LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 30/11/2019

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 30 تشرين الثاني 2019

أجمل الأمهات «الأنيقات والطيبات».. في «خندق العجائب»!

حرق خيمة للحراك في عالية: والاشتراكي ينفي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الناشطة دانا حمّود... الى الحرّية من جديد

زكي: لبنان لن يترك وحيدا

المجلس العالمي لثورة الأرز: القرار 1559 هو الطريق الاسرع لتحقيق اهدافكم”.

إحراق خيمة المعتصمين في مدينة عاليه.. والاشتراكي ينفي اتهامه!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إنفوغرافيك... مئات القتلى خلال الاحتجاجات في 10 مدن إيرانية

تلوث الهواء يتسبب بإغلاق مدارس وجامعات في إيران

عبد المهدي يطرح استقالته بضغط من السيستاني... والحراك الشعبي مستمر

صالح لرئاسة الحكومة مؤقتاً... قوى سياسية عراقية تدعو البرلمان للانعقاد وعلاوي يعتزم إرسال شكوى لمنظمة التعاون الإسلامي ضد تدخلات إيران

حملة مقاطعة عراقية واسعة للمنتجات والصناعات الإيرانية والمحتجون أطلقوا هاشتاغ «خلوها تخيس» بمعنى «دعوها تتعفن»

العراقيون يصرون على «تنحية جميع رموز الفساد» والقضاء توعد المعتدين على المتظاهرين بأشد العقوبات

الأمم المتحدة: لا يمكن التسامح مع عدد الضحايا في العراق وغوتيريش يعبر عن «قلقه البالغ» ومجلس الأمن يجتمع الثلاثاء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الثورة غير موجودة: باسيل يؤلّف "حكومته"/منير الربيع/المدن

سبتُ بيروت: التضامن مع الثورة العراقية.. و"البيارتة" يتحركون/وليد حسين/المدن

الحكم المعلّق: حسابات الحريري وتحسبه/أحمد جابر/المدن

"ملحمة" مسيرة السلام النسائية بين جسر الرينغ والخندق الغميق/محمد أبي سمرا/المدن

قرار استيراد البنزين: ما علاقة الشركة الروسية؟/خضر حسان/المدن

اجتماع بعبدا المالي إعلامي بلا مفاعيل اقتصادية وهدفه صرف الأنظار عن تأخير الاستشارات... والحريري غاب عنه بعد دعوته كضيف/محمد شقير/الشرق الأوسط

لبنان يحتاج إلى حكومة حالاً/مهى يحي/مركز كارنيغي

البيت يحترق أين منفضة السجائر؟/راجح الخوري/النهار

المشكلة: ”بارانويا” عون و”حزب الله”/علي حماده/النهار

حزب الله يغازل الحريري ويُحيِّد جنبلاط ويصوّب على جعجع/أسعد بشارة/الجمهورية

 ألمانيا تدرج حزب الله على قوائم الإرهاب... فهل يتبعها الاتحاد الأوروبي؟/طوني بولس/اندبندنت عربية

صمود الساحات وسقوط غزوات القمع... واستمرار محاصرة أحزاب السلطة/أحمد الأيوبي/اللواء

باسيل والثورة... من يتآمر على العهد؟/نجم الهاشم/نداء الوطن

مفكرة لشبونة: ترام بيروت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سيدة القلوب أنتِ..سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة، أوليست “الثورة أنثى” عندنا؟/جورج يونس

يجب ألا يكون «حل الدولتين» سراباً/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

إيران بين شمشون و«سامسونغ»/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قماطي: نتمسك بالحريري وهناك نوافذ ايجابية مع وصول الرسالة الدولية

رعد: نحن في مرحلة صياغة حكومة ولا نريد تصفية حساباتنا مع أحد والشعب هز العصا فالكل يتحسس رقابه وخائف من المراقبة

زهرا: حالة الانكار والممطالة تؤدي لتصاعد المطالب ومزيد من الفوضى

الراعي في تأمل صلاة المسبحة بعد عودته من القاهرة: نصلي على نية مسؤولينا كي يخرجوا من تحجرهم ويسلكوا طريق الخير والحق

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

إنجيل القدّيس لوقا05/من33حتى39/:”َقَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟ ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون».وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق، بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة. ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80976/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d9%84%d8%a8%d9%83-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7/

بعلبك، مدينة الشمس، أكدت اليوم تمسكها بثقافة الفرح والحياة والحرية، وجددت رفضها لثقافة الموت والحروب العبثية.

كم يكبر قلب اللبناني المغترب وهو يرى من الخارج “العجيبة” اللبنانية وهي تتجدد في وطنه الأم منذ 44 يوماً.

عجيبة، تتجدد وتقوى وتتوسع على مدار الساعة مع قوة وصدق وعناد ونضال وثورة أهله الأبطال والأحرار في أرجاء لبنان كافة.

وكم يزداد هذا المغترب تعلقاً بوطنه الأم وهو بإعجاب وإكبار يرى أهله وتحديداً الشباب والصبايا يقاومون الظلم والتهميش بحضارة وسلمية وبصدور عارية، ويحتشدون في الساحات ليقولوا للحكام ولقوى الأمر الواقع والاحتلال لا وألف لا.

شباب وصبايا مع أهلهم ينادون بأصوات عالية ومدوية وواثقة، نحن أحرار ولن نسمح لكم باستعبادنا مهما عظمت قوتكم وزاد فجوركم ووقاحتكم.

وكم يزداد فخراً وعنفواناً المغترب وهو يسمع الشباب والصبايا وهم يصرون على الاستمرار بانتفاضتهم رافضين الاستسلام وهم يؤكدون عملياً لقوى الحكم والقمع وصارخين بغضب، لن نركع ولن نترككم تستعبدوننا وتذلوننا وتجروننا إلى أزمنة العصور الحجرية.

وكم يكبر قلبه بهم وهم يقولون بثقة وعناد، نحن شعب يعشق ثقافة الحياة والفرح والمحبة ونرفض ثقافة الموت والتحجر والتعصب التي هي نقيض كل ما هو لبنان ولبناني.

هذا اللبناني من الخارج، وكما هو حالنا، يزداد إيماناً وقناعة بأن وطنه المقدس، لبنان، هو فعلاً في قلب الله، وبأن الله جل جلاله باركه ويعتبره وقفاً له كما ذُكر في آيات كثيرة من الكتاب المقدس.

ونعم لبنان هو وطن الرسالة.. والقديسين يحمونه والعذراء أمه لن تتخلى عنه… وبالتالي لن تنتصر عليه قوى الشر والظلامية.

اليوم، نحن بلاد الإغتراب زاد تعلقنا بلبنان وبرسالته ونحن نرى من خارج لبنان ومن على شاشات التلفزة كيف أن أهل بعلبك وجوارها قد ملأوا الساحات بفرح وبعنفوان وكّبر متحدين بشجاعة الظلم والظالمين وهم يحملون الأعلام اللبنانية.

يا أهل بعلبك، فعلاً بتكبروا القلب.. ربنا يحميكم ويقوي إيمانكم فأنتم الأمل وأنتم الرجاء لإخراج لبنان من زمن الظلامية، ومعكم كل باقي الثائرين من أهلنا في كل ارجاء الوطن لاستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر وصون الكرامات.

العرس الشعبي الفرِّح والحضاري اليوم في ساحات بعلبك أكد اليوم من جديد بأن الشعب اللبناني العظيم بإيمانه وعنادة لا يمكن لأي قوة أن تمنع عنه الحرية وبأن الغلبة ستكون له طال الزمن أو قصر.

تحية اغترابية إلى بعلبك وأهلها الشرفاء والأحرار…

وفعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب حماكم الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80955/80955/

أمس واجهت الأمهات في عين الرمانة والشياح غزوة الثنائية الشيعية الملالوية على عين الرمانة التي كانت تهدف بوقاحة وفجور وغباء إلى إشعال فتنة مذهبية تضرب الثورة الجامعة للشعب اللبناني وتعيد المنطقة ومن ثم لبنان إلى زمن الحرب الأهلية.

حملت الأمهات من المنطقتين الورود والأعلام اللبنانية وهتفن بفرح وبصدق وبصوت عال للسلام والوئام وتعانقن بإيمان وصدق ووجع معلنين رفضهم القاطع لكل محاولات استعادة زمن دامي ومؤلم قد ولى إلى غير رجعة.

وكذلك فعل أهل بكفيا الأبطال والشجعان في مواجهة رعاع من أهلنا مغرر بهم وهم من الصنميين والموتورين والأغبياء وعروا أهداف غزوتهم التافهة والصبيانية والزقاقية.

وقبل ذلك فشل شبيحة وزعران الثنائية الشيعية بجر الثورة والثوار إلى أوحال المذهبية على جسر الرينغ، وفي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وفي شوارع متعددة من منطقة الأشرفية، استهدفوها كلها بغزوات عنفية وجاهلية، وبإطلاق هتافات مذهبية هي من زمن أليم يرفضه شعب لبنان  المحصن بوعي ووطنية بأن لا يكون ضحيته له مرة أخرى.

وأيضاً فشلت الفتنة في طرابس ولم تنجح كل ألاعيب أصحابها التي جندوا لها أوباش ومرتزقة ومأجورين .. ونجحت الثورة في مدينة عروس الثورة بكشفهم وتعريتهم وبالتفافها حول الجيش ومساندته.

وفي نفس سياق هذا المزاج الوطني، قامت اليوم الثورة والثوار وأهالي برجا ومعهم كثر من أهل الجنوب الشرفاء بتفشيل محاولات الثنائية الشيعية المذهبية الهادفة دون خجل أو احترام لعقول وذكاء اللبنانيين في استغلال حادث سير مؤلم وتحويله إلى فتنة سنية -شيعية.

قال أهالي برجا: “نرفض أي اتهامات، ونأمل من أهل الجنوب ألا يصغوا لأحد، الحادثة قضاء وقدر ونعزي أهالينا في الجنوب”.

اليوم أكد أهالي برجا والجوار ومن شاركهم من أهل الجنوب في وقفتهم على أن الحادث المؤلم لم يكن لا مؤامرة ولا جريمة، بل قضاء وقدر.

من المحزن بأنه كل يوم يتفنن بعقلية إبليسيه محور إيران في لبنان ومعه أهل الحكم التابعين له بذل غير مسبوق في ابتكار وخلق وفرض مشهديات وغزوات وشعارات مذهبية من مثل هتافات: “شيعة شيعة شيعة” هدفها الجلي شق صفوف الثوار وكل اللبنانيين وإرجاعهم إلى أقفاص التمذهب والتحزب البالية، ولكن هنا تتدخل دائماً القدرة الإلهية في تفشيلهم وفي كشف مؤامراتهم الخبيثة من خلال وعي وإيمان ورؤية قيادات من الحراك وخارجه.

وبإذن الله لن ينجحوا كل المعادين للثورة ولمطالبها المحقة وسوف تكون نهايتهم التحجيم والعزل السياسي وخروجهم من مواقع النفوذ والسلطة ليحل مكانهم من هم شرفاء ونظيفو الكف وليسوا من اللصوص والفاسدين وجماعات الصفقات والتسويات.

تحية لأهل برجا ولكل الذين شاركوا اليوم في الوقفة التضامنية لأهالي إقليم الخروب وبرجا في الجية تأكيداً على المحبة ونبذاً للفتنة ولمؤامرات أصحابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 30/11/2019

السبت 30 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انفرجت أزمة البنزين والمازوت، والتوزيع عاد منذ منتصف ليل الجمعة- السبت، فيما أزمة الدولار ينتظر مقاربتها إيجابا، بعد صدور التعميم المرتقب من مصرف لبنان أول الأسبوع، ضمن ترجمة ما تم التداول به في اجتماع قصر بعبدا أمس.

وأما في الإطار الأوسع لمعالجة الوضع وخرق الأزمة، فإن المطلوب، بحسب مواقف مجمل الأفرقاء، هو تأليف حكومة أولا، وإن كان لكل فريق رأي في نوعها وفي الشخص الذي يسمى للتأليف.

حتى الآن، لا استشارات وإن كانت مرتقبة افتراضيا في بحر الأسبوع المقبل. وحتى هذه الساعة لا من حكومة "ولا من يحزنون"، أو عفوا هناك على الأقل تسعون في المئة من اللبنانيين "يحزنون"، وكذلك هم موجوعون حياتيا ومعيشيا، واستطرادا من حيث الكرامة: وطنيا.

في الموازاة، نقل عن أوساط رئاسية فرنسية، أن باريس تسعى إلى عقد مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية للبنان قبل حلول النصف الأول من كانون الأول- الشهر المقبل، من أجل حض السلطات اللبنانية على الإسراع في تأليف حكومة جديدة وفق المعايير الدولية وأبرزها: أن تكون حكومة اختصاصيين أكفاء، وان يشارك فيها الحراك الشعبي، وأن تلتزم الاصلاحات ومحاربة الفساد، مع الاشارة إلى توفير الدعم والمساعدات المالية التي يحتاجها لبنان بإلحاح.

أوساط أخرى محلية، وفي ما يشبه الحذر النسبي، اعتبرت أن أفكارا أميركية تظلل حركة المبادرة الفرنسية- الأوروبية.

في الغضون، لمحت أوساط مراقبة إلى بعض التشابه بين الأوضاع اللبنانية وما يحصل في العراق. وبلغت حدَّ الغمز من باب اشتداد المنازلة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران التي خسرت إحدى النقاط على الساحة العراقية، بحسب المراقبين الذين أشاروا إلى استقالة عادل عبد المهدي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مشهد الغضبة الشعبية التي أججها إضراب محطات المحروقات بالأمس، غاب عن الشوارع اليوم، لكن "فوبيا" البنزين ظلت تعبث بالمواطنين، وعبرت عن نفسها في الطوابير المتراصفة أمام المحطات منذ الاعلان عن تعليق الإضراب. وربما كان هؤلاء الخائفون على حق، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

وهم على حق أيضا في قلقهم على ليرتهم، التي تبدو فريسة لجشع الدولار الذي لم يستقر اليوم على بر، فتذبذب سعره بين ألفين وألفين وخمسين ليرة صباحا، ليهوي بعيد الظهر الى ألف وثمانمئة ليرة. فهل تنجح الإجراءات والتدابير التي تمخض عنها اجتماع بعبدا المالي الثاني، في لجم هيجان الدولار؟.

على أي حال، أظهرت المعلومات المتوفرة غداة الاجتماع، أن المشاركين فيه أكدوا على زيادة رأسمال المصارف بمعدل ملياري دولار هذه السنة والسنة المقبلة. ومن القرارات أيضا، خفض معدلات الفوائد الدائنة والمدينة بما يوازي خمسين بالمئة، وهو الأمر الذي يعكف مصرف لبنان على وضع آلية له.

في موازاة هذا المسار المالي والاقتصادي، ثمة غياب لملامح أي اختراق جدي في الملف الحكومي، في حمأة بورصة التوقعات صعودا في بعض الأحيان، وهبوطا في أحيان أخرى. وعليه لا حسم لموعد الاستشارات النيابية الملزمة.

في المقابل، حسم أهلي للمصالحة والوئام بين اللبنانيين، انعكس في وقفة محبة لأمهات الخندق- التباريس انطلاقا من جسر الرينغ. هناك علت صيحات نبذ الطائفية والعودة للماضي الأسود، والتمسك بالسلم الأهلي. وصدحت الحناجر بصوت عال: "واحد واحد واحد... الشعب اللبناني واحد".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رموا ورقة البنزين لتسعير الحريق، فأحرقوا أصابعهم، وأطفئت نيرانهم أو تكاد، بحكمة بعض المحطات وشركاتها، ووزيرة الطاقة ندى البستاني التي تمضي بمشروعها متحملة مسؤولية تنظيم ما أمكن من قطاع استيراد النفط عبر اشراك الدولة، والتأكيد أنه ما زال في حكومة تصريف الأعمال من يريد تحمل المسؤولية الوطنية، بعد أن استقال منها كثيرون.

سحبت ورقة البنزين من الشارع إلى حين، على أمل أن يبطل مفعول تأثيرها عبر المتحكمين بها في الاقتصاد والسياسة قريبا، بعد أن كادت أن تتحول ليل أمس من مصدر للطاقة والعجلة الاقتصادية إلى مصدر انفجار.

في العجلة السياسية ذات المؤشرات الحكومية، استقرار في المشاورات الباحثة عن حكومة فيها من القوة والمنعة ما يقدرها على الحد من الانهيار، كما رآها رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد.

وثابتة المشاورات التي لم تتغير إلى الآن، كما رأت مصادر متابعة، هي اسم سمير الخطيب الذي يكمل تواصله مع الأفرقاء السياسيين، فيما حسم النقاش طبيعة الحكومة كتكنو- سياسية، وبات في نوعية الأسماء السياسية المشاركة، كما أسماء الوزراء الاختصاصيين. نقاش يسير بالاتجاه الصحيح، ما لم يطرأ أي جديد عودنا عليه رئيس الحكومة المستقيل.

في العراق، قدم رئيس الحكومة عادل عبد المهدي استقالته رسميا إلى البرلمان، استجابة لدعوة المرجعية الدينية وحقنا للدماء، كما قال، داعيا البرلمان إلى قبولها والتحرك سريعا لتأليف حكومة جديدة، لأن البلاد لا تحتمل أي فراغ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يمكن اختصار واقع ما يجري منذ خمسة وأربعين يوما بحقيقتين: الأولى أن الأزمة التي دفعت الناس إلى الثورة لا تزال أسبابها قائمة، إذ أن أهل السلطة لا يزالون يعالجونها بوسائل وعقلية ما قبل الثورة، أي على قاعدة "شو بيطلعلك وشو بيطلعلي، وهذه الحقيبة مكرسة لهذه المرجعية ولهذه الطائفة، وهذه حقيبة مدهنة وهذه خدماتية دسمة وهذه سيادية". في اختصار، البحث يدور حول كل شيء إلا في صلب القضايا الاشكالية موضع غضب الناس، وإن لم يخرج من هذه الأنانيات إلى العلن إلا القليل بعد، خشية إغضاب الناس أكثر.

الحقيقة الثانية، أن ما يجري السعي إلى علاجه، وبالمسكنات، هي الملفات التي سبقت الانتفاضة وكانت أحد مسبباتها الرئيسة: انقطاع الدولار واشتعال السوق السوداء الموازية، شح الدولار لتأمين المواد الأساسية، الطبية والغذائية والمستلزمات والمواد الضرورية للصناعة. والانفجار الأخير تسبب به قطاع النفط، وأدى إلى "ميني" ثورة شعبية، إثر توقف محطات المحروقات عن توزيع البنزين بالتكافل مع مستوردي المادة، في رد على قرار وزيرة الطاقة الاستيراد المباشر، لكن الوزيرة البستاني لم تتراجع، وفض عروض الاستيراد سيتم الاثنين.

وبالنسبة إلى الاجتماع المالي الذي جرى أمس في بعبدا، فقد أكدت مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع، أن أي قرارات تتعلق بتخفيض الفوائد وسقوف السيولة والتحويلات لم تتخذ، إنما اقتصر الأمر على مناقشة الأفكار المذكورة، ولم يتخذ بشأنها أي قرار، وهي ستكون موضع بحث بين حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.

إذا، مرتا الرسمية لا تزال تهتم بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد: حكومة اختصاصيين حياديين تلبي طموحات الناس. في السياق، آخر أخبار مطابخ السلطة المولجة مبدئيا تأليف الحكومة، لا تزال هبة باردة وهبة أقل برودة، ففيما تسوق أروقة بعبدا والضاحية وعين التينة، أنباء توحي وكأن الخيار وقع ولو خجولا على سمير الخطيب لتكليفه مهمة تأليف الحكومة، معللة تفاؤلها بجملة اعتبارات دولية واقليمية مساعدة، وبالوضع الاقتصادي المعيشي الضاغط، وبقبول ضمني من الرئيس الحريري، وقد ضخ وزير "حزب الله" محمود قماطي جرعة إيجابية ترفع منسوب الأمل، علما بأن القماطي لم يخف تفضيل الحزب تسمية الرئيس الحريري، ولمح إلى ليونة في موقف الأخير لجهة إمكان قبوله بحكومة تكنو- سياسية.

أما المعني الأول بالقضية، الرئيس سعد الحريري، فلا يزال يتحصن بالكتمان، ويحيل سائليه عن رأيه بالتطورات المسوقة إلى موقفه الثابت: إما أن أدخل السراي على رأس حكومة تكنوقراط أم أنا خارج السباق. تزامنا، سرت معلومات قريبة من بعبدا، لم تستبعد تحديد موعد الاستشارات الملزمة مطلع الأسبوع.

في يوميات الثورة، صفعة جديدة سددتها أمهات خطوط التماس السابقة إلى مسوقي الفتنة، إذ التقين وتعانقن على جسر فؤاد شهاب- الرينغ، وأعدنه جسر وصل لا جسر فصل بين اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لو كان هادي زبليط هذا الأسبوع في طرابلس، لكان جالسا في سيارته منتظرا أمام محطة محروقات سعيا لملء خزان سيارته، لكن هادي زبليط، ابن طرابلس، وهو في فرنسا، عين هذا الأسبوع أمينا عاما لتحالف "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيتشي"، بعد اجتماع أول من أمس الخميس، وهو أعلى منصب في هذا التحالف، وسبق أن تولاه كارلوس غصن.

هادي زبليط اللبناني- الفرنسي، ابن التسعة والأربعين عاما، لو كان في لبنان، هل كان "يصلح" ليكون وزير تكنوقراط في حكومة تكنوقراط، أو كان يتوجب عليه أن يجتاز "معمودية المباركة والموافقة" من هذا الزعيم او ذاك، ليدخل جنة الحكومة الجديدة؟.

ثورة 17 تشرين الأول قائمة ليصل إلى الحكم في لبنان أمثال هادي زبليط، وهم كثر، سواء في داخل لبنان وهم لا يأخذون فرصهم في الوصول، أو في خارج لبنان، وهم يأخذون فرصهم، إنما في الخارج، أما إذا فكروا في الوصول إلى المواقع القيادية في لبنان، فإن علمهم وشهاداتهم حيث يعملون، لا تكفي ليتأهلوا إلى المواقع القيادية. فهذه المواقع، في معظمها، محجوزة حتى إشعار آخر لأهل الولاء "لا لأهل الأداء".

وبعد، هل من يسأل لماذا انفجرت ثورة 17 تشرين. ثورة 17 تشرين يفترض ألا تهدأ إلا بعد أن يكون في امكان أمثال هادي زبليط تبوء مسؤوليات في لبنان.

هل هو "حلم ليلة خريف"؟، ربما. ولكن ما يجري منذ خمسة وأربعين يوما، يؤشر إلى أن تغييرا ما بدأ يشهده البلد، لكنه تغيير قاس ومؤلم لأنه يجري ببطء وتحت ضربات الدولار وصفيحة البنزين ولا مبالاة السلطة في إعادة تكوين نفسها. فالحكومة مستقيلة، وقد دخلت اليوم شهرها الثاني على الاستقالة، وليس في الأفق ما يشير إلى ان استشارات التكليف ستحدد قريبا، علما أن هذه الاستشارات كان يفترض أن تجري أول من أمس أو أمس، بعدما أصدر الرئيس الحريري مطلع الأسبوع بيانا أعلن فيه عزوفه عن التكليف فالتأليف.

لكن المشاورات التي عادة ما تسبق الاستشارات، لم تفض إلى خروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا وتحديد موعد استشارات التأليف، ما يعني أن الدخول في الشهر الثاني من دون تكليف، من شأنه أن يعيد الكرة إلى ملعب الرئيس المستقيل لتفعيل مرحلة تصريف الأعمال لحكومته، خصوصا أن الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية لم تعد تحتمل ترف الانتظار، بدليل الاجتماع الذي جرى في قصر بعبدا للاحاطة بالوضع المالي وإيجاد المعالجات الممكنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو السبت الأبيض الذي تعلوه نون النسوة مرة جديدة، وبجارتين ووردة كانت مناطق الأشرفية- التباريس- برج الغزال، تلتقي تظاهرات جاءت من الخندق الغميق، لتصبح الحرب تحت أقدام الأمهات. ورودهن، سلامهن وصرخاتهن، فرشت الدنيا لهن طريقا ستظل سالكة إلى شوارع لبنانية ترفض ترسيمها بالطائفية.. وهي رسالة إلى أولاد الأمهات اللواتي ربين أبناءهن على إزالة الحواجز وأن الجار قبل الدار.

وبعبور آمن في اليوم الخامس والأربعين، كانت الأشرفية تصافح سلام الخندق، وفردان تقود كرامة بيروت إلى رياض الصلح وساحة الشهداء، وتتوقف لإطلالة على محيط "بيت الوسط"، متوجهة إلى المصرف المركزي. وشعارات المتظاهرين حددت أهدافها بالإفراج عن الاستشارات النيابية وتأليف حكومة خبراء.

لكن سبت الناس الوردي، كان يواجه بأشواك سياسية، ويوم آخر من صقيع المبادرات والحلول، ولا يتعامل مع أزمة الشهر ونصف الشهر، إلا على قاعدة تثبيت زعامات. ولا تزال المعادلة قائمة ومحورها: إما جبران مقابل سعد وإما يخرج الاثنان معا. وهذا ما لمسته شخصيات شاركت أمس في اجتماع بعبدا المالي، وقالت مصادرها إن الاجتماع كان في إطار تفعيل العمل الحكومي لمرحلة تصريف الأعمال، وليس ضمن تأليف حكومة جديدة أو لوضع خطة انقاذية وإجراءات طارئة للحل.

وفي توصيف إحدى الشخصيات المشاركة في الاجتماع المالي، فإن ما اتخذ من إجراءات لا يتعدى حبة "بانادول" لمرض مزمن، فالمشكلة كبيرة ولا يمكن حلها بتدابير صغيرة. وفصلت المصادر أن المشكلة اليوم، هي أزمة سيولة، وستصبح غدا أزمة انتاج واستيراد وبطالة. وأن كل ذلك لن يتم حله إلا بحكومة تحمل صفة الصدقية في الداخل والخارج، غير أن هذه الصفات لا تزال مفقودة، ولم تسجل اليوم أي تحركات على المستوى الحكومي، فيما حافظ المهندس سمير الخطيب على صمود ما قبل التكليف، وسط أجواء عن عراقيل قد ترديه مرشحا متقاعدا، إذ ان العقد التي واجهت بهيج طبارة تعترض طريقه.

وما دام مفتي الجمهورية لم يظهر إلى الآن، لمباركة الرجل ومنحه سماحة التكليف، فسيبقى الخطيب سميرا ل"بيت الوسط"، يتأمل فيه الرئيس الحريري ويرى من خلفه المستقبل.

وإذا كان الحريري ينتظر سقوط المرشح تلو الآخر، فإن "حزب الله" أفرج اليوم عن سلسلة مواقف دفعة واحدة، للنواب رعد وفنيش وفضل الله والسيد هاشم صفي الدين. وبمجموع المواقف أن الظرف الآن لا يحتمل التفرد ولا العزل ولا الإنصات الى الإملاءات والشروط الخارجية. فيما ذهب صفي الدين إلى رفض بيع اللبنانيين أوهاما وأحلاما وخيالات، مطالبا الجميع بايجاد مخرج قبل أن نصل إلى حيث لا ينفع الندم.

ويؤكد الحزب بهذه اللاءات، أنه داخل أي معادلة حكومية جديدة، لاسيما باشارة فضل الله عن رفض العزل.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 30 تشرين الثاني 2019

وطنية/السبت 30 تشرين الثاني 2019

النهار

يلاحظ ان رئيس حزب ووزير سابق ومستشار لمعظم العهود يزور قصر بعبدا اكثر من مرة في الاسبوع ويسدي نصائح ويتشاور مع رئيس الجمهورية حول مسائل كثيرة يؤخذ برأيه حيالها.

قال وزير سابق أن كلمة السر الخارجية للانطلاق في عملية تأليف الحكومة لا يزال أحمر اللون والكل يعرف ذلك والكل يناور لتمضية الوقت.

عمد اطباء يتقاضون نحو مئة دولار لقاء المعاينة الى رفع القيمة بالليرة اللبنانية الى 180 الفا ما ولد استياء كبيرا لدى المرضى.

ادى التلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي الى نشوب مشكلات مع العاملات الاجنبيات في المنازل لدى العائلات التي اعتادت الدفع بالليرة اللبنانية.

ينقل عن الرئيس نبيه بري أنه يبذل جهوداً مضنية لضبط الشارع كله وخصوصا شارعه لئلا تؤدي مواجهات الى سفك دماء وتقود الى ما لا تحمد عقباه.

ابدى وزير التربية استياءه الكبير من "تبرئة" المدير العام للتعليم العالي احمد الجمال بعد العجز عم ادانته في ملف تزوير الشهادات الجامعية.

انطلق العام الجامعي في كليات للجامعة اللبنانية ومنها كلية الاعلام والتوثيق قبل ثلاثة ايام فقط نتيجة التسويف في التعاقد مع اساتذة لتلبية الحاجات الضرورية.

نداء الوطن

تلقى السفير الروسي الكسندر زاسبكين لوما شديد اللهجة من وزارة الخارجية الروسية على تصريحه الذي يتهم فيه واشنطن بالتآمر لتخريب لبنان، وسرعان ما انعكس اللوم خفضاً للهجته في التصريحات الاخيرة.

يتردد ان قريبين من رئيس الجمهورية ميشال عون اجتمعوا معه في بعبدا وعبروا أمامه عن انتقادهم لأداء الوزير جبران باسيل، لكن وما ان حضر الاخير حتى راحوا يلتقطون الصور معه.

سجلت في الفترة الاخيرة عودة الحرارة الى العلاقة بين الرئيس سعد الحريري وبعض الشخصيات التي كانت معارضة لانتخاب الرئيس ميشال عون

اللواء

يحرص مرجع نيابي على الحصول على تطمينات، قبل الخوض في جدية مرشحين مقترحين، عل? طريقة "الفول والمكيول".

نقل مصدر نيابي عن دبلوماسي غربي قوله أنه يتوقع أن تنكفئ المساعي الدولية، إذا لم تظهر بوادر إيجابية لتشكيل حكومة قريباً جداً.

تبيّن أن لزيارة دبلوماسي عربي إلى بيروت أهداف لا تتعلق فقط بالمهمة التي أعلن عنها!

الجمهورية

تتبادل الأندية السياسية والنيابية نقلاً عن مرجع كبير معلومات عن نية بعض النواب بالإستقالة أو السفر الى العيش خارج لبنان ّ بعدما تلقوا تحذيراً من الإستقالة.

يتردد أن أحد الوزراء في الحكومة المستقيلة لن يتخلى عن إحدى الوزارات المثيرة للجدل تخوفاً من يأتي وزير جديد ويعمل على حل مشكلتها المزمنة خلال ستة أشهر.

سأل أحد متابعي الأزمة الإقتصادية ماذا فعل أحد الوزراء حتى الان للجم أسعار التجار الجشعين فيما بعض المنتجات محلية ولا تسعر بالدولار أو تستورد من الخارج.

 

أجمل الأمهات «الأنيقات والطيبات».. في «خندق العجائب»!

جنوبية/01 كانون الأول/2019

أخيرا .. "القلوب المليانة" من عين الرمانة إلى الشياح ومن الأشرفية إلى الخندق الغميق ، تحولت إلى قلوب ملآنة بفيض الحب لا الحقد المكبوت. أجمل الأمهات “الأنيقات” من الأشرفية عبر جسر الرينغ، تسلحن بالورود البيضاء والأعلام اللبنانية، وإجتحن بعاصفة من الحب أجمل الأمهات الطيبات من الخندق الغميق، تلاحمن تعانقن ذرفن دموع الفرح، أردن تحصين أبنائهن من الإنزلاق نحو مشهد مخيف يستعيد جولة مقيتة من الحرب الأهلية وقعت الأسبوع الماضي. يتصارحن على الهواء مباشرة لا يواربن، الحاجة أم محمد ترفض قطع الطريق وتقولها صراحة أمام مدام جوسلين التي تحاول ان تفهمها ان آخر الدواء كان هذه الخطوة، فعاجلتها برد محب: الكلمة الطيبة يا حبيبتي تحل كل المشاكل لا الإستفزاز المتبادل… وذهبتا في عناق حميم. الترحيب الحار بالجيران بنثر الأرز وتبادل الورود تحت شعار “الجار قبل الدار”، كشف وجهاً مخفياً يشبه قصة “أليس في بلاد العجائب”، “الأشرفيات” يجلن بين “الخندقيات” ربما معظمهن يلتقين وجها لوجه للمرة الأولى، يشاهدن بعضهن على مسافة قريبة جداُ ولم يكن بمقدورهن إخفاء ملامح الدهشة من المكان والناس.. إنه “خندق العجائب” سمعن عنه الكثير وها هن في عقره. بعيداً عن التنمر المذهبي والطائفي والمناطقي المتبادل خلال الحرب والسلم، دخل أهل الأشرفية والخندق الغميق في خندق واحد ليخرجوا من نفق رواسب الحرب، بعد أن استشعروا بإرتداداتها ولو بعد عقود على إنتهائها. ما جرى يطلق من الحناجر سؤالاً مصيرياً إفتراضياً مخنوقاً من زمن الحرب الأهلية، لماذا لم تكن تنفع كل محاولات وأد الحرب؟ ليأتي الجواب سريعاً: لانها كانت فعلاً قصة قلوب مليانة وليست عين الرمانة.. كما تبدو اليوم.

 

حرق خيمة للحراك في عالية: والاشتراكي ينفي

جنوبية/01 كانون الأول/2019

لا تزال الاعتداءات مستمرة على الثوار والناشطين في الحراك المدني الشعبي في اكثر من منطقة لبنانية. وفي هذا الإطار تعرضت خيمة نصبها الحراك خلال النهار للحرق مع ساعات الليل الاولى. وحمّل الناشطون الحزب التقدمي الاشتراكي المسؤولية لكن وكالة داخلية عاليه في الحزب التقدمي الإشتراكي نفت كل الإتهامات التي طالتها بشأن احتراق الخيمة ودعت الأجهزة المختصة لمراجعة الكاميرات في المنطقة وإلقاء القبض على الفاعل وإحالته إلى الجهات المعنية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الناشطة دانا حمّود... الى الحرّية من جديد

مواقع الكترونية/30 تشرين الثاني/2019

أطلق سراح الناشطة دانا حمود بعد أكثر من 24 ساعة على توقيفها بعد شجار مع دورية لقوى الأمن الداخلي في شارع الحمراء. وأكدت حمود، أنها وقعت على تعهد باحترام القوى الامنية، قائلة:" من يمد يده علي سأرد عليه ولست نادمة عما حصل". وشددت على أنها لم تعتد على أحد وانها ستدافع عن نفسها.

 

زكي: لبنان لن يترك وحيدا

وطنية - السبت 30 تشرين الثاني 2019

رأى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في حديث لبرنامج "مدى الصوت" عبر إذاعة "صوت المدى"، أن "لبنان يمر بمرحلة مفصلية نتمنى أن تكون نحو الأفضل، وأن تسبق الخطوة السياسية الخطوة الاقتصادية نحو الحل". وإذ أكد أن "لبنان لن يترك وحيدا، ومساعدته تتم على قدر استعداده للتجاوب"، قال: "إن الصناديق العربية مستعدة للمساعدة ولكن ينبغي أن تكون هناك حكومة مسؤولة، فتشكيل الحكومة أساس في كل هذا المسعى". وأضاف: "الوضع الاقتصادي في لبنان ضاغط جدا ونحن نعمل على رصد الخطوات التي يمكن القيام بها، والمبادرات تطرح عندما تستكمل عملية الاستكشاف". وختم زكي: "كلفني الأمين العام لجامعة الدولة العربية أحمد ابو الغيط، لقاء مختلف الأفرقاء اللبنانيين من أجل مساعدتهم على الخروج من الأزمة".

 

المجلس العالمي لثورة الأرز: القرار 1559 هو الطريق الاسرع لتحقيق اهدافكم”.

بيان صادر عن المجلس العالمي لثورة الأرز

http://eliasbejjaninews.com/archives/81001/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-1559-%d9%87%d9%88/

تنفيذ القرار 1559 هو الطريق الاسرع لتحقيق اهدافكم.

واشنطن – في 30 تشرين الثاني 2019

يعترف العالم بان ثورتكم السلمية ترتكز على المبادئ والشرف.

– لقد عانيتم من اضطهاد النخبة الحاكمة لأكثر من خمسين سنة.

– وعشتم تحت طغيان حزب الله الإيراني الإرهابي الشرس منذ 40 سنة.

– أنتم أهل مبادئ وكرامة وشرف. لقد دفعتم ثمن التعلم وترغبون بكل احترام في العثور على عمل واحترام التزاماتكم تجاه اسركم وبلدكم.

– أنتم خيرة اللبنانيين المخلصين الذين يثورون لاستعادة لبنانكم الحبيب من أجل تحقيق مطالبكم المشروعة لصالح أطفالكم وعائلاتكم.

– ان طموحاتكم البطولية نحو مجتمع عادل تقودها أحلامكم بمستقبل منصف لعائلاتكم يتساوى فيه الكل من حيث الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية.

– ان تصميمكم البطولي لاستعادة سيادة لبنان وحريته وحقوقه الديمقراطية سوف يشهد لكم بأنكم محررو لبنان ومحققو استقلاله الحقيقي والدائم.

– لا تحيدوا عن أهدافكم الحقيقية ولا تفقدوا التركيز على الغايات والطموحات التي رسمتموها بل امضوا قدما بتصميم حقيقي. إن الانتشار اللبناني بأكمله يساندكم وكل لبناني هو سفير لكم في بلاد العالم الواسعة.

– الطريق صعب بالطبع ولكنكم تمتلكون المعرفة والاقتناع بالهدف مع القدرة على التنفيذ والمهارة لتحقيق الأهداف.

ليحفظكم الله جميعا ويقودكم إلى النصر.

إن المجلس العالمي لثورة الأرز يدعم أهدافكم ورؤيتكم لتحرير لبناننا الحبيب من طغيان وعنف حزب الله الإرهابي ويعتبر أن الطريق الأكثر مباشرة لهذا الانجاز هو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1559 .

عن المجلس العالمي لثورة الأرز

الرئيس: جو بعيني

 

إحراق خيمة المعتصمين في مدينة عاليه.. والاشتراكي ينفي اتهامه!

أنور عقل ضو/المدن/01 كانون الأول/2019

هي خيمة نصبت لتحتضن الثوار في مدينة عاليه ومنطقتها، ولتكون حاضنة لأنشطة حوارية وثقافية، في سياق الثورة السلمية المستمرة، إلا أن ثمة من رأى فيها "تهديداً"، ما استدعى إحراقها تحت جنح الظلام.

وفي التفاصيل، جاءت خطوة نصب خيمة من أجل احتضان الحراك وفعالياته اليومية، فضلاً عن توفير فضاء أوسع للناشطين. لكن تعذر نصب الخيمة قرب تمثال شكيب جابر عند "رون بوان" عاليه بسبب ضيقة المساحة، ولذلك ارتأى منظمو الحراك نصبها في مكان مجاور، هو عبارة عن موقف خاص قرب "مسجد الرفاعي". وحسب الناشطة في حراك عاليه رزان يحيى، فإن "ثمة مضايقات مستمرة منذ الأيام الأولى للثورة"، لافتة إلى "أننا نعقد لقاء يومياً السادسة مساء لبحث الخطوات اللاحقة. وغادرنا المكان قرابة الثامنة مساء"، وقالت: "وردتنا اتصالات عدة من مواطنين أشاروا إلى أن النيران اشتعلت في الخيمة الجديدة، وقد اقتصرت الأضرار على احتراق بعض الجوانب البلاستيكية للخيمة، ولولا تدارك أحد الناشطين الأمر لكانت الأضرار أكبر". وأشارت إلى أن "كلفة الخيمة قمنا بتأمينها من تبرعات الناشطين"، ولفتت يحيى إلى أن "ما حصل اليوم يأتي في سياق عشرات المحاولات للتخويف والترهيب وصولاً إلى التهديد الجسدي لبعض الناشطين خارج ساحة الحراك"، ولفتت إلى أن "كل هذا لم يثنِ أحدا من الشابات والشبان، لا بل ازدادت قناعتهم وإيمانهم بالتغيير". بعد ذلك حضرت عناصر من الجيش اللبناني ومخابراته إلى المكان لإجراء تحقيق. وبالتوازي، أصدرت وكالة داخلية عاليه في الحزب التقدمي الإشتراكي نفت فيه "كل الاتهامات التي تطاله بشأن احتراق خيمة في عاليه"، وأكدت أن "لا علاقة للحزب لا من قريب لا من بعيد بهذا الأمر"، ودعت "الأجهزة الأمنية المختصة لمراجعة الكاميرات في المنطقة وإلقاء القبض على الفاعل وإحالته إلى الأجهزة المعنية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إنفوغرافيك... مئات القتلى خلال الاحتجاجات في 10 مدن إيرانية

لندن/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

تحاول السلطات الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد قرار رفع أسعار الوقود وارتفاع التضخم وانهيار الاقتصاد الإيراني إخفاء العدد الحقيقي لقتلى ومصابي ومعتقلي هذه الاحتجاجات. ورغم محاولات إخفاء هذه الأرقام، فإن بعض الجهات أعلنت أرقاماً تقريبية للضحايا، فقد قالت «منظمة العفو الدولية» إن عدد قتلى الاحتجاجات لا يقل عن 161 شخصاً، فيما رفع موقع «كلمة» الإصلاحي العدد إلى 366 قتيلاً.ويوضح «الإنفوغرافيك» التالي أرقام ضحايا الاحتجاجات في إيران وتوزيعهم الجغرافي على المدن الإيرانية.

 

تلوث الهواء يتسبب بإغلاق مدارس وجامعات في إيران

لندن/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

تسبب تلوث الهواء بإغلاق المدارس والجامعات، اليوم (السبت)، في أجزاء من إيران، بما في ذلك العاصمة طهران التي غطتها سحابة من الضباب السامّ، على ما أفادت وسائل إعلام رسمية. وأعلن نائب محافظ طهران محمد تقي زاده، مساء أمس (الجمعة) قرار إغلاق المدارس والجامعات في العاصمة، عقب اجتماع لجنة الطوارئ بشأن تلوث الهواء. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن تقي زاد قوله: «بسبب زيادة تلوث الهواء، سيتم إغلاق روضات الأطفال والمدارس التمهيدية والمدارس والجامعات ومعاهد التعليم العالي في محافظة طهران». وأفادت الوكالة بأنه سيتم تطبيق نظام سير بالتناوب بين لوحات التسجيل الفردية والزوجية للحد من عدد المركبات الخاصة على طرق العاصمة كما حظر سير الشاحنات في طهران. ونصحت السلطات الشباب والمسنين والأشخاص المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي بالبقاء في منازلهم، فيما تم تعليق الأنشطة الرياضية، اليوم (السبت)، بداية أسبوع العمل في البلاد.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين قولهم إن المدارس أغلقت السبت في محافظتي إلبورز في شمال البلاد، وأصفهان، في وسط البلاد. كما أغلقت المدارس في مدينة مشهد (شمال شرق) ومدينة أورومية (شمال غرب) وفي جنوب طهران. في طهران، وصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 146 ميكروغراماً لكل متر مكعب، اليوم (السبت)، وفقاً لموقع «إير طهران» وهو موقع إلكتروني متصل بالحكومة. وتغطي سحابة التلوث منذ أيام العاصمة مترامية الأطراف البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، ومن غير المتوقع أن تتبدد قبل الاثنين مع توقع هطول أمطار. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية في وقت سابق من هذا العام نقلا عن مسؤول في وزارة الصحة أن تلوث الهواء يتسبب بوفاة 30 ألف شخص سنوياً في المدن الإيرانية. وتتفاقم المشكلة في طهران خلال فصل الشتاء، حين تتسبب قلة الرياح والهواء البارد ببقاء الدخان الضار فوق المدينة لعدة أيام، وهي ظاهرة تُعرف بالانعكاس الحراري، حسب ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».ومعظم التلوث بالمدينة سببه المركبات الثقيلة والدراجات البخارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة، حسب ما ذكر تقرير للبنك الدولي صدر العام الماضي.

 

عبد المهدي يطرح استقالته بضغط من السيستاني... والحراك الشعبي مستمر

صالح لرئاسة الحكومة مؤقتاً... قوى سياسية عراقية تدعو البرلمان للانعقاد وعلاوي يعتزم إرسال شكوى لمنظمة التعاون الإسلامي ضد تدخلات إيران

بغداد: حمزة مصطفى - لندن/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عزمه على الاستقالة بُعيد دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني مجلس النواب العراقي إلى سحب الثقة من الحكومة، لكن ذلك لم يوقف القمع الدامي الذي خلف عشرات القتلى والجرحى أمس.

وبدا واضحاً للمرة الأولى، دعم المرجع السيستاني، للاحتجاجات الغاضبة التي تدعو منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، إلى «إقالة الحكومة» وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على العراق منذ 16 عاماً، مع اتهامها بالفساد وهدر ثروات هذا البلد الغني.

وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء، إن «مجلس النواب الذي انبثقت عنه الحكومة الراهنة مدعوّ إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب».وبعد ساعات، أعلن عبد المهدي، المستقل الذي تولى منصبه منذ أكثر من عام، عزمه على الاستقالة، وقال في بيان: «سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته».

وعلى الفور، هتف متظاهرون في ساحة التحرير بوسط بغداد، معبرين عن فرحهم بهذه الخطوة التي تندرج في إطار مطالبهم بـ«إسقاط الحكومة» وتغيير القادة السياسيين. وقال أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا أول نصر لنا، وستكون هناك انتصارات أخرى على الآخرين». وأضاف وسط هتافات وأبواق عربات «التوك توك» ثلاثية العجلات التي باتت رمز الاحتجاجات في بغداد: «إنه انتصار كذلك للشهداء الذين سقطوا» خلال الاحتجاجات. ويقدر عدد هؤلاء بأكثر من 400 عراقي منذ الأول من أكتوبر، إضافة إلى آلاف المصابين والمعوقين، وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر طبية وأمنية.

وقتل 10 متظاهرين بالرصاص الحي وأصيب عشرات أمس، في مدينة الناصرية بجنوب العراق، خلال مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن، بحسب ما أفادت مصادر طبية.

وكان مدير شرطة المدينة الجنوبية أعلن في وقت سابق الجمعة، استقالته غداة استقالة المحافظ وإقالة القائد العسكري المكلف إدارة خلية الأزمة، عقب أعمال الفوضى الدامية في المدينة التابعة لمحافظة ذي قار التي تضم آثاراً تاريخية.

ومن غير المرجح أن تحد الخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء من موجة العنف التي تضرب مناطق جنوب العراق، حيث التقاليد العشائرية، بعد مقتل وجرح عدد كبير من أبناء تلك العشائر.

وفي مدينة الديوانية، جنوب البلاد، حيث أقيم تشييع رمزي تكريماً لـ46 متظاهراً قتلوا الخميس بالرصاص في مدن متفرقة من البلاد، أعرب متظاهر عن سعادته، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «مشكلتنا ليست رئيس الوزراء (فقط)، نريد أن يرحل جميع الأحزاب»، في إشارة إلى فشل السياسيين في إدارة البلاد وما ترتب على ذلك من سوء الخدمات وفساد وارتفاع معدلات البطالة في العراق الذي يعدّ بين أغنى دول العالم بالنفط.

وقال المحامي سجاد حسين (35 عاماً)، متحدثا من ساحة التظاهر وسط مدينة الكوت، جنوب بغداد، إن «هذه الاستقالة بداية لتنفيذ مطالب المحتجين، وانطلاقة لتصحيح مسار العملية السياسية وحقن الدماء». وأورد المتظاهر علي حسين من ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، جنوب بغداد، أن «هذه خطوة مهمة رغم كونها متأخرة، وبعد أيام دموية خصوصاً هنا في الناصرية».

ورحبت جهات بينها كتل سياسية بالدعوة التي كان أطلقها المرجع الشيعي. وقال تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي: «ندعو مجلس النواب العراقي لعقد جلسة خاصة اليوم (السبت) لسحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة جديدة مستقلة». وقال العبادي في بيان إن «مجلس النواب العراقي مطالب بإعداد قانون انتخابي منصف، وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة لإجراء انتخابات حرة مبكرة ونزيهة بشراكة مع الأمم المتحدة».

كما طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر البرلمان العراقي بعقد جلسة طارئة لقبول استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي. وقال في بيان: «نطالب بأن تكون الحكومة المقبلة بعيدة عن التدخلات الخارجية، وأن تمهد للانتخابات المقبلة وتغير كادر مفوضية الانتخابات العراقية».

وأعرب تحالف «الفتح» الذي يمثل فصائل الحشد الشعبي المدعومة أغلبها من إيران، ويعدّ ثاني أكبر الكتل البرلمانية، عن موقفه المؤيد لتوجيهات المرجعية الشيعية. وقال قيس الخزعلي، أحد أبرز قادة فصائل الحشد الشعبي في تغريدة: «أمري لأمركُم مُتبع»، في إشارة إلى المرجعية الشيعية.

بدوره، قال رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي إنه قرر الانسحاب من العملية السياسية بشكلها الحالي والعمل على تقويضها وإعادة بنائها سلمياً بسبب كثرة إراقة الدماء. وقال إنه سيتقدم بشكوى إلى منظمة التعاون الإسلامي، ضد تدخلات إيران في العراق، حسب مصادر عراقية.

ورغم قمع المظاهرات، يواصل المحتجون التمسك بمطالبهم بـ«إسقاط النظام» السياسي المستمر منذ 16 عاماً، بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، خصوصاً مع النفوذ المتنامي لإيران سواء في صفوف الطبقة السياسية أو على الصعيد الاقتصادي.

وأدى العصيان المدني والاحتجاجات إلى إغلاق مؤسسات حكومية ومدارس ومقار مختلفة في عدد كبير من المدن خصوصاً في جنوب العراق، حيث يعيش واحد من كل 5 أشخاص تحت خط الفقر رغم الثروة النفطية الهائلة. ولم يتمكن المتظاهرون حتى الآن من الوصول إلى حقول النفط التي تمثل مصدر الدخل الرئيسي وتشكل 90 في المائة من موازنة العراق المثقل بالديون.

إلى ذلك، أكد الخبير القانوني العراقي أحمد العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك آلية دستورية لإقالة الحكومة، تتم بموافقة الأغلبية المطلقة للبرلمان، وذلك طبقاً للمادة 81 أولاً»، مبيناً أنه «بموجب هذه الآلية فإن رئيس الجمهورية (برهم صالح) هو من يتولى رئاسة الوزراء عند خلو المنصب».

ويضيف النائب العبادي أن «رئيس الجمهورية يكلف في مدة أقصاها 15 يوماً مرشحاً آخر لتشكيل الحكومة وفقاً للمادة 76 من الدستور». وأوضح أنه يمكن «لخمس أعضاء البرلمان الطلب من رئاسة البرلمان استجواب رئيس مجلس الوزراء وللأسباب المقدمة منهم ويمكن إقالة الحكومة بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء البرلمان وتعد الحكومة مستقيلة في حالة إقالة رئيسها». إلى ذلك أكد رئيس كتلة تحالف القوى في البرلمان العراقي محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحالف القوى العراقية (يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي) سبق أن حذر عادل عبد المهدي من أن إصراره على سفك الدماء سيعجل من نهايته السياسية». وأوضح الكربولي أن «بقاء عبد المهدي هو انتحار للعملية السياسية، وبالتالي فإننا مع عدم بقاء هذه الحكومة التي تسببت في إراقة الدم العراقي».

 

حملة مقاطعة عراقية واسعة للمنتجات والصناعات الإيرانية والمحتجون أطلقوا هاشتاغ «خلوها تخيس» بمعنى «دعوها تتعفن»

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

قبل نحو أسبوعين، أظهر مقطع فيديو انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، مجموعة من الشباب وهم يرقصون داخل وخارج سيارة «بيجو»، ذلك النوع من السيارات المصنوع في إيران، التي شاع انتشارها في السنوات الأخيرة في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد. وبدا واضحاً خلال الفيديو أن الدبكة التي يقوم بها الشباب أحدثت أضراراً بسقف السيارة وصندوقها الخلفي، وهو أمر متوقع وطبيعي؛ لكن الأمر غير الطبيعي هو رد مالك السيارة الشاب هو الآخر، حين يسأله أحدهم عن سبب قيام الشباب بذلك، إذ قال ضاحكاً: «هذه سيارة إيرانية، لا أريدها بعد اليوم».

الحادث يشير بما لا يقبل الشك إلى حجم النقمة الشعبية التي أججتها الاحتجاجات العراقية التي انطلقت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما زالت آخذة في التصاعد ضد كل ما هو إيراني. وصحيح أن قيام المتظاهرين بحرق القنصلية الإيرانية في كربلاء مطلع الشهر الجاري، وقنصلية النجف أول من أمس، مثَّل ذروة العداء الشعبي الذي برز على السطح ضد إيران ودورها السلبي ونفوذها في محافظات وسط وجنوب العراق ذات الغالبية الشيعية، إلا أن ثمة ملامح أخرى غير بارزة لهذا العداء، تجد نماذجها في حملة مقاطعة واسعة ضد المنتجات الإيرانية في الأسواق المحلية.

ومع أن نتائج مقاطعة البضائع الإيرانية، وخصوصاً تلك المتعلقة بالصناعات الثقيلة ومنها صناعة السيارات، غير واضحة حتى الآن، ولا يمكن التنبؤ بحجمها مع انعدام الإحصاءات الرسمية وشبه الرسمية، فإن طيفاً واسعاً من المواطنين وباعة الجملة والمفرد يتحدثون منذ أيام عن التراجع الواضح في الإقبال على شراء المنتجات الغذائية الإيرانية بشكل عام، وتلك المتعلقة بصناعة الحليب ومشتقاته. وبات من غير المستغرب أن تشاهَد في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، لوحات إعلانية موضوعة في الأسواق الصغيرة والكبيرة، وهي تشير إلى بيع كل 5 قطع من قشدة «كالة» التي تنتجها شركة منتجات ألبان إيرانية، بسعر ألف دينار عراقي (أقل من دولار أميركي)، بعد أن كانت القطعة الواحدة بنصف هذا السعر، أي بمعدل تراجع وصل إلى أكثر من نصف سعرها الأصلي، نتيجة إعراض المواطنين عن شرائها.

يقول أحمد العكيلي الذي يملك سوقاً صغيرة لبيع المواد الغذائية بالمفرد في العاصمة بغداد، إن «تجار الجملة في منطقة جميلة باتوا يتوسلون لتجار المفرد لشراء المنتجات الغذائية الإيرانية بأسعار مخفضة جداً، للخشية من تلفها قبل أن تجد طريقها إلى المستهلكين». ويضيف العكيلي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تجار الجملة يطلبون منا أخذ بضع البضائع الإيرانية ذات صلاحية الإنتاج القريبة مجاناً للتخلص منها؛ لكنهم يواجهون بالرفض أحياناً؛ لأن تجار المفرد غير متأكدين من بيعها وتصريفها ضمن التاريخ المحدد لانتهاء الصلاحية».

ويؤكد أن «البضائع الإيرانية تتكدس بطريقة لافتة هذه الأيام في أسواق الجملة مع عدم الرغبة في شرائها؛ لكن ذلك لا يعني أن المقاطعة تامة وشاملة، مع الرخص الذي تتمتع به المواد الغذائية الإيرانية مقارنة مع البضائع التركية، وتلك القادمة من دول الخليج، وغياب البديل العراقي المناسب أمام المواطنين».

كان ناشطون ومدنيون أطلقوا مطلع الشهر الجاري، حملة واسعة لمقاطعة البضائع الإيرانية، وأطلقوا هاشتاغ «خلوها تخيس» بمعنى «دعوها تتعفن» رداً على ما صدر من بعض رجال الدين والقادة الإيرانيين من اتهامات ضد الاحتجاجات العراقية، واتهامها بالتمويل الخارجي.

من جانبه، يؤكد أبو مرتضى - وهو بائع جملة للمواد الغذائية في بغداد - عزوف نسبة عالية من المواطنين العراقيين عن شراء المنتجات الإيرانية؛ لكنه يقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا ألا نبالغ كثيراً، ما زالت العائلات الفقيرة تقبل على المنتجات الإيرانية الرخيصة. المقاطعة تتركز في الأحياء الغنية في بغداد غالباً، كذلك تكثر في بعض المحافظات دون غيرها».

ويضيف أبو مرتضى: «المتغير الجديد أن قطاعات غير قليلة داخل المكون الشيعي هي من تبادر إلى حملة المقاطعة هذه الأيام، بينما كان الأمر يقتصر سابقاً على القطاعات الشعبية في المحافظات ذات الأغلبية السنية». ويرى أن «مقاطعة البضائع الأجنبية عموماً مرتبطة بالإنتاج المحلي أساساً، فلو قامت السلطات في وقت مبكر بتحريك عجلة الاقتصاد وبناء المصانع العملاقة المنتجة لصنوف المواد الغذائية، لما احتاجت البلاد لهذا الكم الضخم من البضائع الأجنبية».

وإلى جانب حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات الإيرانية، يشير بعض المراقبين إلى مساهمة إيقاف المعابر الحدودية بين البلدين، أو انخفاض حركتها إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة الاحتجاجات العراقية، في الأضرار والتأثير على عمليات التبادل التجاري وغيره بين العراق وإيران. وتتهم قطاعات عراقية واسعة السلطات العراقية بوقوفها وراء حالة التردي الاقتصادي والصناعي التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، والتي تنعكس على شكل اختلال واضح في ميزان التبادل التجاري بين العراق وإيران وبقية دول الجوار والإقليم؛ إذ يميل ذلك الميزان إلى غير صالح العراق دائماً، باعتباره بلداً مستهلكاً وغير منتج للبضائع.

 

العراقيون يصرون على «تنحية جميع رموز الفساد» والقضاء توعد المعتدين على المتظاهرين بأشد العقوبات

بغداد/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية اليوم (السبت)، معتبرين استقالة رئيس الوزراء المزمعة غير مقنعة، ومصرين على «تنحية جميع رموز الفساد».

وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمس (الجمعة) نيته تقديم استقالته إلى البرلمان، لكن ذلك لم يمنع تواصل الاحتجاجات في مدينة الناصرية، مسقط رأسه.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين أشعلوا الإطارات على متن ثلاث جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط المدينة. وتجددت التظاهرات في المدينة رغم القمع الدموي الذي نفّذته قوات الأمن، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين. وشهدت مدينة النجف هدوءا نسبيا صباح السبت، لكن غالباً ما تبدأ الحشود بالتجمّع في المساء، فيما شهدت كربلاء احتجاجات تخللها إطلاق قنابل غاز استمرت حتى صباح السبت، وفي الديوانية، خرج الآلاف إلى الشوارع مبكراً للمطالبة بـ«إسقاط النظام».

وذكرت مصادر حكومية أن مجلس الوزراء العراقي سيعقد اليوم جلسة طارئة برئاسة عادل عبد المهدي لبحث تداعيات الاستقالة، فيما ينتظر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة، يوم غد (الأحد)، ستُخصص لتسلم استقالة عبد المهدي وبحث تداعيات الاضطرابات الأمنية التي شهدتها محافظتا ذي قار والنجف. بدوره، طالب مجلس القضاء الأعلى، اليوم (السبت)، المصابين وذوي الشهداء من المتظاهرين بتسجيل إفاداتهم، وقال في بيان تلقته «وكالة الأنباء العراقية» إنه يدعو «المصابين أو ذويهم وذوي الشهداء من المتظاهرين إلى مراجعة الهيئات التحقيقية في محافظتي ذي قار والنجف الأشرف لتسجيل إفاداتهم بخصوص الجرائم التي ارتُكبت بحقهم خلال المظاهرات». وأكد المجلس أنه «سوف تتم معاقبة من اعتدى على المتظاهرين السلميين، وفق القانون بأشد العقوبات». ولم تتضح بعدُ الآلية التي ستذهب إليها خيارات تشكيل الحكومة المقبلة، هل ستكون وفق الخيارات الدستورية التي تشير إلى تولي الرئيس العراقي برهم صالح المنصب وتشكيل حكومة أو تكليف الكتلة الأكبر في البرلمان بهذه المهمة، وهو ما يرفضه المتظاهرون جملة وتفصيلاً. وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقالته أمس بعد أن حث علي السيستاني، وهو المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، نواب البرلمان على إعادة النظر في مساندتهم لحكومة هزتها أسابيع من الاحتجاجات. ويطالب شبان عاطلون بإعادة تشكيل النظام السياسي الذي يقولون إنه يعاني من تفشي الفساد ويخدم قوى أجنبية خاصة طهران. ويمكن أن تكون استقالة عبد المهدي ضربة للنفوذ الإيراني بعد تدخل فصائل حليفة لإيران وقادتها العسكريين، الشهر الماضي، للإبقاء على رئيس الوزراء في منصبه رغم الاحتجاجات العارمة ضد الحكومة. ويعد الحراك الشعبي الحالي الأكبر الذي شهدته العراق منذ عقود والأكثر دموية، حيث قُتل أكثر من 420 شخصاً وجُرح 15 ألف في بغداد والجنوب ذي الأغلبية الشيعية.

 

الأمم المتحدة: لا يمكن التسامح مع عدد الضحايا في العراق وغوتيريش يعبر عن «قلقه البالغ» ومجلس الأمن يجتمع الثلاثاء

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن «قلقه البالغ» من استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، بما في ذلك مؤخراً في الناصرية بمحافظة ذي قار، حيث وصل عدد الضحايا إلى «مستويات لا يمكن التسامح معها» طبقاً لما أعلنته رئيسة بعثة المنظمة الدولية للمساعدة في العراق «يونامي» جينين هينيس بلاسخارت التي ستطلع مجلس الأمن على تطورات الوضع خلال جلسته المقررة الثلاثاء المقبل.

وقال الناطق باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك في بيان إن غوتيريش «يعبر عن قلقه البالغ من التقارير التي تشير إلى استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في العراق»، مشيراً إلى «ارتفاع عدد الوفيات والإصابات، وخصوصاً في الناصرية». وأضاف أن الأمين العام «يحض كل الجهات الفاعلة على الامتناع عن العنف والدخول في حوار سلمي ذي معنى لصالح العراق وشعبه». وجدد مطالبته السلطات العراقية بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية أرواح المتظاهرين واحترام الحق في حرية التعبير والتجمع»، بالإضافة إلى «التحقيق بسرعة في كل أعمال العنف». وكذلك ذكر السلطات العراقية «بالتزامها حماية المنشآت القنصلية والموظفين الدبلوماسيين وكذلك الممتلكات العامة والخاصة»، في إشارة إلى إضرام المتظاهرين الغاضبين النار في مقرات دبلوماسية إيرانية، وآخرها القنصلية في النجف.

إلى ذلك، أكدت بلاسخارت في تغريدة على «تويتر» أن «الأعداد المتزايدة من الضحايا والإصابات وصلت لمستويات لا يمكن التسامح معها»، مضيفة أن «وجود المندسين لإخراج الاحتجاجات السلمية عن مسارها يضع العراق في مسار خطير». وقالت: «سوف أحيط مجلس الأمن في نيويورك حول ما يجري يوم الثلاثاء 3 ديسمبر (كانون الأول)» .

وكانت الممثلة الخاصة زارت مستشفى الجملة العصبية في بغداد، حيث «يقوم الكادر الطبي بعمل استثنائي في ظل ظروف في غاية الصعوبة»، معبرة عن عميق احترامها لهم. وقالت: «أنا في غاية الحزن لمشاهدة الإصابات المروعة. حرية التعبير يجب ألا تأتي أبدا بهذا الثمن». وإذ أشارت إلى الخيم التي وزعت في بعض المناطق مؤخراً، أكدت أن شراءها «ليس مرتبطاً بالاحتجاجات»، بل هي «جزء من البرنامج المستمر لاستبدال الخيم الموجودة لكونها تتمزق بعد بضع سنوات». وأكدت أن هذه الخيم مخصصة لمخيمات النازحين الحالية، موضحة أن عددها 23 ألفا و150 خيمة وليس ثمانية ملايين كما أشيع.

ونقلت وكالات الأنباء عن الشرطة العراقية ومصادر طبية أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمستمرة منذ أسابيع بلغ 408 قتلى على الأقل معظمهم من المتظاهرين العزل. وأفادت مصادر مستشفيات بأن أشخاصا عدة توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها في اشتباكات الخميس الماضي مع قوات الأمن في الناصرية، مما يرفع عدد القتلى هناك إلى 46 على الأقل وإلى 408 في شتى أنحاء العراق منذ أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكان ستة خبراء من حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة حضوا السلطات العراقية على «منع العنف ضد المتظاهرين ووقفه على الفور»، فضلاً عن «ضمان التحقيق مع المسؤولين عن الاستخدام غير المشروع للقوة ومحاكمتهم»، وطالبوا السلطات العراقية بـ«اتخاذ خطوات إضافية لمنع العنف وتمكين بيئة آمنة لاحتجاجات سلمية»، ملاحظين أن «قوات الأمن استخدمت عشوائياً أسلحة أقل فتكاً مثل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية». وأكدوا أنه «من غير المفهوم، ومن المثير للسخرية، أن مثل هذا الرد الوحشي يمكن توجيهه ضد العراقيين الذين يريدون ببساطة التعبير عن حقوقهم بحرية التعبير والتجمع السلمي». وشددوا على أن «واجب حماية الذين يمارسون حقهم في التجمع السلمي يقع على عاتق الدولة، بما في ذلك حماية المتظاهرين من الجهات الفاعلة العنيفة غير الحكومية، بالإضافة إلى البحث عن المسؤولين عن قتل المتظاهرين والتحقيق معهم وملاحقتهم قضائياً».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الثورة غير موجودة: باسيل يؤلّف "حكومته"

منير الربيع/المدن/01 كانون الأول/2019

للأسف، يقف لبنان على كف جبران باسيل. رغم كل اهتماماته وانشغالاته الكثيرة، يجد متّسعاً من الوقت ليعمل "رئيس لجنة فاحصة" للانتحاريين الراغبين في دخول جنّة رئاسة الحكومة. منذ تقديم سعد الحريري لاستقالته، بدأ الوزير جبران باسيل سلسلة لقاءات مع شخصيات سنّية تتوق لتنعم بلقب "دولة الرئيس". ربما يعرف هؤلاء، في قرارة أنفسهم، أن أكثرهم سذاجة وخفة هو أوفرهم حظاً في التكليف، نظراً لنوع الأسئلة والمتطلبات. وحده بهيج طبارة كان خارج هذا التصنيف، على الرغم من قبوله بالمهمة وفق شروطه، وليس وفق ابتداعات وابتكارات رئيس التيار الوطني الحرّ، الشبيهة ببدعة "منتشرين لا مغتربين". وضع طبارة شروطه التي لم تناسب باسيل ولا الحريري، فتنّحى جانباً.

الذمّيون السياسيون

ما عداه، الجميع يتزاحم إلى إرضاء السلطان، متنازلين عن شرف مهمة "التأليف" مرتضين شرط باسيل (وعون وحزب الله): "لا تؤلّف ولا تختار، نحن من يؤلف عنك". لا مشكلة لهؤلاء بذلك، هم يريدون فحسب دخول السراي، والإمساك بقلم التوقيع وختم "دولة الرئيس"، وإن لم يمتلك من قرار هذه الدولة ترف التوقيع ولو على ورقة بيضاء.يتزاحم المرشحون فيما بينهم، على من يتقن أكثر فنون الإرضاء والبهلوانيات وادعاء الإنجازات. غايتهم الوحيدة تقديم فروض "ذميتهم السياسية" لصاحب القوة الذي يفصّل ويُلبس. ولا مشكلة لديهم إذا ما كان اللبوس على شبهة التعرية إلى حد الصقيع.

المشكلة الوحيدة التي لا تزال تعترض طريق باسيل إلى "صناعة رؤساء الوزراء" هي حاجة حلفائه، بعقلانيتهم النسبية وواقعيتهم، إلى الغطاء السنّي. وضرورة الحصول على موافقة "سنّية" تصويتاً ومشاركة في الحكومة العتيدة. إنها الحاجة إلى سعد الحريري. وليس وحيداً، بل معه "رؤساء الحكومة السابقين". فخروجه عن اجتماعهم وعن توافقهم ستؤدي إلى تعريته. فالزمن تغيّر ولم يعد الحريري قادراً على التسليم بكل شيء، كما فعل إبان التسوية الرئاسية، وتمكن حينها من الحفاظ على رمزيته وبعضاً من شعبيته وحضوره السياسي. وهو يعلم أن باسيل المدعوم من رئيس الجمهورية، يريد انتزاع كل الصلاحيات، وإعادة موقع رئيس الحكومة إلى ما قبل الطائف، على نحو لا طاقة للحريري ولا لأحد آخر على تحمّل ذلك. وحتّى عندما غضّ "زعيم السنّة" طرفه عن بعض التفاصيل، وجد نفسه يدفع الأثمان، فيما الآن حانت الفرصة لتصحيح الأخطاء ربما، فيعيد الحريري بعضاً من المهابة إلى مكانته.

السخط والمسؤولية

يستند الحريري في شروطه إلى وضع شعبي ضاغط، وربما وضع دولي أيضاً. هو الذي يعيق تشكيل حكومة باسيل وحزب الله، اللذين يعتبران أن الحريري يبدي إيجابية، لكنه سرعان ما يتراجع ويفرض المزيد من الشروط. وكأن ما يجري مدروس من أجل عرقلة تشكيل حكومة يشتهيها محور الممانعة. فيزداد السخط على "شريك التسوية"، وتغضب بعبدا من بيت الوسط. فيسارع "الوزير الأول" إلى عقد المزيد من اللقاءات مع شخصيات مرشّحة للمهمة الحكومية، وتتسرّب الأجواء عن قرب الاتفاق والدعوة إلى الاستشارات، وسط حملة ضد الحريري بوصفه المعرقل والمؤخر والمتناقض، الذي يوافق تارة على حكومة تكنوسياسية ويشترطها طوراً تكنوقراطية، أو يطالب بوزارات محددة.

الواضح أن المسؤولية الأكبر تقع على بعبدا ووزيرها المدلل، الذي لا يرى ما يجري في الشارع إلا باعتباره موجهاً إلى الحريري وسياسته الاقتصادية، متناسياً أنه شريكه وصاحب الثلث المعطّل منذ عشر سنوات وماسك أهم الوزارات. لذلك يستمرّ باسيل بفرض إملاءاته. فمع بهيج طبارة طالب بالحصول على كل الوزراء المسيحيين، واشترط تسمية الوزراء بنفسه، ومن بينهم الوزيرة ندى البستاني وغسان عطا الله، إلى جانب عودته المظفّرة هو إلى قلب الحكومة. وفي المفاوضات مع سمير الخطيب تستمر الشروط ذاتها.

باسيل يهدد الحريري

مساء الجمعة، أعطى باسيل مهلة 24 ساعة للحريري للموافقة على السير بسمير الخطيب، وإلا فإن بعبدا ستدعو لاستشارات نيابية يوم الإثنين، وليتم تكليف من يحصل على النسبة الأكبر من الأصوات النيابية. لم يكن هذا التهديد الأول للحريري بل الثالث. وقد تدخل حزب الله مرتين مع رئيس الجمهورية لتأجيل الاستشارات، بانتظار التوافق مع رئيس الحكومة المستقيل. حالياً، يصرّ باسيل على إجراء الاستشارات السريعة لتشكيل الحكومة. وهذا جيد وإيجابي، لكنه يفرض المزيد من الشروط. وهي عدا كامل الحصة المسيحية التي يطالب بها، يشترط تسمية ثلاثة وزراء سياسيين للتيار الوطني الحرّ، على أن يكون هو من بينهم، والحصول على وزارتين سياديتين واحدة لسياسي (له على الأرجح) كالخارجية أو الداخلية، والأخرى (كوزارة الدفاع) يسمّي لها هو وزيراً تكنوقراطياً. المشكلة ليست فقط بالحصص والحقائب، بل هي شخص جبران باسيل، الذي منذ البداية بات استبعاده شرطاً لاستبعاد الحريري من رئاسة الحكومة. أي معادلة سعد مقابل جبران. ليتبين فيما بعد أن كل الإيحاءات التي قُّدّمت من التيار باستعداده للتخلي عن باسيل كانت أوهاماً. وعندما سُئل رئيس الجمهورية عن الموضوع، رفض بشكل قاطع التضحية بباسيل، خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبية، كي لا يتم تكريس صورته كمذنب تحيط به شبهات الفساد أو سمة الفاشل. فذلك يقضي على مستقبله السياسي. وهذا ما لا يرضى به الرئيس عون مهما كلّف الأمر.

 

سبتُ بيروت: التضامن مع الثورة العراقية.. و"البيارتة" يتحركون

وليد حسين/المدن/01 كانون الأول/2019

ثلاث تظاهرات سارت في بيروت يوم السبت تعبر عن عزم اللبنانيين في الاستمرار بثورتهم على السلطة والقوى السياسية، التي ما زالت تماطل في تشكيلة حكومة تواجه الانهيار الحاصل. ثلاث مسيرات تختلف لناحية الجهات الداعية، ولناحية رمزيتها في نبذ العنصرية والطائفية، ورفض مظاهر الحرب الأهلية، التي ظهرت في تحركات الشبيحة والزعران ضد المتظاهرين على جسر الرينغ.

فتح بوابة الخندق

كادت مسيرة "الجار قبل الدار" التي نظّمتها أمهات الخندق-التباريس، التي جاءت بعنوان "رفض محاولات التقسيم والتخويف بين أبناء الشعب الواحد"، أن تنتهي كخطوة فلكلورية، بعدما لم يقبل شبان الخندق دخول المسيرة إلى الخندق، ووقفوا سداً منيعاً لهم على مدخله.

وإذ راح أحد مسؤولي حركة أمل، الذي طلب من الشبان إقفال الطريق، يرغي ويلغو عن الجيرة والترحيب بالجيران، أجاب بلغوٍ مضاعف رداً على سؤاله عن منع "الجار" من الدخول إلى البيت ووصد الباب بوجهه، راح اللعاب يتساقط من فمه وهو يعلن رفضه للحرب وكل ما يقسم بين أهالي المنطقتين. وبعد تفاوض وأخذ ورد.. شعر مسؤولو الحركة بحراجة الأمر ومدى سوئه، فسمح ذاك المسؤول للتظاهرة الدخول بعد أن أجرى اتصالات واسعة!

البيارتة يتحركون!

وبعيداً من هذه المسيرة التي راحت النسوة فيها تطلق الزغاريد بعد السماح لهن باجتياز "خط التماس" هذا، وتجاوب سيدات الخندق معها برش الأرز على المتظاهرين، نظم أهالي بيروت مسيرة من تقاطع شارع فردان إلى ساحة الشهداء، للقول إن العاصمة "تلبي نداء الوطن" وتدعم الثوار في المناطق اللبنانية. فسارت تظاهرتهم الحاشدة تتقدمها الدراجات لتجوب شوارع بيروت على وقع هتاف "يا بيروت ثوري ثوري" و"حرامي حرامي مجلس النواب حرامي"، وغيرها من الهتافات المنددة بالقوى السياسية. ومرت المسيرة من أمام مصرف لبنان، ومن ثم من أمام بلدية بيروت، وصولاً إلى ساحة الشهداء. وهتف المتظاهرون "كلن يعني كلن والبلدية وحدة منن"، و"يا محافظ يا قاضي شغلك كلو عا الفاضي"، و"يا ثورة اشتدي اشتدي وهزي القصر البلدي" و"يا محافظ يا زياد حقدك ع بيروت ازداد"، و"يا عيتاني اسمع اسمع حق فسادك ما رح ندفع".

تضامناً مع العراقيين

كما نظم متظاهرون اعتصاماً رمزياً أمام السفارة العراقية في الرملة البيضاء، مستنكرين القمع الدموي للعراقيين الخارجين على سلطة الفساد في العراق. هي وقفة رمزية لإضاءة الشموع دعماً للشبان العراقيين الذي يسقطون برصاص الشبيحة. وهي أيضاً تحية من المتظاهرين اللبنانيين للثائرين هناك.

إلى هذه المسيرات في بيروت، توالت الدعوات ليوم الأحد تحت شعار "أحد الوضوح". فقررت المجموعات تنظيم ثلاث مسيرات تنطلق الساعة الثانية بعد الظهر. واحدة من المتحف الوطني، وثانية من ساحة ساسين، وثالثة أيضاً من المصرف المركزي، وتلتقي عند مفترق السوديكو، لتنطلق عند الساعة الثالثة من هناك إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح.

تجديد المطالب

وأتت الدعوة إلى هذه التظاهرات بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية، فيما السلطة السياسية بأحزابها وزعاماتها تستهتر بمصير اللبنانيين، ولا تكترث لآلامهم، فيما المصارف تخرق القوانين وتحتجز أموال صغار المودعين تحديداً. وبينما تعمل قوى السلطة على شيطنة الثورة وتتهم الناشطين بالتآمر مع الخارج، تستجلب هي نفسها التدخلات الخارجية في التفاوض على شكل الحكومة، وتستخدم بلطجيتها في الشارع وتطلق الشائعات ترهيباً وتهدد بالحرب الأهلية. وطالب الداعون رئيس الجمهورية بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة فوراً، لتكليف رئيس جديد للحكومة من خارج منظومة السلطة السياسية والاقتصادية، وتشكيل حكومة انتقالية مصغرة بصلاحيات استثنائية، لاتخاذ إجراءات فورية لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، وإقرار قانون استقلالية القضاء، ووضع قانون انتخابي من خارج القيد الطائفي، تطبيقاً للدستور اللبناني، وتخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة، وتقصير مدة المجلس النيابي لإجراء الانتخابات نيابية مبكّرة.

 

الحكم المعلّق: حسابات الحريري وتحسبه

أحمد جابر/المدن/01 كانون الأول/2019

تقاذف التهم وتبادل المناورات بين أركان أقطاب التشكيلة الطائفية باتا لعبة صبيانية. اللعبة مكشوفة بلا حجج، لكنها تتم مع كثير من الطيش الصبياني، وما ينسب إلى الصبيانية من حسن سريرة وقلة خبرة، وصدق نوايا وبراءة أفعال، كلها. ذلك لا يمكن استخدامه في معرض وصف صبيانية "أنبياء الطوائف". فهؤلاء ليس لهم من الصبيانية إلا جانب عدم المسؤولية، وقلة الحسابات، وعدم الاكتراث بما ينجم عن ممارستهم من نتائج. ما خلا ذلك، نجد الحاكمين المتحكمين أرباب كمائن، وحفظة ضغائن، ومخترعي أقاويل، وهم أحياناً سبابون بأناقة، وكيديون بلباقة، ومروجو أضاليل ومحترفو استثارة عصبيات طائفية. ما أن تستحضر جمهورها حتى يكون البلد اللبناني، بما هو مشروع وطن صعب، في مرمى حاكم الجهل وفي مرمى جمهوره المنقاد بنصّ التجهيل.

على مسرح التشكيل

استقال رئيس الحكومة سعد الحريري. علَّق رئيس الجمهورية ميشال عون: نكمل بالباقين، هذا ما نقل عنه، ولم يفت الناقل أن يربط بين "مسرح الرحابنة" ومسرح السياسة. فعلى المسرح قالت السيدة فيروز "بنكمل باللي بقيوا"، وكان في ذلك إشارة تحدٍّ للديكتاتور، ولا ندري ما موقع جملة رئيس الجمهورية، ولا وجهتها، مثلما لم نكن نعلم المقصود بالتحدي ساعة النطق بالجملة، لكننا علمنا لاحقاً بمن سيكمل الرئيس، ومع من سيكمل، وكيف سيكمل، وفي مواجهة من سيكون الصمود في وجه إعلان الاستقالة الحكومية. وما علمناه نشاهده، فقد قذف الموضوع في وجه الناس، والتمسك بجملة التحدي يدفع ثمنها اللبنانيون خوفاً يغطي يومياتهم، من أمنهم الأمني إلى أمنهم الحياتي، إلى أمنهم المصيري.. وواقع الحال "القطعان بوادي والكيان بوادي".

مسار المتحكم

هشاشة الوضع اللبناني الذي سقطت آخر أوراق ستره، وضعت المتحكم وسط حسابات تتقاطع عند خوف العزلة، إذا ما تابع هجومه فألغى الحالة الحريرية، وعند الخوف من احتمال الانتقال من حالة التحكم المموه إلى حالة التحكم العاري، مما لا تؤمن عواقبه في الحالة اللبنانية المعلومة. عند تقليب خوف المتحكم على وجوهه، نجد الأبرز من تلك الوجوه العجز عن مواجهة وضعية لبنانية جديدة فيها أحد أركان التشكيلة الطائفية مستفرد أو مقصي، أو مستضعف أو منتقص الدور من خلال انتقاص التمثيل. هذا العجز عن الحفاظ على صيانة "الشكلية اللبنانية" كصورة، صار خطيراً في اللحظة الوطنية الحالية، لأن العجز بات متصلاً في مضمونه، بانهيار يشكل الاقتصاد أحد تجلياته، لكنه يختزل كل تداعيات الانهيار الكارثية.

حساب الحاكم

إذا أعطي سعد الحريري صفة الحاكم المطلوب ولو غير مرغوب به، أي الشخص الذي تقتضيه مصالح المتحكم المتمسك بشروطه، فإن الافتراض الأقرب هو أن رئيس الحكومة يدرك حاجة خصومه السياسيين إلى ضرورته، وعلى هذا الإدراك المعلوم، وما يضاف إليه من مدركات تخص صاحبها وتقع في ظنون من ليس لديه علم بما هو معلوم، على ذلك، تصير القراءة للسلوك الحريري مشدودة إلى تفسير وفهم أدائه المعلن، وإلى ربط هذا المعلن بما يمكن أن يكون مضمراً، بحيث يكون الأخير موضوعاً للاستدلال أو للاستخلاص، وللعرض والاستنتاج من جملة فرضيات قريبة وبعيدة.

ما الحسابات؟

سعد الحريري الذي ما زال رافضاً لمبدأ التكليف، وما زال غير منقاد إلى رغبة الراغبين بالحصول على بركته وتزكيته لمن قد يتقدم إلى المغامرة الحكومية كشريك وحاكم في تشكيلة متحكمة، الحريري هذا، يوحي سلوكه بوجود طلبات خارجية، مثلما يوحي بمطالب داخلية، والأمران يظلان مرتبطين بشدة بحسابات سعد الحريري الشخصية، إذن كيف يعاد دمج كل تلك العناصر بأبعادها الثلاثة للوصول إلى استنتاج يكون الأقرب إلى حالة "الاستنكاف الحريرية".

حساب الخارج

الوضع العربي واحد من بنود الحساب. في السياق هذا هل طلب بعض العرب من سعد الحريري الانسحاب من المشهد، وما هي الدوافع التي أملت على هؤلاء طلب الانسحاب؟ يتبادر إلى الذهن أسماء دول عربية يصدر عنها هكذا طلب، وهي في حالة سعد الحريري وتحالفاته ومرجعياته، دول الخليج عموماً، والسعودية والإمارات العربية المتحدة في الطليعة من أولئك في اللحظة السياسية الراهنة. الطلب، إن صدر عن هؤلاء، يندرج في سياق المواجهة المفتوحة مع إيران، من اليمن إلى لبنان. ولا يخفى أن الطلب العربي هذا على ارتباط مع السياسة الأميركية الحالية، خاصة في بندها الإيراني، مع هذا الارتباط يكون طلب الابتعاد من الحريري جزءاً من سياسة عامة ضد المحور الإيراني، وفي سياق سياسي لبناني يتلازم مع سياق التضييق الاقتصادي على إيران.

إذا صحَّت الفرضية، يتقدم سؤال: وما الضمانات الشخصية والسياسية التي أعطيت لسعد الحريري حتى يتسنى له الإقدام على طرح ما طرحه والثبات عند مضمونه؟ هذا جوابه عند ما قد تحمله الأيام الآتية من استشارات نيابية تفتح مسار التكليف، وما قد تحمله الاستشارات من حصيلة التشكيل.

حساب الداخل

لكن ليست تلك كل حسابات الحريري، فما عليه أن يأخذه في الحسابات هو العلاقات التي نسجها مع أركان التشكيلة، شركائه في الحكم، وتشمل الحسابات أيضاً مجمل منظومة علاقات المصالح المادية التي قد تشد الخناق على "رقبة" قرار الحريري، أو تساهم في إطلاق العنان لهذا القرار.

المصالح المالية، وما يرتبط بها، يجب أن تكون مضمونة في حال أكمل الحريري استنكافه، وأن تظل مصانة إذا اكتفى بتزكية الرئيس القادم، وأن تكون الضمانات من أفرقاء الداخل واضحة وموثوقة، بحيث لا يكون الحريري موضوعاً للكيدية السياسية من بوابة الفساد الاستنسابي، أو من ثقوب التخوين والاتهام بالوطنية، الذي يتقنه "الأخوة الأعداء" في التشكيلة اللبنانية. هي حسابات ترتبط بكل ضرورات التحسُّب، فعلى أي طمأنينة سياسية سيستقر الحريري؟ وما الارتياب الذي سيظل رفيقاً دائماً لهذه الطمأنينة؟

 

"ملحمة" مسيرة السلام النسائية بين جسر الرينغ والخندق الغميق

محمد أبي سمرا/المدن/01 كانون الأول/2019

بعد نحو نصف ساعة من الانتظار والهتاف على مدخل "الخندق الغميق"، كنَّ قد بدأن يقتنعن بأن عليهن المغادرة، والعودة إلى حيث تجمعن وانطلقن في مسيرتهن من على "جسر الرينغ". فمسؤولي "حركة أمل" في الخندق الغميق الذين استقبلوهن على مدخل الحي "الشيعي"، لم  يشاؤوا السماح لمسيرتهن أن تدخل إلى الحي. تذرعوا بأن رسالتهن السلميّة التي تحمل الورود والوئام والمحبة والرغبة في "الوحدة الوطنية"، قد وصلت، ولا لزوم لأن تجوب مسيرتهن في الشوارع الداخلية من الحي. وذلك "حفاظاً على سلامتهن".

وجوه مكفهرة

نصف ساعة مضت على وقوفهن وهتافهن، واستغرقتها مفاوضات ورجاءات، لم تُقنع رجال الحركة المكفهري الوجوه، بثيابهم الداكنة، مثل السلسلة البشرية من شبان الخندق الغميق الذين اصطفوا في عرض الشارع على مدخل الحي، للحؤول دون دخولهن، وخلفهم عشرات من دراجاتهم النارية، إياها التي استعملها أولئك الشبان والفتيان وأمثالهم من أقرانهم، في الهجمات الليلية، قبل أيام، على المعتصمين فوق الجسر إياه (الرينغ)، وعلى مخيم الاعتصام في ساحة الشهداء، وصولاً إلى حي الصيفي الباذخ وشارع "مونو" للسهر الليلي، واعتدائهم على بعض سكانهما، وتحطيمهم عدداً من السيارات المركونة على جنبات الشوارع.

كنّ قد تجمعن مئات من النسوة والأمهات والصبايا على الجسر في الثالثة من بعد ظهر يوم السبت 30 تشرين الثاني، متداعيات لمسيرة تتوجه إلى الخندق الغميق، معقل "حركة أمل" الشيعية، وخزان شبانها وفتيانها "التاريخي"، أولئك الذين تعودوا، بل امتهنوا، أقله منذ العام 2015، بل قبله بسنوات عشر، الهجوم العنيف على المتظاهرين والمتظاهرات في ساحة رياض الصلح خصوصاً، وفي مناسبات كثيرة.

نساء المسيرة الملونة

هدف المسيرة النسائية الملونة (أكثر من 90 في المئة من المشاركين فيها نساء، وجاوز عددهن الخمسمئة)، هو ردم هوة العداوة والعنف اللذين فجّرهما شبان الخندق الغميق ضد متظاهري ومتظاهرات الجسر في تلك الليلة، قبل أيام. وردمهم تلك الهوة يطاول أيضاً الخروج من خنادق الحرب الأهلية القديمة (1975-1990)، ومن الخنادق التي تلتها ما بين العام 2005 والعام 2009، مروراً بغزوة 7 أيار 2008 التي قامت بها ميليشيات "الممانعة" لبيروت، وتركت جرحاً عميقاً بين تلك الميلشيات وأهل المدينة. "واحد واحد واحد، الشعب اللبناني واحد"، راحت تهتف نساء مسيرة المحبة ونبذ العنف في مسافة الثلاثمئة متر تقريباً، بين جسر الرينغ ومدخل الخندق الغميق. استعرن هذا الهتاف الذي اشتهرت به ثورة الشعب السوري على الطغمة الأمنية الدموية الأسدية في سوريا. وحملن وروداً بيضاء رفعنها عالياً، ومنشدات النشيد الوطني اللبناني، وهتافات أخرى ضد الحرب والعنف.

نصف ساعة انقضت على وصول المسيرة النسوية الملونة إلى مدخل الخندق الغميق، من دون أن يُسمح لها متابعة طريقها إلى داخل الحي. وهي مسيرة ملونة، وقد تكون "نخبوية" و "باذخة" في المعايير الاجتماعية اللبنانية. فمعظم المشاركات فيها من الطبقة المتوسطة اللبنانية، المتحررة والمتعلمة تعليماً عالياً، والمداومات على الحضور في ساحات الاعتصام والتظاهر في بيروت، وربما في سواها من المدن والمناطق، منذ بدايات انتفاضة 17 تشرين الاول المنصرم. وكثيرات منهن من نساء وفتيات الحركة النسوية البارزة بقوة في الانتفاضة اللبنانية المستمرة. ومعظمهن شاركن قبل يومين أو ثلاثة في المسيرة المماثلة التي كانت غايتها ردم الهوة بين عين الرمانة (المسيحية) وشارع أسعد الأسعد (الشيعي) في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد ليلة من ذلك العنف والصخب الذي فجره شبان وفتيان "حركة أمل" المتنقلين على دراجاتهم النارية.

لقاء على مدخل الخندق

في بداية نصف الساعة تلك، لدى وصول نساء مسيرة المحبة والوئام ومحو آثار الحرب والعنف، كان جمع من نسوة الخندق الغميق في ثيابهن التقليدية غير الملونة وحجاباتهن، تتقدمهن امرأة في شادورها الأسود، قد وقفن على مدخل الحي لاستقبالهن، بوصفهن "عينة" تمثل نساء الحي الشيعي، فدار عناق وقُبلٌ بين الطرفين، تخلله تبادل الورود والكلام عن أننا "كلنا أهل وأحباب، وأبناء بلد واحد". لكن سلسلة الشبان والفتيان التي وقفت حائلاً دون تقدم مسيرة النساء الملونات السافرات، كانت تقول إن حدود "المحبة والوئام ومحو آثار الحرب والعنف" تقف هنا على مدخل الحي. وفي الأثناء ظهر شخص يبدو أنه مسؤول "مدني" في "حركة أمل"، وقيل إن اسمه حسين قبلان، وأخذ يحدّث نساء المسيرة بكلام خطابي، شارحاً أهمية مبادرتهن ورسالتهن، ومبطّناً كلامه بضرورة عدم الدخول إلى الحي، لأسباب تتعلق بسلامتهن. وفي الأثناء كان مسؤولو "أمل" الأمنيون يحادثون ضابط قوى الأمن الداخلي الذي رافق المسيرة منذ انطلاقها من على جسر الرينغ. وحصل أن شاباً من السلسلة البشرية شتم مصوراً بكلام بذيء شديد العنف، كاد يُتْبِعُه بلكم الشاب المصور، لأنه كان يصور شبان السلسلة البشرية.

أخيراً تدخل قسّ أو راهب مسيحي كان بين نساء المسيرة، وأخذ يفاوض أحد مسؤولي "حركة أمل" الذي حار ماذا يفعل، وأخذ يجري اتصالات هاتفية، ثم قال للقس أن يمهله دقائق خمس ليعلم ماذا يمكن أن يفعل.

فرحة النساء لحظة دخولهن إلى الحيّ (مصطفى جمال الدين)

مللٌ بعد عناق

لكن كثرة من نسوة المسيرة كنّ في الأثناء قد بدأن يتفرقن، مترددات حائرات، ويرضين أنفسهن، وتتبادلن عبارات الرضى، قائلات إنهن أنجزن شيئاً لا يستهان به بوصولهن من جسر الرينغ إلى مدخل الخندق الغميق، وعناقهن "عينة" من نسائه الأمهات.

لم ترتسم ابتسامة واحدة على وجوه مسؤولي "حركة أمل"، ولا على وجوه شبان السلسلة البشرية. كانت وجوهُهم كلها مقطِّبةً عابسة، فيما نساء المسيرة وصباياها فرحات مسرورات بحيويتهن الفائضة اللاهية، ومحاولاتهن التقرب من الشبان ومحادثتهن، ثم الهتاف عالياً لوحدة الشعب اللبناني وخروجه من خنادق الحرب والعنف. وفي آخر نصف الساعة تلك بدأت مجموعات من نساء المسيرة بالمغادرة، مكتفيات بانجازهن. وبعد ابتعادهن حوالى عشرين متراً، عائدات في اتجاه جسر الرينغ، تصاعدت من مقدم المسيرة خلف السلسلة البشرية صرخات الفرح والابتهاج. لقد سُمِح للمسيرة بالدخول إلى شوارع حصن الخندق الغميق. وهكذا اندفعت المسيرة في شارع يمتد عامودياً من الشارع الأساسي في الخندق. البنايات المصطفة على الشارع الذي انطلقت فيه المسيرة، قديمة وتراثية كلها، لكنها لا تزال خالية مهجورة منذ أيام الحرب، وتكسوها آثار من ثقوبها وحرائقها. بنايات تذكّر بجمالها المعماري القديم، وراحت أصداء الهتافات تتردد في الشارع الضيق المهجور.

نساء الشرفات السجينات

وحول المسيرة، على جنباتها، مشى شبان "حركة أمل" في عبوسهم القاتم. وهي انعطفت في شارع داخلي كثيف السكان في الحي. هنا، في هذا الشارع، تتكاثر النسوة على الشرفات. نسوة كاللواتي استقبلن المسيرة على مدخل الحي، رحن يقذفن النساء الملونات في الشارع بالأرزّ وأوراق الورود، فتعالت هتافات نساء المسيرة قوية فرحة. ثم انعطفت مسيرتهن نحو الشارع الرئيسي من الخندق الغميق. هنا تكاثرت النسوة على شرفات بنايات الحي، وانهمر الأرز كثيفاً على النساء في الشارع، يحيطهن شبان الخندق وفتيانه.

بدت نسوة البنايات والشرفات، وكأنهن سجينات في بيوتهن، وممتلئات فرحاً ورغبة في الخروج من سجنهن المنزلي إلى المسيرة. أمهات وأخوات وزوجات في البيوت العتيقة الكامدة، وفي حراسة أبنائهن وإخوتهن وأزواجهن الذين يحيطون بالمسيرة الملونة الحرة الفرحة التي حركت مشاعر نسوة الشرفات ورغباتهن السجينة في البيوت.

استمرت المسيرة في شوارع الخندق الغميق نحو نصف الساعة، وقد تكون دهراً في حساب مسؤولي "حركة أمل" في الحي، أولئك الذين استمرت وجوههم مقطبة وعابسة. كأنهم في مأتم. بينما كانت نسوة الشرفات في مشهد من مشاهد الأعراس الأهلية في الأحياء المدينية المتواضعة، أو في ساحات القرى.

والحق أن نساء المسيرة في سيرهن من جسر الرينغ حتى مدخل الخندق الغميق، كنّ أيضاً في ما يشبه موكب عرس أهلي، كذاك الذي تقام طقوسه التقليدية في القرى، وتُحمل فيه العروس إلى حي أهل عريسها الذين ينتظر جمع منهم وصول العروس وأهلها لاستقبالهم بالزغاريد على مدخل الحي. والمسيرة في اجتيازها شوارع الخندق الغميق كثر فيها تبادل الزغاريد بين نساء شرفات البيوت اللواتي رمين الأرز بكثافة على نساء المسيرة.

وقال أحد الصحافيين المواكبين للمسيرة إن الارز غالٍ في هذه الأيام.

 

قرار استيراد البنزين: ما علاقة الشركة الروسية؟

خضر حسان/المدن/01 كانون الأول/2019

لم يعد مشهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود أمراً مسلياً، ولا هو حدثٌ طارىءٌ، إنما أصبح ظاهرةً متكررة، بفعل أسلوب الدولة الهزلي في معالجة أزمة عدم توفر الدولار في السوق، والتي تؤدي بشقّها "الوقودي" إلى عرقلة عملية استيراد الوقود وتوافره في المحطات.

طريقة المعالجة الرسمية تبيّن حجم الاستخفاف بعقول المواطنين. وبلا شك، هي طريقة لا تراعي القوانين والأصول. وأبعد من ذلك، تسعى وزارة الطاقة عبر دخولها على خط الحل، إلى تسهيل ترتيب صفقة، تؤمّن لجهة ما ربحاً وفيراً، فيما الدولة يقتصر دورها على حصان طروادة الذي يُخبىء داخله تفاصيل مجهولة.

الوزيرة الحنونة

تتعاطى وزارة الطاقة بنسختها العونية، مع المواطنين، بمنطق "التَمنين". فكل المشاريع التي افتَعَلَتها الوزارة، بدءاً من الورقة المسماة ورقة سياسة القطاع، عُرِضَت للمواطنين بوصفها المنقذ الذي يندرج تحته مشاريع وخطط إصلاحية عديدة. امتدّت خطة الانقاذ العونية من قطاع الكهرباء إلى المحروقات. فبفعل أزمة البنزين التي تسبب بها شح الدولار، وعدم قدرة المستوردين وأصحاب المحطات على تأمين الدولار لشراء المحروقات، وبلوغ الأزمة حد تكرار إقفال المحطات والتهديد بانقطاع البنزين، انبَرَت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ندى بستاني لتخفف من الأزمة، عبر استيراد الوزارة -أي الدولة- نسبة 10 بالمئة من حاجة السوق للمحروقات، على أن تُباع هذه الكميات بالليرة اللبنانية، وفق ما أكدته بستاني، التي أشارت إلى أن هذا القرار يقوم على "تقاسم أعباء سعر صرف الدولار، وبذلك نكون قد تخطينا الأزمة". والأزمة حسب بستاني حصلت "بسبب آلية وضعها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من دون التواصل مع وزارة الطاقة والمياه".

ولاحقاً تعامل المصرف مع الوزارة "إسوة بالشركات الخاصة المستوردة للنفط، لناحية فتح الاعتمادات"، على أن هذه العملية ستتم بعد مناقصة ستُفتَح عروضها يوم الاثنين 2 كانون الأول، وسيُعرف بذلك هوية الشركة التي ستستورد النفط للدولة.

توسيع دور روزسنفت؟

فكرة استيراد الدولة للبنزين، خطوة مهمة وضرورية، والناس تطالب بها منذ عقود، لتحتمي من بورصة الأسعار الخاضعة لمزاج المستوردين والموزعين، ولتحاصص القوى السياسية المشاركة في الاستيراد، عبر المساهمة في الشركات المستوردة، إما بالأسهم وإما بالسطوة السياسية.

أهمية الخطوة تبدأ بالتخلخل عند ربط عدة تساؤلات ببعضها البعض، أهمها سبب تأخير هذه الخطوة، على الأقل منذ العام 2010 حتى اليوم. علماً أن الوضع المالي للدولة راهناً، في أسوأ حالاته، ناهيك عن أزمة مطالبة قطاعات مختلفة بفتح اعتمادات بالدولار. كما أن وزارة الطاقة لم تؤكد عملية توافر الاعتمادات اللازمة لتمويل شراء النفط. وقانونياً، لا يُسمح بعقد نفقة دون توفر الاعتماد اللازم لها.

بعد الشكل، يأتي دور المضمون. وفيه، تطفو على السطح قضية شركة روسنفت المملوكة من الدولة الروسية بفعل امتلاكها 51 بالمئة من أسهمها، والتي وقّعت عقد "تشغيل وخدمة من أجل تأجير سعة تخزينية في منشآت النفط في طرابلس"، ووقّع العقد عن الجانب اللبناني، وزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل، في 25 كانون الثاني 2019. إذ تشير مصادر في وزارة الطاقة لـ"المدن"، أن "علامات استفهام تدور حول علاقة الشركة الروسية بقرار الوزارة باستيراد النفط. ومن المرجح ان تتم هذه العملية عن طريق الشركة الروسية، وبالتالي، فإن العروض التي ستُفتح يوم الاثنين ستكون مفصلة على قياس الشركة الروسية، ولا يعني ذلك أن يُعلن عن الرابح يوم الاثنين، فقد يتم تأجيل أو عرقلة العملية لأسباب تظهر فجأة، ويتكرر التأجيل لنصل أمام تلزيم الشركة الروسية بواسطة عقد بالتراضي وليس مناقصة. وهذا الأمر يعيدنا إلى عملية تلزيم الشركة التركية في ملف بواخر الطاقة".

فاقد الشيء لا يعطيه

تجربة وزارة الطاقة والفريق العوني المسيطر عليها، لا تبشّر بالخير. فها هي مؤسسة كهرباء لبنان تعاني الأمرّين من سياسات الوزراء المتعاقبين، وها هي بواخر الطاقة وشركات مقدمي الخدمات تجثم على صدر المؤسسة وعلى جيوب المواطنين. والكهرباء لم تصل إلى البيوت كما وعد الوزراء العونيون. واللافت أن كل تلك المشاريع جاءت مخالفة بوضوح للقوانين، فكيف سيثق الناس بعملية استيراد الوزارة للبنزين؟ خاصة وأن الوزارة لم توضح الآليات والتفاصيل، فضلاً عن أن إدارة المناقصات في التفتيش المركزي، غائبة عن هذه المناقصة.

بنود الصفقة؟

ولمزيد من علامات الاستفهام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، لشروط قيل أنها جزء من بنود مناقصة استيراد البنزين، وتتضمّن حق وزارة الطاقة "أن تلغي أو تؤجل هذه المناقصة من دون أي سبب يذكر، كما يحق لها عدم إرساء التلزيم على الشركة الرابحة. وإن قرار وزارة الطاقة والمياه يعتبر قراراً نهائياً وملزماً، ولا يحق لأي عارض الاعتراض عليه لأي سبب كان". وجاء في البنود، أنه "عند تقديم العرض، يُعتبر العارض مقيداً بقرار وزارة الطاقة والمياه، ويتنازل مسبقاً عن حقه في تحدي قرار الوزارة وشروط المناقصة في أي محكمة أو جمعية، كما يقبل العارض بعدم رفع أي دعوى قضائية ضد وزارة الطاقة والمياه".

هذه البنود في حال التأكد من صحتها، تبقى دليلاً ملموساً على تحويل الوزارة إلى ملك خاص لجهة سياسية، تؤمّن من خلالها مصلحة المسيطرين عليها. علماً أن هذا النهج ليس ببعيد عن تلك الجهة التي حوّلت الوزارة إلى مملكة يتصرف فيها الوزير كما يريد. وبالتالي، فإن من يركن القوانين جانباً، ولا يُشرك إدارة المناقصات في المناقصات التي تفترض تأمين مصلحة الدولة، لا يمكنه أن يبادر إلى طرح مشاريع جديدة تتعلق بتأمين البنزين، من دون طرح الناس علامات استفهام لن يُبددها سوى كشف كل أوراق المناقصة، وإجرائها وفق الأصول القانونية.

 

اجتماع بعبدا المالي إعلامي بلا مفاعيل اقتصادية وهدفه صرف الأنظار عن تأخير الاستشارات... والحريري غاب عنه بعد دعوته كضيف

محمد شقير/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

استبعد مصدر وزاري بارز أن يشكل الاجتماع المالي - الاقتصادي، الذي عُقد أمس بدعوة من الرئيس ميشال عون، رافعة تدفع باتجاه خفض منسوب التأزم الذي يحاصر البلد على المستويات كافة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون نسخة طبق الأصل عن الاجتماع السابق الذي رعاه عون في بعبدا، ولم يوقف التدهور، وإنما زاد من وطأة الأزمة المالية.

ولفت المصدر الوزاري إلى أن اجتماع بعبدا إعلامي لجهة البيان الذي صدر عنه، حتى لو تضمن مجموعة من القرارات، وعزا السبب إلى خلوه من المفاعيل الإيجابية المطلوبة التي يُفترض أن تُسهم في توفير الحد الأدنى من الحلول للأزمة المالية - الاقتصادية التي بلغت ذروتها. وسأل عن الجدوى من الحضور الفضفاض الذي شارك في الاجتماع، من دون أن يتم التحضير له، على الأقل مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، والتنسيق بما يكفل وضع جدول أعمال، بدلاً من أن يبقى مفتوحاً على جملة من المواضيع.

وكشف المصدر نفسه أن الرئيس الحريري دُعي لحضور الاجتماع كسائر المدعوين، وقال إن التعامل معه على أنه ضيف يطرح أكثر من سؤال حول الأسباب الكامنة وراء القفز فوق صلاحياته، ودور السلطة التنفيذية في هذا المجال.

وقال إن الحريري انتدب الوزير عادل أفيوني ومستشاره المالي والاقتصادي لتمثيله في الاجتماع لأنه يرغب في الإبقاء على التواصل مع رئيس الجمهورية، بدلاً من أن يبادر إلى القيام برد فعل احتجاجاً، ليس على الشكل وإنما على المضمون، لأن تفاقم الأزمة الاقتصادية - المالية بات يستدعي تشكيل خلية أزمة تتولى التحضير للاجتماع، بدءاً بإعداد جدول أعماله، وانتهاءً بوضع تصور حول الحلول المرحلية الواجب اتخاذها لوقف التدهور.

واعتبر المصدر الوزاري أن أول مشكلة واجهت الاجتماع تتعلق بتوسيع دعوات الحضور، بدلاً من أن تقتصر المشاركة على المعنيين مباشرة، إفساحاً في الجال أمام اختصار المداولات لئلا يغرق في سيل من المواقف الإعلامية.

وفي هذا السياق، سأل المصدر الوزاري ما إذا كان رئيس الجمهورية يهدف من خلال رعايته للاجتماع لتمرير رسالة إلى الرأي العام اللبناني، مفادها أن الحريري يستنكف عن القيام بتصريف الأعمال، وقرر الاعتكاف رغم التأزم غير المسبوق للوضعين المالي والاقتصادي، وبالتالي فإن عون «ينوب» عنه في تصريف الأعمال؟ وقال إن امتناع رئيس الجمهورية عن التنسيق مع الحريري يصب في خانة الحملة التي بدأت تستهدف الأخير بذريعة امتناعه عن تصريف الأعمال، وهذا ما دفع بمصدر مقرب منه للرد على سؤال حول استغراب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عدم قيام الحكومة المستقيلة بواجباتها.

وإذ شدد المصدر نفسه على أن حكومة تصريف الأعمال تقوم بواجباتها بمتابعة الملفات الأمنية والاقتصادية، رأى في المقابل أن ما هو أهم من كل ذلك عدم تعليق الوضع الحكومي بالهواء إلى ما لا نهاية، وبدء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة من أجل أن تتصدى للمشكلات التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

لكن ما لم يوافق عليه الحريري - بحسب المصدر الوزاري - يتعلق بدعوة المجلس الأعلى للدفاع للنظر في الوضع الأمني، في ضوء اتساع الاحتجاجات من قبل «الحراك الشعبي».

وعلمت «الشرق الأوسط» بأنه لم يكن ثمة مبرر لعقد مثل هذا الاجتماع في ظل حكومة مستقيلة، خصوصاً أن القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، تقوم بواجباتها في حفظ الأمن، وفي استيعاب الاعتصامات، بعدما رسمت للذين يقومون بها مجموعة من الخطوط الحمر، تحظر عليهم اللجوء إلى قطع الطرقات، وعدم الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، مع حقهم في التعبير عن رأيهم، والتجمع في الساحات العامة.

وتردد أن الهدف من الاجتماع نقل المشكلة من الشارع إلى داخل المجلس الأعلى للدفاع، في محاولة مكشوفة لدى البعض لتصفية حساباته مع قيادة الجيش، وكأن الأخيرة مسؤولة عن الأزمة السياسية، وأن حلها في اتخاذ تدابير «رادعة» ضد «الحراك الشعبي».

وبكلام آخر، رأى المصدر الوزاري أن الجيش نجح في استخدامه «القوة الناعمة» لاستيعاب الشارع الذي تحول لاحقاً إلى شوارع، مع نزول محازبين ينتمون إلى «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر»، مما أدى إلى صدامات، فيما تدخلت القوى الأمنية في الوقت المناسب، ونجحت في السيطرة على الوضع.

وسأل لماذا يحمل بعض الأطراف على قيادة الجيش التي قوبلت التدابير التي اتخذتها بترحيب محلي ودولي، تجلى في المواقف التي صدرت عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وهل كان مطلوباً من الوحدات العسكرية التعامل مع المشاركين في «الحراك الشعبي» على الطريقة المتبعة في بغداد وطهران لوقف الاحتجاجات الشعبية، وما ترتب عليها من صدامات أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى؟

وأكد المصدر الوزاري أن دور القوى الأمنية، وأولها الجيش، الحفاظ على الأمن، وحماية الوفاق السياسي، وليس من صلاحياتها تحقيق هذا الوفاق الذي هو من صلاحية القوى السياسية التي يبدو أنها عاجزة حتى إشعار آخر عن إيجاد تسوية تُخرج البلد من أزماته العاتية.

واعتبر أن من يتهم الحريري بالتلكؤ في تصريف الأعمال يتوخى من اتهامه الالتفاف على الاتهامات الموجهة لرئيس الجمهورية، على خلفية تأخره في الدعوة لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة. وقال إن هناك من يريد أن يصرف الأنظار عن التلكؤ في إتمامها اليوم قبل الغد، وتصوير المشكلة بأنها محصورة بامتناع الحريري عن تصريف الأعمال. لذلك لم يعد من الجائز ربط التكليف بعملية تأليف الحكومة، لأن ربطهما يشكل مصادرة لصلاحيات الرئيس المكلف الذي وحده يجري المشاورات مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة. وعليه، فإن الاتصالات التي جرت أخيراً شهدت محاولة لإعادة تعويم سمير الخطيب كمرشح لرئاسة الحكومة، استباقاً لتكليفه بموجب ما ستؤدي إليه الاستشارات المُلزمة، وهو تابع لقاءاته، والتقى أول من أمس الرئيس الحريري، والوزير علي حسن خليل، وآخرين، من بينهم مقربون من رئيس الجمهورية، ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل.

وبصرف النظر عما آلت إليه هذه اللقاءات، فإن مصادر نيابية بارزة تضعها في خانة ممارسة الضغوط على الحريري من قبل «الثنائي الشيعي» لانتزاع موافقته على التكليف والتأليف، باعتبار أنها تحبّذ وجود الأصيل لا الوكيل على رأس الحكومة الجديدة، مع أن الحريري قال كلمته بضرورة تأليف حكومة من تكنوقراط واختصاصيين لمرحلة انتقالية، وإلا يمكن الالتفات إلى مرشح آخر يرأس حكومة تكنو-سياسية.

 

لبنان يحتاج إلى حكومة حالاً

مهى يحي/مركز كارنيغي/30 تشرين الثاني/2019

يريد اللبنانيون أن يُقرّروا مستقبلهم بأنفسهم، لكن هل ستفهم النخبة السياسية ذلك؟

بعد انقضاء شهر ونيّف على اندلاع تظاهرات حاشدة في لبنان، وبعد مرور ثلاثة أسابيع على استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، لايزال لبنان يتخبّط في المأزق السياسي. وتستمر النخبة السياسية في التصرف وكأن شيئاً لم يكن، وتخوض خلف الكواليس مساومات لتشكيل حكومة جديدة على وقع المحاولات التي يبذلها المسؤولون السياسيون للإبقاء على نفوذهم. ويأتي ذلك فيما يقف لبنان على حافة انهيارٍ اقتصادي ومالي كامل، مع مايترتب عنه من تبعات كارثية على أبناء البلاد.

تعجز خزينة الدولة عن تسديد خدمة الدين العام البالغ 86مليار دولار. وليست لمصرف لبنان القدرة على تسديد الفوائد السنوية وقدرها 4 مليارات دولار يدين بها للمصارف التجارية مقابل الودائع البالغة قيمتها 60 مليار دولار. وقد سجّلت التحويلات من المغتربين اللبنانيين فضلاً عن الاستثمارات الخارجية المباشرة انخفاضاً شديداً بسبب تراجع الثقة بالبلاد بالإضافة إلى الانكماش المالي العالمي وهبوط أسعار النفط. هذا وتتخطّى نفقات الدولة إيراداتها. ففي العام 2018، بلغت الإيرادات من الضرائب ومصادر العائدات الأخرى 11.5 مليار دولار، في حين وصلت النفقات إلى 17.7 مليار دولار. وخُصِّص نحو 36 في المئة من هذه النفقات لخدمة الدين العام، فيما أُنفِقت نسبة 11 في المئة على تمويل شركة كهرباء لبنان التي تفتقر إلى الفاعلية.

المحصّلة كارثية للمواطنين اللبنانيين. وسفينة البلاد الاقتصادية والمالية تسير على غير هدى. تعاني المصارف من شح السيولة، ويتخطى الطلب على الدولار العرض بأشواط كبيرة. تفرض المصارف قيوداً على التحويلات إلى خارج البلاد أو مايُعرَف بالـ"كابيتال كونترول"، ولو بصورة انتقائية. وعمدت أيضاً إلى خفض السقف الائتماني للشركات، مايُلقي بدوره بثقله على الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على الواردات. ونتيجةً لذلك، تُغلق شركات أبوابها، ويجري تسريح الموظفين أو يُقتطَع جزءٌ من رواتبهم. وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسية من 5 إلى 15 في مئة خلال الشهر المنصرم، ويُتوقَّع حدوث نقص فيها.

وفيما يحافظ المصرف المركزي، رسمياً، على سعر صرف الليرة عند 1507 ليرات لبنانية مقابل الدولار، بدأت قيمة الليرة بالتراجع، مع بلوغ سعر الصرف لدى الصرّافين – الذين باتوا المصدر الوحيد للدولار – 1900 ليرة لبنانية مقابل الدولار. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، من شأن تراجع سعر صرف الليرة بنسبة 30 في المئة أن يؤدّي إلى ارتفاع معدّل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة من السكان، بسبب مايترتب عن ذلك من تضخم وتراجع في قيمة الرواتب والمعاشات التقاعدية من جملة أمور أخرى.

السؤال المطروح بالنسبة إلى النخبة السياسية في لبنان هو الآتي، مَن سيتحمّل الفاتورة السياسية والاقتصادية التي يتسبب بها سوء الإدارة الشديد لشؤون البلاد؟ على الصعيد السياسي، تواجه القوى السياسية الرئيسة تحدّياً وجودياً. فجميع الأفرقاء ارتبطت صورتهم بالانتماءات الفئوية أكثر منه بالأفكار. وقد اختزلت الطبقة السياسية في لبنان حسابات السياسة المعقّدة بمسألة واحدة هي البقاء في مواقعها.

اليوم، يخشى السياسيون في لبنان أنّ الموجة الديمغرافية والاجتماعية تنقلب ضدهم. وعندما يتكوّن انطباعٌ لدى القوى السياسية التي مارست السلطة لوقت طويل، بأن أفولها محتوم، سوف تستميت من أجل الحفاظ على الامتيازات التي اكتسبتها، مهما كلّفها الأمر. وقد يشتمل ذلك على اللجوء إلى العنف بمختلف أشكاله.

في هذا السياق، إغواء الاستعانة بالقوى الخارجية للحصول على دعمها، كبيرٌ جداً، مثلما درجت العادة في لبنان. لقد عبّرت كل من روسيا وإيران عن دعمٍ لالبس فيه للوضع القائم الذي يتجسّد من خلال التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وفي حين اتّهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قوى خارجية بالوقوف خلف احتجاجات لبنان، قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الكرملين الخاص في الشرق الأوسط، في بيان إن روسيا ترفض أي نفوذ خارجي في لبنان. وجاء بيان بوغدانوف على إثر اجتماعه بأمل أبو زيد، مستشار الرئيس ميشال عون. وقد سارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، إلى الرد عبر تأكيد الدعم الطويل الأمد الذي تقدّمه الولايات المتحدة للبنان. وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أرسلت فرنسا مبعوثاً إلى بيروت لدعم انطلاق حوارٍ بين اللبنانيين.

إن تعويل الطبقة السياسية على الدعم الخارجي لإبقاء الأمور على حالها يحمل في طيّاته خطر تحويل لبنان إلى البؤرة الأساسية لمواجهةٍ جيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران وروسيا، مع مايترتب عن ذلك من تداعيات كارثية على اللبنانيين. فالأوضاع الراهنة في لبنان دقيقة جداً إلى درجة أن أعمال العنف، ولو كانت محدودة، قد تؤدّي سريعاً إلى زعزعة الاستقرار في البلاد. وفي حين أن الشعور المتنامي باليقظة الوطنية لايزال ربما في بدايته، يكشف النضوج السياسي الذي أظهره الشباب في الشارع أن الجهود الآيلة إلى صدّ مطالب التغيير تهدف في الواقع إلى إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء. وهي لن تؤدّي سوى إلى تأجيل المحتوم، وقد تتسبب بتدمير البلاد.

ينبغي على الطبقة السياسية تجنُّب الهبوط الارتطامي الذي سيكون كارثياً للبنان واللبنانيين، بما في ذلك مناصرو الأحزاب السياسية. وعليها أيضاً أن تردم الهوّة بين الحكومة وشعبها، وكذلك مع المجتمع الدولي. لذلك من الضروري والملح أن تبادر إلى تكليف رئيس للوزراء، على أن يُسمَح له بتشكيل حكومة من المستقلين المتخصصين في مجالاتهم، والذين يتحلون بالنزاهة الأخلاقية والشجاعة لاتخاذ قرارات صعبة.

ويجب أن يقتصر تفويض الحكومة العتيدة، حصراً، على التركيز على وضع خطة طارئة للنهوض الاقتصادي، وتثبيت دعائم المؤسسات الرقابية، وإقرار قانون انتخابي جديد. ويجب أن تشتمل الخطة الاقتصادية على دعم فوري للموازنة، يؤمّنه على الأرجح المجتمع الدولي أو المؤسسات المالية الدولية. وينبغي أن تتضمن أيضاً خيارات للإصلاح البنيوي، وخطة لإعادة هيكلة الديون تتيح تقاسم الأعباء على نحوٍ منصف، وحمايات اجتماعية من شأنها تخفيف التأثيرات الاقتصادية عن كاهل اللبنانيين، لاسيما الشرائح الأكثر هشاشة.

يجب أن يأخذ القانون الانتخابي في الاعتبار الوقائع السياسية والاجتماعية الجديدة في لبنان. ويشتمل ذلك على خفض سن الاقتراع إلى ثمانية عشر عاماً من أجل السماح للشباب بالتصويت، مع إفساح مساحة أكثر إنصافاً أمام الأحزاب السياسية الحديثة العهد والمرشحين المستقلين، ليتمكّنوا من التنافس مع الأحزاب والوجوه السياسية التقليدية. وإلا سوف يستمر المحتجّون، وفق ماظهر بوضوح، في الإصرار على تسلّم زمام مستقبلهم بأنفسهم.

وقد ينظر الزعماء السياسيون الحاليون في لبنان، ومعظمهم كانوا لاعبين أساسيين في الحرب الأهلية، في سلوك مسار بديل. ربما يبدو الأمر مستبعداً إلى حد كبير، ولكن قد يُقرّ هؤلاء بأن زمن السياسة القائمة على الهوية وزمن الرأسمالية الزبائنية قد ولّى. ومن أجل تأمين بقائهم، عليهم أن يُفكّروا في طريقة للتحوّل على المستوى الشخصي، وتوسيع قاعدتهم، والانتقال إلى سياسة قائمة على الأفكار وقادرة على حشد الدعم الشعبي.

قد يبدو ذلك وكأنه يعني انتحار القوى السياسية، ولكن ربما يكون المفتاح لبقائها في المدى الطويل. فقد تبيّن خلال الشهر المنصرم أن اللبنانيون يريدون، في الجزء الأكبر منهم، عقداً اجتماعياً جديداً مع دولتهم، يتجسّد من خلال منظومة حكم تعترف بحقوقهم وواجباتهم كمواطنين متساوين. ويريدون أن يتناقشوا في مابينهم وأن يُعرَفوا من خلال أفكارهم، لا من خلال معتقداتهم الدينية أو أيديولوجياتهم. ويتطلعون إلى أن تساهم تلك الأفكار في النقاشات حول مايجب أن يكون عليه مستقبل لبنان. ينبغي على الأفرقاء السياسيين الإصغاء إلى هذه المطالب إذا أرادوا ألايفوتهم الركب.

 

البيت يحترق أين منفضة السجائر؟

راجح الخوري/النهار/30 تشرين الثاني 2019

ما نفع الدعوة الى عَقد إجتماع مالي في بعبدا، بعد أسبوعين ونيف على ذلك الإجتماع المشابه الذي انتهى بإعلان حال طورائ إقتصادية، لم يرَ الناس شيئاً من نتائجها أو مفاعيلها أو جدواها؟

عند اعلان حال الطوارئ تلك كان سعر الدولار عند حدوده المعلنة رسمياً، ومع الاجتماع أمس كان الدولار يحلّق عند حدود الفي ليرة، ولولا القيود على السحوبات وتقييد فضاء الاقتصاد الحر، لكان الدولار قد حلّق او غيّم كما يقال. إجتماع مالي بعد ٤٤ يوماً من إندلاع الثورة، وشهر على إستقالة الحكومة، وفي ظل سلسلة من التظاهرات والإعتصامات، ومع طوفان من الإزمات المعيشية التي تزيد الخناق على الشعب، والخوف من توقف المستشفيات وأزمة المحروقات والمحطات والبنزين، وامام تسونامي الإفلاسات الزاحفة، واقفال المحلات الخاوية، والبطالة المتصاعدة، ووصول البلاد الى حافة الإنهيار الكامل، والخوف حتى من ملامح مجاعات قد تدهم اللبنانيين. ممتاز، فعلاً ممتاز، إجتماع مالي بعد إعلان طوارئ إقتصادية لم تقدم أو تؤخر، وبعد تراشق كل أعضاء هذا الطقم السياسي السعيد، بتهم السرقة والنهب والفساد والسطو على المال العام، وعلى سمع الناس من تحت قبة البرلمان الساهر على الأداء البائس والفاضح والمعيب لهذه الدولة المزرعة، لكأن هذه الإجتماعات المالية يمكن ان تعالج الأزمات المتناسلة، التي أطلقت ثورة تعتبرها بعض القوى مجرد تظاهرة أخرى، فسيتعبون ويتفرّقون ويعودون الى بيوتهم وصمتهم الغبي، أو سترعب جموعهم الغزوات المنظمة والعراضات وحرق الخيام، وأشباح الحرب الأهلية!

اجتماع مالي لا يحضره رئيس الحكومة المستقيل، الذي يقال إنهم يتمسكون به او يراهنون على عودته، كرافعة تساعد في البدء بحل الأزمة الاقتصادية، لكنه كما نسب إليه أمس يعتبر ان هذه الإجتماعات نظرية، ولا يمكن ان توصل الى نتيجة فعّالة، وان المعالجة تحتاج الى تشكيل حكومة جديدة، بما يستدعي ان يبدأ رئيس الجمهورية الإستشارات النيابية الملزمة، والتي قيل أمس إنها باقية على إستمهالها بهدف التوافق بين الافرقاء السياسيين، وبما يساعد على تسهيل التأليف بعد التكليف، لكن بما يعني ضمناً في رأي البعض، محاولة الإمساك بعصفوري التكليف والتأليف في يد رئيس الجمهورية خلافاً للدستور!

في إعتقادي أنه بعد بيان الحريري الذي رد على سيل الإتهامات له بحرق الأسماء البديلة منه، وبالدلع والتسويف والمماطلة ثم بالتهرب من المسؤولية، والذي كان واضحاً في قوله إن ما هو أخطر من الأزمة الكبيرة الوطنية والإقتصادية التي تنزل بلبنان، هي حال الإنكار المزمن للإنتفاضة ومطالب الشعب، والتي كان من شأنها تأجيج الجدل حول مسألة الإستشارات، وطرح الأسماء في التداول وإتهام الحريري ثم التمسك بعودته – بعد كل هذا ليس مستغرباً ان تكون نتائج الاجتماع المالي في بعبدا أمس، تماماً مثل نتائج حال الطوارئ الاقتصادية قبل أسبوعين، التي تحولت موعداً عابراً لم يؤدِ الى أي نتيجة عملية، والدليل اننا عدنا الى الاجتماع المالي الذي لن يعالج مشكلة محطة للوقود، فكيف ولبنان يغلي تظاهرات وغضباً وتدهمه أزمات مرعبة؟

لقد بدا بيان الصديق سليم صفير رئيس جمعية المصارف بعد الاجتماع المالي مثيراً للبكاء، لأنه جاء تماماً كمن يبحث عن منفضة ليطفئ سيجارة وسط بيت يحترق!

 

المشكلة: ”بارانويا” عون و”حزب الله”

علي حماده/النهار/30 تشرين الثاني 2019

لا يختلف اثنان ان البلاد تغرق يوما بعد يوم في ازمة عميقة سيكون من الصعب جدا الخروج منها كما يتوهم البعض من القيمين على الملف الحكومي. فالازمات تتوالد في كل مكان وزاوية وقطاع، واللبنانيون الذين اصابتهم الضائقة بشكل عنيف، لا يزالون يتعاملون مع الازمة ببرودة نسبية. ولكن انزلاق لبنان نحو القعر الاقتصادي والمالي والمعيشي، سيشعل مع مرور الوقت غرائز العنف، بمعنى ان الازمة المعيشية ستدفع بالكثيرين الى الذهاب بعيدا تأمينا للقمة العيش. ولذلك نحذر المسؤولين الممسكين بالقرار في البلد، والذين يتحملون جميعا ومن دون استثناء المسؤولية عما وصلت اليه البلاد، ان لبنان قد يشهد مرحلة جديدة من الاحتجاجات التي ستتتسم بالعنف مردها انفجار الازمة الاقتصادية المالية التي انعكست على لقمة عيش الشعب. اذاً نحن نسير قدما نحو حالة من الفوضى لا يمكن اي جيش او قوى امنية ان تحتويها، لذا يبقى الطريق الاسلم لإراحة الوضع، منع اشتعال النيران والخروج من حالة الشلل المخيفة التي يشهدها مسار الحل السياسي بسبب إدارة كل من رئيس الجمهورية و”حزب الله” السيئة للازمة.

بالأمس دعا رئيس الجمهورية الى اجتماع مالي، هو الثاني، للبحث في سبل إبقاء الوضعين الاقتصادي والمالي تحت السيطرة، وصار بحث في المقاربات التقنية للتخفيف من الازمة، فيما تركت المقاربة الأهم بنظرنا، وهي المتعلقة بالمسار السياسي. فالازمة أولا سياسية، وتحالف “حزب الله” – رئيس الجمهورية يماطل في الافراج عن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، بدءا بالدعوة الى الاستشارات الملزمة لاختيار رئيس جديد للحكومة وتكليفه بسرعة، ووفق معايير باتت واضحة، كونها أولا تتجاوب ومطالب الشعب الثائر لناحية الكفاءة والاستقلالية والنزاهة، وثانيا تلاقي ما يتطلبه المجتمع الدولي المالي لمساعدة لبنان على مواجهة الازمة. هذا لم يحصل، وبقي رئيس الجمهورية في غيبوبة سياسية، وشبه البعض اسلوب ادارته للازمة التي انفجرت في منتصف عهده بأسلوب ادارته للحرب التي خاضها في نهاية التسعينات من القرن الماضي. باختصار بقي الرئيس عون عالقاً بين ركام قصر بعبدا سنة ١٩٨٩، وهو ان خلع بزته العسكرية لم يخلع نمط تفكير يعود الى ثلاثة عقود مضت. فهو يقارب الازمة الحالية على انها مؤامرة ضده وضد “حزب الله”، ولا يعتبر نفسه وسط ازمة، وانما وسط معركة يخوضها كما كان يخوض المعارك قبل ثلاثين عاما حتى لحظة لجوئه في ١٣ تشرين الأول الى سفارة فرنسا !

لا تختلف مقاربة “حزب الله” للأزمة ولكل ما حصل منذ اندلاع ثورة ١٧ تشرين، فهو يعتبرها مؤامرة ضد سلاحه، ودوره، وظيفته الإقليمية واللبنانية، ولكنه بعد ان فشل اكثر من مرة في اجهاض الثورة بوسائل عدة بينها استخدام العنف، بات يختبئ خلف ستار الرعونة العونية في إدارة الازمة، ويعزز خيار المماطلة ولعب ورقة الوقت لاخماد مناخ وطني عابر وسلمي يرى فيه نقيضا ايديولوجيا خطرا. ان رفض تحالف “حزب الله” – الرئيس عون الافراج عن المسار السياسي الطبيعي بعد استقالة الحكومة هو الأساس اليوم ما لم يقتنع هذا الثنائي بأنه حان الأوان لتقبل فكرة توق اللبنانيين للخروج من الواقع المزري الذي زجتهم فيه “التسوية الرئاسية” المجرمة في حق الوطن، التي ما كانت سوى غطاء لحشر الشعب اللبناني في سجن كبير !

 

حزب الله يغازل الحريري ويُحيِّد جنبلاط ويصوّب على جعجع

أسعد بشارة/الجمهورية/30 تشرين الثاني 2019

يتصرّف «حزب الله» منذ 17 تشرين الأول بعقل بارد، لكن بتوجّس كبير. الهواجس يربطها «حزب الله» بمسلّمة أنّ الانتفاضة مؤامرة مدروسة الهدف منها سلاح «الحزب»، وإخراجه من الحكومة، وتجريده من تركيبة سعى منذ عام 2005 لإرسائها، ونجح في المهمة مع انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل الحكومتين الأولى والثانية التي أسقطها الشارع.

تقول مصادر سياسية مطلعة على أجواء «الحزب»، انّه يتمهل في استعمال الخيارات المتاحة، سواء في تشكيل الحكومة، أم في التعامل مع الانتفاضة الشعبية التي لم يخفِ توجّسه منها.

وتشير المصادر الى مجموعة مسلمات تتحكم بموقف «حزب الله» أبرزها:

أولاً: يتخذ «الحزب» مواقفه من التطورات الداخلية، على وقع ما يجري في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة الايرانية السعودية، والايرانية الاميركية. ففي الاولى يرى الحزب في الحوار الذي سيجري في عمان بين السعودية والحوثيين، حواراً بالواسطة بين ايران والسعودية، وهو الحوار الناتج من رغبة السعودية في التبريد بعد ضربة «ارامكو»، ويعتبر في الثانية أن الخيوط لم تنقطع بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، على الرغم من فرض العقوبات المشدّدة، وهذه الخيوط تنطلق من وجود حاجة لدى ادارة ترامب للعب أوراق رئاسية تملك طهران عناصر قوة فيها، كملفي أفغانستان والخليج ككل، حيث باستطاعة ايران أن تكون ناخباً قوياً في هذه الانتخابات لصالح ترامب أو ضده، وهذه الأوراق ستستعمل في الوقت المناسب.

ثانياً: يتمهل «حزب الله» في حسم مسألة تشكيل الحكومة، فأولويته تنقسم الى ثلاث مراحل: الأولى ولها الأفضلية تتمثل في عودة الرئيس سعد الحريري الى ترؤس الحكومة على الرغم من إعلانه العزوف، والثانية تتمثل في مباركة الحريري لشخصية أخرى، والآن يجري البحث باسم سمير الخطيب الذي يرحب «حزب الله» باختياره، من دون أن يعطي موافقته عليه الى الآن. أمّا الثالثة، فتتمثل في اختيار شخصية سنية حليفة وتشكيل الحكومة وفق معادلة اللون الواحد، ولكل من هذه المراحل التوقيت الملائم، طالما وضع المنطقة لا يملي حرق المراحل.

ثالثاً: يدرك «حزب الله» أنّ تاريخ 17 تشرين أعاد خلط الاحجام والادوار، سواء بالنسبة الى حلفائه أم الى خصومه. فبالنسبة الى الحلفاء، لم تعد معادلة الرهان على حصان واحد قائمة، بعدما تعرض الرئيس ميشال عون، وبالتالي وزير الخارجية جبران باسيل للاستنزاف الشديد، الى حدّ فقدان القدرة على تأدية دور الحليف القوي، كما تعرض بعض حلفاء الحزب الى الاحتراق، اسوة بباسيل، لكن على الصعيد المسيحي بات واضحاً أنّه وفي مقابل هذا الاستنزاف، حافظ الوزير السابق سليمان فرنجية على موقعه، وهو مرشح لأن يؤدّي دوراً رئيسياً بعد انتهاء عهد الرئيس عون.

رابعاً: تشير المصادر الى أن تعامل «حزب الله» مع وليد جنبلاط يتسم بالتطبيع الآني، فمناطق الشوف وعاليه، خلت بشكل كبير من أي توتر، كما أنها لم تشارك كبيئة اشتراكية في قطع طريقي الجنوب والبقاع، وهذا كان نتيجة تنسيق بين الاشتراكي و«الحزب»، وفق قاعدة الابتعاد عن أيّ اصطدام مباشر، وفي المقابل لم يسجل أي تحرك مزعج لجنبلاط في الجبل من أنصار النائب طلال ارسلان ووئام وهاب، اللذين طلب منهما الحزب إبقاء الوضع في الجبل هادئاً.

أما عن التعامل مع «القوات اللبنانية»، فتشير المصادر الى أنّ خشية «حزب الله» من الدكتور سمير جعجع كبيرة، حيث يتهم في مجالس «الحزب» بأنه يريد السيطرة على المناطق المسيحية، وأنّ «القوات اللبنانية» موجودة على الارض، وهي تحرك التظاهرات، وتذهب الاتهامات الى حد القول إنّ «القوات» باتت جاهزة لكل الاحتمالات، كما تطال اتهامات «الحزب» الوزير السابق أشرف ريفي، الذي يلعب مدعوماً من دولة عربية، (برأي الحزب) دوراً كبيراً في تظاهرات طرابلس والشمال، وأنه أيضاً جاهز للتنسيق مع «القوات اللبنانية» متى استدعت الحاجة.

 

 ألمانيا تدرج حزب الله على قوائم الإرهاب... فهل يتبعها الاتحاد الأوروبي؟

طوني بولس/اندبندنت عربية/30 تشرين الثاني 2019

يتوالى إدراج الدول حول العالم، حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب. وآخر المحطات إعلان السلطات الألمانية عزمها حظر أنشطة الحزب على أراضيها. ووفق مصادر إعلامية ألمانية، فإن القرار سيساوي فوراً أنشطة الحزب وأعضاءه في ألمانيا بأنشطة تنظيم "داعش" الإرهابي وأعضائه، إذ تتخوف برلين من معلومات عن أنشطة غير مشروعة لشبكة إجرامية متنامية تابعة للحزب، تسلّلت إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد تقوم بعمليات إرهابية لصالح إيران. تكشف مصادر ديبلوماسية غربية عن أن أنشطة حزب الله في ألمانيا تخضع لمراقبة الاستخبارات الداخلية منذ فترة، وقد رُصد نشاط نحو 1200 من أنصار الحزب في الدولة الأوروبية، يرتبطون بشبكة من الجمعيات والمساجد، ولا سيما في مدينَتَيْ برلين وهامبورغ، وتعتقد الاستخبارات الألمانية أن حزب الله بات يملك خلايا نائمة، قادرة على شن هجمات إرهابية في البلاد وخارجها انطلاقاً من الأراضي الألمانية. وتشير المصادر إلى أن الحكومة البريطانية كانت قد أعلنت في وقت سابق حظر حزب الله اللبناني على أراضيها وصنفته ضمن المنظمات الإرهابية، إذ تصل عقوبة الانتماء إلى حزب الله أو الترويج له إلى السجن لمدة 10 سنوات، مرجّحةً أن يدفع إعلان ألمانيا انضمامها إلى نادي الدول التي تدرج حزب الله على قوائم الإرهاب، الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب إلى إلغاء التفريق بين جناحه العسكري المحظور والحزب السياسي. وتعتبر المصادر أن فرنسا هي الدولة الأخيرة في أوروبا التي لا تزال ترفض إدراج الحزب بجناحَيْه العسكري والسياسي على قوائم الإرهاب، وذلك لاعتبارات عدّة، منها الاتفاق النووي الإيراني ومصالح تجارية مع طهران.

تاريخ حافل

تذكّر المصادر نفسها بأن تاريخ العمليات الإرهابية التي نفّذها حزب الله في أوروبا يبدأ من عام 1985، عندما اختطف طائرة كانت في طريقها من أثينا إلى روما. وعام 2012، تعرّضت حافلة سياحية في بلغاريا لهجوم أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة أكثر من 30 آخرين. وعام 2013، دانت محكمة في قبرص شخصاً كان يُعِدّ لهجمات إرهابية في قبرص، واعترف بأنه عضو في حزب الله. وتضيف "اكتشفت بريطانيا عام 2015 مخابئ كبيرة لمواد متفجرة، كذلك في قبرص، ودول أوروبية أخرى وخارجها"، مشيرةً إلى أن الاستخبارات البريطانية تعتقد أن هذه المواد كانت مخصصة لهجمات إرهابية في المستقبل.

وترى المصادر الدبلوماسية الغربية أن الاتحاد الأوروبي بات محرجاً باستمرار الازدواجية في التمييز بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله، خصوصاً بعد شروع عدد من الدول الأوروبية بإدراجه على قوائم الإرهاب، والقانون الذي أقره مجلس النواب الأميركي والموجّه للاتحاد والذي يطلب منه تصنيف الحزب على قوائم الإرهاب لديه لزيادة الضغط على قيادته وأعضائه وإصدار مذكرات توقيف بحقهم، متوقعةً أن تُطرح القضية أمام البرلمان الأوروبي الذي قد يلغي التمييز بين جناحَيْ الحزب.

لبنان أسير

ويعتبر مصدر سياسي لبناني أن شروع الدول الأوروبية بإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب، سيفاقم الحصار الدولي على لبنان، كون معظم الدول الغربية تعتقد أن حزب الله هو من يمسك بمفاصل الدولة اللبنانية وهو من يمتلك القرارات الاستراتيجية فيها، وبالتالي "سيدفع الشعب اللبناني الذي بات رهينة المفاوضات الغربية الإيرانية الثمن الأكبر".

ويشدد على ضرورة تشكيل حكومة حيادية بشكل عاجل لتدارك الغضب الغربي المتعاظم تجاه حزب الله، مشيراً إلى أن حكومة حيادية خارج التمثيل الحزبي تحمي لبنان من عقوبات محتملة، كونها تعيد الفصل بين الحزب والدولة اللبنانية من جهة، وتكون من جهة ثانية قادرة على فتح حوار مع الغرب لتنظيم الخلاف مع الحزب من دون أن يبقى الشعب اللبناني بأكمله رهينة للمطامع الإيرانية. ويضيف أن أحد أبرز أسباب العقوبات التي تفرضها واشنطن على حزب الله هو توغله في دول أميركا الجنوبية، حيث أنشأ عصابات إجرامية تعمل لصالح إيران في قضايا غير شرعية، ولا سيما في فنزويلا والبيرو والأرجنتين والبرازيل، بالتواطؤ مع بعض الأنظمة في إطار الحرب التي تشنها طهران ضد الولايات المتحدة، معرباً عن اعتقاده بأنّ واشنطن ستوسع قاعدة عقوباتها لتشمل حلفاء لحزب الله في البيئة السياسية اللبنانية.

الوزارات السيادية

وتشير تقارير غربية إلى أن 57 دولة حول العالم بينها دول عربية تدرج حزب الله بشكل رسمي على قوائم الإرهاب وتحظر نشاطه بشكل كامل، في حين تخضع نحو 70 دولة، نشاطات الحزب إلى المراقبة الشديدة، وتفيد التقارير بأنه يتم رصد آلاف الجمعيات والشبكات والمؤسسات حول العالم التي تعمل لصالح إيران من خلال حزب الله بطرق غير شرعية ولا سيما في ما يتعلق بتجارة المخدرات بين أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية. تضيف التقارير أن حزب الله يمتلك شبكة أمان داخلية في لبنان من خلال اختراقه الطوائف الأخرى وإمساكه بقرارات الدولة اللبنانية، بخاصة أن حلفاء له يمسكون الوزارات الأساسية في الحكومة، وأبرزها وزارات الخارجية والدفاع والمالية وهي ثلاث من أصل أربع وزارات مصنفة سيادية في لبنان، إضافةً الى وزارات أخرى تتيح له التستر خلف شرعية قراراتها.

 

صمود الساحات وسقوط غزوات القمع... واستمرار محاصرة أحزاب السلطة

أحمد الأيوبي/اللواء/30 تشرين الثاني/2019

وَلَجَتْ ثورةُ اللبنانيين مرحلة جديدة بعد «الثلاثاء الأسود» الذي خيّم على ساحات الإعتصام وشوارع لبنان، مع تنفيذ أوامر الإقتحام والتخريب والإستفزاز التي نفذها أنصار بعض الاحزاب من صور إلى بعلبك، ومن جسر الرينغ (غزوة شارع مونو) إلى ساحة النور، وإجتياح شوارع طرابلس من «الغوغاء المنظمة»، وغزوة محازبي التيار العوني لبكفيا وعين الرمانة، وإستحضار كل شياطين وشعوذات الحرب الأهلية بشعاراتٍ طائفية ومذهبية فاقعة، ظنّ مطلقوها أنها ستكون كافية لإخضاع الثائرين وإغلاق الساحات وإعلان وفاة الثورة..

يحقّ لمدبـّري «فتنة الثلاثاء» وما سبقها من إقتحاماتٍ عنيفة، أن يظنوا أنها ستؤدي إلى إرهاب الناس التي إفترشت الأرض وإلتحفت السماء، ووضعت مصيرها على توقيت ونبضات وهتافات آلاف الشبان الذين أحرقوا سفنهم، ويوجهون بسلمية وإصرار سلطةً أوصلت البلد إلى الإفلاس ومشارف الإنهيار.. لكن الواضح أن مستوى نضوج الشعب أرقى من محاولات إعادته إلى حظائر الطائفية والمذهبية البغيضة.

صمود الساحات في وجه القمع والتنكيل

هاجم الغوغاء منطقة عين الرمانة، وحاولوا إقتحامها، لإيقاظ أشباح الحرب الأهلية، لكن الأهالي صمدوا، ولم ترهبهم عراضات القوة، ولا صرخات الإستعداء الطائفية، فالجميع بات مدركاً أن الصمود السلمي، هو الخيار الأكثر صلابة وإيلاماً لأحزاب السلطة.

وفي اليوم التالي خرجت أمهات الشياح وعين الرمانة في تظاهرة وطنية وجدانية جدّدت دفن خطوط التماس ورفضت كلّ أشكال الفتنة. في طرابلس، إفتعل الطابور المعلوم - المجهول إشكالاً بدأ حول مركزٍ شبه مهجور للتيار الوطني الحر، ثم توسعت رقعة الإضطرابات، لتصبح موجةَ تخريبٍ واسعة طالت المؤسسات والمصارف المحيطة بساحة النور وصولاً إلى البحصاص، مع تسجيل وقوع عشرات الإصابات في صفوف المشاغبين والجيش وأهل الساحة الذين كانوا يحاولون وقف هذا الإنفلات الذي أصاب ساحتهم وهدّد ثورتهم..

لكن الفجر التالي كان موعداً لتجدّد ساحة النور حيويتها وتستعيد هديرها ولتتلاقى قياداتها المدنية وأهل الساحة لبلورة مبادرة تضمن حماية الساحة بالتنسيق مع الجيش.

ساحاتُ بعلبك وصور التي نالت نصيباً وافراً من التشبيح والعدوان، عاودت بدورها نشاطها بزخم لاقى ساحات الوطن المتفاعلة والمنتفضة ضد كل أشكال القمع..

أين يكمن الخلل.. لماذا لا يُعتقل المخرّبون؟

تشابَهَ المشهدُ بين نتائج غزوة شارع مونو وغزوة ساحة النور وجوارها. فمستوى التخريب فاق التصوّر، والأذى امتدّ إلى المنازل والممتلكات، وفي كلا الحالتين: مخربون مكشوفو الوجوه، مارسوا كل أعمال البلطجة، ولم يستطع الأمن إعتقال أيٍّ منهم. وبرز السؤال الأهم: كيف إرتكب هؤلاء المخربون كل هذا الحجم من التدمير، ولم يقم عناصر الجيش بتوقيفهم، وهم على بعد خطواتٍ منهم؟

كيف يمكن أن نفهم توافر صور المخربين في كاميرات وتسجيلات المؤسسات المستهدفة وتوثيق الناشطين، ولم يتم القبض على أيٍ منهم حتى الساعة؟ ما الذي يمنع تحرك القضاء تلقائياً لتسطير إستنابات التوقيف بحق هؤلاء؟ ما الذي يعطي المخرّبين حصانة بهذا الإستفزاز، ويدفع لتوقيف أربعة فتية نزعوا يافطة للتيار العوني في حمّانا؟ أو إحتجاز شبان في المنية والبداوي على خلفية إحتجاجاتٍ سلمية نظيفة؟ ولماذا لا تنبري ثلة من أهل ساحة النور، ومنهم المحامون، بالإدعاء على هؤلاء الذين أضروا بطرابلس وثورتها، والضغط المتواصل لوضع حدٍ لهذه التجاوزات..؟

ما هو دور وزير الدفاع الياس بوصعب في دفع فوج المغاوير إلى ساحة بكفيا، وفرض عبور الموكب العوني المستفز، بدل عودته درءاً للفتنة، كما هو الشعار السائد في حالاتٍ مضادة؟ وهل من الجائز أن يتدخل وزير مستقيل، وهو طرفٌ مضادٌ للأهالي، ليورّط المؤسسة العسكرية في مشهد مواجهةٍ ربما لم يسبق أن شهدته البلدة، لتغليب الكيدية والغطرسة العونية على موقف أهل بكفيا الرافض لإقتحام موكبٍ مؤلف من 500 سيارةٍ مزودة بالأعلام البرتقالية ومكبرات الصوت، ومتجهة إلى منزل الرئيس الجميل لتوجيه الإتهامات ونبش القبور..

.. وينقلب السحر على الساحر

نجح العونيون في «إستفزاز» أهالي بكفيا، الذين لم يسجلوا نشاطاً إعتراضياً في شارعهم، ولكن الوفد العوني السيّار الذي كان قد أعلن التوجه للمطالبة بفتح ملفات الرئيس الأسبق أمين الجميل، كان كفيلاً بإخراج شباب البلدة وشيبها، ولا أزال أذكر سيدة سبعينية وهي تنافس الشباب في حركتها وحدة غضبها وتوجيه الرسائل الثقيلة على طريقتها.. لتصدّ بكفيا غزوة التيار البرتقالي، وتؤكد أنها منطقة مفتوحة القلب والشوارع للجميع، وأنها مغلقة في وجه المتطرفين العنصريين الذين وصل بهم الجموح، إلى حدود ممارسة التنمّر والشعبوية والإستعلاء على مواطنيهم، الذين يشتركون معهم في الدين والطائفة..

تراكم قوّة الصمود

فشلت كل محاولات الإستدراج للوصول إلى صدامٍ بين اللبنانيين المختلفين، على قاعدة شارع مقابل شارع، كما لم تفلح الغزوات البربرية على ساحتي الشهداء ورياض الصلح في تفريغهما من الثوار.. سقطت كلُّ حواجزِ الخوف ومظاهر الإرهاب أمام إرادة الناس، واختبر الثوار في يومياتهم أساليبَ تخطي الغزواتِ وجهالة القائمين بها، واختبروا أيضاً إشكالية الضياع في القرار لدى القوى الأمنية في مواقف عدة، خاصة عندما لم تستطع إعتقالَ مخرّبٍ واحد من هؤلاء الذين ظهروا بالصوت والصورة، وهدّدوا المتظاهرين بالقتل على الهواء بشكلٍ مباشر.. لم تستطع الغزوات المتتالية أن تغيـّر في مشهد الشارع شيئاً، فقد سقطت أساليبُ الترهيب التي لامست حدود القتل، كما أنها لم تفلح في تحريك الجمود السياسي المتفاقم، ولا في تحقيق أيّ مكسبٍ فعلي، بإستثناء إشكالية قطع الطرق، التي تحتاج إلى مراجعة من الثوار لتقييم إستخدامها بعد بعد مرور 45 يوماً على إنطلاق إحتجاجاتهم المتواصلة. لقد تفنـّنـت أحزاب السلطة في وسائل قمع الثورة الأكثر شمولية ووطنية في تاريخ لبنان، ولكنها بعد رعاية كلّ هذه الأعمال الشائنة وصلت إلى حائط مسدود في خياراتها الإستراتيجية، وهذا يوجب على الثورة، الدخول في مرحلة جديدة من إدارة الصراع، لمزيد من الإنضاج والتماسك والصلابة، ولمزيد من التصعيد الذي يصيب مكامن الضعف لدى السلطة، ويوسّع دائرة الإستقطاب لأوسع قدرٍ ممكن من اللبنانيين الذين يتجهون سريعاً نحو هاويةِ باتوا متأكدين أن من يرميهم إليها، هم القابعون على كراسيّ السلطة وحماتـُهم من أصحاب السلاح والفساد.

 

باسيل والثورة... من يتآمر على العهد؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/30 تشرين الثاني/2019

قد يكون رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من أكثر المتضررين من ثورة 17 تشرين التي وضعته في رأس لائحة المتهمين والمتسببين بالإنهيار المالي والإقتصادي والسياسي وبلوغ قعر الأزمة والهاوية. ومع ذلك فهو يصرّ على أن يبقى سداً في وجه عملية التغيير المطلوب في مستوى الحكم والحكومة من أجل الخروج من هذه الأزمة رابطاً مصير العهد بمصيره ومحاولاً الحد من خسائره وتجنب الوصول إلى حالة العجز السياسي.

حتى من داخل دائرة قصر بعبدا والمحيطين بالرئيس ميشال عون من العائلة وطاقم المعاونين هناك من يحمّل باسيل مسؤولية الأزمة التي يتخبط بها العهد. الكلام الذي كان يبقى همساً حفاظاً على مقام الرئاسة والرئيس والبيت الداخلي خرج أكثر من مرة إلى العلن. وحده تقريباً الرئيس عون لا يزال يغطي باسيل و"يكلّفه" بلعب الأدوار التي يقوم بها معتقداً، عن وعي أو عن غير وعي، أنه يسعى لإنقاذه وأنه يدافع عنه وعن صورته، بينما الواقع يشير إلى عكس هذا الأمر.

باسيل والتأثير السلبي

قد تكون الصورة التي أراد باسيل أن يظهر بها منذ عودة العماد عون إلى لبنان من باريس في 7 ايار 2005 هي التي ارتدت عليه سلباً. منذ ذلك التاريخ أراد أن يوحي وكأنه هو ميشال عون. وقد ساهم عون نفسه في تأكيد هذه النظرية التي تحولت إلى ما يشبه القاعدة إلى الحد الذي لم يعد معه ممكناً التفريق بين رئيس التيار وصهره. كثيرون اعتبروا أن هذه العاطفة التي يبديها عون تجاه باسيل تعود إلى نظرته إليه وكأنه الإبن الذي لم يلده. ربما كان هذا الأمر صحيحاً ولكن لماذا لم يصح أيضاً على نظرته إلى صهره الثاني العميد شامل روكز الذي صار نائباً من خارج التيار بعد انتخابات 2018؟ ولماذا فضل عون أن يبقى أسير باسيل حتى بعد وقوع الخلاف بين الأخير وبين روكز وابنتي الأول كلودين وميراي الذين لم يخفوا ما لديهم من ملاحظات على أداء باسيل وتأثيره السلبي على العهد ومحاولة استغلاله؟

لا شك في أن باسيل تمتع بقدرة على التأثير على عون. أدرك ما يريده وما يدور في أفكاره وعمل على أن يكون هو الحريص على حمل هذه الأفكار ووضعها موضع التطبيق. ولذلك يعتبر البعض أنه يتمتع بحنكة ثعلبية مكنته من أن يجعل نفسه في المرتبة الأولى عند عون وقد ساعده في هذا الأمر كونه صهره وكان بدأ معه في العمل السياسي قبل أن يخرج روكز من المؤسسة العسكرية إلى السياسة وإن كان روكز حرص أيضاً على أن يبقى خارج دائرة التيار الحزبية بعدما صار باسيل رأس هذا التيار بمباركة وتسهيل وتزكية من عون.

ومن هذه الزاوية أيضاً يعتبر البعض أن باسيل كان مستعجلاً ليرث عون في رئاسة التيار مستفيداً من معرفته بوضعه الصحي وبعاطفته تجاهه لأنه لو قدر الله ولم تحصل عملية انتقال رئاسة التيار إليه في الوقت الذي عمل على اختياره لما كانت الطريق ستفتح أمامه لو كان هذا الأمر سيحصل من دون تدخل العماد عون.

تفاهم أكيد وتفاهمات ظرفية

قبل وصول العماد عون إلى قصر بعبدا وبعده عمل باسيل على السيطرة على مفاصل التيار والعهد قبل أن يعمل على مد تحالفاته الأخرى خارج التيار والعهد. اعتبر أن التفاهم الذي وقعه عون مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل في 6 شباط 2006 يشكل له الرافعة الأساسية في الصراع مع الآخرين الذين بقيت التفاهمات الحاصلة معهم ظرفية وخلف التفاهم مع "حزب الله". من هذه الزاوية يمكن النظر إلى تفاهم معراب مع "القوات اللبنانية" وإلى التفاهم مع الرئيس سعد الحريري. صحيح أن باسيل هو الذي وقع على ورقة التفاهم مع القوات وعلى الإتفاق السياسي بعدما صار هو رئيساً للتيار ولكن التفاهم والإتفاق حصلا مبدئياً مع العماد ميشال عون ولذلك بعدما وصل عون إلى بعبدا انقلب باسيل على الإتفاق وذهب في اتجاه تكريس سيطرته على العهد واستغلاله وجعله جسراً لعبوره هو إلى قصر بعبدا. التفاهم مع الرئيس سعد الحريري كان بدأ أولاً في خلال مرحلة الفراغ الرئاسي عندما جرت محاولة أولى للتوافق على ترشيح العماد عون لم يكن مقدراً لها أن تمر. بعدما وافق الحريري في العام 2016 على انتخاب عون رئيسا عاد التفاهم مع باسيل. إذا كان العماد عون قد عطل أكثر من مرة على عهد الرئيس ميشال سليمان تشكيل الحكومة من أجل جبران باسيل فإن باسيل ورث دور عون في فرض الحقائب والأسماء في حكومات ما بعد انتخاب عون وأكثر من ذلك تصرف وكأنه هو القائم بأعمال الرئاسة. هكذا ذهب إلى المواجهة مع الرئيس نبيه بري وانقلب على تفاهم معراب وحاول تطويع رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. ومن هذه الخلفية خاض معارك انتخابات 2018 وإن وُجد تباين في بعض الدوائر مع "حزب الله" فإن هذا الأمر بقي تحت السيطرة لأن "الحزب" كان يرغب أيضاً في أن يكون لباسيل الأولوية في التمثيل المسيحي. ولذلك مر الخلاف الذي حصل مثلاً في جبيل وبعلبك والهرمل والجنوب. في هذه المعركة بقي باسيل مستفيداً من التفاهم مع الرئيس سعد الحريري.

أزمة استقالة الرئيس الحريري من السعودية في 4 تشرين الثاني 2017 أعطت هذا التفاهم زخماً إضافياً. اعتبر باسيل أن الحريري صار أسير تحالفه مع "حزب الله" نتيجة الدور الذي لعبوه في عملية "إنقاذه" و"تحريره". ربما كان من الأفضل للرئيس سعد الحريري أن تكون استقالته فعلية وثابتة في ذلك التاريخ أو أنه كان من الأفضل له لو أنه لم يتنازل إلى هذا الحد عن دوره وموقعه. وهو في استقالته في 29 تشرين الأول الماضي كان كأنه اتخذ القرار ولو متأخراً عامين وكأنه حرر نفسه من تبعات ذلك التفاهم.

المعركة ضد الثورة

منذ انطلقت ثورة 17 تشرين كان باسيل في قلب المعركة ضد الثورة. ربط مصيره بمصير العهد واعتبر أن خروجه من أي حكومة جديدة هو خروج للعهد من الحكم. لقد ظهر خلال ثلاثة أعوام من عمر العهد أنه رمز كل ما يتهم به العهد والسلطة. من صفقات بواخر الكهرباء إلى العجز في الموازنة العامة الذي تراكم معظمه بسبب العجز في موازنة الكهرباء وصولاً إلى إمساكه بملفات التعيينات ومجاهرته بهذه المسؤولية وتجاوزاته الكثيرة في المناطق خصوصاً بعد ما حصل في قبرشمون والبساتين ومحاولته وضع الجيش تحت سلطته وتطويع القضاء وتسييسه. قبل استقالة الحريري حاول باسيل أن يتوصل معه إلى ترميم حكومته وتعيين أربعة وزراء بدل وزراء القوات اللبنانية الذين استقالوا. لم تنجح المحاولة. وبعد استقالة الحريري حاول أن يتوصل إلى تسوية جديدة معه بالتنسيق والتحالف الكامل مع "حزب الله" على أساس قبوله بتشكيل الحكومة التي يقترحانها عليه بالحقائب والأسماء مستفيدين من مسألة عدم تعيين رئيس الجمهورية موعداً للإستشارات النيابية. ولكن الحريري بقي رافضاً ومتمسكاً بأن الحل يكون بحكومة تكنوقراط حيادية ومستقلة. وحتى عندما انتقل باسيل و"الحزب" إلى بحث خيارات غير الحريري سقطت الإقتراحات واحداً تلو آخر. يريد باسيل أن يبقى في الحكومة وأن يسمي الوزراء وأن يقبل من يريد تسميته رئيساً للحكومة بمنصب الرئيس فقط وأن يرأس حكومة يشكلها باسيل. قوة موقف باسيل تكمن في قوة توقيع رئيس الجمهورية. هذا التوقيع استخدمه باسيل في تشكيل الحكومة الأولى بعد انتخاب عون وفي تشكيل الحكومة الثانية بعد الإنتخابات النيابية وهو يريد أن يستغله بعد حتى بعدما بات العهد في قعر الهاوية. يعتبر أنه يمتلك مفتاح القصر وقفل الحكومة. منذ اندلاع الثورة لجأ باسيل إلى القصر. كان وراء كل الظهورات التي ارتدت سلباً على الرئيس من إطلالته الأولى السيئة إلى كلمته في تظاهرة باسيل وتياره إلى المقابلة التلفزيونية المفتوحة والحصرية التي لم يفهم السبب في إجرائها إلا ما قيل عن أنها كانت تصب في مصلحة باسيل لجهة تشكيل حكومة مواجهة خصوصاً أنها أتت بعد كلام تصعيدي لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.

أين مصلحة العهد؟

يدرك باسيل أنه تضرر مع تياره بفعل الثورة. وأنه إذا لم يستطع أن ينقذ نفسه اليوم فإن مستقبله سيكون غامضاً وسيئاً. لذلك يربط مصيره أيضاً بما يريده "حزب الله". لا يستطيع أن يفك تحالفه مع "الحزب" ويعمل على أن يبقى مسيطراً على قرار رئيس الجمهورية. ذلك أنه حتى لو كان الرئيس يغطيه فعلاً ويكلفه بهذا الدور إلا أنه كان حرياً به أن يفعل ما تمليه عليه مصلحة العهد أولاً وأن يعمل على إقناع الرئيس بتبني التوجه الذي يمكن أن ينقذه وينقذ العهد لا أن يساعده على البقاء في قعر الهاوية والأزمة. ربما من هذا المنطلق يمكن فهم ما قالته السيدة ميراي عون الهاشم عن أنها لم تفهم كيف يمكن أن يتظاهر الشخص دعماً لنفسه بعد زج والدها في تظاهرة باسيل: "أنا في السلطة فكيف يجوز أن أتظاهر دعماً لنفسي؟". على رغم المعارضة العائلية للدور الذي يلعبه باسيل، وعلى رغم خروج النائب شامل روكز من تكتل لبنان القوي وعلى رغم تحفظات السيدتين ميراي وكلودين يبقى باسيل الإبن المدلل للرئيس عون ويبقى الرئيس عون معطياً مفتاح العهد لباسيل. هذا التسليم الذي يشبه الإستسلام يعني نهاية حتمية للعهد. لا قدرة لباسيل على فرض الحكومة التي يريدها. لا قدرة له على فرض أن يكون سعد الحريري رئيساً لهذه الحكومة. لا قدرة له على تشكيل حكومة مواجهة. لا قدرة على تشكيل حكومة مع سعد الحريري ولا قدرة على تشكيل حكومة من دونه. الحل أن يتحرر الرئيس عون من عبء باسيل وأن يذهب إلى خيار الحكومة الحيادية المستقلة غير السياسية التي يمكنها أن تنقذه وتنقذ العهد.

 

مفكرة لشبونة: ترام بيروت

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

صغيرة هذه العاصمة وتبدو كأنها معزولة مثل مدن الأطراف. لكن لا يغرنَّك كثيراً هذا المظهر المتواضع. كما وُلدت من رحم الجزر البريطانية الصغيرة دول مثل الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وبعض كندا، وكما وُلدت من الرحم الإسباني معظم أميركا الجنوبية، فإن البرتغال هي أم البرازيل، سادس دول العالم، شبه القارة المعروفة باسم «أميركا البرتغالية»، أو أيضاً «أرض الببغاوات»، طيور الكلام التي كانت تملأ البلاد عندما بدأ البرتغاليون بالوصول عام 1500. العام 1534 قسمت هذه المدينة الصغيرة القارة التي اكتشفتها إلى 12 قطاعاً منحتها لاثني عشر من النبلاء والفرسان: سبعة منهم كانوا من قادة الحملات في أفريقيا والهند، وأربعة من أركان البلاط. والنص واضح وصريح: الأرض ملكية مطلقة للسادة الفرسان، وسكانها (الهنود) عبيد لهم. وجد البرتغاليون أمامهم بلاداً غامرة وشعباً بدائياً. ويصف المؤرخ الفرنسي بيار دو رونسار (1559) البرازيل التي أراد الاستيطان فيها بأن «أهلها يتنقلون ببراءة، عراة على الدوام، من دون خبث، من دون فضائل، من دون رذائل». بالنسبة إلى البرتغاليين كان هؤلاء أَكَلَة لحوم بشرية، يجب تدجينهم وتنصيرهم. وعندما اكتشف الغرب السكّر في القرن السادس عشر سوف تصبح هذه الأرض الشديدة الخصب مصدر ثروات هائلة. ولاحقاً سوف تصبح أرض السكّر والبن أيضاً. في مقهى «برازيلييرا»، مساء كل يوم، لم يكن فرناندو بيساوا يملك ثمن أكثر من فنجان واحد، والآن كل شيء في لشبونة يحمل اسمه. في كل مكتبة جناح خاص بمؤلفاته، بكل اللغات الأوروبية، وبطاقات تحمل صورته الكاريكاتورية البائسة، ساهماً يفكر في اللا شيء واللا أحد، ويخشى اللحظة التي يقف فيها صاحب الشركة، السنيور فاسكيز، فوق رأسه، منبهاً إياه إلى عدم الخطأ في حسابات الزبائن. شيء واحد لم يكن يتوقف عنه ساعة القهوة البرازيلية: الكتابة. كان يكتب أو يطبع أو «يخربش» على أي شيء يقع تحت يده: ورق الصحف، المناشير، أغلفة الرسائل البريدية، على المطبوعات الدعائية. كما كان يكتب في كل الأنواع: الشعر، المسرح، البحث، الفلسفة، وعلم الفلك. وباسمه، أو بأسمائه المستعارة، كان يكتب بالإنجليزية والفرنسية والبرتغالية.

اليوم الثاني في لشبونة قررنا أن القاعدة القديمة لا تتغير، وأن أفضل الطرق لرؤية المدينة هي التسكع فيها. يا للمفاجأة المدهشة. هذه المدينة مليئة بالحافلات الكهربائية (الترام) مثل بيروت القديمة. ومثلها طلعات ونزلات، والترام العتيق صاخباً يقاوم حدة الطلوع، حاملاً الركاب البسطاء إلى منازلهم وأعمالهم. كان بيساوا يشفق عليه: «يتلوى حول أطراف الساحة محاولاً عدم الخروج عن خطه، ومن حوله تتفرق مذعورة طيور الحمام، كأنها قطع خبز تذروها الرياح».

إلى اللقاء...

 

سيدة القلوب أنتِ..سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة، أوليست “الثورة أنثى” عندنا؟

جورج يونس/30 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81003/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%aa%d9%90-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

منكِ نتعلم البطولة والتضحية والوطنية

معكِ نكبر ونتميز وننحني تواضعاً

بكِ نرفعُ جبيننا كرامة وعزة وحنان

لكِ ننحني لأنك أكثر من تحمل أوجاع هذا الوطن المنكوب

لأجلك نكْسُرُ شموخنا فأنت وحدك بمعاناتِكِ رمز ذلكَ الشموخ.

سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة. أوليست "الثورة أنثى" عندنا؟

إحتضنتي معاناة الوطن وويلات شعبنا منذ مرت بوسطة عين الرمانة علينا

فكنتِ أم الشهيد وأخته وحبيبته ورفيقته.

رافقتي مقاومينا وشبابنا والمناضيلين الى المتاريس والجبهات والطرقات واليوم تقودين الساحات والمواجهات.

رأيتي أبناءكِ وإخوتكِ وإحباءك إما يهاجرون او يستشهدون او يعانون ليستمروا.

دفنتتي أحلامكِ بإستشهاد أحباءكِ وكم هي صعبة أن يرى الإنسان احلامه تطمر في غياهب القبور.

سهرتي الليالي تتضرعين لشفاء إبنكِ وزوجك وحبيبك المصاب، فيما كان تجار الدم يتبادلون الانخاب سراً.

ولكم أضحت حياة أمهاتنا صعبة وهم يكملونها وحيدين بسبب هجرة اولادهم الباحثينً عن مستقبل أفضل.

ما أهون الكلمة أمام معاناتك!

كيف لا وانا الادرى من خلال عيون أمهات عين الرمانة والشياح، منطقتي، بمعاناة حبيبات قلوبنا؟

فشظايا حروبهم لا زالت في جسدي وزعماء الدم والفساد لا يزالون يسرحون ويمرحون.

ذكريات الشهداء من أبناء "شارع صنين" لا تزال تمزق وجدان القلة القليلة التي بقيت حية من ذلك الحي.

فمن عاش ويلات الحرب والنضال لا يعرف ابداً أن يرقص على جثث رفاقه.

ومن عرف خسارة الرفاق والاصدقاء يعرف تماماً معنى صرخة نسائنا المستجدة على ما كان يسمى خطوط التماس.

فحيطان ألابنية هنالك شاهدة على جروحنا النازفة ابداً.

وأنصاب الشهداء لا زالت تذكرنا كيف ذهب الرفاق وبيعت القضية وتربع زعماء الغفلة الجدد على الكراسي.

ننحني لدموعِكِ التي انهمرت منذ ايام وأنتِ تسترجعين ذكريات لا تريدينها أن تعود.

نقبل تلك الايادي التي ما فتأت تجول علينا في خيم الاعتصامات لـتطمئن أذا ما كنا قد حصلنا على الطعام.

نثمن تلك الأرجل التي وطأت بها على متاريس المعارك الغابرة.

نقدرجسارتك في إحتضان شبابنا بجسدك لثني القوى الامنية عن إعتقالهم ومن ثم الدفاع عن أحقية مطالبهم أمام المحاكم.

بعد الله نركع فقط امامك لأن صليبك كبير منذ بداية مآسينا التي لم تتوقف.

نتطلع بحسرة الى غصة زغاريدكم حينما عانق اهل الهلال صليبنا وعندما التقى حجاب هامتكم بمسابح ورديتنا.

نعدُكِ، يا من أعادت صدامات الضاحية نكأ جروحها فصرخت بأعلى صوتها بأنها "لن تسمح لهم بحملها على إرتداء الاسود مرة ثانية".

نقول لك وانتِ اليوم تتصدرين مواجهات الثوار لحمايتهم من ضربات بلطجية السلطة، بأننا سنمنع هواة الدم من تفريقنا مجدداً، ولن نرهُنَ أنفسنا الا لحماية عيش مشترك جعل موطننا أيقونة جاذبية لكل طامع بجمال مجتمع يعرف كيف يفجر الفرح من أتون المعاناة.

تبوأتم الصدارة في ثورة الكرامة والفقر فكانت قبضاة ايادكم المتشابكة بين شارعي صنين وأسعد الاسعد هي الحافز الاول لشبابنا كي لا يستسلموا أمام جبروت من لا يعرفون الحق والله.

هلقد منحبكم يا أغلى الناس.

 

يجب ألا يكون «حل الدولتين» سراباً

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

تتوتر العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر فأكثر على ضوء التغيرات العاصفة الجارية على الساحة الإسرائيلية - الفلسطينية.

وإن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بضم حكومة بنيامين نتنياهو لمرتفعات الجولان بدعم من الرئيس دونالد ترمب، وإضفاء صفة شرعية على المستوطنات اليهودية، وإيقاف واشنطن لتقديم المساعدات المالية إلى السلطة الفلسطينية ووكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تأسست في عام 1949 وتقدم منذ ذلك الحين المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة، وفي نهاية المطاف التصريح الأخير لوزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو بصدد أن واشنطن لا تعتبر بعد الآن أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تشكل انتهاكاً للشرعية الدولية، وغيرها من الخطوات في مجال خنق الفلسطينيين، جعلت هدف قرارات مجلس الأمن الدولي في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل مجرد سراب.

وفي هذا السياق بالذات، يجب النظر إلى الخطط الأميركية في عقد «صفقة القرن». ووصفها البروفسور دانييل كورتسر السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ومصر بأنها وهم، حيث «أُرغمنا على تركيز الاهتمام على خطة لن تنفذ أبداً، وفي الوقت نفسه جعل ممكناً إلغاء القرار على أساس قيام دولتين».

لكن الشيء الرئيسي يكمن في التغير الجذري لاتجاهات التفكير في المجتمع الإسرائيلي كما أشار المعلق الإسرائيلي جدعون ليفي بمرارة، حيث إنه اختفت من أقوال الناس تعابير مثل «الاحتلال» و«الدولة الفلسطينية» و«اتفاقية أوسلو». وكتب إن «الأقلية التي ترفض إيقاف معارضة الاحتلال يمكن الآن أن ترفع فوراً الراية البيضاء، حالما تحاول فقط جذب الإسرائيليين إلى جانبها. فلا يوجد لها شريك في الحديث ولا يوجد موضوع للحديث. ولا يوجد لها شريك في إسرائيل، ولا زبائن. وتبقى فقط حفنة قليلة العدد من المحاربين البواسل».

وإذ يتنبأ ليفي بحتمية انتهاء الاحتلال، يحذر من أن العالم سيدير ظهره إلى إسرائيل في المستقبل، وعندئذ «سينهار الاحتلال ويبدو أن هذا سيحدث بصورة دراماتيكية، وليس بصورة تدريجية، وبيت الورق الذي يوجد الآن في أوج قوته وجبروته، كما يبدو، يمكن أن ينهار في لحظة خاطفة لدى توفر الدعم الدولي (للفلسطينيين)، والذي سيكون أكثر من أي وقت مضى، وهذا بالذات ما حدث في جنوب أفريقيا».

ولا بد من ملاحظة أنه يوجد بين المراقبين الغربيين، وأكثرهم يعتبرون إسرائيل كالسابق دولة ديمقراطية، من يقارنها بجنوب أفريقيا في الماضي، وهؤلاء الأشخاص لا يمكن وصفهم البتة بأنهم «معادون للسامية» أو أنهم «اليهود المعادون لأنفسهم» (self - hating jews)، وهو النعت الذي يطلقه اليمينيون الإسرائيليون على من ينتقد الحكومة الحالية في إسرائيل. وبات جلياً للعيان التأثير الهدام للإجراءات التي يتخذها الرئيس ترمب ونتنياهو، وتأثيرها السلبي على الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وفي النتيجة، وبالأخص بعد خيبة الأمل العميقة التي سادت في المجتمع الروسي الناجمة عن تصريح بومبيو، زالت في الواقع الفرص ليس فقط في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، كما تنص على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي، بل وعموماً في تسوية هذا النزاع الإقليمي الطويل الأمد في المستقبل المنظور.

في 30 أبريل (نيسان) عام 2019 كتب الشاعر والروائي الإسرائيلي المعروف إسحاق لاؤر المعروف على نطاق واسع في البلاد على صفحات جريدة «هآرتس» الإسرائيلية: «ثمة ظاهرة جديدة نسبياً من الشعبوية لدى الجناح اليميني، اتحاد جملة من العوامل (العنصرية، الدين، كره الغرباء، النزعة القومية المتطرفة) وهي معاداة النظام». وأعداء هذا «النظام» هم الفلسطينيون وليس أي أحد غيرهم.

ويعتقد لاؤر «كما أدى الاحتلال الفعلي إلى الهلاك الجماعي للفلسطينيين، من دون أي احتجاج من جانب اليهود، عمل نتنياهو، تحت مظلة أنقاض النزعة القومية العربية، على إلغاء حضور كلمة «احتلال» الهدامة في لغة اليهود». وحدثت تغيرات أيضاً في لغة التعامل مع المتهم التي تكاد تبلغ حد «الخيانة» وتوجه إلى الأقلية الإسرائيلية التي تذود بتفانٍ عن فكرة السلام مع الفلسطينيين، حيث ظهرت لديها عبارات مثل «التمييز العنصري» وحتى «الفاشية». لكن المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية تبدي الاستياء البالغ حينما يجري في الخارج الحديث عن التمييز العنصري (أو حتى خطره) فيما يخص إسرائيل. وقال جيرار آرو السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة (قبل هذا كان سفيراً لبلاده لدى إسرائيل، ولديه هناك أصدقاء كثيرون) في حديث صحافي نشر في نهاية أبريل في مجلة The Atlantic إن من الصعب على إسرائيل اتخاذ «قرار مؤلم بصدد الفلسطينيين» وذلك «بسلبهم كلياً حق إقامة دولة أو جعلهم كمواطنين إسرائيليين»، علما بأن إسرائيل لن تمنحهم جنسيتها. ولهذا ينبغي عليها أن تعتمد رسمياً خياراً آخر «هو التمييز العنصري. إنها تحولت رسمياً إلى دولة تمييز عنصري. كما أنها تعتبر كذلك فعلاً». واستُدعي فوراً آلين لي جال السفير الفرنسي لدى إسرائيل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية وسُلم مذكرة احتجاج بصدد تصريح آرو.

في فبراير (شباط) عام 2019 أعلنت السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراء آخر يرمي إلى خنق السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تعاني أصلاً من أشد أزمة مالية منذ قيامها. فقد قررت عدم تحويل ذلك القسم من الضرائب التي تُجبى من الفلسطينيين العاملين في إسرائيل إلى الحكومة الفلسطينية (كانت كلها تحول إلى ميزانية السلطة)، التي كانت توجه لدى توزيعها لدعم أسر الشهداء في سياق النزاع والسجناء الفلسطينيين الرازحين في السجون الإسرائيلية، والتي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية الآن فقط دعماً إلى الإرهابيين، علماً بأن هذا المبلغ يعادل 5.‏11 مليون دولار شهرياً. ومفهوم أن هذا القرار قد أملته ليس مهام مكافحة الإرهاب - فحتى ذلك الحين كان المبلغ يحول بانتظام إلى الميزانية الفلسطينية، وكان يرتبط باستراتيجية إسرائيل الجديدة التي رفضت مبدأ قيام دولتين في تسوية النزاع مع الفلسطينيين. وقد صدر القرار الآن بالذات لسبب آخر أيضاً، وهو أنه يأمل اليمينيون الإسرائيليون في أن الإدارة الأميركية، الأكثر ولاء لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، ستمنحهم فرصة ذهبية في «إغلاق» ملف القضية الفلسطينية وتنفيذ استراتيجيتها بنجاح. وكما هو معروف فإن محمود عباس قد أبدى في هذا الوضع الصلابة ورفض أخذ جميع مبلغ الضرائب إذا لم تتراجع الحكومة الإسرائيلية عن قرارها.

كما أبدت قيادة السلطة الفلسطينية موقفاً صلباً حين رفضت المشاركة في ندوة «السلام من أجل الرفاه» التي نظمتها الولايات المتحدة في 24 - 26 يونيو (حزيران)، وجرت فيها محاولة مآلها الفشل مسبقاً لـ«تمرير» الصفقة التي أعدت في واشنطن، واستبدال الحل السياسي للقضية الفلسطينية طبقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي بوعود في تقديم مساعدات اقتصادية مغرية، علماً بأن من عول في واشنطن على إرغام الفلسطينيين على الاستسلام بتقديم الوعود في منحهم الدعم المادي بسخاء، لم يأخذ بنظر الاعتبار كرامتهم الوطنية وسعيهم إلى إحقاق حقوقهم الوطنية وفي مقدمتها تأسيس الدولة.

لقد اتخذت روسيا موقفاً رافضاً من تصريحات وزير الخارجية الأميركي. وكما قال سيرغي لافروف في أثناء اللقاء مع وزير خارجية البحرين: «يقلقنا جداً التطور الأخير في الأحداث، وأقصد به موقف الولايات المتحدة من التخلي عن جميع قرارات المجتمع الدولي». وأكد لافروف أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين وحدها، والرامية إلى موازنة مصالح الجانبين يمكن أن تقود إلى تسوية النزاع.

وتثير الدهشة على الأخص الحجج التي يوردها بومبيو في دعم موقف الإدارة الأميركية الحالية بقوله إنهم يعترفون فقط بالواقع القائم على الأرض. لكن إذا اتبعنا هذا المنطق فقد كان من واجب موسكو أن تعترف منذ وقت بعيد بكون مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك جزءا من أراضيها. لكنها لا تفعل ولا تعتزم القيام بذلك باعتبارها من أراضي أوكرانيا. أما أرض فلسطين فيجب أن تكون تابعة لدولتين إحداهما الدولة الفلسطينية.

فيتالي نعومكين/رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو

 

إيران بين شمشون و«سامسونغ»

أمير طاهري/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2019

مع بدء انحسار أحدث موجة من المظاهرات تجتاح إيران، على الأقل في الوقت الراهن، تبدو النخبة الخمينية الحاكمة لا تزال عاجزة عن تحديد السبب وراء الانتفاضة، وكيفية التعامل مع تبعاتها.

من ناحيته، يعرض أحد الفصائل، بقيادة «المرشد الأعلى» علي خامنئي، تحليلاً معيارياً تحوّل بمرور الوقت إلى سمة مميزة للتوجه الذي ينتهجه النظام تجاه جميع الشؤون السياسية. قال خامنئي إن الانتفاضة جاءت نتاجاً لـ«مؤامرة أجنبية عميقة وواسعة النطاق وبالغة الخطورة»، ولا شيء سوى ذلك. علاوة على ذلك، يصر خامنئي على التعامل مع تبعات هذه الانتفاضة بأسلوب القبضة الحديدية.

واللافت أن الأمر بلغ حد مطالبة صحيفة «كيهان» اليومية، التي يسود الاعتقاد بأنها تعبر عن آراء خامنئي، بنصب المشانق من أجل شنق «مرتكبي الشر» في العلن، بغض النظر عن الأعداد.

وفيما يخص «الأعداء الأجانب» الذين يُفترض أنهم يقفون خلف هذه الانتفاضة التي هزت أرجاء 120 مدينة إيرانية، وحصدت أرواح 300 شخص على الأقل، دعا خامنئي إلى «رد انتقامي قوي». وترجم موقع وكالة «فارس» الإخبارية التابع لـ«الحرس الثوري»، هذه العبارة، إلى خطة للانتقام من عدد من الدول يجري النظر إليها باعتبارها أعداء للنظام الخميني.

وذكر مقال افتتاحي للوكالة أن «أعداءنا يعيشون في منازل زجاجية، وتقع أكثر أصولهم الاقتصادية والعسكرية حساسية في نطاق أسلحتنا. ومن خلال إنزال أضرار مالية وعسكرية ثقيلة بالعدو، يمكننا أن ندفعه إلى هوة اليأس، وإجباره على الركوع أمامنا».

وبذلك، يفترض المقال أن «الأعداء» المستهدفين لن ينتقموا، وسينتظرون ببساطة اللحظة المناسبة كي يركعوا.

إلا أن المتحدث الرسمي باسم «الحرس الثوري»، الجنرال رمضان شريف، تفاخر بأن «حُرّاس ثورتنا المقدسة» على استعداد لجميع النتائج «حتى آخر نقطة في دمائهم»، لكن المشكلة أنه لم يحدد دماء مَن تلك التي يتحدث عنها.

من جهته، هدد الرئيس حجة الإسلام حسن روحاني باتخاذ إجراءات لم يحددها ضد «أعداء أجانب» لم يسمّهم.

وقال: «إذا لم ننعم بالأمن، فلن ينعم أحد به».

وفي خطاب ألقاه أمام قيادات قوات «الباسيج»، أول من يوم (الأربعاء) الماضي، أشار خامنئي ضمنياً إلى الاستعداد لإقرار ما تشير إليه الدوائر السياسية في طهران، باعتباره «خيار شمشون». جدير بالذكر أنه، في يوم الجمعة الماضي، هدد عدد من الأئمة الذين تقدموا صلاة الجمعة عبر أرجاء البلاد بأن محاولات تدمير الجمهورية الإسلامية تعني الدمار للجميع.

من ناحية أخرى، من الصعب تحديد ما إذا كان «خيار شمشون» الذي سيطر على أذهان واضعي الآيديولوجيات داخل النظام الخميني في طهران، مستوحى على نحو مباشر من القصة التوراتية الواردة بالعهد القديم، أم النسخة السينمائية التي قدمها المخرج سيسيل بي ديميل، من بطولة فيكتور ماتير وهيدي لامار.

من جانبي، أميل إلى الخيار الأخير، خاصة أن خامنئي، الذي كان مراهقاً وقت إطلاق الفيلم في دور السينما، غالباً ما كشف عن ميله نحو القصص القديمة التي يُعاد سردها في أعمال أدبية جديدة. وبفضل هذا الميل، أصبح قارئاً شغوفاً لأعمال كتاب مثل ألكسندر دوما وميشال زيفاكو ورافاييل ساباتيني، وجميعهم أتقنوا فن كتابة حكايات مقتبسة من أحداث تاريخية أو توراتية قديمة.

في النسخة السينمائية التي قدمها ديميل، تأتي ذروة القصة بتدمير شمشون للمعبد، الذي تسبب الفلسطينيون في فقدانه بصره بعدما فقد قوته الخارقة، ما يعني أننا نتحدث هنا عن قصة انتقام خالص وبسيط. في المقابل، نجد أن النسخة التوراتية بها كثير من الطبقات الأخلاقية المتنوعة، وكذلك الرسائل الدينية بطبيعة الحال، التي تضع فعل تدمير المعبد في إطار مقدس. وفي هذا الإطار، فإن شمشون الذي يجول عبر أرجاء غزة فاقداً بصره، حقق انتقامه بالفعل، لكن فقط بعدما دفع ثمن انحرافه عن مشيئة السماء.

ويذكّرنا «خيار شمشون» الذي يطرحه خامنئي بهيرمان غورينغ، النبيل الألماني النازي، الذي كان يتفاخر بأنه أينما تواجهه مشكلة أخلاقية يعجز عن التفكير في حل لها، يمد يده نحو سلاحه.

إلا أن الحل الواحد لا يمكنه إرضاء الجميع طوال الوقت. وعليه، نجد أنه ليس الجميع يشاركون خامنئي رؤيته للأحداث والحل الذي يطرحه للتكيف مع تبعاته. وجاء الرفض الأوضح لـ«خيار شمشون» من جانب سعيد حداديان، أحد «المدّاحين» المفضلين لدى خامنئي. وقد انتهت قصيدة ألقاها أمام حشد مؤلف من بضعة آلاف كانوا يشاركون في مسيرة داعمة لخامنئي في طهران، الثلاثاء الماضي، بالسطور التالية:

«نحن متظاهرون، ولسنا جسوراً للأعداء، مشكلتنا مع غياب الكفاءة، والكارثة التي حلّت بسبب افتقارك إلى الكفاءة، لمرة واحدة اعترف، وقل إن الأمر كله خطؤك!»

أيضاً، امتلك وزير الداخلية رحماني فضلي الشجاعة لإبداء اختلافه في الرأي، وإن كان على نحو طفيف للغاية، عن الرؤية التي طرحها خامنئي.

وقال الوزير في خطاب ألقاه في طهران، الاثنين: «جزء فقط من مشكلاتنا يعود إلى تدخل أجنبي. أما معظم مشكلاتنا الاقتصادية والمرتبطة بمستويات المعيشة فترتبط بأوجه قصور هيكلية».

أيضاً، أظهر أحمد توكلي وزير التجارة السابق وأحد الشخصيات البارزة في «فدائيين إسلام»، اختلافه. وفي مقال له، أشار إلى أن محاولة النظام فرض زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف على أسعار البترول كانت خاطئة من المنظورين السياسي والاقتصادي. وطرح قائمة من الإجراءات البديلة التي كان بمقدورها تحقيق كل الأهداف المفترضة لذلك القرار، من دون إثارة غضب الجماهير الأكثر فقراً، وإثارة حالة من التضخم الهائل.

وجاء تحليل نقدي آخر من جانب مسعود نيلي، الخبير الاقتصادي والمستشار السابق لروحاني، الذي تحسر على حقيقة أن الفريق المعاون لروحاني يفتقد الشجاعة التي تمكّنه من التصرف كحكومة بالمعنى الحقيقي، واختار بدلاً من ذلك فرض إجراءات لا تحظى بتأييد شعبي. ومن وجهة نظره، يرى نيلي أن استعادة السعر الحقيقي للمنافع والخدمات ينبغي أن تجري في إطار تحرير عام للاقتصاد، وليس كإجراء منفصل في إطار نظام مغلق تهيمن عليه احتكارات.

أيضاً، عرض أزاري جهرومي وزير الاتصالات والنجم الصاعد حديثاً في أوساط الجيل الجيد الذي أنشأه جهاز الأمن الإسلامي، الرؤية البديلة الخاصة به لـ«خيار شمشون». ويمكن أن يصف المرء هذه الرؤية بأنها «خيار سامسونغ»، بالنظر إلى أن جهرومي الذي شكّل العقل المدبر وراء قطع الإنترنت لأيام عدة، لكسر زخم الانتفاضة، لديه خطة لأن يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أمام الملايين من الإيرانيين الفقراء استخدام الهواتف الجوالة في الدخول إلى شبكة الإنترنت. بمعنى آخر، ينبغي التعامل مع «سامسونغ»، في رأيه، كسلاح يقتصر توفره على 30 في المائة فقط من الشعب الإيراني، الذين يقول روحاني إنهم «سعداء بالحياة الجيدة التي ينعمون بها».

ومن جديد، نعاين ازدواجية واقع الجمهورية الإسلامية؛ نظام لا يعي كيف يتصرف كآيديولوجية، وبالتالي يلجأ إلى «خيار شمشون»، وفي الوقت ذاته عاجز عن التصرف كحكومة طبيعية، مثلما يتجلى في «خيار سامسونغ».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قماطي: نتمسك بالحريري وهناك نوافذ ايجابية مع وصول الرسالة الدولية

وطنية - السبت 30 تشرين الثاني 2019

أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الاعمال محمود قماطي أنه "طالما أن التكليف الحكومي، كلما انطلق مرة بعد مرة، يتم افشاله، لن نتمكن من تحديد موعد لتشكيل الحكومة"، متسائلا: "هل هناك نية جدية بتشكيل حكومة برئاسة شخص غير رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري؟".

وأعلن أن "هناك نوافذ ايجابية للحل قد فتحت مع وصول الرسالة الدولية الى مختلف الافرقاء السياسيين، والتي تجمع اكثر من طرف دولي"، مشددا على أن "لن يكون هناك شارع ضد شارع، لأن كل شارع هو شارعنا ونوافق على كل مطالبه المعيشية". وقال في حديث لبرنامج "مدى الصوت" عبر إذاعة "صوت المدى": "المسؤول عن الازمة التي نعيشها اليوم هي السياسات المالية التي اعتمدت منذ 30 سنة ويزيد عليها اليوم الضغط الخارجي على لبنان"، لافتا إلى أن "المطلوب من لبنان اليوم احتضان النازحين السوريين وتوطين الفلسطينيين على خلفية صفقة القرن ورفض لبنان لهذه القرارات لا ترضي واشنطن ولهذا السبب تضغط علينا اقتصاديا". وأضاف: "من جهتنا طالبنا بأن يأخذ لبنان بالخيارات والاستثمارات الصينية، التي يمكن ان تنقذ البلد، وحتى الآن لا نستطيع أن نسير بها، لأن ذلك يحتاج الى توافق وطني كبير".من جهة ثانية، شدد قماطي على أن "قرار رئيس الجمهورية يأخذه رئيس الجمهورية وكلنا يعلم شخصية الرئيس (ميشال) عون واستقلاليتها في اتخاذ القرار"، موضحا أن "قرار تأجيل الاستشارات منطقي وحكيم من أجل تفادي المشاكل". وتابع: "هناك تهديدات دولية على أي حكومة من لون واحد، ولذلك لا نريد ان نذهب بالبلد الى اي مخاطر، ولا ننكر ان وجود الرئيس الحريري أو من يختاره يساعد لبنان لأنه سيكون مقبولا على الصعيد الدولي"، مشيرا إلى "اننا نتمسك بالحريري لرئاسة الحكومة لما يمثله على الساحة السنية كما لدوره في تحمل مسؤولية الازمة الحاصلة اليوم". وجدد دعمه اي اجراءات اصلاحية للحكومة، طالبا من الحريري ان يدعو الى جلسة حكومية تريح الوضع اللبناني بالقدر الممكن وتزيد من منسوب التفاؤل لدى اللبنانيين. وختم قماطي كاشفا أنه "لا يجوز أن تدار السياسة الخارجية مثلا بتكنوقراط وأن هناك وزارات لا بد من أن يكون العقل السياسي حاضرا فيها"، متسائلا: "لماذا لا يقبل الحريري بحكومة تكنو - سياسية؟".

 

رعد: نحن في مرحلة صياغة حكومة ولا نريد تصفية حساباتنا مع أحد والشعب هز العصا فالكل يتحسس رقابه وخائف من المراقبة

وطنية - السبت 30 تشرين الثاني 2019

أكد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "نحن مع الناس في مكافحة الفساد وتشريع القوانين، التي تضبط مسارب السرقة واللصوصية والهدر في المال العام ومحاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، ومع النزاهة والشفافية في أداء الإدارة والقضاء والمسؤول في المؤسسة العامة، ونعتبر أنفسنا نمثل الشريحة الصادقة، التي غصت بها حركة الناس في الآونة الأخيرة، ونحن حريصون أن تتشكل حكومة من كل المكونات وتتفاهم كل المكونات". كلام رعد، جاء خلال اللقاء السياسي الذي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة حومين الفوقا في النبطية، في حضور شخصيات تربوية واجتماعية وحزبية.

وحيا "شعبنا الذي عبر عن سخطه من الحكومات السابقة"، معتبرا ذلك "هزة عصا من الشعب"، مؤكدا أن "هذه الحركة التي قام بها الناس، لن تذهب سدى، فكل العالم اليوم، تتحسس رقابها، وخائفة من مراقبة الناس، وليس فقط النواب، وهذا شيء يشكل عنصرا ضاغطا لتحقيق مزيد من التفكير بمصالح الناس، وليس المصالح الخاصة". وقال: "نحن لا نريد أن نصفي حساباتنا مع أحد، ولكن لا نقبل من أحد أن يصفي حساباته مع أحد آخر، لأنه لن يكون هناك بلد ولا دولة، وبكل حرص ومحبة، نقول إن هناك أخطاء كثيرة حصلت في هذا البلد، ولأن هذا البلد بلدنا، سنمنع أي قوى أجنبية أن تأتي لمصادرة قرارنا الوطني، نحن يجب أن نأخذ القرار، حتى ولو كنا خاطئين بالقرار، لأنه إذا نحن أخذنا قرارا وأخطأنا، نحن قادرون على تصحيحه، والغير إذا أخذ قرارا من الصعب تصحيحه". وختم "نحن الآن في مرحلة صياغة حكومة، تعود وتحمل منهجية جديدة في التعاطي مع القانون، مع الناس، مع مصالح الوطن، وهذه المنهجية الجديدة، هي التي ستراقبها الناس والنواب، وتوضع قوانين على أساسها، لنتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة".

 

زهرا: حالة الانكار والممطالة تؤدي لتصاعد المطالب ومزيد من الفوضى

وطنية - السبت 30 تشرين الثاني 2019

وصف النائب السابق أنطوان زهرا، خلال لقاء حول أبرز المستجدات نظمته مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية" الفساد بأنه "معضلة كبيرة في لبنان". ورأى أن "أزمتنا الحالية انبثقت من عوامل عدة وأسباب خاصة"، واضعا في هذا الاطار "تموضع لبنان الرسمي مع حزب الله وسياسته، إذ علاقات حزب الله بإيران وسوريا ومواقفه السياسية داخليا وخارجيا أثرت على اقتصاد البلد، لأن لبنان لطالما اعتمد على الاستثمار الخارجي لا سيما الخليجي". وعن التحركات الاحتجاجية، قال "الثورة كان لا بد لها من أن تندلع في أي لحظة، لأن ثمة حالة من الانفصال والانكار بين السلطة المتحكمة والشعب اللبناني". أضاف: "على الرغم من أن أحزاب سياسية مختلفة، حاولت أن تحرك الثورة وأن تؤثر عليها كما تريد، إلا أن الثورة ابتدأت بشكل عشوائي من دون أي تخطيط مسبق. وبمجرد أن نزلت أحزاب السلطة إلى الشارع لافتعال المشاكل مع القوى الأمنية، تحولت الاحتجاجات إلى حراك دائم. بالإضافة إلى العاملين الاقتصادي والاجتماعي، ثمة عامل نفسي أيضا أسهم في تبلور هذا الحراك. إذ اكتشف الشعب اللبناني قدرته على أن يملي إرادته على السلطات السياسية، للمحافظة على قيمة الفرد وحرية الإنسان وحقوقه وكرامته". واستطرد قائلا إن "مطالب الشعب في الشارع، تجسدت ضمن إطار الدستور اللبناني، بدءا من إسقاط الحكومة، مرورا بتشكيل حكومة من الاختصاصين وليس من السياسيين لمواجهة الفساد وإنقاذ الوضع الاقتصادي، تمهيدا لانتخابات نيابية مبكرة. لذلك، حالة الإنكار لدى السلطة والممطالة في تشكيل الحكومة ومحاولات التأجيل، لا تؤدي إلا إلى تصاعد المطالب والمزيد من الفوضى". وعن موقف "القوات" من الحراك، قال زهرا: "حزب القوات كان يحمي مطالب الحراك قبل أن يتحرك، وذلك من خلال أداء حزبنا النيابي والوزاري، وتنبيهاته وإعلاناته المتكررة والمطالبة بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، وكل ما يتم تداوله في الآونة الأخيرة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية هو ما حذر منه حزب "القوات" لا سيما في هذه الحكومة".

وختم معلنا موافقة "القوات" على شعار "كلن يعني كلن"، لأن "كل من يتعاطى أمور الشأن العام، ينبغي أن يخضع للمساءلة والمحاسبة بهدف إظهار حقيقة الأمور كاملة".

 

الراعي في تأمل صلاة المسبحة بعد عودته من القاهرة: نصلي على نية مسؤولينا كي يخرجوا من تحجرهم ويسلكوا طريق الخير والحق

وطنية - السبت 30 تشرين الثاني 2019

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد عودته من القاهرة حيث شارك في اجتماعات مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، صلاة المسبحة الوردية من كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة المؤمنين في لبنان وعالم الانتشار، على نية لبنان وخلاصه من أزمته الحالية.

وفي تأمله لهذه الليلة، قال الراعي: "أحيي كل من يشاركنا الصلاة في أي مكان كان وبخاصة الذين يرافقوننا يوميا من مصر حيث التقيناهم بتأثر وقد قالوا لنا انهم يصلون يوميا معنا على نية لبنان الذي يحبون". وأضاف: "نرفع الصلاة على نية الضحيتين البريئتين، الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي، اللذين سقطا احتراقا في الحادث المروع على اوتوستراد الجية ليل الأحد الفائت. اننا نضمهما الى قافلة الشهداء من أجل لبنان. ولعل ذلك يحرك ضمائر المسؤولين عن الخراب المتزايد على كل الأصعدة وهم كاللأصنام لا يشعرون بشيء ولا يدركون ما يجري. أقول ذلك ليس بغضا إنما لنكثف الصلاة من أجلهم كي يحرك الله ضمائرهم ويحرر إراداتهم، ولكي يفهموا معنى المسؤولية. فالمسؤولية ليست جاها انما خدمة وتجرد من الذات في سبيل الخير العام". وتابع: "السلطة خدمة، السلطة مسؤولية، نصلي على نية المسؤولين عندنا كي يخرجوا من تحجرهم ومن تصلب مواقفهم وليسلكوا طريق الخير والحق. لا يمكن لصلاتنا الا ان تجرد كل انسان من كبريائه ومن سلاحه ومن جبروته، فالصلاة تفكك العقد وتذوب التحجر كما تذوب المياه الثلوج. هذه هي قيمة صلاتنا وفعاليتها. والصلاة التي نثابر عليها تجعل من صوتنا، ولو كان وضيعا، ان يكون مسموعا لدى المسؤولين كافة، وربنا يعرف كيف يفعل صلاتنا".

وختم الراعي: "أحيي حركة الأمهات في الإنتفاضة، واليوم شهدنا أيضا، على جسر الرينغ، كيف أرادت النساء محو آثار الحرب الأهلية. هذه قوة هذا الحراك، الذي منه، وبدون سلاح لا بل بالورد، وبدون قوة بل بالمحبة، سيولد لبنان. لقد قال لي أحد المطارنة الذين شاركوا في اجتماعاتنا في مصر: أحيي الانتفاضة في لبنان لانه سيولد منها لبنان الجديد، ومنها ستولد البلدان العربية الجديدة. وتوجه إلي بالقول: على الكنيسة أن تساند هذه الحركة النبوية. فقلت له: هذا ما نفعله نحن لأننا نؤمن انه من هذه الحركة المدنية سيولد لبنان الجديد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29 و 30 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

عندما ينقل «حزب الله» بندقية المقاومة إلى «كتف» السلطة/علي الأمين/جنوبية/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80998/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d9%82%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d9%86%d8%af%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

المجلس العالمي لثورة الأرز: القرار 1559 هو الطريق الاسرع لتحقيق اهدافكم”.

بيان صادر عن المجلس العالمي لثورة الأرز

http://eliasbejjaninews.com/archives/81001/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-1559-%d9%87%d9%88/

تنفيذ القرار 1559 هو الطريق الاسرع لتحقيق اهدافكم.

واشنطن – في 30 تشرين الثاني 2019

 

 

هالة القدسية سقطت وهكذا خسر حزب الله الكثير من رصيده في الشارع اللبناني/ربيكا كولارد/فورين بوليسي

Untouchable No More: Hezbollah’s Fading Reputation/Rebecca Collard/Foreign Policy

http://eliasbejjaninews.com/archives/80996/%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d9%83%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d9%81%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%87%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3%d9%8a/

 

 

جورج يونس/سيدة القلوب أنتِ..سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة، أوليست “الثورة أنثى” عندنا؟

سيدة القلوب أنتِ...

http://eliasbejjaninews.com/archives/81003/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%aa%d9%90-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

جورج يونس/30 تشرين الثاني/2019