المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 30 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/ أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/ كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مشهد ما قبل الإثنين/الياس الزغبي

تجنب إثارة ملف حزب الله يحيط زيارة ماكرون إلى لبنان بالشكوك

السفارة الأميركية: شينكر في بيروت الأسبوع المقبل وسيحث على تنفيذ إصلاحات وعلى حكومة خالية من الفساد

درباس: "أهل العروس ما حكيوني"

واشنطن: اليونيفيل ستتمكن من تقليص ترسانة حزب الله بلبنان

“معركة خلدة لم تنته بعد… إما جثثنا أو جثثكم في الشارع”

“المشهد اليوم”: هزيمة لبعبدا… والاستشارات بلا مرشح

قد لا يرى الناس صورة فيروز وماكرون!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/8/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: استشارات بنت ساعتها وماكرون يحذر من حرب أهلية

عويدات للوطنية: خبر تنحي عن ملف انفجار المرفأ عار من الصحة

حزب الاحرار بعد اجتماعه الاسبوعي: لاسقاط أركان السلطة واستعادة القرار الوطني

كميل شمعون: رسالة موجهة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون

زيارات ماكرون هي حركة من دون بركة، كرئيس جمهورية من دون صلاحيات في لبنان

من أرشيف العظيم شارل مالك

فتفت لـ"نداء الوطن": مسرحية عشية زيارة ماكرون و"لو كنت مكان الحريري لاعتذرت إذا كُلّفت"

بري "يستقتل" لإقناع الحريري قبل إستشارات الاثنين/الضغط الدولي يتصاعد: أحزاب السلطة برّا

الأحرار: لردع الأخطار المحدقة بلبنان

معطيات جديدة ستقود إلى توسيع التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت..الخلاصة الأولية لفريق الـFBI

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تلغي مقاطعة إسرائيل

هجوم صاروخي يستهدف قاعدة عسكرية لسفارة أميركا ببغداد

فرنسا تدعو تركيا إلى احترام حقوق الإنسان

خريطة من عهد السلاجقة تؤكد «حلم» إردوغان بـ«النفوذ العثماني» نشرها نائب سابق في حزبه وترسم «حدود» تركيا من عمق بلغاريا واليونان إلى وسط جورجيا والعراق وسوريا

خطوط حمراء فرنسية" تحسبا لتحرك تركي ضد اليونان

الأمم المتحدة تطالب بـ"وضع حد" لاغتيالات الناشطين العراقيين

"هيومان رايتس ووتش": أطلقوا سراح عماد حجاج فوراً

إشارة من واشنطن تعقد الأمور في طرابلس: لا فرق بين باشاغا والسراج

قائد الانقلاب رئيسا لمالي بصلاحيات واسعة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إلى السلاح يا مواطنون"، هي العبارة السحريّة التي حوّلت، بدقائق قليلة، فقراء فرنسا والمغلوب على أمرهم، من أناس خانعين خاضعين، إلى ثوّارٍ يُحرّرون بلادهم من ظلم الطغاة ليُضْحوا النموذج الملهم لكل ثوّار العالم بعد العام 1789/المخرج يوسف ي. الخوري

المحقق العدلي يطلب التوسع في التحقيق مع موقوف في تفجير المرفأ: شبهات في ارتباط أحد الحدادين بتنظيم متشدد/رضوان مرتضى/الأخبار

هل سيغطي ماكرون الدور الإيراني في لبنان/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الملف اللبناني بين باريس وواشنطن.. وطهران/د. خطار أبودياب/العرب

مَن يستطيع إقناعه بالتنحي؟ لبنان... رئيس غائب لجمهورية منكوبة/إيلي الحاج/ايلاف

تحذير فرنسي الى السياسيين ...يسبق زيارة ماكرون ..؟/سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين

لبنان في عهدة الشياطين/فاروق يوسف/العرب

ملحم خلف لـ"المدن": تسريبات التحقيق بانفجار بيروت غير مطمئنة/جنى الدهيبي/المدن

أميركا تمهل فرنسا ولا تهمل حزب الله و"شركاءه/منير الربيع/المدن

الآلية الجديدة لسداد القروض: ظلم للمغترب وهلاك للتجار والصناعيين/عزة الحاج حسن/المدن

استشارات الاثنين لـ«بلف» ماكرون أم لتأليف حكومة؟/نقولا ناصيف/الأخبار

ماكرون وفيروز… والرهان على لبنان آخر/خيرالله خيرالله/العرب

فيروز وماكرون... وأجمل ما حصل/داني حداد/ام تي في

وقفة من باريس...واحات وسراب/عيسى مخلوف/نداء الوطن

لا خلاص إلا بتقاعدكم القسري/بشارة شربل/نداء الوطن

تعريفات ضائعة بين سيبويه ولافوازييه/سناء الجاك/نداء الوطن

الغربان تحوم فوق رؤوس اللبنانيين...هستيريا وقلق وشائعات... بالنسبة لبكرا شو؟/نوال نصر/نداء الوطن

وضوح الأزمة والحلّ أكبر مشكلة للمسؤولين/رفيق خوري/نداء الوطن

هذه هي شروط "الإنقاذ" الفرنسية/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

مشرقيون وعرب ومسلمون/غسان حجار/النهار العربي

تسمية نواف سلام: واجبٌ سياسيٌ وضرورة وطنية/قاسم يوسف/أساس ميديا

لبنان: من قصر الصنوبر وإليه نعود/زياد عيتاني/أساس ميديا

الشيعية السياسية في لبنان من الصدر إلى نصرالله.. المسار التاريخي ونذر النهاية “الوخيمة

هل سيغطي ماكرون الدور الإيراني في لبنان؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/30 آب/2020

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يوجه غدا رسالة الى اللبنانيين ويجري حوارا شاملا لمناسبة مئوية دولة لبنان الكبير

البطريرك الراعي في إطلالة خاصة مع الإعلامي وليد عبود مساء الاثنين

"ملتقى التأثير المدني" يزور الراعي داعماً: لحياد لبنان وحكومة مستقلين متخصصين

الرئيس الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية: كم أصبحنا بحاجة ماسة لجرأة يوحنا المعمدان وشهادته

نصرالله: عرضوا علينا المال والسلطة وتغيير النظام لصالحنا.. ورفضنا

نصر الله: نتعرض لحملة لا سابقة لها ولا حياد!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى13/:”يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر،

بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء. وإِنَّكُم تَتَذكَّرُون، أَيُّهَا الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بِإِنْجيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم. أَنْتُم شُهُود، واللهُ شَاهِد، كَيْفَ كُنَّا مَعَكُم، أَنْتُمُ ٱلمُؤْمِنِين، في نَقَاوَةٍ وبِرٍّ وبِغَيرِ لَوم، نُعامِلُ كُلاًّ مِنْكُم، كَمَا تَعْلَمُون، مُعَامَلَةَ ٱلأَبِ لأَوْلادِهِ. وكُنَّا نُنَاشِدُكُم، ونُشَجِّعُكُم، ونَحُثُّكُم على أَنْ تَسْلُكُوا مَسْلَكًا يَلِيقُ بالله، الَّذي يَدْعُوكُم إِلى مَلَكُوتِهِ ومَجْدِهِ. لِذَلِكَ نَحْنُ أَيضًا نَشكُرُ اللهَ بغيرِ ٱنْقِطَاع، لأَنَّكُم لَمَّا تَلَقَّيْتُم كَلِمَةَ الله الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مِنَّا، قَبِلْتُمُوهَا لا بِأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَر، بَلْ بِأَنَّهَا حَقًّا كَلِمَةُ الله. وإِنَّهَا لَفَاعِلَةٌ فيكُم، أَيُّهَا المُؤْمِنُون”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/29 آب/2020

كفى شعبنا ما تعرّض له من ارهاب واغتيالات وقهر وافقار وتهجير واضطهاد وإذلال وكوارث.

نعم كفى، ولهذا لا يجب أن يقبل أي حر أو سيادي ولبناناوي بحكومة جديدة تكون غطاء لحزب الله وألعوبة بيده، كائن من كان رئيسها، وكائن من كانوا وزرائها.

كما أن عودة الحريري إلى ترأس الحكومة تحت أي ظرف سيكون رئيس لحكومة كوارث وخنوع واستسلام لأن الرجل هو ألعوبة بيد الحزب اللاهي وفي حال عاد سيعيد القديم إلى قديمه … وتيتي تيتي.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89921/89921/

الحريري هو مخلوق لا علاقة له بالسياسة، كما أنه ضعيف الشخصية وكسول “وخسع” وليس عنده ثوابت وطنية، وكل ما قام به من ممارسات  تسووية ووعود لم يلتزم ولا بواحدة منها منذ مقتل والده، هي كلها تؤكد بأنه غير صالح لأي دور سياسي.

ونفس مقومات تعاسة وتعتير الحريري تنطبق على غالبية الشخصيات التي يتم التداول بأسمائها لترأس الحكومة، وابشع هؤلاء في السياسة وأكثرهم نلالوية هو فيصل كرامي الغارق في أوحال الغباء والأحقاد.

فإن أي حكومة لا تطالب بقوة بتنفيذ كل القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559 هي حكومة غطاء لحزب الله لا أكثر ولا أقل.

كما أن أي حكومة تقارب هرطقة ثلاثية العهر والإجرام والغزوات، “الجيش والشعب والمقاومة” ولو تلميحاً في بيانها الوزاري هي حكومة إيرانية وملالوية بالكامل.

يبقى أن لا معارضة في ظل الإحتلال لا من خارج الحكومة ولا من داخلها.

هذا وقد أثبتت ممارسات الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” نفاق ودجل وذمية مقولة المعارضة في ظل الإحتلال.

فهؤلاء هم جماعة صفقات وتسويات وقد داكشوا السيادة بالكراسي، وعلى خلفية وغرائزية نرسيسيتهم وجوعهم السلطوي وغربتهم عن وجع الشعب سلموا البلد لحزب الله، وهم لا يزالون في نفس الوضعية الطروادية، وعلى الأكيد لن يتغيروا حتى لو دُمر كل لبنان وقُتل وهُجر كل اللبنانيين.

في الخلاصة، فإن لبنان بلد محتل ودولة فاشلة ومارقة وحكامه وأصحاب شركات أحزابة كافة هم “قرطة” طرواديين وملجميين وأوباش، وبالتالي معهم ومن خلالهم وبظل احتلال حزب الله لن يحصد شعبنا غير الكوارث.

كلن بدون نفضة، وكلن يعني كلن، والمحتل اللاهي حزب الله هو أولن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/28 آب/2020

لا فروقات بالمرة بين جبران باسيل وعديله شامل روكز وهشام حداد ونجاح واكيم وشربل نحاس وكل من يقول قولهم بما يخص مقاومة حزب الله الدجل والتجارة ودوره في التحرير الوهم والخدعة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89873/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%82%d9%88%d8%a9/

فهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر، وكل من يدعي مثلهم نفاقاً بأن حزب الله الإرهابي والمحتل هو مقاومة ويرفع معه رايات نفاق محاربة إسرائيل ويروج لكذبة وهرطقة العداء لها ويتلهى بأعراض الإحتلال وبالتركيز فقط على الطرواديين من الحكام والمسؤولين من مثل جبران  وعلى قاعدة قوم تا اقعد محلك لا هو من الثورة ولا هو شامم ريحتها.

هؤلاء وكل من هو من طينتهم السياسية الذين يجهدون في تقديم أوراق اعتمادهم للمحتل اللاهي ويبرؤنه من جريمة الإحتلال لا هم ثوار ولا علاقة لهم بالثورة.

هؤلاء في السياسة والمواقف والممارسات لا هم سياديون ولا هم استقلاليون ولا من يحزنون.

الثائر والسيادي هو من يسمى الأشياء بأسمائها ويقول علناً بأن حزب الله الإيراني يحتل لبنان ويخطف بيئته ويأخذها رهينة ويزور تمثيلها بالقوة والبطش… وهو من يقول بصوت عال بأن هذ الحزب اللاهي لا هو لبناني ولا هو من الشرائح اللبنانية.

إن هؤلاء السادة وكل من هم من خامتهم الذمية وغالباً اليسارية هم بإختصار انتهازيون وصيادو فرص، وبالتالي لا يجب الثقة بهم أو تأييدهم لأنهم عملياً اخطر بمليون مرة من حزب الله ..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/27 آب/2029

http://eliasbejjaninews.com/archives/89829/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%86%d8%af-%d8%af%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

بعض الكنديين من أصول لبنانية لا يزالون يعيشون ثقافة وعقلية شريعة الغاب ومغربين عن الحضارة وعن كل ما هو شرعة حقوق إنسان، ولذلك يتماهون مع كل ما هو إرهاب وإرهابيين، ويسوقون ودون خجل وفي كندا لمشروع حزب الله الإرهابي والإحتلالي والإيراني، وهو الحزب الموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة منها دولة كندا.

بعض هؤلاء وعلى خلفية عيشهم في أوحال التعصب والانغلاق وثقافة العداء والكراهية والموت والحروب يتعامون عن حقيقة مؤكدة ومثبتة لبنانياً وعربياً ودولياً وهي أن حزب الله ليس لبنانياً ولا هو من الشرائح اللبنانية، بل هو منظمة عسكرية فارسية ملالوية تحتل لبنان وتخطف بيئتها وتأخذها رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح والمال والإجرام والتمذهب.

هؤلاء لم تعجبهم الرسالة الوطنية والإنسانية والسيادية التي وجهها الناشط الكندي اللبناني رولند ديك من مدينة مونتريال حيث يقيم وتناول من خلالها الوضع المأساوي في لبنان مشخصاً مرضه السرطاني الذي هو احتلال حزب الله، ومفنداً أعراض احتلاله المدمرة لكل شيء من أمن وحريات واقتصاد وديمقراطية وإلخ. فهاجموه وانتقدوا رسالته متلحفين نفاقاً عباءة العفة والوطنية، ومدعين زوراً بأنهم حريصون على وحدة وتماسك الجالية وبأن حزب الله هو شريحة لبنانية.

لا يا سادة، فإن حزب الله لا لبناني هو ولا يمت للبنان بشيء، بل هو قوة احتلال إيرانية ونقطة ع السطر.

تحية من القلب من كل الأحرار والشرفاء والسياديين في كندا ولبنان وبلاد الانتشار كافة إلى السيد رولند الديك، وله نقول بأن قافلة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني تسير إلى الأمام وهي إلى نصر قريب إنشاء الله .. وبالتأكيد لم ولن تُعيِّر الأقلام الصفراء والقلوب الحادة والسوداء أي اهتمام.

ملاحظة: مرفق مع هذا البيان فيديو يوتيوب لرسالة رولند الديك التي هي موضوع البيان وأيضاً الهجوم من قبل الأقلام الصفراء والقلوب السوداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://youtu.be/5i76a66IG6E

 

حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/25 آب/2020

المشارك في الحكم في لبنان بظل احتلال حزب الله هو طروادي وذمي وغطاء للحزب وأداة طيعة بيده وبوق يسوّق له من عون وبالنازل

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مشهد ما قبل الإثنين

الياس الزغبي/29 آب/2020

تجميع پازل المشهد السياسي يعطي الصورة الآتية:

- شينكر يتابع مهمة ماكرون بعزل أحزاب السلطة عن الحكومة الجديدة.

- مطالعة ماكرون المسهبة عن صراعات المنطقة بين أنظمة التطرف الديني وأنظمة السيادة الوطنية انتهت إلى خلاصة واضحة: تحييد لبنان.

وهذا يعني رعاية دولية لنظام سيادة وطنية للدولة اللبنانية الوليدة، يكون الحياد رائدها.

- صورة الحكومة العتيدة بدأت تتبلور تحت تسمية "حكومة مهمّات"، لا تشبه في شيء الصيغتين المدفونتين:

حكومة الوحدة الوطنية (سلّة سلاطعين الأحزاب المتعاقصة)،

والحكومة الهجينة تحت تسمية "تكنوسياسية" (تغطّي هيمنة "حزب اللّه").

إستنتاج أولي: حكومة، برئيسها ووزرائها، موضع ثقة طرفين لا ثالث لهما: الناس بطلائع ثورتهم، والمجتمع الدولي.

وخارج هذا المشهد، في حال فشله، مزيد من التهرّؤ والسقوط.

 

تجنب إثارة ملف حزب الله يحيط زيارة ماكرون إلى لبنان بالشكوك

العرب/29 آب/2020

الزيارة تهدف إلى ممارسة الضغط لتشكيل حكومة "مهمة" محددة وقادرة على الإصلاح.

زيارة ثانية مغايرة

باريس - لم تبد أوساط سياسية لبنانية تفاؤلا بشأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، الثلاثاء، بسبب ما أسمته غموض الموقف الفرنسي من ملفّ الحكومة اللبنانية ومن سيطرة حزب الله عليها، فضلا عن شراكة متينة بين الحزب الموالي لإيران وأصدقاء تاريخيين لفرنسا.

وقالت هذه الأوساط إنّ الرّئيس الفرنسي يحيط زيارته إلى لبنان بالتّصريحات والوعود القوية، لكن من دون وضع الإصبع على أسباب الأزمة العميقة، ذلك أن الفساد المستشري هو أحد عناوين سيطرة حزب الله على القرار الحكومي، فضلا عن القبضة الأمنية على البلاد في ظلّ صمت تام عن موضوع نزع سلاحه كشرط لأيّ استقرار سياسي، وهو ما تتجنّب باريس الإشارة إليه من قريب أو بعيد. ويعود ماكرون إلى بيروت في محاولة ضغط جديدة لتشكيل “حكومة بمهمّة محددة” تخرج البلاد من أزمتها العميقة، لكن محاولته تبدو بالنسبة إلى كثيرين عقيمة، طالما أنها تتوقع تشكيل حكومة “محايدة” دون الاصطدام بحزب الله الذي نجح في أن يحوّل الحكومات الأخيرة إلى واجهة يختفي وراءها. وتجنب الرئيس الفرنسي مجرّد الإشارة إلى إيران وذراعها في لبنان في تصريحات الجمعة قال فيها “إذا تخلّينا عن لبنان في المنطقة وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية” وسيؤدي ذلك إلى “تقويض الهوية اللبنانية”.

ومن الواضح أن ماكرون يميل إلى التعويم في اتهام “قوى إقليمية فاسدة” لعدم استثارة حزب الله ودفعه إلى إفشال مساعي فرنسا للإمساك بالملف اللبناني، ظاهريا على الأقل، مع أن مغانم هذه العودة وما قد يتبعها من دعم مالي واقتصادي ودبلوماسي للبنان سيعود ريعها بالدرجة الأولى لحزب الله ومن ورائه إيران. ودقّ الرئيس الفرنسي ناقوس الخطر الجمعة محذرا من “حرب أهلية” في لبنان “إذا تخلينا عنه”. وأشار إلى “القيود التي يفرضها النظام الطائفي” في لبنان والتي “إذا ما أضيفت – لكي نتحدث بتحفظ – إلى المصالح ذات الصلة”، أدت “إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أيّ تجديد (سياسي) وحيث يكاد تكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات”. وتأتي هذه الزيارة، وهي الثانية إلى بيروت بعد الانفجار الذي وقع في بيروت في الرابع من أغسطس، بينما يبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون صباح غد الاثنين استشارات مع الكتل النيابية لتكليف شخصية جديدة بتشكيل حكومة بعد ثلاثة أسابيع من استقالة حكومة حسان دياب تحت ضغط الشارع الذي حملها مسؤولية الانفجار بسبب الإهمال وفساد المؤسسات.

ويحفل جدول أعمال ماكرون بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أنه “لن يتخلّى” عن المهمّة التي أخذها على عاتقه لناحية دعم لبنان عقب الانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 180 شخصاً وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.

ولزيارة ماكرون، وفق الرئاسة الفرنسية “هدف واضح وهو ممارسة الضغط حتى تتوفّر الشروط لتشكيل حكومة بمهمة محددة قادرة على الاضطلاع بإعادة الإعمار والإصلاح”، مع ضمان أن يلتزم المجتمع الدولي بدعم لبنان الذي نضبت موارده ويشهد أسوأ أزماته الاقتصادية.

وأكد ماكرون على هذه النقطة الجمعة مشددا على وجوب “تمرير قانون مكافحة الفساد وإصلاح العقود العامة وإصلاح قطاع الطاقة” والنظام المصرفي. وحذّر من أنه “إذا لم نفعل ذلك فإن الاقتصاد اللبناني سينهار”. ويعقد الرئيس الفرنسي سلسلة اجتماعات يبدأها لدى وصوله مع السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، على أن يجتمع على طاولة الغداء مع الرئيس عون الثلاثاء، ويلتقي مساء ممثلي تسعة من القوى السياسية الرئيسية في لبنان. وسبق لماكرون أن عقد لقاء مماثلاً في قصر الصنوبر، مقر السفير الفرنسي في بيروت، خلال زيارته الأولى في السادس من أغسطس دعا خلاله الفرقاء السياسيين إلى إجراء “تغيير عميق” عبر “تحمّل مسؤوليّاتهم” و”إعادة تأسيس ميثاق جديد” مع الشعب لاستعادة ثقته. وتقول الرئاسة الفرنسية إنها تحتفظ “بقدر جيّد من الأمل” في إعطاء دفع للمحادثات، خصوصاً أن الزيارة ستتزامن مع استشارات تكليف رئيس حكومة جديد. وكرّرت باريس الخميس دعوتها لبنان إلى الإسراع في تشكيل حكومة واعتماد إصلاحات “عاجلة”. وحذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من أن “الخطر اليوم هو اختفاء لبنان، لذلك يجب اتخاذ هذه الإجراءات”. ولم تظهر حتى الآن أيّ بوادر توافق على اسم رئيس الوزراء المقبل جراء التباين في وجهات النظر بين القوى السياسية الرئيسية. علما أن هذه القوى تبدو وقد سدّت أذنيها عن سماع صوت اللبنانيين الغاضبين المحبطين الذين يصرّون على محاسبة الطبقة السياسية كاملة ويرفضون عودة أيّ من رموزها إلى السلطة. وأعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري هذا الأسبوع أنه لا يعتزم العودة إلى السلطة، منتقداً “بعض القوى السياسية” التي قال إنها “ما زالت في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين”. حماية لبنان من أي تدهور أمني يؤدي إلى حرب أهلية حماية لبنان من أي تدهور أمني يؤدي إلى حرب داخلية

وكان حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز، استبق مشاورات التكليف بإعلانه على لسان أمينه العام حسن نصرالله رفضه تشكيل أيّ حكومة “حيادية”، وهو المطلب الذي يرفعه بعض المحتجّين والبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي سيكون له لقاء مع ماكرون.

ودعا نصرالله الذي يشكّل مع حلفائه أكثرية في البرلمان إلى “تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإن لم يكن ذلك ممكنا، حكومة ذات أوسع تمثيل ممكن من سياسيين واختصاصيين”. ولم تكن آخر تجربة “حكومة وحدة وطنية” برئاسة الحريري ناجحة، إذ سقطت بعد نحو ثلاث سنوات من تشكيلها على وقع احتجاجات ضخمة في الشارع في أكتوبر الماضي. وكانت تضم ممثلين عن معظم الأحزاب السياسية وولدت بعد سنتين من فراغ في سدة رئاسة الجمهورية إثر تسوية هشّة شلّت المؤسسات وعطّلت القرارات. وقال مصدر دبلوماسي في بيروت إن كارثة المرفأ “لم تغيّر في طريقة تعامل الأطراف السياسية مع موضوع تشكيل الحكومة وتكليف رئيس لها”. وأوضح أن تكليف رئيس حكومة جديد “لا يعني أن تشكيل الحكومة سيتمّ بسهولة”، وهو ما تظهره العديد من التجارب السابقة، لافتاً إلى أنه “ما من التفات جديّ للشارع” الذي يطالب بتغيير سياسي ويتهم الطبقة الحاكمة بالفساد والفشل في إدارة الأزمات. وعقب انفجار المرفأ توالت الدعوات الغربية، لاسيما الفرنسية والأميركية، للإسراع في تشكيل حكومة تعكس “تغييراً حقيقياً”، إلا أن أوساط الرئاسة الفرنسية تؤكد أنه “لا يعود لنا تشكيل الحكومة”، نافية أن تكون مساعيها الجارية بمثابة “تدخل” في الشأن اللبناني.

 

السفارة الأميركية: شينكر في بيروت الأسبوع المقبل وسيحث على تنفيذ إصلاحات وعلى حكومة خالية من الفساد

وطنية - السبت 29 آب 2020

أعلنت السفارة الأميركية، في بيان، أن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، بدأ أمس جولة في المنطقة تستمر لغاية الرابع من أيلول المقبل، وتشمل الكويت وقطر ولبنان، مشيرة إلى أنه سيلتقي في الكويت: وزير الخارجية أحمد ناصر المحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وغرفة التجارة الأميركية، ل"التباحث في وحدة الخليج والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي". وسيلتقي في قطر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وكبار المسؤولين الحكوميين ل"مناقشة قضايا مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي". أضافت: "في 2 أيلول، سيسافر مساعد وزير الخارجية إلى بيروت، حيث سيلتقي بممثلي المجتمع المدني، ويناقش الجهود الأميركية للمساعدة في أعقاب انفجار ميناء بيروت في 4 آب، ويحث القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة اللبنانيين في الشفافية والمساءلة وحكومة خالية من الفساد".

 

درباس: "أهل العروس ما حكيوني"

المركزية/29 آب/2020

أوضح الوزير السابق رشيد درباس أنه لا يعتبر نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة نافياً أن يكون قد تم الحديث معه من قبل أي جهة، قائلاً: "أهل العروس ما حكيوني". وأشار إلى أن من يرفض تنفيذ شروط رؤساء الحكومات السابقين لن يعطي هذه الشروط له، لافتا إلى أن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون طيبة. وأكد في حديث عبر "أم تي في"  أنه لمس خلال توليه وزارة الشؤون الإجتماعية أن حزب اللهكان يشعر بأنه رجل منصف لافتا إلى أنه لمس عدم ممانعة لدى الحزب في طرح اسمه لرئاسة الحكومة لكنه أكد أنه من غير الوارد أن يكون في عالم السياسة وعلى خصومة مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

 

واشنطن: اليونيفيل ستتمكن من تقليص ترسانة حزب الله بلبنان

العربية.نت – وكالات/29 آب/2020

أكدت واشنطن أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل" ستتمكن من تقليص ترسانة حزب الله وستتمكن من الوصول إلى مواقع لاحتوائه. وأشارت إلى أن قرار تمديد مهمة اليونيفيل في لبنان "خطوة لتحسين فعاليتها"، معتبرة أن " فترة تهاون مجلس الأمن بمهمة اليونيفيل في لبنان انتهت". ولفتت إلى أن تقليص عديد اليونيفيل في لبنان هو "خطوة مهمة لتقييم مهمتها"، آملة "بأن تشمل الإصلاحات معرقلي مهمة اليونيفيل في لبنان". وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع، أمس الجمعة، على قرار يقضي بخفض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان وتوسيع المهام المكلفة بها لمعالجة المخاوف الأميركية والإسرائيلية بشأن أنشطة ميليشيا حزب الله في المنطقة. وخفض القرار الذي صاغته فرنسا، الحد الأقصى لعدد القوات، المعروفة باسم "اليونيفيل"، من 15 ألفاً إلى 13 ألفاً، تحت ضغط أميركي. يذكر أن قرار خفض عديد "اليونيفيل" لن يُغيّر الكثير في الواقع في جنوب لبنان، وفق ما قال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه لوكالة "فرانس برس"، حيث إنّ عديد جنود حفظ السلام يبلغ حالياً عشرة آلاف و500 جندي. كما اعتمد القرار مطلبا آخر لأميركا وإسرائيل، حيث دعا الحكومة اللبنانية إلى تسهيل "الوصول الفوري والكامل" إلى المواقع التي طلبت قوات حفظ السلام معاينتها للتحقيق بعد مسائل، منها الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل. وحث القرار أيضاً على منح القوات الأممية حرية الحركة والوصول دون عوائق إلى جميع مناطق الخط الأزرق. وأدان "بأشد العبارات" جميع محاولات تقييد تحركات قوات الأمم المتحدة والهجمات على أفراد البعثة.

ودان مجلس الأمن في قراره "كل الانتهاكات للخط الأزرق، جواً وبراً"، داعياً "جميع الأطراف إلى احترام وقف الأعمال العدائية". ودعا القرار الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم تقارير سريعة ومفصّلة في شأن الانتهاكات للسيادة اللبنانية والقيود التي تعوق تحركات قوات "اليونيفيل".

ولطالما اتهمت إسرائيل حزب الله، المدعوم من إيران، بمنع قوات "اليونيفيل" من تنفيذ التفويض المكلفة به، وهي وجهة نظر تدعمها الإدارة الأميركية بشدة. وفي عام 2019، دمرت إسرائيل سلسلة "أنفاق هجومية"، حسب تعبيرها، حفرها حزب الله تحت الحدود. وقالت المندوبة الأميركية كيلي كرافت في بيان بعد التصويت: "نوقف اليوم فترة طويلة من تهاون المجلس تجاه "اليونيفيل" والنفوذ المتزايد والمزعزع للاستقرار لإيران وعميلتها، منظمة حزب الله الإرهابية. فإدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب كانت قلقة للغاية في السنوات الأخيرة من عجز "اليونيفيل" بشكل عام عن احتواء تهديد حزب الله".

وأضافت: "لن نسمح لهذا بأن يستمر. وعلى مجلس الأمن أن ينضم إلينا في مواجهة هذا". وحثت كرافت الأمم المتحدة على اغتنام ما ورد في القرار، معتبرةً أنه يتوجب على الحكومة اللبنانية أن تضاعف جهودها لضمان قدرة "اليونيفيل" على أداء تفويضها. موضوع يهمك?أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن دبلوماسيا رفيعا في الوزارة سيزور لبنان مجدداً الأسبوع المقبل.وسيتوجه...مساعد بومبيو يتوجه لبيروت.. للحث على الإصلاحات مساعد بومبيو يتوجه لبيروت.. للحث على الإصلاحات أميركا

وحذرت قائلةً: "إذا لم يؤد إجراء اليوم إلى تحسينات ضرورية، من ضمنها تحسين وصول "اليونيفيل" لجميع المواقع وخطوات لتقليص ترسانة حزب الله الواسعة والمتنامية من الأسلحة، يجب أن يكون أعضاء المجلس مستعدين لاتخاذ مزيد من الإجراءات عندما يحين موعد تجديد التفويض العام المقبل".

من جهته، ذهب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد أردان إلى أبعد من ذلك، ووصف القرار بأنه "تحذير أخير" للحكومة اللبنانية، وأعلن أنها "ستتحمل المسؤولية، وستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد للتوترات أو عواقب وخيمة لمثل هذه الأعمال" إذا استمر حزب الله في تحويل جنوب لبنان "إلى قاعدة لنشاطه الإرهابي تحت أنظار اليونيفيل". وقال أردان إن إسرائيل سترد "بقوة" على أي هجمات إرهابية من الأراضي اللبنانية. يذكر أن "اليونيفيل" موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتم تعزيزها بعد حرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006 والتي انتهت بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربيّة، وعزّز من انتشار القوات الدولية ومهمّاتها، إذ كلّفها مراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

 

“معركة خلدة لم تنته بعد… إما جثثنا أو جثثكم في الشارع”

راديو صوت بيروت انترناشيونال/29 آب/2020

https://www.sawtbeirut.com/wp-content/uploads/2020/08/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D8%A9.mp4?_=1

توقف اطلاق النار وانتهى اشكال خلدة، لكن النفوس لم تهدأ، لاسيما بعد سقوط شهيد من آل غصن، لا علاقة له بكل ما جرى، ذنبه الوحيد انه كان في المكان الخطأ حين بدأت المعركة بين “حزب الله” وحركة “أمل” من جهة وعرب خلدة من جهة اخرى. في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر طاهر زهران، معبراً عن غضبه بداية من خسارة الشهيد حسن غصن، حيث قال “هنيئاً لنا الشهادة ونعاهدكم انه من اليوم لن نرتدي الاسود بل الابيض، نحن نفتخر بشهدائنا” وتوجه بعدها الى شباب السنة والبعض القليل من شباب عرب خلدة الذين اطلق عليهم”عملاء” سرايا المقاومة، حيث قال “رسالتي الى هؤلاء اننا نعاهدكم بالله انكم ستكونون اول الاشخاص الذين سنصطادهم، نعرفكم جميعكم وبالاسماء”. واضاف “انا افتخر انني كنت جزء من المعركة التي لم تنته بعد، لا بل لم تبدأ، ولا تهددونا بالسلاح ولا تفتخرون به كونكم ستبيعونه خردة، واذا كنتم تعتقدون انكم تخيفوننا بالـ 14 ونص، اؤكد لكم لن تجدوا من يقودها، المعركة معروفة، بي 7 وماغ وقناصة وكلاشينكوف، ونحن اشتريناها من الضاحية” وختم “نحن لا نراهن على اي دولة اجنبية، اقسم بالله عز وجل اما جثثنا او جثثكم في الشارع”.

 

“المشهد اليوم”: هزيمة لبعبدا… والاستشارات بلا مرشح

 صوت بيروت إنترناشونال/29 آب/2020

هل يخرج لبنان من غرفة العناية الفائقة التي يستلقي فيها صريعاً منذ انفجار الرابع من آب؟ هل يستفيق البلد من سباته القسري أسوة بالناجية كارمن صايغ التي عادت الى عائلتها بعد 3 أسابيع من الغيبوية، فيعود الى أحضاننا من براثن الموت السريري الحتمي الذي أدخلته فيه سلطة “الأمونيوم” الحالية فتسير الدماء مجدداً في شرايينه بتدخّل مبضع دولي؟ إنها بلا شكّ مرحلة حاسمة يطلّ عليها لبنان طليعة الأسبوع المقبل، وقد ترجمت أهميّتها القصوى بتكثيفٍ لافت للحراك الدولي وتصاعدٍ متزايد للضغط الممارس بلا هوادة على السلطة الحالية لإعادة لبنان الى مسارٍ مستقيم، فإما أن تسير بالبلاد نحو برّ الأمان بتجاوبها مع نصائح أبرز القوى الدولية التي هبّت لنجدته من الانزلاق نحو مصير قاتمٍ، وإما أن تمضي بالبلاد بمكابرةٍ فجة وقلّة دراية صارخة نحو السقوط المدوّي. توازياً، ازدحمت المواعيد الدولية بدءاً من بعد غد الاثنين، حيث، منذ التاسعة صباحاً تبدأ الاستشارات النيابية في قصر بعبدا لتسمية رئيس يؤلف الحكومة الجديدة، قبل ساعات، من وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت، وعلى اجندته السياسية، بعد زيارة السيدة فيروز، سفيرة لبنان إلى النجوم، وترتيب لقاءات مع القيادات السياسية والمجتمع المدني، رؤية اللبنانيين، يتفقون على حكومة جديدة، تكون الإصلاحات، المالية، والسياسية، والقطاعية، والإدارية، على أبرز مهامها «حكومة مهمات»، ومن زاوية: ان إذا تخلت فرنسا عن لبنان، فالحرب الأهلية على الطاولة. وفي السياق ذاته، على وَقع التفلت الأمني في الشارع، وفي ظل التخبّط الحاصل على صعيد تأليف الحكومة وغياب أهل السلطة عن المسؤولية التي تفترض القيام بحلول سريعة وحاسمة بشأن الإنقاذ، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «حرب أهلية» في لبنان «إذا تخلينا عنه»، وذلك قبيل عودته إلى بيروت في مسعى لإنهاء الأزمة السياسية التي تمنع تشكيل حكومة تُخرج البلاد من أزمتها العميقة. وقال ماكرون من باريس «إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية» وسيؤدي ذلك إلى «تقويض الهوية اللبنانية».وأشار إلى «القيود التي يفرضها النظام الطائفي» التي أدت «إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد سياسي وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات». وحذّر من أنه «إذا لم نفعل ذلك فإن الاقتصاد اللبناني سينهار» و»الضحية الوحيدة ستكون اللبنانيين».

 

قد لا يرى الناس صورة فيروز وماكرون!

 صوت بيروت إنترناشونال/29 آب/2020

علم موقع “صوت بيروت انترناشونال” أن السيدة فيروز لا ترغب بأن تغطي الوسائل الاعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة والالكترونية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لها، وهي بذلك لا تحيد عن عادتها الابتعاد عن المقابلات واللقاءات الاعلامية والاجتماعية. وتشير المعلومات، الى أن ساعة ومكان اللقاء المرتقب مباشرة بعد وصول ماكرون الى بيروت الاثنين المقبل، غير معروفين حتى الآن، وقد يكون التصوير وان بكاميرا واحدة متعذرا. ولا شك أن الوسائل الاعلامية والاعلاميين سوف يستاؤون من هذا التصرف المتكرر على الرغم من محبة الغالبية العظمى منهم للسيدة فيروز واحترامهم لمكانتها التي لولاها لما اختار رئيس دولة عظمى أن يستهل زيارته لها وكأنه يقول للسياسيين اللبنانيين الذين أنبهم في زيارته السابقة: فيروز تشكل أيقونة لبنان وبوصلة الابداع اللبناني الفردي والثقافة اللبنانية التي وللأسف غير متوفرة عند الطبقة الحاكمة. ويبقى أمل الاعلاميين أن يتم العدول عن عدم التغطية وأن يكون هنالك تنظيم لهذا الأمر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/8/2020

وطنية/السبت 29 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أقل من ثمان وأربعين ساعة تفصلنا عن الاستشارات النيابية الاثنين في قصر بعبدا، توصلا إلى تسمية الشخص الذي سيكلف تأليف الحكومة الجديدة.

معظم الأفرقاء السياسيين يلعبون عند شرفة الرئيس الفرنسي الآتي لبيروت مساء الاثنين، في زيارته الثانية خلال ثلاثة أسابيع. لكنهم أيضا يلعبون على شفير مظلل بضبابية المواقف وغموضها، بالنسبة إلى الشخص الذي يمكن أن يسمى في الاستشارات الملزمة.

وإذ بدأ العد العكسي الزمني، فإن الساعات المقبلة ستشهد اتصالات كثيفة، علما أن "بيت الوسط" يبقى محورا للاتصالات المتتابعة، في وقت لم يعلن رؤساء الحكومات السابقين في اجتماعهم الجمعة عن اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة، وأوساط الرئيس الحريري كررت أن كتلة "المستقبل" ستعطي التسمية في الاستشارات، وأن كل الأسماء التي يحكى عنها تكهنات.

ومن هنا تبرز أهمية الاشارة إلى أن دوائر قصر بعبدا وضعت كتلة "المستقبل" النيابية، كأول موعد على مستوى الكتل في قائمة مواعيد استشارات الاثنين، وبالتالي فإن الاسم الذي ستسميه كتلة "المستقبل" كخيار، ستسميه أو تعتمده بعدها مجمل الكتل النيابية، إذا اعتبرنا أن هناك ضمن السياق تأييدا فرنسيا مبدئيا لاسم سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وتأييد "حزب الله" وحركة "أمل" للحريري حتى الآن.

لكن الضبابية القائمة واحتمالات طرح كتلة "المستقبل" اسما آخر، ومسار الاتصالات حتى فجر الاثنين المقبل، تجعل عناصر الترقب عالية وشديدة، إلى حين انسياب الاستشارات النيابية من التاسعة صباح الاثنين إلى الثانية بعيد الظهر.

في أي حال، استشارات الاثنين طابعها برلماني لبناني دستوري، إنما أيضا ذات نكهة فرنسية ماكرونية، فهي ستجري قبيل ساعات قليلة من وصول الرئيس الفرنسي إلى لبنان للمشاركة في إحياء مئوية لبنان الكبير.

وغداة زيارة ماكرون، يحط في لبنان مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر في الثاني من أيلول، وسيحض على تأليف حكومة تلبي مطالب اللبنانيين وتنفذ الاصلاحات، ويلتقي ممثلين عن الحراك والانتفاضة، ويحث القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة اللبنانيين في الشفافية والمساءلة وحكومة خالية من الفساد، بحسب بيان السفارة الأميركية.

إذن، عشية الاستشارات النيابية الملزمة، تتكثف الاتصالات للاتفاق على اسم الرئيس المكلف، في ظل تأكيد أن لا تأجيل لموعد الاستشارات الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تزدحم مفكرة الأسبوع الطالع بالمحطات المهمة التي من شأنها توضيح مسارات واتجاهات المشهد السياسي اللبناني، ولاسيما في ما يتعلق بالملف الحكومي.

طلائع تلك المحطات، مع الاستشارات النيابية الملزمة التي تجري الاثنين في قصر بعبدا. وما إن تنجز هذه الاستشارات، حتى يطل رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل" نبيه بري، في كلمة متلفزة يوجهها إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

وفي مساء اليوم نفسه، يحط الرئيس إيمانويل ماكرون في لبنان، حيث يقوم الثلاثاء بنشاط مكثف. وما يكاد الرئيس الفرنسي يودع اللبنانيين، حتى يغط في بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر.

وفي الوقت الذي يحل به كل من الأميركي والفرنسي ضيفا على لبنان، تكون الاستشارات النيابية قد انقشعت غيمتها، فيتبين خيطها الأبيض من خيطها الأسود، بما يؤسس لحسم الاسم الذي سيكلف بتشكيل الحكومة. وهنا تظل الأنظار منصبة على "بيت الوسط" لسبر أغوار التوجه النهائي للرئيس سعد الحريري.

من جهة أخرى، يتوجه رئيس الجمهورية ميشال عون يوم غد بكلمة إلى اللبنانيين، لمناسبة مئوية لبنان الكبير، على أن يليها حوار تلفزيوني.

بعيدا من كل ذلك، تجاوز لبنان قطوع تجديد ولاية قوات اليونفيل، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي، الذي خفض عديد هذه القوات بشكل طفيف لا يؤخر ولا يقدم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من جيش الدمى إلى جيش الروبوت، استحالت القوة العسكرية المتبجحة عند الحدود. هو الجيش الذي كان لا يقهر، وبات لا ينظر إليه حتى من مستوطنيه إلا خائفا يترقب. يتستر بروبوتات ليقدمها أهدافا للمقاومة، مطورا محاولات التمويه بالدمى المزروعة في آلياته العسكرية قبل عام، مع يقينه أن القصاص آت.

هو ليس فخر الصناعة الاسرائيلية ما عرضه عند الحدود، بل فخر الإنجاز اللبناني الذي صنعته المقاومة في أذهان هؤلاء. هي حقائق بقوتها أبلغ من أي رد، مع التأكيد أن الرد آت لا محال.

حال ستحفر بلا أدنى شك في الهيبة الصهيونية، وستزيد اللبنانيين عزة وعزيمة. أما بعض الروبوتات اللبنانية فقد ترى نفسها غير معنية، بل قد يرى بعضها أنه مضطر للدفاع عن الاسرائيليين مع إعلان مشغلهم، أي أحد الروبوتات الأميركية في المنطقة- الامارات- عن الغاء قانون مقاطعة تل أبيب.

عند الحدود الشرقية، إصابة أربعة جنود من الجيش اللبناني في بلدة ينطا- قضاء راشيا بقنبلة مهربين للذخيرة، فلمن كانت تهرب صناديق الرصاص تلك؟، وإلى أين؟.

في الأمم المتحدة ألغيت كل العنتريات وأوراق الضغط والتلويح بالفيتويات الأميركية، وتم التمديد لقوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللبناني، من دون أن يتمكنوا من التعديل في المهام، فاستعاضوا بالتهويل، وإيهام بتقليص في العديد من خمسة عشر ألف جندي إلى ثلاثة عشر ألفا، علما أن الموجود منهم في لبنان لم يكن يتعدى الأحد عشر ألفا على الدوام.

في القلوب السياسية غير المؤتلفة لا جديد حكوميا إلى الآن، سوى أن الاستشارات النيابية في موعدها، رغم عدم رسو سفن التسمية على بر بعد.

استشارات مسبوقة غدا بمحطتين: كلمة للأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله عند الحادية عشرة صباحا، بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، وكلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الثامنة والنصف مساء، بمناسبة مئوية لبنان الكبير.

أما كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإلى ما بعد الاستشارات، حيث سيخاطب اللبنانيين عند الثالثة من بعد ظهر الاثنين، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قبل يومين من موعد الاستشارات النيابية الملزمة، التي يفترض أن ينتج عنها اسم يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، الشريك في توقيع مرسوم التأليف، والكتل النيابية التي يفترض أن تمنح الحكومة الثقة، التمنيات والتخيلات والإشاعات تتقدم على الوقائع والحقائق والمعلومات.

سياسي يرمي اسما من هنا، وصحيفة تتداول اسما من هناك، ومواقع الكترونية تتبنى اسما من هنالك، فيما مواقع التواصل وأصحاب حساباتها يتناقلون ويروجون ويسوقون "عالعمياني".

في كل الأحوال، الأهم من شخص رئيس الحكومة وحتى من أعضائها، أن يكون اللبنانيون على موعد مع حكومة فاعلة ومنتجة وقادرة على القيام بالمطلوب المعروف، ليس فقط لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، بل لتحقيق الإصلاحات الجذرية التي طالما نادى بها رئيس الجمهورية وناضل في سبيلها، من قصر بعبدا وقبله من الرابية، وقبل الاثنين خلال سنوات المنفى الطويلة والقتال الأطول من أجل لبنان.

ونشير في هذا الاطار، إلى أن الرئيس العماد ميشال عون يوجه في تمام الثامنة والنصف من مساء غد الأحد، رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة مئوية لبنان الكبير، تليها مقابلة يجريها معه الإعلامي ريكاردو كرم من وحي المناسبة، على أن يتطرق خلالها أيضا إلى ملفات الساعة.

وفي غضون ذلك تتوالى التحضيرات لاستقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في زيارته الثانية للبنان خلال أقل من شهر، وسط تعويل داخلي على الدفع الدولي في سبيل مساعدة لبنان على تجاوز مرحلة قد تكون من الأكثر صعوبة في تاريخ لبنان الكبير.

وفي هذا الاطار، قررت الهيئة السياسية ل"التيار الوطني الحر" اعتماد مبادرة وطنية إصلاحية، اقتصادية وسياسية، شاملة ومتكاملة لتكون على مستوى ذكرى مئوية لبنان الكبير، على أن تتقدم بها ‏إلى رئيس الجمهورية وضيف لبنان الرئيس الفرنسي وتعلنها لكل اللبنانيين.

وفيما أعلن حزب "القوات"، على لسان أكثر من نائب، عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، يتأرجح الموقف "الاشتراكي". أما بالنسبة إلى ثنائي "حزب الله"- حركة "أمل"، فالأنظار شاخصة إلى كلمتي السيد حسن نصرالله اليوم وغدا في ذكرى عاشوراء، وإلى موقف الرئيس نبيه بري الاثنين في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

أما تيار "المستقبل" وتجمع رؤساء الحكومات السابقين، فيكشفان موقفيهما من التسمية فجر الاثنين، على ما أعلن اليوم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان وفرنسا أمام الفرصة الأخيرة لإحداث خرق في الجدار المسدود. الساعات الثماني والأربعون المقبلة حاسمة ودقيقة، والإثنين يوم الإستحقاق الكبير، فإذا بدأ اليوم بتسمية شخصية من قبل المكون السياسي السني الأبرز، أي تيار "المستقبل"، وإذا لاقى الإسم قبولا عند قوى السلطة وسمته أيضا، فيكون الضغط الدولي، وتحديدا الفرنسي، نجح في تحقيق خطوة إلى الأمام. أما إذا فشلت العملية برمتها وانتهت الستشارات من دون تكليف شخصية يرضى عنها الرئيس الحريري ورؤساء الوزراء السابقون، فإن البلد يتجه إلى مأزق.

من هنا تستمر الاتصالات على خط "بيت الوسط"، لإقناع الرئيس الحريري بتزكية اسم في استشارات الإثنين. والحركة الأساسية يقوم بها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل. وعلم في هذا الإطار أن الحريري، ورغم الضغط الذي يمارسه بري، كان يفضل عدم تسمية أحد، ويتلاقى في موقفه هذا مع موقفي "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"القوات اللبنانية". لكن ما قاله الرئيس السنيورة قبل قليل، في حديث صحافي، يوحي أنه سيكون هناك اسم، وأن القوى السنية الأساسية ستعلنه فجر الإثنين. فمن يكون الرئيس المكلف العتيد؟.

حسب المعلومات، الخيار سيكون شماليا هذه المرة، ويتأرجح بين ثلاثة أسماء هي: ريا الحسن، رشيد درباس، أو سمير الجسر. علما أن آخر المعلومات تشير إلى أن حظوظ الحسن تتقدم على حظوظ درباس والجسر، حتى الآن على الأقل.

على أي حال، قوى السلطة تبدو مربكة. فهي أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر. الخيار الأول أن تسلم بعدم التدخل في تشكيل الحكومة وأن ترضى بتشكيل حكومة من المستقلين. وهو أمر شددت عليه الرئاسة الفرنسية بإعلانها أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية، ولو موقتا، وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. الخيار الثاني أن يستمر تصريف الأعمال حتى إشعار آخر. أما الخيار الثالث فأن تقرر قوى السلطة مرة أخرى استعادة تجربة حكومية شبيهة بحكومة حسان دياب، وهو أمر مستبعد لأن الظروف مختلفة.

هذا في الشق المحلي. أما في الشق الخارجي، فإن معظم المعلومات تتقاطع على ترجيح أن لا حكومة قبل اتضاح هوية الرئيس الأميركي المقبل، أي في مطلع تشرين الثاني المقبل. فإيران لن تفرط بورقة لبنان في الوقت الأميركي الضائع، وتريد استخدامها عندما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر لن يحصل إلا بعد الانتخابات الرئاسية اأميركية. وهذا يعني أن الضغط سيتواصل على لبنان، ما يعني تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية.

فماذا سيحصل الاثنين؟، هل سيكون هناك رئيس حكومة مكلف يشارك في استقبال ماكرون الثلثاء، فيستعيد البلد أنفاسه ولو بالحد الأدنى، أم أننا سنكون أمام خيبة أمل أخرى، وأمام مرحلة جديدة مليئة بالمطبات والعثرات؟. الجواب لم يعد بعيدا، فلننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من اليوم وحتى الاثنين المقبل، في حلول الساعة العاشرة والثلث صباحا تقريبا، تتضح صورة تكليف رئيس الحكومة الجديد، بموجب الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون.

موعد العاشرة والثلث مع كتلة "المستقبل" مفصلي، لأن قبله، يكون العماد عون استمع إلى تسمية الرؤساء ميقاتي الحريري وسلام لرئيس الحكومة العتيد، وبعده يكون رئيس الجمهورية علم الاسم أو تيقن بأن القوى السنية الفاعلة لن تسمي أي رئيس حكومة مقبل.

حتى الآن، لا وضوح في الرؤيا، والسيناريوهات تضيق، علما أن الله قد يخلق في الساعات المقبلة من اليوم حتى الاثنين، ما قبل التاسعة صباحا، موعد انطلاق الاستشارات الملزمة، ما لا تعلمون، لا سيما وأن الرئيس السنيورة أعلن أن تسمية الكتل السنية الوازنة ستعلن الاثنين فجرا.

أكثر المتفائلين يتحدث عن تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، أو على الأقل تسميته والكتل السنية الوازنة، شخصية تتسلم هذه المهمة وتكون شريكة فعلية في الحل غير مستفزة لا سيما للثنائي الشيعي.

هؤلاء المتفائلون يستندون في كلامهم الى واقعتين: الأولى وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بعد ساعات على انتهاء الاستشارات، إلى بيروت. مع كل ما يشكل ذلك من ضغط على السياسيين الذين تركهم ماكرون منذ شهر وأمامهم مهمة مطلوب تنفيذها. أما الواقعة الثانية، فهي الزامية التسمية لأن "اللعب انتهى ولأن كل خطأ سيدفع ثمنه مرتكبه" من اليوم وصاعدا، يقول هؤلاء.

مقابل المتفائلين الذين يعتبرون أنه وبحلول الاثنين بعد الظهر، سيكون للبنان رئيس حكومة مكلف يتولى رئاسة حكومة ممكن تسميتها انتقالية أو حكومة مهمة، هناك متشائمون. هؤلاء يتخوفون من أن تخلص الاستشارات إلى تسمية بأصوات هزيلة لأي اسم يحصد العدد الأكبر من الأصوات، ما قد يدفع رئيس الجمهورية إلى الدعوة لجولة ثانية من الاستشارات.

أو أسوأ، يقول المتشائمون، أن تخلص الاستشارات إلى عدم تسمية رئيس عتيد للحكومة، فيفتح حينها باب العرقلة على مصراعيه، ومعه باب التفاوض على عقد جديد يؤدي الى مؤتمر تأسيسي، يريده البعض ويتخوف منه البعض الآخر.

في كل الأحوال، صاحب الدعوة إلى العقد الجديد الرئيس الفرنسي، وقبل ساعات من عودته إلى لبنان، تحدث اليوم عن الشرق الأوسط وإعادة تنظيمه، وفق نماذج سيادية تعتمد التعددية أو إعلان فشل الغرب نتيجة بروز نماذج سيطرة عرقية أو طائفية أو عشائرية في المنطقة، وأعطى نموذج لبنان التعددي أمثولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"رجع أيلول" وإيمانويل ماكرون يعود على متنه مباشرة إلى مقر إقامة لبنان الحلم، إلى وطن عاش في أغنية وأقام في صوت، وهو إذ قال في الشارع ما أراد قوله، فإنه هذه المرة أطلق مواقف استباقية حدد فيها خريطة طريق العودة.

ومن جمهورية انطلياس العظمى، يدخل ماكرون لبنان الكبير بمئوية بلغت سن اليأس ولفظت أنفاسها الأخيرة على رصيف المرفأ. رئاسة الجمهورية ستحيي ذكراها بكلمة توجهها إلى اللبنانيين، ومحركات التكليف توقفت في انتظار ما ستحمله كلمة الأحد من مواقف.

ما رشح من لقاء "بيت الوسط" الرباعي، أن لا اسم حتى اللحظة، لكن الاسم سيكون جاهزا ليل الأحد، وسيبقى في غلاف سري لغاية في نفس رؤساء الحكومات إلى أن يفرج عنه صباح الاثنين. وفجر جرود الرؤساء أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة ل"المدن"، وقال إن الاسم سيتمتع بالثقة المطلوبة محليا وخارجيا.

واحتجاز اسم رئيس الحكومة المقبل في الصندوق، لا يختلف عن حجز الاستشارات من قبل رئيس الجمهورية. تارة يريد نادي الرؤساء الدفاع عن الطائف بأن الاستشارات وحدها تحدد الاسم وليس التشاور السياسي المسبق. وتارة أخرى يعطون أنفسهم الحق في التسمية بمعزل عن الاستشارات النيابية، والكل يلغي أدوار الكل.

وبعد اثنين التشاور الملزم، وظهور المارد الذي سيتولى المهمة الصعبة، تعود جريمة المرفأ ومستجداتها القضائية إلى صلب المتابعة. وفي آخر مستجداتها: ما صنع الحداد، وستتناول التحقيقات الحدادين الثلاثة ومدى ارتباط أحدهم بالأصولية، والضباط الستة المؤتمنين على أمن المرفأ، ومعهم استدعاء وزير الأشغال السابق غازي زعيتر للاستماع إليه في القضية. وكي لا يقع ظلم ذوي القربى، فإن المدعي العام التمييزي غسان عويدات سينأى بنفسه عن التحقيق مع الصهر، على أن يتولى القاضي غسان الخوري المهمة المستحيلة.

تعددت مفاتيح الكارثة والعنبر واحد، وكان الانفجار بوابة دخول الكبار على خط الأزمة اللبنانية. قضاء على المرفأ، ورئيس حكومة غير مكشوف الملامح، وحرب اسماء ترمى في السوق الحكومية السوداء، ومعظمها للحرق قبل الاثنين. وفي ربع الساعة الأخير، حدد رئيس الجمهورية موعد الاستشارات النيابية، كي لا يستقبل الضيف الفرنسي بسلة فاضية.

وحالما يودع لبنان الرئيس الفرنسي، يستقبل ديفيد شنكر نائب وزير الخارجية الأميركي الذي أعلن أنه سيحض المسؤولين اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة الشعب في الشفافية والمساءلة، وفي حكومة خالية من الفساد.

ولغة التوبيخ والحض مرفقة بالإنذار الاخير، كانت أيضا تسبق وصول ماكرون الذي دق ناقوس الخطر وحذر من حرب أهلية، وقال إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة، وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية وسيؤدي ذلك إلى تقويض الهوية اللبنانية.

كلام ماكرون تقاطع وموقفا لوزير خارجيته قال فيه إن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان. أما مندوب الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، فقد حذا حذو فرنسا وقال إن آخر ما يحتاج إليه لبنان هو فتنة طائفية. ليتلاقى وموقف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الداعي إلى بناء دولة لا تكون مستغلة من أحد.

الغرب يتحدث باسم الشعب، والمسؤولون حائرون بين الحريري ومن يسميه الحريري، والنتيجة واحدة فالحريري أو ظله هو أسوأ الحلول في دولة محكومة من فاسدين بشهادة مصدقة عالميا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29 آب 2020

وطنية/السبت 29 آب 2020

النهار

تخوف معظم السياسيين من ان تكون المواجهة في خلده مقدمة لفلتان امني مدبر في ليل بيروت والمناطق تنفيذا لخطة مجهولة خصوصا بعدما سرت شائعات عن توتر سيتصاعد وعن حشود مؤازرة.

يتخوف مرجع سياسي من أن يكون الخريف المقبل مدخلاً للجوع والأزمات الاقتصادية والمالية ما سيدفع الشارع هذه المرة إلى حرق الأخضر واليابس، لا سيما وأنّ كل المعالجات حتى الآن غائبة.

بعد اشتعال أحداث خلدة، حُشرت أكثر من شخصية سياسية وإعلامية تقيم في المنطقة ومحسوبة على فريق الممانعة، وتوالت الاتصالات مع الحلفاء والخصوم لإنهاء الاشتباك قبل تطوره بشكل خطر والتعدي على اشخاص داخل منازلهم.

يواجه عدد من الوزراء والنواب صعوبة بالغة في المشاركة حتى في زيارات التعازي المختضرة والضيقة اذ يجبهون بالرفض تكرارا.

اللواء

وضعت خلية الأزمة الأوروبية التي تجتمع دورياً في بيروت خلاصة اقتراحات في ما خصَّ الحكومة والبدائل للرئيس الفرنسي قبل لقاءاته اللبنانية.

لم تثبت تماماً المعلومات عن محاولة لانتزاع تسمية لرئاسة الحكومة، قبل الاثنين المقبل، ولكن من دون جدوى.

تتولى جهات لعب دور الوسيط، في ما خصَّ تسعيرات الدولار، بالنسبة للتحويلات للطلاب والخدم، عبر المنصات المعلن عنها.

نداء الوطن

لم تستبعد مصادر سياسية ان تدعو فرنسا إذا دعت الحاجة كل الاطراف في لبنان الى لقاء في باريس على غرار اجتماعات سان كلو.

دعت شركة زين الى عقد جمعية عمومية في الرابع من أيلول المقبل لطلب تمديد ولاية مجلس ادارة الشركة حتى 18 أيلول والدفع للموردين، في وقت كانت الدولة تعد نفسها بتسلم القطاع بداية الشهر، فيما استحقاقات الموردين تمّ دفعها.

يسود خلاف في وجهات النظر داخل حزب لبناني ندم مسؤولون فيه لتقديم استقالات نوابهم.

الأنباء

زيارة وزير سابق ومستشار مسؤول رسمي لمرجعية روحية، أتت كمحاولة لاستدراك خطأ المسؤول بصمته عن الحملة التي تعرضت لها المرجعية ولاقت شجباً من مختلف الجهات.

يبدو أن عدّاد كورونا لن يكون له سقفٌ بعد سقوط خيار التعبئة والاستنفار والإقفال.

    

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: استشارات بنت ساعتها وماكرون يحذر من حرب أهلية

النهار/السبت 29 آب 2020

اذا قيست الاستشارات النيابية الملزمة التي حددت رئاسة الجمهورية مواعيدها يوم الاثنين المقبل بالمسافة الزمنية القصيرة المتبقية أمامها، فيمكن القول قبل يومين من إجرائها انها من اكثر الاستشارات اثارة للغموض والتشويش والشكوك، ما لم تطرأ حتى صباح الاثنين تطورات نوعية او مفاجئة. ذلك ان تحديد مواعيد الاستشارات الاثنين المقبل كما كان متوقعا لم يقترن بمعطيات أخرى كافية للجزم بان هذا الاجراء الدستوري الذي جرى تأخيره الى حدود الاضطرار القسري أخيرا الى اتخاذه تحت وطأة الزيارة الثانية التي سيبدأها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت مساء اليوم نفسه، سينتهي الى النهاية الطبيعية بتكليف شخصية سياسية سنية تأليف الحكومة الجديدة. اقله هذا ما اوحت به المعطيات والمعلومات المتصلة بمجمل التحركات والاتصالات والمشاورات المحمومة التي تجرى منذ أيام والتي تصاعدت بقوة امس مع اقتراب العد التنازلي للاستشارات من نهايته بما يملي حسم المواقف السياسية والنيابية من تسمية الرئيس المكلف. وإذ سابقت الأجواء الضبابية الاستعدادات الجارية للاستشارات قبل ظهر الاثنين كما لوصول الرئيس الفرنسي مساء الاثنين، بدا التعويل على حركة بيت الوسط ولا سيما لجهة رصد موقف "كتلة المستقبل" كما موقف رؤساء الحكومات السابقين الأربعة سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام كمحور دافع أساسي لاستحقاق التكليف ثم التأليف بما عكس تطورا بارزا يبدو ان الأسابيع الأخيرة قد افضت الى تثبيته. هذا التطور تمثل في انطباع سياسي واسع بان معظم القوى السياسية والكتل النيابية قد تسلم بالاسم الذي قد يطرحه الفريق الأقوى تمثيلا للسنة أي "كتلة المستقبل" ورؤساء الحكومات السابقين، ولم يدل على ترجمة هذا الانطباع من تعمد ادراج دوائر البروتوكول في قصر بعبدا موعد "كتلة المستقبل" في مقدم الكتل بعد أدوار رؤساء الحكومة السابقين بما يعني ان مواقف الكتل الأخرى ستتحدد في ظل موقف الفريق السني الأقوى تمثيلا. ولذا اتخذت السيناريوات التي طرحت لنتائج الاستشارات طابعا معقدا وغامضا بعدما انتهى اجتماع رؤساء الحكومة السابقين الأربعة مساء امس في بيت الوسط الى إبقاء مشاوراتهم مفتوحة وعدم تسمية أي مرشح للتكليف بعد وترك الامر لموعد الاستشارات حصرا. وإذ جرى التأكد من ان أي تسمية لم تحسم بعد ظل اسم الرئيس سعد الحريري من دون منازع كمرشح وحيد من جهات خارجية ابرزها فرنسا وداخلية باعتباره رجل المرحلة المؤهل للاستجابة لمتطلبات المرحلة الإصلاحية داخليا وتوفير غطاء الدعم الدولي للبنان. ولكن ذلك لم يكفل المعطيات الكافية لتبديد الغموض المحيط بيوم الاستشارات خصوصا ان ثمة سيناريو سلبي اثير حيال امكان الا يسمي الفريق السني الأكثر تمثيلا أي مرشح فيتبعه فريق 8 آذار ويمتنع عن التسمية الامر الذي قد يطيح الاستشارات ويدفع نحو تحديد مواعيد أخرى لها لاحقا. ويبدو واضحا ان أي معطيات واضحة لن تبرز قبل مساء الاحد او صباح الاثنين علما ان الرئيس الحريري لم يكن حتى البارحة في وارد تسمية أي مرشح. وفي الوقت نفسه بدا مؤكدا ان الثنائي الشيعي يتجه الى تأييد ترشيح الحريري اذا سماه الفريق السني الأكثر تمثيلا علما ان الخليلين كانا ابلغا النائب جبران باسيل بهذا القرار .

ماكرون : التحضيرات والتحذيرات

وسط هذا الغموض الواسع الذي يحوط مصير الاستشارات اكتملت الاستعدادات للزيارة الثانية التي سيقوم بها الرئيس ماكرون في اقل من شهر للبنان بدءا من مساء الاثنين. وفي مواقف لافتة جديدة قبيل عودته حذر ماكرون امس في باريس من "حرب أهلية في لبنان اذا تخلينا عنه". وقال "اذا تخلينا عن لبنان في المنطقة واذا تركناه بطريقة ما في ايدي قوى إقليمية فاسدة فستندلع حرب أهلية وسيؤدي ذلك الى تقويض الهوية اللبنانية ". وأشار الى "القيود التي يفرضها النظام الطائفي والتي اذا أضيفت الى المصالح ذات الصلة أدت الى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد سياسي وحيث يكاد يكون هناك استحالة لاجراء إصلاحات". كما حذر من انه في حال عدم تنفيذ الإصلاحات "فان الاقتصاد اللبناني سينهار والضحية الوحيدة ستكون اللبنانيين".

واتسم البرنامج المعد للزيارة كما كشفته مصادر الرئاسة الفرنسية امس بمزيج لافت من المبادرات والرمزيات التي حرصت عليها باريس لإظهار عراقة علاقتها بلبنان في ذكرى مئة عام على اعلان لبنان الكبير، كما من المواقف السياسية القوية الدافعة نحو تثبيت الرعاية الفرنسية لحل داخلي عاجل يبدأ بإخراج البلاد من متاهات انهياراته. وإذ يبدأ البرنامج بزيارة معبرة للسيدة فيروز ويمر برحلة الى غابة جاج لزرع شجرة أرز فرنسية وسط تحية استعراضية يؤديها سرب من الطائرات الفرنسية التي ستحضر الى الأجواء اللبنانية خصيصا يوم الأول من أيلول، يبدأ الشق السياسي بلقاءات في قصر بعبدا ومن ثم تنتقل الى قصر الصنوبر حيث يلتقي ماكرون في مبادرة خاصة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نظرا الى دور بكركي التاريخي في قيام لبنان الكبير، ومن ثم سيعقد ماكرون لقاء موسعا مع ممثلي القوى السياسية (9 شخصيات ) ينتظر ان يتمحور على الحكومة الجديدة وخريطة الطريق التي اقترحها الجانب الفرنسي لمهمتها.

اربع مهمات

ونقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصادر رئاسية فرنسية ان هناك العديد من الخيارات المطروحة من اجل تشكيل "حكومة مهمات" او من اجل اهداف معينة ستؤدي في النهاية الى انتخابات برلمانية. وحددت هذه المصادر أربعة أمور طارئة يجب على الحكومة الجديدة وضعها كأولويات محددة بذلك خطة عمل الحكومة وهي: إعادة بناء مرفأ بيروت ، مكافحة انتشار وباء كورونا ، القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية ، التحضير للانتخابات النيابية، اذ ان باريس تعتبر ان هناك حاجة الى فتح افق سياسي جديد من خلال انتخابات نيابية تجدد الطاقم السياسي . وإذ اكدت المصادر الرئاسية الفرنسية ان الدعم لهذه الحكومة سيكون متوافرا ذكرت بما كان ماكرون قد أعلنه خلال زيارته السابقة من انه لن يترك اللبنانيين وهذا يعني التزاما فرنسيا لمزيد من الضغط لتنفيذ هذه الخطة وان ماكرون لا يشكل الحكومة اللبنانية طبعا لكنه سيستمر في ضغوطه لتطبيق البرنامج الإصلاحي الضروري.

وغداة زيارة ماكرون للبنان سيصل الى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر في الثاني من أيلول ضمن جولة له على الكويت وقطر ولبنان . وأفادت وزارة الخارجية الأميركية ان شينكر سيلتقي ممثلي المجتمع المدني وسيناقش الجهود المتعلقة بالمساعدات الأميركية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت وسيحث القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة الشعب اللبناني في الشفافية والمساءلة وحكومة خالية من الفساد .

 

عويدات للوطنية: خبر تنحي عن ملف انفجار المرفأ عار من الصحة

وطنية - السبت 29 آب 2020

نفى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، في اتصال مع "الوكالة الوطنية للاعلام"، ما يتم تداوله عبر المواقع الإخبارية عن تنحيه عن ملف التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت فور تعيين المحقق العدلي القاضي فادي صوان جلسة للاستماع إلى وزير الأشغال السابق النائب غازي زعيتر الذي تربطه به علاقة مصاهرة، مؤكدا بأن الخبر عار من الصحة، وأنه جاء في سياق حديث تلفزيوني.

 

حزب الاحرار بعد اجتماعه الاسبوعي: لاسقاط أركان السلطة واستعادة القرار الوطني

وطنية - السبت 29 آب 2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي، إلكترونيا، برئاسة دوري شمعون ومشاركة الأعضاء، وصدر عنه البيان الآتي: "إن إمعان أركان السلطة الحاكمة في نحر الدستور وتجاهله، واستكمال سياسات محاصصاتهم وفسادهم، وإنكارهم لمسؤولياتهم، يحتم على اللبنانيين الشرفاء مواجهة هذه المنظومة المتحكمة بكل الوسائل المشروعة لإسقاطها ومحاسبتها واستعادة القرار الوطني الحر الذي أهدره تسلط سلاح حزب الله على مؤسسات الدولة وقراراتها.يوجه حزب الوطنيين الأحرار، في هذه الظروف المصيرية في حياة لبنان، دعوة إلى أحرار لبنان للتضامن والتكاتف ورص الصفوف لردع الأخطار المحدقة بلبنان، وتأييد مذكرة غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي مذكرة لبنان والحياد الناشط، ومطالبة المجتمعين العربي والدولي بدعم حياد لبنان، وتطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701، والعمل على إجراء تحقيق دولي بشأن انفجار مرفأ بيروت، وإعانة المتضررين من جراء هذا الإنفجار.

يهيب الحزب بالأجهزة الأمنية، وخصوصا الجيش، الضرب بيد من حديد، وضبط جميع الاطراف المنغمسة بالفلتان الأمني المتنقل، حفظا للسلم الأهلي وللوحدة الوطنية وصونا لأرواح اللبنانيين".

 

كميل شمعون: رسالة موجهة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون

فايسبوك/29 آب/2020

في أعقاب الانفجار الهائل في 4 آب/ 2020 الذي دمر بيروت ومرفأها الذي يبلغ عمره ألف عام ، لا يسع الشعب اللبناني سوى الثناء على فرنسا لتدخلها الإنساني الرائع مع جميع الضحايا.  آمل أنه بعد ضخامة هذه المأساة ، أدرك أصدقاء لبنان الحقيقيون أخيرًا كم نحن رهائن لهؤلاء المرتزقة السوريين الإيرانيين الدمويين الذين كانوا يهددون سلامنا الاهلي و امننا  منذ عقود.  نعلم جميعاً أن جيشنا الوطني غير قادر على نزع سلاحهم دون دعمكم للتطبيق الفوري للقرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أنتم عضو دائم فيه ، وذلك لنزع سلاح هذا التهديد الذي سيطر على إدارة الدولة و سياستها بالمطلق.  نظام فاسد يقف بوجه كل محاولات الإصلاح الضرورية لاستعادة اقتصادنا و علاقاتنا الدولية  مع جميع أصدقائنا وشركائنا لتحقيق مستقبل محايد وسلام حر ودائم.

 كل احترامي/كميل شمعون

 

زيارات ماكرون هي حركة من دون بركة، كرئيس جمهورية من دون صلاحيات في لبنان

The Unsaid Lebanon/29 آب/2020

زيارات ماكرون هي حركة من دون بركة، كرئيس جمهورية من دون صلاحيات في لبنان. وهي ليست إلا حفلة لهو وطق حنك الى حين موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في بداية نوفمبر.

والأجدر لو أنه يدعم طروحات ومواقف البطريرك الراعي، ويطالب بتسليم سلاح حزب الله إنسجاما" مع القرارات الدولية. بدلا" من محاولاته تعويم الطبقة السياسية الفاسدة، عبر طروحات قابلة للتأويل كحكومة وحدة وطنية بأسماء مستعارة أو غيرها، والتي سرعان ما يعود عنها أو يعدلها بعد الضغط الأمريكي. أم بتخويف اللبنانيين من إندلاع حرب أهلية، تماما" كما تفعل المنظومة الحاكمة للجم وشل التحركات السياسية. الكلمات الجميلة تدحضها الوقائع السياسية.

 

من أرشيف العظيم شارل مالك

بتاريخ 29 آب من العام 1976 وفي إحتفال حاشد حضره كل أركان "الجبهة اللبنانية" تكريما للمقاتلين الذين طهروا معسكري تل الزعتر وجسر الباشا، تكلم العظيم شارل مالك متسائلاً، قائلاً :لماذا نحارب؟ و أجاب: " نحارب ، لأن الحرب فرضت علينا.... من سمع يوماً في التاريخ ان لبنان اعتدى على احد، أو هاجم احد، أو تآمر على احد؟ نحن الذين اعتدي علينا.  نحارب دفاعا عن النفس، لأن الدولة انهارت بكامل أجهزتها، فهب الشعب وحل محل الدولة. نحارب لأن المسألة ليست من يحكم لبنان، بل من يملك لبنان، اللبنانيون او غير اللبنانيين. نحارب لأن عشرات التيارات والعوامل انصبت علينا وغزتنا، واستغلت ساحتنا، كل لغاياته أو لتصفية حساباته... ".

 

فتفت لـ"نداء الوطن": مسرحية عشية زيارة ماكرون و"لو كنت مكان الحريري لاعتذرت إذا كُلّفت"

نداء الوطن/29 آب/2020

فتفت: فليتفضّل من يسيطر على البلد ويشكّل حكومة

لم ير القيادي في تيار"المستقبل" النائب السابق احمد فتفت في اعلان رئيس الجمهورية موعد الإستشارات النيابية الاثنين بداية نهاية المخاض الحكومي، "كحدّ اقصى، ربّما نصل الى تسمية الرئيس المكّلف، هذا اذا لم نصل الى أزمة في حال تسمية اسم من دون ميثاقية، كتسمية الرئيس سعد الحريري مثلاً من دون ان يسمّيه "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، أو تسمية نواف سلام من دون أن يسمّيه الثنائي الشيعي، فيعتبر عندها رئيس الجمهورية ان لا ميثاقية في التسمية، لذلك يفترض بمن لديه حدّ ادنى من المسؤولية معالجة هذه الازمة قبل ذلك. وبعد التسمية سندخل في متاهات التأليف، فلا أتوقع مع العقلية التي نسمعها حالياً من رئيس الجمهورية والمحيطين به انه سيكون فعلاً في وارد تسهيل ولادة حكومة فاعلة، فالفاعلية بالنسبة اليه هي سلطته وليس أي شيء آخر".

ولم يستطع فتفت ان يؤكد لـ"نداء الوطن" ما اذا كان الحريري في وارد الاعتذار اذا سمّاه الثنائي الشيعي و"التيار" لكنه قال: "لو كنت مكانه لاعتذرت، ولا اعرف المعطيات التي يمكن ان تنشأ عن الاتصالات، لكن الحريري كان واضحاً في شروطه حتى قبل تفجير 4 آب، للقبول بتشكيل الحكومة". ولم يُجار فتفت نظرية ان لا واشنطن ولا باريس تمانعان حكومة يشارك فيها "حزب الله" بل يعتقد "ان اي حكومة تضم الحزب يعني انضمام كل الاحزاب، اي الدخول مجدداً في سيناريو ما قبل 17 تشرين والوضع سيكون اسوأ من قبل، فلا الرأي العام الداخلي ولا اي طرف خارجي سيثق بها واي حكومة لا تستطيع استعادة الثقة الداخلية والخارجية ستكون فاشلة، ولاستعادة الثقة يجب ان يوحي اعضاؤها بالثقة، لجهة ارتباطهم السياسي وكفاءتهم ونزاهتهم، وان تكون حكومة فعالة وتنتج سريعاً، فلا يتوهمنّ احد بتحقيق اي انجاز مع حكومة تضمّ احزاباً ولا تملك صلاحيات".

إلا ان فتفت يشكّك في ان يكون للبنان رئيس مكلف قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان. ويرجح ان "ما يحصل مسرحية عشية الزيارة كالدعوة الى استشارات لتسمية الرئيس المكلف وانجاز خطوة كما طلبت باريس، لكن المطلوب اكثر، فالمجتمع الدولي ينادي بالاصلاحات منذ أشهر وبتحسين علاقات لبنان مع المجتمعين الدولي والعربي، والعكس يحصل وبالتالي لا ارى حتى الآن نيات طيبة عند "حزب الله" بالدرجة الاولى و"التيار" مرتبط به، ورئيسه جبران باسيل لم يظهر اي تمايز استراتيجي بل اظهر تمايزات شكلية اما في المضمون، ولا ينغشّ احد بأسلوب تعاطيه وتشاطره، واضح انه بات خارج اللعبة ولا يقدم تنازلات من شيء يملكه، لم يعد يملك الحيثية الشعبية التي تسمح له بفرض شروطه وبمجرّد ان يستقوي شعبياً للحظة سنرى مجدداً جبران باسيل الاساسي الذي نعرفه، اقلّه من 2005 الى اليوم".

فتفت لا يرى ان باستقالة نواب "الاشتراكي" و"القوات" و"المستقبل" يفقد المجلس النيابي ميثاقيته، او يتعطّل، "فلو تعطل ميثاقياً تتم انتخابات فرعية، وحلّ المجلس يتطلّب اقله تأمين 64 صوتاً لوضع قانون تقصير فترة ولايته، وللاسف الاكثرية صارت مستحيلة بعد استقالة النواب الذين يعتبرون انفسهم معارضة، علماً ان ليس جميعهم في المعارضة الفعلية. والاستقالة ايضاً تعني انتخابات وفق القانون الحالي اي القول لـ"حزب الله" ان يفرض سيطرته وهيمنته مجدداً، فالقانون الحالي في ظل امكانات الحزب على الارض لن تبدل كثيراً بالنتائج في المناطق التي يسيطر عليها".

وفي احداث خلدة، الرسائل والخلفيات السياسية لـ"حزب الله" واضحة جداً لفتفت، "فالحزب الذي اعترف رسمياً للمرة الاولى في بداية الاشتباكات المسلحة وقبل انفلات الوضع، بانها ليست حوادث فردية، يحاول خلق جو امني وفرضه على الجيش لتأمين طريقه نحو الجنوب وهذه نقطة حساسة جداً، فالحزب يقول انه يستطيع ان يضرب متى يشاء واينما يشاء ويقيم توازنات امنية في منطقة معينة، من دون ان يتجرّأ أحد على الإقتراب منه".

اما التحقيق الدولي في تفجير مرفأ بيروت فأمر اكثر من مطلوب في رأي فتفت "وإلا معناه سقوط البلد، فلا ثقة لاحد بتحقيق داخلي ولا احد يجرؤ على تجاوز الحدود، فاذا تبين مثلاً ان "حزب الله" هو من استورد نيترات الامونيوم بشكل مباشر او غير مباشر وكان يستعملها، فأي قاض سيجرؤ على اعلان ذلك؟ وأي مدع عام؟ فهل من قاض في لبنان تجرأ على القول ان سليم عياش هو من قتل رفيق الحريري وانه من حزب الله؟".

ويؤكد: "اذا لم يسلّم "حزب الله" عياش فان كل التعاطي السياسي معه يصبح تعاطياً مع فريق ارهابي قاتل. صحيح ان الحزب امر واقع ولكن هذا لا يعني قبولي بالامر الواقع هذا".

ولدى سؤال فتفت اخيراً اذاً كيف ستجلسون معه في الحكومة يجيب: "ليتفضل من يسيطر على البلد ويشكل الحكومة وليتحمل هو المسؤولية. يريدون السيطرة على البلد ويريدون ان يحكم غيرهم في الواجهة وهذا وهم كبير ولن ينجح".

 

بري "يستقتل" لإقناع الحريري قبل إستشارات الاثنين/الضغط الدولي يتصاعد: أحزاب السلطة برّا

نداء الوطن/29 آب/2020

هل يخرج لبنان من غرفة العناية الفائقة التي يستلقي فيها صريعاً منذ انفجار الرابع من آب؟ هل يستفيق البلد من سباته القسري أسوة بالناجية كارمن صايغ التي عادت الى عائلتها بعد 3 أسابيع من الغيبوية، فيعود الى أحضاننا من براثن الموت السريري الحتمي الذي أدخلته فيه سلطة "الأمونيوم" الحالية فتسير الدماء مجدداً في شرايينه بتدخّل مبضع دولي؟ إنها بلا شكّ مرحلة حاسمة يطلّ عليها لبنان طليعة الأسبوع المقبل، وقد ترجمت أهميّتها القصوى بتكثيفٍ لافت للحراك الدولي وتصاعدٍ متزايد للضغط الممارس بلا هوادة على السلطة الحالية لإعادة لبنان الى مسارٍ مستقيم، فإما أن تسير بالبلاد نحو برّ الأمان بتجاوبها مع نصائح أبرز القوى الدولية التي هبّت لنجدته من الانزلاق نحو مصير قاتمٍ، وإما أن تمضي بالبلاد بمكابرةٍ فجة وقلّة دراية صارخة نحو السقوط المدوّي.

ليست السلطة إذاً أمام خياراتٍ رمادية، فقد قالتها الرئاسة الفرنسية امس بصراحة مطلقة، بأن "الوقت حان لتنحّي الأحزاب السياسية اللبنانية جانباً موقّتاً وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير، وبأن فرنسا تتوقع من "حزب الله" تجنب أي عمل يشبه حرب 2006"، مع التأكيد على ضرورة تسمية الحريري لمرشحه لرئاسة الحكومة، أي أنّ أيّ رئيس حكومة مقبل ينبغي أن يحظى على تأييد الشارع السنيّ واصطفافه حوله. وماكرون، الذي يزور البلاد للمرة الثانية بعد الانفجار في الأول من أيلول المقبل، مصرّ على استكمال الضغط على السلطة الحالية لتطبيق وعود الاصلاحات العاجلة التي قطعتها أمامه لدى زيارته الأخيرة، وهذه وفق الاوساط الرئاسية الفرنسية "آخر خرطوشة" تستخدمها الأم الحنون، لإنقاذ بلد الأرز سياسياً مع توجيه السهام نحو السلطة نفسها بتحميلها مسؤولية تخبط البلاد اقتصادياً، عبر تأكيدٍ فرنسيّ بأنّ عرقلة مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي لم تكن لأسبابٍ تقنية بل سياسية مع التحذير من عدم وجود "متطوعين" كثر لمساعدة لبنان. وتتقاطع الجهود الفرنسية مع المساعي الأميركية بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الى لبنان في الثاني من أيلول، ليلتقي ممثلي المجتمع المدني ويحضّ المسؤولين على بدء الإصلاحات والاستجابة لرغبات الشعب في الشفافية والمساءلة، والدعوة لتشكيل حكومة خالية من الفساد تلبّي مطالب اللبنانيين، والتصريح الذي أدلى به السفير البريطاني في لبنان كريس رمبلينغ بضرورة تشكيل حكومة تتمتع بصدقية وتحصل على ثقة اللبنانيين وتحترم مبدأ "النأي بالنفس".

أما في ملف التكليف، ورغم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين المقبل، يبدو ألا وضوح حالياً حول الشخصية السنية التي ستفوز بمهمة التكليف، مع سحب الرئيس تمام سلام اسمه من التداول كلياً لأن "من جرّب المجرّب عقله مخرّب"، ومع غياب الدعم الشيعي لنواف سلام الأمر الذي يجعل توليه لرئاسة الحكومة مسألةً متعثرة. ولم يرشح كذلك أي اسم عن اجتماع رؤساء الحكومات السابقين الذي سيبقى مفتوحاً، وقد علمت "نداء الوطن" أنّ الرئيس فؤاد السنيورة أراد الردّ بترشيح نواف سلام على لعبة "إلاحراج" التي مارسها الرئيس ميشال عون بتعيين يوم الاستشارات مع وصول الرئيس الفرنسي، إلا أن الرئيس سعد الحريري لم يجاره في ذلك. ورغم إعلان الحريري عزوفه عن قبول التكليف، إلا أنّ مساعي الثنائي الشيعي المحلية و"الدولية" لم تهدأ لإقناعه بتبديل رأيه مع تقديم إغراءاتٍ كبيرة له أحدها تمثل بعرض "وزارة المال" عليه والذهاب الى حدّ ضمان عدم مشاركة "واضحة" لـ"حزب الله" في الحكومة المقبلة. اسم الحريري لم يسحب إذاً من التداول خصوصاً مع تمسّك الرئيس نبيه برّي به ومع وجود تململٍ شيعي واضح من المأزق الحالي، وصل الى حدّ ممانعة علي حسن خليل أول من أمس لقاء جبران باسيل. السلطة إذاً في مأزق أكيد، فإما أن تنصاع للضغط الدولي المسهّل للتكليف فتقدّم تنازلاً على مستوى ترسيم الحدود أو إقفال المعابر غير الشرعية، أو عدم التدخل بتشكيل الحكومة وزراء وحقائب مثلاً، وإما أن "ترتكب" مرشحاً يكون نسخة "منقحة" عن حسان دياب، علماً أن سيناريو مشابهاً يعرّي الحكومة عربياً ودولياً ويجعلها عاجزة عن مواجهة الأزمة المالية العاصفة والنهوض بالبلد من كبوته الخانقة.

 

الأحرار: لردع الأخطار المحدقة بلبنان

المركزية/29 آب/2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي، إلكترونيا، برئاسة دوري شمعون ومشاركة الأعضاء، وصدر عنه البيان الآتي: "إن إمعان أركان السلطة الحاكمة في نحر الدستور وتجاهله، واستكمال سياسات محاصصاتهم وفسادهم، وإنكارهم لمسؤولياتهم، يحتم على اللبنانيين الشرفاء مواجهة هذه المنظومة المتحكمة بكل الوسائل المشروعة لإسقاطها ومحاسبتها واستعادة القرار الوطني الحر الذي أهدره تسلط سلاح حزب الله على مؤسسات الدولة وقراراتها. يوجه حزب الوطنيين الأحرار، في هذه الظروف المصيرية في حياة لبنان، دعوة إلى أحرار لبنان للتضامن والتكاتف ورص الصفوف لردع الأخطار المحدقة بلبنان، وتأييد مذكرة غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي مذكرة لبنان والحياد الناشط، ومطالبة المجتمعين العربي والدولي بدعم حياد لبنان، وتطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701، والعمل على إجراء تحقيق دولي بشأن انفجار مرفأ بيروت، وإعانة المتضررين من جراء هذا الإنفجار. يهيب الحزب بالأجهزة الأمنية، وخصوصا الجيش، الضرب بيد من حديد، وضبط جميع الاطراف المنغمسة بالفلتان الأمني المتنقل، حفظا للسلم الأهلي وللوحدة الوطنية وصونا لأرواح اللبنانيين".

 

معطيات جديدة ستقود إلى توسيع التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت..الخلاصة الأولية لفريق الـFBI

المركزية29 آب/2020

كشفت التحقيقات التي يجريها القضاء في ملف انفجار مرفأ بيروت، عن معطيات جديدة ستقود إلى توسيع

التحقيق، باتجاه فرضيات متعددة. وعلمت «الأنباء» من مصادر مواكبة لمسار القضية، أن مدير عام الجمارك بدري ضاهر الموقوف في هذا الملف منذ ثلاثة أسابيع «كان أعطى أمرا بإتلاف كل المستندات العائدة للجمارك قبل العام 2010». ورأت أن «هذا المعطى يخفي حقيقة ما كان موجودا في العنبر رقم 12 قبل وضع نترات الأمونيوم بداخله». وأوضحت المصادر أن الاستنتاج الأولي «يؤشر إلى بدري ضاهر الذي كان يشغل مهمة رئيس دائرة «الـمانيفست» في مرفأ بيروت قبل تعيينه مديرا عاما للجمارك، أراد إخفاء شيء ما في عملية الاتلاف هذه، وهو ما يستدعي التوسع بالتحقيق معه في هذا الشأن».

إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أن «الخلاصة الأولية التي توصل اليها فريق الـ (اف.بي.آي)، لا توحي حتى الآن بوجود عمل إرهابي، أو باستهداف جوي للمرفأ ولا بوجود متفجرات بداخله». ولفتت إلى أن «الخبراء الأميركيين يرجحون حتى الآن فرضية الإهمال والخطأ في تخزين نترات الأمونيوم وغيرها من المواد المشتعلة داخل العنبر المذكور، الا إذا طرأت مستجدات أخرى في الأيام المقبلة بدلت هذه المعطيات». الى ذلك ذكرت "الأخبار" أن المحققين الفرنسيين ومحققي الـ FBI الأميركيين رجحوا أنّ تفجير مرفأ بيروت لم يتسبب فيه هجوم إرهابي أو تفجير داخلي، بل هو ناجمٌ عن حصول حريق في العنبر الرقم ١٢ تسبب في الانفجار. غير أنّ التحقيقات لم تحسم بعد إذا ما كان الحريق حصل نتيجة خطأ أو احتكاك كهربائي أو أنّه مفتعل. كذلك قدّر الأميركيون حجم نيترات الأمونيوم التي انفجرت بـ ٢٣٠ طنّاً فقط، بينما تحدّث محققو فرع المعلومات عن انفجار قرابة ٢٠٠٠ طن من نيترات الأمونيوم. غير أنّ الفرنسيين لم يُحددوا في تقريرهم حجم المواد التي تسببت في الانفجار. وكشفت المصادر الأمنية أنّ الخبراء الفرنسيين أبلغوا الجانب اللبناني أنّ تقريرهم النهائي يحتاج إلى شهرين بعد

في هذا الوقت، أعلن مصدر أمني لـ«الأنباء» أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي «أوقفت خلال الساعات الماضية عددا من الأشخاص خلال توزيعهم منشورات في منطقة المنصورية (جبل لبنان) تهاجم القضاء وخصوصا النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، على خلفية التحقيقات التي تجري في ملف انفجار المرفأ وقرارات التوقيف التي طالت مسؤولين في الجمارك وفي المرفأ مقربين من التيار الوطني الحر». وأشار المصدر إلى أنه «جرى توقيف صاحب المطبعة التي تتولى طباعة هذه المناشير، وجميعهم ينتمون الى التيار الوطني الحر».

وينتظر أن يبدأ المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري، تحقيقاته مع القيادي في التيار الوطني الحر المحامي وديع عقل، وعدد من الناشطين، على خلفية حملة يقودها عقل عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد القضاء وتهدف إلى تحريف التحقيق عن مساره الصحيح، وينتظر أن تبدأ التحقيقات فور إعطاء نقابة المحامين اذنا بملاحقة عقل، المنتسب الى جدول النقابة. تحقيقات خارج الحدود: أما بالنسبة إلى التحقيقات المرتقبة خارج الحدود في تركيا وقبرص، فقد علمت «الأخبار» أنّ محققي فرع المعلومات استمعوا إلى إفادة محمد ح. في تركيا، بصفته السمسار الذي استعانت به شركة spectrum لاستقدام السفينة روسوس. وأشارت المصادر الأمنية إلى أنّ فريق المحققين سيعود اليوم من تركيا. في المقابل، فإن الطلب الذي تقدم به الجانب اللبناني إلى السلطات القبرصية بالطرق الديبلوماسية لطلب الاستماع إلى مالك السفينة كشاهد، لم يسلك طريقه نحو نهاية إيجابية، إذ علمت «الأخبار» أنّ السلطات القبرصية لم تُجِب بعد على المراسلة. واستغربت مصادر معنية بالتحقيق مماطلة الدولة القبرصية، رغم انها أبدت سابقاً استعدادها للتعاون.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تلغي مقاطعة إسرائيل

العرب/29 آب/2020

دبي - أصدر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، السبت، مرسوماً بقانون اتحادي يلغي قانونا صدر عام 1972 بشأن مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه، وذلك في أعقاب الإعلان عن معاهدة السلام مع إسرائيل. وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن رئيس البلاد أصدر المرسوم في إطار الجهود الرامية إلى توسيع التعاون الاستراتيجي والدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل. وقالت الوكالة إن المرسوم الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يأتي “ضمن جهود دولة الإمارات لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل، ومن خلال وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولا إلى علاقات ثنائية من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي”. ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه شركة طيران العال الإسرائيلية لتسيير أول رحلة للطيران المباشر بين مطار بن غوريون في تل أبيب والعاصمة الإماراتية أبوظبي تقل وفدا إسرائيليا وكبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توسط في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس. وقال مسؤول أميركي إن جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب سيكون ضمن المسؤولين الأميركيين على متن رحلة طيران العال التي ستغادر إسرائيل يوم 31 أغسطس الساعة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينتش). ولا يزال يتعين إجراء مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي حول تفاصيل تتعلق بفتح السفارتين وروابط التجارة والسفر قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق. ولا توجد روابط جوية رسمية بين إسرائيل والإمارات ولم يتضح إن كانت شركة العال ستتمكن من التحليق في أجواء السعودية، التي لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل، من أجل تقليص زمن الرحلة. وفي مايو، توجهت طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية إلى تل أبيب لتوصيل إمدادات للفلسطينيين لاستخدامها في مواجهة جائحة فايروس كورونا لتكون أول رحلة تسيرها شركة طيران إماراتية إلى إسرائيل. والثلاثاء، تلقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ناقشا خلاله “العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار في المنطقة”.

 

هجوم صاروخي يستهدف قاعدة عسكرية لسفارة أميركا ببغداد

دبي - العربية.نت/29 آب/2020

استهدف هجوم صاروخي المنطقة الخضراء في بغداد. وذكرت مصادر لـ "العربية" و"الحدث" أن 4 صواريخ كاتيوشا استهدفت القاعدة العسكرية للسفارة الأميركية في بغداد، وأن تحليقا للطيران جرى فوق المنطقة. ولم يسفر الهجوم عن خسائر بشرية. كما استهدفت عبوة ناسفة رتلا أميركيا بين الحلة والديوانية في العراق. وكانت خلية الإعلام الأمني العراقي، أفادت ليل الخميس- الجمعة، بسقوط 3 صواريخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء ببغداد. وأكدت وسائل إعلام عراقية في وقت سابق، نقلاً عن مصدر أمني، سقوط صاروخ في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، مساء الخميس.

وأكد مصدر عراقي أن لا خسائر نتيجة سقوط الصاروخ، وهو من نوع كاتيوشا، بمحيط المنطقة الخضراء. يذكر أن المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد تؤوي مقار حكومية وسفارات، أبرزها السفارة الأميركية، وكانت قد شهدت إطلاق عدة صواريخ باتجاهها في الأشهر الماضية.

وإثر الهجمات الصاروخية، انسحبت القوات الأميركية من 8 مواقع وقواعد عسكرية في عموم العراق على مدى الأشهر الماضية، في إطار إعادة التموضع. يذكر أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، شهد العراق عشرات الهجمات التي استهدفت مصالح عسكرية ودبلوماسية أميركية.

 

فرنسا تدعو تركيا إلى احترام حقوق الإنسان

العربية.نت – وكالات/29 آب/2020

أعربت فرنسا، اليوم السبت، عن "أسفها" بعد وفاة محامية تركية مسجونة ومضربة عن الطعام، داعيةً تركيا مرة جديدة إلى "احترام" حقوق الإنسان. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "تبلّغنا بأسف وبحزن عميق وفاة المحامية إبرو تيمتيك، ضحية الإضراب عن الطعام الذي بدأته للمطالبة بمحاكمة عادلة".

وكانت المحامية التي حُكم في العام 2019 بالسجن لأكثر من 13 عاماً "لانتمائها إلى منظمة إرهابية"، بدأت إضراباً عن الطعام في شباط/فبراير الماضي للمطالبة بمحاكمة جديدة. وتُوفيت المحامية البالغة 42 عاماً مساء الخميس. وكانت تيمتيك عضواً في "رابطة المحامين المعاصرين" المتخصصة بالدفاع عن القضايا الحساسة سياسياً. وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة "جبهة/حزب التحرير الشعبي الثوري" التي نفذت اعتداءات وتعتبرها أنقرة "إرهابية". وأضافت الخارجية الفرنسية أن "فرنسا تثني على التزام هذه المحامية تجاه دولة القانون واحترام الحريات الأساسية، خصوصاً حق كل شخص في محاكمة عادلة". ودافعت تيمتيك خصوصاً عن عائلة بيركين إيلفان، وهو مراهق تُوفي عام 2014 بعد إصابته بجروح أثناء تظاهرة مناهضة للحكومة عام 2013. وأكدت الخارجية أن "فرنسا تدعو مرة جديدة تركيا إلى احترام تعهداتها الدولية، خصوصاً الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية". وطالبت باريس أيضاً بالإفراج "السريع" عن المحامي إيتاك أونسال المسجون والمضرب عن الطعام منذ أكثر من مئتي يوم. وأثارت وفاة إيبرو تيمتيك صدمة كثير من ممثلي المجتمع المدني والمسؤولين في تركيا، وكذلك في أوروبا.

 

خريطة من عهد السلاجقة تؤكد «حلم» إردوغان بـ«النفوذ العثماني» نشرها نائب سابق في حزبه وترسم «حدود» تركيا من عمق بلغاريا واليونان إلى وسط جورجيا والعراق وسوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 آب/2020

نشر نائب سابق بالبرلمان التركي عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، خريطة لـ«تركيا الكبرى»، تعود إلى عهد السلاجقة، وانتصارهم على الإمبراطورية البيزنطية في معركة «ملاذ كرد» عام 1071، وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى المعركة التي تصادف السادس والعشرين من أغسطس (آب).

وتزامن نشر متين جلونك، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخريطة، مع التوتر الشديد بين تركيا واليونان بسبب النزاع على موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط. وتظهر ما سماه «تركيا الكبرى» التي تضم مساحات واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجة الشرقية، ونصف بلغاريا، وقبرص، وأرمينيا في مجملها، ومناطق واسعة من جورجيا والعراق وسوريا. وأثار نشر الخريطة جدلاً واسعاً، في الوقت الذي تتدخل فيه تركيا في العديد من المناطق التي شملتها، منها شمال سوريا وشمال العراق، إضافة إلى ليبيا، إضافة إلى الصراع مع اليونان وقبرص، إذ أرفقها جلونك بسلسلة تغريدات أشار فيها إلى أن تركيا استعادت روح «ملاذ كرد» بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب إردوغان في 15 يوليو (تموز) 2016، وفتحت أبوابها على سوريا والعراق وأفريقيا، البحر المتوسط، مشبهاً ذلك بما حدث في فترة السلاجقة. وقال جلونك: «بعد وفاة مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، أصبح الشعب التركي خاملاً ونائماً بسبب تأثير الغرب، إلى أن أيقظه إردوغان، وأعاد إليه روح (ملاذ كرد) مجدداً، ولذلك يضغط الغرب حالياً من أجل إخراجنا من هذه المناطق، لكنهم يجهلون أننا استعدنا روح الاستقلال، وننطلق مسلحين بالعلم والتكنولوجيا والقوة». وشهدت تركيا في الفترة الأخيرة تصاعداً في الحديث حول ما يسمى «الوطن الأزرق»، وهو مشروع تحدث عنه الجيش التركي ووزير الدفاع خلوصي أكار، مراراً، يقوم على فرض تركيا سيطرتها في البحار المحيطة بها (البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود). وفي السنوات الأخيرة، واجهت تركيا انتقادات واسعة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، بعدما بدا أنها تعمد إلى التدخل في مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وتحاول فرض نفوذها في شرق المتوسط من البوابة الليبية. ويثير الوجود العسكري التركي في شمال العراق والعمليات المتكررة، بدعوى مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، غضباً من جانب حكومة بغداد، كما فرضت تركيا وجودها في شمال سوريا بدعوى تأمين حدودها من خطر أكراد سوريا ما أدخلها في خلافات مع الولايات المتحدة. ويعتقد كثير من المحللين والمراقبين، أن تركيا بنهجها الجديد الذي اتضحت معالمه بصورة واضحة منذ عام 2011، مع وقوع اضطرابات في العديد من دول المنطقة، تحاول استعادة مناطق النفوذ القديمة للدولة العثمانية، وأن ذلك النهج أخذ مظهراً عنيفاً بالاعتماد على التدخل العسكري بدلاً عن سياسة «صفر المشاكل» مع دول الجوار التي أطلقها حزب العدالة والتنمية عند مجيئه إلى السلطة، وقبل تحولات ما بعد 2011.

 

خطوط حمراء فرنسية" تحسبا لتحرك تركي ضد اليونان

العرب/29 آب/2020

حدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوطا حمراء لتركيا في شرق المتوسط في خطوة يرى مراقبون أنها تستبق أي هجوم تركي محتمل على اليونان لاسيما بعد تشبث أنقرة بالتصعيد مع أثينا رغم الإنذارات الأوروبية. باريس - بعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وضع خطوطا حمراء لتركيا في ليبيا، جاء الدور هذه المرة على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توعد أنقرة في فصل جديد من فصول الصراع بين البلدين لكن هذه المرة بسبب أنشطة تركيا التوسعية في شرق المتوسط. والجمعة، قال ماكرون إنه اتخذ موقفا صارما هذا الصيف في ما يتعلق بأفعال تركيا في شرق البحر المتوسط بغرض وضع خطوط حمراء، لأن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال، في إشارة صريحة إلى إمكانية دخول البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صدام بسبب أطماع تركيا المتزايدة في المتوسط. ودعا ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى إبداء التضامن مع اليونان وقبرص في الخلاف حول احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة قبرص وامتداد الجرف القاري لكل منهما، كما ضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من وجود انقسامات داخل التكتل بشأن تلك القضية. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي “عندما يتعلق الأمر بالسيادة في منطقة شرق المتوسط، يجب أن تكون أقوالي متسقة مع الأفعال”. وأضاف “يمكنني أن أبلغكم أن الأتراك لا يدركون ولا يحترمون سوى ذلك… ما فعلته فرنسا هذا الصيف كان مهما: إنها سياسة تتعلق بوضع خط أحمر. لقد طبقتها في سوريا”، في إشارة إلى الغارات الجوية الفرنسية على ما يشتبه بأنها مواقع أسلحة كيميائية في سوريا.

وجاء توعد ماكرون بعد أن عززت أنقرة الشكوك التي تحوم حول عزمها التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، لاسيما بتجاهلها إنذارات الاتحاد الأوروبي الذي هدد بمعاقبة تركيا مؤخرا.

إيمانويل ماكرون: لن نتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحنا أمام تركيا إيمانويل ماكرون: لن نتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحنا أمام تركيا

وفي هذا الصدد، بدأت تركيا السبت مناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط، من المفترض أن تستمر أسبوعين، في مؤشر على استمرار التوتر بين أنقرة وأثينا. وفي إشعار بحري (نافتكس) نُشر مساء الجمعة، أشارت البحرية التركية إلى أنها ستجري “تدريبات إطلاق نار” في الفترة من 29 أغسطس إلى 11 سبتمبر في منطقة مقابلة لبلدة أنامور في جنوب تركيا، إلى الشمال من جزيرة قبرص. وكانت أنقرة أعلنت الخميس أن تدريبات إطلاق النار ستجرى يومي الثلاثاء والأربعاء في منطقة تقع إلى الشرق من هذا الموقع. وتجري هذه المناورات العسكرية في سياق التوترات التي تخيم على شرق البحر المتوسط حيث أدى اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة إلى إحياء نزاع إقليمي طويل الأمد بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى. وأجرت أنقرة وأثينا مناورات متوازية في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف لدى الدول الأوروبية من اشتباك وشيك بين البلدين. وانضمت فرنسا الأسبوع الماضي إلى مناورات عسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط وذلك في أعقاب إرسال أنقرة سفينة المسح والتنقيب “أوروتش رئيس” إلى المياه المتنازع عليها هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية. أما ألمانيا فاختارت توجها آخر من خلال محاولاتها التوسط في النزاع بين أثينا وأنقرة. وأكد الرئيس الفرنسي أنه كان صارما مع تركيا ولكنه التزم ضبط النفس. وأضاف الرئيس الفرنسي “لا أرى أن استراتيجية تركيا في السنوات القليلة الماضية تتسق مع استراتيجية دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي… وذلك عندما تجد دولة تتعدى على المناطق الاقتصادية الخالصة أو تنتهك سيادة دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي”، واصفا إجراءات تركيا بأنها استفزازية. وتابع “كيف ستبدو مصداقيتنا في التعامل مع أزمة روسيا البيضاء إذا لم نتخذ خطوة إزاء الهجمات على سيادة الدول الأعضاء؟”. وكدليل على تقلب الوضع والتصعيد المتزايد، قالت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، إن طائرات تركية مقاتلة اعترضت ست طائرات يونانية في اليوم السابق لدى اقترابها من منطقة تنتشر فيها سفينة تركية للمسح الزلزالي، ما اضطرها لعودة أدراجها. ونشرُ هذه السفينة التركية في المياه التي تقول اليونان إنها تابعة لها في 10 أغسطس هو بالضبط ما كان وراء التصعيد الحالي. وهدد الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض عقوبات جديدة على تركيا إذا لم يُسجل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا. ورد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، السبت، على ذلك بقوله إن “دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار من ناحية وإعداده من ناحية ثانية خططًا أخرى تعني أنه يراوغ”. وأضاف “نحن نتقن اللغة الدبلوماسية لكن تركيا لن تتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحها”. والجمعة، قالت وزارة الخارجية التركية إن العقوبات الأوروبية لن تؤدي إلا إلى “زيادة عزيمة” أنقرة.

 

الأمم المتحدة تطالب بـ"وضع حد" لاغتيالات الناشطين العراقيين

المدن/30 آب/2020

أعربت الأمم المتحدة، مجدداً، عن قلقها من استمرار الاستهداف المتكرر للناشطين والمتظاهرين، على يد "جماعات مسلحة مجهولة" تمارس أعمالها ضمن سياسة ممنهجة تستهدف إسكات الأصوات السلمية. ودعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في بيان، إلى "اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق العدالة". وأضافت: "على الرغم من الخطوات الواعدة التي اتخذتها الحكومة العراقية الحالية بشأن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان المرتكبة في سياق المظاهرات الأخيرة، مازالت المساءلة بعيدة المنال". وأشارت "يونامي" إلى أن تقرير الإجراءات المتخذة والتي امتنع عن اتخاذها في التعامل مع الاحتجاجات الضخمة التي خرجت بين تشرين الأول/أكتوبر 2019 ونيسان/أبريل 2020، يسلط الضوء على انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق العدالة، ويوصي بإجراءات حماية للمتظاهرين ويحث على إنصاف الضحايا. وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، قالت الأربعاء: "من دواعي القلق الشديد استمرار استهداف وقتل الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان. هذا ليس عنفاً عشوائياً، إنما هو إسكات متعمد للأصوات السلمية، مقترناً بالإفلات التام من العقاب الذي يتمتع به الجناة. من دون مساءلة، ستبقى الجرائم المرتكبة مجرد إحصائيات وأرقام على الورق. وهذا التقرير يسلط الضوء على المعاناة، ويقدم توصيات ملموسةً للمساعدة في إعادة بناء ثقة الجمهور". واستند مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في تقريره إلى أكثر من 900 مقابلة مع ضحايا وأقاربهم وشهود وصحافيين وناشطين مدنيين وسياسيين. ويوثق مقتل 487 شخصاً على الأقل وإصابة 7715 آخرين خلال الاحتجاجات، غالبيتهم من الشبان. كما يسلط التقرير الضوء على نمط من القوة غير الضرورية والمفرطة، بما في ذلك الذخيرة الحية، عند التعامل مع المتظاهرين. ومن التطورات المقلقة الأخرى الهجمات التي يشنها ما يسمى بـ"جهات مسلحة مجهولة الهوية" وكذلك عمليات الاختطاف، فضلاً عن اعتقال ما يقرب من 3000 متظاهر، ما أضاف مخاوف بشأن اعتقالات تعسفية وسوء معاملة. كما تم "تقييد الحق في حرية التعبير بشدة، من خلال الحجب المتكرر لخدمة الإنترنت، ومداهمة مكاتب القنوات الإخبارية، والاعتداء على صحافيين، ومضايقتهم واحتجازهم تعسفياً ومصادرة أو حذف موادهم".

وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه: "تعرض أناس للقتل والإصابة والتعذيب وسوء المعاملة والخطف والاختفاء والاعتقال التعسفي لممارستهم حقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير. وهذا غير مقبول. لكل فرد الحق في التظاهر السلمي والتعبير علناً عن إحباطه من عدم قدرته على إعالة نفسه وأسرته". وبحسب البيان، فإن الحكومة الحالية منذ توليها المسؤولية في أيار/مايو الماضي، اتخذت خطوات مرحباً بها لإنشاء هيئة تحقيق مستقلة وتقديم بعض الإنصاف للضحايا وأسرهم، "لكن مازال هناك الكثير الذي يتعين القيام به"، وطالبت هينيس بلاسخارت "وقف سفك دماء المحتجين، ووضع حد لعمليات اغتيال النشطاء والمتظاهرين". وأضافت في كلمة لها بمجلس الأمن، أن "الأمم المتحدة تعلم أن العراق يمر بمرحلة انتقالية، لذا يجب توفير الكثير من الأموال لإنجاح مهمة البعثة". وأضافت أن "الأمم المتحدة لن تسمح بقتل الناس لأي سبب"، مشيرة إلى "مقتل أكثر من 600 شخص حتى الآن منذ بدء التظاهرات في العراق". ودعت إلى "العمل بجد لتحقيق مطالب المتظاهرين"، مشددة على ضرورة أن "يزيد المجتمع الدولي ضغوطه على إيران وعدم السماح لها بالاستمرار في أدائها الحالي".

 

"هيومان رايتس ووتش": أطلقوا سراح عماد حجاج فوراً

المدن/30 آب/2020

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات الأردنية بالإفراج فوراً عن رسام الكاريكاتور المعتقل عماد حجاج، وإبطال التهم التعسفية الموجهة إليه. وقال  نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة، جو ستورك، في بيان: "وصف الرسوم الكاريكاتورية الساخرة بالجريمة الإرهابية يؤكد فقط أن الأردن مصمم على كمّ أفواه المواطنين الذين يتكلمون بحرية. هذا الاعتقال رسالة مفادها أن السلطات الأردنية تفضل انتهاك حقوق مواطنيها على المجازفة بجَرح مشاعر زعيم". ويعد حجاج، البالغ من العمر 53 عاماً، من أبرز رسامي الكاريكاتور في الأردن والعالم العربي، واعتقلته سلطات بلاده في 26 آب/أغسطس الجاري لنشره رسماً ساخراً يصور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد يحمل بين يديه حمامة على جناحها رسم علم إسرائيل وقد بصقت الحمامة في وجه بن زايد، وكتب عليها "تف- 35"- بدلاً من "إف-35" في إشارة ساخرة لمعارضة إسرائيل لبيع المقاتلات الأميركية المتقدمة للإمارات بعد الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية. وفي 27 آب/أغسطس، أعلن المدعي العام أنه أمر باحتجاز حجاج 14 يوماً وأحاله إلى "محكمة أمن الدولة" بتهمة "تعكير صفو العلاقات الأردنية مع دولة أجنبية"، وهي جريمة بموجب "قانون منع الإرهاب" الأردني. ورأت "هيومن رايتس ووتش" أن الاعتقال جاء في سياق توجّه أشمل نحو تضييق الخناق على حرية التعبير في الأردن. وهكذا، يواجه حجاج محاكمة محتملة بموجب الفقرة (ب) من المادة 3 من قانون منع الإرهاب الأردني، وهو بند فضفاض للغاية يحظر "القيام بأعمال من شأنها تعريض المملكة لخطر أعمال عدائية أو تعكر صلاتها بدولة أجنبية أو تعرض الاردنيين لخطر أعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم". ووثّقت "هيومن رايتس ووتش" قضايا عديدة استخدمت فيها السلطات هذا البند لمعاقبة الأردنيين لمجرد نشر مقالات أو منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد دولاً أخرى، لا سيما دول الخليج أو قادتها. ويعتبر الأردن حليفاً مقرباً من الغرب وإحدى دولتين وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل، قبل الإمارات التي لا تتشارك مع إسرائيل في أي حدود ولم تخض حرباً مطلقاً معها، وباتت ثالث دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل. يأتي ذلك في وقت تعرض اتفاق الإمارات مع إسرائيل لانتقادات حادة من الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم لأنه كسر إجماعاً عربياً قديماً على عدم منح الاعتراف إلا مقابل تنازلات في عملية السلام. لكن الإمارات قالت أن الاتفاق علق خطط إسرائيل لضم ثلث أراضي الضفة الغربية التي يطالب بها الفلسطينيون كجزء من دولتهم المستقبلية، بينما اعتبرت إسرائيل أن التوقف مؤقت، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس". وقال ستورك: "ينبغي للأردن أن يكترث للإضرار بمكانته على الساحة الدولية من خلال هذه الملاحقات المسيّسة أكثر من اكتراثه للانتقاد السلمي لحكام دول أخرى من قبل مواطنيه".

 

إشارة من واشنطن تعقد الأمور في طرابلس: لا فرق بين باشاغا والسراج

العرب/29 آب/2020

رئيس حكومة الوفاق فايز السراج يعين صلاح النمروش وزيرا للدفاع ومحمد الحداد رئيسا للأركان.

طرابلس - توقعت مصادر سياسية ليبية أن يستمر الصراع على السلطة بين رئيس الحكومة فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا الذي تواترت أنباء خلال الأيام الماضية بشأن سعيه للانقلاب على السراج وسط دعوات دولية للتهدئة. لكن إشارة قادمة من واشنطن قد تطيح بحسابات الطرفين بعد أن أكدت أن لا فرق بين باشاغا والسراج، وهو ما قد يعني بقاء الحال على ما هو عليه في طرابلس. وفي حين كان باشاغا يخطط لاستغلال تدهور الأوضاع المعيشية لتنفيذ الانقلاب متسلحا بغضب الشارع والاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الأيام الماضية، أصدر السراج قرارا بإيقاف وزير داخليته عن العمل وإخضاعه للتحقيق بتهمة الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجّين. وقال مرسوم أصدره السراج إن رئاسة حكومة الوفاق ستحقق مع باشاغا خلال 72 ساعة، وإن نائبه خالد أحمد مازن سيقوم بمهامه. وكلّف مرسوم آخر قوة من المناطق العسكرية المقسمة في غرب ليبيا بقيادة أسامة جويلي وهو قائد من الزنتان، وهي مدينة أخرى ذات نفوذ عسكري، بالمساعدة في ضمان الأمن بطرابلس. وقالت مصادر من العاصمة الليبية إن باشاغا وصل مساء السبت إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا، ولا يعرف كيف ستتصرف حكومة الوفاق تجاهه، هل تعتقله أم تحقق معه في حالة سراح. ويأخذ الصراع بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية بعدا جهويا حيث وقفت ميليشيات طرابلس مع السراج ضد باشاغا المنحدر من مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري المهم غرب ليبيا، والتي تهيمن على السلطة منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي مستفيدة من قيادتها لمعركة إسقاطه. ولم تستبعد المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن يتطور الصراع خلال الأيام القادمة إلى صراع مسلح بين ميليشيات طرابلس ومعها القوات التابعة لأسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية من جهة وميليشيات مصراتة من جهة أخرى.

وقالت المصادر “إن الطرابلسية رفعوا من وتيرة الإهانات، ومصراتة لن تقف مكتوفة الأيادي”. وستكون ميليشيات مصراتة في هذه الحالة أمام تحدي تأمين ظهرها من جهة سرت لضمان عدم تنفيذ الجيش لهجوم ومواجهة ميليشيات طرابلس. وعين المجلس الرئاسي الليبي العقيد صلاح النمروش وزيرا للدفاع، والفريق أول محمد علي أحمد الحداد رئيسا للأركان في القوات التابعة لحكومة الوفاق، في رسالة واضحة من السراج أنه صاحب القرار الأول في الحكومة، وأن الحديث عن نفوذ خصومه مثل باشاغا والمشري هو مجرد تهويل. كما أن السراج يسعى لإجراء تعديلات تضمن إمساكه بتفاصيل الحكومة وتجعله رقم مهما في أي ترتيبات قادمة سواء في العاصمة طرابلس أو في سياق حل عقدة الملف الليبي ككل. وتقول مصادر في طرابلس إن السراج سيجري المزيد من التعديلات على الحكومة في قادم الأيام. ويتابع المجتمع الدولي بقلق التطورات في العاصمة الليبية حيث أصدرت السفارة الأميركية بيانا دعت من خلاله للتهدئة ما يعكس سعيها للتأكيد على وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الصراع (السراج وباشاغا)، كماحمل في طياته نفيا غير مباشر للتحليلات التي تذهب إلى القول إن تحركات باشاغا الانقلابية مدعومة من واشنطن. وقال البيان “تدعم الولايات المتحدة سيادة القانون، وتقدر الشراكات الوثيقة مع رئيس الوزراء السراج ووزير الداخلية باشاغا، كما تحث على التعاون من أجل توفير الحكم الرشيد للشعب الليبي”.

ولفتت المصادر إلى أن تركيا هي المستفيد الأول من هذا الصراع حيث يتنافس الطرفان على استرضائها وتقديم الولاء لها، ومن غير المستبعد إمكانية مساندة أنقرة للسراج رغم قربها من باشاغا، في صورة ما حصلت على ما تريده. وأكدت المصادر أن ما يجري حاليا قد يكون عقابا من تركيا للسراج الذي رفض مؤخرا توقيع عقود واتفاقيات لإنشاء قواعد بحرية في موانئ مصراتة وطرابلس وزوارة والخمس، بضغط من فرنسا وإيطاليا. ويقول مراقبون إن الإسلاميين بدأوا منذ فترة خطة تهدف لتأجيج الشارع ضد السراج عندما رفضوا صرف المرتبات رغم توقيع وزير المالية عليها وتأكيده على وجود سيولة في المصرف المركزي لتغطيتها. لكنهم يلفتون إلى أن بقاء السراج سيظل مهما لتركيا والإسلاميين كونه واجهة لـ”الشرعية” التي يعطيها اتفاق الصخيرات للوضع القائم في طرابلس، وأن سقوط السراج سيعني آليا سقوط باشاغا وانتفاء أيّ مبرر لنفوذ الميليشيات ومن ورائها تركيا. وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السبت، إن ليبيا “بحاجة ملحة للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة، لتلبية تطلعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثّله بشكل ملائم، وإلى الكرامة والسلام”. وأوضحت في بيان لها أن ليبيا تشهد “تحوّلا لافتا في الأحداث، يؤكد الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة من شأنها أن تلبّي تطلّعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثله بشكل ملائم”. وحثت البعثة على الهدوء وتطبيق سيادة القانون والحفاظ على حقوق جميع المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم، في إشارة إلى قمع ميليشيات طرابلس للتظاهرات السلمية التي شارك فيها المواطنون، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية. من جانبها دعت السفارة الألمانية لدى ليبيا القادة الليبيين إلى التصرف بحذر واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين. وقال سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفتشا إن بلاده تدعو “إلى الاعتدال واحترام الحقوق الأساسية” مضيفا “يجب على القادة الليبيين التصرّف بحذر واغتنام الفرصة التي أتاحتها إعلانات الـ21 من أغسطس لتحقيق تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط”.

 

قائد الانقلاب رئيسا لمالي بصلاحيات واسعة

العرب/29 آب/2020

باماكو - أكد المجلس العسكري الذي تولى الحكم في مالي أن رئيسه الكولونيل عاصمي غويتا هو رئيس الدولة. ونشر الخميس في الجريدة الرسمية في مالي “قانون أساسي رقم 1” في هذا المعنى هو بمثابة نص دستوري وفق معدّيه، لكنه أثار التباسا. ولم يشر الضباط الحاكمون إلى هذا “القانون الأساسي” سواء قبل نشره أو بعده، ولم يردوا على أسئلة الصحافيين عما إذا كانوا يقفون خلفه. وازداد الالتباس بسبب توقيت نشره، عشية قمة لمجموعة دول غرب أفريقيا التي تحض العسكريين على تسليم السلطة سريعا لمدنيين بعد انقلاب 18 أغسطس. لكن المتحدث باسم المجلس العسكري الكولونيل إسماعيل واغي أكد مساء الجمعة أن العسكريين هم رعاة هذا القانون، لافتا إلى الفراغ الدستوري القائم في غياب حكومة أو جمعية وطنية. وصرح للتلفزيون الوطني “لضمان استمرار الدولة، يجب أن يكون هناك رئيس للدولة. هذا القانون يتيح اعتبار رئيس المجلس الوطني رئيسا للدولة، ما يسمح له بضمان استمرار الدولة والتحضير للعملية الانتقالية“. وكان يشير إلى المجلس الوطني لإنقاذ الشعب الذي شكله العسكريون ويشكل القانون الأساسي أساسا قانونيا له. وينص القانون على وجوب أن يؤمن المجلس الوطني الذي يترأسه رئيس المجلس العسكري “استمرار الدولة في انتظار إقامة الهيئات الانتقالية“. وأورد القانون أيضا أن رئيس المجلس الوطني “يتولى مهام رئيس الدولة” و”يجسد الوحدة الوطنية” و”يضمن الاستقلال الوطني ووحدة الأراضي” واحترام الاتفاقيات الدولية، فضلا عن كونه يعين المسؤولين المدنيين والعسكريين الكبار و”يوقع المراسيم” التي يصدرها المجلس ويتلقى أوراق اعتماد السفراء الأجانب. وكذلك، يمكن منح رئيس المجلس “صلاحيات استثنائية” حين تكون المؤسسات ووحدة الأراضي والوفاء بالالتزامات الدولية “مهددة بشكل خطير وفوري“. وكان العسكريون أعلنوا في وقت سابق إرجاء الاجتماع التشاوري الأول الذي كان مقررا السبت مع المنظمات السياسية والمدنية في شأن تسليم مقبل للسلطات. وأُرجئ الاجتماع إلى موعد يحدد لاحقا “لأسباب ذات طابع تنظيمي“. وكانت حركة الخامس من يونيو (تجمع القوى الوطنية) اعترضت بشدة على عدم دعوتها إلى هذا الاجتماع، علما بأنها قادت طوال أشهر الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا قبل أن يطيح به الجيش في 18 أغسطس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إلى السلاح يا مواطنون"، هي العبارة السحريّة التي حوّلت، بدقائق قليلة، فقراء فرنسا والمغلوب على أمرهم، من أناس خانعين خاضعين، إلى ثوّارٍ يُحرّرون بلادهم من ظلم الطغاة ليُضْحوا النموذج الملهم لكل ثوّار العالم بعد العام 1789.

المخرج يوسف ي. الخوري/29 آب/2020

أواسط القرن العشرين، إستُلْهِمَت، من مآسي الشعوب المقهورة، شرعةُ حقوق الإنسان، وأنشئ مجلسُ الأمن والأممُ المتّحدة على إفتراض أن يُساعدوا المقهورين في الأرض ويُوفِّروا لهم هناءة العيش من دون عنف وسلاح. بيد أنّ صوت السلاح ظلّ طاغيًا، وحقوق الإنسان غالبًا ما تكون غير فاعلة، والأمم المتّحدة مسيّسة بحقّ "الفيتو".  

الفقر، الجوع، كذبُ الحكّام ومراوغاتهم، قمع الحريّات، إنحطاط الفكر، إنحلال الأخلاق، هي دوافع أساسيّة لحمل السلاح، لا سيّما حين يعتقد الحاكمون، كعندنا، أنّ السماء تُمطر بينما الشعب يبصَقُ في وجوههم، وأنّ المنظّمات الدوليّة لا تتحرّك إلّا بعد أن يستشري الفساد ويتمّ اللجوء إلى السلاح وتُهدر الدماء.

تُشير المعطيات إلى أنّ أسلحة غير شرعية لأطراف غير حزب الله ستظهر، وستتسبّب بإهراق دماء! السلاح الفردي المتفلّت تسبّب ويتسبّب بـ: تصفيات جسديّة، عمليات خطف، إشكالات مختلفة يتخلّلها إطلاق نار، إشتباكات مع الوحدات الأمنيّة خلال المداهمات والمطاردات... السلاح الفلسطيني: لم يجرِ بعد نزعه من المخيّمات بالرغم من الإتّفاق على هذه الخطوة منذ إتفاق الطائف، وبالرغم من شملها في القرارين الدوليَيْن 1559 و1701. السلاح الشيعي: لم يُطبّق عليه إتفاق الطائف، ولم يخضع للقرارين 1559 و1701، وهو موزّع في أكثر من نصف لبنان بين حركة أمل وحزب الله. السلاح السنّي: يتعزّز أكثر فأكثر ويومًا بعد يوم، وأقرب دليل على ذلك هو الأسلحة المتوسّطة والخفيفة التي خرج بها عرب خلدة أخيرًا لمقاتلة حزب الله. السلاحان الدرزي والمسيحي تحت التصرّف وقت الحاجة إليهما، والكل يتذكّر ظهور السلاح الدرزي في قبر شمون منذ حوالي السنة، والسلاح المسيحي في عين الرمانة يوم 6 حزيران 2020.

أين الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة من واقع السلاح؟! أهم ينتظرون مزيدًا من هدر الدماء ليتدخّلوا؟ وما هي مصلحتهم ليغضّوا النظر عن السلاح في كلّ مرّة يظهر فيها؟ أَصَرَفنا الأموال الهائلة، ولا نزال، على المؤسسة العسكريّة لتقفَ عاجزة أمام السلاح؟! أم بنينا جيشًا في الظاهر هو وطني، لكن في عمق تكوينه هو طائفي مُعرّض في كل لحظة للإنقسام كما حصل في العام 1975؟ 

السلاح هنا. الدولة المفكّكة هنا. بيروت المدمّرة هنا. زعماء الحرب أنفسهم هنا. لكن بـ "كرافاتات" باهظة الثمن. فبعد إتفاق الطائف خلعوا عنهم بدلات القتال، وخرجوا من خلف متاريسهم ليُمترسوا في مواجهة بعضهم البعض على مائدة الحكم، وعلى ما تبدو الحال اليوم، لا ينقصهم سوى خلع الـ "كرافاتات" ليعودوا إلى السلاح الذي يُجيدون إستخدامه جيّدًا كما يُجيدون حماية بعضهم البعض داخل الحكم! 

ربّ سائلٍ متفائِلٍ يسأل بسذاجة: "ما حاجة الزعماء للعودة إلى السلاح طالما في يدهم كلّ شيء؟" لهذا السائل أقول: "لم يعد في يدهم شيء إلّا السلاح!" فهم لم يُحسنوا إدارة الدولة. الخزينة أفرغوها، وسرقوا، بالتكافل والتضامن مع سلطة البلاد المالية، أموالَ الناس وهرّبوها! وهم، بعدما صرخ الشعب في وُجوههم "كلّن يعني كلّن"، ولم يعد لديهم ما يتقاسمونه، عادوا إلى طبيعتهم الأصليّة كذَنَب الكلب الذي وضعوه في قارورة أربعين سنة ليستوي ولم يستوِ، عادوا إلى لغّاتهم الميليشياويّة، خالعين جلودهم، مجدّدين إياها، كالحيّات! لكن، مرّة جديدة، نسأل: أين الجيش لا يقطع الطريق عليهم قبل أن يصلوا إلى السلاح؟! 

أبّان حرب الـ 1975، وحين كانت الأبواب توصد أمام كل الحلول، كنّا نُدرك أن شيئًا كبيرًا سيحصل لتُفرَج. هل الحال هي كذلك اليوم؟ هل الحلّ سيأتي من خلال استخدام السلاح في الداخل؟ نعم، السلاح المتفلّت الخارج عن سلطة الدولة سيُعطي فرجًا، لكن لطغمة الميليشياويين وليس للشعب، إذ سيُتاح لهؤلاء الإمساك مجدّدًا بزمام الناس المقهورين، بقوّة السلاح والبلطجة، وبحجّة الدفاع عن أمن مجتمعٍ لبنانيٍّ ما، بوجه مجتمع لبنانيٍّ آخر...  

وعليه،

ما مصير "كلّن يعني كلّن"؟ هل انتهى الحلم تحت الراية اللبنانيّة في الساحات؟ أم إنّه لم يعد من خيار أمام المواطنين الثوّار سوى الدعوة إلى السلاح؟ لا! لا، لا، لا، وثمّ لا! لا حاجة إلى السلاح في وجه السلاح، بل أنا أقول للثوّار في هذه المرحلة: “Tenez vos chevaux” أي ما ترجمته مجازيًّا "اهدأوا"! لا تتأثّروا بالأغبياء الذين يسألون على شاشات التلفزة: "أين الثورة؟" أو بالأغبياء الذين يعتقدون أنّ الثورة انتهت! اعلموا أنّ الثورة كانت ستكون اليوم في أحسن أحوالها، لو لم تتدمّر عاصمتها بيروت. وفي أسوأ الأحوال، تبقى حال الثورة أفضل من حال الحكّام. فهؤلاء الحكّام يعرفون جيدًا أنّهم عاجزون عن إخراج لبنان ممّا هو فيه، وهم يتمنّون أن تنجح الثورة بطردهم من الحكم، كي يأتي السقوط الكبير عن طريقها وليس بأيديهم.

لذا،

لم يعد من دور للثوّار في المرحلة الراهنة، سوى أن يتفرّجوا على انهيار طغمات الحاكمين في لبنان، سواء من خلال جرّهم البلاد إلى اقتتال مذهبي في ما بينهم، أو عن طريق تغاضي المجتمع الغربي عن منحهم رافعة دولية تُنقذهم من الفوضى التي أوقعوا أنفسهم فيها! في كلتي الحالتين، لن ينتقل لبنان إلى مرحلة الاستقرار بعد الانهيار إلّا بتدخل دولي. من هنا، هدف الثورة الرئيسي يجب أن يتركّز الآن، على منع الزعماء الحاليّين الفاشلين من أن يبقوا في الحكم بعد التغيير، وعلى الثوّار بالانتظار، أن يُبقوا "النار والعا"، وأن يستعدّوا للبنان جديد يتمتّع شعبه بالحريّة والإخاء والمساواة، ومتحرّر من أيّ سلاح غير شرعي مهما صغُرت ترساناته.

وللتذكير،

- لا حكومات جديدة منبثقة عن الكتل النيابية الحاليّة.

- عدم الانجرار وراء خديعة الانتخابات المبكرة، لأنّ شيئًا لن يتغيّر في النتائج، طالما لم تتخلّى عن سلاحها الجهّات التي تملك أسلحة غير شرعية، وعلى رأسها حزب الله.

- عدم القبول بأيّ انتخابات نيابيّة بحسب القانون المسخ الحالي، وعدم البحث في أيّ قانون عصري جديد قبل الانتهاء من تسلّط السلاح.

- التوجّه نهائيًّا نحو العصيان المدني لإحراج السلطة الحاكمة، وللفتِ انتباه المجتمع الدولي إلى التباين القائم بين الشعب والحكام، كي لا يأتينا من الخارج بعد اليوم مَن يقول "إن هؤلاء الحكّام منتخبون ديموقراطيًّا".

- يجب الضغط بشتّى الوسائل لمنع أعضاء المجلس النيابي الحالي من الترشّح لولاية جديدة.

- لا يقوم حياد، ولا تنتصر ثورة، ولا يولد امل، إلّا بتنفيذ القرارات الدوليّة والمطالبة علنًا بسحب كل سلاح غير شرعي من لبنان.

فلتركّز الثورة على الثوابت أعلاه، ولن يتأخّر الوقت ليفهم الممتنعون عن قبول الحقيقة أن الثورة فعلت فعلتها وداست من العُلَا نكرانهم.

في اليوم السادس عشر بعد الثلاثمائة لانبعاث طائر الفينيق.

 

المحقق العدلي يطلب التوسع في التحقيق مع موقوف في تفجير المرفأ: شبهات في ارتباط أحد الحدادين بتنظيم متشدد!

رضوان مرتضى/الأخبار/السبت 29 آب 2020

رجّح المحققون الفرنسيون ومحققو الـ FBI الأميركيون أنّ تفجير مرفأ بيروت لم يتسبب فيه هجوم إرهابي أو تفجير داخلي، بل هو ناجمٌ عن حصول حريق في العنبر الرقم ١٢ تسبب في الانفجار. غير أنّ التحقيقات لم تحسم بعد إذا ما كان الحريق حصل نتيجة خطأ أو احتكاك كهربائي أو أنّه مفتعل. كذلك قدّر الأميركيون حجم نيترات الأمونيوم التي انفجرت بـ ٢٣٠ طنّاً فقط، بينما تحدّث محققو فرع المعلومات عن انفجار قرابة ٢٠٠٠ طن من نيترات الأمونيوم. غير أنّ الفرنسيين لم يُحددوا في تقريرهم حجم المواد التي تسببت في الانفجار. وكشفت المصادر الأمنية أنّ الخبراء الفرنسيين أبلغوا الجانب اللبناني أنّ تقريرهم النهائي يحتاج إلى شهرين بعد. أما بالنسبة إلى جديد التحقيقات، فقد استمع المحقق العدلي القاضي فادي صوّان إلى إفادة ١٦ موقوفاً وأصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقّهم، بينما بقي ثلاثة موقوفين لم يُصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم بانتظار انتهاء محققي الشرطة العسكرية من استجوابهم. هؤلاء هم الحدّادون الثلاثة الذين كانوا يقومون بأعمال التلحيم في العنبر الرقم ١٢. وبحسب المصادر الأمنية، فإنّه يجري التوسع في التحقيق مع الحدادين الثلاثة، كاشفة عن اشتباه المحققين في وجود علاقة ما تربط أحد الحدّادين الثلاثة بتنظيم متشدد أو ربما وجود ميول متشددة لديه. وكشفت المصادر أنّ التدقيق في هاتف الحدّاد المشتبه فيه بيّن أنّه كان قد أجرى بحثاً في وقت سابق عن المرفأ وعن رئيس مصلحة استثمار المرفأ. كما ذكرت المصادر أنّ هاتفه كشف عن وجود اهتمام بالجماعات المتشددة. وإذ نفت المصادر ظهور أي ارتباط للمشتبه فيه، إلا أنّها توقفت عند كون الحدّاد المذكور قد تعلّم الحدادة عبر موقع «يوتيوب»، وأنّ ورشة المرفأ كانت الورشة الأولى التي يُشارك فيها في العمل، علماً بأنّ الاستماع إلى إفادة الحداد المذكور بيّن أنّه بدأ العمل بالحدادة لدى متعهّد الورشة من تاريخ ٢٨ تموز ٢٠٢٠ فقط، أي قبل يومين من تاريخ بدء العمل في المرفأ. غير أنّ كل ما تقدّم يبقى في دائرة الشبهة بانتظار دليل قاطع يثبت وجود نية جرمية.

السلطات القبرصية لم تستجب بعد لطلب لبنان الاستماع إلى مالك السفينة كشاهد

أما بالنسبة إلى التحقيقات المرتقبة خارج الحدود في تركيا وقبرص، فقد علمت «الأخبار» أنّ محققي فرع المعلومات استمعوا إلى إفادة محمد ح. في تركيا، بصفته السمسار الذي استعانت به شركة spectrum لاستقدام السفينة روسوس. وأشارت المصادر الأمنية إلى أنّ فريق المحققين سيعود اليوم من تركيا. في المقابل، فإن الطلب الذي تقدم به الجانب اللبناني إلى السلطات القبرصية بالطرق الديبلوماسية لطلب الاستماع إلى مالك السفينة كشاهد، لم يسلك طريقه نحو نهاية إيجابية، إذ علمت «الأخبار» أنّ السلطات القبرصية لم تُجِب بعد على المراسلة. واستغربت مصادر معنية بالتحقيق مماطلة الدولة القبرصية، رغم انها أبدت سابقاً استعدادها للتعاون.

 

هل سيغطي ماكرون الدور الإيراني في لبنان؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/30 آب/2020

في حمأة التحضيرات للزيارة الثانية خلال أسابيع قليلة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تتطاير التوقعات والتسريبات، ولكن تغيب عن أذهان كثيرين أن لبنان يظل جزءاً من كل.

صحيح أن ما حدث يوم 4 أغسطس (آب) في مرفأ بيروت كان كارثة حقيقية، لكن الصحيح أيضاً أنه ما عاد ثمة حدود يُعتدّ بها، وسط تزايد الأطماع وتقاطع الحسابات وارتسام التحالفات في المنطقة.

ماكرون، وإنْ كانت تدغدغه «رومانسية» الدور الفرنسي التنويري في شرق المتوسط، فإنه يرأس دولة تظل مجرّد لاعب بين عدة لاعبين كبار. وإذا كان الانشغال الأميركي بالهموم المحلية والأولويات الصينية الروسية يتيح لفرنسا طرح مبادرات رعائية الطابع، فهذا لا يعني أن يدها مطلوقة في لبنان، ناهيك بمحيطه. ولتفصيل أكبر لهذا الجانب من الموضوع، يكفي الإشارة إلى أن الزيارة «الماكرونية» الثانية تكاد تتزامن، كسابقتها، مع زيارة مسؤول أميركي قد لا يكتفي بالإصغاء.

من جهة أخرى، ما عاد ممكناً عزل مقاربات القوى الكبرى عن مواقع القوى الإقليمية الثلاث الطموحة، إسرائيل وإيران وتركيا. وفي لبنان، أصغر بلدان الشرق الأدنى مساحة وأكثرها تعدّدية وتعقيداً، تتقاطع مصالح القوى الثلاث.

باريس تدرك، وكذلك واشنطن، حساسية نقطة التقاطع هذه. فإسرائيل حاضرة عبر «الخط الأزرق» الذي تراقبه قوة دولية جرى بالأمس خفض عديدها وتقليص دورها. وبحجة «عدوانية» إسرائيل لا تزال ميليشيا «حزب الله» الشيعية تحتفظ بسلاحها الثقيل، حصراً، من دون سائر المكوّنات الطائفية اللبنانية. وبفضل هذا السلاح، تمكّنت هذه الميليشيا الإيرانية -الولاء والتوجيه- من تشديد قبضتها على بيئتها الطائفية، وتغيير ثقافتها السياسية وظروفها الاقتصادية، ومن ثم، فرض هيمنة فعلية على النظام السياسي للبنان.

وما اكتملت فصول «السيناريو» عند هذا الحد. إذ كان لا بد لمسار الهيمنة الزاحف، ومحطاته الدامية، من أن يثير ردود فعل عند المكوّنات الطائفية الأخرى. وكانت البدايات عام 2005 مع جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، التي اتُّهم الجهاز الأمني السوري اللبناني – في حينه – بتنفيذها.

ومجدداً، كان من الطبيعي جداً لجريمة بهذا الحجم، وفي الظروف السياسية التي وقعت فيها، أن تثير ردة فعل في شارع طائفي سنّي شعر بأنه مستهدف بالإذلال والإقصاء، وبخاصة، في ضوء موقف «حزب الله» الداعم صراحةً للنظام السوري، وهذا قبل أن تُوجّه لأيٍّ من عناصره شبهات التورّط في ارتكاب الجريمة.

بعدها، تأكد هذا المنحى بين 2006 و2008 مع حصار مقر رئاسة الحكومة، التي كانت قد أصرت على تشكيل محكمة دولية للنظر في اغتيال الحريري - في وجه معارضة «حزب الله» - وبالطبع «الغزوة» المسلحة التي شنّها «حزب الله» على بيروت والجبل في مايو (أيار) عام 2008.

عام 2011 انتفض الشارع السوري، انطلاقاً من مدينة درعا. وشكّلت هذه الثورة متنفساً للبنانيين المهمّشين والمُحبطين، وحظيت بتأييد شعبي واسع في بيئات عديدة، في مقدمها، الشارع السنّي داخل المدن الكبرى، وفي الأرياف المحرومة النائية في عكّار والضنّية بشمال لبنان، وبلدة عرسال ومحيطها بشمال شرقه.

ومن ثم، أدى القمع الدموي الذي مارسه نظام دمشق إلى تزايد الغليان في هذه المناطق اللبنانية، فتطوّع عدد من الشباب للقتال مع الثورة. وتصاعَد الخطاب السياسي الراديكالي من على منابر عدد من المساجد في مدن وبلدات، أبرزها صيدا وطرابلس.

في هذه الأجواء، وُلدت ظاهرتان استُغلتا بقوّة ولا تزالان، هما: ظاهرة الشيخ أحمد الأسير (المسجون حاليا) في صيدا، الذي صعّد خطابه ضد «حزب الله» ودمشق وما عدّه سكوت الدولة اللبنانية عن قتال الحزب في سوريا. وظاهرة صبغ رد الفعل السني - ولا سيما في شمال لبنان - بـ«الدعشنة» (نسبة إلى داعش) وإطلاق لقب «قندهار» على مدينة طرابلس.

في الواقع، لا الأسير وجماعته، ولا الشباب الذي اتجه للقتال في سوريا، فعلوا شيئاً غير ما كان يفعله «حزب الله». فالأسير رجل دين كان يتكلم ويُفتي في السياسة وكذلك قيادة «حزب الله». والشباب اللبناني السنّي المتحمّس اتجه للقتال في سوريا تماماً كما فعل شباب «حزب الله». أما نقطة الاختلاف الوحيدة بين الحالتين فهي النقطة الطائفية. إذ إن الحزب ليس فقط جزءاً من «الحكومة الشرعية» ويرى أن له الحق في توزيع شهادات الوطنية وتهم التخوين، بل هو يدّعي أنه «مقاومة» وحدها تعادي إسرائيل وتستطيع تحرير القدس، أما الخصوم فهم إما «إرهابيون» وإما «دواعش» وإما «عملاء إسرائيل».

هذه الحالة مستمرة حتى يومنا هذا. ولقد حظيت بمزيد من التقبّل والتصديق بسبب الأخطاء التكتيكية والاستراتيجية التي يواصل ارتكابها الحكم التركي، بدءاً من سوريا بعد صفقة آستانة المعقودة مع الروس والإيرانيين، ووصولاً إلى التوسّع غرباً حتى ليبيا. ولا يخفى أن الموقف الفرنسي من تركيا ما كان ودياً، لا إبّان «عثمانيتها» الأولى ولا اليوم أيام «عثمانيتها» الثانية، ولا في فترة العلمانية الكمالية بينهما.

فرنسا، التي ورث انتدابها على لبنان وسوريا عام 1920 الحكم العثماني في المنطقة، ترى تركيا عدوها الأول في المنطقة. والخوف أن يجرّ هذا الهاجس التاريخي، على وجاهته، إلى صفقة مؤلمة مع إيران يدفع ثمنها اللبنانيون والسوريون. طبعاً، في سوريا، لا حظوظ تُذكر لباريس في التأثير بوجود القوتين الأميركية والروسية، لكنّ الحسابات الخاطئة في لبنان قد تكون قاتلة.

ما يُقال إن الرئيس ماكرون سيقدّم للبنانيين غداة مرور 100 سنة على رسم حدود بلدهم صيغة ما أقرب إلى الـ«لا غالب ولا مغلوب»، غير أن دون ذلك محظورين: الأول، أن أي تنازل إيراني سيكون مربوطاً بالانتخابات الأميركية، التي تأمل طهران بعدها في عودة الديمقراطيين إلى الحكم. والآخر، أن الواقعين الديموغرافي والاقتصادي في لبنان، وبخاصة، بعد كارثة بيروت، باتا أكبر بكثير من تشكيل حكومة وهوية رئيسها.

بقاء سلاح «حزب الله» وعودة «سلطته» لإطلاق تُهم «الدعشنة» يمدّدان المشكلة. وشعار «حياد لبنان» الذي طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، ولو متأخراً، ربما يكون الخطوة الأولى لبناء صيغة بديلة تعطي لبنان فرصة أخرى للحياة. إلا أنه قد لا يكون كافياً في حد ذاته.

الحقيقة، أن خرائط جديدة تُعد للمنطقة، ويأمل اللبنانيون ألا تُرسم على أنقاض بقائهم.

 

الملف اللبناني بين باريس وواشنطن.. وطهران

د. خطار أبودياب/العرب/29 آب/2020

يبدو لبنان، وهو على أبواب دخول كيانه المئوية الثانية، في أسوأ أحواله بعد فاجعة مرفأ بيروت واستمرار المأزق السياسي والانهيار الاقتصادي، مما حدا بوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للتحذير من “خطر اختفاء لبنان بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعا لتنفيذ الإصلاحات الضرورية للبلد”. لهذا الكلام العالي اللهجة، دلالاته على ضوء الزيارة الثانية المنتظرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت والخطة التي يقترحها لمعالجة الأزمة الراهنة.

بيد أن باريس لا تملك لوحدها رموز تفكيك التعقيدات في الملف اللبناني الشائك، لأن واشنطن وطهران وعواصم أخرى تتجاذب داخل بلاد الأرز. ما يقود إلى تفاقم الوضع، انتظار اللبنانيين دوما للترياق الآتي من الخارج، مع منظومة متحكمة فاشلة ورافضة للتغيير والإصلاح، وكأن كارثة الرابع من أغسطس لم تحصل. نتيجة للحلقة المفرغة في الداخل والتجاذب الخارجي ليس فقط في لبنان، بل في إقليمي شرق المتوسط والشرق الأوسط، يتوجب التركيز على أهمية العلاج الجذري لأزمة مزمنة هزت تاريخ لبنان الحديث ويمكن أن تضع جغرافيته تحت الدرس في زمن إعادة تركيب المنطقة، وهذا يفترض حدا أدنى من الوفاق الدولي لإنقاذ هذا البلد الصغير من موبقات منظومته ومن احتجازه رهينة عند المحور الإيراني.

لا يمكن بسهولة تجاوز هول انفجار المرفأ المدمر وندوبه، ومجريات الأسابيع الثلاثة التي مرت منذ ذاك الزلزال. ومن الغرائب أن يظهر إيمانويل ماكرون أكثر اهتماما بلبنان من قيادات جمهورية مغيّبة وبلد مسلوب ومصلوب. وبالرغم من نقاشات داخل إدارة ماكرون حاولت ثنيه عن القيام بالزيارة الثانية (في سابقة لم يقدم عليها من قبل أي رئيس آخر)، يصمم الرئيس الفرنسي على محاولة إيجاد كوة في جدار الأزمة عبر الجمع بين الضغوط “الناعمة” والتلويح بترك لبنان إلى مصيره، إذ يقول مستشاره الدبلوماسي والسفير السابق إيمانويل بون “ليس هناك متطوعون دوليون كثر لمساعدة لبنان”، وهذا يعني أن الأطراف الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تعتمد سياسة لبنانية خاصة بلبنان بحد ذاته، بل تقارب الملف بمثابة تفصيل ضمن ملفات المنطقة.

اللاعبون الآخرون لديهم تكتيكاتهم واستراتيجياتهم، وما يمكن أن يقلق باريس ليس الموقف الأميركي المراقب والمتريث فحسب، بل موقف روسيا، التي لم تحضر مؤتمر باريس الطارئ لدعم لبنان في التاسع من أغسطس، وكأنها لا تزكي الدور الفرنسي، وثبت ذلك من خلال لقاء ميخائيل بوغدانوف، رجل الملفات الشرق أوسطية في الخارجية الروسية مع أمل أبوزيد مستشار الرئيس اللبناني ميشال عون عشية زيارة ماكرون، وما رافق ذلك من ترويج لرغبة مجموعة روسية عملاقة بالمشاركة في إعادة إعمار المرفأ، مع إعلان موسكو رفضها “التدخلات في الشأن اللبناني”، ودعوتها إلى “طاولة حوار في قصر بعبدا”. الافتقاد الباريسي للتكامل مع واشنطن ولخيط التنسيق مع موسكو، لا يعوضهما ما تعتبره فرنسا “قيمة إضافية” عبر الحوار مع حزب الله وإيران، لأن ذلك لم ينتج عنه حتى الآن أي حصيلة ملموسة لصالح لبنان، ولأن ذلك أيضا لا يحبذ عودة الاهتمام العربي بلبنان خاصة من الرياض والقاهرة وأبوظبي مما يحرم الدبلوماسية الفرنسية من الغطاء العربي الضروري سياسيا واقتصاديا.

لا يمكن بسهولة تجاوز هول انفجار مرفأ بيروت المدمر وندوبه. ومن الغرائب أن يظهر ماكرون أكثر اهتماما بلبنان من قيادات جمهورية مغيبة وبلد مسلوب ومصلوب

وفي موازاة المصاعب الخارجية، ليس هناك من تجاوب داخلي مع “خارطة الطريق الفرنسية” المتمثلة بتشكيل حكومة “مهمة” يتم التفاهم عليها وتعتمد إصلاحات عاجلة لأن “المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض دون بدء العمل الجدي”. وللمزيد من التوضيح يقول مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن “الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية جانبا، هذه المرة من أجل ضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. ويتضمن بيانها الوزاري الإصلاحات الضرورية”. ربما أعطى ضغط ماكرون أولى ثماره مع اضطرار الرئيس ميشال عون عدم التمادي في مخالفة اتفاق الطائف (لناحية التأخير غير المبرر)، والدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيدة قبل وصول سيد الإليزيه إلى قصر الصنوبر، مكان إعلان جولة لبنان الكبير قبل قرن من الزمن. وكي يؤكد على الحضور الفرنسي بوجهيه القديم والحديث، رغم كسوف أوروبي في شرق المتوسط والمشرق، يحاول ماكرون وضع حد له من بوابات لبنان واليونان وليبيا، رغم سطوة الدور الأميركي الأبرز بين سائر الأدوار الغربية والدولية في المنطقة. لا تبدو المهمة الماكرونية سهلة المنال ومضمونة النجاح، لأن التناقضات الداخلية اللبنانية لن تتوقف على تسمية رئيس الحكومة، بل على تأليف الحكومة وبرنامجها والشروع في معالجة مكامن الهدر في قطاع الكهرباء، وتداعيات الفساد والتهريب الضريبي وقطاع الاتصالات والأملاك البحرية، مع السيطرة على المعابر وربط الإصلاح بالسيادة.

أما على صعيد انعكاسات أدوار القوى الخارجية، نلاحظ أن ماكرون يحاول تحديث الدور الفرنسي في لبنان ليتأقلم مع زمن الثورة الرقمية مبتعدا عن أدوات زمن الانتداب أو حقبة الحرب الباردة، لكن محك النجاح هو في قيادة دبلوماسية متعددة الأطراف لرعاية الملف اللبناني. وهنا لا تبدو طهران متحمسة وتفضل الاحتفاظ بالورقة اللبنانية كاملة إلى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية. أما واشنطن فلا تبدو مستعجلة لتسهيل مهمة الثنائي عون- حزب الله ما دام متمسكا بخياراته الإقليمية. وتبذل باريس قصارى جهدها لدفع السلطة والطبقة السياسية نحو إنجاز الاستحقاق الحكومي بسرعة على قاعدة التزام الإصلاحات المطلوبة داخليا ودوليا، في وقت تتسارع فيه إشارات الانهيار الداخلي على مختلف المستويات الاقتصادية والأمنية والصحية في سباق حاد بين مساعي منع الانفجار وتصاعد التعفن الداخلي ومخاطر الانغماس بصراع إقليمي. لكن على الطرف الآخر، في واشنطن لا يزال التعامل مع إيران هو الأساس في حل العقد المتبقية في الساحة الإقليمية، وهذا يعني الذهاب نحو التشدد في ملفات لبنان الداخلية وأسلوب التعامل مع القوى السياسية فيه. يصل إيمانويل ماكرون إلى بيروت في زيارة استثنائية مدججا بستة من وزرائه في تظاهرة للقول إنه “لن يستسلم وأنه قطع على نفسه عهدا بفعل كل ما هو ضروري لمساعدة لبنان”. وفعل الإيمان من رئيس قوة منتدبة سابقا لا يكفي دون التزام مدوّ باستعادة لبنان سيادته ورفض جعله ساحة حروب للآخرين ومكانا لتصفية الحسابات.

 

مَن يستطيع إقناعه بالتنحي؟ لبنان... رئيس غائب لجمهورية منكوبة

إيلي الحاج/ايلاف/29 آب/2020

يوماً بعد يوم منذ اندلاع عامية ١٧ تشرين ووباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت، يشعر الناس في لبنان بأنهم يعيشون في جمهورية رئيسها غائب، وإذا ظهر يزداد غيابه.

ويوماً بعد يوم تنتشر أخبار عن تسليم شؤون الرئاسة إلى آخرين أبرزهم ثلاثي من الوزراء السابقين جبران باسيل وسليم جريصاتي، وناجي البستاني الذي انضم أخيراً إلى الفريق. حين تشير معلومات إلى حرص في القصر الجمهوري على عدم إبلاغ الرئيس بالأخبار السلبية المتعلقة بالانهيارات التي تعيشها كل القطاعات في البلاد لئلا تنعكس على صحته. معلومات تفسر نظرة الرجل الوردية إلى المستقبل في المدة الفاصلة عن انتهاء ولايته، وكلامه المتكرر شبه الأكيد على أنه سيسلم لبنان أفضل مما كان قبل بداية ولايته، رغم أن كل شيء كل شيء يؤكد النقيض، إلى درجة حديث الدول والمنظمات الأممية عن احتمال مجاعة تقترب في لبنان. هل هو تعب وإنكار ناتجان من تقدم في العمر، أو تراجع في الحيوية والحضور بسبب إحباطات متلاحقة يمكن أن تدهم المرء وتشلّه في أي سن؟

في حالة الرئيس ميشال عون يُضاف سؤال جوهري: لماذا يخفي أي إنسان عمره الحقيقي، يصغّره أو يكبّره؟ ثمة أسباب للنساء ربما. ماذا إذا صار مَن أخفى عمره رئيس دولة؟

المجتمع اللبناني في تقاليده ويومياته يحترم الكبار وحكمتهم. وعائلات لبنان من طبيعتها أن تغمرهم بالمحبة والتكريم. ولكن هل ينطبق هذا الموقف من الكبار على الجميع؟

الواقعة الآتية وقعت في 18 و19 أغسطس 1988 بالضبط:

حدّد رئيس مجلس النواب وقتها حسين الحسيني جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس أمين الجميّل في 18 آب. كان واضحاً أن المرشح الرئيس سليمان فرنجية ، الجدّ طبعاً، مدعوماً من صديقه الرئيس السوري حافظ الأسد سيفوز فيها إذا انعقدت. سارع قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون إلى عقد اتفاق مع قائد "القوات اللبنانية" تلك الأيام سمير جعجع على تعطيل نصاب الجلسة من خلال منع النواب المقيمين في ما كانت تُسمّى"المنطقة الشرقية" من الوصول إلى مقر مجلس النواب الموقت، وكان في قصر حسين منصور قرب المتحف.

تولى عناصر "القوات" إقامة حواجز أقفلت أمام النواب كل طرق الوصول إلى البرلمان بالتفاهم الضمني مع قيادة الجيش، وأبلغت "القوات" النواب بالموقف فتجاوبت غالبيتهم، لكن بعضهم أصرّ على التوجه إلى مجلس النواب والتصويت، فمُنع من مغادرة منزله.

هذه تفاصيل وليست الخبرية. طلعت السيدة صونيا فرنجية، كريمة الرئيس فرنجية، إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة في موعد انعقاد الجلسة لتلتقي الجنرال عون وتطلب منه منع "القوات" من إقفال الطرق أمام النواب، لكنه تهرب منها ولم يستقبلها كما روت لاحقاً في كتاب مذكراتها الذي حمل عنواناً شعار والدها الرئيس الراحل: "وطني دائماً على حق". الأرجح أن الجنرال آنذاك لم يكن يريد سماع رأيها فيه باللهجة الزغرتاوية . وقد أطفأت الكثير من السكائر بسكربينتها على بلاط مكتبه في اليرزة، وأسمعت الحضور كلاماً بحقه قبل أن تغادر المكان.

ليست هنا الخبرية. في اليوم التالي ١٩ أغسطس ١٩٨٨، استقبل الجنرال عون زميلاً صحافياً قريباً منه- أثق بصدقه في نقل ما حصل- سأل الجنرال ألم يتجاوز صلاحياته كقائد للجيش في اتفاقه مع قائد ميليشيا على منع انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية؟

أجابه الجنرال عون: "يا أخي كيف يعني سليمان فرنجية بدو يرجع يعمل رئيس جمهورية. رئاسة الجمهورية منها مزحة أبداً، بدها شخص يكون قادر يشتغل 20 ساعة على 24. سليمان فرنجية عمره تمانين سنة. ما بيقدر يركز أكتر من ساعة أو ساعتين بالنهار. بهالعمر ما بتعود تعرف أيمتى بيكون خرفان وأيمتى بيكون واعي. الرئاسة بدها حدا يكون شابّ ومنتج. يروح (...)!".

سنة 1988 كان عمر الرئيس الراحل سليمان فرنجية 78 سنة وليس 80، فهو من مواليد 1910. أما الجنرال ميشال عون فمن مواليد 1933 بحسب النبذة المنشورة عنه حتى اليوم على صفحة الجيش اللبناني.

وفي السيرة الذاتية التي وزعها المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري يوم انتخاب عون رئيساً أنه من مواليد 1933 والتحق بالمدرسة الحربية سنة 1955 وتخرج ملازماً أول مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب في 30 سبتمبر 1958، أي في الذكرى الخامسة والعشرين لعيد ميلاده.

ويؤكد رفاق له في صفه تلميذاً في مدرسة الفرير- الجميزة أنه من عمرهم: 87 سنة.

لكن المحيطين بالرئيس يتشبثون بأنه من مواليد 1935، والأغرب زيادته في حديث ذكريات إلى الصحافيَين الزميلين في "الأخبار" وفيق قانصوه ومها زراقط (نشر في 25 فبراير 2009) أنه دخل المدرسة الحربية سنة 1952، أي بعمر 17 سنة خلافاً لسيرته في الجيش وللمنطق أيضاً. فالملازم الأول ميشال عون تسلم سيف التخرج من الرئيس فؤاد شهاب بعد أسبوع فقط من توليه الرئاسة. تحديداً في 30 سبتمبر 1958. فيكون دخل المدرسة الحربية سنة 1955 لأن الدراسة فيها تمتد 3 سنوات.

خلاصتها أن الرجل قد يكون تلاعب بعمره لسبب ما ربما تعلق بتمديد خدمته في الجيش، على غرار استحصال صهره العميد شامل روكز على شهادة صحية تفيد بأنه "مُعتلّ نهائياً" تتيح له الاستحصال على تعويضات مضاعفة، فيما هو يركض بنشاط على قمم الجبال.

ولكن ليس هذا الموضوع. يمكن المرء أن يكون بلياقته الكاملة ذهنياً ومعنوياً وصحياً وإن كان على أبواب التسعين. المعضلة تتمثل في أن رئيس الجمهورية لا يوحي أنه حاضر تماماً بالمستوى الذي تستدعيه النكبة التاريخية لدولة صودف أن 100 سنة بالتمام والكمال مرّت على نشوئها، وأبناءها يتهددهم الجوع الذي فتك بأجدادهم. والرئيس ليس من النوع الذي يخضع لضغوط أو مطالبات بالاستقالة تمهيداً لقيام سلطة إنقاذية حيوية وتنشر الثقة بورشة النهوض والحلول داخلياً وخارجياً، بدءاً من رأس هرم الدولة ونزول.

والحال أن الاستمرار على هذا المنوال سنتين إضافيتين من المُحال. مَن يُمكنه إقناع رئيس غائب بالتنحي؟

 

تحذير فرنسي الى السياسيين ...يسبق زيارة ماكرون ..؟

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/29 آب/2020

أضافت فرنسا في العام 1975، بطلب من الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان(1974 - 1981)، بندين الى دستورها وهما:

 الاول: يمنع على الدولة الفرنسية التدخل في شؤون اي دولة اخرى او اي فريق سياسي في دولة اخرى، وما عدا ذلك تتعاطى مع الدول الاخرى من باب طرحها مبادرات لحل ازمات هذه الدول او مساعدتها لايجاد الحلول لبعض القضايا المتوترة، -اي ان تدخلها يأتي من باب حسن النوايا وليس للهيمنة على أي دولة اخرى وانتقاص من سيادتها وتقويض قرارها.

 ثانيا: تتدخل فرنسا في احدى الدول تحت علم الامم المتحدة او بطلب منها، كذلك للمساعدة في ايجاد حلول في بعض الدول المتوترة او الساخنة حيث، كما في البند الاول، تطرح مبادرات للحلول دون فرض قرارها.

 وفي عهد الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران (1981 – 1995)، أضيف بند ثالث وهو انه يحق لفرنسا التدخل واستعمال السلاح وصولا حتى القنبلة البيولوجية والجرثومية والنووية، اذا ما شكل ذلك تعديا على مصالحها، وهذا البند الثالث اضيف بعد التجربة النووية التي اقامتها في منطقة "كاليدونيا الجديدة" القريبة من نيوزيلندا.

 وانطلاقا من هذا السرد، توضح اوساط دبلوماسية فرنسية لموقعنا، أن الكلام المتداول في لبنان بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون آتٍ للتدخل في الشأن اللبناني او تفاصيل صغيرة كتشكيل الحكومة هو أمر في غير مكانه، إنما يأتي الرئيس الفرنسي الى لبنان حاملا مبادرة لاعتباره ان لبنان صديق لفرنسا ويصنف في نطاق نفوذها، ولذلك هو طرح موقفا عامًا وتوجّه في خطابه الى كافة القوى ، قاصدا من ذلك ترتيب البيت اللبناني من ضمن المؤسسات لمواجهة عدة استحقاقات.

 واضافت الاوساط بأن الخزينة اللبنانية لم تعد تحتمل لأكثر من 3 او 4 اشهر، وعليه فإنه من الضروري تشكيل حكومة انتقالية من اجل اقرار الاصلاحات التي صارت معروفة، وعندها تبدأ الأموال بالوصول الى لبنان والمساعدة على الاعمار بما يمكّن لبنان  من استعادة عافيته الاقتصادية بوتيرة تصاعدية، مرتبط تقدمها بمدى حرص المسؤولين على استقراره وتأمين عيش كريم لشعبه.  وكشفت الاوساط الدبلوماسية بأن الرسالة وصلت الى المسؤولين اللبنانيين من الادارة الفرنسية بأنه في حال لم يتحضروا لملاقاة المبادرة الفرنسية المدعومة اوروبيا ودوليا بنوع من الايجابية، يفسر أقله من خلال اختيار رئيس للحكومة لتمرير هذه المرحلة، فإن اي مسؤول دولي لن يزور لبنان بعد ذلك اثر توافق دوليا على هذه الخطوة، لأن ما قدم للبنان من مساعدات ودعم لم يسبق ان حصلت عليه أي دولة اخرى. وعندها لن يلقى  لبنان اي دعم اقتصادي او مساعدات من شتى الأنواع ،لان هذا الفريق سمع كلاما قويا من ماكرون والذي اوضح لهم بانه عليكم إنقاذ لبنان ملمحا الى ملفاتهم وارتكاباتهم وفسادهم ...

 

لبنان في عهدة الشياطين

فاروق يوسف/العرب/29 آب/2020

لا يحتاج الأمر إلى تحقيقات مطولة. ما حدث في ميناء بيروت كان جريمة ارتكبها حزب الله. كيف نطمئن إلى حال العدالة؟ لا يبدو القضاء اللبناني في وضع مريح. إن لم نتحدث عن الفساد سيطول حديثنا عن التسييس. كل شيء في لبنان مسيس. ولكن لمصلحة مَن؟

اخترق حزب الله كل مؤسسات الدولة اللبنانية حتى بدا الحديث عن دويلة الحزب مجازا غير واقعي. لحزب الله دولة داخل الدولة. الْتهَم الحزب الموالي لإيران مؤسسات الدولة اللبنانية. صار من الصعب أن يُشار إلى لبنان إلا باعتباره دولة حزب الله. ذلك ما صار متعارفا عليه في الأوساط السياسية العالمية.

حين فُرضت عقوبات على حزب الله فإن لبنان صار مشمولا بتلك العقوبات. لم تتمكن المؤسسات المالية الدولية من التعامل بوضوح مع لبنان لإنقاذه من أزمته المالية العصيبة لأن حزب الله لا يوافق على شرط الشفافية في عمل المصارف اللبنانية فانهارت المفاوضات.

دخلت التحقيقات في ما يتعلق بالانفجار العظيم الذي دمر نصف بيروت التاريخية في متاهة “كتابنا وكتابكم” لأنه لا أحد يجرؤ على الكشف عن المالك الحقيقي للمخزن رقم 12 الذي كان مخصصا لأطنان نترات الأمونيوم التي كانت سببا للانفجار. الكل خائفون من أن يلتفتوا إلى المالك الحقيقي أو يشيروا إليه وليست هناك جهة في لبنان تُخيف سوى حزب الله. وحين أسقط الانفجار حكومة حسان دياب التي كان يُشار إليها باعتبارها حكومة حزب الله رفض زعيم الحزب حسن نصرالله فكرة أن تحل محلها حكومة محايدة. فلبنان بلد تحكمه الأحزاب أي يحكمه حزب الله وملحقاته الطائفية.

ما قيل عن حياد لبنان اعتبر اعتداء على حزب الله. فلبنان كما قرر الحزب هو بلد غير محايد ولن يكون إلا كذلك. تلك هي إرادة الحزب ولن يتمكن أحد من ثنيها. حتى لو كان ذلك الأحد زعيما دينيا يجله مسيحيو لبنان ويحظى باحترام العالم وله كلمة في الفاتيكان.

اللبنانيون لا يحتاجون إلى أدلة يبرهنون من خلالها على أن حزب الله هو السبب في خراب بلدهم وانهيار دولتهم وتفكك مؤسساتهم الشرعية

كان واضحا منذ سنوات أن نصرالله زعيم الحزب يتعامل باستخفاف مع سائر الطوائف اللبنانية ولم يستثن من ذلك الاستخفاف زعماء تلك الطوائف الذين صار نصرالله ينظر إليهم بتعال وصار بعضهم جزءا من الجمهور الذي يلقي عليه خطاباته من خلال الشاشات.

ولقد وصلت الأمور إلى ذروة وضوحها حين فرض حزب الله الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية وصار عون مجرد مستخدم لدى حزب الله وكرت السبحة بعد ذلك، بحيث صار الحزب مسؤولا عن تعيين رئيس الحكومة واختيار وزرائه الذين لم يكن أحد منهم ليجرؤ على الخروج عن الخطاب الرسمي الذي هو خطاب حزب الله. وقع لبنان في مصيدة حزب الله بحيث صار البعض يردد حائرا “إما حزب الله وإما لبنان. لا يمكن أن يتعايش الاثنان” ولكن أين هو لبنان؟ لقد سحق حزب الله لبنان حين استعمله وسيلة للوصول لغاياته التي هي جزء من المشروع التوسعي الإيراني.

كانت عمليات الفساد وبالأخص على المستوى المالي والتي يمارسها الحزب تمر من خلال مؤسسات الدولة وهو ما أوقع المصارف اللبنانية في شبهة ممارسة عمليات غسيل الأموال. عن طريق النشاط غير الشرعي الذي كان الهدف منه تزويد إيران بالعملة الصعبة نجح الحزب في تدمير النظام المصرفي ومحو ثقة العالم بلبنان على المستوى المالي.

لا يحتاج اللبنانيون إلى أدلة يبرهنون من خلالها على أن حزب الله هو السبب في خراب بلدهم وانهيار دولتهم وتفكك مؤسساتهم الشرعية. كل شيء واضح للعيان. لقد تم استضعافهم عبر سنوات الخواء التي تلت الانسحاب السوري حيث عمل الحزب على أن يملأ الفراغ من خلال حرب 2006 مع إسرائيل التي هُزم فيها وتكبد لبنان بسببها خسائر مادية وبشرية هائلة. بعد تلك الحرب صارت المقاومة عبئا على لبنان واللبنانيين وهو ما دفع الحزب إلى تعبئة ترسانته بالأسلحة الإيرانية لا استعدادا لحرب جديدة مع إسرائيل بل استقواء على لبنان واللبنانيين. ولطالما نادى اللبنانيون بنزع سلاح “المقاومة” الذي صار يخيفهم ويهدد السلم الأهلي غير أن نداءاتهم كلها ذهبت هباء فضاع بلدهم الذي صار في عهدة الشياطين.

 

ملحم خلف لـ"المدن": تسريبات التحقيق بانفجار بيروت غير مطمئنة

جنى الدهيبي/المدن/30 آب/2020

في موقف جاء خارج سياق تسارع الأحداث التي تشغل لبنان، أعلن السبت 29 آب، عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت ابراهيم مسلم أنه أودع نقيب المحامين ملحم خلف استقالته من عضوية مجلس النقابة، بموجب كتاب سجله في ديوان النقابة تحت رقم 2516. إعلان الاستقالة، ربطه مسلّم بمنشور له على فايسبوك، بتاريخ 19 تموز، ثمّ أغلقت صفحته على إثره، ولاحقه كلّ من أمين السر السابق في النقابة توفيق نويري وأمين الصندوق السابق سميح بشراوي، بجرم القدح والذم، بعد أن روى "حلما" في منشوره أنهما مع آخرين أودعوا النقيب ملحم خلف كشوفات بممتلكاتهم، "انسجاماً مع بيان مجلس النقابة بالدعوة إلى إخضاع كافة الإدارات والوزارات والمجالس والمصالح إلى التدقيق المالي الجنائي"، وفق بيانه. اللافت في بيان مسلّم، كان بالإيحاء المقصود أنّ ثمة فسادًا و"اختلاسًا" يعمّ داخل نقابة محامي بيروت، وذلك بقوله: "تأتي استقالتي انسجاماً مع نفسي وتاريخي هادفة لعدم إحراج حضرة النقيب وسائر أعضاء المجلس وتخويلهم إعطاء الإذن بالجرائم التي ارتكبتها في محاولاتي المستمرة لإستعادة أكثر من 23 مليون دولار أميركي جرى استرداد أكثر من 15 مليون دولار بجهدي الشخصي إضافة لمبالغ اخرى سعيت مع حضرة النقيب لاستردادها منذ دخولي إلى المجلس بناء لمعطيات بالغة الدقة وضعتها بتصرفه". 

فما رأي النقيب ملحم خلف بإستقالة مسلم وما جاء في بيانه؟ 

في حديثٍ خاص مع "المدن"، يرفض خلف التعليق على استقالة مسلم، مؤكدًا أن ما جاء فيها من اتهامات مبطنة غير صحيح، وحسم بالقول: "لم أستلم بعد استقالة مسلم، ولا بد من التذكير أن النقابة تعمل بمناقبية مطلقة في العلن، وشفافة لأبعد الحدود، كما أن الوقت ليس للحديث عن الخلافات بينما دماء ضحايا انفجار بيروت لم تجفّ بعد، والنقابة منكبّة على العمل على مدار الساعة بناءً على لائحة أولوياتها الطارئة". 

النقابة في الميدان 

يعرّج ملحم عن استقالة مسلّم باعتبار أن الأولويات في مكان آخر، ويأسف للفاتورة الباهظة التي دفعتها نقابة المحامين في انفجار 4 آب. فـ"نحن مفجوعون في الصميم، بعد أن سقط لنا ضحيتان هما كل من المحامي خليل مجاعط والمحامي المتقاعد هاني سكر، إلى جانب 37 جريحًا، وهناك محام بالكوما في العناية الفائقة، وآخرون إما تعرضوا لبتر أعضائهم أو يحتاجون لعمليات إضافية، إلى جانب مئات مكاتب المحاماة التي دمرت في بيروت".  ماذا تفعل النقابة بعد انفجار المرفأ؟ أجاب خلف: "سارعت النقابة بعد الانفجار لنشر 7 مراكز ميدانية في شوارع بيروت المدمرة، يعمل فيها يوميًا نحو 150 محامياً تطوعوا لتوثيق ملفات كل من أصيب بجسده أو رزقه أو ممتلكاته، وشهادات ذوي الضحايا، سواء كانوا من المتوفين أو الجرحى".  حاليًا، صار في حوزة النقابة أكثر من 610 ملفات موثقة، وفق خلف، ستقدمها أمام القضاء المختص. وقد جرى التعاون مع نحو 462 خبيرًا متطوعًا لإصدار التقارير التوثيقية، كما أنشأت النقابة تطبيقًا إلكترونيًا يتيح للمتضررين أن يوثقوا أضرارهم للنقابة عبر الهاتف، إلى جانب توفير خدمة توكيل محامٍ متطوع لكل متضرر يطلب ذلك. قال خلف: "في ثاني يوم من انفجار المرفأ، تقدمت نقابة المحامين بشكوى قضائية، وقد سمح لنا بناء على ذلك حضور جلسات المحقق العدلي. وبموازة ذلك، تستمر النقابة بإصدار طلبات إخلاء السبيل، وقد بلغ عددها 3600 طلب إخلاء لتسريع المحاكمات وتخفيف الضغط على السجون في زمن كورونا".   وتتحضر النقابة قريبًا لتحويل مراكزها الميدانية إلى مراكز مساعدة على هيئة "مستوصف قانوني" وفق تعبير خلف، لـ"تواكب الناس في قلقها وخاصة بعد الخلافات الناشئة بين المستأجرين والمالكين إثر الانفجار منعًا لتشريد أي عائلة، وتقديم الاستشارة القانونية اللازمة". ويشير خلف أن النقابة تسعى لتكون جسر وصل قانوني وتوجيهي بين المهندسين والمقاولين وخبراء المحاسبة وجمعية الصناعيين، التي شكلت قوى مجتمعية لتوجيه الطاقات على الأرض في إغاثة بيروت، و"حتى لا تُبعثر الطاقات سدى إلى حين الانتقال لمرحلة الإعمار". أمّا على مستوى المصارف، فـ"تسعى النقابة للضغط قانونيًا من أجل تحصيل المتضررين لودائعهم المحتجزة، ثم المباشرة بالتصليحات، بدل الدخول في متاهة القروض بلا فائدة، لأن هذا التضارب في القرارات المصرفية لا يمكن قبوله قانونيًا".

"قلق" التحقيقات 

في المقابل، سألت "المدن" خلف عن رأيه بتسريب معلومات من محاضر التحقيقات، لا سيما بعد إقحام "السيناريو الداعشي" في قضية انفجار المرفأ. ردّ خلف: "هذه التسريبات مرفوضة وغير مقبولة، وتحديداً في جريمة ضخمة من هذا النوع. ونحن لا نستبق التحقيقات، وإنما نعمل على مواكبتها وتصويبها". 

وأكد خلف أنه ضمن إطار أصول المناقبية للمحامين، "نحضر جلسات التحقيق، وهو في المبدأ سري، وعامل أساسي لعمل قاضي التحقيق باطمئنان". أمّا "إن جرت هذه التسريبات من قبل جهات مؤتمنة على سريات التحقيق، فهذا يشكل نوع من القلق الكبير".

وللابتعاد عن إطار التسريبات، لا بدّ وفق خلف أن يجري تعيين "ناطق رسمي باسم المحقق العدلي"، لوضع الناس على تماس مع مجريات التحقيقات". ليأتي دور الناطق بحسب خلف، "خارج إطار التسريبات المضللة والمتضاربة، التي تضع قاضي التحقيق في مكانٍ غير مطمئن، ولتكون الشفافية هي الرابط الأساسي بين جميع الأطراف المعنية بهذه القضية الوطنية".  وختم خلف: "سيكون لنا كنقابة موقف الاسبوع المقبل من هذه التسريبات القضائية".

 

أميركا تمهل فرنسا ولا تهمل حزب الله و"شركاءه

منير الربيع/المدن/30 آب/2020

مرّرت الولايات المتحدة الأميركية مشروع القرار الفرنسي للتمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان لمدة سنّة. لكن القرار ألزم الأمين العام للأمم المتحدة بإعداد خطّة خلال 60 يوماً، لتعزيز نطاق عمل القوات الدولية وتسهيل مهامها وتزويدها تقنيات متطورة لكشف حركة الأسلحة والدخول إلى مواقع كان ممنوعاً عليها دخولها. وستعمل الولايات المتحدة على أكثر من خطّ في لبنان: تنتظر المبادرة الفرنسية وما يمكن أن تحققه من تنازلات، على الرغم من خلافها مع الرؤية الفرنسية على الموقف من حزب الله وعلاقة باريس به. وفي المقابل تطيل أميركا أمد الأزمة والشروط التي ستبقى مطروحة وتتبلور تباعاً في المرحلة المقبلة.

أميركا تعوّل على الشارع

والمسار الأميركي هذا منفصل عن مسار ومساعي تشكيل الحكومة، أو تكليف رئيس لها بعد ضغوط فرنسية كثيرة. وإذا كانت باريس تراهن على تشكيل الحكومة ودورها لبدء الخروج من الأزمة وتلبية تطلعات اللبنانيين، فإن الولايات المتحدة تعتبر أن عمل الحكومة منفصل عن عمل الشارع ومطالب اللبنانيين. بمعنى أن الضغوط السياسية الأميركية، ستكون متماهية مع ضغوط شعبية، حتى وإن كانت هناك حكومة جديدة قيد التشكيل أو مشكّلة. وفي هذا الإطار يمكن فهم زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر إلى لبنان يوم الأربعاء المقبل، بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الفرنسي. وهناك إصرار أميركي على عقد لقاء بين شينكر وممثلين عن المجتمع المدني، في مقابل عدم لقائه القوى السياسية اللبنانية أو المسؤولين في الدولة.

مناهضة حزب الله والفساد

وفي هذا إشارة إلى استمرار التصعيد الأميركي، ليس ضد حزب الله فحسب، بل ضد من لا يواجهه أو يصرّ على الشراكة معه. وهذا سيؤسس إلى تعميم مناخ شعبي لبناني مناهض لحزب الله وللقوى السياسية، ولمنطق الفساد والمحاصصة. وبهذا لا تدفع واشنطن إلى تحميل مسؤولية الوضع اللبناني إلى حزب الله وحده، بل إلى كل القوى السياسية التي لم تبد استعداداً للوقوف بوجهه. وفي هذا يتجسد معنى تلويحها بعقوبات وفق قانون ماغنيتسكي. وعلى الرغم من الحماسة الفرنسية للتهدئة والبحث عن مخارج، لا يبدو أن الأميركيين في وارد التراجع عن مواقفهم هذه. لكن واشنطن تترك باريس تحاول، تاركة لنفسها الكلمة الفصل إلى النهاية، بعد احتساب ما يمكن تقديمه من تنازلات، وكيف يمكن تصريف هذه التنازلات.

استعمال الأمن سلاحاً سياسياً

من الواضح أن الضغوط في الشارع اللبناني ستزداد. وأي حكومة ستتشكل ستكون في مواجهة ضغط الشارع، وضغط الشروط الأميركية التي ستظهر مجدداً حول مسائل سياسية وحدودية. هذا فيما يستمر واقع الحال على الأرض بالترهل، وقد يؤدي إلى مشكلات أمنية على غرار ما جرى في خلدة أمس الأول، وإلى توترات وصراعات وصدامات، على غرار ما حدث بعد العام 2005. وقد يكون هذا ما دفع الرئيس الفرنسي إلى الحديث عن مخاطر الحرب الأهلية، في حال التخلي عن لبنان. والمعروف منذ الوصاية السورية على لبنان، أن استحضار التخويف الأمني، هدفه تسجيل اختراقات سياسية، للعودة إلى ضبط الأوضاع بالتفاهم بين القوى المتعارضة لبنانياً وإقليمياً.

توريط الحريري؟

حكومياً لا تزال الشروط الأميركية على حالها، وفي تقاطعها مع الشروط السعودية: رفض وجود أو مشاركة حزب الله في أي حكومة. ولم يبد الحزب حتى الآن أي استعداد للتنازل في هذه المسألة. وكل حكومة تتشكل ويتمثل فيها حزب الله، ستكون معرّضة للمزيد من الضغوط. وفي حد أدنى لن تحصل على مساعدات، قبل مفاوضات جدية حول التنازلات التي يفترض بحزب الله أن يقدّمها. الأزمة طويلة وتصاعدية – إذاً - بمعزل عن تشكيل الحكومة. إلا إذا قدّم الحزب عرضاً لمشاركته في الحكومة مقابل تفاوضه وتنازله عن أمور خلافية استراتيجية. لذا، سيستمر الضياع في لبنان حول هوية رئيس الحكومة المكلف، والذي يفترض التوافق عليه قبل الاستشارات النيابية يوم الإثنين. الثنائي الشيعي لا يزال ينتظر اسماً من الرئيس سعد الحريري للسير به. وهذا مبدأ يراد منه توريط الحريري أكثر في هذه المرحلة. فبحال لم يكن هو رئيس الحكومة، يكلف من ينوب عنه. وهكذا يكون متمثلاً في الحكومة وراعياً لها، وليس ببعيد من مسؤولية استمرار الانهيار. وحتى في حكومة حسان دياب استمر العهد العوني والحكومة باتهام الحريري بمسوؤليته عن تدهور الأوضاع. وحزب الله بدوره يسعى خلف الحريري، بهدف جعله مخرجاً لمأزقه مع العهد. لذلك، يستمرّ التضارب في رؤية رؤساء الحكومة السابقين حول ما يجب فعله. وهناك محاولات لإقناع الحريري بعدم تقديم هذه الورقة كحبل خلاص لحزب الله للعهد. لكن هناك أسماء كثيرة تُتَداول في الكواليس. وحتى الآن لا اتفاق على واحد منها. والمعطيات قابلة للتغيّر والانقلاب الجذري كل ست ساعات. الضياع مستمر، وكل شيء وارد حتى موعد الاستشارات النيابية.

 

الآلية الجديدة لسداد القروض: ظلم للمغترب وهلاك للتجار والصناعيين

عزة الحاج حسن/المدن/30 آب/2020

تشكل عملية سداد القروض المصرفية الهاجس الأكبر أمام المقترضين، لاسيما بعد تزايد الحديث عن تراجع تدريجي لاعتماد سعر الصرف الرسمي 1507 ليرة للدولار في استيفاء القروض والعقود والتعاملات الرسمية. وعلى الرغم من إصدار مصرف لبنان قراراً منذ أيام تناول فيه سداد القروض مع التمييز بين المقترضين الأفراد والتجار والمؤسسات والمغتربين، غير أن هاجس السداد لا يزال يسيطر كلياً على المواطنين، وتحديداً أصحاب الأعمال والمؤسسات، بسبب تراجع القدرات الإنتاجية وصعوبة استمرار القطاعات الاقتصادية في ظل شح الدولار وانهيار العملة الوطنية وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين بشكل حاد.

آلية السداد

ميّز مصرف لبنان في قراره منذ يومين (الرقم 13260) المقترضين بين اصحاب القروض الشخصية والمقترضين من التجار والمؤسسات التجارية والمغتربين. ولتوضيح آلية سداد القروض بشكل مبسّط بالنسبة إلى المقترضين فيُمكن لأصحاب القروض الشخصية وقروض التجزئة (القروض الإستهلاكية وخطوط الائتمان الإستهلاكية والشخصية والقروض السكنية) سداد أقساطهم الدولارية بالليرة وفق سعر الصرف الرسمي 1507 ليرات للدولار، شرط أن لا يكون المقترض من غير المقيمين، وأن لا يكون لديه حساب بالعملة الأجنبية لدى المصرف المعني يمكن استعماله لتسديد هذه الأقساط أو الدفعات، وأن لا يتعدى مجموع القروض السكنية الممنوحة للمقترض 800 ألف دولار ومجموع قروض التجزئة الأخرى 100 ألف دولار. بالنسبة إلى الأفراد المغتربين، أي غير المقيمين، فلم يعد بإمكانهم سداد أقساطهم المصرفية إلا من أموالهم الجديدة المحوّلة من الخارج، وهنا يسأل أحد المقترضن "لماذا يجب علينا سداد قروضنا الدولارية من أموالنا محوّلة حديثاً وبالدولار في حين أن المصارف حرمتنا من أموالنا المحولة على مدى سنوات ومن جنى أعمارنا المدّخر في صنادقيها؟"

التجار وأصحاب المؤسسات

أما بالنسبة إلى المؤسسات التجارية فإن سدادها للقروض سيخضع إلى شروط عقد القرض أو عقد التسهيلات المبرم بين المصرف أو المؤسسة المالية والعميل، لاسيما لجهة الإلتزام بالسداد بعملة القرض، ما يعني أن المقترضين من التجار وأصحاب المؤسسات التجارية والصناعية بات عليهم سداد قروضهم بعملة القرض، وغالبيتها بالدولار الأميركي. ووفق ما يؤكد مصدر تجاري لـ"المدن"، فإن القطاع لن يرضخ لقرار مصرف لبنان. إذ لا يمكن التمييز بين تاجر وفرد وصناعي وبين قرض بالتجزئة والقروض الفردية والقروض للمؤسسات وبين لبناني مقيم وآخر غير مقيم وبين قرض كبير أو صغير وغير ذلك... "فالقروض التي اقترضناها من المصارف تم تسعيرها على سعر صرف يقارب 1500 ليرة للدولار. كيف يفرض علينا مصرف لبنان السداد وفق سعر السوق أو بالدولار الأميركي؟" يسأل المصدر التجاري. الصناعيون حسموا موقفهم الرافض أيضاً لقرار مصرف لبنان، معتبرين أن إلزامهم على سداد القروض المصرفية بالدولار سيشكل الضربة القاضية على البقية الباقية من القدرات الإنتاجية. إذ يكفيهم، وفق ما جاء في بيان لجمعية الصناعيين، ما لحق بهم من معوقات في ظل الأزمات المتلاحقة من تعليق القروض ووقف التسهيلات الممنوحة، وتجميد الإيداعات واستحالة إجراء تحاويل أو فتح اعتمادات، للتزود بالمواد الأولية لتشغيل المصانع، ليضاف إليها تعديل في سعر الصرف الرسمي للدولار المعتمد من مصرف لبنان.

مساواة بين المقترضين!

وقد علمت "المدن" أن لقاء ستعقده الهيئات الإقتصادية الأسبوع المقبل يضم التجار والصناعيين ورجال الأعمال والمطورين العقاريين، وسيستثني المصارف، مخصّص للبحث في تعاميم مصرف لبنان وقراراته الأخيرة لاسيما القرار الذي يفرض سداد القروض بعملة العقد، ومن المتوقع أن يتم الإتفاق على آلية تحركات ولقاءات تعكس رفض الهيئات الإقتصادية لعملية سداد القروض بالدولار أو حتى بسعر المنصة الإلكترونية التابعة لمصرف لبنان، والمحدّد فيها سعر الصرف عند 3900 ليرة للدولار. قرار مصرف لبنان بشأن سداد القروض وإن كان سيلقى اعتراضات شرسة من التجار والصناعيين غير أنه من المستبعد، وفق مصدر مصرفي، أن يتم توحيد آلية سداد القروض الدولارية بين الأفراد وقروض التجزئة وبين التجار والمؤسسات وغيرهم من المقترضن، "إذ أن صاحب قرض السيارة على سبيل المثال من المرجّح ان راتبه بالليرة اللبنانية في حين أن الشركات والمؤسسات التي تبيع منتجاتها بالدولار أو وفق سعد السوق السوداء كشركات السيارات مثلاً لا يمكن مساواتها مع صاحب قرض السيارة أو القرض الشخصي"، يقول المصدر في حديثه إلى "المدن"، إنما يرى أن على مصرف لبنان التمييز بين المؤسسات التي تبيع منتجاً بالليرة اللبنانية وفق سعر صرف المنصة الإلكترونية أي 3900 ليرة للدولار، وبين مؤسسة أخرى تبيع منتجها بالدولار حصراً أو وفق سعر صرف السوق السوداء.

 

استشارات الاثنين لـ«بلف» ماكرون أم لتأليف حكومة؟

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 29 آب 2020

للمرة الأولى منذ اتّفاق الطائف، يُدعى النواب إلى استشارات مُلزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة ليس فيها مرشح. غالباً ما كان ثمة مرشّح واحد متّفق عليه، أو اثنان يتنافسان. الآن يأتي موعدها، وأمامها مَن يقول إنه غير مرشح، ومَن يقول إن ذاك ممنوع

انتظرت أولى حكومات العهد عام 2016 يومين كي تبدأ الاستشارات النيابية الملزمة، بعد استقالة الحكومة السابقة. كذلك ثانية حكوماته عام 2019 يومين. أما ثالثتها عام 2020 فانتظرت 50 يوماً. في الحكومتين الأوليين، مرشّح وحيد هو الرئيس سعد الحريري في عزّ التسوية مع الرئيس ميشال عون. في الحكومة الثالثة كرّت سبحة المرشحين المحتملين للتكليف، من الحريري إلى محمد الصفدي إلى سمير الخطيب إلى بهيج طبارة إلى نواف سلام، قبل أن تستقر على آخرهم الرئيس حسان دياب. أما الاستشارات النيابية المُلزمة المقرّرة الاثنين، فأطرف ما فيها أن لا مرشح للتكليف. بل مَن يقول إنه غير مرشح، ومَن يقول إنه لا يريد أن يكون رغماً عنه، ومَن يُحظَر سلفاً عليهم أن يكونوا مرشحين.

ما لم يتمكّن المعنيون بالتأليف، من اليوم إلى الاثنين، من تبديد الغموض من حول استشارات الاثنين ومرشحها، وتالياً الاتفاق إما على مرشح واحد أو طرح أكثر من اسم برسم التنافس، سيكون النواب أمام لغط صعب، لأسباب شتى منها:

1 - ينتظر لبنان مساء الاثنين وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كي يواصل وساطته لإيجاد حلّ للمشكلة اللبنانية وحمل الأفرقاء على القبول بورقته للتسوية. يتزامن وصوله، المخصص في الأصل للمشاركة في مئوية لبنان الكبير، مع تسمية رئيس مكلف تأليف الحكومة، من غير الواضح مَن سيكون، وبأيّ نصاب من الأصوات سيحوز في ظل انقسام الكتل النيابية على الاسم الأكثر احتمالاً وهو الحريري الذي يقول إنه لا يريد ولا يسمّي أحداً ولا أحد سواه يتجرأ على ترشيح نفسه؟

مجرّد وجود هذا المأزق، يُفصِح عن أن الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، في غموض كهذا، لا أدلّ عليه سوى أنه «بلف» للرئيس الفرنسي، كي يُقال له أن ثمة رئيساً مكلفاً ليس إلا، وعلى الإصلاحات البنيوية التي لا يريدها أحد انتظار تأليف الحكومة الجديدة.

2 - أكثر من أي وقت مضى، يتطلّب التكليف أوسع نصاب نيابي في اختيار الشخصية المحتملة، نظراً إلى وطأة شبكة الأزمات المتشابكة المعقدة، سياسية واقتصادية ونقدية واجتماعية وأخيراً أمنية بعد أحداث الأيام المنصرمة وتحديداً في خلدة. أضف حجم الاهتمام الدولي المربوط بدوره بشبكة مصالح متناقضة ومتنافرة للدول الأكثر تأثيراً في لبنان، التي لا تكتفي بأن يكون لها مرشحون لرئاسة الحكومة، بل تجهر بوضع فيتوات وشروط على الرئيس المكلف، كما على تأليف الحكومة، مَن تضم ومَن تستبعد. ذلك ما يصحّ على الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وإيران.

3 - لا ريب في أن عودة الحريري إلى السرايا أفضل الحلول السيئة. فالرجل لا يختلف عن الطبقة الحاكمة المتّهمة برمتها بتدمير الاقتصاد والدولة، وتفشّي الفساد والمحسوبية والاهتراء والنهب وإهدار المال العام وسرقته. وهو جزء لا يتجزأ من مسؤولية الانهيار الواقع، من غير أن يتحمّله بمفرده، شأن والده الرئيس رفيق الحريري من قبل. ليس أقل المشتبه فيهم بالتسبب به، وهو في صلب المشكلة لا وجهاً محتملاً للحلّ ما دام وراء تقويض اقتصاده الشخصي وتدميره. بيد أن عودته تظل واجبة لدوافع:

أولها، أنه لا يزال السنّي الأكثر تمثيلاً في طائفته، ما دامت البلاد لما تزل واقعة تحت الفضيحة العظمى التي أرستها معادلة أن يكون في رأس السلطة الأكثر تمثيلاً في طائفته، فقادت الدولة إلى التلاشي.

ثانيها، إن ما حدث في خلدة ليل الخميس من اشتباك سنّي - شيعي بسبب لافتة دينية، أظهر أن الشارع لا يزال متفلّتاً من السيطرة، ولا يسع ضبطه إلا عبر محرّضيه على التفلّت. على وفرة ما قيل أمس في تبرير ما حصل أو التبرؤ منه، فإنّ الجهود التي بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين قيادتي حزب الله وتيار المستقبل لوقف النار وسحب المسلحين ونشر الجيش، خير معبّر عن أن ما حصل اشتباك مذهبي، مرشح للتفاعل من وطأة التحريض المذهبي بين الطائفة الفائضة القوة وتلك الفائقة الضعف كما تريد أن تصوِّر نفسها. لم يقُل حزب الله منذ استقالة دياب أنه يؤيد عودة الحريري إلى السراي. إلا أنه أفرط في القول إنه يريد تفادي فتنة سنّية - شيعية، تشبه ما حدث في خلدة مع إدخال «عشائر العرب»، للمرة الأولى، في معادلة الصراع المذهبي من جهة، وتلويح هؤلاء باحتمال قطع طريق بيروت - الجنوب من جهة أخرى. وهم بذلك يُصوّبون على مقتل حزب الله.

عودة الحريري الى السرايا أفضل الحلول السيئة

ثالثها، أن تكليف الحريري لا يفضي بالضرورة إلى تأليف الحكومة بالسهولة المتوقعة. رئيس الجمهورية وكتلته النيابية الأكبر في المجلس لا تريده، ما يجعل تعاونهما في مرحلة التأليف أكثر من معقد، في ظل إصرار الرئيس المكلف - إذا كُلّف - على أنه لن يؤلف إلا الحكومة التي يريدها هو. ما يعني أنه سيفرضها على رئيس الجمهورية. الأمر الذي لم يُعطِه السوريون لوالده الراحل إبان حقبتهم، ولم يعطِه الثنائي الشيعي لحكومات قوى 14 آذار بعد انتخابات 2005 و2009. يعني ذلك أن إبصار الحكومة النور سيغدو مستحيلاً، ما دام سيقترن بتوقيع رئيس الجمهورية صاحب الكلمة الفصل. ما قد يطيل في عمر تصريف الأعمال إلى ما شاء الله. رابعها، لأنه الأكثر تمثيلاً في طائفته، وفي ظل عراضة الغضب السنّي بالإصرار عليه، من شأن تكليف الحريري هذه المرة تكرار سابقة تفاداها والده على مرّ الحكومات التي ترأسها، وهي أن طائفته هي التي فرضته في السراي. حدث ذلك مراراً في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، مقدار ما حدث نقيضه تماماً في الستينات ومنتصف السبعينات وتسبّب في أزمات دستورية. أقرب السوابق، يوم قرّرت «قمة عرمون» فرض الرئيس رشيد كرامي على الرئيس سليمان فرنجية - وكانا يتبادلان العداء مقدار ما كان بين طرابلس وزغرتا في «حرب السنتين» - فأضحى في الأول من تموز 1975 رئيساً للحكومة. يحاول نادي الرؤساء السابقين للحكومة، الموصد الأبواب على أعضائه الأربعة، استعادة دور «قمة عرمون» - وكانت حينذاك سنّية شيعية درزية رابع أقطابها وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام - بأن يكون لطائفة رئيس الحكومة أن تختاره.

 

ماكرون وفيروز… والرهان على لبنان آخر

خيرالله خيرالله/العرب/2020

من يتمعّن بكل ما تمثله امرأة ثمانينية مثل فيروز، وفي معنى ذهاب الرئيس الفرنسي إلى بيتها، يكتشف أن لبنان ما زال لديه ما يقدمه للعالم وللمنطقة وأن رهان فرنسا على انتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت لا يزال قائما.

لبنان الذي أنجب فيروز لا يستأهل الموت و"الزوال"

لدى عودته مرّة ثانية إلى بيروت، في غضون ثلاثة أسابيع، شاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون، هذه المرّة، بيت السيدة فيروز محطته اللبنانية الأولى. أراد بذلك أن يقول إن هناك لبنان آخر لا يزال في الإمكان الرهان عليه في حال كان مطلوبا “إعادة تأسيس” البلد.

ترمز فيروز، المطربة التي تجاوز عمرها الثمانين، إلى كل ما كان جميلا في لبنان. ترمز قبل كلّ شيء إلى ثقافة الحياة وإلى تراث غنيّ ضاع بعضه بعد تفجير ميناء بيروت قبل ثلاثة أسابيع مع ما أدّى إليه ذلك من تدمير لقسم من المدينة ومن مبانيها الأثرية وبيوتها العريقة ومعالمها وأحيائها القديمة ومتاحفها، ومن أبرزها متحف سرسق. من خلال تقديمه فيروز على كلّ كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين، يبدو واضحا أن الرئيس الفرنسي يريد توجيه رسالة ما. فحوى هذه الرسالة أنّه لا يزال في لبنان ما يمكن البناء عليه. ما يمكن البناء عليه هو تراث حضاري قائم على ثقافة الحياة التي تعتبر فيروز من بين أبرز وجوهها. لم تقتصر ثقافة الحياة على إشعاع لبناني لفيروز. غنت المطربة اللبنانية الأكثر شهرة في السنوات الستين الأخيرة في كلّ أنحاء العالم، بما في ذلك باريس ولندن ونيويورك، فضلا عن معظم العواصم العربية، خصوصا دمشق. لم يوجد في العالم العربي من يضاهي فيروز شهرة سوى “كوكب الشرق” أمّ كلثوم التي ما زالت ترمز إلى ما كانت عليه الحياة الفنّية والثقافية في مصر… والدور الريادي الذي لعبته مصر، في مرحلة معيّنة، خصوصا في العهد الملكي، في نشر ثقافة الفرح المرتبطة بكل ما هو حضاري في المنطقة.

رفضت فيروز الاستسلام، على الرغم من كلّ الحروب اللبنانية التي مرّت على لبنان. ما زالت فيروز ترمز إلى عظمة مهرجانات بعلبك والى عظمة مدينة كان يمكن أن تكون قبلة مشاهير العالم لولا ثقافة الموت التي معروف من ينشرها في لبنان وفي المنطقة. من مهرجانات بعلبك، التي كان يحضرها مشاهير من مختلف أنحاء العالم، بقيت فيروز. بقيت فيروز بعد غياب الكبار الكبار، من الأخوين رحباني، إلى وديع الصافي ونصري شمس الدين، إلى صباح التي نافس صوتها صوت فيروز... إلى آخرين كثيرين يصعب تعداد كلّ أسمائهم في مقال واحد. قليلون بقوا حياء من الكبار من أمثال عبد الحليم كركلّا وفرقته...

هل جاء إيمانويل ماكرون ذو الحسّ المرهف يودّع لبنان ويعلن أن لا أمل في قيامته… أم جاء ليقول للبنانيين إن هناك أملا وإن في الإمكان سدّ الفراغ السياسي القائم، وهو فراغ أفضل من يعبر عنه وجود رئيس للجمهورية اسمه ميشال عون يرفض تحمّل مسؤولياته على أي صعيد كان، بما في ذلك الاستقالة. هذا ما ظهر بوضوح من خلال تبريره لعدم الإقدام على أي خطوة، في أيّ اتجاه كان، بعدما أبلغه المعنيون قبل ما يزيد على أسبوعين من تفجير ميناء بيروت عن وجود مواد خطيرة في أحد عنابر الميناء.

لا حاجة، بالطبع، إلى فتح ملفّ الكهرباء ودور “التيّار الوطني الحر” في منع إعادتها إلى لبنان، فضلا عن العجز الذي سبّبه “التيار” في مجال زيادة الدين الخارجي. الأكيد أن الرئيس الفرنسي يعرف أدقّ التفاصيل عن لبنان. يعرف خصوصا أن لا خلاص للبلد من دون التخلّص من الطبقة السياسية الحالية ومن الأحزاب التي تعتمد المحاصصة.

يعود ماكرون إلى بيروت في مناسبة الذكرى المئوية لإعلان “لبنان الكبير” في الأول من أيلول – سبتمبر 1920 من قصر الصنوبر في بيروت. سيمكث في قصر الصنوبر الذي هو مقر السفير الفرنسي في لبنان. سيأتي ليقول إن بلدا مثل لبنان، أنجب فيروز، لا يستأهل الموت و”الزوال” عن خارطة المنطقة والعالم. هذا ما حذّر منه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيّام.

يعرف ماكرون لبنان الآخر، لبنان فيروز، لبنان أمين معلوف أيضا، المقيم في باريس، عضو الأكاديمية الفرنسية. حرص ماكرون، قبل فترة قصيرة، على تكريم أمين معلوف في قصر الإليزيه.

من خلال قراءة النقاط التي ضمنها كبار المسؤولين الفرنسيين المهتمين بلبنان “ورقة مفاهيم” من أجل تشكيل حكومة لبنانية، يتبيّن غياب أي ثقة بالحكم القائم. تدعو “ورقة المفاهيم” إلى “التشكيل السريع لحكومة من أجل تفادي فراغ في السلطة تجعل لبنان يغرق أكثر في الأزمة” التي يعاني منها. تدعو أيضا إلى “تشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية التي يمر فيها لبنان”.

هناك نقاط عدّة وردت في “ورقة المفاهيم” الفرنسية التي تخلص إلى القول إن فرنسا “ستنظم في أقرب وقت ممكن مؤتمرا دوليا لإعادة التأسيس يسمح بإعادة تمويل البلد وتحقيق سيادته الكاملة”.

من يتمعّن بكل ما تمثله امرأة ثمانينية مثل فيروز، وفي معنى ذهاب الرئيس الفرنسي إلى بيتها، يكتشف أن لبنان ما زال لديه ما يقدمه للعالم وللمنطقة وأن رهان فرنسا على انتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت لا يزال قائما. صحيح أن تفجير ميناء بيروت كشف الفراغ السياسي الكبير في لبنان، لكنّ الصحيح أيضا أن ثمّة حاجة إلى ملء هذا الفراغ بطريقة أو بأخرى.

من سيملأ الفراغ؟ الخيار الفرنسي واضح كلّ الوضوح. إنّه يقوم على فكرة تشكيل حكومة جديدة قادرة على منع سقوط البلد، حكومة من نوع مختلف تضمّ شخصيات تتمتع بكل الصفات التي تؤهلها للعب دور ذي طابع إنقاذي.

معنى ذلك حكومة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بنوع الوزراء الذين جاء بهم “التيّار الوطني الحر” وغيره إلى الحكومة، أي وزراء يتمتعون قبل كلّ شيء بصفة الشفافية بدل الفساد والتزلّف والانتهازية والسطحية والتعصّب الطائفي التي تميّز أنصاف المتعلّمين والمثقفين. الأهمّ من ذلك كلّه، أن تكون هناك حكومة تطالب بلجنة تحقيق دولية في تفجير ميناء بيروت.

يحتاج لبنان إلى وزراء صادقين أوّلا يفهمون معنى الشفافية ومعنى أن تعود الكهرباء إلى البلد في أسرع وقت بدل أن تكون مصدر صفقات تخدم الأغراض السياسية لهذا الفريق أو ذاك.

في ظلّ الفراغ السياسي القائم، يبحث الرئيس إمانويل ماكرون في تاريخ لبنان، لعلّه يخرج منه من هو قادر على إعادة الحياة إلى بلد ليس مضمونا أنّه سيخرج بسلام من تجربة مئويته الأولى…

 

فيروز وماكرون... وأجمل ما حصل

داني حداد/ام تي في/29 آب/2020

فعل ايمانويل ماكرون، في زيارته الأخيرة الى لبنان، ما كان يجب أن يفعله رئيس لبنان. زار المنطقة المنكوبة وصافح الناس وعزّاهم. سيفعل ماكرون، في زيارته الثانية التي ستبدأ مساء الإثنين، ما كان يجب أن يقوم به رئيس لبنان، منذ سنوات، وهو زيارة السيّدة فيروز.

قد يكون في زيارة ماكرون الى منزل السيّدة فيروز بعضٌ من الدعاية التي يبدو أنّ فريق ماكرون يجيدها. وقد يغار كثيرون من الرئيس الشاب الذي سيحظى بلقاءٍ مع السيّدة الوطن. هل يعلم "مسيو ماكرون" أنّ بعضنا لم يكن هنا ليستقبله، في بيروت المدمّرة والمنهكة، لولا فيروز وصوتها؟ هي ألصقتنا بهذه الأرض الدائمة الاهتزاز. وهي أبقت ذلك الحنين الى هذه الأرض في نفوس اللبنانيّين المنتشرين. "خدني زرعني بأرض لبنان". غنّتها في نيويورك، وكنّا مزروعين في الملجأ، نسمعها ونبكي. ماذا فعلت بنا فيروز؟ أبقتنا في مدينةٍ حيث "كلّ فكرة تقطن منزلاً"، كما كتبت يوماً ناديا تويني، وبالفرنسيّة التي كانت تجيدها أفضل من فرنسيّين كثيرين. السلاح هو الذي بات يقطن في منازل كثيرين. في الأمس استخدُم في التشييع وقبله في إشكالٍ على لافتة، وقتل طفلاً. كنّا نجمع الكتب، وبتنا نجمع السلاح، "زينة الرجال". لا بل هو زينة الحمقى حين يستخدم في الشوارع وفي صدور أبناء الوطن، تحت أعين الطائرات الإسرائيليّة المسيّرة.

وسيلتقي رئيس فرنسا ممثّلين عن تسعة أحزاب لبنانيّة. ينقصهم واحد ليصبحوا "عشرة عبيد زغار". ولكن، لن يموت واحدٌ منهم في كلّ ليلة، كما في رواية أغاتا كريستي، بل نحن من نموت يوميّاً، في انفجار الأمونيوم وفي الإشكالات المتنقلة في المناطق، ونموت خوفاً على أموالنا وقلقاً على مستقبلنا...

هل سيخرجنا ماكرون ممّا نحن فيه؟ نشكّ، ولا نفقد الأمل. يا لغبائنا. غنّي له، يا سيّدتي: "لبيروت، من قلبي سلامٌ لبيروت"، علّه يدمع كما نفعل عند سماعها في هذه الأيّام. ولا بيروت من دون صوت فيروز، يخرج من دكانٍ صغير يعيل عجوزاً، ومن عربة بائعٍ على رصيف، ومن شرفةٍ تجمع عشيقين تجاورهما زهرة "غاردينيا". هي، مع الرحبانيّين الشقيقين، أجمل ما حصل في هذه المئة من عمر لبنان الكبير. "بيقولو صغيّر بلدي" ما أروعها بصوتها. "والغضب الأحلى بلدي"...

 

وقفة من باريس...واحات وسراب

عيسى مخلوف/نداء الوطن/29 آب/2020

مونتاج من لوحة "غيرنيكا" لبابلو بيكاسو

ثمّة سؤال يتردّد كلّما حدثت كارثة أو مصيبة، وكلّما انتشر وباء أو اندلعت حرب: ماذا بإمكان المثقّفين أن يفعلوا؟ وإذا كان هذا السؤال مطروحاً في كلّ مكان، فإنّ طرحه في العالم العربي الآن يكتسب معنى خاصّاً. المثقّف، بالنسبة إلى المفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد، كما ورد في كتابه "المثقّفون والسلطة"، ليس صانع سلام ولا باني إجماع، بل شخص يخاطر بنفسه على أساس حسّ نقدي دائم. شخص يرفض، مهما كان الثمن، الصيغ السهلة، والأفكار الجاهزة، ومسايرة أقوال وأفعال من هم في السلطة، ومجاملة أصحاب النفوس التقليديّة. المثقّف ليس ذاك الذي يرفض بشكل مراوغ، بل من يجهر بموقفه. أما الخيار الأساسي الذي يواجه المثقف فهو الآتي: "إمّا التحالف مع استقرار المنتصرين والمسيطرين، وإمّا – وهذا هو الطريق الأصعب – اعتبار هذا الاستقرار مثيراً للمخاوف وحالة تهدّد الضعفاء والخاسرين بالانقراض التامّ". الجهر بموقف مناهض للسلطة، في الأنظمة الشموليّة، قد يكون ثمنه، إذاً، الملاحقة أو السجن أو الموت. وهذا ما حدث ويحدث كلّ يوم حيث إعدام الآخر هو الطريق الوحيد للتخلّص من أفكاره. هنا يسقط العامل الإنساني في التعامل مع الشخص المعارض والمختلف. يصبح الانضمام طَوعاً إلى القطيع هو شرط البقاء. ظاهرة العنف هذه لا تنحصر في الطبقة السياسيّة فقط، بل تسود أيضاً في أوساط المثقفين أنفسهم. وثمّة مِن هؤلاء مَن يدافع علناً عن رموز الاستبداد ويُسَوِّغ أساليبهم مهما تمادت في عنفها. وهناك من يغطّي بصمَته ما ترتكبه تلك السلطات من مضايقات وقتل وتهجير ضمن حيّز يصبح فيه الإنسان منزوعاً من كامل حقوقه ومجرّداً من إنسانيته.

هذا الواقع لا يطالعنا فقط في العالم العربي، وإنما هو حاضر في كلّ زمان ومكان، وهذا ما رأيناه، مثلاً، في أوروبا إبّان الحربين العالميّتين، وخصوصاً من خلال مواقف عدد كبير من المثقّفين والمبدعين حيال النازيّة والفاشستيّة. ففي حين تحمّس عدد من هؤلاء للحرب، انبرى عدد آخر ليستنكر القبول بالحلول القائمة على العنف وبفكرة الحرب نفسها، وهذا ما عبّر عنه عرّاب المدرسة السوريالية أندريه بروتون الذي أشار إلى "الحماسة السخيفة للحرب"، كما عبّر البعض الآخر عن خشيتهم من انتصار مبدأ التعصّب والحرب على مبدأ الحوار والسلام. الفنان التشكيلي ماكس إرنست تحدّث عن "موجة الحرب القذرة"، مبرّراً هجرة بعض أصدقائه من الكتّاب والفنّانين بقوله: "لا أحد من الأصدقاء مستعجل كي يضحّي بحياته في سبيل الله والملك والوطن".

إثر وفاة ستالين، كتب الشاعر لويس أراغون مقالاً بعنوان "ستالين وفرنسا"، صدر في مجلّة "الآداب الفرنسيّة" التي كان يشرف عليها آنذاك. جاء في المقال: "تدين فرنسا بوجودها كدولة لستالين بفضل كلّ ما فعله ليجعل الشعب السوفياتي يحبّ السلام ويكره الفاشستيّة". هكذا فعل أيضاً بول إيلوار في قصيدة بعنوان "نشيد إلى ستالين"، صدرت العام 1950. وقد استهلّها على النحو التالي: "ستالين في قلب البشر"، وختمها بالقول: "لأنّ الحياة والرجال انتخبوا ستالين لتمثيل آمالهم التي لا حدود لها على الأرض". تقتضي الإشارة، هنا، إلى أنّ صاحب القصيدة التي تمدح ستالين هو الذي عُرف في العالم أجمع من خلال قصيدته التي تتغنّى بالحرّيّة، وردّدتها حناجر ملايين الأشخاص، وكان قد كتبها كردّ على الاحتلال الألماني. لا ينحصر الموقف من ستالين في هذين الاسمين المعروفين إذ وقفت الموقف النقيض منهما، ومن سياسة ستالين وجرائمه الوحشيّة، نسبة كبيرة من السورياليين، وفي مقدّمهم أندريه بروتون الذي سبق أن أشرنا إليه. ومن السورياليين الذين اتخذوا هذا الموقف الحاسم من الحزب الشيوعي الفرنسي يومها ومن أعضائه، الشاعر المصري باللغة الفرنسيّة جورج حنين عبر رسالة تدين أراغون وتعتبر موقفه من ستالين سقطة أخلاقيّة وإنسانيّة. من خارج فرنسا أيضاً، ارتفعت أصوات كثيرة ضدّ سيّد الكرملين ومنها صوت الشاعر والباحث الروسي أوسيب ماندلشتام الذي ألقي القبض عليه بسبب قصيدته "هجاء ستالين"، وحكم عليه بالسجن وتوفّي من الجوع والبرد. وقد ورد على لسانه: "فقط في روسيا يحظى الشعر بالاحترام ويتسبّب في مقتل الناس". موقف المنتصرين لسياسة الاستبداد لا يكشف فقط العمى الإيديولوجي وتحجيب الفكر النقديّ وتعطيل العقل، وإنما أيضاً تقديس بعض الأشخاص ممّا يحول دون رؤيتهم على حقيقتهم ويساهم في تكريس صورتهم كمسوخ بشريّة وآلات للقتل والخراب. مع هؤلاء تصبح واحات هذا العالم مجرّد سراب.

 

لا خلاص إلا بتقاعدكم القسري

بشارة شربل/نداء الوطن/29 آب/2020

بين تكرار مملِ لخبر اجتماع "الخليلين" مع جبران باسيل، واستنتاجنا من حديث رئيس الجمهورية الى "باري ماتش" ان البلد ذو "حظ باهر" لأنه انهار في عهد ميشال عون، واندلاع اشتباك طويل عريض "أحيا" ليلة عاشورائية في خلدة بقذائف صاروخية وتحريق وحزازات صدور، لا يُلام أي ذي عقل سليم ومشاعر طبيعية لو ردَّد مع مئات آلاف المواطنين: كفى احتقاراً لنا، كفى استعادة للمسرحية الفاشلة، وكفى رقصاً على الجثث والركام وتضحية بالبلد على مذبح الهيمنة والشخصنة والارتهان.

كل خبر من الثلاثة المذكورة أعلاه كفيل بإثارة الاستياء كونه يلخص جهة من حاضر "الجمهورية الثانية" المأسوي. فمجرد لقاء ممثلَيْ "الثنائي الشيعي" الشهيرين مع صهر الرئيس لبحث الحصص الحكومية بالتوازي مع حجز "الاستشارات" نحو ثلاثة اسابيع، إنكارٌ لمعنى حادث جلل تمثل بجريمة 4 آب، وإهانة لكل لبناني انتفض ضد المنظومة الحاكمة برمتها، وعصبها الأساسي هذا التحالف الذي ولَجَ السلطة من بابها العريض وأخذ فرصته كاملة في ممارستها المباشرة أو في التحكم بها، وواجبه الأخلاقي والسياسي التنحي جانباً افساحاً في المجال لحكومة مستقلة تصلح ما تم افساده وتستعيد الثقة الدولية للجم الانهيار واعادة اعمار ما تسبب به التواطؤ أو الإهمال. أما مقابلة الرئيس مع "باري ماتش" فتصلُح درساً في علم النفس العيادي. رئيس الجمهورية، مع الأسف، لا يزال معتقداً بقدرته الاستثنائية على الاصلاح في هزيع الثلث الأخير من الولاية العاثرة، ومتمسكاً بثوابت "تفاهم مار مخايل" وخلاصتها: "حزب الله" وسلاحه امرأة قيصر، وجبران ملاك الجمهورية الحارس يرثُ بعبدا وكرسيها، أما تدمير الأشرفية والجميزة ومار مخايل فأضرار جانبية هي حتماً أشد هولاً لو لم يكن في قمرة القيادة. وكأن ساكن بعبدا الذي أدار الأذن الصماء لهتافات شباب 17 تشرين لم يرَ في مشهد ضحايا جريمة المرفأ وأنين المكلومين ما يوجب تقديم اعتذار أو دفع أي ثمن سياسي، خصوصاً أنه علِم خطياً بالخطر المحدق بالمرفأ والمواطنين. ثالثة الأثافي الاشتباك المذهبي. بما ان جهود "الساحر" عباس ابراهيم أثمرت لحسن الحظ وقفاً للنار وسحباً للمسلحين، فإن عدم استخلاص العبر وترجمتها فعلاً سياسياً ايجابياً يتجسد بوقف رعاية السلاح المتفلت وغير الشرعي يجعلان ولاة أمر المسلحين ومَن يبررون وجود السلاح شركاء في هذا النوع الخطير من الحوادث بكل ما يختزن من معان طائفية وغرائزية تضرب جذورها في التاريخ وقادرة على وضع البلاد كلها على كف عفريت.

هذا النوع من العقل السياسي السلطوي تسبب بإفلاس الدولة وانتهاك السيادة والقوانين ولا خلاص إلا بإحالته الى التقاعد القسري.

 

تعريفات ضائعة بين سيبويه ولافوازييه

سناء الجاك/نداء الوطن/29 آب/2020

ليس إنفصاماً أو إنفصالاً عن الواقع ما نسمعه من رموز العهد القويّ، وإنما التباس في فهم التعريفات المتعلّقة بأساسيات الحكم والتحكّم بمفاصل قيادة لبنان. ليهدأ المنتقدون قليلاً. فالمشكلة تكمن في فهم هؤلاء للتعريفات المتعلّقة بهذه الأساسيات، والذنب لا يقع عليهم، وانّما على سيبويه، وهندسته لهذه اللغة العربية الفضفاضة وحمّالة الأوجه، والمعقّدة أحياناً والمُستعصية على الترجمة البسيطة والمباشرة. وتحديداً عندما يتعلّق الأمر بمصطلحات على وزن "القانون والدستور والصلاحيات والفساد".. وما الى ذلك من تعابير غلَّبت التسميات الطائفية التي لا علاقة لها بالتعريفات والمصطلحات التشريعية، لتُستخدم في غير محلّها منذ حلّت الشرعية الشعبية محلّ الشرعية الإنتخابية في قراءة نتائج صناديق الإقتراع. ما أدّى في حينه الى الديموقراطية التوافقية التي حالت دون المساءلة ونسفت مفهوم الموالاة والمعارضة من أساسه. فصار أيّ انتقاد لممارسات شاذّة ومجرمة هو تطاول على الطائفة بغثّها وسمينها. ورَبَطَ السلاح غير الشرعي ببيئة حاضنة تختزل الطائفة، منها يتغذّى ويغذّي محوره الإيراني وأطماع الأمبراطورية الفارسية.

ووفق هذا الإجتهاد، يصبح معذوراً رئيس الجمهورية عندما يقول إنّ "حزب الله" تحت القانون، فهو لم يحدّد أي قانون؟ ومَن انتقده تهوّر وتسرَّع. ربما يقصد فخامته قانون الجمهورية الإسلامية أو قانون لافوازييه أو أرخميدوس!!

وليس مُلاماً الصهر المعجزة، عندما يصف قمع اللبنانيين ومطالبتهم بدولة ومؤسسات بإحباط مؤامرة الإنقلاب على العهد، كانت تهدف الى إحداث فراغ في المؤسسات جرى إجهاضه. كذلك ما حصل قبل ما يقارب العام، عندما اعتبرت مصادر الرئاسة أنّ لا تساهل حيال أي حديث عن إنهيار الليرة، لأنّه "مقدّمة لتقويض الدولة وضرب العهد". فالفراغ الذي يتحدّث عنه الصهر، هو قطعاً غير الفراغ الذي سبق إنتخاب العمّ لسدّة الرئاسة الأولى. حينذاك، كان التعطيل في إطار ممارسة الحقّ الدستوري المصان، والذي لم يتعارض مع المصلحة العليا للبلاد والعباد. وكذلك التعطيل الذي ساد تشكيل حكومات، لعدم حصوله على الحصّة المتوخّاة وِفق مفهوم هذا الفريق للحقوق التي يعتبرها حكراً عليه، وللواجبات التي تلزم غيره من دونه.

والربط بين "العهد" و"الدولة" يصبّ أيضاً في الإلتباس على جبهة فهم التعريفات. فلا أحد تبرَّع وأخضع هذا الفريق الى دورة تدريبية، تسمح له بالتمييز بين "الدولة" التي ترتبط بالدستور، وبدعة تسمية "العهد"، الذي لا يرتبط الا بأصحابه الجشعين الى "السلطة" و"النفوذ" و"المحاصصة". وهذه التعريفات الثلاثة لا علاقة لها بـ"الدستور" و"القانون" و"الصلاحيات" المنبثقة عنهما. لكنّه الجوع العتيق الذي يُحوِّر التعريفات والمصطلحات، ويُفَصِّل مرافق الدولة بين وزارات سيادية وأخرى خدماتية، ويدّعي أحقيةً في تناتشها، من دون حياء أو رادع أو وازع.

كما يُفصّل "السيادة" على قياس المِحور. فلا يمسّها الضرر عندما يتعلّق الأمر بإعلان مسؤولين إيرانيين أنّهم يحتلّون أربع عواصم عربية، من ضمنها لبنان، ليهتك سترها إذا صدر تصريح أو تلميح من الشيطان الأكبر ومن لفّ لفه.

ولا تظلموا العهد من العمّ الى الصهر، فهما قطعاً لا يتعمّدان الاستنسابية في استخدام التعريفات والمصطلحات، وإنّما يلتزمان الأجندة التي أعطتهما مُسبقاً عهداً، لتأخذ منهما ما تترجمه أحياناً لاحقاً "عبثية" بنّاءة، بالرغم من أنف سيبويه.

 

الغربان تحوم فوق رؤوس اللبنانيين...هستيريا وقلق وشائعات... بالنسبة لبكرا شو؟

نوال نصر/نداء الوطن/29 آب/2020

الغربان تحوم فوق الرؤوس، تغطّ ثم تطير، تصدر نعيقاً يشتدّ حيناً ثم لا يلبث أن يعود ويخفت حيناً آخر، لكنها تظل تحوم. نطردها، كما الذباب، فتعود. فهل يعدّ هذا إيذاناً بأننا ننزلق نحو الأسوأ؟ هل هناك من يضمر بالبلاد والعباد شراً؟ وهل هناك شرّ أشد بعد من جريمة الرابع من آب؟

نطلّ من الشرفة، فنلمح إمرأة تتحدث مع نفسها وتُكثر من حركات اليدين. بالأمس كانت "ست الستات" وعقلها "يزن بلداً" لكن تتالي الأحداث السود في عام واحد "طيّر عقلها". نقصد السوبرماركت فنسمع مشادة قوية بين رجل، يُكثر من استخدام المرادفات الأجنبية، مع عمال الفرن. نسمعه يلومهم على جعل الناس تنتظر "بالصف" ليحصلوا على ربطة خبز بسعر 1250 ليرة بدل 2000 ليرة. "فهذا إذلال". تُصادق إمرأة على كلامه، وتصرخ بدورها، فيتوتر الجميع. نعود الى منطقة متنية ذات أكثرية مسيحية، تضم بقعة ذات أكثرية شيعية، ونسمع عن تهديدات تُمارس عبر مكبرات الصوت، في زمن عاشوراء، عصر كل يوم "لمن يجرؤ على الكلام عن "سيد المقاومة". الأهالي قلقون. كل شيء في البلد كأنه واقف "على صوص ونقطة"، قابل للتصدع في أي لحظة. فهل نحن على أبواب فتنة طائفية؟ هل نحن أمام حرب جديدة؟ ألا يشي الكلام عن عودة مجموعات تابعة لداعش بشرّ يتربص؟ هل يكذبون علينا، كما يفعلون دائماً، لإخافتنا؟ ألا تشي جريمة كفتون وحادث لوبية وأحداث الشريط الحدودي الجنوبي بشرورٍ داهمة؟ ألا يشي كل الكلام عن اغتيالات آتية، زاحفة، متوقعة، أننا عدنا الى المربع الأمني الخطر؟

غيمة سوداء

حالة إنكار

سألت إحداهن "هل ما زالت أكياس الرمال قادرة على التصدي لأنواع الأسلحة الحديثة؟ هل ما زالت تنفع؟". اول سؤال لم يلق جواباً. تُرى، هل كل هذه الأسئلة والأفكار التي تلوح في خاطر اللبنانيين هي صنيعة من يُمسكون رقاب الناس من أجل توظيفها في السياسة؟

كلود كنعان، الدكتورة في التاريخ وصاحبة كتاب: لبنان 1860- 1960 قرن من الأسطورة والسياسة، تقول: "لا يمكن لأحد أن يجيب. لا أحد يملك أجوبة". وتستطرد: "القلق كبير، لكن الطرفين، اسرائيل و"حزب الله"، لا يريدان الحرب الآن. كلهم "مربوطون" إقليمياً وينتظرون الاشارات الخارجية. وضعونا في "دوامة" اللاحل ما دام لا حلّ إقليمياً. نحن قلقون، كل الناس قلقون، لأننا في دولة غير واعية، تعيش حالة إنكار تام لكل ما يحصل. نحن في مهب الريح".

بين حب الوطن وحلم الهجرة

كلود كنعان، إبنة الكتلة الوطنية سابقاً، كتبت عن مرحلة زمنية بين عامي 1860 و1960 وعنونتها "قرن من الأسطورة والسياسة"، فماذا لو طلب منها اليوم عنوان لمرحلة بين عامي 1960 و2020؟ تجيب: "هل استطعنا بناء وطن؟". تستطرد: "أنا آتية من مدرسة ريمون اده. وكل المحطات التي مررنا بها تؤكد أننا فشلنا في بناء ثقافة وطنية. ريمون اده هو السياسي الوحيد، في زمانه، الذي حكى عن الخطر الذي يحوط جنوب لبنان وما يدور بين الاسرائيلي والفلسطيني هناك، لذلك طالب يومها، في السبعينات، بحياد لبنان وبالعسكر الأممي لأنه رأى يومها ان معاناة الشعب الجنوبي ستتسبب بمشكلة. حصل هذا في حين كان اركان الدولة يسبحون في السان جورج. واليوم، لا يجوز ادارة الأذن الطرشاء مجدداً للدعوات الى الحياد".

كنعان، التي كتبت عن السياسة والأسطورة، راقبت الحراك الفرنسي الحالي في لبنان وقالت: "أجريت مقاربة حول تأثير الأساطير على الذهنية السياسية. اللبنانيون يعتبرون أن فرنسا "الأم الحنون" و"أنها جزء منهم وهم جزء منها"، علماً أنني حين عدت الى العام 1860، وتوغلت في أحداث التاريخ، تبين لي ان المسيحيين في لبنان خسروا 125 ألف مسيحي في العام 1860 قبل ان تقرر فرنسا التدخل. هي أعطت يومها أولوية لمصالحها مع الدولة العثمانية على مصير المسيحيين. لذا، فلنراقب "وجهة المصالح" قبل ان نضع ايدينا في المياه الباردة. هذا لا يعني طبعاً ان مشاعر الرئيس ايمانويل ماكرون ليست حقيقية تجاه لبنان، لكن المصالح تظل اقوى. وتستطرد هنا بالقول: "لا شك بوجود "تبادل عاطفي" بين اللبنانيين والفرنسيين بدليل ان سائق الأجرة في باريس قادر ان يتكلم عن لبنان إذا سُئل".

فلتحيا فرنسا. لكن لفرنسا مصالحها ايضاً. وهناك من ينشطون اليوم بحثاً عن "بؤر" يوظفونها في السياسة. فها قد عادت داعش وها قد عادت التوترات الأمنية وها قد عاد الكلام عن إغتيالات، وها قد عادت الأصوات تنذر بأن من يجرؤ ويقترب من سلاح المقاومة سيُرمى بصفة العمالة وها أن كل شيء، كل كل شيء، يبدو أسود قاتماً في عيون اللبنانيين... فهل علينا ان نخاف؟

فلنسأل العميد المتقاعد نزار عبد القادر؟ هو تناول الغداء للتوّ ويستريح بعدما كتب: "يُخشى ان يؤدي ارتفاع منسوب الانقسام الداخلي والضغط الخارجي الى خيارات يمكن ان تدفع في اتجاه تكرار عملية 7 أيار والانزلاق نحو فتنة داخلية". رأي يجعلنا نسأل مجدداً: هل علينا بالفعل ان نقلق؟

مراقب للأحداث يتذكر أن "التوظيف الأمني كان دائماً يُستخدم في السياسة قبيل الأزمات اللبنانية، فهذا ما حصل قبيل حرب تموز، وعاد وحصل قبيل السابع من أيار، وعاد وحصل في مشهدية القمصان السود في 2011 وقبيل اغتيال محمد شطح. ثمة أحداث تفتعل في سبيل دفع البلاد الى الإقرار بخريطة سياسية محددة. إنهم يوظفون الأمن في السياسة، وإذا فشلوا فيكفي رمي عود كبريت لإخافة من لم يخف بعد".

من قلبي سلام... ووجع

نحن في مرحلة يُحاول فيها من يعتبرون أنفسهم "الأقوياء" شراء الوقت، وفي هذه المرحلة لا يخشى الأفرقاء الآخرون من حرب بقدر ما يخشون من اغتيال ما. لهذا عاد الكلام عن الاغتيالات. وهذه المرة، في حال حصول اغتيال ما، فقد تفلت الامور نهائياً لأن لبنان في 2020 غير لبنان في 2005. اليوم، الدولة في حالة "انحلال" تام والغليان هائل والأزمة المالية والاقتصادية اشد من قدرة اللبناني على الاحتمال. الوضع كارثي والناس الذين رأوا الموت، أو موت أحباب، ما عادوا يسألون عن شيء.

لكن هل الحرب ستكون بالمدفع والـ"آربي جي" والـ"إم سكستين" والـ"كاتيوشا" وتسميات من زمان ماض؟ ستكون الحرب، اذا حصلت، "فوضى وتفلتاً من كل الضوابط. وحينها ستعود الطوائف الى "تسييج حدودها". انها المأساة. فهل كثير أن نعمل اليوم، بما دعا إليه ذات يوم ريمون إده ويدعو إليه اليوم البطريرك بشارة الراعي، بالحياد؟ هل كثير أن نحمي حالنا ووطننا والعيش الواحد والمناطق المفتوحة؟

من نافذته يترقّب غده

أسئلة أسئلة تكرج على ألسنة اللبنانيين، كل اللبنانيين، التواقين الى وطن. لكن، هناك من يحاول أن يجيب بقول لفريدريك نيتشه فيه: "من كان يحيا بمحاربة عدو ما، تُصبحُ له مصلحة في الإبقاء على هذا العدو حياً". فها نحن نُمسك بخيوط العنكبوت ونلفها مرساة حول أعناقنا ونظل نشد ونشد حتى يخرج الزبد من أفواهنا متلذذين بنحرِ النفس، متباهين، فرحين، بأننا لن نقوم من الموت ما دام عدونا حياً!

باقون... إلى متى؟ (فضل عيتاني)

نجول بين صفحات التواصل الإجتماعي. نجول بين الأخبار والشائعات والتلفيقات فنجد كثيراً من الحقد. ونجد الى ذلك بعض المزاح من قلب القلق والوجع. اللبنانيون مثل الطائر الجريح. إنهم خائفون، قلقون، لكنهم كما العادة يحاولون أن يبتسموا! فها هم قلقون من سيارات ملغومة. ويعربون بنكتة: سيارة مشبوهة ركنت الى جانب رصيف ولاذ صاحبها بالفرار، ما أحدث حالة إرباك وهلع بين المواطنين، تبين لاحقاً أنها خالية من المتفجرات لكن صاحب السيارة لديه إسهال!

اللبنانيون شعبٌ يستحق الحياة لكنهم يرقدون اليوم تحت وابل من التعاسة لا توصف. والسؤال الوحيد الذي يجمع كل اللبنانيين اليوم: بالنسبة لبكرا شو؟

 

وضوح الأزمة والحلّ أكبر مشكلة للمسؤولين

رفيق خوري/نداء الوطن/29 آب/2020

في الأيام الأخيرة للامبراطورية النمسوية - المجرية، سئل وزير الخارجية عن حال حكامها آل هابسبورغ، فأجاب: "ميؤوس منها ولكن غير خطيرة". ولو سئل أي مسؤول لبناني عن حال المافيا السياسية والمالية والميليشيوية المتحكمة بلبنان المنهار نقدياً ومالياً واقتصادياً وسياسياً، لاعتبر السؤال جزءاً من "مؤامرة كونية" على القادة الاقوياء الذين هم في أفضل حال. ولو سئل أي مواطن لبناني عن حال الجمهورية قبل انفجار المرفأ وبعد الكارثة لقال: خطيرة وميؤوس منها، ثم أعطى نفسه بعض الأمل لئلا يختنق وقال: خطيرة ولكن غير ميؤوس منها.

ذلك ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يعمل ليل نهار لإنقاذ لبنان يعود الى بيروت، فيرى ان ما عمل له وأرفقه بورقة فرنسية للانقاذ ليس على جدول الاعمال. والوزير جان ايف لودريان، الذي يحذر من "استخدام الكارثة للتعتيم على الواقع قبلها"، خائف من "اختفاء لبنان" الواقف على "حافة الهاوية" والعاجز عن تحقيق "الاصلاحات المطلوبة". فالصورة بلا ظلال. تشخيص المرض اللبناني واضح عند الداخل والخارج. والعلاج الموصوف معروف. لكن الوضوح هو مشكلة المسؤولين. فما يريدونه هو علاج لمرض آخر. علاج لخوفهم من أي حل لا يضمن استمرار مصالحهم على حساب المصلحة الوطنية، ولا يترك ابواب الفساد مفتوحة وطرق السطو على المال العام محمية بالألعاب القانونية.

وإلا، كيف نفهم ان تتولى الاكثرية وضع العراقيل أمام تأليف حكومة لمهمة ملحة هي اخراج لبنان من الهاوية، وتأخير الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف تأليف الحكومة الى نهاية آب؟ كيف نكون في انواع عدة من الطوارئ باستثناء الطوارئ السياسية؟ ولماذا يهرب المسؤولون من الفرصة المفتوحة لتحويل الانفتاح الانساني علينا بعد الكارثة الى انفتاح سياسي يخرجنا من العزلة العربية والدولية، التي قادنا اليها "محور الممانعة" المندفع في قتال العرب والغرب لانجاز مشروعه الاقليمي؟

ليس امراً قليل الدلالات ان يبدو العالم اكثر رأفة باللبنانيين من حكامهم. ولا ان يصرّ الرئيس ماكرون على مهمة تبدو مستحيلة هي انقاذ لبنان على الرغم من المنظومة السياسية بعدما حاول دفعها الى الانقاذ. فهم خارج الحديث عن الذين يجب ان يقادوا الى "الجنة بالسلاسل"، لانهم يرون ان انقاذ لبنان بالمعنى الحقيقي لن يقودهم الى الجنة بل الى الجحيم وخسارة الامتيازات. ولا شيء خارج المألوف عنهم. فلا قيمة عندهم إلا المال والسلطة. ولا سياسة إلا الالعاب السياسية. و"حين يصبح كل شيء سياسياً، فان هذه نهاية السياسة"، كما يقول الفيلسوف هاليبرتال. ونحن في نهاية السياسة من دون بداية حتى لأن تقوم السلطة بدور "بلدية لبنان الكبير".

 

هذه هي شروط "الإنقاذ" الفرنسية

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/29 آب/2020

لم يعد أمام لبنان الذي يغرق يوماً بعد يوم في رمال الأزمة الاقتصادية المتحركة إلا طوق النجاة الفرنسي. محاولات الخروج البائسة التي اتخذتها السلطة منذ فجر 17 تشرين الأول لم تقدّم، إلا انها على الاكيد أخّرت كثيراً وصعّبت خروج البلد من الحفرة "الصفراء". الإنقاذ الصعب ليس مستحيلاً بعد، بحسب مصادر متابعة للملف، وهو يتطلب من لبنان الالتزام بمجموعة من الشروط الفرنسية اهمها:

- أولوية تضافر الجهود لاستكمال مكافحة جائحة كورونا.

- تطبيق الاصلاحات وتحديداً في قطاع الكهرباء. وذلك من خلال استكمال تعيين رئيس جديد للشركة وتشكيل الهيئة الناظمة للقطاع، ذلك انّ الجانب الفرنسي لم يستسغ نسف وزارة الطاقة في الحكومة المستقيلة خطة "كهرباء فرنسا" الممولة من البنك الدولي، لجهة الاصرار على انشاء معمل "سلعاتا" وإهمال الاعتماد على الطاقة المتجددة.

- الإصرار على اعتماد مبدأ التناوب على الوزارات بحيث لا "تُخصص" وزارة مدى الحياة لفريق معين. لان ذلك من شأنه اهمال الاصلاحات ورفع منسوب الفساد.

- فتح المجال أمام الفرنسيين في المساهمة في اعادة ترميم مرفأ بيروت.

- ان يكون توزيع المساعدات المقدمة تحت إشراف دولي.

- تشريع قانون ضوابط رأس المال capital control.

- طلب فرنسا إجراء تحقيق جنائي في مصرف لبنان تحت إشراف المصرف المركزي الفرنسي، لما يضفيه ذلك من مصداقية على التحقيق ويشكل مدخلاً لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

مشرقيون وعرب ومسلمون

غسان حجار/النهار العربي/29 آب/2020

تختلف التسميات التي تختلط على كثيرين. غالباً ما تُستعمل عبارة "العالم العربي والإسلامي" كأنه عالم واحد. هما عالمان: عالم عربي للناطقين والمتحدثين باللغة العربية، وعالم إسلامي مختلف تماماً. فالمسلمون ليسوا كلهم عرباً. المسلم الصيني والياباني والباكستاني والأفغاني وغيرهم لا يمتّون الى العروبة بصلة. لا يتحدثون العربية، وليسوا مواطنين في دولة عربية، والفارسي المسلم يحتقر العربي عبر التاريخ، وينظر اليه بفوقية، وخصوصاً في شبه جزيرة العرب، برغم أن هؤلاء تغيّرت حياتهم وتبدّلت أوضاعهم ولم يعودوا ما كانوا عليه زمن كان الفرس يملكون حضارة متميزة، وهم غارقون في جهلهم. فقد بلغوا من العلوم مكانة، ووصل بعضهم الى الفضاء.

والعرب ليسوا كلهم مسلمين. فمنهم المسيحيون، والقبائل المسيحية العربية سبقت الإسلام في مسقطه شبه الجزيرة العربية. والنبي العربي تزوج للمرة الأولى بمسيحية لم تأتِ من بلاد الأعاجم والمغول، بل كانت تنتمي الى قبيلة عربية. والغساسنة المسيحيون سبقوا الإسلام زمناً طويلاً. واليوم يعيش في مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن والكويت، وخصوصاً في فلسطين، مسيحيون عرب، لم يكونوا يوماً على دين الإسلام، وتحوّلوا الى المسيحية كما يظن البعض، بل إنهم مسيحيون عرب أصيلون. وقرأت أنه ذات مرة، سُئل بطريرك الروم الكاثوليك الراحل مكسيموس الخامس حكيم خلال رحلة أوروبية له: "غبطة البطريرك، في أي سنة تحوّلتم من الإسلام الى المسيحية؟". فأعادهم بالتاريخ الى تلامذة المسيح، الرسل الأوائل الذين انطلقوا من فلسطين وسوريا ولبنان ليبشّروا بالدين الجديد في أنحاء المعمورة، وهم أهل هذه الأرض.

 لكن ثمة فئة ثالثة مشرقية، لا تنتمي الى العروبة، وأهلها قد يكونون من المسلمين أو غير ذلك. فالايزيديون في العراق ليسوا مسلمين، والكلدان والاشوريون في العراق أيضاً، هم أهل بلاد ما بين النهرين وينتمون الى حضارات سبقت المسيحية والإسلام، ثم تحوّلوا الى النصرانية، لكنهم ليسوا عرباً، ومثلهم السريان في سوريا وتركيا ولبنان. فالسريانية والكنعانية حضارتان أثّرتا كثيراً في كل الثقافات والديانات التي وُلدت وانفلشت في المنطقة، ومنها عبرت الى العالم. وأقباط مصر أساس البلد الذي تكنّى باسمهم "ايجيبت".

 والأكراد في غير دولة عربية، ليسوا عرباً، وإنْ كانوا مسلمين. وهذه الشعوب لها خصوصياتها الحضارية والثقافية التي تميزها عن غيرها. وقد حاولت قوى الأمر الواقع عبر الزمن سحقها، وإلغاء وجودها، أو محاصرتها لعدم التأثير في المحيط والتفاعل معه.

 وهل يمكن التنكّر لوجود اليهود عبر التاريخ في فلسطين وسوريا ولبنان؟ وهؤلاء سبقوا قيام إسرائيل، ووجودهم لا يرتبط بالسياسة، وإن كانت الأخيرة هجّرتهم من سوريا ولبنان على نحو شبه كلّي.

 هذا التعدد في منطقتنا يستدعي منّا تعدداً في المفاهيم والعبارات، يجعل من هذا العالم أوسع أفقاً في التفكير وفي التعامل، لكي نخرج الى العالم بذهنية جديدة تصلح للقرن الحادي والعشرين وما بعده.

 قد يرى البعض في هذا الكلام وفي الدعوة الى قبول الآخر، تسهيلاً للمصالحة مع إسرائيل، كما في التّهم التي وُجهت الى رأس الكنيسة المارونية في لبنان والعالم، عندما طالب باعتماد الحياد الإيجابي للبنان، فقوبل بحملة تخوين، واتهام بالعمالة، وهي التّهمة التي كانت جاهزة زمن الأنظمة العربية الدكتاتورية لكل معارض سياسي، ويبدو أنها لا تزال جاهزة، لأن التصلّب في التفكير، والتعصّب في الانتماء، يمنعان التحرّر الضروري لبناء أوطان أكثر عصرية وحداثة ولتكون دولاً للمستقبل.

 

تسمية نواف سلام: واجبٌ سياسيٌ وضرورة وطنية

قاسم يوسف/أساس ميديا/الأحد 30 آب 2020

أهم ما في نواف سلام ليس سيرته الذاتية وحسب، ولا تجربته الأكاديمية، ولا مشواره الدبلوماسي، ولا مواقفه المعروفة، ولا حتى تاريخه الناصع كقطعة من الذهب. أهم ما في نواف سلام أنه النقطة المركزية التي التقى حولها الجميع، وافترق عنهم حزب الله.

هذا الالتقاء الاستثنائي يضمّ طيفًا واسعًا ومتشعبًا جدًا في الداخل كما في الخارج، من دونالد ترامب الذي أثنى عليه خلال اتصال مع ميشال عون، مرورًا بإيمانويل ماكرون الذي طرح اسمه مباشرة على مسامع قيادات الصف الأول، وصولاً إلى كوكبة كبيرة من الشخصيات السياسية والاجتماعية، وحتى ناشطو الحراك المدني والثوري، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث بدا لافتًا أنّ الرجل يحظى بشبه اجماع في أوساطهم، وكأنه مرشحهم الأبرز لتشكيل حكومة جديدة.

حتى نبيه بري، وعد الرئيس الفرنسي باستمزاج رأي حزب الله، قبل أن يعود إليه بالرفض، وهذا يوحي، أقله في الشكل وفي المضمون، أنّ رفض بري مستند إلى التصاقه الوثيق بحزب الله وبخياراته السياسية، لا إلى رأيه المجرّد بنواف سلام وبقدرته على إدارة المرحلة من عدمه، وبالتالي فإنّ ترك الباب مواربًا قبل إعادة إغلاقه هو بحدّ ذاته رسالة لكلّ من يعنيهم الأمر، مفادها أنّ حزب الله وحده هو من يرفض هذا التكليف. وقد سبقه في ذلك ميشال عون، الذي أشار بوضوح أن لا مشكلة لديه مع الرجل على الإطلاق، بل إنّ المشكلة الحقيقية هي مع الثنائي الشيعي، وهو يقصد قطعًا حزب الله. 

كلمة الفصل هي إذن في حوزة سعد الحريري، الذي لا بدّ أن يُسجل موقفًا واضحًا ومُشرّفًا للتاريخ، يترّفع عبره عن المناورة والصغائر، ويبتعد عن حسابات الزعامة والحساسيات الشخصية ومحاباة حزب الله

حزب الله تعمّد منذ العام 2011 أن يمارس السياسة الداخلية في الكواليس ومن وراء حجاب، مستندًا في ذلك إلى سلسلة من المداميك التي شكّلت سدًا منيعًا بوجه محاولات استفراده أو تعريته، حيث توارى تارة خلف الحكومات وبياناتها الوزارية، وطورًا خلف تقاطع المصالح أو تصادمها مع الحلفاء أو الخصوم، لكنه يبدو في الآونة الأخيرة وحيدًا في عين العاصفة، وقد وصل به الأمر إلى حدود التسويق لتكليف سعد الحريري رغمًا عن إرادته، في مشهدية هزلية ومستفزة ونافرة، تؤكّد عميق أزمته وانزعاجه من ارتفاع أسهم سلام في المعادلة الداخلية والخارجية.

الثابت حتى الآن، أنّ هذا الطرح نزع القفازات التي دأب حزب الله على استخدامها لتطويع المعادلة الداخلية، وأعاده بالتالي إلى المواجهة المباشرة مع الجميع، وهذا ما تجلّى بكل وضوح عبر سلسلة من الاستفزازت الأمنية المتنقّلة التي اتخذت شكل الرسائل النارية المباشرة لكلّ من يعنيهم الأمر في الداخل وفي الخارج، لكن الردّ المطلوب والمتاح يكون حصرًا بالثبات والشجاعة، والإصرار على تسمية نواف سلام دون سواه. كلمة الفصل هي إذن في حوزة سعد الحريري، الذي لا بدّ أن يُسجل موقفًا واضحًا ومُشرّفًا للتاريخ، يترّفع عبره عن المناورة والصغائر، ويبتعد عن حسابات الزعامة والحساسيات الشخصية ومحاباة حزب الله، وأن يحسم خياره بتسمية نواف سلام، ولتأخذ اللعبة الديمقراطية مداها بعيدًا من أيّ إسقاط أو تعليب.  معركتنا الآن تكمن في الدفع نحو تكليف نواف سلام، وهذا واجب سياسي استثنائي وضرورة وطنية مُلحة، ولاحقًا يُبنى على الشيء مقتضاه.

 

لبنان: من قصر الصنوبر وإليه نعود

زياد عيتاني/أساس ميديا/الأحد 30 آب 2020

لم يُبنَ قصر الصنوبر في بيروت، ليكون مقرّاً للمفوّضين السامين للانتداب الفرنسي، من جورج بيكو في العام 1918 حتى الجنرال كاترو عام 1941. ولا بيتاً أو سكناً للجنرال شارل ديغول في منفاه عام 1942، بصفته قائداً لفرنسا الحرّة. كما أنّ رخصة البناء المقدّمة من ألفرد سرسق، وممهورة بتوقيع عزمي بك ممثّل السلطنة العثمانية عام 1916، لم تلحظ عبارة أنّ هدف البناء هو إقامة سكن دائم للسفير الفرنسي في بيروت، بل شيّد قصر الصنوبر، ليكون "كازينو" للفرح والطرب ولعب الميسر لأغنياء بيروت وتجارها وزوّارها من الفرنجة والترك وما شابه ذلك. كما تُجمع عليه كتب التاريخ.

الانتداب الفرنسي، حوّل وجهة القصر البيروتي. فجعله مقراً للحكم وللسياسة قبل الاستقلال، ثمّ مقراً للرعاية أو منزلاً للأم الحنون (لقب يُطلق على فرنسا من قبل اللبنانيين) بعد الاستقلال. المفارقة أنّ فرنسا اليوم، بعد مئة عام على إعلان لبنان الكبير من على شرفة القصر برعاية وحضور الجنرال غورو عام 1920. تعيد للقصر وُجهته الأولى التي شُيّد على أساسها بالمضمون وليس بالشكل، أيّ ككازينو وكمكان للعب القمار. وهذه المرة، اللاعبون هم أطراف وأحزاب وتيارات لبنانية، فيما هدف المقامرة هو لبنان وشعبه والمستقبل لهذا البلد الصغير. أما ممثّل فرنسا هذه المرة، وهو الرئيس إيمانويل ماكرون، فيلعب دور "منسّق البوكر الوطني" على الطاولة التي تجمع كلّ هؤلاء...!

من قصر الصنوبر وإلى قصر الصنوبر نعود.

إذا عدنا إلى اللغة السامية، فإنّ قصر الصنوبر ترجمته تعني قصر بيروت (معجم معاني وقرى لبنان – أنيس فريحة) فبيروت باللغة السامية، تعني الصنوبر.

قبل مئة عام ذهبنا نحن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، بكامل عدتنا السياسية والدينية إلى قصر الصنوبر. ووقفنا حول الجنرال غورو لنعلن عن لبنان الكبير

اشترت فرنسا قصر الصنوبر عام 1967 من بلدية بيروت لقاء تخلّي فرنسا عن أراضٍ تمتلكها في محلة الكرنتينا. والمتتبع للأملاك العائدة للدولة الفرنسية يجد أكثريتها واقعة على طريق الشام كما يطلق عليها. لقد كان الجنرال غورو حريصاً على أن تكون بيروت عاصمة لدولة لبنان الكبير، رغم معارضة بعض الشرائح اللبنانية لذلك ومطالبتها أن تكون طرابلس هي عاصمة الدولة الناشئة، فأصرّ غورو ومعه البعض الآخر من اللبنانيين على أن تكون بيروت العاصمة للبنان، والمرفأ لدمشق العاصمة لسوريا..! قبل مئة عام ذهبنا نحن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، بكامل عدتنا السياسية والدينية إلى قصر الصنوبر. ووقفنا حول الجنرال غورو لنعلن عن لبنان الكبير، بعدما أعلنا رغبتنا بالاتفاق على كلّ التفاصيل اللاحقة بشأن الحدود التي ستحيط بنا، والسهول التي ستطعمنا، وسكة الحديد التي ستنقلنا، وصولاً الى محاكمنا الشرعية، وخصوصية كلّ طائفة بأحوالها الشخصية. بعد مئة عام، ها نحن نستعدّ للذهاب الى قصر الصنوبر بالشكل نفسه من العدّة الطائفية والدينية. لنتباحث، وربما لنتفق على إنقاذ لبنان من الاختفاء كما وصفه وزير الخارجية الفرنسي لودريان حين قال: "الخطر هو اختفاء لبنان". بعد مئة عام، هل نحتفل بمولد لبناننا. إنه وطن تحوّل من "قطعة سما" كما تقول الأغنية إلى حفرة تدفن فيها كلّ الأحلام والأوهام

هل تكون المئة عام هي الصلاحية الوجودية لدولة لبنان؟ بيروت التي جمعت بسبب مرفأها أشلاء دويلات ومتصرّفيات، فجعلتهم دولة واحدة، بدستور واحد، وراية واحدة. بيروت التي لطالما ابتدعت دورها الاستراتيجي من وجود مرفأها وميزته، فقدت مرفأها في 4 آب. فهل يكون ذلك مؤشراً للنهاية أم سيتمكّن "المنسّق الفرنسي لطاولة البوكر الوطني" من إخراج جميع اللاعبين من طاولة البوكر بخاصة إذا اكتشف أنهم لا يملكون ما يقامرون عليه أو أنهم ما زالوا يغشّون..

بعد مئة عام، هل نحتفل بمولد لبناننا. إنه وطن تحوّل من "قطعة سما" كما تقول الأغنية إلى حفرة تدفن فيها كلّ الأحلام والأوهام.

 

الشيعية السياسية في لبنان من الصدر إلى نصرالله.. المسار التاريخي ونذر النهاية “الوخيمة

أيمن شروف – بيروت/الحرة/26 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89942/%d8%a3%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%88%d9%81-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a/

بعد سنوات قليلة على “اختفاء” الصدر أطلقت إيران حزب الله في لبنان.يتنقل لبنان في حكمه بين طائفة وأخرى، وسط تقاطع عوامل خارجية وداخلية، فتجارب حكم الطوائف تتراوح بين فاشلة وأكثر فشلا، إلّا أن جميعها تعاود المحاولة بشتى الوسائل، وفقاً للراعي الإقليمي والدولي. وفي وقت ليس ببعيد، شعر السُنّة أنهم امتداد طبيعي للناصرية، في حين رأى المسيحيون وتحديداً الموارنة أن الغرب سيقف إلى جانبهم للنهاية، وفي المحصلة كانت النتيجة أن الغلبة، مهما عظمت، فإن استمرارها مستحيل.

اليوم، يعود الشيعة ليُجربوا كما فعل من سبقهم، ولا يبدو أن مصير التجربة سيكون مماثلا لما سبقها، إذ كُل مؤشرات ما يمرّ به لبنان في الحاضر توحي بأن ما هو مُقبل على هذا البلد الصغير سيكون أكبر وأسوأ من كُل ما سبق، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. هذا ولا يبدو في الأُفق أن من يقود مشروع الشيعية السياسية مُكترث لما يُسببه مشروعه على هذه المساحة الضيقة المليئة بالتناقضات التي ستبقى ولّادة لمشاريع انتحارية جديدة.

في ستينيات القرن الماضي، برز في لبنان مجموعة من رجال الدين الشيعة آتين من قم والنجف. أوّلهم كان موسى الصدر الذي وصل عام 1960، بعد سنوات قضاها في مدينة قم الإيرانية حيث وُلد ودرس، قبل أن ينتقل إلى النجف ليستكمل دراسته الدينية. لحق بالصدر، اثنان سيتركان بصمتهما على الطائفة الشيعية ولكن بدرجة أقل من الصدر، وهما السيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد مهدي شمس الدين، اللذان تشاركا مع الصدر في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

موسى الصدر

وتُعبّر هذه الشخصيّات الثلاث عن ثلاثة مناهج مختلفة بشكل متقاطع، ففضل الله بنزعته وتكوينه وعناصر نشأته أراد أن يكون منظراً لحركة إسلاميّة عالميّة، حركة تكون سياستها هي الإسلام وكان لبنان هو المنطلق، فيما كان محمد مهدي شمس الدين فقيه علاقة الشيعة بالجماعات الإسلامية الأخرى، ضمن إطار دول أو مناطق، وفكرته عن أن في وجه ولاية الفقيه، ولاية الأمّة على نفسها وإجزاء الأمّة على نفسها.

أمّا موسى الصدر، فهو ببساطة رفع مطلب إعطاء الشيعة اللبنانيين دوراً سياسياً يناسب كتلتهم العدديّة واختصاصاتهم وكفاءاتهم الجديدة، ليس بواسطة العمل الخاص أو التنمية المناطقية، ولا عن طريق التنمية الاجتماعية العامّة، أو بنية جديدة للدولة، إنّما انطلاقاً من حصّة في الدولة القائمة.

من أقوال الصدر التي تُضيء بشكل كبير على تفكيره وخطته في آن، قوله: “وجود لبنان برهان قاطع ومناقض لوجود إسرائيل، والمحافظة على لبنان هي على السواء ضرورة دولية وواجب وطني، ويجب أن نحفظ لبنان، وطن الأديان والإنسانية، بتعميم العدالة الحقيقية”. هذه العدالة كما يراها الصدر، لا تأتي إلا من باب إخراج الشيعة من التهميش الذي يعيشون فيه وتحويلهم إلى كتلة داخل الدولة وليس على ضفافها، وأريافها وضواحيها.

يقول الكاتب والباحث وضاح شرارة: “قيل شيعيّة سياسيّة عن حركة الصّدر بعد أكثر من عشر سنوات على بدئها، وهنا بدأ يتبلور عدد من نتائج حركته التي انطلقت من انشقاق في الطاقم السياسيّ الشيعي بوجه قطب مهيمن ولكنه ليس القطب الوحيد وهو كامل الأسعد (زعيم إقطاعي وسياسي)، ومن أوقات مختلفة بين 1958 و1962 وبشكل صريح وعلني سنة 1966 عندما بدأت حركة تطالب بمجلس إسلامي شيعيّ للشيعة بتشجيع من الطرف الشّهابي (نسبة لرئيس الجمهورية آنذاك فؤاد شهاب) وبتشجيع كبير جداً من السوريين”.

وموسى الصدر، بحسب شرارة، “هو وريث اتجاه موجود في قلب التشيّع اللبناني، يمثّله في مطلع القرن العشرين شخص اسمه عبد الحسين شرف الدين ويسمونه تيّار التّوحيد الإسلامي. والذي أكمله في 1909 وكان شرف الدين على صلة ببعض أعيان العلويين، بيت الأحمد بشكل خاص سليمان الأحمد.. وعباس الموسوي كان أحد الأشخاص الذين أكملوا في هذا التيّار الذي كان نجم حزب الله قبل اغتياله”.

وجها الصدر المتناقضان

حمل الصدر هموم الطائفة التي كانت تعتبر نفسها محرومة. استفاد من ظروف عدة، وكان الظلم الواقع على الطائفة إن من الدولة أو من قُرب الشيعة جغرافياً من إسرائيل، وبالتالي الصراع المُسلح مع إسرائيل، بمثابة قوّة دفع باتجاه تحقيق مطالب كان يراها محقة وضرورية، وبالتالي “إذا كان هناك من إعادة نظر لمّا يسمّى نظام، تتمّ إعادة النّظر هذه لمصلحة العدد والدور الشيعي”، يقول الصدر.

بحسب شرارة، كانت السياسة ملتبسة كثيراً عند الصدر، كان هناك وجه لبناني (صور الكنائس، الزيارات، الشعارات والخطابات)، ووجه ثان غير خفيّ على الإطلاق، باتّجاه انقلابي تماماً، أحد عناوينه “السّلاح زينة الرجال” ومن عناوينه الأخرى الأقلّ ظهوراً، علاقات مع الحركة الإسلامية في العراق التي ساهم فيها محسن الحكيم، وعلاقات وثيقة ومتعددة بإيران، كان هناك علاقات بنظام الشّاه. وكان هو من أتى بالمدرسة المهنيّة التي موّلتها إيران يومها. كما كان في الوقت نفسه على صلة بالخميني شخصيّاً من موقع مختلف كثيراً عمّا يزعمه حزب الله أو ما يزعموه الخمينيون، فقد كان الصّدر متقدّماً على الخميني، وأمير طاهري الذي كتب أفضل تأريخ ربما للخميني وحركته يقول إن فكرة المستضعفين وما يسمّيه “ولاية أهل الضعف أتت من موسى الصّدر”.

وكان لا بد للصدر من أجل أن يُمتّن مكانته في المجتمع الشيعي أولاً ويحوّله إلى مدخل للسياسة اللبنانية عامة، أن يكسب أبناء الطائفة، وأن يخلق لهم حافزاً كانوا قد فقدوه نتيجة عدة أسباب من بينها التهميش ودور الزعامات التقليدية والإقطاعية وبُعدهم عن الدولة ومؤسساتها وغيرها. بالتالي أدرك الصدر مُبكراً أهمية خلق إطار شيعي يجمعهم، فانكب على تكوين نواة حركة تساعده وتسهّل له مطلب خلق إطار، أو مجلس شيعي. 

وفي إطار الإعداد لهذا المجلس، استخدم الصدر ذراعين. يختصرهما شرارة كالتالي: “ذراع أولى توجّه من خلاله نحو المغتربين الأثرياء وقام بجولات في المغترب لمخاطبة المغتربين بأسلوب كان يظن هو أنهم يرغبون في سماعه، فبرأيّه المغتربون همّ قوميون عرب أو قوميون سوريون، فكان يتكلم معهم بأنه يجب على الشيعة المساهمة في خيار المقاومة العربي وبأن القوة في لبنان ضروريّة للتغيير في سياسة لبنان العربية”.

أما “الذراع الثانية فهي الناس الذين كان يجمعهم الصدر بعشرات الآلاف بين صور وبعلبك ضمن “حركة المحرومين”، وكان معظمهم يرتبطون بالمكتب الثاني (تسمية تُستعمل لمن يعمل لدى أجهزة الاستخبارات) فكان يصطاد الزعامات الشعبية، والناس المطاردين، المحكومين والمهربين، ويستحصل لهم على براءات وإخلاءات سبيل مقابل انضمامهم للحركة. فقامت هذه الحركة بشكل سريع من ناحية، هناك الأثرياء ومن الناحية الثانية الفقراء والمستضعفون، وأدار هذه العلاقة بين الناحيتين بمتانة وقوة وشدّة. أتصوّر أن الجمع بين هذين الطرفين على مثال ليس بعيداً عن المثال الماروني في القرن التاسع عشر. دور الكنيسة في جمع الأعيان وجمع العامّة”، وفق شرارة.

الإضاءة على مرحلة الصدر ضرورية لتبيان كيف بدأ التحوّل الفعلي عند الطائفة الشيعية، وكيف ساهم هو من موقعه كرجل دين وسياسي في تكوين نواة الشيعية السياسية التي بدأت منذ ذلك الوقت في التشكل، فكان المجلس الشيعي وكان للصدر أن يتحوّل إلى رجل سياسة أكثر منه رجل دين، فوطد علاقته بالسوريين وكان له علاقة وثيقة بحافظ الأسد، ورجل المخابرات البارز علي دوبا، كذلك بالإيرانيين من الشاه إلى الولي الفقيه ولم يُخف التوجه العروبي وفلسطين وعلاقته بمنظمة التحرير آنذاك التي كانت علاقة فيها الكثير من الصعود والهبوط حيث لعبت المنظمة وياسر عرفات دوراً كبيراً في تمتين الجناح الخميني داخل حركة أمل.

اختفاء الصدر – ظهور حزب الله

وبين “السلاح للمقاومة” وأفواجها “أمل” والمجلس الإسلامي الشيعي وحركته السياسية لبنانياً وعربياً، بات الصدر رقماً لا يُستهان به في المعادلة المحلية، خاصة بعد عام 1968 تاريخ بدء المناوشات على الحدود، وبالتالي وجوده يفرض على الأطراف الأخرى محلياً ودولياً التعامل معه، ومن هنا بدأ يظهر تناقض مصالح الصدر الوطنية مع مصالح حلفائه الخارجيين.

حتى داخل الطائفة الشيعية نفسها، وبحسب شرارة، “تبنّت النّواة التي شكّلت حزب الله فيما بعد، نقد الصدر، لا بل اعتبرته وجماعته يزيديين (نسبة ليزيد بن معاوية) يقبلون بلبنان حتى لو كان ما يعرضه لبنان على الشيعة هو عبارة عن وظائف في الكازينو. فكتبوا أكثر من مرة واتهموا الصدر بإضعاف التعليم الديني عند الشيعة. وأولى ممارساتهم كانت إنشاء الحوزات، حوزة فضل الله، حوزة الرسول الأكرم، التي كان يدرّس ويتكلّم فيها حسن نصرالله (أمين عام حزب الله الحالي)، و حوزة علي الأمين”.

لكن ذلك لا يمنع أن الصدر شكّل حركة متناقضة فيها تيارات مختلفة والجمع بين هذه العناصر والمناطق غير متكافئ على الأقلّ حتى لو أراد هذا الشيء. في مرحلة من المراحل وتحديداً بدايات السبعينات من القرن الماضي، كان الصدر قد بدأ الانعطاف نحو التركيز اللبناني، وهذا العامل الذي أُخِذ ضدّه، واعتبر البعض أن الرجل دخل في “مرحلة التواطؤ” مع النظام.

في ظل هذا الواقع، اختفى الصدر في ليبيا في أغسطس من العام 1978، في ظروف غامضة لم تُكشف إلى اليوم حتى بعد سقوط نظام معمر القذافي الذي اتُهم بأنه وراء عملية اختفاء الإمام ومرافقيه. بعد اختفائه، بدأ الإعداد لمرحلة جديدة عند الشيعة، مغايرة تماماً لما قال به الصدر ولكنها، بشكل أو بآخر، استفادت كثيراً مما فعله الرجل لدى الشيعة، فكان ظهور حزب الله للمرة الأولى كتنظيم عام 1982.

يقول شرارة: “خلال أربع سنوات بين قتله/إخفائه وعام 1982، قسم من حركة أمل وهو أمل الإسلامية بقيادة حسين الموسوي وتيارات شيعية أخرى في البقاع دعت إلى قيام دولة إسلامية، بالوقت الذي كان موسى الصدر قد قُتل، وطبعاً بعض الناس تتساءل حول توقيت قتله، بعد ستة أشهر من بداية الموجة التي استولت على إيران، بداية التحركات التي أدت إلى فبراير الـ1979 (الثورة الإسلامية) أي حوالي الـ10 أشهر من الحركات الإسلامية، فهو اغتيل في وسط هذه المرحلة. لذلك بعض الناس تعتبر أن الإيرانيين والسوريين ليسوا غريبين عن هذه الوجهة”.

ويضيف: “الموقع الذي احتلّه موسى الصّدر في وجهته الأساسيّة لا يفترض أن يلتقي بحزب الله. وانشقاق أمل الإسلامية الأول حصل باسم موسى الصّدر، بالرغم من أنه بين عامي 1978 و1980 عندما خلف نبيه برّي (رئيس حركة أمل الحالي) وحسين الحسيني (الرئيس السابق) الانتقادات الداخلية لأمل كانت لأن توجهه اعتبر بداية أنّه مخالف لتوجّه الصدر”.

نبيه بري بين مجموعة من مسلحي "أمل".

وبالتالي، فإن موسى الصدر قد أسّس لمشروع حزب الله من حيث لا يدري، لكنه جمع وحوّل الشيعة إلى كتلة متماسكة في مكان ما وربط بين أثريائها وفقرائها وسياسييها. فحزب الله لم ينشأ من العدم ولم يبدأ من الصفر، والكلام لشرارة.

مرحلة التمكين وتهيئة الأرضية

لم يكن من السهل على حزب الله أن يفرض نفسه لدى الشيعة بالخطاب المقاوم والفكر الديني وتحديداً ولاية الفقيه. في السبعينات والثمانينات، كانت الطائفة الشيعية وقود الحركات اليسارية في لبنان، وكان توجه الطائفة لبناني، فيما يأتي التدين في مرتبة لاحقة، نجح الحزب عبر السنين في قلب المعادلة وتحويل التشيّع إلى انتماء للحزب ولمخطط أوسع من حدود لبنان.

في طريقه لتحقيق هذا الأمر كان لا بد من مواجهة مع “الأخوة”. حزب الله ذو المشروع الإيراني لا يُريد أن يُشاركه مناطقه أيّ كان، فإمّا الإلغاء أو التطويع، وبالتالي كانت المرحلة الممتدة منذ عام 1982 حتى عام 1989 وتحديداً إلى حين توقيع اتفاق الطائف، مليئة بمعارك فرض النفوذ العسكري في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية مع توسع لمناطق أخرى لاصطياد قيادات حزبية أو محاصرة حركات إسلامية قد تؤثر عليه.

يقول شرارة في هذا السياق: “بين عامي 1985 و1990 تقريباً، أدت حروب المخيمات المتتالية إن كان في بيروت أو طرابلس أو الجنوب إلى مقتل معظم العناصر العسكرية الفاعلة في حركة أمل. لقد سقط حوالي 1500 قتيل في هذه الحروب. العناصر التي كان لها وزن عسكري في أمل كداوود داوود في صور قتلت. وعدد من الأمور الأخرى كمحاصرة الحركات الإسلامية في طرابلس، تحجيم وتصفية الشيوعيين، كل ذلك كان له صلة بتنظيف الأرض لحزب الله. والتنازل الضخم الذي قدّمه السوريون لحزب الله أنهم لم يتدخلّوا في سياسته وبعمله، باستثناء بعض الخطط الثأريّة الصغيرة كثكنة فتح الله في آخر فبراير عام 1987 (هجوم للقوات السورية على الثكنة التي كانت مقر حزب الله رداً على دعمه الفصائل الفلسطينية ضد حركة أمل فيما عُرف بحرب المخيمات)”.

"حرب المخيمات" اندلعت عام 1984.

توازياً مع تنظيف الساحة من قبل حزب الله، كانت هناك حرب بالوكالة تُخاض بين قوّتين إقليميّتين على الورقة اللبنانية. فمعارك الحزب مع حركة أمل كذلك حرب المخيمات كانت حرباً بالوكالة بين إيران الخميني وسوريا حافظ الأسد. كانت لكل دولة أجندتها وذراعها، وهدفها أن يكون لها الكلمة الطولى في سياسة بلد صغير، لكن جغرافيته جعلته حاجة للجميع، أو بالأحرى صندوق بريد فيما بينها، ومعبراً لطموحاتها التوسعية.

في هذا السياق، يقول الصحافي والكاتب محمد أبي سمرا: “بعد انتهاء حرب المخيمات والتّخلص من المنظمات الفلسطينية، حصلت التسوية بين إيران وسوريا مفادها أن حافظ الأسد هو من يدير حزب الله وإيران هي التي تُسلّحه. وضمن الخطة السورية لم يكن مسموحاً لحزب الله أن يتصرف من تلقاء نفسه وهذا ما بدى واضحاً عندما تمّت التسوية الكاملة لاحقاً في التسعينيّات. حركة أمل ولاؤها سوري بالكامل، لم يكن هناك من داع لتقاسم ولائها مع أي طرف آخر. كونها تمثّل حصة الشّيعة في الدولة”.

يستذكر أبي سمرا أنه “في المرة الأولى التي أتي بنبيه بري وزيراً عام 1983، اشتعلت بيروت بالرصاص لمدة ساعتين، إذ كانت هذه المرة الأولى التي تنجح بها الحركة الشيعيّة المسلحة بالإتيان بوزير في الحكومة. باعتقادي أن مجتمع التهجير هو ما جعل الشيعة منذ الحرب الأهلية وحتّى اليوم في حالة مظلومية، بالرغم من أنهم أصبحوا يمسكون بمفاصل البلد”.

البناء من تحت

وفي الثمانينات أيضاً، تنامى دور رجال الدين بشكل أكبر، بعدما كان بدأ بالخفوت سابقاً (حتى نهاية الخمسينات)، عبر دخول العامل الإيراني، من مال وتأسيس أول ثكنة عسكرية في البقاع (ثكنة الشيخ عبدالله) وإنشاء الحوزات الدينية، وتخريج رجال دين خلال 3 أو 4 سنوات ليشرعوا بالعمل، وكانوا أقرب إلى الدعاة مما هم رجال الدين الذين يتكلمّون بالعلم والفقه. كذلك، كان من مظاهر بروز حزب الله بدء ظهور ما يسمى بـ”التشادور” (النقاب) إضافة إلى منع الناس من شرب الكحول، غير أنه ومنذ بداية التسعينات لم تعد هذه الأمور أساسية وأصبح التركيز على الصراع وعمليات المقاومة ضد إسرائيل هو الأساس، وفق ما يقول أبي سمرا.

خلال مرحلة التوسع، أي الثمانينات، والتي انتهت بسيطرته، حرص حزب الله وبشكل خاص نصرالله (أكثر بكثير من صبحي الطفيلي وعباس الموسوي وأمين السيد)، بحسب شرارة، على أمرين: أولاً، عنصر الانفصال عن الحياة العادية في لبنان، بواسطتين، واسطة عسكرية وواسطة مدنية أهلية، شبكة المؤسّسات التي كانت قدّ بدأت ولكن نصرالله وسّعها بشكل ضخم، من تدريب الكشّافة، إقامة الزيجات الجماعية المشتركة، تمويل الصيدليات والتعاونيات، المنح الدراسية، إلى آخره. ثانيا، التجنيد، المرحلة الأولى كانت تجنيد العناصر الذين هم في نفس الوقت طلّاب مدارس دينية وتكوين صورة دعويية خالصة ولكن فاعلة.

عباس الموسوي مع مسلحين من حزب الله.

والحروب التي خاضها الشيعة فيما بينهم ومع الفلسطينيين وغيرهم، حولتهم إلى مجتمع تهجير. ماذا يعني ذلك؟ يقول أبي سمرا: “كانوا يتهجرون من الجنوب بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، إلى بيروت ويتوسعون في الضاحية الجنوبية في مجتمع تهجير وليس في مجتمع هجرة، في مجتمع الهجرة يأتي الأفراد ليعملوا ويستقروا بشكل من الأشكال، أما في مجتمع التهجير الحربي، فتتلاشى الحياة الاجتماعية، ويتلاشى المجتمع. المهجرون فوضى كاملة، مُقتلعون، بلا عمل، هاربون. هذه الحالة التي عاشها مجتمع التهجير الشيعي في لبنان كانت عاملاً أساسياً في ولادة حزب الله. لقد ولد حزب الله على الحطام الاجتماعي، حيث أنه لم يعد هذا المجتمع متماسك ولو قليلاً. خصوصاً في منطقة الرمل العالي، وهي منطقة تهجير بالكامل”.

وكان مرسوم لمجتمع التهجير هذا أن يبقى في حالة حرب دائمة، التي كانت بوابة عبور إيران إلى قلب الطائفة وبسط كامل النفوذ العسكري عليها منذ أواخر الثمانينات. يقول شرارة: “حين نقرأ سير القتلى لدى الحزب أو ما يعرف ب”معراج الشهادة”، نلاحظ أمراً أساسياً هو أن مقاتليهم والذي عددهم صار ضخماً، النواة المقاتلة الأولى التي قدرت ب 5 آلاف، كلهم ناس كانوا يقومون بدورات تتراوح ما بين الـ6 أشهر إلى السنة بين التدريب على القتال والتعليم في الحوزة في إيران، والكادر العسكري الكبير والمتوسط كان بالكامل بإعداد إيراني”.

ويضيف: “حسابات الحزب والقيادة الإيرانية أن التمكين الحزبي والتماسك الحزبي الداخلي بحاجة لناس يدينون بكل شيء للحزب وإيران، ولذلك قاموا بتشكيل ما يعرف بالمجتمع النقيض، وهذا ما هم حريصون عليه، كما يحصل في العراق واليمن ولبنان حيث أعطى نتيجة مدهشة، إذ نرى أن القاعدة اللبنانية لحزب الله وليس فقط القاعدة المباشرة بل حتى القاعدة الاجتماعية، أكثر تمسكاً وأكثر حدة بانتسابهم للحزب الإلهي العقائدي والسياسي، من الإيرانيين أنفسهم. ليس هناك مثيل في حزب الله للانتفاضات والانشقاقات التي حصلت (في إيران) عام 2009 و2017 و2019 هذه الانتفاضات ذات الطابع الجماهيري لا تحصل لدى الحزب”.

الطائف وبدء توزيع الأدوار

عام 1989 انتهت الحرب الأهلية اللبنانية على الورق، بتوقيع اتفاق الطائف، في السعودية. كانت الطائفة الشيعية قد وصلت إلى معادلة فيما بينها وبين راعييها الإقليميين. تُرك للسوريين أمور السياسة عبر نبيه برّي، وقبضت إيران على الورقة التي تراها أكثر استراتيجية في معركة توسعها: “المقاومة”. وهذه المقاومة كانت في تلك الوقت شبه وحيدة على الساحة الجنوبية، ثُم ما لبثت أن تحولت إلى الميليشيا الوحيدة التي تحتفظ بسلاحها بعد الحرب، تحت شعار محاربة إسرائيل.

اتفاق الطائف في السعودية أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.

والواقع أن حزب الله لم يكن مع الطائف بصيغته التي أُقرت آنذاك، لكنّه طبعاً لم يُعارضه حينها. كانت المصلحة السورية تقضي بأن يرضخ الحزب وهذا ما حصل، إذ يقول شرارة: “السوريون أقنعوه بقليل من العنف وقصة ثكنة فتح الله غير بعيدة عن هذا السياق، بأن يدخل بالطائف عبر نواب وليس وزراء وهذا ما يُكسبهم شرعية دولية وبدأت الحجة التي تُستعمل الآن عند حزب الله بأنه يمثل قسم من الشعب اللبناني وله ممثلون في المجلس النيابي والحكومة، يومها لم يكن لديه وزراء لأن السوريين آنذاك هم من تولّى شؤون التوزير وكان رأيهم أن هذا الأمر قد يثير حساسية أميركية، ثم مع رفض الحزب التوظيف بمؤسسات الدولة، أعطى السوريون الوظائف إلى مناصري أمل الذين يُعتبروا جماعتهم من دون تحفظ تقريباً”.

ويذكر نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في كتابه “حزب الله.. المنهج، التجربة، المستقبل” أن الحزب دخل إلى الحياة السياسية وتحديداً إلى مجلس النواب إثر نهاية الحرب الأهلية بعد أن أصدر الخامنئي فتوى تُجيز لهم بالترشح إلى الندوة البرلمانية.

وجدير بالذكر أن العلاقات الإيرانية السورية في ذلك الوقت، كانت علاقات تجاذب وليس علاقات توافق وتسليم كامل، الشيء الذي يظهر علناً كيف الميزان الإيراني السوري مال مع الوقت لصالح الإيرانيين.

يقول أبي سمرا: “لقد انتهت الحرب عند جميع الطوائف اللبنانية، إلا عند الشيعة، فلقدّ استمرّت حتّى عام 2000 لأنّهم مجتمع حربي. قسم منهم يعيش في الجنوب وقسم في بيروت، فاستمروا كمجتمع حربي وقتال وقاموا بعمليات” في الجنوب الذي شهد حربين. وبعد كل حرب كان رفيق الحريري (رئيس الوزراء اللبناني آنذاك) يذهب إلى الخارج ويأتي لهم بالمساعدات والأموال ويقيم المؤتمرات الدولية ومنذ ذلك الوقت بدأت قصة الديون والإفلاس ومؤتمرات الدعم كمؤتمر باريس 1 و 2 و 3.

ويضيف: “خلال هذه السنوات العشر بين عامي 1990 و2000، كانت قوة الحزب تتزايد وكان يستمر بالحصول على الأموال والسلاح من إيران، مجتمع الحرب موجود وجاهز، مجلس الجنوب الذي تسيطر عليه حركة أمل يدفع لهم الأموال أيضاً، والشيعة ارتضوا بهذا التوزيع للأدوار بين إيران وحافظ الأسد”.

ومجلس الجنوب هو صندوق تأسس في أبريل 1970 تحت ضغط موسى الصدر والإضراب العام الذي دعا إليه في ذلك الوقت لمساعدة الجنوبيين على “الصمود”، فاجتمع مجلس النواب في مساء اليوم ذاته (الإضراب)، وأقر تحت ضغط التعبئة العامة، مشروع قانون وضع أفكاره الصدر يقضي بإنشاء مؤسسة عامة تختص بالجنوب، مهتمها “تلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير أسباب السلامة والطمأنينة لها”.

الزحف نحو الدولة

ومنذ الطائف ودخول لبنان في شبه سلم، تحوّل هذا المجلس ليكون بوابة حركة أمل ورئيسها نبيه بري إلى الجنوب في أيام السلم، فوظف فيه من وظف وباسمه كانت مشاريع الإعمار والتمويل والمساعدات وبناء المستشفيات والمدارس والصرح وغيرها، فكانت الخدمات التي قدمها بري عبر هذا المجلس وسيلة صموده لاحقاً بمواجهة الخطاب العسكري للحزب، ليُترجم توزيع الأدوار السوري الإيراني إلى توزيع أدوار حزبي في قلب الطائفة.

فحزب الله الذي انشغل بما زعم أنه “مقاومة” وعمل عسكري وتدريب وتسليح المقاتلين ونشر فكره في المجتمع الشيعي لم يُمانع أن يستلم بري ووزراؤه من حركة أمل الجانب الخدماتي والتنموي، طالما أن التنمية يحصل عليها المواطن الجنوبي الذي مع الوقت صار أكثر قُربا من الحزب الذي نجح في نشر أفكاره وتحويل السيرة الحسينية إلى وسيلة لشد عصب ناسه والتوسع ليكسب ثقة وتأييد غالبية أبناء الطائفة حتى ممن هم مع “أمل” وينصبون العداء للحزب من أيام الحرب، حتى أن هذا التوزيع انعكس على تسمية كتلهما النيابية، فكتلة أمل كان اسمها “التحرير والتنمية” بينما حزب الله فسمى كتلته “المقاومة والتحرير”.

في هذا الإطار، يقول شرارة: “أراد السوريون أن يظهر بري كرجل دولة فاستخدموه في إطار هذه التركيبة كي يستولي على شطر كبير من اللبنانيين الشيعة شرط ألا يسحق الناس الذين هم خارج دائرته. كما أن حصص بري كانت عمليا 95% من توظيفات الشيعة. وذلك بعد الطائف في التسعينيات وحتى ذلك الوقت حزب الله لم يكن بعد قدّ أبدى أي رغبة بالدخول الى الدولة أو أنه كان مقتنعاً بالتقسيم الأفضل لسبب جوهري وهو أن لهم عملاء كثر في قاعدة برّي، من عسكريين ومقاتلين وموظفين. فكان هذا التوزيع ناتج عن استراتيجيّة تسمح بنوع من التعدد المحصور والمضبوط بإحكام”.

القوات السورية بقيت في لبنان لسنوات طويلة.

منذ سنة 1990 وما بعدها، أي منذ نهاية حقبة الاقتتال الأهلي، تغيّر لبنان كثيراً وأصبح التقاسم والمحاصصة المذهبية من الأمور الأساسية في السلطة. الميليشيات التي تقاتلت طوال 15 سنة عادت لتوزع محازبيها على مؤسسات الدولة. كانت الوظائف في تلك الحقبة مكافآت، يوزعها كل حزب على جماعته وأبناء طائفته، وكان للمسلمين الحصة الوازنة في هذا الدخول الكبير إلى الدولة نتيجة الإحباط المسيحي السائد آنذاك، وطبعاً كان من شبه المستحيل، كما يقول من عايش تلك الفترة، على أيّ شيعيّ الحصول على أيّ وظيفة في الدولة إلّا عبر حركة أمل.

بحسب أبي سمرا، قبل الحرب وبعدها لم يكن هناك من مسار اجتماعي لفكرة الانتماء إلى لبنان، فسابقاً كان هناك مساراً واحداً “للبننة” اجتماعياً. مسار ذو مضمون قيمي دقيق أو ترقّي اجتماعي طابعه لبناني. هذا المسار انعدم خلال وبعد الحرب. وأصبحت عملية الانتقال شكليّة ومرتبطة بالمظاهر. أمّا المسيحي فهو ليس بحاجة لكل ذلك، هو لبناني بالولادة، سياسياً واجتماعيّاً. يضيف: “في التسعينيّات، كل هذه المسارات تحطّمت وتحوّلت إلى الاستيلاء بالقوة والسلاح على الدولة. فالشيعة لم يستولوا على الدولة ومؤسساتها عن طريق التوظيف والعمل وبناء العلاقات داخل الوظيفة كما كان يحصل سابقاً، بل أصبحت الطوائف والمنظمات الحربية والجماعات تستولي على حصتها في الدولة بالطرق الحربية والميليشياوية”.

وساعد الوجود الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب في التسعينات في الإبقاء على هذا المجتمع في حالة صراع دائم. حرب عام 1993 ومن ثم عام 1996 وما بينهما من ضربات متواصلة. استغل الحزب هذا الواقع ليُمتّن وجوده العسكري، وزاد الدعم الإيراني بالسلاح فيما كانت النظام السوري يدير السياسة الشيعية بما يتناسب معه وبشكل لا يتعارض مع المصالح الإيرانية.

في أبريل من العام 1996، بدأت إسرائيل حرباً أطلقت عليها اسم “عناقيد الغضب” في محاولة لردع حزب الله ومنعه من إطلاق الصواريخ على المناطق الشمالية، وكانت نتيجتها دمار كبير في البنى التحتية وسقوط قتلى، قبل أن يجول رئيس الوزراء اللبناني آنذاك رفيق الحريري لحشد الموقف الدولي لتنتهي الحرب بما عُرف بـ”اتفاق نيسان” الذي منع أي عمل عسكري ضد المدنيين وكرّس حق اللبنانيين بالمقاومة. يقول أبي سمرا في هذا السياق: “كانت حرب عناقيد الغضب أساسيّة في إشعار الشيعة أنهم مجتمع حزبي – أي مجتمع حزب الله”.

التحرير والبقاء بحالة حرب

بقي الحال على ما هو عليه حتى عام 2000. فجأة ومن دون مقدمات أو أي اتفاق مع لبنان، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك انسحاب إسرائيل من الجنوب وهي كانت تسيطر على 133 بلدة فيما كان “جيش لبنان الجنوبي” يسيطر على 35 بلدة جنوبية. في 25 مايو، خرجت إسرائيل من الجنوب وأُطلق على هذا النهار اسم “يوم التحرير”، وكان لافتاً حينها امتناع الدولة عن الدخول إلى المناطق المحررة من خلال الجيش اللبناني.

اعتقد اللبنانيون أنه بانسحاب إسرائيل من الجنوب تكون قد طويت نسبياً صفحة الصراع المستمر معها والتي دفع لبنان فاتورتها حروباً خارجية وداخلية، إلا أن هذا ما لم يحصل، إذ وفي الوقت الذي اعتقد اللبنانيون أن ساعة تسليم السلاح ونهاية القتال قد اقتربت بعد أن انتفت الذريعة لذلك، ظهرت مزارع شبعا المحتلة لتكون ورقة التوت التي يُلقي حزب الله عليها ذريعة بقاء السلاح وبقاء الاستنفار وحالة الحرب مع إسرائيل. 

ويقول أبي سمرا: “أتت مزارع شبعا كذريعة لإبقاء حزب الله على سلاحه، بالرغم من أنه لم يكن بحاجة إلى أي ذريعة لتكملة الحرب بما أن هذا التكوين موجود منذ 15 سنة بهذا الشكل”.

ومزارع شبعا هي منطقة تقع على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان التي كانت الحدود اللبنانية السورية قبل يونيو 1967، وهي منطقة تابعة لإسرائيل اليوم، وليس واضحاً إن كانت في السابق أراضٍ لبنانية أو سورية إذ تُظهر خرائط فرنسية منذ عام 1946 أن المنطقة تلك هي جزء من الأراضي السورية وليس اللبنانية إلا أن حزب الله وفريقاً من اللبنانيين يتمسك بلبنانيتها، فيما ترسيم الحدود البرية والبحرية لا يزال غير منجز إلى اليوم. ولم يكن لبنان جزءاً منها، ولم يتم الإتيان على ذكر هذه المزارع كونها لا تخضع للقرار الدولي 425 المتعلق بالأراضي اللبنانية.

هذه المعادلة، الانسحاب الإسرائيلي ومعضلة المزارع ورفض النظام السوري تثبيت لبنانيتها في الأمم المتحدة، سمحت للحزب بأن يعطي لنفسه انتصاراً أمام اللبنانيين والعالم، وفي الوقت نفسه، أبقى على سلاحه الذي ربطه مرة بالمزارع ومرة بالقرى السبع ومرات بصراع أوسع من لبنان.

ويروي شرارة رواية تُعبر عن المزاج الشيعي آنذاك (حزب الله تحديداً)، والذي كان رافضاً لأي تسوية أو تنازل لصالح الدولة اللبنانية ولو صورياً. يقول: “بعد الانسحاب بسنة، يأتي الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي لزيارة لبنان ويقول إن هناك ركنين للبنان، الاستقلال الأول أي الجلاء والاستقلال الثاني أي التحرير ويجب أن يُجمع بين الإثنين تحت عباءة دولة واحدة”، و”بالرغم من أن الكلام كان فيه تطمين لدور حزب الله ولكن الأخير عارضه بشكل عنيف ومن نتائج هذه المعارضة أن هناك من فُصل من عمله وطُرد من الحزب لأنّه أيّد كلام خاتمي، مثال على ذلك محمد كريّم الذي كان مسؤولاً عن إذاعة صوت النور، حتى أنهم طردوا ابنته من المدرسة”.

في تلك المرحلة، وكأي منتصر، لم يتعامل الحزب مع محيطه إلا من باب أنه القوي وأنه وحده من حقق الانتصار، وهو كان منذ الثمانينات قد ألغى كل حركات المقاومة في محيطه واستفرد بإدارة الصراع. بعد إنجاز التحرير، استثمر الحزب في شعور الانتصار، ليكون في موقع أكثر متانة في تعامله مع باقي الأفرقاء، ولكن الأهم في تعامله مع النظام السوري الذي كان إلى حينها هو المُقرر في السياسة، ليظهر هذا التحول في التعامل مع نبيه بري.

يستفيض شرارة في العودة إلى أحداث يرويها ليبيّن كيف أن التحولات فعلت فعلها مع الحزب. يقول في سياق وصفه لإحدى نتائج التحرير: “العلاقة (مع السوريين) التي مرت بمرحلة جفاء خاصة عام 2000 (الانتخابات النيابية كمحطة مهمة) حيث كان هناك تنافس على عدد من المقاعد وقيل عن ناس أثق بكلامهم بأنه في خلال اجتماع بين حسن نصرالله وغازي كنعان في شتورة، حصل نقاش على مقعد في الدائرة الثانية في بيروت حيث اعترض السوريون على بقاء حزب الله فيه لأن الأميركيين اعترضوا على ذلك، فما كان من نصر الله إلا أن جاوبه بطريقة توحي أنه لا يبالي بنائب بالزائد أو بالناقص، وكان السوريون حينها يضعون نوابهم كودائع لدى الكتل النيابية المختلفة. أذكر هذه الحادثة من باب الإشارة إلى ما كان قادر عليه نصرلله في التعاطي مع السوريين آنذاك”.

توزيع الأدوار السوري الإيراني، انسحب على الحياة السياسية اللبنانية الضيقة. أُعطى للأفرقاء السياسيين المحليين إمكانية المساهمة في فتح طريق، بناء مدرسة، توظيف، أي وكأنهم في مجلس إدارة شركة. في المقابل، تُرك القرار الرسمي اللبناني والسياسة الخارجية في يد النظام السوري ومنه في يد حزب الله الذي دائماً وأبداً في حالة حرب.

حين تُوفي حافظ الأسد واستلم نجله بشار من بعده في يوليو من العام 2000، تغيّر الكثير في السياسة السورية، خاصة في كيفية التعامل مع حزب الله. كان حافظ، قوياً وذكياً في إدارة ملفاته السياسية، أما هو فكان إعلان تسليم شبه مطلق لإيران. خرجت غالبية الطوائف ضد الوجود السوري في لبنان بعد بيان المطارنة الموارنة عام 2000 وتأييد جنبلاط له، فكان إعلان بدء مرحلة جديدة في التعاطي مع الوصاية السورية أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها لتفرمل الاندفاعة اللبنانية.. يقول أبي سمرا: “بدأ اصطدام الطوائف مع سوريا بين عامي 2000 و 2005 عندما بدأ زعماء الطوائف كوليد جنبلاط ورفيق الحريري يحاولون الخروج من التبعية السورية ويبحثون عن استقلال ما للبنان، بينما بقيت هذه النزعة عند الشيعة معدومة كليّاً وبقي ارتباطهم جذري بسوريا وايران”.

وفاة حافظ الأسد وخلافة ابنه بشار كانت نقطة تحول في مسار حزب الله في لبنان.

وفاة حافظ الأسد وخلافة ابنه بشار كانت نقطة تحول في مسار حزب الله في لبنان.

بحسب شرارة، كان رفيق الحريري يقول للسوريين إنه بمشروع الإعمار، “سيخرج الأطراف الذين حاربوا إلى جانب سوريا منتصرين وجزاء انتصارهم يعوضوا عن خسائرهم بالحرب فيُعطوا تعويضات الإخلاء حوالي 700 إلى 800 مليون دولار ويُعطوا حصة متزايدة في الدولة بواسطة بري وحزب الله يبقى، وتقدير الحريري أن الحزب يذوب في لبنان القوي اقتصادياً وبتقديري كان الحريري يعتقد أيضاً أنه بهذه السياسة يستطيع تذويب الحكم السوري أيضاً بإطار عربي متكاتف ومزدهر، طرف منه الصلح مع إسرائيل”.

عام 2005 مرحلة اللاعودة

لم يكن رفيق الحريري مجرد رئيس وزراء، وهو لم يكن أيضاً كغيره من السياسيين المحليين، إذ إن إيران وسوريا اعتمدتا واستثمرتا في الحريري قدر الإمكان، وهو بدوره أدرك أنه شخصية محورية وحاجة للدولتين، عدا عن كونه يُمثل الإجماع العربي حول لبنان، أو بالأحرى الرؤية والسياسة السعودية. على سبيل المثال، كان طرفاً في قضايا إيران الكبيرة، منها مسألة النفط مع أذربيجان والعلاقات الإيرانية اليابانية. عرف الحريري كيف يكون حاجة للدولتين.

لكنه ومن بعد عام 2000 لم يعد ذلك الرجل الذي يمشي طبقاً لمصالحهم. بدأت نزعة استقلالية تظهر لديه، شجعها الجو اللبناني العام، وتحديداً المسيحي متمثلاً بالكنيسة و”قرنة شهوان”، ومن ثم “لقاء البريستول” عام 2004 الذي أرسل إليه الحريري غطاس خوري ممثلاً له ومن ثم النائب السني أحمد فتفت، وهي كانت نقطة اللاعودة بينه وبين النظامين السوري والإيراني.

يقول أبي سمرا: “لم يعد هناك من قرار سوري، أصبح القرار السياسي إيراني واصبح بشار الأسد إيرانياً بالكامل. قد يكون بشّار قد خاف من الوجود الأميركي في العراق وبالقرب من الحدود السورية فوضع نفسه تحت القرار الإيراني. بهذا المعنى أصبح موضوع العراق باغتيال الحريري في ال 2005 موضوعاً إقليمياً. أصبح الصراع الإقليمي هو الأساس وليس الداخلي. وعندما تحوّل الصراع الى صراع إقليمي بهذا الحجم، لم يعد باستطاعة حزب الله أن يبقى خارج مؤسسات وقرارات الدولة”.

وإيران بسقوط نظام صدام حسين في العراق ومجيء بشار الأسد للحكم في سوريا، أصبحت على قناعة أن حلمها بالسيطرة على الطريق الواصل من طهران إلى البحر المتوسط قاب قوسين أو أدنى.

في 14 فبراير من العام 2005، اغتيل رفيق الحريري في بيروت، بانفجار هز العاصمة اللبنانية وأدى إلى سقوط 23 ضحية. هذا الاغتيال، أعطى الدافع لما عُرف أنداك بالقوى السيادية كي تطالب بضرورة الانسحاب السوري بعد تحميل النظام الأمني السوري اللبناني مسؤولية الاغتيال، وتقاطع هذا الاتهام مع جو دولي كان يميل لفرض نهاية هذه الهيمنة وباكورته القرار 1559.

يقول وضاح شرارة: “هناك أمر جوهري يتنبهون هم له أكثر من الناس الذين ينظرون إلى الأمور من الخارج، والذي يُختصر بأن هناك نواة لبنانية سيادية لدى رفيق الحريري وبالتالي من الصعب أن يقدروا تطويع شخص يمجد المبادرة اللبنانية وعنده نوع من الاعتداد بلبنان حتى بالمعنى الجزئي أي الرأسمالية اللبنانية، وهو جزء من الثقافة الاقتصادية”.

يرى أبي سمرا “أن إيران قد شعرت أن رفيق الحريري خطرا إقليميا وليس فقط خطرا لبنانيا. خطر على المشروع الإيراني بما كان لديه من علاقات دولية وعربية قوية. فخافت منه وارتأت التخلّص منه”، ويضيف: “سرعان ما استعاد الحزب زمام المبادرة بعد اغتيال الحريري وكان ذلك لشدة ضعف القوى الأخرى المواجهة له. بدأت الاغتيالات المتتالية والتفجيرات ونزاعات الشوارع، وتعطيل البلد ووضع المعسكرات في وسط بيروت، فقام الحزب بما يشبه الحرب الأهلية الباردة. واستمر الوضع على ذلك منذ عام 2005 حتى يومنا هذا”.

هجوم الحزب المعاكس

لم يستكن حزب الله بعد اغتيال الحريري إلا لفترة وجيزة. تراجع إلى الخلف وراقب مجريات الأمور. حاول جاهداً منع انسحاب الجيش السوري من لبنان لكن الاغتيال وحجم الضغط الدولي والشعبي المحلي كان أكبر منه، وهي من المرات القليلة التي شعر فيها الحزب أنه غير قادر على التحكم بمجريات الأمور، إلى أن أتاه الحلف الرباعي الذي خاض على أساسه الانتخابات النيابية متحالفاً مع من كانوا ضده في 14 آذار 2005، لحظة اجتمع فيها غالبية من اللبنانيين لإخراج جيش النظام السوري، تحت شعار “حرية، سيادة، استقلال”، ومطالبين بمحكمة دولية تقتص من المجرمين.

في انتخابات عام 2005، أدرك حزب الله أن لا مجال للتراجع ولا للتعفف عن الدخول إلى المؤسسات، والأهم من كل هذا، حتمية الدخول في الحكومات بعد أن منعه النظام السوري من ذلك في السابق.

التراجع الاضطراري الذي فرضه الاغتيال والانسحاب السوري، كان فرصة للحزب كي يخطط بروية لعودته. وبعد أن ضمن مكانة وازنة له في البرلمان وتمثّل للمرة الأولى في الحكومة التي شكلها فؤاد السنيورة بوزيرين، كانت حرب تموز عام 2006 بعد أن خطف جنديين إسرائيليين وردت إسرائيل بحرب استمرت 33 يوماً ولم تنته إلا بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي شرع دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، وهو ما كان يرفضه الحزب ومن خلفه منذ الانسحاب الاسرائيلي في مايو 2000.

استغل الحزب الحرب، ليشنّ من بعدها حملة على كُل من يعارضه في الداخل اللبناني. كان حينذاك فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة، وبالرغم من أن بري حليف حزب الله قد أشاد به وبدوره في “حرب تموز” ووصفه برئيس حكومة المقاومة السياسية إلا أن هذا لم يدم طويلاً، لأن الفرصة صارت سانحة أمام الحزب وحلفائه كي ينقضوا على معارضيهم ويُنهوا مفاعيل اغتيال الحريري توازياً مع حملة اغتيالات سياسية طالت رموز معارضة لهم.

بعد أن انتهت حرب تموز، سأل جنبلاط أمين عام حزب الله “لمن سيهدي الانتصار؟”، وكان السؤال هو شغل شاغل اللبنانيين الذين رأوا أن الحدث هو فرصة لتحويل “الانتصار” كما أسماه حزب الله إلى لحظة وطنية جامعة وتسخيره لصالح الدولة اللبنانية وليس لصالح حزب بعينه. الرد على هذا الطلب أتى في 30 أكتوبر من العام 2006 حيث قام الحزب وحلفاؤه بنصب أكثر من 600 خيمة حول مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت للمطالبة برحيل السنيورة الذي وصفوه بأبشع الأوصاف واتهموه بأنه عميل.

وقد أدى الاعتصام إلى شلل تام في وسط بيروت ولاسيما منطقة الاعتصام والشوارع المحيطة ما أدى إلى إقفال عشرات المؤسسات التجارية وصرف موظفيها. وقدر مسؤولون وخبراء اقتصاديون، إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع التجارة في لبنان بسبب الاعتصام الذي استمر لأكثر من 18 شهراً، بنحو 10 ملايين دولار يومياً. وتوازياً مع الاعتصام، أغلق بري مجلس النواب بعد انتهاء ولاية أميل لحود ومنع النواب من الاجتماع وانتخاب بديل له.

راحة الحزب في التعطيل والقدرة على مواجهة غالبية من اللبنانيين آنذاك، أمّنها بشكل كبير تحالفه مع التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون، وتوقيعه للتفاهم الشهير في الذي عُرف بـ”تفاهم مار مخايل” في 6 فبراير عام 2006، إذ صار بإمكان حزب الله أن يقول ومن تردد إن سياسته يؤمنها ويدعمها غالبية المسيحيين الذين اقترعوا بالعام 2005 بكثافة لصالح لوائح عون.

“7 أيار” ونهاية السياسة

في 7 مايو من العام 2008، وتحت ذريعة قرارات حكومية “تشكل خطراً على المقاومة” لها علاقة بشبكة اتصالات موازية للدولة، احتل حزب الله وحلفاؤه بقوة السلاح بيروت وحاولوا أن يتمددوا إلى جبل لبنان وتحديداً مناطق نفوذ جنبلاط، لتتدخل دول عدة وينتهي “7 مايو” إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، كرّس هيمنة الحزب على السياسة اللبنانية.

يقول أبي سمرا: “اتفاق الدوحة كان عملياً تكريس لقوة حزب الله فهو كان من عام 2005 إلى اليوم الأساس بتحقيق إرادة حزب الله بتحطيم تركة رفيق الحريري كلها، بالمعنى السياسي والاجتماعي”، ويضيف: “مرحلة استيلاء حزب الله على بيروت، استيلاء سياسي اجتماعي عسكري وإشعار الأطراف الأخرى أنها ضعيفة لا تستطيع فعل أي شيء. فائض القوة الذي شعروا به وكأنهم يقولون إنهم  أصبحوا الوحيدين الذين لديهم منظمة مسلحة وقادرين على تهديد الآخرين بها متى أرادوا وكل ذلك تحت غطاء مسيحي أمنه ميشال عون”.

لم ينته التعطيل خلال المرحلة الماضية. كُل ما يريده حزب الله يحصل عليه. عُرف الديمقراطية التوافقية ساهمت بإلغاء التنوع السياسي. أيضاً، الثلث المعطل الذي صار أولوية في كل حكومة فعل فعله أيضاً. على سبيل المثال، عُطلت البلاد منذ مايو 2014 حتى أكتوبر 2016 فقط لفرض انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

يعتبر شرارة أن “ما أخذه حزب الله بعد 7 أيار ومن خلال اتفاق الدوحة، هو أمر فيه القليل من الحياء ولكنه بالحقيقة فعل فاحش، أي أن تضع مصير وزارات في يد طرف وأن تأخذ هذا الشكل الكاريكاتوري، فصار تشكيل الوزارات بناء على التشريع السوري العملي، الحكومة هي برلمان مصغر في برلمان ليس فيه من معارضة بشكل قد تستمر مثلاً 7 أشهر من أجل تشكيل حكومة فقط كي تدخل وزيراً محسوباً على طلال إرسلان الذي هو نائب في عاليه، نجح لأن وليد جنبلاط ترك له مقعداً شاغراً”. برأيه، “مُسحت الحياة السياسية كما حصل في سوريا في السبعينيات”.

من جهته، يقول أبي سمرا: “إذا كان الوجود الفلسطيني في لبنان قدّ دمّر البلد خلال 15 سنة، فشيعية حزب الله من عام 1990 إلى اليوم أوصلتنا إلى كارثة أخرى ودمّرت البلد على كافّة المستويات، اجتماعياً، سياسياً واقتصاديّاً. الديون والإفلاس كانا طبعا جزءاً مهماً أيضاً ولكن السبب الأساسي هو توقيف البلد بهذا الشكل، عزله، تدميره، تحويله لمستنقع لحزب الله”.

ويتحكم حزب الله اليوم بكل شيء. لبنان عام 2020 صار جزيرة معزولة عن المحيط والعالم. انتفاء معارضة فاعلة وحقيقية جعل أيضاً السياسة الخارجية للبنان هي سياسة الحزب نفسها، مع ما يعنيه ذلك من عداء تراكم منذ سنوات مع المجتمع العربي قبل الغربي، وهو ما يدفع ثمنه لبنان اليوم، بشكل مضاعف عن فاتورة فساد الطبقة السياسية التي حكمته منذ ما بعد الطائف، والتي كان الحزب ومعه حركة أمل ركناً أساسياً فيها. .

والحزب الذي صار مُتحكماً بالسياسة اللبنانية كلّها، يُشارك عسكرياً منذ العام 2011 في الحرب الدائرة في سوريا داعماً لنظام الأسد في حربه على شعبه، فضلاً عن دوره في حرب اليمن وفي أزمة العراق وتدخلاته في الدول العربية والخليجية على وجه التحديد.

يقول أبي سمرا: “الشيعيّة السياسيّة هي مشروع تدميري، نهايته ستكون وخيمة يوماً ما. لا أعلم متى لكنها لن تستمر، ستتآكل، لا أعلم كيف. ملامح هذا التآكل قد بدأت اليوم مع تفجير المرفأ. إنّه عمل شيطاني يأكل نفسه بنفسه”.

 

هل سيغطي ماكرون الدور الإيراني في لبنان؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/30 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89951/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%ba%d8%b7%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

في حمأة التحضيرات للزيارة الثانية خلال أسابيع قليلة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تتطاير التوقعات والتسريبات، ولكن تغيب عن أذهان كثيرين أن لبنان يظل جزءاً من كل.

صحيح أن ما حدث يوم 4 أغسطس (آب) في مرفأ بيروت كان كارثة حقيقية، لكن الصحيح أيضاً أنه ما عاد ثمة حدود يُعتدّ بها، وسط تزايد الأطماع وتقاطع الحسابات وارتسام التحالفات في المنطقة.

ماكرون، وإنْ كانت تدغدغه «رومانسية» الدور الفرنسي التنويري في شرق المتوسط، فإنه يرأس دولة تظل مجرّد لاعب بين عدة لاعبين كبار.

وإذا كان الانشغال الأميركي بالهموم المحلية والأولويات الصينية الروسية يتيح لفرنسا طرح مبادرات رعائية الطابع، فهذا لا يعني أن يدها مطلوقة في لبنان، ناهيك بمحيطه. ولتفصيل أكبر لهذا الجانب من الموضوع، يكفي الإشارة إلى أن الزيارة «الماكرونية» الثانية تكاد تتزامن، كسابقتها، مع زيارة مسؤول أميركي قد لا يكتفي بالإصغاء.

من جهة أخرى، ما عاد ممكناً عزل مقاربات القوى الكبرى عن مواقع القوى الإقليمية الثلاث الطموحة، إسرائيل وإيران وتركيا. وفي لبنان، أصغر بلدان الشرق الأدنى مساحة وأكثرها تعدّدية وتعقيداً، تتقاطع مصالح القوى الثلاث.

باريس تدرك، وكذلك واشنطن، حساسية نقطة التقاطع هذه. فإسرائيل حاضرة عبر «الخط الأزرق» الذي تراقبه قوة دولية جرى بالأمس خفض عديدها وتقليص دورها.

وبحجة «عدوانية» إسرائيل لا تزال ميليشيا «حزب الله» الشيعية تحتفظ بسلاحها الثقيل، حصراً، من دون سائر المكوّنات الطائفية اللبنانية.

وبفضل هذا السلاح، تمكّنت هذه الميليشيا الإيرانية -الولاء والتوجيه- من تشديد قبضتها على بيئتها الطائفية، وتغيير ثقافتها السياسية وظروفها الاقتصادية، ومن ثم، فرض هيمنة فعلية على النظام السياسي للبنان.

وما اكتملت فصول «السيناريو» عند هذا الحد. إذ كان لا بد لمسار الهيمنة الزاحف، ومحطاته الدامية، من أن يثير ردود فعل عند المكوّنات الطائفية الأخرى. وكانت البدايات عام 2005 مع جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، التي اتُّهم الجهاز الأمني السوري اللبناني – في حينه – بتنفيذها.

ومجدداً، كان من الطبيعي جداً لجريمة بهذا الحجم، وفي الظروف السياسية التي وقعت فيها، أن تثير ردة فعل في شارع طائفي سنّي شعر بأنه مستهدف بالإذلال والإقصاء، وبخاصة، في ضوء موقف «حزب الله» الداعم صراحةً للنظام السوري، وهذا قبل أن تُوجّه لأيٍّ من عناصره شبهات التورّط في ارتكاب الجريمة.

بعدها، تأكد هذا المنحى بين 2006 و2008 مع حصار مقر رئاسة الحكومة، التي كانت قد أصرت على تشكيل محكمة دولية للنظر في اغتيال الحريري – في وجه معارضة «حزب الله» – وبالطبع «الغزوة» المسلحة التي شنّها «حزب الله» على بيروت والجبل في مايو (أيار) عام 2008.

عام 2011 انتفض الشارع السوري، انطلاقاً من مدينة درعا. وشكّلت هذه الثورة متنفساً للبنانيين المهمّشين والمُحبطين، وحظيت بتأييد شعبي واسع في بيئات عديدة، في مقدمها، الشارع السنّي داخل المدن الكبرى، وفي الأرياف المحرومة النائية في عكّار والضنّية بشمال لبنان، وبلدة عرسال ومحيطها بشمال شرقه.

ومن ثم، أدى القمع الدموي الذي مارسه نظام دمشق إلى تزايد الغليان في هذه المناطق اللبنانية، فتطوّع عدد من الشباب للقتال مع الثورة. وتصاعَد الخطاب السياسي الراديكالي من على منابر عدد من المساجد في مدن وبلدات، أبرزها صيدا وطرابلس.

في هذه الأجواء، وُلدت ظاهرتان استُغلتا بقوّة ولا تزالان، هما: ظاهرة الشيخ أحمد الأسير (المسجون حاليا) في صيدا، الذي صعّد خطابه ضد «حزب الله» ودمشق وما عدّه سكوت الدولة اللبنانية عن قتال الحزب في سوريا. وظاهرة صبغ رد الفعل السني – ولا سيما في شمال لبنان – بـ«الدعشنة» (نسبة إلى داعش) وإطلاق لقب «قندهار» على مدينة طرابلس.

في الواقع، لا الأسير وجماعته، ولا الشباب الذي اتجه للقتال في سوريا، فعلوا شيئاً غير ما كان يفعله «حزب الله». فالأسير رجل دين كان يتكلم ويُفتي في السياسة وكذلك قيادة «حزب الله». والشباب اللبناني السنّي المتحمّس اتجه للقتال في سوريا تماماً كما فعل شباب «حزب الله».

أما نقطة الاختلاف الوحيدة بين الحالتين فهي النقطة الطائفية. إذ إن الحزب ليس فقط جزءاً من «الحكومة الشرعية» ويرى أن له الحق في توزيع شهادات الوطنية وتهم التخوين، بل هو يدّعي أنه «مقاومة» وحدها تعادي إسرائيل وتستطيع تحرير القدس، أما الخصوم فهم إما «إرهابيون» وإما «دواعش» وإما «عملاء إسرائيل».

هذه الحالة مستمرة حتى يومنا هذا. ولقد حظيت بمزيد من التقبّل والتصديق بسبب الأخطاء التكتيكية والاستراتيجية التي يواصل ارتكابها الحكم التركي، بدءاً من سوريا بعد صفقة آستانة المعقودة مع الروس والإيرانيين، ووصولاً إلى التوسّع غرباً حتى ليبيا. ولا يخفى أن الموقف الفرنسي من تركيا ما كان ودياً، لا إبّان «عثمانيتها» الأولى ولا اليوم أيام «عثمانيتها» الثانية، ولا في فترة العلمانية الكمالية بينهما.

فرنسا، التي ورث انتدابها على لبنان وسوريا عام 1920 الحكم العثماني في المنطقة، ترى تركيا عدوها الأول في المنطقة. والخوف أن يجرّ هذا الهاجس التاريخي، على وجاهته، إلى صفقة مؤلمة مع إيران يدفع ثمنها اللبنانيون والسوريون. طبعاً، في سوريا، لا حظوظ تُذكر لباريس في التأثير بوجود القوتين الأميركية والروسية، لكنّ الحسابات الخاطئة في لبنان قد تكون قاتلة.

ما يُقال إن الرئيس ماكرون سيقدّم للبنانيين غداة مرور 100 سنة على رسم حدود بلدهم صيغة ما أقرب إلى الـ«لا غالب ولا مغلوب»، غير أن دون ذلك محظورين: الأول، أن أي تنازل إيراني سيكون مربوطاً بالانتخابات الأميركية، التي تأمل طهران بعدها في عودة الديمقراطيين إلى الحكم. والآخر، أن الواقعين الديموغرافي والاقتصادي في لبنان، وبخاصة، بعد كارثة بيروت، باتا أكبر بكثير من تشكيل حكومة وهوية رئيسها.

بقاء سلاح «حزب الله» وعودة «سلطته» لإطلاق تُهم «الدعشنة» يمدّدان المشكلة. وشعار «حياد لبنان» الذي طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، ولو متأخراً، ربما يكون الخطوة الأولى لبناء صيغة بديلة تعطي لبنان فرصة أخرى للحياة. إلا أنه قد لا يكون كافياً في حد ذاته. الحقيقة، أن خرائط جديدة تُعد للمنطقة، ويأمل اللبنانيون ألا تُرسم على أنقاض بقائهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية يوجه غدا رسالة الى اللبنانيين ويجري حوارا شاملا لمناسبة مئوية دولة لبنان الكبير

وطنية - السبت 29 آب 2020

يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الثامنة والنصف من مساء غد الأحد، عبر مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لاعلان "دولة لبنان الكبير"، في الأول من أيلول العام 1920، يتبعها حوار مع الإعلامي ريكاردو كرم، يتناول فيه معاني الذكرى وآخر التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.

 

البطريرك الراعي في إطلالة خاصة مع الإعلامي وليد عبود مساء الاثنين

المركزية/29 آب/2020

المركزية – بمناسبة مئوية لبنان الكبير، يطل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حلقة تلفزيونية خاصة، عبر شاشة الـ أم. تي. في. مع الاعلامي وليد عبود، في التاسعة والنصف من مساء الاثنين المقبل مباشرة من الصرح البطريركي في بكركي.

سيتحدث البطريرك الراعي في إطلالته عن مشروع الحياد ولبنان الكبير المهدد بالزوال بحسب كلام وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، خاصة وان الزيارة تتزامن مع مئوية لبنان ومع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، والذي سيلتقيه الراعي في اليوم التالي في قصر الصنوبر. كما سيطلق الراعي مواقف مهمة، تتعلق أيضاً بنظرته الى لبنان الجديد الخالي من السلاح. وفي السياق، أفادت المعلومات ان زيارة مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الى الديمان لها علاقة بتهدئة الراعي حول سلاح "حزب الله".يلي المقابلة مع البطريرك حوار يشارك فيه سجعان قزي ومصطفي علوش وحياة ارسلان وابراهيم شمس الدين.

 

"ملتقى التأثير المدني" يزور الراعي داعماً: لحياد لبنان وحكومة مستقلين متخصصين

المركزية/29 آب/2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وفداً من مجلس إدارة "ملتقى التأثير المدني"، ضم رئيس مجلس الادارة إيلي جبرايل، منير يحيى، يوسف الزين، عبد السلام حاسبيني، فيصل الخليل والياس حويك، داعما لمواقفه في ما يعنى بالحياد واستعادة السيادة وتطبيق الدستور ومكافحة الفساد، وسلمه وثيقة "لبنان الكبير 1920 - لبنان القضية 2020". إثر اللقاء القى جبرايل كلمة بإسم الوفد، فقال: "تشرفنا بلقاء البطريرك الراعي، وسلمناه وثيقة "لبنان الكبير 1920 - لبنان القضية 2020 / تحرير الدولة، حماية اللبنانيين، واستعادة الثوابت / في سبيل خارطة طريق إنقاذية"، وهي تتقاطع مع الثوابت الكيانية السيادية لصون الهوية اللبنانية والعيش الواحد".  اضاف: "نحن هنا لنؤكد أن العيش الواحد ليس شعارا بل هو حقيقة ميثاقية تكتسب مناعتها بحياد لبنان عن الصراعات وسياسات المحاور. العيش الواحد الذي برز منذ قيام دولة لبنان الكبير 1920 وتحصن بميثاق 1943 الذي هو روح الحياد، يشكل فرادة هوية لبنان ورسالته في العالم، ولن نألو جهدا وتضحيات في الدفاع عن هذه الهوية والرسالة. وهذا يقتضي، وقف تعليق المنظومة السياسية للدستور ووقف استباحتها للسيادة وضربها لحقوق اللبنانيين، ووقف قتل اللبنانيين كما جرى في فاجعة 4 آب. لحكومة متخصصين مستقلين بصلاحيات تشريعية إستثنائية، لحماية دولية إنسانية للبنانيين، ولإعلان حياد لبنان، هذه هي خطوات مؤسسة في إنقاذ لبنان واللبنانيين". ورأى أن "البطريركية المارونية ضمانة أخلاقية وتاريخية للبنان الرسالة والعيش الواحد، ونحن إلى جانبها كي نطلق مئوية لبنان الثانية تشبه طموحات اللبنانيين. نحن في لحظة تاريخية وجودية وعلينا الاستمرار بالنضال لتحرير لبنان من خاطفيه".

 

الرئيس الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية: كم أصبحنا بحاجة ماسة لجرأة يوحنا المعمدان وشهادته

وطنية - المتن - السبت 29 آب 2020

احتفل الرئيس العام الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت برنار توما بالقداس في دير مار يوحنا الصابغ - الخنشارة، لمناسبة تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان، شفيع الدير، والقى بعد الانجيل عظة قال فيها: "حالة من الحزن تشعر بها الكنيسة في هذا العيد، حيث تتفاقم الازمات الواحدة تلو الاخرى. فها نحن اليوم نعيد بحضور عدد قليل من المؤمنين الاحباء بداعي الوباء المستشري وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة لم يعرفها لبنان ولا في أحلك أوقاته وأصعبها. كما ونعيد وفي القلب غصة على الفاجعة الاليمة التي حلت ببيروت وخلفت الدمار والركام والموت. نعيد والكرامة الانسانية منهكة ومستباحة والمسؤولون في غيبة عنها، حتى لا أقول في غيبوبة، يتناتشون المصالح الضيقة ويهملون غاية الناموس أي الرحمة والعدل". أضاف: "هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعيد الكنيسة اليوم وتتذكر حادثة أليمة وهي رقصة خادعة في جلسة خالعة، أدت بنهاية السابق المجيد بهذه الطريقة المأساوية. فالكنيسة تطالع قصة المرأة الفاجرة هيروديا، كيف تربصت بالمعمدان، وكيف كانت له هذه النهاية المؤلمة، التي أحزنت حتى القاتل نفسه هيرودس الطاغية. ولا يخفى على أحد أن الملك هيرودس تميز بأنه من أكثر الملوك دموية وأكثرهم بطشا وقساوة، ومع هذا كله كان يهاب يوحنا المعمدان لانه كان إنسانا بارا قديسا. فيوحنا المعمدان هو ممجد الآن في السماء وينتظر القيامة العامة والدينونة". وتابع: "كنيسة اليوم تتألم حزنا على وضع البشرية، فبشرية اليوم يتجسد فيها هذا القتل الدموي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فالقتل ليس شرطا أن تسيل الدماء فقط، بل أيضا عندما تكفر البشرية بكل القيم التي يوحنا المعمدان مات لأجلها. فلدى يوحنا غيرة عظيمة جدا، لدرجة أنه وبخ الملك "لا يسمح لك أن تأخذ امرأة أخيك" وقد حدد سفر اللاويين بمن يتزوج الانسان، وبمن لا يحق له أن يتزوج، فبحسب الشريعة فيليبس أخ هيرودس ما زال حيا فلا يحق له أن يتزوج امرأته. وكانت هيروديا تعرف جيدا أنها خالفت الشريعة بهذا الزواج الآثر. فحنقت على المعمدان، لانه لم يكن يوجد أي شخص يجرؤ على أن يقول لها هذه الحقيقة غير يوحنا المعمدان. وهذا أيضا يتكرر في أيامنا لكن بشكل آخر، فالبشر اليوم يرون الحقائق أمامهم ناصعة، ومع ذلك يحاولون بكل ما أوتيوا من أفكار وحجج وأقوال وأعمال إخفاء الحقيقة الساطعة".

وقال: "البشرية اليوم تقتل بعضها البعض بالكلام والفعل والعمل والتجريح، أي بطريقة أشد فتكا من هيرودوس، بحيث أصبح إنسان اليوم أرخص سلعة موجودة في هذا الكون وباتت إراقة الدم وإنهاء حياة انسان بطريقة مؤلمة مثل نهاية يوحنا المعمدان أمرا سهلا جدا. كم أصبحنا بحاجة ماسة، ضرورية جدا لجرأة يوحنا المعمدان وشهادته". وختم توما: "لذلك أدعو أخوتي الكهنة والرهبان الشويريين الى أن يتمثلوا بشفيعهم، أعظم مواليد النساء وأن يتحلوا بغيرته على الحق، بجرأته على نصرة الضعفاء والمشردين وأن يكونوا شهودا للحق. بهذه الدعوة أتوجه بالمعايدة من جمهور ورئيس الدير ومن أبناء الرهبانية، ومن كل أبناء القرى المحيطة بديرنا الام، وجميع الحاضرين بأصدق عواطف التهنئة بعيد شفيعنا، سائلا الله أن تكونوا جميعكم بألف خير وأن ينعم عليكم ببركاته بشفاعة القديس يوحنا الصابغ. وكل عام وأنتم جميعا بألف خير وسلام".

 

نصرالله: عرضوا علينا المال والسلطة وتغيير النظام لصالحنا.. ورفضنا

المدن/30 آب/2020

جدد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال إحياء الليلة العاشرة من ليالي عاشوراء، التأكيد على أن الأميركيين سعوا إلى فتح قنوات اتصال مع حزبه، لافتاً إلى أنهم يريدون تأمين مصالح إسرائيل مقابل أن يحصل الحزب على ما يريد، من الأموال إلى الشطب من قوائم الإرهاب وصولاً إلى تطوير النظام السياسي اللبناني لمصلحته، مشدداً على أن الحزب لم ولن يفعل ذلك.

لا حياد

وانطلاقاً من السيرة العاشورائية تطرق السيد نصرالله إلى مفهوم الحياد، مشدداً على أنه "عندما تكون المعركة بين الحق والبطل، لا حياد"، معتبراً أن "الواجب هو الوقوف إلى جانب الحق ورفض الباطل ومحاربته"، لافتاً إلى أنه عندما تكون المعركة بين الباطل والباطل يصبح من الممكن الوقوف على الحياد.

من جهة ثانية، لفت السيد نصرالله إلى أن حملة الشائعات التي يتعرض لها "حزب الله"، بالإضافة إلى إيران وباقي حركات المقاومة، عبر الضخ الإعلامي لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، مشيراً إلى أن الجزء الأكبر منها مدفوع الثمن، مضيفاً: "يقولون ان حزب الله يقمع بينما من يقومون بذلك يعيشون بيننا".

واعتبر السيد نصرالله أن هذه المعركة هي من أخطر المعارك التي يواجهها الحزب، لافتاً إلى أن من أساليب المواجهة تطوير الإمكانات الإعلامية وتعزيز الحضور الشعبي على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل هادف ومدروس، بالإضافة إلى الحفاظ على المصداقية، مشيراً إلى أن من أساليب المواجهة أيضاً المقاطعة، و"عدم متابعة مقالات ومقابلات كلها كذب وتزوير -الا للاختصاصيين- فلماذا نتابع وسيلة اعلام قائمة على الكذب والتزوير؟"

العادة والشهادة

وأكد أن لا الترهيب والقتل يمكن ان يخيفنا، ولا الترغيب يسقطنا من موقع المسؤولية، ولا التثبيط يمكن ان يصل الى قلوبنا، ولا الشائعات والحروب النفسية تنال من ارادتنا وعزمنا على المضي في هذا الطريق، ولا التزوير يجعلنا نشك في صحة مسارنا.

وشدد أمين عام "حزب الله" على أن "لا الترهيب ولا القتل يمكن أن يخيفنا لأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، كما أكد أن "الترغيب لا يمكن أن يسقطنا من موقع المسؤولية، لأننا لسنا طلاب سلطة ولا طلاب مال، ولا أيضاً الشائعات أو الحروب النفسية يمكن أن تطال من عزيمتنا أو تجعلنا نشك في طريقنا الصائب أو سلامة قضيتنا".

 

نصر الله: نتعرض لحملة لا سابقة لها ولا حياد!

المركزية/29 آب/2020

لفت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى أن الدول اليوم تستخدم جيوشا الكترونية بشكل سيء وتحاول فرض رأي عام على بلد ما.

وخلال كلمة متلفزة له في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله، أشار إلى أن سفارات أجنبية وخليجية تدفع عشرات ملايين الدولارات للإعلام لاستهداف حزب الله عبر أخبار وأكاذيب.

نصر الله أضاف أنهم "يدفعون المال مقابل بث السموم ويتجاوزون حدود الكذب الى الاستفزاز والسب والشتائم ضد حزب الله"، معتبرا أن ما نتعرض له على هذا الصعيد لا سابقة له على مدى اربعين أو خمسين سنة. وتابع قائلا "يعتمدون ضدنا سياسة الضخ الإعلامي لأن هناك إدارة واحدة وهي غرفة سوداء وأحيانا يرسلون نفس النص لكل وسائل الاعلام"، ورأى أن من جملة الوسائل في هذه المواجهة الحفاظ على مصداقيتنا. الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنه "مرت فترة انقطع المال عن كثير من مواقع التواصل والاعلام لأنهم لم يستطيعوا تأليب بيئة المقاومة عليها لكن الآن عادوا يقدمون لهم المال لأن المعركة كبيرة وجديدة". الى ذلك دعا إلى ضرورة تحصين البيئة بمواجهة هذه الحملات وكذلك المقاطعة، مضيفا أن "علينا بالمقاطعة السلبية لهذه الصحف والاذاعات والمواقع"، كما علينا بالتدقيق والتمحيص في كل خبر وهذا الأمر من أشكال المواجهة.

وأضاف أن "سياستنا بعدم الرد على بعض المقالات والأكاذيب والادعاءات واهمالها هذا يساعد في مواجهة الضغوط "، مشيرا إلى أن الأعداء يعمدون إلى سياسة الضغوط النفسية والمعنوية حتى نتخلى عن القضايا التي ضحينا من أجلها، ولافتا إلى أننا "نحن من خلال تجربتنا نفتخر أننا ننتمي إلى مدرسة الامام الحسين (ع) وأصحابه فهم دائما أسوتنا وقدوتنا، ونحن كما كانوا أردنا أن نكون ونطمح في أن نكون مثلهم في التوكل على الله وفي التضحية". وتوجّه لكل العالم بالقول "لا الترهيب والقتل يمكن أن يخيفنا لأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، مردفا "أيام كنّا قلة كان الاحباط لا يؤثر فينا فكيف اليوم ونحن أقوياء وكثر؟".

الأمين العام لحزب الله قال "نعتقد ان الله منذ 38 سنة كان معنا ودافع عنا وسددننا ونصرنا وطالما نحن معه وننصره ومستعدين للتضحية فالله ناصرنا"، وأضاف "كل ما تسمعوه في الاعلام من تهويل حول التطبيع وسفن وبوارج وغيره لا يهز شعرة من رأس مجاهد من مجاهدينا طالما أننا في مسارنا مع الله فنحن على ثقة أن الله معنا". وختم قائلا "ما تركناك يا حسين منذ ان ولدنا والى ان نموت او نقتل لن نتركك هذا عهدنا والتزامنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 29-30 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

إلى السلاح يا مواطنون”، هي العبارة السحريّة التي حوّلت، بدقائق قليلة، فقراء فرنسا والمغلوب على أمرهم، من أناس خانعين خاضعين، إلى ثوّارٍ يُحرّرون بلادهم من ظلم الطغاة ليُضْحوا النموذج الملهم لكل ثوّار العالم بعد العام 1789.

المخرج يوسف ي. الخوري/29 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89935/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%88%d8%a7/

 

الشيعية السياسية في لبنان من الصدر إلى نصرالله.. المسار التاريخي ونذر النهاية “الوخيمة

أيمن شروف – بيروت/الحرة/26 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89942/%d8%a3%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%88%d9%81-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a/