-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 24 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august24.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

 

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/بري وباسيل شرابتي خرج عند حزب الله

الياس بجاني/هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ما يجب و ما لا يجب/د. وليد فارس/فايسبوك

١٠٠ عام على "الكبير"/د. وليد فارس/فايسبوك

المرفأ دون ميليشيات/د. وليد فارس/فايسبوك

"المعلومات" تسلّمت المشتبه به في جريمة كفتون

تقرير: هل حان الوقت للتخلص من هيمنة حزب الله على لبنان؟

تقرير أمريكي: حان الوقت لوقف هيمنة حزب الله على لبنان وتقويض نفوذ إيران

توجهت أصابع اتهام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي جميعها إلى ميليشيات حزب الله بعد انفجار بيروت

ريفي في ذكرى تفجير مسجدي طرابلس: لن نرحل لن نهاجر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

«الاشتراكي» و«القوات» يتحفظان على الحريري

النهار: تفكك تصاعدي واجواء مشحونة ولا تكليف قريباً

معاناة ضحايا انفجار بيروت السوريين مضاعفة/بحث عن مدافن وتمييز في العلاج والمساعدات

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تنفي وجود مذكرة تعاون في الأمن الداخلي مع إسرائيل

التحالف الدولي ينسحب من معسكر «التاجي» في العراق

الكاظمي: يجب التعامل معنا كدولة ذات سيادة/أميركا تسلم قاعدة «التاجي» للعراق غداة عودته من واشنطن

الخارجية الأميركية: بومبيو في الشرق الأوسط لبحث سلوك إيران الخبيث

موجة تصعيد احتجاجي في جنوب العراق تجرف مقار حزبية في الناصرية وحرق مكتب البرلمان في البصرة

ارتفاع درجة الحرارة يفاقم أزمة المياه شمال شرقي سوريا

روسيا وتركيا توقّعان عقد توريد دفعة ثانية من منظومة «إس 400»

أنقرة تؤكد التنسيق مع موسكو لتعزيز نقاطها في إدلب

ما الرسائل الأميركية من العقوبات الأخيرة؟

ما الرسائل الأميركية من العقوبات الأخيرة؟

استياء روسي من أداء تركيا في شمال غربي سوريا وتوقعات في موسكو بتفاقم الموقف واندلاع مواجهات جديدة

التحالف الحاكم في السودان... البقاء موحداً أو التشرذم بسبب تعثر الحكومة الانتقالية وصراعات مكونات الثورة

الاتحاد الأوروبي لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى «أوكرانيا ثانية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 نتانياهو... تفجير بيروت... وحزب الا/الكولونيل شربل بركات

نحن الموارنة في حالة غيبوبة المبنج/مواطن كفر بالقيادات المارونية

مذكّرة الراعي التأريخية: الحزب احتلال إيراني مفتوح للبنان/الحاج /أساس ميديا

«حزب الله».. لا معارضين بعد اليوم/يوسف مطر/جنوبية

«حزب الله» يأكل حليفه الشيعي.. والجنوب يستعيد حرب إقليم التفاح/علي الأمين/نداء الوطن

لنظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

المحكمة باكورة الإفلات من العقاب/منى فياض/الحرة

عودة الحريري على حصان "الثنائي الشيعي"/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

اتهام باسيل بإدخال “باخرة الموت” إلى المرفأ… و”التيار” يرد/أي أم ليبانون

العالم هنا والسلطة غائبة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المبادرة العربية ما زالت قائمة/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

فلسطين والسلام... دورات التاريخ والواقع/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي سأل من الديمان عن سبب حصر السلطة بمنظومة أثبتت فشلها: لدهم مخابىء السلاح والمتفجرات فحياة المواطنين ليست ملكا لشخص أو فئة أو حزب أو منظمة

المطران الياس عودة: بيروت دمرتها الخطيئة مرات عدة وقامت إلا أنها لن تقوم مجددا إذا هجرناها وبعنا منازلنا

بري: أنتظر ما سيفعله غيري بشأن تشكيل الحكومة

التيار الوطني الحر يعلن مقاطعة MTV

محامي باسيل: هناك جهات تحاول تشتيت النظر عن معرفة السبب الحقيقي لدخول الباخرة روسوس إلى لبنان

قداس على نية ضحايا بيروت في كاتدرائية مار مارون كندا تابت: وضع ميثاق اجتماعي جديد يلبي وحده تطلعات غالبية اللبنانيين

ردا على على ما يتم تداوله عن إخراج إحدى الدبلوماسيات دولارات من لبنان: المبلغ لا يزال ضمن النطاق المسموح به

جعجع لاهالي شهداء المقاومة اللبنانية: أطلب منكم ملازمة منازلكم أثناء الاحتفال بذكراهم حرصا على سلامتكم بسبب تفشي كورونا

مايا دياب: كارثة هزّت الارض… “يا جماعة بلد يحكمه دوده والدود منه وفيه”

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى01/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي : ذاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْء، أَلَّذي سَمِعْنَاه، أَلَّذي رَأَيْنَاهُ بعُيُونِنَا، أَلَّذي أَبْصَرْنَاهُ ولَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، ذَاكَ الَّذي هُوَ كُلِمَةُ الحَيَاة، بِهِ نُبَشِّرُكُم؛ لأَنَّ الحَياةَ قَدْ ظَهَرَتْ، فَرَأَيْنَا ونَشْهَد، ونُبَشِّرُكُم بِالحَياةِ الأَبَدِيَّة، الَّتي كانَتْ عِنْدَ الآبِ وظَهَرَتْ لَنَا. فالَّذي رأَيْنَاهُ وسَمِعْنَاهُ، بِهِ نُبَشِّرُكُم أَنتُم أَيضًا، لِتَكُونَ لَكُم أَنْتُم أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنا، وشَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح. ونَحْنُ نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً. وهذِهِ هِيَ البُشْرَى الَّتي سَمِعْنَاهَا مِنْهُ، وبِهَا نُبَشِّرُكُم: إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ. أَمَّا إِنْ كُنَّا نَسِيرُ في النُّور، كَمَا هُوَ نَفْسُهُ في النُّور، فتَكُونُ لنَا شَرِكَةٌ بَعضُنَا معَ بَعْض، ودَمُ يَسُوعَ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِن كُلِّ خَطِيئَة. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا بلا خَطِيئَة، فإِنَّنَا نُضَلِّلُ أَنْفُسَنَا، ولا يَكُونُ الحَقُّ فينَا. أَمَّا إِذَا ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايانَا فإِنَّهُ أَمِينٌ وبَارٌّ يَغْفِرُ لنَا خَطايَانَا، ويُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ شَرّ. وإِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نَخْطَأْ، فَإِنَّنَا نَجْعَلُهُ كَاذِبًا ولا تَكُونُ كَلِمَتُهُ فينَا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/23 آب/2020

*جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

*المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89714/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%ba%d9%88%d9%84/

ترى هل فكر قطعان عون وجعجع وأبواقهما كيف سيكون وقع سجلاتهما الدونكوشتية الغبية والزقاقية والفاجرة على أحاسيس وشعور وحزن ومآسي أهالي منطقة الأشرفية ومحيطها المنكوب حيث البكاء والعويل والشهداء والجرحى والدمار وخراب البيوت؟

بالطبع لا.. لأن الثنائي “عون وجعجع” النرسيسي والشارد عن كل ما هو ضمير ومخافة من يوم الحساب وسلم أولويات وطني وسيادي واستقلالي.. هو يعيش في غير عالم وبغربة كاملة عن أهله ولا يعرف غير ثقافة الأبواب الواسعة، ولا يرضى بغير الإسخريوتي مثالاً يقتدي به.

لهؤلاء الأبواق والقطعان وللثنائي عون وجعجع نقول مع المخلص: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

يا شاردين ويا مغربين عن الضمير والأحاسيس والوجدان أين هي أولوياتكم في هذا الوقت العصيب؟

هل أولوياتكم هي السجالات الدونكوشتية الغبية والزقاقية التي تنبش ماضيكم الوسخ وتعري مواقفكم الذمية والاستسلامية والنرسيسية والسلطوية؟

وصحيح كما نعتم بعضكم البعض فميشال عون الذي باع نفسه وبلده وارتضى وضعية التابع والأداة بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله هو غول الموت، لأنه نقض قسمه الرئاسي ويغطي سلاح ودويلة واحتلال وجرائم وفجور وحروب واغتيالات وعمليات تهريب حزب الله الإرهابي والمذهبي.

وصحيح أيضاً بأن المعرابي المريض المزمن بوهم العظمة والساكن قصور أوهامه والمنسلخ عن الواقع هو دراكولا وأكثر، لأنه قفز فوق دماء الشهداء وحول “القوات” إلى شركة يملكها، وخان ثورة الأرز، وفرط تجمع 14 آذار، ورفع شعارات نفاق الواقعية، وعقد مع عون وصهره ورقة نوايا خبيثة لتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم، وتباهى بوقاحة بانتخابه عون رئيساً مدعياً بأن انتخابه كان صناعة لبنانية، وسوّق لقانون انتخابي ملالوي أعطى إيران أكثرية نيابية، وداكش الكراسي بالسيادة وتطول قائمة ارتكاباته وتطول.

هذه الحرب الالكترونية التي تدور رحاها بين قطعان وأدوات وأبواق جعجع، وباسيل وعون هي في حقيقتها مؤامرة قذرة ومكشوفة تستهدف اللبنانيين السياديين واللبناناويين والبشيريين تحديداً، وذلك لإبعادهم عن واقع كوارث احتلال حزب الله، وتحديداً التعمية على مسؤوليته المباشرة عن انفجارات مرفأ بيروت وتدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة، أي الأشرفية ومحيطها… يريدون إلهاء المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية استرضاءً لحزب الله ليس إلا.

عملياً فإن غالبية اللبنانيين باتوا واعين لحقيقة يعرفها كل العقلاء والأحرار وهي أن عون وجعجع هما من خامة وعقلية واحدة وهما من تسبب ب99% من الكوارث التي حلت بالمسيحيين وبلبنان.

إن الحرب الدونكوشتية الإعلامية التي بدأها النائب بيار أبو عاصي من خلال مقابلته عبر تلفزيون المر هي حرب قذرة هدفها المعلن شيطنة وإسقاط عون ليحل مكانه المعرابي في القصر الرئاسي.

طبعاً هذا وهم مرّضي يعشعش في مخيلة المعرابي الذمي والأعمى البصر والبصيرة والساكن قصور تخيلاته وأحلام اليقظة والمنسلخ عن الواقع المعاش.

من هنا فإن هدف هذه الحرب الزجلية هو إلهاء وإغراق المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية وسمجة وشوارعية وعقيمة وذلك لإسترضاءً حزب الله ليس إلا.

كما أن مسؤولية المعرابي التدميرية والحربائية والاستسلامية والذمية لا تقل عن مسؤولية عون بالمرة، فهما كانا ولا يزالان شركاء متضامنين ومتكافلين في الصفقة الخطيئة التي سلمت لبنان لحزب الله وأعطته أكثرية نيابية وقانون انتخابي ملالوي ومواقع الرئاسات الثلاثة.

جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

ترى هل بإمكان أي مسيحي حر وصاحب كرامة أن يتغاضى عن اتفاق عون والمعرابي في ورقة نواياهما “الشيطانية” على تقاسم المسيحيين مغانم وحصص؟

يبقى أن عون وجعجع هما ثنائي نرسيسي واسخريوتي وكوارثي مدمر وهو من أوصل لبنان إلى حاله الراهن.

في الخلاصة فإن المطلوب من كل عاقل ووطني من غير القطعان والأبواق والصنوج أن لا يقع في شباك الحرب الدونكوشتية الحامية الوطيس بين قطعان الثنائي (عون وجعجع) ويعلم علم اليقين بأن هدف هذه السجالات الزقاقية هو حماية حزب الله وإلهاء الناس وتسعير الأحقاد والغرائز.

المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/22 آب/2020

إلى النائب أبوعاصي ومعلمه المعرابي الذمي: البطولة هي بمواقف ضد حزب الله وليس ضد عون الذي هو أداة وشرابة خرج. انتم منافقون وذميون وحلفاء حزب الله وانتم من داكش السيادة بالكراسي وفرط تجمع 14 آذار وانتم تساكنون المحتل وسلاحه ودويلته. وانتم أصحاب شعار  ذل الواقعية. تضبضبوا

 

“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بري وباسيل شرابتي خرج عند حزب الله

الياس بجاني/21 آب/2020

اجتماعات بري وباسيل للصورة فقط لأنهما بوقين بأمرة حزب الله ينفذان فرماناته حرفياً ولا حرية لهما في أي قرار. ثنائي صوتي ليس إلا

 

هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/20 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89649/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%8a-%d9%85%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%84/

نتمنى أن يستفيق الرئيس العماد ميشال عون من غيبوبته الملالوية ويغير مساره من صوب الباب الواسع الذي ينتهي في الجحيم وناره وأحضان دوده، إلى صوب الباب الضيق الإيماني والرجائي بالمفهوم الإنجيلي ويتوب ويستغفر ربه ويؤدي الكفارات عما اقترفه من انحرافات وخيارات ومواقف ابعدته عن السيادة والحرية والإستقلال والأهم والأخطر أنها غربته عن الناس الذين وثقوا به واخرجته من ضميرهم ووجدانهم وذاكرتهم.

ترى هل ما زالت الفرصة سانحة ليعود عون إلى ذاك القائد السيادي أي العماد الذي عرفوه الناس واحبوه وصدقوا ما رفعه من شعارات بشيرية، وذلك قبل أن يتفكك تياره بالكامل ويتخلى عنه الجميع ويرذله التاريخ؟

نعم الفرصة لا زالت سانحة امام عون للعودة من الأسر في الضاحية الجنوبية حيث مشروع تفكيك وتدمير لبنان، إلى بعبدا حيث الحرية والسيادة والإستقلال والدستور وشرعة الحقوق الدولية والشهداء ولبنان الكيان والتاريخ والهوية والرسالة.

نعم مطلوب منه العودة والخروج من الغيبوبة وذلك لمواجهة حزب الله ووضع حد قانوي ودستوري لفجوره وإجرامه ودويلته وحروبه واحتلاله.

وفي حال قرر العودة إلى قصر الشعب حيث الحرية وبيده اليمنى القسم الرئاسي وفي اليسرى الدستور وهذا ما نتمناه .. عندها تبدأ طقوس التوبة الصادقة وأول كفارة عليه أن يؤديها هي تمزيق وحرق ورقة التفاهم مع حزب الله اللالبنانية واللا دستورية واللاكيانية والتخلص من كل سرطانياتها.

هذا ما يتمناه كثر من اللبنانيين ونحن منهم لأننا نؤمن بصدق بالرجاء وبأن لا شيء عند الرب مستحيل.. وهو الأب السماوي الذي بفرح يقبل التوبة إن كان فعلاً طالبها صادقاً.

هذا تمني وربما حلم ..خصوصاً ونحن بحزن وحسرة وعضب نشاهد مراحل تفكك تيار عون المتسارعة وتحوله بالكامل إلى أداة تدميرية بيد المحتل الإيراني.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

الياس بجاني/20 آب/2020

على المواطن اللبناني أن يعي الحقيقة المرة والمحبطة التي يواجهها بلده المحتل والمقموع والمصادر قراره ويدرك في أعماق تفكيره وفي خطابه ومقارباته أن لا وجود لدولة في لبنان بمفهوم الحوكمة الصحيحة والقانون والدستور والمؤسسات والخدمات.

راهناً، إن ما في لبنان عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هو نظام حكم احتلالي وقمعي وبوليسي ومافياوي وكل المعينين في مواقعه الفاعلة بدءً من الرؤساء الثلاثة ومعهم مجلسي النواب والوزراء هم مجرد أدوات تابعين لإرادة المحتل اللاهي الذي هو حزب الله إما انتماءً وايدولوجيا، أو خوفاً وعجزاً، وذلك على خلفيات كثيرة من أخطرها الذمية. من هنا فإنه على المواطن، أي مواطن عندما يريد أن يتوجه للدولة مادحاً أو منتقداً أو مطالباً بأي شيء، علية أن يتوجه مباشرة وبالاسم لحزب الله ولأمينه العام، نصرالله، الحاكم الفعلي لهيكلية النظام القمعي الملالوي والإحتلالي والمافياوي القائم.

لا يجب منطقياً واحتراماً للذات وللعقل أن يتوجه المواطن إلى رئيس الجمهورية لأن هذا المخلوق الإسخريوتي ومعه كل ربعه من نواب ووزراء ومستشارين وزلم هم مخصيون سيادياً ووطنياً ودستورياً ولا يقدمون ولا يؤخرون بشيء كونهم مجرد أدوات وصنوج وأبواق تنفذ ولا تقرر.

ونفس الأمر هذا ينطبق على مجلسي النواب والوزراء. إذا لا وجود لدولة في لبنان، بل لنظام احتلالي ملالوي ومافياوي وإرهابي أوصل البلاد والعباد إلى حالة من العدمية والدونية في كل المجالات وعلى الصعد كافة من فوضى وفقر وإجرام وضياع وفساد وإفساد وفشل في كل شيء.

نحن لسنا فقط في القعر، بل في ما هو تحت قعر القعر بمئات االسنوات الضوئية. إن دولة لبناننا المقدس والرسالة والهوية هي دولة فاشلة ومارقة ومحتلة طبقاً لكل معايير الأمم المتحدة والدولية، كما أنه لم يعد بمقدر اللبنانيين السياديين والأحرار واللبناناويون وحدهم ودون تدخل خارجي فك أسرهم من احتلال حزب الله والتخلص من وضعية الرهينة التي أوصلهم إليها. في الخلاصة، فإن ما يحتاجه لبنان للخروج من وضعية الخطف والرهينة هو أن تقوم الجامعة العربية أو أي دولة من الدول الفاعلة بالتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة ووضعه تحت البند السابع بكل مندرجاته حيث تتولى الأمم المتحدة إدارة شؤون حكمه مباشرة وبالكامل وإعادة تأهيله وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية
ما يجب و ما لا يجب

د. وليد فارس/فايسبوك/22 آب/2020

ما يجب هو اوسع وحدة للمطالبين بالقرار ١٥٥٩، على الرغم من التنوع، والتناقض، والتنافس، والاجندات، وام التركيز كاللايزر على مطالب تتمحور حول انسحاب الميليشيات من اي مكان، من كل الامكنة عند الامكان، ووضع كل المطالب، ولا سيما المحقة، على الرغم من الحاجة والضرورة، وراء ام المطالب، وهو تنفيذ القرار الدولي، بأية طريقة، بأي توقيت.

هذه المعادلة الوحيدة لتعبئة المجتمع الدولي للمساعدة.

اما الوهن، والاستسلام، والتحجج، ورمي الوزر على الآخرين، والعتب على اشباح، ونشر التردد، والاشتباك على الماضي، والتململ، فهي لن تقدم الوضع بانملة. وان المستفيد الوحيد من الفوضى هو بالطبع...حزب الله.

 

١٠٠ عام على "الكبير"

د. وليد فارس/فايسبوك/22 آب/2020

اسبوع قبل الذكرى المئوية لاعلان "لبنان الكبير": هذه لم تكن بداية لبنان او الشعب اللبناني. ككل امم الارض، هذه كانت بداية لاحد كيانات لبنان التاريخية. فللبنان و اللبنانيين تاريخاً طويلاً يمتد لالاف السنين.

هنالك الكثير للتأمل عند هذه الذكرى، البعض سيلجأ الى النثر والشعر، والبعض الاخر سيلجأ الى المنطق و التاريخ .

 

المرفأ دون ميليشيات

د. وليد فارس/فايسبوك/22 آب/2020

اذا لم يقبل حزب الله بالانسحاب الفعلي والرسمي من مرفأ بيروت وتصديق الامم المتحدة على تطبيق القرار ١٥٥٩، بدأً في مكان النكبة والشوارع التي اصيبت. فلن يبقى للناس الا ان يستعملوا حقهم القانوني والدولي، لمطالبة الامم المتحدة بتأمين الامن في هذه البقعة ومنع الميليشيات من العودة اليها، بعد هذه المجزرة النكبة. وهل يُعقل ان تعود ميليشيا حزب الله الى مرفأ بيروت ومحيطه بعد تدمير جزء من بيروت؟ الناس التي تتصل بنا تقول لنا انها كانت ترفض هكذا وجود اصلاً، اما بعد الانفجار، فلا يُعقل ابداً ان تعود الميليشيات الى المرفأ والمناطق المحيطة.

 

"المعلومات" تسلّمت المشتبه به في جريمة كفتون

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 23 آب 2020     

تسلمت دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن المشتبه به في جريمة كفتون "إ.ش" من القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم البداوي ونقلته الى بيروت بعد اشتباك وقع معه فجراً خلال مداهمة شقته، وأصيب في خلاله أحد عناصر الشعبة بكتفه. وقام المطلوب بتسليم نفسه الى القوة الامنية المشتركة بعدما أقنعه أحد أقاربه بتكليف من "المعلومات" بضرورة تسليم نفسه، حرصاً على أمن المخيم وسلامة أهله. يذكر أن المطلوب كان بحوزته رشاش من نوع "كلاشينكوف" وقنبلة يدوية هدد برميها لحظة الإشتباك.

 

تقرير: هل حان الوقت للتخلص من هيمنة حزب الله على لبنان؟

ناشيونال ريفيو/ترجمة الحرة/23 آب/2020

هل تتدخل الولايات المتحدة للتخلص من حزب الله؟

أضحى حزب الله واحد من المتهمين الأساسيين في قضايا الفساد السياسي الذي يعيشه لبنان، وهذا ما كشفه الانفجار الهائل الذي دمر العاصمة بيروت، في 4 أغسطس الجاري، كما باتت عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، مرهونة بتقويض سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة، وزيادة الخناق على التنظيم المصنف إرهابيا لدى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وفقا لتقرير نشرته مجلة "ناشيونال ريفيو".

نزل اللبنانيون الغاضبون إلى الشارع في تظاهرات أعقبت انفجار المرفأ، يطالبون بالإصلاح السياسي والاقتصادي، في البلد الممزق من الصراعات الطائفية، والأزمات الاقتصادية.

وساق المتظاهرون اتهاماتهم نحو النظام السياسي الفاسد في لبنان، بما فيهم حزب الله المدعوم من إيران، في الوقت الذي ارتبط فيه هذا التنظيم المسلح بمادة "نيترات الأمونيوم" التي تفجرت في "العنبر 12" وأدت لقتل أكثر من 177 شخصا، وما يزيد عن 6500 جريح، وخسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات.

وتقول المجلة إنه ووسط الإدانات المحلية والعالمية المتزايدة تجاه التنظيم اللبناني، تسعى الولايات المتحدة للذهاب بلبنان نحو حرية وديمقراطية أكبر، مع اتخاذ خطوة حاسمة في استراتيجية الضغط الأقصى على إيران، لإضعاف حزب الله.

وتستخدم إيران حزب الله كذراع سياسي وعسكري ضمن مشروع توسعي في المنطقة يحقق سياسة طهران الخارجية بوجود ما يسمى بـ "محور المقاومة" وتستخدمه لزيادة نفوذها في دول مختلفة منها لبنان، العراق، اليمن وسوريا.

وتتواجد إيران في هذه الدول عبر وكلائها التي تدعمهم بالمال والسلاح لتحقيق أجنداتها الخاصة، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران بتطبيق عقوبات جديدة على طهران عبر قانون "سناباك"، وهو هدف رئيسي من أهداف السياسة الخارجية لإدارة ترامب. انفجار المرفأ حول بيروت لمدينة منكوبة في دقائق والاتهامات نحو حزب الله تتزايد بعد منعه الوصول لمخازن نيترات الأمونيوم

انفجار المرفأ حول بيروت لمدينة منكوبة في دقائق والاتهامات نحو حزب الله تتزايد

ورأت المجلة أن على الإدارة الأميركية مواصلة سياسة "الضغط الأقصى" ضد سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، وهذا لن يتحقق إلا بالتخلص من هيمنة حزب الله، بهدف إعادة لبنان إلى الاستقرار. وذكر التقرير أن الوقت الحالي، هو الأفضل لهذه العملية، بعد الإدانات الواسعة ضد حزب الله من الداخل اللبناني الذي رفض وجود مليشيا عسكرية، من مختلف طوائف المجتمع اللبناني بمن فيهم الشيعة. وهذا ما تكشفه الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات التي تلت انفجار مرفأ بيروت، التي أدانت الدور الذي لعبه التنظيم المسلح في هذه الفاجعة، بصرف النظر عن الفساد الحكومي، وذلك على خلفية منع الحزب عبر ضباط عينهم في المرفأ الوصول إلى مناطق تخزين نيترات الأمونيوم لسنوات، فيما مازالت نظرية يرجح أن يكون احتفاظ الحزب بهذه المادة لاستخدامها في عمليات خاصة هي الأكثر تداولا. وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أدانت قبل أيام، القائد في حزب الله بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005.

المتظاهرون اللبنانيون يطالبون بإنهاء سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة

وتعتقد إدارة ترامب، بالاشتراك مع إسرائيل، أن قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بحاجة إلى سلطة قضائية أكبر وخصوصا في الجنوب، فضلا عن تحسين مواردها وتسليحها.  وهناك أيضا تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستهدف حزب الله لم يتم الوفاء به بعد، حيث يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 إلى "حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها". وفي هذا السياق، وذكر موقع "أكسيوس" أن إدارة ترامب تهدد باستخدام حق النقض الفيتو ضد القرار التمديد لقوات اليونيفيل ما لم يتم توسيع تفويضها. و"ستكون عملية إسقاط حزب الله طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجودا مستمرا لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو تحالف دولي آخر"، وفقا للخبيرة العسكرية في معهد أمريكان إنتربرايز، لجيزيل دونيلي. قالت دونيلي، إن "هناك فرصة كبيرة لإضعاف حزب الله".

الحرة / ترجمات - دبي

 

تقرير أمريكي: حان الوقت لوقف هيمنة حزب الله على لبنان وتقويض نفوذ إيران

توجهت أصابع اتهام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي جميعها إلى ميليشيات حزب الله بعد انفجار بيروت

موقع راديو صوت بيروت انترناشيونال/23 آب/2020/الاحد 23 آب 2020   

كشف انفجار ميناء بيروت الضخم الذي جرى في 4 أغسطس الجاري، عن الحجم المهول للفساد السياسي في لبنان وفضحه أمام العالم، فتوجهت أصابع اتهام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي جميعها إلى ميليشيات حزب الله الذي كان السبب في معاناة اللبنانيين لسنوات طويلة، فهل حان الوقت لخروج الدولة من قبضة هذه الجماعة؟ لقد ارتبط اسم الجماعة الإرهابية بالإهمال العبثي الذي تسبب في الانفجار الضخم، وبدون جهد منسق ودائم من قبل الولايات المتحدة أو أي نوع من التحالف الدولي ومباركة من جميع اللبنانيين – بما في ذلك الشيعة – سيظل حزب الله باقياً ومسيطراً على مقاليد البلاد، بحسب تقرير لمجلة ناشونال ريفيو الأمريكية. ومع وصول البلاد إلى ذروة الإحباط، استيقظ اللبنانيون على الإرث الذي خلفه حزب الله وهو عدم الاستقرار والعنف في البلاد، وبسبب موجة الغضب التي عاشها الشعب عاد اللبنانيون محتجين إلى الشوارع مطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي للبلاد.

وبحسب تقرير «ناشونال ريفيو»، فإنه بعد الإدانة المحلية والعالمية تسعى الولايات المتحدة لتحويل لبنان إلى بلد حر وديمقراطي مع اتخاذ خطوة حاسمة في استراتيجية الضغط على إيران لتقويض نفوذ الحزب الذي تعد إيران الداعم الأساسي له.

وباعتباره أحد أذرع إيران، كان حزب الله هدفاّ دائماً لاستراتيجية الدفاع الأمريكية، وفي الوقت الذي تشهد فيه الميليشيات ضعفاً كبيراً، فإن لدى الولايات المتحدة بالتأكيد فرصة لقيادة جهد عالمي لتحييد حزب الله.

ويشكل حزب الله تهديداً لصراع أمريكا مع إيران المتزايد في الشرق الأوسط لوقف محاولات طهران بسط نفوذها في المنطقة، إذ يعد حزب الله ذراعاً سياسياً وعسكرياً لتوسع إيران في المنطقة تحت ستار ما يسمى بـ«محور المقاومة» الذي تستخدمه لزيادة نفوذها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وتتواجد إيران في هذه الدول عبر وكلائها الذين تدعمهم بالمال والسلاح لتحقيق أجنداتها الخاصة. وبحسب التقرير، فإن إحباط قوة إيران الإقليمية ودعمها للإرهاب، هو هدف رئيسي للولايات المتحدة وللسياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، فما تقوم به الولايات المتحدة كالغارة الجوية التي استهدفت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وزيادة العقوبات على إيران هي ترجمة لسياسة الضغط الأقصى التي تتبعها أمريكا لتقويض نفوذ إيران.

وذكر التقرير أنه على الولايات المتحدة مواصلة سياسة الضغط الأقصى لزعزعة استقرار إيران وبالتالي وقف دعمها للوكلاء، مما يسمح بالتخلص من حزب الله والنهوض بالدولة اللبنانية للاستقرار والديمقراطية. وأشار التقرير إلى أن الوقت الحالي هو الأمثل للقيام بذلك، وذلك لعدة أسباب أهمها انتفاضة الشعب اللبناني ورفضه لوجود حزب الله كميليشيات وحزب سياسي ومطالبته بالعودة إلى إيران. وهذا ما عبرت عنه الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات عقب انفجار مرفأ بيروت، والتي أدانت الدور الذي لعبه التنظيم المسلح في هذه الفاجعة. وبصرف النظر عن الفساد الحكومي، وذلك على خلفية منع الحزب الوصول إلى مناطق تخزين نيترات الأمونيوم لسنوات، عبر ضباط عينهم في المرفأ، ما زالت النظرية التي ترجح أن يكون الحزب احتفظ بهذه المادة لاستخدامها في عمليات خاصة هي الأكثر تداولاً.

كما كشف الانفجار عن عدم اكتراث الحكومة والجماعة المطلق لحياة الشعب اللبناني وأن ولاء حزب الله هو في المقام الأول لإيران. بالإضافة إلى ذلك شوهت التطورات الدبلوماسية سمعة حزب الله في جميع أنحاء العالم، حيث حكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمدعومة من الأمم المتحدة مؤخراً في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، وأدانت المتهم سليم عياش وهو أحد عناصر حزب الله. كما تلعب النكسات الإقليمية المتتالية لإيران دوراً مهماً في إضعاف الميليشيات، وأي ضربة موجهة لإيران هي ضربة لحزب الله. كما تعد معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل والتي توسطت فيها الولايات المتحدة، تقويضاً لأجندة إيران المعادية لإسرائيل من خلال إضفاء الشرعية على العلاقات العربية مع إسرائيل. وسيكون لهذه المعاهدة تداعيات مباشرة على ميليشيات حزب الله الذي أعلنته إيران بأنه حدودها مع إسرائيل.

ويشهد الوقت الحالي ضغطاً أكبر من أي وقت مضى على حزب الله للتخلي عن سلطته، والجدير بالذكر بأن الشعب اللبناني بجميع طوائفه يطالب بذلك، إضافةً إلى العالم أجمع. وتعتقد إدارة ترامب، بالاشتراك مع إسرائيل، أن قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بحاجة إلى سلطة قضائية أكبر في معاقل حزب الله في الجنوب وعلى الحدود الإسرائيلية، فضلاً عن تحسين مواردها وتسليحها. وهناك أيضا تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستهدف حزب الله لم يتم الوفاء به بعد، حيث يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 إلى «حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها». وبحسب موقع أكسيوس فإن إدارة ترامب تهدد باستخدام حق النقض الفيتو ضد قرار التمديد لقوات اليونيفيل ما لم يتم توسيع تفويضها. و«ستكون عملية إسقاط حزب الله طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجوداً مستمراً لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو تحالف دولي آخر»، وفقاً للخبيرة العسكرية في معهد أمريكان إنتربرايز، لجيزيل دونيلي. وقالت دونيلي، إن «هناك فرصة كبيرة لإضعاف حزب الله». كما أشارت إلى أن الأهم هو أن ميزان القوى في لبنان بحاجة إلى تغيير جذري، ومع وجود أسلحة حزب الله والتي تتضمن مئات الآلاف من الصواريخ، فمن غير المرجح أن يطيح به شيء سوى الصراع المسلح. وأكدت دونيلي أن إنهاء هيمنة حزب الله لن يجري إلا بالتخلص من أسلحته فلن تنتهي الجماعة إلا إذا كانت ضعيفة عسكرياً.

 

ريفي في ذكرى تفجير مسجدي طرابلس: لن نرحل لن نهاجر

وطنية - الأحد 23 آب 2020

صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: "في الذكرى السابعة لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام، نحيي أرواح الشهداء وآلام الجرحى، ونطالب بمحاكمة المتورطين الذين أعطوا الأوامر في النظام السوري لتنفيذ هذه الجريمة الإرهابية التي أودت بأكثر من خمسين شهيدا بريئا. ونحيي شجاعة القاضي آلاء الخطيب المحقق العدلي الذي أنجز التحقيق بشجاعة ومهنية ووطنية. كما نحيي شجاعة، مهنية ووطنية رئيس المجلس العدلي بإلانابة القاضي جوزيف سماحة وأعضاء المجلس القضاة جان مارك عويس، جمال الحجار، عفيف الحكيم وميشال طرزي. طرابلس لن تنسى إجرام هذا النظام، حتى تحقيق العدالة ومعاقبة المجرمين. طرابلس الوطنية تقف الى جانب عاصمتها بيروت في مصابها الأليم في أبشع وأخطر جريمة ضد الإنسانية، جريمة إبادة جماعية. المجرم واحد في مسلسل الإجرام، هذا هو المحور السوري الإيراني. لبنان الجريح لا يزال يحكمه المجرمون أو ممثلوهم. رغم الجراح والآلام سينتصر لبنان الوطن، لبنان المواطن الحر. لن نرحل. لن نهاجر. سنهدي أولادنا وطنا، سيدا، حرا ومستقلا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/8/2020

وطنية/الأحد 23 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سواد لف بلدة كفتون، بوداع مشوب بالحزن والغضب للضحايا الثلاثة، مع إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في مخيم البداوي، تزامنا مع أحداث أمنية متفرقة أودت بحياة أبرياء في الساعات الماضية جعلت الأمن أولوية.

ولبنان لم يندمل جرحه بعد بضحايا نكبة المرفأ، والتي لم تظهر التحقيقات حتى الآن خيوطا تحد من سيل الأسئلة عن السفينة وحمولتها، والجهة أو الجهات التي أدخلتها، والتي استفادت من موادها التي لم تنفجر، كما عن الجهة التي فجرت ما تبقى منها، وإن كان من جهة عملت على استخدامها كفتيل لزلزال هز كل بيت لبناني بوجع الخسارة والفقدان، وهز الاقتصاد اللبناني المنهار أصلا بما يصعب تعويضه، وجعل ما يفوق السبعين بالمئة من اللبنانيين يقارب خط الفقر.

الوقت داهم في نظر المواطنين الذين يترقبون شفافية في التحقيقات، تكون بحجم المآسي التي خلفها الانفجار وبتداعياته المزلزلة، وهو وقت داهم في الروزنامة الحكومية أيضا، مع اقتراب عودة الرئيس الفرنسي مطلع أيلول لمواكبة ولادة الحكومة، وإيجاد صيغ داخلية تتيح تعزيز الاستقرار واطلاق الاصلاحات. وأوحى قول الرئيس بري أن يدا واحدة تصفق وليس فقط لا تصفق، بأن عثرات تحول دون تسريع المشاورات الممهدة للاستشارات الملزمة.

وغدا ينطلق مسار الانتخابات الفرعية لثمانية مقاعد، برفع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مرسوما إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، يحتاج أيضا لتوقيع وزير المالية، ليتم تحديد موعد اجرائها المرجح أواخر أيلول، قبل الثالث عشر من تشرين الأول، أي خلال مهلة الشهرين القانونية التي تصبح نافذة من تاريخ قبولها وصدورها في الجريدة الرسمية، متضمنة قبول استقالة النواب الموزعين على ستة أقضية.

ويشهد لبنان مزيدا من الزيارات التضامنية، بوصول وزير الدفاع الايطالي لورينسو غوريني، للاطلاع على الأوضاع وتنسيق عمليات الإغاثة. كما يصل يوم الأربعاء وزير خارجية كندا Francois-Philippe Champagne.

وفي خطوة ترسم مسارا دوليا جديدا لتكريس منحى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، يزور وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو غدا فلسطين المحتلة، على أن ينتقل الثلاثاء إلى الامارات العربية المتحدة.

وسط كل ذلك، البلاد تعيش رهاب تفشي وباء كورونا، مع تفاقم عداد المصابين، وتفاوت الفئات العمرية للوفيات، ما يستوجب المزيد من الحذر، فما هي خطة وزارة الصحة للتعاطي مع تململ قطاعات انتاجية من الإقفال التام؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رغم جدية المساعي على الخط الحكومي، فإن المشاورات ظلت تراوح مكانها بحيث لم يسجل أي اختراق من شأنه الدفع بهذا الملف.

في هذا الشأن، نقل موقع "الإنتشار" عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله: بذلت كل ما في وسعي بما يخص تشكيل الحكومة، لكن تبين أن يدا واحدة تصفق ولا تصفق. وأضاف: أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري بهذا الشأن.

وكانت مصادر متابعة للاتصالات، قد أشارت إلى وجود توجه لدى عين التينة لإطفاء المحركات على المستوى الحكومي، في حال بقي الجمود مستحكما ولم يحصل أي تقدم في ظل ظروف ضاغطة ووقت داهم واستحقاقات لا تنتظر.

استحقاقات كورونا تستمر هي الأخرى ضاغطة على اللبنانيين، وسط سباق محموم بين الارتفاع الصاروخي لعدد الإصابات وإجراءات التعبئة العامة في هذه المرحلة. فهل يربح لبنان هذه الجولة، أم يرفع الراية البيضاء أمام الفيروس المتوحش، في ظل حالات تفلت وعدم التزام ظهر أحد مشاهدها الفاقعة اليوم في سوق صبرا- الرحاب؟.

فيروس الانفلات الأمني سجل في الساعات القليلة الماضية، حوادث متنقلة أخطرها الجريمة التي شهدتها بلدة كفتون التي شيعت شهداءها الثلاثة اليوم. وفي جديد هذه الجريمة، تسلم قوى الأمن مشتبها به من القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم البداوي، وسط استمرار التساؤلات حول المنفذين والمرامي والأهداف.

على مستوى آخر من الجانب الأمني، تصدت المقاومة للخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وأسقطت طائرة معادية مسيرة بالقرب من بلدة عيتا الشعب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يبق في اللغة ما يكفي لوصف حجم اللامسؤولية في مواجهة كورونا، وإفراغ قرار الإقفال العام وتحويله إلى ما يشبه المزحة.

في المشهد، بلديات تركت وحيدة للتصدي، فيما الجهات الأخرى المعنية بفرض الإقفال تبدو كأنها تغض الطرف عن شوارع ومواطنين مخالفين وأكثر من ذلك. فكيف سيصدق المواطنون الخائفون على صحتهم أن احدا من هؤلاء لم ير أسواقا مفتوحة على مصراعيها، وفيها آلاف المتسوقين، بل أمواج بشرية من دون وقاية ولا تباعد، كما كانت الحال اليوم في سوق صبرا الشعبي.

ما الذي يحصل هنا؟ أهو فرض للاستسلام أمام العجز، أم تهامل وتهاون وتقصد لفتح الساحة الصحية والطبية على المجهول بأسلوب غير مقدر للعواقب؟.

حتما، لبنان غير قادر على تحمل تكاليف ما يجري. ونسأل: ألا يكفي تسجيل أكثر من ستمئة إصابة يوميا ليعي البعض حجم الخطر؟، وهل من الضروري أن نسجل ألفا أو ألفين وأكثر من عشرين وفاة في اليوم، ليعترف المتعالون على الطب والصحة والكيمياء والفيزياء بأن كورونا فيروس حقيقي قاتل عابر للأرض، وقد لا تنفع معه جرعة واحدة من اللقاح مستقبلا، إن توافرت لقاحات فعالة؟.

على اللبنانيين المتخلين عن مسؤولياتهم، بل المتجرئين على ارتكاب الأذى، أن يعوا أنهم ليسوا أبطالا خارقين أمام جسيم قاتل لا يرى إلا بأدق المجاهر، ولا أن بلدهم حالة استثنائية في تحمل تداعيات كورونا، بل هو أكثرها عرضة للضرر نظرا لأزماته المتراكمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مجرمون كثر وقع لبنان تحت رحمتهم في الحرب، وتوزعوا على جميع المناطق والطوائف والمذاهب. جميعهم رفعوا شعارات جميلة، لكن جميعهم قتلوا ونهبوا وكانت لهم ولاءات خارجية متعددة، وفي المحصلة جميعهم صاروا يوضاس، الذي سلم لبنان.

غير أن المفارقة، أن يوضاس الذي سلم السيد المسيح قبل ألفي عام تقريبا، أدرك هول الجريمة، فشنق نفسه. أما يوضاس الذي سلم لبنان قبل ثلاثين عاما، تناسل سياسيا، وأصبح عابرا للانقسامات التقليدية في لبنان، فتكاثر في معظم مؤسسات الدولة وإداراتها وأجهزتها، مزينا نموه فيها، كما في زمن الحرب، بأجمل العناوين، حتى تحول إلى منظومة إجرامية تضرب جذورها عميقا في الفساد، وتترامى أطراف غصونها بعيدا في الاقتصاد والمال وحتى الإعلام.

إما أن تسير بما هو مفروض، أو أن تنفى ويزج بأنصارك في السجون، حيث يعانون أشد أشكال الاضطهاد. تلك كانت المعادلة التي حكمت لبنان بين عامي 1990 و2005. أما اليوم، وبعد إنجاز التحرير واستعادة الميثاق والمناصفة والشراكة من بين أنياب أيتام الوصاية، وأرباب الاستئثار والإلغاء، يبدو أن ثمة من يسعى في الليل والنهار، وفوق الطاولة وتحتها، إلى تكريس معادلة من نوع آخر: فعام 2020، إما أن تصبح جزءا من المنظومة المجرمة، أو أن تفترسك المنظومة، فتغتالك سياسيا بتمهل، أو بضرية تشاؤها قاضية، وتمنن النفس بمستقبل قريب تسترجع فيه ما استعيد منها بقوة الحق، وقدرة الشعب.

هذا هو بالذات ما يرتكب يوميا، في السياسة والإعلام وعلى مواقع التواصل، سواء من أغبياء أو من عملاء.

غير أن أولئك الذين لم يتعلموا من التجارب، والذين يسعون إلى تكرارها، غير آبهين بالعواقب، فاتهم أن الزمن تحول، وأن المعطيات مختلفة، وأن ما كان ممكنا بالأمس، صار من سابع المستحيلات اليوم.

فالأرض يمكن احتلالها لكن إلى حين، والأحزاب يمكن ضربها لكن لوقت، والأشخاص يمكن تشويه صورتهم وسمعتهم لكن لفترة. أما الشعب الحي، فإلحاق الهزيمة به، مجرد وهم. والدليل، الثالث عشر من تشرين الأول 1990 وحرب تموز 2006.

ففي مواجهة الحديد والنار، النصر هو دائما للشعب، سواء بعد خمسة عشر عاما، أو خلال ثلاثة وثلاثين يوما. ومن هزم الحديد والنار، لن تتغلب عليه تركيبات إعلامية، وتلفيقات عبر مواقع التواصل، برعاية مافيات موروثة من زمن الحرب المشؤومة، إلى أيام المنظومة الملعونة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"التيار الوطني الحر" يعلن مقاطعة الـMTV إلى أن تعود إلى القواعد الأخلاقية والوطنية، والمهنية والمناقبية الإعلامية، بعدما تخطت الخطوط الحمر أخلاقيا وقيميا وباتت أداة للهجوم على رئيس الجمهورية و"التيار"، إلى آخر المضبطة التي تتغرغر بها الأحزاب الشمولية والدكتاتوريات عندما يقترب أوان سقوطها.

أقبح ما في هذا الكلام أن "التيار" يتكلم عن الضوابط الأخلاقية التي فقدها ويتكلم عن الخطوط الحمر، وقد امتهن مؤسسه وولي عهده رسم الخطوط الحمر ومحوها بحسب أهوائهما وتبعا لمصالحهما، حتى أوصلا "التيار" إلى أسفل الدركات، وحولا لبنان إلى دولة فاشلة، من كثرة ما فرطا بمصالحه السياسية والسيادية والديبلوماسية والمالية والاقتصادية.

لقد كان الجنرال مع السيادة ومع إخراج سوريا من لبنان، وكانت ال"أم تي في" الرافعة والمنبر. تراجع الجنرال عن هذا المبدأ، وظلت ال"أم تي في" رافعة الخط السيادي والمنبر. كان الجنرال مع الجيش في مواجهة سلاح ميليشيا "حزب الله" المؤتمر بأوامر الملالي، وكانت ال"أم تي في" مع هذا التوجه السيادي والرافعة والمنبر، تراجع الجنرال عن هذا المبدأ وتحالف مع السلاح غير الشرعي، وظلت ال"أم تي في" رافعة الخط السيادي والمنبر. لقد نادى "التيار" ومؤسسه بالإصلاح والتغيير، والقضاء النزيه ومحاربة الفساد والإقتصاص من سارقي المال العام، وكانت ال"أم تي في" الرافعة والمنبر، تراجع الرئيس و"التيار" عن هذه المبادىء وتحالفا مع الفاسدين وعطلا القضاء، وظلت ال"أم تي في" رافعة الإصلاح والمنبر.

كان الرئيس أبا لمناضلي "التيار" الشرفاء أثناء غيابه في فرنسا، وكانت ال"أم تي في" الرافعة والحاضنة والمنبر، تخلى الرئيس عن أبوته لهؤلاء الشرفاء لدى عودته فأقصى المناضلين الحقيقيين واستبدلهم بالمتزلفين والطارئين الذين خدموا في بلاط سوريا، وظلت ال"أم تي في" وستظل رافعتهم والمنبر. إدعى الرئيس وتياره أنهما بإسم الشعب جاءا إلى السلطة وأطلقا اسم "قصر الشعب" على القصر الجمهوري، وأعطت ال"أم تي في" كل الفرص لهذه التجربة وكانت الرافعة والمنبر، تخلى الرئيس و"التيار"، كما فعل ويفعل معظم المسترئسين الموارنة، عن الشعب وطوقا "قصر الشعب" بالجنود والأسلاك الشائكة، وظلت ال"أم تي في" صوت الناس والرافعة والمنبر، وهي متمسكة برسالتها هذه إلى أن ينتصر الشعب ويستعيد ازدهاره وبحبوحته وتتحقق السيادة.

ولا ننسى في هذه العجالة، فقط لأن "التيار" تنكر وتناسى وكذب، بأن ال"أم تي في" كسرت أواسط التسعينات، كل محرمات الاحتلال والمنظومة الأمنية وتجاهلت كل التهديدات وذهبت إلى الجنرال في المنفى الباريسي مرة واثنتين وثلاث، فنقلت صوته الذي كان ممنوعا في لبنان، إلى محبيه ومناصريه، وظلت تغطي مناضليه إلى أن أقفلتها سلطة الاحتلال وقضاؤها.

ولا ننسى إن تناسى "التيار"، أن ضيق الصدر وعدم تحمل الصوت الحر كيف دفعا الجنرال إلى طرد مندوبة ال"أم تي في" من الرابية، وقلنا إن الأمور ستتغير عندما يصل "بي الكل" إلى بعبدا، لكن الأمور لم تتغير، وها هو تياره يلجأ إلى مقاطعتنا بعدما فشل في إقناع القضاء بإقفال ال"أم تي في" وسجن رئيس مجلس إدارتها.

وبعد، لماذا كل هذا الحقد ونكران الجميل؟، لأن المطلوب ألا نتحدث عن فساد دولتهم وفشلها في كل المجالات، كما هو مطلوب مثلا، ألا نتحدث عن انفجار 4 آب ولا عن مسؤولية الدولة، من رأسها إلى قاعدتها، عن الإهمال الذي تسبب بقتل المئات وجرح الآلاف وتدمير نصف العاصمة، وأن نسوق ربما بأن الرئيس وباسيل "ما كان معن خبر".

في النهاية، نقول: قاطعنا أيها "التيار"، لأنك بذلك تساعدنا على التخفيف من ثقل أخبارك عن الناس الذين تكفيهم الكورونا والأزمات القاتلة التي أوقعتهم وشركاؤك فيها. والنصيحة بأن تقاطع كل الإعلام، فيكون لبنان بذلك قد بدأ أولى الخطوات للخروج من مصائبه ولو نفسيا. فالرأي العام إن أخفى عنكم المستشارون، لم يعد يطيق رؤيتكم بعدما أوصلتم البلد إلى الحضيض، لم يعد يطيق أن يرى كيف تمتهن كرامة بلده أمام الرؤساء الأجانب والموفدين العرب والدوليين.

قاطعنا أيها "التيار" وامنعنا من دخول القصر الجمهوري إن شئت، علما بأنه ملك الشعب، لكننا لن نغير مبادئنا ولن نخذل ناسنا كما غيرت مبادئك وخذلت ناسك وكل الناس.

في السابق، وفي واقعة فاجرة مماثلة ارتكبتها في حقنا، قلنا لك إن الـ mtv يمكنها أن تحيا من دون الطلة البهية لنوابك ووزرائك ومسؤوليك على شاشتها، والآن نحدث هذه المقولة ونزيد، بأن التياريين االمخلصين ومعظم اللبنانيين يطالبون بهذا الشيء ويريدونه، فلبنان الذي خبركم جيدا يستحق أن يتنفس السيادة والكرامة والازدهار. كفاه ذلا وكفاكم وقاحة واستقواء بالسواعد المستأجرة والأقلام. قليلا من الأدب.. لا أحد يخافكم، خوفنا منكم على لبنان. لبنان أجمل بلاكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فيما تدور السياسة الداخلية في حلقة مفرغة، وكأن أحدا من السياسيين لم يتعلم شيئا من دروس 17 تشرين وكارثة المرفأ، وفي وقت تضيع الأفكار بين طرح التوافق على التأليف قبل التكليف، ومطالبة رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف قبل التأليف، وبين الشروط والشروط المضادة المرتبطة باسم رئيس الحكومة العتيد، يفقد لبنان مزيدا من الوقت الذهبي، للحد من الانهيار المالي والاقتصادي وصولا حتى إلى ما بات يهدد أمنه الغذائي، لا سيما بعد ما تردد عن إعلان المصرف المركزي عزمه على وقف دعم المواد الأولية بعد 3 أشهر من آب الحالي.

للصعود من القعر، لبنان بحاجة إلى اقتراض مليارات الدولارات، وباب الاقتراض لن يفتح إلا عبر صندوق النقد الدولي، وللصندوق شروط إصلاحية واضحة تمهد الطريق لعودة العمل على برنامج الإنقاذ. أولى هذه الشروط،التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، يليها حل ملف الكهرباء، وضع قانون ال"كابيتال كونترول"، إعادة درس موازنة العام 2020، وصولا إلى توحيد سعر الصرف.

كل هذه الشروط، يمكن وصفها بالضرورية ولكن غير الكافية. وعلى الرغم من كل ذلك، لم يخط لبنان حتى الساعة أي خطوة فعلية، توحي بوجود إرادة حقيقية للالتزام بالإصلاح، باستثناء المعلومات التي حصلت عليها الـLBCI. تقول هذه المعلومات، إن وزير المال غازي وزني، سيوقع في الساعات المقبلة، عقد التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، ما قد يرسل إشارات إيجابية عن التزام الشفافية التي يطالب بها الغرب ولا سيما فرنسا، تمهيدا لتوسعة التدقيق، ليشمل إلى "المركزي"، كل الإدارات والمؤسسات الرسمية، حيث علامات الاستفهام عن صرف الأموال.

تزامنا، علمت الـLBCI أن الغرب وبمقدار تمسكه بالإصلاحات، متمسك بخطة الإنعاش الاقتصادي، التي وضعتها حكومة الرئيس حسان دياب، بالتعاون مع شركة "لازارد"، التي عاد مفاوضوها إلى لبنان في الرابع من آب، يوم انفجار المرفأ، ليغادروا فورا بعده، ويعودوا مبدئيا اليوم.

عودة فريق "لازارد"، تعني عمليا معاودة المفاوضات بين الحكومة و"لازارد" من جهة، والمصرف المركزي وجمعية المصارف من جهة أخرى، تمهيدا لإعادة البحث مع صندوق النقد الدولي في برنامج الإنقاذ المالي.

في ظل كل هذه المعطيات، ترف الوقت لم يعد لصالحنا، لا ماديا ولا اقتصاديا، والبلاد التي لم تشف من هول كارثة مرفأ بيروت، تلقت صفعة ثانية، هي ضربة كفتون، التي شيعت شبانها اليوم، وسط تواصل التحقيقات الأمنية التي أدت إلى إمساك شعبة المعلومات بطرف خيوط القتلة، أصحاب السوابق الإرهابية.

البلد على كف عفريت، فحادثة كفتون جاءت بعد ساعات من حادثة اللوبية، ووسط معلومات عن أجواء أمنية ضاغطة في أكثر من منطقة بقاعية.

هكذا يختصر واقعنا، وأنتم "خليكون بدائرتكم المفرغة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

... وصوب الشرق أبحرت السفينة. وهذه العبارة التي كانت على متن كتاب "النبي" لجبران، عادت بعد مئة عام إلى مرفأ بيروت، لكن على صورة مدمرة. وعلى ظهر سفينة الموت تنبت كل يوم رواية جديدة، تلقي اللوم ثم تتدارى خلف الحصانات. وآخر ما روي عنها أنها وصلت إلى بيروت بناء على طلب جبران باسيل في أثناء تسلمه وزارة الطاقة، لنقل معدات تتعلق بالمسح الزلزالي إلى ميناء العقبة في الأردن. وهذه المعلومات وقعت بين أيدي المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات لدى سيره في ملف جريمة المرفأ.

رد "التيار" لم يتأخر، واضعا الأمر في إطار الحملات الإعلامية لضرب صورة رئيسه وتجديد عملية الاغتيال السياسي، وأبرز كتابين من وزارة الطاقة إلى المديرية العامة للجمارك، يطلبان تسهيل الإدخال الموقت لآليات ومعدات المسح الزلزالي الثنائي الأبعاد لصالح وكيل شركة "سبكتروم" في لبنان.

ولتبيان الخيوط الفاصلة، سيكون معنا خلال هذه النشرة الزميل رضوان مرتضى، للكشف أيضا عن مستجدات التحقيق في قضية المرفأ، وإفادات الموقوفين والمراسلات بين الوزراء وتوزيع المسؤوليات.

وبالمهام السريعة وتحديد المسؤوليات عن جريمة كفتون في الكورة، كانت شعبة المعلومات تصل إلى الفاعلين في أقل من أربع وعشرين ساعة، إذ دهمت قوة من الشعبة منزلا في مخيم البداوي بالتنسيق مع عناصر من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، وقامت بتوقيف مشتبه فيه. وتزامنا كانت بلدة كفتون و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" يشيعان شهداءهم فادي سركيس، وجورج سركيس وعلاء فارس، حيث جالت نعوشهم في أحياء البلدة، وبعد الوداع الأخير، تليت الصلاة على أرواح شهداء الواجب.

وفي مراسم التشييع السياسية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري دفن مساعيه على خط التأليف الحكومي مرحليا. وقال: "أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري في هذا الشأن"، لاعبا على اليد التي تصفق ولا تصفق، لكن محتوى العبارة الأصح هو أن "الصفقة" الحكومية العابرة فوق الدستور، مصيرها "الكف"، لأنها تتخطى رئاسة الحكومة وتقتطع من دورها، وتسجل لرئيس الجمهورية ارتكابه خطأ دستوريا يحاكم عليه في اختزال المؤسسات وإخضاعه تأليف الحكومة لجوقة مشاورات تسبق الاستشارات الملزمة.

ولن يصدقكم أحد بأنكم تبحثون عن حكومة وحدة وطنية، لأن المساعي الجارية من قبلكم تفيد بتحصيل حكومة وحدة سياسية ضد الوطنية. وعلى هذا المنحى، فإن الرئيس سعد الحريري بدا محقا في موقفه من عدم زيارة بعبدا إلا خلال الاستشارات الملزمة، وهو بذلك نزع فتيل الصفقة من يد عون وبري، والطرفان يبحثان عن حكومة إنقاذ للذات الرئاسية. أما عناوين الإصلاح فلم يعثر على أي ملامح لها لتاريخه، فيما اصبح تصنيفنا على لوائح المؤسسات المالية من فئة "جرصة -".

والآتي يبدو أنه فعلا أعظم لناحية ما ذكرته وكالة "رويترز" عن فقدان الدعم بعد ثلاثة أشهر. ووفق معلومات "الجديد" فإن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أخطر رئاستي الجمهورية والحكومة ووزير المال، أن لديه تسعة عشر مليارا وستمئة مليون دولار، لكن هناك سبعة عشر مليارا ونصف المليار من هذه الأموال عائدة للمصارف وبالتالي للمودعين، وعليه لا يتبقى لدى مصرف لبنان سوى مليارين ومئة مليون دولار فقط لدعم المواد الأساسية من محروقات وقمح وأدوية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«الاشتراكي» و«القوات» يتحفظان على الحريري

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/23 آب/2020

لا تزال المشاورات الحكومية تراوح مكانها ما يوحي بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق، رغم بعض التفاؤل الذي تبديه مصادر مطلعة على المباحثات، معتبرة أنه لا بدّ أن يسجل خرق ما قبل موعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت بداية الشهر المقبل.

وفي إطار اللقاءات السياسية التي تعقد على أكثر من خط، عقد أمس لقاء بين رئيس البرلمان نبيه بري، والنائب وائل أبو فاعور، موفداً من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. ورغم أن فاعور لم يدل بأي تصريح للإعلام بعد انتهاء اللقاء، قالت مصادر مطلعة على المشاورات، إن «الحزب التقدمي الاشتراكي» لم يبد حماسة لطرح بري لجهة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء، بينما نقلت قناة «الميادين» عن أبو فاعور قوله بعد لقائه بري «موقفنا حاسم ولن نسمي الحريري لرئاسة الحكومة». مع العلم أن موقفاً لافتاً كان قد صدر عن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قبل اجتماع أبو فاعور ببري، وكتب على حسابه على «تويتر»: «لماذا لا تجري الاستشارات النيابية وفق الأصول بدل الهمسات في الكواليس، وتختار الكتل النيابية من تشاء، وتحترم نتيجة التصويت»، وأضاف: «وبالنسبة لموقف (الحزب الاشتراكي)، فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل. إن نتائج الانتخابات السابقة خير دليل أن ما من أحد بادلنا الأصوات». ومع تأكيد المصادر المطلعة على أن بري وموقف الثنائي الشيعي بشكل عام لا يزال يدفع باتجاه ترؤس الحريري لمجلس الوزراء، من دون أن تستبعد ليونة في موقف جنبلاط تحديداً في هذا الإطار، وهو الذي ينسق بشكل دائم مع بري، تلفت إلى أن الموقف الأكثر ضبابية في هذا الإطار هو لرئيس الجمهورية، ورئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، الذي لم يكن متجاوباً مع طرح بري لعودة الحريري خلال لقائه رئيس البرلمان، لتعود بعدها مصادره (مصادر باسيل)، وتقول إنه لم يتم البحث بالأسماء.

ورغم كل ذلك، تعول المصادر على مرونة ما قد تتضح في المواقف السياسية في الأيام المقبلة، من دون أن تسقط بشكل نهائي احتمال إمكانية الدعوة إلى استشارات نيابية قبل عودة الرئيس الفرنسي، «رغم اللعب على وتر التأليف والتكليف، وامتناع رئيس الجمهورية عن الدعوة للاستشارات قبل الاتفاق على شكل الحكومة وصيغتها وبرنامجها»، مؤكدة أن الميثاقية هي في التأليف وليس في التكليف. ومع تمسك «حزب القوات» بموقفه الرافض لحكومة وحدة وطنية، صدر عن النائب في كتلته بيار أبو عاصي موقف متقدم تجاه رئيس الجمهورية، حيث دعاه إلى الاستقالة، كما اعتبر أن «سعد الحريري لم يعد المُنقذ والأمر أصبح يقف بالنسبة إلينا على الطرح والتركيبة». وقال في حديث تلفزيوني، «ما حصل في مرفأ بيروت نتيجة الإهمال والمسؤول الأوّل هو رئيس الجمهوريّة الذي كان يعلم ولم يقم بأي خطوة». ووصف بو عاصي عون بـ«غول الموت»، ومنذ وصوله إلى الرئاسة «لم نرَ إلاّ الموت والدمار وخيار (ميشال عون أو الفوضى) لم يكن سهلاً لنا»، مُضيفاً: «رئيس الجمهورية ليس على قدر المسؤولية، ونحن في مرحلة خطيرة جداً من تاريخ لبنان والبلد (صار مشقّف)»، داعياً رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الاستقالة. وشدّد على أنّ «الانتخابات النيابية المبكرة بالنسبة إلى (القوات اللبنانية) هي الحل، ولا إصلاحات بالتراضي بعد اليوم، كما حصل في الكهرباء والمعابر الشرعية وجداول أعمال الحكومات (ما بدها وزراء) بل مدراء عامّين وحكومات الوحدة الوطنية (لا قوية ولا قادرة ولا فاعلة)». وطالب بو عاصي، «حزب الله»، بـ«تسليم سليم عيّاش»، معتبراً أن مشاركة «القوات» في الحكومة «قصاص للقوات وللباقين»، و«وجودنا في الحكومة الجديدة يُعطي ثقة للمجتمع الدوليّ».

 

النهار: تفكك تصاعدي واجواء مشحونة ولا تكليف قريباً

النهار/الأحد 23 آب 2020

 لم يكن ينقص المشهد المتصل بالاستحقاق الحكومي والذي ارتسمت معالم تأزمه منذ الجمعة الماضي سوى تفجر سجالات حادة بين افرقاء أساسيين معنيين بالمشاورات المفترضة لاطلاق الاستحقاق من أسره الراهن كما اعتمال معركة سلبية بين قدامى الحلفاء في قوى 14 آذار . واذا كان من معالم واضحة تستشف من تطورات الساعات الأخيرة والتحركات والمواقف التي سجلت خلالها فيمكن استخلاصها بانها تعكس فوضى وارتباك سياسي واسعين لن يؤديا في الحصيلة الا الى خدمة مآرب مكشوفة للسلطة في تأخير خطوات الاستحقاق والتمهل المفتعل في استعجال التكليف والتأليف لاهداف سافرة ومكشوفة يستشعر حيالها الحكم وبعض حلفائه بانهم لا يزالون قادرين على التحكم بزمام التطورات وتوجيهها لمصلحتهم . وفي الواقع فان الشكوك زادت وتفاقمت في الساعات الأخيرة حيال آفاق الاستحقاق الحكومي خصوصا مع غياب أي مؤشرات جدية حتى الان حيال الاجراء الدستوري البديهي الذي يفترض ان يلي استقالة الحكومة وهو تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة . واذا كان التباطؤ سمة الموقف من جهة رئاسة الجمهورية بحجج لا تقنع أحدا وتكشف إمعان الحكم في السعي الى تكريس عرف غير دستوري يتجاوز عبره صلاحيات رئاسة الحكومة كما صلاحيات مجلس النواب نفسه فان المثير للغرابة اكثر هو سكوت وصمت معظم المراجع والقوى السياسية على هذا التجاوز الدستوري بما ينذر بتداعيات وخيمة . ثم ان انعدام الأفق حيال الاستحقاق الحكومي فيما العد العكسي يقترب من نهاية آب وحلول الأول من أيلول الموعد المنتظر لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثانية في اقل من شهر يضع الحكم وحلفاءه والقوى السياسية الأخرى أيضا امام محك حساس جدا سيتحملون من خلال تبعات أي تأثيرات سلبية على هذه الزيارة سواء ثبت موعدها ام لا باعتبار ان القاصي والداني يدرك حجم الضرر الكبير الذي يمكن ان ينجم الان عن التسبب باي غضب فرنسي جديد فيما فرنسا لم توفر أي مجال لإغاثة لبنان ودعمه ومساعدته على تجاوز كارثة الانفجار الا وقدمتها . ولذا اكدت مراجع سياسية واسعة الاطلاع ما كانت أوردته النهار امس من ان زيارة ماكرون باتت المحور الأساسي الذي سيتركز عليه الجهد السياسي في الأيام الطالعة تجنبا لنكسة خطيرة يمكن ان تنشأ في حال تسببت التعقيدات السياسية والعرقلة والمناورات باحتمال عدول الرئيس الفرنسي عن الزيارة في اللحظة الأخيرة .

في أي حال لم تعكس صورة الواقع السياسي في الساعات الأخيرة أي ملامح إيجابية او مشجعة على دفع الاستحقاق الحكومي قدما . فإلى جانب المماطلة المتمادية في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة تفاقمت خلف الكواليس تباينات اضافية حيال تسمية الرئيس المكلف . فاذا كان موضوع التكليف المحتمل للرئيس سعد الحريري والذي اندفع به الرئيس نبيه بري منذ أيام اصطدم الجمعة الماضي في اجتماع عين التينة برفض "التيار الوطني الحر" فان الساعات الأخيرة شهدت تفاعلات سلبية وراء الكواليس حول موقفي كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية من رفضهما أيضا لتكليف الحريري بما يجعلهما في نقطة تقاطع مع التيار الوطني الحر ولو لاهداف وأجندات مختلفة بين الأطراف الثلاثة . ومن غير المستبعد ان تطرأ مواقف وتطورات في اليومين المقبلين وسط مؤشرات عن ان الرئيس الحريري لن يبقى صامتا حيال كل ما يتردد في شأن تكليفه وان موقفا على جانب كبير من الأهمية سيترك تداعيات بارزة قد يطلقه قبل منتصف الأسبوع الطالع .

وكان النائب وائل أبو فاعور زار امس عين التينة موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان غرد متسائلا "لماذا لا تجرى الاستشارات النيابية وفق الأصول بدل الهمسات في الكواليس وتختار الكتل من تشاء وتحترم نتيجة التصويت ؟ ".واضاف " بالنسبة للحزب الاشتراكي لا علاقة له باي تيار سياسي آخر ولا ندين لاحد باي جميل ان نتائج الانتخابات السابقة خير دليل ان ما من احد بادلنا الأصوات ". وسط هذه الأجواء اشتعل سجال بالغ الحدة بين كتلتي القوات اللبنانية النيابية والتيار الوطني الحر بعد حديث ناري ادلى به عضو كتلة الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي وشن فيه حملة عنيفة غير مسبوقة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون . وقد ذهب بو عاصي في حديث الى محطة ام تي في الى نعت الرئيس عون ب"غول الموت" وطالب باستقالته محملا إياه المسؤولية الأولى عن انفجار مرفأ بيروت . كما ان بوعاصي اعلن بوضوح الرفض القواتي لتكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة الجديدة معتبرا ان الحريري "لم يعد المنقذ " . وأشعل كلامه ردودا حادة من نواب في تكتل لبنان القوي ومنهم النائب آلان عون الذي علق على بوعاصي بقوله " ابطال الاقتتال في الحرب عادوا ليروجوا له في السلم ". كما رد النائب سيزار بو خليل بعنف فقال " دراكولا الموت وشياطينه لا حاجة لتذكير اللبنانيين بجرائمهم ". كما كانت ردود أخرى في سجالات حادة بين الفريقين .

 

معاناة ضحايا انفجار بيروت السوريين مضاعفة/بحث عن مدافن وتمييز في العلاج والمساعدات

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/23 آب/2020

منذ عامين ونصف العام، رُزق عبد القادر إبراهيم بلوسو بطفلة، كانت آخر العنقود والوحيدة من أبنائه الأربعة التي ولدت في بيروت المدينة التي التجأ إليها هرباً من الحرب في سوريا. أصر عبد القادر حينها أن يسميها فرح: «ستكون مصدر الفرح، ستجلب لنا السعادة والسلام».. قال لزوجته فاطمة، ولكنه لم يكن يعلم حينها أنها ستنتظره يوماً ما من دون أن يعود إليها.

نحو 3 أسابيع مرت على انفجار المرفأ في بيروت الذي كان عبد القادر أحد ضحاياه، وفرح لم تمل الجلوس عند باب البيت تنتظر عودة والدها، تناديه حيناً وتبكي حيناً آخر عله يُشفق عليها ويعود ليأخذها «مشوار»، كما اعتاد أن يفعل كلما عاد من عمله.

لا تعرف فرح أن الأقدار شاءت أن يكون والدها في مكان عمله في منطقة الكارنتينا لحظة وقوع انفجار المرفأ في بيروت، حيث «أصيب بظهره»، كما تقول زوجته فاطمة، مضيفة في حديث مع «الشرق الأوسط» أن أحد الأشخاص الذين كانوا يساعدون في نقل المصابين إلى المستشفى حاول إنقاذ زوجها، ولكنه لم يستطع إيجاد مشفى يستقبله إلا بعد ساعتين، وكان حينها قد فارق الحياة، فبدأت رحلة البحث عن مشفى يستقبل جثته، وقد «أخذ الأمر أيضاً ساعتين تقريباً. فعند الساعة العاشرة ليلاً، استقبل أحد المشافي في منطقة بصاليم (جبل لبنان) جثته».

في عام 2013، قدم عبد القادر، هو وعائلته (زوجته وثلاثة أبناء حينها)، إلى لبنان هرباً من الموت في حلب، حيث سكن في منطقة سن الفيل، وعمل حداداً. «كانت أمورنا ميسّرة، ولو بصعوبة، كنا مستورين في منزل نأكل ونشرب، وأولادنا يذهبون إلى مدارسهم».. تقول فاطمة، مضيفة: «اليوم، ذهب المعيل، كيف لي أن أكمل الحياة وأقوم بأمر أبنائي الأربعة وحدي؟».

منزل فاطمة لم يتضرر كثيراً، ولا يزال يأويها وأولادها، حيث يسكنون تحت سقفه ويأكلون مما تيسر في المنزل، أو ما ترسله بعض الجمعيات من وجبات، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلاً، فما في البيت من مؤنة سينفد قريباً، والجمعيات لن تبقى توزع المساعدات طوال الحياة، وحتى المنزل نفسه لن يدوم، فإيجاره 480 ألفاً كان يدفعها زوجها، أما اليوم فما من أحد ليدفع الإيجار.

مشاعر عدة تختلج في صدر فاطمة التي تحمد الله حيناً، وتتمنى لو أن شريك حياتها لا يزال على قيد الحياة أحياناً، وتشعر بالامتنان لأن أطفالها لا يزالون على قيد الحياة، تحزن ثم تؤجل الحزن إلى حين إيجاد حل يضمن استمرار عيش أطفالها بكرامة، تفكر وهي التي ليس لديها أي أقارب في لبنان بالذهاب إلى أهلها في تركيا أو إلى أهل زوجها في ألمانيا: «لا أعلم إن كان ذلك ممكناً، ولكن هذا خياري الوحيد؛ لن أستطيع البقاء هنا».. تقول، مضيفة: «الحمد لله على كل شيء، ولكن حياتي تغيرت 180 درجة؛ لم يعد لي ولأولادي من سند مادي ولا معنوي، موت زوجي كسر ظهري، ولكنني أحاول أن أنجو بعائلتي».

أبناء عبد القادر عهد ونور الهدى وإبراهيم ودعوه قبل أن يرتاح في مثواه الأخير، وأيقنوا أنه لن يعود مجدداً، وأنهم أصبحوا يتامى الأب في بلد غير بلدهم، أما فرح فلا تزال تنتظر عند الباب، تنادي والدها عله يعود.

- البحث عن مقبرة

دُفن عبد القادر في محافظة عكار (شمال لبنان)، في قرية لا تذكر فاطمة اسمها، ولكنها تقول إنها قريبة من الحدود مع سوريا، إلا أن عشرات العائلات السورية لا تزال تواجه مشكلات تتعلق بالدفن، لجهة صعوبة إيجاد مقبرة تستقبل ضحاياهم في لبنان، فضلاً عن الصعوبات المادية المتعلقة بنقل الجثة إلى سوريا، كما يوضح المدير التنفيذي في «بسمة وزيتونة» (منظمة غير حكومية تدعم اللاجئين في لبنان)، فادي حليسو، شارحاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن بعض العائلات السورية «لا تستطيع دفع الرسوم التي فرضتها الحكومة لدخول الأراضي السورية (أي 100 دولار للفرد)، فضلاً عن إجبار المواطنين السوريين العائدين إلى بلادهم على إجراء فحص كورونا الذي تبلغ كلفته 150 ألف ليرة لبنانية». وانطلاقاً مما تقدم، يحتاج المواطن السوري إلى ما يقارب المليون ليرة لبنانية (كلفة شراء الـ100 دولار من السوق السوداء تبلغ نحو 800 ألف ليرة لبنانية، تضاف إليها كلفة فحص كورنا)؛ أي ما يوازي راتباً شهرياً لبعض العمال السوريين، وذلك فقط لعبور الحدود من دون احتساب كلفة النقل والدفن.

- المستشفيات لا تستقبل السوريين

أمام هذا الواقع، لجأت عائلة سورية إلى إرسال جثة ابنها عن طريق التهريب إلى سوريا، وذلك بسبب عوائق مادية وعملية تحول دون أرسالها بطريقة قانونية. ويقدم الفريق القانوني في «بسمة وزيتونة» الذي كان يساعد اللاجئين السوريين في تسجيل الزواجات والولادات حالياً إلى أهالي ضحايا السوريين في التفجير الدعم المادي والقانوني لإصدار شهادات وفاة وتصاريح بالدفن، إلا أن من استطاعت الجمعية الوصول إليهم 10 حالات فقط، من أصل 43 سورياً قتلوا في الانفجار الذي أودى بحياة 182 شخصاً.

فضلاً عن مشكلات الدفن، يواجه المصابون السوريون مشكلات بتلقي العلاج، إذ يؤكد حليسو أن عدداً كبيراً منهم «لا يتلقى العلاج اللازم لأن بعض المستشفيات لا تلتزم بتعميم وزارة الصحة الذي يوصي بمعالجة جميع جرحى تفجير المرفأ على نفقة الوزارة، فترفض استقبال السوريين الذين باتوا يلجأون إلى المشافي الميدانية»، مضيفاً أن «40 شخصاً مصاباً لجأ إلى الجمعية، بينهم عدد كبير إصابته خطيرة حرجة تحتاج إلى تدخل طبي سريع، إذ تبحث الجمعية عن من يكفل هؤلاء».

الشكوى من عدم التزام المستشفيات بتعميم وزارة الصحة كررها عدد من المصابين السوريين الذين التقينا بهم، بالإضافة إلى الحديث عن تمييز نحوهم في تقديم المساعدات، إذ يقول أحد من التقيناهم، ويُدعى أحمد: «ذهبت إلى أحد المراكز لأسجل أسمي من أجل الحصول على مساعدات، فطلبوا مني بطاقتي الشخصية، وعندما عرفوا أنني سوري الجنسية اعتذروا إلي قائلين إن المساعدات للبنانيين حصراً»، مضيفاً أنه أخبرهم بأن بيته تضرر، وأنهم يستطيعون التأكد من ذلك بأنفسهم، فجاءه الرد: «هناك جمعيات تعنى بالسوريين، ونحن لسنا واحدة منهم».

عدد كبير من السوريين تضررت بيوتهم، وأصبحوا بلا مأوى، تحاول بعض الجمعيات مساعدتهم «ولكن هذه المساعدة تبقى مرحلية، فالموضوع بحاجة إلى حل على المدى البعيد لهؤلاء»، كما يوضح حليسو، مؤكداً أن المشكلة الحالية لا تكمن في تأمين طعام ومسكن هؤلاء في الوقت الحالي، فهذا مؤمن حالياً إما عبر مساعدات جهات معينة أو أقارب لهم. ولكن بعد شهر أو أكثر، سيجد هؤلاء أنفسهم أمام مشكلة حقيقية، لا سيما العائلات التي فقدت معيلها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تنفي وجود مذكرة تعاون في الأمن الداخلي مع إسرائيل

دبي/الشرق الأوسط/23 آب/2020

نفت دولة الإمارات أمس ما تردد في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، من أن الإمارات وإسرائيل وقعتا مذكرة تعاون في مجال الأمن الداخلي في إطار معاهدة السلام بين البلدين. وأكد سالم محمد الزعابي، مدير إدارة التعاون الأمني الدولي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أن الهدف الأساسي هو إقامة علاقات اقتصادية وعلمية في مجال التكنولوجيا والذكاء الصناعي والصحة والتعليم، «وهذه المعاهدة ليست في إطار البحث عن اتفاقيات أمنية». وكانت تقارير تداولتها بعض وسائل الإعلام زعمت فتح قنوات اتصال على المستوى الوزاري بين الدولتين لتوقيع اتفاق أمني قريبا بينهما. ودعا الزعابي إلى توخي الدقة والموضوعية واستقصاء الحقائق من مصادر موثوقة، مؤكدا أن هذه التقارير عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهات في إسرائيل كشفت أن أول الاتفاقيات التفصيلية التي سيتم توقيعها بين الإمارات وإسرائيل ستكون حول موضوع «تبادل الخبرات في الأمن الداخلي». وقالت مصادر مقربة من الصناعات العسكرية الإسرائيلية إن الجيش في الإمارات معني باقتناء مدفع من صنعها، متطور وخاص بإسقاط الطائرات القتالية المسيرة. وكانت الإمارات قد باشرت معاهدة للسلام مع إسرائيل في العلاقات الثنائية الكاملة، وذلك بعد اتفاق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الثالث عشر من أغسطس (آب) الحالي. وتضمنت المعاهدة توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة. وأشار البلدان في وقت سابق إلى أن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.

 

التحالف الدولي ينسحب من معسكر «التاجي» في العراق

بغداد/الشرق الأوسط/23 آب/2020

أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم (الأحد)، تسلم الموقع رقم 8 في معسكر «التاجي» من قوات التحالف الدولي. وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن قوات التحالف الدولي سلمت اليوم، الموقع رقم 8 في معسكر «التاجي» للقوات العراقية. وأوضح الخفاجي أن «الموقع كان يُستخدم لتدريب وتجهيز وتأهيل الكوادر العراقية من قِبل القوات الأسترالية والنيوزلندية والأميركية»، مبيناً أن «الموقع سوف يُخصص للقوات الأمنية العراقية لاستخدامه». وأضاف أنه «بعد اكتمال مهمة قوات التحالف الدولي تم تسليم الموقع رقم 8 للقوات العراقية بحضور ممثل رئيس الوزراء الذي بدوره قام بتوقيع محضر التسلم والتسليم». وبخصوص تسليم بقية المواقع، بيّن الخفاجي أن هنالك جدولاً زمنياً لتسليمها. ويعد موقع معسكر «التاجي» ثامن موقع يتم تسلمه من قوات التحالف بعد مواقع وقواعد عسكرية في بغداد والموصل وكركوك والأنبار قبل أشهر. ويأتي الانسحاب بعد أيام من تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعهده بسحب العدد القليل المتبقي من الجنود الأميركيين في العراق. وصوت البرلمان العراقي في وقت سابق من العام بالموافقة على رحيل القوات الأجنبية من العراق، وتغادر قوات أميركية وأجنبية البلاد في إطار التقليص. وتنشر الولايات المتحدة زهاء خمسة آلاف جندي في العراق وينشر التحالف 2500 آخرين.

 

الكاظمي: يجب التعامل معنا كدولة ذات سيادة/أميركا تسلم قاعدة «التاجي» للعراق غداة عودته من واشنطن

بغداد - واشنطن/الشرق الأوسط/23 آب/2020

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن العراق دولة ذات سيادة، والتعامل معه يكون وفق هذا المبدأ، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة، لا سيما في المجال الاقتصادي.

وقال الكاظمي، خلال اجتماعه في مبنى الكونغرس الأميركي برئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أول من أمس، إن «آفاق التعاون بين بغداد وواشنطن لا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري فقط، بل تتعداه إلى مجالات متعددة تتضمن تأهيل وإعمار العراق، وبناء شراكات اقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية»، حسبما أفاد بيان للحكومة العراقية، أمس، أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف الكاظمي أن «الحوار الاستراتيجي بين الجانبين العراقي والأميركي خلال زيارة وفد العراق إلى واشنطن، تمخص عن عدة نقاط مهمة، من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين». وأكد أن «ملف المكونات والنازحين يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات الحكومة، وهي عازمة على إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، وحل الإشكالات التي تواجه أقليات العراق والعمل على دعمها وتمكينها».

من جانبها، أكدت بيلوسي، أن «الولايات المتحدة الأميركية تدعم الحكومة العراقية الحالية، وتوجهاتها الوطنية، وأن العراق بلد مستقل ومهم في منطقة صعبة، وأن هناك إجماعاً على دعم استقلالية حكومة العراق وتأهيل الدولة العراقية ودعم جهود العراق في الحرب ضد (داعش)».

وحسب بيان الحكومة العراقية، بحث الجانبان خلال اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة في المجالات الأمنية والاقتصادية والتعليمية والمجالات الأخرى، وزيادة كفاءة القوات الأمنية العراقية وقدراتها القتالية بالشكل الذي ينقل العلاقة بين البلدين إلى مرحلة جديدة، كما جرى تداول ملف النازحين والأقليات. إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، أنه قرر الانسحاب من قاعدة «التاجي» العسكرية شمالي العاصمة العراقية بغداد، اليوم. ويأتي هذا الانسحاب غداة عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى بغداد أمس، بعد زيارة إلى الولايات المتحدة استغرقت أربعة أيام.

وقال مصدر في التحالف الدولي في تصريح إن «التحالف الدولي سيقوم صباح الأحد بتسليم معسكر التاجي للقوات العراقية». وأضاف المصدر أنه «سيكون ذلك من خلال توقيع اتفاقية رسمية بتسليم المعسكر والمعدات والأعتدة الموجودة فيه للجانب العراقي». وتعد قاعدة «التاجي» التي تقع على بُعد نحو 85 كم شمال مدينة بغداد واحدة من أهم القواعد القريبة من بغداد والتي يوجد فيها التحالف الدولي، حيث تحتوي هذه القاعدة التي تتعرض أسبوعياً لصواريخ «كاتيوشا»، على مطار وقاعدة عسكرية ضخمة كانت في الأصل تابعة للحرس الجمهوري الخاص في عهد صدام حسين.

ويرى المراقبون السياسيون في بغداد أن الانسحاب الأميركي من هذه القاعدة، تطبيقاً لخطة إعادة الانتشار التي جرى الاتفاق عليها خلال مباحثات ترمب – الكاظمي، بمثابة أول مكافأة يحصل عليها الكاظمي في وقت هددت فيه الفصائل المسلحة باستهداف المصالح الأميركية في العراق ما لم يتضمن الاتفاق انسحاباً أميركياً من العراق. في السياق نفسه أكدت عالية نصيف، عضو البرلمان العراقي، أن «الكاظمي استطاع سحب الرئيس ترمب إلى مساحته حين أخذ عليه وعداً بانسحاب كامل للقوات الأميركية في غضون ثلاث سنوات».

 

الخارجية الأميركية: بومبيو في الشرق الأوسط لبحث سلوك إيران الخبيث

دبي - العربية.نت/23 آب/2020

كشفت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، عن جولة سياسية لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في منطقة الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل والسودان وإسرائيل والإمارات والبحرين. وأكدت الخارجية الأميركية في بيان، أن جولة بومبيو ستبحث سلوك إيران "الخبيث" في المنطقة. وكان مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، قد كشف، السبت، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيزور إسرائيل، الاثنين، ثم يتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء، لبحث اتفاق التطبيع بين البلدين. وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو جنسيته، أن جدول أعمال زيارة بومبيو يتضمن أيضا بحث التحديات الأمنية التي تمثلها إيران والصين في المنطقة.

وأفاد مراسل "العربية"، أن زيارة بومبيو إلى إسرائيل ستستغرق 24 ساعة. في حين أفادت وسائل إعلام أميركية أن بومبيو يزور السودان الأسبوع المقبل ضمن جولة إقليمية. يذكر أن الإمارات أعلنت، في 13 أغسطس الجاري، عن اتفاق سلام بينها وبين إسرائيل. وأفادت في بيان مشترك نشرته "وام" في حينه بأنه تم الاتفاق بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال إن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل والذي يوقف ضم أراضٍ فلسطينية سيتم توقيعه في البيت الأبيض في غضون ثلاثة أسابيع.

تفعيل آلية الزناد بحق إيران

إلى ذلك، كررت الولايات المتحدة، انتقاداتها لروسيا والصين، وللدول الأوروبية التي عارضت طلبها تفعيل "آلية الزناد" بغية إعادة فرض كافة العقوبات على إيران. وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على أن واشنطن ستمنع روسيا والصين من انتهاك العقوبات على إيران. وأعرب في مقابلة مع "فوكس نيوز" عن خيبة الأمل الأميركية من عدم دعم الحلفاء الأوروبيين لجهود تفعيل العقوبات على إيران، وتمديد فرض حظر السلاح على طهران في مجلس الأمن. مفاعيل "آلية الزناد" يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، انسحبت قبل عامين من الاتفاق النووي الذي استهدف منع طهران من تطوير أسلحة نووية، قائلة إن قيوده على الأنشطة الذرية الإيرانية غير ملائمة. وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت إيران بالحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف كبير للعقوبات، إلا أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا حصلت، تلزم طهران بتعليق كل الأنشطة النووية المرتبطة بتخصيب اليورانيوم، ومنها الأبحاث والتطوير، وتفرض كذلك حظر استيراد أي مواد قد تسهم في تلك الأنشطة. كما يعيد الإجراء فرض حظر الأسلحة ويمنع إيران من تطوير أسلحة باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية، بالإضافة إلى ذلك، تعيد آلية "سنابك باك" عقوبات محددة على عشرات الأفراد والكيانات.

 

موجة تصعيد احتجاجي في جنوب العراق تجرف مقار حزبية في الناصرية وحرق مكتب البرلمان في البصرة

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/23 آب/2020

في أحدث موجة تصعيد احتجاجي في جنوب العراق، أقدم ناشطون غاضبون في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، على تجريف مجموعة مبانٍ ومقرات لفصائل وأحزاب سياسية، إلى جانب قيام محتجين بحرق مكتب مجلس النواب في البصرة. وفيما جاءت موجة التصعيد في الناصرية على خلفية انفجار عبوة ناسفة في ساحة الحبوبي، مساء الجمعة، وتصريحات سابقة ضد جماعات الحراك أدلى بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، دفع الغضب الناجم عن عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين مؤخرا في البصرة بعض المتظاهرين إلى مهاجمة مكتب مجلس النواب وإضرام النار فيه، احتجاجا على ما يعتبرونه تقصيرا من نواب البصرة في البرلمان الاتحادي في الدفاع عن المحافظة وحماية سكانها من العصابات المسلحة التي تستهدف الناشطين. وغالبا ما تشير جماعات الحراك بأصابع الاتهام إلى بعض الفصائل والميليشيات المسلحة الموالية لإيران بالضلوع في عمليات اغتيال الناشطين.وكان المالكي، هاجم الأسبوع الماضي، جماعات الحراك في الناصرية ووصفهم بـ«الفوضويين» ودعا الحكومة إلى ردعهم، ما عرضه إلى حملة انتقادات شديدة من قبل طيف واسع من الناشطين. وأظهرت صور و«فيديوهات» انتشرت على نطاق واسع ناشطين وهم يهدمون بالجرافات مقار حزب الدعوة، ومنظمة بدر، وفوج «عصائب أهل الحق»، و«حزب الله»، والحزب الشيوعي، وتيار الحكمة ومنزل رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة المنحل جبار الموسوي. وتكشف عمليات التجريف الجديدة لمقرات الفصائل والأحزاب، التي سبق أن تم حرقها وهي بالتالي هي غير مشغولة من عناصر الأحزاب، حجم الغضب الشعبي ضد أحزاب السلطة وفصائلها المسلحة. وهذا ما يؤكده الناشط رعد الغزي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن أحزاب السلطة وفصائلها المسلحة لم تستوعب حتى الآن عملية التحول العميقة التي أحدثتها ثورة تشرين في عقول الناس في الناصرية وبقية المدن، وحجم الغضب الجماهيري ضدهم، أو لعلهم يعرفون ذلك جيدا، لكنهم لا يريدون تصديقه، خاصة وهو يصدر عن معاقلهم الرئيسية في محافظات ومدن الجنوب». وذكر الغزي أن «عبوة ناسفة انفجرت مساء الجمعة في ساحة الحبوبي وإصابة نحو 15 متظاهرا، أثارت غضب كثيرين ودفعتهم إلى الانتقام عبر تجريم مقار الأحزاب، إضافة إلى تصريحات المالكي السابقة».

أما الناشط والأستاذ في جامعة ذي قار حازم هاشم، فيعزو سبب التوتر الأخير إلى أسباب عديدة منها «استمرار التسويف الحكومي والحزبي لمطالب ثورة تشرين واستفحال تردي الخدمات الأساسية مع ازدياد وتواتر عمليات الاغتيال التصفية في المدن الجنوبية التي وصلت ذروتها في البصرة وتفجير ساحة الحبوبي». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك «ناجم أيضا عن العجز الأمني المعتمد عن تصرفات أذرع الأحزاب العسكرية أدى إلى ردات فعل غاضبة أنتجت تحركا نوعيا من الشباب المحتج صوب تهديم مباني مقرات الأحزاب الإسلامية الرئيسة التي تحكم ذي قار منذ 17 عاماً متواصلة». ويعتقد هاشم أن «التطور الأخير مؤشر على تفاقم الغضب الشعبي ونذير تطور آخر مع دعوات مقلقة للعنف المسلح بعنوان حماية المتظاهرين ودعوات لتسليحهم بحجة حمايتهم وهو ما سيفضي، في حالة عدم تدخل الأجهزة الأمنية، إلى صدام حتمي». ويرى أن الحكومة تتعامل «بيد رخوة مع التطورات الأخيرة تاركا الجنوب ساحة لتصفية الحسابات والأجندات التي تمهد إلى أجواء تشبه ما حدث قبل سقوط الموصل، في إشارة إلى سقوط المدينة بيد «داعش» عام 2014. ويحذر الصحافي عدنان طعمة، مما يصفها من «الفوضى غير الخلاقة في الناصرية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «دائما ثمة يد خفية في التجمعات أو العمل الشعبي الجماهيري، لإثارة فوضى عارمة لتدمير أهداف هذه التظاهرات والتجمعات وحرف مسارها بشكل عنفي غير مسؤول لتنهض قوى هذه اليد الخفية». ويعتقد طعمة أن «ما حدث ويحدث في الناصرية تقف وراءه أياد خفية ورؤوس مؤدلجة خطرة، تدفع بالمدينة إلى درجة الغليان والفوران الشعبي وصولا إلى الغليان الكبير».

 

ارتفاع درجة الحرارة يفاقم أزمة المياه شمال شرقي سوريا

الحسكة: كمال شيخو/الشرق الأوسط/23 آب/2020

أعربت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» عن قلقها حيال شح مياه الشرب بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بعد انقطاع مضخة العلوك بريف المدينة الشمالي الغربي عن الخدمة منذ عشرين يوماً، وسط ارتفاع درجات الحرارة، حيث جاوزت 40 درجة مئوية.

وأطلق أهالي الحسكة ونشطاء مدنيون حملة بعنوان «العطش يخنق الحسكة»، طالبوا عبرها الجهات العسكرية والسياسية بتحييد ملف المياه عن الصراعات، وإخضاع إدارة محطة العلوك لفريق مدني مختص ومستقل، بإشراف ورقابة دولية، في وقت كشفت فيه مديرية مياه الحسكة التابعة للإدارة الذاتية عن دخول 25 بئراً في «محطة الحمة»، مرحلة الاختبار، وستعمل بشكل جزئي، وتحتاج إلى ثلاثة أيام من أجل تزويد قسم من أحياء المدينة بالمياه الصالحة للشرب.

وقال عدنان حزام المتحدث الرسمي لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، أمس: «نعرب عن قلقنا من أن يتدهور الوضع الإنساني بسبب انقطاع المياه على مئات الآلاف من ساكني الحسكة، خاصةً مع انتشار جائحة (كورونا)، وندعو إلى تحييد المنشآت المدنية الحيوية والخدمية عن الصراعات»، وذكر بأن «الصليب الأحمر» مع فرق منظمة «الهلال الأحمر العربي السوري»... «تقومان بتوزيع مياه الشرب بشكل يومي مرتين من خلال الصهاريج لتعبئة أكثر من 60 خزان مياه بمعدل 550 متراً مكعباً يومياً في مختلف أحياء وشوارع الحسكة».

وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه العلوك غير كافية، حيث تقوم بتوزيع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وبحسب حزام، تعمل «اللجنة»، كغيرها من المنظمات العاملة، على توفير المياه لتزويد قاطني مخيم الهول بالمياه الصالحة للشرب. وقال: «تدعو (لجنة الصليب الأحمر الدولية) كل الأطراف المنخرطة في الصراع إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وتحييد المنشآت الخدمية والمدنية، وعلى رأسها المياه والكهرباء، من دائرة الصراعات».

وجمعت حملة «العطش يخنق الحسكة» نشطاء المعارضة والأكراد، وتصدر وسم «هاشتاغ» الحملة، من بين أعلى الحملات تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي و«السوشيال ميديا»، وقال أهالي الحسكة ونشطاء في بيان إن «تكرار انقطاع المياه الصالحة للشرب دفع سكان الحسكة وأريافها للاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، ما يشكل خطراً جسيماً على حياتهم، في ظل الجهود المحلية للتصدي لفيروس (كورونا المستجد)».

وأشارت الحملة إلى أن قلّة المياه أثرت بشكل سلبي على النظافة الشخصية للأشخاص والعائلات، وكذلك نظافة وتعقيم المراكز الصحية والمشافي، كما أجبرت الأهالي على شراء المياه، وزيادة الطلب على مياه الصهاريج المتنقلة التي قد لا تكون نظيفة وغير معقمة، وطالب البيان بتحييد محطة علوك «عن الصراعات السياسية والعسكرية، وإخضاع إدارتها لفريق مدني مختص ومستقل، بإشراف ورقابة دولية، وكفّ يد القوات التركية عن استخدامها كورقة ابتزاز، واستفادة جميع سكان المنطقة بشكل عادل ودون تمييز»، على حد تعبير البيان الذي نشرته صفحات وحسابات النشطاء قبل يومين.

ومنذ سيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية له، بداية أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، على مدينة رأس العين بالحسكة، بعد هجوم واسع، وعملية «نبع السلام»، تحولت محطة العلوك إلى ورقة ضغط بين موسكو وأنقرة، وقد دخلت على خط المفاوضات، وتوصلوا إلى تفاهمات أولية نصت على السماح بضخ المياه من العلوك نحو مدينة الحسكة، والبلدات التابعة لها وريفها، مقابل تزويد محطة مبروكة الكهربائية برأس العين بالتيار الكهربائي لخدمة المناطق الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا.

بدورها، أعلنت مديرية المياه بالحسكة التابعة للإدارة الذاتية عن بدء ضخ المياه من آبار «محطة الحمة»، الواقعة على بُعد 14 كيلومتراً غرب المدينة، كأحد الحلول الإسعافية لسد احتياجات المنطقة من مياه نظيفة صالحة للشرب، وكشفت سوزدار أحمد، مديرة المياه بالحسكة، أن 25 بئراً دخلت في مرحلة الاختبار، وستعمل بشكل جزئي على مدار ثلاثة أيام، وستخضع للتحاليل قبل ضخها، وقالت: «بدأنا عملية ضخ المياه من 25 بئراً مجهزة من أصل 50 بئراً بسعة 30 ألف متر مكعب يومياً، تم تشغيلها تحت الاختبار وسيتم الضخ باتجاه الأحياء بعد تعبئة الخزانات».

وشدّدت أحمد على أن هذه الآبار لن تكفي لتأمين جميع احتياجات سكان الحسكة وريفها وقاطني المخيمات، ولفتت قائلة: «دخول هذه الآبار الخدمة أحد الحلول العاجلة، قد لا تغطي حاجة المدينة وريفها والمخيمات المنتشرة بالمنطقة، والتأخر بتشغيلها يعود لانتشار (فيروس كورونا) وأسباب خارجة عن نطاق المديرية». يُذكَر أن محطة العلوك تُعدّ المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب لأكثر من 460 ألف نسمة يعيشون بالمنطقة، حيث تزود بلدة أبو راسين وقراها وناحية تل تمر ومدينة الحسكة وريفها، كما تغذي المحطة 3 مخيمات، من بينها مخيم «واشوكاني» ويضم قرابة 12 ألف نازح فروا من رأس العين، ومخيم «العريشة» الخاص بنازحي مدينتي دير الزور والرقة ويبلغ تعداده نحو 13 ألفاً. أما مخيم «الهول» فيبلغ عدده نحو 65 ألفاً، حيث يعيش فيه آلاف النازحين السوريين، واللاجئين العراقيين، وقسم خاص بالأجانب الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطرة تنظيم «داعش» سابقاً.

روسيا وتركيا توقّعان عقد توريد دفعة ثانية من منظومة «إس 400»

موسكو/الشرق الأوسط/23 آب/2020

أعلنت «روس أوبورون إكسبورت» الروسية اليوم (الأحد)، أن روسيا وتركيا وقّعتا عقد توريد دفعة ثانية من منظومة صواريخ «إس - 400» الدفاعية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المدير العام لشركة «روس أوبورون إكسبورت» ألكسندر ميخييف، القول إن «العقد تم توقيعه، ونناقش مع شركائنا الأتراك حالياً طريقة التسديد المالي لتنفيذ هذا العقد». وكان مستشار الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، قد قال في يونيو (حزيران) الماضي إن تركيا وروسيا اتفقتا مبدئياً على توريد الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي، وقال إن تركيا لديها اتفاق أساسي بشأن توريد الدفعة الثانية من منظومة «إس - 400»، وتوجد بعض المسائل الفنية بشأن عمليات النقل. وتسلمت تركيا منظومات صواريخ من طراز «إس - 400» خلال عام 2019، وجرى تنفيذ هذه الصفقة وسط معارضة شديدة من الولايات المتحدة، التي ردت على ذلك بتعليق مشاركة أنقرة في برنامج مقاتلات «إف - 35»، معتبرة أن موقف تركيا سيضر بالتعاون بين البلدين.

 

أنقرة تؤكد التنسيق مع موسكو لتعزيز نقاطها في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/23 آب/2020

أثار تحرك تركيا خلال الأيام القليلة الماضية لزيادة تعزيزاتها العسكرية واللوجستية، ورفع وتيرة إرسال الجنود إلى نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، التساؤلات في ظل التطورات الأخيرة في إدلب، وتصاعد هجمات النظام على المحاور الجنوبية والشرقية لها، وتحرك الطيران الحربي الروسي لضرب مواقع «هيئة تحرير الشام» والتمهيد لقصف النظام على مناطق سيطرة «الهيئة». وأدخل الجيش التركي منذ الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس (السبت) 5 أرتال عسكرية جديدة، ضمت نحو 145 آلية تحمل معدات عسكرية ولوجستية جرى توزيعها على النقاط التركية، ضمن منطقة خفض التصعيد التي ارتفعت إلى ما يقرب من 65 نقطة. وأرسلت تركيا منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير في إدلب في 5 مارس (آذار) الماضي الذي جاء باتفاق مع روسيا في موسكو، عقب تصعيد من جانب جيش النظام الذي استهدف نقطة مراقبة تركية في 27 فبراير (شباط) ما أدى إلى مقتل 33 جندياً وإصابة العشرات، 6015 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود. وارتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من مطلع فبراير 2020، وحتى الآن، إلى أكثر من 9350 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص، ورادارات عسكرية، بينما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة نحو 13 ألف جندي. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن تكثيف إرسال التعزيزات جاء بعد زيادة عدد نقاط المراقبة، وإنشاء نقاط جديدة؛ لا سيما في مواقع بالريف الجنوبي لإدلب، نتيجة تصعيد النظام السوري هجماته في جبل الزاوية ومحيطها، فضلاً عن هجماته في ريف إدلب الشرقي، وتحسباً لأي هجمات من أي مجموعات إرهابية. وأضافت أن تركيا تعمل على زيادة قوة وتحصين نقاط المراقبة التابعة لها، لتثبيت وجودها في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، وعدم السماح للنظام بالتقدم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ما قد يتسبب في موجة نزوح جديدة للمدنيين في إدلب باتجاه الحدود التركية. وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مؤخراً، أن تركيا لن تتسامح مع أي هجوم للنظام على نقاط المراقبة التابعة لها، وأنها سترد على أي استهداف لمواقعها. وعن احتمالات وجود توتر بين أنقرة وموسكو دفع تركيا إلى الدفع بتعزيزات عسكرية مكثفة، تحسباً لوقوع أي عملية واسعة من جانب النظام بدعم من روسيا، أكدت المصادر أن هناك تنسيقاً مستمراً مع الجانب الروسي على المستويين العسكري والسياسي، فيما يتعلق بإدلب وشمال غربي سوريا، وكذلك في شرق الفرات؛ لكن تركيا تعمل على تعزيز نقاط المراقبة التابعة لها، لتكون جاهزة لمواجهة أي هجمات والرد عليها بشكل مناسب. وأشارت المصادر إلى أن هناك تنسيقاً على أعلى مستوى بين أنقرة وموسكو بشأن التطورات في سوريا؛ لافتة إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين: التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، فضلاً عن التنسيق فيما يتعلق بمساعي إحراز تقدم على المسار السياسي وعمل اللجنة الدستورية، وهو ما كان محور مباحثات بين وزيري خارجية البلدين مولود جاويش أوغلو وسيرغي لافروف، الخميس، في اليوم ذاته الذي عقد فيه جاويش أوغلو لقاء مع قادة المعارضة السورية لبحث مسألة اللجنة الدستورية. على صعيد آخر، قصفت القوات التركية المتمركزة في مارع وكلجبرين مناطق في مدينة تل رفعت، ضمن مناطق انتشار «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في ريف حلب، أمس. كما نفذت الفصائل الموالية لتركيا، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، قصفاً صاروخياً على مناطق سيطرة «قسد» في الريف الغربي لمدينة تل أبيض، شمال الرقة.

 

ما الرسائل الأميركية من العقوبات الأخيرة؟

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/23 آب/2020

«الرسائل» التي تريد واشنطن بعثها من قائمة العقوبات على شخصيات سورية إلى موسكو «تصل بالفعل»، إذ إن الأجواء الآتية من موسكو بعد بدء تنفيذ «قانون قيصر»، في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، تفيد بثقل كفة أصحاب الفكرة القائلة إن «الرهان على الانتصار العسكري ليس صحيحاً، ولا بد من التفكير في مسار سياسي». على الأقل، هذه هي قناعة واشنطن التي أعلنت، الخميس، فرض ثالث قائمة عقوبات بموجب «قانون قيصر»، طالت ست شخصيات اقتصادية وسياسية وعسكرية، باستهداف ثلاث شرائح لبعث ثلاث «رسائل»، حسب التفكير الأميركي: الأولى، شخصيات اقتصادية استخدمت للسيطرة على أموال وشبكات رامي مخلوف، والمساهمة في شبكات التهريب؛ والثانية، شخصيات سياسية استعملت لاختراق مؤسسات الدولة والحكومة؛ والثالثة، شخصيات ميدانية ساهمت في العمليات العسكرية، وسهلت وجود إيران و«حزب الله» في سوريا.

والقناعة في «نجاح» العقوبات تزداد عمقاً لدى أصحابها بعد قائمة العقوبات الأخيرة التي تضمنت أمرين: ست شخصيات أدرجتها وزارة الخزانة، وقائمة أخرى وردت في بيان وزارة الخارجية، عبر إعلان تأييد العقوبات الأوروبية. وكانت القائمتان الأولى والثانية من «قانون قيصر» تضمن عشرات الأشخاص، بينهم أسماء زوجة الرئيس السوري، وحافظ نجله الأكبر. الجديد أن الخارجية الأميركية قالت في بيانها: «يجب ألا يكون لهؤلاء أي دور في مستقبل سوريا»، أي أنها من المرات النادرة التي تفصح فيها واشنطن علناً عن «قائمتها السوداء». وأغلب الظن أن المستهدف من إعلان «القائمة السوداء» هو موسكو، إذ إن واشنطن تراهن على أن «رفع كلفة الصراع على الجانب الروسي ستؤدي إلى الوصول إلى قناعة بأن استراتيجية (الرئيس بشار) الأسد في الرهان على الانتصار العسكري لن تنجح؛ فقط ستؤدي إلى استمرار الصراع، وإلى تعمق نفوذ إيران و(حزب الله)، الأمر الذي لا تريده موسكو». وبالنسبة لواشنطن، على «موسكو ألا تعطي دمشق شيكاً على بياض». وحسب المعلومات الواردة إلى العاصمة الأميركية، فإن هناك رأيين في موسكو: الأول، يراهن فقط على الحسم العسكري، والمضي قدماً فيه بعد استراحات وهدن مؤقتة؛ والثاني، يرى ضرورة تلمس المسار السياسي لأن الحل النهائي لن يكون إلا سياسياً. وهناك قناعة لدى بعضهم في واشنطن بأنه «مع مرور الوقت، هناك من بات مقتنعاً في موسكو بأن الطريق الذي باتت روسيا فيه في سوريا لا يعمل»؛ أي أن هناك سؤالاً روسياً: «هل نريد أن نكون بعد خمس سنوات أخرى في المكان ذاته الذي نحن فيه بعد خمس سنوات من التدخل العسكري في سوريا؟ هل نريد أن نبقى ندور في الحلقة المفرغة؟».

العقوبات ليست الأداة الوحيدة التي تستخدمها واشنطن، بل هناك وسائل أخرى: دعم مباشر وغير مباشر للغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية» في سوريا، ودعم سياسي واقتصادي وبـ«وسائل أخرى» لجهود تركيا للحفاظ على وقف النار في إدلب، والبقاء العسكري في شمال شرقي سوريا، و«الرد الحاسم على كل التحرشات الروسية». وأيضاً هناك ضغوط ونصائح لدول عربية وأوروبية بـ«عدم التطبيع» مع دمشق. وبعض الدول العربية لم يرد على النصيحة الأميركية، وهذا يمكن سياسياً، لكنه اقتصادياً صعب لأن «قانون قيصر» يعمل بالمرصاد للشركات الخاصة التي عليها أن تقارن بين كلفة الانخراط في سوريا ومواجهة الشكوك في النظام المصرفي العالمي والأميركي. وبالنسبة إلى التفكير الأميركي، لا يزال الطريق طويلاً إلى ما وراء موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فـ«قانون قيصر» وفر قاعدة قانونية متوافقاً عليها بين الحزبين؛ أي أن «دمشق ستبقى في صندوق العزلة» إلى حين المضي في طريق التنازلات الجيوسياسية التي تعني تقليص دور إيران و«حزب الله»، والتغيير السياسي لتنفيذ القرار (2254). وليست صدفة أن المبعوث الأميركي جيمس جيفري، ونائبه جويل روبرن، موجودان في جنيف، الاثنين، قبل الذهاب إلى إسطنبول وأنقرة، حيث اجتماعات اللجنة الدستورية، يوم الاثنين، ستكون مختبراً لمدى الاستعداد للخوض في مناقشة الإصلاح الدستوري. كما أن اللقاءات مع مسؤولين إقليميين وروس ستكون اختباراً لتلمس نتائج العقوبات.

 

ما الرسائل الأميركية من العقوبات الأخيرة؟

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/23 آب/2020

«الرسائل» التي تريد واشنطن بعثها من قائمة العقوبات على شخصيات سورية إلى موسكو «تصل بالفعل»، إذ إن الأجواء الآتية من موسكو بعد بدء تنفيذ «قانون قيصر»، في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، تفيد بثقل كفة أصحاب الفكرة القائلة إن «الرهان على الانتصار العسكري ليس صحيحاً، ولا بد من التفكير في مسار سياسي». على الأقل، هذه هي قناعة واشنطن التي أعلنت، الخميس، فرض ثالث قائمة عقوبات بموجب «قانون قيصر»، طالت ست شخصيات اقتصادية وسياسية وعسكرية، باستهداف ثلاث شرائح لبعث ثلاث «رسائل»، حسب التفكير الأميركي: الأولى، شخصيات اقتصادية استخدمت للسيطرة على أموال وشبكات رامي مخلوف، والمساهمة في شبكات التهريب؛ والثانية، شخصيات سياسية استعملت لاختراق مؤسسات الدولة والحكومة؛ والثالثة، شخصيات ميدانية ساهمت في العمليات العسكرية، وسهلت وجود إيران و«حزب الله» في سوريا.

والقناعة في «نجاح» العقوبات تزداد عمقاً لدى أصحابها بعد قائمة العقوبات الأخيرة التي تضمنت أمرين: ست شخصيات أدرجتها وزارة الخزانة، وقائمة أخرى وردت في بيان وزارة الخارجية، عبر إعلان تأييد العقوبات الأوروبية. وكانت القائمتان الأولى والثانية من «قانون قيصر» تضمن عشرات الأشخاص، بينهم أسماء زوجة الرئيس السوري، وحافظ نجله الأكبر. الجديد أن الخارجية الأميركية قالت في بيانها: «يجب ألا يكون لهؤلاء أي دور في مستقبل سوريا»، أي أنها من المرات النادرة التي تفصح فيها واشنطن علناً عن «قائمتها السوداء». وأغلب الظن أن المستهدف من إعلان «القائمة السوداء» هو موسكو، إذ إن واشنطن تراهن على أن «رفع كلفة الصراع على الجانب الروسي ستؤدي إلى الوصول إلى قناعة بأن استراتيجية (الرئيس بشار) الأسد في الرهان على الانتصار العسكري لن تنجح؛ فقط ستؤدي إلى استمرار الصراع، وإلى تعمق نفوذ إيران و(حزب الله)، الأمر الذي لا تريده موسكو». وبالنسبة لواشنطن، على «موسكو ألا تعطي دمشق شيكاً على بياض». وحسب المعلومات الواردة إلى العاصمة الأميركية، فإن هناك رأيين في موسكو: الأول، يراهن فقط على الحسم العسكري، والمضي قدماً فيه بعد استراحات وهدن مؤقتة؛ والثاني، يرى ضرورة تلمس المسار السياسي لأن الحل النهائي لن يكون إلا سياسياً. وهناك قناعة لدى بعضهم في واشنطن بأنه «مع مرور الوقت، هناك من بات مقتنعاً في موسكو بأن الطريق الذي باتت روسيا فيه في سوريا لا يعمل»؛ أي أن هناك سؤالاً روسياً: «هل نريد أن نكون بعد خمس سنوات أخرى في المكان ذاته الذي نحن فيه بعد خمس سنوات من التدخل العسكري في سوريا؟ هل نريد أن نبقى ندور في الحلقة المفرغة؟».

العقوبات ليست الأداة الوحيدة التي تستخدمها واشنطن، بل هناك وسائل أخرى: دعم مباشر وغير مباشر للغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية» في سوريا، ودعم سياسي واقتصادي وبـ«وسائل أخرى» لجهود تركيا للحفاظ على وقف النار في إدلب، والبقاء العسكري في شمال شرقي سوريا، و«الرد الحاسم على كل التحرشات الروسية». وأيضاً هناك ضغوط ونصائح لدول عربية وأوروبية بـ«عدم التطبيع» مع دمشق. وبعض الدول العربية لم يرد على النصيحة الأميركية، وهذا يمكن سياسياً، لكنه اقتصادياً صعب لأن «قانون قيصر» يعمل بالمرصاد للشركات الخاصة التي عليها أن تقارن بين كلفة الانخراط في سوريا ومواجهة الشكوك في النظام المصرفي العالمي والأميركي. وبالنسبة إلى التفكير الأميركي، لا يزال الطريق طويلاً إلى ما وراء موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فـ«قانون قيصر» وفر قاعدة قانونية متوافقاً عليها بين الحزبين؛ أي أن «دمشق ستبقى في صندوق العزلة» إلى حين المضي في طريق التنازلات الجيوسياسية التي تعني تقليص دور إيران و«حزب الله»، والتغيير السياسي لتنفيذ القرار (2254). وليست صدفة أن المبعوث الأميركي جيمس جيفري، ونائبه جويل روبرن، موجودان في جنيف، الاثنين، قبل الذهاب إلى إسطنبول وأنقرة، حيث اجتماعات اللجنة الدستورية، يوم الاثنين، ستكون مختبراً لمدى الاستعداد للخوض في مناقشة الإصلاح الدستوري. كما أن اللقاءات مع مسؤولين إقليميين وروس ستكون اختباراً لتلمس نتائج العقوبات.

 

استياء روسي من أداء تركيا في شمال غربي سوريا وتوقعات في موسكو بتفاقم الموقف واندلاع مواجهات جديدة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/23 آب/2020

تزايدت الترجيحات في موسكو حول احتمال احتدام الموقف في إدلب، على وقع الانتهاكات المتواصلة والصراعات الداخلية بين الفصائل المسلحة، وفشل تركيا في ضبط الموقف. واللافت أن خبراء في روسيا ربطوا بين الوضع المتفاقم في إدلب وخطوات موسكو لتعزيز وتوسيع حضورها العسكري المباشر على الأرض، في إطار الاتفاق الجديد الذي وقعه الروس مع السلطات السورية أخيراً لتوسيع مساحة الأراضي الملحقة بقاعدة «حميميم»، قرب اللاذقية. وبدا أن الاستياء الروسي بسبب تصاعد التوتر حول إدلب تزايد في الفترة الأخيرة. واتخذت بيانات وزارة الدفاع الروسية لهجة أكثر حدة، خصوصاً حيال الدور المطلوب من تركيا. ودعت الوزارة، في بيان لها أمس، أنقرة إلى اتخاذ إجراءات لـ«ضمان النظام» على الأراضي التي تنتشر فيها القوات التركية، ووقف ما وصف بأنه «أنشطة إجرامية» للجماعات المسلحة الموالية لها. وأوضح رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء ألكسندر شيربيتسكي، أن الجانب الروسي «رصد اشتباكات كثيرة بين مختلف الفصائل المسلحة، ما أسفر عن سقوط قتلى بين المدنيين». وقال إن «هذه الأعمال غير القانونية تؤدي إلى تفاقم أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة، وتهدد حياة وسلامة الآلاف من المدنيين السوريين»، لافتاً إلى أن «عناصر الجماعات المسلحة الموالية لتركيا تقوم بسرقة ممتلكات المواطنين والمعدات في المنشآت الحيوية الخاصة بتزويد السكان بالمياه والكهرباء». ودعا شيربيتسكي الجانب التركي إلى «اتخاذ إجراءات لضمان النظام في الأراضي التي تنتشر فيه القوات المسلحة التركية، ووقف الأنشطة الإجرامية للجماعات المسلحة الخاضعة لسيطرتها».

وكانت موسكو قد تجنبت في السابق توجيه انتقادات إلى تركيا، أو إلى المجموعات المسلحة السورية القريبة منها، ووجهت أصابع الاتهام في كل الهجمات التي انطلقت من إدلب ومحيطها إلى الفصائل التي لا تخضع لسيطرة تركية، ما لفت الأنظار إلى دوافع موسكو لتغيير لهجتها حيال الفصائل المدعومة من جانب تركيا. وفسر خبراء روس ذلك بتوقعات روسية لتفاقم الموقف في المحافظة، واحتمال اندلاع مواجهات جديدة. وأفادت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» بأنه يجري «ارتسام عمليات قتالية جديدة في الأفق السوري، يُنتظر أن يشارك فيها الطيران الحربي الروسي». ولفتت إلى أن «خطط القوات الروسية للاستقرار في سوريا لفترة طويلة، وهو ما يؤكده الاتفاق الموقع مع نظام بشار الأسد، بإنشاء مركز طبي لرعاية الطيارين الحربيين الروس وتأهيلهم في محافظة اللاذقية السورية، تواجه تساؤلات جدية، على خلفية مقتل جنرال روسي في سوريا أخيراً».

ونقلت أن «إحدى الجماعات الموالية لتركيا أقرت بمسؤوليتها عن العملية الإرهابية التي أودت بالجنرال. وإذا كان المسلحون الذين تمولهم أنقرة قد ظهروا بالفعل في وسط سوريا، وفي الأراضي التي تسيطر عليها قوات الأسد، فإن القيادة الروسية في حاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية عند مرافقة القوافل في مناطق الصراع المحتملة». أكثر من ذلك، فقد اتهم خبراء تحدثت معهم الصحيفة أنقرة بأنها «تنظم عمليات عسكرية ليس فقط ضد النظام السوري، إنما ضد العسكريين الروس. ويبدو أن هذا النشاط القتالي من جانب أنقرة سوف يزداد».

ورأى الخبراء أن الصدام المقبل بين الجيش السوري والقوات التركية لن يكون في صالح موسكو التي ستدعم القوات الحكومية بالطيران، لكنها لا تمتلك في إدلب قوة مكافئة للقوات التي تمتلكها أنقرة، ما يعني أن احتمال تعرض القوات الروسية لخسائر على أيدي الفصائل التي تدعمها أنقرة وارد.

ولفت الخبير العسكري ألكسندر أوفشينيكوف إلى أن قرار إنشاء مركز طبي قرب حميميم تضمن إشارة للمركز بأنه سيكون «مركزاً لإعادة التأهيل في البحر الأبيض المتوسط»، مشيراً إلى أن «القيادة الروسية تدرك جيداً أن الطيارين الروس في سوريا لا يزال أمامهم عمل قتالي يقومون به. وهناك حاجة إلى نظام إعادة تأهيل لهم في المنطقة المجاورة مباشرة لقاعدة حميميم الجوية العسكرية». وربط خبير آخر، وهو ألكسندر سيتنيكوف، بين مقتل اللواء الروسي فياتشيسلاف غلادكيخ أخيراً في محافظة دير الزور وقيام تركيا بإنشاء غرفة عمليات «درع السلام» لتنسيق العمليات العسكرية في سوريا كافة، مشيراً إلى أن ما يحدث على الأرض فعلاً هو «تعزيز وجود تركي طويل الأمد، بصفته قوة احتلال في هذا الجزء من سوريا». وسبب الربط بين الأمرين، وفقاً للخبير، أن أنقرة باتت تتصرف بطريقة أخرى. وفضلاً عن احتمال وقوف أطراف مدعومة من جانبها وراء قتل اللواء الروسي، فقد قامت عن «طريق الخطأ» بإسقاط طائرتين أميركيتين مسيرتين، لافتاً إلى أن هذا «الخطأ» قد يكون مقصوداً بسبب تفاقم استياء تركيا من تحركات واشنطن العسكرية في المنطقة. ورأى الخبير أن «التطورات الجارية يمكن أن تكون حلقات في سلسلة واحدة» تحمل دلالة على رسائل تركية للروس والأميركيين، مفادها: «لا تتدخلوا في هذه المنطقة، فهي لنا»، مشيراً إلى طموحات توسعية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في منطقة إدلب، و«هذه المنطقة إذا ظهرت كردستان بصفتها دولة، فإنها ستندرج بلا شك في عداد تركيا، وسيكون مصيرها في الغالب مشابهاً لمصير شمال قبرص»، مشيراً إلى أن احتمال وقوع هذا التطور سوف يزداد بشكل كبير مع سقوط الأسد.

 

التحالف الحاكم في السودان... البقاء موحداً أو التشرذم بسبب تعثر الحكومة الانتقالية وصراعات مكونات الثورة

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/23 آب/2020

وضع السودانيون آمالا عراضا على الحكومة الانتقالية في إحداث تغيير كبير في البلاد، بعد نجاحهم في الإطاحة بنظام عمر البشير بثورة شعبية، ما رفع سقف التوقعات بشأن مواجهة التحديات التي تركها النظام المعزول، من قبل الحكومة الانتقالية المدنية التي كونت في أغسطس (آب) 2019.

بيد أن المدنيين الذين يستحوذون على أكثر من 80 في المائة من السلطة، واجهوا انتقادات جراء التنازل عن بعض سلطاتهم للعسكريين، وتكاد الانتقادات التي تحولت لخلاف تعصف بتحالف قوى «إعلان الحرية والتغيير» الذي قاد الثورة.

وبرغم الشعبية الكاسحة التي حظيت بها حكومة عبد الله حمدوك، إلا أن الأرض بدأت تميد تحتها، وتفقد شعبيتها تدريجيا، بسبب بطء معالجاتها لبعض الملفات، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي والغلاء الطاحن وتدهور سعر العملة، وارتفاع معدلات التضخم، ما حدا بالبعض للقول بفشل قادة الثورة.

وتكون التحالف الحاكم «قوى إعلان الحرية والتغيير، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية وفقاً لما عرف بـ«إعلان الحرية والتغيير»، وتشكل من أحزاب سياسية ونقابات مهنية، وتجمع المهنيين السودانيين الذي لعب دورا رائداً في الحراك الشعبي الذي أطاح البشير، إضافة إلى قوى المجتمع المدني.

ووقع التحالف «إعلانا دستورياً» مع قادة الجيش الذين انحازوا للثورة وكونوا المجلس العسكري الانتقالي، في أغسطس (آب) 2019. ونص على شراكة بين الطرفين لفترة انتقالية طولها 39 شهرا، وإنشاء مجلس سيادة مكون من 11 عضوا خمسة عسكريين وخمسة مدنيين وعضو يتم التوافق عليه، وأعطت الحرية والتغيير سلطة تكوين الحكومة، وما نسبته 67 في المائة من أعضاء المجلس التشريعي الانتقالي البالغ عددهم 300 عضو، والذي لم يشكل برغم مرور عام على توقيع الاتفاق.

وبرغم سيطرتها على مقاليد الحكم في جانبه المدني، لم تستنكف أطراف داخل التحالف الحاكم، عن الحديث صراحة عن ضعف الحكومة المدنية، وتجريد سلطات الحرية والتغيير لصالح المكون العسكري، الذي يقوده رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وخرجت خلافات تحالف قوى «التغيير» الحاكم، للعلن وأبدت أحزاب آراء مناوئة لسياسات الحكومة، ما اعتبره البعض تهديدا للفترة الانتقالية والتحالف الحاكم، وعلى رأس حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، الذي سارع بتجميد نشاطه في هياكل التحالف، مطالبا بإعادة هيكلته وفقا لـ«ميثاق اجتماعي جديد»، وحكم رئيسه على الفترة الانتقالية بالفاشلة، مشترطا لإنجاحها عقد «مؤتمر تأسيسي» يصلح جذريا التحالف الحاكم، ويعالج فجوات الوثيقة الدستورية.

ووجه قادة في التحالف الحاكم اتهامات لحزب المهدي بأنه يحاول السيطرة على التحالف وقيادته منفرداً، وقال قيادي فضل حجب اسمه لحساسية الأمر، إن حزب الأمة جمد نشاطه في المجلس المركزي وأجهزة التحالف الأخرى، للضغط من أجل القبول برؤيته، واصفا ما يدور في أروقة التحالف بـ«الصراع السياسي»، يدور بين أحزاب تعمل على تحقيق أهداف الثورة وفقا لبرنامج حد أدنى، وأخرى تسعى لـ«التكويش» على التحالف وفرض أجندتها الحزبية.

ووجه القيادي في الحرية والتغيير انتقادات حادة لزعيم حزب الأمة، ووصفه بأنه ما يزال يعيش في التاريخ، لكونه آخر رئيس وزراء شرعي منتخب، وأن حزبه حصل على أغلبية برلمانية في الانتخابات التي جرت في البلاد عام 1986.

وقال: «تتشكل مواقف حزب الأمة القومي من قوى (التغيير)، وفقا لبحثه عن دور يماثل وزنه في الفترة الانتقالية». واعترف حزب المؤتمر السوداني، ويقوده عمر الدقير، بقصور هياكل التحالف، وعدم وضوح الرؤية السياسية لقضايا المرحلة الانتقالية، وانتقد في مايو (أيار) الماضي، ما أطلق عليه «الخلل في التمثيل العادل للقوى الرئيسية ذات الثقل النوعي والكمي داخل التحالف»، وغياب القنوات المؤسسية بين التحالف والجهاز التنفيذي، بما يوفر للأخير الدعم السياسي المطلوب.

ويشير أعضاء في التحالف إلى عدم رضا بعض الأحزاب عن الوثيقة الدستورية، برغم مشاركتها في مفاوضات الوثيقة الدستورية، وقبول المشاركة في أجهزة الانتقال وفقا لها، وتوجه انتقادات حادة للحكومة والوثيقة، ما أدى لارتباك الأداء الحكومي، بسبب الفراغ الناتج عن عدم توفير المرجعية السياسية والدعم السياسي اللازم لها، ما سمح بتمدد العناصر العسكرية في مجلس السيادة على صلاحيات الجهاز التنفيذي.

وقال المهدي في خطبة عيد الأضحى الماضي، إن أعضاء مجلس السيادة تجاوزوا صلاحياتهم الإشرافية ولعبوا أدوارا تنفيذية هي من صميم السلطة المدنية، لا سيما في ملفات السلام والاقتصاد والعلاقات الخارجية. وانشق تجمع المهنيين السودانيين إلى مجموعتين، أعلنت إحداهما سحب اعترافها بهياكل قوى إعلان الحرية والتغيير، واتهمتها بتغليب المصالح الحزبية وتغليب التكتيك على الاستراتيجي، ما زاد ربكة الحكومة المدنية، واشترطت للعودة، تأهيل المرجعية السياسية، وعدم رهن القرار عند بضعة قيادات وصفتها بأنها مترددة.

وقال القيادي بقوى التغيير، أحمد حضرة لـ«الشرق الأوسط» إن التحالف كون لجنة للتحضير لمؤتمره، وتوقع انعقاده في أغسطس (آب) الحالي، لمناقشة تجربة التحالف وإعادة هيكلته وتوسيع المشاركة فيه، وتقييم أداء الحكومة الانتقالية.

وكشف حضرة اكتمال أوراق المؤتمر، وأن اللجنة التحضيرية المختصة قدمت الدعوة لكل القوى السياسية الموقعة على ميثاق الحرية والتغيير ولجان المقاومة للمشاركة في المؤتمر.

وبحسب المحلل السياسي عبد الله رزق، يضم التحالف أحزابا وتكتلات سياسية عديدة، وأن الخلافات بينها موضوعية وليست سالبة، فهي تلتقي في حد أدنى من التوافقات حول الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية الموقعة عليها والتي تقوم بها السلطة الانتقالية مجلسي «السيادة والوزراء» بإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد. وأشار رزق إلى أن السلطة الانتقالية تواجه صعوبات كثيرة، ما جعل محصلة عملها خلال عام متواضعة مقارنة بتطلعات الشعب، وتابع: «مكونات الحكم الانتقالي والمرجعية السياسية، تجابه تحديات ملحة ممثلة في معاش المواطنين والخدمات، ما يولد شعورا قويا بالتقصير، وأحيانا تصل الانتقادات حد الوصف بالفشل من داخل القوى الحاكمة نفسها».

ويشير رزق إلى دعوة بعض القوى السياسية، وعلى رأسها حزب الأمة القومي، لتحالف جديد تتأسس عليه السلطة الانتقالية، بجانب مجموعة من تجمع المهنيين التي وقعت إعلاناً سياسيا مع الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، هو نواة تحالف جديد، ويقول: «هدف المؤتمر التداولي إعادة توحيد وتماسك التحالف وإنهاء حالة عدم الانسجام داخل التحالف، واقتراح معالجات لبطء الأداء الحكومي، وتجاوز الخلاف على روشتة صندوق النقد الدولي، المتعلقة بتعويم العملة الوطنية ورفع الدعم والالتزام.

واعترف رئيس الوزراء بالتحديات والعقبات التي تواجه حكومته، ورأى أن أكبر إنجازات حكومته تمثلت في إعادة السودان للمجتمع الدولي، بعد عزلة استمرت قرابة 30 عاماً، وقرب توقيع اتفاقيات سلام مع حركات الكفاح المسلح، مقراً بمعاناة المواطنين جراء الضائقة المعيشية، ووعد بانفراجة قريبة.

ويرى محللون أن المعطيات الحالية وتباين وجهات نظر قوى الثورة، قد ترسم واقعا جديداً، برغم أن ملامحه ما تزال غائمة، والتكهن بمآلاته وأي اتجاه يمضي إليه صعب التحقق منه.

وفي أتون اختلاف وجهات النظر داخل تحالف قوى الثورة، تبرز مواقف في الساحة السياسية لتيارات أكثر تشدداً، ترفض قبول التسوية السياسية بين القوى المدنية والجيش، وتسعى لإعادة عقارب الساعة إلى 11 من أبريل (نيسان) ساعة سقوط البشير، لتعيد ترتيب الأوراق من جديد.

 

الاتحاد الأوروبي لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى «أوكرانيا ثانية»

بروكسل/الشرق الأوسط/23 آب/2020

حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من خطر تحول بيلاروسيا إلى «أوكرانيا ثانية»، معتبراً أنه من الضروري «التعامل» مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة «إل باييس» الإسبانية. ورفض الاتحاد الأوروبي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أغسطس (آب) في بيلاروسيا، التي تهزها حركة احتجاجية بعد إعادة انتخاب لوكاشنكو الذي يرأس البلاد منذ 26 عاماً ويفاخر بدعم موسكو. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي «لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى أوكرانيا ثانية»، في إشارة إلى الخلاف مع روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.

وتابع: «تمت تسوية التوتر بين أوروبا وروسيا بعد تبادل لإطلاق النار وأعمال عنف وتفكك الأراضي الأوكرانية الذي ما زال مستمراً. إن مشكلة البيلاروسيين اليوم ليست في الاختيار بين روسيا وأوروبا، إنه الخيار بين الحرية والديمقراطية». وشدد بوريل على أنه من الضروري مواصلة الحوار مع لوكاشينكو، وقارن وضعه بحالة نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يواجه أيضاً حركة احتجاجية قمعتها السلطات. وأوضح وزير الخارجية الأوروبي: «مادورو ولوكاشينكو في الوضع نفسه تماماً. نحن لا نعترف بأنه تم انتخابهما بشكل شرعي. ومع ذلك، سواء أحببنا ذلك أم لا، فهما يمسكان بزمام الحكومة ويجب أن نواصل التعامل معهما رغم أننا لا نعترف بشرعيتهما الديمقراطية». ودعت المعارضة البيلاروسية إلى مظاهرة كبيرة أخرى الأحد، من أجل مواصلة الضغط على رئيس الدولة الذي وضع الجيش في حالة تأهب. وبعد الانتخابات الرئاسية، قامت الشرطة بقمع العديد من الاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى القبض على أكثر من 6700 شخص أكد العديد منهم التعرض للضرب والتعذيب أثناء التوقيف

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 نتانياهو... تفجير بيروت... وحزب الا

الكولونيل شربل بركات/23  آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89723/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%aa%d9%81%d8%ac%d9%8a%d8%b1-%d8%a8/

يتسائل بعض اللبنانيين هل كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو يعرف ما في مرفأ بيروت يوم تكلّم عن مراكز تطوير الصواريخ حول المطار؟ ولماذا لم يشر إلى ما في المرفأ من مواد خطرة قد تتسبب بكارثة على لبنان؟

الجواب هنا بسيط وبديهي لأن ما يهم نتانياهو من بيروت ليس ما يجب أن يكون على راس اهتمامات المسؤولين اللبنانيين. وهو عندما اشار في الأمم المتحدة إلى وجود مراكز لتطوير الصواريخ حول المطار لم يكن يحاول التدخل بشؤون من يحكم لبنان، أو يعتقد ذلك، ولا بما تعرف مخابرات بلاده عن المخازن والمواد الخطرة الموزعة يمنة ويسرى بين البيوت وفي الدارس أو المستشفيات في مناطق كثيرة من لبنان أحيانا. وهو ولو لم يكن رئيسا لوزراء إسرائيل يوم كارثة قانا ولكنه ككل مسؤول يعرف ما تسببت به ويعرف جيدا "مقدرة" حزب الله على اختراع الافلام واستغلال العواطف في مصائب الناس بدون أن يرف له جفن. وهو يعرف تمام المعرفة بأن هذا الحزب لا يهمه أمر اللبنانيين، فلماذا عليه هو أن يهتم لأمرهم ما دام زعماؤهم المنتخبون لا يكترسون ولا يفتشون عن مكامن الخطر أو عما قد يجر على بلادهم وشعبهم من الويلات.

قد يكون رئيس وزراء إسرائيل يملك معلومات حتى عما يخبأ في مرفأ بيروت، ولكن ما لا يضر بشعبه وببلاده ليس من ضمن وظيفته ولا من واجباته. ولو أن دولة إسرائيل عرضت فتح مستشفياتها للبنانيين وقت الكارثة وارسال فريق متخصص بالكوارث للمساعدة. فهذه أمور انسانية فعلتها حتى مع إيران يوم وقع زلزال مدمر فيها. ومع أن نصر الله تبجّح بقتل 800 ألف اسرائيلي في إحداث تفجير في حيفا مشابه لما جرى في بيروت، يوم أُعلم عن خطورة ما يخزن عندنا، وسارع إلى كسب سبق صحافي أو دعائي في خطابه يومها بأنه يستطيع تدمير اسرائيل وهذه عينة منها. إلا أن إسرائيل والمسؤولين فيها وبدل أن يناقشوا نصر الله ويطلقوا العنان لخطابات رنانة، تنبّهوا لتلك الثغرة وعملوا على نزع هذا الفتيل بدون ضجة إعلامية، لأن القضية مهمة وخطرة ولا تتحمل نقاش ومراجل. المشكل بأن حزبلا وغيره من جهابذة العرب، واليوم يلحق بهم الفرس والأتراك، يريدون تدمير إسرائيل وطرد شعبها من هذه المنطقة بحجة أنها سُلبت من الشعب الفلسطيني. ولكنهم في تصاريحهم وخطاباتهم لا يعرفون مدى دفعهم لهؤلاء الاسرائيليين على التشبص بالأرض والتعلق بالدفاع عنها لأنها ملجأهم الوحيد في هذا الشرق الممتلئ بالعنف وغياب الدين بمعنى الرحمة والانصاف. 

اللبنانيون لا يزالون مقتنعين بأن صاروخا ما فجّر المرفأ، ونحن لا نستبعد أن يحدث مثل هذا الهجوم، ولو لم يتطابق مع الأحداث بدقة، وقد كان بعضهم سبّاقين إلى التصفيق لنصرالله يوم أعلن عن قدرته لتهجير المدنيين من حيفا وقتلهم ببرودة أعصاب. لا بل لو كان فعل لكانت الصحف والمظاهرات ملأت الأرض تأييدا. لأن هناك في عالمنا وفي بلادنا، وللأسف، من لا يزال يعبئ النفوس بالحقد ويبني أصرحته عليها، بدون أن يقدّر بأن مثل هذه الأعمال، لا بل الأقوال قد تكون متبادلة، ولا تليق برجل دين ولا بأتباع من يدّعون بأن الله ذكر في كتابه الكريم أن "من قتل نفسا بغير ذنب كأنما قتل الناس أجمعين".

المشكل عندنا أننا نكيل بمكيالين، والأصعب أن هناك من يحاول إعادة اللبنانيين لعقلية الغزو، عقلية "الجاهلية" كما يسمونها. فثقافة حزبلا هذا ومدارسه وتطبيقاته للدين "الحنيف"، تختلف عن ثقافة الحياة التي يعرفها اللبنانيون بأجمالهم ويعيشونها ويطبعون العالم بها، والتي ظهرت بشكلها الواضح في اندفاع هذا الشعب "العظيم" فعلا لرفع المعاناة عن إخوته المتضررين. فكانت المكانس شعارهم الجديد لرفع غبار الموت عن مدينة الثقافة والحياة، وبث الروح في الأجساد المتهاوية والتي تكاد تلفظ الأنفاس. قال أحد الاعلاميين العرب أمس أنني ذهلت مجددا من هذا الشعب، فقد خفت وأنا بعيد آلاف الكيلومترات على بيروت، واعتقدت بأن المدينة انتهت. ولكني لما رايت اندفاعة اللبنانيين وبأيديهم المكانس، لا الكلشنكوفات، عرفت بأن هذه المدينة رمز الحياة التي لن تموت، وشعبها هذا جدير بالاحترام، لا بل بالالتفاف حوله، والتعلم منه كيف تبنى الأمم وكيف تستمر الشعوب العظيمة، فتعض على جراحها وتنطلق نحو فجر جديد.

ثقافة نصرالله وحزبه أعاقت تقدم اللبنانيين وتطورهم ومجاراتهم للحضارة، ولو أن الشيعة كانوا من طلائع المثقفين والمفتحين قبل الحرب. فهو وحزبه شدد فقط، وبطلب من معلميه في "الحرس الثوري"، على خلق "مزرعة" لتوليد مقاتلين يدفع بهم حول العالم لتنفيذ مهمات يعتبرها "الولي الفقيه" ومرؤوسيه ضرورية لتحضير عودة "المهدي" المنتظر. من هنا فقد أعاد، من خلال مدارسه من جهة، وتوزيع الرواتب من جهة أخرى، أعاد الطائفة الشيعية لطور ما قبل لبنان الكبير، اي مجموعة بدون رؤية، لا وطن لها تعمل من أجل تقدمه، بل ترتبط بدولة خارجية بعيدة آلاف الكيلومترات، كما كانت الدولة العثمانية أيام زمان. ولكن يتميز فيها من يتبع المذهب الشيعي بتفوق على الآخرين، فهو المقاتل الوحيد الذي يحق له ما لا يحق لغيره.

من هنا ساد الفساد في مشاريع الانتاج، فشجع في البدء تحطيم الدولة واداراتها، خاصة في التمنّع عن دفع فواتير الكهرباء، ومنها بدأت قصة الكهرباء التي فتحب ابواب الهدر على مصاريعها. من جهة أخرى علّم جماعته بأنهم فوق القانون، فأصبحت سرقة السيارات تجارة رائجة، والمحميات حول بيروت وفي البقاع مناطق طبيعية ممنوعة على أجهزة الدولة. ولم تبقَ مشاريع التعدي هذه فقط في لبنان فقد توسعت لتشمل شبكات عالمية ايضا لسرقة السيارات زادت ثروة هذه العصابات وفتحت لها بؤرا لخلايا التخريب أيضا.

ثم عادت وبشكل واسع تجارة المخدرات المحمية وتصنيع أنواعها في المختبرات، لا بل مصانع الهيرويين وغيره. وهي تستورد المواد الأولية من إيران وافغانستان، وأحيانا أميركا الجنوبية وغيرها من المصادر المهمة، وتعيد توزيعها بعد التصنيع من خلال شبكات تعمل لكسب المال، وبنفس الوقت خلايا مخابراتية وتخريبية حول العالم. ودخلت صناعة الكابتاغون ايضا سوق المخدرات المصنعة في لبنان. وكلها تحت غطاء هذا الحزب الذي يدعي بأنه حزب "الله"، عز وجل، ولكنه ليس كذلك ابدا. انه فقط حزبلا أي الحزب الذي "لا" يعرف الله.

عناصر قوة هذا الحزب إذا هي الجهل والسلاح وكل ما هو محظور وغير شرعي، أي كل ما يضر بالناس. وقد كان لبنان واللبنانيون استطاعوا خلال مئة سنة من التنظيم في دولة مستقلة تعتبر أن لكل مواطن فيها الحق بالتعلم والتقدم، وبتعدد الفرص، وخاصة الانفتاح على المحيط وعلى دول العالم قاطبة، حيث تفتح المجالات، وذلك بفضل روح الحياد التي تحلى بها هذا البلد من خلال تعدديته وابتعاده عن سياسة الاحلاف، والتعصب لفكرة معينة، والزام المواطنين بخط محدود. وقد ساهمت هذه بقبول العالم كله بخبرات اللبنانيين، فكان لهم المجال الواسع للتعاون مع كافة المشارب والشعوب بدون عقد، إلى أن جاء هذا الحزب الذي أعاد سيطرته على الفكر الحر والمنفتح، وأغلق الباب على طائفة بكاملها صادر منها الفكر، وصادر منها الرغبة في الانفتاح والتعاون مع الآخرين. 

المشكل الذي يعيشه لبنان لا يقتصر فقط على السلاح الغير الشرعي الذي يمتلكه حزبلا، ولكن على تعويد الناس أن يعيشوا بدون نظام وبدون قيم مشتركة وبدون تعاون، وبفوقية غير مقبولة. فلو تسنى للدولة غدا أن تسيطر على هذا السلاح فإن المشكلة لن تحل بهذه السهولة، لأن من اعتاد على مدّ اليد ليس من السهل أن تمنعه وتجعله يحترم حقوق الآخرين. وقد رايناهم في المظاهرات حين وقف الشعب اللبناني للمطالبة بحقوق للكل ولكنهم أُطلقوا كمجموعة من الوحوش بين الناس لتطويعهم وإخافتهم. ولم يفهم العالم كيف يقف جماعة ضد المطالب التي تعطيهم حقوقهم.

لبنان يمر بايام عصيبة، وذلك لأن ضمير الوطن وضمير المسؤولين فيه قد نام لمدة أربعين سنة، منذ دخول السوريين، وقبلهم جماعة عرفات، ومن ثم حزب أيران، وكل هؤلاء محتلين لا يهمهم سوى اتمام المهمة المطلوبة باستعمال ضعفاء النفوس واستغلالهم من أجل ذلك. ويوم قبل من يجلس على الكراسي بالصمت مقابل أن يقوم بمشاريعه الخاصة تحت غطاء الموافقة على ما يجري، لم يكن يعلم بأنه يبني لنفسه زنزانة سيقضي بها بقية عمره، ولن ينفعه معها مال ولا جاه نعم به بسبب سكوته عن هذا الوباء الذي يتحكم اليوم بالبلد.

لبنان سيقوم وشعبه لن يتوقف عن تغيير الحالة التي وصل اليها لأنه شعب حي تعود على الحرية وعلى الاتكال فقط على النفس، ومن هنا مقدرته على التكيف مع الظروف. ولكنها اليوم لم تعد ظروف طبيعية. أنها الكارثة، ويجب أن ينهض منها. وقبل كل شيء يجب أن يعرف أين يكمن الداء فيخترع له الدواء ويخلّص أخوته من هذا الذل الذي دفنوا فيه ليقوم من رماده كما في كل مرة.

 

نحن الموارنة في حالة غيبوبة المبنج

مواطن كفر بالقيادات المارونية/23 آب/2020

في غيبوبة المبنج لا يعي المصاب ما يدور حوله وهو خاضع  للبضع والتشريح  والاستئصال. مسجى على سرير  المرض كالمنازع  المفارق.

حالة الموارنة في لبنان هي هذه، تتالى الهزائم على حسابهم. ولا يصدق عاقل كيف ابتلت المارونية بقياداتها ولم يخجل مسؤول واحد من رائحة الدم.

الواقع المعيوش يصفع المتامل بالمراحل التي يستحي التاريخ أن يذكر ماجرياتها.

واكبنا الأحداث من الاول ولاحظنا كم دفع المسيحيون من الأرزاق والاعناق.

والاوجع من كل ذلك، ما من يتعلم  ويأخذ الدروس والعبر، حتى موت الفرد كانه دمية كان.

ضمير الوضع على مدار الحرب اللبنانية يستصرخ الانسان في القيادتين الدينية والمدنية.

الى اين الهروب إلى الامام؟

هي الساعه يواجهون فيها الفصل الاخير من مسرحية الوجود أو اللاوجود!

بعد مجازر بينهم كبدتهم افدح الخسائر، وتهجير وقتل وخطف وفقدان احبة ونزوح لم يبق شيء لم يقدمه المسيحي للقيادتين حتى بلغ الحضيض.

لا نستذكر المحطات البشعه لانها معروفة من الجميع، ونحن في المشهد الأخير من رواية كرنفالات  طويلة.

انفجار المرفأ.

حصد على حين عفلة الأرواح الوادعة ودمر بيوت الناس والمحلات والمعارض والخ...

من يحاسب من؟

ومن يعوض ويرد المستشفيات والمباني والعمارات وينظر إلى حالة المنكوبين والمحتاجين الذين فقدوا كل ما يملكون.

 إنها كارثة من الحجم الهائل..

ماذا فعلت القيادة المسيحية حتى الهنيهة؟

وكيف تحرك عقلها المدبر أو هي خالية بلاه وعلى الله التدبير والتيسير.

هؤلاء المتروكون على بركة التقادير من يراف باوضاعهم على كل صعيد؟

اينها القيادة لا تتجند فنلاقيها كل يوم على الساحة يتقدمها الراس المسؤول؟

اننا سنبكي على ما بقي لنا كما بكى على أسوار غرناطة الملك ابو عبدالله محمد الثاني عشر سنة ١٤٩٢

الملك ابو عبدالله محمد  الثاني عشر واستعادة الملوك الكاثوليك أرضهم ومدنهم، نحن اصلا في أرضنا وابان حرب المماليك الهادفة إلى إبادة الشيعة اصطدمت بالموارنة الذين نازلوهم.

خسروا مقابل جيش عرمرم في نهاية المطاف وجعلوا كسروان مقبرة لاهاليها، اثر ذلك تركوا الشيعه تحت إمرة بني عساف التركمان يحكمون ومركزهم في غزير.

السيد حسن قال جعلتنا بيزنطيه غزاة!

ليسمح لنا السيد لاننا كنا قبل بيزنطيا في هذه الرقعة نتكلم الارامية السريانية التي كانت لغة الشعب من المحيط إلى الخليج.

ومار مارون قبل النبي محمد ١٢٢ سنة.

لكن للاسف لم يحافظ الموارنة على تركتهم وتاريخهم وانتمائهم وهويتهم وهذا سبب فشلهم الذي خبطهم بالخيبات.

اليوم كيف ينظرون الى وضعهم؟

كيف يستعيدون خسارتهم؟

كيف يحافظون على الباقي من الوديعة التي تسلموها؟

أسئلة لا حد لها ولا عد، تطرح على الذين تسببوا بنكبتها؟

الشباب يهاجرون إذ انسد في وجههم كل افق والحرية والانفتاح الذين ينشدانهما، لا يجدانهما في المناخ الحالي مع القادة الماسكين زمام السلطة

عليم ان يتبصروا ويعوا ويروا لاستدراك انهيار الهيكل المتداعي الانتشار القطيع من مخالب الفقر والقهر والذل والانكسار لانتشال القطيع

لا فرنسا ولا أوروبا متحمسة للمسيحيين والتعامل مع القوي ناموس، إيران إسرائيل حزب الله وسوريا يبقى تركيا لا تريد فرنسا دخول تركيا لبنان ولا تريد أن تقاطع إيران وأميركا بانتخاباتها منهمكة ولا أحد يهمه أمرنا إضافة إلى الكارثة الدولار يتصاعد والفقر يتفاقم والدعم سيقول عن المواد الأولية يعني كارثة لبنان يتأثر بها المسيحيون فقط

 

مذكّرة الراعي التأريخية: الحزب احتلال إيراني مفتوح للبنان

إيلي الحاج /أساس ميديا/الأحد 23 آب 2020

بكلمات قليلة، أعاد البطريرك الماروني كتابة التاريخ الحديث لهذه البلاد في "مذكّرة لبنان والحياد الناشط" التي طغت عليها أحداث فوق الوصف، محزنة وأليمة بعد فاجعة تفجير مرفأ بيروت، فحرمتها حقّها في الضوء والإعلام. لكنّ سيّد صرح بكركي انتقاها بعناية كي تبقى صالحة للمناقشة والبحث في أيّ وقت وظرف.جاءت المذكّرة أشبه بمرافعة دفاعاً عن دعوة البطريرك إلى الحياد. أكثر ما يلفت فيها قراءته المتفرّدة، الصريحة لأحداث لبنان منذ نصف قرن ونيف، أي نحو نصف عمر "دولة لبنان الكبير" التي يحتفل شعبها بمئويتها الأولى، وسط الجزع، والدموع على أحباء، ومآلات أحلام وآمال وتضحيات هائلة لتحقيقها مدى أجيال، خصوصاً عندما يعدّد الاحتلالات التي مرّت بلبنان وعليه، على هذا النحو:

"انتكس التوازن اللبناني مع دخول العامل الفلسطيني إلى المعادلة الداخلية، وانطلاق العمل المسلح الفلسطيني في لبنان، وانحياز فئة من اللبنانيين إليه، الأمر الذي أدّى لاحقاً إلى نشوب الحرب سنة 1975.

أهمية هذا السرد تكمن في قائله أوّلاً: "بطريرك الموارنة". فهو ليس قائد فئة أو صاحب رأي. ليس سامي الجميّل أو فارس سعَيد مع حفظ الألقاب والمقامات

عطّل الحكم انقسام مسيحي/ اسلامي، فأذعنت الدولة اللبنانية وقبلت التنازل عن سيادتها، ووقّعت سنة 1969 "اتفاق القاهرة" الذي سمح للمنظمات الفلسطينية بالقيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل انطلاقاً من الجنوب اللبناني".

يضيف البطريرك في مذكرته: "كرّت سبحة انحياز الدولة وفئات لبنانية إلى النزاعات العقائدية والسياسية والعسكرية والمذهبية في الشرق الأوسط. احتلت إسرائيل جنوب لبنان (1978/2000)، وسيطرت المنظمات الفلسطينية على الجزء الباقي وصولاً إلى وسط بيروت (1969/1982)، ثم دخلت القوات السورية لبنان (1976/2005)، ونشأ حزب الله حاملا مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأوجهه الديني والعسكري والثقافي (1981).

وقعت جميع هذه الأحداث بسبب خروج لبنان عن سياسة الحياد المتعارف عليها من دون نص دستوري(...)".

أهمية هذا السرد تكمن في قائله أوّلاً: "بطريرك الموارنة". فهو ليس قائد فئة أو صاحب رأي. ليس سامي الجميّل أو فارس سعَيد مع حفظ الألقاب والمقامات. رؤيته هذه تحمل في ختامها، ختم البطريركية المارونية. وهي مكتوبة بثلاث لغات، وأرسلها إلى الأمم المتحدة وعواصم الدول الكبرى والفاتيكان. وتعني بصريح العبارة أنّ "حزب الله" قوة احتلال إيرانية للبنان على غرار ما كانت التنظيمات الفلسطينية والجيش الإسرائيلي والقوات السورية. والأخيرة انسحبت من هذه البلاد ذات 28 نيسان 2005 بعد نحو شهرين ونصف الشهر من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد 44 يوماً من نزول حشود هائلة من اللبنانيين إلى وسط بيروت في 14 آذار، هاتفين للحرية، السيادة، والاستقلال.

تثير المذكّرة البطريركية الكثير من القضايا الشائكة والمثيرة للجدل في المجتمع اللبناني المتشظّي، منها انطباق صفة "الاحتلال" على عمل حزب الله العسكري والأمني في لبنان

يسرد البطريرك سيرة الانسحابات العسكرية. كان قد مضى 26 سنة على الاستقلال عندما وقّعت الدولة اللبنانية "اتفاق القاهرة" العام 1969 مع "منظمة التحرير الفلسطينية". هكذا يؤرّخ بداية الاحتلالات قبل 51 عاماً، وفق المذكرة المفتوحة، ويصلها بأنّ حزب الله فرقة تحمل "مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوجوهه الدينية والعسكرية والثقافية"، منذ 1981 ومن دون تحديد تاريخ للانسحاب كبقية الجيوش المحتلة، أو لحلّ ميليشياه كبقية الميليشيات في لبنان بعد اتفاق الطائف 1990.

بطبيعة الحال، تثير المذكّرة البطريركية الكثير من القضايا الشائكة والمثيرة للجدل في المجتمع اللبناني المتشظّي، منها انطباق صفة "الاحتلال" على عمل حزب الله العسكري والأمني في لبنان، مثله مثل التنظيمات الفلسطينية، ومن ساندوها تحت شعارات "كلنا فدائيون" و"حرية العمل المسلّح"، وصولاً للقتال إلى جانبها ضدّ قسم من اللبنانيين. وكذا بالنسبة إلى القوات الإسرائيلية، وتلك السورية، التي وجدت متعاونين معها من الجماعات – الشعوب كما يسمّيها سركيس نعوم – سواء تحت شعارات "مدّ اليد للشيطان للإفلات من المذبحة" أو "الدفاع عن عروبة لبنان ووحدته"... واليوم تحت شعار "المقاومة".

 

«حزب الله».. لا معارضين بعد اليوم!

يوسف مطر/جنوبية/23 آب/2020

وردت في الخطاب ما قبل الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، وفي الشق الأخير من الخطاب وهو الشق المرتبط بالحديث عن الوضع الداخلي اللبناني وتشكيل الحكومة الحيادية بعد استقالة حكومته العتيدة ، وردت نصيحة ملغومة نسبياً وتكشف عن الإستراتيجية العملية الميدانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية المعتمدة من قبل حزب الله منذ أربعة عقود في لبنان وخارج لبنان.

أكد أمين الحزب في هذا الشق من خطابه رغبته بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليضمن بقاء حزبه في السلطة ، معترضاً على فكرة الحكومة الحيادية ، ونافياً وجود حياديين في لبنان متجاهلاً بذلك وجود كل المستقلين من معارضين للحزب وغير معارضين له ، ومبيناً أن بعض القوى السياسية ستعارض فكرة حكومة الوحدة الوطنية ، متهماً من سيعارض بعدم تحمل المسؤولية وبجر البلد إلى الحرب الأهلية ، واقترح على المعارضين قائلاً : ” أنا أقترح عليكم أن تخرجوا من الحياة السياسية “، ودعاهم لترك الناس لخيارات سياسية أخرى ، ونصحهم أن يتحولوا إلى منظِّرين وتجار وإلى ممارسة العمل الخيري ، وهذه الإستراتيجية يمارسها حزب الله مع أكثر معارضيه في الدائرة الشيعية من علماء دين وكوادر ثقافية وفكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية منذ تأسيسه، سواء الأقوياء منهم أم الضعفاء، وإن كان في ممارستها مع الضعفاء يبدو أشد لؤماً وعداوة منه حين يمارسها مع الأقوياء، لأنه يلاحظ الحسابات الانتخابية حين يواجه بها الأقوياء اجتماعياً.

وقلَّما التفت في هذا الخطاب لنصر الله وإلى هذه النصيحة الاحتكارية السلطوية قلَّما التفت إلى ذلك أحد في الإعلام أو انتقد ذلك الساسة في لبنان أو علق على ذلك المحللون الإستراتيجيون في الداخل اللبناني، ومفاد هذه النصيحة كما رأيت هو دعوة السيد نصر الله المعارضين – غير المتماهين مع سياسات الحزب – دعوتهم بطريقة مباشرة لاعتزال السياسة والعمل السياسي والشأن العام والتَّحول إلى منظِّرين كأساتذة الجامعات مثلاً أو التَّحول إلى العمل الخيري أو إلى التجارة كما هو حال الكثيرين من الرؤساء والوزراء والنواب وقادة الأحزاب الذين – كما قال نصر الله – تحولوا إلى تجَّار بعد أن تقاعدوا أو اعتزلوا العمل السياسي والتدخل في الشأن العام! 

السيد نصر الله يُصرُّ في خطابه ما قبل الأخير ويؤكد على نصيحة معارضيه في السياسة عموماً وفي الدائرة الشيعية ضمناً بنحو الخصوص، يُصِرُّ على دعوة هؤلاء لاعتزال السياسة

عزل المعارضين والتشهير بهم

وفي كلام الأمين العام تصريح بمنهجية الحزب في التعاطي مع أكثر المعارضين الأقوياء أو المتوسطي القوة، أما غالب المعارضين الضعفاء – خصوصاً الشيعة منهم داخل لبنان وخارجه – فمنهجية الحزب هي سحقهم وتدمير حضورهم الاجتماعي بالتهم والدعايات والإشاعات المضادة التي تصل إلى مرحلة يلعن بعض هؤلاء المعارضين الضعفاء نفسه لكثرة ما تشيع أجهزة حزب الله الأمنية وقواعده الشعبية وروابطه في المناطق كلها عبر قوة التواصل بين هذه الأجهزة والقواعد والروابط في لبنان والخارج، فتشيع هذه الأجهزة والقواعد والروابط ضد المعارضين الضعفاء التهم والدعايات والإشاعات في الوسط الشيعي تشيع أقذر التهم والدعايات والإشاعات وألوان المفتريات والأكاذيب التي تخالف شرع الله وأحكام دينه ويهتز لبعضها عرش الرحمن بهدف نفي هؤلاء المعارضين اجتماعياً واقتصادياً وعزلهم سياسياً!   فهذه المنهجية عند حزب الله هي السلاح الشيطاني المحرم شرعياً والأقوى عملياً والذي يستطيع به حزب الله الغالب نفي المعارضين الشيعة من ضعفاء وحتى أقوياء من علماء دين وكوادر ثقافية وفكرية ورموز اجتماعية

فالسيد نصر الله يُصرُّ في خطابه ما قبل الأخير ويؤكد على نصيحة معارضيه في السياسة عموماً وفي الدائرة الشيعية ضمناً بنحو الخصوص ، يُصِرُّ على دعوة هؤلاء لاعتزال السياسة والشأن العام من أنفسهم عندما يعجزون عن التناغم مع سياسة الحزب السلطوية، وهو لا يُخفي بذلك التهديد الضمني لهؤلاء بكون الحزب سيعمد إلى عزلهم إن لم يعتزلوا، وما على المراقب إلا أن يتابع حال المعارضين والمستقلين الشيعة – من علماء دين وغير علماء دين – الذين عانوا من ظلم حزب الله في العقود الأربعة الماضية داخل لبنان وخارجه ليُدرك صحة منهجية حزب الله الاحتكارية هذه، فهل من مستفيد من تجارب هؤلاء؟   وهل سيتوقف طموح حزب الله في هذا الاتجاه عند حد بعد المتغيرات الكثيرة التي يشهدها العالم والمنطقة ، خصوصاً بعد اتفاقيات التطبيع القائمة والأخرى المتوقعة مما يُنذر بارتماء البعض في الحضن الإسرائيلي هروباً من ظلم ذوي القربى؟

 

«حزب الله» يأكل حليفه الشيعي.. والجنوب يستعيد حرب إقليم التفاح!

علي الأمين/نداء الوطن/23 آب/2020

لم يسبق ان تحول مناصري “الثنائي الشيعي” الحليف الى الأخوة الأعداء (الأعدقاء)، منذ نهاية حمام الدم في حرب إقليم التفاح التي أشعلها تمدد نفوذ “حزب الله” ومحاولته تغيير وجه الشيعة من لبناني الى إيراني، والتي يُسجل لرئيسها الرئيس نبيه بري انه أول من إستشعر بهذا الخطر وانتفض للحد منه رغم انها كلفت حرباً استغرقت على مدار سنتين بين عامي ٨٨ و ٩٠، وذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من أبناء “الشيعة المظلومين” من “حزب الله” وحركة “أمل” قبل المصالحة الشهيرة.

غير ان مسار الأمور منذ ذلك الوقت لم يكن مستتباً بالكامل، فالنار خامدة تحت الرماد، سرعان ما بشعلها إشكال من هنا واحتفال من هناك، الا ان تغير المشهد كليا في مناسبة تعليق صور يافطات مع بداية ذكرى عاشوراء، فأهرق “حزب الله” دماء “أمل” بفعل “القلوب المليانة” التي انفجرت سريعا ليستعيد صورة من حرب “السنتين الشيعية”.

يترقب اهالي القتيل حسين خليل في بلدة اللوبيا ما ستصدره المحكمة العسكرية، بشأن العنصرين من “حزب الله” اللذين يشتبه بأنّ احدهما كان وراء قتل المغدور الذي ينتمي الى حركة أمل، والذي كان اصيب منتصف الاسبوع الماضي في بلدته على اثر خلاف بين انصار التنظيمين المتحالفين، نشأ بسبب خلاف على تعليق اعلام ويافطات بمناسبة ذكرى عاشوراء، وغداة خطاب امين عام “حزب الله” الذي دعا الى رفع الاعلام واليافطات في الاملاك العامة والخاصة في هذه المناسبة.

واللوبيا بلدة تقع ضمن قضاء الزهراني وهي المنطقة الوحيدة في الجنوب التي يمكن الحديث فيها عن نفوذ لحركة أمل يتجاوز نفوذ “حزب الله” او يوازيه، بخلاف مناطق الجنوب الأخرى التي رسى النفوذ الغالب لحزب الله على حساب “الحركة” وكشفت الانتخابات النيابية هذا الواقع من خلال التباين الواسع بين اصوات مرشحي الطرفين، والتي كشفت عن تفوق جلي لمرشحي الحزب من حيث عدد الاصوات.

لم يسبق في الربع القرن الأخير ان تم تناول امين عام “حزب الله” من قبل مناصري “أمل” وبشكل علني، كما فعل اهالي بلدة اللوبيا اثناء تشييع ابن بلدتهم الى مثواه الأخير، وهذا ربما ما استدعى قيادة الحركة الى ادانة هذه الشعارات المنددة بنصرالله، وهو ما دفع بالمقابل بعض مناصري “أمل” الى القول أن “حزب الله” لم يصدر حتى بيانا يدين الجريمة او يعزي أهل المغدور، وبقي صامتا من دون اي موقف يوازي الجريمة، ويتصدى لتداعياتها.

سلم “حزب الله” عنصران للمحكمة العسكرية، من دون ان تتضح اسباب تسليمهما لهذه المحكمة، سوى ما يشاع عن ان سطوة الحزب على هذه المحكمة هي ما يفسر هذا التصرف، علما ان الجريمة حصلت بين اطراف لا ينتمون الى السلك العسكري، ولا الجريمة من الجرائم الارهابية، وبالتالي فهي جرت بين مدنيين وان كانوا ينتمون لأحزاب لبنانية.

في الرد الفعل الأولي بعد الجريمة، جرت تهديدات مباشرة من قبل بعض ابناء عائلة المغدور خليل لأهالي المشتبه بهما باطلاق النار الذي ادى الى مقتله، وتم الاعتداء على بعض البيوت التي تعود لعائلة المشتبه به، وفي هذا السياق ينقل مقربون من عائلة المغدور في اللوبيا، الى أن المشتبه به اعترف باطلاق النار والقتل، علماً ان مصادر متابعة “للحادث الخطير” في قضاء الزهراني، تشير الى ان المغدور قتل برصاصة مسدس، وليس برصاص بندقية حربية، وتضيف ان احد الموقوفين في المحكمة العسكرية كان بحوزته مسدس يرجح انه وراء تنفيذ الجريمة.

الأحاديث والانفعالات والتهديد والوعيد، على لسان حال رفاق خليل وابناء بلدته وعائلته، واجواء التوتر انتقلت الى اكثر من بلدة، بموازاة جهود تبذل من قبل طرفي الثنائية الشيعية، لمنع تمدد التوتر ومحاصرته. 

وفي هذا السياق تجري اتصالات لايجاد مخرج لهذه القضية المحرجة، ذلك ان “حزب الله” لم يسبق ان كان عرضة لأن يكون احد عناصره في يد القضاء ومتهم في قضية قتل، وهي جريمة وقعت داخل البيئة الشيعية، اي ان معالجتها من خلال المحكمة العسكرية غير كافية اذا لم يقتنع اهالي المغدور وحركة “امل” بأي مخرج لا يحظى بأدلة دامغة تدين القاتل، سيما ان لا اطراف سياسية او امنية كانت موجودة اثناء المواجهة التي ادت الى مقتل خليل، باستثناء عناصر حركة “امل” و “حزب الله”، وهي بالطبع اعقد من قضة مقتل الطيار سامر حنا قبل نحو عشر سنوات، التي امكن للحزب  معالجتها، من خلال الدوائر القضائية والعسكرية.

وفي هذا السياق بدأت محاولات تسريب اخبار ومعلومات لم تلق استجابة من اهل المغدور، بالقول ان طلقا ناريا من طرف ثالث ومجهول، ادى الى مقتل خليل، اي ان عناصر “حزب الله” ليسو هم من نفذوا عملية اطلاق النار المشؤومة. واللافت في سياق رصد التداعيات لما جرى في منطقة الزهراني، قيام بعض مناصري حركة “امل” باستحضار صور قيادات امل الذين تم اغتيالهم (اواخر الثمانينات) من قبل “حزب الله” كما تزعم حركة امل، اي داوود دوود ومحمود فقيه وابو حسن سبيتي، وضموا اليهم صورة حسين فقيه، ويمكن ملاحظة العديد من الشعارات والمواقف المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تظهر حجم الغضب من “حزب الله” بسبب هذه الجريمة.

التوتر على مستوى الشارع لم يتراجع، وحمل السلاح بشكل علني وامام القوى الامنية والعسكرية الرسمية مستمر، فيما يظهر بشكل واضح ان المعالجات تتم على مستوى حزبي، في وقت تتنامى مظاهر الغضب لدى مناصري “أمل”، خصوصا أن بعضهم بات يتحدث بصوت عال عن ان وراء ما جرى رسالة سياسية مفادها انه هو الذي يمسك بالشارع، وحتى في ما تبقى من مناطق نفوذ حركة أمل، وهي رسالة استباقية تستهدف اي محاولة للخروج عن سطوة الحزب وسيطرته، والتي يشكل تعليق الاعلام واليافطات عنصر سيطرة واستقواء، ووسيلة لاستعراض القوة، لاسيما بعدما جعل منها امين عام “حزب الله” بمثابة مهمة الهية، الغاية منها توجيه رسالة الى كل اللبنانيين والى داخل البيئة الشيعية، مفادها ان كلمة “حزب الله” هي العليا.

 

النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»

حازم صاغية/الشرق الأوسط/23 آب/2020

مرّة بعد مرّة يداهمنا التحليل التالي: كان «حزب الله» مقاومة ثمّ انقلب إلى شيء آخر. كان خيراً محضاً ثمّ انقلب شرّاً محضاً.

تاريخ الانقلاب هذا يردّه البعض إلى 2008. لحظة الانقضاض المسلّح على بيروت، ويردّه البعض الآخر إلى 2012 – 2013 عندما تدخّل الحزب في سوريّا.

هذا التحليل خرافي في أحسن الأحوال، خصوصاً أنّه بمثابة طريقة في النظر إلى تطوّرات وأحداث كبرى سابقة، من دون أن يفضي تكرارها المدهش إلى أي مراجعة، وهذا، بدوره، من سمات الوعي الخرافيّ.

مثلاً، قبل «حزب الله»، كانت المقاومة الجزائريّة مفخرة العرب والمسلمين، لكنّ نظام بن بلّه – بومدين الأمني والديكتاتوري هو ما نجم عن انتصارها.

وحدة مصر وسورّيا في 1958 كانت أهمّ إنجازات تاريخنا الحديث، لكنّ الاستبداد الناصري ما لبث أن حلّ على سوريّا.

الناصريّة كانت أروع أفعالنا، لكنّ هزيمة 1967 المدوّية شكّلت خاتمتها البائسة.

المقاومة الفلسطينيّة كانت أهمّ يقظات تاريخنا، لكنّها أفضت إلى حربين أهليّتين في الأردن ولبنان ثمّ إلى فجيعة 1982.

الأمثلة كثيرة، وهي تتعدّى التاريخ العربي الحديث إلى التاريخ العالمي الحديث مقروءاً بعين خرافيّة: ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1917 الروسيّة كانت الفاتحة المجيدة للقرن العشرين، لكنّ الستالينيّة ما لبثت أن ظهرت واستولت على روسيا.

هذه النظرة تشبه بيت شعر من شطرين: في الشطر الأوّل، يعلن القائل أنّه لا يزال على وفائه للمبادئ (ثورة، مقاومة، اشتراكيّة إلخ...) وأنّه لم يتزحزح عنها. في الشطر الثاني، يعلن بؤس الأقدار التي آلت بنا إلى ما آلت.

فيما خصّ «حزب الله» تحديداً، لن يكون من الصعب دحض هذا التحليل الخرافيّ، واكتشاف أنّ «شرّ» الطور الثاني كان كامناً في «خير» الطور الأوّل.

أمّا اجتياح بيروت في 2008 والتدخّل، بعد 4 سنوات، في سوريّا، فلم يكونا سوى لحظتي تتويج لما بدأ مع التأسيس في 1982.

فلنراجع هذا التأسيس قليلاً علّنا نكتشف «الخير»: الحزب، وهو ما لم يعد سرّاً، وُلد في السفارة الإيرانيّة في دمشق حين كان علي أكبر محتشمي هو السفير.

ومنذ البداية، ضمّ أفراداً من لون مذهبي واحد، وتولّى قيادته رجال دين تطبيقاً لمبدأ «ولاية الفقيه» الخمينيّ.

وهو مثّل انشقاقاً، مَرعيّاً من طهران ودمشق، عن النيات التسوويّة التي أظهرتها قيادات شيعيّة لبنانيّة أخرى.

ومنذ أيّامه الأولى، ربط لبنان بالحرب العراقيّة – الإيرانيّة اغتيالاتٍ ونسفاً وخطفاً للأجانب، كما دعا إلى إقامة «جمهوريّة إسلاميّة» في لبنان قبل التخلّي عنها لاحقاً.

في حالة بلد مؤلّف من 18 طائفة، لا يعني حزب كهذا غير تدمير البلد نهائيّاً. إنّه شرّ محض.

في المقابل: التحليل الذي يركّز على مقاومة الشطر الأوّل، ولا تستوقفه العوامل المذكورة أعلاه، لا يكون يعلن إلاّ شيئاً واحداً: إنّ أمر لبنان وسلمه الأهلي لا يعنينا. المهمّ: مقاومة إسرائيل.

وهذا إنّما يضيف إلى خرافيّة تلك المقاومة خرافيّة أخرى تتعلّق بخطّتها: ذاك أنّ المنطق البسيط يكفي لتعليمنا أنّ إضعاف لبنان إلى هذا الحدّ لا يؤدّي إلى مقاومة ناجحة لإسرائيل. بإضعاف ممنهج كهذا تغدو مقاومة إمارة ليختنشتاين أمراً صعباً.

والحال، إذا وضعنا المبالغات جانباً، أنّ الحزب نجح في تفكيك لبنان أكثر كثيراً مما نجح في تحرير الأرض اللبنانيّة من إسرائيل.

دعْ جانباً تحرير فلسطين والصلاة في الأقصى!

حرصاً على الدقّة، ينبغي التذكير بالعوامل الأخرى التي أسهمت، إلى جانب الحزب، في التحرير: في حملته الانتخابيّة في مارس (آذار) 1999 تعهد إيهود باراك بانسحاب أحادي من لبنان، مستجيباً لرغبة الرأي العامّ الإسرائيليّ.

قتلى إسرائيل على يد «حزب الله» كانوا مؤثّرين من غير شكّ، لكنّهم لم يتجاوزوا الـ800 قتيل على مدى 18 عاماً (1982 – 2000).

ضحايا حوادث السير في الدولة العبريّة كانوا دائماً أكثر بكثير.

على أي حال، فبوصول باراك إلى رئاسة الحكومة، نفّذ الانسحاب بأسرع مما وعد وطبّق القرار 425. تمّ ذلك في 24 مايو (أيار) 2000.

انتصارات «حزب الله» الكبرى كانت في مكان آخر: في شلّه الحياة السياسيّة اللبنانيّة وإرعابها ابتداءً بـ2005. فلنفكّر للحظة في هذه الحقيقة الرهيبة: يتحدّث أحد بنود «اتفاق الدوحة» الذي تلا اجتياح بيروت في 2008، عن:

«تعهد الأطراف بحظر اللجوء إلى استخدام السلاح أو العنف أو الاحتكام إليه»، فيما «حزب الله» الطرف الوحيد الذي يملك السلاح ويستخدمه ويحتكم إليه.

وبالطبع انتصر الحزب في انتزاعه قرار الحرب والسلم من يد الدولة، لا لكي يحرّر فلسطين، بل لكي يغزو سوريّا ويوطّد فيها نظاماً تابعاً لإيران!

نظريّة «كان خيراً وانقلب شرّاً» نظريّة خرقاء. لقد وُلد شرّاً، واليومَ يشيب على ما شبّ عليه.

 

المحكمة باكورة الإفلات من العقاب

منى فياض/الحرة/23 آب/2020

إن كثافة عمليات الاغتيال جعلت منه في لبنان، بعد الاستقلال، لغة تخاطب وأداة عمل سهلة التنفيذ. بلغ تعداد الاغتيالات بحسب الدولية للمعلومات 220 عملية اغتيال ومحاولات اغتيال حتى نهاية العام 2005 تلاها 6 اغتيالات منذ ذلك الحين ويصبح المجموع 226 .

http://eliasbejjaninews.com/archives/89736/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%81%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84/

منذ أن حصل لبنان على استقلاله لحقت به لعنة الاغتيالات. من رياض الصلح الى محمد شطح، سلسلة متلاحقة لا تتوقف. ناهيك عن تلك التي تتم على شكل تصفيات وبشكل سري صامت أو تلك التي تبدو كحادث أو انتحار أو اختفاء أثر، ولا نعرف عددها.

 طالت الاغتيالات رؤساء جمهورية وحكومات، ووزراء ونواب ومفكرين وصحافيين... يبدو من تنوع الاغتيالات وتعددها وكأن كل من يخالف المرجعية المفترض الخضوع لها كان اغتياله وتصفيته الجسدية هو العقاب الذي يستحقه والحل للتخلص من معارضته. استعمل الاغتيال إذن كوسيلة وحيدة لإسكات المعارضين بالقضاء عليهم كعصاة ومتمردين من ناحية ولجعلهم أمثولة يتم عبرها تلقين الدرس المطلوب ممن قد تسوّل لهم أنفسهم بالوقوف بوجههم.

إن كثافة عمليات الاغتيال جعلت منه في لبنان، بعد الاستقلال، لغة تخاطب وأداة عمل سهلة التنفيذ. بلغ تعداد الاغتيالات بحسب الدولية للمعلومات 220 عملية اغتيال ومحاولات اغتيال حتى نهاية العام 2005 تلاها 6 اغتيالات منذ ذلك الحين ويصبح المجموع 226 .

الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة أو قيادية ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري وتكون أسباب عملية الاغتيال عادة إما عقائدية أو سياسية أو انتقامية تستهدف الشخص الذي يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقا في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم، بقصد الانتقام والتحذير والترهيب والقمع. استخدم الاغتيال كأحد ادوات السيطرة والحكم في لبنان.

لكن إغتيال الحريري شكّل صدمة أساسية هزّت كيان الدولة اللبنانية ومجتمعها ولا تزال آثاره تتداعى حتى الآن. المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي أول مؤسسة قضائية دولية دائمة مختصة بمحاكمة الأفراد المشتبه بهم في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

والقرار الذي أصدرته هو أول قرار في التاريخ يصدر بالإدانة بجريمة الإرهاب. ولقد أنشأت المحكمة في ظل مفهوم العدالة الانتقالية، وهدفها معالجة موروث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان. ولقد عنت في لبنان وفي المنطقة مكافحة الإفلات من العقاب وتعزيز المساءلة وسيادة القانون. وتجدر الاشارة هنا إلى أن العدالة تهتم بالأمن الاجتماعي وليس فقط بالعدالة المجردة.

الحكم الصادر عن المحكمة أثار  ردود فعل متناقضة، هناك من اعتبره مخيباً للآمال وأنه جاء هزيلاً ولم يقض سوى بتجريم متهم واحد ولم يتهم حزب الله أو النظام السوري. وهناك من احتفل به.

الغريب أن بيئة حزب الله استقبلت أحكام (غير مذنب) على العنيسي وصبرا ومرعي ما يعني أنها قبلت حكم المحكمة، نجد في نفس الوقت رفض إدانة عياش؟ إنه الانفصام التام والانفصال عن الواقع. وفيما حكم العدالة يكون لانهاء العنف بتسليم الجاني، مع حزب الله يبدو أننا سنفتح صفحة عنف وتجاذب جديدتين؛ فمن هاشتاغ "من قتلناه يستحق"، إلى هاشتاغ "سلمت يداك" وحمل صورة عياش كبطل، يبدو الجنون هو المسيطر. وإذا كان الحريري يستحق برأيهم فماذا عن الضحايا الآخرين؟ وإذا كان عياش مذنباً وحزب الله يحميه، فما دلالة ذلك؟ وما تبرير القتل!!

من جهة أخرى من الطبيعي أن يُقرأ قرار المحكمة تحت تأثير تفجير المرفأ وعلى ضوء الغضب الذي أثاره والمخاوف من تفجيرات مماثلة قد تكون ممكنة في أماكن تخزين أخرى. ومن هنا بدا الحكم خافتاً هيناً على قسم من اللبنانيين.

لكن المحكمة الدولية حكمت بحسب قانونها الخاص وبما توفر لها من معطيات في ظل حكومات غير متعاونة وخاضعة لحزب الله وتوصلت إلى اتهام عضو في الحزب من معطيات الاتصالات وعن بعد. كما يجدر التفريق بين الاتهام والمسؤولية، ففي الحيثيات تفاصيل مسهبة تشير الى الطرف المسؤول دون لبس. لكن غضب الناس يعود إلى أنهم ظنوا أن الحكم هو الحل لمشاكل لبنان، بينما كان السياسيون طوال فترة المحاكمة يتعاونون مع المتهم ويقيمون الصفقات، فساهموا في المزيد من هيمنته على الدولة مقابل صفقاتهم المحاصصاتية. ما صعّب الحلول إلى ما يقرب من الاستحالة.

وسواء أدين عياش وحده أو مع رفاقه، لن يغير من كونها وصمة طالت الحزب وضربت صدقيته وموقفه الاخلاقي، إذ ربطت بينه وبين الجريمة التي وصفت بالسياسية والإرهابية. بل أكثر من ذلك تم إخفاء مرتكبيها وإعلانهم قديسين ورفض تسليمهم قبل الحكم وبعده. ما يعني رفض التعاون مع العدالة الدولية.

باختصار أقرت محكمة دولية تورط أحد أعضاء حزب الله الذي يصر على حمايته وعدم تسليمه، في وقت لا تزال عدة جرائم محلية أخرى – قيد المحاكمة - ناهيك عن الجرائم الإقليمية والدولية التي ستحتم محاكمته لأنه يصعب على الغرب وأميركا غض الطرف عن الجرائم التي ارتكبها في سوريا والعراق واليمن. عدا عن تهريبه المخدرات وغيرها من الجرائم المافياوية وجرائمه السابقة في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي. إذن الحكم سيلزم المجتمع الدولي باتخاذ موقف، والا فستلقى الظلال على موقفه.

مع كل الجدل القائم تشكل المحكمة علامة فارقة بين وضع يكون فيه الاغتيال الوسيلة الفضلى للتحكم والهيمنة السياسيين ولترهيب الشعوب وبين حقبة تعلن بدء اتخاذ العدالة مجراها والنجاح في إرساء سلوك نوعي جديد في لبنان وفي الشرق الأوسط يتعلق بمفهوم العدالة وإمكانية تطبيقه في الواقع من أجل الخروج من منطق الثأر الذي يدخلنا في دوامة عنف لا متناهي. وطبعا هذا يتوقف على السلوك الذي سيتخذه اللبنانيون.

لأن الوضع المأسوي، غير المسبوق، الذي نعيشه في لبنان، خصوصا بعد جريمة 4 آب التي بلغت قمة العنف، لا يقتصر على لبنان بل نجده باشكال اخرى سائداً في الشرق الاوسط التي شهد على مر التاريخ، ولا يزال يشهد نزاعات وجرائم لا تعد ولا تحصى. فما زلنا تشهد معاناة الملايين من سكانها الذين يقتلون ويتم وطئ حقوقهم الإنسانية الأساسية بالأقدام. دون أي ردة فعل أو محاسبة أو مقاضاة. جثث .. جثث .. جثث لضحايا من دون أي قاتل.

هذه المحكمة ليست فقط من أجل الحريري انها من أجل لبنان ومستقبله ومن أجل ضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم المروعة على انواعها من العقاب. إنها فرصة كي نمنع السعي الى تغيير الواقع السياسي بواسطة القتل، والى إعادة النظر بثقافة العنف المتفشية. أنها فرصة كي نوجد مثالات ومرجعيات (بارديغم) جديدة تتغلب على ثقافة العنف والتآمر وفبركة الجثث المشوهة المرمية على الطرقات.

إنها فرصتنا للخروج من دوامة العنف.

 

عودة الحريري على حصان "الثنائي الشيعي"؟

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/لاحد 23 آب 2020     

يُدرك الجميع حقيقة أو طبيعة العلاقة بين الرئيس سعد الحريري من جهة، و"حزب الله" من جهة أخرى والقائمة على نقيض واضح لجهة نظرة كل منهما لمعظم الملفات المتعلّقة بلبنان، لا سيّما علاقاته الخارجية وتحديد أولويّاته الداخلية. ولأن نهج كُلّ منهما يختلف عن الأخر، دائماً ما تتعرّض هذه العلاقة لاهتزازات سياسية تصل في مُعظمها إلى حدّ الإرتدادات الشعبيّة وتأخذ بُعداً يتجاوز الصراع السياسي، وربما أبرزها ما حصل في السابع من أيّار 2008 بالإضافة إلى مُلاحقاته على الأرض بين الحين والأخر. يوم قرّر الرئيس الحريري مُغادرة السرايا الحكوميّة عقب استقالته التي تقدّم بها في التاسع والعشرين من تشرين الأول 2009 لأسباب يعلمها الجميع، سُرّبت أحاديث عن لسان الحريري وأوساطه، تؤكد عدم وجود نيّة لديه بالعودة الى السراي تحت أي ظرف من الظروف، خصوصاً في ظل وجود فريق يُصرّ على التحكّم بمفاصل البلد، وهذا ما كان أكده الحريري بنفسه من خلال اتهامه للوزير السابق جبران باسيل استغلال القرابة التي تجمعه برئيس الجمهورية. وقد لوحظ يومها، مدى تمسّك "الثنائي الشيعي" ببقاء الحريري في منصبه، ولاحقاً بعودته ولو بتسوية حكوميّة جديدة. اليوم رُبّما يُعيد التاريخ نفسه لجهة وجود مساع جديّة لـ"الثنائي" لإقناع الحريري بالعودة بعد استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب، على الرغم من الرفض الذي يُبديه باسيل وذلك برد غير مباشر على الحريري بقوله و"كمان هيدا كلّه تجرّب وصار معروف المنتج من غير المنتج... من المعطّ"، واضاف: "ما حدا يتحجّج فينا ليأخّر التشكيل والاتفاق على الاصلاحات"... وأنا شخصياً لم اعد معنيا بالوزارة و"ما عرفت كيف تحرّرت من عبئها الشخصي عليي".

كلام باسيل هذا، فسّره البعض على أنه خطوة "باسيليّة" استباقية إلى الأمام، لمعرفته أن ثمّة إصرار من "الثنائي الشيعي" على عودة الحريري الذي يرفض رفضاً قاطعاً ترأسه أي حكومة في المستقبل، في حال كان باسيل أحد أعضائها. من هنا، تكشف المعلومات أن رئيس مجلس النوّاب نبيه بري الذي تبلّغ موافقة "حزب الله" على عودة الحريري في هذا التوقيت الصعب والحرج الذي تمر فيه البلاد، أبلغ "الحزب" شرط الحريري الأبرز لعودته إلى رئاسة الحكومة، هو عدم وجود باسيل ضمن الحكومة، أو حتّى مُمثلين عنه سواء من داخل تيّاره السياسي أو خارجه.

من جهة أخرى، تُشير مصادر مقربة من "بيت الوسط" إلى أنه من المُبكر لأوانه الحديث الأن عن الوضع الحكومي سواء لجهة التركيبة أو لجهة عودة الحريري، فالمطلوب أوّلاً وضع ورقة إصلاحيّة، هذا مع العلم أن الرئيس الحريري لم يطرح بعد مع أي جهة، مسألة عودته المُرتبطة أصلاً بما كان طرحه يوم قدّم إستقالته من الحكومة السابقة، وهو عدم وجود شخصيّات لا ثقة محليّة ولا خارجيّة فيها، ولا تتمتّع بمصداقيّة شعبيّة، بالإضافة الى رفضه المُطلق بأن يكون تحت وصاية شخصيّات وأحزاب، لا هو ولا حكومته، في حال موافقته طبعاً.

وعن وجود محاولات أو تمنيّات داخليّة وخارجيّة على الرئيس الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة، تلفت المصادر نفسها إلى أن هذه الأجواء موجودة، لكن يبقى القرار له وحده وهذا يرتكز أيضاً على مدى قبول الأطراف الأخرى بالرؤية التي يمتلكها الحريري ليس فقط من أجل ملء الفراغ الحكومي كونه لا يبحث عن سلطة، بل إنما من أجل إخراج البلد من أزماته الاجتماعية والإقتصادية والمالية والسياسية، وأيضاً إستعادة ثقة الشعب الذي يعتبره الحريري مصدر قوّة لأي حكومة، وأن من دونه لا شرعيّة لأي سلطة. يرى البعض أن الحريري يتعاطى مع مطلب "الثنائي الشيعي" بعودته إلى رئاسة الحكومة، على قاعدة "عرف مكانه فتدلّل"، خصوصاً وأن هذا الثنائي يرى في هذه العودة اليوم، حاجة أكثر من ضروريّة. أمّا المصادر المقربة من "بيت الوسط"، فتوضح أن الحاجة ليست مُرتبطة بشخصيّة او اسم، بل ماذا يستطيع هذا الشخص أن يُقدّم للبلد، ولذلك فإن الرئيس الحريري قدّم للجميع، الطريقة الأنسب والأصح للنهوض بالبلد مُجدداً، وإلّا فإن كل هذه المطالبات والدعوات، تبقى حبراً على ورق، وستؤدي إلى إحباط الناس والشارع مُجدداً.

 

اتهام باسيل بإدخال “باخرة الموت” إلى المرفأ… و”التيار” يرد

أي أم ليبانون/23 آب/2020

ردت اللجنة المركزية للإعلام في “التيار الوطني الحر” على كلام الإعلامية ديما صادق عن أن رئيس التيار النائب جبران باسيل هو من أدخل الباخرة التي حملت مادة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت. وقالت اللجنة، في بيان: “في إطار الحملة الإعلامية والسياسية الممنهجة لضرب صورة “التيار الوطني الحر” ورئيسه ‏جبران باسيل، وفي تجديد لعملية الاغتيال السياسي ومحاولة لتضليل التحقيق في انفجار المرفأ واستغلال المأساة للتحريض، يتم تسريب معلومات مختلقة بهدف إيهام الرأي العام حول دور ومسؤولية مزعومين لوزارة الطاقة في الانفجار الذي حصل، يوم كان باسيل وزيرًا للطاقة عام 2013. ‏إن “‏التيار الوطني الحر” يحذّر من خطورة مثل هذه التلفيقات وينبّه الجهة المعنية بالتحقيق إلى محاولات واضحة لحرفه عن مساره. ويعلن التيار أنه سيلاحق قضائيًا كل من يقوم بتشويه الحقائق والاعتداء على سمعة التيار ورئيسه”. وكانت صادق كتبت على حسابها في “فيسبوك”: “جبران جاب باخرة الأمونيوم ع لبنان. طلعت باخرة الأمنيوم جاي بطلب من وزارة الطاقة لما كان جبران وزير. وزير الطاقة كان بدو يعمل مسح بري إذا في نفط بالبترون. جاب معدات للمسح. طلع فش نفط. قال خلليني رجع هالمعدات. إجت وزارة الطاقة قالت جيبولي أرخص باخرة تنقل هالمعدات عالأردن. إجت باخرة الموت المهترية، وضلت عنا وبجت فينا. غلطة، صدفة، مقصودة، ما بعرف. بعرف إنه الباخرة إجت بطلب من وزارة الطاقة، بطلب الوزير جبران باسيل، والقاضي غسان عويدات وصل لهالشي بالتحقيقات. ولهيك عاملين العونية عاملين (حملة) على عويدات هلق. وبالمناسبة في مستندات إذا حدا حابب ينكر”.

وفي السياق نفسه، رد الوكيل القانوني لباسيل المحامي ماجد البويز على صادق في بيان جاء فيه: “يحاول البعض حرف مسار التحقيقات القضائية حول إنفجار مرفأ بيروت عبر اثارة مزاعم واهية لجهة ان سبب ادخال بضاعة نيترات الامونيوم الى العنبر رقم 12 يعود الى عدم امكانية شحنها الى الجهة المرسلة اليها اصلاً بسبب تعطل الباخرة “روسوس” اثناء تحميل بضاعة عليها دخلت موقتًا الى لبنان بطلب من وزارة الطاقة، بهدف ايهام الرأي العام حول دور ومسؤولية مزعومين لوزارة الطاقة في الانفجار الذي حصل، في حين ان الوقائع والحقائق هي عكس ذلك تماما:

1- لأنه على افتراض وجود اي عطل فني مزعوم في السفينة اثناء تحميل مثل هذه البضاعة، فإن ذلك لا يبرر تفريغ حمولتها الممنوعة من دخول المنطقة الجمركية الا بموافقة مسبقة من مجلس الوزراء، كما انه لا يحول دون ابحارها مع حمولتها بعد اجراء الاصلاحات اللازمة للعطل الفني المزعوم.

2- إن طلب ادخال البضائع وتفريغها في المنطقة الجمركية قدم من وزارة الاشغال العامة والنقل تحت ستار طلب تعويم السفينة وانتشالها من الغرق واقترن بقرار صادر عن قاضي امور العجلة في بيروت، في حين ان السفينة المذكورة لم تكن قد غرقت لا بل كانت ترسو على الرصيف رقم 11 ولم تغرق الا بعد مرور حوالي خمس سنوات اي بتاريخ 18/2/2018 وبعد هبوب عاصفة ادت الى غرقها بسبب عدم اغلاق ابواب العنابر بإحكام لسؤ حالتهم وفقاً للتقارير الصادرة عن مفرزة المانيفست البحرية، مما يعني ان السبب المزعوم حول بقاء السفينة وتفريغ البضائع هو الطلب المذكور المقترن بالقرار القضائي المنوه عنه ولا تأثير في ذلك لاي عطل فني مزعوم.

3- إن المعدات التي دخلت موقتًا الى لبنان هي عبارة عن معدات وآليات تستعمل في اعمال المسوحات الزلزالية الثنائية الابعاد في البرّ، وهي موضوع تعاقد بين وزارة الطاقة وشركة سبكتروم تاريخ 30/3/2012، وقد دخلت الى لبنان مؤقتاً للمرة الاولى في 18/2/2013 وخرجت منه بتاريخ 22/2/2013، ثم دخلت موقتًا مرة ثانية بتاريخ 20/9/2013 وخرجت منه في 2/12/2013. وفي الحالتين فإن مواعيد وآلية دخولها وخروجها حددت من قبل الوكيل البحري والبري دون اي دور لوزارة الطاقة سوى بإرسال كتب الى مديرية الجمارك لتسهيل وتسريع الدخول المؤقت لهذه المعدات حصراً دون اي دور للوزارة في خروجها.

4- إن تضليل التحقيق والرأي العام بأساليب مماثلة لا تشكل الا محاولة للتغطية على المسؤولين الحقيقيين عن هذه الكارثة، في حين انه كان يتوجب على القيمين على التحقيق وبدلاً من تضليل الرأي العام بمزاعم مماثلة، العمل على كشف الاسباب الحقيقية الكامنة وراء الطلبات الوهمية الهادفة الى حجز السفينة وتفريغ البضائع بعد زعم غرقها، والسبب الكامن وراء بقائها طيلة هذه المدة بالرغم من خطورة حمولتها، ومحاسبة المسؤولين مهما كانت صفتهم عن هذه الجرائم والاخطاء بعد ثبوت علمهم سواء بتقارير ومراسلات ادارية او بتحقيقات قضائية وتقاعسهم عن اخذ القرارات اللازمة”.

 

العالم هنا والسلطة غائبة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 آب/2020

خلال الأيام الأخيرة رست في ميناء بيروت المحطم بوارج من ثلاث دول كبرى. خمسة بواخر تحمل المساعدات الإنسانية. وفي مطاره هبطت 192 طائرة أتت من 42 دولة تحمل هي أيضاً جميع أنواع المساعدات التي يحتاجها شعب منكوب في حالة طارئة. وللمرة الأولى اتصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالرئيس اللبناني ميشال عون. وحضر إلى بيروت في صورة مفاجئة ومبهرة رئيس فرنسا، وتحركت الأمم المتحدة وعدد كبير من المنظمات الدولية. وعلى الجانب الآخر من الاهتمام العالمي كانت المحكمة الدولية في لاهاي تصدر حكماً قضائياً في اغتيال الرئيس رفيق الحريري انتظره العالم نحو 15 عاماً.

مثل هذا الاهتمام يشير بكل بساطة إلى مكانة هذه الدولة الصغيرة بين الأمم. لكن الأسرة الدولية، رسمية أو مدنيّة، أوضحت في الوقت نفسه أن التقدير الذي تحمله للشعب اللبناني، لا يشمل دولته على الإطلاق إلا في حالة الاضطرار وللضرورات الشكلية. تشكل 42 دولة، ثلث العالم، لكن هذا لا يعني أن الثلثين الآخرين لم يكونا على اهتمام أيضاً بالكارثة التي دمّرت بيروت، تلك المنطقة المركزية التي تجمع بين اللبنانيين منذ مائة عام. ويتساوى اسم بيروت في ذاكرة العالم مع اسم لبنان. أو يفوقه شهرة بعض الأحيان. الغريب والفظّ في هذا الحضور الدولي هو أن الغائب الأول كان الدولة اللبنانية. فلا هي في المطار ولا في الميناء الحزين ولو بين الركام والأحزان والدماء تضمّد جراح الضحايا وآلام الناس.

المبكي أكثر من أي شيء كان سلوك الدولة والسلطة الصغير أمام حجم هذه الكارثة الإنسانية. فقد مضت تبحث عن نفسها وسط كل هذا الضياع، وفتّشت عبثاً عن شظاياها في كل مكان، وأقرّت من دون أي اعتذار أو دمعة، بمسؤوليتها عن هذا الهول التاريخي، ولكن من دون أن تتخذ أي خطوة، أو بادرة، تنبئ عن استحقاقها لأن تكون في الموقع الذي هي فيه. العالم برمّته يبحث عن لبنان تحت الركام وفي أعماق البحر، والسلطة السياسية تبحث على السطح عن تشكيلة وزارية تمثل - كالعادة - مستوى الخواء السياسي الطاغي، بدل أن تُمثل مكانة لبنان الذي يهب العالم إلى العناية به.

لا تزال بيروت تبكي وهي تودّع المزيد من الضحايا، وترمّم المزيد من المباني، وتبحث عن المزيد من المفقودين وتنوء تحت المزيد من الكوارث المالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية. فيما السلطة تبحث في المقابل عن وزراء ترضى بهم الزعامات والأحزاب والجمهورية التي هي مُصاب لبنان الأكبر والأكثر ألماً وخطراً وتهديداً لمستقبله كدولة قابلة للحياة ووطن قابل للبقاء. لم يكن لبنان في حاجة إلى مثل هذه المصيبة لكي يعرف ماذا يعني للعرب وللعالم، أو ماذا تعني بيروت بأضواء ومنارات، خصوصاً في اشتداد عصور الظلام عليها وعلى محيطها. أما ما كنا نعرف نحن فهو تماماً الذي حدث. أي أن تصرّف الطبقة السياسية لن يكون أعلى من مستواها المعهود. وأن هول الفاجعة لن يغيّر في أحجام السياسيين أو في همومهم أو في تبلّد مشاعرهم وأحاسيسهم الوطنية أو الإنسانية. حاول أن تنظر إلى ماذا يفعلون، وكيف يبحث كل منهم في كل زاوية عن بقاياه، وليس عن بقايا لبنان. وحاول أن ترى الفارق بين ما بذله الناس في سبيل الضحايا، وما بذلته الدولة في سبيل نفسها، وأزلامها، وحفاظها على ما تكسب من ثروات البلد وأرزاق الناس. والحمد لله على هذا الانقسام ما بين طبيعة اللبنانيين وطبائع أهل السياسة بينهم.

 

المبادرة العربية ما زالت قائمة

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/23 آب/2020

عندما يقف الرئيس أنور السادات، خطيباً من على منبر البرلمان المصري، مساء 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأمامه مستمعين أهلُ النظام وكذلك الأمينُ العام للجامعة العربية محمود رياض، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ويقول في خطابه العبارة الجديدة على الثوابت العربية من الصراع العربي - الإسرائيلي «إنني على استعداد للذهاب إلى جنيف، بل إلى آخر العالم، وإن إسرائيل ستُدهش عندما أقول إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته، ومناقشتهم»... إن الرئيس السادات بما قاله فتح ثغرة في الحصن العربي المتمثل بالإجماع الذي حدث في القمة الاستثنائية في الخرطوم (من 29 أغسطس/ آب إلى 1 سبتمبر/ أيلول 1967) حول ثلاث لاءات هي «لا صُلْح مع إسرائيل، ولا تفاوُض معها، ولا اعتراف بها». ومع الرفض نفسه «التمسك بحق الشعب الفلسطيني في وطنه».

كانت تلك اللاءات، إذا جاز القول، جرعة دواء للإحباط العربي وفي الوقت نفسه الإعلان أن ثقل الإحباط الناشئ عن هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967 وما سبق الهزيمة وتبعها، لن يلغي المثابرة بما يخص الموضوع الفلسطيني.

يوماً تلو آخر نُضبت بالتدرج كمية الدواء، ثم جاء العبور التاريخي للقوات المصرية يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وتحقيق انتصارات رفعت منسوب المعنويات العربية إلى جانب البدء بتحرير كامل الأرض المصرية المحتلة وعودة سيناء إلى محروستها وحراسها.

في ضوء التعقيدات الدولية والضغط الثقيل المتزايد اقتصادياً وتنموياً زائداً أفكاراً كيسنجرية لقيت حيزاً لها في رؤية الرئيس السادات للصراع العربي - الإسرائيلي وإقراراً بواقع الحال العربي، ارتأى الرئيس الخارج بانتصار غير مسبوق من جانب دولة عربية على إسرائيل، المسارعة إلى توظيف هذا الانتصار، قبل أن يتلاشى بريقه في الهوى الدولي - الإسرائيلي، وتتلاعب وسائل الإعلام وتأثير اللوبيات اليهودية عليه في موضوع النصر المصري.

من هنا، وبينما هنالك أخذ وكثرة ردود في مسألة مؤتمر جنيف الدولي للسلام، وشعور لدى الرئيس السادات بأن هذا المؤتمر قد ينتهي إلى تمييع المطالب العربية، فاجأ الأمتين والمجتمع الدولي بكباره الخمسة وسائر الدول وإسرائيل نفسها بإعلانه، ومن على منبر الشرعية الدستورية المصرية (البرلمان) وأمامه من يُمثِّل رمزياً كل الدول العربية (الأمين العام للجامعة محمود رياض) ورمز القضية الفلسطينية (ياسر عرفات) ما أعلنه في أهم أكثر 25 كلمة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي.

كان الرئيس عند كلامه. ذهب إلى بيتهم بعد 11 يوماً. ومِن على منبر الكنيست ألقى الخطاب الذي نقل بمضمونه الصراع العربي - الإسرائيلي من ضفة عاصفة إلى ضفة أكثر عصفاً. بل إن الذي حدث هو أنه أفتى سياسياً بما كان من المحرَّمات، وطوى عملياً صفحة ما توافقت عليه الأمة في قمة اللاءات الثلاث. وبإفتائه هذا المتوَّج باتفاقية «كامب ديفيد» وضع العالم العربي أمام رؤية معدلة للصراع العربي - الإسرائيلي بمعنى أن يصبح الموقف اختيارياً وفردياً تختار كل دولة ما تراه مناسباً لها. وفي هذا الإطار، اعتبر بشير الجميل الفعل الساداتي بأنه يغطي جنوحه نحو التصافح مع أرييل شارون، وعلى أرض بيروت التي كانت حالها يوم حدث ذلك (5 يوليو/ تموز 1982) بمثل حالها بعد الانفجار خطأً، وربما التفجير عمداً (عصر الثلاثاء 4 أغسطس/ آب 2020) الذي أحدث جراحاً في البلاد والعباد لا تندمل بغير تحقيق دولي، تتجاوز نتائجه ما انتهت إليه المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي أمضت سنوات تروم دليلاً مباشراً للجريمة عوض الدليل التجريدي الذي فوجئ به اللبنانيون يوم الثلاثاء 18 أغسطس 2020. كما في الإطار نفسه بدأت المواقف الأحادية المعلَن منها والمستتر، وشجع على ذلك أن أهل القضية الفلسطينية سلكوا في أوسلو أسلوباً مستنسخاً في بعض مراميه من الذي ارتآه الرئيس السادات.

يوماً تلو آخر، همدت الحماسة العربية ببعدها القومي إزاء الصراع، وبدأت تحل محلها مشاعر اتساع البعد القُطري في ضوء رقعة الانقسام الفلسطيني من جهة، وكثرة المتاعب الناشئة عن المشروع الإيراني الملتحف بالقدس غطاء لتحرشات مؤذية في أكثر من بلد عربي، وضجر بعض الأنظمة من عدم التزام فصائل الخلاف في الصف الفلسطيني من محاولات مخلصة لتحقيق مصالحة تجعل من هذه الفصائل ورقة ضغط فاعل على المجتمع الدولي، ويحمله على تبنِّي مبادرة السلام العربية.

هنا تتحمل الدول الخمس الكبرى جزءاً كبيراً من المسؤولية، لأنها لم تتبنَّ هذه المبادرة. وبسبب عدم التبني تزايد الصلف الإسرائيلي الذي في الأصل لم يتعامل بنزاهة مع مبادرة من شأن اعتمادها تحقيق الأمان والاستقرار المفقوديْن للجميع. ولو أن الدول الخمس الكبرى تبنت تلك المبادرة التي تحقق كسباً لجميع الأطراف، ومن دون أي خسران يصيب هذا الطرف أو ذاك، لما كان للخطوات الاستيلائية التي اتخذتْها إسرائيل حدثت وبسخاء من الإدارة الأميركية وغض طرْف أوروبي، ولكان التطبيع في هذه الحال أخذ طريقه البعيد عن أي ألغام. وبذلك لا يعود التطبيع الخجول من جانب السودان الذي بدأ مزيجاً من السرية والعلنية حدث ضمن رؤية غلبت فيها أفريقية الرئيس عبد الفتاح البرهان المتناغمة مع إسرائيل دولة إثر دولة من القارة السمراء، وتحت سقف للضرورة الناشئة عن العقوبات الأميركية أحكام وليس نوعاً من الوزر الوطني أو الانعزالية الوطنية، كما في لبنان منتصف السبعينات، وعلى خلفية أسباب موجبة هي تحويل لبنان من دولة مضيفة للاجئين الفلسطينيين إلى دولة مقاومة يمارسون دوراً كالذي يمارسه النظام الإيراني منذ سنوات من خلال «حزب الله». كما لا تعود خطوة التطبيع الإماراتية، وما قد يليها من خطوات آخرين نوعاً من تغيير الرؤية القومية بالرؤية القُطرية التي تخص دولة من دون سائر الشقيقات، في حال تم اعتماد مبادرة السلام خياراً لا يحق لطرف نقضه ولا حتى ممانعته.

فالمبادرة العربية للسلام قائمة وممهورة من الجميع، ولن تلغى ما دامت متوازنة وتروم السلام الذي يستقر وتُبعد المتطلعين إلى أدوار عجائبية وأحلام تلمودية، ولذا فإن خير ما يمكن أن يطفئ فيه المجتمع الدولي حالات غضب وصدمات من هنا ومشاعر إحباط من هناك، هو اغتنام الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسابيع، وطرْح المبادرة العربية للسلام صيغة حل يتقبلها الجميع، وبذلك لا يعود هنالك مجال لمن يوظف الموضوع الفلسطيني بما يحقق له تجارة لن تغنيه عن عذاب نار حارقة إسرائيلياً كان هذا أم إيرانياً، ويأخذ التطبيع مساره الموضوعي ما دام السقف، أي المبادرة العربية، عادلاً. ولا نغالي إذا نحن اعتبرْنا الدورة التي نشير إليها بأنها فرصة تاريخية للرئيس ترمب الذي يمطر إسرائيل بحقوق آخرين لأنه يتطلع إلى ولاية رئاسية ثانية. ومبادرة السلام العربية التي تتمسك بها المملكة العربية السعودية، وعلى نحو ما قاله وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان من برلين يوم الأربعاء 19 أغسطس 2020، هي من نوع الأقدار التي لا مجال لنفض اليد من جوهرها، ولا للتخلي عنها بحثاً عن بدائل.. وإن طال الزمن.

 

فلسطين والسلام... دورات التاريخ والواقع

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/23 آب/2020

الثابت في التاريخ هو دوام الحركة والتغيير، والقرارات والمواقف التي تعلن بقوة هذا التغيير تكون كحجرٍ كبيرٍ يلقى في بركة آسنة؛ لأنها تعبر بوضوح عن انتهاء دورة تاريخية وابتداء أخرى، عن انقضاء روحٍ تاريخية والشروع في روح جديدة، هكذا تحدث ابن خلدون وهيغل وغيرهما من الفلاسفة والمؤرخين.

دورات التاريخ ومتغيراته لا تعبر عن قطيعة كاملة؛ بل عن استجابة عملية للمتغيرات التي تعيد ترتيب الأولويات، وتفرض هيكلاً جديداً للتوازنات، ذلك أن تجريب المجرب خطأ، والإصرار على الفشل خطيئة.

السؤال الملح هنا هو: هل نجحت فلسطين في سبعين عاماً في أن تحقق ما تريد، أم أنها قدمت سلسلة طويلة من التنازلات التي كانت تأتي دائماً بعد فوات الوقت وضياع الفرص؟ ثم: هل تحقق للشعب الفلسطيني ما يريد أو أفضل ما يمكن، أم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان؟

وعلى الرغم من أن التفكير في الماضي قد يعيق حلول الحاضر، فإن مثل هذه الأسئلة تعين على خلق دورات تاريخية جديدة وطرق أبواب لم تطرق من قبل، والتعايش مع الممكن؛ بل الإدمان على طلب المستحيل.

واقعياً وعقلانياً، وبعيداً عن الشعارات الجوفاء التي تمتح من الوهم، فإن التعامل مع التحديات القائمة هو الحل، وليس الاختباء خلف القداسة، واستنزاف الحق، والتلاعب بالمبدأ. وهذا التعامل هو السياسة التي هي قبل كل شيء فن الممكن.

عبر عقودٍ من الزمن، كانت الشعارات المستحيلة عائقاً حقيقياً أمام تحقيق أي إنجازٍ، ومعيقاً عن التقدم في قضية منحها العرب والمسلمون كل الدعم والتأييد، ولكن القضايا لا تنتهي بالشعارات، ولا تحصد النجاح بالمزايدات؛ بل بالجهد والعمل والرؤية الصائبة، والتعامل مع المعطيات الواقعية.

حديث التاريخ يقول بأن كل القضايا التي عجزت عن التطور محكوم عليها بالفناء والخسار، لا في المنطقة فحسب؛ بل في العالم كله. وكان الشاعر الألماني غوته يقول: من لم يتعلم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة يعيش في العتمة.

انتهى زمن «القوميات» في أوروبا والعالم، وفي العالم العربي تحديداً، ولحق به زمن «الأممية» من شيوعية يسارية وإسلاموية سياسية، في تفاصيل كثيرة تبرهن على أن للأفكار مدى زمنياً تولد فيه وتصعد للقمة، ثم تتجه للهبوط والتضاؤل وصولاً إلى الموت. وقد وصلت البشرية اليوم إلى زمن «الدولة الوطنية الحديثة» ومصالح الشعوب وأولويات المصالح.

المثال يوضح الفكرة، وقد عاشت الشعوب العربية وشعوب دول الخليج العربي فتراتٍ زمنية كانت الحملات الواسعة تُطلَق تحت عنوان شهير هو «ريال فلسطين» الذي كان يدفعه الناس برضا من قوتهم، والطلاب من مصروفهم. ولو أعيدت مثل تلك الحملات اليوم فإنها لن تحصل على التعاطف والتأييد السابق، بسبب تجاوز الزمن واستمراره في التقدم نحو المستقبل من دون دعة أو ركونٍ للماضي، وأي محاولة لاستجراره محكومة بالفشل قبل أن تبدأ.

الخط الجديد الذي انفتح في التاريخ تجاه قضية فلسطين هو طريق السلام الذي اختارته دولة الإمارات العربية المتحدة، وستتبعها عليه دولٌ عربية أخرى، في تطورٍ طبيعي ربما جاء متأخراً بعض الشيء، ولكنه جاء على كل حالٍ، وسيستمر وينتشر ويتعمق، بغض النظر عن أي جهة تريد إعاقة مساره أو شده إلى الخلف أو إجباره على المضي القهقرى. «الشعارات» و«الشتائم» و«الاتهامات» لا تقف في وجه ضرورات التطور وحاجات الدول والشعوب، وإصرار البعض على استنزاف القضايا العادلة لا يفيد إلا في ضرب تلك العدالة وخسارة الأصدقاء وفقدان الحلفاء؛ لأن الماضي لا يمكن أن يقف في وجه الحاضر، ولا يستطيع إيقاف دورات التاريخ ولا وأد أرواحه المحكومة باستمرارية التطور والتخلق الدائم. القضايا لا تموت بموت الأشخاص الذين يحسبون أن اقتراب أجلهم يعني اقتراب أجل قضاياهم، والإصرار على «شتم» القافلة لا يوقف مسيرها، ومبدأ «أوسعتهم شتماً» لا يعني التغافل عن واقع «ساروا بالإبل»، وإقفال باب التغيير والتأثير في وجه «الشباب» هو وصفة ناجحة للخسارة، وهو ما يجري منذ عقودٍ ليست بالقصيرة.

لا يوجد في الشعوب العربية والمسلمة من لا يتعاطف مع قضية فلسطين، كهولاً وشباباً، ولكن الخلاف هو في الطريق الأنجح والحلول الأنجع، فالانحياز لطريق السلام هو خيار كل الدول والشعوب العربية والمسلمة منذ عقود، ومبدأ الحرب صار جزءاً من التاريخ، فالسلام هو المبدأ المسيطر على العرب والمسلمين منذ عقودٍ، وانخرطت فيه كل الدول العربية والمسلمة، بما فيها القيادات الفلسطينية نفسها، منذ «أوسلو» في النصف الأول من التسعينات، وحتى دعاة الحرب لم يعد لهم صوت، ولا يستمع لهم أحدٌ، وغاية مطالبهم اليوم هي الرفض لوجه الرفض، من دون أفقٍ ممتدٍ أو خيالٍ خلاقٍ.

كم هو ساذج التفكير في أن «السباب» و«الشتائم» قادرة على إيقاف التاريخ وترهيب الدول والشعوب من تحديد خياراتها السياسية وخططها الاستراتيجية واستجابتها للتحديات! إنه ببساطة وصفة حقيقية للفشل وخسارة الأصدقاء وفقدان التعاطف، وهو للأسف يبدو الخيار الوحيد أمام البعض للحفاظ على مكتسبات خاصة غير قابلة للاستمرار، وهو مبدأ «العناد الاستراتيجي» نفسه الذي سيطر على خيارات بعض الدول في المنطقة، بعد الفشل الذريع الذي غاصت فيه في عقد ونصفٍ من الزمن تقريباً.

هل انتفت كل الخيارات أمام القيادات الفلسطينية اليوم؟ بالتأكيد لا، فلم يزل بالإمكان التخلي عن عملية السلام برمتها التي دخلت فيها منذ ثلاثة عقودٍ تقريباً والتنازل عن السلطة، والخروج من فلسطين والعودة للمربع الأول، وبدء رحلة جديدة من «النضال» والتخلي عن كل «المكاسب»، فهل يوجد في فلسطين أو العالم العربي والإسلامي من يطالب بهذا أو يقبله كخيارٍ سياسي؟ ومن يراه خياراً سياسياً هل يعرف شيئاً عن الواقع؟ «الشعارات» و«المزايدات» لها عمرٌ افتراضي ومدى زمني تعمل فيه، وأي تشبثٍ بها بعد ذلك كخيار استراتيجي وحيد محكومٌ عليه بالفشل الذريع، هذه حقيقة تاريخية ثابتة لا مجال لتجاهلها أو غض الطرف عنها، بغض النظر عن صفاء النيات أو سوئها، فالتاريخ لا يحابي أحداً، والواقع يفرض شروطه مهما كانت قاسية. أخيراً، فالواقعية السياسية تفرض نفسها على الجميع في هذا الزمن وهذه الدورة التاريخية، واختيار «التجاهل» أو «العناد» هو باب الخروج من التاريخ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي سأل من الديمان عن سبب حصر السلطة بمنظومة أثبتت فشلها: لدهم مخابىء السلاح والمتفجرات فحياة المواطنين ليست ملكا لشخص أو فئة أو حزب أو منظمة

وطنية - الأحد 23 آب 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسةالصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، بمشاركة المطران مطانيوس الخوري، المنسق البطريركي الاب فادي تابت، القيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق، القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا، أمين سر البطريرك الاب شربل عبيد وحضور حشد من المؤمنين التزموا الاجراءات الوقائية ووضع الكمامات والمسافات الآمنة.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الحب الذي وقع في الأرض الصالحة، نبت وأثمر مئة ضعف" (لو8:8)"، جاء فيها: "1. الحب، الذي يتكلم عنه الرب يسوع، في مثل الزارع، هو كلمة الله. إنها تصل إلينا من خلال كلامه الموحى في الكتب المقدسة، وكلامه المكتوب في قلوبنا وفي النظام الطبيعي. هذه الكلمة الإلهية، تحتاج إلى قلوب محبة تقبلها، وإلى عقول منفتحة على الحقيقة المطلقة تستنير بها، وإلى إرادات جاهزة لعمل الخير تتقوى بها، تماما كما يحتاج الزرع إلى أرض صالحة، لكي ينبت ويثمر مئة ضعف (لو8:8).

2. لذا، يدعو الرب يسوع كل إنسان، من أي دين أو عرق أو لون أو ثقافة كان، لاحترام كلام الله، الخالق والمخلص والديان. فلا يمكن اتلاف الكلام الالهي بعدم الاكتراث له، كالحب الذي يقع على قارعة الطريق؛ ولا بالسطحية الفارغة كالحب الذي يقع على الصخر، ولا بتفضيل شؤون الدنيا عليه، كالحب الذي يقع بين الشوك.

3. نصلي اليوم كي ينقينا الله بعنايته ويحولنا إلى ارض صالحة، فنقبل كلامه ليؤتي فينا وبواسطتنا ثماره، سواء في حياة العائلة والمجتمع، أم في حياة الكنيسة والدولة.

ولا ننسى أن صرخة المتألمين من الجوع والعطش والمرض والعري والأسر والقتل والتشرد والظلم والإهمال والنكبة والاستقواء والحرمان، إنما تصل إلى قلب الله. ألم يقل الله لقايين عندما قتل أخاه هابيل: قايين، أين هابيل أخوك؟ ماذا فعلت؟ دم أخيك يصرخ إلي من الأرض" (تك4: 9-10)؟

4. ها نحن في الأحد الثالث بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت. وضحاياه من موتى ومفقودين وعائلات يلفها الحزن والألم، وجرحى ومشردين ومنكوبين، ماثلة أمام عيوننا، وفاعلة تأثرا في أعماق قلوبنا، مع مشهد الخراب والدمار في المنازل والكنائس ودور العبادة والمستشفيات والمطرانيات والمدارس والجامعات، وفي المؤسسات العامة والخاصة والفنادق والمتاجر والمصانع والمطاعم والشركات. إنها كارثة وطنية لا تقدر ولا تعوض.

إننا إذ نسأل لذوي الضحايا العزاء الالهي، نطلب من الله أن يسكب رحمته على نفوس كل الشهداء، وأن يعوض علينا بولادة جديدة للبنان استحقتها دماؤهم البريئة، ومنهم من كان يقوم بواجبه الوطني والانساني في عملية الانقاذ وإخماد الحريق كعناصر الجيش والقوى الامنية والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت الذي فقد عشرة من خيرة شبابه.

5. وما يدمي القلب بالأكثر ويثير الغضب الشعبي هو أن بعض مسؤولي الدولة يتعاطون مع الكارثة من زاوية سياسية ويحولون دون تحقيق دولي يكشف بواسطة تقنياته وحياديته أسباب التفجير ويحدد المسؤوليات بتجرد ونزاهة. ويكاد الغضب الشعبي أن يتفجر عند رؤية المعنيين بتأليف حكومة جديدة، يقاربون عملية التأليف من منظار انتخابيٍ ومصلحيٍ ويضعون الشروط والشروط المضادة، كأن لا البلاد انهارت، ولا الجوع عم، ولا الكيان ترنح، ولا انفجار المرفأ حصل، ولا 200 شهيد سقطوا، ولا ألوفا من الجرحى، ولا مئات ألوف بدون مأوى، ولا بيروت تدمرت، ولا عقوبات قديمة وجديدة، ولا وباء كورونا يكسح البلاد.

إن الشعب والعالم يترقبان تأليف حكومة إنقاذ وطني واقتصادي سريعا دونما إبطاء، مهما كان السبب، شرط ان تتألف من رجالات إنقاذ. فلم مقاومة الإصلاح؟ ولم حصر السلطة بمنظومة أثبتت فشلها؟ إن ما نخشاه أن يكون أحد أهداف التسويف في تأليف الحكومة هو إعادة لبنان إلى عزلته التي كان يرزح تحتها قبل تفجير المرفأ، وعرقلة زيارات كبارِ مسؤولي العالم إليه، بغية تأكيد القرب من شعبه الأبي بما يقدمون من مساعدات. هذا الشعب الذي أظهر تضامنه، من خلال شبانه وشاباته وسائر المتطوعين من أطباء ومهندسين ومحامين، وسواهم من المحسنين والمتبرعين والمنظمات الإنسانية والكنسية والرسولية والكشفية. هؤلاء كلهم هبوا للنجدة على تنوعها، فكفكفوا دموعا وعزوا قلوبا، وشجعوا إرادات. فضلا عن الذين تبرعوا بالمال سخيا لمساعدة العائلات والمؤسسات، والذين باشروا في ترميم المنازل، ووضع التصميم العام، والجهات التي أعلنت تبنيها إعادة بناء وترميم مستشفيات وكنائس. الله وحده كفيل بمكافأتهم، وهم موضوع صلاتنا وتشجيعنا واهتمامنا لدى ذوي الارادات الحسنة. وأوجه تحية شكر من القلب للدول التي ما زالت ترسل المساعدات المتنوعة. حفظها الله في سلام وازدهار!

6. إن أوجاع ودموع ضحايا الانفجار، هي صرخة تصل إلى قلب الله، وتتحول كلمة منه إلى كل صاحب مسؤولية في قطاعه. وبخاصة إلى السلطة اللبنانية لتعتبر كارثة مرفأ بيروت في مثابة جرس إنذار، فتبادر إلى دهم كل مخابىء السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى. إن بعض المناطق اللبنانية تحولت حقول متفجرات لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجرها. وجود هذه المخابئ يشكل تهديدا جديا وخطيرا لحياة المواطنين التي ليست ملكا أي شخص أو فئة أو حزب أو منظمة. حان الوقت لأن تسحب هذه الأسلحة والمتفجرات من الأيدي لكي يشعر المواطنون أنهم بأمان، على الأقل، في بيوتهم.

كم آلمتنا في هذا السياق حادثة مقتل 3 شبان بالأمس في بلدة كفتون بالكوره العزيزة، وهم علاء فارس وجورج وفادي سركيس، خلال تأديتهم واجبهم المكلفين به من قبل البلدية بصفتهم شرطة بلدية ومتطوعين للخدمة. وذلك على يد مجرمين أتوا الى البلدة بسيارة بدون لوحات. وهذا مظهر آخر من إهمال السلطات الأمنية. نصلي لراحة نفوس الضحايا، ونعزي أهلهم وعائلاتهم وفي مقدمهم رئيس بلدية كفتون السيد نخله حنا فارس والد أحد الضحايا.

7. لمناسبة صدور حكم المحكمة الخاصة بلبنان بشأن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، نجدد التعازي إلى عائلاتهم. ونستذكر دوره في إعادة إعمار وسط بيروت، وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، وتعزيز علاقاته مع الدول العربية ودول العالم. هذا ما نحتاج إليه اليوم. نحتاج إلى شخصية تعيد، مع أصحاب الإرادات الحسنة، نسج هذه العلاقات العربية والدولية، وتخرج لبنان من عزلته الجبرية السياسية والديبلوماسية والاقتصادية التي تخنقه.

8. إن البطريركية المارونية تتطلع إلى توطيد علاقات لبنان بأشقائه العرب، فهي تؤمن إيمانا صادقا بانتماء لبنان إلى العالم العربي، وبالتعاون مع قادة دوله من أجل السلام والتقدم في الشرق الأوسط. فمن لبنان انطلقت مبادرة السلام العادل والشامل التي أقرت في قمة بيروت لجامعة الدول العربية سنة 2002. لبنان اليوم هو الأحوج إلى السلام ليتمكن من استعادة قواه والقيام بدوره في محيطه لخدمة حقوق الانسان والشعوب. كفانا حروبا وقتالا ونزاعات لا نريدها!

إن وثيقة الحياد الناشط التي أعلناها في السابع عشر من آب الحالي، ولقيت شبه إجماع من التأييد، ليست مشروعا خاصا بالبطريرك أو بالبطريركية المارونية، بل هي عودة إلى صميم الكيان السياسي اللبناني، وطبيعة اللبنانيين على مر العصور، وباب خلاص للبنان وكل اللبنانيين. والحياد، كما أوضحت الوثيقة مفهومه، لا يقبل التجزئة في مكوناته الثلاثة المتكاملة والمترابطة. وليس هو موضوع وفاق بل يسلتزم أولا وفاقا على الولاء للبنان، قبل الوفاق على الحياد. فمتى حصل الوفاق على الولاء للبنان، يصبح القبول بالحياد أمرا بديهيا.

لقد بات الحياد معيار قناعتنا بمفهوم لبنان الكبير ودوره التاريخي وصيغة الشراكة التي أرساها الميثاق الوطني وطورها اتفاق الطائف. إن بناء الدولة القوية مرهون باعتماد الحياد لا بالاستغناء عنه. وهذا ما نرجوه عشية الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. صحيح أن لبنان صغير بمساحته، لكنه كبير بشعبه ورسالته.

9. إن كلمة الله، الموحاة والمكتوبة في قلوبنا وفي نظام الطبيعة، حية وفاعلة (عب12:4). تعطي القدرة على بناء ملكوت الله (أع 32:20)، ملكوت الحقيقة والمحبة والعدالة والحرية والسلام. فلنصغ إلى هذه الكلمة، ولنقبلها مثل حبة القمح في الأرض الطيبة، تمجيدا وتسبيحا للآب والابن والروح القدس، إلى الأبد، آمين".

 

المطران الياس عودة: بيروت دمرتها الخطيئة مرات عدة وقامت إلا أنها لن تقوم مجددا إذا هجرناها وبعنا منازلنا

وطنية - الأحد 23 آب 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، وألقى عظة قال فيها:

"أحبائي، سمعنا في إنجيل اليوم كلاما عن المغفرة. في المقطع الذي يسبق ما تلي على مسامعنا سؤال طرحه الرسول بطرس على الرب قائلا: "يا رب، كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟"، فأجابه الرب يسوع: "لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات". الرسول بطرس أظهر معرفة باليهودية التي من شيمها الإنتقام، بعدما يغفر اليهودي للآخرين ثلاث مرات إذا اعتذروا منه. أراد بطرس أن يظهر أنه أصبح من أبناء الملكوت، وأنه أكرم من اليهود في المغفرة، فطرح موضوع المغفرة للآخر سبع مرات بدلا من ثلاث. يرمز العدد سبعة إلى الكمال، وهنا أشار الرسول بطرس إلى كمال المغفرة، لكن الجواب الذي أتاه من الرب أظهر له أن المغفرة لا تحد، وليس لها كمال، لأنها دائمة ولا نهاية لها، وأساسها المحبة. فمن سكنت المحبة قلبه، كانت المغفرة نهجا دائما في حياته.

لكي يشرح الرب يسوع فكرته عن المغفرة غير المحدودة، سرد المثل الذي سمعناه في إنجيل اليوم. شبه الرب ملكوت السماوات بإنسان ملك أعلن وقت الحساب. أراد الرب يسوع أن يظهر لنا الفرق بين عدالة الله وعدالة البشر. نحن نخطئ أمام الله مئات المرات يوميا، تماما مثل ذاك العبد الذي كان مدينا للملك بعشرة آلاف وزنة. إذا أردنا التحدث بلغة عصرنا، فقد كان العبد مدينا للملك بستة مليارات ليرة لبنانية. ولكي تعرفوا كم كان حجم الدين ضخما، فإن خيمة العهد، التي بناها موسى، قد استخدم فيها تسع وعشرين وزنة فقط (خر 38: 24)، ولبناء هيكل أورشليم استخدمت ثلاثة آلاف وزنة، ودين العبد كان عشرة آلاف".

أضاف: "الإنجيلي متى يخاطب اليهود في إنجيله، لذلك نجد ما يكتبه مليئا بالرموز اليهودية. العدد عشرة يرمز إلى الوصايا، في حين أن العدد ألف يشير إلى السماويات، الأمر الذي يعلمنا أننا إن حفظنا الوصايا الإلهية نصل إلى الملكوت السماوي، أما المخالف، كالعبد المدين، فيحكم عليه بدينونة شديدة.

خلاص الإنسان يأتي عن طريق التوبة والإتضاع، الأمر الذي عايناه مع العشار وسواه من شخصيات الكتاب المقدس. كل من يطأطئ رأسه يرفعه الرب، أما المستكبر فيحدره إلى الأرض. يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى: "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (5: 5). لهذا، رق قلب الملك على عبده عندما سجد طالبا التمهل عليه كي يوفي دينه. سامح الملك العبد لأنه علم أنه لن يستطيع تسديد دينه حتى ولو عمل طوال حياته ليلا ونهارا. هنا، ظن العبد أنه أصبح سيدا، حرا، بعدما أعفي من دينه. لقد تجسد كلمة الله ليخلصنا من دين خطايانا الثقيل، وعندما محا الصك المكتوب علينا، تحررنا، وظننا أننا أبرار أكثر من إخوتنا البشر، وأعطينا أنفسنا الحق في أن ندينهم ونحكم عليهم، تماما كما فعل العبد مع رفيقه العبد. دين العبد الثاني كان لا يساوي شيئا أمام دين الأول، مع ذلك حكم العبد على رفيقه بالسجن، ولم يتعلم من عمل الرحمة الذي قام به الملك تجاهه. لقد علمنا المسيح قائلا: "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). لم يتعلم العبد من وداعة الملك، وظن أن أحدا لن يراه أو يحاسبه، لكنه أخطأ في تقديره، ونال عقابه، لأنه لم يرحم مثلما رحم".

وتابع: "مرارا كثيرة نبهنا ربنا إلى أن دخولنا الملكوت السماوي مرهون بعلاقتنا مع إخوتنا البشر، الذين يدعوهم إخوته الصغار. قال الرب يسوع: "لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" (مت 7: 2). نسمع الملك نفسه، بعد بضعة إصحاحات من إنجيل اليوم، يقول لداخلي الملكوت: "كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، بي قد فعلتموه" (مت 25: 40). فهل نتعظ من كلام الرب؟".

وقال: "ما يمر به بلدنا اليوم أظهر لنا جليا من هم داخلو الملكوت. كل من حمل مكنسة وساعد منكوبا، كل من طبب جراح نازف، كل من أنقذ نفسا قبل أن يختطفها الموت، ولم ينتظر أياما لينتشل جثثا كان يمكن أن تكتب لها الحياة، كل من مسح دمعة، وأطعم جائعا وكسا بردانا، وأوى مشردا ونازحا، وسواهم، هؤلاء هم أبناء الملكوت. أما كل متربع على عرشه من دون أن يعمل، فهذا لن ندينه نحن، بل سنسلمه إلى عدالة الملك السماوي التي لا نثق بغيرها. يقول الرب: "فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم، وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الرديئة، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيئتهم، وأبرئ أرضهم" (1أخ 7: 11). لقد دنس البشر أرضهم بنسيانهم الرب واتباع زعماء أوصلوهم إلى الخراب والدمار واليأس. يا أحبة، ليس الله مسؤولا عن أي مصيبة تصيبنا، بل البشر، والشر الذي أعمى قلوبهم. يظنون أنهم يتحكمون بالشعب إذا نشروا الفوضى والإفقار والقتل والدمار، إلا أن الله أكبر من كل من يعتبر نفسه كبيرا وسيدا على إخوته البشر. السيد الحقيقي صلب من أجل خلاص شعبه، لم يقتل شعبه، لم يسمح بأن يتسلط عليهم الموت، فأسس لهم نهج القيامة والحياة. لذلك، نحن لا نخاف إلا موتا واحدا، هو موت النفس بسبب الخطيئة. بيروت دمرتها الخطيئة عدة مرات، لكنها قامت، وستقوم. إلا أنها لن تقوم مجددا إذا هجرناها وبعنا منازلنا لغرباء لا يزالون يحومون بأموالهم حول الفقراء ولا يرون في دمارها سوى فرصة ذهبية للاستغلال والاستيلاء. أما حكام هذا البلد فلا يفكرون إلا بالمحافظة على كراسيهم، يتطاحنون من أجل الحفاظ على حصصهم، يجلسون معا في هدوء مضحك مبك. هم في عالم والشعب المجبول بالضياع، المرمي في النكبات، لا يجد إنسانا يسند رأسه على كتفه، ويسأل أين هم الذين أشبعونا وعودا وبانت فارغة. أين هم الذين كانوا في ضيافتنا عند حاجتهم لنا، وبعدئذ وجدنا أن لهم آذانا ولا تسمع، وعيونا ولا تبصر".

وختم عوده: "دعوتنا من خلال إنجيل اليوم أن نكون مقتدين بالملك الغفور، الرحوم، الذي مهما عظمت خطايا البشر تجاهه، يجد لهم مخرجا خلاصيا إن تابوا ورجعوا إليه. دعوتنا أن نغفر سبعين مرة سبع مرات، لأننا إن لم نغفر، سوف ننجر مسيرين بالحقد نحو دمار أكبر، وحروب شعواء، وسيعيد التاريخ نفسه وندخل في دوامة شر لا خروج منها.

دعائي أن يحفظكم الرب من كل شر، ومن كل جنوح نحو الشر، وأن يبلسم جراحكم النفسية والجسدية، الأمر الذي لن يتحقق ما دامت القلوب فارغة من المحبة والمغفرة. لذا، أحبوا، إغفروا، وبهذا تنهضون وتقيمون مدينتكم معكم من تحت الركام، آمين".

 

بري: أنتظر ما سيفعله غيري بشأن تشكيل الحكومة

وطنية - الأحد 23 آب 2020

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ردا على سؤال لموقع "الانتشار" حول صحة ما تردد أمس عن انه "أطفأ محركاته العاملة على تشكيل الحكومة الجديدة": "انني بذلت كل ما في وسعي بما يخص موضوع تشكيل الحكومة، لكن تبين أن يدا واحدة تصفُق (بضم الفاء) ولا تصفق".

وأردف قائلا: "أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري بهذا الشأن".

 

التيار الوطني الحر يعلن مقاطعة MTV

وطنية - الأحد 23 آب 2020

صدر عن الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" البيان الاتي: "إلى أن تعود قناة MTV الى القواعد الاخلاقية والوطنية والمهنية والمناقبية الاعلامية، قرر التيار الوطني الحر مقاطعة هذه المحطة بعدما تخطت كل الخطوط الحمر أخلاقيا وقيميا ومهنيا، وباتت أداة للهجوم على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، ووسيلة لتنفيذ أجندات مسبقة الدفع. ان التيار الذي كان الى جانب محطة MTV يوم تعرضت للظلم، يؤكد حرصه الدائم على الحريات الاعلامية ودفاعه عنها، رافضا أن تتحول الحرية الى تعد على الكرامات ووسيلة لنشر الإشاعات والاكاذيب وبث الحقد والتحريض وتجاوز للآداب والاخلاق، وعندها يكون التيار مدافعا شرسا عن الكرامات والمقامات ومنبها لحسن التعاطي المهني والاخلاقي والوطني مهما كانت الظروف".

 

محامي باسيل: هناك جهات تحاول تشتيت النظر عن معرفة السبب الحقيقي لدخول الباخرة روسوس إلى لبنان

وطنية - الأحد 23 آب 2020

صدر عن الوكيل القانوني للنائب جبران باسيل المحامي ماجد البويز، البيان التالي:

"تحاول بعض الجهات ولغايات مشبوهة حرف مسار التحقيقات القضائية حول انفجار مرفأ بيروت وتضليل الرأي العام بمزاعم واهية، مفادها أن الباخرة روسوس التي حملت النيترات، دخلت إلى بيروت بطلب من وزارة الطاقة عام 2013، وهذا كذب وافتراء.

ومن الواضح ان هذه الجهات تحاول تشتيت النظر عن معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء دخول الباخرة روسوس إلى لبنان وبقائها فيه لفترة سبع سنوات. ان المعدات التي أدخلتها شركة سبپكتروم المتعاقدة مع وزارة الطاقة مؤقتا إلى لبنان هي عبارة عن آليات تستعمل في المسح الزلزالي في البر، وهي موضوع تعاقد بين وزارة الطاقة وشركة سبكتروم تاريخ 30/3/2012. أما مواعيد وآلية دخولها وخروجها، فقد حددها الوكيل البحري والبري للشركة الملتزمة من دون ان يكون أي دور لوزارة الطاقة فيها، وهذا أمر بديهي. لقد انحصر دور الوزارة فقط بإرسال كتب إلى مديرية الجمارك لتسهيل وتسريع الدخول المؤقت لهذه المعدات كما تفترض الأصول، من دون أي دور لها في خروج المعدات ولا في توقيت خروجها ولا في كيفية شحنها.اننا نهيب بالمعنين عدم تضليل الرأي العام بأساليب مماثلة، والعمل على كشف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الطلبات الواهية الهادفة إلى حجز السفينة وتفريغ البضائع وبقائها هذه الفترة الطويلة بالرغم من خطورتها، ليصار إلى محاسبة المسؤولين بعد ثبوت علمهم سواء بتقارير او مراسلات او محاضر قضائية وتقاعسهم عن اتخاذ القرارات اللازمة".

 

قداس على نية ضحايا بيروت في كاتدرائية مار مارون كندا تابت: وضع ميثاق اجتماعي جديد يلبي وحده تطلعات غالبية اللبنانيين

وطنية - كندا - الأحد 23 آب 2020

ترأس راعي الابرشية المارونية في كندا المطران بول مروان تابت يعاونه لفيف من الكهنة، قداسا على نية لبنان بعد الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت، في كاتدرائية مار مارون مونتريال، حضره أسقف مونتريال المطران كريستيان ليبين ومساعده المطران آلان فوبير، مطران السريان الكاثوليك في كندا بول أنطوان ناصيف، وزيرة الانماء الإقتصادي واللغات الرسمية ميلاني جولي، عقيلة رئيس وزراء كيبيك فرنسوا لوغو ايزابيل باريز، وزير البيئة يبنوا شاريت، رئيسة بلدية مونتريال فاليري بلانت والقنصل العام في مونتريال السفير أنطوان عيد، وعدد من ممثلي الطوائف والأحزاب اللبنانية. وفي عظته تحدث تابت عن هول المصيبة التي حلت على لبنان قبل حوالى ثلاثة اسابيع، مشيرا الى "صعوبة التعبير بالكلام عن حجم الكارثة التي تسبب بها انفجار هو الرابع عالميا من حيث الحجم بعد انفجار هاليفاكس في العام 1917، وهو بحجم ربع قنبلة نووية".

وتساءل عن الاسباب والتفسيرات التي تكمن وراء ما حصل، وقال: "كيف يمكن تفسير أن مدينة عمرها 5 آلاف سنة وكانت فيها أول مدرسة للحقوق في العالم القديم، وعايشت عددا من الحروب لا يحصى، تمحى في ثوان قليلة وتمحو معها ثلاثة عقود من إعادة احيائها؟ كيف يمكن تفسير أن يفقد حوالى 200 شخص، من جنسيات وطوائف مختلفة، بعضهم كندي، الحياة في هذا الانفجار من دون أي إنذار؟ كيف يمكن تفسير حجم الدمار الهائل، وأن يجد 300 ألف شخص أنفسهم من دون أي مأوى في غمضة عين؟".

أضاف: "أنا أدعوكم اليوم الى رؤية هؤلاء الشباب الذين نزلوا الى الساحات والى شوارع بيروت وبدأوا بعملية التنظيف وإزالة الركام بكل عزم وتصميم على إعادة البناء. هؤلاء هم لبنان الغد الذين ينظفون بالمكانس أطلال الوطن الذي ورثوه. ما يبنيه هؤلاء الشباب ليس شارعا أو مدينة بل قماشا اجتماعيا جديدا، يبنون الامل في نظام يتكون من جديد على قيم المواطنية والقانون. لبنان المتحرر من تمزقات الماضي. ونحن اللبنانيين في المهجر، لا نستطيع إلا أن نرافقهم في هذه المسيرة، ومهمتنا أن نساعدهم على بناء مصيرهم، محررين من كوابيس الماضي".

وأشار الى عمق الصداقة اللبنانية الكندية التي تعود الى 130 سنة، والنجاح الذي حققته الجالية اللبنانية في كيبك وكندا على كل المستويات، وتوجه بالشكر الى الكنيسة الكاثوليكية في كندا "لقربها الروحي وكرمها الانساني"، معتبرا أن "كندا تستطيع القيام بالمزيد من خلال سياستها الخارجية وصداقاتها الدولية"، وداعيا الحكومة الكندية الى "التشبث بالتزامها الدفاع عن الشعوب ضد الجرائم ضد الانسانية، وأن تساعد هذه الشعوب على مواجهة أوضاعها المهتزة".

وقال: "أن تكون الجريمة نتيجة عمل مقصود أو لا، نتيجة إهمال أو فساد، لا يهم في هذه المرحلة. وأنا أتخوف من أن يعود لبنان من دون مساعدة كندا والدول الاخرى الى نقاط سوداء في تاريخه تكون لها نتائج كارثية على المنطقة والعالم". وأشار الى أن "وضع ميثاق اجتماعي جديد وحده يلبي تطلعات غالبية اللبنانيين"، معربا عن الامل في أن "يكون تشكيل حكومة جديدة على مستوى الانتظارات الوطنية والدولية، وخصوصا حماية لبنان من التطورات الاقليمية".

شاريت

وكانت كلمة لممثل حكومة كيبيك وزير البيئة بينوا شاريت، ركز فيها على "تعاطف حكومة كيبك مع الشعب اللبناني ومشاطرتها اللبنانيين أوجاعهم، وحضورها القداس عن أنفس الضحايا الذين سقطوا نتيجة الانفجار الذي وقع في بيروت". ونقل تعاطف وزيرة العلاقات الدولية والفرنكوفونية نادين جيرو مع الشعب اللبناني. وقال: "من دون أدنى شك، بيروت ستقوم من جديد وتتجاوز هذه المحنة كما تجاوزت المحن السابقة عبر تاريخها. وكيبك تقف وستقف دائما الى جانب لبنان في محنته".

 

ردا على على ما يتم تداوله عن إخراج إحدى الدبلوماسيات دولارات من لبنان: المبلغ لا يزال ضمن النطاق المسموح به

وطنية - كندا - الأحد 23 آب 2020

أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه في بيان، ردا على ما يتم تداوله عن محاولة إحدى الدبلوماسيات إخراج مبلغ كبير من الدولارات من لبنان، أنه "بعد استفساره شخصيا عن التفاصيل تبين بحسب ما تبلغ من الجهات الرسمية المختصة أن المبلغ الذي كان في حوزة المسافرة عبر مطار بيروت هو حوالى 12000  دولار فقط، ووفقا للتعليمات المعمول بها يحق للمسافر إخراج 15000 دولار دون الحاجة الى التصريح عن ذلك. وبالتالي فإن اخراج المبلغ المذكور لا يزال ضمن النطاق المسموح به، بينما يتوجب التصريح عن نقل أي مبلغ يفوق هذه القيمة".

وعما اثير عن أحقية تفتيش المسافرة من عدمه كونها دبلوماسية، لفت وزير الخارجية الى أنه تبين أن "هذه المسافرة هي دبلوماسية غير معتمدة في لبنان، وبالتالي لا تتمتع بالحصانة الدبلوماسية، لذا وبحسب القوانين الدولية فانه يحق للسلطات المعنية في المطار تفتيش حقائبها أسوة بالمسافرين العاديين".

وأوضح وهبه أنه "تم تفتيش حقيبة السيدة أمام المسافرين وليس في مكتب جانبي كما ورد في الخبر، وسمح لها بمتابعة سفرها من دون الحاجة الى تقديم تصريح".

 

جعجع لاهالي شهداء المقاومة اللبنانية: أطلب منكم ملازمة منازلكم أثناء الاحتفال بذكراهم حرصا على سلامتكم بسبب تفشي كورونا

وطنية - الأحد 23 آب 2020

صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الاتي: "بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد لناحية جائحة كورونا، فضل رئيس الحزب أن يأتي قداس شهداء المقاومة اللبنانية، الذي سيقام في المقر العام للحزب في معراب نهار الأحد 6 أيلول المقبل، من دون حشد شعبي. وأصر على عدم إلغاء المناسبة لأهميتها الكبيرة لدى الحزب. لذا توجه برسالة لأهالي الشهداء تم تسليمها باليد لعائلة كل شهيد من شهداء المقاومة، وقد جاء في مضمونها:

"أهالي شهداء المقاومة اللبنانية الأعزاء، يعز علي هذه السنة أن تحول ظروف تفشي وباء كورونا دون مشاركتكم معنا في قداس شهداء المقاومة اللبنانية الذي يقام في معراب وألا نكون أنا والرفاق محاطين بكم، نحدق في وجوهكم فردا فردا لنطمئن بأن القضية ما زالت بخير، نستلهم منكم الصبر والرجاء والأمل للمستقبل، نشارككم الصلوات لراحة أنفس أحبائكم الذين كانوا إخوة لنا في المقاومة ورفاق نضال وسلاح. يعز علي أن تحدوني ظروف تفشي الوباء للطلب منكم ملازمة منازلكم، حرصا على سلامتكم، وإضاءة شمعة بالتزامن مع بدء قداس الشهداء الذي يصادف يوم الأحد الواقع فيه 6 أيلول الساعة 5:00 مساء، إيمانا مني بأن صلواتكم وتضرعاتكم النابعة من قلوب صافية نقية مغمسة بالألم والحرقة والمعاناة كفيلة، مع شفاعة شهدائنا وأبطالنا والقديسين، بتزويدنا بالذخيرة المعنوية والروحية اللازمة للعمل على انتشال لبنان من الواقع المرير الذي يتخبط فيه، وتحقيق حلم شهدائنا بغد أفضل وبلبنان حر. أعرف بأن جمرة الاستشهاد، ورغم سموها، تحرق عميقا، غير أن لي ملء الثقة بأن الشمعة التي ستضيئها أيديكم لراحة أنفس الشهداء وخلاص لبنان سيعم نورها أرجاء الوطن بأسره، وستكون هي الشرارة والبداية التي تبشر بأفول عهد قديم، وانبلاج فجر الجمهورية القوية وولادة لبنان جديد عما قريب، إن شاء الله".

 

مايا دياب: كارثة هزّت الارض… “يا جماعة بلد يحكمه دوده والدود منه وفيه”

موقع راديو صوت بيروت انترناشيونال/23 آب/2020

عقب وقوع الانفجار في مرفأ بيروت، كانت الفنانة مايا دياب المبادرة الأولى في تقديم المساعدات. وكانت من الفنانين الذين أثروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحث الناس على المساعدة.

ولكنها بدت ممتعضة جداً من الطبقة السياسية التي اتهمتها بالمباشر بأنها المسؤولة الأساسية على ما وصلنا إليه اليوم. توازياً، كتبت دياب عبر “تويتر”، وقالت، ” كارثة هزّت الارض، ومسحت بيروت، كارثة أمن قومي… من يوم الثلاثاء 4 آب لليوم، مين توقّف ومع مين تحقق؟ كم من مسؤول مَرّ على هذه المسؤولية، ايه ووينن؟؟؟ يا جماعة بلد يحكمه دوده، والدود منه وفيه”.

وأطلقت دياب مبادرة جديدة بعنوان “ترميم وجوه الأطفال المشوهة في بيروت” إذ بادرت بتقديم المساعدة للأطفال التي أصيبت من جراء الانفجار. وفي فيديو نشرته النجمة اللبنانية عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام قالت فيه: “بعد ها الزلزال والفاجعة يلي أصابت بيروت.. ها الفاجعة وها الزلزال أصابوا وجوه أطفال وجعولي قلبي كتير وأول طفلة شفتها كانت الطفلة يارا يلي عمرها 4 سنين واللي اتشوه وجهها من جراء هذا الانفجار ومن دقيقة يلي شوفتها حسيت أنو عبالي أصلحلها وجهها وهيك راح يصير”. وأضافت: “لكل الأطفال يلي اتشوهوا من جراء هذا الانفجار راح نكون عم بنساعدهم بكل أنواع الليزر الموجودين لنقدر نجمل ونساعد البشرة أنو يختفي منها أي ندب موجود.. وهايدا الشي راح يصير بسنتر نيو يو فردان يلي عندهم أكبر عدد ليزر مع دكتورة ندى سويدان يلي هي أختي وعيلتي والله يحميها وأكيد مع جمعية Human dignity union مع جو معلوف صديقي وخي”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 23-24 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/23 آب/2020

*جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

*المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89714/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%ba%d9%88%d9%84/

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 23 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89710/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-802/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 23/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89712/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-august-23-2020/

 

The Traitors Michel and Hasan/ Elie Aoun/August 23/2020
 
إيلي عون: الخونة ميشال وحسن
 *There is no genuine Hizballah-Israeli conflict, but a collusion for destruction.
 *Michel Aoun’s 1990 sattement that he will die in Baabda rather than sign or surrender was a signal of treason, not courage.
 *Nassrallah’s declaration that they will surrender their souls before their weapons is also a sign of treason, not courage or conviction. It is the souls of his fighters and his country that he wants to surrender.
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/89727/elie-aoun-the-traitors-michel-and-hasan-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d9%86%d8%a9-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b3%d9%86/

 

نتانياهو… تفجير بيروت… وحزب الا

الكولونيل شربل بركات/23 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89723/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%aa%d9%81%d8%ac%d9%8a%d8%b1-%d8%a8/

*لبنان سيقوم وشعبه لن يتوقف عن تغيير الحالة التي وصل اليها لأنه شعب حي تعود على الحرية وعلى الاتكال فقط على النفس، ومن هنا مقدرته على التكيف مع الظروف

*ثقافة نصرالله وحزبه أعاقت تقدم اللبنانيين وتطورهم ومجاراتهم للحضارة، ولو أن الشيعة كانوا من طلائع المثقفين والمفتحين قبل الحرب.

*نصرالله وحزبه شدد فقط، وبطلب من معلميه في “الحرس الثوري”، على خلق “مزرعة” لتوليد مقاتلين يدفع بهم حول العالم لتنفيذ مهمات يعتبرها “الولي الفقيه” ومرؤوسيه ضرورية لتحضير عودة “المهدي” المنتظر.

*المشكل عندنا أننا نكيل بمكيالين، والأصعب أن هناك من يحاول إعادة اللبنانيين لعقلية الغزو، عقلية “الجاهلية” كما يسمونها.

*ثقافة حزبلا ومدارسه وتطبيقاته للدين “الحنيف”، تختلف عن ثقافة الحياة التي يعرفها اللبنانيون بأجمالهم ويعيشونها ويطبعون العالم بها، والتي ظهرت بشكلها الواضح في اندفاع هذا الشعب “العظيم” فعلا لرفع المعاناة عن إخوته المتضررين. فكانت المكانس شعارهم الجديد لرفع غبار الموت عن مدينة الثقافة والحياة، وبث الروح في الأجساد المتهاوية والتي تكاد تلفظ الأنفاس.

 

"We Have No Mercy on You People": Persecution of Christians, July 2020/ Raymond Ibrahim/ Gatestone Institute/August 23/2020
 
ريموند إبراهيم: قائمة مفصلة بالتعديات على المسيحيين واضطهادهم خلال شهر تموز 2020...لا شفقة ولا رحمة عليكم يا أيها الناس
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/89733/raymond-ibrahim-gatestone-institute-we-have-no-mercy-on-you-people-persecution-of-christians-july-2020-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%82/

 

المحكمة باكورة الإفلات من العقاب

منى فياض/الحرة/23 آب/2020

إن كثافة عمليات الاغتيال جعلت منه في لبنان، بعد الاستقلال، لغة تخاطب وأداة عمل سهلة التنفيذ. بلغ تعداد الاغتيالات بحسب الدولية للمعلومات 220 عملية اغتيال ومحاولات اغتيال حتى نهاية العام 2005 تلاها 6 اغتيالات منذ ذلك الحين ويصبح المجموع 226 .

http://eliasbejjaninews.com/archives/89736/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%81%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84/

 

«حزب الله» يأكل حليفه الشيعي.. والجنوب يستعيد حرب إقليم التفاح/علي الأمين/نداء الوطن/23 آب/2020

«حزب الله».. لا معارضين بعد اليوم/يوسف مطر/جنوبية/23 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89739/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%a3%d9%83%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%81%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%88/

 

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 23 آب/2020

البطريرك الراعي سأل من الديمان عن سبب حصر السلطة بمنظومة أثبتت فشلها: لدهم مخابىء السلاح والمتفجرات فحياة المواطنين ليست ملكا لشخص أو فئة أو حزب أو منظمة

المطران الياس عودة: بيروت دمرتها الخطيئة مرات عدة وقامت إلا أنها لن تقوم مجددا إذا هجرناها وبعنا منازلنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/89742/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9/