LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december02.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شبيحة عون وباسيل يعتدون على المتظاهرين في محيط قصر بعبدا

الياس بجاني/عدة شغل أصحاب شركات الأحزاب والحكام والسياسيين وتجار المقاومة: بنك وشركات تعهدات وقطعان من الغنم

الياس بجاني/فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/12/2019

خيارات لبنان محدودة في ظل استمرار هيمنة “حزب الله” على شؤونه

المساعدات العربية والدولية للبنان مشروطة بحكومة قوية مستقلة تحارب الفساد وتلتزم الإصلاحات

لبنان إما الانصياع للقوانين الدولية في إطار العقوبات الأميركية وإما الارتماء في الحضن الإيراني

ضرورة وضع خطة في لبنان إنقاذ اقتصادية تلتزم بمؤتمر “سيدر” الدولي وتجنب الدولة سيناريو الانهيار

مسيرات “أحد الوضوح” تطالب بحكومة انتقالية تسقط “فزاعة الحرب الأهلية”

الراعي: لبنان الجديد ثمرة هذه الانتفاضة وآن الأوان ليجلس القابضون على السلطة على طاولة الحوار

“الاشتراكي” ينفي إحراق خيمة للحراك بعاليه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قائد الجيش للسياسيين: اضبطوا المناصرين وشكلوا حكومة

ألفرد رياشي: كفى مضيعة للوقت وتشكيل الحكومة ليس حلاً

كيف إلغيت الحرب الإسرائيلية الأمريكية على لبنان التي كانت مقررة فجر يوم الأحد 27 أوكتوبر/تشرين الأول 2019

دعوتان إلى الاضراب غدا في طرابلس واغلاق المؤسسات الرسمية في عكار

الجيش عن توقيفات طرابلس: إحالة موقوفين إلى القضاء والإبقاء على 9 بينهم سوريان وافريقي للتوسع في التحقيقات

مسيرة نسائية في صيدا رفضا للحرب والفساد والتفرقة والتخويف

في صيدا: إضاءة شموع تحية لروح حسين العطار ومسيرة إلى فرع مصرف لبنان ومواطن حاول إحراق نفسه

تجمع لامهات تلامذة الكفاءات في ساحة الشهداء بعد رفض المدرسة استقبالهم

حراك بعلبك واصل وقفته الإحتجاجية في ساحة المطران

وقفة في خيمة سوق الخان تضامنا مع خيمة عاليه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يدين الحملة القاسية على المحتجين

موسوي يشبّه خامنئي بالشاه السابق ويطالب بمحاكمة قتلة المحتجين و"الحرس" يعترف بخوض حرب شوارع مع المتظاهرين

العراق ينهار والغضب يتزايد وإيران تخشى من انتقام القبائل

سليماني التقى قيادات "الحشد"... ومحافظ ذي قار رفض تدخلات الملالي... أول حكم بالإعدام لضابط قتل المتظاهرين

المحتجون الغاضبون يحرقون مرقد الحكيم بالنجف ومتظاهر يتهم حماة المرقد الإيرانيين باحتجازه وتعذيبه

البرلمان العراقي أقر بالإجماع استقالة عبدالمهدي والنواب يطالبون بوضع مواصفات إلزامية لرئيس الحكومة الجديد

432 قتيلاً و19 ألف جريح في شهرين

الحلبوسي ينفي استقالته

العشائر ترفع السلاح لحماية المحتجين في النجف وكربلاء

كتلة “سائرون” تطالب بمحاكمة عبدالمهدي والقادة الأمنيين

مصدر برلماني: الشكري والعبادي والشابندر أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة

تركيا تقصف مواقع لنظام الأسد وتنشئ نقاطاً عسكرية جديدة في سورية وواشنطن حمّلت دمشق مسؤولية فشل "اللجنة الدستورية"

مصر تدرج “بيت المقدس” على قوائم المنظمات الإرهابية

“فتح” تتهم “حماس” بالموافقة على إنشاء قاعدة أميركية في غزة والجبهة الشعبية حذَّرت من استخدام معاناة الفلسطينيين لتحقيق أهداف سياسية معادية

متظاهرو هونغ كونغ ينظمون مسيرة للقنصلية الأميركية لشكر ترامب

بايدن: بقاء ترامب في البيت الأبيض خطر على أميركا و9 قتلى في تحطم طائرة بولاية ساوث داكوتا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

البديل عن المراوحة، حكومة مدنية مرادفة/شارل الياس شرتوني

كارتل النفط يمارس "البلطجة" على محطات الأيتام/عزة الحاج حسن/المدن

46 يوماً على الثورة: الشارع أمام امتحان الوضوح/أيمن شروف/المدن

"أحد الوضوح": العودة إلى مطلب إسقاط النظام/وليد حسين/المدن

حزب الله ينتظر واشنطن وطهران: التفاوض على بغداد وبيروت/منير الربيع/المدن

الحكم المعلّق: حسابات الحريري وتحسبه/أحمد جابر/المدن

الصرّافون وسعر الدولار تحت سيطرة "حزب الله"/عماد الشدياق/المدن

قوى السلطة كتهديد للبنان/وجيه قانصو/المدن

إيران تتشدد في لبنان والعراق/حسن فحص/المدن

لبنان يشهد ثورة على "عهد حزب الله"... والنفوذ الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

الثورة غير موجودة... باسيل يؤلّف "حكومته" بالخارجية والداخلية والدفاع/منير الربيع/ المدن

هل ينتظر "حزب الله" المعادلة في العراق لحسم موقفه في بيروت؟/لبنان... تأرجح الثنائي الشيعي بين تصريف الأعمال وعودة الحريري/وليد شقير/انديبندت عربي

لبنان... وطأة العقوبات لن ترحم حلفاء "حزب الله" ومصير الحكومة بين العروض العربية والدولية وتقارير قمع الانتفاضة/طوني بولس/انديبندت عربي

الثورة تحاصر سلطة الإنكار/راجح الخوري/الشرق الأوسط

حزب الله من التباهي بالسلاح إلى التباهي بالدولار/الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجدبد

شيعة "الكوميديا الإلهية"، والثورة كعلاج/د. منى فياض/الحرة

شارعان ... وشرعيتان/توفيق شومان/وكالة أنباء آسيا

لبنان و"الجار" الروسي… الدور المضاد للثورة الرهانات اللبنانية على دور لموسكو في المساعدة على تسوية الأزمة لم تكن في محلها/رفيق خوري/انديبندت عربي

العراق: الدموع التي لم يذرفها جنرال “الهلال الشيعي”/حازم الأمين/موقع درج

خطة إسرائيلية جديدة لمواجهة التموضع الإيراني في سوريا/نتنياهو يصعد تهديداته ضد طهران وتحذيرات من ضعف تل أبيب في المواجهة/أمال شحادة/انديبندت عربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية الى طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت ويقول كل واحد منهم خطيئتي عظيمة

نفاع في ذكرى استشهاد الرئيس معوض ورفاقه في زغرتا: لفتح أبواب الحوار وتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات وترسخ المصالحة

رعد: هذه الأزمة لا تحل إلا بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق صيغة الطائف وإلا ستبقى حكومة تصريف أعمال ومن لا يقوم بواجبه سنحاسبه

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

إنجيل القدّيس لوقا05/من33حتى39/:”َقَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟ ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون».وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق، بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة. ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

شبيحة عون وباسيل يعتدون على المتظاهرين في محيط قصر بعبدا

الياس بجاني/01 كانون الأول/2019

إلى عون وصهره وشركتون: يلي بالسلطة بيعمل حلول وما ينزل ع الشارع. هودي الشبيحة حول قصر بعبدا ع شو ول شو؟ انتو وين بالسلطة أو بالشارع؟...وبعدان عون سياسي وبشر متله متل غيره ومش قديس ومن حق الناس انتقاده..بيكفى فجور وكفر

 

عدة شغل أصحاب شركات الأحزاب والحكام والسياسيين وتجار المقاومة: بنك وشركات تعهدات وقطعان من الغنم

الياس بجاني/01 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81023/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%ba%d9%84-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

إن كان من نتائج إيجابية للثورة الشعبية العابرة للمناطق والطوائف والأحزاب، فهي أنها زلطت وبهدلت ع الأخر غالبية السياسيين، وأصحاب شركات الأحزاب، والحكام، ومعهم ربع مافيات كذبة ووهم المقاومة والتحرير المفرسنة.

الثورة وب 45 يوم حطتن كلون ع مسرح الشعب غصبن عنون، وفضحتن وجبرتن يعملوا حفلة ستربتيز طوعية.

يعني حفلة تزليط وبهدلي وفضايح وع الآخر.

يتبين بعد حفلة التزليط المرتبي، وحتى للعميان، بأن هؤلاء النرسيسيين والملجميين والطرواديين والإسخريوتيين هم مجرد تجار، وفجار، وفاسدين ومفسدين، ومنافقين، وضمائرهم ميتة، ووجدانهم مخدر، وآخر همهم الناس والأديان والأخلاق والقيم والوطنية والسيادة والحريات والاستقلال.

وحفلة الستربتيز الشعبية هيدي، ما وفرت حتى ربع نفاق خدعة المقاومة والتحرير، فتبين أنن عصابات مافياوية ووكلاء لملالي إيران وهم متخصصين بالسرقات، وبحماية السراقين، ومهمتهم الأولى هي تفكيك كل ما هو دولة، وضرب كل ما هو مؤسسات، وتعهير كل ما  هو قانون وحقوق، وزرع ثقافة الموت والغزوات الجاهلية والتحجر والتمذهب والحقد ورفض الآخر.

حفلة التعرية والتزليط والستربتيز بينت بأن 99% من هودي السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والحكام وأصحاب النفوذ وتجار كذبة المقاومة والتحرير .. بينت انو عند كل واحد منون عدة الشغل نفسها للنصب والاحتيال والسرقات والفساد والإفساد.

العدي عندون كلن هي بنك وشركات تعهدات وقطعان غنم.

يلي عم ينفضح أكثر وأكثر أنو كل واحد منون عندو بنك، وكل واحد منون عند شركات تعهدات، وكل واحد منون عندو قطعان غنم بيسمين انصار وحزبيين ومؤيدي.

وكل واحد منون عندو قطيع من الغنم والزقيفي شغلتن الهوبرة ببغائية بالروح وبالدم منفيدك يا فلان!!

وكمان ما هو مشترك بين كل هؤلاء الحراميي، انن عاملين حالن أصنام وقطعانهم بتعبدهم وبتشوف فين آلهة… ويا ويل وسواد ليل يلي بيتمرد علين وبيرمين حتى بوردة…بيشيطنوه وبيخونه وبيحللو دمه وبيركبلو مية ملف.

بؤس هكذا زمن مّحل وتعتير،

وبؤس هكذا حكام وطاقم سياسي،

وبؤس هكذا مافيات نفاق تحرير ومقاومة.

هؤلاء الحراميي اليوم هم جميعاً أعداء الشعب اللبناني وضد الثورة.

ولهذا هم يحاولون ضرب الثورة وشيطنتها وتخوينها، وذلك لجر لبنان واللبنانيين بالقوة والإرهاب والسلاح غير الشرعي إلى ما قبل الأزمنة الحجرية، وإلى ثقافات ومفاهيم بالية وإلى شرعة الغاب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80976/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d9%84%d8%a8%d9%83-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7/

بعلبك، مدينة الشمس، أكدت اليوم تمسكها بثقافة الفرح والحياة والحرية، وجددت رفضها لثقافة الموت والحروب العبثية.

كم يكبر قلب اللبناني المغترب وهو يرى من الخارج “العجيبة” اللبنانية وهي تتجدد في وطنه الأم منذ 44 يوماً.

عجيبة، تتجدد وتقوى وتتوسع على مدار الساعة مع قوة وصدق وعناد ونضال وثورة أهله الأبطال والأحرار في أرجاء لبنان كافة.

وكم يزداد هذا المغترب تعلقاً بوطنه الأم وهو بإعجاب وإكبار يرى أهله وتحديداً الشباب والصبايا يقاومون الظلم والتهميش بحضارة وسلمية وبصدور عارية، ويحتشدون في الساحات ليقولوا للحكام ولقوى الأمر الواقع والاحتلال لا وألف لا.

شباب وصبايا مع أهلهم ينادون بأصوات عالية ومدوية وواثقة، نحن أحرار ولن نسمح لكم باستعبادنا مهما عظمت قوتكم وزاد فجوركم ووقاحتكم.

وكم يزداد فخراً وعنفواناً المغترب وهو يسمع الشباب والصبايا وهم يصرون على الاستمرار بانتفاضتهم رافضين الاستسلام وهم يؤكدون عملياً لقوى الحكم والقمع وصارخين بغضب، لن نركع ولن نترككم تستعبدوننا وتذلوننا وتجروننا إلى أزمنة العصور الحجرية.

وكم يكبر قلبه بهم وهم يقولون بثقة وعناد، نحن شعب يعشق ثقافة الحياة والفرح والمحبة ونرفض ثقافة الموت والتحجر والتعصب التي هي نقيض كل ما هو لبنان ولبناني.

هذا اللبناني من الخارج، وكما هو حالنا، يزداد إيماناً وقناعة بأن وطنه المقدس، لبنان، هو فعلاً في قلب الله، وبأن الله جل جلاله باركه ويعتبره وقفاً له كما ذُكر في آيات كثيرة من الكتاب المقدس.

ونعم لبنان هو وطن الرسالة.. والقديسين يحمونه والعذراء أمه لن تتخلى عنه… وبالتالي لن تنتصر عليه قوى الشر والظلامية.

اليوم، نحن بلاد الإغتراب زاد تعلقنا بلبنان وبرسالته ونحن نرى من خارج لبنان ومن على شاشات التلفزة كيف أن أهل بعلبك وجوارها قد ملأوا الساحات بفرح وبعنفوان وكّبر متحدين بشجاعة الظلم والظالمين وهم يحملون الأعلام اللبنانية.

يا أهل بعلبك، فعلاً بتكبروا القلب.. ربنا يحميكم ويقوي إيمانكم فأنتم الأمل وأنتم الرجاء لإخراج لبنان من زمن الظلامية، ومعكم كل باقي الثائرين من أهلنا في كل ارجاء الوطن لاستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر وصون الكرامات.

العرس الشعبي الفرِّح والحضاري اليوم في ساحات بعلبك أكد اليوم من جديد بأن الشعب اللبناني العظيم بإيمانه وعنادة لا يمكن لأي قوة أن تمنع عنه الحرية وبأن الغلبة ستكون له طال الزمن أو قصر.

تحية اغترابية إلى بعلبك وأهلها الشرفاء والأحرار…

وفعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب حماكم الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80955/80955/

أمس واجهت الأمهات في عين الرمانة والشياح غزوة الثنائية الشيعية الملالوية على عين الرمانة التي كانت تهدف بوقاحة وفجور وغباء إلى إشعال فتنة مذهبية تضرب الثورة الجامعة للشعب اللبناني وتعيد المنطقة ومن ثم لبنان إلى زمن الحرب الأهلية.

حملت الأمهات من المنطقتين الورود والأعلام اللبنانية وهتفن بفرح وبصدق وبصوت عال للسلام والوئام وتعانقن بإيمان وصدق ووجع معلنين رفضهم القاطع لكل محاولات استعادة زمن دامي ومؤلم قد ولى إلى غير رجعة.

وكذلك فعل أهل بكفيا الأبطال والشجعان في مواجهة رعاع من أهلنا مغرر بهم وهم من الصنميين والموتورين والأغبياء وعروا أهداف غزوتهم التافهة والصبيانية والزقاقية.

وقبل ذلك فشل شبيحة وزعران الثنائية الشيعية بجر الثورة والثوار إلى أوحال المذهبية على جسر الرينغ، وفي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وفي شوارع متعددة من منطقة الأشرفية، استهدفوها كلها بغزوات عنفية وجاهلية، وبإطلاق هتافات مذهبية هي من زمن أليم يرفضه شعب لبنان  المحصن بوعي ووطنية بأن لا يكون ضحيته له مرة أخرى.

وأيضاً فشلت الفتنة في طرابس ولم تنجح كل ألاعيب أصحابها التي جندوا لها أوباش ومرتزقة ومأجورين .. ونجحت الثورة في مدينة عروس الثورة بكشفهم وتعريتهم وبالتفافها حول الجيش ومساندته.

وفي نفس سياق هذا المزاج الوطني، قامت اليوم الثورة والثوار وأهالي برجا ومعهم كثر من أهل الجنوب الشرفاء بتفشيل محاولات الثنائية الشيعية المذهبية الهادفة دون خجل أو احترام لعقول وذكاء اللبنانيين في استغلال حادث سير مؤلم وتحويله إلى فتنة سنية -شيعية.

قال أهالي برجا: “نرفض أي اتهامات، ونأمل من أهل الجنوب ألا يصغوا لأحد، الحادثة قضاء وقدر ونعزي أهالينا في الجنوب”.

اليوم أكد أهالي برجا والجوار ومن شاركهم من أهل الجنوب في وقفتهم على أن الحادث المؤلم لم يكن لا مؤامرة ولا جريمة، بل قضاء وقدر.

من المحزن بأنه كل يوم يتفنن بعقلية إبليسيه محور إيران في لبنان ومعه أهل الحكم التابعين له بذل غير مسبوق في ابتكار وخلق وفرض مشهديات وغزوات وشعارات مذهبية من مثل هتافات: “شيعة شيعة شيعة” هدفها الجلي شق صفوف الثوار وكل اللبنانيين وإرجاعهم إلى أقفاص التمذهب والتحزب البالية، ولكن هنا تتدخل دائماً القدرة الإلهية في تفشيلهم وفي كشف مؤامراتهم الخبيثة من خلال وعي وإيمان ورؤية قيادات من الحراك وخارجه.

وبإذن الله لن ينجحوا كل المعادين للثورة ولمطالبها المحقة وسوف تكون نهايتهم التحجيم والعزل السياسي وخروجهم من مواقع النفوذ والسلطة ليحل مكانهم من هم شرفاء ونظيفو الكف وليسوا من اللصوص والفاسدين وجماعات الصفقات والتسويات.

تحية لأهل برجا ولكل الذين شاركوا اليوم في الوقفة التضامنية لأهالي إقليم الخروب وبرجا في الجية تأكيداً على المحبة ونبذاً للفتنة ولمؤامرات أصحابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/12/2019

وطنية/الأحد 01 كانون الأول 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

البلد على وضعه الخطير والحكومة إلى أمد جديد، وأزمة الشارع متواصلة، وبلغت مجددا طريق قصر بعبدا، والجيش تدخل بين المحتجين والعونيين فاصلا في ما بينهم. في وقت ازدادت أسعار السلع والمواد الغذائية ارتفاعا، وأيضا سعر الدولار الذي ينتظر أن يصدر بصدده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سلسلة تعاميم تؤدي إلى راحة السوق، ووقف فوضى التسعير في الشارع. أما البنزين فإن انفراجه جزئيا، لا يعني انتهاء أزمته، لكن وزارة الطاقة ستفض عروض استيراد مادة البنزين غدا، والوزيرة ندى البستاني أعلنت ان دفتر شروط مناقصة استيراد البنزين أصبح الآن على موقع منشآت النفط.

سياسيا، تأليف الحكومة لم يكتب له النجاح استباقا للتكليف الذي يعطيه الدستور الأولوية. وبينما يشترط الرئيس سعد الحريري حكومة خبراء أو اختصايين، شدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على أن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية انفاذا لما نص عليه إتفاق الطائف.

هذا الكلام يعني أن لا حكومة في المدى المنظور. في حين أبلغ سمير الخطيب الوزير جبران باسيل، صعوبة قبوله بتكليفه تشكيل الحكومة. وفي معلومات ل"تلفزيون لبنان" أن باريس أبلغت بيروت أن المؤتمر الدولي الذي سيعقد بشأن لبنان بعد أقل من أسبوعين، قد تطيح به الأوضاع الحالية في لبنان، إذا استمرت على ما هي عليه، وإذا لم يكلف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة، إسوة بمقرارات مؤتمر "سيدر".

بداية من الاحتجاجات المستمرة في يومها السادس والأربعين، ومسيرات "أحد الوضوح" لفت أنحاء بيروت والمناطق، وتظاهرتان على طريق قصر بعبدا انتهتا، وتم فتح الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عطلة نهاية أسبوع جافة على مستوى الملف الحكومي، الذي لم يسجل على مساره أي حراك، باستثناء ما تردد عن اجتماع ليلي عقده المرشح لرئاسة الحكومة سمير الخطيب ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل.

هذا الجمود، عكسه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، الذي أشار إلى استمرار الدوران في دائرة المناورات، محذرا من استغلال وجع الناس والحراك لتركيب مسار سياسي جديد، يحاول فيه البعض الانقلاب على انجازات الوطن.

أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فأثار أزمة تشكيل حكومة انقاذ مصغرة، مستبعدا أن يتخذ قرار تشكيل مثل هذه الحكومة، القابضون اليوم على السلطة السياسية، وداعيا هؤلاء إلى الجلوس على طاولة حوار وجداني لانقاذ الدولة من الموت.

على الصعيد المعيشي، انفرجت أزمة البنزين ولو "على زغل"، فيما أزمة الدولار مستمرة، فهل تلجمها تعاميم واجراءات يرتقب أن يصدرها مصرف لبنان، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في الاجتماع المالي الثاني الذي عقد في قصر بعبدا الخميس الماضي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أسبوع آخر من الفراغ الحكومي يطويه لبنان السياسي، لكن اللقاءات على نية التسمية والتكليف لا تزال مستمرة. ووفق مصادر مطلعة، فإن الاتصالات لم تتوقف خلال الساعات الماضية، أما النتائج فيمكن أن تظهر مطلع الأسبوع.

الأزمة الحالية في لبنان، مدخل حلها الحقيقي يكون بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق صيغة إتفاق الطائف، بحسب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي رأى في استخدام سلاح النقد والمصارف ضد "حزب الله"، محاولة فاشلة لاخضاع قراره الوطني خدمة لأجندات خارجية.

اقتصاديا، وفيما ينتظر اللبنانيون ترجمة حاكم مصرف لبنان مقررات اجتماع بعبدا المالي، بتعاميم خاصة، تواجه الأسواق مصيرا مجهولا بسبب غياب الروادع أمام المافيات المتحكمة بالأسعار والدولار، بينما يزيد غياب الرقيب الطين بلة، ويرفع سقوف الأزمة، محاصرا المواطن بين تقلب الشارع وفقدان الحلول العاجلة.

وإن متاخرة بفعل استسلام الدولة للمحتكرين لعقود خلت، تحمل خطوة فض عروض مناقصة استيراد البنزين، عبر مديرية المنشآت النفطية غدا، أملا بتحقيق الاصلاح: فكم من كارتيلات ستتحسس جيوبها، حينما تسجل وزارة الطاقة أن الدولة قادرة على ادارة نفسها وإصلاح عللها إن طابت النوايا فيها، وأن تحقيق الربح للخزينة من مصادر شتى، قابل للتحقق بخطوات بسيطة، ولكن جريئة.

وبالحديث عن الجرأة في القرار لمواجهة التهديدات، يسأل عن امتناع رئيس حكومة تصريف الأعمال، عن دعوة الوزراء إلى جلسة يرعاها الدستور وتفرضها الضرورة. وهل من ضرورة أكبر من تلك التي تحملها الظروف الحالية، والأوضاع التي التحفها البعض ذريعة للتنحي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في العام 1956، حرد رئيس الحكومة على رئيس الجمهورية، لأنه لم يقطع العلاقات الديبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا، وانتهت بثورة ال1958. في العام 1966، حرد رئيس الحكومة على أحدهم، وتبنى حملة لتأديبه، فكانت النتيجة انهيار أحد أكبر مصارف لبنان والعالم العربي. في العام 1969، حرد رئيس الحكومة لستة أشهر كاملة، مطالبا باطلاق حرية العمل الفدائي الفلسطيني على الحدود الجنوبية، وكان له ما أراد باتفاقية القاهرة المشؤومة التي وضعت الاسفين الأول في نعش سيادة الدولة اللبنانية.

في العام 1973، حرد رئيس الحكومة واستقال، لأن رئيس الجمهورية لم يقل قائد الجيش اسكندر غانم، تحت زعم عدم التصدي للعملية الاسرائيلية في فردان، ووصلنا إلى اشتباكات أيار بين الجيش والمسلحين الفلسطينيين، والتي مهدت لحرب لبنان بعد عامين.

العام 1975، حرد رئيس الحكومة رافضا انزال الجيش لضبط الأمن ومنع انزلاق البلد نحو المجهول، فكان الانهيار الكبير والسقوط العظيم. في العام 1986، حرد رئيس الحكومة على رئيس الجمهورية، لأنه غطى اسقاط الاتفاق الثلاثي، وانتهى عهد الجميل بحكومتين إحداهما الشرعية ولا رئيس للجمهورية.

بعد الطائف، هدنة قصيرة عاد بعدها رئيس الحكومة إلى الحرد والاعتكاف والاستقالة. وكانت المعالجات السورية فورية من خلال وصف العقاقير السياسية، وكنت ترى الجميع هاشين، باشين، فرحين، مبتهجين وبما قسم لهم راضين مرضيين.

خرج الأوصياء وبقي الوكلاء، وانسحب العملاء إلى الظل لحين، وغاب اللقطاء بانتظار أيام أفضل. ليس من سيمائهم تعرفونهم، بل من تاريخهم وماضيهم والحاضر. وكلاء التفليسة، تجار البندقية، شطار القضية، أرباب المركنتيلية، مماسح المخابرات وروائح السفارات.

ركبوا على ظهور الناس 30 عاما، واليوم يركبون موجة الحراك، معتبرين البلد مضمار خيل وعلب ليل. اليوم يحاولون تعويض سقوط مشروعهم في الخارج والداخل، بوضع اليد على الحراك وتحويله قوة دافعة جديدة للتفجير بدلا من التغيير.

بعد شهر ونصف على الحراك، أي شي لم يتحرك على المستوى الحكومي. الحريري يقول إنه غادر ولن يعود، وصارت شروطه تقارع المستحيلات الثلاث وتضارع عجائب الدنيا السبع: لا للحزب، لا للتيار، لا للسياسيين في أي حكومة تكنوقراط يترأسها هو. انتخابات نيابية مبكرة، صلاحيات استثنائية لم يحصل عليها والده في أول عهده برئاسة الحكومة منذ 27 عاما، عدم المس بشخصيات مالية وأمنية وعسكرية وسياسية، عدم التطبيع مع سوريا، واغلاق الباب الذي يؤدي إلى اعادة النازحين أو عودة الحركة الاقتصادية بين البلدين. كل ذلك بانتظار ما ستؤول إليه المواجهة الكبرى في المنطقة، وقرار يقولون إنه قريب للمحكمة الدولية في لاهاي. باختصار: إما أنا رئيس حكومة وفق شروطي، أو اذهبوا إلى حكومة من دوني سموها ما شئتم.

لكن المخفي الأعظم في ما يحصل، يكمن في تدفيع "حزب الله" ثمن قلبه لمعادلة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، إلى المقاومة التي لا تقهر وبمفعول رجعي يعود ل2000. وفي تدفيع العهد ثمن وقوفه إلى جانب المقاومة، ورفض التوطين، والتصدي لقضية النازحين، وعدم الرضوخ لاملاءات ترسيم الحدود، واعادة النظر بتلزيمات البلوكات، وتوزيع الشراكات وخصخصة الشركات وحصحصة الصفقات، بمفعول ثأري يعود ل2006.

من بغداد إلى بيروت، خط مستقيم من التوترات السياسية والتوتيرات الميدانية، بدأت بالفساد وانتهت بتغيير نظام البلاد، بسلاح العقوبات والتظاهرات والاحتجاجات- وهنا لا تدخل التحركات المطلبية الصادقة والشريفة في هذا التصنيف- في وقت يتجه البلد إلى الافلاس، ولا أحد يتحرك للانقاذ حتى ولو بعد خراب البصرة.

ومن أوروبا التي تصارع القدر الأميركي، خبر غير مفرح لواشنطن، وهو ترحيب باريس ولندن وبرلين بست دول أوروبية تنضم إلى آلية المقايضة في instex، والتي تهدف إلى التحايل على العقوبات الأميركية ضد التجارة مع ايران، عن طريق تجنب استخدام الدولار.

في هذا الوقت، ينتظر اللبنانيون مصير الاسم الثالث وغيره من الأسماء، في الفرن الحكومي المستحدث والناشط، بالرغم من مشكلة الطحين وأزمة البنزين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في روزنامة الانتفاضة: إنه "أحد الوضوح". وفيه توضح أمران: الأول، أن الناس الذين نزلوا منذ شهر ونصف الشهر إلى الشارع، لن يخرجوا منه قبل تحقيق مطالبهم الواضحة والبسيطة. فالحشود عادت إلى الساحات في بيروت كما في المناطق المختلفة. وبالتالي فإن مراهنة السلطة على تعب الناس مراهنة خاسرة. الناس خسروا كل شيء، ولم يعد عندهم ما يخسرونه. والأكيد أن العمال الذين سرحوا وسيسرحون من أشغالهم، والموظفين الذين تتدنى رواتبهم، والمواطنين الذين يفقدون القيمة الشرائية لعملتهم الوطنية، جميع هؤلاء تحولوا وقودا إضافيا للإنتفاضة.

الأمر الثاني، أن التعبير عن الرأي يجب ان يبقى محترما. فالاختلاف في الرأي لا ينبغي أن يتحول خلافا ميدانيا. وهو ما حصل في بعبدا اليوم بين مناصرين ل"التيار الوطني الحر" وبين أهل الإنتفاضة. إن المشهد الاستفزازي الذي تابعناه لحظة بلحظة على طريق بعبدا، لا ينبغي أن يتكرر. فاللبنانيون ناضلوا طويلا كي لا يحكمون من أنظمة الرأي الواحد، وبالتالي فهم يرفضون رفضا قاطعا أن تصبح دولتهم نسخة سيئة عن أنظمة بائدة ومتحجرة لفظتها المجتمعات المتطورة، وصارت فقط صفحات صفراء في كتب التاريخ.

حكوميا، حراك جدي يحصل للتوصل إلى توافق على الاسم الذي سيكلف تشكيل الحكومة. وحتى الآن فإن اسهم السيد سمير الخطيب هي الأكثر ارتفاعا، والمعلومات تؤكد وجود توافق عليه من الكتل النيابية الأساسية، ومن القوى السياسية التي تتحكم في لعبة التكليف. كما تشير المعطيات المستقاة من أكثر من جهة، إلى أنه إذا ظلت الأمور تسير بالاتجاه الايجابي المطلوب، فإن رئيس الجمهورية سيدعو مبدئيا إلى الاستشارات الملزمة قبل نهاية الأسبوع الطالع.

ولعل المعطيات والأجواء الايجابية، هي التي دفعت النائب أنور الخليل ان يتوقع ولادة الحكومة الأسبوع المقبل. فهل ينتهي مخاض ولادة الحكومة فعلا بعد أيام، أم أن كل ما يعد حاليا لن يصل إلى خواتيمه السعيدة، وبالتالي فإن كل ما يطبخ سيكون مجرد طبخة بحص؟. الجواب رهن التطورات في الساعات الثماني والأربعين المقبلة الحاسمة. علما أن التجارب السابقة، علمت اللبنانيين ألا يتفاءلوا كثيرا، في ظل وجود طبقة سياسية لا تبالي إلا بمصالحها ومحاصصاتها وتركيباتها، وفي ظل سلطة لا تريد أن تسمع صرخات الناس المقهورين والموجوعين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مضى "أحد الوضوح" من دون أن يسجل أي وضوح على صعيد المشاورات المرتبطة بالحكومة.

الأكيد حتى الساعة، أن الأسبوع المقبل لن يكون أسبوع اعلان رئيس الجمهورية موعد الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف، لأنه وبحسب المعلومات المتوافرة، كلما حلت عقدة، برزت عقد، وكأن كل ما يسرب عن إيجابية في التفاوض وصلت إلى حد التداول بالحقائب والأسماء، ليس سوى ملهاة أو حتى مناورة.

وهنا تقول المعطيات، أن المرشح الأكثر حظا للتكليف، أي سمير الخطيب وهو يقود ما يشبه المفاوضات بين جميع الأفرقاء، رميت أمامه عقدة جديدة عنوانها هذه المرة حقيبتا المالية والخارجية، ومن حصة من ستكونان في الحكومة العتيدة، وأن هذه العقدة ووجهت بطرح مضاد قضى بالتمسك بحقيبة الخارجية والداخلية، ما أطاح بكل الأجواء الايجابية التي ضخت في الساعات الماضية.

في المقابل، تقول مصادر أخرى أن العقدة ليست في الحقائب، إنما في موضوع لا يعرفه إلا قلة من المعنيين، في وقت تؤكد مصادر مقربة من الرئيس الحريري للـLBCI، أن الحريري أعطى دعمه المطلق للخطيب لتشكيل الحكومة، منذ طرح اسمه، وأن كل ما يجري من تفاوض مع الثنائي الشيعي لا علاقة للرئيس به، إنما هو مرتبط بالطرف المعني به فقط أي بسمير الخطيب.

وفيما يرتبط دعم الحريري للخطيب، بشكل الحكومة التي يقبل بها رئيس الحكومة المستقيل، تقول المصادر المقربة من "التيار الوطني الحر"، الذي التقى رئيسه جبران باسيل سمير الخطيب، إن باسيل يقدم كل التسهيلات اللازمة بغية الوصول إلى حكومة لا اعتراض عليها، لا من حيث نوعية الوزراء، ولا من حيث قبول الشارع بهم، ولا حتى من حيث تأمين الثقة النيابية لهم.

كل ما تقدم في خبايا التفاوض، يجعل الأمور تزداد صعوبة. والأخطر يظهر بوضوح أن سياسيينا وكعادتهم، تركوا كل مصائبنا وعادوا يتنازعون الحقائب، وكأن كل ما يجري في الشارع لا يصلهم. هذا في وقت يشتد فيه الخناق أكثر فأكثر حول رقاب اللبنانيين، الذين صدحت أصواتهم في الساحات اليوم، فيما خفت صوت ناجي في عرسال إلى الأبد، فناجي قرر التوقف عن الحياة لأنه مديون بحوالى 700 ألف ليرة.

من له أذنان للسماع فليسمع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"أحد الوضوح" في الساحات، في موازاة "أحد الغموض" في الاستشارات. وطريق بعبدا المعبدة أمام المتظاهرين، ظلت غير سالكة للنواب المجهزين بسلاسل سياسية. فعلى دروب القصر معركة دفاع وهجوم، دارت بين حماة الرئيس، ومتظاهرين من أفواج حزب "سبعة"، مدعومين من العسكريين المتقاعدين وبعض المجموعات الناشطة في الحراك.

وفيما التوتر طبع تحرك بعبدا، كانت بقية الساحات تتخذ أشكال الوحدة، من المتحف والسوديكو ومصرف لبنان، وكلهم باتجاه وسط البلد. وسواء عند طريق القصر، أو الطرق الرئيسة الأخرى، فقد جاءت الشعارات مصوبة نحو الاستشارات، لكن القرار في شأن هذه الخطوة الدستورية، ظل في أدراج رئيس الجمهورية الذي لم يحدد الدعوة، على الرغم من أن أوساطه ووزراءه ونوابه، كانوا يؤكدون حصولها بداية الأسبوع الطالع.

وتجميد التشاور الملزم، تقابله مشاورات على خط التكليف، أجراها المهندس سمير الخطيب مع رئيس "التيار الوطني" الوزير جبران باسيل. ووفقا لمعلومات "الجديد"، فإن باسيل قدم التزاما للمرشح الخطيب، يتعهد فيه الخروج من أي تشكيلة، على أن يستكمل الخطيب حركة مشاوراته باتجاه خط الثنائي الشيعي. وبذلك يكون "استشاري" الدولة، قد دخل منطقة ترسيم الحدود السياسية للحكومة.

لكن "حزب الله" سيفاوض الخطيب وقلبه مع الحبيب، يطرح رؤيته لمهندس الحكومة، ويتطلع إلى الدكتور سعد، مفضلا الدائم على الموقت، والتصريحات السياسية لوزراء ومسؤولي "حزب الله"، كشفت عن الميول السياسية، كإعلان الوزير محمود قماطي أن الحزب لا يزال يرشح الحريري.

وتنسجم ميول "حزب الله"، مع تطلعات فرنسية جرى تسريبها صحافيا، عن نصائح من دارة ماكرون بإعادة تكليف الحريري، مع بعض المغريات الدولية ماليا. وحتى الساعة، فإنه سيترك للخطيب استنفاذ مهمته حتى الرمق الأخير، قبل الانتقال إلى الخطوة التالية، لكن المواطنين هم من يتحملون تبعات هذا الصبر.

 

خيارات لبنان محدودة في ظل استمرار هيمنة “حزب الله” على شؤونه

المساعدات العربية والدولية للبنان مشروطة بحكومة قوية مستقلة تحارب الفساد وتلتزم الإصلاحات

لبنان إما الانصياع للقوانين الدولية في إطار العقوبات الأميركية وإما الارتماء في الحضن الإيراني

ضرورة وضع خطة في لبنان إنقاذ اقتصادية تلتزم بمؤتمر “سيدر” الدولي وتجنب الدولة سيناريو الانهيار

بيروت ـ”السياسة”: /01 كانون الأول

غير مبالين بمطالب الثورة المستمرة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، يمعن مسؤولو لبنان في أخذ البلد إلى مزيد من الفراغ الحكومي، من خلال عدم المسارعة إلى تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتشكيل حكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة التي تنتظر البلد، وتحمل في طياتها الكثير من المخاطر على حاضره ومستقبله، بعد تشكيل الحكومة وبصرف النظر عن الشخصية التي ستتولى رئاستها، سواء كان الرئيس سعد الحريري أو غيره، باعتبار أن الحكومة الجديدة ستكون أمام اختبار إثبات مصداقيتها أمام المجتمع الدولي الذي يخوض معركة شرسة ضد الإرهاب.

فلبنان الذي بات يرزح تحت وطأة سلاح “حزب الله” المتحكم بمفاصل اللعبة السياسية، لن تكون الخيارات أمامه كثيرة، وبالتالي عليه أن يختار بين الانصياع للقوانين الدولية المفروضة على الحزب في إطار العقوبات التي جرى إقرارها من قبل الولايات المتحدة، أو الارتماء في الحضن الإيراني، ومع ما لذلك من تداعيات كارثية على المؤسسات اللبنانية التي لن تكون بمنأى عما ينتظرها من عقوبات، إن أخل لبنان بواجباته. مع اتساع هوة الانقسامات الداخلية، فإن الشكوك تتزايد بمدى صدقية المجتمع الدولي الالتزام ببنود مؤتمر سيدر لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، سيما وأن الدول المانحة ليست متحمسة لمساعدة لبنان الخاضع لسيطرة “حزب الله”، فيما حكومته عاجزة عن القيام بما هو مطلوب منها من إصلاحات، حيث أن للقوى الحليفة لإيران الكلمة الفصل، وهو ما ضاق به الرئيس الحريري ذرعاً وجعله يستعجل تقديم استقالته بعد اندلاع الثورة، خلافاً لرغبة “حزب الله” وحلفائه.

وهو ما يطرح مجددا السؤال بشأن كيفية مواجهة الحكومة الجديدة للواقع المؤلم الذي ينتظر البلد بعدما أصبح الانهيار الاقتصادي قاب قوسين؟ وهل لديها الجرأة أن تقول لـ”حزب الله” كفى وأنه آن الأوان لكي يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار؟ وهل سيقدم لبنان على التخلص من الهيمنة الإيرانية، ويستعيد دوره في محيطه العربي شاء “حزب الله” أم أبى؟

في هذا السياق، يشدد عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب الدكتور محمد الحجار لـ”السياسة”، على أن “مصلحة لبنان تتقدم على أي اعتبار آخر،. لذلك يجب أن تبدأ المعالجة من الملف الاقتصادي الذي يضغط على الجميع، ما يستوجب استنفاراً شاملاً من أجل اجتراح الحلول اللازمة”، مؤكداً أنه “لا يمكن التأخير في تشكيل حكومة اختصاصيين وإعداد بيان وزاري يحدد سبل المعالجة، لا يستغرق الكثير من الوقت، لأن ما عدا ذلك هو مقامرة لا يمكن التكهن بنتائجها. فالأولية هي للأزمة الاقتصادية والمالية التي لا تنتظر التأخير، الأمر الذي يفرض القيام بالإصلاحات المطلوبة، من خلال تشكيل حكومة تحوز ثقة المجتمع الدولي الذي يربط مساعدة لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة منه”.

ويشير الحجار، إلى أن “ظروف لبنان صعبة وتنتظره تحديات لا يمكن الاستهانة بها”، مشدداً على أن “الاميركيين قالوا ما يريدون، وهم معروفون أنهم يضعون مصالحهم فوق أي اعتبار آخر، في حي أن مصلحة لبنان أولاً وأخيراً في تكاتف أبنائه وتضامنهم ونذهب باتجاه تأليف حكومة اختصاصيين وليس أي حكومة أخرى”. مؤكداً أن “موقع لبنان الطبيعي داخل الحضن العربي، وليس في الموقع الإيراني، لأننا أولاً وأخيراً عرب. وليس لدينا مشكلة مع إيران على قاعدة عدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وبالتالي عليها عدم التعاطي مع التعاطي مع المسلمين الشيعة، كأنهم جاليات تابعة لها”.

مضيفا أن “الشعب الثائر منذ أكثر من شهر ونصف الشهر يدرك جيداً حقيقة ما يجري في لبنان، ولم تعد الأمور خافية عليه، بعدما بلغ الفساد والانهيار مستويات لا يمكن أبداً السكوت عنها، الأمر الذي يفرض وضع خطة مدروسة لمواجهة كيفية إصلاح الوضع وتفادي الانهيار قبل حصول الكارثة، لأنه إذا لم نساعد أنفسنا فلن يقف أحد معنا من الأشقاء والأصدقاء”.

يرسم من جانبه نائب “القوات اللبنانية” العميد وهبي قاطيشا صورة قاتمة لمستقبل الأوضاع في لبنان، مشيراً ل”السياسة”، إلى أن “الأمور تتجه نحو الأسوأ في ظل بقاء هذه السلطة التي لا تضع مصلحة الناس أولوية، بعدما بلغ الانهيار الاقتصادي مستويات خطيرة، دون أن يحرك المسؤولون ساكناً، ولا يعون حقيقة ما يتهدد البلد من أخطار داخلية وخارجية”، مؤكداً أن “قيام دولة حقيقية، يكون بقيام دولة قانون ومؤسسات، وبجعل قرار الحرب والسلم حكراً بيد الدولة دون غيرها، وأن يكون السلاح حصراً بيد الجيش اللبناني وحده”، ومؤكداً أن وجود حكومة تشكل خصيصاً لإنقاذ البلد، يشجع المجتمع الدولي على المساعدة من خلال مؤتمر سيدر. ويشدد قاطيشا، على أن “مصلحة لبنان تقتضي أن تكون للحكومة مهمة محددة وهي العمل على الإنقاذ الاقتصادي، تفادياً للانهيار المحتوم إذا بقي الوضع على ما هو عليه، وفي الوقت نفسه علينا تحييد البلد عن المحاور الخارجية، وأن يكون عملنا مركزاً على كيفية حماية لبنان من الأزمات الخارجية وما يمكن أن تتركه من انعكاسات بالغة السلبية عليه”.

وفي سياق متصل، يعتبر القيادي في “تيارالمستقبل” الدكتور مصطفى علوش، أن “التحديات التي تنتظر لبنان كبيرة، ما يوجب وجود حكومة اليوم قبل الغد تصلح الوضع، وفي الوقت نفسه قادرة أن تحظى بالثقة الداخلية والخارجية، بحكم أن لبنان لا يمكن أن ينهض إلا بمساعدات دولية عاجلة”، مشددا على “ضرورة تحقيق التوازن في الحكومة العتيدة، من أجل الحصول على الدعم الدولي الذي لن يتوفر إلا إذا أصبح قرار الدولة بيدها وحدها”. وقال، أن “هناك إجراءات واضحة ينبغي القيام بها لإخراج البلد من أزماته”. واعتبر، أن “الأميركيين لا يعيرون أهمية لنتائج العقوبات على لبنان أو غيره، لأن هدفهم الأول والأخير معاقبة إيران وأذرعها في المنطقة، وفي الطليعة “حزب الله”، ما يفرض على الحكومة أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار”، مشدداً على أن “الأمر الأهم هو إيجاد طريقة لإصلاح العلاقة مع الدول العربية، والابتعاد عن إيران التي لا تشكل أبداً بديلاً لأصدقاء لبنان”.

 

مسيرات “أحد الوضوح” تطالب بحكومة انتقالية تسقط “فزاعة الحرب الأهلية”

الراعي: لبنان الجديد ثمرة هذه الانتفاضة وآن الأوان ليجلس القابضون على السلطة على طاولة الحوار

بيروت ـ “السياسة” /01 كانون الأول

 شهدت مسيرات “أحد الوضوح” التي انطلقت ثلاث منها في بيروت، من ثلاث مناطق: هي المتحف والحمراء وجعيتاوي بعنوان “وحدة وتضامن الشعب اللبناني”، التقت مجتمعة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وطالب المتظاهرون بـ”حكومة انتقالية لا تتمثل فيها منظومة السلطة من أجل اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة الانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه الطبقة الحاكمة، استقلالية القضاء والمباشرة بملاحقة الفاسدين وناهبي الأموال والممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك الودائع المصرفية”. كما طالبوا بـ”إسقاط فزاعة الحرب الأهلية ونظامها السياسي والثقافي، والتأكيد على وحدة ساحات الانتفاضة الشعبية وسلميتها”. وكانت المسيرة التي انطلقت من امام المتحف باتجاه السوديكو، ضمت عددا من ممثلي الجمعيات الاهلية والمدنية الذين رفعوا شعار “الثورة” و”محاربة الفساد” وحملوا في أيديهم اغصان الزيتون، ولبس بعضهم قمصانا بيضاء للدلالة على السلام. كما نظمت تظاهرات للحراك في بعلبك وكفرمان، طالبت بالإصلاح ومحاربة الفساد. وعقدت “الهيئة العامة لهيئة تنسيق الثورة” اجتماعا عاما في منطقة المتحف بعد اكثر من شهر على إطلاقها، حضره ما يقارب المئة شخص يمثلون مختلف مكونات الهيئة التي تضم أكثر من سبعين مجموعة وحزبا.

وأوضح عضو “هيئة تنسيق الثورة” المحامي عباس سرور ان “اللقاء خصص لدراسة إنجازات الثورة وإخفاقات الهيئة منذ انطلاقها في 17 تشرين الاول”، مؤكدا أن “الهيئة لا تمثل الثورة بأكملها، وهي بالتالي غير مخولة بقيادتها او التحدث باسمها، فلا وجود لقائد في هذه الثورة، إنما يقتصر دور الهيئة على مواكبة الثورة والثوار في الساحات من خلال المجموعات التي تتكون منها الهيئة”.

ولفت سرور الى ان “الرؤية السياسية التي تجمع معظم ساحات الحراك هي تشكيل حكومة مرحلية من أشخاص لم يدنسهم الفساد وتقوم على ضرب الفساد ووجوب اصدار قوانين تعزز استقلالية القضاء واسترداد المال العام المنهوب، واقرار قانون انتخاب جديد واتخاذ اجراءات عاجلة لوقف التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي، ومنع فرض اي ضريبة على الفقراء وإجراء انتخابات نيابية مبكرة”. وختم سرور، مؤكدا “وجوب استمرار المطالب والانتفاضة في تاريخ لبنان حتى الوصول الى معالجة آلام الفقراء وتحقيق آمالهم كافة”.

في المقابل، نظم مناصرو رئيس الجمهورية ميشال عون تظاهرة على طريق القصر الجمهوري وسط انتشار واسع للقوى الأمن. واعتبر مناصرو الرئيس عون ان “رئيس الجمهورية اطلق مبادرات عديدة للحوار معهم لكنهم يرفضون”، مشددين على ان “الرئيس عون خط احمر ورافضين اي تطاول عليه”، في مقابل تظاهرة للحراك دعت عون للاسراع في الاستشارات، في ظل انتشار عسكري كثيف. وقطع محتجون من أبناء البداوي، الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار، وصولا الى الحدود عند مدخل الحارة الجديدة في البداوي. وكذلك قطعوا الطريق الفرعية المحاذية، حيث عمل الجيش على تحويل السير بإتجاه الطريق البحرية او صعودا باتجاه طلعة وادي النحلة، جبل البداوي باتجاه القبة في طرابلس.

كما اعتصم عدد من المواطنين من العبدة وحلبا ووادي خالد والدريب في ساحة البيرة، بدعوة من “ثوار” الدريب- عكار، ورفعوا شعار “قبضة الثورة”. وقد عبر المعتصمون عن “الوجع والفقر وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية في الأسواق اللبنانية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية”.

إلى ذلك، وفي ظل حالة المراوحة التي يشهدها الملف الحكومي، توقع عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل “ولادة الحكومة في الاسبوع المقبل على الصورة التي يرديها الشعب والحراك الشعبي. وأشار إلى أنه “نهاية هذا الاسبوع بدأت الحركة تبين بأن يكون لدينا حكومة في الاسبوع المقبل وكلام الاعلام وما لدينا من معلومات محدودة تشير الى ان عملية التأليف ستتبع مع عملية التكليف بسلة واحدة، واذا صح هذا التوقع، سيحمل الاسبوع المقبل الى اللبنانيين الخبر الذي كنّا نترقبّه منذ مدة طويلة، ونأمل ان تأتي هذه الحكومة على الصورة التي يريدها الشعب والذي يطالب بها الحراك الشعبي”.

وأضاف الخليل: “لا ننسى الاشكالات المتعلقة بالموضوع الاقتصادي والمالي والمصرفي والتي لا يمكن ان تحل اطلاقا إلا بوجود حكومة مسؤولة. وعلى الحكومة بعد التشكيل ان تذهب فورا الى معالجة الموضوع الاقتصادي، وهنالك لائحة اتفق عليها وهي اللائحة الاصلاحية التي قدمها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري”.

من جانبه، رأى البطريرك بشارة الراعي أنه “نعيش ازمة تشكيل حكومة انقاذ مصغرة وولادة لبنان الجديد ستكون ثمرة هذه الانتفاضة”. وأعلن في عظة الاحد أنه “آن الاوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لانقاذ الدولة من الموت”. مضيفا “هنا تكمن عقدة الأزمة السياسية في لبنان، أزمة تشكيل حكومة تكون حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات ومنيعة بتجارب، لكن قرار تشكيل مثل هذه الحكومة يقتضي وجود رجال دولة يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار”.

واعتبر الراعي أن القابضين اليوم على السلطة السياسية لو قدروا لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادي وإلى حافة الإفلاس المالي، وإلى إفقار الشعب، وإقفال العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية، وإضعاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية من خلال إضعاف قدرة الشعب.

وأردف، قائلاً: “آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى، خالعين عنهم ثياب مواقفهم المتحجرة ومصالحهم الرخيصة وحساباتهم البخيسة، ويقول كل واحد منهم في قرارة نفسه خطيئتي عظيمة”.

إلى ذلك، شهد مصرف لبنان فرع صيدا تجمعا لعدد من المحتجين عند مدخله، وعلق المحتجون لافتتين كبيرتين عند بوابته الحديدية نددوا فيهما بسياسة المصرف المالية، واطلقوا هتافات مناهضة لحاكم المركزي وافترشوا الارض، وأقيم لقاء حواري، بعنوان: “نحنا والمصارف شو النا وشو علينا”، وسط انتشار لعناصر من الجيش. على صعيد آخر، دعت إدارة منشآت النفط الى فض عروض استيراد مادة البنزين، في حضور وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني خوري، اليوم، في مبنى المنشآت في الحازمية. وأشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقر، إلى أن المحطات ستتسلّم الوقود صباح اليوم من الشركات المستوردة للنفط”. وأكد ابو شقرا، انه “لّا أزمة محروقات في الأسواق”.

 

“الاشتراكي” ينفي إحراق خيمة للحراك بعاليه

بيروت ـ”السياسة” /01 كانون الأول

 نفى الحزب التقدمي الاشتراكي، “كل الاتهامات التي تطاولها بشأن احتراق خيمة للحراك في عاليه، مؤكدا أن لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر”، داعيا الأجهزة المختصة لمراجعة الكاميرات في المنطقة وإلقاء القبض على الفاعل وإحالته إلى الجهات المعنية. واستنكرت بيان لدائرة عاليه المركزية في الحزب الديمقراطي اللبناني، الإعتداء الجبان التي قامت به اليد التخربية من خلال محاولة إحراق خيمة المعتصمين في الحراك المدني في عاليه. وأكدت الدائرة حرص الحزب على حماية حق التعبير السّلمي والتظاهر المطلبي المحق والذي يهدف إلى تأمين الحدّ الأدنى من العيش الكريم للمواطن، وإلى كشف الفساد والفاسدين منذ عقود ولغاية اليوم ومحاسبتهم، داعية الأجهزة الأمنية والقضائية لملاحقة وكشف هويّة المخلّين بالأمن واتخاذ الإجراءات القانونيّة بحقّهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قائد الجيش للسياسيين: اضبطوا المناصرين وشكلوا حكومة

المركزية/01 كانون الأول

وسط فوضى سياسية – مالية – مطلبية - أمنية غير مسبوقة تسيطر على الساحة الداخلية، جال قائد الجيش العماد جوزيف عون على عدد من القيادات امس، فالتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اضافة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. خطوة عون لافتة للانتباه وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، وقد أرادها لايصال جملة رسائل الى مَن يعنيهم الامر. رسائل ذات أبعاد سياسية – أمنية ومالية ايضا.

على الصعيد الاول، حاول "القائد" حثّ العاملين على خط "التكليف والتأليف" على الاسراع في مهمّتهم. فالازمة في البلاد "سياسية" بامتياز، وما التطوراتُ "السلبية" المتوالية فصولا في الشارع، او في المصارف ومحطات الوقود والافران او في المحلات التجارية، الا من متفرعاتها ونتائجها. وبالتالي، فإن أسرع الطرق الى التهدئة وعودة الامور في البلاد الى الانتظام، يكمن في تشكيل حكومة جديدة. والحال، تضيف المصادر، أن الجيش يدفع أغلى الاثمان في ظل التخبّط الحاصل. فقواه وعناصره، أُنهكت واستنزفت على الارض، وهي تواكب منذ 17 تشرين الماضي، التحركات التي لا تهدأ ليل نهار، على طول الاراضي اللبنانية. فتصطدم مع هذا الطرف هنا، لمنعه من قطع الاوتوستراد، قبل ان يراشقها الطرفُ الاخر بالحجارة هناك، بعد ان قرر التصدي بنفسه، للشارع الخصم في السياسة. كل ذلك فيما مهمة الجيش يجب ان تكون على الحدود، لا في الداخل.

وبحسب المصادر، فان العماد عون، الذي رافقه في جولته مدير المخابرات العميد انطوان منصور، طالب القيادات بالعمل جديا على ضبط قواعدها. ففي حال استمر التعثر في السياسة، ولم يتحرّك السياسيون للجم مؤيديهم المتهورين- الذين هددوا السلم الاهلي بوجوه سافرة دونما خوف من أي رقابة او حساب، في الرينع ومونو وصور وبعلبك وعين الرمانة- فإن الحؤول دون وقوع الفتنة "المشؤومة" بين اللبنانيين، سيصبح أكثر صعوبة. ونداءُ القائد هنا "جنّبوا البلاد والجيش هذه الكأس المرة، ولا تضعوه في "بوز المدفع"، وامام تحدّ قد يتهدد وحدته".

الى ذلك، أوضح قائد الجيش لمضيفيه ان إقحام المؤسسة العسكرية، في الزواريب السياسية الضيقة، امر مرفوض. فالترويج لكونها تنفّذ أجندة هذه الدولة او تلك، خطير وغير مبرر، خاصة وانها تتحرّك وفق قاعدة واحدة "حماية اللبنانيين، كل اللبنانيين". فالجيش جيش الشعب وليس جيش "النظام". وعمليا، حريةُ المواطن في التعبير عن الرأي والاعتراض يجب ان تحميها المؤسسة العسكرية، تماما كما حق المواطن في التنقل. وهذا تماما ما تفعله على الارض. ومحاولة تحميله مسؤولية عدم وصول نواب الى البرلمان، في غير مكانها لانه قام بواجباته يوم الجلسة التشريعية، على أكمل وجه، فالثوار لم يقطعوا الطرق لا بالاطارات ولا بالعوائق بل تجمّعوا في الشوارع، فهل كان المطلوب ان يزيحهم بالقوة؟

المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة الاستثنائية من عمر لبنان، تأتي في وقت تبدو مخصصات عناصره وأفراده ورواتبهم، مهددة. صحيح انهم لا زالوا يتقاضونها، الا ان الوضع الدقيق والحرج الذي تتخبط فيه المالية العامة، يجعل القلق من المستقبل مبررا. وعليه، لا بد ان يكون قائد الجيش أبلغ بري والحريري والحاكم سلامة، ان تأمين حاجات المؤسسة العسكرية كلّها، من مأكل ومشرب وطبابة ورواتب ومستلزمات عسكرية ولوجستية (...)، يجب ان يبقى الاولوية المطلقة لديهم. فأي خربطة او تأخير في الاستحقاقات، لن تكون نتائجه حميدة وسترتد سلبا ليس فقط على أداء العسكر في الميدان، بل على معنوياتهم ايضا، خاصة وان جزءا كبيرا منهم أظهر تعاطفا مع المنتفضين ومطالبهم المعيشية المحقة... فهل ستلقى مناشدات عون الآذان الصاغية؟

 

ألفرد رياشي: كفى مضيعة للوقت وتشكيل الحكومة ليس حلاً

أم تي في/01 كانون الأول/2019

حذر الأمين العام للمؤتمر الدائم الفدرالية الدكتور الفرد رياشي بأن ما يتم تداوله عن تأليف حكومة أكانت سياسية، تكنو-سياسية أو حتى تكنوقراط لن تحل المشكلة الاقتصادية ولا اي مشكلة أخرى، بل ستؤول إلى تفاقم الامور للمزيد من الانهيار. كاشفاً بأنه تم تقديم للمعنيين مقترح يتمثل بتأليف حكومة طوارىء مصغرة وضمن صيغة معينة وليس من خلال ما يتم التسويق له حالياً حيث يتم عندها خلق خلية أزمة اقتصادية كما تعمل على تفعيل التواصل مع الخارج وتضم ايضاً الحقائب الحياتية الأساسية لتسيير شؤون البلاد، ليتم فوراً وبالتوازي تأسيس "مجلس انقاذ" يعمل على إيجاد الحلول للمسائل الخلافية الاستراتيجية... وذلك من اجل فك الاشتباك مع الغرب (متحفظاً على ذكر المزيد من التفاصيل) لتتمثل فيه القوى السياسية الأساسية وتعطى له صلاحيات دستورية مؤقتة لغاية الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد، وبذلك نكون حلينا معضلة تشكيل الحكومة.

وأضاف رياشي: "لهذا فأننا نعود ونحذر وكما نبهنا سابقاً وتكراراً وقبيل تشكيل الحكومة الأخيرة، انه اذا لم نعمل على إيجاد حل جذري وليس "ترقيعي" كما يحكى، فأن النتيجة الحتمية ستكون كارثية وسيتحمل مسؤوليتها المعنيين من القوى السياسية ومن دون أي استثناء".

 

كيف إلغيت الحرب الإسرائيلية الأمريكية على لبنان التي كانت مقررة فجر يوم الأحد 27 أوكتوبر/تشرين الأول 2019

وكالات/01 كانون الأول/2019

في أواخر شهر سبتمبر/أيلول العام 2019، وصلت معلومات استخباراتية إلى حزب الله، بأن إسرائيل وبمساندة لوجستية أمريكية وبتمويل المملكة العربية السعودية ستشن حرباً تدميرياً على الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية إضافة لقصر بعبدا ومناطق حيوية على كافة الأراضي اللبنانية. وقد حددت ساعة الصفر فجر يوم الأحد 27 أوكتوبر/تشرين الأول العام 2019.

سافر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصياً وبشكل مفاجئ في زيارة سرية إلى طهران للقاء المرشد الإيراني الإمام السيد علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني ليبلغهما عن المعلومات المؤكدة لدى الحزب عن نية إسرائيل وأميركا لشن الحرب على لبنان لإستهداف حزب الله والمناطق الحيوية فيه، بإسناد من البحرية الأمريكية المتواجدة في مياه شرق المتوسط، وفي منطقة الخليج بحال تحركت إيران وقطاع غزة واليمنيين لمساندة حزب الله.

عاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى لبنان حاملا معه "معادلة نصر" حيث تم إستنفار عام لكافة القطاعات العسكرية في حزب الله ووضعت كافة خططت المواجة بالتزامن مع جهوزية الجيش والحرس الثوري الإيراني لمواجهة كافة الإحتمالات.

بعد التأكد من جهوزية المقاومة وإستعدادات إيران؛ أبلغ حزب الله السفير الألماني في بيروت خطة العدوان الإسرائيلي الأمريكي وساعة الصفر، كما أبلغ السفير الألماني إنذار المقاومة الشديد اللهجة بإن هذا العدوان سيواجه وسيصد بكافة الطرق الحربية مهما كلف الأمر وإن الأوامر قد أعطيت لكافة القطاعات في حزب الله أن تبدأ عملياتها العسكرية فور وقوع أول صاروخ عدواني على أي مكان في لبنان وتنفذ الخطط المرسومة دون الرجوع للقيادة المركزية، على أن يشمل الرد على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة من مطارات وموانئ ومخازن عسكرية ومدنية، إضافة لمخازن الأمونيا ومحطات الكهرباء والمياه والمفاعلات النووية، مع إسقاط الطائرات وإستهداف كافة القطع البحرية الإسرائيلية والأمريكية المعادية.

وصلت الرسالة التحذيرية لواشنطن، التي أبلغتها بدورها لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووجوب إلغاء خطة الهجوم فوراً على لبنان. وتم الإتفاق بين وزير الدفاع الأمريكي ديفز مارك أسبر وبين بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل على اللقاء فوراً مساء يوم التالي الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول في الرياض/المملكة العربية السعودية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتشاور.

في التفاصيل؛ غروب الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول أقلعت طائرة خاصة (تشالنجر جت 604) مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية تحت رقم (N 556 US cl-60) مجهولة إسم المالك من مطار بونغوريون/ إسرائيل وعلى متنها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يرافقه يوسي كوهين رئيس الموساد الإسرائيلي فجأة إلى مطار عمان/الأردن حيث مكثت دقيقتين (ليتم غسل قيودها حيث لا رحلات مباشرة للطائرات بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية لأن لا علاقة دبلوماسية بينهما) ثم تابعت رحلتها مباشرة إلى مطار الرياض/المملكة العربية السعودية لتحط جانباً في آخر مدرج المطار حيث تزامن وصول طائرة ديفز مارك أسبر وزير الدفاع الأمريكي يرافقه جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي طائرة وزير الدفاع الأمريكي عقد الإجتماع سري بين بنيامين نتناهو يرافقه يوسي كوهين وديفز أسبر يرافقه جاريد كوشنر والأمير محمد بن سلمان يرافقه الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي حيث تم إبلاغ الأمير محمد بن سلمان بأن خطة الهجوم على لبنان وحزب الله قد تم إلغائها وإن تهديد إيران وحزب الله جاد جداً وإن إسرائيل أمام خطر وجودي خطير إضافة للقواعد الأمريكية في المنطقة ومصالحها الإستراتيجة وتدمير المدن السعودية والبنى التحتية فيها.

عادت طائرة بنيامين يتنياهو أدراجها مباشرة إلى مطار تل أبيب بعد مكوثها في مطار الرياض لمدة 58 دقيقة.

منقول

المصدر:

1- تزفي جوفر – صحفي في جيروزالم بوست

2- آفي شارف – صحفي في ها آ ريتز

3- يوسي ملمان – صحيفة في معاريف

4- صحيفة يسرائيل هيوم

 

دعوتان إلى الاضراب غدا في طرابلس واغلاق المؤسسات الرسمية في عكار

وطنية/الأحد 01 كانون الأول 2019

دعا منظمو الحراك الشعبي في ساحة عبد الحميد كرامي "النور" في طرابلس، إلى "إضراب عام غدا بغية التصعيد". وأعلن منظمو الاعتصام في خيمة حلبا- العبدة- الجومة وحراك رحبة، في بيان، دعم الاضراب "الذي دعا اليه الحراك الطلابي في عكار، والمشاركة في المسيرة الطلابية عند الساعة 9,30 صباحا في حلبا"، طالبين "من المدارس، ترك الحرية للطلاب الراغبين بالاعتصام وعدم ممارسة أي ضغط عليهم". وأكدوا أنهم لن يقطعوا الطرقات، داعين "أهلنا العكاريين إلى المشاركة صباحا في الساحات والتجمع لاغلاق المؤسسات الرسمية".

 

الجيش عن توقيفات طرابلس: إحالة موقوفين إلى القضاء والإبقاء على 9 بينهم سوريان وافريقي للتوسع في التحقيقات

وطنية/لأحد 01 كانون الأول 2019

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، اليوم، البيان الآتي:

"إلحاقا ببيانها السابق حول توقيفات حصلت في مدينة طرابلس بتاريخ 26/11/2019 على خلفية قيام أشخاص بإلقاء رمانة يدوية على عسكريين، والتعرض للأملاك العامة والخاصة، فقد أحيل معظم الموقوفين إلى القضاء المختص، وتم الإبقاء على تسعة منهم بينهم سوريان وإفريقي اعترفوا بالمشاركة في عمليات الشغب والتعرض للعسكريين عبر رميهم بالحجارة، وتحطيم أجهزة الصراف الآلي لعدد من المصارف.

وقد تبين وجود خلاصات أحكام صادرة بحق عدد منهم".

 

مسيرة نسائية في صيدا رفضا للحرب والفساد والتفرقة والتخويف

وطنية/الأحد 01 كانون الأول 2019

صيدا - انطلقت من دوار القناية في صيدا، باتجاه ساحة الاعتصام عند تقاطع ايليا، مسيرة نسائية بعنوان "نساء ضد الحرب رفضا للفساد والتفرقة والتخويف"، شاركت فيها نساء من صيدا والجوار، وهن يحملن الأعلام اللبنانية ويطلقن الهتافات الداعية إلى الوحدة، إضافة إلى الهتافات المطلبية. وبحسب عدد من منظمات المسيرة، فإنها "رسالة لكسر كل حواجز الطائفية والمذهبية، وإبعاد شبح الحرب والاقتتال الداخلي"، وللتأكيد أن "صيدا مثل باقي المناطق، ستبقى موحدة وبعيدة عن كل أشكال الفتن، وستبقى مدينة للتنوع والعيش المشترك، موحدة بأهلها وجوارها من مختلف أطيافهم وانتماءاتهم، تقدم نفسها من جديد نموذجا للتلاقي والوحدة الوطنية".

 

في صيدا: إضاءة شموع تحية لروح حسين العطار ومسيرة إلى فرع مصرف لبنان ومواطن حاول إحراق نفسه

وطنية/الأحد 01 كانون الأول 2019

صيدا - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" أن المحتجين في ساحة إيليا في صيدا وجهوا مساء اليوم تحية لروح الشهيد حسين عطار، في حضور والده حسن العطار ووفد من عائلته وأصدقائه. وقد رفعت صورة كبيرة للعطار في الساحة، ووقف المشاركون دقيقة صمت وقرأوا سورة الفاتحة لروحه، كما أضاؤوا الشموع تحية لروحه. وألقى والد الشهيد كلمة حيا فيها صيدا ونضال الشهيد معروف سعد والحراك الشعبي، مشددا على "أهمية استمراره حتى تحقيق الأهداف وكي لا تذهب الدماء هدرا". وكان قد حضر الى الساحة الفنان خالد الهبر وأدى مجموعة من أغنياته.

مسيرة

كذلك انطلق المحتجون في ساحة ايليا في تظاهرة حاشدة باتجاه مصرف لبنان في صيدا، وتوقفوا أمامه مطلقين هتافات منددة بالسياسة المصرفية والمالية.

وبعد انطلاق المسيرة أقدم م.ص.ن. (مواليد العام 1981) على صب مادة البنزين على نفسه محاولا إحراق نفسه، فعمل عناصر مخابرات الجيش على إبعاده ومنعه من ذلك.

 

تجمع لامهات تلامذة الكفاءات في ساحة الشهداء بعد رفض المدرسة استقبالهم

وطنية/الأحد 01 كانون الأول 2019

تجمع عدد من الامهات مع ابنائهم وموظفات من مدرسة الكفاءات لذوي الاحتياجات الخاصة في ساحة الشهداء، بعد رفض المؤسسة استقبال التلامذة واعادتهم الى منازلهم.

ويتحضر التلامذة لتقديم مسرحية تمثيلية تاريخية للسيدة فيروز على مسرح مخصص لهم في الساحة.

 

حراك بعلبك واصل وقفته الإحتجاجية في ساحة المطران

وطنية - الأحد 01 كانون الأول 2019

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" أن المشاركين في حراك بعلبك احتشدوا في ساحة الشاعر خليل مطران مقابل الموقع الأثري، ما أدى إلى قطع مدخل المدينة لجهة السوق التجاري عبر الساحة.

وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ورددوا شعارات مطلبية، واستضافوا الفنان أحمد قعبور الذي قدم باقة من أغانيه.

 

وقفة في خيمة سوق الخان تضامنا مع خيمة عاليه

وطنية - طرابلس - الأحد 01 كانون الأول 2019

حاصبيا - نظم الحراك الشعبي في خيمة سوق الخان، وقفة تضامنية مع خيمة عاليه، ودعما للتحركات الاحتجاجية في كل ساحات الاعتصام. وردد المشاركون الهتافات المطلبية، وخصوصا "إسقاط النظام الطائفي، و"الاسراع باجراء الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة جديدة"، وذلك بمواكبة من عناصر الجيش والقوى الأمنية حفاظا على السلامة العامة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يدين الحملة القاسية على المحتجين

الفاتيكان – رويترز/01 كانون الأول/2019

 انتقد البابا فرنسيس أمس، الحملة الأمنية الصارمة على المحتجين المناهضين للحكومة في العراق. وقال بابا الفاتيكان في عظته الأسبوعية، “أتابع الموقف في العراق بقلق وعلمت بكل ألم بتظاهرات الاحتجاج في الأيام الماضية التي قوبلت برد قاس، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا”.

وأضاف إنه “يصلي من أجل القتلى والمصابين ويبتهل الى الله أن يحل السلام في البلاد”.

 

موسوي يشبّه خامنئي بالشاه السابق ويطالب بمحاكمة قتلة المحتجين و"الحرس" يعترف بخوض حرب شوارع مع المتظاهرين

طهران – وكالات/01 كانون الأول/2019

 شبّه زعيم المعارضة مير حسين موسوي، المرشد على خامنئي، بالشاه السابق محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإيرانية عام 1979، وذلك بعد حملة نفذتها السلطات في مواجهة الاحتجاجات التي عمت البلاد هذا الشهر. وأشار موسوي في بيان نُشر على موقع “كلمة” المعارض على الانترنت، إلى مذبحة مروعة وقعت عام 1978 وأدت الى خروج حشود شعبية أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي. وقال إن “قتلة عام 1978 كانوا ممثلين للنظام العلماني والعملاء.. ومطلقو الرصاص في نوفمبر 2019 هم ممثلو الحكومة الدينية”، مضيفا “آنذاك كان القائد الاعلى هو الشاه، واليوم يوجد الزعيم الاعلى بسلطات مطلقة”. ودعا الحكومة “للانتباه لتداعيات سقوط قتلى في ميدان جاليه عام 1978، واصفا قرارها برفع أسعار البنزين بأنه “غير عقلاني، وجاء لجمع الأموال، ويتعارض مع مصالح الشرائح المستضعفة”. وطالب بإجراء محاكمة علنية لكل من “أمر وقام بقمع الشعب في احتجاجات نوفمبر الحالي”، معتبرا أن معاملة قوات النظام للمحتجين “جريمة صارخة”، مؤكدا أن “الحديث عن وصف الاحتجاجات بالحرب العالمية لا يقنع الشعب”. على صعيد متصل، كشف موقع “كلمة” عن نقل جثث 40 من القتلى إلى مستشفى الإمام الحسين بمدينة شهريار خلال الثلاثة أيام الأولى من الاحتجاجات، كما نقل في نفس الفترة نحو 300 جريح للمستشفى، وتفيد تقارير عن نقل جثث وجرحى إلى مكان مجهول من قبل “الحرس الثوري”. من جانبه، قال نائب مدينة كرج في البرلمان الإيراني محمد جواد كولیوند، إن الاحتجاجات عمت 719 منطقة، مضيفاً أن محافظة أبرز غرب طهران شهدت اعتقال 400، لا يزال 200 منهم قيد الاعتقال. في غضون ذلك، اعترف رئيس تحرير صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري، أن 10 مدن شهدت “حرب شوارع”، زاعما “أن المحتجين حملوا السلاح في مختلف المدن، فهاجموا 80 مركزا عسكريا وأمنيا، وأن أكثر الضحايا سقطوا خلال العمليات المسلحة”.

من جهته، قال المساعد السياسي في وزارة الداخلية الإيرانية جمال عرف، إن عدد القتلى سيتم الإعلان عنه من الادعاء العام، وفقاً لتقرير الطب الشرعي، إلا أنه فند الإحصائيات التي نشرتها مؤسسات حقوق الإنسان الدولية. من ناحيته، أكد تقرير نشره موقع “زيتون” الإصلاحي، استناداً إلى تقارير خاصة، أن خامنئي هو المسؤول الأول وراء رفع أسعار البنزين، حيث كان طلب خمس مرات منذ أبريل الماضي من حكومة حسن روحاني أن ترفع سعر البنزين، في حين عارض رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي القرار ثم اختار الصمت، وأعرب روحاني عن عدم معرفته بالقرار، ولم يبد رئيس السلطة التشريعية علي لاريجاني أي موقف معارض أو موافق، والثلاثة أعضاء المجلس الاقتصادي الأعلى الذي وافق على القرار الذي اتخذه المرشد منفردا. إلى ذلك، انطلقت أمس عملية تسجيل أسماء المرشحين لانتخابات الدورة الحادية عشرة لمجلس الشورى الإيراني، التي تستمر لمدة أسبوع، حيث من المقرر أن تقام الانتخابات، تزامنا مع الانتخابات التكميلية لمجلس خبراء القيادة في دورته الخامسة، في 21 فبراير المقبل. وفي خطوة تدعم التكهنات بشأن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام 2021، أعلن رئيس البرلمان علي لاريجاني عدم نيته المشاركة في الانتخابات التشريعية. من جانبه، توعد الجيش الإيراني بالرد “في الوقت والمكان المناسبين”، على استهداف ناقلة نفط تابعة لإيران في مياه البحر الأحمر قرب شواطئ السعودية في أكتوبر الماضي. وقال مساعد قائد الجيش محمود موسوي، إن بلاده سترد على “الاستهداف الإرهابي، بعد تحديد الضالعين في الهجوم بشكل كامل”.

 

العراق ينهار والغضب يتزايد وإيران تخشى من انتقام القبائل

سليماني التقى قيادات "الحشد"... ومحافظ ذي قار رفض تدخلات الملالي... أول حكم بالإعدام لضابط قتل المتظاهرين

المحتجون الغاضبون يحرقون مرقد الحكيم بالنجف ومتظاهر يتهم حماة المرقد الإيرانيين باحتجازه وتعذيبه

البرلمان العراقي أقر بالإجماع استقالة عبدالمهدي والنواب يطالبون بوضع مواصفات إلزامية لرئيس الحكومة الجديد

بغداد – وكالات: لندن – وكالات/01 كانون الأول/2019

 كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس، أن “طهران مرعوبة وتشعر بالذعر من أحداث العراق ولبنان”، مشيرة إلى أن “إيران تخشى من تدخل قبائل العراق ضدها، وحذرت من دفع العراق نحو صراع مسلح بعد حرق قنصليتها في النجف”. وذكرت الصحيفة، أن “البرلمان العراقي سيبدأ عملية انتخاب زعيم جديد بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، حيث سيتعين على خليفته مواجهة الاضطرابات الشديدة التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، والتي دفعت قوات الأمن ضد المتظاهرين منذ نحو شهرين”، وسط تصاعد المخاوف من أن البلاد قد تنهار تماماً وسط هذا الصراع. وأشارت إلى أن “الحملة الأمنية لم تخلق إلا استياءً متزايداً ضد إيران والطبقة السياسية في العراق، وباتت المواجهة بين المتظاهرين المتحدين في الشوارع والطبقة السياسية المحاصرة أكثر ترسخاً”. وأضافت إن “العراق على المحك حالياً، والسؤال هو ما إذا كان عراق ما بعد صدام، الذي شيدته الولايات المتحدة، يظل قابلاً للتطبيق بعد 16 عاماً من الغزو الذي أطاح بنظام البلاد وأعاد توازن القوى في المنطقة”. على صعيد متصل، وبعد وصول قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني إلى بغداد، أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس، أن طهران ليست قلقة من الوضع في العراق، فيما شدد محافظ ذي قار على رفض العراقيين السماح للإيران بالتدخل في البلاد.

وقال لاريجاني، إن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني يدير الأزمة ويسعى لحلها بشكل جيد.

وكان الأمين العام لمجلس العشائر العربية ثائر البياتي، قال إن “سليماني التقى قيادات الحشد والميليشيات وقادة عسكريين”، مشيراً إلى دخول 530 عنصراً من الحرس الثوري إلى العراق. في غضون ذلك، انتشر مقطع فيديو يظهر أحد المتظاهرين، الذين تم احتجازهم في سراديب مرقد رجل الدين الشيعي الراحل محمد باقر الحكيم في النجف، وهو يروي كيف تم تعذيبه على أيدي عناصر رجح أنهم إيرانيون، حيث قال المتظاهر إنه تم حجز المتظاهرين في السراديب وتعذيبهم بالكهرباء. وكانت الاشتباكات تجددت ليل أول من أمس، بين عدد من المتظاهرين في النجف، وميليشيا “سرايا عاشوراء”، التابعة لرئيس “تيار الحكمة” عمار الحكيم، قرب مرقد الحكيم في النجف، حيث عمدت القوة الأمنية المكلفة بحماية المرقد إلى إطلاق الرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بعد حرق بوابة للمؤسسة.

وطالب محافظ النجف لؤي الياسري، الحكومة الاتحادية، بالتدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم، والتحقيق بالأحداث ومحاسبة المقصرين. وفي ذي قار، خيم الهدوء الحذر على مدينة الناصرية، بعد أن تولت العشائر جزءاً كبيراً من الملف الأمني، وانسحبت الأجهزة الأمنية من غالبية المناطق.

وفي البصرة، لا يزال متظاهرون يغلقون الطرق المؤدية لعدد من حقول إنتاج النفط الخام. وفي بغداد، شهدت العاصمة إغلاق المتظاهرين للطرق وحرق الإطارات لمنع وصول الموظفين وطلبة المدارس والجامعات إلى أماكن عملهم.

واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن قرب جسر السنك وحواجز البنك المركزي. وفي بيانات منفصلة، أعلنت محافظات المثنى والديوانية وديالى وبابل وميسان والبصرة وكربلاء، إضافة إلى النجف وذي قار، الحداد ثلاثة أيام على أرواح قتلى التظاهرات، إضافة الى تعطيل الدراسة والدوام الرسمي لفترات تتراوح بين يوم إلى يومين في محافظات النجف وذي قار وكربلاء. وفي السياق، نظمت الجامعات والمدارس وقفات حداد على أرواح ضحايا الإحتجاجات، بعد أن خرجت بمسيرات راجلة ورفعت شعارات تطالب بمحاسبة قتلة المحتجين.

من جهة أخرى، أصدرت محكمة عراقية أمس، أول حكم بالإعدام لضابط وسجن آخر برتبة مقدم سبع سنوات، بعد إدانتهما بالقتل والاعتداء على المتظاهرين بمحافظة واسط، فيما أعلنت محكمة استئناف النجف، صدور مذكرات قبض قضائية بحق المعتدين على المتظاهرين في المحافظة.

في غضون ذلك، كشفت الهيئة القضائية التحقيقية المشكلة للنظر في قضايا أحداث التظاهرات أمس، عن إصدار مذكرة قبض ومنع من السفر بحق الفريق الركن جميل الشمري، وذلك لإخلاله بالأمن العام في جنوب البلاد.

من ناحية ثانية، عقد البرلمان أمس، جلسة خصصت لمتابعة تداعيات الأحداث في محافظتي ذي قار والنجف، وافق خلالها بالإجماع على استقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي. وقال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إنه سيتم مخاطبة رئيس الجمهورية لتسمية رئيس وزراء جديد، حسب المادة 76 من الدستور.

ووجه الحلبوسي، لجنة الأمن والدفاع بالمجلس بالانتقال فوراً إلى محافظتي ذي قار والنجف للاشتراك في وضع الخطة الأمنية بها لحماية المتظاهرين. وقدم 45 نائباً أمس، طلباً رسمياً مرفقاً بتواقيعهم إلى رئاسة مجلس النواب، للتصويت على قرار ملزم لرئيس الجمهوريـة بمواصفات ترشيح رئيس الوزراء.

ويوصي الطلب بأن يكون الرئيس المكلف شخصية وطنية ومن حملة الجنسية العراقية حصراً، ولم يشغل أي منصب حكومي أو نيابي منذ العام 2003، ويحظى بالقبول لدى المتظاهرين. وكان رئيس الوزراء السابق رئيس “ائتلاف النصر” حيدر العبادي طرح أول من أمس، مبادرة وطنية تضمنت أهم بنودها سحب الثقة عن الحكومة الحالية فوراً. من جانبه، أعلن زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، عدم مشاركة تياره السياسي في الحكومة المقبلة، مؤكداً أنه سيمنع كل الأحزاب والتيارات من التدخل بتشكيل الحكومة.

 

432 قتيلاً و19 ألف جريح في شهرين

بغداد – وكالات/01 كانون الأول/2019

 كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية أمس، أن عدد قتلى التظاهرات بلغ 423 قتيلاً، في حين تجاوز على المصابين 19 ألف جريح. وقال مصدر في المفوضية، إن حصيلة قمع التظاهرات في وسط وجنوب العراق، منذ مطلع أكتوبر الماضي، وحتى أول من أمس، بلغت 432 قتيلاً، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 19136 مصاباً، من المتظاهرين، والقوات الأمنية. وشيع الآلاف من المواطنين وذوي الضحايا في محافظتي ذي قار والنجف، جنوب ووسط العراق، خلال اليومين الماضيين، العشرات من ضحايا المتظاهرين الذين قتلوا إثر الرصاص الحي حتى وقت متأخر من ليل أول من أمس.

 

الحلبوسي ينفي استقالته

بغداد – وكالات/01 كانون الأول/2019

 نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أمس، تقديم الحلبوسي طلب استقالته. وذكر المكتب في بيان صحافي مقتضب، أن “الاستقالة المنسوبة إلى الحلبوسي مزورة، وعلى وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم الاعتماد على أي وثيقة غير صادرة عن المكتب رسميا”. في غضون ذلك، اقتحم متظاهرون غاضبون أمس، مبنى محافظة كربلاء وسط مدينة كربلاء. وذكر شهود عيان، ان المتظاهرين حطموا الحواجز الاسمنتية، وقاموا بإغلاق العديد من الشوارع واقتحموا مبنى محافظة كربلاء، حيث تصدت لهم قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي موجة احتجاجات غاضبة، تدعو إلى “إسقاط النظام” وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة منذ 16 عاماً، والمتهمة بالفساد وهدر ثروات البلاد. ورغم تواصل الاحتجاجات منذ شهرين في بغداد ومدن جنوبية عدة، لم تشهد المناطق ذات الغالبية السنية احتجاجات خوفاً من التعرض لاتهامات من قبل السلطات بدعم “الإرهاب”، أو اعتبارها من مؤيدي نظام الرئيس الراحل صدام حسين. لكن تصاعد العنف خلال الأيام القليلة الماضية، الذي خلف نحو 70 قتيلاً في الناصرية والنجف وبغداد، دفع العراقيين إلى الخروج في غالبية المحافظات تضامناً من المحتجين.

 

العشائر ترفع السلاح لحماية المحتجين في النجف وكربلاء

بغداد – وكالات/01 كانون الأول/2019

 رفعت الزعامات القبلية والعشائرية سلاحها، ودخلت ساحات التظاهر لحماية المتظاهرين والمباني الحكومية وضبط الأمن، لمنع اتساع رقعة الاضطرابات والصدامات مع القوات الأمنية. وقال شهود عيان، إن “الزعامات العشائرية والقبلية الكبرى دخلت على خط المواجهة، لوضع حد للانفلات الأمني في محافظات ذي قار والنجف وكربلاء والديوانية وميسان وواسط والحلة والبصرة، وذلك على خلفية الاضطرابات التي ترافق التظاهرات الاحتجاجية”. وأوضحوا أن “رجال العشائر أقاموا سرادقاً خاصاً بكل عشيرة ونشروا رجالهم في الشوارع وعند المباني الحكومية والسجون، وعند مداخل المحافظات وحدودها الإدارية المجاورة لمنع تسلل مخربين”. وأشاروا إلى أن المتظاهرين رحبوا بخطوات العشائر بعد أن شهدت المدن أعمال عنف بعيدة عن مطالب المتظاهرين تمثلت بعمليات حرق المباني الحكومية والأهلية.

 

كتلة “سائرون” تطالب بمحاكمة عبدالمهدي والقادة الأمنيين

بغداد – وكالات/01 كانون الأول/2019

 طالب النائب عن تحالف “سائرون” صباح الساعدي أمس، بمحاكمة رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، والقادة الأمنيين في محكمة مختصة بثورة أكتوبر. وقال الساعدي في مؤتمر صحافي عقد في مجلس النواب، إن استقالة عبدالمهدي لا تعفيه وحكومته من المساءلة القضائية عن المجازر المرتكبة بحق الشعب. وطالب مجلس القضاء الأعلى بتشكيل محكمة مختصة بثورة أكتوبر لمحاكمة رئيس الحكومة وأعضائها والقادة الأمنيين بمستوياتهم ورتبهم كافة، والذين شاركوا بقمع التظاهرات وقتل المتظاهرين، ومنع سفر رئيس الحكومة وأعضائها والقادة الأمنيين بمختلف مستوياتهم، ممن تسببوا بقتل المتظاهرين. من جهته، قال النائب عن كتلة “سائرون” جواد الموسوي، إلى أن الكتلة أبلغت رئيس الجمهورية برهم صالح، بتنازلها عن حقها في ترشيح رئيس الوزراء، بوصفها الكتلة الأكبر في البرلمان. وأكد تنازل الكتلة عن ترشيح رئيس الوزراء، مضيفاً إن الكتلة موافقة على المرشح الذي سيختاره وأضاف إنه “باعتبار سائرون الكتلة الأكبر، أبلغنا رئيس الجمهورية برهم صالح بذلك”، موضحاً أنه “بعد صدور قرار البرلمان بقبول استقالة عبدالمهدي وتكليف رئيس الجمهورية بترشيح بديل عنه، وبما أن تحالف سائرون هي الكتلة الأكبر، بناء على الانتخابات وانطلاقاً من توجيهات مقتدى الصدر بإنهاء المحاصصة الحزبية والطائفية، يعلن تحالف سائرون تنازله عن هذا الحق للمتظاهرين”.وأكد أن “الشعب هو صاحب القرار، مرشح الشعب هو خيارنا وعلى رئيس الجمهورية مراعاة ذلك”. في غضون ذلك، نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في بيان، أمس، تقديم الأخير طلب استقالته. وذكر أن “الاستقالة المنسوبة إلى الحلبوسي مزورة، وعلى وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم الاعتماد على أي وثيقة غير صادرة من المكتب رسمياً”.

 

مصدر برلماني: الشكري والعبادي والشابندر أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة

بغداد – وكالات/01 كانون الأول/2019

 كشف مصدر برلماني عراقي أمس، أسماء المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء، بعد تقديم رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، استقالته التي صوت البرلمان بالموافقة عليها. وقال المصدر، إن مرشحين عدة وردت أسماؤهم لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء، أبرزهم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، والنائب السابق عزت الشابندر، ورئيس المستشارين في رئاسة الجمهورية علي الشكري. وأضاف إن رئيس المستشارين لدى رئاسة الجمهورية حالياً النائب في الدورة السابقة للبرلمان علي الشكري، هو قانوني محترم في الوسط السياسي، وليس عليه أية شبهات فساد، الأوفر حظاً كي يكون الرئيس المقبل لرئاسة الوزراء.

وكان البرلمان العراقي صوّت أمس بقبول استقالة عبدالمهدي بالإجماع.

 

تركيا تقصف مواقع لنظام الأسد وتنشئ نقاطاً عسكرية جديدة في سورية وواشنطن حمّلت دمشق مسؤولية فشل "اللجنة الدستورية"

دمشق – وكالات/01 كانون الأول/2019

 عاد التصعيد في محافظة إدلب مجدداً، إلى دائرة الأحداث ورفع حدة التوتر من جديد، بعد أن قصفت طائرات مسيرة تركية مواقع لقوات نظام الرئيس بشار الأسد في تل طويل، الواقعة بين تل تمر والمناجير، ما أسفر عن سقوط جرحى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن دائرة التوتر اتسعت، ودارت اشتباكات بين الفصائل المدعومة من تركيا، و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، قرب بلدة عين عيسى شمال الرقة، ما شكل تهديداً لمنطقة خفض التصعيد. وأضاف إن قوات النظام حاولت أمس، التقدم على محور إعجاز بريف إدلب، لاستعادة المناطق التي خسرها أول من أمس، بالتزامن مع قصف بري مكثف على ريف معرة النعمان الشرقي، كما قصفت بصواريخ أرض – أرض بلدة كفرنبل، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين قتل أربعة من عناصر النظام، بينهم ضابط برتبة رائد، وعنصران من الفصائل المسلحة، وذلك خلال الاشتباكات على محور الحويجة بسهل الغاب في القطاع الشمال الغربي من محافظة حماة. واستعادت قوات النظام أمس، ثلاث قرى جديدة في ريف إدلب، بعد معارك عنيفة مع “جبهة النصرة”. وفي الوقت الذي عززت فيه قوات النظام انتشارها على الطريق الدولي الحسكة – حلب، تم فتح معبر أبو الزندين بريف الباب، الذي يربط أرياف حلب وإدلب مع حلب ومناطق الدولة السورية أمام الحالات الإنسانية. وفي سياق آخر، أفاد المرصد بمقتل 805 أشخاص، بينهم 44 طفلاً و29 امرأة، في نوفمبر الماضي، جراء الصراع المستمر في البلاد منذ سنوات.

وذكر أن من بين القتلى 241 من مقاتلي الفصائل المسلحة، و137 من قوات النظام، و71 من “قسد”. في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” أول من أمس، بمواصلة الجيش التركي إنشاء نقاط عسكرية جديدة وتعزيز مواقعه التي أقامها سابقاً شمال شرق سورية.

وذكرت أن الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه، نقلت بواسطة سيارات غرفاً مسبقة الصنع من قرية السفح ومحيطها إلى قرى عنيق الهوى وخربة جمو والمحمودية التابعة لناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمال الغربي. وأضافت إن الجيش التركي “ينشئ نقطة عسكرية جديدة لها في قرية تل عطاش بريف رأس العين” في المحافظة ذاتها. من جهة ثانية، دخلت 20 شاحنة أميركية ليل أول من أمس، عبر الحدود العراقية – السورية إلى داخل الأراضي السورية، متجهة إلى الحسكة. على صعيد آخر، أكدت الولايات المتحدة ليل أول من أمس، استمرار دعمها للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس والمبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون في جهودهما لتسهيل عمل “اللجنة الدستورية السورية”، متهمة وفد النظام بمحاولة تعطيل عمل “اللجنة”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان اورتاغوس في بيان، إنه “في الأسبوع الماضي عقدت لجان الصياغة جولة ثانية لتحريك العملية إلى الامام في صياغة الدستور الذي يعكس إرادة جموع السوريين”، مشيرة إلى أن وفد الحكومة السورية جاء إلى الجولة الثانية بطلب إدخال شروط مسبقة قبل مناقشة المبادئ الدستورية. وأضافت إن “الشروط المسبقة من نظام الأسد تنتهك بوضوح قواعد اللجنة الدستورية وهي محاولة صارخة لتأخير العمل في جهود مهمة مدعومة من جانب المجموعة المصغرة ومجموعة استانا”. في المقابل، وصف النظام السوري البيان الأميركي، بأنه “محاولة للتدخل في شؤون الدول”. وقال مصدر في وزارة خارجية النظام ان “بيان الخارجية الأميركية يؤكد مجدداً وبشكل قاطع محاولات الولايات المتحدة التدخل في شؤون الدول وفرض أجنداتها الخاصة وآخرها بتدخلها بعمل اللجنة”.

 

مصر تدرج “بيت المقدس” على قوائم المنظمات الإرهابية

القاهرة – وكالات/01 كانون الأول/2019

 أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارا بإدراج تنظيم “بيت المقدس”، الذراع المسلحة لجماعة “الإخوان”، ضمن الكيانات الإرهابية لمدة خمس سنوات. وكشفت المحكمة في حيثيات قرارها، أن أفراد التنظيم انضموا إلى جماعة إرهابية تعتنق أفكارا تكفيرية، تكفر الحاكم وتدعو لشرعية الخروج عليه بدعوى أنه لا يحكم بالشريعة الإسلامية، كما تدعو لاستباحة أموال المسيحيين، واستهداف دور عبادتهم، وتنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد الشرطة والجيش، واستهداف المنشآت العامة والمجري الملاحي لقناة السويس، والسفن المارة بهدف إسقاط الدولة المصرية. وأكدت أن عناصر التنظيم ارتكبوا جرائم التخابر مع منظمة مقرها خارج البلاد للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر، والتسلل عبر الحدود والأنفاق، والحصول بوسيلة غير مشروعة على سر من أسرار البلاد ومده للجهة الخارجية، كما ارتكبوا جرائم تخريب منشآت عامة، وخطوط الغاز الطبيعي ومحطات الوقود والسطو على البنوك، واستعمال المفرقعات بغرض التخريب والقتل. على صعيد متصل، قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل النطق بالحكم على الإرهابي هشام عشماوي و207 متهمين من عناصر تنظيم “بيت المقدس”، بتهمة ارتكاب 54 جريمة إلى مطلع فبراير المقبل، لتعذر نقل المتهمين. وأسندت النيابة العامة للمتهمين ارتكاب جرائم تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات. في غضون ذلك، لقى ثلاثة مصريين حتفهم وأصيب أربعة آخرون، في انهيار سور كنيسة أثرية يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي بمحافظة المنيا، وتفقد المحافظ أسامة القاضي موقع الكنيسة الاثرية بدير أبو فانا بمركز ملوي.

 

“فتح” تتهم “حماس” بالموافقة على إنشاء قاعدة أميركية في غزة والجبهة الشعبية حذَّرت من استخدام معاناة الفلسطينيين لتحقيق أهداف سياسية معادية

غزة – وكالات/01 كانون الأول/2019

 استنكرت حركة “فتح” ما وصفته بموافقة حركة “حماس” على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية شمال قطاع غزة تحت مسمى مستشفى ميداني.

وقالت “فتح”، في بيان لها، إن “حماس” ترتكب “جريمة بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بهذه الموافقة والتي ثمنها أن تقوم إدارة ترامب، إدارة صفقة القرن التصفوية بالتعامل مع حماس واعتمادها بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية التي ترفض التعامل قطعيا مع إدارة ترامب”. وبحسب البيان فإن هذه المواقف تدل “على مستوى التنسيق بين حماس وحكومة نتنياهو”، وتؤكد أن “حماس” على استعداد أن تقوم “بأي شيء مقابل أن يتم اعتمادها من قبل تل أبيب وواشنطن كشريك”. وحذرت “فتح” من مخاطر هذا النهج، مشيرة إلى أن الطريق الأنسب لتخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة هو “بإنهاء الانقسام والعودة الى الشرعية الوطنية وليس بالموافقة على قاعدة أمريكية في القطاع”. في سياق متصل، حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من استخدام معاناة الفلسطينيين واحتياجاتهم لتحقيق أهداف سياسية معادية، وأن التخفيف من معاناة شعبنا في قطاع غزة جراء الحصار والانقسام تكون بوقف إجراءات السلطة اتجاهه، وإنهاء الانقسام الذي فاقم من هذه المعاناة، وباستمرار النضال من أجل إنهاء الاحتلال”. موضحة أنها لم تكن جزءا من أية تفاهمات أو ترتيبات تتعلق بإقامة “ما يسمى المستشفى الميداني الأميركي”. في المقابل، اعتبر الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن معارضة قيادة السلطة “لأي إجراء للتخفيف عن أهالي قطاع غزة”، تدل على “رغبتها في استمرار الأزمة الإنسانية” في القطاع. واعتبر قاسم ان موقف السلطة يتقاطع مع أهداف الحصار الإسرائيلي، مطالبا السلطة في رام الله بالمبادرة إلى “رفع الإجراءات العقابية ضد أهالي قطاع غزة”. وأوضح إن إنشاء المستشفى الميداني الجديد في شمالي القطاع جزء من التفاهمات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية وأممية. وأشار إلى أن عمل المستشفى سيكون بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة في القطاع وأن من مسؤولية الأجهزة الأمنية في غزة تأمينه. في غضون ذلك، بنيامين نتانياهورئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي، إننا لم نعف “حماس” من تحمل المسؤولية عن أي هجوم ينطلق ضدنا من قطاع غزة. وأضاف في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس الأحد، أن بلاده سبق وعملت ضد حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، بزعم أن من حق بلاده العمل ضد جميع من سماهم “التنظيمات الإرهابية”.

 

متظاهرو هونغ كونغ ينظمون مسيرة للقنصلية الأميركية لشكر ترامب

هونغ كونغ – وكالات/01 كانون الأول/2019

 شارك المئات في هونغ كونغ، أمس، في مسيرة للقنصلية الأميركية لإظهار “الامتنان” للولايات المتحدة لدعهما للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي يشهدها الإقليم منذ نحو ستة أشهر. ولوح مشاركون في المسيرة بالعلم الأميركي وارتدى بعضهم قبعات وقمصاناً عليها شعارات مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، في حين رفع البعض لافتة كتب عليها “الرئيس ترامب .. من فضلك حرر هونغ كونغ”. في غضون ذلك، تدفق محتجون عبر المنطقة التجارية بوسط المدينة صوب مقر الحكومة، حاملين بالونات صفراء وملوحين بلافتات كتب عليها “لا للغاز المسيل للدموع وأنقذوا أولادنا”، إلا أن الشرطة أطلقت مجدداً الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وذلك بعد أن نزل الآلاف للشوارع . وجاءت التظاهرة الجديدة في حي تسيم تسا تسوي التجاري، بعد أن شارك مئات في مسيرة للقنصلية الأميركية.

 

بايدن: بقاء ترامب في البيت الأبيض خطر على أميركا و9 قتلى في تحطم طائرة بولاية ساوث داكوتا

واشنطن – وكالات/01 كانون الأول/2019

 أكد نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، إن بقاء الرئيس دونالد ترامب، لمدة ثماني سنوات في السلطة سيكون له تأثير على هوية الأمة الأميركية، مشدداً على أنه لا يجب السماح بحدوث ذلك. وقال بايدن في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، إن “بقاء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لمدة ثماني سنوات في السلطة سيكون له تأثير على هوية الأمة الأميركية .. لا يجب السماح بحدوث ذلك، يجب أن نبقيه رئيساً لمرحلة رئاسية واحدة فقط”. وأضاف إن “ترامب يعمل من أجل أولويات إدارته، التي تخدم الأثرياء .. من الواضح لمن يعمل الرئيس ترامب أعطت إدارته الأولوية للتخفيضات الضريبية العملاقة للأثرياء والشركات، وفي الوقت نفسه هاجموا المساعدات الغذائية في كل فرصة حصلوا عليها، إنه بلا قلب .. لا ينبغي لأحد أن يجوع في أميركا”. يشار إلى أن حربا كلامية تدور بين ترامب وبايدن، المرشح الديمقراطي الأبرز في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وكان أهم حلقاتها التحقيق الذي تقوده رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، داخل الكونغرس لعزل ترامب، على خلفية محادثة هاتفية جرت بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي. على صعيد آخر، أفاد مصدر مسؤول في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي، بأن اللجنة ستبدأ اليوم الإثنين، في مراجعة تقرير بشأن تحقيق مساءلة ترامب على خلفية قضية ممارسته ضغوطاً على أوكرانيا لتحقيق مكاسب سياسية. من جانبها، ذكرت مجلة “بولتيكو” الأميركية، أنه من المتوقع أن تنظر اللجنة التابعة لمجلس النواب في التقرير واعتماده ليل غد الثلاثاء، على أن يتم إرساله، مرفقاً بأي آراء من الأقلية الجمهورية داخل المجلس، إلى اللجنة القضائية بمجلس النواب، الذي قد يصوغ بدوره مشروع قرار لمساءلة ترامب خلال الأسابيع المقبلة. من ناحية ثانية، لقي تسعة أشخاص، بينهم طفلان، مصرعهم أمس، وأصيب ثلاثة آخرون في تحطم طائرة بولاية ساوث داكوتا، كان على متنها 12 شخصاً. إلى ذلك، فصلت مجلة “نيوزويك” الأميركية، صحافياً من العمل، بسبب زيارة ترامب الأخيرة إلى أفغانستان، بعد أن نشر قصة ملفقة عن الرئيس، ذكر فيها أنه سيقضي عيد الشكر في التغريد ولعب الغولف، بدلاً من ذكر زيارة ترامب للقوات الأميركية في أفغانستان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

البديل عن المراوحة، حكومة مدنية مرادفة

شارل الياس شرتوني/02 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81034/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%af%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%88%d8%ad%d8%a9%d8%8c/

اول سؤال يتبادر إلى مراقب الحدث اللبناني الفارق في تاريخ البلاد الحديث، هو دخول الثورة االمواطنية في مرحلة الركود وفقدان الدفع الذي حملها حتى الساعة، وعودة اللعبة السياسية الاوليغارشية إلى حبكتها المألوفة، التي تقوم على اعادة توزع روافع العمل السياسي بين أركانها وكأن شيئًا لم يكن. ان الخطأ الأساسي الذي ارتكبته الحراكات المدنية المعارضة -التي نسفت شرعية الاداء السياسي القائم في البلاد وظهرته على حقيقته: نهب البلاد من قبل اوليغارشيات سياسية حكمت من خلال وكالات إقليمية متنوعة (سورية، سعودية ، إيرانية …) مستندة إلى مسوغات ايديولوجية واستراتيجية ناظمة للاداءات السياسية-، هو عدم بنائها لروافع سياسية بديلة عملية تمكنها من منازعة الطبقة السياسية بشكل مباشر، ومن الخروج من دائرة إحكاماتها واصول لعبتها. المؤلم في المشهد الحاضر، هو واقع الحراكات المدنية المحبط والمنتظر لنتائج التحكيم القائم بين المصالح الاوليغارشية، وإعادة تركيب المتغيرات السياسية على اساس المعادلات المألوفة في وقت تتخبط فيه البلاد في أزمات مالية وحياتية مميتة. لا بد من تحديد معالم لاستراتيجية خروج على واقع الاقفالات المتجددة تقوم على المحاور التالية:

أ- لا عودة إلى المعادلات السياسية البائدة هذا مع العلم ان الاوليغارشيات السياسية على تناقضاتها الداخلية ملتئمة حول صيانة مصالحها المالية والسياسية وتأمين ديمومتها، وهذا ما يفسر تأقلمها مع سياسة الاستثناء السيادي التي يعتمدها حزب الله. تنطلق التسوية مع حزب الله من مبدأ تآلف المصالح وخارجًا عن أية اعتبارات سيادية أو سياسية تقيم شأنًا للخير العام أو للكيان المعنوي والفعلي للدولة اللبنانية. ان أية تسوية تعيدنا إلى إطار التسويات المصلحية بين أطراف الاوليغارشيات الحاكمة هي متابعة للنهج الذي اوصلنا إلى تفكك أوصال الدولة اللبنانية.علينا ان نعي ان سوء النية الذي يحكم اداء الاوليغارشيات الحاكمة هو إرادي ولا مجال لتعطيله الا من خلال موازين قوى مرادفة. أما مسألة التعاطي مع حزب الله فهي تضع السلم الأهلي على المحك كما اختبرناها في الأسابيع الماضية، ولا سبيل لاحتواء هذا المسار النزاعي الا من خلال استجلاء المصالح الظرفية المشترك، خاصة لجهة حماية السلم الأهلي، وبعض الإصلاحات الحكومية وانتظار التسويات الإقليمية.

ب- لا بد من فتح ملفات الفساد العميم الذي يحكم الحياة العامة بكل مفاصلها: مفهوم العمل العام ودولة القانون والاداء الإجمالي للمؤسسات العامة. نحن أمام واقع الترادف العملي والذهني بين العمل العام واستباحة الحقوق العامة والخاصة، واستعمال المؤسسات العامة كمداخل مشرعة للإثراء غير المشروع، وهنا مكمن الخطورة التي تطبع الانحراف السلوكي وتجعل منه سبيلًا من سبل كسب العيش. لا مستقبل للثورة المواطنية ما لم تفكك المنظومة الذهنية والسلوكية والبنيوية التي تطبع الفساد. تفترض مواجهة منظومة الفساد صياغة استراتيجية مواجهة تنطلق من الخارج باتجاه الداخل من خلال عمل رصد استثمارات وتوظيفات الاوليغارشيات المستترة والظاهرة دوليًا، وتكوين ملفات المقاضاة، والاعتماد على المحاكم الأوروبية والاميركية من اجل ربط النزاعات وتحديد الآليات القانونية على المستوى الإجرائي. هذا يتطلب تشكيل لجنة دولية تبني مداخلاتها على خطوط تقاطع المنظمات الدولية غير الحكومية، والأمم المتحدة والمحاكم المحلية، أما القضاء اللبناني فيأتي من ضمن السياقات الإجرائية المعتمدة نظرًا لفقدان استقلاليته وتبعيته للطبقة السياسية و الفساد المعمم في أوساطه.

ج- لا بد من حماية السلم الأهلي من قبل فاعلي المجتمع الأهلي كما تظهر من خلال حركات الأمهات، وحماية استقلالية الجيش المعنوية والعملانية، والتظلل بالفصل السابع من قانون الأمم المتحدة لتحصين البلاد تجاه واقع الفراغات المديدة وحالة انعدام الوزن التي تعيشها. لا مجال لبناء أي سياق سلمي في ظل فراغات أمنية مطبعة والتعايش مع ما تنتجه من انحراف سلوكي وهمجية كما ظهرتها اداءات ارهاب الرعاع والفاشيات المتأهبة (زعران حركة أمل، الحزب القومي السوري، وسياسة القمع الاستنسابية لحزب الله).

د- لا إمكانية للتعايش بين واقع عدم الاستقرار البنيوي الذي تحيلنا اليه سياسة حزب الله على تنوع محاورها الإقليمية والداخلية والدولية، وإعادة بناء حياة اقتصادية متماسكة، تحمي قدرة البلاد على استعادة مبادرتها، وتحفيز حركة الاستثمارات، وإيجاد فرص العمل، والقدرة على صياغة سياسات اجتماعية وتربوية وصحية وبيئية فاعلة. ان التلازم بين الاستقرار الأمني والإصلاح السياسي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي هو من المسلمات البدهية إذا ما اردنا نهوضا فعليا ومن مساعدة فعلية من المؤسسات الدولية، لن تكون من مساعدة دولية بعد اليوم بغياب التزام مبدئي وسياسات اصلاحية متوازية.

ه- ان تشكيل حكومة مدنية مرادفة هو سبيل يجب اعتباره على نحو جدي من اجل بلورة الطروحات البديلة والتأكيد على عدم إمكانية العودة إلى الوراء، وانخراط الهيئات المدنية العامة في التحضير لعمل حكومي ينعقد حول محاور ثلاث:

1- استرداد الأموال العامة وعمل المقاضاة؛

2- برنامج النهوض المالي الاقتصادي والاجتماعي؛

3-التحضير لانتخابات نيابية مبكرة.

ان حال المراوحة قد طال أمده وادخل الحراكات المدنية في حالة تأكلية تلعب لصالح سياسة المراهنة على استنزاف الديناميكية المدنية وإعادة اللعبة القائمة برموزها وحركتها المعهودة.

 

كارتل النفط يمارس "البلطجة" على محطات الأيتام

عزة الحاج حسن/المدن/02 كانون الأول/2019

لا تختلف ممارسات كارتل الشركات المستوردة للنفط عن "قطـّاع الطرق".. يستبيحون القطاع برمته، ولا يقيمون أي اعتبار لدولة يستنزفونها طيلة أعوام. يتعاملون مع باقي أركان قطاع النفط كتجار أقزام، ومع المواطنين كرهائن، يستخدمونهم متى دعت الحاجة. يذلّونهم ويضعونهم في مواجهة بعضهم البعض، لممارسة الضغط على الدولة في سبيل تحصيل بعض المكاسب. في الأيام الماضية رعت الشركات المستوردة للنفط إضراباً لمحطات المحروقات، تحوّل من مطلب محق للمحطات إلى حرب ابتزاز للمواطنين، بتواطؤ كافة أركان القطاع. وانتهى إلى انقسامات داخل قطاع المحروقات على خلفية جدوى الإضراب وأسبابه الحقيقية، بعد أن ثبُت وقوف الشركات المستوردة وراء الإضراب، ودفعها بعض المحطات إلى التصعيد للضغط على المواطنين وإرضاخ وزارة الطاقة لمطالبها.

جشع الشركات

تعود الأزمة الى تعميم مصرف لبنان 530 الذي فرض على مستوردي المحروقات إيداع قيمة الشحنات مسبقاً لدى المصارف، بمعدل 85 في المئة من قيمتها بالليرة اللبنانية، و15 في المئة بالدولار. وبدلاً من تنفيذ التعميم عمدت الشركات المستوردة إلى ممارسة الضغط على الموزعين والمحطات بإلزامهم بسداد قيمة 15 في المئة من البضائع بالدولار. وكانت النتيجة اقتطاع نسبة كبيرة من أرباح محطات المحروقات لصالح الشركات المستوردة من دون وجه حق، علماً أن الشركات المستوردة تملك أكثر من 1500 محطة منتشرة على كافة الأراضي اللبنانية، من أصل 3000 محطة محروقات. ما يعني أن الشركات المستوردة تحقق أرباحاً من عملية الاستيراد عبر البحر ولا تتكلّف عناء تأمين دولار واحد بسعر السوق، كما تحقق أرباحاً أيضاً من عملية التوزيع والبيع عبر المحطات العائدة لها. كل ذلك، وتسعى جاهدة لتكبيد نصف محطات المحروقات تكاليف تأمين 15 في المئة من قيمة البضائع بالدولار من الصرافين.

مطالب "وقحة"

الضغوط التي تمارسها الشركات المستوردة على محطات المحروقات، دفعت الأخيرة إلى تنفيذ الإضراب أكثر من مرة، للمطالبة بتسليمها البضائع بالليرة اللبنانية بنسبة 100 في المئة. وهو ما لاقى رفضاً من الشركات المستوردة على مدى نحو شهرين. لكن الصورة في الإضراب الأخير يومي الخميس الجمعة 28 و29 تشرين الثاني، كانت مختلفة عن سابقاتها. فالشركات نفسها وقفت خلف الإضراب، وأوعزت إلى المحطات التابعة لها إلى التصعيد وقطع الطرق، وفق مصدر لـ"المدن"، في محاولة منها للضغط على وزارة الطاقة لتنفيذ مطالبها. فمطالب الشركات التي تقف وراء الإضراب تتلخص بأحد الحلول الثلاثة: إما تعديل جدول أسعار المحروقات وزيادة الأسعار على المواطن. وهو ما رفضته الوزارة. أو الطلب إلى مصرف لبنان تعديل التعميم وتغطية 100 في المئة من المستوردات بالدولار بالسعر الرسمي. وهو ما رفضه مصرف لبنان. أو إعفاء الشركات المستوردة من بعض الضرائب الخاضعة لها في عملية الاستيراد. وجميع تلك المطالب لا تعكس سوى جشع الشركات ووقاحتها.

كواليس الإضراب الأخير

وبغية دفع وزارة الطاقة إلى تلبية أحد الخيارات الثلاثة المطروحة من قبل الشركات، كان "إضراب الذل" الأسبوع الفائت. حتى أنه بعد إجراء وزارة الطاقة اتصالاتها مع جميع الأطراف، والتفاوض على حل يقضي بتقسيم الأكلاف الإضافية (فارق سعر الصرف لـ15 في المئة من البضائع) بين الشركات المستوردة وموزعي المحروقات وأصحاب المحطات، لم يلق طرحها آذاناً صاغية من أصحاب الشركات المستوردة، التي أصرّت على التصعيد بالإضراب، حتى لو كلّف الأمر وقوع مشاكل بين المواطنين والمحطات. وهو ما حصل فعلاً. لكن ما لم يكن في حسبان الشركات الـ"المستفحلة" على قطاع المحروقات، هو رفض محطات الأيتام (المحسوبة على مؤسسات السيّد محمد حسين فضل الله) ومحطات الأمانة (المحسوبة على حزب الله) الاستمرار بالإضراب وقوفاً عند طرح وزارة الطاقة، وإفساحاً في المجال لبحث الحل من جهة، ولتجنّب وقوع المزيد من التصادم بين المواطنين من جهة أخرى. موقف محطات الأيتام والأمانة استنفر الشركات المستوردة، التي تتعامل مع القطاع كملك خاص، وعمدت إلى تعليق تسليمها المحروقات. الأمر الذي عرّضها إلى مواجهة شح في المخرون. وقد أكد مصدر في إحدى الشركات في اتصال مع "المدن"، أن العدد الأكبر من الشركات اتفقت على تعليق تسليم محطات الأيتام والأمانة المحروقات على مدى 10 أيام.

خطر الشح

الأزمة لم تكن يوماً مع محطات المحروقات بل مع المستوردين. ورغم ذلك، وفق مدير عام محطات الأيتام جمال مكي، في حديث إلى "المدن"، "تضامنا مع نقابة أصحاب المحطات بالإضراب قبل أن نعلّقه لأكثر من سبب. الأول، إنساني. والثاني، تجاوباً مع وعد الوزارة حل الأزمة بتقاسم الأعباء". وإذ استغرب مكي تمنّع عدد كبير من الشركات عن تسليم المحروقات لمحطات الأيتام، يومي السبت والأحد، علماً أنها زوّدت المحطات التابعة لها بالمحروقات، أعرب عن مخاوفه من استمرار هذا الإجراء من قبل الشركات، ما يمكن أن يعرّض المحطات إلى إغلاق أبوابها قسراً. يُذكر أن تقاسم الأعباء المطروح من قبل الوزارة لن تتجاوز حسم 100 ليرة عن كل صفيحة من أرباح المحطات و100 ليرة من الموزعين وقرابة 300 ليرة من الشركات المستوردة، بدلاً من تحملها كاملة من قبل طرف واحد، غير أن إصرار الشركات على إعفاء نفسها من أي أعباء، ومعاقبة محطات رفضت التواطؤ معها، لا يمكن وصفه سوى بالـ"بلطجة".

وكانت إدارة محطات الأمانة قد أصدرت ليل الأحد بياناً أعلنت فيه عن توقف عمل بعض محطاتها، بسبب نفاذ المخزون، نتيجة قرار الشركة تعليق الإضراب وتسليم المحروقات لزبائنها حتى نفاذ الكمية. من جهته غرّد السيد جعفر فضل الله على حسابه على تويتر قائلاً: "يومًا قيل للسيد فضل الله (ره): ليس عندنا رواتب لأكثر من نصف شهر.

أجاب بكلمتين: إذا كان العمل لله فالله يتكفل به، وإذا لم يكن لله فليذهب!

بعدها لا السيد سأل ولا السائل راجع.

اليوم عندما "يمنعون الماعون" عن محطات الايتام فإنما يمنعونه عن عيال الله!

الباقي على الله.

 

46 يوماً على الثورة: الشارع أمام امتحان الوضوح

أيمن شروف/المدن/02 كانون الأول/2019

تغيّر الكثير في اليوم السادس والأربعين من الثورة. لم تعد الساحة كما كانت في الأيام الأولى، لا بل ليست كما كانت الأسبوع المنصرم. ما الذي حصل؟ هل نجحت السلطة في تخويف الناس؟ هل تسلل التململ إلى النفوس؟ أحداث الأسبوع الماضي فعلت فعلها؟ أسئلة كثيرة كانت تتردد أصداؤها في أرجاء ساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء. أسئلة يبدو أنه آن أوان طرحها، من أجل عودة الروح الثورية إلى شارع يُدرك جيداً أن خروجه من الساحات يعني الاستسلام لسلطة ستتفنن في الانتقام من الناس، وستقف مكتوفة اليدين أمام انهيار اقتصادي هي المسبب الوحيد به.

في المحبة والسلم الأهلي!

فجأة، اختفت السياسة في الساحات، تحديداً في العاصمة، فيما باقي المناطق متقدمة كثيراً على بيروت، بينما كان المنتظر أن يكون العكس، لرمزية المدينة ولقدرتها على ليّ ذراع السلطة لأسباب كثيرة أولها وأهمها، مركزية الدولة، التي تجعل من أي تحرك على صغر حجمه، سبباً لتهديد عروش من يجلسون على صدور اللبنانيين. اختفت السياسة ليحل محلها شعارات تُوحي وكأن الحرب الأهلية عادت من بوابة بضعة صبية قرروا أن يمارسوا فعل التشبيح على جسر الرينغ، ليتحوّل هذا الفعل إلى "بعبع" صار الجميع يحاول احتواءه وكأنه واقع، والمتاريس على خطوط التماس، وعلى الناس أن تركض لتقول إنها تُحب بعضها البعض وليست بوارد اقتتال غير موجود أساساً إلا في ذهن السلطة وأزلامها. فبعد "حب" عين الرمانة والشياح والأشرفية وخندق الغميق، صار الشغل الشاغل للناس أن تُثبت أنها مع السلم الأهلي. السلم الأهلي الذي فجأة صار بخطر لأن الناس طالبت بحقها في الحياة وبمحاسبة المسؤولين عن إذلالها. هذا ما ينطبق اليوم على ساحتي بيروت طيلة النهار قبل أن يعيدها جزئياً وصول تظاهرات المتحف وساسين ومصرف لبنان. لكن حتى هؤلاء لم يكونوا بزخم الأيام الماضية، بل حتى بعض الشعارات التي رُفعت وكأنها تأتي استكمالاً لهذا الأسبوع الطويل من إثبات المحبة. بعضهم ذهب أبعد من ذلك، ليردد هتافات العداء لإسرائيل وكأنه يرد على فحص الدم الوطني الذي تمارسه بعض أحزاب السلطة.

السوق والمناكفة

قبل وصول هذه التظاهرات. الساحات التي كانت "ميتة" ساعات الظهر، شهدت أيضاً على امتداد فعل المحبة. أمام مبنى اللعازارية شاب وصبية يؤدون عملاً مسرحياً يُعبرون فيه عن ويلات الحرب وعن العبر التي يجب أن نستخلصها. الشاب والشابة من مواليد ما بعد الحرب الأهلية، لماذا يريدون أن يحملوا وزرها ويكونوا إلى جانب أهلهم في التكفير عن شيء هم غير مسؤولين عنه؟ لا جواب لدى غالبية من كانوا يشاهدونهم. هذه المشهدية هي أيضاً استمرار لفعل التكفير عن ذنب التظاهر الذي بدأ منذ أسبوع. هذا الفعل لا يبالي به طلاب الجامعات والمدارس الذين انكفأوا الأسبوع المنصرم، أحدهم يقول: "أنا لا تعنيني الحرب ولا أريد أن أحمل وزر ما اقترفه أهلي. أريد بلداً أعيش فيه بكرامتي فقط لا غير". توازياً كان يصدح صوت مكبرات الصوت في ساحة الشهداء وتحديداً من مسرح العسكريين المتقاعدين بأغنيات ليست ثورية طبعاً، بل هي عبارة عن كوكتيل محبة بين الطوائف المختلفة. وسط كل هذا، لا وجود للخطاب السياسي إلا فيما ندر. استعاضة عنه، قرر البعض أن يقيم سوقاً للمنتوجات الوطنية. أحدهم وهو يجلس في ساحة الشهداء ويبدو حانقاً من المشهد، يقول "هيدا يلي كان ناقصنا، سوق الطيب بفرع جديد". لعل صدى كلماته هو في الحقيقة، ما يشعر به كثر في ساحات بيروت، خاصة من يُدرك الذي يحصل من شد حبال بين المجموعات، كان حزب سبعة والعسكريين المتقاعدين أبطاله تحت ما يُسمّى بهيئة تنسيق الثورة التي تحاول أن تفرض أجندة مشبوهة على الناس المنتفضة، ليُضاف إليها مؤخراً "تنقير" واضح بين المجموعات الأخرى فيما بينها، وطبعاً غالبيتها لديها حساباتها ومصالحها التي بدأت تُثقل كاهل الثورة وتساهم من حيث تدري أو لا تدري في تحقيق مطلب السلطة.

مهما كان الثمن

بين الناس في الساحة، حديث واضح مفاده أن الحنان الزائد هو مقتل الثورة. وهو ما تعوّل عليه أحزاب السلطة، لكي تنهي على أكبر تهديد لها منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وتحديداً منذ اتفاق الطائف. غالبية من هؤلاء يُجمعون على أن الثورة هذا الأسبوع أمام امتحان العودة إلى الوضوح. هذا الوضوح الذي من شأنه أن يُعيد الزخم ويعيد الناس إلى المنطق، إلى الثورة على النظام الفاسد من رأسه إلى أسفل أسفله. التمييع الحاصل اليوم هو العدو، كما السلطة. من يستمر به هو جندي صغير يريد أن يكون خادماً لدى جيش المستفيدين من مقدرات البلاد. "الثورة مش طبق بيتاكل بالشوكة والسكينة" جملة تختصر مشهد الأسبوع المنصرم. في ساحتي رياض الصلح والشهداء رأي غالب مفاده أن مهادنة هذه السلطة يعني النهاية. وفي الساحتين قناعة بأن العودة إلى الأساليب التي توجع هو الحل. الأساليب التي توجع؟ قطع الطرقات، شل المرافق العامة، الخروج من دوامة الخوف من الآخر، التحلي بشجاعة المطالبة برحيل من هم مسؤولين عما وصلنا إليه، الخروج من الحسابات الضيقة واستعادة الناس الذين ملّوا من التسويات المرحلية ويريدون تغييراً فعلياً. الثورة في يومها السادس والأربعون أمام امتحان الخروج من الخوف، إلى التغيير الفعلي، مهما تطلب الأمر. مهما كانت الأثمان.

 

"أحد الوضوح": العودة إلى مطلب إسقاط النظام

وليد حسين/المدن/02 كانون الأول/2019

في "أحد الوضوح"، الذي اختاره الثوار عنواناً لتحركات يوم الأحد، مشى آلاف المتظاهرين في ثلاث مسيرات انطلقت من المتحف الوطني ومن ساحة ساسين ومن المصرف المركزي. فمن ساحة ساسين سارت تظاهرة "نسوية" يتقدمها لافتة كبيرة كتب عليها "ثورتنا واضحة علمانية حرية عدالة اجتماعية". ومن المتحف تقدمت التظاهرة لافتات كبيرة كتب عليها "حماية المجتمع لا حيتان المال"، و"واضحة مطالبنا حكومة انتقالية من خارج أحزاب السلطة"، و"واضحة أهدافنا وحدة الساحات ورفض التسلق". أما في تظاهرة المصرف فقد سار المتظاهرون يحملون لافتات كثيرة رفعت في وجه من لم تتضح له الصورة بعد: "واضح مين الثورة ومين راكبها"، و"واضح أنو الطائفية رأسمالكم"، و"واضح أنو دولاركم بأمان وليرتنا بخطر".

ثلاثة روافد

مسيرات ثلاث أتت لرفض الحرب الأهلية ولنبذ العنصرية والطائفية، التي ظهرت في شعارات وهتافات شبيحة السلطة، في بعض التحركات المشبوهة على جسر الرينغ وعين الرمانة وبعض المناطق اللبنانية. عند تقاطع السوديكو، حيث يشهد "بيت بيروت" على أوجاع الحرب الأهلية، التقت التظاهرات الثلاث أو المسارات الثلاثة التي أرادها المتظاهرون للتعبير عن مصائب اللبنانيين مع سلطتهم. مسار مصرف لبنان لإدانة السياسات المالية والمصرفية التي أفقرت اللبنانيين. ومسار المتحف الوطني الشاهد على خطوط تماس الحرب، لرفض العودة إليها. ومن الأشرفية للمطالبة بالدولة المدنية والعلمانية ونبذ الطائفية والعنصرية.

بعد تقاطع التظاهرات مع بعضها، سار المتظاهرون معاً إلى ساحة الشهداء على وقع الهتافات الثورية التي ضجّت بها الساحات على مدى ستة وأربعين يوماً على اندلاع الثورة: يسقط يسقط حكم المصرف ويسقط يسقط حكم الأزعر نحنا الشعب الخط الأحمر، وهتافات أخرى تدين أعضاء مجلس النواب والمسؤولين "الحرامية"، كما ردد جميع المشاركين.

لا إيران ولا السعودية

في هذه التظاهرة الحاشدة بدا لافتاً الحضور النسوي عبر تجمع "نسوية" بهتافاتهن وتفاعل الجمهور معها. وبدا لافتاً أن "عدوى" هتافاتهن انتقلت إلى جميع المتظاهرين: "ثاء ثاء ثورة. ثورتنا مش حراك"، ردد المتظاهرون خلف هتافات "نسوية" في رد على أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي حاول التقليل من شأن ثورة اللبنانيين على السلطة الفاسدة ناعتاً أيها بمجرد "حراك". كما طالت الهتافات جميع الذين خوّنوا اللبنانيين واتهموهم بتلقي التمويل من السفارات: "عم ناكل منقوشة ومش عم ناكل سوشي وبعدك عم تحكيني بالسفارات". وطالت نسوية بهتافاتها حتى إسرائيل: "تسقط تسقط إسرائيل"، جملة أتت في ختام هتاف "ثورة بكل البلدان" الذي دان فيه المتظاهرون الحكّام والفساد والطائفية "من لبنان للعراق ثورة وحدة ع السراق، ثورة بكل البلدان"..."من لبنان للسعودية بدنا نقضي ع الرجعية ع حراس الطائفية، ثورة بكل البلدان"، هتف المتظاهرون. هي مسيرة للرد على تخوين المتظاهرين وللقول إنهم غير خائفين من البلطجة وحملات القمع التي حصلت في الأسابيع الفائتة: "قد ما خوّنتونا وقد ما خوّفتونا وقد ما خطفتونا، ثورتنا مستمرة حتى يسقط الكل"، و"ما منخاف وما منطاطي حكم الأزعر ع صباطي"، صدح المتظاهرون خلف الردّيات التي ابتدعهتا "نسوية". وإذ طالت هتافات المتظاهرين الثورة على كل شيء "الطائفية والذكورية والفساد ورأس المال والضرائب والتخوين والتحريض والتشبيح والفاشية وإسرائيل"، لم يسلم المسؤولون من الكلام النابي أيضاً "حلّك تفهم يا حمار، نحنا أصحاب القرار".

البوصلة

كما استعاد المتظاهرون الهتافات السابقة الداعية لرحيل رئيس الجمهورية بعد أن كانت الساحات قد توقفت عن ترديدها في الأسبوعين الفائتين: "بدنا نسقط ميشال عون بدنا يفل. بدنا نسقط الطائفية بدنا تفل. بدنا نسقط حكم الأزعر بدو يفل. بدنا نسقط كل المجلس بدو يفل". في أحد الوضوح أراد المتظاهرون إعادة تصويب البوصلة نحو جميع أركان الحكم، في إشارة إلى جملتهم السحرية التي أغضبت جميع المسؤولين "كلن يعني كلن". فكل سدنة السلطة راحوا يتبرؤون من تهم الفساد مستنكرين شملهم مع الفاسدين، ما جعل اللبنانيين يظنون أن الفساد تسبب به كائنات فضائية. لكن المتظاهرين عادوا ورددوا "فاسدين، زعران سرقتوا المال العام"، مستعيدين الهتافات التي وسمت الأسابيع الأولى لاندلاع الثورة.

 

حزب الله ينتظر واشنطن وطهران: التفاوض على بغداد وبيروت

منير الربيع/المدن/02 كانون الأول/2019

أطلق مسؤولون في حزب الله، من بينهم رئيس المكتب السياسي، السيد ابراهيم أمين السيد، مواقف لافتة تتصل بالموقف الأميركي من عملية تشكيل الحكومة. وقد قال السيد: "معلوماتنا تقول بعدم وجود فيتو أميركي على وجودنا في الحكومة". جاء هذا الكلام ردّاً على ما يشاع دوماً، محلياً، حول رفض الأميركيين تسهيل تشكيل الحكومة، واشتراطهم استبعاد حزب الله منها.

شكوك حزب الله

تصريح السيد بدا كما لو أنه امتحان للموقف اللبناني والدولي، وربما لاستدراج الأميركيين إلى إعلان موقف واضح مما يجري. وكذلك يهدف إلى إحراج الحريري، الذي ينظر إليه حزب الله ورئيس الجمهورية بتساؤلات كثيرة حول تصلبه. فما أن يتم الوصول معه إلى نقطة مشتركة، حتى يفرض شروطاً جديدة، وفق ما يقولون. ثمة شكوك لدى حزب الله أن هناك رغبة دولية في عدم تشكيل الحكومة اللبنانية حالياً. ولذلك أُطلق هذا الموقف لحشر الحريري. فإذا تساهل، ينجح الحزب بتمرير الحكومة. وإذا استمرّ على تعنّته يعني أنه يرضخ للضغوط الأميركية، أو على الأقل ينجح الحزب في تصوير الحريري على أنه يعرقل تشكيل الحكومة لأسباب ودوافع خارجية. ولذلك، منذ اليوم الأول، يعمل حزب الله والتيار الوطني الحرّ على إشاعة أجواء إيجابية، والحديث عن إحراز تقدّم من قبل مرشّحيهم لتشكيل الحكومة، وفيما بعد تتعرقل المساعي بعد رفض الحريري القبول بها.

وهنا، يتناسى عون وباسيل وحزب الله الشروط القاسية التي يفرضونها، ويستحيل على أي رئيس للحكومة الموافقة عليها.

التفاوض مع الحريري

لدى سؤال المطلّعين على قرار حزب الله، عن حقيقة موقف السيد، يجيبون أن هذا الكلام مبني على التواصل بين الحزب والحريري، الذي لم يعلن عن أي إشارة تتعلق برفض الأميركيين مشاركة حزب الله في الحكومة. بمعنى أنهم لم يتلقوا أي اعتراض أميركي. لا بل أكثر من ذلك، يشيرون إلى أن الحريري عرض عليهم تسمية وزراء لهم في الحكومة الجديدة، إنما بأسماء ووجوه جديدة. ويقولون أن مشكلة الحريري هي مع باسيل وليس معهم. وانطلاقاً من هذا الموقف، يعتبر الحزب أن الأميركيين غير معارضين لمشاركته في الحكومة. لكن، أيضاً، لا يخفي حزب الله أن الحريري بعكس الموقف الذي يبلغهم إياه، يبلغ باسيل أن ليس لديه مشكلة معه بل مشكلته مع حزب الله ووجوده في الحكومة. هذا التضارب في موقف الحريري، يدفع الحزب إلى رصد كل الاحتمالات، واعتبار أن ما يجري هو إطالة الأزمة لأكثر وقت ممكن، مع فرض شروط معينة، كمحاولة استبعاد الحزب من الحكومة أو إخراج باسيل منها، او اتهام الحزب بأنه هو الذي يعرقل تشكيلها. كما هناك تقدير أن الطروحات الحالية باستبعاد الحزب من الحكومة، لها أبعاد أخرى غير معلومة حتى الآن.

ربط لبنان بالعراق

يعتبر الحزب أن الجميع في مرحلة تحسين شروطه، خصوصاً أن القوى على اختلافاتها بحاجة إلى بعضها البعض. وهناك استبعاد أن يلجأ الحزب إلى تشكيل حكومة من لون واحد. فلن يتجرأ أي شخص سنّي على القبول بتشكيل حكومة بهذه الطريقة، كي لا تتكرر معه تجربة محمد الصفدي. بينما يتشدد رئيس الجمهورية في ضرورة إجراء استشارات وتكليف الشخصية التي تحظى بأكبر قدر من الأصوات. لكن حينها لن تتمكن هذه الشخصية من تشكيل حكومة، طالما يغيب التوافق، الذي لا يزال حزب الله يتمسك به. أي إجراء من نوع تكليف شخصية بتشكيل الحكومة وحسب، سيكون جزءاً من الردّ على "دلع" الحريري. بمعنى إدخال شخصية جديدة إلى نادي رؤساء الحكومات، ليتحول الحريري إلى مصرّف للأعمال فقط. ينظر حزب الله إلى ما يجري في لبنان بالترابط مع الأحداث والتحولات الإقليمية والدولية. لا يفصل الثورة هنا عن ثورة العراق. ويضعها في خانة المؤامرة. ولذلك يتعاطى معها على هذا الأساس كجزء من سلّة متكاملة ستكون خاضعة لمفاوضات إيرانية أميركية. ولذا، لم يبد أي استعداد لتقديم أي تنازل: "ما رفض الحزب تسليمه بالحرب والتهديد، لن يسلّمه تحت وطأة الإحتجاجات الشعبية". لذلك، تتركز الرهانات من قبل القوى السياسية على ما سيحصل في الخارج، وإلى أين ستتجه الأمور بين الإيرانيين والاميركيين. ويعتبر البعض أن تصريح السيد، وغيره من مسؤولي الحزب حول الموقف الأميركي، يتصل بتطورات في كل المنطقة، قد تدفع الأميركيين إلى تغيير موقفهم، وإعادة تجديد التسوية في لبنان، بما يخدم وجهة نظر حزب الله. وهنا تشير المصادر إلى وجود تعاون أميركي إيراني في أفغانستان، تجدد في الأيام الماضية بعيد زيارة دونالد ترامب المفاجئة إلى هناك. فترامب يريد سحب قواته بشكل آمن، ويحتاج إلى تعاون الإيرانيين. وبالتزامن مع زيارة ترامب، كان هناك وفد من طالبان يزور إيران. وفي جانب آخر من هذا التقاطع، لا يمكن إغفال الملف اليمني، والمفاوضات السعودية الحوثية، التي تعتقد إيران أنها ستصب في صالحها وصالح حلفائها.

في حوافز الانتفاضة

يبقى المعطى الأخير هو تعالي القوى السياسية وإنكارها حقيقة ما يجري في الشارع. الجميع يعتبر أن الثورة ستُخمد فور الوصول إلى تسوية إقليمية دولية. ويظن حزب الله أن لديه أوراق قوة تمكّنه من العودة قوياً، عبر تجديد تسوية العام 2016. وهو حالياً يمتلك أوراق القوة في الجنوب وبما يتصل بترسيم الحدود وأمن إسرائيل. فلا يمكن لواشنطن أن تحقق ما تريده من دون إيران. وبالتالي، "التوافق" سيعيد حظوة وصاية الحزب على لبنان. والمأساة أن ما ترفض القوى السياسية الاعتراف به، هو أن أسباب اندلاع الثورة أعمق بكثير من حسابات السياسة الإقليمية، بل وجزء كبير من حوافز الانتفاضة نابع من إدارة السياسة وفقاً للحسابات الإقليمية. وحالة الإنكار التي عاشتها القوى السياسية منذ انطلاق الانتفاضة تستمر في كيفية التعامل مع الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي. وهم يعلمون أن أي تسوية لن توقف الكارثة.

 

الحكم المعلّق: حسابات الحريري وتحسبه

أحمد جابر/المدن/02 كانون الأول/2019

تقاذف التهم وتبادل المناورات بين أركان أقطاب التشكيلة الطائفية باتا لعبة صبيانية. اللعبة مكشوفة بلا حجج، لكنها تتم مع كثير من الطيش الصبياني، وما ينسب إلى الصبيانية من حسن سريرة وقلة خبرة، وصدق نوايا وبراءة أفعال، كلها. ذلك لا يمكن استخدامه في معرض وصف صبيانية "أنبياء الطوائف". فهؤلاء ليس لهم من الصبيانية إلا جانب عدم المسؤولية، وقلة الحسابات، وعدم الاكتراث بما ينجم عن ممارستهم من نتائج. ما خلا ذلك، نجد الحاكمين المتحكمين أرباب كمائن، وحفظة ضغائن، ومخترعي أقاويل، وهم أحياناً سبابون بأناقة، وكيديون بلباقة، ومروجو أضاليل ومحترفو استثارة عصبيات طائفية. ما أن تستحضر جمهورها حتى يكون البلد اللبناني، بما هو مشروع وطن صعب، في مرمى حاكم الجهل وفي مرمى جمهوره المنقاد بنصّ التجهيل.

على مسرح التشكيل

استقال رئيس الحكومة سعد الحريري. علَّق رئيس الجمهورية ميشال عون: نكمل بالباقين، هذا ما نقل عنه، ولم يفت الناقل أن يربط بين "مسرح الرحابنة" ومسرح السياسة. فعلى المسرح قالت السيدة فيروز "بنكمل باللي بقيوا"، وكان في ذلك إشارة تحدٍّ للديكتاتور، ولا ندري ما موقع جملة رئيس الجمهورية، ولا وجهتها، مثلما لم نكن نعلم المقصود بالتحدي ساعة النطق بالجملة، لكننا علمنا لاحقاً بمن سيكمل الرئيس، ومع من سيكمل، وكيف سيكمل، وفي مواجهة من سيكون الصمود في وجه إعلان الاستقالة الحكومية. وما علمناه نشاهده، فقد قذف الموضوع في وجه الناس، والتمسك بجملة التحدي يدفع ثمنها اللبنانيون خوفاً يغطي يومياتهم، من أمنهم الأمني إلى أمنهم الحياتي، إلى أمنهم المصيري.. وواقع الحال "القطعان بوادي والكيان بوادي".

مسار المتحكم

هشاشة الوضع اللبناني الذي سقطت آخر أوراق ستره، وضعت المتحكم وسط حسابات تتقاطع عند خوف العزلة، إذا ما تابع هجومه فألغى الحالة الحريرية، وعند الخوف من احتمال الانتقال من حالة التحكم المموه إلى حالة التحكم العاري، مما لا تؤمن عواقبه في الحالة اللبنانية المعلومة. عند تقليب خوف المتحكم على وجوهه، نجد الأبرز من تلك الوجوه العجز عن مواجهة وضعية لبنانية جديدة فيها أحد أركان التشكيلة الطائفية مستفرد أو مقصي، أو مستضعف أو منتقص الدور من خلال انتقاص التمثيل. هذا العجز عن الحفاظ على صيانة "الشكلية اللبنانية" كصورة، صار خطيراً في اللحظة الوطنية الحالية، لأن العجز بات متصلاً في مضمونه، بانهيار يشكل الاقتصاد أحد تجلياته، لكنه يختزل كل تداعيات الانهيار الكارثية.

حساب الحاكم

إذا أعطي سعد الحريري صفة الحاكم المطلوب ولو غير مرغوب به، أي الشخص الذي تقتضيه مصالح المتحكم المتمسك بشروطه، فإن الافتراض الأقرب هو أن رئيس الحكومة يدرك حاجة خصومه السياسيين إلى ضرورته، وعلى هذا الإدراك المعلوم، وما يضاف إليه من مدركات تخص صاحبها وتقع في ظنون من ليس لديه علم بما هو معلوم، على ذلك، تصير القراءة للسلوك الحريري مشدودة إلى تفسير وفهم أدائه المعلن، وإلى ربط هذا المعلن بما يمكن أن يكون مضمراً، بحيث يكون الأخير موضوعاً للاستدلال أو للاستخلاص، وللعرض والاستنتاج من جملة فرضيات قريبة وبعيدة.

ما الحسابات؟

سعد الحريري الذي ما زال رافضاً لمبدأ التكليف، وما زال غير منقاد إلى رغبة الراغبين بالحصول على بركته وتزكيته لمن قد يتقدم إلى المغامرة الحكومية كشريك وحاكم في تشكيلة متحكمة، الحريري هذا، يوحي سلوكه بوجود طلبات خارجية، مثلما يوحي بمطالب داخلية، والأمران يظلان مرتبطين بشدة بحسابات سعد الحريري الشخصية، إذن كيف يعاد دمج كل تلك العناصر بأبعادها الثلاثة للوصول إلى استنتاج يكون الأقرب إلى حالة "الاستنكاف الحريرية".

حساب الخارج

الوضع العربي واحد من بنود الحساب. في السياق هذا هل طلب بعض العرب من سعد الحريري الانسحاب من المشهد، وما هي الدوافع التي أملت على هؤلاء طلب الانسحاب؟ يتبادر إلى الذهن أسماء دول عربية يصدر عنها هكذا طلب، وهي في حالة سعد الحريري وتحالفاته ومرجعياته، دول الخليج عموماً، والسعودية والإمارات العربية المتحدة في الطليعة من أولئك في اللحظة السياسية الراهنة. الطلب، إن صدر عن هؤلاء، يندرج في سياق المواجهة المفتوحة مع إيران، من اليمن إلى لبنان. ولا يخفى أن الطلب العربي هذا على ارتباط مع السياسة الأميركية الحالية، خاصة في بندها الإيراني، مع هذا الارتباط يكون طلب الابتعاد من الحريري جزءاً من سياسة عامة ضد المحور الإيراني، وفي سياق سياسي لبناني يتلازم مع سياق التضييق الاقتصادي على إيران. إذا صحَّت الفرضية، يتقدم سؤال: وما الضمانات الشخصية والسياسية التي أعطيت لسعد الحريري حتى يتسنى له الإقدام على طرح ما طرحه والثبات عند مضمونه؟ هذا جوابه عند ما قد تحمله الأيام الآتية من استشارات نيابية تفتح مسار التكليف، وما قد تحمله الاستشارات من حصيلة التشكيل.

حساب الداخل

لكن ليست تلك كل حسابات الحريري، فما عليه أن يأخذه في الحسابات هو العلاقات التي نسجها مع أركان التشكيلة، شركائه في الحكم، وتشمل الحسابات أيضاً مجمل منظومة علاقات المصالح المادية التي قد تشد الخناق على "رقبة" قرار الحريري، أو تساهم في إطلاق العنان لهذا القرار.

المصالح المالية، وما يرتبط بها، يجب أن تكون مضمونة في حال أكمل الحريري استنكافه، وأن تظل مصانة إذا اكتفى بتزكية الرئيس القادم، وأن تكون الضمانات من أفرقاء الداخل واضحة وموثوقة، بحيث لا يكون الحريري موضوعاً للكيدية السياسية من بوابة الفساد الاستنسابي، أو من ثقوب التخوين والاتهام بالوطنية، الذي يتقنه "الأخوة الأعداء" في التشكيلة اللبنانية. هي حسابات ترتبط بكل ضرورات التحسُّب، فعلى أي طمأنينة سياسية سيستقر الحريري؟ وما الارتياب الذي سيظل رفيقاً دائماً لهذه الطمأنينة؟

 

الصرّافون وسعر الدولار تحت سيطرة "حزب الله"!

عماد الشدياق/المدن/02 كانون الأول/2019

فيما يزيد حجم ودائع المصارف العاملة في لبنان على 170 مليار دولار، تتحكّم حُفنة من الصرافين بمصير اللبنانيين، من خلال المضاربة بمبلغ لا يتخطى عتبة الـ 10 مليون دولار فقط! قطاع الصرافة ازدهر في العقد الماضي بشكل لافت، وبات لاعباً رئيسياً صامتاً في اللعبة النقدية داخل لبنان. ولم تظهر قدراته إلاّ حينما استفحلت أزمة سعر صرف الدولار، قبيل ثورة 17 تشرين الأول بأسابيع. إذ تعجز اليوم السلطة السياسية والمصرف المركزي والمصارف المحلية مجتمعة على مواجهته، مستمداً قدرته من زبون عملاق أغدق عليه بالفرص والإمكانات، اسمه: "حزب الله".

الخدمات المالية

يؤمن كثيرون بأن سعر صرف الدولار يخضع للعبة "عرض وطلب". في المبدأ هذا أمر صحيح، إلا أن الواقع تخطى ذلك بأشواط، لأن الصرّافين في الحقيقة هم من يقرّر العرض والطلب. لقد باتوا قادرين على خلق الأمرين، حسبما تقتضي المصلحة. ولا نبالغ إن قلنا إنهم قادرون اليوم على فرض تسعيرة 1508 ليرات لبنانية الرسمية للدولار الواحد، بسهولة، إذا أرادوا! مصدر مصرفي مطلع كشف، في اتصال مع "المدن"، أن "العلاقة بين حزب الله والصرّافين قديمة، إلا أنها تنامت بشكل كبير منذ أن بدأت العقوبات المالية تطاله في المصارف المحلية، فأمسى الفصل بين الحزب والصرّافين، مؤخراً، أمراً شبه مستحيل. الصرافون كانوا بديلاً بديهياً من القطاع المصرفي، يؤمّن السيولة ويديّن الأموال وينقلها. كما أن قدرتهم على تحويل هذه الأموال لم تعد محصورة داخل الحدود وإنما تخطتها إلى الخارج". المصدر أكد أن حجم أعمال الحزب خلق لهؤلاء أسواقَ عملٍ ما كانوا ليحلموا بها أبداً. قطاع الصرافة اليوم بات قوياً لدرجة أنه قادر على خلق إرباك في كل لبنان واللعب بمصير المواطنين. وأضاف "المضحك – المبكي أن حجم الإيداعات بعملة الدولار في المصارف يفوق آلاف أضعاف ما يملك هؤلاء لكنهم يتحكمون بسعر الصرف. إلى هذا الحد هم أقوياء. لقد بات لهذا القطاع ثقله وتأثيره في السوق اللبناني بسبب حاجة الحزب إليه في تأمين خدماته المالية".

الشراكة مع الحزب

حسب المصدر، فقد استفاد الصرافون من الإرباك السياسي الذي أصاب السلطة مع اندلاع "ثورة 17 تشرين"، فاستغلوا المساحة التي أعطاهم إياها "حزب الله" لأنهم "يخدمون مصالحه". سأل الصرافون أنفسهم: طالما أن القطاع المصرفي غير قادر (فعلياً هو لا يريد على ما يبدو) على تأمين عملة الدولار الورقية (بنكنوت) لما لا نقوم نحن بهذا الدور؟ رفعوا سعر الصرف حينما فقدت المصارف القدرة على تلبية حاجات المودعين، الذين تهافتوا بفعل الجشع أو الخوف (أو الاثنين معاً) على سحب دولاراتهم وبيع ما تيسّر للصرافين بأسعار مرتفعة، سعياً للربح السريع. خلق الصرافون بذلك ضغوطاً إضافية على القطاع المصرفي الذي يخوض أصلاً حربه الخاصة مع "حزب الله". هنا تقاطعت مصالح الطرفين، فلم يجد الحزب ضيماً في أن يُقوّي الصرافون قدراتهم المالية طالما أنهم الـ "الشريك" الذي يعتمد عليه! نوعية الصرّافين الذين يعتمد "حزب الله" عليهم ليسوا من الصف الأول، ولا حتى من شركات المخصصة بشحن الأموال (فايد أو بوغوس أو مكتف)، لأن هؤلاء مراقبون من الخزينة الأميركية بحركات أموالهم، ولا قدرة لهم على المناورة، حسب ما أكد المصدر. هم من بين صرافي الصف الثاني والثالث الذين يحتلّون السواد الأعظم في القطاع، بعد أن انتشروا مثل الفطر في الضّاحية الجنوبية منذ حرب تموز. هؤلاء تتحفظ المصارف على فتح حسابات لهم، بإيعاز من الخزينة الأميركية، "بسبب أعمالهم المشبوهة واستحالة ضبط حركة أموالهم في الداخل والخارج". وعلى الأرجح فإن مذكرة لجنة الرقابة على المصارف التي صدرت يوم 20 تشرين الثاني وتقضي بـ"قوننة" عمليات تبادل العملات وتوثيقها، كانت بسبب جشع هؤلاء وتفلّتهم (لا سلطة قانونية لمصرف لبنان عليهم).

المال الحلال

أما عن تاريخ العلاقة بين "حزب الله" والصرافين عموماً، فروى المصدر أنها أبصرت النور بعد حرب تموز، تحديداً حينما أطلق الحزب ورشة الإعمار بواسطة المال "الحلال النظيف"، النقدي الذي حصل عليه من إيران، ومن خارج القطاع المصرفي لإرضاء الناس سريعاً، مستغلاً فوضى الحرب في حينه. استثمر الحزب هذه الأموال في قطاع البناء، من خلال اختراق المقاولين. مؤسسات "جهاد البناء" و"شركة وعد" و"القرض الحسن" و"النية الحسنة الخيرية" لعبت دوراً محورياً في تأسيس البنى التحتية المالية للحزب، خصوصاً بعد حظر أعمال هذه المؤسسات من الخزانة الأميركية في العام 2007. مذاك، فتح الحزب للصيارفة في لبنان والخارج أسواقاً جديدة لم يحلموا به من قبل، إذ باتوا يأتون بهذه الأموال نقداً ثم يدخلونها في حساباتهم المصرفية "بالقطارة"، لتعود إليه بعد ذلك بطرق شرعية. واستمر الأمر كهذا لسنوات. بعد العام 2015، مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، اشتدّ الخناق حول عنق "حزب الله" بفعل العقوبات الأميركية، التي ترافقت مع تضييق كبير مارسه القطاع المصرفي على الحزب، حرّكه خوف المصارف من عقوبات الخزانة الأميركية. وجد الحزب نفسه أمام حاجة إلى سوق مالي آخر يمكّنه من إدخال وإخراج الأموال، من وإلى الساحات التي يشغلها في دول كثيرة، فاستعان بقطاع "صيرفة الظل" أو Shadow banking.

أعمال الحزب كلها في لبنان التي كان يفترض أن تكون في القطاع المصرفي، جيّرها إلى الصرافين، وهذا سبب قدرتهم على التحرك والتأثير. عمليات نقل الأموال بين الدول تحصل بواسطتهم من خلال "الاستلام والتسليم عن بُعد" بهوامش ربحية كبيرة (أعطيك 100 ألف دولار في العراق فتسلمها إلى جهة تخصّني في بيروت 85 ألفاً في بيروت أو العكس) هوامش ربحية مخيفة، صارت تُدرّ على الصرّافين بعمليات بسيطة يحتاجون للعمل أشهر من أجل تحقيقها في ظروف عمل عادية.

مناجم وتجارة دولية

خريطة عقوبات الخزينة الأميركية التي تخص الأفراد والمؤسسات ممّن كانوا على علاقة بـ"حزب الله" تكشف أن مصادر تمويله كبيرة ومتنوعة. فالبلدان التي ينتمي إليها هؤلاء تغطي مساحة جغرافية كبيرة في العالم، مثل البرازيل، وباراغواي، وتشيلي (شركة بركات للتصدير والاستيراد)، والصين، وهونغ كونغ (شركة إيرو سكيون كو ليميتد)، والولايات المتحدة (جمعية غودويل تشاريتابيل الخيرية)، وغامبيا، ونيجيريا (منتجع ووندر وورلد)، وبنين، وكذلك العراق. هذه الدول هي نقاط لعمليات تمويل "حزب الله"، حيث يقوم بنشاطات مشبوهة تبدأ بصناعة وتهريب المخدرات ولا تنتهي بنهب الثروات في ديكتاتوريات أميركا اللاتينية.

النائب الفنزويلي المعارض أمريكو دي غراتسيا كشف مطلع السنة الحالية في مقابلة مع صحيفة "دياريو لاس أميركاس" الإسبانية أن "حزب الله" يمتلك منجمين في مشروع قوس "أورينوكو" للتعدين (Orinico mining Arc) جنوب شرق فنزويلا والذي يحوي نحو سبعة آلاف طن من احتياطي الذهب، إضافة إلى معادن أخرى مثل الماس والحديد والنحاس والبوكسيت. أموال هذه الأعمال والتجارات تُنقل حسبما تشير تقارير دولية، إما جواً إلى الداخل السوري أو الإيراني أو العراقي، ومن ثم جواً إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو براً من خلال طريق دمشق ــ بيروت.

مطار بيروت

مصدر خاص كشف لـ"المدن" أن على جدول الرحلات الآتية إلى مطار بيروت، طائرة إيرانية تأتي أسبوعياً. هذه الطائرة تُحاط في بعض الأحيان وليس دوماً، بـ"اهتمام أمني رسمي خاص" من دون أن تثير الشبهات، وحدهم موظفو الحمولة (load control officers) المنتشرين بين الطائرات على مدارج المطار يلاحظون ذلك، وهم في غالبيتهم من بيئة "حزب الله". تفرغ الطائرة حمولاتها من دون معرفة الكثير من تفاصيل. يشبّه المصدر هذه الطائرة من باب السخرية بـ"ﭬان رقم 4" الذي يجوب الشوارع بين بيروت والضاحية الجنوبية، لأنها متفلتة من أي رقابة وقيود، خصوصاً بعد إلغاء العمل بنظام BHS أو BRS الخاص بحركة المسافرين وأمتعتهم (baggage handling or reconciliation system) "كل من يستقلّها كمن يستقل حافلة في شوارع المدينة: مجهول ــ معلوم". كل ما سبق ذكره يُستغل في نقل الأموال تفادياً لرقابة القطاع المصرفي المراقب بدوره أميركياً. هذا الأمر الذي خلق فرصاً وإمكانات جعلت الحزب بوجود الصرافين بغنى عن المصارف. بات له دورة نقدية تخصّ دويلته، لا يُستبعد أن تتطوّر لتبلغ حدود الدورة الاقتصادية الخاصة المتفلّتة من الرقابة كتلك السائدة في إيران، وتستمد منها إكسير الحياة.

 

قوى السلطة كتهديد للبنان

وجيه قانصو/المدن/02 كانون الأول/2019

بدأ الحراك الأخير في لبنان احتجاجاً على ظروف معيشية صعبة. كان بإمكان السلطة احتواءه بسرعة، بأن تتخذ قرارات وإجراءات مباشرة تولد في قلوب الناس الشعور بالأمان، وتحفظ القدر الضئيل من الثقة أو حسن الظن بالسلطة.   لكن شيئاً من هذا لم يحدث، واكتفت، عبر أقنعتها المتعددة، بإبداء التعاطف وإلقاء اللوم على مجهول، وتعليم الناس أدب التظاهر وأصول التعبير والتقيد بالقوانين.  تطور الاحتجاج إلى مطلب سياسي، بالدعوة إلى تأليف حكومة إنقاذ تضم قدرات متخصصة ومتحررة من سطوة الفساد الذي بات شبكة منتشرة في كل الجسم السياسي.  ظل المطلب في حدود التواصل بين شعب وممثليه، بين مواطنين يُحمِّلُون أصحاب القرار مسؤولية عملهم والتصرف وفق ما تقتضيه حساسية الوضع الاقتصادي والتردي الخدماتي. كان بإمكان السلطة الاستجابة لهذا المطلب من دون أن تخسر الكثير.  لكن كانت ردة فعلها، عبر أقنعتها المتلونة، القول باستحالة هذا المطلب وإصرارها على حكومة تمسك بخيوطها وتتحكم بها. بل انتقلت من التعاطف الظاهري مع الحراك إلى التواجه معه وتصويره بأنه شلة سذج وغوغاء توجههم سفارات وتخترقهم أجهزة استخبارات معادية.  بل أخذت تلوح لهم بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وتُحرِّك شارعاً مضاداً، تراوح بين نزول خجول ومتردد وظهور غوغائي ومُخرِّب.

إذا كان الحراك قد كشف عما يحمله المجتمع اللبناني من إمكانيات هائلة وروح متوثبة وحس وطني رفيع، وولد في كل لبناني الأمل بأن المستقبل صناعة وإبداع وليس قدراً.  فإنه كشف لنا بالمقابل، بل فضح قوى سلطة ذات خصائص خطيرة، استطاعت تمويهها سابقاً بِلُعبٍ لغوية، وصخب دعائي، وبراعة تمثيل.     

 تعامل السلطة مع الحراك الشعبي، كشف:

 عن قوى تريد السلطة لأجل السلطة، وتجعلها غايتها ومنتهاها، سلطة تقتل وتفتك وتدمر لأجل بقاءها. سلطة ترى النفوذ ملكاً شخصياً، وموارد الدولة حقاً خاصاً، والمرفق عام شركة مساهمة تنحصر منافعه بحلقة مغلقة من المنتفعين. عن هوة عميقة بين قوى السلطة والمجتمع، حيث العلاقة بينهما علاقة راع ورعية، قائد وحشود فارغة، زعيم وزبائن، خدمات مقابل ولاء أو صمت مطبق، رعاية مقابل ضمير ميت. عن سلطة تنتج تناقضاتها باستمرار، بل هي مصدر الأزمة وموطن الخطر الحقيقي الحالي والقادم. سلطة لا تكتفي بالتبجح بالفشل، بل تصر على تكراره واستمراريته وبقائه، وتظن بغبائها أو استغباء الناس، أن الفشل طبيعة الأمور، والنهب سنة السياسة وثمرات السلطة. عن قوى سلطة قوامها قيادات وصلت بنرجسيتها إلى حد الهذيان. وتعتقد أن أدوار النقاء والقداسة والاصطفاء والأبوة والترفع والزهد، ما تزال تجد لها رواداً ومرتادين.  قيادات وصل الإعتداد بنفسها وسمو مكانتها حداً جعلها تعتقد أن الحراك كان لغيرها ولا يمكن أن يقصدها، وإذا قصدها فهو مجرد قطاع طرق. عن قوى سلطة لا تسمع ولا تنصت بل تملي وتأمر، سلطة تحذر من النقاش، ويقلقها الوعي العام، وترعبها المساءلة والتفاعل الاجتماعي خارج وصايتها ورقابتها. 

عن قوى سلطة تهدد بالفتنة بدل أن تبددها، تهدد بالحرب الأهلية بدل أن تسد أبوابها، تهدد بالانهيار الاقتصادي بدل أن توفر شروط حياة لائقة، تبتز المواطن بضروراته الحياتية من خبز ودواء وعلاج بدل أن يكون توفرها من بديهيات ومسلمات الأمور. عن قوى سلطة لا تملك أدنى شفافية، بل تكذب وتراوغ وتزيف، ولا ترى نفسها ملزمة بقول الحقيقة ومصارحة الناس، ولا مرغمة على الإقرار والإعتراف بالخطأ رغم علمها بأنها موغلة في الخطيئة. عن قوى سلطة لا تتورع عن ممارسة الترهيب والقمع بأسلوب ناعم حيناً ومتوحش حيناً آخر، بأن تبتز الناس وتهددهم (وتغريهم) في أرزاقهم ووظائفهم، بتحريك زبانيتها ومرتزقتها في الشوارع والأزقة، بتزييف صور إعلامية مضخمة لقياداتها ورموزها. سلطة تخلق الخوف وتزرع القلق وتحفز على النفاق. سلطة تعمم العدوانية الجماعية وثقافة التبعية. سلطة تحث على الحماقة ومدح الحمقى وجعلهم واجهة القوم، سلطة ترسخ شعور الناس بالنقص والقصور والتقصير. عن قوى سلطة ما تزال تعتقد أنها تملك جمهوراً عريضاً وكاسحاً، وفي حالة جهوزية للانقضاض على الحراك المطلبي بإشارة من قيادتهم.  لم يعلم هؤلاء أن جمهورهم بات في حالة ذهول نفسي وتشتت ذهني وارتباك أخلاقي وخجل وطني أمام ظاهرة تقابل عداوتهم بمحبة وعدوانيتهم بتسامح وتبقي باب الإنضمام إليها مفتوحة للجميع. 

عن قوى سلطة، لم تلتقط حتى الساعة روح الحراك وأفقه ودلالاته، فقرأها البعض عمالة خالصة، ورآها البعض الآخر حزباً يضاف إلى باقي الأحزاب، أو ربما طائفة جديدة لا يمانعون تقاسم الغنائم معها، وآخرون مجرد انقلاب على مكاسبهم ومنجزاتهم . لم تدرك جميع هذه القوى وقد تدرك لكنها لا تصدق، أنبثاق إرادة مجتمعية كاسحة اخترقت قواعد لعبة هذه القوى وعرّت قيمها وأسقطت محرماتها. تبين ان مشكلة لبنان العميقة، ليست في الأزمة الاقتصادية رغم خطرها، ولا في الفساد المنتشر رغم ضرره السرطاني، بل في كيان مُنتهك، ودولة مُصادرة ومفككة، ومجتمع مُنهك ومُنهار، وفرد مغيَّب يعاني أشد صور الاغتراب الحياتي والوجودي.

 

إيران تتشدد في لبنان والعراق

حسن فحص/المدن/02 كانون الأول/2019

قد لا يشكل التلميح الفرنسي الذي يرتقي الى حدود التهديد بنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن، موقفا نهائيا من الادارة الفرنسية في التعامل مع النظام الايراني في ما يتعلق بهذا الملف، في ظل حرص الرئيس ايمانويل ماكرون على ايجاد مساحة مشتركة بين الادارة الامريكية والنظام في طهران تسمح بالعودة الى الاليات السابقة للتعامل بعد توقيع الاتفاق بما يساعد في تخفيف التوتر ويفتح باب الحوار من جديد والتخفيف من الحصار الاقتصادي الخانق ضد ايران ويقطع الطريق امام الاجراءات الايرانية في الحد من تعاونها والتزاماتها في بنود الاتفاق التي اوصلت الاتفاق الى حافة الانهيار.

الاستفاقة الفرنسية على الخطوات الايرانية التراجعية في الالتزام ببنود الاتفاق النووي، خاصة الخطوة الرابعة التي سمحت لايران باعادة تفعيل منشآة "فردو" للتخصيب بمستويات 20 في المئة من دون بلوغه واستخدام اجهزة طرد متطورة (IR6)، يبدو مفاجئا بعد مرور اكثر من شهر على تنفيذ هذه الخطوة ومع اقتراب موعد انتقال طهران الى الخطوة الخامسة في مسار الضغوط التي تمارسها على المجتمع الدولي خصوصا الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) ودفعها للانتقال الى اجراءات تنفيذية تساعد على الالتفاف على العقوبات الامريكية.

التهديد الذي اطلقه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن امكانية اللجوء الى "آلية فض النزاعات" في الملف النووي في حال فشلت اللجنة المشتركة لمتابعة تطبيق الاتفاق النووي بالتوصل الى اقناع ايران وقف خطواتها الانسحابية من الاتفاق، تعني العودة الى نقل الازمة الى مجلس الامن الدولي المرجعية الوحيدة لاعادة النظر في الاتفاق واعادة تفعيل العقوبات الدولية ضد ايران بشكل تلقائي من دون ان يكون لاي من الدول حق الاعتراض او ممارسة حق النقض (الفيتو). هذا التهديد جاء مقرونا برؤية فرنسية تعتقد بامكانية ممارسة ضغوط على النظام بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها المدن الايرانية والاحتجاجات المطلبية نتيجة قرار رفع اسعار الوقود (البنزين)، على اعتبار ان هذه الاحداث قد اضعفت النظام واستقراره وبالتالي عليه تقديم تنازلات تحت ضغط ازماته الاقتصادية والداخلية.

الانتقال الفرنسي من دور الحرص على ابقاء قنوات التواصل مع النظام الايراني مفتوحة في الملفات الاقليمية التي تشكل مصادر قلق حقيقي للقوى الدولية، وفي مقدمتها الازمة اللبنانية وما تعنيه من حساسية امريكية بما يعني الترسانة الصاروخية التي يمتلكها، والاقتراب من الموقف الامريكي خصوصا الرئيس دونالد  ترمب الذي لم يتراجع عن محاولات جر الدول الاوروبية لتبني سياسة الضغط الاقتصادي وفرص الحصار على طهران لاجبارها على تقديم تنازلات في الملفات المتنازع عليها، يحمل على الاعتقاد بان الجهود الفرنسية على الساحة اللبنانية قد اصطدمت بمستوى من التصلب ابداه حزب الله في رؤية لاليات حل الازمة اللبنانية ما جعل من الصعب عليه تحقيق اختراق على خط هذه الازمة، على الرغم من التفاهم الضمني بينهما – الجانب الفرنسي والحزب- على عدم الدفع بالوضع اللبناني الى هاوية السقوط او التفجير، بانتظار اللحظة التي قد تسمح باحداث تغيير في موقف اي من الطرفين.

التحفز الفرنسي للانضمام الى سياسة "الضغط الاقصى" والاقسى التي تبنتها الادارة الامريكية ضد النظام الايراني لاجباره على العودة الى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات في الملفات النووي والصاروخي والنفوذ الاقليمي، يأتي في سياق الدور الذي تمارسه الادارة الفرنسية في التعامل مع الازمة اللبنانية التي يعتبر حزب الله الحليف الاقوى لطهران اقليميا واحد ابرز الفاعلين والمقررين فيه. خصوصا وان باريس تعتبر الجهة الدولية الاولى التي بادرت للتحرك على خط الازمة اللبنانية انطلاقا من اعتبارات مركبة تاريخية وسياسية وديمغرافية واقتصادية، وذلك من اجل استطلاع الاوضاع ومواقف الاطراف اللبنانية المعنية بالازمة ومن بينهم حزب الله الذي شكل احدى حلقات الحوارات التي عقدها موفد الرئيس الى لبنان مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو الذي التقى مسؤول وحدة العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي اضافة الى زيارات قام بها للرؤساء الثلاثة وممثلين عن بعض اطراف الحراك الشعبي. وهي الجلسات، وتحديدا اللقاء مع الحزب انتج رؤية فرنسية كانت حاضرة في الاجتماعات الثلاثية التي شهدتها باريس مع الادارتين البريطانية والامريكية حول الازمة اللبنانية وانتهت الى تمرير رسائل باسقاط شرط استبعاد الحزب عن اي حكومة مقبلة التي لا مانع بان تكون تكنو- سياسية.

لا شك ان الدوائر الخاصة في حزب الله تعترف بان الحراك الشعبي الذي شهده لبنان خلال الايام الماضية، وعلى الرغم من حرصها على التأكيد بان هذا الحراك يتمتع بامكانية تشكيل عامل مساعد لتطبيق رؤيته الاصلاحية للنظام اللبناني، وبالتأكيد بعد التميير بين "الحراك النظيف" و "الحراك غير النظيف" او المرتبط بجهات واجندات غير لبنانية، الا انه ساهم في اضعاف قبضة هذا الحزب على الساحة اللبنانية، ما قد يفرض عليه تقديم تنازلات تتعارض مع الشعار الذي يرفعه في محاسبة الفاسدين، على الاقل في مسألة تمسكه بعودة رئيس الحكومة المستقيل سعدالدين الحريري الى موقعه في الرئاسة الثالثة وتلبية جزء من مطالبه في اختيار الفريق الوزاري، فضلا عن امكانية تقديم تنازلات غير معلنة لجزء من مطالب الحراك على اعتبار انه بمثل شريحة لبنانية ناهضة تريد المحاسبة وترفض مبدأ الهيمنة التي مارستها القوى السياسية على السلطة في لبنان خلال العقود الماضية وحولت الدولة الى اقطاعيات ومحاصصات طائفية وحزبية على حساب المؤسسات.

يبدو، ومن خلال التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا ما يتعلق بتطورات الازمة العراقية، وبعد ان استطاعت طهران قمع الحركة الاحتجاجية بكثير من القسوة، ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التشدد الايراني وحلفائه وعدم الاستعداد لتقديم اي تنازلات جوهرية في اي من الملفات المعنية بها، ومن المتوقع ان تمارس طهران مزيدا من التصعيد للحد من امكانية ارتفاع حجم الخسارة على الساحة العراقية، وبالتالي فان الجهود الفرنسي والامريكية ستبقى في حالة من التعليق بانتظار الموقف الايراني الاقليمي.

 

لبنان يشهد ثورة على "عهد حزب الله"... والنفوذ الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/01 كانون الأول/2019

يس إحراق القنصلية الإيرانية في النجف وردود الفعل الوحشية عليه والتي استهدفت العراقيين في مدن عدّة، أبرزها الناصرية، حدثا عابرا. الدليل على ذلك أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ينوي تقديم استقالته، على الرغم من تمسّك إيران به. يظهر ذلك عمق الأزمة العراقية من جهة وتفلّت العراق من إيران من جهة أخرى. بعد ستة عشر عاما على سقوط صدّام حسين، فشلت إيران في كسب ولاء العراقيين، خصوصا الشيعة العرب الذين قاوموا، في معظمهم النفوذ الإيراني في العراق وما زالوا يقاومونه إلى اليوم بصدورهم العارية. أرادت إيران، منذ قيام “الجمهورية الإسلامية” في العام 1979 تصدير ثورتها إلى العراق. كان العراق الهدف الأول لآية الله الخميني. لهذا السبب كانت الحرب العراقية- الإيرانية بين 1980 و1988، وهي حرب حالت، على الرغم من عبثيتها والخسائر الفادحة التي أدت إليها، دون انهيار “خط الحدود الفاصل بين حضارتين”، على حد تعبير الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران في سياق تبريره لدعم العراق عسكريا في تلك الحرب. بقيت الحدود العراقية- الإيرانية طوال قرون رمزا للتوازن القائم في المنطقة، وهو توازن ما لبث أن انهار بعد العام 2003 برغبة أميركية. لم يحل الفشل الإيراني في حرب 1988-1980، دون تكرار المحاولة الإيرانية للسيطرة على العراق تطبيقا للنظرية القائلة إنّ الرابط المذهبي يتفوّق على الرابط القومي والوطني. معنى ذلك من وجهة النظر الإيرانية التي روّج لها الخميني، ثم خليفته علي خامنئي أن الرابط المذهبي كفيل بتحويل العراق إلى محميّة إيرانية. لم تتنبه إيران في ما بعد 1979 في أي وقت إلى أنّ المرجعية الأولى للشيعة هي في النجف وليس في قمّ.

هذا هو، في ما يبدو، البعد الأوّل لإحراق العراقيين لقنصلية “الجمهورية الإسلامية” في النجف. إنّه في الوقت ذاته إحراق للأوهام الإيرانية التي جرّت إلى حرب السنوات الثماني وإلى التهديدات الإيرانية المستمرّة لدول الخليج العربي، في مقدّمها المملكة العربية السعودية. بلغت هذه التهديدات في مرحلة معيّنة، خصوصا في ثمانينات القرن الماضي، السعي إلى تسييس الحج وتحويله إلى تظاهرة ترفع شعارات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدين الحنيف.

ما يحدث في العراق لا يقلّ أهمية عمّا يحدث داخل إيران نفسها. ما يحدث في العراق هو الدليل الأبرز لسقوط المشروع الإيراني الذي استعاد حيويته بعد الاجتياح الأميركي للعراق في العام 2003. حصلت في تلك السنة حرب أميركية على العراق توّجت بسقوط النظام. كانت إيران شريكا في تلك الحرب التي بدأ الشعب العراقي منذ ما يزيد على سنة يمحو نتائجها.

ظهر بكل بساطة أن مشروع سيطرة إيران على العراق لم يكن نزهة. يعود ذلك إلى أسباب عدّة في مقدّمها أن العرب عربٌ والفرس فرسٌ وأنّ ليس كافيا أن يكون هناك رابط مذهبي كي تزول الحدود بين بلدين يختلف كلّ منهما عن الآخر في أمور كثيرة. فوق ذلك كلّه يتبيّن أن العراق ليس مستعدا للعيش في ظلّ نظام سمح لإيران بأن تصبح صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد من هو رئيس الوزراء العراقي. في النهاية، إن عادل عبدالمهدي، الذي يفترض أن يكون قدّم استقالته، وجد نفسه في هذا الموقع لأنّ إيران تريده أن يكون فيه. لا وجود لسبب آخر لتوليه منصب رئيس الوزراء بعد انتخابات الثاني عشر من أيّار/ مايو 2018، باستثناء أن إيران وضعت فيتو على عودة حيدر العبادي إلى رئاسة الوزراء، تماما كما حصل مع إيّاد علّاوي في العام 2010.

كشف إحراق القنصلية الإيرانية في النجف حقيقة إيران. اسقط العراقيون تلك الهالة التي أحاطت بها “الجمهورية الإسلامية” نفسها. هناك مشروع توسّعي إيراني غير قابل للحياة سقط أوّل ما سقط في إيران نفسها حيث الثورة الشعبية مستمرّة. في إيران، لا تزال النار تحت الرماد، خلافا لما يقوله خامنئي عن “إسقاط مؤامرة خطيرة وعن مشاركة أميركية وإسرائيلية في تلك المؤامرة. هناك مؤامرة إيرانية على إيران. هناك نظام إيراني لا يدرك أنّ لعب دور القوّة الإقليمية في المنطقة يحتاج إلى مقوّمات. في مقدّم هذه المقوّمات اقتصاد قويّ متنوّع لا يعتمد على دخل الغاز والنفط فقط.

في نهاية المطاف، لم يعد لدى إيران ما تصدّره سوى الميليشيات المذهبية. ما يرفضه العراقيون قبل أيّ شيء هو هذه الميليشيات وسعي إيران إلى بناء نظام تابع في العراق يكون فيه “الحشد الشعبي” بمثابة فرع من “الحرس الثوري” الذي يشكل العمود الفقري لـ”الجمهورية الإسلامية” في إيران.

من العراق، كانت الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني في العام 2003. ومن العراق، يبدأ تراجع هذا المشروع بعد انكشافه. لا يوجد أدنى شكّ في أن العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب أدّت إلى ضغوط لا سابق لها على إيران وعلى قدرتها في مجال التوسع وصولا إلى الإعلان عن أنّ طهران صارت تتحكّم بأربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

ما يشهده لبنان حاليا من ثورة على “عهد حزب الله”، أي على النفوذ الإيراني، يبدو تفصيلا مقارنة مع ما يحدث في العراق. تعتقد إيران أنّها استطاعت إسكات الثورة الشعبية فيها وأن الوضع عاد إلى طبيعته في ضوء ممارسة أشدّ أنواع القمع مع الإيرانيين. هؤلاء لم ينتفضوا ليعودوا إلى بيوتهم. يعود ذلك إلى أن ليس لدى النظام الإيراني ما يعالج به الاقتصاد باستثناء مفاوضات جدّية مع أميركا تتناول ما هو أبعد من الملفّ النووي. مثل هذه المفاوضات لا بدّ أن تتطرق إلى السلوك الإيراني في المنطقة. لن تكون المنطقة بعد أحداث العراق كما كانت عليه قبلها. لن يكون العراق الجائزة الكبرى التي حصلت عليها إيران جراء الحرب الأميركية في 2003. عندما تتكلّم لغة الاقتصاد والأرقام، تخرس اللغات الأخرى، بما في ذلك لغة الشعارات الفارغة من نوع المزايدات في كلّ ما يخصّ القدس وفلسطين. ها هي إسرائيل ضمّت القدس من دون أن تفعل إيران شيئا. هناك لعبة انتهت بعد انتفاضة العراقيين على إيران. لم يتغيّر شيء مع استبدال عادل عبدالمهدي ضابطا في الجيش العراقي بآخر أو مع إقالة الضابط المسؤول عن خلية الأزمة في محافظة ذي قار أو مع الوعد بإجراء تعديل وزاري قبل اضطراره إلى الاستقالة شخصيا.

هناك سؤال في غاية البساطة يطرح نفسه في ضوء ما شهده وما لا يزال يشهده العراق. هل إيران دولة طبيعية أم لا؟ هل في استطاعتها التصالح مع شعبها قبل التفكير في وضع يدها على العراق وسوريا ولبنان واليمن؟

 

الثورة غير موجودة... باسيل يؤلّف "حكومته" بالخارجية والداخلية والدفاع

منير الربيع/ المدن/01 كانون الأول/2019

للأسف، يقف لبنان على كف جبران باسيل. رغم كل اهتماماته وانشغالاته الكثيرة، يجد متّسعاً من الوقت ليعمل "رئيس لجنة فاحصة" للانتحاريين الراغبين في دخول جنّة رئاسة الحكومة.

منذ تقديم سعد الحريري لاستقالته، بدأ الوزير جبران باسيل سلسلة لقاءات مع شخصيات سنّية تتوق لتنعم بلقب "دولة الرئيس". ربما يعرف هؤلاء، في قرارة أنفسهم، أن أكثرهم سذاجة وخفة هو أوفرهم حظاً في التكليف، نظراً لنوع الأسئلة والمتطلبات. وحده بهيج طبارة كان خارج هذا التصنيف، على الرغم من قبوله بالمهمة وفق شروطه، وليس وفق ابتداعات وابتكارات رئيس التيار الوطني الحرّ، الشبيهة ببدعة "منتشرين لا مغتربين". وضع طبارة شروطه التي لم تناسب باسيل ولا الحريري، فتنّحى جانباً.

الذمّيون السياسيون

ما عداه، الجميع يتزاحم إلى إرضاء السلطان، متنازلين عن شرف مهمة "التأليف" مرتضين شرط باسيل (وعون وحزب الله): "لا تؤلّف ولا تختار، نحن من يؤلف عنك". لا مشكلة لهؤلاء بذلك، هم يريدون فحسب دخول السراي، والإمساك بقلم التوقيع وختم "دولة الرئيس"، وإن لم يمتلك من قرار هذه الدولة ترف التوقيع ولو على ورقة بيضاء.

يتزاحم المرشحون فيما بينهم، على من يتقن أكثر فنون الإرضاء والبهلوانيات وادعاء الإنجازات. غايتهم الوحيدة تقديم فروض "ذميتهم السياسية" لصاحب القوة الذي يفصّل ويُلبس. ولا مشكلة لديهم إذا ما كان اللبوس على شبهة التعرية إلى حد الصقيع.

المشكلة الوحيدة التي لا تزال تعترض طريق باسيل إلى "صناعة رؤساء الوزراء" هي حاجة حلفائه، بعقلانيتهم النسبية وواقعيتهم، إلى الغطاء السنّي. وضرورة الحصول على موافقة "سنّية" تصويتاً ومشاركة في الحكومة العتيدة. إنها الحاجة إلى سعد الحريري. وليس وحيداً، بل معه "رؤساء الحكومة السابقين". فخروجه عن اجتماعهم وعن توافقهم ستؤدي إلى تعريته. فالزمن تغيّر ولم يعد الحريري قادراً على التسليم بكل شيء، كما فعل إبان التسوية الرئاسية، وتمكن حينها من الحفاظ على رمزيته وبعضاً من شعبيته وحضوره السياسي. وهو يعلم أن باسيل المدعوم من رئيس الجمهورية، يريد انتزاع كل الصلاحيات، وإعادة موقع رئيس الحكومة إلى ما قبل الطائف، على نحو لا طاقة للحريري ولا لأحد آخر على تحمّل ذلك. وحتّى عندما غضّ "زعيم السنّة" طرفه عن بعض التفاصيل، وجد نفسه يدفع الأثمان، فيما الآن حانت الفرصة لتصحيح الأخطاء ربما، فيعيد الحريري بعضاً من المهابة إلى مكانته.

السخط والمسؤولية

يستند الحريري في شروطه إلى وضع شعبي ضاغط، وربما وضع دولي أيضاً. هو الذي يعيق تشكيل حكومة باسيل وحزب الله، اللذين يعتبران أن الحريري يبدي إيجابية، لكنه سرعان ما يتراجع ويفرض المزيد من الشروط. وكأن ما يجري مدروس من أجل عرقلة تشكيل حكومة يشتهيها محور الممانعة. فيزداد السخط على "شريك التسوية"، وتغضب بعبدا من بيت الوسط. فيسارع "الوزير الأول" إلى عقد المزيد من اللقاءات مع شخصيات مرشّحة للمهمة الحكومية، وتتسرّب الأجواء عن قرب الاتفاق والدعوة إلى الاستشارات، وسط حملة ضد الحريري بوصفه المعرقل والمؤخر والمتناقض، الذي يوافق تارة على حكومة تكنوسياسية ويشترطها طوراً تكنوقراطية، أو يطالب بوزارات محددة.

الواضح أن المسؤولية الأكبر تقع على بعبدا ووزيرها المدلل، الذي لا يرى ما يجري في الشارع إلا باعتباره موجهاً إلى الحريري وسياسته الاقتصادية، متناسياً أنه شريكه وصاحب الثلث المعطّل منذ عشر سنوات وماسك أهم الوزارات. لذلك يستمرّ باسيل بفرض إملاءاته. فمع بهيج طبارة طالب بالحصول على كل الوزراء المسيحيين، واشترط تسمية الوزراء بنفسه، ومن بينهم الوزيرة ندى البستاني وغسان عطا الله، إلى جانب عودته المظفّرة هو إلى قلب الحكومة. وفي المفاوضات مع سمير الخطيب تستمر الشروط ذاتها.

باسيل يهدد الحريري

مساء الجمعة، أعطى باسيل مهلة 24 ساعة للحريري للموافقة على السير بسمير الخطيب، وإلا فإن بعبدا ستدعو لاستشارات نيابية يوم الإثنين، وليتم تكليف من يحصل على النسبة الأكبر من الأصوات النيابية. لم يكن هذا التهديد الأول للحريري بل الثالث. وقد تدخل حزب الله مرتين مع رئيس الجمهورية لتأجيل الاستشارات، بانتظار التوافق مع رئيس الحكومة المستقيل.

حالياً، يصرّ باسيل على إجراء الاستشارات السريعة لتشكيل الحكومة. وهذا جيد وإيجابي، لكنه يفرض المزيد من الشروط. وهي عدا كامل الحصة المسيحية التي يطالب بها، يشترط تسمية ثلاثة وزراء سياسيين للتيار الوطني الحرّ، على أن يكون هو من بينهم، والحصول على وزارتين سياديتين واحدة لسياسي (له على الأرجح) كالخارجية أو الداخلية، والأخرى (كوزارة الدفاع) يسمّي لها هو وزيراً تكنوقراطياً.

المشكلة ليست فقط بالحصص والحقائب، بل هي شخص جبران باسيل، الذي منذ البداية بات استبعاده شرطاً لاستبعاد الحريري من رئاسة الحكومة. أي معادلة سعد مقابل جبران. ليتبين فيما بعد أن كل الإيحاءات التي قُّدّمت من التيار باستعداده للتخلي عن باسيل كانت أوهاماً. وعندما سُئل رئيس الجمهورية عن الموضوع، رفض بشكل قاطع التضحية بباسيل، خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبية، كي لا يتم تكريس صورته كمذنب تحيط به شبهات الفساد أو سمة الفاشل. فذلك يقضي على مستقبله السياسي. وهذا ما لا يرضى به الرئيس عون مهما كلّف الأمر.

 

هل ينتظر "حزب الله" المعادلة في العراق لحسم موقفه في بيروت؟/لبنان... تأرجح الثنائي الشيعي بين تصريف الأعمال وعودة الحريري

وليد شقير/انديبندت عربي/01 كانون الأول/2019

يحتار الوسط السياسي اللبناني في تفسير الجمود الحاصل في تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعداً للاستشارات النيابية الملزمة من أجل اختيار الشخصية السياسية التي يفترض أن تشكل الحكومة الجديدة بعد مضي شهر ويومين على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، فالاستشارات ينص عليها الدستور، الذي وإن لم يحدد مهلة لإجرائها، كخطوة أولى لإنهاء الفراغ في السلطة التنفيذية. مصادر مواكبة للاتصالات بين القوى المختلفة، وأخرى مراقبة توقفت عند جملة أسئلة ووقائع في شأن أسباب التأخير:

استمهال "حزب الله" الاستشارات

أولاً، بعدما استعجل الرئيس عون قبل 10 أيام، تحديد موعد لاستشارة الكتل النيابية، في اتصالاته مع حليفه "حزب الله"، بحجة أنه يتعرض لضغوط داخلية وخارجية للإسراع في تأليف الحكومة، عاد وتمهل بناء لنصيحة من الحزب ريثما تتضح نتائج الاتصالات الجارية بين الحزب وبين الرئيس الحريري، بناء لاتفاقه مع الأخير على أن يتم اختيار البديل منه بالتفاهم معه، بحيث لا تتم تسمية شخص للمهمة يناصبه العداء من جهة ومقبولاً من الحراك الشعبي من جهة ثانية. ثانياً، استمهال الحزب عون في إجراء الاستشارات جاء بعد أن بروز اسم المهندس سمير الخطيب الذي وافق عليه الثنائي الشيعي، مطلع الأسبوع الفائت بعدما وافق عليه الحريري، الذي أكدت أوساط مقربة منه لـ "اندبندنت عربية" أنه "ما زال يتبنى تزكيته بحماسة وحتى النهاية، ويدعمه خلافاً لكل ما يروّج".

حملة عونية على الخطيب

ثالثاً، على الرغم من قيام الخطيب طيلة الأيام الماضية باتصالات بعيدة من الأضواء، بحسب ما أكدت مصادر سياسية بارزة لـ "اندبندنت عربية"، من أجل تكريس التوافق على تكليفه برئاسة الحكومة، عبر صيغة حكومية يرضى بها الفرقاء جميعاً، بمعاونة قريبه بالنسب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فإن هناك حملة مدروسة على مواقع التواصل الاجتماعي، يشنها عليه عدد من رموز "التيار الوطني الحر" ومن المقربين للرئيس عون وبعض الأشخاص ذوي العلاقة الوثيقة بمحور الممانعة والمقاومة، على الرغم من أن "حزب الله" كان وافق على طرح اسمه لتولي الرئاسة الثالثة شرط قبول الحريري، الذي حصل عليه الخطيب خلال اجتماعه معه مطلع الأسبوع.

الثنائي الشيعي وعون و"تصريف الأعمال"

رابعاً، رموز الثنائي الشيعي جددت نغمة تفعيل قيام الحكومة المستقيلة بتصريف الأعمال، إلى حد توجيه رئيس البرلمان نبيه بري الانتقاد للحريري بأنه لا يقوم بهذه المهمة، ورد عليه الأخير عبر موقع "مستقبل ويب" الإعلامي التابع له، بأنه يقوم بالكثير في نشاط تصريف الأعمال مشدداً على أن المطلوب تأليف حكومة بالدعوة سريعاً إلى الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بدلاً من التركيز على تصريف الأعمال. كما أن بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" (نواب حزب الله) الخميس الماضي أشار إلى أن "على الحكومة المستقيلة القيام بواجباتها في تسيير شؤون الدولة، وتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه الشعب في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور سعر العملة الوطنية". وتصنف المصادر المتابعة دعوة الرئيس عون إلى الاجتماع المالي الاقتصادي في القصر الرئاسي الجمعة، والذي تغيب عنه الحريري، على أنه نوع من تكريس لخيار تصريف الأعمال على حساب أولوية إجراء الاستشارات النيابية، وتأليف الحكومة الجديدة بسرعة، الذي كان حجة الحريري حتى لا يحضر الاجتماع الذي دعي إليه، مثلما دعي وزراء وموظفون ومستشارون.

عودة الثنائي إلى خيار الحريري؟

خامساً، أن قياديين من "حزب الله" ما زالوا يصرون على أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون برئاسة الحريري (تصريح لوزير الحزب محمود قماطي أخيراً)، على الرغم من بيانه الثلثاء الماضي الذي أعلن فيه "ليس أنا بل أحد آخر"، رداً على اتهامه من قبل رئيس "التيار الحر" الوزير جبران باسيل بأنه يعتمد شعار "أنا أو لا أحد". وأكدت مصادر سياسية أن الرئيس بري أيضاً يلح على عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة، على الرغم من أن الأخير حسم قراره بهذا البيان، بعدما استنفد كل محاولاته لإقناع بري و"حزب الله" بشروطه التي رفضاها، أي حكومة اختصاصيين تنقذ عبر عملهم التقني الاقتصاد من الانهيار، بعيداً من التباينات السياسية ومن ربط الخطوات المطلوبة بتجاذبات المحاصصة في السلطة، على ألا تضم أحزاب السلطة، وتعطى صلاحيات استثنائية لتنجز المهمة في خلال ستة إلى ثمانية أشهر. وبات معروفاً أن الحريري أحجم عن المهمة إزاء إصرار الثنائي الشيعي و"التيار الحر" على إشراك وزراء سياسيين مع التكنوقراط، وذهب بالاتفاق معهما إلى الموافقة على اقتراحات عليه بتزكية الوزير السابق محمد الصفدي ثم الوزير السابق بهيج طبارة وصولاً إلى الخطيب.

إبقاء البلد بلا حكومة

ويقول مصدر سياسي بارز لـ "اندبندنت عربية" إن التأرجح بين الإصرار على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ثم على عودة الحريري، والتسريبات لحملات على الخطيب، تضع أصحاب هذه المواقف في خانة السعي لإبقاء البلد بلا حكومة لأمد غير منظور، غير آبهين بانعكاسات ذلك الكارثية على الوضعين المالي والاقتصادي، لا سيما أن أي تصحيح للوضع المالي يجب أن يبدأ بقيام حكومة توحي بالثقة. ويستدرك المصدر "إلا إذا كان هدف الثنائي الشيعي والرئيس عون من وراء المناورات المذكورة إيصال الوضع إلى تسمية شخصية يضمرانها لرئاسة حكومة تكون في نهاية المطاف من لون واحد، إذ تتردد معلومات عن إمكان اختيار أحد النواب الحاليين". لكن المصدر نفسه يدعو إلى رصد مدى ربط الطرف الأقوى في تحالف الثنائي مع عون، أي "حزب الله" التسوية السياسية على الحكومة في لبنان بالتطورات الإقليمية الحاصلة لا سيما في العراق، حيث تتشابه الانتفاضتان في البلدين بأوجه عدة، أولها الوضع الاقتصادي المعيشي المزري ودرجة الفساد العالية، باستثناء القمع الدموي غير المتاح في إطار الموزاييك الطائفي والسياسي في لبنان.

أوجه التقاطع بين لبنان والعراق

ويلفت المصدر نفسه إلى أوجه التقاطع بين الأزمتين بالإشارة إلى تشابه المطالب: استقالة الحكومة، وتأليف حكومة جديدة من وجوه غير ممثلي الأحزاب التي تقاسمت السلطة منذ 2003، وتعديل قانون الانتخاب لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. ويضيف أن ردود الفعل وإن اختلفت على الصعيد الأمني، فهي تتسم على الصعيد السياسي في العراق بأزمة كبرى مع البيئة الدينية وبين المرجعية الدينية الشيعية في النجف، وبين الطبقة السياسية الحاكمة، بينما تتسم في لبنان بأزمة داخل البيئة الطائفية والمذهبية التي ينتمي إليها فرقاء التأزم اللبناني. هذا فضلاً عن أن "حزب الله" في لبنان كان ضد استقالة الحريري أسوة بمعارضة طهران لاستقالة عادل عبد المهدي، لكن الأول استقال قبل أكثر من شهر، والثاني قدم الاستقالة قبل يومين بعد إصرار المرجع السيد علي السيستاني، على الرغم من أن قاسم سليماني كان توصل قبل ثلاثة أسابيع مع القوى السياسية على دعم بقاء الأخير في منصبه.

ويسأل المصدر: هل ينتظر الحزب ما ستؤول إليه المعادلة في بغداد قبل أن يحسم خياراته في بيروت؟

 

لبنان... وطأة العقوبات لن ترحم حلفاء "حزب الله" ومصير الحكومة بين العروض العربية والدولية وتقارير قمع الانتفاضة

طوني بولس/انديبندت عربي/01 كانون الأول/2019

أشارت تقارير غربية إلى أن الضغط الدولي على "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" سيتفاقم تحت وطأة العقوبات الأميركية المرتقبة في المرحلة المقبلة، وتؤكد التقارير أن ما يجري في لبنان هو استباحة كاملة لإرادة الشعب اللبناني الراغب في تغيير المنظومة السياسية الحاكمة والتي أوصلت لبنان الى أعنف أزمة اقتصادية لم يشهدها حتى في ظروف الحرب الأهلية.

وتعتبر التقارير أن كلاً من "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" بات بالنسبة لبعض الدول الغربية والعربية حليفاً لصيقاً بـ "حزب الله" ضمن منظومة سياسية واحدة يقودها الحزب ويوزع بقية الأدوار على الآخرين، مؤكدة أن منظومة الحزب كانت تمسك بزمام الأمور في الحكومة المستقيلة وأن الغرب لن يتعامل في المستقبل مع حكومة مشابهة، لذلك يتم الدفع باتجاه حكومة مستقلة لدعمها سياسياً واقتصادياً.

تقارير عن القمع

ويشير مصدر ديبلوماسي غربي إلى أنه "آن الأوان للشعب اللبناني التحرر من هيمنة إيران عبر حزب الله"، مؤكداً أن الغرب يدعم جهود الشعب اللبناني وحقه في التظاهر من خلال تحذير السلطات اللبنانية لعدم السماح للحزب وحلفائه بقمع الانتفاضة الشعبية التي تنادي بمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة.

وشدد على أن معظم الدول الغربية طلبت من سفاراتها في لبنان تزويدها بتقارير دقيقة عن قيام أنصار الحزب و"حركة أمل" بقمع التظاهرات، كذلك طلبت تقصي حقيقة قيام أنصار "التيار الوطني الحر" بالاعتداء على متظاهرين أمام القصر الجمهوري وفي منطقة بكفيا في المتن الشمالي وحادثة إطلاق النار في جل الديب (شرق بيروت) من قبل أحد مناصري التيار، وإذا كان الاعتداء عفوياً أو أن هناك قراراً تنظيمياً بهدف تقويض الاعتصامات السلمية.

حزمة عقوبات

ويضيف المصدر أن الخزانة الأميركية تستعد للإعلان عن حزمة جديدة من المتوقع أن تطاول أسماء بارزة في "التيار الوطني الحر"، وقد يكون من ضمنهم وزراء في الحكومة المستقيلة، معتبراً أن العقوبات تستهدف أشخاصاً وكيانات ثبت دورهم بمساعدة "حزب الله" للتفلت من العقوبات وقامت بمساعدته مالياً أو تغطية نشاطاته.

أموال "حزب الله"

وعن تسريب أنصار الحزب فيديوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر امتلاك الحزب في خزائنه ملايين الدولارات النقدية، أشار المصدر إلى أن الهدف الأول هو شد عصب البيئة الحاضنة للحزب، والتي بدأت تنتفض ضده وتطمينها لناحية قدرة الحزب الاستمرار، والصمود بوجه التحديات، معتبراً أن الحزب يمتلك احتياطياً مالياً يكفيه لحوالى ستة إلى ثمانية أشهر فقط، وسيقع في تعثر مالي قريباً إذا استمر وضع إيران الاقتصادي بالتدهور، وأضاف "المصيبة الأكبر للحزب هي أن تأتي حكومة مستقلة تقفل المعابر الشرعية الـ 136 بين لبنان وسوريا".

ولفت إلى أن "حزب الله" لديه شهرياً رواتب لحوالى 22 ألفاً من كوادره وموظفين في مؤسساته، إضافة إلى أربعة آلاف مساعدة لـ "عائلات الشهداء"، يضاف إليها حوالى 15 ألف مقاتل في ألوية الحزب العسكرية.

حكومة المواجهة

ورأت مصادر مواكبة لمسار تأليف الحكومة المقبلة أن استمرار الإخفاق في إقناع الرئيس سعد الحريري بالتراجع عن اعتذاره عن عدم قبول تشكيل الحكومة المقبلة، ويرى مراقبون أن تحالف "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بات أمام خيارين، الأول استمرار الحكومة المستقيلة بتصريف الأعمال حتى إشعار آخر والبحث في الوقت الضائع عن تسويات محلية ودولية تنتج صفقة تحد من خسائر انهيار التسوية السابقة، والثاني تأليف حكومة "مواجهة"، أي فقط من الأحزاب الحليفة لـ "حزب الله" كورقة أخيرة يدرك الحزب أنه يملك الأكثرية النيابية لتمريرها "دستورياً"، لكنها فاقدة للشرعية شعبياً في ظل الانتفاضة الشعبية المطالبة بحكومة مستقلة، وفاقدة للشرعية الدولية بحيث تصنف دول كبرى الحزب بأنه تنظيم إرهابي ما قد ينسحب أيضاً على موقف الحكومة بشكل عام. ويستبعد القيادي في "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش، أن يتجرأ الحزب على الذهاب باتجاه حكومة مواجهة لأنه يدرك جيداً أن لبنان سيتحول إلى "غزة"، ويتعرض لعقوبات دولية، معتبراً أن المدخل الحقيقي للإنقاذ يكمن في إدارة جديدة منفصلة عن تاريخ الإدارات المتعاقبة للحكومات اللبنانية، ومن هنا جاء إصرار الرئيس سعد الحريري على حكومة تكنوقراط، مضيفاً أن العقدة الحقيقية تكمن في إصرار "حزب الله" على أن تكون الحكومة المقبلة أداة له كما كانت الحكومة السابقة، في حين تكمن العقدة الثانية برئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي "يلف ويدور" ليعيد استنساخ وجوده في السلطة.

عرض دولي عربي

وكشفت معلومات أنه في الأسابيع الأولى لاندلاع الاحتجاجات الشعبية، تسلم لبنان عرضاً عربياً دولياً يقضي بتشكيل حكومة أخصائيين ومستقلين مؤلفة من 10 وزراء، خمسة مسيحيين وخمسة مسلمين، يليها عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان ينتهي بدعم الاقتصاد اللبناني بحوالى 17 مليار دولار بمدة ثلاث سنوات، تكون موزعة على شكل ودائع وهبات وقروض استثمارية ميسرة. وأشارت إلى أن "حزب الله" اعتبر أن هذا العرض عبارة عن مصيدة للإيقاع به، وأصر على أن أي حكومة لا يضمن فيها وزارتي الخارجية والدفاع إضافة إلى تضمن بيانها الوزاري معادلة "جيش وشعب ومقاومة" هي مرفوضة لأنه في حال قبولها بات وكأنه يقدم رأسه للغرب الذي يحاصره وحلفاءه بالعقوبات.

"كلنا يعني كلنا"

وفي السياق نفسه، تشير مصادر سياسية إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يمارس ضغطاً على رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط لإقناعه بالمشاركة في الحكومة المقبلة، لأن بري يريد من الأحزاب التي شاركت في السلطة منذ اتفاق الطائف أن تدخل إلى الحكومة موحدة أو أن تكون كلها خارجها، ولا مجال أن يختار أحد الأحزاب أن يتخلى عن الحلفاء في هذا الوقت.

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

في سياق آخر، تتجه الأنظار إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تستمر بالمداولات السرية، وأشارت الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان إلى أن صياغة الحكم والمداولات السرية مستمرة لحين صدور جدول زمني لتحديد جلسة علنية للنطق بالحكم في القضية المتعلقة باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، مؤكدة أنه حتى الساعة لا موعد محدداً لهذه الجلسة. أضافت أن قاضي الإجراءات التمهيدية سلّم غرفة الدرجة الأولى رقم (2) في المحكمة طلباً للنظر ما إذا كان بالإمكان الشروع بإجراءات المحاكمة الغيابية للمتهم سليم عياش بالقضية المتلازمة المتعلقة بالراحل جورج حاوي والوزيرين مروان حمادة والياس المر، بعد مرور المهلة القانونية وفشل الجهود للبحث وتوقيف المتهم. ولفتت إلى أن غرفة الدرجة الأولى (2) في المحكمة انتخبت رئيسها القاضي نيكولا لتييري وهي تضم القاضي وليد العاكوم والقاضية آنا بدنارِك التي عينت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بداية نوفمبر (تشرين الثاني).

وعن جهود الدولة اللبنانية بتعقب المتهمين باغتيال الرئيس الحريري والجرائم المرتبطة، أشارت رمضان إلى أن السلطات القضائية اللبنانية ترسل تقريراً شهرياً لرئيسة المحكمة الدولية القاضية إيفانا هردليشكوفا عن الجهود المبذولة للبحث وتوقيف المتهمين المطلوبين للمحكمة على الأراضي اللبنانية.

 

الثورة تحاصر سلطة الإنكار

راجح الخوري/الشرق الأوسط/01 كانون الأول/2019

بعد 44 يوماً على اندلاع الثورة الشعبية العارمة في لبنان، وبعد 31 يوماً على استقالة الحكومة، ورغم التداعيات الاقتصادية والمالية التي تدفع البلد إلى الغرق والانهيار الكامل، وكذلك رغم فشل كل محاولات إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية، عبر غزوات التخريب والحرق والتدمير، التي شنها مناصرون من تحالف «حزب الله» و«حركة أمل» و«التيار الوطني الحر»، واستهدفت كل ساحات الانتفاضة من طرابلس إلى صور والنبطية، مروراً بوسط بيروت، وصعوداً إلى بعلبك، بهدف إجهاض الثورة؛ بعد كل هذا تستمر حال الإنكار التي تسيطر على جماعة «الثامن من آذار» التي تراهن على كسر إرادة الشعب، وإفشال الانتفاضة، وتجاوز مطالبة الناس بالتغيير والمحاسبة، واستعادة المال المنهوب، والانتقال من دولة المزرعة الفاسدة والمفسدة التي ذبحت لبنان منذ أربعين عاماً، إلى الجمهورية الثالثة التي يجب أن تقوم على أسس دولة عصرية عادلة شفافة، مسؤولة ومحترمة وواعية.

يوم الأربعاء الماضي، كان اللبنانيون مرة جديدة أمام شر البلية فعلاً، عندما قيل إن الاستشارات النيابية الملزمة أرجئت إلى الأسبوع المقبل، رغم أن الدستور يفرض على الرئيس ميشال عون أن يسارع إلى إجرائها، رغم أنه لم يحدد له وقتاً لهذا؛ لكن البلد يغرق ويختنق ويمكن أن يشتعل. ومرة جديدة تكررت المعادلة الغريبة العجيبة، وهي أن عون وحليفيه في الثنائية الشيعية، يريدون أن يفرضوا على الرئيس سعد الحريري خيارات مستحيلة:

إما أن يقبل بأن يرأس حكومة سياسية رفضها منذ البداية، عندما تعمَّد القول مرتين إنه يتقدم باستقالته إلى الشارع المنتفض، وإما أن يقبل بحكومة تكنوسياسية تضمن بقاء أرجحية «حزب الله» على القرار السياسي، وإما أن يقوم بدعم مرشح آخر لتشكيل الحكومة لكن وفق هذه الشروط التي رفضها. هنا يبدو الأمر وكأنه إصرار من عون وحلفائه على أنه يفترض في الحريري أن يقبل بهذا، ولو كان على شكل زواج سياسي بالإكراه، إما بالعودة لتشكيل الحكومة، وإما بتأييد من يقوم بتشكيلها وفق دفتر شروط الثلاثي المذكور، وكل ذلك ليس حباً للحريري؛ بل بهدف حرقه أمام الانتفاضة التي تبنى مطالبها منذ استقالته، وبهدف جعله شريكاً في تحمل المسؤولية عن انهيار البلد، إذا تم تشكيل حكومة تكنوسياسية تولد من رحم سياسي واضح.

عندما جرى الحديث عن إمكان تكليف محمد الصفدي، قيل إن الحريري وافق، وتعهد بإعلان تأييده، وإقناع المفتي ورؤساء الحكومات السابقين به؛ لكن تبين أن الحريري لم يعارض تسمية الصفدي؛ لكنه لم يتعهد بالأمور الأخرى، ورغم هذا اتهم بأنه يحرق أسماء المرشحين لمجرد أنه لا يتبناهم.

آخر الغرائب في هذا السياق، ما قيل يوم الأربعاء الماضي، عن أن ترشيح سمير الخطيب، الذي كان اسمه قد وضع في التداول، وقيل إنه سقط عندما التقاه الحريري من دون أن يصدر عنه - أي الحريري - أي موقف أو رد فعل، وكأن المطلوب أن يعلن الحريري تأييده له، بما ينسف منطق الدستور الذي يفرض أن تأتي التسمية من رئيس الجمهورية بعد الاستشارات الملزمة؛ لكن يبدو أن الأمور تذهب في اتجاهات معاكسة ومحيِّرة، وكأن الذي بات عليه «التكليف» هو رئيس الحكومة المستقيل.

آخر الإبداعات هو تزخيم الحديث عن الحكومة المستقيلة، وتفعيل تصريف الأعمال، وأكثر من هذا تسريب اقتراح غريب، بأنه يمكن لمجلس النواب أن يعوِّم الحكومة بإعطائها الثقة من جديد، وهو ما رد عليه الحريري باستغراب، عندما قال إن الحكومة تقوم بواجباتها وتصريف الأعمال وفق الدستور، وبعيداً عن الضجيج الإعلامي ومحاولات استفزاز الانتفاضة الشعبية، وكأن شيئاً لم يكن منذ اندلاع الثورة. والأهم من ذلك الاستمرار في تعليق الوضع في الهواء، عبر الاستمهال المستغرب في إجراء عون الاستشارات النيابية.

الغريب أكثر أن ما قيل تكراراً من أن تأخير الاستشارات هدفه تجاوز العراقيل، تسهيلاً لعملية تشكيل الحكومة، لم يقنع كثيرين من الذين يرون أن هناك محاولة للعودة إلى منطق ما قبل «الطائف»، بما يتنافى مع الدستور؛ حيث يبدو أن البحث يدور في الأسس والمعايير التي تسبق التكليف، ودائماً بحجة تسهيل التشكيل الذي يبدو أنه يراد له أن يتم قبل التكليف، وهو ما رفضته المرجعيات السياسية والروحية السنية علناً!

كل هذا ليس حباً للحريري؛ بل أولاً هي محاولة لإلحاق الهزيمة بالانتفاضة التي تصر على تشكيل حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، وثانياً عبر صيغة التكنوسياسية، وثالثاً لكسر هيبة الحريري الذي يصر على حكومة اختصاصيين، ورابعاً هي محاولة لتحميله مسؤولية الانهيار الحتمي الذي سينجم من تشكيل أي حكومة سياسية تكسر الشعب، وتحطم الاقتصاد المتهالك.

وهكذا، لم يكن غريباً أن يخرج الحريري عن صمته، فيصدر بيانه الصلب الذي وضع النقاط على الحروف، عندما ردَّ على كل محاولات اتهامه بأنه يحرق أسماء المرشحين، من منطلق العمل على مبدأ «أنا أو لا أحد»، الذي كان عون أول من تمسك به، ما أوقع البلاد في فراغ رئاسي استمر عامين ونصف قبل انتخابه، فقال الحريري جازماً في ذلك البيان: لا «ليس أنا بل أحد آخر» لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية.

أبعد من هذا وأهم، أن الحريري اتهم عون والثنائية الشيعية بالقول إنه بعد أربعين يوماً من الثورة، ونحو الشهر على استقالة الحكومة، استجابة لصرخة الشباب والشابات، وإفساحاً في المجال لتحقيق مطالبهم المحقة، بات من الواضح أن هناك ما هو أخطر من الأزمة الوطنية الكبيرة والأزمة الاقتصادية الحادة، وما يمنع البدء في معالجة هاتين الأزمتين المترابطتين، وهي حال الإنكار المزمن التي تم التعبير عنها في الأسابيع الماضية، وأن أسوأ من الإنكار محاولة تحميله زوراً وبهتاناً مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه بإزاء هذه الممارسات عديمة المسؤولية، قرر وضع النقاط على الحروف، ولا يا سادة «ليس أنا بل أحد آخر».

وهكذا تدور الأزمة القاتلة في دائرة مفرغة من المسؤولية الدستورية الواضحة، لجهة البدء في الاستشارات لتشكيل الحكومة، وثانياً لجهة الحسابات الحذرة والقلقة جداً لدى الثنائية الشيعية، وخصوصاً أمام المظاهرات العنيفة جداً التي شهدتها إيران، وكذلك الانتفاضة الكبيرة التي تعصف بالعراق منذ شهرين صارخة: «إيران برا برا». وكل ما سبق وقيل عن تدخلات أميركية في محاولة لشيطنة الانتفاضة، تساقط سريعاً، وحتى مسلسل الغزوات الترويعية والتدميرية لإجهاض الثورة تحت عصف هتافات مذهبية لم تنفع.

وآخر محاولات إنكار الثورة، الحديث عن تفعيل تصريف الأعمال، والتلويح بتعويم الحكومة، في حين تتسع الانتفاضة وتزداد حنكة وبراعة ومنطقاً، فليس قليلاً أن نشاهد المتظاهرين مثلاً يجمعون حطام خيامهم التي دهمتها جماعات من «حزب الله» و«أمل»، ويصنعون منها تمثال طائر الفينيق، وهم يقولون إن الذين هاجمونا وأحرقوا خيامنا هم إخوتنا وأهلنا، وشركاؤنا في الوجع والألم والبطالة والفقر والحرمان والإهمال، وهم ضحايا نهب لبنان، تماماً مثلنا نحن، ولهذا أحرقوها؛ لكننا نحبهم وسنظل نحبهم.

أمام سلطة غارقة في الإنكار العجيب، وشعب طافح بالوعي والإصرار والصبر والحكمة والحلم، ليس كثيراً أن تكتب صحف عالمية: هذه أعظم ثورة في العالم!

 

حزب الله من التباهي بالسلاح إلى التباهي بالدولار

 الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجدبد/01 كانون الأول/2019

إننا اليوم أمام مشهدية أصبحت بعيدة جدا عن القيم الاخلاقية والدينية والإنسانية، إننا امام صورة جديدة للبطش الثقافي والأخلاقي والاجتماعي، أمام صورة جديدة لأبشع أنواع الغرور وهي تحدي هؤلاء الفقراء في مجتمعنا البائس المحروم.

 أحرقت الأزمة الإقتصادية في لبنان شرائح كبيرة في المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه، ولامست الأزمة الأخيرة في ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق اللبنانية حدود اللامعقول فأغرقت المواطن اللبناني بمزيد من الذل والهوان والفقر والحرمان، والدولة بمؤسساتها الإقتصادية والرقابية مشلولة تماما فتُرك الشعب كله لمصيره، لجشع التجار والإحتكار في أبشع صورة ممكن أن نراها عن الوضع الإقتصادي في لبنان.

الدولة ليست معنية بما يجري، وأحزاب السلطة لديها ما يكفيها من المال الحلال والحرام، المال السياسي العابر للحدود، ومال السرقات والنهب والفساد المنظم، وبرعاية هذه الأحزاب بدا المشهد الإجتماعي مؤلما ومخيفا ومفجعا.

وللتأكيد على الهوة الكبيرة بين هذه الأحزاب وبين شعبها وبيئتها قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن حزبه غير متضرر من الأزمة الإقتصادية ولن تتوقف رواتب الأتباع والكَتَبة الإلكترونيين والمتفرغين وباقي الموظفين، فانتشرت الصورة على التواصل الإجتماعي لموظفيه يتباهون بما بين أيديهم من العملة المفقودة لدى باقي اللبنانيين، فأفرغوا ما بقي لديهم من قلة الاخلاق زمن انعدام الرحمة والرأفة والضمير واستفزازات لم تصب بسهامها إلا بيئتهم وناسهم من الفقراء والمعوزين والأيتام وأيتام الشهداء وعوائلهم.

ويستمر المسلسل لتنتشر على التواصل الإجتماعي فيديوهات تتضمن مشاهد عن كميات هائلة من الدولار "الأميركي"  تنتمي هذه الفيديوهات إلى حزب الله لتنتشر في هذا الوقت بالذات بالتزامن مع الأزمة المالية والإقتصادية  والمعيشية التي بلغت مداها الأقصى خلال الأيام الأخيرة الماضية وما زالت وقد أرهقت اللبنانيين لا سيما مجتمعاتنا الفقيرة وبيئتنا الشيعية تحديدا التي تتصل بهذا الحزب بشكل أو بآخر.

ماذا يقول حزب الله اليوم لهذه البيئة المستضعفة؟ ماذا يقول السيد حسن نصر الله لأشرف الناس؟ وقد دلّ نشر هذه الفيديوهات وفي هذا الوقت بالذات على انعدام القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية لدى هذا الحزب، وقد بلغت أزمة الغرور والإستعلاء حدّ المرض النفسي المحتّم، فماذا يريد حزب الله من ذلك؟ من الذي أوعز لهؤلاء بإسقط هذه الصور والمشاهد اليوم في وقت يخرج فيه الشعب اللبناني بكل أطيافه على الفساد، على السرقة ونهب المال العام. من الذي أشار لهؤلاء بنشر هذه المشاهد التي تشبه بكل تأكيد عجل السامري، في وقت يمنّن نفسه بالمالي الإيراني "كل ما لدينا هو من الجمهورية الإسلامية الإيرانية" وماذا لو شاهد الشعب الإيراني المظلوم هذه الصورة وكانت كل التظاهرات تردد شعارات الموت من الفقر والجوع وصرف الأموال خارج الحدود الايرانية!!

لقد بات حزب الله اليوم، واليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى مراجعة نقدية لمفاهيمة الثقافية والإجتماعية بعدما غرق إلى أخمص قديمه في آفة الغرور والإستعلاء والتباهي بالقوة ولنخرج اليوم من عقدة التباهي والاستعلاء بقوة السلاح والصواريخ إلى قوة الدولار "الأميركي" وقوة المال، وعلى من يا ترى يتباهى حزب الله بماله؟ على بيئته وشعبه القابع تحت نير الحرمان والفقر والعوز؟ على بيئته التي باتت اليوم ضحية لكل ارتكاباته في تغطية الفساد والدفاع عن الفاسدين؟

إننا اليوم أمام مشهدية أصبحت بعيدة جدا عن القيم الاخلاقية والدينية والإنسانية، إننا امام صورة جديدة للبطش الثقافي والأخلاقي والاجتماعي، أمام صورة جديدة لأبشع أنواع الغرور وهي تحدي هؤلاء الفقراء في مجتمعنا البائس المحروم.

 

شيعة "الكوميديا الإلهية"، والثورة كعلاج

د. منى فياض/الحرة/01 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81019/81019/

احتفل اللبنانيون لأول مرة بعيد الاستقلال وكأنهم اكتسبوه للتو. ماجت ساحة الشهداء باحتفال اكتسب طابعا أسطوريا مؤسسا تجاوز جميع ما عرفه لبنان من انقسامات. لم تبق نقابة أو مهنة أو مجموعة لم تشارك. من أصحاب الحاجات الخاصة والطلاب والأساتذة والأطباء والمهندسين والصناعيين والنقابات إلى الامهات والآباء وأطفالهم. 42 فوجا ممثلا لمعظم القطاعات في لبنان؛ واكبهم المواطنون على جنبات الطرق والساحات التي ضاقت بهم. وحده العلم اللبناني رفرف عاليا فوق الهامات؛ في استعراض تم تجهيزه بثلاثة أيام. السلوك الحضاري السلمي والابتكار والذوق والفرح كان سيد الساحات.

يريدون لبنانهم وطنا سيدا مستقلا لجميع أبنائه بإرادتهم الحرة ولا عودة إلى الوراء.

استفزت هذه المشاهد على ما يبدو نادي السادة الحكام. فتتابعت الردود بشكل تصاعدي وانتهت باستخدام العنف العاري ضد محتجين عزّل.

فبعد فشل الخطابات الرادعة بدأت سلسلة هجمات زعران "الثنائي الشيعي" "العفوية"، من راكبي الدراجات النارية. ضاقوا ذرعا بقطع الطرق بعد أن قطّعوا أوصال الوطن، وبعد أن سدّ زعماؤهم الساحات والطرق بالدشم والمواكب.

الثورة جعلت من سيرورة شفاء الذاكرة المجروحة على المستوى الجماعي عملا يوميا

هجموا بالهراوات والسكاكين والحجارة وأصابوا القوى الأمنية أحيانا. استفزهم نصب قبضة الثورة فأحرقوه. انزعجوا من شعارات وممارسات السلمية ولبنان وطنا للجميع بلا طائفة؛ فرددوا: "شيعة، شيعة، شيعة" مقترنة بالضرب والكسر والخلع لبشر وسيارات ومحال على تخوم خطوط التماس القديمة في محاولة لإحداث الفتنة دون أن يتم القبض على أي عنصر بينهم. ثم تبعتها غزوات الفتنة الليلية المتنقلة التي غطت المناطق اللبنانية بشكل متزامن، من صور إلى بعلبك ومن بيروت إلى بعبدا وبكفيا وصولا إلى طرابلس مرددين نريد 7 أيار (في تذكير باجتياح "حزب الله" لبيروت في مايو (أيار) 2008).

أخطر هذه الهجمات كان اعتداء صبيانهم من الشياح على حي عين الرمانة حيث كاد الوضع أن يتدهور. وكان الرد عليهم دائما بالاحتماء بالقوى الأمنية وعدم تبادل العنف.

ما الاستنتاج البديهي من كل تلك الممارسات؟!

"المقاومة" التي تهجم على الشعب وتجعل الجيش متراسا بينها وبينه؛ تظهر زيف الثلاثية الذهبية التي تغنت بها وفرضتها بالقوة في البيان الوزاري: "الشعب، الجيش، المقاومة". ثم ما الغاية من رفع شعار "شيعة شيعة" في بيروت وصور وبعلبك؟ ألا يعني عودوا إلى مذاهبكم وطوائفكم متناحرين متقاتلين كي نتحكم بكم؟ ألا يعني الخوف من "لا طائفية" المواطن اللبناني الجديد؟

أزعجت تعليقاتي على حسابي في موقع فيسبوك أحد أنصار "حزب الله". فرد نافيا دور "الثنائية الشيعية" في مسلسل إثارة الفتنة الطائفية، وألغى انتمائي إلى الطائفة لأنهم يصادرونها ملكا حصريا لهم قائلا: "ما اختلفوا البارحة ببكفيا، ولا اندلعت مشكلة بين عين الرمانة والشياح، ولا تصادم المتظاهرين بطرابلس، ولا حصل اشتباك ببعبدا.. كل هذه الأحداث لا تخدم أهداف صاحبة البوست الذي أضحى ممجوجا لكثرة ما نشرته بصيغ متعددة. الهدف التصويب على الشيعة وتصويرهم كرعاع بعمومهم وليس بشرذمة صغيرة منهم استفزها قلة أدب وبذاءة من تدعم وتوالي. وهي ترسل رسائل براءتها من الشيعة الذين لا أعتقدهم سيكونون عليها بآسفين.. المأزومون نفسيا كثر وبالتالي أن تتخفف طائفة ما من حالة فصامية متفاقمة لهو شيء مفيد.. المهم أن تعفي الحالة المذكورة الطائفة التي تبادلت وإياها التبرؤ من مداخلاتها المسيئة وتفرغها للذم برموزها ومقاوميها من على شرفة المنزل الذي ما كانت لتحيا فيه حرة لولا أولئك الأشراف الذين حموا البلد من إسرائيل ومنعوا التكفيريين من اتخاذ نسائه سبايا".

من ينتقد "حزب الله" يتبرأ من الشيعة! على كل سلوكهم السياسي والميداني بدا غريبا عن قيم التشيع.

إن تبرير الاعتداءات على المسالمين بأنها: مجرد استفزاز كرد على "قلة أدب وبذاءة"، غالبا ما يطلقها المندسون الذين يكتشفون يوميا، يظهر تناقض الخطاب وركاكته. علّق أحدهم: "اعترضتم على بوسطة الثورة المسالمة لأنها تثير الفتنة أما الاعتداءات السافرة فهي مؤلفة للقلوب!".

كم بدوا عراة هزلين هزليين في فيديو لقاسم جابر المعروف بنقده: "نحنا هيك دغري منتحمس، خدونا على قد عقلاتنا، بس ننزل عالأرض دغري منعربش عالعمدان ومنصرخ شيعة شيعة، اتركوها لإلنا ما تنزلوا تصرخوا، موارنة موارنة، دروز دروز...".

لكن أفضل رد ممكن على ادعاءات أن الشارع منقسم، أتى من تظاهرة أمهات الشياح ـ عين الرمانة التي أدانت نزهة الفتنة الليلية التي قصدت استعادة الاقتتال الأهلي. رفعوا شعارات واضحة:

" نازلين ضد اللي صار مبارح

سكرنا الموضوع من الجهتين

اللي بيلعب عالوتر الطائفي يكت (يحل) عن كل لبنان... نحنا لبنانية

لا نريد زعماء، لا أحد يستحق دمنا، اللي بموت بتروح عليه، ولادنا بيفقروا وولادهم عايشين عحسابنا.. ما بدنا نخسر أولادنا

بلدنا حلو بدنا نعيش مع بعض

هيدا مشهد العيش المشترك اللي قال عنه سماحة موسى الصدر، ما عنا تفرقة. أولادنا بيتعلموا بعين الرمانة..

هيدي الثورة اجت لان كلنا عنا نفس المطالب ومنرفض يستغلونا. حبوا الزعيم بقلبكم بس ما تفترقوا عن بعض..

متنا من الجوع لوين سايقينا!".

ما يقوم به الناس على الأرض هو أخذ مسافة من الأحداث الماضية بواسطة الرواية الجديدة: بوسطة الثورة مقابل بوسطة عين الرمانة، أمهات الشياح وعين الرمانة ضد عراضات الدراجات النارية الفتنوية. النقاشات والحوارات المفتوحة لجميع المواضيع في موقف اللعازرية... جميعها ممارسات علاجية للذاكرة المجروحة التي عجزت الطبقة السياسية عن القيام بها.

"المقاومة" التي تهجم على الشعب وتجعل الجيش متراسا بينها وبينه

فعلى مستوى الذاكرة، هناك الذكريات (souvenirs)، أي ما نذكره شخصيا من تجاربنا ولا يمكن إبعادها لأنها جزء من الفكر نفسه. وهناك الشكل الآخر، الذاكرة ( memoire)، خصوصا الذاكرة المصدومة، المصابة بالتروما (الصدمة). وهي أكثر من ذكريات، لأنها عقدة التوتر التي تظهر في ردود فعل انفعالية عنيفة وغير منضبطة. هذا ما يحاول "الثنائي الشيعي" زرعه في رؤوس من يرسلهم ليتصرفوا بحسب التشريط المنبعث من الماضي.

إن التجربة الحالية المعاشة بوعي تام تكون كالثلم الذي نخطّه على الماء سرعان ما يختفي كي تعود صفحة الماء رائقة مسطحة. لكن التجربة المسببة للتروما هي كمن يحفر علامة في الحجر فتظل آثارها واضحة.

هذه الذاكرة هي التي تحتاج إلى مرهم النسيان، وليس المقصود نسيان الذكرى نفسها. الأمر يفترض عملية خاصة على المستويين الفردي والجماعي. الثورة جعلت من سيرورة شفاء الذاكرة المجروحة على المستوى الجماعي عملا يوميا. استعادة التاريخ هنا هي إعادة إحياء الذاكرة والتموضع بعيدا عن الرواية المؤلمة المروية بالعذاب المؤذي لأنه مكبوت. الابتعاد عن التماهي معها وعن قبضة الماضي المؤلم بعملية لا-تماهي معاكسة. إنه إطلاق منظور جديد لذاكرة ماضية تتحرر من التروما التي أصابتها.

هذا ما يقوم به الشعب اللبناني بنفسه منذ بداية الثورة وما نفذته عمليا أمهات الشياح وعين الرمانة وقد رفدتهن أمهات لبنانيات من جميع مكونات الشعب اللبناني.

تحيا الثورة وتحيا نساء لبنان ويحيا رجاله.

 

شارعان ... وشرعيتان

توفيق شومان/وكالة أنباء آسيا/01 كانون الأول/2019

لم تقتنع مكونات السلطة اللبنانية حتى الآن ، بأن متغيرا نوعيا طرأ على المشهد السياسي اللبناني ، وما عاد بالإمكان العودة إلى ما قبل السابع عشر من تشرين الأول 2019.

ولم تقتنع مكونات الحراك الشعبي حتى اللحظة ، بأن الأحزاب اللبنانية الكبرى تُكمل المشهد الآخر من الواقع السياسي والإجتماعي ، فمن الإثم الخطير اعتبار الحراك انقلابا على هذه الأحزاب والتعامل معها كمخلفات من الماضي أو أوراق خريف يتساقطها مناخ عابر.

ليس لبنان لمكونات الحراك وحدها كما أظهرت مرحلة ما بعد الحراك

ليس لبنان لمكونات السلطة وحدها كما أظهرت ميادين الحراك

وقائع اليوم تبدو نسخة وليدة عن وقائع الأمس

تلك الوقائع التي تغافل عنها المتغافلون فوقع اللبنانيون في حروب الغفلة .

هذه نماذج من ماضينا ومن ذاكرة " حصاد الأيام " :

أوردت صحيفة " النهار" بتاريخ 24ـ 9ـ 1975، بيانا صادرا عن " لجنة الحوار الوطني " تضمن التالي :

" قامت لجنة الحوار الوطني بنشاط متواصل ، فاجتمعت برئيس الحكومة السيد رشيد كرامي ، وبالأحزاب وبالقوى الوطنية والتقدمية برئاسة السيد كمال جنبلاط ، كما أجرت حوارا طويلا مع ممثلين عن المكتب السياسي لحزب الكتائب برئاسة الشيخ بيار الجميل ، وترى لجنة الحوار أن ثمة نقاط التقاء في شروط الطرفين الرئيسيين المتصارعين وأن بالإمكان البدء بالحوار حول النقاط المشتركة الآتية : الإلتزام بوقف إطلاق النار والتعهد بعدم استخدام العنف ـ الإلتزام بتحديث لبنان وجعله دولة عصرية مع الحفاظ على كيان لبنان والصيغة اللبنانية ـ الإلتزام بتعديل الأنظمة والقوانين بما يكفل قيام ديمقراطية حقيقية يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات ".

ثلاثة التزامات لم يلتزم " الملتزمون " بها

لم يلتزموا لأن "الثقة الوطنية والنفسية " كانت أسقطتها الأهواء والظنون و " ما يضمرون "

ولأن كل طرف رأى في الطرف الآخر" تأبط شرا ".

استعرت الحرب بعد ذلك وانتظر اللبنانيون العام1990 حتى توافقوا على صيغة الخروج من الحرب وأسموا تلك الصيغة ـ وربما أسماها غيرهم ـ "اتفاقية الطائف" .

خمسة عشر عاما انتظر اللبنانيون حتى تسالموا ـ أوحتى ـ أسقط غيرهم " السلام عليهم ".

بعد لجنة " الحوار الوطني " في العام 1975 ،أعلن الرئيس سليمان فرنجية في الرابع عشر من شباط 1976 وبالتوافق مع الرئيس رشيد كرامي و"المبادرة السورية " عن " الوثيقة الدستورية " وجاء فيها :

ـ "التأكيد على العرف القاضي بتوزيع الرئاسات الثلاث .

ـ توزيع المقاعد النيابية بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين ، ونسبيا ضمن كل طائفة .

ـ انتخاب رئيس مجلس الوزراء من قبل المجلس النيابي بالأكثرية النسبية .

ـ إزالة الطائفية في الوظائف واعتماد مبدأ الكفاية مع المحافظة على المساواة في وظائف الفئة الأولى.

ـ إنشاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ـ تعزيز استقلال القضاء وإنشاء محكمة دستورية عليا للنظر في دستورية القوانين والمراسيم.

ـ تعزيز اللامركزية في العمل الإداري.

ـ إصدار جميع المراسيم ومشاريع القوانين بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وتحمل توقيعهما ما عدا مرسومي تعيين رئيس الوزراء وقبول استقالة الوزارة أو إقالتهم ".

هذه الوثيقة رفضها أهل اليمين وأهل اليسار ، ومن يعيد قراءة " وثيقة الطائف " أو "دستور الطائف " ، سيستقر على قناعة مفادها أن روح " الوثيقة الدستورية " حلت في جسد " وثيقة الطائف " ، ومع ذلك استمر اللبنانيون في حربهم وهلاكهم لأربع عشرة سنة متعاقبة .

الصوت العاقل كان متهما

ودعاة الحوار كان مدعى عليهم

آنذاك ... كان فريق من اللبنانيين يردد ما ردد عمرو بن كلثوم في سالف الأيام وأزمان الجاهلية :

لنا الدنيا ومــن أمســى عليهـا / ونبطش حين نبطش قادرينا.

فيرد عليه فريق لبناني آخر مكملا ومتمما ما قاله الشاعر في القصيدة نفسها والواقعة ذاتها :

إذا بلغ الرضيع لنا فطاما / تخر له الجبابر ساجدينا .

لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى البحث عن قصيدة مضادة أو شاعر مضاد ، فالقصيدة الواحدة المتنازع عليها تلبي أدوات الحرب الواحدة وحاجاتها التعبوية ، وهو واقع الحال مع أثير وإذاعات تلك الأيام وأحوالها ، فأغنية " بحبك يا لبنان" لفيروز كانت تتنازعها الإذاعات المتحاربة وتدعي كل منها وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك.

لم يعترف أهل النظام حينذاك بأن "الجمهورية الأولى " احترقت مع احتراق باص عين الرمانة ، ومن واجب الوجوب البحث عن "جمهورية ثانية " عنوانها على الأقل كما كان يقول ميشال شيحا : العيش فوق سوء تفاهم متفاهم عليه .

في العام 1978 ، أصدر باسم الجسر ، أحد أهم المقربين من رئيس الجمهورية الأسبق فؤاد شهاب كتابا بعنوان " ميثاق 1943 لماذا كان وهل سقط ؟ " ، دعا في خاتمته إلى " ميثاق جديد " شديد الشبه ب " الوثيقة الدستورية " ، إلا أن أحدا من أطراف الحرب لم يعر انتباها لهذا الكتاب المدرج في مصاف الكتب الأكثر نضوجا والصادرة في المراحل الأولى لحروب اللبنانيين على اللبنانيين ، فشهية الحرب كانت طغت على شهية الوفاق ، وباتت قيمة الحرب تسموعلى قيمة الترفع عن الحرب .

قبل باسم الجسر ، كتب الوزير والنائب الأسبق عن الكتلة الأرمنية خاتشيك بابكيان في عدد مجلة " الآداب " الصادر في أول كانون الثاني 1977تحت عنون : " دستور جديد للبنان الحديث " فقال : "مهما كانت أشكال دستور الغد ، لا بد أن يتضمن فصلا خاصا يعبر عن المفهوم الحديث لحقوق المواطن الإقتصادية والإجتماعية ، ذلك انه من المسلم به علما ، أن الحريات على أشكالها ، من سياسية واجتماعية وعقائدية وثقافية ، لا قيمة كبيرة لها إذا لم تستند إلى حد أدنى من الرخاء والرفاهية ، يؤمن عند السواد الأعظم من المواطنين شعور الإنتماء والتضامن الوطني".

كثيرون من رموز تلك المرحلة ، سياسيون ومفكرون وصحافيون ، أيقنوا مبكرا أن استبدال خطاب الحرب بخطاب السلام يتطلب إطلاق التغريد ل "الجمهورية الثانية " ،إلا أن أكثر من كانوا في ساحات الوغى ، يمينا ويسارا ، لم يكن قد وصل إلى مسامعهم قول وحكمة أحد كبار الحقبة السوفياتية اندريه غروميكو : عشر سنوات من المفاوضات أفضل من عشر ساعات من الحرب .

مضى عقد السبعيينات اللبناني حربا وحقدا ، وتبعته سنوات الثمانينيات الأولى بمنسوب أعلى من الموت والخراب ، وحين ذهب أهل الحل والربط إلى مدينة لوزان السويسرية في العام 1984 ، كتب طلال سلمان " ثرثرة فوق بحيرة ليمان " فقال : " إن المناقشات الجارية تدفعك دفعا لأن تخرج بالإستنتاج المنطقي الوحيد ، حتى لو كان غير مفرح ، لا مكان لأن يعطي المجتمعون في لوزان علاجا للأزمة الخطيرة التي تثقل لبنان واللبنانيين ".

فعلا ... هكذا كان

فالحرب صارت فضيلة

وكان كل العالم قد غدا له خنادقه وبنادقه في لبنان بمن في ذلك الشيطان الحقير المسمى " اسرائيل " .بعد خمس سنوات جاءت الدعوات والإستدعاءات إلى " الطائف " ، وقيل ـ كما يقال ـ لمن حضر : لا عودة إلا بإتفاق ولا رجوع إلا بوفاق ، فكانت " اتفاقية الطائف " .

خمس عشرة سنة حتى أدرك المتصارعون والمتقاتلون أن " الجمهورية الأولى " انصرمت ، و"الجمهورية الثانية " فاء زمنها وانبسط ظلها.

هل سينتظراللبنانيون عقدا ونصف العقد حتى يفيئوا إلى أمر " الجمهورية الثالثة "؟ !.

تلك كارثة لو وقف اللبنانيون على قارعة انتظار السنوات العشر السوداء ونصفها التالي الأكثر سوادا، ذلك أن :

ـ حين سقطت " الجمهورية الأولى " في العام 1975 لم يتحدث أحد عن مجاعة ولا عن جوع زاحف مثل جراد " سفربرلك ".

ـ حين سقطت " الجمهورية الثانية " في العام2019، صار حديث المجاعة مثل حديث الموت أقرب من حبل الوريد .

مع ذلك ليس هناك من يعمل على رؤية للحل وليس هناك من يسعى إلى فتح ثغرة في جدار ، فلا مكونات الحراك تملك تصورا لمخرج ، ولا مكونات السلطة لديها ما تفعله او تعمله ، وكل ذلك يعيد مشاهد اليوم إلى "مشاهد لوزان " وإلى ما كتبه طلال سلمان ، إذ يقول :

" يتحدثون هنا في أمور كثيرة ، الحكومة ومن سيُكلف بتشكيلها ، خصوصا إذا استمر رشيد كرامي على تردده الناجم ، في ما يقول البعض ، عن خوفه من الفشل ، وهل تكون حكومة موسعة أم مصغرة كما يفضلها " الأفندي " ، وهل تكون تمثيلية ؟ وهل تستطيع حكومة أقطاب أن تحسم حين يتطلب الأمر الحسم ؟ ".

صورة الأمس يظهر فيها اليوم بعناوينه وتفاصيله ، أو كأن اليوم هو الأمس والأمس هو اليوم ، والنقاش يدور حول جنس الملائكة ، فيما أسوار القسطنطينية تدكها مقذوفات المدافع وأحجار المقالع ، ولا أحد يعرف حتى هذا الحين جنس الحكومة وما الفرق بين حكومة تكنوقراط او حكومة تكنو ـ سياسية وماذا لو تشكلت إحداها وتغلبت على الأخرى وكانت فاقدة للثقة ؟!!.

قد يكون من المناسب أن تدرك مكونات الحراك أن علاقة أهل الأحزاب بأحزابها متجذرة الولاء ولها حقائقها ومعطياتها الإجتماعية والنفسية والسياسية والإقتصادية والعقيدية ، وحالها يوجزها توفيق زياد بقوله :

كأننا عشرون مستحيل

نجوع ... نعرى ... نتحدى

وننشد الأشعار

نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات

إذا عطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا ... ولا نرحل

إنا هنا باقون ... ولا نرحل .

ومن المناسب أيضا أن تقتنع مكونات السلطة بأن أهل الحراك باتوا واقعا ولسان حالهم يقول كما قال محمود درويش :

ها نحن قرب هناك

ثلاثون بابا لخيمة

ها نحن قرب هناك

ثلاثون شكلا

ثلاثون ظلا لنجمة.

يقول الفيسلوف الألماني هيغل (1770 ـ 1830) إن الجوانب المعنوية و"الفوق ـ مادية " تحدد مسارات ومصائر البشر في كثير من المنعطفات والمفاصل، فالإنسان أول ما يسعى إلى الإعتراف ب " أناه " الإنسانية ، أي الإعتراف بوجوده وقيمته ، و يشترك بذلك الأفراد والجماعات ، ولأجل هذا الإعتراف تُخاض الخناقات الصغيرة على مستوى الأفراد وتُخاض الحروب على مستوى الجماعات.

حتى الآن لا تعترف مكونات السلطة بالحراك مع أن الشارع أعطاه شرعية واضحة لا لبس فيها .

حتى الآن لا تعترف مكونات الحراك بمكونات السلطة مع أن لها شوارع عريضة أعطتها وتعطيها شرعية لا شك فيها ولاجدال حولها .

متى يتحقق الإعتراف ؟

متى يعترف أهل السلطة بأن " الجمهورية الثانية " غدت تاريخا مضى؟

متى يعترف أهل الحراك بأن العبور إلى " الجمهورية الثالثة " ليس برفع السقوف إلى أعلى الأعالي ؟.

متى يعترف اللبنانيون ان لبنان بات محكوما بشارعين وشرعيتين؟

متى تطرق الشرعيتان باب "الجمهورية الثالثة "؟.

عشتم وعاش لبنان

 

لبنان و"الجار" الروسي… الدور المضاد للثورة الرهانات اللبنانية على دور لموسكو في المساعدة على تسوية الأزمة لم تكن في محلها

رفيق خوري/انديبندت عربي/01 كانون الأول/2019

روسيا "السورية" صارت جارة لبنان. وهي لم تكن غريبة عنه. لا أيام القياصرة وفتح المدارس والدور المشارك في ضمان متصرفية الجبل. ولا أيام الاتحاد السوفياتي ورعاية اليسار من دون زعزعة اليمين، حيث كان أول ڤيتو سوفياتي في مجلس الأمن لمصلحة الاستقلال اللبناني. ولا طبعاً في أيام الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أطلق "استراتيجية التخلص من نتائج الحرب الباردة" وعمل على استعادة دور موسكو كقوة عالمية عظمى. ومن الطبيعي في الأزمة الحالية التي يمر فيها لبنان كما قبلها، أن يبحث أطراف الأزمة عن دور روسي مساعد: الطرف الرافض لأي دور أميركي والمرتاح للدور الإيراني والمطالب بالتوجه إلى روسيا والصين. والطرف الصديق للغرب الأميركي والأوروبي والمتمسك بأفضل العلاقات مع الأشقاء العرب. فالمعادلة صارت ثابتة ومكرسة منذ التدخل العسكري الروسي في حرب سوريا: حيث تتراجع أميركا تتقدم روسيا. والمشهد بالغ التعبير، أقله في الشكل: زحام عربي وإيراني وتركي وإسرائيلي وأوروبي وأميركي في موسكو، وحتى في سوتشي التي يفضل بوتين استقبال زعماء العالم فيها.

لكن الرهانات اللبنانية على دور روسي ناشط في المساعدة على تسوية الأزمة لم تكن في محلها بالنسبة إلى الذين توقعوا دعم ما يطالب به الثوار من إصلاحات جذرية. فالسفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين نظر إلى الثورة الشعبية السلمية العابرة للطوائف والمناطق والتي أعادت الروح إلى الوطنية اللبنانية، فرأى "أن الثورة المهرجانية الفولكلورية يمكن أن تتحول إلى أشياء مأسوية". وليس ذلك من المفاجآت، ولا بالطبع ما حدث من اعتداءات على الثوار في بيروت والجبل وصيدا وصور والنبطية وبعلبك قامت بها مجموعات من حزب الله وحركة أمل تهتف "شيعة، شيعة، شيعة"، رافعة أعلاماً حزبية ومذهبية. فالموقف الإستراتيجي الروسي، منذ بدء "الثورات المخملية" في البلدان التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي أو في المعسكر الاشتراكي، هو رفض الثورات ودعم "الستاتيكو". في ليبيا، وقف الروس ضد الثورة التي أسقطت نظام معمر القذافي، واتهموا الغرب الأميركي والأوروبي الذي تدخل عسكرياً إلى جانب الثوار بالخداع وتجاوز ما سمح به قرار مجلس الأمن الذي وافقت عليه موسكو. و"عقدة ليبيا" تحكمت بالموقف الروسي حيال الثورة المصرية ضد الرئيس حسني مبارك، والثورة السورية التي صارت حرباً. وهم استخدموا قوتهم العسكرية وموقعهم في مجلس الأمن لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد. وهم يقفون في فنزويلا مع الرئيس نيكولاس مادورو ضد الثورة الشعبية.

والسؤال هو: ما الذي تستطيع روسيا تقديمه للذين يطالبونها بدور تطلبه أصلاً لنفسها؟ والجواب الشائع هو أن الدور في حد ذاته مفيد في إدارة النظام الدولي والنظام الإقليمي. فالأحادية الأميركية على قمة العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة قادت إلى مزيد من غطرسة القوة وارتكاب أخطاء استراتيجية صبت في مصلحة خصوم أميركا كما حدث في غزو أفغانستان والعراق، حيث الرابح إيران. و"لا أحد يحب قوة عظمى، ولو كانت فرنسا مكان أميركا لبدت هيمنتها أفظع"، كما قال مسؤول فرنسي كبير. والتعددية القطبية على قمة العالم تريح الشعوب نسبياً، لجهة نوع من التوازن بين أدوار أميركا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي. وهذا ما يسمح بتنوع الخيارات لدى عواصم البلدان الأخرى.

غير أن الواقع أشد تعقيداً. فمن يطلب التوجه إلى الصين وروسيا بدل أميركا يأتيه الرد من بكين وموسكو: لا نريد ولا نستطيع أن نكون البديل من أميركا. استراتيجية بوتين هي "زرع الشوك على طريق أميركا"، ولكن من أجل الاعتراف به كشريك ومعاملته من الند إلى الند. حجم التجارة بين أميركا والصين يتجاوز ملياري دولار يومياً. حتى إيران، فإن هدفها من "الممانعة" هو رفع العقوبات الأميركية عنها، وطموحها هو التعامل الاقتصادي مع أميركا وضمان أن تعترف واشنطن بالمصالح الإيرانية في المنطقة، بالتالي بنفوذها الإقليمي. وإذا كان فيليب روجييه يقول في كتاب تحت عنوان "العدو الأميركي" إن العداء لأميركا "مرض فرنسي"، فإن العداء لأميركا يدفع اليسار إلى الدفاع عن بوتين الذي يمارس القمع حتى ضد القوى الوسطية قبل اليسارية. ذلك أن الدخل القومي لروسيا هو 1.6 تريليون دولار مقابل 18 تريليوناً لأميركا، و16 تريليوناً للصين، و34 تريليوناً للاتحاد الأوروبي. وليس في روسيا اليوم ما كان في روسيا القيصرية من أدب وفن وموسيقى، ولا ما كان في الاتحاد السوفياتي من جاذبية أيديولوجية. فالنظام الرأسمالي هناك هو ما يسمى نظام "الشلة" أو "الكليبتوكراسية" أو "الأوليغارشية" أو حكم الجماعة المسماة "سلوفيكي". وما يراه الصحافي الإيطالي سفرنيني في مقال نشرته "النيويورك تايمز" هو "أن روسيا تفتقر إلى القوة الناعمة واللغة والثروة والمهارات". وقدر لبنان هو الانفتاح على الغرب والشرق. وخياره هو رفض أخذه إلى أي محور في الصراعات الإقليمية والدولية.

 

العراق: الدموع التي لم يذرفها جنرال “الهلال الشيعي”

حازم الأمين/موقع درج/01 كانون الأول/2019

العراق، البلد الذي يبكي فيه الرجال كثيراً حين يحين موعد البكاء، يقتلون كثيراً أيضاً، حين يحين موعد القتل. السلطة وحكوماتها لطالما وفرت لهم فرص القتل، فيما الانتفاضة اليوم توفر لهم فرصاً للقاء والبكاء والأمل.

أن ترفع لافتات تضامن مع أهل مدينة الناصرية العراقية في مدينة الفلوجة، فهذه لحظة عراقية نادرة. لحظة، وليست مؤشراً على رأب الصدع الأهلي الهائل في ذلك البلد. لكنها لحظة وفرتها الانتفاضة على السلطة في بغداد، السلطة التي بالإضافة إلى أنها لم يسبق لها أن أتاحت شروطاً لأهل الفلوجة والناصرية أن يتضامنوا، أمعنت في بث الفرقة بينهم، وفي تعميق شروط الانقسام. وهذا وحده يكفي لكي ينحاز المرء للانتفاضة في بلاد ما بين النهرين.

 أهل الفلوجة وأهل تكريت قاموا من تحت ركام مدنهم وكشفوا وجوههم وأرسلوا للناصرية حباً وتضامناً، فيما كانت مهمة الحكومة في الحقبة السابقة، كما كانت مهمة “داعش” توظيفهم في تلك الحرب الأهلية الطاحنة. هذا الفارق صنعته الانتفاضة في العراق، وصنعه فتية التظاهرات في مدن الشيعة.

ومبادرة أهل الفلوجة تصلح لتناول هذا النوع من اللحظات النادرة التي تنعقد فيها شروط سلمٍ أهلي توفرها اندفاعات عاطفية إيجابية، في بلاد تعز فيها العواطف الإيجابية. فالوطنية العراقية شهدت لحظات عاطفية، التأم خلالها العراق، أو تمزق. وهذه اللحظات على وهنها وراهنيتها يُعاد استدخالها إلى لغة التخاطب بين الجماعات الأهلية بصفتها أصل العلاقات وفصلها. تصبح جزءاً من القاموس العاطفي، وهذا الأخير يستحضرها في لحظات انفعالية، وما أكثر هذه اللحظات في العراق.

العراق، البلد الذي يبكي فيه الرجال كثيراً حين يحين موعد البكاء، يقتلون كثيراً أيضاً، حين يحين موعد القتل. السلطة وحكوماتها لطالما وفرت لهم فرص القتل، فيما الانتفاضة اليوم توفر لهم فرصاً للقاء والبكاء والأمل. هذا الفارق يجب أن يبقى حاضراً في قراءة المشهد في العراق.

الصدع الأهلي والمذهبي العميق والجوهري في العراق، يشهد اليوم امتحاناً عابراً يمكن للانتفاضة أن تبني عليه، كما يمكن للحكومة أن تنقضّ عليه. أهل الفلوجة وأهل تكريت قاموا من تحت ركام مدنهم وكشفوا وجوههم وأرسلوا للناصرية حباً وتضامناً، فيما كانت مهمة الحكومة في الحقبة السابقة، كما كانت مهمة “داعش” توظيفهم في تلك الحرب الأهلية الطاحنة. هذا الفارق صنعته الانتفاضة في العراق، وصنعه فتية التظاهرات في مدن الشيعة.

أهالي الفلوجة يضيئون الشموع عن أرواح ضحايا الناصرية وذي قار

القول بأن الصدع الأهلي أكبر من أن يتم رأبه بلحظة عاطفية صحيح في العراق، وصحيح في لبنان أيضاً، لكن الانتفاضة مشهد وجيل أيضاً، والمشهد راهن، وجيل المنتفضين أقل ارتباطاً بذلك الشقاق الأهلي والمذهبي الذي صنعته سلطة الآباء وحكوماتهم وأحزابهم و”داعشـ”هم. ثم أن المشهد يصلح لمهمة أخرى أيضاً، يصلح لكشف الفارق بين حكومة تصنع الشقاق وتستثمر به، وبين انتفاضة تصنع مشهداً مختلفاً، وهذا الأخير، وإن كان مجرد انفعال وعاطفة، إلا أنه فرصة لاستئناف التفكير بعراق ما بعد الانتفاضة.

ما يجري في العراق ليس حرباً أهلية هذه المرة. للمرة الأولى منذ عقدين يصدر العنف عن آلة غير أهلية. آلة معدنية بيد أشرار لم يولدوا من رحم عشائر العراق ومذاهبه وأقاليمه، على رغم أنهم بيولوجياً أبناء هذه الأرحام. أبناء الناصرية قتلتهم سلطة شيعية، وأهل الفلوجة السنة لم يخرجوا هذه المرة لقتال هذه السلطة الشيعية، انما للتضامن مع قتلى مدن الجنوب. من يعرف العراق يعرف أن هذا حدث جلل، ويعرف أن الحكومات ومنذ زمن البعث إلى اليوم لم تتح للعراقيين لحظة مشابهة، واليوم أتاحتها الانتفاضة.

الدرس العراقي كبير وهائل، ومن المفترض أن يعيد النظر بالكثير من المسلمات التي شرعنا نطلقها خلال محاولاتنا المتواصلة والمتعثرة لتفسير ما يجري في هذا البلد.

لم يعد ممكناً تجاوز حقيقة أن اللعب على خطوط الانقسام صار يتطلب شروطاً مختلفة لا يجيد الجنرال قاسم سليماني لعبها. الشروط اختلفت، والإتيان بنخبة حاكمة لا تملك إلا شروط الولاء والطاعة سيطيح بالجهود الدماء التي بذلت لبناء الجسر من طهران إلى بيروت.

حتى الآن، ما وفرته الانتفاضة للعراق يفوق بكثير ما وفرته الحكومة. فهل يشعر سكان المنطقة الخضراء بهذه الحقيقة، وهل في هذه المنطقة من يتساءل عن مسؤوليته عن كل هذه الدماء؟ أما الجنرال المقيم في متاهته المذهبية، فهو من خارج هذه الحساسية، وهو ما سهل قفزه فوق أنهار الدماء المهدورة حول خط الانقسام، فالسؤال لن يعنيه إلا بصفته مؤشراً على تصدع الجسر وعلى هشاشته.     

 

خطة إسرائيلية جديدة لمواجهة التموضع الإيراني في سوريا/نتنياهو يصعد تهديداته ضد طهران وتحذيرات من ضعف تل أبيب في المواجهة

أمال شحادة/انديبندت عربي/01 كانون الأول/2019

أعاد وزير الدفاع الإسرائيلي، اليميني المتطرف نفتالي بينت، الملف الإيراني على رأس أولويات وزارته والمؤسستين العسكرية والسياسية، وخرج بخطة حربية تتناسب والتهديد المتصاعد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بضرب إيران وتحميل سوريا مسؤولية الوضع، والخطة تسعى إلى إجبار طهران على ترك مواقعها في سوريا بعد توصلها إلى قناعة أن تموضعها في إيران غير مجد لها، بحسب بينت، الذي وضع في المرحلة الأولى من خطته، تكثيف القصف على المواقع الإيرانية في سوريا والجهات الموالية لها، من دون أي توقف. وكان بينت قد كشف عن خطته خلال مداولات أجراها مع كبار رجال جهاز الأمن، وعلم أنه وقع خلاف حول الخطة التي تعارضها جهات أمنية وعسكرية، وفي مضمونها تتناقض وموقف معظم قيادة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك موقف رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات. فبينت على قناعة بأن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على تنفيذ خطته حتى تصل إيران إلى وضع ترى في بقائها في سوريا دماراً لها، وهذا الموقف لا يدعمه القادة العسكريون الذين على قناعة بأنه بوسع إسرائيل، فقط، أن تصد الجهود الإيرانية في استمرار التموضع وتعزيز مكانتها وقدراتها العسكرية، من خلال استمرار القصف على مواقع لإيران، كما تفعل حتى الآن، وهذه العمليات، بحسب مسؤولين إسرائيليين لا تدفع بطهران إلى التنازل عن تطلعاتها.

ضغط على ثلاث جبهات

وبحسب خطة بينت، تمارس إسرائيل ضغوطاً متواصلة ومكثفة على إيران في ثلاث جبهات: الاقتصادية، السياسية والعسكرية، وهو يؤمن أن إسرائيل أخطأت عندما قلصت في الأشهر الأخيرة حجم نشاطها ضد طهران في الحرب ما بين الحروب، وأن عليها أن تعود لتكون نشطة أكثر بكثير وأن تعمل ضد كل عناصر الوجود العسكري الإيراني في سوريا وفي دول أخرى في المنطقة. ونقل عن بينت، في محادثاته مع مسؤولين أمنيين، أن الوضع الذي تعيشه إيران عبارة عن فرصة ذهبية لإسرائيل لا يمكن تكرارها وقال "لدى إسرائيل الآن "ساعة مناسبة" للعمل، لأن النظام في طهران منشغل أساساً بالوضع الاقتصادي في الدولة وبالاضطرابات التي ثارت في أعقابها في الأسابيع الأخيرة. وعليه فإن نافذة الفرص هذه كفيلة بأن تغلق بعد بضعة أشهر وأن على إسرائيل أن تستغلها كي تصعد الضربات على إيران. ويعتبر بينت عدم تنفيذ الخطة بشكل فوري خطأً جسيماً "كالخطأ الذي ارتكبته عندما لم تضرب التسلح المكثف لـ "حزب الله" بقاذفات الصواريخ وبالصواريخ بعد حرب لبنان الثانية"، وأضاف محذراً "إذا لم تعمل إسرائيل الآن على نحو متواصل وبنجاعة ضد إيران، فمن شأنها أن تلقى واقعاً مشابهاً في سوريا وأن ثمن العمل في حينه سيكون أكبر بكثير".

 ما بين بينت وإيزنكوت

في مقارنة لمضمون خطة بينت والسياسة التي اتبعها رئيس الأركان السابق غادي إيزنكوت، لا يظهر خلاف كبير في الموقف تجاه إيران في سوريا، فخلال فترة إيزنكوت اعترف الجيش أنه نفذ في إطار "الحرب بين الحروب"، حوالى 1000 عملية مختلفة في سنتي 2017 و 2018، والتهديدات الأخيرة لنتنياهو تجاه إيران مدعومة من رئيس الأركان أفيف كوخافي، حول تكثيف القصف على المواقع الإيرانية في سوريا، تدعم هي أيضاً موقف بينت. وبحسب بينت، يحظر السماح لإيران بخلق معادلة ردع كهذه مع إسرائيل، وأن النشاط الهجومي يجب أن يتواصل حتى بثمن المخاطرة برد إيراني، من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى أيام قتالية في الشمال. ومن جهة عسكريين معارضين لموقف بينت، فإن السبيل الوحيد لإبعاد إيران عن سوريا هو من خلال اتفاق بين القوى العظمى، كما يعتقدون في الجيش بأن التهديدات التي أطلقها بينت، تجاه القيادة في طهران، لم تكن ناجعة، وأن على الحملة التي تديرها إسرائيل أن تكون سرية في معظمها.

سوريا... كلبنان

اللعبة التي يديرها الإسرائيليون تجاه إيران في سوريا، مبنية على قواعد مختلفة عما هي اليوم. ففي حين يدعو بينت إلى ضرب مواقع إيرانية مباشرة، هناك من دعا إلى التعامل مع إيران في سوريا كالتعامل مع "حزب الله" في لبنان، من حيث الرسائل التي يتوجب على الطرف الآخر فهمها، فبعد عملية "أفيفيم" في الشمال، أعلنت إسرائيل أن لبنان كحكومة ودولة تتحمل المسؤولية، وأي رد سيوجه ضد لبنان كله وليس "حزب الله". واليوم يطالب البعض بنقل رسائل واضحة إلى سوريا بأن أي اعتداء يخرج من الأرض السورية، حتى وإن أعلنت أطراف غير سورية مسؤوليتها، فإن الرد الإسرائيلي يوجه مباشرة ضد أهداف سورية وضد الجيش السوري.

هذه مسؤولية الأسد

ونقل الخبير العسكري اسحق ليفانون عن مسؤول عسكري أنه يتوجب توضيح الوضع لرئيس النظام السوري بشار الأسد أن إسرائيل ترى فيه مسؤولاً عما يجري في سوريا، ومن الأفضل له أن يقيد النشاط الإيراني الذي من شأنه أن يمس بنظامه "ضربات مباشرة من جانبنا لأهداف إيرانية في سوريا تضعنا على مسار الصدام المباشر مع طهران. أما الأسد، الذي يسمح لهذا أن يحصل ويدع الإيرانيين يبنون في بلاده قدرات عسكرية ضدنا، في ما هو ينظر من الجانب المحصن من كل عقاب، فيجب أن يتغير"، يقول المسؤول العسكري الذي أضاف "علينا ضرب مصالح حيوية سورية، والإيضاح للأسد أن نظامه في خطر بسبب ما يسمح به للإيرانيين عمله في بيته، وهذا كفيل بأن ينتج ضغطاً سورياً على "حزب الله" وعلى الإيرانيين لتقييد نشاطهم. كما سيؤدي إلى تدخل روسي لدى رئيس النظام السوري بهدف تقييد الإيرانيين، كي لا تفقد موسكو إنجازاتها العسكرية والسياسية في سوريا". التهديد إلى واقع على الأرض؟ وأمام تصعيد التهديدات الإسرائيلية تجاه طهران ودمشق، حذرت جهات مسؤولة من خطر أن يتحول التهديد إلى واقع على الأرض، خصوصاً في ظل الظروف التي يواجهها نتنياهو، في وقت ما زالت إسرائيل غير قادرة على مواجهة القدرات العسكرية التي في حوزة إيران وسوريا و"حزب الله"، وضعف الجبهة الداخلية في حماية السكان.

وهناك تقديرات إسرائيلية أنه في حال وقعت حرب على الجبهة الشمالية ستتعرض إسرائيل يومياً لحوالى 1200 قذيفة صاروخية وصاروخ من كل الأنواع. وفي تحذير المسؤولين "يكفي أن يسقط أربعة أو خمسة صواريخ ثقيلة على موقع حساس أو بنى تحتية حيوية مثل الكهرباء، الماء أو مفترقات المواصلات، فهذا لن يؤدي فقط إلى تشويش خطير في نشاط الجبهة الداخلية، وإنما سيشوش القدرة الهجومية للجيش الإسرائيلي، المبنية على استدعاء قوات الاحتياط ومتعلقة بحركة سريعة لقوات مدرعة ولوجستية باتجاه أرض المعركة".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 الراعي: آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية الى طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت ويقول كل واحد منهم خطيئتي عظيمة

الأحد 01 كانون الأول 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران حنا علوان، القيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق، امين سر البطريرك الاب شربل عبيد، المونسينيور حنا عواد، في حضور عائلة صبحي ونديمة الفخري لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة على مقتلهما في جريمة بتدعي برئاسة باتريك الفخري، عائلة المرحومة سيدة عواد والدة الزميلين جورج ومارسيل غانم، وفد من الحراك المدني في جل الديب، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "طوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب"، قال فيها: "1. الإيمان الذي أجابت به مريم بكلمة نعم لتصميم الله عليها، كما أعلنه لها جبرائيل الملاك، جسدته في الخدمة لإليصابات الحامل بيوحنا. ومكثت عندها ثلاثة أشهر تخدمها حتى مولده. فامتدحت إليصابات إيمان مريم قائلة: طوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب (لو45:1).

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في ذكرى زيارة العذراء مريم لنسيبتها إليصابات وقد ذهبت من الناصرة إلى عين كارم لهذه الغاية. فنلتمس من الله ان يوقظ فينا فضيلة الإيمان بحيث نجعله التزاما في الخدمة بسخاء القلب تجاه كل إنسان بحاجة إليها.

ويطيب لي أن أحيِيكم جميعا وبخاصة أبناء وابنتي المرحومين الشهيدين صبحي ونديمه فخري اللذين قتلا أمام دارتهما في بتدعي منذ خمس سنوات، على يد مسلحِين من آل جعفر أرادوا الاستيلاء عنوة على سيارتهما للهرب بها من وجه الجيش. وما زالت دعوى الجريمة عالقة لدى القضاء. ولم يشأ أولاد الضحيتين أخذ الثأر بيدهم، إحتراما لقضاء الدولة وعدالتها، والتزاما منهم بتعليم الإنجيل والكنيسة. نذكر بصلاتنا المرحومين صبحي ونديمه وأسرتهما. ونأمل بأن يقبض القضاء على القتلة. ونحيي أيضا عائلة المرحومة سيده عواد غانم، أولادها وأشقاءها وعلى رأسهم الخوراسقف حنا عواد، وشقيقتيها وعائلاتهم. وقد ودعناها معهم ومع جامعة آل غانم بالأسى والصلاة منذ ثلاثة أسابيع. ونجدد اليوم صلاتنا لراحة نفسها ولعزاء أسرتها. فبغياب الأم يفرغ البيت من عاطفتها وحضورها.

3. مفتاح إنجيل زيارة العذراء والخدمة هو إيمان مريم الذي امتدحته إليصابات. فبإيمانها قالت "نعم" لإرادة الله وتصميمه المختلف تماما عن مشروعها الزواجي مع يوسف خطيبها. وكرست نفسها بالكلية للتصميم الإلهي، متخذة موقع "خادمة الرب". فجسدت إيمانها بخدمة إليصابات طيلة ثلاثة أشهر. أما نتيجة هذا العمل الصالح، التي لم تكن متوقعة، فمتنوِعة الأبعاد:الأول، لقاء الجنينين يوحنا ويسوع، وبالتالي العهدين: القديم والجديد، وربطهما معا بالروح القدس. الثاني، امتلاء إليصابات من الروح القدس فتنبأت أن مريم هي أم ربها، والمباركة بين النساء، وأنها تعطى الطوبى لإيمانها العظيم. والثالث، حيث المسيح هناك الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء وخلاص الإنسان، النابعين من سر موت المسيح وقيامته.

4. وتنكشف لنا في هذا الحدث الإنجيلي حقيقة أساسية هي أن الجنين في بطن أمه كائن بشري كامل الحقوق، وأولها الحياة. فالجنين في بطن مريم ومنذ اللحظة الأولى لجوابها نعم هو يسوع المسيح العتيد أن يولد. وكذلك يوحنا هو إياه الذي تكون منذ اللحظة الأولى في بطن أمه. إن الإجهاض، كيفما مورس، هو جريمة قتل، وخطيئة جسيمة محفوظ الحل منها لمطران الأبرشية، بحسب قوانين الكنيسة.

5. إن مريم العذراء، المدعوة لتكون أم الإله المتجسد، والحاملة مسؤولية إعالته وتربيته مع يوسف، وفقا لإرادة الله وتصميمه، أخذت موقع الخادمة. وهكذا وعلى مثالها كل مسؤول في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة، مدعو ليدرك أن المسؤولية خدمة وتفان وقراءة لإرادة الله، سيد التاريخ، عبر قراءة علامات الأزمنة، والتزام بهذه الخدمة الشريفة.فالمسيح، من بعد أمه، أخذ موقع الخادم المتفاني، إذ قال عن نفسه: إبن الإنسان لم يأت ليخدم، بل ليخدم، ويبذل نفسه فداء عن كثيرين (لو42:10).

6. تعلم الكنيسة أن السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها من ذاتها، وليس لها أن تتصرف تصرفا ظالما. بل عليها أن تسعى في سبيل الخير العام. فلا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى تأمين خير الجماعة. وإذا حدث أن اتخذ المسؤولون تدابير تنافي الخير العام والنظام الأخلاقي، فالجماعة ليست ملزمة ضميريا بهذه التدابير بسبب الاستبداد (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1903). ويتكلم القديس بطرس الرسول، في هذا الإطار، عن إعتراض الضمير. إن الإنتفاضة الشبابية عندنا، مع كبار وفتيان، ونساء وفتيات، من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، هي في جوهرها، منذ ستة وأربعين يوما، إعتراض الضمير، وحجب الثقة عن الجماعة السياسية بكل تراتبيتها. إنها انتفاضة لبنانية بهية محررة من كل التبعيات إلى الخارج، أو إلى هذه أو تلك من الدول. بل إنها تفك الارتباط بأزمات المنطقة لأنها إنتفاضة شعب حر غير مرتهن (راجع سجعان قزي: لبنان بين داريوس والاسكندر، جريدة النهار، 28 ت2، 2019).

7. هنا تكمن عقدة الأزمة السياسية في لبنان، أزمة تشكيل حكومة تكون حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات ومنيعة بتجارب (المرجع نفسه). لكن قرار تشكيل مثل هذه الحكومة يقتضي وجود رجال دولة يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار. غير أننا نستبعد بكل أسف أن يتخذ مثل هذا القرار القابضون اليوم على السلطة السياسية. فلو قدروا لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادي وإلى حافة الإفلاس المالي، وإلى إفقار الشعب، وإقفال العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية، وإضعاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية من خلال إضعاف قدرة الشعب. آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى، خالعين عنهم ثياب مواقفهم المتحجرة ومصالحهم الرخيصة وحساباتهم البخيسة، ويقول كل واحد منهم في قرارة نفسه خطيئتي عظيمة.

8. أما الانتفاضة الشعبية فتواصل تحريك ضمائر المسؤولين السياسيين وإيقاظها من سباتها. ونحن من جهتنا نواصل الصلاة إلى الله كي ينير عقولهم ويهديهم إلى الحل المنقذ. فإنه سميع مجيب، وله نرفع المجد والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، التقى الراعي المؤمنين المشاركين بالقداس.

حراك جل الديب

كما استقبل الراعي وفد الحراك المدني في جل الديب، برئاسة شربل القاعي الذي قال بعد اللقاء: "شاركنا اليوم في قداس الأحد، كما وضعنا غبطته في صرخة الألم التي نعيشها في الذوق وجل الديب حيث لا نستطيع نصب خيمة. وقد استمع غبطته الى مطالبنا وحقوقنا وكانت عظته اليوم في غاية الأهمية الثورة التي تنطلق من لبنان، كما أخذنا بركته، وغبطته كان إيجابيا معنا ونأمل في الوصول الى حل".

أضاف: "ان فخامة الرئيس دعانا الى التجمع في الساحات، ولذلك اتخذنا ساحة في جل الديب للتجمع وعدم قطع الطرق واتجهنا نحو البؤر الفاسدة، لدينا ساحة للتجمع ونضع فيها خيمة لإتقاء المطر لا أكثر ولا أقل، ونريد ان نعلم من يرفض ساحة جل الديب وهي ساحة للجميع، وثورتنا هي ضد الفاسدين. ونحن نطالب من بكركي فخامة الرئيس بالدعوة الى استشارات نيابية اليوم قبل غد، لاننا في النهاية نريد لبنان ولا نريده ان يفلس لاننا لبنانيون كما غيرنا".

من جهته، اشار ايلي خليل الى "ان صرخة الثوار ليست مذهبية ولا طائفية، وألم الجميع يشمل لبنان بأكمله، لسنا إلغائيين ولسنا في وارد إلغاء أحد أو دور الاحزاب او غيرها، إنما هذه الصرخة هي صرخة شعب جائع ونطلب من الجميع التضامن، ولسنا في وارد شتم أحد وهدفنا هو بناء دولة جديدة تليق بالشعب اللبناني المثقف الحضاري والعالم بأجمعه يتحدث بثورتنا، وكل ما قمنا به من تحركات سلمية ترمز الى اليد الواحدة، لذلك لا أحد يحدثنا عن الطائفية ولا سفارات، ونحن خريجو جامعات وطلاب مدارس ولا علاقة لنا بالسفارات".

 

نفاع في ذكرى استشهاد الرئيس معوض ورفاقه في زغرتا: لفتح أبواب الحوار وتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات وترسخ المصالحة

وطنية - الأحد 01 كانون الأول 2019

أحيت عائلة الرئيس الشهيد رينه معوض وعائلات الشهداء بدعوة من الوزيرة السابقة نائلة معوض وحضورها، الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرئيس معوض ورفاقه، بقداس احتفالي حاشد اقيم في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا بعنوان "شهيدا لوطن يشبه شبابه".

وحضر القداس الذي وبسبب الأوضاع الراهنة اقتصرت فيه الدعوات على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي مثله وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ألبرت سرحان، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب اسطفان دويهي، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ممثلا بالنائب سامي فتفت، رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض وعقيلته المحامية مريال واولادهما، النائبان السابقان جواد بولس وقيصر معوض، وفاعليات سياسية واجتماعية وبلدية واقتصادية وتربوية ومجالس اختيارية اضافة الى عائلات الشهداء الابرار.

وترأس الذبيحة الالهية النائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا - اهدن المطران جوزيف نفاع عاونه المونسنيور اسطفان فرنجية ورئيس دير مار انطونيوس قزحيا الاب ميخائيل فنيانوس ولفيف من كهنة الرعية.

وألقى المطران نفاع كلمة نوه في خلالها بمزايا الرئيس الشهيد رينه معوض، وقال: "تأتي ذكرى إستشهاد الرئيس رنيه معوض هذه السنة ولبنان يمر بأدق مرحلة من تاريخه المعاصر، فإما النهوض وبناء وطن يليق بأبنائنا وبناتنا وإما الإنهيار الذي نعيش محطاته الواحدة تلو الأخرى".

وأضاف: "ما أحوجنا اليوم الى الحكمة في زمن الجنون هذا والحكمة هي فن حسن توجيه الإنسان لحياته واستعمال خبرة الأقدمين والخبرة الشخصية ليستنبط قاعدة سلوك تمكنه من النجاح ومن العيش بسعادة. والحكمة ايضا تقود الإنسان الى سلوك إجتماعي فطن وحذر يمكنه من تخطي مواقف الخلاف وشق طريقه وطريق مجتمعه للعيش بسلام وأمن. والحكمة السياسية أي حسن تدبير أمور الناس هي وبحسب النبي أشعيا عطية من الله، والتي كان عليها أن تسلك في زمان النبي أشعيا بحذر بين إمبراطورية اشور، الدولة العظمى آنذاك وسائر الدويلات التي كانت تحاول الوقوف في وجه مطالب أشور. ففي يهوذا، سواء التفتوا الى هذه الدولة أم تلك، فكان لا بدَّ من التحقق هل يوافق هذا الخيار الإيمان بالله".

وأكد نفاع "ان الوطن كما يقول المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في رسالته "محبة الوطن" هو "جماعة أفراد سياسية يعيشون على ارض واحدة، ويشدهم شعور الإنتماء إليها والى مجموعة واحدة. والوطن هو المكان الذي تسكنه هذه المجموعة، والذي يعود إليه هؤلاء الأشخاص".

ويذكرنا في رسالته هذه بالقول المأثور للرئيس الأميريكي الراحل جون كنيدي: "أنظر ما بإمكانك أن تعطي وطنك، وليس ما بإمكانك ان تأخذ منه".

وأردف: "ولكن مع الأسف نتساءل من يسمع ويتعظ وقد أصبح اسم وطن الأرز، وطن القديسين مرادفا للفساد والتبعية العمياء والأنانية القاتلة والتعصب البغيض والنفاق الذي يحرق كالنار كما يقول النبي أشعيا (9/18)، والذي يصف الوضع السياسي في زمنه قائلا: "فمرشدو هذا الشعب يضلونه، والمرشدون يبتلعون" (أش 9/16)".

وشدد على ان "هذا الوطن هو أمانة في أعناقنا كما كان أمانة في عنق شهيدنا الرئيس معوض الذي توجه في خطاب القسم: الى جميع القادة والزعماء والفاعليات، وأصحاب المواقع والمواقف، لأن يستوحوا مصلحة الوطن العليا، ويستلهموا ضمائرهم، فيضعوا أيديهم في يدي، وأكتافهم الى كتفي، لأن الحصاد كثير، والفعلى قليلون، مهما كثروا، وابتهل من الأعماق الى رب الحصاد لكي يرسل فعلة لحصاده، وليعلم كل واحد منا أنه سيظل ناقصا اذا أصر على البقاء وحده، ورفض اخاه، وتنكر له، وانكر عليه دوره في الخدمة، ففي صدر الوطن وأحضانه مكان للجميع".

وقال: "إننا اليوم وفي هذه الذبيحة الإلهية، نصلي لراحة نفس الرئيس الشهيد رينيه معوض ورفاقه الأبرار وعلى نية الوفاق في لبنان الذي اعتبره الرئيس معوض أساس البنيان، وجوهر الكيان، وعهد مقدس أمام الشعب والتاريخ. كما نصلي لكي يسكب الله حكمته في قلب رئيس البلاد، قائد سفينة الوطن، الرئيس العماد ميشال عون وفي قلوب سائر الرؤساء والقادة والمسؤولين ليبادروا إلى فتح أبواب الحوار وتشكيل حكومة لتنفذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلاد والعباد بهدف ترسيخ المصالحة بين الناس فيما بينهم وبين الناس والدولة بكل مؤسساتها وإعادة الثقة المفقودة لتطبيق ما دعا إليه الرئيس الشهيد رنيه معوض ونصلي أيضا لكي يمنح الله كل مواطن حسن البصيرة لكي نختار جميعا ما هو الأفضل لوطننا لبنان ليكون كما أراده الشهيد معوض حرا، سيدا لجميع أهله الى الأبد ومنفتحا على العالم".

وختم نفاع: "صلاتنا على نية من حملت الأمانة بكل شجاعة ومثابرة ولا تزال صاحبة المعالي السيدة الأولى نايلة سائلين لها دوام الصحة والعافية ولنجلها النائب الأستاذ ميشال معوض رئيس حركة الإستقلال الذي يعمل بجهد ليساهم في إستعادة الوطن عافيته والنهوض من أزمته السياسية والإقتصادية".

 

رعد: هذه الأزمة لا تحل إلا بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق صيغة الطائف وإلا ستبقى حكومة تصريف أعمال ومن لا يقوم بواجبه سنحاسبه

الأحد 01 كانون الأول 2019

وطنية - أكد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنه "لا يمكننا بناء علاقة مع أميركا، التي تمنعنا من تسليح جيشنا الوطني، وتريد تجويعنا ومحاصرتنا وفرض عقوبات علينا".

واعتبر في كلمة ألقاها، خلال حفل تأبيني أقيم في بلدة صير الغربية في منطقة النبطية، أن "الأزمة ليست بسيطة ويمكن أن تعسعس، والسلاح الذين يستخدمونه ضدكم وضدنا، هو سلاح النقد والمصارف وفرق سعر العملة والضغط الاقتصادي والمعيشي، فنحن أناس نجوع، ولكن لا نبيع كرامتنا، نحن أبناء مدرسة هيهات منا الذلة، التي تعني بأننا نريد أن نعيش بشرف، ولن نقبل أن يبتزنا أحد بلقمة عيشنا، من أجل أن يخضعنا بقرارنا الوطني، فالمسألة ليست مسألة أن البلد لا يوجد فيه أموال، كلا يوجد أموال ولكن هذه الأموال لا تأتي ونحن موجودون في السلطة".

وقال: "هذه الأموال تأتي عندما يأتي من له علاقات تبعية مع قوى الخارج، وموجود في السلطة، عندها و "لكي يحفظوا ماء وجهه" يضعون ودائع ويأتون بالديون والمشاريع"، سائلا "هل هكذا نريد أن نعيش راهنين البلد لعلاقات مع بعض الأشخاص لقوى أجنبية ساعة لبدها بتسكر الحنفية وبتفتح؟، ليأتي الإسرائيلي ويقول: بدكن تصالحوا وإلا بدنا نسكر الحنفية، هذا المسار سيوصل إلى هنا، ويريدون أن يوصلونا إلى هنا". أضاف: "بكل بساطة، نحن نريد أن نصبر ونتحمل ونتكافل مع بعضنا البعض، ونتعاون مع بعضنا البعض، لكي نبقى كلنا نعيش بشرف وكرامة مرفوعي الرأس، والذي لم يقدر عدونا أن يأخذه بحربين، لن نعطيه إياه بالاقتصاد، حربان خضناهما ضد الإسرائيلي وانتصرنا وكانت كل دول العالم داعمة للاسرائيلي".

وتابع: "هذا البلد، لنا فيه بقدر ما لكم فيه، لن نقول أكثر، وهذا البلد أعطيناه من دمنا، لذا لا أحد يزايد علينا، لا بالوطنية، ولا بحب هذا البلد، ولا بأنه هو حريص أن نعيش برفاهية، لأنه لا أحد عاش برفاه في ظل سيطرتكم وسلطتكم". وختم "المدخل الطبيعي لحل الأزمة القائمة طالت، فهذه الأزمة لا تحل إلا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق صيغة اتفاق الطائف، وغير هذا سيبقى البلد في ظل حكومة تصريف أعمال، وسنلاحقهم لكي يقوموا بواجبهم، والذي لا يقوم بواجباته سنحاسبه، وكذلك لا أحد يستخف بعقول الناس، وما يستوطي حيط العالم، هذا الوضع، ونحن بهمتكم وتفهمكم ووعيكم قادرين أن نتجاوز هذه الأزمة، ولا أحد يستطيع أن يلوي ذراعنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  01-02 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

عدة شغل أصحاب شركات الأحزاب والحكام والسياسيين وتجار المقاومة: بنك وشركات تعهدات وقطعان من الغنم

الياس بجاني/01 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81023/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%ba%d9%84-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for December 02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81037/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-december-02-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For December 02/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 46th Day

Compiled By: Elias Bejjani

December 02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81039/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-december-02-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-46th-day/

 

 

 

 

 

شيعة "الكوميديا الإلهية"، والثورة كعلاج

د. منى فياض/الحرة/01 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81019/81019/