-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 28 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخوَتِي: أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أم جورج ... " سنديانة " الشهادة/جان فغالي/المرصد

الخلاص السحري/الياس الزغبي

قتيلان وجرحى في اشتباك مسلح جنوب بيروت

هذا ما يريده «حزب الله» من فتنة خلدة!

7 سنوات على تفجير مسجدي التقوى والسلام… ولم تتحقق العدالة

حزب الله» يتمسك باستبعاد نواف سلام من «رئاسة الحكومة»

ماكرون في بيروت مجدداً الاثنين المقبل/باريس تدفع اللبنانيين إلى الاتفاق على «حكومة إنقاذ»

مصادر غربية تكشف خبايا وحدة اغتيالات «حزب الله»

صحيفة «واشنطن بوست» قالت ان سليم عياش أحد أفرادها... وأنها وراء تصفية وزير وثلاثة ضباط كبار

وزير خارجية كندا تفقد المرفأ: المساعدات الدولية يجب أن تقترن بإصلاحات جوهرية والإفلات من العقاب يجب أن يتوقف

شيخ العقل اتصل بالراعي مستنكرا الخطاب التخويني والتعرض للمقامات

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/8/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فرنسا تحذر من «اختفاء لبنان» حال التراجع عن الإصلاحات «العاجلة»

وزراء وجنرالات أمام القضاء الأسبوع المقبل/التحقيق في انفجار بيروت يتوسّع بعد انتهاء استجواب الموقوفين

مشروع إنفجار جديد في منطقة برج حمود

لبنان يفتح معظم المؤسسات رغم ارتفاع إصابات {كورونا}

برّي يصرّ على ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة رغم عزوفه

زيارة ماكرون إلى بيروت آخر اختبارات المكونات السياسية ... ولودريان يدق ناقوس الخطر

فيتو «حزب الله» يخرج اسم نواف سلام من التداول

اللواء إبراهيم: الخروج من النفق ليس عسيراً

وزير الخارجية الفرنسي يحذّر من "خطر اختفاء لبنان" و شدد على وجوب اتخاذ إجراءات إنقاذية عاجلة

السلطة تتهرّب من "التدقيق الفرنسي" وتتحضّر لـ"بهدلة" ماكرون/8 آذار "مربكة"... وبري مستاء من باسيل

سلاح حزب الله الهمّ الأكبر، وهو الذي اصبح يمثل قلقاً عميقاً لكل اللبنانيين خوفاً من انفجارات لمخازن السلاح شبيهة بانفجار المرفأ

نداء الوطن/السلطة تتحضّر لـ”بهدلة” ماكرون

أحداث الجنوب: استهداف مراكز لـ”الحزب” والجيش!

الورقة الفرنسية تحدد: لتنفيذ هذه الإصلاحات!

“الوحدة 121… من هم ضحاياها غير الحريري؟

من التالي؟: اللواء فرنسوا الحاج أيضاً قتله «حاج مظلوم » من حزب الله! هل كان على اللبنانيين أن ينتظروا مقال « الواشنطن بوست » عن قاتل الحريري « سليم عيّاش »، قبل أيام، لكي يعلموا أن له يداً، هو أو « زملاؤه » في اغتيال رئيس أركان الجيش اللبناني، اللواء فرنسوا الحاج؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكاظمي يبحث مع فيصل بن فرحان ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

تأكيد سعودي ـ عراقي على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز الاستثمارات

طرابلس تفرض حظر تجول لكبح انتشار الفيروس

عريقات: أميركا لم تتجاوب مع أطراف {الرباعية}/الفلسطينيون يشيدون بموقف البحرين وتمسكها بالمبادرة العربية

الاتحاد الأفريقي يتسلم اليوم «مسوّدة موحدة» لمشروع اتفاق بشأن «سد النهضة»/سفير إثيوبيا يقدم أوراقه في القاهرة عشية جولة جديدة من المفاوضات

مناسيب النيل في السودان الأعلى منذ مائة عام... وتحذيرات من الأسوأ

الجزائر: ماكرون يناقش مع تبون هاتفياً أزمتي ليبيا ومالي

أموال قطاع الاتصالات تؤجج الصراع بين أجنحة الجماعة الحوثية/اتهامات بينية بالفساد والتنصت على آلاف المشتركين في الخدمة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حل خارجا عن حكومة مضادة ونزاع الشرعيات/شارل الياس شرتوني

حقوق الطوائف أم تجارة الأديان؟/محمد علي مقلد/نداء الوطن

اليتم السياسي" المسيحي بين "17 تشرين" و"4 آب"/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الاحتلال الحزب "اللهي" الغاشم/نديم قطيش/أساس ميديا

لبنان: ترهيب المسيحيين بديل الإصلاح المرفوض/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

مسيحيّو لبنانَ الكبير والعروبة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

الاستشارات يوم الاثنين.. والحريري هو من "يعيّن" الرئيس المكلّف؟/منير الربيع/المدن

الرؤية الأميركية تسابق الفرنسية.. ونصرالله يطرح معادلة جديدة/منير الربيع/المدن

"بكركي نجمتنا"/مروان الأمين/نداء الوطن

موسكو ترفض حكومة اللون الواحد... إحذروا المواجهة الشاملة/ألان سركيس/نداء الوطن

برّي يذهب إلى القضاء وشرطة المجلس "فوق المحاسبة"/مريم سيف الدين/نداء الوطن

اليساريون واغتيال اليسار ( 2ـ 3)/توفيق شومان

لا ضرورة للسرّية/بشارة شربل/نداء الوطن

قائمة الأماني الفرنسية للبنان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

المرة المقبلة تذكر المؤلف... لا البطل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

اندثار الدولة الوطنية العربية!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

تركيا تفك عزلتها بالتحالف مع باكستان!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون ل PARIS MATCH: لست نادما كوني رئيسا للجمهورية في هذا الظرف وما تهربت يوما من تحمل المسؤولية ومصمم على متابعة النضال لتفكيك كارتل الفساد

أرسلان تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية وجرى البحث في تداعيات اشكال خلدة

المستقبل دان ما حصل في خلدة ودعا عشائر العرب للاستجابة لتوجيهات الحريري بالتزام اقصى درجات ضبط النفس

الصايغ بعد لقائه الراعي: نجدد الصرخة من الديمان ونقول لنستقبل الرئيس الفرنسي بفكرة موحدة هي رفضنا للموت وتعلقنا بالحياد

السفارة المصرية : علوي بحث مع بري والحريري ودريان وجنبلاط وسلام و ميقاتي في اطار الجهود المصرية للمساعدة على انهاء الفراغ الحكومي

تقرير: أرباح أغنياء الشرق الأوسط خلال وباء كورونا كافية لإصلاح انفجار بيروت

مصممو الأزياء في لبنان يعودون من تحت الأنقاض

داني أطرش غنّى لفيروز وزهير مراد تألق وعبد محفوظ رفع علم لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخوَتِي: أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى03/من01حتى10/يا إِخوَتِي :“يا إِخوَتِي: أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، نَحْنُ الآنَ أَولادٌ لله، ولَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مَا سَنَكُون. إِنَّمَا نَعْلَمُ أَنَّنَا، عِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، سَنَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنا سنُعَايِنُهُ كَمَا هُوَ. فكُلُّ مَنْ لَهُ هذَا الرَّجَاءُ في المَسِيح، فَلْيُطَهِّرْ نَفْسَهُ، كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ طَاهِر. كلُّ مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ يَفْعَلُ الإِثْمَ أَيْضًا، لأَنَّ الخَطِيئَةَ هِيَ الإِثْم. وتَعْلَمُونَ أَنَّ المَسِيحَ ظَهَرَ لِيَرْفَعَ الخَطايَا، ولَيْسَ فِيهِ خَطِيئَة. كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لا يَخْطَأ، وكُلُّ مَنْ يَخْطَأُ فَهُوَ مَا رآهُ ولا عَرَفَهُ. أَيُّهَا الأَبْنَاء، لا يُضَلِّلْكُم أَحَد. إِنَّ مَنْ يَعْمَلُ البِرَّ هُوَ بَارٌّ كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ بَارّ. مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ هُوَ مِنْ إِبْلِيس، لأَنَّ إِبْلِيسَ مُنْذُ البَدْءِ خَاطِئ. لِهذَا ظَهَرَ ٱبْنُ الله، لِيَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيس. كُلُّ مَولُودٍ مِنَ اللهِ لا يَفْعَلُ الخَطِيئَة، لأَنَّ زَرْعَ اللهِ ثَابِتٌ فِيه. ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْطَأ، لأَنَّهُ مَولُودٌ مِنَ الله. بِهذَا يَظْهَرُ مَنْ هُم أَولادُ اللهِ ومَنْ هُم أَوْلادُ إِبْلِيس. فَكُلُّ مَنْ لا يَعْمَلُ البِرَّ لا يَكُونُ مِنَ الله، وأَيْضًا مَنْ لا يُحِبُّ أَخَاه.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/27 آب/2029

http://eliasbejjaninews.com/archives/89829/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%86%d8%af-%d8%af%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

بعض الكنديين من أصول لبنانية لا يزالون يعيشون ثقافة وعقلية شريعة الغاب ومغربين عن الحضارة وعن كل ما هو شرعة حقوق إنسان، ولذلك يتماهون مع كل ما هو إرهاب وإرهابيين، ويسوقون ودون خجل وفي كندا لمشروع حزب الله الإرهابي والإحتلالي والإيراني، وهو الحزب الموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة منها دولة كندا.

بعض هؤلاء وعلى خلفية عيشهم في أوحال التعصب والانغلاق وثقافة العداء والكراهية والموت والحروب يتعامون عن حقيقة مؤكدة ومثبتة لبنانياً وعربياً ودولياً وهي أن حزب الله ليس لبنانياً ولا هو من الشرائح اللبنانية، بل هو منظمة عسكرية فارسية ملالوية تحتل لبنان وتخطف بيئتها وتأخذها رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح والمال والإجرام والتمذهب.

هؤلاء لم تعجبهم الرسالة الوطنية والإنسانية والسيادية التي وجهها الناشط الكندي اللبناني رولند ديك من مدينة مونتريال حيث يقيم وتناول من خلالها الوضع المأساوي في لبنان مشخصاً مرضه السرطاني الذي هو احتلال حزب الله، ومفنداً أعراض احتلاله المدمرة لكل شيء من أمن وحريات واقتصاد وديمقراطية وإلخ. فهاجموه وانتقدوا رسالته متلحفين نفاقاً عباءة العفة والوطنية، ومدعين زوراً بأنهم حريصون على وحدة وتماسك الجالية وبأن حزب الله هو شريحة لبنانية.

لا يا سادة، فإن حزب الله لا لبناني هو ولا يمت للبنان بشيء، بل هو قوة احتلال إيرانية ونقطة ع السطر.

تحية من القلب من كل الأحرار والشرفاء والسياديين في كندا ولبنان وبلاد الانتشار كافة إلى السيد رولند الديك، وله نقول بأن قافلة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني تسير إلى الأمام وهي إلى نصر قريب إنشاء الله .. وبالتأكيد لم ولن تُعيِّر الأقلام الصفراء والقلوب الحادة والسوداء أي اهتمام.

ملاحظة: مرفق مع هذا البيان فيديو يوتيوب لرسالة رولند الديك التي هي موضوع البيان وأيضاً الهجوم من قبل الأقلام الصفراء والقلوب السوداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://youtu.be/5i76a66IG6E

 

حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/25 آب/2020

المشارك في الحكم في لبنان بظل احتلال حزب الله هو طروادي وذمي وغطاء للحزب وأداة طيعة بيده وبوق يسوّق له من عون وبالنازل

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أم جورج ... " سنديانة " الشهادة

جان فغالي/المرصد/27 آب/2020

عَلَت الصرخة في حي السنديانة : " قِتِل زوزو..." ! يأتي السؤال سريعًا جدًا : مين زوزو ؟ زوزو نمر كيف قِتِل ؟ هلق جابوه من ضهر الوحش ... قًتِل برصاصة في رأسه.

كان ذلك يوم جمعة، التاسع من كانون الثاني من العام 1976 ... كانت حرب السنتين تطوي شهرها التاسع لتدخل شهرها العاشر ... كانت الكحالة في قلب تلك الحرب، لكن لا معارك مباشرة على أطرافها، فجاء قتل زوزو نمر صاعقًا في قلب البلدة ...

للوهلة الأولى لم نعرِف زوزو مَن، ففي حي السنديانة أكثر من شاب يحمل هذا الإسم: زوزو نمر الزغبي، وزوزو الياس نعمةالله الفغالي وزوزو الياس أسعد الفغالي، والثلاثة من جيل واحد تقريبًا، وفي الكحالة إنْ لم تُرفِقْ الإسم الأول بإسم الأب وأحيانا بإسم الأم وبإسم الجد أيضًا، لالتبس عليك الأمر، فهناك في الكحالة مئة زوزو، ومئتا طوني، وثلاثمئة بيار، ولا يكفي إسم العائلة، فإذا ناديتَ: طوني بجاني مثلًا لرد عليك مئة طوني بجاني. تأكدنا أن القتيل هو زوزو نمر الزغبي، فتسمَّرت الذاكرة في مكانها : زوزو مات؟

يصعب التصديق. والده الشهيد نمر يركض في الحي صارخًا : قتلوا زوزو. فعلًا خبر لا يُصدَّق ... فهذا الشاب الواعد الذي يمشي مختالًا، منفوخ الصدر مرفوع الرأس، آتيَا مشيًا على السكة من منزله إلى الزاروب، كان قدوة لأبناء جيله. كانوا " شلَّة " لا تنفصم: زوزو، وطوني حليم سام الزغبي، وزوزو الياس نعمةالله، وجورج شفيق الفغالي، وغيرهم كثيرون من شباب الحي الذي كان الزاروب والسكة "قلبه النابض"، وحدوده "سطيحة" أنطوان سليم أبي خليل الذي كان صوته يصدح وحديثه محبّبا.

سقط زوزو فكان الشهيد الأول في الكحالة في حرب السنتين، قبل ان تنخرط كليًا وبشراسة في تلك الحرب اعتبارًا من مطلع آذار. وآذار لم يكن أفضل من كانون الثاني على العائلة. في آذار الغدَّار عام 978 ، وتحديدًا في التاسع والعشرين منه، سقط والده نمر الزغبي على طريق بسوس... كان نمر حذرًا لكن "الحذر لا يُلغي القدر" ... وهكذا ما كاد هذا البيت ان يُخفِّف من الأسود حتى لبس الأسود من جديد.  في هذا البيت، ام شهيد وزوجة شهيد هي "جورجيت نمر الزغبي"

" تانت جورجيت " صاحبة أحن قلب وأطيب قلب، عركتها الأيام فصمدت في وجهها، اختبرها الموت مرتين فبقيت صامدة، أُصيب ابنها الثالث جان في الحرب، فلم تستسلم، وأُصيب إبنها الرابع، الصغير، جاك، فلم تستسلم ايضًا، ودائمًا إبنها البكر، جورج، كان الحامل الأكبر للمسؤولية...  بالأمس  قررت أن تنضم إلى الإبن الشهيد والزوج الشهيد وأن تودِّع الشهيدَيْن الحَيْيَن: جان وجاك ووحيدتها جومانا. أم جورج، لمثلك تليق الشهادة، فأنتِ أم الشهادة ... كان إيمانكِ لا يتزحزح، من مار ساسين في بيت مري، مسقط راسك، إلى رعية السيدة ام النور في الكحالة حيث رعيتِ عائلة مؤمنة مقاوِمة لأكثر من نصف قرن. 

ماتت أم جورج ، فهوت سنديانة من "السنديانة "

 

الخلاص السحري

الياس الزغبي/27 آب/2020

من خارج السياق السياسي الرتيب والمثير للاشمئزاز إلى درجة القرف، ومن خارج الردح الإعلامي المتناسخ في مئات المقالات والمقدمات التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإخبارية، وبعيداً من المواقف والتصريحات التي تعلكها السلطة المتهالكة، ودوران معارضيها على أنفسهم، وبعيداً ممّا يقوله العالم وما يفعله ماكرون في ذهابه وإيابه، تعالوا نتبصّر في مأساة لبنان وسبيل الخروج منها. فهل العلاج يأتي من ذهنية بالية تحكمنا وطبقة مافيا تقتات من جثث الضحايا كالغربان؟ أم من "محور" لا يقيم وزناً للسلام والحياة، بل لفن الحرب والموت؟

أم من دول ليست جمعيات خيرية، بل أجسام باحثة عن مصالحها بالمساومات؟ أم من منظمة الأمم المتحدة التي تشلّها صراعات الكبار وحروب الڤيتو؟ بعد التبصّر، تعالَوا نبحث عن الحل في إرادتنا، ونعيد بناء الأمل في ذواتنا، فنحن أهل الحق كمواطنين متروكين مهمّشين منبوذين من الأوصياء علينا، واجبنا اختراع الخلاص من طاقاتنا الخاصة. إننا الملجأ الأخير لنا وللأجيال بعدنا. كيف نكون نحن حبل النجاة؟ هذا الأمر لا يتطلب اجتهاداً وتنظيراً، على غرار العلك السياسي الذي يحكمنا، بل قرار إرادي بسيط:

استنهاض الثورة التي كان لها وهجها وفعلها قبل أن تتشتت لألف سبب وسبب. ف ١٧ تشرين، معطوفة على ٤ آب، معمّدة بالدماء والدمار والدموع في مذبحة بيروت، ومزوّدة بالدروس والعِبر من تجربتها، كافية لرسم مسار الخروج من المأساة.

فلا ينتظرنّ أيٌّ منّا مَنّاً وسلوى من أحد، ولا ينتظرنّ أن يفكّ سلاح الموت قبضته طوعاً عن أعناقنا، ولا ينتظرنّ أن تستسلم مافيا السلطة والمال ببساطة، لأنها وجدت فرصتها في انكسار العاصمة والناس، كي تنتهز عطف العالم ومساعداته، فتظلً رابضةً على صدورنا وأنفاسنا.

الخلاص السحري موجود فينا، وما علينا سوى إخراجه إلى ضوء النهار ونبض الساحات.

 

قتيلان وجرحى في اشتباك مسلح جنوب بيروت

الشرق الأوسط/27 آب/2020

سقط قتيلان، وأصيب خمسة آخرون على الأقل، في تبادل لإطلاق النار، اليوم الخميس، بين أنصار «حركة أمل» و«حزب الله» من جهة، وسكان من منطقة خلدة جنوب بيروت يعرفون بـ«عرب خلدة» من جهة ثانية، على خلفية تعليق لافتة. وتحدثت معلومات عن أن عائلات من عرب خلدة رفضت تعليق لافتات في المنطقة من قبل شبان ينتمون لـ«حزب الله» الأمر الذي تطوّر إلى خلاف وتبادل لإطلاق النار، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً يطلقون النار من أسلحة رشاشة. واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد سليمان، في بيان أن «ما حصل في خلدة هو اعتداء سافر من السلاح المتفلت على مدنيين عزل»، داعيا قيادة الجيش والقوى الأمنية إلى «التدخل الفوري والسريع واتخاذ كل الإجراءات والتدابير لحماية المواطنين العزل في منطقة خلدة وردع المخلين بالأمن وناشري الذعر والفتن في هذه المنطقة». ودعا سليمان عشائر العرب في خلدة والجوار إلى «ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مشاريع هدفها الخراب والفتنة وإراقة الدماء والوقوف كما كنتم دائما إلى جانب الدولة الملاذ الوحيد». وأفاد شهود عيان بأن الجيش تدخل بسرعة، ونفذ انتشاراً في منطقة الاشتباك القريبة من بيروت، وعمل الجنود على إقفال الطريق في خلدة من أجل سلامة المواطنين لعدم تعرضهم للإصابة بالرصاص نتيجة الاشتباكات. وبعد نحو ساعتين من الاشتباك أعلن الجيش تطويق المشكلة وتسيير دوريات في منطقة خلدة، فضلا عن توقيف أربعة أشخاص بينهم اثنان من الجنسية السورية، موضحا أنّ ملاحقة بقية المتورطين مستمرة بهدف توقيفهم.

 

هذا ما يريده «حزب الله» من فتنة خلدة!

ما حصل مقدمة لتمدد “حزب الله” وتحقيق هدفه بالسيطرة على ساحل خلدة، لذلك فهم يطالبون ان يكون تمركز الجيش في المنطقة مانعا لاي فئة من حمل السلاح، لا ان يصادر اسلحة العرب ويسمح بسلاح “حزب الله” بحجة انه سلاح مقاوم!!

جنوبية/27 آب/2020

https://janoubia.com/2020/08/28/%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%87-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d9%81%d8%aa%d9%86%d8%a9-%d8%ae%d9%84%d8%af%d8%a9/

لماذا تتكرر المناوشات المسلحة في منطقة خلدة عند مدخل بيروت الجنوبي، وهل حقا ان السبب هو رفع رايات حسينية بمناسبة عاشوراء فولد ذلك فتنة بين الشيعة والعرب السنة المقيمين هناك، ام ان للامر ابعاداً اخرى؟

اندلعت الاشتباكات عصر امس الخميس بين مجموعة من حزب الله وبين الاهالي من عرب خلدة، عندما اقدمت تلك المجموعة على اطلاق النار على الشيخ عمر الغصن قرب سوبر ماركت رمال بحجة ممانعته لرفع رايات عاشوراء، فجرحته في يده ورجله، ثم تابع أفراد المجموعة اطلاق النار بشكل عشوائي على كل من اقترب لمحاولة اسعاف الشيخ غصن، فقتل شخصان وجرح حوالي خمسة من اهالي المنطقة، لتنسحب المجموعة الحزبية بسلام بعد ان اتمت مهمتها، ثم ليعود العرب مسلحين وينتقموا باشعال النار في سنتر شبلي وسوبرماركت رمال.

خلدة بوابة بيروت

واصبح جليا ان “حزب الله” عينه على خلدة بسبب موقعها الاستراتيجي على مدخل بيروت الجنوبي، في حين ان العشائر السنية المزودة تاريخيا بالاسلحة الخفيفة، التي استشعرت الخطر من اقتحام “حزب الله” وجمهوره الشيعي للمنطقة منذ سنوات عبر بناء مشاريع عمرانية تحيط  بخلدة من جهة عرمون. وكذلك بناء مساجد وحسينيات تابعة لـ”حزب الله” اصبحت تلك العشائر تتحسس من هذا الهجوم البشري المفاجىء، فحافظت على وجودها على ساحل خلدة وتشبثت فيه. غير ان “حزب الله” استغل وجود سنتر شبلي الذي يضم سوبرماركت رمال المحسوب على الشيعة ومن الحزب، فحاولوا اختراق المحلة عبر القيام بعمليات استفزاز وتعليق يافطات موالية له، وتكررت منذ اسبوع مع بداية ذكرى عاشوراء، فحاولوا تعليق يافطة على شرفة السنتر، وعندما وجدوا ممانعة من اهل المنطقة خشية ان يتحول الطابق الذي تعلق فيه اليافطة الى مكتب مسلح على عادة ما يجري عادة، اعاد مناصرو الحزب الكرة اليوم بشكل مدروس، واستدرجوا المنطقة الى الفتنة التي اشرنا اليها سابقا.

الجيش المتفرج

يقول شهود عيان ان الجيش دخل المنطقة ولم يستطع ان يفعل شيئا، فلم يقبض على المرتكبين الذين قتلوا العرب من جماعة “حزب الله”، ولم يمنع احراق سوبرماركت رمال بالمقابل، ولا قطع الطريق الساحلي على الاوتوستراد الدولي.   ويخشى السكان ان يكون ما حصل مقدمة لتمدد “حزب الله” وتحقيق هدفه بالسيطرة على ساحل خلدة، لذلك فهم يطالبون ان يكون تمركز الجيش في المنطقة مانعا لاي فئة من حمل السلاح، لا ان يصادر اسلحة العرب ويسمح بسلاح “حزب الله” بحجة انه سلاح مقاوم!!

 

7 سنوات على تفجير مسجدي التقوى والسلام… ولم تتحقق العدالة

الشرق الأوسط/28 آب/2020

سبع سنوات مرّت على التفجير الارهابي لمسجدي التقوى والسلام في طرابلس، الذي أودى بحياة 55 شخصاً وأكثر من 300 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال والعجز. خطيب مسجد التقوى، الشيخ سالم الرافعي، أكد انه “قبل ليلة من وقوع الانفجار وصلنا تحذيراً من اللواء اشرف ريفي من حصول عمل أمني، توقعنا كل شيء، اعتداء على الطريق او سيارة مفخخة ولكن ما لم نتوقعه أن يقع تفجير في المسجد أثناء تأدية المصلين للصلاة”. تم توجيه الاتهام إلى ضابطين سوريين، هما النقيب في فرع فلسطين محمد علي علي، ومسؤول فرع الامن السياسي ناصر جوبان، بالاضافة الى منفذ الجريمة وهو لبناني يدعى يوسف دياب من محلة جبل محسن، ذات البيئة الموالية للنظام السوري، الذي تم القاء القبض عليه بعد ثبوت ضلوعه بالعمل الارهابي. “الاسماء موجودة، ولم تتوقف القضية هنا، فمن وضع الشاحنة هو اضعف حلقة في التفجير، اما الحلقة الاقوى هو من شحن الشاحنة، من سلم التفجيرات، من درّب، من رسم ومن خطط، والذي لا يزال يتمتع بحرية مطلقة” بحسب ما قاله خطيب مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، مضيفاً “هناك خلية ارهابية من جبل محسن رئيسها حيّان رمضان، الذي شحن السيارات المفخخة، وجنّد الناس، وكان على صلة بالنظام السوري، بحسب القضاء”. من جانبه قال الشيخ الرافعي “احد الشبان العلويين اخبرني عبر الهاتف وارسل لي تسجيلا صوتيا، ان عدداً كبيراً من ابناء جبل محسن كانوا على علم بالتفجير قبل وقوعه، وقد اوصلت التسجيل للامنيين، ومع ذلك لم نجد من الدولة اهتماما بالموضوع وبعد الضغط استدعوه من دون سؤاله عن كيفية معرفته بالتفجير قبل وقوعه… فأي تحقيق هذا”؟!

 

حزب الله» يتمسك باستبعاد نواف سلام من «رئاسة الحكومة»

بيروت: محمد شقير - باريس: ميشال أبو نجم - نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/27 آب/2020

تراجعت حظوظ سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام في تسميته لرئاسة الحكومة، فيما استبق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين المقبل إلى بيروت، بالتحذير من «زوال لبنان» إذا لم يقم بالإصلاحات وبتشكيل حكومة سريعاً.

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»؛ فإن «حزب الله» رفض اسم نواف سلام ووضع شروطاً أخرى؛ من بينها رفض حكومة حيادية، في وقت لا يزال فيه «الثنائي الشيعي» متمسكاً بترشيح سعد الحريري الذي طلب سحب اسمه من التداول، أو من يسميه الحريري. وفي نيويورك؛ بذل المفاوضون الفرنسيون جهوداً دبلوماسية مكثفة لإقناع نظرائهم الأميركيين بمشروع قرار في مجلس الأمن «يضع أسساً جديدة» لمهمة «القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)»، وينهي انتهاكات «حزب الله» في الجنوب، ونجحت الجهود في وضع جدول زمني يبدأ عملياً في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بهدف منع المسلحين والأسلحة في منطقة عمليات القوة الدولية طبقاً للقرار «1701». إلى ذلك، قتل شخصان وجرح 4 على الأقل، في تبادل إطلاق نار في خلدة (مدخل بيروت الجنوبي) بين أنصار حركة «أمل» و«حزب الله» من جهة، وسكان المنطقة الذين رفض بعضهم تعليق لافتة عاشوراء في حيهم.

 

ماكرون في بيروت مجدداً الاثنين المقبل/باريس تدفع اللبنانيين إلى الاتفاق على «حكومة إنقاذ»

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/27 آب/2020

أخيرا، غلب الرأي الداعي إلى أن يتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته الثانية إلى لبنان مثلما وعد من بيروت التي زارها بعد 48 ساعة فقط على التفجير المدمر في مرفأ العاصمة. وهكذا، فإن ماكرون، وفق ما صدر عن قصر الإليزيه، سوف يصل إلى بيروت مساء الاثنين القادم بحيث يمضي ليلته في العاصمة اللبنانية ويشارك في اليوم التالي في احتفالية المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، ثم يجري محادثات مع المسؤولين والسياسيين سوف تتركز على مسألتين رئيستين: إعادة إعمار ما دمره الانفجار الكبير، والوضع السياسي في لبنان، حيث لم يحصل أي تقدم في مساعي ملء الفراغ المؤسساتي المتمثل باستقالة حكومة حسان دياب منذ أكثر من أسبوعين. وحتى اليوم، لم يعمد الرئيس ميشال عون إلى تعيين مواعيد الاستشارات للنواب وفق ما يلزمه الدستور، كما أنه لم يبرز أي اسم يحظى بتزكية ليكون رئيس «حكومة الإنقاذ» التي دعا إليها ماكرون.

وفيما تعرب باريس، عن «خيبتها» المزدوجة من تعاطي المؤسسة السياسية اللبنانية مع تبعات مأساة بيروت من جهة، ومع الأزمة متعددة الأوجه (سياسية ومالية واقتصادية وصحية) التي يعاني منها لبنان منذ أشهر من جهة أخرى، فإن وزير الخارجية جان إيف لودريان، وضع إصبعه على الجرح بمناسبة تفقده لباخرة أبحرت باتجاه بيروت من مرفأ مرسيليا حاملة مساعدات ومعدات ويفترض أن تصل الاثنين. وقد انتقد لودريان السياسيين بقوله إن «حالة الطوارئ الإنسانية يجب ألا تحجب الطوارئ السياسية. يجب ألا تُستخدَم الكارثة ذريعة للتعتيم على الواقع الذي كان قائماً قبل (الانفجار)، أي واقع أن البلاد تقف على حافة الهاوية (...) وتعجز عن تحقيق الإصلاحات المطلوبة». وما أراد الوزير الفرنسي الذي رافق ماكرون في زيارته الأولى ومن المرجح أن يرافقه في الزيارة القادمة، قوله هو أمران: الأول: إن الطبقة السياسية بكليتها (حكومة وغير حكومة) ما زالت تتعاطى مع الأزمات كأن شيئا لم يحصل وهي تعتبر أن العاصفة التي كان يمكن أن تقتلعها قد مرت بسلام، وبالتالي فقد عادت لممارساتها التقليدية. والثاني، أن لا مفر من الإصلاحات التي يتعين على اللبنانيين القيام بها. وأردف لودريان أن باريس لا تزال تعول على تمكن اللبنانيين من تشكيل «حكومة مهمات» تتولى معالجة الملفات الإصلاحية الملحة وتسمح للبنانيين بأن «يصنعوا تاريخهم بأنفسهم»، منبها إياهم من أن فرنسا «لن تحل محل الحكومة اللبنانية (المنشودة) ويقع على عاتق اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم بأنفسهم». حقيقة الأمر أن ماكرون سيصل إلى بيروت وسيجد وضعا سياسيا بالغ التعقيد. وأفادت مصادر متابعة للوضع اللبناني في باريس بأنه «من الضروري» أن ينجح الرئيس الفرنسي في تحقيق «اختراق ما» في هذا الملف. وبعد تأكيد الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أنه غير راغب في العودة إلى السراي الحكومية، فإن التركيز، وفق هذه المصادر، يجب أن يكون على «حكومة اختصاصيين ذات مهمات محددة هي إعادة بناء ما تهدم ومعالجة الوضع الإنساني وإجراء الإصلاحات بالتركيز على الوضعين الاقتصادي - المالي والاجتماعي وترك الملف السياسي إلى مرحلة لاحقة». بيد أن المعضلة تكمن في أن كل شيء في لبنان سياسي وأن الأطراف السياسية الرئيسية ما زالت متمسكة بمواقفها وبفيتواتها المتبادلة. وسعت باريس في الأسابيع الماضي لتوفير «شبكة أمان» من خلال الاتصال مع الأطراف المؤثرة في الملف اللبناني أميركيا وخليجيا وإيرانيا وروسيا متسلحة بالدعم الأوروبي وبالرغبة في إنقاذ لبنان ربما رغم الطبقة السياسية اللبنانية. وفي مرحلة أولى، عملت باريس على التركيز على الملف الإنساني من خلال المؤتمر الافتراضي الذي نظمته في 9 أغسطس (آب) الراهن وأفضى إلى مساعدات قيمتها 250 مليون يورو. إلا أن المطلوب اليوم تحقيق اختراقات تتخطى «الإنساني» ما يتطلب وجود حكومة حرة التحرك للتفاوض مع صندوق النقد الدولي الذي هو البوابة الوحيدة للوصول إلى المساعدات ومحاولة تحسين الوضعين المالي والاقتصادي. وطرحت باريس «ورقة عمل» من ستة بنود تعتبرها بالغة الضرورة للخروج من وضع المراوحة للإفراج عن مساعدات وقروض مؤتمر «سيدر» للعام 2018 وفتح الباب أمام لبنان للحصول على دعم صندوق النقد وصناديق وهيئات مالية أخرى. وأمس وصلت إلى بيروت أودري أزولاي، مديرة عام منظمة اليونيسكو الراغبة في أن تلعب دورا رئيسيا في إعادة بناء وتأهيل القطاع الثقافي والتربوي في بيروت الذي أصيب بأضرار بالغة بفعل الانفجار الكارثي. وقالت مصادر اليونيسكو لـ«الشرق الأوسط» إن أودري أزولاي ستطلق من بيروت اليوم، ومن بين ركام المنازل التي تهدمت بفعل الانفجار «مبادرة دولية» لجمع الأموال من أجل إنقاذ القطاعين الثقافي والتربوي بكافة تلاوينهما وقد كلفتها الأمم المتحدة أن تكون الجهة المنسقة في إعادة بناء وترميم ما تضرر من متاحف وعمارات تاريخية ومدارس وهي تعتبر أن هذه المهمة «أساسية» للمحافظة على «الروح اللبنانية».

 

مصادر غربية تكشف خبايا وحدة اغتيالات «حزب الله»

صحيفة «واشنطن بوست» قالت ان سليم عياش أحد أفرادها... وأنها وراء تصفية وزير وثلاثة ضباط كبار

واشنطن/الشرق الأوسط/27 آب/2020

قالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس (الأربعاء) إن لدى «حزب الله» وحدة متخصصة بالاغتيالات من ضمنها سليم عياش الذي أدانته المحكمة الدولية باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، كانت وراء اغتيال وزير وثلاثة من كبار الضباط أيضاً.

ونقلت الصحافية عن عدد من المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين، أن فرقة الاغتيالات التي عرفت باسم «الوحدة 121»، تخضع للقيادة العليا داخل «حزب الله» وكانت قد نشطت بالفعل على مدار سنوات تحت مظلة كيانات مختلفة عندما فجر عملاء قنبلة في 14 فبراير (شباط) 2005 أسفرت عن مقتل الحريري و21 آخرين. وقدم مسؤولون أمنيون حاليون وسابقون من الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية وشرق أوسطية، رفضوا كشف هوياتهم لمناقشتهم معلومات استخباراتية حساسة حول حادث الاغتيال وتبعاته، معلومات تفصيلية حول فرقة الاغتيالات التي لا تزال نشطة.

وبحسب الصحيفة، تؤكد اتصالات جرى التنصت عليها وأدلة أخرى لم يجر تضمينها في الإجراءات العامة للمحكمة وجود وحدة اغتيالات تقف خلف سلسلة من التفجيرات الفتاكة لسيارات مفخخة التي استهدفت عدداً من القيادات العسكرية والسياسية اللبنانية والصحافيين على مدار عقد على الأقل، حسبما أفاد مسؤولون.

وذكر اثنان من المسؤولين الأميركيين السابقين أن تقديرات استخباراتية جرى التشارك فيها على نحو غير معلن مع أعضاء هيئة المحكمة، وإن كان من المتعذر استغلالها في الإجراءات العامة للمحكمة لما ينطوي على ذلك من مخاطرة كشف مصادر سرية وسبل جمع معلومات استخباراتية.

ورغم أن هيكل وحدة الاغتيالات تبدل، فإن أحد العناصر المشتركة كان سليم عياش، وهو واحد من الأربعة الذين أدينوا في حادث قتل الحريري والذي أصبح في وقت لاحق قائداً للوحدة 121 حسبما أفاد مسؤولون. وقال مسؤول أميركي سابق معني بالأمن الوطني شارك في جهود جمع استخبارات في أعقاب مقتل الحريري: «ليس هناك من شك» إزاء سيطرة «حزب الله» على فرقة الاغتيالات. وأضاف «(حزب الله) جماعة تتسم بقدر هائل من الانضباط».

من ناحية أخرى، فإن فريق الاغتيالات الذي لم يكن معروفاً من قبل جرى ربطه بالعديد من حوادث القتل التي وقعت بحق شخصيات سياسية وعسكرية، جميعها بتوجيه من «حزب الله»، تبعاً لما ذكره مسؤولون مطلعون على معلومات استخباراتية شديدة الحساسية حول الجماعة المسلحة وعملياتها.

وقال أحد المسؤولين: «إنها وحدة على درجة بالغة من الحساسية تضم العشرات من العملاء، منفصلين تماماً عن أي شيء آخر، ويتلقون أوامرهم على نحو مباشر من حسن نصر الله». وأشار المسؤول إلى أن هذا التقدير يعتمد على نتائج استخباراتية جرى التشارك فيها بين عدد من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة خلال السنوات التي مرت منذ اغتيال الحريري. ومن بين الكوادر المحدودة من قيادات «حزب الله» التي أصدرت فيما مضى أوامر بالقتل، مصطفى بدر الدين، قائد عسكري في «حزب الله» أدين من قبل المحكمة باعتباره أحد المخططين المزعومين لحادث اغتيال الحريري، حسبما ذكر المسؤول الأمني. جدير بالذكر أن بدر الدين قد لقي مصرعه في سوريا عام 2016 وأسقطت الاتهامات التي كانت موجهة إليه. وأشار المسؤول إلى أربعة من الضحايا المزعومين للوحدة 121 على النحو التالي: الرائد وسام عيد، محقق لبناني في حادث قتل الحريري، واللواء وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، واللواء فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني، والوزير محمد شطح. وقد قتلوا جميعاً في حوادث سيارات مفخخة بين عامي 2007 و2013. من جانبه، أكد اللواء اللبناني أشرف ريفي، المدير العام السابق لقوات الأمن الداخلي اللبنانية، خلال مقابلة معه وجود «مجموعة داخل (حزب الله) مسؤولة عن العمليات والاغتيالات»، بما في ذلك اغتيال الحريري وعدد من حوادث تفجير السيارات المفخخة الأخرى التي وقعت في السنوات الأخيرة واستهدفت قيادات أخرى.

 

وزير خارجية كندا تفقد المرفأ: المساعدات الدولية يجب أن تقترن بإصلاحات جوهرية والإفلات من العقاب يجب أن يتوقف

وطنية - الخميس 27 آب 2020

تفقد وزير خارجية كندا فرانسوا فيليب شامبين مرفأ بيروت للاطلاع على الاضرار التي لحقت به جراء الانفجار. كما تفقد سير عمليات الاغاثة في بيروت من منظمات حكومية وغير حكومية ودولية ومحلية من بينها الخيمة الكندية، وتحدث الى عدد من المتطوعين. وكان قد زار مركز فوج اطفاء بيروت.

بعد الجولة، قال الوزير الكندي: "إنها لحظة بالنسبة لنا للتفكير في كل ما رأيناه والمأساة وما مر به شعب لبنان. في كندا سمعنا صراخ اللبنانيين وسمعنا أصواتهم عالية وواضحة وأردنا التأكد من وجودنا معكم. الحكومة الكندية كانت سخية بالفعل، ولكن ما نراه اليوم هو أن الاحتياجات مستمرة. يجب أن نكون هنا من أجل شعب لبنان، وقد تحدثت مع الرئيس اللبناني هذا الصباح، وقلت له إن المساعدات الدولية يجب أن تقترن بإصلاحات جوهرية، وان الإفلات من العقاب يجب أن يتوقف. لقد تحدث الشباب والنساء والضحايا في الشارع، والآن من الواضح أن هناك طريقا لشفاء لبنان وازدهاره من خلال الحوكمة، وهذا أمر بالغ الأهمية لكل لبناني". أضاف:" يسعدني جدا أن أعلن نيابة عن الكنديين أننا اتفقنا على إضافة 30 مليونا سنقدمها مع شريكنا الإنساني". وتابع: "أردنا أن نكون هنا معكم استجابة للحالة الطارئة، ونريد أن نكون هنا من أجل الإصلاحات، فهناك حاجة إلى إصلاحات محددة كنت أناقشها، في مواضيع الطاقة والاتصالات والمياه. وكانت رسالتي، اننا في كندا، مستعدون لتقديم المساعدة الفنية، إذا كنتم مستعدين فنحن مستعدون وسنعمل معكم جنبا إلى جنب. كما تحدثنا عن التحقيق، الذي تود كندا في ظل الظروف المناسبة المساهمة فيه، وتحدثنا أيضا عن التعليم والأمن الغذائي".

وقال شامبين: "هناك أكثر من 300 ألف لبناني في كندا سمعنا أصواتهم بشكل عال وواضح، وفي اللحظة التي حصل فيها الانفجار شرعوا في جمع المساعدات وتواصلوا معنا، حتى أنهم ساعدونا في إعادة صياغة الاستجابة التي حصلت على الفور وترجمت مساعدة إنسانية وحوكمة وتعليم وتحقيق وأننا سنكون حاضرين دائما في لبنان على صعيد الأمن الغذائي. وأدعوا الشباب الى أن يبنوا الدولة التي يريدونها، وسنكون بالتأكيد الى جانبهم وسنعمل مع مسؤولين لدينا وفريقنا على الأرض للتأكد من التعامل بتعاطف وإنسانية. الكثيرون يمرون بأوقات عصيبة، لا سيما على صعيد الصحة العقلية، فمنهم من فقد بعض أقربائه". أضاف: "أملنا كبير بأن يتمكن الشباب اللبناني من بناء البلد الذي يحقق احلامهم، والان اللحظة مؤاتية للشباب والنساء والمجتمع المدني من أجل الالتقاء وبناء لبنان الذي يريدونه، وكندا ستكون إلى جانبهم. لقد كنا في الماضي، ونحن هنا اليوم، وسنكون معكم في المستقبل".

وردا على سؤال قال: "لا يمكن وصف حجم الدمار الحاصل ما لم نر بأعيننا ونسمع بآذاننا شهادات المتضررين. وأنا فخور بكندا وشعبها لتجاوبها مع هذا الحدث المأساوي التاريخي، ولمشاركتنا المجتمع الدولي وكل من يقدم مساعدة".

وسأل شامبين: "ما المطلوب أكثر من أجل التغيير؟". وقال: "هذا الانفجار تجسيد لكل المآسي التي رأيناها منذ عقود في لبنان، لسنا هنا لنخبر الشعب اللبناني بما عليه فعله، بل لنقول إننا هنا معه في مسيرته نحو الديمقراطية والإصلاحات ونحو لبنان الذي يمنح أبناءه الأمل". وختم: "الإفلات من العقاب يجب أن يتوقف، وأن تجري الإصلاحات، والقادة بحاجة إلى ان يسمعوا".

 

شيخ العقل اتصل بالراعي مستنكرا الخطاب التخويني والتعرض للمقامات

وطنية - الخميس 27 آب 2020

أجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اتصالا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عبر خلاله عن "استنكاره للخطاب التخويني ورفضه المطلق التعرض للمقامات الوطنية التي لا طائل منها سوى الإمعان في تغذية ما يسيء الى المصلحة الوطنية والعيش المشترك". وجرى تأكيد "ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية السيادية التي قامت عليها فكرة لبنان في العيش الواحد والتعددية والتنوع والنأي عن الصراعات وتأمين السبل اللازمة للاستقرار والبحبوحة الضامنة للعيش الكريم والآمن لكل اللبنانيين دون استثناء"، وتم التوافق على "التشبث بروحية التضامن في هذه المرحلة الشديدة الخطورة سبيلا رشيدا وسليما لخلاص لبنان وشعبه".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/8/2020

وطنية/الخميس 27 آب 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

استشارات التكليف بعد زيارة ماكرون بيروت الثلاثاء المقبل مشاركا في إحياء ذكرى مئوية لبنان وحاملا في الوقت نفسه خارطة طريق لحل أزمة البلد التي تهدد وجوده.

خارطة الطريق تبدأ بتأليف حكومة إنتقالية نحو انتخابات نيابية مبكرة وإجراء الإصلاحات التي توقف الفساد.

الى هنا الكلام في محله لكن التكليف دونه مشاكل كثيرة وأبرزها ان أهل السنة يرفضون موظفا برتبه رئيس حكومة ويصرون على تكليف الرئيس سعد الحريري رغم أنه طلب سحب اسمه من التداول.

وثمة استعدادات في دار الفتوى لعقد إجتماعات موسعة في هذا الإطار انطلاقا من أن السنة يحق لهم المجيء برئيس قوي طالما أن الموارنة جاؤوا برئيس جمهورية يريدونه وكذلك الشيعة.

وفي معلومات متداولة لدى أوساط دبلوماسية أن الرئيس الفرنسي يجري اتصالات مع العواصم المعنية والمؤثرة والمهتمة بلبنان لشرح خارطة الطريق وأنه يفضل تكليف الرئيس الحريري الذي يسمى بالطائر الذي يجول في تلك العواصم تمهيدا لتحريك قرارات مؤتمر سيدر لإنقاذ الوضع المالي إضافة الى أنه أعد ورقة عمل تنتشل لبنان من أزمته المعقدة.

وفي وقت علم تلفزيون لبنان ان الرئيس بري ماض في مساعي حلحلة عقدة التكليف اوضحت مصادر عين التينة انه من الصعب جدا ان يكون رئيس المجلس قد اوقف مساعيه البديهية لاخراج لبنان من مأزقه السياسي.

وبرز حرص مصري على احترام الآلية الدستورية وضرورة الدعوة لاستشارات نيابية ووفق مصادر مواكبة للقاء عين التينة الذي جمع الرئيس بري بالسفير المصري ياسر علوي فان مصر لا تضع فيتو على اي مرشح لرئاسة الحكومة لكنها لا تريد ان يتكرر سيناريو تشكيل حكومة دياب منعا لتهميش الطائفة السنية من خلال ما وصفه المصدر ببدعة التكليف قبل التأليف.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير الى ان الوضع الامني لايزال متوترا في منطقة خلدة وسط اطلاق نار كثيف من أسلحة حربية وقد عمل الجيش على تطويق اشكال حصل في المنطقة واقفال الطريق من أجل سلامة المواطنين لعدم تعرضهم للإصابة بالرصاص نتيجة الاشتباكات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

إطلالة متلفزة للرئيس نبيه بري يوم الإثنين والمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لجريمة تغييب الإمام الصدر ورفيقيه.

وفي انتظار المواقف التي ستتضمنها كلمة رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل تتركز الإهتمامات الداخلية في جانب كبير منها حاليا على زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة للبنان.

إيمانويل ماكرون يصل مساء الإثنين المقبل إلى بيروت وفق ما أعلن رسميا وقد سبقته ورقة افكار فرنسية تتضمن في ما تتضمن ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة.

كما سبقته تصريحات لوزير خارجيته جان إيف لودريان يحذر فيها من أن المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض إذا لم تنفذ السلطات اللبنانية الإصلاحات.

في شأن آخر يعود الجنوب مجددا إلى الواجهة وهذه المرة ليس من بوابة الإعتداءات الإسرائيلية التي نفذت جولة منها مساء الثلاثاء الماضي بل من بوابة التجديد للقوات الدولية.

ويلحظ مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن غدا خفض عدد أفراد اليونيفيل من خمسة عشر ألفا إلى ثلاثة عشر الفا وهو أمر لن يغير في الواقع كثيرا إذا ما تم تبنيه بحسب مصادر دبلوماسية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

منذ ثلاثة أسابيع كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت، وعند المغادرة، وبما يشبه التحذير، خاطبهم بلهجة حادة: إياكم وعدم الإنجاز، انا عائد في الأول من ايلول... لكن "دق المي مي"، وعلى قاعدة: "على من تقرأ مزاميرك يا ماكرون"، إجتماعان يتيمان انعقدا: الأول بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، والثاني مكمل للأول، عقد في عين التينة وضم الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والحاج حسين خليل عن حزب الله والمساعد السياسي للرئيس بري علي حسن خليل... الإجتماع "فالصو" إذ لم يحدث أي خرق، أطفأ الرئيس بري محركاته فتجمدت الحركة على خط التكليف ولم تحدد مواعيد الإستشارات... مطلع الأسبوع يعود ماكرون، فماذا سيقولون له؟

في المرة السابقة إستبق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان مجيئ الرئيس الفرنسي، فقال في جلسة مجلس النواب الفرنسي مخاطبا اللبنانيين: ساعدوا أنفسكم لنساعدكم. اليوم يقول لودريان كلاما اعلى سقفا: " "لن يوقع المجتمع الدولي شيكا على بياض إذا لم تنفذ السلطات الإصلاحات، عليهم تنفيذها سريعا لأن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان".

أبدا! من قال ذلك؟ وهل يعرف لودريان بالشؤون اللبنانية أكثر من الطبقة السياسية؟ البلد يتخبط في كل شيء فيما المسؤولون يكابرون:

يتخبط في تحقيقات المرفأ... يتخبط في من الأول؟ دجاجة الإستشارات أم بيضة المشاورات... يتخبط بين الإقفال وتمديد التعبئة العامة وتعديل الإجراءت، فيما إصابات كورونا تحلق عاليا، واليوم إقتربت من 700 إصابة، بحيث سجل 689 إصابة... ويتخبط في الدولار المفقود والتسعير المزاجي وتحكم السوق السوداء... واخيرا وليس آخرا "رشق" من التعاميم في محاولة لتنظيم السوق المالية... يحدث كل ذلك في وقت مازال الجميع في انتظار انتهاء اجتماعات "لازارد" وإلى اين وصلت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي...

ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير إلى الأمن المتفلت: إشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في خلدة على خلفية تعليق يافطة... والمعلومات الأولية تتحدث عن سقوط قتيلين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بعينهم تأكد الصهاينة ان العين بالعين، وبعضة ندم سيعرفون ان السن بالسن، والمحتل ظالم .

وقناعتهم ان قصاص المقاومة آت كما نقل الاعلام العبري عن قادته ومحلليه، وان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند صدق وعده.

وعليه فانهم باقون على “اجر ونص” بل على “رؤوس اصابعهم”، عززوا من اجراءاتهم عند الحدود مع لبنان، ومنعوا تحرك آلياتهم، ولا خيار لجيشهم سوى انتظار الرد، وفي اذهانهم كلام السيد نصر الله بالامس من ان ما جرى عند الحدود من ثوران صهيوني على لبنان خطير وحساس، وهم يقرأون بين الكلمات، ويعرفون دلالات ترحيل التفصيل فيه الى وقته.

هو مشهد بحد ذاته يحمل العز للبنان ومقاومته، ولمن شاء من اللبنانيين ان يعرف معنى العزة، ويرد على اولئك المبحرين في خنادق الحقد والافلاس وتيه الاهداف، سياسيين واعلاميين، القراصنة الحقيقيين باحكام قضائية صادرة باسم الشعب.

والشعب مل اصحاب الاقلام المؤجرة في سوق عكاظ ، وهو يعرف من يستأجرهم في هذا الزمن ومن كان يستأجرهم في ازمنة سابقة، فهم يسابقون من ينقلون البارودة من كتف الى كتف، بنقلهم اقلامهم من وجهة الى وجهة، ظنا انهم يملكون مصداقية بتوجيه الناس.

في الوجهة السياسية تحرك جدي على الخط الحكومي، سرعه اعلان الرئيس الفرنسي قدومه الى لبنان في الاول من ايلول، وقبله سيكون موعد الاستشارات لتسمية رئيس للحكومة على ما قالت مصادر بعبدا، فيما جوجلة الاسماء مستمرة، ومنها اسماء رؤساء حكومات او وزراء سابقين .

اما وزير الخارجية الفرنسي فقد سبق وصول رئيسه الى لبنان بتحذير اللبنانيين من خطر اختفاء بلدهم اذا لم يسارعوا الى تشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الضرورية.

اما كرونيا فيبدو الا ضرورة للتذكير، لان الذكرى لم تعد تنفع، فحصيلة اليوم سبع وفيات وستمئة وتسع وثمانون اصابة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

نار خلدة هذا المساء أعادت تأكيد أننا بلاد الانهيار والهاوية معا.. وأن أرواح الناس رهينة سلاح متفلت.. وأفراد يتحولون فجأة الى عصابات أيا تكن أسبابهم وطوائفهم قتيلان وعدد من الجرحى سقطوا في معركة خلدة التي لم توفر الجيش اللبناني لدى تدخله وتطويق المكان ضحايا في خلدة لحرب اندلعت بسبب تعليق لافتة..

فيما الكورونا يفتك بصمت ويصعد اليوم إلى أعلى سلم أرقامه بسبع وفيات وستمئة وتسع وثمانين حالة إصابة.

وفيات في الكورونا.. سلبيات في السياسة حيث لم تتضح رؤية الاستشارات الملزمة ولم يتصاعد دخانها من قصر بعبدا علما أن مواعيدها تسابق وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القادم على متن خطة المهمة الحكومية، ولما جرى انتقاد وتوبيخ العاملين على التدقيق الحكومي من خارج الاستشارات والتأليف قبل التكليف، قد أصبحت اللقاءات تجري في الكواليس، وبينها وفق معلومات الجديد ما جمع الخليلين بجبران باسيل في الساعات الماضية رئيس التيار الوطني الحر يمتلك إصرارا على تكذيب الوقائع ويعلن عن نيات مغرضة تهدف إلى التشويش على المشاورات الإيجابية الجارية في الشأن الحكومي وإخراجها عن سياقها الحقيقي وربطها زورا بالأسماء والمقاعد والحقائب والتشكيلات الحكومية.

فيما أي من هذه التفاصيل لم يجر التطرق إليه إطلاقا ويمكن أن ينفي باسيل من الآن حتى طلوع فجر الحكومة لكن أيا من اللبنانيين لن يصدق أن هدفه كما شرح في البيان هو العمل لتأليف حكومة فاعلة ومنتجة تلتزم برنامجا إصلاحيا أما الرئيس سعد الحريري فقد ثبت على موقفه نأيا بالنفس الحكومية وترك التفاوض الى رؤساء الحكومات السابقين الذين اجتعموا في بيت الوسط وأمسكوا بزمام مبادرة التسمية، ووفق المعلومات فإن اسم المرشح نواف سلام بات خارج البحث ليس بفيتو الثنائي الشيعي فحسب بل ايضا برغبة من الحريري في عدم تبني شخصية لها امتدادات دولية وفيما ينتظر الاقطاب تسمية المرشح الذي سيقدمه المستقبل فإن الحريري نفسه لن يغير موقفه إلا إذا جاءه "الترياق" من المملكة العربية السعودية.. وهي حتى اليوم لن تدعم حكومة يتمثل فيها حزب الله والتيار الوطني وعلى كل هذه الدائرة الحكومية فإن روسيا تدخل فاعلة اكثر من أي وقت مضى ويجري نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف اتصالات يومية بعدد من الأطراف لكن موقف موسكو هذه المرة لا يختلف عن مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة والمطالبة بالإصلاح والركون الى صوت الناس وهذه النداءات صارت مطلبا واحدا لكل زائر أجنبي وعربي .. لكأن الوفود القادمة إلى لبنان تشكل وفدا واحدا وآخر من طل.. كان وزير خارجية كندا فرنسوا فيليب شامباين وقد سبقته عباراته الى المقار كمن حفظ الدرس عن ظهر قلب قائلا : المساعدة يجب أن تكون مرفقة بإصلاحات جادة، الفساد يجب أن يتوقف، ومن المؤكد أن الشباب قالوا كلمتهم النساء قلن كلمتهن، الشارع قال كلمته، والآن رسمت الطريق

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

التوبيخ العالمي القاسي للمسؤولين اللبنانيين مستمر.. وعلى أعلى المستويات! وزير خارجية فرنسا اكد ان المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض اذا لم تنفِذ السلطات اللبنانية الاصلاحات، معتبرا ان الخطر اليوم هو في اختفاء لبنان. اما وزير خارجية كندا الذي جال في المرفأ المنكوب فرأى ان الفساد في لبنان يجب ان يتوقف فورا.

بغض النظر عن خطورة التصريحين، وخصوصا حديث ناظر الخارجية الفرنسية عن اختفاء لبنان، فاللافت هو ان المسؤولين في لبنان تأقلموا مع "البهدلة" والتوبيخ والتقريع فلم يشعوروا انهم معنيون بالرد. هكذا فانهم لم يدافعوا عن انفسهم، ولا عن أدائهم، ولم يتجرأ احد منهم ويقول انه غير فاسد! حقا انها طبقة سياسية لا تتمتع بذرة من الكرامة. لكن المشكلة ليست هنا.

المشكلة الحقيقية ان سوء أداء هذه الطبقة يضرب صورة لبنان بقوة في الخارج، و تجعله يبدو امام العالم كدولة فاشلة. والفشل سيكون اكبر والتوبيخ اعنف في حال وصل رئيس جمهورية فرنسا الى لبنان واكتشف ان المسؤولين لم يتوصلوا بعد الى تكليف شخصية تشكيل الحكومة المقبلة. فهل يفعلون ويكلفون قبل ان يصل ايمانويل ماكرون ويلقنهم درسا جديدا في تحمل المسؤولية وكيفية ادارة الدولة؟

حكوميا، المعلومات متناقضة. ففي حين ذكرت معلومات ان رئيس الجمهورية سيدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة اما السبت او الاثنين اي قبل وصول ماكرون, فان معلومات اخرى أكدت ان الاستشارات لن تحصل، لأن الاجواء لم تنضج بعد لاختيار رئيس جديد للحكومة. اي من السيناريوهين هو المرجح ؟ حتى الان السيناريو الثاني هوالاقوى، وذلك لسببين اثنين. فالرئيس الحريري أربك قوى السلطة بقراره العزوف عن تشكيل الحكومة، كما ان هذه القوى لم تتوصل بعد الى وضع خطة بديلة، او الى التوافق على من ستسميه لترؤس الحكومة بعد عزوف الحريري.

انه على اي حال مأزق لا يحل بالاساليب التقليدية المتبعة . فالطغمة الحاكمة لا تزال تتعاطى مع الوضع وكأننا في مرحلة ما قبل 17 تشرين او ما قبل الرابع من آب، في حين ان التطورات اتخذت منحى آخر . وهذا ما عبرت عنه خريطة الطريق الفرنسية التي وضعت للحل، ومن ابرز بنودها اجراء انتخابات نيابية مبكرة في سنة. فهل يسمع الحكام صوت الشعب فيحتكمون اليه من جديد، ام يواصلون نكرانهم الواقع ما سيؤدي حكما الى الانهيار الكبير؟ في الاثناء مؤشران خطران. الاول صحي تمثل برقم الاصابات بالكورونا والذي حقق رقما قياسيا جديدا تمثل ب 689 اصابة وسبع وفيات. اما المؤشر الثاني فامني من خلال الاشتباكات الدائرة في منطقة خلدة نتيجة اشكال بين عرب خلدة وحزب الله، ما ادى حسب المعلومات الاولية الى سقوط قتيلين وثلاثة جرحى. فهل يتم تطويق الحدث الامني الخطر والحساس، ام ستكون له تداعيات ونتائج على الوضع اللبناني ككل؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

مجددا، ليس المهم تشكيل أي حكومة، بل أي حكومة ستشكل.فمرارا وتكرارا، على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وجد اللبنانيون أنفسهم بين خيارات حكومية، أحلاها مر… ودائما تحت ضغط التطورات الإقليمية المتسارعة، والوضع الداخلي المهترئ.أما النتيجة، فأزمة سياسية مستفحلة، ومأساة اقتصادية ومالية مستمرة، وتداعيات معيشية أكثر من أن تحصى أو تعد. فهل تعلمنا هذه المرة من التجارب السابقة؟

الجواب ينتظر بلورة الصورة الحكومية، التي يحكى اليوم أن العمل يجري عليها، عسى أن تشكل، عشية الزيارة الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، صدمة ايجابية يترقبها اللبنانيون، في مقابل سلسلة صدمات سلبية، دفعت ببلادهم إلى الهاوية منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي.

وفي موازاة الجهد المبذول، مواقف واتصالات ذات دلالة، أبرزها اعتبار وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان أن لبنان يواجه خطر الزوال، بسبب التقاعس عن تشكيل حكومة جديدة تقوم بتنفيذ إصلاحات عاجلة وحاسمة للبلاد.

وجزم لودريان أن المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض، إذا لم تطبق الإصلاحات.وعلى خط مشاورات ما قبل التكليف والتأليف، اشار المكتب الاعلامي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي تلقى اتصالا من نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، ان بعض الإعلاميين العاملين في صحف ومحطات تلفزيونية، يتعمد اختلاق المعلومات عما دار في الاجتماع الأخير بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وباسيل، بنية مغرضة ترمي الى التشويش على المشاورات الايجابية الجارية في الشأن الحكومي وإخراجها عن سياقها الحقيقي، وربطها زورا بالأسماء والمقاعد والحقائب والتشكيلات الحكومية، لم يتم التطرق إلى أي من هذه التفاصيل اطلاقا. وحقيقة الأمر أن الاجتماع تمحور على ضرورة الاسراع في تأليف حكومة فاعلة ومنتجة تلتزم برنامجا إصلاحيا محدد المعالم والاهداف من دون شروط وعراقيل في المباحثات.

أما الرئيس العماد ميشال عون فأكد اليوم لباري ماتش انه ليس نادما قطعا على كونه رئيسا للجمهورية في هذا الظرف الصعب، لافتا إلى أنه ما تهرب يوما من تحمل المسؤولية، وقال: "هذا ما كنت عليه كعسكري وصولا الى تبؤو منصب قيادة الجيش، كما كنت كذلك في التزامي السياسي، ولن اتغير اليوم وانا في قصر بعبدا".

وإذ أشار الرئيس عون الى ان هناك منظومة سياسية تحمي الفاسدين وتتستر على ممارساتهم، جدد تصميمه على متابعة النضال من اجل تفكيك هذا الكارتل المافيوي، وقال: ما من احد من افراد عائلتي متورط في الفساد، لكن اذا ما فرضنا عكس ذلك، فإنني سأتعامل مع أي فرد منهم كما اتعامل مع الآخرين، بمعنى انني سأحيله امام التحقيق القضائي لكيما ينال الجزاء الذي يستحق اذا ما ثبت تورطه.

وختم رئيس الجمهورية قائلا: "حلمي في مئوية لبنان الكبير هو إرساء عقد اجتماعي جديد حول العيش معا مع القوى الحية كافة. واذا كان من الصعوبة بمكان ان نكون متحدين، فلنجد نظام عيش معا ونوقف حفر خنادق لا تساهم في حمايتنا من بعضنا البعض ولا من انفسنا".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 آب 2020

وطنية/الخميس 27 آب 2020

لوحظ أنّ نائباً ورئيس حزب ممانع أكثر في الأيام الماضية من الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي وعقد جديد، وذلك يصب في عودة هذا الفريق إلى دفن اتفاق الطائف خوفاً من المتغيرات المقبلة ولإمساكه بالوضع اللبناني كما يشاء....

اعتبر مستشار حكومي سابق ان "حزب الله" تلقى درسا قاسيا من "فساد الدولة وطبقتها السياسية" الذي يغض النظر عنه اذ دمر نصف عاصمته وهجر ربع اهلها وكشف ظهير مقاومته نيابة عن اسرائيل .

تستبعد جهات مقربة من دولة خليجية فاعلة إرسال أي موفد لها تجنُّباً للقاءات مع كبار المسؤولين الذين أساؤوا لها، وتُبقي على دعمها ومساعداتها للبنان بعد نكبة بيروت.

لوحظ ان اعضاء اللقاء التشاوري السني يطلون برؤوسهم عند كل استحقاق حكومي جديد طمعا في كرسي الرئاسة الثالثة ليس اكثر

الجمهورية

تقوم جهات بعرض 5 ملايين ليرة لبنانية على أهل أي متوفّي مقابل إدعائهم أنه توفي بفيروس كورونا.

أبدى مرجع سياسي معني بعملية تأليف الحكومة إستياءه من طريقة تعاطي جهة سياسية وقال يتعاطون وكأن ثورة 17 تشرين لم تحصل ولا إنفجار المرفأ.

يُلمّح رئيس تيار بارز الى أسماء من خارج نادي الزعامات السنّية التقليدية لترؤس الحكومة الجديدة.

اللواء

تهتم دول شقيقة وصديقة بمعرفة شخصية مَن سيشكل الحكومة العتيدة، ليُبنى على الشيء مقتضاه؟

عمم حزب بارز على عناصره وكوادره إجراءات مشددة لمنع تكرار الإحتكاكات، في المناطق التي له نفوذ واسع فيها..

توحي جهات مالية أن غطاءً سياسياً، بات متوفراً لرفع الدعم عن ثلاثي الخبز والمحروقات والدواء؟

نداء الوطن

حاول رئيس كتلة نيابية كبرى تحديد مواعيد لزيارته دولة كبرى فأتاه الجواب: لدينا انشغالات حالياً وتواصلنا مستمر مع المرجعيات اللبنانية الرسمية.

لم يستبعد مصدر متابع لملف التدقيق المالي وقوع خلاف جديد بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري على خلفية هذا الملف.

نصح مسؤول ديبلوماسي غربي مسؤولاً لبنانياً رسمياً بضرورة أخذ تهديدات بنيامين نتنياهو على محمل الجد، محذراً من إمكانية "خروج الأمور عن السيطرة" في المنطقة الحدودية الجنوبية.

الأنباء

غابت وزارة معنية بشكل كلّي عن أزمة قطاع أساسي، وعن الكباش بينه وبين وزارة أخرى، وعن الاتفاق الذي حصل لاحقاً.

تتريث كتلة نيابية في إعلان أي موقف في الشأن الحكومي، وتفضّل عدم الغوص في المياه العكرة.

البناء

قال مصدر نيابي إن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة لن تنجح بتسمية جديدة وإن نجحت فلشراء الوقت لأن الغالبية لا تريد التورط بحكومة لون واحد يُراد منها تحميلها مسؤولية الانهيار وتفضل بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نضوج التوافق. وهكذا يتحمل الجميع مسؤولية أي تدهور اقتصادي أو أمني.

توقعت مصادر خليجية تصعيداً على جبهة اليمن مع الإمارات بعد التهديدات المتكررة من أنصار الله للإمارات والتي كان يجمّدها تدخل إيراني لم يعد موجوداً بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ونظرة إيران للحضور الإسرائيلي الأمني قبالتها على مياه الخليج، وبالتالي سيترجم اليمنيون معادلة أن الإمارات ستدفع ثمن التطبيع ولن يحميها الإسرائيليون.

                

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فرنسا تحذر من «اختفاء لبنان» حال التراجع عن الإصلاحات «العاجلة»

باريس/الشرق الأوسط/27 آب/2020

كررت فرنسا، اليوم (الخميس)، دعوتها لبنان إلى تشكيل حكومة سريعة واعتماد إصلاحات «عاجلة»، محذّرة أنه إذا لم يتم ذلك، فإن البلاد تواجه خطر الزوال. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لإذاعة «آر تي إل»، إن «الخطر اليوم هو اختفاء لبنان؛ لذلك يجب اتخاذ هذه الإجراءات»، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية للأنباء. في سياق متصل، حسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمر زيارته الثانية إلى بيروت فحددها بالاثنين المقبل؛ للدفع بتشكيل «حكومة إنقاذ» لبنانية، في حين يستمر الجدل بشأن عدم تحديد الرئيس ميشال عون موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة. ووفق ما صدر عن «الإليزيه»، أمس، فإن ماكرون، الذي زار لبنان غداة انفجار 4 أغسطس (آب) الحالي، سيصل إلى بيروت مساء الاثنين المقبل، ويمضي ليلته ثم يشارك صباح الثلاثاء في احتفالية المئوية الأولى لإعلان «لبنان الكبير»، ثم يجري محادثات مع المسؤولين والسياسيين. وستتركز محادثاته على مسألتين رئيسيتين؛ إعادة إعمار ما دمره الانفجار الكبير، والوضع السياسي، خصوصاً الدفع باتجاه تشكيل «حكومة إنقاذ».

  

وزراء وجنرالات أمام القضاء الأسبوع المقبل/التحقيق في انفجار بيروت يتوسّع بعد انتهاء استجواب الموقوفين

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 آب/2020

شارف المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، على الانتهاء من استجواب الموقوفين الـ19 على ذمة التحقيق في هذه القضية، ليبدأ من الأسبوع المقبل جلسات التحقيق مع كبار ضباط الأجهزة الأمنية المسؤولين عن أمن المرفأ، يليهم وزراء الأشغال والمال، وكل من يثبت التحقيق تورطه بالتقصير والإهمال الذي أدى إلى الكارثة التي حلّت ببيروت في 4 أغسطس (آب) الحالي. وعلى مدى 9 ساعات متواصلة، استجوب القاضي صوّان، أمس (الأربعاء)، 4 أشخاص مدعى عليهم في القضية هم: مدير العمليات في المرفأ سامر رعد، ورئيس مصلحة الأمن والسلامة محمد زياد العوف، والرقيب أول في الجمارك إلياس شاهين، والرقيب أول الجمركي خالد الخطيب، وأصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقّهم، ليرتفع عدد الموقوفين بمذكرات قضائية إلى 16 شخصاً، ويبقى 3 موقوفين على ذمة التحقيق من التابعية السورية، ينتظر أن يتم استجوابهم غداً (الجمعة) بعد أن طلب القاضي صوّان من مديرية المخابرات في الجيش، التوسّع في التحقيقات الأولية معهم قبل إخضاعهم للاستجواب العدلي. وفيما ردّ المحقق العدلي طلب إخلاء السبيل الذي تقدّم به الموقوف جوني جرجس وقرر إبقاءه موقوفاً، ينتظر أن يستجوب الأسبوع المقبل 6 مدعى عليهم غير موقوفين، بينهم مدير عام النقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي و4 من كبار الضباط التابعين للأجهزة الأمنية المسؤولة عن أمن المرفأ، ويتخذ القرارات المناسبة بحقهم. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن القضاء «وجّه كتاباً إلى هيئة التحقيق الخاصة في (مصرف لبنان)، طلب فيه كشوفات بكل الحسابات المصرفية العائدة للمدعى عليهم في ملف المرفأ، ليبنى على الشيء مقتضاه».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للتحقيق أن القاضي فادي صوّان «سيستدعي أشخاصاً آخرين وردت أسماؤهم خلال الاستجوابات، من بينهم وزراء الأشغال والمال الحاليون والسابقون، بدءاً من الأسبوع المقبل، بعد إبلاغهم أصولاً موعد الجلسات». وأشارت المصادر إلى أن المحقق العدلي «سيستمع إلى الوزراء بصفة شهود في البداية، وإذا ما توفرت أدلة عن مسؤولية ما لأي منهم، يبادر إلى الادعاء عليه فوراً واستجوابه بهذه الصفة بعد إبلاغه بالأمر، وقد يصدر فوراً مذكرة توقيف وجاهية بحقه إذا اقتضى الأمر». وأكدت المصادر نفسها أن «ما ينطبق على سائر الملاحقين بالملف ينطبق على الوزراء؛ إذ لا حصانة لأحد في هذه المسألة، والمادة (60) من قانون أصول المحاكمات الجزائية واضحة وصريحة».وبموازاة التحقيقات المطولة، يخصص القاضي صوّان ساعات المساء، لعقد اجتماعات متلاحقة مع الخبراء الأجانب الذين يجرون مسحاً ميدانياً لموقع الانفجار ومحيطه والبحر، ونفى مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، كل ما تردد عن أن «فريق (إف بي آي) حسم 3 أمور وهي استبعاد الاستهداف الإسرائيلي للمرفأ، وحتمية عدم وجود ذخائر تابعة لـ(حزب الله) في المرفأ، وأن التحقيق حسم أن الانفجار ناجم عن شرارة أعمال التلحيم التي حصلت، وأن حرارة (العنبر رقم 12) كانت مرتفعة». وشدد المصدر على أن «قاضي التحقيق لم يتسلّم حتى الآن أي تقارير بهذا الخصوص؛ لا من الفريق الأميركي ولا الفرنسي... ولا غيرهما».

 

مشروع إنفجار جديد في منطقة برج حمود

المرصد/27 آب/2020

تقدم المحامي ايلي حنا الخوري بوكالته عن السيدين نويل جوزف ايوب وشركة أيوب للانماء والتسليف بمراجعة ابطال مع طلب وقف التنفيذ امام مجلس شوري الدولة، ضد المستدعى بوجهها وزارات الاشغال والطاقة والصناعة، وبلدية برج حمود، والشركة الصناعية للغاز (يونيغاز). وطلبت المراجعة وقف اعمال بناء خزان ضخم جداً لتخزين الغاز السائل في مركز شركة يونيغاز في منطقة الشل – برج حمود. واعتبرت المراجعة، ان الاهالي لم يكادوا يستفيقوا من كابوس انفجار المرفأ حتى فوجئوا بقيام شركة UNIGAS بأعمال انشاء خزان ضخم لتخزين الغاز بشكل مخالف لكل القواعد والاعراف المتبعة، في محيط مكتظ بالمصانع والمعامل ومحاذي لمنطقة سكنية مكتظة بالسكان. وحذرت الشكوى من الخطر الكبير وهول الفاجعة التي ستحصل والتي ستؤدي حتماً الى انفجار ضخم يترتب عليه تدمير وهلاك كل ما يحيط بالخزان المذكور.... وطالب بإلغاء الترخيص والرجوع عنه وازالة كل الانشاءات التي تمت مع تحميل شركة يونيغاز كامل المسؤولية عن إنشاء هذا الخزان...

 

لبنان يفتح معظم المؤسسات رغم ارتفاع إصابات {كورونا}

بيروت/الشرق الأوسط/28 آب/2020

رغم استمرار تسجيل عدد إصابات مرتفع بفيروس كورونا وإعلان حالة التعبئة العامة حتى نهاية العام الحالي، اتجه لبنان إلى تخفيف بعض الإجراءات التي كانت معتمدة ضمن الإقفال الذي أعلن الأسبوع الماضي والذي كان من المفترض أن يستمر إلى السابع من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.

وفي هذا الإطار أصدرت وزارة الداخلية والبلديات تعميماً يتعلق بتعديل مواعيد فتح وإقفال المؤسسات الصناعية والتجارية، وتغيير أوقات منع التجول الذي كان مفروضا من السادسة مساء حتى السادسة فجرا فبات وبدءا من اليوم الجمعة من العاشرة مساء لغاية السادسة فجرا من كل يوم. هذا ونص التعميم الجديد على فتح المؤسسات والإدارات العامة أبوابها أمام المواطنين خلال الدوام الرسمي المعتمد على أن يحدد الوزير المختص نسبة جهوزية الموظفين شرط أن لا تقل عن 50 في المائة، وأعيد فتح النوادي الرياضية والمطاعم والمقاهي مع عدم السماح بالنرجيلة وعلى أن لا تتعدى سعتها الـ50 في المائة فضلا عن فتح المسابح والشواطئ ومراكز التسوق مع وضع شروط تحافظ على الصحة العامة وتمنع انتشار الوباء. وبدوره أصدر وزير الصحة العامة حمد حسن قرارا قضى بـ«إعادة فتح جميع دور الحضانة بدءا من نهاية الشهر الحالي وذلك تماشيا مع مقررات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، بشرط أن تتابع دور الحضانة تطبيق إرشادات وتعاميم وزارة الصحة العامة في ظل جائحة كورونا». قرار إعادة فتح معظم القطاعات جاء في وقت يستمر فيه وباء كورونا بالانتشار مهددا القطاع الصحي إذ أعلنت المستشفيات الحكومية في بيروت وجبل لبنان تجاوز نسبة الـ80 في المائة من قدرتها الاستيعابية فضلا عن إصابة حوالي 600 عامل في القطاع الصحي. هذا ويتواصل تسجيل إصابات فيروس «كورونا» في مختلف المناطق إذ أفاد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار في بيان عن «تسجيل 7 إصابات جديدة ليصبح عدد المصابين المسجلين منذ 17 مارس (آذار) الماضي 296 إصابة موزعة على 53 بلدة وقرية». وفي قضاء طرابلس أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا أنه تم تسجيل 104 حالات إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية وفي زغرتا أكدت خلية متابعة الأزمة في القضاء تسجيل 9 حالات إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية. وجنوبا أعلنت بلدية السكسكية ثبوت 4 حالات في البلدة هم قيد الحجر منذ 12 يوما.

يُشار إلى أن عدد الإصابات في لبنان تجاوز الـ14 ألف إصابة، أكثر من نصفهم سجل خلال الشهر الجاري أما عدد الوفيات فبلغ 139 أي أنه لم يتجاوز بشكل عام الواحد في المائة من مجمل الإصابات.

 

برّي يصرّ على ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة رغم عزوفه

زيارة ماكرون إلى بيروت آخر اختبارات المكونات السياسية ... ولودريان يدق ناقوس الخطر

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/28 آب/2020

تشكل الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت الاثنين المقبل، الاختبار الأخير للمكوّنات السياسية الرئيسية للتأكد من مدى استعدادها للمضي قدماً إلى الأمام للسير في الخطة الإنقاذية التي يُفترض أن تتبنّاها الحكومة الجديدة على بياض ومن دون إدخال أي تعديلات عليها أو السماح لأي طرف بالانقلاب عليها بممارسة حق النقض، لأن البديل سيدفع باتجاه زوال الدولة وانهيارها وشطب اسم لبنان عن خريطة الاهتمام الدولي الذي تحقق بمبادرة المجتمع الدولي إلى احتضانه بتقديمه مساعدات إنسانية عاجلة للبنانيين الذين حلّت بهم الكارثة من جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الجاري. وليس من باب الصدفة أن يبادر وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، واستباقاً لوصول ماكرون إلى بيروت، إلى إطلاق رزمة من التحذيرات أخطرها أن «الدولة اللبنانية إلى زوال ما لم تتجاوب الأطراف مع عودة الاهتمام الدولي ببلدهم بعد انقطاع استمر لسنوات وتعمل على توظيفه لوقف انهياره الاقتصادي والمالي، خصوصا أنه يقف الآن على حافة الهاوية». فالوزير الفرنسي أراد أن يدق ناقوس الخطر، محذّراً من أخذ البلد إلى الفراغ، وداعياً الأطراف إلى تنعيم موقفها والإفادة من المساعدة التي يرعاها شخصياً الرئيس ماكرون بإعطاء الأولوية لتشكيل حكومة تبقى مهمتها محصورة بتطبيق ورقة التفاهم التي هي بمثابة خريطة طريق للعبور بلبنان إلى الإنقاذ، ويفترض أن تشكّل الإطار العام للبيان الوزاري للحكومة الجديدة الذي يعطي الأولوية للإصلاحات المالية والاقتصادية، بدءاً بمراجعة نظام الكهرباء. وفي هذا السياق، تستغرب أوساط سياسية واسعة الاطلاع استمرار رئيس الجمهورية ميشال عون في مصادرته لصلاحية النواب في تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة بعدم تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة، وتقول إن اشتراطه بأن يتم الاتفاق على اسم الرئيس للحكومة الجديدة قبل التكليف يشكّل خرقاً لروحية اتفاق الطائف، خصوصاً أن عون كغيره من أسلافه وبحسب هذه الروحية، يشرف على صندوق اقتراع ليدلي النواب بأصواتهم لاختيار مرشحهم للرئاسة الثالثة. وتلفت الأوساط نفسها إلى أن موقف عون يشكل خرقاً للدستور لأن التأليف من صلاحية الرئيس المكلف، وتؤكد أنها تجهل الأسباب التي حالت دون ملاقاته للرئيس الفرنسي في منتصف الطريق، خصوصاً أن عودته للمشاورات ارتدّت عليه سلباً وأظهرت أنه لم يعد في مقدوره التحكّم بمجريات التأليف والتكليف إلا في حال امتناعه عن توقيعه للمراسيم المنصوص عليها والمتعلقة بتشكيل الحكومة. وتسأل هذه الأوساط عن حماس عون وللمرة الأولى في تمثيل الحراك الشعبي بعد أن اتهم معظم الذين يشاركون فيه بأنهم ينفّذون أجندة خارجية؟ وتقول إنه سيواجه معارضة في حال أصر على مصادرته لصلاحية النواب لمصلحة تثبيته أعرافاً مخالفة للدستور لجهة أنه من يفرض رئيس الحكومة، وإلا لماذا يريد من عملية التكليف والتأليف بأن تكون معلّبة؟

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رؤساء الحكومات السابقين (سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام) التقوا مساء أول من أمس بعيداً عن الأضواء واتفقوا على ربط ملف الترشيح لرئاسة الحكومة بإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة وحمّلوا عون مسؤولية خرق الدستور لجهة مصادرة صلاحية الرئيس المكلّف بتأليف الحكومة. وأكدت مصادر مقربة من رؤساء الحكومات أنهم لم يتطرّقوا إلى مسألة الترشيحات، وقالت إنه لا صحة لما يشاع بأن الحريري يعتزم ترشيح شخصية من رحم تيار «المستقبل»، وقالت إنها على تواصل مع رئيس البرلمان نبيه بري الذي لا يتحمّل مسؤولية حيال محاولة البعض المجيء برئيس يكون حسان دياب آخر. ووفقاً لبري، فإن هناك صعوبة أن يخرج لبنان من أزمته من دون الحريري.

ولفتت إلى أن عون يتجاهل الزلزال الذي أصاب بيروت، ويحاول أن يوحي بأن الأمر له في كل شاردة وواردة مع أن العهد القوي انتهى سياسيا وأن تياره يعاني من عزلة في الشارع المسيحي وسيجد رفضاً في تعويمه لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

لذلك، الكرة الآن في ملعب عون ويتحمّل مسؤولية ترحيل الاستشارات النيابية، خصوصاً أن مصادر سياسية تتحدث عن مرونة يبديها «حزب الله» في تعاطيه مع الملف الحكومي، وتسأل ما إذا كان لموقفه المستجد علاقة بالاتصالات الجارية بين باريس وطهران رغم أن اختبار موقفه يخضع لأدائه في هذا الملف؟ فيما يبدو أن الرئيس بري لم يسحب اسم الحريري من التداول كمرشح لرئاسة الحكومة، ولا يزال يُدرج اسمه على طاولة المشاورات، فيما أن الأخير أعلن عزوفه عن الترشُّح، ربما لاعتقاد رئيس المجلس أن هناك ضرورة لوجوده على رأس الحكومة.

ويبقى السؤال هل من مفاجأة يمكن أن تستبق مجيء ماكرون إلى بيروت؟ أم أن الفريق السياسي لعون يصر على المكابرة ولا يأخذ بتبدّل المزاج الشعبي في الشارع المسيحي وهذا ما سيضعه في مواجهة تتجاوز الداخل إلى المجتمع الدولي لأن التحرك الفرنسي يحظى بتأييد أوروبي وأميركي؟

 

فيتو «حزب الله» يخرج اسم نواف سلام من التداول

اللواء إبراهيم: الخروج من النفق ليس عسيراً

بيروت/الشرق الأوسط/28 آب/2020

رأى المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن لبنان يمر اليوم بظروف حساسة جداً «تتضمن مخاطر عالية في ظل تتابع الأزمات وتراكمها»، لكنه أكد أن «الخروج من هذا النفق ليس عسيراً، وإن كان ينطوي على صعوبات»، وذلك في ظل مباحثات بين القوى السياسية للاتفاق على رئيس جديد للحكومة، يتولى إبراهيم بعضها. وفي حين لم تسفر اتصالات اللواء إبراهيم عن «أي أمر محسوم بشأن ذلك»، حسبما أفادت به قناة «إل بي سي»، أسفرت الاتصالات بين القوى الحكومية الرئيسية في البلاد، عن استبعاد اسم سفير لبنان الأسبق لدى الأمم المتحدة نواف سلام من السباق لتكليفه رئاسة الحكومة، في ضوء رفض «حزب الله» هذا الاسم، ووضعه شروطاً أخرى؛ من بينها رفض حكومة حيادية، حسبما قالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، في وقت لا يزال فيه «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل» التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري) متمسكاً بترشيح الحريري الذي طلب سحب اسمه من التداول، أو من يسميه الحريري. وهذا ما أرجعه النائب زياد حواط، عضو تكتل «الجمهورية القوية» في حديث تلفزيوني، إلى أن الثنائي الشيعي «يسعى لتلافي أي مشكلة بين السنة والشيعة». وأوضح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أن الاجتماع مع الرئيس بري (الأحد الماضي) «تمحور على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة فاعلة ومنتجة تلتزم برنامجاً إصلاحياً محدد المعالم والأهداف من دون ورود شروط وعراقيل في المباحثات». في المقابل، يصر حزب «القوات اللبنانية» على تشكيل حكومة حيادية؛ إذ شدد نائب رئيس الحكومة الأسبق غسان حاصباني على أن «التجارب مع الحكومة الجامعة غير مجدية، والمطلوب حكومة مستقلة وجامعة للقدرات المطلوبة لإخراج لبنان من المأزق المالي والاقتصادي المتفاقم»، مؤكداً أنه «لا حل إلا بحكومة مستقلة عن كل الأطراف، لذا لا مشاركة لـ(القوات اللبنانية) بأي حكومة». ولم يحدد رئيس الجمهورية ميشال عون موعداً للاستشارات النيابية بعد، ويتوقع أن يحددها السبت أو الاثنين المقبل، في حال جرى التوصل إلى اتفاق حول مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة.

 

وزير الخارجية الفرنسي يحذّر من "خطر اختفاء لبنان" و شدد على وجوب اتخاذ إجراءات إنقاذية عاجلة

أ. ف. ب./ايلاف/27 آب/2020

باريس: كررت فرنسا الخميس دعوتها لبنان إلى تشكيل حكومة سريعة واعتماد إصلاحات "عاجلة"، محذّرة أنه إذا لم يتم ذلك، فإن البلاد تواجه خطر الزوال. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لإذاعة "آر تي إل" إن "الخطر اليوم هو اختفاء لبنان، لذلك يجب اتخاذ هذه الإجراءات".

وعقب زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت في 06 أغسطس، بعد يومين من الانفجار الهائل الذي دمّر جزءا من المدينة، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن هذه الإصلاحات لا يمكن أن تنفذها الطبقة السياسية الحالية التي ينقم عليها اللبنانيون. وأضاف لودريان "إنهم يدمرون أنفسهم بعضهم بعضا لتحقيق إجماع على التقاعس عن العمل. لم يعد هذا ممكنا ونقول ذلك بقوة". وتابع "قالها رئيس الجمهورية عندما زار لبنان في 06 أغسطس، وسيقولها مرة أخرى عندما يصل إلى بيروت الثلاثاء". وأوضح "الكل يعرف ما يجب القيام به لكن لم تعد هناك حكومة في لبنان في الوقت الراهن"، بعد استقالة رئيس الوزراء حسان دياب وحكومته وسط انتقادات بالتقصير العام على أثر انفجار كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ المدينة أسفر عن مقتل حوالى 180 شخصا ودمر أحياء كاملة في بيروت. وبعد أكثر من أسبوعين على استقالة حكومة دياب، لم يحدد الرئيس ميشال عون بعد موعدا لإجراء مشاورات نيابية يتم على أساسها تعيين رئيس جديد للحكومة، وسط خلافات بين الأحزاب التقليدية التي تسيطر على البرلمان. ولفت لودريان إلى أنه "يجب إعادة تشكيل الحكومة ويجب أن يتم ذلك بسرعة لأن الأمر ملحّ، ملحّ إنسانيا وصحيا (...) وملحّ سياسيا، إذا أرادوا أن يصمد هذا البلد". وشدد على أن "هذا البلد على حافة الهاوية. نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهناك شباب قلق وهناك حالة بطالة مروعة وتضخم هائل". وقال جان إيف لودريان إن هذا يتطلب تشكيل "حكومة مهمات" يمكنها بسرعة تنفيذ "إصلاحات أساسية وإلا فإن المجتمع الدولي لن يكون موجودا" للمساعدة. ولفت إلى أنه "لن نوقع شيكا على بياض لحكومة لا تنفذ الإصلاحات التي يعرفها الجميع" وذكر منها خصوصا الخدمات العامة والنظام المصرفي.

 

السلطة تتهرّب من "التدقيق الفرنسي" وتتحضّر لـ"بهدلة" ماكرون/8 آذار "مربكة"... وبري مستاء من باسيل

نداء الوطن/27 آب/2020

لعبٌ بالنار على جبهة الجنوب والدولة مجرد شاهد عيان لا تملك قراراً بإشعال الجبهة ولا بإطفائها، فإن اشتعلت فجأة كما جرى ليل الثلاثاء - الأربعاء تكتفي بأخذ العلم بواقعة الاشتعال من دون أن تعي ماذا حصل ولماذا حصل، وفهمها للحدث لا يتعدى حدود ما فهمه عموم اللبنانيين أمس من أنّ "ما جرى في جنوب لبنان كان أمراً مهماً وحساساً" بالنسبة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، و"بالغ الخطورة" بالنسبة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. أما على جبهة الداخل، فالسلطة تضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه تحدي سطوتها وتهديد مصالحها وتقويض محاصصات أركانها، وتستمر بالتحكم بالبلاد والعباد "عن بُعد" دون أن يتجرأ أي رئيس أو مسؤول فيها على النزول إلى الشارع والالتحام مع الناس لتفقد أضرارهم، كما فعل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، في مشهد بدا معه فعلاً لا قولاً "بيّ الكل" في المناطق المسيحية المنكوبة يعبّر عن وجدان أهلها دون أن يخشى لومة حاكم أو نقمة ناقم على إعلاء صوته في المطالب السيادية الوطنية الإنقاذية، سواءً في انتقاده تعاطي المسؤولين مع انفجار 4 آب وكأنه "حادث سير"، أو في إعادة توكيده على وجوب تكريس مفهوم الحياد و"لمّ السلاح" وإنهاء حكم "الدويلات ضمن الدولة" رداً على من اتهموه بالعمالة، أو في إشارته إلى أنّ أولياء الأمر لا يسلكون "طريق الدستور" ولا يحترمونه في تأليف الحكومة. أما في قصر بعبدا، فلا يرى الرئيس ميشال عون آية دستورية توجب عليه الاستعجال في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف الحكومة، وهو لا يزال يشترط ضمان ورقة التأليف في يُسراه قبل الإفراج عن ورقة التكليف من يُمناه. على أنه لوحظ أمس تقاطع مصادر القصر و"التيار الوطني الحر" عند محاولة إشراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالمسؤولية عن تأخير موعد الاستشارات باعتباره "تأخيراً متفقاً عليه بينه وبين عون"، الأمر الذي سارعت مصادر مطلعة على أجواء "عين التينة" إلى نفيه وتصويبه من زاوية التأكيد على أنّ الاتفاق كان على تقديم بري يد المساعدة في تسهيل المشاورات السياسية بعدما آثر رئيس الجمهورية رهن الدعوة إلى الاستشارات بحصول هذه المشاورات، مشددةً على أنّ رئيس المجلس ليس شريكاً في صلاحية الدعوة أو عدم الدعوة إلى الاستشارات النيابية إنما دوره اقتصر على بذل الجهود لتقريب وجهات النظر لكنه سرعان ما اصطدم باستمرار ذهنية "وضع العصي بالدواليب" التي أعادت الأمور إلى نقطة الصفر. في المقابل، وإذ تؤكد مصادر مواكبة لمستجدات الملف الحكومي أنّ "سحب الرئيس سعد الحريري ورقة ترشيحه من بازار الابتزاز العوني أربك قوى 8 آذار وأعاد حشرها في الزاوية"، كشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ بري "مستاء جداً مما آلت إليه الأمور حكومياً ويبدي انزعاجاً شديداً من أداء رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في المفاوضات الحكومية"، ونقلت في هذا المجال أنّ رئيس المجلس النيابي "يخشى من أن يؤدي تأخير تشكيل حكومة قادرة على الإنجاز، وعدم تسمية شخصية حكومية أهل لإدارة المرحلة، إلى تراجع الاهتمام الدولي بمساعدة لبنان، الأمر الذي سيطفئ آخر بصيص أمل بقيامة البلد ويقوده بخطى متسارعة نحو الانفجار الكبير اجتماعياً واقتصادياً ومالياً".

المصادر التي أكدت أنّ "عون يسعى بعد إحراج الحريري وإخراجه من دائرة المرشحين إلى إعادة حشره مجدداً بمسألة تسمية رئيس مكلف يحظى بتغطيته"، كشفت في المقابل أنّ المعلومات المتوافرة تفيد بأنّ "الحريري لن يفصح عن إسم أي شخصية لرئاسة الحكومة وكتلته لن تسمي أي مرشح إلا في قاعة الاستشارات النيابية الملزمة"، مشيرةً إلى أنّ "ذلك زاد من إرباك قوى 8 آذار وسط استمرار محاولات جسّ النبض لإقناع الحريري بالعدول عن قرار العزوف عن الترشّح بغية تجنّب تكرار تجربة حسان دياب الفاشلة".

وبالانتظار، يعتزم أهل السلطة تفعيل قنوات التواصل خلال الساعات المقبلة تمهيداً لإيجاد أرضية معقولة تتيح الدعوة إلى إجراء الاستشارات النيابية الأسبوع المقبل، في سبيل تجنّب "بهدلة" جديدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى عودته إلى بيروت في الأول من أيلول.

ولفت انتباه مصادر اقتصادية "التهرب الفاضح" الذي تبديه السلطات اللبنانية إزاء إمكانية الاستعانة بالتدقيق المالي الفرنسي كما سبق وطرح ماكرون خلال زيارته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين، وتساءلت: "ما الجدوى من إصرار السلطة على توقيع عقد مع شركة "Alvarez & Marsal" وتكبيد الخزينة أعباء مالية إضافية بالعملة الصعبة إذا كانت فرنسا الدولة الناظمة لـ"سيدر" تبدي استعدادها لأخذ التدقيق المالي على عاتقها على سبيل المساعدة المجانية؟"، وأردفت: "كل ما في الموضوع أنّ المسؤولين اللبنانيين يتهربون من إجراء تدقيق أكثر مصداقية وأكثر شفافية يقوم به المصرف المركزي الفرنسي، ويفضلون إبرام عقد مدفوع الأجر مع شركة تجارية لضمان أن يكون مفصلاً على قياسهم ومفرّغاً من مضمونه حتى لا يفضح المستور في حسابات الدولة".

 

سلاح حزب الله الهمّ الأكبر، وهو الذي اصبح يمثل قلقاً عميقاً لكل اللبنانيين خوفاً من انفجارات لمخازن السلاح شبيهة بانفجار المرفأ

وكالات/27 آب/2020

عقدت "حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها الدوري الكترونياً وأصدرت البيان التالي:

أولاً :  إن عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح إلى رئاسة الوزراء، والذي نأمل أن لا يتراجع عنه، كان ضرورياً بعد ثلاثة اسابيع من استقالة الحكومة السابقة مع تمنع مُستغرب من رئيس الجمهورية لتحديد موعدا للاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد وهذا يمثل خرقاً للدستور.

ثانياً: إن رئاسة الجمهورية بإصرارها على "التأليف قبل التكليف" تصادر صلاحيات المجلس النيابي وتحوله الى مجرد أُلعوبة ورغم ذلك هنالك صمت مريب لا مبرر له عن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية كمدخل إلى حل سياسي وطني.

ثالثاً:  عاود حزب الله ألاعيبه ومناوراته الصبيانية على الحدود الجنوبية في سياقات تبدو اليوم تحت السيطرة لكن من دون اي ضمان من ان السياسات الاقليمية وخاصة ردود فعل ايران على العقوبات لن تجر لبنان الى حرب مدمرة ، ناهيك عن "السيناريوهات الداعشية" التي بدأت بالظهور لـ"إخافة المسيحيين"، بهدف حرف الأنظار عن المطالبة برحيل العهد ولشيطنة السنّة وتضليل التحقيقات.

لكن يبقى سلاح حزب الله الهمّ الأكبر، وهو الذي اصبح يمثل قلقاً عميقاً لكل اللبنانيين خوفاً من انفجارات لمخازن السلاح شبيهة بانفجار المرفأ ليس بالواقع سلاح ردع للدفاع عن لبنان بل هو سلاح استدراج للحرب وتدمير لبنان لمصلحة ايران ومشروعها الامبراطوري. وهذا الامر يطرح مدى استعداد لبنان واهله وبشكل خاص اهل الجنوب والبقاع لتحمل النتائج الوخيمة لحرب مدمرة لن يجدوا بعدها اي استعداد عربي او دولي للمساعدة في اعادة الاعمار لأن حزب الله بدد كل التعاطف العربي والدولي الذي رأيناه بعد حرب عام 2006 .

 

نداء الوطن/السلطة تتحضّر لـ”بهدلة” ماكرون

نداء الوطن/27 آب/2020

يعتزم أهل السلطة تفعيل قنوات التواصل خلال الساعات المقبلة تمهيداً لإيجاد أرضية معقولة تتيح الدعوة إلى إجراء الاستشارات النيابية الأسبوع المقبل، في سبيل تجنّب “بهدلة” جديدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى عودته إلى بيروت في الأول من أيلول.

ولفت انتباه مصادر اقتصادية “التهرب الفاضح” الذي تبديه السلطات اللبنانية إزاء إمكانية الاستعانة بالتدقيق المالي الفرنسي كما سبق وطرح ماكرون خلال زيارته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين، وتساءلت: “ما الجدوى من إصرار السلطة على توقيع عقد مع شركة “Alvarez & Marsal” وتكبيد الخزينة أعباء مالية إضافية بالعملة الصعبة إذا كانت فرنسا الدولة الناظمة لـ”سيدر” تبدي استعدادها لأخذ التدقيق المالي على عاتقها على سبيل المساعدة المجانية؟”، وأردفت: “كل ما في الموضوع أنّ المسؤولين اللبنانيين يتهربون من إجراء تدقيق أكثر مصداقية وأكثر شفافية يقوم به المصرف المركزي الفرنسي، ويفضلون إبرام عقد مدفوع الأجر مع شركة تجارية لضمان أن يكون مفصلاً على قياسهم ومفرّغاً من مضمونه حتى لا يفضح المستور في حسابات الدولة”.

 

أحداث الجنوب: استهداف مراكز لـ”الحزب” والجيش!

إم تي في اللبنانية/27 آب/2020

تشير معلومات الى أنّ عملية أمنية حصلت عند الحدود الجنوبية ليل الثلثاء – الأربعاء، يرجّح أن تكون عمليّة قنص لجندي إسرائيلي، علماً أن أيّ بيان رسمي لم يصدر في هذا الإطار. وأعقب ذلك إطلاق قنابل مضيئة، ثمّ قصفت طائرة “أباتشي” ثلاثة مراكز مراقبة لحزب الله قريبة من الحدود، في عيتا وعيترون ورامية، بالإضافة الى قصف ساتر مركز للجيش اللبناني في المنارة، ومنزل في عيترون. ولم يتمّ التبليغ عن أيّ إصابات في الأرواح، إلا أنّ هذا التطور الأمني على الحدود يُعتبر الأبرز منذ سنواتٍ عدّة. ومع ذلك، ترجّح المعلومات ألا يقوم حزب الله بالردّ على هذا الخرق الإسرائيلي.

 

الورقة الفرنسية تحدد: لتنفيذ هذه الإصلاحات!

الجمهورية/27 آب/2020

يُفترض ان يتسلّم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اجوبة القيادات السياسية الاساسية حول الورقة الفرنسية التي حصلت “الجمهورية” على نسخة منها، وملخّصها أنّ الاليزيه وضع اولويات لحلّ الأزمة، تبدأ بتشكيل حكومة سريعاً لتفادي الفراغ في السلطة، وهذه الحكومة يجب أن تتعاطى مع الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية التي يعاني منها لبنان، ويكون لديها مهمة تتجاوب مع المستجدات السريعة للبنان في كافة القطاعات، بفترة زمنية محدودة. ويجب ان تُشكّل الحكومة من شخصيات لا غبار عليها ويُشهد لها بالمهارة والنزاهة والكفاءة، لتحقيق تقدّم واضح، خصوصاً في الطاقة والمالية والاتصالات والاشغال والعدل، ويجب ان يكون امام مجلس النواب قوانين الزامية تحاكي التغييرات الفعلية، وان تُنظّم حوارات مع المجتمع المدني لإشراكه في كل القرارات. وعلى الحكومة ان تزيد من مساعدتها وحمايتها الاجتماعية، وفرنسا ستعمل على مواكبة الدعم الذي يستمر الى اقصى حد في المجال الطبي والمستشفيات في لبنان لمكافحة الـ COVID-19. وفي ما خصّ الاصلاحات، فإنّ الورقة لحظت مجموعة اصلاحات يجب الّا تتأخّر السلطات اللبنانية في تنفيذها:

– التدقيق الشامل الذي يعطي صدقية للبنك المركزي. وقد أبدت فرنسا استعدادها لدعم لبنان في هذا التدقيق، وسترسل فريقاً من المالية الفرنسية والبنك الفرنسي لهذه المهمة.

– اقرار مشروع “الكابيتال كونترول” تناسباً مع مطالب صندوق النقد الدولي.

– استكمال الاصلاحات المتعلقة بقطاع الطاقة، ولا سيما تشكيل الهيئة الناظمة والمستقلة سريعاً.

– تعيين اعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واستئناف جلسات العمل ما بين الحكومة وصندوق النقد الدولي لإعادة اطلاق المفاوضات وانهائها سريعاً، لتأمين برنامج تمويلي يعالج حسابات الدولة ويعمل على الانقاذ من حالة التدهور النقدي والمالي.

ووضعت الورقة الفرنسية امام الحكومة مهمة تنظيم الانتخابات التشريعية خلال حدّ اقصى هو عام، سيدعم في خلاله الاتحاد الاوروبي هذه الانتخابات ويرسل فريقاً لمراقبتها. وقد وعدت فرنسا بتنظيم مؤتمر دولي للجهات المانحة، لتمكين تمويل لبنان ومساعدته في بسط كامل سيادته.

 

“الوحدة 121… من هم ضحاياها غير الحريري؟

الجمهورية/27 آب/2020

برز أمس تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، أعدّته الصحافية الالمانية سعاد المخنث والصحافي الاميركي جوبي واريك، كشفا فيه “انّ سليم عيّاش، الذي اتهمته المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، هو في الحقيقة جزء من فرقة اغتيال متخصّصة نفّذت 4 عمليات اغتيال أخرى على الأقل، بأوامر مباشرة من قيادة “حزب الله”. وذكر التقرير أنّ “عياش كان جزءاً من الوحدة المعروفة باسم “الوحدة 121، وهي وحدة سرية للغاية تضمّ عشرات الناشطين من الحزب، المنفصلين تماماً عن أيّ نشاط آخر، وتتلقّى أوامرها من حسن نصر الله بشكل مباشر”.

وبحسب الصحيفة، فإنّ “الاتصالات التي تم اعتراضها، وغيرها من الأدلة غير المُدرجة في الإجراءات العلنية للمحكمة الدولية، تؤكد جميعها وجود وحدة اغتيالات متخصّصة كانت وراء سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة، استهدفت قادة عسكريين وسياسيين وصحافيين لبنانيين. وعلى الرغم من التغييرات الدائمة في بنية فرقة الاغتيالات؛ فإنّ عيّاش كان القاسم المشترك الدائم، قبل أن يصبح قائداً للوحدة”. وبحسب مصادر الصحافيين الأمنية، فإنّ وجود فريق الاغتيال من شأنه أن يقوّض نهائياً محاولات “حزب الله” نَفي صِلته بالاغتيال. وفي هذا السياق قال مسؤول أميركي كبير سابق في الأمن القومي، سبق له المشاركة في جهود جمع المعلومات الاستخباراتية بعد مقتل الحريري: “ليس هناك شك” حول سيطرة “حزب الله” على فرقة الاغتيال، “حزب الله منظمة شديدة الانضباط”. وفي هذا السياق يقول ماثيو ليفيت لواشنطن بوست، وهو محلّل مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة، ومختصّ بعمليات “حزب الله”: “تملك الجماعة صانعي قنابل من أصحاب الخبرة العالية، وهيكل قيادة معقد مصمّم لإبعاد كبار المسؤولين عن اللوم”. ويضيف: “أعدّ “حزب الله” وحدات متخصّصة للقيام بمهام فريدة، بعضها محدد زمنياً، وبعضها الآخر يتعلق بمجموعة مهارات معينة أو نوع من المهام”.

كما أكّد اللواء أشرف ريفي، في مقابلة مع الصحيفة، علمه بوجود “مجموعة داخل “حزب الله” مسؤولة عن العمليات والاغتيالات”، بما في ذلك مقتل الحريري وتفجير السيارات المفخخة التي استهدفت قادة آخرين. وأضاف ريفي أنّ عياش “كان جزءاً من تلك المجموعة”.

وقد حددت الصحيفة الاميركية “4 ضحايا مفترضين للوحدة 121، هم: العميد فرانسوا الحاج، النقيب وسام عيد، العميد وسام الحسن، والوزير السابق محمد شطح”، ونقلت عن مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين ومحللين أمنيين مختصّين بـ”حزب الله”، “خشيتهم من أنّ قادة الحزب قد يشعرون بالحاجة لِشَن هجمات جديدة، تستهدف قادة سياسيين وخصوماً مُحتَملين في لبنان أو خارجه. ويرى المحللون أنّ الأوضاع المضطربة والفوضى التي تعيشها البلاد، وخاصة بعد انفجار ميناء بيروت، قد تشكلان فرصة مناسبة للحزب لإسكات منتقديه، أو من يحاولون ربطه بالتفجير”.

 

من التالي؟: اللواء فرنسوا الحاج أيضاً قتله «حاج مظلوم » من حزب الله! هل كان على اللبنانيين أن ينتظروا مقال « الواشنطن بوست » عن قاتل الحريري « سليم عيّاش »، قبل أيام، لكي يعلموا أن له يداً، هو أو « زملاؤه » في اغتيال رئيس أركان الجيش اللبناني، اللواء فرنسوا الحاج؟

موقع الشفاف/27 آب/2020

اغتيال بطل لبناني بسيارة مفخّخة مصنوعة في إيران!

الآن بتنا نعرف أن اللواء فرنسوا الحاج، قائد معركة « نهر البارد » (في حينه، قال حسن نصرالله أن « نهر البارد خط أحمر »!)، والمرشّح لمنصب « قائد الجيش اللبناني »، سقط قتيلاً في عملية إغتيال نفّذتها الوحدة ١٢١ في الحزب الإيراني التي ينتمي إليها « المظلوم » و »الحاج » سليم عيّاش؟

٣ رؤساء جمهوريات في تشييع رئيس الأركان، اللواء الشهيد فرنسوا الحاج، قائد معركة نهر البارد والمرشّح لقيادة الجيش اللبناني. لكن قاتله يظل « مجهولاً » حتى يومنا! وكأن اللواء فرنسوا الحاج الذي اغتالته ما يسمى “الوحدة” 121، في حزب الله، كان يتيما لا اب له ولا ام، فلا هو ابن المؤسسة العسكرية التي استشهد وهو يخدم في صفوفها ضابطا ذا مناقبية عاليه، ولا احد سأل « ولاية دمه »! مثله مثل الضابط طيار النقيب سامر حنا الذي قتله حزب حسن نصرالله في « سُجُد »، فتساءل المرشح لرئاسة الجمهورية ميشال عون، يومها، عما كان يفعل سامر حنا في سجد!!

وبالمناسبة، فقد قيل وقتها أن ما سهّل اغتيال اللواء فرنسوا الحاج، هو استخدام « الإرهابيين » لطريق عسكري « منحَهُ » الرئيس الأسبق إميل لحّود (الله لا يوفّقه) لما يسمّى « حزب الله »!

أين جوزف صادر؟

الوحدة المشؤومة نفسها عاثت وتعيث اغتيالا قتلا وارهابا في البلاد، طولها وعرضها، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى آخرين، المعروفين من بينهم وغير المعروفين! الذين ظهرت اشلاء جثثهم، والذين اختفوا، على غرار الموظف في مطار رفيق الحريري الدولي جوزف صادر، الذي فضح مفاتيح سيطرة حزب الارهاب على المطار من كاميرات المراقبة، الى المدرج الثالث، الى شبكة الاتصالات المستقلة عن الدولة. الوحدة المشؤومة لا تقف عند حرمة او حرام! تقتل كل من لا يقول سيدها في طهران، الذي يحمل إضبارات التخوين ويُصدر اوامره بالقتل، في بيروت أو في بغداد! محاولة فاشلة لاغتيال النائب نديم الجميل قبل أيام؟ قبل ايام سعت الوحدة الى اغتيال النائب نديم الجميل في كفرحاتا الكورة، في يوم ذكرى انتخاب والده الرئيس بشير الجميل رئيسا للجمهورية. وكانت عملية الإغتيال، لو نجحت، ستشكّل رسالة محملة بالمضامين الترهيبية لمن لا زال على ولاء لوالده الرئيس الشهيد بشير الجميل، ورسالة ترهيب لمن تسول له نفسه فينتقد حزب الله وسيطرته الفاشية والميليشيوية على البلاد. هل كان « الحاج المظلوم سليم عيّاش » هو نفسه صاحب الخطة الجهنّمية لاغتيال إبن بشير الجميل الذي اغتاله « القومي السوري حبيب الشرتوني » في ذكرى اغتيال والده وفي قرية تعجّ بـ »القوميين السوريين »؟ خطة بارعة ستتسبّب باتهام « الحزب القومي »، وستتكفّل بإحداث شرخ جديد لن يندمل بسهولة في البيئة المسيحية التي بدأت تنسحب من « تيّار » ميشال عون؟ هل كانت العملية، أيضاً، أحد ردود حزب إيران على دخول بطرك الموارنة المعركة ضدّه؟ وسؤال آخر: حينما ثارت شكوك الشرطة البلدية حول سيّارة القَتَلة، فإن ما يثير الحيرة هو لماذا اعتبر فريق الإغتيالات أن عليه أن يقوم بـ »عملية إعدام » للشرطيين البلديين الثلاثة (وبينهم إبن رئيس البلدية)؟ هل خشيَ القتَلَة أن يتعرّف عليهم شرطيّو البلدية.. من مناسبات سابقة؟ طبعاً، لا تمرّ علينا محاولة تسخيف قتل ثلاثة مواطنين من بلدة « كفتون »، بحجة ان المتورطين كانوا يريدون تنفيذ عمليات « سطو مسلح بكواتم صوت ومتفجرات » في قرى اهلها يعيشون كفاف عيشهم!!! ونحن، طبعاً، لا نصدّق « رواية » الأصوليين السنّة الذين جاؤوا من مخيم فلسطيني لارتكاب عملية سرقة في قرية فقيرة ومعهم « كواتم صوت » ومتفجرات! مثلما لم نصدّق « رواية أبو عدس »!

هل تجهّز وحدة الإغتيالات عمليات جديدة؟ وحدة الاغتيالات المشؤومة لم تكن يوما نائمة، فهي التي تتحكم في مسار السياسة اللبنانية! إلا أن الحزب الإيراني يشعر بالضيق لأن اللبنانيين باتوا يحمّلونه مسؤولية الإنهيار الإقتصادي، وجريمة انفجار مرفأ بيروت بمتفجّراته، ومسؤولية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

فـ »شنقوا » زعيمه حسن نصرالله وشريكيه ميشال عون ونبيه برّي في « وسط البلد »! الوحدة المشؤومة مسؤولة اليوم وغدا عن اي عملية اغتيال تحصل لاي لبناني في اي منزلة من منازل المسؤولية كان! وما يسمّى حزب الله يتحمل مسؤولية اي اعتداء يحصل على اي مواطن لبناني لا يقول قولهم ولا يفعل فعلهم.

اذا كانت نهاية حزب الله قد اقتربت، وإذا كان الحزب يسعى الى “تنظيف” البيئة اللبنانية من معارضيه، فإن الاجهزة الامنية اللبنانية، وخصوصا الجيش اللبناني الذي يعتاش على المساعدات الغربية عموما والاميركية خصوصا، مسؤولة عن حماية المواطنين وتعطيل اهداف هذه الوحدة المشؤومة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكاظمي يبحث مع فيصل بن فرحان ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

تأكيد سعودي ـ عراقي على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز الاستثمارات

الرياض: عبد الهادي حبتور - بغداد/الشرق الأوسط/28 آب/2020

تواصل السعودية والعراق تعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وبحث البلدان تفعيل عدة مشاريع في الطاقة والبتروكيماويات والزراعة، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعبر الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي عن سعادته لزيارة العراق الذي وصله أمس، ونمو العلاقات الثنائية باطراد. وقال على تويتر «سعدت بزيارة العراق هذا البلد الذي تجمعنا به روابط عميقة أخذت من التاريخ رسوخاً ومن المستقبل طموحاً».

وأوضح الوزير أنه تناول مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العلاقات الثنائية «التي تنمو باطراد والتحديات المشتركة كما نقلت له تحيات قيادة المملكة وتمنياتها الطيبة للشعب العراقي الشقيق».

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الصحاف، المتحدث باسم الخارجية العراقية، أن وزير الخارجية السعودي التقى نظيره الدكتور فؤاد حسين. وأضاف الصحاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بقوله «بحث الجانبان العديد من الموضوعات في مقدمتها العلاقات الثنائية وتميزها على كافة الصعد، وتفعيل مذكرات التفاهم التي أبرمت خلال الحكومات السابقة والدفع بمضمونها وعجلة تحقيقها بما ينسجم ومصالح الشعبين الشقيقين الجارين». وتابع: «كذلك تم بحث تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين على كافة الجوانب ومنها ما يتصل بالجوانب الزراعية والبتروكيماويات، وتزويد العراق بالطاقة حيث بحث الجانبان ربط الطاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدفع بعجلة هذا الملف ليكون واقعياً لما فيه خدمة العراق». وأكد الجانبان – بحسب الدكتور أحمد الصحاف – على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتكريس دور العراق ودعمه على كافة الصعد. وأضاف: «أيضاً ناقش الجانبان مخرجات زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن وما رشح عنها، ومخرجات اجتماع القمة الثلاثية التي عقدت في المملكة الأردنية الهاشمية». من جهته، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان «تأتي لمناقشة العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين». إلى ذلك، أكد الكاظمي أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى «رؤية جديدة»، مؤكدا أن «التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب أن تكون في أولوية العلاقات بين الدول العربية، مع احترام سيادة كل دولة وضمان عدم التدخل في شؤونها الداخلية». وقال الكاظمي في تصريحات أمس: «علينا الوقوف الانقسامات الطائفية والعرقية التي انتشرت في المنطقة»، موضحا أن «دول الخليج تمثل عمقنا الاستراتيجي ونسعى لتطوير علاقاتنا إلى أفضل مستوى ممكن لأن ذلك يخدم الاستقرار في المنطقة ويضع حدا للانقسامات والطائفية التي مزقتنا في الحروب».

من جهته،، أكد وزير التخطيط العراقي خالد نجم بتال أن هناك رغبة سعودية كبيرة في فتح آفاق واسعة من التعاون مع بغداد وأن العراق سيمول مجموعة مشاريع من القرض الميسر المقدم من المملكة العربية السعودية. وقال بيان لوزارة التخطيط خلال ترؤس بتال الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والإغاثة المنبثقة عن المجلس التنسيقي العراقي - السعودي إن «العراق يرحب بهذا التعاون الإيجابي البناء». ولفت الوزير إلى «أهمية ودور القطاع الخاص في البلدين الشقيقين، في تحقيق المزيد من الاستثمار المشترك».

وبشأن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق عبر عدد من السياسيين والأكاديميين العراقيين عن رؤيتهم بشأن الآفاق المستقبلية التي يمكن أن تترتب على هذه الزيارة. وفي هذا السياق أكد الدكتور ظافر العاني عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تعبر عن رغبة البلدين في تنمية العلاقات بينهما حيث كان من المقرر أن يقوم الكاظمي بزيارة المملكة في أول جولة له خارج العراق لولا العارض الصحي الذي تعرض له خادم الحرمين الشريفين»، مضيفا أن «على جدول أعمال اللقاءات مواضيع مهمة تتعلق بمصلحة الشعب العراقي من بينها الربط الكهربائي وافتتاح منفذ عرعر الحدودي وطرح قائمة مهمة من مشاريع الاستثمار». وأوضح أن «هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن التحركات التي قام بها الكاظمي في زيارته إلى واشنطن أو قمة عمان الثلاثية حيث إن هناك شعورا جماعيا بأن المنطقة تعج بالخلافات والتحديات من بينها الإرهاب والتوتر العسكري وتنامي الورقة الطائفية والإثنية والاعتداءات والتجاوزات العسكرية القادمة من طهران وأنقرة والتدخل الدولي السافر في شؤون الدول العربية». من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين الدكتور ياسين البكري لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية هذه الزيارة تأتي في أن حراك الكاظمي الخارجي يحاول تأسيس علاقات ثابتة ومستقرة مع محيط العراق العربي، بعد أن عانى العراق من شبه عزلة لأسباب تتعلق بأخطاء عربية تجاه عراق ما بعد 2003. وأخطاء عراقية تجاه المحيط العربي». وبين البكري أن الهدف من الحراك الخارجي للكاظمي «يتمثل في إعادة تموضع العراق في علاقاته مع طهران وتقليل الاعتماد عليها اقتصاديا لتحرير العراق واستقلالية قراره وهي نقطة تثير مخاوف طهران وأذرعها». وأشار البكري إلى أن «هناك رؤية لإعادة صياغة المنطقة والأدوار فيها دون أن يعني ذلك أن العراق سيتجه للانضمام إلى محور على حساب آخر». أما الدكتور منتصر العيداني رئيس مركز حوكمة للسياسات العامة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تأتي في إطار التحسن المطرد للعلاقة بين البلدين لا سيما في ظل توجهات حكومة الكاظمي وقيادة المملكة العربية السعودية نحو بناء حاضنة عربية تعزز الاستقرار والتعاون وتدعم الحضور العراقي في الساحة العربية». وأشار إلى «خطوات سعودية متتالية لتسريع وتيرة الانفتاح ودفع العلاقات نحو الأمام باتجاه تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والإعلامي إضافة إلى التنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب».

 

طرابلس تفرض حظر تجول لكبح انتشار الفيروس

الشرق الأوسط/28 آب/2020

أعلنت الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا فرض حظر تجول شامل لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد في وقت تحاول فيه جاهدة احتواء احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية والفساد. وجاء الحظر الذي بدأ سريانه مساء أول من أمس الأربعاء وفرضته حكومة الوفاق الوطني بعد ثلاثة أيام من بدء تصاعد الاحتجاجات في العاصمة ومدينة الزاوية القريبة. يستثني القرار من يحتاجون للخروج لإحضار احتياجاتهم الضرورية من الطعام أو الدواء من المتاجر القريبة. وتحدى البعض القرار أمس وخرجوا إلى ميدان الشهداء بوسط طرابلس حيث واجهتهم جماعات مسلحة في عربات عسكرية وفرقتهم بالقوة، حسبما أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

عريقات: أميركا لم تتجاوب مع أطراف {الرباعية}/الفلسطينيون يشيدون بموقف البحرين وتمسكها بالمبادرة العربية

الشرق الأوسط/28 آب/2020

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الولايات المتحدة الأميركية، أبلغت باقي الأطراف في اللجنة الرباعية في اجتماع، عقد الأربعاء، بشأن عملية السلام، أن أي عملية لن تنطلق إلا على قاعدة «صفقة القرن» التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأضاف عريقات، أن «الولايات المتحدة تريد من الجميع أن يفهموا، أن الآن هو وقت التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وأنه إذا أراد الفلسطيني أن يأتي للمفاوضات، فعليه أن يأتي على أساس رؤية ترمب ونتنياهو». وتابع أن الأطراف الثلاثة الأخرى في اللجنة: روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، رفضوا ذلك وقالوا للولايات المتحدة، إن هذا غير ممكن، وإن المرجعيات المحددة والاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، ينص على أنه يجب أن يكون الأساس هو إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولتين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967. وكانت الرباعية عقدت اجتماعها هذا بناء على ضغط فلسطيني. ويعول الفلسطينيون على قدرة الرباعية الدولية على إطلاق مفاوضات جديدة. وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في رام الله قبل أيام، أن الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلى المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، على قاعدة السلام مقابل الأرض وليس مقابل السلام.

وطلب عباس من دومينيك المساعدة في هذا الإطار. واقترح الفلسطينيون العودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية، واعتبار خطة السلام العربية مرجعية لهذه المفاوضات.

وكانت السلطة قد سلمت الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا والولايات المتحدة)، رسالة قالت فيها: «نحن مستعدون لقيام دولتنا المحدودة التسلّح وذات الشرطة القوية لفرض احترام القانون والنظام. نحن مستعدون للقبول بوجود طرف ثالث مفوّض (من الأمم المتحدة)، من أجل (...) ضمان احترام اتفاق السلام فيما يتعلّق بالأمن والحدود». ويتضمن النص إشارة إلى حلف شمال الأطلسي لـ«قيادة القوات الدولية». واقترح النص تعديلات طفيفة على الحدود على أن يتم إبرام اتفاق ثنائي بشأنها، «على أساس حدود 4 يونيو 1967»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه إسرائيل باحتلال الضفة الغربية. وتعمل دول عربية وأوروبية إلى جانب فرنسا وروسيا والصين والأمم المتحدة، على إنجاح خطة لإعادة المفاوضات بين الجانبين. وكان شرط الفلسطينيين الوحيد لذلك هو، وقف عملية الضم واعتبار مبادرة السلام العربية مرجعية. وقال عريقات في مؤتمر صحافي، أمس، إن ثمة اتفاقا مع الدول العربية وغير العربية، حول أن أي هدف لمفاوضات هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعلى أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين. وأضاف «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أصدرتا بيانات أكدت ثوابتنا وقرارات الجامعة العربية (...). الجامعة العربية ستعقد اجتماعا في 9 سبتمبر (أيلول) المقبل، ومن الضرورة معرفة الإجراءات التي ستتخذ بحق أي دولة تخرج عن قرارات الجامعة». وأردف «نحن الحقيقة على الأرض والصراع هو بيننا وبين إسرائيل، ولم نخول أي أحد أن يتحدث عنا كفلسطينيين، ويجب ألا يكون هناك أي تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، لأن أي تطبيع مع إسرائيل يُفهم أنه جائزة للاحتلال ولنتنياهو». وفي هذا السياق ثمّن عريقات، موقف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وتأكيد التزام بلاده بمبادرة السلام العربية. وكان ملك البحرين قد أكد خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، مشدداً على أن ذلك يحقق السلام العادل والشامل، المؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وقال عريقات: «نثمن موقف جلالة ملك البحرين ومواقف جميع الدول العربية والتي قالت كلمتها». وتطرق المسؤول الفلسطيني للمواقف العربية الواضحة والثابتة من القضية الفلسطينية التي صدرت عن المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والكويت وقطر والجزائر والمغرب وتونس وسلطنة عمان واليمن والصومال، وجميع الدول العربية دون استثناء. في السياق، رحب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بموقف البحرين من قضية التطبيع مع دولة الاحتلال. وأكد المالكي أن «موقف ملك البحرين سيساعد شعبنا وقيادته في مواجهة صفقة القرن، ومخططات الضم، وسيعزز من قدرتنا على الصمود أمام هذه التحديات».

 

الاتحاد الأفريقي يتسلم اليوم «مسوّدة موحدة» لمشروع اتفاق بشأن «سد النهضة»/سفير إثيوبيا يقدم أوراقه في القاهرة عشية جولة جديدة من المفاوضات

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/28 آب/2020

تعقد دول مصر وإثيوبيا والسودان، اليوم (الجمعة)، جلسة جديدة من محادثات «سد النهضة» الإثيوبي، تتضمن رفع تقرير إلى الاتحاد الأفريقي، يحوي نسخة موحدة مجمعة لمقترحات الدول الثلاث، بشأن اتفاق نهائي، ينظم عمليتي ملء وتشغيل «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا، على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع مصر والسودان. وعشية استئناف المحادثات، أعلنت سفارة إثيوبيا بالقاهرة أن السفير ماركوس تيكلي ريكي قدم أمس صورة من أوراق اعتماده إلى السفير أبو بكر حفني، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، ليبدأ مهام عمله رسميا. وذكرت السفارة، في بيان لها، أن السفير ماركوس نقل أثناء اللقاء رسالة تحية وتقدير للشعب المصري، معربا عن تمنيات الحكومة والشعب الإثيوبي للحكومة والشعب المصري دوام الاستقرار والازدهار. وقال السفير ماركوس إن «مهام عمله في مصر تتركز على تعزيز العلاقات بين الشعبين، من خلال التعاون في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن تحسين العلاقات بين البلدين على مر التاريخ». وبشر ماركوس بتقدم في مفاوضات «سد النهضة»، مؤكدا أن المحادثات تسير «في حالة جيدة». وعمل ماركوس من قبل سفيرا لإثيوبيا لدى اليابان، كما شغل منصب المدير العام للأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية، وعمل مديراً لمدرسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية وأستاذا مساعدا للدبلوماسية والعلاقات الدولية في جامعة الخدمة المدنية الإثيوبية، وفي الوقت الحالي يمثل بلاده في ليبيا مقيما في القاهرة. وكانت جولة جديدة من مفاوضات السد، انطلقت مطلع يوليو (تموز) الماضي، برعاية الاتحاد الأفريقي، وحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي، للوصول إلى اتفاق نهائي. وشهدت المفاوضات خلال الأيام الماضية، توافقا بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول الخطوات التنفيذية لعملية التفاوض، حيث بدأت لجنة مصغرة مكونة من عضو فني وعضو قانوني من كل دولة، وبحضور المراقبين والخبراء في تجميع المقترحات في مسودة واحدة، وإعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب أفريقيا بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي. ويشكك الخبراء المصريون في إمكانية الوصول إلى مسودة توافقية بين المقترحات المتعارضة خاصة بين مصر وإثيوبيا. ويشير الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، إلى أن محاولة الوصول إلى مقترح توافقي تعني في الحقيقة «إعادة التفاوض من جديد» وهو أمر صعب، متسائلاً «كيف يتم دمج مقترح ملء إرشادي لإثيوبيا مع مقترحين للملء والتشغيل ملزمين قانونا؟». وتخشى القاهرة تضرر حصتها السنوية من مياه النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب، التي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة، بينما تقول إثيوبيا إن السد المقام على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، أمر حيوي لتحقيق التنمية في البلاد، وتزوديها بالكهرباء.

 

مناسيب النيل في السودان الأعلى منذ مائة عام... وتحذيرات من الأسوأ

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/28 آب/2020

حذرت السلطات السودانية، أمس، من أن مناسيب نهر النيل، بلغت درجات غير مسبوقة، لم تحدث منذ أكثر من 100 عام، قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة تتجاوز فيضانات الأعوام 1946 و1988 التي أوقعت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ودمارا كبيرا في البلاد. وتهدد المياه التي بدأت بالخروج من مجرى النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل، عددا من المناطق والأحياء بالعاصمة الخرطوم، ودمرت جسورا وغمرت عددا من القرى بولاية الجزيرة على مجرى النيل الأزرق. وبلغت حصيلة القرى المدمرة كليا أو جزئيا نحو 40 ألف قرية، معظمها في ولايات الجزيرة والبحر الأحمر وكسلا. وبحسب آخر إحصائيات المجلس القومي للدفاع المدني، فإن نحو 88 قتيلا ومئات المصابين جراء السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت عددا من ولايات البلاد خلال موسم الأمطار الحالي وحتى 25 أغسطس (آب) الحالي. وقال وزير الري السوداني، ياسر عباس، إن مناسيب المياه سجلت مستويات لم تشهدها البلاد خلال 100 عام متجاوزة القياسات التي سجلت في الفيضانات التي ضربت البلاد في عامي 1946 و1988. وهي الأكثر تدميرا في تاريخ السودان الحديث. واستبعد أن تكون الزيادة الكبيرة في المياه لها أي صلة بتأثيرات سلبية لسد النهضة أو التغير في المناخ. وأضاف عباس في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، أن قياس المياه في حبس الخرطوم، 17.43 متر، سيتوالى في الارتفاع بواحد سنتيمتر يوميا، إلى حين تتوقف مياه الأمطار المتدفقة من الهضبة الإثيوبية. وناشد الوزير المواطنين الاستعداد للمساهمة في حماية مناطقهم وقراهم، منبها إلى أن وحدة الإنذار المبكر تتوقع تسجيل مستويات عالية في مناسيب المياه خلال الأسبوع المقبل.

وأدت السيول خلال موسم الأمطار الحالي، إلى انهيار كلي وجزئي لقرابة 40 ألف منزل، بجانب تضرر عدد كبير للمرافق الخدمية والتعليمية. وأكد عباس أن إدارات الوزارة تعمل على مدار الساعة مع الجهات المعنية لمراقبة الموقف وأعداد القراءات وتنبؤات الفيضانات للتقليل من أثار الفيضان.

ومن جانبه توقع رئيس لجنة الفيضان بالوزارة، عبد الرحمن صغيرون، زيادة كبيرة في إيرادات المياه التي يحملها النيل الأزرق ونهر عطبرة، مشيرا إلى أن القياسات بلغت حوالي 837 مليون متر مكعب، بزيادة 20 مليون متر مكعب في قراءات أول من أمس.

وأشار صغيرون إلى أن ارتفاع المياه في محطة الخرطوم بلغت زيادته أمس في حدود 3 سنتيمترات، الأمر يشكل مصدر خطر على المناطق الواقعة على ضفاف نهري النيل وعطبرة. ومن جهة ثانية كشف صغيرون، عن ارتفاع مناسيب المياه في غالبية الأحباس في البلاد، وهي قياسات تتجاوز التي سجلت في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وقال «حسب التنبؤات لا نتوقع انحسارا في المياه الأيام المقبلة». ومن جهتها دعت لجنة الفيضانات الجهات المختصة والمواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم. وغمرت المياه المتدفقة من النيل الأزرق أمس، أحد الطرق السريعة الذي يربط العاصمة الخرطوم بولاية الجزيرة بوسط البلاد، وحاصرت المياه منازل المواطنين بعدد من القرى والأرياف على جانبي الطريق، كما تدفقت مياه النيل الأبيض من أحد الجسور الرئيسية التي تربط مدينة أم درمان بالخرطوم. ويشير المجلس القومي للدفاع المدني، إلى أن أبرز المناطق المتأثرة من السيول والأمطار منذ بداية مرسم الأمطار تقع في ولايات الخرطوم والبحر الأحمر وكسلا وشمال دارفور وولاية الجزيرة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن السيول والأمطار الغزيرة حاصرت عددا من المناطق والضواحي الوقعة شمال مدينة الخرطوم بحري، مضيفا أن المواطنين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل والحركة. وكانت الحكومة السودانية أعلنت حالة الاستنفار القصوى لتفادي وقوع خسائر وأضرار بسبب السيول والأمطار المتوقعة لهذا الموسم. وأدت الفيضانات والسيول في عام 1988 إلى مصرع المئات، وألحقت دمارا كبيرا بالعاصمة الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد، وفاقت أعداد المتأثرين الملايين، ما حدا بحكومة رئيس الوزراء الأسبق، الصادق المهدي، إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر.

 

الجزائر: ماكرون يناقش مع تبون هاتفياً أزمتي ليبيا ومالي

الجزائر:/الشرق الأوسط/27 آب/2020

اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الخميس)، بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون، للحديث عن الوضع في ليبيا ومالي الدولتين الجارتين للجزائر، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية. وجاء في البيان الي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: «تلقى اليوم رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحث خلالها الرئيسان في تطور العلاقات بين البلدين، كما تناولا على وجه الخصوص مستجدات الوضع في ليبيا ومالي». وكانت الجزائر التي رعت اتفاق السلام بين الحكومة المالية والمتمردين في 2015 أدانت الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أبو بكر كيتا، في 18 أغسطس (آب)، داعية إلى الاحتكام لانتخابات و«احترام النظام الدستوري». وكان الجيش المالي أعلن، في وقت سابق الخميس، إطلاق سراح كيتا، وقال أحد أفراد عائلته، طالباً عدم كشف هويته، إن كيتا عاد إلى منزله في منطقة سيبينيكورو الليلة الماضية. وتحاول الجزائر رعاية وساطة بين الأطراف المتنازعة في ليبيا التي تتقاسم معها نحو ألف كيلومتر. وسبق للرئيسين الجزائري والفرنسي أن تبادلا الاتصالات الهاتفية لكسر الجمود الذي طغى على العلاقات منذ وصول الرئيس تبون إلى السلطة في ديسمبر (كانون الأول). وفي يوليو (تموز)، سلّمت فرنسا للجزائر جماجم وعظام 24 مقاوماً جزائرياً قُتلوا في بداية الاستعمار الفرنسي عام 1830 كدليل على تحسن هذه العلاقات.

 

أموال قطاع الاتصالات تؤجج الصراع بين أجنحة الجماعة الحوثية/اتهامات بينية بالفساد والتنصت على آلاف المشتركين في الخدمة

صنعاء: /الشرق الأوسط/28 آب/2020

في الوقت الذي يعد فيه قطاع الاتصالات اليمنية واحداً من أهم الموارد المالية للجماعة الحوثية، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء على ما يدور في أروقة حكم الميليشيات، باحتدام الصراع بين كبار قادة الجماعة على العائدات من هذا القطاع، بالتزامن مع تقديم استقالات واتهامات بينية بالفساد والتجسس على آلاف المشتركين في الخدمة. وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن تصاعد حدة الصراع بين فصائل الجماعة على المناصب والأموال المنهوبة من عائدات وزارة الاتصالات والهيئات والمؤسسات التابعة لها في صنعاء، والتي حولتها الميليشيات على مدى السنوات الماضية إلى مصدر رئيسي لتمويل حربها العبثية ضد اليمنيين. وفي هذا السياق كشفت وثيقة حوثية عن جانب من صراع قادة ومشرفي الجماعة في وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرتها؛ حيث دفعت قضايا فساد وخلافات على أموال إلى استقالة القيادي الحوثي المدعو هاشم الوشلي المعين وكيلاً للوزارة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً.

وبحسب المصادر، جاء في مذكرة الاستقالة التي قدمها الوشلي اعترافه بأن قطاع الاتصالات تحول إلى «بيئة للصراع المقيت» قبل أن يقوم وزير الجماعة مسفر النمير هو أيضاً بتقديم استقالته على خلفية الصراع نفسه بين أجنحة الانقلابيين.

وذكرت المصادر أن استقالة وزير الميليشيات أتت على خلفية الاتهامات والتخوين التي طالته بعد تسريب معلومات عن قيامه بتنصيب أجهزة تجسس على أكثر من ثلاثة آلاف مستخدم للاتصالات، من بينهم قادة في الجماعة، إلى جانب مسؤولين موالين للحكومة الشرعية.

ومن ضمن الأسباب التي دفعت النمير للاستقالة - وهو من المقربين من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وسبق له أن تولى إدارة مكتبه - تسرب وثائق حصلت عليها أطراف محلية ودولية، تدين الأول بالتجسس على قيادات قبلية وعسكرية في مناطق سيطرة الجماعة، وفي المناطق المحررة على حد سواء.

وأكدت المصادر أن القيادي في الجماعة المعين نائباً لوزير الاتصالات في حكومة الانقلاب، ويدعى هاشم الشامي هاجم بدوره النمير، واتهمه بالتربح والإثراء وحصر العوائد المنهوبة على قادة جناح واحد فقط في الجماعة، وتهميش بقية القيادات.

وكانت مصادر يمنية محلية قد كشفت عن أن أطرافاً دولية ومحلية حصلت على وثائق تشير إلى قيام فريق حوثي بالتجسس على مكالمات الاتصالات لمئات الشخصيات اليمنية، وتفريغ اتصالاتها، ورفعها لقيادات عسكرية في الجماعة موالية للجناح الذي يتزعمه محمد علي الحوثي، الحاكم الفعلي لمجلس حكم الانقلاب في صنعاء. وأكدت تلك المعلومات استمرار تجسس الميليشيات عبر شركات الاتصالات الرسمية والأهلية الواقعة تحت سيطرتها، على أكثر من ثلاثة آلاف شخصية يمنية.

ومنذ انقلاب الجماعة وبسط نفوذها وسيطرتها الكاملة على كافة مؤسسات الدولة، بما فيها قطاع الاتصالات الحكومي والخاص، أجبرت الميليشيات ذاتها جميع شركات الاتصالات على تسهيل عمليات تجسسها على مشتركيها، لاستخدام تلك المعلومات في تنفيذ حملات قمع واعتقال وتنكيل وتعسف وقرصنة إلكترونية. وفي تصريحات سابقة له، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن الميليشيات الحوثية أجبرت شركات الاتصالات على تسجيل المكالمات والتجسس على الرسائل، وذلك بهدف انتهاك الخصوصيات وتنفيذ حملات قمع واعتقال وقرصنة بريد وصفحات الناشطين على مواقع التواصل الإلكتروني.

وأوضح الوزير اليمني أن «مشتركين في شركات الاتصالات اشتكوا مؤخراً من أن رسائلهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت للقرصنة والتهكير من قبل الميليشيا الحوثية، بعد إجبار الشركات على قطع ما يسمى بطاقات توأمة لعدد من الأرقام التابعة لعدد من المشتركين، في انتهاك للقوانين اليمنية المنظمة لعمل تلك الشركات».

ولفت الإرياني إلى أن انصياع شركات الاتصالات لإملاءات الجماعة في التجسس على مشتركيها، يعرضها للمساءلة القانونية من المتضررين الذين قام عدد منهم بمقاضاتها.

وكان تقرير صادر عن شركة «ريكورد فيوتشر»، الأميركية المتخصصة في استخبارات التهديدات الإلكترونية، قد كشف بوقت سابق عن قيام الميليشيات باستخدام شبكة الإنترنت في اليمن لغربلة المعلومات وتسخيرها لصالحها الخاص، للمراقبة والتجسس على مستخدمي شبكة المعلومات العنكبوتية، وحجب كل ما هو ضدهم. ووفقاً لتقرير مؤسسة «ريكورد فيوتشر»، فإن سكان صنعاء والحديدة بالذات يخشون بشدة من قدرات التجسس الخاصة بالحوثيين عليهم. وعلى المنوال ذاته، كانت الميليشيات الحوثية قد وضعت يدها أواخر يوليو (تموز) الماضي، على شركة «واي» لاتصالات الهاتف النقال، وعينت قيادة جديدة على رأس الشركة التي كانت قد أعلنت في وقت سابق إفلاسها وتصفيتها بموجب قرار من محكمة حوثية في صنعاء. وتحدث موظفون سابقون في شركة «واي» إلى «الشرق الأوسط»، بأن الجماعة أعادت تشغيل الشركة بعد إعفائها من الضرائب التي كانت عليها، واستغلال الرخصة الممنوحة لها لصالحها. وقالوا إن الميليشيات عينت القيادي الحوثي المدعو إبراهيم الشامي على رأس الشركة التي تحاول إعادتها إلى العمل من خلال منحها امتيازات وإعفاءات خاصة. وبحسب الموظفين والعاملين في «واي»، فقد شكلت الميليشيات مجلس إدارة جديد للشركة دون علم أو موافقة المساهمين فيها.

وأشاروا إلى أن الانقلابيين الحوثيين عملوا على إعادة تشغيل الشركة التي كانت في الأساس ضحية لإجراءاتها وتعسفاتها وحملاتها الابتزازية، خوفاً من إعادة إطلاق الشركة من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن؛ خصوصاً بعد تلقيهم معلومات بوجود تحركات لإعادة تشغيل الشركة وفق الرخصة الممنوحة لها.

وكانت الجماعة قد أعلنت إفلاس شركة «واي» للاتصالات التي تعد رابع مشغل للهاتف النقال في البلاد، وعينت حينذاك الخبير المحاسبي والقانوني عبد الباسط المقطري، مديراً للتفليسة، ووضع الأختام على أصول الشركة التي تأسست عام 2007، ومقرها صنعاء. وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب، تحول قطاع الاتصالات بشكل عام وشركات الهاتف النقال والجهات التابعة لها على وجه الخصوص، إلى موارد مالية رئيسية لتمويل حرب الجماعة ضد اليمنيين. وبحسب تقارير اقتصادية محلية، يبلغ حجم الثروة التي جمعتها الميليشيات من موارد القطاع العام، بما فيه الاتصالات ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات نحو 14 مليار دولار، منها ما تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حل خارجا عن حكومة مضادة ونزاع الشرعيات

شارل الياس شرتوني/27 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89850/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%85/

هذه المنظومة باقية بفعل تقاعسنا عن اخذ المواجهة الى خواتيمها، ومن خلال سياسات الارهاب التي اتقنتها سياسات الفاشية الشيعية وملحقاتها، وبفعل تواطؤ الاوليغارشيات الانتهازي.

لقد حان وقت المواجهة النهائية، فهؤلاء اضعف مما تصورون، هؤلاء مجرمون يعيشون على سياسات التخويف والابتزاز.

****

لقد تجاوزت الفاشية الشيعية ومواليها في الاوساط الاوليغارشية المدى الزمني الجائز لايجاد مخرج لازمة الحكم، وبات خيار الحكومة المضادة هو الحل الاوحد لمعالجة سياسة الفراغ المتعمد، وتطبيع الواقع الانقلابي، والاتيان بتركيبة وزارية تمليها التحالفات الانقلابية والاوليغارشية.

ان اية مرواحة في الوقت الحاضر تقع ضمن لعبة الوقت الضائع التي يستخدمها التيار الانقلابي من اجل تثبيت مكتسباته، واحتجازنا ضمن اغلاقات المحور الايراني واملاءاته، واستغراق البلاد داخل دوامات نزاعية وانهيارات مالية واقتصادية واجتماعية عميمة تتماثل مع الواقع السوري الذي تحكمه تقاطعات سياسات النفوذ الدولية والاقليمية واملاءات الديكتاتورية التابعة، والواقع النزاعي المفتوح ومترتباته الكارثية على كل المستويات.

لقد آن الاوان للخروج من هذا الافق المسدود واملاءاته عبر تشكيل حكومة مضادة تنازع شرعية المنظومة القائمة وتؤسس لولاءات سياسية ومدنية جديدة، وتبادر الى تفعيل سياق حكومي واداري بديل، والى ارساء تحالفات دولية وانتزاع اعتراف بشرعيتها، كسبيل اوحد من اجل اسقاط الشرعية المستلبة، ووضع البلاد على خط التعافي التدرجي.

ان النموذج الذي طرحته المعارضة الفنزويلية هو الوحيد الذي يصلح في مجال الخروج عن دائرة الاقفالات الاوليغارشية، ومواجهة الحصار الاقليمي الذي يفرضه المحور الايراني من خلال تطبيق القرارات الدولية (1559 و1780، 1701) والمطالبة بتطبيق الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة، ومباشرة العمل الاصلاحي على المحاور التالية:

أ- وضع آلية انتقالية من اجل الولوج الى مرحلة تأسيسية تعيد صياغة مرتكزات الاجتماع السياسي على قواعد ميثاقية ودستورية ومؤسسية جديدة تضع حدا للدوامات النزاعية المتوالية.

ب- الخروج النهائي من صراعات المحاور الاقليمية على اساس التماسك الدولاتي والاملاءات السيادية الناجزة، والتفاهم حول الخيارات في السياستين الخارجية والدفاعية، والمقاربة الدبلوماسية للنزاعات الاقليمية، وحرية التموضع على الخريطة الجيو-پوليتيكية انطلاقا من تخريج اجماعات سياسية مبدئية وواضحة المعالم والتوجهات.

ج-اعادة الاعتبار للعمل الحكومي والتدبيري الفاعل من خلال مقاربة اصلاحية قائمة على الاعتبارات التالية :البنية الفدرالية للحوكمة، مهنية العمل الحكومي وتصفية ترسبات سياسات النفوذ الاوليغارشية واملاءاتها في داخله، واعتماد مبدأ ناظم على مستوى السياسات العامة قائم على التواصل بين القطاعات العامة والخاصة والاهلية، والهيئات المهنية التحكيمية.

د- المباشرة في الاصلاح المالي على المحاور التالية:

1- تحميل الاوليغارشية السياسية-المالية وادارة المصرف المركزي اعباء الازمة المالية وتغطيتها عبر تنسيب المسؤوليات الجنائية، واقتطاع الفوائد، والغاء الدين الداخلي واعادة هيكلة الديون الخارجية على مدى عشرين سنة وبفائدة لا تتجاوز ال ١ بالمئة؛

2- اعتماد برنامج اصلاحي يخرج البلاد من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الفعلي، عبر تطبيقات الاقتصاد المعلوماتي والاخضر في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والخدماتية؛

3- اطلاق مشاغل التحقيق المالي الجنائي على كل مستويات القرار السياسي والاداري والمالي؛

4- ربط الاصلاح المالي والاقتصادي والاجتماعي بالاصلاح التربوي كمدخل اساس في مجال تطوير تقسيم العمل وتوجيه الاستثمارات المالية.

5- اعتماد الدولرة الكاملة وايجاد المناخات الاستثمارية المحفزة لعودة التوظيفات الاغترابية والدولية والمصارف العالمية ؛

6- اعادة النظر بالسياسات المدنية على اسس ايكولوجية متماسكة ومستدامة .

لقد ان الاوان للقيام بهذه النقلة النوعية في مجال ادارة الصراع مع هذه المنظومة السلطوية الفاشية المفلسة التي تراهن على العنف من اجل تثبيت شرعيتها الانقلابية المرفوضة من قبل قطاعات غالبة في المجتمع السياسي اللبناني، والمحاصرة دوليا من قبل سياسات عقابية، وعزلة دبلوماسية مطبقة، وادانات جنائية وسياسية ترقى الى ٣٠ سنة.

هذه المنظومة باقية بفعل تقاعسنا عن اخذ المواجهة الى خواتيمها، ومن خلال سياسات الارهاب التي اتقنتها سياسات الفاشية الشيعية وملحقاتها، وبفعل تواطؤ الاوليغارشيات الانتهازي.

لقد حان وقت المواجهة النهائية، فهؤلاء اضعف مما تصورون، هؤلاء مجرمون يعيشون على سياسات التخويف والابتزاز.

 

حقوق الطوائف أم تجارة الأديان؟

محمد علي مقلد/نداء الوطن/27 آب/2020

هذه المقالة تحية إلى أديب الصحافة سمير عطالله.

يا ترى ما هي "حقوق المسيحيين"؟ تتساءل ونتساءل معك، يا ترى ما هي "حقوق الشيعة"؟ تسأل عن حقوق الطوائف ونسأل معك هل من حقوق للجماعات الخارجة من الطوائف أو عليها؟ عن حقوق اليسار العلماني مثلاً، بعثيين وشيوعيين وقوميين؟ كل جماعة تدّعي لنفسها حقوقاً داخل الدولة هي جماعة ضدّ الدولة وضدّ الوطن، هي جماعة تسعى إلى بناء دولة داخل الدولة وعلى حساب الدولة من أجل تدمير الوطن. المارونية السياسية كانت البادئة. شحنت خطابها بحقوق مزعومة للمسيحيين، لكنّها ليست الوحيدة. الحركة الوطنية استحقّت نعتها بـ"اليسار المسلم" لأنها واجهت "اليمين المسيحي" وحملت الراية بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن المسلمين، وطالبت بحقوق للطائفة السنّية. وافقني الرأي أحد زعماء الطائفة قائلاً، وما حاجتك لأن تطبخ أنت إن كان لديك طبّاخ؟ ربما كان القبول بوجود طبّاخ فلسطيني يساري هو في حدّ ذاته خطيئة، حتّى إذا تولّى المهمّة نظام الوصاية جعل القوى المحلية أدوات تنفيذية طيّعة بيديه، وحوّل الوطن والدولة والقانون والدستور إلى وليمة، ودعاهم إلى فتات المائدة. السؤال عن حقوق المسيحيين لا يكفي، لا بدّ من سؤال آخر، وربّما أسئلة، عن حقوق مَن مِن المسيحيين؟ عن حقوق من تجعلهم تجارة الطائفية، عاماً بعد عام وأزمة بعد أزمة وانفجاراً بعد انفجار، متحدّرين من أصل لبناني، أو الذين دفعهم تجّار الحرب الأهلية ليكونوا وقوداً لها فرفضوا وهاجروا وتهجروا وتشرّدوا في أصقاع الأرض الأربعة، أم عن حقوق ضحايا هيروشيما بيروت، أو ضحايا حروب التحرير والإلغاء؟ وبأي طريقة يمكن لحاكم عادل أن يوزّع هذه الحقوق على مستحقّيها؟

الحقوق المزعومة تدفع الطائفة إلى الذهاب "بخياراتها دوماً إلى الإثارة بدل العقل، والإصغاء الى دعاة الإنتحار بدل أهل التفكّر" بحسب تعبير سمير عطالله. الحقوق المزعومة تصنع الجماعة المغلقة، تضعها في قفص التعصّب وتُغلق عليها الأبواب. ليست المارونية السياسية وحدها من رفع الأسوار وجعل المقيمين أو المنفيين خارج السور عدواً. شاركها في ذلك من مارس القصف العشوائي من فوق خطوط التماس على منطقة أو قرية في الضفّة الأخرى من الوطن، ومن ساهم في عملية الفرز السكّاني بهدف عسكرة الجماعة. هذا هو معنى حرب المارونية السياسية ضد الغريب، أو المعنى الذي بنى عليه اليسار اعتقاده بوجود طوائف وطنية وأخرى انعزالية. حسناً فعلت القيادات السنّية حين تخلّت للفلسطينيين وللحضن العربي وللأحزاب عن دورها في إدارة الحقوق المزعومة للطائفة، غير أنّ عملها "الجليل" هذا لم يمنع الجماعة من أن تصير مجموعات ولا الشعور بالغبن من أن يتحوّل عنفاً حمل إسم الإرهاب. إرهاب لامركزي رمى اليأس أصحابه في أحلام الماضي حيث تنمو الألقاب كالفطر فينبت في كل حي "أمير" وتنبعث أوهام السلطنة والدولة الإسلامية.

مع أنّ "حقوق المسيحيين" ليست حقوقاً، إلا أنّهم كانوا يرونها مكتوبة في سجلّ ولادة الوطن وفي سند ملكيته. يزعمون أنهم هم الذين بنوه وبعثوه حياً من تراب التاريخ الفينيقي والكنعاني ومن كتب الدين، وأنّهم فتحوا باب الإنتساب إليه حتى صار "لبنان الكبير". أما حقوق سواهم، المزعومة هي الأخرى، فليست فحسب بلا حسب أو نسب أو تاريخ، بل هي الغراب يقلّد مشي الحجل، أو تكرار بمثابة المهزلة والمضحكة والتهريج. إنها حقوق الشيعة. حقّهم بوزارة المالية مثلاً ليوقّع الوزير السيادي لا كعضو في حكومة، بل كممثّل لزعيم الطائفة وليس للطائفة، أو بوزارة الخارجية ليدافع عن مواقف الزعيم أو عن مصالح مزعومة للطائفة في المحافل الدولية لا عن المصالح الوطنية؛ أو كوزير بدعة، وزير الخدعة، الوزير الملك، يشرب من البئر ثم يرمي فيه حجر التمثيل الطائفي البغيض.

"حقوق الشيعة" لها الفضل في فضح الكذبة التي تطالب بحقوق الجماعات بدل حقوق المواطن الفرد، القائلة بدولة المحاصصة لا بدولة القانون، بالدولة الزبائنية لا بدولة الكفاءة، بدولة التشبيح الميليشيوي لا بتكافؤ الفرص. "الحقوق" تحوّل الطائفة جماعة مغلقة، مغلقة بالمعنى الثقافي والاجتماعي والسياسي.

قضاء النبطية هو أكثر أقضية لبنان صفاء طائفياً بغلبة شيعية. مراهق من قرية مجاورة طلب أن يأتي إلى قرية مختلطة في القضاء ليتعرّف على شكل الإنسان المسيحي. إلى هذا الحدّ وصل الإنغلاق. لم تكن الشيعة طائفة مغلقة، صارت كذلك بعدما انتقلت إلى عهدة الثنائي. السيد موسى الصدر دعا إلى الإنخراط في الدولة، وجال في الجنوب وفي البقاع مع شريكه الأب غريغوار حداد ليبشّرا بفكرة الدولة والوحدة الوطنية من شبّاك الدين. تولّت الكنيسة محاصرة الكاهن، وتولّى الإستبداد العربي التخلّص من رفيقه. وصايا الشيخ محمد مهدي شمس الدين نصحت الشيعة اللبنانيين بأن يتصرّفوا بصفتهم لبنانيين أولاً قبل أن يكونوا شيعة، غير أنّ الثنائي خاض حرباً مقدّسة، قيل إنها حرب الشيعة والمتاولة، ضحايا بالآلاف وقرى مدمّرة، أحدهما دفاعاً عن مصالح سوريا والآخر دفاعاً عن مصالح إيران.

قد تتعارض أفكار العلمانيين مع المراجع الدينية، إلا أنّ الدعوة إلى التقوقع الطائفي لم تصدر عن رجال الدين بل عن رجال السياسة، يميناً ويساراً. الأحزاب اليسارية فضّلت الإنحياز للثورة الفلسطينية ضد الدولة. الأحزاب القومية اعترفت بوطن واحد وأنكرت وجود أوطان عربية. ولذلك لم يكن لبنان يعني أحداً منها كوطن، بل استخدمته كساحة لتصفية الحسابات الخارجية. كلّ ذلك لم يأخذ الشيعة نحو التشرنق الطائفي، لكنّه أرشدهم إلى طريق الإنفصال عن الدولة وتخريب مؤسساتها، مُستعيداً دور الطفار أيام الإنتداب، الذين اختاروا الاصطفاف وراء أقرب الإحتمالات التي يُمكنها أن تنقذهم من الإنخراط في الدولة، وتحافظ بالتالي على مواقعهم وسلطاتهم المحلية في مواجهة مشروع الدولة.

حقوق الشيعة ليست للفقراء منهم. الشيعية السياسية ضحّت وتضحّي بهم على مذبح مصالحها. وليست للنخب المبدعة منهم في التجارة أو في المهاجر، فهذه كانت بمثابة البقرة الحلوب فحسب. ولا لرجال الدين، بل لمن ارتضى منهم أن يلوي عنق النصوص والطقوس الدينية استجابة لرغبة السياسي ورعاية لمصالحه. الشيعية السياسية تستخدم رجال الدين استخداماً رخيصاً فتجعلهم أبواقاً، وتحوّل المؤسسة الدينية منصة ومنبراً تصدر منه من المواقف ما تخجل أن تصدره من منابرها السياسية. والحقوق ليست للنخب المبدعة في العلوم والطبّ والأدب والفنون، لأنّ الزعيم يتعامل معها كما لو أنّها أداة من أدوات "تويتر" وفيسبوك التي، بحسب الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو، "منحت حقّ الكلام لفيالق من الحمقى وساوت بينهم وبين من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء". بل هو بالأحرى "زمن الرويبضة"، الزمن الذي، بحسب قول صحابي جليل، يسوس فيه العامّةَ سفهاءُ العامة.

حين تتناول بالكلام المارونية السياسية أو الشيعية السياسية، تتولى فيالق الحمقى رميك بكل التّهم الجاهزة، وتنبري أبواقهم لتدافع عن الموارنة وعن الشيعة. لا يا أخي، اعتراضنا ليس على الدين ولا على الجماعات الدينية، بل على كيانات سياسية تستخدم الدين منصّة. فلا المارونية السياسية هي الموارنة، ولا الشيعية السياسية هي الشيعة، ولا نحن في عصور التبشير الديني. الموارنة والشيعة مع سائر المجموعات الدينية هم عنوان التنوّع والتعدّد، فيما التنظيم السياسي الذي يستظلّ بالدين والطائفة هو عنوان التعصّب والتخلّف والجهل. المارونية السياسية كشّرت عن أنيابها في وجه الدولة مرتين، في الأولى ضدّ التجربة الشهابية، وفي الثانية بتحالفها مع الشيعية السياسية واعتمادهما النهج الميليشيوي في وجه الدولة، بسلاح وبغير سلاح، القائم على انتهاك القوانين والإنقلاب على الدستور.

لا حلّ إلا بالدولة، والحقوق هي حقوق المواطنين الأفراد، حقوق الإنسان الفرد. هذا ما نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وشرعة حقوق الإنسان. ليس لأي جماعة حقّ على الدولة، بل على كلّ الجماعات الإنضواء تحت سقف القانون، فهو الكفيل وحده بتحويل التنوّع طاقة خلّاقة ومصدراً للثروة والغنى. القانون وحده يحمي التنوّع ويرعاه ويُنظّم الإختلافات، أما التنظيمات السياسية الطائفية فلا تزرع غير الفتن.

مشاعر الجمهور يمكن تفسيرها وتبريرها. في بداية السبعينات، قبل انفجار الحرب الأهلية بقليل، تقابل فريق أرارات من أرمينيا السوفياتية وفريق النجمة اللبناني على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية. تعاطف اللبنانيون الأرمن مع بطل الاتحاد السوفياتي في حينه. في لقاء آخر بين النجمة وفريق مصري هو إما الأهلي أو الزمالك، تعاطف الجمهور البيروتي مع الفريق المصري. هذه مشاعر يُمكن تفسيرها وتبريرها، وهي لا تشكّل خطراً إلا إذا انتظمت في مشروع سياسي، ولا يشكّل المشروع السياسي خطراً إلا إذا صار مشروعاً ضدّ الدولة ودستورها وضدّ الوحدة الوطنية. هذا خطر لم يتبلور في جسد المكوّنات اللبنانية إلا في مشروعي المارونية السياسية والشيعية السياسية. جماهير الطوائف والمذاهب لها مشاعرها. هذا حقّ، إلا إذا وظّفها مدراء الفتنة في مشروع سياسي فئوي معادٍ للدولة.

ينسب إلى أينشتاين قوله، الغباء هو فعل الشيء ذاته مرّتين بالأسلوب ذاته والخطوات ذاتها وانتظار نتائج مختلفة. المارونية السياسية والشيعية السياسية تكرّران اليوم المغامرة بقيادة "التيار الوطني الحرّ" والثنائي الشيعي. وهي ليست مغامرة إلا لأن المشترك بينهما هو التقاؤهما على ما يهدّد وحدة الدولة ويُدمّر مؤسساتها ويُخرّب الوحدة الوطنية. يحقّ لك أن تُناصر من تشاء وتتعاطف مع من تشاء من القوى والقضايا في العالم، على ألّا يتعارض ذلك مع انتمائك الوطني، مع انتمائك إلى وطن. أمّا أن تطالب بحقوق على حساب الدولة والدستور والسيادة، فتلك ليست حقوق أفراد ولا حقوق طوائف. إنّها تُصنّف في خانة تجارة الأديان، وهي تجارة تشبه الخيانة العظمى إذا كان التاجر في موقع المسؤولية عن الدولة والدستور والسيادة.

 

اليتم السياسي" المسيحي بين "17 تشرين" و"4 آب"

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الخميس 27 آب/2020

شكّل انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الحالي الصدمة الأكبر للمجتمع المسيحي اللبناني منذ السنوات الأخيرة للحرب الأهلية. عشرات الضحايا من الشابات والشبّان حُملت نعوشهم البيضاء على الأكتاف في بيروت والقرى والبلدات العديدة. آلاف الجرحى والمشرّدين. أحياء ومناطق رئيسية في شرق بيروت طالها الدمار من الرميل صعوداً نحو الأشرفية، وقد تركّز الدمار في الحيين القديمين الجميزة ومار مخايل، الشاهدين على بدايات "لبنان الكبير"، واللذين يضمّان، إضافة إلى الأشرفية، العديد من الكنائس والمستشفيات والجامعات والمدارس التي يفوق عمر بعضها المئة عام.

كلّ ذلك يجعل فاجعة المرفأ تحفر عميقاً في "الوجدان المسيحي" الذي عاش طيلة السنوات الماضية يراقب بقلق تطوّرات المنطقة وخصوصاً الحرب السورية متخوّفاً من امتداد العنف إلى لبنان، فإذا بتفجير 4 آب يضعه في قلب مشهدية الدمار الإقليمي.

لا يقتصر هذا السخط الشعبي ضدّ السلطة السياسية على "التيار الوطني الحر" وإن كان مكثّفاً أكثر في وجهه، بل يطال أيضاً الأحزاب المسيحية الكبرى الأخرى التي لم تثبت هي كذلك أنّ لها حاضنة شعبية حقيقية في بيروت المتضرّرة

على مدى سنوات، بنت الأحزاب المسيحية الرئيسية خصوصاً "التيار الوطني الحر" سياساتها على فكرة حماية المسيحيين من العنف الإقليمي. وقد ترجمت هذه الفكرة في تحالفات سياسيّة تحمل طابعاً طائفياً بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، كما تمّ الربط بين منع سطوة الطوائف على الحقوق المسيحية في الدولة والنظام وبين حماية "الوجود" المسيحي في لبنان.

لكنّ انفجار المرفأ قلب كلّ هذه الأولويات الحزبية بعدما تبيّن أنّ "الخطر الداخلي" لا يقلّ البتّة عن الخطر الخارجي، بل يفوقه. ذلك الخطر الذي يبدأ من الأزمة المالية والاقتصادية التي هدّدت وما زالت العائلات في جنى أعمارها وصحّتها الجسدية والنفسية وفي قوت أولادها وتعليمهم. ثمّ بدا مع انفجار المرفأ أنّه خطر مضاعف بالفساد والإهمال وضياع المسؤوليات السياسية والأمنية والقضائية، لاسيّما في ظلّ الشكوك الكبيرة عن وجود مخابئ أسلحة لـ "حزب الله" في المرفأ، وهو ما اعتبره البطريرك الماروني بمثابة جرس إنذار، داعياً الدولة اللبنانية للمبادرة إلى "مداهمة كلّ مخابئ السّلاح والمتفجرّات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنيّة في المدن والبلدات والقرى التي تحوّلت حقول متفجّرات، لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجرّها".

كلام البطريرك الراعي يلقى بلا أدنى شكّ أصداءً كبيرة في الأوساط الشعبية المسيحية خصوصاً في الأحياء البيروتية التي تضرّرت من جرّاء الانفجار، وذلك في ظلّ الغضب العارم الذي يعتمل في نفوس أهلها وسكّانها ضدّ السلطة السياسية، وفي مقدّمتهم رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" وقد امتلأت شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي بصرخات السخط ضدّهم. والدليل أنّ لا رئيس الجمهورية ولا رئيس "التيار" جبران باسيل ولا أحداً من القيادات الرئيسية فيه، قد زاروا المناطق المنكوبة والتقى أهلها، بل خاطبهم باسيل في مؤتمره الصحافي من منزله في اللقلوق في 16 الجاري.

لكن أيضاً، لا يقتصر هذا السخط الشعبي ضدّ السلطة السياسية على "التيار الوطني الحر" وإن كان مكثّفاً أكثر في وجهه، بل يطال أيضاً الأحزاب المسيحية الكبرى الأخرى التي لم تثبت هي كذلك أنّ لها حاضنة شعبية حقيقية في بيروت المتضرّرة. علماً أنّ هذا التبدّل في المزاج الشعبي المسيحي تجاه القيادات والأحزاب السياسية الكبرى سابقٌ على انفجار 4 آب، وقد ظهر بوضوح منذ "انتفاضة 17 تشرين"، لكنّه أصبح أكثر وضوحاً بعد فاجعة المرفأ.  

ولعلّ الحفاوة واللهفة التي استقبل بهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الجميزة ومار مخايل، كانا أكبر دليل على حالة "اليتم السياسي" التي يحسّها المزاج الشعبي المسيحي، ولاسيّما في أوساط الشّابات والشبّان اللذين يعيشون في حالة اغتراب حقيقية عن الوسط السياسي "الرسمي". وذلك في وقت لم تظهر بدائل سياسية حقيقة عن الأحزاب التقليدية، ما يجعل المشهد السياسي المسيحي متأرجحاً بين حالين: القديم وهو يغالب السقوط، وما عاد قادراً على مواكبة التطوّرات إلّا بالحيلة، والجديد الذي لا يقوى على النهوض والتأسس.

لذلك، يمكن القول إنّ تفجير المرفأ أحدث تحوّلاً سياسياً في الوسط المسيحي أو بالحدّ الأدنى، فهو أضاء على حقائق سياسية جديدة ضمنه. وهي حقائق سيستغرق تبلورها وقتاً، لكنّ الأكيد أنّ ثمّة تغييراً حصل على مستوى الوعي السياسي الشعبي. وهو وعيٌ مصقول بمشاهد الموت والدمار، ما يجعله أكثر تجذّراً ضدّ السلطة السياسية ولاسيّما "التيار الوطني الحر" الذي تضمر بعض ردّات الفعل الشعبية ضدّه شعوراً بالغدر والخيانة.         

في هذه الغضون، يتقدّم موقف البطريرك الراعي الذي يسلك أكثر فأكثر مسارات ضدّ "حزب الله"، وتالياً ضدّ حليفه رئيس الجمهورية وتياره السياسي، ليحتلّ صدارة المشهد السياسي المسيحي أقلّه ضمن اللعبة السياسية التقليدية إذا ما أخذنا في الحسبان ديناميات ما بعد "17 تشرين". ولعلّ هذا البروز للموقف البطريركي ما كان ليأخذ هذا الزخم لولا تراجع الثقل السياسي للقيادات المسيحية الرئيسية وافتقاد خطابها لعناصر الاقناع والاستقطاب. فـ"التيار الوطني الحر" في موقع دفاعي عن العهد، وهو إذ يكابر على هول الفاجعة يتابع سياساته السابقة المرتكزة على نقطتين: الرهان على تسوية إيرانية - أميركية جديدة، والإفادة من المحاصصة الطائفية لتمتين حضوره السياسي في الدولة. و"القوات اللبنانية" متريّث، يقيس خطواته لأنّه لا يريد أن يحرق كلّ مراكبه مع عون وباسيل لأنهما حليفاه في القانون الانتخابي. و"الكتائب" على تأرجحه بين اللعبة التقليدية و"الثورة". و"المردة" ينتظر الاستحقاق الرئاسي و"حزب الله".

كلّ ذلك يدفع إلى السؤال عن إمكانيات قلب الخطاب البطريركي للمعادلة السياسية في الوسط المسيحي، خصوصاً بعد إشاراته المباشرة والقوية ضدّ "حزب الله". وما لم يقله الراعي في هذا الصدد، قاله "المركز الكاثوليكي للإعلام" في ردّه على "الأخبار" الإثنين، مستعجباً: "كيف يسكت بعض مَن في السلطة ويدّعي حماية حقوق المسيحيين عن التهجّم على البطريرك".

خلاصة القول إنّ انفجار المرفأ يُعدّ حدثاً مفصلياً في لبنان، وفي الوسط المسيحي خصوصاً، وهو لا يفترض أن يكون غير ذلك نظراً لهوله. لكن لا يزال من المبكر قياس التحولّات التي أحدثها، وربما ستكون الانتخابات الفرعية التي دعت إليها وزارة الداخلية في 11 تشرين الأول المقبل، لاستبدال النواب السبعة المستقيلين وبينهم ستة مسيحيون، أولى المحطّات السياسية لقياس تلك التحولّات. فهل تقاطع الأحزاب المسيحية المعارضة ومعها أحزاب ومجموعات "17 تشرين" تلك الانتخابات، أمّ أنّ لكل منها حساباته؟

 

الاحتلال الحزب "اللهي" الغاشم

نديم قطيش/أساس ميديا/الجمعة 28 آب 2020

سريعاً عاد النقاش السياسي اللبناني إلى ما كان سائدًا قبل تفجير الرابع من آب. كلّ النقاش في الحكومة وتشكيلها، بعد سقوط حكومة حسان دياب، لا يمت إلى عالم ما بعد "زلزال المرفأ"، الناجم في الحدّ الأدنى عن إهمال مريع، وفي الحدّ الأقصى عن تعريض إجرامي للبنان واللبنانيين لتبعات الانتشار المرعب لسلاح حزب الله، على ما تنبئنا به تسريبات المخابرات الإسرائيلية بين الحين والآخر!

بلا خجل، أعيد إحياء المتاريس السياسية بين قوى "نظام حزب الله" المكوّن من حلفاء الحزب وخصومه. أعادت هذه القوى انتشارها على رقعة التشكيل الحكومي، والمحاصصة، ولعبة توازنات مجلس الوزراء، حقائب وأعداداً وحتّى جدول أعمال. الرئيس عون يلعب لعبته المفضّلة: بهدلة رئاسة الحكومة بكلّ ما أوتي من أحقاد على اتفاق الطائف. جبران باسيل يبالغ، على عادته، في استثمار قوّة نَسَبِهِ وقوّة حزب الله مستمرّاً في حفر وتعبيد طريقه نحو رئاسة الجمهورية، أو هكذا يظنّ! الرئيس سعد الحريري اختار العزوف المتأخر، بعد لعبة استدراج عروض تحت مسمّى الشروط، لا يبدو أنّها لاقت جمهوراً يتلقّفها! والثنائي الشيعي ماضٍ في إدارة "نظام حزب الله" الذي تتقلّص فيه حصّة الرئيس نبيه بري يومياً..

لا تأتي هذه الوقاحة من فراغ. فقوى "نظام حزب الله"، وفي ذروة فشلها الإداري وتطاحنها السياسي، واستشراء فسادها، لا تزال صاحبة صفات تمثيلية جدّية.

مشكلة لبنان تكمن في هذه المنطقة بالضبط. منطقة تلاقي الصفة التمثيلية مع الفشل المريع لصاحب الصفة.

ما يفعله حزب الله وهو يدير قوى "نظام حزب الله" وتوازناتها، واختلال توازناتها، أنّه يعطّل الولادة الطبيعية للسلطات السياسية

كان يمكن تحميل اللبنانيين، كناخبين، مسؤولية هذا الواقع، لولا أنّ الديموقراطية اللبنانية منقوصة ومشوّهة، إلى الحدّ الذي يمكن معه التشكيك في شرعية الصفات التمثيلية للقوى السياسية، بصرف النظر عن فوزها أو خسارتها للانتخابات. أما المسبب الرئيس لهذا التشوّه فهو احتلال حزب الله السياسي للحياة السياسية والوطنية اللبنانية. المفتاح الأوّل للشرعية التمثيلية لأيّ سلطة سياسية، وبالتالي للقبول الشعبي بقراراتها السياسية والإدارية، ينبع من كيفية تكوين السلطات السياسية، ووفق أيّ قوانين انتخابية ووفق أيّ آلية اختيار!

ما يفعله حزب الله وهو يدير قوى "نظام حزب الله" وتوازناتها، واختلال توازناتها، أنّه يعطّل الولادة الطبيعية للسلطات السياسية. فلا هو يقبل بالحكم منفرداً ولا يتيح للآخر أن يتعرّض لامتحان الحكم وفق النتائج التي تفرزها الانتخابات.. لا نعرف على وجه التحديد قدرته وقدرة حلفائه على الوفاء بشعاراته، ولا تُمتحن المدارس الأخرى لمعرفة حقيقة كفاءتها وصواب رؤيتها.

يغطّي الحزب، وتتواطأ معه باقي قوى النظام، كلّ هذه الإشكاليات بعبارة ارتجالية اسمها الديموقراطية التوافقية، ودائماً بتهديد تعطيل النظام أو الضغط عليه بوهج السلاح أو بالسلاح نفسه حين تدعو الحاجة. وما قتل رفيق الحريري وإدانة مسؤول أمني كبير في حزب الله بالمسؤولية عن هذه الجريمة إلا مؤشّرّ واضح على قدرة هذا السلاح على إحداث التغيير السياسي الذي يبتغيه بكلّ الوسائل المتاحة له!

بهدا المعنى، يمكن اعتبار أنّ رئاسة الرئيس عون قانونية لكنها غير شرعية، بكلّ ما ينتج عنها من نتائج وقرارات وسياسات.. فهي ليست حاصل الإرادة الحرّة لمن انتخبه، بل تأقلم اضطراري أقدم عليه من أقدم عليه، مدفوعاً بالإدراك الحاسم أنّ البديل عن انتخاب عون هو الفراغ إلى ماشاء الله، وتحت تهديد البلطجة السياسية التي مارسها حزب الله منتحلاً صفة الحقّ الديموقراطي بتعطيل النصاب!! وما يفقد هذه الخطوة مصداقيتها ويدرجها في خانة البلطجة السياسية أنّ الحزب، وعندما لم تُتَح له القدرة على التعطيل النصابي، عمد عبر حليفه في الثنائي الشيعي إلى إقفال مجلس النواب تماماً!!!

تشكيل أيّ حكومة بالاستناد إلى آليات ما قبل الرابع من آب، كأنّ شيئًا لم يكن، هو قرار له فضيلة واحدة، وهي إلباس الحرب الأهلية الكامنة لبوس التسوية والعقلانية والحكمة والتوافق، وغيرها من المفردات النبيلة التي تحترف قوى "نظام حزب الله" تعهيرها

بإزاء هذا الاستعصاء، تتحوّل المسألة في العمق إلى أزمة نظام، إذا ما افترضنا أنّ الخيار الشيعي النهائي هو خيار الاحتفاظ بالسلاح. وعليه يصير من حقّ اللبنانيين الرافضين للسلاح البحث عن حلول عملية خارج أوهام الوحدة الوطنية وأناشيدها البالية، أو الرهان على تنازل اضطراري للشيعة عن السلاح بالاستناد إلى معدّلات وتطوّرات إقليمية ودولية.

في الغضون، تصير أزمات الحكم هي البديل السلمي الوحيد عن الحرب الأهلية الساخنة التي بالمناسبة ردّدها زعيم ميليشيا حزب الله مراراً في خطابه الأخير!

والحال، إذا ما كانت الصفات التمثيلية لقوى النظام، أيّ نظام، هي المحدّد الرئيسي لشرعية السلطة السياسية وقراراتها، فإنّها في لبنان مجرد ذريعة لاستيلاد شرعيات منحرفة، وتأسيس آليات سياسية للهيمنة والاستتباع خارج أيّ قيد دستوري أو قانوني.

من هنا، فإنّ تشكيل أيّ حكومة بالاستناد إلى آليات ما قبل الرابع من آب، كأنّ شيئًا لم يكن، هو قرار له فضيلة واحدة، وهي إلباس الحرب الأهلية الكامنة لبوس التسوية والعقلانية والحكمة والتوافق، وغيرها من المفردات النبيلة التي تحترف قوى "نظام حزب الله" تعهيرها..

لبنان دولة محتلّة سياسياً وأمنياً وعسكرياً من ميليشا حزب الله، وكلّ ما ينتج عن التعامل مع الاحتلال هو حكومات "فيشي" جربها العالم ويعرف مآلاتها: .. Google It وإذا كنتم على عجلة افتحوا صفحة حسان دياب...

 

لبنان: ترهيب المسيحيين بديل الإصلاح المرفوض

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/27 آب/2020

بعد ثلاثة أسابيع من الانفجار الكارثي في بيروت، تبخرت أوهام بعض اللبنانيين بعودة الاهتمام الدولي ببلدهم واستأنفوا عيشهم السابق بين أزمتين سياسية واقتصادية خانقتين أضيفت إليهما نكبة قسم من أحياء العاصمة التي لم تُكشف كل نواحيها بعد.

أُطفئت أضواء وسائل الإعلام، وغادر المبعوثون الدوليون، وبدأت السفن الحربية التي جاءت في الأسبوع التالي للانفجار بالرحيل، وتعرض قسم من المساعدات العينية للسرقة كما كان متوقعاً. الرهانات التي ما زال محللون اعتادوا المبالغة في أهمية بلدهم يعلقونها على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع سبتمبر (أيلول) لن تنجح في تغيير المناخ السياسي العام، الذي عاد إلى آليات تفككه السابقة على الانفجار، وزاد عليه الفراغ الحكومي بعد استقالة حكومة حسان دياب التي مثلت فشلاً مدوياً لخيار سلطة اللون الواحد.

تركُّز أضرار انفجار الرابع من أغسطس (آب) في الأحياء الشرقية المسيحية من بيروت، وسقوط عدد كبير من الضحايا هناك، ودمار عدد من المعالم المعمارية التي نجت من الحرب الأهلية، تسببت كلها في صدمة ربما تفوق تلك التي أصابت مسلمي بيروت، رغم أن عصف الانفجار لم يوفر بيوتهم وشوارعهم؛ ذاك أن الانفجار حرّك من دون قصد ربما، الخوف المسيحي العميق من الإبادة والتهجير.

وبغض النظر عن دقة الأرقام وإحصاء انتماءات الضحايا الدينية ومن بينهم الكثير من غير اللبنانيين، لم تمر الكارثة من دون استغلال سياسي من أكثر من طرف. تصريحات زعماء القوى المسيحية صورت النازلة وكأنها محصورة بجمهورهم. وذهب بعضهم إلى تسميتها «انفجار الأشرفية». وعلى جاري العادة، تفوق ممثلو الحزب الحاكم، «التيار الوطني الحرّ»، على منافسيهم في دفع الاستغلال إلى الابتذال وصولاً إلى تصوير الانفجار كأنه هجوم معد عن سابق إصرار وتصور لتهجير المسيحيين.

لا شيء من ذلك. ويعرف العونيون خواء ادعاءاتهم قبل غيرهم. بيد أن المسألة تكمن في مكان آخر، فالانفجار سرّع حالة التفكك والإفلاس التي بدأ «التيار الوطني» يعانيها منذ انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وإخفاقه في إبعاد نفسه عن اتهامات الفساد وقضاياه العديدة التي أحاطت بكبار مسؤوليه، وفشل حكومة حسان دياب التي أيدها في تحقيق أي تقدم على صعيد علاج المصائب المتنوعة، بسبب إصرار رئيس التيار الوزير السابق جبران باسيل على التدخل في كل تفاصيل العمل الحكومي، ما أدى إلى شلل السلطة التنفيذية قبل أن تنهار بالضربة القاضية في انفجار المرفأ.

استعادة الالتفاف المسيحي حول التيار بدت مهمة ملحة لتطويق الخسائر على الجبهات المختلفة التي تصاعدت مع دعوة البطريركية المارونية إلى «الحياد النشط» الذي يستدعي إبعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية، ما اعتبره «حزب الله» الحليف الوحيد للتيار الوطني وحاميه ومُسهّل استيلائه على الدولة، صفعة موجهة إليه، نظراً إلى إصرار الحزب على ربط لبنان بكل الصراعات في المنطقة بذريعة العمل على تحرير القدس والصلاة في مسجدها الأقصى. ورد الحزب بحملة عنيفة عبر وسائل إعلامه وصلت إلى تخوين البطريرك بشارة الراعي واتهامه بالعمالة لإسرائيل.

عبء التوريط الذي يقوده «حزب الله» بات ظاهراً للعيان من خلال العزلة العربية والدولية التي يعاني منها لبنان، كما خرج من جدول اهتماماتها التي كان يحتل فيها مرتبة متقدمة سابقاً، ناهيك عن الرقابة الشديدة التي يفرضها الغرب على الحركة المالية في لبنان، خشية استفادة «حزب الله» وإيران منها أولاً، ونظراً للتعثر الذي أصبح سمة المصارف اللبنانية ثانياً.

في المقابل، تحركت أجهزة مشبوهة في الشمال فقتلت خلية إرهابية ثلاثة أشخاص في بلدة كفتون ما صبّ المزيد من الماء في طاحونة الدعوات إلى حماية المسيحيين وتعزيز تحالفهم مع القوة المسلحة القادرة على توفير الأمن لهم، وسوى ذلك من خطابات التحريض والتهويل المزدوجة الاستخدام.

ويبدو أن ليس من خيار أمام تحالف «حزب الله» والتيار الوطني الحر سوى التمسك بما يجمعهما والإصرار على تشكيل الحكومة المقبلة من شخصيات موالية للتحالف ولاء كاملاً غير منقوص، خدمة لتصور يسود «محور المقاومة» عن أن الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستأتي بالمرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، وستنتهي بمجيئه العقوبات الأميركية على إيران ويتنفس المحور الصعداء.

استراتيجية إرجاء الاستحقاقات الداخلية في انتظار حدث دولي كبير ليست بجديدة على الأدوات التي ينظر الممانعون فيها إلى العالم حولهم، لكنها تتجاهل أن القدرة على ضبط الأوضاع المتهالكة في لبنان تتناقص، وأن الأمن والاقتصاد وقطاعات أخرى عديدة على وشك التدهور والتحول إلى حطام وأنقاض. وليس في يد العونيين وحليفهم حسن نصر الله سوى اللجوء إلى المزيد من العنف أو التحريض عليه والتهويل به، وهو ما لم يعد بكافٍ أمام ملايين الأفواه الجائعة والعيون الدامعة.

 

مسيحيّو لبنانَ الكبير والعروبة

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/27 آب 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89863/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%91%d9%88-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8e-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/

قِصّةُ لبنان الكبير، هي قِصّةُ الوجودِ المسيحيِّ/الإسلاميِّ في دولةٍ واحدةٍ مستقلّة. قِصّةٌ جميلةٌ أعاقَت عروبةٌ معيّنةٌ كتابةَ بعضِ صفحاتِها. وإذا كان هذا الإشكالُ هَمدَ مع المسيحيّين، فإنه انفجَر مع شيعةٍ نَحَوا صوبَ القوميّةِ الفارسيّة. إشكاليّةُ مسيحيّي لبنان مع فكرةِ العروبةِ كانت تُشبِه إشكاليّةَ الشعوبِ الأوروبيّةِ مع فكرةِ أوروبا. هُم منها وخافوها قبلَ أن يَحتَضِنوها أواخرَ القرنِ العشرين. والمسيحيّون اللبنانيّون هم في العالمِ العربيِّ وجَفَلوا من العروبةِ وقد رفعوا لواءَها بدايةَ القرنِ العشرين وعادوا اليومَ يؤاخُونَها. يراهنُ المسيحيّون اللبنانيّون على تجاوزِ تَوجُّسِهم من العروبةِ مثلما نَجح الأوروبيّون في قَبولِ الفكرةِ الأوروبيّة. ورغم أنَّ العربَ سبَقوا الأوروبيّين في إنشاءِ "اتّحادٍ" سياسيٍّ ودفاعيٍّ هو جامعةُ الدولِ العربيّةِ سنةَ 1945، فالشعوبُ الأوروبيّةُ سَبقَت العربَ في تفعيلِ اتّحادِها الذي أَطلقَت فكرتَه سنةَ 1950 وأكْمَلتْه سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا سنةَ 2000.

كانت فكرةُ أوروبا في ذاكرةِ الشعوبِ الأوروبيّة تَستحضِرُ شبحَ الحروبِ والاجتياحاتِ والمجازرِ وملايينِ القتلى، وكانت تَخشى أبعادَها القوميّةَ والعقائديّةَ أيضًا، إلى أن تَبلوَرت فكرةُ أوروبا جديدةٍ، هي أوروبا الحسناءُ. أوروبا الإنسانُ والسلامُ والتضامنُ والتقدّمُ والشراكة. أوروبا الدولُ المستقلّةُ والسيّدةُ من جهة، والمتّحِدةُ بحريّةٍ وقناعةٍ من جِهة أخرى. أوروبا التي، من دونِ حدودٍ، تَحترم حدودَ بعضِها البعض. أوروبا التي تخلّت عن عُملاتِها المتفرِّقةِ واعتَمدَت عُملةً واحِدة: الـــ"أورو". أوروبا التي تعاهَدت دولُها بعدمِ الاحتكامِ إلى العنفِ والحربِ في ما بينَها.

إنه إنجازٌ حضاريٌّ وسياسيٌّ وأمنيٌّ واقتصاديٌّ هائلٌ وفريدٌ في علمِ الدستورِ والعَلاقاتِ الدوليّة. دولٌ تتّحِدُ من دونِ أن تَتنازلَ عن قوميّاتِها وخصائصِها وقرارِها الوطنيّ. واتحادٌ قائمٌ بذاتِه كدولةٍ جامعةٍ تُنظّمُ العلاقاتِ بين سبعٍ وعشرينَ دولةً ولا تَـمُسُّ بمصالحِ أيِّ دولةٍ منها. إبداعٌ استدعى الاستعانةَ بالحضارةِ لا بالإرادةِ فقط. حتّى أن شعوبَ أوروبا الشرقيّةِ التي خَرجت في التسعينات من سيطرةِ الاتّحادِ السوفياتيِّ مُتلهِّفةً إلى الاستقلالِ والحرّية، فَضّلت الانضمامَ فورًا إلى الاتَحادِ الأوروبيّ، إذ وجدت تَحرّرَها في أوروبا وليس في عُزلتِها.

إلى مثلِ هذه العروبةِ يَتطلّعُ مسيحيّو لبنان وسائرُ مسيحيّي العالمِ العربي، بل إليها يَصبو جميعُ العرب. كان المسيحيّون اللبنانيّون حاضرين فكريًّـا ونفسيًّا للتعاطي مع العروبةِ بإيجابيّةٍ بعد سقوطِ السلطنةِ العُثمانيّة، وهُم كانوا روّادَها في لبنان ومِصر وأوروبا. وجاء قيامُ دولةِ لبنان الكبير ليُعطيَهم الثقةَ والأمنَ والحرّيةَ للانفتاحِ أكثرَ على العروبةِ الحضاريّة. وكانت نُخبُ دولةِ لبنان الكبير تأنَس إلى العروبة وتَتهيأُ للتنسيقِ مع الكياناتِ العربيّةِ الناشئة. لكنَّ هذا الانفتاحَ نفَّره عاملان: 1) تشكيكُ حكّامِ سوريا، على اختلافِ أنظمتِها، بكيانِ لبنان لاسيّما بأطرافِه الأربعة. 2) وصعودُ مشاريعِ الوِحدةِ العربيّة ببعدِها العقائديّ والإسلاميّ. وإذا كان الرئيس جمال عبد الناصر اتّفَق مع الرئيسِ فؤاد شهاب سنةَ 1959، وتَفهّمَ الخصوصيّةَ اللبنانيّةَ وحَرِصَ على سلامةِ لبنان وحِيادِه، فحكّامُ سوريا أمْعَنوا في سياسةِ العَداءِ تجاه لبنان رغمَ الوِدِّ اللبنانيّ.

أصلًا، مشكلةُ المسيحيّين اللبنانيّين ليست مع العربِ عمومًا، بل مع أنظمةٍ عربيّةٍ مشرقيّة، وبخاصةٍ سوريا، التي تَتدخّلُ تِباعًا في شؤونِ لبنان وتَفتعلُ الفتنَ بين طوائفِه وتَغتالُ شخصيّاتِه وتَحتلُّ أراضيه. بل إنَّ مشكلةَ المسيحيّين اللبنانيّين هي مع مُفكّرين مسيحيّين يَحمِلون فكرًا عقائديًّا وِحدويًّا وعروبيًّا زايدوا فيه على المسلمين. هؤلاءِ أيضًا هَشّلوا المسيحيّين اللبنانيّين، الشغوفين باستقلالِ لبنان.

إن المسيحيّين اللبنانيّين مصمِّمون على احتضانِ العروبةِ الحضاريّةِ والسلميّة، تُشجِّعُهم ثلاثةُ عوامل على الأقل: 1) القياداتُ اللبنانيّةُ، وخصوصًا السنيّةُ، التي كانت تُبشّرُ بالعروبةِ، خاضَت معموديّةَ الدمِ دفاعًا عن كيانِ لبنان وسيادتِه واستقلالِه وحيادِه والشراكةِ الوطنيّة. 2) انفتاحُ الدولِ العربيّةِ عمومًا على البطريركيّةِ المارونيِّة وتعاطيها المباشَر مع البطريرك على أساسِ أنّه مرجِعيّةٌ وطنيّة لا دينيّةٌ فقط. 3) التفافُ الدولِ العربيّةِ الشقيقةِ حولَ لبنان.

وها هي هذه الدولُ تُعلن محبَّتها لبنان واحترامَها سيادتَه واستقلالَه، وتَفتح أبوابَها أمام شعبِه للعملِ والسكنِ وتَهُبُّ لمساعدتِه. وجاءت مبادراتُهم الأخيرةُ بعد كارثةِ المرفأ لتكشِفَ مدى ألـمِهم لما حلَّ ببيروت "حبيبتِهم الأولى"، فرأيناهم يُعمِّرون أحياءَها، ويرممّون شوارعَها، ويُعيدون تَشييدَ أهراءات مرفئِها، ويُرسلون المساعداتِ الطِبيّةَ والغذائيَةَ، وفي كلِّ ما يَفعلون عيونُهم تَدمَع وقلوبُهم تَعتَصِر. هذه هي العروبةُ الأصيلةُ والوِجدانيّةُ التي لا تميّزُ بين إنسانٍ وآخَر وبين دينٍ وآخر.

يَحصُل كلُّ ذلك عشيّةَ مئويّةِ لبنان الكبير. وتَشاءُ الصُدَفُ أن يولدَ هذا الوطنُ من مآسي الحربِ العالميّةِ الأولى، ويَستقِلَّ عَبرَ تطوّراتِ الحربِ العالميّةِ الثانية، ويُحيي مئويّتَه الأولى مع الثورةِ ومع كارثةِ مَرفئِه وعاصمتِه بيروت ومع وباءِ "كورونا". وإن كانت الأوطانُ تولد من الوجَع، فلا يجوزُ أن تحيا دائمًا في الوجَع. حان الوقتُ للّبنانيّين أن يَختاروا السلامَ والحضارةَ والرُقيّ. حقّا نَستحِق. وحانَ الزمنُ لأن يولدَ مشروعٌ عربيٌّ جامعٌ على غرارِ المشروعِ الأوروبيِّ تحت عُنوان "تضامنٌ عربيٌّ واستقلالٌ وطني". ولِـمَ لا يكون اللبنانيّون، لاسيّما المسيحيين منهم، روّادَه من موقعِ الحياد؟

هناك مؤشِّراتٌ عديدةٌ توحي بوجودِ فرصٍ لخلقِ عروبةٍ على الطريقةِ الأوروبيّة، نورِدُ بعضَها: مشروع "نيوم" ورؤيةُ 2030 في السعوديّة، المنطقةُ الاقتصاديّةُ لقناةِ السويس في مصر، إطلاقُ القمرِ الاصطناعيّ "مِسبار الأمل" في الإماراتِ العربيّةِ المتّحدة، التجربةُ الديمقراطيّةُ وصندوقُ التنميّةِ العربيُّ في الكويت، مشاريعُ إنماءِ العقَبة والبحرِ الميت في الأردن. وهناك تجربةٌ عربيّةٌ مؤسساتيّةٌ تحاكي التجربةَ الأوروبيّةَ هي "مجلسُ التعاونِ الخليجي". سنةَ 1920 ناضَل المسيحيّون إلى جانبِ البطريركيّةِ المارونيّةِ لتأسيسِ دولةِ لبنان الكبير، وتشاءُ الأقدارُ أن تَعِنَّ على بالِـهم اليومَ إعادةُ إطلاقِ الفكرةِ العربيّةِ الحضاريّة، عَلّهمُ يُوفَّقون في مطلَعِ هذا القرن لأنَّ عددًا من الكياناتِ العربيّةِ معرَّضةٌ للخطرِ وتحتاجُ إطارًا عامًّا يَحتضنُها لئلا تَتشَرذمَ.

 

الاستشارات يوم الاثنين.. والحريري هو من "يعيّن" الرئيس المكلّف؟

منير الربيع/المدن/28 آب/2020

كان لموقف وزير الخارجية الفرنسي المدّوي حول مخاطر سقوط لبنان و"اختفائه"، أثره الكبير على القوى السياسية اللبنانية، ومحفزاً على البحث جدياً عن فرصة تكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة، وتحديد موعد الاستشارات النيابية. رسالة الوزير الفرنسية مثّلت مقدمة لما سيكون عليه مضمون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. باريس تضغط بكل قوتها لوقوف اللبنانيين أمام مسؤولياتهم، في محاولة من قبلها لتعريتهم متفرجين على بلدهم ينهار، ولا أحد منهم يقدّم التنازل المطلوب. استبق جان إيف لودريان زيارة ماكرون إلى لبنان، بهذا الموقف المدوّي، في مؤشر على أن مواقف ماكرون ستكون أعنف.

الاستشارات واسم الرئيس

إلى جانب الضغط الفرنسي، وتجنباً لمراكمة الفشل، تكثفت حركة الاتصالات لتحديد موعد الاستشارات، خصوصاً بعد موقف سنّي واضح في رفض التلاعب بالدستور وتحويل النظام إلى رئاسي، بعد أسر رئيس الجمهورية موعد الاستشارات بشرط الاتفاق على رئيس الحكومة وشكل حكومته، بينما هذه من مهام رئيس الحكومة المكلف. كل هذه العوامل ضغطت على ميشال عون ودفعته إلى الاقتناع بتحديد موعد للاستشارات النيابية. فإذا لم يطرأ جديد يغيّر ما هو مرسوم، يفترض أن تجري الاستشارات النيابية الملزمة يوم الإثنين المقبل، وتنتهي بتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة. ما يجري حالياً في الكواليس هو البحث عن هوية الرئيس. على أن يكون مقبولاً من مختلف القوى السياسية، ويحظى بثقة دولية. يأتي ذلك في ظل إشارات إيجابية أرسلها الحريري، مفادها أنه مستعد لتسمية شخصية ويدعمها لترؤس الحكومة. كان الحريري يرفض هذا الخيار سابقاً، وربما حصلت اتصالات دولية دفعته إلى تليين موقفه. كذلك جرت اتصالات دولية برئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، للتراجع عن شروطهم وتسهيل ولادة الحكومة. ليكون هناك رئيس مكلف يشارك في اللقاء مع ماكرون يوم الثلاثاء.

من اختيار الحريري

بذلك، تحققت خطوة إلى الامام، بينما يبقى البحث عن الشخصية التي يجب تسميتها لرئاسة الحكومة. حزب الله وحركة أمل أصرا على رفض أي ترشيح وصفوه بأنه "استفزازي" أو يرجّح كفة خيار على آخر، فرفضا السير بخيار نواف سلام ومحمد بعاصيري. علماً ان رئيس الجمهورية لم يكن يمانع السير بنواف سلام، إذا ما كان ذلك يؤدي إلى الحصول على ضمانات دولية ومساعدات. لكن الثنائي الشيعي رفض ذلك مطلقاً. وبذلك أعيدت الكرة إلى ملعب الحريري، طالما أن حزب الله ورئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري لا يريدون الذهاب إلى تشكيل حكومة اللون الواحد.

يبقى السؤال، من سيختار الحريري لرئاسة الحكومة؟ هو كان يرفض الإعلان عن الإسم قبل موعد الاستشارات. لكن ذلك لا يبدو سينجح في لبنان. فلا بد من التوافق على اسم الرئيس كي لا يتكرر سيناريو حسان دياب. بالتأكيد، الحريري لا يفضل أي شخصية بيروتية لرئاسة الحكومة. لكن بعض المعلومات تفيد بأنه لا يمانع دعم الرئيس تمام سلام. بينما آخرون يعتبرون أن خيار طرابلس يبقى الأفضل بالنسبة إليه. وبذلك يحقق أكثر من مكسب بضربة واحدة. سابقاً طرح إسم النائب سمير الجسر، بينما آخرون لوحوا باسم الوزيرة السابقة ريا الحسن. بكلا الحالتين، يكون الحريري قد قطع الطريق على الرئيس نجيب ميقاتي. وباختيار رئيس للحكومة من طرابلس، يكون قادراً على استعادة ما خسره من شعبيته هناك. ويكون جاء برئيس حكومة من داخل بيته، ولا يخرج عن سيطرته. لا شيء محسوماً حتّى الآن. الكرة في ملعب الحريري مجدداً، والذي على ما يبدو يدرس خيارات كثيرة، بعضها يلزمه بشكل مباشر، بحال لجأ إلى الخيارات الآنفة الذكر، وبعضها الآخر لا يلزمه، بل يختاره عن طريق ترشيح ثلاثة أسماء أو أكثر، ويتم التوافق على أحد من بينها. ساعات ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

 

الرؤية الأميركية تسابق الفرنسية.. ونصرالله يطرح معادلة جديدة

منير الربيع/المدن/28 آب/2020

تزدحم الاستحقاقات وتتزايد الضغوط على لبنان. معطيات جديدة قد تتوفر في الأيام المقبلة. فغداً الجمعة 28 آب موعد التجديد لقوات اليونيفل في مجلس الأمن الدولي. والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور لبنان مطلع الأسبوع المقبل. وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سيتحدث في التاسع والعاشر من محرم، ويفترض أن يكشف عن ماهية الأمر الحساس والخطير الذي تحدث عنه تعليقاً على ما جرى في الجنوب قبل أيام.

لودريان: اختفاء الدولة

محطات ثلاث لا بد من التوقف عندها لاستشراف المرحلة المقبلة. وقد سبقها كلام خطير وهو الأول من نوعه لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "لبنان يواجه خطر اختفاء الدولة، بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعاً لتنفيذ إصلاحات ضرورية للبلاد".

ليس تفصيلاً أن يخرج مسؤول فرنسي يطلق هذا الموقف، قبل أيام من زيارة رئيس فرنسا لبنان. لا شك أن في الموقف تحفيز للقوى اللبنانية لاتخاذ خطوات جدية سريعة للخروج من الأزمة: تشكيل حكومة مقبولة محلياً ودولياً. لكن هذا لا ينفي المخاطر الحقيقية التي تحدق بلبنان، المهدد بالتقسيم أو الفدرلة، أو بالذوبان في خرائط جديدة، وفق المشاريع المتضاربة في المنطقة.

زيارة ماكرون

تريد باريس للبنان أن يحافظ على نفسه. وماكرون يصرّ على أن تتزامن زيارته بإنجاز، ولو كان شكلياً: تكليف شخصية رئاسة الحكومة، فلا يكون حضوره خالياً وعبثياً. اختلاف المواقف الفرنسية عن الأميركية واضح. واشنطن لا تريد أن تفاوض. وباريس تعمل وتسعى للوصول إلى شبه تسوية لا تكون مرفوضة من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية. وهي تكثيف ضغوطها للتوافق على اسم مقبول لرئاسة حكومة يحوز ثقة المجتمع الدولي. حزب الله مقتنع بضرورة تسريع إنجاز الاتفاق. فهو يعلم أن تقديمه تنازلات قاسية في هذه المرحلة، قد تقيه المزيد من المصاعب والتعقيدات والانهيارات في البلاد. ولبنان قادر على أن يكون متنفساً للحزب، إذا ما فتح المجال أمامه للتنفس. باريس لا تهتم بالأشخاص، بل بتوجهاتهم. وحزب الله لا يزال يفضل الحريري، ويقدم له الكثير من التسهيلات والتنازلات: إقناع رئيس الجمهورية وجبران باسيل به، والتنازل عن وزارة المال، مثلاً. لكن الحريري لن يكون قادراً على العودة من دون ضمانات دولية.

اليونيفيل ومجلس الأمن

زيارة ماكرون تسبق جلسة مجلس الأمن الدولي للتجديد لقوات اليونيفل. والفرنسيون يريدون الحفاظ على وجود القوات الدولية ودورها، مع تعديلات طفيفة في مهامها، على الرغم من عدم ارتقائها إلى مستوى المطالب الأميركية. ينص المشروع المقدم لمجلس على تخفيض عديد قوات اليونيفيل من 15 ألف إلى 13 ألف، مع عدم توسيع نطاق عملها، مقابل تعزيزها ببعض أجهزة الرصد وطائرات الاستطلاع، على أن يكون التجديد لها لمدة ستة أشهر وليس سنة. وهذا إضافة إلى السماح لها بالدخول إلى مواقع كانت ممنوعة من الدخول إليها، للتحقيق بأي حدث أمني يحصل. وهذا البند سيكون موضع نقاش بين الدول، حول الدخول إلى هذه المواقع بعد حصول حدث أمني، أم من دون حدوثه. أي السماح لليونفيل بالدخول إلى مناطق ومواقع كان حزب الله يرفض السماح بالدخول إليها.

منع حزب الله من الرد

لا ينفصل هذا الاستحقاق عن موقف سيطلقه أمين عام حزب الله في عاشوراء، للكشف عن حقيقة ما حصل في الجنوب ليل الثلاثاء – الأربعاء الماضي. ما أصبح ثابتاً حسب المعلومات، هو أن عناصر ومقاتلي حزب الله في حال استنفار دائم للرد على مقتل أحد عناصر حزبهم في سوريا. وهم يعملون منذ أسابيع على الرصد والمراقبة والتحضير لاختيار أي هدف يكون ملائماً لهم. وليل الإثنين - الثلاثاء اشتبه الإسرائيليون بحركة لعناصر الحزب في تلك المنطقة، حيث كانوا يحضرون لتنفيذ عملية. فسارع الجيش الإسرائيلي المستنفر أيضاً إلى الرد بكثافة وعنف وبعشرات القذائف الصاروخية والحارقة، مستهدفاً مواقع عديدة لإفشال أي ردّ عسكري. وفي ذلك كرس الإسرائيليون معادلة تصب في صالحهم: ردع حزب الله ومنعه من الردّ.

نصرالله: رصاصة مقابل رصاصة

وهذا هو الأمر الحساس الذي تحدث عنه نصر الله. فحسب المعلومات يعمل نصرالله على طرح معادلة جديدة في عاشوراء، تعيد إنتاج قواعد الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي: لا يمكنه الردّ على عملية إطلاق رصاص مثلاً، بقصف موسع بالقذائف الصاروخية على الأراضي اللبنانية، ويسعى إلى تدمير مواقع. وكما كانت معادلة ضربة مقابل ضربة، سيطرح نصر الله معادلة رصاصة مقابل رصاصة. وإذا ما تجاوز الإسرائيلي الرد على رصاص حزب الله بغير الرصاص، فإن الحزب سيرد على القصف بالقصف. قد يشكل هذا عامل ردع فعلي، أو عاملاً مؤسساً لاستفزازت قد تتطور وتتسع، حسبما تقتضي الحاجة الإقليمية والدولية، وعلى مشارف الانتخابات الأميركية. هذه المعادلات والاستحقاقات، لم يعد يمكن فصل بعضها عن البعض الآخر. وهي ستصب بشكل أو بآخر في سياق الرؤية الأميركية لحلّ الأزمة اللبنانية: حلّ الملفات كلها بشكل مترابط، وليس تقسيمها على مراحل وفق الرؤية الفرنسية.

 

"بكركي نجمتنا"

مروان الأمين/نداء الوطن/27 آب/2020

فكرة الحياد التي طرحها البطريرك الراعي لم تكن مشروعاً مكتملاً منذ البداية، فقد بدأت في عظة الأحد في 5 تموز 2020 كفكرة تُحاكي فكرة إنشاء لبنان، كأنّها كانت تعبيراً عن "نوستالجيا" ما، أكثر منها طرحاً إنقاذياً مُكتمل العناصر للبلد.

قد يكون التفاعل الإيجابي الواسع من قبل السياسيين والنخب والناس من مختلف الطوائف، دفع بالبطريرك إلى تطوير هذه الفكرة تدريجياً من "حياد لبنان" إلى "حياد ناشط"، وصولاً إلى طرح وثيقة متكاملة من ثماني صفحات في 7 آب 2020. شرحت "وثيقة الحياد" الأبعاد السياسية والكيانية والإقتصادية، وكذلك العلاقة بين المكوّنات اللبنانية، وعلاقة لبنان مع محيطه وقضايا المنطقة. خلال تقديمه وشرحه للوثيقة، طرح البطريرك مسألة سلاح "حزب الله" بشكل مباشر. هذه الطروحات شكّلت تدرّجاً تصعيدياً في موقف البطريرك، لجهة إكتمال عناصر مشروع الحياد، إذ لا يمكن إعلان حياد لبنان في ظلّ وجود سلاح غير شرعي ناشط بيد فئة من اللبنانيين. في المقابل، رَدّ "حزب الله" على طرح البطريرك إتّخذ مسلكين:

المسلك الأول، سلكه حلفاء "حزب الله" المسيحيون الذين زاروا البطريرك ونشروا مقالات، فيها تأييد لمشروع الحياد مع "لكن" كبيرة. في البداية، كانت تحاول هذه الفئة إمتصاص وهج طرح الحياد، وإفراغه من مضمونه. ومع تطوّر موقف البطريرك من مسألة سلاح "حزب الله"، تدرّج موقف هذه الفئة بشكل تراجعي باتجاه التجاهل والصمت. أما المسلك الثاني، فقد تكفّل به "حزب الله "بشكل مباشر، من خلال موقف المفتي قبلان ومجموعة من القريبين جداً من "حزب الله". فقد اتّخذ هذا المسلك مواقف سياسية تُطرح للمرة الأولى من قبل الشيعية السياسية، وبدأت بإعلان موت صيغة 1943 وإنتهاء صلاحية الطائف، ولم تنته بالمطالبة بإلغاء الطائفية السياسية، في ردّ تهديدي ديموغرافي للمسيحيين. ومع تناول البطريرك لملفّ السلاح، تدرّج موقف منظومة "حزب الله" بشكل تصاعدي، وصولاً إلى إتّهام البطريرك بالتماهي مع المشروع الصهيوني.

لغة التخوين أصبحت ممجوجة ومكشوفة، لكن لردّ "حزب الله" التخويني إشارات إيجابية، منها:

أولاً، طرح البطريرك للحياد ليس مناورة أو طرحاً مرحلياً، بل هو مشروع استراتيجي، الأمر الذي يُشكّل تهديداً لمشروع "حزب الله"، هذا ما دفع "حزب الله" للذهاب بعيداً لحدّ التخوين في ردّه على طرح البطريرك.

ثانياً، ذهاب البطريرك بعيداً في خيار الحياد، وكذلك ذهاب "حزب الله" بعيداً في ردّه التخويني، يضع الغطاء العوني- الباسيلي المسيحي لسلاح "حزب الله" أمام إحتمالين، إمّا التراجع وسحب هذا الغطاء، أو تلقّي "التيار الوطني الحرّ" ضربة إضافية قاسية بعد الضربات التي تلقّاها منذ ثورة 17 تشرين ولاحقاً بعد إنفجار 4 آب... وكِلا الإحتمالين سوف يُفقِدان السلاح غطاءه المسيحي، ويُنهيان عملياً مشروع "حلف الأقلّيات".

ثالثاً، في آخر ثلاثين عاماً، أثبتت الأحداث أنّ الخيارات الإستراتجية المفصلية حين تطرحها بكركي، يُصبح تحقيقها مسألة وقت ليس أكثر، بغضّ النظر عن قوة وشراسة خصوم هذه الطروحات. هذا ما حصل حين أيّدت بكركي إتفاق الطائف، وكذلك مع إعلان المطارنة عام 2000 المطالب بإنسحاب الجيش السوري من لبنان. وتحقيق مشروع الحياد الذي تحمله بكركي، أصبح مسألة وقت ليس أكثر، وسوف يكون له أثر تغييري وتأسيسي إستراتيجي على البلد.

للمرة الأولى، يتمّ طرح حل لمشكلة سلاح "حزب الله" في إطار مشروع سياسي متكامل. قوّة وحماية لبنان في حياده وليس في سلاح "حزب الله". هذا الطرح يصيب مشروع "حزب الله" في العمق، وقد يخرجه عن طوره، ونشهد جولات عنف و"خضّات" أمنية جديدة. حمى الله لبنان وأخذ بيد بطريركه... وكما كتب محمود درويش قصيدة "بيروت نجمتنا"، نقول: أثبت التاريخ أنّ في السياسة "بكركي نجمة لبنان" التي نهتدي بها في الخيارات المفصلية.

 

موسكو ترفض حكومة اللون الواحد... إحذروا المواجهة الشاملة

ألان سركيس/نداء الوطن/27 آب/2020

بات لبنان منصة لتظهير المواقف العالمية حيث أصبحت بيروت نقطة إستقطاب دولية تتبارز على أرضها الدول، لتقول كل واحدة منها "إنني موجودة في قلب السياسات الكبرى". لا يمكن قياس لبنان بأهميته السياسية والجغرافية بحجم مساحته أو بقوة إقتصاده فقط، فهذا البلد يحتل حالياً الإهتمام الدولي، وقد ارتفع منسوب هذا الإهتمام بعد زلزال 4 آب، حيث سارعت الدول إلى تقديم مساعدات للشعب اللبناني وليس للسلطة، لأن الثقة بهذه السلطة مفقودة. وفي هذا الإطار، لا تريد موسكو ترك الساحة اللبنانية من دون أن تكون لها كلمة، على رغم معرفتها أن لبنان ميوله غربية والشعب اللبناني متأثر بالثقافة الأوروبية، كما أن واشنطن تعتبر أن هذا البلد من أهم مراكز نفوذها الشرق أوسطية. وفي هذا المجال، تتحدث المعلومات الخاصة بـ"نداء الوطن" عن وجود إهتمام روسي كبير بلبنان، وقد أجرى مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف سلسلة إتصالات بالرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط وشخصيات، كما أن رئيس الجمهورية ميشال عون قد أرسل موفداً إلى موسكو هو النائب السابق أمل أبو زيد للقاء بوغدانوف ودراسة الأوضاع عن كثب.

وتبدي روسيا قلقها الشديد بشأن المستجدات الأخيرة في لبنان وهي تعتبر أن الأوضاع مفتوحة على كل الإحتمالات سواء داخلياً أو على مستوى المنطقة، وصولاً إلى إمكانية حدوث مواجهة شاملة في أي لحظة.

ووسط التنافس الدولي الحاد على أرض لبنان، تشكك موسكو بمدى فعالية المبادرة الفرنسية وتتساءل حول مدى جدوى تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزيارته الثانية المرتقبة الى بيروت إن تمت في الاول من أيلول، خصوصاً بعد الضجة الإعلامية المبالغ فيها حول زيارته الأولى وتحركاته.

ومثل جميع الدول الحريصة على لبنان، تنظر موسكو بعين الريبة إلى ادارة الملف الحكومي، وهي مقتنعة بأن حكومة اللون الواحد في لبنان يستحيل أن تنجح، لذلك تدعو دائماً الى ضرورة إتفاق كل الأفرقاء السياسيين من خلال الحوار والتفاهم بعيداً من الضغوط والتدخلات الخارجية ،على تشكيل حكومة مقبولة من أكبر شريحة سياسية ممكنة تكون مهمتها الأولى وضع الخطط اللازمة لإنقاذ الوضع الإقتصادي المتردي، الذي يهدد إستقرار البلاد والسلم الأهلي لأن هذا الموضوع يقلق موسكو كثيراً، خصوصاً في ظل الأوضاع المتفجرة في سوريا والمنطقة عموماً.

ويبدو أن الصورة تتعقّد أكثر بالنسبة إلى الحكومة الجديدة، لكن موسكو تدعم مبدئياً عودة الرئيس الحريري التي تربطها به، وقبله مع والده الشهيد رفيق الحريري، علاقات صداقة على مستوى القيادات العليا، أي بوتين نفسه، وهي ترغب بعودته إلى سدة رئاسة الحكومة، ولكنها تربط ذلك بضرورة التوافق الداخلي الضروري لنجاحه، لكنها تشكك حالياً في إمكانية تحقيق هذا الشرط. وعلى رغم قتالها في سوريا إلى جانب النظام السوري ومساندة إيران لهذا النظام، إلا أن علاقات مميزة للغاية تربط روسيا وإسرائيل وقد رحبت موسكو باتفاق السلام الأخير بين الإمارات العربية المتحدة وتل أبيب، وتدعم في نفس الوقت الموقف الفلسطيني ولكنها تعتبره غير منطقي في معارضته لاتفاق بعض الدول العربية مع إسرائيل، خصوصاً وأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أبرم اتفاق أوسلو للسلام مع إسحاق رابين من دون أن ينتظر إجماعاً عربياً أو موافقة الآخرين. وأمام كل ما يحصل في المنطقة، تُبقي روسيا على تحذيرها الشديد للقادة اللبنانيين، إذ تعتبر أن رياح المواجهة قد تعصف بلبنان وتكون نتائجها أسوأ من إنفجار 4 آب، وهي وإن كانت ترفض التدخل في الشؤون الداخلية إلا أنها لا تزال تعتبر أن القادة لم يرتقوا بعد إلى مستوى المسؤولية، وإلا كانوا قد سارعوا إلى وضع خطة إنقاذية تُجنّب الإنهيار المحتّم.

 

برّي يذهب إلى القضاء وشرطة المجلس "فوق المحاسبة"

مريم سيف الدين/نداء الوطن/27 آب/2020

باسم الشعب

لم يحتمل رئيس مجلس النوّاب نبيه بري مضمون حلقة "باسم الشعب" التي عرضت على تلفزيون الـ "أم تي في" بتاريخ 21 آب الجاري. إذ تحدثت الحلقة عن الجرائم التي ارتكبها "حرس مجلس النواب" في حق عدد من المتظاهرين في 8 آب، وتضمنت شهادات تؤكد تعمّد إصابة المتظاهرين بأعينهم لاقتلاعها. فسارع بري مستخدماً صفته كرئيس للمجلس النيابي للادّعاء ضدّ محطة MTV والإعلاميين ديما صادق ورياض طوق، وفاروق يعقوب بجرم إثارة النعرات والقدح والذم.

وبعيداً من التهم ذاتها المستخدمة دوماً لكمّ الأفواه، بدا لافتاً إسم المحامي الذي أوكل إليه بري تقديم الشكوى، وهو الدّكتور علي رحال، الأستاذ في ملاك الجامعة اللبنانية، والذي يفرض عليه قانون التفرغ في الجامعة بألا يمارس المحاماة، كما يفترض بألا يكون عضواً في نقابة المحامين، إذ يمنع نظام النقابة من يشغل وظيفة في الدولة من الانتساب إليها. وبالتالي كان يفترض برحال التفرغ للجامعة بدل التفرغ لرفع دعاوى ومخالفة قانوني الجامعة اللبنانية ونقابة المحامين.

وبدل ان يقدّم رئيس مجلس النواب الإجابة على الأسئلة التي يطرحها مواطنون وإعلاميون منذ انتفاضة تشرين، أي منذ حوالى 9 أشهر، عن هوية الأشخاص الذين يقفون مع عناصر حرس المجلس بزيّ مدني ويعتدون بوحشية على المتظاهرين، وبدل أن يحاسب عناصر الحرس الذين انتهكوا القوانين المحلية والدولية، سارع إلى التقدم بدعوى بعد أن أزعجه مضمون الحلقة التي أدانت حرسه بالأدلة والشواهد.

في حديث إلى "نداء الوطن" ولدى سؤاله عن السبب الذي دفع بري للإدعاء على المحطة ومقدم البرامج، في حين أنها تضمنت معلومات ذكرت سابقاً، يجيب طوق: "لم نستخدم التّلميح، وإنما وضعنا حرس المجلس أمام مسؤولياتهم، وما حكي خلال الحلقة قطع الشك باليقين. اتخذت الحلقة مساراً قانونياً، وفنّدنا تصرّفات حرس المجلس. فخروج الحرس إلى خارج المجلس وإطلاق الرصاص على الأعين يشكّل خرقاً للقوانين ولحقوق الإنسان. وهؤلاء مدنيون لا يتبعون لجهاز أمني ولا صلاحية لديهم للتعرض للناس خارج حرم المجلس". ويرى طوق أن الدعوى تأتي ضمن حملة ممنهجة وواضحة تستهدف الـ"أم تي في" وبأن المعركة معركة حريات وحقيقة. وفي حين تحاول الدعوى اخراج الأمور من سياقها، يلفت طوق إلى أن الحلقة تناولت ما حصل خلال تظاهرة 8 آب، والتي أتت كرد فعل على انفجار بيروت. "وبعد الانفجار أخذت قراراً بفتح ملفات الفساد والاعتداء على الناس مهما كانت الحقيقة". وفي اتصال مع "نداء الوطن" يعتبر فاروق يعقوب أن الادّعاء ضعيف، "فهو ادّعاء بإثارة النعرات الطائفية بينما في الحقيقة هو إثارة أسئلة. ومن حق الناس أن تسأل عن الجهاز الذي يرتدي البدلات ويشارك بقمعها. من حقّنا أن نسأل ما هو حدود عمل شرطة المجلس ووظيفتها وكيف تجري ترقية ضباطها. فكم مرة أطلقوا الرصاص على الشبان وتسببوا باقتلاع أعين!"

ويبدو يعقوب سعيداً بلجوء برّي إلى القضاء، "سنسأل هذه الأسئلة أمام القضاء. فمهام الجهاز تقتصر على مجلس النواب لكنه يشارك في كل أحداث البلد، حتى أنه شارك في أحداث 7 أيار". سبب لجوء بري إلى القضاء هذه المرة يجيب يعقوب: "ربما أقنعته الثورة بدولة القانون. وما قلناه توصيف وليس إثارة نعرات، فإن أزعجته كلمة ميليشيات فليخبرنا من هم؟". أما صادق، فنشرت تغريدة عبر "تويتر" تشير فيها إلى أنها أصبحت متهمة بقضيتين بعد 4 آب فيما لم يتّهم أي سياسي بأي قضية. وجاءت التغريدة بعد أن تقدّم الوكيل القانوني للنائب جبران باسيل بدعوى ضدّ صادق، وطالبها بالعطل والضرر المحدد بصورة موقتة بمبلغ مئة وعشرة ملايين ليرة لبنانية. متهماً إياها ببثّ إشاعات وأخبار كاذبة مقصودة بهدف إيهام الرأي العام بوجود مسؤولية ودور مزعومين لباسيل في انفجار المرفأ. بعد أن تحدثت صادق عن مسؤولية باسيل بإدخال باخرة "روسوس" التي كانت محمّلة بنيترات الأمونيوم عندما كان وزيراً للطاقة.

وأمس عممت نقابة الأطباء بياناً، أعلنت فيه أن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، محمد فهمي، أكد في اتصال مع نقيب الأطباء، شرف أبو شرف، أنه "منع استخدام الرصاص المطاطي منذ اشهر، وأنه لا وجود أصلاً للخردق لدى قوى الأمن الداخلي". فيما تؤكد الصور والفيديوات والإصابات في صفوف المتظاهرين استخدام هذه الأسلحة ضدهم. وكأن ردّ الوزير تأكيد على ما ورد في حلقة "باسم الشعب" بأن جهات أخرى استخدمت هذه الأسلحة. لكنّه ردّ ناقص لا يجيب على تساؤلات الضحايا، وإنما يكتفي بالتهرب من مسؤولية إطلاق الرصاص عليهم، ويتنصّل من مسؤولية حمايتهم وتحديد الجهات والأفراد الذين يعتدون على المواطنين أمام أعين القوى الأمنية المخوّلة حمايتهم.

 

اليساريون واغتيال اليسار  ( 2ـ 3)

توفيق شومان/27 آب/2020

في منتصف الثلاثينيات  من القرن العشرين ، كان اليسار العربي قد دخل في مرحلة " اليسارية الثانية " التي سيغلب  عليها  طابع " السفيتة " في عمومها و " الفرنسة " في طابع تحتي ناجم عن ارتباط  ملتبس لبعض الأحزاب الشيوعية العربية بالحزب الشيوعي الفرنسي .

وفي هذه المرحلة ، ستشهد " اليسارية الثانية " غلبة الإستراتيجيات الدولية الكبرى على السياسات الإجتماعية الوطنية لهذه اليسارية ، ومع أن انطلاقة " اليسار الأول " قامت على تقديم اليسارية بإعتبارها اتجاها اجتماعيا ـ نقابيا ـ ديموقراطيا ، فإن اليسار الثاني "، تجاوز ذلك ، ليغدو صدى للسياسة الخارجية السوفياتية ، في جانبه الأعم ، ومحاكيا في جانب منه ، لسياسات الشيوعيين الفرنسيين .

وحول  " الفرنسة  " كتبت صحيفة " المعرض " اللبنانية بتاريخ 7ـ 6ـ 1925ـ فقالت : "  أصدر الصديق الرفيق يوسف ابراهيم يزبك جريدة  اسبوعبة سماها ( الإنسانية ) ، وجعلها لسان حال العمال في هذه البلاد ،  وإذا شئت فسمها أيضا وليدة الجريدة الفرنساوية ( لومانيته ) ".

في قراءة نقدية مبكرة (1964) لمرحلة " اليسارية الثانية " يقول المفكر اليساري  السوري  الياس مرقص في كتابه " تاريخ الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي " : بتاريخ 11ـ 9 ـ 1939 نشرت صحيفة صوت الشعب  ـ الشيوعية اللبنانية السورية ، برقية  خالد بكداش ورفيق رضا وفرج الله الحلو ونقولا الشاوي إلى المفوض السامي الفرنسي  بتأييد فرنسا  والإستعداد للحرب في الخنادق معها ، ودعت اللبنانيين والسوريين للتطوع في الجيش الفرنسي  دفاعا عن الديموقراطية "  ومكافحة الفاشية في فرنسا وأوروبا .

 ويتحدث خالد بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري ( خالد بكداش يتحدث / حوار عماد نداف ) عن تلك الفترة فيقول : "  بعد إقامتي  في موسكو بين عامي 1934 و1936 ذهبت إلى باريس ، وكانت قد نشبت الحرب الأهلية الإسبانية بعد التمرد الفاشي ضد حكومة الجبهة الشعبية ، وتطوعت للذهاب إلى إسبانيا  للمشاركة في الحرب الأهلية ، فرفضوا تطوعي ، وذهبت لفترة قصيرة إلى الجزائر ، ومن الجزائر سافرت إلى مراكش لأشارك في تنظيم الحملة  ضد التمرد الفاشي في إسبانيا ".

في عام 1941، على إثر دخول القوات البريطانية والفرنسية الحرة إلى لبنان وسوريا ،  تركز نشاط الحزب الشيوعي اللبناني ـ السوري على التعاون مع فرنسا ، وجاء ذلك كفعل تعبيري انعكاسي  للتحالف بين الجنرال شارل ديغول والشيوعيين الفرنسيين وللعلاقة المستجدة بين الإتحاد السوفياتي والدول الغربية  بحسب ما يرى الياس مرقص ، وأكثر من ذلك ،  فقد اتسمت  سياسة الحزب الشيوعي اللبناني ـ السوري  بعدم  الوضوح والدقة  حيال أزمة استقلال لبنان في عام 1943، وحين ارتكبت القوات الفرنسية عدوانها التاريخي على  مدينة دمشق  والمدن السورية الأخرى في أيار / مايو 1945، أدانت صحيفة " صوت الشعب " الشيوعية " المجزرة الفاشية "  في أعدادها الثلاثة  الصادرة بعد المجرزة ، إلا أنها لم تطالب بإنسحاب القوات الفرنسية من سوريا .

وفي الجزائر ، لم تختلف حال الشيوعيين الجزائريين  ، وهم الفرع الشيوعي الإمتدادي للحزب الشيوعي الفرنسي ، ودعا الشيوعيون الجزائريون إلى " إقامة جزائر متحدة مع فرنسا حرة " ، وإذ شارك الشيوعيون الجزائريون بفعالية ونشاط في الحرب الأهلية الإسبانية على ما جاء في كتاب " تاريخ الأقطار العربية المعاصر " الصادر في موسكو ، فإن الحزب الشيوعي الجزائري وافق على إعطاء ستين ألف جزائري الجنسية الفرنسية وفقا لمرسوم صادر في باريس بتاريخ 7 ـ 3 ـ 1944.

هذه الأصداء الفرنسية في سياسات " اليسارية الثانية " ، ستجد مفاعيلها أيضا في  قضيتين ، الأولى  تكمن في استنساخ خالد بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري  ، لمفهوم الأمة ، عن موريس توريز  الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي ،  وإذ يقول   توريز إن الجزائر أمة آخذة بالنشوء بالتعاون مع فرنسا ، فخالد بكداش يقول إن المعاهدة السورية ـ الفرنسية   خطوة إلى الأمام في طريق تكون الأمة السورية ، والقضية الثانية هي  قضية لواء الإسكندورن السوري ، حيث ذهب خالد بكداش بعيدا في تغطية الموقف الفرنسي من لواء الإسكندرون ، فوافق على تعديل المعاهدة السورية ـ الفرنسية بما يتفق مع السياسة الفرنسية  نزولا عند " مقتضيات مكافحة الفاشية " وأشادت صحيفة " صوت الشعب " بتاريخ 18ـ 9  ـ 1937 بالصداقة الوثيقة بين فرنسا وتركيا

الحديث عن " مفهوم الأمة " ، يقود استطرادا للحديث عن الأمة العربية والوحدة العربية ومواقف " اليسارية الثانية " منها .

في مذكرات يومياته في السجن  المعروفة ب " يوميات الواحات "  ، يقول الروائي المصري اليساري صنع الله ابراهيم ، إن الشيوعيين المصريين انقسمت مواقفهم حيال الوحدة المصرية ـ السورية عام 1958، والشائع في لبنان وسوريا ،  أن خالد بكداش غاب عن  جلسة مجلس النواب السوري المخصصة لإبرام الوحدة الثنائية مع مصر  ، وغادر إلى تشيكوسلوفاكيا ، وجراء ذلك انسحب من الحزب الشيوعي  سعيد حورانية والياس الديراني ، وتبعهما بعد ذلك ياسين الحافظ والياس مرقص ، ويتحدث خالد بكداش عن ذلك المنعطف التاريخي فيقول : " عند إعلان الوحدة ذهبت سرا إلى تشيكوسلوفاكيا ، ثم عدت بعد تطمينات من الضباط ، إلا أن خطاب جمال عبد الناصر في 26 كانون الأول/ ديسمبر 1958 في بور سعيد واتهامه الشيوعيين  بأنهم عملاء دفعني مرة ثانية إلى التخفي ".

وحول  المواقف السلبية  من الوحدة المصرية ـ السورية ، تحفظ ذاكرة الصحف اليسارية في لبنان هذه العناوين :

ـ "الأخبار" : القوانين الجديد للجمهورية العربية المتحدة تهدف إلى " بلع " الإقتصاد السوري  ـ 30 ـ 7 ـ و6 ـ 8 ـ 1961  .

ـ " النداء "  ـ 22ـ 9 ـ 1961: التحكم المصري في سوريا .

ـ " النداء " 24ـ 9 ـ 1961:  سياسة التمصير هي المشكلة .

ـ "النداء " 27ـ 9 ـ 1961 : الشعب السوري يناضل لإنهاء حكم السيطرة المصرية ـ لإقامة جبهة وطنية ضد الحكم الناصري والغزو المصري .

بعد الإنفصال :

ـ " النداء " 1ـ10 ـ 1961 : التظاهرات تعم  مناطق سوريا بأسرها  وتهتف ضد الطغيان والدكتاتورية  ـ الحزب الشيوعي السوري :  ضد الإستعمار والتحكم الفرعوني .

ـ " الأخبار " ـ 1ـ 10 ـ 1961 : يجب تحرير سوريا من التمصير والسيطرة المصرية .

و بعد سقوط الوحدة  الثنائية بين مصر وسوريا  ، ألقى خالد بكداش ، بحسب ما يروي الياس مرقص ، خطابا في المؤتمر الثاني والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي أشاد فيه  ب " انتصار " الشعب السوري ،  وقال  في حوار مع صحيفة " أونيتي "  الشيوعية الإيطالية  :  "  لمصلحة من يجري التأميم ؟ لمصلحة الجيل البرجوازي الجديد في مصر الذي نشأ بعد عام 1952،  التأميم في الجمهورية العربية المتحدة لا يمت إلى الإشتراكية بصلة " .

هذه  المواقف  من الرئيس  جمال عبد الناصر ، سيكون لها متشابهات مع الحزبين الشيوعيين المصري والعراقي ، ففي بغداد  حيث أطلق الشيوعيون شعار " ماكو زعيم  إلا كريم " ، كدلالة رمزية سلبية تجاه عبد الناصر وكرمزية تأييد للرئيس العراقي عبد الكريم قاسم ، فإن الحزب الشيوعي المصري حاكى الهتاف البغدادي بهتاف قائل : " زي قاسم يا جمال / جبهة وطنية يا جمال " ، مثلما يروي عبد القادر ياسين في كتابه " الحركة الشيوعية المصرية " .

 وبتفسير أكثر وضوحا ، فقد عارض الحزب الشيوعي العراقي الوحدة مع مصر ، وأصدر بيانا بتاريخ 3 ـ 9 ـ 1958، قال فيه : " لا يمكن لجيشنا العراقي وضباطه المغاوير، إلا أن يقلقه التفكير في الأسلوب الذي تم به توحيد الجيشين في الجمهورية العربية المتحدة ، وإن التفكير بالإنضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة لن يوفر للإقتصاد  والرأسمال الوطني العراقي فرصا كافية للإزدهار والتطور ، ولا شك أن التعاون ممكن بين الإقتصادين ( المصري والعراقي ) إلى أبعد حدود ،  بينما اندماجهما سيوفر اقتصادا أكبر للإقتصاد الأكثر تقدما ، على حساب تضييق الفرص أمام الإقتصاد العراقي المتخلف ".

وبصورة عامة ، لم يكن الإتحاد السوفياتي متحمسا لإنضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة ، وألقى الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف  خطابا في شهر شباط 1959( صحيفة " برافدا " السوفياتية ـ  25ـ2ـ 1959) قال فيه : " إن الإتحاد السوفياتي يؤيد استقلال جمهورية العراق ، وإن توحيد الشعوب في الكفاح ضد الإستعمار أمر ضروري ، إلا أن هذا لا يعني أن تدخل هذه الدول بالضرورة  في وحدة  وتخضع لحكومة واحدة وقيادة زعيم واحد " ، وحين عصفت الرياح بالجمهورية العربية المتحدة ووقع الإنفصال بين سوريا ومصر في الثامن والعشرين من أيلول / سبتمبر 1961 ، كان الإتحاد السوفياتي في طليعة الدول المرحبة بالإنكسار الوحدوي السوري ـ المصري ، وكتبت صحيفة ( " برافدا " ـ7 ـ 10 ـ 1961) معلقة على الإنفصال بوصفه "  انتصار تاريخي للشعب السوري بالتعاون مع الجيش ".

إن هذه المواقف اليسارية السلبية تجاه الرئيس جمال عبد الناصر ، ناشئة بالأصل من قراءة  سوفياتية سلبية تجاه الحركة الإنقلابية التي قادها " الضباط الأحرار " المصريون في 23 تموز / يوليو عام 1952، فالموقف السوفياتي آنذاك رأى " أن الإمبرياليين الأميركيين والبريطانيين دبروا انقلابا عسكريا ، واستولت على السلطة ، مجموعة من الضباط الرجعيين الذين تربطهم صلة مباشرة وقوية بالولايات المتحدة بقيادة محمد نجيب "  على ما أوردت نورهان الشيخ في كتابها " موقف الإتحاد السوفياتي وروسيا من الوحدة العربية "، كما أن الإتحاد السوفياتي قرأ اتفاقية الجلاء المصرية ـ البريطانية عام 1954، بإعتبارها انتصارا للدبلوماسية الأميركية وصلحا بين مصر والغرب  .

تلك المواقف المعترضة أو المتحفظة على الوحدة المصرية ـ السورية ، وعلى اندماج العراق في الجمهورية العربية المتحدة ، سبقها ورافقها تشنج يساري من مفهوم الأمة والقومية العربية ، متأتية بالأصل من قراءة جوزيف ستالين  للقوميات في الشرق ، وبكونها حركات إصلاح برجوازية منحازة إلى الرأسمالية والإستعمار الغربي ، وغير خارجة عن كونها وحدة إسلامية أو وحدة طورانية أو اتجاها غربيا على ما اقتربت رؤية الشيوعيين السوفييت وكادت تجمع على ذلك ، مستندة إلى ظواهر الصورة السياسية لتُطلق  أحكاما مطلقة على أي اتجاه قومي أو وحدوي أو حتى نضالي من خارج الدائرة اليسارية ، وعلى هذا الأساس بات المفتي أمين الحسيني " عميلا هتلريا " ومشروع جامعة الدول العربية مشروعا بريطانيا  وسوريا الكبرى صنيعة انكليزية ، ومن هذا المنظور راح الحزب الشيوعي السوري يبني مواقفه حيال الإنقلابات العسكرية  التي عرفتها سوريا في الأربعينيات  والخمسينيات  ، فإذا سعى الإنقلابيون للتقارب  مع العراق ، فمعنى ذلك أن الإنقلاب إنكليزي ، وإذا اتجهوا للتفاهم مع مصر ، فذلك يعني أن الإنقلابيين أميركيون .

إلام أدى ذلك؟

أدى ذلك إلى انسحاب القراءة السابقة الذكر ، نحو القضية الفلسطينية وانزياح الإتحاد السوفياتي نحو إسرائيل ومساندته قرار التقسيم ، والتحاق اليسار العربي بأغلبه بالموقف السوفياتي . 

وفي هذا السياق ، يقول  المفكر المصري اليساري أنورعبد الملك في كتابه " المجتمع المصري والجيش " :  " إن الأحزاب الشيوعية المختلفة والملتزمة بالمبدأ الماركسي ـ اللينيني دعت الى الإعتراف بإسرائيل ضمن حدود قرارات الأمم المتحدة  عام 1947 وتعويض اللاجئين وعقد معاهدة سلام مع اسرائيل " ،  ويستعرض حنا بطاطو في الجزء الثاني  من كتابه "  العراق ـ الحزب الشيوعي " ، إرباكات واضطرابات الشيوعيين العراقيين  جراء الموقف السوفياتي ، ومن ثم دورانهم في فلكه ، داعين عبر صحيفتهم " الأساس " إلى إقامة دولة عربية ديموقراطية في الجزء العربي من فلسطين " .

 وجراء ذلك أوغل الشيوعيون العرب  استغراقا في  السياسة السوفياتية بعد قرار التقسيم الخاص بفلسطين ، وإلى حدود ذهب معها الحزبان الشيوعيان في سوريا والعراق إلى " إدانة التدخل  الرجعي العربي المسلح في فلسطين " ، كما يقول عبد الله تركماني في كتابه " الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي " ،  وذلك إثر الحرب العربية ـ الإسرائيلية الأولى عام 1948، ودعا بعض قادة جماعة " حدتو" الشيوعية المصرية " إلى تأييد اسرائيل لأنها تمثل مرحلة  أرقى من التطور الإجتماعي  ، وهي مرحلة  الرأسمالية ، في حين أن الدول العربية  تمثل مرحلة العلاقات الإقطاعية ".

علام ... بنى الإتحاد السوفياتي مواقفه تلك ، ولحقته " اليسارية الثانية " بمواقفه وسياساته ؟

في الرابع عشر من أيار / مايو 1947، ألقى اندريه غروميكو ، المندوب السوفياتي إلى مجلس الأمن الدولي ، ووزير الخارجية السوفياتية لاحقا ، كلمة في مجلس الأمن جاء فيها : " إن مئات  الألوف من اليهود يجوبون الآفاق بحثا عن مأوى ، لقد آن الآوان لتقديم العون لهؤلاء الناس ، إن العرب يدعون أن تقسيم فلسطين هو ظلم تاريخي ، ولكن لا يمكن الموافقة على هذه الرؤية ، إذ يكفي أن الشعب اليهودي ، كان مرتبطا بإسرائيل على امتداد فترة تارخية طويلة ".

وفي حوار أجرته قناة " روسيا اليوم " بتاريخ 28ـ 12ـ 2013 ، مع  نجل اندريه  غروميكو ،  آناتولي  ، قال  إن والده : " كان يتعاطف كثيرا مع اليهود لأنهم شجعان ، و شاهد بأم عينه كيف تمت إبادتهم في الحرب العالمية الثانية ، كما أن ستالين كان يعتقد بأن الإعتراف بإسرائيل سيجعلها تتعامل مع موسكو ".

 

لا ضرورة للسرّية

بشارة شربل/نداء الوطن/27 آب/2020

لا شك في ان رئيس الجمهورية يشعر بالاعتزاز وارتفاع المعنويات حين يترأس "المجلس الأعلى للدفاع". فهو رأس الهرم وطاولة الاجتماع. فيه يستعيد الأجواء العسكرية وسيرة "القائد" الذي أطلق "حرب التحرير"، لـ"هز المسمار" في عزّ تحالف حافظ الأسد مع العرب والمجتمع الدولي وشراكته مع الأميركان في تحرير الكويت. ومن خلال الأجواء نفسها قد يتذكر بمرارة "حرب الإلغاء" التي تسببت بإدخال الاحتلال السوري الى وزارة الدفاع و"العرين المسيحي"، والتي يسهل إيقاظها في وسائل التواصل وعلى الهواء البرتقالي والأصفر وأفواه رزمة محترمة من النواب.

يحنُّ فخامته بلا شك، ورغم التقدم في العمر، الى تفعيل لقب "الجنرال" مع انه لم يفارقه منذ غادر "قصر الشعب" تحت قصف "نظام البعث"، وحتى عودته ليجلس بسلام على كرسي الرئاسة بحماية شفيعه "مار مخايل" شاهداً عُلوياً على "تفاهم" أراده جسراً الى رئاسة الجمهورية فتحوَّل حفرة للجمهورية. وما كمية الرتب والنياشين الحاضرة في اجتماع "مجلس الدفاع" الا محفزٌ للرئيس على استنفار "العسكري المتمرّد" الكامن داخله، فيتخيل نفسه ضارباً على الطاولة من جديد ومُصدراً "أمر اليوم" الواجب التنفيذ بلا إبطاء.

ربما كانت لازمة "أبقى قراراته سرية" الواردة في معظم بيانات "مجلس الدفاع" الأكثر إثارة للحشرية، ذلك انها توحي بما لا يجوز للعامة الاطلاع عليه وما لا يمكن افشاؤه لئلا يسقط في علم المتآمرين والأعداء. وهذا النوع من القرارات يفيد بالجدية وتحمل المسؤولية واستشراف الأخطار وتنفيذ خطط الأمن الوقائي الذي يحول دون وقوع ما لا تحمد عقباه.

واستناداً الى ما تقدَّمَ ووقعَ من حادث كارثي في بيروت، كان اجتماع أمس نموذجاً للمفارقات وتعبيراً صارخاً عن كيفية عمل المؤسسات في دولة أبيد نصف عاصمتها بانفجار في أهم مرفق عام، وتعيش على وقع تصريف أعمال حكومة حسان دياب والتجاذب الوقح لتحديد الحصص وحقائب النهب وصرف النفوذ قبل الاستشارات، فيما لا يزال الجرحى في المستشفيات والبيوت بلا شبابيك والمشردون على باب الله.

خُيّل لكثيرين في زمن المفاجآت أن يستدعي الرئيس عون المحقق العدلي ليترأس "المجلس الأعلى للدفاع"، فيستجوبَ معظم المشاركين وعلى رأسهم رئيسا جمهورية والوزراء وقادة الأجهزة الأمنية بغية تحديد مسؤولياتهم التراتبية، قياماً مشرِّفاً بالواجب، أو تقصيراً عن قصد أم غباء، أو اهمالاً مقززاً سمح بانفجار 4 آب، ذلك ان الوعد الوهمي بكشف الحقيقة في خمسة أيام سيبقى وعداً غير مربوط بآجال، وتوقيفَ صغار وإن كانوا بمنصب مدراء لن يخدم العدالة ويشفي غليل أهالي الضحايا والمنكوبين لعِلمهم بأن شحن الأمونيوم وخزنه في عنبر مرفأ بيروت لعبة كبار.

نسي "مجلس الدفاع الأعلى" أمس لازمة "القرارات السرية"... فعلاً، لا شيء يستدعي السرية على الاطلاق. الأشلاء والركام والمسؤوليات ظاهرة للعيان في المرفأ والطرقات، وصُوَر رالف والكسندرا وعلي والمئات ستبهتُ مع أول مطرة شتاء. أما الاجتماعات فـ"ستبقى مفتوحة" لمتابعة "الكورونا" وصرامة التصريحات.

 

قائمة الأماني الفرنسية للبنان

أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 آب/2020

هل يملك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطة لمعاونة لبنان على الخروج من أزمته الحالية؟ تدعي المصادر المقربة من الرئيس الفرنسي أنه يملك بالفعل مثل تلك الخطة.

وتدور الخطة حول تعبئة الدعم الدولي لصندوق لإعادة بناء مرفأ بيروت المدمر وتحديث البنية التحتية المتهالكة في البلاد. في المقابل، تتطلب الخطة إجماعاً وطنياً يتجاوز الانقسامات الطائفية من دون تجاهلها تماماً.

وإذا كنت تعتقد أن كل ما سبق لا يعدو «قائمة أماني»، فأنت على حق. في الواقع، الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس الفرنسي للبنان ليس بالأمر المثير للدهشة، فناهيك بالنسخة الرومانسية لماض يجري في إطاره تصوير لبنان على أنه «ابنة فرنسا» و«معقل الفرنكوفيليا»، يربط بين البلدين كثير من المصالح الموضوعية. يذكر هنا أن فرنسا تضم جالية لبنانية تقدر بـ300 ألف نسمة، يحمل كثيرون منهم المواطنة الفرنسية. علاوة على ذلك، تتعامل النخب اللبنانية السياسية والثقافية والتجارية مع فرنسا بوصفها نقطة الاتصال الرئيسية بالعالم الأوسع. وعندما تتجول في أفخم أحياء باريس، ستندهش حتماً من عدد المنازل والشقق الفاخرة التي يملكها أبناء الصفوة اللبنانيون من مختلف الطوائف.

أيضاً؛ تضم فرنسا كثيراً من الأموال اللبنانية؛ أموال بمقدورها شراء النفوذ السياسي إذا تطلب الأمر. وبجانب ذلك، يستعين كثير من المؤسسات التجارية والبنوك الفرنسية في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية بلبنانيين بصفتهم شركاء أو معاونين.

على الجانب الآخر؛ يضم لبنان أكثر من 25 ألف مواطن فرنسي؛ الأمر الذي يوفر صلات تجارية وثقافية وبشرية فريدة من نوعها بين البلدين. وعليه؛ فإن ماكرون محق في تعامله مع لبنان بوصفه أولوية على صعيد السياسة الخارجية جديرة باهتمام خاص.

ومع هذا، فإن الاهتمام الخاص وحده غير كاف لتوفير الاستراتيجية اللازمة لمعاونة لبنان على التفاوض للخروج من المأزق الخطير الذي يعايشه اليوم. وفي اعتقادي، فإن نقطة القصور الأولى في خطة ماكرون تكمن في تعامله مع ما يواجهه لبنان على أنه كارثة إنسانية، على غرار ما تفعله الزلازل الكبرى أو موجات التسونامي، وليس بصفته مأساة من صنع الإنسان جرى التخطيط لها بالخارج ونفذتها عناصر من داخل النظام السياسي اللبناني. بمعنى آخر؛ فإن أزمة لبنان سببتها عوامل جيوسياسية لها تجليات داخلية.

وكثيراً ما يتحدث المعنيون بسياسات باريس حول الحاجة لاقتلاع جذور الفساد التي تفشت في صفوف المؤسسة الحاكمة. ومع ذلك، فإن الفساد لطالما كان موجوداً في الساحة السياسية اللبنانية، ومن الممكن النظر إليه من ناحية ما على أنه أسلوب حياة، وليس أمراً شاذاً.

الملاحظ أن الفساد اللبناني يأتي في صورتين؛ الأولى: المحاباة الطائفية، وهي نظام يتقاسم فيه إطاره كثير من الطوائف والمجتمعات المناصب العامة والمميزات. ونظراً لأن هذا النظام مقبول من جانب جميع الطوائف، فإنه لا يبدو صورة من صور الفساد داخل كل مجتمع عندما تتولى شخصيات نافذة توزيع المناصب والمميزات على نحو تمييزي لصالح أبناء طائفتهم أو عشيرتهم. وبمرور الوقت، يتحول الفساد إلى تحد داخل الطوائف ذاتها.

أما الصورة الثانية من الفساد فلطالما كانت مرتبطة بالمال الأجنبي، الذي جرى استغلاله في شراء الولاء والدعم من، أو من أجل تسليح، هذه الطائفة أو تلك. أما الاختلاف اليوم؛ فهو أن نمطي الفساد تحولا إلى أدوات لتعزيز أهداف جيوسياسية، مع اضطلاع الجمهورية الإسلامية في إيران بدور إقرار القواعد.

واللافت أن طهران تحاول إعادة صياغة قواعد اللعبة اللبنانية عن طريقين؛ أولاً: أنها جندت، غالباً من خلال الشراء، حلفاء لها، إن لم يكن عملاء داخل جميع الطوائف. والمؤكد أن جماعة «حزب الله» تبقى حصان طروادة الرئيسي لطهران داخل لبنان. ومع هذا، تملك طهران حالياً داخل لبنان كثيرين ممن يمكن وصفهم بـ«أحصنة طروادة أصغر» داخل جميع الطوائف الأخرى. وهذا يزيد بدرجة كبيرة من صعوبة التوصل لاتفاق واسع بين الطوائف اللبنانية، على غرار «اتفاق الطائف».

ثانياً: حولت طهران «حزب الله» إلى دولة داخل الدولة، وحولت المؤسسات الرسمية للدولة اللبنانية إلى هياكل فارغة من أي معنى حقيقي. والأسوأ من ذلك، أن المسافة الفاصلة بين «حزب الله» وطهران تضيق على نحو متزايد يوماً تلو آخر.

ويدرك المتابعون للخطاب داخل طهران أن المتشددين داخل قيادة الجمهورية الإسلامية يتعاملون مع كوادر «حزب الله» بوصفهم خدماً، وليسوا حلفاء. ولدى تفحص المقالات الافتتاحية الصادرة في صحيفة «كيهان» اليومية، التي تعبر عن آراء «المرشد الأعلى» آية الله على خامنئي، يتضح ما الذي يؤمر «حزب الله» بفعله إزاء أي قضية كبرى. بمعنى آخر؛ فإن الأزمة اللبنانية لديها جانب جيوسياسي لا يمكن إغفاله. وعندما نوحي بذلك لصانعي السياسات في باريس، نجد أن ردهم هو: «نعم، لكن إيران ستظل هناك دوماً!».

وأنا أتفق معهم في ذلك. حتى قبل أن يستحوذ الملالي على السلطة في طهران، مارست إيران بعض النفوذ داخل لبنان، ومن المحتمل أن يستمر لها نفوذ كبير هناك حتى حال خروج الملالي من السلطة. بيد أنه في الوقت الذي ستبقى فيه إيران دوماً هناك، من الخطأ افتراض أن الجمهورية الإسلامية هي الأخرى ستبقى دوماً هناك. في الواقع، لدى التفكير في القضية اللبنانية اليوم، أتذكر أزمة وقعت أواخر ثمانينات القرن الماضي عندما شن أبناء ألمانيا الشرقية حملة من أجل الحرية.

في ذلك الوقت أيضاً، أصر كل من الرئيس الأميركي جورج بوش الأب ونظيره الفرنسي فرنسوا ميتران على تنحية البعد الجيوسياسي للأزمة، بحيث تتمكن القوى الغربية من بناء شراكة مع الاتحاد السوفياتي لتسوية «المشكلة الألمانية»، بعيداً عن إعادة توحيد شطري ألمانيا.

وسافر الرئيسان الأميركي والفرنسي إلى كييف للحصول على معاونة ميخائيل غورباتشوف في التعامل مع «المشكلة الألمانية»، متناسيين أن المشكلة ناجمة في الأساس عن الهيمنة السوفياتية. ولا أزال أذكر عندما أكد جيمس بيكر، وزير خارجية بوش، أن «روسيا ستظل دوماً هناك». إلا أن ما لم يدركه أنه بينما ستبقى روسيا دوماً هناك، كان في حكم المؤكد أن أيام الاتحاد السوفياتي أصبحت معدودة. وفي ذلك الوقت، أصر بيكر على ضرورة أن يكون الاتحاد السوفياتي جزءاً من الحل. واليوم، يكرر مستشارو ماكرون المقولة ذاتها عن الجمهورية الإسلامية فيما يخص «المشكلة اللبنانية».

وقد هزأ أحد «الخبراء» الفرنسيين البارزين من مقترحنا بأن «المشكلة اللبنانية» لا يمكن تناولها بمنأى عن الاعتبارات الجيوسياسية. وقال مازحاً: «لا حديث عن الجانب الجيوسياسي من فضلكم!».

 

المرة المقبلة تذكر المؤلف... لا البطل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 آب/2020

معظم الصحف والمجلات الكبرى في الغرب تقيم قسماً خاصاً لـ«المدققين». لا مقال يُنشر من دون أن تُحال الأرقام والتواريخ والاستشهادات الواردة فيه، إلى «مدقق الحقائق». لم تتمكن الصحافة العربية من إنشاء مثل هذه الأقسام لأسباب مالية، لكنها اعتمدت في المراجعة، لغوية أو معلومات أو أخلاقيات، على أكفاء في سكرتارية التحرير ومديرية التحرير، وظل الاعتماد الأهم على المحرر، أو الكاتب نفسه. إنها مسؤوليته – وسمعته – أولاً. كل غلط في نهاية المطاف يعود إليه، سواء أمام الجريدة أو أمام قرائها.

أشرت هنا غير مرة، إلى أن «مدير التحرير» الأسطوري في هذا المجال، كان، ولا يزال، الأستاذ فرنسوا عقل في «النهار»، حيث يعمل منذ 1963. إذ تخرج من مدرسته في الدقة والمهنية والحرص اللغوي زملاء كثر، ألمعهم نائب تحريرنا العزيز.

كانت أصوليات «المدير» مثار جدل وانقسامات واعتراضات. وكنت يومها في الفريق المعترض والمعارض. فماذا سيحدث للغة إذا قلنا «كافة النساء بدل النساء كافة»، أو إذا كتبنا «أحال إلى بدل أحال على»، أو «الفرقاء بدل الأفرقاء»؟ هل اللغة شيء جامد غير قابل للتحسين والتطور وحتى التغيير؟ إن اللغة تغير نفسها وتعدل معانيها، لكنها أيضاً تحمي جوهرها وتقلم مثاقلها وتصوب أحياناً في تعقيد البلاغة من أجل بلاغة البساطة. عاماً بعد عام، كنت أزداد تقديراً «للمدير» وإعجاباً به. وأفلحت مدرسته في «النهار» وصار له مقلدون. لكن كفاءته الاستثنائية لم تتوقف عند اللغة، بل شملت كل شيء آخر. الأسماء، العلم والتواريخ والمغالاة وأدبيات الصحافة وتسخير الجريدة لغايات خاصة، أو حماسات شخصية. الجريدة كل، وأي بقعة صغيرة تبقعها. قرأت لعميد الأدب العربي طه حسين مقالاً في مجموعته بعنوان «الكابيتان ميخائيلدس» لعله نشر في «الجمهورية»، لأنه لا إشارة إلى تاريخ النشر، ولا إلى مكانه. مقال جميل مطول مفصل يلخص فيه العميد رواية لكاتب يوناني. من هو هذا الكاتب الذي يدهش طه حسين؟ لا ذكر له في المقالة. إنه فقط اسم بطل الرواية. أما العنوان فمختلف تماماً. إنه «الحرية أو الموت» وهو لأشهر كتاب اليونان المعاصرين، نيكوس كازانتزاكيس. لكن كيف نعرف ذلك؟ لا نعرف ذلك. لأن فرنسوا عقل كان غائباً، وإلا، لما سمح حتى لطه حسين بمثل هذه الهفوة. الدقة فرض، لا هِمة.

 

اندثار الدولة الوطنية العربية!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/28 آب/2020

منذ أكثر من 5 سنواتٍ ما عرفت شوارع مدينة طرابلس الليبية مظاهرات أو تجمعات احتجاجية. لكن ما لم يكن يُتصور حدوثُه وقع. وحدث ذلك من أجل الماء والكهرباء والمرتبات واستيلاء السلاح على أمن المدينة وحياتها. وقد أقبلت قوات الأمن الليبية والميليشيات المؤيدة لحكومة الوفاق على إطلاق النار على المتظاهرين، وانصرف فائز السراج رئيس الحكومة إلى شتمهم، باعتبار أن الوقت ليس ملائماً للتظاهر!

وما حدث بليبيا، حدث مثله في سوريا والعراق ولبنان والسودان في الأسابيع الأخيرة. فقد عادت المظاهرات في النواحي التي حدثت فيها مصالحات بنواحي درعا، كما اندلعت اضطراباتٌ في النواحي التي يسيطر عليها الأكراد، وأخرى في إدلب وقراها. والأسباب تتعلق بالماء والكهرباء والمواد الغذائية، لكنها تتعلق أيضاً بالاغتيالات! وإذا اعتبرنا الاغتيالات في المناطق الخاضعة للنظام الأسدي ناجمة عن الصراع بين الروس ومن معهم، والإيرانيين و«حزب الله» ومن معه، والميليشيات المتنوعة التي تدعم النظام، وأخيراً وجود مخيمات اللاجئين السوريين الكثيرة والذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم، إما بسبب خرابها أو منع أهلها بالقوة القاهرة؛ فإن المظاهرات في المناطق الخاضعة للأكراد والأميركيين في شمال شرقي سوريا أخيراً احتجاجاً على الاغتيالات؛ ليس لها غير مرتكب واحد هو القوة السائدة هناك؛ حيث وقعت اغتيالات لشيوخ القبائل والعشائر الذين ظهر تذمرهم بسبب الضيق المعيشي والمعاشات التي لا تُدفع، والاستيلاء على الممتلكات بحجج واهية، وما يسمونه هم التغيير الديموغرافي الذي عانى منه السوريون أشد المعاناة منذ العام 2013 وما يزال الوضع على النحو نفسه حيث تسود قوة قاهرة في ناحية من النواحي تزعجها الكثرة الشعبية العربية المختلفة مذهبياً أو إثنياً!

والطريف أنه في بلدين متباعدين مثل العراق والسودان؛ فإن أسباب الاغتيالات متشابهة، وهي تتمثل في الضيق المعيشي بحيث يقدم المسلحون على إطلاق النار لأنهم يعتبرون أن المظاهرات تستهدفهم، وتُهدد السيطرة التي تعودوا عليها، في حين لا يقبل أحدٌ أن يصبح الاستبداد عادة يجازى الخارج عليه وعليها بالموت. وقد قال متظاهرٌ بالبصرة؛ الموت واحد سواء أكان بسبب الجوع، أم بسبب إطلاق النار!

ويريد المراقبون الذين يقارنون بين المظاهرات والاغتيالات في العراق وليبيا من جهة، وروسيا البيضاء من جهة ثانية - التمييز بأن متظاهري روسيا البيضاء يموتون من أجل التحرر من الاستبداد، بينما لم يثر الآخرون إلا بسبب الضيق المعيشي الشديد، وليس بسبب الافتقاد الشديد للحرية! لكنّ الإعلاميين الأميركيين الذين يعملون في العراق وليبيا اعتبروا تلك المقارنات ظالمة جداً لأن متظاهري طرابلس والبصرة يعتبرون غياب الكهرباء في ظل حرارة الصيف الشديدة، علتُه الفساد الذي تتسبب فيه الميليشيات والمرتزقة الذين يعملون عند جهات أجنبية تسيطر في البلاد. فالانتشار الميليشياوي مرتبط بالأجنبي، ولا بد من الخلاص منهما. ووضْع بيروت وضْع شديد الغرابة. فقد بدأت المظاهرات فيها بسبب الضيق المعيشي والانهيار الاقتصادي قبل 10 أشهر. وقد تمتع المتظاهرون بفترة «سماح» لمدة 3 أشهر قبل «كورونا». لكن تلك الحشود الغاضبة والمحتفلة بالحريات المنتزعة، ما استطاعت إحداث أي تأثيرٍ يستحق الذكر؛ في حين يزعم بعض زعماء المتظاهرين أنهم أسقطوا حكومتين، من دون أن تعترف لهم بذلك قوى الأمر الواقع. ففي كل مرة كان فيها حشد يتجمع بساحة الشهداء، كان هناك حشد آخر يواجهه ويحاول الاعتداء عليه، ويُصرح من خلال شعاراته أن الاختلاف الطائفي وليس السياسي أو الاجتماعي هو بسبب النزاع! ثم في المدة الأخيرة، صارت عناصر ترتدي ملابس القوى الأمنية تطلق الرصاص الحي كما يقال على المتظاهرين. وما حصلت اغتيالات بين المتظاهرين في بيروت والمدن الأخرى، إنما صار واضحاً أن السلطة بيد من. ثم حدثت كارثة تدمير مرفأ بيروت وثلث المدينة في انفجار مهول، فتكشف المشهد عن حقائق كانت معروفة ومسكوتاً عنها منذ البداية، الترابط بين السلاح والفساد، وحماية السلاح الميليشياوي لفساد السلطة وسوء إدارتها لمرافق البلاد المتصدعة والمتداعية. وتردد المتظاهرون كثيراً في التصريح، لكنّ البطريرك الماروني، ومفتي المسلمين، صرّحا بذلك، فثارت ثائرة الميليشيا وأنصارها، واتهموا أعداء «المقاومة» بالصهيونية!

فهل الطغيان والانقسام الطائفي والفساد والميليشيات التابعة للخارج، كل ذلك من خصائص المجتمعات العربية في زمن انهيار الدولة الوطنية؟ لا تكاد توجد نخبة ثقافية في العالم كانت مصرة على الدولة وجوداً ووظائف، مثل النخبة الثقافية - السياسية العربية، ومنذ أكثر من 100 عام. لكنّ النخب السياسية المثقفة الأولى سرعان ما توارت بجل المشرق والجزائر لصالح العسكر، وأدى طول استبداد العسكر إلى تصدعات اجتماعية وثقافية ودينية ومذهبية، أعانتها جهات خارجية، فسقطت تجربة الدولة الوطنية العربية بعد أن كانت قد تجمدت في الحرب الباردة. وتسود اليوم في البلدان العربية التي ذكرناها صيغٌ مختلفة للفشل، منها الصيغة اللبنانية التي صارت فيها الدولة عائشة تحت رحمة الميليشيا وفسادها ونشرها مخزونات سلاحها في المرفأ والمطار والأحياء السكنية بحجة حماية البلاد من العدو الصهيوني!

لقد ظللت لسنوات أكرر كلام الأستاذ الراحل نزيه الأيوبي في كتابه «تضخيم الدولة العربية» الصادر عام 1994: لقد عرفنا النخب السياسية الفاسدة، ثم عرفنا العسكريين العقائديين الفاسدين، وها هي طلائع الميليشيات الإسلامية القاتلة تنشر عقائدية جديدة للإجرام باسم الاستحلال. كنا نرى أن أنظمة الحكم العسكرية هي من صناعة الحرب الباردة، فمن أين أتت الميليشيات الجهادية ذات الدعوى العريضة؟! فلنعرف أن الأميركيين وغيرهم سيستخدمونها، وسيألفونها، أما شعوبنا المصابة بها فلن تألفها بالطبع!

إن بلداً مثل ليبيا لا يستحق بالفعل حاكماً كالقذافي، ولا ميليشيا مثل ميليشيا بلحاج! وكذلك الأمر مع بغداد ودمشق في عهدي الاستبداد والميليشيات. أما بيروت على وجه الخصوص فإنها لا تستحق حتماً أن يجتمع عليها الجنرال النائم، والزعيم المعصوم الهاجم.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/28 آب/2020

المتظاهرون السلميون بميدان الشهداء في طرابلس يهتفون للسراج وحكومته: «ارحل... ارحل... وعار عار... المرتزق يخلص بالدولار» في ظل اعترافات لمرتزقة سوريين بنهبهم لبيوت المواطنين.

شعار المتظاهرين «الشعب يريد إسقاط النظام».. هتافات مصحوبة بدعوات لعصيان مدني، بينما ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق غير الدستورية شنت حملة اعتقالات ومداهمات ضد النشطاء والمتظاهرين في ظل اختفاء بعضهم في طرابلس، واتهامات لحكومة الوفاق بالإخفاء القسري لمنظمي حراك «ثورة الفقراء» الذي برز في عدة مدن ليبية، بينما رئيس حكومة الوفاق المنفصل عن الواقع، يصف المتظاهرين السلميين بالمخربين، وهدد بإعلان حالة الطوارئ بعد أن مارست قوات تابعة له العنف والقمع لدرجة التوحش ضد هؤلاء المتظاهرين، مما دفع بعثة الأمم المتحدة للتعبير عن القلق من استخدام القوة المفرطة، والعجيب أنها بعثة مشكّلة بقرار من مجلس الأمن وتحت الفصل السابع، مما يعني أن لديها سلطات تتجاوز التعبير عن القلق أمام سحل وقتل المتظاهرين بدم بارد من قبل حكومة جلبت المرتزقة الأجانب بالتحالف مع الغازي التركي، ودفعت لهم بالدولار لقتل شعبها.

السراج بدلاً من حل أزمة الكهرباء وإقالة المسؤولين الفاشلين، خرج في خطاب متخشب يعود لزمن الديكتاتوريات، مهدداً المتظاهرين تارة، وساخراً منهم تارة أخرى، واعداً «بالعدالة» في توزيع الإظلام والظلام بين السكان؛ حيث طرابلس بل عموم ليبيا غارقة في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات، إضافة إلى غياب وانقطاع المياه، وأزمة السيولة، والبطالة المتزايدة بين الشباب، وفشل وزارة الصحة في مواجهة وباء «كورونا» رغم إنفاق الملايين، وعدم توفر مستلزمات التحليل والكشف عن الفيروس، في ظل اتهامات متبادلة بين اللجان المكلفة مكافحة الوباء والشركات الموردة.

المتظاهرون ونشطاء الحراك طالبوا حكومة الوفاق بتسليم السلطة للنائب العام والمحكمة الدستورية لإدارة البلاد وعقد انتخابات، بعد اتهامهم المسؤولين بالفساد وبإهدار الأموال بعد ارتفاع نسبة الفساد باعتراف ديوان المحاسبة الليبي في أغلب تقاريره من دون أي تحرك لمحاسبة هؤلاء الفاسدين.

عجز حكومة الوفاق عن توفير الخدمات الصحية خاصة، وحرمان مناطق أخرى خاصة في الشرق الليبي بحجة أنها غير موالية للحكومة جعل حكومة الوفاق، السبب الرئيسي في انتشار الوباء، وذلك لمنعها وصول مستلزمات الوقاية ومشغلات أجهزة الكشف عن فيروس كورونا.

الليبيون خرجوا إلى الشارع لإسقاط حكومة لم ينتخبوها بل نصبتها القوى المتنفذة، وفرضتها عليهم بعد أن جاءت على ظهر فرقاطة إيطالية، وبعد عجز البعثة الدولية عن مساعدة الليبيين للتخلص من تلك الحكومة التي تمرر مشاريع وصفقات لنهب ثروات ليبيا وتمكين الغازي التركي من احتلال ليبيا عبر اتفاقيات مذلة لا يملك من وقع عليها حق توقيعها من دون حتى قراءة تفاصيلها، والتي ما هي إلا تلاعب بجغرافيا المتوسط لنهب ثروات ليبيا خاصة والاستيلاء على أجزاء من الحدود البحرية لدول أخرى ضمن مطامع إردوغان بما يسميه بالوطن الأزرق.

إن إعلان وقف إطلاق النار، يعتبر خطوة إيجابية، ولكنه يبقى رهناً أولاً بمدى التزام ميليشيات حكومة الوفاق ومرتزقة إردوغان، وثانياً بمدى جدية الأطراف الراعية لوقف إطلاق النار، وذلك بالضغط على تركيا لسحب مرتزقتها خارج ليبيا، بدلاً من منحهم الجنسية الليبية وتعقيد المشهد كما تحاول تركيا وقطر، خاصة بعد اتفاق وزيري الحرب في تركيا وقطر مع السراج على تسلم موانئ طرابلس ومصراتة والخمس، مما يعني بما لا يدع مجالاً للشك أنهم لا يريدون السلام بل يبغون «كسب الوقت» حتى يتسنى لهم تنفيذ مخططهم الشرير.

 

تركيا تفك عزلتها بالتحالف مع باكستان!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/27 آب/2020

ما الذي تريده باكستان، وعما تبحث، وهل ستلقى غايتها لدى تركيا وإيران وماليزيا؟ وهل تريد تحويل قضية كشمير إلى قضية فلسطين في جنوب القارة الآسيوية؟

في وقت سابق من هذا الشهر حذر شاه محمود قريشي وزير خارجية باكستان من أنه إذا لم تعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً لمجلس وزراء خارجيتها بشأن قضية كشمير فإن إسلام آباد ستدعو إلى اجتماع منفصل للدول الإسلامية!

كان ذلك في 5 أغسطس (آب)، الذي صادف الذكرى السنوية الأولى لإلغاء الحكم الذاتي لجامو وكشمير من قبل الهند الذي دام عقوداً، وكأنه يوجه تهديده إلى الدول العربية قال قريشي، إذا رفضت المنظمة، سأضطر إلى مطالبة رئيس الوزراء عمران خان بالدعوة إلى اجتماع الدول الإسلامية المستعدة للوقوف معنا.

هناك جوقة الآن ترى أن منظمة التعاون الإسلامي يقودها العرب، وهي ترغب في تشكيل كتلة إسلامية بديلة، بعيدة بنظرها عن هيمنة العرب.

القصة بدأت العام الماضي على هامش الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث التقى خان برئيس الوزراء الماليزي آنذاك مهاتير محمد والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. بعد ذلك سعى مهاتير إلى عقد قمة إسلامية في كوالالمبور في ديسمبر (كانون الأول) ودعا إليها باكستان وتركيا وقطر وإيران وإندونيسيا، ووصف القمة بأنها «الخطوة الأولى نحو إعادة بناء القارة الإسلامية العظيمة». لكن إسلام آباد انسحبت في اللحظة الأخيرة ليستغل إردوغان الأمر ويشن هجوماً على المملكة العربية السعودية متهماً إياها بالضغط على باكستان بالنسبة إلى الوعود التي قدمتها والمتعلقة بالبنك المركزي، وزعم لوسائل الإعلام التركية إن السعودية هددت بأنها سترسل الباكستانيين إلى بلادهم وتستعيض عنهم ببنغلاديشيين، تماماً كما يهدد إردوغان أوروبا، كلما أراد استنزافها، بإفلات المهاجرين نحو أراضيها.

باكستان من الدول المؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي عام 1969 التي تتكون من 57 دولة، وتتكفل المملكة العربية السعودية تقريباً، بكل ما يخص المنظمة، وتحترم المنظمة باكستان التي لديها جيش قوي ولأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك قوة نووية. كما التزمت المنظمة طوال الوقت بموقف باكستان بشأن كشمير. في الوقت نفسه، ومع تغيير الظروف الجيوسياسية عززت دول الخليج العربي علاقاتها مع الهند. والعام الماضي وقعت السعودية والهند اتفاق إنشاء «مجلس تعاون استراتيجي»، جعل من الهند الدولة الرابعة التي توقع معها السعودية مثل هذا الاتفاق. وكانت الهند عام 2018 وقعت اتفاقية مع سلطنة عُمان تسمح للبحرية الهندية باستخدام الممر الاستراتيجي «الدقم» الذي يطل على بحر العرب والمحيط الهندي.

باكستان وبشكل متزايد تحاول إيجاد حلفاء جدد لها بين الدول الإسلامية لدعم قضيتها في كشمير، وبالطبع كانت الأكثر تقبلاً تركيا. هي تاريخياً دعمت باكستان وانتقدت الهند، لكن دعمها اقتصر على الكلمات وحرصت على الحذر. لكن إردوغان تجاوز موقف الحذر ووقف أمام البرلمان الباكستاني في وقت سابق من هذا العام، وشبه صراع الكشميريين بحرب الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى... وهذا ليس بالفأل الحسن للكشميريين لأن الإمبراطورية العثمانية تفككت عام 1918 مع نهاية الحرب العالمية الأولى. وقارن إردوغان معركة غاليبولي بين قوى الحلفاء والإمبراطورية وقال: لا فرق بين غاليبولي وكشمير! وستواصل تركيا رفع صوتها ضد الظلم! لم يسأله أحد من النواب الباكستانيين وماذا عن الظلم الذي يلحقه بالأتراك والأكراد في بلاده، وبالسوريين والليبيين خارج بلاده، وأكثريتهم من المسلمين؟!

ليس من الصعب فهم دعم إردوغان لكشمير ومغازلته لباكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك القنبلة النووية. إذ لطالما كانت تركيا معزولة في الشرق الأوسط، وليس لها أي تأثير في جامعة الدول العربية، أو منظمة التعاون الإسلامي، وهما منظمتان راسختان في العالمين الإسلامي والعربي، لذلك يعتقد إردوغان أن التحالف مع باكستان بمثابة فرصة سانحة لكسب شركاء جدد فتتعافى تركيا من عزلتها الإقليمية!

يقترب إردوغان من إسلام آباد وعينه على الرياض التي أعلنت دعمها لسيادة قبرص اليونانية على جزيرة تطالب بها تركيا، ثم إن الرياض تقف لها بالمرصاد في ليبيا. ويعتقد إردوغان أن سياسته تجاه كشمير تخدم هدفه عزل المملكة العربية السعودية، لأن باكستان تحصر سياستها الخارجية من خلال عدسة كشمير، ويعتقد إردوغان أن كشمير تخدمه في التقليل من النفوذ السعودي في باكستان. إن إردوغان كتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يتمدد ولكنه غير باق.

عمود آخر من الكتلة الإسلامية التي هدف إلى تشكيلها مهاتير محمد، إيران التي هي تقليدياً على خلاف مع أنقرة وإسلام آباد، لكنها هي الأخرى تفكر وعينها على السعودية. لذلك حسنت علاقاتها مع العاصمتين. والتقارب الاستراتيجي الوحيد بين طهران وأنقرة في سوريا هو في معاداتهما للأكراد. والدولتان لأهداف بعيدة تتجاوزان خلافهما حول الرئيس السوري بشار الأسد. إيران اتخذت موقفاً مؤيداً لكشمير، وكان المرشد علي خامنئي أول من انتقد الخطوة الهندية في كشمير وطلب من نيودلهي تبني سياسة عادلة تجاه كشمير، لكن نوابه وصفوا تصرفات الهند بالقبيحة والهمجية، ربما انعكاساً لصورة معاملة إيران لشعبها المتظاهر.

إذا كان خطاب الملالي الإيرانيين يشير إلى أولويات طهران، فمن المرجح أن إيران تخطط لرفع مستوى علاقاتها مع باكستان ودعم موقفها بشأن كشمير. وما قد يسرّع العلاقات بين إيران وباكستان وتركيا والرغبة المتزايدة بينهم لإضفاء الطابع المؤسساتي على علاقاتهم هو الدور الشامل الذي تلعبه الصين.

الدول الثلاث هي جزء من المبادرة الصينية «الحزام والطريق» التي تعتمد على مشاريع البنية التحتية وتمتد عبر ما يقرب من 70 دولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا، ومن بين تلك البلدان تعتبر باكستان وإيران أكبر متلقين للأموال والقروض من الصين. وبينما استثمرت الصين ما يقرب من 60 مليار دولار في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، كشف تقرير أن الصينيين اقترحوا مشاريع بقيمة 400 مليار دولار على إيران، إلى جانب سلسلة مماثلة من الاستثمارات في تركيا وآسيا الوسطى. وتنفق الصين ما يقرب من ربع تريليون دولار لتعزيز وجودها الاستراتيجي والاقتصادي في تلك المنطقة. يقول عارف كمال سفير باكستان السابق لدى كل من قطر والأردن، إن الاقتران الاقتصادي بين هذه البلدان في ظل نفوذ مالي صيني سيؤدي إلى تقاربات استراتيجية فيما بينها. ورأى أن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية هي أداة فعالة للتواصل في المنطقة، وبالتالي ستولد مصالح مشتركة في السلام والاستقرار لدول المنطقة «وتوفر قوة دفع لكسر بعض الأنماط الاستعمارية»! ورأى السفير أنه إلى جانب باكستان وإيران وتركيا هناك استمرارية في الجغرافيا والتاريخ والنمو الحضاري، ويجب أن تعزز مبادرة «الحزام والطريق» نقاط التقارب الحالية التي لها جذور في الحضارة المشتركة.

لم يأتِ أحد على ذكر أن هذه الدول الثلاث تعاني من أزمات مالية واقتصادية، وأن الصين لا تقدم حتى وجبة غذاء من دون مقابل. لم يسألوا سيريلانكا عما حل بمرفأها عندما عجزت عن دفع ديونها للصين، لم يسألوا الدول الأفريقية التي تكاد الصين تستعمرها لأنها عاجزة عن رد ديونها، ولم يلحظوا أن الصين قدمت فقط مليون دولار للبنان إثر نكبة بيروت. ثم أين أصبحت الكتلة الإسلامية البديلة عن منظمة التعاون الإسلامي. لا يزال لدى باكستان، أكثر من أي دولة أخرى، ما تكسبه من التعاون مع دول الخليج العربي.

إن باكستان ستظل تعتبر الهند عدوها الأول، وقد تستغل إيران وتركيا قضية كشمير، لكن هناك الصين المارد الذي سيخيم على الدول الثلاث وسيحاصرها بالديون، وعندها أين تصبح قضية كشمير؟ ثم إن باكستان لا تستطيع أن تمنع الدول الأخرى من إقامة علاقات وثيقة مع الهند؛ الدولة التي رفضت أن يمر «الحزام والطريق» عبرها. على الباكستانيين الآن إتقان ثلاث لغات إلى جانب لغتهم: الماندارين الصينية، والفارسية والتركية. وعندما يحين دفع الديون قد يأتي الوقت لتحقيق رغبة مهاتير البالغ من العمر 94 عاماً، لقيام كتلة إسلامية تقضي على نفوذ العرب الساطع في منظمة التعاون الإسلامي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون ل PARIS MATCH: لست نادما كوني رئيسا للجمهورية في هذا الظرف وما تهربت يوما من تحمل المسؤولية ومصمم على متابعة النضال لتفكيك كارتل الفساد

وطنية - الخميس 27 آب 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه ليس نادما قطعا على كونه رئيسا للجمهورية في هذا الظرف الصعب، معتبرا ان الأمر البديهي بالنسبة اليه وهو انه ما تهرب يوما من تحمل المسؤولية، وقال: "هذا ما كنت عليه كعسكري وصولا الى تبؤو منصب قيادة الجيش. كما كنت كذلك في التزامي السياسي... ولن اتغير اليوم وانا في قصر بعبدا".

وشدد الرئيس عون على تصميمه "وضع حد للفساد من خلال تطبيق القوانين"، مشيرا الى ان "مرحلة أولى وأساسية على طريق محاربة الفساد انطلقت من خلال إقرار تحقيق مالي جنائي "Forensic Audit" في المصرف المركزي اللبناني. وهذا لأمر مهم من اجل كشف ما اذا حصلت انتهاكات طاولت الوضع المالي للدولة. وسيشمل التحقيق المؤسسات الرسمية كافة من اجل تحديد مسؤولية كل منها بطريقة شفافة، على ان تتم محاسبة جميع الذين ارتكبوا مخالفات".

وإذ أشار الرئيس عون الى ان "معضلة الفساد مزمنة في لبنان، وهناك منظومة سياسية تحمي الفاسدين وتتستر على ممارساتهم، كونها مستفيدة من ذلك بطريقة مباشرة. ومن الصعوبة بمكان كسر هذه الحلقة المتينة والمتجذرة، التي تتخطى الانقسامات السياسية لتلتف حول مصالح مالية"، جدد تصميمه على "متابعة النضال من اجل تفكيك هذا الكارتل المافيوي"، ولفت الى ان "ما من احد من افراد عائلتي متورط في الفساد، لكن اذا ما فرضنا عكس ذلك، فإنني سأتعامل مع أي فرد منهم كما اتعامل مع الآخرين، بمعنى انني سأحيله امام التحقيق القضائي لكيما ينال الجزاء الذي يستحق اذا ما ثبت تورطه".

وكشف رئيس الجمهورية أن "الملح اليوم النسبة الينا هو التوصل الى تحقيق مجموع الإصلاحات التي تعهدنا بها في مؤتمر "سيدر"، واننا نأمل ان توازي المساعدات الدولية حاجات لبنان، ما يتيح عملية النهوض به من جديد"، مذكرا ان "موقف فرنسا الى جانب سائر الدول الأخرى حول هذه المسألة واضح تماما، لا مساعدة من دون إصلاحات. لقد وصلت الرسالة ونحن متفقون حيالها، الا ان ذلك يتطلب تشكيل حكومة"، موضحا ان "بعض الجهات السياسية تصر على وضع العصي في الدواليب امام أي صلاح، لكنني من جهتي ساواصل النضال من اجل وضع الإصلاحات موضع التنفيذ".

واعرب عن مشاطرته "الألم الذي لا يوصف لضحايا انفجار بيروت"، معتبرا ان باستطاعته "بلسمة جراحهم من خلال امرين، الاول، السهر على ان تجرى عملية التحقيق بشفافية تامة لتحديد المذنبين، ايأ كان موقعهم او نسبة مسؤولياتهم، ولقد التزمت خلال جلسة مجلس الوزراء قبل ان تتقدم الحكومة باستقالتها بأن تتم محاكمتهم. والامر الثاني، بذل الجهود المطلوبة كافة بهدف طلب مساعدة الدول الصديقة للتعويض على الضحايا. نحن سنعيد بناء بيروت ومرفئها وانا سأسهر على ان يتم ذلك من دون المس بالتراث الثقافي للمدينة".

ولمناسبة احياء لبنان المئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير، شدد رئيس الجمهورية على ان حلمه "هو تنظيف لبنان من الفساد الذي ينخر فيه حتى العظم، وإرساء أسس دولة علمانية"، وقال: "حلمي هو إرساء عقد اجتماعي جديد حول "العيش معا" مع القوى الحية كافة. واذا كان من الصعوبة بمكان ان نكون متحدين، فلنجد نظام عيش معا ونوقف حفر خنادق لا تساهم في حمايتنا من بعضنا البعض ولا من انفسنا".

وأشار الرئيس عون الى انه "من اجل تمتين أسس هذا البلد، على المجتمع الدولي ان يساعدنا في إيجاد حل لمسألة الوجود الكثيف للاجئين وللنازحين على ارضنا"، مؤكدا انه "ليس من الطبيعي ولا من الأخلاقي بمكان، ان يدع المجتمع الدولي بلدا صغيرا يتحمل عبئا مماثلا بما له من تداعيات على استقراره".

وشدد على انه "سبق لبيروت ان اجتازت صعوبات نتيجة أسباب مختلفة. الا انه في كل مرة، نجح اللبنانيون في ازالة كل آثار الحروب واعادوا بناء عاصمتهم"، مؤكدا ان "بيروت ستنهض من جديد بمساعدة جميع اللبنانيين، وبدعم الدول الشقيقة والصديقة وعلى الأخص بمساعدة فرنسا الرئيس ايمانويل ماكرون".

كلام الرئيس عون جاء في خلال مقابلة صحافية أجرتها معه مجلة "Paris Match" الفرنسية في عددها الصادر صباح اليوم في باريس.

نص المقابلة

وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:

الندم على الرئاسة

سئل: هل انتم نادمون على كونكم رئيسا للجمهورية اللبنانية؟

أجاب: قطعا لا. ان البعض من مؤيدي يأسف لكوني اجتاز هذه الفترة الصعبة والدقيقة، في حين ان البعض الآخر يعتقد، على العكس من ذلك، ان وجودي في موقع الرئاسة يشكل فرصة، كونهم يثقون بي وباراداتي في بلوغ المستحيل من اجل انقاذ بلدي. وهناك مجموعات واقعة تحت تأثير الغضب، نتيجة الاحداث التي وقعت في لبنان، تنادي برحيلي من السلطة. يبقى امر واحد بديهي بالنسبة الي، وهو اني ما تهربت يوما من تحمل المسؤولية. هذا ما كنت عليه كعسكري وصولا الى تبؤو منصب قيادة الجيش. كما كنت كذلك في التزامي السياسي... ولن اتغير اليوم وانا في قصر بعبدا".

وضع حد للفساد

سئل: كيف تنوون وضع حد للفساد المستشري؟

أجاب: "من خلال تطبيق القوانين. لقد انطلقت مرحلة أولى وأساسية على طريق محاربة الفساد من خلال إقرار تحقيق مالي جنائي "Forensic Audit" في المصرف المركزي اللبناني. وهذا لأمر مهم من اجل كشف ما اذا حصلت انتهاكات طاولت الوضع المالي للدولة. وسيشمل التحقيق المؤسسات الرسمية كافة من اجل تحديد مسؤولية كل منها بطريقة شفافة، على ان تتم محاسبة جميع الذين ارتكبوا مخالفات عبر استفادتهم من الدولة امام القضاء المختص.

المساعدات الدولية والاصلاحات

سئل: هل غدت الضغوط الدولية المشروطة بتقديم المساعدة الملحة امرا من شأنه ان يمس سيادة لبنان؟

أجاب: "انني لا انظر الى كل هذا الاهتمام الدولي كوسيلة ضغط ولا كتدخل مباشر في الشؤون الداخلية اللبنانية. ان دول العالم ترغب في مساعدتنا، وهي تسدي الينا التوجيه والنصح. يبقى ان القرار النهائي هو للبنان وشعبه. أن الملح اليوم النسبة الينا هو التوصل الى تحقيق مجموع الإصلاحات التي تعهدنا بها في مؤتمر "سيدر". واننا نأمل ان توازي المساعدات الدولية حاجات لبنان، ما يتيح عملية النهوض به من جديد".

سئل: هل يمكن للبنان ان يتجاوز مساعدة فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبشكل أوسع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي؟

أجاب: "لا يمكن للبنان ان يتجاوز ذلك، وهو غير راغب بمثل هذا الامر طالما انه هو من بادر الى طلب دعم هؤلا الشركاء كافة. ومن جهتي، فلقد اصريت، في 9 اب الحالي، اثناء المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي انعقد بمبادرة من الرئيس ماكرون، على ان توضع إدارة كل المساعدات تحت اشراف الأمم المتحدة، حرصا على الشفافية من جهة وللتأكد من حسن التنفيذ من جهة ثانية".

سئل: هل تعتقدون ان هذه المساعدات يمكن ان تقدم من دون اجراء الإصلاحات؟

أجاب: "ان موقف فرنسا الى جانب سائر الدول الأخرى حول هذه المسألة واضح تماما، لا مساعدة من دون إصلاحات. لقد وصلت الرسالة ونحن متفقون حيالها، الا ان ذلك يتطلب تشكيل حكومة. نحن في ظل نظام برلماني، ويعود للمجلس النيابي ان يمنح ثقته الى الحكومة، كما تعود اليه امر مهمة إقرار الإصلاحات. ان هذا المسلك الشرعي قد يعيق المسار المنشود، ذلك ان بعض الجهات السياسية تصر على وضع العصي في الدواليب امام أي صلاح، لكنني من جهتي ساواصل النضال من اجل وضع الإصلاحات موضع التنفيذ".

منظومة الفساد

سئل: عندما تقدم رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب باستقالة حكومته، اعلن ان ايدي الدولة مكبلة امام منظومة الفساد، هل هذا الامر صحيح؟

أجاب: "ان معضلة الفساد مزمنة في لبنان. وهناك منظومة سياسية تحمي الفاسدين وتتستر على ممارساتهم، كونها مستفيدة من ذلك بطريقة مباشرة. ومن الصعوبة بمكان كسر هذه الحلقة المتينة والمتجذرة التي تتخطى الانقسامات السياسية لتلتف حول مصالح مالية. أجل، انه لأمر صعب الذهاب حتى النهاية في القضاء على هذه المنظومة، لكنني مصمم على متابعة النضال من اجل تفكيك هذا الكارتل المافيوي. لقد سعيت جاهدا الى ذلك، خلال السنوات الأربع المنصرمة من ولايتي، لكنني اقر انني لم افلح دائما بسبب ان العديد ممن يمسك بهذه المنظومة يحتل مواقع أساسية في الدولة".

سئل: اذا ما ثبت ان افرادا من عائلتكم متورطون في مسائل فساد، على ما يدعي البعض، هل انتم على استعداد لتوقيفهم؟

أجاب: "ما من احد من افراد عائلتي متورط في الفساد. ولكن اذا ما فرضنا عكس ذلك، فإنني سأتعامل مع أي فرد منهم كما اتعامل مع الآخرين، بمعنى انني سأحيله امام التحقيق القضائي لكيما ينال الجزاء الذي يستحق اذا ما ثبت تورطه".

الى ضحايا الانفجار والتحقيق

سئل: بماذا تجيبون ضحايا انفجار المرفأ الذين يشكون غياب الدولة؟

أجاب: "انني اتفهم تماما معاناتهم نتيجة هذه المأساة، وليس بوسعي الا ان اشاطرهم هذا الألم الذي لا يوصف. ومما لا شك فيه ان باستطاعتي بلسمة جراحهم الى حد ما من خلال امرين:

- السهر على ان تجرى عملية التحقيق بشفافية تامة لتحديد المذنبين، ايأ كان موقعهم او نسبة مسؤولياتهم. ولقد التزمت، خلال جلسة مجلس الوزراء قبل ان تتقدم الحكومة باستقالتها بأن تتم محاكمتهم.

- بذل كل الجهود المطلوبة بهدف طلب مساعدة الدول الصديقة للتعويض على الضحايا. نحن سنعيد بناء بيروت ومرفئها، وانا سأسهر على ان يتم ذلك من دون المس بالتراث الثقافي للمدينة.

سئل: هل سجل التحقيق تقدما؟

أجاب: "ارادتي ان يتوصل التحقيق الى خواتيمه بأقصى سرعة ممكنة. لقد وقعت الكارثة منذ أسبوعين، وحتى اليوم هناك نحو 25 مسؤولا مباشرا او غير مباشر في المرفأ قد تم توقيفه. يبقى ان الأهم هو في تحديد كيفية وصول هذه الكمية من نيترات الأمونيوم الى المرفأ، ولماذا بقيت فيه منذ العام 2013 حتى تاريخ الانفجار؟ ان علامات الاستفهام كثيرة مطروحة ولا يجب اهمال أي من الفرضيات. وانني اسهر شخصيا على ذلك واتابع التفاصيل ساعة بساعة وساواصل السعي لمعرفة الحقيقة".

أي حلم للبنان

سئل: في الأول من أيلول يحيي لبنان الذكرى المئوية لأعلان دولة لبنان الكبير، فأي مستقبل تحلمون لهذا البلد؟

أجاب: "حلمي هو تنظيف لبنان من الفساد الذي ينخر فيه حتى العظم وإرساء أسس دولة علمانية. حلمي هو إرساء عقد اجتماعي جديد حول "العيش معا" مع كل القوى الحية. واذا كان من الصعوبة بمكان ان نكون متحدين، فلنجد نظام عيش معا ونوقف حفر خنادق لا تساهم في حمايتنا من بعضنا البعض ولا من انفسنا. الا انه من اجل تمتين أسس هذا البلد، على المجتمع الدولي ان يساعدنا في إيجاد حل لمسألة الوجود الكثيف للاجئين وللنازحين على ارضنا. لقد انطلق هذا الامر في العام 1947 مع الفلسطينيين، ثم استتبع في العام 2011 مع موجة من نحو مليون ونصف من النازحين السوريين. واليوم، وعلى الرغم من كل النداءات التي اطلقت من اعلى المنابر الدولية من اجل عودة النازحين السوريين الى بلادهم التي أصبحت أكثرية مناطقها آمنة، فأن هؤلاء لا يزالون في لبنان. لقد قمنا بمساعدتهم، وهذا امر بديهي، الا ان ذلك كان ولما يزال فوق طاقتنا. وانه ليس من الطبيعي ولا من الأخلاقي بمكان ان يدع المجتمع الدولي بلدا صغيرا يتحمل عبئا مماثلا بما له من تداعيات على استقراره".

حزب الله والحرب السورية

سئل: لماذا لا يقوم "حزب الله" المشارك في الحرب السورية الى جانب بشار الأسد، في التفاوض من اجل تأمين عودة هؤلاء؟

أجاب: "ليس حزب الله الوحيد الذي شارك في هذه الحرب، فالعديد من الدول ساهموا فيها. وبات الجميع اليوم، جزءا لا يتجزأ من الازمة في سوريا، كما من حلها ومن مسألة عودة النازحين".

سئل: يأخذ الشارع غالبا على حزب الله، الأكثري، بأنه لا يجعل من لبنان أولويته نتيجة ارتباطه بإيران التي باتت منهكة نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها ودورها العسكري المتعاظم في المنطقة. ما هو رأيكم تجاه ذلك؟

أجاب: "لو كانت اولويته ايران عوضا عن لبنان، لما كان مشاركا في الحياة السياسية اللبنانية من خلال كتلة نيابية وعبر حكومات عدة وذلك منذ سنوات. ان حزب الله ملتزم القوانين اللبنانية والأنظمة اللبنانية، وهو لا يستخدم أسلحته الا كمقاومة للدفاع عن البلد ضد إسرائيل".

سئل: هذا امر خاطئ، فالحزب اطلق سواعده الكبرى ضد المتظاهرين المعارضين وهو يستخدم أسلحته لمساندة النظام السوري بناء على طلب من ايران؟

أجاب: "لا، ان حزب الله لم يعتد على المتظاهرين السلميين في بيروت، وما من تقرير للقوى الأمنية أشار الى ذلك. اما بخصوص مشاركته في الحرب في سوريا، فلقد اجبت على سؤالكم حينما أوضحت انه ليس الوحيد".

اقسى مراحل تاريخ لبنان

سئل: جنرال، لقد عايشتم الحروب اللبنانية كافة، إلا انه ما من مرة دمرت فيها بيروت كما حصل نتيجة انفجار المرفأ، هل تعتقدون بأن لبنان يجتاز اليوم اقسى مرحلة من تاريخه؟

أجاب: "لقد سبق لبيروت ان اجتازت صعوبات مماثلة نتيجة أسباب مختلفة. الا انه في كل مرة، نجح اللبنانيون في ازالة كل آثار الحروب واعادوا بناء عاصمتهم. واني لواثق انهم سينجحون في ذلك من جديد. اجل، ستنهض بيروت من جديد بمساعدة جميع اللبنانيين وبدعم الدول الشقيقة والصديقة وعلى الأخص بمساعدة فرنسا الرئيس ايمانويل ماكرون".

 

أرسلان تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية وجرى البحث في تداعيات اشكال خلدة

وطنية - الخميس 27 آب 2020

أعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني "أن رئيس الحزب الأمير طلال أرسلان تلقى اتصالا مساء اليوم من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جرى خلاله البحث في تداعيات إشكال خلدة". وكان ارسلان أجرى سلسلة اتصالات بعدد من الجهات السياسية والحزبية وبمسؤولين أمنيين لتطويق الإشكال ووقف إطلاق النار.

 

المستقبل دان ما حصل في خلدة ودعا عشائر العرب للاستجابة لتوجيهات الحريري بالتزام اقصى درجات ضبط النفس

وطنية - الخميس 27 آب 2020

صدر عن "تيار المستقبل" ما يلي: "تابعت قيادة "تيار المستقبل" تطورات الحوادث الامنية الخطيرة في منطقة خلدة، التي ادت الى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الاهالي وانتشار حالة من الفوضى وقطع الطرقات والاستنفارات المسلحة، نتيجة السلاح المتفلت والاستفزازات التي لا طائل منها. وقد أجرت القيادة اتصالاتها مع قيادة الجيش والقوى الأمنية المعنية للضرب بيد من حديد، واتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باعادة الأمن والأمان إلى المنطقة، وتوقيف المعتدين على أهلها كائناً من كانوا. إن قيادة "تيار المستقبل" إذ تدين بشدة ما حصل، تناشد الأهل في عشائر العرب في خلدة وفي كل المناطق اللبنانية، الاستجابة لتوجيهات الرئيس سعد الحريري، بالتزام اقصى درجات ضبط النفس، والعمل على تهدئة الأمور، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لضبط الأمن، وتفويت الفرصة على كل العابثين بأمن اللبنانيين وسلامهم، وعدم الإنجرار وراء الساعين إلى ضرب السلم الأهلي من خلال افتعال الاشكالات الامنية ". واذ تأسف قيادة "تيار المستقبل" لسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، تتوجه باحر التعازي من اهالي خلدة، وتسأل الله أن يمن على المصابين بالعافية والسلامة، وان يحمي لبنان من شرور الفتن والساعين اليها".

 

الصايغ بعد لقائه الراعي: نجدد الصرخة من الديمان ونقول لنستقبل الرئيس الفرنسي بفكرة موحدة هي رفضنا للموت وتعلقنا بالحياد

وطنية - الخميس 27 آب 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء في الديمان، الوزير السابق سليم الصايغ، وعرض معه الأوضاع المحلية، لا سيما تداعيات الانفجار الذي ضرب بيروت وأجواء الحركة التي يقوم بها حزب الكتائب اللبنانية، إضافة إلى موضوع الحياد والتحضيرات للمئوية الاولى لولادة لبنان الكبير.

بعد اللقاء، قال الصايغ: "كما العادة، نزور صاحب الغبطة لنستلهم منه المواقف الوطنية التي تهم الشعب اللبناني ونضعه في أجواء الحركة التي نقوم بها من أجل استنهاض الشعب اللبناني للعودة إلى التجذر والتثبت بإيمانه وأرضه، خصوصا بعد أن يئس من أداء السلطة وفقد إيمانه بأرضه".

أضاف: "نعتبر اليوم أن الحلول الأولى بإيجاد حل طوارئ وحل سياسي سريع من خلال تأليف حكومة، والتي لم تؤلف حتى اليوم. ما الذي يمنع ذلك؟ ما زالوا يفكرون بعقلية الماضي كأنه لم يحصل الانفجار الكبير الذي يشبه قنبلة هيروشيما. ماذا ينتظرون بعد ليتحركوا؟ هل ينتظرون المساعدات الدولية ويستجدون ويبتذون المجتمع الدولي ليرضى عنهم ويستمروا في ممارساتهم السابقة؟".

وتابع: "لمسنا من سيدنا تحسسا كبيرا للخطر الداهم حتى بالنسبة إلى المساعدات الانسانية التي من المفترض أن تأتي للناس في لبنان، وهذا يؤكد أن ما من نية للتعامل بصفاء مع المجتمع الدولي. ومن هنا، نؤكد أن علينا أولا حماية الشعب اللبناني ليتمكن من الحصول على هذه المساعدات ويتمكن أيضا من العيش بكرامته". وأرف: "نتحضر لزيارة الرئيس الفرنسي في الاسبوع المقبل ليشارك في الذكرى المئوية الاولى لدولة لبنان الكبير، ماذا سنقول له؟ ونطلب منه؟ علينا اولا أن نؤكد له أن لبنان سيكون حقيقة على مسار الحياد الذي يعزز الشراكة الوطنية ويثبت لبنان الجديد الذي نريده جميعا، الحياد الذي يحمي الشعب اللبناني في المستقبل، وإذا لم يتحقق ذلك نكون في مواجهة الخطر الداهم على الكيان اللبناني. ولذلك، نجدد الصرخة من الديمان ونقول لنستقبل الرئيس الفرنسي برأي وفكرة موحدة، وهي رفضنا للموت وتعلقنا بالحياد، ولننقذ لبنان لان الوقت ليس وقت تصفية الحسابات بين بعضنا ولنتركها للانتخابات النيابية التي يجب ان تحصل في أسرع وقت". وختم: "أعتقد أن غبطته ستكون لديه في الأيام المقبلة مواقف مهمة جدا في اطار التحضير للمئوية الاولى، والشعب اللبناني بكل طوائفه وشرائحه ومناطقه ينتظر هذه المواقف التي تعزز موقف لبنان وموقعه في العالم".

 

السفارة المصرية : علوي بحث مع بري والحريري ودريان وجنبلاط وسلام و ميقاتي في اطار الجهود المصرية للمساعدة على انهاء الفراغ الحكومي

وطنية - الخميس 27 آب 2020

اعلنت السفارة المصرية في بيان ان السفير المصري د. ياسر علوي بحث مع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، والرئيس سعد الحريري، و مفتي الجمهورية الشيخ عبد الطيف دريان ، كما أجرى اتصالات ولقاءات خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية شملت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، والرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي، في إطار الجهود المصرية للمساعدة على إنهاء الفراغ الحكومي والتعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة وفقا للأصول الدستورية وفي مقدمتها الاستشارات النيابية الملزمة، وبما يلبي تطلعات الشعب اللبناني ويتيح استعادة دعم المجتمع العربي والدولي، والبدء بتجاوز الأزمة الممتدة وحالة الاستعصاء السياسي التي يعاني منها لبنان الشقيق منذ اكثر من 10 أشهر.

 

تقرير: أرباح أغنياء الشرق الأوسط خلال وباء كورونا كافية لإصلاح انفجار بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/27 آب/2020

حقّق 21 شخصاً من الأكثر ثراءً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ بدء انتشار وباء «كوفيد – 19» أرباحاً بقيمة نحو عشرة مليارات دولار، أي ضعف المبلغ المطلوب لإصلاح الأضرار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت، وفق منظمة أوكسفام. وعزّز الوباء، وفق تقرير نشرته المنظمة الخميس، اللامساواة في المنطقة، حيث إن 45 مليون شخص قد ينحدرون إلى الفقر. وذكرت المنظمة في بيان حول التقرير، أن «أصحاب المليارات البالغ عددهم 21 مليارديراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجميعهم من الرجال، شهدوا زيادة في حجم ثرواتهم بنحو 10 مليارات دولار منذ بداية أزمة وباء فيروس (كوفيد – 19)، أي ضعف المبلغ المطلوب لإعادة بناء العاصمة اللبنانية المدمرة». وأوقع الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) أكثر من 180 قتيلاً و6500 جريح، وشرّد نحو 300 ألف شخص. وتسبب الانفجار في خراب أحياء عدة قريبة، حيث لم يسلم فيها تقريباً أي مبنى أو منزل، سواء من انهيار سقف أو جدار أو تحطم نوافذ وأبواب، في حين باتت مبان عدة غير صالحة للسكن. وطالت الأضرار أحياء في ضواحي العاصمة وأخرى في مناطق بعيدة نسبياً عن مكان الانفجار. وأشارت المنظمة إلى تقرير شركة «بي دبليو سي» للتدقيق المالي الذي قدّر بنحو خمسة مليارات دولار حجم الخسائر الناتجة عن دمار ما بين 30 و40 مبنى، فيما بات 3400 مبنى غير قابلة للسكن، كما طالت الأضرار نحو 40 ألف مبنى آخر. واعتبرت «أوكسفام»، أن انفجار بيروت «كشف بشكل أكبر من أي وقت مضى عن مدى هشاشة الاقتصاد المحلّي في البلاد»، مشيرة إلى أن هذه الكارثة «ستلعب دوراً في زيادة اللامساواة في لبنان»، الذي تقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكانه يعيشون تحت خط الفقر. وتُعادل الزيادة في حجم الثروات التي جمعها الأغنياء منذ مارس (آذار) «أكثر من ضعف قروض الطوارئ الإقليمية التي قدّمها صندوق النقد الدولي للاستجابة للوباء، وتقريباً خمسة أضعاف نداء الأمم المتحدة الإنساني المتعلّق بالفيروس للمنطقة»، وفقاً للبيان. وقال نبيل عبدو، مستشار منظمة «أوكسفام» للسياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن «الوباء كشف عن التفاوتات العميقة والفشل الهائل في الأنظمة الاقتصادية في المنطقة؛ مما ترك ملايين الناس من دون وظائف أو رعاية صحية أو أي نوع من الضمان الاجتماعي».

 

مصممو الأزياء في لبنان يعودون من تحت الأنقاض

داني أطرش غنّى لفيروز وزهير مراد تألق وعبد محفوظ رفع علم لبنان

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط/27 آب/2020

مرّ حتى اليوم نحو ثلاثة أسابيع على انفجار بيروت، ولا يزال أهلها يلملمون أغراض بيوتهم المدمرة ويحاولون ترميم ما تضرر. الانفجار أتى على قطاعات مختلفة في لبنان. وكما تضرر سكان المدينة والعمارات والمطاعم والمقاهي والمتاحف والمعارض، كذلك تأذت بشكل كبير دور أزياء أهم المصممين في لبنان.

الضربة كانت موجعة وهائلة حتى إن بعض هؤلاء المصممين كزهير مراد لم يستطع كبح دموعه وتأثره لما تعرض له. كما سجّلت إصابة دار أزياء ربيع كيروز، وقزي، وأسطا وداني الأطرش، وطوني ورد، وعبد محفوظ، وإيلي صعب، وغيرهم.

مذهولاً وقف المصمم زهير مراد أمام مبنى مشغله المؤلف من 11 طابقاً. فهو لم يعرف ماذا يلملم من بين الدمار من أوراق وتصاميم وأقمشة، كانت تؤلف حياته ونبض موهبته العالمية. وأول تعليق له على الحادثة كتبه في تغريدة قال فيها: «يا إلهي لا أستطيع أن أصدق ماذا حدث لمكتبي وبيروت ولبنان». وأوضح أنّه في يوم الانفجار وعلى غير عادته، غادر والعاملون لديه الدار قبل الساعة السادسة مساءً، وبعد 10 دقائق تقريباً وقع الانفجار. لم يُصب وفريق عمله بأي أذى، وهو ما يعزّيه. وأعرب المصمم اللبناني عن صدمته وكيف قضى انفجار بيروت الرهيب على أحلامه وإنجازاته وتعب 20 عاماً من مشواره المهني. وقال: «جهد 20 عاماً اختفى في ثوانٍ قليلة... إحساسي لا يوصف. جفّت دموعي من كثرة البكاء. لقد خسرت ذكرياتي وأرشيفي، فأنا أقيم هنا منذ عشر سنوات وفقدتها كلها بلحظة. لقد حطموا لي أحلامي ومشاريعي المستقبلية». هذا ما قاله زهير مراد إثر صدمة الانفجار، حتى إنّه لوّح بالهجرة من لبنان، هرباً من حكام فاسدين يسرقون الأحلام. اليوم وبعدما استوعب مراد تداعيات الضربة التي ألمّت به، قرّر أن يشد أحزمته ليعود وينطلق من جديد. «تغيرت اليوم اتجاهات وأفكار زهير مراد المحبطة وها هو ينطلق من جديد في مشواره المهني، بعد أن رمى كل ما حصل له وراءه». تقول مساعدته أندريه زوفيغيان في حديث لـ«الشرق الأوسط».

وتتابع: «لقد استعاد صلابته وقوته وعاد يزوّدنا بطاقته الإيجابية، بعد أن قرر السير قدماً بإعادة ترميم وبناء مشغله. فبرأيه الانخراط في العمل هو السلاح الوحيد في ظروف مماثلة، وعلينا التمسك به كي نصمد». وتختم: «بالفعل عاد زهير مراد من جديد المصمم القوي الذي نتمثل بصلابته وبتمسكه بالأمل». وكان مراد قد تلقى مؤخراً كتاب «أسولين» لأهم التصاميم العالمية، فشكّل له بارقة أمل بعد أن خصصه بنسخة كاملة تحكي عن إنجازاته وتألقه في عالم الأزياء.

المصمم داني أطرش من ناحيته أصابه انفجار بيروت في منزله التراثي الواقع قرب مستشفى «مار جاورجيوس» في الأشرفية وفي مشغله وسط بيروت. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم يبقَ في منزلي ما يذكِّرني بما كان عليه. فلا جدران ولا أبواب ولا نوافذ استطاعت أن تصمد أمام هذا الانفجار. وما يعزيني هو أنّ أولادي لم يصابوا بأي أذى».

داني كان في منزله مع أولاده لحظة الانفجار، ويروي متذكراً: «لم أستوعب ما حصل للوهلة الأولى، إذ خُيِّل لي أن هناك قصفاً يطالنا. وأول ما قمت به هو رفع أولادي من تحت الركام. وعندما اطمأننت أنهم بخير خرجت معهم إلى الهواء الطلق لأكتشف هول الكارثة التي تعرض لها الحي الذي أسكنه». ويتابع في سياق حديثه: «لم أكن أرغب في بث الرعب في نفوسهم فرحت أداعبهم وأمازحهم رغم إصابتي في قدمي، كي لا يتأثروا بما جرى. وفي اليوم الثاني رحت أغني لفيروز، وأنا أحضّر فنجان القهوة لأرتشفه. لاشعورياً رحت أدندن كلمات أغنيتها (رجعي يا بيروت) كأن فيروز شاطئ الأمان الوحيد المتبقي لنا».

منزل داني أطرش تراثي بُني منذ نحو 200 عام. أمّا مشغله في وسط بيروت ذو الهندسة الحديثة فقد تحطم بشكل جزئي. «تدمر جزء كبير من مشغلي وأتى الانفجار على تصاميمي وماكينات الخياطة وعلى زجاج الواجهات والنوافذ والأبواب. الخسارة الكبرى التي منيت بها كما أعتقد هو تفكيري بإرسال أولادي خارج لبنان. فأنا من الأشخاص الذين لم يفكروا يوماً بالهجرة. صحيح أني لن أغادر لبنان ولكنّي أفكر جدياً بإخراج أولادي من هذا الأتون». في عام 2000 ترك داني أطرش باريس وجاء يستقر في لبنان آملاً أن يسهم في بناء وطن الأرز وتلميع صورته العالمية. هو لم يفقد الأمل تماماً بعد، وحالياً ينغمس في العمل وبتلبية طلبات الزبائن. «لن أيأس وسأثابر على ممارسة عملي. صحيح أنني اليوم أعيد للمرة الثانية تصاميم فساتين مطلوبة مني بعد أن مزّقها الانفجار، والكلفة عليّ ستكون مضاعَفة، ولكني لن أحبَط وسأكمل مشواري. فالأهم أن أولادي سلموا والخسائر الباقية يمكن تعويضها».

المصمم العالمي ربيع كيروز من ناحيته خسارته أيضاً كبيرة. فمشغله الواقع في مبنى تراثي قديم أعاد تجديده، دشّنه منذ سنوات قليلة في منطقة الجميزة دمّره الانفجار كلياً. وعلى عكس كثيرين من زملائه لم يسلم شخصياً من الحادثة. وأُصيب في رأسه، مما اضطره للانتقال إلى المستشفى وتقطيب جروحه والبقاء في منزله طلباً للراحة. «الانفجار كان مدمراً وطال دار ربيع كيروز بكامله». تقول كريستين، مساعدة كيروز والمشرفة على الدار. وتتابع في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لحظة الانفجار كان ربيع في المشغل مع ثلاثة موظفين. الجميع سلم تماماً ما عداه، فقد أُصيب برأسه وجرى إسعافه. حالياً بدأنا بتصليح المبنى وترميمه، ونأمل أن نستعيد إيقاع العمل قريباً». وعن طبيعة الخسارات التي طالت الدار تقول كريستين: «جميعها أضرار مادية والحمد الله، فساتين وتصاميم وحجارة وحطام زجاج وما إلى هناك من رموز لبنانية، تؤلف دار ربيع كيروز التراثية. أمّا الأرشيف وكل ما يشكل بدايات كيروز فهي محفوظة في مكان آخر». ونشر كيروز صورة له تُظهر إصابته عبر حسابه على «إنستغرام» وأرفقها بتعليق: «لن ننسى. سنحاكم. سنبني من جديد ونرقص».

المصمم إيلي صعب الذي دمّر الانفجار منزله في الجميزة وأصاب مشغله وسط بيروت بأضرار كبيرة وصف ما حصل معه بأنه «منام بشع». وعلق: «أنا صورة لكثير من الشباب اللبناني، لا أريد المكابرة أو التعالي على اللكمة التي أكلناها. يجب أن أكون مثل بيروت كل مرة تنفض نفسها وتطلع من تحت الدمار، وترجع أحلى مما كانت». عبد محفوظ كغيره من المصممين اللبنانيين بدأ يعود إلى الحياة تدريجياً رافعاً علم لبنان وسط مشغله. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «خساراتي في المشغل مادية يمكن تعويضها، فصحيح أن الانفجار أتى على قسم كبير من المشغل ولكني لن أيأس وسأكمل المشوار». ويتابع: «فساتين وتصاميم وطلبيات الزبائن تمزق قسم كبير منها بفعل الانفجار، ولكني باقٍ في لبنان وسأستمر في العمل. وأطلب من جميع اللبنانيين في لبنان والعالم الاغترابي أن يرفعوا العلم اللبناني على شرفات منازلهم تأكيداً على تمسكنا بلبنان وطناً لنا وبأننا سنبقى صامدين». وبدا محفوظ منشغلاً بإعادة الحياة إلى مشغله يرفع الحطام منه ويكنس الزجاج المحطم، وفي الوقت نفسه يشرف على تصميم جديد ينوي تسليمه قريباً لإحدى زبائنه.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 27-28 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

لا حل خارجا عن حكومة مضادة ونزاع الشرعيات

شارل الياس شرتوني/27 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89850/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%85/

هذه المنظومة باقية بفعل تقاعسنا عن اخذ المواجهة الى خواتيمها، ومن خلال سياسات الارهاب التي اتقنتها سياسات الفاشية الشيعية وملحقاتها، وبفعل تواطؤ الاوليغارشيات الانتهازي.

لقد حان وقت المواجهة النهائية، فهؤلاء اضعف مما تصورون، هؤلاء مجرمون يعيشون على سياسات التخويف والابتزاز.

 

 

Lebanon may be broken beyond repair/Clifford D. May/The Washington Times/August 27/ 2020

كلفورد دي. ماي/واشنطن تيمز: ربما قد يكون لبنان عصي على الإصلاح

http://eliasbejjaninews.com/archives/89847/clifford-d-may-the-washington-times-lebanon-may-be-broken-beyond-repair-%d9%83%d9%84%d9%81%d9%88%d8%b1%d8%af-%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%aa%d9%8a%d9%85/

 

 

اخبار وتعليقات تتناول تقرير واشنطن بوست الذي كشف أسرار الوحدة 121 التابعة لحزب الله التي يرأسها سليم عياش والمسؤولة عن اغتيال الحريري وفرنسوا الحاج ووسام الحسن، ومحمد شطح، بواسطة سيارات مفخخة في هجمات بين عامي 2007 و 2013.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89856/%d9%88%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a8/

*واشنطن بوست: الرجل الذي أدين باغتيال الرئيس الحريري ينتمي إلى مجموعة اغتيال تابعة لـ”حزب الله”/ترجمة صوت بيروت إنترناشونال/25 آب/2020

*أسرارُ “الوحدة 121” التي اغتالت الحريري/سكاي نيوز عربية/الاربعاء 26 آب 2020

*سرية للغاية”.. ماذا نعرف عن “الوحدة 121” التي اغتالت الحريري؟/رنا أسامة/مصراوي/26 آب/2020

*الوحدة 121… من هم ضحاياها غير الحريري؟/الجمهورية/27 آب/2020

*من التالي؟: اللواء فرنسوا الحاج أيضاً قتله «حاج مظلوم » من حزب الله! هل كان على اللبنانيين أن ينتظروا مقال « الواشنطن بوست » عن قاتل الحريري « سليم عيّاش »، قبل أيام، لكي يعلموا أن له يداً، هو أو « زملاؤه » في اغتيال رئيس أركان الجيش اللبناني، اللواء فرنسوا الحاج؟

موقع الشفاف/27 آب/2020