-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 32 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/بري وباسيل شرابتي خرج عند حزب الله

الياس بجاني/هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عامر فاخوري... أرقد بوسام "عمالتك" فهي شرف لنا/جولي أبوعراج

السبحة تكر.. سويسرا تدرس حظر حزب الله اللبناني

منظمة العفو الدولية تعرض شهادات جديدة.. الجيش وقوى الأمن هاجموا المحتجين العزّل في أعقاب انفجار المرفأ

من المستهدف في حادثة كفتون... وما سبب وجود الجميّل هناك؟

هذا ما أظهرته البصمات المرفوعة عن سيارة الجناة في جريمة كفتون – الكورة

جريمة كفتون… “القوات” تنفي الأكاذيب والافتراءات

مسلسل الجرائم مستمر.. قتيل وجريحان في زحلة

مالك سفينة نترات الأمونيوم قبرصي مرتبط بـ«حزب الله»

بري وحيداً في مواجهة استحقاق الحكومة اللبنانية ومتمسك برشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة

عون يحيل كل من يراجعه بأمر سياسي على باسيل «رئيس الظل»

أزمة الدولار تهدد مصير الطلاب اللبنانيين في الخارج وازمة سعر الدولار في لبنان مستمرة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سائقون لبنانيون عالقون على الحدود الاردنية ومناشدة لنجار

خبايا ذباب “الحزب”… تفاصيل جيش إلكتروني وحسابات وهمية

نداء الوطن/راية عاشورائية تُحوّل باحة مسجد في اللوبية ساحة حرب بين "أمل" وحزب الله"

نداء الوطن/"العهد" على خطى الأسد: أحبطنا "المؤامرة"/ بري "طلع الشعر على لسانو"... وباسيل: "إلا الحريري"

لبنان... سباق مفتوح مع الانهيار الشامل بعدما بات في قلب المواجهة الأميركية ـ الإيرانية

حزب الله: أسقطنا طائرة إسرائيلية مسيرة بالقرب من عيتا الشعب

النهار:السلطة تراوغ وتعطل.. وتناور على ماكرون!

كوبيتش: المجتمع الدولي مدين للبنان وحان الوقت للوفاء بهذا الدين

الكويت ستعيد بناء اهراءات مرفأ بيروت!

المركزية... المعارضة العونية: استياء واسع في صفوف التيار وانسحابات متوقعة!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو إلى إسرائيل غداً ثم الإمارات والسودان والبحرين وعمان

أكثرية عارضت مسعى واشنطن فرض عقوبات على طهران... عزلة أميركية في مجلس الأمن؟

داخلية العراق: انطلاق قوة أمنية لإعتقال القتلة بالبصرة

بدء الانسحاب الأميركي من العراق.. وانفجار يطال رتلاً

العراق: اتفقنا مع واشنطن على جدول زمني لإعادة الانتشار

اتهام رسمي.. العراق: إيران حولت مسار مياه الأنهار فقلّت

حمدوك: نظام البشير تسبب بفرض عقوبات قاسية على السودان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هللويا... هوشعنا/الكولونيل شربل بركات

الفاشية الشيعية، العدالة المبتسرة والتفكك المنهجي للدولة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

متى حَرَفْتم لبنانَ وقد وَلَدتْه أمُّه حِياديًّا؟/سجعان قزي/جريدة النهار

سلاحُ فرسان الدراجات الناريّة وغريبُ الهوياتِ في زقاق البلاط/محمد أبي سمرا/المدن

التفاؤل بانفراج مالي واقتصادي بعد انفجار المرفأ وهم وسراب/علي نور/المدن

سأم فرنسي وأميركي من التمييز بين لبنان وحزب الله/منير الربيع/المدن

السادية في السياسة اللبنانية/توفيق شومان

الثورة والمحكمة الدولية/محمد علي مقلد/نداء الوطن

عون لا يُجري استشارات ملزمة إلا بضمانات مسبقة/ نقولا ناصيف/الأخبار

إطلاق نار في سعدنايل والفيديوات والصور تضع "حزب الله" في موقع الاتهام/أسامة القادري/نداء الوطن

صندوق النقد يرفض طلب لبنان "السرّي"/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

حرب المصالح على أرض لبنان... أشرس من هدير البوارج/ألان سركيس/نداء الوطن

تسليم سليم سليماً/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

المتّهمون بالتفجير فرضوا خطابهم وامتصّوا غضب الشارع/مريم سيف الدين/نداء الوطن

الكنيسة قررت المواجهة دفاعاً عن الإنجاز الوحيد منذ 1990/"ليبانون ديبايت"/فادي عيد

خيبة دولية من إهدار الوقت وانتظار الحكومة الجديدة "أنتم حطّمتموه فخذوه"/وليد شقير/نداء الوطن

نقاط على حروف الحكم باغتيال الحريري!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

هل تحققت العدالة للحريري ولبنان؟/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

ليبيا لغم البحر المتوسط والصحراء الكبرى/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

المعقول واللامعقول في ملف العلاقة مع إسرائيل!/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

يا مدبّر العربان دبّر نفسك/مشعل السديري/الشرق الأوسط

ما يهزمها تويتر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفدا من تكتل لبنان القوي: أدعو المتضررين من انفجار بيروت الى التمسك بأرضهم ومدينتهم والتعويض سيكون سريعا وفعالا ومنصفا

بري التقى أبو فاعور ووفدا من تكتل لبنان القوي بقرادونيان: لحكومة إنقاذية تأخذ في الإعتبار تنفيذ كل الإصلاحات

قاسم: لحكومة فاعلة نساهم بها وندعمها ولن تؤثر الأكاذيب على شعبيتنا

التشاور حول الحكومة يبدأ باجتماع بري ـ باسيل ـ «حزب الله»

 ميقاتي يرفض محاولة تكريس بدعة «التأليف قبل التكليف» المخالفة للدستور

"عون غول الموت" قال بوعاصي.. فرد العونيون "جعجع دراكولا"

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس03/من10حتى23/:”يا إِخوَتِي، أَنَا بِنِعْمَةِ ٱللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي، وَضَعْتُ الأَسَاسَ كَبَنَّاءٍ حَكِيم، لكِنَّ آخَرَ يَبْنِي عَلَيْه: فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْه! فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح. فَإِنْ بَنَى أَحَدٌ عَلى هذَا الأَسَاسِ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً، أَوْ حِجَارَةً كَرِيْمَةً، أَوْ خَشَبًا، أَوْ تِبْنًا، أَوْ قَشًّا، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَكُونُ ظَاهِرًا، وَيَوْمُ الرَّبِّ سَيُبَيِّنُهُ، لأَنَّ يَومَ الرَّبِّ سَيُعْلَنُ بِالنَّار، والنَّارُ سَتَمْتَحِنُ مَا قِيمَةُ عَمَلِ كُلِّ وَاحِد. فَمَنْ يَبْنِي، ويَبْقَى عَمَلُهُ الَّذي بَنَاه، يَنَالُ أَجْرَهُ. ومَنِ ٱحْتَرَقَ عَمَلُهُ يَخْسَرُ أَجْرَهُ، أَمَّا هُوَ فَيَخْلُص، ولكِنْ كَمَنْ يَمُرُّ في النَّار. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس، وهُوَ أَنْتُم! فَلا يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ! إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم أَنَّهُ حَكِيمٌ بِحِكْمَةِ هذَا الدَّهْر، فَلْيَصِرْ أَحْمَقَ لِيَصِيرَ حَكِيمًا! لأَنَّ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ الله، فإِنَّهُ مَكْتُوب: «أَلرَّبُّ يَأْخُذُ الحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِم»، وَمَكْتُوبٌ أَيْضًا: «أَلرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الحُكَمَاءِ إِنَّهَا بَاطِلَة». إِذًا فَلا يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِأَيِّ إِنْسَان، لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ هُوَ لَكُم، أَكَانَ بُولُس، أَمْ أَبُلُّوس، أَمْ كِيفَا، أَمِ العَالَم، أَمِ الحَيَاة، أَمِ المَوْت، أَمِ الحَاضِر، أَمِ المُسْتَقْبَل: كُلُّ شَيءٍ هُوَ لَكُم، أَمَّا أَنْتُم فَلِلْمَسِيح، والمَسِيحُ لله!”.

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/22 آب/2020

إلى النائب أبوعاصي ومعلمه المعرابي الذمي: البطولة هي بمواقف ضد حزب الله وليس ضد عون الذي هو أداة وشرابة خرج. انتم منافقون وذميون وحلفاء حزب الله وانتم من داكش السيادة بالكراسي وفرط تجمع 14 آذار وانتم تساكنون المحتل وسلاحه ودويلته. وانتم أصحاب شعار  ذل الواقعية. تضبضبوا

 

“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بري وباسيل شرابتي خرج عند حزب الله

الياس بجاني/21 آب/2020

اجتماعات بري وباسيل للصورة فقط لأنهما بوقين بأمرة حزب الله ينفذان فرماناته حرفياً ولا حرية لهما في أي قرار. ثنائي صوتي ليس إلا

 

هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/20 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89649/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%8a-%d9%85%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%84/

نتمنى أن يستفيق الرئيس العماد ميشال عون من غيبوبته الملالوية ويغير مساره من صوب الباب الواسع الذي ينتهي في الجحيم وناره وأحضان دوده، إلى صوب الباب الضيق الإيماني والرجائي بالمفهوم الإنجيلي ويتوب ويستغفر ربه ويؤدي الكفارات عما اقترفه من انحرافات وخيارات ومواقف ابعدته عن السيادة والحرية والإستقلال والأهم والأخطر أنها غربته عن الناس الذين وثقوا به واخرجته من ضميرهم ووجدانهم وذاكرتهم.

ترى هل ما زالت الفرصة سانحة ليعود عون إلى ذاك القائد السيادي أي العماد الذي عرفوه الناس واحبوه وصدقوا ما رفعه من شعارات بشيرية، وذلك قبل أن يتفكك تياره بالكامل ويتخلى عنه الجميع ويرذله التاريخ؟

نعم الفرصة لا زالت سانحة امام عون للعودة من الأسر في الضاحية الجنوبية حيث مشروع تفكيك وتدمير لبنان، إلى بعبدا حيث الحرية والسيادة والإستقلال والدستور وشرعة الحقوق الدولية والشهداء ولبنان الكيان والتاريخ والهوية والرسالة.

نعم مطلوب منه العودة والخروج من الغيبوبة وذلك لمواجهة حزب الله ووضع حد قانوي ودستوري لفجوره وإجرامه ودويلته وحروبه واحتلاله.

وفي حال قرر العودة إلى قصر الشعب حيث الحرية وبيده اليمنى القسم الرئاسي وفي اليسرى الدستور وهذا ما نتمناه .. عندها تبدأ طقوس التوبة الصادقة وأول كفارة عليه أن يؤديها هي تمزيق وحرق ورقة التفاهم مع حزب الله اللالبنانية واللا دستورية واللاكيانية والتخلص من كل سرطانياتها.

هذا ما يتمناه كثر من اللبنانيين ونحن منهم لأننا نؤمن بصدق بالرجاء وبأن لا شيء عند الرب مستحيل.. وهو الأب السماوي الذي بفرح يقبل التوبة إن كان فعلاً طالبها صادقاً.

هذا تمني وربما حلم ..خصوصاً ونحن بحزن وحسرة وعضب نشاهد مراحل تفكك تيار عون المتسارعة وتحوله بالكامل إلى أداة تدميرية بيد المحتل الإيراني.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

الياس بجاني/20 آب/2020

على المواطن اللبناني أن يعي الحقيقة المرة والمحبطة التي يواجهها بلده المحتل والمقموع والمصادر قراره ويدرك في أعماق تفكيره وفي خطابه ومقارباته أن لا وجود لدولة في لبنان بمفهوم الحوكمة الصحيحة والقانون والدستور والمؤسسات والخدمات.

راهناً، إن ما في لبنان عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هو نظام حكم احتلالي وقمعي وبوليسي ومافياوي وكل المعينين في مواقعه الفاعلة بدءً من الرؤساء الثلاثة ومعهم مجلسي النواب والوزراء هم مجرد أدوات تابعين لإرادة المحتل اللاهي الذي هو حزب الله إما انتماءً وايدولوجيا، أو خوفاً وعجزاً، وذلك على خلفيات كثيرة من أخطرها الذمية. من هنا فإنه على المواطن، أي مواطن عندما يريد أن يتوجه للدولة مادحاً أو منتقداً أو مطالباً بأي شيء، علية أن يتوجه مباشرة وبالاسم لحزب الله ولأمينه العام، نصرالله، الحاكم الفعلي لهيكلية النظام القمعي الملالوي والإحتلالي والمافياوي القائم.

لا يجب منطقياً واحتراماً للذات وللعقل أن يتوجه المواطن إلى رئيس الجمهورية لأن هذا المخلوق الإسخريوتي ومعه كل ربعه من نواب ووزراء ومستشارين وزلم هم مخصيون سيادياً ووطنياً ودستورياً ولا يقدمون ولا يؤخرون بشيء كونهم مجرد أدوات وصنوج وأبواق تنفذ ولا تقرر.

ونفس الأمر هذا ينطبق على مجلسي النواب والوزراء. إذا لا وجود لدولة في لبنان، بل لنظام احتلالي ملالوي ومافياوي وإرهابي أوصل البلاد والعباد إلى حالة من العدمية والدونية في كل المجالات وعلى الصعد كافة من فوضى وفقر وإجرام وضياع وفساد وإفساد وفشل في كل شيء.

نحن لسنا فقط في القعر، بل في ما هو تحت قعر القعر بمئات االسنوات الضوئية. إن دولة لبناننا المقدس والرسالة والهوية هي دولة فاشلة ومارقة ومحتلة طبقاً لكل معايير الأمم المتحدة والدولية، كما أنه لم يعد بمقدر اللبنانيين السياديين والأحرار واللبناناويون وحدهم ودون تدخل خارجي فك أسرهم من احتلال حزب الله والتخلص من وضعية الرهينة التي أوصلهم إليها. في الخلاصة، فإن ما يحتاجه لبنان للخروج من وضعية الخطف والرهينة هو أن تقوم الجامعة العربية أو أي دولة من الدول الفاعلة بالتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة ووضعه تحت البند السابع بكل مندرجاته حيث تتولى الأمم المتحدة إدارة شؤون حكمه مباشرة وبالكامل وإعادة تأهيله وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عامر فاخوري... أرقد بوسام "عمالتك" فهي شرف لنا

جولي أبوعراج/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89690/%d8%ac%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d8%b1%d9%82%d8%af-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%b9/

رحل عامر فاخوري بصمت! ابن بلدة جديدة مرجعيون الشامخة في عمق الجنوب اللبناني.

رحل عميلًا نظيف الكف والقضية في زمن ينطق حكم العدالة الدولية مُجرمًا "وطنيين" عاثوا بلبنان إرهابًا وفسادًا.

رحل عميلًا وهو الذي خاطر بروحه وحياته ليعود يشتم رائحة وطن، فتقرر قتله.

نعم! قتل عامر فاخوري لأنه لم يعقد معاهدات ملزمة، أو اتفاقات مذلّة، أو تسويات رخيصة، أو تنازلات كبيرة. بل كان أسوة بأبناء المنطقة الحدودية مقاومًا حقيقيًا، انتفض بشجاعة وإقدام على كل محاولة لازالة الهوية اللبنانية عن لبنان، مستندًا إلى الإيمان والعزيمة والحق.

خرج من وطنه، تاركًا بلدته المتجذرة بدمه لأنه أبى أن يركع للمحتل.

رحل عميلًا لأنه أراد أن يدافع عن بلدته وعائلته..

رحل عميلًا في زمن "الوطنيين" الذي يزرعون أرض الوطن بسلاح وأنفاق ويستولون على مقدرات البلاد..

رحل عامر عميلًا في أيام تعكس صدى أقوال قضيته وشعبه الذين حذروا من قيام حزب الله من تدمير لبنان، فما حصل في مرفأ بيروت كان مقروءً ومعروفًا من قبل أبناء الجنوب الذين حذروا من رهن الوطن لإيران.

“حذاري المشاريع الخارجية فهي تريد نهش الهوية اللبنانية “.

مقولة لطالما رددت من قلب المنطقة الحدودية، فإذ بالخونة الحقيقيين يصدرون الأحكام، باتهام شعبها “خارجين عن القانون” .

رحل عامر مجرمًا لانه ترأس سجنًا، أنقذ شعبه وعائلته وأبناء منطقته من المجرمين الفعليين. سجن لم يتعدى حدود الإنسان فألبسوه "الإجرام" لأن إنائهم ينضح بما فيهم.

أرقد بسلام أيها "المجرم الخائن" فهذه الألقاب اليوم في لبنان، شرف لك، لأنها تمثل شعبًا حرًا.

أرقد بسلام يا بطلًا، لم تعرف الاستسلام، فاسمك وإن هز ضمائرهم سيكون يومًا عنوانًا لحالة وطنية ستعري الأحزاب الإقليمية التي تتخذ من الهوية اللبنانية ستردًا “لشيطانها” لضعف وجبن من يدعم ”مقاومتها”.

 

السبحة تكر.. سويسرا تدرس حظر حزب الله اللبناني

دبي - العربية.نت/22 آب/2020

بسبب أنشطته وتحركاته الإجرامية في البلاد وغيرها من الدول الأوروبية، تدرس الحكومة السويسرية حظر حزب الله اللبناني. موضوع يهمك?باتت "الجيوش الإلكترونية" لاعباً أساسياً في بعض المعارك السياسية، لا سيما مع توسع فضاء الإنترنت الرحب، فبعضها يستهدف...خبايا ذباب حزب الله.. تفاصيل جيش إلكتروني وحسابات وهمية خبايا ذباب حزب الله.. تفاصيل جيش إلكتروني وحسابات وهمية العرب والعالم في التفاصيل، كشفت صحيفة "بليك" السويسرية، السبت، عن أن الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، وهو إحدى الكتل المكونة للحكومة، قدم طلباً لحظر ميليشيات حزب الله، مشيرة إلى أن المجلس الاتحادي أي الحكومة، يدرس المقترح في الوقت الحالي. وتابعت الصحيفة: "يريد المجلس الاتحادي التحقيق فيما إذا كانت ميليشيات حزب الله نشطة أيضاً في سويسرا، وإعداد تقرير شامل عن وضع التنظيم والأفرع التابعة له وأنشطتها في البلاد"، بحسب تعبيرها. كما نقلت عن رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي غيرهارد فيستر قوله: "حزب الله يشكل تهديداً لكل دول أوروبا"، متابعاً "حظر حزب الله يمكن سويسرا من مراقبة خلايا التنظيم بشكل جيد في البلاد". وأضاف: "نهدف لإعداد تقرير عن نشاط حزب الله في سويسرا، والمنظمات التي على اتصال به في أراضينا، وما إذا كان يجمع الأموال ويملك حسابات مصرفية نشطة لدينا".

إلى ذلك، أكد أن مقترح حزبه الخاص بحزب الله يشمل "حظر استخدام رموز الميليشيات في الأماكن العامة أو في الأفلام والوثائق الدعائية وحظر تجمعات الحزب، ومصادرة أصول التنظيمات التي ترتبط به". يشار إلى أن التحرك السويسري قد أتى بعد أيام من حظر ليتوانيا عناصر حزب الله من دخول أراضيها لمدة 10 سنوات. وفي أيار/مايو الماضي، أصدر البرلمان النمساوي توصية غير ملزمة للحكومة باتخاذ إجراءات قوية ضد ميليشيات حزب الله. وكانت الداخلية الألمانية قد أعلنت في 30 نيسان الماضي، حظر جميع أنشطة حزب الله في البلاد بشكل كامل، بعد ضغوط شديدة من الولايات المتحدة، ومن البرلمان الألماني نفسه الذي مرر في ديسمبر/كانون الأول الماضي توصية غير ملزمة للحكومة، بحظر حزب الله. بدورها، تصنف هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا حزب الله منظمة إرهابية، فيما يفصل الاتحاد الأوروبي منذ يوليو/تموز 2013، بين جناحيه السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بنفس الوصف.

 

منظمة العفو الدولية تعرض شهادات جديدة.. الجيش وقوى الأمن هاجموا المحتجين العزّل في أعقاب انفجار المرفأ

موقع راديو صوت بيروت انترناشيونال/22 آب/2020

بعد أسبوعين على الاحتجاجات الشعبية التي وقعت في الثامن من الشهر الجاري، والتي تخللها اعتقالات عشوائية وإصابات خطرة في صفوف المتظاهرين، أصدرت منظمة العفو الدولية تحقيقها بعد الاطلاع على شهادات جديدة ومقاطع فيديو توثق أن الجيش وقوات الأمن اللبنانية – بالإضافة إلى رجال مجهولين يرتدون ملابس مدنية – أطلقوا النار على الحشود العزّل خلال الاحتجاجات التي جرت في بيروت في الأيام التي أعقبت الانفجارات الأخيرة. وقالت منظمة العفو في تقريرها أنها راقبت الاحتجاجات التي جرت في 8 أغسطس/آب وكانت بمعظمها سلمية، حيث أطلق الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، وكريات معدنية تطلق من بنادق آلية التلقيم، بلا تمييز على الحشود. وجمعت المنظمة شهادات من الضحايا، وشهود العيان، والأطباء، ومقاطع فيديو مثبتة تُظهر قوات الأمن وهي تستخدم القوة بطريقة متهورة وغير قانونية. وقالت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية إن “الآلاف الذين دُمرت حياتهم وما زالوا يترنحون من الصدمات الجسدية والنفسية الناجمة عن الانفجار – نزلوا إلى الشوارع في لبنان مطالبين بالعدالة. وبدلاً من الحصول على العدالة، أطلقت قوات الدولة عليهم الرصاص والغاز المسيل للدموع”. “بدلاً من الوفاء بمسؤولياتها الأساسية تجاه آلاف الأشخاص الذين تُركوا بلا مأوى وتأثروا بالانفجار، يبدو أن الدولة اللبنانية تشن هجوما على شعبها”. “لقد أوقعت قوات الأمن اللبنانية عدة إصابات خطرة، وقضت أكثر فأكثر على ثقة شعب يواجه أصلاً أزمات متعددة. ويجب إجراء تحقيق شامل مع جميع المسؤولين عن هذا السلوك العنيف والمروع ومحاسبتهم على أعمالهم الجرميّة”.

وتبيّن مقاطع الفيديو التي تحقق منها مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية استخداماً عقابياً للقوة بإطلاق نار يرمي إلى إلحاق الأذى، ما يؤشر إلى أن السلطات استهدفت معاقبة المحتجين وثني الآخرين عن القيام باحتجاجات. كما أكد التحليل أن أفراد قوات الأمن الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية أطلقوا النار على الحشود.

إصابات في العيون ناجمة عن رصاص مطاطي وكريات معدنية

أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع ستة محتجين كانوا في وسط بيروت في 8 أغسطس/آب عندما تصاعدت حملة القمع. وذكروا جميعهم أنهم شاهدوا أفراد قوات الأمن والجيش وهم يطلقون الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على الجموع على مستوى الصدر ومن مسافة قريبة، ما يشير إلى أنهم كانوا يفعلون ذلك بهدف الإيذاء. وذكر المحتجون أيضاً أنهم أصيبوا بجروح تسببت بها الكريات المعدنية التي أُطلقت من مصدر مجهول. وأشار الأطباء إلى وجود ما لا يقل عن ست حالات لإصابات في الأعين. وكانت أعمار جميع المصابين تتراوح بين 18 و21 عاماً، وقد أصيبوا بالكريات المعدنية في أعينهم. وأزال الفريق الطبي في قسم طب العيون بمستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت عين شاب بالكامل، في حين فقد آخرون نظرهم بدرجات متفاوتة. وقال أحد الأطباء لمنظمة العفو الدولية: “أجرينا ست عمليات للعين المفتوحة يوم الثلاثاء عقب الانفجار، وست عمليات للعين المفتوحة يوم السبت عقب الاحتجاجات. وفي العمليات الست الأولى أصيبت الأعين بالزجاج، وفي العمليات الست الثانية بالكريات المعدنية”. أصيب أمجد برصاصة مطاطية في عنقه بحسب ما قاله المسعفون، وقد أصيب أحد أوردته وعانى نزيفاً شديداً قبل نقله إلى مستشفى رزق. وقال: “كنا في الشارع المؤدي إلى ساحة رياض الصلح. وشاهدتُ شرطة مكافحة الشغب والجيش وهم يطلقون النار مباشرة على المحتجين من مسافة قريبة. وكانوا يبعدون عنا حوالي 12 متراً، ثم شعرت بالدم يسيل من عنقي. فضغطت على الجرح بأصابعي وسرت نحو الصليب الأحمر للحصول على مساعدة. بعدها، فقدت وعيي، وتلقيت مساعدة من الأشخاص الموجودين هناك”.

وبموجب المبادئ التوجيهية الدولية لا يجوز استخدام الرصاص المطاطي إلا كأداة تهدف إلى ضبط الأشخاص الذين يمارسون العنف، ولا يجوز بتاتاً إطلاقه بلا تمييز على الحشود لأنه يمكن أن يتسبب بإصابات بليغة. وبالإضافة إلى ذلك، لا يجوز تصويبه بتاتاً إلا على الجزء الأسفل من الجسد بغية التقليل من الإصابات إلى أدنى حد. وقالت لين معلوف إن “قوات حفظ الأمن اللبنانية أطلقت مجموعة من الأسلحة بهدفٍ وحيد هو إلحاق الأذى بالناس. إن القيام بذلك إثر وقوع مأساة وطنية هو فعل قسوةٍ لا تُصدّق”.

إطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع على الحشود

أطلقت قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب عبوات الغاز المسيل للدموع من القاذفات على الحشود بلا تمييز متسببةً بعدة إصابات بليغة. كان جاد* في منطقة العازارية عندما أُصيب في وجهه بعبوة غاز مسيل للدموع، فكُسر أنفه. وقال لمنظمة العفو الدولية: “بينما كنا نحزم أمتعتنا للمغادرة أُصبت في وجهي فوق عيني اليمنى بعبوة غاز مسيل للدموع. فكُسر أنفي وتورم وجهي بأكمله”. وأصيبت فاتن* بعبوة غاز مسيل للدموع في كتفها الأيمن. وكانت أيضاً في منطقة العازارية عندما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الحشد. وقالت لمنظمة العفو الدولية إن “أفراد شرطة مكافحة الشغب كانوا يبعدون عنا 10 أمتار فقط. شعرت بأنني أُصبت بشيء في كتفي وفقدت الإحساس بذراعي. فظننتُ أنني فقدتها، ثم سقطت أرضاً. كانوا يطلقون الغاز المسيل للدموع على الناس مباشرة على مستوى الصدر”. يمكن لعبوات الغاز المسيل للدموع التي تطلق من القاذفات أن تسبب أذى خطيراً. ولا يجوز استخدامها إلا في الأوضاع التي تنطوي على استخدام واسع النطاق للعنف بغرض تفريق الحشود، وفقط عندما تفشل جميع الوسائل الأخرى لاحتواء أعمال العنف. وقالت لين معلوف إنه “من غير المشروع قانونياً استعمال الغاز المسيل للدموع إذا كانت العبوة ستُطلق على شخص مباشرةً. ولا شك في أن الجروح المروعة التي أصيب بها المحتجون ناجمة عن سعي قوات الأمن إلى إيذاء الناس عمداً”.ومع أن عدداً صغيراً من المحتجين ارتكبوا أعمال عنف طفيفة إلا أن هذا لا يبرر استخدام القوة لتفريق الاحتجاج برمته، أو السماح للجيش وقوى الأمن بمعاملة الاحتجاج بكامله على أنه غير سلمي. وينبغي على السلطات أن تحترم حق الأغلبية بممارسة حقها في التجمع السلمي حتى ولو مورس بوجود أقلية تقوم بأعمال عنف طفيفة. وحتى يومنا هذا نفت جميع البيانات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والعسكرية أنها تتحمل أي مسؤولية. وقد توفي أحد أفراد قوى الأمن الداخلي اللبنانية في ملابسات لا تزال غامضة. وتعرفت منظمة العفو الدولية على عبوات وقنابل الغاز المسيل للدموع من طراز نوبل سبورت إم بي 7؛ وعبوات إس إيه إي ألستكس إس أم 6 للغاز المسيل للدموع، وقاذفات الستكس، الفرنسية الصنع؛ وقاذفات القنابل من طراز إم 203 يو جي إل.

استهداف الأطباء

قال طبيب من مجموعة أطباء كانوا حاضرين خلال الاحتجاجات إنهم توجهوا إلى ساحة الشهداء للتظاهر والتضامن مع الضحايا، ولكن سرعان ما أدركوا أن العشرات من الأشخاص يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وأشاروا إلى حدوث إصابات وجروح في الرأس، والوجه، والعنق، والذراعين، والصدر، والظهر، والأرجل، والطحال. كذلك استُهدف الأطباء أنفسهم بالغاز المسيل للدموع بينما كانوا يحاولون معالجة الجرحى. قال الدكتور إيلي صليبا لمنظمة العفو الدولية إنه تعرض للاعتداء ثلاث مرات في 8 أغسطس/آب بساحة الشهداء، فأصيب بكرة معدنية في كتفه أطلقت من بندقية آلية التلقيم، ثم بوابل من الكريات المعدنية في رأسه، ثم اعتدى عليه ضباط الجيش بالضرب. وقال إنه عقب إصابته بالكريات المعدنية تقدم من ضابط في الجيش ليسأله لماذا يطلقون الرصاص على الحشود. فقال له الضابط: “أنتم انتخبتم هذا النظام”، فرد عليه الدكتور صليبا قائلاً: “أنا لم أنتخب أياً من زعماء هذا النظام الفاسد”. فما لبث أن تعرّض للاعتداء.

وقال الدكتور صليبا: “عندما سمع كلمة ’الفاسد‘ دفعني بعنف. فأدرت ظهري كي أغادر. فضربني جندي على ظهري بحذائه العسكري وسقطت على الأرض. وبدأ ثلاثة جنود بركلي على جسدي. لما رأيت زوجتي تجري نحوي، خشيت أن يتعرضوا لها بالضرب. فاستجمعتُ ما بقي لي من قواي ونهضت وركضت نحوها وأمسكت بها وهربنا سوياً. لقد ضربوني لأنني تفوهت بكلمة ’الفاسد‘. أنا لم أُسئ إليه أو للجيش ولم أهن أحداً”. وقالت لين معلوف إن: “الأطباء والعاملون على تقديم المساعدات تحملوا أسبوعاً صادماً إلى حد كبير؛ إذ عملوا بلا كلل على إنقاذ الأرواح عقب الانفجارات. والآن يجدون أنفسهم في وضع لا يتعين عليهم معالجة الإصابات الناجمة عن عنف الدولة فحسب، بل أيضاً يتعرضون لإطلاق النار والضرب. فأين هي اللياقة الإنسانية الأساسية؟”.

دعوات لإجراء تحقيق دولي

وقع في 4 أغسطس/آب انفجار هائل في منطقة مرفأ بيروت أودى بحياة ما لا يقل عن 220 شخصاً وأصاب قرابة 7000 شخص آخرين بجروح. وقال ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية إن الانفجار ناجم عن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي كانت مخزّنة بطريقة غير آمنة في أحد عنابر المرفأ. وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادثة. وقالت لين معلوف إنه: “ينبغي على السلطات اللبنانية التعاون مع تحقيق دولي في الانفجار، والتركيز على كشف الحقيقة، وتحقيق العدالة، وتقديم التعويضات إلى الضحايا الكثر”.

 

من المستهدف في حادثة كفتون... وما سبب وجود الجميّل هناك؟

مرصد ليبانون فايلز/22 آب/2020

في خصوص حادثة كفتون والتي سقط ضحيتها ثلاثة اشخاص يوم أمس، فقد توفرت معلومات لليبانون فايلز مفادها أن النائب المستقيل نديم الجميل كان متواجدا في عشاء في بلدة كفرحاتا، وهي بلدة ملاصقة لبلدة كفتون،  عندما سمع إطلاق النار في كفتون، ما دفع الجميل الى مغادرة كفرحاتا على الفور، في حين ترددت معلومات حول ان عملية ما كانت تستهدف الجميل. وأما عن آخر معطيات التحقيق، فقد أوقفت القوى الأمنية حتى الآن ستة أشخاص، وقد علم أن السيارة التي أوقفت في كفتون واعتدى ركابها على اهالي البلدة كانت تتجول في القرية  قبل حصول الحادث بحوالي الساعتين، وهذا ما أثار الريبة ودفع إلى توقيفها. وتسود بلدة كفتون حالة من التوتر والخوف بين أبنائها خوفا من ترددات للحادث.

 

هذا ما أظهرته البصمات المرفوعة عن سيارة الجناة في جريمة كفتون – الكورة

موقع راديو صوت بيروت انترناشيونال/22 آب/2020

بيّنت البصمات المرفوعة عن سيارة الجناة في جريمة كفتون – الكورة أنّ بعضها عائد لشخصين أوقفا سابقاً في قضايا إرهاب: سوريٌ مقيم في مخيم البدّاوي ولبناني مقيم في بلدة دنبو-عكار.

 

جريمة كفتون… “القوات” تنفي الأكاذيب والافتراءات

وكالات/22 آب/2020

أشارت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” في بيان، الى انه “دأبت بعض المواقع والصفحات الإلكترونية المعروفة الانتماء والتوجه والخلفية ومن بينها صفحة “ميس الجبل الإخبارية” على نشر الأكاذيب والافتراءات وآخرها اتهام “القوات اللبنانية” بالجريمة المروعة التي أودت بحياة ثلاثة أشخاص في بلدة كفتون في الكورة مساء أمس، والهدف طبعا حرف التحقيق عن الجهة الفعلية التي نفذّت الجريمة وعن خلفياتها التآمرية ومخططاتها بنشر الفوضى”. وتابعت “وإذ تدين الدائرة هذه الجريمة، تعوِّل على كشف ملابساتها وتوقيف الفاعلين ومن يقف خلفهم من أجل إيقاف مشروع الفوضى في مهده، وتعلن بأنها ستدعي على الصفحة المذكورة والمشبوهة ليس فقط بالتجني والكذب والافتراء، إنما بمحاولة تضليل التحقيق عمدًا، الأمر الذي يتطلب استدعاء القيمين على هذه الصفحة للتحقيق معهم”.

 

مسلسل الجرائم مستمر.. قتيل وجريحان في زحلة

وكالات/22 آب/2020

وقع إشكال بين أفراد من عائلتي الطعيمي وبشارة في بلدة الفاعور- قضاء زحلة، مما أدى إلى مقتل شخص نقل إلى مستشفى رياق، وجرح عنصر من الجيش وشخص من آل الطعيمي.وانتشر الجيش في البلدة ويعمل على ملاحقة مطلقي النار.

 

مالك سفينة نترات الأمونيوم قبرصي مرتبط بـ«حزب الله»

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/22 آب/2020

كشف تحقيق في خلفية ملكية السفينة التي شحنت نترات الأمونيوم إلى بيروت، والتي كانت سبباً في انفجار 4 أغسطس (آب) الحالي، أن مالك السفينة مرتبط بـ«حزب الله». وفي التحقيق الذي أجرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية، بشكل مشترك مع شبكة صحافة استقصائية تدعى «مشروع تغطية الجرائم والفساد»، أن مالك السفينة «روسس» لم يكن الروسي إيغور غريشوشكن، وفق ما يتم تداوله حتى الآن، بل رجل أعمال يحمل الجنسية القبرصية، اسمه شرالامبوس مانولي، كان مرتبطاً بمصرف يستخدمه «حزب الله» في لبنان، بحسب هذا التحقيق. وذكرت المجلة أن مانولي «عمل جاهداً» لكي يخفي ما يربطه بالسفينة.

وأظهرت مستندات اطلع عليها الصحافيون أن مانولي أخذ قرضاً بقيمة 4 ملايين دولار أميركي من مصرف «FBME»، مقره دار السلام في تنزانيا، وكان قد أسس في لبنان عام 1952، والقيمين عليه مصرفيون لبنانيون. وبحسب تحقيق «دير شبيغل»، فإن القرض الذي أخذه مانولي كان لشراء سفينة أخرى اسمها «ساخالين». وقد اتهمت الولايات المتحدة المصرف الذي لديه فرع أيضاً في قبرص بأنه يبيض الأموال لصالح «حزب الله». ومن بين زبائن هذا المصرف أيضاً شركة سورية متهمة بالتورط في برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا. وبحسب تحقيق «شبيغل»، فبعد شهر واحد من سحب مانولي القرض، لم تقم شركته «Seaforce Marine Limited» المسجلة في بليز بتسديد أول دفعة. وعرض مانولي سفينة «روسس» ضماناً للقرض. وتابع التحقيق يقول إن «المصرف اشتبه بأن مانولي أراد بيع السفينة، فحجز على أملاكه في قبرص». وأظهرت وثائق اطلع عليها كاتبو التحقيق أن مانولي ما زال يدين للمصرف بـ962 ألف يورو. وينفي رجل الأعمال القبرصي أي علاقة بين القرض الذي أخذه من المصرف وتوقف سفينته «روسس» في مرفأ بيروت. لكن معدي التقرير تابعوا ليقولوا، نقلاً عن محققين، إن مصرف «FBME» معروف جيداً بأنه «يضغط على المدينين الذين لا يمكنهم دفع ديونهم للقيام بخدمات لصالح زبائنه، مثل (حزب الله)». ويشير التحقيق إلى أن مانولي لم يحاول استرداد شحنة نترات الأمونيوم التي قدرت قيمتها بـ700 ألف يورو، ولا السفينة حتى. وانتهى الأمر بـ2750 طناً من نترات الأمونيوم مخزنة في العنبر رقم (12) في مرفأ بيروت لسنوات، قبل أن تنفجر في 4 أغسطس، وتدمر نصف بيروت. وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولي استخبارات أوروبيين قدروا أن كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت كانت قد بلغت 1700 طن، ولم تكن الكمية الكاملة التي تم تخزينها أساساً، ما يشير إلى أن جزءاً من هذه الكمية تم نقله، وما زال مكانه أو مصيره يشكل لغزاً يحاول المحققون الأوروبيون والأميركيون الذين يساعدون في التحقيق فكه.

وجاء هذا التقرير بعد يومين على نشر صحيفة «دي فيلت» الألمانية تقريراً يشير إلى حصول «حزب الله» على شحنات من نترات الأمونيوم أرسلت له من «الحرس الثوري» الإيراني في الوقت نفسه الذي دخلت فيه هذه السفينة مرفأ بيروت عام 2013.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية غربية أن «حزب الله» وصلته 3 طلبيات من نترات الأمونيوم في عام 2013، كان «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني هو من أرسلها. وأشار التقرير إلى أن الشحنة الأولى وصلت من إيران إلى لبنان في 16 يوليو (تموز) 2013، وزنتها 270 طناً من نترات الأمونيوم، ويقدر ثمنها بما يعادل قرابة 180 ألف يورو. ووصلت الشحنة الثانية في 23 أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، وكانت زنتها 270 طناً، وهذه الدفعة كان ثمنها ما يعادل 140 ألف يورو. أما الطلبية الثالثة، فيقول الكاتب أنها كانت الكمية نفسها، ما يعني أن مجموع ما يصل إلى 670 طناً من نترات الأمونيوم قد وصل إلى لبنان من إيران في عام 2013، وأن إيران دفعت مقابلها في ٤ أبريل (نيسان) 2014 مليون ريال إيراني (قرابة 61 ألف يورو). وأشار تقرير «دي فيلت» إلى أن الطلبية التي وصلت في أكتوبر 2013 جاءت في طائرة شحن على متن إحدى الطائرات الإيرانية التي يستخدمها «الحرس الثوري»، مثل «ماهان إير»، فيما وصلت الطلبيتان الأخريان من خلال البحر والبر عبر الحدود السورية. وقال التقرير إن مسؤول قسم اللوجيستيات في «فيلق القدس»، سيد مجتبى موسوي طبار، كان مسؤولاً عن نقلها. وذكر التحقيق كذلك اسم نائب طبار الذي يدعى بهنام شهرياري، وهو على لائحة العقوبات الأميركية، على أنه ساعد في الطلبية. أمام من الجهة اللبنانية، فقد تلقى كميات نترات الأمونيوم محمد قصير (57 عاماً)، العضو في «حزب الله» الموجود كذلك على لائحة العقوبات الأميركية منذ عام 2018. وبحسب الكاتب، فإن قصير مسؤول اللوجيستيات لدى «حزب الله» منذ 20 عاماً.

 

بري وحيداً في مواجهة استحقاق الحكومة اللبنانية ومتمسك برشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة

عون يحيل كل من يراجعه بأمر سياسي على باسيل «رئيس الظل»

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/22 آب/2020

يقول معظم الذين يواكبون ما تسمى بحركة الاتصالات لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي لا تزال تدور في حلقة مفرغة، إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقاتل وحيداً لإخراج لبنان من التأزم السياسي الذي دفع به إلى الهاوية، ويؤكد هؤلاء أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يبادر حتى الساعة للانضمام للجهود التي يقوم بها بري ويصر على أن يقدم نفسه على أنه الممر الإلزامي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي وإعادة إعمار ما دمره الانفجار الذي استهدف بيروت، مع أن خصومه وما أكثرهم ينظرون إليه على أنه جزء من المشكلة، وبالتالي ليس في مقدوره توفير الحلول.

وفي هذا السياق، يؤكد رئيس حكومة سابق (فضل عدم ذكر اسمه) أن الأزمة كانت قائمة قبل استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري لكنها سرعان ما تفاقمت وبلغت ذروتها مع ولادة حكومة حسان دياب الذي اضطر إلى الاستقالة تحت وطأة التداعيات التي خلفها الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «من أوجد هكذا حكومة سرعان ما تخلى عنها وضحى برئيسها (حسان دياب) باعتبار أن التضحية به من أسهل الأضاحي». ويلفت رئيس الحكومة السابق إلى أن المسؤولية السياسية حيال الانفجار في مرفأ بيروت لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية والإدارية في المرفأ، وإنما على رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين لم يبادرا إلى التحرك لتدارك حصول الانفجار بعد أن تلقيا تحذيرات رفعها إليهما رئيس جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا في مراسلاته لهما، ويقول إن المسؤولية على الآخرين تبقى في حدود محاسبتهم على التقصير والإهمال والاستخفاف في الإبقاء على المواد المتفجرة مخزونة في العنبر رقم 12.

ويسأل: لماذا لم يتحرك رئيسا الجمهورية والحكومة ويبادر الأول إلى طرح الأمر على المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعاته المتكررة التي سبقت الانفجار؟ وما مدى صحة عدول دياب عن التوجُه إلى المرفأ كما وعد لتسجيل «انتصار سياسي» من خلال معاينته لهذا المخزون المتفجر، وبالتالي الطلب من الأجهزة المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقلها من العنبر رقم 12؟

ويرى أن الرئيس عون يصر في تعاطيه مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة على مصادرته للصلاحيات المناطة برئيس الحكومة المكلف تشكيل هذه الحكومة الذي وحده يجري المشاورات النيابية لتأليفها بعد أن يسمى رئيساً بموجب الاستشارات النيابية المُلزمة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، ويؤكد أن على الأخير الاعتراف بأنه لم يعد المقرر الأول والوحيد في عملية التأليف. ويعزو السبب إلى أنه فقد كل أوراق الضغط، وأن إيهام البعض بأنه يجري مشاورات لتسهيل عمليتي التأليف والتكليف لا يلقى أي تجاوب لسببين: الأول لحصر المشاورات في عدد قليل من المكونات السياسية، والثاني لإصراره على انتزاع صلاحية التأليف من رئيس الحكومة المكلف. لذلك فإن عون لم تعد لديه القدرة على الاستمرار في مناوراته وبات عليه -كما تقول أوساط سياسية معارضة- أن يبادر إلى تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف وإلا سيقحم نفسه في مشكلة مردها إلى مصادرته لدور النواب في مشاورات التأليف، وبالتالي لم يعد أمامه سوى إطلاق يد بري لنزع الألغام والعوائق التي تؤخر عملية التأليف لأنه الأقدر على التواصل مع جميع الأطراف بعد أن أطاح عون بالفرص التي توافرت له للعب دور الحكم الجامع للبنانيين بدلاً من حصر اهتمامه بتعويم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.

وتقول الأوساط نفسها بأن عون أوقع نفسه وبملء إرادته في أزمة مع الآخرين في إحالته لكل من يراجعه بأمر سياسي على باسيل الذي يتصرف على أنه رئيس الظل، وتؤكد أن بري يتصدر وحيداً الاتصالات بحثاً عن مخرج لتدارك الأخطار الداهمة التي تهدد لبنان، فيما الآخرون يتوزعون على محورين: الأول يضع نفسه على لائحة الانتظار لمراقبة ما يجري محلياً وخارجياً، والثاني يدعم توجهه من دون أن يقاتل إلى جانبه، وهذا ما ينطبق على حليفه «حزب الله» الذي يرفض الضغط على عون وباسيل رغبة منه بمراعاتهما، مع أن عون قد أسقط عن نفسه خط الدفاع الأول باستقالة حكومة دياب، إضافة إلى أنه أهدر الفرص بدلاً من أن يوظفها لتحقيق الإنجازات التي تعهد بها في خطاب القسم، فإذا بها تأتي على شاكلة «الإنجازات الموعودة» لحكومة دياب. وتستغرب الأوساط السياسية ما سُرب أخيراً عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وعد بعودته ثانية إلى بيروت في مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، قد أودع القيادات السياسية التي التقاها في قصر الصنوبر ورقة إصلاحية مكتوبة، وتؤكد أنه طرح مجموعة من الأفكار الإصلاحية التي يجب الاتفاق عليها لتحويلها إلى برنامج عمل للحكومة العتيدة، وتقول بأن هذه الأفكار كان طرحها مستشاره سفير فرنسا السابق لدى لبنان إيمانويل بون في لقاءاته في باريس وهي نسخة طبق الأصل عن الأفكار التي تناولها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، ما يؤكد وجود تطابق بين باريس وواشنطن في نظرتهما لمساعدة لبنان للخروج من أزمته شرط أن تأتي المساعدة أولاً من «أهل بيته».

 

أزمة الدولار تهدد مصير الطلاب اللبنانيين في الخارج وازمة سعر الدولار في لبنان مستمرة

بيروت: إيناس شري الشرق الأوسط/22 آب/2020

منذ بداية أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليتجاوز 7 آلاف ليرة (سعره الرسمي 1500 ليرة) والتي سبقها تضييق من المصارف اللبنانية على السحوبات بالعملة الأجنبية، وأهالي الطلاب الذين يدرسون في الخارج يواجهون أزمة مستمرة في تأمين الدولار وإرساله إلى أبنائهم في الخارج. وبينما كان أهالي هؤلاء الطلاب ينتظرون قانونا معجلا مكررا يؤمن لهم «الدولار الطلابي» (بالسعر الرسمي) على غرار الدولار الذي يؤمنه مصرف لبنان لدعم القمح والدواء والمحروقات وفك القيود عن التحويلات المصرفية إلى أبنائهم، صُدموا بتعميم صادر عن حاكم المصرف رياض سلامة يسمح لأهالي الطلاب بتحويل الأموال ولكن بشروط تجعل التعميم مقتصرا على فئة معينة دون سواها، كما يؤكد عضو الهيئة التأسيسية في الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية ربيع كنج. فقد نص التعميم الصادر أول من أمس (الخميس) على السماح للمصارف بتحويل أموال إلى الخارج من حسابات عملائها الجارية بالعملة الأجنبية فقط لتأمين تسديد أقساط التعليم وبدلات الإيجار وكلفة المعيشة للطلاب، مشترطاً أن يكون الطالب مسجلاً في مؤسسة تعليمية ومقيماً في الخارج قبل نهاية 2019 فضلا عن أن لا يتعدى سقف الـ10 آلاف دولار أميركي، أو ما يعادلها بالعملات الأخرى.

وفي هذا الإطار، يرى كنج أن هذا القرار «لم يراع الأشخاص الذين لديهم حسابات مصرفية بالليرة اللبنانية، أو أولئك الذين لا يملكون أصلا حسابات مصرفية، فضلا عن تحديد المبلغ الذي يُسمح بتحويله بـ10 آلاف دولار سنويا يعني أقل من ألف دولار في الشهر وهذا المبلغ لا يكفي لبدلات الإيجار والقسط الجامعي والمصروف». موضحا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن أهالي الطلاب كانوا قد طالبوا بتأمين «الدولار لهم على سعر الصرف الرسمي ( 1515 ليرة للدولار) فضلا عن تحرير التحويلات من الحسابات بالدولار لسداد الأقساط والتكاليف، وأن تكون التحويلات من حسابات التوطين والحسابات الجارية بالعملة اللبنانية إلى الدولار بالسعر الرسمي» لكن التعميم جاء مخيبا لذلك يتجه أهالي الطلاب إلى تنظيم اعتصامات وتحركات يؤكدون خلالها على مطالبهم. فمنذ بداية العام الحالي وإلهام مبارك تُعاني في موضوع تحويل الأموال لابنتها التي تكمل دراستها في إسبانيا، «بداية ومن دون سابق إنذار منعوني من تحويل الأموال لابنتي حتى من حسابها الشخصي وحددوا لها القيمة التي يحق لها أن تسحبها من بطاقتها بـ200 دولار»، تقول مبارك في حديث مع «الشرق الأوسط». وتضيف أنه حتى عندما مرضت ابنتها منعوها من تحويل فاتورة المستشفى.

ابنة مبارك أصيبت بكورونا ولم تكن تستطيع تأمين المال لعلاجها حتى من حسابها الشخصي بسبب القيود على التحويلات، فكل محاولات والدتها مع المصرف لم تأت بنتيجة، «قدمت للمصرف كل الأوراق المطلوبة والتي تثبت بأنني بحاجة لتحويل المال إلى المستشفى حيث تُعالج ابنتي، ولكن المصرف وبعد شهر ونصف الشهر من دراسة طلب تحويل جزء بسيط جدا من أموالي الخاصة رفض الطلب» تقول مبارك، موضحة أن أخاها اضطر في النهاية إلى تحويل المال لابنتها من ألمانيا.

مبارك وغيرها من أولياء الأمور كانوا يضطرون إلى شراء الدولار من السوق السوداء لإرساله إلى أولادهم في الخارج على الرغم من أن لديهم حسابات بالدولار، وعلى الرغم من وجود تعميم يسمح لهم بالحصول على الدولار من الصرافين بسعر متوسط بين الرسمي والسوق السوداء، لم يستطع معظمهم الاستفادة من هذا الأمر كما تؤكد مبارك قائلة: «كان الصرافون وفي الكثير من الأحيان وبعد تأمين كل الأوراق المطلوبة يجيبون بالرفض». يوحي تعميم مصرف لبنان الأخير أن معاناة مبارك وغيرها من أولياء الأمور الذين يملكون حسابات مصرفية بالدولار، ستنتهي إلا أن الأمر يبقى غير موثوق وذلك لسببين اثنين أولهما تحديد سقف المبلغ المسموح بتحويله وهو غير كاف وثانيهما «أن كل مصرف يعمل على هواه ولا يلتزم بالتعاميم فمن يضمن التزام المصارف» كما تسأل مبارك. الأزمة التي يعيشها أهالي الطلاب تدفع بعضهم بالتفكير إلى إيقاف أبنائهم عن الدراسة لسنة أو سنتين يحاولون فيها تأمين المال، تماما كما تفكر لوليتا مراد والتي لديها ابنان يدرسان في فرنسا إدارة فنادق. مراد اضطرت العام الماضي إلى أخذ قرض لتدفع أقساط ولديها على أساس أن تبدأ بسداده هذا العام منطلقة من أن ما تجنيه من عملها يكفي لسداد القرض، ولكن سعر الدولار ارتفع فجأة وخسر راتبها قيمته ولم تعد قادرة على السداد.

ارتفاع سعر الدولار ترافق مع تضييق على السحوبات والتحويلات فكانت مراد تشتري الدولار من السوق السوداء لترسلها إلى ولديها، واليوم لم تعد قادرة على هذا الأمر لذلك باتت تفكر جديا بالسفر إلى كندا حيث عندها فرصة عمل مع الطلب من ولديها التوقف عن الدراسة لعام يعملان خلاله في فرنسا ليؤمنا مبلغا من المال يكملان فيه دراستهما. وإذا كانت مراد تفكر بإيقاف دراسة ولديها لعام فإن عماد دبوس يفكر بإيقاف دراسة ابنه كليا، بعدما عاد وبسبب كورونا من بيلاروسيا حيث أكمل سنته الدراسية الثانية في الهندسة المعمارية. دبوس وفي حديث مع «الشرق الأوسط» يؤكد أنه إذا لم تجد الدولة اللبنانية والمصرف المركزي حلا لتحويل الأموال إلى الطلاب في الخارج «يمكن أن لا يُرسل ابنه لإكمال دراسته» قائلا: «حينها لن يبقى لدي خيار فما دفعته سيذهب هدرا بالإضافة إلى سنتين من عمر ابني». دبوس فتح حسابا مصرفيا بالدولار وكان يعمل على تأمين الدولار من السوق السوداء ووضعه في هذا الحساب على اعتبار أن مصرف لبنان يلزم المصارف بتحويل الأموال الجديدة (فرش موني) إلا أنه تفاجأ بأن المصرف رفض التحويل ومن ثم منعه من سحب المبلغ إلا بعد فترة وبعد مشادة كلامية، ليعود ويرسل المال عبر إحدى شركات التحويل، فيكون خسر مبلغا أقله ضعف المبلغ الذي أرسله.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/8/2020

وطنية/السبت 22 آب 2020

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الصفر من أساسات الحساب وجزء من الرياضيات، لكنه من سلبيات معيشة الناس والسياسات، وهنا يقال: "رجعنا في لبنان ع نقطة الصفر" بالنسبة إلى التأليف الحكومي.

"كوفيد- 19" ومساره الخطر، واستطلاع نتائج أول وثاني يوم إقفال لمواجهته، يتوازى مع محاولات بلسمة جراح اللبنانيين العاديين، بعد كارثة الانفجار التي لا تزال تحدث ارتدادات وجدانية وسكنية منذ حصولها في 4 آب، في وقت تزداد الأسئلة عن مدى ارتداداتها في أنفس القيمين السياسيين على العباد المنتظرين الفرج وأيَّ ومضة رجاء وبارقة أمل، فيما البلاد تنتظر مؤسساتيا تأليف حكومة جديدة، تفي بحاجات الناس آنيا ومستقبليا.

وإذا كانت العين اللبنانية عموما "بصيرة واليد قصيرة"، فيبدو أن العين الخارجية أكثر تبصرا، وتنتظر اللبنانيين كي تمد لهم باعا طويلا إذا تضافرت أيادي المسؤولين اللبنانيين على الإصلاح والخدمة العامة، وبنيات إيجابية، وليس على المبارزات والتعادلات السلبية.

وإذا كان هؤلاء المعنيون لم يغيروا ما في أنماطهم ما بعد انفجار مرفأ بيروت، فإن الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق في لبنان، إذا استمر، سيحرق اليابس والمتيبسين، وسيطيح كل ألوان النبات والحياة.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أبدى استعدادات المساعدة المشروطة، وسيعود نهاية الشهر إلى لبنان للمشاركة في مناسبة أول أيلول في مئوية لبنان الكبير، فإنه يزيد من عوامل الضغط على أهل الحل والربط محليا، لتسهيل "دوران" عجلة الدولة عبر الإسراع بتأليف حكومة بحجم هذه التحديات.

وفيما ربط راعي المبادرة الدولية، الرئيس ماكرون، عودته إلى بيروت بإنجاز تفاهم حكومي، تستمر الأنظار داخليا متجهة إلى عين التينة، فبعد لقاء بري- باسيل- الخليلين، وعدم الوصول إلى ما يروي غليلا كمثل التفاهم على شكل الحكومة الجديدة، ثم إسم مفترض لرئيس الحكومة، الرئيس نبيه بري سيكون له اليوم لقاء مع الرئيس سعد الحريري. كذلك ستحصل لقاءات، منها على مستوى "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" وتيار المستقبل".

في الغضون، ثمة من يرى بديهيا أن تتأثر إيجابا ظروف تأليف حكومة في لبنان، بأجواء مسارات التسويات المنشودة في المنطقة، وآخرها ما تحقق بوقف الحرب الأهلية الليببة على وقع تفاهمات دولية. لكن الأوساط المراقبة، تشير في الوقت نفسه إلى تأثيرات بديهية على لبنان من الهبات الباردة والساخنة في التفاوض المباشر وغير المباشر وغير المعلن والشائك، على المسار الأميركي- الإيراني.

لكن تفاصيل النشرة نبدأها من جريمة كفتون- الكورة، مقرونة بعلامات استفهام كبيرة وأسئلة كثيرة عن مراميها وعن المستهدفين المحتملين بها، ولماذا الآن ولماذا في تلك المنطقة؟.

مجزرة مروعة راح ضحيتها ثلاثة من أبناء بلدية كفتون، بنيران أسلحة مرتكبين مجهولين. القضاء والأجهزة الأمنية شرعوا بالتحقيقات، ونقلوا الأسلحة وكواتم الصوت التي كانت في سيارتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الوضع الصحي في لبنان يبدو رهينة حال ترقب، في اليوم الثاني لقرار التعبئة العامة. الإلتزام بالقرار الذي تمتد مفاعليه على أسبوعين، بدا حتى الآن متفاوتا بين منطقة وأخرى. فهل تعطي التحذيرات المتكررة أكلها، فتحد من الخروقات الفاقعة، وتبعد لبنان عن السيناريوهات المرعبة، إذا ما استمر بعض الناس أسرى التفلت والاستلشاق.

في السياسة، لا جديد على الخط الحكومي، بعد الإتصالات والمشاورات التي شهدتها الساعات الماضية، وكانت محورها عين التينة التي ظلت مقصدا لممثلي القوى السياسية.

بعد زيارة الرئيس نبيه بري رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم لقائه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، استقبل اليوم الأمين العام ل"حزب الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان وعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور.

إلا أن مصادر متابعة للإتصالات أكدت لل NBN وجود توجه (لدى) عين التينة لإطفاء المحركات على المستوى الحكومي، في حال بقي الجمود مستحكما ولم يحصل أي تقدم، في ظل ظروف ضاغطة ووقت داهم واستحقاقات لا تنتظر.

وصرح بقرادونيان بأن الأمل بالوصول إلى تسمية رئيس للحكومة خلال وقت قصير ما يزال قائما، مشيرا إلى أن رئيس المجلس يبذل كل جهده لتحقيق مقاربة تؤدي إلى التسمية والاستشارات في أقرب وقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رقمان يتسابقان على اللبنانيين: عداد كورونا ونسبة الفقر في لبنان. ولأننا وكعادتنا نتيه بين الأولويات، فلم نحسن حالنا الاقتصادية بمخالفة قرار الإقفال العام، وساعدنا كورونا على انتشارها الذي بات أكثر من خطير.

ووسط هذا المشهد اللبناني المحزن، لا جديد سياسيا يبعث على التفاؤل بفرج قريب. وإن كانت الأعين على عين التينة التي لم تقطع تواصلها مع أحد بحثا عن اختراق حكومي، فإن مصادر الرئيس نبيه بري قالت ل"المنار" إنه خفف نشاطه الحكومي إلى وقت تتكشف فيه مواقف جميع الأطراف بشكل أوضح.

موقف استبقته الرئاسة الثانية بسلسلة خطوات، فبعد لقاء الجمعة الذي جمع الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" الحاج حسين الخليل والوزيرين (السابقين) جبران باسيل وعلي حسن خليل، كان موفد من الرئيس نبيه بري إلى "بيت الوسط"، وموفد جنبلاطي في عين التينة، على أن يكون في اليومين المقبلين لقاء جديد سيجمع الخليلين وباسيل.

وعلى جدية المساعي، فلا جديد يعتد به في المسار الحكومي على ما تقول مصادر "المنار".

في مسار التحقيقات، يواصل القاضي فادي صوان استجواباته، التي ستصل إلى وزراء الوصاية على المرفأ والجمارك منذ العام 2014، وهم وزراء المال والأشغال، ووزراء العدل أيضا، وقضاة العجلة الذين تعاقبوا على ملف النيترات.

ملف مأساوي جديد فتح اليوم في بلدة كفتون في منطقة الكورة، حيث وقعت جريمة مروعة ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من أبناء البلدة، على يد مسلحين مجهولين، نفذوا جريمتهم، وخلفوا وراءهم سيارة وأسلحة حربية، فهل تكون مخلفاتهم طرف خيط يوصل إلى حقيقة سريعة لما جرى؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يوما بعد يوم، يتأكد للقاصي والداني أن الحقد الدفين هو العنوان الأوحد على الساحة الداخلية، أقله بالنسبة إلى جزء لا بأس به من الطبقة السياسية، ومن يدين لها بالولاء.

مداورة، يتبادل أركان تلك الطبقة، من شخصيات وقوى، أدوار إطلاق الشتائم والتحريض وإثارة اللبنانيين ضد بعضهم البعض، إلى جانب عاداتهم اليومية في رفع الشعارات وممارسة نقيضها، وفي الفصل التام بين القول الجميل والفعل القبيح.

اليوم، أفرغ نائب يفترض أن يكون همه الأول الوقوف إلى جانب الناس بالتشريع والرقابة والخدمة العامة، ولا سيما في مواجهة المصابات الأليمة المتتالية التي تعرضوا لها، وآخرها وأقساها، مأساة انفجار المرفأ،…أفرغ النائب المذكور ما في داخله، وما في جعبة فريقه، من أحقاد على رئيس البلاد، وكأن النائب المذكور عضو في جمعية خيرية، أو راهب ناسك، أو احد قديسي الشرق لا أحد شياطينه.

أما الرد الفوري، فأتى على لسان عشرات النواب، الذين غردت حساباتهم رفضا واستهجانا واستنكارا لما قيل. غير أن الرد الأوسع، ورد عبر عشرات التعليقات والصور ومقتطفات الفيديو، التي ملأت مواقع التواصل، واسترجعت تاريخا أسود وصورا لشهداء وتفاصيل محطات أليمة ونصوص أحكام قضائية مبرمة وقوانين عفو سياسية، تعبيرا عن القرف العام مما قيل، ومن العودة إلى نغمة كان يفترض أن تكون طوتها مراجعات حصلت وتفاهمات وقعت وصفحات جديدة فتحت.

على كل حال، ثمة ما هو أهم من علاج حالات نفسية سياسية ميؤوس منها. فالأهم اليوم، انقاذ الوطن. ومدخل الإنقاذ حكومة فاعلة ومنتجة. وفي هذا الاطار، وبعد لقاء الرئيس ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم اجتماع بري مع رئيس "التيار الوطني الحر" والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله"، وفي ضوء الموقفين المعلنين، أقله حتى اللحظة، ل"الاشتراكي" و"القوات"، وقبل أيام من العودة المرتقبة للرئيس الفرنسي، يبقى الأساس توافر التزام محلي ودولي ببرنامج إصلاحات كامل واعتبار تنفيذه شرطا ملزما لحصول لبنان على أي دعم، وهذه ليست فقط شروطا دولية بل شروط ينبغي أن نضعها نحن كلبنانيين على أنفسنا للنهوض.

وإذا كان صحيحا أن المطلوب ولادة حكومة سريعا، فالأصح أنه لا يمكن أن يفرض على أي فريق أن يشارك في ما لا تتوافر فيه شروط النجاح. فلا أحد مجبر بالفشل عبر المشاركة غصبا عن اقناعته. أما إذا توافر الاقتناع بإمكان النجاح، فالمشاركة تصبح واجبا والتهرب من المسؤولية عيبا،…وللباقي تتمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ماذا حصل في بلدة كفتون؟، وهل الجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من "الحزب السوري القومي الاجتماعي" هي بهدف السرقة كما قال البعض، أم أن ثمة مخططا إرهابيا خطرا أعد لمنطقة الكورة وبالتالي لبنان؟.

المعلومات المتداولة تشير إلى أن سيارة الجناة الأربعة فيها أسلحة وقنبلة وكواتم صوت وجهاز لاسلكي، أي أن "العدة" الموجودة تتخطى بأهميتها إمكان استعمالها في عملية سرقة. وهناك عامل آخر يتعلق بوجود النائب نديم الجميل في المنطقة، وتحديدا في قرية كفرحاتا القريبة جدا من بلدة كفتون، حيث كان يزور أصدقاء له. فهل كان قصد الجناة ومن وراءهم إشعال فتنة في المنطقة من خلال التعرض بشكل أو بآخر للنائب نديم الجميل؟.

والمعلوم أن لمنطقة الكورة خصوصية حزبية معنية، ففي كل قرية وبلدة ومدينة مناصرون ل"القوات اللبنانية" و"الكتائب" من جهة، ومناصرون للحزب "القومي" من جهة ثانية. فهل كان قصد المخططين والمنفذين إشعال الوضع في الكورة امتدادا إلى كل لبنان؟، إنه احتمال وارد، وفي حال ثبوته نكون أمام معادلة واضحة ملخصها أن شبابا من الحزب "القومي" خلصوا منطقتهم ولبنان من فتنة ندري كيف تبدأ ولا يدري أحد كيف يمكن أن تنتهي.

سياسيا، تشكيل الحكومة يراوح مكانه. فالطبقة السياسية الفاشلة منشغلة بعمليتي التكليف والتأليف عبر احتساب احتمالات الربح والخسارة. وإذا استمرت المراوحة فإن الرئيس ماكرون قد يعدل عن زيارة لبنان في اأول من أيلول، كما أن المجتمع الدولي قد يفقد الأمل بامكان تغيير الطبقة السياسية أداءها، ما يعني تفويت الفرصة على لبنان مرة أخرى: فلا مساعدات، ولا قروض، ولا خطة برعاية دولية لإخراج الواقع الاقتصادي- الاجتماعي من الدرك الذي انحدر إليه.

توازيا، لفت الموقف الذي أطلقه النائب بيار أبو عاصي من ال "أم تي في". بو عاصي هاجم رئيس الجمهورية بقسوة، مطلقا عليه لقب "غول الموت"، داعيا إياه إلى الاستقالة، كما طالب بمحاكمته انطلاقا مما حصل في مرفأ بيروت. فما سبب تصعيد الموقف "القواتي" إلى هذا الحد؟، وهل تخلت "القوات" عن تحفظها التقليدي عن إسقاط رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة ولايته؟.

صحيا، لبنان في سباق بين بين إجراءات التعبئة العامة، وتزايد أعداد الإصابات بالكورونا التي سجلت اليوم 611 إصابة وخمس حالات وفاة. فلمن تكون الغلبة؟، وهل يربح لبنان الجولة الثانية من حربه ضد الكورونا، أم يهزمه الفيروس الخبيث؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"مسكرة"... ليس هناك كلمة أكثر تعبيرا عن وصف واقع مساعي تسمية رئيس الحكومة الجديدة وتشكيل حكومته، أكثر من هذه الكلمة. فالمشاورات التي بدأت في عين التينة، تمهيدا للإستشارات في قصر بعبدا، فشلت: الثنائي الشيعي مع عودة الرئيس الحريري، بري سماه و"حزب الله" لم يمانع، لكن فيتو جبران باسيل، وهو فيتو يتناغم مع موقف القصر، جعل الرئيس بري "يستعفي" من إكمال مهمة المشاورات، فأطفأ محركاته وعبر عن استيائه الشديد وعن تشاؤمه، وكأنه رد الكرة إلى قصر بعبدا.

رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط التقط إشارة استياء عين التينة، فغرد كاتبا: "لماذا لا تجري الإستشارات النيابية وفق الأصول بدل الهمسات في الكواليس وتختار الكتل النيابية من تشاء وتحترم نتيجة التصويت، وبالنسبة لموقف الحزب الإشتراكي فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل، ان نتائج الانتخابات السابقة خير دليل أن أحدا لم يبادلنا الاصوات".

بهذه التغريدة يكون جنبلاط قد أصاب عصفورين بحجر واحد: الأول إخراج نفسه من لعبة المشاورات قبل الإستشارات لئلا يلتزم أي تسمية مسبقا، والثاني تحرره من أي التزام مع من يرون أن لديهم دينا انتخابيا عند زعيم المختارة.

وما لم يقله جنبلاط في تغريدته، نقل عن مصادر "اشتراكية" من أن لدينا مقاربة خاصة وجذرية لموضوع الحكومة، "وسنجلس في الصفوف الخلفية". وفهم من ذلك أنها إشارة من جنبلاط إلى أنه غير متحمس لتقديم أي اسم خارج الاستشارات التي لم يتحدد موعدها بعد، وقد تتحدد منتصف الأسبوع المقبل. والجدير ذكره أن النائب وائل أبو فاعور زار اليوم عين التينة والتقى الرئيس بري.

وكان لافتا ما أعلنه نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، من المشاركة في الحكومة، فقال: "نريد حكومة نساهم فيها وندعمها وتكون جامعة ما أمكن، بتأييد ودعم من ممثلي الشعب وفق الأطر الدستورية، مع لحظ كل من يمكن أن يحمل تمثيلا شعبيا".

يحدث كل ذلك على مسافة أسبوع تقريبا من العودة المفترضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بالتزامن مع مجيء الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت أيضا.

لكن ومع هواجس اللبنانيين بكيفية إعادة النهوض بالمنطقة المدمرة والمتضررة بفعل انفجار المرفا، فإن الهاجس الأكبر يتمثل في الارتفاع المخيف في عدد إصابات كورونا حيث أن الرقم 600 وما فوق بات رقما عاديا في الإصابات، واليوم بلغ العدد 611 إصابة، على رغم كل الإجراءات والتوصيات والتوجيهات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم تكد تغفو "عين الرمانة"، حتى استفاقت بلدة كفتون في الكورة على جريمة مروعة راح ضحيتها ثلاثة شبان نعاهم "الحزب السوري القومي الاجتماعي". الضحايا الثلاث قضوا بسلاح أربعة مجهولين نفذوا جريمتهم براحة أمنية تامة. وقد استطاعوا الهروب بفعل تأخر القوى الأمنية ساعتين عن الحضور إلى مسرح الجريمة، ما ساعد مجموعة القتلة على الفرار عبر الأودية.

نفذوا، غادروا وركنوا السيارة المشتبه فيها التي كانت تقلهم، عند إحدى الطرق الفرعية، وضبط في داخلها أسلحة وقنابل وكواتم للصوت.

وإلى أن تتضح خيوط الجريمة في بلد تحال الجرائم فيه إلى محاكم النسيان، فإن المنظومة الحاكمة حرفت المسار عن جريمة المرفأ وتبعاتها الانسانية والاقتصادية، وفتحت طريقا فرعيا نحو عين التينة، حيث تحول مقر الرئاسة الثانية إلى غرفة عمليات للبحث والتنقيب عمن يدعم سعد الحريري رئيسا للحكومة، وإلى مطبخ للتأليف قبل التكليف.

في الشكل جمع قصر بعبدا جحا وأهل بيته، فاستقبل رئيس الجمهورية نوابا من تكتل "لبنان القوي"، وجرت معاينة أضرار الانفجار عن بعد، لأن أحدا منهم لم يجرؤ على نزول الشارع ومواجهة الناس. ومن بعبدا توجه الوفد مباشرة إلى عين التينة، حيث سمع وسمع معزوفة الأضرار ذاتها. لكن العين كانت تبحث عن المخرز وتتطلع في اتجاه آخر، فالرئيس بري فتح ديوانيته مكتبا انتخابيا، وأقام منصة تواصل لتأمين حاصل الأصوات، تمهيدا لإعادة سعد الحريري إلى السرايا.

وهو إذ استحصل على صوت "الطاشناق" التفضيلي، استقبل النائب وائل أبو فاعور موفدا من جنبلاط. غادر الموفد "الاشتراكي" من دون وضع المواصفات المطابقة، لكن الرسالة التي سلمها لبري قرئت بتغريدة لجنبلاط حدد فيها موقفه، إذ قال: لماذا لا تجري الاستشارات النيابية وفق الأصول بدلا من الهمسات في الكواليس، وتختار الكتل النيابية من تشاء، وتحترم نتيجة التصويت، وبالنسبة الى موقف الحزب "الاشتراكي" فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل نتائج الانتخابات السابقة، خير دليل على أن ما من أحد بادلنا الأصوات.

ضرب جنبلاط بحجر واحد الاجتماع الثلاثي الذي انعقد ساعات بين بري وباسيل و"حزب الله"، وهو اجتماع أقل ما يقال فيه إنه مخالف للأصول الدستورية والديمقراطية، وهي أصول تنازل فيها رئيس الجمهورية عن صلاحياته بالدعوة إلى الاستشارات النيابية وباعها في السوق السوداء. لكن رئيس الجمهورية سلم أمره لجبران باسيل، ومنحه حرية التفاوض ليصبح رئيس "التيار" هو المؤلف والملحن وبشروطه.

وكأن شيئا لم يكن: "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، عرقلة للدستور، مناورة في التفاوض على التأليف قبل التكليف، والاختباء وراء الشروط والشروط المضادة، والانقلاب على الدستور بإلغاء صلاحية الرئيس المكلف في التأليف، لتنتهي المناورة بمعادلة سعد مقابل جبران.

وكأن شيئا لم يكن تجري الرياح اللبنانية بعكس التيار الغربي وشروط الاتحاد الأوروبي ومطالب الأميركي، وكلهم حددوا الإصلاح ووقف الفساد معبرا لتقديم الدعم والمساعدة، وأهم تلك الشروط الاستماع إلى صوت الناس. لكن "ترويكا" الحل والربط لفوا وداروا وعقدوا اجتماعا ثلاثيا همشوا فيه مكونا رابعا في رسم صورة الحكومة المقبلة، هو الشارع الذي ستكون له الكلمة الفصل، وسيسقط في الشارع نفسه أي حكومة لا تلبي مطالب الإصلاح ومحاربة الفساد. أما إذا تمسك رئيس الجمهورية عبر جبرانه بعدم تنفيذ أصول الديمقراطية، فإن الطريق الأسهل لهما هو الامتثال للأكثرية النيابية، والانتقال من صفوف الموالاة إلى صفوف المعارضة، فلبنان لم يعد يملك ترف وقتكم، وبالتصنيفات تعثر ووقع ولن يجد من يرفعه.

ومن بين الركام، وحدها رافعة كويتية بادرت إلى إعلان إعادة بناء أهراءات القمح في مرفأ بيروت التي دمرتموها بفسادكم. وفيما أنتم تتقاتلون لانتزاع الحصص الحكومية، تعمل الكويت لتأمين خبزنا كفاف يومنا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سائقون لبنانيون عالقون على الحدود الاردنية ومناشدة لنجار

 الوكالة الوطنية للإعلام/22 آب/2020

طالب منسق اللجنة التحضيرية في “التيار العربي المقاوم” الشيخ عبدالسلام الحراش، وزير الاشغال العامة والنقل المستقيل ميشال نجار “بتحمل مسؤولياته الوطنية تجاه عشرات السائقين اللبنانيين العالقين على الحدود الاردنية مع شاحناتهم، مما يوجب على الوزير الاتصال بالسلطات الاردنية لحل هذه المعضلة وما ترتب عليها من خسائر لهؤلاء السائقين”. ولفت الشيخ إلى انه “مضى عليهم أكثر من 14 يوما في العراء، وقد نفدت مؤونتهم وشحت مصاريفهم، ناهيك عن الخسائر في حمولة شاحناتهم المبردة المهددة بالاتلاف”. وتمنى على الدولة “أن تستنفر من أجل هؤلاء، لا سيما أن هناك خيارا متاحا يسهم في حل مشكلة مواطنينا، وذلك بالتواضع والاتصال بالحكومة السورية الشقيقة بعدما رفض الاردن دخولهم الى أراضيه وعدم النأي بالنفس والهروب من تحمل المسؤولية الوطنية تجاه هؤلاء”، مذكرا بأن “هناك أصولا تحكم العلاقة بين السلطات المرعية الاجراء في البلدين الشقيقين”. وأشار الحراش إلى ان “هؤلاء العالقين على الحدود الاردنية مواطنون لبنانيون، وعلى دولتهم ألا تخيب آمالهم”.

 

خبايا ذباب “الحزب”… تفاصيل جيش إلكتروني وحسابات وهمية

جوني فخري – “العربية” /22 آب/2020

باتت “الجيوش الإلكترونية” لاعباً أساسياً في بعض المعارك السياسية، لا سيما مع توسع فضاء الإنترنت الرحب، فبعضها يستهدف أشخاصاً محددين بغية الاغتيال المعنوي أو التشويه، فيما البعض الآخر (وهو الأكبر) مهمته الترويج لأخبار تخدم هدف الحزب أو المجموعة أو الجهة المطلوبة.

وفي لبنان لجأت عدة أحزاب سياسية إلى الاعتماد على مجموعات كبيرة من الناشطين الحزبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وباتوا يشكّلون “جيشاً إلكترونياً” مسانداً في الحملات السياسية من خلال إطلاق حملة ما أو شنّ حملات مضادة تحت هاشتاغ معيّن. إلا أن لحزب الله في هذا المضمار خبايا كثيرة، فقد درّب “جيشاً إلكترونياً” يضم آلاف النشطاء من أجل الترويج لأفكاره وشنّ هجمات إلكترونية ضد شخصيات محددة وبثّ أخبار معيّنة. فكيف يشن الحزب المدعوم من إيران تلك الحملات، مروجاً لعقائده؟

مجموعة سيميا

بحسب معلومات “العربية.نت” يُدير الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” “مجموعة سيميا” التابعة للوحدة الإلكترونية في الحزب ويرأسها معاون رئيس المجلس التنفيذي النائب السابق عبد الله قصير.

وتتولى تلك المجموعة إدارة حسابات إلكترونية ومواقع إخبارية تدور في فلك حزب الله.

3 أقسام مختلفة

وتضمّ ثلاثة أقسام مختلفة: الأولى هو “سيرفر” أو برنامج خاص يضمّ أكثر من خمسة آلاف حساب وهمي تستخدمه المجموعة من أجل الترويج لأخبار معيّنة وصور محددة، وشمل أيضاً مجموعات عبر تطبيق “واتساب”. يتفاعل هذا البرنامج أوتوماتيكياً مع الخبر الذي يروجّه لجهة وضع إشارة الإعجاب Like والتعليق Comment بشكل تلقائي”.

أما القسم الثاني فيتولّى تقديم (حملات التبليغ) لإدارة فيسبوك وتويتر ضد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يؤيّدون سياسة حزب الله ويوجّهون إليه الانتقادات بهدف إغلاق حساباتهم لمدة محددة ومنعهم من التفاعل مع قضايا الرأي العام. في حين يتخصص القسم الثالث في “مجموعة سيميا” بالحماية الإلكترونية أو الأمن الإلكتروني.

شبكة مواقع إخبارية

إلى ذلك، تُدير “مجموعة سيميا” شبكة من المواقع الإخبارية والصفحات الرسمية التي تروّج لسياسات حزب الله، منها على سبيل المثال لا الحصر “موقع بنت جبيل” (مدينة في جنوب لبنان تعدّ معقلاً لـ”حزب الله”)، صفحة “الضاحية الجنوبية”، صفحة “يا صور” وإلخ.. ويتولّى حزب الله تمويل تلك المواقع التي يرأسها مسؤولون مؤيّدون لسياساته. تتخذ “سيميا” من المبنى الخاص بالوحدة الإعلامية التابعة لـ”حزب الله” والموجود في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، مكتباً خاصاً لإدارة عملياتها على الشبكة العنقودية الإلكترونية. ويتواجد في مكتب المجموعة عدد من الأشخاص يشرفون على عمل الأقسام الثلاثة، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل مع مجموعات أخرى (أكثر من مئتي شخص) موجودة في منازلها عبر تطبيق “واتساب” وخلق مجموعات خاصة بها من أجل تسهيل التواصل ونقل المعلومات. أما أكثر “المجموعات” فاعلية عبر تطبيق “واتساب” فهو فريق أخبار المنار الذي يتولّى ترويج المعلومات والأخبار بشأن حدث معيّن. ويرتبط هذا الفريق مباشرةً بـ”مجموعة سيميا”.

وحدتان إلكترونيتان

بالإضافة إلى “مجموعة سيميا”، يضمّ الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” وحدة “1000” ووحدة الـ”900. وتضم وحدة الـ”1000 أشخاصاً متخصصين في المجال الإلكتروني مهمتهم تحليل بيانات خاصة بهاتف محدد أو حاسوب خاص. أما الوحدة “900” فمهمتهما رصد الحسابات التي تعتبر مشبوهة في مفهوم الحزب وكشف “العملاء”.

روّاد مواقع التواصل

كما يعتمد الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” على أشخاص محددين لديهم عدد كبير من المتابعين عبر منصات التواصل الإجتماعي من أجل الترويج لفكرة معيّنة أو للردّ على أي تغريدة أو مقالة مهاجمة مطلقها وكاتبها خلال ساعات. ويُستخدم هؤلاء الأشخاص من أجل الترويج لـ “هاشتاغ” معين خاص بقضية ما لكي تتقدم بنشاطها على مواقع التواصل .

موظفون إلكترونيون ورواتب شهرية

وفي الإطار، قال مصدر مطّلع لـ”العربية.نت” “إن حزب الله يُدير جيشاً إلكترونياً من خلال ما يُشبه غرفة العمليات وتضمّ أكثر من مئة موظف يتقاضون رواتب شهرية، وليس بالضرورة أن يتواجد هؤلاء في مكان محدد، لأنه يُمكن التواصل عن بُعد عبر تقنيات عديدة”. كما اعتبر “أن مهمة هذا الجيش باتت مضاعفة اليوم مع ازدياد رقعة المعارضين لسياسات حزب الله في لبنان وخارجه وبروز أصوات منددة بما يقوم به”.

ضرب حسابات وبثّ إشاعات

إلى ذلك، أشار المصدر إلى أن “مهمة هذا الجيش مراقبة الصفحات والمواقع الإلكترونية وتحليل ما يُنشر. كما أن هذا الجيش يسعى لتعزيز حضور حزب الله في المجال الإعلامي من خلال بثّ تقارير خاصة به”، لا سيما مع ارتفاع نسبة النقمة ضده في الشارع اللبناني. بدوره، قال نائب رئيس تحرير الشبكة الدولية للأخبار الصحافي محمد عواد لـ”العربية.نت” “إن الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله غالباً ما يعمل على ضرب حسابات معيّنة تابعة لأشخاص محددين وبثّ شائعات أو أخبار مضللة بهدف تطويق مسألة محددة”. ولفت إلى “أن هذا الجيش يضمّ شخصيات مؤثّرة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان ولديها آلاف المتابعين Followers. فعندما يكتب هؤلاء منشوراً معيّناً يتناول قضية محددة، يتفاعل معه روّاد مواقع التواصل فينتشر بسرعة”. كما لفت إلى “أن صفحته عبر فيسبوك تعرّضت لهجومين من الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله بسبب مهاجمته سياسة الحزب في لبنان ووجوده في سوريا وتصرّفات حلفائه، لاسيما التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل”. من جهتها، كشفت الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لارا صقر، لـ”العربية.نت” “أنها تعرّضت لأكثر من مرّة لهجوم من قبل الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” وحتى من قبل الجيش الإلكتروني التابع لرئيس النظام السوري بشار الأسد بسبب منشور عبر موقع فيسبوك حول قانون قيصر والعقوبات التي سيفرضها على النظام وداعميه، خصوصاً اللبنانيين، وذلك بسبب حزب الله.ومع أنها تمكّنت من استرجاع حسابها بعد شهر من التبليغ، إلا أنها تحرص اليوم على حمايته من الهجوم من دون التوقّف عن مهاجمة سياسة حزب الله، وذلك من خلال اللعب على استخدام الأحرف كمثل عبارة (حZ ب الله) بدلاً من حزب الله. وتقول “إنها تتعرّض لحملة شتائم بموازاة التبليغ عن حسابها”.

 

نداء الوطن/راية عاشورائية تُحوّل باحة مسجد في اللوبية ساحة حرب بين "أمل" وحزب الله"

نداء الوطن/22 آب/2020

لم يكن ليل بلدة اللوبية عادياً، بل كان نارياً. تحوّلت الساحة المحاذية لمسجد البلدة ساحة حرب: إطلاق نار متبادل، عراك، وتكسير. والسبب، "رايات عاشورائية" لم يوافق عليها مسؤول حركة "أمل" أحمد الحاج، فأقدمت مجموعة تابعة للحركة على تمزيقها، يوم الأربعاء الماضي. وتفادياً للإشتباك المباشر بين "حزب الله" و"أمل"، قدّم رابط الحزب نعمة الأسعد شكوى لدى مخفر اللوبية لفضّ الإشتباك. لكنّ الأمر لم ينته، بل زاد في احتقان الشبّان المتّهمين بتمزيق اليافطات، فكمنوا ليل الخميس ـ الجمعة لرابط الحزب نعمة الأسعد، وهو شيخ غير معمّم، أثناء خروجه من المسجد، واعتدوا عليه بالعصي وكسّروا سيارته، وطالبوه بإسقاط الدعوى في حقّهم. وسرعان ما تطور الأمر الى إطلاق نار بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية بين شبان محسوبين على الأسعد، وآخرين محسوبين على الحاج، أسفر عن مقتل المواطن حسين خليل وجرح أربعة محسوبين على حركة "أمل".

مصادر مطلعة على الإشكال أكّدت أنّ الوضع متشنّج، وأسفت لأن يتطوّر اعتراض على يافطات عاشورائية يُفترض أن تكون مدرسة في الوعي، الى معركة وشدّ حبال، بدل أن تكون احياءات عاشوراء مناسبة للتلاقي ونبذ الخلافات. ولم تخفِ المصادر أنّ ما جرى ترك آثاره الوخيمة على البلدة التي تحاول أن تلملم آثار الدم الذي زُهق لأسباب "تافهة" كما وصفتها. منذ يوم الأربعاء الماضي والجوّ مشحون بين "حزب الله" وحركة "أمل" داخل البلدة، وِوفق المصادر، فإن خلفية التوتر "رايات حسينية" رفعها "حزب الله" داخل البلدة لم تُعجب مسؤول حركة "أمل" الذي سجّل اعتراضه على عددها، وبحسب المعلومات، فإن رابط "حزب الله" نعمة الأسعد، وفي أثناء تعليقه اليافطات العاشورائية، اعترضه مسؤول "أمل" أحمد الحاج مُسجّلاً امتعاضه من عددها، ما دفع بالأسعد للطلب من الحاج إزالة أي علم لا يعجبه ورفع آخر مكانه. غير أنّ الأخير وصف الأمر "بالمسخرة" وغادر المكان.

وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالحادث لـ"نداء الوطن" أنه بعد قرابة الساعة، أقدمت مجموعة من الشبان المحسوبين على حركة "أمل" على تمزيق الرايات، فما كان من الأسعد إلّا تقديم شكوى لدى مخفر اللوبية، ما أثار حفيظة الفاعلين الذين كمنوا بحسب المصادر للأسعد، أثناء خروجه من المسجد ليل الخميس، وقاموا بتكسير سياراته بالعصي والتهجّم عليه مُطالبينه بإسقاط الدعوى. لم يمض وقت قصير على المشكل الذي بدأ بالعصي والسكاكين وإستقدم خلالها الطرفان عناصر مؤزارة، حتى تحوّلت باحة المسجد ساحة معركة وإطلاق نار متبادل، أسفر عن مقتل حسين خليل وجرح أربعة آخرين.

ولم تُخفِ المصادر أنّ المشكل "هو نتيجة القلوب المليانة، تُرجِمت عملياً عِراكاً وتبادلاً لإطلاق نار، بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية، كادت أن تُشعل فتيل الحرب بين الحليفين، لولا تدخّل مسؤولي الصفّ الأول، والعمل على تطويق المشكل وتسليم كلّ من عبد الأسعد وموسى خليل الى مخابرات الجيش في صيدا، في اعتبارهما المشتبه بهما بإطلاق النار وقتل المدعو حسين خليل، وذلك للملمة آثار المشكل وطيّ صفحاته وكأن شيئاً لم يكن.

غير أنّ اشتباك الميدان تطوّر الى اشتباك افتراضي متبادل بين الطرفين، تراشق خلاله الطرفان التُهم، بحيث إتّهم مناصرو حركة "أمل" في اللوبية "حزب الله" بقتل حسين خليل، غير أن تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى علاء الدين في صور أكّد أنّ الرصاصة التي أصابت القتيل هي من مسدس حربي، وليس كلاشنيكوف، وأنها أتت من الخلف. وبحسب المصادر الوثيقة، فإنّ مناصري رابط الحزب كانوا يطلقون النار من سلاح كلاشنيكوف، فيما مسؤول الحركة كان يطلق النار من مسدس حربي، الأمر الذي اعاد الهدوء نسبيا الى الساحة. وأسهمت التدخّلات الرفيعة المستوى في تطويق المشكل، والعمل على "ضبضبته". وتبقى كلمة الفصل النهائية في التحقيقات التي تتولّاها الأجهزة الأمنية. في المحصّلة، عراك ناري سببه عَلَم، كشف حجم الهوة الكبيرة بين "حزب الله" وحركة "أمل"، ما يؤكّد أنّ الرابط غير وثيق، قد يتصدّع في أي لحظة، وحادث اللوبية خير شاهد.

 

نداء الوطن/"العهد" على خطى الأسد: أحبطنا "المؤامرة"/ بري "طلع الشعر على لسانو"... وباسيل: "إلا الحريري"

نداء الوطن/22 آب/2020

كم هي "سوريالية" نهاية رحلة ميشال عون في المشهد السياسي اللبناني، فهو بعدما بنى سيرته الذاتية على مبدأ التحرير والتحرّر ومقارعة النظام السوري ومناهضة السلاح الميليشيوي في لبنان، انتهى اليوم إلى ما يشبه وحدة المسار والمصير مع هذا النظام وذاك السلاح. نهاية الثمانينات قاتل وافتدى خيرة شباب الجيش والشعب والمقاومة المسيحية على مذبح الصمود والتصدي لمحاولات انتزاع كرسي بعبدا من تحت أقدامه، فكانت النتيجة خلعه من القصر وأسر وقتل عناصر الجيش وإطباق سطوة نظام الأسد على لبنان بشرقه وغربه. واليوم عاد ليسلك مع نهاية عهده درب القتال والاستقتال دفاعاً عن كرسي بعبدا، لكن مع فارق مبدئي وجوهري، أنّ قتاله هذه المرة أضحى تحت لواء محور الممانعة، وبسلاح منظومة "الجيش والشعب والمقاومة" التي ترعى ديمومة السلاح وتحمي نظامي الحكم في لبنان وسوريا، ولم يعد حتى يتوانى عن السير مقتدياً بخطوات نظام الأسد نفسه في "الانفصام عن الواقع"، وصولاً إلى التشبّه بأسلوبه في قمع الثورة بحجة التصدي لـ"مؤامرة خارجية"، وفي تبرير عدم التنحي عن السلطة بذريعة "منع الفراغ"، حسبما لاحظت مصادر نيابية معارضة، معتبرةً أنّ لبنان وسوريا في ظل عهد عون وحكم الأسد باتا أشبه "بنظام واحد في بلدين" تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة، وآخرها "براميل النيترات"، سواءً تلك التي انهمرت فوق رؤوس السوريين أو تلك التي انفجرت في وجه اللبنانيين، وانطلاقاً من ذلك لم ترَ المصادر في كلام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أمس عن إحباط "الانقلاب على العهد" سوى "ترداد عوني في بيروت لصدى صوت الرئيس السوري وهو يقول أمام مجلس الشعب: أحبطنا المؤامرة".

وفي الملف الحكومي أيضاً، يشي أداء رئيس الجمهورية بأنه يسعى إلى التشبّه بالأنظمة التوتاليتارية الرئاسية التي تضرب الأسس البرلمانية الدستورية في تعيين رؤساء الحكومات وتشكيلها عبر إصراره على فرض بدعة "التأليف قبل التكليف" والإبقاء على ورقة الاستشارات النيابية في قبضته، ضارباً بعرض الحائط صلاحية مجلس النواب ورئيسه في تسمية الرئيس المكلف، وصلاحية الرئيس المكلف نفسه في تحديد شكل حكومته. وعلى هذا المنوال، تستمر المراوحة في عملية التكليف وتتواصل عرقلة المسار الديمقراطي الدستوري تحت وطأة "عقدة سعد الحريري" التي لا تزال مستحكمة ومتحكمة بالمقاربة العونية الحكومية، وفق تأكيد مصادر مطلعة على أجواء لقاء عين التينة أمس لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ اللقاء الرباعي الذي ضم إلى بري، كلاً من باسيل والخليلين، فشل في الخروج بموقف موحد لقوى 8 آذار إزاء ملف الحكومة على وقع إبداء باسيل الاستعداد لتسهيل وصول أي شخصية إلى رئاسة الحكومة "إلا سعد الحريري".

وفي هذا الإطار، كشفت المصادر أنّ بري "طلع الشعر على لسانو" طيلة نحو ثلاث ساعات وهو يحاول لفت انتباه رئيس "التيار الوطني" إلى أنّ "الضرورات الوطنية الراهنة تقتضي تسمية الحريري باعتباره رجل المرحلة الذي يمكن أن يتصدى لمقتضياتها محلياً وعربياً ودولياً"، غير أنّ باسيل استمر على رفضه المطلق لتسمية الحريري، مبرراً ذلك بأنّ الشروط التي يضعها لتشكيل حكومة تكنوقراط "لا يمكن لرئيس الجمهورية السير بها". وأشارت المصادر في المقابل إلى أنّ "عون وباسيل يحاولان تسويق لائحة تضم أسماء قضاة وموظفين رفيعي المستوى من الشخصيات السنية لدى الثنائي الشيعي لقطع الطريق على عودة الحريري، لكنّ بري ومعه "حزب الله" لا يزالان غير مقتنعين بإعادة "مغامرة حسان دياب" ذاتها التي أفضت إلى ما أفضت إليه من فشل ذريع". وأمام هذا الواقع، تؤكد المصادر أنّ البلد يسلك مجدداً طريق "المراوحة القاتلة"، لكنّ بري الذي كان يريد من خلال اجتماع الأمس الوصول إلى شيء ملموس قبل عودة الرئيس الفرنسي إلى بيروت "لن يستسلم بل سيستكمل لقاءاته ومشاوراته وقد يلتقي الحريري في عطلة نهاية الأسبوع للتشاور معه في إمكانيات ترؤسه الحكومة العتيدة وإبلاغه استعداد الثنائي الشيعي لتسهيل مهمته إلى أقصى الحدود والتجاوب مع طرحه في تأليف حكومة من غير الحزبيين"، مشيرةً إلى أنّ "رئيس المجلس ينطلق من قناعة تامة لديه بأنّ الحريري بما يملك من حيثية داخلية وقدرة على التواصل والاتصال مع دول العالم هو وحده القادر على تأمين المساهمة الفاعلة في انتشال البلد من المأزق الذي يمرّ به في حال تعاون جميع الفرقاء المحليين معه"، وختمت: "يبدو أنّ عون وباسيل لم يلتقطا بعد إشارة "حزب الله" بإيكال ملف التفاوض في الشأن الحكومي إلى بري، مع ما تعنيه هذه الإشارة من أنّ الحزب بات أقرب إلى عين التينة من قصر بعبدا في مقاربة هذا الملف".

   

لبنان... سباق مفتوح مع الانهيار الشامل بعدما بات في قلب المواجهة الأميركية ـ الإيرانية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 آب/2020

يقف لبنان اليوم على مفترق طرق، حيث من المفترض أن يحدد خياره مصيره ككل بعدما وصل إلى «نقطة اللا عودة» على المستويات كافة، سواءً على: الصعيد السياسي بعدما فقد قسم كبير من اللبنانيين الثقة بالطبقة الحاكمة منذ 30 سنة، وخرجوا في انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. أو الصعيد الاقتصادي - المالي، بعدما انهارت عملته الوطنية، وتراجعت الموجودات بالعملات الأجنبية لدى المصرف المركزي إلى حدودها الدنيا، ما بات يهدد الانهيار المالي بوقف دعم القمح والوقود والدواء. أو على الصعيد الأمني بعد انفجار مرفأ بيروت من دون تحديد أسبابه المباشرة حتى الساعة، وربط الملف بعجز واضح من الدولة على ضبط مرافقها الشرعية وغير الشرعية على حد سواء. نجح لبنان، بل على الأصح الدولة اللبنانية، في تخطي «مطب» حكم المحكمة الدولية الخاصة المولجة بالنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ورفاقه. وبعدما كانت المخاوف كبيرة من ردّات فعل سلبية في الشارع في أعقاب إدانة أحد عناصر «حزب الله» بارتكاب الجريمة، مرّ هذا التحدّي المفصلي «على خير». وحصل هذا الأمر في ظل ترقّب قسم كبير من اللبنانيين ما إذا كانت السلطات المحلية ستتحرك فتحاول إلقاء القبض على سليم عيّاش، الشخص الذي أدانته المحكمة، خصوصاً، أن «حزب الله» يصرّ على رفض التعليق على الحكم واعتبار أنه - أي الحزب - غير معني بالمحكمة ككل. جدير بالذكر أن عيّاش، أدانته المحكمة وحيداً، في حين برّأت 3 عناصر آخرين تابعين للحزب لنقص الأدلة الكافية للإدانة. وفي حين تؤكد مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» أن تسليم عيّاش لا يمكن أن يحصل، بل ولا مجال للنقاش به، تتساءل المصادر ذاتها في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، حيال كيف يمكن تسليم عيّاش بينما الحزب أصلاً لم يعترف ولا يعترف بالمحكمة ولا بأحكامها؟

فجوتان في حكم المحكمة الدولية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يتحدث الدكتور شفيق المصري، الاختصاصي في القانون الدولي والمرجع القانوني والدستوري اللبناني، عن «فجوتين أساسيتين في قرار المحكمة الدولية، أولهما عدم تحديد مسؤوليات القيادي في (حزب الله) مصطفى بدر الدين في الجريمة، حتى ولو كان قد أعلن عن اغتياله في وقت سابق. أما الفجوة الثانية فهي تبرئة المتهمين الثلاثة أسد صبرا وحسين عنيسي وحسن مرعي، مع العلم أن نص الحكم كان قد أشار إلى أدوار لهم في موضوع الاتصالات. وبالتالي، فمجرد الاشتراك في جزء من العملية، حتى وإن كانوا لا يعلمون بالهدف النهائي، يحمّلهم مسؤولية، ولو لم تكن على مستوى مسؤولية الطرف أو الشخص الذي نفّذها». ويشّدد الدكتور المصري على «وجوب قراءة الحكم بكامل حيثياته وليس حصراً بالفقرات الحُكمية، لأنه بذلك يرد بوضوح أن هدف الجريمة كان سياسياً، ويخصّ سوريا، خاصة أنه ورد في متن الحكم أن قرار اغتيال الحريري اتخذ بعد حدثين: الحدث الأول (مؤتمر البريستول الثالث) الذي شارك فيه رفيق الحريري وتقرر خلاله وجوب إخراج سوريا من لبنان. أما الحدث الثاني فلقاء الحريري بوزير الخارجية السوري وليد المعلّم وما تخلله من شكاوى على الوضع السوري في لبنان». ويضيف المصري: «يتحدث البعض عن مآخذ على المحكمة كونها لم تذكر بوضوح مَن قرر تنفيذ عملية الاغتيال، إلا أن المحاكم الدولية لا تستطيع إصدار أحكام بحق مؤسسة أو دولة باعتبارها تختص بمقاضاة الأفراد»، معتبراً أن الإشارة الواضحة إلى سوريا في الحكم بمثابة إدانة لها. من ناحية ثانية، وفيما يترقب لبنان العقوبة التي ستعلنها المحكمة بحق المتهم الوحيد سليم عيّاش في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، يبدو أن إلقاء القبض عليه غير متاح، باعتبار أنه ومنذ صدور القرار الاتهامي لم يكن هناك محاولات جدية من قبل السلطات المحلية لتوقيفه. وفي هذا الإطار يقول المصري إن الأمر منوط حالياً بالحكومة التي سيصار إلى تشكيلها، وما إذا كانت حقاً تريد أن تُظهر للرأي العام المحلي والدولي أنها تقوم بمساعٍ جدية في هذا المجال. ويتابع: «كما أن المحكمة قد تحيل الموضوع بعد الإعلان على العقوبة إلى الإنتربول (البوليس الدولي) ليقوم بتعقبه واعتقاله. وهناك سوابق في هذا المجال بحيث تم إلقاء القبض على مدان من قبل إحدى المحاكم الدولية من خلال الإنتربول».

المرفأ: تخوف من إسقاط المسؤوليات السياسية

على صعيد آخر، لئن كان لبنان قد تخطى إلى حد بعيد تداعيات حكم المحكمة الدولية، بعد مخاوف من فتنة سنية - شيعية، فهو لا شك لن يتخطى قريباً آثار وتداعيات انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الحالي الذي ذهب ضحيته عشرات القتلى وآلاف الجرحى.

إذ تتواصل التحقيقات، التي لا تزال تكاد تكون محصورة بالمسؤولين الأمنيين في المرفأ وبإدارته المدنية. وهذا، في ظل إعلان أكثر من طرف سياسي أساسي في لبنان انعدام ثقته في أي تحقيق محلي، والمطالبة بتحقيق دولي لا تبدو طريقه معبّدة في ظل إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون، وحليفه أمين عام «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، عدم موافقتهما عليه. ما يُذكر، أنه حتى الساعة أصدر فادي صوّان، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، عدداً من مذكرات التوقيف الوجاهية، أبرزها بحق مدير عام الجمارك بدري ضاهر، ومدير استثمار المرفأ حسن قريطم. ولا يزال صوّان يركّز في تحقيقاته على جانب التقصير والإهمال الذي أدى إلى بقاء مادة «نيترات الأمونيوم» موضوعة طيلة 7 سنوات داخل العنبر رقم 12 إلى حين انفجارها. أما النظر في أسباب الانفجار، فيؤجله صوّان إلى حين تسلمه تقارير خبراء المتفجرات، خصوصاً الخبراء الفرنسيين وفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) اللذين يساعدان لجنة التحقيق اللبنانية. في أي حال، يخشى كثيرون من حصر المسؤوليات بملف انفجار المرفأ بالمسؤولين الأمنيين، وألا تطال القضاة الذين كانوا على علم بالموضوع، وكذلك الوزراء المعنيين. وهنا يوضح العميد المتقاعد الدكتور محمد رمّال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «أكثر من جهاز أمني يتولى أمن المرفأ، إضافة لسلطة مدنية تقوم بإدارته، إلا أنه تبين أن هناك مراسلات بين الأمنيين والإدارة المدنية، كما السلطات القضائية، ما يستدعي التحقيق مع عدد من القضاة، وبخاصة قضاة الأمور المستعجلة، لأنه في نهاية المطاف فلا سلطة للأمنيين للتصرف بالموجودات في المرفأ. وهم لا يقومون بأي شيء في هذا المجال إلا بإشراف وبقرار من القضاء المختص». ومن ثم، يشير الدكتور رمّال إلى «الخشية من حصر المسؤوليات بإدارة المرفأ والأمنيين تجنباً لتوسيعها... فتطال السلطة السياسية والوزراء المعنيين، وهنا نتحدث عن وزراء الأشغال والنقل ووزراء المال. وعلى سبيل المثال، مع قرار توقيف مدير عام الجمارك يجب أن يكون هناك تحقيق فوري مع وزراء المال باعتبار المديرية العامة للجمارك تتبع في نهاية المطاف وزارة المال». ولكن يبدو أن السلطة السياسية لن تتمكن من التهرب من مسؤولياتها في كارثة المرفأ، نتيجة الضغط الشعبي الكبير؛ إذ يُتوقع أن يدلي عدد من الوزراء بإفاداتهم على سبيل المعلومات أمام المحقق العدلي، على أن يُصار، في حال توافرت خلال التحقيق أدلة على ارتكاب أي منهم جرماً متلازماً للقضية، إلى تحويل الوزير المستجوَب إلى مُدَّعى عليه. أما إذا كان الجرم غير متلازم، فيحيل الأوراق إذ ذاك إلى النيابة العامة التمييزية للنظر بأمر الادعاء وإحالته إلى المرجع المختص.

الحكومة المقبلة مؤجلة حتى الانتخابات الأميركية؟

في هذه الأثناء، تجري التحقيقات في ملف مرفأ بيروت بغياب حكومة فاعلة قادرة على الضغط باتجاه تسريع الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها. إذ إن الكارثة التي أطاحت بحكومة الدكتور حسان دياب وحوّلتها إلى «حكومة تصريف أعمال» لا يبدو أنها ستشكل حافزاً كافياً للقوى السياسية لترحيل خلافاتها والترفع عن مطالبها، وبالتالي، السير بخطى سريعة في عملية تشكيل حكومة تضغط القوى الدولية لتكون حيادية وتلتزم بالإصلاحات السياسية والاقتصادية. وراهناً ترفض «قوى الثامن من آذار»، بقيادة «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») وحليفها رئيس الجمهورية، السير بحكومة من المستقلين، وتصرّ في المقابل على «حكومة وحدة وطنية» من السياسيين. وهذا هو ما ترفضه قوى المعارضة، خصوصاً رئيس تيار «المستقبل» بزعامة الرئيس سعد الحريري، الذي يُعدّ المرشح الأوفر حظاً لتولي الدفة الحكومية. وهذا الوضع، يعني فعلياً أن عملية التشكيل لن تكون ميسّرة رغم كل ما جرى ويجري تداوله عن «طبخ» تسوية إقليمية - دولية ستمكّن من إنجاز التشكيلة الحكومية قبل الزيارة الثانية المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. الدكتور سامي نادر، مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» في بيروت، يبدو متشائماً بخصوص ولادة حكومية قريبة. إذ رجّح نادر خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تواصل حكومة دياب (تصريف الأعمال)، أقله حتى موعد الانتخابات الأميركية المقبلة في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل». ويعتبر نادر أن قرار تشكيل الحكومة «بات في ملعب إيران والولايات المتحدة الأميركية، فواشنطن تنتظر من طهران أن تأتي إلى طاولة المفاوضات للبت في كل الملفات العالقة ومن بينها الملف اللبناني، إلا أن الأخيرة لن تأتي إليها قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا سيما في ضوء استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع حظوظ الرئيس دونالد ترمب بعد تفشي جائحة (كوفيد - 19)».

ويلفت الدكتور نادر في تصريحه إلى أن ما يُحكى عن مبادرة فرنسية وعن تسوية إيرانية - فرنسية ستؤدي لولادة قريبة للحكومة أمر غير دقيق؛ إذ إن الطرف الأميركي هو الممسك بالملف اللبناني، في حين أن الدور الفرنسي مجرّد مُسهِّل ودور واسطة حصراً. ويشدد الخبير الاستراتيجي اللبناني على القول إنه لا إمكانية لنهوض لبنان إلا من خلال حكومة مستقلة عن الطبقة السياسية، تواكب الكارثة الإنسانية التي نتجت بعد انفجار المرفأ وعملية إعادة إعمار بيروت، وتنكبّ جديّاً على وقف الانهيار الاقتصادي وهو ما لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة دولية، ونجاح المفاوضات مع «صندوق النقد الدولي». ويختتم ملاحظاته بالقول: «أما حكومات الوحدة وطنية أو حكومة الخديعة، أي حكومات التكنوقراط التي تمسك بها المنظومة السياسية من الخلف، فلن يُكتب لها النجاح، وأصلاً يرفضها المجتمع الدولي».

الانهيار المالي يهدد فرص حصول اللبنانيين على القمح والدواء

> في خضم المجابهة الإيرانية - الأميركية وانصراف القوى السياسية الداخلية في لبنان إلى محاولة تحسين شروطها، يتواصل الانهيار المالي في البلاد... ولقد بلغ فعلاً مستويات غير مسبوقة مقابل ارتفاع جنوني في معدلات الفقر والبطالة. الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان بشير في لقاء مع «الشرق الأوسط» إلى أن «أي فراغ في إحدى المؤسسات الدستورية، سيؤدي بطبيعة الحال إلى تدهور الأوضاع، فكيف الحال إذا كانت المؤسسة التنفيذية هي التي تشهد الشلل وهي المسؤولة عن إدارة المفاوضات مع (صندوق النقد الدولي)؟!». ويتابع أبو سليمان قائلاً: «لبنان اليوم بأمسّ الحاجة لنجاح هذه المفاوضات، وبأسرع وقت، من أجل وضع البلد على سكة الإصلاحات والنهوض وإعادة هيكلة الدين». ويلفت إلى أن «نجاح هذه المفاوضات لا يعني حصراً الحصول على دعم الصندوق البالغ نحو 8 مليارات دولار أميركي، وإنما يعني أيضاً فتح الأبواب أمام مؤسسات دولية أخرى قد تقدم الدعم أو القروض للدولة اللبنانية. وهذا، من دون أن ننسى أن الصندوق طرف ذو صدقية للسير في المفاوضات مع الدائنين بعدما تخلف لبنان عن سداد دينه الخارجي. وبناءً عليه، فإن تحوّل الحكومة إلى مجرد (حكومة تصريف أعمال) سيضع الدولة في حالة شلل تام، وكلما امتدت في الزمن، تكبدنا خسائر أكثر».

الخبير أبو سليمان يعتبر أنه رغم أهمية الإجراءات والقرارات التقنية «فإنها لم تعد ذات جدوى، إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم سياسي جذري من شأنه أن يساعد على الإنقاذ، من خلال تأليف حكومة قادرة على ترميم الثقة مع الداخل ومع الخارج. للعلم هذا الخارج بات معنياً بالملف اللبناني بكل تفاصيله، ولا سيما في ظل ما يحكى عن عقوبات قد تطال بعض الشخصيات اللبنانية». ثم يستطرد: «لا يمكن للحكومة الجديدة أن تكون امتداداً للسياسات السابقة، خصوصاً إذا كان هناك من نية جدية لمخاطبة الخارج. وبالتالي فإن الحل السياسي هو انطلاقة الألف ميل».

وأخيراً، رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كان لبنان على موعد مع مزيد من الانهيار في سعر صرف الليرة، جزم أبو سليمان بذلك «ما دامت الإصلاحات لم تُقرّ، وما دام دخول الدولار إلى السوق اللبنانية مقنّناً، حيث صارت الاستثمارات الخارجية وكذلك تحويلات المغتربين شبه معدومة، في حين يعاني التصدير من إشكالات بنيوية، منها تعطيل المرفأ وامتناع الصناعيين عن إدخال دولاراتهم إلى السوق اللبنانية بسبب انعدام الثقة». ثم أردف قائلاً إنه «إذا لم تحصل إعادة نظر لميزان المدفوعات، فمن الطبيعي أن يتدهور سعر صرف الليرة. وهذا ما نلاحظه عبر بعض التلميحات والتسريبات التي تفيد بأن (مصرف لبنان) لن يستطيع الإبقاء على دعم المواد الأساسية، أي النفط والأدوية والقمح لأكثر من ثلاثة أشهر إضافية. وبالتالي ما لم يُتخذ أي قرار بشأن الأسر الأكثر فقراً في لبنان، فالخشية الحقيقية أن تزداد حالة الفقر بنسب ملحوظة قد تصل إلى أكثر من 70 في المائة... وكذلك سيرتفع التضخم بنسبة 50 في المائة كل شهر، وبالأخص أن هناك كثيرين من اللبنانيين الذين يستفيدون من الدعم الذي يؤمنه (مصرف لبنان)، ولا ننسى أن الاحتياطي بالعملات الأجنبية في مصرف لبنان ينخفض بوتيرة سريعة جداً ومخيفة».

 

حزب الله: أسقطنا طائرة إسرائيلية مسيرة بالقرب من عيتا الشعب

وكالات/22 آب/2020

أفادت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، في بيان، أن "المقاومة الإسلامية أسقطت عصر يوم السبت الموافق 22 آب 2020، طائرة إسرائيلية مسيرة اخترقت الأجواء اللبنانية بالقرب من بلدة عيتا الشعب، وقد باتت الطائرة في عهدة مجاهدي المقاومة الإسلامية".

 

النهار: السلطة تراوغ وتعطل.. وتناور على ماكرون!

النهار/السبت 22 آب 2020

تقول:بعد 12 يوما على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، شكل المشهد السياسي الداخلي المتصل بالاستحقاق الحكومي مدعاة قلق إضافية للبنانيين في ظل تصاعد المخاوف بقوة في الأيام الأخيرة من تحجر اهل السلطة وعودتهم الى سابق ممارساتهم وأنماطهم ومناوراتهم، وكأن البلاد لم يضربها زلزال 4 آب ولا ترزح تحت وطأة رزمة خيالية من الكوارث المالية والاقتصادية والاجتماعية، ويظللها زحف بالغ الخطورة للانتشار الوبائي لفيروس كورونا الذي املى العودة امس الى إجراءات الاقفال الجزئي. وليس أدل على التحجر السلطوي ومحاولات التذاكي في توسل المناورات لفرض امر واقع حكومي جديد لمصلحة التحالف السلطوي الحالي والتملص من تداعيات التبعات المباشرة والمثبتة لأهل السلطة عن كارثة انفجار 4 آب سوى ما عاد يرشح ويتسرب ويتوافر من معلومات ومعطيات عن طلائع المداولات والاجتماعات من اتجاهات تتسم أولا بمخالفات دستورية فاقعة من خلال التعامي عن التأخير المتعمد حتى الان في تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف تأليف حكومة جديدة، كما بدأت تفوح روائح مناورات للدوران والالتفاف الضمنين حول المبادرة الفرنسية بما قد ينذر بنتائج خطيرة لاي تلاعب متجدد مع الدولة الأكثر انخراطا في دعم لبنان ودفع قواه السياسية نحو حل جذري للكوارث التي يتخبط بها. والواقع ان مجريات اليومين السابقين رسمت علامات شكوك حول طبيعة المناورات السياسية التي بدأت تتصاعد الى سطح المشاورات السياسية وخصوصا ان هذه المشاورات لا تزال تدور ضمن اطار سياسي رباعي فقط في ظاهرة نافرة بدأت تثير ردود فعل سلبية لجهة استئخار الاستشارات النيابية الملزمة من جهة، والتفرد في تداول أسس التأليف قبل التكليف ثانيا على غرار ما عبر عنه امس بوضوح الرئيس نجيب ميقاتي. وفي حين بات معلوما ان ثمة ورقة فرنسية تشكل في مجموعها بنودا مقترحة إصلاحية سياسياً واقتصادياً ومالياً تهدف الى ترجمة الدور الفرنسي الوسيط والضاغط لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على التوافق على "حكومة ذات مهمة" انقاذية واستثنائية، فان اوساطا واسعة الاطلاع ومعنية بمتابعة المبادرة الفرنسية لم تتمالك عن الإفصاح لـ"النهار" عن مخاوفها من ملامح مناورات لجأ ويلجأ اليها أطراف في التحالف الحاكم تحت ستار التجاوب مع الورقة الفرنسية، فيما بدأ هؤلاء دس الألغام تحتها من خلال بدء عملية عرقلة الانتظام الدستوري لخطوات التكليف والتأليف والاختباء وراء افتعال الشروط والشروط المضادة. ولا تكتم هذه الأوساط البارزة قلقها من فترة الأيام العشرة المقبلة التي تفصل عن الموعد المحدد لعودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت للمشاركة في احياء الذكرى المئوية لاعلان لبنان الكبير، اذ يفترض في الحد الأدنى ان تنجز الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا وتتم تسمية الرئيس المكلف قبل عودة ماكرون الذي سبق له ان أقام ربطا مباشرا لانجاز شيء ما بين زيارته غداة انفجار 4 آب والزيارة المقبلة. فماذا سيكون عليه الامر لوتمادت العرقلة والمماطلة وافتعال المناورات والحجج والذرائع الى بداية أيلول ؟ كما ان الاستحقاق الحكومي يتقاطع مع استحقاق أساسي آخر ملازم له تمثل في المسؤولية المباشرة التي ستتحملها السلطات اللبنانية في تسليم العضو في "حزب الله " سليم عياش الذي دانته المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان السلطات القضائية المختصة في لبنان تسلمت وفقا للأصول نسخة من الحكم الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان مباشرة بواسطة موظف في قلم المحكمة حضر خصيصا الى لبنان لهذه الغاية.

اللقاء الفاشل

والحال ان نتائج الاجتماع الرباعي بين الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" امس والذي جاء بمثابة استكمال للقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الأربعاء الماضي في قصر بعبدا لم تكن إيجابية اطلاقا لجهة الاتفاق على المرشح لتأليف الحكومة الجديدة. وقد جمع اللقاء بعد ظهر امس في عين التينة الرئيس بري والوزير السابق جبران باسيل والمعاونين السياسيين لكل من بري والأمين العام لـ"حزب الله " الوزير السابق علي حسن خليل وحسين خليل واستمر اللقاء ساعتين ونصف الساعة وتخلله غداء. وكشفت مصادر اطلعت على مضمون المداولات لـ"النهار" أن الرئيس بري طرح في الاجتماع إسم الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة بإسم "الثنائي الشيعي" مؤكداً ألا خيار سوى عودة الحريري إلى السرايا كونه يشكّل عامل وفاق وطني وشبكة أمان ويتمتع بمظلّة علاقات عربية ودولية، في وقت يشهد لبنان أزمة مالية وسياسية خانقة . لكنّ الوزير السابق جبران باسيل رفض ترشيح الحريري وأجاب بأنه ثمة خيارات أخرى في الطائفة السنية ملمّحاً إلى أسماء تشغل وظائف من الدرجة الثانية في الدولة وأجابه الرئيس بري جربنا حسان دياب والنتيجة معروفة. واعتبر موقف باسيل انعكاسا لاعتراض الرئيس عون على الحريري بعدما كان بري ابلغه الأربعاء انه لا يرى غير الحريري رجلا للمرحلة. ووصف موقف "حزب الله" بانه محرج تجاه رئيس الجمهورية. وأرخى فشل لقاء عين التينة في التوصل الى اتفاق أجواء ثقيلة على مجمل الاستحقاق الحكومي ولم يخف الرئيس بري مساء "انزعاجه الشديد واستياءه بعدما فرطت اماله في اقتراب موعد بت التكليف والتأليف تحت وطأة فيتوات الأطراف".

ولكن أوساطا قريبة من بعبدا تقول انه في انتظار ان تنتهي المشاورات السياسية الجارية في اكثر من اتجاه لا موعد بعد للدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس الحكومة المقبل.

وتقول مصادر مواكبة للاتصالات ان هناك افرقاء لم يعلنوا بعد مواقفهم في ظل تسريبات تحتاج الى توضيح قبل اتخاذ قرار الدعوة الى استشارات التكليف. ولكن هذا لا يعني ان لا امكان للدعوة اليها الاسبوع المقبل اذا توافرت عوامل اضافية توضح مواقف الكتل من هوية الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة.

واوضحت المصادر ان الرئيس عون "يتجه الى تمثيل المنتفضين اقتناعاً منه بمشاركتهم بورشة الاصلاح التي ستقوم عليها مهمات الحكومة العتيدة الى جانب مكافحة الفساد وهي عملية صعبة وانجاحها يوجب تمثيل كل الأطراف".

وتشير المصادر الى ان كل حديث عن اسماء سابق لاوانه، والفرنسيون قدموا مقترحات بمثابة ورقة يعتقدون انها تفي بالغرض في ملف الإصلاحات وهذه المقترحات وليدة تشاور بين الرئيس ماكرون وعدد من القيادات السياسية، وهي تشكل اطاراً للبحث من اجل ان تكون الحكومة الجديدة "حكومة ذات مهمة" متناغمة معها برئيسها واعضائها خصوصا وانها تغطي النواحي الاقتصادية والمالية والانمائية والسياسية وتحظى بدعم المجتمع الدولي.

وتشير المصادر الى ان هذه الورقة وصلت للاطراف السياسيين وتدرس وفيها نقاط كثيرة تمثل تطلعات المنتفضين ومقسمة الى اكثر من باب وتترك المجال مفتوحا امام القيادات اللبنانية لتقول كلمتها فيها.

وتقول المصادر أنه عندما تتوضح مواقف الاطراف من بنود هذه الورقة تكون الخطوط العريضة لعمل الحكومة الجديدة قد بتت خصوصا في ما خص الاصلاحات والنهج السياسي في المرحلة المقبلة، ومن البديهي ان يحرك ذلك التزام الاطراف الدولية المعنية بـ"مؤتمر سيدر" او بعقد مؤتمر مماثل يكون مكملا لما ورد في "سيدر" والذي ابدى الفرنسيون استعدادا لتنظيمه بعد الحصول على ضمانات التزام الافرقاء الاصلاحات.

يشار في هذا السياق الى ان الرئيس نجيب ميقاتي دعا الى تنسيق بين دار الفتوى ورؤساء الحكومة السابقين لتوحيد الموقف رافضا "التأخير الحاصل في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة ومحاولة تكريس بدعة التأليف قبل التكليف المخالفة للدستور" وحذر من "محاولات مصادرة دور الطائفة السنية وتسمية رئيس حكومة من خارج البيئة او الحاضنة السنية على غرار تجربة الحكومة المستقيلة ".

 

كوبيتش: المجتمع الدولي مدين للبنان وحان الوقت للوفاء بهذا الدين

وطنية - السبت 22 آب 2020

غرد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، عبر "تويتر": "شكرا جزيلا لمفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على زيارته للبنان، وعلى تقديم المساعدة لشعبه حين هو بأمس الحاجة، وبعد استضافته اللاجئين السوريين لسنوات طويلة. إن المجتمع الدولي مدين للبنان وحان الوقت للوفاء بهذا الدين".

 

الكويت ستعيد بناء اهراءات مرفأ بيروت!

وكالات/22 آب/2020

أعلن سفير الكويت عميد السلك الدبلوماسي العربي عبد العال القناعي أن الكويت ستعيد بناء اهراءات القمح في مرفأ بيروت. وقال القناعي في حديث عبر “اذاعة لبنان”: “ارتأينا أن أفضل طريقة وأنسب مجال للبدء بالمساعدات المادية، هو إعادة بناء الاهراءات التي توفر المخزون الاستراتيجي من القمح للبنان الشقيق”. ولفت إلى أن “هذه الاهراءات بنيت أساسا في العام 1969 بقرض من الكويت، من الصندوق الكويتي للتنمية، ولذلك ارتأينا الاعلان عن إعادة بناء الاهراءات لتستمر بتوفير المخزون الاستراتيجي من القمح للشعب اللبناني”. وردا على سؤال حول وجود مساعدة كويتية لإعادة تشغيل مرفأ بيروت نظرا لخبرة الكويت الكبيرة بعالم الموانىء، قال القناعي: “حتى الآن لم نتلق أي شيء محدد من لبنان. واعتقد أنه لإعادة بناء ما تهدم في هذه الكارثة، سواء الميناء أو المناطق المتضررة، سيكون هناك مؤتمر دولي من خلال الأمم المتحدة حسبما أعلن، لحصر قيمة الأضرار وكيفية تدخل أو قيام الدول بتقديم ما يمكن لإصلاح الأضرار سواء في الميناء أو غيره”. وأشار إلى أنّ الكويت وبمبادرة ذاتية انشأت جسرا جويا، وكذلك شاركت في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتزمت الكويت بـ 41 مليون دولار لمساعدة لبنان، منها 30 مليون دولار كالتزامات مسبقة و11 مليون دولار هي المساعدات الاغاثية والعلاجية والغذائية، مشددا على أنّ الكويت لم تتأخر يوما في دعم كل جهد دولي لمد يد العون للبنان.

 

المركزية... المعارضة العونية: استياء واسع في صفوف التيار وانسحابات متوقعة!

المركزية/22 آب/2020

تنظر المعارضة العونية بكثير من الحزن الى الحال التي بلغها التيار الوطني الحر بفعل ما تصفه بالاخفاق الحاد في قيادة دفة الحزب من جهة والبلاد عموما من جهة ثانية. فالظروف المحيطة بلبنان معطوفة على الاداء السياسي والحزبي الجانح يفقدان التيار وهجه الى درجة كبيرة ويراكمان الخسائر على المستويات كافة. قبيل انفجار المرفأ مع الثورة الشعبية والمعالجات المعدومة لسبحة الازمات التي قادت البلاد الى الانهيار، وبعده في شكل خاص حيث اصيب جمهور التيار تحديدا بخيبة امل لا مثيل لها دفعت بالكثيرين الى التعبير عن امتعاضهم على مواقع التواصل الاجتماعي، توالت الانتكاسات داخل التيار ولم تعد قاعدته الشعبية على حالها. فالأحداث والتطورات المتتالية تؤكد ذلك، كما تقول مصادر في المعارضة العونية لـ"المركزية" مشيرة الى استياء المؤيدين من أدائه، بعد أن تأكّد لهم "ابتعاد الحزب عن تاريخه ونهجه" . وقد قرر العديد من القياديين والمسؤولين المركزيين والمنسقين الحاليين الانسحاب، حتى شملت موجة الانشقاقات أفراداً لم يظنّ يوماً أن من الممكن حتى التشكيك بولائهم لهذا الحزب، "فالتململ في صفوفه لا يقتصر على القيادات فقط، بل طال شعبيّته ايضا " وفق ما أكّدت المصادر لافتة إلى أن "رئيس التيار النائب جبران باسيل عبّر عن هذا الواقع بطريقة غير مباشرة في خطابه الأخير بعد انفجار المرفأ حين تطرّق لموضوع الشعبية قائلاً أنه سيتحسّن بعد الاتفاق الأميركي – الإيراني وكأنّه اعتراف ضمني بوجود مشكلة في السياق". وتوقعت المصادر أن نشهد على المزيد من الانشقاقات في الفترة المقبلة مع استمرار التململ في صفوف القياديين، مؤكدةً أن المشاكل تنخر لجان وهيئات الحزب، وحاول باسيل خلال لقائه معهم التعبير عنها متوجّهاً إلى غير الراضين عن أدائه بالقول إن يمكنهم الانسحاب منه، وهذا أساء أكثر فأكثر لصورة التيار كمؤسسة حزبية. وفي السياق، تتالت مجاهرة مشاهير من فنانيين وإعلاميين ورياضيين بانسحابهم من "التيار الوطني الحر"، معبرين عن ندمهم بعد أن كانوا صورته وصوته وأبرز المدافعين عنه، فاكتشفوا أن الوعود التي قطعت لهم والآمال المعوّلة عليه للتغير مجرّد "أوهام"، على ما اعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي ورأت المصادر أن ثمة تاثيرا كبيرا لهؤلاء النجوم على الرأي العام. يضاف إلى ذلك الفشل في التعاطي مع الانفجار، حيث أن في السابق كان التيار لولب الحركة في معالجة الأزمات أما اليوم فكانت له ردّة فعل مسيئة جدّاً لتاريخه ولوضعه كحزب لديه تجارب سابقة في هذا الموضوع ومعتاد على التعاطي مع الأزمات وهذا ما لم نره خلال هذه الفترة، دائماً حسب المصادر، التي اعتبرت أن أمام أزمة وطنية كتلك التي تضرب لبنان ويأس المواطنين وسقوط مفاهيم الدولة لا يمكن لرئيس حزب الخروج بخطاب مماثل بعيد من الواقع خصوصاً إذا كان حزبه في الحكم، انه دليل إفلاس إضافي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو إلى إسرائيل غداً ثم الإمارات والسودان والبحرين وعمان

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/22 آب/2020

قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية الأميركية ان الوزير مايك بومبيو، سيزور إسرائيل يوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء لبحث اتفاق التطبيع بين البلدين، حسب وكالة "رويترز". في حين أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن زيارة بومبيو ستمتد لدول أخرى بينها السودان وسلطنة عمان والبحرين. وأوضح المصدر، أن جدول أعمال زيارة بومبيو يتضمن بحث التحديات الأمنية التي تمثلها إيران والصين في المنطقة. وعلمت "الشرق الأوسط" من أوساط مطلعة، ان زيارة بومبيو إلى إسرائيل تستبق زيارة كبير مستشاري الرئيس ترمب صهره جاريد كوشنير والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، المقررة في بداية الشهر المقبل، لاستكمال المشاورات المتعلقة بعملية السلام في المنطقة. ومن المقرر أن يلتقي بومبيو الاثنين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث يبحثان ملفي إتمام عملية اتفاق السلام بين إسرائيل والامارات، وملف تمديد قرار حظر الأسلحة عن إيران الذي طلبت واشنطن تفعيل آلية "سناب باك" يوم الخميس لفرض العقوبات الدولية عليها. من جهتها نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن ثلاثة دبلوماسيين رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن وزير الخارجية مايك بومبيو وكبير مستشاري الرئيس ترمب وصهره جاريد كوشنر يخططان للقيام بزيارات منفصلة متعددة إلى بعض دول المنطقة في الأيام المقبلة لدفع التقارب العربي الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة ان بومبيو سيغادر مساء الأحد في زيارات إلى إسرائيل والبحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والسودان. مشيرين إلى أن خط سير الرحلة لم يحدد تماماً بعد.

 

أكثرية عارضت مسعى واشنطن فرض عقوبات على طهران... عزلة أميركية في مجلس الأمن؟

وكالات/22 آب/2020

واجهت الولايات المتحدة مزيدا من العزلة يوم الجمعة بخصوص مسعاها لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران حيث عارض 13 من بين 15 بلدا عضوا بمجلس الأمن الدولي المسعى الأميركي. وجاءت معارضة التحرك الأميركي بدعوى بطلانه نظرا لاستعانة واشنطن بعملية متفق عليها بموجب الاتفاق النووي الذي انسحبت منه قبل عامين، بحسب وكالة رويترز. وخلال الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إطلاقه العد التنازلي ومدته 30 يوما لعودة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة، كتب الحلفاء القدامى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وكذلك الصين وروسيا وفيتنام والنيجر وسانت فنسنت وجزر جرينادين وجنوب أفريقيا وإندونيسيا وإستونيا وتونس رسائل اعتراض اطلعت عليها رويترز. وتتهم الولايات المتحدة إيران بخرق اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية الذي يهدف لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات. لكن الرئيس دونالد ترامب وصفه بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق" وانسحب منه في عام 2018. وتحركت الولايات المتحدة يوم الخميس بعد رفض مجلس الأمن بشكل قاطع محاولتها في الأسبوع الماضي تمديد حظر الأسلحة على إيران بعد انتهاء أجله في أكتوبر/ تشرين الأول. ولم يؤيد واشنطن في التصويت سوى جمهورية الدومينيكان.

ولم تكتب جمهورية الدومينيكان بعد إلى المجلس لتوضيح موقفها من تأييد إعادة فرض العقوبات. وينص قرار مجلس الأمن ِلعام 2015 الذي يقر الاتفاق النووي على أنه إذا لم يقدم أي عضو في المجلس مشروع قرار لتمديد تخفيف العقوبات على إيران في غضون 10 أيام من شكوى عدم الامتثال، فيجب على رئيس المجلس القيام بذلك في غضون العشرين يوما المتبقية. وينص قرار 2015 أيضا على أن المجلس "سيأخذ في الاعتبار آراء الدول المعنية".

 

داخلية العراق: انطلاق قوة أمنية لإعتقال القتلة بالبصرة

المصدر: دبي - العربية.نت/22 آب/2020

بعد ساعات قليلة من وصول رئيس الحكومة العراقية إلى محافظة البصرة التي تعيش منذ أيام أوقاتاً عصيبة مع استمرار مسلسل اغتيالات الناشطين والصحافيين والباحثين في العراق، حتى أعلن وزير الداخلية عثمان الغانمي عن انطلاق قوة أمنية فجر الأحد، لإعتقال القتلة في البصرة.

وأكد مصطفى الكاظمي خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة في وقت سابق ليل السبت، أن وجوده في المحافظة جاء لأمر استثنائي، وقال "انتظر منكم عملا جادا، وعليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت".وبين أن جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديدا لهم ولجميع العراقيين، وقال أيضاً "البصرة مهمة لدينا ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها"، رافضاً أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني. كما شدد على وجود العمل بكل الإمكانيات لتوفير الأمن لأهالي البصرة، وقال "هناك مجرمون يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجريمة". هذا وشهدت المحافظة الجمعة، تنفيذ الخطة الأمنية التي يشرف عليها وزير الداخلية عثمان الغانمي لتعقب القتلة وملفات أخرى أمر الغانمي بتنفيذها من قبل كبار القادة في الوزارة، أهمها القضاء على السلاح المنفلت، وملف المخدرات، والنزاعات العشائرية، واعتقال المجرمين الذين لم تنفذ حتى الآن أوامر القبض عليهم. فيما انتشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة قامت باحتجاز المركبات التي لا تحمل أرقاما أصولية والسيارات المظللة، حيث أكدت وزارة الداخلية أنها إحدى الأدوات المستخدمة لقتل الناشطين. وتواجدت القوات الأمنية في التقاطعات والطرق الرئيسية، أهمها شارع التجاري الذي شهد حادثة اغتيال الناشطة وخبيرة التغذية ريهام يعقوب. يذكر أن يعقوب، التي اشتهرت بمشاركتها في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد الطبقة الحاكمة، والمحاصصة والفساد في العراق، فضلاً عن سيطرة الميليشيات الموالية لإيران، قتلت الأربعاء، وأصيب ثلاثة آخرون عندما فتح مسلحون يحملون بنادق هجومية ويستقلون دراجة نارية النار على سيارتهم. وهذه هي الحادثة الثالثة هذا الأسبوع التي يستهدف فيها مسلحون ناشطاً سياسياً، بعد مقتل أحد النشطاء وإطلاق النار على أربعة آخرين بسيارتهم في حادث منفصل. وبدأت موجة العنف عندما اغتيل الناشط تحسين أسامة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مظاهرات في الشوارع استمرت ثلاثة أيام أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رشقوا منزل المحافظ بالحجارة والقنابل الحارقة وأغلقوا عدة طرق رئيسية.

 

بدء الانسحاب الأميركي من العراق.. وانفجار يطال رتلاً

دبي - العربية.نت/22 آب/2020

تزامناً مع بدء انسحاب القوات الأميركية من العراق، أفاد مراسل "العربية"، السبت، بانفجار عبوة ناسفة على الطريق السريع بين بغداد والغزالية، استهدف رتلاً أميركياً منسحباً من قاعدة التاجي شمال العاصمة بغداد. وقال المراسل إن "الانفجار أسفر عن أضرار مادية فقط في الرتل".كما أكد أن القوات الأميركية في العراق تستعين بشركات لنقل معداتها. الكاظمي: اللقاء مع ترمب كان مهماً وناجحاً يشار إلى أنه خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الجمعة، أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان مهماً وناجحاً، مشيراً إلى أن ترمب أكد أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال الثلاث سنوات المقبلة.وقال الكاظمي في مقابلة مع قناة العراقية الإخبارية، إن"كلا الطرفين العراقي والأميركي خرجا مرتاحين من هذا اللقاء"، لافتاً إلى أنه "جرى الحديث عن التعاون الاقتصادي، والتعاون الأمني، وإعادة تقييم الوجود الأميركي في العراق". كما أضاف أنه "تم الاتفاق من خلال الحوار الاستراتيجي برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأميركي على مجموعة مبادئ تصب جميعها في مصالح الشعب العراقي، التي تتعلق بتواجد القوات الأميركية، وإعادة جدولته، وإعادة انتشار القوات الأميركية خارج العراق"، مبيناً أنه "تم الاتفاق ضمن الحوار الاستراتيجي على وضع فريق فني لإيجاد آلية لهذا الانتشار خارج العراق". يذكر أن الكاظمي عاد السبت إلى بغداد بعد اختتام زيارته إلى الولايات المتحدة. وكان قد توجه، الثلاثاء، إلى واشنطن على رأس وفد حكومي، تلبية لدعوة رسمية. تحذير من تصعيد وفي وقت سابق، السبت، حذر ائتلاف النصر، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، من أزمات سياسية وأمنية جديدة في البلاد بعد عودة الكاظمي من واشنطن. وقال القيادي في الائتلاف، عقيل الرديني، إنه "ربما يكون هناك تصعيد كبير في عمليات قصف واستهداف الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، لكن في نفس الوقت هذا يعتمد على الكاظمي في تعامله مع تلك الأطراف وقدرته على تهدئة تلك الجهات".

 

العراق: اتفقنا مع واشنطن على جدول زمني لإعادة الانتشار

دبي - العربية.نت/22 آب/2020

أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، السبت، الاتفاق مع واشنطن على جدول زمني لإعادة الانتشار، مشيرا إلى أن النقاش مع الجانب الأميركي كان جادا. وقال في لقاء خاص نشرته وكالة الأنباء العراقية حول الزيارة الأخيرة لواشنطن: "أجرينا حوارات مكثفة مع قادة الأحزاب بشأن تواجد القوات الأميركية قبل زيارة أميركا". ما أضاف "اتفقنا مع القيادات السياسية في بغداد على مسألة إعادة الانتشار وفق جدولة وتوقيتات". وتابع "اتفقنا مع الجانب الأميركي على تشكيل فريق فني من الطرفين لتحديد ذلك". هذا وأكد حسين أن إعادة الانتشار تعني عودة القوات الأميركية إلى بعض الدول التي جاءت منها، وقال "قررنا أن تكون اللجنة التي وقعت المذكرات مع الجانب الأميركي مستمرة لمتابعة التنفيذ". كما أكد أن العراق يمتلك أدوات دبلوماسية قوية في التعامل مع دول الجوار. يشار إلى أنه خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الجمعة، أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان مهماً وناجحاً، مشيراً إلى أن ترمب أكد أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال الثلاث سنوات المقبلة. وقال الكاظمي في مقابلة مع قناة العراقية الإخبارية، إن"كلا الطرفين العراقي والأميركي خرجا مرتاحين من هذا اللقاء"، لافتاً إلى أنه "جرى الحديث عن التعاون الاقتصادي، والتعاون الأمني، وإعادة تقييم الوجود الأميركي في العراق" من جانبه، أوضح البيت الأبيض أن زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى واشنطن "تأتي في وقت حساس وتهديدات إقليمية". وتزامنا مع زيارة الكاظمي قال: "هدفنا وقف سلوك إيران المشين في العراق، وسنساعد الحكومة العراقية لتحقيق ذلك، ونتفهم الروابط الدينية والثقافية بين إيران والعراق". كما أكد أن "المحادثات ستتناول دور تركيا في العراق أيضا". يذكر أن الكاظمي عاد، السبت، إلى بغداد بعد اختتام زيارته إلى الولايات المتحدة. وكان قد توجه، الثلاثاء، إلى واشنطن على رأس وفد حكومي، تلبية لدعوة رسمية.

 

اتهام رسمي.. العراق: إيران حولت مسار مياه الأنهار فقلّت

دبي - العربية.نت/22 آب/2020

يبدو أن أزمة المياه بين بغداد وطهران لن تمر مرور الكرام، فقد اتهم المتحدث باسم وزارة الموارد العراقية، السبت، إيران بتحويل المياه إلى بحيراتها. وأضاف أن طهران تعمّدت خفض منسوب مياه أنهار عراقية. في التفاصيل، أكدت وزارة الموارد المائية، السبت، أنها رصدت انخفاضاً في مناسيب نهري سيروان والزاب من الجانب الإيراني، بنسبة وصلت إلى 2 متر مكعب في الثانية. وقال المتحدث باسم الوزارة عوني ذياب، إن "الانخفاض الذي حدث في نهر سيروان في مقدمة سد دربندخان ونهر الزاب الأسفل في مقدمة سد دوكان يعدّ مخالفة وسيتسبب بضرر كبير للعراق خاصة على نهر ديالى، الذي تعتمد عليه محافظة ديالى بالكامل، وكذلك بالنسبة لسد دوكان الذي يعتمد عليه مشروع ري كركوك، إضافة إلى كون المياه المخزونة في سد دوكان تسهم في رفد نهر دجلة أيضاً. وأضاف ذياب أن الوزارة لمست هذا الانخفاض قبل أربعة أيام تقريباً، وحدث نقص كبير جداً في نهر سيروان من 47 متراً مكعباً في الثانية إلى سبعة أمتار مكعبة في الثانية، والتصاريف في مقدمة سد دوكان في نهر الزاب الأسفل وصلت إلى 2 متر مكعب في الثانية، وهذا يعني تقريباً القطع الكامل للمياه. كما أكد أن هذا الإجراء أثر بشكل كبير في التخزين المائي لسدي دوكان ودربنديخان، إضافة إلى التأثير المباشر على المواطنين في حوض الأنهر المذكورة.

إلى ذلك، أشار إلى أن الوزارة أصدرت بياناً بهذا الخصوص، وطلبت من الجانب الإيراني والمختصين في مجال إدارة الموارد المائية هناك بإعادة الواردات إلى ما كانت عليه وبشكلها الطبيعي. ويواجه العراق منذ مدة تحديات كبيرة بسبب المياه في البلاد، حيث بدأت الأزمة بسبب مشروعات تركية قللت من تدفق نهري دجلة والفرات إلى السهول الجافة للبلاد. فيما يعد نهرا دجلة والفرات، اللذان ينحدران من جبال جنوب شرقي تركيا ويمتدان عبر سوريا ثم العراق قبل أن يصبا في الخليج، مصدر المياه الرئيسي للعراق والضروري من أجل الزراعة. العراق أمام كارثة يشار إلى أن معدل الانخفاض قد أنذر بمشكلة كبيرة، ووضع العراق أمام مشكلة كارثة بعدما حولت إيران أيضاً مجرى الأنهار التي كانت تساهم بتزويد العراق بالمياه. وتشكل الأمطار 30% من موارد العراق المائية، بينما تشكل مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران 70% بحسب المديرية العامة للسدود في العراق. وقد انخفض مستوى المياه في خزان سد الموصل إلى أكثر من 3 مليارات متر مكعب مقارنة بمستوياته قبل أعوام بعد تشغيل تركيا لسد إليسو حينها.

 

حمدوك: نظام البشير تسبب بفرض عقوبات قاسية على السودان

دبي - العربية.نت/22 آب/2020

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أن بلاده قطعت خطوات كبيرة لإزالة اسم السودان عن قائمة الإرهاب، مشددا على أن الشعب السوداني لم يكن يوما داعما للإرهاب والتطرف. وأضاف في خطاب نقله التلفزيون، ألقاه بمناسبة مرور عام توليه منصبه مساء السبت: "النظام السابق تسبب بفرض عقوبات قاسية على السودان"، مضيفاً أن حكومته تعمل على استعادة مكانة البلاد التي أضاعتها أيديولوجية النظام السابق. كما قال إنهم مستعدون للتعاون مع المحكمة الدولية لتسليم المطلوبين من النظام السابق. وأوضح أن استضافة الرياض مؤتمر أصدقاء السودان دليل على الشوط الذي قطعناه، مشيراً إلى أن اجتماع الرياض كان علامة فارقة في الانفتاح الذي حصل للسودان. وتابع "قلقون من تداعيات الفوضى والاختلاف في صفوف قوى الحرية والتغيير"، موضحا أن "التعدد في قوى الحرية والتغيير يجب أن يكون مصدر وحدة وليس مصدر اختلاف". وأضاف أنه تمت معالجة ملفات أكثر من 12 ألفا من الموظفين المظلومين في النظام البائد، لافتا إلى أن أيديولوجية النظام البائد تسببت في عزلتنا الدولية. يذكر أن رئيس الوزراء كان أصدر قراراً بإعفاء الفريق أول عادل أحمد بشائر من منصب مدير عام الشرطة، وكذلك إعفاء نائبه الفريق عثمان محمد يونس في أعقاب احتجاجات كبيرة طالبت بمزيد من الإجراءات ضد مسؤولين على صلة بالرئيس السابق عمر البشير. أتت تلك الخطوة بعد مشاركة عشرات الآلاف بمظاهرات عمت أنحاء السودان يوم الثلاثاء الماضي (30 يونيو) للمطالبة بالإسراع بعملية الإصلاح وإعطاء دور أكبر للمدنيين في إدارة الفترة الانتقالية. ورفع المحتجون شعارات تطالب بالقصاص من قتلة الثوار، وإصلاح النظام القضائي، وإقالة مدير عام الشرطة، فضلاً عن تعيين ولاة الولايات المدنيين. كما دعا عدد من المتظاهرين إلى الإسراع في توقيع اتفاق السلام. هذا ويعد إحلال السلام في السودان أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة عبد الله حمدوك، خلال مرحلة انتقالية، بدأت في 21 أغسطس/ آب الماضي، وتستمر 39 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هللويا... هوشعنا...

الكولونيل شربل بركات/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89698/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%87%d9%84%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%87%d9%88%d8%b4%d8%b9%d9%86%d8%a7/

الايمان والانسانية صنوان لم يفترقا منذ آلاف السنين...

نظر الانسان إلى ما حوله... وفكر... وهذا الفكر اوصله إلى تنظيم الكون ورعايته...

تسائل عن الموجودات وراقب الكواكب والأبراج. راقب السماء والمطر، الهواء والبحر. وأعجب بتصرف الحيوانات من حوله، ولباقتها في استعمال الموجودات للاستمرار. جرّب أن يصارع فوجد من هو أقوى منه، وجرّب أن يجري فوجد من هو اسرع منه، وجرّب أن يقاوم لكي يتجاوز المصاعب... وهنا بدأ يشغل عقله فوجد طرقا لتطويل باعه، ووجد وسائل يدفع بها خصمه، ثم اكتشف أن تعاونه مع أبناء جنسه يسهم في حمايته، ويسهّل توفير لقمة العيش، فلم يعد التقاتل على الفريسة، بل ضدها، لتصبح قوتا للمجموعة. وصار هذا مبدأ وهدف.

واكتشف النار وإذا بها تعينه على رد البرد في الكهوف الباردة شتاءً، ولكنها تعينه أكثر على ردع الحيوانات المفترسة يوم لا يكون قادرا على ذلك. وصارت النار تلك مهمة لدرجة أن يفهم كيف يقاربها ويبقيها مشتعلة ومن ثم يأخذها معه في تنقله. وصارت عملية إحداثها أو حدوثها مهمة عنده لدرجة أنه ربطها بالسماء ليتعرّف على ذلك الساكن "فوق" يرسل الغمام فتمطر، ويرسل النار فيشتعل كل ما يقاربها، ويحرك الهواء فيطفئوها أو ينشرها. ولكنه في النهاية وبكل التجريد الذي امتلكه عقله عرف أن يغذّي هذه النار لتبقى مشتعلة على مدار السنة فيستعملها، ليس فقط للتدفئة والدفاع، بل ايضا للنور ليلا ومن ثم لكي يحسّن طعم مأكولاته.

ثم ركّز على السلاح ليدافع عن نفسه أو يهاجم به الغير. فكانت الهراوة التي أعطته مزيدا من القوة لضرب الخصم، وكانت العصا الطويلة التي أعطته الفرصة لابعاد العدو ودفعه كي لا يصل إليه. ومن ثم أراد أن يصيب عن بعد طريدته فاستغل الأغصان الخضراء الطرية التي بعد أن تلوى تنطلق بسرعة لتعود إلى وضعها الاساسي، ومن هنا كانت له فكرة ربطه بخيط من الجلد وأطلاقه مع حجر أو ما شابه ليلحق الخصم أو الطريدة، ونجح أخيرا أن يحصل على القوس الذي يطلق السهم ويمكن نقله بسهولة. فكان هذا أحد أهم الاختراعات بعد اكتشاف النار، وقد بقي يتطور حتى ايامنا. وبعد أن تعب من الصيد والركض خلف الحيوانات، دجّن بعضها فحصل على ما يكفيه من القوت، ومن ثم بدأ يكتشف بأن الحبوب والخضرة تنضب مع الوقت وعليه في كل مرة الرحيل والتفتيش عن بقعة ملائمة فيها ما يكفي للمرعى والمأكل. ثم راقب النباتات وكيف تنموا، واكتشف بأنه قادر أن يزرع ويأكل بدون الحاجة للرحيل. وهنا بدأ الاستقرار.

مع الاستقرار بدأت مرحلة جديدة من التنظيم الاجتماعي فكانت العائلة الوحدة الرئيسية في هذا التنظيم ومنها كبرت العشيرة التي تدافع عن بعضها وتحترم، لضرورة التعاون على الآخر، ما يخص افرادها. وهنا كانت الذاكرة مهمة ولكنها لا تنتقل بين الاشخاص ولا عبر الأجيال لذا وجب عليه أن يجد وسيلة للتواصل وتوضيح الفكرة ونقل الخبرة، فكانت بداية تسمية الأشياء بحسب اشارات صوتية. ونجحت الفكرة، وبدأت المجموعات تتناقل التسميات، ومن ثم بعض الخبرات عبر هذه الاشارات الصوتية. وبعد أن كبرت التجمعات وزادت التسميات ونجح التخاطب، أصبح لكل عشيرة نوع من هذه التسميات تعرفها وحدها وتتناقلها من جيل لجيل وتتطور عبر الأجيال. ولما نجحت بعض هذه التجمعات، الذين قطنوا أودية الأنهر الكبيرة والخصبة، في زيادة عدد السكان، كان التنظيم ضروري لفرض نوع من الانضباط بين الناس. وبما أن القوة في النهاية هي التي تفرض الاحترام، خاصة في المجتمعات الكبيرة، أصبح الزعيم ومن ثم الملك

هو من يسن القانون ويفرضه. ولكن النار التي لم يعرف الانسان بعد كيفية إحداثها بقيت اساس لكي يجد الكل سبيلا للتعاون على ابقاء مصدر لها يزوره الكل "ليتباركوا" بها. وكان "حراس النار" الذين يقطنون الجبال حيث تسقط "النار السماوية" في بداية فصل الأمطار، فيجمعونها من بين الاغصان المشتعلة ويبقوها مشتعلة لحاجات الناس حتى سقوطها مرة أخرى. من هنا أصبح هناك ضرورة لوجود هؤلاء الحراس في المجتمعات المنظمة. وشيئا فشيئا صار على العامة أن يحضروا ما يستعمل لابقاء هذه النار مشتعلة. من هنا دخلت التقدمة ومعها تطورت الكهانة واختصاص هؤلاء الحراس بكل ما يتعلق "بالساكن فوق". وصار هناك توازن بين سلطة الأرض (القوة) وسلطة السماء (الإيمان).

بالايمان سمي الساكن فوق بالعالي "عال" أو "ايل" وانتقل إلى أغلب المواطن المستقرة، فهو يرسل ناره السماوية اي بركته (برق أو برك) ليساعد الخليقة. ولكن تفكير الحراس لم يتوقف عند النار، وصار يحاول أن يفهم الأصل والحياة. فراقبوا الانسان منذ ولادته إلى يوم يموت ووجدوا بأن ما يرافقه دوما هو ذلك النفس ال "ها" وعندما يتوقف هذا ال"ها" يعني موت الانسان. إذا اين يذهب ال"ها" وكيف يأتي؟ هي أسئلة مهمة. وبما أنه في تفكيرنا يجب أن يكون لكل شيء من يعطيه فان هناك من يعطي ال"ها" ويستردها ساعة يشأ. من هنا صار "ها" أو "ياه" أو "ياهو" معبود مهم لا يمكن معاندته خوفا من أن يغضب فيسترد ال "ها". وبينما كان جماعة ما بين النهرين يعتقدون بأن ذلك القابض على الصواعق والذي يسكن فوق هو الأهم إذا بمن سكن على شواطئ المتوسط يدخل نظرية ال"ها" وأهميته ما جعل هناك معبودان أو مكرّمان اهتمت الأغلبية بمراضاتهما؛ الساكن في الأعالي "إيل" ومعطي الأرواح "ها".

عندما نقول هلل ونعتبرها فعل ودعوة لرفع الصوت والصراخ باتجاه المعبود، ربما كي يسمع، فإننا نجمع تسميات لمعبودين هما "ها" و"إيل" فنقول ها-إيل أو ها- ليل لتكون اسهل للفظ وعندما نقول ها-ليل-لو-ياه فإننا نشدد على الجمع بين "ها" و"إيل" ونزيد مرة أخرى أو نكرر :ال" و "ياه" للتشديد على أهمية الساكن العالي "ال" ومعطي الحياة ومستعيدها "ياه". وقد تكون هذه أول دعوة لوحدة المعبود والتي مع "ابراهيم الخليل" أصبحت "ال-ها" أو اله. وهذه الهللويا بقيت منذ ما قبل الألف الثالث في لغاتنا البشرية ولم تزل تتناقلها الأديان والشعوب حتى اليوم اشارة إلى استمرارية الإيمان المتجاوز للزمن والجغرافية والذي يسكن في داخل الذاكرة الجماعية للانسانية جمعاء.

ولا بد من ذكر مصطلح آخر نردده في لغات كثيرة حول العالم وهو "هوشعنا" وقد ورثناه أيضا من ما قبل اليهودية والمسيحية. وبالرجوع إلى المعنى فإننا نجد أول مقطع يبدأ ب"هو" أو ها او ياه ومن ثم "شع" المقطع الثاني والذي يشير إلى النور بكل معانيه والتي تشمل في طياتها النار المقدسة التي تشع وهجا ونورا وأما المقطع الأخير فهو "نا" أي نحن فتصبح "هو" شعّ علينا وغالبا ما تلحق هذه العبارة "في الأعالي" وهي للتأكيد على أهمية "ال". إذا نحن نقول ونعترف حتى اليوم بأن "هو" "شعّ" علينا من الأعالي. يعني أن النار التي تصلنا من "ال" هي نار محبة "ياه" التي تغمرنا بعطفه (وتبقي لنا الحياة). وبهذه يتلخض التوحيد للمعبود الواحد الأحد الذي "ينفخ" بروحه في التراب (بحسب العهد القديم- سفر التكوين) ليصير انسانا ويعطينا ناره التي هي الدفء والقوة والنور والذي يشمل نور الفكر أيضا والمعرفة وما إلى هنالك.

 

الفاشية الشيعية، العدالة المبتسرة والتفكك المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/23 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89705/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84-3/

سوف تنطلق مقاربتي من وضعية الاستثناء السيادي التي يمحضها حزب الله لذاته، ومن سياسات الاستباحة التي تجيزها لنفسها مراكز القوى الشيعية على مستوى المداخلة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وكأنها واقع يعلو على الكيان الدولاتي، ويتعاطى معه من منطلقات استنسابية تتقاطع مع مصالحه المستجدة واهدافه الاستراتيجية  البعيدة المدى. ان شعار " الشعب والدولة والمقاومة " هو جزء من استراتيجية نسف المقومات السيادية للدولة اللبنانية، وربط كيانها المعنوي باملاءات فريق سياسي معين يسعى الى تقويضها من خلال وضعية الاستثناء السيادي التي تجعل منه فريقا معفيا من الالتزامات المواطنية، وعبر تحالفات مرحلية وتبعيات سياسية تؤسس لاحتواء الدولة وتعطيلها، وربطها بمفكرات عائدة لسياسة النفوذ الشيعية التي تقودها ايران في منطقة الشرق الادنى من خلال حزب الله. لقد اعتمدت هذه السياسة سياقا انسيابيا بني على أساس استراتيجية تمكينية داخل الوسط الشيعي، وتموضعات متحركة على خريطة الحرب اللبنانية، وصراعات دموية وانقلابات داخل المدى الشيعي، وممانعات وتموضعات ومداخلات انتهازية داخل البنية الدولاتية، مدغمة بسياسات العمل الاقتصادي غير المشروع المنعقد على محاور جيو-سياسية واقتصادية متنوعة ( لبنان، ايران، افريقيا، اميركا الجنوبية  والشمالية واوروپا  )، واعمال ارهابية استنسابية وذات اهداف متحركة. نحن امام مد انقلابي ينتظم على اساس اعتبارات ايديولوجية واستراتيجية مرتبطة بسياسات انقلابية شيعية اقليمية يقودها النظام الاسلامي الايراني، وتتعاطى مع المتغيرات الدولاتية كقاطرات مرحلية ليس الا. هذا ما يفسر طبيعة علاقاتها الانتهازية مع النظام السوري وحلفائها على الساحة اللبنانية، وسياسات الخرق المنهجية التي تعتمدها حيال كل الفرقاء المسلمين والمسيحيين ( تجمع العلماء المسلمين، التيار الوطني الحر، الاحزاب في الوسط المسيحي، الاحباش، بعض الحركات الاسلامية في طرابلس والبقاعات...).

ان المعارضة التي عبر عنها رئيس الجمهورية ميشال عون تجاه تكليف لجنة دولية للتحقيق في انفجار المرفأ ونتائجه الكارثية في بيروت الشرقية ومداراتها، تنبع من املاءات حزب الله التي تتوخى اخفاء معالم الجريمة واقطابها واهدافها لجهة تدمير المرتكزات المدنية التاريخية للوجود المسيحي في الشق الشرقي للعاصمة، بعد ان دمر الشق الغربي خلال حرب ( ١٩٧٥-١٩٩٠ )  من قبل التحالف اليساري-الفلسطيني وأجرامه في الاوساط الاسلامية. اما مفارقات قرار المحكمة الدولية العائدة لاغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري  فتتقاطع مع مفارقات التحقيق الجنائي في كارثة المرفأ وتنعقد حول الاعتبارات التالية: ١- اصدار حكم بعد انقضاء ١٥ سنة على الاغتيال لم تكتمل فيه الادلة وعناصر الادانة لجهة القرار السياسي، ودرجة مسؤولية المشتبه بهم، وآليات التنفيذ على تدرج مستوياتها، والاكتفاء بايحاءات والاشارة الى سببية  سياسية هزيلة ( المشاركة في اجتماع البريستول ) تحجب حقيقة  الانقلاب على المعادلات الناشئة عن التبدلات السياسية الإقليمية آنذاك، وتردداتها على تحالف حزب الله والنظام السوري، ودخول الاثنين في مرحلة انعدام وزن قصيرة المدى؛ ٢- ان احكام المحاكمة الابتسارية لجهة تكوين الملف الجنائي ( عدم جواز اتهام فريق سياسي او دولاتي ) قد حالت دون تكوين القاعدة الموضوعية لعمل التحقيق وصياغة الادلة الجنائية وتنسيب المسؤوليات، وتجهيل الفاعل، وتغييب الاشكاليات السياسية التي كانت وراء عملية الاغتيال، والاكتفاء بعموميات حول الازمة السياسية في تلك المرحلة؛ ٣- ان اقتصار القرار الاتهامي على شخص سليم عياش، وازاحته عن شركاء التنفيذ الذين اعلنت اسماؤهم سنة ٢٠١١، يقع في هفوات اساسية لجهة جدية التحقيق بين ٢٠١١-٢٠٢٠ حيث لم تأت المحكمة بأية معطيات جديدة لجهة جسامة العمل المخابراتي، واللوجستي، والعملاني والسياسي الذي تتطلبه عملية بهذا التعقيد وذات النتائج السياسية الكبيرة، ناهيك عن الوضعية الهجينة التي افردت لهم على خط التقاطع بين المتهم الذي لم تثبت ادانته وغير البريء.ان ضحالة التحقيق تلزم المحكة الاستنكاف عن اصدار الحكم نظرا لعدم اكتمال عناصر التحقيق والمدونة الاتهامية. على اللبنانيين المطالبة بالتحقيق في اصول المحاكمة القانونية والاجرائية واداء الادعاء العام، وتقدير المترتبات العائدة لهذا العمل غير المكتمل المواصفات الذي كلف ٨٥٠ مليون دولار اميريكي، والسؤال عن مستقبله؛ ٤- هذا يعني بالتالي ان الاعتبارات السياسية حددت مدى المسار القانوني فاصابت الاستقامة المهنية لعمل المحكمة، وصدقية العدالة الدولية التي اجازت لنفسها حكما مبتورا، كما قال احد المحامين الجنائيين، ودورها الاساسي في ارساء السلم الاهلي.

ان رفض التحقيق الدولي وما رافقه من تلاعب بمسارح كارثة المرفأ، والعقبات التي وضعت بوجه فرق الاغاثة وادارة الكوارث الوافدة من البلدان الاوروپية، ومفارقات آليات التحقيق المحلي تودي بنا الى استنتاجات جد سلبية، لجهة ما تبقى من وجود اسمي للدولة ولدولة القانون تحديدا في هذا البلد. اما الادهى من كل ذلك فهو انسحاب الدولة المعلن وغير الابه من عمل الاغاثة والتواصل مع  المواطنين المنكوبين في حياتهم وارزاقهم، واعمال العرقلة للمبادرات الدولية، وتفرغها التام لاعمال القمع الدموي عبر استعمال بنادق الدفع والخردق واستهداف العيون والاماكن الحساسة، والتغطية التامة لاعمال القمع التي يقوم بها المرتزقة المنتظمين تحت لواء شرطة مجلس النواب، وارهاب الرعاع الذي تستخدمه مراكز القوى الشيعية. يضاف اليه استنكاف التحالف السلطوي القائم عن اي تشاور مع المعارضات المدنية من اجل التداول في شأن تأليف حكومة انقاذية تنتشل البلاد من الواقع الانحداري السائر باتجاه تداعي ما تبقى من المبنى الدولاتي، وواقع الاستغراق في الازمات الحياتية المميتة على تنوع موضوعاتها، ودخول البلاد في سياقات فوضوية تتماثل مع الواقع الليبي والصومالي والفنزويلي…،. سياسات الفاشية الشيعية تستحث الفراغ الاستراتيجي على قاعدة هيمنتها المطبقة على مساراته وتتناسى ان الفوضى مسار لا احد يملك ناصيته.

 

متى حَرَفْتم لبنانَ وقد وَلَدتْه أمُّه حِياديًّا؟

سجعان قزي/جريدة النهار 22 آب 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89692/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d8%ad%d9%8e%d8%b1%d9%8e%d9%81%d9%92%d8%aa%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8e-%d9%88%d9%82%d8%af-%d9%88%d9%8e%d9%84%d9%8e/

أجرى لبنانُ فحصًا طبيًّا ـــ غير دوليّ ـــ فظنَّ الطبيبُ وهو يَقرأ النتيجةَ أنَّ الفحصَ، المليءَ بالشوائبِ والتناقضات، يعود لِـ"مجموعةِ" مَرضى لا لمريضٍ واحد، فيما هو للبنان الواحد مبدئيًّا بأرضِه وشعبِه. الفحصُ أظهر الآتي:

1) يقعُ لبنان وسْطَ المشرقِ الآرامي ـــ الفينيقي ـــ السِرياني ـــ العربي ويَتقدُّم في الجغرافيا كثغرٍ مستطيلٍ يَبتسمُ للبحرِ الأبيضِ المتوسّط، ويَحمي ابتسامتَه بسلسلتَي جبالٍ تفصلان بين حضارتَين.

2) تحيطُ بلبنان دولتان: سوريا وإسرائيل وتتبادلان حيالَه نزعةَ الهيمنةِ على مصيرهِ ونزوةَ التدخّلِ في شؤونِه، فتؤثّران على قلبِه ورئتَيْه وتَنفُّسِه. ورغم أنَّ الأولى شقيقةٌ بالجغرافيا والأخرى عدوَّةٌ بالتاريخِ، فإنهما تلتقيان ضِدَّ جغرافيا لبنان وتاريخِه.

3) يتكوّنُ لبنان من ثلاثِ مجموعاتٍ أساسيّة: المسيحيّون والمسلمون والدروز (هذه هي الثلاثيّةُ التاريخيّة). وتتميَّزُ مكوِّناتُ هذه المجموعات بضعفِ تضامنِها ووحدِتها، بولاءِ بعضها إلى دولٍ وقوميّاتٍ أخرى، باختلافِها على صيغةِ الأمّةِ ونظامِها والشراكةِ في السلطةِ وعلى أنماطِ الحياةِ والسياستَين الخارجيّة والدفاعيّة.

4) تَنخُر الجسمَ اللبنانيَّ كوكبةٌ مختارةٌ من الأمراضِ المزمِنةِ والمستجِدَّة، بعضُها يُعالجُ بالعقاقير وبعضُها الآخَر يَستوجِب الاستئصالَ السريعَ قبلَ وفاةِ لبنان الواحد.

نحن إذن في وطنٍ مفخَّخٍ. زرعوا في كيانِه موادَّ متفجِّرة. ورغم أنَّ ساعةَ تفجيرِ الوطن تُسرِع، لا نزال قادرين على نزعِ صاعقِ التفجير إذا قرّرنا الحفاظَ على وِحدةِ لبنان. معيارُ هذه الإرادةِ هو اعتمادُ "الحِياد الناشط" بعيدًا عن أيِّ تموضعٍ سياسيٍّ وطائفيٍّ وحزبيٍّ وعقائدي. فالقانونُ الدستوريُّ وَصَفَ نظامَ الحيادِ لمعالجةِ أوضاعٍ كالوضعِ اللبنانيِ تحديدًا. ويتأكّدُ ذلك حين نكتشِفُ أنَّ جميعَ العِلاجات والـمُسكِّنات التي جرَّبناها لم تُشْفِ لبنان، لا بل ساهَمت في انهيارِه.

منذ بروزِ معالم الكيانِ اللبنانيّ مع المدائنِ الفينيقيّة، إلى إمارةِ الجبل، الكبير، والمتصرفيّة، وصولاً إلى دولةِ لبنان الكبير، واللبنانيّون يَتحاشَوْن الانحياز. وأساسًا، إنَّ الجماعاتِ المسيحيّةَ والمسلمةَ التي أمَّت جبالَ لبنان عبرَ التاريخِ كانت تَبحث عن ملاذٍ آمنٍ بعيدٍ عن حروبِ المِنطقةِ ونزاعاتِها، أي تبحثُ عن الحياد. ودولُ الفتوحاتِ الإسلاميّةِ (635/1914) على تَنوُّعِها، جُلُّ ما كانت تَطلُبه من اللبنانيّين: الهدوءُ وعدمُ الانحيازِ نحو الغربِ أو نحو طرفٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ آخَر. وفي هذا السياق، كان جوهرُ نظامِ المتصرفيّة (1861/1918) إنشاءَ كيانٍ لبنانيٍّ حِياديٍّ بين السلطنةِ العثمانيّةِ والممالكِ الأوروبيّةِ بضمانةِ الطرفين، فيما جوهرُ دولةِ لبنان الكبير كان الحيادَ بضمانةٍ فرنسية أوّلًا، ثم بالتزامٍ لبنانيٍّ في بيانِ الاستقلال. حتّى أنَّ الملِكَ فيصل بن الشريف الحسين، الذي كان يناضلُ لتوحيدِ المشرقِ العربي، اقترحَ الحكمَ الذاتيَّ لجبلِ لبنان المحايِد أثناءَ لقائِه رئيسَ حكومة فرنسا جورج كليمنصو (بـاريس - 6 كانون الثاني 1920).

واللافتُ أنَّ لبنانَ ما انحرفَ عن الحيادِ إلا في حالتين أساسيّتين: 1) حين يَتسلّحُ بعضُ مكوّناتِه بموازاةِ الدولةِ في إطارِ صراعٍ ذي امتداداتٍ عربيّةٍ ودوليّة. 2) وحين يَتعرّضُ لاجتياحٍ واحتلال. أما لبنانُ الحرّ، الذي لا سِلاحَ فيه غير سلاحِ الدولةِ فقط، فكان يَتّبع عمومًا سياسةً محايِدة. وهنا بعضُ الأمثلة:

حاول الفينيقيّون في القرنين الرابع والخامس ق.م. البقاء خارج الحروب الدائرةِ بين الفُرس والفراعنةِ والإغريقِ والبابليّين فازدَهرت مدائنُهم، لكن لـمّـا أَصبح الصراعُ الفارسيُّ/الإغريقيُّ استراتيجيًّا (كحالِ الصراعِ الإيرانيِّ/الأميركيِّ) ابتداءً من سنةِ 547 (ق.م.)، فَرضَ الفرسُ على الفينيقيّين التخلّي عن حِيادِهم والمشاركةَ في حروبِهم ضِدَّ الفراعنةِ والإغريقِ والبابليّين. فاستُشهدَ ألوفُ الفينيقيّين في حروبِ الآخرين، وأُحرِقَ أسطولُهم البحريُّ، واحتُلَّت مدائنُهم، وانقَسَموا حِيالَ المحتلِّين وانهارت تجارتُهم.

إثرَ حريقِ سنة 967 في كنيسةِ القيامةِ في أورشليم، نَشبَت معاركُ بين الإخشيديّين السُنّةِ والبيزنطيّين. التزَم اللبنانيّون جانبَ الحِياد في تلك الفترة فوفّروا على أنفسِهم الخضّات.

سنة 1215، زار البطريركُ الماروني إرَميا العَمْشيتي روما وطلب من البابا التَوَسّطَ لدى ملوكِ وأمراء أوروبـا لضمانِ حمايةِ المَوارنةِ والمسيحيّين في لبنان. فوقَّـعَ القائدُ المملوكيُّ بَـيْـبَرس اتفاقاتٍ مع شقيقِ لويس التاسع، "شارل دانجُو" مَلكِ صِقلّية، ومع "ألفونسو" مَلكِ إشبيلية، ومع "جايمس" ملك أراغون (إمارة سابقة في شمالي شرقي إسبانيا) لَحَظَت عَدَمَ التعرّض لهم ما داموا لا يَتورَّطون بتحالفاتٍ مع أخصامِ المَماليكِ ولا يُخِلُّون بالنظامِ العام.

إِثرَ تكَاثُرِ المُؤامراتِ على سلاطين المماليك وحُكّامهم في القاهرة ودمشق (1310/1382)، طلبَ بعضُهم مؤازَرةَ قوى لبنانـيّـةٍ ضِدَّ مماليكَ آخرين. فالسلطان الناصر بن محمد استَنجَد بالأمير حسين الشِهابي لاحتلالِ قلعةِ الكَرَك بين حوران والأردن سنة 1322، لكنّ الأخير اعتذر حِرصاً على علاقاتِه مع مماليك المشرق. وسنةَ 1341 سأل مُناهِضو وَرَثةِ السلطانِ قلاوون المملوكي التـنّوخـيّين الدروز وسكّانَ كسروان والجبالِ اللبنانـيّـة الموارنة دَعماً لِدخولِ دمشق فلم يَستجيبوا.

يذكرُ المؤرخُ الأمير حيدر الشهابي، رَبيب فخر الدين المعنيّ الثاني، أن "الأميرَ فخر الدين الأوّل لم يُشارك فورًا في موقِعةِ مرج دابق سنة 1516، بل آثرَ البقاءَ على الحِياد بين الطرفين المتحاربَين (العُـثمانـيّين والمماليك) حتى يرى لمن ستكون الغلبةُ.

لدى توقيعِ "اتفاق الامتيازات" سنةَ 1535 بين ملكَ فرنسا فرنسوا الأول والسلطانِ العثمانيّ سليمان القانوني، وَعدت الكنيسةُ المارونيّةُ فرنسا بالبقاءِ على الحيادِ بين السلطنةِ وأخصامِها لقاءَ ضمانِ حريّاتِها في جبل لبنان.

رغم الاحتلالِ العُثمانيّ، تحاشى معظمُ الأمراءِ اللبنانـيّين، وبخاصةٍ أمراءُ آل مَعّن، تلبيةَ نداءات البابِ العالي للمشاركةِ في الحروبِ العُـثمانـيّـة على جَبهتَي فارس وأوروبـا. وما عدا آل سيفا أحياناً، رفض الأمراءُ المعنـيّون، دون استثناء، التجاوب مع الأوامر التركـيّـة. لا بل كانوا يَـتحيّـنون فرصةَ انهماكِ السلطنةِ بحروبِها حتى يُعزِّزوا نفوذَهم في لبنان والمحيط.

سنةَ 1799 التزم الأميرُ بشير الشهابي الثاني الحياد بين الجنرال بونابـرت ووالي عكا أحمد الجزّار مع أنّ كليْهما طلبَ مساعدتَه أثناءَ حصارِ قلعةِ عكا. لكنَّ الجزّار لم يَغفر للأميرِ حيادَه إذ اعتبره موقفًا عدائيًّا.

إذا كان الحيادُ سِمةَ مواقف اللبنانيين منذ ما قبل الميلاد، فهو إذًا ملحُ الوجودِ اللبناني. عسى أن تَلتقيَ حولَه اليوم جميعُ الفئاتِ اللبنانيّة حتى يبقى لبنانُ واحِدًا لا ريشةً في مهبِّ رياحِ الأمم. (سننتصر).

 

سلاحُ فرسان الدراجات الناريّة وغريبُ الهوياتِ في زقاق البلاط

محمد أبي سمرا/المدن/23 آب/2020

بين الدوي ويقظتي من ما يشبه غيبوبة ذهنية خاطفة، مرت ثوانٍ لا أتذكر منها سوى دراجة نارية وسائقها يطوّحان كسهمٍ في الهواء، ويخترقان كالتماعة برقٍ فراغَ الشارع الرمادي الصاعد من جهة حسينية زقاق البلاط. وقبيل سماعي الدوي استسلمت ليقينٍ خاطف: لا مهرب من الاصطدام. وبعيد ثواني الغيبوبة التي يُقال إنها دفاعية لاواعية، تقافزت في ذهني المشوّش أو شبه المشلول، أفكار سريعة مضطربة وغائمة عما يمكن أن يحدث ويترتّب على هذه الحادثة المفاجئة.

ديار الإلفة ومضاربها

من سنين أعلم من هم شبان الدراجات النارية وفتيانها الأشاوس الأوباش، أو المتحولين أوباشًا فور امتطائها وانطلاقهم بها في الشوارع. وأعلم من يكونون في زقاق البلاط الذي تعوّدت العبور متمهلًا في شوارعه غروب نهارات تلك السنين الكثيرة. فياما أبصرتهم يقفون متحلقين يتحادثون هنا وهناك، على نواصي شوارعهم الداخلية المتقاطعة. وفي وقفاتهم يبدون كأنهم من هذه الشوارع ولدوا الآن في أعمارهم فتيانًا وشبانًا، ولم يولدوا ويعيشوا في بيوت ليست سوى مآويهم الطارئة والطاردة، وهي زوائد حياتهم في الشوارع. وهم هنا - بتجمعهم وتحادثهم زمرًا قرب دراجاتهم النارية التي يجلس بعضهم على مقاعدها - في ديرتهم ومضاربهم ومرابع فتوتهم الأليفة المقبِّضة وتجمُّعِ وزمرهم. تشبههم البنايات البرشاء المغبرّة على جنبات الشوارع. والبيوت من الداخل تشبههم، وسكان البيوت يشبهونهم، وكذلك حياتهم فيها. كل شيئ وحركة هنا امتدادٌ لأجسامهم، لتجمُّعهم واقفين على النواصي. الرمادي أو الرصاصي الأغبر هما لون العالم والأشياء هنا، كحضورهم الكثيف الذي يفور في الشوارعَ فوران هويتها الكثيفة الكئيبة، وأتخيّل أنها تنطوي على تجديدٍ مشوَّهٍ لأصداءٍ من الحياة والعلاقات المتخثّرة في ساحات قرى أهلهم الراحلة. وياما فكرتُ في أحوالهم وسِيَر حياتهم وحياة أهلهم الغاربة في القرى، كلما أبصرتُ شلةً منهم تقف في ديرتهم هذه، في غروب النهارات وأمسياتها. وكثيرا ما ألّفت من مشاهدهم نتفًا من سيرهم المتخيلة، في ورش ومخازن كسور الحياة وحطامها في أحياء هذه المدينة. وأعلم وأتخيلُ وشهدتُ الكثير الكثير من أفعالهم في حيّهم هذا وسائر أحياء بيروت وشوارعها.

غارةٌ على تمثال الحريري

فمنذ اغتيال رفيق الحريري سنة 2005 صاروا قوة صاعدة، فاعلة وضاربة، في حياة بيروت وضاحيتها الجنوبية، وفي الحوادث الأهلية "السياسية" البيروتية واللبنانية. فأخذوا يثيرون اضطرابًا وقلقًا وشغبًا منظمة كلها في المدينة، بعدما أدخلوا الدراجات النارية سلاحًا لوجستيًا منظمًا في حركتهم ونشاطاتهم اليومية.

في مناسباتٍ كثيرة صادف أن شاهدتُ بعضها، وأتذكر أقله اثنتين مشهودتين وعاصفتين منها: إشعالهم حرائق بدواليب السيارات المطاطية المستعملة التالفة، على مدخل نفق سليم سلام القريب من ديرتهم. ومشاركتهم في تلك الغارة الانتقامية، الكيديَّة، العاصفة والفرِحة، على تمثال رفيق الحريري المنصوب في مكان اغتياله قبالة فندق سان جورج.

وصادف أن شاهدتهم هناك أرتالًا يتقافزون عن دراجاتهم النارية كالقرود، ويغيرون على التمثال. اجتاحوا الفسحة المزروعة بالبرسيم حول منصته، وتحلقوا حوله صارخين هازجين، مرسلين له بأيديهم وأرجلهم حركات بذيئة. زمرة منهم اندفعت إليه، فتسابقوا على تسلّقه، وامتطى بعضهم كتفيه امتطاء دابّةً، محركين بتلك الحركات البذيئة سيقانَهم على صدره، فيما أيديهم تتشبث برأسه وتضمه إلى جذوعِهم، كأنهم يفتعلون ذلك الفعل بامرأة. أخيرًا اختتموا مشهدهم هذا بأن غطوا رأسه وخنقوه بعلم من أعلامهم أو راياتهم. ثم تقافزوا من جديد إلى دراجاتهم النارية، فامتطوها في هرجٍ ومرجٍ وهياجٍ، مسعورين فرحًا، فيما كانت أرتالهم تنتظم وتنطلق مجدّدًا نحو كورنيش بيروت البحري في اتجاه المنارة والحمام العسكري.

غريب الهويات وصلَفِها

في الثواني التي مرت بعد اصطدام دراجة الشاب النارية بسيارتي، ويقظتي من ما يشبه تلك الغيبوبة الذهنية الدفاعية اللاواعية الخاطفة، وانتباهي إلى مكان وقوع الحادثة، ومن يكون شاب الدراجة الصاروخية السرعة، فارت في ذهني المضطرب سيناريوهات قاتمة ومقيتة عما قد يحصل. وهي سيناريوهات تتصل بغابة الهويات الفائرة في كل مكان وشارع من الغابة البيروتية اللبنانية. وأنا غريب الهويات وصلَفِها، بدّدَ الاصطدام المفاجئ تحرري من ذات النفس وهويتها، وتبددَ انسيابُ ذهني المنسرح سائحًا في تداعيات بلا ضوابط. والتحرر والانسياب هذان عادةً ما تفترضهما قيادة السيارة، وقد يشبهان عبورها المتمهل في شوارع داخلية أو محلية، ومشاهدها المتتالية. لكن هيهات لمثل هذه الرياضة اللاإرادية أن تنعقد وتستمر لأكثر من هنيهات قليلة في فوضى الشوارع اللبنانية، وتوحش سائقي السيارات والدراجات النارية في هذا الخراب المتراكم مزمنًا، والزاحف في العمران والأماكن العامة ومشاهد الحياة اليومية.

وفي سني عبوري الكثيرة بسيارتي في شوارع زقاق البلاط الكثيرة التقاطعات، في حوالى السابعة والنصف غروبًا ومساءً، تعوّدت اجتياز المسافة بطيئًا بطيئًا بين محلة "البطركية" العالية ومدخل نفق سليم سلام. وفي غروب ذاك النهار، عندما أبصرتُ الدراجة النارية تطوّح بسائقها، منطلقين نحوي بسرعة جنونية، كانت سيارتي تتقدم متباطئة نحو منعطف، قبل اجتياح الدراجة مقدمها. وبعد يقظتي من الغيبوبة الخاطفة للصدمة، اندلع في وعيي سيناريو الهويات. أعلم من يكون شاب الدراجة، ليس على المعنى الشخصي والمعرفة الشخصية. بل على معنى هوية الجماعة الأهلية التي صدر عنها وينتمي إليها، وصنع مع أمثاله من أجيال شبان زقاق البلاط هويتها الجديدة. وعلى الرغم من نفوري الثقيل، المزمن والمضني، من هذه الهوية الجديدة التي تتميز بصلفها وعدوانيتها الفائضين عن أمثالها من الهويات الغاشمة كلها في لبنان، داومتُ على العبور بسيارتي في شوارع زقاق البلاط الكئيبة دائمًا، وفي وقت عبوري الذي لا يستغرق أكثر من دقيقتين أو ثلاث في حوالى السابعة والنصف مساءً، عائدًا من رياضة المشي على رصيف كورنيش رأس بيروت البحري. وفي عبوري اليومي هذا، غالبًا ما أقتفي أثر ما فعلته صلابة الهويات وصلفها الجديدين، في حيوات البشر وعمرانهم، بعدما تكوّنت تلك الهويات الجديدة في معمعة الحروب والتهجير والقتل وخراب العمران طوال 15 سنة (1975 - 1990)، ومثلها تقريباً من زمن مشروع إعادة الإعمار الحريري (1992 - 2005)، الذي بادره بالضغينة المبّيتة عليه حزب الحرب والتحرير الإيراني في لبنان.

مضافات الثنائي الشيعي

قوة الاصطدام، ويقظتي على من أنا، ومن يكون شاب الدراجة النارية، تركاني قاعدًا للحظات خلف مقود سيارتي، قلقًا حائرًا وخائفًا، ولا أدري ما الذي يمكنني أن أفعله. فأي قدر أو مصادفة رمياني في ما أحدس مسبقًا كم هو ممضٌّ، تافهٌ ومكدِّر ومذلٌ، تورطي فيه. وسرعان ما أبصرتُ ما لا يقلُّ عن 15 شابًا وفتىً يتحلقون حول سيارتي مع شاب الدراجة إياه. بدا الشاب أكبرهم سنًا وأشدهم بأسًا وشكيمة: عضلاته مفتولة بارزة موشومة بأشكالٍ وألوانٍ كثيرة على جلد عضديه وساعديه وكتفيه وصدره. وقد يكون الشاب يتقدمهم مرتبة قياديّة ودالة في المحلة أو الحيّ، وفي سلاح فرسان "الثنائي الشيعي" للدراجات النارية.

وكان بين المتحلقين رجل أو اثنان، قد يكونان من أصحاب محال السمانة والملبوسات في الشارع الصاعد من حسينية زقاق البلاط، أو قلعته الاجتماعية والحزبية في نهايته السفلى، ويتصل أعلاه ويتقاطع عند محطة الضناوي للمحروقات، بالشارع الصاعد من البسطا التحتا.

وحول الحسينية - القلعة، وفي شوارع زقاق البلاط، تتكاثر مقاهٍ ومطاعم للمناقيش، تلتقي فيها وأمامها حلقات من رجال وشبان وفتيان، تناصر "الثنائي الشيعي". والمضافات هذه، نهارية وليلية، للأكل والشرب وتدخين النراجيل ولعب الورق والمسامرات التي ليست سوى رياضة للاحتشاد أو الاستنفار الحزبي ومهامه المتصلة بأعمال يومية متواضعة، متقطعة وغير منتظمة في الحيّ وخارجه. وهي متصلة أيضًا بسكن المحتشدين في المضافات، وبأهلهم في الحي، وبتنقلهم على دراجاتهم النارية في أحيائهم البيروتية الأخرى، القريبة والبعيدة، وصولًا إلى الضاحية الجنوبية، والاتصال والتواصل اليوميين بها.

لكن المعقل البيروتي الأشهر لسلاح فرسان دراجات "الثنائي" النارية، هو الخندق العميق في صولات فرسانه وجولاتهم وهجماتهم المسعورة الشهيرة والمشهودة في الشهور الأخيرة المنصرمة على متظاهري/متظاهرات ومعتصمي/معتصمات ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت. والمعقل هذا متاخم لزقاق البلاط ومتصل به، ويشكلان معًا الخزّان البيروتي لذاك السلاح، عندما تقتضي الحاجة إلى حملات منظمة في الاستنفار والعراضات والتخويف والهجوم والاعتداء العنيف. (يتبع)

 

التفاؤل بانفراج مالي واقتصادي بعد انفجار المرفأ وهم وسراب

علي نور/المدن/23 آب/2020

لم يتغير شيء في مستوى الأزمة الماليّة والاقتصاديّة، بعد إنفجار المرفأ. وتدل المؤشّرات مجتمعة إلى أن بعض التفاؤل الذي رُوج له مؤخراً من بوابة الاهتمام الدولي المستجد بلبنان، لم تُبنى إلا على أوهام ومعطيات بعيدة عن الواقع. لا بل ثمّة ما يكفي من أسباب للقول إن الأسوأ لم يأتِ بعد. فمن المتوقّع أن يعقّد الفراغ الحكومي المشهد الاقتصادي إلى حد كبير، وتحديداً المعالجات التي يحتاجها لبنان لأزمته، والتي كان يمكن أن تفتح أمامه أبواب الدعم المالي الخارجي.

مسار التفاوض مع صندوق النقد

لم تغيّر كارثة المرفأ شيئاً في تعامل صندوق النقد الدولي مع الأزمة الماليّة اللبنانيّة، لا بل يمكن القول إن الكارثة وما تبعها من استقالة للحكومة، زادتا من تشدد الصندوق، بإستثناء ما تبلّغته وزارة الماليّة مؤخّراً من إمكان حصول لبنان على 270 مليون دولار كتسهيلات من حصّة لبنان في الصندوق. وعمليّاً يمكن القول إن قيمة هذه التسهيلات تبدو اليوم زهيدة جدّاً، مقارنةً بالمبلغ الذي تتطلع الحكومة الحصول عليه كدعم خارجي، والذي قدّرته أن يتراوح بين 10 و15 مليار دولار، حسب خطّة التعافي المالي. أما أهم ما في الموضوع، فهو أن هذه التسهيلات ستُمنح بمعزل عن أي خطّة إصلاحيّة يصادق عليها الصندوق. وهذا يعني أنّ لبنان لن يتمكّن من الدخول في برنامج قرض متكامل مع الصندوق، يمكن أن يحصل على أساسه على قروض من جهات دوليّة أخرى، كالقروض التي جرى الحديث عنها في مؤتمر سيدر. أما الدخول في برنامج قرض، فما زال رهن الشروط الصارمة التي يرفض "الصندوق" التنازل عن أي منها، بمعزل عن الظروف السياسيّة والمعيشية الناجمة عن إنفجار المرفأ. وقد تبلّغ لبنان هذا الموقف بوضوح بأشكال مختلفة خلال الأسبوعين الماضيين. أمّا الإشكاليّة الأهم اليوم، فتكمن في الجمود الذي تلى استقالة الحكومة في التعامل مع هذه الشروط، أو حتّى مفاوضة وفد الصندوق عليها.

وحسب المعطيات التي تلقاها لبنان من صندوق النقد بعد الإنفجار، مازال موضوع قانون الكابيتال كونترول يمثّل الشرط الأساسي والأوّل، قبل منح لبنان أي قروض أو مساعدات جديّة ووازنة. وخصوصاً أن أي سيولة قد يتلقاها لبنان بغياب هذا القانون، تكون عرضة للتسرّب من النظام المالي إلى الخارج لمصلحة النافذين. وعلى أرض الواقع، مازال هذا الملف يراوح مكانه، بعدما أحالت الهيئة العامة لمجلس النواب مشروع القانون إلى لجنة المال والموازنة للدرس. فيما تفيد مصادر اللجنة بأنّها كانت تنتظر قيام الحكومة واستشارييها، قبل الانفجار واستقالتها، بطرح صيغة جديدة من مشروع القانون. لأن الصيغة السابقة لم تتلاءم بتاتاً مع رؤية الصندوق الذي يصر على صياغة تضمن توحيد أسعار الصرف، كجزء من عمليّة "الكابيتال كونترول" في المصارف اللبنانيّة. بإختصار، سينتظر هذا الملف طويلاً ريثما تتشكّل الحكومة الجديدة، ويعاد النظر بمشروع القانون برمّته في مجلس الوزراء في ضوء ملاحظات الصندوق. ومازال الصندوق يشترط وجود خطّة كاملة تضمن الاعتراف الصريح بخسائر النظام المالي، وتطرح مقاربات لإعادة هيكلته. وهذا الملف أحيل إلى مفاوضات الحكومة السابقة مع المصارف وشركتها الاستشاريّة قبل الإنفجار، بعدما سقطت خطة الحكومة السابقة بالضربة القاضية في المجلس النيابي. وهكذا، بات هذا الملف أيضاً مجمّداً في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، ومتابعة المفاوضات مع المصارف، وإعادة صياغة الخطّة من جديد. وهذا مسار لن تتمكّن الدولة اللبنانيّة من إنجازه في القريب العاجل. وأكثر ما يلفت النظر اليوم، هو ارتفاع نبرة صندوق النقد بعد الانفجار، لا سيما في ما يتعلق بالشفافيّة والمساءلة في مؤسسات الدولة اللبنانيّة. وقد تحدّثت مديرة الصندوق كريستالينا غورغيفا في مؤتمر باريس الأخير عن ضرورة "الشروع في عمليّة تدقيق شاملة للمؤسسات الرئيسيّة، بما فيها المصرف المركزي"، كشرط من شروط مساعدة لبنان. مع العلم أن الحكومة المستقيلة تلقّت سابقاً إشارات سلبيّة من الصندوق في ما يخص صيغة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، والتي أقرّتها ولم تتسم بالجديّة التي طالب بها وفد الصندوق في جلسات سابقة. وهكذا، من الواضح أنّ الحكومة المقبلة تحتاج إلى التفاوض مع الصندوق مجدداً على صيغة التدقيق هذه، وعلى مسألة التدقيق في مؤسسات الدولة الأخرى، مع كل ما يعنيه ذلك من إثارة حساسيات المتضررين من مسألة التدقيق هذا من الجانب اللبناني.

وقائمة مطالب صندوق النقد تطول، وستخضع لجلسات التفاوض المقبلة. لكنّ المطالب الثلاثة - أي الكابيتال كونترول والخطة الماليّة والتدقيق - كانت تحديداً ما تلقّاه لبنان من الصندوق بعد الانفجار، كشروط حاسمة قبل البحث في أي برامج قروض إنقاذيّة. ومن الواضح أن صندوق النقد أراد من هذه الشروط أن يبلغ لبنان أن ما استجد بعد الانفجار من أضرار، لن يغيّر شيئاً في معادلات التفاوض التي سبقت الانفجار. وطالما أن الشلل الحكومي يعيق حكماً مسألة الاستجابة لهذه الشروط، فمن المؤكّد أن مسألة الدخول في برامج إنقاذيّة مع الصندوق لن تكون في متناول لبنان خلال الأشهر القليلة المقبلة.

الدعم الدولي ينتظر الصندوق

ما تلقّاه لبنان من مساعدات بعد الانفجار بالكاد تجاوز مستوى 300 مليون دولار. وهي بمجملها معونات إنسانية، موجّهة إلى المنظّمات غير الحكوميّة التي تتعامل مع آثار الانفجار المباشرة، فيما تقدّر مؤسسة التمويل الدولي أن يكون إجمالي الخسائر الناجمة عن انفجار المرفأ يبلغ حوالى 7 مليار دولار. بإختصار، مازالت جميع المساعدات التي تلقاها لبنان بعيدة عن التعامل مع من مستوى الأزمة الماليّة، أو حتّى التأثير في المشهد. والواضح أن حجم هذه المساعات مازال زهيداً، مقارنة بالأضرار والخسائر الماديّة الناجمة عن الانفجار. وفي ما يتعلّق بالقروض أو المساعدات الدوليّة التي كان ينتظرها لبنان للتعامل مع آثار الانهيار المالي، مازال الملف رهن مستقبل مفاوضاته مع الصندوق، وما ينتج عنها من تفاهم على برنامج متكامل يمكن للجهات الدوليّة الأخرى أن تقرض لبنان على أساسه. وجميع رسائل المانحين التي تلقّاها المسؤولون اللبنانيون قبيل مؤتمر باريس وبعده، تؤكد على حصر جميع المساعدات الوازنة المرتبطة بالانفجار بالهيئات غير الحكوميّة. أما المساعدات أو القروض المعتبرة والمباشرة للحكومة اللبنانيّة، فمرتبطة بملف التفاوض مع صندوق النقد وما يُتفق عليه مع الصندوق من شروط.

الاستثناء الوحيد: المرفأ

في الخلاصة، ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل في مواقف الدول من أزمة لبنان الماليّة. أما الاستثناء الوحيد اليوم، فيتعلّق تحديداً بالاهتمام الفرنسي والأميركي بإعادة إعمار مرفأ بيروت، واستثماره وتشغيله ومراقبة عملياته لاحقاً على المدى الطويل. ولعلّ هذا الاهتمام يتصل تحديداً بملفات إقليميّة مرتبطة بتنافس فرنسا على مواقع النفوذ الاقتصادي في شرق المتوسّط مع تركيا وروسيا والصين. لكنّ الواضح حتّى الآن هو أن الفرنسيين والأميركيين يتعاملون مع هذا الملف باستقلال عن باقي الملفات المتعلّقة بالوضع الاقتصادي اللبناني، والشروط المفروضة على لبنان للحصول على رزم القروض الخارجيّة.

ولعلّ هذا الأمر تحديداً هو ما تعمّد مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الإشارة إليه من بعبدا، حين شدد على أن تنفيذ الإصلاحات بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، هي ما يمكن أن تفتح الباب أمام تحرير أموال مؤتمر سيدر. في خلاصة عامة، من الواضح أن المشهد بات قاتماً على المستوى الاقتصادي والنقدي. وتحديداً في ظل الفراغ في السلطة التنفيذيّة، والذي يؤكّد عدم إمكان الانطلاق في أي مسار يمهّد للحصول على المساعدات الخارجيّة. أما البدائل التي لا تمر بصندوق النقد أو الدعم الخارجي، فغير موجودة، بسبب عدم رهان الحكومة المستقيلة على أي مسار مختلف. وفي إنتظار تشكيل الحكومة المقبلة، وتبلور خياراتها الماليّة والاقتصاديّة، لن ينتظر اللبنانيون سوى المزيد من الانهيار. ولن تنفع أوهام انتظار انفراجات من بوابة الاهتمام الدولي المستجد بالوضع اللبناني.

 

سأم فرنسي وأميركي من التمييز بين لبنان وحزب الله

منير الربيع/المدن/23 آب/2020

لم تحظَ زيارة وزير السياحة وشؤون الفرنسيين في الخارج جان باتيست لوموان، لبنان الجمعة 21 آب الجاري، بالاهتمام اللبناني الواضح، مقارنة بزيارات الديبلوماسيين الذين توافدوا على بيروت بعد انفجار المرفأ.

زيارة ماكرون لم تعد مؤكدة

وحتى اللقاءات التي عقدها الوزير الفرنسي لم تنل الاهتمام المطلوب، رغم أنه مبعوث رئاسي فرنسي، لاستكشاف توجهات المسؤولين اللبنانيين بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، وتقدّم باريس بمبادرة لحّل الأزمات اللبنانية. ولزيارة الوزير الفرنسي بعد يشير إلى إصرار باريس على الحضور في لبنان. لكن الزيارة لم تقابل بالجدّية اللبنانية المطلوبة. وهذا عامل سلبي قد يؤثر على زيارة ماكرون لبنان في الأول من أيلول المقبل. وهناك معلومات تفيد بأن الزيارة لم تعد مؤكدة، لاسباب عدة:

اولا،ً عدم تحقيق اللبنانيين أي تقدم على صعيد المبادرة الفرنسية.

ثانياً، بروز معلومات عن رفض بعض الأفرقاء اللبنانيين  الورقة الإصلاحية الفرنسية، وخصوصاً ما يتعلق منها بالانتخابات النيابية المبكرة، وبالمداورة في الحقائب الوزارية، وتلك المتعلقة مباشرة بقطاع الكهرباء.

ثالثاً، هناك من يستغل التدخل الفرنسي ويسجِّله في حسابه الخاص لكسر عزلته، ساعياً لفتح باريس طريق التفاوض الإيراني - الأميركي الجدّي. وذلك على قاعدة أن إيران وحزب الله يعتبران باريس مضطرة أو لا يسعها إلا أن تُبقي علاقتها بهما قائمة ومستمرة، ومن باب تحصيل الحاصل. وهما يهدفان إلى استعمال باريس للتفاوض المباشر والعلاقة المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

اقتراب التخلي الأميركي 

لا شيء لبنانياً يبدو مبشّراً بالخروج من الأزمة قريباً. فالطريقة الوحيدة لسلوك طريق الحلّ، هي تشكيل حكومة لبنانية تلاقى التطلعات الأميركية والفرنسية، على الرغم من بعض الاختلافات بين الجانبين. وحتى الآن ليس من إشارات لبنانية إيجابية. وهذا قد يدفع الأميركيين إلى وقف اهتمامهم بلبنان، والتخلي عن مبادراتهم ومساعيهم ومساعدتهم. ما يضع البلاد أمام المزيد من الانهيارات. والمعلوم أن قاعدتي الارتكاز في البلد هما القطاع المصرفي والجيش اللبناني: الأول في حال انهيار. والجيش غير قادر على السماح لقوات اليونفيل بالتنقل حيث تشاء وفق الرغبة الأميركية. وهناك تبعات خطرة جداً لذلك. ولا يبدو أن هناك أحداً على قدر هذه التطلعات أو التصورات وتدارك المخاطر. وعدم إظهار رئيس الجمهورية وجبران باسيل الجدية في تشكيل الحكومة سريعاً، يجعل لبنان كإيران وفنزويلا، ويخضعه لعقوبات شاملة، بلا فصل ولا تمييز بين الدولة وحزب الله. والحل الوحيد تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات سريعة، في الإصلاح المالي والاقتصادي.

الرهان الإيراني على بايدن فاشل

لكن الأميركيين والفرنسيين لن يتدخلوا في تفاصيل كثيرة في شكل الحكومة، بل يهتمون بمضمونها ومنهجها وخطّتها. وهذا ما تلخّصه مصادر متابعة في قراءتها لموقف ديفيد هيل حول التصرف الأميركي مع حكومة تضم حزب الله: واشنطن لم تعد تريد من اللبنانيين مواجهة حزب الله، بل هي تتكفل بذلك بعقوباتها على الحزب ولبنان معاً. وهذا ما ينعكس تخبطاً في الداخل اللبناني، وسط عدم امتلاك أي طرف ترف المناورة أو الاستثمار بالوقت، وخصوصاً حزب الله والعهد العوني. وعدم تحقيق أي خرق في المساعي الحكومية، يضيّق هامش المناورات أكثر فأكثر. عندما يفقد الأميركيون الصبر والأمل في تحقيق تقدّم في لبنان، سيكون ردّ فعلهم كبيراً جداً. وهذا قد يلغي زيارة ديفيد شينكر لبنان. ولم تسقط ورقة التلويح بالعقوبات من اليد الأميركية. والهامش يضيق أكثر فأكثر. والرهان الإيراني على فوز جو بايدن، لا يبدو في محله، ولن يكون ناجعاً أو مفيداً، وسط إصرار أميركي على أن زمن اللعب والمناورات قد انتهى. وبايدن لن يغيّر كثيراً عن مسار ترامب، وأي اتفاق يُفترض أن تقابله تنازلات كبيرة.

 

السادية في السياسة اللبنانية

توفيق شومان/22 آب 2020

السؤال الذي يطرحه أغلب اللبنانيين : ماذا يدور في أدمغة أغلب أهل السياسة حين يرون الناس مهجوسين بالجوع وفقدان الوظائف والحلم بالهجرة .

يسأل اللبنانيون ولا يحصلون على إجابة .

في التاريخ القديم ، مشاهد من كلمات ومنحوتات ، تُظهر كيفية سوق الناس في مصر الفرعونية إلى الموت جوعا وإرهاقا ، إذ كان جلادو الفراعنة وجندهم ، يُجبرون بأقواسهم ونبالهم وفؤوسهم أشباه الأموات على بناء الأهرامات ، فلا يتيحون للعبيد غذاء ساعة ولا ساعة راحة ، وحين تتساقط الأرواح عن الأجساد الميتة ، يصار إلى قذفها في النهر محولة إياه إلى مقابر من ماء .

في مصر الفرعونية كان الصمت فضيلة ، والإعتراض على الجوع من كبائر التمرد على الفرعون ، وجاء في وصية الفرعون خيتي إلى إبنه : " إذا وجدت رجلا يتكلم أكثر من اللازم ويثير الإضطراب ، اقتله ، امح اسمه ، أزل جنسه ، فذاك الرجل كارثة ".

يقول فرنسيس فيفر في كتاب " الفرعون الأخير رمسيس الثالث " :

" عوضا عن السلال المليئة بالأيدي المقطوعة ، جلب رمسيس معه إلى مدينة طيبة صفوفا طويلة من المساجين لضمهم إلى العبيد ، هكذا يزداد غنى بهؤلاء النوبيين الذين سيهلكون في العمل في حقوله المنتشرة حول المدينة ".

المشهد الذي كان في مصر القديمة يستنسخ نفسه في لبنان الحالي.

في العراق القديم كان أكثر الناس عبيدا أو أرقاء أو أجراء عند الملوك وما يحيط بهم من حواشي وقلة طبقية مختارة .

حفر العبيد والفقراء العراقيون الأقدمون قنوات الماء ، وكان الماء  الصافي والنقي  من نصيب البطاشين والجلادين ولأهل المُلك والإمرة ، وأما الماء الملوث فكان من نصيب الذين حفروا وشيدوا وخلدوا  واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ.

الصورة نفسها في لبنان الراهن.

ينشد الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم هذه الأبيات :

ونشرب إن وردنا الماء صفوا / ويشرب غيرنا كدرا وطينا.

في كتب التاريخ ومشاربها واختلافاتها وفي تاريخ مشارق الأرض ومغاربها يحفظ القراء والدارسون :

أن أهل الحُكم يأخذون ما يشاؤون ، ويستولون على أرض لو أرادوها ، وعلى أموال لو مالوا إليها ، وعلى أية إمرأة لو رغبوا بها واشتهوها .

في رواية " حفلة التيس " المصنفة كواحدة من أهم الروايات العالمية ، يسرد مؤلفها ماريو بارغاس يوسا ، وقائع من حكم رافائيل ليونيدس تروخييو ، دكتاتور جمهورية الدومينكان (1930 ـ 1961) ، فيقص أحداثا أشبه بالأساطير ، فقد كان الدكتاتور تروخييو يمتحن ولاء وزرائه بزيارات مفاجئة إلى منازلهم ، وما أن يدخل الدكتاتور منزل الوزير المعني حتى يخلي الوزير منزله تاركا الدكتاتورعلى فراش الزوجية !!!.

امتحان الولاء

امتحان الولاء بالإنسحاق وقبول العار.

مصطلح السادية يعود بالأصل إلى روايات الفرنسي المركيز دي ساد (1740 ـ 1815) حيث تتسم مشاعر وانفعالات شخصياته الروائية بمتعة قهر الشريك ، فلا يحصل السادي على لذته المطلوبة بغير إيذاء الشريك وتفجيعه وإلحاق العنف المفرط به.

هذا المفهوم توسع لاحقا ليشمل جوانب الحياة الإجتماعية والفردية والإقتصادية والسياسية ، ففي العلاقات الإجتماعية يمكن أن يتعرض الأفراد لأذية أصدقاء مفترضين ، لا لسبب إلا لأن أصحاب النزعة السادية يرون تحقيق " الأنا " خاصتهم بالعدوان على غيرهم أو أذيتهم ، وفي عالم الإقتصاد ، ثمة من يذهب إلى إلحاق الخسائر المالية الكارثية بأبناء المهنة بغرض تحطيمهم ليس إلا، ومن دون تحقيق أرباح مقابلة ، فالغرض في هذه الحالة إنتاج نصر وهمي تتحقق من خلاله الذات السادية.

في عالم السياسة ، فإن حقول ممارسة السادية وتحقيق الذات ، تكمن في تحويل صنف من أهل السياسة للناس إلى ميادين تجارب وضحايا ، فجوزيف ستالين ( 1878ـ 1954) بحسب عالم النفس الشهير أريك فروم ، يمثل النسخة الأكثر وضوحا عن " السادية السياسية " ، إذ أنه كان يعمل على طمأنة خصومه قبل أيام من إعدامهم ، ولما يسقط الآمان الستاليني على هؤلاء ، كان يأمر بإعدامهم ، ثم يتتبع أفعال الإعدام وكيفية إعدامهم واللحظات الأخيرة لهم قبل الإعدام وبعده.

الشيوعي الآخر ماو تسي تونغ ( 1893 ـ 1976) رغب في تحويل الصين إلى مجتمع صناعي ، فعمل على إجبار مئات ملايين الصينيين على ترك أعمالهم الزراعية وإلزامهم بالأعمال الصناعية ، من دون أن يعرفوا حرفا من أبجدية الصناعة ولا حرفية في عمل صناعي ، فأخلى الأرياف وحشد سكانها في المدن ، فكانت النتيجة موت عشرات ملايين الصيينين جوعا وقهرا .

الشيوعي الثالث  بول بوت (1928ـ 1998)  رئيس كمبوديا ، سعى إلى نقيض ما فعله " رفيقه " ماو تسي تونغ ،  إذ طمح إلى تحويل بلاده إلى مجتمع زراعي متخيل في ايديولوجية ذهنية ، فأمر بإخلاء المدن من سكانها ، وفي طريق تحقيق ذلك ، قتل الملايين ، فكانت كمبوديا هي الدولة الوحيدة التي تراجع عدد سكانها إلى نصف ما كانت عليه قبل وصول بول بوت إلى الحكم .

لا شفقة لدى الشخصية السادية

والرحمة يقابلها روح الإستمتاع بعذابات الآخرين، وتحقير البشر وعدم الإعتراف بالخطأ وانعدام الثقة بالآخرين من صفات الشخصية السادية.

من علم النفس إلى لبنان : أي شعور ينتاب أغلب أهل السياسة حين يحدقون بوجوه الصارخين الذين يتوسلون أصحاب البنوك بمؤنة مالية تسد حاجة غذاء أو دواء أو كساء أو قسط مدرسي أو جامعي؟.

من يفسر مشاعر أغلب أهل السياسة ؟ من يشرح عواطفهم ؟ من يفند أحاسيسهم ؟ من يمكنه أن يدخل إلى أعماق عقولهم ليقرأ كيف يفكرون وكيف يخططون وكيف ينظرون إلى الناس؟

سبق القول إن الشخصية السادية لا تراجع أفكارها ولا تعترف بأخطائها وتمارس الإنكار المطلق ، فلا تصوب سلوكها ولا تصحح سيرتها ، وعلى هذه الحال تنتقل بها الأحوال من خطأ إلى خطأ ، ومع كل خطأ مستجد ينتج مأزق مستجد ، حتى تتراكم المآزق وتحل معها الكوارث والفظائع والأهوال .

ألم يحدث كل هذا في لبنان ؟

هل اعترفت غالبية  أهل السياسة بخطأ ما ؟ بنصف خطأ ؟ بربع خطأ؟

ماذا يبقى أمام الناس على ما يفكر أغلب السياسيين ويأملون ؟.

يبقى أمام الناس الخضوع ، اليأس، الخنوع ، فقدان الأمل ، ويبقى أمام الناس العودة بطيبة خاطر أو بضربة فأس إلى نظام الطبقات ، نظام الأسياد والعبيد ، نظام يخير الناس بين الأمن المفقود والرغيف المفقود ، وبين الأمن والرغيف ، يختار الناس الأمن ، بل الحد الأدنى من الأمن .

هكذا أحوالنا .....

 

الثورة والمحكمة الدولية

محمد علي مقلد/نداء الوطن/22 آب/2020

قرار المحكمة الصريح اكتفى بإدانة قائد المجموعة التي تولت الإعداد لعملية الاغتيال وتنفيذها، منذ بدأت تتعقب الرئيس رفيق الحريري في كل تحركاته، أي قبل أشهر على يوم التفجير. وهي برّأت أعضاء المجموعة لعدم كفاية الدليل، بحسب القانون الجزائي اللبناني، على ارتكابهم الجرم "عن سابق تصور وتصميم".

ما لم تقله تصريحاً قالته تلميحاً فأدانت "حزب الله". فهو الحزب الذي وصفته بعبارة "محكم التنظيم" الواردة في نص القرار، والذي تنتمي إليه تلك المجموعة مع المسؤول عنها، وهو قائد عسكري نعاه حزبه بعد سقوطه في معارك سوريا. كما أدانت النظام السوري لأن "السياق السياسي" برأيها، لا يترك مجالاً لأي شك معقول بمسؤوليته عن قرار الاغتيال. الجهة التي اتهمتها المحكمة بعملية الاغتيال تخطيطاً وتنفيذاً، هي ذاتها التي تواجه الثورة. الثورة معنية إذن بالمحكمة، على الأقل بما ورد في قراراتها تلميحاً لا تصريحاً، لأن معسكر الممانعة، قوى وأجهزة، الذي ناصب العداء في الماضي لرفيق الحريري، هو ذاته الذي يعتدي اليوم على الثورة بالعصي وبالسلاح الناري. موقف "حزب الله" من المحكمة واضح. فهي، بحسب تصريحات قادته، لا تعنيه لا هي ولا قراراتها. لكنه لا يخفي، مع حلفائه في السلطة، إمعانه في قمع الثورة أو التخريب عليها.

قوى الممانعة لها مصلحة في نقد مرحلة الحريري الأب التي بدأت قبل ثلاثين عاماً، تبريراً لعملية الاغتيال وتشكيكاً بالمحكمة، وتمويهاً على المسؤول الحقيقي عن الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي الذي يهدد الوطن ومصيره. فما هي مصلحة الثورة في العودة بأسباب الأزمة إلى"ثلاثين عاماً" غير الوقوع، من حيث لا تدري، في فخ قوى الممانعة؟ لا يعني ذلك أن تكون الثورة مطالبة بالانحياز إلى المحكمة وقراراتها أو بالدفاع عن النهج الحريري، فلكل منهما أتباع يجيدون التطبيل والتزمير، بل هي مطالبة على العكس من ذلك تماماً، بعدم الدفاع عن أحد من رموز المرحلة السابقة، والإصرار على إحالتهم جميعاً أمام القضاء، أي بعدم الوقوع في فخ الاصطفاف السياسي الذي فرضته قوى الممانعة واستظلت به لتغتال الحريري، ولتعتدي، بعد اغتياله، على كل من يسعى إلى إعادة تشكيل السلطة وبناء الدولة وعلى كل من يناضل من أجل قيام الوطن السيد الحر المستقل.

شعار "الثلاثين عاماً" هو الفخ الذي تستخدمه قوى الممانعة للتهرب من مسؤوليتها عن انتهاك الدستور وتخريب مؤسسات الدولة وعن نهب المال العام وتدمير الاقتصاد الوطني. الثلاثون عاماً هي عقد ونصف العقد تراكم خلاله ثلث الدين العام، لكن معظمه أنفق على إعمار ما هدمته الحرب، طرق المواصلات والهاتف الأرضي والخلوي والجسور والمدارس والمدينة الرياضية والمرفأ والمطار، وعقد ونصف آخر تولت خلاله القوى ذاتها المدانة باغتيال رفيق الحريري عملية الهدم المنظم، وراكمت نصف الدين العام وتحاصصته في أكثر عمليات النهب المنظم وحشية وفجوراً، وها هي اليوم تستكمل فجورها استخفافاً بالثورة وبمطالب الشعب وبالمصير الوطني، وتهرباً من محكمة دولية ومن أي محكمة أخرى قد تدينها بالتفجير الهيروشيمي وبتدمير بيروت.

 

عون لا يُجري استشارات ملزمة إلا بضمانات مسبقة

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 22 آب 2020

مذ طُرح اسم الرئيس سعد الحريري مرشحاً محتملاً لتأليف الحكومة الجديدة، كثرت من حوله لاءات افرقاء اساسيين في الداخل والخارج، فيما لا نعم صريحة بعد الا واحدة يحملها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ويؤيده فيها حزب الله. منذ غداة استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب، لا سجال سوى من حول سؤال يتيم هو: لماذا يعود الرئيس سعد الحريري الى السرايا؟

المعلن في المشاورات الدائرة هو الخلاف القائم بين الثلاثي، المعني مباشرة بالتكليف، مع انه اختصاص مزدوج: رئيس الجمهورية يدعو الى استشارات نيابية ملزمة، والغالبية النيابية صاحبة القرار الحصري في تسمية الرئيس المكلف. كلاهما مدرجان في المادة 53 من الدستور. اما واقع الحال فمختلف: رئيس الجمهورية ميشال عون، ومعه حزبه التيار الوطني الحر وحلفاؤه كأكبر كتلة في البرلمان يرفضان الحريري، والثنائي الشيعي يؤيده بحماسة، فيما الشخصية التي يدور الجدل من حولها وهي الحريري نفسه تريد ولا تريد، تتدلع وتكابر، متهافتة ومشترطة في الوقت نفسه. الفريقان الأولان يمثلان الغالبية النيابية في البرلمان صاحبة الكلمة الفصل في ترئيس الحريري كما في اقصائه، بينما الفريق الثالث يتسلح بكونه الاكثر تمثيلاً في طائفته والاقوى فاعلية كي يرضى او يرفض او يطعن في شرعية مَن يحل في رئاسة الحكومة. مع ان ثمة افرقاء آخرين ذوي حيثية سياسية وشعبية، بيد انهم في المرحلة الحالية لمناقشة التكليف يبدون على الهامش، ولا يُسألون بالضرورة رأيهم: وليد جنبلاط وسمير جعجع غير متحمسيْن للحريري مع ان البعض يعتقد ان مفتاح موقف الاول عند برّي، غير انهما يوهمان الآخرين انهما حليفاه، وسليمان فرنجيه يفضل الحريري.

على نحو كهذا، فقد مجلس النواب تماماً اختصاصه في تسمية الرئيس المكلف، وإن كانت الغالبية المرجحة في يد قوى 8 آذار. مجرد قصر التشاور على ذلك الثلاثي علق عملياً تنفيذ المادة 53، ووضع التكليف في مهب مقاربة كل من افرقاء الثلاثي شروطه:

1 - بعدما كانت وجهة نظر رئيس الجمهورية رفض ترئيس الحريري الحكومة الجديدة، مع لاء مطلقة، اضحى موقفه الآن اكثر مرونة من غير ان يكون نهائياً او قاطعاً: لاء... ولكن. بات الرئيس يتحدث عن ضمانات يطلبها سلفاً من الحريري كي يوافق ـ وحزبه والكتلة النيابية الاكبر ـ على وصوله الى السرايا. وهي المرة الاولى في عمر الاستحقاق منذ اتفاق الطائف، يُثار كلام عن ربط التكليف بالضمانات. في الحقبة السورية، اياً يكن رئيس الحكومة، بما في ذلك الرئيس رفيق الحريري بالذات، تقيم الضمانات في تركيبة الحكومة وتوازناتها والغالبية الموصوفة التي تمسك بها دمشق، المعوَّل عليها للسيطرة ليس على السلطة الاجرائية - وهو الاساس - بل ايضاً على رئيسها.

منذ ما بعد اتفاق الدوحة عام 2008، من غير ان تكون سوريا حاضرة في لبنان ولا في المشاورات ولا مديرة لها، انتقلت الصلاحية الى القوى التي ورثت الدور السوري، الثنائي الشيعي وتيار المستقبل وجنبلاط وعون وتياره، التي اضحت مشاركتها في الحكومة وحصصها وحقائبها وتسميتها هي وزراؤها والنصاب الموصوف سلة الضمانات التي ينشأ عنها ـ وعنها دون سواها ـ تأليف الحكومات المتعاقبة. وقتذاك لم يُثر مرة في الحكومات السبع التي اعقبت اتفاق الدوحة بما فيها حكومة دياب، ولم يؤتَ على ربط الضمانات بالرئيس المكلف، بل استمر استنساخ الطبعة السورية: الحكومة ليس رئيسها مصدر الضمانات، ولذا كان يسهل اسقاطها. اول مَن جرّب هذا الفحص الحريري الابن في اولى حكوماته عام 2011 عندما أُسقطت من داخلها بنصاب دستوري، اظهر ان توازنات الحكومة تلك كما التي تلتها اصلب واجدى من صلاحيات رئيسها الذي لا يتنحى الا في لحظة الاختناق.

2 - ما يتردد من معلومات عن الضمانات التي يطلبها رئيس الجمهورية من الرئيس المكلف، الحريري او سواه - والمقصود بالذات الحريري - تدور من حول بنود عديدة:

اولها، ما دام النائب جبران باسيل وتياره لن يتمثلا في الحكومة الجديدة، فالحصة المسيحية الرئيسية ستكون عند الرئيس على نحو يمكنه من ان يكون الضابط الفعلي لأداء الحكومة ومسارها. مغزى ذلك ان تؤول الحصة تلك او معظمها اليه وحده من جهة، ووضع وزرائه في الحقائب التي يتمسك بها على الدوام كالخارجية والدفاع والطاقة والعدل من جهة اخرى. يُنظر الى تريث عون في توجيه الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة، من غير مهلة مقيِّدة لها وهو الأب الاول لهذا العرف، على انه في صلب ممارسته صلاحياته الدستورية بالوصول الى حكومة تراعي التوازن السياسي والتمثيلي، وليس المناصفة الطائفية فحسب.

ثاني البنود تلك، وقد يكون اعقدها واصعبها، هو حصوله من الشخصية المرشحة للتكليف - واكثر المعنيين هو الحريري - على ضمانات بإجراء التدقيق الجنائي في مصرف لبنان الذي قررته الحكومة المستقيلة ولم توقع عقده، وكذلك شمول هذا التحقيق المزاريب الرهيبة لإهدار المال العام وسرقته ونهبه: مجلس الانماء والاعمار، الهيئة العليا للاغاثة، مجلس الجنوب، صندوق المهجرين. مقدار ما يسهل انتزاع ضمان كهذا من اي مرشح للتكليف ما خلا الحريري، مقدار ما يربك الحريري، المتمسك على الدوام بإبعاد الشبهات عن مصرف لبنان والهيئة العليا للاغاثة ومجلس الانماء والاعمار. الاول انجده في الهندسات المالية، والاخران يقعان تحت يديه. مع ان ضماناً كهذا يُعدّ انتزاعه منه تعجيزياً، بيد انه يعني عند الحريري اشبه بمَن يقتطع بسكين مسنون جزءاً من قلبه او كبده او بطنه.

3- يعزو رئيس مجلس النواب تمسّكه بالحريري مرشحاً وحيداً لرئاسة الحكومة الى نظرته الى الموقع، وهو انه سياسي بامتياز، لا يسع ان يحل فيه الا الاكثر تمثيلاً في طائفته، وهي حال الرئيس السابق للحكومة. لم يعد احد يسمع برّي يصرّ على حكومة الوحدة الوطنية كخيار اوحد - وهي كذلك في قرارة نفسه - بل يتوسّع في تقدير موقفه للحكومة الجديدة. ما دام الحريري رئيسها لم يعد مهماً مَن فيها سياسيين او اختصاصيين او مختلطة من الاثنين. لا يمانع في ان تكون من اختصاصيين حتى. ما يسمعه منه المتصلون به، انه يناقش تأليف الحكومة ببراغماتية ناجمة عن ان المنطقة تمر في مرحلة قطع رؤوس، يقضي ان ينجو لبنان بنفسه منها. يقول انها صعبة، ووجود الحريري على رأس الحكومة يقلل الاخطار والاضرار.

لحزب الله موقف مطابق لوجهة نظر برّي، آخذاً في الاعتبار عاملاً اضافياً، هو اصراره على رئيس للحكومة يمنع ايقاظ الفتنة السنّية - الشيعية، بعدما استبقت اخيراً صدور قرار المحكمة الدولية اشارات لمحت الى افتعالها. المهم في ما قاله الحريري - من غير الذي توجّه به الى جمهوره لاستيعاب نقمته وصدمته من القرار - هو تشبثه برفض الفتنة. الموقف المقابل للحزب، انه لا يريد ان يجد نفسه يوماً يواجه فتنة كهذه، ولا ان يكون مضطراً الى اطفائها بالقوة.

 

إطلاق نار في سعدنايل والفيديوات والصور تضع "حزب الله" في موقع الاتهام

أسامة القادري/نداء الوطن/22 آب/2020

تحدث أهالي بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط، عن قيام مجموعات حزبية بإطلاق النار في ثلاثة أحياء، ورمي قنبلة في حيّ آخر، في وقت واحد، بأسلوب استعراضي استفزازي. وقد امكن التعرف على اثنين من افراد هذه المجموعة من فيديو وصور وثّقتها كاميرات المراقبة وهما (أ. زعيتر) و(ط. ح. الحاج) ولم يتم القبض عليهما حتى اللحظة، ما رفع من نسبة الامتعاض لدى الاهالي. وقد أظهرت الصوَر، أن "جيباً" نوع بيك أب رباعي الدفع، داكن اللون، ويرفع علماً حزبياً جاب شوارع البلدة. وبعد هذا الإستعراض بنحو ثلاث ساعات قامت أربع سيارات باطلاق النار بشكل مباشر ومُركّز، على مسجد علي بن أبي طالب عند الطريق الرئيسية، وتمّ استهدافه بنحو 35 طلقة، أصابت البوابة الرئيسية والنوافذ والزجاج من أسلحة مختلفة. وبالتوازي، عمدت مجموعتان في الوقت نفسه، الى إطلاق النار في حي البحيص وإلقاء قنبلة تسبّبت بتضرّر أحد محوّلات الكهرباء، وكذلك في حي الصناعة داخل أحياء البلدة، حيث حصل اطلاق نار مركّز أمام أحد المقاهي، ما استنفزّ شباب البلدة واستنفرهم، ودفعهم الى إقفال الطريق الرئيسية منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس، حتى الثانية والنصف بعد الظهر، وأُعيد فتحه بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي امام المسجد وفاعليات البلدة.

وذكر الشاهد العيان عمر مرسل، أنه كان في المقهى يلعب الورق مع مجموعة من الشباب عندما بدأ إطلاق النار، وقال: "شفت سيارتين، واحدة من نوع "ميكرا" فضية، والثانية جيب "لاريدو" أسود، خفّف من فيها السرعة وأطلقوا النار، وفروا بعدها بسرعة، وبعدها بثلاث دقائق، سمعنا إطلاق نار قالوا في البحيص وعند الجامع". واستعرض الشوباصي، تفاصيل استهداف مسجدي سعدنايل، وقال لـ"نداء الوطن: "للأسف، هناك فيديوات توثّق الحادثة وما قبلها، تمّ أخذها من كاميرات مراقبة توثّق أن الإستهداف سبقه مرور سيارة ترفع علم "حزب الله"، وهذا عمل مستنكر لأنّ بعض الذين اطلقوا النار معروفون بالإسم والصورة، وليس صدفة أن يتمّ استهداف البلدة بثلاث عمليات تخريبية في وقت واحد"، وقال: "تلقّيت اتصالات من قيادات حزبية أعربت عن شجبها واستنكارها لتضع الأعمال في خانة الاعمال الفردية وقلت لهم: الاستنكار والشجب يكونان في بيانات للاعلام وفي مساعدة القوى الامنية على ضبط الفاعلين".

رافق هذا الاشكال حالة استنكار وشجب من كل فاعليات المنطقة، وتفقد منسق تيار "المستقبل" في البقاع الاوسط سعيد ياسين المسجد على رأس وفد من التيار، وابدى استنكاره وطالب الاجهزة الامنية بالاسراع في القبض على الفاعلين، وتمنى على القيادات الحزبية المساعدة على توقيفهم. بدوره، أكّد مدير الأوقاف الإسلامية محمد عبد الرحمن خلال جولة تفقّدية على المسجد،"أنّ هذا الفعل مُستنكر ولا يرقى لمستوى المواطنة"، وقال "قطع طريق سعدنايل امام الجامع ما هو الا تعبير عن استياء اهالي بلدة سعدنايل من تعرّض المسجد للإعتداء". وقال الشوباصي في مؤتمره "إن الهدف الاساسي الذي يريده أهالي سعدنايل هو الدولة ومؤسساتها، وحضورنا هنا هو كي نضع الأجهزة الأمنية والعسكرية أمام مسؤولياتها لما تعرّضت له البلدة من عصابات سبقتها سيارة تحمل علماً أطلقت النار على المسجد، والصور موثّقة بالفيديو، وندعو الدولة بأجهزتها الأمنية والعسكرية الى أن تتحمّل مسؤولياتها حيال هذه التصرفات". وقال: "منذ فترة حصلت حادثة بسيطة، حضرت الأجهزة الامنية وفتّشت حتى في جوارير الثياب الداخلية، بالرغم من أنّ الموضوع تمّ حلّه بكلّ بساطة، أمّا خلال هذه الحادثة فما زلنا ننتظر عمل هذه الأجهزة للكشف عن الفاعلين، ولن نسمح بعد اليوم بالمسّ بكرامة سعدنايل"، وختم: "نحن كعقلاء نريد تجنيب المنطقة ممّا لا تُحمد عقباه، وكل من له اذن فليسمع، وكل من له عقل ليفكّر، الوضع لم يعد يُحتمل". وكرّر مطالبته الدولة بأن تأخذ دورها "ونحن معها، فلا يجوز اللعب بأمن المنطقة، وهناك من يسعى لإشعال الفتنة في سعدنايل". من جهته، أكّد المختار وليد الشحيمي دور سعدنايل وتاريخها المقاوم والوطني، وقال: "لدينا شهداء في جنوب لبنان وشهداء في الأراضي المحتلة ما زالت جثثهم هناك، فأي استهداف لسعدنايل هو استهداف للسلم الأهلي"، وقال: "لا يكون الإستنكار باتصالات هاتفية فقط، نطالب بالإستنكار عبر وسائل الاعلام لوأد الفتنة".

 

صندوق النقد يرفض طلب لبنان "السرّي"

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/22 آب/2020

يحق للبنان بصفته عضواً في صندوق النقد الدولي، يسدد اشتراكاته بانتظام أن يحصل بأضعف الايمان على حصته المقدرة بحوالى 800 مليون دولار. هذا الرقم الذي "تكبّرت" عليه حكومة حسان دياب المستقيلة وأوهمتنا بعدم طلبه من "الصندوق" لأن حجم الاصلاحات التي ستنفذ ستأتينا بما لا يقل عن 15 مليار دولار، فضحه اللقاء الشهري بين مصرف لبنان ولجنة الرقابة وجمعية المصارف. "الحاكم" زفّ الى المجتمعين خبر رفض المشاركين في الاجتماع التشاوري، الذي عقد في واشنطن مؤخراً تمكين لبنان من الاستعمال الفوري لما يعادل الكوتا لدى "الصندوق". وهو ما يعني أمرين أساسيين: الاول، ان لبنان طلب هذه الحصة. والثاني عدم تمكنه من الحصول على أبسط حقوقه بسبب انعدام ثقة المجتمع الدولي بقدرة البلد على توفير استدامة المديونية، وعجزه عن القيام بأبسط الاصلاحات المطلوبة. في الوقت الذي يُبعد فيه الفساد، والإصرار على المحاصصة والسيطرة على مقدرات الدولة، الاقتصاد اللبناني عن مصدر "الاوكسيجين" الوحيد المتمثل بصندوق النقد الدولي، لقد نجحت مصر في أقل من أسبوعين في نيل القروض لمواجهة كورونا في حزيران الفائت. حيث وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، على طلب مصر الحصول على 5.2 مليارات دولار بموجب "الاستعداد الائتماني"، وذلك لتلبية احتياجات ميزان المدفوعات العاجلة التي تسبب فيها تفشي فيروس "كورونا". المسار المصري للتعافي والنهوض مستمر مع الصندوق منذ فترة، وقد التزمت مصر تطبيق الاصلاحات ونجحت في استعادة النمو وإعادة بناء قدرات الاقتصاد، على عكس ما حدث مع إيران على سبيل المثال، التي رُفض طلبها هي الاخرى بالحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، بسبب الفساد المستشري وانهيار عملتها "التومان" وعجزها عن تحقيق الاصلاحات... وعلى ما يبدو فإنّ لبنان بات أشبه بإيران في عيون "الصندوق".

 

حرب المصالح على أرض لبنان... أشرس من هدير البوارج

ألان سركيس/نداء الوطن/22 آب/2020

شكّل حضور البارجة الفرنسية "تونير" إلى مرفأ بيروت مفاجأة أكدت حجم الإهتمام الفرنسي والأوروبي والدولي بلبنان، وفتحت الباب على تساؤلات كبرى عن موقف الدول الفعالة عالمياً. ينتظر الجميع عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان وما يحمله معه من مبادرات جديدة، لكن المعلومات المتقاطعة تدل على أن ماكرون الذي كثّف إتصالاته الدولية لم يصل بعد إلى نتيجة مقنعة تحمل حلاً جذرياً للأزمة اللبنانية. ويصطدم ماكرون بعدم تعاون إيراني أو بالأحرى عدم تجاوب كاف، إضافةً إلى دخول عوامل عدة على الساحة اللبنانية وأبرزها العامل التركي والذي يثير ريبة فرنسا والأوروبيين.

وفي السياق، تؤكّد مصادر ديبلوماسيّة مطلعة أن الحضور الفرنسي المتقدّم في لبنان والذي بات في جزء منه عسكرياً يحظى بدعم من الدول الكبرى والمعنية بالشأن اللبناني، ولو لم يكن هذا الأمر موجوداً لما إستطاعت باريس التحرّك بحرية كما تفعل حالياً. وتشدّد المصادر على أن وجود البارجة "تونير" في مرفأ بيروت يحمل رسائل دولية كبيرة، وهو ما كان ليحصل لو لم تكن هناك موافقة أميركية ورضى روسي على إعتبار أن واشنطن وموسكو هما أكبر دولتين ذات حضور عسكري في منطقة الشرق الأوسط. وتوضح المصادر أن ماكرون أجرى سلسلة إتصالات دولية باشرها قبل إنفجار المرفأ وزادت وتيرتها بشكل متسارع بعد التفجير ووصل إلى خلاصة أساسية مفادها أنه لا يمكننا أن نترك لبنان يغرق.

وتأتي هذه الخطوة الفرنسية بحضور "تونير" في ظل توتر وضبابية إقليمية ودولية، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفرّغ للإنتخابات الرئاسية الأميركية ويعطي اهتماماً بالغاً للتطبيع بين الإمارات والخليج وإسرائيل. أما الروسي فيحاول أن يحافظ على نقاط قوة وحضور في الشرق الأوسط، وقد إرتفعت وتيرة الصراع بين باريس وأنقرة بعد التدخل التركي في ليبيا، من هنا فبعد محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل في طرابلس الغرب والوصول إلى أبواب أوروبا، فإن من مصلحة بوتين لجم هذا التدخل في بيروت أيضاً لأن لبنان على حدود سوريا حيث الروس موجودون، لذلك كان الدخول الفرنسي الحاسم. أما السؤال الذي يُطرح فهو "لماذا رضي الجميع بالدور الفرنسي المتزايد ولماذا لم يحصل أي إعتراض حتى إيراني؟".

وفي السياق، تشرح المصادر الديبلوماسية هذا الأمر حيث يندرج تحت أطر عدّة أبرزها تسليم الجميع بالحضور الفرنسي في لبنان، والذي يمتدّ إلى مراحل تاريخية، وظهر جلياً خلال زيارة الرئيس ماكرون إلى أحياء الجمّيزة ومار مخايل، خصوصاً وأن أي مسؤول محلي أو أجنبي لم يلقَ مثل هكذا عطف في وقت الشدّة. أما السبب الثاني، فإن باريس قادرة على الحديث مع كل الأطراف اللبنانية بمن فيها "حزب الله"، وهذا الأمر لا تستطيع أن تفعله أي دولة أخرى. فعلى سبيل المثال إن التدخّل الروسي سيثير استفزاز واشنطن، ولو حضرت بارجة روسية إلى لبنان فسيقال إن هذا الأمر يشكل تمدّداً عسكرياً لبوتين بعد التمدّد في سوريا. وبالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، فهي لا تريد الدخول حالياً في الصراع اللبناني بسبب وجود "حزب الله"، وبالتالي الحضور الفرنسي لا يزعجها بل ترى فيه فرصة لتحطيم أحلام أردوغان التوسعية في لبنان. أما إيران التي تُعتبر في مرحلة تراجع، فهي ترى أن الحضور الفرنسي ولو العسكري لا يؤثّر عليها بعكس الحضور الأميركي، كما أن طهران و"حزب الله" يعولان على الدور الفرنسي لفك الحصار عنهما، لذلك لم نشهد أي إعتراض على حضور "تونير" لأنهما يحتاجان إلى ما يقوم به ماكرون، مع معرفتهما بأن وجود "تونير" رمزي وهو رسالة إلى أنقرة وليس إلى طهران. والأهم من هذا كله أن ماكرون قال للأوروبيين أن دعمهم لخطوته في بيروت هو خطّ دفاع عن مصالحهم في الشرق الأوسط، لذلك فإن كل ما يقوم به يحظى بمباركة برلين والإتحاد الأوروبي ولا يتعارض مع النظرة البريطانية إلى كيفية التعاطي مع الأزمة اللبنانية التي تعتبر من أهم الأزمات في الشرق الأوسط. وفي سياق متصل، لا يمكن تضخيم خطوة إرسال البارجة الفرنسية كما لا يمكن تبسيطها، والرسالة الأهم أن لبنان بات تحت العين الأوروبية والدولية ولا يمكن لأحد الإستفراد به، مع العلم أن المواجهة الدولية على أرض لبنان قد تطول إن لم يحسمها ماكرون سريعاً، فالحرب هي حرب مصالح بين الدول وليست عسكرية في هذه المرحلة.

 

تسليم سليم سليماً

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/22 آب/2020

بعد 15 سنة من التحقيقات والشهادات، صدر الحكم في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من المحكمة الدولية، الذي جرّم بحيثياته المتّهم سليم عيّاش، وبرّأ الثلاثة الآخرين لعدم كفاية الأدلّة. وفي قراءة أوّلية لنتائج الحكم ولتبعاته، تظهر حرفية المحكمة بحيث تُدْحَضُ الإتّهامات بتسييسها. فهل سيتجاوب "حزب الله" مع هذا الواقع الجديد الذي فرضته المحكمة الدولية؟ أم سنشهد مواجهة تقديس للمجرم جديدة على خلفية عقائدية؟ سارع جمهور 8 آذار إلى الضخّ الاعلامي لإثارة جوّ إحباطي عند جمهور 14 آذار، لأنّ الحكم لم يأتِ على قدر توقّعاتهم. لكن إن قرأنا الحيثيات التي بُنِيَ على أساسها الحكم، قراءة قانونية وليس قراءة شعبوية، يبدو جلياً الإتّهام لـ"حزب الله "ومن ورائه النظام السوري. لا بدّ هنا من الإعتراف ببراعة جمهور الثامن من آذار في استخدام وسائل إعلامه كلّها لإظهار هذا الحكم مُخيّباً للآمال، مع قدرتهم على اللعب على عواطف جمهور 14 آذار الذي كان يتوقّع الكثير من هذه المحكمة؛ من دون الأخذ في الإعتبار النظام الداخلي لنشوئها، عندما أصرّت روسيا على حجب قدرة إدانة الدول والكيانات عنها، حتّى تعطي موافقتها على إنشائها في مجلس الأمن. وهذا ما حصل تماماً. كان حريّاً بهذا الجمهور الشعبوي قراءة الأمور القانونية والحيثيات قبل الإقدام على ردود الفعل المُستفِزَّة التي سرعان ما تجلّت في مسقط رأس القاتل عيّاش. فعلى "حزب الله" الآن إظهار حسن نيّته الوطنية وتثبيتها، من خلال تسليم سليم سليماً الذي وحده يبدو عملاً سليماً. لكنّ ذلك دونه مخاطر كيانية على الحزب، لأنّه بات أمام حقيقتين دامغتين أحلاهما مرّ:

- الحقيقة الأولى: الإعتراف بحقيقة الحكم وبمهنية المحكمة ومسارها الإحترافي غير المسيّس، ما يُحتّم عليه تسليم سليم سليماً للمحكمة والقضاء الدولي. وفي هذه الحالة ستتمّ متابعة التحقيق معه لاستبيان الحقيقة كاملة، فيُعرف حينها المموّل والمُخطّط والمُدبّر والمُستفيد من هذه العملية.

- الحقيقة الثانية تكمن في تطويب القاتل قديساً بحسب العرف الذي عوّدنا عليه "حزب الله"، ما يعني الدخول في مواجهة دوليّة سوف لن تُحْمَدَ عُقباها. وللحقيقتين تداعيات سياسية. ففي الحالة الأولى قد يثبت اتّهام الحزب أو سوريا أو أيّ جهة ثالثة. وإذا كان الحزب الذي يطرح دوماً فرضية اتّهام إسرائيل فليسلّم سليم سليماً لتثبت التّهمة على إسرائيل إذا صحّ ذلك. أمّا إذا لم يسلّم سليم سليماً فهذا يعني حقيقة واحدة وواضحة للعيان، وهي اعترافه بارتكاب هذه الجريمة. وفي الحالتين ستكون التداعيات السياسية خطيرة على التركيبة اللبنانية المُتضعضعة على خلفيّة هذا الحكم. لذلك كلّه نحن أمام واقع جديد فرض نفسه على التركيبة اللبنانيّة بعد 18 آب، فإذا تجاوب الحزب مع المطالب الدولية يعني أنّه حصل على استثمار سياسي طويل الأمد في التركيبة اللبنانيّة الدستورية، وحتماً سيكون هذا الإستثمار على حساب بقيّة اللبنانيين. فهل ستقبل الأساطيل الراسية في مرفأ بيروت بتسليم الحزب مقاليد الدستور في لبنان جائزة ترضية لتسليمه سليم سليماً؟ وكيف سيتفاعل بقية اللبنانيين مع جائزة الحزب؟ وإن رفض الحزب الإعتراف وتسليم سليم سليماً، فهذا يعني أنّ لبنان سيدخل في مواجهة دولية على وقع هدير مولّدات البوارج الحربية الراسية في مرفأ بيروت. ولا يبدو أنّ الحزب مُزمع على تغيير استراتيجياته السياسية؛ ففي ذلك تنازل عقائدي ليس من صلب تكوينه الأيديولوجي. ومَن يعتقد بأنّ تسليم سليم سليماً وارد إنّه حتماً مخطئ. فهل يتحمّل الحزب المواجهة الأممية؟ أم سيُقدّم سليم شهيداً على المذبح السوري كسلفه بدر الدين ليُقفل نهائياً هذا الملفّ؟

 

المتّهمون بالتفجير فرضوا خطابهم وامتصّوا غضب الشارع

مريم سيف الدين/نداء الوطن/22 آب/2020

لم تنتظر السلطة المثبت استهتارها بأرواح الناس والمتهمة بالتسبب بتفجير بيروت أن تجفّ دماء الضحايا عن الطرقات حتى سارعت لمحاولة تجاوز الإنفجار، ومضت لترمي الحدث خلفها وتبثّ أجندتها السياسية بين الناس لتنسيهم فعلتها. هي دعاية خبيثة لقيت صدى لدى بعض الجمهور فانساق لخلافات افتعلت لتنسي الناس المجزرة. واللافت قدرة السلطة، حتى اللحظة، على امتصاص الغضب الذي كان يفترض أن يفجّره التفجير، خصوصاً وأنه لم يكن حادثاً عرضياً. فاستخدم المتهمون بالتسبب بالكارثة تكتيكات عدة لإحباط مطلب المحاسبة. وبعد 18 يوماً على المجزرة وإطباق المنازل على رؤوس سكانها، لم تعلن السلطة عن نتائج التحقيق الذي وعدت الشعب بها خلال خمسة أيام. فالبعض أمل أن يختلف تعاطي المسؤولين بعد هول الفاجعة، وانتظر نتائج تحقيق يدرك مسبقاً أنه ساقط إذ يديره المتهمون أنفسهم.

في حديث إلى "نداء الوطن" تشير الباحثة والأستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، الدكتورة وفاء أبو شقرا، إلى أن حدث 4 آب وكونه حدثاً جللاً، أخذ حيّزاً إعلامياً كبيراً في الأيام الأولى. "في الأيام الأولى لم يتّهم الإعلام أحداً، تحدث عن الفساد من دون تحميل أحد المسؤولية المباشرة، وصمت من في السلطة، فاعتمدت التغطية الإعلامية على استقبال محللين وخبراء. لكن بعد يومين أو ثلاثة انفجرت المنظومة الإعلامية كالأمونيوم وهنا الكارثة. بدأت الوسائل الإعلامية توضّب الساحة لتوجيه المعارك السياسية، فالتفّت السّلطة عبر الإعلام لتدخل الخطاب الذي تريد أن تروّجه".

وفي السابع من آب، أي في اليوم الثالث بعد الإنفجار، ألقى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله خطاباً لتبرئة حزبه من الاتهامات بتخزين السلاح في المرفأ، وبأنه الجهة التي تشحن نيترات الأمونيوم إلى لبنان. فنفى نصرالله أي علاقة للحزب بوجود مواد متفجرة أو أسلحة في المرفأ، ونفى علمه بوجود نيترات الأمونيوم. خطاب لم يصدّقه الكثير من جمهوره حتى، لكنه هدف لنفي الفرضيات التي تمّ تداولها بقوة بين الناس. في هذا الوقت تجنّب جبران باسيل الظهور الإعلامي، خصوصاً وأنه اتهم وتياره الذي يرأسه بالمشاركة بالتسبب بالتفجير، بناءً على معرفة رئيس الجمهورية ومستشاريه وموظفين منتمين للتيار بوجود هذه المواد في المرفأ. واتهم باسيل باستخدام ابنه في دعايته السياسية لاستعطاف الجمهور والإشاحة بنظر الناس عن هول الكارثة وفرض نقاش جديد حول مظلومية ابنه يلهي الناس عن الجريمة الحقيقية. إذ نشر ابن باسيل، بعد 6 أيام من التفجير "فيديو" عبر "انستغرام" يشكو فيه تعرّضه للتنمّر، في وقت سقط فيه الآلاف من أطفال بيروت بين شهداء وجرحى، فيما تيتّم آخرون، أما الباقون فلا يزالون تحت هول الصدمة.

ترى أبو شقرا أن باسيل استخدم فيديو ابنه ليموّه عن القاتل ويأخذ القضية باتجاه مختلف، "تقصّد باسيل نشر الفيديو لاستخدامه في الحرب النفسية، وهي محاولة لوضع نفسه مكان الضحية لاستجداء العطف. إذ لم يجرؤ على الظهور إلا في ما بعد عندما بردت الأمور وبدأت تذهب باتجاه دهاليز السلطة، فهو يضع نفسه في جلدة الضحية وهي آليات استخدمها اليهود عبر التاريخ". أساليب أخرى لجأ إليها بعض الجهات السياسية عبر إعلامها لتقويض المطالبة بالحقيقة وبتحقيق شفاف. فحاولت وسائل إعلامية الحديث عن تعمد تهميش منطقة الخندق الغميق، وعن الإهتمام الإعلامي بضحايا دون آخرين، لتعزيز العصبيات وبثّ التفرقة بين المواطنين الذين يقتلهم فساد السلطة. كما مضت هذه الوسائل في الحديث عن التسويات السياسية وتصويرها انتصاراً سياسياً مبتهجة بفك الحصار عن لبنان، متناسية أن قضية المواطن هي الجريمة والمجرمون. بينما حاولت وسائل أخرى تصوير المجزرة على أنها استهداف لطائفة دون أخرى. ترى أبو شقرا أن لهذا النوع من الخطاب "خبزاً" في لبنان، "فالخطاب الطائفي سلاح السلطة الوحيد، وقد عملت السلطة بعد 4 آب لتثير هذه الجماعات. لكن بالنسبة لي وصل هذا الخطاب الى الذروة والناس متنبهون لاستخدامه. وانفجار 4 آب خلط الأوراق وفاجأ السلطة التي استغربت هي نفسها حجم فسادها، وقد سقط فيه ضحايا من كل الفئات الإجتماعية والطوائف". وفي حين يطرح الإنفجار العديد من التساؤلات عن أسبابه، وإن وقع بفعل عمل ارهابي متعمد، إن من إسرائيل أو غيرها، يبدو أنّ هناك حقائق يجري طمسها وممنوع على الضحايا معرفتها، وتؤكد أبو شقرا "أننا لن نعرفها لأننا محكومون من قطاع طرق".

 

الكنيسة قررت المواجهة دفاعاً عن الإنجاز الوحيد منذ 1990

"ليبانون ديبايت"/فادي عيد/السبت 22 آب 2020

حذّرت أوساط كنسية رفيعة، من أي محاولة للتلاعب بقانون الإنتخاب الذي هو قانون ميثاقي بامتياز، مؤكدة أن الكنيسة لن تتهاون في هذه المرحلة بالذات، لا سيما الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها لبنان، إضافة إلى انسداد الأفق السياسي والغليان الشعبي وغياب الثقة الخارجية في ظل الدولة المأزومة في أكثر من مكان. وأكدت أن الكنيسة لن تسمح بالمسّ بالإنجاز الوحيد الذي تحقّق منذ العام 1990 وحتى اليوم إلى جانب الإنسحاب السوري وهو الإنتخابات النيابية الأخيرة التي أفضت إلى تمثيل حقيقي لكل المجموعات في لبنان. ورأت أن أي تطوير للدولة، يجب أن يحصل في ظروف تكون الدولة فيها سيدة على كامل أراضيها، لأن الدستور نص بشكل واضح وصريح على تنفيذ البنود السيادية، وبعدها تنفيذ البنود الإصلاحية، أي الذهاب إلى مجلس شيوخ وتحرير القيد الطائفي من مجلس النواب، لأنه لا يمكن لأي دولة أن تطوّر وأن تحدّث نظامها ودستورها في ظل وضعية إحتلالية في داخلها، وبالتالي، لا يجب المسّ بالدستور قبل أن تتمكن الدولة من بسط سلطتها ونفوذها، أي عملياً قبل أن يسلّم "حزب الله" سلاحه إلى الدولة اللبنانية. وهنا، ذكّرت الأوساط الكنسية بما قاله البطريرك بشارة الراعي، وهو يتلو مذكّرة الحياد حينما قال أن اتفاق الطائف نصّ بشكل واضح وصريح على نزع سلاح الميليشيات، ولكن تساءل عن أسباب الإبقاء على ميليشيا "حزب الله"، مع العلم أنه يعرف مسبقاً الجواب على هذا السؤال، ولكنه أراد توجيه رسالة بأن الإنقلاب على الدستور قد حصل منذ اللحظة الأولى لبدء تنفيذ اتفاق الطائف من خلال إبقاء ميليشيا مسلّحة في لبنان، الأمر الذي أدّى إلى ما أدّى إليه.

وقالت الأوساط الكنسية ذاتها، أن أي محاولة اليوم للكلام عن دائرة انتخابية واحدة أو ما شابه، هو برأيها رد على كلام البطريرك الراعي حول الحياد وعن أسس الجمهورية اللبنانية، والتي شكّلت علامة فارقة واستثنائية، وشهد لبنان فيها ازدهاراً استثنائياً في تلك المرحلة.

وكشفت أن هناك من يريد الذهاب في اتجاه تحدّي البطريركية المارونية، من خلال القول، "أنكم تطرحون الحياد، وبالمقابل نطرح تغيير وجه لبنان"، و"تطرحون العودة إلى الأسس والثوابت التي قامت عليها الجمهورية اللبنانية الأولى، نطرح بالمقابل تغيير معالم البلد من خلال الذهاب إلى ديمقراطية عددية بما يطيح بالديمقراطية التوافقية"، ويؤدي إلى أن يمسك طرف واحد بزمام ومفاصل السلطة في لبنان ديمقراطياً، وعبر صندوق الإقتراع، الأمر الذي يضرب وجه لبنان ويضرب دور لبنان وميزة لبنان، وبالتالي، يؤدي إلى الإطاحة بكل الميّزات التفاضلية لهذا البلد وذلك مع فريق سياسي قد أثبتت التجربة بالممارسة أنه غير قادر على قيادة الدولة، بل على العكس عندما قاد هذا الفريق الدولة، أوصلها إلى هذا الإنهيار والفشل لأن أولوياته في مكان آخر وزمن آخر. وتشدّد الأوساط نفسها، على ضرورة عدم المسّ بقانون الإنتخاب الحالي إطلاقاً، وتدعو إلى التجاوب مع مطالب الناس بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتؤكد على ضرورة أن يكون الحياد هو المطلب الأساس، إذ من دونه ستبقى الدولة في لبنان في حالة نزاع كبرى. وقالت الأوساط، أن الكنيسة لن تسكت وستواجه حتى الرمق الأخير دفاعاً عن لبنان الرسالة، ودفاعاً عن لبنان الوطن، ولا يعتقدن أحد أنه في حال ذهب بهذا الإتجاه، فإن الأمور ستبقى عند مستوى رفع الصوت والمعارضة فقط، إذ كشفت الأوساط، أنه في حال أراد طرف سياسي الذهاب إلى مشروع جديد يغيّر وجه لبنان، فإن الكنيسة ستجد نفسها مضطرة للدفاع عن المشروع اللبناني الأساسي الذي ساهمت تاريخياً فيه، وذلك عبر اتخاذ الموقف المناسب دفاعاً عن هذا المشروع.

 

خيبة دولية من إهدار الوقت وانتظار الحكومة الجديدة "أنتم حطّمتموه فخذوه"

وليد شقير/نداء الوطن/22 آب/2020

قبل أكثر من أسبوع، حاولت جهات مالية دولية إقناع الحكومة المستقيلة وكبار المسؤولين بتعبئة الفراغ في فترة تصريف الأعمال، من أجل اتّخاذ بعض الإجراءات الإصلاحية التي تساعد على تعديل نظرة المجتمع الدولي الذي يربط المساعدة المالية له بخطوات إصلاحية عاجلة، لكنّ جواب المسؤولين ولا سيّما الحكومة برئاسة حسّان دياب، جاء سلبياً. توخّى أصحاب النصيحة أن يستفيد لبنان من حملة التضامن الدولي معه جرّاء كارثة 4 آب، لعلّ المساعدات الدولية لا تقتصر على الجانب الإنساني، وتتعدّاها إلى ما هو مطلوب لإنقاذ الإقتصاد أيضاً والمشروط بالإصلاحات، لكنّ محاوريهم خذلوهم.

ومع أنّ الحجّة هي أنّ الحكومة في حالة تصريف أعمال "بالمعنى الضيّق" كما ينصّ الدستور، فإنّ الجهات التي بذلت المحاولة تُدرك ذلك، لكنّها تعرف أيضاً أنّ المأزق الإقتصادي اللبناني الداهم، الذي ضيّعت الحكومة المستقيلة زهاء 8 أشهر في التصدّي له بدءاً بالإصلاحات، يُشكّل حافزاً كي يبتدع كبار المسؤولين تفاهماً على تمرير بعض القرارات التي ألحّ عليها صندوق النقد الدولي في المشاورات المتعثّرة التي أجريت معه، تُسرّع استعادة بعض الثقة الدولية المفقودة بالمسؤولين اللبنانيين، من أجل مدّه بجرعة صمود مالية، ريثما يستكمل خطّة التعافي الإقتصادي.

تزامنت هذه المحاولة في شكل منفصل مع النتائج التي خلص إليها أبرز الموفدين الدوليين إلى بيروت بعد الكارثة، بدءاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 6 آب، مروراً بوزير الخارجية الألماني هايكو ماس، انتهاء بوكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، فضلاً عن الموفدين العرب. فماكرون وهيل عبّرا علناً عن الخيبة من الإخلال بوعود الإصلاحات العاجلة، والأخير قال في تصريحه مساء الأربعاء إنّ "بعض" المسؤولين يستوعبون خطورة الوضع الإقتصادي والحاجة إلى الإصلاحات سريعاً، فيما هناك آخرون ما زالوا في حالة "إنكار".

مجموعة الدعم وتغريدة كوبيش

انعكست خيبة الأمل خلال اجتماع عُقد الإثنين الماضي لسفراء الدول الأعضاء في "مجموعة الدعم الدولية للبنان" في بيروت لتقييم الوضع، غرّد بعده المنسّق الخاص للأمم المتحدّة في لبنان يان كوبيش، مُعبّراً عن "قلق شديد" لدى هؤلاء السفراء الذين بحثوا "التحذيرات الصارمة التي وجّهها زوّار رفيعو المستوى للسلطات والقادة السياسيين، الذين جاءت أغلب ردود أفعالهم مخيّبة للآمال". كرّر كوبيش بالنيابة عن هذه الدول التأكيد أنه "في غياب الإصلاحات العاجلة، وما تتطلّبه من دعم سياسي واسع، لا يمكن للبنان الإعتماد على أي حزمة إنقاذ دولية". وحضر الإجتماع، إضافة إلى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية، سفيرا ألمانيا وإيطاليا، ممثّلو الإتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة والبنك الدولي.

ما وصفه كوبيش بـ"ردود أفعال السلطات والقادة السياسيين المخيّبة للآمال" جاء على لسان معظم الحاضرين، وخصوصاً سفراء الدول التي كان لها موفدون كبار، فعرضوا "الخيبة" التي خرج بها هؤلاء الموفدون. وممّا قيل في هذا المجال أنّه حين أكّد ماكرون أنّ جميع القادة مسؤولون عمّا آل إليه الوضع، حاول بعض الأحزاب أو الجهات التبرّؤ من المسؤولية بالرغم من دورها في الحكم خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، قال لهم الرئيس الفرنسي بما معناه "كلّن يعني كلّن". والسفير هيل أيضاً كان واضحاً في هذا الصدد. والإنطباع الذي انتهى إليه الموفدون، حسب سفرائهم (السفيران الروسي والصيني لم يكن لدولتيهما موفد) أنّ السلطة الحاكمة والطبقة السياسية ما زالتا تتصرّفان كما فعلتا قبل انفجار 4 آب، وقبل انفجار الشارع في 17 تشرين الأول، وأنّ قاعدة Business as usual هي السائدة. وهذا سبب "الخيبة" و"القلق" اللذين وردا في تغريدة كوبيش، على ما يبدو. فالحكومة المستقيلة وعدت بالإصلاحات ولم تنفّذها، واستقالت. والبلد سينتظر أسابيع إن لم يكن أشهراً، إما من دون حكومة جديدة، أو كي تأخذ أي حكومة جديدة صلاحياتها وتبدأ ممارسة مهماتها. لكن الإصلاحات معروفة. وما ردّده ماكرون وهيل وسائر السفراء كان عبارة واحدة هي "العاجلة"، والتي تعني أن هناك خطوات لا تتطلّب تحضيراً ووقتاً، لا سيما في الكهرباء واستكمال تعيين الهيئة الناظمة ومجلس الإدارة والتحضير للمناقصات الشفّافة وإقرار قوانين، إضافة الى التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان، وقانون الشراء العام والمناقصات وتعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد... والخيبة عند هؤلاء هي من أنّ أياً من المسؤولين لم يُظهر إدراكاً لإلحاحية الوضع الإقتصادي. فالدول المعنية ترى أنّه، مع استقالة الحكومة بقي رئيسا الجمهورية والبرلمان في منصبيهما، وكذلك المجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال سبق أن أخذت قرارات عليها تنفيذها.

لا اقتناع بحجّة تصريف الأعمال

لا يقتنع سفراء الدول الكبرى بالحجّة القائلة إنّ الحكومة تُصرّف الأعمال ولا يُمكنها الإقدام على شيء. ففي ظلّ المأساة التي وقعت بانفجار المرفأ الكارثي الذي حوّل بيروت مدينة منكوبة، لا يعني تصريف الأعمال الجلوس على الكرسي وانتظار الحكومة الجديدة، بل وجب ابتداع حلول، بالتعاون بين السلطات والأطراف كافة على تنفيذ خطوات تساعد في ربح الوقت الذي جرى إهدار الكثير منه. والإعتقاد السائد لدى السفراء والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، هو أنّه بالإمكان اتّخاذ قرارات بالتوافق حول العديد من الأمور، وباستطاعة البرلمان الإجتماع وإقرار قوانين، واستئناف التحضير لمعاودة التفاوض مع صندوق النقد.

ويقول مصدر سياسي لبناني بارز لـ"نداء الوطن" في هذا السياق، إنّ التذرّع بالدستور لتبرير عدم القدرة على اتّخاذ قرارات أثناء تصريف الأعمال لا يستقيم، وفي كلّ الأحوال، متى حصل توافق وطني على أمر ما، يغطّيه الجميع، ويمكن تنفيذه بلا صعوبة، لأنّ البلد يمرّ في حالة استثنائية، وفي ظلّ كارثة إنسانية ومالية، ويُمكن لهذا التوافق على أمور عاجلة أن يُمرّر كلّ شيء. وأصلاً، فإن ماكرون حين غادر، كان يأمل في أن تُقدِم حكومة دياب على الإصلاحات "العاجلة" في غضون أسبوعين أو ثلاثة، ليعود في 1 أيلول ويبني على الشيء مقتضاه، وليتمّ تأليف حكومة تحظى بالتوافق الوطني بعدها. ولم يحصل شيء منذ مغادرته. والوضع بات ملحاً أكثر، بعدما تسرّب عن أنّ مصرف لبنان سيستنفد الإحتياطي الذي ينفقه بالدولار، لتأمين المواد الأساسية التي يحتاجها البلد بعد 3 أشهر.

الحجّة نفسها بعد استقالة الحريري

واللافت أنّ بعض السفراء سئموا من سماع الحجج نفسها لتأخير بعض الإصلاحات السهلة، إذ سبق أن سمعوها في الفترة الفاصلة بين استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وبين تأليف حكومة حسّان دياب، في الخريف الماضي، وهي حجج لم تعد مُقنِعة. إذ كان المسؤولون يدعون السفراء والهيئات المالية الدولية إلى انتظار الحكومة الجديدة، فتشكلّت ولم تنفّذ شيئاً ممّا وعدوا به، وكانت عاجزة، فضلاً عن أنه لم يتأمّن الدعم السياسي المطلوب لكي تنجز الوعود. حتى أنّ بعض الإنطباعات الإيجابية التي تلقّاها بعض الموفدين من عدد من السياسيين، (وهو ما وصفه هيل بأنّ بعض هؤلاء يستوعب حراجة الوضع المالي والحاجة لخطوات سريعة)، بقيت الشكوك تحوم حوله لأنّه سبق للمجتمع الدولي أن سمع ذلك من بعض السياسيين، لكن لم يعد مُمكناً الإستمرار على هذا المنوال بالإعتراف بعمق الأزمة، ثمّ البقاء في حال المراوحة، ما يعني إلغاء مفعول تلك الإنطباعات الإيجابية عند المجتمع الدولي. النتيجة صفر، ما قد يدفع المجتمع الدولي إلى التنصّل من لبنان باعتماد قاعدة: "أنتم حطّمتموه فخذوه". (you broke it you own it)

 

نقاط على حروف الحكم باغتيال الحريري!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/22 آب/2020

لم تكن المحكمة الدولية التي أصدرت حكمها يوم الثلاثاء الماضي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، محكمة سياسية على غرار محاكم نورمبرغ مثلاً، التي بدأت في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1945 بعد الحرب العالمية؛ ولهذا تحاشى حكمها السياسة مباشرة، وجاء في غاية الاحتراف والمهنية، وأثبت خلافاً لكل ما قيل عنها في الأعوام الماضية من أنها مسيّسة وأداة أميركية - إسرائيلية، أنها محكمة احترافية وأنها في نطقها للحكم، أثبتت أنها بعيدة عن السياسة، وأنها التزمت بأمانة قواعد نظامها الأساسي، الذي صدر في 30 مايو (أيار) من عام 2007!

طبعاً لقد فات على الكثيرين للوهلة الأولى، أنه كان من شروط تأسيس هذه المحكمة وصلاحياتها، ألا توجّه اتهامات إلى حزب أو كيان سياسي أو دولة؛ تلافياً للفيتو الروسي - الصيني الذي كان سيعطل قرار إنشائها؛ ولهذا أحس الكثيرون بداية بشيء من الخيبة، عندما اكتفت بإدانة سليم عياش مذنباً بارتكاب عمل إرهابي عبر أداة متفجرة وقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه عمداً، أما رفاقه حسين عنيسي وأسد صبرا وحسان مرعي، فغير مذنبين في كل ما يتعلق بالتهم الموجهة إليهم، وكلهم ينتمون إلى «حزب الله»، لكنها اتهمت القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين بأنه المخطط لعملية الاغتيال، إلا أنه قتل لاحقاً في سوريا!

كان من الواضح أن «حزب الله» التزم الصمت ولم يعلق على القرار، من منطلق موقفه الذي كرره دائماً، وهو أنه لا يعترف بهذه المحكمة ويعتبرها وكأنها لم تكن، وفي هذا السياق، من المعروف أن حسن نصر الله كان قد رفض القرار الاتهامي الذي أصدرته المحكمة في 16 – 8 - 2011 بعد ستة أعوام من التحقيقات في الجريمة، والذي جاء فيه «أن الأشخاص الذين دربهم الجناح العسكري في (حزب الله) لديهم القدرة على تنفيذ اعتداء إرهابي بغض النظر عما إذا كان هذا الاعتداء لحسابه أم لا»، في حين بدا واضحاً أن المحكمة تلتزم بنظامها الأساسي عدم توجيه الاتهام إلى حزب أو دولة.

لكن نصر الله وصف القرار يومها بأنه سياسي، وكرر رفضه المحكمة؛ لأن «كل ما يصدر عنها هو عدوان على الحزب»، معتبراً أنها محكمة أميركية - إسرائيلية، ووصف المتهمين بأنهم «من الشرفاء والمظلومين... وأنه لن يكون في الإمكان توقيفهم لا في 30 يوماً أو 60 يوماً أو 300 سنة»، لكن المحكمة الدولية هنا تستطيع المحاكمة غيابياً عندما تأخذ بالقانون اللبناني الذي يجيز المحاكمة الغيابية خلافاً للقانون الأنغلوسكسوني!

قبل الحديث عن مفاعيل تسليم المتهم الوحيد سليم عياش أو عدم تسليمه، وخصوصاً أن المحكمة أنشئت تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأن هذا يعطي مجلس الأمن الدولي دوراً في تطبيق الحكم، إذا تعذر على الحكومة اللبنانية تسليم عياش، من الضروري التوقف عند ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي في لايدشندام أمام مقر المحكمة الدولية من أن «المحكمة حكمت ونحن باسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وباسم عائلات الشهداء والضحايا نقبل حكم المحكمة ونريد تنفيذ العدالة، عرفنا الحقيقة اليوم جميعاً، وتبقى العدالة التي نريد أن تُنفذ مهما طال الزمن».

الحكم يقع في 2500 صفحة والمحكمة تلت ملخص الملخص عنه، لتعلن حكمها بإدانة عياش وبدر الدين وتبرئة الآخرين، وإعلان عدم وجود أدلة حسية لديها عن مسؤولية «حزب الله» والقيادة السورية بتنفيذ التفجير، وهذه الخلاصة تثير انتقادات كثيرة عند بعض خبراء القانون، الذين وجدوا أن هناك ملامح لوم ضمني للنيابة العامة والحق العام الدولي، كما لهيئة الدفاع والمحكمة، على خلفية أن الحكم اعتمد على معايير متناقضة بين إثباتات الإدانة من جهة، وسوق القرائن وعناصر الظن والاحتمال من جهة ثانية؛ وهو ما دفع هؤلاء إلى التلميح بأن ما اعتبرته المحكمة سبباً للبراءة هنا اعتبرته في مكان آخر سبباً للإدانة!

ولكن هذا شيء يمكن بالفعل أن يشكّل دليلاً ساطعاً على أن المحكمة، التي حرصت بقوة على المهنية والاحتراف، من دون الوقوع حسياً في السياسة والتسييس على ما كانت تُوجه الاتهامات إليها، حرصت على أن تقول كل شيء يجب أن يقال، مع حرص شديد وواضح على الاحتراف؛ ولهذا مثلاً يتعيّن الوقوف بعناية شديدة عند مجموعة واسعة من عناصر الظنّ والاحتمال التي وردت في نص الحكم.

فالحكم لم يتهم «حزب الله» ولا اتهم النظام السوري؛ لأن ليس من صلاحية المحكمة وفقاً للنظام الأساسي الذي أنشئت على أساسه، توجيه الاتهام إلى حزب أو دولة، لكن كان من الواضح جداً أنه لم يوفرهما في سرده للوقائع والقرائن والحيثيات وعناصر الظنّ والاحتمال، التي سردها القضاة الأربعة بدقة قبل النطق بالحكم، وفي هذا السياق من الضروري جداً التوقف ملياً أمام إعلان المحكمة مثلاً: «إن عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي عمل سياسي أداره من كان الحريري يشكّل تهديداً لنشاطهم ومنافعهم، وأن منافع اغتياله تشكل لهم ما هو أكبر من أضراره مهما بلغت».

طبعاً هذا ليس اتهاماً مباشراً، لكن قوة الاحتمال هنا توازي احتمال الإدانة قياساً بالظروف السياسية المعروفة والطويلة التي سبقت عملية الاغتيال، وفي هذا السياق عنصر القرائن يبدو صريحاً وواضحاً عندما لا يتردد الحكم في الإيحاء بأن عملية الاغتيال، لا يمكن أن تكون بعيدة عن المواقف السياسية.

وعندما يأتي في سياق هذا السرد، أن الأدلة أثبتت سيطرة سوريا على النواحي السياسية والعسكرية والأمنية في لبنان، وأن عملية الاغتيال تزامنت تقريباً مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى قريطم ولقائه مع الحريري، وما تلا هذا اللقاء من اجتماع المعارضين اللبنانيين للهيمنة السورية، في إطار ما عرف يومها بـ«لقاء البريستول»، فإن ذلك لا يشكّل اتهاماً مباشراً إلى سوريا ولكنه يترك مجالات واسعة لعوامل الظن والاحتمال، التي كان على أي محكمة ممتهنة أن تسوقها في النص الذي تبني عليه حكمها في جريمة بهذا الحجم والخطورة!

وليس قليلاً أن تبني المحكمة على الظرف السياسي الذي سبق وأحاط الجريمة، موقفها الذي أعلنته بالقول، إنه ربما كانت لـ«حزب الله» وسوريا دوافع لتصفية الحريري، ولكن ليس هناك من دليل حسي على ضلوع الحزب وسوريا في عملية الاغتيال: «إن المحكمة تشتبه بأن لسوريا و(حزب الله) دوافع لاغتيال الحريري، لكن ليس هناك دليل على أن قيادة الحزب كان لها دور في الاغتيال، وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر»!

وعندما تقول المحكمة، إن الاغتيال عمل إرهابي نُفّذ لأهداف سياسية لا لأهداف شخصية، وإن فهم الخلفية السياسية للاعتداء يتيح فهم سبب الاغتيال، فإن ذلك لا يتعارض مع صلاحية المحكمة لجهة إصدار الحكم، التي حرصت على سوق القرائن والاحتمالات التي تبدو في ظل الواقع السياسي آنذاك بمثابة إيحاء يوازي الاتهام استنتاجاً!

ولأن لبنان غارق في جريمة العصر التي دمرت المرفأ ونصف العاصمة وقتلت أكثر من 200 ضحية، وجرحت أكثر من ستة آلاف، وشردت مئات الألوف من المواطنين، على الدولة اللبنانية السعيدة، أن تقرأ بعناية شديدة ما أوردته المحكمة الدولية، عندما قالت «إن التحقيق الذي قادته السلطات اللبنانية في جريمة اغتيال الحريري، كان فوضوياً وتم العبث بمسرح الجريمة، والأمن اللبناني أزال أدلة مهمة من موقع التفجير»، فنحن اليوم أمام جريمة كبرى كادت تودي بما بقي من لبنان، الذي لا نعرف الآن كيف سيتجاوب مع متطلبات قرار المحكمة الدولية وهل يستطيع تسليم المتهم سليم عياش؟

 

هل تحققت العدالة للحريري ولبنان؟

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/22 آب/2020

بعد سنوات انتظار طوال تجاوزت 15 عاماً، وتكلفة تقترب من مليار دولار، سيدفع لبنان 49 في المائة منها، والباقي تبرعات بنسبة 51 في المائة - جاء بيان المحكمة الدولية مختزلاً الاتهام في شخص... «أصدرت غرفة الدرجة الأولى للمحكمة الخاصة بلبنان حكمها في قضية عياش وآخرين (STL - 11 - 01 - ). وقررت غرفة الدرجة الأولى بالإجماع أن المتهم، سليم جميل عياش، مذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول بجميع التهم المسندة إليه». فهل حقّق الحكم المختزل في شخص من دون حزبه العدالة؟ السؤال متعسر الإجابة، خاصة أن ما تمخضت عنه المحكمة هو مجرد إدانة لشخص من دون إدانة الحزب، في حين أن الشخص هو قيادي في «حزب الله» وأن الهجوم على موكب الحريري ليس حادثاً فردياً بكل المقاييس اللوجستية والأهداف والقرار، فلا يمكن لشخص أن يقوم بما حدث إلا إذا كان مدعوماً بجهاز استخباراتي كبير، ودعم لوجستي يحتاج لعشرات من الخبراء والمواد والتمويل، ناهيك عن الهدف والمستهدف. في اعتقادي أن حكم المحكمة التي اقترحت وأقرت من قبل مجلس الأمن، وبدأت أعمالها في الأول من مارس (آذار) 2009، كان مخيباً للآمال، فمسؤولية الحزب ظاهرة، لكون العناصر جميعهم ينتمون لـ«حزب الله» والمستفيد من مقتل الحريري أيضاً «حزب الله» وحلفاؤه، لكن التلاعب بمسرح الجريمة وإخفاء الأدلة قد يكون هو ما عرقل المحكمة، التي وصفها الحريري الابن بالنزاهة والمصداقية، على عكس «حزب الله» الذي رفض التعاطي مع المحكمة من أول يوم، والمحكمة تبرر العجز عن اتهام «حزب الله» بعدم كفاية الأدلة.

تكلفة باهظة انتهت لمنطوق حكم يدين شخصاً ينتمي لحزب، فالحكم يشير بالإصبع إلى الحزب ولا يدينه مباشرة. وقالت جانيت نوسورذي، وهي قاضية في المحكمة: «إن الادعاء قدّم أدلة غير كافية».

بينما نجل الراحل سعد الحريري قال إنه يقبل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ودعا «حزب الله» إلى تحمل المسؤولية بعد إدانة أحد أعضائه بتدبير جريمة الاغتيال، وأكد المطالبة بالقصاص بالقول: «لن نستكين حتى تنفيذ القصاص بقتلة رفيق الحريري، ولن نساوم على دماء الحريري».

اختزال القضية في شخص يعيد النظر إلى تسويات سابقة، منها حكم المحكمة الخاصة بقضية لوكربي، التي أدانت الليبي المقرحي من دون إدانة النظام، والذي قبل بالمسؤولية المدنية كون المدان أحد مواطنيه. الأمر مختلف اليوم مع «حزب الله» الذي رفض القبول بالمسؤولية الأخلاقية عن إدانة عنصر قيادي تابع له. التجارب العربية مع المحاكم الدولية الخاصة لم تحقق العدالة، فمحكمة لوكربي كانت هي الأخرى خاصة، واستمرت سنوات، وكلفت فاتورة باهظة، وانتهت بحكم هو اليوم موضع شك وخلاف، بعد ظهور أدلة تؤكد براءة الليبي المقرحي، وتشير بأصابع الاتهام نحو أن إيران. وما تقبل النظام الليبي في حينه الحكم بشقّه المدني، إلا للخروج من مأزق دولي كان يعرقل عودته، ولهذا يعتبر اتهام «حزب الله» المؤجل لن يطول طويلاً، فلا توجد جريمة كاملة. لا شك في نزاهة ومصداقية المحكمة والقضاة، لكن آلية عملها وتغييب الأدلة عن المحكمة والتلاعب بمسرح الجريمة، ورفض أغلب الأطراف التعاون مع المحكمة، وعلى رأسهم «حزب الله» وجميع أعضائه، كان وراء إرهاق المحكمة سنوات طوالاً، من دون أن تتمكن من الخروج بحكم يحقق العدالة للضحايا.

 

ليبيا لغم البحر المتوسط والصحراء الكبرى

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/22 آب/2020

وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة

ترتفع قعقعة السلاح فوق مياه البحر الأبيض المتوسط هذه الأيام. تركيا يتفجَّر غضبها وترتفع وتيرته، وتصرُّ على أن لها حصة في ما تحت مياه البحر الأسطورة، وهي التي كان لها يوماً أغلب ما فوقه وحوله. العراك فوق أمواج البحر به الكثير من الدوار الخطير. فرنسا شريكة تركيا في حلف الناتو تحرك قوتها البحرية في المتوسط، ولا يغيب الاحتكاك بين الطرفين، فهل المواجهة الساخنة قادمة؟ لقد اختلطت الأوراق وتداخلت الخيوط، وكل الاحتمالات واردة بل ملحّة. في أوروبا الانقسام يعلو ويتسع. من مع اليونان وفرنسا ومن مع تركيا؟ ألمانيا تحاول عبر المستشارة ميركل كبح الاندفاع المسلح، وإيطاليا التائهة تبحث عن قرن استشعار لسياستها تجاه ما يسبح في المتوسط وحوله. لم يعد البحر الأبيض المتوسط بحر إيطاليا كما سماه يوماً أباطرة روما وشعراؤها.

ليبيا لم تغب يوماً عن أمواج البحر الأبيض المتوسط. منذ سبتيموس سيفيروس الإمبراطور ابن مدينة لبدة، الذي حكم روما وصار الرجل الأقوى في أوروبا والبحر المتوسط. عندما قام الراحل العقيد معمر القذافي بإخراج الجالية الإيطالية من ليبيا وتصاعدت الأصوات المتشددة في إيطاليا باتخاذ موقف مضاد من طرف الحكومة الإيطالية ضد نظام القذافي، الذي لم يمر أكثر من سنة على وصوله إلى السلطة، قال السياسي الإيطالي وقتها الدو مورو، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي: ليبيا أكبر من موجات السياسة، وقام بخطوات جريئة لامتصاص الأزمة. تعود ليبيا اليوم كما كانت دائماً محركاً لأمواج المتوسط الحارقة منها والباردة.

الصراع بين مصر واليونان وفرنسا وتركيا وقبرص، على ما تحت البحر الأبيض المتوسط من غاز ونفط. ليبيا لها 1750 كم طولاً على امتداد البر الأبيض المتوسط، وبعد اتفاقية المياه الاقتصادية الخالصة في سنة 1982 امتلكت امتداداً بعمق 200 ميل في البحر شمال يابستها. صارت ليبيا مخزناً أسطورياً لثروة في البحر تفوق الخيال، ولم يعد ما تحت يابستها من نفط وغاز ومواد مختلفة هائلة، يشكل نسبة تذكر بالمقارنة مع ما تمتلكه من مقدرات في منطقتها الاقتصادية الخالصة بالبحر الأبيض. صوت قرقعة السلاح يرتفع اليوم بين كل من فرنسا واليونان وتركيا تحت عنوان ثروات شرق المتوسط، لكن الجغرافيا السائلة اقتصادياً متحركة فوق الماء لا تقاس بالكيلومترات والأميال، فالطموح له مقاييسه الخاصة فوق الماء وتحته. تركيا تستحضر التاريخ، وتجدد رفضها لاتفاقية «سيفر» التي رسمت الحدود بينها وبين اليونان بعد الحرب العالمية الأولى وتلاشي الإمبراطورية العثمانية، ونجحت في فرض وجودها بقوة السلاح في شمال قبرص بعد انتصارها على اليونان سنة 1974. هل ستشتعل حرب فوق ماء البحر الأسطورة بين فرنسا وتركيا واليونان، وهل سيكون لها امتداد فوق اليابسة الليبية؟ الأمر يتوقف على مسار التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا، حيث تتجمع فعاليات ومطامع وطموحات الكثيرة من القوى. تركيا لا تخفي وجودها العسكري في ليبيا، ولا تغيب عن التعبير بصوت عال على رؤيتها للمسار السياسي في البلاد، أما فرنسا فهي مشدودة بقوة إلى ما يجري في ليبيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. لها وجود كبير في دول الساحل والصحراء عسكرياً ومالياً وثقافياً، وتقود حرباً واسعة ضد المجموعات الإرهابية، وخاصة في النيجر ومالي وبركينا فاسو. في الأسبوع الماضي قُتل عدد من الفرنسيين في النيجر وقبلها في مالي وفي الأيام الماضية شهدت مالي انقلاباً عسكرياً، استولى فيه مجموعة من الضباط على السلطة، واعتُقل رئيس الجمهورية وأركان حكمه. الساسة الفرنسيون يرون أن كبح توسع المجموعات الإرهابية في الصحراء الكبرى لن يتحقق، إذا لم يقم في ليبيا نظام قوي قادر على فرض سيطرته على جنوب البلاد، لمنع انتقال السلاح منها إلى دول الساحل والصحراء، وترى فرنسا أن تركيا لها مخطط كبير في المنطقة بحرياً وبرياً يتمثل في مجال حيوي لها عابر للحدود الليبية براً وبحراً. إذن التصعيد العسكري في شرق المتوسط، سيكون له حتماً ارتدادات خطيرة قابلة للاشتعال في أي وقت؛ لأنَّ خيوط الخريطة طويلة ومتداخلة متشابكة الأطراف. مصر واليونان وقبرص رتبت ما ارتأته يخدم مصالحها في مياه شرق المتوسط ووقّعت على ذلك، وتركيا أعلنت معارضتها الشديدة لذلك التفاهم. الأمر يمتد أيضاً إلى طريق نقل ما ينتج في تلك المنطقة إلى أوروبا، مضاف له الموقف الإسرائيلي الذي يصطف إلى جانب التكتل المضاد لتركيا. هل سيكون الموقف الروسي في حلقة الوساطة بين الأطراف المتنازعة، أم سيحدد الحليف وينضم له؟ وماذا عن الموقف الأوروبي المتموج بين الوقت وبين المصالح التي تعوم فوق الماء وتحته؟ الموقف الأميركي يتحصَّن بالغموض والتردد، بل يصل إلى حد اللامبالاة في معركة الإرادات والمصالح العائمة. الانفجار كما ذكرتُ آنفاً وارد في أي وقت، وليبيا هي الصاعق الذي يشعل الصدام المباشر. الحل يبدأ من التوافق على صيغة حل واقعي للأزمة الليبية. الهدوء الخادع في ليبيا الذي عبَّر عنه وزير الخارجية الألماني في زيارته الأخيرة إلى طرابلس ينسحب على ما يعوم فوق مياه المتوسط شرقاً، والسلاح الذي يتدفق يومياً وبلا توقف على كل الأراضي الليبية من كل الأطراف، يعني توسيع عسكرة الصراع الإقليمي والدولي في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا وشرق المتوسط على نفوذ اقتصادي، يضاف إلى مجالات حيوية ترسم خرائطها أطراف تشحذ عضلات قوتها. ليبيا لغم البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى. بعض من يعتقد أن لديهم مفاتيح تفكيك اللغم قد لا يدركون أن مفاتيحهم هي أيضاً ملغومة.

 

المعقول واللامعقول في ملف العلاقة مع إسرائيل!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/22 آب/2020

للراحل المفكر اللبناني شارل مالك، الذي كتب كتاباً مبكراً عن القضية الفلسطينية حتى قبل قيام إسرائيل، قول مشهود يقول فيه «لقد أتم اليهود استعدادهم لإقامة دولتهم بالقوة، فإن لم يقضِ العرب على هذه الدولة في غضون سبعة أيام، ستدوم سبعة أشهر، فإن لم يقضوا عليها في غضون سبعة أشهر ستدوم سبعة أعوام، فإن عجزوا عن إزالتها في سبعة أعوام، فإنها ستدوم سبعين عاماً وأكثر...»، نحن الآن في الأكثر... ووضع يده على أسباب احتمال العجز، أولاً تمزّق العرب، وحتى أهل القضية، وثانياً بُعدهم عن الأخذ بأسباب العلم الحديث. السببان اللذان أشار إليهما ذلك المفكر تفاقما، فنحن، حتى في الصف الفلسطيني، متشرذمون، وفي العلم ما زلنا في الأساطير والخرافات، لقد كانت رؤية متقدمة لم يقبلها معاصروه، وعلى الرغم من كل ما مر بنا في السنوات التي تفوق السبعين ما زال كثير منا لا يقبلها. العلاقات بين الإمارات وإسرائيل كأي حدث كبير من الطبيعي أن ينقسم الناس حوله فتجد مؤيدين للحدث ومعارضين له، في ظل هذا الاستقطاب غير المسبوق وحتى غير العقلاني بين العرب.

في هذا المشهد صور من غير المعقول في المواقف السياسية وهو كثير، فقد وجدنا ردود فعل سياسية ليس لها علاقة بجوهر القضية، تلك المواقف تقع في أفضل الأحوال في نطاق «النفاق السياسي» المفضوح، وحتى غير العقلاني في مقاربتها للموضوع. فعلى الرغم من أن دولاً عربية لها تماس مباشر مع الحدود الإسرائيلية قد وقعت في مراحل سابقة على اتفاق ما مع إسرائيل، وأخرى لها علاقات غير معلنة، فإنها لم تتخلَ عن جوهر القضية الفلسطينية، بل ساعد موقفها في ملفات كثيرة على والوصول إلى اتفاق ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما حدث ويحدث من قبل الإدارة المصرية، التي ما زالت بين فترة وأخرى تتوصل إلى تهدئة (هدنة) بين «حماس» وإسرائيل، كما أن الأردن الرسمي ما زال مع الحق الفلسطيني وله رأي في الكثير من الملفات، ومنها الأماكن المقدسة التي لا تزال تحت إشرافه، فأي افتراض يمكن القول معه إن دولة الإمارات سوف تخرج عن ذلك السياق وقد أعلنت بوضوح أن إحدى أهم نقاط الاتفاق الأخير أن تتوقف إسرائيل عن قضم أراضٍ فلسطينية جديدة، وهي - أي إسرائيل - تفعل ذلك في السابق رغم قرارات الأمم المتحدة الشاجبة! أخذ ما هو ممكن في مقابل ما هو متوقع في ظل ظروف قاهرة وموقف دولي عاجز هو الخيار الإماراتي. الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أراد كما يقول المثل أن يصطاد في الماء العكر، فعلى الرغم مما هو معروف من علاقات تركية - إسرائيلية واتفاقات تجارية وعسكرية متجذرة وسياحة ناشطة، فإنه هدد بسحب سفيره في أبوظبي احتجاجاً على العلاقات بين البلدين! ورغم فداحة الخروج عن العقل في ذلك التصرف، فإننا نجد بعض العرب يسوّق ذلك الفعل على أنه فعل وطني للسيد إردوغان، متناسين تماماً تلك العلاقات الاستراتيجية التي في وقت ما أخذت الرئيس إردوغان إلى إسرائيل. الأقدح أن موقف إردوغان في مؤتمر دافوس شتاء 2009 في مواجهة شيمون بيريس والذي جعل كثيراً من مواليد غزة في ذلك العام يسمون باسمه في جائحة عاطفية كالعادة، قد كشفه أخيراً السيد داود أوغلو بقوله: إنه هو من كتب رسالة الاعتذار (السرية حتى حينه) من إردوغان لبيريس، يعتذر فيها عن ذلك الموقف المسرحي، والذي لم ينقطع منذ ذلك الوقت، فعلى من تقرأ مزاميرك يا طيب! الحقيقة أن إردوغان اكتشف نغمة الطرب التي تجعل الكثيرين يرقصون عليها (اللعب على العاطفة)، وهي ورقة لها علاقة بما يعرف اليوم بالسياسات الشعبوية التي هي أبعد ما تكون عن التحليل العلمي! لقد أهين سفير إردوغان علناً في وزارة الخارجية الإسرائيلية وسجلت تلك الإهانة وأذيعت على الناس، لم يسحب السفير! بيت السيد إردوغان السياسي كله زجاج تجاه إسرائيل ويرمي الآخرين بالأحجار، المؤلم حقاً ذلك التبرير الذي سمح لبعض العرب غض الطرف ووقر في الآذان عن كل تلك العلاقات، فأحد الخطوط الجوية في الشرق الأوسط (هما اثنان فقط) التي تخدم في مطار بن غوريون هي الخطوط التركية! في المقلب الآخر دخل النظام الإيراني على الخط وتعدى كل قواعد العلاقات الدولية وعلى مستوى السيد رئيس الجمهورية خرج التنديد وصولاً إلى «الخيانة»! ثم أضافت الصحافة الإيرانية على التنديد بالتهديد، فقالت إن «الإمارات أصبحت هدفاً شرعياً»! فيما يقارب إعلان الحرب، وأوعزت لمتحدثيها (العرب) الرسمي حسن نصر الله، حيث تجاوز كل مشكلات لبنان المستعصية والضخمة، حيث ما زالت بيروت تدفن ضحايا تدخله في الدولة، ليلقي دروساً على دولة الإمارات وينضم إلى حفلة التهديد والوعيد! في الوقت نفسه، إن أي عاقل يعرف أن الموضوع هو مناصرة لإيران وليس حباً في فلسطين، فلم تقدم إيران إلى العرب إلا القتل والتدمير وخراب الأوطان ولا استثناء للفلسطينيين، وتشجع الفرقة بينهم وتدفع بعضهم للإمعان في تفقير شعبه وحرمانه كما تفعل مع «حماس» في غزة.

ليس هناك خلل فقط في مرسل الرسالة المنافقة تجاه القضية، لكن أيضاً يوجد خلل لدى شريحة واسعة من المتلقين العرب الذين طرحوا عنهم التفكير العقلاني المتوازن، وتسابقوا للاصطفاف في الإدانة والشجب متوسلين تارة غطاءً دينياً أو سياسياً أو حتى أخلاقياً، وذلك بالبعد عن مناقشة جوهر القضية والإمعان في تسييس كل ما حولها والفقر الشديد في رسم خطط المواجهة والتي لم تعد ممكنة عسكرياً، بل هي ممكنة حضارياً، إلا أن مفردات العدة الحضارية ليست جاهزة مع الأسف في فضائنا العربي المغطى حتى الثمالة بالعاطفة والتمني. قبل سنوات كنا في ندوة علمية في بيروت، وكان من بين الحاضرين شخص من فلسطينيي الداخل أعرفه أيام الدراسة في الغرب، فسألته: هل تعلمتم شيئاً من النظام الإسرائيلي في التعددية والشفافية، تعينكم على مواجهته؟ الرجل ابتسم وقال: هم تعلموا أشياء كثيرة منا! لذلك؛ فإن العاقل عندما يقرأ ذلك الانقسام المريض في الصف الفلسطيني وذلك الانتشار فيما يعرف بالفساد، وفي الوقت نفسه يدخل رئيس وزراء إسرائيلي سابق السجن، ويطارد آخر بتهم الفساد كل يوم وتقوم ضده المظاهرات، ويعين النظام الإسرائيلي عربياً مسلماً سفيراً له، لا يستطيع إلا المقارنة، بين ما يتوجب أخذه من أدوات العلم في إدارة المجتمع، وما يفعله الجهل والشعارات حتى بقضية عادلة، هذا إن أزحنا ولو مؤقتاً عنصر التقدم العلمي والتقني، الذي جعل هذه الدولة تبقى وتتوسع كما توقع ذلك المفكر اللبناني شارل مالك، ونبقى مصرّين على معاداة المستقبل.

آخر الكلام: المؤسف أن كل هذه الضجة القائمة اليوم تعتمد مثل سابقاتها على العاطفة المؤقتة بلا أدنى استخلاص لأي درس سياسي نافع.

 

يا مدبّر العربان دبّر نفسك

مشعل السديري/الشرق الأوسط/22 آب/2020

صحيح أن كل واحد لا يأخذ في هذه الحياة إلا نصيبه، رغم أن بعض الناس لا يملأ بطونهم غير التراب، وليس هناك أبلغ من الوقائع المؤكدة.

ومن ضمنها أن أحدهم اشترى جرة فخار صينية من أحد متاجر البضائع القديمة، وذلك عام 1946، بسعر (9) جنيهات إسترلينية. ووضعها في منزله، وتم تناقلها بين أفراد العائلة من بعده حتى آل المنزل في النهاية إلى أحد أحفاده الذي قرر بيعه بما فيه من مفروشات أكل الدهر عليها وشرب، فلما شاهده السمسار الذي يسجل محتويات المنزل، لفتت نظره تلك الجرة القديمة وأبدى إعجابه بها، مما جعل الحفيد يستثنيها من التسجيل، ويقرر عرضها في المزاد للبيع. وما أن فحصها الخبير المقيم حتى اهتم وقت العرض بها، مما ساهم في ارتفاع ثمنها الذي وصل إلى (200) ألف جنيه، وكاد صاحبها يطير من الفرح، إذ إن ثمنها بلغ ثلاثة أضعاف ثمن المنزل، فانحلت ضائقته المالية، مما دفعه إلى التراجع عن بيع المنزل. غير أن فرحته لم تكتمل وتستمر، إذ سمع في الأخبار أن الذي اشترى الجرة نفسها قد باعها العام الماضي بـ(2.5) مليون جنيه في مكان المزاد نفسه، وكاد عقله يطير، بل إنه طار من شدة الأسف والقهر والحسد لمن باعها، وكسب فيها ذلك المبلغ الهائل، فانقلبت حياته إلى نكد. ومع أنه كان من المفترض أن يحمد ربه، فكل إنسان لا يأخذ إلا نصيبه، فصاحب متجر البضائع القديمة فرح ببيعها بـ(9) جنيهات، وهو فرح ببيعها بـ(200) ألف جنيه، ويحق لمن اشتراها أن يفرح كذلك بما حصل عليه، ولا أستبعد أنه سوف يبيعها في المستقبل بأضعاف مضاعفة - هذا إذا حافظ عليها من الكسر - لأنه ثبت أنها تعود إلى أحد الأباطرة الصينيين في القرن السادس عشر، ولو أنني كنت مكانه لعضضت عليها بالنواجذ. خذها نصيحة مني يا ابن الناس: إذا كنت رجلاً بحق وحقيق، فلا ترتفع أمام المتواضعين، ولا تتواضع أمام المرتفعين. أكرر: هذا إذا كنت رجلاً بحق وحقيق. أما إذا لم تكن (فبقريح)، فكن كما شئت والله لا يردك. ويحق لمن يقرأ نصيحتي هذه أن يقول لي: يا مدبّر العربان دبّر نفسك. لا شك أن للمسؤولين سلطاناً على الأرض أكثر من أي شخص آخر، ولكن رغم ذلك، دلوني بالله عليكم على ذلك المسؤول الذي يستطيع أن يوقف (عطسة)!

 

ما يهزمها تويتر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 آب/2020

تخلفت طويلاً عن الانضمام إلى تويتر. وطالما اعتذرت عن ذلك، مدركاً أن الحفاظ على القديم هنا مضحك، وليس موضع اعتزاز. وأخيراً انضممت: samir_n_atallah@

لكن موقفي المبدئي لم يتغير. وهو ما ناقشت به دوماً حماسيي تويتر من أنه لن يصبح يوماً بديلاً عن الصحافة التقليدية مهما غاص الإنسان في حياة السرعة ورغبة الإيجاز.

تويتر هو إضافة من الإضافات إلى عالم الصحافة، لكنه لا يمكن أن يصبح بديلها أو رديفها. قيل عندما ظهرت الإذاعة إنها سوف تبتلع الصحافة المكتوبة، لكنها تحولت إلى صحافة صوتية عظيمة. وعندما ظهر التلفزيون قيل إن الصورة والصوت سوف يدفعان إلى الماضي بالصحيفة المطبوعة والخبر المذاع حول العالم. وتطور التلفزيون نفسه إلى سر آخر يدعى البث المباشر أو الآني أو الحي. لكن الصحافة المكتوبة والإذاعة اللتين خسرتا حيزاً كبيراً من عالمهما ظلتا في الوجود. وظل الفارق قائماً بين وسيلة الكتابة في الوصف والتعبير، وبين الوسائل الأخرى. أعادت إلي هذا الاقتناع مآسي لبنان الأخيرة: هل تكفيها صحافة تويتر؟ ربما تكفي دونالد ترمب أو بوريس جونسون، في إعلان موقف أو إرسال تعزية، لكن ما هو حجم الحيز الذي يأخذه تويتر في سائر أنواع التغطيات من صحف وإذاعات وبث مباشر. تويتر وسيلة شخصية، أو فردية، ولو كان لصاحبه ملايين المتابعين. في مأساة مثل هذه لا تعود الناس ترتضي بالإيجاز و140 كلمة وأحكام العصر. هنا تستعيد الصحافة المكتوبة أهميتها الأولى إلى جانب أشكال الصحافة الأخرى. ويتراجع تويتر أمام سائر الوسائل، ويعود إلى دوره الأول: حساب يعبر عن رأي صاحبه أو مشاعره أو موقفه الرسمي أو الشخصي.

هذه ليست مطالعة أو مرافعة في الدفاع عن تخلف لا يُدافع عنه. لكنها مناسبة للعودة إلى أعماق هذه الحرفة التي تقيم صلة متفردة بين الأحداث والناس. بين التاريخ والذات. ولو كانت هذه تغريدة على تويتر لاتسعت فقط إلى ما يلي: إنه شهر أغسطس (آب) في لندن وعلى النافذة مطر وريح وهديل حمامة، لا أريدها أن ترأف بحالي مثل أبي فراس الحمداني. وإليكم تغريدة أخرى: إنه شهر آب في لندن، وكالعادة يحمل الطقس أربعة فصول في اليوم وأربعين حديقة وجارة واحدة: الحمامة أم هديل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفدا من تكتل لبنان القوي: أدعو المتضررين من انفجار بيروت الى التمسك بأرضهم ومدينتهم والتعويض سيكون سريعا وفعالا ومنصفا

السبت 22 آب 2020

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متابعته الحثيثة لعملية مسح الأضرار الناجمة من انفجار مرفأ بيروت، للتثبت من شفافيتها وشمولها كل المناطق المتضررة، وذلك بهدف تحديد حجم الأضرار بدقة، تمهيدا لتعويض المتضررين وبدء عملية الترميم.

ودعا المتضررين الى "التمسك بأرضهم ومنازلهم وبهوية مدينتهم بيروت"، مشيرا الى ان عملية تعويض المتضررين ستكون "سريعة وفعالة ومنصفة". كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نواب "تكتل لبنان القوي" من بيروت وجبل لبنان، ضم النواب: نقولا صحناوي، سيزار ابي خليل، انطوان بانو، ادغار طرابلسي، هاكوب ترزيان، حكمت ديب والكسندر ماطوسيان، أطلعوا رئيس الجمهورية على ما يقومون به لرعاية شؤون المتضررين من انفجار المرفأ في بيروت والضواحي، والخطوات التي ينوون القيام بها. كما قدموا مطالب بالحاجات الملحة للمتضررين.

صحناوي

وبعد اللقاء، تحدث صحناوي الى الصحافيين، فقال: "لقد شكل تكتل لبنان القوي لجنة لمتابعة كارثة مرفأ بيروت، مكونة من نواب العاصمة الموجودين في التكتل، ونائبين من جبل لبنان بصفتهما عضوين في لجنة الأشغال العامة في المجلس النيابي. وقمنا بزيارة فخامة الرئيس لكي نوصل من خلاله مطالبنا الى الدولة اللبنانية، وللتشاور معه بخصوص الخطوات التي ننوي القيام بها في الأيام المقبلة". أضاف: "نطلب من الدولة اللبنانية إجراء تحقيق شفاف وشجاع يكشف المسؤوليات كافة، وليس تحقيقا مفصلا وغب الطلب يستثني أمنيين وقضاة ووزراء، على ان يقوده فريق من القضاة ليس لهم أي علاقة بالمسار الإداري الذي أوصل الى الانفجار. وبعد تبيان المسؤوليات، فإننا نطالب بإنزال أشد العقوبات بالمذنبين مهما علا شأنهم".

وتابع: "نطالب ايضا بإعادة إعمار كل بيروت حتى آخر منزل متضرر، وإعادتها الى ما كانت عليه، لأن لمدينتنا هوية تراثية وثقافية واجتماعية، ومن حق أهالي بيروت ان يستعيدوا مدينتهم كما كانت قبل هذه الفاجعة. ونطالب كذلك بإعادة سكان بيروت الى بيوتهم لكي نحافظ على النسيج الاجتماعي للعاصمة، وبتعويض جميع المتضررين، بمنازلهم ومحالهم التجارية والمستشفيات والمدارس والجامعات. ولا بد ان نستذكر هنا الكوارث التي حلت بلبنان في السنوات الماضية، حيث حصل تضامن جميع اللبنانيين حول المتضررين منها، والتعويض عليهم بكل أنحاء لبنان. واليوم، فإن الاقضية والمناطق كافة مدعوة الى التضامن مع اهل بيروت، وعلى الدولة ان تعوض عليهم خساراتهم المادية كاملة، وللأسف فإن الخسائر البشرية لا تعوض. نطالب كذلك بمنع أي تغيير بهوية المنطقة المنكوبة ومنع استغلال ضعف المالكين من قبل مستثمرين يأتون لإغرائهم ببعض المال. ونحن لن نسمح بحصول ذلك مهما كلف الأمر، وسنتخذ سلسلة إجراءات من تقديم مشاريع قوانين وجولات على المسؤولين وغير ذلك، على ان نعلن عنها يوم الاثنين المقبل خلال مؤتمر صحافي في قلب بيروت من أجل تحقيق هذه المطالب".

وردا على سؤال حول شعور أهالي بيروت ان الدولة تأخرت في ملاقاتهم بالمواساة وتخمين الأضرار للتعويض عنهم، أجاب: "هناك لجنة لإدارة الكوارث تشكلت من قبل رئاسة الحكومة، وكانت تعقد اجتماعات دورية لها لتنظيم عملها. ومن الواضح انها لم تتمكن كفاية من ذلك، كي يكون انتشارها سريعا وفعالا اذا ما وقعت أي كارثة. نحن نعرف ان الدولة فاشلة في جوانب عدة، وهذا أمر يعرفه جميع اللبنانيين، لكن ما من دولة في العالم تكون حاضرة بالسرعة والفاعلية اللازمتين، متى وقعت فيها أي كارثة، إضافة الى ان أي كارثة لا تشبه ما سبقتها. وأرقى دول العالم تعاني من بعض التخبط عند حلول الكوارث، لجهة الانتشار. لكن هذا الأمر لا يمنع من ان الدولة عندنا اتخذت سلسلة من الإجراءات قيد التنفيذ منذ حصل الانفجار، واليوم تتم عمليات استقبال المساعدات ومسح الاضرار، كما جرى مسح للأبنية الصالحة للسكن وغير الصالحة منها لذلك، وقد انتهى هذا المسح الذي جرى كتقدمة من قبل الاستشاريين الذين توزعوا على الاحياء المختلفة لهذه الغاية. واليوم بدأت المرحلة الثانية التي تقوم على مسح الاضرار وتخمين الكلفة في الشقق السكنية، وصولا الى مرحلة التعويض. ونحن سنعلن يوم الاثنين خطوات عملانية نأمل ان تسد الفجوة بين الحاجة الموجودة على الأرض ووجع الناس والإجراءات المطلوبة للحلول".

وسئل عن الإجراءات العملية التي ينوي النواب القيام بها، فأجاب: "ليس للنائب أي سلطة تنفيذية، والناس يخلطون بين النواب والحكومة التي هي السلطة التنفيذية، حيث انه باستطاعة الوزير ان يرسل فرقا ويوقع على تحرير الأموال، بينما النواب يقومون بالتشريع. اما على الصعيد الشخصي، فلدى كل نائب جمعيات أو أفراد من المجتمع المدني يلتفون حوله ويعاونونه، وشعبنا يضج بالحيوية. من جهتنا نحن لا نهوى الدعاية، لكننا منذ اليوم الأول للكارثة الى اليوم لا نعرف طعم النوم، وفرقنا على الأرض 24/24، وهي من مئات المتطوعين الذين يقومن بعمليات إزالة الركام وتأمين المنازل وغير ذلك من عمليات الإغاثة. وهذا يتطلب طاقة تفوق بنحو ألف مرة طاقاتنا، لكننا نقوم على قدر استطاعتنا بعمليات الإحصاء الضرورية واستقبال المساعدات والتنفيذ على الأرض. ونحن بحاجة الى بعض الوقت للوصول الى الخواتيم المرجوة. ونحن جميعنا مستنفرون كنواب بيروت، وكل واحد منا على الأرض مع الفرق التابعة له لإغاثة السكان، وإن كان ذلك ليس على قدر ما نحب وبقدر ما يجب".

 

بري التقى أبو فاعور ووفدا من تكتل لبنان القوي بقرادونيان: لحكومة إنقاذية تأخذ في الإعتبار تنفيذ كل الإصلاحات

وطنية - السبت 22 آب 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الأمين العام ل"حزب الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، حيث جرى عرض للاوضاع العامه وآخر المستجدات السياسية.

وقال بقرادونيان بعد اللقاء: "تباحثنا مع دولة الرئيس بموضوع تشكيل الحكومة، وأتأسف أن أقول بأن قراءتنا في الصحف عن تعسر تأليف الحكومة وتكليف رئيس حكومة قريب جدا من الحقيقة. لكن الأمل للوصول في وقت قليل لتسمية رئيس حكومة لا يزال قائما. بالطبع دولة الرئيس بري يعمل كل جهده للوصول الى مقاربة كي نستطيع الوصول الى تسمية واستشارات نيابية في أقرب وقت، ومن هنا أقول للجميع باسم كتلة نواب الأرمن وحزب الطاشناق أن الوقت ليس وقت مجاملات، وليس وقت شروط، وليس وقت مصالح آنية، لبنان في خطر، المواطن في خطر، البلد منكوب، ونحن ليس غدا بل اليوم علينا أن نتفق لتشكيل حكومة إنقاذية، حكومة تأخذ في الإعتبار تنفيذ كل الإصلاحات حتى نستطيع أن يكون لدينا أمل في لبنان، وحتى نستطيع الطلب من الخارج مساعدتنا، نحن إذا لم نساعد أنفسنا لا أحد يساعدنا".

سئل: هل أنتم ككتلة تؤيدون الرئيس الحريري أم تؤيدون وصول شخصية مستقلة؟

أجاب: "ما زلنا نبحث في الموضوع، ولكن لأكون صريحا جدا قبل تشكيل هذه الحكومة التي هي اليوم حكومة تصريف أعمال، نحن حتى آخر لحظة وحتى إعلان دولة الرئيس سعد الحريري انسحابه أو سحب ترشيحه، كنا سنسمي الشيخ سعد الحريري رغم عدم وجود توافق حول اسمه آنذاك، نحن اليوم أكثر من الشخص نتحدث عن المشروع، عن فكرة الإنقاذ، وإذا كان هناك شبه توافق على الرئيس سعد الحريري، على برنامج إنقاذي، نحن بالطبع سنسميه، لكن اليوم للأسف لا نستطيع معرفة إذا كان الشيخ سعد الحريري يود الترشح. كنا في لقاء معه في 4 آب يوم التفجير، ووقتها قال إنه ليس مستعدا أن يكون رئيس حكومة، ولكن الوضع مختلف اليوم، ونحن نعرف مدى الحس الوطني لديه، إلا انه حتى الآن لا يوجد قرار".

كتلة لبنان القوي

كما عرض بري تداعيات انفجار المرفأ وآليات مسح الأضرار وتعويض الخسائر خلال لقائه وفدا نيابيا من كتلة "لبنان القوي"، ضم النواب: نقولا صحناوي، انطوان بانو، ادغار طرابلسي، هاغوب طرازيان، سيزار ابي خليل، حكمت ديب والكسندر ماطوسيان.

وتحدث صحناوي باسم الوفد، فقال: "اللجنة التي شكلها تكتل لبنان القوي تستكمل جولتها، في الصباح زرنا فخامة الرئيس والآن نزور دولة الرئيس بري، وبالأخص لدى الرئيس بري طلبنا أن يعقد مجلس النواب جلسة استثنائية لبت القوانين المتعلقة بكارثة مرفأ بيروت، وهذه القوانين ضرورية لها علاقة بإعادة الإعمار، بتوزيع المساعدات، بالإغاثة، بالتعويض على المتضررين، ونحن قدمنا جزءا من هذه القوانين، والإثنين صباحا سنعلن عبر مؤتمر صحافي رزمة قوانين إضافية سنقدمها الإثنين في مجلس النواب. وقد أبدى دولة الرئيس كل دعمه وكل استعداده ليكون هناك تضامن وطني وحكومي ونيابي مع أهالي بيروت الذين أصابتهم هذه الفاجعة، ونحن سنكمل جولتنا على الوزراء المختصين والمؤسسات التي تهتم بالإغاثة".

سئل: ليس هناك شيء له علاقة بالحكومة؟

أجاب: "لا".

أبو فاعور

وبعد الظهر، عرض رئيس المجلس الأوضاع السياسية وآخر المستجدات مع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور، الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.

برقية

وعلى صعيد آخر، تلقى بري برقية دعم للبنان وتعزية بشهداء انفجار مرفأ بيروت من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، أكد فيها أن "الجمهورية الإسلامية كما كانت دائما الى جانب الشعب والحكومة في لبنان، هي اليوم بكل ما أوتيت من طاقات وإمكانات مستعدة للوقوف الى جانب لبنان لتقديم كل أنواع الدعم والمساعدة للحكومة اللبنانية وللشعب اللبناني المقاوم".

 

قاسم: لحكومة فاعلة نساهم بها وندعمها ولن تؤثر الأكاذيب على شعبيتنا

وطنية - السبت 22 آب 2020

دعا نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في المجلس العاشورائي المركزي أمس الجمعة، إلى "الصبر على الافتراءات والكذب الذي يمارس في ساحتنا السياسية والاعلامية، وتبيان الحقائق للناس، نصبر ولكن نبين الحقائق وطبعا لا نكذب كما يكذبون، ولا نفتري مثل ما يفترون، هذا سلاح الشيطان، سلاح الضعيف والخاسر، نحن لا نستخدم أسلحتهم، فسلاحنا الإيمان والتقوى والطاعة لله تعالى. وثقوا أن حبل الكذب قصير، اتهموا الحزب بأن لديه ذخائر في المرفأ، ثم خلال ساعات تبين أنهم كاذبون، فقالوا أن النيترات الموجودة تعود لحزب الله ثم تبين أنها ليست له، فقالوا إذا يقول حزب الله أن الذخائر ليست له ولا النيترات له ولا إسرائيل قصفت ولا علاقة له بالموضوع ألا يعلم بوجودهم". أضاف: "لديهم هدف أمامهم وهو إلباس التهمة لحزب الله، مهما حصل سيقولون أن الحزب مسؤول، حتى سيقولون أن الحزب بحكم تقواه ألم يلهمه الله بأن النيترات موجودة في المرفأ. أنا أريد أن أقول لهم أمرا واضحا، كل الفرضيات التي وضعتموها لاتهام الحزب لم تكن صحيحة أبدا وليست صحيحة، هم وضعوا فرضية واحدة اسمها مسؤولية الحزب عن هذه الكارثة وبدأوا يبحثون عن الأدلة والاحتمالات والأمور التي يمكن أن تلصق بالحزب كجزء من مواجهته لإضعافه وإبعاد الناس عن تأييده، فارتد كل شيء عليهم، وتبين أنهم هم من يتحملون المسؤولية، قسم ممن يتحمل المسؤولية من الذين يتكلمون عنا اليوم، وبالتالي فليحاسب هؤلاء، وكل واحد يجب أن ينال عقابه كائنا من كان، لن تؤثر الأكاذيب على قوة الحزب وشعبيته، ولن تكون لهم مكانة أو تأثير بالكذب والتخريب والاعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة، هم ينجحون إذا استفزوا جمهورنا، لذلك علينا أن نصبر حتى لا يحققوا هذا المكسب الرخيص، وعندها سيموتون بغيظهم وتلفظهم القلة التي انخدعت بهم".

وتابع: "لو تضيئون لهم العشرة أصابع لن يوافقوا معنا، ولو أتينا لهم بالأدلة من السماوات والأرض أننا نعمل لمصلحة لبنان وعلى الحق سيقولون لا لأن موقفهم مسبق، يذكرني هذا بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون"، هؤلاء لن يعترفوا بالحق وسيظلون هكذا دائما". وقال: "نحن نحتكم إلى المؤسسات الدستورية والشعبية المنتخبة، وهم يحتكمون للفوضى والتخريب والكذب، نحن نريد حماية لبنان وسيادته واستقلاله وهذا ما يحمينا أيضا ويحمي أجيالنا، وهم لا يهتمون إذا بقيت إسرائيل محتلة لأرضنا شرط أن لا نكون من يحمي ويحرر الأرض، وهل تريد اسرائيل إلا تعطيل قدرة المقاومة لتتحكم بلبنان؟ لن نعطي إسرائيل ولا من يقبل بإسرائيل ولا من لا يقبل بنا قدرة الاعتداء بلا ثمن، ولن نخضع للمحبطين في إبطال عزنا ونصرنا وسنبقى منصورين ان شاء الله وسنزداد نصرا فوق نصر وسنراكم كل أسباب القوة التي تمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها لتتحكم ببلدنا". وختم: "حزب الله يريد حكومة فاعلة وقادرة على القيام بالإصلاحات وإعمار بيروت ومكافحة الفساد والتدقيق المالي وكل ما ينقذنا من هذا الوضع، نحن نريد حكومة نساهم فيها وندعمها وتكون جامعة ما أمكن بتأييد ودعم من ممثلي الشعب وفق الأطر الدستورية مع لحاظ كل من يمكن أن يحمل تمثيلا شعبيا، سنكون منصورين ان شاء الله هذا وعد الله: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".

 

التشاور حول الحكومة يبدأ باجتماع بري ـ باسيل ـ «حزب الله»

 ميقاتي يرفض محاولة تكريس بدعة «التأليف قبل التكليف» المخالفة للدستور

بيروت: «الشرق الأوسط»22 آب/2020

سُجّل أمس (الجمعة) لقاء مطول بين رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث كان موضوع تشكيل الحكومة الموضوع الأساس، انطلاقاً من طرح بري الداعم لعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء.

وقالت مصادر مطلعة على اللقاء، إن الجلسة بين بري وباسيل كانت مطولة وعقدت بحضور «الخليلين»، أي وزير المالية السابق علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» حسين الخليل، وتم الاتفاق على استمرار التواصل، في حين نُقل عن مصادر قولها، إن اللقاء هو بداية التشاور الجدي بشأن الحكومة الجديدة ومهامها من دون أن يتطرق إطلاقاً إلى اسم رئيسها.

ومع ترقب ما ستؤول إليه المشاورات السياسية القائمة على أكثر من خط، لا تزال المواقف الصادرة على الأطراف تعكس الاختلاف فيما بينها، لا سيما لجهة شكل الحكومة، بين حيادية ووطنية، في وقت تجددت المنتقدة لرئيس الجمهورية ميشال عون لتأخره بالدعوة للاستشارات النيابية.

وفي هذا الإطار، رفض رئيس الحكومة السابق النائب نجيب ميقاتي «التأخير الحاصل في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف ومحاولة تكريس بدعة (التأليف قبل التكليف) المخالفة للدستور، ومصادرة دور مجلس النواب وكذلك دور رئيس الحكومة المكلف الذي تقع على عاتقه مهمة تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية».

وشدد على ضرورة «إجراء الاستشارات لتشكيل حكومة إنقاذ من شخصيات ذات ثقة، تعيد أولاً ثقة المواطن بالدولة، وتلتزم برنامج عمل محدد وواضح بالمضمون والتوقيت مرتكزه الأساسي معالجة سريعة لتداعيات تفجير مرفأ بيروت على الصعد كافة، وإجراء الإصلاحات الضرورية لإطلاق التعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بشأن الحلول الضرورية للوضعين المالي والاقتصادي، بالإضافة إلى التحضير لانتخابات نيابية مبكرة ضمن مهلة زمنية معقولة؛ إذ لا يجوز استمرار التعاطي بنكران كلي مع صرخة الناس في الشارع، وهي بالتأكيد لن تتوقف حتى تحقيق مطلبها الأساسي بالتغيير في صندوقة الاقتراع».

من جهته، شدد النائب في تيار المستقبل هادي حبيش، في حديث إذاعي على «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، التي تلحظ وبشكل واضح حراكاً دولياً وعربياً جدياً لإنجازها، وإتمام الإصلاحات»، مؤكداً أن «الاتصالات الحكومية قائمة، ولو أن التشكيل قد يحتاج إلى وقت قبل بلوغ النتيجة المرجوة».

ورأى حبيش أن «الحريري، وفي حال موافقته على تشكيل الحكومة الجديدة، فستكون له شروطه، أولها أن تكون الحكومة منتجة وفاعلة، فالشعب اللبناني يكفيه تعطيلاً وفراغاً».

وعن ضم ممثلين عن المعارضة الشعبية إلى صفوف الحكومة، طرح حبيش «علامات استفهام حول إمكان تطبيق هذه النظرية»، معتبراً أن «حركة 17 أكتوبر (تشرين الأول) لم تستطع فرز قيادات معترف بها من قبل الشارع ذاته».

في المقابل، قال النائب في «التيار الوطني الحر» إدغار معلوف، إن «مشاورات الرئيس نبيه بري قائمة، والوقت اليوم ليس لوضع الشروط في عملية التكليف والتأليف»، متحدثاً عن «معايير معينة تحدد موافقتنا على أي صيغة تطرح»، ومشيراً إلى أن «التيار سيؤيد أي اسم لرئاسة الحكومة المقبلة يلتزم تطبيق الإصلاحات المطلوبة».

وأكد معلوف أنه «لم يعد أمامنا ترف الوقت وموقف التيار الوطني الحر واضح وصريح لجهة تشكيل حكومة فاعلة ومنتجة برئيسها ووزرائها، خصوصاً أن المرحلة المقبلة حساسة جداً عنوانها الاقتصاد ومكافحة الفساد».

وجدد النائب في «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا التأكيد على موقف حزبه لجهة رفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال في تغريدة له على «تويتر»، «تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة أقطاب، هي أشبه بمن يريد إطفاء الحريق بحريق آخر».

 

"عون غول الموت" قال بوعاصي.. فرد العونيون "جعجع دراكولا"

المدن/23 آب/2020

في حومة التوترات الدائرة على وسائل التواصل وفي المناطق اللبنانية، وهي لا تخلو من العنف والقتل، وصف عضو تكتل "الجمهورية القويّة" النائب بيار بو عاصي، رئيسَ الجمهورية ميشال عون، في حديث تلفزيوني، بأنه "غول الموت" ودعاه إلى الاستقالة.

وهذا ما أثار سجالاً "تويتريا" عنيفا بين نواب تكتل "لبنان القوي" العوني وتكتل "الجمهورية القوية" القواتي. وكان النائب بو عاصي صرح قائلا إنّ "ما حصل في مرفأ بيروت نتيجة الإهمال، المسؤول الأوّل عنه هو رئيس الجمهوريّة الذي كان يعلم ولم يقم بأيّ خطوة". ودعاه إلى إلى الاستقالة. ولفت في حديثه التلفزيوني إلى أنّ "نواب القوات فقط وقّعوا حتّى الآن على العريضة التي أطلقناها للمطالبة بتحقيق دوليّ، لأن المنظومة التي تنام على جثث الشهداء ليست أهلاً للثقة". ثم وصف النائب القواتي عون بـ"غول الموت"، مشيراً إلى أنه منذ وصوله إلى الرئاسة "لم نرَ إلاّ الموت والدمار. وخيار ميشال عون أو الفوضى، لم يكن سهلاً علينا". وأضاف: "رئيس الجمهورية ليس على قدر المسؤولية، ونحن في مرحلة خطيرة جداً من تاريخ لبنان، والبلد صار مشقّف". ورد ألان عون عضو تكتل "لبنان القوي" العوني على بوعاصي على تويتر بالقول: "آثرنا منذ المصالحة أن لا نعيد عقارب الساعة الى الوراء، وإخراج الأحقاد من مجتمعنا وإبقاء الاختلاف في السياسة. لكن يبدو أن من شبّ على شيء، شاب عليه. فأبطال الاقتتال في الحرب عادوا ليروّجوا له في السلم. ومهما كبرت إساءتكم وسمومكم، سنبقى نتطلّع الى المستقبل، وإبقوا أنتم أسرى ماضيكم الحاقد". وغرد النائب سيزار ابي خليل  قائلاً: "خيار العماد عون لم يكن يوماً سهلاً على الميلشيات ولا رحوماً مع منظومة الطائف. أما دراكولا الموت (يقصد جعجع) وشياطينه فلا حاجة لتذكير اللبنانيين بجرائمهم. ولن ينسى المسيحيون مآسيهم من الجبل إلى شرق صيدا..."  وبدوره غرد النائب العوني إدي معلوف: "سكتنا، سكتنا، سكتنا، سكتنا... كرمال نطوي صفحة الحرب وما ننقل أحقاد الحرب للاجيال الجديدة. بس يلي يتّمونا، وسمّمونا ببراميل الموت، وهجّرونا من وراء جبن قائدن، جايين يعطونا دروس ويتطاولوا على رئيسنا... طويلة على رقبتكم". وعلّق نائب رئيس التيار الوطني الحرّ لشؤون العمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب،  قائلاً: "من إعتاد القتل والتقتيل وعشِقت عيناه رؤية الجثث، لا يستطيع أن يرى إلا الأموات،  ولا يُطرَب إلا لسماع طبول الحرب ولا ينتعش إلا برائحة الدم". ورداً على الردود العونية، غرد الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان عبر حسابه على "تويتر" قائلاً:  "ردود أيتام العهد غير المأسوف عليه على النائب بيار بو عاصي وحقدهم على القوات اللبنانية،  ذكرتني بالشعراء الصعاليك زمن الجاهلية: دونية، بارانويا، وتبرير فشلهم باتهام الغير والنتيجة تصادم دائم مع كل الناس. نهايتهم كانت أن نبذهم مجتمعهم وما انتجوا إلا شعراً وانزواء وعقداً بقيت بلا علاج. انه عهد الصعاليك".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 20-21 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

عامر فاخوري… أرقد بوسام “عمالتك” فهي شرف لنا

جولي أبوعراج/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89690/%d8%ac%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d8%b1%d9%82%d8%af-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%b9/

 

هللويا… هوشعنا…

الكولونيل شربل بركات/22 آب/2020

الايمان والانسانية صنوان لم يفترقا منذ آلاف السنين…نظر الانسان إلى ما حوله… وفكر… وهذا الفكر اوصله إلى تنظيم الكون ورعايته…

http://eliasbejjaninews.com/archives/89698/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%87%d9%84%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%87%d9%88%d8%b4%d8%b9%d9%86%d8%a7/

 

د. وليد فارس: منع حزب الله من العودة إلى مرفأ بيروت وكل المناطق المحيطة به/فتافيت حزب الله وزوال الغشاء/حل قوات اليونيفل وتشكيل قوة دولية اكبر واقوى لتنفيذ القرار ١٥٥٩/ملف اغتيال الحريري لم يغلق وسوف يتابع بعد تنفيذ القرار 1559

http://eliasbejjaninews.com/archives/89696/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%85%d9%86%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85/

 

الفاشية الشيعية، العدالة المبتسرة والتفكك المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/23 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89705/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84-3/