-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 26 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august26.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فريق ألماني يعاين الصدمات النفسيّة للأهل وأولادهم ... التفاصيل في تقرير ميرنا غرزوزي

الباحث السياسي لقمان سليم لـ الحدث: حزب الله وحركة أمل ميليشيا وليس أحزاباً

فرنسا أكثر حزماً؟

غيدا طيارة/مركز كارنيغي للرق الأوسط

"ويكيليكس" تكشف علاقة "حزب الله" بنيترات الأمونيوم

ماكرون منزعج جداً من تراخي المسؤولين اللبنانيين وعدم جدّيتهم في تنفيذ ما اتُّفق عليه

وزير الخارجية البريطاني: ”الحزب” يشكل خطرا على أمن لبنان

انفجار بيروت: 7 مفقودين حتى الساعة!

لبناني يعزف “بيروت لا تموتي” في مجلس الشيوخ الفرنسي!

مقدمات نشرات الاخبار اللمسائية ليوم الثلاثاء 25/08/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 25 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري: أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة

ليس مطلوبأ من الثنائي المسيحي النرسيسي سوى الإستقالة

نداء الوطن/جنبلاط في بيت الوسط "منعاً للاصطياد بالماء العكر"... والقوات لن تعوّم "الثنائية"/عون ينتقل إلى الخطة "ب": استشارات "مشرذمة" تقصي الحريري

لا وديعة قطريّة للبنان… بل مساعدات ودعم

انتقادات لعون… ومخالفتان دستوريتان واضحتان!

مرجع رسمي يتدخّل من أجل بدري ضاهر!

انتحاري يحيي المخاوف اللبنانية من خلايا متطرفة نائمة

مصدر قضائي: المتورطون في جريمة كفتون خططوا لعمل إرهابي

واشنطن بوست: الرجل الذي أدين باغتيال الرئيس الحريري ينتمي إلى مجموعة اغتيال تابعة لـ”حزب الله”

وبعد إغتيال الحريري .. إغتالوا كل مؤسسات لبنان التي بناها

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال

قلق وترقب في الأسواق اللبنانية بعد أنباء رفع الدعم… والدولار يتجهز لتحليق جنوني مباغت!

“المشهد اليوم”: العهد يضحك على اللبنانيين… و”الولد حاكم البلد”

حدث أمني يقلق إسرائيل ويؤّرق ليل نتنياهو "شمالاً"

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يستقل أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم

الحكومة السودانية ترجئ التطبيع مع إسرائيل

حمدوك طالب بومبيو بفصل قضية رفع السودان من قائمة الإرهاب عن التطبيع

الخارجية الأميركية: بومبيو وحمدوك بحثا «التطورات الإيجابية» في علاقة السودان بإسرائيل وأكدا على أهمية التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي

محمد بن زايد وبومبيو يناقشان اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل

طهران تسعى إلى حوار استراتيجي مع بغداد تزامناً مع توجه عراقي ـ أردني ـ مصري لتفعيل «المشرق الجديد»

بريطانيا لضم الفلسطينيين إلى مسيرة السلام الأميركية

بومبيو في إسرائيل لسد الثغرات في الاتفاق الإسرائيلي ـ الإماراتي

وفد عسكري إسرائيلي في الدوحة لترتيب تهدئة في غزة

مصير «جيوش المرتزقة» بعد التهدئة في ليبيا... مغادرة أم بقاء؟

بوادر غضب تركي من اتفاق وقف النار في ليبيا

قمع متظاهرين بـ«الرصاص الحي» في طرابلس... وترقب حول سرت/المحتجون نددوا بالفساد والانقسام... ومطالب أممية لـ«الوفاق» بالتحقيق الفوري في استهدافهم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء البطريرك والمفتي... الأخطار على لبنان: ارتهان الرئيس للشرعية وارتهان الميليشيا للوطن/رضوان السيد /أساس ميديا

عاجل: المطلوب شبكة إرهابية لداعش بطرابلس/زياد عيتاني/أساس ميديا

أحلام في كوابيس لبنان: حرب أو صفقة كبيرة...الرئيس الفرنسي ينتظر بدء ورشة الإصلاح انطلاقاً من أفكار طرحها/رفيق خوري/انديبندت عربية/

لبنان في حقبته الشيعية/يوسف بزي/المدن

الراعي "الصادح"... "كل من يناصر الدويلة ويخون الدولة سينهزم"/ألان سركيس/نداء الوطن

رسالة من مار شربل/داني حداد/أم تي في

مرحلة انتقالية نحو الحياد/الياس الزغبي

المزبليّة السياسيّة/جهاد الزين/النهار

مع سيد بكركي… في مواجهة العملاء/طوني أبي نجم/أي أم ليبانون

حيادٌ بلا إجماع/بشارة شربل/نداء الوطن

الشراكة السياسية مع «حزب الله» انتهت؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

القاضي عويدات سيتنحّى إذا/ملاك عقيل/ليبانون ديبايت

الثورة تلفظ القوّات/صفاء درويش/"ليبانون ديبايت"

تاريخ بكركي الطويل ... ولا حكي تركي/حبيب شلوق/المرصد

بين أمين عام “الحزب” والأسد… أسلحة ونترات أمونيوم ولغز تفجير بيروت/هاجر كنيعو – “العربية”

الانتخابات الفرعية: معارك مسيحية - مسيحية على النار/كريستال خوري/أساس ميديا

كيف علّق "التيار" على ما يُقال عن الملف الحكومي/طوني عيسى/الجمهورية

لا "ورقة فرنسية" للحكومة... و"نصّ معدّل" لليونيفيل/رندة تقي الدين/نداء الوطن

رفْع 75 ألف طن ردميّات في أسبوعين...ركام بيروت المبلّل بالدماء طالع على الجبل/نوال نصر/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع ممثله الشخصي في الفرنكوفونية ووفد من المنظمة مشروع فرنكوفونية الغد والزيارة المرتقبة للامينة العامة للبنان

رئيس الجمهورية لوزير الخارجية القطري: نرحب بأي مساعدة في مجال اعادة اعمار الاحياء المنكوبة

بري التقى وزير خارجية قطر وسفير لبنان لدى الفاتيكان

الراعي يلتقي وزير الخارجية القطري في بكركي

الحريري بحث ووزير الخارجية القطري في المستجدات والتقى اللواء ابراهيم

وزير خارجية قطر جدد التأكيد من معراب أهمية أن تقوم الحكومة اللبنانية والدولة بالإصلاحات المطلوبة

تكتل لبنان القوي: الأولوية المطلقة لولادة حكومة اصلاحية منتجة وفاعلة تلتزم البرنامج الإصلاحي

جنبلاط عرض مع وزير خارجية قطر المستجدات السياسية في لبنان

الكتائب: لحكومة مستقلة بالكامل تؤسس لانتخابات مبكرة

مكتب باسيل: سنبقى بالمرصاد لفضح كذب القائمين على حملات التضليل وننصحهم بالكف عن أسلوبهم المفضوح تحت طائلة الملاحقة الجزائية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا14/من07حتى11/لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد! ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/25 آب/2020

المشارك في الحكم في لبنان بظل احتلال حزب الله هو طروادي وذمي وغطاء للحزب وأداة طيعة بيده وبوق يسوّق له من عون وبالنازل

 

صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/23 آب/2020

*جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

*المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89714/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%ba%d9%88%d9%84/

ترى هل فكر قطعان عون وجعجع وأبواقهما كيف سيكون وقع سجلاتهما الدونكوشتية الغبية والزقاقية والفاجرة على أحاسيس وشعور وحزن ومآسي أهالي منطقة الأشرفية ومحيطها المنكوب حيث البكاء والعويل والشهداء والجرحى والدمار وخراب البيوت؟

بالطبع لا.. لأن الثنائي “عون وجعجع” النرسيسي والشارد عن كل ما هو ضمير ومخافة من يوم الحساب وسلم أولويات وطني وسيادي واستقلالي.. هو يعيش في غير عالم وبغربة كاملة عن أهله ولا يعرف غير ثقافة الأبواب الواسعة، ولا يرضى بغير الإسخريوتي مثالاً يقتدي به.

لهؤلاء الأبواق والقطعان وللثنائي عون وجعجع نقول مع المخلص: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

يا شاردين ويا مغربين عن الضمير والأحاسيس والوجدان أين هي أولوياتكم في هذا الوقت العصيب؟

هل أولوياتكم هي السجالات الدونكوشتية الغبية والزقاقية التي تنبش ماضيكم الوسخ وتعري مواقفكم الذمية والاستسلامية والنرسيسية والسلطوية؟

وصحيح كما نعتم بعضكم البعض فميشال عون الذي باع نفسه وبلده وارتضى وضعية التابع والأداة بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله هو غول الموت، لأنه نقض قسمه الرئاسي ويغطي سلاح ودويلة واحتلال وجرائم وفجور وحروب واغتيالات وعمليات تهريب حزب الله الإرهابي والمذهبي.

وصحيح أيضاً بأن المعرابي المريض المزمن بوهم العظمة والساكن قصور أوهامه والمنسلخ عن الواقع هو دراكولا وأكثر، لأنه قفز فوق دماء الشهداء وحول “القوات” إلى شركة يملكها، وخان ثورة الأرز، وفرط تجمع 14 آذار، ورفع شعارات نفاق الواقعية، وعقد مع عون وصهره ورقة نوايا خبيثة لتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم، وتباهى بوقاحة بانتخابه عون رئيساً مدعياً بأن انتخابه كان صناعة لبنانية، وسوّق لقانون انتخابي ملالوي أعطى إيران أكثرية نيابية، وداكش الكراسي بالسيادة وتطول قائمة ارتكاباته وتطول.

هذه الحرب الالكترونية التي تدور رحاها بين قطعان وأدوات وأبواق جعجع، وباسيل وعون هي في حقيقتها مؤامرة قذرة ومكشوفة تستهدف اللبنانيين السياديين واللبناناويين والبشيريين تحديداً، وذلك لإبعادهم عن واقع كوارث احتلال حزب الله، وتحديداً التعمية على مسؤوليته المباشرة عن انفجارات مرفأ بيروت وتدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة، أي الأشرفية ومحيطها… يريدون إلهاء المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية استرضاءً لحزب الله ليس إلا.

عملياً فإن غالبية اللبنانيين باتوا واعين لحقيقة يعرفها كل العقلاء والأحرار وهي أن عون وجعجع هما من خامة وعقلية واحدة وهما من تسبب ب99% من الكوارث التي حلت بالمسيحيين وبلبنان.

إن الحرب الدونكوشتية الإعلامية التي بدأها النائب بيار أبو عاصي من خلال مقابلته عبر تلفزيون المر هي حرب قذرة هدفها المعلن شيطنة وإسقاط عون ليحل مكانه المعرابي في القصر الرئاسي.

طبعاً هذا وهم مرّضي يعشعش في مخيلة المعرابي الذمي والأعمى البصر والبصيرة والساكن قصور تخيلاته وأحلام اليقظة والمنسلخ عن الواقع المعاش.

من هنا فإن هدف هذه الحرب الزجلية هو إلهاء وإغراق المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية وسمجة وشوارعية وعقيمة وذلك لإسترضاءً حزب الله ليس إلا.

كما أن مسؤولية المعرابي التدميرية والحربائية والاستسلامية والذمية لا تقل عن مسؤولية عون بالمرة، فهما كانا ولا يزالان شركاء متضامنين ومتكافلين في الصفقة الخطيئة التي سلمت لبنان لحزب الله وأعطته أكثرية نيابية وقانون انتخابي ملالوي ومواقع الرئاسات الثلاثة.

جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

ترى هل بإمكان أي مسيحي حر وصاحب كرامة أن يتغاضى عن اتفاق عون والمعرابي في ورقة نواياهما “الشيطانية” على تقاسم المسيحيين مغانم وحصص؟

يبقى أن عون وجعجع هما ثنائي نرسيسي واسخريوتي وكوارثي مدمر وهو من أوصل لبنان إلى حاله الراهن.

في الخلاصة فإن المطلوب من كل عاقل ووطني من غير القطعان والأبواق والصنوج أن لا يقع في شباك الحرب الدونكوشتية الحامية الوطيس بين قطعان الثنائي (عون وجعجع) ويعلم علم اليقين بأن هدف هذه السجالات الزقاقية هو حماية حزب الله وإلهاء الناس وتسعير الأحقاد والغرائز.

المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/22 آب/2020

إلى النائب أبوعاصي ومعلمه المعرابي الذمي: البطولة هي بمواقف ضد حزب الله وليس ضد عون الذي هو أداة وشرابة خرج. انتم منافقون وذميون وحلفاء حزب الله وانتم من داكش السيادة بالكراسي وفرط تجمع 14 آذار وانتم تساكنون المحتل وسلاحه ودويلته. وانتم أصحاب شعار  ذل الواقعية. تضبضبوا

 

“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فريق ألماني يعاين الصدمات النفسيّة للأهل وأولادهم ... التفاصيل في تقرير ميرنا غرزوزي

فيديو تقرير من تلفزيون المر عن ما وجد من مواد في المرفأ -عنبر رقم 12 لم يكن معلناُ عنها في التقارير الرسمية سابقاً...فريق ألماني يعاين الصدمات النفسيّة للأهل وأولادهم ... التفاصيل في تقرير ميرنا غرزوزي

https://www.youtube.com/watch?v=3uak0jwL4-c&t=5s

 

الباحث السياسي لقمان سليم لـ الحدث: حزب الله وحركة أمل ميليشيا وليس أحزاباً

فيديو مداخلة قصيرة من قناة الحدث للباحث السياسي لقمان سليم  يتناول من خلالها العلاقة المتقلبة والمتوترة التي صنعها الحداد بين حركة أمل وحزب الله والتي مرت في مراحل من الدم ومراحل من التحالف. راهناً عادت الذاكرة بينهما إلى حالة الدم بسبب الضيقة المالية والإقتصادية في حين أن البيئة الشيعية تسأل من هو المسؤول عن الوضعية الصعبة التي وصلت إليها.

https://www.youtube.com/watch?v=kFFu6WMTtQU

 

فرنسا أكثر حزماً؟

غيدا طيارة/مركز كارنيغي للرق الأوسط/25 آب/2020

https://youtu.be/SWsQOVx_O2w

يناقش جوزيف باحوط، في مقابلة معه، السياسة الفرنسية حيال منطقة المشرق والبحر الأبيض المتوسط، وما الذي يجب أن نترقّبه. جوزيف باحوط باحث غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. سيتولى قريباً رئاسة معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث يعمل أيضاً كأستاذ مشارك في العلوم السياسية. وحتى العام 2019، درّس باحوط السياسات الشرق أوسطية في معهد الدراسات السياسية في باريس، كأستاذ مشارك. كما تولّى منصب مستشار دائم لوحدة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الفرنسية بين العامَيْن 2008 و2014، ومجدداً من 2018 حتى 2020، حيث كان مسؤولاً عن المسائل المتعلقة بمنطقة المشرق والسياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط. كذلك، كان باحوط مستشار شؤون الشرق الأوسط في الحملة الرئاسية لإيمانويل ماكرون. أجرت "ديوان" مقابلة مع باحوط في أواخر آب/أغسطس للتحدّث عن السياسة الفرنسية حيال منطقة المشرق والبحر الأبيض المتوسط، خصوصاً بعد زيارة ماكرون إلى لبنان في أعقاب الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس.

 

"ويكيليكس" تكشف علاقة "حزب الله" بنيترات الأمونيوم

 موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 25 آب 2020  

في عام 2012، بدأ موقع "ويكيليكس" بنشر "ملفات الذكاء العالمي"، وهي أكثر من خمسة ملايين رسالة بريد إلكتروني من شركة ستراتفور "الاستخبارات العالمية" التي تتخذ من تكساس مقراً لها, حيث تم الكشف عن الأعمال الداخلية لشركة تعمل كناشر استخبارات، ولكنها توفر خدمات استخبارات سرية للشركات الكبيرة. وأفاد مصدر في "ستراتفور" في لبنان لموقع "ويكيليكس", أن "حزب الله لديه صعوبة في الحصول على متفجرات عسكرية مثل C4 و RDX وما إلى ذلك, ويعتمد بشكل أكبر على إمدادات نترات الأمونيوم الموجودة للحفاظ على مخبأ انفجاراته، ويواجه حزب الله صعوبة في استلام المتفجرات العسكرية, لأن اليونيفيل أغلقت الساحل اللبناني, ومنعت وصول شحنات المواد إلى لبنان". وتابع المصدر:"يُزعم أن حزب الله يدفع ضعف سعر السوق للمنتجات السورية ويشتري ما يصل إلى 15000 طن من الأسمدة من منشأة البتروكيماويات السورية الرئيسية في حمص, ثم تأخذ سوريا الأرباح وتشتري أسمدة أرخص من دول أوروبا الشرقية إلى تلبية مطالبها المحلية". وأشار المصدر أيضًا إلى أن "هذا الوحي يفسر لماذا ومتى كان الرئيس سعد الحريري يشكل حكومته في 2009، وأصر حزب الله على تعيين أحد أعضائه بصفته وزير الزراعة أي الوزير الحالي في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن, ويُزعم أنه يبيع شحنات الأسمدة من سوريا إلى حزب الله, ويرى العملاء أنهم يحالون إلى مستودعات حزب الله في لبنان".  وإعتبر إن "قيام حزب الله بتخزين السماد للمتفجرات لا تنذر بالضرورة بحريق عسكري في لبنان, أما التوترات بشأن المحكمة الخاصة بلبنان في تحقيق اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لها تصعيداً في لبنان، لكن هناك عدد من العوامل المقيدة لحزب الله تمنعه من متابعة تهديداته بزعزعة استقرار لبنان ويجب أن يواجه أعضائه لوائح اتهام". وأضاف: "يتم توجيه متفجرات النترات نحو التحضير لمواجهة عسكرية أخرى مع إسرائيل، كما تُمكّن حزب الله من اجراء مناورة حول وحدات اليونيفيل في الجنوب لإعادة بناء القواعد وشبكات الأنفاق التي أثبتت أنها حاسمة في تقوية قدرات حزب الله والمقاتلين للحفاظ على خطوط الإمداد والاتصالات الخاصة بهم أثناء الهروب من النيران الجوية الإسرائيلية خلال نزاع 2006". وأوضح المصدر أن "المتفجرات التي أساسها الأسمدة تستخدم في النفق البناء في المناطق الجبلية وهي أيضًا محمية للاستخدام ضد الدبابات الإسرائيلية إذا دعت الحاجة, وحتى الآن، هذه الاستعدادات لا تزال تندرج في مجال التخطيط للطوارئ".

لمزيد من التفاصيل اضغط على هذا الرابط

https://bit.ly/3leFlad

 

ماكرون منزعج جداً من تراخي المسؤولين اللبنانيين وعدم جدّيتهم في تنفيذ ما اتُّفق عليه

مواقع الأكترونية/25 آب/2020

عن مصير زيارة رئيس الجمهورية الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى لبنان في ضوء التأخير في تشكيل حكومة إنقاذ، والتي اتّفق عليها مع الرئيس عون، أبلغت مصادر دبلوماسية "الأنباء" أن، "الرئيس ماكرون منزعجٌ جداً من تراخي المسؤولين اللبنانيين، وعدم جدّيتهم في تنفيذ ما اتُّفق عليه، وأبرزه تشكيل حكومة إنقاذ، والشروع في تنفيذ الإصلاحات والمطالب، وإجراء تحقيقٍ شفافٍ ونزيه في انفجار المرفأ، وهو أوفد فريقاً من المحقّقين الفرنسيين لمساعدة المحقّقين اللبنانيين في عملهم". المصادر عينها أكّدت أن، "عودة ماكرون إلى لبنان في الأول من أيلول ما زالت قائمة، إلّا في حال لمس إهمالاً متعمداً من المسؤولين اللبنانيين تجاه قيامهم بواجباتهم، وعندها لا مناص من تأجيل الزيارة، وعلى المعنيين بالأمر تحمّل مسؤولياتهم".

 

وزير الخارجية البريطاني: ”الحزب” يشكل خطرا على أمن لبنان

 وكالة فرانس برس/25 آب/2020

اعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب ان “حزب الله يشكل خطرا على الأمن في لبنان”. ولفت في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسرائيلي في القدس، الى ان إيران تمثل خطرا على المنطقة بسبب الأذرع التي تدعمها. ورأى راب ان المنطقة بحاجة لمعاهدات سلام عدة، واعلن ترحيبه بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.

 

انفجار بيروت: 7 مفقودين حتى الساعة!

صوت لبنان/25 آب/2020

كشف الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة عن “وجود 7 مفقودين حتى الآن جراء انفجار مرفأ بيروت”، لافتاً الى انه “لا يزال هناك 4 لبنانيين وسوريان ومصري في عداد المفقودين”. واضاف كتانة في حديث لإذاعة “صوت لبنان”: “لدينا مكتب للمّ شمل العائلات، ومنذ وقوع الانفجار وصل عدد المفقودين لدينا الى 77، تبين ان 37 منهم شهداء 33 احياء او مصابين في المستشفيات، وهناك متابعة شبه يومية مع  الجهات اللبنانية وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر لجلاء مصير المفقودين”. وعن أزمة كورونا، قال كتانة : المستشفيات الحكومية تقوم بواجبها تجاه مرضى كورونا، ولكننا نواجه مشكلة مع المستشفيات الخاصة لان وضعها صعب ودقيق”.

 

لبناني يعزف “بيروت لا تموتي” في مجلس الشيوخ الفرنسي!

أي أم ليبانون/25 آب/2020

اطلق المؤلف الموسيقي والبيانيست عمر حرفوش، مقطوعته الجديدة: “بيروت لا تموتي..” في “أوتيل دو باري – سانت تروبيز” مستوحاة من مأساة بيروت، ويمكن ولاول مرة سماع صوت انفجار عالبيانو من ابداعه، وبعده سكوت تام يدوم بقدر لحظات مرور غيمة الضغط البيضاء التي دمرت بيروت، بعدها تظهر موسيقى حزينة تحكي الم لبنان وعبثية مآسيه المتكررة. استحوذ العمل على إعجاب ٧٠ شخصية من المجتمع المخملي العالمي بسان تروبيه البحرية، معقل مشاهير العالم عالبحر المتوسط، وصفقو للمقطوعة وقوفاً، وحضروا الحفلة بلباس ابيض للرجال واحمر للنساء كالعلم اللبناني وذلك لتوجيه كامل الحب للبنان.

ومن بين الحضور: الكاتب الفرنسي بول لو سوليتزير، الاميرة مورات (من سلالة نابوليون الاول وملك نابولي)، ماسيمو غارجيا، عقيلة عدنان خاشقجي.. وغيرهم من المشاهير، وقدم الحفل الاعلامي الفرنسي “تيكس”. وسوف يعزف حرفوش مؤلفته “بيروت لا تموتي..” في الرابع من ايلول بقاعة بوفراند الرئاسية بمجلس الشيوخ الفرنسي تحت رعاية رئيس مجلس الشيوخ وحشد من النواب والمسؤليين الفرنسيين والمعنيين بشؤون لبنان في وزارة الخارجية، في حفل يقام خصيصاً لبيروت.

 

مقدمات نشرات الاخبار اللمسائية ليوم الثلاثاء 25/08/2020

وطنية/الثلاثاء 25 آب 2020 ة

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مربع رمادي قاتم يخيم على الأوضاع في لبنان لا بل يحيطها وربما لا يمكن التغيير من طبيعته إلا تحت قوس قزح، يمتد من واشنطن - باريس، إلى طهران فالرياض - القاهرة ثم بيروت.

هذه النظرية التي يستند فيها مراقبون الى تأثر لبنان تاريخيا" بما يحيط به من ارتكازات وتطورات إقليمية - دولية توازيها انعكاسا" نظرة داخلية واضحة ومباشرة للمربع المحلي غير المريح والذي تظهر في الساعات القليلة الماضية ويؤشر الى "خياراتهما" على المسار الحكومي أو يعيد الأمور الى مستوى الصفر أو نقطة البداية.. ويتمثل هذا المربع الضاغط بالآتي:

1- إعلان الرئيس الحريري تمنعه أو عزوفه عن التكلف بتأليف الحكومة الجديدة طالبا" سحب اسمه من الترشح وقد فسر هو موقفه، بإظهار استيائه من بعض الأفرقاء. في حين كان حتى ظهر الاثنين على الأقل، لا يزال الثنائي الشيعي مقتنعا" بالحاجة الماسة الى دور الحريري من أجل فتح مسار يخرق الأزمة. في وقت استمر المكوك المحلي اللواء عباس ابرهيم في تحركه بين المرجعيات المعنية والمسؤولين ذات الصلة.

2- عدم ظهور تغيير في موقف التيار الوطني الحر بموضوع التسمية واعلان تكتل لبنان القوي وجوب الاسراع بتأليف حكومة لافتا" الى ظروف الوضع الاستثنائي ومشددا" على ان عمل التأليف الحكومي يخضع للآليات الدستورية المعروفة.

3- الارتفاع القياسي والخطر في أعداد الاصابات ب كوفيد 19 خصوصا" أن طرابلس وحدها سجلت 44 إصابة.

4- خرق مجتمعي عملي فاضح لقرار الإقفال العام وذلك عشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري قبل ظهر غد.

أما في المقابل وفي خرق إغاثي وسياسي للأحوال الصعبة وله مدلولات لافتة فقد برزت جولة نائب رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى الرؤساء عون -بري - دياب - الحريري- جنبلاط. ثم جال في المرفأ قبل ان يزور البطريرك الراعي ثم يتابع الجولة.

كل هذه المعطيات تتعاقب وكأنها تسابق موعد عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيركز في مقدمة زيارته الثانية نهاية الشهر على مقررات مؤتمر سيدر المرهون تطبيقه، بتنفيذ لبنان الإصلاحات وترؤس الحريري الحكومة الجديدة.

في أي حال، بالنسبة الى ترجيح نهاية الاسبوع موعدا" للدعوة الرئاسية الى الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية شخصية لتأليف الحكومة فقد باتت تتأثر أكثر من ذي قبل بالموقف المستجد للرئيس الحريري وبالاتصالات المتسارعة التي تزخمت أكثر بعد بيان الحريري.

تفاصيل النشرة نبدأها من الموقف المدوي الوارد في بيان الرئيس الحريري الذي دعا الى سحب إسمه من الترشح لرئاسة الحكومة رافضا" الإبتزازات من جهة وبدعة التأليف قبل التكليف من جهة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الملف الحكومي... مكانك راوح مع خفض تصنيف أي تقدم كان مرتقبا على خط التشكيل إلى سلبي إثر إعلان الرئيس سعد الحريري أنه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة متمنيا على الجميع سحب إسمه من التداول في هذا الصدد.

هذه المفاجأة لا تعني بطبيعة الحال أن الحريري لم يعد المرشح الأقوى وإن كان لا يريد الترشح لمهمة الرئاسة الثالثة فإن ذلك لا يمنع القوى الأخرى من تسميته للتكليف.

في الانتظار تواصلت التسريبات نقلا عن أوساط مقربة من قصر بعبدا والتيار الوطني الحر عن نية الرئيس ميشال عون الدعوة إلى اجراء الاستشارات النيابية هذا الأسبوع.

في غضون ذلك أستمر لبنان محجة للزوار العرب والأجانب وآخرهم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي حط اليوم في بيروت.

من جهتهما وزيرا الخارجية الايراني والفرنسي تطرقا إلى الملف اللبناني خلال اتصال هاتفي جاء قبل نحو أسبوع من الزيارة المفترضة للرئيس الفرنسي إلى لبنان.

بعيدا من السياسة دخلت التعبئة العامة في لبنان يومها الخامس لمواجهة تداعيات وباء كورونا في ظل إستمرار الخروقات الواسعة.

ولوحظ أن عدد الإصابات انخفض عما كان عليه في الأيام القليلة الماضية لكنه ما زال مرتفعا ما يرسم صورة قاتمة عكسها مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي بقوله ان المعدل الأسبوعي للوفيات أعلى من المعدل العالمي وان الأسرة المخصصة لكوفيد 19 في المستشفى أوشكت على الامتلاء.

على أن إجراءات التعبئة العامة والوضع الأمني ستكون حاضرة في الإجتماع الذي يعقده المجلس الأعلى للدفاع غدا في قصر بعبدا.

اقليميا تبرز القمة المصرية - العراقية - الأردنية التي تعقد اليوم في عمان.

القمة تتزامن مع موجة التطبيع الحاصلة بين الدول العربية واسرائيل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الرئيس سعد الحريري أخرج نفسه رسميا، وربما نهائيا ، من السباق الى رئاسة الحكومة المقبلة . لكن البيان الذي أصدره ليس بيان عزوف عن الترشيح فحسب ، بل شكل ايضا مضبطة اتهام في حق بعض القوى السياسية كما اسماها في بيانه . الواضح ان الرئيس الحريري يوجه سهامه بالدرجة الاولى ، وربما تحديدا ، الى طرفين: العهد الممثل بالرئيس ميشال عون، والتيار الوطني الحر الممثل برئيسه جبران باسيل. فهو تحدث عن ابتزاز يمارس اما للتمسك بمكاسب سلطوية واهية او لتحقيق احلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. التوصيف الاول يرفعه الحريري في وجه العهد الحالي ، اما التوصيف الثاني ففي وجه باسيل ، الذي يتردد ان اصراره على المشاركة في الحكومة وعلى ان تكون للتيار حصة وازنة فيها ، هو لتسجيل نقاط قد تساعده على اعادة تلميع صورته الشعبية وتعزيز وضعه السياسي في السباق نحو قصر بعبدا .

اذا ، لقد عدنا الى نقطة الصفر من جديد . والمشاورات التي امتدت اسبوعين لم تستطع ان تحقق اي خرق ، فماذا سيفعل الرئيس ميشال عون في هذه الحالة ؟ هل يدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة ، وخصوصا ان الوقت يداهمه ، باعتبار ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيكون في لبنان في الاول من ايلول للمشاركة في احتفالات المئوية الاولى لولادة لبنان الكبير؟ الرئاسة الاولى تبدو محرجة . فاستقبال ماكرون من دون وجود رئيس حكومة مكلف يشكل ادانة جديدة للطبقة السياسية عموما ، و لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي خصوصا. فهل يتحمل الرئيس عون الضغط الفرنسي والدولي ، ام يفضل الانحناء امام العاصفة ، والتسليم باجراء استشارات نيابية ملزمة قبل وصول ماكرون الى بيروت؟

اقتصاديا ، المواجهة تحتدم بين القطاعات المنتجة على اختلافها وبين السلطة . فبعد الصرخة التي اطلقها القطاع التجاري امس ، اعلن القطاع السياحي اليوم ثورة حطام الطاولات والكراسي ، داعيا الى العصيان المدني السياحي. هذا في المواقف . عمليا ، القطاع التجاري اعلن ان المحال والمؤسسات التجارية ستفتح ابوابها غدا، اي انها لن تنتظر اجتماع مجلس الدفاع الاعلى ولا تغيير قراراته ، اذا غيرها. . ايضا فان المعلومات تشير الى ان مؤسسات القطاع السياحي في الشمال والجنوب والبقاع ستفتح غدا ، في حين ان الوضع يبدو ضبابيبا في بيروت وجبل لبنان . فهل ستمر الامور على خير ، ام اننا سنشهد مواجهة بين القائمين على القطاعين وبين الاجهزة الامنية المولجة تنفيذ احكام التعبئة العامة، وخصوصا بعد التحذير الذي اطلقه وزير الداخلية؟ والاهم من ذلك: ماذا سيقرر مجلس الدفاع الاعلى غدا ؟ وهل يتحمل توسع انتشار الكورونا ان تصبح اجراءات التعبئة العامة a la carte ؟ في المقابل كيف تسمح السلطة لنفسها ان تمارس سياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد ، فتسمح لبعض القطاعات ان تعمل بشكل عادي في حين تحرم قطاعات اخرى العمل؟ ان مجلس الدفاع الاعلى امام قرار دقيق غدا . فاما ان يعيد فتح البلد مع التشدد جديا في اجراءات الوقاية ، واما ان يعلن حال تعبئة حقيقية وجذرية وشاملة . فسياسة البين بين لم تعد تفيد ، لا بل انها اوصلت الوضع كورونيا الى مرحلة دقيقة وحساسة. فهل يكون مجلس الدفاع على قدر المسؤولية ، أم ان دفاعات لبنان ستسقط أمام الفيروس الخبيث؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

سعد الحريري خارج السباق إلى السراي الحكومي. ولكن، ما هو البديل؟

هل هو مرشح آخر، سيتم التوافق على تسميته خلال مهلة معقولة، أم هو تمديد لا معقول لتصريف الأعمال، في ظل ما تواجهه البلاد من أزمات؟

في انتظار الجواب، لم ينكر أحد يوما، ولا ينكر أحد اليوم، أن تيار رئيس الحكومة السابق هو الأوسع تمثيلا على الساحة اللبنانية السنية، وهو ما أكدته نتائج ثلاث عمليات انتخابية نيابية متتالية، في الأعوام 2005 و2009 و2018، بغض النظر عن الموقف من الظروف السياسية والعاطفية والمالية والقانونية التي أحاطت بالاستحقاقات المذكورة، وتأثيرها في النتائج.

وانطلاقا من الصفة التمثيلية تلك، كان التفاهم الوطني عام 2016 ضرورة، على أمل إرساء تعاون سياسي بناء، يقي لبنان حر أزمات الإقليم، ويتدارك الاندفاعة السريعة نحو الهاوية الاقتصادية والمالية بفعل ثلاثين عاما من الخطايا والأخطاء.

غير ان رياح الممارسة لم تجر كما اشتهت سفن التفاهم. فكان التردد في السير بالمشاريع، والإحجام عن خوض غمار الإصلاح، ليكون ما كان في السابع عشر من تشرين الأول 2019.

يومها، كل التسهيلات قدمت كي لا يستقيل الحريري، وكل الإيجابية تم إبداؤها حتى يعود مجددا إلى التكليف والتشكيل، لكن بلا عودة إلى منطق الاستئثار. أما هو، فاختار يومها التخلي عن المسؤولية، محاولا إلقاء اللوم على الآخرين في تعطيل المشاريع وتعثر الإصلاح. أما النتيجة السياسية، فتكليف الرئيس حسان دياب، في محاولة لمواجهة التحديات، أحبطها التحريض الممنهج في الداخل والخارج، قبل أن تتلقى الحكومة ضربة قاضية بفعل تداعيات انفجار المرفأ.

اليوم، تمنى الحريري في بيان سحب اسمه من التداول في شأن التسمية لرئاسة الحكومة الجديدة.

فلنضغ جانبا ما ورد في النص من اتهامات سياسية وكلام مغلوط. فالوقت ليس وقت ردود وسجالات أو حتى شماتة… الأساس اليوم هو الإنقاذ، والتعاون الإيجابي بين جميع اللبنانيين في سبيل تحقيق هذا الهدف، والأجدى أن نركز على الفقرة الأخيرة من بيان الحريري، التي جاء فيها حرفيا ما يلي: سنسمي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا، كما سنراهن أن تكون هذه الحكومة قادرة شكلا ومضمونا على القيام بهذه المهمة، لنتعاون معها في المجلس النيابي لتحقيق إعادة إعمار بيروت وتنفيذ الإصلاحات اللازمة وفتح المجال أمام أصدقائنا في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان إنسانيا واقتصاديا وماليا واستثماريا.

وفي الموازاة، كان تكتل لبنان القوي يجدد اعتبار المبادرة الفرنسية والاهتمام الدولي المستجد فرصة لمساعدة لبنان، مؤكدا أن على اللبنانيين ملاقاتها بجهد مشترك وحوار مفتوح من دون عقد وبالتخلي عن الأنانيات والمصالح السياسية لإيجاد التفاهمات اللازمة لولادة الحكومة والالتزام ببرنامجها الاصلاحي. كما رأى التكتل في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتظرة بمناسبة مئوية لبنان الكبير فرصة ليجدد اللبنانيون هذه المئوية بإظهار رغبتهم في اطلاق مسار وطني سياسي عبر حوار جامع يؤدي الى حل كل المشاكل الخلافية والاتفاق على اصلاح النظام الحالي دستوريا وسياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا… مع الاشارة الى ان الحدث المحلي الأبرز اليوم، كان زيارة وزير الخارجية القطرية للبنان، معلنا من بعبدا أن الدوحة كانت بصدد التحرك لإنقاذ لبنان اقتصاديا قبل انفجار المرفأ، وأن هذا الجهد سيستمر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

كلما رتقت بالسياسة من مكان فتقت من مكان آخر، وكلما أمل اللبنانيون ان يرتقي العمل السياسي الى مستوى الازمة، خابت الامال بالمناكفات التي تظهر أن اهلها في مكان واوجاع الناس وهمومهم في مكان آخر.

ملف تشكيل الحكومة معقد بكل اشكاله، والبلد النازف يزداد نزفا ووجعا، وتصنيفه من الخطر الى الخطر الشديد. فاذا لم نستفق بعد كل ما جرى فمتى نستفيق؟ وعلى ماذا يراهن بعض السياسيين؟ وهل ما زال من وقت للمناورة؟

الهيكل يكاد ينهار على الجميع، واللبنانيون في مكان آخر: سياسيون مختلفون على جنس الملائكة، وحاكم بامر المال والارقام يغني على ليلاه، والليالي الصحية في احلك ساعاتها مع كورونا، فيما الاجهزة المعنية بتطبيق قرار الاقفال العام مستقيلة من مهامها، وبعض اصحاب المؤسسات ينظرون الى ارباحهم اكثر من الخطر الصحي الداهم على اهلهم وحتى على انفسهم، والمواطنون بين وجع الاقتصاد الذي يلاحقهم وكورونا التي يتهافتون عليها بتصرفاتهم وعدم التزامهم، حتى وصل عدد الوفيات بكورونا اليوم الى اثنتي عشرة حالة، والمصابون أكثر من خمسمئة وثلاثين. فأي بلد ابقينا، والى اين نأخذه بايدينا ؟

وان بقينا على هذه الحال فكل مساعدات الدنيا لن تسعفنا ان لم نساعد أنفسنا، كيف اذا كان البعض – لا سيما الاميركي – مكمل في حصاره وعقوباته والضغط عبر ادواته رغم كل آلام اللبنانيين؟

حمى الله لبنان من بعض اهله قبل أعدائه، اما اعداؤه الواضحون لا سيما الكيان العبري فالمقاومة كفيلة بهم وبردعهم وهم العارفون بأن لا مكان لهم للاستثمار الناجح في لبنان مهما حاولوا استغلال الظروف واحقاد بعض اللبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

Who's Next؟ منذ إثني عشر يوما، أعلن الرئيس الأميركي إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات فكان السؤال المباشر: من التالي؟ أي بلد؟ راجت اخبار أنه سيكون بلدا خليجيا او بلدا عربيا في افريقيا، جاء الجواب اليوم، وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يغادر من تل أبيب إلى السودان في أول رحلة رسمية من دون توقف بين البلدين، وغرد كاتبا: "يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان"، وأرفق تغريدته بصورة الشاشة من طائرته والتي تظهر الخط المباشر بين مطار تل أبيب ومطار أم درمان في السودان، مرورا بالأجواء المصرية. وسئل مسؤول أميركي رافق وزير الخارجية في رحلته الجوية عما إذا كان بومبيو سيعلن عن انفراجة في السودان كتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو رفع العقوبات الأميركية، فقال: "من المحتمل كتابة المزيد في صفحات التاريخ".

السؤال هنا: ما هو عدد الصفحات التي سيكتب من اليوم وحتى تاريخ الإنتخابات الأميركية بعد قرابة الشهرين؟ خصوصا أن التطبيع يسير بوتيرة متسارعة، فللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي يحدث خرقين في أقل من أسبوعين والخرق مع السودان ليس تفصيلا خصوصا أنه البلد الأكثر عداوة لإسرائيل منذ أيام الترابي وصولا إلى عمر البشير.

Who's Next؟ لبنانيا، في السباق إلى السرايا، بعدما أعلن الرئيس سعد الحريري أنه خارج السباق وأنه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. الخروج من السباق لم يمر من دون التصويب على رئيس الجمهورية، إذ أعلن ان المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ‏ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف.‏

هذا الصاعق الذي فجره الرئيس الحريري سمع دويه في عين التينة حيث أن الرئيس بري هو الذي سمى الحريري قبل المشاورات وقبل الاستشارات، والسؤال هنا: من سيتلقف كرة النار الحكومية بعد عدم دخول الحريري في السباق إلى السرايا؟ الوضع غامض خصوصا على مسافة أيام معدودة من العودة غير المضمونة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد خروج الحريري من السباق إلى السلطة التنفيذية، هل ترتسم ملامح معارضة سنية درزية مسيحية للحكومة الآتية واستطرادا للعهد؟

لا شيء واضحا حتى الساعة ولكن ما هو واضح أن تداعيات انفجار المرفأ ما زالت تضغط على الجميع ولاسيما على أبناء المناطق التي طاولها الإنفجار، كما أن تداعيات كورونا ما زالت تضغط على كل جوانب الحياة، وقد بلغت الإصابات اليوم 532 إصابة. وأخطر هذه التداعيات الكباش الذي ارتسم بين القطاعات التجارية والسياحية وبين السلطة: القطاعات أعلنت العصيان السياحي والتجاري، ولن تلتزم الإقفال وستعاود الفتح اعتبارا من غد، أما السلطة ممثلة بوزير الداخلية فحذرتهم، فعلى ماذا سيصحو البلد غدا في ظل هذا الكباش؟ من سيتراجع؟ القطاعات أم السلطة؟ لكل جواب حساباته.

في الوضع النقدي، شن حاكم مصرف لبنان هجوما استباقيا، فأعلن في حديث مسهب لصحيفة "آراب نيوز" بطبعتها الفرنسية التي تصدر في باريس أن "شركتين ‏دوليتين أجرتا تدقيقا لحسابات مصرف لبنان منذ 1993، وتم إرسال التقارير الأخيرة لهذا ‏التدقيق إلى صندوق النقد الدولي في بداية المفاوضات"، وتابع: "لذلك من الضروري معرفة أن ‏التدقيق الدولي موجود لتبديد أي شك حول الطريقة التي يدار بها مصرف لبنان". وبالنسبة إلى اقتراح أن يقوم بنك فرنسا بمراجعة حسابات مصرف لبنان، قال: "نحن نرحب به، ‏فالقرار يعود إلينا، لكننا على استعداد للترحيب بهؤلاء الخبراء عندما يرغبون في ذلك"،

فهل قصد سلامة أن يكون كلامه عبر منصة فرنسية ليصل سريعا إلى آذان الإليزيه؟".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على سطور قليلة في بيان مقتضب عطل الرئيس سعد الحريري مفعول الأمونيوم السياسي الذي كان معدا للتفجير على مرفأ الحكم . فأعلن سحب اسمه من التداول كمرشح لتأليف الحكومة مع جزيل الشكر وأبعد من طلبه سحب اسمه كان الحريري يوجه عصفه الشديد انتقادا لآلية تأليف تجري في السوق السوداء وليس على المنصة الرسمية في قصر بعبدا وهو رأى في بعض القوى السياسية حال إنكار لواقع لبنان ..وابتزازا ..وتمسكا بمكاسب سلطوية ..وتحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة .

وهذه العبارة تحديدا أصابت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل لما فيها من أحلام حكم لاحقة

وصوب الحريري كلامه "خط نار مباشر " باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون فدعاه الى احترام الدستور والإقلاع عن بدعة التأليف قبل التأليف وبنقيض هذه الدعوة فإن الحريري يقول حرفيا: عون يخرق الدستور ويؤلف قبل أن يكلف . ولم يرحم بيان الحريري سائر "المؤلفين "الذين سماهم القوى السياسية لكن هذه القوى تتمثل عمليا في منتدى عين التينة ومكوناته من الرئيس نبيه بري وجبران باسيل مع حوائجهما من الخليلين .

وبالشكر .. لا يدوم اللبن حيث بات على هذه القوى ومعها رئيس الجمهورية ومستحضراته السياسية والقانونية أن يهرعوا إلى استشارات عاجلة ملزمة ودستورية تفضي الى تكليف شرعي لاسم يخرج من تسمية نيابية ..وليس عبر الأنابيب السياسية . وبموجبه فقد وضع الرئيس عون أمام خيارين هما: الدعوة الى الاستشارات سريعا ..أو إعلان عجزه عن المهمة وليسجلها في خانة إنجازات العهد . وعلى مشارف زيارة الرئيس الفرنسي الثانية للبنان يبدو أن أيلول ..طرفه بالحكومة غير مبلول .. وايمانويل ماكرون إن حضر .. فسوف يجدنا على " حطة يده" .. حكومة تصريف أعمال .. لا إصلاحات .. لا موقوفون في جريمة المرفأ سوى حفنة بلا رأس مدبر ولا أي مسؤول أو وزير أو أرفع منه شأنا .. وأيضا سيجدنا على حافة الجوع بعدما يرفع الدعم عن المواد الاسياسية . والإرشاد بالإصلاح وبحكومة مستقلة ووقف الفساد ..كلها كانت نداءات لزائرين دوليين وعرب .. من الألماني إلى الإيطالي والعراقي والكويتي وقبلهم الأميركي والاتحاد الاوروبي ..وآخر المغيثين: قطر . وبوصول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رأس وفد كانت عبارات سياسية تتكرر على مسامع المسؤولين: سنساعدكم لكن أغيثوا أنفسكم من الداخل ضعوا خلافاتكم جانبا ..وأعطوا الناس الأولوية ..

ليس هناك من وديعة قطرية .. إنما إعادة إعمار مدارس وتعاون من دولة قطر لتخطي لبنان أزمته الاقتصادية وفق برنامج كان وضع قبل تفجير بيروت ..وفي الإرشاد القطري للمسؤولين عن سابق اتفاق دوحة وتصميم وعن خبرة بالأمزجة اللبنانية أن هناك حاجة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي لدعم مسيرة الاصلاحات مع التمني على الإخوة والأحزاب السياسية المختلفة أن يجعلوا مصلحة الشعب اللبناني في صميم هذه التفاهمات وأن تكون بعيدا من الضغوط الخارجية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 25 آب 2020

وطنية/الثلاثاء 25 آب 2020

صحيفة نداء الوطن

إستغرب مراقبون حذف محطة تلفزيونية عريقة من عظة البطريرك الراعي الأحد المقطع الذي ‏يتحدث عن وجود السلاح والمتفجرات بين المنازل.

يتخوف البعض من اجراء تعديلات جذرية في العقد الذي سيوقع مع الشركات الأجنبية للتدقيق ‏الحسابي بحيث يصير التدقيق لزوم ما لا يلزم.

يبدي عدد من نواب "لبنان القوي" انزعاجهم من كلام البطريرك بحق سلاح "حزب الله" لأنه ‏يخسّرهم مسيحياً.

صحيفة الأنباء

كشف انتماء موظف

تيار سياسي يكشف انتماء أحد الموظفين بعد اجراء اداري بحقه ويتدخل للدفاع عنه بشكل مباشر.

*يصرّفون كوزراء أصيلين

بعض وزراء حكومة تصريف الأعمال يزاولون مهامهم ويتصرفون كأنهم وزراء أصيلون.

اللواء

قارن سياسي مخضرم بين التمثيل السابق للقوى الطائفية في البلد والتمثيل الحالي بكلمة واحدة: ‏هزلت!

تتخوف جهات معنية من "خلايا" عادت للعمل، وتوسع دائرة المداهمات، لفكفكة ما يُمكن منها منعاً ‏لاستهدافاتها الخطيرة.

يتهافت عدد من الشخصيات المستقلة والمتقاعدة إلى تقديم أوراق اعتماد سياسية، علّها تسمى ‏لترؤس حكومة جديدة.‎‎ ‎‎

البناء

خفايا

قالت مصادر حكومية إن الانتخابات الفرعية كاستحقاق دستوري لا مفرّ منه تواجه تحدّي كورونا من ‏جهة وتحدّي الكلفة المالية المقدرة بـ7 مليارات ليرة متسائلة عن معنى قيام النواب المستقيلين ‏بإعادة الترشح معرّضين الناس لمخاطر الوباء ومتسببين بتحميل الخزينة أعباء إضافية.

كواليس

قالت مصادر إعلامية فرنسية إن زيارة الرئيس امانويل ماكرون إلى إيران واردة ضمن جولة في ‏المنطقة خلال أسبوعين ينوي الرئيس الفرنسي القيام بها وتنتهي في بيروت. وأضافت أن هناك ‏تغطية دولية إقليمية يسعى ماكرون لتوفيرها لتفاهم فرنسي إيراني حول لبنان قبل القيام بجولته.

‎ ‎الجمهورية

تلقى أحد النواب تأنيبًا من مرجعيته السياسية على خلفية موقف أدلى به وفرض عليه إصدار نفي ‏سريع لما قاله.

كشفت جهات مطلعة ممارسة شخصية سياسية ضغوطًا على مراجع معنية بتحقيق في قضية ‏كبيرة وحساسة.

أجرى أحد الطامحين الى رئاسة الحكومة نوعًا من جس النبض لإمكان البحث في إسمه.

صحيفة النهار

لايزال مرجع نيابي على محاولاته لإقناع زعيم سياسي حليف وصديق بضرورة تسمية الرئيس سعد الحريري ‏لرئاسة الحكومة، غير أنّ الأخير يتريث ويقوم بحساباته الداخلية والخارجية تفادياً لأي مطب في هذه الظروف ‏الصعبة.

ـ وزعت عبر مجموعات التواصل الاجتماعي في الضاحية والجنوب امس دعوات الى مقاطعة محطتي "ام تي في" ‏و"الجديد" خصوصا بعدما ادعى رئيس مجلس النواب على الاولى امام القضاء.

ـ يقول مرجع سياسي ان اعتراضه على عودة الرئيس سعد الحريري الى السرايا هدفه حمايته فيما يقول قريبون من ‏الحريري ان المرجع سيدفع ثمن خياراته الخاطئة.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري: أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة

وكالات/25 آب/2020

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي:

كنت قد آليت على نفسي عدم اتخاذ موقف سياسي قبل صدور حكم المحكمة الخاصة لبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبل استكمال الاتصالات مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي ومع القوى السياسية اللبنانية بشأن المبادرة التي حملها الرئيس الصديق إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.وفي الحقيقة، إني أرى أن الاهتمام الدولي المتجدد ببلدنا، وعلى رأسه مبادرة الرئيس ماكرون والزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الدوليين والعرب، يمثل فرصة قد تكون أخيرة ولا يمكن تفويتها لإعادة بناء عاصمتنا الحبيبة بيروت، وتحقيق سلسلة إصلاحات يطالب بها اللبنانيون ونحاول تنفيذها منذ سنوات عديدة، ولفك العزلة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، بموارد خارجية تسمح بوقف الانهيار المخيف في مرحلة أولى ثم الانتقال تدريجيا إلى إعادة النمو في مرحلة ثانية.ومع شكري الجزيل لكل من طرح اسمي مرشحا لتشكيل حكومة تتولى هذه المهمة الوطنية النبيلة والصعبة في آن معا، إلا أنني لاحظت كما سائر اللبنانيين أن بعض القوى السياسية ما زال في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين، ويرى في ذلك مجرد فرصة جديدة للابتزاز على قاعدة أن هدفه الوحيد هو التمسك بمكاسب سلطوية واهية أو حتى تحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. وهو مع الأسف ابتزاز يتخطى شركاءه السياسيين، ليصبح ابتزازا للبلد ولفرصة الاهتمام الدولي المتجدد ولمعيشة اللبنانيين وكراماتهم.وبناء عليه، وانطلاقا من قناعتي الراسخة أن الأهم في هذه المرحلة هو الحفاظ على فرصة لبنان واللبنانيين لإعادة بناء عاصمتهم وتحقيق الإصلاحات المعروفة والتي تأخرت كثيرا وفتح المجال أمام انخراط الأصدقاء في المجتمع الدولي في المساعدة على مواجهة الأزمة ثم الاستثمار في عودة النمو، فإني أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة وأتمنى من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد.ان المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف.وبالطبع، فإنني مع كتلة المستقبل النيابية، وفي الاستشارات النيابية التي يفرضها الدستور دون إبطاء، وينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، سنسمي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا، كما سنراهن أن تكون هذه الحكومة قادرة شكلا ومضمونا على القيام بهذه المهمة، لنتعاون معها في المجلس النيابي لتحقيق إعادة إعمار بيروت وتنفيذ الإصلاحات اللازمة وفتح المجال أمام أصدقائنا في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان إنسانيا واقتصاديا وماليا واستثماريا.

 

ليس مطلوبأ من الثنائي المسيحي النرسيسي سوى الإستقالة

The Unsaid Lebanon/25 آب/2020

الدليل الساطع والقاطع على صوابية الطروحات الوطنية  لغبطة البطريرك الراعي على نحو لا يشوبه أي شك معقول، هو الهجوم المبرمج والسفيه الذي يتعرض له من قبل المستخدمين من محور الأيرنة في لبنان. والثلاثية الذهبية المترابطة والمتكاملة للحياد الناشط، هي بتحرير الشرعية (أي من حزب الله)، الحياد ( أي عدم إقحام حزب الله لبنان بصراعات إقليمية) وتطبيق القرارات الدولية ( أي تسليم سلاح حزب الله). وليس المطلوب من الأطراف السياسية الثناء على مواقف البطريرك الراعي من باب الواجبات الإجتماعية أو الحياء على الطريقة اللبنانية (عيب). بل إعتماد ودعم الثلاثية الذهبية كسياسة محورية وثابتة في صلب العمل الوطني الى حين تحرير لبنان من الإحتلال الايراني عبر حزب الله. ولكي يتحصن البطريرك داخلياً قدر المستطاع قبل أن يحمل القضية اللبنانية الى عواصم القرار بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث من المتوقع فوز ترامب رغم كل الضخ الإعلامي المضاد. أما تجار الهيكل كالثنائي المسيحي النرسيسي وغيرهم, ليس مطلوب منهم شيئا"، سوى الإستقالة من الحياة السياسية،  كي لا يخربوا العمل الوطني كعادتهم، ويتلذذوا بملوحة دماء اللبنانيين مجددا".

 

نداء الوطن/جنبلاط في بيت الوسط "منعاً للاصطياد بالماء العكر"... والقوات لن تعوّم "الثنائية"/عون ينتقل إلى الخطة "ب": استشارات "مشرذمة" تقصي الحريري

نداء الوطن/25 آب/2020

بالمختصر المفيد، لن يُعدم رئيس الجمهورية ميشال عون وسيلةً لوأد أي حلحلة في مفاصل الأزمة ما لم تكن حقوق جبران باسيل محفوظة فيها، وكل الباقي تفاصيل. هكذا كان في الرابية وهكذا سيبقى في بعبدا، و"كرمال عيون صهر الجنرال عمرها ما تكون لا حكومة وعمرو ما يكون بلد" وفق قناعة ثابتة عبّرت عنها مصادر سياسية رفيعة لـ"نداء الوطن"، مؤكدةً أنّ "بيت الداء والدواء لا يزال هو نفسه في مقاربة عون لكل الملفات والاستحقاقات من زاوية ما يحقق وما لا يحقق شروط باسيل"، وأبرز هذه الشروط في المرحلة الراهنة "إقصاء سعد الحريري عن سدة الرئاسة الثالثة"، ولأنّ عون استشعر أنّ المراوحة في تحديد موعد الاستشارات بات من جهة يضع الرئاسة الأولى في موقع المسؤولية المباشرة عن إجهاض مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن جهة أخرى قد يمنح رئيس المجلس النيابي نبيه بري مزيداً من الوقت لتعبيد الطريق الداخلي أمام عودة الحريري "بشروطه" إلى السراي، سارع رئيس الجمهورية للانتقال إلى الخطة "ب" حسبما وصفتها المصادر، والتي تقضي بتعجيله الاستشارات ومباغتة الكتل النيابية عبر تحديد موعد سريع لها هذا الأسبوع، بهدف استثمار عنصر المواقف "المشرذمة" راهناً إزاء عملية التكليف والتأليف، بما يفضي تالياً إلى تحقيق نتيجة تقصي الحريري بحكم عدم حيازته على أكثرية نيابية صريحة تصب في صالح تكليفه.

وإذ بات معلوماً أنّ عون يتسلّح في خطته هذه بموقف كتلتي "الجمهورية القوية" و"اللقاء الديمقراطي" إزاء مسألة تسمية الحريري، فإنّه يعتزم من خلال تسريع موعد الاستشارات استباق أي تبدل في المواقف والمعطيات مع اقتراب موعد عودة ماكرون إلى بيروت بما يفضي إلى إنضاج صيغة حكومية تغلّب كفة شروط تكليف رئيس "تيار المستقبل" بتشكيل حكومة تكنوقراطية تحظى بموافقة الثنائي الشيعي ولا يعترض عليها حزبا "القوات" و"الاشتراكي" إن هي أتت بتركيبتها منزهة عن الودائع الحزبية والمحاصصات السياسية، لا سيما وأنّ مصادر قواتية أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ موقف "الجمهورية القوية" المبدئي حيال الملف الحكومي يتعلق بشق التأليف أكثر مما يتعلق بشق التكليف، بمعنى أنّ الكتلة لا تعترض على تسمية سعد الحريري بالذات لترؤس الحكومة إنما هي ترفض المساهمة في تشكيل حكومة تعوّم ثنائية ميشال عون و"حزب الله" الحاكمة وتؤمّن الغطاء السياسي والوطني لها، بغض النظر عن الشخص الذي يرأس هكذا حكومة، سواءً كان الحريري أو غير الحريري، مشددةً في هذا السياق على أن "القوات" أساساً ليست في وارد الخروج عن دائرة التنسيق مع الحريري بما يمثل نيابياً وسنياً حول مسألة التسمية في الاستشارات، إنما هي في موقفها هذا تنطلق من قناعة راسخة لديها بأنّه "طالما ثنائية عون – حزب الله حاكمة فلن يصطلح حال الحكومة والمؤسسات والبلد".

وكما في معراب، كذلك في كليمنصو، المبدأ نفسه يتحكم بالموقف الاشتراكي إزاء عملية التكليف والتأليف، بحيث لفتت أمس زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى بيت الوسط "قطعاً للطريق على محاولات البعض الضرب على وتر العلاقة مع الحريري ومنعاً للاصطياد في الماء العكر على خلفية الموقف من تسمية الرئيس المكلف"، وفق ما أكدت مصادر اشتراكية لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ ذلك كان الهدف الأساس من وراء زيارة جنبلاط للحريري تأكيداً على متانة العلاقة وعدم وجود أي اعتراض على تسمية "سعد كسعد" لترؤس الحكومة بل رفضاً لإعادة إنتاج صيغ حكومية عاجزة عن تقديم الحلول سواءً كانت على شاكلة حكومة حسان دياب أو على نسق الحكومات السابقة التي "أغرقتنا نحن والحريري والبلد كله في مستنقع من التعطيل والفشل".

المصادر التي لفتت إلى أنّ العقد الحكومية معروفة المصدر "فهي كانت ولا تزال تدور في فلك الفريق الحاكم"، أشارت إلى أنّ الانهيار الذي بلغه الوضع اللبناني بات يوجب "تحديد البوصلة والتصويب مباشرةً على مكمن العطل والدلالة بالإصبع على المعطّل الفعلي"، مشددةً في هذا الإطار على أنّ "نقطة الانطلاق في المسار الدستوري لعملية تشكيل الحكومات هي من قصر بعبدا، فليتحمل رئيس الجمهورية مسؤوليته التي ينص عليها الدستور وليدعُ إلى الاستشارات النيابية الملزمة، ولنحتكم جميعاً لهذا المسار وما سيفضي إليه، وعندها فلتقرر الكتل وتحدد خياراتها وليتحمّل من يرفض تشكيل حكومة مستقلة إنقاذية للبلد مسؤوليته أمام التاريخ والناس". وفي الغضون، عبّرت مصادر نيابية معارضة لـ"نداء الوطن" عن هواجسها من أن فريق السلطة لن يتوانى عن "هدم الهيكل" فوق رؤوس الجميع في حال استشعر خطراً محدقاً بمصالحه، وتوقعت من هذا المنطلق أنّ تزيد المواجهة التي يخوضها عون وباسيل ضراوةً في مواجهة أي إمكانية لتشكيل حكومة غير خاضعة لسطوة "التيار الوطني" كما كان الحال في حكومة دياب، لافتةً إلى أنّ ما يعزز هذا الانطباع هو أنّ "عون بدأ يعدّ أيام عهده عداً عكسياً ولن يقبل أن ينتهي "مكسوراً"، وباسيل أيضاً لم يعد لديه ما يخسره بعدما أصبح شعبياً منبوذاً، وسياسياً "مضعضعاً"، ودولياً مدرجاً اسمه على قائمة المرشحين لدخول لائحة العقوبات".

 

لا وديعة قطريّة للبنان… بل مساعدات ودعم

أي أم ليبانون/25 آب/2020

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على “التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق”، لافتاً الى ان هناك حاجة للاستقرار السياسي والاجتماعي للبنان من أجل دعم مسيرة الإصلاح، واعتبر أن “ما حصل من خسارات في الأرواح في بيروت هزّنا والموقف القطري ثابت على دعم الجهود للخروج من هذه الأزمة”. وقال الوزير القطري بعد لقائه على رأس وفدٍ رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا: “نحن على وشك الانتهاء من دراسة إعمار المدارس الحكومية وتأهيل المستشفيات المتضررة في لبنان، ولدينا تصوّرات سيتمّ بحثها مع الحكومة للخروج من الأزمة الإقتصادية”، موضحاً أنه “لم يتمّ الحديث عن أيّ وديعة قطرية، إنّما الحديث هو عن دعم وما زلنا مستمرين في المحادثات ونسعى لأن يكون هناك مشاريع إستثمارية تدعم الإقتصاد وتعود بالنفع على الشعبين”. وختم قائلاً: “نتمنّى أن تحلّ أزمة الحكومة داخليًّا، وأن تجعل الأطراف السياسية الأولوية لمطالب الشعب”.

 

انتقادات لعون… ومخالفتان دستوريتان واضحتان!

إيناس شري/الشرق الاوسط/25 آب/2020

يتعرض الرئيس ميشال عون لعدم دعوته إلى استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، لانتقادات واسعة من قبل قوى سياسية رأت في هذا التأخير محاولة لـ«تأليف الحكومة قبل تكليف رئيس لها»، كما قال النائب نهاد المشنوق.

ومنذ أسبوعين على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، لم يدعُ رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية الملزمة، ورغم أنّ الدستور لا يلزم رئيس الجمهورية بمهلة زمنية محدّدة يدعو خلالها لهذه الاستشارات، تضع بعض القوى السياسية التأخر في إطار «التأليف قبل التكليف». واعتبر المشنوق بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان أن «مسألة التأليف قبل التكليف غير مقبولة»، مطالباً عون بالدعوة للاستشارات كما يقول الدستور. وتنسحب الاعتراضات على «الحزب التقدمي الاشتراكي»، إذ رأى عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب فيصل الصايغ أنّ عون «يحاول تكريس عرف جديد مورس لأوّل مرة قبل تشكيل حكومة دياب»، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ ما يحصل حالياً يوحي و«كأنّ من صلاحيات رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة وليس التوقيع أو عدمه على مرسوم تشكيلها كما ينص الدستور».

وذكّر الصايغ بأنّ الدستور «ينصّ على أن يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى استشارات نيابية ملزمة، ورئيس مجلس الوزراء يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها».

واعتبر الصايغ أنه «للمرة الثانية يحاول هذا العهد تكريس صلاحية جديدة للرئيس، تماما كما فعل عند تشكيل حكومة دياب»ـ الأمر الذي «يكشف تحكم رئيس الجمهورية، فهو يريد الاتفاق على الوزراء قبل الدعوة للاستشارات، وكأنه يقول إنه هو من يشكل الحكومة وليس الرئيس المكلف».

وفي حين رأى الصايغ أنّه «لا توجد بوادر توحي بقرب تشكيل الحكومة» ولا سيما أنّ «العهد يتصرف وكأن لا مشاكل اقتصادية واجتماعية في لبنان تتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة»، أسف «لأن يكون الشعب في مكان والسلطة في مكان آخر مشغولة بالمحاصصة».

وأكّد الصايغ أنّ الحزب «التقدمي الاشتراكي» سيبقى في صفوف المعارضة ولن يُشارك في أي حكومة في عهد عون، وبالتالي لن يُشارك في الحكومة العتيدة بغض النظر عمن يترأسها.

وفي السياق نفسه، وجه النائب أنور الخليل (كتلة رئيس البرلمان نبيه بري) رسالة إلى رئيس الجمهورية رأى فيها أنه كلّ مرة يتعاطى عون مع واجب التكليف «يُصار إلى تأخير غير معقول» وأنّ «الأوضاع الاستثنائية الراهنة التي لم يمر بها لبنان منذ تاريخ نشأته تفرض اهتماما استثنائيا بعدم الاستمهال في تعيين تاريخ للاستشارات النيابية». واعتبر الخليل أنّ في «التأخير محاولة لتكريس بدعة التأليف قبل التكليف، وذلك مخالفة فاضحة للدستور». وطالب الخليل عون بأن «يسمح للكتل النيابية بأن تتحمل مسؤولياتها، وذلك بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن، لتسم هذه الكتل من تشاء ويذهب التكليف إلى الاسم الذي تنتقيه غالبية النواب». ولا يعني عدم ذكر الدستور اللبناني مدة محدّدة تلزم رئيس الجمهورية بالدعوة إلى استشارات نيابية «أنّه بإمكان الرئيس التأخر في الدعوة» بحسب ما يرى المحامي والوزير الأسبق رشيد درباس، مؤكداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّ «المسكوت عنه في النص الدستوري، أي تحديد مهلة زمنية، مسكوت عنه لأنه ليس بحاجة لأن يُكتب، فبحكم الدستور على رئيس الجمهورية أن يدعو إلى استشارات نيابية بمجرد استقالة الحكومة لأنّ من مسؤولياته عدم حصول الفراغ». وانطلاقاً مما تقدّم، يرى درباس أنّ رئيس الجمهورية وبتأخره في الدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة «يرتكب مخالفتين دستوريتين واضحتين: الأولى تتمثل في الامتناع عن تسيير مرفق عام، أي الحكومة، والاستثمار بغير وجه حق بما سُكت عنه في الدستور». أما المخالفة الثانية بحسب درباس، فتكمن «بتصرف رئيس الجمهورية بطريقة تلغي دور رئيس الوزراء المكلف. فالرئيس ينشط ليشكّل الوزارة ضمناً قبل الدعوة إلى الاستشارات».

وبعيداً من المخالفات الدستورية يرى درباس أنّ لبنان «فَقد المعيارية»؛ ففي الوقت الذي يطالب فيه طرف معين برئيس قوي للجمهورية «يريد المجيء برئيس بلا ثقل سياسي للحكومة»، مضيفاً: «هذا ما هو حاصل حالياً. فتأخر الدعوة إلى الاستشارات سببه عدم قدرة توصل الحركة النشطة بين الطرف الواحد إلى اسم رئيس حكومة يُصار إلى تكليفه. ففي حين يرفض الرئيس وفريقه السياسي تسمية سعد الحريري لا يزال الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة امل) متمسكاً به باعتباره الأقوى في طائفته».

 

مرجع رسمي يتدخّل من أجل بدري ضاهر!

إم تي في اللبنانية/25 آب/2020

اتّصل مرجع رسميّ كبير بمحامٍ كبير من المقرّبين منه، وطلب منه التوكّل عن مدير عام الجمارك بدري ضاهر، إلا أنّ هذا المحامي، الذي يمارس العمل السياسي أيضاً، رفض الأمر بشكلٍ قطعيّ. وتشير المعلومات الى أنّ هذا التدخل ليس الأول لهذا المرجع من أجل الدفاع عن ضاهر.

 

انتحاري يحيي المخاوف اللبنانية من خلايا متطرفة نائمة

مصدر قضائي: المتورطون في جريمة كفتون خططوا لعمل إرهابي

بيروت: نذير رضا/25 آب/2020

جدّد تفجير انتحاري نفذه مشتبه بضلوعه في حادث أمني أسفر عن مقتل 3 أشخاص في بلدة كفتون في شمال لبنان الجمعة الماضي، المخاوف من خلايا نائمة تابعة لتنظيمات متطرفة في لبنان يمكن أن تستغل حالات فراغ أو انشغال أمني لاستعادة نشاطها، وهو ما تنفيه مصادر أمنية، مطمئنة إلى أن «النجاح الذي حققته السلطات اللبنانية في الأمن الاستباقي، لا يزال فاعلاً وتمتلك القدرة الكاملة على الحفاظ على الاستقرار». وفتح أربعة أشخاص كانوا يستقلون سيارة بلا لوحات ليل الجمعة الماضي، النار باتجاه 3 أشخاص من الحرس البلدي في بلدة كفتون في شمال لبنان؛ ما أسفر عن مقتلهم، قبل أن يفرّ مطلقو النار إلى جهة مجهولة. وسلمت القوة الأمنية المشتركة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان فجر الأحد، أحد المطلوبين للسلطات اللبنانية. وداهمت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، صباح أمس (الاثنين)، غرفة معزولة لأحد النازحين السوريين في محلة العامرية – البيرة في شمال لبنان، بغرض توقيف أحد المشتبه بضلوعهم في الجريمة، لكن المطلوب، واجه القوة الأمنية؛ ما اضطرها إلى التعامل معه بالنار، قبل أن يفجّر نفسه منعاً لتوقيفه. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية في وقت لاحق، بأن القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي فرضت طوقاً أمنياً في مسرح العمليات ومحيطه وتمت مصادرة جهازي كومبيوتر محمولين في مكان الانفجار في العامرية، كما تم توقيف عدد من الأشخاص نتيجة عمليات الدهم في الكثير من مخيمات النازحين، في خراج بلدات الكواشرة والبيرة وخربة داود في الشمال.

وفور وقوع الانفجار صباح أمس، قال رئيس بلدية البيرة في عكار محمد وهبي في بيان، إنه على الفور «توجهت دورية من شرطة بلدية البيرة بعد تحديد مكانه في بناء عبارة عن غرفة زراعية يملكها أحد المواطنين من قرية عين الزيت لا يسكنها أحد حسب معلوماتنا»، مضيفاً «تبين لنا أن انفجاراً حصل في المكان»، لافتاً إلى أن «هناك مجرمين كانوا يستخدمون المكان لغايات مشبوهة ولاحظنا أدلة جرمية في الموقع المستهدف». ولفت إلى أن «عناصر مركز الدفاع المدني في البلدة أخمدوا الحريق الذي اندلع في المبنى جراء الانفجار، وقد ضرب طوق أمني حول مكان».

وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطلوب الذي فجّر نفسه أمس، هو ي. خ. خ. سوري يبلغ من العمر 40 عاماً، وكان القضاء اللبناني أصدر بحقه حكماً بتهمة الانتماء لتنظيم (داعش)، وقضى محكوميته في السجن»، مشيرة إلى أن «المطلوب الآخر الذي سلمته القوة الأمنية الفلسطينية للسلطات اللبنانية فجر الأحد، أيضاً كانت له ميول متطرفة».

وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات التي توسعت في جريمة كفتون، أثبتت أن هناك سيارتين كانتا ترافقان السيارة التي أقلت المطلوبين الأربعة الذين أطلقوا النار باتجاه الحرس البلدي في كفتون، ويشتبه بأن إحدى تلك السيارات نقلت منفذي عملية القتل إلى مكان آمن. وجزمت المصادر بأن هؤلاء «كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي قبل أن يصطدموا بالحرس البلدي الذي أعاقهم عن تنفيذ العملية» من غير الجزم بطبيعة العملية، تاركة الأمر للتحقيقات. ودفعت عملية التفجير الانتحاري المخاوف مرة أخرى من نشاط جديد لخلايا متشددة نائمة في لبنان، وسط معلومات عن أن «الأمر مفتوح على كل الاحتمالات».

وأكدت مصادر أمنية أن المجموعة التي نفذت الجريمة هي «إرهابية لأن المشتبه بهم من أصحاب السوابق في التنظيمات المتطرفة وأغلبهم كانوا قريبين من تلك التنظيمات، وهم من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين»، مشيرة إلى أن المداهمة أمس عثرت على أدوات يستخدمها الإرهابيون، لكن لم يتم التأكد ما إذا كانت عائدة للمجموعة التي نفذت الجريمة أم لمجموعة أخرى. وأشارت إلى أن عدد الموقوفين بلغ اثنين ويجري التحقيق معهما. وذكرت معلومات أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات تتقصى ما إذا كان الهدف من العمل القيام بعمل إرهابي أم كان مرتبطاً بالسرقة، وقد خطت التحقيقات خطوات هامة على صعيد بناء خريطة للاتصالات والمسالك التي عبروا خلالها. ولم تجزم مصادر أمنية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بتلك الهواجس، قائلة، إن الأمر متروك للتحقيقات لتبيان الوقائع. وذكّرت المصادر بأنه «القوى الأمنية والعسكرية على جهوزية تامة، وكما نجحت في وقت سابق في ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة وتفكيكها قبل القيام بأي عمل، فإنها قادرة اليوم على الحفاظ على الاستقرار ولا تقصّر في بذل جهود كبيرة لتنفيذ الأمن الاستباقي وحماية الاستقرار».

الأمن الاستباقي

وينظر خبراء إلى المخاوف من استفاقة الخلايا النائمة على أنها «مبالغة» في ظل «اليقظة والتنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية وتبادل المعلومات منذ عام 2014»، و«قدرتها على تنفيذ الأمن الاستباقي وحماية البلاد من أي توتر أمني ناتج ن تلك المجموعات». ويقول رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات» الدكتور هشام جابر، إن الخلايا النائمة في العادة «موجودة، وتستيقظ عندما تجد الفرصة مناسبة فتحدد أهدافها»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن استفاقة تلك الخلايا «يتم عندما تغفل أعين الأجهزة الأمنية فتستغل الفراغ لتتمكن من الولوج عبره»، لكنه جزم بأن هذا الأمر «غير متوفر في لبنان، بسبب اليقظة الدائمة للأجهزة». ويشير جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى أن «لبنان نجح منذ عام 2014 في الأمن الاستباقي» مرجعاً ذلك إلى التفوّق «تضافر الأجهزة الأمنية على تبادل المعلومات بشكل تكاملي؛ ما يتيح الانقضاض على المجموعات سريعاً»، فضلاً عن «تقلّص البيئة الحاضنة للتنظيمات المتشددة في لبنان، وتراجع الخطاب المتطرف الذي يغذّي العمليات الإرهابية ويبرر لها»، مشدداً على أنه «لا خوف من تدهور أمني على هذا الصعيد في لبنان؛ لأنه لا فراغ أمنياً يمكن أن تستغله تلك الخلايا».

 

واشنطن بوست: الرجل الذي أدين باغتيال الرئيس الحريري ينتمي إلى مجموعة اغتيال تابعة لـ”حزب الله”

ترجمة صوت بيروت إنترناشونال/25 آب/2020

كتب جوبي واريك في الـ”واشنطن بوست”، أنّ الرجل اللبناني الذي أدين عام 2005 بقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري كان ينتمي إلى فرقة قتل قامت بأربع عمليات اغتيال أخرى على الأقل بناء على أوامر من جماعة حزب الله الإرهابية، بحسب ما قاله مسؤولو الأمن الحاليون والسابقون، مستشهدين بمعلومات استخباراتية لم يكشف عنها من قبل بشأن القضية. وبحسب المسؤولين، يسيطر على فريق الاغتيالات، المعروف باسم الوحدة 121، القيادة العليا لحزب الله وقد كان الفريق يعمل بالفعل لسنوات تحت هويات مختلفة لحين فجّر االفريق في .14 شباط 2005, القنبلة التي قتلت الحريري و21 آخرين على شاطئ البحر شارع في بيروت. إنّ تفاصيل فرقة الاغتيال التي لا تزال ناشطة قدمها مسؤولون أمنيون حاليون وسابقون من الولايات المتحدة وثلاثة بلدان أوروبية وشرق أوسطية تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخبارية حساسة عن الاغتيال وما بعده.

إنّ ّ هذا الكشف يأتي بعد أسبوع من انتهاء التحقيق الذي تدعمه الأمم المتحدة في جريمة القتل والذي انتهى بعد 11 عاماً مع صدور حكم بالإدانة بحق سالم جميل عياش، وهو من عناصر حزب الله البالغ من العمر 56 عاماً، وقد اتهم لكونه متآمراً ومشتركاً في عملية الاغتيال. ولكن المحكمة لم تجد أي دليل قاطع يربط قيادة حزب الله بمقتل الحريري. إنّ الاتصالات التي تم اعتراضها وغيرها من الأدلة غير المدرجة في الإجراءات العامة للمحكمة تؤكد وجود وحدة للاغتيالات كانت وراء سلسلة من عمليات تفجير السيارات التي استهدفت القادة العسكريين والسياسيين والصحفيين اللبنانيين على مدى عقد من الزمن على الأقل، بحسب المسؤولين. كما صرّح اثنين من المسؤولين الأمريكيين السابقين أنّ التقييمات الاستخباراتية قد تم مشاركتها بشكل خاص مع أعضاء المحكمة، على الرغم من أن المواد لا يمكن استخدامها في الإجراءات العامة بسبب خطر الكشف عن المصادر السرية وطريقة جمع المعلومات الاستخباراتية.

على الرغم من أنّ شكل فرقة الاغتيال قد تغير، إلا أنّ القاسم المشترك كان مشاركة عياش، أحد المتآمرين الأربعة المتهمين في قضية الحريري، والذي أصبح فيما بعد قائداً للوحدة 121.

وأدين عيّاش، الذي لا يعرف مكان وجوده، غيابياً من قبل المحكمة الخاصة للبنان في 18 آب من قبل المحكمة الدولية التي تتخذ من هولندا مقراً لها والتي أنشئت لإقامة العدل في مقتل رئيس الوزراء. ووجد الفريق أنّ ثلاثة آخرين من المشتبه فيهم المذكورين غير مذنبين، حيث قال أعضاء المحكمة خلال إعلانهم الأحكام بأنهم لم يتمكنوا من العثور على دليل قاطع على أنّ القتل أمر به زعيم حزب الله.

ونفى حزب الله المسؤولية عن مقتل الحريري. كما أنّ محاولات الوصول إلى مكتب حزب الله الإعلامي للتعليق لم تكن ناجحة. على الرغم من حكم المحكمة، قال المسؤولون الحاليون والسابقون أنّ وجود فريق الاغتيال يزيد من تقويض التكهنات بأنّ الحريري توفي على أيدي عناصر مارقة تصرفوا دون إذن من القيادة العليا لحزب الله. “ليس هناك أدنى شك” حول سيطرة حزب الله على فرقة الاغتيال، قال أحد كبار المسؤولين السابقين في الأمن القومي للولايات المتحدة المشاركة في جهود جمع الاستخبارات بعد اغتيال الحريري “إنّ حزب الله منظمة منضبطة للغاية.”

“إنّ فريق الاغتيالات الذي كان مجهولاً في السابق كان مرتبطاّ بقتل شخصيات سياسية وعسكرية، وجميعها تحت توجيه حزب الله “، وفقاً لمسؤولين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات استخباراتية شديدة الحساسية بشأن الجماعة المقاتلة وعملياتها.

“انها وحدة سرية للغاية تتألف من العشرات من العملاء، منفصلة تماماً عن أي شيء آخر، تأخذ أوامر مباشرة من [زعيم حزب الله] حسن نصر الله، ” قال أحد المسؤولين، واصفاً النتائج الاستخباراتية المشتركة من قبل الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة لسنوات منذ الاغتيال.

ومن بين كوادر زعماء حزب الله التي كانت تأذن بالقتل في السابق، مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لحزب الله الذي اتهمته المحكمة بأنه أحد المخططين المزعومين لاغتيال الحريري، بحسب المسؤول الأمني. وقد قتل بدر الدين في سوريا في عام 2016 ، وأسقطت التهم التي تسميه كمشتبه به.

إنّ ّ المسؤول قد حدّد أربعة من ضحايا الوحدة 121 المزعومين بأنهم وسام عيد، وهو محقق لبناني في مقتل الحريري؛ وسام الحسن، عميد في الجيش اللبناني ورئيس أمن الحريري؛ وفرانسوا الحاج، وهو جنرال لبناني كبير؛ ومحمد شطح، وهو خبير اقتصادي ودبلوماسي، وقد قتلوا جميعهم بواسطة سيارات مفخخة في هجمات بين عامي 2007 و 2013.

وقد أكد اللواء اللبناني أشرف ريفي، المدير العام السابق لقوات الأمن الداخلي اللبنانية، في مقابلة أجريت معه عن وجود “جماعة داخل حزب الله مسؤولة عن العمليات والاغتيالات”، بما في ذلك مقتل الحريري والتفجيرات الأخيرة للسيارات التي استهدفت زعماء آخرين.

“عياش كان جزءاً من تلك الدائرة،” قال ريفي. ويَعتقد أخصائيون في حزب الله انّ قادة الجماعة يستخدمون منذ وقت طويل وبشكل روتيني عمليات قتل مستهدفة للقضاء على المنافسين والأعداء المتصورين. وقال ماثيو ليفيت، وهو محلل سابق لمكافحة الإرهاب تابع لمكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الخزانة، ومؤلف كتاب عن عمليات حزب الله الإرهابية، “أنّ هذه المجموعة لديها خبرة كبيرة في صنع القنابل وهيكل قيادي معقد مصمم لعزل كبار المسؤولين.” “حزب الله” قد كرس وحدات متخصصة لمهام فريدة، بعضها محدود زمنياً ومحدد وبعضها الآخر يتعلق بمجموعة معينة من المهارات أو نوع معين من المهام “، قال ليفيت، ” إنّ وحدة الاغتيالات السياسية لحزب الله مثال على ذلك.” وقد أعرب العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين ومحللي حزب الله عن خشيتهم من أن يشعر قادة الجماعة بالجرأة للقيام بهجمات جديدة، تستهدف القادة السياسيين والخصوم المتصورين في لبنان وربما أبعد من ذلك.

ويقول المحللون: “إنّ الدافع لإسكات المنتقدين اللبنانيين للمجموعة ربما يكون أقوى الآن في خضم الاضطرابات السياسية التي أعقبت الانفجار الهائل للمستودع في مرفأ بيروت الذي قتل ما يقرب من 200 شخص ودمر عشرات من المباني على طول ميناء المدينة البحري. حتى الآن لا توجد روابط معروفة بين حزب الله وتفجير مخبأ ضخم من نترات الأمونيوم المخزنة في مستودع المرفأ، ولكن قادة المجموعة تم استهدافهم من قبل العديد من المظاهرات العامة في الأسابيع التي تلت انفجار الرابع من آب. وقال روبرت بير، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية في الشرق الأوسط قضى جزءاً من حياته المهنية في تعقب صعود حزب الله في لبنان. “إنهم أذكياء جداً، ويعلمون من هم أعدائهم

 

وبعد إغتيال الحريري .. إغتالوا كل مؤسسات لبنان التي بناها

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/25 آب/2020

‏الحقيقة في لبنان تقول إن سلاح الميليشيات يحمي الفساد و الفساد يغطي سلاح الميليشيات وهذا ما يمنع من بناء وطن قادر على تأمين حقوق مواطنيه ، وهذا ما يدمر أي مستقبل يطمح له أي لبناني. ‏وإن أي دولة في العالم يتفشى فيها الفساد و السلاح غير الشرعي لن تنجح ، وهذا الأمر ينطبق كماً وكيفاً وشكلاً ومضموناً على لبنان في الوقت الراهن ، فسلاح حزب الله تكفل بهدم الدولة على رؤوس مواطنيها. ‏فمنذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تبنى أي مؤسسة في لبنان ، بل عجزت منظومة الفساد عن ترميم أي مبنى في لبنان ، وهذا كله يجعل لبنان اليوم ، وأكثر من أي وقت مضى يطالب شعبه بالمحاسبة و الضغط أكثر لإسقاط هذا النظام الفاسد في كل تفاصيله. وبعيد إغتيال الشهيد رفيق الحريري نهبت المنظومة السياسية لبنان ، وجوعت فوق ذلك شعبه ، حطمت أحلامه مواطنيه ، وأخرجتهم من الحضن العربي ووضعته في الحضن الإرهابي الإيراني الذي أغرق لبنان بالنفايات والفساد و الإرهاب ، تلك المنظومة المتحالفة على طول الطريق مع حزب الله. ‏وإذ تتحمل منظومة الفساد والسلاح المسؤولية كاملة ، فإنه آن الآوان ياشعب لبنان لإقتلاع هذا العهد الذي يغطيها من جذوره ، وإسقاط ميشال عون ، وملاحقة كل عناصر حزب الله ، ونزع سلاحهم ، السلاح غير الشرعي القادم من إيران كل صباح ومساء. بالله عليكم ‏، هل يوجد إنجاز صغير أو كبير في لبنان نستطيع أن لميشال عون وتياره الوطني الحر بزعامة صهره جبران باسيل ؟ الجواب ببساطة لايوجد ، فلماذا تصمتون ؟ لماذا تسكتون ؟ إن ميشال عون ومن معه تسببوا بخراب لبنان قبل الهرب إلى فرنسا مطلع التسعينيات ، ثم عاد بعد ذلك من فرنسا ليدمر ما تبقى من هذا الوطن وفي عهده شهد لبنان الجوع والفقر وتفجير بيروت مؤخراً أكبر دليل على ترهل الحالة في لبنان ، وتدمير إقتصاد في لبنان أعظم شاهد على لامبالاة رئيس يعيش في قصره ويحتقر الناس ، وخسارة بيروت لعلاقاتها العربية تأتي في إطار مسلسل الإجهاز على ما قام به رفيق الحريري وإشارة الكاردينال الراعي قبل أيام إلى أن لبنان بحاجة لفكر رفيق الحريري ورجل مثل رفيق الحريري ، تشرح بجلاء ووضوح الألم واليأس الذي يعيشه الناس بعد فقدانهم زعامة حقيقية تنقذ لبنان ، فلن تقوم للبنان قائمة مادام في السلطة أمثال هؤلاء .

 

قلق وترقب في الأسواق اللبنانية بعد أنباء رفع الدعم… والدولار يتجهز لتحليق جنوني مباغت!

صوت بيروت إنترناشونال/25 آب/2020

بعدالأنباء المتداولة عن عدم قدرة المصرف المركزي عن تأمين الدعم للطحين والمحروقات، عادت التكهنات والتحليلات لتتحدث عن حجم الانهيار القادم في الاقتصاد اللبناني وما سيخلفه من أثر سلبي على الليرة وبالتالي على غلاء الأسعار. ويتزامن ذلك مع التعثر الحاصل لدى بعض فروح شركات التحويل في تسليم الحوالات من الخارج بالدولار الأمريكي رغم التعميم الأخير والذي نص على ذلك، ما يفسره محللون اقتصاديون بأزمة حقيقية بكمية القطع الأجنبي. أما على صعيد سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء فخلال الأيام الثلاثة الماضية،تراوح ما بين 7300 و 7500 ليرة بعد ان انخفض الى 6800 ليرة قبل فترة، وذلك بسبب عوامل عدة منها فتح المطار والتحويلات بالدولار من الخارج. إلا أنه ومع الاخبار المؤكدة عن رفع قريب للدعم عن السلع الاساسية والمحروقات والأدوية، فالمئشرات تتحدث عن ارتفاع في الدولار بشكل جنوني بين ليلة وضحاها وقد يصل الى ارقام عالية جدا لا يمكن توقعها. أما من يسعى اليوم الى شراء الدولار فهو يدرك انه سيرتفع مع انطلاق رفع الدعم وسيصبح نادرا في الاسواق، إذ انه عند كل ارتفاع سريع يتوقف بيعه خشية من ارتفاع اضافي. وتشير المصادر الى ان لعبة السوق السوداء في لبنان لن تنتهي ابدا الا في حال عدنا الى ما قبل ثورة 17 تشرين. فرغم كل المحاولة الحكومية الهزيلة لضبط سعر الصرف، فلا يزال تداول الدولار ضمن الأسعار الثالثة قائماً حتى الآن، وهي سعر المصرف المركزي وسعر الصرف في المصارف والبنوك، وسعر الصرف في السوق السوداء. وتشدد المصادر على ان لا حلول في الافق، وحتى لو حصل الاصلاح والتدقيق الجنائي فلا تغيير في واقع الدولار في لبنان، لأن لا مساعدات مالية ستأتي بالصناديق الى بيروت، بل مساعدات عينية ومساعدات على شكل ودائع ستذهب خدمة للدين، والحل الوحيد هو بوصول اكثر من 50 مليار دولار الى لبنان نقدا نصفها لاعادة اعمار بيروت ونصفها لضخها في الاسواق، ولكن سعر الصرف الرسمي لن يبقى على 1515 ليرة.

 

“المشهد اليوم”: العهد يضحك على اللبنانيين… و”الولد حاكم البلد”

 صوت بيروت إنترناشونال/25 آب/2020

بالمختصر المفيد، لن يُعدم رئيس الجمهورية ميشال عون وسيلةً لوأد أي حلحلة في مفاصل الأزمة ما لم تكن حقوق جبران باسيل محفوظة فيها، وكل الباقي تفاصيل. هكذا كان في الرابية وهكذا سيبقى في بعبدا، و”كرمال عيون صهر الجنرال عمرها ما تكون لا حكومة وعمرو ما يكون بلد”، كما ان “بيت الداء والدواء لا يزال هو نفسه في مقاربة عون لكل الملفات والاستحقاقات من زاوية ما يحقق وما لا يحقق شروط باسيل”، وأبرز هذه الشروط في المرحلة الراهنة “إقصاء سعد الحريري عن سدة الرئاسة الثالثة”، ولأنّ عون استشعر أنّ المراوحة في تحديد موعد الاستشارات بات من جهة يضع الرئاسة الأولى في موقع المسؤولية المباشرة عن إجهاض مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن جهة أخرى قد يمنح رئيس المجلس النيابي نبيه بري مزيداً من الوقت لتعبيد الطريق الداخلي أمام عودة الحريري “بشروطه” إلى السراي، سارع رئيس الجمهورية للانتقال إلى الخطة “ب” حسبما وصفتها المصادر، والتي تقضي بتعجيله الاستشارات ومباغتة الكتل النيابية عبر تحديد موعد سريع لها هذا الأسبوع، بهدف استثمار عنصر المواقف “المشرذمة” راهناً إزاء عملية التكليف والتأليف، بما يفضي تالياً إلى تحقيق نتيجة تقصي الحريري بحكم عدم حيازته على أكثرية نيابية صريحة تصب في صالح تكليفه. وعلى الأرجح، وسط أجواء النكد السياسي المتبادل على الخط الحكومي، ان لا حكومة في الأفق القريب، الاّ اذا حدثت مفاجأة قلبت الواقع المعطّل رأساً على عقب. فحتى الآن، لم يُعثر على مفتاح التكليف، والنتيجة الطبيعية لذلك، انّ موعد الاستشارات النيابية الملزمة، مرشّح لأن يبقى على الرف، الى ان تقتنع الاطراف المتصادمة بأنّ وضع البلد مهترئ، وانّ هذا الاهتراء يحتّم التعجيل بحكومة تسعى الى وقف الهريان الضارب في كل مفاصل الدولة وتضع لبنان على سكة الانفراج، وربما الى ان يأتي القرار المُلزم من جهة ما، ويوعز للمتصادمين بفتح باب التكليف رغماً عنهم! ولغاية اليوم، لا تزال التحقيقات في انفجار المرفأ خجولة والوعود بكشف الحقيقة خلال خمسة أيام تبخرت كوعود العهد بالإصلاح والتغيير، في حين لا يزال عون يضحك على اللبنانيين بأن ما تبقى من عهده سيكون لمكافحة الفساد!، كيف للفاسد ان يكافح الفساد، كيف لمن يتمسك بتوزير صهره ان يؤتمن على الإصلاح؟

 

حدث أمني يقلق إسرائيل ويؤّرق ليل نتنياهو "شمالاً"

المدن/25 آب/2020

الحرب النفسية مستمرة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي. طالما أن ردّ الحزب على مقتل أحد عناصره في سوريا قبل أسابيع لم يحصل بعد، فإن التوتر سيبقى قائماً على الحدود الجنوبية. حدث مشابه لما حصل في كفرشوبا منذ أكثر من شهر، حصل ليل الثلاثاء الأربعاء من جهة مزارع شبعا. هل ما جرى هو محاولة ردّ من قبل الحزب واكتشفها الإسرائيلي باكراً؟ أم أنها حرب أمنية نفسية من نوع آخر ينتهجها الحزب في هذه المرحلة، طمعاً بضربة أخرى مستقبلاً يكون لها وقع أكبر؟ خصوصاً ان الأخبار المتضاربة حول حقيقة ما حصل، تؤكد نظرية الهجمات النفسية، وربما يريد الحزب منها إيصال الإسرائيلي إلى حالة ملل من التعاطي مع أي تحرك على الحدود أو محاولة تسلل، طالما أن الحدث دوماً يكون عابراً. وبعد تلك "الطمأنينة" ينفذ الحزب ضربته؟ هذا إحتمال وارد أيضاً. حتى ساعات الفجر، لم تعرف طبيعة الحدث الأمني الذي تحدّث عنه جيش العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. أعلن الإسرائيليون الإستنفار على الجبهة الشمالية، وطلبوا من السكان البقاء في منازلهم وبالقرب من الملاجئ، وقطع العديد من الطرقات القريبة من الحدود اللبنانية، كما أطفئت الإنارة في مراكز عسكرية عديدة. كانت المحطيات متضاربة، إذا ما حصلت عملية تسلل، أم أن إطلاق نار من سلاح خفيف استهدف أحد المراكز الإسرائيلية، أم أن عبوة ناسفة قد انفجرت في أحد المواقع او الآليات. كل هذه الأخبار كان يتم التداول بها كإحتمالات في وسائل الإعلام الإسرائيلية. أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة عند سماع إطلاق نار. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اكتشاف  فتحة في السياج عند مستوطنة منارة، فيما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجود حادث أمني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتفاصيل قيد الفحص. وسائل إعلام أخرى نقلت عن قوة من الجيش الإسرائيلي، أنه "سُمع إطلاق نار نحوها، ولا إفادة عن إصابات أو أضرار. وسمع مستوطنون أصداء انفجارات، ومصادر عسكرية قالت إنه “لوحظت حركة مشبوهة في المنطقة”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتمشيط واسع في منطقة المنارة، لافتة إلى أنه على ما يبدو هناك خرق في السياج. وشهدت المنطقة تحليقًا كثيفًا للطائرات الحربية والمروحية. وقالت: “إن أنباء غير مؤكدة عن إنفجار كبير في منطقة مزارع شبعا”، مضيفة أن “القنابل المضيئة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي أدت إلى حريق كبير في الجانب اللبناني”. وأفاد المراسل العسكري للقناة 13 نير دفوري بأن “الحدث الأمني بالشمال يدور بينما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقضي إجازة في أحد الفنادق قرب مكان الحدث”. ولاحقًا، وصل نتنياهو لقاعدة عسكرية في الشمال لمتابعة الوضع على حدود لبنان.

وسقط عدد من القذائف الفسفورية عند أطراف بلدة حولا. كما طاول القصف الإسرائيلي محيط موقع للقوات الدولية المتمركزة على الحدود. ليتم الإعلان فيما بعد عن عودة الهدوء وتوقف عمليات القصف، إذ عاد الجيش الإسرائيلي  وأعلن إنهاء حال الطوارئ في عدد من المستوطنات وعودة الحياة إلى طبيعتها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يستقل أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم

وكالة فرانس برس/25 آب/2020

توجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى السودان في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، وذلك في اليوم الثاني من جولة على الشرق الأوسط تتمحور حول تطبيع العلاقات بين الدول العربية والدولة العبرية. إشارة إلى ان إسرائيل والسودان لا تقيم علاقات دبلوماسية، ومن المتوقع أن يزور بومبيو أيضا الإمارات والبحرين في جولته التي تستمر خمسة أيام.

 

الحكومة السودانية ترجئ التطبيع مع إسرائيل

حمدوك طالب بومبيو بفصل قضية رفع السودان من قائمة الإرهاب عن التطبيع

الخرطوم: أحمد يونس«الشرق الأوسط»/25 آب/2020

أبلغ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ضيفه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن حكومته لا تملك تفويضاً يتعدى مهام المرحلة الانتقالية، وأن التطبيع مع إسرائيل سيتم بحثه بعد إكمال هياكل الحكم الانتقالي. وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح، عقب لقاء حمدوك، بومبيو، بالخرطوم، أمس، إن حكومته الانتقالية التي يقودها تحالف عريض لها أجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، تمهيداً لقيام انتخابات حرة، لا تملك تفويضاً يتعدى مهام الانتقال، وإن بحث الطلب الأميركي بالتطبيع يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي.

ووفقاً للنشرة، فإن حمدوك طالب الإدارة الأميركية بضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومسألة التطبيع مع إسرائيل. وقال صالح في النشرة، إن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ناقشا الأوضاع في السودان، ومسار العملية الانتقالية، والعلاقات الثنائية بين البلدين، ومساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وجاء في نشرة صالح أن وزير الخارجية الأميركي بومبيو أكد دعم الإدارة الأميركية للعملية الانتقالية في السودان، ودعم عملية السلام، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وبقية المناطق المتأثرة بالنزاع.

وحسب صالح، فإن بومبيو أبدى اهتماماً بإجراءات حماية المدنيين في دارفور في المرحلة المقبلة. وقال صالح، إن حمدوك أبلغ وزير الخارجية الأميركي باهتمام حكومته بموضوع حماية المدنيين في دارفور، وقدم له شرحاً لعملية إنشاء الآلية الأمنية لحماية المدنيين في دارفور.

 

الخارجية الأميركية: بومبيو وحمدوك بحثا «التطورات الإيجابية» في علاقة السودان بإسرائيل وأكدا على أهمية التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»»/25 آب/2020

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، اليوم (الثلاثاء)، أن الوزير مايك بومبيو ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بحثا «التطورات الإيجابية في العلاقة بين السودان وإسرائيل». وقال البيان، إن بومبيو وحمدوك أكدا أيضاً على أن التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق أمر حاسم للاستقرار الإقليمي، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. في سياق متصل، أبلغ حمدوك، ضيفه بومبيو، أن حكومته لا تملك تفويضاً يتعدى مهام المرحلة الانتقالية، وأن التطبيع مع إسرائيل سيتم بحثه بعد إكمال هياكل الحكم الانتقالي. وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، عقب لقاء حمدوك، بومبيو، بالخرطوم، إن حكومته الانتقالية التي يقودها تحالف عريض لها أجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد؛ تمهيداً لقيام انتخابات حرة، لا تملك تفويضاً يتعدى مهام الانتقال، وإن بحث الطلب الأميركي بالتطبيع يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي. ووفقاً للنشرة، فإن حمدوك طالب الإدارة الأميركية بضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومسألة التطبيع مع إسرائيل.

 

محمد بن زايد وبومبيو يناقشان اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل

أبوظبي: «الشرق الأوسط أونلاين»»/25 آب/2020

ناقش ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الثلاثاء)، اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل، وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار بالمنطقة.وبحث الجانبان خلال اتصال هاتفي العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة، وسبل دعمها وتطويرها على مختلف المستويات، بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. كما ناقشا الكثير من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وتناول الشيخ محمد بن زايد وبومبيو آخر مستجدات الأوضاع في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط، وجهود البلدين المشتركة في التصدي لانتشار فيروس كورونا، وأهم الخطوات والإجراءات المتبعة لاحتواء تداعيات وآثار هذه الجائحة.

 

طهران تسعى إلى حوار استراتيجي مع بغداد تزامناً مع توجه عراقي ـ أردني ـ مصري لتفعيل «المشرق الجديد»

بغداد: «الشرق الأوسط»/25 آب/2020

أعلنت إيران عزمها على إجراء مباحثات مع العراق بهدف التوصل إلى اتفاق استراتيجي بين البلدين. وقال المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية سعد خطيب زادة إن للعراق مكانة خاصة لدى إيران، مبيناً أنه أثناء زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق مؤخراً «نوقش موضوع الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين، وسيتم الإعلان عنها عند اكتمالها». وأعلن المسؤول الإيراني عن ترحيبه بتصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، معرباً عن الأمل في أن تعقد المحادثات الاستراتيجية بين طهران وبغداد في أقرب فرصة. هذه التصريحات الإيرانية تأتي بعد عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من زيارة وصفت بالناجحة إلى الولايات المتحدة الأميركية حظيت باهتمام كبير من قبل الإدارة الأميركية فضلاً عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأميركية. كما تأتي هذه التصريحات عقب الإعلان عن قمة وشيكة بين العراق ومصر والأردن تعقد في عمّان خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل لبحث جملة من القضايا المحورية بين البلدان الثلاثة؛ بما فيها مشروع «الشام الجديد» مثلما أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام، بينما أطلق عليه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في حديثه إلى صحيفة «واشنطن بوست» وصف «المشرق الجديد».

ويتزامن مع هذه التطورات الحديث عن الزيارة المؤجلة إلى المملكة العربية السعودية التي ينوي الكاظمي القيام بها خلال الفترة القليلة المقبلة، بالإضافة إلى تنامي الحديث عن الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج في غضون عام على الأقل.

وفي الوقت الذي تنوي فيه إيران عقد اتفاقية استراتيجية مع العراق، أعلنت لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي عن قيام إيران بقطع مياه نهري سيروان والزاب الأسفل. وقال رئيس اللجنة سلام الشمري في بيان له إن «قطع إيران لمياه النهرين سيلحق ضرراً كبيراً بالعراق»، مضيفاً أن «الأمر يتطلب تحركاً سريعاً من الحكومة وعبر الجهات المعنية لضمان حق العراق في مياه الأنهر القادمة من إيران».

وينبع نهرا سيروان والزاب الأسفل من إيران ويدخلان حدود العراق في محافظة السليمانية (في إقليم كردستان العراق) شمال شرقي البلاد. وكانت حكومة إقليم كردستان أعلنت الأسبوع الماضي أن إيران قطعت في منتصف أغسطس (آب) الحالي مياه النهرين بشكل كامل للعام الثالث على التوالي، وتعمد إيران منذ 3 سنوات على الأقل إلى خفض مياه الأنهار المتجهة إلى العراق أو قطعها بالكامل خلال فصل الصيف، وهو ما يتسبب بضرر للمحاصيل الزراعية ونقص في المياه الخام لمحطات التصفية.

من جهته؛ قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية عوني ذياب إن «قطع مياه النهرين أثر بشكل كبير على المخزون المائي لسدي دربنديخان ودوكان في محافظة السليمانية، وكذلك على المواطنين والزراعة في حوض النهرين».

وبشأن ما تمخضت عنه مباحثات الكاظمي مع الإدارة الأميركية ومشروع «الشام الجديد» أو «المشرق الجديد»، يقول أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة الكاظمي تحققت من خلالها 3 قضايا مهمة؛ هي أولاً: التأكيد على السيادة الوطنية عبر جدول زمني لانسحاب المستشارين وإعادة انتشارهم خارج العراق خلال السنوات الثلاث المقبلة. وثانياً: نقل العلاقات العراقية - الأميركية من الجانب الأمني - العسكري إلى الجانب الاقتصادي - الاستثماري بعد جذب دعم من المؤسسات الحكومية الأميركية والشركات الأميركية بواقع 8 مليارات دولار. وثالثاً: فصل العراق عن الصراع الأميركي - الإيراني والاتجاه لبوصلة مستقلة ونهج واضح في السياسة الخارجية بعد إعادة تعريف العلاقات العراقية - الأميركية». وتابع: «لأول مرة لدينا قائد سياسي حكومي غير خجول من علاقة العراق مع الولايات المتحدة الأميركية على العكس من القيادات السابقة التي كانت خجولة جداً في هذا الموضوع الاستراتيجي». وبشأن رغبة إيران في إجراء حوار استراتيجي مع العراق، يقول علاوي إن «هذا سينعكس على العلاقات العراقية - الإيرانية بعد أن طلب الكاظمي من إيران خلال زيارته الأخيرة لها التعامل من خلال بوابة الحكومة العراقية فقط؛ وليس من بوابات أخرى».

وحول مشروع «الشام الجديد» أو مبادرة «المشرق الجديد»، يقول الدكتور علاوي إن «العراق يتوجه نحو مصر والأردن لبناء محور بديل في المنطقة يتوازى مع العراق اقتصادياً وأمنياً وسياسياً عبر ‏مبادرة (المشرق الجديد) التي طرحها رئيس الوزراء في لقائه مع صحيفة (واشنطن بوست»، مبيناً أن «الفكرة جديدة، ومحور في المنطقة يقوم على التعاون الاقتصادي والسياسي من العراق، الأردن، مصر، محور فاعل، ونحتاج الآن محوراً اقتصادياً - سياسياً لتفكيك تحديات كثيرة في البنى التحتية».

من جهته، يرى أستاذ الإعلام الدولي الدكتور فاضل البدراني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة «الشام الجديد» أو «المشرق الجديد» هي «تحالف ثلاثي بين العراق والأردن ومصر طرح عام 2019، لكن تم تأجيله»، مضيفاً أنه «محاولة ضمن تنسيق عربي - أميركي لسحب العراق من إيران التي حاولت إدخاله في تحالف يضمها إلى جانب روسيا والصين».

 

بريطانيا لضم الفلسطينيين إلى مسيرة السلام الأميركية

بومبيو في إسرائيل لسد الثغرات في الاتفاق الإسرائيلي ـ الإماراتي

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/25 آب/2020

على أثر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو إلى إسرائيل والسودان والإعلان عن زيارة وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، اليوم (الثلاثاء)، لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ذكرت مصادر دبلوماسية في تل أبيب، أن هناك محاولة لضم الفلسطينيين إلى مسيرة السلام التي تقودها الإدارة الأميركية في المنطقة، وربما طرح رزمة شاملة تشمل دولاً عربية عدة. وقالت هذه المصادر، إن الإدارة الأميركية، التي تسود القطيعة بينها وبين السلطة الفلسطينية، تدرك أنه من دون الفلسطينيين لا يمكن أن تكون هناك عملية سلام حقيقية. وهي تسمع هذا الكلام من جميع العواصم العربية. ولذلك تفتش عن وسيلة اتصال معهم. لكنها لا ترغب في شريك تقليدي، مثل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، ووجدته في الشريك البريطاني. ولذلك يأتي راب ويزور إسرائيل وكذلك رام الله، فيستهل اجتماعاته بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل، وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، ثم ينتقل إلى رام الله في زيارة رسمية للسلطة الفلسطينية، يلتقي خلالها الرئيس محمود عباس.

وأعربت هذه المصادر عن قناعتها بأن الزيارة مرتبطة بدفع خطة الرئيس ترمب والرسالة الأساسية التي يحملها صاحبها، هي أن هذه الخطة قابلة للتعديل بما يلائم مصالح الجميع وأن هذه فرصة للنزول عن الشجرة والانخراط في مسيرة سلام قابلة للتنفيذ. وحسب وزير إسرائيلي سابق، معروف بتأييد عملية سلام تشمل الفلسطينيين، فإن «هنالك من يبحث عن حلول إبداعية تفكك الألغام التي انتشرت على الأرض منذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الأميركية إليها. فقد غضب الفلسطينيون بشدة واعتبروها ضربة استراتيجية. ولكن، إذا طرح اقتراح بتحويل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، يمكن للأمور أن تتغير». وأضاف، رداً على سؤال إن كانت إسرائيل جاهزة لمثل هذا الموقف، أجاب الوزير الإسرائيلي «من كان يصدق أن نتنياهو يتنازل عن مخطط الضم؟ وقد فعلها مقابل الاتفاق مع الإمارات. فإذا كان سيبرم اتفاقاً مماثلاً مع السودان والبحرين وغيرهما من الدول العربية والإسلامية، ويحقق مكاسب تعزز مكانته في الحكم، فلِمَ لا يوافق على خطوات تنهي الصراع مع الفلسطينيين».

من جهته، وصل وزير الخارجية الأميركي، بومبيو، إلى إسرائيل في زيارة خاطفة وتوجه منها مباشرة إلى السودان، وسط تقديرات بأنه يسعى لتبكير الإعلان عن اتفاق سلام بين الدولتين. وقالت مصادر إسرائيلية، إن الحديث يجري عن صفقة ثلاثية تشمل رفع العقوبات الاقتصادية عن الخرطوم وشطبها من قائمة الدول المساندة للإرهاب مقابل سلام مع إسرائيل يتم بموجبه فتج أجواء السودان أمام خطوط الطيران الإسرائيلية المدنية، واستيعاب اللاجئين الأفريقيين في إسرائيل (نحو 30 ألفاً، 6500 منهم سودانيون) وتعاون أمني في البحر الأحمر. وحاول بومبيو سد بعض الثغرات التي اكتشفت في الاتفاق الإسرائيلي - الإماراتي، والتي بسببها ثارت خلافات. وحسب مصادر في تل أبيب، تذمرت قوى عربية من تصريحات نتنياهو التي نفى فيها أنه تعهد بوقف مخطط الضم، وأنه يعارض بيع الإمارات طائرات إف 35، وغيرها من الأسلحة المتطورة. وقالت هذه المصادر، إن تصريحات نتنياهو سكبت ماءً بارداً على حماسة بعض الدول العربية التي كانت مرشحة لإبرام اتفاقات مماثلة مع إسرائيل. ولذلك سارع الرئيس ترمب ومستشاره وصهره جاريد كوشنير إلى التصريح بوقف مخطط الضم والتمسك ببيع الأسلحة المذكورة للإمارات. وقد وضع بومبيو صيغة تجسر الهوة بين الطرفين، فقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، إن بلاده «ملتزمة بالحفاظ والإبقاء على التفوق العسكري لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط»، وفي الوقت نفسه، قال إن «لأميركا علاقات عسكرية وطيدة مع الإمارات، وعليه ستواصل واشنطن فحص مسار صفقة الأسلحة وبيع الإمارات الطائرات للدفاع عن ذاتها من التهديد الإيراني».

وفي بيان مشترك، جاء أن المشاورات التي جمعت بومبيو ونتنياهو في القدس الغربية، أمس (الاثنين)، «تمحورت حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، واتفاقيات التطبيع والتحالف مع الإمارات، والنووي الإيراني واستئناف العقوبات على طهران». وقال نتنياهو، على مسمع قيادة جيشه ووزارتي الدفاع والخارجية، الذين غضبوا من استثنائهم وإخفاء المعلومات حول الاتفاق مع الإمارات عنهم وراحوا يهاجمونه على موافقته على صفقة أسلحة للإمارات من دون استشارة الجيش، إن «الاتفاق مع الإمارات لا يشمل موافقة إسرائيل على أي صفقة أسلحة»، و«أنا لا أعرف هذه الصفقة. وبعد الاجتماع مع العزيز بومبيو نؤكد أن موقفنا لم يتغير». وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية «لقد علمت من بومبيو، لقد سمعت التزاماً قوياً بأن الولايات المتحدة على أي حال ستضمن الميزة النوعية لإسرائيل. وقد ثبتت صحة ذلك على مدى أربعة عقود مع مصر، وعقدين مع الأردن. وقد أوفت الولايات المتحدة بهذا الالتزام وليس لدي شك في أنها ستفعل ذلك». وعاد نتنياهو لتمجيد خطه السياسي ضد إيران، مشيداً بشأن استئناف العقوبات على إيران، قال «مجلس الأمن يجلس جانباً ولا يحرك ساكناً ولا ينضم إلى آليات فرض العقوبات، فهذه فضيحة. يعني أن هذا النظام الإيراني سيحصل على دبابات وطائرات وأسلحة لمواصلة حملته العدوانية في المنطقة والعالم». وأشار نتنياهو إلى أنه يلتقي بومبيو للمرة الثانية عشرة، منذ تعيينه وزيراً للخارجية، وهذا عدا عن عشرات المحادثات الهاتفية. وأشاد بالحلف التاريخي الذي يربط الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر. وقال، حدث أمران مفصليان منذ لقائنا الأخير. أولهما هو تصديكم للعدوان الإيراني وتفعيلكم آلية إعادة العقوبات (Snapback Sanctions). وأشيد بكما على قيامكما بذلك. فأنا أعتقد بأن الناس يجب أن يدركوا بأن الصفقة مع إيران قد فشلت تماماً كما توقعنا؛ كونها لم تخفف من حدة التصرفات العدوانية الإيرانية، بل زادت الطين بلة بتغذيتها وتكثيفها. ومنذ إبرام الاتفاقية النووية، شاهدنا كيف انطلقت إيران من مغارتها لتلتهم وتفترس الدولة تلو الأخرى، وتستهدف الدول بالصواريخ والإرهاب والابتزاز والسرقة والقتل، في كل أرجاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك في منطقتكم. إن مشاهدة مجلس الأمن وهو يمتنع عن الانضمام إلى آلية إعادة العقوبات الأميركية بل يعترض عليها حتى، أمر اعتبره مخزياً. إنه يعني حصول على النظام على دبابات، وطائرات، وصواريخ ومنظومات دفاعية مضادة لطائرات واستمرار حملتها العدوانية في أنحاء هذه المنطقة والعالم». وأضاف نتنياهو «أما الأمر الآخر الذي حصل، وهو أمر تاريخي بالقدر نفسه، فهو التوصل إلى معاهدة السلام الإسرائيلية - الإماراتية وإحلال التطبيع الكامل. لقد حدث ذلك بوساطة من الرئيس ترمب وبمساعدتك، مما يُعدّ إنجازاً عظيماً للسلام والاستقرار في المنطقة ويبشر بعصر جديد، حيث يمكن لمزيد من الدول الانضمام. لقد تحدثنا عن ذلك وآمل بأنه سيردنا مزيد من الأخبار السارة مستقبلاً، ربما في المستقبل المنظور».

 

وفد عسكري إسرائيلي في الدوحة لترتيب تهدئة في غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/25 آب/2020

في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود المصرية للتهدئة بعد جولة توتر دامت 12 يوما، ويقوم وفد إسرائيلي عسكري بزيارة للدوحة بغية نصح «حماس» الخارج، بالتدخل، وإزاء التهديدات الإسرائيلية بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، ذكرت مصادر استخبارية في تل أبيب، أن قادة حركة «حماس» في القطاع نزلوا إلى العمل من تحت الأرض وأنهم يأخذون بكل جدية التهديدات بالتصعيد الحربي. وقالت هذه المصادر، إن الحكومة الإسرائيلية، ونتيجة لانشغالها في أزماتها العديدة، من أزمة «كورونا» إلى الأزمة الاقتصادية والأزمة الائتلافية، كلفت قيادة الجيش بإدارة الصراع مع قطاع غزة، بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء، برئاسة مئير بن شبات، المقرب من بنيامين نتنياهو. وأكدت أن الجيش، الذي يهتم بالوساطة المصرية قرر زيادة دور قطر في هذه الوساطة. وأنه، في هذا الإطار، قام قائد اللواء الجنوبي في الجيش، الجنرال هرتسي هليفي، بزيارة الدوحة برفقة ضباط أمن آخرين، من الجيش و«الشباك» (جهاز الأمن العام)، والموساد (جهاز الأمن الخارجي) ومجلس الأمن القومي. وأنه عمل على بلورة تفاهمات لتسوية، أو لوقف إطلاق النار، يوافق عليها قادة «حماس» في الخارج، المقيمون في العاصمة القطرية، خصوصا إسماعيل هنية، رئيس الدائرة السياسية، وصالح العاروري، نائبه.

يذكر أن توترا ساد بين إسرائيل وقطاع غزة، في الأيام الأخيرة، قامت فيه «حماس» وغيرها من الشباب بإطلاق قذائف بسيطة وبالونات تحمل عبوات ناسفة وحارقة باتجاه البلدات الإسرائيلية الجنوبية، التي تسببت بالأساس بحرائق في الحقول الإسرائيلية وبعض الحقول الفلسطينية، وردت إسرائيل عليه بقصف بالمدرعات أو غارات بالطائرات على أهداف متفرقة تابعة لـ«حماس» و«الجهاد». وقد تبادل الطرفان تهديدات بمزيد من التصعيد، ولمح الجنرالات الإسرائيليون بأنهم ينوون العودة إلى سياستهم في تنفيذ اغتيالات بحق القادة، ورد ناطق بلسان «حماس»، بأن اغتيال أي قائد سيقابل برد مفاجئ وغير مسبوق. لكن مصر تدخلت وأرسلت وفدا رفيعا من المخابرات للقاء مسؤولين في «حماس» وغيرها من التنظيمات في القطاع وكذلك مع مسؤولين في إسرائيل.

ونفت «حماس» أن يكون دافعها إلى إطلاق البالونات هو الحصول على المنحة القطرية الشهرية بقيمة 30 مليون دولار، وطرحت مطالب إضافية تتعلق بالضائقة التي يعيشها سكان القطاع من جراء الحصار الإسرائيلي وإعادة العمل في مشاريع الإعمار ومواجهة فيروس «كورونا»، وطالبت بعودة المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى. وقالت إن «أحد أسباب عرقلة جهود التهدئة تعود إلى الصراعات والخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية. فكل طرف منهم يحاول ترسيخ قوته، وهذا يخلق عددا غير قليل من المشاكل التي يمكن أن تؤدي بـ(حماس) إلى الاستنتاج بأنه ليس لديها عنوان واحد واضح. الأحداث الأخيرة تظهر أن (حماس) غير معنية بصراعات القوى في إسرائيل وتطالب باستمرار التسوية». وصادق مصدر أمني رفيع في تل أبيب على ما يردده رجال حماس وقال في حديث مع صحيفة «هآرتس»، أمس: «إذا كان بن شبات اتخذ قرارات مع المستوى الأمني ورئيس الحكومة، فاليوم يريد الجميع أن يكونوا شركاء ويطرحوا آراءهم. رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية قاما بتعيين العميد احتياط آشر بن لولو ممثلا من طرفين؛ وزير الخارجية، غابي أشكنازي، يريد أن يتحدث مع قطر ومصر بعد أن لم تكن وزارة الخارجية في صورة الاتفاق مع الإمارات، ووزير الأمن، بيني غانتس أعلن أنه سيعين شخصا آخر من طرفه ليكون منسق أعمال الحكومة تابعا له؛ ومنسق أعمال الحكومة الحالي يحاول الحفاظ على مكانته وصلاحياته. و(حماس) تتفرج علينا ولا تفهم». ولكن الإسرائيليين يشيرون إلى وجود خلافات أيضا داخل قيادة «حماس» حول طريقة التعامل مع إسرائيل. فإسماعيل هنية، الذي يغيب منذ ستة شهور عن القطاع يختلف مع يحيى سنوار المقيم في غزة ويقود «حماس» في القطاع. وسنوار مقرب أكثر من خالد مشعل، الذي يحاول العودة إلى رئاسة الحركة. البعض يميل إلى زيادة دور قطر والبعض يميل لزيادة دور تركيا. وكلهم يوافقون على مفاوضة إسرائيل وممارسة الضغوط عليها لتعطي دفعة إيجابية لمفاوضات التهدئة.

 

مصير «جيوش المرتزقة» بعد التهدئة في ليبيا... مغادرة أم بقاء؟

القاهرة: «الشرق الأوسط»/25 آب/2020

طرح إعلان رئيس حكومة «الوفاق الوطني» الليبية فائز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بشأن وقف إطلاق النار في أنحاء ليبيا، مجموعة من الأسئلة تتعلق في مجملها بآلاف المرتزقة الذين دفعت بهم تركيا إلى البلاد، إضافة إلى مصير مذكرة الاتفاق العسكري بين طرابلس وأنقرة، في موازاة اتهامات موجهة إلى سلطات شرق ليبيا لاستعانتها بعناصر من «فاغنر» الروسية. ورأى عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة، أن «خروج المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا للقتال» إلى جوار حكومة «الوفاق»، «لا يرتبط بأي حال بقرار طرفي الصراع الداعي لوقف إطلاق النار، بقدر ما يرتبط بقدرة المجتمع الدولي على كبح جماح المشروع التركي - القطري الآيديولوجي بالمنطقة من عدمه». وقال أوحيدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «خروج جيوش المرتزقة من ليبيا مرتبط بالاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والمالية التي أبرمتها تركيا مع حكومة الوفاق في طرابلس، ولذا فالجميع يتساءل عن مدى صمود اتفاق صالح والسراج، وقدرته على الوصول بالبلاد إلى اتفاق سياسي يكبح جماح أطماع أنقرة وتطلعاتها في ليبيا على المستويات كافة». وتابع أن «هذا ما لا يتنازل عنه التيار الوطني في الشرق الليبي، بما فيه الجيش، ومجلس النواب الذي يمثله ويرأسه المستشار عقيلة صالح».

كانت تقارير أممية أشارت إلى قيام طرفي الصراع بتجنيد المزيد من «المرتزقة» خلال العامين الماضيين، لكن «الجيش الوطني» يندد بنقل تركيا آلاف المسلحين من سوريا إلى الأراضي الليبية، فيما لا تكف حكومة «الوفاق» عن الإشارة لوجود «مرتزقة روس» وجنسيات أخرى، يقاتلون إلى جوار «الجيش الوطني»، وهو ما ينفيه الأخير دائماً على لسان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسمه. غير أن رئيس «مجموعة العمل الوطني» المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن خروج الجنود الأتراك من المنطقة الغربية في ليبيا «ومعهم ما جلبوه من مرتزقة سوريين وعناصر تكفيرية أمر يرتبط بمن جلبهم منذ البداية». ولم يستبعد الترجمان أن تكون «الوفاق» قد أقدمت على «منح الجنسية الليبية لعدد من هؤلاء المرتزقة تمهيداً وتحايلاً على أي قرار قد يصدر بخروجهم فيما بعد». لكنه توقع أن تسبق المظاهرات الشعبية المتصاعدة في المنطقة الغربية الجميع داخلياً وخارجياً.

وقال إن «الانتفاضة المستمرة من ثلاثة أيام في الزاوية وصبراتة، وانتقلت إلى مدينتي مزدة والأصابعة هي ثورة على تردي الأوضاع المعيشية في ظل حكم (الوفاق)، وعلى اتهامها بتبديد ثروات الشعب الليبي على حلفائها الأتراك والمرتزقة السوريين».

ولم يبتعد رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، عن الآراء السابقة، وقال إن قضية عودة «المرتزقة» إلى سوريا «مرتبطة بقرار تركيا أكثر من قرار تلك العناصر»، مشيراً إلى أن تركيا «تواصل إلى الآن عملية تجنيد المرتزقة». وأضاف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك دفعة جديدة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا بمنطقتي حلب وإدلب جرى نقلهم إلى معسكرات موجودة في تركيا للحصول على التدريب العسكري، ولم تُعلم حتى اللحظة وجهة هؤلاء المرتزقة، فيما إذا كانت الحكومة التركية ستواصل الزج بهم في ليبيا»، لافتاً إلى أنه «قبل عشرة أيام نقلت الاستخبارات التركية 120 مقاتلاً من عفرين إلى أراضيها ومنها إلى ليبيا». ووفقاً لإحصائية سابقة للمرصد، فإن عدد المرتزقة الذين وصلوا ليبيا، وصل إلى 17420 مرتزقاً من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، وعاد منهم نحو 6000 إلى سوريا بعد انتهاء عقودهم، وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد «الجهاديين» الذين وصلوا إلى ليبيا 10 آلاف. ودافع عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، عن حكومة «الوفاق». وقال إنها «لم تجلب شخصاً واحداً»، رافضاً «إطلاق وصف مرتزق على من قدموا إلى ليبيا بضمانات تركيا، وتحت شرعيتها». وأضاف كرموس لـ«الشرق الأوسط»، أن «مذكرة التفاهم الأمنية بين تركيا وحكومة الوفاق الموقعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تضفي قدراً من الشرعية على تلك العناصر كونهم ببساطة قدموا تحت شعار الجيش التركي». وتابع: «وبالتالي نقول إن المرتزقة الحقيقيين هم الموجودون لدى الجانب الآخر بهدف دعمه، كعناصر مجموعة (فاغنر) الروسية التي تقدر أعدادها بالآلاف حالياً في سرت... تنكر روسيا أي علاقة لها بهم، وهؤلاء خروجهم من البلاد سهل بتقديرنا، ويعتمد فقط على التوقف عن دفع رواتبهم، وحينذاك ستسارع دولتهم إلى إخراجهم تحت أي ستار».

 

بوادر غضب تركي من اتفاق وقف النار في ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/25 آب/2020

عبرت تركيا عن قلقها إزاء ما وصفته بـ«تكرار الأخطاء التي ارتكبت خلال الأزمة السورية في ليبيا أيضاً من قبل الدول الصديقة والحليفة»، ما اعتبر انتقاداً ضمنياً لاتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة الوفاق الوطني والبرلمان الليبي المنتخب في طبرق، خصوصاً أنه لم يصدر إزاءه أي رد فعل رسمي تركي حتى الآن.وواصلت تركيا إرسال طائرات الشحن العسكرية المحملة بالأسلحة والتجهيزات العسكرية إلى قاعدة الوطية جنوب طرابلس. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده «تتابع بقلق تكرار الأخطاء التي ارتكبت في سوريا من قبل بعض البلدان الصديقة والحليفة لتركيا»، من دون أن يحددها بليبيا. وأضاف أكار، خلال مراسم تسليم أنظمة بحرية جديدة للقوات المسلحة في إسطنبول: «نكافح من أجل تحقيق السلام والاستقرار والهدوء في ليبيا، وتأمين سيادة أراضيها ووحدتها السياسية، وفق مبدأ ليبيا لليبيين». وتدعم تركيا حكومة الوفاق الليبية، وتزودها بالسلاح والاستشارات العسكرية، إلى جانب آلاف المرتزقة الذين دفعت بهم من سوريا إلى ليبيا، حسب الأمم المتحدة وجهات أخرى، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من تركيا على اتفاق وقف إطلاق النار بين المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، ومجلس النواب الليبي في طبرق، المعلن، الجمعة، بينما أكد موقع الرصد العسكري الإيطالي المتخصص في حركة الطيران الحربي «إيتميل» استمرار جسر نقل الأسلحة بين تركيا وغرب ليبيا. وقال إنه رصد تحرك طائرتين تابعتين للقوات الجوية التركية من طرازي «لوكهيد سي 130 إي» و«إيرباص إيه 400 إم» بين إسطنبول ومصراتة. وأضاف الموقع أن الطائرتين وصلتا إلى مصراتة، أول من أمس، وانتقلتا إلى قاعدة الوطية الجوية في جنوب طرابلس التي تحولت إلى قاعدة عسكرية تابعة لتركيا، وعادتا مرة أخرى إلى إسطنبول بعد إفراغ شحنتيهما، عبر مصراتة أيضاً. وتحدثت وسائل إعلام تركية عن عدم رضا أنقرة على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي تردد أنه جاء بضغوط من ألمانيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، بهدف تهيئة الأوضاع لحل الأزمة في ليبيا، وإجراء الانتخابات، وتحقيق الاستقرار. ويزور وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنقرة، اليوم (الثلاثاء)، قبل زيارة مماثلة لأثينا لبحث التوتر بين تركيا واليونان في شرق المتوسط، وإعداد أرضية للحوار بينهما. وقالت مصادر دبلوماسية إن المباحثات التي سيجريها ماس مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ستتناول أيضاً التطورات في ليبيا.

 

قمع متظاهرين بـ«الرصاص الحي» في طرابلس... وترقب حول سرت/المحتجون نددوا بالفساد والانقسام... ومطالب أممية لـ«الوفاق» بالتحقيق الفوري في استهدافهم

القاهرة: جمال جوهر وخالد محمود/الشرق الأوسط»/25 آب/2020

أمضت العاصمة الليبية طرابلس ليلة سادها التوتر والاضطراب، على وقع مظاهرات واحتجاجات شعبية بدأت منتصف نهار أول من أمس، ودامت حتى الساعات الأولى من صباح (الاثنين)، ونددت بالفساد وتردي الأوضاع المعيشية، وانقطاع الكهرباء والمياه، قبل أن تطارد عناصر ترتدي زياً عسكرياً المشاركين في المظاهرات بالرصاص. واحتشد آلاف المتظاهرين الذين غلب عليهم الشباب أمام مقر حكومة «الوفاق» قبل أن ينتقلوا إلى ساحة الشهداء في وسط العاصمة طرابلس. وتزايدت أعداد المشاركين الذين عبّروا عن غضبهم بسبب ارتفاع الأسعار وشح الوقود وقلة السيولة، وطالبوا بتدشين مؤسسة عسكرية وأمنية مهنية، وإقالة ومحاسبة المسؤولين عن تفشي الفساد في البلاد. وهتف المتظاهرون الذين انضم إليهم مواطنون من كبار السن بـاسم ليبيا، مرددين «نبو دولارات زي الزلمات»، أي نريد دولارات مثل الأزلام، في إشارة إلى المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم تركيا للحرب في صفوف قوات «الوفاق». ومع تدفق المتظاهرين إلى وسط العاصمة، ظهرت عناصر ترتدي زياً عسكرياً على مقربة من المسيرة الحاشدة وبدأت في إطلاق الرصاص الحي على المشاركين فقُتل مدني، وتم اعتقال متظاهرين آخرين. وردد المحتجون هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» في تحدٍ نادر لحكومة «الوفاق الوطني» في عقر دارها منذ دخول المدينة بعد اتفاق السلام المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015، وحمل بعضهم رايات بيضاء لنفي تأييدهم أي فصيل ليبي، كما أبرزوا صوراً لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وعلى وجوههم علامات شطب باللون الأحمر.

وبين المتظاهرين سيدة مُسنة هتفت وهي تنتحب بصوت عالٍ: «ليبيا... ليبيا... ليبيا يا ولاد، لا حفتر ولا سراج»، وردد الشباب من ورائها، واستدارت أمام عدسات المصورين وكاميرات القنوات المحلية، قائلة «شبابنا ماتوا بحرب في البر، وغرقوا أثناء الهروب في البحر، وأموالنا أخذها الأتراك ومن أتى معهم من السوريين». وسادت حالة من الكر والفر بعض مناطق العاصمة والمدن المحيطة، وخصوصاً مدينة الأصابعة، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، واضطرت السلطات إلى إغلاق طريق سريعة تحت كوبري الغرارات، في وقت رصد شهود عيان استمرار مطاردة المتظاهرين بإطلاق الرصاص في الهواء، رغم قيام سيارات الشرطة وقوات أمنية بمواكبتهم «لمنع أي تفلّت أمني أو أعمال تخريب»، بحسب قول وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق». وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التطورات الجارية في مدينة الأصابعة والمناطق المجاورة، بما في ذلك تقارير عن مقتل مدني وعدد من الاعتقالات التعسفية والاحتجاز، إضافة إلى إغلاق المدينة في وقت يعاني فيه السكان من ضغوط حقيقية. وطالبت الأمم المتحدة، أمس، حكومة «الوفاق» بإجراء «تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد الأمن». وحثت على «احترام الإجراءات القانونية الواجبة، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً على الفور». وفي أول رد فعل لوزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق»، قالت إن «المظاهرة السلمية التي نظمها وشارك فيها عدد من المواطنين بمدينة طرابلس، حدثت خلالها تجاوزات وإطلاق نار نتج منه إصابة أحد المواطنين»، مشيرة إلى أن «الأفراد الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين مندسون، وتم رصدهم والتعرف عليهم لضبطهم، وهم ليسوا عناصر شرطة يتبعون وزارة الداخلية». وفي غضون ذلك، سادت حالة من الترقب العسكري لاحتمال اندلاع معارك جديدة حول مدينة سرت الليبية الاستراتيجية بين قوات الجيش الوطني بقيادة حفتر، والميليشيات الموالية لـ«الوفاق». وأكد «المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة» في «الجيش الوطني»، أمس، وجود «تحشيد كبير للميليشيات بالهيشة وضواحيها وسفن حربية تركية على السواحل الغربية تجهيزاً لعملية عسكرية للتقدم نحو سرت». وتساءل في بيان «هل فعلاً السراج أراد وقف إطلاق النار؟».

وقالت «شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني»، إن قواته «دائماً في كامل جاهزيتها للذود عن الوطن والدفاع على الشعب ومقدراته»، وذلك بعد ساعات من إعلان الناطق باسم الجيش عن تحشيد عسكري ونقل معدات لاستهداف قواته في مدينة سرت.

وكشفت مصادر مطلعة عن إجراء اتصالات مكثفة إقليمية ودولية مع طرفي النزاع خلال الساعات الماضية للحيلولة دون اندلاع قتال في سرت، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، أمس، أنه «ما من حلّ عسكري متوفر في ليبيا». ودعت إلى العودة إلى العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتّحدة وعلى أساس المعايير التي اتفق عليها الليبيون من أجل تمهيد الطريق لتنظيم الانتخابات. ودخل السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على خط الأزمة، بإجرائه محادثات هاتفية على مدى اليومين الماضيين. وقال في بيان وزعته السفارة الأميركية، إنه أبلغ السراج أن بيانه وبيان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح «يمثل تطوراً إيجابياً للغاية»، لافتاً إلى أنه اتفق مع السراج على «ضرورة أن تركّز لجنة 5+5 التي تستضيفها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فوراً على طرائق وقف إطلاق النار وكيفية التوصل إلى حل فعال منزوع السلاح في وسط ليبيا من شأنه أن يبدأ عملية خفض التصعيد وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا». وأشار نورلاند إلى أنه أكد في مكالمة أخرى مع رئيس «مؤسسة النفط» مصطفى صنع الله دعم الولايات المتحدة للترتيبات التي من شأنها السماح بالاستئناف الفوري لإنتاج النفط بآلية شفافة لضمان بقاء الإيرادات مجمدة في انتظار عقد مفاوضات بين الأطراف الليبية بشأن التوزيع المستقبلي للموارد. وبعدما أعرب عن قلق الولايات المتحدة بشأن النقص الحاد في الكهرباء، لا سيما في ظل تفشي جائحة «كورونا» بشكل متزايد، عبّر عن دعمه حق المواطنين في ربوع البلاد كافة في المشاركة في الاحتجاجات السلمية.

إلى ذلك، أعلنت مؤسسة النفط الموالية لحكومة «الوفاق» عن وصول سفينة إلى ميناء البريقة، لشحن 30 ألف طن من المكثفات الموجودة في الميناء من أجل «توفير سعات تخزينية كافية تضمن استمرار إنتاج الغاز الطبيعي بمستوياته الحالية وعدم زيادة طرح الأحمال». لكن المؤسسة اعتبرت أن ذلك لن ينهي المشكلة بشكل كامل، وجدد رئيسها الدعوة لإنهاء «الإقفالات غير القانونية لمنشآت النفط؛ حتى تتمكن المؤسسة من أداء عملها وسد حاجة الاستهلاك المحلي من المحروقات».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء البطريرك والمفتي... الأخطار على لبنان: ارتهان الرئيس للشرعية وارتهان الميليشيا للوطن!

رضوان السيد /أساس ميديا/الأربعاء 26 آب 2020

في الخامس من تموز(2020) وجَّه البطريرك الماروني نداءً تضمن ثلاثة مطالب: تحرير الشرعية،  وتحييد لبنان عن المحاور والنزاعات، وتطبيق القرارات الدولية. وإذا دقّقنا في هذه المطالب يتبين أنها جميعاً موجهة إلى رئيس الجمهورية. فالشرعياتُ الثلاثُ المرتَهَنة وهي الوطنية الدستورية، والعربية، والدولية، يعود تجاهُلُها تارةً والخروج عليها تارةً أُخرى إلى الرئيس. فهو المؤتَمَنُ على الدستور، بينما هو القائل طوال ثلاثين عاماً إنه لا بد من تجاهُل الدستور لأنه ضد المسيحيين، ولا بد من تعديله فوراً ولو بالممارسة. وقد تجاهل الرئيس  وحكوماته العلاقات بالعالم العربي، وعادى الجميع انحيازاً لحليفه حزب الله الذي ساح مقاتلاً لصالح إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين والكويت! وهكذا فإنّ من مقتضيات تحرير الشرعية عودة لبنان إلى حياده الإيجابي الذي عرفه منذ الاستقلال، وما اختلّ يوماً لصالح طرفٍ بالخارج أو للخارج إلاّ وأصابه شرٌّ وبيل.

وقد ذكر البطريرك آخِر محاولات الدولة المتهالكة لحفظ وجودها  بمبادرة النأي بالنفس في عهد الرئيس سليمان عام 2012، والتي دمّرها الحزب الإلهي بعد أسابيع، بالذهاب للقتال في سورية، وساعة لحماية مزار السيدة زينب، وساعة لمكافحة الإرهاب! ولذا فقد أراد البطريرك بالدعوة للتحييد فالحياد أن يصبح صَون أمن الوطن ووجوده أمراً رسمياً وإجماعياً لدى الشعب اللبناني ولدى المجتمع الدولي. أما المطلب الثالث المتمثل في المطالبة بتطبيق القرارات الدولية، فهو شاملٌ وكاملٌ. فنحن نتنبه كثيراً للقرار 1701 الذي يحمي لبنان من إسرائيل (2006). لكننا لا نتنبه للقرار رقم 1559 (2004) الذي طالب بجلاء الجيش السوري، وبنزع سلاح كل الميليشيات بالداخل. وكذلك القرارات الدولية المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بمقتل الرئيس رفيق الحريري (2006 ،2007). إنّ هذه القرارات أيضاً جرى الإخلال بها في عهد الرئيس عون بالذات. فقد قال في بداية عهده إنه محتاج لسلاح الحزب لردع إسرائيل لأن الجيش ضعيف ( وهذا ضد القرار رقم 1701)، وقال أيضاً إن لبنان بحاجة للحزب وسلاحه لمكافحة الإرهاب. وبذلك أعطى الحزب وظيفتين ضد القرارات الدولية، وضد حياة وأمن المواطنين؛ وهو الأمر الذي رفع من مطالب البطريرك ضد السلاح بعد تفجير المرفأ في 4 آب (2020).

عندما وجد المناضلون الأشداء أنّ الإعلام الرئاسي – الباسيلي ليس كافياً، هجموا على البطريرك باعتباره نصيراً للتطبيع مع الكيان الصهيوني

لقد تطور تذمر البطريرك خلال أقلّ من شهرين، فتحدث أكثر من عشر مرات في عظاتِ الأحد والمناسبات الأُخرى عن الانهيار الاقتصادي وشقاء المواطنين وجوعهم، وحمّل السلطة الحاكمة المسؤولية، واعتبر تدريجياً في الحياد بالمعنى القانوني حامياً حقيقياً للبنان بالداخل والخارج. وكان بذلك يشير من طرف خفيّ إلى شذوذ محور الحزب وسلاحه عن اعراف لبنان ودستوره وعيشه المشترك - في الوقت الذي كان فيه الرئيس وصهره يراهنان على تحالف الأقليات والنزعة المشرقية المتجولة فيما بين إيران وروسيا والصين.. والنظام السوري الخالد! لكن عندما حدث تفجير المرفأ في بيروت في 4 آب(2020) فإنّ البطريرك وبعد أن تسربت إليه بعض خفايا التحقيقات، ومخاوف المواطنين في بعبدا وغيرها، غادر كل خفاءٍ أو تقية وقال بضرورة إزالة السلاح الحزبي والمتفلت ومخازن السلاح والمتفجرات من المدن والبلدات: أمن الوطن في خَطَر وأمن المواطنين في مهب الريح، والساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس!

وبالطبع؛ فإنّ هياج أنصار المقاومة والممانعة على البطريرك لم يتأخر. وقد بدأوا باستعداء الرئيس وباسيل فلما تأخرا مع أنّ الرئيس تبرع للحزب بالقول إنه لا علاقة له بالمرفأ(!)؛ مع معرفة كل الصغار والكبار بأنّ العنبرين 12 و9 هما مِلْكٌ للحزب بالاستيلاء من 9 أو عشر سنوات - عندما وجد المناضلون الأشداء أنّ الإعلام الرئاسي – الباسيلي ليس كافياً، هجموا على البطريرك باعتباره نصيراً للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فاضطُرّ الإعلام الأسقفي للقول بأنّ الصهاينة هم أولئك الذي يعرّضون أمن اللبنانيين للخطر، كما شكّك الإعلام ذاته في إعلام السلطة المعروف أنه حليفٌ للميليشيات المسلَّحة!

إنّ تفجير المرفأ الذي رفع وفتح آفاق المواجهة مع الميليشيا ومع الرئاسة، دفع مفتي الجمهورية أيضاً إلـى الثورة بعد صمـتٍ طـويل. قـال المفـتي فـي رسـالة يـوم الهجـرة النبوية (19/8/2020) إنّ أهل الدين لا يتدخلون عادة في الشأن السياسي، بل يقتصر تدخلهم على الشأن الوطني العام. إنما عندما يقصّر المتولون لإدارة الشأن العام، ويتعرض أمن المواطنين وعيشهم للخطر؛ فإنّ الواجب الديني والوطني يقتضي التدخل. قال المفتي كلاماً مؤثراً عن العيش المسيحي- الإسلامي في بيروت منذ مئات السنين، وهو العيش الذي أنجز بيروت الحديثة والمعاصرة. وفكّر المفتي في مأساة بيروت المستمرة، وفي سوء السلطة الحاكمة النازل ببيروت ولبنان، وهو سوءٌ لا يتناول التقصير والفساد وحسب؛ بل يصل إلى التآمُر أو التواطؤ لشدة فظاعته: " لقد ضيقتم على الناس الخناق، ولم تؤمّنوا لهم الأمن والحماية، ولم تُشعروهم يوماً بالطمأنينة والاستقرار. . . وقد سبق اغتيال بيروت انهيارٌ اقتصادي ومالي ونقدي، هدد عيش اللبنانيين، وقضى على سمعة لبنان، وعلى كل ما أنجزه اللبنانيون، خلال المائة عامٍ الأولى من عمر دولة لبنان..".

إنّ كل ما ذكره المفتي جاء في تضاعيف عظات البطريرك الراعي وخطاباته. وما تمايز عنه إلاّ في مسألة الحياد

ولذلك رأى المفتي دريان أنّ هذا التهديد الوجودي للبنان الوطن والدولة يقتضي أربعة أمورٍ  عاجلة:

أولاً: تحقيق دولي في انفجار المرفأ لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة.

وثانياً: قيام رئيس الجمهورية بإجراء استشارات نيابية ملزمة وعاجلة، لتسمية رئيس الحكومة، يكلَّف بتشكيل حكومة حيادية إنقاذية، مكونة من اختصاصيين: تتعامل مع آثار الكارثة، وتعيد الإعمار وتعمل مع المجتمع الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي، وتهيىء البلاد لحاضرٍ آخر مختلف عما نزل بعمرانها وبشرها.

وثالثاً: إنّ من مهمات حكومة التغيير العتيدة إنفاذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري... لإحقاق العدالة، وإنقاذ لبنان من ضياع السيادة، ومن استيلاء الجريمة السياسية، والخلاص من السلاح الحزبي والمتفلت خارج سلطة الدولة، لأنه مع سلاحٍ كهذا لا يستقيم وطنٌ ولا دولة.

ورابعاً:  إقبال حكومة الإنقاذ والتغيير، كما هي إرادة الشباب، على اشتراع قانون انتخابات ملائم لإجراء انتخابات مبكّرةٍ نزيهة وشفافة، تغيّر وجه الطبقة السياسية وتركيبتها.

إنّ كل ما ذكره المفتي جاء في تضاعيف عظات البطريرك الراعي وخطاباته. وما تمايز عنه إلاّ في مسألة الحياد. فقد رأى المفتي أنّ الحياد وهو الوجه القانوني للنأي بالنفس، يقتضي وجود دولةٍ قويةٍ ذات مؤسسات راسخة، وتحظى بثقة مواطنيها وإجماعهم. وكل هذه الشروط لا تتوافر لهذه الدولة المتهالكة، ولو توافر بعضها لربما ما احتجنا للمطالبة بالحياد!

لقد لقيت كلمات البطريرك ومبادراته للخروج من تحت مظلة الرئاسة،  والخروج على تغول السلاح وشروره - لقيت ترحيباً مسيحياً وإسلامياً جارفاً. فتصدّعت أيديولوجيا تحالف الأقليات، والمشرقية الزائفة. وبخاصةٍ أنّ البطريرك يعيد اكتشاف الدستور ووثيقة الوفاق الوطني بالطائف، ويهاجم المثالثة، ويُنهي عونيات فرضت محرَّمات أخلّت بالعيش المشترك، وبالحياة الوطنية اللبنانية التاريخية والحاضرة.

ولذلك سرعان ما انكشف المستور. ففي الوقت الذي انصرف فيه الإعلام الحزبي إلى اتهام البطريرك بالصهيونية لهجومه على السلاح المصلت على رقاب المواطنين(!)، هبّ الشيخ أحمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز للهجوم على الطائف بل وعلى الميثاق الوطني الأول في الأربعينات، وأراد نظاماً جديداً تماماً باعتبار أنّ كل ما فعله اللبنانيون من قبل إنما هو استعماري وطائفي. ولأنّ الرئيس نبيه بري سارع للدفاع عن الطائف، والدعوة لتطبيقه؛ فإنّ الشيخ قبلان عاد فدعا لتعديل الطائف، وإقامة دولةٍ مدنيةٍ؛ ولستُ أدري ماذا يعني الشيخ، وماذا عنى قبله الرئيس بري بالدولة المدنية: هل هما لا يعرفان معنى ذلك، أم الأمر فقط لتخويف المسيحيين حتى لا يثوروا على تحالف الأقليات ويقفوا مع الطائف، وإلاّ فكيف تقوم دولةٌ مدنيةٌ مع سيطرة حزب السلاح على رأس الدولة وذنَبها، ونشر مخازن المتفجرات في أرجائها؟!  

باعتذار سعد الحريري عن الترشح لرئاسة الحكومة، في بيانٍ فاترٍ فهمنا منه اعتماده على دعم "صديقه" الرئيس ماكرون له وللبنانيين وبينهم الحزب المسلَّح، على افتراض أنّ زعيم الحزب المعصوم لا يزال لديه وقت للاهتمام بالشؤون اللبنانية

أما العجيب الغريب فيتمثل في ردة فعل السياسيين السنة على خطاب المفتي ومبادرته. الجمهور السني، والنخب المسيحية كانت شديدة السرور والتقدير. أما السياسيون السنة – باستثناء النائب نهاد المشنوق- فقد غمغموا كلاماً معناه أن الشأن شأنهم، فتأملنا أن يصدر الرؤساء الأربعة بياناً مساء الإثنين في 24/8 عن موقفهم السياسي وعن اختراقات الرئيس للدستور، وعن كارثة المرفأ، وعن السلاح المصلت على أعناق اللبنانيين، فلم يفعلوا بالطبع – إلى أن فوجئنا بعد ظُهر يوم 25/8 باعتذار سعد الحريري عن الترشح لرئاسة الحكومة، في بيانٍ فاترٍ فهمنا منه اعتماده على دعم "صديقه" الرئيس ماكرون له وللبنانيين وبينهم الحزب المسلَّح، على افتراض أنّ زعيم الحزب المعصوم لا يزال لديه وقت للاهتمام بالشؤون اللبنانية.

يوم 25/8 كتب حسن صبرا في مجلة الشراع عن ضعف القيادات السياسية السنية، وعن استهداف المذهبيين في إيران لهم في لبنان وسورية والعراق. وهي مقارباتٌ قرأتُ عنها كتباً ومقالاتٍ كثيرة في السنوات العشر الأخيرة ومن كتاب ديبورا أموس، وإلى كتب نبيل خليفة. وقد كنتُ أُكابر وأقول: هذا ليس مؤكّداً، وإنما المؤكد أنهم يريدون الشرذمة والاستيلاء الاستراتيجي وليس المذهبي! الآن بل ومنذ مدة أعرف أنّ الأمرين مقصودان. إنّ المهمّ الآن ليس الغرق في البحث عن الاستهدافات لبكركي وللسنة؛ بل الاهتمام بما يحدث من نهوضٍ وطني لا يقوده السياسيون لسوء الحظ، بل تقوده بكركي ودار الفتوى. وهي حقيقةٌ لا يريدها كثيرون، وبخاصةٍ العونيون وحزب السلاح. وهكذا يكون علينا سياسيين ومثقفين الالتفاف من حول بكركي ودار الفتوى من أجل الخلاص من الجنرال النائم والزعيم الهاجم، واستنقاذ الدولة والوطن!      

 

عاجل: المطلوب شبكة إرهابية لداعش بطرابلس

زياد عيتاني/أساس ميديا/الأربعاء 26 آب 2020

قد تضطر السلطة ما ظهر منها وما بطن، وما كان ممثّلاً أو وصياً من الدويلة على الدولة، أن يعمدوا جميعاً إلى الاتصال بصحيفة "الوسيط"، لنشر إعلان في صفحة الوظائف المطلوبة، يفيد أنّه "مطلوب وعلى وجه السرعة شبكة إرهابية تابعة لتنظيم داعش في الشمال".

.. لهفة السلطة وإعلامها المتعدّد الألوان من البرتقالي إلى الأصفر على كشف وتأكيد وجود خلايا داعشية في الشمال، وتحديداً طرابلس، توازي لهفتهم، وهم يراقبون كلّ يوم باخرة التنقيب عن النفط في الشاطئ اللبناني، ضمن البلوك "المسيحي"، كما كان أنصار التيار الوطني الحر يسمّونه في مجالسهم الخاصة. إلا أنّ الخشية كلّ الخشية أن يصاب المتلهّفون بالخيبة مرة ثانية، كما أصيبوا بها مع شركة "توتال"، وما أدراك ما شركة "توتال". تلك الشركة الفرنسية الوحيدة التي استمرت بالعمل في ايران أيام الخميني رغم الحظر والعقوبات، الأميركي منها وغير الأميركي. إلا أنّ ما يطمئنهم، أنّ البحث عن الشبكة الإرهابية لا رقابة أجنبية عليه. يحتاج فقط لمجموعة من الشباب ما بين لبناني وسوري وفلسطيني وقد أرخوا لحاهم وارتادوا مسجداً من المساجد مرّة أو مرّتين ليُرشّحوا لتشكيل هذه المجموعة المصنّعة المتخيّلة.

هناك من يسعى لشيطنة الشمال وطرابلس وفي كلمة أوضح لشيطنة السُنّة عند الرأي العام المسيحي. فقد شعرت السلطة الحقيقية التي تهيمن على البلد أنّ المجال العام المسيحي والسُنّي قد التقيا على خلاصات موحّدة لأزمات البلد، وللحلول المتصوّرة من مواقف البطريرك بشارة الراعي إلى كلمة المفتي عبد اللطيف دريان بمناسبة رأس السنة الهجرية

هناك سعي لاستحضار داعش وأخواتها، والمفارقة أنّ هذا الاستدعاء لم يقتصر فقط على شمال لبنان، بل حصل بالوقت نفسه في سوريا مع الاعتداء المفاجئ على أحد أبرز خطوط الغاز في ريف دمشق، حيث سارع إعلام النظام إلى وصف الحادث بالعمل الإرهابي، فيما كلّ الغارات الإسرائيلية شبه اليومية، توصف في كثير من الأحيان بالماسّ الكهربائي..! كلّ هذا السياق لا يعني أنه لم يحصل اعتداء إرهابي مسلح على بلدة كفتون، وذهب ضحيته ثلاثة من خيرة شبابها، ولكن السياقات التي تؤخذ فيه هذه الحادثة تؤشر بوضوح على وجود مآرب أخرى للذين يقفون خلف ما حصل، هي أشبه بالحقيبة التي تمّ الاشتباه بها ليل الأحد الفائت في منطقة ساقية الجنزير ببيروت أمام منزل موسى هزيمة نجم حزب الله في مرفأ بيروت، ليتبيّن لاحقاً أنها تحتوي على مناشف. فالأسئلة لا تطرح على خلفية لماذا وجد في الحقيبة مناشف؟! بل تطرح حول من هي الجهة التي أبلغت القوى الأمنية عن الاشتباه بالحقيبة؟!

هناك من يريد القول للمجتمع الدولي من خلال الاعتداء على خط الغاز في ريف دمشق أنّ داعش ما زالت تشكّل خطراً في سوريا، وما زالت الحاجة ملحّة لإيران وميليشياتها المتعدّدة الجنسيات لمواجهة داعش. وهناك من يريد القول من خلال حادثة كفتون إنّ داعش تشكّل تهديداً للمسيحيين في لبنان، ووحده اتفاق مار مخايل وحزب الله استطراداً، قادر على حمايتهم من التكفير الإرهابي. لقد قُتِل شباب مسيحيون من فوج إطفاء بيروت في انفجار المرفأ أكثر بكثير مما قُتِل على يد التكفير الإرهابي من عين علق وصولاً إلى القاع

لم يكن إرهاب داعش وأخواتها حالة أصيلة أو متجذّرة في لبنان، بل لطالما كان حالة "غبّ الطلب"، أو كما يقال بلغة الشارع "ديليفري سياسي" يُطلب عند الحاجة، ثمّ يُسَفّر بالباصات المكيّفة عند انتفاء الحاجة له. إضافة لكلّ ما ذكر، هناك من يسعى لشيطنة الشمال وطرابلس وفي كلمة أوضح لشيطنة السُنّة عند الرأي العام المسيحي. فقد شعرت السلطة الحقيقية التي تهيمن على البلد أنّ المجال العام المسيحي والسُنّي قد التقيا على خلاصات موحّدة لأزمات البلد، وللحلول المتصوّرة من مواقف البطريرك بشارة الراعي إلى كلمة المفتي عبد اللطيف دريان بمناسبة رأس السنة الهجرية.  وإنّ الغطاء المسيحي الذي تحقّق لهذه السلطة منذ العام 2006، تداعى وسقط ولم يعد ذا شأن في المعادلة السياسية. أزمة هذه السلطة المهيمنة، أنها تقرأ في كتاب قديم. وهي لن تصل إلا إلى نتائج بائدة لا طائل منها. هناك زلزال كبير ضرب لبنان في 4 آب. هناك تهجير تعرّض له البيارتة وتحديداَ البيارتة المسيحيون، من منازلهم وشوارعهم ومناطقهم. فأعيدوهم إلى منازلهم أولاً، ثمّ تحدّثوا عن حمايتهم... لقد قُتِل شباب مسيحيون من فوج إطفاء بيروت في انفجار المرفأ أكثر بكثير مما قُتِل على يد التكفير الإرهابي من عين علق وصولاً إلى القاع.

 

أحلام في كوابيس لبنان: حرب أو صفقة كبيرة...الرئيس الفرنسي ينتظر بدء ورشة الإصلاح انطلاقاً من أفكار طرحها

رفيق خوري/انديبندت عربية/25 آب/2020

لبنان المأزوم متوقف في طريق مسدود سياسياً ومالياً واقتصادياً. ولا شيء يوحي أن المسؤولين على استعداد لعبور الممر الذي فتحه الرئيس إيمانويل ماكرون باسم فرنسا وأميركا ومجمل المجتمع الدولي. والسبب كلفة العبور بالإصلاح على مصالحهم الضيقة ومصلحة حاميهم الواسعة، وإن كان بداية إنقاذ لبنان من الانهيار. ولا أحد يعرف إن كانوا في سباق مع الزمن قبل عودة ماكرون إلى بيروت في مئوية لبنان الكبير مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، من دون أن يستعير ثياب الجنرال غورو. لكن الكل يلاحظ أن الرئيس الفرنسي ينتظر منهم بدء ورشة الإصلاح انطلاقاً من أفكار طرحها واستقاها من مطالب اللبنانيين والمجتمع الدولي، في حين أنهم ينتظرون في سلال فارغة وسط فراغ حكومي ما سيأتي به هو. ومن الطبيعي في مثل هذه الحال أن ينتظر اللبنانيون شيئاً ما من خارج اللعبة العادية يعيد خلط الأوراق. فهم غاضبون وحزانى وخائفون على حاضرهم ومستقبل أبنائهم. وهم يتصورون أن الستاتيكو الحالي البائس الذي صار خطيراً على قوى في الخارج والداخل سيدفع إلى واحد من سيناريوهين: إما حرب تكسر موازين القوى، وإما صفقة كبيرة في المنطقة تشمل لبنان. وكلاهما خارج الواقع حالياً. ذلك أن السيناريو الافتراضي للحرب يبدأ من تصعيد استراتيجية "الضغط الأقصى" والعقوبات الأميركية على إيران، بما يقود إلى حرب شاملة بين واشنطن وطهران، ومعها بالطبع حرب بين إسرائيل وحزب الله وحرب عصابات ضد القوات الأميركية في العراق وشرق الفرات في سوريا، أو يقتصر الأمر على حرب في لبنان. ولا فرق بالنسبة إلى الذين يتصورون السيناريو، سواء بدأت الحرب بقرار أميركي وإسرائيلي أو بقرار إيراني يلعب دوراً في تنفيذه كل من حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والميليشيا التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا. وهذا في الحسابات الواقعية ليس مرشحاً للحدوث. وإذا كانت الحرب المحصورة في لبنان من الاحتمالات، فإنها بالغة الخطورة على لبنان، إذ هي تؤذي إسرائيل، لكنها تدمر لبنان وتعيده إلى العصر الحجري بحسب تهديدات الجنرالات في إسرائيل من دون أن تنهي السبب الذي قاد إليها.

فلا إسرائيل، ولو احتلت الجنوب اللبناني والبقاع، تؤثر كثيراً في حزب الله. ولا الحزب يستطيع ولو أراد، أن يحرر مزارع شبعا قبل فلسطين. أما الصفقة الكبيرة، فإن الحديث عنها يبدأ كالعادة من "يالطا جديدة" بين الكبار. وهذه مجرد تمنيات لأن هذا النوع من الصفقات لا يحدث إلّا بعد حرب كبيرة: سايكس- بيكو و"مؤتمر فرساي" بعد الحرب العالمية الأولى، حيث سقوط السلطنة العثمانية والإمبراطورية النمسوية - المجرية والإمبراطورية الألمانية. مؤتمر "يالطا" و"بوتسدام" بعد الحرب العالمية الثانية. وتغيير الأنظمة في أوروبا الشرقية بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي. يروي تشرشل في مذكراته قصة لقاء مع ستالين عام 1944 أنه قال لستالين "دعنا نسوي قضايانا في البلقان. ماذا لو أخذتم 90 في المئة من النفوذ في رومانيا، و10 في المئة لنا، وأخذنا 90 في المئة في اليونان و10 في المئة لكم، و50 في المئة لنا و50 في المئة لكم في يوغوسلافيا. كتبت ذلك على ورقة وقدمتها إليه. صمت لحظة، ومن ثم أخذ قلمه الأزرق ورسم نقطة كبيرة على الورقة وأعادها إليّ. وهكذا سوينا كل شيء في دقائق. وحين طلبت أن نحرق الورقة، قال "كلا دعها للتاريخ". ويروي مايكل ينبرغ، مؤرخ بوتسدام ما جرى في "قمة بوتسدام" التي دامت 16 يوماً عام 1945 وعُقدت في قصر سيسيل، الابن الأكبر لآخر أباطرة ألمانيا. كان الحاضرون ستالين، وترومان مكان روزفلت بعد وفاته  وتشرشل ومن ثم أتلي بعد خسارة تشرشل للانتخابات". هدّد القادة اليابان فأخذوا استقلال كوريا. حققوا انسحاب القوات الروسية والبريطانية من إيران. تجنبوا أخطاء مؤتمر فرساي الذي أذلّ ألمانيا. فحلوا المشكلة بتقسيم ألمانيا. وزرعوا بذور ما حال دون أن تصبح الحرب الباردة حارة. لكن أوروبا الشرقية دفعت الثمن. لم يتفقوا على ما يجب أن يحدث في فلسطين. والمؤتمر الثلاثي الذي اقترح ترومان عقده في واشنطن لم يحدث، وكانت الحرب الباردة. ومن الصعب أن نتخيل مشاهد كهذه في أيامنا. فلا قوى منتصرة بالكامل. ولا قوى مهزومة بالكامل. لا القوى الكبرى تستطيع صنع الصفقات الكبيرة بينها من دون مراعاة القوى الإقليمية الكبيرة. ولا القوى الإقليمية قادرة وحدها على إدارة الأزمات والتسويات. وترجمة ذلك أن زمن الصفقات الكبيرة انتهى بنهاية الحروب الكبيرة. حتى حرب "عاصفة الصحراء" لإخراج القوات العراقية من الكويت التي شارك فيها تحالف دولي واسع بقيادة أميركا، انتهت بترتيبات دون مستوى الصفقات. كذلك الأمر بالنسبة إلى الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، بحيث استمرت لعبة العداء و"التساكن" الصعب بين النفوذين الأميركي والإيراني، واضطرت أميركا بعد 18 سنة إلى عقد اتفاق مع حركة طالبان التي أسقطتها في بداية الغزو. وحين يكثر اللاعبون تصبح اللعبة أطول وأشد تعقيداً فوق رؤوس شعوب تعيش في كوابيس وتلجأ إلى الأحلام.

 

لبنان في حقبته الشيعية

يوسف بزي/المدن/26 آب/2020

ابتدأ "لبنان الشيعي" مع تفجير موكب رفيق الحريري، وحملة الاغتيالات المتناسلة منذ منتصف شباط 2005، "مشفوعة" بتفجيرات ليلية متواترة آنذاك، ومتوّجة بغزوة أيار 2008، ومرفقة بعراضات القمصان السود ثم بجيش الموتوسيكلات، و"مترجمة" بخطابات الإصبع الغليظة المهددة، ومدعومة بمئتي ألف صاروخ،  وسلسلة انتصارات لا تصريف لها ولا تعريف خارج المقابر، إلا بهذا الدرك الذي وقعنا فيه. ولبنان الشيعي هذا، الذي تأسس بالاستيلاء والغلبة وفائض العنف، أتى انقلاباً على الجمهورية الثانية وعلى إرث الجمهورية الأولى أيضاً. ويمكن اختزال هذا رمزياً في تلك المواجهة الوجيزة التي حدثت بين جمهور متنوع ومدني وسلمي في وسط بيروت يلهج بأفكار ومطالب وشعارات تستبطنها مجتمعات المواطنة والحقوق والديموقراطية والدولة الحديثة والحريات، وجمهور آخر هو كتلة من الذكور العنيفين والموتورين لا تستبطن سوى سلاحها وصرختها الراعدة: شيعة، شيعة.. بلا زيادة أو نقصان.

كانت تلك آخر المواجهات المبتدئة في ربيع 2005 جمهوراً مليونياً لا قيمة له أمام الزمر المسلحة، أو هي كانت خاتمة كئيبة أشبه بلفظ الأنفاس وانطفاء الروح، التي سبقت النهاية الأبوكاليبسية في انفجار بيروت.

ولبنان الكبير الذي تقدمه "الموارنة" ما بعد نهاية المتصرفية، وارتضاه السنّة، وكان الدروز من أهله وصلبه، فيما أخذ الشيعة فيه موقعاً خلفياً وهامشياً رغم أنهم لأول مرة بتاريخهم المديد اكتسبوا في هذا الكيان الوليد حريتهم الدينية والاجتماعية والطقوسية والثقافية.. إنما قام على هذا "الاعتراف"، كما على تعريفٍ مركّب يميزه عن الدول المجاورة إلى حد التناقض. ورغم أن القيادة المارونية (إن صح التعبير) ارتكبت أخطاء تاريخية فادحة، ومنها التأخّر المتعمد في إرساء دولة المساواة، إلا أن كل ما يمكن مدحه في لبنان، عمراناً وثقافة واجتماعاً ونمط حياة كان بفضل تلك الخيارات المسيحية السياسية أولاً، التي قطفت ثمارها الجماعات الأخرى أيضاً، إن في الترقي الاجتماعي والاقتصادي أو في التقدم السياسي والثقافي. فالصيغة اللبنانية هذه، إنما كانت باستمرار مفتوحة على المنازعة السياسية بمعناها "الطبيعي"، للجماعات والطوائف والأفراد، كوجه من وجوه الديموقراطية اللبنانية.

وإذ أتت الحروب اللبنانية و"الملبننة"، باقتراف أهلي وإقليمي ودولي، على تلك التجربة المسماة "الجمهورية الأولى"، إلا أن اتفاق الطائف الذي دشن بداية "الجمهورية الثانية" لم يغيّر لا تعريفاً ولا أيديولوجياً بالهوية التي قام عليها لبنان الكبير عام 1920، وإن منح "السنّة" موقعاً متصدراً في القيادة، التي مثّلها رفيق الحريري ومشروعه. فالعقيدة السياسية للحريري ونظرته إلى لبنان كانت أشبه بـ"إعادة إعمار لبنان المسيحي" بإرادة المسلمين ورضاهم. بل أنه جمح على عكس التقليد العروبي الوحدوي (1958، 1969، 1975)، وتحوّل إلى طالب استقلال في حلف شبه معلن مع الكنيسة والفاتيكان، وبهما استقوى ولهما لجأ.

والحق أنه لم تكن المعضلة المسيحية في "الطائف" بل في انتهاكه على نحو منهجي بما يؤذي المسيحيين أو يعزز مخاوفهم ويقوي "تروما" موت الجمهورية الأولى.

كان قرار تفجير الحريري إعلاناً عنيفاً لابتداء مشروع شرق أوسطي مضاد، إيراني المصدر، خميني العقيدة، بالغ القسوة والتصميم على تصوير العالم حرباً مقدسة بلا نهاية تقريباً. وفي خضم العقود المنصرمة، كان العمل الأيديولوجي والتعبوي والتثقيفي وحتى الإعاشي المواكب للمحنة الدموية في معجن الحروب الأهلية وتحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، قد أحال الشيعة اللبنانيين إلى "جالية" إيرانية الولاء والسلاح والمال والوجدان.

ومن هذا التاريخ، خرج الشيعة بعد العام 2005، في مسيرة المواجهات مع سائر الطوائف وفي الحرب السورية والعراقية واليمنية، كما في حرب تموز 2006، بزخم اسبارطي قتالي ومتعصب ومدجج بالسلاح والإرادة لتثبيت الغلبة والقوة، ثأراً مختمراً منذ مئات السنين، ومضمخاً بتهويمات دينية مأسوية ومضنية تتحرق إلى مشاهد القيامة المهدوية. إزاء كل هذا، اختارت الطوائف الأخرى - كل على طريقتها- سبيلها في "معايشة" هذا الجبروت ومهادنته واتقاء شروره وصون رأسها وجسمها ومصالحها، فأسلمت مقاليد الدولة وسيادتها واتبعت التقية أو ارتضت "الذمّية" أو اعترضت لفظاً ولغواً بعيداً عن الخطوط الحمراء. وإذ منحت أصحاب فائض القوة سلطة تقرير المصير والسيادة والسياسة، انصرفت إلى تعويض خسارتها للكيان الجامع وللصيغة الوطنية بتأمين "رزقها" فساداً ولصوصية ونهباً وتحاصصاً، وتأمين وجودها بتعزيز طائفيتها ومذهبيتها ولحمتها العصبية. ولما سادت القناعة أن "ليست هذه دولتنا"، استسهلت الجماعات اليائسة والخائبة استباحة مقدرات هذه الدولة وماليتها وإداراتها وجباياتها، تحت عين المتسيّد المرتضي لهكذا رشوة ليست من كيسه، والمنشغل عن هذا الـ"لبنان" الصغير والفاسد والتركة الاستعمارية البائدة، بحروب سرية وعلنية تمتد من فنزويلا إلى أفغانستان من دون حدود أو جغرافيا.. التي من أولى شروطها استحالة الدولة في لبنان.

والمصيبة التي أولى ضحاياها هم الشيعة أنفسهم، أن لبنان بقيادة الموارنة كان عمراناً مختلاً أفضى إلى تصدعه، ولبنان بقيادة السنة كان إعادة إعمار مفخخاً باحتلالين انتهى بتفجيره، أما لبنان الشيعي فلا يقدم ولا يقترح أياً من مفردات العمران. فالعواصم الأربع التي أعلن الحرس الثوري سيطرته عليها تعتاش الآن على "المساعدات الإنسانية" التي يرسلها الغرب الكافر!

 

الراعي "الصادح"... "كل من يناصر الدويلة ويخون الدولة سينهزم"

ألان سركيس/نداء الوطن/25 آب/2020

يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خرقه كلّ السقوف، واضعاً الإصبع على الجرح وعلى النزيف الحقيقي الذي يستنزف الوطن.

عندما أطلق البطريرك الراعي دعوته الشهيرة للحياد في تموز الماضي ظنّ الجميع أن هذا الموقف عابر ومن دون أفق وأنه نداء عرضي في معرض توصيف ما يمرّ به الوطن، لكن تدرّج المواقف وصولاً إلى إطلاقه مذكّرة الحياد أثبت أن البطريرك لا يناور أو يطلق المواقف العابرة، فحسب مصادرها فإن "بكركي قالت كلمة حق والكل أيدوها". واللافت أيضاً أن الراعي تخطى بمواقفه أفرقاء 14 آذار والمعارضة في توصيف عمق المشكلة، لا بل شكّل البوصلة للإتجاه الوطني العام، فهو الذي تحدّث عن الدويلة التي تأكل الدولة ووجوب فك أسر الشرعية، وعن ضرب "حزب الله" بتصرفاته علاقات لبنان مع العالم العربي والغرب وأخذه إلى محور لا يريده، وحشره في المحور الإيراني وقطع علاقاته مع العالم، ومن ثمّ تحدث في مذكرة الحياد عن أن "الحزب" يُشكّل أحد أبرز أوجه خرق الحياد لأنه يحمل المشروع الإيراني بكل تفاصيله، كما أنه الميليشيا الوحيدة التي لا تزال تحمل السلاح بعد "إتفاق الطائف"، لكن الأبرز كان في عظة الأحد الأخيرة عندما طالب الدولة بدهم مخازن الأسلحة غير الشرعية الموجودة بين منازل المدنيين، في إشارة واضحة إلى "حزب الله" الذي يخزّن السلاح الإيراني بين المدنيين ليستخدمه في حروبه المتنقلة.

يستشهد الراعي في جلساته بعبارة شهيرة كان يردّدها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وهي أن "العربة لا تسير بحصانين، واحد يشدّها إلى الأمام والآخر إلى الخلف"، وهنا يقصد الراعي أن لبنان الوطن لا يمكنه أن يكمل مسيرته على الشكل الذي يسير عليه حالياً، حيث أن معظم اللبنانيين يناضلون ويكافحون من أجل بناء دولة تُحقّق طموحاتهم، في حين أن هناك "حزب الله" الذي يعمل لإستكمال بناء دويلته الخاصة ويقضي على الدولة، محاولاً فرض أفكاره وإيديولوجيته المستوردة من إيران على الشعب اللبناني ويجرّهم إلى حروب وسياسات لا يريدونها، وبالتالي فإن المعادلة باتت واضحة عند سيّد الصرح: "إما مع الدولة أو مع الدويلة".ولا يرى الراعي أي أمل بحل الأزمة اللبنانية، على بُعد أيام من الإحتفال بالمئوية الأولى لولادة لبنان الكبير، إلا بالعودة إلى منطق الدولة وتسليم كل السلاح غير الشرعي سواء كان مع "حزب الله" أو مع المنظمات الفلسطينية، وبسط سلطة الجيش على كامل الأراضي اللبنانية وإقرار مبدأ الحياد، والعمل على تحصين الوحدة الداخلية وتحييد البلد عن صراعات المحاور، لأن لبنان ليس منصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية أو صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، لذلك فإن الكنيسة تؤكد أن كل من يخون منطق الدولة القوية ويناصر الدويلة سينهزم.

وعلى رغم أن التفاؤل يجب أن يحضر دائماً، إلا أن بكركي تُبدي أسفها للإنحطاط الذي وصلت إليه الطبقة السياسية، فهي تغطّي في جزء كبير منها الدويلة، وفي جزء آخر تواصل فسادها وتتصرّف وكأن ليس هناك إنهيار إقتصادي حاصل أو إنفجار دمّر المرفأ وأجزاء من العاصمة وحصد أرواح الأبرياء، وكل همّهم تقاسم الحصص والإستمرار بالسرقة والمحاصصة والفساد. وأمام كل هذه المواقف المتقدمة للبطريرك، فإن كل الأجواء التي تروّج عن إمكان فرملة "حزب الله" لإندفاعة الراعي لا أساس لها من الصحة حتى لو تمّ لقاء بين الطرفين، لأن الهوة تتسع كثيراً و"الحزب" يرفض منطق الحياد بالمطلق ولا يريد أن يتخلّى عن سلاحه، خصوصاً وأن لهذا السلاح وظيفة إقليمية ومرتبط بإيران مباشرة وقراره ليس موجوداً في حارة حريك. لكن من جهة ثانية، بدأ الغطاء على هذا السلاح يضيق مع الإنهيارات المتتالية في صفوف العهد وبدء سقوط الغطاء المسيحي نتيجة تراجع شعبية "التيار الوطني الحر"، في حين أن موقف الراعي يأخذ مداه مسيحياً ووطنياً وإقليمياً ودولياً.

 

رسالة من مار شربل

داني حداد/أم تي في/25 آب/2020

إن أردنا أن نعطي مثلاً في الزهد والفقر والطاعة، لما وجدنا في حياة اللبنانيّين أفضل من مثال القديس شربل الذي يؤمن بشفاعته كثيرون، حتى من غير المسيحيّين. لا يميّز القدّيسون، كمثل بعض أتباعهم، بين ماروني وأرثوذكسي ولا بين مسيحي ومسلم.

ولكن، لو قُدّر للقديس الزاهد والفقير والمطيع أن يكتب رسالةً الى بعض المؤمنين، لوجدته يكتب هذه السطور:

أفرح بكم، وأنتم تزورون دير مار مارون في عنايا الذي احتضنني ثمّ احتضن جثماني، أو تلك التماثيل الضخمة والمزارات التي رُفعت على اسمي وصورتي في الكثير من المناطق. أرى كثيرين يجثون ويصلّون بإيمان. منكم المريض، ومنكم المحتاج، ومنكم من يطلب حمايةً أو صحةً أو رزقاً.

أصغي الى صلواتكم جميعاً، وأتشفّع لكم لدى الربّ الإله ليشفي كلّ مريض. ولكن، كم أتمنّى أن يكون لقاء الصلاة هذا معكم مجرّداً من كلّ ما حولكم. لا حاجة لكم للصورة وأنتم تصلّون. لا تعرضوا صور صلواتكم أمام العامّة. احفظوها في قلوبكم ومارسوها في يوميّاتكم. ليست الصلاة حدثاً عابراً في يومٍ أو ساعةٍ أو دقيقة، وخصوصاً في صورة. هي فعل ممارسة يوميّة حين تنبذون الحقد وتقدّمون الخدمة وتسامحون مرّةً... ومئة.

والصلاة ليست، خصوصاً، استعراضاً يبدأ بإضاءة شمعة وتستكمل بصورةٍ أو فيديو لتراه العامّة ونوحي من خلاله بما لا نعيشه في حياتنا اليوميّة.

ولا يعود تمثالي لقائد حربٍ أو زعيمٍ، ولا هو بنصبٍ تذكاريّ يقصده السيّاح.

تعالوا إليّ لوحدكم. تعالوا بقلوبكم، لا بأقدامٍ تسجدون عليها، ولا بشمعٍ تحرقونه، ولا بصورٍ تستعرضون من خلالها، ولا بنقودٍ ترمونها عند جثماني...

لا يهمّ كيف تصلّون ما دامت صلواتكم صادقة. لا يهمّ ما تتمتمونه أمام تمثالي أو صورتي، بل ما تفعلونه في بيتكم ومكان عملكم وشارعكم...

أشفوا أنفسكم من الصغائر، ثمّ اطلبوا الشفاء من الأمراض والأوبئة وعلل الجسد.

ولا تحصروا صلواتكم في يومٍ من شهر، ولا تجعلوها نزهةً في يومٍ مشمس، أو في ليلةٍ تبحثون فيها عن تغيير مزاج.

تعالوا ببساطةٍ، وبقلوبٍ لا تعرف الحقد، وبإرادةٍ للغفران... تعالوا بلا هواتفكم، وبلا صوركم، وبلا مواقع التواصل التي تجتاح عالمكم...

تعالوا بهدوءٍ وسكينة، لتمضوا بسلام.

 

مرحلة انتقالية نحو الحياد

الياس الزغبي/25 آب/2020

السلطة تريد إعادة انتاج ذاتها العفنة وكأن بيروت لم تُدمَّر، وحكم المحكمة لم يصدر، ولم تنكشف مخابئ المتفجرات والأسلحة!

فمن هو هذا المغامر المقامر الذي يتجرّأ على القبول بتمثيل "حزب اللّه"، بشكل مباشر أو مداور، كي يكرر سيطرته على الحكومة ومفاصل الدولة، وتجريب فشله مرةً أخرى، وعزل لبنان، من جديد، عن بيئته والعالم؟

تعالَوا ننظر إلى وضعنا بعين هادئة وعقل بارد: ما بعد انفجار بيروت وحكم لاهاي باتت هذه السلطة بكل مواقعها ورؤسائها في وضع التصريف الصوري الإداري للأعمال، نظراً لصعوبة، بل استحالة، عزلها واقعياً، من جهة، وعجزها عن انتاج حلّ فعّال، من جهة ثانية.

أمّا إدارة المرحلة الانتقالية نحو نظام الحياد ففي أيدٍ أخرى.

ولا نرى أن العالم الذي اندفع لإنقاذ لبنان، سيُحبطه أداء حكّامه المتغوّلين تحت مظلّة السلاح.

نحن على مفترق تغيير تاريخي سيُطلق المئوية الثانية للبنان الكبير، على أسس تضمن سيادته وحياده مع الخارج، وتُرسي قواعد جديدة للشراكة بين أبنائه في الداخل، مفتوحة على صياغات سياسية ما بين حدّين:

مركزية قائمة على المواطنة المدنية حتّى العلمانية،

ولامركزية تصل إلى حدّ الفيدرالية.

وحين يكون لبنان محايداً تجاه الخارج، يصبح حل مشكلة العلاقات بين أبنائه أكثر سهولة، لأن سلاح "حزب اللّه" يصبح خردة بلا وظيفة، ويفقد تأثيره الضاغط على حرية القرار.

إذذاك، تنتظم الحياة السياسية على دستور وقوانين تستجيب انتظارات المواطن وجيل الثورة، ولا تستثير ريبة الطوائف والأحزاب.

 

المزبليّة السياسيّة 

جهاد الزين/النهار/25 آب/2020

 يكشف انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر أحياء بكاملها في قلب العاصمة ولاسيما الجزء الشرقي منها وأدّى إلى مئات الضحايا

بينهم من لا زال تحت الأنقاض، يكشف أن المعطى الأساسي أيا يكن المتورطون في الإهمال أو الفساد أو حتى التفجير المتعمّد الذي سمح بالتفجير، أكرر: مهما يكن مصدره، فإن جهاتٍ غامضةً نَظَرَتْ إلى مرفأ بيروت كمزبلة لتكديس مواد أو نفايات لا يمكن الاحتفاظ بها طويلا وبسهولة في مكان آخر أي في دولة أخرى. ونفّذت ذلك. واقع الدولة المزبلة بدأنا نلمسه في الحقبة الأخيرة من الحرب الأهلية في ثمانينات القرن المنصرم. فلقد أظهرت قضية النفايات النووية آنذاك، بمعزل عن حجمها الحقيقي، وربما المتواصل إلى اليوم، أن الذي يسمح خارجيا وداخليا لجهات رسمية أو مافيات بالتفكير في اللجوء إلى تخزين مواد خطرة أو ممنوعة، أو تصريف مواد فاسدة، هو تحوّل الدولة اللبنانية إلى دولة مزبلة في العلاقات الدولية الخاصة والعامة. مفهوم الدولة المزبلة، وهو مفهوم يمكن أن يُدرّس في العلوم السياسية، عندما تتيح شبكات الفساد السياسي والمالي والاجتماعي والاقتصادي المترابطة والمتداخلة في دولة ما، جعلَ هذه الدولة، أي أراضيها، مكاناً يمكن القيام فيه بعمليات تخزين أو تصريف مخالفة للقانون الدولي أو لقوانين الدولة نفسها. بهذا المعنى فالمزبلة هي مؤسسة أو مؤسسات وليست مجرد تعبير مكاني، والمزبليّة هي سلوك ممنهج وليس انتقائيّاً.

المادة أو المواد التي تفجّرت في مرفأ بيروت لا تختلف من حيث آلية توجيهها إلى لبنان، بمعزل عن تفاوت نسب الخطورة، عن توجيه صفقات اللحوم الفاسدة والأدوية الفاسدة والسيارات المسروقة ( من وإلى لبنان) وأي مادة غذائية أو صناعية لا يمكن تصريفها أو تخزينها قانونا في دولة أخرى. من يدري ربما كان أيضا بين صفقات السلاح الذي يتدفّق على بلادنا سلاح فاسد أيضا!؟

الدولة المزبلة، ليست الدولة الملجأ. الثانية هي دولة حماية الحريات كما كان لبنان ذات يوم وكما هي فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا اليوم، دولة يلجأ إليها الهاربون من القمع والسجون في عالم ثالث مليىء بالاضطهاد، بينما الدولة المزبلة هي دولة الفساد الذي يستقبل الفساد ويصدِّر الفساد.

ليس ضعف الدولة التقليدي هو الذي يحدد معطى المزبلة بل "المؤسسة" السياسية التي تدير الدولة هي التي تحدد.. فخلال الحرب صارت الطائفية المسلّحة والعميلة مصدراً لإنتاج سياسيي المزبلة الذين تخرجوا في الشارع من "مدارس" الخروج على القانون، وعندما انتهت الحرب وسيطر هؤلاء المزبليّون على الدولة، صارت الدولة مزبلة، أي انتقل الفساد فيها إلى المرحلة المزبليّة وهي أعلى مراحل الدولة الفاسدة.

لم ننتبه نحن اللبنانيين أن جوهر أزمة النفايات التي فجّرت الحراك المدني عام 2015 و الذي كان أول إرهاص لثورة 17 تشرين الأول 2019، كما ظهر لاحقا، هو أن الفساد المزبلي العميق والشامل في الحياة السياسية اللبنانية، أقفل الطريق، في جملة ما أقفل، حتى على النفايات الطبيعية من حيث بدا أن الأرض اللبنانية كما لو أنها لم تعد تتسع للمزابل "الطبيعية" التي هي جزء من الحياة الصحية السليمة في أي دولة. امتلأت المزابل الأخلاقية والمالية والسياسية داخل أجهزة الدولة التي استخدمتها الميليشيات كمزابل لنفوذها، امتلأت بحيث لم تعد هناك قدرة أو متّسع لتخزين أو إحراق أو تحويل النفايات الصحية. صارت هذه الأخيرة وهي تملأ الشوارع أكثر نظافة من النفايات السياسية التي تتحكّم بنا ولا نعرف إلى اليوم ماذا تخزّن في أرضنا ومؤسساتنا وحتى بعض مدارسنا وجامعاتنا ومصارفنا. كان كل ذلك يحصل ومواد النيترات أمونيوم وغيرها موجودة في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت ونحن منشغلون بنفايات أخرى أقل خطورة ولا نعرف أننا صرنا مشروع تفجير موقوت على مدى سنوات. هناك دولٌ في القارة الإفريقية بلغت مستوى الدولة المزبلة قبلنا. العراق، ليبيا، اليمن، تفكّكت إلى الحد الذي لا نعرف فيه درجتها المزبلية، وهي مزبلية أكيدة، بينما هنا في بيروت يرتدي المزبليّون ثيابَ رجال دولة ويفتخرون بالإنجازات التي حقّقوها خلال تاريخهم المزبلي وهم ينتقلون من صناعة أو حماية أو إخفاء مزبلة إلى أخرى. أنبياء مزورون على مزابل حقيقيّة

حوّلوا أحد أجمل وأهم بلدان الشرق الأوسط إلى مزبلة قاتلة....

انفجرت في مرفأ بيروت مع نيترات الأمونيوم الشهادة الجامعية النفاية، والوظيفة النفاية، واللحوم النفاية، والانتماء الحزبي النفاية، وأكاد أقول المقال النفاية وحتى الأغنية النفاية. هذا انفجار الحمض النووي في جينات المزبليّين الذين يديرون حياتنا بل انفجار الثقافة السياسية المزبلية التي تدير حياتنا. أكاد أقول أيضا أن هذه الثقافة المزبلية تجعلنا جميعا مسؤولين عن استمرار الوضع القائم حتى لو كانت ثورة التغيير الشبابية تواجه معضلة عدم القدرة على التغيير. والمفارقة أن هذا العجز التغييري تشاركنا فيه دول كبرى من حيث أنها راغبة في التغيير وغير قادرة عليه في آن.

يجب أن ننتبه إلى أننا البلد الوحيد في العالم الذي انطلقت فيه ثورة نخبوية واسعة، بسبب النفايات. وهذا الجيل الواسع من آلاف شباب الطبقة الوسطى الذي استطاع أن يخاطب الروح النبيلة في الشعب اللبناني ويُسْقِط، أخلاقيا لا سياسيّاً، المافيا المزبلية هو نفسه ربما جعل انفجارُ مرفأ بيروت ما تبقّى من أحلامه التغييرية تتكسّر وتتطاير مع أطنان الزجاج المنهار. وأنا، كأب، لن أقول لهذا الجيل الرائع ما لم أقله لبناتي قبل سنوات: هاجِرن......هاجِروا.

 

مع سيد بكركي… في مواجهة العملاء

طوني أبي نجم/أي أم ليبانون/25 آب/2020

مشكلة محور الممانعة أنه لا يقرأ التاريخ جيداً. يظن بعض غلمان هذا المحور، وفي طليعتهم ابراهيم الأمين، أنه يمكن لتاريخ عمره 40 عاماً من الثورة الخمينية وتصدير التخريب إلى الدول العربية أن يتطاول على 1400 سنة من أساسات لبنان الهوية والكيان.

يظن أوباش محور الممانعة وصحيفتهم الصفراء المسمّاة “الأخبار” أنهم يستطيعون تجاوز كل الخطوط الحمر لقواعد العيش المشترك في لبنان، وذلك عبر التجاسر على توجيه اتهامات ساقطة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، كمثل اتهامه بـ”العمالة” لمجرّد طرحه الحياد!

طبعاً لا داعي للدفاع عن طرح سيد بكركي “الحياد” لأن فيه مصلحة لجميع اللبنانيين، لا الإيرانيين. ولكن المصلحة العامة باتت تقتضي أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة ليسمعها من يعنيهم الأمر من الأوباش:

ـ لا ليس البطريرك الماروني من يمكن نعته بالعمالة. سيد بكركي هو صخرة لبنان إيماناً وفكراً وروحاً وانتماءً وعنفواناً. الكنيسة المارونية حفرت في صخور لبنان وجباله ووديانه، ولم يتم تأسيسها بأموال الحرس الثوري الإيراني بالتآمر مع النظام الليبي لإخفاء إمام اللبنانيين موسى الصدر ولا بتصفيات ضباط الجيش اللبناني وقادة “جمّول” ولا بالإنقلاب على حركة “أمل” بما كانت تمثله يومذاك من إرث للإمام الصدر! ـ العملاء هم عملاء إيران وأزلامها في لبنان ومن يتقاضون منها الأموال والسلاح والأوامر لينفذوا مصلحتها على حساب مصالح اللبنانيين ومصلحة لبنان العليا، وفي طليعة هؤلاء “حزب الله” بجميع مسؤوليه وأتباعه. العميل هو من يضرب مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين في الخليج العربي إرضاءً للحوثيين في اليمن، وعبر تنفيذ عمليات أمنية في قلب الدول العربية الصديقة! بطريرك الاستقلال الثاني المثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير كان أعلن سابقاً أنه “في حال خُيّرنا بين الحرية والعيش المشترك فالتاريخ يشهد بأننا سنختار الحرية”. واليوم مع غبطة البطريرك الراعي نعلن أننا لن نقبل بعد اليوم أن يتطاول أحد على صخرة اللبنانيين، على رأس الكنيسة الماروني الذي لا يملك ميليشيا ولا صواريخ ولا جهازاً أمنياً ولا يتقن فن الاغتيالات، لكنه يملك مع أكثرية اللبنانيين الإيمان والإرادة لمواجهة جميع العملاء مهما تدججوا بالأسلحة الإيرانية. نعم من “أعطي له مجد لبنان” سيستمر في رفع الصوت ضد الميليشيات الإيرانية، وضد “حزب الله” تحديداً، وضد السلاح غير الشرعي، وضد انتشار مخازن أسلحته ومتفجراته، ونحن إلى جانبه حتى إسقاط هذه المنظومة الإجرامية التي مارست الاغتيالات والتي تحوم حولها كل الشبهات في مجزرة تفجير مرفأ بيروت.طفح الكيل وحذارِ التطاول على سيد بكركي بعد اليوم، فإما أن يرضخ الجميع لمنطق الاحترام المتبادل واحترام المقدسات والرموز والمواقع الدينية، وإما فلتسقط كل المحرمات إلى غير رجعة!

 

حيادٌ بلا إجماع

بشارة شربل/نداء الوطن/25 آب/2020

يوماً بعد يوم يتبيّن أننا أضعنا وقتنا في مطالبة السلطة بالإصلاح. هي، برؤوسها وأذنابها، ملح فاسد. لا حسَّ مسؤولية ولا ما يفترضه الحد الأدنى من الأخلاق، فكيف لفاقد الشيء ان يعطيَه؟ ربما حان الوقت ليدرك من ثاروا في 17 تشرين، والذين سبقوهم الى التظاهر بعشرات الآلاف في 2015، والمطالبون بالتغيير على تنوّع المشارب والآراء، ان نياتهم الحسنة ومطالبهم المحقة وغضبهم الساطع ضد الفساد و"حكم المصرف" وتخلف النظام السياسي، ليست العنوان الصالح للخلاص من منظومة النهب والارتهان. بلا شك، كانت الأوضاع المزرية ونُذُر الانهيار محركاً لخوض تجربة اعتراض ديموقراطية في الشارع، وشكلت انتفاضة الجيل الجديد من تلامذة مراهقين وشبان جامعيين وأهال موجوعين بارقة أمل بولادة جديدة للبنان خصوصاً بعدما رفعوا شعارات المواطنية الجامعة وتجنبوا الانقسامات. بيدَ ان المنظومة الفاسدة استطاعت عبر احتراف الخديعة والعنف الرسمي والميليشيوي تبديد الحلم ومنع التغيير، حتى بالحد الأدنى الذي ينقذ ماء وجهها ولا ينتزع منها هيمنتها. سقط شعار "كلن يعني كلن"، ليس لأنه رومانسي وغير عادل بحق أحزاب وحزبيين غير ملوثين فحسب، بل لأن "الثورة المضادة" محصنةٌ بقوة ومناعة تجعلانها قادرة على احباط اي محاولة تغيير، وتمتلك من عقلية الالغاء "مخزوناً استراتيجياً" يدفعها بدم بارد الى ارتكاب تخيير اللبنانيين بين عيشة الذل أو الخراب العميم. ولماذا نستغرب؟ نماذج صدام حسين وبشار الأسد ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح وعمر حسن البشير و"الثورة الخضراء" في ايران، ماثلة في الأذهان، وذهنية المنظومة الحاكمة ليست "أنظم" من سلوك أي من المذكورين حكاماً أحياء أو سجناء أو في دار البقاء. وما انعدام رد الفعل على "إبادة الأشرفية" سوى التعبير الواقعي عن نوعية القوى السياسية، التي شاءت الأقدار النحيسة ان نعيش في ظلها فتقتل حاضرنا وتعبث في مصائرنا ومستقبل أجيالنا.

لم يكن خافياً أن جوهر الموضوع وطني مصيري، وأن لا علاج لموظف فاسد في وزارة أو ردعَ لمتنمّر في حي او قمعَ لاستيلاءِِ على مشاع وتلويث نهر، أو تنفيذ أحكام في خلاف عقاري إن لم تحل مسألة اعتقال الشرعية ومنع قيام دولة القانون والسيادة... حاولت قوى الثورة، مثل أطراف سياسية عدة، تأجيل الموضوع، تارة عبر تحييد السلاح وطوراً عبر "ربط النزاع" او الدعوة المستمرة الى "استراتيجية دفاع" و"نأي بالنفس"، لكن "فالج لا تعالج"، حتى قطع البطريرك الراعي الشك باليقين فأعلن "مذكرة الحياد النشط" التي تختصر كل العناوين.

عبثاً تبحث الثورة عن شعار مفيد أو صياغات ذكية لطروحات تعيد اليها الزخم وتؤدي الى محاربة الفساد وتطوير المؤسسات من غير ان تستفز المتمسكين بالسلاح والمحور الاقليمي، فكلها اصطدمت وستصطدم بعقبة استعادة السيادة على الأرض والقرار. وتجاوز العقبة متضمَّن حُكماً في مشروع الحياد، وهو لا يحتاج الى جهد ضائع لاجتذاب بيئة "الثلاثية الذهبية"، ولا الى "اجماع" لأنه مشروع مقاومة لتحرير الدولة والقرار. وكما كان أمين عام "حزب الله" محقاً في انه لم يكن هناك اجماع على المقاومة ضد اسرائيل ولم تكن هي بحاجة الى ذاك الاجماع، كذلك فإن المقاومة لتحقيق الحياد والعيش الآمن بلا ارتهانات و"نيترات" لا تحتاجه على الاطلاق.

 

الشراكة السياسية مع «حزب الله» انتهت؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/25 آب/2020

تجري المشاورات السياسية لتأليف الحكومة العتيدة وكأنّ حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه لم يصدر، فهذا الحُكم المنتظر، والذي دانَ عنصراً من «حزب الله»، لم يؤثر في البحث الجاري حول التركيبة الوزارية الجديدة. في المقابل تبرز دعوات ومطالبات جهات سياسية وشعبية بفك الشراكة السياسية مع «حزب الله» على مختلف مستوياتها، الى حين رضوخه لشروط بناء الدولة، ومنها حصرية السلاح في يد القوى العسكرية والأمنية الشرعية.

تؤكد مصادر مطّلعة على المشاورات الجارية لتأمين توافق مُسبق على الحكومة الجديدة رئيساً ووزراء، أنّه «لا يوجد أيّ ترابط بين قرار المحكمة الدولية وتأليف الحكومة، تحديداً لجهة تمثيل «حزب الله» فيها، فالقرار كان منتظراً حتى أنّه كان من المتوقّع أن تدين المحكمة المتهمين الأربعة وليس سليم عياش فقط».

وإذ تشير الى أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سبق أن ترأس حكومات يُشارك فيها «حزب الله» وكان معلوماً أنّ المتهمين في قضية اغتيال والده من «الحزب»، تسأل: «لماذا سيكون هناك مشكلة لدى الحريري الآن في المشاركة في حكومة مع «الحزب»؟ معتبرةً أنّه «على عكس ذلك هناك مصلحة الآن في أن يكون الجميع مشاركين في عملية الإنقاذ، فالوضع لا يتحمّل مكابرة ومزايدة».

وفي حين أنّ الحريري ما زال صامتاً ولم يعلن أي موقف رسمي من الحكومة المقبلة، على رغم من أنّ مشاورات التأليف تشمله، تعتبر قوى عدة، وخصوصاً من فريق «14 آذار» سابقاً، أنّ الشراكة السياسية مع «حزب الله» بعد حكم المحكمة الدولية باتت متعذرة. وتُبدي جهات معارضة استغرابها لسكوت الحريري وعدم إعلانه هذا الأمر مباشرةً بعد صدور الحُكم في جريمة اغتيال والده.

وفي هذا الإطار اقترح «لقاء سيدة الجبل»، الذي يضمّ شخصيات مستقلة معارضة، ورقة عمل سياسية أساساً لـ»نقاش جدي ومسؤول مع مختلف قوى المعارضة والاعتراض ومجموعات «ثورة 17 تشرين» التي تتقاطع عند اعتبار أنّ لبنان فاقد قراره الحر جرّاء وصاية سلاح «حزب الله»، والذي رَهن لبنان لمصلحة إيران».

 ومن بنود هذه الورقة «اعتبار «حزب الله» خارج الشراكة السياسية بعد إدانته بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكونه أداة لمشروع وصاية خارجية وكلّ أدائه يناقض العيش المشترك ولبنان الرسالة، والتشديد على سقوط ثلاثية «جيش وشعب ومقاومة»، إذ ظهر في وضوح أنّ ما يُسمّى بالمقاومة هو مجرد غطاء للأعمال الإرهابية، وأنّ الجيش والشعب لا يمكنهما العيش أو التعايش والتكيّف مع الإرهاب».

ويوضح النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية» أنّ هذه الدعوة تنطلق من أنّ «حكم المحكمة الدولية أكد أنّ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري حصلت لأسبابٍ سياسية ترتكز على وضوح موقف الرئيس الشهيد المُنسجم مع مؤتمر البريستول الثالث الذي دعا الى انسحاب الجيش السوري من لبنان. وشدّد الحكم على الربط بين الموقف الوطني للرئيس الحريري وبين استشهاده. كذلك أكد أنّ مَن دبّر هذه الجريمة ونفّذها وأشرف على تنفيذها هو «حزب الله»، لأنّ سليم عياش ينتمي الى هذا التنظيم المُسلّح».

وانطلاقاً من هذه الثابتة، يعتبر سعيد أنّ «الشراكة السياسية مع «حزب الله» باتت موضع سؤال وتشكيك، حتى حدود إسقاطها من بناء الدولة»، مؤكداً «أنّنا لا نشكّك بالشراكة الوطنية مع البيئة التي يمثّلها «حزب الله» ولا بالشراكة الميثاقية، بل بالشراكة السياسية مع هذا التنظيم التي باتت غير ممكنة».

أمّا المقصود بـ»فك الشراكة السياسية»، بحسب سعيد، فهو أنّ «استخدام «حزب الله» المجالس الاختيارية والبلدية والنيابية والوزارية للاختباء خلفها بغية بقائه على قيد الحياة السياسية، أصبح جريمة وطنية». وفي حين أنّ موقف «اللقاء» حاسم لجهة أنّ «الشراكة السياسية مع «الحزب» سقطت»، يدعو جميع المعنيين والأفرقاء السياسيين الى طرحها ومناقشتها.

وانطلاقاً من فك هذه الشراكة مع «الحزب»، يدعو «اللقاء» وسعيد وشخصيات أخرى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وجميع أفرقاء المعارضة الى عدم المشاركة في حكومة مع «حزب الله».

ويذهب سعيد الى أبعد من ذلك، ويقول: «ربما سنصل بعد الخلوة للدعوة الى مقاطعة الانتخابات الفرعية إذا كانت ستحصل». ويعتبر أنّ «حُكم المحكمة الدولية يطرح على الجميع، وبمَن فيهم «حزب الله»، الأسئلة الآتية: هل يُمكن المشاركة مع حزب قتلَ مرة؟ ومن يؤكد أنّه لن يقتل مرة ثانية؟ كيف يمكن أن نعيش ونتعايش مع حزب في مؤسسة واحدة، في حين أنّ القانون يُطبّق على مواطنين ولا يُطبّق على آخرين؟». ويرى «أننا إذا أردنا أن نستمر في الشراكة السياسية مع «حزب الله» يجب عليه أن يضع سلاحه خارج البيت، وأن تكون الشراكة وفقاً للشروط اللبنانية والدستور اللبناني بحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وإلّا تسقط هذه الشراكة». ويقول: «من لا يريد أن يأتي الى الدولة بشروطها فليَقم ببناء دولته ونحن لا نريد مشاركته. لسنا في واقع أن نعزل أحداً، بل نعزل أنفسنا عن الشراكة معه».

وفي المقابل، وانطلاقاً من أنّ «حزب الله» يملك مع حلفائه الغالبية النيابية ويُمكنه تأليف الحكومات، يعتبر البعض أنّ فك الشراكة السياسية مع «الحزب» يعني تسليمه البلد وقرار الدولة بنحوٍ كامل. أمّا سعيد فيعتبر أنّ «الحزب» في حاجة الى شراكة الدولة اللبنانية للاختباء خلفها»، ويسأل: «لماذا لا يذهب الشيخ نبيل قاووق الى حل مسألة النقاش مع صندوق النقد الدولي؟ لماذا لا يذهب الشيخ نعيم قاسم لمناقشة موضوع حقوق الانسان مع الاتحاد الأوروبي؟ ولماذا لا يذهب السيّد حسن نصرالله الى مجلس الأمن لمناقشة شروط تنفيذ القرار 1701؟».

كذلك يعتبر سعيد أنّ «من يريد شراكة «حزب الله» بعد حكم المحكمة الدولية هو مثل «حزب الله».

وفي حين أنّ «لقاء سيدة الجبل» وجّه دعوة علنية الى المشاركة في خلوة لمناقشة فك المشاركة السياسية مع «حزب الله»، سيُجري كذلك اتصالات مع كلّ الأحزاب السياسية والتجمعات المعارضة لدعوتها الى عقد هذه الخلوة سريعاً.

فهل تتّخذ الأحزاب التقليدية والشخصيات والمجموعات المعارضة لـ»حزب الله» قراراً موحّداً بفك الشراكة السياسية معه، خصوصاً أنّ جهات معارضة عدة تؤكد أنّ قرار المحكمة الدولية الصادر في 18 آب الجاري لا يُمكن تجاوزه؟

 

القاضي عويدات سيتنحّى إذا...!

ملاك عقيل/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 25 آب 2020     

عكست مهلة الايام الخمسة التي أعطتها حكومة حسان دياب لنفسها إثر إلتئام المجلس الأعلى للدفاع بعد ساعات قليلة من إنفجار المرفأ حجم الإرباك الذي سيطر على أداء السلطة. هذه المهلة غالباً لا تكفي لكشف هوية سارق أو مرتكب جريمة قتل في ضيعة نائية فكيف حين تجد الدولة نفسها أمام إعصار غير مسبوق في تاريخها الحديث أحال واجهة العاصمة منطقة منكوبة. في مسار التحقيق العدلي اليوم ما يشي ببطء يبرّره قضاة لكون الملف شائك ومعقّد وتتداخل فيه المسؤوليات التي تشمل ثلاث مراحل أساسية كل واحدة منها تحتاج ربما الى أشهر من التحقيق وهي: سبب وصول الباخرة الى لبنان والأسباب التي أدّت الى بقائها مع حمولتها من نيترات الأمونيوم في المياه اللبنانية، والمسؤولون عن نقلها الى العنبر رقم 12، والمسار الذي واكب التعاطي الاداري والأمني والرسمي مع هذه البضاعة وصولاً الى تحديد الأسباب المباشرة وغير المباشرة للانفجار. المحاور الثلاثة تلخّص بعنوان واحد "تحديد المسؤوليات عن الكارثة".

قبل تعيين القاضي فادي صوان محققاً عدلياُ في قضية إنفجار المرفأ في 13 آب الجاري كان مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات أعدّ لائحة طويلة بموظفين ومسؤولين وقضاة وضباط ووزراء اعتبر أنه من الضروري الاستماع الى إفادتهم إضافة الى 25 مشتبهاً بهم بالقضية (وبينهم 19 موقوفاً)، كما رسم خارطة طريق للعمل يعود للمحقق العدلي الأخذ بها أو تعديلها أو إستبدالها بأخرى، لكن على أساسها سيزّود المحققون الفرنسيون القاضي صوان خلاصة تقريرهم حول مسرح الانفجار. كما أن لا شئ يمنع بعدم إلتزامه بلائحة الاستدعاءات التي وضعها عويدات.

لكن إحتمال الاستماع الى إفادات وزراء الأشغال والمال والعدل أخذ الحيّز الأكبر من الإهتمام لأسباب عدّة أهمّها الحصانة التي تزّنر هؤلاء، وبينهم غازي زعيتر وعلي حسن خليل وهما نائبان حاليان.

وفيما تفيد المعلومات أن القاضي صوان لن يتوانى عن الاستماع الى الوزراء المتعاقبين لكن هذا الأمر متروك لمراحل متقدّمة من التحقيق، فقد لوحظ ومن ضمن التراشق الاعلامي الحاصل التركيز على علاقة القربى بين مدعي عام التمييز والنائب زعيتر (زوج شقيقة مدعي عام التمييز). ومع أن الملفّ انتقل بالكامل الى المحقق العدلي فقد نقل عن القاضي عويدات قوله "أنه في حال تمّ الإدعاء على وزير الأشغال السابق غازي زعيتر فسيتنحّى عن موقعه كمدعي عام التمييز"!

وهي خطوة قد يقدم عليها عويدات سنداً الى المادة 122 من قانون أصول المحاكمات المدنية. مع العلم أن التيار الوطني الحر يطالب عويدات صراحة بالتنحي والتحقيق معه كونه معني بملف إنفجار المرفأ، فيما سيتكفّل التحقيق المفتوح أمام القاضي صوان بتبيان حدود المسؤوليات بين جهاز أمن الدولة ومدعي عام التمييز. وهنا تؤكد مصادر قضائية بارزة "أن المحقق العدلي يمكنه الاستماع الى أي قاضي معني بهذه القضية بمن فيهم قضاة هيئة القضايا التابعة لوزارة العدل المعنيين بشكل أساس بالملف. لكن لا يستطيع القاضي صوان الاستماع الى مدعي عام التمييز الذي يتقدّم عليه وأعلى منه بكثير إلا بصفة شاهد فقط. وغير ذلك، فقط في حال الإدعاء على أي شخص تربطه صلة قربى بمدعي عام التمييز يتنحّى الأخير".

ووفق معلومات مؤكّدة يتبين أن عشرات المراسلات العائدة للوزارات المعنية في ملف المرفأ لم تكشف وجود ولا أي مراسلة موقعة من قبل زعيتر مع العلم أنه كان الوزير المسؤول حين وصلت الباخرة الى لبنان. ويؤكد مطلعون أن "سياسة النكايات التي تسيطر على إدارة العمل في العديد من إدارات ومؤسسات الدولة "فعلت فعلها" داخل مرفأ بيروت أيضاً". يضيف هؤلاء "كما قاد الخلاف بين مدير عام الجمارك بدري ضاهر ورئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي الى عدم مراسلة الأول للمجلس في كل ما يتعلق بمسألة باخرة روسوس والعنبر رقم 12، فإن الخلاف بين مدير عام النقل عبد الحفيظ القيسي ووزير الأشغال آنذاك غازي زعيتر قطع الطريق على حصول مراسلات في ما يتعلّق بالباخرة"!! ويبدو، وفق المعلومات، أن السبب الأساس الذي قاد مدعي عام التمييز أولاً الى ترك القيسي بسند حرّ بعد الاستماع اليه ثم الإدعاء عليه هو وجود مراسلات إن في ما يتعلق بحجز السفينة أو تعويمها وتفريغ حمولتها كانت تحصل بشكل متقطع ومن دون متابعة وكأن ثمّة من كان يحرّكها لسبب ما".

 

الثورة تلفظ القوّات...

صفاء درويش/"ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 25 آب 2020

ليست المرة الأولى التي تسعى فيها القوات اللبنانية لتصدّر المشهد. وكأن هناك بداخلها من درس علم صناعة البروباغندا وينشط بين وقت وآخر لسحب الأضواء من كل ما يحصل في البلد ويحوّل حزبه ومسؤوليه، وأحيانًا رئيسه، إلى "ترند" يتابعه الجميع. أحيانًا، تأخذ مسار تصريحات القوات بُعدًا فوقيًا في تصوير الواقع، فيحسب من لا يعلم حجم كتلتهم أنّهم يشكّلون وحدهم الأكثرية النيابية، وباقي الفرقاء في البلد مجتمعين بحاجة لهم للحيلولة دون الخروج من السلطة.

يوم قدّم وزراء القوات اللبنانية استقالتهم من حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2019، سعوا جاهدين للإيحاء أنّهم يشكّلون عصب ما يسمى بثورة 17 تشرين. خرجوا مطالبين بتغيير السلطة متناسين، أو على الأقل محاولين جعل الناس تنسى، أنّهم جزء لا يتجزأ من السلطة نفسها. نسوا ربّما، أو يريدون للناس أيضًا أن تنسى، أنّ تشكيل حكومة الحريري تأخر فعلًا بعد رفضهم جوائز ترضية وزارية مصرّين الحصول على حقائب وازنة. قبل أقل من شهر خرج رئيس الحزب سمير جعجع رافضًا تقديم استقالة نوابه بعد غدر تيار المستقبل والحزب الإشتراكي له ونكثهم بوعدهم كما أوحى. أسقط حينها، وربّما بغفلة من مسؤول ملف البروباغندا لديه، أنه جهد قبل ذلك ليصبغ نفسه بصبعة الثوار المتمايزين عن السلطة، فعاد بقواته خطوات إلى الوراء.

وفي قراءة للواقع، وبحسب استطلاع أجري مؤخرًا، موضوعه الإنتخابات الفرعية المقبلة، يتبيّن أنّ نسبة ما يزيد عن 70% من مناصري الثورة سيحجمون عن التصويت لأي من مرشحيها في حال تحالفها مع القوات اللبنانية. هذا الواقع، يتماهى بشكل كبير مع موقف عدد من المجموعات التي تسعى مؤخرًا لتشكيل تحالف سياسي وثيق يضم نوابًا مستقيلين بينهم حزبيين، يستبعدون بشكل كلي تحالفهم في أي انتخابات مقبلة مع القوات اللبنانية.

يكشف مصدر منهم أنّ شارعهم ورغم عدم احتكاكه بشارع القوات اللبنانية الذي شاركه بالتحركات، إلّا أنّه لا يمكن له تصنيف القوات خارج إطار السلطة وما يحمل تجاهها من علامات استفهام وتعجّب وأن مجموعات الثورة تعتقد بصراحة أنها قادرة على تشكيل حيثية سياسية داخل المؤسسات دون الإشتراك مع القوات! يؤكّد أن القوات سعت طيلة تحركات 17 تشرين إلى استثمار "الثورة" وإصابة الساحة المسيحية تحديدًا بحجرين أساسيين؛ الأول استقطاب كل الخارجين والمنقلبين والناقمين على التيار الوطني الحر، والثاني عدم السماح لحزب الكتائب برفع شعبيته نتيجة تواجده الطبيعي بـ 17 تشرين كونه غادر السلطة قبل فترة طويلة ورفض العودة إليها. في هذا الإطار لم يحسم هؤلاء خطوتهم المقبلة، بانتظار تبيان جدية حكومة تصريف الأعمال بإجراء الإنتخابات الفرعية من عدمها، ليبنوا على الشيء مقتضاه، إلّا أن الأكيد أنهم يدرسوا المشاركة الإنتخابية ولو على قاعدة القانون الأكثري للوقوف على أحجامهم الفعلية بعد حدثين مفصليين هما 17 تشرين و4 آب. وفي هذا الإطار علم "ليبانون ديبايت" أنه في حال تقرر خوض الإنتخابات الفرعية فستكون في مناطق بيروت الأولى والمتن الشمالي وكسروان، فيما مقاعد الشوف وعاليه وزغرتا ستكون مبدئيًا خارج اهتمامات المجموعات الأكثر فعالية في 17 تشرين ومعهم حزب الكتائب اللبنانية.

في لعبة البازار السياسي الشعبي المطلبي خسرت القوات اللبنانية. ربّما تكون خسارتها لحلفائها السابقين من منطلق مبدئي وقرار ذاتي يتعلق بنظرتها إليهم وعدم ارتياح شارعها للوقوف مجدّدًا مع حلفاء سلطويين، ولكن الأكيد أن خسارتها لشارع الثورة هو قرار تتخذه المجموعات التي لا تجد نفسها مضطرةً أبدًا لمواجهة السلطة بسلاح القوات! في التقسيم السياسي الجديد بتنا أمام ثلاث قوى أساسية في لبنان: الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي، والثورة والكتائب. أما القوات فعليها البحث من جديد عن ساحة تضمّها لا تلفظها.

 

تاريخ بكركي الطويل ... ولا حكي تركي

حبيب شلوق/المرصد/25 آب/2020

لم يكن ضرورياً تسرُّع البعض في ردات الفعل على مشروع البطريرك الكاردينال  مار بشارة بطرس الراعي عن "الحياد الناشط" ، خصوصاً  إذا رجع المعترضون إلى تاريخ بكركي والبطاركة الموارنة، وموقفهم الثابت منذ نشأة لبنان الدولة وقبلها بمئات السنين.

من نافل القول أن لكل إنسان رأيه ولكل مجموعة رأيها ومثلهما كل طائفة ومذهب وحزب  وهيئة ومجتمع، انما للكل أيضاً كرامته، وهي ليست عطية من أحد ولا هي منّة ، وبالتالي فإن منطق التخوين لا يسري لا على بكركي ولا على الكنيسة الواحدة الجامعة، وأكبر دليل على وطنية البطريركية أنها سبقت الجميع ، جميع الجميع، في مواقف وطنية أطلقها البطاركة على مرّ التاريخ  وباتت قدوةً للجميع.

وللتذكير فقط فإن  البطريركية المارونية قاومت الإحتلال العثماني وتوّج البطريرك الياس الحويك هذه المقاومة بمشاركته في الوفد اللبناني على رأس مجموعة من المطارنة، في تمثيله "بصدق وأمانة" الرأي العام اللبناني"بكل طوائفه المسيحية والمحمدية، للمطالبة بالاستقلال "المطلق" واستعادة الولايات التي سُلخت عنه".

وتجدّد الموقف البطريركي في أثناء وضع الدستور اللبناني سنة 1926 ، وطالبت البطريركية المارونية يومها بالحياد اللبناني، ونتيجة لذلك طلب المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنال من حكومته أن تُرسِل إليه نسخة من دستور سويسرا (المحايدة)  بعدما وجده مناسبًا للتركيبة اللبنانية.

وتأْكدت هذه النَّزعة البطريركية (الحيادية) سنةَ 1943 عندما أعلنت حكومة الاستقلال بدعم واضح من البطريرك أنطون عريضة أن لبنان يلتزم "الحياد بين الشَّرق والغرب"، وشدَّد عليه لبنان سنة 1945 لدى وضعِ ميثاق جامعة الدول العربية الذي جعَل قرارات الجامعة غير مُلزِمة حتَّى لو اتخذت بالإجماع. وأكَّدت الأعمال الإعدادية لهذا الميثاق والمداخلات أن "لبنان دولة مساندة، وليس دولة مواجهة". فيكون لبنان  إذاً عنصر تضامن بين العرب، وليس عامل تفكيك وتغذية للنزاعات العربية.

وحافظ لبنان على  إقتناعه بفكرةُ الحياد وعبّر عنها في خطَب رؤساءِ الجُمهورية وفي البيانات الوزارية وفي كلِّ بيان وطني يَصدُر عن كل هيئة حوار وصولًا إلى "إعلان بعبدا" في 11 حزيران 2012  الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع وبمباركة من البطريرك الراعي، وقد تضمنَ بوضوحٍ عبارةَ "تحييدِ لبنان". وأُرسِلَ هذا "الإعلان" إلى الأمم المتَّحدة، وتمَّ توزيعه كوثيقة رسميَّة من وثائق مجلس الأمن والجمعية العامة.

وفي مشروع البطريرك عن الحياد الإيجابي أشار الراعي إلى أنه  "بفضل هذه السياسة الحكيمة تمكَّن لبنان من المحافظة على وِحدةِ أراضيه على رغمَ مشاريعِ الوحدةِ العربيَّة، وعلى رغمَ جميع الحروب العربيَّة ــ الإسرائيليَّة. فجميعُ البلدان المتاخِمة لإسرائيل (سوريا، الأردن ومصر) خَسِرت أجزاء من أراضيها باستثناءِ لبنان. وإذا بتحييد لبنان النِّسبي عن صراعات المنطقة بين 1943 و 1975 أدى إلى الازدهار والبحبوحة، وزيادة النمو، وارتفاعِ نسبةِ دخل الفَرد، وتراجعِ البطالة حتى دُعِيَ لبنان "سويسرا الشرق".

وتعكـّر صفو الحياد عام 1958 مع  "محاولة الرَّئيس المصريّ جمال عبد الناصر ضمَّ لبنان إلى الوِحدةِ المصريَّةـــ السوريَّة العابرةِ"، (التي لم تدم طويلاً)،  لكن سرعان ما تجاوز اللُّبنانيُّون تلك المحنة وتصالحوا وأكملوا دربَ بناء الدَّولة كما جاء في مشروع البطريرك، متسلّحين بحكمة البطريرك مار بولس بطرس المعوشي" الذي اتخذ موقفاً  oghg “he,vm”غير شعبي مماثلاً لموقف البطريرك عريضة أيام الإستقلال  وقد ووجها بأبيات زجلية ممجوجة رددها معارضون لمواقفهما، قارعت أبيات تأييد وتمجيد رددها مؤيّدون. ولكنهما تمسكا بالموقف الوطني الثابت.

ثم إنتكس التوازنُ اللُّبنانيُّ مجدداً مع دخولِ العامل الفِلسطيني ـــ كما جاء في المشروع البطريركي ــ  إلى المعادلة الدَّاخليَّة وانطلاق العمل المسلَّح الفلسطيني في لبنان( بعد اتفاق القاهرة المدعوم من الرئيس المصري عبد الناصر) وانحياز فئة من اللُّبنانيِّين إليه، الأمر الذي أدَّى لاحقًا إلى نشوب الحرب سنة 1975.

تجاه الانقسام المسيحيّ ــ الإسلاميّ الذي عطّل الحكمَ أواخر الستينات، أذعنت الدَّولة اللُّبنانيَّة وقَبِلَت التَّنازل عن سيادتها، ووقَّعَت سنة 1969 "اتفاق القاهرة" الذي سمح للمنظَّمات الفلسطينيَّة القيامَ بأعمال عسكريَّة ضدَّ إسرائيل انطلاقًا من الجنوب اللُّبناني.

وكَرَّت سُبحةُ انحياز الدَّولة وفئات لبنانيَّة إلى النِّزاعات العقائديَّة والسِّياسيَّة والعسكريَّة والمذهبيَّة في الشَّرق الأوسط. واحتلَّت إسرائيل جنوب لبنان (1978 /2000) وسيطرت المنظَّمات الفلسطينيَّة على الجزء الباقي وصولًا إلى وسط بيروت (1969ــ 1982)، ثم دخلَت القوَّات السُّوريَّة لبنان (1976ــ2005) ونشأ "حزب الله" حاملًا مشروع الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة بأوجهه الدِّينيّ والعسكريّ والثَّقافي(1981)، وفق الوثيقة نفسها.

والجميع يذكر الدور الذي لعبه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير طوال تلك الفترة من خلال اتصالاته ولقاءاته الإقليمية والدولية من الفاتيكان إلى الدول الأوروبية كلها وصولاً إلى روسيا والولايات المتحدة والأميركتين وإفريقيا وأوستراليا وقد رافقته فيها كلها وشاركت في معظم لقاءاته، وفي كل هذه الزيارات كان البطريرك يدعو قادة الدول إلى الضغط على إسرائيل للإنسحاب من لبنان "لكي ندعو بعدها إلى جلاء القوات السورية" وهو ما حصل بانسحاب اسرائيل في 25 أيار 2000 وضاعف بعدها ضغطه مثنى وثلاث ورباع  لانسحاب القوات السورية وتحقق مطلبه الثاني بانسحابها  في 30 نيسان 2005 ، ولقب بحق بطريرك اللبنانيين ومُلهم "ثورة الأرز". 

وقد تكون من الخطوات الأهم التي قام بها البطريرك صفير قيادته المصالحة التاريخية في الجبل وزيارته المختارة في 4 ــ 6 حزيران 2001  حيث كرّست الزيارة التي احتضنها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط باستقبال وطني قلّ نظيره هذه المصالحة، بعد قتال دامٍ بين أبناء الجبل الواحد استمر 18 عاماً (1983 ــ 2001).

وقد يكون الرئيسان نبيه بري ورفيق الحريري خصوصاً، المسؤولين اللبنانيين المسلمين اللذين كانا يكنـّان للبطريرك صفير ومواقفه الوطنية الجريئة كل احترام، وهذا التقدير أزعج القيادة السورية في خضم المواقف الصلبة لصفير عنــدما زار بري بكركي يوم  24  تشرين الثاني 2000 ، بعد شهرين (وأربعة أيام) فقط، على صدور نداء أيلول الشهير الذي ينادي بخروج القوات السورية من لبنان ، بهدف التشاور،  وعارضاً وساطة مع القيادة السورية ولقاء بين الرئيس بشار الأسد والبطريرك صفير في سوريا، الأمر الذي لم يوافق عليه صفير إذ " أذهب إذا كنت سأعود  ومعي جميع السجناء في سوريا". 

وشرط صفير أزعج الرئيس السوري بشار الأسد ومعاونيه، وصار  "عتاب" سوري على بري  وزعل، استمر فترة ليست بقصيرة ولم يزر بري صفير بعدها . وتبدّدت الغيوم بين بري ودمشق بعد موقف لرئيس المجلس انتقد فيه البطريرك صفيربعنف .

... ولكن تقدير رئيس مجلس النواب الدفين لصفير، عاد وبرز عندما نعاه بعد وفاته بالقول أنه البطريرك الذي "عاش من أجل لبنان ومات ليحيا لبنان"... وأضاف:" شد البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية".

وإن ننسى لا ننسى فتح البطريرك صفير صالون بكركي  للعزاء بالمفتي حسن خالد غداة استشهاده بتفجيرسيارته في بيروت يوم 16 أيار 1989 على أثر رسالته الشهيرة إلى النظام السوري التي ندّد فيها بالجرائم التي اتهمه بارتكابها في لبنان.

كذلك لن نذكّر بـعبارات "التقريظ" الكبير والثناء التي خصّ بها البطريرك أنطونيوس خريش صديقه الإمام موسى الصدر عندما أعلمه الفاتيكان بزيارته  عام 1976. وأخيراً ليس آخراً، الدور الذي لعبه البطريرك الراعي في المملكة العربية السعودية في موضوع الرئيس سعد الحريري.

هذا بعض من تاريخ وطني طويل للبطريركية المارونية والبطاركة الموارنة، وهو تاريخ غير انطوائي بل سيادي، تاريخ انفتاح وتفاهم وحوار ولسان الشرق لدى الغرب.

وفي مشروع الراعي أخيراً أن الحياد كان الركيزة الأساسية للبنان، وعندما كان الحياد يهتز بسبب تدخل خارجي ، من أي خارج،  كانت الدولة تفقد سلطتها الداخلية والكيانُ سيادتَه الحدوديَّة، والوطنُ دورَه السِّياسيَّ والصيغةُ توازنَها، والمجتمعُ خصوصيَّتَه الحضاريَّة. وكلما ترسخ الحياد كلما علا شأن لبنان محلياً وإقليمياً ودولياً. والمطلوب تروٍ في القراءة  وأخذ العبر من تاريخ مَن أُعطي له مجد لبنان.

يبقى أن نتذكّر البطريرك صفير وهو يردد بابتسلمة عريضة الشعر الزجلي العامي بعد الحملات التي تعرضت لها بكركي عشية الإنسحاب السوري:

بكركي من عركة لــعركة لا زيتا ولا نورا شحّ

كلّن بيحكوا تركي بكركي وحدا بتحكي صحّ

 

بين أمين عام “الحزب” والأسد… أسلحة ونترات أمونيوم ولغز تفجير بيروت

هاجر كنيعو – “العربية” /25 آب/2020

مرّ 20 يوماً على مأساة تفجير مرفأ بيروت، روي فيها الكثير من السيناريوهات والفرضيات حول سفينة الموت “روسوس” في محاولة لتفكيك شيفرة ما حصل في 4 آب المشؤوم، غير أنها جميعها صبت في مشتبه واحد من ورائها هو: “حزب الله”. غير أن ما كشفته مصادر استخباراتية أوروبية، ونقلته صحيفة “DIE WELT” الألمانية، عن تسلم حزب الله 3 شحنات من نترات الأمونيوم، في نفس الفترة التي وصلت فيها الباخرة إلى بيروت، قلب الموازين وزاد الشكوك حول مسؤولية الحزب في كارثة مرفأ بيروت. حاولت “العربية.نت” التحقق من خيوط تورط شبكة حزب الله في شحنة نترات الأمونيوم، ومدى تطابق الأحداث السابقة للعمليات الإرهابية وشبكات نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا مع ما حدث في مرفأ بيروت، وذلك في حوار أجرته “العربية.نت”، مع كل من مدير برنامج راينهارد “Reinhard” لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى د.ماثيو لوفيت Matthew Levitt، والمدير التنفيذي في مركز ” Secure Free Society” جوزيف همير. “حزب الله يعمل بنشاط مع إيران لنقل المواد الكيميائية الخطرة عبر العالم. هذا بحد ذاته مدعاة للقلق، لذا فإن الموانئ في حالة تأهب في شتى أنحاء العالم كي لا يتكرر سيناريو مرفأ بيروت”، هذا ما أكده Joseph Humire في حديثه للعربية.نت.

مواقع لإنتاج الصواريخ تحت الأرض في بيروت

يوافق د.لوفيت مع كلام هوماير بأن القنوات التي أنشأها حزب الله وفيلق القدس الآن لنقل الأسلحة عبر سوريا إلى مخزونات حزب الله في لبنان تعكس القدرة على شراء الأسلحة وتهريبها إلى لبنان، كاشفاً عن أن حزب الله قد بنى بالفعل مواقع لإنتاج الصواريخ تحت الأرض في بيروت وأماكن أخرى، رغم ورود تقارير بأنها لا تزال غير جاهزة للعمل. ومع ذلك، يستفيد حزب الله أيضاً من شبكة دولية من الشركات والوسطاء لشراء أسلحة ذات الاستخدام المزدوج والمعدات الأخرى لصالح إيران. أوجه الشبه بين شحنة مرفأ بيروت وعمليات إيران الإرهابية في الحقيقة، فإن الذريعة التي تتخبأ خلفها إيران في كل عملية تهريب للأسلحة والمواد الخطرة هي نفسها، إذ في عام 2008/2009، تحدثت تقارير حول شحنة تم اعتراضها في تركيا وتحديداً في ميناء مرسين، حيث كان من المفترض أن إيران تحاول إرسال قطع غيار الجرارات إلى فنزويلا من أجل مصنع للجرارات في ولاية بوليفار، ولكن تبين أنها تحتوي على نترات الأمونيوم، وفق جوزيف هوماير.

الذريعة نفسها تكررت بحسب ما ورد في تقرير أمن الدولة في لبنان حول تفجير مرفأ بيروت، حيث قيل إن باخرة الموت ” RHOSUS” دخلت إلى مرفأ بيروت قادمة من مالدوفيا لشحن جرافتين كبيرتين، قبل أن ينكسر عنبر الباخرة مما أدى إلى تعطلها وعدم قدرتها على الإبحار وفق ما يزعم التقرير.

النقطة المهمة، وفق هوماير، هي أنه إذا حاولت إيران سراً شحن هذه المواد الكيميائية الخطيرة إلى فنزويلا، فيمكنها بسهولة نقلها إلى سوريا عبر مرفأ بيروت، الخاضع أصلا لسيطرة حزب الله!

قطع الغيار “شيفرة” شحنة الأسلحة

دليل آخر على أن حزب الله يستخدم شبكة بعيدة من الشركات الواجهة الوهمية والوسطاء لشراء الأسلحة والمواد الخطرة ونقلها في عملية تمويهية، هو ما حدث مع “داني نمر طراف” وهو وكيل مشتريات ألماني-لبناني لحزب الله قبض عليه مكتب التحقيقات الفيدرالية في أميركا في تشرين الثاني 2009، بعدما كان يرتب لعقد صفقة شراء سلاح وتهريبها إلى اللاذقية بسوريا حيث سيطر حزب الله على الميناء بأكمله. حينها سعى داني طراف لإثارة إعجاب العميل السري، وعرفه على شركته السلوفاكية “Power Express” وشبكة التخزين والشحن الخاصة به، موضحا أن الأسلحة سيتم تسميتها على أنها “قطع غيار” قبل شحنها إلى سوريا لحزب الله. ليقرر المحققون الأميركيون في النهاية أن Power Express “عملت كشركة فرعية لجناح المشتريات الفني لحزب الله”. وهو تماما ما حدث في رواية مرفأ بيروت، وسط علامات استفهام حول السبب الذي يدفع الباخرة إلى الرسو في بيروت لتحميل “قطع غيار” قبل متابعة سيرها إلى الموزمبيق بحسب الرواية التي تناقلتها الصحف.

دلالات توقيت وصول شحنة نترات الأمونيوم

يطرح توقيت وصول السفينة والمسار الذي سلكته شكوكا حول علاقة حزب الله بها. إذ من يمعن التدقيق في الرحلة التي سلكتها سفينة “روسوس”، لاسيما نقطة الانطلاق من جورجيا في أيلول 2013، بعد احتجازها لمدة 13 يوما في إسبانيا، يمكنه إلى حد بعيد ربطها بشبكة إيران هناك لاسيما وأن جورجيا يفصلها جنوبا عن إيران: أرمينيا وأذربيجان فقط.. ما يطرح فرضية نقل نترات الأمونيوم هذه براً ثم تحميل الشحنة بالسفينة في ميناء باتومي. وحتى أن تاريخ وصول الشحنة إلى مرفأ بيروت له دلالات كثيرة، أي بعد عامين من اندلاع الأزمة السورية، لتتوالى في ما بعدها حملة الإيقافات والتتبع التي قامت بها وزارة الخزانة الأميركية للشبكة الإيرانية حول العالم لتسهيل نقل الأسلحة والمواد المتفجرة إلى النظام السوري. وللمفارقة هنا، بأن صحيفة أوكرانية تدعى hromadske، أكدت أنه بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت، شوهد مسلحون من حزب الله في المرفأ لم يسمحوا لأحد بالدخول غيرهم.

الحرب في سوريا وتورط حزب الله بها

يوضح د.لوفيت أنه في سياق الحرب في سوريا، تعاون وكلاء مشتريات حزب الله مع فيلق القدس الإيراني لتطوير منظومة متكاملة وفعالة لشراء الأسلحة وخطوط الأنابيب اللوجستية وذلك من أجل توسيع قدرات شراء أسلحة حزب الله بشكل كبير. وظهرت أحدث علامة على مدى تعاون فيلق القدس وحزب الله معا عندما زار الرئيس السوري بشار الأسد طهران لعقد اجتماعات مفاجئة مع الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في 25 فبراير 2019. والشخص الذي اختاره سليماني لمرافقته إلى هذه الاجتماعات هو محمد قصير، رئيس وحدة حزب الله 108، الوحدة “المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا وأنواع الدعم الأخرى من سوريا إلى لبنان” ، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية. ويعمل قصير ومسؤولون كبار آخرون في حزب الله من دمشق عن كثب مع ضباط من فيلق القدس الوحدة 190، وهي المتخصصة في تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن.

سلسلة نقل الأسلحة

وفق معهد واشنطن، انخرطت إيران وحزب الله في شبكة شراء وحيازة عالمية للتكنولوجيا والمواد ذات الاستخدام المزدوج للمساعدة في تغذية برامج أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الصواريخ والنووية. من هنا يتزايد القلق بشأن الشبكات اللوجستية لإيران، حزب الله، في وقت يتم مزج النشاط التجاري مع عمليات النقل العسكرية السرية. حيث إن الكيانات التجارية وكيانات النقل الإيرانية، مثل “ماهان إير” و IRISL ( مجموعة خطوط الشحن لجمهورية إيران الإسلامية) وLiner Transport Kish تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني أو اختياره، بحسب ما قال هوماير “للعربية.نت”. الحلقة الأولى في سلسلة نقل الأسلحة هي وحدة القصير 108، المسؤولة عن نقل الأسلحة عبر سوريا إلى الحدود اللبنانية، ثم مع الوحدة 112، نقل الأسلحة عبر الحدود إلى الداخل اللبناني. علماً أن هناك وحدة أخرى تابعة لحزب الله ، الوحدة 100، تدير خط ratline في الاتجاه المعاكس، من لبنان إلى سوريا ثم إلى إيران، وتنقل متدربي حزب الله من وإلى التدريب المتقدم في التعامل مع الصواريخ التي يتم تسليمها من إيران.

حزب الله: الشبكات الإجرامية والشراكة مع إيران

بدءا من عام 2015، كثفت وزارة الخزانة الأميركية استهدافاتها للمزيد من فروع شبكة مشتريات حزب الله، بما في ذلك وكلاء المشتريات المزعومون فادي حسين سرحان وعادل محمد شري وشركاتهم. وشارك هؤلاء الأفراد والشركات في الكثير من أنشطة الشراء المتعلقة بالحصول على تقنيات حساسة ومعدات لبرنامج حزب الله للطائرات بدون طيار. في إحدى الحالات، زُعم أن شيري اشترى على وجه التحديد مواد ذات استخدام مزدوج في الصين لإرسالها إلى اليمن لاستخدامها في العبوات الناسفة البدائية التي يستخدمها الحوثيون. عبد النور شعلان.. الرجل الحاسم في شراء الأسلحة بالمقلب الآخر، صنفت وزارة الخزانة الأميركية وكشفت عن أحد أهم المشتبهين المزعومين في هذه الشبكة، عبد النور شعلان، في يوليو 2015. وكان شعلان، وهو رجل أعمال لبناني له صلات وثيقة مع قيادة حزب الله، “الشخص الرئيسي لحزب الله فيما يتعلق بمشتريات ونقل الأسلحة. وبفضل سنوات خبرته الطويلة في شراء الأسلحة لكل من حزب الله ونظام الأسد، كان شعلان في وضع جيد للعب دور حاسم في شراء الأسلحة للحزب في سياق الحرب السورية. وفي عام 2012، شارك شعلان في مساعدة حزب الله في الحصول على الأسلحة والمعدات وفي شحن المواد إلى سوريا. في عام 2010، كان شعلان في مركز الوساطة في صفقة تجارية تضم حزب الله ومسؤولين سوريين وشركات في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا فيما يتعلق بشراء الأسلحة. علاوة على ذلك، في 2010 ، حصل على عدد من الأطنان من مادة أنهيدريد Anhydride، التي تستخدم في إنتاج المتفجرات والمخدرات، لاستخدامها من قبل حزب الله.

 

الانتخابات الفرعية: معارك مسيحية - مسيحية على النار!

كريستال خوري/أساس ميديا/25 آب/2020

8 مقاعد نيابية باتت شاغرة بفعل الاستقالات الفردية التي تقدّم بها كلٌّ من: مروان حمادة، وهنري حلو، وسامي الجميل، وإلياس حنكش، ونديم الجميل، وبولا يعقوبيان، ونعمة أفرام، وميشال معوض.

كان ينتظر أن تكون خطوة هؤلاء أولى محاولات للطعن في الشرعية الشعبية لمجلس النواب من إخلال فقاده ميثاقيته أو ثلثه الدستوري المعطّل. لكن استدعاء رئيس مجلس النواب نبيه الحكومة لمساءلتها في مسألة انفجار المرفأ وتحميلها المسؤولية المعنوية، قلب الطاولة رأساً على عقب، فذهبت الحكومة ضحية إقدام رئيسها على خطوة إدراج بند تقليص ولاية مجلس النواب لإجراء انتخابات مبكرة تُرضي تطلّعات الشارع.. ما أوقف مشروع الاستقالات الطوعية "الانتحاري".

بالأمس، وقّع وزير الداخلية محمد فهمي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء انتخابات فرعية لملء الشغور في المواقع الثمانية الموزّعة على 6 دوائر انتخابية، هي الشوف، وعاليه، وبيروت الأولى، والمتن، وكسروان، وزغرتا، بينها ستة مقاعد مخصّصة للموارنة، ومقعد أرمني، ومقعد درزي.

ولكن هل سيوقّع رئيس الحكومة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة؟

وفق المواكبين لعمل الحكومة، قد لا يبتّ بالمرسوم بين ليلة وضحاها خصوصاً وأنّ اجراء الانتخابات الفرعية ليس نزهة يمكن تقرير مصيره في دقائق. عملياً، يفترض وفق المواكبين التدقيق في كافة الظروف المحيطة بهذا القرار، سواء لناحية الظروف الأمنية التي تتطلّب استعداداً في ست دوائر انتخابية، والظروف المالية (الكلفة العالية)، والظروف الاجتماعية (بيروت لا تزال تحت تأثير الانفجار) وغيرها من الاعتبارات مثل انتشار فيروس كورونا والإقفال الجزئي، قبل البتّ في الموضوع.

ولذا، من غير المرجّح أن يعمد رئيس الحكومة حسان دياب إلى تذييل توقيعه على المرسوم في وقت سريع قبل إجراء سلّة مشاورات مع المعنيين لمعرفة مدى جهوزية كافة الأجهزة الرسمية والأمنية ليوم انتخابي طويل.

في هذه الأثناء، يرصد خبراء انتخابيون مواقف القوى المعنية من هذا الاستحقاق لا سيما على الساحة المسيحية المشرّعة على معارك طاحنة إذا ما قرّرت أحزابها خوض هذا الاستحقاق لشدّ عصب جمهورها، واستثمار نتائج صناديق الاقتراع في معاركها السياسية.

بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّه تبعاً لنصّ المادة 43 من قانون انتخابات أعضاء مجلس النواب الرقم 44/2017 الساري المفعول: "إذا شغر أيٌّ من مقاعد مجلس النواب بسبب الوفاة أو الاستقالة أو إبطال النيابة أو لأي سبب آخر، تجري الانتخابات لملء المقعد الشاغر خلال شهرين من تاريخ الشغور أو من تاريخ نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بإبطال النيابة في الجريدة الرسمية". أي أن الانتخابات يجب أن تحصل قبل تاريخ 13 تشرين الأوّل القادم.

وتكون المهلة بين تاريخ نشر مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وتاريخ الانتخاب ثلاثين يوماً على الأقلّ. ويقفل باب الترشيح للانتخابات النيابية الفرعية قبل 15 يوماً على الأقل من موعد الانتخاب.

والأمر المهمّ تبعاً لقانون الانتخاب أنّ هذه الانتخابات ستجري وفقاً للنظام الأكثري(1960)، وليس النظام النسبي الذي جرت على أساسه انتخابات العام 2018 لأنّ الشغور في أيّ من هذه الدوائر لا يتجاوز المقعدين.

يقول خبير انتخابي إنّ معركتي الشوف وعاليه محسومتان لمصلحة من يسمّيه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كونه يملك أكثرية تجييرية قادرة على قيادة الاستحقاق. يشار إلى أنّ مروان حمادة حقّق خلال الانتخابات الأخيرة أكثر من  7000 صوت تفضيلي، كذلك نال هنري حلو أكثر من 7000 صوت تفضيلي.

وتبدو المعركة محسومة لمصلحة "تيار المردة" في دائرة زغرتا، كونه يملك أكثرية تجييرية مع العلم أنّ ميشال معوض حصل على أكثر من 8000 صوت تفضيلي.

ولهذا تتجه الأنظار إلى ثلاثة دوائر رئيسية يتوقّع أن تشهد معارك قاسية إذا ما جرت الانتخابات الفرعية وهي: المتن وبيروت وكسروان. في ما يتصل ببيروت الأولى والمتن، المسألة مرتبطة بقرار حزب الكتائب، وما اذا كان سيخوض المعركة ترشيحاً أم يفضّل التمسّك بموقفه الرافض أن يكون جزءاً من برلمان 2018 ولو تمّ ترميمه، أم أنه سينتظر الاستحقاق الكبير في العام 2022.

في حال قررت الكتائب خوض المعركة بمساندة القوات مثلاً، فهذا يعني احتمال خوض مواجهة كبيرة ضدّ "التيار الوطني الحر" الذي لن يترك الساحة لخصومه، وسيستغلها لفرض حضوره الشعبي مع الحملات التي يتعرّض لها، سواء في بيروت أم المتن. أما في حال اعتكاف البيت المركزي، فهذا يعني أنّ المقاعد الثلاثة باتت أقرب إلى "التيار العوني". يشار إلى أنّ سامي الجميل حقّق أكثر من 13 ألف صوت تفضيلي، فيما حقّق نديم الجميل أكثر من 4000 صوت تفضيلي فيما سجّلت بولا يعقوبيان حوالي 2500 صوت تفضيلي.

أما في كسروان، فلا تزال الكلمة الفصل لنعمة أفرام، وما اذا كان يرغب في الترشّح من جديد، وما إذا كانت القوات ستسانده لمواجهة "التيار الوطني الحر". يذكر أنّ افرام نال في الاستحقاق الأخير أكثر من 10000 صوت تفضيلي. وتلك عوامل يبدو من المبكر حسمها خصوصاَ وأنّ معظم القوى السياسية تتعاطى ببرودة مع الانتتخابات الفرعية، وكأنها لن تجري في المدى المنظور.

يؤكد مصدر كتائبي أنّ "العاصمة لا تزال في صدد تجميع أشلاء شهدائها. ولكن في حال قرّرت الحكومة إجراء الانتخابات، فلن تتردّد الكتائب عن القيام بأيّ خطوة من شأنها المساهمة في خوض مواجهة مع المنظومة الحاكمة. ولكن طبيعة هذه الخطوة، وما إذا كانت ترشيحاً أم لا، فسيناقشها الحزب مع مجموعة كبيرة من الأطراف والقوى المؤلفة لانتفاضة 17 تشرين الأول ليبنى على الشيء مقتضاه، لأنّ الكتائب لن تتخذ القرار بشكل منفرد".

 

كيف علّق "التيار" على ما يُقال عن الملف الحكومي؟

طوني عيسى/الجمهورية/25 آب/2020

إنفجار 17 تشرين أنهى حكومة 2006، لكنّ أركانَها شكَّلوا حكومة حسان دياب، وجلسوا يمارسون لعبة المماطلة. وانفجار المرفأ، على فظاعته، أنهى حكومة دياب، لكنه لم يوقف المماطلة. لذلك، سيزدادُ الوضع احتقاناً واهتراء. ومنطقياً، لن تنكسر المراوحة إلّا بانفجارات جديدة، أو بصَدمات أمنية أو سياسية أو مالية. والأرضية جاهزة لكل الاحتمالات. بلهجة غاضبة، كان أحد الديبلوماسيين الأوروبيين يتحدَّث في مجلس خاص، قبل يومين، فسأل: «ماذا يفعل لكم ماكرون أكثر، إذا كنتم لا تريدون إنقاذ أنفسكم؟ هل يرسل إليكم البوارج وحاملات الطائرات والجنود لينزلوا هنا ويفرضوا عليكم حكومة يثق فيها المجتمع الدولي، وتلتزم مسار الإصلاح؟ الفرنسيون استنفروا في مؤتمر «سيدر» لإنقاذكم، وجاء موفدوهم يرجون القوى السياسية تطبيق الإصلاحات. وهم اليوم يقاتلون لتجنيب لبنان أن يكون ضحية النزاع الأميركي - الإيراني. لكنّ السياسيين ليسوا مهتمّين إلّا بحساباتهم ومراعاة المصالح الخارجية. وفي النهاية، إمكانات باريس محدودة. قوموا بواجباتكم، قبل أن تطلبوا المساعدة من الآخرين»! هذا الانطباع الأوروبي، والفرنسي تحديداً، استفزَّ بعض الحاضرين من اللبنانيين، فسألوا: «ولكن، أليس الفرنسيون خصوصاً، والمجتمع الدولي عموماً، بما في ذلك الولايات المتحدة، هم الذين باركوا الوصاية السورية على لبنان لعشرات السنين، وسمحوا لها بقمع المعترضين ونَفيِهم وزجِّهم في السجون، وأتاحوا لها أن تُعَمْلِق «حزب الله» سياسياً وعسكرياً؟

وفي تشرين الثاني 2002، في خطاب أمام مجلس النواب اللبناني، ألم يرُدّ الرئيس جاك شيراك على المطالبين بانسحاب القوات السورية برفع شعار: لا نهاية للوجود السوري إلّا بعد اتفاق السلام في الشرق الأوسط؟ وهل يتصوَّر الفرنسيون والأميركيون أنّ القوى التي أمسكت بالبلد بعد العام 2005، بكل نفوذها، والتي تمتلك قدرات عسكرية وسياسية ومالية بحجمٍ إقليمي، يمكن أن تخسر بهذه السهولة»؟

وأضاف هؤلاء: «لقد حاولت انتفاضة 17 تشرين، بزخم استثنائي، أن تُحرِّر البلد من سيطرة هذه القوى، فتعرَّضت للخرق والقمع وواجهت مخاطر التسبّب بحرب أهلية. وإذا كان المجتمع الدولي يريد مساعدتها فعلياً، فليوقِف إضاعة الوقت في محاولات إقناع قوى السلطة في الداخل، وليتحرَّك مباشرةً لرفع نفوذ إيران. هذا وحده ينفع». يُظهِر هذان المنطقان جوهر المأزق اللبناني: عجزٌ في حسم النزاع الداخلي، هو ترجمة للعجز في حسم النزاع الدولي - الإقليمي. ولبنان سيبقى رهينة هذا النزاع إلا إذا توصَّل الأميركيون والإيرانيون إلى تسوية كبرى، أو على الأقل إلى تسوية ظرفية وموضعية تخصّ لبنان وحده، قد يرى الطرفان أنهما يحتاجان إليها لكسب الوقت في انتظار الحلول. وهذا تحديداً ما يعمل له الفرنسيون.لكن هذا المسعى دونه صعوبات. فالمواجهة بين إيران والولايات المتحدة تبلغ اليوم ذروتها، على مسافة نحو 70 يوماً من الانتخابات الرئاسية. فإيران لن تتخلّى عن «صبرها» لتختبر احتمال رحيل الرئيس دونالد ترامب. وفي المقابل، هو يمارس عليها أقصى الضغوط لتحصيل ما أمكن خلال هذه الفترة القصيرة. وفي النهاية، هي لعبة عضّ أصابع، وكل طرفٍ يريد أن يسمع صراخَ الآخر.

إذاً، سيكون مقلقاً أن يتعب الفرنسيون من الوساطة ويرفعوا الراية البيضاء، لأنّ ذلك سيعني احتمال انفلات المواجهة الأميركية - الإيرانية في لبنان إلى حدود خطرة، وبوسائل وأشكال مختلفة، خصوصاً في الفترة الفاصلة عن 3 تشرين الثاني.

في الدرجة الأولى، من الواضح أنّ التعثّر في الملف الحكومي سيقود إلى مزيد من الاهتراء المالي. وهذا الاهتراء نفسه من عُدَّة المعركة. ففيما تتحرَّك «لازار» مجدداً، وفي اللحظة الصعبة، وتلاقيها مؤسسات التصنيف الدولية بإدراج لبنان عند الحضيض، يصعِّد صندوق النقد الدولي متمسّكاً بشروطه.

ويصبح هذا الأمر بالغ الأهمية عندما يعترف مصرف لبنان بأنّ حدود دعمه للسلع الأساسية لن تتجاوز 3 أشهر. فهل يمكن تصوُّر الوضع المالي، ووضع الليرة ومقدار النقمة والفوضى، عندما يصبح الراتبُ بكامله غير كافٍ لشراء الدواء والخبز فقط؟

لكنّ الأسوأ هو المناخ المتنامي، منذ ما قبل انفجار المرفأ، عن «رائحة» توتّرات أمنية مفتعلة قد يلجأ إليها بعض الأطراف والمجموعات «الخفيّة»، خدمة لمصالح معينة وللمتضررين من نجاح أي تسوية.

فلا أحد يستطيع تبرير الحوادث «الغامضة» في مناطق عدة جنوباً وبقاعاً، والتي بلغت ذروتها بجريمة كفتون - الكورة. وإذا كان صحيحاً أنّ المشتبه بقيادته السيارة الجانية قام بتفجير نفسه انتحارياً، فهذا يعني كثيراً للدلالة الى طبيعة الجُناة والعملية. وهو يطرح أسئلة عما إذا كان «الانتحاريون» قد عادوا إلى الواجهة تلبية لأجندة معينة. فلماذا يعودون؟ وما الآلية التي تُحرِّكهم؟ أكثر من ذلك، في ظل هذه الحال من التوتر والفوضى والفلتان، هل يصبح وارداً تَوقُّع أعمال تخريبية واغتيالات، على غرار ما جرى في مراحل سابقة من التأزم السياسي؟ وهل تتكامل الصدمة الأمنية والانهيار الاقتصادي فينتقل البلد من «ستاتيكو» إلى آخر؟

 

لا "ورقة فرنسية" للحكومة... و"نصّ معدّل" لليونيفيل

رندة تقي الدين/نداء الوطن/25 آب/2020

أكدت مصادر فرنسية رفيعة لـ"نداء الوطن" أن ليس هناك أي خطة فرنسية أو ورقة عمل فرنسية سوى ما قالته الرئاسة الفرنسية عما يريده الرئيس ايمانويل ماكرون للبنان أي "حكومة ذات مهمة قادرة على التركيز على العمل لمهمات ذات أولوية ينبغي تنفيذها فوراً لأنها لم تنفذ منذ أشهر".

وقالت المصادر في الرئاسة الفرنسية: "من بين هذه المهمات الواضحة طبعاً مكافحة كورونا وضرورة تأمين قدرة البنية التحتية الصحية في المستشفيات لتتمكن من تقديم المعالجة، خصوصاً بعد انفجار المرفأ، وتنفيذ الإصلاحات الأساسية والمهمة على الصعيدين الاقتصادي والمالي ووضع خطة مع صندوق النقد الدولي بالإضافة إلى مهمة إعادة إعمار بيروت، وصولاً إلى تنظيم وإجراء انتخابات نيابية تتيح للبنانيين الأخذ بأصواتهم ورأيهم". وأضافت: "هذه رسالة الرئاسة الفرنسية إلى الجميع في لبنان وهي تقول بوضوح إنّ فرنسا ليست من يشكّل الحكومة في لبنان بل هذا دور اللبنانيين أنفسهم الذين ينبغي عليهم أن يشكلوا حكومة قادرة على تلبية هذه المتطلبات لتتلقى الدعم الأساسي لإخراج البلد من الأزمة، أما كل ما يثار في بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن طرح أسماء ورفض أسماء لتولي رئاسة الحكومة من الجانب الفرنسي فهو أمر مختلق من خيال".

إلى ذلك، كشفت معلومات ديبلوماسية غربية لـ"نداء الوطن" أنّ فرنسا قدمت مشروعاً للتجديد لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان من دون تغيير في عدد القوات مع إدخال تعديلات بسيطة عليه، لكن الولايات المتحدة لا تزال تهدد باستخدام الفيتو ضد أي مشروع لا يأخذ باقتراحاتها التي تشترط تقليص عدد قوات "اليونيفيل" إلى 11000وجعل كل الأماكن مفتوحة أمام دخول القوات الدولية بما فيها تلك التي يقول الجيش اللبناتي و"حزب الله" إنها أماكن خاصة ومنازل سكنية، وتمكين هذه القوات من دخول الأماكن التي توجد فيها الأنفاق، بالإضافة إلى مراجعة تجديد مهمة اليونيفيل كل ستة أشهر وليس سنوياً.

أما فرنسا وباقي دول مجلس الأمن فلا تريد تخفيض عدد القوات كما أنها ترفض اعتماد فترة الستة أشهر للتجديد، وتعتبر أن لبنان في وضع سيئ جداً ما يحتم عدم زيادة زعزعة استقراره. وترى بعض الأوساط الديبلوماسية الغربية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تقوم بالضغط على الدول الأوروبية وغيرها في مجلس الأمن حول قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني لأنها مستاءة من معارضة هذه الدول مبدأ تمديد القرار بحظر الأسلحة على ايران، وبناءً عليه قالت المصادر إنّ فرنسا ستقدم مشروع نص آخر معدّلاً قبل موعد التجديد لليونيفيل في 28 آب الجاري، مشيرةً إلى أنّ المفاوضات في نيويورك مستمرة حالياً حول النص الفرنسي المعدّل وقنوات التشاور ليست مقطوعة في هذا الإطار.

 

رفْع 75 ألف طن ردميّات في أسبوعين...ركام بيروت المبلّل بالدماء طالع على الجبل

نوال نصر/نداء الوطن/25 آب/2020

استصلاح المقالع والكسارات

بينما ترزح بيروت حزينة، موجوعة، تحت الركام بادر شباب وشابات، من جمعيات شتى، الى البحث عن سُبل إضاءة ولو شمعة خافتة في الظلام الدامس. ثمة من بدأوا، منذ صبيحة الخامس من آب، يُفكرون كيف يجعلون من الموت حياة ومن الركام بنياناً ومن الزجاج المتناثر في كل مكان "مقومات" تشهد على التاريخ والجغرافيا والموت والحياة... ماذا يحصل الآن في بيروت؟ وهل تقرر فعلاً مصير ردميات العاصمة المنكوبة؟ وهل صحيح أن "وجع أجيال رح يعمّر جبال"؟

لا بُدّ أن يكون كُلّ من تابع مشاهد الموت والحزن، ومن تنشق رائحة الموت، ومن سمع الصراخ والبكاء والصلوات، قد فكّر بعد أن استعاد بعض رباطة الجأش، بتلال الركام المنتشر في كل مكان، ولا بُدّ أن يكون قد سأل: وماذا سيفعلون به؟ ماذا سيفعلون بأطنان الزجاج المحطم؟ هل سيرمونه في البحر أو في مطمر برج حمود أو الكوستابرافا أو الجديدة أو في المكبات العشوائية المنتشرة؟ هل سيُشكل الركام المبلل بالدماء النقية أزمة؟

لم ينس كثيرون ماذا حصل، قبل أربعة عشر عاماً، بركام الضاحية الجنوبية لبيروت، بعيد حرب تموز. ذاك الركام الذي أقرّ مجلس الوزراء آنذاك نقله الى منطقة شاطئ النورماندي، في ظلّ أفكار كثيرة للتخلص منه مرة واحدة، على أن يوضع في أي مكان، في أحد الأحواض المائية في مرفأ بيروت (المنكوب اليوم) مثلاً "لزيادة المساحة والعنابر" أو ردم مساحة بحرية في برج حمود أو في منطقة سوليدير أو في الموقع التابع لشركة إنماء وتطوير ضواحي بيروت - اليسار أو... أو... لكن انتهت تلك الردميات، في النهاية، في المطامر والمكبات. أزمة فوق أزمة.

مجسّم

اليوم، ثمة أزمة مضاعفة، ثمة ركام مدينة، فهل يُرمى في المطامر والمكبات؟

ثمة مبادرة بدأت تُنفذ، منذ اليوم التالي لكارثة بيروت، تنضوي فيها مؤسسات وجمعيات عدة بينها: برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان UN-Habitat ومبادرة إعادة تحريج لبنان وDevelopment Inc. فماذا في التفاصيل؟ يجيب مسؤول وحدة التخطيط والتصميم في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان ايلي منصور "تأثرنا جميعاً بما حصل، في شكل أو في آخر، ولحظة خرجنا من هول الصدمة قررنا التدخل الإيجابي على الرغم من كل "السواد المحيط". وحين رأينا كميات الردم والباطون والحديد والبلاستيك والزجاج والنايلون فكرنا كبيئيين بأمر ما، بخطة، بمشروع ما أو بمبادرة، كي نحول دون تحويل هذه الأزمة الإنسانية - البيئية الكارثية الى أزمة نفايات بيئية أخرى كارثية. فكرنا بتحويل كل هذا الركام الى جبال، بمعنى، أن نقوم بفرز الكميات التي جمعناها على مدى أسبوعين ومعالجتها في شكل طبيعي ونرمم بها الكسارات والمقالع، وبالتالي المساهمة في تحسين مشهدية الجبال التي هشمتها تلك المقالع والكسارات".

مجسّم ثانٍ

محمد داوود، رئيس مجلس إدارة Development Inc. ينكب هذه الأيام، ليل نهار، على المشاركة في الحلّ "فالكارثة كبيرة وما تمخض عنها من ويلات كثير وإهمال مسألة الركام سيُشكل أزمة فوق أزمة" يضيف "أخذنا القرار في اليوم التالي للإنفجار كي لا ينتهي كل الركام في المطامر والمكبات حيث تتقاضى شركات النفايات عشرات ملايين الدولارات عن التعامل معها. قررنا أن نجعل من هذه الأزمة حلّاً. والمشكلة التي واجهتنا هي أن هذه الردميات اختلطت بمختلف انواع الزجاج، زجاج السيكوريت مع زجاج الصحون والأكواب، مع الباطون والبلاستيك وسواها، وكان ضرورياً فرز كل هذه الأكوام من أجل إعادة كل مادة الى أصلها. ومعلوم ان الزجاج يتكون من رمال تعرضت الى حرارة عالية وضغط ونحتاج أن نعيده الى رمال نرمم بها آلاف الكسارات المنتشرة في كل لبنان. نريد أن نجعل من رمال الزجاج والباطون "حشوة" تشبه "حشوة الأسنان" لنسدّ بها الفراغات التي أحدثتها المقالع والكسارات وإعادة جبال لبنان جميلة".

هل تتصورون أننا سنقف ذات يوم أمام كسارة ومقلع ونتذكر الجميزة والكرنتينا والصيفي والرميل؟ هل تتصورون أن يقف إبن مارمخايل أمام كسارة نهر الموت، التي استعاد موقعها تكوينه، ويقول: جزء من حيطان منزلنا وذكرياتنا هنا؟

يتحدث كل من محمد داوود وايلي منصور عن كميات كبيرة استخرجت في أول أسبوعين قدرت بنحو 60 ألف طن من الباطون والردميات و15 ألف طن من الزجاج. فكيف فرزت كل هذه الكمية؟ يتحدث داوود عن الفرز وعن الحلم ويقول: "هناك 80 نوعاً من البلاستيك في العالم، ولا يمكن إعادة التعامل إلا مع سبعة أنواع، وبالتالي هناك 72 نوعاً لا يمكن إعادة معالجتها. لذا عملنا نحن على "براءة اختراع" خاصة بنا تستطيع التعامل مع كل الأنواع. واستعنا بعملية نقل الركام بأكثر من مئة شاحنة و4000 متطوع، على أن يصار الى نقل كل الردم الى موقع في الكرنتينا مساحته 5000 متر مملوك من بلدية بيروت".

أفكار للمستقبل

هل نفهم من هذا أن بلدية بيروت تساعد، في شكل أو في آخر، في هذا المشروع أيضاً؟

يتحدث مسؤول وحدة التخطيط والتصميم في برنامج الأمم المتحدة عن اللحمة الإجتماعية والإنسانية في هذه المرحلة ويقول "وضعت بلدية بيروت آلياتها في تصرفنا واعطتنا محافظة بيروت قطعة ارض، محاذية للمطاحن، ونحن في صدد توكيل خبراء ليجروا دراسة حول ادارة الموقع، وكيفية دخول الشاحنات وخروجها، والردميات المسموح بدخولها، وتحديد الموقع الذي سيتم تفتيت الزجاج فيه وموقع طحنه... نحن نحتاج، مع كل الشركاء، الى وضع تفاصيل كثيرة اولية ضرورية. وهناك حالياً عشرة خبراء عالميين مستعدون لوضع كل خبراتهم ومعلوماتهم من أجل إنجاح هذه المبادرة، والتمكن من اعادة ترميم كسارات ومقالع، وسيعاونهم خبراء من لبنان. الأمر يتطلب دراسات هندسية سريعة خصوصاً ان من شلعوا الجبال لم يحترموا حتى اصول عمل الكسارة او المقلع، فلم يفتتوا المواقع على شكل جلال بل جعلوا منها أشبه "بالشير". وهذا يتطلب تثبيت الارض كي لا تحصل لاحقاً انهيارات والتأكد من مساهمة خلطة الزجاج والباطون والمواد المطحونة في تثبيت التربة.

ما رأي مديرة جمعية التحريج في لبنان مايا نعمة؟ تجيب "قبل أن يحدث انفجار بيروت كنا نعدّ دراسة تقنية حول ما يمكن أن نفعله بالركام في منطقة البقاع، لكن بعد الرابع من آب تبدلت المعطيات وبات تركيزنا على العاصمة. وبدا هذا المشروع الخيار الأفضل، فتمّ تجهيز الآليات وجمع الردميات، من دون أن نفكر لا بالكميات التي قد نستخرجها ولا بالمقلع الذي قد نبدأ مشروعنا فيه. رفعنا ركاماً يضم الزجاج والباطون والألومنيوم و"عفش البيوت" (الأثاث) والحديد والنايلون. وبدأنا أعمال الفرز ورفع المواد التي تلوث البيئة مثل النايلون والألومنيوم. وسيُصار في النهاية، بعد الإنتهاء، الى إعادة تشجير الجبال والمواقع. سنقوم بجعل "الردم يعمر جبالنا". نحن نعمل على جمع الركام "لنعمر" Rubber to mountains".

قد نراها قريباً في بيروت الجديدة

جميل تحويل "تلال الردم المبلل بدماء أجمل الناس الى جبال عامرة".

نعود الى داوود الذي تحدث عن أبعد من إعادة تكوين المقالع والكسارات. يقول: "سنجعل من بعض الركام والمواد التي يُعاد تدويرها مقاعد للعامة. سنجهز العاصمة بأكثر من مئة مقعد، وستضم جنبات المقاعد حاويات أزهار وأشجار زيتون". وهنا حول هذه النقطة يعلق منصور بالقول "يهمنا كثيراً تحويل المواد الأولية التي تمخضت عن الإنفجار الى مقاعد للعامة وفي محطات الباصات والى طاولات. يهمنا أن نحفظ الذاكرة وأن تبقى هذه المواد شاهدة على فظاعة ما حصل، علّ الأجيال المقبلة تتعلم".

قطعة الأرض التي قدمتها محافظة بيروت لتضم كل انواع الردم واسعة شاسعة تتسع للكثير أما قيمة التمويل فسيتم تحديدها بعد أن يُحدد الموقع (المقلع أو الكسارة) الذي ستتم مباشرة العمل فيه ويقول منصور "فكرنا بتحديد طريق المتن السريع، في نهر الموت، محطة أولى ضمن هذه المبادرة. هذا إحتمال. والتنفيذ يحتاج الى دراسة الأثر البيئي. وإذا انطلقنا في ترميم طريق الأوتوستراد السريع وشير بياقوت فسيتطلب التنفيذ كلفة ثلاثة ملايين دولار".

سيُصبح جزءاً من الذاكرة

هل من مصاعب وثغرات؟ ماذا يقول محمد داوود؟ يجيب "نحن نعمل على التنسيق مع البلدية والمحافظة، لكن ما لاحظناه وجود بعض الصراع بين بعضهما البعض، نعذرهما، لأنهما يريان المدينة مدمرة، والأرض أشبه بعصفورية. لكن، ما نحتاجه نحن هو تجهيز الأرض التي نجمع ونفرز ونطحن فيها بشكل قانوني. نحتاج الى مستند قانوني يسمح لنا بالعمل لكن البلدية والمحافظة تكتفيان بالكلام. نحتاج أن نتمكن، بموجب مستند قانوني، من منع الكميونات التي تصل الى نقطة الجمع محملة بالنفايات. لا نريد مكباً جديداً بل نقطة إنطلاق لإحياء ما دُمر".

أطنان الباطون

المشروع مطلوب، لا بل ملح، فهو يحفظ الذاكرة ويخلّص العاصمة والضواحي من أزمة نفايات جديدة، خصوصاً أن المطامر الموجودة امتلأت، ويعيد الشكل الجميل الى جبال أكلتها الكسارات وشوهتها المقالع.

انطلق المشروع فهل ستُكتب له الحياة؟ فلنراقب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية عرض مع ممثله الشخصي في الفرنكوفونية ووفد من المنظمة مشروع فرنكوفونية الغد والزيارة المرتقبة للامينة العامة للبنان

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ممثله الشخصي لدى المنظمة الدولية الفرنكوفونية البروفسور جرجورة حردان ورئيس قسم الآداب الفرنسية في جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور كارل عقيقي وسفيرة مشروع "فرنكوفونية الغد" في لبنان للمنظمة الدولية الفرنكوفونية فاليري زغيب.

وجرى عرض خلاصة المشروع ونتائجه ومطالب الشباب الناطقين باللغة الفرنسية، كما تطرق البحث إلى زيارة الأمينة العامة للمنظمة في أوائل شهر أيلول المقبل لدعم لبنان والإعلان عن "مشروع الفرنكوفونية المستعجل لدعم الأساتذة والتلاميذ والطلاب في تعليم وتعلم اللغة الفرنسية بالوسائل الرقمية".

 

رئيس الجمهورية لوزير الخارجية القطري: نرحب بأي مساعدة في مجال اعادة اعمار الاحياء المنكوبة

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن "امتنان لبنان لوقوف دولة قطر الى جانبه في المحنة التي اصابته بعد الانفجار في مرفأ بيروت"، مشيرا الى ان "هذا الموقف ليس بغريب عن دولة قطر واميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي اكد في كل المناسبات انه مع لبنان وشعبه في كل الظروف، وآخرها مشاركته شخصيا في المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وخصص لدعم بيروت والشعب اللبناني".

الوزير القطري

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رأس وفد، نقل الى رئيس الجمهورية تعازي امير قطر بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، معربا عن "وقوف قطر الى جانب لبنان وتضامنها مع شعبه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها". واشار الوزير القطري الى ان "العلاقات بين الشعبين القطري واللبناني علاقات اخوة، وطبيعي ان يقف الشعب القطري الى جانب لبنان"، لافتا الى ان زيارته "تدل على اهمية ما يربط بين البلدين الشقيقين"، مؤكدا ان قطر "سوف تساعد لبنان على تجاوز هذه المحنة وتساهم في رفع الاضرار وتلبية الحاجات الملحة للعائلات المتضررة في ضوء الخطة الموضوعة لدعم لبنان وشعبه"، كاشفا عن "وجود خطة قصيرة المدى لمعالجة الاضرار الفورية واخرى طويلة الامد".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا دولة قطر "اميرا وحكومة وشعبا على ارسالها مساعدات فورية عبر جسر جوي تضمن فريق بحث وانقاذ، معربا عن تقديره "لمنح قطر المواطنين اللبنانيين المقيمين فيها والموجودين حاليا في لبنان الاولوية في موافقة الدخول الاستثنائية الى قطر".

وعرض الرئيس عون للاضرار التي لحقت بمرفأ بيروت، "الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني، وبالمباني السكنية والمكاتب، ناهيك عن المباني الاثرية التي تعرضت للدمار"، مرحبا ب"أي مساعدة يمكن ان تقدمها قطر في مجال اعادة اعمار الاحياء المنكوبة".

وحضر اللقاء عن الجانب القطري، رئيس جهاز أمن الدولة عبد الله محمد الخليفي، سفير دولة قطر محمد بن حسن جابر الجابر، مدير مكتب وزير الخارجية سعد بن علي الخرجي، والسيدان حمد الكبيسي وعبدالله السليطي.

وعن الجانب اللبناني حضر، الوزير السابق سليم جريصاتي، المديران العامان لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وللأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمستشارون العميد بولس مطر ورفيق شلالا والمهندسان أنطوان سعيد وإبراهيم برباري.

الوزير القطري

وبعد اللقاء، تحدث الوزير القطري الى الصحافيين فلفت الى أن "زيارتنا تأتي اليوم، ولبنان الشقيق يمر في وضع حرج. اتيت لنقل تعازي امير دولة قطر والشعب القطري الى اسر ضحايا هذا الانفجار وهذا الحدث الجلل الذي هزنا جميعا، ونتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين والمتضررين، فترجع الأمور باذن الله الى طبيعتها. ونؤكد تضامن دولة قطر حكومة وشعبا مع الشعب اللبناني الشقيق".

واشار الى أن "ما حل في بيروت هزنا في الأعماق، وخصوصا إزاء الخسائر البشرية وخسائر الأرواح والآثار الإنسانية والاقتصادية التي سببها هذا الانفجار، وسط أزمات مختلفة قبله. وموقف دولة قطر ثابت تجاه التضامن مع الشعب اللبناني. لذلك سعت لأن تكون من اول الحاضرين الى لبنان لدعم الجهود للخروج من هذه الازمة، بارسال فرق الإنقاذ والمستشفيات الميدانية والمساعدات التي يمكن ان تسهم في التخفيف عن الشعب اللبناني الشقيق".

وقال: "توجيهات سمو الأمير واضحة بدراسة المشاريع المتضررة جراء هذا الانفجار. نحن على وشك الانتهاء من دراسة إعادة اعمار المدارس الحكومية بالشراكة مع اليونيسف وباعادة تأهيل بعض المستشفيات المتضررة".

أضاف: "طبعا كانت هناك خطة من قبل دولة قطر قبل هذا الحدث للنظر في إمكانية مساعدة اشقائنا الشعب اللبناني لتجاوز الازمة الاقتصادية. ولدينا تصورات سيتم بحثها مع الحكومة اللبنانية. لا شك بأن هناك حاجة للاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان حتى تدعم مسيرة الإصلاح، ونتطلع إلى كل القوى السياسية والاجتماعية في لبنان لتجعل مصلحة الشعب اللبناني في صميم هذه الإصلاحات، كي تكون نابعة من احتياجات الشعب اللبناني بعيدا عن أي ضغوط خارجية. انا سعيد لوجودي اليوم في لبنان بين أصدقائنا اللبنانيين ونتطلع الى اللقاءات التي ستتلو لقاء فخامة الرئيس عون لبحث سبل التعاون بين بلدينا". وعما اذا كانت هناك وديعة قطرية كما يقال، أوضح أن "ليس هناك أي تصريح رسمي من دولة قطر بأن هناك وديعة للبنان. كانت هناك محادثات بشأن كيفية دعم لبنان للخروج من الازمة الاقتصادية، ومن المؤكد ان هذا الدعم يتطلب تعاونا من جميع الأطراف في مجال التشريعات اللازمة له، ونحن ما زلنا في اطار المحادثات. لكن الانفجار الذي حصل، عطل هذه المحادثات، ونتطلع الى استئنافها من جديد فور حلول الاستقرار".

وعن نوع المساعدات التي ستقدمها قطر للبنان، قال: "البرنامج غير محدد حتى الآن بتفاصيله، ولكن دولة قطر في اطار برامجها الاقتصادية تسعى دائما لكي يكون هناك مشاريع استثمارية تدعم الاقتصاد وخصوصا في المجالات التي يتطلبها الاقتصاد اللبناني وتعود بالنفع على الشعبين، ومن المهم ان تمس الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني". وعما اذا كانت قطر بوارد لعب دور في حل الازمة السياسية في لبنان، قال: "نتمنى ان تحل الازمة السياسية بين الأطراف اللبنانية، ودولة قطر ستدعم أي جهود تجاه الوحدة الوطنية. وكما ذكرت سابقا اننا نتمنى من اشقائنا في لبنان والأحزاب السياسية المختلفة ان يضعوا مصلحة الشعب اللبناني في صميم التفاهمات وان تكون بعيدة عن كل الضغوط الخارجية".

 

بري التقى وزير خارجية قطر وسفير لبنان لدى الفاتيكان

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والوفد المرافق، وجرى عرض الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وقطر.

واستقبل الرئيس بري سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن.

 

الراعي يلتقي وزير الخارجية القطري في بكركي

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يرافقه، رئيس جهاز أمن الدولة القطري عبدالله محمد الخليفي، سفير دولة قطر محمد بن حسن جابر الجابر، مدير مكتب وزير الخارجية القطري سعد بن على الخريجي والوفد المرافق. وشدد وزير خارجية قطر على وقوف بلاده الى جانب لبنان بشكل مستمر ولا سيما في أوقات المحن، ناقلا الى البطريرك تحيات امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وركز على العلاقات التاريخية بين قطر ولبنان والبطريركية المارونية وقطر "والتي عززتها زيارة غبطة البطريرك للدوحة"، متمنيًا ان يعود الى لبنان ازدهاره واستقراره. واثنى على "قوة الشعب اللبناني الذي يتجاوز  الأزمات الكبيرة، واليوم هو قادر ايضا على تجاوز المحنة التي يمر بها". وسلم الراعي الى الوزيرالقطري نسخة من مذكرة "لبنان والحياد الناشط" مرفقة برسالة منه الى امير قطر.

 

الحريري بحث ووزير الخارجية القطري في المستجدات والتقى اللواء ابراهيم

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في بيت الوسط، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والوفد المرافق، في حضور السفير القطري في لبنان محمد بن حسن جابر الجابر، والوزير السابق غطاس خوري، ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الدبلوماسية الدكتور باسم الشاب. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع في لبنان وآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. والتقى الرئيس الحريري المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعرض معه الأوضاع العامة.

 

وزير خارجية قطر جدد التأكيد من معراب أهمية أن تقوم الحكومة اللبنانية والدولة بالإصلاحات المطلوبة

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يرافقه رئيس جهاز أمن الدولة القطري عبد الله محمد الخليفي، سفير دولة قطر محمد بن حسن جابر الجابر، مدير مكتب وزير الخارجية القطري سعد بن علي الخريجي والوفد المرافق، في حضور النائبين ستريدا جعجع وبيار بو عاصي.

الوزير القطري

عقب اللقاء الذي استغرق ساعة من الوقت، قال الوزير القطري: "إن الزيارة اليوم لمعراب تأتي في اطار تضامننا مع الشعب اللبناني الشقيق في هذه المحنة التي يمر بها لتحقيق رغباته وطموحاته، ولكن هذه العملية يجب ان تدعم من الحكومة اللبنانية ليكون هناك توافق بشأن أجندة إصلاحية للبنان حتى نستطيع كدول المشاركة في دعم لبنان للخروج من أزمته". وعما اذا ستكون هذه المساعدات عبر المؤسسات أم قنوات أخرى، قال الوزير القطري: "إن المساعدة الانسانية كانت من خلال الصليب الاحمر ومؤسسات المجتمع المدني".

وجدد "تأكيد أهمية أن تقوم الحكومة اللبنانية والدولة بالإصلاحات المطلوبة". وردا على سؤال، قال: "بالنسبة الينا، لا نحدد مفهوم الجدية أو عدمها في التعاطي من قبل الدولة اللبنانية في مسألة الاصلاحات، بل يجب ان نلمسها جديا".

 

تكتل لبنان القوي: الأولوية المطلقة لولادة حكومة اصلاحية منتجة وفاعلة تلتزم البرنامج الإصلاحي

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا فعرض للتطورات العامة، واصدر بعده بيانا تقدم فيه "بالتعزية من اهالي ضحايا حادثة بلدة كفتون - الكورة"، مؤكدا "وجوب المضي في التحقيقات حتى النهاية وصولا الى سوق المجرمين الى العدالة".

وتابع: "باهتمام بالغ تداعيات الإنفجار الذي هدم مرفأ بيروت وادى الى سقوط ضحايا وجرحى ووقوع خسائر هائلة في الممتلكات، ويهمه ان "تصل التحقيقات القضائية الى نتيجة واضحة وان تشمل جميع من تولى المسؤولية السياسية والأمنية والقضائية والادارية منذ العام 2013 وكان على صلة بهذا الملف لناحية التقصير الوظيفي والإهمال، ويبقى الأهم هو تحديد المسؤولية الجرمية لجهة معرفة من أدخل باخرة النيترات ومن دفع ثمنها ولماذا تم تفريغها وتخزين بضاعتها وهل تم استعمال قسم منها"؟ منبها الى "المحاولات القائمة لحرف مسار التحقيق وطمس الحقيقة باختلاق اخبار واهية وبثها في الإعلام لتشتيت الانتباه عن حقيقة ادخال هذه الجريمة". واطلع التكتل على "التحرك الذي يقوم به نواب العاصمة المنضوون في التكتل لتأمين الأموال اللازمة لتنفيذ أعمال الترميم السريعة والممكنة للمنازل والشقق التي يمكن اعادة تأهيلها قبل حلول فصل الشتاء للتخفيف من حجم الأزمة الناجمة عن وجود الآلاف من العائلات في المناطق المدمرة من دون مأوى. ويشمل مسعى النواب إقرار رزمة من القوانين التي تساعد في توفير الإعتمادات ومنح الإعفاءات وتقديم التعويضات وتوفير التسهيلات وضبط عمليات البيع بما يمنع حصول اي استغلال لحاجة الناس لإلزامهم على بيع منازلهم".

وأكد ان "اعادة الاعمار لا تحتاج الى انتظار الحكومة الجديدة فالبلدية والمحافظ يمتلكان الصلاحية لوضع المخططات التوجيهية اللازمة وتوفير الخرائط التنفيذية لأي جهة تريد تقديم المساعدة في اعادة الترميم لأي مبنى او شارع او حي وهما مولجان بإعادة اعمار العاصمة".

وشدد على ان "عملية تشكيل الحكومة تخضع للآليات الدستورية، وهي معروفة ومحددة بشكل واضح كما تخضع في هذه الظروف بالذات لوضع استثنائي يوجب الاسراع في عملية التشكيل. وعلى هذا الأساس يعتبر التكتل ان الأولوية المطلقة هي لولادة حكومة اصلاحية، منتجة وفاعلة تلتزم البرنامج الإصلاحي الذي اصبح معروفا ببنوده من كل الجهات الداخلية والخارجية، ويعتبر ان هذا البرناج هو الهدف والحكومة هي الوسيلة لتنفيذه ولا شيء يعلو على هذا الهدف لجهة التفاصيل المرتبطة بعملية التشكيل. من هنا يهم التكتل ان يؤكد للبنانيين جميعا ان لا شروط له وهو يفعل ما باستطاعته ليسهل ولادة الحكومة بغض النظر عن مشاركته او عدمها، وفي مطلق الأحوال سيشارك في عملية الإصلاح من خلال المجلس النيابي سواء كان في الحكومة او خارجها".

ورأى التكتل في "المبادرة الفرنسية والاهتمام الدولي المستجد فرصة لمساعدة لبنان وعلى اللبنانيين ملاقاتها بجهد مشترك وحوار مفتوح من دون عقد وبالتخلي عن الأنانيات والمصالح السياسية لإيجاد التفاهمات اللازمة لولادة الحكومة والالتزام ببرنامجها الاصلاحي. كما رأى في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتظرة بمناسبة مئوية لبنان الكبير فرصة ليجدد اللبنانيون هذه المئوية بإظهار رغبتهم في اطلاق مسار وطني سياسي عبر حوار جامع يؤدي الى حل كل المشاكل الخلافية والاتفاق على اصلاح النظام الحالي دستوريا وسياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا".

بدوره، قال جعجع: "إن اللقاء تمحور بشكل أساسي حول مسألة المساعدات الإنسانية للبنان التي ستكون في الوقت الراهن مباشرة للجمعيات الخيرية".

أضاف: "إن الموقف القطري مشابه لمواقف بقية الدول العربية لجهة مساعدة لبنان في حال قيام الحكومة بتنفيذ الإصلاحات، إلا أنه في حال العكس فهذه الدول غير مستعدة للمساعدة".

وعن إعلان الرئيس سعد الحريري عدم ترشحه لرئاسة الحكومة، رد جعجع ممازحا: "سأعتبر أنني لم أسمع هذا السؤال".

 

جنبلاط عرض مع وزير خارجية قطر المستجدات السياسية في لبنان

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

 إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بعد ظهر اليوم في كليمنصو، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يرافقه السفير القطري في لبنان محمد حسن جابر الجابر على رأس وفد. وحضر اللقاء النائبان هادي أبو الحسن ووائل أبو فاعور، حيث تم البحث في آخر المستجدات السياسية على الساحة اللبنانية بالإضافة الى العلاقات اللبنانية القطرية.

 

الكتائب: لحكومة مستقلة بالكامل تؤسس لانتخابات مبكرة

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

أكد حزب الكتائب في بيان اثر اجتماع الكتروني لمكتبه السياسي برئاسة رئيسه سامي الجميل، ان "جريمة المرفأ التي ارتكبت عن سابق تصور وتصميم نتيجة اهمال هذه المنظومة للتحذيرات المستمرة وتواطئها في اخفاء وجود المواد القاتلة عن اللبنانيين، لن تمر مرور الكرام ولن نسمح بلفلفتها على الطريقة القديمة، واننا لن نسكت ولن نستكين الى حين انكشاف الحقيقة كاملة". وأشار الحزب الى أنه "أمام محاولات طمس الحقائق واخفائها عن اللبنانيين وبعدما أثبتت هذه المنظومة عجزها الفاضح عن القيام بمهمات التحقيق"، فإنه "يجدد اصراره على قيام تحقيق دولي شفاف وجدي يحدد المسؤوليات ويسوق المجرمين الى العدالة وفاء لعذابات من اصيبوا وشردوا ولدماء من سقطوا شهداء"، رافضا "التقصير الفاضح في مواكبة السلطة لآلام الناس في مصابها، فالمفقودون ما زالوا بالعشرات والمشردون من دون سقوف، فيما الجمع والقسمة يسيران على نار المحاصصات الحامية وكأن شيئا لم يكن". ودعا "السلطة الى اجراء مسح شامل للمناطق اللبنانية وتحديد المربعات الخطرة خاصة في الأماكن الآهلة التي تؤوي مسلحين ومستودعات أسلحة ومواد ملتهبة، بما يقي المواطنين شر تفجير آخر". وإذ رفض "شراء الوقت بإجراء مشاورات تسبق الاستشارات النيابية"، طالب بـ"إعمال الدستور ووقف تسخيف ارادة الناس"، مستغربا "كيف تسمح كرامات النواب لهم بالاستمرار نوابا وبمصادرة حقهم في التكليف، في وقت كان يفترض بهم الاستقالة انسجاما مع الحالة الضميرية والشعبية". كما رفض "إعادة تكرار حكومات الوحدة الوطنية أو حكومة التكنوقراط المزيفة والمموهة بودائع حزبية"، مطالبا بـ"حكومة انقاذ مستقلة تولي العناية الكاملة للشأن الاقتصادي، وتؤسس لانتخابات نيابية مبكرة تختصر المعاناة وتعيد الأمانة الى الشعب". ودان الحزب "أسلوب المؤامرة والعمالة الذي تستخدمه جهات معروفة الاهداف والغايات في التعرض لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وتعتبر ان هذه الوسائل الممجوجة أثبتت انها غير قادرة على لي ذراع الشرفاء في البلد وكم افواههم، فكلامهم ومواقفهم وطروحاتهم تنبع من قناعة راسخة لا لبس فيها بدور لبنان وموقعه التاريخي وهو سيبقى ثابتا مهما كثر التهويل والتهديد".

 

مكتب باسيل: سنبقى بالمرصاد لفضح كذب القائمين على حملات التضليل وننصحهم بالكف عن أسلوبهم المفضوح تحت طائلة الملاحقة الجزائية

وطنية - الثلاثاء 25 آب 2020

أصدر المكتب الإعلامي لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، اشار فيه الى أن "حملات تضليل التحقيق في جريمة إنفجار المرفأ تتواصل بموازاة تحريض ممنهج على النائب باسيل، وآخر ما إبتدعته كذبا، الكلام عن أن وكيل شركة "سبكتروم" في بيروت جورج قمر كان مستشارا للوزير باسيل يوم كان وزيرا للطاقة والمياه، وهو أمر غير صحيح اطلاقا وننفيه نفيا قاطعا، والسيد قمر كان مستشارا سابقا في الوزارة قبل استلام الوزير باسيل مهامه". وقال: "كذلك فإن شركة "سبكتروم" هي شركة بريطانية - نروجية، تملك مروحة أعمال تشمل عشرات الدول، ولا هوية لبنانية لها. وتاليا إن زعم وجود شركاء ينتمون الى التيار الوطني الحر هو محض كذب وإفتراء، مع الاشارة الى انه تبين وجود شركة لبنانية اخرى تحمل اسم "سبكتروم"، تتعاطى الاستشارات الهندسية ولا علاقة لها اطلاقا بالعقد او بهكذا اعمال وبالشركة الاجنبية".

وأوضح أن "شركة "سبكتروم" الاجنبية حازت على عقد المسوحات النفطية في لبنان، من دون أي مقابل، ما ينفي كليا كل إيحاء بوجود صفقة. لا بل إن طبيعة العقد الذي وقعته الدولة معها، لا يرتب اي عبء او بدل على الدولة، لكن يدخل أموالا الى الخزينة العامة جراء داتا المسوحات الزلزالية التي تبيعها "سبكتروم" للشركات المهتمة، تماما كما هو الحال في مسوحات البحر التي امنت مداخيل بما يزيد عن 43 مليون دولار اميركي". أضاف: "وعليه ننصح بعض القائمين على حملة التضليل الممنهج وتزويد الإعلام بمعطيات كاذبة بغرض تشويه الحقيقة، بالكف عن هذا الأسلوب المفضوح الذي يقع تحت طائلة الملاحقة الجزائية. ونطمئن هؤلاء الى أننا سنبقى في المرصاد لفضح كذبهم وتضليلهم وللتصدي لهروبهم من الإجابة عن الأسئلة الحقيقية حول، من أتى بشحنة النيترات ومن أفتى بإبقائها في المرفأ، ومن إستفاد من إدخالها الى العنبر رقم 12، على الرغم من معرفتهم المسبقة بأنها مواد بالغة الخطورة يحظر القانون إدخالها الى لبنان". وأكد أن "الكارثة في انفجار المرفأ تحتم على كل وطني شريف، العمل على إحقاق الحق والضغط لمحاسبة المرتكبين والمقصرين والمتواطئين حيث يجهد البعض لتهريبهم من أمام قوس العدالة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 24-25 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

It’s time for Europe to follow Germany’s lead and ban Hezbollah/Jerusalem Post Editorial/August 25/2020

افتتاحية الجيرازلم بوست: لقد حان الوقت لتضع الدول الأوروبية حزب الله على قوائم الإرهاب كما فعلت ألمانيا

Weeks after blast, Lebanon patronage system immune to reform/Samya Kullab/AP/August 25/2020

بعد مرور أسابيع على انفجار المرفأ لا تزال الطبقة السياسية عصية على الإصلاح

http://eliasbejjaninews.com/archives/89797/its-time-for-europe-to-follow-germanys-lead-and-ban-hezbollah-weeks-after-blast-lebanon-patronage-system-immune-to-reform-%d9%84%d9%82%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%aa/

 

سبعة مقالات وتعليقات تؤيد طرح البطريرك الراعي الخاص بالحياد الفعال والمتحرك وتنتقد بشدة الجهات الطروادية والإرهابية التي تطاولت بفجور على البطريرك وخونته

*مع سيد بكركي… في مواجهة العملاء/طوني أبي نجم/أي أم ليبانون/25 آب/2020

*تاريخ بكركي الطويل … ولا حكي تركي/حبيب شلوق/المرصد/25 آب/2020

*حيادٌ بلا إجماع/بشارة شربل/نداء الوطن/25 آب/2020

*تاريخ بكركي الطويل … ولا حكي تركي/حبيب شلوق/المرصد/25 آب/2020

*الراعي “الصادح”… “كل من يناصر الدويلة ويخون الدولة سينهزم”/ألان سركيس/نداء الوطن/25 آب/2020

*رسالة من مار شربل/داني حداد/أم تي في/25 آب/2020

*مرحلة انتقالية نحو الحياد/الياس الزغبي/25 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89801/%d8%b3%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%a4%d9%8a%d8%af-%d8%b7%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/