-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 21 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august21.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

الياس بجاني/ميشال عون إلى نار جهنم وإلى حضن دودها

الياس بجاني/رندالا جبور منسقة اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر:  "ميشال عون هو من أزال وصمة العمالة عن المسيحيين"

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

الياس بجاني/نصرالله الإيراني الآتي من الأزمنة الغابرة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

جيروزاليم بوست: حزب الله اشترى مادة متفجرة خلال فترة التخزين في المرفأ

حزب الله في لبنان “يملك القوة لكنه خسر البلد”

أحمد الحريري يصف قاتل رفيق الحريري بالشهيد ويعمل على تسوية مع “حزب الله”

فيتش تؤكد تصنيف لبنان "المتعثر"

حزب الوطنيين الأحرار: حكم المحكمة الدولية يدين في طياته حزب الله

تجمع من أجل السيادة ثمن قرار المحكمة الدولية

سفارة فرنسا: وصول سكرتير الدولة لشؤون السياحة والفرانكوفونية الى لبنان اليوم

لوموان عاين المساعدات الفرنسية في ميدان سبق الخيل: ألمس فعالية تحركنا وهناك شفافية تامة في العمل الذي نعتبره نموذجيا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 20/8/2020

أسرار الصحف الصادرة اليوم الخميس 20 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: كورونا يواصل أرقامه القياسية في لبنان: 589 إصابة خلال 24 ساعة!

نداء الوطن/عون يتراجع عن "الفيتو السابق" ويشترط "التفاهم المسبق"/بري يستعجل الاستشارات: الحريري أولاً

الممثلون القانونيون للمتضررين: حقوقكم ستكون محمية

هيل ورحلته اللبنانية: السياسيون في أسفل درك

توتر في النبعة: حرق صورة لجعجع ولافتة عاشورائية

أزمة وقود وقمح ودواء في الأشهر المقبلة... مصرف لبنان المركزي لا يستطيع مواصلة الدعم!

تباين بين عون وباسيل.. أي فرص للاستراتيجية الدفاعية؟

هذه هي شروط الحريري للقبول بالتكليف

حزب الله" محاصر من كل الجهات... هل يخرج من قمرة القيادة؟

هذا ما يفعله الرصاص المطّاطي والغاز المسيل للدموع

بري يحضّر عرسا "حكوميا"... قبل استشارة العريس!

من "الردع" إلى "الرعب"... لماذا يخشى العالم صواريخ إيران؟!

ورقة فرنسية للقيادات اللبنانية… هذه تفاصيلها

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يتهم الأوروبيين بـ "الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تعارض مسعى واشنطن إعادة فرض العقوبات على طهران

طهران تحتجز سفينة إماراتية بعد مقتل صيادين إيرانيين/الحادثة وقعت في ظل ارتفاع التوتر بين البلدين بعد إعلان اتفاق السلام بين أبوظبي وتل أبيب

العراق في مربع الاهتمام الأميركي: النفط والاستثمارات والبعد الإيراني

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعهد بسحب قوات بلاده من العراق في غضون ثلاث سنوات.

الكونغرس الاميركي يحذر من برنامج نووي سعودي-صيني

ترامب يتوقع إنضمام السعودية..وتمرير صفقة "إف-35"

"لا للدبلوماسية الضعيفة".. ماكرون يهاجم "تمدد" أردوغان

عقوبات أميركية جديدة تطال كبار المسؤولين السوريين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فرد من "الحزب".. يعني "الحزب"/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

متى سيُقتل سليم عياش في سوريا؟/زياد عيتاني/أساس ميديا

الجريمة سياسية: لا مبادرة، لا فعل، لا إرادة، لماذا؟/خالد البوّاب/اساس ميديا

نداء البطريرك ودعوة المفتي يساويان دولة؟/هشام عليوان/أساس ميديا

الفاشية الشيعية والحكم الاوليغارشي، من التعايش الى المواجهة/شارل الياس شرتوني

حزب الله غطى الفاسدين".. تململ  وامتعاض داخل بيئة حزب الله/جوني فخري/العربية.نت

واشنطن وباريس: حكومة لبنانية إصلاحية تطوّق حزب الله/منير الربيع/المدن

"ماذا في الوقت المستقطع إلى حين الإنتخابات الرئاسية الأميركية/ خلاص لبنان بسلطة عسكرية - مدنية تعمل تحت إشراف دولي/الدكتور توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية

الحريري المقتول والثأر المكبوت/يوسف بزي/المدن

"حقوق المسيحيين"/سمير عطالله/النهار

"التيار الوطني" مُكره لا بطل... في دعم آخر حكومات العهد!/كلير شكر/نداء الوطن

من باسيل إلى نصرالله... بدّل!/طوني أبي نجم/نداء الوطن

صوتان صارخان/بشارة شربل/نداء الوطن

فورين بوليسي": لبنان أفضل بلا حكومة يحتقرها الغرب/سامي خليفة/المدن

مصرف لبنان يتلاعب بمصير طلاب الخارج.. "والدولار الطلابي" مستبعد/عزة الحاج حسن/المدن

هل يسبح بري عكس “التيار”؟!/عمر الراسي /أخبار اليوم

القلق الوجودي المسيحي بين بكركي وبعبدا/البروفسور فريد البستاني

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: تبين أن المحكمة غير مسيسة وأقل الإيمان تنفيذ حكمها على الدولة مسؤولية القبض على عياش وتسليمه وإلا دق آخر مسمار في نعشها

حركة المبادرة الوطنية: إن القوى السياسية اللبنانية مطالبة بأن تحدد موقعها في الحياة السياسية إستناداَ الى موقفها من حزب الله ومسؤوليته عن جريمة الإغتيال.20 آب 2020

بري التقى كوبيتش ورشدي وعرض الأوضاع العامة مع فهمي ارسلان: الأولوية هي الإلتفاف حول ما تبقى من السلطة الشرعية

سامي الجميل: العقدة في لبنان في مكانين حزب الله والمنظومة المتواطئة معه

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

إنجيل القدّيس لوقا13/من18حتى21/:”قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ الله؟ وَبِمَاذا أُشَبِّهُهُ؟ إنَّهُ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَها رَجُلٌ وَأَلْقَاهَا في بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَة، وَعَشَّشَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ في أَغْصَانِهَا». وقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

هل ممكن أن يعود ميشال عون إلى ما كان عليه من مواقف سيادية قبل رجوعه من المنفى

الياس بجاني/20 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89649/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%8a-%d9%85%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%84/

نتمنى أن يستفيق الرئيس العماد ميشال عون من غيبوبته الملالوية ويغير مساره من صوب الباب الواسع الذي ينتهي في الجحيم وناره وأحضان دوده، إلى صوب الباب الضيق الإيماني والرجائي بالمفهوم الإنجيلي ويتوب ويستغفر ربه ويؤدي الكفارات عما اقترفه من انحرافات وخيارات ومواقف ابعدته عن السيادة والحرية والإستقلال والأهم والأخطر أنها غربته عن الناس الذين وثقوا به واخرجته من ضميرهم ووجدانهم وذاكرتهم.

ترى هل ما زالت الفرصة سانحة ليعود عون إلى ذاك القائد السيادي أي العماد الذي عرفوه الناس واحبوه وصدقوا ما رفعه من شعارات بشيرية، وذلك قبل أن يتفكك تياره بالكامل ويتخلى عنه الجميع ويرذله التاريخ؟

نعم الفرصة لا زالت سانحة امام عون للعودة من الأسر في الضاحية الجنوبية حيث مشروع تفكيك وتدمير لبنان، إلى بعبدا حيث الحرية والسيادة والإستقلال والدستور وشرعة الحقوق الدولية والشهداء ولبنان الكيان والتاريخ والهوية والرسالة.

نعم مطلوب منه العودة والخروج من الغيبوبة وذلك لمواجهة حزب الله ووضع حد قانوي ودستوري لفجوره وإجرامه ودويلته وحروبه واحتلاله.

وفي حال قرر العودة إلى قصر الشعب حيث الحرية وبيده اليمنى القسم الرئاسي وفي اليسرى الدستور وهذا ما نتمناه .. عندها تبدأ طقوس التوبة الصادقة وأول كفارة عليه أن يؤديها هي تمزيق وحرق ورقة التفاهم مع حزب الله اللالبنانية واللا دستورية واللاكيانية والتخلص من كل سرطانياتها.

هذا ما يتمناه كثر من اللبنانيين ونحن منهم لأننا نؤمن بصدق بالرجاء وبأن لا شيء عند الرب مستحيل.. وهو الأب السماوي الذي بفرح يقبل التوبة إن كان فعلاً طالبها صادقاً.

هذا تمني وربما حلم ..خصوصاً ونحن بحزن وحسرة وعضب نشاهد مراحل تفكك تيار عون المتسارعة وتحوله بالكامل إلى أداة تدميرية بيد المحتل الإيراني.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 حزب الله هو الدولة وكل الذين من في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

الياس بجاني/20 آب/2020

على المواطن اللبناني أن يعي الحقيقة المرة والمحبطة التي يواجهها بلده المحتل والمقموع والمصادر قراره ويدرك في أعماق تفكيره وفي خطابه ومقارباته أن لا وجود لدولة في لبنان بمفهوم الحوكمة الصحيحة والقانون والدستور والمؤسسات والخدمات.

راهناً، إن ما في لبنان عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هو نظام حكم احتلالي وقمعي وبوليسي ومافياوي وكل المعينين في مواقعه الفاعلة بدءً من الرؤساء الثلاثة ومعهم مجلسي النواب والوزراء هم مجرد أدوات تابعين لإرادة المحتل اللاهي الذي هو حزب الله إما انتماءً وايدولوجيا، أو خوفاً وعجزاً، وذلك على خلفيات كثيرة من أخطرها الذمية.

من هنا فإنه على المواطن، أي مواطن عندما يريد أن يتوجه للدولة مادحاً أو منتقداً أو مطالباً بأي شيء، علية أن يتوجه مباشرة وبالاسم لحزب الله ولأمينه العام، نصرالله، الحاكم الفعلي لهيكلية النظام القمعي الملالوي والإحتلالي والمافياوي القائم.

لا يجب منطقياً واحتراماً للذات وللعقل أن يتوجه المواطن إلى رئيس الجمهورية لأن هذا المخلوق الإسخريوتي ومعه كل ربعه من نواب ووزراء ومستشارين وزلم هم مخصيون سيادياً ووطنياً ودستورياً ولا يقدمون ولا يؤخرون بشيء كونهم مجرد أدوات وصنوج وأبواق تنفذ ولا تقرر.

ونفس الأمر هذا ينطبق على مجلسي النواب والوزراء.

إذا لا وجود لدولة في لبنان، بل لنظام احتلالي ملالوي ومافياوي وإرهابي أوصل البلاد والعباد إلى حالة من العدمية والدونية في كل المجالات وعلى الصعد كافة من فوضى وفقر وإجرام وضياع وفساد وإفساد وفشل في كل شيء.

نحن لسنا فقط في القعر، بل في ما هو تحت قعر القعر بمئات االسنوات الضوئية.

إن دولة لبناننا المقدس والرسالة والهوية هي دولة فاشلة ومارقة ومحتلة طبقاً لكل معايير الأمم المتحدة والدولية، كما أنه لم يعد بمقدر اللبنانيين السياديين والأحرار واللبناناويون وحدهم ودون تدخل خارجي فك أسرهم من احتلال حزب الله والتخلص من وضعية الرهينة التي أوصلهم إليها.

في الخلاصة، فإن ما يحتاجه لبنان للخروج من وضعية الخطف والرهينة هو أن تقوم الجامعة العربية أو أي دولة من الدول الفاعلة بالتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة ووضعه تحت البند السابع بكل مندرجاته حيث تتولى الأمم المتحدة إدارة شؤون حكمه مباشرة وبالكامل وإعادة تأهيله وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ميشال عون إلى نار جهنم وإلى حضن دودها

الياس بجاني/19 آب/2020

ما في رئيس قوي بلبنان، بل في شخص فريسي عينه المحتل وهو يخدم أسياده الملالي كأجير وأداة. بؤس بهكذا مخلوق باع نفسه واختار نار جهنم

 

رندالا جبور منسقة اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر:  "ميشال عون هو من أزال وصمة العمالة عن المسيحيين"

الياس بجاني/18 آب/2020

بداية فإن قيادات التيار الوطني الحر في سوادهم الأعظم هم مجرد أبواق وصنوج يسوّقون للإرهابي حزب الله وهم ذميون مخصيون لبنانياً ووطنياً ومسيحياً وهوية.

فإنه وبعد أن كان التيار الوطني الحر يسوّق أقله إعلامياً للسيادة والحرية والاستقلال، ويرفع رايات استعادة حقوق المسيحيين… ها هو من خلال رندالا جبور منسقة لجنته المركزية للإعلام يتعرى من كل أوراق التوت ويكشف نفاقه ودجله ليصبح عدواً للبنان وللمسيحيين الذين يوصمهم بالعمالة مدعياً دون خجل أو كرامة أو شرف بأن “ميشال عون هو من أزال وصمة العمالة عن المسيحيين”.

هذا التيار هو فريق منتهي الصلاحية الوطنية بالكامل واداة بوقية رخيصة وذمية بأمرة حزب الله.

ويتبين يوماً بعد يوم بأن كل من هم في مواقع المسؤولية في هيكلية تنظيم التيار المنتهي الصلاحيات الوطنية هذا هم قوميون سوريون ويساريون ووصوليون وانتهازيون واسخريوتيون ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالسيادة والاستقلال والحرية والقرار الحر والمبادئ المسيحية والأخلاقية.

إنهم باختصار مجرد أبواق وصنوج وطرواديون يسوّقون لحزب الله ولثقافته البائدة والعائدة إلى الأزمنة الحجرية والمتعارضة 100% مع كل ما هو لبناني ومسيحي.

في هذا السياق البوقي والذمي الرخيص يندرج الكلام التالي عبر الميادين لرندالا جبور منسقة اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر: “نحن لا نحتاج إلى فحص دم يومي لوطنيتنا والجنرال عون هو من أزال وصمة العمالة عن المسيحيين ومن جعل مفهوم العداء لإسرائيل مفهوماً وطنياً عاماً. من اطلالتي أمس عبر الميادين”. اضغط هنا للإستماع لكلامها من مقابلتها مع الميادين/فيديو فايسبوك

لهذه الشابة البوق الرخيص والذمي نقول: في أي عالم تعيشين يا غبية ويا جاهلة ويا ذمية، ويا تافهة ويا عار على المسيحيين؟ وهل انت فعلاً لبنانية ومسيحية وتعرفين تاريخ المسيحيين.

بلغتنا اللبنانية نقول لها: انقبري تضبضبي يا ذمية ويا جاهلة.

https://www.facebook.com/jabbour.rindala/videos/3206362022792158/

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

الياس بجاني/16 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89545/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b3/

كما دائماً وعن قناعة وإيمان لا يتزحزحان بلبنان السيد والحر والمستقل نكرر ونسأل القيادات ورجال الدين اللبنانيين في لبنان وبلاد الانتشار: هل علاج أعراض أي مرض والتعامي عن المرض نفسه يؤديان إلى نتيجة، أم أن هكذا عمى بصر وبصيرة يتركان المرض يفتك بجسم المريض حتى يقتله؟

منطقياً وعلمياً وواقعاً معاشاً على الأرض لا توجد أي فرصة لحل أي مشكل مهما كان حجمه، ومن أي طبيعة كان، إن لم يتم أولاً تشخيصه، وثانياً الاعتراف العلني والكامل بوجوده مع فهم كامل مسبباته، وثالثاً تحديد كل الوسائل المتوفرة لمواجهته وحله.

من هنا ودون إطالة في الشرح والغوص في معاناة لبنان واللبنانيين الغير مسبوقة في تاريخ وطن الأرز، علينا إن كنا فعلاً أصحاب رؤية وواعين لما أصاب بلدنا من سرطانيات أن نقر ونعترف علناً وبشجاعة ودون تردد أو ذمية أو خلفيات لأجندات شخصية بأن مشكلة لبنان هي الاحتلال الإيراني القائم من خلال ميليشيا حزب الله الإرهابي والمذهبي والمجرم، والآتي من الأزمنة الغابرة… وكل ما عدا هذا هو أعراض لهذا الاحتلال.

وجود ميشال عون في الرئاسة وكل ممارساته من وقاحة وفجور وقلة إيمان وخور رجاء ونقض لقسمه الدستوري ومحاصصات هي مجرد عارض من أعراض الاحتلال.

الحكومات التي صورياً يتم تشكيلها في ظل الاحتلال وعملياً تعين من قبل حزب الله هي أيضاً عارض من أعراض الاحتلال.

مجالس النواب التي تنتخب في ظل الاحتلال وأيضاً صورياً ومن خلال قوانين مفصلة على مقاس المحتل هي عارض من أعراض الاحتلال.

ممارسات وشرود أصحاب شركات الأحزاب الذين يداكشون السيادة والاستقلال بالكراسي والمنافع ويقفزون فوق دماء الشهداء ويتلونون ويداهنون هم من أعراض الاحتلال.

الرسميين في الدولة وفي كافة المواقع في ظل السلاح والاحتلال هم أدوات ومجرد أدوات وبالتالي هم أيضاً من أعراض الاحتلال.

كل التشريعات والقوانين التي تُقر في ظل الاحتلال هي وسائل وأدوات تفيد المحتل وأيضاً أعراض من أعراض الاحتلال.

كل رجل دين يقبل بالذل والتبعية لأي مذهب انتمى يمجد حزب الله ونفاق مقاومته وكذبة تحريه الجنوب سنة 2000 أو انتصاره المسخرة والهزيمة المدوية عام 2006 هو عارض من أعراض الاحتلال… وتطول القائمة وتطول.

يبقى أن أي سياسي أو صاحب شركة حزب أو ممول أو ناشط أو إعلامي أو رجل دين أو حتى مواطن عادي لا يعترف بمرض لبنان السرطاني الذي هو حزب الله فهو عملياً مع الاحتلال وفي خدمته وضد بلده وشعبه.

ومن هو عن جهل أو عن سابق تصور وتصميم يتلهى بالأعراض دون التركيز فقط وفقط على المرض هو مع الاحتلال.

أما من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

بعد هذه المقدمة التي نكرر نحن والعشرات من اللبناناويين والسياديين والأحرار بنودها تقريباً بشكل يومي ومن سنين نسأل سيدنا الراعي و د. سمير جعجع وسامي الجميل ورئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرأسها المحامي اللبناني-الأسترالي ستيفن ستانتن، وغيرهم من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان ومعهم الطاقم السياسي بأكمله، نسألهم: هل انتم مدركون للمرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وتعلمون أن لا علاج له له خارج أطر القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً ال 1559 أم لا؟

اليوم وأمس وفي 11 من الجاري نُشر وأذيع عظة وبيان وتقرير يفيدون بأن سيدنا الراعي والجامعة اللبنانية الثقافية ود. جعجع لا يعيرون اهتماماً لا للمرض ولا للعلاجات بل يتلهون بالأعراض… وهذا أمر خطير للغاية ستكون نتائجه ترسيخ احتلال حزب الله والقضاء كلياً على لبنان وعلى كل ما هو لبناني.

نعيد السؤال على الجميع: هل انتم ضد احتلال حزب الله أم أنكم معه وتستفيدون من احتلاله وتتعامون عن مرضه وعن العلاجات الموجبة لعلاجه؟

في الخلاصة فإن كل من يتلهى بالأعراض من مثل خزعبلة تقصير ولاية مجلس النواب، والانتخابات المبكرة، والحياد، وتشكيل حكومات مهما كانت مسمياتها في ظل الاحتلال، ويغض الطرف عن القرار 1559 وباقي القرارات الدولية إلا في حالة الإحراج من مثل جعجع وسامي الجميل هم 100% ذميون ومع أجنداتهم السلطوية، وليس مع لبنان واللبنانيين ويتوهمون بأن مواقفهم الرمادية والذمية والمصلحية والنفاقية وقبولهم المذل بمساكنة الإحتلال قد يحقق اجنداتهم السلطوية وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية.

 

نصرالله الإيراني الآتي من الأزمنة الغابرة

الياس بجاني/15 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89518/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86/

من تابع خطاب السيد نصرالله وابتساماته الصفراوية واللئيمة أمس لا بد وأنه أدرك بأن آخر هم ع قلب هذا السيد اللاهي والجهادي المنافق هو لبنان واللبنانيين.

لبنان عنده وفي قاموسه الإرهابي الملالوي هو مجرد قاعدة إيرانية عسكرية للإرهاب ومخزن أسلحة وصندوق بريد للحرس الثوري الإيراني.

أما اللبنانيين كافة وتحديداً ما يسمى “بيئة المقاومة” ففي رأيه الحربي اللاهي هي وقود لحروبه الإرهابية الإيرانية في الدول العربية كافة.

هذا الرجل لم يرمش له جفن عندما تسبب بمقتل ما يزيد 1500 مواطن خلال مهزلة ومسرحية حرب تموز عام 2006 معظمهم من بيئته.

ولم يرتد عن غيه وغروره وأوهامه والهلوسات وهو يتسبب بمقتل ما يزيد عن 3000 شاب من بيئته التي يخطفها ويأخذها رهينة في حربه العبثية في مساندة نظام المجرم الكيماوي والبراميلي بشار الأسد مقابل عدد مضاعف من المعاقين ومثلهم من الجرحى.

هو فقط زرف الدموع على المجرم قاسم سليماني الذي من حبه له خاطب شيطان الموت وأبدى له رغبته.

من هنا فإن 200 أو 300 ضحية لانفجار المرفاً أمر عادي في ثقافته التي هي ثقافة الموت والدمار والحقد والحروب.

في مفهومه الموروب فإن دمار نصف بيروت وتشريد 350 ألف لبناني أمر أقل من عادي.

هذا مخلوق آت من الأزمنة الغابرة ولا علاقة له بالزمن الحالي.

ربنا يخلص لبنان منه ومن الاحتلال الإيراني، ومن ربع الطرواديين وهم الطاقمين السياسي والحزبي الذين يغطون احتلاله مقابل سكوته عن فسادهم وحمايتهم ، وذلك بدءً من عون وصهريه وبالنازل… ومعهم أصحاب شركات أحزاب ما كان يعرف بتجمع 14 آذار النرسيسيين (جنبلاط والحريري وجعجع) الذين وعلى خلفية فجعهم وتخدر ضمائرهم وقلة إيمانهم وخور رجائهم وعبادتهم لثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة سلموه (السيد وحزبه) البلد، وبذل ارتضوا معايشة سلاحه وحروبه وفجوره وإرهابيه وهم لا يزالون في نفس الوضعية المذلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جيروزاليم بوست: حزب الله اشترى مادة متفجرة خلال فترة التخزين في المرفأ

جيروزاليم بوست \ ترجمة صوت بيروت إنترناشونال/20 آب/2020

اهتمام العالم ينصب على نيترات الامونيوم التي كانت السبب بهول الكارثة التي اتخذت من العاصمة اللبنانية مسرحاً لها، اصابع الاتهام وجهت منذ البداية الى حزب الله كونه مسيطر على المرفأ اضافة الى  تاريخه الطويل باستخدام هذه المادة في دول عدة.

تقارير ووثائق عدة اشارت الى الحزب بتورطه بجريمة العصر منها ما ذكرته “جيروزاليم بوست” التي كتبت ان حزب الله قام بشراء كمية كبيرة من نترات الأمونيوم المرتبطة بنفس المادة الكيميائية التي كانت تخزن في ميناء بيروت وأدت إلى انفجار هائل في أوائل آب، وذلك نقلاً عن الصحيفة الألمانية “داي ويلت” يوم الأربعاء. “ووفقاً للمعلومات الواردة من أجهزة المخابرات الغربية التي توفرت لـ “ويلت”، تلقى حزب الله في لبنان كميات كبيرة من نترات الأمونيوم، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواد التي انفجرت في بيروت. ومن غير المؤكد ما إذا كان نترات الأمونيوم في الميناء هو نفسه الذي تم شحنه في نفس الوقت تقريباً إلى حزب الله بين 2013 و2014، وفقاً للتقرير. وجاء في التقرير أيضاً أن بعض عمليات الشراء التي قامت بها الجماعة الإرهابية اللبنانية تم شحنها عبر الميناء، واستورد بعضها عبر المطار أو البر عبر سوريا. إنّ انفجار نترات الأمونيوم الذي حدث الأسبوع الأول من آب / أغسطس أدى إلى مقتل 171 شخصا على الأقل وإصابة6000 شخصاً بجروح. ويعتقد أن المواد المتفجرة كانت مخزنة في الميناء منذ عام 2014. وبحسب داي ويلت، فإن حزب الله “كان لديه كميات كبيرة من نترات الأمونيوم سلمت إلى لبنان في ذلك الوقت بالتحديد (أواخر عام 2013 أو أوائل عام 2014).

إنّ ّعمليات تسليم نترات الأمونيوم إلى المنظمة الشيعية اللبنانية في عام 2013 يجب أن تكون قد وقعت تحت إشراف قائد قوات الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس قاسم سليماني، الذي اغتاله الجيش الأمريكي في هجوم بطائرات بدون طيار في كانون الثاني، بحسب التقرير.

ويعتقد أن التسليم الأول قد تم في 16 يوليو 2013، وشمل 270 طناً من نترات الأمونيوم التي أرسلت من إيران إلى لبنان. وبلغت الفاتورة 399 179 يورو. وفي 23 أكتوبر 2013، تم تسليم شحنة ثانية قدرها 270 طناً بقيمة 693 140 يورو. ولم يكن من الممكن تحديد كمية التسليم الثالث، بحسب تقرير “داي ويلت”. وبلغت تكلفة التسليم الرابع في 4 نيسان 2014، 248 61 يورو، وقدرت داي ويلت أن الحمولة تتراوح بين 90 و130 طناً. ومن ثم، كان مجموع الشحنات الثلاث من نترات الأمونيوم إلى حزب الله يتراوح بين 630 و 670 طناً. “ويقال إن الشحن اعتباراً من أكتوبر 2013 تم نقله في حاويات مرنة عن طريق الطائرة، ويفترض أن يكون مع واحدة من شركات الطيران الإيرانية الخاصة الرسمية، والتي تعتبر الشركات الأمامية للحرس الثوري، “بحسب تقرير داي ويلت. واحدة من شركات الطيران الإيرانية “ماهان للطيران, “حرمت من حقها أن تقلع وتهبط في ألمانيا العام الماضي ، مع إشارة صريحة إلى أنشطة الحرس الثوري” حسبما ذكر التقرير. وقد عينت حكومة الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية منظمة إرهابية أجنبية. وينفي حزب الله تورطه في انفجار 2,750 طناً من نترات الأمونيوم في أوائل آب. وبررت الحكومة الألمانية حظرها في نيسان لجميع أنشطة حزب الله لأنه تبين أن المنظمة قامت بتخزين المادة الكيميائية المتفجرة في ولاية بافاريا. كما تمّ مصادرة هذه المادة في قبرص وفرنسا والمملكة المتحدة من أعضاء شبكة حزب الله. ومن الممكن أن يكون حزب الله قد جمع نترات الأمونيوم لاستخدامها خلال الحرب الأهلية في سوريا لدعم الأهداف العسكرية للدكتاتور السوري بشار الأسد، بحسب ما قاله خبير أمني أجنبي لداي ويلت. أما السبب الثاني لتراكم المادة الكيميائية الفتاكة، فقد قال خبير الأمن إنه ربما كان لاستخدامها في تفجير أهداف إسرائيلية عبر أنفاق حزب الله المزعومة

 

حزب الله في لبنان “يملك القوة لكنه خسر البلد”

توم بيري "رويترز" ترجمة صوت بيروت إنترناشونال/20 آب/2020

بعد خمسة عشر عاماً من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ارتفع مقام حزب الله ليصبح القوة المسيطرة في بلد ينهار الآن وسط سلسلة من الأزمات المدمرة. وأدانت محكمة تدعمها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء عضواً في مجموعة حزب الله التي تدعمها إيران، بالتآمر على قتل الحريري في تفجير عام 2005 وبرأت ثلاثة آخرين. وجاء الحكم في وقت انهار فيه الاقتصاد اللبناني. فقد احتلّ حلفاء حزب الله في لبنان المؤسسات من أجهزة الأمن إلى الرئاسة، في حين يكافح الناس في أعقاب الانفجار الهائل الذي مزق وسط بيروت هذا الشهر. بالإضافة إلى ذلك، فالحكومة لا تعمل حالياً وهناك ارتفاع في عدد الإصابات بوباء كوفيد19. وقد أنكر زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله أنّ الجماعة قد سيطرت على الحكومات اللبنانية أو بأنّ لديها أغلبية تسمح لها بالتصرف بمفردها. ولكنّ لبنان ينزلق من أيدي حزب الله، بحسب ما قاله مصدر سياسي مقرّب من حلفائه المسيحيين.

وتابع قائلاً: “عن طريق الحصول على الأغلبية (في الانتخابات البرلمانية) بالإضافة إلى الرئيس، ظنوا أنهم سيطروا على البلاد، ولكن ما حدث الآن مع حزب الله وحلفائه هو أنهم حصلوا على السلطة لكنهم فقدوا البلاد والناس”. وقد واجه حزب الله انتقادات متزايدة لفشله في تنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ الفوز بالأغلبية البرلمانية مع حلفائه في عام 2018. إنّ الحكومة – التي تمّ ترشيحها من قبل حزب الله وحلفائه بعد الإدارة السابقة بقيادة سعد الحريري، ابن رئيس الوزراء الشهيد، والتي أسقطت حكومته من قبل انتفاضة مدنية في تشرين الأول الماضي-استقالت بدورها بعد انفجار الرابع من آب.

وقد حاولت الحكومة التفاوض على صفقة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي، ولكنها مُنعت من قبل نفس السماسرة الأقوياء الذين عيّنوها. “هناك الكثير من المشاكل داخلياً بعيداً عن انفجار الميناء،” يقول ماغنوس رانستورب، خبير في حزب الله. “البلاد تنكسر تحت أقدامهم.”

يضيف فواز جرجس، خبير الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قائلاً: “هذا واحد من أهم التحديات الأساسية التي تواجه لبنان منذ استقلاله عن فرنسا في عام 1943 حيث لدبنا الآن أزمات متعددة تواجه لبنان وحزب الله. “أخشى أن يكون حكم المحكمة قد أطلق الزناد. فالبلد، الذي انقسم بالفعل، سيصبح أكثر استقراراً على أسس طائفية بدلاً من الخطوط السياسية والإيديولوجية.” ويقول المانحون الغربيون أنهم لن ينقذوا لبنان بدون إصلاحات أساسية للنظام الفاسد. وقال مهند الحاج علي، الزميل في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن حزب الله “فشل فشلاً ذريعاً” في الوفاء بوعده الانتخابي بمكافحة الفساد. “لم يقدموا حرفياً أي شيء مقابل هذا الوعد. في الواقع، حملتهم لمكافحة الفساد هي الآن نكتة شعبية.” وقال: “كما هو الحال بالنسبة لمعظم هذه الطبقة السياسية، إنّ حزب الله لم يكن في وضع أضعف مما هو عليه الآن”. إنّ الحركة الشيعية، التي كانت بمثابة رأس الرمح لطهران في الحرب الأهلية في سوريا وعبر المنطقة، تواجه أيضاً غضباً عاماً إزاء الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت والذي أضر بالبلاد. وبحسب السلطات فإنّ تفجير ما يقارب من 2700 طن من نترات الأمونيوم المخزنة بشكل غير ملائم قد أثار الغضب إزاء إهمال الحكومة وعدم كفاءتها.

فحزب الله ليس القوة المهيمنة في لبنان فحسب، بل ينظر إليه على أنه يحمي طبقة سياسية فاسدة دفعت بلبنان إلى الهاوية. وقال جرجس” إن ما لا يفهمه حزب الله عن انفجار الميناء، والاحتجاجات، هو أن الناس ينظرون إليه على أنه يحمي النخبة الفاسدة وهم يحمّلونه المسؤولية عن ذلك. وتابع: “إنّ حزب الله يخسر الداخل اللبناني.” وانقلب العديد من اللبنانيين، بمن فيهم بعض المسيحيين الذين دعموا حزب الله في وقت من الأوقات، ضدّ هذه الجماعة رغم أنها ليست هي وحدها مسؤولة عن أزمة اقتصادية تكدست لسنوات في ظل حكومات سابقة. وقد تغيرت نظرة الشارع إزاء الحزب، بعد أن ألقى نصر الله خطاباً تلفزيونياً ينكر فيه المسؤولية عن الانفجار ويحذر المتظاهرين من أن أي هجمات أخرى على النظام وقادته ستلقى رداً قوياً. وقال جرجس:” كنت نتوقع منه أن يقول أنّه سيفعل أي شيء لمعرفة ما حدث، وبأّنه “مع الشعب”. غير أن أولويات حزب الله هي أولويات جغرافية استراتيجية وليس قائمة على لبنان.

وهو يخشى أن يؤدي التغيير في لبنان إلى تقويض قدرته على التأثير على نظام سياسي يسمح له بالمحافظة على أسلحته ومقاتليه، كما يقول المحللون. ونتيجة لذلك، أصبح حزب الله عالقاً في لبنان.

إنهم يريدون الحفاظ على مكانتهم القوية في البلاد، ويريدون الاحتفاظ بأسلحتهم، ويريدون الاحتفاظ بحق النقض في عملية صنع القرار، بينما يريدون في الوقت نفسه أن يخبروا الناس بأنهم ضد الفساد وأنهم يختلفون عن النخبة الحاكمة الفاسدة.” وتابع جرجس، “هذه هي التناقضات التي وقع بها حزب الله. ”

وقال خليل جبارة، زميل في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية: “بعد الانفجار، من الواضح أن النظام السياسي على وشك الانهيار أيضاً… إنّ هدف حزب الله اليوم هو تمديد حياة النظام السياسي اللبناني.”على الرغم من أنّ المحكمة لم تجد أدلة على تدخل مباشر من قبل قيادة “حزب الله”, قال القضاة أن قتل الحريري كان بوضوح عملاً إرهابياً بدوافع سياسية. ويقول المحللون إنّ الحكم من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها حزب الله، الذي سبق أن وصفته الولايات المتحدة وعدة آخرون بأنه جماعة إرهابية.

وقال جرجس إن” المزيد والمزيد من البلدان سينظرون على الأرجح إلى حزب الله كمنظمة إرهابية شبه عسكرية”. ويقول رانستورب أنه حتى قبل صدور حكم الحريري كان المزاج في أوروبا وواشنطن قد تأرجح ضد لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله، بسبب محور القوة الشيعية الذي بنته إيران في جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان. ويأتي التحدي لحزب الله في الوقت الذي تتعرض فيه قواته في سوريا لهجمات منتظمة من جانب الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتخضع ميليشيات التحالف القوية في العراق للضغط. ويقول معظم المحللين إن حزب الله سيلتزم الصمت، على أمل أن يعمل الوقت لصالحه، إمّا من خلال رئيس الولايات المتحدة الجديد أو من خلال تفاهم جديد محتمل بين طهران وإدارة ترامب قبل الانتخابات في تشرين الثاني.“إنهم يريدون الحفاظ على الدولة اللبنانية كما هي عليه اليوم. لا يريدون ولاية قوية لكنهم لا يريدون ضعفاً مجزأ لأن ذلك يعني المزيد من المتاعب، والمزيد من التحديات لهم، ” قال الحاج علي

 

أحمد الحريري يصف قاتل رفيق الحريري بالشهيد ويعمل على تسوية مع “حزب الله”

صوت بيروت إنترناشونال/20 آب/2020

بعدما دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري القيادي في “حزب الله” سليم عياش، حيث اعلنت “غرفة الدرجة الأولى عياش مذنبا بما لا يرقى إليه الشك بوصفه مشاركا في تنفيذ القتل المتعمد لرفيق الحريري”… صدم امين عام “تيار المستقبل” احمد الحريري اللبنانيين وبالتحديد ابناء الطائفة السنية باصرار “تيار المستقبل” ورئيسه على استمرار “التحالف” مع “حزب الله” وان كان على دم الرئيس الشهيد، وقبل ان يجف غضب اهل السنة من حكم المحكمة. لم يحترم احمد الحريري اهل السنة في لبنان الذين لايزالون يبكون زعيمهم الذي استشهد بما لا يقبل الشك على يد “حزب الله” والنظام السوري، وباقرار من المحكمة الدولية التي دانت الحزب بطريقة غير مباشرة عندما اثبتت التهمة على قيادي فيه بالجريمة الكبرى، اذ بالنسبة لاحمد ومن خلفه سعد كرسي الرئاسة اهم، حيث اجاب خلال مقابلة على قناة الجديد عن سؤال فيما ان كان سعد سيجلس على طاولة واحدة مع “حزب الله” بعد اثبات المحكمة الدولية التهمة على سليم عياش بالقول ” ليش سليم بدن يعملو وزير”؟! وأضاف “سبق ان شاركنا بحكومات تضم حزب الله عندما كان عياش متهماً، وسعد الحريري قال ان هذا البلد بدو نفس وهذا النفس اذا كان في اي شخصية يتفق عليها ليس لديه مشكلة”، وعن تسليم عياش قال “لنقلب السؤال ماذا لو استشهد سليم عياش”… وصف أحمد قاتل رفيق الحريري بالشهيد فأي مهزلة هذه؟! وأي درك وصل اليه “تيار المستقبل”؟! حتى المذيعة صدمت فكررت السؤال علّ يعي احمد ما يقوله فكان جوابه الثاني افظع من الاول حيث قال “السؤال يلي بعدو، لنشوف كيف بدها تروح الامور، ربما الحزب لا يريد المشاركة في الحكومة لنرى” فردت المذيعة هذه التسوية بحد ذاتها. اكد احمد الحريري للبنانيين ما كانوا يتداولونه فيما بينهم، بعدما فاجأهم قرار المحكمة الدولية، فهم مقتنعون ان تسوية ما ادت الى صدور هكذا حكم، وان سعد الحريري ليس بعيداً عنه، وانه باع دم والده الشهيد من اجل عودته الى الحكم.

تحالف الحريري مع “حزب الله” قديم ومتين، نسج علاقات قوية معه، وكرمى له تورط بـ”صفقة العهد” التي اوصلت العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري، ولم يخجل الحريري بعد تحالفه مع “حزب الله” من الدفاع عنه وعن سلاحه، وحديثه لمجلة” باري ماتش” سنة 2017 خير دليل على ذلك حيث قال حينها “علينا ان نميّز. في لبنان، ان لـ”حزب الله” دور سياسي. لديه أسلحة، ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية”… كلمات كانت اشبه بطعنات سكين لارواح شهداء السابع من ايار 2008 الذين سقطوا بسلاح الحزب في بيروت، فبّرأه الحريري من دون ان يرف له جفن.

 

فيتش تؤكد تصنيف لبنان "المتعثر"

المدن/20 آب/2020

أكّدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف لبنان عند مستوى RD، لاحتمال التعثر عن سداد إصدارات العملة الأجنبية طويلة المدى. ووفق تصنيفات فيتش، فإن التصنيف RD يأتي في الدرجة ما قبل الأخيرة من سلم التصنيفات. ويعني أن البلد المستهدف يعاني من عجز محدود عن السداد، وقد سبق له أن واجه مشاكل في السداد، لكنه لم يصل إلى حالة الإفلاس.

ورأت فيتش أنّ لبنان يظل عند RD بالنسبة لديون الحكومة بالعملة الأجنبية، بعد إخفاق الدولة في سداد أصل قيمة سندات دولية، كان تاريخ استحقاقها في التاسع من آذار 2020. مؤكدة تصنيف لبنان عند "تعثر محدود عن السداد" للإصدارات طويلة الأجل بالعملة الأجنبية، وعند CC للعملة المحلية.

ولفتت الوكالة إلى أن تقدم لبنان في الإصلاح وإعادة هيكلة الديون، سيتطلب تضافراً أكبر بين النخب السياسية والاقتصادية.

 

حزب الوطنيين الأحرار: حكم المحكمة الدولية يدين في طياته حزب الله

وطنية - الخميس 20 آب 2020

رأى المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان بعد إجتماعه الأسبوعي الذي عقده إلكترونيا برئاسة رئيس الحزب النائب السابق دوري شمعون، أن "حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي بإدانة قيادي عسكري في حزب الله في تنفيذ تفجير 14 شباط 2005، يدين في طياته حزب الله ويلزمه تسليم الجاني للقضاء المختص. كما يوجب على الدولة اللبنانية وسلطاتها، إذا وجدت، إلقاء القبض على الجاني لإحقاق العدالة واستكمال التحقيق لكشف الآمرين والمخططين والمتعاونين لارتكاب هذه المجزرة الكبرى". أضاف: "إن هذا الحكم ينفي مقولة أن سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة ضد إسرائيل، فها هو يستعمل لممارسة إرهاب وإجرام غير مسبوقين في الداخل اللبناني، وهو سلاح مرتبط بمصالح دول ومحاور إقليمية، وجب إنهاؤه وتسليمه للأجهزة الشرعية اللبنانية". واعتبر أن "فساد المنظومة الحاكمة وإمعانها في ممارسة محاصصة بغيضة، بعد ما سببته من مآس ونكبات وإذلال بحق الشعب اللبناني، يحتمان سقوطها فورا ومحاسبتها وإعادة إنتاج سلطة فاعلة بدءا بحكومة انقاذ حيادية من اختصاصيين مستقلين مع صلاحيات تشريعية إستثنائية، تقر قانونا إنتخابيا جديدا وعصريا تجرى على أساسه إنتخابات نيابية مبكرة". وتابع: "ان ما يحفظ لبنان ويعزز صمود أهله في أرضه، هو "حياد لبنان" الذي نادى به حزب الوطنيين الأحرار منذ تأسيسه. وعليه، فإن الحزب يثمن كثيرا المذكرة التي أصدرها البطريرك (الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس) الراعي، "مذكرة لبنان والحياد الناشط"، ويطالب المجتمعين العربي والدولي بدعم ما ورد في المذكرة البطريركية وتنفيذ مندرجات القرارات الدولية المرتبطة بتحقيق سيادة لبنان وسلامة أراضيه، ووقف تدخل بعض الدول في شؤونه وزرعها الفتن فيه ووقف تسليح عملائها وميليشياتهم". ورأى أن "ما يزيد من ألم اللبنانيين، بعد النكبة- الفاجعة إثر تفجير مرفأ بيروت، هو لا مبالاة أهل السلطة بمصيرهم وغيابهم وغيبوبتهم وتنصلهم من تبعات مسؤولياتهم. إن حزب الوطنيين الأحرار يكرر طلبه قيام لجنة تحقيق دولية لمعرفة حقيقة الانفجار وأسبابه وتحديد المسببين لمحاسبتهم". وختم: "حمى الله لبنان وأهله، وأعاد لهم سلاما وطمأنينة وازدهارا وأعيادا مباركة. مع التمنيات للمسلمين في لبنان والعالم بعيد رأس سنة هجرية سعيد".

 

تجمع من أجل السيادة ثمن قرار المحكمة الدولية

وطنية - الخميس 20 آب 2020

عقد "التجمع من أجل السيادة" اجتماعا تشاوريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أثر إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الحكم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وأصدر المجتمعون بيانا ثمنوا فيه "الحرفية العالية، والمهنية الاستثنائية، والصدقية والشفافية التي طبعت عمل المحكمة الخاصة بلبنان، ولا سيما لناحية مضمون الحكم الصادر عنها بتاريخ 18 آب 2020، رغم أن المحكمة ارتأت إفادة ثلاثة من المتهمين المنتمين الى حزب الله من عنصر الشك لعدم اعتبارهم مذنبين، ورغم وقف ملاحقة المسؤول العسكري للحزب مصطفى بدر الدين بفعل الوفاة".

واعتبروا أن "الحكم بما تضمنه من حيثيات سياسية ومن خلاصات واضحة بتحميل النظام السوري وحزب الله مسؤولية الاغتيال، إدانة سياسية لنظام بشار الأسد وحزب الله اللذين يستخدمان الإرهاب لإخضاع لبنان ومصادرة مؤسساته وتركيع شعبه وترهيب سياسييه".

ودعوا مجلس الأمن الدولي، الى "وضع يده على الحكم والمباشرة باتخاذ التدابير السريعة لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي، واجراء انتخابات نيابية ورئاسية ديموقراطية تسمح للشعب باختيار ممثليه الحقيقيين بحسب ما جاء في القرار 1559".

كما طالبوا ب "ترسيم الحدود مع سوريا لما لهذا الترسيم من أثر على ضبط الحدود ومنع تدخل سوريا في لبنان، وتدخل حزب الله في الحروب الإقليمية التي تخوضها إيران، وتوسيع انتداب قوات اليونيفيل".

وناشدوا المجتمع الدولي وأصحاب المبادرات تجاه لبنان في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية الى "التوقف فورا عن كل ما يمكن اعتباره صفقات إقليمية ودولية مع إيران على حساب السيادة اللبنانية ومصالح الشعب"، وشكروا للدول العربية الصديقة وقوفها الى جانب لبنان وشعبه.

 

سفارة فرنسا: وصول سكرتير الدولة لشؤون السياحة والفرانكوفونية الى لبنان اليوم

وطنية - الخميس 20 آب 2020

وزعت سفارة فرنسا بيانا أعلنت فيه أن "وزير الدولة الفرنسي لشؤون السياحة وفرنسيي الخارج والفرانكوفونية جان باتيست لوموين يزور لبنان على مدى يومين اليوم وغدا، لدعم الفرنسيين والعاملين الذين ينشرون المساعدات الفرنسية في لبنان. وسيلتقي لوموين أعضاء الجالية الفرنسية الذين وقعوا ضحايا انفجار 4 آب، وسيترأس اجتماع عمل مع الممثلين المنتخبين للفرنسيين المقيمين في الخارج ومع مقدمي الخدمات القنصلية، كما سيزور المؤسسات التعليمية الفرنسية المتضررة، في حضور ممثلين عن المجتمع التعليمي والتربوي. هذا، ويلتقي وزير الخارجية مع مجموعة ventoux العاملة في الموقع الذي تعمل عليه القوات الفرنسية لتنظيف المرفأ. وسيزور الموقع الفرنسي لتوصيل المساعدات ويلتقي بالمنظمات اللبنانية غير الحكومية الشريكة لفرنسا في توزيع هذه المساعدات. وأشار البيان الى أن "هذه الرحلة تأتي في أعقاب زيارة وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان إيف لودريان للبنان يومي 23 و 24 يوليو 2020، والزيارة التي قام بها الرئيس ايمانويل ماكرون والوزير لودريان في اليوم التالي للانفجار في 6 آب، وزيارة وزيرة الجيوش الفرنسي فلورانس بارلي في 13و14 آب.

 

لوموان عاين المساعدات الفرنسية في ميدان سبق الخيل: ألمس فعالية تحركنا وهناك شفافية تامة في العمل الذي نعتبره نموذجيا

وطنية - الخميس 20 آب 2020

زار سكرتير الدولة لشؤون السياحة والفرنسيين في الخارج والفرنكوفونية جان باتيست لوموان، يرافقه السفير الفرنسي برونو فوشيه، ميدان سبق الخيل في بيروت، حيث يتم استيداع المساعدات الفرنسية من مواد طبية وأدوية ومواد بناء، والتقى مع المنظمات غير الحكومية التي تستفيد من هذه المساعدات، وتحدث إليهم والى الموزعين والعاملين الفرنسيين في مجال الإغاثة، اضافة الى عناصر الجيش، في حضور رئيس مؤسسة رينيه معوض النائب السابق ميشال معوض وعدد من المتطوعين والإعلاميين وأركان السفارة.

لوموان

وتحدث لوموان، فأوضح ان زيارته تأتي "في إطار متابعة لزيارة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون المتمسك بالتعبير عن التضامن الفرنسي بالكامل مع لبنان، بقوة وفعالية". وقال: "ألمس فعالية تحركنا في المرفأ وفي المدارس، حيث نقوم بالمساعدة في العديد من الأشغال، بفضل شراكاتنا مع نحو 15 هيئة من المجتمع المدني ومن بينها مؤسسة رينيه معوض، فنحن سنقوم بواسطة هذه المؤسسة بتوزيع عدد من الحاجات الضرورية لحياة اللبنانيين اليومية مثل الطحين، والمواد اللازمة لإصلاح المنازل". أضاف: "ان التحدي لدينا يكمن في السرعة في تقديم المساعدة لتصل بفعالية حيث هناك حاجة، وكما تلاحظون هناك شفافية تامة في العمل الذي نعتبره نموذجيا، وأحيي كل الطواقم الموجودة هنا منذ نحو خمسة عشر يوما من عناصر الدفاع المدني، والأمن المدني، ومركز الأزمات، والجنود أيضا لأنهم يقومون بعمل لوجيستي، اذ ان هذه المواد تصل الى المرفأ على متن بواخر آتية من فرنسا، ويقوم الجيش اللبناني بإيصالها الى هذا المكان ليصار الى توزيعها. وكل عناصر هذه السلسلة تعمل بجهد من أجل تحسين حياة اللبنانيين الذين تأثروا بشدة من كارثة 4 آب". وردا على سؤال حول مساعدة فرنسا في حماية الإرث الثقافي الذي تضرر، أجاب: "زرت اليوم عددا من المنازل التراثية التي تجسد الإرث التاريخي للبنان ولبيروت، وسنعمل على حشد المؤسسات الدولية لإنقاذ تراث المدينة وتقديم الإجابات المطلوبة، وهناك حركة تضامن نشأت لدى المهنيين والمتخصصين في النقابات ولدى المهندسين، ونحن نشهد تضافر العديد من الإرادات الصالحة، وان دور سفيرنا يكمن في تنسيق كل هذه الجهود والتأكد من ان كل هذه المساعدات تذهب الى المكان المناسب".

وردا على سؤال حول الجهات التي يتم التنسيق معها، قال: "نعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، الذي يتعاون من الناحية اللوجستية مع الفرق الموجودة هنا، ومع كل الجهات ومؤسسات المجتمع المدني، واعتقد أن الجميع متجند من أجل خير لبنان.

وحول مدى استجابة المسؤولين اللبنانيين لخارطة الطريق التي وضعها الرئيس ماكرون لدى زياته لبنان، قال: "زيارتي هنا هي لهدف إنساني، والتأكد من ان كل شيء يسير على ما يرام، والأمور تتقدم، وهذا هو واقع الحال، اما في ما يخص الشق السياسي، فقد وجه الرئيس ماكرون رسالة صادقة ورسالة تضامن، وسيزور لبنان قريبا، وهناك أمل وترقب بخصوص الأجوبة المنتظرة من لبنان". وختم: "ان اللبنانيين في فرنسا صدموا بما حصل مثلهم مثل كل الفرنسيين، وهذه الصدمة وصلت الى جميع انحاء فرنسا، الى باريس وليون ومارسيليا وتولوز، وذلك لتداخل العلاقات الإنسانية بيننا، وهناك نحو 25 ألف فرنسي- لبناني في لبنان، ونحو 200 ألف من الجالية اللبنانية في فرنسا، وهناك علاقات قوية ووطيدة".

معوض

من جهته قال معوض: "أشكر فرنسا التي كانت أول من وقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني منذ وقوع الفاجعة، ونحن شعرنا بمحبتها، ونحن بحاجة الى كل اصدقاء لبنان ليس لإعادة اعمار بيروت فقط، انما ليعيش الشعب اللبناني بكرامة، ومن هذا المنطلق انا موجود بصفتي الرئيس التنفيذي لمؤسسة معوض، ونحن منذ اللحظة الأولى كنا الى جانب الشعب اللبناني ضمن ثلاث اولويات: الأمن الغذائي، مساعدة الناس طبيا، والأهم إعادة تأهيل هذه المنطقة التي تمثل التعددية في لبنان بكل مكوناتها، ولن ندع بيروت تموت". وأوضح ان "التعاون مع السفارة الفرنسية مستمر، والأساس في أي تعاون هو الشفافية، فالناس تريد ان تتأكد من وصول المساعدات بشفافية بعيدا عن قنوات الفساد، ونحن نفتخر بأننا أثبتنا الشفافية والمناقبية في العمل، كما الوضوح والاحتراف".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 20/8/2020

وطنية/الخميس 20 آب 2020 الساعة 23:41سياسة

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن خفر السواحل الإيراني احتجز سفينة إماراتية بعد تجاوزها الحدود المائية بين البلدين.

محليا، تكثفت الاتصالات لاسيما من قبل الرئيس نبيه بري نحو التكليف وتشكيل الحكومة. وينتظر أن يكتمل المشهد مع الزيارة الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، في ظل تحرك لوزير فرنسي في بيروت اليوم. مصادر نيابية أشارت ل"تلفزيون لبنان" إلى تقاطع الورقة الفرنسية مع ما يحمله الرئيس الحريري من عناوين إصلاحية تبدأ بالكهرباء والاتصالات والتدقيق المالي.

وإلى الشأن الحكومي، حال الطوارئ مستمرة والجيش عمل على معالجة إشكالات في عدد من المناطق لاسيما في خلدة وسعدنايل.

وإلى حال الطوارئ، يدخل لبنان غدا حال الإقفال للأسواق والمحال التجارية باستثناء السوبرماركت والصيدليات والأفران، فيما يبقى المطار في حركة دائمة. ويسجل ارتفاع في أعداد المصابين بكورونا، وقد طلب وزير الصحة عدم إدخال مصابين إلى المستشفيات إلا لأصحاب الحالات الصعبة.

ووسط استمرار المساعدات الخارجية للبنان منذ انفجار مرفأ بيروت، أعلنت تركيا استعدادها لترميم وإعادة تأهيل دور العبادة من مساجد وكنائس في محيط المرفأ.

وفي المرفأ، اطلاق هيئة التنسيق الوطنية لمساعدة ضحايا انفجار بيروت، وتنسيق جهود ترميم المنازل المتضررة. وبدءا من الاثنين تبدأ غرفة عمليات ميدانية بتلقي الاتصالات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لأن وباء كورونا على درجة عالية من الجنون لامس معها عدد الإصابات الستمئة، ولأن تفلت ولامبالاة وعبث الكثير من اللبنانيين واضحة وضوح الشمس، لأجل ذلك تبقى الآمال معلقة على الإقفال العام الذي يسري مفعوله صباح غد ويستمر أسبوعين، لعل هذا الإجراء يفرمل الإندفاعة الكورونية ويحد من الإصابات. فهل سيلتزم اللبنانيون بالإجراءات المطلوبة، إن لم يكن رأفة بأنفسهم فبأطفالهم وأحبائهم صغارا كانوا أم كبارا.

في السياسة، يبقى الملف الحكومي الشغل الشاغل، وهو تلقى جرعة إنعاش حركت جموده من خلال اللقاء الذي عقده الرئيسان ميشال عون ونبيه بري، وأسس لاستمرار التواصل في الساعات المقبلة.

بعد الاجتماع صدر نفي عن رئاسة الجمهورية لمعلومات تحدثت عن مطالبة الرئيس عون بحكومة أقطاب. وفي تغريدة له اليوم أعلن رئيس الجمهورية سعيه لتمثيل الشارع المنتفض في الحكومة.

وفي عين التينة، لفت زوار الرئيس بري إلى مساع جدية على الخط الحكومي، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة قوية ومتفق على برنامج عملها.

وفي معلومات للـ NBN نقلا عن مصدر سياسي متابع لحركة المشاورات، أن ثمة ورقة فرنسية وضعت بأيدي المسؤولين، جاءت حصيلة اتصالات اجراها الرئيس ايمانويل ماكرون. وأشار المصدر إلى أن هناك تقاطعا بين أفكار الرئيس سعد الحريري والورقة الفرنسية التي تتضمن عناوين اصلاحية، ويمكن وصفها ببرنامج يبدأ بالإتفاق على تشكيل سريع لحكومة سميت GOUVERNEMENT DE MISSION.

وفي المعلومات أيضا، أن حراك الرئيس بري يقوم على إجراء اتصالات ومشاورات للاتفاق على برنامج اصلاحي موحد. وأكدت أن اللقاء بين رئيس مجلس النواب ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل غير مستبعد.

وفي الشأن الحكومي أيضا، برزت مواقف أميركية عبر عنها ديفيد هيل غداة زيارته لبيروت، بإشارته إلى أن الولايات المتحدة استطاعت أن تتعامل في السابق مع حكومات لبنانية كان فيها "حزب الله"، معتبرا أن السؤال هو عما إذا كانت ستكون هناك حكومة قادرة جديا على الاصلاحات.

أما إقتصاديا وماليا، الوضع لا يزال على حاله وصورة القادم من الأيام تبدو قاتمة، صورة عززها كلام نقل عن مصدر رسمي أكد فيه أن مصرف لبنان لا يستطيع مواصلة دعم الوقود والقمح والدواء لأكثر من الأشهر الثلاثة المقبلة. وإذا ما وصلنا فعلا إلى هذا السيناريو السوداوي، فإن ذلك يعني بحسب خبراء الإقتصاد مضاعفة أسعار السلع بشكل كبير ومتواصل، وفقدان المواطن جزءا من قدرته الشرائية، بما سيؤدي إلى تفاقم الجوع وما يستتبعه من فوضى إجتماعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في كل بيت عاشوراء، وفي كل قلب كربلاء. تحل الذكرى بعبرة وعبرة، تحيينا بتعاليمها، ونحييها بمعانيها ثورة وإيثارا، والتزاما بنهج سيد الشهداء الذي ضحى بنفسه وأهل بيته قرابين لكي ينجو الدين وتنجو الانسانية.

تحل عاشوراء هذا العام وسيف الامام الحسين ما زال يمتشقه المقاومون، ومنبره يعلوه العارفون، وراياته مرفوعة في كل ساحاتنا والميادين. ومراسم الإحياء برسم جديد يزيد من وهجها، وإن ضيقت الأوبئة على المحبين.

تحل عاشوراء هذا العام والتعاليم المأخوذة منها هي التضحية بمواكب حزننا لكي لا نحزن إمامنا باصابة المؤمنين بكورونا، وهم المصابون بالكثير من البلاءات، نحييها في بيوتنا وقلوبنا المعتصرة على الجموع الحسينية، المتطلعة إلى تعاليمها وأهدافها الحاضرة في كل بيت ومجلس رفعناه باسم سيد الشهداء.

نحييها هذا العام، وككل عام، مع حفيد الامام الحسين عليه السلام سيد المقاومين، السيد حسن نصرالله الذي يفتتح المجالس العاشورائية باطلالة عبر "المنار" عند الثامنة والنصف مساء.

عند السادسة من صباح الغد، يبدأ الاقفال العام لأسبوعين، ضمن خطة الدولة لمواجهة جائحة كورونا المستفحلة، والوضع على حاله بازدياد عداد المصابين، وعدم تجاوب المواطنين، واستخفاف بعض المعنيين.

سياسيا، ورغم جدية المعنيين، فلا جديد على خط تأليف الحكومة، ولا حسم في شكلها ولا اسم رئيسها إلى الآن، وإن كان الرئيس سعد الحريري- المرفوض من قبل "القوات اللبنانية" والذي لا يبدي "التيار الوطني الحر" حماسة له- هو أبرز الأسماء المطروحة.

وعلى العناوين المتفق عليها، تتواصل اللقاءات وتتفعل المشاورات على أعلى المستويات في الأيام المقبلة لتذليل العقبات، أملا بتحقيق اختراق قريب، عسى أن يحظى البلد بحكومة فاعلة، بعد أن فعلت كل أنواع الأزمات فعلها بالبلد وأهله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قبل عشرة أيام من العودة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، يرتسم مشهد المواقف الحكومية داخليا على الشكل الآتي:

على مستوى الثنائي الشيعي، الرئيس نبيه بري أعلن بوضوح أنه يسمي سعد الحريري لرئاسة الحكومة، كاشفا أن الأخير ليست لديه شروط، وقائلا: من لديه غير الحريري حاليا فليقدمه. أما "حزب الله"، فأشار باسمه النائب محمد رعد إلى أن آخر وصف مطروح خارجيا هو حكومة مهمات مستقلة، لافتا إلى أن الحديث عن حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأفرقاء يبدو أنه انسحب من التداول، في وقت كان النائب حسن فضل الله يكشف أن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التقى الرئيس الفرنسي مرتين.

على الخط "الاشتراكي"، صمت جنبلاطي، على وقع تسريبات عن رغبة بعدم عودة الحريري، يؤكد متابعون أنها لا تعبر عن موقف نهائي، على جري العادة.

أما "القوات" التي صار عنوان علاقتها بالحريري في المرحلة الأخيرة "بونجور حكيم"، فيبدو أنها ليست في وارد العودة عن رفض تسمية الحريري.

بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، لا هم إلا تأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، كما قال جبران باسيل الأحد الفائت، مضيفا: أنا شخصيا منذ زمن لم أعد معنيا بالوزارة، ونحن في "التيار" غير راغبين أبدا، لا مباشرة ولا غير مباشرة، بالمشاركة بحكومة ليس فيها شروط الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها.

وبالوصول إلى الحريري، الذي لم يدل حتى الآن بموقف واضح لناحية الرفض أو القبول، فحديث عن ورقة "بيت وسطية" تتقاطع مع أخرى فرنسية، من دون تفاصيل.

هذا على خط القوى السياسية. أما رئاسيا، فتواصل مستمر بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، في وقت شدد الرئيس ميشال عون اليوم على أنه يدعو ويسعى إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض في الحكومة الجديدة.

في كل الأحوال، الملف الحكومي مهم، لكنه ليس الأهم، لا بل تتلاشى أهميته بالمطلق، تماما كقيمة أي عنوان سياسي، أمام هول الألم. ألم من آخر مظاهره اليوم، مشهدا وداع: الأول لشاب في مقتبل العمر، والثاني لرب عائلة، يجسد رحيلهما كل آلام الشعب اللبناني، ليس فقط من جراء انفجار المرفأ، بل بفعل انفجار الإنسانية في قلب كل من كان السبب منذ ست سنوات وأكثر، وهو ما سيبينه التحقيق، وحكم القضاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وفيما سماء السياسة ملبدة باليأس وانسداد الآفاق أمام الحلول الخلاقة التي من شأنها إخراج البلاد من الكوارث التي هي فيها، حرك الرئيس نبيه بري المستنقع الراكد بتوجهه أمس إلى بعبدا بتفويض مضمر من "حزب الله"، حاملا اسم الرئيس الحريري لترؤس الحكومة المقبلة، معتبرا إياه الورقة الذهبية الوحيدة والأخيرة للإنقاذ. وقد دعم بري منطقه بثلاثة جواكر: حكم المحكمة العلمي وغير المستفز، فشل تجربة حسان دياب ومن ورائه مشروع الثامن من آذار بقيادة "حزب الله"، وسمعة الرئيس الحريري وعلاقاته العربية والدولية.

وجاء الكلام الذي رمي بتنسيق زمني ذكي، عن تقاطع ايجابي بين الفرنسيين وبري ومن يمثل، ليصب في هذا التوجه. إذ حكي عن "ورقة السفير فوشيه" لإعطاء السيناريو طابعا تنفيذيا، علما بأن الورقة المذكورة، ليست فعليا سوى الرؤيا الفرنسية أو اقتراح الحل الذي وزعه الرئيس ماكرون على القادة السياسيين الأساسيين يوم التقاهم في قصر الصنوبر.

ويغيب الطابخون في الظلام أي رأي مرجح للبنانيين المنتفضين منذ 17 تشرين، وكأن هؤلاء استقالوا من مطالبهم بالتغيير، أو أن زلزال 4 آب أخرجهم من المعادلة، معيدا إلى الطبقة السياسية الكلمة الفصل في تقرير مصير لبنان.

في السياق يدعي موزعو سيناريو الحل، بأن الرئيس بري يحظى بموافقة الحريري، وهو سيحاول تسويقه لدى "حزب الله" والرئيس ميشال عون، بما يوحي وكأن الحريري يستميت للعودة إلى السرايا. كما تكلموا عن ورقة للحريري شبيهة بالورقة الفرنسية، فيما الحقيقة أن لا ورقة للحريري، وما يتداول به تحت هذا المسمى هي شروطه المعروفة للعودة. وقد أضاف اليها شرط تسليم سليم عياش قاتل والده إلى الدولة.

في الانتظار، كارثة الرابع من آب تتفاقم بفعل بطء الحلول، خصوصا لجهة إعادة الترميم والإعمار قبل فصل الأمطار. ويأتي الاجتياح الكارثي للكورونا ليزيد من ضيق اللبنانيين صحيا ومعيشيا، بعدما امتلأت المستشفيات وأعيد فرض إغلاق البلاد والأرزاق لمدة أسبوعين بدءا من الغد.

في الأثناء، جنازات ضحايا 4 آب تتوالى مجللة بالأسود كل المناطق، لكن المشهد الأكثر كسرا للقلوب تجسد اليوم في مشهد فتيان في الرابعة عشرة من العمر يحملون على أكتافهم نعش رفيقهم الياس الخوري ابن الرابعة عشرة، إلى مثواه الأخير، في لوحة سوريالية حزينة، بينما يزهو "ختيارية" الكوارث ويغرقون في كراسيهم يخططون لابتداع وسائل جديدة للموت، بعدما استنفدوا مخزون الأمونيوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لو كان هناك وكالة تصنيف سياسية دولية، فأين يصنف لبنان؟. وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني صنفت لبنان عند RD لاحتمال التعثر عن سداد إصدارات العملة الأجنبية طويلة المدى.

في السياسة، لبنان ليس أفضل حالا فهو متعثر عن الوفاء بما يعد به: يعد بحكومة اختصاصيين وخبراء فيأتي بحكومة مستشارين. يعد بإصلاحات فلا يحقق أيا منها. يعد بقضاء مستقل، وها هي التشكيلات القضائية تنام نوم أهل الكهف.

تقول "فيتش" إن تقدم لبنان في الإصلاح وإعادة هيكلة الديون، يتطلب تضافرا أكبر بين النخب السياسية والاقتصادية، لكن إذا كانت النخب السياسية مختلفة في ما بينها، فكيف ستتفق مع النخب الاقتصادية؟.

اليوم هناك فرصة فهل تتحقق؟.

مثلما هناك متهم واحد في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو سليم عياش، وفق ما حكمت المحكمة الدولية، يبدو أن هناك متقدما واحدا من المرشحين المفترضين لرئاسة الحكومة هو الرئيس سعد الحريري. وبالونات الإختبار تنحسر تباعا: فالأسماء السنية التي طرحت الأسبوع الفائت تختفي شيئا فشيئا، ولا مناورات من خلال استقبالات لشخصيات سنية لاستفزاز الحريري كما كان يحدث قبيل تكليف الرئيس حسان دياب. هذه المرة، ترف تضييع الوقت ممنوع لأن الجميع في الداخل مجبر بشروط ومهل خارجية:

فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعود مطلع أيلول لمشاركة لبنان في الذكرى المئوية للبنان الكبير، ولا يعقل أن تحل الذكرى ويحل الضيف الكبير من دون حكومة جديدة أو على الأقل رئيس مكلف.

وهناك مجموعة من الزلازل لا تتيح تضييع الوقت، فهناك زلزال المرفأ وما خلفه من دمار. وهناك زلزال كورونا الذي ترتفع إصاباته بشكل مخيف. وهناك الزلزال النقدي والمالي حيث تتضاءل مقدرة مصرف لبنان على دعم الوقود والقمح والدواء، واليوم أعلن أنه غير قادر على ذلك لأكثر من ثلاثة أشهر.

إنطلاقا من هذه المعطيات شغلت المقرات محركاتها: العراب، وربما الإشبين السياسي، الرئيس نبيه بري، بدأ المشاورات قبل الإستشارات فزار الرئيس عون وسمى الرئيس الحريري، وكان نقاش مع رئيس الجمهورية واستمهال لثمان وأربعين ساعة، مر منها حتى الساعة ست وثلاثون ساعة، فهل ينضج الجواب في عين التينة غدا ويحمله رئيس "التيار" جبران باسيل من عين التينه إلى بعبدا؟.

الرئيس بري يدرك أن مهمته ليست سهلة، هو لا شك تذكر أنه في كانون الأول الفائت، وقبل تسمية الرئيس حسان دياب، أبدى استعداده لتأمين "لبن العصفور" للرئيس الحريري، لكن الظروف لم تكن متوافرة، فهل تتوافر اليوم؟.

الرئيس الحريري الصامت عن الكلام المباح، يفهم من أجوائه انه يضع مسبقا ثلاثة عناوين: الأول أن يقبل به شارع 17 تشرين وشارع 4 آب. والثاني أن يشكل حكومة من فريق عمل منسجم ووفق ما هو يراه، والعنوان الثالث أن تطلق يد الحكومة في العمل.

لكن ليس كل شيء داخلي، فبالإضافة إلى السقف الفرنسي الذي وضعه الرئيس ماكرون، هناك الشروط الذي تحدث عنها وكيل الخارجية الأميركية ديفيد هيل، في خلاصة زيارته للبنان، ومن أبرز ما خرج به من انطباعات أن القادة اللبنانيين يتجاهلون مسؤوليتهم المتمثلة بالاستجابة إلى احتياجات الناس، وقاوموا أي نوع من الإصلاحات الرئيسية العميقة المطلوبة، على غرار الشفافية والمساءلة، اللتين نطالب بهما مع أصدقاء لبنان الآخرين، ووضع حد للفساد المستشري في ذلك النظام الذي يخدم نفسه.

ومن الشروط التي تحدث عنها هيل: إذا تم تشكيل حكومة يهيمن عليها "حزب الله" أو يشارك فيها، سنضطر إلى مراجعة تغييرات عدة عن كثب، ولكننا نركز بشكل فعلي على أن تكون الحكومة قادرة على تحقيق ما يطالب به الشعب اللبناني لناحية التغيير.

في المحصلة، عوامل داخلية وخارجية تشير إلى أن التشكيل، بعد التسمية، ليس نزهة، والبداية من هذا الملف حيث رئيس الجمهورية غرد داعيا إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض، في الحكومة الجديدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اليوم تخرج الياس خوري من المدرسة، خمسة عشر يوما تحمل وجعها ابن الخمسة عشر عاما، حاصلا على شهادة عليا بلغت السماء. تلميذ "مدارس يسوع ومريم" زار ملاعبه وصفوفه، وحلق فوقها للمرة الأخيرة مرفوعا على أكف أصحاب الصبا، مشلوعا من قلوب الأهل والرفاق، تاركا ضحكته وديعة على جدران المدرسة. مراسم تشييعه كانت مسيلة للدموع، ساحبة للروح.

وحكاية المرفأ لم تزل تنزف ضحايا ومراسم حداد، آخرهم غسان حصروتي الذي صادق اهراءات القمح عاملا فيها ثمانية وثلاثين عاما، إلى أن ودعه ذووه اليوم في مأتم مهيب.

وعلى هذه الخسارة في الأرواح ودمار الممتلكات، فإن كل ما يرمم في السياسة لن يكون كما قبل الرابع من آب، وذلك مع شقوق مالية بدأت بالترجمة عمليا، فمصرف لبنان وفق وكالة "رويترز" لن يدعم الوقود والقمح والدواء أكثر من ثلاثة أشهر. أما وفقا لوكالات التصنيف الدولي، فإن مؤسسة "فيتش" العالمية، خفضت تصنيف سندات لبنان بالعملات الأجنبية إلى المرتبة ما قبل الأخيرة، وهي مرتبة التعثر المقيد.

وفوق هذه العلامات المتدنية ماليا، فإن مداولات مجلس إدارة صندوق النقد، وتبعا لمعلومات "الجديد"، وصفت لبنان بالدولة الهشة التي قد تتحول إلى دولة فاشلة. وقد أشار رئيس بعثة الصندوق إلى لبنان مارتن سريزولا، إلى غياب الاتفاق اللبناني على الإصلاحات بين المصالح المتنازعة، تلك المصالح لم تعد متنازعة في المال وحسب، بل عادت إلى تنازع وتحاصص وتشريك على القطع السياسية المتناثرة، وعلى توليف الحكومة قبل تأليفها.

وعلى دماء اهراءات بيروت، وفقدان دعم القمح، فإن المطحنة السياسية اشتغلت من غير اعتبار لكل ما سلف وسبق، ولكل الشهداء والجرحى والمنكوبين، وقبل ذلك لكل ثورة السابع عشر من تشرين التي أصبحت مكونا يقوده الشعب. لكن محركات الرئيسين ميشال عون ونبيه بري تجاوزت وجود هذه القوة المقررة، حيث جاءت دعوة رئيس الجمهورية إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض في الحكومة الجديدة، كمن يدعو ضيفا إلى وليمة عشاء، فيما أضحت الثورة هي تسونامي الناس الجارف الذي وجب استشارته وإشراكه كتحصيل حاصل، وضمن حكومة مستقلين ومحايدين لا متنكرين بثوب مدني.

لم يعد الحراك حراكا، بل بات وجودا استقر على اسم تشرين، ونبضه غير خاضع لتسوية بتوزير وحصة وتمثيل رمزي، ليتفرغ السياسيون إلى اقتطاع الحصص وتوزيعها على الأحلاف.

والتأليف قبل التكليف معركة تدور رحاها حاليا، من الإليزيه إلى المقار اللبنانية. وعلم أن الرئيس ايمانويل ماكرون أجرى اتصالات بمرجعيات سياسية في لبنان، حيث تقصى الحقائق من التوافق على ترشيح اسم الرئيس سعد الحريري، لكن ماكرون أبلغ أن "القوات" و"الاشتراكي" و"التيار" يعارضون عودة الحريري، ما سوف يعني أن الإجماع على اسمه غير مكتمل، وهذا سيحتم طرح خيارات بديلة منها ربما تأجيل زيارة ماكرون في أيلول لبيروت.

وبتأجيل أو تثبيت الزيارة، وباسم الحريري أو آخرين، فإن ماكرون وديفيد هيل والاوروبيين وضعوا خاريطة طريق لأي وزارة جديدة، وأعلنوها حكومة لا تشبه سابقاتها، على عاتقها بند تنفيذ الإصلاحات، تنال رضى الشارع، تمثل المجتمع المدني لا الزعماء، ب"حزب الله" أو من دونه.

ولا تستقيم هذه المواصفات مع "جائحة" عون وبري لتنظيم حكومة فيها كل الرعونة السياسية وكل فسادها. وإذا كانت سوف "تلبس" إلى سعد الحريري، فإن زعيم تيار "المستقبل" سيأتي مزنرا "بنيترات" سياسية متفجرة، وسيكون شريكا لمافيا حكم عائدة إلى قبضتها ما قبل السابع عشر من تشرين.

ولما وضع ماكرون وهيل مقادير الحكومة الجديدة، فإن الغرب أفقد القوى السياسية قدرتها على المناورة، وأسقط مطالبها بالحصص، وانتزع من ميشال عون الاستشارات وخطفها إلى صوبه في انتظار التوافق.

إنه سباق اليوم مع الوقت. وللمرة الأولى يدلي طلال أرسلان بعبارة مفيدة من عين التينة عندما قال إن الرهان على الوقت أصبح مكلفا. أما كلام سمير جعجع لمناسبة صدور قرار المحكمة الدولية، فلا هو مكلف ولم يعد يفيد، وهو إذا استخلص أن جريمة اغتيال رفيق الحريري ليست ببسيطة، فإن احدا في الجمهورية سيبادله التوصيف، وسيقول له: إن جريمة قتل رشيد كرامي أيضا لم تكن بسيطة. وإذا جعجع يعتبر أن المجرم في اغتيال الحريري طليقا، فإن المجرم في اغتيال كرامي.حر طليق خرج بعفو عام، وكاد أن يصل إلى رئاسة الجمهورية.

 

أسرار الصحف الصادرة اليوم الخميس 20 آب 2020

وطنية/الخميس 20 آب 2020

البناء:

خفايا

توقعت مصادر صحيّة بلوغ رقم الألف إصابة يومياً بفيروس كورونا نهاية الشهر ما لم يتحقق التزام وضبط على درجة عالية من الجدّية خلال فترة الإقفال التي كانت تتعرّض دائماً للاستثناءات لدرجة تفقدها فعاليتها. وقالت المصادر إن كثرة الكلام عن الخطر لا تعبر عن حقيقة حجم تقديره الفعلي.

كواليس

وصف مصدر دبلوماسيّ أوروبيّ زيارة رئيس الحكومة العراقيّة مصطفى الكاظمي إلى واشنطن بأهم جولات التفاوض الإيرانيّة الأميركيّة قبل الانتخابات الرئاسيّة، معتبراً اللقاءات التي مهّدت للزيارة على الجانب العراقي الإيراني دلالة على حجم أهميتها متوقعاً زيارة للكاظمي إلى طهران بعد عودته من واشنطن.

الجمهورية:

عُلم أن مستشفيات متضررة من الإنفجار أقفلت أقسامًا منها تحت حجة الصيانة في حين أنها تضمّ مصابي كورونا ويخضعون للعلاج.

يتبيّن من التحقيقات الأولية والإستدعاءات أن أكثر من جهة في الحكومة تبلّغت قبل مدة من إنفجار بيروت تقارير حول الفساد في المرفأ.

توقفت أعمال البحث والتفتيش عن مفقودين حول مبنى الإهراءات تخوّفًا من إنهيار المبنى الذي تصدّعت أساساته بشكل كبير.

اللواء:

همس

لم تُسقط دولة كبرى من حسابها التوجه إلى ممارسة ضغوطات كبيرة مستفيدة، من حيثيات حكم المحكمة الدولية، في ما خصَّ الموقف من حزب الله..

غمز

ما يزال وزراء يمارسون تصريف الأعمال من وزاراتهم، أسوة برئيسهم، الذي لم يغادر السراي الكبير بعد!

لغز

كشف مصرفيون أن التوجه في مرحلة ما بعد الخطة الاقتصادية التي لم ترَ النور، يتصل بمساعدة القطاع المصرفي على إعادة ترميم وضعه..

نداء الوطن:

جزمت مصادر متابعة بأنّ ملف التحقيق في قضية المرفأ سيشهد "مفاجآت" حول الجهات التي كانت على علم بوجود النيترات.

عُلم أنّ الرئيس نبيه بري وعد الفرنسيين بأن يكون البلد أمام إصلاحات جذرية في حال مساعدته بإقناع الرئيس سعد الحريري بترؤس الحكومة.

أفيد بأنّ حزباً بارزاً نشر المئات من عناصره خلال الأيام الماضية عند مداخل بعض المناطق خشية حصول أي توتر أمني.

الأنباء:

*التواصل مستمر

على عكس الكثير من محاولات جهات متضررة لتعكير العلاقات بين حزبين أساسيين، فإن التواصل مستمر بينهما رغم التباينات.

*رسالة وإشارة

فسّرت جهات سياسية كلام موفد أجنبي عن تعامل بلاده مع حكومات سابقة ضمّت وزراء من حزب فاعل، على أنه رسالة وإشارة لعدم الاعتراض على حكومة جديدة مشابهة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: كورونا يواصل أرقامه القياسية في لبنان: 589 إصابة خلال 24 ساعة!

النهار/الخميس 20 آب 2020

أعلنت وزارة الصحة ضمن تقريرها اليوم عن تسجيل رقم قياسي جديد بعدد المصابين إذ سجلت الوزارة اليوم تسجيل 589 إصابة خلال 24 ساعة. وما شهده لبنان منذ وقوع الانفجار والتظاهرات التي تلت تلك الفاجعة لعبت دوراً مباشراً في هذه الزيادة المخيفة بالحالات، عدم الوقاية والمخالطة دون أدنى إجراءات أتت بنتائجها الكارثية، اليوم نحن في مرحلة الذروة وتفشي الفيروس وليس أمامنا سوى الإغلاق لكبح الانتشار وتخفيف العبء على المستشفيات التي بلغت قدرتها الاستيعابية في بيروت وبعض المناطق. تكشف مصادر وزارة الصحة لـ"النهار" أنه "منذ الانفجار وحتى الأمس سجلنا حوالى 3500 إصابة، وقد شهدنا في هذه الفترة ارتفاعاً تصاعدياً سريعاً جداً وستبقى على هذه الوتيرة التصاعدية في الأيام المقبلة قبل أن نحصد نتائج أولية لقرار إغلاق البلد بعد 10 أيام من تنفيذه. كما يوضح الإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط في حديث سابق لـ"النهار" أنه يصعب احتواء الفيروس في الوقت الحاضر، وأملنا الوحيد في اقناع الناس بالالتزام بالتدابير والاجراءات، فإما يقتنعون أو سنشهد على مزيد من الحالات فالكارثة"! ولذلك، السيناريو الكارثي الذي قد نصل إليه في حال بقي مسار كورونا إلى ارتفاع، أن نشهد على فرز للأشخاص والمرضى، حيث نختار بين الشخص الذي نعالجه ويدخل إلى المستشفى وبين الشخص الذي لا نعالجه. هذا ما يقلقني اليوم، أن نختبر ما قد اختبرته ايطاليا في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس لديها. وحقيقة أنا خائف جداً من الوضع الذي قد نكون مقبلين عليه". ويبقى السلاح الواقي ارتداء الكمامة والالتزام بالتدابير واحترام التباعد الاجتماعي لمواجهة تفشي الفيروس.

 

نداء الوطن/عون يتراجع عن "الفيتو السابق" ويشترط "التفاهم المسبق"/بري يستعجل الاستشارات: الحريري أولاً

نداء الوطن/20 آب 2020

الوباء يتفشى بين اللبنانيين وعجلة المصابين تسلك طريقها نحو الألفية الأولى، والفقر يتوغل في المجتمع ونسبة من هم تحت خطه تكاد تحصد ثلثي الشعب اللبناني، أما أهل السلطة الذين نهبوا البلد وشرّعوا أبوابه أمام كل أصناف المخاطر والانهيار وصولاً إلى حد تدمير عاصمته وتفجيرها على بكرة أبيها، فلا يزالون يمارسون هواية اللعب عند حافة الهاوية وكأنهم "أصنام من تمر" بلا إحساس ولا دم يعتاشون فقط على الأضاحي والمآسي، وها هم المنكوبون في انفجار المرفأ يشيّعون الضحايا تلو الضحايا ويلملمون أرزاقهم وأحلامهم من بين الركام والحطام، بينما حكامهم يلازمون لعب دور شرطي المرور لتأمين عبور بوارج المعونات وطائرات الإغاثة، ولا يعنيهم من كل مشهد المأساة سوى تلك "الفرصة" التي منحتهم إياها "مذبحة النيترات" وأتاحت لهم استعادة قنوات التواصل مع المجتمع الدولي فوق أنقاض الناس.

وكذلك في الملف الحكومي، لا يزال الصيد في مياه التكليف العكرة هو الغالب على أداء أفرقاء السلطة، بحيث رمى كل منهم "طُعم" المحاصصة في مستنقع التأليف وينتظر أن "تغمز صنارته" دون أدنى اعتبار أخلاقي لضرورات المرحلة وحراجة الوضع اقتصادياً واجتماعياً ومالياً، في وقت يواصل رئيس الجمهورية ميشال عون التمترس خلف بدعة "التأليف قبل التكليف" رافضاً تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة قبل معرفة جنس المولود الحكومي وشكله ولونه. ولأنّ خطوط التواصل بينه وبين الرئيس سعد الحريري مقطوعة، استنجد عون برئيس المجلس النيابي نبيه بري فزاره في بعبدا أمس حاملاً معه "قناعة ثابتة بأنّ مفتاح الحل للأزمة يبدأ من التسليم بضرورة تكليف الحريري أولاً، قبل الشروع في البحث في تذليل العقد والعقبات التي تعترض ولادة الحكومة".

وفي هذا السياق، نقلت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا لـ"نداء الوطن" أنّ "بري يحبذ الإسراع في تحديد موعد الاستشارات النيابية وإنجاز عملية التكليف قبل عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت مطلع أيلول، غير أن عون لا يزال يشترط تبلور صورة المشاورات السياسية قبل الدعوة إلى الاستشارات النيابية"، مشيرةً في المقابل إلى أنّ "رئيس المجلس استطاع أن يكسر الفيتو العوني السابق على تكليف الحريري غير أنه عاد واصطدم بوضع رئيس الجمهورية شرط عقد "تفاهم مسبق" حول عدة نقاط بما يشمل تسمية الوزراء وبرنامج الحكومة والضمانات المتعلقة بالمفاوضات مع الخارج". وعليه، أكدت المصادر أنّ "بري يدرك صعوبة إقناع الحريري بشروط عون ولذلك سيحاول خلال الساعات المقبلة خفض السقوف وتدوير الزوايا لضمان نجاح مسعاه"، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ حظوظ التجاوب مع الطرح العوني بتشكيل حكومة أقطاب تراجعت بعدما "شرح رئيس المجلس لرئيس الجمهورية وجود شبه استحالة أمام إمكانية تشكيل هكذا حكومة في هذه المرحلة". وأمام ذلك، أعربت المصادر عن اعتقادها بأنّ الصيغة الأوفر حظاً حتى الساعة هي "حكومة تكنوقراط يرأسها الحريري وتحظى بغطاء سياسي لتجاوز الأزمة"، لكنها تساءلت في المقابل: "هل سيقبل عون و"حزب الله" بأن يسمي الحريري فريقه الوزاري بالكامل أم أنّهما سيصران على أن تقوم الأحزاب بتسمية وزرائها في حكومته التكنوقراطية؟"، مشيرةً إلى أنّ "القناعة السائدة حالياً بأنه لا يوجد أي إسم يتقدم على إسم الحريري في رئاسة الحكومة، ولذلك اتفق عون وبري على تكثيف المشاورات خلال الساعات الـ48 المقبلة في سبيل محاولة التوصل معه إلى أرضية مشتركة تتيح الدعوة إلى الاستشارات والانطلاق في عملية التسمية والتكليف".من ناحيتها، أكدت مصادر بعبدا لـ"نداء الوطن" أنّ "لرئيس المجلس النيابي دوراً كبيراً في المشاورات السياسية التي تسبق الاستشارات النيابية" من دون أن تستبعد امتداد فترة انتظار الدعوة إلى الاستشارات "أسبوعاً إضافياً"، مشددةً على أنّ "الأمور أصبحت معقدة ومتشابكة أكثر من ذي قبل لأن لبنان اليوم لا يشكل حكومته وحده، بل الخارج أيضاً دخل بقوة على الخط الحكومي، سواءً الخارج الذي يعبّر بصوت عالٍ عن موقفه كفرنسا أو الذي يعبّر بصمت مؤثر عن موقفه كالمملكة العربية السعودية".

 

الممثلون القانونيون للمتضررين: حقوقكم ستكون محمية

الوكالة الوطنية للإعلام/20 آب 2020

اعتبر الممثلون القانونيون للمتضررين "صدور الحكم في قضية عياش وآخرين علامة فارقة في السعي لتحقيق المحاسبة والمساءلة في دولة لبنان". واوضحوا أنّ "التحقيق في هذه الأمور وملاحقتها كان حدثا فريدا فضلا عن إن إجراء محاكمة تحترم فيها حقوق جميع الأطراف على النحو الواجب هي مسألة يفتخر بها المتضررون. وكان مهما كشف وجود مؤامرة معقدة للقتل وارتكاب أعمال إرهابية وإدانة أحد المهندسين والمنفذين الرئيسيين، ولم ينل من هذه النتيجة أحكام البراءة المقررة لثلاثة متهمين كانت أدوارهم الرئيسية المزعومة بعد الحدث". وأعربوا عن امتنانهم لغرفة المحاكمة على "رعايتها واهتمامها وكذلك تعاطفها مع المتضررين، وللادعاء على مساعيه الدؤوبة، وللدفاع على تأمينه محاكمة عادلة وشفافة"، آملين "العمل مع الحكومة اللبنانية والدول والهيئات الاخرى لإنشاء صندوق لتعويض المتضررين". وختموا بيانهم بالقول: "سننتظر تطورات أخرى في قضية عياش وآخرين، وحقوق المتضررين في أي إجراءات مستقبلية ستكون محمية".

 

هيل ورحلته اللبنانية: السياسيون في أسفل درك

المدن/20 آب/2020

قدم مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية موجزاً للقاء بين وكيل الوزارة، ديفيد هيل، وعدد من الصحافيين المعتمدين، شرح فيه حصيلة رحلته الأخيرة إلى لبنان. يقول هيل: قمت بزيارة لبنان الأسبوع الماضي بناء على طلب الوزير بومبيو. أمضيت ثلاث ليال هناك ويومين ونصف من الاجتماعات. كنت متواجداً هناك في أعقاب الانفجار المروع في المرفأ بتاريخ 4 آب. لقد أمضيت فترات متقطعة في لبنان خلال مسيرتي المهنية منذ العام 1988، ووجدت أن الدمار هائل بحق، ورد الفعل الغاضب والإحباط بين الناس حاضران بقوة.

القادة السيئون

لقد قضى المئات نحبهم وجرح الآلاف وبات مئات الآلاف من دون مأوى، وتدمرت شركات ومكاتب حكومية وسفارات. سيحتاج إصلاح الضرر وقتاً طويلاً. وشعر الناس هناك أيضاً بجرح عاطفي يضاف إلى أزمة كوفيد-19 التي نواجهها جميعاً، وكذلك أزمة اقتصادية ومالية وسياسية عميقة يعاني منها لبنان منذ بعض الوقت.

تمثل تأثير كل ذلك بمزاج تسبب بمطلب شعبي بالتغيير. أعتقد أن الرأي العام يقر بأن ما حصل في المرفأ سيئ بما يكفي، ولكنه إشارة إلى مشاكل أكبر في لبنان بطرق عدة، فالقادة اللبنانيون يتجاهلون مسؤوليتهم المتمثلة بالاستجابة إلى احتياجات الناس، وقاوموا أي نوع من الإصلاحات الرئيسية العميقة المطلوبة، على غرار الشفافية والمساءلة، اللتين نطالب بها مع أصدقاء لبنان الآخرين، ووضع حد للفساد المستشري في ذلك النظام الذي يخدم نفسه. لا يمكننا أن نحل هذه المشكلة من الخارج. إذ ينبغي على القادة اللبنانيين أن يبينوا إرادة سياسية والتزاماً بذلك. وتمحورت رسالتي الأساسية حول ذلك. تواجدنا هناك مع المساعدات الإنسانية الطارئة، التي يرغب أي إنسان في تقديمها في أوقات الاضطراب هذه. وانضممنا إلى الآخرين في قيامنا بذلك. ولكن ينبغي أن تكون القيادة ملتزمة بهذه الإصلاحات العميقة التي نتحدث عنها مع اللبنانيين منذ سنوات، حتى نقدم المساعدات الكبيرة التي يطلبونها لإعادة هيكلة شؤونهم المالية واقتصادهم.

وضوح الشمس

المطالبة الشعبية بالتغيير واضحة وضوح الشمس. لا شك في أنني اجتمعت بالقادة والسياسيين الذين ينبغي علي الاجتماع بهم كمسؤول. وأنا أكن لهم الاحترام. ولكن بصراحة، كانت أكثر الاجتماعات المثمرة هي مع المجتمع المدني، وقادة التظاهرات الذين طلبوا الاجتماع بي، للتعبير عن وجهات نظرهم. وهو أمر لم يتمكنوا من القيام به مع السلطات فتوليت أنا هذه المهمة. زرت أيضاً ما يسمى مخيم أو قاعدة في منطقة سكنية قريبة جداً من المرفأ تعرضت للتدمير، ويغيب عنها أي وجود حكومي. ولكنني وجدت متطوعين شباب متحمسين وموهوبين يضعون اختلافاتهم جانباً ويتعاونون معاً عن كثب، لإعادة تأهيل الشوارع الواحد بعد الآخر. كان عملهم هذا مثيرًا للإعجاب بحق. وفيما كنت أغادر المكان، قالوا لي: "نرجوكم ألا تنقذوا الحكومة اللبنانية". وقد اتفقت مع طلبهم هذا من كل قلبي. لن نقدم هذا النوع من المساعدات طويلة الأمد قبل أن نشهد حكومة قادرة فعلياً على التغيير والقيام بالإصلاحات.

الإصلاحات وترسيم الحدود

يُسأل السفير هيل: هل تتوسع في الحديث عن نوع الإصلاحات التي تطلبونها من الحكومة أو بأي طرف اجتمعت به؟ وهل تمكنت من إحراز أي تقدم بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية بما أن الرئيس اللبناني صرح بأنهم يرحبون بالدور الأميركي في هذا الملف؟

- مجموعة الإصلاحات معروفة جداً، وأعتقد أن صندوق النقد الدولي يشارك في محادثات مع الحكومة اللبنانية بشأن ما هو مطلوب، للتوصل إلى اتفاق معه، والأموال التي تم التعهد بها منذ بضع سنوات (مؤتمر سيدر) مرتبطة بالإصلاحات هي الأخرى. إنها بالأساس إجراءات اقتصادية ومالية كان ينبغي اتخاذها منذ وقت طويل، على غرار مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وإعادة هيكلة الدين العام والنظر في النظام الكهربائي، الذي لا يعمل جيدا منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 1990 والتنويع الاقتصادي ومعالجة واقع توزيع أرباح الجمارك على أحزاب بدل الحكومة. ثمة نظام يتقبل كافة الأنشطة الشائنة في تلك المرافئ، من كافة من يستطيعون دخولها، بما في ذلك حزب الله. لتكن هذه اللحظة التي يتم فيها وضع حد لهذا النوع من العمليات. ونود أيضاً أن نشهد معالجة مسائل استقرار الاقتصاد الكلي. ويتم التركيز كثيراً أيضاً على المصرف المركزي والحاجة إلى التدقيق في المصرف المركزي، حتى نفهم ما يحصل هناك.

إذن هذه هي بعض الإصلاحات الرئيسية بإيجاز. وفي ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، فلقد طُرح الموضوع في بعض الاجتماعات التي عقدتها. ونحن نشارك طبعاً منذ عدة سنوات في محاولات إنهاء الخلافات بين اللبنانيين والإسرائيليين بشأن هذا الموضوع. وقد أحرزنا تقدماً بالفعل. ولكن ليس لدي ما أعلنه للصحافة عن هذا الموضوع.

حزب الله والحكومة

ولدى سؤاله عن المبلغ الإجمالي للمساعدات الإنسانية التي قدمتها الولايات المتحدة في أعقاب الانفجار، وعما إذا كان يمكن أن يشارك حزب الله في الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال.. يقول هيل: المبلغ الأخير الذي اطلعت عليه هو 18 مليون دولار من مساعدات الإغاثة الطارئة. وأتت هذه المساعدات من القيادة المركزية الأميركية، التي استجابت على الفور مع طرود مساعدة للجيش اللبناني، وثم مساعدات لاحقة على شكل دعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وهذه المساعدات توجهت إلى شركائنا من المنظمات غير الحكومية. لن يصل أي من هذه المساعدات للحكومة اللبنانية، أعني للجزء المدني من الحكومة. أما في ما يتعلق بحزب الله والإصلاحات، فنحن نركز على الإصلاحات نفسها، وأن نجد حكومة قادرة فعلياً على معالجة نظم الحكم المختلة وظيفياً، والقائمة منذ سنوات والتي شارك فيها حزب الله بدرجة كبيرة. ويتعزز (نفوذ) حزب الله بفضل هذا الاختلال الوظيفي، ويساهم فيه، لأنه يتيح له التصرف كدولة داخل الدولة. إذن، سيجدوننا جاهزين مع المساعدات، ما إن نشهد تشكيل حكومة ملتزمة فعلاً بإجراء هذه الإصلاحات الكاسحة، وقادرة على القيام بذلك، حتى تقوم دولة مسؤولة وخاضعة للمساءلة من الناس بشكل فعلي، وتستجيب لاحتياجات الشعب.

ويضيف هيل: قد يشارك حزب الله في الحكومة أو لا يشارك. لقد شارك في الحكومات السابقة. وتمكنا من التعامل في السابق مع حكومات ضمت مكون حزب الله. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت حكومة مماثلة قادرة فعلياً على إجراء الإصلاحات. فالأخيرة تأتي بعكس مصالح كافة قادة الوضع الراهن، بما فيهم حزب الله، الذي يعتبر اليوم جزءاً كبيراً من المشكلة. تم إحراق دمية تمثل حسن نصر الله في ساحة الشهداء. وأظن أن ذلك يشير إلى أن الناس بدأوا يدركون أن حزب الله أيضا جزء من النظام الفاسد، الذي يخدم نفسه والذي يتعزز الحزب بفعله. فإذا تم تشكيل حكومة يهيمن عليها حزب الله أو يشارك فيها، سنضطر إلى مراجعة تغييرات عدة عن كثب. ولكننا نركز بشكل فعلي على أن تكون الحكومة قادرة على تحقيق ما يطالب به الشعب اللبناني لناحية التغيير.

المحكمة الدولية

أما عن الحكم الذي صدر في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وهل يمكن أن تقود الولايات المتحدة جهداً في مجلس الأمن الدولي لتحاول ربط حزب الله والنظام السوري بالاغتيال بشكل مباشر، فأجاب هيل: نحن نرحب بحكم الإدانة الصادر عن المحكمة. سليم عياش عميل معروف لحزب الله وسندعو الحكومة اللبنانية إلى تسليمه إلى العدالة والمحكمة، للتأكد من تنفيذ الحكم. إذاً، نحن نركز على ذلك. لم نضع بعد خططاً إضافية، ولكننا سنطلعكم على كيفية سير الأمور فيما تتكشف.

الرهان على الوقت

وبالعودة إلى السياسيين اللبنانيين والتغيير المطلوب، يقول هيل: وجدت أن بعض القادة يعيشون في حالة نكران، ويحاولون تخطي الأمور وجعل الوقت يمر على أمل أن يفقد الناس الاهتمام. فهم إما لا يفهمون حجم المشكلة أو لا يريدون التعامل معها. ولا ينبغي للولايات المتحدة أو أي حكومة أجنبية أن تحاول أن تملي تفاصيل الحكومة، فهذا مناط بالشعب اللبناني. هذه إحدى المشاكل التي واجهها اللبنانيون في الواقع، وأعني بذلك الكثير من التدخلات من قبل جهات خارجية، ودعم مكون واحد كحزب الله على سبيل المثال. نود أن يركز الجميع على ما يطالب به الجمهور اللبناني. يعتبر الناس أن الحكام يستخدمون النظام لإثراء أنفسهم وتجاهل المطالب الشعبية، وهذه الحقبة قد انتهت. ما من أموال ليحصل ذلك. لقد باتوا في أسفل درك.

 

توتر في النبعة: حرق صورة لجعجع ولافتة عاشورائية

المدن/20 آب/2020

ساد في اليومين السابقين جو من التوتر في منطقة النبعة، بين مناصري القوات اللبنانية وحزب الله على خلفية حرق وتمزيق صور شخصيات ولافتات دينية. فمساء الثلاثاء 18 آب أقدم مجهولون على تمزيق وحرق صورة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عند مدخل حي النبعة في منطقة برج حمود.

ووفق مصادر "المدن" اتصل حزب الله بالقوات وأبلغهم عدم مسؤوليته عن الحادثة. كذلك فعل جهاز أمن الدولة، الذي قال للقوات إن معلوماته تفيد عن تدخل "طابور خامس" لتوتير الأجواء بين الطرفين. وتقدم حزب القوات يوم أمس الأربعاء 19 آب بشكوى أمام فصيلة درك برج حمود، فادعى على مجهول وكل ما يظهره التحقيق فاعلاً محرضاً أو متواطئاً في هذه الحادثة، فيما قام قواتيون برفع صورة جديدة لسمير جعجع مكان الصورة التي أُحرقت. وفي مساء الأربعاء أقدم مجهولون على حرق لافتة رفعت في المنطقة بمناسبة عاشوراء. والمنطقة التي يقطنها فقراء من مختلف الطوائف عادة ما تشهد مشاكل بين شبان مناصرين للثنائي الشيعي وآخرين يناصرون القوات اللبنانية. وساد في المنطقة جو من التوتر، خصوصاً أن حرق اللافتة "العاشورائية" أتى بعد تمزيق صورة رئيس حزب القوات. وأكدت المصادر أن اتصالات حصلت بين القوات وحزب الله لتدارك الأمر، مشيرة إلى أنه يبدو أن جهة ما تريد افتعال احتقان طائفي بين الطرفين. لكن التوتر عُولج سريعاً، فكلا الطرفين يتخوف من الانزلاق إلى الأسوأ. وترددت معلومات عن توجه شبان من منطقتي الرويسات والزعيترية إلى منطقة النبعة لمساندة أقرانهم من مناصري حزب الله، مدفوعين بالتوتر الذي تلا تمزيق صورة رئيس حزب القوات سمير جعجع. لكن التواصل السريع الذي حصل بين القيادتين عالج المسألة على الفور. وقد انتشرت عناصر من أمن الدولة ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني في المنطقة، تفادياً لأي تصعيد، وللملمة ذيول الحادثة بسلسلة اتصالات أجرتها مع كلا الطرفين.

 

أزمة وقود وقمح ودواء في الأشهر المقبلة... مصرف لبنان المركزي لا يستطيع مواصلة الدعم!

القناة 23/20 آب 2020

قال مصدر رسمي لوكالة "رويترز": "إن مصرف لبنان المركزي لا يستطيع مواصلة دعم الوقود والقمح والدواء لأكثر من 3 أشهر مقبلة". ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة وفقدت الليرة أكثر من 80 بالمئة من قيمتها. ويذكر أن مصرف لبنان أصدر يوم أمس الأربعاء، قرارًا جديدًا متعلقًا بتحويل الأموال الى الطلاب اللبنانيين في الخارج، طلب فيه من المصارف تحويل الأموال للطلاب من حسابات عملائها الجارية بالعملة الأجنبية، على أن لا يتعدّى ىسقفها سنويا 10 آلاف دولار أميركي".

 

تباين بين عون وباسيل.. أي فرص للاستراتيجية الدفاعية؟

 وكالة الانباء المركزية/20 آب 2020

لا شك في أن المؤتمر الصحافي المطول الذي عقده رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يوم الأحد الفائت حمل كثيرا من الرسائل السياسية إلى الحلفاء والخصوم على السواء. فالرجل اقتنص الفرصة الإعلامية المتاحة لينفض يده، من الفساد المستشري في البلاد، كما من انفجار المرفأ، في وقت يطالب الناس الغاضبون باسقاط رئيس الجمهورية على خلفية المسؤولية عن كارثة مرفأ بيروت، بعد إطاحة حكومة الرئيس حسان دياب، مع العلم أن التيار لم يتوان عن العودة إلى الشارع، وإن بشكل محدود، ليعبر عن امتعاضه إزاء القنص السياسي في اتجاه العهد بشكل مباشر.

لكن هذه لم تكن الرسالة الوحيدة التي بعث بها باسيل في أكثر من اتجاه. ذلك أنه فتح أيضا ملفا كبيرا حاذر الجميع الغوص في دهاليزه، حتى اللحظة على الأقل تفاديا للاتهامات المعتادة بالإنقضاض على الطائف. إلا أن مصادر مراقبة أشارت لـ “المركزية” إلى أن باسيل سار بين ألغام هذا الملف الشائك، وأطلق عددا من الاشارات المهمة كالقول إن تغيير النظام لا يتم من خلال القفز فوق الدستور، بل من خلاله، ما يعني قطع الطريق على أي محاولات لتعديل الطائف. واعتبرت في المقابل أن هذا الهدف الطموح يستوجب قليلا من الخطوات السياسية المهمة، وإن كانت تعني الاشتباك مع الحلفاء، على رأسها القبول بحياد لبنان كما يطرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ووضع الاستراتيجية الدفاعية التي طال انتظارها. غير أنها تستبعد أن يتم ذلك في القريب العاجل، لأن بين باسيل ورئيس الجمهورية اختلافا في وجهات النظر في هذا المجال. بدليل أن عون لا يزال يتريث في الدعوة إلى حوار وطني حول الحياد والاستراتيجية الدفاعية، متماهيا في ذلك مع موقف حزب الله المناهض لهذه الخطوة، والذي قد يزداد تشددا بعد صدور الحكم في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وتاليا، فإن فرص ولادة هذه الاستراتيجية لا تزال بعيدة المنال…

 

هذه هي شروط الحريري للقبول بالتكليف

 أخبار اليوم/20 آب 2020

بدأت محاولات وضع قطار الحكومة العتيدة على سكة التأليف، كانت اولى الخطوات بالامس من خلال اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه الذي عبر عن رفضه لتكرار تجربة الحكومة المستقيلة، ورشّح الرئيس سعد الحريري كونه رجل المرحلة في وقت يحتاج فيه البلد الى الانقاذ في اسرع وقت ممكن. وردا على ترشيح برّي، اشار احد زوار بيت الوسط الى ان الحريري حدد شروطه المحلية والدولية، وفي ضوء التطمينات التي سينالها على المستويين، فيرسم خريطة واضحة وقابلة للتنفيذ مع رفض اي محاولة للعرقلة او وضع العصي في دواليب اي حكومة يكلف برئاستها.

والشروط هي:

– حكومة توحي بالثقة بمعنى انها تحظى بقبول شارعي 17 تشرين الاول و 4 آب،

– البند الاول في برنامج الاصلاح هو الكهرباء وايجاد حلول سريعة لهذا الملف العالق منذ سنوات،

– عندما يُعدّ التشكيلة الحكومية، اما ان يقبل بها جميع الفرقاء كما اعدها ومن ضمنهم رئيس الجمهورية، والا يصرف النظر عن تأليف الحكومة بشكل نهائي، فلا تعديل ولا ودائع وزارية، بل فريق عمل واحد موحد.

– وفي حال تم السير بالشروط الثلاثة اعلاه، فان الحريري سيؤلف الحكومة، لكن استقالته ستبقى جاهزة لا سيما اذا وجد مع انطلاقة الحكومة ان هناك عرقلة في اي من الملفات التي تستوجب معالجة وتنفيذا سريعا.

وفي موازاة ذلك، يدرك الحريري ان اي حكومة في لبنان، لا يمكن ان تنطلق دون دعم عربي ودولي الى جانب دعم المؤسسات والصناديق المالية الدولية، وبالتالي، يريد من الجهات التي كانت قد عبّرت عن رغبة سابقا بمساعدة لبنان، ان تحدد حجم الاموال التي ستخصصها له وقيمتها وشكلها وكيفية دفعها او صرفها.

اذا، هذه هي خارطة الطريق التي ينطلق منها الحريري، والا فهو غير مستعد لان “يحترق” مجددا.

 

حزب الله" محاصر من كل الجهات... هل يخرج من قمرة القيادة؟

المركزية/20 آب 2020

في المشهد السياسي العام، يبدو حزب الله منتصرا مزهوا بإنجازاته واحكام قبضته على الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها الدستورية من رئاسة الجمهورية نزولا حتى موظفي الادارات العامة، وقد جاء حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليضيف الى رصيده، على الأقل شعبياً، مع تبرئة ثلاثة من المتهمين وادانة سليم عياش فقط، خلافا للتوقعات وآمال البعض. غير ان ما يطفو على واجهة المشهد لا يعكس المضمون الحقيقي لوضع الحزب، بحسب ما تقول اوساط سياسية معارضة لـ"المركزية" فالظاهر شيء والباطن شيء آخر.

ليس الحزب في احسن حال، لا بل في الاسوأ على الارجح، وما يدور على الساحة اللبنانية ليس سوى بداية تفكيك منظومته لولوج التسوية السياسية الكبرى المقبلة على لبنان والمنطقة، توضح المصادر، فلا تسوية مع السلاح غير الشرعي ولا تسوية مع الاغتيالات الارهابية ولا تسوية مع السلاح المنتشر في بيئة طائفية، والتسوية آتية لا محالة لاعادة بناء الدولة القوية، في استعادة لسيناريو نهاية الثمانينات، ولئن بصيغة مختلفة. وليست مواقف امين عام الحزب السيد حسن نصرالله الاخيرة بما انطوت عليه من تحذير وتهديد مباشر للقوى التي تحاول المس بمراكز قوة الحزب في السلطة وهي رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، بعدما اُسقطت حكومته برئاسة الرئيس حسان دياب، واتهام من يتعرض الى هذه المواقع او يستهدفها بتنفيذ مؤامرة خارجية على لبنان بايعاز من السفارات، والتهديد بأن الحزب لن يقف مكتوف اليدين حيالها، سوى محاولة لابعاد نار التسويات عنه. تضع الاوساط مجمل المواقف والتهديدات هذه في سياق الخوف، مع حكومة غير سياسية اوغير تقليدية، من فقدان موقعه السياسي الحالي القائم على الامساك بقرار السلطة من خلال الحكومة. ذلك ان خسارته الحكومة تفقده ورقة ضغط اساسية يستخدمها عند الحاجة، خصوصا مع حكومة مطواعة على غرار حكومة دياب، من هنا، يمكن فهم اتهامه القوى المطالبة بالتغيير من خلال تقصير ولاية الرئاسة ومجلس النواب واجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة بالتآمر على لبنان، وهو سيكمل مشواره النضالي بهدف الوصول الى تشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة اوسع تمثيلا سياسية مطعمة باختصاصيين شبيهة بحكومة دياب.

غير ان الظرف الذي أمّن وصول دياب ليس هو نفسه بعد انفجار المرفأ ورسو الاساطيل الغربية قبالة شاطئ لبنان، وعلى الارجح ان الحزب اكثر مَن فهم رسالة الاساطيل، تضيف الاوساط. وللغاية ، رفع نصرالله سقف خطابه السياسي واستنفر بيئته  بالقول "اصبروا قد نحتاج الى قوتكم لاحقا".

 ان حزب الله يتعرض راهنا الى اوسع حصار شعبي وسياسي واداري واقليمي ودولي، فكيف يمكن ان يفلت منه؟ توضح الاوساط ان مقود السلطة يخرج عن سيطرته تدريجا بعدما باتت صورته مهشمة بانفجار المرفأ وبالحكم الدولي والضغط الخارجي والخسارات الاقليمية في سوريا والعراق واليمن، ولم يعد امامه من سبيل سوى فرملة اندفاعه الاقليمي والعودة الى كنف الدولة ليحمي رأسه، والا فإنه سيرتطم بجدار الانهيار الضخم، وما الرهان على المماطلة الى ما بعد الانتخابات الاميركية في تشرين المقبل سوى خسارة بخسارة، تختم الاوساط، لان "زمن الاول تحوّل" والتسويات الاقليمية الكبرى على الابواب، بدءا من ترسيم الحدود الجنوبية والشرقية للبنان، ولا عودة الى الوراء...

 

هذا ما يفعله الرصاص المطّاطي والغاز المسيل للدموع

القناة 23 /20 آب 2020

رصدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التظاهرات التي هزّت بيروت بعد انفجار المرفأ. وقالت المنظمة إنّها لاحظت "قوات أمنيّة تطلق قنابل مسيلة للدموع مباشرة على رؤوس المتظاهرين في انتهاك للمعايير الدولية، ما أدى إلى إصابة البعض بجروح بليغة". كما كان رجال الأمن يضربون المتظاهرين بالهراوات و"يطلقون الرصاص المطاطي والخردق بشكل عشوائي"، وفق منشور في مدونة للمنظمة. وأضافت أنها" راقبت الاحتجاجات السلمية الى حد كبير، في 8 آب، حيث تم إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والخرطوش على الحشود بشكل عشوائي". وسجلت في دولٍ أخرى، وفيّات جراء الرصاص المطاطي الذي يعود استخدامه للمرة الأولى إلى الجيش البريطاني في ايرلندا الشمالية قبل 50 عاماً. وفقد متظاهرون أعينهم في تظاهرات السترات الصفر الفرنسية، والاحتجاجات الفلسطينيّة المناهضة لإسرائيل، وكذلك في الاضطرابات التي أعقبت مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة، فقوّة هذه الذخيرة المصمّمة لتصطدم بالأرض وتنعكس على أرجل المتظاهرين قادرة على تحطيم العظم وتمزيق الأوعية الدموية والتسبب بنزيف داخلي للمصاب عندما تطلق بشكل مباشر. وذكر الجرّاح اللبناني ووزير الصحة السابق محمد جواد خليفة، في تغريدة، أن مستشفى واحدا في بيروت أجرى سبع عمليات لمتظاهرين أصيبوا في أعينهم اضافة إلى معالجة  "طحال منفجر بالبطن" بعد ليلة من التظاهرات هذا الشهر. وقالت منظمة العفو الدوليّة، إنّ استخدام القوات الأمنيّة العشوائي للكثير من هذه المقذوفات "ليس شرعيّاً"، وحضّت على حظر الرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وأشارت المنظمة إلى أنّ الغاز المسيل للدموع يصبح مؤذيا جدّاً عند إطلاقه بكميات كبيرة، أو في أماكن مغلقة أو عندما يثير الذعر بين الأشخاص ويؤدّي إلى تدافع. وبينما يتعافى معظم الأشخاص من آثار الغاز المسيل للدموع التي تشمل حروق الجلد وتدفق الدموع وصعوبة التنفس، الا أنّ الأطفال والحوامل ومرضى الربو وكبار السن معرضون لخطر أكبر بكثير.

 

بري يحضّر عرسا "حكوميا"... قبل استشارة العريس!

المركزية/20 آب 2020

يخوض رئيس مجلس النواب نبيه بري معركة إرجاع الرئيس سعد الحريري الى السراي. اندفع بقوة على هذا الخط غداة قول المحكمة الدولية كلمتها في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مرتاحا الى ان ما جاء في الحكم يعزز خياره هذا، ويساعده في تسويق اسم رئيس المستقبل أكثر، علما ان الاخير كان دائما المرشح الاول لدى عين التينة... من هنا، انطلق امس نحو بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي جيبه، وفق ما تقول مصادرسياسية مطلعة لـ"المركزية"، اسم واحد: سعد الحريري، وعينه على هدف واحد: اقناع القوى السياسية كلّها، بدءا برئاسة الجمهورية وفريق التيار الوطني الحر، بأن لا مفر من سيد بيت الوسط ولا بديل منه، فهو في نظره رجل المرحلة بامتياز. وفق المصادر، عجلات بري لا تعمل في اتجاه واحد، بل شملت وستشمل الاطراف كلّها، من المختارة الى بنشعي مرورا بخلدة، وصولا الى معراب. والجدير ذكره ان مسعاه لتسويق الحريري يحظى بمباركة كاملة من حزب الله، وهو منسّق مسبقا مع الضاحية. فالاخيرة وإن سكتت عن المحكمة الدولية وحكمها، وإن كانت لا تبدو في وارد التصالح مع ما خرج عنها، تمهيدا لتسليم المتهم باغتيال الحريري ، سليم عياش، وهو احد افراد الحزب، تريد ان يعود سعد الحريري الى الرئاسة الثالثة، لإدراكها ان اي اسم آخر لن يؤمن للحزب المحاصر اليوم من كل حدب وصوب، اقتصاديا وسياسيا، الغطاء الذي يوفّره له الحريري. لكن في كل هذا المشهد، قطبة اساسية مخفية، أو سؤال اساسي يفرض نفسه. هل الرئيس الحريري راض بترؤس الحكومة العتيدة؟ هل يريد هذا المنصب ووفق الشروط التي يطرحها بري الذي يقول منذ اشهر ان الحكومة يجب ان تكون سياسية، وهو الموقف الذي كرره ايضا منذ ايام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله؟! عين التينة، حتى الساعة، تبدو تعدّ زفافا كبيرا قبل ان تستشير العريس! تتابع المصادر. هي تعمم ايضا ان الحريري لا يضع شروطا للتأليف، لكن هل هذا صحيح؟! الصورة حتى اللحظة، ضبابية على هذه الضفة، وهي لن تتضح قبل موقف صريح من الرئيس الحريري من جهة، وقبل لقاء يفترض ان يجمع في الساعات القليلة المقبلة، كلا من بري والحريري. واذا كانت مواقف دولية عدة فرنسية واميركية سجّلت في الساعات الماضية، تدل الى ان لا فيتو لدى العاصمتين  على مشاركة حزب الله في الحكومة العتيدة، فهل يعني ذلك ان الحريري سيقبل من جديد بحكومة وحدة وطنية او شبه وحدة وطنية، تتمثل فيها القوى السياسية، بعد التجارب السابقة غير المشجعة في هذا المجال؟ هل سيلدغ من الجحر مرّتين؟ أم انه سيوافق على تكليفه، شرط تأليفه الحكومة التي يريد، اي من اختصاصيين مستقلين، من دون ان يُكبّل من الاطراف الاخرى؟ فيرمي الطابة من جديد في ملعب الفريق الآخر؟ الاجوبة ستحملها الايام المقبلة، تختم المصادر.

 

من "الردع" إلى "الرعب"... لماذا يخشى العالم صواريخ إيران؟!

القناة 23/20 آب 2020

مع كشف إيران اليوم عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم "قاسم سليماني" يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وصاروخ كروز باسم "أبو مهدي المهندس" يصل مداه إلى أكثر من ألف كيلومتر، خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الصناعة الدفاعية الإيرانية، شارك فيه الرئيس حسن روحاني ووزير الدفاع أمير حاتمي، يعود إلواجهة الحديث عن الصواريخ الإيرانية، ومدى "فاعليّتها"، خصوصاً أنّها تكون في العادة مجهَّزة لضرب القواعد الأميركية.   وفي هذا السياق، يقول العارفون إنّه لم يكن مستغربا أن يكون أول رد على مقتل سليماني من قبل الدولة الإيرانية هو عبر صواريخها عابرة الحدود التي استهدفت قاعدة عين الأسد، فمنظومات الصواريخ الإيرانية الباليستية منها وغير الباليستية تظل مثار مخاوف الجميع، فإيران استثمرت بشكل كبير في تطوير منظومة صواريخ محلية الصنع، تستطيع الوصول لكل العواصم العربية المحيطة، وكذلك الوصول للعمق الإسرائيلي.

انفجار غير معهود

في ذلك اليوم قبل سبعة أعوام، كان الإيرانيون في شرق طهران على موعد مع لحظات غير معتادة من الفزع، حين تهشمت نوافذهم واهتزت أبنيتهم وشق لسان ضخم من اللهب سماءهم بشكل مفاجئ على وقع انفجار ضخم، وبدا للوهلة الأولى أن أميركا أو إسرائيل تجاوزتا عتبة التهديدات الكلامية لتسقطا إحدى القنابل المتطورة فوق العاصمة الفارسية، قبل أن يُدرك الإيرانيون في وقت لاحق أن مصدر هلعهم كان انفجارا غير معهود في قاعدة الغدير للصواريخ في "بيد غانه"، على بعد 30 ميلا من العاصمة الإيرانية. وبحسب التقرير، كان "طهراني" إحدى الشخصيات القلائل الذين يفوق صيتهم في الغرب شهرتهم في إيران نفسها، مع كونه الضابط الأبرز في قوة الفضاء الإيرانية التابعة للحرس الثوري، ومهندس مشروع الصواريخ البالستية الإيرانية، والمسؤول الأول عن تصميمات الصواريخ، ومسؤول الاتصال والمشتريات الخارجية للبرنامج الصاروخي، ومؤسس مركز الصواريخ في الحرس الثوري، والمشرف لاحقا على تأسيس البرنامج الصاروخي لـ "حزب الله" اللبناني نفسه، ومسؤول منظمة الاكتفاء الذاتي والبحوث الصناعية، وقبل ذلك قائد الجناح الشمالي للحرس، وصاحب السجل العسكري الحافل الذي جعله على رأس قائمة المطلوبة رؤوسهم لأجهزة الاستخبارات وإن لم يُكشف عن ذلك بشكل رسمي.

لم تقدم إيران أبدا ما يكفي من المعلومات حول الانفجار الذي هز قلوب الإيرانيين، وخلّف 17 قتيلا من أفضل جنرالات وجنود الحرس الثوري وفي مقدمتهم طهراني نفسه، مكتفية بجنازة مهيبة تقدمها المرشد الإيراني "خامنئي"، لكن القادة في طهران كانوا يدركون أن ما خسروه في ذلك يتجاوز مجرد مقتل قادة عسكريين بارزين، وأن برنامجهم العسكري الأكثر تطورا تعرض للتو لضربة قاصمة لن يكون قادرا على التعافي منها في وقت قريب.

ومنذ ذلك الحين، ظل مقتل طهراني لغزا بلا حل، فرغم تثبث الرواية الإيرانية الرسمية بأن الانفجار الذي أودى بمقدم ورفاقه كان راجعا إلى خطأ تقني وليس إلى عملية استهداف موجهة، فإن حدوث الواقعة أعقاب سلسلة من عمليات الاغتيال ضد علماء إيران النوويين خلال الأعوام الماضية، أسهم في رفع سقف التكهنات حول تورط أجهزة استخبارات خارجية، ويبدو أن طهران لم تكن تريد الاعتراف أن أذرع الموساد الطولى على الأرجح قد تجاوزت العبث بشوارع طهران إلى المواقع العسكرية الحصينة التي يرعاها جنود الحرس الثوري. على مدار السنوات التالية، خفت ذكر "طهراني" وصواريخه طويلا لصالح برنامج طهران النووي الناشئ الذي جذب أنظار العالم، ولكن ذكر أبي الصواريخ الإيراني قفز لدائرة الضوء من جديد، حين نشرت صورة له في منتدى إيراني على الإنترنت عام 2017، وخلفه صندوق غامض يحمل اسم "مرفق شهرود"، صورة قادت لاحقا إلى استنتاج مذهل: فقبل وفاته بقليل يبدو أن طهراني أشرف على تطوير منشأة سرية ثانية في الصحراء الإيرانية النائية في "شهرود" على بعد 300 ميل من منشأته الأولى، وبفحص صور الأقمار الصناعية سرعان ما ظهرت المباني زبرجدية اللون المميزة من جديد، ولكن هذه المرة في قلب صحراء إيران.

لا يعرف الإيرانيون أو غيرهم إلى اليوم كثيرا حول حادثة "الغدير" التي تحمل اسم تلك القاعدة الصاروخية المثيرة للجدل، قاعدة ارتبط اسمها بحملات البروباغاندا الضخمة لقطع من الأسلحة تحمل الاسم ذاته، مثل غواصات "غدير" وصواريخ "غدير"، أما خارج إيران حيث تكشف الأقمار الصناعية تفاصيل كل شيء فوق الأرض تقريبا، كانت القاعدة معروفة بوضوح ومشتهرة بنشاطها الكثيف ومبانيها المميزة زبرجدية اللون، التي صارت علامة على تفضيلات الرجل الأهم في تلك المنشأة، وهو العميد "حسن طهراني مقدم"(2)، الذي يُعرف اليوم بأنه أبو البرنامج الصاروخي الإيراني.

أثارت التحقيقات(3) حول منشأة "شهرود" الغامضة موجة جديدة من الجدل حول نشاط إيران الصاروخي، خاصة عند تحليل الندبات الأرضية التي خلّفتها اختبارات الصواريخ على الأرض، والتي ترجح أن إيران لا تطور فقط ترسانتها التقليدية من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ولكنها ربما دخلت إلى عصر تطوير صواريخ طويلة المدى أو برنامج فضائي متطور، في تطور نوعي لترسانة الصواريخ الإيرانية التي تم تدشينها في صورة بدائية في منتصف الثمانينيات، لتتطور تدريجيا عاما بعد عام مثيرة المزيد من الذعر، ليس لدى جيران إيران فحسب ولكن في واشنطن نفسها.

حرب المدن

تعود(4) طموحات إيران الصاروخية إلى عصور حكم الشاه خلال حقبة ما قبل الثورة الإسلامية، فخلال تلك الفترة -في بداية السبعينيات على وجه الخصوص- كان الجيش الإيراني واحدا من أفضل الجيوش تجهيزا في الشرق الأوسط، وربما في العالم بأكمله، ممتلكا في القلب منه برنامجا ناشئا وطموحا للصواريخ قصيرة المدى، ولكن بعد الثورة الإسلامية عام 1979، تم تفكيك الجيش من الداخل من خلال عمليات تطهير أيديولوجية، وتم تقليص برامج المشتريات والتدريب، ناهيك بفرار العديد من العسكريين المدربين خاصة في سلاح الجو، تاركين الجيش الإيراني بوحداته المختلفة في حال يُرثى له من الضعف والتفكك.

دخلت إيران أتون حرب ثماني السنوات مع العراق، بعد عام واحد على قيام ثورتها، على ذلك الحال من التردي العسكري وعلى الأخص في سلاح الجو، وعلى الرغم من أن إيران كانت لا تزال متفوقة من الناحيتين العسكرية والتكنولوجية على الجيش العراقي، فإنها وجدت نفسها عاجزة عن تحقيق التفوق الجوي، وفي الوقت الذي أمطرت فيه الصواريخ العراقية المدن الإيرانية بكثافة، كانت طهران عاجزة بوضوح عن توجيه ضربات دقيقة إلى الأهداف في الداخل العراقي. ومن أجل تحقيق توازن الردع في مواجهة بغداد، قررت(5) طهران في وقت مبكر أنها بحاجة إلى امتلاك ترسانتها الخاصة من الصواريخ، وفي سبيل تحقيق ذلك لم يكن التصنيع هدفا إيرانيا وقتها، مركزة جهودها الأولى على استيراد وتجميع صواريخ سكود قصيرة المدى، وفي عام 1985 ترأس رئيس البرلمان الإيراني آنذاك "أكبر هاشمي رفسنجاني" وفدا رفيع المستوى خاض رحلات مكوكية إلى ليبيا وسوريا وكوريا الشمالية والصين، في جولة تسوق خاصة من أجل الحلم الصاروخي.

آتت جهود "رفسنجاني" أُكلها سريعا، فلم ينته العام ذاته قبل أن تحصل إيران بالفعل على دفعتها الأولى من الصواريخ قصيرة المدى من طراز "آر – 17، أحد نماذج "سكود بي" من ليبيا، وهي صواريخ يمكنها الطيران لمسافة تقترب من 300 كم حاملة رأسا متفجرا يصل وزنه إلى ألف كيلوغرام، وعلى الرغم من كون تلك الصواريخ ضعيفة التوجيه إلى حد كبير، فإنها كانت كافية لتحقيق هدف طهران بإشعال النيران في المدن العراقية ضمن ما عُرف لاحقا باسم "حرب المدن" بين طهران وبغداد.

ولكن طهران سرعان ما استنفدت مخزوناتها من الصواريخ الليبية لتتوجه بعدها إلى مورد جديد هو كوريا الشمالية، وهذه المرة بصفقة أكثر طموحا، حيث عرضت طهران المشاركة في تمويل برنامج "بيونج يانج" الصاروخي مقابل نقل التكنولوجيا إليها والحصول على امتياز الأولوية في الحصول على الصواريخ بمجرد خروجها من خطوط الإنتاج. وبالفعل تم تسليم الدفعة الأولى من صواريخ سكود الكورية الشمالية عام 1987، وأُشيع آنذاك أن إيران حصلت على حصتها من الصواريخ حتى قبل نشر الصواريخ نفسها في الجيش الكوري الشمالي، وخلال الأشهر التالية حصلت إيران على ما يقرب من مئة صاروخ استُخدمت جميعا تباعا في الحرب مع العراق، مضيفة المزيد من النيران إلى لهيب السماوات المشتعلة بالفعل نتيجة أكبر حرب للصواريخ عرفها الشرق الأوسط حتى ذلك التوقيت. في نهاية المطاف، انتهت الحرب العراقية الإيرانية دون فائز واضح بعد أن خلّفت زهاء مليون قتيل، بيد أن انتهاءها لم ينه طموحات طهران في امتلاك الصواريخ ولكن جعلها أكثر تعطشا، وقبل أن ينتهي عقد الحرب نفسه دخلت إيران في مفاوضات مع كوريا الشمالية لشراء أحدث صواريخها من طراز سكود سي. يعمل "سكود سي" بالوقود السائل، وهو أطول وأوسع مدى من صواريخ "سكود بي" مع توسيع خزانات الوقود لتحمل كميات أكبر منه، ويُقدّر مدى الصاروخ بـ 500 كم متر عند حمله رأسا متفجرا يزن 700 كجم. ورغم حصول إيران على حصتها من سكود سي بالفعل عام 1991، فإن طموحاتها آنذاك تجاوزت نهم اقتناء الصواريخ، ليتحول اهتمام طهران الأساسي إلى امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج الصواريخ محليا، وهو هدف قديم يبدو أن طهران شرعت في التخطيط لتحقيقه بدقة ونشاط في وقت أبكر مما يظن الجميع.

 

ورقة فرنسية للقيادات اللبنانية… هذه تفاصيلها

المؤسسة اللبنانية للإرسال/20 آب 2020

تنطلق الاتصالات الحكومية من ورقة فرنسية سلمت لعدد من القيادات اللبنانية وهي حصيلة الاتصالات التي اجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون معهم، وتقوم على برنامج اصلاحي يبدأ من تشكيل حكومة سريعاً عنوانها gouvernement de mission، بحسب معلومات للـLBCI.

وبحسب المعلومات، الرئيس سعد الحريري لديه ورقة ايضاً تتقاطع مع الورقة الفرنسية لاسيما في عناوين مثل اصلاح الكهرباء والاتصالات والقضاء والامن والتدقيق المالي وصندوق النقد الدولي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يتهم الأوروبيين بـ "الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تعارض مسعى واشنطن إعادة فرض العقوبات على طهران

 وكالات /الجمعة 21 آب/2020

اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حلفاء بلاده الأوروبيين بـ "الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين الخميس بعد تفعيله آلية مثيرة للجدل لإعادة فرض عقوبات أممية على طهران. وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إنّ الولايات المتحدة لا تملك الحقّ القانوني لإطلاق ما يسمى بآلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران لأنها انسحبت عام 2018 من الاتفاق النووي. وقال بومبيو للصحافيين بعد إطلاق الآلية بشكل رسمي "لا توجد دولة سوى الولايات المتحدة امتلكت الشجاعة والقناعة لتقديم مشروع قرار. لكنّهم بدلاً من ذلك اختاروا الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين.

وأضاف أنّ "أصدقاءنا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قالوا لي في مجالس خاصة إنهم لا يريدون لحظر السلاح (المفروض على إيران) أن يُرفع". وأكّد الوزير الأميركي أنّ بلاده لجأت لتفعيل آلية سناب باك بعدما لم يترك لها شركاؤها الأوروبيون "أي خيار آخر" ولا سيما للإبقاء على حظر السلاح المفروض على إيران.

وقدمت الولايات المتحدة رسالة لمجلس الأمن المؤلف من 15 بلداً تتهم فيها إيران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي لتطلق من الناحية النظرية عملية تستغرق 30 يوماً قد تفضي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

الرد الإيراني ورفضت إيران الخطوة، المدفوعة بقرب انتهاء أجل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة والمقرر في أكتوبر (تشرين الثاني)، قائلة إن واشنطن ليس لها الحق في إعادة العقوبات، وطالبت أعضاء مجلس الأمن برفض التحرك الأميركي.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في رسالة إلى الأمم المتحدة قبل التحرك الأميركي إن واشنطن ليس لها الحق في إعادة آلية فرض كل العقوبات لأنها لم تعد طرفاً في الاتفاق النووي. وقال ظريف في الرسالة "سيكون لسعي الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران عواقب خطيرة... جاء الآن دور المجتمع الدولي لمواجهة المسعى الأميركي غير القانوني".  وأعلنت فرنسا وألمانيا وبريطانيا مشترك أنّها لن تدعم طلب واشنطن من الأمم المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران على خلفية اتهامات موجهة إلى طهران بانتهاكها الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إنّ "فرنسا وألمانيا وبريطانيا تشير إلى أنّ الولايات المتّحدة لم تَعد مشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الاتفاقية" وبالتالي لا يمكنها "أن تدعم هذه المبادرة التي تتعارض مع جهودنا الحالية الرامية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة". وأضافت "نحن لا نزال ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة على الرّغم من التحديات الرئيسية التي يمثّلها انسحاب الولايات المتّحدة" من هذه الاتفاقية و"نحن مقتنعون بأنّ قضية عدم احترام الإيرانيين باستمرار لالتزاماتهم المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن نعالجها في إطار حوار بين المشاركين في الاتفاقية". وشدّدت الدول الثلاث على أنّها "تحضّ إيران على إعادة النظر في جميع أعمالها التي تتعارض مع التزاماتها النووية والعودة دون تأخير إلى احترامها بالكامل".

وإسرائيل تؤيد

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحرك الولايات المتحدة ودعا القوى العالمية إلى دعم واشنطن. وقال نتنياهو في بيان "إنني أُشيد بالولايات المتحدة لقرارها تفعيل إعادة فرض العقوبات على إيران. هذا هو القرار الصحيح". ولطالما قال نتنياهو إن الاتفاق بين القوى الكبرى الست وإيران معيب. وأضاف "على الدول التي تتسم بالمسؤولية دعم الولايات المتحدة في سعيها للتوصل إلى حل حقيقي، حل يمنع إيران من صنع أسلحة نووية". وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية. ويتصاعد التوتر بشأن الملف النووي منذ اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العام 2018 قرار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى الذي جمّد البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على إيران. وتتيح آلية "سناب باك" المنصوص" عليها في الاتفاق النووي إعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران إذا ما طلبت دولة طرف في الاتفاق ذلك بدعوى انتهاك طهران للتعهّدات المنصوص عليها في الاتفاق. لكنّ سائر أعضاء مجلس الأمن الدولي يشكّكون في إمكانية لجوء الولايات المتّحدة إلى مثل هكذا خطوة لأنّ واشنطن انسحبت من الاتفاق بقرار من ترمب نفسه.

 

طهران تحتجز سفينة إماراتية بعد مقتل صيادين إيرانيين/الحادثة وقعت في ظل ارتفاع التوتر بين البلدين بعد إعلان اتفاق السلام بين أبوظبي وتل أبيب

اندبندنت عربية/21 آب/2020

أعلنت إيران الخميس أنها احتجزت سفينة إماراتية هذا الأسبوع واستدعت القائم بأعمال الإمارات بعد مقتل اثنين من صياديها في حادثة إطلاق نار في الخليج. وأوضحت وزارة الخارجية أن السفينة احتجزت "الاثنين" بعدما أطلقت سفن خفر السواحل الإماراتية "النار على زوارق صيد إيرانية، ما أدى إلى مقتل صيادين اثنين" مضيفة أنها استدعت القائم بالأعمال الإماراتي. وأفاد البيان أن خفر السواحل الإيراني "احتجز السفينة الإماراتية نظراً إلى أنها كانت تبحر بشكل غير قانوني في مياهنا، وتم توقيف طاقمها". ووفقاً لبيان الخارجية الذي نقلته وكالة "مهر" للأنباء، فإن "خفر السواحل الإماراتي أطلق النار على خمسة قوارب إيرانية، وقام بتوقيف أحدها في الخليج، ما أدى إلى مقتل صيادين اثنين". وأفاد بيان الوزارة بأن أبوظبي "أرسلت مذكرة اعتذار رسمية تعرب فيها عن أسفها للحادثة، وجاهزيتها للتعويض عن الخسائر".

المياه الإقليمية

وفي السياق ذاته، ذكر بيان بثته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) يوم الإثنين الماضي، أن خفر السواحل الإماراتي حاول يوم الإثنين إيقاف ثمانية قوارب صيد انتهكت المياه الإقليمية للدولة في شمال غربي جزيرة صير بونعير. ونقلت الوكالة عن جهاز حماية المنشآت الحيوية القول "تم تحريك ثلاثة زوارق مطاردة للدعم والإسناد، والتأكد من وجود ثمانية قوارب صيد مخالفة." وأضافت الوكالة "قامت زوارق حرس السواحل بمحاولة إيقافها، ولكنها لم تمتثل للأوامر، وعليه تم تطبيق قواعد الاشتباك". ولم يذكر بيان وكالة الأنباء الإماراتية وقوع خسائر في الأرواح.

توتر بين البلدين

وتأتي الحادثة في ظل ارتفاع التوتر بين البلدين، بعد إعلان اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل الأسبوع الماضي، والذي وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ "الخطأ الكبير"، محذراً الإمارات من "فتح أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني." وردّت أبوظبي باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية الأحد، وسلّمته مذكرة احتجاج على "تهديدات" روحاني، معربة عن "رفضها المطلق للغة الخطابات التحريضية من السلطات الإيرانية.

فرض العقوبات

ويأتي إعلان طهران عن الحادثة الخميس بعد يوم على إعلان ترمب أن بلاده ستفعّل آلية مثيرة للجدل لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، عقب فشل الولايات المتحدة في الحصول على الدعم الكافي من مجلس الأمن لقرار يمدد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

وتفاقم التوتر بين واشنطن وطهران منذ قرّر ترمب في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى عام 2015، لتعيد واشنطن فرض العقوبات عليها.

 

العراق في مربع الاهتمام الأميركي: النفط والاستثمارات والبعد الإيراني

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعهد بسحب قوات بلاده من العراق في غضون ثلاث سنوات.

العرب/21 آب/2020

واشنطن - أظهرت زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة ولقاءه، الخميس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العراق عاد إلى المربع رقم واحد في العلاقة مع واشنطن، وأن النفط والطاقة والاستثمارات والبعد الإيراني الاستراتيجي محور هذه العلاقة التي نجحت إدارة ترامب في ضبطها. وقال ترامب إن شركات أميركية تشارك في العديد من مشاريع التنقيب عن النفط بالعراق، في حين أعلن الكاظمي أن بلاده ترحب بالشركات والاستثمارات الأميركية. وخطف البعد الاقتصادي في الزيارة الأنظار بعد أن كشف وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار عن أن وزارة النفط وقعت اتفاقيات مع شركات أميركية رصينة بمليارات الدولارات لتطوير البني التحتية في قطاعي المصافي والغاز وتأسيس شركة طاقة جديدة في محافظة ذي قار. لكنّ البعد السياسي، وخاصة ما تعلق بصراع النفوذ مع إيران، كان عنصرا محوريا في تصريحات الرئيس الأميركي الذي قال إن بلاده لديها عدد محدود من الجنود في العراق وأن الهدف هو “المساعدة في حال أقدمت إيران على أيّ شيء”، في إشارة واضحة إلى أن إدارة ترامب تضع كأولوية لها كسر النفوذ الإيراني، وهو العامل الذي فشل فيه من قبل جورج بوش الابن وباراك أوباما. وأبلغ ترامب رئيس الوزراء العراقي التزامه بخروج سريع لقوات التحالف الدولي من العراق في غضون ثلاث سنوات، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية. ونقلت الوكالة عن ترامب قوله، خلال اللقاء “انسحبنا بشكل كبير من العراق وبقي عدد قليل جدا من الجنود”. وأكد التزامه “بخروج سريع لقوات التحالف في غضون ثلاث سنوات”، مضيفا “الكاظمي رجل أنسجم معه جدا”. وقبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، استقبل الكاظمي خلال عطلة نهاية الأسبوع إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وسط تسريبات عن رفضه نقل أيّ رسائل من القيادة الإيرانية إلى ترامب. وفي غضون ساعات قليلة، بين لحظة وصوله إلى الولايات المتحدة مساء الثلاثاء وموعد لقائه بالرئيس ترامب مساء أمس، عقد الكاظمي سلسلة من اللقاءات في واشنطن شملت لقاء وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجينا وأعضاء منتدى رجال الأعمال وغرفة التجارة الأميركية. وذكرت المصادر، التي ترافق الكاظمي في زيارته إلى واشنطن، لـ”العرب”، أن التفاهمات الأولية بين الوفد العراقي والجانب الأميركي فيما يخص قطاع الطاقة واعدة للغاية، مؤكدة توقيع عقود في مجالي الكهرباء والغاز مع شركات أميركية كبرى بمبالغ تفوق الأربعة مليارات دولار. وناقش الكاظمي في لقائه  ببومبيو “أهم الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة على مختلف الصعد والمجالات”. كما جرى التطرق إلى ملف العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجالات التنمية والاستثمار، والتصدي لجائحة كورونا، فضلاً عن التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والحوار الاستراتيجي بين البلدين.

وبعد الاجتماع، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن “المجموعات المسلحة لا تزال تسبب الكثير من المشاكل في العراق”، معرباً عن أمله في أن يكون “العراق خاليا من الفساد”. وأضاف “نحن ملتزمون بمساعدة العراق لمنع التدخل الأجنبي وتحسين العلاقات مع الجيران وهذا ما يريده الشعب العراقي.. بلد مزدهر”. وتابع “هناك استثمارات خاصة في العراق.. نحن نتمنى عراقا خاليا من الفساد”، لافتاً إلى أنه “جرت مناقشة ملف الطاقة مع الوفد العراقي”. وأكد بومبيو “دعم واشنطن للانتخابات المقبلة في العراق”، مشيراً إلى أن “العراق وبلاده يتقاسمان أهدافا وتضحيات ورؤيا وأملا للمستقبل، هذه المبادئ تقود لشراكة مستقرة ومثمرة”. وبحث الكاظمي في لقائه مع رئيسة صندوق النقد الدولي “عقد اتفاقية لدعم الاقتصاد العراقي، وتقليل حجم اعتماده على النفط، من خلال تأهيل القطاعات الأخرى وجعلها منافسة للقطاع النفطي بالشكل الذي يمكن عن طريقها امتصاص البطالة في البلاد”.

وخلال لقائه عددا من أعضاء منتدى رجال الأعمال وغرفة التجارة الأميركية، بحضور وزير الطاقة دان برويلت، أشار الكاظمي إلى “أهمية التعاون الاستراتيجي المستدام مع الولايات المتحدة، ومع الشركات والبنوك الأميركية، وأكد استعداد الحكومة لإزالة كل العقبات أمام عمل الشركات الأميركية في العراق”.

وأكد أن “الفرص الاستثمارية متاحة أمام رجال الأعمال والشركات الأميركية”، فيما دعا البنوك الأميركية إلى “التعاون في مجال تطوير النظام المصرفي العراقي، ليواكب المصارف العالمية بوصفه المنفذ الأساس إلى انفتاح اقتصادي كبير”. ويقول مراقبون إن انفتاح الكاظمي على التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة بهذا الشكل العلني والمباشر يتقاطع وطموحات قادة الميليشيات العراقية الموالين لإيران، الذين لا يفضلون أن تتعامل بغداد اقتصاديا مع دول قوية قادرة على حماية مصالحها. ولم تكن اللجان الثنائية بين البلدين أقل مباشرة في سعيها العلني لتطوير الشراكة بين العراق والولايات المتحدة. واتفق الجانبان على “محادثات فنية منفصلة لإدارة التوقيتات والانتقال إلى المرحلة الجديدة، بما في ذلك أيّ عمليات إعادة انتشار خارج العراق مرتبطة بها”. لكن الأنباء القادمة من العاصمة الأميركية، لم تعجب بعض الأطراف العراقية، ولاسيما الميليشيات التابعة لإيران وأذرعها السياسية، التي ترى في العلاقات الوثيقة بين بغداد وواشنطن أخطر تهديد لخططها الرامية إلى ابتلاع الدولة. وبالرغم من أن عمليات الاستقبال البروتوكولية للزعماء والقادة والرؤساء في المطارات، انقرضت منذ حين، إلا أن ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، الذي يوصف بأنه من أكثر العراقيين ولاء لإيران، لم تجد سوى طريقة استقبال الكاظمي في واشنطن لاستخدامها دليلا على فشل الزيارة. وقال النائب عن الذراع السياسية لميليشيا العصائب عبدالأمير التعيبان إن “طريقة استقبال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي من قبل الأميركان بهذه الطريقة المذلة تعكس أولا الغطرسة والعنجهية الأميركية تجاه الاخرين، وثانيا تعطي وللوهلة الأولى فشل تلك الزيارة”. ورغم أن إجراءات استقبال الكاظمي تمت على أتم وجه، ونُقل عبر رتل كبير من العجلات الدبلوماسية إلى مقر إقامته المؤقت، إلا أن التعيبان، يرى أن “التعامل بهكذا أسلوب هو تعامل الغالب مع المغلوب، والقوي مع الضعيف والمتكبر مع الذليل”. ويقول مراقبون إن هذه النبرة الغاضبة، التي لا تستند إلى تقديرات موضوعية أو خبرات دبلوماسية، تترجم الانفعال الكبير الذي يعتري مواقف أتباع إيران في العراق، وخشيتهم من أن تشد زيارة واشنطن من عضد الكاظمي وتمنحه شعبية كبيرة.

 

الكونغرس الاميركي يحذر من برنامج نووي سعودي-صيني

المدن/20 آب/2020

أرسل أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة تحذير إلى الرئيس دونالد ترامب أبرزوا فيها أخطار برامج نووية وصاروخية سرية تقوم بها السعودية بمساعدة الصين. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلس الشيوخ حذروا ترامب من أن برامج السعودية النووية والصاروخية السرية تمثل تهديداً لجهود الحد من انتشار تلك الأسلحة في المنطقة. وأشارت الرسالة إلى تقارير تفيد بأن الرياض قطعت أشواطا كبيرة بمساعدة صينية لتطوير البنية التحتية لإنتاج صواريخ باليستية متقدمة. ونقلت الصحيفة عن السيناتور كريس فان هولن قوله إن التقنيات التي حصلت عليها السعودية من الصين من دون ضوابط ستمنحها قدرة كامنة على إنتاج المواد للأسلحة النووية. وفي السياق، طلب أعضاء ديموقراطيون في مجلس النواب من وزير الخارجية مايك بومبيو تقديم معلومات حول تقارير بشأن قيام الصين بمساعدة السعودية في بناء منشأة لمعالجة اليورانيوم.

وأرسل النواب الثلاثة جواكين كاسترو وآمي بيرا وثيودور دويتش الذين يترأسون ثلاث لجان فرعية في المجلس، رسالة إلى وزير الخارجية لطلب "معلومات بشأن نقل جمهورية الصين الشعبية للتكنولوجيا النووية والصاروخية إلى السعودية، ورد وزارة الخارجية". وقال مسؤولون أميركيون لصحافيين وخبراء نوويين، إنهم يشتبهون في بناء مصنع لإنتاج ما يعرف باسم "الكعكة الصفراء" من اليورانيوم المكرر، من قبل فنيين صينيين في الصحراء في منطقة العلا، التي تقع في شمال غرب البلاد. وأكد بومبيو لصحيفة "نيويورك بوست"، أن من أولويات الإدارة الحالية التعامل مع قضايا الانتشار النووي. وقال: "نحاول القضاء على مخاطر الانتشار في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك في إيران أو السعودية أو كوريا الشمالية أو روسيا". ولم ينفِ الوزير التقارير التي تقول إن السعودية تعمل على إنشاء مركز لإنتاج "الكعكة الصفراء" في السعودية بمساعدة صينية، وفقا للصحيفة، وقال: "نحن بالتأكيد نعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط، ونشاركهم قلقنا بشأن الحزب الشيوعي الصيني، والمخاطر الناجمة عند ظهور الحزب الشيوعي بصفقة يصعب تصديقها". من جهتها، أبلغت الحكومة الإسرائيلية إدارة ترامب قلقها من المنشأة النووية السعودية. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين بارزين أن هناك مؤشرات مقلقة بشأن ما قد يفعله السعوديون، مؤكداً أن كلّا من واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تملكان صورة واضحة لما يجري بخصوص المنشأة، وتعملان حاليا لاستيضاح الأمر من السلطات السعودية. وأشار المسؤولون إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل بحذر في ملف المنشأة خشية الإضرار بالعلاقات مع الصين والسعودية، وأن الرياض اختارت التعاون مع بكين "لاعتقادها أن الصين لن تطلب أي ضمانات على استخدام المنشأة لأغراض سلمية فقط". ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصادر مطلعة قولها إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومعها وزارة الخارجية ووزارة شؤون الاستخبارات ولجنة الطاقة النووية تراقب عن كثب تطور العلاقات بين الرياض وبكين.

 

ترامب يتوقع إنضمام السعودية..وتمرير صفقة "إف-35"

المدن/20 آب/2020

توقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الأربعاء، انضمام السعودية إلى اتفاق التطبيع المعلن أخيراً بين الإمارات وإسرائيل. وقال رداً على سؤال في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض عما إذا كان يتوقع انضمام المملكة إلى الاتفاق: "نعم أتوقع ذلك". ولم يكشف ترامب معلومات إضافية بشأن هذه التوقعات. لكن هذه التصريحات تأتي بعد تأكيدات أميركية وإسرائيلية بتطبيع دول عربية أخرى علاقاتها مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة. وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" يوسي كوهين سيعرّج على البحرين للقاء مسؤولين هناك، في طريق عودته من الإمارات، التي التقى فيها مستشار الأمن القومي، طحنون بن زايد آل نهيان. ووصف ترامب خلال المؤتمر الصحافي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي (اتفاق أبراهام) بأنه اتفاق جيد، وقال: "هناك دول لن تخطر حتى ببالكم تريد الانضمام إلى ذلك الاتفاق". ولم يذكر دولاً أخرى بالاسم غير السعودية. وكان وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قال الأربعاء، إن الرياض ملتزمة بالسلام مع إسرائيل على أساس مبادرة السلام العربية، وذلك في أول تصريح رسمي منذ الإعلان عن التحالف الإماراتي-الإسرائيلي. وقال ترامب أيضاً إن الإمارات مهتمة بشراء مقاتلات من طراز "إف-35" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن". وأضاف "لديهم المال ويودون طلب شراء عدد قليل من الطائرات إف-35". وفي السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر أن إدارة ترامب سرّعت المفاوضات بشأن بيع الإمارات مقاتلات "إف-35" وطائرات بدون طيار متطورة. وبحسب الصحيفة، فقد قدّم مسؤولو الإدارة الأميركية في الأسابيع القليلة الماضية للجيش الإماراتي معلومات سرية عن الطائرة، لافتة إلى أن ذلك جرى على الرغم من شكوك ممثلي مجلس الأمن القومي الأميركي حول الجدوى من اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل إبرام الصفقة فعلياً. وأكدت المصادر أن الصفقة قيد النظر، ليست من الشروط التي سعت الإمارات بموجبها إلى التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية مع إسرائيل. ورغم ذلك، تشير "نيويورك تايمز" إلى أن التحرك في الصفقة مدفوع بالتأكيد بهذه التحركات الدبلوماسية. وبحسب المصادر فإن الكونغرس لن يوافق على بيع هذا الطراز من المقاتلات إلى الإمارات، إلا إذا وافقت السلطات الإسرائيلية.

وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أن الولايات المتحدة ستضمن احتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري في المنطقة إذا حدث أن بيعت طائرات "إف-35" للإمارات.

وقال إنه رغم أنه من الممكن افتراضياً أن تحصل الإمارات يوماً ما على الموافقة على بيعها طائرات إف-35، فإن عملية التصنيع والشراء ستستغرق "سنوات عديدة وسيكون هناك متسع من الوقت لهذه العلاقة. في نهاية المطاف، وفي ظل الظروف المناسبة، ستستفيد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كبير من وجود حليف قوي يقع على مضيق هرمز قرب إيران". ونفى فريدمان الادعاءات بأن الأمن الإسرائيلي سيكون في خطر من جراء بيع أسلحة متطورة للإمارات، معتبراً أن "المنطقة اليوم أكثر أماناً واستقراراً والمستقبل أكثر إشراقاً"، حسب تعبيره. وقال إن "أي بيع صفقة أسلحة تبرمها الولايات المتحدة مع الإمارات أو أي لاعب إقليمي آخر، ستظل محكومة بالتزامنا بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. هذا هو القانون". وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن رئيس مجلس الأمني القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، أجرى مشاورات سرية مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين، وسأله بشكل غير واضح "حول رأي الجيش عموماً" في بيع معدات قتالية متطورة لدول في الشرق الأوسط. واتضح أن بن شبات لم يتصل بمكتب وزير الدفاع كما هو معتاد في هذه الحالة، حيث من المفترض أن تتم الموافقة على مثل هذه المحادثة بين الطرفين. وطرح بن شبات على نوركين السؤال العام "هل تعارض إسرائيل بيع طائرات إف 35 لدول في الشرق الأوسط؟"؛ ورد قائد سلاح الجو بأن إسرائيل عارضت ذلك على الدوام. ولم يوضح بن شبات خلال حديثه مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي سياق الاستفسارات غير الرسمية، وأخبره أن "هناك اتصالات مع واشنطن حول اهتمامها ببيع مثل هذه الطائرات في الشرق الأوسط".

 

"لا للدبلوماسية الضعيفة".. ماكرون يهاجم "تمدد" أردوغان

العربية.نت - وكالات/20 آب/2020

وسط استمرار التوتر الأوروبي التركي، لاسيما مع فرنسا، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة انتقادات إلى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وسياسة التمدد والتوسع التي ينتهجها، معتبراً أن سياسته تشكل عامل زعزعة في المنطقة. وقال ماكرون في مقابلة نشرت، الخميس، إنّ نظيره التركي ينتهج "سياسة توسّعية لا تتّفق والمصالح الأوروبية"، وتشكّل "عاملاً مزعزعاً لاستقرار" أوروبا. كما أضاف في مقابلة أجرتها معه مجلة "باري ماتش" إنّه "يجب على أوروبا أن تتصدّى لهذه الأمور وجهاً لوجه، وأن تتحمّل مسؤوليتها. أنا لست مع التصعيد. لكن، بالتوازي، أنا لا أؤمن بالدبلوماسية الضعيفة. لقد أرسلنا إشارة مفادها أنّ التضامن الأوروبي ذو معنى". ونشرت المقابلة قبيل ساعات من اللقاء المرتقب بين ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي ستحلّ ضيفة عليه في حصن بريغانسون، مقرّ الرئاسة الصيفي في جنوب شرقي فرنسا. أتت تلك التصريحات وسط تدهور حاد للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، في وقت تتصرف فيه أنقرة كقوة إقليمية توسعية في شرق البحر المتوسط. والأربعاء تعهّد أردوغان بعدم الرضوخ لمن وصفهم بالـ"قراصنة"، ومواصلة التنقيب عن مصادر الطاقة في مياه متنازع عليها في شرق المتوسّط. في حين أعلنت كل من اليونان وقبرص، أن المجلس الأوروبي يبحث قائمة من العقوبات يُمكن فرضها على تركيا بسبب انتهاكاتها المتكررة، خاصة في شرق البحر المتوسط. وأكد وزيرا خارجية اليونان وقبرص أن "السلوك التركي غير القانوني سيتم بحثه عندما يجتمع زعماء الدول المتوسطية السبع في الاتحاد الأوروبي في سبتمبر/أيلول، ثم في قمة كاملة لزعماء الاتحاد الأوروبي.كما شددا على أن "عمليات التنقيب التركية هذه مدانة وغير قانونية، معتبرين أن "دعوات أنقرة للحوار غير جدية. وكانت تركيا اتّهمت فرنسا الأسبوع الماضي بالتصرف مثل "بلطجي" في شرق المتوسط، ووجّهت تحذيراً شديد اللهجة لليونان، وذلك غداة نشر باريس طائرتين عسكريتين وسفينتين حربيتين في شرق المتوسط دعماً لأثينا.

 

عقوبات أميركية جديدة تطال كبار المسؤولين السوريين

القناة 23/20 آب/2020

أُدرجَت المستشارة الإعلامية الرئاسية للرئيس السوري بشار الأسد لونا الشبل، على لائحة العقوبات الأميركية، ومعها تمّ وضع عقوبات على قائد فوج "الحيدر" سامر إسماعيل في "قوات النمر" التابعة للحكومة السورية، بالإضافة إلى اللواء علي أيوب والفريق علي مملوك والعميد بسام الحسن".

كما فرضت عقوبات على "مساعد الرئيس السوري ياسر إبراهيم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فرد من "الحزب".. يعني "الحزب"

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الجمعة 21 آب 2020

إذا كانت المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أثارت خيبة كبيرة لدى كثيرين في لبنان وخارجه، لا شيء يمنع الاعتراف بأنّ هذه المحكمة بعثت في نهاية المطاف بالرسالة المطلوب أن تبعث بها. ربطت بين الذين نفّذوا الجريمة من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّها وضعت الإطار السياسي الذي رافق تنفيذ الجريمة إيرانياً وسورياً. لم تتوقّف الجريمة عند اغتيال رفيق الحريري، ولا عند اغتيال لبنانيين آخرين كانوا يرمزون إلى ثقافة الحياة بدءاً بسمير قصير وصولاً إلى محمّد شطح، مروراً بجورج حاوي، وجبران تويني، ووليد عيدو، وبيار أمين الجميّل، وأنطوان غانم، ووسام عيد، ووسام الحسن. الجريمة مستمرّة، وهي تكشف أنّ الهدف من اغتيال رفيق الحريري، هو اغتيال بيروت ولبنان.

إنّه هدف على شفا أن يتحقّق في ذكرى مئوية "لبنان الكبير".

حسناً فعل الرئيس سعد الحريري عندما تحدّث بعد صدور الحكم بطريقة لائقة، وواقعية. يشير ذلك إلى أنّه لم يسعَ يوماً إلى الانتقام بمقدار ما أنّ همّه الأوّل كان محصوراً بمعرفة الحقيقة، وتحقيق العدالة. معظم ما توافر لدى المحكمة، كان بفضل النقيب وسام عيد الذي دفع غالياً ثمن الاختراق الذي حقّقه

الأكيد أنّ كلّ من يمتلك علاقة بما شهده لبنان من أحداث طوال السنوات الماضية، منذ ما قبل اغتيال رفيق الحريري ورفاقه على رأسهم باسل فليحان، ومنذ محاولة اغتيال مروان حمادة الأوّل من تشرين الاوّل 2004، يعرف ما هو "حزب الله". الحزب ليس جمعية خيرية، وسليم عيّاش، ومصطفى بدر الدين ليسا من العاملين في الخدمات الاجتماعية. سقط "حزب الله" سقطة كبيرة عندما اعتبر أنّ المحكمة الدولية التي أنشئت في العام 2007 بموجب قرار لمجلس الامن هي محكمة "مسيّسة". تبيّن على العكس من ذلك، أنّ هذه المحكمة تلتزم القانون، ولا شيء غير القانون، والإطار الذي رسمه لها قرار مجلس الأمن. لذلك، كان الحكم بإدانة سليم عيّاش في حين اعتُبر مصطفى بدر الدين متوفّى ولا حاجة إلى إدانته. في الوقت ذاته، برّأت المحكمة ثلاثة آخرين كان اللبنانيون يتوقّعون إدانتهم. لم تكن المحكمة مسيّسة. لذلك، اكتفت بالحكم الذي أصدرته، والذي استند إلى ما تجمّع لديها من إثباتات، وأدلّة قاطعة، ووقائع. معظم ما توافر لدى المحكمة، كان بفضل النقيب وسام عيد الذي دفع غالياً ثمن الاختراق الذي حقّقه. اغتيل وسام عيد بسبب كشفه شبكة الاتصالات التي أوصلت إلى سليم عيّاش، ومصطفى بدر الدين والآخرين الذين لم تتمكّن المحكمة من إدانتهم.

ما لا يمكن تجاهله أنّ المحكمة عملت في الإطار القانوني البحت. تحكّمت روسيا والصين بهذا الإطار من أجل حماية النظام السوري و"حزب الله"، الذي من خلفه إيران. ساومت الديكتاتوريتان الروسية والصينة في مجلس الأمن على دماء اللبنانيين كما ساومتا لاحقاً على دماء السوريين. ترفضان الاعتراف بأنّ القاتل في سوريا يستخدم البراميل المتفجّرة والأسلحة الكيميائية في التعاطي مع شعبه. أصرّت روسيا والصين على حماية الإرهاب بحجّة التصدّي للإرهاب. هدّدت روسيا والصين باستخدام الفيتو لمنع صدور قرار ينشئ المحكمة الدولية في حال لم يشر نص قرار مجلس الامن صراحة إلى انّ المحكمة لا تستطيع إدانة دول وكيانات سياسية، بل يجب أن تحصر أيّ إدانة بالأفراد. بعد خمس عشرة سنة ونصف سنة على الجريمة، لم يعد من شكّ في من كان وراء اغتيال رفيق الحريري. مجرّد إدانة المحكمة الدولية لسليم عيّاش إدانة لـ"حزب الله". حصرت المحكمة الإدانة بالأفراد. حصرت الجريمة بسليم عيّاش الذي ينتمي إلى "حزب الله". لا فارق من أيّ نوع بين إدانة الحزب وإدانة عضو فيه. لا يستطيع أيّ عضو في تنظيم مثل "حزب الله" المشاركة بجريمة في حجم جريمة اغتيال رفيق الحريري، وحتّى في جريمة صغيرة، من دون تغطية كاملة من الحزب واوامر منه. الحزب نفسه لا يمكن الإقدام على مثل هذه الخطوة من دون موافقة المرجع الأعلى في "الجمهورية الإسلامية" في إيران. لم يتغيّر شيء منذ اغتيال رفيق الحريري، أقلّه على صعيد الهجمة الإيرانية المستمرّة على لبنان. الفارق بين 2005 و2020 أنّ لبنان الذي كان بلداً عربيّاً واعداً أيّام رفيق الحريري صار الآن بلداً معزولاً ومفلساً عاصمته مدمّرة.

بعد خمس عشرة سنة ونصف سنة على الجريمة، لم يعد من شكّ في من كان وراء اغتيال رفيق الحريري. مجرّد إدانة المحكمة الدولية لسليم عيّاش إدانة لـ"حزب الله". ليس صحيحاً أنّ العدالة التي تتأخّر ليست عدالة. من رفض المحكمة الدولية هو من رفض منذ البداية الوصول إلى يوم يكشف فيه القاتل. هذا ما نراه الآن بالعين المجرّدة بعد تفجير ميناء بيروت. هناك من يرفض التحقيق الدولي بحجّة انّه "مضيعة للوقت"، على حدّ تعبير رئيس الجمهورية ميشال عون. هناك بكل بساطة من يريد استمرار مفاعيل اغتيال رفيق الحريري، وهي مفاعيل جرّت إلى حرب صيف 2006 وصولاً إلى وضع صار فيه لبنان كلّه أسير "حزب الله" وعهده "القوي"... وأسير الدوران في حلقة مقفلة. لن يكسر هذه الحلقة سوى انقلاب كبير يصعب في الوقت الحاضر تحديد من سيقوم به، ومن أين سينطلق، باستثناء أن "مذكرة الحياد الناشط" الصادرة عن البطريركية في هذه الظروف بالذات ليس حدثاً عادياً يمكن الاستخفاف به بأيّ شكل!

 

متى سيُقتل سليم عياش في سوريا؟

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 21 آب 2020

متى سيُقتل سليم عياش في سوريا.. كما قُتِل مصطفى بدر الدين وغيره من عناصر الشبكة الإرهابية، التي شاركت وخطّطت وأمرت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

على الجميع أن لا يسقط خبر مقتل سليم عياش في سوريا من حساباته، وقد لا يتأخّر كثيراً. بتأمّل بسيط، سنصل جميعاً، وبخاصة من هلّل، واحتفل، وبارك عياش من بلدة حاروف الجنوبية حيث مسقط رأسه، واللافتة الكريهة، التي رُفعت حتى آخر خاروف يَسْرَح في قطيعه على الحدود اللبنانية السورية قرب بلدة القصير السورية المحتلة من قبل الميليشيات الإيرانية، الأفغاني منها والعراقي، ومعهم حزب الله اللبناني.

سنصل جميعاً، إلى أنّ مقتل سليم عياش المتهم الوحيد بالأدلة القاطعة وفقاً للمحكمة الدولية، هو الخلاص لنا جميعاً. بمقتله ستُطوى القضية وتقفل سجلّاتها، أقله بعد أربع وعشرين ساعة من إعلان الحزب لوفاته. فالضاحية الجنوبية ستشيّعه، وتحمل صوره، وتُجري قناة "المنار" حوارات مع عائلته وأصدقائه تماماً، كما شيّعت مصطفى بدر الدين، وفعلت مع والده وعائلته. بالمقابل، أهالي بيروت وصيدا وطرابلس وعكار، سيقولون جهراً وسراً، "بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين"، تماماً كما قالوا لبدر الدين، وغملوش، ورستم غزالة، وعماد مغنية، والكثيرين من أمثالهم.

مقتل عياش سيسمح للمُحرَجين، وهم كُثرٌ، في تجاوز مأزق أنّ سليم عياش هو قيادي في حزب الله

مقتل عياش في سوريا، سينقذ حزب الله وقيادته من ضغط المطالبة الدولية بتسليمه، والتي سيقدّمها مجلس الأمن الدولي منشئ المحكمة الدولية، ووليّ الدم سياسياً فيها، إن صحّت العبارة، وهي صحيحة ودقيقة مئة بالمئة، وهذا ما ستؤكّده الأيام القليلة المقبلة.

مقتل المُدان بقتل الرئيس الحريري في سوريا، سينقذ النظام اللبناني رئاسةَ جمهورية وحكومةً، ومجلساً نيابياً، وأجهزةً أمنية، المدلّل منها وغير المدلّل، من الحَرَج حتّى درجة التورّط في العجز عن إحضار عياش أو حتى مداهمة قريته حاروف لنزع اللافتة التي عُلّقت عند صدور الحكم، أو مداهمة منزله في زقاق البلاط.

مقتل عياش سيسمح للمُحرَجين، وهم كُثرٌ، في تجاوز مأزق أنّ سليم عياش هو قيادي في حزب الله، وبالتالي البناء على ذلك بالدخول مجدّداً بشراكة مع حزب الله في الحكومة أو تسوية أو أيّ شيء يشابه أو يلامس ذلك.

"سليم عياش" تحوّل إلى حِمْلٍ ثقيل حتّى بالنسبة لمشغّليه، وعند التعب أو الخطر، تقول القاعدة الأولى: تخلّص من الأحمال الثقيلة

قد لا تقتصر القضية على تساؤل واحد، وهو متى سيقتل سليم عياش في سوريا؟ بل هناك تساؤل آخر يطرح نفسه: من سيقتل سليم عياش في سوريا؟! هل نظام بشار الأسد فيقدّمه أضحية على مذبح إعادة انتخابه رئيساً في آذار المقبل؟ أم تقتله روسيا لتقول: "أنا شرطي هذه المنطقة من الشرق، ومحقّق العدالة فيها"؟ أم تقتله إيران كما قتلت مصطفى بدر الدين وفقاً لكثير من الروايات؟

"سليم عياش" تحوّل إلى حِمْلٍ ثقيل حتّى بالنسبة لمشغّليه، وعند التعب أو الخطر، تقول القاعدة الأولى: تخلّص من الأحمال الثقيلة.

قد يُقتل سليم عياش، فتُقفل القضية على أنّ المُدان قد قضى يوم كذا وساعة كذا في ذلك المكان. لكن ما سيبقى أكبر من ذلك بكثير، ستبقى وثيقة دولية كُتب عليها أنّ قيادياً في حزب الله يدعى سليم عياش، قتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري. ورقة لا يسقطها موت أحدهم حتى وإن كان سليم عياش أو من أمره بتنفيذ الجريمة.

 

الجريمة سياسية: لا مبادرة، لا فعل، لا إرادة، لماذا؟

خالد البوّاب/اساس ميديا/الجمعة 21 آب 2020

الرهان على إصدار المحكمة الدولية حكماً سياسياً، لم يكن خاطئاً فقط، إنّما كان فيه الكثير من الضعف والهروب من المسؤولية الوطنية. من خاب أمله من حكم المحكمة، يعني أنّه لم يكن على دراية سياسية كافية أو على جهوزية لازمة. المسؤولية الوطنية تقع على عاتق المؤمنين بالمحكمة ومن انتظر حكمها طيلة هذه السنوات، في بناء تصوّرهم السياسي لما بعد صدور الحكم، وليس انتظار الحكم ليحقّق لهم النتيجة السياسية التي يتمنّونها. فتحقيق النتيجة السياسية يرتبط بما يقدّمه هؤلاء لأنفسهم وللقضية التي اعتبروا أنفسهم ناضلوا في سبيلها. أما البكاء على الأطلال فسيضيع قضيتهم كما دماء شهدائهم.

لم يكن متوقعاً أن تصدر المحكمة حكماً بحق الأمين العام لحزب الله أو رئيس النظام السوري. ولم يكن ممكناً صدور حكم بحق حزب الله كتنظيم أو سوريا كدولة. وبالتالي فأيّ حكم لن يكون من مهامه "عزل حزب الله" أو المطالبة بحلّه دولياً. ومن كان يتوهم ذلك، فبسبب افتقاره إلى الفكر السياسي والمتابعة الدقيقة. وفق الحماسة المنتظرة يُفهم شعور الإحباط الذي أصاب البعض. وتأسيس الدفاعات وتعزيز المناعة من هذا الشعور، هو مهّمة من انتظر المحكمة للتأسيس على حكمها، لا انتظار الحكم وطيّ الصفحة. سياسياً ودولياً، وبموجب الحكم، هناك مسؤولون في حزب الله اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، واغتالوا باغتياله مشروعاً سياسياً. في السياق السياسي للحكم، ولما تحدّث به رئيس غرفة الدرجة الأولى، كان واضحاً أن حزب الله والنظام السوري لديهم علاقة مباشرة بعملية الإغتيال، ولم يكن بإمكان سليم عياش، الشخص الوحيد الذي أصدر الحكم بحقّه في تنفيذ الجريمة، أن ينفذها بدون دعم عسكري وأمني ولوجستي وقرار سياسي وربما فتوى دينية. توفرت الأدلة الكافية لإدانة عياش ولم تتوفر لإدانة الآخرين، ولم تحاكم المحكمة مصطفى بدر الدين على الرغم من ثبوت علاقته بالجريمة والتنسيق حولها والربط بينه وبين عياش، بحكم أنّه قُتِلَ في سوريا، ولا يمكن محاكمة متوفين.

سياسياً ودولياً، وبموجب الحكم، هناك مسؤولون في حزب الله اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، واغتالوا باغتياله مشروعاً سياسياً. هذا المشروع تلقّى الكثير من الضربات والطعنات والتخاذل. الركون إلى شعور الهزيمة والخيبة بفعل حكم المحكمة، سيكون أيضاً من مشاهد التخاذل الجديدة في حقّ المشروع نفسه. علماً أن فرصة جديدة توفّرت لتجديده وكان يمكن أن تتكامل مع حكم المحكمة الدولية، وهي تفجير مرفأ بيروت، مع الإصرار على المطالبة بتحقيق دولي لكشف حقيقة ما حصل. كان يمكن لهذه الفرصة أن تستعاد باستعادة بيروت، احتضانها، وملء شوارعها بمريديها وناسها المؤمنين بمشروع الإعمار بمواجهة الدمار، وبناء تصور سياسي متجدّد ينطلق مما تفجر بعد اغتيال رفيق الحريري إلى ما بعد تفجير مرفأ بيروت، باستعادة الساحات، وأخذ المبادرة لتحقيق الفعل، بدلاً من الإنتظار والإستسلام.

النقاش في تفاصيل الحكم، والسرديات المتناقضة التي ستبنى لبنانياً عليه في سياقات التقاذف والمعارك السياسية، من شأنه أن يضيع القضية برمّتها، ويستنزف القدرة على التأسيس لمشروع سياسي ينطلق متجدداً ما بعد المحكمة وكل الأهداف التي تنامت ودفعت في سبيل إنشائها. وهو جزء من الضعف أيضاً والدليل على الإفتقار لأي مبادرة سياسية. أو ضعف في إدارة المعركة السياسية. بعكس حسن إدارة حزب الله لمعركته بوجه المحكمة، ولو أدّى ذلك إلى إدانة الحزب لنفسه، إذ أنّ المحكمة لم تتهمه مباشرة بالعملية، بينما اتهمت قياديين فيه، فيما الأمين العام للحزب أعلن أن المتهمين هم قادة في الحزب وستقطع اليد التي ستمتدّ إليهم. بشكل أو بآخر يمثل ذلك إدانة لحزب الله، لكنه يحافظ على سقفه السياسي ومعركته، تحت شعار واحد أن المحكمة لا تعنيه.

أكثر من ذلك،

قبل أيّام، تحدّث الأمين العام لحزب الله عن كلّ التطوّرات السياسية، من تفجير مرفأ بيروت، وصولاً إلى تشكيل الحكومة الجديدة. لكنّه ضمّن خطابه خمسة تهديدات مباشرة إلى قوى سياسية وشخصيات محدّدة، كاد أن يسمّيها، لكنّه عدل، واكتفى بالتمويه والإيحاء. السقف السياسي جاء في سياق تهديدات خمسة ركّز عليها هي: الأولى في الشكل، بعودته إلى رفع "الأصبع" الذي غاب لفترة ليست بسيطة، وعودة التهديد به، داعياً لزرع الغضب وجعله ينمو في أرضه حين يحين أوان قطفه، بعدما كان استكان عن لغة الوعيد في الفترة الأخيرة.

لا يمكن انتظار حزب الله "لتقديم التضحيات"، وفق ما دعا الرئيس سعد الحريري من على باب المحكمة في لاهاي أمس، بعد صدور الحكم. لأنّ سقف الحزب معروف وواضح

الثانية بتهديد النائب وليد جنبلاط، وكلّ من فكر بالاستقالة من المجلس النيابي، واتهامهم بأنّهم حاولوا "إسقاط الدولة". فقد كان النائب مروان حمادة أوّل النواب المستقيلين.

الثالثة في الردّ على النائب نهاد المشنوق، حين هاجم "بعض المؤتمرات الصحافية" التي تقول "إنّ الذي يقف خلف العملية التخريبية هذه هو العدو الإسرائيلي"، واصفاً إيّاهم بأنّهم "طبعاً لا يريدوا إدانة إسرائيل بل يريدون إدانتنا نحن". الرابعة في الهجوم على الزميل مرسيل غانم، وكاد يسمّيه، حين قال إنّ هناك "الناس التي تجلس وتبزّق على التلفزيون مثلاً". الخامسة حين أعلن نعيه الحكومة الحيادية، بالقول إنّها "تضييع وقت"، متسائلاً: "من هو الحيادي؟" في لبنان. بينما من تعنيه المحكمة، يفتقد للسقف السياسي الواضح ويسقط الأوراق القادر على مراكمتها من بين يديه. بدءاً من الحكم، وصولاً إلى السياق السياسي الذي قدمته المحكمة واعتبرت أن قرار الإغتيال جاء بعد لقاء البريستول أي إعطائه البعد السياسي المحلي والإقليمي، ما يفرض على المؤمن بالمحكمة انتهاج خطّ سياسي جديد قادر على تعزيزه في هذه المرحلة حول ضرورة تثبيت الحياد عن الصراعات الإقليمية، وثالثاً والأهمّ هو التفجير الزلزال لمرفأ بيروت، والذي يشبه زلزال اغتيال رفيق الحريري. هنا لا يمكن انتظار حزب الله "لتقديم التضحيات"، وفق ما دعا الرئيس سعد الحريري من على باب المحكمة في لاهاي أمس، بعد صدور الحكم. لأنّ سقف الحزب معروف وواضح، وهو غير مستعد لتقديم أي تنازل طالما أنّه ثابت على موقف رفضه للمحكمة وكل ما يمت لها بصلة.

الأساس هو الانتقال إلى مرحلة المقاومة السياسية، والمبادرة في سبيل استعادة التوازن بداية، وإجبار حزب الله ليس على التضحية، بل على التنازل ودفع ثمن الجريمة سياسياً بالحد الأدنى، لأنها كانت جريمة سياسية وغيّرت الوقائع السياسية في البلد. لا يمكن لحكم المحكمة أن يصبح نافذاً إلا في مندرجاته السياسية، لأن معاقبة عياش وحكمه بالسجن المؤبد لن يعيد الروح إلى المشروع السياسي الذي اغتيل باغتيال رفيق الحريري. المشروع يحتاج إلى إرادة، والمشروعية متوفرة، بشرط توفّر الإدارة، وبذلك لا يعود للخيبة من المحكمة أي أثر.

 

نداء البطريرك ودعوة المفتي يساويان دولة؟

هشام عليوان/أساس ميديا/الجمعة 21 آب 2020

قبل أكثر من شهر من الموعد الرسمي للنطق بحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، صدر نداء 5 تموز الماضي على لسان البطريرك بشارة الراعي متوجّهاً إلى رئيس الجمهورية طالباً منه العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ. وإلى الدول الصديقة من أجل الإسراعَ إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّضَ لخطر. وإلى الأمم المتّحدة للعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياده. هذا النداء جاء مفاجئاً في مضمونه وتوقيته، لكنه حرّك المياه الراكدة سياسياً، وألقى الضوء على لبّ الأزمة وسبب الفشل: الشرعية محاصرة، وكذلك القرار الوطني. وطَرَح الحلّ وهو: إعلان حياد لبنان. لكن قبل ثلاثة أيام من حكم المحكمة، اهتزّ قلب لبنان بانفجار شبه نووي في المرفأ. مصدر الانفجار وسببه مجهولان حتّى الآن، وكذلك المحتويات الحقيقية للعنبر رقم 12، فبدا التوقيت مشتبهاً وملتبساً وكذلك ظروفه، فضلاً عن آثاره التدميرية. تأجّل النطق بالحكم الدولي إلى 18 آب، وتصاعدت المطالبة بتحقيق دولي في انفجار المرفأ، لا سيما وأنّ مهلة الأيام الخمسة للتحقيق اللبناني انقضت دون نتائج، ثم أُحيل إلى المجلس العدلي، فالدخول إلى التفاصيل المملّة حول من هو مسؤول عن التقصير أو الإهمال، والحقّ أنّ الدولة برمّتها باتت فاشلة أو انكشف فشلها مرة واحدة. كان على الحكومة أن تستقيل دون أيّ تردّد. ثم حاول رئيسها تأجيل الاستقالة لشهرين على أمل أن لا يتفق السياسيون على بديل، لكنه أخطأ بطرح الانتخابات النيابية المبكرة، فتكاثروا عليه حتى أجبروه على التنحّي، في مسعى لإجهاض مؤامرة ما، تحدّث عنها الرئيس نبيه بري، والأمين العام للحزب، ومفادها تحريض النواب على الاستقالة! جاء الموقف الحاسم والقوي لسماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في مناسبة رأس السنة الهجرية، ليضع نقاطاً على حروف مبادرة البطريرك الراعي، فتلاقت المرجعيتان الدينيتان لاثنتين من كبريات الطوائف اللبنانية على إجراء تحقيق دولي

ثم كان الاستعداد للموعد الثاني للنطق بحكم المحكمة، فازدحمت المواقف. رئيس الجمهورية وبعد لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل به، وافق على مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية FBI في التحقيق بملابسات انفجار المرفأ، وهو ما أعلنه هيل خلال زيارته للبنان (12-15 آب). وكان البطريرك الراعي قد أعلن في عظة الأحد في 9 آب، أنّ انفجار المرفأ "جريمة موصوفة ضد الإنسانية. ومن الواجب الاستعانة بتحقيق دولي لكشف حقائقها كاملة، وإعلانها مع وجوب محاسبة كلّ مسؤول عن هذه المجزرة مهما علا شأنه"، فبدا أن مشاركة الأف بي آي، إلى جانب المحقّقين الفرنسيين، كافية لإضفاء مصداقية دولية ما على التحقيق.

وقبل يومين من حكم المحكمة، اقترب رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل نوعاً ما من طرح البطريرك الراعي، إذ أعلن بشكل مفاجئ ومرتبك تأييده لـ "استراتيجية دفاعية للبنان متفق عليها وطنياً تضمن عملية تحييده أو حياده وحمايته من ضمن قوته". ففي هذا الموقف المركّب، جعل الاستراتيجية الدفاعية التي تحصر قرار السلاح داخل الدولة لا خارجها، شرطاً لقيام الحياد. والأمران من الحساسية بمكان، بالنسبة لحليفه الوثيق: حزب الله. مع أنّ باسيل قبل أكثر من أسبوعين، رفض فكرة الحياد بوصفها من وسائل حصار حزب الله!

البطريرك الراعي في عظة الأحد نفسه، تابع مواقفه المتقدّمة، فأعلن رفضه أن "يكون لبنان ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات فيما بينها على حساب الشعب اللبناني". ودعا من أجل استعادة الثقة الدولية "البدء فوراً بالتغيير مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة دون التلهّي بسنّ قانون انتخابي جديد، وتشكيل حكومة جديدة يحتاجها واقع لبنان اليوم". وبحسب تعبيره، فإنّ "الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان، لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية، وحكومة منسجمة معه لا مع الخارج، وملتقية فيما بين مكوّناتها حول مشروع إصلاحي". والإصلاح المنشود بحسب الراعي "ليس إدارياً فقط، بل إصلاح القرار الوطني بأبعاده السياسية والوطنية والعسكرية...فلا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية. إننا نريد مع الشعب حكومة للدولة اللبنانية، لا حكومة للأحزاب و?الطوائف? والدول الأجنبية". وفي اليوم التالي (17 آب) أعلن الراعي "لبنان الحياد النشط"، وهذه المذكّرة مؤرخة بـ 7 آب!

ثم كان النطق بحكم المحكمة في قضية اغتيال الحريري، وكان يوماً مشهوداً في 18 آب، لجهة التوقّعات والوقائع معاً. وعلى الرغم من انحصار الإدانة في عضو واحد من حزب الله، إلا أنّ الحكم يؤشّر على مرحلة زمنية فاصلة، كادت تكسف الضوء عن انفجار المرفأ، فكأنه الضربة المرتدّة، حتى بالنسبة لفكرة اللجوء إلى تحقيق دولي.

وجاء الموقف الحاسم والقوي لسماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في مناسبة رأس السنة الهجرية، ليضع نقاطاً على حروف مبادرة البطريرك الراعي، فتلاقت المرجعيتان الدينيتان لاثنتين من كبريات الطوائف اللبنانية على إجراء تحقيق دولي في جريمة انفجار المرفأ من أجل استجلاء الحقيقة واستعادة الثقة، وتنظيم الانتخابات النيابية المبكرة لإعادة تكوين السلطة بعد الفشل الذريع الذي أصاب الدولة ومؤسساتها، وتشكيل حكومة حيادية من غير الطبقة السياسية. فبدا وكأننا في مشهد عام يتبدّل على نحوٍ متسارع وغير مسبوق، منذ انتفاضة 17 تشرين الأول العام الماضي.

وعن مسألة الحياد اعتبر دريان أننا "قد لا نحتاج للحياد إذا بنينا دولة كريمة، وعائلة معزّزة بالتماسك الاجتماعي. وهذه الدولة تُغنينا عن كلّ حياد لأنها تشكّل سياجاً وطنياً قوياً وحماية كافية. أما إن بقينا على انقسامنا، فلن يفيدنا أيّ حياد حتماً، لاننا لن نخرج من النفق". واضاف: "مبدأ النأي بالنفس، وهو الوجه السياسي لنظام الحياد الوطني الذي تمّ التوافق عليه، وتحوّل التزاماً للبيان الوزاري للحكومة انقلبنا عليه، ولم نحسن التعامل معه". وهنا يكمن الخلاف بين المفتي والبطريرك، إذ هو بين السبب والنتيجة، فالبطريرك يرى في مذكّرة الحياد الناشط، أنّ الحياد أمام صراعات المنطقة يؤدّي إلى تقوية الدولة، فيما يرى المفتي أنّ الحياد يتطلّب أولاً قيام دولة قوية. المؤكّد من بين كلّ الركام المادي والمعنوي، أنّ المشهد السياسي من الراعي ودريان أنضج من قبل، لتغيير جذري، في الأسس كما في الممارسات

وخلص المفتي إلى أنّ التهديد الوجودي للبنان يقتضي أموراً عاجلة: وهي تحقيق دولي في انفجار المرفأ لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة. والإقبال على تغيير جذري في السلطة كما هي إرادة اللبنانيين. وربما كان المعبر الأسلم لذلك، الانتخابات المبكرة التي ينبغي العمل على توفير شروطها، أبرزها قانون انتخابي ملائم. وقيام رئيس الجمهورية باستشارات عاجلة لتسمية رئيس حكومة يشكّل حكومة حيادية إنقاذية مكوّنة من اختصاصيين يتعاملون مع الكارثة، يعيدون الإعمار ويتعاملون مع المجمتع الدولي. وأخيراً، أن تكون من مهمّات حكومة التغيير العتيدة إنفاذ الحكم الذي اصدرته المحكمة الدولية في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري. قد تبدو سلسلة الأحداث والمواقف، وكأنّ بينها رابطاً سببياً ما، وقد تكون زحمة من الوقائع المتراكمة. إلا أنّ المؤكّد من بين كلّ الركام المادي والمعنوي، أنّ المشهد السياسي من الراعي ودريان أنضج من قبل، لتغيير جذري، في الأسس كما في الممارسات.

 

الفاشية الشيعية والحكم الاوليغارشي، من التعايش الى المواجهة

شارل الياس شرتوني/21 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89646/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

لقد انقضى اسبوعان على الانفجار الارهابي الذي دمر المرفأ واجزاء اساسية من بيروت الشرقية، ولم نتلمس حتى الان اية بوادر فعلية باتجاه تشكيل حكومة انقاذ وطني تأخذ على عاتقها عملية اعادة النهوض بالبلد المتهالك على عتبات سياسات النفوذ الشيعية التي تقودها ايران، والتي حولت لبنان الى مكب نزاعي تستعمله بشكلٍ استنسابي في مواجهاتها. لبنان بالنسبة لسياسات النفوذ الشيعية ليس بدولة، لبنان هو منصة اطلاق صواريخ، ومستودعا لاسلحة كيميائية، ومنطلقا لاعمال ارهابية متحركة الاهداف، ومركزا لادارة العمل الاقتصادي المنحرف، وكل ما يتطلبه ذلك من تفكيك منهجي لمؤسسات الدولة، وتبديل للجغرافيا البشرية، واستهداف للخيارات السياسية والمجتمعية الليبرالية، لحساب توجهات اسلامية توتاليتارية وتوسعية.

ان اي سعي باتجاه حل سياسي توافقي في ظل هذه المناخات المطبقة، يندرج في سياق التنكر للواقع والهروب باتجاه تمنيات جامحة لاعلاقة لها باملاءاته.

ان اي تداول سياسي في ظل واقع التسلح وما يرافقه من سياسات انقلابية تسعى بشكل معلن الى تغيير هوية البلاد الوطنية والسياسية والثقافية والديموغرافية، هو استغراق في المسارات التي فرضتها وتسليم بقواعدها.

ناهيك ان هذه السياسة سوف تصطدم عاجلا بمطبات اقليمية ودولية مدمرة سوف تحول البلد الى رقعة لصراعات اقليمية مفتوحة، تعيد مكابرة الفاشية الشيعية الى حجمها الفعلي وتحول البلاد الى ركام.

ان الديناميكية التصاعدية لهذه السياسة الانقلابية تستدعي حكما ديناميكيات مضادة في منطقة متفجرة ومتداعية وتفتقد الحد الادنى من نقاط الارتكاز السياسية والمعنوية، وهذا ما تؤشر اليه اداءات حزب الله، وما تمليه السياسة الامپريالية المتجددة للنظام الاسلامي في ايران.

الهموم الاعمارية والاصلاحية لهذا البلد المنكوب ليست ولن تكون في دائرة نظر الفاشية الشيعية التي تبني حيثياتها على استغراق الدوامات النزاعية، وواقع المنعزل النزاعي والعزلة الدولية، وتنامي الانهيارات البنيوية ( المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية والديموغرافية)، والعمل الاقتصادي غير المشروع، والدفع بهجرة المسيحيين والمناوئين لتوجهاتها في الاوساط الشيعية والسنية والليبرالية، كما هو الحال حيال المنشقين والمعارضين في كوبا وفنزويلا.

ان التهديدات التي يفصح عنها حسن نصرالله، ما هي الا تتمة لاداء ارهابي مديد في الداخل والخارج وعنوان المرحلة المقبلة التي يعد لها، عندما يدعو انصاره الى تخزين الغضب والتأهب لاستعماله في مرحلة لاحقة.

ان الصمت الشيعي على تنوع ايحاءاته، المتضامنة سرا ام علنا مع هذا النهج، والمعارضة بشكل سكوني ام فاعل لهذها التوجه، مدعوة الى اعلانات مبدئية حتى يبنى على الشيء مقتضاه، لقد حان وقت الافصاح عن التوجهات المبدئية ولا مجال بعد اليوم للمواقف الرمادية.

تملي علينا هذه القراءة المحايثة للحدث الاستنتاجات التالية:

1-ضرورة تشكيل حكومة معارضة خارجا عن المعادلات السياسية القائمة والتحالفات الاوليغارشية وربط نزاع مباشر معها، على النحو الذي اعتمدته المعارضة الفنزويلية؛

2- التواصل الدپلوماسي مع المجموعة الدولية على قاعدة نزاع الشرعيات؛

3- المطالبة بتطبيق القرارات الدولية ( ١٥٥٩، ١٦٨٠، ١٧٠١ ) والفصل السابع من شرعة الامم المتحدة لحماية المدنيين من التهديدات بالابادة وسياسات التمييز التي يدلي بها حسن نصرالله حيال المسيحيين، واستهداف السلم الاهلي من قبل حزب الله؛

4- المباشرة بالعمل الحكومي والتدبيري لجهة الاسعاف، واعادة الاعمار، وتسيير المرافق العامة، والبدء باعمال الاصلاح البنيوي على مستوى السياسات العامة.

لقد انقضت مرحلة التعايش مع الفاشية الشيعية والائتلافات الاوليغارشية وابتدأ زمن المواجهة الفعلية معها، وكل ما عدا ذلك اهدار للوقت وامعان في ادخال البلاد في دوامة التدمير التصاعدي التي تحكم رؤاها واداءاتها. نحن في سباق مع الوقت لجهة حسم التوجهات السياسية العملية والخوض في سياسات الممانعة والخيارات السياسية والاستراتيجية البديلة.

 

حزب الله غطى الفاسدين".. تململ  وامتعاض داخل بيئة حزب الله

جوني فخري/العربية.نت/20 آب/2020

يبدو أن كلام ديفيد هيل، مساعد وزير الخارجية الأميركي، لامس إلى حد بعيد الواقع على الأرض في لبنان، أو أقله قناعات شريحة من اللبنانيين، من أن "حزب الله كان ولا يزال جزءاً من الطبقة الفاسدة في لبنان"، أو شريكاً لها على الأقل لجهة تغطيته وصمته، بحسب ما يرى بعض مؤديه أيضا!. فبعد 15 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أصبح حزب الله قوة مهيمنة وكبيرة في بلد ينهار وسط سلسلة من الأزمات المدمرة، وسط تخطي عدد الفقراء خلال العام الحالي عتبة الخمسين في المئة على وقع انهيار اقتصادي متسارع. إلا أن الحزب الذي كان بمثابة رأس الحربة لطهران في الحرب السورية وفي أنحاء المنطقة، بات يواجه غضباً شعبياً بسبب الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، وكان صدمة كبيرة للبلاد، أضيف إليه صدور حكم المحكمة الدولية في قضية الحريري قبل يومين.

لبنان وقبضة حزب الله

فهذا التدهور السياسي والأمني والاقتصادي، لا سيما بعد انفجار بيروت، زعزع صورة هذا الحزب "القوي". وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن لبنان بدأ ينفلت من بين أصابع "حزب الله". وتابع موضحا: "بالحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية ووجود الرئيس في جانبهم اعتقدوا أنهم سيطروا على البلاد، لكن ما حدث الآن أن حزب الله وحلفاءه امتلكوا السلطة، لكنهم خسروا البلد والشعب". وقد واجه الحزب المدعوم من إيران انتقادات متنامية لفشله البادي في تنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ الفوز بأغلبية برلمانية مع حلفائه في 2018.

"فشل فشلاً ذريعاً"

وفي هذا السياق، قال ماجنوس رانستورب، الخبير في شؤون "حزب الله": ثمة مشكلات كثيرة داخلياً، بخلاف انفجار المرفأ، البلاد تنهار تحت أقدامهم.

بدوره، اعتبر مهند حاج علي، الباحث الزميل بمركز كارنيجي الشرق الأوسط، أن حزب الله فشل فشلاً ذريعاً في الحفاظ على وعده في الانتخابات بمحاربة الفساد. وأضاف: لم يقدموا أي شيء على الإطلاق فيما يتعلق بهذا الوعد، وفي الواقع أصبحت حملتهم المناهضة للفساد نكتة رائجة الآن"كما رأى أن "حزب الله كما الطبقة الحاكمة لم يكونوا يوما في موقف أضعف مما هم عليه الآن". وإلى جانب الضغط الشعبي يواجه حزب الله ضغوطا دولية على ضوء الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت ولا يزال صداه يتردد بين أبناء هذا البلد المحاصر بسبب الإهمال والفساد. ومع أن التنظيم المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران أعلن على لسان أمينه العام حسن نصرالله أن لا علاقة له بالانفجار، وذلك ردّاً على الأصوات التي ارتفعت متّهمةً إيّاه بالتواطؤ بشكل غير مباشر في ما حصل، لأن المرفأ يخضع لسيطرته، غير أن حجم الحدث ونتائجه الكبيرة وغير المسبوقة، دفع باللبنانيين إلى إفراغ جام غضبهم على الطبقة السياسية ومن ضمنها حزب الله بسبب فسادها وإهمالها الذي سبّب بكارثة حصدت أكثر من 170 قتيلاً وآلاف الجرحى.

امتعاض شيعي من عدم التضامن

وفي السياق، قال السياسي المعارض لـ"حزب الله" علي صبري حمادة لـ"العربية.نت" "إن أبناء بعلبك-الهرمل (غالبيتهم من الشيعة المحسوبين على الثنائي حزب الله وحركة أمل) ممتعضون من عدم تنظيم وقفات تضامن مع أهالي بيروت بعد الانفجار الذي ضرب المرفأ كما فعلت مناطق لبنانية أخرى". لكن حمادة، ابن منطقة الهرمل قرب مدينة بعلبك البقاعية الذي ترشّح أكثر من مرّة للانتخابات النيابية ضد لائحة حزب الله، لفت أيضا إلى "أنه مقابل هذا الامتعاض، يوجد نوع من الخوف عنده من أن يكون انفجار المرفأ الذي صوّبت سهام الاتّهامات بشأنه إلى حزب الله مقدّمة لاستهدافهم". إلى ذلك، رأى "أن مشهد تعليق المشانق في وسط بيروت لزعماء سياسيين من بينهم أمين عام حزب الله وتحميلهم مسؤولية انفجار المرفأ، فضلاً عن حركة البوارج الأجنبية في اتّجاه لبنان وما رافقها من زيارات لمسؤولين أميركيين إلى بيروت، شكّلت "فرصة" للحزب لشدّ عصب البيئة الحاضنة تحت عنوان "المؤامرة" ضده وضد المقاومة، وليتسنّى له التفرّغ للملفات السياسية الداخلية". وأعاد انفجار بيروت تسليط الضوء على ملف الفساد الذي ينخر جسم الدولة اللبنانية وعمليات التهريب التي تتم عبر المعابر غير الشرعية والشرعية منها المرفأ ومطار بيروت.

تغطية الفاسدين

بدوره، قال أحمد وهو من المقرّبين من جمهور حزب الله لـ"العربية.نت" "إن البيئة الحاضنة له ممتضعة من سكوته عن الفاسدين المتورّطين في انفجار المرفأ وكأنه بذلك يؤكد التحليلات التي ذهبت إلى حدّ تورّطه مباشرةً بانفجار المرفأ". وعلى رغم أن بيئته الحاضنة مُقتنعة بعدم تورّطه، إلا أنها تطالبه وفق أحمد (من البقاع) بإخراج نفسه من دائرة الاتّهامات من خلال رفع الغطاء عن الفاسدين الحقيقيين (من مختلف الطوائف) والمطالبة بمحاكمتهم كي يكونوا عِبرة لغيرهم".

تململ كبير.. ونقمة تزداد

ولم يُخفِ حمادة وجود تململ داخل البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" بسبب ما وصلت إليه الأوضاع في البلد، حتى إن مسؤوليه ونوابه في منطقة بعلبك-الهرمل (معقل حزب الله) يحجمون عن تنظيم لقاءات وجلسات مع أبناء المنطقة كما في السابق خوفاً من أن يجاهر المشاركون فيها بسياساتهم طيلة عقود والتي حرمت المنطقة من أبسط حقوقها الإنمائية". من جهته، قال الأكاديمي والناشط السياسي المعارض لـ"حزب الله" مكرم رباح لـ"العربية.نت": "إن النقمة على حزب الله من داخل بيئته تزداد، لكن يبقى الأساس كيفية تظهير هذه النقمة وصرفها في الاستحقاقات الانتخابية".

رواتب بالدولار

وأشار إلى "أن جمهور حزب الله الذي يتقاضى مبالغ مالية شهرية لا يُشكّل سوى 3% من مناصريه، وهؤلاء خلقوا جوّاً متمايزاً داخل الطائفة الشيعية لأنهم يتقاضون رواتبهم بالدولار، في حين أن الباقين متّكلون على شبكات الحماية الاجتماعية التي توفّرها الدولة، وباتت مهددة بالتفكك بسبب إفلاسها".

كما أكد "أن البيئة الشيعية تُعاني من سياسية حزب الله التي أفلست الدولة، حتى إن أبواب الهجرة مُقفلة أمامهم بسبب تورّطه بحروب خارجية وتوسّع بيكار الدول التي تُصنّفه إرهابياً"

 

واشنطن وباريس: حكومة لبنانية إصلاحية تطوّق حزب الله

منير الربيع/المدن/20 آب/2020

لم يعد في مستطاع الرئيس سعد الحريري تكرار أي خطأ ارتكبه سابقاً. يدلّ على ذلك موقفه الذي أطلقه بعد حكم المحكمة الدولية في اغتيال والده.

الحريري وحزب الله

أعلن الحريري الابن أنه غير مستعد لتقديم المزيد من التنازلات أو التضحيات. طالب حزب الله بالتضحية والتنازل المطلوبين. وهذا موقف متقدّم مقارنة بمواقفه السابقة، وخصوصاً بعد تسويته الرئاسية مع الثنائي عون - باسيل. قد يخرج من ينتقد مطالبة الحزب بتقديم التضحية، معتبراً أن تفسير تيار المستقبل للحكم هو أدانة سياسية لحزب الله، وإن لم يدنه قضائياً. لكن الخطّ الذي رسمه الحريري يُفترض أن يختلف عن مسار طبعَه طويلاً بنزعته إلى التهدئة والتنازلات. ولا بد من الاستناد إلى هذا الموقف، لترجمته سياسياً، وإذا ما كان سينسحب على عملية تشكيل الحكومة. فالحريري أغلق الحديث في الملف الحكومي، ولا يريد لحكم المحكمة أن يكون موضع جدال أو مقايضة للفوز برئاسة الحكومة. وقد ألزم الحريري حزب الله بالرد، أو التصرف مع المحكمة بشكل أو بآخر، وخصوصاً إذا ما أراد العودة بقواعد اللعبة إلى ما قبل 17 تشرين، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية. لذا لا بد للحزب من تقديم تنازل ما، وفق موقف رئيس تيار المستقبل.

الحريري وعون - باسيل

في المقابل، تشير القراءة الأوسع للمشهد السياسي اللبناني، والتركيبة الحكومية المقبلة، إلى أن المسألة لم تعد محصورة بين الأفرقاء اللبنانيين. والحكومة لن يمنحها فريق إلى الآخر. فحزب الله لم يعد الطرف المقرر وحيداً في عملية التشكيل، لكنه يمتلك حق النقض فقط، ويفضّل عملياً عودة الحريري إلى السرايا. والرئيس نبيه برّي أكثر المتحمسين لذلك. وهو من عمل على خطّ إعادة الحريري. وبدأه من القصر الجمهوري بطرح وجهة نظره على رئيس الجمهورية. وحسب المعطيات المتوفرة، عون غير متحمس لعودة الحريري، ولكنه غير قادر على تعطيل هكذا مسار، على الرغم من المشاكل الكبيرة بين الطرفين، والخلاف الأكبر بين الحريري وباسيل، الذي سيُستثنى من أي تركيبة حكومية.

حلفاء الحريري

وجه من هذا المخاض يخيف حلفاء الحريري التقليديين، الذين يعتبرون أن أي حكومة سيترأسها في عهد ميشال عون، سيكون ثمنها السياسي كبيراً، حتى ولو رضي عون بترؤس الحريري لها في غياب باسيل عنها. وقد يكون ثمن هذه الحكومة إعادة العمل على إرساء تفاهم سياسي مشابه للتفاهم الحاصل بعد انتخاب عون. لكن هذا يبدو شبه مستحيل وفق المعطيات المتوفرة. فالخلاف كبير بين الرجلين. ومن كواه الحليب، لا يمكن أن يزهو بلبن غياب جبران باسيل عن الحكومة، والسياسة ليس فيها مستحيل. لذا يفضل حلفاء الحريري عدم ترؤسه الحكومة في هذا الظرف، والعمل على تشكيل حكومة مستقلة نسبياً، وليست حيادية بالمفهوم الجامد أو الذي يكرس انقساماً.

العوامل الدولية

لكن لا يمكن الرهان على العامل الداخلي فقط في تشكيل الحكومة. فالتوافق الدولي غير متوفر على الإطلاق. المعلومات متضاربة: باريس تتابع عن كثب ولا تتوقف على التواصل وإرسال الطروحات. وهي بداية كانت مع حكومة الوحدة الوطنية، ثم قيل إنها تراجعت عنها، وسمّت نواف سلام. أما واشنطن فلم تتحدث في التفاصيل والأسماء، مركزة على الملفات المفترض أن تعمل الحكومة على حلّها، من ترسيم الحدود إلى الصواريخ والإصلاحات المالية والاقتصادية. هذا يعني أن لعبة تشكيل الحكومة لا تزال خاضعة لشد الحبال الإقليمي والدولي. لا شيء سيطرأ عليها ما لم تحصل متغيرات تدفع بتحريك المياه الراكدة، وإعادة إطلاق عجلة التفاعل السياسي لإنتاج حلّ معين. وهناك من يعتبر أن الستاتيكو الحالي سيبقى قائماً من الآن إلى موعد الانتخابات الأميركية، إلا إذا وقع حدث كبير أو مؤثر، فيفرض متغيرات جديدة، وينتج حلّاً أولياً أو نهائياً.

تصريحات هيل

وقد برز أمس تصريح لوكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، يقول فيه بوضوح أن بلاده لن تقدم أي مساعدات للبنان من دون تحقيق الاصلاحات، وتشكيل حكومة تنجزها. لافتاً إلى أن أميركا تعاطت سابقاً مع حكومات يتمثل فيها حزب الله، وجاهزة لتقديم مساعدات لحكومة بمشاركة الحزب أو من دونها.

موقف هيل يحتاج إلى تفسير. البعض اعتبره مؤشراً إيجابياً حول المفاوضات الأميركية الإيرانية، والتي تحافظ على وضع الحزب لبنانياً، بينما وجهة نظر أخرى تعارض هذا الاستنتاج، وتعتبر أن ديفيد هيل ليس من الصقور. وقد يأتي من يصعد الموقف أكثر. وثانياً، تشير المعطيات إلى أن الأميركيين يتعاطون مع لبنان بسياسة عدم منحه أي مجال للمناورة والهروب من إنجاز الإصلاحات بالتذرع بحزب الله وسلاحه، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم بالإصلاح، والذي ستكون مندرجاته عامل تطويق وتقويض تلقائي للحزب. وبعدها يتم العمل على مشكلة الحزب المباشرة وانتشاره وسلاحه. واشنطن لم تعد تحصر المشكلة بحزب الله فقط، بل تنظر إلى كل القوى اللبنانية بعين الفساد، وهذا يظهر في تصريح هيل ومسؤولين آخرين، ويتكامل مع لجوئها إلى تطبيق قانون ماغنيتسكي لمكافحة الفساد، والذي سيطال مسؤولين من مختلف التوجهات، وليس الحزب وحلفاؤه فقط. ذلك قد يؤسس لتغيير في الوجوه، أو دعم وجوه جديدة بالتشارك مع القوى التقليدية، وتحقيق الإصلاح والتغيير. وهذه النظرة ربما دفع باتجاهها الرئيس الفرنسي في اتصالاته مع ترامب، لاقناعه بعدم ترك لبنان ينهار نهائياً عبر خنق اللبنانيين، وترك المجال أمام التغيير المرحلي بفعل التراكم.

 

"ماذا في الوقت المستقطع إلى حين الإنتخابات الرئاسية الأميركية/ خلاص لبنان بسلطة عسكرية - مدنية تعمل تحت إشراف دولي

 الدكتور توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية/20 آب/2020

1- مواقف فرنسية وأميركية رمادية ملتبسة.

2- مصلحة حزب الله هي بعدم تشكيل حكومة والإبقاء على حكومة تصريف أعمال، وربما تسمية رئيس حكومة دون تشكيلها لكي يكون له واجهة يحاور بها الخارج ولكي لا يلتزم بأي "إصلاح" يضر به وبحلفائه، وخاصة بالمس بخطوط حمر إستراتيجية كإخضاع الحدود البرية والجوية والبحرية إلى مراقبة ومشيئة "أعدائه". هل قادر على ذلك؟ نعم، له سلاحه، سطوته على الطبقة السياسية وعلى كافة مفاصل الدولة، وله حليف أكيد برئيس الجمهورية كما له أغلبية بمجلس النواب و حكومة تصريف الأعمال تحت تصرفه.

3- طرح حكومة مستقلين من خارج الطبقة السياسية مهزلة لأنها غير ممكنة ولا تعبر عن موازين القوى، ولا سيما لأنها تغفل أن لبنان تحت الإحتلال الإيراني المسلح عبر حزب الله، المكون الرئيسي لفيلق القدس. بالتأكيد، حركة الإنتفاضة لا يمكنها أن تحسم مثل هذا الأمر لأن حزب الله الذي يعتبر نفسه مستهدفا" لن يقبل بأي حكومة لا يمتلك فيها الكلمة الأولى والأخيرة. وحكومة دياب خير دليل. 4- الإنتخابات المبكرة من وجهة نظر الدكتور جعجع الذي يصر عليها هدفها بإعتقاده تكبير كتلته النيابية وتصغير الكتلة العونية. لن يقبل بها حزب الله لسبب بسيط أن مثل هذه الإنتخابات قد تفقده الأغلبية بالبرلمان عبر إضعاف حليفه الأساسي (التيار العوني) والتي تسمح له بالتحكم بالدولة بمفاصلها كاملة. لذا، كل "الضغوطات" الدولية والشعبية لن تتمكن من لي ذراعه في هذا الأمر.

5- من ناحية أخرى، إن إقامة إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة في ظل هيمنة سلاح حزب الله وإخضاعه للطبقة السياسية الفاسدة وفي ظل هيمنة هذه الأخيرة على الدولة العميقة عبر المحاصصة والزبائنية المزمنتين وفي ظل إمتلاكها المال والخبرة والماكينات الإنتخابية وفي ظل تفكك مكونات الإنتفاضة (بالرغم من دينامية الشارع التي يجب الحفاظ عليها)، لن يتنتج عنها تغيير ذات شأن.

6- إستنادا" إلى كل ما تقدم يمكن التأكيد أن على المكونات الجدية في حركة الإنتفاضة أن تبتعد عن أي عملية تريد التغيير عبر الوصول إلى السلطة من خلال المسالك الدستورية. فهذه المسالك غير سالكة، بالإضافة أن المرحلة الحاضرة تتطلب عملا وطنيا لخلاص الكيان والدولة. والحقيقة أن الأولويات التي يفرضها العمل الوطني تتناقض من السعي إلى الوصول إلى السلطة حتى بهدف تغييرها وإحقاق الحق. هذا درس علمتني إياه أكثر من 50 سنة من العمل الوطني في ظروف قصووية.

إذا" ما العمل؟

أولا"، الإبقاء على دينامية حركة الإنتفاضة والإبتعاد عن الأعمال العنفية أو الصبيانية التي تعطي الذريعة للسلطة للذهاب بعيدا" في عملية قمعها والتي تخيف أوساط شعبية كبيرة من المشاركة في التحركات وتحرج الجيش وتضعه بمواجهة الإنتفاضة.

ثانيا"، التوجه بشكل واضح إلى المواجهة السياسية السلمية للإحتلال الإيراني عبر تظهير إرادة لبنانية جامعة وصلبة تطالب بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني والمطالبة جهارا" المجتمع الدولي المتراخي بتنفيذ القرار 1559 المتخذ منذ 16 سنة وتنفيذ القرار 1701 الغير منفذ.

ثالثا"، دعم ثلاثية غبطة البطريرك المترابطة بتحرير الشرعية والحياد وتنفيذ القرارات الدولية. ونأمل أن يحمل القضية اللبنانية إلى عواصم القرار: الفاتيكان، باريس، واشنطن، نيويورك، موسكو، الرياض، القاهرة،...

رابعا"، بالأرجح أن يتحرك الوضع بعيد الإنتخابات الأميركية في أوائل تشرين الثاني. معلوماتي تشير إلى أن المرجح بالرغم من كل التوقعات إعادة إنتخاب ترامب، علما" أن اللوبي الإيراني في أميركا ينشط لمصلحة بيدن. وهنا، قد يحصل هذا التلاقي الفرنسي-الأوروبي مع إدارة ترامب على ضرورة حل مشكلة السلاح في لبنان المرتبط بمواجهة أكبر مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

خامسا"، عند حل مشكلة سلاح حزب الله، لا يجب إطلاقا" الذهاب إلى إعادة تكوين السلطة عبر المسالك الدستورية. بل يجب تكوين سلطة مؤقتة مناصفة بين عسكريين من الجيش ومدنيين مشهود لهم بالمناقبية والكفائة والوطنية والمواصفات السيادية، تعلق العمل بالدستور لمدة سنة أو سنتين لتطهر إدارات، مؤسسات وأجهزة الدولة كافة بما فيهم القضاء من آفات وآثار المحاصصات والزبائنية السياسية المزمنة.

ولأن الفرد اللبناني، مهما كان نظيفا"، ولأن الفساد متأصل ونابع من التركيبة السياسية-الإجتماعية اللبنانية، ولأن وباء التسلط والفساد قد يطال أي من أعضاء السلطة المؤقتة، يجب وضعها تحت الرقابة الدولية الصارمة.

بالتزامن مع عملية التطهير يجب وضع قانون إنتخابي متلائم مع معايير ومواصفات التي وضعها الدستور اللبناني.

بعد إتمام التطهير تنظم السلطة المؤقتة إنتخابات نيابية تحت إشرافها وتحت الرقابة الدولية. ينتخب رئيس البرلمان ومكتبه. ينتخب رئيسا" للجمهورية فتشكل حكومة جديدة. وهكذا، يكون تم إعادة إنتاج سلطة تمثل فعلا" لا قولا" إرادة الشعب ويكون لبنان الكيان والدولة قد جدد شبابه وتخلص من وباء الماضي وتمكنالشعب اللبناني من إحداث ثورة حقيقية على الذات أولا" لم تطيح فقط بالإحتلال والطبقة السياسية الفاسدة، إنما أيضا" بالتركيبة السياسية-الإجتماعية التي تنتج الفساد. وعندها، يجب تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية المنصوص عليها في المادة 95 من الدستور. فيتجه لبنان بسلاسة ومنطق وتوافق ووفق منهجية منصوص عنها في المادة 95 وفي الدستور عامة نحو الدولة المدنية المنشودة التي تطالب بها الإنتفاضة ويطالب بها شباب لبنان ومعهم الشعب اللبناني بأسره.

 

الحريري المقتول والثأر المكبوت

يوسف بزي/المدن/20 آب/2020

لا يُقتل شخص اسمه رفيق الحريري إلّا بفتوى دينية.. وبقرار سياسي من أعلى المرجعيات القيادية. عدا ذلك، لا مصطفى بدر الدين ولا سليم عياش لديهما "مشكلة شخصية" مع الحريري أو أي من أفراد عائلته.

لم تستطع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (المتخصصة بمسلسل جرائم الاغتيالات) ولا فريق التحقيق الوصول إلى "أدلة كافية" لاتهام حزب الله (ككيان سياسي – عسكري) ولا النظام السوري بالتورط في الجريمة. وهذا يختلف جذرياً عن القول ببراءتهما. وكان هذا واضحاً منذ وضع أسس المحكمة وإنشائها عام 2007. أي عدم صلاحيتها القانونية للتوسع نحو الدوافع وراء الاغتيال، ومن هم أصحاب القرار، ومن هو الذي أعطى الأمر. أي أن المحكمة لن تبحث عن الفتوى غير المعلنة ولن تسمي المقرِر السياسي. ديتليف ميليس الذي ابتدأ كأي محقق محترف، بالبحث عن الدوافع انطلاقاً من واقعة أنها "جريمة سياسية" كبرى، عرف سريعاً أنه يفتح صندوق باندورا لا طاقة للغرب والشرق على احتواء شروره. عرف ميليس أن مسار البحث عن المحرّض والآمر وعن الدوافع سيتسبب - حسب قوله - بحرب أهلية في لبنان.. على الأقل.

المحكمة كتبت "الحقيقة" أو نتفاً صغيرة منها، فحسب، أي الرواية الواقعية لتنفيذ الجريمة وكيف تم تدبيرها، ومخططها العملاني، وكيفية تنفيذها. سردت بالتفصيل القصة الكئيبة والسوداء للانفجار، من دون أن تكشف أسماء العشرات، بل ربما المئات من المتورطين. ولولا الاسم الوحيد الذي أدانته، لوجب تسجيل الحكم ضد مجهول. نحن أمام "فيلم" وثائقي بالغ الدقة، ثانية بعد ثانية، يصوّر لنا الجريمة من لحظة الملاحقة إلى لحظة إخلاء مسرح الاغتيال. عدا ذلك، أي قبل التصوير الافتراضي والسيناريو المعلن، هناك الصندوق الأسود. غرفة العمليات. الاجتماعات السرية. الحبر الخفي للفتوى. الوثيقة الشفهية أو المكتوبة للقرار السياسي. المؤامرة المخابراتية الصبورة والعنيدة. هذا كله ليس من "صلاحية" المحكمة ولا بمستطاعها.

عدم تسييس المحكمة كان أهم إنجاز "قانوني" حققه المشتبه بوقوفهم وراء عملية القتل، أي أصحاب الإرادة والقدرة على "تشغيل" المجموعة المنفِذة. هؤلاء اكتسبوا حصانة مسبقة قبل أن يكتب الادعاء جملته الأولى.

مع ذلك، وخارج المحكمة، دفع حزب الله والنظام السوري ولبنان كله وإيران أيضاً أثماناً باهظة للجريمة. هذا على الرغم من أن الاغتيال حقق للحزب وللحرس الثوري مكاسب هائلة في عموم المشرق العربي، بل ووصولاً إلى اليمن والبحرين.

مع الوقت أدركنا أن الهدف ليس مجرد تغييب رئيس حكومة سابق، بل اغتيال التيار السنّي الليبرالي المدني في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، الذي لم يفسح المجال فقط لقيام ما يسمى "الهلال الشيعي" على بلاد من ركام، بل وأنتج تلقائياً أشنع تيار "سنّي" أعمى ودموي وهمجي (داعش) الذي بدا وكأنه "الجواب" الموازي واليائس على العصبية المسلحة والتدميرية للتوسع الإيراني المذهبي والمتعطش لثأر مكبوت منذ أكثر من 1400 عام.  حدث كل هذا، والمحكمة الدولية طوال 13 عاماً تتفحص هواتف منفّذي مقتلة الحريري. حدث هذا على أي حال تحت شعار الطريق إلى القدس. وفي الأثناء هُدمت صنعاء وعدن وبغداد وحلب ودمشق وبيروت..ولا لزوم للحديث عن إسرائيل.

 

"حقوق المسيحيين"

سمير عطالله/النهار/20 آب/2020

لا اذكر مرحلة من مراحل العمر، تقبَّلت فيها فكرة الزعامة والزعيم. فهي نقيض للحرية، اقدس ما نُعطى، بعد العقل. وتوحي بالتسليم الكلي لرجل أو فكرة أو مجموعة. أو قبيلة. وبسبب كوني مارونياً في الولادة، كنت اخاف دائماً على الطائفة التي انتمت إليها امي، واتمنى لها دوماً السعادة والتقدم وسائر حقوق البشر. ولئن عارضتها وانتقدتها وخالفت دوما نزعاتها ونزقها الجماهيري، فمن باب الخوف عليها، وعلى هشاشة وحساسية وضعها في لبنان وفي بلاد العرب. زاد في قناعاتي هذه، أنني بدأت في هذه المهنة من باب القسم الدولي، وصارت علاقتي يومية مع تجارب العالم واحواله ودروسه. وصرنا نقرأ في التاريخ وفي الحاضر، كيف ارتبطت فكرة الزعامة بالطغيان والقسوة وجنون الذات، وأدّت جميعها الى الانهيار الوطني والنهايات الوحشية، مثل هتلر وموسوليني، أو لاحقاً مثل صدام حسين ومعمر القذافي وبول بوت، الذي عثر عليه ميتا على سرير حديد، بعدما اباد الملايين وترك خلفه اكبر عدد من فاقدي الاطراف في العالم. كل ذلك لأنه كان يريد محو كمبوديا من اجل اعادة بنائها من جديد. خفتُ على الموارنة من فكرة الزعيم، لأن الزعامة تقوم على الهياج والغضب واحتقار الآخر. ولبنان بلد مساواة، يزدهر في الهدوء، ويتطور في الحكمة والعقل. ولذلك، لم اوالِ، عاطفياً، إلا رجال الدولة، وهؤلاء اولى صفاتهم معرفة الآخر وادراك آفاق لبنان وحدوده، وآفاق الموارنة وحدودهم في لبنان. كذلك، كان موقفي ومشاعري من رجال الطوائف الأخرى.

خفت دائماً على الموارنة من الموارنة، وهو في اللاوعي، خوف على الذات. وكنت اخشى دوماً ان يحطموا الجوهرة التي أُعطيت لهم، يوم رُبط الجبل بالساحل، وصار للبنان ميناء وقصر جمهوري وحدود دولية وإطار مستقل، يهاجر منه اللبنانيون حاملين اسم لبنان، لا صفة "التوركو" الذليل في موانىء العالم.

الجائزة لم تكن في الحصول على لبنان بل في الحفاظ عليه. والحفاظ عليه كان عملاً يومياً ودأباً. فالعلاقة مع الشريك الآخر، تقتضي بالدرجة الاولى، معرفته ومعرفة ثقافته وعبور الخط النفسي نحو عالمه. وهذه المهمة لا يقوم بها زعيم تقوده جماهيره ومفاهيم الدهماء والفكر الغوغائي، بل توكل إلى رجال دولة ومتنورين وذوي اخلاق عالية. ما زلنا نتحدث عن فؤاد شهاب كتجربة يتيمة، لأنه اسس اهم جيش وطني في الشرق، وحاول أن يؤسس دولة مدنية متوازنة. ولذلك هاج ضده غلاة الموارنة، وخربوا رؤيته وانتهوا الى تهورات ساعدت في قضم الدولة واحتقار السيادة، كما في اتفاق القاهرة، وما تلاه من اتفاقات ومعاهدات وتسويات، تقوم كلها على بقائية الزعيم لا بقاء البلاد. كان لبنان مفيداً فقط كعَلَم حُوِّل الى غطاء يتلحف به الزعيم في سعيه "الشبقي" الى السلطة، كما يقول ناسك المدينة، سليم الحص.

السلوك الزعمائي المتخلف افقد المسيحيين مكانتهم في الأمة والعالم كرجال دولة واهل استقلال وبناة مؤسسات. صار الفارق رهيباً بين سمعتهم كفرقة من فرق التميّز، وبين واقعهم كزعامات متقاتلة متحاربة. صار مذهلاً وغريباً أن نرى النخب المثقفة والخلاقة والرفيعة المستويات جميعاً، تتصرف مثل الوثنيين، وتخلق لنفسها اصناماً، تعبدهم ثم تحطمهم عندما تتأكد، متأخرة، أن الصنم ليس إلهاً تموت الناس من اجله وتقتل من اجله. وعندما تحاول ان تهزه بنداءاتها وتوسلاتها، تكتشف أنها عبدت إلهاً مثلهاً، من صلصال.

خفتُ على الموارنة من الأصنام. من التناقض الهائل في تكوين هذه الجماعة: القاعدة فيها نادرة النوع، نادرة الانتاج والجد، كثيرة العبقريات، يسوقها غالباً زعيم بعبارات سقيمة واوهام مدمرة. سعيد عقل كان نموذج العبقري الخارق الذي امضى عمره في ظل اصنام ترشح ماء مقدساً. أكرر دوماً، وفي أسى، ودون جواب طبعاً، ما سر هذه الجماعة الأثينية الرائعة التي تصر على السير خلف حماقات اسبارطة. ألم ترَ كيف انقضت هذه في هباء الزمان والوجود؟ أين ولماذا تغيب فجأة مكنونات الحكمة، ويتصدر الاعشى، ويغلب الأصم، ويتقدم عديم الموهبة؟

غالباً ما كانت مأساة الموارنة الوجودية في جماهيريتهم وشعبويتهم القصيرة النظر. جماعة تعطي كبار الأدباء والشعراء والفقهاء (اللغة) والفلاسفة والمؤرخين وتضن بالمفكرين وقارئي الوقائع والمتغيرات وبسائط الأمور. ولذلك تذهب في خياراتها دوماً إلى الإثارة بدل العقل، وتصغي الى دعاة الانتحار بدل اهل التفكر. ومثل الاطفال تفيق على مأساة ولا تعود دموع الأرض تكفي.

مجرد قدر من اقدار الكون (وليس مؤامرة من المؤامرات الكونية) أن ترتسم هذه اللوحة من الرمال والدماء على جدار "المنطقة المسيحية"، على حافة الجبل الذي رُبط قبل مئة عام بواحد من اجمل موانىء المتوسط. هنا، في هذه الأحياء القديمة، اختلى المسيحيون "بوسطهم" بعد اغلاق سوليدير، والوسط المشترك، يسهرون ويسمرون ويقلقون راحة السكان الأصليين من عجزة المدينة. تُرى ما هي "حقوق المسيحيين"؟ حاول ان تقرأها على هذا الجدار الذي لم نلاحظه قبل اليوم. بؤس مستور وراء جدران عتيقة، وحزن موارى خلف صوت الموسيقى. وكأنما الدراما المسيحية ترفض الا ان تكتب نفسها في كل فصل، فقدمت "الكتائب" بيتها وامينها على مذبح الوحش النووي، تذكيراً "للمسيحيين المستجدين" بالفارق بين اصحاب لبنان واصحاب الشأن. من "النهار" الى مصلّبية برج حمود، شاهدت بيروت تكتوي وتذوي مساء 4 آب. الى يساري كانت المباني تنهار وامامي كانت الناس هالعة تهرب. اتطلع في الوجوه فأرى اكثرها ملطخاً بالدماء. كنت لا ازال اعتقد انه كان مجرد زلزال تحذيري ضرب بيت الوسط لتأديب المحكمة الدولية.

لم أدرك وأعِ ماذا فعل الدويّ الذي سمعته إلا يوما بعد يوم. لم يخطر لي في اي يوم أن بيروت تستحق هذا الجحيم. لم يخطر لي أن على جانبَي الطريق يفقد الألوف بيوتهم وتنزف دماء الآلاف، ولا تعثر بيروت على زعيم يتفقد جروحها، أو يقدم لها استقالته من العمل السياسي.

وسط الموت والهلع اطل ايمانويل ماكرون مثل الفارس دارتنيان في روايات الكسندر دوما، شاباً وشهماً وشجاعاً، فيما يختبىء سياسيو لبنان، خلف بيان آخر أو وعد فارغ. شاهدت لمحة من يوم القيامة وأنا عائد من "النهار" وعلى ثيابي دماء من سبقني في الهرب. ولم تخطر لي "حقوق المسيحيين" التي جعلت دكاناً تافهاً في عملية التسوق. لم يخطر لي شيء سوى أنني لن انسى ذلك الدوي الرهيب المصوَّب الى لبنان. وكنت اعرف أننا بلد بارع في تتفيه الموت. وأننا سوف نضحك على الموتى بإفادة "الشهادة". لكن المأساة الكبرى كانت في مأساة الأحياء. 6 آلاف مصاب و 300 الف مشرد. بأي تسمية نضحك عليهم؟ بأي مؤتمر صحافي نرمم بيوتهم؟ مأساة في هذا الحجم وسياسيون في هذا الحجم. وهوة مريعة ترسم الفارق بين الناس والسياسة. ملعونة هي القلوب الفظَّة. ومبارك هذا الشعب الذي لم يرقَ حكامة مرة الى نبله وعاطفته ومشاعره. مثل دارتنيان هبّوا الى اللهفة. مثل الأم تيريزا. مثل ابطال الاطفاء والاطباء والممرضات. مثل لبنان الحقيقي الذي يقوم كل يوم لينفض الرماد عن الرماد والشر عن الجمر. خطرت لي خواطر شتى وأنا اعبر الركام والهلع والخوف من مشهد النهايات واليوم الأخير. وحزيناً تذكرت اننا متروكون إلى حكومة حسان دياب ووزيراتها وسلطة "اجراء اللازم".

 

"التيار الوطني" مُكره لا بطل... في دعم آخر حكومات العهد!

كلير شكر/نداء الوطن/20 آب 2020

قاعدتان أساسيتان وضعهما رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل خلال اطلالته الصحافية المطولة التي عقدها يوم الأحد المنصرم، في سياق استعراضه موقفه من التكليف والتأليف الحكوميين:

أولاً، هو لن يشارك في الحكومة الجديدة. أعلن على نحو واضح لا لبس فيه "أنا شخصياً من زمان بطّلت معني بالوزارة وما عرفت كيف تحرّرت من عبئها الشخصي عليي". وهذا يعني أنّ واحداً من أبرز الألغام التي كانت تواجه أجندة التأليف، قد سحب من التداول... إلا اذا كان باسيل بصدد المناورة. ومن يعرفونه جيداً يدركون أنّ الرجل مهووس بالمناورات، ولو المكشوفة. مع العلم أنّ هذا الفصل من المسار اللبناني، لا يشبه أي فصل سابق.

ثانياً، ربط مشاركة "التيار الوطني الحر" بالحكومة العتيدة بشروط محددة: الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها. واذا ما قصد أحداً في هذه القاعدة، فهو يقصد بطبيعة الحال رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الذي كان يشكو منه العهد وباسيل، من قلّة الانتاجية.

ما يعني أنّ باسيل انطلق في الماراتون الحكومي، بجزرة التسهيل من جهة، وعصا رفض عودة الحريري من جهة أخرى.

حتى اللحظة، يبدو الحراك الحكومي مثقلاً بالتعقيدات الداخلية المتوارثة من الحكومات السابقة، فيما لا يزال المرشح الأبرز للعودة إلى السراي، أي الحريري معتصماً بالصمت، وسط تضارب إشارات ومعلومات حول مدى قدرته على تأمين غطاء دولي قد يساعده على تخطي الـ"أبوكاليبس" الاجتماعي والمالي والإنمائي، اذا ما نجح في تقديم تشكيلة حكومية تتناسب ودفتر الشروط الدولي، محمية بالتزامات القوى السياسية بالأجندة الإصلاحية.

وحدها أصداء المواقف الدولية التي عبّر عنها كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووكيل الخارجية الأميركي ديفيد هيل، تتردد في مطبخ التأليف الداخلي. قالت كل من باريس وواشنطن كلمتيهما، وتركتا اللبنانيين لقدرهم في التقاط مسؤوليهم تلك الإشارات التي تصب بالنتيجة في خانة واحدة: حكومة لا تشبه سابقتها، سواء لناحية مكوناتها أو أجندتها. لا بدّ لها أن تكون مدعومة من مجمل الطبقة السياسية، وتراعي مطالب الشارع وتطلعاته، ولديها هدف واحد وهو تطبيق الاصلاحات.

ولذلك، لن تكون تجربة التكليف والتأليف هذه، شبيهة بأي تجربة سابقة. يوم الرابع من آب الجاري، سقطت كل القواعد الكلاسيكية التي كانت تجوز في المرحلة السابقة. فقدت كل القوى السياسية، ولو بنسب متفاوتة، قدرتها على المناورة، وهوامشها في ممارسة الغنج والدلال في المطالب والحصص والحقائب. الجوع لم يعد على الباب، صار داخل البيت. الهيكل وقع، ولا ينقص سوى إعلان الهزيمة.

هكذا، يُستنتج أنّ "التيار الوطني الحر"، كغيره من القوى السياسية، فقد الكثير من أوراق قوته والتي استثمرها منذ بداية العهد خلال تكوين حكوماته الثلاث. لا بل قد يكون "التيار" أكثر من تكبّد الخسائر المعنوية ما يعني أن "مخزون الضغط" بات غير متاح أو بالاحرى شبه معدوم. ولذا، صار هامش المناورة ضيقاً جداً، إن لم نقل غير متوفر.

وبالتالي لا يمكن تخيّل سيناريو وقوف أي فريق على حلبة التعطيل تحت عنوان المطالبة بتوزير شخص أو بحقيبة وبعدد معين من الوزراء. صارت تلك القواعد، وفق المتابعين، من الماضي، وسيصعب على أي فريق الاستنجاد بها لتحسين موقعه التفاوضي أو مكانته في خريطة توازن الحكومة العتيدة. ومن يعتقد أنّ بإمكانه الركون إلى المقاربات العتيقة في تركيب الحكومة، فهو يضع نفسه أمام حائط مسدود، ولن ترحمه "ثورة الجياع".

عملياً، يشكل المجتمع الدولي، واشنطن في الخلفية، وباريس في الواجهة، اللاعب الأول في تركيب الحكومة طالما أنّ الدعم الدولي هو وحده سيمنع البركان الاعتراضي من أكل الأخضر واليابس. ولذا لا بدّ من مواءمة ثلاثة عوامل أساسية، كما يقول المتابعون:

أولاً، المواصفات التي حددتها باريس وواشنطن لشكل وطبيعة الحكومة العتيدة.

ثانياً، التزام القوى السياسية بتلك المواصفات وبالأجندة الاصلاحية.

ثالثاً، أن تكون الحكومة مقبولة من الشارع.

ولذا يصبح اسم رئيس الحكومة مجرد بند ضمن تفاهم متكامل غير مباشر بين أطراف ثلاثة: المجتمع الدولي، القوى السياسية والشارع. ولذا يحاول الحريري، كما يؤكد المطلعون تأمين ضمانات القوى الداخلية، بعدما وضع تكليف الثنائي الشيعي في جيبه، قبل السعي لتأمين الغطاء الدولي وتحديداً الأميركي. وعليه يصير السؤال: كيف سيتعاطى "التيار" مع هذا الاحتمال؟

يقول المطلعون إنّه اذا كانت هناك من فرصة جدية لتأليف حكومة منتجة ومحمية من الخارج وقادرة على وقف الانهيار، فسيكون "التيار" حكماً معنياً بالمشاركة فيها وفق المعيار الذي سيوضع لمشاركة بقية القوى السياسية. هو أصلاً لا يملك ترف الجلوس في صفوف المعارضة فيما يستعد العهد لاطفاء شمعته الرابعة استعداداً لدخول عامه الخامس. اذاً هي الفرصة الأخيرة للعهد، ولا يمكن "للتيار" البقاء متفرجاً أو معرقلاً، وهو الذي تعرض أكثر من غيره لضغط الشارع خصوصاً بعد وقوع زلزال المرفأ.

 

من باسيل إلى نصرالله... بدّل!

طوني أبي نجم/نداء الوطن/20 آب 2020

كان مُفيداً جدّاً لرئيس "التيّار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل أن يكون استمع إلى خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ليطمئن إلى تماسك الأمين العام في مواجهة كل العقوبات والضغوط الغربية التي وصلت إلى حدّ ازدحام البارجات والجيوش الغربية في مرفأ بيروت.

لم يعد لدى صهر العهد أي خيار غير وضع "كل بيضاته في سلّة الحزب". مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل رفض لقاء باسيل في رسالة فاقعة الوضوح، وكانت الإدارة الأميركية استبقت وصول هيل إلى بيروت بتسريب شبه رسمي عبر صحيفة "وول ستريت"، بأنّ اسم جبران باسيل سيكون على رأس قائمة العقوبات المقبلة. هكذا استسلم باسيل لقدره، وأعلن أنه مستعدّ للعقوبات ولن يطعن بـ"حزب الله"! بدا باسيل كمقاتل في "الحزب" يحمل جهازاً لاسلكياً في مؤتمره الصحافي ويتّصل بالسيد نصرالله "من باسيل إلى نصرالله بدّل... عليك أن تعتمدني مرشّحك الأوحد للرئاسة"!

ظهر جبران باسيل منكوباً في السياسة أكثر من بيروت الشهيدة. بيروت عانت من انفجار هائل، وباسيل يُعاني من حرب كونية عليه وعلى تياره وعلى العهد. كما كان واضحاً التناغم بين باسيل ونصرالله، سواء في قرار المواجهة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب والرهان على فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن، ما سيؤدّي بحسب القراءة المشتركة لباسيل ونصرالله إلى انتصار مِحور إيران- سوريا المدعوم من روسيا والصين، برغم ما في هذه القراءة من سطحية وعدم إلمام بالحدّ الأدنى من المعطيات الدولية، لا لناحية عدم حسم نتائج الإنتخابات الأميركية، ولا لناحية غباء الرهان على تغيير جذري يجريه جو بايدن عبر العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران، ولا لناحية قراءة حقيقة الموقفين الروسي والصيني من كلّ ما يجري، تماماً كالرهان الخائب على "التوجّه شرقاً"!

يلعب باسيل، كما نصرالله، على قاعدة "صولد وأكبر"، ولذلك لا يكتفيان بالرهان على متغيّرات إقليمية ودولية، بل يعمدان إلى تهديد الداخل: نصرالله يُهدّد بـ"حرب أهلية" وباسيل يُهدّد بتحرّك ميليشيوي على الأرض، في تناغم لافت في عزّ انتفاضة اللبنانيين ونقمتهم على كل الطبقة الحاكمة. هذا التناغم الذي ظهر جلياً في محاولة منع إسقاط الحكومة أولاً، ومن ثم رفض أي بحث في انتخابات نيابية مبكرة باعتبار أنّها "مؤامرة"، من دون أن يشرح كلّ من نصرالله وباسيل كيف يمكن لأي انتخابات مبكرة أن تُشكّل مؤامرة، إلا إذا كانا على ثقة بأنّ اللبنانيين سيغيّرون الأكثرية الحاكمة التي يتحكّم بها "حزب الله" ولذلك يعتبر الإنتخابات المبكرة "مؤامرة" عليه! المواجهة باتت واضحة المعالم: "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تحديداً اختارا مواجهة المجتمعين العربي والغربي إنطلاقاً من الإصطفاف في المِحور الإيراني والرهان على تغيّر المعادلات الدولية بعد الانتخابات الأميركية، في مقابل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الرافضين لسياسة الإنخراط في المحاور، والمُصرّين على عودة لبنان الطبيعية إلى الحضنين العربي والدولي، الكفيلين بإنقاذ لبنان من الإنهيار المالي والإقتصادي وإعادة إعمار ما تدمّر نتيجة إنفجار مرفأ بيروت! إنّها المواجهة الكبرى داخلياً والتي تترافق مع المواجهة الكبرى خارجياً التي قد تقود لبنان بالفعل إلى الحرب الأهلية، لا سمح الله، وذلك في حال أصرّ "حزب الله" على المكابرة والتصرّف على قاعدة هدم الهيكل على رؤوس الجميع لمحاولة إبقاء لبنان رهينة للمصالح الإيرانية في معركتها الكبرى!

من باسيل إلى نصرالله... بدّل: سأخوض بحر العقوبات معكم، ولن أطعن بكم في مقابل الكرسي!

 

صوتان صارخان

بشارة شربل/نداء الوطن/20 آب 2020

ليس لدى البطريرك الراعي والمفتي دريان جيوش ودبابات ولا ميليشيات تقطع الطرقات وترهب الناس، ولا قوى شرعية تفرض القانون وتعيد الحقوق وتجلب المرتكبين الى القضاء، لكن لديهما الواجب الديني والجرأة الأدبية والأخلاقية والالتزام الوطني، التي حوَّلت خطبهما ورسائلهما الأخيرة الى مثال وضوء يهتدي به مَن يريد إنقاذ لبنان. ولو حاولنا اختصار رسالة المفتي أمس في مناسبة "رأس السنة الهجرية" لاستعصى علينا الحال، لأن سماحته نطق بكل ما يجول في بال المواطن اللبناني الطبيعي، ورَسمَ خريطة طريق للحل السياسي المرحلي وللعيش بسلام وكرامة في ظل دولة تحترم نفسها وحقوق الإنسان.

سماحته مثل غبطة البطريرك يتصديان لمهمة الدعوة الى الإنقاذ من منطلق وطني عام ورفيع، وما لجوؤهما الى النبرة العالية والكلام المباح إلا لأنه "بلغ السيل الزبى" مع انفجار العاصمة على رؤوس أهلها، وإصرار ما سماه سماحته "السلطة الفاسدة الى حدود الاجرام" على متابعة سياسة الإنكار ورفض تحمل المسؤولية، وعلى"الغيّ" الذي لم يودِ أحداً من المرتكبين السفهاء بعدُ "الى النار". لا تضاهي رفعة وأهمية مذكرة البطريرك الماروني المتعلقة بالحياد ومستقبل لبنان إلا رسالة المفتي المُحكمة. لقد خرجتا من رحم معاناة اللبنانيين من الفساد والهدر والجريمة المنظمة، ومن أشلاء ضحايا انفجاري 14 شباط 2005 و4 آب 2020 ومن كل جلجلة لبنان منذ تأسيسه قبل 100 عام. "الهجرة انتهت وآن وقت النية والجهاد". والمفتي يجدد ذاك التاريخ عبر مشاركة كل لبنان في ارادة القيامة والانتصار على الظَلَمة، وإذ يلامس مطلب "الحياد" البطريركي بمحبة وفهم عميقين، فإنه يلاقي جوهره آسفاً لإجهاض ترجمته السياسية متمثلة بـ"النأي بالنفس"، ويختصر المشهد بالهدف الأسمى: دولة موحّدة قادرة لا يشارك سيادتَها أيُ سلاح. أما لماذا يرتدي كلام رجُلَي الدين هذه الأبعاد المهمة، فلأن الأزمة التي نعانيها ليست مجرد لعبة سياسية أطرافها كلّهم ديموقراطيون، بل هي وطنية بامتياز وذات طابع "وجودي" للكيان والشعب على السواء، ولأن القوى السيادية السياسية تحتاج الى مؤازرة كل ذي شأن لتعزيز مطلب التحقيق الدولي في انفجار المرفأ والحكومة المستقلة والانتخابات المبكرة، وإنفاذ قرار المحكمة الدولية بحق سليم عياش... وصولاً الى الخلاص عبر "الحياد" أو ما يوازيه من مضمون يصون السيادة والاستقلال.

"رسالة المفتي" في ذكرى الهجرة مثل "مذكرة الحياد" البطريركية: دعوةٌ لانتصار الحق والتشبث بالأرض وتحقيق الأمن والأمان.

 

فورين بوليسي": لبنان أفضل بلا حكومة يحتقرها الغرب

سامي خليفة/المدن/20 آب/2020

أصبحت ثقة اللبنانيين بالسلطة التي تحكمهم معدومة. فلم يعودوا منذ زمنٍ بعيد يصدقون شيئاً مما تقول هذه الطبقة المهترأة وتفعل. لقد فقد الناس ببساطة ثقتهم بدولة انفصلت عنهم، وشبعوا من الخطابات الشاعرية التي لا تنتج إلا الكوارث، وما عادوا حتى يكترثون لمضمونها. وحدها محاسبة من أوصل البلاد إلى الحضيض تشكل لهم بعض العزاء وتمنحهم الأمل بتقدم فكرة الدولة.

المبادرة للشعب

جاء تفجير مرفأ بيروت ليُسقط ورقة التوت الأخيرة عن الدولة الغائبة والفساد المستشري، حيث يستمر المواطنون المتضررون من انفجار بيروت بلملمة جراحهم ورفع الأضرار التي لحقت بمنازلهم وسط غياب تام لأجهزة الدولة المختصة التي حلّت محلها المبادرات الفردية لشبّان وشابات أتوا من مختلف المناطق.

هذا المشهد الصادم، جذب انتباه مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، عن بلدٍ يُقال أنه يعمل بشكلٍ أفضل في ظل غياب الحكومة. فبعد دقائق من وقوع الانفجار في بيروت بتاريخ 4 آب، ظهر مسعفو الصليب الأحمر في الشارع ومعهم حقائب الإسعافات الأولية، وقام متطوعون بإدارة حركة المرور. رافق ذلك تنقل شبان وشابات يحملون زجاجات مياه من بابٍ إلى باب ليسألوا عما إذا كان أي شخص بحاجة إلى المساعدة. وباختصار، يمكن القول أن ماضي لبنان المليء بالصراعات والحروب والانهيارات الاقتصادية والفساد المستشري، حفز المواطنين على التحرك عند مواجهة أي حالة طوارئ.

غياب الدولة

تقول المجلة الأميركية، أن التفجير لو قُيض له أن يقع في دولة أخرى، لكنا شاهدنا الجيش ومسؤولو إدارة الكوارث يهرعون إلى مكان الانفجار؛ وكان السياسيون سيصطفون لتقديم التعازي والدعم. وللمفارقة، كانت الدولة في لبنان غائبة بشكل واضح. وبدلاً من تعزيز حضورها، فرض الرئيس ميشال عون حالة الطوارئ ومنح الجيش سلطات واسعة للحد من حرية الحركة والعمل الصحافي. تحوّلت المناطق المتضررة إلى خلية نحل تضمّ مئات الشباب والشابات حملوا معدّات الكنس لمساعدة الأهالي المتضررين لرفع الأنقاض في الأحياء المسيحية كالجميزة ومار مخايل وغيرها. وهناك تجلت صورة الوحدة الوطنية، عندها شاهدت المجلة مجموعتين من الكشافة، إحداهما من مدينة طرابلس الشمالية ذات الأغلبية السنية، ترتدي سترات كستنائية اللون، والأخرى من الجنوب الشيعي ترتدي سترات خضراء، منشغلةً في تمشيط المنازل المتضررة، بينما اكتفى ضباط الشرطة بحراسة مداخل تلك المناطق.

محاولات السلطة لسرقة المساعدات

إلا أن معدّات الكنس وزجاجات المياه والسندويشات ليست كافية لإعادة بناء المباني المتضررة والمدمرة، ولا لتوفير رعاية طبية متخصصة وإحياء الأعمال التجارية. إذ يحتاج العديد من المتضررين بشكلٍ عاجل إلى أطباء متخصصين وفحوصاتٍ وعملياتٍ جراحية ومواد لإعادة الإعمار.

من هنا، لا يعتقد معظم أولئك الذين يحتاجون حالياً إلى المساعدة أنهم سيحصلون على فلسٍ واحد إذا تم توجيهه من خلال الحكومة. وهذا ما أكد عليه المجتمع الدولي الذي أعلن إنه سيوجه مساعداته من خلال وكالات مستقلة. لكن بعض النشطاء يقولون إن الدولة اللبنانية تضع حواجز جديدة للالتفاف على مثل هذه المحاولات. وقد أطلع أحد عمال الإغاثة، المجلة الأميركية، على اتصال داخلي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى شركائه المحليين في بيروت، يبلغهم فيه بعدم تقديم المستندات إلى بلدية بيروت وفقاً للإجراءات البيروقراطية التي طلبتها السلطات الحكومية.

لا ثقة بالدولة

استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، مؤتمراً افتراضياً للمانحين إلى جانب الأمم المتحدة، وحصد 300 مليون دولار كدفعة أولى من المساعدات لأولئك الذين تحملوا وطأة الانفجار. وقد أصّر ماكرون على ضرورة وصول المساعدات إلى المحتاجين وليس جيوب السياسيين الذين يعتبرهم اللبنانيون فاسدين. وقال "يجب أن نتصرف بسرعة وكفاءة حتى تذهب هذه المساعدة مباشرةً إلى المكان المناسب". من جهتها، تعهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، من بين دول أخرى، بتجاوز الدولة اللبنانية. وقدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مجموعات طبية للطوارئ، تحتوي كل منها على "ما يكفي من الأدوية والإمدادات الطبية لدعم 60 ألف شخص"، أرسلتها مباشرةً إلى المستشفيات متجاهلةً وزارة الصحة. كما وعدت ألمانيا بتقديم مبلغ 20 مليون يورو (24 مليون دولار)، خُصص ربعها تقريباً للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقد نشرت ألمانيا فريقاً من الوكالة الاتحادية للإغاثة الفنية لتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني التي تستخدمها السفارة، وأضرار متحف سرسق، الذي تحول منذ افتتاحه الجديد عام 2015، بعد إعادة ترميمه وتوسعته، إلى تحفة معمارية في جماليته، هذا عدا مقتنياته الثمينة التي تعرضت هي أيضاً لأضرار بالغة.

تشعر منظمات الإغاثة الدولية التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، حسب المجلة، أن بإمكانها تلبية المتطلبات بشكل أفضل بالتنسيق مع مجموعات المساعدة المحلية الموثوقة بدلاً من المرور عبر الحكومة. وتلعب الجمعيات الخيرية الدينية والعلمانية بالفعل دوراً نشطاً في مساعدة اللاجئين والمجتمعات المحرومة على حد سواء. وفي هذا الإطار، يستخدم المجلس النرويجي للاجئين الأخشاب والأغطية البلاستيكية المكدسة لإغلاق النوافذ والأبواب المكسورة، ما يوفر الخصوصية لأولئك الذين ليس لديهم أي شبكات اجتماعية ولا مكان آخر يذهبون إليه.

وعن هذا الموضوع، قالت إلينا ديكوميتيس، مستشارة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان، التي تقدم الدعم النفسي، والمأوى، ومستلزمات النظافة للعائلات، للمجلة الأميركية "تأمين المأوى للفئات الأكثر ضعفاً هو أولويتنا الآن. نعتزم أيضاً توفير الإيجار لمدة ثلاثة أشهر لـ 2500 أسرة، ثم بعد ذلك سنساعد أصحاب المنازل عبر تقديم مبالغ نقدية حتى يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم اعتماداً على تقييم الضعف وتمويل المانحين المتاح".

معاناة الشركات

ولعل أبرز من سيعاني بعد الكارثة الأخيرة، هم أصحاب المؤسسات التجارية، إذ تأتي الشركات في أسفل قائمة أولويات معظم وكالات المعونة الدولية. فالعديد من الصروح المدمرة هي عبارة عن مؤسسات تجارية، كالمقاهي والمطاعم والحانات والمتاجر ومدارس اللغات والمعارض الفنية، كانت جزءاً مهماً من صناعة السياحة في لبنان، التي تُعد من بين أكبر مصادر الدخل في البلاد، ومصدر حاسم لتوظيف الشباب اللبنانيين والسوريين، إلى جانب العمال المهاجرين من بنغلاديش والفلبين. ما يعني تلقائياً أن معدلات الفقر ستنفجر في هذا البلد الصغير.

وبينما نشرت الشركات تفاصيل خسائرها على مواقعها الإلكترونية. قام الممثل النيوزلندي راسل كرو بتقديم تبرع مالي بغرض إصلاح مطعم "لو شيف Le Chef" الذي دُمر في انفجار بيروت، تخليداً لروح وذكرى الطاهي الأميركي الكبير أنطوني بورداين والذي سبق له وأن زار المطعم. مع ذلك، ما زال الكثير من الشركات تعول على مساهمات تعيد إليها ضخ شريان الحياة.

ابتزاز الغرب

وبخصوص المكر السياسي في لبنان، تكشف المجلة قلق الخبراء من أن تستغل أي حكومة لبنانية نقاط الضعف السياسية في أوروبا للمماطلة في الإصلاحات، وسط رهانها الخبيث في النهاية على جذب الأموال لتجنب نزوح جماعي آخر للاجئين باتجاه الغرب. لكن بينتي شيلر، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة "هاينريش بول"، وهي مؤسسة ألمانية قانونية مستقلة، تقول إن الغرب لديه وسائله الخاصة للرد على مماطلة الطبقة السياسية. ووفق رؤيتها، بما أن العديد من الممتلكات الغربية تكبدت خسائر أيضاً في الانفجار الأخير، يمكن للمجتمع الدولي مصادرة أصول السياسيين اللبنانيين في الخارج.

 أضافت "إذا جمدنا أصولهم الشخصية، حتى يتضح من يتحمل مسؤولية الانفجار، ألا يمكنننا حينها أن نطلب أمراً من المحكمة بشأن كيفية استخدام هذه الأصول لإعادة بناء الدولة اللبنانية أو إعادة بناء بيروت؟". وتعبر المجلة في نهاية تقريرها عن خوفها على مستقبل الأحياء المتضررة في بيروت، خصوصاً أنه في المرة الأخيرة التي كان لا بد فيها من إعادة بناء بيروت، بعد انتهاء الحرب الأهلية، استخدم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري شركته الخاصة "سوليدير" لبناء ناطحات سحاب ومبانٍ مليئة بالشقق باهظة الثمن بقيت معظمها دون قاطنين. ويشعر اللبنانيون اليوم بالقلق من أنه إذا لم يحصل أصحاب المنازل والشركات على المساعدة في الوقت المناسب، سينتقل المطورون العقاريون للاستيلاء على الأراضي حول هذه الأحياء، ما يعني وضع يدهم ليس على جزء من بيروت وحسب، بل على جزء من البحر الأبيض المتوسط نفسه.

 

مصرف لبنان يتلاعب بمصير طلاب الخارج.. "والدولار الطلابي" مستبعد

عزة الحاج حسن/المدن/20 آب/2020

أكثر من 10 آلاف طالب لبناني في الخارج عانوا وذويهم الأمرّين، لصعوبة التحويلات المالية من لبنان إلى الدول التي التجأوا إليها لتلقي علومهم. حوصر آلاف الطلاب على مدى أشهر في بلاد الاغتراب بلا مال، سوى من استطاع إليه سبيلاً وبتكلفة مضاعفة، بسبب تمنع المصارف عن إتمام تحويلات مالية من الحسابات المصرفية في لبنان. وفيما عانى الكثير من الطلاب من صعوبات كبيرة في تأمين معيشتهم مؤخراً، خلال أزمة انتشار فيروس كوفيد 19، تعرّض أهالي الطلاب إلى ضغوط من المصارف وابتزاز من قبل الصرّافين، أمام أعين السلطتين السياسية والنقدية، ومن دون أن يحرك أحدهم ساكناً.

بدأت أزمة الطلاب اللبنانيين في الخارج مع أزمة ارتفاع سعر الدولار في لبنان، مقابل تدهور العملة الوطنية، حين انخفضت إلى مستويات قياسية بلغت نحو 9500 ليرة للدولار، في وقت سابق، وتلازمت مع مصادرة المصارف اللبنانية لمدخرات اللبنانيين، ومنعهم من إجراء تحويلات مالية من حساباتهم لأولادهم في الخارج، متجاهلة مخاطر الأمر على مستقبل الطلاب، ومتمسكة بتنفيذ التحويلات من الأموال الجديدة فقط، وبالعملة الأجنبية. ولطالما ألزمت المصارف أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج على تنفيذ سحوبات نقدية من حساباتهم الدولارية وفق سعر الصرف المعمول به (1515 ليرة ثم 3000 ليرة ثم 3900 ليرة)، وشراء دولارات من السوق السوداء ثم تحويلها إلى أبنائهم في الخارج.. هذه العملية لم تكن لتسمى سوى بالسرقة العلنية أو السطو بالقوة. لم يوفر أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج جهوداً إلا وبذلوها. وكان آخرها اعتصام أمام مصرف لبنان. لم تحصد جميعها سوى قرار اتخذ منذ أشهر يتيح لأهالي الطلاب التحويل النقدي عبر الصرّافين إلى الخارج وفق سعر صرف 3900 ليرة، وقرار مبتور لمصرف لبنان صدر أمس الأربعاء، تشوبه أكثر من شائبة. وقد أشاع الأخير حالة من الإحباط بين أهالي الطلاب، ولاقى اعتراضات كثيرة، لحرمانه الشريحة الأكبر من الطلاب من الاستفادة من التحويلات.

شوائب التعميم

شوائب عديدة تجعل القرار الصادر عن مصرف لبنان يوم الأربعاء، والمتعلق بالتحاويل إلى الطلاب اللبنانيين في الخارج مجحف وتمييزي، فالقرار المذكور (13257) يطلب من المصارف العاملة في لبنان السماح لذوي الطلاب اللبنانيين في الخارج بتحويل الأموال من حساباتهم بالدولار، بموجب تقديم مستندات تثبت تسجيل الطلاب قبل نهاية العام 2019، على أن يسمح لكل طالب بالتحويل سنوياً مبلغاً لا يزيد عن 10 آلاف دولار! الثغرة الأولى تتعلق باشتراط أن يكون الطالب مسجلاً خارج لبنان قبل نهاية 2019. فذلك يحرم طلاب لبنان الجدد من فرصة الالتحاق بجامعات أجنبية، وبذلك يكون القرار منقوصاً، لأنه استثنى (من دون أي مبرر) آلاف الطلاب الجدد المسجلين في العام الدراسي 2020/2021. الثغرة الثانية، ترتبط بعدم شمول قرار مصرف لبنان للطلاب وذويهم من أصحاب الحسابات المصرفية بالليرة اللبنانية، الذين يضطرون إلى شراء الدولار من السوق السوداء. كما ويستثني أيضاً الطلاب والأهالي الذين لا يملكون حسابات مصرفية على الإطلاق. فالقرار تناول فقط أصحاب الحسابات الدولارية. بمعنى أن مصرف لبنان بادر إلى تقديم الدعم لشريحة من الطلاب من جيوبهم، أي من حساباتهم المحجور عليها من قبل المصارف. كذلك، فإن القرار لا يشمل أيضاً أصحاب الحسابات الدولارية الذين كانوا يغذونها بالليرة اللبنانية، ومنهم علي. ص. والد أحد الطلاب اللبنانيين في روسيا، الذي يوضح في حديث إلى "المدن" أن مدخوله بالليرة اللبنانية، وكان يغذي حسابه المصرفي الدولاري بالليرة شهرياً. لكن منذ بداية الأزمة لم يعد المصرف يسمح له بذلك، ما اضطره إلى شراء الدولارات من السوق السوداء، وتحويلها إلى إبنه، مستغرباً كيف يمكن أن يصدر قرار عن مصرف لبنان يحرم شريحة واسعة من الطلاب من حقهم بالتعلم. ولا تقتصر الاعتراضات على الثغرات تلك، فالقرار وضع سقفاً متدنياً نسبياً للتحويلات إلى الطلاب، فلا يتجاوز السقف 10 آلاف دولار، شاملاً الأقساط الجامعية وإيجارات المنازل والمعيشة وغير ذلك، وهو سقف لا يكفي لتعليم أي طالب.

اللجوء إلى القضاء

وفي حين رأت رابطة المودعين وأهالي الطلاب، أن قرار مصرف لبنان المذكور أعلاه مخالف للقانون، لوضعه قيوداً غير مشروعة على حق الملكية، وأعلنت نيتها التوجه إلى القضاء، وجهت الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية، كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، استغربت فيه نكس مصرف لبنان الاتفاق الحاصل بين الطرفين، والمبني على وعد من سلامة بإصدار تعميم يشمل المطالب التالية: اعتماد سعر الصرف الرسمي 1515 ليرة للدولار، تحويل الأقساط والمصاريف بما يعادل 10 آلاف دولار كحد أقصى، وتحرير التحويلات من الحسابات بالدولار لسداد الأقساط والتكاليف، وأن تكون التحويلات من حسابات التوطين والحسابات الجارية بالعملة اللبنانية إلى الدولار بالسعر الرسمي 1515 ليرة للدولار، وأن يتوجه الذين لا يملكون حسابات مصرفية في المصارف إلى الصرّافين المصنفين، وإلزامهم القيام بالتصريف على سعر المنصة الإلكترونية في مصرف لبنان. وطالبت الجمعية -في بيان لها- مصرف لبنان بإجراء المقتضى، لتحقيق ما تم الاتفاق عليه، لاسيما إقرار "الدولار الطلابي" أي اعتماد سعر الصرف الرسمي 1515 ليرة للدولار للطلاب في الخارج.

الدولار الطلابي

أما الدولار الطلابي، والمقصود فيه أن يتم إقرار تحويل كافة مصاريف وأقساط الطلاب اللبنانيين في الخارج وفق سعر صرف 1515 ليرة للدولار، من دون استثناء، فيبدو أنه بعيد المنال. ووفق مصدر في مصرف لبنان، فإن الأخير ربما يدرس استثناءات جديدة متعلقة بالطلاب في الخارج، قد تقضي بخفض السقوف المالية مقابل توسيع شريحة المستفيدين من الطلاب. لكن ذلك يبقى مجرد اقتراحات قيد البحث. ويقول المصدر في حديث إلى "المدن" أن الدولار الطلابي مستبعد بالنظر إلى الإمكانات المالية المتوفرة (تضاؤل الاحتياط الدولاري في المصرف المركزي).

اقتراح قانون

قبل صدور قرار مصرف لبنان، كان من المفترض أن يتم البت باقتراح قانون سبق لعدد من النواب التقدم به، قبل وقوع انفجار بيروت وتفاقم الأمور، وتأجيل الجلسات التشريعية. ويقضي اقتراح القانون المعجّل المكرّر بإلزام مصرف لبنان بصرف مبلغ 10000 وفق سعر الصرف الرسمي للدولار أي 1515 ليرة، عن العام الدراسي 2020/2021 لكافة الطلاب اللبنانيين الجامعيين، الذين يدرسون في الخارج. هذا الاقتراح، وإن كان لا يلبي تطلعات الطلاب وذويهم بالكامل، إلا أنه يبقى أقل سوءاً من قرار مصرف لبنان الأخير، فاقتراح القانون لا يستثني أي من الطلاب. كما يشمل سنتهم الجامعية الحالية 2020/2021.

ويرى النائب علي فياض (أحد معدّي اقتراح القانون) في حديث إلى "المدن"، أن الحل الجذري حالياً يقضي بأحد خيارين، إما إقرار اقتراح القانون الذي تم التقدم به من قبل النواب عاجلاً، والذي يشمل كافة الطلاب ولا يستثني العام الدراسي الحالي، أو أن يتم إصدار قرار جديد عن مصرف لبنان يشمل فيه الشرائح التي تم استثنائها في القرار الحالي، الذي يمكن وصفه بـ"الطبقي" لاسيما انه يقتصر على أصحاب الحسابات الدولارية فقط. لا يكفي أن لبنان في أسوأ أحواله، بل أن مستقبله سيكون أسوأ بالتأكيد حين نتخيل أن الجيل الجديد سيكون محروماً من العلم.

 

هل يسبح بري عكس “التيار”؟!

عمر الراسي /أخبار اليوم/20 آب/2020/

لم يعد تشكيل الحكومة بعد الانهيار الاقتصادي والمالي وبعد تفجير المرفأ وصدور الحكم عن المحكمة الدولية ، كما كان سابقا. واكبر دليل على ذلك، حسب مصادر نيابية في تيار المستقبل، مقاربة رئيس مجلس النواب نبيه بري لمسألة التأليف المختلفة عن معظم القوى السياسية وخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله والتيار الوطني الحر، حيث رئيس المجلس ينطلق من الواقعية السياسية للخروج من الازمة، لذلك هو يعتبر ان الرئيس سعد الحريري الوحيد الذي يستطيع انقاذ الوضع اذا تعاون معه الجميع خاصة انهم ادركوا رغم تفردهم بالسلطة انهم لم يستطيعوا انجاز اي شيء لا بل تدهورت الامور الى الأسوأ.

واضافت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم”، بالرغم من عدم تحقيق انجازات كبيرة في الفترة السابقة، الا ان حكومات الحريري على الاقل حافظت على الاستقرار المالي والنقدي في البلد، وعلى العديد من الملفات الاخرى.

واذ اعتبرت المصادر ان الرئيس ميشال عون يربط عودة الحريري بعودة الامور الى ما كانت عليه في بداية العهد، لكن رئيس المستقبل، يرفض اي خيار من هذا النوع وهو ما زال على نفس الشروط التي وضعها عند تأليف الحكومة المستقيلة، بمعنى انه يرفض مشاركة الاحزاب واغراق الحكومة بالحصص من اجل تحقيق مكتسبات لهذا الفريق او ذاك. وكشفت المصادر ان الجانب الفرنسي طرح مع الحريري امكانية تسمية شخصية لرئاسة الحكومة، اذا لم يكن هناك امكانية لتلبية شروطه، مشيرة ان جواب الحريري كان بتأكيده رفض الدخول في هذا النوع من البازارات، فهو لن يلعب دور الوسيط والضامن لاي كان، ويشدد في الوقت عينه، ان المرحلة الراهنة اختلفت كثيرا عن سابقاتها، واي حكومة تحمل بذور تفجيرها – اكانت برئاسته ام لا، فانها ستزيد الامور تعقيدا. وردا على سؤال، اشارت المصادر الى ان الحريري بعلاقاته الدولية يستطيع ان يحرك الدول للوقوف الى جانب لبنان بالتوازي مع مفاوضات صندوق النقد الذي ابدى استعداده للمساعدة شرط تأليف حكومة جدية مع برنامج واحد ووزراء يوحون بالثقة. الى ذلك، اوضحت المصادر ان المساعدات التي يحكى عنها اليوم هي آنية وظرفية نتيجة المصيبة الكبرى التي حلت بالبلد نتيجة انفجار المرفأ، ولا علاقة لها بالانهيار المالي والاقتصادي الحاصل. معتبرة ان حتى اللحظة، وانطلاقا من التجربة السابقة، لا يوجد اندفاع دولي لتقديم الهبات او القروض للبنان على شكل مؤتمرات الدعم التي كان آخرها مؤتمر “سيدر”، ما لم تسلك الاصلاحات طريقها نحو التنفيذ.

 

القلق الوجودي المسيحي بين بكركي وبعبدا

البروفسور فريد البستاني/ 20 آب/2020/

عاش المسيحيون ومعهم لبنان فترة رخاء مارسوا خلالها ترف الوقت والخلافات، حتى إندلاع الحرب الأهلية وصولا إلى الإجتياح الإسرائيلي ومن بعده إتفاق الطائف، وفي كليهما زمن التدخلات والرعايات والوصايات الخارجية، إنتهاءً بما نحن عليه اليوم من خطر يتهدد لبنان، ومعه يتهدد الوجود المسيحي فيه. وذلك كله للأسباب الاقتصادية التي تتسبب بالهجرة الكثيفة، وما يرافقها من تضاؤل في الحضور الشعبي والسياسي المسيحيين، وللأسباب السياسية الدولية والإقليمية، وما فيها من تغير جوهري في الاهتمام الغربي بالوجود المسيحي ومن خلاله النظر لهوية لبنان، ووقوع لبنان على خط الصراعات الكبرى، في قلب صحوة مذهبية بين الشيعة والسنة. ينمو خلال هذه الصحوة التطرف السني الذي يهدد المسيحيين وجودياً، في ظل تحبيذ الغرب للمحور السني عربياً، ودفعه للتطبيع مع إسرائيل دون الأخذ بالإعتبار لأي شرط لحل القضية الفلسطينية بصورة ملائمة تنهي هواجس لبنان، خصوصاً حول مصير اللاجئين الفلسطينيين وخطر التوطين، وينمو خلالها التهديد الغربي  للمحور الشيعي الذي تمثله إيران وحلفاؤها، وفي طليعتهم حزب الله، والغرب هو المدى الحيوي التقليدي للمسيحيين ثقافياً وإقتصادياً وسياسياً، الذي لا يمكنهم تخيل العيش خارجه، رغم التغير في نظرته ورغم ما يعطيه من أولوية للمكانة الإسرائيلية في حساباته، ويقع لبنان في صدارة المتضررين منها.

تاريخياً منذ الإستقلال وحتى الحرب الأهلية، عاش المسيحيون في ظل الخلاف بين البطريركية القوية والرئاسة القوية، فكان هذا هو الحال بين البطريرك أنطون عريضة والرئيس بشارة الخوري والبطريرك بولس المعوشي والرئيسين كميل شمعون وفؤاد شهاب. فتناوب البطريرك القوي والرئيس القوي على رسم السياسات، وعموماً حظي الرؤساء بعهود يرسمون سياساتها، ولكنهم رحلوا من الرئاسة بفعل الغضب البطريركي، إما بإنهاء تمديد أو مشروع تمديد، ولم ينتبه المسيحيون، ولا إنتبه رؤساؤهم وبطاركتهم إلى ما تشكله العلاقة بين بكركي وبعبدا من صمام أمان للبنان عموماً وللمسيحيين خصوصاً.

تنظر بكركي للبنان الكبير كثمرة من ثمار دورها التاريخي الذي جسده البطريرك الياس الحويك، ورعاه من بعده البطاركة، ومن هذا الموقع تنبثق المداخلة البطريركية التي تعتقد بحقها في إمتلاك حق الفيتو على السياسات الرئاسية التي تعرضه للخطر، وينظر تقليدياً كل رئيس للجمهورية للنصف الأول من عهده بعيداً عن بكركي ليكتشف في النصف الثاني أن مصير عهده سيتقرر من خلال علاقته ببكركي. خلال الحرب وبعدها واصلت القيادات المسيحية محاولة إستنساخ ما يجري في الساحة الإسلامية، حيث قوة الموقف تقرره العلاقة بين الأحزاب، وتصدرت الجبهات السياسية المشروع المسيحي، فتهمشت الرئاسات ومثها تواضع وتراجع دور بكركي، رغم اللحظات القليلة التي ظهرت فيها مبادرات وأدوار على ضفتي الرئاسة والبطريركية سرعان ما تجاوزتها الأحداث واللعبة الحزبية.

في أيامنا الحاضرة يجب أن نعترف بأننا لا نملك ترف النقاش والإختلاف وليس فقط أننا لا نملك ترف الوقت، بل أننا لا نملك ترف الرهان على التحالفات الداخلية والخارجية، فجسر بعبدا وبكركي المتين يعني عبوراً آمنا للأزمات، وتهاوي هذا الجسر أو هشاشته سيعني حكماً عبوراً محفوفاً بالمخاطر، وهي هنا مخاطر السقوط إلى هاوية سحيقة لا قيامة بعدها. جسر بعبدا وبكركي ليس جسر مواقف، بل جسر مواقع، فليست مشكلة أن يكون لكل من الموقعين سياسات ومبادرات تختلف، فهي ربما تتكامل من موقع الإختلاف، الأهم أن تتلاقى المواقع ولا ينتقص أحدها من حيوية وأهمية الآخر، وأن تنسق فيما بينها وتحمي إحداها الأخرى، وتلتزم كل منها للثانية بعدم إتخاذ قرارات مصيرية إلا بالتشاور والحوار والتنسيق، بحيث يتم توظيف مصادر القوة التي يملكها كل من الموقعين ليكون فرصة قوة مضاعفة للبنان، وللمسيحيين. وفي زمن الحديث عن سقوط سايكس بيكو، والسعي لعقد سياسي إجتماعي جديد، يخشى أن يضيع معهما لبنان الكبير ودور المسيحيين في لبنان والمنطقة، وبديل جمع مصادر القوة هو أن تستثمر كل من المرجعيتين مصادر قوتها لموازنة مصادر قوة المرجعية الأخرى، فتضعفان ويضعف المسيحيون ويضعف لبنان.

إن وجود رئيس كالعماد ميشال عون بتاريخه الوطني ورؤيته الإستراتيجية وموقعه الفاعل في الشارع المسيحي وتأثيره على مواقع لبنانية وازنة ومؤثرة، ووجود بطريرك كالكاردينال بشارة الراعي بثقافته وخبرته وشجاعته وعلاقاته الواسعة في الداخل والخارج، ومكانة الكنيسة لدى جمهور المؤمنين، يمكن لهذا التكامل أن يؤسس لخلاص لبنان وحماية مسيحييه، فهذا هو جسر العبور في زمن العاصفة، ولا جسر سواه.

*عضو في البرلمان اللبناني

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: تبين أن المحكمة غير مسيسة وأقل الإيمان تنفيذ حكمها على الدولة مسؤولية القبض على عياش وتسليمه وإلا دق آخر مسمار في نعشها

وطنية - الخميس 20 آب 2020

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "البعض افترض، قبل صدور حكم المحكمة، أنها مسيسة، ولكن بعد صدور حكمها والحيثيات الموجودة في الحكم وطريقة التطرق الى الجريمة، تبين بشكل واضح أنها غير مسيسة، وأنها عملت وفقا لأقصى المعايير العلمية، لذلك أقل الإيمان تنفيذ حكمها"، مشددا على أن "جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليست جريمة عادية أو بسيطة، إنها جريمة ستحفر في الوجدان الجماعي اللبناني عميقا وطويلا، لذلك تقع على الدولة، ممثلة هذه المرة بالسلطة الإجرائية أي رئيس الجمهورية والحكومة، مسؤولية هائلة، فإما تنفيذ حكم المحكمة بالقبض على سليم عياش وتسليمه للمحكمة الدولية، أو دق آخر مسمار في نعش هذه الدولة، وترك ندوب لا أدري إذا كان بالإمكان في ما بعد معالجتها، في جسد التعايش اللبناني - اللبناني، واستطرادا في وجود هذا الوطن بالذات". كلام جعجع جاء في تصريح عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية"، الذي استغرق حوالى الساعتين وعقد برئاسته في المقر العام للحزب في معراب، في حضور نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب ستريدا جعجع وبيار بو عاصي وجورج عقيص وعماد واكيم ووهبي قاطيشا وفادي سعد وأنطوان حبشي وشوقي الدكاش وجوزيف اسحق وماجد إدي ابي اللمع وأنيس نصار، الوزراء السابقين مي الشدياق وملحم الرياشي وريشار قيومجيان وجو سركيس، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، عضوي الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورجا الراسي ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.

ووجه جعجع "تحية كبيرة جدا لروحي الشهيدين وسام عيد ووسام الحسن لأن أغلبية حيثيات الحكم الصادرة عن المحكمة الدولية مبنية على عملهما".

وقال: "حزب القوات اللبنانية أيد المحكمة الدولية منذ اللحظة الأولى، لذلك نأخذ الحكم الصادر منها على ما هو عليه، بكل رحابة صدر وبكل رضى إلا أن هذا الحكم وبكل صراحة هو كناية عن ربع حكم ليس لأن المحكمة لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة أو لأن الأشخاص فيها مشكوك بأمرهم أو لأنها مسيسة أو لأي سبب من هذا القبيل، إنما انطلاقا من الظروف التي عملت فيها هذه المحكمة. فالسلطة التي كانت قائمة حين ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تلاعبت وبسرعة هائلة بعد وقوعها بمسرح الجريمة، ومحت الكثير من الأدلة التي كانت من الممكن ان تكون ذات فائدة، كما أن نظام المحكمة وبعد التدخلات السياسية وخصوصا من روسيا في مجلس الأمن، أتى ضيقا جدا لمسألة بهذا الحجم، زد على هذا كله أن أيا من المتهمين سلم نفسه لتتمكن المحكمة من استجوابه، بالإضافة إلى أنها لم تتمكن من التحرك ولو قليلا في تحقيقاتها الميدانية من أجل تبيان الحقائق على ما هي عليه، ونذكر جميعا الواقعة عندما أرسلت المحكمة فريقا من المحققين إلى طبيبة نسائية من أجل معرفة تفصيل بسيط، وهو ما إذا حضر في إحدى التواريخ المحددة حضر شخص معين إلى العيادة مع زوجته أو لا، فلم يستطع الفريق الحصول على هذه المعلومة البسيطة، لذلك قلت أن الحكم أتى ربع حكم، انطلاقا من الظروف التي عملت فيها المحكمة. من هذا المنطلق، أي شيء أتى في الحكم لعدم كفاية الدليل، في حقيقة الأمر ليس كذلك، إنما لعدم تمكين المحكمة من جمع الأدلة اللازمة ليصبح الدليل كافيا".

أضاف: "على الرغم من كل هذه العوامل القاهرة، تمكنت المحكمة من تسليط الضوء على حقائق عدة. أولا، اغتيال الرئيس رفيق الحريري عملية إرهابية تم تنفيذها لأهداف سياسية، وفي هذا الإطار الجميع تذكر كم سمعنا من النظريات الخنفشارية في لبنان وقتها، حتى وصل الدرك في البعض إلى أن يكادوا يقولون إنها عملية انتحار، إلا أن حكم المحكمة دحض كل هذه النظريات. ثانيا، أسقطت المحكمة كل الفرضيات والسيناريوهات في ما يتعلق بالخلفيات السياسية للجريمة، وأكدت في المقابل أن الاغتيال جاء بسبب رغبة رفيق الحريري بإخراج سوريا من لبنان، وقرار الاغتيال اتخذ بعد اجتماع البريستول الثالث الذي شارك فيه تيار المستقبل وطالب بخروج الجيش السوري من لبنان. والجدير بالذكر ايضا على هذا الصعيد، اتهام الرئيس رفيق الحريري مرارا وتكرارا، بأنه هو من لعب الدور الأساسي في استصدار قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي يدعو ايضا الى حل كل الميليشيات المسلحة خارج الدولة. ثالثا، أكد حكم المحكمة المسؤولية المباشرة لأحد كوادر حزب الله، سليم عياش، في تنفيذ الاغتيال ومشاركة عشرات من عناصر الحزب في التحضير، وبطبيعة الحال، ليس هناك أحد من بيننا، يعتقد ان السيد سليم عياش قام على نفقته الخاصة بشراء طنين من المتفجرات وشاحنة وتجنيد كل هذه العناصر والشبكات والمراقبة وكل العمل التحضيري والتنفيذي للجريمة. وهذا ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى التصريح: المطلوب اليوم من حزب الله أن يضحي بعد أن صار واضحا أن شبكات التنفيذ من صفوفه".

وكان جعجع استهل كلمته، بتهنئة اللبنانيين برأس السنة الهجرية، قائلا: "على الرغم من كل المأساة التي نعيشها اليوم، أردت أن أوجه هذه التهنئة، إذ مهما كانت أحزاننا كبيرة، الحياة مستمرة، وعلينا ان نتحامل على أنفسنا لكي نتمكن من الاستمرار ومحاولة البناء قدر الإمكان للأجيال التي ستأتي من بعدنا. أتمنى أن يحل رأس السنة في العام المقبل علينا جميعا، بظروف أفضل من خلال عملنا وإيماننا الكبير".

وردا على سؤال عن موقف "حزب الله" من المحكمة الدولية وتسليم سليم عياش أجاب: "حزب الله يعتبر نفسه غير معني بهذه المحكمة، فيما نحن معنيون بشكل كبير جدا بها، وهذا الموقف تشاركنا به أكثرية كبيرة جدا من الشعب، وبالتالي على الناس أن تحترم بعضها البعض. أما بالنسبة إلى تسليم سليم عياش، فحقنا نحن على الدولة، نحن مواطنون لبنانيون ندفع لها ضريبة ونعيش في ظل قوانينها، لذلك يقع على هذه الدولة ممثلة بالسلطة الإجرائية، مسؤولية تسليم سليم عياش، ومن هونيك ورايح، على كل شخص أن يتحمل مسؤوليته". وبالنسبة إلى إمكان من لم يتحمل مسؤوليته في حادثة وقعت منذ أسبوعين أن يتحمل مسؤوليته إزاء جريمة ارتكبت منذ 15 عاما، قال: "هذا كلام صحيح، ولكن ليس علينا سوى أن نطرح الأمور كما هي وكما يجب أن تكون". ورفض الرد على سؤال عن الحكومة العتيدة، معتبرا أن "هذا الموضوع خارج السياق وأفضل ترك الإجابة عليه إلى وقت لاحق". وعن انفجار مرفأ بيروت، جدد التأكيد أن "لا ثقة لدينا في التحقيقات التي تقوم بها لجان تحقيق محلية، لسبب بسيط وهو أن الدولة متهمة على كل مستوياتها، فكيف لها أن تقوم هي بالتحقيق؟ من جهة أخرى، لدينا كامل الثقة بالتحقيق الدولي، لذلك سنعمل جاهدين للوصول إليه وسنقوم بجمع التوقيعات على عريضة من كل المتضررين من هذا الانفجار، تطالب بتحقيق دولي، أمامنا اليوم أكبر دليل إلى نزاهته وشفافيته. ففي ظل الظروف الصعبة التي عمل بها، توصل إلى نتيجة وأشار لنا إلى الطريق، أما إذا ما أرادت الدولة سلوك هذه الطرق فهذه أصبحت مسؤولية الدولة".وعما إذا كان يستبشر خيرا من عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الأول من أيلول إلى لبنان، قال: "الرئيس ماكرون يعمل جاهدا لمساعدة لبنان. أما إذا كان هذا الجهد سيعود علينا بالخير أو لا، فهذه المسألة مرتبطة بالشباب في السلطة عندنا، في حال تجاوبوا معه أو لا، فإذا بقوا على ما نراهم اليوم، كل واحد بعدو بموال، وهذا الذي يريد إرجاع الرئيس سعد الحريري والآخر لا يريد وهذا يحتسب مكتسباته والآخر أيضا، فماذا بإمكان الرئيس ماكرون أن يفعل؟" وأيد جعجع موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال: "لا حكومة إنقاذ من دون منقذين".

 

حركة المبادرة الوطنية: إن القوى السياسية اللبنانية مطالبة بأن تحدد موقعها في الحياة السياسية إستناداَ الى موقفها من حزب الله ومسؤوليته عن جريمة الإغتيال.20 آب 2020

وكالات: /20 آب/2020

عقدت "حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها الدوري وأصدرت البيان التالي:

أولاً : إن الدعوات التأسيسية من هنا وهناك مرفوضة رفضاً نهائياً في ظل أية وصاية وفي ظل هيمنة سلاح حزب الله وتحكمه بكل مفاصل الدولة، وتعلن الحركة تمسّكها بالدستور واتفاق الطائف كضمانة للعيش المشترك ولبنان الرسالة.

ثانياً : قدمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أكثر من دليل وفي أكثر من نقطة مسؤولية القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين الملقّب بـ"ذو الفقار" والذي حلّ مكان عماد مغنيّة في المسؤولية الأولى عن العمليات العسكرية والأمنية. إن عدم تجريمه في حكم المحكمة كان بسبب وفاته وليس لعدم مسؤوليته المباشرة والتي جرى تأكيدها بالأدلة والإتصالات ليصار الى تحميلها لسليم عيّاش. والسؤال هنا كيف لشخصية قيادية رفيعة ان تقوم بما قام به من دون معرفة قيادة حزب الله؟

ثالثاً : إن حزب الله مطالب ببيان رسمي واضح حول كل ما جاء في مجريات وحكم المحكمة عن ما قام به مصطفى بدر الدين وسليم عيّاش الذي تُرفع صورته في تحدٍ فاقع.

رابعاً : إن القوى السياسية اللبنانية مطالبة بأن تحدد موقعها في الحياة السياسية إستناداَ الى موقفها من حزب الله ومسؤوليته عن جريمة الإغتيال.

خامساً : إن لبنان اليوم، كما دائماً، بحاجة الى لبنانيين صادقين للنهوض والقيام بالدولة، وليس الى دعوات يُشتَم منها أهدافاً تؤدّي الى تقسيم وتصديع الجمهورية اللبنانية.

 

بري التقى كوبيتش ورشدي وعرض الأوضاع العامة مع فهمي ارسلان: الأولوية هي الإلتفاف حول ما تبقى من السلطة الشرعية

وطنية - الخميس 20 آب 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ونائبته المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتورة نجاة رشدي، وقد جرى خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة.

بعدها التقى بري رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي قال بعد اللقاء: "نتشرف دائما بزيارة دولة الرئيس نبيه بري في الظروف كافة، وخصوصا في الظرف الحالي الذي يمر به البلد على المستوى الصحي، ونطلب أن يكون هناك إجراءات جدية وليست فقط على ورق، لأن الوضع فاق التحمل بمواجهة كورونا، وكانت مناسبة أيضا لاستعراض الأوضاع كافة بعد أن كثرت المصائب علينا في البلد ما بين الوضع الصحي والوضع الإقتصادي ووضع الفساد والإصلاح". أضاف: "نحن طبعا نشد على يد الرئيس بري، كما نشد على يد كل اللبنانيين من أجل التوصل الى برنامج عمل إصلاحي جدي ضد الفساد، يصلح كل الموبقات التي حصلت في البلد على مدى سنوات وسنوات طويلة، حيث وصلنا لوقت ندفع ثمنها بشكل كبير جدا وبأثمان باهظة وأكبر من قدرة اللبنانيين على التحمل. وعندما تقول الأونسكو أن أكثر من 50% من الشعب اللبناني أصبح تحت خط الفقر، علينا أن نتعاطى بهذه المواضيع بحد كبير من المسؤولية والجدية، لأن الدولة لم تعد تتحمل ولا البلد يتحمل". وتابع: "الأولوية الآن بالنسبة الينا والى الرئيس بري هي الإلتفاف حول السلطة الشرعية بالبلد وما تبقى من السلطة الشرعية التي تمثل وحدة اللبنانيين، وعلينا كسياسيين وكمجتمع مدني الإلتفاف حول بعضنا البعض لننجز شيئا ليس لصالح فلان أو فليتان بالبلد، بقدر ما هو لصالح كل اللبنانيين تحت سقف وحدة اللبنانيين والقيادات اللبنانية بمقاربة الملفات الخطيرة التي تواجهنا على المستويات كافة، والوقت أصبح ضد مصلحتنا وضد مصلحة البلد. الرهان على الوقت أصبح مكلفا أيضا بشكل كبير جدا، وأصبح يضع أعباء على اللبنانيين نحن بغنى عنها في هذه الظروف، وعلينا أن نتوحد ونقوم بمقاربة واحدة حول الحكومة المقبلة التي يجب أن تتحمل مسؤولية مواجهة الوضع الإقتصادي والإجتماعي السيىء الذي وصلنا إليه في البلد، فكانت كل هذه المواضيع محور بحث بيننا وبين دولة الرئيس، وكان لدينا طبعا المقاربة نفسها والنظرة نفسها لهذا الموضوع".

سئل: الى أين وصلت هذه المقاربة وهل أصبح هناك شبه إجماع على رئيس الحكومة؟أجاب: "لا أستطيع أن أقول أنه حصل اتفاق الآن، ولكن أستطيع القول أن المساعي جدية بهذا الموضوع، واجتماع الرئيس بري مع فخامة رئيس الجمهورية كان حسب ما فهمت جيدا، وستستمر المشاورات بين الكتل النيابية كافة، والأهم وقبل أن نتفق على الشخص، وبغض النظر من هو هذا الشخص، أن تكون الحكومة قوية وقادرة بمواصفاتها، وفي الوقت ذاته أن يكون برنامجها متفقا عليه، فكفى رهانا على أشخاص، الرهان يجب أن يكون على برنامج عمل منسق بين الحكومة المقبلة وشكلها وإرادتها مع المجلس النيابي، والرئيس بري حاضر في هذا الموضوع طبعا، بعهدة ورعاية رئيس الجمهورية، وعندها لا يعود الأشخاص مشكلة، فالأشخاص يتفق عليهم، ولكن المهم أن نضع القطار على السكة الصحيحة، وأن نخرج من سياسة إرضاء فلان أو فليتان على حساب الشعب اللبناني وأن يكون اتفاق واضح على برنامج عمل الكل يلتزم به، ووضع مهل، فنقول إنه خلال 3 أشهر أو 6 أشهر يطبق هذا البند وهذا البند لكي نستطيع الخروج من هذا المستنقع الذي وضعنا أنفسنا به لنخرج من الدائرة المفرغة التي وضع فيها لبنان".

سئل: هل لمست من الرئيس بري أن هناك حكومة قريبة وتكليفا قريبا هو مرشحه الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: "يسعى الرئيس بري كل جهد لتوسيع دائرة المشاورات قبل التكليف ووضع برنامج العمل الذي سيتفق عليه مع القوى والذي سيتفق عليه مع رئيس الحكومة الذي سيكلف في اطار تشاوري عام، والكل يلتزم المشروع الإصلاحي ببنوده، القصة ليست أن يحل فلان مكان فلان، القصة الإلتزام بورقة عمل لأن لبنان فعلا لم يعد يتحمل تجارب ولا يتحمل أحد أن يجرب به، يوجد ورقة عمل، وهذه الورقة يلتزم الجميع بها مسبقا وتؤلف الحكومة ويتم التكليف بناء على هذه الورقة والمجلس النيابي يلتزم بها، والحكومة مهما كان شكلها عليها أن تلتزم بها".

وبعد الظهر عرض بري الأوضاع الأمنية والإجراءات التي ستقوم بها السلطات الأمنية المختصة لمجابهة جائحة كورونا خلال لقائه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي.

 

سامي الجميل: العقدة في لبنان في مكانين حزب الله والمنظومة المتواطئة معه

وطنية - الخميس 20 آب 2020

سأل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل "أليس تدهور القدرة الشرائية وانهيار العملة والانفجار الهائل في مرفأ بيروت، كافيين لإقناع المتسلطين بالعودة إلى الناس"؟

وأشار الى أن "العقدة في لبنان معروفة وهي في مكانين: عند حزب الله الذي لا يريد التخلي عن السلطة ووضع اليد على البلد والمنظومة المتواطئة معه التي لا تهتم إلا لحساباتها السياسية"، مؤكدا أن "لبنان رهينة بيد حزب الله والشعب يدفع الثمن من خلال اقتصاده واستقراره وامنه".

ودعا إلى "استعادة الثقة من خلال الإتيان بأشخاص مستقلين بالكامل وحكومة منزهة عن كل الاداء السابق"، مشددا على أننا "نريد لبنان جديدا وتغييرا حقيقيا يبدأ بحكومة مستقلة تستعيد ثقة الناس وبالإصلاحات وإعادة اعمار بيروت". كلام الجميل جاء في حديث عبر قناة "الجزيرة" ضمن برنامج "بلا حدود"، علق فيها على حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مشيرا الى أن "في نظام المحكمة الدولية لا توجد إدانة لأشخاص معنويين بل طبيعيين والحكم لا يمكن ان يصدر خارج إطار الادعاء على اشخاص، وبالتالي الحكم الصادر كان متوقعا".

وقال: "إن هذا الحكم كما صدر يؤكد صدقية هذه المحكمة وفي الوقت نفسه يؤكد من هو الفاعل الحقيقي، والحكم كان واضحا جدا ولا حاجة للتفسير". ولفت الى أن "لبنان رهينة بيد حزب الله منذ فترة من الزمن والشعب يدفع الثمن من خلال اقتصاده واستقراره وأمنه، والسؤال الذي يطرح: إلى متى سيبقى لبنان والشعب رهينة؟ وإلى متى سيبقى الشباب يتوقون الى الهجرة لان ليس لديهم أمل؟ إلى متى سنستمر بدفن أصدقائنا وأشقائنا؟ إلى متى سيبقى لبنان معذبا؟". وعن تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، قال: "لا ادري في السياسة ماذا يطبخ، لكن هناك حالة معارضة وتغييرية في المجتمع، ونحن جزء لا يتجزأ منها، ونريد لبنان جديدا وتغييرا حقيقيا يبدأ بتشكيل حكومة مستقلة هدفها نيل ثقة الناس والبدء بالإصلاحات وإعادة إعمار بيروت واجراء انتخابات نيابية مبكرة وخلق تغيير حقيقي في المشهد السياسي وابراز وجوه جديدة تتولى المسؤولية".

ودعا إلى أن "تكون الحكومة المقبلة مستقلة بالكامل عن أي من الاطراف السياسيين الموجودين في المجلس النيابي"، معتبرا أن "الاولوية اليوم لاستعادة الثقة من خلال الإتيان بأشخاص مستقلين بالكامل وحكومة منزهة من كل الاداء الذي أوصل البلد الى ما وصل اليه". وأكد انها "ليست المرة الاولى التي يسير فيها حزب الكتائب عكس السير". وإذ اشار الى أن عدد النواب المستقيلين من المجلس بلغ 8، رأى أن "بعض الكتل لم تستقل لانها شريكة في المنظومة السياسية التي انتخبت الرئيس عون وشكلت الحكومات منذ 5 سنوات وأقرت هذا القانون الانتخابي ويؤمنون لبعضهم البعض النصاب عندما يحتاج الامر، ونحن نعتبر أنفسنا محاطين بالشعب الذي هو في واد اخر". وردا على سؤال، قال: "كل الدول تحاول أن تجد حلولا لما يمر به لبنان، والفرنسيون يحاولون ان يكونوا وسطاء واخذ المبادرات لكن العقدة معروفة وهي في مكانين: عند حزب الله الذي لا يريد التخلي عن السلطة ووضع اليد على لبنان، وثانيا المنظومة السياسية المستفيدة والمتواطئة مع حزب الله التي لا تريد التخلي عن حساباتها". وشدد الجميل على أن "الانتخابات النيابية لا تستثني احدا وهي تسمح للجميع بأن يشاركوا وعلى الجميع ان يتمثل، واللبنانيون هم من يقررون من يعود وبأي حجم ومن يجب ألا يعود". وتابع: "الانتخابات تفتح الباب أمام الجميع بالتمثيل، إنما على قواعد جديدة وحسب مزاج الناس اليوم والرأي العام اللبناني مختلف عما كان في 2018". وسأل: "عندما تحصل ثورة يشارك فيها 30% من الشعب للتعبير عن إرادتهم بالتغيير، أليس الامر كافيا للعودة الى الناس وسماع وجهة نظرهم؟ إضافة الى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين وانهيار العملة ووقوع انفجار هائل عندما تكون الدولة منهارة بالكامل، كل هذه العوامل أليست كافية لاقناع المتسلطين بالعودة الى الناس؟". وأردف: "اللبنانيون يجاهرون برغبتهم في التغيير أليس الامر كافيا للاستماع إليهم في الانتخابات؟"، وأوضح أن "الانتخابات المبكرة موجودة في العالم كله وهي مفيدة في هكذا ظروف". وأكد أن "التغيير سيحصل حتى في ظل قانون الانتخابات الحالي، ويجب محاولة التغيير وتصحيح القانون في المدة المتاحة بالاشهر المقبلة، انما يجب عدم استعمال هذه الذريعة للاطاحة بمبدأ الانتخابات لانها يمكن ان تطيح بالانتخابات بعد سنتين اي في الوقت المحدد قانونا".

وقال: "هذا القانون يمكن أن يفيد السلطة بنسبة معينة اذا لم يكن هناك موجة شعبية رافضة للسلطة والرأي العام جاهز للتعبير عن رفضه للمنظومة، وأي قانون لن يمنع الشعب من تغيير التمثيل في المجلس النيابي". وعن التوقيفات التي حصلت بعد انفجار مرفأ بيروت، رأى أن "المسؤولية سياسية بالدرجة الاولى في رأس الهرم، فترك كمية من المتفجرات في مرفأ بيروت على مدى 6 سنوات ليس خطأ موظف أو إداري بل هو قرار سياسي".

وقال: "عندما يكون هناك أمور بهذا الحجم في المرفأ لا يمكن أن تحصل إلا بغطاء سياسي من أعلى المراجع في الادارة اللبنانية، والتحقيق يجب ان يبدأ بالمسؤولية السياسية من أعلى الهرم إلى أسفله، ويجب أن يبدأ في كل المراكز السياسية التي توقع على هكذا قرارات وصولا إلى من هم دونهم في سدة المسؤولية". وتابع: "لا ثقة بأي تحقيق محلي، فقد سقط 13 شهيدا من 2005 الى اليوم، فهل تم التقاط خيط واحد في أي قضية من تلك القضايا؟". وأردف: "لا ثقة باي تحقيق داخلي ونريد تحقيقا دوليا في انفجار مرفأ بيروت".

وأعلن رئيس الكتائب انه "اقترح على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خارطة طريق للخروج من الازمة في لبنان، في المرحلة القصيرة الامد يجب الا تمر المساعدات بالدولة واجراء تحقيق دولي، وعلى المدى الأبعد نريد حكومة مستقلة تستعيد ثقة الشعب والمجتمع الدولي كي تتمكن من القيام بالاتصالات الخارجية وتنظيم انتخابات نيابية". وختم: "يجب ان تكون الحكومة مستقلة بالكامل، من ثم تنظم انتخابات نيابية بإشراف دولي كي يتمكن الشعب من تغيير الطبقة السياسية ومحاسبة من يجب محاسبته عبر صناديق الاقتراع".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 20-21 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

حزب الله هو الدولة وكل الذين في مواقعها الفاعلة هم أدوات بدءً من عون وبري ودياب وبالنازل

الياس بجاني/20 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89630/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a/

 

خمسة تقارير ومقالات تبين بالإثباتات أن حزب الله هو وراء انفجارات المرفأ وأن إيران شحنت له نترات اليورانيم، وأنه مجرم وإرهابي ومهرب وفاسد ومفسد ويغطي الفاسدين، وأفضل للبنان أن يبقى بلا حكومة من واحدة يتحكم بها حزب الله ويحتقرها ويقاطعها العالم/الغرب يريد حكومة اصلاحية تطوق الحزب

*حزب الله غطى الفاسدين”.. تململ وامتعاض داخل بيئة حزب الله/جوني فخري/العربية.نت

*أطنان من نيترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله/لندن – العربية.نت

*أطنان من نيترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله/لندن – العربية.نت

*فورين بوليسي”: لبنان أفضل بلا حكومة يحتقرها الغرب/سامي خليفة/المدن

واشنطن وباريس: حكومة لبنانية إصلاحية تطوّق حزب الله/منير الربيع/المدن

http://eliasbejjaninews.com/archives/89637/%d8%ae%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ab%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%a7%d8%aa-%d8%a3/