LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august23.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/نعمة الحياد هي مجرد وديعة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني

الياس بجاني/أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني وللهوية اللبنانية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/08/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 آب 2019

جلجلة التصنيف... بعد "موديز" و"ستاندرد أند بورز" العين على "فيتش"

أكبر مناورة للجيش... ورعاية أميركية-كنسيّة للاستراتيجية الدفاعية

حزب الله"طُرد من معلولا: من نَهَبَ دير مار تقلا؟

شكوى أكدت قيام حزب الله بسرقة كنز أثري، ونقله إلى الأراضي اللبنانية، بعد العثور عليه مؤخراً في دير مار تقلا التاريخي. وأكدت الشكوى أن الحزب لم يتوقف عن التنقيب عن الآثار والذهب وسرقتها، وهي تعتبر كنوزاً للبلدة والكنائس التاريخية فيها

عقوبات أميركية مرتقبة على رجال أعمال ووزراء مسيحيين

“حزب الله” يرفض البحث في الستراتيجية الدفاعية وعون ليس متحمساً للسير فيها إرضاء لنصرالله

تدن خطير لعدد المسيحيين في الدولة.. والمسؤولون يزايدون!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مدللي من مجلس الأمن: على النقيض من الالتزام اللبناني للقرار 1701 تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية دون عقاب

الهندي: استراتيجية دفاعية في غياب السيادة وهم

رهان على تقويم "متسامح" وتعيينات قضائية اليوم

استبعاد القوات من عضوية "الدستوري"... قيومجيان: نأسف لعدم وجود أخلاقيات في السياسة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: لن نبدأ الحرب في الخليج لكننا سندافع عن أنفسنا

«الحشد» يوجه أصابع الاتهام إلى أميركا وإسرائيل بعد رابع استهداف لمعسكراته

المالكي يطالب بالتحقيق في قصف مخازن «الحشد الشعبي»

حرائق الأمازون... لماذا تثير الفزع حول العالم؟ الغابات المطيرة تنتج 20% من الأكسجين الذي نتنفسه

سورية: اشتباكات “تركية” كردية في حلب و”ممرات آمنة” بحماة وإدلب

جيش الأسد أحكم سيطرته على "خان شيخون"... وأنقرة تحافظ على نقطة المراقبة التاسعة في مورك

واشنطن تنفي أي علاقة بتفجيرات مخازن ذخيرة أذرع إيران بالعراق

أردوغان يدعم “الوفاق” الليبية بطائرات إسرائيلية مسيّرة

غارات إسرائيلية على أهداف تابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية تصرف جزءًا من رواتب موظفيها بعد حل جزئي للأزمة المالية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتهت جولة وإلى اللقاء في جولة جديدة!/علي حماده/النهار

مواقف الحريري من واشنطن... تجويف للنظرة السلبية تجاه لبنان/سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين

باريس غاضبة من لبنان... خدعنا ...صفقة البوارج ملغومة ماديا /سيمون ابو فاضل/الكلمة اونلاين

5 مرتكزات أساسية لأي استراتيجية الدفاعية .. إليكم تفاصيلها!/ العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/الكلمة أونلاين

«اللقاء المشرقي»: مؤتمر بنغمة تحالف الأقليّات والتكتّل ضد السُنّة!/مازن ع. خطاب/اللواء

ارحموا لبنان من «الانتصارات» التموزية!/حنا صالح/الشرق الأوسط

باسيل ليس بشيراً ثانياً/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

الدور المسيحي في لبنان والمنطقة من أين والى أين؟/سعد كيوان/ندوة في "المركز اللبناني للبحوث والدراسات

الأجنبي الغريب سامي الجميّل/يوسف بزي/المدن

خرائط سوريّة تؤكد لبنانية مزارع شبعا.. سفير اكتشفها بالصدفة!/دوللي بشعلاني - الديار

مرة ثانية: رسالة اعتذار إلى الإقطاع الرجعي المرحوم/توفيق شومان

جُحر أفاعٍ في شمال سورية/مهنّد الحاج علي/مركز كارنيغي

ثورة مضادة في إيران تطالب خامنئي بالرحيل/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«وحدة التراب اليمني» مجرد شعار والأسوأ الوحدة «الإلحاقية»/صالح القلاب/الشرق الأوسط

طهران رأس حربة في استهداف دائرته أوسع/سليمان جودة/الشرق الأوسط

نقص الحرب الفكرية في هزيمة «داعش» النهائية/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

حرب آيات الله/يدرك النظام الإيراني أن الخطر على شرعيته يأتي من المؤسسة الدينية التي كانت المحرّك الأساس للثورة/ حسن فحص/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وزير العدل وتابع مع الهبر شؤون المهجرين: سيكون لبنان منبعا لرسالة السلام بعدما فشلت المؤسسات الدولية في تحقيق هذا الهدف

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء المقبل

مجلس الوزراء يعيّن "الدستوري": الحريري يمرّر طعنة باسيل للقوات

بري: الاغتراب اللبناني نعمة وطنية واقتصادية واحتياط إنساني واستراتيجي

الوفاء للمقاومة: الحوار المستدام يعالج كل نقاط الاختناق بين الاطراف المشاركين في الحكومة

كتلة اللقاء الديمقراطي أكدت ارتياحها لأجواء المصالحة ودعت إلى إنصاف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية

مثيرو النعرات الطائفية إلى المحكمة.. وباسيل يتصدّر القائمة/وليد حسين/المدن

الخوري عبدو أبو كسم: “الفن يتعدى علينا”/ايلي قصيفي/ موقع الدرج

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/من21حتى30/:”يا إخوتي، أَقُولُ وأَخْجَل، كَما لَو كُنَّا ضُعَفَاء! وأَقُولُ كَجَاهِل: إِنَّ كُلَّ مَا يَجْرُؤُ عَلَيْهِ هؤُلاء، أَجْرُؤُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضًا: أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم!أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة! تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة! ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا! قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة! عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ! أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس! مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77766/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a/

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/WMA/عملاقية البشير وقزمية الحاليين/23 آب/2019/للإستماع للتعليق هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.bacxhir23.08.19.wma

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/MP3/عملاقية البشير وقزمية الحاليين/23 آب/2019/للإستماع للتعليق هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.bacxhir23.08.19.mp3

 

عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/23 آب/2019

القادة العمالقة تكون وجهتم دائماً كالنسور إلى أعلى حيث الكرامة والغزة والإستبسال والعطاء والفداء والرجولة.

أما القادة الأقزام فوجهتم دائماً إلى أسفل حيث المذلة والمهانة والرُخص في كل شيء . الله يرحم نفس البشير النسر

اليوم ونحن نتذكر يوم انتُخب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية بتاريخ 23 آب/1982..

اليوم بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بانقاذ وطن الأرز من براثن الاحتلال الإيراني واستعادة استقلاله وحريته.

في ذكرى انتخاب بشير يتأكد لكل لبناني حر وسيادي أن بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

صحيح إن قوى الشر والظلامية قد نجحت في اغتيال بشير الجسد، إلا أنها لم تتمكن من قتل هذا البشير الذي لا يزال يسكن قلوب ووجدان وضمير كل لبناني حر

البشير القضية، وبشير الحلم، وبشير التعايش، وبشير التعلق بالدولة وبالقانون وبالدستور وبالحريات وبالديمقراطية وبالتعايش… هذا البشير يسكن في عقول وثقافة كل لبناني سيد وحر.

هذا البشير ولن يموت في وجدان وضمائر الأحرار

إن البشير الذي تم قتل جسده في 14 أيلول/عام 1982 لا يزال في ذكراه وفي نموذج ومثال الوطنية والصدق حياً في القلوب والوجدان والضمير والثقافة والحلم والرجاء..

في حين أن غالبية القياديين والسياسيين الأحياء بأجسادهم هم عملياً واحتراماً وثقة أموات في إيمانهم وعقولهم وجشعهم والإسخريوتية. فهؤلاء حضورهم غياب وغيابهم راحة ونعمة.

في العودة إلى ذكرى يوم الاغتيال في عيد الصليب المقدس في 14 أيلول من سنة 1982 امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول” :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم.

وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته.

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة/المقالة في أعلى هي من أرشيف الكاتب وتنشر اليوم مع بعض التعديلات والإضافات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً، جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثال.

ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود.

هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”.

لقد غاب عن بال القلة هذه أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرف. نذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا احرقوا مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال.

وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332، لم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع ألفين منهم كعبيد.

أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك.

ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ولأسباب مشابهة. في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية. فيما المؤمن بحقه وحامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون، كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، فيتلون، فيداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه.

عن هؤلاء قال الإمام علي (كرم الله وجه): إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.

الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر. وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12-39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض بأنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد بعد أن اشبعوا الناس بيانات، عنتريات وتنظيرات، فيما هم أثبتوا ميدانياً وعند أول “قطوع” تعرضوا له أنهم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة.

فيا أصحاب العضلات استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات، وتوبوا قبل فوات الأوان. اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها ولا تنساقوا وراء الأبواب الواسعة وأطماعكم والكراسي، ولا تتركوا بريق العباءات وتفرعاتها يعمي عيونكم ويقسي قلوبكم.

أنه عار على قادتنا أن يتجابنوا عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغضوا الطرف عن واقع الاحتلال الذي ينخر عظامه متحججين بألف حجة وحجة وكلها هروب إلى الأمام وهرطقات تبرر استسلامهم وتعايشهم مع واقع الإحتلال.

في الخلاصة، على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، واستنفذوا كافة حجج التلون والركوع وشذوا عن الطريق القويم، على هؤلاء أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8-32)

*اضغط هنا لقراءة المقالة التي في أعلى باللغة الإنكليزية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نعمة الحياد هي مجرد وديعة

الياس بجاني/21 آب/2019

الحياة وديعة من الله وهو يستردها وقت يشاء. أما الثروات الترابية فعلى الأرض تبقى ولا يحمل منها الإنسان شيئاً يوم رحيلة عن هذه الأرض الترابية الفانية,..حبدا لو لا تغيب عن بالنا هذه الحقيقة الحتمية والذي لا مفر ولا هرب منها.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني/الياس بجاني/19 آب/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7/

 

أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني وللهوية اللبنانية

الياس بجاني/19/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77661/77661/

يلاحظ المتابع اللبناني الكياني والسيادي والمؤمن بالهوية اللبنانية، وبأولوية الخيار اللبناني، وليس بغيرهما، بأن كل المحاولات التي جرت لتشكيل جبهات سيادية وعابرة للطوائف لتكون معارضة لاحتلال حزب الله، ولصفقة مداكشة الكراسي بالسيادة  قد فشلت فشلاً ذريعاً.

ومن الملاحظ أيضاً بأن كل الجبهات والتجمعات المعارضة لاحتلال حزب الله والتي رأت النور قد فشلت أيضاً ولم تحقق أي إنجاز شعبي وعملي وفاعل على الأرض رغم الاستمرار بإصدار بياناتها الأسبوعية، وهي للأسف مجموعات تحولت إلى منابر إعلامية لأجندات أشخاص معظمهم باحثون عن أدوار ومنافع ويبالغون بالتسويق لهويات وخيارات غير لبنانية، وذلك على حساب لبنانيتهم وبما يتعارض مع الخيار اللبناني.

وفي نفس السياق كانت جرت عدة محاولات جادة قبل الانتخابات النيابية الأخيرة من قبل أفراد صادقين وكيانيين لخلق تجمع بديل ل 14 آذار يشارك في الانتخابات على أساس مشروع وطني واستقلالي واضح ويعارض "الصفقة الرئاسية الخطيئة"، ولكن أفشلته الأجندات السلطوية الشخصية لأصحاب بعض شركات الأحزاب المصابين بداء وهم العظمة، ومعهم أيضاً مجموعة من السياسيين والناشطين الذين يدعون معارضة احتلال حزب الله في حين أن حقيقة تحركاتهم المشبوهة والأكروباتية تقول عكس ذلك.

وهؤلاء الذين حالوا دون خلق التجمع هذا فشلوا فشلاً ذريعاً في خيارتهم وتحالفاتهم الانتخابية بسبب نرسيسيتهم وقصر نظرهم وأوهامهم وفجعهم للسلطة في حين أن بعضهم ساهم عن غباء وحسابات سلطوية في وصول نواب إلى البرلمان يدورون في فلك مشروع حزب الله.

وفي نفس الإطار الرؤيوي للسيادة وللخيارات الاستقلالية والوطنية اللا شخصية فإن المطلوب من اللبناني الحر أن لا يثق مجدداً بأصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية الذين لم يحافظوا على انجازات ثورة الأرز ولا هم التزموا بأهداف تجمع 14 آذار ولا هم احترموا وصانوا تضحيات الشهداء من أركانها ومؤسسيها حيث انحرفوا وشردوا وفضلوا الدخول في صفقة مداكشة الكراسي بالسيادة (الصفقة الرئاسية والحكومية ومعهما صفقة القانون الانتخابي الهجين)، وكذلك ارتضوا التعايش المذل مع احتلال حزب الله ودويلته وسلاحه وحروبه وإرهابه ورفعوا بهدف التمويه والاحتيال والغش رايات "الواقعية" والمشاركة في الحكم.

يبقى أن مشكلة المجموعات السيادية المعلنة التي وجِّدت منذ العام 2006، وذلك عقب كارثة "صفقة الرئاسة الخطيئة"، وكذلك في خطاب وممارسات من يترأسها، المشكلة هي لهوية غير لبنانية على حساب لبنانيتها والخيارات اللبنانية والكيان اللبناني، تماماً كما هي حال ذوبان وانصهار حزب الله بالفارسية وبمشروع ملاليها الإمبراطوري الواهم، وبعمله الإرهابي الممنهج على تهميش وشيطنة واقتلاع كل ما هو لبناني.

ففي زمن الاحتلال السوري فرضت مخابراته على اللبنانيين معادلة هرطقية وإذلالية تقول، "بأن من ليس مع سوريا وبقاء جيشها في لبنان هو مع إسرائيل".

واليوم يفرض حزب الله معادلة مشابهة تقول، بأن من ليس مع مقاومته وسلاحه هو مع إسرائيل.

وفي نفس سياق الشرود عن الخيار اللبناني والخجل من الهوية اللبنانية تتبنى مجموعات وأحزاب سيادية وعدداً لا بأس به من السياسيين والناشطين المعارضين لحزب الله، تتبنى نفس هرطقة نظام الأسد وحزب الله بتغييبهم الهوية اللبنانية والخيار اللبناني مما يفقدهم المصداقية ويعطي حزب الله المبررات للاستمرار في جريمة "أيرنة" لبنان وإسقاط نموذج الكيان اللبناني التعايشي والحضاري والتنكر للهوية اللبنانية.

في الخلاصة فإن ما يتعامى عنه هؤلاء الجهلة والوصوليين من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب في لبنان الرافعين رايات السيادة والاستقلال والحريات بأنهم يضعون اللبنانيين وكما نظام الأسدي المخابراتي وحزب الله الملالوي والإرهابي أمام خيارين غير لبنانيين، في حين أن الخيار اللبناني يجب أن يكون الخيار الوحيد، وهذا لا يعني مطلقاً عداوة للعرب أو لإيران أو لغيرهما من الدول والهويات...

ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع، ويتوقف عن التلحف بحربائية الألوان غير اللبنانية، وبعدم التسوّيق لغير خيار "لبنان أولاً"

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/08/2019

الخميس 22 آب 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

جلسة طويلة ومنتجة لمجلس الوزراء في المقر الرئاسي الصيفي، درست ملفات عدة وعينت خمسة أعضاء في المجلس الدستوري وشكلت لجنة برئاسة الرئيس الحريري للبت بالملف الفلسطيني ووافقت على استمرار الجيش اللبناني في العمل مع اليونيفيل.

مجلس الوزراء الذي ينعقد مجددا يوم الثلاثاء المقبل بحث في موضوع التصنيف الائتماني الذي تصدره غدا STANDARD AND POORS.

وإذ قرر مجلس الوزراء مواصلة العمل للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي، قال الرئيس الحريري إن لبنان غير معني بأي تصنيف وإنما هو معني بالاجراءات الواجبة على الصعيدين المالي والاقتصادي..

وأوضح وزير الاعلام جمال الجراح ان الاعتقاد السائد هو إستمرار التصنيف الحالي..

وفي موضوع النفايات في الشمال قرر مجلس الوزراء استملاك الارض في الحواكير..

نتائج جلسة مجلس الوزراء في تقرير للزميلة ميرنا الشدياق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بمعزل عن القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته الصيفية في بيت الدين، فإن الجلسة تكتسب أهمية ذات مغزى كونها مؤشرا واضحا إلى استعادة الحكومة عافيتها وإعادة ترتيب وجدولة أعمالها على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.

وإذا كان جدول أعمال الجلسة يتضمن ستة وأربعين بندا عاديا، فإن ثمة مواضيع من خارج الجدول أقرها مجلس الوزراء كتعيين حصة الحكومة في المجلس الدستوري وهي خمسة أعضاء مع اعتراض القوات والمردة وتضامن على شكل نصف إعتراض من الإشتراكي.

على أن مجلس الوزراء التأم على إيقاع التصنيف الإئتماني للبنان والذي لفحه في الساعات الاخيرة مناخ تفاؤلي جمدت بموجبه وكالة (ستاندرد اند بورز) تصنيفها عند (-B) بما يبعد سيف خفضه إلى (CCC).

وانتقد الرئيس الحريري في بداية الجلسة الحديث حول التصنيف من اختصاصيين وغير اختصاصيين واعتبر أن هذا يعطي تناقضات تضر بمصلحة البلد، ودعا للعمل على تحقيق إنجازات على الصعيد الاقتصادي من سيدر والموازنة والإصلاحات والتعيينات.

فيما طالب الوزير خليل عدم التعاطي بخفة مع التصنيف بل تحت سقف مصلحة الدولة وضمن نقاش هادئ رصين ومسؤول.

هذا التصنيف الإيجابي المنتظر صدوره غدا يفترض أن يشكل حافزا لإطلاق ورشة اقتصادية ومالية وإصلاحية جديدة بحيث لا يجوز أن تنام الحكومة على حرير تجاوز قطوع (ستاندرد اند بورز) بل عليها أن ترى في الأمر جرس إنذار.

ومن عين التينة التي زارها موفدا من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إعتبر الوزير السابق غازي العريضي أن الأوان قد آن لكي نحفظ لأنفسنا في لبنان التصنيف الذي يستحقه البلد وأهله لا أن ننتظر تصنيفات الآخرين.

فيما شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد إغترابي أن اللبنانيين المغتربين هم قرش لبنان الأبيض الذي يجب أن يحافظ عليه ويستثمر فيه في المحطات الحالكة مبديا أسفه لأن الوطن عرضة لمثل هذه المحطات الآن.

وحول ملف التعيينات قال وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس للـNBN أن الرئيس الحريري والوزير باسيل ما اجتمعا إلا وكان ملف التعيينات ثالثهما وأشار إلى أن العهد لم يغير شيئا في موضوع المحاصصة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بعد أن كتم نبوته الكاذبة لسنوات، خرج الرئيس الاميركي زاعما أن الله اختاره لامانة لم يحملها أسلافه. فخلال مؤتمر صحافي عقده فجأة في البيت الأبيض يقول دونالد ترامب "هذه ليست حربي التجارية على الصين، هذه حرب كان يجب أن يخوضها منذ وقت طويل رؤساء آخرون، مستعيرا مصطلحا توراتيا"أنا هو المختار".

ومن تنصيب نفسه مرسلا لخوض حرب تجارية، الى ملك لبني اسرائيل طالبا من اليهود الاميركيين أن يدفعوا دينا سابقا في موسم الانتخابات. "ما من رئيس على الإطلاق قام بما قمت به لإسرائيل، من مرتفعات الجولان والقدس الى إيران"، يقول الرئيس الاميركي.

ومع انتحال ترامب صفة "المختار" لمحاربة اقتصاد الصين العملاق، هل ينجو لبنان المرهق اقتصاديا من شركات التصنيف الائتمانية الاميركية التي هي بالتأكيد ليست بالملائكة؟ لبنان يبدو أنه اعطي فترة ستة أشهر اضافية قبل اعلان تصنيفه الجديد، فهل تبقى الاعتبارات المالية والاقتصادية هي الحاكمة أم ستدخل الضغوط والاعتبارات السياسية على الخط؟ لكن الاهم أن لا نكون عونا لمن يتربص بلبنان شرا بخلافات قد تعطل البلاد لاسابيع كما حصل مؤخرا. فالحمد لله التأمت الحكومة بجلسة منتجة بعد غياب قسري واثر جهود ولقاءات أثمرت عودة الى ممارسة الحياة السياسية. جهود نوهت بها كتلة الوفاء لللمقاومة مشددة على منطق الحوار لمعالجة نقاط الاختلاف في الشأن الداخلي.

جلسة حاول البعض خلالها الجعل من مسلمات وطنية نقاط خلاف. مقترح قواتي لاضافة عبارة حصرية السلاح بيد الدولة على قانون الدفاع الوطني يرد عليه وزير الدفاع بالقول ان الامر خارج النقاش، ومع الاصرار القواتي، يطلب الوزير محمود قماطي اضافة معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليتدخل رئيس الحكومة طالبا من القوات التراجع وابقاء الامور على ما كانت عليه.

وفي الشأن الخارجي الاقليمي، معادلة المنطق مقابل المنطق والقوة مقابل القوة أطلقها رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في وجه الغطرسة الاميركية. كلام الشيخ روحاني جاء خلال الكشف عن منظومة power بور الصاروخية جو ارض التي قال فيها انها تضاهي منظومة "الاس ثلاثمئة" الروسية لا بل تقترب من الاس اربعمئة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

مجلس الوزراء في بيت الدين بعد انقطاع طويل عن الاجتماعات، بجدول أعمال خال من الملفات الخلافية، فالتسوية الثنائية استعادت صحتها ووسائل عملها المعتادة وطقوسها فكان الآتي: الوزير جبران باسيل الى بيت الوسط عشية الجلسة، توافق بالقطعة مع الرئيس الحريري على استكمال تعيينات المجلس الدستوري، مرشح القوات خارج الأسماء الخمسة، طعنة بالزائد طعنة بالناقص في ظهر سمير جعجع، لا مشكل الحليف بيحمل ومعروف عنه أنه لا يخرب على الاستقرار منذ الطائف ولو دفع الثمن من كيسه.

وقد حظيت تعيينات الدستوري ببصم وزراء أمل الذين سلفهم رئيس القوات بتسهيله تعيين حصة المجلس النيابي في المجلس الدستوري وتلقى في المقابل وعدا من الرئيس بري بدعم مرشح القوات في مجلس الوزراء. وحدهم وزراء الاشتراكي ساندوا وزراء القوات في الأسم الماروني فيما اعترض وزير المردة يوسف فنيانوس على آلية التعيين ، لكن اصواتهم لم تفرمل القطار

ولا داعي طبعا للرهان كثيرا على اللجنة التي ستشكل لدرس الوضع الفلسطيني وما ستكون نتيجة عملها، إذ احتسبنا أن وزير العمل المعني بالملف هو وزير القوات كميل أبو سليمان. توازيا، التسوية الحريرية -الباسيلية، أنجبت توافقا على مطمر للنفايات في منطقة الحواكير في الضنية، يفترض إذا لم تضربه ريح معاكسة كالتي ضربت مطمر تربل، يفترض أن يمتص تدريجيا مفاعيل الكارثة البيئية والصحية التي ضربت الأقضية الشمالية الأربعة في عز موسم الصيف .

يوم العسل الحكومي تعزز اكثر بالتطمينات التي تسربت الى الحكومة، عن أن ستاندرد أند بورز سترجىء اصدار تصنيفها لبنان مدة ستة أشهر كي تمنح حكومته الفرصة اللازمة لاستكمال تدابيرها التصحيحية الواردة في موازنة 2019 ولإعداد موازنة 2020. والمتوقع الآن، أخلاقيا ومصلحيا، أن تشفق الدولة على نفسها كما تشفق عليها الدول الصديقة وأن تعمل مصلحتها مقتنصة الفرصة الجديدة المتاحة، إن صدقت المعلومات عن ستاندرد أند بورز وإذا لم تفاجئها فيتش بتقريرها الليلة، وإلا سقط لبنان في هاوية سحيقة لا قيامة له من بعدها، اقله ليس على يدي هذه الطغمة الحاكمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الوضع في البلاد ايجابي، انه الواقع ولو انه لا يجسد تمنيات كثيرين في الداخل والخارج دأبوا منذ انتخاب الرئيس ميشال عون على اشاعة اجواء سلبية سياسيا وماليا دفع ثمنها اللبنانيون الكثير الكثير. الوضع في البلاد ايجابي طبعا نسبة الى ما يحيط بلبنان من اوضاع مشتعلة وما يتعرض له اقتصاده من ضغوط بفعل وجود مليوني نازح سوري ولاجىء فلسطيني على ارضه.

فاليوم عادت الحكومة الى العمل مجددا واعطت جلسة مجلس الوزراء في بيت الدين انطباعا جديا بالاتجاه نحو الانتاج على غير صعيد.

وعلى هامش الجلسة وما تبعها من ردود فعل قواتية سلبية في موضوع تعيينات المجلس الدستوري تيشر معلومات ال "او تي في" الى ان ما جرى في مجلس الوزراء هو ان القوات اللبنانية طلبت حصة والتيار الوطني الحر كان موافقا، لكن القوات اصرت على ان يكون مرشحها لهذا المنصب حصرا من الطائفة المارونية، ليتبين ان المرشح الماروني من جانب التيار اكثر كفاءة في مجال العلوم الدستورية وله مؤلفات وهو صاحب سمعة مرموقة، وازاء اصرار القوات على مرشحها الماروني حصرا ورفض تمثيلها بأي مرشح من اي مذهب مسيحي اخر، انهى الامر بعدم تعيين اي مقرب من القوات في المجلس الدستوري بفعل التعنت القواتي لا اكثر ولا اقل.

وفي الاطار عينه ووفق مصادر متابعة لما حصل في مجلس الوزراء وبعدما رددت انها تشكل على وعد الرئيس الحريري.

في هذا السياق فقد ظهر بكل بساطة ان كل ما كتب وحكي عن عودة التحالف بين جعجع والحريري وتكرار اصطفاف 8 و14 اذار، انما كان مجرد كلام سقط امام لحظة الحقيقة.

يبقى موضوع ايكوشار المزمن الذي وضع مجلس الوزراء حدا نهائيا له اليوم وهو ما لقي ترحيبا عارما من جميع المواطنين ذوي الحقوق العالقة منذ عشرات السنوات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

23 آب 1985... إنه يوم جمعة

23 آب 2019... إنه يوم جمعة

أربعة وثلاثون عاما ، بالتمام والكمال

23 آب 1985، يوم ولادة المحطة

كتابة ألف مقدمة، في السياسة وفي الأمن وفي الإقتصاد وفي القضاء وفي البيئة وفي الدبلوماسية، أسهل ألف مرة من الكتابة عن الذات وعن الروح وعن البيت، وهذه الثلاثية هي التي صنعت المؤسسة... هذه الثلاثية ما أسهل الإحساس بها وما أصعب الكتابة عنها:

عما نكتب؟

هل نكتب عن إضاءة الشاشة على ضوء الشموع ووراء أكياس الرمل؟

هل نكتب عن زمن التحدي الذي لم يكن يوقفه لا تهديد ولا وعيد؟

هل نكتب عن السير بين النقاط وبين الألغام وبين القذائف وبين السيارات المفخخة؟

هل نكتب عن " تنفس الصعداء بين depart القذيفة والـarrivee؟

هل نكتب عن الشغل تحت الأرض في استديو المبنى في دار المعلمين في صربا؟

هل نكتب عن النقلة إلى أدما من دون أن يتوقف البث للحظة، في مواجهة متكافئة وغير متكافئة للسلطة التي كانت قائمة آنذاك؟

هل نكتب عن شهيد خيمة السلام الزميل بيار شباط وشهيد حرب تموز الزميل سليمان الشدياق؟

هل نكتب عن زملاء وفريق عمل كانوا يستشهدون كل يوم وأعطوا وخاطروا من أجل أن تبقى المحطة وتستمر الأولى؟

هل نكتب أن المؤسسة هي الأكثر حثا للسلطة ليكون للبنان قانون يشرع المرئي والمسموع؟ وأنها تحولت منذ العام 1992 إلى مؤسسة لها نظامها ومساهموها وهيكليتها القانونية واستقلاليتها؟

هل نكتب أن المحطة أصبحت قدوة لسائر المؤسسات، الرسمية منها وغير الرسمية، إلى درجة أن الرئيس بري ذكر في إحدى جلسات مجلس النواب عام 1997 بما سبق ان قاله وهو : "إدفعوا خمسين الف دولار كراتب شهري لبيار الضاهر كمدير عام رئيس مجلس ادارة لتلفزيون لبنان، إذا كنتم تريدون ان تنهضوا بهذا التلفزيون؟

نعم ، لا تذكر الـLBCI إلا ومرفقة ببيار الضاهر، هذه ليست مكابرة وليست مبالغة ، هذه حقيقة يجهر بها الجميع إلا بيار الضاهر، اما لماذا فاسألوه.

حين نكتب عن الـLBCI نسترجع كتاب الإعلام في لبنان، هذا الإعلام الذي مر بعصر ذهبي في الحرب، ليس بسبب الحرب بل بسبب عدة عوامل، والمفارقة أنه في زمن السلم يمر اليوم في مرحلة موت سريري.

لماذا صمدت الـLBCI وبقيت؟ لأنها تعكس نبض الشارع ووجدان اللبنانيين.

نعرف أننا في 2019 وليس في 1985

ونعرف أن التحدي أكبر لأن المفاهيم تغيرت والأجيال تبدلت:

إبن الـ34 عاما ولد يوم ولدت المحطة ، وما عليها ان تقدمه له ليس هو ما كانت تقدمه لوالديه في العام 1985.

إنه تحد يومي لمواكبة الجيل الجديد، من دون التخلي عن الأجيال القديمة، ولمواكبة العصر بكل تقنياته وتقدمه الباهر.

لكن التحدي الأكبر في أن تبقى الـLBCI شاشة الحريات وشاشة تفاعل الأفكار: لا طغيان لفكرة على فكرة ولا إلغاء لفكرة على حساب فكرة أخرى، فمن دون الحرية وتفاعل تبادل الأفكار، لا معنى لشاشة ولا معنى لإعلام وحتى لا معنى لوطن.

في 23 آب 1985 تحدث بيار الضاهر في دقيقتين وخمسين ثانية عن الثلاثين سنة الآتية.

اليوم عشية 23 آب 2019 وفي سهرة الـLBCI هل سيتحدث بثلاث دقائق عن الثلاثين سنة القادمة؟

بكلمات قليلة "شرقت شمس الـLBCI وتغير كل الموضوع".

ونترككم مع الأغاني التي واكبت الـLBCI وكل أغنية واكبت حقبة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على شرفة صنفت مقرا صيفيا أطل رئيس الجمهورية ملوحا للسياح والزوار في باحة بيت الدين قبل أن يرأس مجلس الوزراء. هواء المختارة المنعش أرخى بظلاله على الجلسة لولا استحضار ملائكة الأخوين فتوش وشياطين معمل سبلين، بحسب سجال اندلع بين الوزيرين وائل بو فاعور وصالح الغريب فاعتمر رئيس الحكومة خوذة الإطفائي وأطفأ السجال الاشتراكي الديمقراطي.

بين السلملك والحرملك سجل تقارب عوني اشتراكي فاستند وزير الخارجية جبران باسيل إلى مطالعة بو فاعور وتبنى نظرية الادعاء على آل فتوش جزائيا ووجوب دراسة الملف من الناحية البيئية مع ضرورة التثبت من تورط بعض قضاة شورى الدولة بالتواطؤ مع فتوش وإحالة المتورطين الى القضاء.

من خارج بنود النزهة الحكومية عين أعضاء المجلس الدستوري فأصيبت القوات اللبنانية بنكسة المقعد الماروني الذي سحب منها بعد دعم تلقته من بري والحريري وأعطي للتيار بعد لقاء ليلي جمع الحريري بباسيل فصنفت القوات التعيين في خانة قلة الأخلاق السياسية ، ولتعيين أعضاء المجلس الدستوري تتمة بعد الوقوف على مدى اعتماد الكفاءة بدلا من المحسوبية ، فعلى مشارف قصر بيت الدين اعتصم الناجحون في دورة خفراء الجمارك الذين ينتظرون منذ خمس سنوات على قارعة التعيين في وقت يجمع فيه المسؤولون على ضرورة مكافحة التهريب عبر المعابر غير الشرعية والمفارقة أن الخفراء الناجحين من المسلمين أربع مئة وستة وعشرون زائدا واحدا عن المسيحيين بما لا يمس المناصفة ولا يهز أمن التوظيف الطوائفي " وهور يا بو الهوارة" على حد قول أحد الناجحين .

تعيين خفير في الجمارك أعطى صورة طبق الأصل عن حكم الفساد في جميع إدارات الدولة وعلى هذا الصيت باتت شركات التصنيف الائتماني خفيرة على وضع البلد المالي . عيون اللبنانيين شاخصة إلى تقارير موديز وستاندرت اند بورز وفيتش وإلى مسودات تصنيفات تعتمد على سياسة الدولة المرسومة بين المصرف المركزي ووزارة المال وفي انتظار صدور العلامات فإن لبنان لم ينل حتى المعدل في قائمة المصنفين دوليا ضمن الدول التي تحتضر ماليا الأمر الذي رأى فيه القيمون على السياسة المالية ظلما وقال عنه رئيس الحكومة سعد الحريري إننا كدولة بصرف النظر عن نتائج مؤسسات التصنيف لدينا الإجراءات الخاصة لحفظ الوضع المالي والاقتصادي ونعمل للحفاظ على استقرارنا وعلى ماليتنا العامة .أرجأت شركة فيتش تقريرها الذي كان مفترضا صدوره اليوم وأمهلت الحكومة ستة أشهر إضافية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 آب 2019

الخميس 22 آب 2019

النهار

رغم الحديث عن استثمارات صينيّة في أحد المجمّعات التجاريّة في البقاع إلّا أن لا حركة ملحوظة فيه حتى اليوم بل غياب كبار المستثمرين والتجّار.

في العدد الأخير للجريدة الرسمية 13 علم وخبر بتأسيس جمعيّات جديدة ما يرفع عدد الجمعيّات مجدّداً من دون أي رقابة فعليّة عليها وعلى التزامها الأهداف التي تقوم عليها وموازناتها وعضويّتها.

تردّد أن وزيراً سابقاً ينشط على خط التجارة بين لبنان وسوريا بعدما تراجع حجم المساعدات الماليّة التي كان يتلقّاها شهريّاً.

الجمهورية

عُلِمَ أن مرجعية رسمية كبيرة تعمّدت من خلال مواقفها حول الإستراتيجية الدفاعية والعقوبات توجيه رسالة إلى دولة عظمى ومسؤول لبناني كبير معاً مفادها أن البحث في أي ملق يتعلق بلبنان لا يمكن أن يمرّ ما لم يمرّ عبره.

كان من المفترض أن تحتفل الأشرفية بذكرى انتخاب رئيس راحل لكن استعيض عنه بنشاط آخر بسبب الظروف الراهنة.

ساد خلاف حاد داخل حزب بارز على خلفية التعاطي مع استحقاق قريب قدّم خلاله بعض أركان الحزب المذكور إعتراضات شديدة على بعض الأسماء الحزبية التي طرحت.

اللواء

يطالب تيّار موالٍ بالحصة العظمى في التعيينات العائدة لطائفته، بصرف النظر عن النتائج على التفاهمات الوزارية والسياسية؟

لم يرق لمرجع ما ورد على لسان مرجع آخر، من تصريح شمله معه في الموقف نفسه.

يجزم مصرفيون بأن إمكانات اجتياز عقبة التصنيف وعقبة "العقوبات" قائمة بقوة، وستظهر النتائج خلال أيام.

البناء

تحدثت مصادر دبلوماسية عن إلغاء السفيرة الأميركية في بيروت لسفرها في إجازة الصيف بطلب من واشنطن، وتساءلت عن علاقة ذلك بالحملة التي يتولاها حلفاء واشنطن في لبنان ضدّ سلاح المقاومة وإمكانية تحوّل كلام رئيس الحكومة عن تطبيق وقف النار المنصوص عليه في القرار 1701 إلى مشروع مقايضة بين سلاح المقاومة ومزارع شبعا؟

حذرت مصادر نفطية من قيام إيران بردّ عنيف على أيّ تعرّض أميركي لناقلتها النفطية في البحر المتوسط، وقالت المصادر إنّ إيران أبلغت دول المنطقة وعواصم فاعلة عالمياً بأنه مثلما كان توقيف الناقلة يقابله توقيف ناقلة فإنّ استهداف ناقلة سيقابله استهداف ناقلات، وإنّ الخليج قد يتحوّل إلى محرقة ناقلات نفطية إذا غامرت واشنطن بتوجيه النيران نحو الناقلة الإيرانية.…

 

جلجلة التصنيف... بعد "موديز" و"ستاندرد أند بورز" العين على "فيتش"

أكبر مناورة للجيش... ورعاية أميركية-كنسيّة للاستراتيجية الدفاعية

نداء الوطن/22 آب/2019

"مستوى التدريب والحرفية الذي ظهر خلال هذه المناورة يثبت جهوزية الجيش لمواجهة كل التحدّيات سواء على الحدود أم في الداخل"... عبارة تختزن الكثير على لسان قائد المؤسسة العسكرية العماد جوزيف عون إثر إشرافه على أكبر مناورة قتالية بالذخيرة الحية، نفذها أمس الفوج المجوقل في جرود العاقورة بمشاركة القوات الجوية وأفواج المدفعية والمدرعات والمضاد للدروع. ففي خضم مناورات التشكيك بقدرات الجيش وقدرته وحده على تولي مهام الدفاع عن الوطن، أتت مناورة العاقورة لتضع خطين أحمرين تحت كلمة "الجهوزية" متى تغربلت الاستراتيجيات وتلاشت "الثلاثيات" لتبقى أحادية دفاعية لا إمرة إلا للدولة فيها على حربها وسلمها. ورغم أنّ "حزب الله" بدا خلال الساعات الأخيرة كمن يحاول اقتناص "اللحظة الرئاسية" السانحة ليكرّس نفسه شريكاً مضارباً في استراتيجية الدفاع عن البلد، وذلك عبر تشديد "الحزب" على لسان نائب رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ علي دعموش على أنّ "انتصار تموز 2006 عزز مكانة المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية وحوّلها إلى عنصر أساس في أي استراتيجية دفاعية للبنان"، غير أنّ مسار التصحيح والتصويب الذي سلكه التصريح الرئاسي عن الاستراتيجية الدفاعية أخذ مداه فتواصلت عملية امتصاص الصدمة الداخلية والخارجية جراء كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن انتفاء ركائز هذه الاستراتيجية، لا سيما بعد إعادة تجديد عون نفسه التزامه بها في بيان قصر "بيت الدين" التوضيحي، وصولاً إلى تكليل "الاستراتيجية الدفاعية" أمس برعاية كنسية عبر تأكيد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّها "ضرورة ماسة في حياة لبنان"، قائلاً إثر لقائه رئيس الجمهورية: "مسألة الاستراتيجية الدفاعية أساسية، وقد طُرحت أولاً في عهد الرئيس سليمان ومن الضروري أن يتم اعتمادها". وتوازياً، لفت الانتباه أمس حضور السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد يرافقها الممثلون العسكريون الأميركيون، المناورة العسكرية للجيش اللبناني، لا سيما وأنها في معرض تأكيدها على إيمان الولايات المتحدة "بقوة هذا الجيش" تمنت في المقابل أن "يؤمن كل لبناني به كذلك" في إشارة أميركية إلى وجوب تعزيز نظرة الثقة بقدرة المؤسسة العسكرية اللبنانية على الدفاع عن البلد. وفي الغضون، تقاطعت المعلومات والمعطيات الرسمية وغير الرسمية بالأمس عند تأكيد الخبر الذي كانت "نداء الوطن" أول من تفرد بكشف النقاب عنه على لسان رئيس لجنة الرقابة على المصارف في المصرف المركزي سمير حمود، باتجاه الأمور نحو عدم تخفيض وكالة "ستاندرد أند بورز" لتصنيف لبنان الائتماني في تقريرها المرتقب صدوره غداً. بحيث أثمرت الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية لإقناع القيّمين على الوكالة بإرجاء خفض تصنيفها للبنان وذلك بالتوازي مع العمل مع عواصم دول القرار على إعطاء لبنان فترة سماح جديدة لإنجاز إصلاحاته الاقتصادية كونه يتعرض لضغوط هائلة تثقل كاهل اقتصاده وماليته، وأولها عبء المليون ونصف المليون لاجئ سوري. وفي التفاصيل أنّ التدارك الرئاسي على مستوى السلطة التنفيذية لخطورة الأوضاع الاقتصادية، نجح في تحصين التصنيف السيادي وهو ما تبلور أخيراً في الاجتماع المالي الذي عقد في قصر بعبدا وما خلص إليه من تأكيد لبناني للمجتمع الدولي على وضع ورقة اقتصادية مع التشديد على جدية الحكومة في تنفيذ موازنة 2019 وإنجاز موازنة 2020 في موعدها القانوني، وذلك بموازاة تزويد وزارة المال "ستاندرد اند بورز" أوراقاً مالية ذات صلة بهذا الموضوع. لكن يبقى أنّ مرور "قطوع" ستاندرد أند بورز لم يُخرج لبنان عن درب جلجلة التصنيف، إذ إنه بعد هذا التقرير والذي كان قد سبقه تقرير وكالة "موديز" سيكون الموعد الجديد مع استحقاق "فيتش" الوكالة الدولية الثالثة التي ستصنّف أيضاً لبنان قبل نهاية العام الجاري، الأمر الذي يستدعي إيفاء الرؤساء الثلاثة بالوعود التي قطعوها في مجال الإصلاحات أمام المجتمع الدولي، كي لا يتم خفض التصنيف مجدداً فيقع الاقتصاد الوطني في المحظور. وكشف مصدر وزاري بارز لـ"نداء الوطن" أنّ العمل على درء مخاطر خفض تصنيف وكالة "ستاندرد أند بورز" للبنان كان قد بدأ منذ تصنيف "موديز"، بحيث حصل اتفاق على التواصل والعمل مع الوكالة الدولية، التي بحسب المعلومات طلبت حينها برنامج عمل وإصلاحات مع تعهدات بالتنفيذ، فتم بالفعل تشكيل لجنة ضمت رئاسة مجلس الوزراء، مصرف لبنان ووزارة المال لوضع هذا البرنامج ثم أرسلت المستندات المطلوبة مرفقة ببرنامج العمل اللبناني في 29 تموز إلى وكالة "ستاندرد أند بورز"، بما شمل مستندات من رئاسة الحكومة والمصرف المركزي ووزارتي المال والطاقة في ما يتعلق بالخطة التي التزمت الحكومة تنفيذها. وتكثفت طيلة الفترة الأخيرة الاتصالات الرسمية مع الوكالة الدولية التي خلصت إلى إبقاء تصنيف لبنان على ما هو عليه راهناً ريثما تثبت الحكومة جدية وعودها بالإصلاحات.

 

حزب الله"طُرد من معلولا: من نَهَبَ دير مار تقلا؟

شكوى أكدت قيام حزب الله بسرقة كنز أثري، ونقله إلى الأراضي اللبنانية، بعد العثور عليه مؤخراً في دير مار تقلا التاريخي. وأكدت الشكوى أن الحزب لم يتوقف عن التنقيب عن الآثار والذهب وسرقتها، وهي تعتبر كنوزاً للبلدة والكنائس التاريخية فيها

المدن/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77749/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b7%d9%8f%d8%b1%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b2%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d9%83/

تزامناً مع الانتشار الجديد لمليشيا "حزب الله" اللبنانية في بعض قرى القلمون الغربي، انسحبت مجموعاته من بلدة معلولا بشكل كامل، مع إخلاء كافة مقراتها ومستودعاتها من السلاح والعتاد العسكري، بحسب مراسل "المدن" سليم النحاس. وكانت "المدن" قد أشارت إلى إخلاء الحزب لبعض مواقعه في البلدة المسيحية، إلا أنه عاد ونفذ انسحاباً كاملاً، فأخلى دير مار تقلا وحاجز مدخل معلولا، أكبر حواجز القلمون الغربي. وتمركزت مجموعات الحزب المُنسحبة في الجبال المحيطة بمعلولا، والتي عملت سابقاً فيها على حفر أنفاق وخنادق لتخزين السلاح والمبيت داخلها. مصادر خاصة لـ"المدن"، كشفت تفاصيل خروج "حزب الله" بشكل مفاجئ، مؤكدة أن رأس النظام يقف وراء انسحابه من المنطقة بشكل مُباشر. وقالت مصادر "المدن" إن رُهباناً وقساوسة، فضلاً عن مسؤولين مسيحيين من البلدة، تقدموا بشكوى رسمية للرئيس بشار الأسد، خلال زيارته لبلدة صيدنايا المجاورة في تموز/يوليو. الشكوى أكدت قيام "حزب الله" بسرقة كنز أثري، ونقله إلى الأراضي اللبنانية، بعد العثور عليه مؤخراً في دير مار تقلا التاريخي. وأكدت الشكوى أن الحزب لم يتوقف عن التنقيب عن الآثار والذهب وسرقتها، وهي تعتبر كنوزاً للبلدة والكنائس التاريخية فيها. الحزب واصل التنقيب عن الآثار منذ سيطرته على البلدة في 2014. وكان رجال دين مسيحيون قد حرّضوا بعض قادة المليشيات المسيحية الموالية، لمضايقة عناصر "حزب الله"، بعدما تعهد بشار الأسد، بإخراجهم من معلولا بشكل سريع. مصادر "المدن" قالت إن بشار طلب من قيادة "حزب الله" سحب مجموعاتها من معلولا، تجنباً لصدام مسيحي–شيعي في قرى القلمون، بعد تأكيد حوادث سرقة الذهب وآثار الكنائس والأديرة التي يعود عمرها لمئات السنين. ويتهم أهالي معلولا، ورجال الدين المسيحيين، مليشيا "حزب الله" واستخبارات النظام، بالوقوف خلف عمليات النهب الممنهجة التي طالت دير مار تقلا بُعيد خروج تنظيم "جبهة النصرة" منها. إذ وثق الأهالي والمختصون، سرقة عناصر الحزب لعشرات اللوحات والأيقونات التي تعود لقرون ماضية، وكيلوغرامات من الذهب العتيق، وقطع أثرية كانت داخل الدير، رغم ادعاء الحزب ومخابرات النظام بأن "جبهة النصرة" من قامت بتلك السرقات، في فترة سيطرتها القصيرة على المدينة بين أيلول 2013 ونيسان 2014. وليست معلولا وحدها من شهدت عمليات تنقيب من قبل "حزب الله" عن الذهب والآثار، بل أن ذلك يجرى بشكل متواصل في جميع مناطق سيطرة الحزب، كما يحدث الآن في البخعة ويبرود في القلمون الغربي.

 

عقوبات أميركية مرتقبة على رجال أعمال ووزراء مسيحيين

سيناريوهان مطروحان لمسارها في لبنان

موقع إيلاف/ريما زها/22 آب/2019

يكثر الكلام عن عقوبات أميركية على حلفاء حزب الله، لا سيما المقرّبون من العهد والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي. بحسب المعلومات التي يشيّعها “أصدقاء واشنطن”، فإن العقوبات الأميركية ستستهدف رجال أعمال ووزراء مسيحيين، من الذين تتهمهم الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله. عن العقوبات المرتقبة، يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ”إيلاف” أن هناك سيناريوهين مطروحين لمسار العقوبات الأميركية، الأول ينصّ على فرض عقوبات على شخصيات سياسية من الصفّ الأول، وتطال إضافة إلى أشخاص من حزب الله، حلفاء من أحزاب أخرى. والثاني ينصّ على فرض عقوبات على عدد من المفاتيح المالية في عدد من الأحزاب التي تعتبرها واشنطن داعمة لحزب الله. وهنا يجدر الذكر، يضيف عجاقة، أن إدراج شخصيات على لائحة العقوبات لا يحتاج أكثر من توقيع الإدارة الأميركية، بحكم أن القانونين “HIFPA1 وHIFPA2” تم التصويت عليهما، وأعطيا صلاحيات إضافة الأسماء إلى هذه الإدارة.

العقوبات الذكية

يلفت عجاقة إلى أن فرض العقوبات “الذكية” (كما يُطلق عليها الأميركيون) يتمّ تدريجيًا على أصحاب القرار من بوابة “الخنق” المالي. على هذا الصعيد، قال أحد مستشاري الإدارة الأميركية على صفحته على فايسبوك، إن القرار السياسي في لبنان هو في يد الطبقة السياسية التي تمتلك قسمًا كبيرًا من ثروة لبنان، لذا وللتأثير على القرار السياسي، يكفي الضغط ماليًا على هذه الطبقة السياسية، لكن فرض عقوبات على سياسيين من الصفّ الأول هو خيار “جذري، وقد لا تعمد الإدارة الأميركية إلى أخذه نظرًا إلى حالة الفوضى التي قد يعيشها لبنان جرّاء وضع سياسيين لبنانيين على لائحة العقوبات، خصوصًا أن الأميركيين يتوقّعون من هؤلاء السياسيين إعتماد سياسة “شمشون الجبّار”، أي “عليّ وعلى أعدائي يا رب”، مما سيؤدّي إلى كارثة حقيقية على الصعد الإقتصادية، المالية، وحتى النقدية، قدّ تطال الشعب اللبناني ككل، وبالتالي تكون النتيجة مُعاكسة لمبدأ العقوبات “الذكيّة” التي يُريدها الأميركيون.

السيناريو الثاني

يضيف عجاقة: “السيناريو الثاني هو الأكثر إحتمالًا، حيث تمتلك الإدارة الأميركية لائحة بعدد من الشخصيات التي تُعتبر مفاتيح في الأحزاب الحليفة لحزب الله، والتي يُعتبر شملها بالعقوبات ضرّبة كبيرة لهذه الأحزاب من ناحية ضرب تمويلها، وبالتالي لجّم تحرّكاتها، وينصّ السيناريو على الذهاب أبعد من ذلك مع وضع مجموعة من المؤسسات التابعة لهذه الأحزاب على لائحة عقوبات، والتي تضمّ وسائل إعلامية، شركات تجارية وغيرها.

التداعيات

عن التداعيات الإقتصادية والمالية لتلك العقوبات، يلفت عجاقة إلى أن “التداعيات الإقتصادية والمالية في الحالتين قد تكون كارثية، وهذا ما يُفسّر تروّي الأميركيين، وذهاب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن، فعلى الصعيد الإقتصادي، قد لا تكون أموال سيدر مفتوحة أمام لبنان، حتّى ولو لبّى هذا الأخير كل متطلبات المؤتمر، وذلك من باب الضغط على الدوّل المُقرضة لعدم تمويل لبنان، كما حصل مع دوّلة قطر، إضافة إلى ذلك الحظر على مجيء الإستثمارات الأجنبية المباشرة من بعض الدوّل إلى لبنان، كما فعلت واشنطن مع الشركات الأوروبية التي إستثمرت في إيران بُعيّد الإتفاق على النووي الإيراني.

أمّا على الصعيد المالي فقد يُشكّل خفض تصنيف لبنان الإئتماني ورفع كلفة التمويل ممزوجًا بعدم رغبة المُستثمرين في شراء سندات، ضغطًا إضافيًا على مالية الدوّلة، وبالتالي إرتفاع العجز في الموازنة وزيادة الضغوطات على مصرف لبنان لتمويل حاجات الدوّلة. ولدى سؤاله هل بإمكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن يبقى حكيمًا في تعاطيه مع العقوبات المقبلة؟. يجيب عجاقة حاكم مصرف لبنان “لا يستطيع بأي شكل من الأشكال إلا أن يطبق العقوبات، حتى لو كانت بحق ابنه مثلًا، فهو سيطبقها، وإلا سيكون قد وقّع على نهاية الكيان اللبناني”.

 

“حزب الله” يرفض البحث في الستراتيجية الدفاعية وعون ليس متحمساً للسير فيها إرضاء لنصرالله

بيروت ـ “السياسة” /22 آب/2019

 لم تستغرب أوساط سياسية بارزة كلام رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لا يبدو أنه متحمس لبحث الستراتيجية الدفاعية التي تبحث سلاح “حزب الله”، مؤكدة لـ “السياسة”، أن “حزب الله الذي أوصل عون إلى قصر بعبدا، لا يريد من الأساس أي بحث في هذه الستراتيجية التي تضع سلاحه على الطاولة، وهو الأمر الذي يرفضه بأي شكل من الأشكال، ولذلك فإن الرئاسة الأولى ليست مستعدة لفتح باب النقاش في ملف لا يبدو “حزب الله”، هو الآخر متحمساً لفتحه”. وأشارت، إلى أن “الظروف الحالية وفي ظل مواقف الحزب وحلفائه من السلاح، فإن لا مجال لوضع هذا الملف على جدول أعمال أي جلسة للحوار، قد يدعو إليها رئيس الجمهورية في وقت لاحق، باعتبار أن حزب الله هو صاحب القرار بما يتعلق بسلاحه الذي يأتمر بأوامر إيرانية، ولا يرى أن الوقت ملائم لوضع هذا الموضوع على طاولة البحث، لا في الحوار ولا في غيره”. وتوقف النائب السّابق فارس سعيد، عند كلام النائب سامي الجميل، عندما سأل رئيس الجمهورية “وينك؟”. وقال “حزب مسيحي حتى إدّعاء “الاختراع” يبحث عن رئيس جمهوريّة لبنان. سؤال شجاع ومشروع”. وأضاف: “من يريد خوض معارك صلاحيات واحجام مع المسلمين فليخضها لوحده ولا يقحم المسيحيين معه”، مشيرا إلى أنّ “التجربة تؤكّد أنّه يربح لوحده اذا ربح ونخسر معه اذا خسر”. ومن نيويورك، أكدت الممثلة الدائمة للبنان في الأمم المتحدة أمل مدللي، خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن بعنوان: “صون السلام والأمن الدوليين” أنه “على النقيض من الالتزام اللبناني للقرار 1701، تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية دون عقاب”. وقالت: “لقد أكد الرئيس سعد الحريري الأسبوع الماضي إلى وزير الخارجية بومبيو التزام لبنان بمواصلة عملية المفاوضات المتعلقة بالحدود البرية والبحرية. ووصف العملية بأنها حيوية للبنان وقابلة للحياة. تعهد رئيس الوزراء بمواصلة دعم الخطوة الدستورية التالية المؤدية إلى قرار نهائي في الأشهر المقبلة، ونأمل في سبتمبر، كما أكد رئيس الوزراء من جديد التزام لبنان بالقرار 1701، واستعداده للانتقال من وقف الأعمال القتالية إلى وقف إطلاق النار بموجب آلية للأمم المتحدة”.

 

تدن خطير لعدد المسيحيين في الدولة.. والمسؤولون يزايدون!

الكلمة أونلاين/22 آب/2019

رُبط موضوع حجم الوجود المسيحي داخل إدارات الدولة بعنواني المناصفة وميثاق العيش المشترك، بعدما أرسل رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة إلى مجلس النواب يطلب فيها من رئيسه الدعوة إلى جلسة عامة لمناقشة المادة 95 من الدستور اللبناني ولا سيما المادة "ب" التي تنص على ما يلي:

تُلغى قاعدةُ التمثيل الطائفي ويُعتمد الإختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة، وفق مقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة الأولى فيها، وفي ما يعادل الفئة الأولى فيها، وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين من دون تخصيص أي وظيفة لأي طائفة مع التقيد بمبدأي الإختصاص والكفاءة.

منذ تسعينيات القرن الماضي، انكفأ المسيحيون عن إدارات الدولة أو مُنعوا من الإنخراط أثناء فترة الإحباط في عز الإحتلال السوري إلى لبنان، ومن حينها، اعتمد الفرقاء المسيطرون على التوظيف العشوائي حتى باتت كفة الميزان تميل إلى الطوائف الإسلامية، وقد وصلت النسبة إلى حد خطر.

وليس صحيحاً أن نسبة نجاح المسلمين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية متعلقة بكفاءة هؤلاء من دون غيرهم من الطوائف الأخرى، بل متعلق بقضايا أخرى نعالجها في مقالة أخرى.

وفي دراسة صدرت عام 2018، تظهر حجم التفاوت الطائفي في الإدارات والمؤسسات العامة.

وفق الدراسة، إن نسبة الموظفين المسيحيين المثبتين هي 37%

ونسبة المتعاقدين والمياومين المسيحيين (غير المثبتين) هي 23 % أي المجموع هو 29%.

أما نسبة الموظفين المسلمين المثبتين، فهي 63%، ونسبة المتعاقدين والمياومين المسلمين (غير المثبتين) هي 77%، أي المجموع هو 71 %.

ووفق الدراسة أيضا، إن نسبة المسلمين مقسمة بشكل متوازن بين السنة والشيعة.

والسؤال المطروح بصدق ماذا يريد المسيحيون من الدولة؟ وهل الكلام السياسي هو للمزايدة السياسية والإعلامية وتقديم اعتمادات للحلفاء؟

لسنا في سياق انتقاد أحد بل نضع الاصبع على الازمة، فالارقام التي ذكرناها دليل قاطع على ان التواجد المسيحي في ادارات الدولة الى اضمحلال، وهذا سينعكس مع السنوات المقبلة شغوراً مسيحياً حتى في مناصب الفئة الاولى.

ورغم ذلك لم ير المسؤولون المسيحيون اي غبن او تعد على المسيحيين في ادارات الدولة !

فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر "ان مواقع المسيحيين للمسسيحيين ومواقع غير المسيحيين لغير المسيحيين..." ولم ير "أن أحداً استولى على موقع أحد آخر..."

اما وزير القوات ملحم رياشي فقال "ان موظفاً مسلماً كفوءً اهم بالنسبة لنا من مئة موظف مسيحي..."

رئيس حزب الكتائب "الذي قدم 6 الاف شهيد" سامي الجميل لم ير في تصريحه، في افتتاح قسم الرميلي الكتائبي، اي تعدٍ اليوم على المسيحيين، والا لكانت الكتائب اول المدافعين، انما التعدي اليوم على الدولة والمواطن الآدمي السني والشيعي والمسيحي والدرزي، كما قال الجميل.

مصادر سياسية مسيحية مستقلة وضعت هذه التصريحات وغيرها في اطار المزايدات الاعلامية لمواجهة طحشة الوزير جبران باسيل لاحتلال كل المواقع في ادارات الدولة من دون تقاسم للحصص، علماً ان المسؤولين المسيحيين يدركون ان هناك غبناً وتعدياً واضحين على المسيحيين في ادارات الدولة، ويعلمون ان المسيحيين خسروا مواقع مهمة كانت مكرسة لهم وانتقلت الى طوائف اخرى، مثل منصب المدير العام للامن العام، وكذلك تعيين موظفين مسلمين في وظائف الفئتين الثانية والثالثة بدل زملاء لهم مسيحيين، اضافة الى ما يجري في الجامعة اللبنانية من محاولة سيطرة كاملة عليها.

المصادر تساءلت: لماذا يتعامى المسيحيون عن الحقيقة ويتبادلون الاتهامات في ما بينهم رافعين شعارات مصلحة المسيحيين؟ علماً ان ممثلي كل الاحزاب تجتمع بشكل دوري في مؤسسة لابورا وهم على اطلاع بكل تفاصيل ما يجري، ويُجمعون على حجم الغبن والتعدي الذي يطال المسيحيين.

في المقابل تعتبر هذه الاوساط ان "الرجل القوي" في هذا العهد هو الوزير جبران باسيل، لم يستطع استرجاع مواقع في الفئة الاولى او مجابهة الهجمة على مراكز في الفئات الاخرى من الطوائف غير المسيحية، وتأخذ عليه ايضاً ان مجهوده للتوظيف والتعيين يقتصر على مقربين واعضاء التيار الوطني الحر حتى لو اقتضى الامر بتعيينهم مكان مسيحيين اخرين كفوئين.

هذه الاوساط اعتبرت ان القوى المسيحية من احزاب وفاعليات وكنيسة مقصرة ازاء ما يحصل في ادارات الدولة من غبن يطال المسيحيين.

في اي حال فإن مناقشة المادة 95 من الدستور ستكون محور نقاش في جلسة عامة تعقد في 17 تشرين الاول المقبل، فهل يتفق المسيحيون في ما بينهم بالدرجة الاولى والمسلمون من جهة ثانية على قراءة واحدة لعنوان المناصفة ابتداءاً من التوازن داخل ادارات الدولة بمختلف الفئات، ام سندخل في مستنقع عقيم قد يؤدي بالبلاد الى مفترقات خطيرة؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مدللي من مجلس الأمن: على النقيض من الالتزام اللبناني للقرار 1701 تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية دون عقاب

وطنية - نيويورك- الخميس 22 آب 2019

أكدت الممثلة الدائمة للبنان في الأمم المتحدة السفيرة الدكتورة أمل مدللي خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن بعنوان "صون السلام والأمن الدوليين: تحديات الأمن والسلام في الشرق الأوسط" أن المجلس عقد ما لا يقل عن 11 جلسة حول قضايا الشرق الأوسط حتى الآن، وذلك يعكس التحديات المتزايدة، وكذلك التدهور المقلق للحالة الأمنية والإنسانية في أجزاء كثيرة من منطقتنا"، معتبرة أنه "على النقيض من الالتزام اللبناني للقرار 1701، تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية دون عقاب".

وقالت: "السيد الرئيس، أود أن أشكركم، وكذلك البعثة الدائمة لبولندا، لعقد هذه المناقشة الرفيعة المستوى. كما أود أن أشكر رئيسة ديوان الأمين العام السيدة ماريا لويزا فيوتي على الإحاطة التي قدمتها لنا. وأود أن أرحب وأشكر وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو على إحاطته للمجلس".

أضافت: السيد الرئيس، إنه 20 آب، وهو أهدأ شهر هنا، وقد عقد المجلس ما لا يقل عن 11 جلسة حول قضايا الشرق الأوسط حتى الآن! هذا يعكس التحديات المتزايدة، وكذلك التدهور المقلق للحالة الأمنية والإنسانية في أجزاء كثيرة من منطقتنا. يعاني الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من تحديات متعددة، أو بالأحرى حالات عجز: عجز سياسي، في غياب الجهود للوصول إلى سلام موثوق به و إيجاد حل عادل و شامل. عجز اقتصادي، حيث الوضع المالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني يائس. عجز إنساني، حيث احتياجات الفلسطينيين تحت الاحتلال واحتياجات اللاجئين في الخارج هائلة للغاية مما يؤدي إلى عجز أمني مقلق للفلسطينيين في كل مكان. عجز في احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. لكن أسوأ عجز يعانيه الفلسطينيون الآن هو عجز الأمل".

وتابعت: "إن السياسة الإسرائيلية المتمثلة في مواصلة فرض وقائع جديدة على الأرض تحرم الشعب الفلسطيني من مستقبل مستقل وذات سيادة، و من العيش بسلام وكرامة. وأبرز الأمثلة على التحديات هي: توسع المستوطنات الإسرائيلية المستمر، والمصادرة غير القانونية المستمرة لمنازل الفلسطينيين وهدمها، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ثالث أقدس مسجد في الإسلام. هذه الإجراءات تزيد من التوتر في الأراضي المحتلة والمنطقة والعالم الإسلامي. يجب احترام الأماكن المقدسة والحفاظ على قدسيتها. تقع على عاتق هذه المنظمة وهذا المجلس مسؤولية التأكد من احترام قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والقانون الدولي في هذا الصدد".

أضافت: "الأونروا تعيش أزمة وجودية. كدولة مضيفة رئيسية للاجئين، يشعر لبنان بقلق بالغ إزاء تداعيات هذه الأزمة على اللاجئين الفلسطينيين والمجتمعات المضيفة. بينما يثني لبنان على البلدان التي قدمت مساهمات مالية تمس الحاجة إليها، يدعو المجتمع الدولي إلى إيجاد حل مستدام لمحنة الأونروا المالية".

وقالت: "يشارك لبنان إيمان الأمين العام القوي بأنه لا توجد خطة بديلة للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية. هناك طريقة واحدة للخروج من هذا الصراع المستعصي وهي من خلال سلام عادل وشامل يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، والحق في تقرير المصير، وحدود 1967، ومبادرة السلام العربية، وهي حل الدولتين الذي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية والقدس عاصمة لها. غياب مثل هذه التسوية يحكم على المنطقة بأسرها بصراع مستمر وإراقة دماء".

أضافت: السيد الرئيس، على الرغم من هذه الأوقات الصعبة، نجح لبنان في تدعيم استقراره الداخلي ووضع نفسه على طريق الانتعاش الاقتصادي. رئيس الوزراء سعد الحريري، كرر قبل أيام قليلة تفاني لبنان في دفع المبادرات الرئيسية في أجندة الإصلاح الحكومية، مثل مؤتمر CEDRE وخطة استثمار رأس المال، والتي تعتبر ضرورية لإنعاش الاقتصاد اللبناني، ولتعزيز الأمن والاستقرار من أجل لبنان والمنطقة. فيما يتعلق بقضية السلام والأمن، تبذل الحكومة قصارى جهدها للحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان، لا سيما على الحدود الجنوبية بمساعدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وقد عبرت الحكومة اللبنانية عن التزامها بالتطوير الفوري لخطة تعزيز القدرات البحرية للقوات المسلحة اللبنانية وفقا للقرار 2433. لكن الوضع لا يزال هشا طالما استمرت إسرائيل في احتلالها للأراضي اللبنانية في جنوب لبنان ومياهها الإقليمية. لبنان ملتزم بحل النزاع وسعى إلى المساعي الحميدة للولايات المتحدة في عملية لإيجاد مثل هذا الحل".

وقالت:" لقد أكد الرئيس الحريري الأسبوع الماضي إلى وزير الخارجية السيد بومبيو إلتزام لبنان بمواصلة عملية المفاوضات المتعلقة بالحدود البرية والبحرية. ووصف العملية بأنها حيوية للبنان وقابلة للحياة. تعهد رئيس الوزراء بمواصلة دعم الخطوة الدستورية التالية المؤدية إلى قرار نهائي في الأشهر المقبلة ، ونأمل في أيلول. كما أكد رئيس الوزراء من جديد التزام لبنان بالقرار 1701، واستعداده للانتقال من وقف الأعمال القتالية إلى وقف إطلاق النار بموجب آلية للأمم المتحدة. لكن لكي يحدث ذلك، أكد رئيس الوزراء أن على إسرائيل أن تنفذ الجزء الخاص بها من القرار".

وتابعت: "على النقيض من هذا الالتزام اللبناني للقرار 1701، تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية دون عقاب. اتخذت هذه الانتهاكات منعطفا خطيرا ، لأن إسرائيل تواصل استخدام المجال الجوي اللبناني للقيام بعمليات عسكرية ضد سوريا. أحدث عملية من هذا القبيل من المجال الجوي اللبناني وقعت في 1 تموز، عندما خرقت 9 طائرات حربية إسرائيلية السيادة اللبنانية لشن هجوم صاروخي على سوريا".

وختمت: "السيد الرئيس، أعرب وزير خارجية لبنان السيد جبران باسيل في رسالة موجهة إلى أعضاء المجلس عن دعم لبنان لولاية اليونيفيل الحالية والتزامها التام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006) بأكمله، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، تلال كفرشوبا، مزارع شبعا، والجزء الشمالي من قرية الغجر ، دون المزيد من التأخير. يشيد لبنان بتفاني وكفاءة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وموظفيها وقيادتها وتعاونها المستمر مع القوات المسلحة اللبنانية. لبنان ممتن لدعم البلدان المساهمة، ويقدر جهودهم وتضحياتهم تقديرا عاليا. تقوم اليونيفيل بعمل هائل في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، ونأمل أن يتم تجديد تشكيلها وولايتها ودورها بروح من التفهم للدور الهام الذي تؤديه مهمة حفظ السلام هذه والتحديات في المنطقة".

 

الهندي: استراتيجية دفاعية في غياب السيادة وهم

المركزية/22 آب/2019

أكد الدكتور توفيق الهندي أن "إستراتيجية دفاعية في ظل فقدان السيادة وهم"، لافتاً إلى "أن الحوار حول إستراتيجية دفاعية طرحه في الأساس "حزب الله" في العام ٢٠٠٦ للإلتفاف على مسألة تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية وفقاً للقرار ١٥٥٩. وللتذكير فقط، أن من أسباب إقدام حزب الله على افتعال حرب الـ ٢٠٠٦، هو طرح مشاريع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار الذي كان بعضها يلامس تسليم الحزب لسلاحه". وأضاف: "أما في عام ٢٠١٢، الكل يدرك كيف تنكّر "حزب الله" لإلتزامه بإعلان بعبدا. أما الْيَوْمَ، فحزب الله ممسك تماماً بالدولة اللبنانية ويضع لبنان تحت الوصاية الإيرانية، إن لم نقل تحت الإحتلال الإيراني من خلاله. فأية إستراتيجية دفاعية سوف تنتج في ظل موازين القوى الحالية؟! لقد تخطّى الوضع حتى إختصار الإستراتيجية الدفاعية بالثالوث الخشبي (والذهبي بالنسبة لحزب الله)، ألا وهو: الشعب والجيش والمقاومة". وتابع الهندي: "هنا لا بد من التذكير بالبند العاشر من البيان التأسيسي للقاء "البيت اللبناني": "أما حماية لبنان من إسرائيل، فلا تكون قطعاً من خلال السلاح الميليشياوي، إنما تتطلب بناء دولة قوية تستند الى شرعية شعبية متجذرة وديمقراطية راسخة، وإعادة قرار الحرب والسلم إلى المؤسسات الدستورية حصراً وإعادة حق إمتلاك السلاح إلى الجيش وأجهزة الدولة الأمنية دون سواها، كما إعادة صلاحية رسم السياسة الدفاعية إلى مجلس الوزراء وترجمة هذه السياسة من خلال وضع إستراتيجية دفاعية المناطة قانوناً إلى المجلس الأعلى للدفاع".

 

رهان على تقويم "متسامح" وتعيينات قضائية اليوم

النهار/22 اب 2019

لم يسبق للبنان ان شهد حال ترقب وشد أعصاب وعد عكسي قلق كتلك التي يشهدها في الايام والساعات الاخيرة قبيل ‏صدور تقرير وكالة "ستاندارد اند بورز" غداً عن تقويمها الائتماني لواقع لبنان المالي. واذا كان لهذا الاستنفار الذي ‏اثقل على البلاد من ابعاد ودلالات، فهي تعكس بلوغ المناعة المالية والاقتصادية للبنان متاهات بالغة الدقة والحساسية ‏في الاقتراب من أخطار قد يكون من الصعب احتواؤها ما لم تنطلق باقصى سرعة عملية تنفيذ جادة للاجراءات ‏التصحيحية والاصلاحية المالية والاقتصادية والانمائية التي تعهدت الدولة تنفيذها سواء في مؤتمر "سيدر" أولاً ومن ‏ثم في مناسبات متعاقبة أخرى، وصولاً الى المحطة الاخيرة في الاجتماع المالي الذي انعقد قبل اسبوعين في قصر ‏بعبدا في حضور رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

كما لم يكن أدل على بلوغ حال حبس الانفاس عشية صدور التقرير الائتماني الجديد لـ"ستاندارد اند بورز" والذي ‏كانت سبقته عاصفة توقعات عن اتجاهه الى خفض جديد لتصنيف لبنان، من تصاعد موجة جديدة من التوقعات ‏والمعطيات المتناقضة بين متفائلين بان يبقى التصنيف على ما كان ومنح لبنان فرصة سماح جديدة لتنفيذ التعهدات ‏الاصلاحية العاجلة التي من شأنها ان تستكمل بعض الاجراءات الملموسة التي نفذت في الاشهر الاخيرة ولا سيما منها ‏انجاز خفض في عجز الموازنة ووضع خطة للكهرباء، ومتشائمين بامكان اعلان خفض جديد في التقويم بما يحدث ‏تداعيات مؤذية للغاية مالياً واستثمارياً، وإن يكن مصرف لبنان والمصارف اللبنانية قد استعدت سلفاً لاحتواء تداعيات ‏سلبية محتملة.

ومع ذلك بدت كفة ترجيح ابقاء التقويم على ما كان عليه راجحة على احتمال خفض التقويم، لكن ‏المسؤولين المعنيين رفضوا حتى ليل أمس أي جزم بالاتجاهات التي ستبرز في الساعات المقبلة. واللافت في هذا ‏السياق ان الرئيس بري بدا أكثر المسؤولين افصاحاً عن استبعاده تقويماً سلبياً، فيما "غاب" الرئيس الحريري عن ‏النشاطات العلنية أمس حتى ساعات العصر وتردد انه انصرف الى عقد مجموعة لقاءات مهمة مع سفراء دول مساهمة ‏في مقررات "سيدر"، كما أفادت معلومات ان اتصالاته التي أجراها من واشنطن والمحادثات التي عقدها هناك كان لها ‏أيضاً دور في امكان تجنب صدور خفض جديد للتقويم الائتماني في الساعات المقبلة.

وفي كلمة القاها بعد ظهر أمس لدى رعايته حفل توزيع منح متفوقي الثانوية العامة في السرايا، قال الحريري: ‏‏"تسمعون الكثير اليوم عن الوضع الاقتصادي وما يمكن أن يحصل، لكننا كحكومة لدينا خطة واضحة في هذا الشأن ‏للأعوام 2019 و2020 و2021، وكيف سنسير بهذه الدولة. وكل هذا العمل الذي نقوم به هو من أجلكم كشباب ‏وشابات، وأنا سعيد جداً لكون 72% من المتفوقين هم من الشابات، وهذا يدل على صوابية توجهاتنا". ‎ ‎

وفي عين التينة، حافظ رئيس مجلس النواب على تفاؤله ورأى ان كل "التوقعات حول التصنيف الإئتماني للبنان من ‏قبل المؤسسات الدولية قد تحمل مؤشرات إيجابية وهذا قد يعطي فرصة للبنان لتصحيح مسار الأمور"، مشيراً الى ان ‏‏"الأجواء الإيجابية التي تمخضت عن لقاء المصالحة والمصارحة التي حصلت يجب ان تمهد للبدء بتنشيط العمل ‏الحكومي وتزخيمه في كل الملفات التي تحظى بإهتمام كل اللبنانيين".

ونقل نواب "لقاء الاربعاء" عن الرئيس بري ‏أنه "بطبيعة الحال ان تتصدر الأزمة الإقتصادية بكل تشعباتها كل الإهتمام، خصوصاً ان هناك إجماعاً وطنياً على ‏ضرورة مقاربة هذه الازمة ولو اقتضى الامر اعلان حالة طوارئ اقتصادية حيالها". وشدد بري على ضرورة تفعيل ‏العمل البرلماني مستعيناً "بالآية الكريمة "قفوهم انهم مسؤولون" على قاعدة ان المرحلة تستدعي العمل وليس الكلام، ‏وهناك الكثير من الشكاوى ومن مهمات المجلس القيام بأدواره الرقابية والتشريعية على اكمل وجه.

الى ذلك، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي إن "الرئيس بري يعتبر أن ما ورد في بعض الصحف ‏لا يعبر حقيقة عما حصل، ولا نقاش حول توليه موضوع ترسيم الحدود".

تعيينات قضائية

ووسط هذه الاجواء ستتسم الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين باهمية ‏تتجاوز جدول أعمالها الى رصد الاجواء السياسية التي ستسود المناقشات والقرارات سواء كانت مدرجة على جدول ‏الاعمال أم طرحت من خارجه.

وفي هذا السياق توافرت معلومات لـ"النهار" ليل أمس من مصادر وزارية بارزة ‏مفادها أن ثمة احتمالاً كبيراً لاصدار دفعة من التعيينات في جلسة اليوم وان المشاورات التي أجريت في هذا الشأن ‏رجحت صدور هذه الدفعة.

واوضحت المصادر ان التعيينات المعنية تتصل بعشرة مناصب ومواقع قضائية نصفها ‏يعود الى الاعضاء الخمسة المتبقين من أعضاء المجلس الدستوري الذين يتعين على الحكومة ان تعينهم، أما المناصب ‏الخمسة الاخرى فتعود الى مواقع قضائية بارزة ولا سيما منها مدعي عام التمييز والمدير العام لوزارة العدل ورئيس ‏مجلس شورى الدولة ورئيس هيئة التشريع والاستشارات.

ورجحت ان يجتمع الرئيس عون والرئيس الحريري قبل ‏الجلسة، كما سيلتقي عون وزير العدل البرت سرحان لتقرير الاتجاه النهائي لهذه التعيينات، في حين كان الحريري ‏التقى ليل أمس في "بيت الوسط" وزير الخارجية جبران باسيل وكانت التعيينات ضمن الامور التي طرحت في اللقاء.

ريتشارد والجيش

وفي سياق آخر، نفذ أمس الفوج المجوقل في جرود العاقورة مناورة قتالية بالذخيرة الحية، شاركت فيها القوات الجوية ‏وأفواج المدفعية الأول والمدرعات الأول والمضاد للدروع، في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون وقائد الحرس ‏الوطني القبرصي الجنرال الياس ليونتاريس الذي يقوم بزيارة رسمية للبنان، والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ‏ريتشارد، وعدد من الملحقين العسكريين وضباط من الجيش ومدعوين مدنيين.

وفي كلمة الى الصحافة، هنأت السفيرة ريتشارد الجيش اللبناني "لإظهاره الاحتراف والتطور المتميزين في تنفيذ ‏المناورات المعقدة بكل أمان أثناء استخدام أسلحة ومعدات ذات تكنولوجيا متقدمة"، واصفة المناورة الحية بأنها "عملية ‏صعبة للغاية مع الكثير من المكونات المتحركة". واشارت الى ان "التواصل بين جميع العناصر كان استثنائيا". ‏واضافت: "إنه لشرف لي أن أكون ضيفة على الجيش اللبناني، نحن مؤمنون بقوة بهذا الجيش وآمل أن يؤمن كل ‏لبناني به كذلك". وسلطت السفيرة ريتشارد الضوء على شحنة سيارات "الهمفي" والمعدات الأمنية التي سلّمت ‏الاسبوع الماضي الى الجيش والتي تزيد قيمتها على 60 مليون دولار.

 

استبعاد القوات من عضوية "الدستوري"... قيومجيان: نأسف لعدم وجود أخلاقيات في السياسة

ليبانون فايلز/الخميس 22 آب 2019

عيّن مجلس الوزراء الذي انعقد عند الواحدة من بعد ظهر اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وغياب نائب رئيس الحكومة الوزير غسان حاصباني، خمسة أعضاء في المجلس الدستوري وهم حصة مجلس الوزراء ليكتمل عدد اعضاء المجلس بعد ان كان مجلس النواب انتخاب حصته في المجلس في وقت سابق. والاعضاء الذين تم تعيينهم اليوم هم: الدكتور عمر حمزي، الدكتور فوزات خليل فرحات، المحامي الياس بو عيد، المحامي الياس مشرقاني، النقيب عبد الله الشامي. وقد اعترض على التعيين وزراء حزب "القوات اللبنانية" وحزب "المردة".وكانت الجلسة بدأت بدرس جدول الاعمال الذي أُقرّت معظم بنوده، فيما تم تأجيل البنود الاخرى الى الجلسة المقبلة.

تصريح الوزير الجراح

بعد انتهاء الجلسة، تحدث وزير الاعلام جمال الجراح الى الصحافيين وقال:

" كان هناك بند بالغ الاهمية من خارج جدول اعمال الجلسة، ويتعلق بتعيين اعضاء المجلس الدستوري، وقد تم تعيين كل من: فوزات فرحات، عمر حمزة، الياس ابو عيد، ايلي مشرقاني وعبد الله الشامي، اعضاء في هذا المجلس. كما اقرت معظم البنود التي كانت مدرجة في جدول الاعمال، وتأجلت بنود اخرى الى الجلسة المقبلة التي ستعقد الثلاثاء المقبل. اما الموضوع الاخير الذي تم مناقشته في الجلسة، فهو تشكيل لجنة لدراسة الملف الفلسطيني من جوانبه كافة، على ان تكون برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري، وعضوية عدد من الوزراء."

سئل: هل سجلت اعتراضات في ما خص تعيينات المجلس الدستوري؟

اجاب: اقترح وزراء "القوات اللبنانية" اسم الاستاذ سعيد مالك، ولكن لم يتم الموافقة عليه، فتم تعيين الاسماء التي ذكرتها.

سئل: ماذا عن استملاك قطعة الارض في الشمال لانشاء المطمر؟

اجاب: تم التوافق على استملاك ارض وتكليف الهيئة العليا للاغاثة اتخاذ الاجراءات الضرورية.

سئل: في اي منطقة تقع قطعة الارض؟

اجاب: في منطقة الحواكير في المنية، وسيعالج المطمر كل النفايات التي يكون مصدرها القرى والمناطق المجاورة.

سئل: هل تم البحث في تعيين مجلس ادارة لتلفزيون لبنان؟

اجاب: كل التعيينات ستتم، وتحدثت مع فخامة الرئيس مرتين في موضوع التلفزيون، وقد وعدني فخامته انه في فرصة قريبة، سيتم تعيين مجلس ادارة جديد، ولو كان الموضوع من خارج جدول الاعمال.

سئل: ماذا عن العمالة الفلسطينية؟

اجاب: تم تشكيل لجنة برئاسة دولة الرئيس وعضوية عدد من الوزراء، لدراسة الملف الفلسطيني بكامله.

سئل: تتحضر الشركات الدولية لاصدار تصنيف لبنان الاقتصادي، فكيف تعاطى المجلس مع الموضوع؟

اجاب: اوضح دولة الرئيس في بداية الجلسة اننا غير معنيين بما سيصدر من تصينف للشركات المعنية بهذا الاطار، ولو ان الاجواء ايجابية ومن المتوقع ان يبقى التصنيف على حاله، لكن الحكومة تتخذ الاجراءات الضرورية للمحافظة على الاستقرار الاقتصادي والمالي ولن يكون هناك اي تأثير لهذه التصنيفات.

سئل: من سيدرس الطعون المقدمة بالموزانة، المجلس القديم ام الجديد؟

اجاب: ان هيئة المجلس الدستوري واحدة، وعندما يتشكل المجلس الدستوري بكامل اعضائه، يملك عندها الصلاحية للبت بكل المواضيع المطروحة عليه.

سئل: ماذا عن مشاركة لبنان في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة؟

اجاب: تم التوافق على المشاركة اللبنانية في عداد هذه القوات عبر مندوبين، علماً ان القوات الدولية موجودة في لبنان لحفظ الامن على الحدود، انما المشاركة اللبنانية لن تشمل الاعمال القتالية.

سئل: هل تم البحث في تصنيف الشركات الدولية للبنان وتأثيرها؟

اجاب: اكد دولة الرئيس اننا كدولة، وبغض النظر عن تصنيف الشركات والمؤسسات، علينا واجب حفظ الوضع الاقتصادي والمالي، ويتم اتخاذ الاجراءات لحفظ هذا الامر، وقد تقدمنا في هذا المجال وستستكمل الحكومة كل الاجراءات اللازمة من اجل تخحقق هذا الهدف.

أما وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، فعلق على موضوع رفض مرشح "القوات" لعضوية "الدستوري"، وقال: "نحن ضد ما حصل ولم تُطرح علينا الأسماء مسبقًا بما يخص المجلس الدستوري"، وأسف "لعدم وجود أخلاقيات في السياسة".

وأعلن وزير الصناعة أبو فاعور أن "وزراء الحزب "التقدمي الاشتراكي" تضامنوا مع "القوات" على الاسم الذي طرحوه"، وأضاف: "صوتنا على باقي الأسماء".

وأشار الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية إلى أن "المجلس وافق على استملاك أرض في منطقة الحواكير بالضنية لمطمر النفايات وليس الكويخات".

خلوة

وكان سبق الجلسة خلوة بين رئيس الجمهورية والرئيس الحريري تناولت جدول الاعمال.

اعتصام للخفراء الناجحين في الجمارك

وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، نفذ الناجحون في مباراة خفير جمركي وعددهم 853، اعتصاماً أمام قصر الامير امين في بيت الدين للمطالبة بتعيينهم وتوظيفهم بعد ست سنوات من صدور نتائج التطويع. وتوجهوا الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بانصافهم وحل الخلاف القائم حول هذا الملف واخذ القرار بقضيتهم في مجلس الوزراء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: لن نبدأ الحرب في الخليج لكننا سندافع عن أنفسنا

أوسلو: «الشرق الأوسط أونلاين»»/22 آب/2019

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم (الخميس) إن بلاده لن تبدأ حرباً في الخليج لكنها بالتأكيد ستدافع عن نفسها في حال حدوث ذلك.

وقال ظريف في كلمة بالمعهد النرويجي للشؤون الدولية: «هل ستنشب حرب في الخليج؟ بمقدوري أن أقول لكم إننا لن نبدأ الحرب... لكننا سندافع عن أنفسنا»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. تصريحات ظريف تأتي بعد يوم واحد من تلويح إيراني بإغلاق مضيق هرمز إذا تم تصفير صادرات طهران النفطية. ولوّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس (الأربعاء) بإغلاق مضيق هرمز، مؤكداً أن الممرات الدولية لن تنعم بنفس القدر من الأمان إذا تم تصفير صادرات بلاده النفطية. وقال روحاني خلال اجتماع مع المرشد الإيراني علي خامنئي: «تعلم القوى العالمية أنه في حالة توقف النفط تماماً وانخفاض صادرات إيران النفطية إلى الصفر فلن تكون الممرات المائية الدولية بنفس القدر من الأمان الذي كانت عليه من قبل»، بحسب الموقع الرسمي لخامنئي. وأضاف: «لذلك فإن الضغط من جانب واحد على إيران لن يكون في صالح هذه القوى، ولن يضمن أمنها في المنطقة والعالم». وهددت إيران، على لسان مسؤولين وقادة في «الحرس الثوري»، مراراً بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لصادرات النفط العالمية. وتتهم واشنطن طهران بالمسؤولية عن هجمات تعرضت لها ناقلات نفط في الخليج في يونيو (حزيران) الماضي. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم (الثلاثاء) الماضي إن الولايات المتحدة أزالت نحو 2.7 مليون برميل من النفط الإيراني من الأسواق العالمية نتيجة لقرار واشنطن إعادة فرض العقوبات على جميع مشتريات الخام الإيراني. وتدور مواجهة بين طهران وواشنطن منذ انسحاب ترمب العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وإعادة فرضه عقوبات على طهران. وازدادت في الفترة الأخيرة التوترات بين إيران من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا من جانب آخر، بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة في الخليج، واحتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا 1» مطلع يوليو (تموز) الماضي، في جبل طارق، لاشتباه بنقلها حمولة نفطية إلى سوريا.

 

«الحشد» يوجه أصابع الاتهام إلى أميركا وإسرائيل بعد رابع استهداف لمعسكراته

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/22 آب/2019

حمّلت قوات «الحشد الشعبي» العراقية، أمس (الأربعاء)، الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية انفجارات في مخازن أسلحة وقواعد تابعة لها.

وجاء في بيان لـ«الحشد»، وهو تحالف من فصائل، يتلقى دعمة من إيران، أن الولايات المتحدة سمحت لـ4 طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أميركية وتنفيذ مهام على أراضٍ عراقية. وأضاف «الحشد» دون الخوض في التفاصيل أنه سيدافع عن نفسه ضد أي هجوم على قواعده باستخدام «أسلحة أكثر تطوراً». وقال أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، في بيان أمس، إن أميركا أدخلت 4 طائرات إسرائيلية مسيرة «درونز» عن طريق أذربيجان، لتعمل ضمن أسطول القوات الأميركية لتنفيذ طلعات جوية تستهدف معسكراتهم بالعراق، ووصف المهندس بعد أقل من 24 ساعة على تفجير معسكر تابع لأحد فصائل «الحشد الشعبي» شمال غربي بغداد، أعداء العراق، بأنهم باتوا «يخططون لاستهداف قوات (الحشد الشعبي) بطرق مختلفة»، مبيناً أن «أميركا التي أسهمت بجلب الجماعات الإرهابية إلى العراق والمنطقة باعتراف ترمب تفكر بأساليب متعددة لانتهاك سيادة العراق واستهداف (الحشد)».

وأضاف المهندس أن «عمليات الاستهداف كانت تجري تارة من خلال الطعن بشخصيات جهادية ووطنية من مختلف الأطياف بواسطة حملات تسقيط إعلامية مصحوبة بوضع أسماء على قائمة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية السيئة الصيت، وتارة أخرى من خلال استهداف مقرات (الحشد الشعبي) في مناطق مختلفة عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة».

وكشف المهندس عن توفر «معلومات وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية متى أقلعت ومتى هبطت وعدد ساعات طيرانها في العراق، وقامت مؤخراً باستطلاع مقراتنا وجمع المعلومات والبيانات التي تخص ألوية الهيئة ومخازن عتادها وأسلحتها» وأضاف: «عرضنا ذلك على الإخوة في العمليات المشتركة والدفاع الجوي». وأوضح أن «ما يجري الآن من استهداف لمقرات (الحشد الشعبي) أمر مكشوف لسيطرة الجيش الأميركي على الأجواء العراقية عن طريق استغلال رخصة الاستطلاع، واستخدام الأجواء المحلية لأغراض مدنية وعسكرية، ومن ثم التشويش على أي طيران آخر». وبيّن أنه «في الوقت الذي نكشف فيه هذه التفاصيل، ومشروعاً مقبلاً لتصفيات جسدية لعدد من الشخصيات الداعمة لـ(الحشد الشعبي)، نعلن أن المسؤول الأول والأخير عما حدث هي القوات الأميركية، وسنحمّلها مسؤولية ما يحدث اعتباراً من هذا اليوم، فليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن النفس وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حالياً واستخدام أسلحة أكثر تطوراً، وقد انتظرنا طول هذه المدة لحين إكمال جميع تحقيقاتنا بدقة حول الموضوع. هذا وقد أبلغنا قيادة العمليات المشتركة بأننا سنعتبر أي طيران أجنبي سيحلق فوق مقراتنا دون علم الحكومة العراقية طيراناً معادياً، وسنتعامل معه وفق هذا المنطلق، وسنستخدم كل أساليب الردع للحيلولة دون الاعتداء على مقراتنا».

وكانت لجنة حكومية عراقية لتقصي الحقائق تستعد لنشر تقريرها، الأحد المقبل، طبقاً لمسؤول حكومي. وقال المسؤول الحكومي لـ«الشرق الأوسط» إن «التقرير لم يكتمل بعد، ويحتوي على تفاصيل كثيرة بشأن ما حصل». ورداً على سؤال بشأن ما قيل إن معلوماته تسربت إلى الوكالات العالمية، بأن ما حصل لمعسكر الصقر هو ضربة بطائرة درون، رفض المسؤول العراقي تأكيد صحة الخبر، مبيناً أن «التقرير لم يكتمل بعد، وأن نتائجه لا تزال غير مكتملة، مع أن التسريب في مثل هذه الحالات وارد، لكن ليس بالضرورة أن تكون المعلومة هي نفسها».

وأعلنت وكالة «أسوشيتد برس» حصولها على نسخة من تقرير حكومي بشأن قصف معسكر الصقر، جنوبي بغداد، الأسبوع الماضي، الذي يوجز استنتاجات لجنة تقصي الحقائق، التي أمرت بها الحكومة للتحقيق في انفجار 12 أغسطس (آب) في قاعدة الصقر العسكرية، وقالت إن الانفجار ناجم عن غارة جوية بطائرة من دون طيار أشعلت حريقاً كبيراً، واستبعدت اقتراحات سابقة بأن سببها قصر كهربائي أو تخزين خاطئ للذخائر سمح لها بالإفراط في ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ولم يذكر التقرير إلى من تنتمي تلك الطائرة الدرون.

إلى ذلك، للمرة الرابعة في غضون 3 أشهر تجد الحكومة العراقية نفسها مرغمة على الصمت حيال استمرار تفجير مخازن الأسلحة التابعة إلى فصائل تنتمي إلى «الحشد الشعبي» في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين. ففيما ينتظر العراقيون نتيجة التحقيق التي شكّلها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في قصف معسكر الصقر، جنوبي بغداد، ثاني أيام عيد الأضحى، ورغم صدور بيانات حكومية، فضلاً عن زيارة إلى موقع التفجير قام بها وزير الدفاع العراقي حازم الشمري ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن عثمان الغانمي، فإن الأنظار بدأت تتجه ثانية إلى نتيجة التحقيق في لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض.

مديرية الدفاع المدني أعلنت أنها تمكنت من إخماد حريق عتاد «الحشد الشعبي» في محافظة صلاح الدين، ووزير الدفاع الذي زار الموقع لم يشر إلى أي فرضية، فيما أشار نائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي: «إذا كنا إلى هذه الساعة لا نعرف مصادر انفجارات مخازن الأسلحة لمعسكر الصقر وقاعدة بلد، فهذا يعني أننا أضعف من الرد عليها». وأضاف الأعرجي: «أنا متأكد من أن المتصدين يعرفون ذلك، بل هم مبلغون بما حدث، لكنهم يخشون التصريح والإعلان». في سياق ذلك، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عباس سروط، الحكومة العراقية باتخاذ موقف سريع وواضح جراء الاعتداءات المتكررة على مقرات «الحشد الشعبي». وقال سروط إن «تكرار الضربات لمقرات (الحشد) خرق واضح للسيادة الوطنية، وعلى رئيس الوزراء اتخاذ الموقف جراء ذلك الأمر».

 

المالكي يطالب بالتحقيق في قصف مخازن «الحشد الشعبي»

بغداد: «الشرق الأوسط /22 آب/2019

دعا رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي اليوم (الخميس) الحكومة إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية الدفاعية لمواجهة التحديات التي تهدد سيادة أمن العراق. وطالب المالكي، في بيان صحافي بـ«الإسراع في التحقيقات والإجراءات اللازمة التي من شأنها تحديد الجهات الخارجية المعادية التي تقف خلف التفجيرات المتلاحقة التي استهدفت مقرات ومخازن الأسلحة التابعة لقوات الحشد الشعبي والأجهزة العسكرية في مناطق مختلفة من العراق، وإطلاع الرأي العام عليها». وقال المالكي إن إعلان الحكومة عن الجهات التي تقف خلف هذه التفجيرات سيساعد في إلزام جميع القوى الشعبية والسياسية المشاركة في العملية السياسية بتحمل مسؤوليتها في مساندة الحكومة والقوات الأمنية في الدفاع عن سيادة العراق والمصالح العليا للشعب العراقي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. ولم تعلن الحكومة العراقية رسمياً نتائج التحقيق في قضية تدمير مستودعات للأسلحة وقعت الشهر الجاري في بغداد، لكن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قرر حصر إعطاء الموافقات لتحليق الطائرات الأجنبية في سماء العراق في يده فقط. وكان أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق قد هدد أمس (الأربعاء) بأن قوات الحشد ستعتبر أي طيران أجنبي يحلق فوق مقرات الحشد دون علم الحكومة بأنه طيران معادٍ سيتم التعامل معه وفق أساليب الردع. وأكد المهندس أن «المسؤول الأول عما يحدث هو القوات الأميركية»، قائلاً إن لديه معلومات دقيقة ومؤكدة أن الأميركيين قاموا خلال هذا العام بإدخال 4 طائرات مسيرة إسرائيلية عن طريق أذربيجان لتعمل ضمن أسطول القوات الأميركية لتنفيذ طلعات جوية ضد مقرات عسكرية عراقية. وأمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أواخر الأسبوع الماضي بتشكيل لجنة مشتركة من الجهات المعنية؛ للوقوف على حقيقة ما حصل في «معسكر الصقر»، جنوب بغداد، وذلك بعد أيام من انفجار وقع فيه، وأدى إلى تدمير صواريخ تردد أنها إيرانية كانت موضوعة في عهدة «الحشد الشعبي». وتضاربت الروايات بشأن عملية استهداف مخزن العتاد في معسكر الصقر بين من يشير إلى استهداف الموقع من قبل طائرات أميركية أو إسرائيلية، وبين من يرى أن لعملية سوء التخزين دخلاً في الحادث. كما تضاربت الأنباء حول عائدية المعسكر والجهة التي تشغله وطبيعة الأسلحة المخزنة. لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن، ذكر في بيان، أن «العتاد تابع للشرطة الاتحادية و(الحشد الشعبي)». وأن «الانفجار أسفر عن إصابة 13 شخصاً، بينهم اثنان من الشرطة الاتحادية وأربعة من عناصر (الحشد الشعبي)، والانفجارات كانت قوية».

 

حرائق الأمازون... لماذا تثير الفزع حول العالم؟ الغابات المطيرة تنتج 20% من الأكسجين الذي نتنفسه

برازيليا: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آب/2019

زادت كمية الحرائق التي تلتهم غابات الأمازون المطيرة في البرازيل بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، ما جعل الوضع هناك مأساوياً للغاية، بحيث أصبح من الممكن الآن رؤية الأضرار من الفضاء، بحسب تقارير عدة لوسائل الإعلام العالمية.

وتثير البيانات الجديدة الصادرة عن وكالة أبحاث الفضاء في البرازيل المزيد من الاهتمام لما يحدث بعد انقطاع التيار الكهربائي في ساو باولو، إحدى أكبر المدن البرازيلية يوم الإثنين، مما أثار مخاوف الكثيرين، لا سيما وأن ساو باولو تبعد أكثر من 1700 ميل عن الغابات المطيرة.

كما ينتقد الكثيرون الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو لرد فعله تجاه الكارثة الحاصلة، وغياب الاستجابة العالمية مقارنة بالضجة التي أحدثها الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس بوقت سابق من هذا العام.

وبالأمس غرد وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي العشرات من المشاهير حول هذه الأزمة البيئية مما دفع الموضوع ليتصدر قائمة الموضوعات الأكثر اهتماما من جانب المستخدمين.

- ما سببها ومتى بدأت؟

تم تسجيل أكثر من 72 ألف حريق هذا العام، وفقاً للمعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء.

وذكر المعهد أن معدل الحرائق ارتفع بنسبة 83 في المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2018 وهو الأعلى منذ عام 2013.

وقالت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في بيان: «لقد تم ربط شدة الجفاف وتواتره بزيادة في إزالة الغابات وتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية».

وقال ريكاردو ميللو، رئيس برنامج الأمازون العالمي للصندوق العالمي للطبيعة، إن الحرائق كانت «نتيجة لزيادة إزالة الغابات التي نشهدها مؤخرا».

وحرائق الغابات شائعة في موسم الجفاف، ولكن يقوم الكثير من المزارعين بإشعالها عمداً لإزالة الغابات من أجل تربية الماشية، وفقاً للتقرير.

وألقى المحافظون باللوم على رئيس البلاد، جاير بولسونارو، في الحرائق الحالية، قائلين إنه شجع الحطابين والمزارعين على إزالة الشجر والنباتات من الأرض.

ومنذ أن أصبح رئيساً، عارض بولسونارو حماية الغابات المطيرة، قائلاً إنه يجب استخدام الأرض للزراعة والتعدين.

وقال توماس لوفجوي، عالم البيئة: «هذا بلا شك واحد من مرتين فقط التي وقعت فيها حرائق كهذه. ليس هناك شك في أن هذه الحرائق هي نتيجة للارتفاع الأخير في إزالة الغابات».

ولسوء الحظ، توجد حرائق لا تعد ولا تحصى في غابات الأمازون المطيرة التي تجعل من الصعب - إن لم يكن من المستحيل - تحديد الوقت الذي بدأت فيه هذه الكارثة، وفقاً للتقرير.

وازدادت الحرائق مؤخراً، حيث تم تسجيل أكثر من 9500 حريق منذ يوم الخميس 15 أغسطس (آب). وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه بحلول 20 أغسطس، كان الدخان المظلم الناتج عن حرائق أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم قد انتقل إلى ساحل البرازيل الأطلسي.

ومن المتوقع أن تستمر حرائق الغابات في الأمازون في الأشهر المقبلة.

وقال الباحث ألبرتو سيتزر: «لا يوجد شيء غير طبيعي يتعلق بالمناخ هذا العام أو بنسبة هطول الأمطار في منطقة الأمازون، والتي هي أقل بقليل من المتوسط فقط».

وتابع: «يخلق موسم الجفاف الظروف المواتية لانتشار الحريق، ولكن بدء الحريق هو عمل قام به البشر، إما عن قصد أو عن طريق الصدفة».

- حجم وضخامة الحريق

تسبب الدخان الكثيف في انقطاع التيار الكهربائي خلال النهار لأكثر من 1700 ميل في ساو باولو، أكبر مدن البرازيل يوم الاثنين، 19 أغسطس.

وغرقت المدينة في الظلام في نحو الساعة 3 مساء يوم الاثنين، وهو الوضع الذي استمر لمدة ساعة تقريبا، حسبما ذكرت صحيفة «فولها دي ساو باولو» المحلية.

وكانت كمية الدخان المنتشرة ضخمة، وتم التقاط صور لها بواسطة الأقمار الصناعية الخاصة بوكالة «ناسا».

وأعلنت ولاية أمازوناس حالة الطوارئ بسبب الحرائق.

وقال جوسيليا بيغوريم، خبير الأرصاد الجوية: «لم يأت الدخان من حرائق من ولاية ساو باولو، ولكن من حرائق كثيفة وواسعة النطاق استمرت عدة أيام في روندونيا وبوليفيا. لقد غيرت الجبهة الباردة اتجاه الرياح ونقلت هذا الدخان إلى ساو باولو».

- ما هي المناطق المتضررة؟

تأثرت المناطق في جميع أنحاء البرازيل بشكل مباشر بالحريق.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية حرائق في ولايات أمازوناس البرازيلية، وروندونيا وبارا وماتو غروسو. وأمازوناس هي الولاية الأكثر تضرراً من الكارثة البيئية هذه.

وتشكل هذه الولايات مجتمعة الجزء الأكبر من غرب ووسط البرازيل.

لكن البرازيل ليست الدولة الوحيدة التي تستفيد من غابات الأمازون بشكل كبير. فتنتج الغابات المطيرة 20 في المائة من جميع الأكسجين الذي نتنفسه، وتحتوي على 10 في المائة من التنوع البيولوجي في العالم. وغالباً ما يشار إليها باسم «رئتي الكوكب» وتلعب دوراً رئيسياً في تنظيم مناخ الأرض. وإذا اختفت هذه الغابات المطيرة، فكل شيء من الزراعة العالمية إلى المياه التي نشربها ستتأثر.

 

سورية: اشتباكات “تركية” كردية في حلب و”ممرات آمنة” بحماة وإدلب

جيش الأسد أحكم سيطرته على "خان شيخون"... وأنقرة تحافظ على نقطة المراقبة التاسعة في مورك

دمشق، عواصم -وكالات/22 آب/2019

 أعلن النظام السوري، أمس، فتح ما وصفها بـ”الممرات الآمنة”، لخروج المدنيين في ريفي حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي. وحسب وكالة “سانا” التابعة للنظام، فإنه تم فتح “معبر إنساني في منطقة صوران في ريف حماة الشمالي لتمكين المواطنين الراغبين في الخروج، في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وسيصار إلى تأمين كافة احتياجات هؤلاء المواطنين من المأوى والغذاء والرعاية الصحية”. إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محاور في القطاع الشمالي من ريف حلب تشهد اشتباكات بوتيرة متفاوتة بشكل شبه يومي، بين القوات الكردية المنتشرة في المنطقة من جانب، والفصائل الموالية لتركيا من جانب آخر. ووثق “المرصد” اشتباكات جرت بين الطرفين، أمس، على محاور مرعناز غرب مدينة أعزاز شمال حلب، وذلك بعد ان اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى على محاور حزوان غرب مدينة الباب شرق حلب استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الطرفين. وحاصرت قوات النظام السوري عدداً من المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الأجزاء الجنوبية من محافظة إدلب، فضلاً عن موقع للجيش التركي. ويعتبر التقدم السريع لقوات النظام في المحافظة الواقعة شمال غربي سورية ضربة موجعة للمعارضة في آخر معقل متبق لها في إدلب، والذي تعرض لهجوم من الحكومة على مدار ثلاثة أشهر. وانسحبت “هيئة تحرير الشام” في إدلب من خان شيخون، وهي معقل رئيسي لها، في ظل تقدم قوات النظام في المنطقة ببطء وقيامها بإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات. وأوضح نشطاء أن قوات الأسد سيطرت بصورة كاملة على خان شيخون.

كما استولت القوات الحكومية على تل ترعي، شرق بلدة خان شيخون، واستمرت في التقدم غرباً حتى التقت قوات للنظام قادمة من الجهة الأخرى. ويعني هذا التحرك أن مدناً وقرى تابعة للمعارضة في محافظة حماة وسط البلاد، ومنها كفر زيتا وبلدة اللطامنة المجاورة، وهما معقلان للمعارضة، تحت الحصار الآن، كما تقبع نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك أيضاً تحت الحصار. وصرح المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، بأن تركيا ستحافظ على وجودها في نقطة المراقبة التاسعة في مورك. ورفض أقصوي التعليق على سؤال يتعلق بكيفية استمرار وجود النقطة بعد سقوط المدينة. وكان متحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال، إن بلاده لن تغلق أو تنقل موقع نقطة المراقبة التاسعة التركية في إدلب شمالي سورية إلى مكان آخر، مشيرا أن النقاط ستواصل مهامها من مكان تواجدها. وقال مسؤولان تركيان، أمس، ان قوات الحكومة السورية فتحت النار على موقع مراقبة تركي في شمال غرب سورية لكن لم تحدث خسائر بشرية. وأقامت تركيا 12 موقع مراقبة في شمال غرب سورية بموجب اتفاق مع روسيا وايران. في السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، ان وزيرها خلوصي أكار ونظيره الأميركي مارك إسبر اتفقا على اطلاق المرحلة الأولى من خطة إنشاء المنطقة الآمنة في سورية اعتبارا من أمس. وقالت الوزارة في بيان أن أكار وإسبر اتفقا على عقد لقاء يجمع المسؤولين العسكريين في كلا البلدين في العاصمة أنقرة في أقرب وقت لبحث المراحل المقبلة للخطة المتعلقة بالمنطقة الآمنة. وفي سياق متصل، هرب عشرات الالاف تجاه الحدود التركية خلال الايام القليلة الماضية في ظل هجمات جوية وبرية على أجزاء من ادلب وحماة في الشمال الغربي حيث اخر معقل كبير للمعارضة. وقالت الامم المتحدة ان مئات قتلوا منذ بدء الهجوم نهاية أبريل وان أكثر من 500 ألف نزحوا منذ ذلك الحين. واتجه معظم النازحين الى مناطق أعمق في قلب الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة وباتجاه الحدود بينما فر نحو 30 ألفا الى مناطق تسيطر عليها الحكومة.

 

واشنطن تنفي أي علاقة بتفجيرات مخازن ذخيرة أذرع إيران بالعراق

بغداد، عواصم – وكالات/22 آب/2019

 نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” شون روبرتسون، أي علاقة للولايات المتحدة بالانفجارات التي وقعت في مستودعات ذخيرة تابعة لميليشيات “الحشد الشعبي”، أحد أذرع إيران الإرهابية بالعراق، قرب قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد هذا الأسبوع. وردا على اتهامات ميليشيات “الحشد الشعبي” الموالية لإيران، الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن التفجيرات في مقراتها بالعراق، أكد روبرتسون أن واشنطن تؤيد سيادة العراق وتتقيد بتوجيهات الحكومة العراقية بشأن استخدام المجال الجوي للعراق. من جانبه، طالب رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، لتسريع التحقيقات “وتحديد الجهات الخارجية المعادية التي تقف خلف التفجيرات المتلاحقة التي استهدفت مقرات ومخازن الأسلحة التابعة لقوات الحشد الشعبي، والأجهزة العسكرية في مناطق مختلفة من العراق، وإطلاع الرأي العام عليها”. بدوره، اعتبر رئيس كتلة “السند” في البرلمان النائب أحمد الأسدي، أن دخول إسرائيل المجال الجوي العراقي، بمثابة إعلان حرب ضد العراق، داعيا للتحرك دوليا للدفاع عن سيادة العراق التي تنتهك من قبل إسرائيل والقوى الداعمة لها. من جهته، قال القيادي في حركة “عصائب أهل الحق” والنائب عن كتلة “صادقون” حسن سالم، إن هناك جناحا أمنيا إسرائيليا في السفارة الأميركية ببغداد، يقوم بمهام منها ضرب المواقع الأمنية العراقية، مشيرا إلى وجود “سفارة إسرائيلية داخل السفارة الأميركية ببغداد، لديها جناح أمني استخباراتي تجسسي يقوم بالاغتيالات والتفجيرات والمفخخات، وآخرها ضرب مقرات ومواقع أمنية عراقية وخصوصا مخازن الحشد الشعبي”. من ناحيته، قال رئيس “الحشد الشعبي” فالح الفياض، إن البيان الذي أصدره نائبه، أبو مهدي المهندس، وحمّل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية انفجارات مخازن أسلحة وقواعد، لا يمثل وجهة نظر الحكومة العراقية ولا “الحشد”، مشيرا في بيان، إلى أن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مخازن أسلحة “الحشد” كانت بتدبير خارجي. وقال إن “التحقيقات أشارت إلى أنها كانت بعمل خارجي مدبر، وأن التحقيقات مستمرة للوقوف بشكل دقيق على الجهات المسؤولة، من أجل اتخاذ المواقف المناسبة بحقها”، مشددا على “استمرار الحكومة بمتابعة التطورات واتخاذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمن العراق وشعبه، ودرء المحاولات التي تسعى لزعزعة الاستقرار وخلط الأوراق وزجه في حرب سعينا ونسعى لتجنيب العراق والمنطقة من مخاطرها”. ورفض التحالف بقيادة الولايات المتحدة اتهامات المهندس، قائلا إن “مهمة قوة المهام المشتركة-عملية العزم الصلب تنصب فقط على تمكين قوة الامن العراقية الشريكة لنا من مهمة الحاق الهزيمة النهائية بداعش. نعمل في العراق بدعوة من حكومة العراق ونلتزم بقوانينها وتوجيهاتها. ميدانيا، دمرت القوات الأمنية العراقية أربعة أوكار تابعة لتنظيم “داعش” في محافظة كركوك، ونفذت عملية أمنية في محافظة ديالي، أسفرت عن مقتل ستة إرهابيين بينهم أربعة انتحاريين، بينما أفادت مصادر عسكرية بمقتل ثلاثة من عناصر “داعش” في اشتباكات مسلحة شرق ديالى.من جانبها، كشفت وزارة الدفاع عن تفكيك خلية إرهابية ثانية في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، واعتقال أعضاء الخلية التي كانت تعمل على شكل مجموعات صغيرة؛ لضمان صعوبة اختراقها في مناطق جزيرة الرمادي والبو ذياب والجريشي بالأنبار”.

 

أردوغان يدعم “الوفاق” الليبية بطائرات إسرائيلية مسيّرة

طرابلس – وكالات/22 آب/2019

 في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس التركي رجب أردوغان، التدخل في الأزمة الليبية، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية فضيحة من العيار الثقيل، بدأتها بخبر إسقاط قوات الجيش الوطني الليبي طائرتين مسيرتين من صناعة إسرائيلية، طراز “أوربيتر-3، كانتا تقاتلان إلى جانب قوات حكومة الوفاق.

وتحت عنوان “إسقاط طائرات إسرائيلية مسيرة في ليبيا… كيف وصلت إلى هناك؟” تساءلت الصحيفة في تقرير لها عن كيفية وصول هذه الطائرات إلى ميليشيات حكومة “السراج” في ليبيا، نظراً لأن الشركة الإسرائيلية المصنعة “آيرونوتيكس” نفت تماماً علمها بالأمر، وأكدت أنها لم تعقد أي صفقة من هذا النوع مع حكومة “الوفاق”. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى دلائل كثيرة تشير إلى أن حكومة السراج حصلت على ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية الصنع، كمنحة من الحكومة التركية. في سياق آخر، أعلن الجيش الليبي، أمس، أنه صدّ هجمات شنتها قوات الوفاق على عدد من المحاور، وأحبط مخططاً حاولت من خلاله التقدم في مناطق جنوب العاصمة طرابلس.

 

غارات إسرائيلية على أهداف تابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية تصرف جزءًا من رواتب موظفيها بعد حل جزئي للأزمة المالية

رام الله، عواصم- وكالات/22 آب/2019

 قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، موقعا أمنيا تابعا لحركة “حماس” غربي مدينة غزة، دون وقوع إصابات. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، في بيان له، “قبل قليل أغارت مقاتلات حربية على عدد من الأهداف الإرهابية في موقع بحري تابع لمنظمة حماس في شمال قطاع غزة”. وأضاف ادرعي “جاءت الغارة ردّا على إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل في وقت سابق مساء أول من أمس”. من جانبها قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “القصف الاسرائيلي لم يسفر عن أي إصابات في صفوف المواطنين”. في سياق آخر، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أمس، ان حكومته ستصرف جزءا من رواتب موظفيها بعد التوصل لحل جزئي للازمة المالية مع اسرائيل التي بدأت منذ حوالي ستة أشهر.وأضاف أشتية، “سيتم دفع 60 في المئة من راتب هذا الشهر للموظفين العموميين اضافة الى 50 في المئة استكمالا للشهر الاول بداية الازمة المالية”. وتابع، “الازمة الناتجة عن استمرار احتجاز الاحتلال لاموالنا ما زالت قائمة لكننا توصلنا لتفاهمات حول ضريبة المحروقات مع اسرائيل ما يعني أننا سنبدأ باستيراد البترول بدون هذه الضريبة”. من جانبها، دانت الخارجية الفلسطينية، أمس، سياسة الهدم التي تتبعها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق منازل الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس المحتلة. ميدانيا… قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بقمع مسيرة تضامنية مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.واعتقلت قوات الاحتلال، فتاتين وشابين، بينهم أحد حراس المسجد الأقصى المبارك، كما اعتقلت 13 فلسطينيا من الضفة الغربية، أغلبهم من محافظة جنين شمالا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتهت جولة وإلى اللقاء في جولة جديدة!

علي حماده/النهار/22 آب/2019

اليوم تعود حكومة “الى العمل” لتعمل بشكل يكاد يكون طبيعيا، بعدما جرى مبدئيا تجاوز سلبيات ازمة قبرشمون، تزامنا مع وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في المقر الصيفي للرئاسة في بيت الدين. الخبر جيد من حيث المبدأ، وإن يكن لبنانيون كثر لا يقيمون وزنا للخطاب الرسمي المتفائل للمسؤولين على اختلاف رتبهم، ومواقعهم. فالتجربة نسبة الى الكمين – المؤامرة في قبرشمون، أثبتت ان جولة انتهت للأسباب التي ما خفيت على أي كان، وان جولة جديدة في مكان آخر، وفي مناسبة أخرى يجري الاعداد لها، فسمة عهد الرئيس ميشال عون هي الاشتباك السياسي الغالب، وان الازمات المتلاحقة منذ الحادي عشر من تشرين الأول ٢٠١٦ لا تبدو الى انكفاء، وخصوصا على المستوى الذي ينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

 فالرئيس الذي تشارف ولايته إكمال عامها الثالث (نصف المدة) ستدخل في النصف الثاني، وقد خلت جعبته من إنجازات حقيقية وعميقة، كان يمكن ان تغير في الواقع اللبناني المأزوم. فلبنان حيث الامن ممسوك لا يزال يعيش في مناخات حرب أهلية صامتة، وبدل ان يؤدي وصول عون الى قصر بعبدا الى اطلاق مسار دفن الأحقاد والنزاعات، تزايد منسوب الاحتقان الطائفي والمذهبي، وتأزمت مناخات الوفاق الوطني الى حد ناقض كل النظرية التي قامت عليها التسوية، وهي ان وصول عون المتحالف أصلا مع “حزب الله”، والمتوتر طائفيا ومذهبيا وتاريخيا الى الرئاسة، يمكن ان يخرجه من موقف النقمة، والاشتباك الدائم في كل اتجاه، اللهمّ إلا مع الحليف القوي والذي يخيف، أي “حزب الله”، وان يدفع به الى الوقوف فوق “عرش” الحكمة كرئيس يفترض فيه ان يكون وسطيا بين اللبنانيين، عنصر توحيد وتوليف وتوازن.

والحقيقية المرة ان الرئيس ما استطاع حتى اليوم (ربما لم يحاول) أن يرسي مناخات وفاقية حقيقية في البلد الذي تعمقت فيه انقساماته، فضلا عن التوترات الاهلية التي فاقمها سلوك البطانة المحيطة به، ولا سيما وارثه السياسي المعلن ورئيس تياره، الذي ما دخل دارا في البلاد إلا زرع فيها التوتر والشقاق والنزاعات في كل اتجاه، وفي امكنة عديدة شرع في ايقاظ الفتنة التي كانت نائمة. هذا الواقع أدى في مكان ما الى تآكل رصيد الرئيس عون بشكل كبير، حتى بات مراقبون كثر يسألون: لماذا ترهل العهد الرئاسي الى هذا الحد ولم ينقض بعد نصف الولاية؟

هذا في العلاقات بين مكونات البلد. اما على صعيد القضايا الخلافية الكبرى مثل موضوع سلاح “حزب الله” الذي يفترض ان يبحث حول طاولة حوار لبحث استراتيجية الدفاع برئاسة رئيس الجمهورية، فالانحياز الرئاسي واضح وضوح الشمس الى جانب الطرف المهيمن بالقوة والحديد والنار، حتى ان المراقب المجرب صار يتخوف حقيقة من ان يضع رئيس الجمهورية الشعب اللبناني امام خيارين احلاهما مرّ: إما ترك الأمور كما هي من دون طاولة ولا حوار، أي سلاح من خارج الشرعية متفلت من أي ضوابط خاضع لوظيفة خارجية، وإما طاولة حوار تكون مناسبة لاضفاء شرعية على الحالة الشاذة القائمة كما هي.

خلاصة القول ان العودة الى العمل كما يشتهي رئيس الحكومة سعد الحريري العائد من الولايات المتحدة، دونها جولات تلوح في الأفق بعدما انتهت جولة قبرشمون.

 

مواقف الحريري من واشنطن... تجويف للنظرة السلبية تجاه لبنان

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/22 آب/2019

تعيش البلاد حالة من الترقب قبيل صدور قرار تصنيف لبنان الائتماني من قبل «وكالة ستاندرد آند بورز»، الذي يرخي بظلاله منذ اليوم على الأسواق المالية والنقدية، بحيث كان يمكن تفادي هذا القلق أو النتيجة في منطق أوساط وزراية، اذا ما كان التصنيف متدنيا، لو أخذت القوى السياسية بنصائح كل من رئيس الحكومة سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اللذين كانا يحذران من تداعيات التأخير في تشكيل الحكومة على الموقعين الاقتصادي والنقدي، وكذلك الحسم في موضوع الموازنة وصولا الى أزمات أخرى كان يمكن حلها في الأيام الأولى على غرار أزمة قبرشمون.

وقد أتت زيارة الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ظل مناخ سياسي ضاغط حيال عقوبات قد تصدرها واشنطن على قياديين في حزب الله وحلفائه، في موازاة ترقب تصنيف لبنان وهذا التصنيف لن يكون له ايّ تأثير على مؤتمر «سيدر».

فزيارة الحريري الى واشنطن حملت أكثر من بعد وأكثر من رسالة وكانت ثلاثية الأبعاد، اولها، ان كلامه حول ترسيم الحدود مع إسرائيل، حسب أوساط وزارية، وكذلك الانتقال الى مرحلة «وقف اطلاق النار»، يهدف الى مخاطبة المجتمع الدولي وواشنطن تحديدا بأن لبنان متفاعل مع التوجه الدولي بما من شأنه أن يجهض حماسة الاندفاع السلبي تجاه البلد عشية عقوبات الإدارة الأميركية ضد حزب الله وحلفائه.

وفي الوقت ذاته جاء البعد الثاني في كلام رئيس الحكومة عن استخراج النفط والغاز في لبنان كإضاءة من واشنطن والمؤسسات الدولية والنقدية بأن لبنان يتمتع بقدرات وهو ليس بلدا معدماً، بل ان بدء استخراج هذه الثروة من شأنه أن يحسّن الواقع الاقتصادي للبلاد، ولذلك يمكن للدول والمؤسسات النقدية عدم القلق على ديونها لأن لبنان سيكون في موقع اقتصادي افضل في المستقبل.

أما الرسالة اي البعد الثالث، حسب اوساط وزارية، فهي نقله رأي الإدارة الأميركية بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بقوله انه سمع ثناء غير مسبوق، في خطوة يهدف منها إلى التأكيد على دور المصرف المركزي في هذه المرحلة وعدم وضع الطابة في ملعبه.

لكن هل يتقبّل حزب الله كلام الحريري في واشنطن عن ترسيم الحدود مع إسرائيل وعن كذلك القرار 1701 بالانتقال من حال وقف الاعتداءات الى وقف النار؟

تجيب الأوساط الوزارية بداية بأن الحريري اكد ويؤكد أنه لن يتخلى عن كوب واحد من المياه البحرية ولا عن متر واحد من الأراضي اللبنانية.

وفيما خصّ حزب الله، فإنه يوافق على ما يتفاهم عليه رئيس الجمهورية ومجلسا النواب والحكومة، فيما خص المواضيع الكبرى، وإن هواجس رئيس مجلس النواب نبيه بري تؤخذ بعين الاعتبار لناحية إصراره على التزامن في الترسيم بين البر والبحر أو البدء من البحر أولا لئلا تتملص إسرائيل لاحقا من ترسيم الحدود البحرية بعد أن يتم تثبيت تلك البرية بما ينعكس على الملف النفطي والأزمة الحدودية البحرية بين البلدين.

إلا أن ثمة آراء لأوساط مراقبة حيال تصنيف لبنان، مفادها بأن هذا القرار ليس سياسيا بحق البلد، إذا ما تمّ تخفيض الدرجة، لأن ذلك ينتج عن مؤسسة خاصة، فيما لبنان بات على قاب قوسين من بداية استخراج الغاز من بحره وما يرافق ذلك من مردود على الاقتصاد اللبناني، إضافة الى المباشرة في ترجمة الإصلاحات التي أقرتها الموازنة الحالية بالتزامن مع مباشرة وزير المالية علي حسن خليل التحضير لميزانية 2020 التي سيكون لها وقع ايجابي داخليا وخارجيا.

وعن مدى تأثير موقف عون حول الاستراتيجية الدفاعية، ترد الأوساط،بان رئيس الجمهورية عاد واوضح موقفه من هذا الموضوع.

لذلك، فإن القلق الذي تعيشه البلاد هو نتيجة أداء سياسي لقوى بدت وكأنها مفصولة عن المجتمع الدولي أو العالم الخارجي، وظهر ذلك واضحا من خلال الأزمات التي رافقت تشكيل الحكومة وابتكار التوترات وصولا الى حد اعتبار بعضها، ومن بينهم كبار المسؤولين انهم يستطيعون تحمّل المواجهة دون تقدير بأن لذلك تداعيات على الأسواق الداخلية والقطاعات الاقتصادية والسمعة الدولية للبنان. وان هذا الأمر مفترض ان يكون درسا تتخذ منه القوى هذه عبرة لكيفية تعاطيها في المستقبل.

 

باريس غاضبة من لبنان... خدعنا ...صفقة البوارج ملغومة ماديا ...؟!

سيمون ابو فاضل/الكلمة اونلاين/22 آب/2019

 يظهر إن الدولة اللبنانية لا تراعي العلاقات الدولية ولا تقدر إهتمام عدد من الدول الصديقة بأمورها على ما هو الواقع الحالي مع فرنسا على خلفية صفقة البوارج البحرية ،حيث أن باريس التي تدعم مؤتمر سيدر بهدف إنعاش الواقع الاقتصادي اللبناني وتغاضت عن بعض المطالب الإصلاحية على سبيل المثال عدم تشكيل هيئة ناظمة للكهرباء وتوفد الموفد الفرنسي الرسمي المعني بمتابعة مؤتمر سيدر بيار دوكان الشهر المقبل الى لبنان خدعت من قبل المسؤولين في هذا البلد. في ظل كل هذا الاهتمام الفرنسي ودعم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان فوجئت الإدارة الفرنسي بمحاولة الالتفاف عليها فيما خص شراء البوارج البحرية من فرنسا وهي التي زودت مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني بمبلغ 400 مليون دولار أميركي لان ثمة سياسيين لبنانيين يريدون الحصول على بدل السمسرة والعمولة من صفقة شراء الطرادات من الشركات الايطالية بحيث لا يخضع الامر عندها لرقابة فرنسية.  اذ يدور الكلام داخل الإدارة الفرنسية على ما علمت الكلمة أونلاين من أوساط فرنسية، بأن ثمة صفقة فاضحة يريد بعضهم أن ينفذها في لبنان على حساب العلاقة مع فرنسا كما حصل سابقا حيث اشترت وزارة الداخلية سيارات ومعدات من دولة أخرى فيما كانت باريس تأمل أن تكون الشركات الفرنسية هي الجهة البائعة لوزارة الداخلية. وترصد أوساط ديبلوماسية فرنسية محاولة الدولة اللبنانية شراء طرادات وبوارج من شركات إيطالية وهو الأمر الذي ترك تساؤلات حول الغاية من ذلك لا سيما أن فرنسا هي التي مولت دعم الجيش اللبناني حيث تم تفخيخ طلب حاجة الجهة اللبنانية الذي يتولى ملفها ضابط متقاعد بإضافة مميزات وزوائد ثانوية ،لا تتوفر في البوارج والطرادات الفرنسية وذلك بهدف التحول نحو إيطاليا مع ما يحمل الأمر من تساؤلات وخلفيات حول هذه الخطوة المشبوهة. وكان السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه حسب أوساط ديبلوماسية فرنسية قد أبلغ اعتراض وملاحظات بلاده الى عدد من المسؤولين اللبنانيين لكنه لم يعكس حالة الغضب والاستهجان التي هي عليه الدولة الفرنسية التي تجد بأن ثمة قطبة مخفية لهذه الصفقة التي باتت تفتقد للشفافية من خلال التحول نحو البوارج الإيطالية وتبرير الأمر بأنها تحمل زوائد عسكرية. ولذلك فإن باريس في قناعة الأوساط ذاتها تجد بأن دعمها وحضانتها للبنان لا يلاقي المبدئية ذاتها التي تمارسها الجهات اللبنانية تجاهها، وهي باتت على علم مفصل بدور كل مسؤول سياسي في هذه الصفقة ومن يظهر حسن نية تجاهها ويدعم صفقة الشراء من إيطاليا ، وكيفية توجيه المفاوضين للتفاوض مع الشركات الإيطالية.

 

5 مرتكزات أساسية لأي استراتيجية الدفاعية .. إليكم تفاصيلها!

 العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/الكلمة أونلاين/22 آب/2019

يكثر الحديث عن الإستراتيجية الدفاعية في لبنان، ويكثر معه اللغط حولها، حيث باتت لازمة" التشدق اليومي تلوكها الألسن ولا تهضمها الأفكار.  وكثير من المتكلمين فيها لا يدرون كنهها ولا يعلمون نسجها ورسمها. وهناك قلة من الغيورين والوطنيين يعلمونها ولكنهم لا يستطيعونها، ومنهم قادة ومسؤولين ومفكرين وأكاديميين اصدقاء ومعلمين، يشكلون think tanks يشرفون وطنهم ويغنوه.

وأنا هنا- بتواضع- أطرح أسسها بما تكون لدي من زاد معرفة على قاعدة علمية مجردة مستندا" على شهادة ماستر في "الأمن الوطني"، حيث أنني لا أتكلم هباء" أو اتنطح دون حجة. والمرتكز لي هو بتحديد: ماذا - كيف - لماذا….في كل السياق.

إن كل دولة معترف بها في القانون الدولي، تقوم على أرض وشعب وسيادة. وكل دولة بهذه القائمة الثلاثية، تخضع للمسؤولية الدولية (حقوقها وواجباتها)، ولا يستقيم اتجاهها ولا تتضح هويتها وماهيتها، إلا برسم سياسات policies عامة لكل الحقول فيها (السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية..) ، ولكل سياسة منها استراتيجية  major عامة أو مخطط عام، يتشعب إلى استراتيجيات minor تكتيكية لكل إدارة عامة أو وزارة، تعنى بتفاصيل تنفيذ هذه الإستراتيجية.

بالحديث عن أية استراتيجية دفاعية لأي بلد، لن نهتدي إلى صياغتها ونسجها وإخراجها سليمة" دون شائبة، ما لم تراع مرتكزات خمس:

١- الهدف الوطني الواحد الجامع لكل الأطياف،United National Purpose.وكيفية ممارسته: من هو العدو والصديق، وما هو الإهتمام الأول للبلد،  وعلى أساسه تنساق الاهتمامات الأخرى؟ هل مجابهة إسرائيل والتحالف مع إيران والنأي عن بيئتنا العربية؟ وهل فعلا" إيران تريد المجابهة؟ ألم يتحقق أمن العدو بعد بروز إيران التي ضعضعت القوى العربية بالتدخل في نسيج شعوبها، وأبرزها لبنان؟ هل بعدم الانحياز وبتجديد الهدنة مع إسرائيل والانصراف إلى بناء الداخل السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ هل بالانتماء شرقا" ام بالارتماء غربا"، أم بكليهما؟ وأين تكون مصلحتنا الحيوية؟

ايضا"؛ ما هو نظام الحكم؟ ديموقراطي ليبرالي، شمولي راديكالي، فيدرالي كونفدرالي…. ؟ إذ أن كل نظام له اسقاطاته وتطبيقاته التي تؤثر سلبا" أو إيجابا" على مخرجات سياساته العامة،  ويالتالي الاستراتيجيات المنبثقة، وأبرزها الإستراتيجية الدفاعية.

٢- المصالح الحيوية Vital interests: هل مصلحتنا العامة في إتفاق الطائف أم بنسفه، وما البديل؟ صيغة ١٩٤٣ أدت إلى الحرب الأهلية ١٩٧٥ (خوف المسيحي وغبن المسلم). وثيقة الوفاق الوطني ١٩٨٩ ناصفت وانصفت الجهتين وحولت لبنان  من بلد ذو وجه عربي إلى بلد عربي الهوية والانتماء.

من جهة أخرى؛ المصلحة الحيوية المهمة هي في استقرار وأمن المواطن،  إذ أن  نعيم الإستقرار يحفز للدفاع الشرس ذودا" عنه. ونقصد بالاستقرار الحقوق الإقتصادية  والإجتماعية وحرية الرأي، وبالتوازي مع الدور الرعائي للدولة في تعزيز وصون هذه الحقوق. ومتى ما تحقق ذلك، يبنى عليه القرار السياسي الموحد، بتحديدات الأمن القومي.

٣- البيئة المحيطة، والمجال الحيوي: كيف نؤثر ونتأثر بها: لبنان ليس في جزيرة، هو بلد متشاطيء - إن جاز التعبير- مع عدة بلدان لا يمكنه تهديد أمنها القومي، ولا يمكنها تهديد أمنه القومي، سواء بسواء. هذه قاعدة اساسية، إلا إن كان في حرب شرعية لصون مصالحه الحيوية.

كما أن طبيعة الأحداث وتطورها تحدد انخراطه أو نأيه  بنفسه، شرط تحديد من هو العدو والصديق، وعقيدته الثابتة ارتكازا" على الهدف الوطني المقرر اصلا".

وبهذا السياق؛ فالبيئة المحيطة، باستثناء دولة العدو إسرائيل، هي عربية خالصة ولا يمكن الانعزال عنها، خاصة" أن أولى بنود الدستور اللبناني تحدد أن لبنان عربي الهوية والانتماء. وهذه ثابتة يقتضي النسج على أساسها.

٤- القانون الدولي والشرعية الدولية: إن أول شروط المسؤولية الدولية هو عدم الخروج عن مواثيق وقرارات وأحكام الشرعية الدولية، طالما أن لبنان عضو مؤسس وفاعل في منظمة الأمم المتحدة، ولأن القانون الدولي يسمو على كل القوانين الوضعية المحلية، تركيزا" فيما خص معاهدة جنيف والشرعة العالمية لحقوق الإنسان وقانون الحرب والحرب العادلة….

٥- قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، ويتحتم كف يد الميليشيات عن العبث بهذا القرار؛ إذ أن الهدف الوطني لا يمكن تخطيطه مراعاة" لهدف ميليشيوي،  حيث بالواقعية السياسية لا تنشط ميليشيا إلا على ضعف الوطن، والعكس بالعكس. وكي يبقى كيان الميليشيا وتقوى به الدولة، يجب أن تكون في كنفها وترفدها في قرار الحرب والسلم استنادا" على الهدف الوطني، لتحقيق الأمن القومي وتأمين المصالح الحيوية المتعددة.

وإذا شذت هذه الميليشيا عن الإهتمام الوطني، فيجب استئصالها، ثم تنشئة أفرادها كلبنانيين حصرا"، بعيدا" عن الطائفية والعقيدة. فالانتماء للوطن وليس للطائفة، والعقيدة هي عقيدة الوطن طالما - وهذا أمر جذري - أن الدولة تقوم بواجبها الرعائي وتؤمن لهذا المواطن جميع حقوقه السياسية والمدنية والإقتصادية والاجتماعية بكل المقاييس. فكل التزام يقابله حق.

اخيرا"؛ متى ما تحققت كل هذه المرتكزات، نستطيع عندها وبيسر أن نرسي سياسة عامة واحدة موحدة، يفرز منها وعلى نهجها  استراتيجية دفاعية سليمة واضحة المعالم والأهداف، وبالمستطاع وضعها موضع التنفيذ.

 

«اللقاء المشرقي»: مؤتمر بنغمة تحالف الأقليّات والتكتّل ضد السُنّة!

مازن ع. خطاب/اللواء/22 آب/2019

يعدّ «اللقاء المشرقي» لعقد مؤتمره الدولي في نسخته الأولى في بيروت منتصف تشرين الأول ٢٠١٩، برعاية وحضور رئيس الجمهورية، ومشاركة عدد من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية، تحت عنوان «لقاء صلاة فطور، الحوار نهج وطريق سلام، عن إشكاليات التعددية والحريات».

ويقوم المؤتمر على أساس استنساخ تقليديْن سنويين تنظمهما الإدارة الأميركية، ذلك انّ «صلاة الفطور» هو فطور رئاسي يشارك فيه الرئيس الأميركي مع شخصيات من دول العالم المختلفة ويكون منصّة للعلاقات العامة والتواصل، وتُناقش فيها أفكار متعددة. امّا «الحوار نهج وطريق السلام والبحث في إشكالية التعددية والحريات» فهو مؤتمر يدعو إليه وزير الخارجية الأميركي تحت عنوان حرية وحوار الأديان.

وقد تأسست جمعيّة «اللقاء المشرقي» عام ٢٠١٧ بموجب بيان «علم وخبر» صادر عن وزارة الداخلية والبلديات تحت الرقم ١٢٤٧، وغايتها ضمان توازن الجماعات والمشاركة في النظام والدولة والحكم والسلطات والادارات الى الحفاظ على هوية المسيحيين، مروراً بالحفاظ على الدور والوجود المشرقي ديمغرافياً وجغرافياً من ضمن مسلّمة العيش المشترك. واعضاء هذه الجمعية التي يرأسها الوزير جبران باسيل هم شخصيات قريبة منه ومن رئيس الجمهورية، ولديهم توجّهات داعمة لقيام حلف للأقليات وخصوصاً المسيحية منها، وكانوا يشكّلون «خلية السبت» التي كان يلتقيها العماد ميشال عون صبيحة كل يوم سبت في الرابية قبل انتخابه. ويبدو الهدف المُعلن من هذا المؤتمر إظهار دور المسيحيين في لبنان وتكريس انعقاد هذا الحدث سنوياً باعتباره ساحة لتلاقي الأديان والأفكار، وأرضيّة جيّدة للحوار بين الحضارات والثقافات. وربّما أراد المنظّمون دغدغة آذان الدول الغربية، الّا ان الوقائع الملموسة تبيّن أنّ روسيا، تُعطي الأولويّة لمصالحها وليس لحماية الأقليّات المسيحيّة في الشرق، شأنها شأن الولايات المتحدة الأميركية.

لكنّ باطن المؤتمر يوحي بإطلاق تحالف الاقليّات تحت شعارات متعددة، الأمر الذي أعلنه الوزير باسيل من موسكو في شهر آذار عندما تحدّث عن تحالف مشرقي، وبالتالي، لا ينفصل عنوان المؤتمر أو طروحاته عن مواقف أعضاء «اللقاء» المتعلّقة بضرورة حماية الأقليات، والمسيحيين خصوصاً، والحصول على الدور السياسي والتأثير الذي يطمحون إليه في هذه المنطقة، على غرار الخطاب «الباسيلي» في «استعادة حقوق المسيحيين» في لبنان باعتبار ان هذا التحالف هو «الضامن» لوجودهم و«المعطّل» لهيمنة الأكثرية السنّية، التي يزعم الوزير باسيل انّها «سلبت» حقوق المسيحيين بموجب «اتفاق الطائف» عندما قال: «السنيّة السياسية أتت على جثة المارونية وسلبت كل حقوقها ومكتسباتها، ونحن نريد استعادتها منهم بشكل كامل».

أقليات المنطقة لديها طابع ديني مذهبي وعقائدي وعرقي، وتحديداً اليهود الصهاينة، الامر الذي يؤدي الى اعتبار دولة «إسرائيل» الدينيّة في عمق النظرية والمشروع والتوجهات «الاقلّوية»، ويُطلق مبدأ عدم الخلاف الأيديولوجي مع «إسرائيل» وتكريس حقها في العيش بسلام في المنطقة من دون أن تعتدي على أحد، وهو ما ادلى به الوزير باسيل في مقابلة على شاشة «الميادين» ضمن برنامج «حوار الساعة» في كانون الأول عام ٢٠١٧.

ومن هنا تتجلّى خطورة المؤتمر في وضعه مسيحيي لبنان في تصنيف مشابه لـ«الأقليات» الذين يعانون من ازمة اضطراب في الهوية والمصير في ظلّ الاضطهاد والتمييز العرقي والطائفي والمذهبي، وكأن ثمّة من يؤسس لمرحلة مُقبلة يُطالب فيها بحق المسيحيين اللبنانيين في تقرير مصيرهم من خلال كانتونات او دويلات او على شكل كونفدرالية، أو بالحكم الذاتي من خلال صيغة «الفيديرالية» التي تهدف الى قيامة «وطن قومي مسيحي» منفصل عن المسلمين، كما عبّر عنها الرئيس عون عام ٢٠١٥، ولفت إليه الوزير باسيل حين قال «لا يهددنا أحد بالعد لأننا نحن لنا خياراتنا ايضاً».

والحديث عن تحالف بين الأقليات المسيحيّة والشيعيّة والعلويّة والدرزيّة في لبنان والمنطقة يعني التكتّل ضد أكثريّة سنّية، ممّا يعني الانزلاق تلقائياً نحو انقسام طائفي ومذهبي بغيض يُغذّي الصراع القائم ويُعمّقه، وهو ما يناقض روحيّة اتفاق «الطائف» في الحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين. ولكن الحقيقة الديمغرافية بأنّ السنّة يُشكّلون ٧٥ في المئة من العالمين العربي والإسلامي، وثلث الشعب اللبناني، تجعل أيّ صراع مذهبيّ فاقداً للتوازن وآيلاً إلى الفشل ولو بعد حين.

وفي هذا السياق نُذكّر ان البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وقف بوجه مشروع تحالف الاقليات بخطابه اللبناني السيادي، لأنه كان يعي خطورة المشروع الذي استطاع التغلغل في البيئة المارونية اللبنانية التي كانت تاريخيًا عصيّة على هذا المنطق.

وقد برهنت الوقائع انّ مشروع «تحالف الأقليّات» على امتداد المنطقة، خاصة في سوريا والعراق، فشل في توفير الحماية لهذه الأقليّات وكبّدها الكثير من الخسائر، خصوصاً المسيحيين منها، وهو ما ينذر بفشل هكذا تحالف في لبنان. وفي المقابل تبرز حالات ناجحة في تاريخ لبنان انطلقت من أولويات وطنيّة تجمّع حولها اللبنانيون على اختلاف مذاهبهم وخارج معادلة الأكثريات والأقليات.

مثال على ذلك ما حصل عام ١٩١٥ عندما تحالف اللبنانيون ضد الاحتلال العثماني ومحاولة التطبيع، منطلقين من أولويتي الحرية والهوية. وعام ١٩٤٣ تحالف اللبنانيون من اجل استقلالهم وجلاء القوات الاجنبيّة عن ارضهم. ثم توحّدوا في الستينيات من اجل بناء الدولة ومؤسساتها وتطوير شؤونهم الاجتماعية والحياتية. وفي العام ١٩٨٩ جدّدوا عقدهم الوطني وخرجوا من سباق العدد الى ثابتتي الوطن النهائي والانتماء العربي. وبعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، طالبوا بخروج الجيش السوري من لبنان انطلاقاً من مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال والديموقراطية والحقيقة والعدالة.

هناك من يعتبر ان هدف هذا المؤتمر هو تأسيس منصّة دوليّة شرعيّة توظّف لاحقاً لدعم الوزير جبران باسيل في معركته لرئاسة الجمهورية، وقد يكون ذلك صحيحاً من المنظور الضّيق، لكن لا يُمكن فصل هذا المؤتمر عن التحوّلات الحاصلة في المنطقة، لا سيما مشروع «صفقة القرن» وملف ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني، واستعادة الرهاب من توطين الفلسطينيين، والمطالبة باستعادة «المبعدين» إلى الأراضي المحتلة؛ بل ينبغي الوقوف امام المشهد العام اللبناني والدولي وقراءته بكثير من التمعن.

 

ارحموا لبنان من «الانتصارات» التموزية!

حنا صالح/الشرق الأوسط/22 آب/2019

باستعلاءٍ وتباهٍ، قدم الرواية الثانية عشرة عن كارثة «لو كنت أعلم» لعام 2006، ليتلقفها جمهور مسحور. رواية لحمتها وسداها أن الحرب لو استمرت لأصيبت إسرائيل بالكارثة، ولأن الأمور في الميدان اتخذت هذا المنحى، تدخل الأميركي ومارس الضغوط لوقف الحرب (...). مرة أخرى يقف المواطن مذهولاً أمام نسخة منقحة عن القدرة على مسح العدو خلال 7 دقائق ونصف، والسؤال الساذج يلحُّ ويطرح نفسه: لماذا جرى التوقف؟ وهيك هيك كان البلد في حينه بطريقه إلى التحول كومة تراب، وأبداً ليس تلة فخر وعز.

اليوم وبينما التهديدات تتلاحق بأنه لو استُهدف النظام الإيراني فستُحرق المنطقة، والاستهداف العسكري لو نجح استدراجه وحدث، فسيكون أشبه بالكي، وحدها رعونة حكام طهران هي الجهة التي ينبغي أن تُسأل عنه وعن الكوارث التي سيؤدي إليها، وأين منها «انتصارات» يوليو (تموز)، التي أسفرت عن سقوط 1400 ضحية، وألوف الجرحى، وتدمير 78 جسراً، و28 ألف بيت، وتصدع عشرات الألوف، وتدمير ألوف الكيلومترات من الطرق، وخراب الكهرباء والماء وكل البنى التحتية، وخسائر عامة تجاوزت 15 مليار دولار بعد حساب دقيق! وفوق ذلك المشاهد التي لا تغادر الذاكرة الجمعية، وهي رؤية مئات الألوف ينزحون عن البيوت والحواري والقرى، وملاعب الصبا وجنى العمر، بعضهم يرفع الرايات البيضاء، يهيمون في الحقول بعيداً عن الطرق المستهدفة من العدو، والكل يدعو الله بحماية البلد من هذا النوع من «الانتصارات».

لنضع العدو الإسرائيلي جانباً، فذاك البلد «أوهى من خيوط العنكبوت»، وبالكاد يحقق نمواً سنوياً بالمتوسط بين 3.5 و4 في المائة، وبطالة هي بين الأقل عالمياً، وفرص عملٍ متزايدة فلسطينياً، فلبنان بات منذ التسوية الرئاسية في عام 2016 التي فرضت الحكم «القوي» ويقودها «حزب الله»، ضمن الإمبراطورية الفارسية «التي تضم كلاً من أفغانستان واليمن وسوريا والعراق وغزة»، على ما أكده العضو في المجلس الأعلى للثورة الثقافية عبد الرحيم أزغدي، لتلفزيون «أفق» الإيراني.

ومنذ ذلك التاريخ الذي توج سنوات عجافاً من احتجاز البرلمان ومنعه من القيام بدوره، ولبنان يتهاوى اقتصادياً ومالياً، ويغرق في النفايات، وتعيش كل الطبقة السياسية والأوساط المالية والمصرفية حالة ذعر؛ لأن التقييم الائتماني للبلد سيتهاوى أكثر في التقرير الذي سيصدر خلال أيام عن «ستاندرد آند بورز»، والذي لم تنجح الصلات الرسمية في تأخير صدوره، والمعطيات تُفيد بأن التصنيف سيكون ما بين «CCC» و«+CCC»، ما يعني وفق قراءة الخبير الاقتصادي الدكتور توفيق شمبور، أن «تصنيف تقييم لبنان دخل مرحلة الخطر، التي تسمى تقنياً مرحلة الشك».

منذ 3 سنوات، وتزامناً مع السياسات التي اتبعت ما بعد التسوية الرئاسية، هبط التقييم الائتماني للبنان 3 درجات بواقع درجة كل سنة، يقول الدكتور شمبور إن ذلك «أمر لم يحصل في تاريخ لبنان حتى في أشدِّ أزماته» أي خلال الحرب الأهلية. ومع حدوث المتوقع، وهو تدني التصنيف درجة أو درجتين كما تخشى أوساط مطلعة، يصبح لبنان في هذا الزمن لأول مرة في تاريخه في مرتبة «الدول الفاشلة» بالمفهوم الرسمي للمجتمع الدولي، ما سيعني تعذر جذب الاستثمارات والودائع، وبالتالي انعدام النمو، مما سيرفع من معدلات الفوائد، وستتسع مروحة الإفلاسات، وتتعمق أكثر فأكثر البطالة التي تزيد اليوم عن 30 في المائة.

حمل هذه الصورة الرئيس الحريري في زيارته الأميركية، وهي لم تكن مجهولة من قبل مستقبليه، الذين يعرفون أن الأزمات في بلد الأرز تتدحرج ككرة الثلج، وقد تفضي السياسات المتبعة إلى انهيار كارثي يهدد الوضعين المالي والاقتصادي! وحمل الحريري أيضاً صورة أخرى، وهي أنه رئيس حكومة تعذر اجتماعها نحو أربعين يوماً، على خلفية الحدث الأمني الذي وقع في بلدة قبرشمون الجبلية، وأودى بحياة مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى، وأدى إلى معركة بدت أقرب إلى حرب أهلية باردة، مرتبطة بما يدور في الإقليم، وبالأخص منحى «تحالف الأقليات»، ومرتبطة داخلياً بمنحى تعبيد طريق الرئاسة أمام المرشح الأبرز، الوزير جبران باسيل، الذي جال على مناطق لبنانية مطلقاً مواقف حادة أبرزت حجم الانقسامات! كنتيجة حتمية للنبش الانتقائي لذاكرة الحرب، وهي ذاكرة ما زالت طرية رغم مرور 30 سنة على اتفاق الطائف، الذي أنهى رسمياً الحرب الأهلية؛ لكنه لم يحقق سلماً أهلياً مستداماً، فكانت المواجهة الطويلة التي أحدثت فرزاً سياسياً رفض منحى الانتقام وتصفية الحسابات مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، انتقاماً من موقفه الداعم للثورة السورية، والعقبة بوجه «تحالف الأقليات»، وتوجت ببيان السفارة الأميركية الذي حذّر من خلفيات سياسية واستغلال قضائي.

دون شك، سعى الرئيس الحريري، بمعزل عن كل تنازلاته في الداخل، إلى توفير الدعم للبنان، والبداية تحريك ترسيم الحدود مع العدو، للأهمية المالية والسياسية، والسعي للسلام بطرحه الانتقال من «وقف الأعمال العدائية إلى مرحلة وقف النار»، وتجنيب البلد النتائج التي ستترتب على العقوبات الداهمة، التي رغم قول الحريري إنه «لا يمكننا أن نغير وجهة نظر الإدارة الأميركية»، فإنه أشار إلى احتمال استهداف جهات خارج «حزب الله»، ما يعني أن واشنطن ماضية في مسار إدراج حلفاء الحزب في قائمة العقوبات، وهذه المرحلة هي الأخطر؛ لأنها بمثابة رسالة مباشرة إلى القصر وسواه بوجوب الابتعاد عن فريق الممانعة، ويتردد أن تداعيات ذلك ممكن أن تكون كبيرة على «التسوية السياسية» وعلى تحالفات «حزب الله» في آن.

إنها لحظة الحقيقة، ولحظة التأمل في مصلحة البلد وأبنائه. وهامش التذاكي تضاءل، كما أن هامش استخدام فائض القوة لم يعد متيسراً، بدليل مواجهة قبرشمون، ومسار العقوبات. وإلى متى تستمر الطبقة السياسية في نهج المحاصصة الطائفية وتجاهل رعب بلوغ سعر صرف الدولار 1550 ليرة، بعدما كان 1500؟ فهل تدرك القوى المتنفذة أن لا مناص عن نأي حقيقي بلبنان عن الالتحاق بتحالف «الممانعة» الذي يغرق البلد في حرائق المنطقة؟ وأن لا مناص من تأكيد أن البلد عصي على الحكم وفق مبدأ توازن القوى، ولا يحكم إلا بمبدأ قوة التوازن؟ والفارق بين المبدأين جوهري!

 

باسيل ليس بشيراً ثانياً

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/22 آب/2019

تنتشر في الأوساط الصحافية ومواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية مقارنةٌ بين الرئيس الأسبق بشير الجميل وبين وزير الخارجية الحالي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي يقال إنه الزعيم المسيحي الأقوى الذي يعرفه لبنان منذ اغتيال الجميّل في 1982.

يخدم باسيل في المقارنة هذه احتلاله الدائم لوسائل الإعلام وظهوره اليومي في مناسبات ونشاطات وتحركات تتجاوز مهماته الوزارية والحزبية وترفد مشروعه للوصول إلى رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. وتخدمه خصوصاً المناكفات التي يخوضها مع قوى سبق أن حاربت بشير الجميّل وحاربها أو تقع في الخندق الطائفي المقابل لذاك الذي يقيم فيه زعيم المسيحيين اللبنانيين الجديد جبران باسيل. مئات المواقف والتصريحات التي استهدفت الطريقة التي أُدير بها لبنان في أثناء احتلال النظام السوري له وما رافقه من تهميش للمسيحيين ومن تحالف مع الأطراف المسلمة التي ما زالت تتصدر تمثيل طوائفها، أسفرت عن استنفار نضالية مسيحية تطالب باستعادة «الحقوق» – وهذه تورية للدعوة إلى التخلي عن اتفاق الطائف الذي أعاد تأسيس النظام اللبناني - والتمسك بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين باعتبارهما ضمانة السلم الأهلي والعيش المشترك.

على هذا السلم الثلاثي القوائم، تقف زعامة جبران باسيل الذي يشتهي أنصاره أن يكون التجسيد الحي لبشير الجميّل.

بيد أن التشابهات تنتهي هنا.

لوضع الظاهرة الباسيلية في سياقها، يتعين إلقاء نظرة على الأثر الجارف الذي تتركه التحولات الدولية على السياسات والطوائف اللبنانية، منذ انفتاح لبنان على التيارات الاقتصادية والثقافية والسياسية الدولية والتي تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر عندما تكرس ارتباط الاقتصاد اللبناني بآلة الثورة الصناعية في الغرب على ما يشرح المؤرخ الفرنسي دومينيك شوفالييه. أسفر الارتباط هذا عن صراعات دموية وحروب أهلية وتكريس للبنية الطائفية السياسية التي جلبت معها حساسيات جديدة إلى نواة الكيان اللبناني ومن ثمّ إلى الجمهورية اللبنانية. فكل حدث عالمي ينعكس صداه سريعاً في لبنان، وكل شخصية عربية تجد لها مؤيدين ومعارضين بين اللبنانيين. بل يجوز وضع لائحة بالتغيرات الدولية التي تُرجمت في لبنان ترجمة حرفية ومنها الحركات الفاشية والأحزاب الشيوعية والقومية. الصعود الناصري حضر حضوراً قوياً في لبنان وكذلك الثورة الفلسطينية وتداعيتها وصولاً إلى المد الليبرالي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتبني الحكومات اللبنانية مقولات الخصخصة وتفكيك القطاع العام، وانتهاء بالموجة الشعبوية اليمينية التي يستوحي العديد من السياسيين اللبنانيين بعض بذاءاتها في خطاباتهم ومن ذلك جنوحهم نحو التحريض على القتل والعنف بذريعة أن «كبار سياسيّي العالم» يسيرون على طريق التفاهة والضحالة. ومثلما كان بشير الجميل ممثلاً «للثائر» غير المبالي بالتقاليد السائدة في مواجهته لخصم أكبر منه، وهو النموذج الذي ساد العالم بين الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كذلك يريد جبران باسيل أن يكون ثائراً يحطم القواعد التي يتهم الآخرين باتباعها مصراً على أنه خصم شرس للفساد...

لكن الفارق الأكبر بين بشير وجبران يكمن في رؤية كل منهما لموقع المسيحيين اللبنانيين في الداخل وعلاقات هؤلاء بالطوائف الأخرى من جهة، وبدور المسيحيين اللبنانيين في المنطقة ككل. ويعرف كل قارئ للسياسة اللبنانية أن نزعة جبران العدوانية تستند قبل كل شيء إلى استقوائه بتحالف التيار العوني مع «حزب الله» الثقل النوعي، المسلح والمنظم تسليحاً وتنظيماً لا يضاهَى بالمعايير المحلية. من دون هذا التحالف كان وزن «التيار الوطني الحر» ليختلف كثيراً على المستوى الوطني. في المقابل، صنع بشير الجميل وزنه العسكري والتنظيمي بالاعتماد على المكونات المحلية، سواء بتصفية الخصوم أو إبعادهم أو بنسج تحالفات مع عناصر البيئة المسيحية التي هادنته ثم قدمت له دعماً كبيراً عندما اكتشفت فوائد مشروعه.

على المستوى المسيحي الإقليمي، كان بشير يسخر من الطوائف المسيحية في البلدان العربية ويشدد على أن مسيحيي لبنان لا يمكن أن يعيشوا «ذمّيين» – بعبارته - على غرار مسيحيي الدول العربية الأخرى ويصر على أصالة الحق المسيحي في الأمن وتقرير المصير من دون التنازل للآخرين. علاقات الجميّل مع إسرائيل كانت أداتية على ما يُفهم من العديد من المحطات، حيث كان يتصور أنه سيستخدم الإسرائيليين مثلما استخدم السوريين في 1976 لوقف التقدم اليساري – الفلسطيني إلى مناطق سيطرته، ومن توجه الجميل إلى المشاركة في أعمال القمة العربية فور انتخابه رئيساً للجمهورية برفقة الرئيس الراحل إلياس سركيس كإشارة إلى أولوية العلاقات مع النظام العربي الرسمي لديه. وتستحق هذه النظرة تفصيلاً وافياً لكنها لا تعني الانزلاق إلى تمجيد سهل ومجاني لبشير الجميل الذي يظل أحد الشخصيات الإشكالية في تاريخ لبنان الحديث.

أما جبران باسيل فقد استحسن مع تياره، ومن باب التفاهم مع «حزب الله»، مقولة «تحالف الأقليات» التي تضم «المشرقيين» من شيعة ومسيحيين وتضعهم في حالة تناقض وصراع مع السُنة العرب. الأقليات المتحالفة تقدم نفسها كرائد للمقاومة ضد إسرائيل في حين أن أنظمة عربية تسعى إلى التصالح والتطبيع مع الاحتلال. ولا يحتاج المرء إلى عناء كبير ليكتشف الفارق بين التابع وبين السيد في موازين القوى بين الأقليات. هذه الفوارق الكبيرة مع التشديد على ضرورة التحفظ في الأحكام وإيلاء الظروف اهتماماً غير متاح في هذه السطور، تطيح بكل مقارنة أو تشبيه بين رجلين من زمنين مختلفين وتبرز استحالة تكرار التجربة في ظروف تغيرت تغييراً جذرياً من دون أن تكون التجربة الأولى إيجابية بأي شكل من الأشكال.

 

الدور المسيحي في لبنان والمنطقة من أين والى أين؟

سعد كيوان/ندوة في "المركز اللبناني للبحوث والدراسات"/22 آب 2019

لا أدعي في هذه العجالة القدرة على الاحاطة في موضوع بهذه الأهمية بالنسبة للبنان وتركيبته ومستقبله، عنيت به المسيحيين وموقعهم ودورهم في لبنان والمنطقة. فانا لست بمؤرخ ولا بباحث عن حال المسيحيين، وانما الدكتور فارس سعيد هو من ورطني في مقاربة هذه المسألة، لا بل اعترف انني كنت لسنوات خلت غير مبال، أقارب الأمر من بعيد، الى ان شعرت نفسي ذات يوم منجرا ومنشدا - وانا الشغوف بفهم جدلية اي حركية او صراع بخلفيته التاريخية واطاره السوسيولوجي - الى مواكبة ما يحدث مع المسيحيين وبينهم وبهم، خصوصا وانه لم يعد هناك اليوم من تمايز بين السياسي والديني حتى أنني اتجرؤ القول انه بات هناك شبه تماهي بين الاثنين! لذلك سأتوقف عند محطات محاولا طرح بعض الأفكار والعناصر التي من شأنها ان تساهم في خلق حوار واغناء النقاش.

قبل الدخول في صلب الموضوع أود ان أتوقف عند واقع يشكل باعتقادي مفتاحا ويقدم دليلا على ما سأزعم انه الخيار الأسلم والافعل وجوديا للمسيحيين، سواء بالمعنى الجغرافي-التاريخي ام بما يعني الكيان والدور. لماذا لم أكن معنيا لفترة طويلة بمصير المسيحيين كمسيحيين؟ أسارع الى القول انني نشأت وترعرعت في بيت مسيحي وفي بيئة طابعها الأغلب مسيحي، وكان أهل بيتي مسيحيون مؤمنون يمارسون الشعائر والطقوس الدينية المسيحية بشكل اعتيادي مثل كثيرين من أقرانهم، وكانوا يسعون الى دفعنا للالتزام بالحد الأدنى من طقوس الحياة المسيحية. غير انني لم أشعر يوما أنني "مسيحي" بحرف majuscule او أنني مختلف أو مميز عن المسلم الذي كنت أعيش معه وأخالطه في الحي وفي المدرسة وفي الحياة اليومية. كما ان عدد من رفاقي كانوا من المسلمين. لم اتلق في بيتي تربية مسيحية متعصبة او متزمة او منغلقة، وانما انفتاحا وتعايشا يقوم على التآخي والتضامن بين اهل المدينة فيما الكنيسة والجامع على بعد مئات الامتار من بيوتنا. ما ولّد لدي بذور انفتاح وتجاوز تلقائي للانتماء الديني بمعناه الضيق، ونمّى لدي الشعور بالاخوة والمواطنة، وساعدني على توسيع أفق تفكيري وإعمال العقل. علما ان من يشحن اليوم طائفيا ويحرض على الكراهية والتمييز عاش وترعرع في المدينة ذاتها والبيئة ذاتها التي ربيت انا فيها!

انتقل من الخاص الى العام لأقول ان العناصر المكونة لأي جماعة هي أربعة: التاريخ، والجغرافيا، والدور، والمصلحة.

المسيحية ولدت في الشرق ومنه انتشرت في العالم، والمسيحيون نشأوا وترعرعوا في هذا الشرق العربي منذ ما قبل الاسلام، اذ ان بلاد الشام كانت تعرف ببلاد العرب (أي "شعب" او "قبائل" بحسب اكثر من مؤرخ) وجبل لبنان كان جزءا منها. وكانوا ينطقون باللغة العربية الفصحى قبل نحو قرنين من ظهور الاسلام في مكة فيما كانت اللغة السريانية هي فصحى الآرامية ولغة الطقس الكنسي في العراق والشام وحتى في انحاء الجزيرة العربية. ويؤكد المؤرخ كمال الصليبي (كتاب "منطلق تاريخ لبنان") ان الموارنة كانوا يتكلمون العربية ويكتبون بها، على الأقل منذ اكثر من ألف سنة. وهذا يعني ان المسيحيين او "النصارى" هم عرب أصليين وأصيلين، من المكونات الاساسية لبلاد العرب وهم الذين أعطوا معنىا ثقافيا وحضاريا للعروبة، وليسوا طارئين او ملحقين او تابعين. انتماؤهم العربي - ليس بالمعنى القومي وهذه مسألة أخرى تحتاج نقاش في غير مناسبة - ليس اذا ممالأة او تملقا للاسلام، وانما يضرب عميقا في جذور الجغرافيا والتاريخ. وكانوا السباقين في بناء حضارة المنطقة ونهضتها وثقافتها والحفاظ على تنوعها الديني والأثني.

وهذا لا يعني ان ليس للمسيحيين خصوصيتهم وان للبنان خصوصيته، فقد تميز منذ 1920 بتنوعه الطائفي والمذهبي وتعدده الثقافي وترسيخ التعايش الحر ببن مختلف مكوناته كما اراده كبير صانعيه البطريرك الياس الحويك، الذي رفض فكرة الوحدة السورية تحت الأمير فيصل كما رفض ايضا فكرة لبنان كيان مسيحي كما حاولت فرنسا تسويقه. واذا كان لبنان الكبير قد أنشأ عام 1920 بفضل البطريرك الحويك الذي ذهب الى مؤتمر فرساي مفوضا من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين ليطالب بلبنان وطن لجميع أبنائه، على أساس "الوطنية السياسية لا الدينية" كما اكد في خطابه، فان استقلال 1943 جاء تتويجا لنضوج فكرة لبنان العيش المشترك بين "جناحيه المسلم والمسيحي"، على ما كان يردد صائب بك سلام، لبنان الصيغة والميثاق الذي أرساه بشارة الخوري ورياض الصلح، لبنان التنوع والتعدد ضمن الدولة الواحدة. دور المسيحيين تجسد اذا بانشاء الكيان اللبناني، وتبلور وترسخ بفضل الكنيسة المارونية وكبار رجال الاستقلال المسيحيين والمسلمين... المسيحيون اذا ليسوا بحاجة الى حماية من أحد، ولكنهم بالمقابل ليسوا بحاجة لخيارات أقلوية مغامرة تعني في ما تعني تعارضها مع جوهر وجودهم ودورهم، ففي كل مرة حاولوا ان يسلكوا طريقا مغايرا كانوا كمن يطلق النار على رجليه!

وهكذا اعتبر المسيحيون أنهم في أساس فكرة لبنان وانهم صنّاعه، عاشوا "عصره الذهبي" الذي دام اكثر من ثلاثين سنة منذ الاستقلال عام 1943 وحتى عام 1975، وفرضوا هيمنتهم على مفاصل السلطة مرسخين ما عرف في تلك الحقبة

بـ"المارونية السياسية" الى حين اندلاع الحرب عام 1975، التي سبقها أول نذير ببداية تصدع الصيغة عبر تململ الشارع عام 1958 (موقف البطريرك المعوشي)، ثم البيان الشهير الذي اعلن فيه فؤاد شهاب عزوفه عن الترشح مجددا للرئاسة عام 1970 رغم الاكثرية المضمونة التي كان يحظى بها. أما النذير الثالث والمباشر فكان التقاء رؤساء الحكومة السنة على معارضة تكليف الرئيس سليمان فرنجيه في نيسان 1973 امين الحافظ تشكيل الحكومة مطالبين بالشراكة في الحكم... الحرب التي دامت خمسة عشرة سنة (موقف البطريرك خريش خلال حرب الجبل) خلخلت التركيبة ونسفت موازين القوى، او الأصح قضت على استئثار المسيحيين بالحكم، وعلى الامتيازات التي تمتعوا بها خلال فترة ممارستهم السلطة، لأسباب منها ذاتي ومنها موضوعي. كابر المسيحيون وغلبوا "الوجدان المسيحي" والعنفوان على حاجة وحق المسلمين في الشراكة. انتهت الحرب باحباط مسيحي، فراح بعضهم يتوسل العلاج عند من كان له اليد الطولى في إحباطهم (النظام السوري)، وآخر يحاول استغلال إحباطهم ويأسهم لتحقيق بطولات وهمية!

عام 1989 تم التوصل إلى "وثيقة الوفاق الوطني"، أو ما بات يعرف بـ "اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب، وأسس للسلم الأهلي، انطلاقاً من مفهوم جديد للشراكة و"العيش معاً"، وأعاد تكوين السلطة على قاعدة التوازن بين السلطات، بعيداً عن الديموغرافيا ("اوقفنا العد" قول رفيق الحريري الشهير) وحجم الطوائف التي يكفل الدستور حقوقها ودورها. ولم يعد رئيس الجمهورية مطلق الصلاحيات، وإنما مؤتمناً على الدستور وضامناً للسلطات، ويضطلع بدور الرمز والحكم بين اللبنانيين. وهذا كان في صالح المسيحيين وفي أساس الحفاظ على لبنان التعددي، ومنطلقا لاعادة تشكيل الدولة على أسس الشراكة والمساواة بفعل قوة التوازن لا توازن القوى كما يردد الدكتور سعيد.

ولكن تطبيق "الطائف" أوكل إلى نظام الوصاية السورية طيلة خمس عشرة سنة، وتم التعامل مع المسيحيين كمهزومين، ما أدى إلى تهميشهم طيلة تلك الفترة. فتمرد قسم منهم ممن أحسن قراءة المرحلة رافعاً شعار استعادة السيادة والاستقلال. وقد تصدر هذه المعركة مجددا الكنيسة المارونية وبطريركها الراحل نصرالله صفير بعد تحرير الجنوب، فأطلق في 20 أيلول 2000، نداءه الشهير، مطالباً القوات السورية بالانسحاب من لبنان، وممهدا لتأسيس "لقاء قرنة شهوان" الذي استعاد زمام المبادرة على الصعيدين، المسيحي والوطني، وسعى الى شبك خيوط العلاقة مع رفيق الحريري، بهدف إعادة القوة الى التوازن والتواصل مع المسلمين الذين كان يمنعهم النظام السوري من ذلك. وفي 14 شباط 2005 أحدث اغتيال الحريري زلزالاً كبيراً ساهم في إطلاق "انتفاضة الاستقلال" في 14 آذار 2005، التي أدت عملياً إلى تبني المسلمين الشعارات التي رفعها المسيحيون منذ ثلاثة عقود، وتحديداً شعار "لبنان أولاً". إن مشاركة المسيحيين الكثيفة والعفوية في انتفاضة 14 آذار هي التي أعادتهم إلى الخارطة السياسية وإلى دائرة القرار. وفي كل مرة كانوا ينكفئون أو يساوم أحدهم على الثوابت بخيارات طائفية او فئوية، كما حصل مراراً إبّان زمن الوصاية، كان مصيرهم التهميش، أو الغرق في الإحباط. فمعركة استعادة سيادة الدولة وقرارها الحر لم تنته، على الرغم من انسحاب الجيش السوري، فقد اندفع بعضهم اليوم إلى التحالف مع من يقيم دويلة داخل الدولة، اي مع "حزب الله" صاحب أجندة مذهبية غير لبنانية وغير عربية. وهو يعمل على إستلاب القرار اللبناني، ويمنع قيام الدولة (تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية سنتين ونصف)، ويضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تدعم الاستقلال الثاني بمجموعة قرارات أصدرها مجلس الأمن، بدءا بالقرار 1559 مروراً بالقرار 1595 الذي أطلق التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري، ومهد لقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، انتهاء بالقرار 1701 الذي أعاد سلطة الدولة والجيش اللبناني إلى الجنوب.

بعد الانسحاب السوري، ساد مناخ تم ترويجه عبر تحذير المسيحيين من نية المسلمين السيطرة على الدولة والاسئثار بالسلطات، وإن المعركة، بالتالي، هي معركة حصص ووظائف ومغانم. وقد ركب رئيس "التيار الوطني الحر"، ميشال عون، هذه الموجة، لاعباً على عواطف المسيحيين (إنتخابات 2005)، فانتقل من موقعه تياراً سيادياً إلى موقع الالتحاق بخط 8 آذار الذي يقوده "حزب الله" وبرر تموضعه هذا بالقول إنه "يشكل حماية للمسيحيين". وصعد من حملته على السنة ظنا منه انها تشكل له ورقة عبور الى رئاسة الجمهورية، وشارك في احتلال وسط بيروت وعطل الرئاسة والبلد سنتين ونصف السنة عملا بمعادلة بسيطة "إما أنا الرئيس أو لا أحد"، مختصرا حقوق المسيحيين ودورهم بشخصه، ومتهما الآخرين بالتآمر عليهم. غير انه اضطر الى التراجع والبحث عن تسوية مع الحريري، اي مع السنّة، من اجل تحقيق حلمه الرئاسي.

فماذا حل اليوم ب"حقوق المسيحيين" الذين يدعي التيار المسيحي "الأقوى" المطالبة بها بعد مضي ثلاث سنوات على وجود عون في السلطة؟ مواجهة مع الدروز، وابتزاز للسنة، ونار تحت الرماد مع قسم من الشيعة، واستياء لدى الارثوذكس، وخلاف مع معظم العرب... فهل ان حقوق المسيحيين ودورهم يختزل بالاستئثار بالسلطة؟ وهل المطلوب رئيس مسيحي صوري لدولة سليبة القرار؟

أما الكنيسة المارونية التي اضطلعت على الدوام بدور مفصلي على الصعيد الوطني، منذ ما قبل الاستقلال، وفي المحطات المهمة من تاريخ لبنان الحديث، فهي اليوم عالقة في "اللامكان" بعد أن خرج البطريرك الحالي، بشارة الراعي، على النهج السيادي الذي سار عليه سلفه البطريرك صفير أكثر من عقدين، وسعى إلى مغازلة محور 8 آذار والانفتاح على "حزب الله"،

وعلى النظام السوري، في لحظة اندلاع ثورة الشعب السوري في 2011. وها ان الكنيسة اليوم تتقلب في مواقفها ذات اليمين وذات الشمال، لا دورا وازنا لها وطنيا، ولا على صعيد الرعية التي باتت تتنازعها ميول ونزوات أصولية وظلامية غير مسبوقة!

في المقابل، لا يبدو أن لدى القوى المسيحية الأخرى مشروعاً واضحاً ومقنعاً. فهل إن وقوفهم في المعسكر الاستقلالي يعفيهم من لعب دور ريادي، خصوصاً في هذا الظرف المفصلي، وسط كل ما يجري من تغييرات جذرية وتفاعلات على صعيد المشهد العربي والاقليمي؟ أم إن الأهم هو التنافس على كسب الساحة المسيحية بشعارات طائفية وشعبوية تحرض على الشريك المسلم؟ عام 1955 كتب ميشال شيحا، واضع الدستور اللبناني: "ان ما نراه ضرورة للبنان اليوم انما هو حيازة معرفة وفهم كافيين لوضعه الجغرافي ولما يرزح تحته من أثقال، ثم شمول هذين المعرفة والفهم طبيعة الجماعات المختلفة التي يتشكل من شراكتها الشعب اللبناني. فلا يمكن ان توجد نظم وقوانين أساسية او عادية قابلة للحياة في لبنان ما لم تضع في حسابها هذه المعطيات الواقعية العميقة". ويصيف: "لبنان بلد لأقليات طائفية متشاركة فلا امكان لصموده السياسي مدة طويلة من غير هذا التشارك في مجلس نيابي يكون مكان لقاء وتوحيد الطوائف. فحين نلغي المجلس ونلغي الشراكة نكون قد نقلنا الجدل حتما الى المحراب..."!

الشراكة اذا، وليس الغلبة او الاستقواء بمحاور خارجية أو السعي لاقامة "حلف لأقليات طائفية". عندما كان فؤاد شهاب في سدة الرئاسة التقى عام 1958 جمال عبد الناصر تحت خيمة على الحدود اللبنانية-السورية كي يسجل عدم انحياز لبنان الى جانب أهم زعيم عربي، فيما أصر كمال جنبلاط على القول لعبد الناصر عندما ذهب للترحيب به وبالوحدة مع سوريا ان "الوحدة تقف عن حدود لبنان"! ويبدو واضحا ان هاجس الرجلين، كل من موقعه ودوره، كان التأكيد على سيادة لبنان، وعدم انحيازه، والحفاظ على وحدته والعيش المشترك بين مكوناته.

فإذا كانت ل"حزب الله" دولة إقليمية تحميه، فليس أمام المسيحيين غير خيار الدولة؟ ألم يدركوا بعد أن زمن "الطائفة المميزة" قد ولى، وإن الهم المسيحي لا يمكن أن يكون ذاتياً أو فئوياً. ان دورهم ليس في "الالتحاق" بالشيعة أو بالسنّة، وليس، في الوقت عينه، بالوقوف على الحياد، بل في دور مركزي وجامع لكل اللبنانيين، عبر السعي إلى إعادة بناء الدولة.

ان أدق وأجمل تعبير عن لبنان دولة التعدد والتنوع والعيش المشترك يختصره برأيي كتاب آخر للمؤرخ الصليبي عنوانه "بيت بمنازل كثيرة"!

 

الأجنبي الغريب سامي الجميّل

يوسف بزي/المدن/الخميس 22/08/2019

بدا كلام رئيس حزب الكتائب، سامي الجميّل، يوم الأربعاء، مستلاً من خارج يوميات السياسة ومبتذلها اليومي. بدا "أجنبياً" غريباً، كرجل يدخل إلى حفل موسيقي صاخب ويبدأ عزفاً منفرداً.

وأجنبية الجميّل تتضاعف أكثر طالما أنه يصنف نفسه "معارضة"، في نظام سياسي تم فيه - منذ اتفاق الدوحة 2008- إلغاء الديموقراطية التقليدية، وفرض بدعة "الديموقراطية التوافقية" عنوة وتحت التهديد المسلح. وعليه، أن تكون معارضاً فهذا خروج من النظام واغتراب.

ما قاله النائب الكتائبي، أخذنا بالذاكرة إلى ما كنا نكابده في التسعينات، حين كان أنصار التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية والوطنيين الأحرار والكتائب يلهجون بمفردات غريبة من مثل "انسحاب جميع الجيوش الأجنبية" أو يعمدون إلى استخدام عبارة "الاحتلال السوري" المهولة والمفزعة حينها، أو يلفظون كلمة "السيادة" التي تحمل في طياتها نفياً لشرعية السلطة القائمة. وكنا نقول في أنفسنا أن هؤلاء مثيرو متاعب ويعانون من ضعف في التأقلم مع الواقع، ويكابرون في الاعتراف بالجمهورية الثانية، وغير واقعيين. بل وكنا نرتاب من لغتهم التي لم تغادر كثيراً قاموس "الجبهة اللبنانية"، الذي يجعل كل الشعارات في نهاية المطاف تغليفاً لعصبية "لبنان المسيحي" ولبنان امتيازات "المارونية السياسية" الآفلة.

لم نكن نصدّق في مطلع التسعينات هكذا "معارضة" إلا بوصفها "فئوية" هدفها الارتداد على السلم الأهلي وعلى اتفاق الطائف، رغم ميلنا العاطفي (المكتوم) لمناهضة الجيش السوري، واحتقارنا لنظام الأسد.

مع تزايد قمع الحريات من ناحية، وتعطّل اتفاق الطائف، وتفاقم التهميش المتعمد للرأي العام (المسيحي خصوصاً) وتزييف التمثيل النيابي على نحو فاضح، وانحراف النظام السياسي برمته نحو التبعية للمخابرات السورية الماحقة والمهينة، إضافة إلى تحول "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" إلى وظيفة إقليمية تتقدم فيها المصالح السورية والأسدية على غاية التحرير، بل وتعرقلها، وتستجلب الحروب، وتحول الجنوب إلى "صندوق بريد" متفجر، ورهينة إرادة حافظ الأسد فيما سمي "وحدة المسار والمصير".. صار الشعور بالحاجة إلى "معارضة" جديدة متحررة من تروما الحرب طاغية على شرائح واسعة من اللبنانيين.

الصلف الذي اتسم به النظام الأمني المشترك السوري واللبناني توضح تماماً مع وصول إميل لحود إلى الرئاسة. وفي تلك الفترة أيضاً، أدركت الأحزاب والتيارات المسيحية (والكنيسة) أن مطلب الحرية والسيادة والاستقلال شبه مستحيل التحقق من دون تبني شريك مسلم له. وكان هذا أول درس في "الواقعية". أما الدرس الثاني، فهو الاقتناع أن لا معنى ولا جدوى من تحويل الحنين للبنان ما قبل 1975 إلى برنامج سياسي. وأن لبنان اتفاق الطائف، "الجمهورية الثانية" بوسعها أن تحقق دولة أفضل وأعدل للجميع، واستمرارية مطمئنة لـ"الصيغة" والميثاق الوطني.

بالطبع، حقق مشهد 2005 إنجازات كبيرة، لكن سرعان ما تبددت انتصاريته الكرنفالية بسطوة الإرهاب والاغتيالات، ثم الخيانات الكبرى (من الحلف الرباعي إلى تفاهم مار مخايل). الواقعية انتهت إلى مفاسد الانتهازية ومنافعها المجزية. والواقع الطائفي أضحى طائفياً إلى أسفل درك التعصب والعدوانية والغرائزية.

على هذا المنوال، تعفنت عبارات السيادة والحرية والاستقلال من ناحية، وفسدت عبارات المقاومة والكرامة والتحرير. لقد تم تقاسم اللغة المزيفة، وتساوى الجميع في هذا الهراء الوطني.

عندما "يستيقظ" سامي الجميل اليوم ليتلو (ولو بصدق وإيمان) اعتراضه الجذري على خطاب حسن نصرالله، معتبراً إياه "مخالفة فاضحة للدستور ولمنطق المؤسسات وللميثاق الوطني، وخروج عن الشراكة التي تؤكد أن قرار السلم والحرب يمر بالمؤسسات، ويعبّر عنه فيها (..) وأن مجلسي النواب والوزراء لهما الصلاحية في تقرير مصير البلد. ولا يحق لأي أحد أن يقرر عن اللبنانيين مصيرهم ومستقبلهم وقرار السلم والحرب لديهم".. يبدو وكأن النائب الكتائبي غائب تماماً عما أسماه "الرئيس (الماروني) القوي" ميشال عون "تغييراً في مناطق النفوذ ومواقعه" في إقرار من أعلى مراتب السلطة وتسليم بهيمنة المحور الإيراني على لبنان وسوريا وانمحاء الحدود بينهما كجبهة واحدة لحسن نصرالله وحلفائه..

هذه المرة واقعية عون تتجاوز فعاليتها بأشواط واقعية إميل لحود، طالما أن لها الآن جمهوراً مسيحياً عريضاً يتوسلها لـ"استعادة حقوق" مقابل تسليم مصير الجمهورية اللبنانية لسلاح حزب الله المدافع عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أي شيء آخر.

على هذا كله، ليس النائب الجميل هو الغريب أو اللاواقعي، بل على الأرجح أن لبنان نفسه، بيئة واقتصاداً واجتماعاً وثقافة وسياسة، هو الذي صار بلداً آخر، غريباً وأجنبياً ولا واقعياً.

 

خرائط سوريّة تؤكد لبنانية مزارع شبعا.. سفير اكتشفها بالصدفة!

دوللي بشعلاني - الديار/22 آب/2019

 يعود موضوع مزارع شبعا ولبنانيتها أو عدمها الى الواجهة لدى الحديث عن استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البريّة بين لبنان والعدو الإسرائيلي (الأراضي الفلسطينية المحتلّة)، سيما وأنّه لم يتمّ تثبيت لبنانيتها حتى الآن لاعتبارات عدّة، أبرزها عدم تسليم سوريا الخرائط عن لبنانية المزارع الى الأمم المتحدة. فهل تملك سوريا هذه الخرائط لتقوم بعد ذلك بتقديمها الى المنظمة الدولية لتثبيت ملكيتها اللبنانية، ما يجعل "إسرائيل" مجبرة على الإنسحاب منها ومن الأراضي المتبقية التي تزال تحتلّها في جنوب لبنان وفقاً لمقتضيات القرار الدولي 1701؟

يقول السفير الدكتور بسّام عبد القادر النعماني المطّلع على قضية ترسيم الحدود كونه عمل في وزارة الخارجية والمغتربين على خرائط مزارع شبعا خلال عامي 2000 و2008، بأنّ سوريا قامت منذ فترة بـ"لملمة" الخرائط القديمة التي كانت تحتفظ بها والصادرة في الخمسينات والستينات من القرن الفائت، لأنّ العديد منها شابه الكثير من الأخطاء ما يضع الدولة في موقف محرج أو متناقض فيما يتعلّق بترسيم حدودها البريّة والبحرية. فضلاً عن سبب أمني استراتيجي آخر، وهو أنّها لا تريد أن تكون إحداثياتها وتفاصيلها الخرائطية متوافرة للأعداء في حال الحرب أو للذين ينوون القيام بأعمال إرهابية.

وكشف بأنّ هناك خرائط سورية تؤكّد لبنانية مزارع شبعا، وقد اكتشف إحداها بمحض الصدفة عندما كان طالباً في الجامعة الأميركية في أواسط السبعينات. وتُظهر الخريطة المذكورة أنّ مزارع شبعا لا تقع ضمن مديريات وأقضية الجولان السورية، بل وضعها ضمن أراضي الجمهورية اللبنانية. وشاءت الصدفة أن ينشر خبير الخرائط العدو الإسرائيلي آشير كوفمان كتاباً له عن منطقة المثلّث الحدودي الفاصل بين سوريا وفلسطين ولبنان في العام 2014، ضمّنها الكثير من المستندات والوثائق الفرنسية ومقارنة بين الخرائط الفرنسية والبريطانية والسورية واللبنانية، والتي أظهرت التباينات والاختلافات الكثيرة في رسم حدود المنطقة. وقد ضمّن كتابه هذا خريطة الجولان المذكورة لأهميتها، ولأنّها تُظهر أنّ مزارع شبعا لبنانية (مع أنّ موقفه النهائي هو الإحتفاظ بخطّ الحدود كما هو حالياً من دون تعديل لصالح لبنان)!

وأضاف السفير النعماني بأنّ الدكتور أديب سليمان باغ الأستاذ في جامعة دمشق، في المقابل، قد كتب أطروحة عن الجولان باللغة الفرنسية ونال على أثرها دكتوراه من جامعة السوربون في باريس في العام 1958، وقد نشرت جامعة دمشق الأطروحة في العام 1961، أي أيام الوحدة بين مصر وسوريا. وقد ضمّن اطروحته هذه معلومات عن طبيعة الجولان الجغرافية والجيويولوجية والتوزيع الإثني والطائفي والمذهبي والديموغرافي للسكّان، والثروات الطبيعية والعادات، وصوراً مختلفة، ورسوم بيانية، فضلاً عن 15 خريطة جيولوجية وطوبوغرافية لشتّى مناطق الجولان رُسمت بخطّ اليد، أظهرت اثنتان منها روافد ومنابع ومصادر المياه في الهضبة. أمّا الخريطة الإدارية لقضائي القنيطرة وفيق والتي تُظهر مزارع شبعا داخل الأراضي اللبنانية فقد جاءت ضمن 5 خرائط "مناطقية - إدارية" مختلفة. وقد بيّنت بوضوح أنّ الخطّ الفاصل هو الخط نفسه الذي رسمه القاضيان الغزّاوي والخطيب بين مزارع شبعا ومشاع بلدة المُغر السورية في كانون الأول من العام 1946. وإذا ما تمّت مقارنة الخريطة المستحدثة التي رسمتها مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني في العام 2006 للإتفاق المذكور، وبين الطرف الشمالي لخريطة الجولان التي نشرها الدكتور باغ في كتابه عام 1958، فإنّ الحدود الفاصلة للخريطة السورية تُظهر مزارع شبعا داخل الأراضي اللبنانية. ولفت الى أنّ الخريطة مفصّلة الى حدّ كبير وتبيّن التوزيع السكاني والطائفي لمختلف مديريات قضائي القنيطرة وفيق، بما فيها النخيلة وبلدة الغجر، ولكنّه يستثني مزارع شبعا والتي يضعها في شمال خط الحدود وضمن الأراضي اللبنانية.

وتساءل من أين للدكتور باغ في كتابه عن الجولان أن يعرف عن اتفاق الغزّاوي- الخطيب؟ وكونه من مواطني الجولان وخبير بشجونها وجغرافيتها، فهل كان وضع مزارع شبعا داخل الأراضي اللبنانية لو أنّه لم يطّلع على خريطة سورية تبيّن بوضوح أنّ المزارع هي داخل الأراضي اللبنانية؟! من هنا، يمكن التأكيد مرة أخرى على لبنانية مزارع شبعا وعلى حتمية وجود خرائط سورية تبيّن اتفاق العام 1946 مطبّقة على أرض الواقع.

 وقد قام وزير الدفاع الياس بو صعب أول أمس بإبراز خرائط حديثة رسمها الجيش اللبناني عبر صور للأقمار الصناعية أظهرت خطّ الحدود، كما جرى الإتفاق عليه بين القاضيين الغزّاوي والخطيب والتي تتطابق مع خريطة الدكتور باغ في العام 1958، ما يشير مرة جديدة الى لبنانية المزارع من دون أي التباس أو شكّ.

 

مرة ثانية: رسالة اعتذار إلى الإقطاع الرجعي المرحوم

توفيق شومان/22 آب/2019

السادة الإقطاعيون المرحومون

في زمانكم ما كان ماؤنا ملوثا ، وفي زمانهم صار إنساننا ملوثا .

في زمانكم أضاءت الكهرباء منازلنا وأحلامنا ، وفي زمانهم ضاعت أحلامنا في غياهب العتمة والظلمة .

في زمانكم كان الصراخ والسباب لوثة عقل ، وفي زمانهم غدت الشتيمة بطولة .

هآناذا اعتذر بعدما عقدت رهاني على أوهام .

وهآناذا اعتذر لأني ما أدركت أن زمانكم كان محاولة لبناء وطن ، وفي زمانهم ، ما عاد للمحاولة والمحاولين مكانا ولا أرضا ، بل فعلوا الآفاعيل لإسقاط وطن كان وليدا.

في زمانكم كان ثمة من يقول لا ، وفي زمانهم صارت ال "لا" مشنقة أقرب من حبل الوريد .

في زمانكم كان ثمة معارضون ومتظاهرون لم يرمهم أحد بالخروج من الوطنية أو من الملة والدين ، وفي زمانهم بات التظاهر كفرا بواحا أو خيانة مرذولة ، يوجب كل منهما قتل المتظاهرين المرتدين والمارقين والمهرطقين .

إني أعتذر

فقد خدعوني حين مددت لساني مع الصائحين باتهامكم بالرجعية ، فإذ هم ، يرجعوننا إلى ما قبل الكهرباء وإلى ما قبل الماء النظيف الذي كان يأتي مطواعا إلى منازلنا ، فلا تسممنا مرة ، ولا تجرثمت أمعاؤنا ، ولا أصابنا الحكاك من رؤوسنا حتى أخامصنا .

أيها الإقطاعيون المرحومون

في زمانكم كنا نذهب أطفالا ، ما فوق الخامسة بقليل ، إلى المدارس ، فنقطع مسافات وساعات ، ولم يكن أهلنا يهزهم اضطراب علينا ، أو يعصف بهم هاجس اختطاف او حادثة مقيتة ، كما هي حالنا في زمان ما بعد زمانكم ، إذ بتنا نخشى على أبنائنا في العشرين ، أن تستقر بهم رصاصة طائشة ، او تجتاحهم دراجة نارية طائشة في بلد بات فيه الطيش رجولة ، حتى صدقت به مقولة تصفه بالبلد الطائش.

اعذروني أيها المرحومون

في زمانكم نافس لبنان بمرطباته أجود مرطبات العالم ، ف" كازوزة " جلول شمخت علوا مثل قلعة بعلبك .

في زمانكم كان الحذاء اللبناني معيارا لجودة وجمال وصناعة ، وكاد يفحم نظيره في روما ونابولي وسائر مدن الرومان ، وفي زمانهم سقطت علينا " ثقافة الأحذية "، وما أدراكم ما " ثقافة الأحذية " أيها المرحومون وساكنو المقابر؟.

في زمانكم غارت باريس من الملابس اللبنانية ، وفي لحظة ما ، بدونا أحفادا فعليين لأجدادنا في صيدا الذين اكتشفوا الأرجوان ومشتقاته فزينوا الجلود والثياب ، وزينا وتزينا بملابسنا الحديثة ، وصار لنا إسم يقارع في أسواق العالم ، فالبزة المصنوعة في بيروت بزت بزات المعمورة .

في زمانكم ، راحت دفايات "بومباني " وثلاجات " كونكورد " ، تنافس صناعات الطليان والأميركان ، أوليست تلك ، مداميك الإقتصادات الوطنية المواجهة للإمبرياليات الكبرى والصغرى وما بينهما ؟.

في زمانكم ، ما كنا نعرف من السكاكر سوى " غندور" و"لافروتا " و جبر" وبايونير" ، وكلها من أصحاب الجودة وصاحباتها ، حيث كنا نهزأ ونسخر من التركي والصيني والكوري ، كانوا وراءنا ، يا الله ، كم غدونا وراءهم في زمانهم الذي تلا زمانكم أيها الرجعيون الإقطاعيون .

السادة الإقطاعيون المرحومون .

في زمانكم ، كانت بيروت مطبعة العرب وإحدى الأمهات القليلة لمطابع العالم ، لا يغدو الشاعر شاعرا إذا لم تطبع له بيروت مجموعة شعرية ، ومن بيروت ينال المفكرون العرب شرعية وجودهم الفكري والمهني ، ومن تحجب بيروت عنه مطابعها ، فلا شاعرا يكون ولا مفكرا يستقيم ، وأما في زمانهم فقد تحولت بيروت إلى مضحكة ، يا رب العالمين : هل يدرك أصحاب هذا الزمان هول الفارق بين المطبعة والمضحكة؟.

الإقطاعيون المرحومون .

في زمانكم كان مرفأ بيروت واحة البحر ، سفن العالم كله راودته عن نفسها ، يا له من مرفأ كان ، وكيف أحيا تاريخ مرافئنا القديمة في طرابلس وجبيل وصيدا وصور ، يا له من مرفأ كان ، وكيف أعدنا من خلاله غزو العالم بحرا وتجارة ، تماما كما فعل أجدادنا الفينيقيون ذات تاريخ .

إني أعتذر

لأني ظننت الثورة تقدما ، فإذا هي حقدا على جمال نحرناه كما قال مرة نزار قباني ، كانت بيروت في زمانكم ، واحدة من مدن خمسة ، هي نيويورك وبون وباريس ولندن ، مقياسا لأي نجاح فني ، آت من هوليود ، أو من بوليود ،كان لدينا فيروز في زمانكم ، فبدت حفيدة عضوية لأوروبا إبنة ملك صور ، مع فارق أن الثانية ، غزت باسمها وجمالها ، العالم القديم ،على أجنحة ثور مخطوف ، فيما الأولى ،غزت العالم الحديث على أجنحة فنها وجمال أغانيها .

في زمانكم ، كان مطار بيروت يحتل المرتبة السابعة من بين مطارات العالم ، وفي زمانهم ، ما عاد أحد يدري أين يقع هذا المطار ، هل هو في الشرق ام في الغرب ، وهل هو مطار للأنس ام للجان ؟.

أيها المرحومون

في زمانكم كان نهر الليطاني مشروع إنارة ، ومشروع غذاء ، وفي زمانهم تقمص نهر الليطاني معناه ، لعينا و ملعونا ، كما يفيدنا السريان وأهل السريانية .

إني اعتذر من بين أكوام النفايات ، حيث بات هواء لبنان العليل نفيا منفيا ، وبعدما غنيتم في زمانكم للمهاجرين أن يعودوا ، اصبح المهاجرون يرددون : وطن المنفى ولا وطن النفايات .

في زمانكم عرفنا شعراء وأدباء كبارا ، والذاكرة أضيق من عدهم وحصرهم ، وفي زمانهم بتنا نسأل : ماذا بعد هذا الشاعر المرحوم ؟ وماذا بعد ذاك الروائي الملقى على فراش الإحتضار ؟ وماذا بعدما انهارت صحافتنا التي كانت قمر الشرق ومنارة ثقافة العرب ، واستعاض عنها ورثة الزمان بوسائل السُباب الإجتماعي ؟.

في زمانكم ، ما كانت المقاهي طائفية ، ولا الأسواق مذهبية ، وما كان ل " زبالة القوم " هوية منطقة أو طائفة .

أورأيتم أيها الإقطاعيون المرحومون أين وصلنا بعد زمانكم ؟ أما أمعنتم النظر في البلاء الذي نحن به وفيه ، حيث أضحى للنفايات طوائف؟.

إني أعتذر

أنتم أيها الإقطاعيون لم تكونوا فجعانين ، ففائض خزيتنا في العام 1974 ، أي قبل حربنا العبثية بسنة واحدة ، كان ثلاث عشرة مليار ليرة بلغة ذاك الزمان ورقمه ، وأما زمانهم فهو زمان الفجعانين والشحاذين ، ولكم أن تتخيلوا واقع خزينتنا وكيف تكون الحال والأحوال حين تأتلف الفجعنة والشحاذة ، فيصبح الفجعانون ـ الشحاذون كبار الناس وأهل القمة.

في زمانكم كنا نحلم ، وفي زمانهم صار الحلم خيانة .

في زمانكم ما أكلنا لحما فاسدا ، وفي زمانهم فسدت لحومنا .

في زمانكم ما سمعنا عن أجبان غير مطابقة للمواصفات ، ومع ذلك تشجعنا عليكم شجاعة موصوفة ، وفي زمانهم ما عرفنا مسؤولا مطابقا للمواصفات ، ومع ذلك ، ضربنا الجبن وصرنا ننشد جماعات ووحدانا :

أنا في الهيجاء ما جربت نفسي/ ولكن في الهريبة كالغزال .

رحمكم الله أيها الإقطاعيون

 

جُحر أفاعٍ في شمال سورية

مهنّد الحاج علي/مركز كارنيغي/22 آب/2019

الهجوم الذي يشنّه الجيش السوري في إدلب مرتبط بالتقارب الأميركي-التركي في شرق البلاد.

في الأيام الأخيرة، بعد القصف المتواصل، بما في ذلك الهجمات الجوية التي استهدفت قافلة عسكرية تركية يوم الاثنين الماضي، تقدّمت قوات النظام السوري نحو مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية. وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، دخل النظام مدينة خان شيخون التي تحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق الدولي جنوب محافظة إدلب.

إذا واصلت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تقدّمها، قد يلوذ عدد كبير من أبناء إدلب السوريين، وعددهم 3 ملايين نسمة، بالفرار إلى تركيا التي تستضيف راهناً 3.5 ملايين لاجئ على أراضيها. وقد توقّع منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، بانوس مومسيس، فرار مليونَي لاجئ سوري إلى تركيا، ما من شأنه أن يسفر عن أزمة إنسانية أخرى بحجم الأزمة التي وقعت في 2011-2013، عندما تدفّق ملايين اللاجئين السوريين إلى لبنان والأردن وتركيا.

قد تكون التداعيات السياسية على تركيا هائلة، فأزمة اللجوء السورية لاتزال تؤدّي دوراً كبيراً في النقاشات الداخلية. يحرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أعقاب الهزيمتَين المتتاليتين اللتين مُني بهما حزبه في الانتخابات البلدية في اسطنبول، على إبقاء الأزمة السورية في الجهة الأخرى من الحدود تحت السيطرة. وتعمل تركيا على إعادة آلاف اللاجئين إلى سورية، بصورة قسرية في معظم الحالات. لذلك، من شأن وصول موجة جديدة من اللاجئين أن تلحق الضرر بحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، وبإرثه السياسي أيضاً.

غالب الظن أن الرغبة في تجنّب موجة جديدة من اللاجئين سوف تدفع أنقرة إلى محاولة وقف تقدّم القوات السورية. لايزال التدخل المباشر أقل احتمالاً، إلا بهدف حماية مركز مراقبة تركي محاصَر على مقربة من خان شيخون، أو في حال أخفق ما يُسمّى الجيش الوطني السوري الذي أنشأته تركيا ويتألف من مقاتلين معارِضين سوريين قام الأتراك بتسليحهم وتدريبهم وتمويلهم، في وقف تقدّم جيش الأسد. بيد أن زجّ الجيش الوطني السوري في معركة مع النظام السوري يتطلب تبديلاً في الاستراتيجية. فهذا الجيش لم يُشكَّل لمحاربة النظام بل لقتال القوات الكردية في الشرق. هذا وتحدث اشتباكات بصورة منتظمة بين الجيش الوطني السوري والقوات الديمقراطية السورية بقيادة الأكراد، ويؤمّن الجيش التركي التغطية لحلفائه بواسطة القصف المدفعي. لهذا السبب، ينبغي على أنقرة أن تُعطي أولوية أكبر للأحداث في إدلب بغية تجنُّب أزمة إنسانية جديدة.

ازداد عديد الجيش الوطني السوري، منذ إنشائه في أيار/مايو 2017، من بضعة آلاف المقاتلين إلى أكثر من 35000 مقاتل في الوقت الراهن، ليصبح القوة القتالية الأكبر والأفضل تجهيزاً لدى الفريق المعارض، ويعود الفضل في جزء كبير من توسّعه وتدريبه إلى "المناطق الآمنة" التي أنشأتها تركيا في شمال سورية من خلال عمليتَي درع الفرات وغصن الزيتون. ونظراً إلى فشل المحاولات السابقة لتوحيد القوات السورية المعارضة، اعتُبِر الحفاظ على الجيش الوطني السوري إنجازاً سُجّل للقوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات التركية، ما منح أنقرة قدرة كبيرة على التأثير في سير الأحداث داخل سورية.

ولكن الاستثمار التركي في الجيش الوطني السوري سيكون معرّضاً للخطر إذا ما نجح الجيش السوري في استعادة السيطرة على محافظة إدلب. فمن شأن ذلك أن يتيح لنظام الأسد التركيز في المرحلة المقبلة على المناطق الخاضعة للسيطرة التركية، وهذا لن يُهدّد فقط الهدف الذي تسعى إليه أنقرة والمتمثّل في إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بل سيُلقي بظلاله أيضاً على الخطط التركية للتوسّع شرقاً نحو مناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية السورية. وسوف يدفع ذلك تركيا إلى اتخاذ موقف دفاعي في سورية، من دون أن تملك هامشاً كبيراً للتحرك ضد ماتعتبره تهديداً كردياً لمصالحها القومية.

يبدو أن تركيا تتكبّد أكلاف تحالفاتها المتناقضة. لقد تقرّبت أكثر من روسيا في الآونة الأخيرة، إذ نشرت منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس-400"، بما يتعارض مع الرغبة الأميركية، وتعاونت مع موسكو في التوصل إلى حل للنزاع السوري. بيد أن أنقرة سعت أيضاً إلى تجنّب خوض مواجهة مع واشنطن على المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية، حيث تنتشر القوات الأميركية إلى جانب المقاتلين الأكراد. وقد هدّدت تركيا باجتياح تلك المناطق، في خطوة عارضتها الولايات المتحدة، ولكن الدولتَين توصلتا إلى تسوية مؤخراً عبر إنشاء مركز عمليات مشترك يتيح لهما تنسيق تحركاتهما.

في 16 آب/أغسطس، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن "مركز العمليات المشتركة الأميركية-التركية الذي أقيم في محافظة شانلي أورف جنوب شرق تركيا للعمل على إنشاء منطقة آمنة في شمال البلاد وشرقها سيبدأ بمزاولة عملياته كاملةً الأسبوع المقبل". ويبدو أن هذا الأمر هو من الأسباب الرئيسة التي دفعت روسيا إلى دعم الهجوم الذي يشنّه نظام الأسد في إدلب، عبر ضرب أهداف بطائراتها وتزويد الجيش السوري بأسلحة محسَّنة، بما في ذلك معدات للرؤية الليلية. وغالب الظن أيضاً أن قصف سلاح الجو السوري للقافلة التركية تمّ بموافقة روسية.

بعبارة أخرى، يبدو أن موسكو تخشى التداعيات التي يمكن أن تترتّب عن توصّل الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق حول شمال شرق سورية. إذا مهّد ذلك الطريق لوجودٍ أميركي وتركي أطول مدى في البلاد، فقد يكون له تأثير سلبي على نفوذ روسيا هناك وعلى نظام الأسد المدعوم منها. لهذا السبب، أُريدَ من الهجوم الذي تشنّه روسيا والنظام السوري في إدلب قَلْب الطاولة على تركيا والولايات المتحدة. إذاً، شمال سورية هو جُحر أفاعٍ حيث تترابط جميع الأحداث، وقد يُلدَغ أيٌّ كان. هذا الوضع المتقلّب لن يبلغ خواتيمه قريباً.

 

ثورة مضادة في إيران تطالب خامنئي بالرحيل!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 آب/2019

لم يخفف ما تعاني منه القيادة الإيرانية خارجياً من الحنق الذي يشعر به الإيرانيون في الداخل، إذ لم يتردد المنتقدون المحليون للجمهورية الإسلامية وقائدها الأعلى آية الله علي خامنئي من شن هجمات على النظام تصاعدت في الأسابيع الأخيرة عبر احتجاجات علنية ودعوة المرشد إلى الاستقالة. إذ لم يمنع قضاؤه في السجن سنوات متعددة، ولم يمنع كبر السن الناشط السياسي المعروف أبو الفضل غادياني من توجيه النقد لخامنئي عبر كتابة تعليق قصير نشره «موقع إنترنيتي» للمعارضة في 11 من الشهر الحالي جاء فيه: «لن يشعر الإيرانيون بالسلام والسعادة ما دام يصر خامنئي على مواصلة حكمه غير الشرعي».

لقد تحول غادياني من داعم قوي للنظام إلى متشدد أقوى لخامنئي في السنوات الأخيرة، وفي بيانه الأخير دعاه إلى التنحي وتمهيد الطريق لاستفتاء من شأنه أن يؤدي إلى «جمهورية علمانية ديمقراطية».

غادياني عضو بارز في «منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية اليسارية» وهي تختلف عن منظمة مجاهدين خلق التي مقرها في الخارج، وقد سجن في أعقاب الاضطرابات التي تسببت بها انتخابات عام 2009 وجيء بأحمدي نجاد رئيساً. وحكم عليه بالسجن مرة أخرى عام 2012 لمدة سنتين مع 40 جلدة تلقاها، وفي شهر مارس (آذار) من هذا العام حكمت محكمة طهران عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة إهانة خامنئي ونشره البروباغندا ضد النظام. وقال ابنه مرتضى إن والده حكم عليه بسنتين لإهانته خامنئي، وثلاث سنوات لنشره الدعاية ضد النظام، وقد ينتهي به الأمر إلى قضاء فترات أطول. وأُمر أيضاً بقراءة 3 كتب مؤيدة للثورة وللجمهورية الإسلامية، أحدها يمتدح خامنئي، ومن ثم نسخها كلها باليد. (تعتبر نصوص النسخ اليدوية عقوبة في المدارس الابتدائية في إيران). لتنفيذ الحكم أُلقي القبض عليه في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لكن الطبيب الشرعي قضى بأنه مريض للغاية وغير قادر على تنفيذ العقوبة؛ لذلك تم تعليق عقوبة السجن بسرعة. الحكم الأخير الذي صدر بحقه حديثاً كان بسبب توجيه رسالتين إلى خامنئي ينتقده فيهما لسوء استخدامه سلطته السياسية ويدعوه مجدداً إلى الاستقالة. كما كتب في الوقت نفسه رسالة إلى الرئيس حسن روحاني يتهمه فيها بأنه يفتقد الشجاعة للوفاء بوعده بوضع حد للإقامة الجبرية لزعماء المعارضة مير حسين موسوي وزوجته زهرة راهناورد ومهدي كروبي. وقال غادياني: روحاني ليس شجاعاً بما يكفي للوقوف في وجه حاكم إيران المستبد، ولا يمكنه أن ينزعج للتحرك ولو بشبر واحد نحو هذا الهدف. كما اتهم خامنئي «بالعناد والمضض» لعدم السماح بإلغاء عقوبة الإقامة الجبرية بحق قادة المعارضة بعد قرابة عقد من الزمن.

كما كتب 7 من مستشاري موسوي رسالة إلى روحاني في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي يعربون فيها عن قلقهم بشأن الظروف الصحية للمعتقلين الثلاثة، ودعوا روحاني إلى اتخاذ «إجراء فعال» لضمان الإفراج عن الثلاثة كما وعد مراراً خلال حملتيه الانتخابيتين عامي 2013 و2017.

في مايو (أيار) الماضي نعت غادياني خامنئي بالمستبد بعدما كان يسميه الديكتاتور، وذلك إثر تلقيه استدعاء للمثول أمام المحكمة في الوقت الذي يواجه فيه حكماً بالسجن 3 سنوات، ورفض الرجل البالغ من العمر 73 سنة أمر الاستدعاء واعتبره «عرضاً لعقد جلسة للمحكمة الثورية غير الشرعية التي يهيمن عليها عملاء الاستخبارات، وكلاهما - المحكمة والعملاء - يخضعان للسيطرة الكاملة للمستبد السيد خامنئي». وذهب غادياني أبعد من ذلك بالتحذير من أن التعديلات الأخيرة في المناصب العليا في الجمهورية الإسلامية تشير إلى فترة من العنف المتزايد والإرهاب. وأضاف غادياني أن الجمهورية الإسلامية «لا يمكن تصليحها». واجه غادياني الذي كان ثورياً قوياً في سبعينات وثمانينات القرن الماضي مشاكل قانونية جديدة بعد دعوته لإلغاء منصب المرشد الأعلى العام الماضي.

وفي تطور آخر، قام نحو 8700 ناشط سياسي إيراني وصحافي وعدد من المحاربين القدامى في الحرب العراقية - الإيرانية وكذلك أفراد عائلات الذين قتلوا في تلك الحرب في الثمانينات بكتابة خطاب إلى روحاني مؤخراً طالبين فيه «اتخاذ إجراء فعّال» للإفراج عن قادة المعارضة الآن، وقالوا إن بياناً دفاعياً حديثاً قرأه في محكمة طهران النائب السابق محمد خاتمي أثبت أن ما قاله قادة المعارضة حول تزوير الانتخابات عام 2009 كان صحيحاً.

وقدم خاتمي أدلة تشير إلى أنه تمت إضافة 8 ملايين صوت إلى صناديق الاقتراع لصالح مرشح المحافظين في تلك الانتخابات محمود أحمدي نجاد الذي كان يدعمه خامنئي و«الحرس الثوري».

في غضون ذلك، وخلال الأسابيع الماضية، أصدرت 3 مجموعات من 14 ناشطاً سياسياً في كل من إيران والخارج بيانات تدعو خامنئي إلى الاستقالة وإلى تمهيد الطريق لتغيير دستور البلاد ونظامها السياسي. وأيد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية داخل إيران، بأغلبية ساحقة الدعوة التي وجهها النشطاء داخل إيران، ووصفت وسائل الإعلام الخاضعة لنفوذ خامنئي، مثل التلفزيون الحكومي، والمقربين من «الحرس الثوري» مثل وكالة «فارس للأنباء» حملة النشطاء المتجددة ضد خامنئي باعتبارها محاولة لدعم أولئك الذين «يريدون تغيير النظام في إيران».

في تطور آخر، وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى المرشد الأعلى، دعت 14 ناشطة في مجال حقوق المرأة خامنئي إلى التنحي. واحتجت الموقعات على الخطاب الجديد الذي نشر في 5 أغسطس (آب) الحالي على ما وصفنه بـ«الفصل العنصري بين الجنسين» و«النهج الذكوري» الذي يسيطر على البلاد.

أربعة عقود من هذه الثيوقراطية ألغت «حقوق نصف سكان البلاد»، هذا ما أكدته الناشطات في مجال حقوق المرأة، ودعون إلى القيام «بتدابير مدنية وغير عنيفة لنترك وراءنا هذا النظام المعادي للمرأة»، وأكدن على ضرورة وضع دستور جديد لإيران.

جيتي بور فضل (محامية)، قالت إن 14 امرأة وقعن على الرسالة «ويمكن لـ20 مليون امرأة إيرانية اعتبار أنفسهن صاحبات التوقيع الـ15». واختتمت النساء رسالتهن بدعوة الأمة الإيرانية إلى الانضمام إليهن في الهتاف: «لا للجمهورية الإسلامية»!

قبل أن يطلب النظام الإيراني الحالي من الدول العربية ومن العالم أن يثق به، عليه أن يكسب ثقة شعبه. وبدل أن يستمر في إشعال النيران في دول الشرق الأوسط، ما رأيه بالنيران التي بدأت تستعر داخله؟ أن التجرؤ بالمطالبة بتنحي خامنئي وتغيير النظام ليس بسبب الحرية التي يعطيها النظام لشعبه، بل لأن الشعب بدأ يستشعر أن سفينة النظام تزداد الثقوب فيها. النظام الإيراني يقول إنه سيطوّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسيشده إلى طاولة المفاوضات حسب شروط خامنئي وتهديدات «الحرس الثوري»، وفي الداخل يستمر في قمع الحريات وزج النساء في السجون بتهمة التجسس، وهن يصدحن: لا للجمهورية الإسلامية!

 

«وحدة التراب اليمني» مجرد شعار والأسوأ الوحدة «الإلحاقية»!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/22 آب/2019

حتى بعد هذه «الانفراجة» الأخيرة فإنه غير مستبعد أن يظهر «المجلس الانتقالي» مجدداً إنْ بهذه الصورة متعددة الألوان المصابة باهتزاز شديد وإنْ بصورة أخرى أوضح منها «انفصالياً» وأكثر منها ابتعاداً، فاليمنيون الجنوبيون يشعرون بأنهم قد فقدوا دولتهم المستقلة وأنهم بقوا مهمشين على مدى كل هذه السنوات الطويلة منذ عام 1990 وقبل وبعد ذلك الخطأ القاتل الذي ارتكبه علي عبد الله صالح بوضع نفسه بين أيدي «الحوثيين» فانتهى تلك النهاية المأساوية ودفع الثمن باهظاً نتيجة «تشاطره» وألاعيبه ومناوراته السياسية. والمعروف أن «الجنوبيين»، بدايةً بولاية سالم ربيع علي، الذي تم إعدامه بعد حادثة اغتيال إبراهيم الحمدي وأحمد حسين الغشمي، ورغم رفع شعار «وحدة التراب اليمني»، بقوا يتصرفون على أساس أنه لا ارتباط فعلياً بين «الجنوب» و«الشمال» وأن «بلدهم» الذي بقي مستعمراً من البريطانيين لمائة وتسعة وعشرين عاماً لا علاقة تربطه بـ«الشطر» الشمالي إلا العلاقة العاطفية والوجدانية التي تربط العرب بعضهم ببعض وعن بُعد وبمجرد المفردات الإنشائية.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أن علي سالم البيض، الذي كانت قد انتهت إليه الأمور وحلَّ محلّ علي ناصر محمد بقوة السلاح، بعد مذبحة المكتب السياسي المعروفة في 13 يناير (كانون الثاني) عام 1986. قد اضطر إلى وضع نفسه ووضع اليمن الجنوبي بين يدي علي عبد الله صالح بعد انهيار المعادلات الدولية، وإشراف الاتحاد السوفياتي على السقوط، وإفلاسه الاقتصادي والسياسي، وعدم قدرته على الاستمرار في إسناد ودعم الدول التي كانت تدور في فلكه ومن بينها «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية».

كان علي سالم البيض، الذي هو أحد أوائل مَن أطلقوا شرارة الكفاح المسلح، قد وجد نفسه مضطراً إلى وضع نفسه بين يدي علي عبد الله صالح والقبول بأن يكون نائباً له في معادلة كان يرى أنها جائرة، وهذا قد أدّى إلى ما اعتُبر هروباً من وضعية «إلحاقية» إلى حرب عام 1994 التي كان قد خسرها «بجدارة» والتي اعتُبرت في صنعاء تمرداً قامت به حركة جنوبية انفصالية.

المعروف أن المسيرة السياسية في اليمن الجنوبي كانت دامية، حتى بعد التخلص من عبد الله الأصنج وتنظيمه الذي كان يعد في البدايات تنظيماً «ناصرياً»، وحيث تسلَّمت «الجبهة القومية للتحرير» مقاليد الأمور وبقي قادتها يتناوبون على التخلص بعضهم من بعض، وكانت البداية بتصفية قحطان الشعبي وفيصل الشعبي، وهكذا فقد بقيت هذه الدائرة الجهنمية تدور دون توقف، فبعد التخلص من سالم ربيع علي تم التخلص من عبد الفتاح إسماعيل أولاً سياسياً ثم جسدياً في مذبحة المكتب السياسي الشهيرة آنفة الذكر التي قام بها علي ناصر محمد الذي يتصدر الآن مسيرة استعادة «حُكمٍ مُضاع»، والتي لم يسلم منها إلاّ علي سالم البيض وأبو بكر العطاس وآخرون ما كانوا أصحاب أدوارٍ رئيسية في مسيرة صراعات «الرفاق» التي كان قد انخرط في مثلها وأسوأ منها، إن سابقاً وإن لاحقاً، «رفاق حزب البعث» في سوريا وفي العراق، وكانت النتائج هذه الأوضاع الكارثية!

إن المقصود بهذا الاستعراض السريع أنه عندما يبرز هذا «المجلس الانتقالي الجنوبي» في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة والصعبة فإنه يتكئ في حقيقة الأمر على وضعية سابقة عندما كان هناك يمنٌ شمالي ويمنٌ جنوبي وعندما انخرط «اليمنان» في حروب طاحنة متلاحقة بينهما كانت آخرها حرب عام 1994 التي أرادها علي سالم البيض عودة إلى «التشطير»، وعلى أساس أنه لم تكن هناك أي علاقة «وحدوية» بين اليمنيْن رغم أن اليمنيين كشعب، إنْ هنا وإنْ هناك، كانوا وما زالوا يتحدّثون عن «وحدة التراب اليمني» ولكنهم بقوا عملياً يرابطون في خنادق متقابلة، وبقي «الجنوبيّون» يشعرون بأنهم ملحقون إلحاقاً بـ«الشماليين» وأنهم لا يشكّلون إلا مجرد «ديكورٍ» لوحدة لا هي موجودة ولا هي حقيقية وبقي الشماليون يشعرون ويتصرفون على أساس أن الشمال هو اليمن وأنه لا عاصمة إلّا صنعاء.

وهنا فإنه لا بد من قول الحقيقة، حتى وإن غضب بعض الأصدقاء، والحقيقة أن علي عبد الله صالح لم يتعامل مع أشقائه «الجنوبيين» على أساس أنهم متساوون مع أشقائهم الشماليين، وأنه عندما ذهب إلى عدن فإنه قد ذهب إليها ليس على أنها العاصمة التبادليّة مع صنعاء بل على أنها مدينة تابعة لمدينة متبوعة، والمفترض هنا أن هناك مَن يعرفون أن تمددّ الشمال نحو الجنوب قد جاء في هيئة تبدو احتلالية هي التي أدت إلى بروز هذا «المجلس الانتقالي» وبروز أي مجلس آخر إنْ في فترة قريبة وإنْ في فترة بعيدة لاحقة وهي التي أعطت «الرئيس» علي ناصر محمد مبرر الاستمرار برفع راية العودة إلى «التشطير» واستعادة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»! ويقيناً، وكي لا يُفهم هذا الكلام بطرق خاطئة، فإنه لا بد من تأكيد أن الوحدة اليمنية، وحدة «الشطرين»، الشطر الشمالي والشطر الجنوبي، يجب أن تكون مقدسة وأن يكون مكانها حدقات العيون لكن بشرط أن تكون هذه الوحدة فعلية وحقيقية وألّا يكون هناك كل هذا التجاوز الإلحاقي الذي ساد العلاقات اليمنية – اليمنية منذ عام 1990 مروراً بحرب عام 1994 وحتى هذه اللحظة! لقد بادرت المملكة العربية السعودية، وهي الأكثر تأثراً بما جرى وما يجري بين «الشطرين» اليمنيين إلى مطالبة «الأشقاء اليمنيين» بضبط النفس وبالحوار وبأنه لا ضرورة للردود الانفعالية وأنه لا بد من معالجة الأمور بالتروّي وبالروح الأخوية، حيث قال آخرون إنه إذا كان لا بد من الفراق فيجب التحلي بالمسؤولية وبحقيقة أنه يجب أن يكون هناك يمن واحد بشطرٍ شمالي وشطر جنوبي تجمعهما روح الأخوة والمصالح المشتركة والحدود المفتوحة والتكامل الاقتصادي.

إن المفترض في هذا المجال أنه لا بد من تذكر أنه كانت هناك وحدة مصرية - سورية «الجمهورية العربية المتحدة»، وأن الخطأ الذي أدّى إلى «الانفصال» هو أن تلك الوحدة قد اتخذت طابعاً إلحاقياً وأن شكري القوتلي، الذي كان قد تمَّ «ركْنه» جانباً، قد وجّه إلى الرئيس جمال عبد الناصر «نصيحة» جاء فيها: «أنت لا تعرف ما الذي أخذته يا سيادة الرئيس... أنت أخذت شعباً يعتقد كل من فيه أنه سياسي ويعتقد 50% من ناسه أنهم زعماء ويعتقد 25% منهم أنهم أنبياء». وهكذا فإنه كان على الرئيس السابق علي عبد الله صالح أن يدرك أن بعض هذا، وإنْ ليس كله، ينطبق على أهل اليمن الجنوبي وربما أهل اليمن الشمالي أيضاً! وعليه فإن البداية يجب أن تكون القضاء على «الحوثيين» على اعتبار أنهم يشكّلون جزءاً رئيسياً من التمدد الإيراني ليس في اليمن وحده وإنما في العالم العربي كله، ثم بعد ذلك لا بد من معالجة مشكلة علاقة الجنوب بشماله بكل واقعية وبعيداً عن تجربة ما بعد عام 1990 التي ثبت أنها لم تكن واقعية ولا صحيحة، وأن المطلوب هو نمط جديد وعلى أساس ألّا يشعر الجنوبيون بالغبن وعدم الإنصاف وبـ«الإلحاقية»!

 

طهران رأس حربة في استهداف دائرته أوسع!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/22 آب/2019

أعتقد أن المسألة الحوثية يجب أن تنتقل من كونها قضية سعودية إيرانية، إلى مرحلة أخرى تصبح فيها قضية عربية إيرانية، وأن يكون كل عربي طرفاً فيها، فلسنا في حاجة إلى تعريف البديهيات لنقول إن اليمن دولة عربية، وإن كل ما يخصها هو شأن عربي مائة في المائة!

ذلك أن السكوت عن العربدة الإيرانية في بلاد اليمن السعيد لم يعد ممكناً، وما ترتكبه وتمارسه طهران هناك صار فوق طاقة الاحتمال، وإذا سكت العرب عن هذه الممارسات والعربدات، فعليهم أن يتوقعوا العواقب، وأن يتحملوها!

وماذا أكثر من أن يعلن محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة الحوثية، تعيين القيادي إبراهيم الديلمي سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى إيران؟!

هذا إجراء يستخف بكل ما هو عربي، ويكاد يشطب دولة عربية اسمها اليمن من الخريطة العربية، ليلحقها ببلاد فارس!

بل ماذا أكثر من أن تجد وسائل إعلام حكومة الملالي في قرار الديلمي فرصتها التي تنتظرها، فتذهب إلى الترويج له كل مذهب، وتتلقفه في ساعته وهي متلهفة، وكأنها وقعت على غايتها التي كانت تترقبها وتفتش عنها في كل صباح؟!

وإذا كانت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد قررت الذهاب بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد ما حدث من الحوثي، على اعتبار أنها الحكومة الشرعية، وأنها هي التي عليها أن تتعامل مع الأمر بشكل مباشر، فهذا إجراء مطلوب طبعاً، ولا بد منه من جانب الحكومة المسؤولة في العاصمة اليمنية، ولكنه سوف يظل شكلياً في نهاية الأمر، في ظل قانون دولي في العالم يبدو أن الذين صاغوا مواده ووضعوها، قد فعلوا ذلك ليجري انتهاكه في العلن كل يوم!

إن دائرة رد الفعل على مثل هذا القرار، لا بديل عن أن تتسع، فلا تظل في حدودها اليمنية، ولا بديل عن أن تمتد لتكون عربية باتساع بلاد العرب؛ لأن القانون الدولي الذي ذهبت الحكومة اليمنية تشكو انتهاكه، إنما يتعرض لمن يدوس عليه في أرض اليمن كل ساعة، بينما العالم أو ما يسمى «المجتمع الدولي» يتفرج!

وقد كانت للقرار مقدمات سبقته بخمسة أيام، عندما استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي، المتحدث محمد عبد السلام في العاصمة الإيرانية، وعندما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية هذه العبارة: إنني أعلن دعمي للمجاهدين في اليمن!

مجاهدون في اليمن؟!

هل وصل الأمر إلى حد وصف الخارجين على بلد وعلى أهله بالسلاح، بأنهم مجاهدون؟! وإذا كانوا مجاهدين حقاً، فضد مَنْ يتوجهون بالجهاد؟!

هل يتوجهون بالجهاد ضد الأماكن المقدسة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة؟! أم يتوجهون به ضد مطار أبها السعودي الذي وجهوا إليه طائراتهم المُسيّرة عدة مرات؟! أم يتوجهون بالجهاد الإيراني ضد حقل بترول الشيبة السعودي الذي استهدفوه قبل أيام؟! أم يتوجهون به إلى الشعب اليمني الذي نام يوماً ثم استيقظ على جماعة حوثية تريد الاستيلاء على مقدراته دون وجه حق؟! هذا كله يمس السعودية أولاً بطبيعة الحال، بحكم الجوار المباشر بينها وبين اليمن، ويجعلها تقود حرباً مع قوات التحالف مضطرة، فلا أحد يذهب إلى الحرب متطوعاً، ولا أحد يذهب إلى الحرب إلا إذا رآها آخر الحلول، دفاعاً عن نفسه، وعن أرضه، وعن بلده في غاية المطاف! ولكن هذا نفسه يمس عواصم العرب كلها، بالقدر الذي يمس الرياض؛ لأن القضية في أصلها لدى إيران ليست شيعية سنية كما تحاول هي تصويرها، وكما يحاول أعداء هذه الأمة توصيفها في كل وقت، لا، إنها قضية إيرانية عربية بالأساس، وليست حكاية السنة والشيعة سوى شكل خارجي يتزين به الموضوع الأساسي، ويستتر ويتخفى به عن العيون!

وهذا نفسه أيضاً يفرض على العواصم العربية درجة من المسؤولية، لا بد من النهوض بها عربياً، وعلى مستوى جاد من التحرك، لوقف التمدد الإيراني عند حده. وإذا لم نكن نرى في قرار السفير الحوثي فوق العادة، شهية إيرانية مفتوحة في التوسع لا تشبع، ولا تريد أن تشبع، فنحن، كعرب، في حاجة إلى أن نعيد النظر وندققه إلى أبعد مدى، لعلنا نرى الأمور على حقيقتها كما هي! إيران لم تعد تخجل من أن تظل تقول الشيء وتفعل عكسه، وقد كررت هذا طويلاً إلى درجة صار الأمر مكشوفاً وداعياً إلى السخرية، ثم داعياً إلى الحيرة، ومع الحيرة دهشة بالغة من أن تتصرف دولة معاصرة بهذه الطريقة في محيطها ومع دول الجوار!

وعندما استقبل المرشد في مكتبه الحوثي عبد السلام، متحدث الجماعة الحوثية، خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد المقابلة يتحدث إلى الإعلام، عن أن بلاده ترغب في علاقات من الود والصداقة مع جميع الدول الإسلامية، وبالذات مع دول الخليج في الجوار المباشر!

وفي اليوم التالي، كانت الجماعة تسمي الديلمي سفيراً فوق العادة ومفوضاً لها في طهران، وكانت تستهدف حقل الشيبة، وكانت تفعل هذا كله ولسان حالها يقول إنها تفعل ما تفعله، مستندة إلى عبارة خامنئي عن الدعم الذي يقدمه للمجاهدين في اليمن!

كانت تسمي سفيراً، وتستهدف حقلاً، مع أن الذي تحدث عن علاقات الود والصداقة هو رئيس الجمهورية الذي أدى اليمين الدستورية رئيساً منتخباً، والمفروض أنه يعني ما يقول تماماً، ولكنه قال كلاماً، ثم جاء الفعل على نقيض الكلام!

إننا ننسى دائماً أن الكلمة في إيران ليست للرئيس، ولا لوزير الخارجية، ولا لأي مشتغل لديهم بالسياسة الخارجية. إن الكلمة الأولى والأخيرة هي للمرشد، وليست لأحد سواه، وهذه ليست حقيقة مخفية، وإنما يكتبها وزير الخارجية محمد جواد ظريف صريحة بخط يده، في مذكراته «سعادة السفير»، ويصف خامنئي كلما جاءت سيرته بأنه السيد القائد! القضية لدى إيران هي العرب، أكثر مما هي السعودية، والاستهداف في ظني دائرته أوسع، وطهران رأس حربة فيه!

 

نقص الحرب الفكرية في هزيمة «داعش» النهائية

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/22 آب/2019

حين أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» عن إلحاقه الهزيمة به في العام الماضي كنت مذهولاً كغيري من الملاحظين؛ إذ في ذلك الإعلان تحدٍ للواقع ولطبيعة حركة الظواهر.

إن أي تنظيمٍ لا ينشأ في الميدان والمساحة الجغرافية، وإنما له طرقه في التغوّل والتمدد والانتشار، وتوفير عناصر البقاء، وإيجاد بدائل لإعادة النهوض بعد حدوث الانكسارات. ولم يكن «داعش» وحده، بل قرأتُ عدداً من التحليلات التي تتحدث عن قرب نهاية تنظيم «القاعدة» انطلاقاً من مقتل حمزة بن أسامة بن لادن، المعوّل عليه في انبعاث التنظيم مجدداً، وبخاصة في قلب «جزيرة العرب» الموقع الاستراتيجي الذي يحثّ «القاعدة» كل جحافله من أجل إعادة الصولات التي تحققت لهم بين عامي 2003 و2006، إذ كانت سنوات ذروة الحركة التي حدثت فيها العمليات الإرهابية الصادمة في عددٍ من مناطق السعودية.

كنتُ كتبت عن «خرافة نهاية تنظيم (داعش)» في 21 فبراير (شباط) من هذا العام، وأذكّر بما أوردته: «من الطبيعي أن تخسر التنظيمات الإرهابية أراضي سيطرت عليها، وذلك من خلال القصف الجوي أو المدد الميداني، لكن التنظيمات ليست دولاً ولا حكومات، وبالتالي حين تُطرد من العراق، ومناطق شاسعة في الشام فإنها تفرّ إلى مناطق أخرى تستطيع أن تتمركز فيها، وبخاصة المناطق الهشة في الساحل الأفريقي أو أجزاء من شمال أفريقيا، أو التغلغل في دول أوروبية تمتلك فيها حاضنة ومأوى مثل بلجيكا التي ضرب بها (داعش) بكل قسوة، ولا تزال الإشارات على وجود خلايا نائمة في أوروبا قائمة، والأحداث الأخيرة وإن كانت محدودة غير أنها تعلن عن قوة التنظيم وقدرته على الاستهداف.. هذا من الناحية الميدانية البحتة».

وفي 20 أغسطس (آب) الحالي صرّح وزير الخارجية الأميركي بومبيو قائلاً: «إن تنظيم (داعش) لا يزال يمثّل تهديداً، إنه أقوى اليوم مما كان عليه قبل ثلاث أو أربع سنوات في (بعض المناطق) بالعراق وسوريا». وعن هيئة التفتيش التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، فقد أشارت إلى احتمال «عودة ظهور» التنظيم حين «انسحبت أميركا جزئياً من سوريا حتى إذا خسرت الخلافة وأرضها، فإن تنظيم (داعش) في العراق وسوريا عزز قدراته في العراق واستعاد نشاطه في سوريا خلال الفصل الحالي».

كان التبرير لإعلان الهزيمة ضد «داعش» أنه لم يعد قادراً على التباهي بأمرين؛ أولهما: خسارة مساحة واسعة من الأرض التي يعتبرها موقع خلافته الإسلامية، وبالتالي يناشد أتباعه، وعلى أساسها يجند أنصاره الجدد. والأمر الثاني: ضعف القدرة على تنفيذ الهجمات ضد مناطق حيوية تابعة للولايات المتحدة، أو لدول المنطقة الأخرى، من هنا جاء الرهان الأميركي على قرب هزيمة «داعش»، أو تحقق جزء كبير من النصر المنشود ضده.

لا يمكن التعامل مع التنظيمات الأصولية بطريقة هزيمة العصابات الإجرامية. الحضور العقائدي والاستخدام الديني في آيديولوجيا الانتشار إنما يجعل الفكرة أقدر على التمدد والتجدد، وهذا نقص يشوب أحياناً الرؤى الأمنية تجاه الظواهر الراديكالية، وآية ذلك أن الحالة الإخوانية الدموية لم تنتهِ منذ قرنٍ من الزمان، وذلك بالطبع لأسباب منها تبني دول وحكومات لمنهج الجماعة كما يحدث في إيران أو غزة أو السودان الذي يعوم نحو شاطئ النجاة الآن، لكن بالتأكيد كان للبناء النظري الإخواني أبرز أسباب بقائها، والقوة التي مكّنتهم من ذلك استفادتهم من الصراعات الإقليمية بين الدول؛ إذ ينفذون من خلالها على مآربهم السياسية، وربما حققوا نفوذاً باهراً لخنق مجالات «دنيوية التعليم» كما حدث في عموم دول الخليج التي لوّث «الإخوان» جزءاً من تاريخها، ودمّر رؤية الإنسان للدنيا والدولة والحكومة والآخر. كذلك الأمر في تنظيم «داعش» إنه ليس تنظيماً ميدانياً فحسب، وإنما إرث نظري يستخدم مفاهيم أصلها تكوّن وتخلّق في رحم جماعة «الإخوان»، مثل الحاكمية، والخلافة، وتجهيل المجتمعات، والموقف من الغرب. إن عدم هزيمة «داعش» ليس انتصاراً له، وإنما لنقصٍ في الحرب الفكرية على المكونات الأساسية التي انبنى عليها، وما كانت لتكون لولا الإهمال التاريخي للخطابات النارية، والشخصيات الإرهابية، والمفاهيم المتفجرة، والكتب المفخخة، هذه أولى مراحل المعركة الصائبة والحقيقية ضد أي تنظيمٍ متطرف، يمكن للتحالف الدولي أن يسحق المئات من الخلايا والأوكار والكهوف والقلاع، لكن لهزيمة تنظيم لديه جناح فكري علينا محاربته نظرياً وميدانياً بالتوازي، هذي هي «القاعدة» لم تمت، لكنها غير فعّالة، إنها لم تهزم، لكنها لم تنتصر، مرحلة «البيْن بين»... الكثير من التركيز على المعركة أجدى من الإغراق في احتفالات النصر.

 

حرب آيات الله

يدرك النظام الإيراني أن الخطر على شرعيته يأتي من المؤسسة الدينية التي كانت المحرّك الأساس للثورة

 حسن فحص/انديبندت عربية/22 آب/2019

بموازاة المعركة السياسيَّة التي يخوضها النظام الإيراني مع العقوبات والحصار الأميركي الخانق اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً، توجد معركةٌ من نوعٍ آخر يواجهها النظام، لا تقل أهميةً عن المعركة الأولى، وقد تُشكل مؤشراً على مدى تأزم وتصاعد الصراع الداخلي، وهي المعركة التي تشهدها أروقة المؤسسة الدينية التي تشكل إحدى الرافعات الأساسية لسلطة النظام، إلى جانب المؤسستين العسكريَّة والأمنيَّة، على خلفية طرح أحد رجال الدين البارزين في الحوزة الدينية في مدينة "قم" نفسه للتصدي لموقع "المرجعية الدينية" من خلال نشر "رسالة علمية" حول آرائه، فيما يتعلق بالمسائل الفقهيَّة والتشريعيَّة.

"معركة المرجعية"

المعركة "الدينية" أو معركة "المرجعية" تصدى لها رئيس السلطة القضائية الأسبق محمد يزدي الذي يعتبر من الشخصيات الأكثر تشدداً في تركيبة السلطة والنظام، وهي لم تكن الأولى، بل سبقتها معارك أشعلها يزدي ضد الرئيس الأسبق الراحل هاشمي رفسنجاني بعد الأحداث التي شهدتها إيران عام 2009، وإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لرئاسة الجمهورية على حساب مير حسين موسوي، التي كشفت حينها (الهجوم على رفسنجاني) وجود نية لدى السلطة الحاكمة بتحجيم دور ونفوذ رفسنجاني تمهيداً لإخراجه من دائرة القرار، وقد فاقم من هذا التوجّه نتائج انتخابات مجلس خبراء القيادة الأخيرة التي انتهت بتسجيل فوزٍ ساحقٍ لقائمة المرشحين التي ترأسها رفسنجاني في طهران على حساب قائمة النظام، وأدت إلى سقوط مدوٍ لاثنين من أقطاب التيار الديني المتشدد هما محمد يزدي ومحمد تقي مصباح اليزدي، وهي خسارة اعتبرها مرشد النظام "قاسيةً"، في حين فاز آية الله أحمد جنتي بطريقة جدليَّة وإشكاليَّة بعد أن كان من الخاسرين.

"محمد يزدي" يبدو أنه أخذ على عاتقه أن يكون رأس الحربة عن النظام في معركته مع رجال الدين المعتدلين أو الإصلاحيين أو غير الخاضعين لرؤية النظام في "تسييس المؤسسة الدينية والمرجعية"، انطلاقاً من موقعه على رأس مؤسسة جمعية مدرسي الحوزة الدينية في قم.

من هذا المنطلق لم يكن مستغرباً عليه ومنه أن يشن هجوماً قاسياً على أحد مراجع الحوزة الدينية هو "آية الله شبيري زنجاني" المحسوب على المراجع الإصلاحيين على خلفية لقاء جمعه مع الرئيس السابق محمد خاتمي وبعض رجال الدين الإصلاحيين، وطالبه يزدي بضرورة "رعاية الشؤون الدينية"، ما يعني أن اللقاء مع هذه المجموعة حتى وإن كانوا رجال دين، فإنها تتعارض مع المعايير الدينية والشرعية التي تحددها المؤسسة الدينية الرسميَّة بحيث تكون منسجمةً مع مواقفها السياسية. وقد برزت هذه المواقف بشكل واضح عندما طالب يزدي بنزع صفة "المرجعية" عن أحد أبرز رجال الدين الإصلاحيين في قم، وهو آية الله يوسف الصانعي بسبب مواقفه المؤيدة مطالب المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية، ومواقف مير حسين موسوي.

عودة الصراع

عودة يزدي إلى واجهة الصراع مع "آيات الله" هذه المرة من باب الموقف الحاد وغير التقليدي المتعارف عليه في المؤسسة الدينية الشيعية، خصوصاً فيما يتعلق بآليات التصدي للشأن المرجعي، من إعلان رجل الدين المنفتح آية الله محمد جواد علوي بروجردي تصديه للشأن المرجعي. وعلى الرغم من كون هذا الرجل ينتسب (حفيده لابنته) إلى أحد كبار رجال الحوزة الدينية في قم خلال عقد الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي آية الله بروجردي الذي يعتبر أستاذاً لكبار علماء الدين الحاليين بمن فيهم مؤسس النظام آية الله روح الله الخميني، فإن انتماءه إلى هذه العائلة وجدارته العلمية لم يشفعا له أمام الموقف السياسي الذي انطلق منه يزدي الذي يبدو أنه يحمل على عاتقه مهمة مأسسة تبعية الحوزة الدينية إلى مؤسسة السلطة والنظام بما يتعارض مع التأريخ الطويل الذي ميَّز المؤسسة الدينية الشيعية واستقلاليتها عن أي سلطة حتى ولو كانت سلطة شيعية.

هجوم يزدي على البروجردي ينطلق من أن المؤسسة التي يرأسها لتنظيم عمل مدرسي الحوزة الدينية بذلت جهوداً كبيرة في محاولة "تطويع" المرجعية، وجعلها خاضعة للسلطة السياسية من خلال ربطها مالياً بالنظام والميزانية التي يقدمها لها مقابل عدم الاعتراض على سياساته ومساعيه لتحويل موقف الحوزة يصب في إطار تأييد ودعم المواقف التي يتخذها النظام في السياسات الداخليَّة: الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، وحتى في المواقف الخارجيَّة.

واعتراض يزدي على مرجعية "البروجردي" يأتي من كون المؤسسة المشرفة على الحوزة الدينية استطاعت حصر المتصدين للشأن المرجعي بخمسة مراجع، من بينهم مرشد النظام، وأن أي شخصية دينية تتصدى لهذا الشأن فهي معرضةٌ لحملات من النقد والتسقيط على خلفيات سياسية كونها غير خاضعة لسلطة هذه المؤسسة.

ضبط الإيقاع

النظام الإيراني ومنذ تأسيسه، خصوصاً بعد انتقال مؤسسه الخميني من مدينة قم إلى العاصمة طهران، بدأ بوضع آليات لضبط إيقاع عمل المؤسسة الدينية وضمان ولائها إلى السلطة الدينية التي يقوم على أساسها، وقد اتخذت هذه الآلية وتيرةً متسارعةً بعد وصول خامنئي إلى موقع المرشد، وما رافقها من مواقف إشكالية حول شرط المرجعية فيمن يتولى هذا الموقع، انطلاقاً من إدراك النظام أن أحد أهم مكامن الخطر على شرعيته الدينية والسياسية يأتي من المؤسسة الدينية التي كانت المحرّك الأساس للثورة وإطاحة النظام الملكي عام 1979، وصولاً إلى التدخل في الآليات التي تحدد شروط الوصول إلى موقع المرجعية، التي تتعارض مع الآليات التاريخية لذلك، التي تعتمد على التواضع بين أساتذة الحوزة على علمية الشخص المتصدي والشيوع بين عامة الناس والاعتراف بأهليته العلمية والاجتهادية.

يمكن القول إن المعركة ضد مرجعية البروجردي تنطلق من الصراع بين التقليد والتجديد، خصوصاً أن الأخير مشهورٌ بمواقفه المنفتحة على الجيل الشاب والتقدير للتاريخ الإيراني وموقفه الإيجابي من "قوروش" وانتقاده القرارات الثقافيَّة للنظام والحوزات الدينية وتأييد استقلال الحوزة الدينية عن مؤسسة السلطة، ورفضه تخصيص ميزانية رسميَّة لها من السلطة، إضافة إلى موقفه الإيجابي أو غير السلبي من حقوق الأقليات الدينية، خصوصاً أتباع الطائفة البهائية التي تعتبر "خارجة عن الدين" في رأي النظام الإيراني.

وهي معركة تصبُّ في سياق تصدي النظام للأصوات الدينية المعارضة له، التي برزت مع الراحل آية الله حسين علي المنتظري ويوسف الصانعي وكل المراجع التي يعتبرها النظام مؤيدةً مواقف التيار الإصلاحي.

لا شكّ أن هذه المعارك التي يخوضها يزدي ضد آيات الله، ومعها الأزمة التي تسبب بها مع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله صادق آملي لاريجاني على خلفية موقف الأخير الرافض اعتقال مدير مكتبه بتهمة الفساد، تكشف عن وجود أزمة داخل التيار المحافظ وتباين في المواقف والآراء، وهي تشكل تعبيراً واضحاً عن حدة الصراع داخل مؤسسة النظام الدينية والمخاوف التي تعتريها من المرحلة المقبلة أو مستقبل الشرعية الدينية للنظام في مرحلة ما بعد المرشد، وهي معركة مرشحة للتصاعد على أبواب الانتخابات البرلمانيَّة المقبلة، التي بدأت تتضح فيها عمق الأزمة والخلافات داخل التيار المحافظ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وزير العدل وتابع مع الهبر شؤون المهجرين: سيكون لبنان منبعا لرسالة السلام بعدما فشلت المؤسسات الدولية في تحقيق هذا الهدف

وطنية - الخميس 22 آب 2019

قبيل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي من المقرر ان تنعقد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عدة لقاءات تناولت شؤونا قضائية وانمائية.

الوزير سرحان

قضائيا، استقبل الرئيس عون وزير العدل القاضي البرت سرحان وعرض معه شؤون وعمل الوزارة والتعيينات المرتقبة في عدد من المراكز الشاغرة فيها.

بلدية الدامور

انمائيا، استقبل الرئيس عون رئيس بلدية الدامور شارل غفري على رأس وفد من أعضاء المجلس البلدي ومخاتير المنطقة الذين رحبوا برئيس الجمهورية في المقر الرئاسي الصيفي. وتحدث غفري في مستهل اللقاء مشددا على محبة منطقة الدامور وابنائها لرئيس الجمهورية، "وقد عادوا اليها متمسكين بأرضهم وبمؤسسات الدولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية بقيادة الرئيس عون بما يجسده من قيم وإرادة صلبة ومنبع للصمود".

وبعدما عرض لمطالب وحاجات المنطقة، قدم غفري لمحة عن إنجازات البلدية مؤكدا تعاونها وبذل جهودها لتعزيز وجود مؤسسات الدولة في المنطقة، كاشفا ان البلدية "قدمت أراضي للجيش اللبناني والامن العام ووزارة الصحة وستقدم ارضا لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا على محبته العميقة التي يكنها "لمنطقة الدامور خصوصا التي عانت الكثير جراء الحرب وتبذل الدولة كافة الجهود لتلبية حاجاتها وانمائها بالاضافة الى سائر المناطق في الشوف وذلك في مختلف المجالات".

وشكر رئيس الجمهورية البلدية على تقديمها عقارا كبيرا لإقامة "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، مجددا التأكيد على أن "هدف هذه الاكاديمية تعميم السلام حول العالم وتقريب المسافات بين الشعوب، وبذلك يكون لبنان منبعا لرسالة السلام بعدما فشلت المؤسسات الدولية في تحقيق هذا الهدف".

صندوق المهجرين

واستقبل الرئيس عون رئيس الصندوق الوطني للمهجرين العميد نقولا الهبر واطلع منه على عمل الصندوق في ضوء الخطة التي وضعها وزير المهجرين غسان عطالله لمتابعة الملف.

وأشار العميد الهبر الى ان الصندوق "حقق وفرا سنويا في ايجار مكاتبه بلغت قيمته 440 مليون ليرة، كما اعتمد خطة حديثة لحفظ الملفات، اضافة الى اجراء الجردات الداخلية على القرى والبلديات لتصفية الملفات".

 

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء المقبل

وطنية - الخميس 22 آب 2019

دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية، الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الدفاع الوطني، الداخلية والبلديات، التربية والتعليم العالي والثقافة، الزراعة والسياحة، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الصحة العامة، العمل والشؤون الاجتماعية، البيئة الشباب والرياضة، الى جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع في 28/8/2019، وذلك لدرس مشاريع واقتراحات القوانين الاتية:

- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 4880 الرامي الى طلب الموافقة على الانضمام الى اتفاق بين الجمهورية اللبنانية وحكومة المملكة الاردنية الهاشمية، لاقامة خدمات جوية بين اقليميهما وما وراءهما.

- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 4917 الرامي الى الاجازة للحكومة ابرام الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجل الرياضة.

- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 5087 الرامي الى طلب الموافقة على ابرام اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للمساهمة في تمويل مشروع توافير المياه لاغراض الشرب والري في منطقة الضنية.

- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 5373 الرامي الى طلب الموافقة على ابرام اتفاق التعاون التجاري بين الجمهورية اللبنانية وجمهورية الغابون.

- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 5434 الرامي الى طلب الموافقة على الانضمام الى البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاص بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.

- اقتراح القانون الرامي الى مكافحة هدر الغذاء.

 

مجلس الوزراء يعيّن "الدستوري": الحريري يمرّر طعنة باسيل للقوات

وطنية/22 آب/2019

انتهت جلسة مجلس الوزراء اليوم (وهي الأولى في قصر بيت الدين)، وأعلن وزير الإعلام جمال الجراح، أن "جدول الأعمال أقر بمعظمه وبعض البنود تأجلت الى الجلسة القادمة يوم الثلاثاء"، لافتا الى أن "الملف الفلسطيني أثير في الجلسة، وتم تشكيل لجنة لدراسة الوضع الفلسطيني من كافة جوانبه برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وعضوية الوزراء: كميل أبو سليمان ومحمود قماطي وسليم جريصاتي ويوسف فنيانوس وأكرم شهيب". وتم "تعيين أعضاء المجلس الدستوري وهم: الدكتور عمر حمزة، الدكتور فوزات خليل فرحات، المحامي الياس بو عيد، المحامي الياس مشرقاني، والنقيب عبدالله الشاميكان، وكان هناك اعتراض، ولم تتم الموافقة على إسم سعيد مالك". وشدد الجراح على أن "الأجواء إيجابية والتصنيف المالي للبنان سيبقى كما هو، والحكومة تأخذ الاجراءات للحفاظ على الوضع الاقتصادي والمالي". ووافق المجلس على "إستملاك أرض في الحواكير من أجل إنشاء مطمر للنفايات، وهذا المكان يخدم كافة الأقضية في الشمال".

الدستوري بلا قوات

سريعاً تُرجم اللقاء الليلي بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل عشية انعقاد جلسة الحكومة، بإسقاط مرشح القوات إلى عضوية المجلس الدستوري سعيد مالك. فباسيل كان مصراً على هذه الخطوة، وقد جدد اتفاقاته مع الحريري حول جملة ملفات، منها ملف المجلس الدستوري، لأنه كان متشدداً في عدم حصول القوات على عضو ماروني في المجلس الدستوري. بينما في جلسة إنتخاب الأعضاء الخمسة في مجلس النواب، صوتت القوات مع الأسماء التي طرحت لأنها كانت قد حصلت على وعد بتعيين مرشحها في جلسة تعيين الأعضاء الخمسة الآخرين، لتجد أنها تعرّضت لطعنة من باسيل.

بالتأكيد، اللقاء بين الحريري وباسيل شمل العديد من الملفات التي ستفتح في الأيام المقبلة، لا سيما على صعيد التعيينات. وبينما كانت القوات تعلم بإصرار باسيل على ابعاد مرشحها، لجأت إلى الحريري لعلّه يبقى على تضامنه معها، وفق ما جرى الاتفاق عليه. لكن الحريري أبلغ الوزير ملحم الرياشي أنه ليس قادراً على فعل شيء، وهو مضطر للسير بالتفاهم مع باسيل.

واعترض وزراء القوات على طريقة التصرف معهم، وكيفية مقاربة الأمور، في ظل عدم اعتماد آلية واضحة للتعيينات. وهنا حصلت سجالات بينهم وبين مختلف الوزراء، فيما كان الحريري يلتزم صمتاً مطبقاً، إلى أن تدخل رئيس الجمهورية ميشال عون، وأنهى النقاش. وفيما صوت القواتيون معترضين على هذا القرار، تضامن معهم وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي. في المقابل اعترض الوزير يوسف فنيانوس على آلية اتخاذ القرارات في شأن التعيينات، وتضامن مع وزراء القوات الذين طلبوا معرفة أسماء القضاة الذين يعينون، خصوصاً أن الوزراء لم يتبلغوا بها. وطالما ان التعيينات قد سارت على هذا النحو، فهذا يعني أمكان توقع مجرى وجهة الأمور المقبلة. من جهته، علق وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان بعد انتهاء الجلسة على قرار اسقاط مرشح "القوات"، مؤكداً "أننا ضد ما حصل، ولم تُطرح علينا الأسماء مسبقًا، بما يخص المجلس الدستوري". وأسف لـ"عدم وجود أخلاق في السياسة".

آل فتوش

وقرر مجلس الوزراء تكليف محامين من وزارة المالية ومصرف لبنان للدفاع عن الدولة اللبنانية في أميركا، لمواجهة الدعوى المقدمة من آل فتوش للمطالبة بتعويضات من الدولة اللبنانية على خلفية إقفال كسارات. وفي هذا الملف اقترح الوزير محمد فنيش، التفاوض مع آل فتوش مباشرة، بدلاً من اللجوء إلى الدعاوى في الولايات المتحدة الأميركية. لكن معظم الوزراء رفضوا ذلك. وهنا قال الوزير وائل أبو فاعور: "ملائكة فتوش حاضرة"، في إشارة منه إلى الوزير صالح الغريب الذي اعترض على كلام أبو فاعور وحصل سجال بينهما. ووافق المجلس على مشاركة لبنان في قوات حفظ السلام رمزياً، حسب طلب وزارة الدفاع.

وشُكلت لجنة للبحث في موضوع إجراءات وزارة العمل بحق اللاجئين الفلسطينيين. وعشية تقرير ستاندرد إند بورز (شركة التصنيف المالي العالمية)، طلب الرئيس الحريري من الوزراء، في مستهل الجلسة، عدم الاسترسال في الحديث عن المسألة. أما وزير المال علي حسن خليل، فأكد أنّ كل كلام عن تخفيض تصنيف لبنان الائتماني غير دقيق ومضر. وقال: "مسألة تصنيف لبنان مرتبطة بمصلحة الدولة ويجب أن يكون التعاطي معها مسؤولاً".

 

بري: الاغتراب اللبناني نعمة وطنية واقتصادية واحتياط إنساني واستراتيجي

وطنية - الخميس 22 آب 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الطوائف نعمة للبنان، وكذلك الاغتراب اللبناني في كل قارات العالم يمثل نعمة وطنية واقتصادية، وهو الاحتياط الانساني والاستراتيجي للبنان وللبلدان التي ينتشر فيها اللبنانيون. وكما أقول دائما المغتربون اللبنانيون هم قرش لبنان الابيض الذي يجب ان يحافظ عليه ويستثمر فيه في المحطات الحالكة التي قد تواجه الوطن، ويا للاسف نحن عرضة لمثل هذه المحطات الان، لكن الامل والرهان يبقى على اللبنانيين مقيمين ومغتربين لتجاوز هذه المحطات، وهم اثبتوا دائما انهم خير من يؤتمن على حمل رسالة للبنان مقيما ومغتربا". وشدد خلال استقباله في عين التينة رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للاعمال الدكتور نسيب فواز على رأس وفد من المجلس على "ضرورة استحضار وحدة اللبنانيين التي يجسدونها في المغتربات كأسلوب حياة على مختلف المستويات، ولا سيما في السياسة والاقتصاد في اتجاه الوطن الام لبنان"، مؤكدا "أهمية الاستفادة من مشاركة المتحدرين من اصول لبنانية في مواقع القرار سواء من نواب او رؤساء او قيادات سياسية او حزبية بما يخدم قضايا لبنان المحقة".

كذلك استقبل رئيس المجلس، في حضور نائب رئيس حركة "أمل" المحامي هيثم جمعة، سفير لبنان في روسيا شوقي ابو نصار.

 

الوفاء للمقاومة: الحوار المستدام يعالج كل نقاط الاختناق بين الاطراف المشاركين في الحكومة

وطنية - الخميس 22 آب 2019

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها واصدرت بعده بيانا اعتبرت فيه ان "يوم الخامس والعشرين من آب، هو يوم وطني بامتياز، لأن لبنان بجميع مناطقه واللبنانيين بكل أطيافهم واتجاهاتهم، قد شكلوا الحاضنة الشعبية والرسمية للجيش وللمقاومة من اجل تحرير جرود البلاد الشرقية من الارهاب التكفيري وجماعاته المسلحة التي كانت تهدد أمن واستقرار الوطن وأبنائه وتتوعد باقامة إمارة لها تمتد سيطرتها الى الساحل الشمالي اللبناني في سياق المشروع الاميركي التخريبي الذي كان يستهدف في تلك الفترة سوريا ولبنان معا".

وهنأت الكتلة "اللبنانيين جميعا بذكرى تحرير الجرود الشرقية الذي سجل التاريخ انه التحرير الثاني للبنان"، وحيت "شهداء الجيش والشعب والمقاومة"، مؤكدة "صدقية وجدوى المعادلة التي تحقق التحرير والانتصارات الدائمة للبنان ضد أعدائه الصهاينة والتكفيريين".

وعلى الصعيد الاقليمي، اشار البيان الى انه "تصادف هذه الايام الذكرى الخمسون لإحراق المسجد الاقصى المبارك الذي لا يزال الكيان الاسرائيلي الغاصب يهدد بنيانه ومعالمه ويعمل على تقويض دعائمه، وهو يمعن في الحفريات الممنهجة لازالة ومحو كل ما له علاقة بالذاكرة التراثية والحضارية لشعب فلسطين وهويته الحقيقية". اضاف" اننا نجدد ادانتنا للاحتلال الصهيوني ولكل ممارساته واعتداءاته التي تطاول الحجر والبشر والواقع والذاكرة في فلسطين, ونشد على أيدي الشعب الفلسطيني المقاوم مؤكدين وقوفنا الدائم والحازم الى جانب نضاله المشروع لنصرة قضيته العادلة واسترداد كل حقوقه المنتهكة".

ونوهت الكتلة "بالجهود واللقاءات التي أثمرت عودة الى ممارسة الحياة السياسية في البلاد وازالة هواجس الفلتان والفوضى وعدم الاستقرار واستئناف مجلس الوزراء لجلساته بشكل اعتيادي"، مشددة على ان "الحوار المستدام في الداخل عبر مختلف الاطر والاشكال، من شأنه ان يعالج كل نقاط الاختناق، خصوصا بين الاطراف المشاركين ضمن الحكومة التي تدير امور العباد والبلاد".

وابدت "أسفها البالغ لاستقالة الأخ النائب السيد نواف الموسوي من المجلس النيابي لاسباب قاهرة"، معربة في الوقت نفسه عن "ثقتها الكاملة بحسن اختيار قيادة حزب الله للمرشح الأخ الشيخ حسن عز الدين عن دائرة صور للانتخابات الفرعية في 15 أيلول"، مؤكدة أن "أهلنا في هذه الدائرة هم على عهدهم مع لائحة الوفاء والامل حضورا ومشاركة واسعة في هذا الاستحقاق الانتخابي". ورأت ان "رفع المستوى الانمائي في بعض المناطق المهملة تاريخيا، هو شأن وطني ضروري ينبغي ان يلقى من جميع أطياف الكتل النيابية واللبنانيين اهتماما وعناية لما في ذلك من عائدات ايجابية للبلاد كلها وللبنانيين كافة. إن التأخر في انصاف هذه المناطق يؤثر سلبا على الاقتصاد ومستقبل الشباب كما على التوازن الانمائي الذي تؤثر تداعياته على كل البلاد. لذلك فاننا ندعو الكتل النيابية للتعامل بكثير من المسؤولية الوطنية مع اقتراح انشاء مجلس انماء المحافظتي بعلبك - الهرمل وعكار رأفة بالوطن كله وتلبية لحاجات ابناء هاتين المنطقتين اللتين طاولهما الاهمال الحكومي المزمن". واضاف البيان انه "في الوقت الذي يلتقط فيه المسؤولون انفاسهم بانتظار التصنيف المالي الجديد للبنان على الصعيد الدولي، ومن موقع المسؤولية الوطنية أمام الله والناس، تذكر الكتلة كل الفرقاء السياسيين بضرورة الامتناع عن الاجراءات غير المسؤولة او تلك التي تسبب أضرارا او هدرا للمال العام في اي مرفق من مرافق الدولة".

وتابع: "بناء عليه ونتيجة تراكم الملفات المرتبطة بقطاع الاتصالات التي تفوح منها روائح الهدر والفساد بما أدى على مدى السنوات الماضية الى خسائر بمئات ملايين الدولارات للمالية العامة تؤكد الكتلة بأنها ستقدم بالتعاون مع الكتل والزملاء باقتراح تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لتتولى هذه اللجنة كشف التفاصيل الكاملة لهذه القضية التي شغلت الرأي العام اللبناني الى الى يومنا هذا، وستستمر الكلتة بوضع القضاء أمام مسؤولياته للقيام بواجباته كاملة حيال ملفات الهدر والفساد داخل مؤسسات الدولة". ورأى ان "لسوريا كل الحق القانوني والوطني والسيادي في ان تستعيد السيطرة على كل ترابها الوطني وتتصدى لمحاولات الارهاب اقتطاع بعض المناطق والتسلط بالقوة على ارضها وناسها. وان الدعم الخارجي الذي يتلقاه مشروع الارهاب على الارض السورية هو شراكة في العدوان والتآمر على سوريا التي صمدت وقاومت وستبقى قوية وموحدة رغم كيد الأعداء والمتآمرين". وقال: "آن الأوان لتحالف العدوان الاميركي - السعودي على اليمن وشعبه المظلوم ان يرعوي ويدرك ان لا فرصة امامه لتحقيق مكاسب سيادية جراء مواصلة العدوان، ان اوراق التين تساقط اكثرها وصار واضحا ان اليد الممدودة من الجيش اليمني واللجان الشعبية لتحقيق تسوية عادلة يجب ان تجد من يلاقيها لوقف اراقة الدماء وآلة التدمير الحاقدة، خصوصا ان الادارة الاميركية وحلفاءها قد ظهر عجزهم عن حماية ادواتهم وعن اسقاط حق الشعوب بالدفاع عن بلدانها وسيادتها". واكدت الكتلة ان "الادارة الاميركية ليس لها اي سلطة تخولها التدخل فيما لا يعنيها بالشأن اللبناني ولا بالشأن الاقليمي والدولي، ولا حق لها اطلاقا في خرق المواثيق والقوانين الدولية وانتهاك سيادات الدول وفرض سطوتها عبر القرصنة في المحيطات والبحار. ان اي عدوان اميركي او تدخل اميركي في شأن سيادي لأي دولة من الدول فضلا عن تدخلها في الشأن اللبناني السيادي هو أمر مرفوض ومدان بمعزل عن اي أمر آخر".

 

كتلة اللقاء الديمقراطي أكدت ارتياحها لأجواء المصالحة ودعت إلى إنصاف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية

وطنية - الخميس 22 آب 2019

عقدت كتلة "اللقاء الديمقراطي" اجتماعها، مساء اليوم، في كليمنصو، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وحضور وزيري الصناعة وائل أبو فاعور والتربية والتعليم العالي أكرم شهيب، والنواب: مروان حمادة، هنري الحلو، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، الدكتور بلال عبد الله، وهادي أبو الحسن، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

وتم البحث في كل القضايا الوطنية المطروحة والظروف والمحطات التي مرت بها البلاد أخيرا.

أبو الحسن

بعد الاجتماع، تلا أبو الحسن بيان الكتلة، قال فيه: "بدعوة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، عقد اللقاء اجتماعا له اليوم، وتم البحث في كل المسائل الوطنية المطروحة والظروف والمحطات التي مرت بها البلاد وما نتج منها على الصعد كافة".

أضاف: "لقد عبر اللقاء عن ارتياحه لأجواء المصالحة التي تمت في بعبدا، وثمن كل الجهود الإيجابية التي بذلت على هذا الصعيد، ونوه بالجيش اللبناني والقوى الأمنية لدورهما في حفظ الأمن والاستقرار. كما أكد حرصه على سلامة عمل القضاء، متطلعا إلى المضي قدما في سبيل إقرار قانون استقلالية القضاء بهدف تحصينه وتعزيزه، إيمانا منه بأنه يستحيل القيام بإصلاح جدي وحماية الحقوق من دون قضاء مستقل ونزيه وعادل".

وأشار البيان إلى أن "اللقاء توقف عند الواقع البيئي، وخصوصا أزمة النفايات المستعصية، حيث دعا الجميع الى موقف موحد وجامع لحل هذه المعضلة، بعيدا عن الحسابات الضيقة، وأكد أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأجيل لمعالجة هذا الامر، مثمنا الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصناعة وكل المعنيين لمعالجة التلوث في نهر الليطاني".

وعلى الصعيد الاقتصادي - الاجتماعي، أكد اللقاء أن "الأولوية تكمن في كيفية تشكل القناعة والإرادة الحقيقية والقرار الجريء لضبط مزاريب الهدر على المستويات كافة، وهذا يتطلب موقفا حاسما برفع الغطاء عن كل الفاسدين والمهربين والمرتكبين والمتطاولين على المال العام، وتفعيل وإطلاق عمل الهيئات الرقابية وضبط التهريب في الموانئ والمعابر الشرعية وغير الشرعية كافة. أما القرار المرتقب صدوره عن مؤسسات التصنيف المالي، فيشكل الحافز والفرصة ربما الأخيرة للقيام بالخطوات الإصلاحية المطلوبة، وهذا يحصل من خلال إعداد موازنة عام ???? انطلاقا من موازنة ????، وتطبيق القوانين الإصلاحية التي أقرت، إضافة إلى مضاعفة الجهود والإجراءات لتأمين موارد إضافية للخزينة، ومنها تبني وإقرار اقتراحات القوانين المقدمة من اللقاء الديمقراطي، وبخاصة الموجهة لدعم أدوية الأمراض المستعصية في وزارة الصحة العامة، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، والضمان الاجتماعي، والجامعة الوطنية اللبنانية".

كما دعا إلى "تحفيز القطاعات الإنتاجية المحلية كالزراعة والصناعة والسياحة"، مثنيا على "إجراءات تشجيع وحماية الصناعة الوطنية، والدوائية منها بصورة خاصة".

وشدد اللقاء على "ضرورة تسريع خطوات التحضير لاستخراج النفط والغاز، بالتزامن مع المساعي الدولية لترسيم الحدود البرية والبحرية التي تحفظ حق لبنان بثروته النفطية".

وطالب المعنيين ب"الإسراع في تنفيذ خطة الكهرباء وتعيين مجالس الإدارة والهيئات الناظمة لقطاع الكهرباء وغيره من القطاعات".

كما دعا إلى "استكمال دفع مستحقات البلديات والمستشفيات ومؤسسات الرعاية الإجتماعية"، مشددا على "أهمية حث المصرف المركزي والمصارف لإعادة العمل بالقروض السكنية لذوي الدخل المحدود، بالتعاون مع المؤسسة العامة للاسكان، لما لهذه الخطوة من أثر في إعادة تحريك العجلة الاقتصادية وإنعاش قطاعات البناء والمهن الحرة التي يعتاش منها قسم كبير من اللبنانيين".

وشدد اللقاء على "أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول قضية العمالة الفلسطينية في لبنان بمبادرة من اللقاء الديمقراطي، والذي تم إنجازه بتحويل الملف إلى لجنة وزارية تم تشكيلها في مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة وعضوية عدد من الوزراء، والتي ستكون مهمتها إنصاف اللاجئين الفلسطينيين ومراعاة خصوصية أوضاعهم في لبنان ووقف أي إجراءات غير عادلة بحقهم، إضافة إلى إقرار التعديلات القانونية وإصدار المراسيم التطبيقية للقوانين السابقة التي تحمي الشعب الفلسطيني في لبنان وتؤمن حقوقه ومطالبه".

وأخيرا، دعا اللقاء إلى "إنصاف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية من خلال إصدار مراسيم تعيينهم، بعيدا عن كل الإجتهادات والإعتبارات المخالفة للدستور والتفسيرات المتعلقة بالمادة 95 من الدستور".

وجدد المطالبة ب"تثبيت متطوعي وعناصر الدفاع المدني"، داعيا إلى "تعزيز قدرات ومراكز الدفاع المدني من ضمن مجموعة تدابير وإجراءات وقائية ملحة لا بد من المباشرة بتنفيذها من أجل حماية الثروة الحرجية من مخاطر الحرائق التي تهددها في مثل هذا الموسم من كل عام".

 

مثيرو النعرات الطائفية إلى المحكمة.. وباسيل يتصدّر القائمة

وليد حسين/المدن/الخميس 22/08/2019

مثيرو النعرات الطائفية إلى المحكمة.. وباسيل يتصدّر القائمة

في سابقة تعتبر الأولى من نوعها يلجأ الناشطون الحقوقيون إلى القوانين اللبنانية، بعدما تبيّن أن الحراك المدني في الشارع غير قادر على وضع حدّ لانتشار خطاب الكراهية ولغة الحرب الأهلية، السائدين. ففي ظل إيغال البعض في استحضار لغة الحرب وإثارة النعرات الطائفية، لتحصيل مكاسب سياسية، تنقل "المبادرة اللبنانية لمناهضة التمييز والعنصرية"، المعركة من الشارع إلى القضاء، عسى أن يساق العنصريون إلى المحاكمة، لخلاص اللبنانيين من تلك اللغة التي جلبت الخراب والويلات للبنان.

المواجهة قانونياً

الناشطة الحقوقية المحامية ديالا شحادة، قالت في حديثها إلى "المدن": على الرغم من أهمية الاعتصامات والتحركات في الشارع لمواجهة الخطاب العنصري، وتحريض الجماعات اللبنانية ضد بعضها وضد اللاجئين، رأى بعض الناشطين الحقوقيين ضرورة اللجوء إلى القوانين اللبنانية، للفصل في هذه المسائل، واتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة بحق المحرضين. وبدأوا منذ ثلاثة أشهر في تشكيل مظلة تضمّ جمعيات مدنية وشخصيات معنوية وناشطين حقوقيين، لمواجهة الخطابات العنصرية والتحريضية، التي توجّه ضد جميع فئات المجتمع، وليس حصراً ضد اللاجئين السوريين. ودرسوا الإمكانات القانونية لرفع دعاوى قضائية ضد الأفراد والمسؤولين، انطلاقاً من أن المادة 317 من قانون العقوبات يعاقب على إثارة النعرات الطائفية والأهلية، ويجرّم كل شخص ينشر خطاباً من هذا النوع يطال مجموعات تعيش في لبنان، أو عناصر الأمة. ولفتت شحادة إلى أهمية هذه الدعوى لأنها الأولى في لبنان. ونظراً لأهميتها قرروا تقديمها ليس باسم أشخاص وأفراد، بل جمعيات مدنية وشركات وشخصيات معنوية، وصل عددها إلى نحو عشرين جهة. وقدموا دعاوى بحق ستة أشخاص منهم مسؤولين حاليين وسابقين، ووقع الخيار عليهم لأن ما صرّحوا به كان فظيعاً وخطيراً.

العونيون سبّاقون

ووفق شحادة، بينت المتابعة أن مناصري التيار الوطني الحر يتصدرون المحرضين في لبنان، في إطلاق المواقف والخطابات التحريضية، وإثارة نعرات الحرب وتأليب مجموعات ضد بعضها البعض. وتصدّر الوزير جبران باسيل قائمة الأشخاص المدعى عليهم، بسبب خطاباته عن تفوق العنصر اللبناني على جميع المكونات، وكراهيته للاجئين السوريين والفلسطينيين واستحضار مصطلحات الحرب الأهلية بحقهم: المؤامرة والتوطين. هذا فضلاً عن التحريض على الجرائم التي حصلت خلال الحرب الأهلية، عندما قال في طرابلس: "لست من قتل رشيد كرامي"، غامزاً من قناة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، محرضاً عليه.

وشملت الدعوى رئيس بلدية الحدث جورج عون، الذي صرّح أنه يريد القرى الشيعية للشيعة، والدرزية للدروز، والسنّية للسنّة، داعياً المسيحيين إلى البقاء في قراهم وعدم استقبال الآخرين. وستدّعي "المبادرة" على عضو المكتب السياسي في التيار ناجي الحايك، الذي وجّه كلاماً لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السّابق وليد جنبلاط قائلاً: "بعد 10 أيام سوف نتذكر نحن وأنت القرود الذين أرسلتهم إلى سوق الغرب في 13 آب 1989 ، وأعادهم ميشال عون لعندك بأكياس الجنفيص". هذا فضلاً عن تحريض الحايك رئيس بلدية الحدث للمضي بقرارات البلدية لمنع بيع العقارات لغير المسيحيين، وعدم استقبال غير المسيحيين للسكن في الحدت، متعهداً أن لا أحد يجرؤ عليه في قراراته.

جرائم جزائية

ومن الأشخاص المدعى عليهم النائب السابق إيلي ماروني الذي صرّح في مؤتمر صحافي أنه يريد لكل بائع مسيحي وشاري مماثل، مثلما لكل داء دواء. وبرز اسم رشيد جنبلاط الذي قال إنه لو كان رجل دين لأفتى بقتل باسيل وعون. ورغم أن كلام جنبلاط أتى كرد فعل على عدم تدخل أجهزة الدولة لوقف خطابات باسيل، رأى الناشطون الحقوقيون أن كلامه يعتبر بمثابة تحريض المسلمين على المسيحيين. يتقدم القيّمون على "المبادرة" بالدعوى لدى المدعي العام التمييزي على اعتبار أن الأفعال المرتكبة جرائم جزائية تمس بالسلم الأهلي. وعلى المحكمة مراسلة وزير العدل، الذي عليه إرسال كتاب إلى رئيس مجلس النواب، كون الدعوى شملت مسؤولين منتخبين، وفق شحادة.

قانون أم عيش مشترك؟

الهدف الأساسي من هذه الدعوى إطلاق رسالة واضحة للجميع أن القانون اللبناني يجرّم هذه الخطابات، كما قالت شحادة. وينتظر "المبادرون" سلوك الدعوى مسارها القانوني، وبيان ما إذا كان لبنان دولة قانون ومؤسسات. فالخطابات التي تلغو بالعيش المشترك، كما يبرر رئيس بلدية الحدث، تعيد صياغة مفهوم هذا العيش خلافاً لمقاصد اتفاق الطائف. فالعيش المشترك لديه ولدى باقي المحرضين، يعني الحفاظ على الانتماء الطائفي وإشهاره ضد الطوائف وضد "الغرباء". أي تكريس منطق الحرب ولغتها، على خلاف اتفاق الطائف الذي أتى لوضع حدّ للحرب، مقرّاً بتعايش الجميع.

إطلاق واستمرارية

يعقد الناشطون الحقوقيون مؤتمراً صحافياً يوم الخميس في 22 آب عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً في فندق سمول فيل- بادارو لإطلاق "المبادرة"، والإعلان عن الدعوى القضائية التي ستتقدم بها إلى النيابة العامة التمييزية في بيروت بحق عدد من المسؤولين بتهمة إثارتهم نعرات طائفية وأهلية. وستستمر المبادرة في توثيق جميع الخطابات والتقدم دورياً بدعاوى ضد من يرتكب هذه الجرائم، بحسب شحادة.

 

الخوري عبدو أبو كسم: “الفن يتعدى علينا”

ايلي قصيفي/ موقع الدرج/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77756/%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d9%88-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%83%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d8%b9/

ليس في الكنيسة الكاثوليكية اللبنانية كاهن اشتهر في السنوات القليلة الماضية مثل الخوري عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام. في سنوات الحرب اشتهر الأباتيان شربل قسّيس وبولس نعمان، لأن الحرب والسياسة عموماً تُشهران ناسهما. هذا فضلاً عن البطاركة طبعاً وبعض المطارنة في الأبرشيّات المهمّة، خصوصاً بيروت. أمّا الخوري أبو كسم فعُرف في سياق مختلف تماماً، سياق يمكن القول إنه جديدٌ على الكنيسة ولبنان عموماً لا كمّاً وحسب، بل نوعاً أيضاً. فقد كرْس الأب أبو كسم من خلال المركز الكاثوليكي للإعلام سلطة رقابية دينية تسببت في منع كتب وأفلام وعروض ثقافية وكان آخرها الحملة التي أدت الى منع فرقة “مشروع ليلى” من الغناء في جبيل …

فمن هو الأب أبو كسم…

أنا  الأب عبدو أبو كسم من مواليد بيصور في قضاء جزين ولدت في 3 حزيران/ يونيو 1966. أنا كاهن دخلت إلى الإكليريكية في غزير عام 1976، وتخرجت عام 1989، أي أنني أمضيت 13 عاماً في دراستي الثانوية والجامعية، وتخرجت من جامعة الروح القدس الكسليك، حائزاً إجازة في اللاهوت والفلسفة، ثمّ حزت إجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية عام 1993، وشهادة دراسات عليا في التربية والإعلام من جامعة القديس يوسف، ثمّ حزت شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي من جامعة اللاتران البابوية – روما عام 2009. وأنا أيضاً قاضٍ في المحكمة الاستئنافية المارونية في الذوق.

تربطني علاقة مميّزة مع دولة الرئيس نبيه بري وهي مبنية على الصداقة وليس على المصلحة. وأنا افتخر بهذه العلاقة، ولست أبدا مستحياً بها

أعمل في المركز الكاثوليكي للإعلام منذ عام 1989، حيث تدّرجت حتى أصبحت مديراً. انا متزوج ولدي 4 أولاد، ابنتي البكر طبيبة، ولدي شاب محامٍ، وابنتان تعملان في القطاع المصرفي.

هُجّرت عائلتي من بيصور عام 1986، ورجعنا عام 1991 وكنت قد ارتسمت كاهناً. عدت وخدمت رعايا في أبرشية صيدا المارونية. طبعاً كانت رعايا منكوبة ومهدّمة، فبنيت أربع كنائس، وعمّرت مدرسة في بلدة درب السيم التابعة للمطرانية، وكنت رئيسها على مدى 12 عاماً. ساهمنا بشكل كبير بعودة أهلنا إلى الجنوب واندماجهم في محيطهم.

الأب عبدو أبو كسم:“أفتخر بعلاقتي مع برّي”

أنا مسؤول عن التواصل في الكنيسة وهذا أمر يفرض عليّ أن أكون منفتحاً على كل الناس. تربطني علاقة مميّزة مع دولة الرئيس نبيه بري وهي مبنية على الصداقة وليس على المصلحة. وأنا افتخر بهذه العلاقة، ولست أبدا مستحياً بها، لكن في الوقت نفسه المرتكز الأساسي في حركتي هو كهنوتي وبطريركيتي. أي انني لا أبني علاقات على حساب كهنوتي وكنيستي بل أبنيها لمد الجسور وهذه رسالة الكنيسة. انا سأتكلم غدا في ذكرى عاشوراء، وسأتحدّث في صريفا في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر، وفي 2 أيلول/ سبتمبر المقبل سألقي كلمة سيّدنا البطريرك في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

انا في هذا الجو، وعندما يشرّفني ويكلّفني البطريرك لأمثّله أنفذ ذلك لمصلحة الكنيسة والبطريركية وليس لأعمل compromise(تسويات أو تنازلات)، ولهذا السبب الكنيسة تثق بي والطرف الآخر أيضاً، سواء الرئيس برّي أو “حزب الله” أو بيت الحريري، حتى أنني أمثّل غبطته في احتفالات للفلسطينيين. البطريرك لديه ثقة بأنّني أمثّل الكنيسة خير تمثيل. وأنا أحافظ على خصوصية الكنيسة وكرامتها خلال مشاركتي في هذه المناسبات. هذا في صلب رسالتي الإعلامية. بالدرجة الأولى أنا لديّ كهنوتي وكنيستي، ومن هذا المحور أشتغل. السياسة ليست على حساب كهنوتي.

في العامين 1965 و1966 انعقد المجمع الفاتيكاني الثاني حيث أقرّت توصيات لإنشاء لجان كنسية في العالم أجمع، ومن ضمن هذه اللجان لجنة الإعلام. في لبنان مجلس البطاركة الكاثوليك ألّف لجانه، ومنها اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام التي ليست لجنة للموارنة فحسب، بل للكنيسة الكاثوليكية كلّها.

عام 1968 تأسّست اللجنة وعام 1978 تأسّس المركز. اللجنة هي التي تضع الخطة الإعلامية والمركز هو الذي ينفذها. المركز هو الجهاز التنفيذي للجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، التي يكون رئيسها دائماً مطراناً ونائبه رئيساً عاماً لإحدى الرهبنات ومعهما مدير المركز أمين سرّ اللجنة التي تأخذ توصيات مجلس البطاركة وتضعها موضع التنفيذ، ومن ينفّذ على الأرض هو المركز ومديره. وبالتالي نحن ننفذ قرارات الكنيسة. واللجنة هي الناطق الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في لبنان.

المطران رولان أبو جوده لعب دوراً كبيراً، وهو الذي أسّس هذا المركز، وتولّى رئاسة اللجنة 30 عاماً، ووضع لها جهازاً إعلامياً أخذ دوره في عملية التواصل بين اللبنانيين أثناء الحرب. كما لدينا فرع توثيق تابع للجنة، يوثّق الأخبار منذ عام 1978. ولدينا أيضاً موقع إلكتروني.

ودور المركز وقت إنشائه خلال الحرب كان تأمين تواصل المسيحيين مع الكرسي الرسولي والصحافة العالمية، كما كان جسر حوار بين اللبنانيين اثناء الحرب، وكان يرأسه الخوري أنطوان الجميل، ثمّ أصبحت أنا رئيسه منذ عام 2001. نحن نقيم ندوات أسبوعية هنا. وعززنا علاقتنا مع الأمن العام، من خلال مراقبة الأفلام التي تأتي من الخارج ومتابعتها، إضافة إلى الكتب والمنشورات والمسرحيات التي تمسّ بالدين المسيحي. هذا الدور كان موجوداً ولكن أنا على أيّامي فعّلته. هناك بروتوكول تعاون وأنا فعّلته. فالأمن العام لا يتعامل معنا وحسب، بل أيضاً مع “دار الفتوى” و”المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى”، لكن للأسف دائماً الأمور تمسّ بالمسيحيين أكثر من المسلمين.

لدينا مطران هنا، والمطران هو معلّم في الكنيسة. هو الذي يأخذ القرار، حتى لو راقبت بنفسي فيلماً معيناً أخبره عمّا رأيت، وعن القرار الذي سأتخذه.

تدخل أفلام وكتب دائماً يكون فيها attack (هجوم) على المسيحيين، لا على المسلمين، نحن نبدي رأينا بالفيلم، سلباً أو إيجاباً. نشاهده مع لجنة وطنية واختصاصيين من عندنا ونقيّم ما إذا كان هذا الفيلم يُحذف منه مقطع، يمرّ أو لا يمرّ، وهذا يأخذ وقتاً. ويحصل ذلك بموجب مراسلات رسمية مع الأمن العام.

أمّا عن الاختصاصيين، فإذا كان الفيلم يمسّ بالكتاب المقدس نأخذ معنا اختصاصياً في الكتاب المقدّس، وإذا كان يمسّ بالعقيدة نأخذ معنا اختصاصياً في العقيدة. وذلك بحسب نوع القضية. إذا كان أمراً نعرفه بالعلم والبديهة لا نتصل بأحد. وإذا كان هناك كتاب وأردنا معرفة أذا ما كان فيه جانب علمي أو جانب تحريضي، نكلّف باحثاً بقراءته، فإذا كان فيه ما يمسّ بالكتاب المقدس نعطيه لاختصاصي في الكتاب المقدّس.

ومن يقرّر في النهاية لجنة من الأمن العام ووزارات الثقافة والخارجية والداخلية والاقتصاد، ولسنا نحن والأمن العام من يقرّر لوحدنا.

رأي ملزِم”

رأينا هو الذي يعتمد. نحن نستشير كليات اللاهوت، لكن دورها استشاري، لدينا مطران هنا، والمطران هو معلّم في الكنيسة. هو الذي يأخذ القرار، حتى لو راقبت بنفسي فيلماً معيناً أخبره عمّا رأيت، وعن القرار الذي سأتخذه. وكلّ هذه الأمور منظّمة وفق قوانين كنسية.

المركز هو الناطق الرسمي باسم الكنيسة، وهو يتحمل مسؤولية القرار الذي يأخذه، وأنا لا أتخذ اي قرار قبل أن أراجع الأعلى مني رتبة، أي المطران مباشرة، وإذا ارتأينا ان نجمع اللجنة، نجمعها، ويكون التواصل سريعاً على التلفون، ولا ننتظر يوماً أو يومين.

ولهذا السبب لا يخرج أحد برأي خاص حتى لو كان له رأي مختلف عنّا. فرأي الكنيسة هو الذي يصدر عن المركز الكاثوليكي للإعلام. وأحياناً رأيي الشخصي يكون مختلفاً، لكنني ألتزم قرار الكنيسة.

هيكلية “المركز”

في ما يخصّ رئيس اللجنة فهو ينتخب لمدّة 4 سنوات من مجلس البطاركة ويجدّد له لمرة واحدة فقط. أمّا مدير المركز فيختاره رئيس اللجنة بحرّية ويتعاون معه. ومدير المركز ليست له مدّة محدّدة، لأنه جهاز تنفيذي وليس منتخبا من مجلس البطاركة. سلفي الخوري الجميل بقي نحو 18 عاماً. لكن أنا لديّ structure (هيكلية) مختلفة. أنا موظف في المركز منذ عام 1989 وبالتراتبية وصلت إلى الإدارة، وبالتالي أخضع لقانون الموظفين. وفي هذه الحالة، إذا أخطأ أحدنا لا سمح الله، ساعتذاك السلطة تأخذ قراراً بحقه. حتى الموظفون عندنا يخضعون لقانون الموظفين، المركز مكتب اداري، ونحن مؤسسة ومسجلّون في الضمان الاجتماعي.

“لدينا جمهورنا”

مهام المركز توسّعت إذا ما قسنا على البدايات. هذا تطوّر طبيعي، لأن وسائل الإعلام تطورت وأصبحت وسائل تواصل، وبالتالي نحن نتفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعي ونعمل عليها. لدينا موقعنا الالكتروني، ولدينا مواقعنا الأخرى سواء فيسبوك أو تويتر أو انستغرام، وبالتالي نحن ضمن اللعبة الإعلامية، ونواكب العصر.

من هنا فإن كل شيء يخص شبكات التواصل نحن معنيون به. حتى على مستوى الكنيسة، فعندما يكون هناك شبكات وهمية تهاجم الكنيسة او تتحدث باسم الكنيسة فنحن نكافحها.

كذلك، لدينا مركز توثيق، وهو ليس مركز توثيق أخبار وحسب، لكن  مركز رصد أيضاً. لدينا شبكة رصد من الناس كبيرة جداً، فنحن يتصل بنا الناس ويخبروننا عن أمر ما. أصبح لدينا جمهورنا، ولدينا مجموعتنا الكبيرة، نحن لا نعرفهم، لكن هؤلاء يشعرون أن ارتباطهم الإعلامي المسيحي هو مع المركز الكاثوليكي. ونحن يمكن ان نعطي رأياً بخلاف الموجة الشائعة على شبكات التواصل، وقد فعلنا ذلك قبلاً، لأن الناس أحياناً يبالغون. نقول لهم هذه “لا تحرز” ونحن نعالجها. لكن عندما يكون هناك قضية تتفاعل لدى الرأي العام لا نستطيع أن نتجاهل هذا الرأي العام المسيحي. قد نأخذه باتجاه آخر إذا كان متجهاً لمقابلة الشرّ بالشر، فإذا أراد أحدهم مثلاً أن يشتم أو يضرب الذين يشتمونه أو يضربونه، نقول له لا ليس هكذا نتصرف. لكن لا نستطيع التجاهل، اذا كان هناك تعدٍّ على رموزنا الدينية، فهل نقول لا مشكلة في ذلك؟ بلى هناك مشكلة! لأنّ هناك شعوراً مسيحياً لا يمكن أن نتجاهله، لكن يمكننا ان نوجّهه لمواجهة الأمر، إنطلاقاً من روحية الإنجيل، وبالمحبة”.

“يقولون إننا نتعاطى بالفن، الواقع أنّ الفن يتعدّى علينا، لماذا تريد ان تعمل اعمال فنية تمسّ بالدين؟ من يتعدى على الآخر، الفن أو الدين؟ لماذا يتدخل الفن بالدين؟ هذا هو السؤال؟ الكون مليئ بالأغاني والكلمات الحلوة، فلماذا دائما يريدون استهداف الدين وتحقيره؟ هذا هو السؤال؟”.

“أوروبا غير لبنان”

ليس صحيحا أنّ هناك كتباً وأفلاماً تصدر في الغرب لا يمنعها الفاتيكان، ومع ذلك تُمنع هنا. أولّا يجب أن تعرف أن أوروبا غير لبنان، أوروبا أصبحت لا دينية، لبنان بلد فيه 18 طائفة. بالنسبة لنا فأي اساءة لنا لها مفعولان، مفعول الإساءة بحد ذاتها، موضوع المشاعر المسيحية، ومفعول تشويه صورتك المسيحية تجاه الأديان الاخرى. نحن لسنا أوروبا، وبالتالي هناك أمور كثيرة نبدي رأينا فيها، ثمّ في الفاتيكان يأخذون وقتهم، لأنّ الفاتيكان كبيرٌ…

نحن لا نراجع السلطات في الكرسي الرسولي لكن نراجع الأرشيف، نرى ما كان رأيهم حول فيلم معيّن. نستأنس برأيهم. مثلاً، كتاب “ديفينشي كود” قامت القيامة هنا في موضوع الحريات، وبعد خمسة أيام طلب الفاتيكان توقيفه. هناك أمور بديهية لا تستطيع الكنيسة أن تغمض عينها عنها. الناس يفكّرون أننا نأخذ قراراً اعتباطياً هنا. نحن لا نأخذ قراراً إعتباطياً.

“مشروع ليلى”

“لو الأمر لي لأخذت القرار خلال يومين أو ثلاثة، فالتعدي واضح. نحن تحاورنا معهم، ولو كنت أريد أن أتصرّف بطريقة مختلفة كان لدي حل آخر؛ فقد حصل حوارٌ مع راعي أبرشية جبيل واعترفوا أن هناك إساءة وأنهم مستعدون أن يزيلوها. أقدموا على مبادرة يشكرون عليها، لكن على الأرض لم يفعلوا شيئاً.

والاعتذار الذي قدّموه لم يكن كافياً، وقد أتى لاحقاً. نحن تحاورنا معهم الأربعاء، هم قالوا هذا الأمر وليس نحن، وأنا لم أحضر الاجتماع. يوم الخميس زارني ناجي باز، وهو أحد منظمي المهرجان، قلت له يا ناجي هؤلاء أولادنا وبالنهاية هم لبنانيون، وهم قالوا أنهم أخطأوا وسيعتذرون، من اليوم حتى الاثنين سآخذ موقفاً. لا أستطيع ألّا آخذ موقفاً، انا أيضاً أتعرّض لضغوط من المؤمنين. قلت له اذا اعتذروا أنا آخذ الموضوع في صدري، وكان الأمر سيكلفني ردّ فعل هائلاً من الناس، لكن الاثنين سآخذ قراراً، لكنّ باز لم يردّ عليّ خبراً.. لماذا كانوا يماطلون؟ لم نكن نعرف. أصدرنا بياناً كان مرتباً ومهذباً جداً، شرحنا فيه معنى الحرية وقلنا إننا نطلب وقف هذا العمل ولتتحمل الدولة مسؤوليتها. وحتى لو لم تتحمّل الدولة مسؤوليتها كنّا سنذهب إلى  قاضي الأمور المستعجلة. كنّا قد حضّرنا دعوى. نحن نعيش في دولة وليس في غابة، هناك قانون.

وهنا الناس يخلطون بين قرار القاضية غادة عون (التي أخلت سبيل أعضاء الفرقة) وقرار منع الحفلة. الدعوى (لسنا نحن من تقدمنا بها) التي نظرت فيها موضوعها الصورة التي وضعها هذا الشاب وفيها رأس (المغنية الاميركية) مادونا على جسم العذراء مريم، ولم يكن موضوع الدعوى الحفلة وأغانيها. كان أعضاء الفرقة خائفين أن يكون هناك بحث وتحر بحقّهم، وهم حذفوا الصورة واعتذروا عنها، قالت لهم لا شيء عليكم.

وردّا على القول أن الفرقة غنّت قبلاً ولم يعترض عليها أحدٌ نقول: نحن علمنا بها الآن، ولو علمنا بها منذ سنتين لأخذنا الموقف ذاته. فالموضوع ليس مرتبطاً بتوقيت معين، من قبل لم تكن الأغنية مشهورة أو لم يعرف الناس أن يقرأوها، أو ربما لم تكن شبكات التواصل مؤثرة على الناس إلى هذا الحد؟”.

أمّا في ما يخص قول البعض أن هناك مسيحيين كانوا ضدّ منع الحفلة، ففي الواقع لم يكن هناك إنقسام بين المؤمنين، بل كان هناك شقّان، شقٌ متجه صوب التطرّف القوي، وشق ثاني، مسيحيون مزعوجون من الحفل لكن لا يريدون أن يدخلوا في متاهات ومشكلات. لكن ضمناً فإن الجو المسيحي العام كان مزعوجاً من هذه الحفلة، وليس مثلما يصوّر البعض الأمر”.

“المادة التاسعة من الدستور”..

نحن في هذه القضية لم نبن على قشور، إنّما بنينا على كلام يمس بعقيدة الثالوث الأقدس، التي هي عقيدة مسيحية تجسدّ الله، وبالتالي هذا الموضوع يمثّل مسّاً بالذات الالهية، التي تعاقب عليها المادة التاسعة من الدستور. قد لا تكون عندهم نية جرمية، لكن نحن تحدثنا بالقانون. لم نكن ضدّ الحفلة. هم لو كان لديهم قليل من الليونة، لكانوا حذفوا الأغنيتين من الريبرتوار، ساعتئذ إذا كانت هناك اغانٍ تضرّ بالمجتمع فالدولة هي التي تحاسب. نحن تحدثنا بالقانون وقلنا للناس: هؤلاء اولادنا وهؤلاء شباب، هؤلاء لبنانيون، قد يكونوا اخطأوا في مكان ما والكنيسة لا تجابه الشر بالشر انما الشر بالخير. نريد أن نقول لهم أنتم أخطأتم، نريد أن نسامحهم، لكن في الوقت نفسه يجب أن يعلموا، أنّ هناك قانون يحمي حرية المعتقد والحرية الدينية؟ إذا أخطأ شخص دون قصد ألا يجب أن تنبّهه؟ وإذا أخطأ فيجب أن يدفع ثمن خطئه”.

“الحدود بين الدولة والكنيسة”

“الدولة أو الأجهزة الأمنية والقضائية مدركة أنّ هناك انتهاكا للذات الالهية في هذه الاغاني، لكن من هو صاحب الحق في الإدّعاء؟ إنها الكنيسة. وإذا القضاء أعطى كلمته نحن نلتزم بالقرارات القضائية. أنا أقول هناك اعتداء على الذات الإلهية، فإذا جاء القاضي وقال لا، ليس هناك اعتداء وأعطى الإذن باقامة الحفلة، فماذا أفعل أنا؟ هل أقول لهم لا، أريد أن أطعن؟ نحن دعونا في البيان الاجهزة إلى تحمّل مسؤوليتها، وطلبنا منع هذا الحفل، وقد تحرّكت الأجهزة سريعاً، لأنّها مدركة أنّ هناك خطأ ما وتريد إشارة. نحن لا نتعدى على الناس، نحن كنا ذاهبون الى قاضي الامور المستعجلة، وكنا سنلتزم بما يقول.

وعلى الناس أن يعرفوا أن الحفلة لم تقم في الحمرا، لا الفرقة جاءت ولا غنّت أغانيها، إنما كان هناك دعمٌ لهذه الفرقة، ولو جاءت الفرقة لكانت أجهزة الدولة الموجودة هناك أوقفتهم، وهم يعرفون ذلك. وذلك بموجب القرار الذي أصدرته الدولة بوقف الحفلة. فالأمن العام طلب منهم وقف الحفلة، وليست لجنة المهرجانات. ولذلك شكرنا الأمن العام على تحملّه مسؤوليته.

“هذا هو السؤال”

“يقولون إننا نتعاطى بالفن، الواقع أنّ الفن يتعدّى علينا، لماذا تريد ان تعمل اعمال فنية تمسّ بالدين؟ من يتعدى على الآخر، الفن أو الدين؟ لماذا يتدخل الفن بالدين؟ هذا هو السؤال؟ الكون مليئ بالأغاني والكلمات الحلوة، فلماذا دائما يريدون استهداف الدين وتحقيره؟ هذا هو السؤال؟”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   21-22 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

 

Your Lebanon Is A Holy, Defend Its Sovereignty & Independence
  Elias Bejjani/August 22/2019
 
 http://eliasbejjaninews.com/archives/77734/elias-bejjani/

 

 

اضغط على الرابط ةفي أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 23 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77764/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-463/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 23/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77761/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-23-2019/

 

 

 

مواقف الحريري من واشنطن… تجويف للنظرة السلبية تجاه لبنان/سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/22 آب/2019

باريس غاضبة من لبنان… خدعنا …صفقة البوارج ملغومة ماديا/سيمون ابو فاضل/الكلمة اونلاين/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77745/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%86%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84/


 The Widespread Desecration of Christian Graves
 
ريموند إبراهيم/معهد كايتستون: حقيقة اتساع نطاق تدنيس المدافن المسيحية
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/August 22/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77742/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d8%aa/

 

حزب الله"طُرد من معلولا: من نَهَبَ دير مار تقلا؟

شكوى أكدت قيام حزب الله بسرقة كنز أثري، ونقله إلى الأراضي اللبنانية، بعد العثور عليه مؤخراً في دير مار تقلا التاريخي. وأكدت الشكوى أن الحزب لم يتوقف عن التنقيب عن الآثار والذهب وسرقتها، وهي تعتبر كنوزاً للبلدة والكنائس التاريخية فيها

المدن/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77749/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b7%d9%8f%d8%b1%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b2%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d9%83/

 

 

 

الخوري عبدو أبو كسم: “الفن يتعدى علينا”

ايلي قصيفي/ موقع الدرج/22 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77756/%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d9%88-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%83%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d8%b9/

 

 

 

Iran's Mullahs: Loving the Democrats' Presidential Debates
 
د.مجيد رافيزادا/معهد كايتستون: ملالي إيران يعشقون المناظرات الرئاسية التي يجريها الحزب الديموقراطي
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/August 22/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77739/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a5%d9%8a/

 

Desperate Iran boosts ties with Russian military
 
د. مجيد رافيزادا: إيران اليائسة تعزز علاقاتها مع الجيش الروسي
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/August 22/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77753/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%a6%d8%b3%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d8%b2%d8%b2-%d8%b9%d9%84%d8%a7/