كل المطارح. هذا القرار أخذناه منذ 17 تشرين 2019 فنحن لا نشبه أحداً ولا أحد يشبهنا على المستوى الطلابي. على مستوى النتائج سنحافظ على حضورنا و"فشخة زيادة" في الكليات التي نخوض فيها الانتخابات. ونحن نعرف انه سيكون هناك تقدم للمستقلين الذين نتشارك وإياهم في امور كثيرة، وسيكون هناك تراجع كبير لكثير من الأحزاب، التي لم يشارك بعضها والقسم الآخر شارك في تكتلات حزبية معروفة، بغية إسناد بعضهم، وهم غير قادرين على خوض الانتخابات منفردين. نحن امتلكنا الجرأة والايمان بطلابنا الذين يستطيعون التمييز بين الصح والخطأ".

لكن، هناك من تكتلوا ليواجهوا "القوات" التي يعتبرونها جزءاً من المنظومة لا من الثورة؟ يجيب بدر: "القوات ليست فقط جزءاً من 17 تشرين بل السبب الاساسي في حدوث ثورة 17 تشرين كونها كانت وتستمر الصوت الصارخ في الحكومات، و"ضوّت" على كثير من التجاوزات ودفعت الناس لتثور على الوضعية السائدة، وبالتالي، بغض النظر عن بوصلة البعض الخاطئة، ما يهمنا نحن ان تبقى "الثورة" هوية الجامعة اليسوعية، سواء من خلال مقاعد القوات اللبنانية او من خلال المستقلين الذين يخوضون معركتهم تحت عنوان الثورة. ما يهمنا هو نجاح الثورة، أما بالنسبة الى وضعنا في خانة الأحزاب التقليدية فلا مانع لدينا و"جسمنا قاسي" ونتحمل. نحن نعتبر قضيتنا أقوى بكثير من قضية اتهامات صغيرة. مررنا بظروف أقسى بكثير وصمدنا. والشعارات التي نرفعها اليوم في الانتخابات الطالبية ثلاثة أساسية: أولها، ثورة على نظام المحاصصة الموجود في السلطة والتكتلات التي لا تشبه بعضها بشيء من اجل الوصول الى مقاعد اكثر. ثانيها، ثورة على مفهوم كلن يعني كلن. وثالثها، نعتبر ضرورة بقاء القوات في الجامعة اليسوعية حاجة وضرورة، لأنه بغياب القوات ينتهي خط الدفاع الأخير في الحفاظ على هوية الجامعة التي تمثل ارثاً كبيراً منذ ايام الرئيس بشير الجميل الى اليوم".

الاقتراع

ما رأي "الكتائب اللبنانية" في انتخابات هوفلان؟ يجيب الكتائبي أوليفر أبو راشد، وهو طالب حقوق: "نحن تحالفنا مع المستقلين الذين يملكون مشروعاً مثل مشروعنا. ونحن نختلف عن كل الآخرين كوننا حددنا 131 مشكلة وطرحنا الحلول لها، أما كل الآخرين فيطرحون المشاكل والشعارات لا الحلول. نحن نملك مشروع بناء الوطن اما "طالب" فلا. هم يطرحون العلمانية لكن لا يملكون كيفية تطبيقها. نحن تحدثنا عن دولة علمانية وحددنا القيَم والمبادئ لهذه الدولة". هناك 540 طالباً في كلية الحقوق. ماذا عن وجود "حزب الله"؟ يجيب أبو راشد: "عددهم قليل لا يتجاوز 15 في المئة. وهؤلاء قد يصبون أصواتهم للنادي العلماني".

الكتائبي جان بول سماحة، وهو طالب في كلية إدارة الأعمال في الجامعة، يتحدث عن 750 طالباً في ادارة الأعمال وعن خوض "الكتائب" والمستقلين الانتخابات ضد ثلاثة: "القوات" و"طالب" وأحزاب 8 آذار. ويمثل الثنائي الشيعي نحو 80 في المئة من أحزاب 8 آذار، أما العونيون فلا يتعدّون 20 في المئة".

الطلاب هم نبض التغيير. كل الطلاب يعرفون ذلك. ولوائح "طالب" تشتغل على هذا المفهوم الذي رفعته أحزاب كثيرة قبلها. وفي موازاة العمل على الأرض تنشط حماوة الانتخابات الطالبية على مواقع التواصل الاجتماعي. والنادي العلماني "طالب" الذي له مئة ومرشح (101) الأكثر حماوة وصراخه يرتفع "صوّت طالب"، وقدرات النادي المادية ملفتة. هناك، جنب الجامعة اليسوعية، مقولات كثيرة لشعراء كثيرين بينها واحدة للأديب الكبير أمين الريحاني تقول: "قل كلمتك وامش". الطلاب قالوا كلماتهم فلننتظر ثلاثة أيام بعد لنقرأ فيها.

 

الدواء يستنزف أموال المودعين و"القوات" تدقّ ناقوس الخطر

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

بعد نحو سنتين من استلام "حزب الله" قطاع الصحة، وما رافقه من تراجع على مستوى السياسات الصحية، وتدهور في العملة اللبنانية، وإعلان مصرف لبنان عدم قدرته على الاستمرار بدعم الدواء وما نجم عنه من تخزين، وسوق سوداء للأدوية المقطوعة، وتهريب عبر المطار والمسالك غير الشرعية على حساب ودائع الناس من الإحتياط المركزي، لا يزال ملف "السياسة الدوائية" يقبع في طريق مسدود، والسبب هو، ببساطة، مافيا الأدوية وتسييس الصحة. وفيما يخضع الدواء للإحتكار والتجارة والاستثمار السياسي، انطلقت مبادرة "الجمهورية القوية" لمعالجة ملف السياسة الدوائية في لبنان، بناء على دراسة مفصّلة مع أطراف معنيين وخبراء محليين ودوليين وإنطلاقاً من رؤية حزب "القوات اللبنانية"، في خطة أعلن أنها تهدف إلى "تخفيض كلفة تغطية الإستيراد بالعملات الأجنبية من المصرف المركزي، والحفاظ على وجود الأدوية الأساسية في السوق بالجودة المطلوبة".

وليست المرة الأولى التي "يحاول" فيها فريق سياسي "مناطحة" كارتيل الأدوية المحمي من سياسيين آخرين متواطئين، فمنذ عام 1971 اختبر لبنان محاولات عدة لكسر احتكار الأدوية وبدأت مع وزير الصحة السابق إميل بيطار في حكومة الشباب برئاسة صائب سلام، الذي سعى إلى تخفيض أسعار الأدوية وإلغاء المرسوم 34 الذي ينص على الحق الحصري بالإستيراد ويكرس الإحتكارات، فواجهه تجار الأدوية وتوقفوا عن تسليم الأدوية إلى الصيدليات لمحاربة القرار، في طريقة مشابهة لما يقومون به هذه السنة، فاضطر الوزير حينها إلى الطلب من مجلس النواب بوضع قانون معجل مكرر يكسرهم، وعند تعيين الجلسة إمتنع النواب عن الحضور فلم يكتمل النصاب، ما أدى إلى إسقاط محاولته وإستقالة البيطار وعدد كبير من الوزراء.

وبعدها في أواخر الحرب اللبنانية عام 1989، فرضت منظمة الصحة العالمية مكننة الدواء والأسعار للحد من التلاعب، ولكن بسحر ساحر تعطلت الكومبيوترات، وبعدها بسبع سنوات أعيدت محاولة المكننة، فتعطلت الكومبيوترات وبيعت داتا المعلومات ولم يحاسب أحد. أما عام 1999 صدر القرار 90/1 الذي يسمح لأي كان بإستيراد الأدوية شرط ان يكون سعرها أقل 25% من سعر السوق، فاشترت شركات الإحتكار الأدوية المنخفضة السعر وسجلتها حكراً بإسمها في الوزارة إلا أنها لم تطرحها في السوق. فهل سيختلف الوضع اليوم ولبنان على شفير الهاوية أم أنه لا حدود لجشع التجار وتواطؤ المشرّعين؟ وبما أن هناك 11 مستورداً للأدوية يسيطرون على 80% من سوق الدواء هل ستستطيع الخطة مناورة إحتكارهم؟

وفي حديث مع "نداء الوطن"، نبّه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة الاسبق غسان حاصباني اللبنانيين، أن "سياسة الدعم المفتوحة تستنزف ما تبقى من ودائعهم في المصارف"، ومخطئ من يروج للناس أن "الدولة اليوم تدعم الدواء"، لافتاً الى انه "تتم تغطية استيراد الأدوية من جيوب الناس مباشرة وبما يلامس مليار دولار في السنة من احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية"، وشدد على ان "كل تلك الأموال هي أموال الإدخار أو أموال المودعين وليس دعماً من خزينة الدولة ولا من ديون خارجية ولا من أموال داعمين". وحذّر من أن "الاستيراد غير المرشّد يتطلب حجماً كبيراً من التمويل ويشجّع على التهريب عبر المسالك غير الشرعية والتخزين في البيوت والمستودعات ويستهلك سريعاً ما تبقى من قدرة على الدعم من الإحتياطي الذي سينفد كلياً خلال فترة وجيزة"، معتبراً أن "استقرار الأمن الدوائي في خطر".

وشرح النائب فادي سعد لـ"نداء الوطن" أن الخطة المطروحة من قبلهم ترتكز بالدرجة الأولى على "عدم تغطية أي إستيراد لدواء يُصنّع بديل له محليّاً، وتوقيف التغطية عن كل الأدوية المصنفة "بحكم الدواء" وإستمرار التغطية بنسبة 85% على الأدوية الأصيلة التي لا تُصنّع محليّاً أو التي ليس لها بديل، أمّا الأدوية الجنيسية التي لا يمكن تصنيعها محليّاً، يستمر دعمها بنسبة 85% للأدوية المسجلة بأدنى سعر، على أن تكون مصنّعة في أحد البلاد المرجعيّة وتستوفي شروط السلطات الدولية". وأردف: "من المهم تغطية الأدوية التي تصنّع في لبنان سواء أصيلة أو جنيسية بنسبة 100% للمواد الأوليّة و 85% للمواد التصنيفية التابعة لها، مثل التوليف وإعطاء الأولوية للأصناف المصنّعة محلياً على سواها في أي مناقصة محلية، بهدف وصول تغطية المصانع اللبنانية الى ما لا يقل عن50% من حاجة السوق. كما تشجيع معملين لبنانيين على صناعة الدواء نفسه لتلافي أي نقص في السوق مستقبلاً". وتابع: "من المهم أن "يُنشأ وبشكل سريع مختبر مركزي مستقل، يُموّل بمساهمات وإشتراكات إلزامية من المؤسسات التي تستفيد من تغطية المصرف المركزي، ويكون مستقلاً عن أي سلطة سياسية وتشرف عليه "الهيئة الناظمة لقطاع الدواء" (LDA) التي يجب أن تُنشأ بأسرع وقت بموجب قانون".

في السياق نفسه، شددت رئيسة مصلحة الصيادلة الدكتورة ايلان شماس لـ"نداء الوطن" على أهمية دور الصيدلي في "ترشيد استعمال الدواء عامة وتخفيض كلفة الفاتورة الدوائية على الدولة والمريض"، مؤكدة بدورها أنه "لا يمكننا تخويف الناس من رفع الدعم، بل علينا أن نشرح لهم أنه يجب رفع الدعم عن الأدوية التي يمكن استبدالها بأدوية بديلة ذات جودة عالية وكلفة منخفضة، ولا بد من تنظيم القطاع الصحي عبر المكننة وإعتماد المركزية المعلوماتية للملفات الطبيّة وأن يتم تعليق العمل بمادة NS (عدم استبدال الأدوية)".

 

لبنان: هل يستحق وزير الداخلية تحية بعد كل ما ارتكبه؟

حازم الأمين/موقع درج/01 كانون الأول/2020

قال وزير الداخلية اللبناني أن 95 في المئة من القضاة اللبنانيين فاسدون.

هل يستطيع “درج” أن ينشر مقالاً يتضمن دفاعاً عن وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي بعد كل ما ارتكبه هذا الرجل؟ الأمر ليس بدهياً وينطوي على مغامرة. ففهمي أعلن ذات يوم بالفم الملآن أنه قتل رجلين، وسقط جندرياً حين طالب النساء بأن يدخلن إلى المطابخ يوم الأحد في واحدة من أكثر التصريحات ابتذالاً. هذه عينات من سقطات محمد فهمي، لكنه نطق في طلته الأخيرة “جوهرة” يستحق عليها تحية، بعدما أشبعناه نقداً وشتماً، في بعض الأحيان، وذلك قبل أن يتراجع عنها. قال وزير الداخلية اللبناني أن 95 في المئة من القضاة اللبنانيين فاسدون. وهو ما استدرج ذهولاً وردوداً من القضاة، كان آخرها استدعاء مدعي عام التمييز غسان عويدات، الوزير فهمي للاستماع إليه.

كلام الوزير مذهل طبعاً، وهو مذهل بدقته هذه المرة، لكن المذهل أكثر أن يشعر القضاة بالإهانة بعد كل الذي صمتوا عنه من انتهاكات فظيعة للقوانين. لقد أقدمت المصارف اللبنانية على مخالفة القانون نحو مليون ونصف المليون مرة عندما منعت على هذا العدد من المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين حقهم في التصرف بودائعهم. نحو مليون ونصف المليون مخالفة للقانون لم تحرك في القضاء اللبناني، الذي جُرح شعوره جراء كلام فهمي، ساكناً!

هذا على مستوى الكمية، أما الانتهاكات النوعية للقانون والتي حصلت في ظل صمت القضاء، إذا لم نقل في ظل تواطئه، فهذه لنا معها نحن اللبنانيين، والصحافيين تحديداً، صولات وجولات. ما أن يُمس سياسي من الطبقة الحاكمة والفاسدة حتى يتحرك القضاء ويبدي رشاقة هائلة، أما حين يرتكب سياسي كبيرة، وما أكثر هذه الكبائر، فيواصل القضاة نومهم الذي لا يوقظهم منه إلا هاتف أحد الرؤساء ليذكرهم باستدعاء خصومه.

زميلنا في “درج” شربل خوري كتب “بوست” على صفحته هزئ به من القديس مار شربل، فاستدعاه القضاء بعد أقل من ثلاثة أيام بتهمة ازدراء الأديان. شربل نفسه صُرف تعسفياً من عمله السابق قبل نحو ثلاث سنوات ورفع دعوى قضائية يطالب فيها بحقه بتعويض، وإلى اليوم لم تُحدد جلسة للنظر في دعوى شربل. زميلة أخرى هي ديما صادق لفتت إلى دعوى قضائية رفعها ضدها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد حلقة تلفزيونية تناولته فيها، فكان أن حددت الجلسة فور انتهاء الحلقة.

ما أن يُمس سياسي من الطبقة الحاكمة والفاسدة حتى يتحرك القضاء ويبدي رشاقة هائلة، أما حين يرتكب سياسي كبيرة، وما أكثر هذه الكبائر، فيواصل القضاة نومهم .

في تجاربنا الكثيرة مع القضاة اللبنانيين، نادراً ما وقعنا على قاضٍ يُقدم الحق على نفوذ النافذين. كارلا الشواح قاضية الأمور المستعجلة في بيروت أبدت أكثر من مرة صلابة ومتانة في تصديها لقضايا رفعها سياسيون على صحافيين ونشطاء، وهي لم تقبل بصفة العاجل في دعوى أحد السياسيين على “درج” فرفضت الدعوى، وأبطلت قرار رئاسة الجمهورية بمنع محطة “أم تي في” من الدخول إلى القصر الجمهوري. الشواح جزء من الخمسة في المئة الذين أشار إليهم فهمي، ونحن هنا إذ نرفع القبعة لها، سنحاول تجنيبها فعل ذلك في سياق رفعنا القبعة لفهمي، ذاك أنه من المرجح أن يكون كشفه عن فساد القضاة زلة لسان قد يتراجع عنها في ظهوره التلفزيوني المقبل. أما ذروة الذهول في رد فعل القضاة على كلام فهمي فبدت بتجاهلهم حقيقة هائلة تتمثل في أن انفجاراً صنف كثاني أكبر انفجار في التاريخ أصاب العاصمة بيروت، نجم عن تخزين مواد متفجرة في المرفأ بمعرفة عدد كبير من السياسيين الذين اعترفوا بمعرفتهم بوجود هذه المواد، وإلى الآن لم يتم توقيف أي سياسي من هؤلاء، فيما اقتصرت التوقيفات على عدد قليل من المديرين، يرجح أن يطلق سراحهم قريباً.

الشواح جزء من الخمسة في المئة الذين أشار إليهم فهمي

لبنان بلد مفلس بفعل فاعل، وبلد مهترئ بفعل فاعل، وبلد مرتهن بفعل فاعل أيضاً، وهذا الفاعل معلن ولا يخجل بفعلته. الصحافة أدت دورها في الكشف عما يمكن كشفه واستخدم صحافيون ما أتيح لهم من أدوات (حكم الفاسد في “نيو تي في” وملفات الفساد في نشرة أخبار “ال بي سي” والكثير من الجهد الاستقصائي الذي رافق الانهيار والانفجار). الشارع أيضاً لم يكن كسولاً، وانتفاضة 17 تشرين وضعت الطبقة السياسية برمتها في العراء. وها هم الطلاب يكشفون عما تبقى في الصدور ويهزمون أحزاب السلطة في الانتخابات الجامعية. المحامون أيضاً انتخبوا نقيباً من خارج خيارات سلطة الفساد.

لا قيمة لكل هذا طالما أن القضاء مرتهن، وهو مرتهن فعلاً.     

 

إيران: 4 ضربات لـ"الحرس" و"النووي" والصواريخ.. والشعب يطالب بالردّ

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

مساء السبت الماضي تظاهر طلّاب إيرانيون في طهران مطالبين بالثأر لاغتيال "أبي البرنامج النووي الإيراني" محسن فخري زاده. صحيح أنّ الطلّاب أحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي على جري عادة التظاهرات الإيرانية، لكنّ غضبهم هذه المرّة يحمل وجهة مختلفة، إذ يشكّل عنصر ضغط مباشراً على النظام الإيراني الذي يتلقّى الضربات المؤلمة الواحدة تلو الأخرى من دون أن يتمكّن من الردّ بالمثل حتّى الآن.

ولذلك سارع حسين دهقان، مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إلى القول إنّ المطالب الإيرانية الشعبية بالردّ على اغتيال العالم النووي والصاروخي مشروعة، لكنّه لفت إلى أنّ الردّ على العملية سيكون ذكياً: "ونحن من يحدّد زمان ومكان الردّ، وطبيعة الهدف".

تصريح دهقان يؤكّد حراجة الموقف الإيراني بعد الضربة "القويّة والقاسية" (بحسب توصيف رئيس الأركان العامة) التي تلقّاها عصر الجمعة. إذ يتبدّى المأزق الإيراني هذه المرّة داخلياً لجهة تماسك النظام، لا خارجياً وحسب، بالتحديد لجهة مآل المواجهة ضدّ الولايات المتحدة. فمحاولة دهقان امتصاص غضب الشارع تؤكّد بما لا يقبل الشك أنّ عملية اغتيال زاده شكّلت تهديداً مباشراً، ولو أوّلياً، على تماسك النظام، بالنظر إلى حجم الاختراق الأمني الذي كشفته عملية الاغتيال قرب طهران. خصوصاً بعد نحو أسبوعين على اغتيال الموساد القياديّ الثاني في "القاعدة" عبدالله أحمد عبدالله في قلب طهران، وذلك بعد 22 عاماً بالتمام على تفجير سفارتين أميركيّتين بالتزامن في كلّ من كينيا وتنزانيا في 7 آب 1998. وليست قدرة الموساد على اختيار توقيت العملية سوى دليل على حجم اختراق الجدار الأمني الإيراني.

يتبدّى المأزق الإيراني هذه المرّة داخلياً لجهة تماسك النظام، لا خارجياً وحسب، بالتحديد لجهة مآل المواجهة ضدّ الولايات المتحدة. فمحاولة دهقان امتصاص غضب الشارع تؤكّد بما لا يقبل الشك أنّ عملية اغتيال زاده شكّلت تهديداً مباشراً، ولو أوّلياً، على تماسك النظام

ليس الضعف الأمني وحده ما يحرج النظام الإيراني الآن ويربكه، بل إمكانية الردّ على اغتيال زاده العقل المدبّر لبرنامج "آماد" السرّي ذي الأهداف النووية العسكرية. فالسؤال الأساسي الآن ليس: من يقف وراء العملية "الموقّعة"؟ وقد سارعت ايران إلى اتهام اسرائيل، إنمّا السؤال: هل ستردّ إيران؟ متى؟ وأين؟ وكيف؟ مع الأخذ في الاعتبار أنّ السؤال عن كيفية الردّ ومكانه أقلّ أهميّة بكثير من السؤال عن توقيته. وهو ما دلّ عليه التباين بين تصريحي كلّ من دهقان وحسن روحاني.

فقد أكّد مستشار خامنئي، بعد وقت قصير على العملية: "أننا سنضرب مثل البرق قتلة هذا الشهيد وسنجعلهم يندمون على فعلتهم"، ثم صرّح الرئيس الإيراني السبت أنّ الردّ سيكون "في التوقيت المناسب"، مسقطاً عنه صفة "العجلة" التي أوحى بها دهقان.

لكن سرعان ما بدا أنّ منحى التّروي في الردّ، يعبّر عن الموقف الإجمالي للنظام الإيراني. وليس قليل الدلالة في هذا السياق أنّ يعدُلَ مستشار خامنئي السبت عن تأكيده على الردّ السريع فور مقتل زاده، ملتقياً مع روحاني على التحذير من الوقوع في "الفخّ". الرئيس الإيراني قال إنّ "الأمّة الإيرانيّة أذكى من أن تقع في فخّ المؤامرة التي نصبها صهاينة يريدون خلق فوضى في المنطقة"، اعتبر دهقان أنّ اسرائيل "تتبنّى سياسية تكتيكية خطرة في المرحلة الانتقالية الأميركية"، وأنّها "تسعى لدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة". مع تأكيده، كما روحاني، على حتمية الردّ. وذلك بعدما كان خامنئي قد امتنع صباح السبت عن اتهام اسرائيل و/أو أميركا مباشرة بالعمليّة، مكتفياً بالطلب من "المسؤولين المعنيين متابعة جريمة الاغتيال ومحاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءها" - وهو مضمون بيان "حزب الله" أيضاً - كما طالب بمتابعة الجهود العلمية. علماً أنّ "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أميركيّين  قولهم إنّ ما حدث "رسالة مروّعة لكبار العلماء البارزين الآخرين في البلاد والعاملين على المشروع النووي: فإذا كان الرأس المحروس جدّاً، لا يمكن حمايتُه، فلا أحد آخر محميّ أيضاً". عليه، فإنّ الاختراق الأمني الكبير للداخل الإيراني يمكن أن يؤثر في القدرة على متابعة الجهود النووية بوتيرة متماسكة.

سرعان ما بدا أنّ منحى التّروي في الردّ، يعبّر عن الموقف الإجمالي للنظام الإيراني. وليس قليل الدلالة في هذا السياق أنّ يعدُلَ مستشار خامنئي السبت عن تأكيده على الردّ السريع فور مقتل زاده، ملتقياً مع روحاني على التحذير من الوقوع في "الفخّ"

إذاً، فإنّ الثابت في الموقف الإيراني بعد اغتيال زاده هو حتمية الردّ. أمّا المتحرّك فهو مكان الردّ وزمانه، وهذا بات سلوكاً إيرانياً مزمناً، لاسيّما بعد تتالي الضربات الموجعة التي تلقّاها النظام الإيراني منذ اغتيال قاسم سليماني في 3 كانون الثاني الماضي، وفشل إيران أو امتناعها حتّى الآن عن الردّ بالمثل. كذلك، فقد أدّت عملية "التخريب" التي تعرّض لها مفاعل "نطنز" في تموز الماضي، إلى "إبطاء تطوير وإنتاج أجهزة طرد مركزي متطوّرة على المدى المتوسط"، والآن اغتيل أكبر العلماء النوويين والصاروخيين الإيرانيين. فضلاً عن عملية سرقة ملّفات الأبحاث النووية من قلب طهران.

هذه العمليات الأربعة استهدفت نقاط القوة الايرانية الاستراتيجية الثلاث، أي الحرس الثوري (سليماني)، البرنامج النووي (نطنز)، والمنظومة الصاروخية (زاده) والذاكرة النووية، وبالتالي، فإنّ النظام الإيراني الجريح ملزم حكماً بردّ الاعتبار وإلّا سيصبح مهدّداً أكثر من الداخل والخارج. لكنّه واقع بين نارين، فهو من جهة هو مضّطر للردّ على اغتيال زاده، ومن جهة أخرى لا يريد أن يستقبل بايدن بالتصعيد، وهذا ما أكّدته اللهجة المنخفضة ضدّ واشنطن في تصريحات المتشدّدين والاصلاحيين معاً خلال اليومين الماضيين. لكن في الوقت نفسه، لا تستطيع طهران العودة إلى طاولة المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة مهيضة الجناح وضعيفة، لكنها لا تريد أن تُحمِّل إدارة بايدن، الذي وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي، تبعات أيّ ردّ من قبلها في آخر أيّام ترامب الذي يحاول جعل هذه العودة مستحيلة أو بالحدّ الأدنى صعبة جدّاً، وهذا هو الفخّ الذي تحدّث عنه روحاني.

والسؤال: ماذا ينتظر إيران إلى حين خروج ترامب من البيت الأبيض؟ هذا ما يقلق إيران بشدّة خصوصاً بعد اغتيال زاده، فهل تستمرّ بتجرّع "كأس السمّ" بانتظار مجيء بايدن الذي بات الاتفاق معه ضرورة استراتيجية للنظام الإيراني داخلياً وخارجياً. وفي الوقت المستقطع هل تقمع ايران التظاهرات المطالبة بالثأر لمقتل العالم النووي في حال استدراجها. على الأرجح أنّ كورونا ستتولى الإجابة.

 

النفايات تأكل نهر قاديشا... والمسؤولون نيام

سيزار معوض/الجمهورية/01 كانون الأول/2020

ها هي الصيحات والصرخات تتصاعد وتيرتها في مزرعة النهر في قضاء زغرتا جرّاء تحويل ضفاف النهر فيها مكباً للنفايات... روائح مقززة، مثيرة للغثيان والتقيؤ، تلف المنطقة، فتخال فعليّاً أنك في جهنم. هي ضيعة صغيرة جداً لا يتعدى عدد قاطنيها الـ500 شخص هجرها أهلها قسراً كما كثيرين، جرّاء لعبة الموت الدامية التي كانت تستبيح كل شيء في الحروب المتتالية المشؤومة...

بساتين النفايات

لم تعد بساتين التفاح هناك ولا حقول الإجاص العلامة الفارقة في تلك البلدة النائية... بل النفايات وروائحها وسمومها أضحَت هي الطاغية والمُمسكة بزمام الأمور حيث تفترش ضفاف النهر فيها وأضحت أكواماً أكوام...

مواكب الموتى

بالتزامن، ليس غريباً عليك أن تسمع «أنين» النهر جرّاء حرق النفايات والجيف على أنواعها من ماعز وأبقار و... دخاخين الموت تبثّها أيدي الإجرام فتأكل الرئات والأنفاس وتهدّد المواطنين في صحتهم، فيما القيّمون على هذه المحرقة - المجزرة يتلذذون بحَصد قوافل المرضى والموتى جرّاء هذا الكابوس، ليس في مزرعة النهر، إنما في زغرتا - الزاوية ككل، حتى طرابلس.

وعود فارغة

يهمس الأهالي في ما بينهم انّ اتحاد بلديات زغرتا، إذا لم يجد حلاً لأزمة النفايات هذه، فيجب ولِلحال رَجم رئيس الاتحاد الدكتور زعني خير بالحجارة... أو رمي المعنيين والقيّمين على زغرتا - الزاوية في أكوام النفايات هذه وحرقهم حتى الموت، خصوصاً أنّ الوادي هناك بدأ يختنق من فرط الاعتداءات والتعديات...

ويرى كثيرون أنّ القائمقام إيمان الرافعي، التي تستلم زمام الأمور في مزرعة النهر لعدم وجود بلدية فيها، تكتفي بالعراضات والمظاهر والوعود الهادفة الى تخدير الناس بالحلول المهترئة والمهرّبة الى حيث لا أفق ولا حلول... غير أنها وعدتنا بالتحقّق من الموضوع ووَضع حد للتعديات اذا كان هناك من اعتداءات على النهر والبيئة في مزرعة النهر...

مخاتير المنطقة في خبر كان

من هنا، فإنّ المعضلات جميعها تقع على عاتق مختار مزرعة النهر جورج محسن خليل... هو ليس على علم بوجود أي نفايات في بلدته... والقمامة المرميّة على ضفاف النهر، بحسب قوله، «تتبَع عقاريّاً لبلدة مزرعة الفريديس المجاورة لمزرعة النهر...».

تواصَلنا مع مختار مزرعة الفريديس ريمون يوسف نعمة، فأكد أنه ليس على علم بوجود نفايات في منطقته... لا يداوم هناك، يخرج من بيته فجر كل يوم، ويعود أدراجه الخامسة مساء بعد افتتاحه محل ألبان وأجبان في كوسبا - قضاء الكورة بَحثاً عن الخبز الحلال... ما يعني أنّ المختار يعرف بلدته بالاسم فقط، وهو ليس موجوداً فيها سوى يوم في الأسبوع، في أحسن الحالات...

الحلول ضرورية وبسرعة

فإلى مَن يذهب أو يلجأ أهالي مزرعة النهر؟ ولمن يرفعون الصوت؟ هو مجرد تساؤل وسؤال. أإلى وزير الصحّة؟ أم إلى وزير البيئة؟ أم إلى وزير الداخليّة؟ أم إلى وزير السياحة؟ أم إلى نوّاب المنطقة؟ أم إلى وزرائها في الحكومة؟ أم إلى رئيس اتحاد بلديات زغرتا الدكتور زعنّي الغائب عن السمع؟

النفايات تأكل نهر قاديشا في بلدة مزرعة النهر، فهل من يسمع ويتحرّك؟

 

«طحشة فرنسية» على أنقاض «السيناريوهات المنهارة»!

جورج شاهين/الجمهورية/01 كانون الأول/2020

لم يتعب الفرنسيون بعد من مقاربة الملف الحكومي، وكأنّ المبادرة التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون قبل ثلاثة اشهر كانت في الامس. غير عابئين بسلسلة النكسات التي اصابتها، وسقوط بعض ما قالت به. فقد تكثفت الإتصالات الباريسية في الأيام الماضية، سعياً الى تشكيلة حكومية يحملها الرئيس سعد الحريري الى بعبدا عشية مؤتمر باريس. وعليه، ما هي الظروف التي املتها وواكبتها وما هي حظوظها؟

ليس من السهل على اي من المراقبين إحصاء الطعنات التي اصيبت بها المبادرة الفرنسية، ولم يعد يفهم ما بقي منها، بعدما سقط كثير مما قالت به، من محطات تجاوزها اللبنانيون وابتلعوا مراحل عدة منها، وإلاّ كان الاول من كانون الاول الموافق اليوم، موعداً محتملاً للمؤتمر الدولي الذي وعد به الرئيس الفرنسي لمساعدة لبنان في اطلاق سلسلة القرارات والإجراءات التي كان من المفترض الوصول اليها، من اجل المشي فوق خريطة الطريق التي رسمتها عند اعلانها في الأول من ايلول الماضي.

وان نسي البعض او تناسى، ولمن يمتلك ذاكرة «مبخوشة»، يمكن تذكيرهم أنّ المبادرة الفرنسية قالت عند انطلاقها في الأول من ايلول الماضي، ثاني ايام تكليف السفير مصطفى اديب (30 آب 2020) مهمة تشكيل حكومة في غضون اربعة اسابيع، تمهيداً للعبور الى المراحل الاخرى اللاحقة، التي تمّت برمجتها وفق خريطة طريق معقولة ومتدرجة، تنتهي الى اطلاق عجلة المساعدات الدولية وتسييل مليارات عدة من «سيدر 1» والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، كخطوة على طريق الالف ميل نحو بداية التعافي.

ولكن المهلة عبرت، وقبل يومين من مهلة الاسابيع الاربعة، جاء السادس والعشرون من ايلول الماضي، باعتذار اديب عن مهمة تشكيل «حكومة المهمّة» بدلاً من انجازها. وهكذا سقطت اولى المِهَل التي نالت موافقة اركان السلطة، وتجاوز الفرنسيون «الطعنة الأولى»، واعطوا اللبنانيين مهلة مماثلة انتهت بعد شهر ويومين، بتكليف الرئيس سعد الحريري المهمّة عينها (27 تشرين الأول 2020) عشية الذكرى السنوية الأولى لاستقالة حكومته، عقب «ثورة 17 تشرين» (29 تشرين الاول 2019). ولكن الشهر الأول منها، والذي كان مخصصاً للتأليف انتهى أيضاً، من دون ان يشهد النهاية التي قال بها، وما زال اللبنانيون حتى الأمس ينتظرون تنفيذ ذلك الوعد الذي قطعه اركان السلطة، بالتزامهم «النسخة المنقحة» من تلك المبادرة، من دون الإيفاء به.

وعلى انقاض السيناريوهات المنهارة، من اجل عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان مطلع الشهر الجاري، الذي كان قد حان اوانه لو التزم اللبنانيون «النسخة الاولى» من المبادرة، يبدو واضحاً انّ الاهتمام ما زال محصوراً بالمحطة الاولى التي تحدثت عن تشكيل الحكومة. وبعيداً من كل ما اصابهم من خيبات، كشفت مراجع معنية، انّ الفرنسيين كثفوا في الايام القليلة الماضية اتصالاتهم بمختلف المعنيين بالتأليف، لتأمين التفاهم على «توليفة حكومية» جديدة، حافظت على «التوزيعة الاخيرة» للحقائب، كما تمّ الاتفاق عليها في زيارتي الحريري الثامنة والتاسعة للقصرالجمهوري، وقبل الصدام في العاشرة. كذلك اجرت تبديلاً في بعض الأسماء، فأسقطت بعضها واستبدلتها بأخرى، وجيء بالجديد منها على وقع الفيتوات المتبادلة. وكل ذلك بهدف التوصل الى «نواة تشكيلة» قابلة للبحث في المرحلة المقبلة، لتوجيه رسالة قوية ومدوّية الى مؤتمر باريس.

ووفق بعض الناشطين في الاتصالات الجارية على خط باريس ـ بيروت، فإنّ قراءة فرنسية جديدة قالت بضرورة البتّ بهذه «المرحلة التأسيسية» في الساعات المقبلة، الفاصلة عن «المؤتمر الانساني» الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي غدًا الاربعاء بالوسائل الالكترونية. فهو وجّه الدعوة الى مجموعة من الدول المانحة الغربية والعربية، وممثلين عن هيئات اممية ودولية واقليمية من اجل «نجدة مؤقتة» للبنان، وتوفير ما يلزم لإعادة اعمار وبناء الضروري مما تهدّم، وتأمين المأوى للمشرّدين، وتسهيل انطلاق السنة الدراسية، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الطبية والاستشفائية ومواجهة جائحة «كورونا» التي تطورت وإنتشرت بقوة بعد الإنفجار الكبير. فالمؤتمر ـ وبحسب معلومات المطلعين القلائل انفسهم ـ لن يوفّر اكثر مما يتراوح بين 225 و300 مليون دولار مساعدات عاجلة في قطاعات الصحة والتربية والغذاء وسياسة الإيواء. وان حصل ما ليس في الحسبان، قد تكون المبالغ المجمعة اقل بكثير، فالمسؤولون اللبنانيون مدّعو القدرة على التأليف، وممن تعهدوا الخطوات الحكومية المطلوبة على وجه السرعة، لم يقدّموا مثالاً واحداً يمكن ان يوفر مزيداً من الدعم، وربما كانت الأرقام المتوقعة لحجم الدعم كبيرة قياساً على حجم التردّد الدولي إزاء تصرفات اللبنانيين المقيتة.

وعليه، فإنّ على اللبنانيين ان يتأكّدوا انّ مؤتمر الغد ليس لـ»النجدة الكبرى» التي كانت خريطة الطريق الفرنسية وعدت بها في نسختها الأولى، قبل ان تصاب بالندوب الكبرى، وقُدّر مردودها يومها بما بين 5 و7 مليارات من الدولارات. وقد كان ذلك ممكناً لو تشكّلت الحكومة، وانطلقت ورشة الإصلاح في قطاعات الطاقة والكهرباء والإدارة. وزاد في الطين بلة، انّ مجلس النواب لم ينجز شيئاً مما وعد به، فلم يقرّ أياً من القوانين الاصلاحية، كقانون «الكابيتال كونترول»، ولم يسهّل إطلاق «التدقيق الجنائي». ولم يوحّد لبنان ارقام الخسائر في مصرف لبنان والقطاع المصرفي، كخطوة لا بدّ منها لإحياء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ولكن، وللاسف الشديد ـ كما يقول المسؤولون الفرنسيون ـ فإنّ شيئاً من هذا لم يحصل. وبدلاً من ان ينجزوا شيئاً مما تعهّدوا به، اعادو العملية السياسية الى نقطة الصفر، وكأنّ لا جديد يستدعي العجلة. فلا حجم انفجار المرفأ هزّهم، ولا ما بلغته الأزمة الإنسانية والطبية والنقدية والمعيشية شكّلت دافعاً لتجاوز اطماعهم في تقاسم المواقع، وهم يعتقدون انّهم يملكون ترف الوقت للنقاش في جنس ملائكة الوزراء والحقائب معاً.

في اي حال، وإنتظاراً لما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات، فإنّ الآمال معلّقة على نتائج الاتصالات التي تكثفت ودخلت في ادق التفاصيل التي قد يُبنى عليها شيء جديد، وفي حال العكس فإنّ الامور قد تعلق في موازاة اقتراح، ربما بتعديل موعد مؤتمر الغد وتأجيله لأيام، وهو ما ستحسمه المراجع الفرنسية، التي تضع اللمسات الأخيرة على المؤتمر وحجم المشاركة فيه في الساعات المقبلة.

 

حديثُ الخَضّات الأمنيَّة واقعي؟

طوني عيسى/الجمهورية/01 كانون الأول/2020

في عمق الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي، قفزَ إلى الواجهة نوع آخر من الهواجس، وتسلَّل إلى المشهد حديث الأمن: الكشف مجدداً عن خلايا «داعشية» تستعدّ لعمليات إرهابية، تبادل اتهامات غير مسبوق بين الأفرقاء باعتماد خيار التسلُّح، تهديد إسرائيل بتوجيه ضربات لمواقع «حزب الله» في العاصمة أو الجنوب، وأخيراً ورود تقارير عن محاولاتها تنفيذ عمليات اغتيال. فهل هناك فعلاً خوف من خَضّات أمنية؟ ليست هي المرّة الأولى التي تتحدث فيها المصادر القريبة من «حزب الله» عن مخاوف من قيام إسرائيل بتنفيذ اعتداءات أمنية في لبنان، على الحدود أو في الداخل. وفي الغالب، كان يقول خصوم «الحزب» إنّه عادةً يستخدم التخويف من عمليات إسرائيلية «فزّاعة» للداخل أو محاولة لتكريس صورته كـ»مقاومة»، كلما تعرَّضت هذه الصورة للاهتزاز. ولكن، هذه المرّة، ترتدي المخاوف أهمية حقيقية. واللافت هو الحديث الذي سُرِّب، في تقارير عدّة محسوبة على قريبين من «الحزب»، عن إحباط محاولةٍ إسرائيلية لاغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله. وأدرجت التقارير هذه المحاولة في سياق خطة يعمل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على تنفيذها، مستفيداً من مهلة الأسابيع الـ7 المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتقضي الخطة باستهداف رموز طهران، من لبنان إلى سوريا فالعراق، إضافة إلى الداخل الإيراني. وهي شهدت أول فصولها باغتيال كبير العلماء في الحقل النووي محسن فخري زاده الذي، إضافة إلى موقعه في الملف النووي، يقال إنّه يضطلع بموقع وازنٍ في قيادة منظومة إيران العسكرية، لكونه واحداً من أرفع كوادر «الحرس الثوري».

إذا صحّت المعلومات الواردة في هذه التقارير، فمعنى ذلك أنّ لبنان ربما يكون مرشحاً لمخاطر عسكرية وأمنية حقيقية في هذه الفترة. فهل تقوم إسرائيل باستغلال الفرصة السانحة، حتى 20 كانون الثاني، لتصفية حساباتها عسكرياً مع إيران على كل رقعة الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان؟ وهل تتجاوز ما يوصف بـ»المحرَّمات» عادةً، حتى بين الأعداء، فتعتمد أسلوب التصفيات الجسدية؟ في هذا الشأن، لطالما التزم «حزب الله» موقفاً دقيقاً جداً ولا يخلو من الإحراج، فهو يحرص على عدم التنازل عن أي من عناصر قوته وارتباطه بإيران، ويؤكّد جهوزيته الكاملة للردّ على أي اعتداء. لكنه، في المقابل، يبعث بالرسائل ألتي تطمئن الى أنّ عمله لا يتجاوز حدود لبنان. فهو يحاذر الوقوع مجدداً في مأزق تموز 2006، عندما جرَّ لبنان بكامله إلى مواجهة مدمِّرة مع آلة الحرب الإسرائيلية. لذلك، سارع نائب الأمين العام لـ»الحزب»، الشيخ نعيم قاسم، إلى التطمين، عبر «المنار»، بما خلاصته: «لن نردَّ على إسرائيل، لاغتيالها فخري زاده، فالأمر من مَهمَّة المعنيين، أي طهران». وإذ استبعد قاسم قيام إسرائيل بمهاجمة لبنان في الفترة المتبقية من ولاية ترامب، فقد أكّد أنّ «الحزب» جاهز للمواجهة، إذا قام الإسرائيليون بذلك.

ولكن، هل هذا المستوى من التطمين يكفي لتبديد المخاوف من ضربة إسرائيلية مفاجئة، في أي مكان، وتحت أي ذريعة؟

ثمة مَن يقول إنّ المشكلة هنا أكبر من التطمين. فإسرائيل والولايات المتحدة تعتبران «الحزب» جزءاً أصيلاً من القوات المسلحة التي تقودها طهران وتحرِّكها مباشرة، وأنّ صواريخه هي جزء من ترسانتها، وتالياً أنّه يمثِّل وجود إيران على حدود إسرائيل وشرق المتوسط. ولذلك، المواجهة مع «الحزب» هي حتماً جزء من المواجهة الشاملة مع طهران.

وهذا يعني أنّ هناك مخاوف من قيام إسرائيل، بدعمٍ أو بغضّ نظر أميركي، بضربات أو عمليات أمنية في لبنان، وفي أي لحظة. وينظر المتابعون بمزيد من القلق إلى المداومة الإسرائيلية على الطلعات الجوية، على مدار الساعة، وفوق مختلف المناطق، سواء بالمقاتلات أو بالطائرات المسيَّرة.

ويرى متابعون، أنّ إسرائيل ربما تستخدم الورقة العسكرية أو الأمنية لممارسة الضغط في اتجاهات عدّة، ولكن خصوصاً في مفاوضات الناقورة خلال هذه المرحلة. ولا شيء يمنع من أن تقوم إسرائيل بشنّ الضربات أو بتحريك الأمن لإضعاف المفاوض اللبناني.

معلوم أنّ المفاوضات كانت ستشهد اصطداماً يوم غد، لو لم يَجرِ تأجيلها، وإتاحة المجال لوساطة أميركية تقرِّب بين الجانبين. ولكن، ممنوع أن يقوم أحد بنسف هذه المفاوضات، لأنّها حيوية لانطلاق عمل منظومة الغاز المتوسطية، التي تشكّل إسرائيل حلقة أساسية فيها. وقد تندفع إسرائيل إلى استخدام أي ورقة ضاغطة لإجبار لبنان على التراجع.

وثمة مَن يعتقد أنّ قيام المفاوض اللبناني بتوسيع دائرة المصالح اللبنانية في البحر، قرابة 1440 كيلومتراً مربعاً، فوق الـ865 كيلومتراً التي كان يقتصر عليها التفاوض خلال سنوات، سيمنح «الحزب» ذريعة جديدة، أي «مزارع شبعا بَحْريّة»، يستخدمها إضافة إلى مزارع شبعا البَريّة أو بدلاً منها.

ففي الواقع، يصعب كثيراً أن تتخلّى إسرائيل عن هذه البقعة التي تضمّ نصف حقل «كاريش». فعلى أي خطّ يمكن أن ترسو المفاوضات إذاً؟ وماذا لو أعلن «الحزب» رفضه أي تنازل محتمل من جانب المفاوض اللبناني، واعتبر أنّ أي تنازل عن شبر من الحقّ اللبناني في البحر يستلزم الاحتفاظ بالسلاح حتى تحريره؟

هذا يستدعي سؤالاً آخر: في رعاية الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة، هل سينطلق مشهد استثمار النفط على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية على مرمى حجر أو صاروخ لـ»حزب الله»؟ أي هل تُعطى إيران حقّ «الفيتو» في استثمار النفط في شرق المتوسط؟

المتابعون يقولون: «الأرجح لا. فمنظومة خطوط الغاز المتوسطية ستتولّى نقل مئات مليارات الدولار في مناخ من الاستقرار الأمني التام. وعلى الأرجح، لن تُعطى إيران حقّ «الفيتو» على غاز المتوسط. وهذا أمر يعني «حزب الله» مباشرة.

وفي الخلاصة، إذا حصل فكُّ اشتباك سلمي بين إسرائيل وإيران فسيرتاح لبنان. وأما إذا تكرَّس الاشتباك فسيكون منطقياً تصديق الحديث عن ضربات عسكرية وخَضّات أمنية. وسيكون عسيراً تقدير الكلفة التي سيدفعها لبنان، لكن حرب تموز 2006 كفيلة بإعطاء فكرة، وهناك حروب أخرى أيضاً.

 

ساحة وأقدار

بشارة شربل/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

لسنا بحاجة الى تحليلات سياسية وعسكرية معمّقة ولا الى رسم خرائط واختراع مصادر واستعانة بالمنجّمين وعلماء الفلك للقول ببساطة شديدة ان احتمالات الحرب قائمة في المنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضى. هذه بديهة يعرفها كل من يستمع الى الأخبار ويدرك بحسّه السليم وتجربته "إن الحربَ أوَّلُها شرارُ" وأن ثوب لبنان موصلٌ جيد للحرارة وقابل للاحتراق. ولأن تدمير الهيبة أصعب من الخسارة المادية، يمكن أن تتقدم مشاعر الانتقام على حسابات الربح والخسارة. فمقتل أبو القنبلة النووية في طهران ليس مجرد خسارة علمية للنظام الإيراني يمكن تعويضها بعقول مبدعة، إنه صفعة في وجه سلطة الملالي التي تملأ عقول مواطنيها ومريديها بالكرامة والبطولات بدل ملء ثلاجاتهم بالمأكولات، وتستطيع أخذهم الى الخيارات المؤلمة بغض النظر عن التضحيات. تمارس إيران حتى اليوم ضبطاً للنفس توهمُ فيه "المحور الممانع" بأنه "صبرٌ استراتيجي" واعدةً اياه بفرَج قريب يأتيها من غيب تراهن عليه، فيما الواقع يوضح عجزها عن المبادرة وسكوتها مكرهة على الضيم. لكن قد يكون للصبر حدود بعدما وصلت موسى اسرائيل الى ذقن "الجمهورية الاسلامية" بتجاوزها الخطوط الحمر وتخطيها كل محظور.

يحق للبنانيين أن يقلقوا جدياً حتى مغادرة ترامب البيت الأبيض بعد خمسين يوماً. فهي فترة قد تكون مليئة بالمفاجآت. وهم يدركون أن "الحَبَل" في إيران يمكن ان يتسبّب بولادة في لبنان. ذلك ان العلاقة بين "حزب الله" ونظام ولاية الفقيه ليست وشائج محبة ودعماً عسكرياً ومادياً وسياسياً فحسب، ولا "الحزب" مجرد أداة أو ذراع، بل هي تلاحم مصيري تحكمه العقيدة والايديولوجيا وما يتفرع عنهما من التزامات دينية ودنيوية، واغتيال محسن فخري زادة في طهران له وقعٌ لدى "حزب الله" كأنه حصل في ضاحية بيروت.

لن يجيب عن مخاوف اللبنانيين الا القَدَر، لأن لا دولة لديهم تمسك بقرار السلم والحرب في الأساس، ناهيك عن انزلاقهم الى وضع دمرت فيه منظومة السلطة الفاسدة كل مناعة تجعلهم بمنأى عن صراعات الاقليم. صحيح ان طهران تحسب ألف حساب قبل تنفيذ وعدها بالرد على اسرائيل، لكن الأخيرة تمارس، منذ نفَّذ ترامب تصفية سليماني، سياسة الاستفزاز والاستدراج لإيران و"حزب الله" على السواء. وغاراتها الأربعون على ميليشياتها في سوريا دليل ساطع على سلوك لا يكتفي بتغيير قواعد الاشتباك بل يضع خططاً كاملة لحرب معروفة الأهداف ومجهولة الاتساع.

يدخل في باب التفاصيل هل يفضل "حزب الله" توقع المفاجآت والاحتمالات من دون حكومة تقيّد مواجهته ونوعيتها اذا اقتضت متطلبات محور طهران، أم انه يفضل حكومة يتحكم برئيسها ويؤمِّن تغطيتها في المُلمَّات. فأساس الموضوع هو ان لبنان وشعبه ساحة مُباحة في غياب دولة سيدة وقيادة مسؤولة، وفي غياب حياد بات شديد الالحاح سواء حصلت المواجهة أم بقيت مؤجلة الى "الوقت المناسب" وفي إطار العنتريات. هذا موضوع يستحق ان يجتمع لأجله مجلس النواب بدل مسرحية "التدقيق الجنائي" ومسخرة قانون جديد للانتخاب.

 

العقوبات الأميركية تابع: تعليق مفاوضات لبنان مع إسرائيل

غادة حلاوي/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

ثلاث جلسات من المفاوضات اللبنانية مع اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية انتهت الى خلاف عميق، اما الرابعة التي كان مقرراً عقدها يوم غد الاربعاء فقد ارجئت حتى إشعار آخر. خطوة اميركية اسرائيلية تصعيدية تحمل في أبعادها المزيد من التعقيدات وقد تبشر بما لا تحمد عقباه من ادارة اميركية تنوي تصفية حساباتها مع خصومها حتى الرمق الاخير.

وكيف لمفاوضات ان تجرى في أجواء سليمة تزامناً مع النوايا الاميركية التصعيدية تجاه لبنان بدءاً من العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين مروراً باتهامها بتعطيل تشكيل الحكومة. فقد أبلغت اميركا عن ارجاء جلسة المفاوضات اللبنانية مع اسرائيل الى موعد لم يحدد. لا تنوي واشنطن المهادنة تجاه لبنان وهو يتابع خطواته باتجاه اتخاذ خطوات معينة ليس معروفاً اتجاهها بعد، وهي التي كانت اشترطت من قبل على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل موافقة لبنان على تعديل القرار الدولي 1701 بما يسمح لقوات الطوارئ العاملة في الجنوب الدخول الى المنازل وتفتيشها بحثاً عن السلاح عند وقوع اي طارئ. ومثل هذه الشروط انما تظهر نيات تصعيدية خطيرة في المواجهة من دون أي حساب لانعكاساتها. هو الوقت الضائع الذي تغلي فيه المنطقة تحسباً لخطوات ترامب. لم يعد للادارة القديمة ما تخسره انتهت الانتخابات فلم يعد الاميركي على عجلة من امره لتسجيل خطوات نجاح اضافية.

النقطة الاهم والتي هي عودة المفاوضات المباشرة بين لبنان واسرائيل تحققت، فهل المطلوب ان نمضي قدماً على خط تسجيل لبنان مزيداً من الاهداف لمصلحته؟ منذ عرض لبنان خرائط تبين حقه في مساحات اضافية من المياه الاقليمية على الحدود مع اسرائيل لم تتردد إسرائيل بالاعلان انه لا يتوقع لهذه المفاوضات الخروج بنتائج ايجابية. كان ذلك مقدمة لانسحاب اسرائيلي من خطوة لم تعد تحتل صدارة المتابعة الاميركية والاسرائيلية على حد سواء. اعتاد الاسرائيلي ان ينال مبتغاه وحين يصل الى نقطة تقوي حجة الطرف الآخر يقلب الطاولة بإانسحابه وهو اعتاد ان يأخذ لا ان يعطي. بالامس تبلغ لبنان رسمياً ان اسرائيل لم تعد تريد المضي بالمفاوضات لتغيير الجانب اللبناني موقفه من ترسيم الحدود وفرض وقائع جديدة على طاولة المفاوضات. وعلم ان الجانب الاسرائيلي ابلغ الجانب الاميركي ان لبنان رفع السقف عالياً ولم يعد من مصلحة اسرائيل ان تواصل المفاوضات، فسارع الاميركي الى الاعلان عن ارجاء الجلسة وأعقبها بخبر زيارة موفده جون دو روشيه الى لبنان للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون والمسؤولين اللبنانيين.

وفي محاولة منه لخلق ما اسماه مساحة مشتركة ايجابية بين الجانبين الاسرائيلي واللبناني ابلغ الاميركي الجانب اللبناني رغبته بتأجيل الجلسة ريثما يجتمع مع الوفد اللبناني ويناقش ملاحظات لبنان معه على انفراد ثم يعود للإجتماع مع الموفد الاسرائيلي للتوصل معه الى حل محتمل. ولكن السؤال هو: ما الذي يمكن ان يقدمه الاميركي الذي دخلت ادارته في مرحلة انتقالية؟ من غير المعروف بعد آلية تعاطي الادارة الاميركية الجديدة بالملف اللبناني والذي لا يتوقع ان يدرج في سلم اولوياتها بطبيعة الامر. وقد كان الاميركي واضحاً منذ بداية عمله على خط تقريب وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وقالها ديفيد ساترفيلد سابقاً من ان بلاده لا تملك ما تقدمه للطرفين غير دفعهما للجلوس الى طاولة واحدة انطلاقاً من خط هوف ودورها يقتصر على رعاية هذه المفاوضات بناء على طلب لبنان ولذا فالتعويل على خطوات او طروحات اميركية تعطي دفعاً للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. ما يرجح عودة المفاوضات الى حيث كانت انطلقت من الجولات الاميركية المكوكية بين لبنان واسرائيل.

وبعدما وصلت المفاوضات الى نقطة اعتبرها معقدة لرغبة لبنان في استعادة حقه في كامل مساحته من المياه الاقليمية، اراد الاسرائيلي تجميد المفاوضات بعد ان حقق مراده في دفع لبنان الى مفاوضات مباشرة في وقت كانت المنطقة بكاملها تخطو خطوات جدية نحو التطبيع مع اسرائيل.

ومن غير المرجح ان نشهد عودة قريبة للتفاوض الى حين عودة الاتفاق مجدداً على النقطة التي سيجري حولها التفاوض وسط تحليلات تقول ان لبنان اخطأ برمي كامل اوراقه على الطاولة دفعة واحدة حيث كان يمكن ان ينتزع اعترافاً اسرائيلياً بالنقطة المتفق على الانطلاق منها ثم طرح النقاط الثانية لاحقاً بحيث يسارع هو الى اقتناص الامتيازات من اسرائيل وليس العكس. انتزعت اسرائيل اعترافاً ثم انسحبت، عول لبنان على المفاوضات كمقدمة لاستثمار في ثروته النفطية لكن من قال ان اميركا ستسمح له ان يرتاح ولو نظرياً. ألا يدرج ما حصل في سلم العقوبات؟

 

من نداء الوطن مقابلة مع وزير الخارجية شربل وهبة

وهبة لـ"نداء الوطن": الفرج لن يأتي مع بايدن... ولا أحد يعرف مسار العقوبات/وهبة كشف عن توجّه لإقفال سفارات وجهد لتصحيح العلاقات اللبنانية - الخليجية

ألان سركيس/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

إصرار على إتخاذ الموقع الوسطي

من مكتبه في مقر وزارات الدولة الذي نزحت إليه وزارة الخارجية بعد انفجار المرفأ، يتابع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ملفات وزارته وما أثقلها، يركّز على التطورات الخارجية، لكن عينه على الداخل، فهو يعتبر أننا مقبلون على أوضاع إقتصادية شبيهة بالتي عاشها جبل لبنان في الحرب العالمية الأولى. ابن العاقورة الذي يروي أخبار الأجداد أثناء المجاعة يتحلّى بدبلوماسية تخفي وراءها طبع إبن الجبل "الفجّ"، لا يحب الإعلام كثيراً ويعتبر أنه ظُلم من بعض الوسائل الإعلامية، وهو يُصرّ على ان الأمل موجود والحل بيد اللبنانيين عبر وحدتهم.

ظروف تولي وهبة وزارة الخارجية خلفاً للوزير المستقيل ناصيف حتي كانت الأقسى في تاريخ لبنان، ومدخل مقر وزارته الجديد أكبر دليل على قساوة إنفجار المرفأ حيث لا يزال الزجاج المحطم على الأرض والمباني لم تُرمم، وما يدلّ على أن الأزمة لم تبدأ بعد هو ما كشفه خلال حواره الشامل مع "نداء الوطن"، أن الموازنة لم تعد تحتمل وهناك توجّه لدى وزارة الخارجية لإقفال عدد من السفارات في الخارج بسبب الضائقة المالية، ما يعني أن الأزمة وصلت إلى السلك الدبلوماسي وهناك عدد من الدبلوماسيين سيصبحون عاطلين عن العمل. من العقوبات الاميركية ومسارها، إلى الإدارة الاميركية الجديدة والمبادرة الفرنسية والعلاقات مع الخليج وأزمة النزوح، كلها مواضيع أجاب عليها وهبة في المقابلة التي أجريناها معه وأتت الأجوبة كالآتي:

إستلمت الخارجية بعد استقالة ناصيف حتي، وقبل ساعتين من إنفجار المرفأ، فهل تعتبر حظك بالسياسة عاطلاً؟

كلا، ليس حظاً. أنا ليس لدي طموح سياسي لكن شاءت الظروف أن عينت وزيراً للخارجية في 3 آب ووقع الإنفجار في اليوم الثاني.

هناك حديث أن ما رفضه حتي أنت قبلت به، فمثلاً هناك من يعتبر أن الوزير باسيل لا يزال يمسك بالخارجية؟

هذه مزحة، أنا استلمت من حتي والأخير استلم من باسيل، أحترم الإثنين، فقد عملت مع وزراء خارجية عدة قبل باسيل وانتسبت إلى الوزارة منذ العام 1975.

هل هناك إستقلالية وفصل بين "الخارجية" و"التيار الوطني الحرّ"؟

مئة في المئة، ومن 4 آب لم يتم التواصل مع "التيار" ولا أنتمي إلى "التيار" ولست عضواً فيه.

وماذا عن رئيس الجمهورية؟

هذا أمر مختلف، هو رئيس البلاد، وأحترم دوره وموقعه الدستوري وكذلك أحترمه لشخصه وقدراته الوطنية العالية التي اختبرتها على مدار السنتين ونصف السنة عندما كنت مستشاره الدبلوماسي.

لكن الناس تعتبر أن في عهده حصلت كل الإنهيارات والإنفجارات؟

لأنه كان صريحاً ودخل في موضوع محاربة الفساد وضرب المجموعات التي تفسد الإدارة، وجميعهم تكتلوا ضده.

من زكّاك للخارجية، عون أو باسيل؟

فخامة الرئيس، واختارني لأنني كنت مستشاره الدبلوماسي.

هل هناك قرار بتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال بعد فشل الحريري حتى الساعة بالتأليف؟

حكومة تصريف الأعمال لا تجتمع لأنها مستقيلة، لكن تحصل إجتماعات وزارية إن كان في لجنة "كورونا" او بعض الإجتماعات مع الرئيس دياب، لكن اتمنى تأليف الحكومة سريعاً لأن التحديات كبيرة وحكومة تصريف الأعمال غير قادرة على مواجهتها.

بالنسبة إلى العقوبات، لماذا عندما فرضت على باسيل تحركتم، بينما التحرك كان خجولاً عندما فرضت على الوزيرين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل وآخرين؟

ليس صحيحاً، فقد تحركت عندما فرضت العقوبات على فنيانوس وخليل، لكن كنت مصاباً حينها بـ"الكورونا"، ورغم ذلك تواصل مدير الشؤون السياسية في الخارجية مع السفارة الاميركية، وأرسلنا كتاباً إلى سفيرنا في واشنطن وطلبنا منه السعي عبر المسؤولين الأميركيين لتزويدنا بما لديهم من معطيات ومستندات إتخذوا على أساسها الإجراءات، ولم تخرج هذه الخطوات على الإعلام. أما عندما اتخذ الإجراء الأميركي ضد باسيل، فقد كنت تعافيت وأخذنا الإجراءات نفسها.

ماذا عن إجتماعك بالسفيرة الأميركية بعد العقوبات على باسيل؟

خرج الإعلام بخبر مفاده أن وزير الخارجية استدعى السفيرة الأميركية ويريد ان يقتص منها، هذا غير صحيح على الإطلاق، فاستدعاء السفراء بالعرف الدبلوماسي له أسباب معروفة ويحتاج إلى قرار سياسي، خصوصاً إذا كان الأمر فيه إعطاء ضوابط لعدم تجاوزه، فأنا لم أستدع شيا بمعنى استدعاء دبلوماسي، أنا طلبت منها اللقاء مثلما ألتقي بكل السفراء، وتحدثنا في 3 مواضيع من بينها الإجراءات المتخذة ضدّ باسيل.

أجواء اللقاء كانت ممتازة جداً. ودبلوماسياً دوري كوزير خارجية أن أحافظ على تواصل أخلاقي ودبلوماسي وهم حريصون الّا يدخلوا إلى وزير الخارجية بنبرة عالية، اللقاءات ممتازة شكلاً ومضموناً.

هل أبلغتك أن هناك مزيداً من العقوبات؟

لم أسألها ولا تملك هي الجواب لأن هذا القرار يُتخذ من الدوائر المعنية وليس من السفارة، هي فقط علّقت على الإجراء الذي اتخذ ضد باسيل وقالت إن حكومتها مستندة إلى معطيات جدية وطلبت منها تزويدنا بها.

هل اقتنعت بكلامها؟

طبعاً إقتنعت، لكن لم أقتنع لماذا لا تعطيني المعطيات، ووعدتني انها ستراجع حكومتها لأن المعطيات ليست بين يديها. وأوضحت ان ادارتها لديها ما يكفي من المعطيات لفرض مثل هكذا عقوبات.

هناك لوم عليك وخصوصاً من قبل "حزب الله" وحلفائه لعدم قدرتك على ضبط السفيرة الأميركية؟

لا تُحمّل وزير الخارجية مطلب "إضبط سفير"، فعملية ضبط السفراء لا تكون بهذا الشكل، ولسنا بمعركة مع سفيرة الولايات المتحدة، والمطلوب ان نتواصل مع الإدارة الأميركية عبرها وعبر سفارتنا في واشنطن، هل المطلوب محاربة الولايات المتحدة أو نتواصل معها لتحسين العلاقات؟ أميركا دولة عظمى ولدينا جالية لبنانية كبيرة هناك، ولنا مصالح تقليدية واستراتيجية مع واشنطن منذ عام 1943، فكيف يريدون منا ان نقطع تلك العلاقات، فأنا غير مقتنع بهذا الأمر، وأنا أعبر عما يتفق عليه مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية.

أين لبنان اليوم، في المحور الإيراني أو الاميركي؟

لبنان بالوسط وهذا أصعب موقف يمكن ان تكون فيه، فعدا العدو الصهيوني، يجب ان نكون مع الطرفين ومع كل الأصدقاء.

هل أنت مع قطع علاقة لبنان مع الغرب والتوجه شرقاً؟

من منا يصدق أن لبنان قادر على قطع علاقاته مع الغرب، أنا مع تنويع مصادر إقتصادنا وتمويننا، لكن تقليدياً والعقلية اللبنانية والتربية هي غربية أميركية وأوروبية أكثر مما هي شرقية إشتراكية سوفياتية صينية، لذلك لا يستطيع أحد نقل الطبيعة الإقتصادية اللبنانية والديموغرافية والسياسية من الغرب إلى الشرق، لكن لا أسكّر على الشرق.

من خلال إتصالاتك واللقاءات مع السفيرة الفرنسية، ماذا يقول الفرنسيون في هذه المرحلة؟

الموقف الفرنسي عبّر عنه الرئيس ماكرون بزيارتين، وهناك إجتماع دولي دعا إليه لتحويل المساعدات الطارئة الى مساعدات إنسانية عاجلة من دون مرورها بالدولة اللبنانية لأنّ الثقة للأسف مفقودة بالإدارة اللبنانية، والآن الرئيس الفرنسي يقول بما انكم لم تؤلفوا حكومة ولم تباشروا بالاصلاحات، لذلك سيكون المؤتمر كناية عن مساعدات إقتصادية طارئة، أما الشروط الحكومية الفرنسية فلا تزال هي ذاتها.

هل ماتت المبادرة الفرنسية؟

كلا، واجتماع الغد يدل على أن المبادرة لا تزال حية.

ما صحة أن الدور الفرنسي أتى بعد الخوف من الدور التركي؟

تركيا دولة صديقة وتربطنا بها علاقة صداقة، وأؤكد صداقة لبنان مع الحكومة التركية والشعب التركي، دعنا ننظر إلى الموضوع بايجابية، أنا لا أرى أن هناك صراعاً تركياً فرنسياً في لبنان، علينا كلبنانيين أن ننقذ أنفسنا. وأنقرة لا تقوم بأي مقاربة إلا ضمن صداقتها معنا، ونحن على تواصل دائم معها، وكل الحديث عن تدخلات تركية في شمال لبنان ودعمها لجماعات سنية معطيات ليست ثابتة وليست أكيدة.

هل الفرج سيكون بعد تسلّم بايدن رسمياً الرئاسة الأميركية؟

كلا، تغيير الإدارة الاميركية لن يمنح الفرج للبنان، لأن وحدتنا الداخلية هي الفرج، ولأن السياسة الأميركية ثابتة بالنسبة لبلدنا، ولسنا من الأولويات، أتمنى أن تقف العقوبات ولا ينقصنا هذا الأمر، ولا أحد يعرف إذا ما كانت هذه الإجراءات ستقف أو ستستمر مع الإدارة الجديدة.

هل سنصل إلى تطبيع مع إسرائيل؟

كلا، فمفاوضات الترسيم ليست تطبيعاً، هذا ترسيم لحدودنا، والمفاوضات تتم بطريقة غير مباشرة، فعام 1949، عندما دعي لبنان إلى مفاوضات الهدنة هل كان يعترف باسرائيل؟ هناك موانع عدّة لهذا الموضوع، فنحن لا نزايد على العرب لكن لدينا خصوصيتنا، فالأساس هو التوافق اللبناني والوحدة الوطنية.

هل مسموح للبنان أن يستخرج نفطه وغازه؟

طبعاً، فعندما ننتهي من الترسيم تبدأ عمليات التنقيب الكبرى.

ماذا عن إعادة العلاقات اللبنانية - الخليجية؟

أبذل جهداً إستثنائياً في هذا المجال، فالعرب إخوة وأريد الحفاظ على علاقاتنا من دون كسر وحدتنا الداخلية، فعلى سبيل المثال إذا أعلنا موقفاً معادياً لايران ألا يزعج هذا شريحة من اللبنانيين، مصلحتي أن أحافظ على علاقاتي مع الخليج وإيران وهذه مهمة صعبة.

ماذا عن حجب تأشيرة الدخول للبنانيين إلى الإمارات؟

الإمارات لم تقم بهذه الخطوة، قد يكون هناك بعض المواطنين تدقق في أوراقهم مثل اميركا، لكن المنع لم يحصل، كما يمكن ربط التشدد الاماراتي بـ"الكورونا".

ماذا عن مغادرة السفراء الخليجيين وعلى رأسهم سفيرا السعودية والإمارات لبنان؟

كلا لم يغادرا، فطالما السفير لم يودع رئيس الجمهورية يمكن إعتباره في إجازة، ويمكن أن تكون مغادرتهما مع بعضهما صدفة وليس موقفاً سياسياً.

هل تعتبر أن مؤتمر النازحين في دمشق حقق النتائج؟

السفيرة الأميركية والسفراء الغربيون أبلغونا عدم رضاهم عن مشاركتنا، لكننا شاركنا لأننا نريد عودة النازحين، فلبنان لم يعد يتحمل عبء النزوح، والروس يمكنهم أن يلعبوا دوراً كبيراً في هذا المجال، وأتمنى عودتهم قبل الإنتخابات الرئاسية السورية وليشاركوا في تقرير مستقبل بلادهم، ولا نتعامل معهم بعنصرية.

هل صحيح ان اللواء عباس ابراهيم يأخذ دور وزير الخارجية؟

علاقتي مع ابراهيم ممتازة، ولم أنزعج من تحركاته التي تصب في خدمة لبنان، ودوره ذو طابع انساني وخصوصاً لناحية تبادل الاسرى والمخطوفين وهو ينسق معنا ومع فخامة الرئيس.

هل سيكون خليفة الرئيس نبيه بري نظراً لدوره الكبير؟

لكي يكون مكان بري يجب أن يكون عضواً في مجلس النواب.

ماذا عن إلغاء الملحقين الإقتصاديين والعسكريين؟

طلبت من السفراء تقييم عمل الملحقين الذين يبلغ عددهم 19، فأتاني التقرير بأن 80 في المئة يقومون بجهد كبير. أما بالنسبة للملحقين العسكريين فقرار تعيينهم هو قرار يتخذه وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش.

هل ستترشح في جبيل على لائحة "التيار الوطني الحر" بدلاً من النائب سيمون أبي رميا بعد الخروج من الخارجية؟

أجزم من الآن: لا أريد الترشح ولا أطمح إلى المناصب، ولا أملك الإرادة ولا المال الإنتخابي للقيام بمثل هكذا خطوة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تلقى برقيتي تهنئة من العاهل السعودي وولي العهد واستقبل ضباط الميثاق العسكري: سنتمكن من تجاوز الصعوبات وسنبذل كل الجهد لاستعادة الثقة الدولية

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها حاليا"، لافتا الى "اهمية محافظة اللبنانيين على معنويات قوية لمواجهة الازمات المتلاحقة التي يعانون منها"، مشيرا الى "بذل كل الجهد لتحقيق الاهداف الاجتماعية المنشودة واستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان".

كرم

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله وفدا من الضباط المتقاعدين من "مجموعة الميثاق العسكري" الذي القى باسمهم العقيد المتقاعد ميشال كرم كلمة، أكد فيها باسم الضباط "التأييد لمواقف الرئيس عون، لا سيما موقفه الأخير من موضوع التدقيق المالي الجنائي الذي بات المدخل الوحيد الى نفق اكتشاف اختلاسات المال العام وهدر ثروة الوطن في الاستيلاء على املاكها وفي الصفقات المشبوهة والسمسرات والتحايل على النصوص بهندسات مالية أوصلت البلاد الى الانهيارات الاقتصادية والمالية والأخلاقية". وقال: "ان التدقيق المالي الجنائي هو الذي يعيد المال المنهوب والمسلوب، ويعيد الأملاك العامة الى حضن الدولة لترشيد استثمارها، هو الذي يسترجع الحقوق، كل الحقوق، بما فيها حقوق الموظفين قاطبة، لا سيما العسكريين منهم بشكل خاص الذين سلبتهم الموازنات الثلاث الأخيرة جزءا مهما من حقوقهم المكتسبة. والتدقيق المالي الجنائي، يجب ان يفرج عن أموال المودعين النظيفة ويعيدها الى أصحابها للتصرف بها بحرية، بحيث لا يكون الحل دائما على حساب المستحقين، وهذا التدقيق يقصي الفاسدين غدا عن كراسي الندوة البرلمانية ليجلس عليها السياديون الاكفاء، وهو يحدد من يصلح ليشغل المراتب المتقدمة في الدولة ومنهم الوزراء، وألا يتفرد الفاسدون في اختيار وزراء على شاكلتهم من لونهم المتلون بالوان قوس قزح".

أضاف العقيد كرم: "يطول التعداد سيدي الرئيس، ولا ينتهي الا بمحاسبة الفاسدين والسارقين وزجهم وراء قضبان السجون لينالوا جزاءهم، وبذلك يتفرغ المسؤولون الى معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الحياتية والمالية والنقدية، فيرتاح الوطن في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، ويبدأ باستخراج ثرواته الباطنية الغازية والنفطية توازيا مع مفاوضات ترسيم الحدود البرية، فيعيد المنعة والعزة لوطن الأرز. وهذا ما يكفل إعادة المواطن الى الوطن بعد ان يكون الوطن قد سبقه وذهب الى مواطنه يلبي حاجياته. وهذا ما يسترجع ثقة البلدان الإقليمية والدولية بلبنان، الذي كان احد اهم المساهمين في وضع أسس منظمة الأمم المتحدة وشرائعها وشارك في تأسيس جامعة الدول العربية. ان ما اقره المجلس النيابي بأكثرية ساحقة في جلسته بتاريخ 27 تشرين الثاني 2020 لهو موافقة على رسالة فخامتكم، يستوجب اصدار آليات استثنائية لوضع التدقيق المالي الجنائي موضع التنفيذ الفوري، وتحصينه بمختلف الاحكام والضوابط والقيود القانونية والإدارية والمالية". وختم: "ان تحقيق التدقيق المالي الجنائي سيكون اسمى وانجح انجاز وطني منذ اعلان دولة لبنان الكبير، ويشكل أساسا صلبا لترميم الوطن لقرون قادمة اذا استثمر اسياد العهود تتابعا ما تكون قد أنجزته يا سيد العهد". وسنتابع النضال معكم فخامة الرئيس، لتحقيق هذا التدقيق، فنكرر وضع انفسنا بتصرف فخامتكم، سائلين الله ان يمدكم بالصحة والعافية ويسدد خطاكم".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشيرا الى أن "المشاكل التي يعاني منها العسكريون المتعاقدون تعكس صورة الازمات والكوارث المتراكمة التي يعاني منها لبنان، لا سيما الازمة الاقتصادية التي اشتدت نتيجة الحرب في سوريا وتداعياتها، خصوصا لجهة العدد الكبير للنازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان وشكلوا عبئا ماليا كبيرا عليه وعلى بنيته التحتية"، مؤكدا أن "الازمة المالية الحالية هي أزمة "موروثة" نتيجة الدين العام الهائل المتراكم والعجز في ميزان المدفوعات، إضافة طبعا الى تداعيات جائحة "كورونا" وما خلفه إنفجار مرفأ بيروت من أضرار وخسائر". وشدد على أنه "بالرغم من كل هذه المصائب والمشاكل، استطعنا كدولة أن نحافظ على الاستقرار الامني، وهذا أتى نتيجة لتفهم اللبنانيين للواقع الحالي"، لافتا الى أن "لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها حاليا". وتحدث رئيس الجمهورية عن "محاولة لبنان التنقيب عن الغاز والنفط وخضوعه في هذا المجال لضغوط دولية في اطار ما يسمى بـ"الجيوبوليتيك"، لمنعه من استثمار ثرواته الطبيعية تحت حجة ان ما وجد في البلوك رقم 4 من الغاز غير كاف تجاريا"، مشيرا الى "المفاوضات غير المباشرة التي يجريها لبنان حاليا لترسيم حدوده الجنوبية البحرية"، لافتا الى أن "الضغط سيمارس على لبنان في هذا الاطار، إلا اننا متمسكون بحقوقنا ونعرفها جيدا". كما شدد الرئيس عون من جهة ثانية على "انجاز اقرار التدقيق المالي الجنائي في مجلس النواب وأهميته في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان، لا سيما من خلال دوره في محاربة الفساد وإلقاء الضوء على مكامن هدر المال العام وتحقيق الاصلاح"، متوقفا عند "القلق الذي يعيشه ويعاني منه الشعب اللبناني نتيجة الازمات المتلاحقة"، مشيرا الى "أهمية المحافظة على المعنويات القوية لدى المواطنين للمساعدة على تخطي هذه المحن"، مؤكدا في الوقت نفسه "بذل كل الجهد لتحقيق الاهداف الاجتماعية المنشودة". واشار الرئيس عون في هذا المجال الى "أهمية مؤتمر باريس الثاني الذي يعقد بعد ظهر غد بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ويشارك فيه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وحوالى 35 رئيس دولة ورئيس حكومة وممثلين عن هيئات المجتمع الدولي والدول المانحة".

برقية تهنئة من السعودية

على صعيد آخر، ولمناسبة ذكرى الاستقلال، تلقى الرئيس عون برقية تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جاء فيها: "يطيب لنا بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال للجمهورية اللبنانية الشقيقة، ان نبعث لفخامتكم اطيب التهاني واصدق التمنيات، راجين للشعب اللبناني الشقيق المزيد من التقدم والازدهار". كما ابرق مهنئا ايضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

رئيس الجمهورية يلقي كلمة لبنان غدا عبر الفيديو في مؤتمر الدعم في باريس والتقى طراف ورشدي وكومار جاه: التدقيق الجنائي يحقق صدقية الدولة دوليا

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر غد الاربعاء في "المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني" الذي يعقد بواسطة تقنية الفيديو، بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيرأس الاجتماع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس.

وسيلقي الرئيس عون كلمة في المؤتمر، يتناول فيها الاوضاع الاقتصادية الراهنة والصعوبات التي تواجه اللبنانيين في هذه المرحلة لاسيما بعد الانفجار في مرفأ بيروت وتداعيات جائحة "كورونا".  ومعلوم ان الهدف الاساسي من تنظيم المؤتمر هو تقويم نتائج الاجتماع الاول الذي عقد في 9 آب الماضي لمواجهة تداعيات انفجار 4 آب. ومن المقرر ان يشارك في هذا المؤتمر رؤساء ورؤساء حكومات نحو 35 دولة تشارك في تقديم مساعدات انسانية للبنان. وعشية انعقاد مؤتمر باريس، اجتمع الرئيس عون مع سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف ونائبة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيدة نجاة رشدي والمدير الاقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي السيد ساروج كومار جاه، الذين اطلعوه على "اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار للبنان"، الذي اعدته الجهات الثلاث والتي قدرت تكلفته بمليارين و500 مليون دولار. وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.

طراف

ولفت السفير طراف الى "ان هذا الاطار يشكل خطة عمل وضعت في ضوء التقرير الاول الذي قدم في آب الماضي تحت عنوان " تقييم الاضرار والحاجات السريعة" بعد انفجار المرفأ والاضرار التي نتجت عنه". واشار الى "ان الاطار يجيب عن ثلاثة اسئلة اساسية هي: آلية التنسيق والتشاور، الاصلاحات واولوياتها، التمويل. وقال:" ان الاطار يهدف خصوصا العائلات الاكثر تضررا وفقرا".

رشدي

كما تحدثت السيدة رشدي عن أبرز عناوين العمل، معتبرة "ان مؤتمر باريس سيكون بداية لوضع اطار العمل موضع التنفيذ لتفادي وقوع اي ازمة انسانية في لبنان"، مشيرة الى "اهمية تفاعل المجتمع الدولي مع لبنان ومساعدته انسانيا لاسيما حفظ حق الناس في الصحة والتربية والسكن والرعاية الاجتماعية".

كومارجاه

اما السيد كومار جاه، فعرض لمساعدة البنك الدولي في "إطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار" التي تشمل مرفأ بيروت ومحيطه والمواقع الاثرية والتراثية"، وقال:" ان الاطار يفترض استحداث صندوق جديد لتسهيل تمويل لبنان لتحقيق الاصلاح والانماء". وتوقع كومار جاه إطلاق الصندوق غدا في مؤتمر باريس. ولفت الى "العمل مع الهيئات الرسمية والمجتمع المدني والجهات المانحة لتلبية الحاجات الضرورية للبنانيين المستهدفين في خطة العمل. ويلحظ الاطار تقديم دعم لخمسة آلاف مؤسسة صغيرة"، قائلا:"ان كل دولار سوف ينفق من الصندوق سوف يخضع لمراقبة مستقلة حول جهة استعماله".وشكر الرئيس عون الاطراف الثلاثة المشاركة في "اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار"، لافتا الى "أن لبنان يعول كثيرا على المؤتمر الدولي الثاني الذي دعا اليه الرئيس ماكرون والامين العام غوتيريس، لاسيما وان اعمال المؤتمر ترتكز على التقرير الذي صدر عن البنك الدولي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لتقييم الخسائر والحاجات". واعرب الرئيس عون عن دعمه الاهداف الاستراتيجية الواردة في "اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار"، لاسيما الاصلاح ومحاربة الفساد والمساءلة". وأبلغ الرئيس عون المجتمعين "ان الرسالة التي وجهها الى مجلس النواب ودعا فيها النواب الى اتخاذ موقف واضح بشأن التدقيق الجنائي لقيت تأييد المجلس الذي اصدر قرارا بإخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة بالتوازي للتدقيق الجنائي من دون اي عائق او تذرع بسرية مصرفية". واعتبر رئيس الجمهورية "ان هذا التدقيق سيمكن من معرفة كل دولار انفق او سينفق في لبنان ما يحقق صدقية الدولة تجاه المجتمع الدولي ولاسيما الدول المانحة". ورحب ب"إنشاء صندوق مالي لإعادة اعمار ما تضرر بعد انفجار المرفأ ومساعدة المتضررين"، محددا الاولوية لإصلاح المساكن والمدارس والمستشفيات وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمع.

 

الخارجية تتابع قضية المخطوفين اللبنانيين في نيجيريا

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان انها" تتابع قضية المخطوفين اللبنانيين في نيجيريا ، خصوصا وان الجهة الخاطفة تطالب شركة غلوبال شيبينغ كومباني ليمتد Global Shipping Company Limited المستأجرة للسفينة التي تعمل في نيجيريا بدفع فدية" .

واشارت الى ان "اللبنانيين الثلاثة الذين يعملون على متن الباخرة هم: القبطان بلال ريداني ومصطفى رهيف عجاج وحسام حيدر" . ويتابع السفير اللبناني حسام دياب الموضوع مع الجهات المعنية .

 

الراعي امام وفد من مجموعة ارض السيادة والحرية والاستقلال: الحياد هو المدخل للاستقرار ولحل المشكلات والصراعات

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من "مجموعة ارض السيادة والحرية والاستقلال" المنبثقة عن "ثورة 17 تشرين الاول 2019". وتوجه الوفد بكلمة الى الراعي جاء فيها: "في خضم كل هذه المآسي التي يمر بها الوطن، كان لا بد لنا من زيارة هذا الصرح الوطني الذي لطالما شكل العمود الفقري الذي يحفظ ديمومة لبنان ويحميه من العواصف. سيدنا، نحن مجموعة من اللبنانيين الثوار في الوطن والمهجر، يجمعنا هم الوطن وأبنائه، ونتواصل ونعمل ليل نهارا بحثا عن السبل الأفعل لدرء العواصف ودعم ثوار الداخل ومد اللبنانيين بالأمل. أتيناكم أولا لإعلان كامل تأييدنا لمواقفكم الوطنية، وبالأخص في طرحكم حياد لبنان ودعواتكم لتحرير الشرعية الوطنية واستعادة الدولة. فوطننا، يا غبطة البطريرك، يقف اليوم على مفترق طرق خطير، ونشكر بكركي التي تشكل خشبة الخلاص وملاذ المواطن اللبناني بتعدديته، بعدما فقد ثقته بالطبقة السياسية التي لم تنجح سوى في إفلاس البلد وايصاله إلى الهلاك حتى أصبح لبنان دولة فاشلة. فبين أزمة مالية واقتصادية يئن تحتها المواطن، وأزمة صحية طارئة على العالم، وأزمة سياسية أوصلتنا إلى حائط مسدود، وأزمة ضمير مفقود لدى معظم أهل السياسة المؤتمنين على مصير البلاد والعباد، وبين مشاكل لا تعد ولا تحصى تضرب بنا من كل حدب وصوب، وبعد أربعة أشهر على جريمة تفجير مرفأ بيروت الذي هدم نصف العاصمة وشرد آلاف العائلات وأوقع مئات الضحايا وآلاف الجرحى، جريمة موصوفة تسبب فيها إهمال السلطة الفاسدة المشغولة بتقاسم الحصص والنفوذ على جثث مواطنيها. بين كل هذه المصائب، وبكل أسف نقولها، لم يعد الوطن ملجأ لأبنائه، بل بات كابوسا يأمل بنوه بالخلاص منه عبر اللجوء إلى الهجرة؛ لا نريد الهجرة لأولادنا، ولن نترك لبنان الرسالة محتل من جهات خارجية. لذا، أتيناكم سيدنا لنشد على يدكم وندعوكم إلى استكمال ما بدأتم به ومواصلة التشديد على مواقفكم والتشدد فيها والإصرار على المطالبة بتطبيق الدستور والضغط لتطبيق القرارات الدولية التي لا خلاص للبنان من دونها، والمطالبة ايضا بإنشاء لجنة دولية لمكافحة الفساد والإفلات من العقاب، مؤلفة من قضاة لبنانيين ودوليين، وصولا إلى حصر الشرعية والسلاح والقرار الوطني بيد الدولة وحدها. فاستقرار لبنان لا يكون إلا باتباع موقف محايد عن صراعات المنطقة. نعم لمواقف بكركي الوطنية، لحياد لبنان، لاستعادة الشرعية، للبنان حر من كل هيمنة خارجية، ونعم لأن يكون الصرح البطريركي صوت الثورة وصوت كل لبناني حر لدى المجتمع الدولي وعواصم القرار. فنحن على استعداد تام للمساعدة والتعاون بكل ما يخص تحرير وبناء الوطن، مؤمنين بقيامة لبنان وطن لجميع أبنائه".

الراعي

بدوره رحب الراعي بالوفد وأكد دعمه الدائم لمحاربة الفساد، وذكر ب"اللقاءات العديدة التي نظمت مع الثوار وحلقات الحوار التي أُقيمت حول الدولة المدنية وحول حياد لبنان الناشط"، ولفت الى أن "موضوع الحياد أثار كل هذه الضجة، لأن اللبنانيين وجدوا فيه هويتهم وحقيقية لبنان، لأن الحياد هو المدخل للاستقرار ولحل المشكلات والصراعات". وقال: "لكل هذه الأسباب قمت بإعداد مذكرة لبنان والحياد الناشط التي تشرح معنى الحياد الذي دعوت اليه، فلبنان نشأ دولة مدنية حيادية فاصلة للدين عن الدولة، ولطالما كانت نموذجا للشرق والغرب ووطن رسالة كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني".

 

الراعي امام وفد من طلاب العلوم السياسية في اليسوعية: مشكلتنا في لبنان ان البعض يقرر بالنيابة عن الدولة قرار الحرب والسلم

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي عددا من طلاب العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف USJ، يرافقهم الدكتور باسكال مونان والصحافية سكارليت حداد.

مونان

في بداية اللقاء ألقى مونان كلمة قال فيها: "إنطلاقا من الحياد الناشط جئنا اليوم لزيارة البطريرك الناشط الذي يعمل في الفترة الأخيرة دون كلل، لمصلحة لبنان وكل أبنائه، إنطلاقا من الدور التاريخي لهذا الصرح. فنحن ننظر لهذا المقام الوطني الذي كان له دور أساسي في قيام دولة لبنان الكبير منذ مئة عام وما لعبه البطريرك الراحل يوسف الحويك والبطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير بإرساء الاستقلال الثاني، واليوم كلنا أمل أن تكون الجهود التي يقوم بها غبطته هي مقدمة لترسيخ سيادة لبنان وقيام الدولة التي يتطلع اليها كل اللبنانيين، وطرحكم الأخير حول موضوع الحياد الناشط هو حجر الأساس لمشروع الدولة، فبكركي لم تكن يوما مقاما طائفيا، بل مقاماَ وطنيا جامعا ومحطة أمل بالنسبة للشعب اللبناني". وختم مونان: "الشباب يسمعون غبطتكم اليوم تتحدثون عن زوال الكيان اللبناني، وقد أتوا ليتشاركوا مع غبطتكم هواجسهم، من الهجرة الى مصير الوطن والأزمات المتلاحقة، والسبيل الى وقف هذا الانحدار والنزيف والى إنقاذ لبنان، مع الشكر لرحابة صدركم واستقبالكم لنا".

الراعي

بدوره رحب الراعي بالوفد الحاضر وشكر الدكتور مونان على كلمته وقال: " كل النقاط التي طرحتها في كلمتك حملتها بدوري الى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، للتأكيد على ضرورة دعم الكرسي الرسولي للبنان وحياد لبنان الناشط الذي هو بداية حل لجميع الأزمات، وكي لا يكون لبنان ورقة مساومة في أي حل اقليمي أو دولي. كما حملنا لقداسته الهم الاقتصادي الذي أوصل الكثير من المواطنين الى الفقر والبطالة، وقد كان قداسته متفاعلاَ جدا مع هذه الهموم والمشاكل". وشدد على "وجوب الاسراع في تشكيل الحكومة دون وضع أي شروط"، وأضاف: "عندما طرحت موضوع الحياد الناشط لم أقم باختراعه، بل هو في الحقيقة صورة لبنان وهويته الحقيقية والتي عشناها لمدة سبعين عاماَ، فقد عشت شبابي وطفولتي في بحبوحة ومال وانفتاح لبنان على جميع البلدان واستقطاب لبنان للملوك والرؤساء، وكل هذه الأمور حصلت لأن لبنان كان حيادياَ وجامعا ومكاناَ للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب، ودولة ذات سيادة داخلية مستقلة تفرض القانون والعدالة ولا تعتدي على أي دولة مجاورة ولا تقبل بأي اعتداء، هذا هو مبدأ الحياد الناشط الذي عاشه لبنان حتى بداية الانحدار مع اتفاق القاهرة في العام 1969، وبالتالي يجب علينا أن نجدد إيماننا بالدستور وباتفاق الطائف والقوانين التي تنص على أن الحكومة هي من تقرر خوض الحرب بثلثي الأصوات، فمشكلتنا في لبنان هي أننا نضع الدستور والميثاق جانبا ويقرر البعض بالنيابة عن الدولة قرار الحرب والسلم، وهذا ليس من طبيعة لبنان، فاللبناني بطبعه مسالم وحيادي ويكره الحرب، وسبب الهجرة اليوم هو تغير هذه الثقافة في لبنان، فالقديس البابا يوحنا بولس الثاني، وحين اجتمعنا معه بشأن السينودس من أجل لبنان قال لنا إن بلدكم صغير جدا ولكن دوره كبير وثقافة العيش المشترك هي التي انقذتكم من الحروب ويجب أن تحافظوا عليها، هذا هو لبنان وهؤلاء هم اللبنانيون". وختم: "لقد راسلنا بعض رؤساء الدول لتوضيح فكرة الحياد الناشط، آملين أن يصل هذا الموضوع الى الامم المتحدة حيث يصار الى البت فيه".

ثم طرح الطلاب عددا من الأسئلة، أجاب عليها الراعي، فسئل عن سبل إنقاذ لبنان مع ازدياد أعداد المهاجرين، اجاب: "يجب علينا أن نصمد في هذه المرحلة، فنحن بالهجرة نرتكب جريمة بحق هذا الوطن، فأجدادنا صمدوا وواجهوا ظروف أصعب من التي عشناها، فكل دول العالم عرفت فترات مشابهة، والمطلوب هو الصمود والاستمرار بالمطالبة بالتغيير كما فعل شباب الثورة، وكما أتمنى أن يستمروا في هذا النهج". وعن دور البطريركية الاجتماعي قال:" أنشأت البطريركية شبكة في كل لبنان لمحاربة الجوع ومساعدة الناس وتأمين المساعدات الغذائية والأدوية وبعض المساعدات المادية، ولكن الحاجة كبيرة جدا ولا يمكننا أن نحل مكان الدولة". واعتبر، ردا على سؤال، ان "الفدرالية وتقسيم لبنان هو حل غير وارد"، داعيا الى "تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة". وعن الدعوات لاستقالة رئيس الجمهورية قال: "نحن نرفض هذا الموضوع، فرئيس الجمهورية لا يُعامل بهذه الطريقة بل وفق الأصول الدستورية".

 

التيار المستقل دعا الى تطبيق حياد لبنان وانتزاعه من سياسة المحاور الخارجية

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري هاتفيا، برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيانا، دان فيه "التمادي في ممارسة سياسات التعطيل والكيدية والمواربة واللف والدوران وتراشق كرة النار"، وطالب الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ب"وقف شد الحبال في الدخول الى قصر بعبدا وعدم الخروج حتى تشكيل حكومة إختصاصيين حياديين بالمداورة بين المذاهب من دون استثناء او تمييز، وهو مطلب شعبي جامع لانقاذ البلد". وشدد المجتمعون في بيانهم على "تطبيق الحياد، بانتزاع لبنان من سياسة المحاور الخارجية التي لم تجلب له ولشعبه سوى الويلات وكوارث الحروب المدمرة"، لافتين الى انهم" ينتظرون صدورالاحكام الصارمة في حق المسؤولين عن حدوث انفجارالمرفأ"، واثنوا على "دورالجيش في توزيعه المساعدات في ظل الشكوى من بعض القطاعات والجمعيات في توزيعها على المتضررين من هذا الانفجار، وتمنوا لو ان انه "يدير الحكم". وعن التحقيق المالي الجنائي، طالب المجتمعون المجلس النيابي ب"سحب القرار الذي أصدره ردا على كتاب رئيس الجمهورية وتحويله الى قانون يشمل وقف السرية المصرفية، يطبق للتحقيق في المصرف المركزي والوزارات والدوائر الرسمية والمصارف العادية والمجالس ، وكل من له صلة ...قانون يؤدي الى تحقيق عدلي فاعل فاتهام ومحاكمة لكل من سولته نفسه مد يده للاموال العامة والخاصة واختلسها غير آبه بافقار شعب بكامله وفراغ خزينته وانهيار البلد". وختم البيان:"ان شعوب معظم دول العالم متأثرة من تأرجح وضع لبنان وانزلاقه سياسيا حتى ثورة الشعب على أهل الحكم واقتصاديا الى الفقر والمجاعة، حتى دعوة دولة فرنسا الى مؤتمر دولي لتقديم مساعدات انسانية مباشرة لهذا الشعب، بينما المسؤولون في الحكم ينامون على الكراسي، في انتظار استخراج النفط من باطن الارض".

 

لبنان القوي: نرفض القفز فوق صلاحيات رئيس الجمهورية وتصويره بالمتلقي وحصر دوره بالتشاور يؤدي الى تعطيل تأليف الحكومة

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

سجل تكتل "لبنان القوي" في بيان اثر اجتماعه الدوري إلكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، "التباطؤ المتمادي والتأخير غير المبرر في عملية تأليف الحكومة"، مكررا تخوفه من "ربط التأليف بأمور خارجية لا يجوز التذرع بها اساسا لشل البلاد". وشدد التكتل على أنه "لا يزال ينتظر معرفة الأسس التي سيتفق عليها رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة، فيحدد بناء عليها موقفه من دعم الحكومة أو عدمه".ورفض "في مطلق الأحوال، أي محاولة أصبحت واقعا لتجاوز الاحكام الدستورية والقفز فوق صلاحيات رئيس الجمهورية الذي هو وفق الدستور شريك كامل في عملية التأليف. وكل كلام يطلقه البعض لتصوير الرئيس بالمتلقي وحصر دوره بالتشاور يؤدي عمليا إلى تعطيل التأليف وإضاعة الوقت". وأشار البيان الى أنه "‏بعد صدور قرار مجلس النواب بوجوب إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان من دون التذرع بمانع السرية المصرفية، وكذلك إجراء التدقيق في كل الإدارات والمؤسسات العامة والصناديق، وبعد توجيه رئيس الجمهورية مضمون قرار مجلس النواب إلى الحكومة، يرى التكتل انه يتوجب على الحكومة أن تنفذ بأسرع وقت هذا القرار بالطلب إلى شركة الفاريز ومارسال العودة إلى العمل لانجاز التدقيق والطلب الى حاكم مصرف لبنان أن يزود الشركة المذكورة بالمعلومات والمستندات المطلوبة، كما يتوجب على كل مؤسسات ‏الدولة والإدارات والمجالس والصناديق الاستعداد وإجراء اللازم للقيام بالتدقيق الجنائي في حساباتها". ولفت البيان الى أنه "‏بعيدا عن أي موقف شعبوي وحرصا على وصول الدعم إلى الطبقات المستحقة من جهة وعلى أموال احتياط المصرف المركزي وما تبقى من أموال المودعين من جهة ثانية، يؤكد التكتل أنه مع سياسة دعم الأفراد وليس السلع، ومع الدعم الموجه وليس الدعم المعمم وهذا موقفه الثابت منذ أن طالب عام 2010 برفع تعرفة الكهرباء عوضا عن تكبد الخزينة مليارات الدولارات كتكلفة لسياسة دعم سلعة الكهرباء. والمفارقة ان بعض المسؤولين عن هذه السياسة عاب على التكتل مطلبه وراح يسميه فسادا. من هنا يؤكد التكتل على موقفه المتسم بحكمة وإنسانية في آن معا، فهو يريد توفير دعم تمويلي مباشر للأفراد والعائلات المستحقة ومساعدتهم ماديا لتأمين الغذاء بما فيه القمح والدواء والمحروقات كمواد أساسية، والكف عن دعم الميسورين وغير المحتاجين لا بل المنتفعين. ويعتبر انه هذا هو الهدر بحد ذاته".

 

الكتائب: حذار المس بما تبقى من احتياط استراتيجي في الدولة

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الأسبوعي الكترونيا برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، وبعد التداول في المستجدات اصدر المجتمعون بيانا اشاروا فيه الى ان "منظومة احزاب السلطة تستمر في اغتيال شعبها باستعراضات فارغة من داخل المؤسسات، فتتحول الى سلطة وموالاة ومعارضة وثورة غب الطلب، من دون التقدم لانفاذ ما يطلبه الشعب اللبناني والمجتمع الدولي لانقاذ الدولة ومؤسساتها من دون اي مراوغة او هدر للوقت الثمين. على السلطة ان تكون في السلطة والمعارضة خارجها والثورة بمواجهة كل منطق هذه الطبقة السياسية وكل ما تدعيه". وتوقف المكتب السياسي عند "آخر فصول المراوغة التي صدرت عن مجلس النواب على شكل توصية تطالب بتوسيع التدقيق الجنائي ليشمل كل مؤسسات الدولة ووزاراتها وصناديقها، بالتوازي مع التدقيق في حسابات المصرف المركزي فيما الجميع يعلم انها توصية لا تلزم احدا حتى مطلقيها". واعتبر ان "مجلس النواب المسؤول الأول عن التشريع والمحاسبة، ارتضى لنفسه الدخول في متاهة جلسة عقيمة لم يشرع فيها ولم يحاسب بل فتح الباب على غسل ايدي المنظومة من جريمة اجهاض التحقيق الجنائي بالتكافل والتضامن، فهو لا يتمتّع بأي سلطة تقريرية تخوله تنفيذ توصيته فيما المطلب الوحيد هو الاسراع في تشكيل حكومة مستقلة وحدها قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها". وفي "موضوع رفع الدعم عن المواد الأساسية والاتجاه الى خفض احتياطي مصرف لبنان للقضاء على ما تبقى من اموال للمودعين"، حذر المكتب السياسي من "اي محاولة، حتى تلميحا، قد تقدم عليها هذه المنظومة للمس بما تبقى من احتياط استراتيجي في الدولة، كالاحتياط الإلزامي أو أملاك الدولة وحتى مخزون الذهب الذي هو ملك للشعب اللبناني، للتغطية على سرقاتها وارتكاباتها فتهدر المخزون كما اهدرت اموال اللبنانيين، وهي بذلك ترتكب الجريمة الأكبر بحق لبنان واللبنانيين والاجيال القادمة وتقضي على اي امل بالنهوض بالبلد". وفي "فصل آخر من فصول التخلي عن مسؤوليتها تجاه جيل الشباب اللبناني الذي يكافح للبقاء دون اي سند"، عرض المكتب السياسي "لمئات المناشدات الصادرة عن الطلاب في الخارج العالقين دون اموال، ومنهم من هو مهدد بالمبيت في الشارع بعدما احتجزت المصارف اموال عائلاتهم وضربت عرض الحائط قانون الدولار الطالبي الذي ولد ميتا.وختم: "على هذه السلطة التي رحلت شباب لبنان عن بلدهم واهلهم ان تجمع امتعتها فورا وترحل دون رجعة، وتفسح المجال لمن سيختاره هؤلاء الشباب واهلهم فيعودون لبناء بلد على صورتهم يعيشون فيه مرفوعي الرأس".

 

جعجع: القوات لم تنسق مع الوطني الحر في اي ملف وليس هناك من تفاهم مع رئيس الجمهورية

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام للحزب في معراب، أن "القوات لن تنسق بأي شكل من الأشكال مع "التيار الوطني الحر" في أي ملف من الملفات، لأنها تعتبر ان "التيار" جزء لا يتجزأ من الأكثرية النيابية الحالية وبالتالي يتحمل مسؤولية كبيرة في إيصال الوضع إلى ما وصل عليه"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك من تفاهم أبدا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون". وشدد على انه "إذا ما كان بعض المسؤولين يعتقدون أنهم يضيعون الوقت بالتسلية بموضوع التدقيق الجنائي فهم مخطئون جدا فنحن سنتابع هذا الملف حتى اللحظة الأخيرة وفي هذه اللحظة بالذات الطابة عند رئيس حكومة تصريف الأعمال ومن المفترض أن يتصرف"، موضحا أن "الدعم على ما هو عليه اليوم لا يعدو كونه هدرا فادحا وكبيرا جدا لما تبقى من ودائع اللبنانيين وحكومة تصريف الأعمال لا تعني "لا حكومة" ما يعني أنه إذا ما كان هناك هدرا حاصلا بهذا الحجم في مكان ما وسيستنزف ما تبقى من ودائع الناس في المصرف المركزي من المفترض أن تتدخل سريعا من أجل إيقافه وتسوية الوضع". ولفت إلى أن "أفرقاء الأكثرية النيابية مزهوون بأنفسهم منذ عامين ونصفهم بأنهم الأكثرية النيابية وعند كل مفترق طرق لطالما رددوا ذلك، لذا فليتفضلوا ويتحملوا مسؤولياتهم لأن بقاء الشعب اللبناني معلقا ما بين السماء والأرض ولا يعرف يومه من غده وأي مخاطر ستعترضه بعد كل المخاطر التي تعرض لها، كما لا يعرف إن كان سيستطيع الاستمرار بتأمين قوته اليومي أو شراء دواء يتطبب به فهذا كله أمر غير مقبول ومخالف لروح الدستور 100%". وأشار جعجع في مستهل مؤتمره إلى أنه سيتطرق الى ثلاث نقاط، وقال: "صحيح أنها ليست الأساسية الكبيرة، إلا أن لها تأثير على حياتنا اليومية، وهي التدقيق الجنائي والدعم والحكومة العتيدة".

التدقيق الجنائي

واعتبر جعجع أن "موضوع التدقيق الجنائي لم يكن من المفترض أن يأخذ كل هذا الالتفاف خصوصا أن الحكومة هي التي طلبت التدقيق الجنائي وبالتالي لم يكن من المفترض أن يتحجج أي طرف بالسرية المصرفية من أجل الامتناع عن تسليم المعطيات اللازمة للتدقيق ما أدى إلى ترك شركة "ألفاريز"، التي كانت قد تعاقدت معها الحكومة، التحقيق". اضاف: "بعد قرار مجلس النواب نهار الجمعة في 27 تشرين الثاني 2020 الذي يعني أن مجلس النواب أي مصدر التشريع والذي هو قد وضع قانون السرية المصرفية يأتي ليقول لكل من يعنيهم الأمر وخصوصا لمصرف لبنان ولوزير المالية أن السرية المصرفية لا تسري مفاعيلها على أي شيء له علاقة بالتدقيق الجنائي من دون الدخول في كامل التفاصيل، وبعد هذا القرار أرسل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يطلب فيها منه أن يباشر بالإجراءات انطلاقا من قرار مجلس النواب المذكور أعلاه، وبالتالي فقد أصبحت المسؤولية كاملة اليوم عند، كي لا نقول على، رئيس حكومة تصريف الأعمال". وتابع: "إن قرار مجلس النواب كان واضحا وقد أرسل رئيس الجمهورية المراسلة لذا عليك يا حضرة رئيس مجلس الوزراء حسان دياب أن تطلب سريعا من وزير المال إما أن يعاود الإتصال مع شركة "ألفاريز" أو استدراج العروض مع أي شركات للتدقيق الجنائي بشكل سريع جدا تبعا لدفتر الشروط الموضوع سابقا مع تعديل الأجزاء التي أدت إلى التعقيدات السابقة كي يتم خلال أسبوع أو أسبوعين بالحد الأقصى تلزيم شركة جديدة للقيام بالتدقيق، كما يجب على أيضا يا حضرة رئيس الوزراء إرسال رسالة خطية إلى حاكم مصرف لبنان تقول فيها له إنه بعد قرار مجلس النواب بتاريخ 27 تشرين الثاني 2020 عليك تسليم جميع المعطيات التي كانت مطلوبة منك سابقا لوزير المال بانتظار تلزيم شركة جديدة للتدقيق الجنائي وبهذه الخطوة نكون قد وفرنا الوقت". وأوضح جعجع أنه "إذا ما كان بعض المسؤولين يعتقدون أنهم يضيعون الوقت بالتسلية بموضوع التدقيق الجنائي فهم مخطئون جدا فنحن سنتابع هذا الملف حتى اللحظة الأخيرة وفي هذه اللحظة بالذات الطابة عند رئيس حكومة تصريف الأعمال ومن المفترض أن يتصرف"، مشددا على أنه "يجب ألا يتلطى أحد وراء حجة أن هذه حكومة تصريف أعمال باعتبار أن هذا الموضوع قد صدر فيه قرار حكومي في آذار الماضي عندما كانت هذه الحكومة حكومة فعلية وبالتالي المطلوب اليوم يأتي استكمالا للقرار المتخذ آنفا وليس بحاجة لقرار جديد على الإطلاق". وبالنسبة لما إذا كان موضوع التدقيق الجنائي يأتي في سياق تصريف الأعمال، أكد جعجع "يأتي هذا الموضوع في سياق تصريف الأعمال بالمعنى الضيق باعتبار أنه حاجة ملحة جدا للبنان في الوقت الراهن باعتبار أنه من دون تدقيق جنائي في مصرف لبنان وفي الوزارات والمؤسسات العامة وإدارات الدولة كافة والصناديق المستقلة ما من إمكانية للقيام بأي عملية إصلاح فعلية وأي إمكان للتعاطي مع صندوق النقد الدولي". ولفت إلى أنه "بالإضافة إلى كون هذا الموضوع هو من ضمن تصريف الأعمال فهو ملح جدا ويتطلب من الرئيس دياب التحرك سريعا للقيام بكل الخطوات المطلوبة لوضعه قيد التنفيذ في أسرع وقت ممكن ومن جهتنا سنستمر بمتابعة هذا الملف حتى النهاية".

الدعم

وعن موضوع الدعم، قال: "بصراحة تامة كيفما تجولنا في أروقة المسؤولين الحاليين نجد الكوارث تتراكم الواحدة فوق الأخرى وهذا الموضوع الذي هو شعار جميل جدا من الخارج سنجد إذا ما دخلنا إلى عمقه أنه بقدر ما ساعد بعض المواطنين اللبنانيين في المرحلة السابقة بقدر ما ساهم في التفريط بودائع الناس بشكل أكبر وأكبر"، موضحا أن "الدعم يأتي من ودائع الناس باعتبار أن الدولة لا موارد لها وهو بالطبع مصدره ليس صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو أي مؤسسة عالمية أخرى انطلاقا من انعدام ثقة المؤسسات العالمية والدولية كافة بالدولة اللبنانية، لذا هذا الدعم الذي كان البعض فرحين به منذ عام حتى اليوم مصدره هو مما تبقى من ودائعنا ويستنزف جيوبنا أكثر وأكثر". اضاف: "الكارثة الأكبر بالدعم هي أنه بشكل عام، فعلى سبيل المثال يتم دعم كل كميات المحروقات والأدوية والمنتوجات القمحية التي تدخل لبنان وهذه السلع والمنتوجات والمواد تعرض في السوق المحلي، فهل من أحد يمكن أن يحدد لي نسبة التهريب من هذه السلع إلى سوريا تحديدا؟ النسبة كبيرة، وبالتالي أيها المواطن اللبناني هم يأخذون مما تبقى من ودائعك من أجل دعم مواد ليعودوا ويهربوا 25 % أو 30% أو في بعض الأحيان 50% منها إلى سوريا فهل يجوز أن يحصل ذلك على عينك يا تاجر خصوصا في الوضعية التي نحن فيها اليوم؟ والسؤال الأدهى ألم يتنبه أي مسؤول في الدولة إلى هذه النقطة من قبل؟". واستطرد: "النقطة الثانية الأساسية في موضوع الدعم هي أن مسألة الدعم الشامل على كل المواد يؤدي إلى أن يقوم بعض التجار والمستوردين الكبار، كي لا نسيء الظن بالجميع، يدركون كيف يتصرفون بهذه المواد المدعومة إما عبر تخزينها إلى حين يرفع الدعم من أجل إعادة بيعها وجني الأرباح الهائلة أو عبر تصريفها في أماكن أخرى وهنا المسالك والمهارب كبيرة خصوصا في دولة كدولتنا لا رقابة فيها ولا محاسبة أو متابعة"، لافتا إلى أن "ما تقدم يدل على أن من يستفيدون من الدعم بشكل أساسي هم المهربون ولهم الحصة الأكبر ويأتي من بعدهم بعض التجار والمستوردين ليأتي من بعدهم من؟ جميع المواطنين من دون استثناء ما بين من هو بحاجة للدعم ومن هو ليس بحاجة له". وشدد على أن "الدعم بالشكل العام على ما هو عليه اليوم يستفيد منه المواطن على الشكل الآتي، فصفيحة البنزين تدعم حيث يقوم المواطن صاحب الدخل المحدود والذي هو بحاجة أصلا للدعم بتعبئة سيارته التي لا يملك غيرها بصفيحة واحدة من البنزين فيما يأتي خلفه مواطن آخر ميسور ولديه 6 سيارات يقوم بملئها بشكل كامل بالوقود مستفيدا أيضا من الدعم وهكذا دواليك في الخبز والدواء، تقومون بالدعم من مالنا الخاص وتقومون برمي المال هدرا وبشكل عشوائي جدا فيما فلسفة الدعم هي أن تقوم الدولة بدعم الطبقات المحتاجة التي خصوصا في هذه المرحلة قد جارت عليها الأيام، والاصح قد جاروا عليها المسؤولون الموجودون في السلطة، إلا أنه كما يطبق اليوم فهو يطال من يجب ومن لا يجب أن يطالهم والأصح فهو يطال من لا يجب أن يطالهم بنسب أكبر بكثير من الذين يجب أن يطالهم".

وأكد جعجع أن "الدعم على ما هو عليه اليوم لا يعدو كونه خسارة فادحة وكبيرة جدا من جيوب المواطنين تحديدا الأمر الذي يعني أننا نخسر من الناحيتين وفي هذه المناسبة لا يمكنني سوى أن أتذكر شخصيات تاريخية كبيرة مرت علينا كالراحل إدمون نعيم رحمه الله الذي عندما كان حاكما لمصرف لبنان كان يطلب منه في مئات المرات مئات الأمور وكان يرفض الانصياع إلى الطلبات، موضحا أنه كحاكم لمصرف لبنان ليس لديه هذه الصلاحيات كما طلب منه تحديدا الدعم ورفض في حينه لأن وضع المصرف لا يتحمل هكذا خطوة وانتهت هذه المسألة في حينه عند هذا الحد، كما استذكر والرئيس الراحل الياس سركيس رحمه الله والشيخ ميشال خوري"، مجددا التأكيد أن "الدعم باب كبير جدا لهدر ما تبقى من مال الشعب بالتحديد وليس من الأموال العامة".

الحكومة

ورأى أن "حكومة تصريف الأعمال لا تعني "لا حكومة" ما يعني أنه إذا ما كان هناك هدرا حاصلا بهذا الحجم في مكان ما وسيستنزف ما تبقى من ودائع الناس في المصرف المركزي من المفترض أن تتدخل سريعا من أجل إيقافه وتسوية الوضع، لذا على حكومة تصريف الأعمال مع المجلس المركزي لمصرف لبنان إيقاف الدعم ليس في المطلق وإنما على ما هو عليه الآن واستبداله بالآتي: هناك برنامج في وزارة الشؤون الاجتماعية إسمه "برنامج العائلات الأكثر فقرا" وعندما كان رفيقنا النائب بيار بو عاصي وزيرا للشؤون الاجتماعية كان يضم هذا البرنامج 104 آلاف عائلة وخلال ولايته ومن بعده رفيقنا الوزير السابق ريشار قيومجيان فقد تدنى هذا الرقم من 104 إلى 44 ألف لأنه كان يضم قرابة الـ64 ألف عائلة لا ينطبق عليها توصيف "الأكثر فقرا" وإنما كانوا عائلات أرسلها بعض السياسيين والمتنفذين من هنا وهناك للاستفادة من المشروع من غير وجه حق. لذا وبما أننا لا نملك سوى حفنة قليلة من المال أن ننطلق من هذا البرنامج ونقوم بإضافة العائلات التي تحولت إلى "أكثر حاجة" من بعد هذه السنة التي مررنا بها، وهذه العائلات من الممكن ان يقدر بنحو 150 الف عائلة أو أكثر لا فكرة دقيقة لدي عن هذا الأمر ولكن من السهل إحصائها ولكي يكون للعمل مصداقية وكي يكون هناك إمكانية لتقوم المؤسسات الدولية بمساعدتنا في هذا الموضوع كالبنك الدولي ومنظمة الأغذية العالمية ومنظمات دولية أخرى لأنه وبكل صراحة أي شيء تقوم به إدارات الدولة اللبنانية منفردة لا مصداقية له". وقال: "بعد إحصاء عدد العائلات الأكثر حاجة نقوم بإصدار بطاقات لهذه العائلات كي تستفيد وحدها من المواد الأساسية إن كان محروقات أو أدوية أو منتوجات قمحية أو بعض السلع الغذائية بشكل مدعوم وبذلك نكون تدعم المكان الذي يجب دعمه تحديدا ونكون قد انتهينا من أي مشكلة تهريب باعتبار أن المواد الموجودة في السوق هي بأسعارها الطبيعية وليس المدعومة كما أننا بذلك نغلق الباب أمام التجار وكبار المستوردين من التصرف بالمواد المدعومة لغير وجهتها كما نكون نمنع الدعم لمن هم ليسوا بحاجة له في الوقت الراهن". وشدد جعجع على أن "هذه خطوة مطلوبة بشكل سريع جدا وقد استعجلت هذه الندوة الصحافية باعتبار أن اللجان المشتركة ستعقد اجتماعا غدا من اجل بت هذا الموضوع وعلى هذا النحو سيكون موقف تكتل "الجمهورية القوية" حيث سنسعى جميعا من أجل إيقاف "مزراب" الهدر الكبير هذا الذي كان غير منظور وغير موجود لكي نعود لتوجيه الدعم للعائلات التي هي بحاجة له وتبعا للمقاييس التي طرحتها".

الحكومة العتيدة

وتناول جعجع أيضا موضوع تأليف الحكومة العتيدة، قائلا: "وضعنا حتى هذه اللحظة قابل للتصحيح ولا يجربن أحد بإقناعنا بعكس ذلك، ولكن أسوأ ما في الوضع أن المسؤولين في الدولة يتصرفون بشكل تضيع فيه بوصلة تحديد أين تقع المسؤولية، فنحن بعد شهر وعشرة أيام على تكليف رئيس حكومة ولم تتألف الحكومة بعد، فبأي منطق بالظرف الذي نعيشه اليوم حيث أن عددا كبيرا من الأدوية لم يعد متوفرا وبين الحين والآخر سيرتفع ثمن الخبز ولا نعرف ماذا سيحصل بسعر البنزين هذا ونحن شبه متأكدين من مصير الكهرباء، فرص عمل غير متوفرة في حين أن العمال والموظفين يتم تسريح أعداد إضافية منهم بشكل يومي والدورة الاقتصادية ستصل إلى حد الصفر، فهل من المقبول أن نبقى لمدة 40 يوما من دون حكومة؟ وإذا ما سألنا رئيس الجمهورية يرمي الحق على رئيس الحكومة وإذا ما سألنا الأخير يرمي الحق على الأول إلا ان في الحقيقة الحق هو على "الأكثرية النيابية"، باعتبار أن نقطة ارتكاز نظامنا هي مجلس النواب فهو من ينتخب رئيسا للجمهورية، وهو من يكلف رئيسا للحكومة، وهو من يعطي الثقة للحكومة ويسحبها منها، وهو من يوافق على الموازنة العامة. في مجلس النواب أكثرية نيابية تتحكم بزمام الأمور التي تتشكل من الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" وحلفائهم".

وتوجه جعجع الى الأكثرية النيابية بشكل مباشر بالقول: "أنتم تتحملون مسؤولية ما هو حاصل ولا تتقاذفن الكرة فإذا ما كان يجب عليكم أن تقولوا أي شيء لرئيس الجمهورية فقولوه أو إذا ما كان يجب أن تقولوا شيئا للرئيس المكلف فقولوه وإن اصبحتم في مكان لا يمكنكما فعل أي شيء مع الرئيس والرئيس المكلف فتصرفوا. إذا ما أعددتم عريضة واحدة حتى لو لم يكن لديها مفعول دستوري إلا أنها في السياسة تسقط ما تريدون إن كان إسمه رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو أيا يكن". وأشار إلى أن "الكثيرين أصبحوا اليوم "يتمترسون" خلف الدستور في حين أنه أقر من أجل حماية الناس وليس لكي يقوم البعض بـ"التمترس" خلفه للقضاء على الناس وهذا ما هو حاصل اليوم، يتكلمون عن الحق الدستوري، أي حق دستوري؟ إن الحق الدستوري الوحيد اليوم هو أن تتشكل الحكومة وأن تأتي بشكل يمكنها أن تهتم بقضايا الناس لا أن تكون نسخة طبق الأصل عن سابقاتها. هذا هو الدستور فيما كل الباقي تكون نصوص فارغة من أي معنى إن لم تؤد إلى المطلوب منها باعتبار أن هناك جوهر وروح للدستور يجب بادئ ذي بدء التمسك بهما قبل البدء بتطبيق الدستور بحرفيته الأمر الذي من المؤكد أن التزامنا به هو واجب ولكن بعد الأخذ بعين الإعتبار روح وجوهر هذا الدستور. وروح وجوهر الدستور هما أن هناك شعبا يموت فماذا بكم فاعلون؟ "الأكثرية النيابية" هي الوحيدة القادرة على تحريك الأمور المؤلفة من الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" وحلفائهم". وتابع: "أفرقاء الأكثرية النيابية مزهوون بأنفسهم منذ عامين ونصفهم بأنهم الأكثرية النيابية وعند كل مفترق طرق لطالما رددوا أنهم الأكثرية النيابية، وبما أنكم كذلك تفضلوا الآن وتحملوا مسؤولياتكم وأين ما ترون أنه يجب أن تقوموا بشيء قوموا به لأن بقاء الشعب اللبناني معلقا ما بين السماء والأرض ولا يعرف يومه من غده ولا يعرف إلى أي مخاطر سيتعرض بعد كل المخاطر التي تعرض لها، كما لا يعرف إن كان سيستطيع الاستمرار بتأمين قوته اليومي أو شراء دواء يتطبب به فهذا كله أمر غير مقبول ومخالف للدستور 100%". وختم: "لقد أردت التطرق إلى هذه المواضيع لأننا نريد الاستمرار في المعارضة السياسية حتى النهاية باعتبار أن الوضع القائم لا يجوز بأي شكل من الأشكال فنحن نتعاطى مع أكثرية نيابية صماء بكماء، فهم أكثرية نيابية لحظة اتخاذ قرارات نفعية مصلحية وليسوا كذلك لحظة ضرورة اتخاذ قرارات كبيرة، فإذا في هذه المرحلة وفي ظل الوضع الذي نحن فيه ولم تتحرك هذه الأكثرية للقيام بما يجب عليها القيام به فبربكم لماذا أنتم أكثرية؟ تقدموا باستقالاتكم لكي نذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة تفرز أكثرية نيابية لتقوم بتحمل المسؤولية بشكل أفضل".

حوار

وردا على سؤال عما إذا كان بتذكره الراحل إدمون نعيم يلقي اللوم على الحاكم الحالي رياض سلامة، قال جعجع: "لقد قلنا ما قلناه في هذا المجال ونقطة على السطر، ولكن الواحد بتذكر دائما أعمالا كبيرة لرجالات كبار في ظروف مشابهة كالتي نحن فيها اليوم. وفي هذا الإطار أريد أن أذكر الجميع أنه في وقت المعوقات أرسلوا إلى د. نعيم رحمه الله جماعة مسلحة إلى المصرف المركزي قاموا "بشحطه" على الأرض من الطابق السابع إلى الطابق الأول حيث تدخل موظفو المصرف لحمياتهم ولم يتراجع قيد أنملة عما كان يراه صوابا، لذا الأوضاع في لبنان بحاجة لرجالات دولة". أما بالنسبة لمسألة تقديم المساعدات المادية للعائلات الأكثر حاجة الذي طرحه وزير الاقتصاد وهل الدولة تتحمل المزيد من الرواتب الشهرية؟ قال: "هذا ليس براتب شهري، ولكن بسبب تصرفات المسؤولين في الدولة أصبح هناك قرابة المئة ألف أو المئة وخمسين ألف عائلة على كل الأراضي اللبنانية إن كان في طرابلس أو دير الأحمر أو النبطية أو بيروت غير قادرة على تأمين المستلزمات الأساسية للحياة فهل من المقبول أن يموت أفراد من بيننا من الجوع مثلا؟ نحن واصلون إلى هذه الحال لذا كان الدعم لهذه العائلات وهذه ضرورة وليست كمالية ومن أجل القيام بذلك يجب أن نكون دقيقين جدا في صرف الأموال المتبقية بالشكل الذي طرحته اللهم ألا يكلفوا الوزارات الموجودة بالقيام بالإحصاء لأنه عندها ستكون النتيجة أن عائلاتهم هي الأكثر فقرا ومن هم من جماعاتهم ويدورون في فلكهم وبالتالي في هذه الحال نكون عدنا إلى نقطة الصفر". وردا على سؤال عن الثورة، قال: "القوات اللبنانية" لم تكن داعمة للثورة فقط وإنما هي كانت جزء لا يتجزأ منها، ولكن سأتوجه بسؤال لجميع المواطنين: نحن مستعدون دائما لأي شيء ولكن إذا ما نزلنا إلى الشارع اليوم فبماذا نطالب؟ كل شيء؟ لا يعطي هذا الأمر نتيجة فنحن بقينا سنة كاملة في الشارع نطالب بكل شيء ورأينا النتيجة عدا عن اننا وجدنا في وقت من الأوقات أنفسنا ساعة في صدام مع الجيش وهذا خط احمر بالنسبة لنا وساعة أخرى في صدام مع قوى الأمن الداخلي وهذا خط احمر أيضا بالنسبة لنا، فأي صدام ما بين الشعب والجيش أو قوى الامن الداخلي يكون نهاية هذا الشعب. من جهة ثانية، المسؤولون "ممترسين" لا دم في عروقهم، لا يشعرون بأي شيء والبعض منهم لديهم ميليشيات وعندما "تحز المحزوزية" يقومون بإنزالها إلى الشارع، والمكان الذي لا تزال الثورة مستمرة فيه هو أروقة مجلس النواب حيث نقوم بكل يوم بمعركة من قانون الانتخاب التي هي بحد ذاتها أشرس من باقي المعارك إلى موضوع التدقيق الجنائي إلى باقي المواضيع. المعركة اليوم سياسية بامتياز لذا يجب أن نضع أيدينا بأيادي بعضنا البعض من أجل أن نخوضها بالشكل المطلوب ولا يفكرن أحد بانها لن تعطي نتيجة لا بل العكس تماما".

وعما إذا كان قد فقد الأمل بالمسؤولين السياسيين الحاليين، قال: "كليا وليس جزئيا فقط".

وردا على سؤال، قال: "منذ أربعة سنوات كان موضوع ملف الكهرباء مطروح بإلحاح وكنا رأس حربة فيه يومها في كثير من الجلسات وقف وزراء "حزب الله" إلى جانبنا في وجهة نظرنا فهل نقول لهم لا إذهبوا لا نريدكم أن تقفوا إلى جانب موقفنا باعتبار أننا مختلفون في الاستراتيجيات الكبرى؟ في السياسة نحن و"التيار الوطني الحر" مختلفون على استراتيجيات كبيرة جدا ولكن إذا ما كان لدينا نفس الموقف في موضوع قانون الانتخابات فهل نغير موقفنا فقط لأنه مشابه بموقف "التيار"، فبيننا وبينهم لم يحصل أي اجتماع واحد لتنسيق الموقف في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فهم لديهم موقف ونحن لدينا موقفنا وقد تقاطعا هاذان الموقفان في مجلس النواب فما المشكلة في ذلك؟ هذا أمر طبيعي جدا".

اما بالنسبة للتفاهم ما بين "القوات" ورئيس الجمهورية، أكد جعجع أن "لا وجود للتفاهم بيننا "ولا نتفة" وأقولها بصوت عال للمرة الثانية ليس هناك من تفاهم أبدا، فمتى آخر مرة رأيتم أي شخص من حزبنا يزور رئيس الجمهورية باستثناء الاجتماعات الرسمية".

وشدد جعجع على أننا "لا نخوض معركة التدقيق الجنائي سوية مع "التيار الوطني الحر" هم لديهم موقفهم ونحن لدينا موقفنا وبك صراحة سأقولها لدي شك في أن الأفرقاء الذين أيدوا التدقيق الجنائي قاموا بذلك من قبيل المناورة السياسية لا أكثر، إلا أن موقفنا مغاير لذلك ترون كيف نقوم بمتابعته خطوة تلو الأخرى، وفي هذا الإطار أود أن أذكر الجميع في أنه من بعد انتهاء جلسة مجلس النواب صرحت بأن الكرة أصبحت في ملعب رئيس الجمهورية ومن بعد ان أرسل الرئيس الرسالة لرئيس الحكومة المكلف أطلينا اليوم لنقول إن الكرة أصبحت في ملعب رئيس حكومة تصريف الأعمال وسنستمر بمتابعة الملف على هذا النحو"، مشددا على أنه "إذا ما تقاطع فريقان على موقف معين فهذا لا يعني انهما تحالفا هناك فروقات شاسعة ما بيننا وبين التيار الوطني الحر ونلتقي على بعض النقاط فهل نغير موقفنا فقط لمجرد ألا نلتقي معهم". وأكد أن "القوات اللبنانية" لن تنسق بأي شكل من الأشكال مع "التيار الوطني الحر" في أي ملف من الملفات والتواصل سيبقى محدودا ويقتصر على لجان مجلس النواب لا أكثر لأنها تعتبر ان "التيار" جزء لا يتجزأ من الأكثرية النيابية الحالية وبالتالي يتحمل مسؤولية كبيرة في إيصال الوضع إلى ما وصل عليه".

 

جنبلاط حذر من تأخير الحكومة: إذا كان الاتجاه خلق عقدة درزية فالأفضل أن نتعاطى كما فعلنا مع حكومة دياب

وطنية - الثلاثاء 01 كانون الأول 2020

أكد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، في حديث لجريدة "النهار"، أنه "مع كل لحظة تأخير في تأليف الحكومة نكون في وضع أصعب وسيزداد الشلل وتتفاقم الأزمة الإقتصادية بدءا من الإحتياط الإلزامي الى عدم ترشيد الإنفاق"، معتبرا أن "التجار الكبار في الدواء والطحين والمازوت والبنزين أقوى من الدولة". وقال جنبلاط: "يبدو انهم يعملون على خلق عقدة درزية وهي غير موجودة. لكن اذا كان الإتجاه وفق هذه الطريقة فمن الأفضل ان نتعاطى مع الحكومة المقبلة كما فعلنا مع حكومة (الرئيس) حسان دياب". وردا على سؤال عن التواصل بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، قال جنبلاط: "لا تواصل بيننا"، مستطردا "والله انا حكيتو وأريد التحفظ هنا عما قلت له وما سمعته منه". وعن المبادرة الفرنسية، أشار الى أنه "قد تطبق البقايا من هذه المبادرة". وقال: "كما توقع وترجانا الرئيس ماكرون ووزير خارجيته جان - ايف لودريان، فإن لبنان ذاهب الى الزوال. وردد الرجل هذه الجملة ثلاث مرات، والزوال يعني التوجه الى الإنهيار الإقتصادي والمؤسساتي. وهناك "شوية متابعة" ومشكور وزير الصحة (حمد حسن). وأخالف لجنة الطوارىء الصحية بفتح المدارس".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 01 – 02 كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

Absurdity Of  Any Presidential Or parliamentary elections While Hezbollah Is still Occupying Lebanon

Elias Bejjani/December 01/2020

#Hezbollah_Occupies_Lebanon

الياس بجاني: عقم وسخافة أية انتخابات رئاسية أو برلمانية في ظل احتلال حزب الله

It is so disappointing to know that Lebanon, in its present and near past history, did not know a president who is a mere failure as is the case of  self-centered Michel Aoun.

http://eliasbejjaninews.com/archives/93137/elias-bejjani-absurdity-of-any-presidential-or-parliamentary-elections-while-hezbollah-is-still-occupying-lebanon/

 

 

تعليق فيديو وبالنص وباللغتين العربية والإنكليزية: وزارة الخارجية أمست وزارة خارجية دويلة الإرهابي نصرالله وحزبه اللاهي وتعمل على طرد 400 ألف لبنان من دول الخليج

الياس بجاني/30 تشرين الثاني/2020

Hezbollah’s Scheme Is To Provoke The Arabian Gulf States In A bid to Fire & Deport 40000 Lebanese Working There

Elias Bejjani/December 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93073/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba/

#elias_bejjani_news

حَبَّذا لَوْ يسقطُ القِناع …. إذا سقطَتْ أَقْنِعَةُ الكثيرينَ منْ ناسِ هذه الأَيَّامِ لَرَأَيْنا «وُجُوهًا صَفْراءَ مِنْ غَيْرِ عِلَّة»، وعُقولًا حَمْقاءَ زادَ في حُمْقِها الإدِّعاء، وتواضُعًا كاذِبًا يلوحُ مِنْ شُقوقِهِ شَرُّ الكِبْرِياء

الأب كميل مبارك/01 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93129/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d9%83%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d9%8e%d8%a8%d9%91%d9%8e%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%8e%d9%88%d9%92-%d9%8a%d8%b3%d9%82%d8%b7%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%82/

 

لن تقع إيران في الفخ

د. توفيق هندي/المركزية/01 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93121/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%82%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%ae/

 

محاور شرق المتوسط إلى أين في 2021؟…موقع واشنطن من السباق بين “الكتلة الإخوانية الإقليمية” والحلف العربي الأوروبي

د. وليد فارس/انديبندت عربية/01 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93119/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%88%d8%b1-%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d9%81/

 

ساحة وأقدار … موضوع الحياد بات شديد الالحاح ويستحق ان يجتمع لأجله مجلس النواب بدل مسرحية التدقيق الجنائي ومسخرة قانون جديد للانتخاب.

بشارة شربل/نداء الوطن/01 كانون الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93123/%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a8/