LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august25.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الأمل المرتجى من الصورة التي جمعت اليوم عون وجنبلاط وعائلاتهما/للرئيس عون الذي عرفناه عن قرب طوال 16 سنة، نقول له بصدق وبمحبة أعدل واتكل على الله، وهو لا يخيب آمال من يتكل عليه/ونقول للرئيس عون أيضاً وبمحبة وبصوت عال، يا عماد لا تنسى عطاءات ونضالات الأحرار والأشراف في زمن اللجوء الباريسي، ولا تظلم أحداً منهم لأن الله لا يحب الظالمين، ولا تسمح بفرض الغربة الظالمة على أي منهم عن وطنه وأهله.

الياس بجاني/رحم الله البطل والمقاوم انطوان الخوري حرب فهو رحل وزوادته مملؤة بكل ما هو بطولة وعطاء وكرامة وفداء وشهادة للحق ومواقف رجولية

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/8/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 24 آب 2019

الياس الزغبي: الاستراتيجية الحقيقية تقوم على الثوابت الوطنية ولا تُبنى على متغيرات خارجية طارئة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيس عون استقبل رئيس الاشتراكي وعقيلته ونجله جنبلاط: لا بد من إجراءات غير شعبية لئلا نواجه تصنيفا أسوأ

جنبلاط لم "يعاتب" باسيل!

الشامسي من محمية أرز الشوف: نأمل كل الخير والإستقرار والأمان للبنان

منع طائرة من الإقلاع كشف عن فضيحة جديدة للبناني فواز فواز ومحمي من "حزب الله" وحركة "أمل" وفرنجية

قاطيشا لـ “السياسة”: علاقة “القوات” بالحريري ستتأثر وجعجع سيطلق مواقف مهمة في ذكرى شهداء الحزب أول سبتمبر

فارس سعيد: نرفض أن يحمي نصرالله لبنان

بعد خفض التصنيف: ارتفاع معدلات الفوائد وتراجع أرباح المصارف/خضر حسان/المدن

قانون برّي الانتخابي: للتخلص من باسيل أم لتطبيق الطائف/أكرم حمدان/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بريطانيا ترسل سفينة حربية إضافية إلى الخليج لحماية حرية الإبحار

فتوى إيرانية تجيز استهداف القوات الأميركية وتحرّم بقاءها في العراق

بغداد للقائم بأعمال واشنطن: بلدنا ليس ساحة للنزاع... ونتانياهو ألمح للضلوع بهجمات ضد أذرع طهران

اضطرابات جديدة في إيران والسلطات تتهم “متآمري الخارج”

الناقلة الإيرانية “أدريان 1” تتجه إلى مرفأ مرسين التركي وواشنطن تهدد والاحتجاجات تطارد ظريف حتى باريس

الإرهابيون يتجهون إلى «بيتكوين» كوسيلة تمويل جديدة وتستضيف أسواق الإنترنت العملة الرقمية في تجارة تقارب المليار دولار سنوياً

تفكيك صاروخين ببغداد ومقتل 43 من قياديي “داعش” خلال عام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تشمل العقوبات الأميركية الجديدة الصف الأول من «حلفاء حزب الله»؟/لبنان يترقب… والحريري زار واشنطن بسببها/محاسن مرسل/الشرق الأوسط

شبعا - عين سعادة: الفدائيون والقبلة المسيحيّة/محمد أبي سمرا/المدن

ميشال عون يرفض ثم يقبل دور "شيخ العشيرة"/صلاح تقي الدين/العرب

الحريري كما يشتهيه باسيل.. ولا عزاء لـ"الحلفاء"/منير الربيع/المدن

بشير الجميل... رئيساً/كانت الجمهورية ضائعة فوُجدت/نجم الهاشم/نداء الوطن

"حزب الله" و"العهد"... مناورات إحباط الاستراتـيجــيــة الدفاعية – تابع/جمال عزام/نداء الوطن

هل تنجح بكركي في توحيد المسيحيين حول عون؟/راكيل عتيّق/الجمهورية

«القوات»: إقصاؤنا جزء من سلسلة طويلة/جورج حايك/الجمهورية

التصنيفات الدولية: صفقات سياسية أم ماذا؟!/طوني عيسى/الجمهورية

النبض السعودي اللبناني/راجح الخوري/الشرق الاوسط

“التيار” لجعجع: التعيينات المسيحيَّة لنا/أسعد بشارة/الجمهورية

تركيا وتأجيج الصراع في ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إيطاليا... ائتلاف يسقط آخر/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون أمام وفود شعبية في بيت الدين: المصالحات لن تهتز نعمل على معالجة الوضع الاقتصادي ويجب الاهتمام بالزراعة والصناعة

الشامسي من محمية أرز الشوف: نأمل كل الخير والإستقرار والأمان للبنان

سامي الجميل في افتتاح بيت كتائب عرمون: استشرسوا في تعيينات المجلس الدستوري بعدما ادركوا اهميته في قلب المعادلات السياسية

باسيل في عشاء هيئة كسروان الفتوح في التيار: لا يلزمنا وصفات كاذبة وقادرون مع كل القوى ان نصف العلاج لوطننا كي يتعافى

ستريدا جعجع في عشاء في حصرون بحضور رئيس القوات: نموذج الجمهورية القوية سيطبقه الحكيم في لبنان كله في حال وصل الحزب الى سدة المسؤولية الكبرى

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من12حتى21/:”يا إخوتي، فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص. إِذًا فَكَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بَمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِهِ بِدُونِ مُبَشِّر؟ وكَيْفَ يُبَشِّرُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ المُبَشِّرِينَ بِالخَيْر!».ولكِنْ لَمْ يُطِيعُوا كُلُّهُم بِشَارَةَ الإِنْجِيل، لأَنَّ آشَعْيَا يَقُول: «يَا رَبّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟». إِذًا فَالإِيْمَانُ هُوَ مِنَ السَّمَاع، والسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ المَسِيح. لكِنِّي أَقُول: أَلَعَلَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «في الأَرْضِ كُلِّهَا ذَاعَ مَنْطِقُهُم، وفي أَقَاصي المَسْكُونَةِ كَلامُهُم». وأَقُول: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَم؟ يَقُولُ مُوسَى أَوَّلاً: «أَنَا أُثِيرُ غَيْرَتَكُم بِمَنْ لَيْسُوا شَعْبًا، وبِشَعْبٍ غَبِيٍّ أُثِيرُ غَضَبَكُم!».أَمَّا آشَعْيَا فَيَجْرُؤُ ويَقُول: «وجَدَني الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوني، وٱعْتَلَنْتُ لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا في شَأْنِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُول: «بَسَطْتُ يَدَيَّ النَّهَارَ كُلَّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَمُتَمَرِّد!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الأمل المرتجى من الصورة التي جمعت اليوم عون وجنبلاط وعائلاتهما

للرئيس عون الذي عرفناه عن قرب طوال 16 سنة، نقول له بصدق وبمحبة أعدل واتكل على الله، وهو لا يخيب آمال من يتكل عليه.

ونقول للرئيس عون أيضاً وبمحبة وبصوت عال، يا عماد لا تنسى عطاءات ونضالات الأحرار والأشراف في زمن اللجوء الباريسي، ولا تظلم أحداً منهم لأن الله لا يحب الظالمين، ولا تسمح بفرض الغربة الظالمة على أي منهم عن وطنه وأهله.

الياس بجاني/24 آب/2019.

http://eliasbejjaninews.com/archives/77800/77800/

عندما يسترد الخالق وديعة الحياة من الإنسان لا يأخذ معه من هذه الترابية الفانية غير زوادته الإيمانية.. حقيقة لا مفر ولا مهرب منها.

حبذا لو أن كل إنسان منا، كائن من كان، وفي أي موقع أو بلد كان، حبذا لو يعي دون أوهام أو أحلام يقظة ويفهم ويدرك بوعي وإيمان هذه الحقيقة، أي أن حياته على هذه الأرض هي مجرد ومضة عابرة.

نعم، ودون أوهام وقتل متعمد للذاكرة والواقع واستكبار، وانسلاخ مرّضي عن الواقع، وعبادة وثنية وصنمية ثروات الأرض من مال ونفوذ وعزوة وسلطة، فإن حياتنا هي ومضة وعابرة وقد تنتهي في أي لحظة.

فلو أدرك كل البشر وخصوصاً المسؤولين والقادة والأثرياء وأصحاب النفوذ والربط والحل ورجال الدين والنافذين هذه الحقيقة الثابتة والغير قابلة للتغيير أو التعديل، لكانت الأمور الحياتية والإنسانية لكل البشر وبرمتها، وعلى كافة الصعد، وفي كل المجالات، وفي كل البلدان، أفضل بمليون مرة مما هي عليه من مآسي وحروب ومنازعات ومؤامرات وتجويع وتهجير وإفقار وظلم وإرهاب وتعديات وطمع وفجع وجشع وارتكابات وتناطح غرائزي عبثي.

نعم وألف نعم فإن كل ما على هذه الأرض الفانية والترابية من ثروات بأنواعها وعلى اختلاف إشكالها هي كلها باقية عليها.

والإنسان المجبول جسده من تراب هذه الأرض عندما يسترد الخالق منه الروح التي هي وديعة الحياة فلن يكن بمقدوره أن يأخذ معه من ثروات هذه الفانية الترابية أي شيء.

جسده الترابي بعد أيام يتحلل ويأكله الدود ويعود إلى التراب الذي جبل منه، أما روحه الوديعة التي هي الحياة فتعود إلى أيدي خالقها حيث ساعة الحساب الأخير.

والإنسان بعد أن يغادر هذه الأرض لا يأخذ معه غير زوادته الإيمانية، أي أعماله التي إما أن تدخله منازل أبيه السماوية إن كانت صالحة، أو إن كانت طالحة تنزله إلى قعر جهنم حيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ والعذاب الكبير لا ينتهي.

إن رمزية هذه الصورة التي جمعت اليوم في قصر بيت الدين الرئيس عون وزوجته والزعيم وليد جنبلاط وابنه النائب تيمور وزوجته هي حقيقة صورة مطلوبة وضرورية وتبعث الأمل وتفرح النفوس.

نعم، هي صورة تبعث الأمل بغد أفضل إن صدقت النوايا وأقترنت الأقوال بالأفعال، لأن كل ما يريده المواطن اللبناني المعذب والمقهور والمحروم من أهم مقومات الحياة الكريمة في وطنه هو الخلاص من النزاعات العبثية والتفات المسؤولين عن بلده ومصيره ولقمة عيشه إلى احتياجاته وإلى سلمه وإلى مستقبل أولاده.

ونعم وألف نعم لا سلاح أقوى من سلاح الحوار والتفاهم بقدسية الكلمة التي هي الله الذي تجسد.

ولا منطق أقوى من منطق العقل الذي هو جزء من عقل الله.

ولا أنجع ولا أرقى من تصرف حضاري وإيماني هو مبدأ قبول الآخر المختلف واحترامه.

ولا أقوى ولا أنجح من سياسي ومسؤول لا يريد لنفسه شيء، بل يريد كل شيء لشعبه ولوطنه.

للرئيس عون الذي عرفناه عن قرب طوال 16 سنة، نقول له بصدق وبمحبة أعدل واتكل على الله، وهو لا يخيب آمال من يتكل عليه.

ونقول للرئيس عون أيضاً وبمحبة وبصوت عال، يا عماد لا تنسى عطاءات ونضالات الأحرار والأشراف في زمن اللجوء الباريسي، ولا تظلم أحداً منهم لأن الله لا يحب الظالمين، ولا تسمح بفرض الغربة الظالمة على أي منهم عن وطنه وأهله.

وللزعيم جنبلاط نقول إن شجاعة الموقف هي ميزة لا تتخلى عنها، وأن التواضع كنز لا يفنى فحافظ عليه.

ربنا يهدي جميع قادة لبناننا الحبيب ويزرع وينمي في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم نعم الإيمان والرجاء والمحبة والتواضع والعطاء والتضحية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الرب أعطى والرب أخذ فليكن إسمه مباركاً إلى الأبد

الياس بجاني/24 آب/2019

روح المناضل انطوان الخوري حرب هي الآن بين أيدي الخالق جل جلاله وهو الأب الكلي، وهو العدل والإنصاف والغفران والمحبة. إن فقيدنا الغالي هو بين أيدي أمينه فلنصلي من أجل سكناه منازل الآب السماوي حيث لا وجع ولا غذاب ولا صراعات ولا حسد ولا طمع ولا غرائزية، بل محبة وسلام وطمأنينة..ربنا يرحم نفسه ويلهم ذويه ومحبيه الكثر نعم الصبر والسلوان.

 

رحم الله البطل والمقاوم انطوان الخوري حرب فهو رحل وزوادته مملؤة بكل ما هو بطولة وعطاء وكرامة وفداء وشهادة للحق ومواقف رجولية

الياس بجاني/23 آب/2019

المتجبر والمتكبر وقليل الإيمان وجائب الرجاء ومعهم يلي بلا بقوي أي الذي لا يحترم مبدأ العرفان بالجميل..كل هؤلاء أبالسة ونهايتهم في جهنم حيث الدود لا يهدأ ولا النار فيها تنطفئ. كل هؤلاء يوم يسترد الله وديعته منهم أي نعمة الحياة لن يأخذوا معهم من ثروات الأرض الترابية ومن هذه الدنيا الفانية غير زوادة اعمالهم وهي زوادة ملئوها الأذي والفساد والسرقات والكفر والجحود والطمع والخيانة والعمالة والفجع.. رحم الله البطل والمقاوم انطوان الخوري حرب فهو رحل وزوادته مملؤة بكل ما هو بطولة وعطاء وكرامة وفداء وشهادة للحق ومواقف رجولية.

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77766/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a/

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/WMA/عملاقية البشير وقزمية الحاليين/23 آب/2019/للإستماع للتعليق هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.bacxhir23.08.19.wma

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/MP3/عملاقية البشير وقزمية الحاليين/23 آب/2019/للإستماع للتعليق هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.bacxhir23.08.19.mp3

 

عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/23 آب/2019

القادة العمالقة تكون وجهتم دائماً كالنسور إلى أعلى حيث الكرامة والغزة والإستبسال والعطاء والفداء والرجولة.

أما القادة الأقزام فوجهتم دائماً إلى أسفل حيث المذلة والمهانة والرُخص في كل شيء . الله يرحم نفس البشير النسر

اليوم ونحن نتذكر يوم انتُخب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية بتاريخ 23 آب/1982..

اليوم بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بانقاذ وطن الأرز من براثن الاحتلال الإيراني واستعادة استقلاله وحريته.

في ذكرى انتخاب بشير يتأكد لكل لبناني حر وسيادي أن بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

صحيح إن قوى الشر والظلامية قد نجحت في اغتيال بشير الجسد، إلا أنها لم تتمكن من قتل هذا البشير الذي لا يزال يسكن قلوب ووجدان وضمير كل لبناني حر…

البشير القضية، وبشير الحلم، وبشير التعايش، وبشير التعلق بالدولة وبالقانون وبالدستور وبالحريات وبالديمقراطية وبالتعايش… هذا البشير يسكن في عقول وثقافة كل لبناني سيد وحر.

هذا البشير ولن يموت في وجدان وضمائر الأحرار

إن البشير الذي تم قتل جسده في 14 أيلول/عام 1982 لا يزال في ذكراه وفي نموذج ومثال الوطنية والصدق حياً في القلوب والوجدان والضمير والثقافة والحلم والرجاء..

في حين أن غالبية القياديين والسياسيين الأحياء بأجسادهم هم عملياً واحتراماً وثقة أموات في إيمانهم وعقولهم وجشعهم والإسخريوتية. فهؤلاء حضورهم غياب وغيابهم راحة ونعمة.

في العودة إلى ذكرى يوم الاغتيال في عيد الصليب المقدس في 14 أيلول من سنة 1982 امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول” :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم.

وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته.

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة/المقالة في أعلى هي من أرشيف الكاتب وتنشر اليوم مع بعض التعديلات والإضافات

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً، جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثال.

ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود.

هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”.

لقد غاب عن بال القلة هذه أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرف. نذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا احرقوا مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال.

وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332، لم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع ألفين منهم كعبيد.

أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك.

ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ولأسباب مشابهة. في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية. فيما المؤمن بحقه وحامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون، كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، فيتلون، فيداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه.

عن هؤلاء قال الإمام علي (كرم الله وجه): إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.

الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر. وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12-39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض بأنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد بعد أن اشبعوا الناس بيانات، عنتريات وتنظيرات، فيما هم أثبتوا ميدانياً وعند أول “قطوع” تعرضوا له أنهم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة.

فيا أصحاب العضلات استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات، وتوبوا قبل فوات الأوان. اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها ولا تنساقوا وراء الأبواب الواسعة وأطماعكم والكراسي، ولا تتركوا بريق العباءات وتفرعاتها يعمي عيونكم ويقسي قلوبكم.

أنه عار على قادتنا أن يتجابنوا عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغضوا الطرف عن واقع الاحتلال الذي ينخر عظامه متحججين بألف حجة وحجة وكلها هروب إلى الأمام وهرطقات تبرر استسلامهم وتعايشهم مع واقع الإحتلال.

في الخلاصة، على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، واستنفذوا كافة حجج التلون والركوع وشذوا عن الطريق القويم، على هؤلاء أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8-32)

*اضغط هنا لقراءة المقالة التي في أعلى باللغة الإنكليزية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/8/2019

وطنية/السبت 24 آب 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة أسبوع هادئة سياسيا، في ظلها زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" لرئيس الجمهورية، في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين.

وتبقى متابعة الناس لأخبار التصنيفات الائتمانية، وما صدر عن "فيتش" من تصنيف سلبي، في وقت قال خبراء اقتصاديون وماليون إن هذا التصنيف سيكون دافعا للمراجع اللبنانية لإعادة حساباتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة وفي مقدمتها الاصلاحات.

وفسر الخبير الدكتور غابي بجاني تصنيف "فيتش"، على أنه ليس نهاية المطاف. وقال إن التصنيف يعني تسعة ونصف على عشرين درجة، وذلك يعني أن المطلوب هو وجوب أن يكون هناك جهد من قبل الحكومة، للعودة إلى ما كان عليه التصنيف إبان رئاسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لعدد من الحكومات، حيث كان يتراوح بين العشرة والخمس عشرة درجة على عشرين.

وعلق الخبير الدكتور بيار خوري على المسألة المستجدة، فقال إن التصحيح يتطلب اصلاحات جدية واعادة رسم لوحة اقتصادية مالية من قبل الحكومة.

وعلى صعيد عمليات الصيرفة، فإن السوق بدا هادئا وأقل تلاعبا لسعر الدولار، ما كان عليه في اليومين الماضيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا حديث في لبنان يتقدم حاليا حديث التصنيف الائتماني بشقيه: الثابت على "B-" والمنحدر إلى "CCC". صحيح ألا أحد يمكنه التغافل عن سوأة التقرير الذي خرجت به وكالة "فيتش"، لكن الصحيح أيضا أن التوازن الذي أرساه تصنيف "ستاندرد أند بورز" لم يكن بالأمر العابر بل جاء مخالفا للتحليلات والتهويلات.

وفي مطلق الأحوال، فإن صدور التقريرين الائتمانيين للوكالتين لم يفاجئ السلطات السياسية والمالية والمصرفية في لبنان الذي نجح- على نحو معين- في تجاوز القطوع بأقل أضرار ممكنة، فماذا لو جاء تصنيف "ستاندرد أند بورز" هو الآخر منحدرا إلى درجة "CCC"؟.

ذلك أن التقريرين، ورغم قساوة أحدهما، لم يغفلا إنجازات كثيرة تحققت في لبنان، وكانت وزارة المالية رأس حربتها، من الإجراءات التقشفية والإصلاحات الهيكلية في المالية العامة بموازنة 2019، والالتزام الجدي بإقرار موازنة 2020 في وقتها، وصولا إلى قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في الدفاع عن الليرة من خلال احتياطه.

من هذا المنطلق، فإن القرارات التصنيفية لم تكن كارثية، أو تحمل بذور انهيار وإفلاس بل مؤشر على أن ثمة أزمة.

هي أزمة نحن واثقون بأننا سنستطيع الخروج منها نحو المزيد من الاستقرار، أكد وزير المال علي حسن خليل. وإذ شدد على أن لبنان سيتعامل بمسؤولية مع تقرير "فيتش"، قال خليل للـNBN إن قرارنا السير بالإصلاحات، وإن أمامنا عملا حكوميا جديا لمعالجة الثغرات.

واستكمالا لهذه المواقف، قرأت وزارة المالية في تصنيفي "فيتش" و"ستاندرد أند بورز"، تذكيرا بأهمية تخفيض العجز وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي بدأتها وستزيد وتيرتها في موازنة 2020 وما بعد. كما قرأت الوزارة فيهما تذكيرا بأن لبنان لديه القدرة على تجاوز الصعاب.

وفي التقاء مع هذا الموقف، قال الرئيس ميشال عون اليوم إن الوضع الصعب سنخرج منه من خلال قرارات لا بد منها لاستعادة النهوض. وخاطب زواره: لا تستمعوا إلى الشائعات كتلك التي سبقت صدور التقريرين التصنيفيين.

شبح التقريرين، حضر في اللقاء المطول الذي عقده رئيس الجمهورية مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، بحضور رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل.

الاجتماع الذي كرس لقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا، وصفه جنبلاط بأنه كان وديا، وتخلله حديث عن الأحداث الداخلية والسفر، نافيا حصول عتاب خلاله.

جنبلاط قال إن رئيس الجمهورية التقط خطر التصنيف الائتماني، مشيرا إلى انه قد تكون هناك حاجة لخطوات غير شعبية للإصلاح. وكشف أن عون سيدعو المسؤولين إلى اجتماع لمواجهة التحديات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبل أن تصنفنا الوكالات الائتمانية، صنفنا أنفسنا على المنابر السياسية وفي التقارير المالية. وقبل أن تتحدث تلك الوكالات عن الأزمة التي يعيشها لبنان، يعرفها اللبنانيون كل يوم بأسواقها العادية، كما السوداء منها التي لا زالت تتحكم بمصائر الناس من دون حسيب أو رقيب. فلم الصراخ والعويل بعد هذا التصنيف؟، هل فوجئنا بأن سياساتنا المالية لعقود، قادتنا إلى هذا الطريق المحتوم؟، وهل كنا نتوقع أن بلدا ينزف كل هذا الهدر والفساد سيكون بغير هذا المسار؟.

صدر التقرير المرتقب من وكالتي "فيتش" و"ستاندر اند بورز"، الأولى خفضت تصنيفنا، والثانية أبقتنا على ما نحن عليه، وكلا التصنيفين غير مرضيين اقتصاديا.

رئيس الجمهورية طمأن اللبنانيين إلى أننا سنخرج من الوضع الاقتصادي الصعب بالتعاون مع الجميع، ومن خلال قرارات لا بد منها، مع الاشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية الراهنة إرث ثقيل عمره عقود، كما قال.

وعد رئاسي بالنهوض، أكد عليه وزير المال علي حسن خليل، الذي رأى ان تقرير التصنيفات يعكس الحقيقة التي نعرفها، والتي تعمل الحكومة على معالجتها.

معالجات باتت أكثر من ملحة، ولعل من تبعات التصنيف جديد، أن الجميع يتحسس مخاطر المرحلة، ويقر بألا امكانية للحل بالأسلوب اللبناني الذي كان سائدا لمعالجة الأمور.

سياسيا، يسود الهدوء الذي يؤمل أن يعزز بأكثر من اتجاه، مؤشراته اليوم زيارة رئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط وعائلته لبيت الدين، والغداء الذي أقامه على شرفهم رئيس الجمهورية بحضور الوزير جبران باسيل.

من حاضرة السياسة إلى الذكرى الوطنية الحاضرة بعناوين الحرية والسيادة، ذكرى التحرير الثاني الذي حققه لبنان بمعادلات العزة التي لا زالت أقوى من كل التشويشات، معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي اقتلعت الارهاب التكفيري، كما هزمت الارهاب الصهيوني، فحمت الوطن كل الوطن.

وطن عينه على بلدة العين البقاعية، حيث سيقيم "حزب الله" احتفالا بالمناسبة عصر الغد، يتحدث خلاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد إعلانها أمس الموافقة على نتيجة المناقصة الدولية الخاصة بحفر أول بئر بترولي في البلوك رقم 4، زفت الوزيرة ندى البستاني اليوم إلى اللبنانيين بشرى انجاز سد المسيلحة هذه السنة، على أن تبدأ تعبئته في الشتاء المقبل.

خبران ساران في يومين متتاليين، يضافان إلى رصيد كبير من الايجابيات المتراكمة، المعبرة عن إصرار غير مسبوق على تحويل المستحيل ممكنا، والبناء على المؤهلات الضخمة التي يتمتع بها لبنان وشعبه، والتي لا تحتاج إلى أكثر من قرار سياسي واضح، وإرادة صلبة، حتى يتحول الحلم إلى حقيقة، والتمني إلى واقع ملموس.

قرار وإرادة، لا يزالان حتى اللحظة غائبين في موضوع الاجراءات غير الشعبية المطلوبة لإعادة النهوض بالاقتصاد الوطني، على رغم المؤشرات الواضحة للتصنيفات الدولية، علما أن خارطة الطريق باتت واضحة، وفق ما عبرت عنها الورقة الاقتصادية والمالية التي أقرت في بعبدا، كما أن العمل جار لتكوين اقتناعٍ وطنيٍ عام بوجوب السير بها وفق ما تم التفاهم عليه. ومن هنا اتجاه رئيس الجمهورية إلى الدعوة للقاء يضم ممثلي القوى السياسية المشاركة في الحكومة، للتفاهم على سبل مواجهة التحديات، وهو ما كشفه من بيت الدين اليوم، النائب السابق وليد جنبلاط.

وفي بيت الدين، وعشية مشاركته في قداس في دير القمر ينقل مباشرة على الهواء الحادية عشرة من قبل ظهر الغد، واصل الرئيس عون استقبال الوفود الشعبية، ملقيا أمامها، وكالعادة، كلمات مفعمة بالايجابية والأمل، وغنية بالرسائل على أكثر من صعيد:

فعلى المستوى الاقتصادي، شدد الرئيس عون على أن الوضع الصعب سنخرج منه من خلال قرارات لا بد منها لاستعادة النهوض، فالأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة تراكم سنوات وليست وليدة سنة أو سنتين، لكن نعمل على الخروج منها بالتعاون مع الجميع وستكون لنا رؤية اقتصادية تعزز قطاعات الانتاج.

أما على مستوى الوحدة الوطنية، ولاسيما في الجبل، فقال: لا خوف من الحياة المشتركة، واطمئنوا لأن وحدة الجبل أساس، والمصالحة تحققت ولا يجوز للسياسة أن تهزها، والاختلاف في السياسة لا يجوز أن يجر إلى خلاف على الوطن، ونحن نعمل لإزالة الخوف من قلوب الجميع، ونشجع العودة إلى الجبل وتنفيذ مشاريع لإنماء المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في العام 1967، وبعد النكسة العسكرية المدوية التي حلت بالعرب، قال أحد كبار قادتهم لتبرير الخسارة أمام الجماهير الغاضبة: انتظرنا الاسرائيليين من الشرق فجاؤوا من الغرب.

وبعد 52 عاما، لو امتلك المسؤولون اللبنانيون الجرأة ليصارحوا شعبهم بما حصل أمس لقالوا بالفم الملآن: انتظرنا التصنيف- الصدمة من "ستاندرد اند بورز" فجاءنا من "فيتش". فالانتصار الذي حلم به المسؤولون عبر تأجيل الاستحقاق المر ل"ستاندرد اند بورز"، اصطدم بقرار وكالة "فيتش" التي أعلنت خفض التصنيف الائتماني للبنان.

هكذا تحول الانتصار نصف انتصار، أو جاءت الخسارة نصف خسارة، باعتبار أن "ستاندرد اند بورز" أمهلت ولن تهمل، وهي تراقب الوضع الاقتصادي والمالي بدقة لتبني على الشيء مقتضاه بعد ستة أشهر من اليوم. فهل تشكل نصف الصدمة التي حصلت أمس، دفعا للمسؤولين ليأخذوا أمور البلد بجدية ويعالجوها، وليتوقفوا عن ممارساتهم الصبيانية التي لم نعد نملك ترف إهدار وقتنا بها؟.

ما حصل اليوم في بيت الدين، يوحي أن الأمور يمكن أن تسير في الاتجاه الصحيح. فزيارة الترحيب التي قام بها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" لرئيس الجمهورية، تحولت زيارة عائلية بامتياز، جمعت للمرة الأولى منذ حادثة قبرشمون وليد جنبلاط بوزير الخارجية جبران باسيل. أي أن لقاء اليوم شكل استكمالا وتتمة طبيعية للقاء بعبدا، الذي جاء تحت عنوان المصارحة والمصالحة، والذي لم يضم حينها باسيل.

على أي حال، تبريد الأوضاع السياسية، هو مقدمة ضرورية لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي. فكما أنه لا سياسة من دون اقتصاد، فإنه لا اقتصاد من دون سياسة. وعليه ينتظر أن نشهد بدءا من الأسبوع المقبل إعادة تحريك عجلة الدولة ككل، انطلاقا من مجلس الوزراء. فالحكومة ستجتمع الأسبوع الطالع مرتين: الثلثاء في السراي لبحث ملف النفايات، والخميس في بيت الدين، ولا يستبعد أن تقر فيها سلة تعيينات جديدة، ولو من خارج جدول الأعمال.

كما أن فريقا اقتصاديا، ينكب على وضع خريطة طريق للوضع الاقتصادي في لبنان، في الأشهر الستة المقبلة، حتى لا يتجرع لبنان كأس خفض تصنيفه الائتماني من جديد.

فهل بدأت عملية خروج الواقع اللبناني من عنق الزجاجة؟. الاجابة للأسابيع المقبلة، فلننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

قرابة الحادية عشرة من ليل أمس، وبفرق لا يتعدى الدقائق، أصدرت وكالتا تصنيف دوليتان تقريرين عن لبنان:

- التقرير الأول ل"فيتش"، وهي الوكالة الأقل أهمية من "ستاندر اند بورز"، خفض فيه تصنيف لبنان من b- إلى ccc.

- التقرير الثاني ل"ستاندرد اند بورز"، وهي الوكالة الأكثر أهمية من الأولى، وقد أبقت تصنيف لبنان عند b-.

بين التقريرين، تمايز في القراءة من جهة، وتوافق على نقطتين أساسيتين من جهة أخرى، والنقطتان هما: التأثير السلبي للوضع السياسي على الوضعين الاقتصادي والمالي، وقدرة المصرف المركزي على الحفاظ على الاستقرار النقدي وتمويل الدولة في الفترة المقبلة.

في التصنيفين أكثر من رسالة، مفادها أن أمام الجميع ستة أشهر فقط لاصلاح الوضع وإلا...

حتى الساعة، ما هو مؤكد بحسب مصادر مصرفية وخبراء اقتصاديين، أن الأسواق استوعبت الجزء الأكبر من نتائج التصنيف السلبي، وان لا تداعيات على الليرة مع فتح الأسواق الاثنين. فسعر الصرف وأسواقه، بحسب هذه المصادر، هادئ، وكل ما يحكى عن سوق سوداء للصرف لا يتعدى الشائعات، لأن الوضع المالي مضبوط، فيما كل ما قيل منذ أشهر حتى اليوم، وكل ما سيقال، لن يتعدى بث الأجواء السلبية لأغراض سياسية.

وفيما تبدو الليرة تحت السيطرة، قد يظهر بعض من تداعيات تصنيف "فيتش"، لا سيما في الأسواق العالمية، وتحديدا في موضوع سندات الخزينة الeurobonds عند فتح الأسواق، الأمر الذي يخفف من وطأته خبراء اقتصاديون يرون أن هذه الأسواق، استوعبت التصنيف السلبي، لا سيما أن أسعار اليوروبندز انخفضت الأسبوع الفائت.

هذا في تداعيات خفض التصنيف المباشرة، أما التداعيات غير المباشرة، فلا تقل خطورة، إذ أن السلطة التي تلقت الانذار، "معطلة بالweek end"، وهي حتى الساعة لم تقم بأي اجراء عملي، يضع لبنان على سكة خطة اجرائية واضحة تنفذ من خلالها مقررات اجتماع بعبدا الاقتصادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كأن كمينا ما كان. كل قلوب التيار جنسيتي، فلتسقطوا جواز المرور، ولا حاجة إلى تأشيرة العبور. دخل آل جنبلاط بيت الدين من بوابته، فكانت المواجهة الأولى مع جبران باسيل بعد حادث قبرشمون، كأول الغرام، وبداية التعارف لقاء ودي وحديث عن الأحداث الداخلية والسفر، و"بلاش عتاب"، ما عاد الجبل منطقة محرمة، وطريق المختارة باتت سالكة آمنة، والدعوة مفتوحة لاستقبال باسيل بجريرة الرئيس.

بزيارة وتلبية الدعوة لرد الزيارة، شطب من محضر الخلاف أربعون يوما من التعطيل وشل البلاد. وعندما تمت المصارحة على المحاصصة، وتوافق المختصمون على تقاسم مغانم التعيينات من خارج تصنيف الكفاءات، هدأت النفوس اليوم، جرت المصالحة، وساد لقاء جنبلاط- باسيل وئام على أطلال البساتين.

في بيت الدين فتح بيت المال، ومن جملة القضايا التي استعرضت التركيز على أهمية الوضع الاقتصادي والنقدي، لا سيما بعد إعادة التصنيف السلبي من قبل إحدى المؤسسات الدولية. ولفت جنبلاط بعد اللقاء إلى أن عون سيجمع المسؤولين في البلاد، ليتحمل الجميع هذه المسؤولية، على أن تكون موازنة عام 2020 بداية التصحيح الاقتصادي. وأضاف جنبلاط إن عون يرى في التصنيف خطرا، وان علينا كمسؤولين لبنانيين اتخاذ إجراءات، وقد تكون هذه الإجراءات غير شعبية، واذا لم نأخذ هذه الاجراءات يمكن أن نصل إلى الأسوأ.

وهل هناك أسوأ مما نحن فيه ومما أوصلتم البلاد إليه؟. نعم البلد ماشي، ولكن إلى المهوار. "ستاندرد أند بورز" رمت بطوق النجاة لكم، وأبقت على تصنيفها السلبي، وأعطتكم فرصة "تانية" وأخيرة، تنقضي بانقضاء أشهر ستة. ووكالة "فيتش" هزت العصا، فاهتز الوضع النقدي لكنه لم يقع. وتصنيفها جاء كجرس إنذار، وليس سقوطا بالضربة القاضية، لأن الضربة القاضية مصدرها فسادكم وتجيير صالح المؤسسات العام إلى مصالحكم الخاصة، وشل الإدارة، والتعيين من خارج القانون والدستور، بدلا من التوظيف على مبدأ الكفاءة، وجعل القضاء ألعوبة السياسة.

سنخرق قانون منع الألقاب، ونقول لك يا فخامة الرئيس "غلطان بالنمرة"، فليس بالإجراءات غير الشعبية نواجه خطر التصنيف، بل بتطبيق شعارات التغيير والإصلاح ومكافحة الفساد، وفرض جباية على جيوب الوزراء، وإعادة المال المهدور إلى بيت مال الخزينة، وتسمية الفاسدين وإطلاق يد المحاسبة والمحاكمة. والإجراءات غير الشعبية لا تنتشلنا من الحضيض، بل بكف يد سارقي المال العام. والتصنيفات لا تتطلب إصلاحات وحسب، كما قال وزير المال، بل تتطلب حرب إلغاء على فساد وزراء سيماهم في وزاراتهم.

بالأمس تصنيف سلبي، وغدا لن نكون أمام امتحان إكمال بل أمام سقوط مدو، إذا لم تتداركوا الكارثة قبل الانهيار، وإلا فإن موعد الدفن قد تحدد والتعزية بعد ستة أشهر يا فخامة الرئيس.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 24 آب 2019

وطنية/السبت 24 آب 2019

النهار

غابت وزيرة عن غداء أقامه وزير قوّاتي سابق على شرفها بسبب جلسة مجلس الوزراء ما فسّره البعض بأنّه نتيجة التباعد بين الحزبين وتأزّم العلاقة بينهما. احتدمت الخلافات والانقسامات داخل المجلس البلدي لمدينة بيروت بحيث تعطّلت الجلسات لافتقاد النصاب القانوني لانعقادها.

قال مصدر سياسي إن بيان السفارة الأميركيّة الذي سبق المصالحة في قصر بعبدا إنّما صيغ في دوائر الإدارة الأميركية في واشنطن وليس في عوكر لذا كان التجاوب اللبناني معه سريعاً.

الجمهورية

وصف وزراء في تيار بارز قرار حزب ممثل بالحكومة في مسألة التعيينات، كأنه"إجر بالبور وإجر بالفلاحة".

اعتبر وزير سابق قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بإلغاء الألقاب في التخاطب وفي المراسلات الإدارية، بأنه "عظيم، لكن يجب إلغاء الشتائم في التخاطب لا الألقاب فقط".

تدور مواجهة صامتة بين فريق مرجعية رسمية كبيرة وحزب فاعل على تعيين بديل من رئيس التنظيم المدني الحالي.

اللواء

يسجّل على الوزراء الجدد عدم الإنخراط الجدي في ورشة النقاشات والقرارات في مجلس الوزراء. قد يكون حزب بارز صرف النظر عن فوز مرشحه بالتزكية في انتخابات فرعية! تواجه لائحة من طلبات المواعيد اللبنانية في مدينة كبرى لمناسبة اجتماعات أيلول، ما يشبه قلة الاهتمام والإستجابة!

نداء الوطن

تردد مراجع رقابية أن لجنــة التصنيــف في وزارة حساســة تتحمل مســؤولية مضاعفــة بالنظر إلى المخالفات غير المسبوقة في عملها. قال أحد الســفراء العــرب في مجالســه إن نسبة إشغال القطاعات الخدماتيــة في لبنــان تخطــت الـــ%90 هذا الصيف، مقارنة بالصيف الماضي الذي لم يشــهد نسبة إشــغال أكثر من%40 ،نظــرا لنســبة الســياح الذيــن قصدوا لبنان وبينهم الخليجيون.

لوحــظ أن الرئيس ميشال عون أوفد النائب ســليم عون لتمثيله في مأتــم المناضــل العوني الســابق طوني حرب في تنورين فيما قدم بعد ذلك رئيس "التيــار الوطني الحــر" جبران باســيل التعازي لعائلة الفقيد في بيروت.

البناء

خفايا

قالت مصادر مصرفية إنّ الحملة الإعلامية التي تسوّق لتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية تقف وراءها أطراف محلية سياسية ومالية تريد إيصال رسالة لحاكم مصرف لبنان بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي مضمونها جملة من الشروط الجديدة التي طلبها الصندوق ورفضها مصرف لبنان، وقالت المصادر إنّ هذا هو سبب الأجواء التي يتمّ ترويجها حول تصنيفات المؤسسات المالية الدولية التي يرتبط بعضها بطلبات الصندوق ويضغط بالتصنيف لتطبيقها!

كواليس

قالت مصادر إعلامية فرنسية إنّ الرئيس الفرنسي اتصل بالرئيس الأميركي هاتفياً عدة مرات لمناقشة الملف النووي الإيراني، وفي كلّ مرة كان يستمع لطلبات الرئيس الأميركي وسقوفها العالية كان يسأل عن البديل الأميركي للتفاهم مع إيران فيأتيه الجواب بأنّ واشنطن مستعدّة للانتظار حتى تقبل إيران بالشروط الأميركية، ويجيبه الرئيس الفرنسي لكن العالم لا يستطيع الانتظار، وقالت المصادر إنّ آخر إتصال سجل موافقة الرئيس الأميركي على أن لا مجال للانتظار ولا مانع من مبادرة فرنسية.

 

الياس الزغبي: الاستراتيجية الحقيقية تقوم على الثوابت الوطنية ولا تُبنى على متغيرات خارجية طارئة

وطنية/24 آب 2019

أكد الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي "وجوب قيام الاستراتيجية الدفاعية على ثوابت وطنية وليس على متغيرات خارجية وموازين قوى طارئة". وقال في تصريح: "لا يجوز إهمال أو تأخير إقرار هذه الاستراتيجية بحجة ما حصل من تطورات في السنوات الأخيرة، كتفاعل التدخل الإيراني في المنطقة أو بقاء نظام الأسد أو تصاعد قوة "حزب الّله"، لأنها مقاييس غير ثابتة وغير مستقرة، وكل بناء على أرض غير راسخة يعرّضه للاهتزاز والسقوط". وأضاف: "إن الاستراتيجية الدفاعية الحقيقية هي التي تقوم على المصالح الوطنية الخالصة، وليس على اعتبارات متحولة، وتعيد للشرعية اللبنانية حقها الحصري في الدفاع عن لبنان بقواتها المسلحة تحت إمرة قائدها الأعلى رئيس الجمهورية وسلطة مجلس الوزراء كما ينص الدستور، وكل خروج عن هذا الأساس الشرعي مع التسليم بسلطة ميليشيا تخضع لقرار غير لبناني يشكل خرقاً للدستور وهرطقة وطنية خطيرة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيس عون استقبل رئيس الاشتراكي وعقيلته ونجله جنبلاط: لا بد من إجراءات غير شعبية لئلا نواجه تصنيفا أسوأ

وطنية - السبت 24 آب 2019

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، عند الأولى الا ربعا بعد ظهر اليوم في قصر بيت الدين، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا ونجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط. وعقد لقاء في الجناح الرئاسي في القصر، ضم الى الرئيس عون وعقيلته والنائب السابق جنبلاط والسيدة نورا والنائب جنبلاط، كلا من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته السيدة شانتال عون باسيل، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم وزوجها السيد روي الهاشم. واستكمل اللقاء على غداء أقامه الرئيس عون على شرف ضيوفه.

وقرابة الثالثة بعد الظهر، خرج رئيس الحزب وليد جنبلاط الى الباحة الخارجية للقصر حيث التقط معه بعض السياح صورا تذكارية، وقال للصحافيين: "استعرضنا مع فخامة الرئيس جملة قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وبيئية، والرئيس عون يركز على أهمية الوضع الاقتصادي والنقدي. بالامس كانت هناك إعادة تصنيف سلبية للبنان من إحدى المؤسسات. وسيدعو رئيس الجمهورية المسؤولين في البلاد الى اجتماع لكي نتحمل جميعا مسؤولياتنا من أجل مواجهة التحديات والتحضير لموازنة 2020 التي يجب ان تكون بداية حقيقية لتصحيح الوضع الاقتصادي والنقدي. وهذه النقطة الأساسية التي يجب الدخول اليها".

سئل: كانت اليوم المواجهة الأولى بينكم والوزير جبران باسيل؟

أجاب مقاطعا: "لم تكن مواجهة، كان لقاء وديا".

سئل: مصالحة أم مصارحة؟

أجاب: "أتمنى ان نترك البيانات جانبا".

سئل: ما الذي حصل بينكما؟

أجاب: "دار حديث عن الأوضاع في البلد".

سئل: هل كان هناك من عتاب؟

أجاب: "كلا".

سئل: متى سيحصل اللقاء بينكم و"حزب الله"؟

أجاب: "لم يبلغني أحد بمثل هذا اللقاء".

سئل: هل وجهتم دعوة الى الرئيس عون لزيارة المختارة؟

أجاب: "نعم، وجهت الدعوة الى رئيس الجمهورية لزيارة المختارة في الوقت الذي يشاء، وبالشكل الذي يريده لهذه الزيارة اكانت عائلية أو سياسية أو غيرها".

سئل: هل الوزير باسيل مرحب به أيضا؟

أجاب: "نعم، ونرحب بالجميع أيضا".

سئل: الى أين نتجه في لبنان بعد التصنيف الاقتصادي وفق نظرة فخامة الرئيس؟

أجاب: "التقط الرئيس عون الموضوع بشكل جدي جدا، ويرى خطرا في مثل هذا التصنيف. لذلك، علينا كمسؤولين لبنانيين اتخاذ إجراءات قد يكون بعضها غير شعبي، والا قد نواجه تصنيفا أسوأ".

 

جنبلاط لم "يعاتب" باسيل!

موقع ليبانون ديبايت/السبت 24 آب 2019

وصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته، والنائب تيمور جنبلاط إلى بيت الدين للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وكان الرئيس عون والسيدة الأولى في استقبالهم ظهر اليوم. وبعد اللقاء، ، أشار جنبلاط الى انه "استعرض مع الرئيس عون جملة قضايا، ولكن الرئيس ركز على اهمية الوضع الاقتصادي والنقدي، لا سيما بعد اعادة التصنيف السلبي من قبل احدى المؤسسات الدولية"، لافتاً الى ان "الرئيس عون سيدعو المسؤولين في البلاد لاجتماع كي نتحمل جميعا هذه المسؤولية ونحضر لموازنة العام 2020 التي ستكون بداية التصحيح الاقتصادي. وردا على سؤال عن أول لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل بعد حادثة قبرشمون، اشار جنبلاط الى انه لم تكن مواجهة، بل لقاء ودي وحديث عن الاحداث الداخلية والسفر، ولم يحصل هناك عتب. وفي سياق آخر، أوضح جنبلاط ان "الرئيس عون يرى في التصنيف خطر، وعلينا كمسؤولين لبنانيين اتخاذ اجراءات، وقد تكون هذه الاجراءات غير شعبية، واذا لم نأخذ هذه الاجراءات يمكن ان نصل للأسوء".

لا سلاح أقوى من سلاح الحوار، ولا منطق أقوى من منطق قبول الآخر المختلف واحترامة، ولا أقوى من سياسي ومسؤول لا يريد لنفسه شيء، بل كل شيء لشعبه ولوطنه. ربنا يهدي الجميع ويزرع ويمنمي في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم نعمتي المحبة والتواضع.

 

الشامسي من محمية أرز الشوف: نأمل كل الخير والإستقرار والأمان للبنان

وطنية - السبت 24 آب 2019

نظمت سفارة الإمارات العربية المتحدة "رحلة عام التسامح 2019"، إلى محمية أرز الشوف، حيث غرس السفير حمد الشامسي شجرة أرز في المحمية حملت اسم "شجرة التسامح". وتحدث الشامسي معربا عن سروره "بمبادرة اليوم، المكملة للمبادرات السابقة، لنجعل العالم يرى العيش المشترك في هذا البلد، الأمر الذي نركز عليه في كل المحافل الدولية". وقال: "إننا معنيون بالمبادرات في هذا البلد الفريد من نوعه، وهي رسالة من دولة الإمارات للتسامح وكي نكون يدا واحدة في ظل الظروف والمتغيرات التي تحيط ببلداننا والبعض منها نتيجة الطائفية، علنا هنا نزرع مع الأطفال شعار التسامح من خلال شجرة الغاف التي كان الشيخ زايد رحمه الله، يوليها أهمية كبيرة، والتي تعيش في مختلف الظروف، آملين كل الخير والإستقرار والأمان لهذا الوطن، وإن شاء الله يبقى بألف خير للأجيال الواعية وبما يحصل من متغيرات حولنا". بعدها أولم الشامسي على شرف المشاركين في الرحلة، في مطعم "شلالات الباروك"، حيث قدم دروعا تكريمية للاعلاميين ولرجال الدين المشاركين من بينهم مندوب الوكالة الوطنية للاعلام. وكان الشامسي والمشاركون في الرحلة قد زاروا قلعة موسى المعماري في دير القمر، وجالوا في أرجائها برفقة الفنان زياد موسى المعماري ووالدته، مطلعين على المحتويات وما تمثله من تراث.

 

منع طائرة من الإقلاع كشف عن فضيحة جديدة للبناني فواز فواز ومحمي من "حزب الله" وحركة "أمل" وفرنجية

بيروت-“السياسة” /24 آب/2019

 منعت سلطات مطار بيروت أمس محاولة طائرة خاصة من الاقلاع من دون الحصول على إذن من مديرية الطيران المدني، وهو ما أثار الشبهات حولها، فأوقفت دورية من جهاز أمن المطار طاقم الطائرة المؤلف من إيطاليين ويونانيين وسلمتهم إلى فصيلة الضابطة الإدارية والعدلية في سرية قوى الأمن الداخلي في مطار رفيق الحريري الدولي التي بدأت تحقيقاتها. ووفق معلومات نشرتها قناة “ال بي سي” الفضائية أمس، إن الطائرة مملوكة لفواز فواز صاحب شركة “نيو بلازا تورز” المتواري عن الأنظار، وفيما لم تكشف المعلومات عن وجهة الطائرة، اضافت هذه الحادثة المزيد من الارباك الى “حزب الله” وحركة “أمل”، في محاولاتهم التغطية على جزء من الفساد الذي يكاد يدفع بلبنان الى الانهيار الاقتصادي. فقد كشفت حادثة تقطع السبل بمئات من اللبنانيين في كل من تركيا وجورجيا، عن جانب من عمليات الاحتيال التي يمارسها بعض رجال الاعمال اللبنانيين تحت غطاء سياسي كثيف من”حزب الله” وحركة” امل”، إضافة الى زعماء آخرين. من هؤلاء فواز فواز صاحب شركة” نيو بالاز تورز”، التي كانت تمارس عملها من دون اي ترخيص من الجهات اللبنانية المتخصصة، ورغم ذلك كانت مؤسسات الدولة تغض الطرف عنه، لانه مدعوم من أحد نواب “حزب الله”، اضافة الى مسؤولين من حركة”امل”، كما تربطه علاقة شخصية بزعيم تيار”المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية. الفضيحة الاخيرة كانت اكبر من ان تحمي فواز فواز الذي سربت معلومات الى بعض وسائل الاعلام اللبنانية أنه هرب الى تركيا، اذ ان تقطع السبل بمئات اللبنانيين في تركيا وجورجيا الذين حجزوا عبر شركته تذاكر سفر ورحلات سياحية لكنهم حين وصلوا الى وجهتهم وجدوا انفسهم في الشارع، كانوا من مختلف الطوائف والتيارات السياسية، وهو ما دفع بوزارتي السياحة والمالية الى تأمين الاموال لاعادتهم الى لبنان عبر شركة طيران الشرق الاوسط، علما ان فواز له سابقة احتيال على الشركة بمليوني دولار اميركي، ولم تستطع الـ”ميدل ايست” استرداد المبلغ نتيجة الغطاء السياسي الكبير لفواز فواز، وقبلها كان قد اتهم باختلاس ثمانية ملايين دولار.

 

قاطيشا لـ “السياسة”: علاقة “القوات” بالحريري ستتأثر وجعجع سيطلق مواقف مهمة في ذكرى شهداء الحزب أول سبتمبر

بيروت ـ “السياسة” /24 آب/2019

ترك إقصاء مرشح حزب القوات اللبنانية المحامي سعيد مالك، عن عضوية المجلس الدستوري، ندوباً نافرة في العلاقة بين “تيار المستقبل” و”القوات”، من جهة، وزاد من تردي العلاقات بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”، من جهة أخرى.

وقال عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا، لـ “السياسة”، إن “رئيس الحكومة سعد الحريري يتحمل مسؤولية في ما حصل”، منتقداً الذين “أعطوا لأنفسهم الحق الآلهي بالتعيينات واحتكار الساحات، سواء كانت مكونات سياسية أو طائفية أو مذهبية، وليس لهم الحق بأن يكونوا قيمين على كل البشر والقيم”، ومشدداً على أن القوات ترفض كل ما حصل، ومعتبراً أن “علاقة حزبه ستتأثر بالرئيس الحريري بعد الذي جرى، لأنه هو الذي سيوقع من موقعه على كل التعيينات، وبالتالي لا أعتقد أن الحريري كرئيس للحكومة قادر أن يذهب مع هؤلاء إلى الآخر، وهم الذين يحتكرون كل السلطات، للتحكم بمصير البشر”. وكشف قاطيشا، أن “رئيس القوات سمير جعجع، سيطلق في ذكرى شهداء الحزب في الأول من سبتمبر، جملة مواقف على قدر كبير من الأهمية، تتناول الملفات الداخلية التي ترخي بثقلها على الساحة الداخلية، وسيحدد مسار العلاقات مع الحلفاء، في إطار التمسك بالثوابت والمبادئ”، مشيراً إلى أن “التركيز على الملف الاقتصادي والمخاطر التي تتهدده، سيأخذ حيزا مهماً من كلمة جعجع التي ستكون بمثابة جرس إنذار لإنقاذ الدولة”. وأكد نائب “القوات”، أن “تفاهم معراب أصبح آخر هم عند التيار الوطني الحر، منذ اليوم الأول بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، لأنه اعتبر أنه من خلال هذا التفاهم يستطيع أن يتحكم بالقوات ويأخذها إلى الفساد الذي يمارسه، وهذا الأمر لن يحصل، ولذلك فإن التيار العوني يقول إن القوات خرجت من تفاهم معراب، لأنها لا تدعم فساده وتسلطه وعنجهيته”. وفي الخصوص، غرد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان قائلاً: “بما يخص المجلس الدستوري كان الاتفاق بتأميننا نصاب الجلسة في مجلس النواب واختيار مرشح القوات اللبنانية سعيد مالك في الحكومة بما يتمتع من كفاءة، المسألة ليست محاصصة ولو كانت كذلك كنا اخترنا أرثوذكسيا وكاثوليكيا لكن لم يؤخذ بخيارنا ولم يتم تنفيذ الاتفاق، طريقة التعاطي كانت سلبية جدا”. وأضاف: “اذا كان الاقصاء نتيجة عدم تصويتنا على الموازنة فالرسالة وصلت وكنا ننتظر وفاء والتزاما أكثر بالوعود التي قطعت”. وأكد رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، أن “المجلس الدستوري هو المرجعية الأخيرة المتبقية للشعب اللبناني للدفاع عن حقوقه ومنع اي تجاوز للقواعد الأساسية لإدارة البلد بناء على الدستور”، معتبراً أن “الطريقة التي اعتمدت لتعيين اعضائه هي المحاصصة”، ولافتاً الى أن “الحزب استطاع ان يدافع عن حقوق الناس في ثلاث مناسبات عبر لجوئه الى المجلس الدستوري وان الكتائب ذكرت الناس بهذه المؤسسة المنسية لذلك استشرسوا في تعيين اعضائه بعدما ادركوا اهمية دوره في تطبيق القانون والدستور وكسر المعادلات السياسية الكبيرة”، ومبدياً “تخوفه من الطريقة التي تتم فيها ادارة البلد على الصعد كافة ومن المنحى الذي يذهب البلد باتجاهه”.

 

فارس سعيد: نرفض أن يحمي نصرالله لبنان

بيروت ـ “السياسة” /24 آب/2019

 في تعليقه، على “إعلان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا عن مشاركة حسن نصرالله ميدانيّاً في معركة حرب الجرود ضد “داعش” في صيف 2017، سأل النائب السابق فارس سعيد مغرداً: “لماذا تأخر سنتين؟ وما علاقة تصريح صفا ببيان رئاسة الجمهورية عن الستراتيجية الدفاعية؟”.ورأى أنه هناك رسالة واحدة: “نصرالله يحمي لبنان”، مشددا على أن “الجيش يحمي لبنان”. وأضاف سعيد: “الرئيس ميشال عون عندما يعلن ضرورة الأخذ بالاعتبار مواجهة الارهاب في اي ستراتيجية دفاعية، يعلن وفيق صفا ان قائد عمليات حرب الجرود الميداني اسمه حسن نصرالله والجيش السوري”.

 

بعد خفض التصنيف: ارتفاع معدلات الفوائد وتراجع أرباح المصارف

خضر حسان/المدن/الأحد 25/08/2019

حسمت وكالات التصنيف العالمية، ستاندرد أند بورز، موديز وفيتش، كل الجدل حول منزلة لبنان في التصنيف الائتماني، وذلك بعد إصدار تقاريرها، مساء الجمعة 23 آب. لتنطلق رسمياً مفاعيل التصنيف السلبي الذي كان متوقعاً، باستثناء إبقاء وكالة ستاندرد أند بورز تصنيفها عند مستوى B-. وأولى نتائج التصنيف السلبي، هي انعكاس صورته على القطاع المصرفي لجهة ارتفاع معدلات الفوائد وانخفاض أرباح المصارف.

استقطاب العملة الأجنبية

أدى إمعان السلطة السياسية في استنزاف مقدرات الدولة وضرب مؤسساتها، إلى أزمة اقتصادية لن تنجو منها البلاد بسهولة وسرعة. وعلى الأثر، جاء التصنيف الائتماني سلبياً، ليحمل في طياته خوفاً من عدم قدرة لبنان على الوفاء بديونه، فضلاً عن زيادة الحاجة لضمان استقطاب الودائع الجديدة.

بفعل التصنيف السلبي الذي وضعته وكالة موديز عند مستوى C، ووكالة فيتش عند مستوى CCC، بات هناك حاجة إضافية لاستقطاب العملات الأجنبية، لإظهار المزيد من الثقة. وهو ما يستدعي رفع معدلات الفوائد لجذب العملات. وبالتوازي، ستكون معدلات الفائدة مرتفعة بالنسبة للقروض التي قد يطلبها لبنان، لأن قدرته على السداد أقل، وبالتالي يحتاج الدائن إلى ضمانات لسد الدين. وهذا ما توافق عليه وكالة فيتش، إذ ذكرت في تقريرها أن "البنك المركزي يدفع أسعار فائدة أعلى لجذب ودائع الدولار الأميركي".

وبالتوازي أيضاً، تشير مصادر في مصرف لبنان، في حديث لـ"المدن"، إلى أن "قسماً كبيراً من موجودات المصارف مستثمر في سندات الخزينة، ومع تخفيض التصنيف أصبحت قيمة السندات أقل، وفي هذه الحالة ستضطر المصارف إلى زيادة نسبة الأموال الخاصة لديها. أيضاً، إذا أرادت الدولة طرح سنداتها أمام المستثمرين الأجانب، عليها رفع فائدتها كعامل جذب للمستثمرين، الذين سيطالبون بعوامل ثقة إضافية. وكل ذلك يعني أن القطاع المصرفي أمام صعوبات". وهذه الصعوبات، حسب المصادر، لا تعني بالضرورة أن القطاع المصرفي سيواجه أزمة أو مخاطر "فخفض التصنيف لا يحصل للمرة الأولى. وأبعد من ذلك، لا يصح التهويل بأن خفض التصنيف يوصل إلى الإفلاس كما يقول البعض، لأن التصنيف الذي يدل على الإفلاس ما زال بعيداً عن لبنان، وهناك الكثير من المستويات التي يجب أن يمر بها التصنيف ليصل إلى مستوى F وهو ما يؤشر على الإفلاس". ومع ذلك، تلفت المصادر النظر إلى أن "ربحية المصارف التجارية ستتراجع مع اضطرارها إلى رفع معدل الفوائد. لكن المصارف تعرف ذلك وتضعه ضمن خطتها التي ترسمها منفردة، أي كل مصرف على حدة، أو بشكل أوسع عبر جمعية المصارف، إلى جانب الخطط التي يضعها مصرف لبنان عبر لجنة الرقابة على المصارف".

ضرورة التحرك

تفاوت التصنيف بين وكالة وأخرى، والذي يعود إلى تشعّب المعايير التي تعتمدها الوكالات، يدل على تشعب الأزمة التي يعيشها لبنان بمختلف الميادين. وهذا دليل على ضرورة تحرك السلطة السياسية لمعالجة أزماتها بشكل ممنهج، ووفق برنامج عام، وليس ترقيعها. ففي حال عدم وضع الحكومة خطة صحيحة لخفض العجز تدريجياً، فإن التطمينات التي تنشرها القوى السياسية، لن تكون ذات معنى ولا تأثير على معدلات التصنيف المستقبلية. ويُظهر تقرير وكالة فيتش أن الوكالات والمجتمع الدولي يعلمون بأن كلام السلطة السياسية يتناقض مع أفعالها. فالتقرير يقول بأن "الخطوات الأخيرة للسياسة تشير إلى تعديل مالي حديث، لكن لا توجد استراتيجية متوسطة الأجل لتثبيت الدين الحكومي. ومع أن الحكومة بدأت في تنفيذ خطة إصلاح الكهرباء (...) فإن الطبيعة الفئوية للسياسة الداخلية تجعل البلاد عرضة لفترات من الفراغ والجمود السياسي".

ومن جهة أخرى، وفي خضم إشاعة المصادر جواً من الإيجابية تجاه محاولات الحكومة تنفيذ بنود إصلاحية، تؤكد المصادر على ضرورة تنفيذ الحكومة لسياسات "من شأنها زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل"، لما لها من قدرة على إنتشال لبنان من مأزقه بوتيرة أعلى. وفي السياق، ترى وكالة فيتش أنه "حتى لو تم تحقيق خطة الموازنة بالكامل (موازنة 2019)، فستكون الخطوة الأولى نحو تثبيت الدين الحكومي الذي بلغ 152 في المئة في نهاية عام 2018. وبالنظر إلى توقعات النمو الضعيفة، نقدر أن الحكومة ستحتاج إلى تحقيق فائض أساسي لا يقل عن 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الأربع المقبلة، لتحقيق الاستقرار في الدين الحكومي".

 

قانون برّي الانتخابي: للتخلص من باسيل أم لتطبيق الطائف؟

أكرم حمدان/المدن/الأحد 25/08/2019

انتهت مع انصرام شهر تموز الفترة الزمنية التي طلبتها الكتل النيابية المختلفة من كتلة الرئيس نبيه برّي "التنمية والتحرير"، لإعطاء الردود والملاحظات على الاقتراح المسودة الذي أعدته الكتلة لقانون انتخابي جديد، مبني على اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية.

وكانت الكتلة شكلت لجنة ثلاثية برئاسة النائب أنورالخليل، وعضوية النائبين هاني قبيسي وإبراهيم عازار، عملت بهدوء لإنجازمسودة الاقتراح. وجالت والتقت كل الكتل وأطلعتها عليها، تمهيداً لإعداد الاقتراح بصيغته النهائية وتقديمه إلى دوائر المجلس، ليأخذ مساره القانوني في النقاش الجدّي أمام اللجان النيابية المختصة.

قبول وتحفّظ ورفض

وعلمت "المدن" أن غالبية الكتل لم تعط أجوبة بعد، باستثناء "القومي"، الذي رحب بالطرح وأيده. وكذلك رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد. بينما أعطى الرئيس نجيب ميقاتي جواباً شفهياً عبّر فيه عن تفضيله المشروع الذي كانت أعدته حكومته، والذي يعتمد النظام المختلط ما بين النسبي والأكثري والمحافظات الخمس.

عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل"، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، قال لـ"المدن" إن الكتلة لم تدرس الاقتراح بعد وتناقشه، لتتخذ منه الموقف المناسب، مؤكداً الموقف المبدئي للكتلة الذي يفضل الدوائر الكبرى (المحافظات الثماني)، معتبراً أن "النسبية" أصبحت أمراً واقعاً، لكن النقاش يبقى في تفاصيلها وآلياتها، ما بين الصوت التفضيلي أو الصوتين، أو النسبية المطلقة الموسعة التي تفرض عملياً الدوائر الموسعة والكبرى.

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب أنور جمعة، أبلغ "المدن" أن حزب الله كلف لجنة متخصصة لدراسة الاقتراح بكل تفاصيله، ورفع الرأي للجهات المعنية لاتخاذ القرار وإبلاغه للأخوة في كتلة "التنمية والتحرير"، علماً أن موقف الحزب المعلن والدائم كان مع طرح لبنان دائرة واحد والنسبية.

وفي وقت وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الاقتراح بأنه ولد ميتاً عندما بدأ الحديث عنه، قال عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب عماد واكيم لـ"المدن": "لبنان ليس جاهزاً بعد لهذه النقلة وهذه الصيغة. والاقتراح بحاجة إلى وقت ونقاش مطول. ويكفينا ما لدينا من مشاكل في لبنان. وقانون الانتخاب يحتاج إلى توافق، وإلا فالخلاف حوله سيوصل ربما إلى حرب أهلية. وبقينا منذ العام 1960 حتى الـ2018 حتى توصلنا إلى القانون الحالي، فلنصرف الجهد الذي سيبذل في مكان آخر، في ظل ما نعانيه الآن من مشاكل.. وبالناقص مشكل".

"الوطنية" و"الدستورية"

عضو اللجنة المكلفة بإعداد الاقتراح، وعضو "التنمية والتحرير"، النائب إبراهيم عازار قال في حوار مع "المدن": "إن من دوافع هذا الاقتراح هو أن تجربة النسبية وفق القانون الحالي مع الصوت التفضيلي، أفرغته من مضمونه وأعادتنا تقريباً إلى القانون الأرثوذكسي".

ولخص أهم مفاصل الاقتراح باعتماد "الكوتا النسائية" كمرحلة انتقالية، لتصبح مشاركة المرأة جزءاً من الثقافة السياسية، وخفض سن الاقتراع إلى سن 18 سنة. وهو ما يحتاج إلى تعديل دستوري بمنطق الواقعية، البعيد عن الهواجس العددية لدى البعض. واعتماد البطاقة الإلكترونية التي تُتيح الاقتراع في أماكن قريبة من السكن، وتُخفف وربما تلغي الشوائب في العملية الانتخابية وعوامل الرشوة، إضافة إلى هيئة الإشراف على الإنتخابات، التي يجب أن تكون مستقلة تماماً مالياً وإدارياً، وتُعطى صلاحيات وزارة الداخلية بكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، منذ تحضير لوائح الشطب حتى إعلان النتائج. وأن تكون دائمة لمدة سنة، تفادياً لتضارب المصالح، على أن تتألف من تسعة أعضاء، يتم اختيارهم من بين القضاة والمدراء العامين السابقين والإعلاميين وخبراء المحاسبة وغيرهم. ويعبّر نائب جزين عن عدم اقتناعه بوجود دائرة للإغتراب، إذ لا يجوز التمييز بين نائب وآخر في المجلس. وإذا كان المغترب مهتماً ويعنيه ما يجري في البلد الأم، يُفترض به المشاركة في الانتخابات كما المقيم من مكان إقامته، بعد توفير البطاقة الإلكترونية، وبلا تسجيل مسبق. فقد بينت التجربة الأخيرة أن نسبة الذين شاركوا ممن تسجلوا لم تتجاوز النصف.

وتحدث عن ترتيب مسبق للأسماء وفق اللوائح المقفلة، ومراعاة التوزيع الطائفي والمذهبي في كل قضاء، مع اعتماد المناصفة أولاً، ثم المداورة بين المذاهب في ترتيب اللائحة حسب الأقضية، واعتماد النجاح أفقياً وليس عامودياً. وهو ما قد يسمح بنجاح مرشح في أسفل اللائحة وفق الترتيب، مع شرط وجود مرشح واحد في كل قضاء على الأقل، أي يُمكن تشكيل لائحة غير مكتملة من 26 مرشحاً (26 قضاء في لبنان). وأمل في إعادة إحياء ثنائية الكتلتين "الوطنية" و"الدستورية" التي كانت موجودة سابقاً في المجالس النيابية، نافياً رداً على سؤال أن يكون هذا الطرح يستهدف التيار الوطني الحر، ورئيسه الوزير جبران باسيل، مؤكداً أن هذا الاقتراح سيؤدي إلى وجود تحالفات سياسية واسعة. لا تختلف ردود الكتل الأخرى في تعددها وتباينها، ولذا، يبرز السؤال الكبير: لماذا بدا الرئيس بري مستعجلاً للتخلص من قانون 2017، وما هو مصير اقتراح القانون الجديد الآن، في ظل احتدام الانقسامات السياسية؟ وهل ستتقدم به كتلة "التنمية والتحرير" رسمياً من مجلس النواب، ليبدأ وضعه أمام اللجان النيابية المختصة، ويبدأ النقاش به.. ولو شكلياً؟ 

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بريطانيا ترسل سفينة حربية إضافية إلى الخليج لحماية حرية الإبحار

لندن الشرق الأوسط/24 آب/2019

ذكرت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم (السبت)، أنها أرسلت سفينة حربية جديدة هي «إتش إم إس ديفندر» إلى مياه الخليج في مضيق هرمز، لحماية السفن التجارية، حيث التوتر على أشده مع إيران. وأضافت الوزارة، في بيان، أن السفينة «ستشارك في جهود البحرية الملكية لضمان إبحار السفن في الشرق الأوسط بأمان». وأعلن وزير الدفاع، بن والاس، أن «بريطانيا مستعدة لحماية حرية الإبحار في كل مرة تتعرض للخطر». وغادرت السفينة ميناء بورتسموث، في 12 أغسطس (آب) إلى جانب سفينة «إتش إم إس كنت»، وستعمل السفينتان «الآن إلى جانب شركاء دوليين في إطار المهمة الدولية الجديدة لضمان الأمن البحري»، والتي أعلنت بريطانيا، مطلع أغسطس، مشاركتها فيها إلى جانب الولايات المتحدة. وذكرت الوزارة أن سفينة «إتش إم إس مونتروز» تبقى في المنطقة وعبرت حتى الآن أكثر من 30 مرة في مضيق هرمز. وتصاعدت حدة التوتر في هذه المنطقة الاستراتيجية منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 وأعقبه فرض عقوبات أميركية قاسية على طهران. وتكثفت هذا الصيف الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط في الخليج نسبتها واشنطن إلى طهران التي تنفي تورطها فيها. وفي يوليو (تموز) احتجزت إيران ناقلة النفط السويدية «ستينا إمبيرو» التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز بعد 15 يوماً على حجز السلطات البريطانية ناقلة النفط الإيرانية «غريس 1» قبالة سواحل جبل طارق.

 

فتوى إيرانية تجيز استهداف القوات الأميركية وتحرّم بقاءها في العراق

بغداد للقائم بأعمال واشنطن: بلدنا ليس ساحة للنزاع... ونتانياهو ألمح للضلوع بهجمات ضد أذرع طهران

بغداد، عواصم – وكالات/24 آب/2019

 أثارت فتوى أصدرها المرجع الشيعي آية الله كاظم الحائري، الموالي للمرشد الإيراني علي خامنئي، وتجيز استهداف القواعد الأميركية في العراق، معتبرا أن بقاء الأخيرة في العراق “حرام شرعاً”، انقساما وجدلا عراقيين كبيرين.

وفيما أكد الحائري في فتواه “حرمة إبقاء أي قوة عسكرية أميركية، وتحت أي عنوان كان، من تدريب ومشورة عسكريين أو ذريعة مكافحة الإرهاب”، اعتبر رجل الدين الشيعي حازم الأسدي، إن “فتوى مراجع ولاية الفقيه في إيران، لا تسري على الشأن العراقي، والشيعي تحديداً، لكون شيعة العراق يتبعون مرجعية النجف ممثلة بآية الله علي السيستاني”، مبيناً أن “المدرسة الفقهية النجفية لا تؤمن بمنهج ولاية الفقيه المتبع في إيران”. وأضاف أن “مشكلة بعض المراجع الدينيين، لا يعبأون لدماء المسلمين، نتيجة تعصبهم الإيديولوجي والسياسي، لذلك يتورط الكثير منهم في إراقة الدماء”، لافتاً الى أن “شيعة العراق ملتزمون بمنهج مرجعهم الأعلى الذي يشدد على تطبيق القانون العراقي وقيام الدولة الوطنية، بعيداً عن المسميات الطائفية والعرقية والمذهبية”، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من النجف. من جانبها، أكدت فصائل منضوية في صفوف “الحشد الشعبي” امتثالها لأوامر الحكومة العراقية، مشيرة الى أن “الحشد” قائم على فتوى أية الله علي السيستاني، الذي يدعم قرارات الدولة العراقية، إلا أن العديد من فصائل الحشد تدين بولائها لإيران.وفي السياق، أفادت مصادر قريبة من لواء “علي الأكبر” التابع للعتبة الحسينية المقدسة في كربلاء، بأن “قوات اللواء ملتزمة بكل ما يصدر من القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي”، موضحة أن العديد من فصائل الحشد ملتزمة بفتوى “الجهاد الكفائي الصادرة عن مرجعية النجف”. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، استدعاء القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى بغداد براين مكفيترز، مؤكدة أن “العراق ليس ساحة للنزاع”. وقال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، إن العراق وحكومته يضع كل الخيارات الدبلوماسية والقانونية في مقدمة أولوياته لمنع أي تدخل خارجي في شأنه الداخلي، وبما يصون أمن وسيادة العراق وشعبه. وأضاف أن العراق “ملتزم بمبدأ حسن الجوار مع جيرانه، وبما يحفظ أمن العراق والمنطقة، وأنه ليس ساحة للنزاع والاختلاف بل للبناء والتنمية”. وحض الجانب الأميركي “على الالتزام بتنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الستراتيجية مع العراق في الجوانب الأمنية والاقتصادية، وبما يعزز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف القطاعات”. من جانبه، أكد مجلس الأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تطبيق قرار إلغاء الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية، إضافة إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بنقل الأسلحة والاعتدة إلى أماكن خزن مؤمّنة خارج المدن. وأفاد بأن المجلس أعطى الضوء الاخضر لوزارة الدفاع العراقية، لتسليح قيادة الدفاع الجوي بما يتناسب مع الوضع الحالي والمستقبلي. وشدد مكتب عبد المهدي على أن جميع التشكيلات العسكرية ومن ضمنها “الحشد الشعبي”، كان لها الدور الكبير بمحاربة الإرهاب وتحرير الأراضي والمدن العراقية من الإرهاب، موضحا أن الحكومة مسؤولة عن حمايتها. من جهته، أعلن “الحشد الشعبي” استهداف طائرة استطلاع فوق مقر اللواء 12 التابع له في حزام العاصمة بغداد، زاعما أنه أجبرها على الانسحاب دون إكمال واجبها التجسسي.

إلى ذلك، ألمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى احتمال ضلوع اسرائيل في هجمات ضد أهداف مرتبطة بايران في العراق. وقال نتانياهو في مقابلة مع القناة التاسعة الاسرائيلية الناطق بالروسية “نعمل ليس فقط اذا لزم الامر، وانما نعمل في مناطق كثيرة ضد دولة تريد ابادتنا”، بينما كشف مسؤولون أميركيون عن تنفيذ إسرائيل هجمات بالعراق.

 

اضطرابات جديدة في إيران والسلطات تتهم “متآمري الخارج”

طهران، عواصم – وكالات/24 آب/2019

 اختارت السلطات الإيرانية، سياسة الهروب إلى الأمام، مجددا، فتحدثت عن إحباط “مؤامرات خارجية”، في مسعى إلى تغطية فصل جديد مما تشهده البلاد من اضطرابات بسبب الوضع الاقتصادي المتفاقم. وأورد بيان صادر عن مديرية الأمن في محافظة خراسان رضوي، شمال شرق إيران، أن السلطات أحبطت ما جرى وصفه بـ “المؤامرة” في مدينة مشهد، متهما جهات غربية وعربية باستغلال أي فرصة لإثارة القلاقل والاضطرابات في إيران. وذكر أن هذا “التدخل الخارجي” المزعوم، كان يسعى إلى تنظيم احتجاجات، بغرض إحداث “توتر” في المجتمع، على نحو تدريجي، كما ألقى باللوم على من وصفهم بأشخاص مناوئين للنظام في الخارج، ينشطون من خلال المنصات الاجتماعية. وأضافت السلطات الإيرانية، أن العناصر المدعومين من جهات خارجية، كانوا يسعون إلى استغلال فترة تنظيم انتخابات مجلس الشورى حتى يحضوا المرشحين على اتخاذ مواقف أكثر حدة.

 

الناقلة الإيرانية “أدريان 1” تتجه إلى مرفأ مرسين التركي وواشنطن تهدد والاحتجاجات تطارد ظريف حتى باريس

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/24 آب/2019

 في مشروع أزمة جديدة بين أنقرة وواشنطن، أعلنت الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1، المعروفة سابقاً بغريس 1 والتي أوقفت نحو شهر في جبل طارق، أنها غيرت وجهتها نحو تركيا، وذلك في تحد من جانب إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان للتهديدات الأميركية بمعاقبة كل من يساعد الناقلة أو يوفر لها المأوى. وقام طاقم الناقلة بتغيير وجهتها المدرجة في نظام التعريف التلقائي الخاص بها إلى ميناء مرسينفي تركيا، في وقت مبكر من صباح أمس، بينما أظهر موقع تتبع السفن “ماريان ترافيك” موقع الناقلة جنوب صقلية في البحر الأبيض المتوسط، وقدرت تقارير إعلامية أن تصل الناقلة الإيرانية إلى ميناء مرسين التركي ظهيرة يوم 31 أغسطس الجاري.من جانبها، جددت الولايات المتحدة تحذير أي دولة من مساعدة الناقلة، حيث أكد مسؤول بالخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستفرض بكل حزم العقوبات على كل من يساعد الناقلة بشكل مباشر أو غير مباشر، محذرا الدول من السماح لها بالرسو في موانئها. بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده لن تسمح باستمرار إيران في تطوير برنامجها الصاروخي، مضيفا أن واشنطن ستواصل بذل أقصى الجهود من أجل ضمان عدم وصول شحنات النفط إلى أيدي الإرهابيين. في غضون ذلك، أكد قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي أن “إيران تختبر دائما جميع أنواع الانظمة الدفاعية والستراتيجية، وهي خطوات متواصلة بهدف تعزيز قدرة الردع لدينا”، زاعما أن “إيران توفر الأمن في الخليج، ولن يتمكن الأعداء من تقويض الأمن في هذه المنطقة”. على صعيد آخر، زعم سلامي أن السعودية وصلت إلى طريق مسدود في اليمن ولا تعرف ماذا تفعل وعاجزة، مضيفا أن المنشآت النفطية والمطارات السعودية “باتت غير آمنة”. وأكد أن جميع المطارات السعودية في مرمى الصواريخ، منوها بأن المتمردين الحوثيين لم يستهدفوا المدن السعودية حتى الآن “لأنهم يتصرفون بإنسانية”، مؤكدا أن “الإمارات والسعودية وأميركا باتت عاجزة في اليمن”. من جانبه، أكد نائب وزير الدفاع قاسم تقي زاده أن بلاده أنتجت صواريخ عالية الدقة لم تكشف عنها لتفاجئ بها العدو. ووسط احتجاجات منددة، حيث احتشد مئات المتظاهرين، لحض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغاء اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فى باريس، محادثات مع ظريف، ولم يكشف قصر الإليزيه عن فحوى ما دار في الاجتماع بين ماكرون وظريف، بينما قال ظريف إن “المحادثات كانت بناءة ، لكنه حذر من أن “اتفاق فيينا النووي غير قابل لإعادة التفاوض عليه”.

 

الإرهابيون يتجهون إلى «بيتكوين» كوسيلة تمويل جديدة وتستضيف أسواق الإنترنت العملة الرقمية في تجارة تقارب المليار دولار سنوياً

ناثنيال بوبر/«نيويورك تايمز»/الشرق الأوسط/24 آب/2019

رغم تصنيفها «منظمة إرهابية» من قبل الحكومات الغربية وغيرها من الحكومات وعزلها عن النظام المالي التقليدي، فقد طور الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية هذا العام حملة بالغة التعقيد لجمع الأموال باستخدام عملة «بيتكوين» المشفرة.

في أحدث إصدار من الموقع الإلكتروني الذي أنشأه الجناح، المعروف باسم «كتائب القسام»، يحصل كل زائر على عنوان «بيتكوين» فريد يمكن من خلاله إرسال العملة الرقمية، وهي طريقة تجعل من المستحيل تقريباً تعقبها من قبل جهات إنفاذ القانون.

يحتوي الموقع، المتاح بسبع لغات، الذي يحمل شعار الكتائب مع العلم الأخضر ومدفع رشاش، على فيديو متقن يوضح كيفية الحصول على عملة «بيتكوين»، وطريقة إرسالها من دون علم السلطات. كان الإرهابيون بطيئين في الانضمام إلى العناصر الإجرامية الأخرى التي تم جذبها إلى «بيتكوين»، واستخدموها في كل شيء، بدءاً من شراء المخدرات إلى غسل الأموال. لكن في الأشهر الأخيرة، بدأت السلطات الحكومية والمؤسسات التي تتعقب تمويل الإرهاب، في توجيه إنذارات بشأن زيادة عدد المنظمات الإرهابية التي شرعت في تجربة عملات «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية.

تعتبر عائدات الحملات الفردية متواضعة، إذ لا تتخطى عشرات الآلاف من الدولارات، لكن السلطات تشير إلى أن الهجمات الإرهابية غالباً ما تتطلب القليل من التمويل. ويبدو أن استخدام المجموعات للعملات المشفرة أصبح أكثر تطوراً. وفي هذا الصدد، قال يايا فانوسي، محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: «ستشاهدون المزيد من التكتيك، وسيكون جزءاً من أساليب تمويل الإرهاب، وهو أمر يجب على الناس الانتباه إليه».

وقد لفت وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين الانتباه إلى هذه المسألة في مناسبتين في الأشهر الأخيرة، داعياً إلى مزيد من المراقبة النشطة لشركات العملة المشفرة.

وقال سيغال ماندلكر وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في مقابلة صحافية: «إننا نخصص كثيراً من الموارد لهذا الأمر. ما زال الأمر جديداً نسبياً بالنسبة لهم، لكنني واثق من أننا سنرى المزيد في المستقبل». تعتبر «العملات المشفرة» جذابة للمخالفين للقانون، نظراً لأنها تتيح لهم الاحتفاظ بالمال وتحويله دون سلطة مركزية، مثل «باي بال»، التي تستطيع إغلاق الحسابات وتجميد الأموال.

ويمكن لأي شخص في العالم إنشاء عنوان «بيتكوين»، والبدء في تلقي الرموز الرقمية دون حتى تقديم اسم أو عنوان. كذلك تستضيف أسواق الإنترنت تلك العملة التي تستطيع من خلالها استخدامها شراء المخدرات، في تجارة تقارب المليار دولار سنوياً، رغم إغلاق السلطات لكثير من الأسواق. اتخذت الدول التي تواجه عقوبات اقتصادية أميركية، مثل إيران وفنزويلا وروسيا، خطوات نحو إنشاء عملات مشفرة خاصة بها، للتحايل عليها. وفي هذا الصدد، قال خبراء الإرهاب إن عملات «البيتكوين» كانت أبطأ في التعقب بين الإرهابيين بسبب تطورها التقني. وللجماعات الإرهابية أساليبها أيضاً في استخدام النظام المالي التقليدي دون الحاجة إلى «البيتكوين».

ظلت منظمة «حماس» التي تسيطر على الأراضي الساحلية الفلسطينية في غزة تعيش على مئات الملايين من الدولارات التي تتحصل عليها من تبرعات الحكومات الأجنبية، مثل قطر. وكان تنظيم «داعش» في سوريا يعيش على حد الكفاف بالضرائب والرسوم التي يجمعها في المناطق التي يسيطر عليها. لكن قدرة المنظمتين على الوصول إلى الأموال تقلصت بدرجة كبيرة، إذ فرضت إسرائيل حصاراً صارماً على غزة، وجرى الضغط على «حماس»، العام الماضي، بسبب التقليص المالي الكبير الذي فرضته السلطة الفلسطينية، كذلك فقد تنظيم «داعش» معظم أراضيه.

قال ستيفن ستالينسكي، المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث الإعلامية، وهي مؤسسة غير ربحية تتتبع وتتولى ترجمة الاتصالات من الجماعات الإرهابية: «يبدو أنهم يتحايلون على العقوبات الاقتصادية باستخدامهم (بيتكوين)».

إن منظمة السيد ستالينسكي، المعروفة باسم «ميمري»، على وشك نشر تقرير من 253 صفحة حول الدلائل المتزايدة على استخدام المنظمات الإرهابية، لا سيما الجماعات الموجودة في سوريا والهاربين، للعملات المشفرة، ذلك لأن الجماعات المسلحة في سوريا خسرت جميع الأراضي التي سيطرت عليها في السابق.

الطريف أن «شيخاً بارزاً» ضمن واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية في سوريا، «جماعة تحرير الشام»، نشر مقطعاً مصوَّراً طويلاً لمتابعيه عبر الإنترنت في يوليو (تموز) الماضي، ذكر فيه أنه يجوز استخدام عملة «البيتكوين» في التبرعات الخيرية.

واكتشف عدد من الباحثين عبر الإنترنت مؤخراً حملات قام بها متشددون سوريون طلبوا من المتابعين إرسال تبرعات لعناوين «بيتكوين» التي نشروها عبر شبكة «تيليغرام» الاجتماعية الشهيرة.

إحدى المشاركات، التي عثر عليها رافائيل غلوك، باحث مستقل، وضعت عنوان «البيتكوين» أسفل صورة رجل يرتدي ملابس مموهة ويطلق النار من بندقية عسكرية.

كانت الدلائل على أن الإرهابيين يستخدمون «البيتكوين» متقطعة منذ عدة سنوات، لكن السيد فانوسي، المحلل سالف الذكر، لفت انتباه الجمهور إلى حملة لجمع التبرعات بدأت في عام 2016 من قبل مجلس شورى «المجاهدين» في ضواحي القدس، وهي جماعة مقرها غزة تم تصنيفها على أنها «منظمة إرهابية».

لكن الجهود المبكرة كانت عشوائية، إذ قدمت حملة غزة عنوان «بيتكوين» واحد، مما جعل من السهل على أجهزة إنفاذ القانون تتبع مصدر الأموال. ولم تحصل المحفظة التي جرى الإعلان عنها من قبل المجموعة سوى على بضعة آلاف من الدولارات. وعندما بدأت «كتائب القسام» في جمع الأموال، أواخر العام الماضي، زعمت شركة الأبحاث الإسرائيلية «وايت ستريم» أن «حماس» كانت تحتفظ ببعض الأموال في محافظ تم تأسيسها مع شركة العملة الأميركية المشفرة «كوين بيز». وقال جيف هورويتز، كبير مسؤولي «كوينز بيز» إنه عقب ربط الحساب بـ«كتائب القسام» جرى تجميد الحساب على الفور، وأبلغت السلطات الأميركية بذلك على الفور.

* «نيويورك تايمز»

 

تفكيك صاروخين ببغداد ومقتل 43 من قياديي “داعش” خلال عام

بغداد – وكالات/24 آب/2019

أفاد مصدر في الشرطة العراقية، بأنه تم تفكيك صاروخين قرب جسر”حي تونس” في بغداد، دون وقوع إصابات. في غضون ذلك، أعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية، قتل إرهابيين اثنين من تنظيم “داعش”، وهما المسؤلان عن تجهيز معسكرات التدريب في محافظة كركوك. من جانبها، أفادت مصادر أمنية بمقتل أربعة من عناصر “داعش” جنوب شرق قضاء القائم، في إطار عملية “إرادة النصر 4، التي انطلقت في محافظة الانبار بدعم من طيران قوات التحالف الدولي، واستهدفت تفتيش وتطهير 42 ألفا و946 كيلو مترا مربعا من صحراء مناطق بمحافظة الانبار. بدورها، أفادت مصادر طبية وأمنية، بأن مدنيا توفي متاثرا بإصابته بانفجار دراجة مفخخة الليلة قبل الماضية في سوق بقضاء المسيب المكتظ بالمحال التجارية والالبسة والعطور، فيما أصيب 39 جراء الانفجار الذي أحدث أضرارا كبيرة بالسوق. من جهته، أفاد مصدر أمني بمحافظة نينوى باعتقال خمسة متسللين من عناصر “داعش”، بينهم تركي الجنسية شمال غرب الموصل، بينما أفاد مصدر أمني بمحافظة نينوى بمقتل ثلاثة رجال شرطة بينهم ضابط وإصابة شرطيين اثنين، في انفجار عبوة ناسفة جنوب الموصل. إلى ذلك، أكد مصدر عسكري عراقي أن حصيلة قتلى قادة تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال العمليات والكمائن الأمنية التي نفذت في العام الحالي، بلغت 43 قتيلا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تشمل العقوبات الأميركية الجديدة الصف الأول من «حلفاء حزب الله»؟/لبنان يترقب… والحريري زار واشنطن بسببها

محاسن مرسل/الشرق الأوسط/24 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77814/mahasen-morsel-asharq-al-awsat-will-new-us-sanctions-target-hezbollahs-top-lebanese-allies/

«لست أنا من يحدد العقوبات الأميركية على (حزب الله). الحكومة الأميركية واضحة في كيفية مقاربة الموضوع، ولا يمكن تغييرها»…

بهذه العبارة ردّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، على كل التغريدات والانتقادات التي رافقت زيارته للولايات المتحدة الأميركية، والتي جاءت من نواب منتمين إلى «التيار الوطني الحر»، ومن حلفاء آخرين لهم، بسبب لقائه عدداً من الشخصيات البارزة الموصوفة «رأس حربة» في ملف العقوبات الأميركية على «حزب الله». ولعل على رأس هؤلاء وزير الخارجية مارك بومبيو، ولا ينتهون عند مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسلي، الذي أكد الحريري على العلاقة الجيدة به.

رأى سفير لبنان السابق في واشنطن، أنطوان شديد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأخيرة إلى الولايات المتحدة «تعد من الزيارات المهمة، نظراً للاجتماعات واللقاءات التي عقدها الرئيس الحريري، ولا سيما مع وزير الخارجية مارك بومبيو، ومع مسؤولين كبار في وزارة الخزانة الأميركية، في طليعتهم مارشال بيلينغسلي مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، ودايفيد مالباس مدير البنك الدولي».

وما يؤكد على نجاح هذه الزيارة، بحسب شديد، هو الكلام الذي صدر عن الوزير بومبيو، الذي أكد فيه على ضرورة الحفاظ على استقرار المؤسسات الأمنية والسياسية والاقتصادية في لبنان، رغم سياسته الواضحة القاضية بفرض عقوبات على «حزب الله» وإدراجه على لائحة الإرهاب. واعتبر شديد أن هذا يعني أن الحريري «تمكّن من فصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والسياسية والقطاع المصرفي عن (حزب الله)، وهذه ليست بالمسألة السهلة». وتابع لافتاً إلى أن «الحديث عن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، واستكمال تطبيق القرار الدولي 1701، من الأمور الفائقة الأهمية أيضاً». ورأى السفير السابق أن «العقوبات الأميركية على إيران و(حزب الله) هي الآن قيد المتابعة يومياً من قبل الإدارة الأميركية، وهي لا تأخذ برأي أحد، أو تتأثر بإملاءات أي جهة، وصدورها مرتقب بين يوم وآخر».

مقرّبون مستهدَفون

من ناحية أخرى، غير خافٍ ما يدور في أروقة لبنان السياسية اليوم أن العقوبات الجديدة قد تطال مقربين من «حزب الله»، يُعدّون في خانة الحلفاء. وذكر مرجع مصرفي كبير، على علاقة ومتابعة لملف العقوبات الأميركية على «حزب الله»، لـ«الشرق الأوسط» أن «خيارات الخزانة الأميركية مفتوحة على أسماء تنتمي إلى التيار الوطني الحر، وإن لم يكن هناك شيء مؤكد حتى الساعة، بالنظر إلى سياسة المباغتة التي تتبعها الإدارة الأميركية في الإعلان عن الأسماء تدريجياً».

المصدر عينه، نقل عن بيلينغسلي، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، اتهامه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وقوله إنه «يسعى من خلال المارونية السياسية إلى حماية منظومة (حزب الله)». ثم إن بيلينغسلي أبدى خشيته من عدم التزام فروع المصارف، ولا سيما تلك الموجودة في مناطق نفوذ «حزب الله»، بطريقة أو بأخرى، بقانون العقوبات، وإن أعرب عن ثقته بالإدارة المركزية للمصارف، والإجراءات التي نفذها مصرف لبنان في هذه الإطار.

«سيناريوهات» العقوبات وتداعياتها

يتوقع الباحث الاقتصادي والاستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة «أن تبقى الأسماء المتداولة حالياً في إطار التكهنات، لكن المؤكد أنها ستطال سياسيين لبنانيين من الصف الأول، محسوبين على (حزب الله) وحلفائه، بالإضافة إلى رجال أعمال، تعتبرهم الولايات المتحدة الأميركية مفاتيح مالية في هذه الأحزاب». وبالتالي، وفق عجاقة «هناك سيناريوهان مطروحان لهذه الأسماء. السيناريو الأوّل هو إدراج الشخصيات السياسية من الصف الأول، عملاً بمقولة أحد المستشارين في الإدارة الأميركية أن سياسيّي لبنان يمتلكون قسماً كبيراً من ثروة لبنان، لذا ولتغيير القرارات السياسية يكفي فرض عقوبات عليهم». وحقاً، خطت واشنطن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، عبر إدراج أسماء نائبين في البرلمان على لائحة العقوبات، مع طلب واضح إلى الحكومة اللبنانية، بوقف التعاطي مع الأشخاص المُدرجة أسماؤهم على لائحة العقوبات. لكن الصعوبة الكبيرة تكمنّ في خطورة إدراج اسم أحد الوزراء على لائحة العقوبات، لأنه سيستحيل إذ ذاك العمل مع الحكومة، مع مخاطر إدراج أسماء وزراء آخرين، في حال تواصلوا مع الوزراء المُدرجة أسماؤهم على لائحة العقوبات. وباعتقاد عجاقة، أن هذا السيناريو، على الرغم من وجود عناصر ومعلومات تذهب في اتجاهه، ينطوي على معضلة تواجه الإدارة الأميركية، لأن معاقبة أشخاص من الصفّ الأول سترّفع مستوى المواجهة بين واشنطن وبيروت، ما يناقض وضع لبنان في استراتيجية واشنطن الشرق أوسطية. وثمة احتمال (بحسب الأميركيين)، أن تعمد شخصيات الصفّ الأول إلى السير بخطوات قدّ تدفع بلبنان، إلى المحور المناهض لواشنطن. ولذا يستبعد عجاقة هذا السيناريو حالياً.

أما السيناريو الثاني – حسب عجاقة – فهو فرض عقوبات على شخصيات من الصف الثاني، أو شخصيات تعمل في الظل، وتابعة لـ«حزب الله» أو الأحزاب الموالية. هذه الشخصيات بمعظمها من رجال الأعمال، والمسؤولين الحزبيّين، يمسكون بزمام الأمور المالية في أحزابهم. ووفق الاستراتيجية الأميركية، يستهدف هذا السيناريو حلفاء «حزب الله» أكثر من الحزب بحد ذاته. والهدف إحداث شرخ بين «حزب الله» وحلفائه، عبر «جدوَلة» إدراج الأسماء (على مراحل)، عملاً بمبدأ العقوبات «الذكية» لضمان «خنق» هذه الأحزاب مالياً والحدّ من تحرّكها.

ويعتبر عجاقة، أن التداعيات المالية والاقتصادية ستكون هي نفسها في السيناريوهين، مع اختلاف قوّة هذه العقوبات، إذ إن السيناريو الأوّل أقوى بكثير. ومن هذه التداعيات، يُمكن ذكر تمويل بعض مشروعات «سيدر»، التي قد لا تجد مموّلين لها إذا رأت الولايات المُتحدة أن ثمة استفادة لهذه الأحزاب منها، بشكل أو بآخر. ثم هناك إمكانية الضغط الأميركي على سوق السندات الدولارية، ما يزيد الضغطّ الشعبي على هذه الأحزاب، وقد يعدّل نتائج الانتخابات النيابية المُقبلة. وهكذا، فالصورة التي تظهر من خلال الأحداث – أو يُسوّق لها – توحي بأن لبنان سيواجه كارثة مالية واقتصادية إذا ما قرّر مواجهة واشنطن، وسيصبح بمصاف الدول الخاضعة للعقوبات كإيران وسوريا وفنزويلا.

ويختتم عجاقة كلامه بالقول إن «زيارة الحريري لواشنطن جاءت على خلفية معلومات تشير إلى أن أسماء عشرات الشخصيات اللبنانية ستُدرج على لائحة العقوبات». ويتخوّف الحريري من أن يكون بينها وزراء في حكومته، ما قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة. ولكن – على ما يبدو – أعطى الأميركيون تطمينات «مؤقتة» للحريري، الذي يعتبر، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش جوزيف عون، من أكثر الشخصيات موثوقية في واشنطن على الساحة السياسية اللبنانية.

قانون العقوبات و«حزب الله»

في الواقع عاشت الدولة اللبنانية طويلاً على وقع لوائح عقوبات أميركية صادرة عن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» التابع لوزارة الخزانة الأميركية «أوفاك» OFAC تستهدف «حزب الله» قيادة وأفراداً. وأُقر في هذا السياق قانونان، هما «هيفبا 1» و«هيفبا 2»، ولوائح سبقتهما، وأخرى أتت عبر مراسيم تطبيقية لـ«هيفبا 1». لكن في 9 يوليو (تموز) من العام الحالي، شهد مسار العقوبات تحولاً، إذ الأول أدرج اسمي نائبين عن الحزب، هما أمين شري ومحمد رعد، على لوائح العقوبات، بتهمة «استغلال النظام السياسي والمالي اللبناني» لصالح حزبهما، وإيران الداعمة له.

واتهمت الإدارة الأميركية النائب شري «باستغلال منصبه الرسمي، لدفع أهداف (حزب الله) التي تتعارض في غالب الأحيان، مع مصالح الشعب والحكومة اللبنانيين»، إضافة إلى قيامه بتهديد أحد المصارف وعائلاتهم، بعدما جمّدوا أرصدة لعناصر «حزب الله»، مدرجة أسماؤهم على اللائحة السوداء، الصادرة عن «أوفاك». أما النائب رعد – رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، أي كتلة «حزب الله» النيابية – فاتُهم بإعطاء الأولوية لأنشطة «حزب الله»، وارتهان ازدهار لبنان. وشملت اللائحة أيضاً اسم وفيق صفا «الرجل الظل» لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وهو مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب.

إدراج الأسماء هذه يحظر على المواطنين الأميركيين التعامل مع أصحابها، ويجمّد أي أصول عائدة لهم في الولايات المتحدة، ويحد أيضاً من قدرتهم على الاستفادة من النظام المالي الأميركي. ولم تكتف وزارة الخزانة الأميركية بذلك، بل طالبت الحكومة اللبنانية أيضاً بوقف التعامل معهم. وسبقت الخطوة أعلاه، سلة من قوانين وتدابير لجأت إليها واشنطن، بالطرق الدبلوماسية والعسكرية والتشريعية والتنفيذية، عبر عقوبات اقتصادية ضد إيران وبرنامجها النووي ومنظومة صواريخها الباليستية، وكذلك تمدّدها عبر «حركات إرهابية» تابعة لها – حسب تصنيف الإدارة الأميركية – في دول عدة، منها لبنان والعراق وسوريا وصولاً إلى اليمن. ومن هذه الإجراءات الإضبارة W8E عام 1999، ثم الـ«باتريوت آكت»، إثر أحداث سبتمبر (أيلول) 2001. وإبان عهد الرئيس باراك أوباما، صِيغ مشروع قانون باسم «كاسندرا» تضمن ملاحقة «حزب الله»، لاتجاره بالمخدرات وتبييض الأموال، لكن مشروع القانون سُحب يومذاك حرصاً من أوباما على الاتفاق النووي مع إيران.

ولبنانياً، وضِع البنك اللبناني – الكندي عام 2011 على لائحة المؤسسات المصرفية المشبوهة. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2015 أقرّ الكونغرس الأميركي القانون الرقم 2297 الذي يمنع «حزب الله» والكيانات المرتبطة به من النفاذ إلى مؤسسات مالية دولية ومؤسسات أخرى لأهداف مختلفة. ويتعهد القانون أشد العقوبات الأميركية على الحزب، وأي منظمة أو فرد تابع له، وأي مؤسسة مالية في أي مكان في العالم، تسهل أعماله عن دراية. وعند صدور هذا القانون، حصل إرباك على الساحة اللبنانية؛ حيث وقعت جمعية المصارف في مأزق، خوفاً على علاقتها مع المصارف المراسلة. وتحرّك السياسيون لإطفاء فتيل اشتعال أزمة حتمية بين المصارف و«حزب الله»، ولا سيما عند صدور اللوائح بأسماء الواجب تجميد وإقفال حسابتهم المصرفية.

وعلى الفور، شكلت لجنة نيابية لمعالجة الأمر ونقل حساسية المشهد اللبناني إلى الإدارة الأميركية، علّ وعسى يكون وقع القانون ليناً. وتوجهت جمعية المصارف لحماية قطاعها في جولة على المصارف المراسلة والإدارة الأميركية، وتأكيدها الالتزام بالقوانين والتشريعات الصادرة عنها، وكان لوزير المال علي حسن خليل زيارة لواشنطن، أيضاً، ناقلاً وجهة نظر الحكومة اللبنانية للإدارة الأميركية.

وفي إطار التحضير لـ«هيفبا 2» سربت مسوّدات عدة له، أبرزها إدراج أفراد منتمين إلى «حركة أمل» على لائحة العقوبات. ومن جديد، توجّه وفد نيابي إلى واشنطن ليشرح لمسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية حساسية الوضع، وأن لبنان لا يستطيع تحمل أن تفرض عقوبات على مناطق بلون سياسي وديني موحّد (الطائفة الشيعية). ومع أن الإدارة الأميركية تفهمت ما قاله الوفد، مضت قدماً في «هيفبا 2» الصادر عام 2017، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2018، مقرّة إجراءات أكثر صرامة، كفرض عقوبات جديدة على أي كيانات يثبت دعمها للحزب، وإلزام الرئيس الأميركي إعداد تقارير سنوية في شأن ثروات قياديّي الحزب أو السياسيين المرتبطين به والمتحالفين معه، وفرض عقوبات على إيران و«حزب الله» لاستخدامهما المدنيين دروعاً بشرية، ودعوة الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، وهو الإجراء اللافت. ومعروف أن دول أوروبا عمدت إلى التمييز بين الجناح العسكري لـ«حزب الله» والجناح السياسي. لكن هذا التمييز خرجت منه بريطانيا، وسارت لاحقاً بالقرار الأميركي، بينما ظلت ألمانيا وفرنسا حذرتين في هذا الأمر، بحجة وجود عدد كبير من مواطنيهما في قوات حفظ السلام في لبنان، وخوفاً من أي تهديد أمني لهم.

مصرف لبنان وتعاميمه

وعلى صعيد متصل، أدرك حاكم مصرف لبنان، بإجراءات استباقية جدية، القرارات المفروضة من الإدارة الأميركية، وسعى جاهداً لحماية موقع لبنان على الخريطة المالية العالمية، إذ أقر تعميمين…

– التعميم 136 – 2015، الذي طلب فيه من جميع المؤسسات الخاضعة لرقابته وترخيصه المراجعة المستمرة لأي تحديث على الموقع الإلكتروني لمجلس الأمن، فيما يتعلق بالأسماء المحددة والمدرجة على اللوائح الصادرة، بموجب قرارات مجلس الأمن 1267 (1999) و1988 (2011) و1989 (2011)، والقرارات اللاحقة، المتعلقة بهذا الخصوص واللوائح الصادرة عن لجان العقوبات الخاصة. والمبادرة تلقائياً وفوراً إلى تجميد الأموال أو الحسابات أو العمليات، أو الأصول الأخرى العائدة لأصحاب هذه الأسماء فور إدراجها، على أن تزوّد هيئة التحقيق الخاصة، خلال مهلة أقصاها 48 ساعة، بالإجراء الذي اتخذه المصرف.

– التعميم 137 – 2016، انطلاقاً من قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب 44 – 2015، والمادة 70 من قانون النقد والتسليف. ويرتكز هذا التعميم على نقطتين، هما تنفيذ القانون الأميركي، وتبرير إقفال أو عدم فتح حساب على أساس هذا القانون، لهيئة التحقيق الخاصة، لدى مصرف لبنان التي تتمتع باستقلالية وبصفة قضائية.

وبالفعل، أصدرت هيئة التحقيق الخاصة إعلاماً رقم 20 – 2016، جاء فيه «تداركاً لحصول أي إجراء أو تدبير تعسفي، من شأنه الإضرار بمصالح المودِعين والعملاء، ولا سيما عند إقفال حساب أي منهم، أو الامتناع عن فتح حسابات لهم، أو عدم التعامل معهم، يُطلب من المصارف والمؤسسات المالية ومؤسسات الوساطة المالية وسائر المؤسسات الملزمة بالإبلاغ، عدم اتخاذ أي تدابير لجهة إقفال أي حساب عائد لأحد عملائها أو الامتناع عن التعامل معه أو عن فتح أي حساب له قبل مرور 30 يوماً على إبلاغ (هيئة التحقيق الخاصة)، على أن يتضمن هذا التبليغ توضيحاً للأسباب الموجبة التي تبرّر اتخاذ هذه الإجراءات والتدابير. وفي حال لم يردْ أي جواب من (هيئة التحقيق الخاصة) خلال المهلة المذكورة أعلاه، يعود للمصارف وللمؤسسات المعنية اتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص».

أبرز الشخصيات على لائحة العقوبات

> عام 2015 أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج 3 رجال أعمال لبنانيين وشركتين مرتبطتين بهم على «اللائحة السوداء»، بذريعة أنهم يشكلون جزءاً من شبكة دعم لـ«حزب الله»، وواجهة لنشاطاته في لبنان والعراق. وهؤلاء هم؛ أدهم طباجة، ومجموعة «الإنماء» التي يمتلكها، وعلي حسين علي فاعور، وشركته «كار كير سنتر» CAR CARE CENTER التي يملكها مع قاسم حجيج.

وعام 2018 شهد للمرة الأولى في تاريخ «حزب الله»، وضع أسماء كامل قيادته السياسية على لوائح العقوبات التي أصدرتها المملكة العربية السعودية وشركاؤها، في مركز استهداف تمويل الإرهاب. وشملت العقوبات تجميد أرصدة قادة الحزب. وفي مقدمهم الأمين العام حسن نصر الله، ونائبه نعيم قاسم، ومحمد يزبك، وحسين خليل، وإبراهيم أمين السيد، وطلال حمية. وأيضاً عام 2018 شهد إدراج اسم محمد جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله على لائحة العقوبات.

وعام 2019 أُدخل قطاع الصيرفة على خط العقوبات، عندما أدرجت واشنطن اسم قاسم محمد شمس على لائحة العقوبات، بتهمة نقل أموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات و«حزب الله».

وفي العام نفسه، أدرجت الإدارة الأميركية كلاً من النائبين أمين شري، ومحمد رعد، والقيادي وفيق صفا، على لائحة العقوبات. وخلال فترة وجيزة أدرج اسم قيادي آخر في «حزب الله»، هو سلمان رؤوف سلمان، المتهم «بتنسيق الهجوم المدمّر في بيونس آيرس عاصمة الأرجنتين على أكبر مركز يهودي في أميركا الجنوبية قبل 25 سنة»، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية.

وأخيراً، حكم على قاسم تاج الدين، بالسجن 5 سنوات، وبدفع غرامة 50 مليون دولار، وهو الذي اتهم سابقاً بغسل الأموال لصالح «حزب الله»، مع حاتم بركات، وكان اسم تاج الدين قد أدرج على لائحة الإرهاب عام 2009، وأوقف عام 2018 في المغرب.

 

شبعا - عين سعادة: الفدائيون والقبلة المسيحيّة

محمد أبي سمرا/المدن/الأحد 25 آب/2019

لم يبقَ في ذاكرتي من سني طفولتي الخمس الأولى في قريتي الجردية شبعا، حيث ولدتُ سنة 1961، سوى صور ضئيلة يكتنفها غموض ضبابي يشبه المنامات. في واحدة من تلك الصور، أنا ووالدي على ظهر حمار يدبّ بنا في شعاب دروب مزارع شبعا الوعرة. وفي صوتي لا أزال أسمع اليوم أصداء خشونة نبرة الرعاة الحادة الجرداء. فبين رجال عائلتنا وشبّانها، كان يكثر رعاة الماعز الذين يسرحون بقطعانهم في الجرد صيفًا، وينقلُ اليهم إخوتُهم وأقاربهم الزاد والماء على البغال من الضيعة إلى الجرد في رحلات يومية تقريبًا. أما في الشتاء فكان الرعاة ينتجعون بقطعانهم في مزارع شبعا وبلاد بشارة (جبل عامل).

كان والدي وعمّي من هؤلاء الرعاة. لكن عملهما لم يقتصر على الرعي، فأضافا إليه الاتجار بالماشية في الأسواق الأسبوعية والموسمية المتنقلة بين قرى العرقوب، ثم افتتح كلٌّ منهما ملحمةً في الضيعة. لكن تضاؤل أهالي ضيعتنا المقيمين في غير فصول الصيف، بسبب تدافع موجات المهاجرين منها إلى بيروت والكويت في خمسينات القرن العشرين وستيناته، ضيّق عمل والدي في ملحمته، ودفعه إلى اللحاق بركب المهاجرين في العام 1966. خالتي وزوجُها الذي كان عاملًا في فندق البستان ببيت مري، ويقيمان مع أولادهما في عين سعادة، شجعا والدي على الرحيل من الضيعة، فتدبّرا له عملًا في مصنع بلاستيك بضاحية الدورة البيروتية، كان وكيلُه المسؤول عن العمال رجلًا من ضيعتنا.

قطيعة 45 سنة

في عين سعادة، وفي مدرسة راهباتها الأنطونيات المارونيات، بدأتْ طفولتي، كأنني فيهما ولدت العام 1966. فالمنزل الأول المرسومة معالمه قوية واضحة في ذاكرتي ومخيلتي، كان عند مدخل عين سعادة، على مسافة عشرة أمتار من مفرق رومية، حيث مزارٌ صغير للسيدة مريم العذراء، قربُه درج صغير ينزل إلى بيتنا الحجري العتيق المؤلف من غرف ثلاث، تعلوها غرف مثلها كان يقيم فيها خوريان وراهبة، مسنّون ومن أصول حلبية. في الأمس، بعد 45 عامًا على رحيلنا عن بيت طفولتي هذا، توقفتُ في الطريق الصاعدة من المكلس إلى بيت مري، لأرى ماذا حلّ بذلك البيت الذي سكنّاه، أبي وأمي وأختين وأخ سواي أكبر مني، وأنجبتْ أمي فيه صبيين آخرين. من مسافة 45 سنة نظرتُ إلى بيتنا الحجري العتيق، فإذا به على حاله، لكن مهملًا مهجورًا، وأمامه بارَ ذلك البستان وخلا من أشجار التفاح والدراق. لا بد أن الخوريين والراهبة ماتوا، فكرتُ. لكنني لم أستطع تخيّل مصير مالك البستان، أبو الياس البيطار، الذي أجَّر للمرحوم والدي الطبقة الأولى من بيته العتيق. في الأعلى رأيت المنزل الجديد الواسع، الذي كان يسكنه أبو الياس وأسرته، مقفلًا كأنما منذ زمن بعيد. بركة الماء أمامه ناشفة وتشقّقت جهة من جدرانها. لا أدري لماذا فكرتُ أن أولاد أبو الياس هجروا لبنان، ومن جيراننا أيام طفولتي تذكرت أسرة درزية من قرية شويّا القريبة من ضيعتي في العرقوب.

خجل الغرباء

جميلة وأليفة كانت طفولتي في عين سعادة ومدرسة راهباتها. فيهما عشت أجمل أيام تلك الطفولة، بل أجمل أيام حياتي كلها، ما بين 1967 و1973، على الرغم من شعوري العميق بأنني كنت وحيدًا وغريبًا بين جيراننا الذين كانت كل أسرة منهم تعيش في هدوء وسكينة، منصرفة إلى شؤونها بين جدران بيتها. مثلُهم، وعلى إيقاع حياتهم اليومية ومواقيتها وطقوسها عشنا، فتطبّعنا بعاداتهم ونمط علاقاتهم. بعد الظهر، في نهارات السبت والأحد خصوصًا، كان سكون قيلولة العصر يهيمن على محيط بيتنا، فيشعرني بالفراغ والوحدة. كنا نمتنع عن جَرْحِ ذلك السكون، لئلا نظهر شاذّين عن عادات محيطنا في دعته العادية المطمئنة. عن خجل امتنعنا، لا عن قسرٍ أو إرغام، فلم نكن في البيت نرفع أصواتنا أو نصرخ، ولا نلعب ألعابًا صاخبة. أما اللعب في الشارع فلم يكن من عادات أولاد عين سعادة، ونحن بدورنا لم نقْدِم عليه قط. الزيارات واللقاءات بين الجيران، وكذلك قدوم أهلهم لزيارتهم، كانت لها مناسباتها ومواقيتها المتباعدة.

اختلفت حياتنا في عين سعادة، عنها في ضيعتنا شبعا التي تركناها خلفنا، وكنا نعود إليها في عطل الصيف. هناك كنا، نحن أولاد الأقارب والجيران، نلعب زمرًا قرب البيوت وفي الأزقة، فيما ينصرف أهلنا إلى أعمالهم الرعوية والزراعية الصيفية، وزياراتهم العائلية الموسعة. لكن عمل والدي اليومي الدائم في مصنع البلاستيك في الدورة، وانشغال أمي بما تخبزه يوميًا من أرغفة خبز الصاج المرقوق أمام بيتنا، لتوزعه على زبائنها في عين سعادة، قلّلا من مواسم اصطيافنا في ضيعتنا.

في الرابعة عشرة من عمرها تزوجت أختي الكبرى من إبن عمي، فنقلها إلى بيت أهله في شبعا، قبل سفر شقيقتي الأصغر منها مع خالي وعائلته، للعمل في الكويت. هكذا صرت كبير إخوتي الأربعة، والمسؤول عن رعايتهم في أوقات غياب أبي وأمي عن البيت.

شعوري بالفراغ والوحدة في حياتنا البيتية بين الجيران، كان ينقلب شعورًا بالراحة والامتلاء في مدرسة الراهبات الأنطونيات. ففي سنتي المدرسية الثانية صرت من التلامذة المتفوقين، بعدما داومت معلّمة اللغة الفرنسية على ضربي قصاصًا لي، كلما نطقتُ نطقًا غير صحيح أي حرف أو كلمة فرنسية. كنت أشعر شعورًا غامضًا أن ضربات عصاها على يديّ تنطوي على نفور غريزي من عاهة أو وصمة خِلْقيّة وأخلاقية تتشبث بي، وتريد تقويمها أو طردها من جسمي. حتى الآن لا يزال اسم تلك المعلّمة، سهى شعنين، ووجهها الجميل، محفورين في ذاكرتي، من دون سواهما من أسماء المعلّمات والراهبات ووجوههنّ جميعًا في سنواتي المدرسية الخمس كلها. كانت مسنّة وغير متزوجة، وفي بدايات دخولها إلى الصف الابتدائي الأول، ألهبت عصاها يديّ، حينما سمعتني ألفظ حرف P كما يُلفظ حرف B في كلمة la Porte، فاستمرت تقوّم بعصاها نطقي وأخطائي في اللغة الفرنسية، حتى صرت من التلامذة الأفضل في صفها نهايات تلك السنة المدرسية.

على خلاف معلّمة اللغة الفرنسية كانت الراهبة الرقيقة والجميلة التي تدخل مثل سنونوةٍ إلى قاعات التدريس لتتفقد هندامنا ونظافتنا، فتقول بصوتها اللطيف لهذا أو ذاك من التلامذة الصغار: "بكرا لازم تقص ضفيرك، حبيبي، ما تنسى"، أو "لازم تقص شعرك نهار السبت". كان صوت الراهبة وحضورها يشعرانني براحة تُدخل رقة خفيفة إلى روحي وجسمي، كتلك التي كنت أتحسّسها في نظافة التلامذة وترتيبهم، وأشمّ روائح عطرها تفوح من أجسام المعلمات والتلميذات. ولأشمّ مثل هذه الروائح الغريبة في جسمي اشترى لي والدي زجاجة كولونيا. فوالدي، على رغم تعبه في عمله وضآلة دخله، كان يحرص على أن نكون غير مختلفين عن أقراننا من التلامذة وننجح في المدرسة. حتى أنه قال لي ولإخوتي أن نتلافى ترداد القَسم بـ"حياة القرآن"، أو "حياة النبي محمد" في مدرستنا، ونكتفي بالقسم بـ"حياة الرب".

قبلة مسيحيّة

أسماء التلامذة المسيحيين كان لها وقع غريب في سمعي، ولا أتذكر منها الآن سوى أسماء قليلة، على خلاف أسماء أربعة تلامذة مسلمين كانوا معي في سنواتي المدرسية الخمس. أحدهم من ضيعتي شبعا، ووالده يعمل حارس مزرعة للدجاج في عين سعادة، وآخر بيروتي من برج أبو حيدر، إضافة الى تلميذ وأخته من الطائفة الشيعية. تلقائيًا ولا شعوريًا كنا نحن الخمسة على تقارب وإلفة في ما بيننا، أكثر مما مع سوانا من التلامذة المسيحيين الذين كنت أشعر بأنهم يتجنبوننا ويتركوننا وشأننا، ويقلِّلون من الاختلاط بنا. لكن هذا التباعد لم يكن حادًا في وعينا الطفلي، بل كان يبدو كأنه من طبيعة الحياة واختلافاتها الغامضة. ثم أننا كنا لا نزال أطفالًا في المرحلة الابتدائية، ولا يمتلك كل منا حياة أو هوية خاصة مدركَة بعدُ، ليشهرها في وجه النظام المدرسي المتجانس والمتين في افتراضه عدم التمييز الاجتماعي بين التلامذة، وإدراجهم في سوية عامة تستبعد الفروق الاجتماعية بينهم.

نحن التلامذة المسلمين الخمسة كنا نذهب إلى الكنيسة مع أقراننا المسيحيين، فنحضر القداس ونصلّي مثلهم. وحين قالت لنا الراهبة مرة إنّ في استطاعتنا عدم الذهاب إلى الكنيسة، وأن نسأل أهلنا في الأمر، قال لي والدي أن استمرَّ في الذهاب معهم، ففعلت. أما شعوري بتواضع منبتي ومرتبتي الاجتماعية، فكان يراودني حين أتقدم من الكشك الصغير في ملعب المدرسة، فلا أجد ما اشتريه بـ"خرجيتي" الضئيلة. لكن تفوقي الدراسي، وما أحاطتني به المعلمات والراهبات من عناية، وعزاء والدي الذي كان يقول لي إن الفقر ليس عيبًا ما دمتَ تتعلم وتنجح وستتغير أحوالك في المستقبل، كانت تقلِّل من وطأة شعوري بتواضعي بين أقراني التلامذة. ففي منتصف العام الدراسي الثاني استدعت الراهبة والمعلمات والدي إلى المدرسة وهنّأنه لمواظبتي على دروسي وتفوقي في الصف، فواظبت على ذلك حتى نهاية المرحلة الابتدائية.

في السنة الدراسية الأخيرة من تلك المرحلة، بزغت مراهقتي العاطفية، وصار اسم تلميذة من آل عبد المسيح وحضورها في الصف وملعب المدرسة، يملآنني بشعور غريب. كأني أمتلك الدنيا كلها، كلما تردّد اسمها في سمعي أو رأيتها. كان شائعا بين التلامذة تبادل صور القديسين، فرحت أستطلع أيًا من الصور تنقصُ نهاد عبد المسيح، لتستكملَ بها مجموعتها، وأجتهد في الحصول عليها واقدّمها لها وأتقرّب منها. كنت أطير فرحا كلما قبلتْ أن تأخذ مني صورة قديس من دون مقابل. حتى أنني تجرأت مرة واقتربت منها في ملعب المدرسة، قائلا لها إنني أرغب في محادثتها على انفراد. حين ابتعدنا إلى زاوية الملعب، فاجأتها وفاجأت نفسي بأن طبعت في صمت قبلةً على وجهها الذي تورّد كوجهي، وأحسست برجفة غريبة في جسمي كله، فيما كانت عينا كل منا جامدتين وتحدقان ذاهلتين في وجه الآخر.

فدائي نبعة

في نهار من أيار 1973 فوجئتُ بإحدى الراهبات المعلمات تنادي في الصف قائلة: فدائي نبعة، وين الفدائي نبعة؟ على رغم يقيني بأنني المقصود في النداء، ما دام ليس من تلميذ غيري في الصف من عائلة نبعة، تلفّتُ حولي مندهشًا، ثم وقفت متسائلًا: أنا، أنا مس؟! فقالت: نعم أنت، سمّع المحفوظات. حدث ذلك بعد أيام من عطلة مدرسية قسرية، تسبّبت بها اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين في بيروت، وامتدت إلى محيط مخيم تل الزعتر الفلسطيني القريب من عين سعادة والدكوانة.

قبل حوادث أيار 1973 بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش اللبناني، كانت أخبار الفدائيين الذين تكاثرت قواعدهم وأعداداهم منذ العام 1968 في ضيعتي الحدودية، تصل متواترة إلى بيتنا في عين سعادة، ينقلها إلينا بعض أقاربنا من أهالي الضيعة، فلا نعيرها اهتمامًا. لكنني لا أدري إن كنت سمعت في بيتنا بعين سعادة أخبارًا عن حوادث تتصل بتكاثر الفدائيين في شبعا، أم انني عايشتها في الضيعة بعد عودتي وأسرتي نهائياً إليها في صيف العام 1973. الأرجح أننا كنا في شبعا نصطاف لشهر أو شهرين، عندما سمعت للمرة الاولى باسم الأخضر العربي. ربما حدث ذلك في صيف 1969. وكما نتذكر منامًا، أتذكر مشهد شاب من شبعا يركض في ساحتها، صارخًا في نسوة ويشتمهنّ، قائلا: صرْخوا، صرْخوا يا شرا...، مات الأخضر العربي. لكنني في تلك اللحظة لم أفهم ما هو الأخضر العربي. لاحقا علمت أنه الإسم النضالي الفدائي لشاب لبناني يدعى أمين سعد. وهو كان معلماً في مدرسة المعهد العربي في بيروت، فترك عمله والتحق بمنظمة الصاعقة التابعة لسوريا. مع الفدائيين أتى إلى ضيعتنا، وكان من قادتهم، قبل أن يُقتل في اشتباك مع جنود إسرائيليين على تخوم مزارع شبعا.

في مدرسة الراهبات الأنطونيات كنت قد نجحت بتفوق في امتحانات شهادة السرتفيكا الرسمية. وحين علمت راهبات المدرسة بأن والدي عازم على الانتقال من عين سعادة إلى ضيعته، استدعوه، وحاولوا ثنيه عن قراره، كي أكمل تعليمي في مدرستهن، لأن انتقالي إلى مدرسة أخرى قد يكون وقعه سيئًا عليّ. لكن والدي كان قد حزم أمره تحت ضغط ضآلة راتبه الشهري وتزايد مصاريفنا المادية، بعد موجة غلاء أصابت لبنان في العام 1973. هذا إضافة إلى مخاوفه من تزايد الحوادث الأمنية الناجمة عن انتشار السلاح الفلسطيني من مخيم تل الزعتر إلى محيطه السكني المسيحي، ومن الذيول الطائفية لهذه الحوادث، في أثناء تنقله اليومي ما بين عين سعادة ومصنع البلاستيك في منطقة الدورة.

كانت خالتي أم حسين تبكي، فيما كنت أساعد والدي في نقل أثاثنا الضئيل المتواضع من بيتنا في عين سعادة، إلى شاحنة صغيرة توجهت بنا إلى شبعا في نهار من صيف 1973.

 

ميشال عون يرفض ثم يقبل دور "شيخ العشيرة"

صلاح تقي الدين/العرب/25 آب/2019

عون يعتبر أن التطوّرات العسكرية التي شهدها الجوار اللبناني خلال الأعوام الماضية، تفرض تعاملا جديدا مع موضوع الاستراتيجية الدفاعية يأخذ في الاعتبار هذه التطوّرات.

عون رئيس يعتقد أن حزب الله سيجعل منه ترامب لبنان

عادت المياه إلى مجاري العمل المؤسساتي في لبنان بعدما فرضت الشروط والشروط المضادة من قبل الفرقاء السياسيين المعنيين بالحادثة المؤسفة التي شهدتها منطقة قبرشمون – البساتين في قضاء عاليه، تعطيلا حكومياً استمر ما يقارب 40 يوما، بفعل رفض رئيس الحكومة سعد الحريري دعوة مجلس الوزراء للانعقاد خوفا من انفراط العقد الحكومي الهشّ الذي بني على أساس ما اصطلح على تسميته بالتسوية الرئاسية، والتي أوصلت الحريري إلى كرسي الرئاسة الثالثة بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

لكن المثير في طريقة معالجة تداعيات الحادثة التي أودت بحياة شابين من مرافقي وزير الدولة لشؤون المهجّرين صالح الغريب والمحسوب على رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان، هي أن أرسلان مدعوما بقوة من “حزب الله” والرئيس عون، طالب بإحالة القضية إلى المجلس العدلي بهدف محاكمة الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، وممثّله في الحكومة نائب قضاء عاليه الوزير أكرم شهيب، قائلاً إنه لن يقبل بأيّ حل لا يرتكز إلى هذا المطلب، خصوصا وأنه اعتبر أن القضية عبارة عن “كمين” تعرّض له وزير في المحكومة في محاولة لاغتياله.

عون الراعي والطرف في النزاع

[ جبران باسيل صهر عون وبعد التسوية الرئاسية التي عقدت بينه وبين الحريري، أخذ يتصرّف وكأنه الحاكم الفعلي للبنان.

جبران باسيل صهر عون وبعد التسوية الرئاسية التي عقدت بينه وبين الحريري، أخذ يتصرّف وكأنه الحاكم الفعلي للبنان

وإزاء تشدد أرسلان ورفض جنبلاط الشروط المسبقة سقطت معظم المبادرات التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بهدف حل الأزمة من خلال التوصل إلى جلسة “مصارحة ومصالحة” تُعقد في قصر بعبدا برعاية عون وحضور بري والحريري وجنبلاط وأرسلان.

لكن الأخير ظلّ يسقط المبادرة تلو الأخرى إلى حين دخول عون على الخط والإعلان أنه “ليس شيخ عشيرة” لمصالحة جنبلاط وأرسلان، وأنّ “الكمين” كان معدّاً لاستهداف صهره “وزير العهد، السلطان” جبران باسيل، فنقل الأزمة من درزية داخلية إلى درزية مسيحية تهدد المصالحة التاريخية التي عقدها جنبلاط مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.

لماذا قبل عون لعب دور “شيخ العشيرة” ورعاية جلسة المصارحة والمصالحة بين جنبلاط وأرسلان؟ كثيرة هي التبريرات التي روّج لها في هذا الإطار، بدءاً من شعار “بَيْ الكلّ” الذي رفعه عون في بداية عهده، وصولا إلى أنه المسؤول الوحيد الذي أقسم على الدستور لحماية البلاد والعباد، خصوصا وأن الوضع كان قد وصل إلى درجة من الاحتقان كاد أن يشعل فتيل حرب داخلية، ويطيح بالسلم الأهلي الذي دفع اللبنانيون ثمنا غاليا في سبيل الوصول إليه.

لكن في مراجعة سريعة لحال البلاد منذ أكتوبر 2016، يوم انتخب العماد ميشال عون، وكان رئيساً للتيار الوطني الحر، رئيسا للجمهورية، تظهر أن الرئاسة الأولى تصرّفت كفريق ولم تكن كما يفترض حكما عادلا بين جميع اللبنانيين.

فبعد التسوية الرئاسية التي عقدت بين الحريري وباسيل، بدأ الأخير التصرّف وكأنه الحاكم الفعليّ للبلد والمثير في المسألة أنه كان مدعوماً بشكل علني من قبل حزب الله. وعند تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الأولى في عهد عون، فرض باسيل شروطه على التركيبة الحكومية التي اعتبر عون أنها ليست حكومة عهده الأولى بل هي انتقالية والحكومة الأولى في عهده ستكون تلك التي تنبثق عن نتائج الانتخابات النيابية، التي ستُجرى بموجب قانون جديد في العام 2018 على حكومة الحريري أن تحيله إلى مجلس النواب لإقراره.

ونجح باسيل في الاحتفاظ بحقيبة الطاقة والمياه التي يتولاها حالياً النائب سيزار أبي خليل، وحصل على حقيبة الدفاع يعقوب الصراف الذي اعتبر من حصة رئيس الجمهورية، كما حصل سليم جريصاتي المحسوب على الفريق نفسه على وزارة العدل، وتمكّن من إحداث خرق في التمثيل الدرزي بإسناد حقيبة المهجّرين لصالح أرسلان.

كتلة نيابية مخترعة

الرئيس عون يبدو اليوم واضحا بانحيازه، وقد كرّر القول في دردشة مع الصحافيين في مقر إقامته الصيفي في قصر بيت الدين {كان يطلب مني بعض السياسيين الضغط على الوزير جبران باسيل لكنني لا أضغط عليه. عليكم أن تتكلموا معه وتعترفوا بموقعه كرئيس أكبر كتلة برلمانية}

الرئيس عون يبدو اليوم واضحا بانحيازه، وقد كرّر القول في دردشة مع الصحافيين في مقر إقامته الصيفي في قصر بيت الدين "كان يطلب مني بعض السياسيين الضغط على الوزير جبران باسيل لكنني لا أضغط عليه. عليكم أن تتكلموا معه وتعترفوا بموقعه كرئيس أكبر كتلة برلمانية"

أثبتت الأيام أن خطة باسيل الأوليّة كانت إقرار قانون للانتخابات النيابية يضمنُ له الفوز بمقعد نيابي في دائرة البترون فجرى تفصيل قانون للانتخابات على قياسه، وهو قانون أعرج أطلق البعض عليه لقب “قانون اطعن بأخيك” اعتمد على النسبية المشوّهة مع بدعة الصوت التفضيلي في الدائرة الصغرى، غير أن الهدف الأبعد من وراء هذا القانون كان محاصرة جنبلاط ومحاولة تقليص نفوذه ودوره في الحياة السياسة العامة.

حسابات باسيل لم تأت كما يشتهي لهذه الناحية، فقد تمكّن جنبلاط الذي كان قد سلّم بيرق الزعامة الجنبلاطية والدرزية إلى نجله تيمور من الفوز بتسعة مقاعد نيابية توزعت على الشكل التالي؛ ستة مقاعد في قضاءي عاليه والشوف اللذين اعتبرا دائرة انتخابية واحدة، إلى جانب مقعد في دائرة راشيا البقاع الغربي، ومقعد في دائرة بعبدا ومقعد في دائرة بيروت، ما مجموعه تسعة مقاعد نيابية لكتلة اللقاء الديمقراطي. بالمقابل، فإن قرار جنبلاط ترك مقعد درزي شاغر في قضاء عاليه سمح لأرسلان بالعودة إلى المجلس النيابي، رغم أنه سبق له وأن جرّب معنى تحدّي جنبلاط فخسر مقعده النيابي في انتخابات العام 2005 ولم ينجح بالعودة إليه في العام 2009 إلا بعد وساطات وتدخلات كثيرة.

ولم تتوقف خطة المواجهة الباسيلية في وجه جنبلاط عند هذا الحد، فعند تسمية الحريري لرئاسة الحكومة المنبثقة عن نتائج الانتخابات النيابية، طلب جنبلاط عن خلال الاستشارات النيابية حق الحصول على المقاعد الوزارية الثلاثة المخصّصة للموحدين الدروز، لكن باسيل “اخترع” كتلة نيابية وهمية لأرسلان ضم إليها ثلاثة نواب ينتمون إلى التيار الوطني الحر فازوا على لوائح التيار في دائرة عاليه الشوف، وطالب لهم بمقعد وزاري في التشكيلة الحكومية. وبعد أخذ ورد طويلين استمرا لفترة سبعة أشهر قبل ولادة الحكومة، تنازل جنبلاط عن المقعد الوزاري الثالث ووضع المسألة عند رئيس الجمهورية على أن يختار الأخير اسما يكون وسطيّا، فرسَا الأمر على صالح الغريب الذي بيّنت ممارسته أنه لا ينتمي إلى أرسلان، بل هو عضو فاعل في كتلة التيار الوطني الحر التي يرأسها باسيل.

استفزاز الدروز

استجاب جنبلاط للأمر الواقع، رغم شعوره بالمرارة من عدم وقوف “حليفه” الحريري إلى جانبه في مواجهة تلك الخطة التي تطوّرت إلى حد كبير خلال الجولات التي يقوم بها باسيل على المناطق، مستحضرا في خطاباته التحريضية والمذهبية الحرب الأهلية سيئة الذكر، مطالبا تارة بمعرفة مكان “قبور” أجداده، وطورا استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة في الدولة، وكل ذلك رغم مطالبة القادة السياسيين في البلد من عون التدخل “لكبح” جماح باسيل، لكن الرئيس كان واضحا بانحيازه وكرّر القول، مؤخراً، في دردشة مع الصحافيين في مقر إقامته الصيفي في قصر بيت الدين “كان يطلب مني بعض السياسيين الضغط على الوزير جبران باسيل لكنني لا أضغط عليه. عليكم أن تتكلموا معه وتعترفوا بموقعه كرئيس أكبر كتلة برلمانية. واعطيه كما غيره النصائح”.

تطوّرت الأمور إلى مزيد من السوء بعد الزيارة التي كان يعتزم باسيل القيام بها إلى منطقة الجبل وتحديداً إلى بلدة كفرمتى في قضاء عاليه في 30 يونيو الماضي، مسقط رأس الوزير الغريب، التي شهدت خلال الحرب الأهلية مذابح راح ضحيتها عدد كبير من أهالي البلدة الدروز وفي مقدمهم والد الغريب وعائلته، فقد استهل باسيل زيارته إلى المنطقة من بلدة الكحالة، حيث ألقى خطاباً اعتبره الدروز مستفزا بشكل كبير بعد استحضار باسيل جبهات الحرب الأهلية من الكحالة إلى سوق الغرب وضهر الوحش، فاعتصم عدد منهم في منطقة قبرشمون اعتراضا على كلامه ولمنعه من سلك الطريق المؤيدة إلى بلدة كفرمتى.

[ تحالف عون مع حزب الله، يضعه في موقف حرج، فقد بات من الصعب عليه أن يطبق ما التزم به سابقاً حيال “الاستراتيجية الدفاعية للبنان”.

تحالف عون مع حزب الله، يضعه في موقف حرج، فقد بات من الصعب عليه أن يطبق ما التزم به سابقاً حيال "الاستراتيجية الدفاعية للبنان"

غير أن الوزير الغريب الذي أصرّ على باسيل الذي كان يصطحب معه وزير الدفاع أبوصعب وفريق حماية كبير من جنود الجيش اللبناني الوصول إلى كفرمتى وزيارته في منزله، امتعض من قرار باسيل إلغاء الزيارة نتيجة التوتر الكبير السائد في المنطقة، اقتحم بموكبه التجمّع البشري الموجود في قبرشمون – البساتين بغطاء ناري كان يطلقه مرافقوه ما أدى إلى وقوع الحادثة المؤسفة التي أودت بحياة اثنين من مرافقيه هم رامي سلمان وسامر أبي فراج وإصابة الشاب سامو غصن برصاصة في الرأس أدخلته في غيبوبة مستمرة لغاية اليوم.

وهنا حلّت الكارثة، إذ اعتبر ارسلان أن “كمينا” قد نصب في المنطقة لاغتيال الوزير الغريب وطالب بإحالة القضية إلى المجلس العدلي، خطوة حظيت بمباركة إن لم تكن “تغطية” من حزب الله وفريق العهد، رغم أن التحقيقات التي أجراها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني نفت وجود كمين مسلّح كما يدّعي أرسلان، وأن الحادثة كانت فورية وجاءت بمثابة دفاع عن النفس.

غير أن أرسلان استمر في عقد مؤتمرات صحافية وتوزيع بيانات تتهم الفريق الجنبلاطي من خلال ممثله “نائب الفتنة” في إشارة إلى الوزير أكرم شهيب، بنصب كمين لاغتيال الغريب والإصرار على المجلس العدلي، ما أعاد إلى الأذهان قضية كنيسة سيدة النجاة التي فبركها النظام الأمني السوري اللبناني المشترك في مطلع التسعينات من القرن الماضي، للاقتصاص من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وزجّه في السجن.

وظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر التلفزيون ليؤكد وقوفه إلى جانب أرسلان “المقتول والمظلوم” وتأييد إحالة القضية إلى المجلس العدلي، كما كانت المعطيات التي تصدر عن المقرّبين من الرئيس عون تؤكد وقوف “بَيْ الكلّ” إلى جانب الإحالة وتأييد أرسلان. غير أن المفاجأة الكبرى كانت في تصريح علني مباشر لعون، قال فيه إنه يؤكد وجود كمين لاستهداف صهره الوزير باسيل، قاطعا الطريق أمام أرسلان ومثيرا زوبعة من التساؤلات حول المغزى الحقيقي لهذا التصريح.

وأطلق بري مبادرة نصّت على عقد لقاء مصالحة سياسية في قصر بعبدا يرعاها الرئيس عون، غير أن الأخير ردّ قائلا إنه “ليس شيخ عشيرة” ويجب على الأمور أن تسلك المسار القضائي وأن تعالج المسائل الأمنية والسياسية لاحقا، لكنّ بيانا من السفارة الأميركية في بيروت، اعتبر نادرا من حيث المحتوى قلب الطاولة رأساً على عقب.

وأكّدت السفارة في بيانها “دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أيّ تدخل سياسي”، وشدّدت، على أن “أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 يونيو الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها”.

ظاهريا، حمل البيان تحذيرا إلى السلطات اللبنانية الرسمية من التدخل في القضاء وجعله “غب الطلب” نتيجة إحالة الملف إلى المحكمة العسكرية وكشف الوزير الاشتراكي وائل أبوفاعور في مؤتمر صحافي الاتصالات التي أجراها وزراء العهد أبوصعب جريصاتي للضغط على القضاء وتركيب القضية كما يشتهون للاقتصاص من جنبلاط وشهيب والحزب الاشتراكي، لكنه في الواقع حمل مضامين أبعد بكثير تجلّت في الموافقة السريعة لعون برعاية لقاء “المصارحة والمصالحة” بعدما كان رفضه لأنه “ليس شيخ عشيرة”، وقبول أرسلان غير المشروط بالمشاركة في اللقاء، فكان الاجتماع الذي أفرجت نتيجته عن اجتماعات الحكومة وانصرافها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان.

عون يتراجع عن وعوده

سقوف عالية يرفعها عون وحلفاؤه لكنهم في النهاية يرضخون جميعا أمام الالتفاف الشعبي والسياسي حول جنبلاط

سقوف عالية يرفعها عون وحلفاؤه لكنهم في النهاية يرضخون جميعا أمام الالتفاف الشعبي والسياسي حول جنبلاط

نتيجة تحالف عون مع حزب الله، فقد بات من الصعب عليه أن يطبّق ما التزم به في طريق صعوده إلى الرئاسة. فقبل أيام فقط، زاد عون من تعقيد موقفه، حين اضطرت رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى تبرير تصريحاته، مؤكدةً أن عون، ملتزم بالمواقف التي سبق وأن أعلنها في شأن موضوع “الاستراتيجية الدفاعية للبنان” وضرورة البحث فيها في ظل مُناخ توافقي، داعية في نفس الوقت إلى عدم تفسير مواقف رئيس الجمهورية على نحو خاطئ أو متعمد يمكن أن يُثير الالتباس.

وقد أشار بيان رئاسة الجمهورية إلى أن عون يعتبر أن التطوّرات العسكرية التي شهدها الجوار اللبناني خلال الأعوام الماضية، تفرض تعاملا جديدا مع موضوع الاستراتيجية الدفاعية يأخذ في الاعتبار هذه التطوّرات، خصوصا بعد دخول دول كبرى وتنظيمات إرهابية في الحروب التي شهدتها دول عدة مجاورة للبنان، الأمر الذي أحدث تغييرات في الأهداف والاستراتيجيات لا بد من أخذها في الاعتبار. وكان عون قال مؤخراً “لقد تغيّرت حاليا كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها. فعلى ماذا سنرتكز اليوم؟ حتى مناطق النفوذ تتغيّر، وأنا أول من وضع مشروع للاستراتيجية الدفاعية، ولكن هل لا يزال صالحا إلى اليوم”.

سقوف عالية رفعها عون و”حزب الله” لكنه رضخ ورضخ معه حلفاؤه أمام الالتفاف الشعبي والسياسي حول جنبلاط الذي أثبت مرة جديدة أنه رقم صعب في المعادلة الداخلية، وأنه لا يمكن محاصرته واستهدافه بسهولة، وهذا بدا واضحا من تصريح الرئيس الحريري في واشنطن التي زارها في الأسبوع الماضي حين قال “وليد جنبلاط غير مستهدف جسديا ومن يفكر بذلك سيأخذ البلد إلى حرب أهلية”.

وأخيرا يتصوّر الرئيس عون، واهما، أن القوة التي يمنحها إياها حزب الله ستؤدي إلى دعم صهره باسيل، وتعزيز مكانته وتمهيد الطريق أمامه للوصول إلى رئاسة الجمهورية مستقبلا، في استنساخ لثنائية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي يبدو في طريقه أيضا إلى القمة. لكن الفارق يبقى شاسعا ما بين البلدين والمشروعين والرئيسين والصهرين.

 

الحريري كما يشتهيه باسيل.. ولا عزاء لـ"الحلفاء"

منير الربيع/المدن/السبت 24/08/2019

في كل مرّة تأتيه الفرصة ليستعيد من خلالها التوازن في السياسة وفي الحكم، وتواتيه اللحظة السانحة لاستثمار مكانته بيديه الممدودتين إلى الأطراف المتناقضة، وبكونه قوياً لأنه حاجة للجميع.. لا يفعل الرئيس سعد الحريري إلا تبديد هكذا فرصة. فحتى ولو كان أصلاً لا يطمح لهكذا "فرصة" خوفاً من أن يربحها ليجد نفسه وقد خسرها لاحقاً، إلا أن حقائق الواقع توحي أنه مبدد للفرص.

وجع الرأس

ربما يكون الحريري أكثر سياسي أضاع فرصاً، كانت مواتية له ليحقق انجازات سياسية وغير سياسية. الفرصتان الأخيرتان، كانتا بعد أحداث قبرشمون، وبعد زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية. لكن الواضح أن الرجل لا يريد الاجتهاد في ممارسة السياسة، ولا اتقان فن المناورة لتحسين موقعه وشروطه وأدائه.

"فرصة" قبرشمون، كانت قابلة لأن تُستثمر من قبله على نحو هائل، يحفظ من خلالها التوزان بين طرفي الصراع في لبنان، ويحمي موقعه ويعزز نهجه السياسي، ويواجه بذلك كل محاولات التطويع أو الاستحواذ على صلاحياته أو تعطيلها، وينهي تلك البدع من نوع اللقاءات والمجالس المخترعة خارج مجلس الوزراء. لكن – على ما يبدو - حساباته في مكان آخر. هو لا يريد التوازن ولا يراهن عليه، لأنه "يتسبب بوجع في الرأس" وفق عبارته الشهيرة عن العمل السياسي، هو بغنى عنه في هذه المرحلة. وربما الرجل يعتقد أن موازين القوى الإقليمية واضحة باختلالها الكبير، فلا واجب عليه تحسين حاله ولا طاقة لديه سوى التسليم بالقدر، والبقاء في طريق التنازل. ففي المحصلة، النزول أسهل من الصعود، طالما أنه يؤدي إلى برّ الأمان، بغض النظر عن الثمن.

طمأنينة وتمنيات

أما الفرصة الثانية بعد زيارته الأميركية، فلم يرد الحريري أن يستثمرها أكثر مما يحتمله الآخرون، كي لا يزعجهم أو يغضبهم. هكذا، سيبقى حاجة لمختلف القوى، وإن ليس من موقع القوة. أيضاً، يريد لرأسه أن يبقى مرتاحاً، فلعلّ التنازلات تطمئن خصومه وتبدد مخاوفه وهواجسه من أي صدامات لا يحبذها ويتجنبها باستمرار، ويحقق بذلك ما يصبو إليه. أي أن يستمر في رئاسة الحكومة، ويضمن الحصول على مساعدات دولية، ويتجنب الوقوع في كوارث التصنيف السلبي. عدا عن ذلك، لا بأس بالتنازل عن عمل مجلس الوزراء، لصالح اجتماعات مالية اقتصادية، أمنية وقضائية، في قصر بعبدا. بعد أزمة حادثة الجبل، اتخذ الحريري موقفاً قوياً وصلباً، لقي على إثره تعاطفاً شعبياً ووطنياً، وأعاد استنهاض بيئته المحبطة. لكنه فيما بعد ضاق ذرعاً بالتعطيل والانتظار. وكاد أن يتراجع، لولا نجاح وليد جنبلاط في تحسين شروطه، ورفضه الذهاب إلى جلسة للحكومة بشروط رئيس الجمهورية، فتمت المصالحة. وخلال زيارته الأميركية، خصوصاً زيارة وزير الخارجية إلى مزرعته، علّق كثيرون الآمال على نتائج زيارة الحريري، لعلّها ستعيد إحياء ما كان يسمى تحالف 14 آذار. لكن هذه كانت مجرد تمنيات وقراءات غير واقعية للمجريات السياسية. وبالعودة إلى لقاءاته الأميركية، تفيد مصادر متابعة بأن الأميركيين في اليوم الأول لم يكونوا راضين عن المنطق الذي تحدث به الحريري، والذي أيضاً أثار انزعاجاً سعودياً، من إصراره على السير بالتسوية على ما هي عليه، واعتقاده أنه لا يمكن مواجهة حزب الله، على الرغم من إبلاغه بأن العقوبات ستتوسع أكثر. بينما هو أبدى حرصاً على عدم فرض هذه العقوبات كي لا تنعكس سلباً على الوضع اللبناني برمّته. موقف الحريري هذا ينمّ عن قناعة لديه أن الأميركيين لن يعمدوا إلى التصعيد مع حزب الله وإيران. ولذلك، هو يفضل أن يبقى بمنأى عن كل الصراع القائم حالياً، ويتموضع في المنطقة الآمنة، لا سيما أنه تعرض للكثير من الخذلان في المراحل السابقة.

سوء تفاهم وتراجع

هو يعلم أن الأميركيين يريدونه في لبنان من ضمن أوراق قوتهم، وحضورهم على الساحة اللبنانية. ولذلك، كانت زيارة بومبيو إلى مزرعته إشارة إيجابية بهذا المعنى، أي التعويل على دوره كوسيط لإنجاز العديد من الملفات العالقة مع حزب الله، وأهمها ملف ترسيم الحدود. وهذا ما دفعه لاعلان نيته نقل هذا الملف من يد الرئيس نبيه برّي إلى مجلس الوزراء. الأمر الذي أزعج برّي إلى حدّ كبير. إذ أبدى استياءه من أسلوب الحريري، وأكد أنه يرفض هذا الأمر بشكل قاطع. وكان برّي يظن أنه على تفاهم مع الحريري قبل ذهابه إلى واشنطن حول بقاء الملف بيده، وأن المفاوضات تتجدد من حيث توقفت، أي الالتزام بالشروط اللبنانية. إلا أن بري فوجئ بموقف الحريري. سوء التفاهم والتراجع سيؤدي أيضاً إلى المزيد من إضعاف الحريري، خصوصاً أن برّي سيتشدد مع حزب الله في هذا الملف. وهناك رسائل سيتم إيصالها للحريري، أن لا إمكانية للتنازل عن هذا الملف مهما كانت الضغوط، ومهما ظنّ البعض بأن الضغوط المالية والعقوبات قد تدفع حزب الله للتسليم بهذا الملف، تحت شعارات ووعود مالية. الأمر بالنسبة إلى الحزب يتربط بتطورات إقليمية واستراتيجية.

الاستئناس بالتطويق

وبالتالي، فإن موقف الحريري في واشنطن لم يسعفه في استخدام أوراق القوة التي كان بإمكانه أن يجيد إدارتها، ما يعني خسارة هذه الفرصة الجديدة، كما هو الحال بالنسبة إلى خسارته لفرصة تشكيل قوة توازن استثنائية مع وليد جنبلاط ونبيه برّي وسمير جعجع. وهذا ما سيضعه مجدداً في خانة التطويق من قبل بري وعون وحزب الله، سواء في ملف ترسيم الحدود، أو في ملفات اقتصادية ومالية وقضائية يمسك بها رئيس الجمهورية، أو بملف التعيينات الذي يمسك به الوزير جبران باسيل.. وكانت نتائجه سريعة الظهور، خلال اللقاء الذي عقد بينهما عشية جلسة مجلس الوزراء، ما دفع بالحريري إلى النكث بوعده الذي أعطاه للقوات اللبنانية في تعيين مرشحها في المجلس الدستوري، لصالح رغبات باسيل. هذا يؤكد مجدداً ان الحريري الذي أبلغ "القوات" لدى مراجعته، التزامه بالاتفاق مع باسيل، ولن يكون قادراً على فعل أي شيء لهم، أنه لا يريد الخروج من دائرة عون وباسيل، ولا يسعى إلى تحقيق توازن سياسي في البلد.

 

بشير الجميل... رئيساً/كانت الجمهورية ضائعة فوُجدت...

نجم الهاشم/نداء الوطن/24 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77795/%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d9%8b-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84/

في 6 آب 1980 التقى في دير القطارة أربعة أشخاص كلفهم الشيخ بشير الجميل قائد "القوات اللبنانية" وضع "مشروع استراتيجية عمل لمرحلة ما بعد 7 تموز" تاريخ توحيد البندقية في المناطق الشرقية. هناك في ذلك الدير الذي كان مقراً لقيادة قطاع الشمال في "القوات" استضاف قائد القطاع سمير جعجع كلاّ من أنطوان نجم، رئيس لجنة الدراسات الإستراتيجية، والضابط في الجيش اللبناني ميشال عون ورئيس الشعبة الثالثة في القوات الدكتور فؤاد أبو ناضر على مدى نهار كامل تخلله نقاش وغداء. بعد ذلك توالت الإجتماعات في أكثر من مكان وبمشاركة أشخاص آخرين حتى تُوّج العمل بخلوة دير سيدة البير في بقنايا جل الديب في لقاء 27 أيلول 1980 التي تقرر فيها اعتماد "الإستراتيجية" التي توصل المقاومة اللبنانية ممثلة بالشيخ بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية في أيلول 1982. بعد عامين حققت هذه الإستراتيجية هدفها وانتخب بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب. كانت الجمهورية ضائعة وتائهة فوُجدت.

في كتابه "أسرار حرب لبنان" يروي ألان مينارغ في الفصل الأول الذي وضعه تحت عنوان "ستة عشر رجلاً لتنفيذ انقلاب" قصة ذلك اللقاء في دير سيدة البير: "السبت في 27 أيلول 1980. ما إن يجتاز المرء بوابة باحة "دير سيدة البير"، حتى تجتاحه هبّات رائحة أشجار الصنوبر وصرير الجُدْجُد عبر نافذة السيارة المفتوحة. كانت الساعة لم تتجاوز الثامنة والنصف صباحاً، والطقس حاراً ورطباً، منذ الصباح الباكر: 31 درجة مئوية، بالرغم من الجو الغائم. كان بشير وراء مقود سيارته "الهوندا"، يقودها مسرعاً على ممر الباحة، ويجلس بقربه حارسه الخاص. كان قد دعا أنصاره الى اجتماع سرّي لتحديد الاستراتيجية الواجب اتباعها بعدما "توحدت الميليشيات المسيحية" قبيل شهرين".

"في اليوم الخامس من الحرب الإيرانية ـ العراقية، دارت معارك عنيفة على طول شط العرب. وكان القصف المكثف قد طاول مدينتي عبدان وخورمشهر الإيرانيتين... وكان راديو السيارة قد انطفأ بمجرد أن قطع بشير التيار بالمفتاح. صعد الدرجات المعدودة التي تؤدي الى مدخل المبنى الأبيض المشاد بالباطون. في القاعة الكبرى للطابق الأرضي، كان خمسة عشر رجلاً في انتظاره. وكان قد اختار دير راهبات الصليب في سيدة البير المشرفة على جل الديب، لأسباب سرّية واضحة".

لم تكن تلك المرة الأولى التي يحضر فيها بشير إلى ذلك الدير. في 21 و22 و23 كانون الثاني 1977 شارك في خلوة "الجبهة اللبنانية" التي صدرت عنها مقررات تتعلق بمصير لبنان وبنظرتها إلى تكوين الدولة والنظام. ولكن هذه المرة كان بشير يعقد خلوة لنواة جبهته الخاصة قبل أن يصير رسمياً بعد عامين أيضا مرشح الجبهة اللبنانية لرئاسة الجمهورية.

كان اللقاء حول طاولة على شكل U. انتحى الشيخ بشير ليترك لرئيس السن الوقور وزير خارجية لبنان الأسبق وواضع شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الدكتور شارل مالك ترؤس الجلسة التي ضمت كلاّ من: زاهي البستاني (أنور) وكان لا يزال مفوضاً في المديرية العامة للأمن العام، الدكتور سليم الجاهل استاذ القانون في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين وقد أعطي أيضا لقب (ميشال سان أندريه)، أنطوان نجم استاذ الفلسفة وأمين العقيدة سابقاً في حزب الكتائب وقد أعطي لقب (نبتون) والليوتنانت كولونيل الآتي من المؤسسة العسكرية ميشال عون وقد أعطي لقب (جبرايل). ومن رفاق بشير المحاربين كان: فادي افرام (هورس) نائب رئيس الأركان، فؤاد أبو ناضر رئيس الشعبة الثالثة، أسعد سعيد (هابي)، إيلي حبيقة (H.K) رئيس جهاز الأمن، إيلي الزايك، سمير جعجع (الحكيم) وبطرس خوند. بالإضافة إلى جوزف أبو خليل (العم) والدكتور جورج فريحة الأستاذ في الجامعة الأميركية ومؤسس الهيئات الشعبية وجان ناضر مسؤول كتائب الأشرفية الذي استشهد لاحقاً مع الشيخ بشير في 14 ايلول 1982.

في تلك المرحلة كانت حظوظ فوز الشيخ بشير بالرئاسة صفراً تقريباً ولم يكن من الواضح كم يمكن أن تبلغ بعد عامين ولكن كان قد بدأ العمل جدياً لجعلها مئة في المئة. كانت من دون شك مهمة شاقة ومحفوفة بالأخطار وغير مضمونة النتائج ولكنها كانت بمثابة بداية خريطة الطريق.

كان من الطبيعي لبشير أن يضع مثل هذه الإستراتيجية. فحربه دفاعاً عن لبنان لم تكن عبثية بل من أجل الوصول إلى عملية إنقاذ للبلد والجمهورية. منذ بدأ السير على هذا الدرب كان عليه أن يواجه محطات فيها مخاطر وخسائر وانتصارات.

في العام 1970 عندما خطفه مسلحون فلسطينيون في مخيم تل الزعتر على الحدود مع بلدة الدكوانة كانت حياته في خطر. تدخل كمال جنبلاط من أجل أن يتم إنقاذه. في ربيع العام 1976 بعد انهيار العلاقات بين جنبلاط وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وبين النظام السوري بقيادة حافظ الأسد التقى بشير جنبلاط. ولكن اللقاء الذي أتى في ظروف غير مدروسة وغير مناسبة لم يؤتِ ثماره إذ أن قرار النظام السوري بالتدخل في لبنان كان قد أصبح أمراً واقعاً.

في صيف 1978 أوقفه حاجز الجيش السوري في ساحة ساسين في الأشرفية. بعدما تم إطلاق سراحه كان قرار تحرير المناطق الشرقية من هذا الجيش قد اتخذ وبدأت المواجهة بالحرب التي عرفت بـ "حرب المئة يوم". هذه الحرب التي انتهت بانسحاب الجيش السوري من الأشرفية والجسور صنعت من بشير قائداً عسكرياً وسياسياً. وقد استكمل مرحلة الصعود هذه بتوحيد البندقية المسيحية في 7 تموز 1980 التي أصبح بعدها قائداً عسكرياً وحيداً في المنطقة الشرقية يسعى ليكون القائد السياسي الوحيد الذاهب نحو أن يكون رئيساً للجمهورية.

حرب زحلة في نيسان 1981 قربته أكثر نحو هدفه. أحكم جيش النظام السوري الحصار حول المدينة المسيحية في البقاع ولكنه فتح طرق بشير الجميل نحو الولايات المتحدة الأميركية. بعدما كان منبوذاً في واشنطن أتى موفد الرئيس الأميركي رونالد ريغن السفير فيليب حبيب إلى لبنان لمنع انفجار حرب بين سوريا وإسرائيل من جهة، ولدعم وصول بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية، بعدما تحقق الهدف الإستراتيجي وبات منذ بدء الإجتياح الإسرائيلي للبنان المرشح الوحيد. ولكن دون ذلك كان يجب التحضير للفوز بهذه الإنتخابات.

كان على بشير أن يجتاز عتبة الترشيح الأولى داخل الجبهة اللبنانية. تولى رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي بولس نعمان هذه المهمة وأعلن ترشيحه في أحد اجتماعات الجبهة علماً أن الرئيس كميل شمعون كان يرغب بذلك. هذا الأمر رجح كفة بشير فتبنت الجبهة ترشيحه.

كان عليه أيضاً أن يبادر في اتجاهات أخرى. كانت العلاقة مع الرئيس الياس سركيس قد انتظمت منذ العام 1980 وتولى عملية التنسيق فيها مدير المخابرات وقتها العقيد جوني عبدو الذي أصبح أحد أبرز داعمي وصول بشير إلى قصر بعبدا. حاول منذ العام 1980 أن ينفتح على وليد جنبلاط. حصلت لقاءات عديدة بين ممثلين عنه وممثلين عن جنبلاط ولكنها لم تصل إلى نتيجة بسبب خوف جنبلاط من النظام السوري ورد فعله في حال تمّ الكشف عن هذه الإتصالات كما أفصح لاحقاً أنطوان نجم أحد ممثلي بشير وسمير فرنجية أحد ممثلي جنبلاط وكان كلاهما من الموارنة. عبر هيئة الإنقاذ التي شكلها الرئيس الياس سركيس بعد بدء الإجتياح الإسرائيلي التقى جنبلاط مباشرة كما التقى رئيس "حركة أمل" نبيه بري. ولكن لم يحصل على تأييدهما للرئاسة. ذهب في اتجاه تأكيد العلاقة مع الأمير مجيد أرسلان ومع رئيس مجلس النواب كامل الأسعد وحاول أن ينفتح على القوى السنية التي عارضت بشدة وصوله إلى رئاسة الجمهورية وقاطعت جلسة انتخابه حتى بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية. ولكن هذا الأمر لم يمنع لقاءه مع الرئيس صائب سلام في 11 أيلول 1982 بعد انتخابه واتفاقه معه على التعاون بعدما تبدلت نظرة الرئيس سلام إليه.

في 23 آب 1982 تأمن النصاب في جلسة مجلس النواب التي انعقدت في المدرسة الحربية في الفياضية وترأسها الرئيس كامل الأسعد وشارك فيها معظم النواب الشيعة. في اليوم التالي للإنتخاب كانت الدولة قد انتظمت تلقائياً. ظل الرئيس القوي وصيته سبقاه إلى قصر بعبدا. كانت الجمهورية مفقودة. بعد انتخابه صارت موجودة. كان لديه مشروع كبير للإنقاذ ومعه خلال الأيام الـ 21 التي عاش فيها رئيساً منتخباً، شعر اللبنانيون بأكثريتهم أنهم جزء من هذا المشروع وشركاء في تحقيق حلم قيام الجمهورية التي تنهي الحرب وتؤسس لأيام جديدة، يستعيد معها لبنان حلم الدولة التي كانت والتي يجب أن تكون. الدولة التي لا تهتز عند كل مشكلة صغيرة ويتهدد كيانها ومصيرها.

قبل استشهاده ذهب بشير الجميل إلى قراءة ملف الإدارات في هذه الدولة في سلسلة لقاءات مع المسؤولين عنها. اطلع منهم على وضع الدولة التعيس بعد سبعة أعوام من الحروب. استمع إليهم وكان واضحاً وحاسماً معهم. كانوا يريدون رئيساً من طراز بشير الجميل وهو كان قادراً على أن يؤمن لهم الحماية من أجل أن تنجح مهمة إحياء الجمهورية. في تلك اللقاءات كان الدكتور جورج فريحة حاضراً وقد سجل المحاضر ونشرها في كتابه "مع بشير ـ ذكريات ومذكرات".

في اللقاء مع المدير العام لرئاسة الجمهورية كارلوس خوري قال له بشير: "هناك آمال كبيرة معقودة علينا لا يجوز أن نخيِّبها" واستعرض معه وضع القصرالجمهوري الذي وصفه بأنه "فلتان".

في الإجتماع مع اللواء أحمد الحاج المدير العام لقوى الأمن الداخلي قال حازماً بلهجة الرئيس الواثق من المهمة التي جاء من أجلها: "ليفهم الجميع أن الفلتان قد انتهى والدولة ستعود دولة".

مع العماد فكتور خوري قائد الجيش كان عرض لأوضاع المؤسسة العسكرية وحاجاتها وكان طلب سريع: "أريد قوة تدخل سريع". كان بشير يريد جيشاً قوياً يلغي كل الجيوش الصغيرة الأخرى.

مع المدير العام لوزارة الإعلام رضوان مولوي سأل بشير: "ما هي الإصلاحات التي تنتظرونها مني؟". كان يعطي الأمل بأنه سيكون كما ينتظر اللبنانيون.

"طبقوا القانون حتى على الرئيس"، قال لرئيس التفتيش المركزي هشام الشعار. عندما يسمع موظف مسؤول بهذه الرتبة وبهذه المهمة رئيس الجمهورية يطلب منه ذلك هل يمكنه أن يتأخر عن المحاسبة وعن تطبيق القانون؟

للمدير العام لوزارة الخارجية كسروان لبكي قال: "لا أغطي أحداً. لا أحمي أحداً".

للأمير فاروق أبي اللمع المدير العام للأمن العام قال: "كنا في السفينة نفسها. سأساعدك حتماً".

أما مع رئيس مجلس الخدمة المدنية الدكتور جورج صليبي فلم يكن هناك مجال للمساومة على الخدمة. قال له بشير: "طبق خطابي وأنا أحميك".

لم يسأل بشير الموظفين الكبار عن هوياتهم الطائفية ولا عن ولاءاتهم السياسية. كان يريد أن يكون الولاء للدولة أولاً وكان مؤمناً أن شعباً مؤمناً بقدراته وبقدرات رئيسه قادر على أن يصنع دولة وجمهورية قوية يكون فيها رئيس الجمهورية نفسه تحت القانون.

في 14 أيلول 1982 اغتيل بشير وتأجل معه حلم قيام الجمهورية القوية. لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها للإغتيال. في 23 شباط 1980 استشهدت ابنته مايا في التفجير الذي كان يستهدفه في طلعة العكاوي - الأشرفية. ثمة محاولة قيل أنها كانت ستنفذ ضده في ساحة ساسين وأن المكلفين بها وضعوا العبوة الناسفة لكنهم فشلوا في تفجيرها بسبب عطل تقني. هناك أيضاً من يشير إلى عملية كانت ستنفذ في كنيسة كان سيزورها وتم اكتشافها قبل التنفيذ وربما لم يتم الإعلان عنها.

على رغم مرور 37 عاماً على انتخاب بشير رئيساً للجمهورية وعلى اغتياله لا يزال حلم الجمهورية التي كانت ستكون معه جميلاً وواقعياً ولا يزال هو الرمز الذي يحاول البعض أن يتشبه به حتى لو كان يتحالف مع من تبنى اغتياله. ولا يزال اللبنانيون ينتظرون جمهورية قوية كالتي كان سيحققها بشير.

 

"حزب الله" و"العهد"... مناورات إحباط الاستراتـيجــيــة الدفاعية - تابع

جمال عزام/نداء الوطن/24 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77798/%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%ad%d8%a8/

على رغم الانشغال الرسمي بالملف الاقتصادي، ظلّت مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون المستجدّة من موضوع الاستراتيجية الدفاعية تتردد أصداؤها في أروقة السياسة، من زاوية السؤال المتكرر: ما الذي أعاد طرح ملف الاستراتيجية الدفاعية؟

الإجابة يقدمها المعارضون للعهد وتتمثل بتصاعد حدة العقوبات الأميركية والتهديد بتوسيع دائرة العقوبات لتشمل حلفاء "حزب الله" من المسيحيين وفي مقدمهم فريق "الوطني الحر"، وتزامن ذلك مع موقف عربي بارد من الحكومة يفرّق بين دعم لبنان ودعم مشروع إيران فيه، وفي أجواء إقليمية تشهد تشديداً أميركياً للحصار على إيران ما انعكس سلباً على مالية "حزب الله" وحلفائه. طُرح ملف الاستراتيجية في ظل مخاطر اقتصادية ومالية جدية يعاني منها لبنان. وأمام هذه الظروف، أتت محادثات الرئيس سعد الحريري في واشنطن وما رافقها من موقف أميركي صلب من "حزب الله" وداعميه، والطلب الواضح من الحريري هو الفصل بين مؤسسات الدولة و"حزب الله" والتوقف عن تأمين الغطاء السياسي والمعنوي لمشروعه، كي لا تشمل العقوبات والتدابير الحكومة ومؤسساتها، أو على الأقل كي لا تتأثر في شكل مباشر بها.

ويضاف إلى ذلك، استعراض الحزب قوته الصاروخية لاستنهاض قواعده ومحاولة الحد من موجة التململ الناجمة عن انعكاس العقوبات على بيئته الحاضنة، من خلال أفلام توثّق الصواريخ التي يملكها في لبنان وكان استخدم بعضاً منها في حرب تموز 2006، الأمر الذي وجّه صفعة لكل جهود الحكم بمحاولة نفي وجود مثل هذه الصواريخ، ووضعه في مأزق جدي تجاه المجتمعين العربي والدولي لا سيما لناحية الالتزام بمضامين القرار 1701 الذي يمنع إدخال الأسلحة واقتنائها في لبنان لغير القوى الشرعية. وجاء ذلك عشية موعد التجديد لفترة انتداب قوات الطوارئ الدولية في الجنوب والكلام الأميركي عن عدم الاستعداد للمضي قدماً في تمويل هذه القوات، نتيجة لعدم مساعدتها من جانب الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية في القيام بدورها لا سيما لناحية التحقيق في مسألة الأنفاق العابرة للحدود، وانتشار الصواريخ والمنشآت العسكرية التابعة لـ"حزب الله" في منطقة عمل القوات الدولية جنوب نهر الليطاني.

وتروي أوساط معارضة للعهد أنه يوم الإثنين 19 آب 2019، وبعد ثلاثة أيام على خطاب السيد حسن نصرالله في 16 آب، وبعد عرض قناة "المنار" فيلماً يوثق القدرات الصاروخية لـ "الحزب"، واكب عون كلام نصرالله، فقال رداً على سؤال خلال دردشة مع الإعلاميين في قصر بيت الدين: "تغيّرت حالياً كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها. فعلى ‏ماذا سنرتكز اليوم؟ حتى مناطق النفوذ تتغير. وأنا اول من وضع مشروعاً للاستراتيجية الدفاعية. لكن هل لا يزال صالحاً ‏الى اليوم؟".

كلام اعتبره المعارضون تغطية جديدة لسلاح "حزب الله"، وهروباً من استراتيجية دفاعية تضع السلاح بإمرة الدولة، ما اضطر رئاسة الجمهورية لإصدار بيان توضيحي في 20 آب، تؤكد فيه أن ما قاله عون حول موضوع الاستراتيجية "كان توصيفاً للواقع الذي استجد بعد عشر سنوات على طرح هذا الموضوع خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني، لا سيما التطورات العسكرية التي شهدها الجوار اللبناني خلال الأعوام الماضية والتي تفرض مقاربة جديدة لموضوع الاستراتيجية الدفاعية تأخذ في الاعتبار هذه التطورات، خصوصاً بعد دخول دول كبرى وتنظيمات ارهابية في الحروب التي شهدتها دول عدة مجاورة للبنان، ما أحدث تغييرات في الاهداف والاستراتيجيات لا بد من أخذها في الاعتبار".

وتتطرق الاوساط المعارضة إلى خلفيات موقف عون، وتوضح: "في ظل المناورة التي يسمح بها حزب الله ومن خلفه إيران للحكومة اللبنانية بالتفاوض مع أميركا في شأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، خصوصاً في ظل الدور المتقدم في هذه المفاوضات لحليف الحزب والمفوض من قبله الرئيس نبيه بري، وفي ظل إمكان بروز من يقول بأنه طالما أن لبنان يقبل بالتفاوض مع إسرائيل على ترسيم الحدود وأن الحكومة اتبعت "استراتيجية التفاوض مع إسرائيل" فما هي الحاجة بعد ذلك لسلاح حزب الله وصواريخه؟

سعى رئيس الجمهورية إلى إيجاد دور جديد لسلاح الحزب لتبرير بقائه، وهو الأوضاع الإقليمية المستجدة" بحجة محاربة "الإرهاب".

اما لجهة توقيت إثارة الاستراتيجية من جديد، فإن مراجعة تاريخية منذ العام 2005 إلى اليوم تظهر أن إثارة الموضوع كان يحصل في كل مرة يشتد فيها الضغط العربي والدولي على سلاح "الحزب"، لا بهدف التجاوب مع هذه الضغوط واستفادة الحكومة منها لإخضاع هذا السلاح للدولة اللبنانية، وإنما بهدف كسب الوقت والتخفيف من الضغط على "الحزب"، وإعطائه الوقت الكافي لاستيعاب الهجمة الدولية وتشتيتها، وفي انتظار ظروف تطوي الحماسة العربية والدولية وتشغل الشرعيتين العربية والدولية بملفات تسمح للحزب بمزيد من قضم مؤسسات الدولة والمضي قدماً في السيطرة عليها وعلى لبنان".

في العام 2006 وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان تطبيقاً للقرار 1559، وبعدما جاء دور الفقرة المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، نجح بري في استدراج القوى السيادية إلى "طاولة الحوار"، وفي تبريد الهمّة العربية والدولية لإكمال تنفيذ القرار بحجة الإفساح في المجال أمام اللبنانيين لإيجاد صيغة لحل المعضلة، إلى أن كانت حرب تموز 2006، التي انتهت بالقرار 1701 (وهو يتضمن تأكيداً على وجوب تنفيذ القرار 1559) فنجح "حزب الله" وحلفاؤه بإشغال الجميع بالفراغ الرئاسي بعدما كانت الولاية الممددة للرئيس إميل لحود قد انتهت من دون انتخاب رئيس جديد، وصولاً إلى غزوة بيروت ومهاجمة الجبل في أيار 2008. لينجح "الحزب" بعدها في استدراج اللبنانيين والعرب والمجتمع الدولي إلى "اتفاق الدوحة" الذي نظّم انتخاب رئيس جديد للجمهورية واعتماد قانون للانتخابات النيابية التي كانت مقررة في العام 2009، وإحياء الحوار في شأن سلاح "حزب الله" برئاسة رئيس الجمهورية المنتخب ميشال سليمان وبرعاية جامعة الدول العربية. لكن الأخيرة أحجمت عن المشاركة في أعمال "هيئة الحوار الوطني" في وقت انتزع "حزب الله" الثلث المعطل في الحكومات التي تلت اتفاق الدوحة، وصولاً إلى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل ما عرف حينها بـ"حكومة القمصان السود" التي أخرج منها كل قوى 14 آذار باستثناء "التقدمي الإشتراكي". فخطا "حزب الله" بذلك خطوة جديدة في اتجاه مزيد من قضم المؤسسات.

ومع بداية الأزمة السورية العام 2011 وتدخل الحزب فيها عسكرياً دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، عاودت "هيئة الحوار الوطني" عملها، وبعد طول مماطلة في مقاربة ملف السلاح غير الشرعي، نجح الرئيس سليمان بتمرير "إعلان بعبدا" الذي ينص على النأي بالنفس عن سوريا والبدء ببحث الاستراتيجية الدفاعية. لكن "الحزب" انقلب في اليوم التالي على الإعلان وتابع تدخله في سوريا، الى أن انتهت ولاية سليمان العام 2015 كما انتهت ولاية لحود بمنع "الحزب" وحلفائه انتخاب رئيس للجمهورية ما لم يكن مرشح "الحزب" العماد عون، وهو ما سمح لـ "الحزب" بمتابعة قضمه للدولة، لا سيما في ظل رضوخ القوى السيادية لشروط "الحزب" الرئاسية والحكومية والنيابية.

بعد انقضاء نحو 3 سنوات على "التسوية"، تبيّن للمجتمعين العربي والدولي أنّ هذه "التسوية" سمحت لـ"حزب الله" بإيصال حليف يغطي سلاحه ومشروعه الإيراني، وبالتحكم بتركيبة الحكومة وقانون الانتخاب الذي أوصل لـ "الحزب" وحلفائه أكثرية نيابية لم يحصل عليها منذ العام 2005.

 

هل تنجح بكركي في توحيد المسيحيين حول عون؟

راكيل عتيّق/الجمهورية/24 آب/2019

«الحوار أوّلاً» هو شعار بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. الحوار على الصعيد الماروني الداخلي لتوحيد الموقف، ثمّ الحوار مع الأفرقاء الآخرين على صعيد الوطن. وسيستمرّ الحوار ضمن إطاراللقاء الماروني الموسّع الأخير الذي عُقد في بكركي، إن على صعيد اللجنة المنبثقة منه أو بحوار موسّع آخر أو بلقاء أقطاب. مقتضيات كلّ مرحلة أو استحقاق تحدّد شكلَ الحوار الماروني. أمّا عناوين الحوار العريضة فهي «الشراكة والمناصفة والوجود». ويبدو أنّ مواقف بكركي تتماهى ومواقف العهد الرئاسي و»التيار الوطني الحر»، وتحاول توحيد الموقف المسيحي على مفهوم «الشراكة والمناصفة». فهل تنجح في ظلّ معارضة أبرز الأطراف المسيحية الإنجرار أو الإصطفاف المسيحي خلف مواقف الوزير جبران باسيل «الطائفية والاستفزازية التي تخدم مصالحَه لا حقوقَ المسيحيين»؟

تماهي مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، إضافةً إلى مباركة الرئيس عملَ صهره السياسي، لم يعودا موضعَ شك. الشكّ حسمَه الرئيس بإعترافه أنّه يحيل زوّاره «الكبار» و«الصغار» إلى صهره، قائلاً «لا يمكن أحد أن يستعملني للضغط عليه»، ويذكّرهم بأنّ باسيل هو «رئيس أكبر كتلة نيابية ويترأس تكتلاً يضمّ العدد الأكبر من الوزراء في الحكومة... وأنا من جهتي أتركه يدير الحزب ويتصرف بالسياسة التي يراها مناسبة... وعلى الجميع الاعتراف بحجمه».

تغطية مسيحية لباسيل

كذلك، تتماهى مواقف بكركي مع مواقف عون وباسيل، خصوصاً لناحية «مفهوم الشراكة والمناصفة» الذي يصرّ مؤسس التيار ورئيسُه الحالي على تفسيره وتثبيته. وتسعى بكركي الى توحيد الموقف المسيحي حول هذا المفهوم عبر حوار ماروني – ماروني، قبل مناقشته مع الأفرقاء الآخرين في الوطن.

لكنّ جهاتٍ مسيحية معارِضة عهد عون تعتبر أنّ باسيل يستغلّ أيَّ حوار أو تفاهم يهدف لتأمين تغطية مسيحية تشرّع إحتكاره لـ«الحصة المسيحية» في الدولة. وتشير إلى أنّ إقصاء «القوات» عن التعييينات في المجلس الدستوري أوّلُ غيث هذا الإحتكار في الحكومة الحالية، وسبقته قرائن كثيرة في تعيينات واستحقاقات سابقة. إحتكار عون وباسيل الحصة المسيحية في المجلس الدستوري، يُذكّر حسب البعض، بكلام رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، خلال اللقاء الماروني الموسّع الذي عُقد في 16 كانون الثاني الماضي في بكركي، حيث قال فرنجية إنّ «التيار الوطني يريد الثلث المُعطل في الحكومة لاستخدامه بغية الاستئثار مسيحياً بتعيينات المدراء العامين في الدولة وإقصاء «المردة» و»القوات اللبنانية» عن هذه التعيينات».

الإختلاف الماروني يشمل مسائل عدة، وتوحيد الموقف المسيحي حول تفسير المادة 95 من الدستور، حسب الرسالة التي وجّهها عون الى مجلس النواب يجب أن يتمّ قبل 17 تشرين الأول 2019، تاريخ الجلسة النيابية المحددة لمناقشة رسالة الرئيس الذي يفسّر عبارة «مقتضيات الوفاق الوطني» التي تنص عليها المادة 95 بأنّها «مرادف للتعبير المُستخدَم عُرفاً أي 6 و6 مكرّر والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين».

الراعي بارك طلبَ عون تفسير هذه المادة خلال زيارته الأربعاء الماضي في مقرّه الصيفي في قصر بيت الدين. وقبل نحو 48 ساعة من زيارته عون، التقى الراعي في مقرّه الصيفي في الديمان باسيل، حيث كانت المادة 95 موضوع بحث. وقال رئيس التيار بعد الزيارة: «أخذنا الحديث هنا الى الدستور وضرورة المحافظة عليه والميثاقية التي نعيش من خلالها ومن خلال ما هو مطروح في المادة 95 من الدستور». وأعلن «أننا متجاوبون مع أيّ مبادرة للبطريرك في هذا المجال لنوحّد الموقف».

وبعد يومٍ من لقائه الراعي، وضع باسيل المادة 95 على طاولة إجتماع تكتل «لبنان القوي»، بمشاركة رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان. وأكد رئيس التكتل بعد الإجتماع أنّ «خيارنا واضح، نريد الدولة المدنية الشاملة ولنصل اليها لن نتنازل عن المناصفة الشاملة».

الإصرار «العوني» على المناصفة الشاملة وتفسيره للشراكة، يعتبر معارضون أنه «عملية مزايدات»، إذ إنّ «الشراكة الحقيقية تكون بالقرار الوطني الاستراتيجي وليس بعدد الموظفين في الدولة». ويسأل هؤلاء: «المناصفة في نواطير الأحراج ضرورية لكن المناصفة بقرار السلم والحرب والسياسة الإستراتيجية الداخلية والخارجية غير مهمة؟». ويعتبر هؤلاء أنّ «حقوق المسيحيين ليست بالمناصفة في الوظائف، بل أن يرسموا سياسة البلد بالشراكة مع المسلمين».

حوار ماروني حول المناصفة

الإختلافات المسيحية تدفع بكركي للدعوة إلى حوار حول المادة 95 من الدستور، التي ستكون حصراً موضع بحث ونقاش في لقاء، قد تعقده اللجنة النيابية المنبثقة من اللقاء النيابي الماروني الموسّع. فبكركي ومهما كان موقفها، تريد «مناقشتها دستورياً لتوحيد الموقف منها»، حسب ما تؤكد مصادرها لـ»الجمهورية».

وتؤكد أنها «توافق الرئيس عون لناحية أنّ المناصفة يجب أن تكون في كلّ الوظائف وليس فقط في وظائف الفئة الأولى، لأنّ إلغاء الطائفية السياسية لم يتمّ وهناك آلية لإتمامه لم تُنفّذ بعد. وليس من مصلحة الشركاء في الوطن التسرّع بأيّ مواقف في هذا الإطار». وتقول: «ستكون للبطريرك مبادرة على صعيد الحوار يُعلن عنها وعن إطارها في وقتها حسب الظرف والحاجة، فالبطريرك يشعر أنّ هناك ضرورة ملحّة اليوم للحوار والنقاش حول القضايا الأساسية والخلافية التي تتعلق بالعيش المشترك والمناصفة والحضور المسيحي، على قاعدة إحترام الميثاق والدستور، ولكن عبر توحيد الموقف والرؤية المسيحية حيالها ثمّ محاولة توحيد الرؤية الوطنية اللبنانية». موقف بكركي من المناصفة ليس بجديد، وعام 2013، أعدّت لجنة المتابعة النيابية المنبثقة من اللقاء الماروني الموسّع في بكركي، دراسة قانونية مفصّلة عن تهميش المسيحيين في مؤسسات الدولة، عرضت تفصيلاً للمادة 95 من الدستور. واقترحت تعديل هذه المادة والعودة الى العمل بقاعدة 6 و6 مكرّر في ما خصّ جميع وظائف الدولة بسائر فئاتها.

مواقف الأقطاب

لكن، ماذا عن موقف الموارنة الآخرين الذين شاركوا في اللقاء الماروني الأخير في بكركي؟

«القوات اللبنانية» تبدي تجاوبها مع أيّ مبادرة وهي منفتحة دائماً على أيّ حوار»، وتعتبر أنّ «الحوار حول المادة 95 مطلوب،لأنّ هناك وجهات نظر مختلفة حيالها». وتقول مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» إنّ «القوات مع المناصفة حكماً وهي أكثر فريق سياسي دفع في اتجاه تثبيت وترسيخ وتحصين وإحياء الميثاقية في لبنان». وتعتبر أنّ «تفسير الدستور طبيعي ويجب أن يحصل لكن في ظرف طبيعي وليس في ظلّ تشنّج سياسي، وعندما تكون الدولة سيّدة على كل أراضيها وتملك قرارَها الاستراتيجي، كذلك أيّ تفسير للدستور يحصل بالتوافق تجنّباً لإنقسام مسيحي – إسلامي». وتقول: «يجب تحقيق كلّ هذه الأمور قبل طرح أيّ تفسيرات دستورية لا لزوم لها». وتخشى «القوات» أن «يفتح باب التفسير تأويلات وتفسيرات أخرى وأن يأخذنا إلى مكان آخر لا نريده».

أمّا تفسير «القوات» للمادة 95 فهو أنّ «الدستور ينص بوضوح على مراعاة مقتضيات الوفاق الوطني في الفئات ما دون الأولى، أي أن يكون هناك توازن مسيحي - إسلامي. والقوات مع هذا التوازن. ولو أراد الدستور مناصفة حرفية على غرار مجلس النواب والحكومة ووظائف الفئة الأولى لكان ذكر ذلك».

لذلك، تعتبر «القوات» أنّ «من الضروري عدم الدفع في اتّجاه إثارة حساسيات وفتح الباب أمام تفسيرات أخرى، إذ قد ينشأ ردّ سياسي على المطالبة بتفسير المادة 95 بالمطالبة بإنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية». وتسأل المصادر القواتية: «هل يريد الوزير باسيل إلغاء الطائفية السياسية؟ هل يجب فعلاً أن نُقدِم على خطوة من هذا النوع تشكّل خللاً كبيراً على مستوى التركيبة الوطنية في لحظة سياسية حرجة؟».

وعلى عكس «القوات» تفضّل الكتائب عدم التحدث في هذا الموضوع، وستُقدّم تفسيرها للمادة 95 خلال الجلسة النيابية المُخصصة لتفسيرها، وذلك فقاً لقواعد علمية. لكن، رئيس «الكتائب» ألمح إلى موقفه من الشراكة خلال المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده رداً على خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، حيث سأل: «هل الشراكة فقط بالمديرين العامين والوظائف من الفئة الثالثة؟ أين الشراكة في قرار السلم والحرب؟ ألا تعني السلطة؟».

أمّا تيار «المردة» فموقفه واضح في هذا الإطار ومقاربته لهذا الموضوع تختلف تماماً عن مقاربة العهد، إذ يعتبر رئيس «المردة» سليمان فرنجية أنّ المقاربة يجب أن تكون وطنية لا طائفية.

وتقول مصادر «المردة» لـ«الجمهورية»: «نحن مع تطبيق الدستور قلباً وقالباً. ولا نتطرّق إلى موضوع الشراكة والمناصفة من زاوية عدد الموظفين ومَن يملك النسبة الأكبر منهم. فبالنسبة إلينا دور الطائفة لا يُحدَّد من خلال الوظائف، ودور الطوائف المسيحية تاريخياً منذ ما قبل إنشاء لبنان هو دور سياسي وليس مشروع توظيف». وإذ تسأل: «ما الهدف من جرّ البلد دائماً إلى حالة صدامية؟»، ترى أنّ «وفق هذا المنطق قد يدخلوننا بعدها في حالة صدامية داخل المجتمع المسيحي بين الموارنة والأرثوذكس والكاثوليك، يليها صدام بين الموارنة بعضهم ضد بعض». وتعتبر أنّ «هذا انتحار ذاتي».

 

«القوات»: إقصاؤنا جزء من سلسلة طويلة

جورج حايك/الجمهورية/24 آب/2019

يؤمن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بأنّ الانكفاء والحرد لا يفيدان سياسياً ووطنياً، رغم محاولات الاقصاء والعزل والتطويق التي يتعرّض لها حزبه، وآخرها وضع «فيتو» على مرشحه الماروني سعيد مالك الى المجلس الدستوري...فما هو الهدف من محاولات عزل «القوات» المستمرة منذ عام 2016؟

مرّت جلسة مجلس الوزراء أمس الأول ولم يتم تعيين مالك في المجلس الدستوري رغم وعود الكثير من الأفرقاء السياسيين لـ»القوات» بالدعم والمؤازرة. لكن اصرار رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وعدم التزام الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري بوعدهما، منعا تحقيق هذا الأمر، وتمكّن «التيار» من الاستئثار بالمقعد الماروني الخامس في المجلس الدستوري وإقصاء «القوات» من تحقيق هدفها، وبالتالي تستمر محاولات إضعافها وعزلها على ما تؤكّد مصادرها.

فماذا حصل في مجلس الوزراء من وجهة نظر قواتية؟

ضغط باسيل على الحريري من باب انّه يريد المقعد الماروني الخامس من حصته، متوعداً باستخدام الثلث المعطل في وجه تعيينات المجلس الدستوري. أمام هذا الوضع، رضخ الحريري وتراجع عن وعده لـ»القوات»، مقترحاً عليها القبول بمرشح كاثوليكي او ارثوذكسي. لكن وزراءها تمسّكوا بالمقعد الماروني نظراً إلى المواصفات الاستثنائية لمالك المعروف بكفاءته. هكذا، دفع جعجع مرة أخرى ثمن مبادئه وثوابته، ومرة أخرى يُصاب بالخيبة، بعدما وعده بري بأنّه سيدعم مرشحه في مجلس الوزراء، لأنّه لا يستطيع أن يمرّر مرشحين مارونيين في مجلس النواب. وبناء عليه قبلت «القوات» بتأمين النصاب والتصويت على اللائحة آنذاك، معتمدة على وعدي الحريري وبري لتمرير مرشحها في مجلس الوزراء. لكن الحريري تراجع امام ضغوط باسيل، وبري رأى انّ صوته لم يعد نافعاً لـ»القوات» فتراجع. بات مؤكّداً انّ الحريري و»القوات» يتقاطعان بالرؤية الاستراتيجية لكنهما يختلفان في النظرة إلى قيام الدولة في لبنان، هذا برز بدءاً من صفقات بواخر الكهرباء وصولاً إلى تعيينات المجلس الدستوري. وترى مصادر «القوات»، انّ محاولة اقصائها الأخيرة في المجلس الدستوري جزء من سلسلة طويلة، لكنها رغم هذه الضغوط لا يبدو انها تتراجع، وهي اعتادت منذ الانتخابات النيابية الأخيرة على هذا الأسلوب من التعامل، مدركة انّ باسيل ليس وحده، بل يلقى مباركة حلفائه، ولاسيما «حزب الله»، الذي يعتبر اعلامياً وظاهرياً انّ ما يحصل لا يعنيه انما يصبّ في خانة النزاع المسيحي- المسيحي بين «التيار» و»القوات»، كما كان موقفه بالنسبة إلى النزاع الدرزي - الدرزي بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان.

يملك باسيل بين يديه كل ما يساعده على إقصاء خصومه، وهو يستخدم ذلك كما يجب، إذ نجح نسبياً في الانتخابات النيابية من حصد أكبر عدد من المقاعد المسيحية مستفيداً من شعار «العهد القوي»، ناسجاً تحالفات غير مألوفة، سمحت له بتشكيل أكبر تكتل نيابي مسيحي، وفي المقابل حاول استهداف «القوات» بعزلها عن التحالفات من خلال تجنّب التحالف معها في كل المحافظات والأقضية، وإبعاد تيار المستقبل عنها. وكان هدفه أن تخرج «القوات» من الانتخابات ضعيفة، والانتقال من الثنائية المسيحية إلى الأحادية المسيحية، واظهارها انّها لا تستطيع منافسته رئاسياً، وغير قادرة على أن تشكّل معبراً نحو قصر بعبدا كما فعلت لوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة. مع ذلك، تمكنت «القوات» من الفوز بـ15 مقعداً، ولم ينجح باسيل باقصائها كما كان مصمماً، بحيث لا تزال تشكّل مع «التيار» الثنائية المسيحية من دون تحالف وتعاون.

محاولة الاقصاء الثانية، على قول مصادر «القوات»، كانت في تشكيل الحكومة. وبدا من اللحظة الأولى انّ هدف باسيل إحراج «القوات» لإخراجها من المشهد السياسي الوطني. تمّسك باسيل بفكرة «العدّ»، أي انّ عدد نوابه يتجاوز عدد نواب «القوات» على نحو كبير، وحاول بشتى الوسائل عزلها عن تحالفاتها، إن بعمقها السنّي مع تيار «المستقبل»، وإن بعمقها الدرزي مع الحزب التقدمي الاشتراكي، وخفّض مستوى الحقائب التي تريدها لحملها على الخروج نهائياً من الحكومة، فنجح نسبياً وقبلت «القوات» بحقائب غير وازنة، الّا انّها بقيت في «الحكومة» واعتبرت انها لم تحقق لخصومها طموحهم بإقصائها.

من جهة أخرى، كان الرئيس سعد الحريري يتعرّض لضغوط لفك ارتباطه بـ»القوات»، لكنه استمر بدعمه لها قدر الامكان وأصرّ على تمثيلها في الحكومة وإن بالشكل غير العادل. والجميع يذكر موقف جعجع آنذاك، «ليس هناك من حقائب وزارية حقيرة وانما هناك اناس حقيرون».

وتشير المصادر إلى العملية الثالثة التي شهدت محاولات تطويق «القوات» وكانت على هامش حادثة قبرشمون، اذ لم تكن تستهدف الاشتراكي فحسب، انما كسر حلقة رئيسية من حلقات التوازن السياسي الممثل بـ»المستقبل» و»القوات» والاشتراكي وتشتيت قوة هذا الثلاثي السيادي. وحتماً توكّل باسيل أن يكون رأس حربة في هذا المشروع، والهدف مرة أخرى ازالة كل العوائق التي تمنع وصوله إلى قصر بعبدا. والخطوة تقضي بضرب الاشتراكي وعزل «القوات» واستفراد الحريري، الّا انّ تضامن الثلاثي السيادي احبط المشروع بصلابته مدعوماً بموقف اميركي حاسم وحازم.

تؤكّد مصادر «القوات، انّ باسيل مقتنع بأنه كلّما اضعف «القوات» شعبياً ووزارياً ونيابياً والتعيينات، يُقصي خصماً قوياً وتتقدّم فرص وصوله إلى قصر بعبدا. واللعبة السياسية والمنافسة المشروعة تسمحان له بالمتابعة في هذا الاداء، لذلك لن تكون عملية إقصاء مرشح «القوات» للمجلس الدستوري آخر حلقات النزاع بين الطرفين، بل ستشهد حلبة التعيينات في كل المجالات نزاعاً مفتوحاً، ودائماً باسيل في الموقع الهجومي مستفيداً من فائض القوة التي ينالها من الموقع الرئاسي من جهة، ومن تحالفه مع «حزب الله» من جهة أخرى. و»القوات» في موقع دفاعي، متمسكة بثوابتها ومبادئها ومطالبها بتطبيق مبدأ الكفاءة اولاً.

 

التصنيفات الدولية: صفقات سياسية أم ماذا؟!

طوني عيسى/الجمهورية/24 آب/2019

لم يسبق ان عبّر اللبنانيون عن اهتمامهم بالتقارير التي تُصدرها المؤسسات المتخصّصة في تصنيف الدول والمؤسسات الكبرى، وهو ما قرأه بعض الخبراء على انه نوع من الـ «فوبيا الشعبية» التي لا يعرفها سوى اللبنانيين، بعدما ارتفع عدد الخبراء الى الدرجة القصوى. وعليه طُرح السؤال: هل يمكن استثمار هذه التقارير في السياسة وعقد الصفقات؟ ام انّها مجرد استشارة دولية لا بدّ منها؟ ليست المرة الأولى التي تصدر فيها وكالات التصنيف الدولية تقاريرها في شأن الوضع في لبنان، ونادراً ما كانت حتى وسائل الإعلام اللبنانية - ما خلا المتخصّصة منها بالتطورات الإقتصادية والمالية والنقدية - تنشرها أو تقرأ ما بين سطورها للإشارة الى معانيها ومراميها وما تعنيه عند إجراء التصنيف الإيجابي ام السلبي للأداء الرسمي على كل المستويات المصرفية والمالية والنقدية.

ففي كل الحالات، لم يكن السياسيون اللبنانيون يتابعون اياً من هذه التفاصيل التي كانت متروكة للخبراء والمصرفيين، قبل ان يتحولوا منذ مدة الى خبراء ماليين ومصرفيين، ينتظرون مضمون التقارير التي تتناول الوضع في لبنان الى درجة بات مضمونها يتحكّم بأداء بعضهم يبنون عليها مواقفهم وتصرفاتهم سواء كانوا من الموالين ام المعارضين.

وعليه، توقف المراقبون امام نوع من «الفوبيا» السياسية والشعبية التي انتشرت بين المواطنين في متابعة تقارير مؤسستي «فيتش» و»ستاندرد آند بورز» قبل ان تعلنا تقدير الأداء السلبي للإقتصاد في لبنان، وراح المواطنون يتوسعون في تفسير ما ستكون عليه سواء أبقت التصنيف عند مستوى (B-) او المستوى المتوقع اكثر سلبية، إذا ما صنّف بمستوى (CCC-) وهو ما يعني الكثير في ظل الظروف المالية والنقدية التي يمرّ بها لبنان كترجمة للأداء السياسي السلبي الذي تدرّج منذ ان شُلّ العمل الحكومي على مدى 40 يوماً بعد «الأحد الدامي» في قبرشمون في 30 حزيران الماضي، وما قبله، عندما تأخّرت الحكومة ومجلس النواب في إقرار الموازنة العامة، عدا عن الحذر في مقاربة الملفات الخلافية بين اللبنانيين قبل التفاهم عليها في الكواليس الرئاسية والسياسية التي يتحكّم بها أطراف التسوية السياسية بعيداً من الأصول الدستورية، وتجاوز ما يُسمّى آلية العمل والعلاقات الواجب قيامها بين المؤسسات الدستورية المبنية على قاعدة الفصل بين السلطات. وعليه، تبدو المقاربة المالية والنقدية لهذه التقارير معدومة سياسياً في لبنان في ظل محاولات استغلال مضمونها السلبي، الذي اشارت اليه بعض هذه المؤسسات سعياً الى استثمارها في مجالات سياسية وإدارية أخرى بعيداً من المعالجات الإقتصادية والمالية الواجب اعتمادها لتلبية مطالب وتوصيات هذه المؤسسات، بالإضافة الى الأخذ بعين الاعتبار ما يناسب الوضع في لبنان من نصائح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات والدول المانحة، خصوصاً تلك التي قالت كلمتها في مؤتمر «سيدر»، عند بُتّ حجم القروض التي يمكن تقديمها للبنان معطوفة على مجموعة من المساعدات المالية التي لم تتجاوز حوالى 8 % من نسبة ما أُقرّ للبنان في مؤتمر «سيدر» والتي ناهزت 12 مليار دولار اميركي.

عند هذه الملاحظات سخرت مراجع اقتصادية ومالية من بعض المواقف التي شكّلت استغلالاً لمضمون هذه التقارير عند تضخيم النتائج التي يمكن ان تؤدي اليها، خصوصاً إذا أُخذ بعين الإعتبار التوصيف السلبي لها، كما بالنسبة الى تسخيفها وجعلها دون قيمة، كما عبّر عن ذلك بعض السياسيين الذين تحوّلوا بين ليلة وضحاها خبراء ماليين يستخفون بالنتائج التي يمكن ان يؤدي اليها تصنيف لبنان قياساً الى حجم الدرجات السلبية المعتمدة فيها.

وامام حالتي التجاهل او الإستخفاف، قالت مصادر قانونية - مالية تتابع تقارير مؤسسات التصنيف، انّه لن تكون نتائجها مباشرة وآنية على الوضع في لبنان، ولكن في حال امتد التصنيف سلباً ولفترة طويلة، ستكون انعكاساته سلبية تتجاوز بعض الأزمات المتنقلة التي يعيشها اللبنانيون، بين وقت وآخر، وتحديداً في الأيام القليلة الماضية. فالحديث المتنامي عن فروقات في اسعار الدولار ما بين الصيارفة والمصارف لا يمكن الإعتداد بها. فنظامنا المصرفي والمالي حرّ، وهناك هامش تحدّده حركة السوق المالية وحاجة اللبنانيين الى الأوراق النقدية «كاش» ان لم يكن متوافراً لدى الطرفين المصارف والصيارفة في مرحلة من المراحل او عند استبدال العملات الأجنبية بالليرة اللبنانية في مؤسسات نقل الأموال السريعة.

وتضيف هذه المصادر: «انّ ما جرى حتى اليوم يمكن اعتباره طبيعياً، فهو امر عابر ولا يدعو الى القلق. فالسياسات التي رسمها مصرف لبنان ومسلسل الإجراءات التي اتخذها لتعزيز مؤونته من الدولار الأميركي ليست الأولى من نوعها. فهو لجأ الى العديد من الوسائل قبل عمليات «الهندسة المالية» التي اجراها قبل فترة، وتلك التي أقدمت عليها وزارة المالية، مضافة الى عمليات « السواب» التي جرت لإستبدال دين بدين آخر، وكلها عمليات مشروعة لم تجر في الخفاء، ولكنها بمجملها لا توحي بعد انّ الدولة يمكن ان تصل الى مرحلة الإفلاس او اعتبارها من بين الدول «المارقة» التي لا تفي بالتزاماتها.

فالدولة اللبنانية لم تظهر يوماً، رغم كل السيناريوهات التي جرى الحديث عنها، انّها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين الخارجيين او المحليين. ولم تسجّل على نفسها يوماً انّها لم تسدّد ديناً في أوانه، اياً يكن مصدره او جهته. وهذه من النقاط الإيجابية التي لا يمكن لأي مؤسسة تصنيف دولية ان تقلّل من اهميتها. فلا يغيب عن بالهم جميعاً انّ نسبة تزيد على 84 % من الدين العام هو دين داخلي مصدره المصارف والجيوب المالية اللبنانية الداخلية، وهو ما لم تعشه اي دولة عاشت ازمات مالية مماثلة كاليونان او الأرجنتين او قبرص او غيرها من النماذج التي يستحضرها اللبنانيون بين وقت وآخر».

وتتابع المصادر، انّه «من المهم جداً ان يتوقف القادة اللبنانيون قبل المواطنين عن الإدّعاء بفهم أهمية او تجاهل ما تقول به مؤسسات التصنيف الدولية، فهي تعمل عملها. وانّ على المسؤولين المولجين بالتعامل معها ان يقوموا بواجبهم. فلا يصدقن احدٌ انّ في لبنان من يغيّر رأي هذه المؤسسة او تلك أو يدعوها الى صفقة سياسية، وما على المعنيين سوى القيام بما يجب قبل فوات الأوان».

وتختم: »كل واحد يعمل شغلو ونقطة عالسطر».

 

النبض السعودي اللبناني!

راجح الخوري/الشرق الاوسط/24 آب/2019

في افتتاح معرض الذاكرة الدبلوماسية السعودية – اللبنانية، في بيروت، تحت رعاية الرئيس سعد الحريري، ووسط حشد سياسي كبير، مال أحد الوزراء السابقين ليهمس في أذن أحد النواب قائلاً: «من المثير جداً أن يأتي العنوان الذي اختير لهذا المعرض، ليوحي بأن القلب ينبض مرتين: واحدة هنا وواحدة هناك!».

كان هذا الكلام تعليقاً على عنوان المعرض «شواهد نابضة»، وعندما سأل النائب: «لماذا مرتين؟»، كان الجواب مثيراً، عندما قال الوزير: «يعني أن العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي قلب نابض دائماً، ويعني أن هذا المعرض يقام في قلب بيروت أو ما يسمى (بيت بيروت – السوديكو)، وهو البناء التاريخي المميز الذي انتصر على الحرب اللبنانية، واختير ليكون مقراً لمعارض وندوات، تشهد قيماً ووقائع تاريخية تنبض بالحياة دائماً».

كان هذا الحوار شيقاً وبارعاً طبعاً؛ لكن الوثائق والصور المهمة جداً التي عرضت كانت أهم وأغنى، لجهة توكيدها أن للتاريخ بين بيروت والرياض شواهد كثيرة وغنية، تبقى نابضة وحية ومستدامة، وخصوصاً عندما توقف الحضور ملياً أمام الصور والوثائق التي ترسم مساراً تاريخياً على امتداد 90 عاماً، وتبيّن أن دارة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ومؤسسة البابطين، زودتا المعرض بكثير من الوثائق، تبيّن أن بينها وثيقتين تعرضان للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهما الاتفاقية التي تم بموجبها توقيع معاهدة الصداقة عام 1931، أي قبل استقلال لبنان بـ12 عاماً.

السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، قال في كلمته الافتتاحية، إن ملوكاً وولاة عهد، من الملك المؤسس عبد العزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، أحبوا ويحبون لبنان وإنجازات اللبنانيين، وطبيعته، وحضارته، وثقافته، وعيشه المشترك؛ لكنه عاد إلى ثلاثينات القرن الماضي مستحضراً قولاً للملك المؤسس، أرسى ووطَّد مرتكزات السياسة الخارجية والعلاقات النابضة مع لبنان، بقوله: «إن لبنان هو قطعة منا، وأنا أحمي استقلاله بنفسي، ولا أسمح لأي يد بأن تمتد إليه بسوء».

وليس غريباً أن يبقى هذا القول شاهداً على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين: «شاهد نابض يلتقط اللحظة ويؤرخها، ويحتفظ للزمان بأن يبقى حياً، وللماضي بأن يبقى مضارعاً، ويسمح للحاضر بأن يبني المستقبل على ضوء الثوابت والحقائق، لا على الأوهام والأهواء».

كان من الواضح أن البخاري الشاب الذي صار سفيراً برتبة وزير، دارس متعمّق ومتعلّق بأهمية العلاقات بين لبنان والمملكة، ولهذا تعمّد دائماً الإضاءة على هذا التاريخ، عبر تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية والمحطات الاستذكارية، وحتى سيرة الشخصيات اللبنانية، التي لعبت دوراً في إرساء هذه العلاقات، وهو ما يوحي تماماً لماذا تمّ اختيار كلمة «نابضة»، لوصف تلك الشواهد التي قدمها المعرض، الذي نُظم لمناسبة اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي.

ولأن النبض بالتالي هو نغم الحياة، فإنه يبقى وقعاً حياً للعلاقات بين لبنان والمملكة، ومثالاً يجب أن يحتذى في العلاقات بين دول الأسرة العربية، وخصوصاً في هذا الزمن، الذي يفيض بكثير من الافتئات والإساءة والتجني، من بعض الذين يريدون ربط لبنان بتيار ليس هو منه في الأساس والواقع، وليس من مصلحته قطعاً.

يشكل المعرض كنزاً من المعلومات والوثائق والمراسلات الدبلوماسية، التي يفترض أن يعرفها اللبنانيون والسعوديون، وخصوصاً أن بعضها كان محفوظاً عند أصحابها، وكشف المعرض عنه للمرة الأولى، بما يدل فعلاً على مدى الجهد الذي بُذل لجمع هذه الكمية من الشواهد التاريخية، التي يؤكد بعضها أن لبنان نسج أعمق وأصدق العلاقات مع السعودية؛ حتى قبل نيله الاستقلال، وتؤكد هذا مثلاً «وثيقة الصداقة» التي عرضت، والتي يعود تاريخها إلى عام 1936، والموقعة من المندوب السامي الفرنسي بدلاً عن الجانب اللبناني!

وتؤكد الوثائق دور الرعيل الأول من اللبنانيين الذين سافروا إلى المملكة العربية السعودية، في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ولعبوا دوراً مهماً في بلورة أسس العلاقات بين البدين، وحتى على المستوى العربي العام، ولهذا في نظري أهمية كبيرة جداً.

لأن سواعد اللبنانيين وعقولهم كانت نبّاض الورشة السعودية، وفي المقابل كانت قلوب السعوديين ومحبة ملوكهم اليد التي تمتد دائماً لدعم لبنان ومساعدته والحفاظ عليه، حتى بعدما جاء حين من الدهر، صارت تكال الاتهامات والتجنيات عليهم من البعض في بيروت، رغم أن المملكة كانت الشقيقة التي حضنت كل السياسيين اللبنانيين ليصلوا إلى اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية وصار دستوراً للبلاد، ورغم أن الرياض تعالت دائماً عن كل الافتراءات، والدليل العملي أنها رغم كل ما قيل ضدها عام 2006 كانت الدولة الأولى التي قدمت المساعدات لمواجهة العدوان الإسرائيلي، والمساهمة في إعادة إعمار القرى التي دمرها العدو الإسرائيلي.

ليست المناسبة هنا للحديث عن المساعدات السعودية؛ بل عن العلاقات المتبادلة وشواهدها النابضة، وقد كانت أكثر من نابضة عندما سارعت بعد عشرة أيام من اندلاع حرب يوليو (تموز) إلى وضع مليار دولار كوديعة في المصرف المركزي، وقدمت هدية بقيمة 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة الإعمار، و50 مليوناً للمساعدات الإنسانية، وتولت دفع الرسوم العائدة لتلاميذ المدارس، التي تجاوزت 20 مليون دولار، كما تبنّت إعادة بناء 29 مدينة وقرية دمرتها إسرائيل!

لسنا طبعاً في وارد عرض أرقام المساعدات، رغم أنها نابضة تماماً هي أيضاً وتنبع من القلب. ويحضرني هنا حديث للرئيس السابق فؤاد السنيورة، عندما رد على قول حسن نصر الله إن الأولوية للإعمار كانت لإيران، بالقول إنه من أصل المساندات التي تلقاها لبنان، والتي بلغت في مجموعها 1186 مليون دولار؛ بلغت مساهمة السعودية ما يوازي 63 في المائة، أي 746 مليون دولار... فهل كثير إذا تذكّر اللبنانيون لمناسبة إقامة هذا المعرض الثمين، أنه هكذا يكون نبض العلاقات بين الدول الشقيقة، وأنه هكذا يفترض أن تكون العلاقات بين لبنان والسعودية مثالاً للعلاقات بين دول الأسرة العربية؟

كان واضحاً تماماً تركيز الذين حضروا المعرض على صورة الملك المؤسس مع الرئيس كميل شمعون عام 1956، وقول الملك عبد العزيز له: «إن لبنان بلد مميز، واللبنانيون بيت واحد، وعليكم أن تتعاونوا وتكونوا يداً واحدة، وألا تعطوا فرصة لأحد من الخارج لكي يتدخّل بينكم»!

هذا هو النبض الأخوي، والمعرض الذي أقيم في قلب بيروت يمثل كنزاً ثميناً من شواهد هذا التاريخ الحافل، الذي سيبقى نابضاً طبعاً، والدليل أنه عندما جاء المستشار الملكي نزار العلولا إلى لبنان في نهاية فبراير (شباط) من العام الماضي، قال كلاماً من فحوى النبض السياسي السعودي حيال لبنان: «السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه. هي حريصة على استقلاله الكامل»!

 

“التيار” لجعجع: التعيينات المسيحيَّة لنا

أسعد بشارة/الجمهورية/24 آب/2019

تصرّف «التيار الوطني الحر»مع «القوات اللبنانية» في التعيينات وفق قاعدة حان وقت الحساب، يبدو حساباً مفتوحاً. وحسبما تقول مصادر «التيار» إن العلاقة مع القوات تخضع لموازين القوى،»فما نستطيع أخذه سنأخذه»، ولـ «القوات اللبنانية» الحق في الاعتراض.

تعدّد مصادر «التيار» مآخذ سياسية كبيرة على الدكتور سمير جعجع، وتقول إنّه أخطأ في الحساب، فلم يتصرّف مع العهد كحليف، مع انّ العهد تمسّك بعدم إقصائه، وهو يعرف أنّ الرئيس سعد الحريري كان يريد بعد أزمة الاحتجاز في السعودية أن يستقيل ليقدّم تشكيلة حكومية جديدة خالية من مشاركة «القوات اللبنانية»، وقد قال ذلك للوزير جبران باسيل في باريس، لكن الرئيس ميشال عون رفض ذلك، وقال للحريري إنّ مشاركة «القوات» مستمرة في الحكومة، وانّ الانتخابات النيابية هي التي تحدّد مشاركتها في الحكومة المقبلة.

تستغرب مصادر «التيار» في مأخذ آخر، كيف يمكن للدكتور جعجع ان يخرق مبدأ المجالس بالامانات في مقابلته التلفزيونية، وتسأل، هل يجوز له ان يكشف ما يدور بينه وبين رئيس الجمهورية؟ وهل كان مناسباً ان يقول ذلك بطريقة استدراج التهريج الكلامي؟ وتشير الى أنه اصبح هناك شك كبير في أن يستقبل الرئيس عون الدكتور جعجع حتى نهاية العهد، بعد أن تعمّد اعلان مضمون لقاءاته معه. اما بخصوص «تيريز» فتقول المصادر بسخرية: «لم يعد امام الحكيم إلاّ ان يعيّن «تيريز» في الادارة. فالخلاف معه يعطينا المشروعية كي نترجم حضورنا النيابي والوزاري في الادارة، دون الالتفات الى تفاهم، طعنته «القوات اللبنانية» بالتآمر مراراً على العهد».

وتضيف المصادر، أنّ التعيينات التي ستحصل تباعاً لن تشذ عن هذه القاعدة، وهي ليست منة من أحد لا من الرئيس الحريري ولا من غيره. فنحن نمتلك الثلث المعطل، ومن دوننا لا مرور لأي تعيين، والحصّة المسيحية هي بالتالي للتكتل المسيحي الاكبر، وهذا سيُطبّق على المراكز الـ 37 الباقية، التي سيعيّنها المسيحيون. اذ انقضى عهد السطو على حصّة المسيحيين، من قبل هذه المرجعية او تلك، تحت طائلة إما تترك الحصّة لمن يقرّرها او لا تعيينات، وما على من لا يصدّق الّا الانتباه لكون بعض المرجعيات قد اسقطت مطالبها بتعيين اي مسيحي ولو كان مديراً عاماً واحداً، كما انها صارت تتهيّب الموقف، لأنّ اي «فيتو» على تعيين مسيحي سيقابله «فيتو» على تعيين مسلم، والامثلة كثيرة، منها موقع المدّعي العام التمييزي، ورئاسة مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل ايست» (الحريري) وبنك «انترا» (بري).

وكشفت المصادر، انّ زيارة الوزير باسيل للرئيس سعد الحريري كانت لهدفين: الاول التأكّد من نيته السير بالتعيينات، والثاني معرفة ما دار في زيارته لواشنطن. وقد اكّد الحريري أنّه لم يسمع مطلقاً بأي كلام من المسؤولين الاميركيين عن عقوبات على شخصيات حليفة لـ»حزب الله»، وأنه صارح الاميركيين بأنّ أي عقوبات على الحزب لا تؤثر فيه انما تضرّ بالاقتصاد اللبناني، كون الحزب يتعامل خارج النظام النقدي اللبناني. اما العقوبات على البيئة الشيعية فهي ترتد سلباً على الاقتصاد اللبناني وعلى النظام المصرفي على وجه التحديد، وقد تسبب مصاعب كبيرة لهذا القطاع.

وتتمنى المصادر على «القوات اللبنانية» الاقلاع عن وهم الحسابات الخاطئة التي ادّت الى نسف «تفاهم معراب». فالرهان على العامل الاقليمي للضغط على الرئيس الحريري فشل، ليس لأنّ الحريري لا يريد أن يراعي «القوات»، بل لأنه لا يستطيع أن يتخطّى قوة التيار وحضوره الوزاري والنيابي. اما الرهان على العقوبات الاميركية على قياديين في التيار فهو ساقط ايضاً ولا وجود له، وما على المتابعين الّا التمعن في هوية من كرّمتهم المؤسسة المارونية للانتشار، لمعرفة مدى انتشار المؤثرين على عواصم القرار. ومن جهة ثانية، لن يكون هناك مصلحة لأحد لا في الداخل ولا في الخارج، بأن يعتمد خيار العقوبات، لأنها سترتد بنتائج معاكسة لاهداف واضعيها.

 

تركيا وتأجيج الصراع في ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/24 آب/2019

التدخل التركي في ليبيا، أصبح حالة غزو سافر ومستفز، بعد شروع تركيا بإنشاء قواعد عسكرية للطائرات المسيرة في مصراتة وطرابلس، من أجل مناصرة جماعة «الإخوان»، المرتبطة آيديولوجياً بالتنظيم الدولي في تركيا، والمرفوضة من غالبية الشعب الليبي.

فما تفعله الحكومة التركية، في ليبيا يعتبر جريمة مكتملة الأركان، بالتدخل في شأن دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة، وبخاصة بعد تهديد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وإعلانه أن أنقرة سترد على أي هجوم تنفذه قوات الجيش الليبي ضد «المصالح التركية في ليبيا»؛ الأمر الذي يعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي، وتهديداً صريحاً لجيش وطني. التدخل التركي في ليبيا هو أشبه بحالة غزو لدولة ذات سيادة من أجل الاستحواذ على الثروات الليبية، وكما أكد أوتن أورجان، الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط، بقوله إنه «بالإضافة للنفط والغاز، فإن تركيا تطمح لبسط سيطرة شركاتها على العقود الاقتصادية في ليبيا»؛ الأمر الذي يفسر الإصرار التركي على التدخل في الشأن الليبي، ليس فقط بسبب الأطماع الاقتصادية والمالية، بل أيضاً بأسباب آيديولوجية، جمعتها مع تنظيم جماعة «الإخوان» في ليبيا.

لقد استغلت تركيا حالة الفوضى في ليبيا بسبب إسقاط الدولة الليبية جراء تدخل حلف الناتو، وانخرطت في الأزمة الليبية، عبر إرسال السلاح والعتاد، بل وحتى المقاتلين الفارين من سوريا والعراق، وغدت مأوى وملاذاً للجماعات الليبية «الإخوان» و«المقاتلة»، الذين ارتبطوا معها بعلاقات كبيرة، وبخاصة الجماعة الليبية المقاتلة (فرع القاعدة الليبي) كعبد الحكيم بلحاج وعبد الوهاب القايد وسامي الساعدي مفتي الجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولا تخفي الولاء له، وخالد الشريف قائد الجناح العسكري للجماعة.

خمسة ملايين رصاصة أرسلتها تركيا إلى ليبيا، بمعدل رصاصة لكل ليبي، عبر سفن تهريب السلاح والعتاد، فالدعم العسكري التركي للميليشيات في طرابلس يعتبر خرقاً لقرارات مجلس الأمن، بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011، والتي تحولت إلى مجاهرة علنية بتزويد الميليشيات بالسلاح، بعد دخول تركيا طرفاً مباشراً في الحرب، وجاهر إردوغان نفسه بأنه من أرسلها إلى طرابلس لدعم أنصاره من جماعة «الإخوان»، وليس دعماً لحكومة شرعية كما يزعم، فالجيش الليبي بقيادة المشير حفتر هو المعترف به قبل البرلمان الليبي الشرعي، على العكس من حكومة «الوفاق» التي تعتبر غير دستورية فمجلس النواب المنتخب من قبل الليبيين لم يعطِ الشرعية بعد لهذه الحكومة المفروضة من خارج ليبيا.

أمام التدخل التركي السافر في ليبيا، ليس أمام الجيش الليبي سوى الدفاع عن سيادة وطنه وحدوده؛ ولهذا باشرت القوات المسلحة العربية الليبية بضرب القواعد التركية في الكلية الجوية بمصراتة، وزوارة؛ فتركيا تتدخل في الأزمة الليبية منذ إسقاط الدولة الليبية في فبراير (شباط) 2011، واستمر التدخل حتى ظهر بشكل قتال مباشر منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن. تركيا إردوغان التي تناصب الليبيين العداء وتحاربهم بميليشيات «الإخوان»، كانت بالأمس القريب حليفاً للقذافي وشريكاً اقتصادياً، فقد كشف أحمد قذاف الدم، ابن عم معمر القذافي، عن أن إردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) حصلا على 30 مليار دولار عقوداً استثمارية، ودعماً لهما للوصول إلى الحكم والسلطة في تركيا والفوز بالانتخابات البرلمانية. إردوغان الذي تلاحقه الهزائم السياسية والعسكرية في سوريا وليبيا، كانت قد هزمته بلدية إسطنبول؛ مما فاقم حالة العزلة التي يحاط بها، ويحاول الهرب منها إلى الأمام، بحشر أنفه في الأزمة الليبية بقوة، وقضايا المنطقة العربية برمتها، ضمن مغامرته وحلمه بعودة العثمانية الثانية.

 

إيطاليا... ائتلاف يسقط آخر

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/24 آب/2019

اندفعَ رئيسُ الوزراء الإيطالي البروفسور جوزيبي كونتي إلى خارج قصر كيجي، مقر رئاسة الحكومة الإيطالية بروما، ذلك القصر التاريخي والحلبة التي لا يطيل الرؤساء الإقامة فيها، مقدماً استقالته إلى رئيس الجمهورية. تغيير الحكومات في إيطاليا قاعدة مقدسة لا تغيب عن بلاد كراكلا وكافور وماتزيني وغاريبالدي وموسوليني وأسطورة الأوبرا بافالوتي. إيطاليا تحكم بنظام برلماني؛ حيث تتشكل الوزارة من حزب له أغلبية في فرعي البرلمان، مجلس الشيوخ ومجلس النواب، أو من ائتلاف حزبين أو أكثر، تتوفر له الأغلبية البرلمانية. بعد انهيار الحزب الديمقراطي المسيحي الذي حكم البلاد لسنوات طويلة بعد قيام الجمهورية وولادة أحزاب انتخابية كثيرة، غابت الأغلبية التي يمتلكها الحزب الواحد. بعد ثورة الأيدي النظيفة التي قادها القضاء سنة 1992 وغروب شمس الأحزاب القديمة، شهدت إيطاليا وزارات من أطياف مختلفة، آخرها حكومة الأستاذ الجامعي جوزيبي كونتي، التي تشكلت من رابطة الشمال، بزعامة ماثيو سالفيني وحركة النجوم الخمس، التي يتزعمها الممثل الكوميدي الهزلي أقريللو، ويتولى أمانتها لويدجي ديمايو. تقاسم الحزبان الحقائب الوزارية، وتولى سالفيني وزارة الداخلية، وديمايو وزارة العمل، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء لكل منهما. الحبل الخشن الذي التف حول جسد الحكومة منذ يومها الأول كان فعل وصوت السنيور ماثيو سالفيني أمين عام رابطة الشمال نائب الرئيس وزير الداخلية. في أغلب القضايا التي شغلت الناس والحكومة، كان له توجهه وسياساته الخاصة، التي لم تلتزم بالبرنامج المتفق عليه مع شريكه، حركة النجوم الخمس، ورئيسها المستقل جوزيبي كونتي.

كونتي الأستاذ الأكاديمي الهادئ المستقل، واجه دفعات من الأزمات المالية والسياسية الداخلية والخارجية. العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ازدادت قلقاً، مع اندفاعات سالفيني الشعبوية، ولقد رفع صوت الخلاف مع سياسات المفوضية الأوروبية، وتحديداً في المجال المالي. وقف في مقدمة الحركات الشعبوية اليمينية في أوروبا، واستقبل في ميلانو زعيمة اليمين الفرنسي ماري لوبان، وكذلك رموز اليمين الألماني وبعض دول أوروبا الشرقية.

الهجرة غير القانونية تشغل الرأي العام الإيطالي، والتدفقات البشرية الهائلة التي لا تتوقف من السواحل الليبية، فرضت نفسها على الحكومة الإيطالية، وتزعم سالفيني تياراً متشدداً ومنع سفن الإنقاذ التي تحمل آلاف المهاجرين من دخول الموانئ الإيطالية، وحركت إجراءاته الدوائر القضائية الإيطالية التي رأت في قرارته مخالفة قانونية صريحة لالتزامات إيطاليا بالمعاهدات الدولية. ماثيو سالفيني كأمين لرابطة الشمال الإيطالية اليمينية بدأ نشاطه السياسي في الحكومة بطموحات الزعيم، وتوجه إلى مخاطبة الشارع بلغة شوفينية حادة، لتعبئة الرأي العام الإيطالي لأهداف انتخابية، خلق ذلك التوجه حساسية ذات رأسين لدى رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، ولويدجي دي مايو أمين عام حركة النجوم الخمس، شريك سالفيني في قيادة الحكومة.

حكومة الائتلاف الثنائية بين رابطة الشمال وحركة النجوم الخمس تشكلت من قوتين سياسيتين تأسستا على رفض النظام الإيطالي الموروث منذ قيام الجمهورية الإيطالية الثانية، بل ما قبلها، صنفت الحركتان على يمين الوسط، وإن كان هذا التصنيف غير دقيق. اليمين واليسار لم تعد له ملامح سياسية واقتصادية محددة يمكن وضع الأحزاب والتيارات السياسية في أحد أجنحتها. إيطاليا تعيش أزمة اقتصادية حقيقية، فالدين العام يقترب من 3 تريليونات، والبلاد تشهد حالة كساد، الاتحاد الأوروبي يمارس ضغطاً متواصلاً عليها لإصلاح وضعها الاقتصادي، لكن الخلافات داخل الحكومة والوفاء بالوعود الانتخابية أربكت محاولات الحكومة لإيجاد مخرج من هذا التردي. تراكمت الأزمات وارتفعت حدة الخلافات بين جناحي الحكومة، فكان الانفجار. يوم الثلاثاء، العشرون من الشهر الحالي، كان المشهد الأوبرالي الإيطالي الفريد. أمام مجلس الشيوخ يقف رئيس الحكومة جوزيبي كونتي ليطلق زخات من الهجوم غير المسبوق على نائبه ماثيو سالفيني أمين رابطة الشمال، واصفاً إياه بالرجل الذي يقدم طموحاته الشخصية الزعامية على مصلحة البلاد، وبالمعرقل لعمل الحكومة، وأنه يعمل على إرباك علاقة إيطاليا مع الاتحاد الأوروبي، بل صدع للمرة الأولى وبصوت عالٍ بالتهمة الموجهة إلى سالفيني، وهي التعامل المشبوه مع روسيا مالياً. وضع يده على كتف سالفيني الذي كان يجلس على يمينه موجهاً حديثه له بالقول، يا ماثيو أنت استعملت الدين مادة دعائية سياسية، وهذا يخالف هوية إيطاليا العلمانية، واخترت الشارع بديلاً عن البرلمان الذي يمثل المحفل الديمقراطي الذي اختاره الشعب، ولم يوفر كونتي الكلمات والعبارات التي تصف سالفيني بالديكتاتورية والشعبوية، بل العنصرية. كان التصفيق والصراخ المؤيد والمعارض لهجوم كونتي داخل مجلس الشيوخ على نائبه الصوت الآخر للحالة الإيطالية. انتقل سالفيني من مقعده حيث الوزراء إلى القاطع المخصص لرابطة الشمال داخل المجلس، ليشن هجومه الشامل المضاد بصفته الحزبية.

انطلق سالفيني بزخات هجوم مباشر على رئيس الحكومة جوزيبي كونتي مكرراً ومؤكداً سياسته التي لم يتوقف عن إعلانها في جميع المناسبات وفي كل المحافل. استهل حديثه بالقول إنه يرفض أن تكون إيطاليا كلباً يقاد بحبل، في إشارة إلى رفضه الخضوع للمطالب الأوروبية، وأعاد التأكيد على موقفه المتشدد من الهجرة قائلاً نحن شعب حر نحمي حدودنا وشواطئنا، ولن نفتحها للآخرين، ومن يريد أن يستقبل موجات المهاجرين في بلاده فليفعل، أما أنا فلا، ملمحاً إلى سياسة ألمانيا الاتحادية، وقال إن سكان إيطاليا يتناقصون، والمهاجرين يتزايدون، وفي سنة 2050 سيكون عدد المهاجرين في إيطاليا 10 ملايين، وردّ على اتهام كونتي له باستعمال الشعارات الدينية مثل المسبحة والصليب، بقوله نعم إن الشعب الإيطالي كاثوليكي، وهو يعتز بذلك. رفع صوته في وجه كونتي قائلاً له أنت اخترت الخصم، وهو أنا، فليكن ذلك، وأقول لك أنا لا أخضع لميركل أو ماكرون، أما عن اتهامي بالديكتاتورية فأقول إن الديكتاتور هو الشعب الإيطالي فقط.

موقعة مجلس الشيوخ الإيطالي أعادت البلاد إلى سيرتها الأولى، وهي حكومات العمر القصير، فالبلاد لم تشهد حكومة أكملت ولايتها التشريعية سوى حكومة سيلفيو برلسكوني من 2001 إلى 2005، وتعتبر أطول الحكومات عمراً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. بعد تقديم رئيس الحكومة استقالته رسمياً إلى رئيس الجمهورية، سيرجو ماتاريلا، شرع الرئيس في مداولاته مع زعماء الأحزاب، لكنه في ختامها لم يتوصل إلى قرار للخروج من الأزمة الحكومية، وأعلن عن فسح المجال لمزيد من المشاورات بين القوى السياسية إلى يوم الثلاثاء المقبل. الخيارات المطروحة حتى الآن تنحصر في إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية من حركة النجوم الخمس، والحزب الديمقراطي. وهذا ما يميل إليه رئيس الجمهورية وعدد من القوى السياسية، لمواجهة استحقاق الميزانية الذي لا يحتمل التأجيل. وإذا لم يتحقق ذلك فالبديل هو التوجه لانتخابات مبكرة في نهاية هذا العام أو مطلع العام المقبل. إيطاليا تعيش أزمة اقتصادية وسياسية. أين ستكون صرخة الخروج الأخيرة من أزماتها؟ صناديق الاقتراع أم فوق حلبة أخرى من الائتلافات قصيرة العمر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون أمام وفود شعبية في بيت الدين: المصالحات لن تهتز نعمل على معالجة الوضع الاقتصادي ويجب الاهتمام بالزراعة والصناعة

وطنية - السبت 24 آب 2019

غص المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين قبل ظهر اليوم، بالوفود الشعبية التي توافدت اليه للترحيب برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وأجمعت الكلمات التي ألقيت للمناسبة، على أهمية تواجد الرئيس عون في الجبل والطمأنينة التي يوفرها هذا التواجد بالنسبة الى أبناء المنطقة واللبنانيين جميعا.

وحرص الرئيس عون خلال لقاءاته مع مختلف الوفود، على طمأنتهم الى ان المصالحة التي شهدها الجبل راسخة ولن تهتز، والى ان الاختلاف السياسي أمر يحصل في كل الدول الديموقراطية، "ولا يمكن إزالته وإلا زالت الديموقراطية، ولا يجب الخلاف على الوطن". وشدد على وجوب تجنب الشائعات التي صدرت في الفترة الأخيرة وطاولت الوضع الاقتصادي، لانها "تلحق الأذى بالجميع، فهذا الوضع الذي نتج من إرث ثقيل عمره 30 سنة، نعمل على معالجته ولا نتهرب من المسؤولية، إنما يجب وصف الأمور بواقعية".

وكشف عن أنه بعد أشهر قليلة، سيتم التنقيب عن النفط والغاز، و"نأمل بأن نحصل على الردود الإيجابية في هذا المجال، ما من شأنه تحسين الأوضاع. كما بدأ تلزيم مشاريع الكهرباء، وهي بذاتها إشارة إيجابية، ومن المتوقع ان نصل منتصف السنة المقبلة الى تأمين التيار الكهربائي بشكل كبير، وبالتالي مقابل كل الأمور السلبية، هناك ايضا أمور إيجابية نقوم بها، وأقول لكم هذا الكلام كي لا تيأسوا من الوضع الصعب الذي نمر به، وان الخلاص منه ممكن، فلا تخافوا، عيشوا الاطمئنان في منطقتكم، واتركوا الباقي علينا".

البستاني

وكان الرئيس عون استهل استقبالاته الشعبية بلقاء النائب فريد البستاني مع وفد شعبي من الشوف، وألقى البستاني كلمة باسم الوفد، ركز فيها على المعنى الرمزي المهم لوجود الرئيس عون في بيت الدين. وقال: "من كل الشوف جئنا ساحلا وجبلا ووسطا، من الناعمة والدامور والجيه والرميله صعودا إلى جون ومزرعة الضهر والمطلة مرورا ببلدات الإقليم شحيم وداريا وبرجا إلى الدبية والودايا ودير القمر وكفرحيم حتى منطقة الحرف وأرز الباروك وغيرها من مختلف البلدات الشوفية، الشوف كله يرحب بمجيئكم إلى هذا المقر الصيفي الذي أصبح بوجودكم قبلة الشوفيين ومحج كل اللبنانيين. ولا عجب في ذلك فأنتم فعلا لا قولا "بي" الكل الذي يشكل الحضن الدافىء لكل أبنائه، والحصن المنيع لكل أبناء الوطن، وهذا القصر الشاهد على استمرار الحكم الوطني من زمن الإمارة إلى عهد الجمهورية، أصبح معكم وبوجودكم يمثل الحلم الذي راودنا جميعا واستطعتم تجسيده خير تجسيد كرئيس قوي، رصيده محبة الناس وقراره حر ومتحرر، لا يخضع لا للضغوط والإملاءات ولا للاغراءات، همه حماية شعبه ورعايته وقيادته إلى بر الأمان، ولا سيما في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ لبنان. إن وجودكم في الشوف في قلب الجبل هو مصدر طمأنينة لنا، ويعطينا جميعا مقيمين وعائدين القوة والعزم للاستمرار في ممارسة العيش الواحد، الذي عرفت به مناطقنا والذي مارسه شعبنا طيلة عقود وعقود، والذي بفضل حكمتكم لن تعكره غيمة صيف عابرة".

وقال: "فخامة الرئيس، ونحن نقترب من الذكرى المئوية لتأسيس لبنان الكبير، ولا سيما أنكم من القائلين إن هذا الجبل هو قلب لبنان، وأنتم اليوم في قلب الجبل ننتظر منكم العمل على إعطاء هذا الجبل ما يستحقه، من إقفال ملف المهجرين، وإنماء السياحة ورعاية الزراعة والصناعة وتعزيز التعليم والصحة، ووضع حل لمشاكل الكهرباء والمياه والنفايات، ونحن على ثقة أنه سيصار في عهدكم تكملة إنشاء وتجهيز مستشفى دير القمر الحكومي".

وختم البستاني: "إننا على الوعد وعلى العهد مستمرون معكم وبفضل رعايتكم في مسيرة الإنماء التي رسمتموها للشوف وكل الجبل، ليعود الجبل ويلعب دوره كمنارة للوطن كل الوطن".

ورد الرئيس عون مبديا ترحيبه بالوفد، ومعربا عن سعادته للقاء قسم من أبناء الشوف، ولوجوده بينهم. ولفت الى ان الشائعات التي صدرت في الفترة الأخيرة وطاولت الوضع الاقتصادي، تلحق الأذى بالجميع، فهذا الوضع "الذي نتج من إرث ثقيل عمره 30 سنة، نعمل على معالجته ولا نتهرب من المسؤولية، إنما يجب وصف الأمور بواقعية. فقد ورثنا ما يعادل 85 مليار دولار كديون، فيما تم اهمال الموارد التي يمكن الاعتماد عليها في لبنان ومنها الزراعة والصناعة، اذ كان الاعتقاد السائد ان الخدمات وحدها مع السياحة تكفي لتأمين الموارد، مع الاتكال على الاقتصاد الريعي، إضافة الى القضاء كليا على المهن الحرفية".

أضاف: "هذا الوضع الصعب لا يمكن تخطيه بفترة زمنية قصيرة، ولا حتى خلال السنوات الست لولايتي الرئاسية، الا اننا نعمل بجهد في سبيل ذلك. صحيح ان الوضع صعب، انما لا تخافوا فبإمكاننا الخروج منه ولكن دون الاستماع الى الشائعات، ومنها ما صدر في اليومين الأخيرين عن التصنيف الذي كانت الشركات والمؤسسات المالية العالمية تتحضر لإطلاقه بالنسبة الى لبنان. فمؤسسة "فيتش" خفضت التصنيف مرتبة واحدة فيما أبقت عليه مؤسسة "ستاندرد اند بورز"، ولكن في مطلق الأحوال علينا ان نتخذ بعض القرارات الصعبة والا فسنقع في المحظور. كما يجب التنبه إلى الشائعات التي تصدر من هنا وهناك وتتناقلها وسائل الاعلام وتطال قيمة الليرة ووضع المصارف وغيرها من الأمور غير الصحيحة، ما أثر سلبا على الوضعين المالي والاقتصادي وزاد من صعوبة العمل على تجاوز الصعوبات".

وتابع: "علينا تشجيع أولادنا على العمل في أرضهم ومناطقهم لكي نبني الانماء، فبعد زوال الأسباب التي كانت تمنع حصول هذا الامر إن في قضاء الشوف او غيره، لا داعي للخوف، والمصالحات التي تمت لن تهتز، فالخلافات تبقى محصورة في السياسة وهو امر طبيعي في أي بلد يتمتع بنظام ديموقراطي، لان الافكار المتناقضة يمكن ان تعود بالفائدة العامة بدل التفرد بالرأي. كما اطمئن ان لا خوف على الحياة المشتركة، فما حصل صعب ولكن علينا التأقلم مع وضع جديد وندرك ان ما حصل سابقا قد مضى ويجب الانطلاق من جديد، واطلاق المشاريع على غرار ما سيحصل الموسم المقبل في الشوف بالنسبة الى الطرق التي تربط القرى والبلدات ببعضها ويبلغ مداها 46 كلم. كما وضعنا نصب عينينا إقامة مستشفى دير القمر بعد العمل على تأمين الاعتماد له. ويجب عدم اهمال الزراعة، نظرا لاهميتها ويجب النظر بإيجابية الى هذا المنحى لتحسين الانماء بموازاة العمل على تحسين الاقتصاد".

عدوان

ثم استقبل الرئيس عون نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان مع وفد من رؤساء بلديات ومخاتير في الشوف، إذ شدد عدوان على أهمية حضور رئيس الجمهورية الى الشوف، بما يعيد الى الجبل معنوياته وكرامته. وقال: "ان وحدة لبنان هي من وحدة الجبل، ونعمل يوميا على ترسيخ المصالحة فيه ولكي تبقى الدولة قوية وفاعلة وقادرة، لانه من دون ذلك لا يمكن بناء الوطن. ان الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الجبل، كما باقي المناطق اللبنانية، تتطلب لفتة اكبر لأننا بحاجة الى انماء وبنى تحتية وإقامة مستشفيات وتنفيذ الطرق، كي تبقى أولوية الحاجات محترمة، كما يجب الحفاظ على المحميات".

وختم: "يجب التركيز على أهمية اللامركزية الإدارية الموسعة لتعزيز الوجود في الجبل، والتي تساعد على تنمية المناطق خارج بيروت والحد من الهجرة".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ولفت الى ان المعاناة التي عاشها الجبل سابقا، عاشها معه جميع اللبنانيين، وقال: "فرحنا بالمصالحة التي حصلت في الجبل، ونعمل على تعزيزها من خلال التواجد فيه والاهتمام بمطالبه. ندرك مدى القلق الذي يعتري أبناء المنطقة، وهو يجب ان يزول، وآمل بأن يكون قد انتهى. ان الازمة المالية تنعكس على الجميع، ونمر بفترة صعبة بسبب عدم اهتمام الدولة سابقا سوى بالاقتصاد الريعي، فيما اعتمدت سياسة مالية خاطئة. نحتاج الى بعض الجهد لتخطي هذه الازمة، والى مساهمة الجميع لتحقيق هذا الهدف. لقد سبقت وذكرت انه علينا ان نضحي ببعض الامتيازات كي نكسب، والا فسنخسرها كلها. وأقول اننا نملك الإمكانات لتصحيح الأوضاع، ولكن مع بعض التضحيات، فلا تخافوا، ويجب تضافر الجهود في سبيل التخلص من هذه الضائقة، كما يجب ان يساعد الاعلام في هذا المجال ايضا".

أضاف: "بالنسبة الى الوضع في الشوف، ركزنا على إقامة مخططات من اجل تحسين أوضاع الطرق وتعزيز الانماء فيها، وسنعمد الى صرف قسم من الأموال وقسم آخر السنة المقبلة كي نصل الى الأهداف الموضوعة، كما نعمل على برنامج إصلاحي لتحديث الإدارة واختصار الوقت في انهاء المعاملات، وقد نجحت هذه المساعي في الجمرك والمطار، فبلدنا لا يزال يعمل وفق الطريقة القديمة منذ الاستقلال، لذلك نجهد من اجل وضع التشريعات اللازمة للتحديث".

وختم: "أدعوكم الى العمل في مناطقكم والاهتمام بأرضكم، لانه اذا لم يحصل ذلك، عبثا نتأمل بالإصلاح والانماء حتى لو صرفنا الأموال".

تيار "صرخة وطن"

ومن الزوار، وفد تيار "صرخة وطن" برئاسة جهاد ذبيان الذي ألقى كلمة قال فيها: "أتينا الى هذا المكان التاريخي الذي تزيدون على تاريخه اشراقا مضيئا، وحيث تسكنون، يسكن التاريخ ولا يستكين. نحن من مناطق الشوف ومن مختلف المناطق والاطياف في تيار "صرخة وطن"، نشكر لكم المبادرة التي قمتم بها للمصالحة والمصارحة وهو ليس بجديد على فخامتكم، ونرجو ان يزول هذا المكروب وتكون خاتمة الاحزان. تمت المصالحة في الجبل، والشعب متصالح مع بعضه، ولكن السياسة افسدت الأمور. ان العودة الحقيقية الى الجبل لم تتحقق بعد، فالانماء كما سبق وقلتم، هو الذي يؤدي الى هذه العودة، ومنها إقامة مستشفى حكومي جامعي للشوف، ومركز معاينة للميكانيك ومركز سجل عقاري وتسجيل آليات. وكلها تساعد في بقاء أبناء المنطقة في ارضهم".

وختم: "في الذكرى الثانية لتحرير الجرود، نهنئكم والجيش اللبناني البطل بالانتصارت في هذه الذكرى، ونحن ننعم بالامن والاستقرار بفضلكم وبفضل حكمتكم والثلاثية ودماء الشهداء".

ورحب الرئيس عون بالوفد، مشددا على ان الاحداث التي حصلت سابقا كانت بمثابة دعوة له للمجيء الى الجبل وطمأنة الجميع الى ان القلق لم يعد له وجود، وهو ما يشجع على مجيء الناس الى الجبل. وقال: "وحدة الجبل أساسية، ولطالما ذكرت ان الجبل بالغ الأهمية لان معه، يمكن ضم الساحل والسهل، وآمل بأن تتعزز الحياة المشتركة اكثر فأكثر. ان المصالحة التي حصلت، يجب ألا تهتز من جراء السياسة، فالاختلاف السياسي لا يمكن ازالته والا زالت الديموقراطية، ولا يجب الخلاف على الوطن".

وتطرق الرئيس عون الى الازمة الاقتصادية والمالية، وقال: "شجعنا ونشجع اللبنانيين على صرف أموالهم في لبنان بدل صرفها خارجه، وهو امر من شأنه ان يبقي ميزان المدفوعات سليما، كما يعزز التعرف الى لبنان ومناطقه المشهورة بتعدد السياحات فيها: الدينية والطبية والطبيعية وغيرها. وآمل بعد اشهر قليلة ان يتم التنقيب عن النفط والغاز، وان نحصل على الردود الإيجابية في هذا المجال، ما من شأنه تحسين الأوضاع. كما بدأ تلزيم مشاريع الكهرباء، وهي بذاتها إشارة إيجابية، ومن المتوقع ان نصل منتصف السنة المقبلة الى تأمين التيار الكهربائي بشكل كبير. وبالتالي مقابل كل الأمور السلبية، هناك ايضا أمور إيجابية نقوم بها، وأقول لكم هذا الكلام كي لا تيأسوا من الوضع الصعب الذي نمر به، وان الخلاص منه ممكن، فلا تخافوا، عيشوا الاطمئنان في منطقتكم، واتركوا الباقي علينا".

ابي خليل

واستقبل الرئيس عون النائب سيزار ابي خليل مع وفد من "التيار الوطني الحر" - قضاء عاليه، واكد ابي خليل ان الوفد متنوع على صورة عاليه والجبل ولبنان، وشدد على أهمية ما قام به الرئيس عون لجهة إعادة الانماء الى مناطق غاب عنها لعقود من الزمن. وقال: "وجودكم في الجبل، يعيد الينا الاطمئنان، ونحن نشكر لكم وجودكم بيننا ولا يصح ان نقول اننا نرحب بكم، فكل المناطق والبلدات هي مناطقكم وبلداتكم، ونشكر لكم سياسة الحكم التي انتهجتموها وتعيد الحياة الى المنطقة ولبنان".

وألقى منسق "التيار" - عاليه طوني فرنسيس كلمة أشاد فيها بمزايا الرئيس عون منذ دخوله السلك العسكري ومواقفه الداعمة لسيادة لبنان وتأمين الاستقرار والأمان للشعب، والتي تركت الأثر الذي لا يمحى في قلوب الناس وجعلتهم يتقربون منه. وشدد على ان مناصري "التيار" سيبقون متعلقين بالأرض اللبنانية مهما اشتدت الصعوبات، لاكمال حلم بناء الدولة الذي بدأتموه".

ثم ألقى احد الشيوخ قصيدة شعرية أشادت بالرئيس عون وبحكمته ومواقفه.

وشكر رئيس الجمهورية لأعضاء الوفد عاطفتهم، مؤكدا سعادته بتواجده بين أبناء منطقة الشوف التي باتت تسود فيها أجواء الطمأنينة، رغم الحوادث والخلافات السياسية التي تحصل. وقال: "علينا ان نطفىء النيران ونزيل الخوف من قلوب الجميع، ونشجع من غادر مناطق الشوف وعاليه الى العودة اليها. وانا سأكون معكم في المقر الصيفي للرئاسة هذا العام وطوال فترة ولايتي الرئاسية، وآمل ان تستمر هذه اللقاءات وان نصل الى نهاية سعيدة، وان نزيل ما كان عالقا من أمور سيئة".

 

الشامسي من محمية أرز الشوف: نأمل كل الخير والإستقرار والأمان للبنان

وطنية - السبت 24 آب 2019

نظمت سفارة الإمارات العربية المتحدة "رحلة عام التسامح 2019"، إلى محمية أرز الشوف، حيث غرس السفير حمد الشامسي شجرة أرز في المحمية حملت اسم "شجرة التسامح". وتحدث الشامسي معربا عن سروره "بمبادرة اليوم، المكملة للمبادرات السابقة، لنجعل العالم يرى العيش المشترك في هذا البلد، الأمر الذي نركز عليه في كل المحافل الدولية".

وقال: "إننا معنيون بالمبادرات في هذا البلد الفريد من نوعه، وهي رسالة من دولة الإمارات للتسامح وكي نكون يدا واحدة في ظل الظروف والمتغيرات التي تحيط ببلداننا والبعض منها نتيجة الطائفية، علنا هنا نزرع مع الأطفال شعار التسامح من خلال شجرة الغاف التي كان الشيخ زايد رحمه الله، يوليها أهمية كبيرة، والتي تعيش في مختلف الظروف، آملين كل الخير والإستقرار والأمان لهذا الوطن، وإن شاء الله يبقى بألف خير للأجيال الواعية وبما يحصل من متغيرات حولنا". بعدها أولم الشامسي على شرف المشاركين في الرحلة، في مطعم "شلالات الباروك"، حيث قدم دروعا تكريمية للاعلاميين ولرجال الدين المشاركين من بينهم مندوب الوكالة الوطنية للاعلام. وكان الشامسي والمشاركون في الرحلة قد زاروا قلعة موسى المعماري في دير القمر، وجالوا في أرجائها برفقة الفنان زياد موسى المعماري ووالدته، مطلعين على المحتويات وما تمثله من تراث.

 

سامي الجميل في افتتاح بيت كتائب عرمون: استشرسوا في تعيينات المجلس الدستوري بعدما ادركوا اهميته في قلب المعادلات السياسية

وطنية - السبت 24 آب 2019

أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، "ان المجلس الدستوري هو المرجعية الأخيرة المتبقية للشعب اللبناني للدفاع عن حقوقه ومنع اي تجاوز للقواعد الأساسية لإدارة البلد بناء على الدستور"، معتبرا "أن الطريقة التي اعتمدت لتعيين اعضائه هي المحاصصة"، ولافتا الى "أن الحزب استطاع ان يدافع عن حقوق الناس في ثلاث مناسبات عبر لجوئه الى المجلس الدستوري وان الكتائب ذكرت الناس بهذه المؤسسة المنسية لذلك استشرسوا في تعيين اعضائه بعدما ادركوا اهمية دوره في تطبيق القانون والدستور وكسر المعادلات السياسية الكبيرة"، مبديا تخوفه من "الطريقة التي تتم فيها ادارة البلد على الصعد كافة ومن المنحى الذي يذهب البلد باتجاهه". كلام الجميل جاء في ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية حيث افتتح للمناسبة بيتا جديدا للكتائب في عرمون كما جرى قسم يمين انضواء منتسبين جدد الى الحزب. وقد حضر اللقاء النائب روجيه عازار، نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ، عقيلة سامي الجميل كارين، رئيس البلدية اسكندر اصاف، المختار روبير عبيد، رئيس بلدية حياطة نزار عازار، كاهن الرعية الأب مارون عازار، رئيس رابطة آل خويري جورج الخويري ورئيس اقليم كسروان بشير مراد وحشد من الكتائبيين وابناء البلدة.

وقال: "كثيرون اختاروا في الانتخابات نوابا بناء على شخصهم وعلى أساس آدميتهم وهذا امر غير كاف لأن المطلوب اختيار الأشخاص اما الأحرار او الذين ينتمون الى احزاب تلتزم تجاه الناس بمبادىء وثوابت وخيارات واضحة ولهذا السبب شهدنا على ان هؤلاء النواب الذين تم اختيارهم على اساس شخصيتهم التزموا بخيارات احزابهم". ورأى "ضرورة الوقوف في وجه هذا النهج السائد اليوم والذي يعتبر لبنان قطعة حلوى وان مقدرات الدولة هي قالب من الجبنة لا بد من تقاسمه او كأن الدولة هي بقرة حلوب متى انتهى حليبها نذبحها لنأكلها وهذا ما يقومون به اليوم وفي الوقت نفسه يذبحون المؤسسات ويحولون الدولة الى دكانة ويذهبون الى جيوبنا ويزيدون الضرائب ويفقرون الناس ويزيدون الفوائد وهم لا يدركون المعاناة التي يمر فيها الشعب اللبناني وكل ذلك ليستمروا بأعمالهم التي يقومون بها وبدل ان يبحثوا عن كل دولار ليساعدوا فيه الشعب اللبناني عمدت الحكومة الى التبرع لدولة فلسطين بمبلغ 500 مليون ليرة كأننا نعيش بألف خير ودولتنا مزدهرة". ووختم الجميل: "الكتائب لم تفتش يوما عن مصلحتها وانما التزمت دوما خير البلد ورفضت ان تربح على حساب اهل البلد، فإما نربح سويا او نبقى الى جانب الناس ولا نتسلم مسؤوليات على حساب البلد او على ظهر الناس وعكس ذلك يعني اننا بمكان والقضية بمكان آخر".

وكانت البداية مع كلمة رئيس القسم سيمون الحكيم الذي استذكر الرؤساء السابقين للقسم، لافتا الى التضحيات التي بذلها شباب عرمون. بدوره، دعا مراد أهل كسروان الفتوح "للتضامن والوحدة لاستعادة الحقوق وتحديدا الحقوق الوطنية لاسيما ان كسروان لطالما اعطت الدروس عن بناء الدولة القوية والعادلة".

 

باسيل في عشاء هيئة كسروان الفتوح في التيار: لا يلزمنا وصفات كاذبة وقادرون مع كل القوى ان نصف العلاج لوطننا كي يتعافى

وطنية السبت 24 آب 2019

أقامت هيئة قضاء كسروان - الفتوح في التيار الوطني الحر، عشاءها السنوي في مطعم منارة الخليج في غزير، برعاية رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضور وزيري الاقتصاد والطاقة في كسروان منصور بطيش وندى البستاني ونواب التيار وحشد من المناصرين.

وتحدث الوزير باسيل عن منطقة كسروان - الفتوح وهمومها والمشاريع الآنية والمستقبلية للمنطقة، فقال: "ما يميز التيار الوطني الحر هو صدقه والتزامه ووفاؤه لجميع الناس وهو لا يترك أحدا الا اذا هو تركه وهذه هي سياستنا وتاريخنا ومستقبلنا. نستطيع التحدث عن كسروان كثيرا فهي العاصية وقلب لبنان وفاتيكان الشرق وتاريخها حمل ثورة وانقلاب على الإقطاع وتمرد على الظلم وحضنت على أرضها شباب التيار ونضالهم من أجل السيادة والاستقلال".

اضاف: "أعتقد أنه علينا التذكير بما كانت كسروان تعانيه من حرمان وفي ظل ظرف صعب وبلد مفلس وموازنة عاجزة استطعنا العمل بالرغم من كل هذه الظروف وهناك عشرات الطرقات لدي لائحة بها آخرها توسعة الطريق خلال عامين والاوتوستراد من الضبية الى العقيبة لحل أزمة السير اضافة الى شبكة طرقات كاملة من يسوع الملك الى جعيتا وعيون السيمان كما هناك ربط ميروبا بوطى الجوز ويحشوش الى نهر إبراهيم علما ان منطقة الفتوح هي من أكثر المناطق المظلومة بطرقاتها ونحن نعمل على تحسينها".

وتابع: "هناك أيضا مرفأ جونية الذي لا يشكل مرفأ فقط لكسروان يكلف 100 مليون دولار أمنت الدولة منها 400 وباقي 600 بل أهميته انه اول مرفأ سياحي للبنان يسع 500 يخت ويؤمن سفر سبعة آلاف سائح يوميا ومن الطبيعي أن يكون هذا المرفأ في كسروان قلب السياحة اللبنانية.

كما تطرق باسيل الى مشاريع وزارة الطاقة في كسروان "من سد بقعاتة الذي يكلف 35 مليون دولار ومشروع المضيق والحيوانات والآبار ومحطات الصرف الصحي وأخيرا موضوع معمل الذوق وقد أنشأنا مهملةالذوق الجديد ونتخلص من الدواخين القديمة، كما نستطيع التحدث عن النفط والبئر في الصفرا والغاز".

اضاف: "هذه المشاريع لم تأت دون تعب وسهر ولا نزال نشعر اننا مقصرون، ونحن نتحدث اليوم عن 853 مليون دولار مشاريع في كسروان نفذت او ستنفذ في وقت نعلم وضع الدولة وموازنتها. بالمقابل نسأل كل من يناقشنا ماذا يعمل لمنطقة وبلده وهذا هو التحدي الكبير لدينا، فالبلد "بدو شغل مش بس كترة حكي" من اناس ليس فقط يتكلمون بل يكذبون وكل من يرشقكم بوردة تقولون له انه كذاب ومن الآن وصاعدا لا تساهل مع أحد ممن يتطاولون علينا لأنه لا يستطيع احد ان ينظر إلى التيار الوطني إلا من فوق وهذا تاريخنا ونضالنا".

وتابع: "نعيد اليوم العام الثاني لمعركة فجر الجرود التي للأسف جاءت بعد فترة من الزمن احتلت مجموعة من المسلحين ارضنا وتم التغاضي عنها حتى اتخذ القرار السياسي مع الرئيس ميشال عون وأظهر جيشنا البطل تنفيذ الأمر السياسي وطرد المحتلين مع ما قدمه من تضحيات وشهداء، فالقضية كان يلزمها إرادة وقرار حر وعندما اتخذ في بعبدا تحررت الارض. واليوم هناك قرار حر جديد في بعبدا لتحرير اقتصادنا وماليتنا من القيود علما اننا قد ورثنا حملا ثقيلا من سياسات مالية لسنوات طويلة عودت شعبنا انها هي تموله وابعدته عن الإنتاج. للأسف هذه الثقافة يجب أن تتغير فنحن شعب منتج ليس فقط بذكائه وخدماته بل منتج بأرضه اي بالزراعة والصناعة وعلينا أن نكون بلدا مصدرا ليس لشبابه وامواله بل لإنتاجه. هذه السياسة الاقتصادية المعتمدة عشناها سنوات طويلة اوصلتنا الى الحافة والآن يلزمنا قرار جريء للخروج من هذه الأزمة وهذا أمر غير سهل وغير متوفر حتى اليوم بوجود إجماع وطني لأخذ القرارات الاقتصادية اللازمة لإنقاذ الاقتصاد".

اضاف: "الاقتصاد ينمو بالسياسات الصحيحة التي مهما كانت مكلفة فكلفتها أقل من الانهيار الاقتصادي وتخليص الوضع اليوم ما زال ممكنا وبعد فترة يصبح غير ممكن، وقد أصبحنا في وضع كل اللبنانيين ينتظرون وكالات التصنيف. لا نزال نستطيع إنقاذ الوضع وفي موازنة العام 2019 حققنا جزءا وتلكأنا عن الجزء الأكبر لأننا لم نتجرأ على مواجهة الناس بالحقيقة. نكذب على شعبنا لنخلص أنفسنا انتخابيا وكل واحد يلقي اللوم على الآخر. نحن لسنا مسؤولين عن السياسات الماضية ولكننا نستطيع تحمل مسؤولياتنا".

وأردف: "نحن أمام استحقاق موازنة العام 2020 وامام جلسات حكومية من المفترض ان تكون منتجة بالاقتصاد والمال والنفايات والكهرباء والمهجرين واللاجئين. نحن أمام كل هذه الاستحقاقات وعلينا كسر السياسات الماضية منذ العام 2011 حتى اليوم في أزمة نزوح نحن سبب اساسي فيها لم نتعامل معها مثل ما يلزم، والوزير الألماني يتحدث اليوم بما قلناه منذ ثلاث سنوات ان النازح الذي يستطيع زيارة بلده في الأعياد لم يعد لاجئا، كذلك قال وزير خارجية تركيا كلاما مشجعا عن العودة اللائقة والكريمة التي أصبحت متوفرة إلا نحن فلا وانا معاند وننفذ سياسات الآخرين".

اضاف: "يلزمنا رجال دولة يصارحون الشعب ويأخذون القرارات اللازمة وأن كانت موجعة في مرحلة معينة، هكذا نخلص بلدنا ونحن شعب جبار وقوي. لدينا الوصفة الاقتصادية والمالية ولا يلزمنا وصفات كاذبة مجددا وقادرون مع كل القوى السياسية ان نصف العلاج لوطننا كي يتعافى".

 

ستريدا جعجع في عشاء في حصرون بحضور رئيس القوات: نموذج الجمهورية القوية سيطبقه الحكيم في لبنان كله في حال وصل الحزب الى سدة المسؤولية الكبرى

وطنية - السبت 24 آب 2019

أكدت النائب ستريدا جعجع "ان نموذج الجمهورية القوية الذي نحاول تحقيقه في منطقة بشري من خلال عملنا الدؤوب والمتواصل، تسعى القوات اللبنانية الى تعميمه على مستوى كل لبنان، من أجل الوصول الى الجمهورية التي تجسد تطلعات جميع اللبنانيين، وقد رأيتم كيفية تعاطي القوات بكل جدية ومسؤولية في كل الملفات الوطنية، وآخرها موضوع الموازنة الذي خصصت له ساعات طويلة من الدرس والتمحيص بغية وضع لبنان على السكة المالية الإقتصادية الصحيحة"، مشيرة إلى "أن القوات اللبنانية تعمل على إعلاء نموذج جديد في العمل السياسي قوامه ليس مجرد المعارضة للمعارضة وإنما إيجاد البدائل دائما والسعي لتنفيذها".

كلام جعجع، جاء خلال عشاء أقامه رئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني وعقيلته رنا لويس طوق على شرف نائبي منطقة بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق في دارتهما في حصرون، في حضور رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، النائب البطريركي على جبة بشري المطران جوزيف نفاع، قائمقام القضاء ربى شفشق، رئيس اتحاد البلديات ايلي مخلوف، رؤساء بلديات بشري فرادي كيروز، حدشيت روبير صقر، بزعون رامي ابو فراعة، حدث الجبة جورج الشدراوي، قنات انطوان سعادة، طورزا الياس انطونيوس وبقرقاشا جورج البطي، المونسنيور طوني جبران، كاهن الرعية القاضي انطونيوس جبارة والاباء شربل عواد وبشير نصر، المخاتير: طوني مرعب، لابا شليطا وفادي الشدياق، اعضاء المجلس البلدي، رئيس البلدية السابق لابا عواد، المسؤولة عن مساعدات الادوية في المنطقة ميرنا يونان الشدياق، امين السر في منطقة بشري روبير حدشيتي، رئيس مركز "القوات" في حصرون ادوار هندية وهيئة المكتب، المهندس جو صوما ومسؤولي الجعيات الاهلية وعدد من محازبي القوات والاهالي.

وأتى هذا العشاء في ختام الجولة التفقدية التي قام بها نائبا المنطقة على بلدة حصرون، حيث زارا 17 عائلة في منازلهم، واطلعا على أوضاعهم الاجتماعية والصحية، واستمعا لمطالبهم، وشكراهما على حفاوة استقبالهم لهما. ونقلت النائب جعجع للاهالي تحيات ومحبة "الحكيم" لهم ووعدتهم بالعمل قدر الامكان على تبديد هواجسهم ومساعدتهم في المشاكل التي يعانون منها.

وكانت النائب جعجع استقبلت عند وصولها الى امام مركز البلدية بالزغاريد ورش الزهور والارز، حيث كان في انتظارها النائب جوزيف اسحق، رئيس واعضاء المجلس البلدي، مخاتير البلدة، الكهنة ورئيس مركز القوات وهيئة المكتب وحشد من الاهالي.

خلال العشاء، القت جعجع كلمة قالت فيها: "زيارتنا اليوم بلدة حصرون تأتي متابعة للجولات التي بدأناها من بشري بتاريخ 31 آب و2 ايلول الماضي، تلتها زيارة بلدة حدشيت بتاريخ 31 آذار 2019 ، ومن بعدها زيارة بلدة بقاعكفرا بتاريخ 8 أيار وبلدتي بقرقاشا وبزعون بتاريخ 19 تموز. هذه الزيارات بدأناها بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية في 6 ايار 2018 وعلى غير عادة العديد من السياسيين اللبنانيين الذين يغدقون الوعود قبل الانتخابات بشهرين او ثلاثة، وسرعان ما تتبخر بعدها بسرعة قياسية. وسنكمل الجولة، النائب اسحق وانا، وستكون لنا محطات في بان، بلوزا، وادي قنوبين، الديمان، بريسات، حدث الجبة، قنيور، بيت منذر، قنات، مزرعة عساف، مزرعة بني صعب، برحليون، بلا المغر، عبدين وطورزا، للوقوف الى جانب اهالينا قولا وفعلا، ومن دون تمييز وحسابات ومحسوبيات، خصوصا في هذه المرحلة الاقتصادية المزرية التي يمر فيها بلدنا بشكل عام، ومنطقة بشري بشكل خاص".

وتابعت: "اليوم نحن في حصرون. حصرون وردة الجبل، وبلدة الملافنة السماعنة والبطريركين العواديين، ويوسف السمعاني والعديد من الأساقفة والكهنة. اليوم نحن في ضيافة رئيس بلدية حصرون، الريس جيرار السمعاني وعقيلته الحبيبة رنا طوق، الذي معه تخطو بلدة حصرون خطوات نوعية في تطبيق القانون وبناء المؤسسات، والشفافية، تماشيا مع النهج الذي نعتمده في المنطقة وشعاره جبة بشري نموذج للجمهورية القوية، وقد بات الحكيم يعتمده كمثل سيطبق في لبنان كله، في حال وصل حزب القوات اللبنانية الى سدة المسؤولية الكبرى".

واستطردت قائلة: "إذا كنا نحن في منطقة بشري قادرون على تطبيق هذا النموذج، فلأن هناك تعاونا بين رئيس اتحاد البلديات ورؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء المراكز في حزب القوات اللبنانية والقاعدة القواتية. فنحن جماعة تتناغم اهدافها وتتكاتف في عملها وأدائها. شكر كبير من حصرون لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قرن القول بالفعل، والذي أحدث سابقة فأوصل نائبا من الجبة ومن حصرون بالذات، ومعه لم يعد هناك تمييز في المنطقة بين بلدة كبيرة وأخرى صغيرة، ولم يعد هناك إبن ست وابن جارية. معه كسرنا مفهوم التقليد السياسي، أولا بوصول ايلي كيروز من بيت غير سياسي من مدينة بشري، وثانيا بوصول جوزيف اسحق من حصرون، وهذا بالمفهوم الحزبي السليم، يعني أن الذي يتعب ويعمل، يتدرج في سلم المسؤولية ويصل".

وأردفت: "ان النموذج الذي نحاول تحقيقه في منطقة بشري من خلال عملنا الدؤوب والمتواصل، تسعى القوات اللبنانية الى تعميمه على مستوى كل لبنان من أجل الوصول الى الجمهورية التي تجسد تطلعات جميع اللبنانيين، وقد رأيتم كيفية تعاطي القوات بكل جدية ومسؤولية في كل الملفات الوطنية، وآخرها موضوع الموازنة الذي خصصت له ساعات طويلة من الدرس والتمحيص بغية وضع لبنان على السكة المالية الإقتصادية الصحيحة. وتحفظ القوات اللبناينة على الموازنة في الحكومة، ومن ثم اعتراضها عليها في مجلس النواب، على الرغم من التصويت على بعض البنود المهمة التي أسهمت في اقرارها، كل ذلك بسبب أن هذه الموازنة لا تفي بالمطلوب في وضعنا الراهن، خصوصا أنها لا تتضمن تغيرات جذرية وإصلاحات ضرورية لبنان في أمس الحاجة اليها، كانت القوات قد حاولت عبثا إدخالها في الموازنة، وأوجزها هنا بالنقاط العشرة التالية:

1- تحسين الواردات الجمركية والضريبية وضبط التهرب والتهريب بدءا بإقفال المعابر غير الشرعية وصولا الى وضع اجراءات على المداخل الشرعية مثل آلات الكشف، إضافة الى إلزامية تأمين البيانات الجمركية من المصدر.

2- التزام تطبيق خطة الكهرباء بكل بنودها وتخفيف الهدر الى 25% كما ورد في الخطة، وعدم زيادة الاعتمادات تحت اي ظرف.

3- إعادة هيكلة قطاع الاتصالات والبدء بإعادة تفعيل الهيئة الناظمة وتأسيس "Liban Telecom" كما نص عليه القانون، وتخصيصه على مرحلتين خلال العامين المقبلين.

4- جدولة تخصيص او اشراك القطاع الخاص في ادارة مرافق ومؤسسات عامة، بدءا من ادارة مرفأ بيروت.

5- وضع برنامج تحفيزي للاقتصاد وللصناعات النوعية والخدمات القابلة للتصدير ، ووضع حوافز ضريبية وإجرائية لاستقطاب الشركات العالمية الى لبنان.

6- إلغاء كل عقود التوظيف الموقعة خلافا للقانون 46 (سلسلة الرتب والرواتب).

7- تطوير هيكلة الادارات العامة وتقليص حجمها تماشيا مع التطور في التكنولوجيا والادارة.

8- توحيد التقديمات الاجتماعية والصحية لكل الصناديق الضامنة في الدولة، ولموظفي الدولة.

9- اتخاذ إجراءات اضافية صعبة، من شأنها المساهمة في خفض العجز للناتج المحلي الى 5,5% بعيداً من المحرمات، بما يتماشى مع خطورة الازمة، آخذين في الاعتبار توصيات صندوق النقد الدولي التي تظهر عمق الازمة التي نعيشها والمصاريف التشغيلية كافة من دون استثناء.

10- وضع آلية متابعة وتنسيق لمقررات مؤتمر "سيدر"، والتي هي مطلب أساسي من الدول الداعمة، قبل الشروع في تنفيذ تعهداتها".

وختمت جعجع: "إن كل هذا يدل بأن حزب القوات اللبنانية لم يعترض لمجرد الإعتراض على غرار السائد راهنا لناحية ما يقوم به البعض، بالإعتراض ومن ثم التصويت، ما جعل الرأي العام يشبه جلسات مناقشة الموازنة باللوحات المسرحية. إن القوات اللبنانية تعمل على إعلاء نموذج جديد في العمل السياسي قوامه ليس مجرد المعارضة للمعارضة وإنما إيجاد البدائل دائما والسعي لتنفيذها. هكذا نصل الى بناء الجمهورية القوية. شكرا لحصرون الرجال والجمال، شكرا لحصرون الوفية، عاشت جبة بشري، عاشت القوات اللبنانية، عاش لبنان".

نفاع

ثم ألقى المطران نفاع كلمة قال فيها: "إن وجود الحكيم بيننا اليوم علامة فارقة لذا اتوجه اليك بكلمة من القلب. حكيم الكل يعلم اننا نعيش اياما صعبة والكل يفقد الامل حتى ان الكنيسة في بعض الاحيان لا تعرف ماذا تفعل إلا أننا كلنا نقاوم وكلنا مقاومة كل من موقعه، وبالحقيقة ما تقوم به النائب ستريدا جعجع يوما بعد يوم، زيارة بعد زيارة، ومشروع بعد مشروع، هو عمق المقاومة".

ولفت إلى أننا "اتينا اليوم الى هنا ويسكننا الحزن فلم نتمكن من ايجاد حل للنفايات ولم يعد بامكاننا ادخال ابنائنا الى المدارس ولكن وجودك اليوم حكيم بيننا هو الفيتامين لنعد للمقاومة في هذا البلد فشكرا لحضورك بيننا ونأمل في ان نلتقيك دائما لاننا بحاجة الى هكذا لقاءات جميلة تقرب القلوب وتجعل اليد باليد وكل مرة نلتقي نشعر بالاخوة والتضامن اكثر لنكمل المسيرة التي عرضتها السيدة ستريدا والتي نلمسها جميعا بفضلها وفضلك وكل القوات اللبنانية وانا اوجه الشكر لك على كل الحماس وكل التضحيات التي تقدمها النائب ستريدا واسمح لي ان اشكرك على النائب جوزيف اسحق الذي نراه دائما على الارض في كل المناسبات وهو لم يعد فقط نائب حصرون وبشري والجبة لا بل هو ايضا نائب زغرتا وكل الشمال وانا الذي ادرك تماما هذا الامر وهو موجود دائما مساهما في حل المشاكل وهذا الامر يساعدنا كثيرا وأنا اشكرك جوزيف على كل ما تعطيه من وقتك وجهدك لحل العديد من المشاكل. واكرر شكري للحكيم على اختيارك نائبا واشكر كل رؤساء البلديات الذين يحفرون بايديهم في وقت لا تعطيهم الدولة حقوقهم ولكنهم يحفرون الصخر بايديهم من اجل خير المنطقة التي تكبر يوما بعد يوم".

وتوجه الى رئيس بلدية حصرون، قائلا: "جيرار وعدتنا بان ترفع حصرون وردة الجبل وهذا العام راينا ما تحقق من مشاريع من مطاعم ومن بيوت ضيافة وفرحي كبير بكم وبالنشاطات التي تقومون بها ويشارك بحضورها اخوة يضعون الحجاب في حصرون بيت للجميع هكذا هي جبتنا وهكذا نريد لبنان فشكرا جيرار على كل ما تقوم به وشكرا لكل رؤساء البلديات وآمل في ان يستمر التنافس بينكم في ابراز الاجمل للمنطقة".

وأشار إلى أنه "خلال استماعي للكلمات كنت انظر الى حجارة البيت التي ذكرتني باجدادنا الذين حفروا الصخر وبنوا المداميك هكذا كل حجر تلو الأخرى، وهكذا كل واحد منا بدءا بستريد وجوزيف ورؤساء البلديات نعمل على حفر الصخر لنبني المداميك القوية".

وختم نفاع: "هذا اللقاء رغم الوجع والالم والخوف اتذكر كيف حفر اجدادنا هذا الوادي واخرجوا منه الخيرات ونحن واياكم نعود كاجدادنا الى قنوبين رافعي الراس بكل المجهود الذي تقومون به ولنقول للعالم ان وادي قنوبين مع صغر مساحته صنع تاريخا بالقداسة والمقاومة والاجتهاد وبالعمل، ونحن في هذه الدار وكل دار نعيد امجاد قنوبين ومقاومة جديدة وانتصارا جديدا".

السمعاني

من جهته، ألقى رئيس البلدية السمعاني كلمة استهلها بالترحيب بالدكتور جعجع والنائبين والمطران والقائمقام ورئيس الاتحاد ورؤساء البلديات والمخاتير واصحاب المقامات الروحية والسياسية والاجتماعية والاصدقاء والرفاق، وقال: "لا يدرك أسرار قلوبنا إلا من إمتلات قلوبهم بالأسرار. بقول جبران خليل جبران، أستهل كلمة الترحيب بكم يا أهل الدار يا من أدركتم أنَّ السرَّ الأكبر هو لبنان.. هو القضية كلكم اهل البيت، بيت السر الذي لا يدركه سوى من أحب الله ولبنان...".

وتابع: "ربما تتساءلون لماذا الكلمات الرسمية في عشاء الدار، لكنني أجد في داري، وهي داركم، المكان الأقرب كي يكون المنبر، القلب بذاته متحدثا مع ذاتي ومنها إليكم لأن ما يجمعنا اليوم هدف واحد: كرامة الإنسان وعيشه في وطن أراده الله وطن أرز وقديسين، رسالة لنا وللأمم، واثقين أن جلجلة الصعاب لن تخفي يوما أنوار القيامة... هذه الجلجلة بمصاعبها تطعن سرَّ قلب المواطنية الصالحة، مغمسة اللبناني في أوحال هموم العيش والإقتصاد المنهار والفساد المستشري وألغاز السياسة الغامضة والتعطيل وتسييس القضاء ومحاولات العزل والإقصاء وغيرها الكثير. لكننا مثابرون برجائنا، أنه على درب كل جلجلة، تضع عناية الخالق قيراوانيا يعين، قيروانيا مدركا أن ختام النفق نور... فكيف وأن الله أراد لجبة بشري قيروانيين حكيمين ومعهما حكيم لتجتمع الحكمة مثلثة الأضلاع ، متحدة القوات في قوة واحدة إسمها الخدمة بلا حدود، ورجاؤها لبنان... لبنان الجمهورية القوية".

واستطرد: "ستريدا جعجع، إسمحي لي أمام الجميع أن أقول لك، أنت لست المرأة الفولاذية كما يصفونك ، أنت المرأة الذهبية التي كلَّما محصتها نيران التحدي، كلما إزدانت بريقا وتألقأ.. والذهب معروف أنه للنساء زينتها، لكنك أنت للذهب زينته وجبة بشري تزداد بك يوما بعد يوم تألقا ولمعانا بإزدهار أرضها وشعبها على كافة المستويات والأصعدة. إنني لا أتقن التبجيل يا سيدتي، لكنني لن أكون شاهدا سوى للحقيقة، وهذه هي حقيقة ما أنت عليه".

وتابع: "أما ولإبن أرضنا وشعبنا، نائب الشعب القريب منهم وبينهم في الأفراح والأتراح، فله أقول اليوم، إن محبتك صارت لحصرون الصفة الأقرب ولك بالفضل أنك للمحبة، والتواضع أصبحت عنواناً يحتذى به، فالخدمة في مقياسنا لا تقاس سوى بالحب الذي لا تخنق حدوده شروط أو إستزلام، فكم هي فخورة بك وردتك حصرون كما جبة بشري و لبنان".

ولفت إلى أننا "على شرف عطاءاتكما، نجتمع اليوم هنا في القلب، قلب وردتنا حصرون، بإسم زوجتي وبإسمي كما أطفالنا، نرحب بكما وبالجمع الحاضر، متمنين أن يحمل المستقبل مواعيد الرجاء التي ينتظرها لبنان واللبنانيون، مواعيد الإزدهار التي تنشقت عبيرها منطقة جبة بشري بفضل مقاوم كبير، كرّس حياته للدفاع عن لبنان، حارس القضية والأمين على دماء شهدائنا، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي حوّل مسار الحياة الحزبية الى درب مزروعة بفضائل الإيمان، حيث يتزاوج اللاهوت بالناسوت ليولد من رحم الأرز قواتيون جبابرة قدّموا دماءهم فداءً لوطن الأرز وقدّسوا مواهبهم بجعل لبنان، منارة الشرق والعالم رغم الأيادي الطاعنة والمصالح الطاغية وكل الخوارج عن مسار الحرية السليمة المسوؤلة عن كل نفس وشبر في أرض الوطن، إئتمننا الرب على العناية بها والحفاظ على كرامتها وكرامة شعبها".

وختم رئيس البلدية: "نعاهدكم ونعدكم باسم حصرون الوفية للبنان والقضية والقوات، اننا على العهد باقون ولثقتكم مقدرون، ومعا مستمرون لكي يصبح قضاء بشري نموذجا محققا للجمهورية القوية. آملين بثقة وإيمان في أن الاتي أفضل ولبنان أقوى بقواته وحكمة حكيمه ونوابه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   32-24 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الأمل المرتجى من الصورة التي جمعت اليوم عون وجنبلاط وعائلاتهما

للرئيس عون الذي عرفناه عن قرب طوال 16 سنة، نقول له بصدق وبمحبة أعدل واتكل على الله، وهو لا يخيب آمال من يتكل عليه.

ونقول للرئيس عون أيضاً وبمحبة وبصوت عال، يا عماد لا تنسى عطاءات ونضالات الأحرار والأشراف في زمن اللجوء الباريسي، ولا تظلم أحداً منهم لأن الله لا يحب الظالمين، ولا تسمح بفرض الغربة الظالمة على أي منهم عن وطنه وأهله.

الياس بجاني/24 آب/2019.

http://eliasbejjaninews.com/archives/77800/77800/

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 25/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77820/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-25-2019/

 

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77766/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a/

 

هل تشمل العقوبات الأميركية الجديدة الصف الأول من «حلفاء حزب الله»؟/لبنان يترقب… والحريري زار واشنطن بسببها

محاسن مرسل/الشرق الأوسط/24 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77814/mahasen-morsel-asharq-al-awsat-will-new-us-sanctions-target-hezbollahs-top-lebanese-allies/

 

Will New US Sanctions Target Hezbollah’s Top Lebanese Allies?
 Mahasen Morsel/Asharq Al Awsat/August 24/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/77814/mahasen-morsel-asharq-al-awsat-will-new-us-sanctions-target-hezbollahs-top-lebanese-allies/

 

هل تشمل العقوبات الأميركية الجديدة الصف الأول من «حلفاء حزب الله»؟/لبنان يترقب… والحريري زار واشنطن بسببها/محاسن مرسل/الشرق الأوسط/24 آب/2019

Will New US Sanctions Target Hezbollah’s Top Lebanese Allies?/ Mahasen Morsel/Asharq Al Awsat/August 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77814/mahasen-morsel-asharq-al-awsat-will-new-us-sanctions-target-hezbollahs-top-lebanese-allies/

 

A soldier remembers the last war with Hezbollah in 2006 – and discusses the next
 
سيث ج. فرانتزمان/جيروسالم بوست: كابتن في الجيش الإسرائيلي يتذكر حرب عام 20016 مع حزب الله ويناقش الحرب المقبلة
 Seth J. Frantzman/Jerusalem Post/August 24/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/77808/%d8%b3%d9%8a%d8%ab-%d8%ac-%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b2%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%83%d8%a7%d8%a8%d8%aa%d9%86-%d9%81%d9%8a/

 

بشير الجميل... رئيساً/كانت الجمهورية ضائعة فوُجدت...

نجم الهاشم/نداء الوطن/24 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77795/%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d9%8b-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84/

 

"حزب الله" و"العهد"... مناورات إحباط الاستراتـيجــيــة الدفاعية - تابع

جمال عزام/نداء الوطن/24 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77798/%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%ad%d8%a8/

على رغم الانشغال الرسمي بالملف الاقتصادي، ظلّت مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون المستجدّة من موضوع الاستراتيجية الدفاعية تتردد أصداؤها في أروقة السياسة، من زاوية السؤال المتكرر: ما الذي أعاد طرح ملف الاستراتيجية الدفاعية؟

 

أسبوع من حياة الراحل أنطوان حرب في “بوريفاج” الأسد/محمد أبي سمرا /المدن/23 آب/2019

أنطوان حرب يتفقد وصيته في معتقل البوريفاج/محمد أبي سمرا/المدن/الخميس 22/08/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77779/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d9%88%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7/

 

رحم الله البطل والمقاوم انطوان الخوري حرب فهو رحل وزوادته مملؤة بكل ما هو بطولة وعطاء وكرامة وفداء وشهادة للحق ومواقف رجولية

الياس بجاني/23 آب/2019

المتجبر والمتكبر وقليل الإيمان وجائب الرجاء ومعهم يلي بلا بقوي أي الذي لا يحترم مبدأ العرفان بالجميل..كل هؤلاء أبالسة ونهايتهم في جهنم حيث الدود لا يهدأ ولا النار فيها تنطفئ. كل هؤلاء يوم يسترد الله وديعته منهم أي نعمة الحياة لن يأخذوا معهم من ثروات الأرض الترابية ومن هذه الدنيا الفانية غير زوادة اعمالهم وهي زوادة ملئوها الأذي والفساد والسرقات والكفر والجحود والطمع والخيانة والعمالة والفجع.. رحم الله البطل والمقاوم انطوان الخوري حرب فهو رحل وزوادته مملؤة بكل ما هو بطولة وعطاء وكرامة وفداء وشهادة للحق ومواقف رجولية

 

اعجوبة جديدة.. هذا ما حصل في محبسة مار شربل عنايا

موقع اللبناني/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77774/%d8%a7%d8%b9%d8%ac%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%85%d8%a7-%d8%ad%d8%b5%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d8%a8%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%b4%d8%b1/

 

فضيحة شركة السفريات: فساد أنصار الثنائيّة الشيعيّة بالجملة والمفرق

 سلوى فاضل/جنوبية/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77789/%d8%b3%d9%84%d9%88%d9%89-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d9%86%d8%b5/

 

لا فصل بين عون وحزب الله.. والعقوبات تراعي متطلبات الأمن القومي الأميركي/القناعة الأميركية قبل زيارة الحريري وبعدها لم تتبدَّل

رلى موفّق/اللواء/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77777/%d8%b1%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%88%d9%81%d9%91%d9%82-%d9%84%d8%a7-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9/