-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 18 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august18.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ايُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

الياس بجاني/لا اتفاق أميركي إيراني بغير الشروط الأميركية ولمصلحة لبنان والسلام في المنطقة

الياس بجاني/نصرالله هو وباء قاتل لعقول وثقافة بعض اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل حالتي وفاة و456 إصابة جديدة بـ«كورونا

لحزب الله "حياد" على حسابه/د. وليد فارس

حَيَّ على الحياد/الياس الزغبي

بيانٌ هامٌ من السفارة الفرنسية إلى اللبنانيين

قرطبا شيعت شهداءها الثلاثة… أبطال فوج إطفاء بيروت في “عرس أبيض”

الجيش اللبناني يطالب بمساعدة أميركية لتأهيل قاعدة بحرية

الإعلام الإسرائيلي ينشغل بتفجير بيروت كما لو كان حدثاً محلياً وسط مشاعر تراوحت بين التعاطف والتشفّي

اللبنانيون أمام محنة كبيرة عشية الحكم في اغتيال رفيق الحريري

النهار/الحدث اللبناني في لاهاي

معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمرضى «كورونا»

فيلتمان: لتحقيق شامل وموثوق لانفجار مرفأ بيروت.. لا أستبعد أي إحتمالية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 17/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استبعاد باسيل من لقاءات هيل رسالة أميركية لتغطيته «حزب الله»

عون يؤخر الاستشارات النيابية لـ«تعويمه»... وبري يرشّح الحريري لرئاسة الحكومة

"لا تزوروا هذه المناطق في لبنان".. كندا تحذر مواطنيها وهذه التفاصيل

كورونا يتوحّش في لبنان… ومعالجة المصابين في أروقة المستشفيات!

التجديد لليونيفل… لا تعديل رغم ضغط واشنطن!

بري: الدولة المدنية هي خلاص لبنان

هل يمكن استدعاء وزراء سابقين وكبار المسؤولين الى التحقيق؟

ماكرون يُحيّد بيروت عن أشد صراع أميركي- إيراني

لبنان في حقل الالغام الدولي.. لماذا استهدف ظريف فرنسا؟

مذكرة توقيف وجاهية بحق بدري ضاهر

وفاة عامر الفاخوري في أميركا

التحركات السياسية الفرنسية ملتبسة

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس التعاون” يرفض تهديد إيران للإمارات: يمس أمن الخليج والمنطقة

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يدشنان الخطوط الهاتفية بين الدولتين/رئيس «الموساد» يوسي كوهين يعمل على «توسيع حلقة دول السلام»

الرئيس الإسرائيلي يدعو ولي عهد أبوظبي إلى زيارة القدس

طهران: محتجو انتفاضة نوفمبر يُضربون عن الطعام

نتانياهو: نعمل على ترتيب تسيير رحلات جوية مباشرة إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية

رئيس “الموساد” في أبوظبي وممثلون عن الخارجية الإسرائيلية يفحصون عدداً من المباني لاختيار مقر للسفارة

بن علوي بحث استئناف محادثات السلام مع أشكنازي والرجوب

إشتية: الأرض محور الصراع ونرفض التطبيع والصلاة في المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية

كاتس: خطة الضم مجمدة قبل مبادرة السلام مع الإمارات

العراق يرفض أن يكون ساعي بريد يحمل رسائل إيران إلى ترامب

ميليشيات طهران واصلت استهداف المنطقة الخضراء… وضبط قاعدة صواريخ في بغداد

280 اعتداء تركياً وتسعة انتهاكات إيرانية على إقليم كردستان

مواجهة أميركية ـ إيرانية على حلبة «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية

ترمب أعلن التحرك لإعادة العقوبات الأممية على طهران... ولافروف يناقش مع بومبيو عقد قمة لـ«5+1»

استئناف مفاوضات «سد النهضة» على وقع تقارب مصري ـ سوداني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطة الوحيدة لإنقاذ لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

المرفأ فجّر نفسه/مهند الحاج علي/السياسة

العدالة لبيروت ولبنان: إسقاط السلطة المتواطئة وعزل حزب السلاح/رضوان السيد/اساس ميديا

أفلت كثيرون من العقوبة بعد طمس الحقائق فيما مضى ولن يقبل الشعب بديلاً سوى تقديم مجرمي مرفأ بيروت إلى العدالة/مصطفى الفقي/انديبندت عربية

مبادرة ماكرون بين المباح والمحظور عند نصر الله/سام منسى/الشرق الأوسط

الفاشية الشيعية، الغاء الآخر ومنطق الابادة/شارل الياس شرتوني

احجموا عن التصفيق/مروان المعشّر/موقع كارنيغي للشرق الأوسط

الكاظمي في واشنطن... بعد إخفاق أميركي في مجلس الأمن/مينا العريبي/الشرق الأوسط

أبوظبي وتل أبيب... الحقيقة موجعة/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

عراقية حي الجميزة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سايكس ـ بيكو القرن الحادي والعشرين/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نص مذكرة الحياد الناشط التي اعلنها اليوم غبطة البطريرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي

وطنية/الراعي أعلن مذكرة لبنان والحياد الناشط: عدم دخول لبنان في صراعات سياسية وحروب وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه

رئيس الجمهورية تابع الاجراءات الامنية في المناطق المتضررة وخطوات شركات التأمين للتعويض على المتضررين: التحقيقات مستمرة

«تلفزيون الثورة» يستقطب باقة من ممثلي لبنان وإعلامييه من بينهم منى خوري وراغدة شلهوب وغادة عيد

بري: لا حل ولا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية

لقاء سيدة الجبل: نحن أمام مرحلة جديدة وحكم المحكمة الدولية انتصار للعدالة في لبنان والمنطقة

السنيورة يكشف "وقائع مُريبة" بشأن تفجير مرفأ بيروت

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 ايُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟

إنجيل القدّيس متّى23/29/39/24/10/02/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَار، وتَقُولُون: لَو كُنَّا في أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُم في دَمِ الأَنْبِيَاء. فَأَنْتُم تَشْهَدُونَ على أَنْفُسِكُم أَنَّكُم أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاء. فَٱمْلأُوا أَنْتُم أَيْضًا كَيلَ آبَائِكُم! أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟ لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيكُم أَنْبِيَاءَ وحُكَمَاءَ وكَتَبَة، فَتَقْتُلُونَ بَعْضَهُم وتَصْلِبُون، وتَجْلِدُونَ بَعْضَهُم في مَجَامِعِكُم، وتُطَارِدُونَهُم مِنْ مَدينَةٍ إِلى مَدِيْنَة، حَتَّى يَقَعَ عَلَيْكُم كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ على الأَرْض، مِنْ دَمِ هَابِيلَ البَارِّ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَكِيَّا، الَّذي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ المَقْدِسِ والمَذْبَح. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَيَقَعُ كُلُّ ذلِكَ عَلى هذَا الجِيل! أُورَشَليم، أُورَشَليم، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِيْنَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، ولَمْ تُريدُوا! هُوَذَا بَيتُكُم يُتْرَكُ لَكُم خَرابًا! فَإِنِّي لأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْني مِنَ الآنَ إِلى أَنْ تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتي بِٱسْمِ الرَّبّ!». وخَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

الياس بجاني/16 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89545/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b3/

كما دائماً وعن قناعة وإيمان لا يتزحزحان بلبنان السيد والحر والمستقل نكرر ونسأل القيادات ورجال الدين اللبنانيين في لبنان وبلاد الانتشار: هل علاج أعراض أي مرض والتعامي عن المرض نفسه يؤديان إلى نتيجة، أم أن هكذا عمى بصر وبصيرة يتركان المرض يفتك بجسم المريض حتى يقتله؟

منطقياً وعلمياً وواقعاً معاشاً على الأرض لا توجد أي فرصة لحل أي مشكل مهما كان حجمه، ومن أي طبيعة كان، إن لم يتم أولاً تشخيصه، وثانياً الاعتراف العلني والكامل بوجوده مع فهم كامل مسبباته، وثالثاً تحديد كل الوسائل المتوفرة لمواجهته وحله.

من هنا ودون إطالة في الشرح والغوص في معاناة لبنان واللبنانيين الغير مسبوقة في تاريخ وطن الأرز، علينا إن كنا فعلاً أصحاب رؤية وواعين لما أصاب بلدنا من سرطانيات أن نقر ونعترف علناً وبشجاعة ودون تردد أو ذمية أو خلفيات لأجندات شخصية بأن مشكلة لبنان هي الاحتلال الإيراني القائم من خلال ميليشيا حزب الله الإرهابي والمذهبي والمجرم، والآتي من الأزمنة الغابرة… وكل ما عدا هذا هو أعراض لهذا الاحتلال.

وجود ميشال عون في الرئاسة وكل ممارساته من وقاحة وفجور وقلة إيمان وخور رجاء ونقض لقسمه الدستوري ومحاصصات هي مجرد عارض من أعراض الاحتلال.

الحكومات التي صورياً يتم تشكيلها في ظل الاحتلال وعملياً تعين من قبل حزب الله هي أيضاً عارض من أعراض الاحتلال.

مجالس النواب التي تنتخب في ظل الاحتلال وأيضاً صورياً ومن خلال قوانين مفصلة على مقاس المحتل هي عارض من أعراض الاحتلال.

ممارسات وشرود أصحاب شركات الأحزاب الذين يداكشون السيادة والاستقلال بالكراسي والمنافع ويقفزون فوق دماء الشهداء ويتلونون ويداهنون هم من أعراض الاحتلال.

الرسميين في الدولة وفي كافة المواقع في ظل السلاح والاحتلال هم أدوات ومجرد أدوات وبالتالي هم أيضاً من أعراض الاحتلال.

كل التشريعات والقوانين التي تُقر في ظل الاحتلال هي وسائل وأدوات تفيد المحتل وأيضاً أعراض من أعراض الاحتلال.

كل رجل دين يقبل بالذل والتبعية لأي مذهب انتمى يمجد حزب الله ونفاق مقاومته وكذبة تحريه الجنوب سنة 2000 أو انتصاره المسخرة والهزيمة المدوية عام 2006 هو عارض من أعراض الاحتلال… وتطول القائمة وتطول.

يبقى أن أي سياسي أو صاحب شركة حزب أو ممول أو ناشط أو إعلامي أو رجل دين أو حتى مواطن عادي لا يعترف بمرض لبنان السرطاني الذي هو حزب الله فهو عملياً مع الاحتلال وفي خدمته وضد بلده وشعبه.

ومن هو عن جهل أو عن سابق تصور وتصميم يتلهى بالأعراض دون التركيز فقط وفقط على المرض هو مع الاحتلال.

أما من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

بعد هذه المقدمة التي نكرر نحن والعشرات من اللبناناويين والسياديين والأحرار بنودها تقريباً بشكل يومي ومن سنين نسأل سيدنا الراعي و د. سمير جعجع وسامي الجميل ورئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرأسها المحامي اللبناني-الأسترالي ستيفن ستانتن، وغيرهم من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان ومعهم الطاقم السياسي بأكمله، نسألهم: هل انتم مدركون للمرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وتعلمون أن لا علاج له له خارج أطر القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً ال 1559 أم لا؟

اليوم وأمس وفي 11 من الجاري نُشر وأذيع عظة وبيان وتقرير يفيدون بأن سيدنا الراعي والجامعة اللبنانية الثقافية ود. جعجع لا يعيرون اهتماماً لا للمرض ولا للعلاجات بل يتلهون بالأعراض… وهذا أمر خطير للغاية ستكون نتائجه ترسيخ احتلال حزب الله والقضاء كلياً على لبنان وعلى كل ما هو لبناني.

نعيد السؤال على الجميع: هل انتم ضد احتلال حزب الله أم أنكم معه وتستفيدون من احتلاله وتتعامون عن مرضه وعن العلاجات الموجبة لعلاجه؟

في الخلاصة فإن كل من يتلهى بالأعراض من مثل خزعبلة تقصير ولاية مجلس النواب، والانتخابات المبكرة، والحياد، وتشكيل حكومات مهما كانت مسمياتها في ظل الاحتلال، ويغض الطرف عن القرار 1559 وباقي القرارات الدولية إلا في حالة الإحراج من مثل جعجع وسامي الجميل هم 100% ذميون ومع أجنداتهم السلطوية، وليس مع لبنان واللبنانيين ويتوهمون بأن مواقفهم الرمادية والذمية والمصلحية والنفاقية وقبولهم المذل بمساكنة الإحتلال قد يحقق اجنداتهم السلطوية وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية.

 

نصرالله الإيراني الآتي من الأزمنة الغابرة

الياس بجاني/15 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89518/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86/

من تابع خطاب السيد نصرالله وابتساماته الصفراوية واللئيمة أمس لا بد وأنه أدرك بأن آخر هم ع قلب هذا السيد اللاهي والجهادي المنافق هو لبنان واللبنانيين.

لبنان عنده وفي قاموسه الإرهابي الملالوي هو مجرد قاعدة إيرانية عسكرية للإرهاب ومخزن أسلحة وصندوق بريد للحرس الثوري الإيراني.

أما اللبنانيين كافة وتحديداً ما يسمى “بيئة المقاومة” ففي رأيه الحربي اللاهي هي وقود لحروبه الإرهابية الإيرانية في الدول العربية كافة.

هذا الرجل لم يرمش له جفن عندما تسبب بمقتل ما يزيد 1500 مواطن خلال مهزلة ومسرحية حرب تموز عام 2006 معظمهم من بيئته.

ولم يرتد عن غيه وغروره وأوهامه والهلوسات وهو يتسبب بمقتل ما يزيد عن 3000 شاب من بيئته التي يخطفها ويأخذها رهينة في حربه العبثية في مساندة نظام المجرم الكيماوي والبراميلي بشار الأسد مقابل عدد مضاعف من المعاقين ومثلهم من الجرحى.

هو فقط زرف الدموع على المجرم قاسم سليماني الذي من حبه له خاطب شيطان الموت وأبدى له رغبته.

من هنا فإن 200 أو 300 ضحية لانفجار المرفاً أمر عادي في ثقافته التي هي ثقافة الموت والدمار والحقد والحروب.

في مفهومه الموروب فإن دمار نصف بيروت وتشريد 350 ألف لبناني أمر أقل من عادي.

هذا مخلوق آت من الأزمنة الغابرة ولا علاقة له بالزمن الحالي.

ربنا يخلص لبنان منه ومن الاحتلال الإيراني، ومن ربع الطرواديين وهم الطاقمين السياسي والحزبي الذين يغطون احتلاله مقابل سكوته عن فسادهم وحمايتهم ، وذلك بدءً من عون وصهريه وبالنازل… ومعهم أصحاب شركات أحزاب ما كان يعرف بتجمع 14 آذار النرسيسيين (جنبلاط والحريري وجعجع) الذين وعلى خلفية فجعهم وتخدر ضمائرهم وقلة إيمانهم وخور رجائهم وعبادتهم لثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة سلموه (السيد وحزبه) البلد، وبذل ارتضوا معايشة سلاحه وحروبه وفجوره وإرهابيه وهم لا يزالون في نفس الوضعية المذلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا اتفاق أميركي إيراني بغير الشروط الأميركية ولمصلحة لبنان والسلام في المنطقة

الياس بجاني/14 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89496/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%ba%d9%8a/

كما دائما وكلما شعر حزب الله بأنه وراعيته إيران محشورين وفي وضع صعب تنبري ماكينة إعلام حزب الله الإرهابي والشيطاني لبث أخبار وروايات عن أحداث واتفاقات ملفقة ومفبركة بالكامل، وذلك عن طريق إما أبواق وصنوج مأجورة لا ذمة ولا ضمير ولا وجدان في دواخلها، أو من خلال سياسيين وناشطين جهلة وأغبياء لا يقرأون ولا يسمعون ولا يعرفون ألف باء السياسة ويعيشون في أقفاص جهلهم.

من آخر إفرازات العقول الشيطانية التي تدير ماكينة حزب الله، حزب القتل والاغتيالات والكراهية والحقد، خبر يقول بأن اتفاقاً سرياً وخطيراً هو في مراحله الأخيرة بين أميركا وإيران سيكون لبنان ضحيته.

وفي سياق تعرية وفضح هلوسات وأوهام وخزعبلات ماكينة الحزب الهوليودية الهوى والنوي فقد علمنا اليوم من مصدر لبناني أميركي مطلع للغاية بأن لا أساس من الصحة لهذا الأقاويل والدعايات والأخبار الكاذبة والمفبركة 100%.

وأشار المصدر إلى أن الرئيس ترامب وبأسلوب المزح قال إن بإمكانه عقد اتفاق مع إيران خلال 30 يوماً وذلك بعد إعادة انتخابه، وما عناه تحديداً هو أن إيران ستأتي إليه زاحفة وتقبل بكل شروطه.

من هنا على الأحرار والسياديين ورجال الدين الشرفاء واللبناناويين في وطن الأرز أن لا يتركوا ماكينة إعلام حزب الله وابواقها يغشونهم ويقودهم إلى المهالك.

يبقى أن لبنان الرسالة والثقافة والتاريخ والهوية هو في قلب وروح وكرامة العالم الغربي الذي لن يتركه ليكون فريسة للمجرمين والقتلة والبرابرة من الملالي وأذنابهم من الأوباش المحليين والطرواديين.

ولكن علينا كلبنانيين مؤمنين وأحرار وسياديين ولبناناوين أن نعرف ماذا نريد ولا نترك أحداً يفرض علينا ما يريده هو.

في الخلاصة، ليس بمقدور أحد أن يفرض على اللبناناويين اللبنانيين ما لا يريدونه وتاريخهم البطولي في النضال والمقاومة والعطاء يحكي ويحكي.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل حالتي وفاة و456 إصابة جديدة بـ«كورونا
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/17 آب/2020»
ارتفع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في لبنان حتى اليوم (الإثنين) إلى 9337 إصابة، بعد تسجيل 456 حالة إصابة جديدة خلال الــ24 ساعة الماضية، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى  105
. وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس «كورونا» أنه تم خلال الـ24 ساعة المنصرمة تسجيل 456 إصابة جديدة بفيروس كورونا، منها 436 حالة إصابة من بين المقيمين، و20 حالة من بين الوافدين اللبنانيين، ما يرفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 9337 منذ 21 فبراير (شباط) الماضي. وأضافت الوزارة أنه تم تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الـ24 ساعة المنصرمة، ما يرفع عدد الوفيات إلى 105 منذ 21 فبراير الماضي. وبلغ عدد الحالات الحرجة 66 حالة، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الإعلام، المخصص لمتابعة أخبار فيروس كورونا، فيما بلغ عدد حالات الشفاء 2809. وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أعلن في جلسة طارئة انعقدت في 15 مارس (آذار) الماضي، التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ومدّدت التعبئة العامة حتى 30 أغسطس (آب) الجاري. وأوصى وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، في مؤتمر صحافي، عقده اليوم بإقفال البلاد إقفالاً تاماً باستثناء منطقة مرفأ بيروت لمدة أسبوعين، وهي الفترة التي تسمح للأطقم الطبية بمواجهة تطور الوباء. وقال: «وصلنا إلى شفير الهاوية»، مذكراً «بإلزامية ارتداء الكمامة العامة واتباع السلوك الوقائي والتباعد الاجتماعي». ودعا إلى إنشاء مركز للحجر الصحي في كل المحافظات، وتفريغ عدد من المستشفيات الحكومية من المرضى لتخصيصها للمصابين بالوباء. وأشار حسن إلى وجود تفشٍ للوباء في معظم المناطق اللبنانية، مضيفاً أن «انفجار مرفأ بيروت كانت له تداعيات مباشرة على انتشار الوباء»

 

لحزب الله "حياد" على حسابه
د. وليد فارس/17 آب/2020

الحياد بالنسبة له حياد عن "الغرباء" يعني امريكا، وفرنسا، و الاطلسي، والسعودية، والامارات، ومصر، واليونان، والبرازيل، وليتوانيا، وكندا، واليابان وحوالي ١٧٠ دولة او اكثر.
حياد الى ابعد الحدود، وبامكان الحزب ان يساعد الدولة اللبنانية ان تلزم اللبنانيين الابتعاد كلياً عن هذه الدول
.

ولكن هنالك دول شقيقة، كايران، والنظام السوري وبعض الوزارت في العراق، والحوثي، ضف اليها فنزويلا، يُطبق معها "الحياد الايجابي"، يعني علاقات محايدة "اخوية" تسمح بالحصول على مساعدات للدفاع عن لبنان بوجه "العدو الصهيوني". فموضوع العداء لأسرائيل حسب الحزب هو في اتفاق الطائف وبالتالي هو موضوع داخلي ليس فيه حياد. حزب الله عنده اجتهادات بقدر ما هو بحاجة لها ليستمر بسلاحه. وبالنهاية سيقول للجميع: "حيدوا بقدر ما تريدون، هذا سلاح المقاومة، و باق معنا، انتخبوا ما تريدون، هذا السلاح باق معنا".

 

حَيَّ على الحياد

الياس الزغبي/17 آب/2020

إيجابيات حياد لبنان:

- للمسيحيين والدروز، إستقرار مستدام ووقف نزف الهجرة.

- للسنّة، تنفيذ عملي لشعار "لبنان أولاً"، مع المحافظة على دعم القضايا العربية المحقة.

- للشيعة، وقف دورة الموت المجاني للشباب، في حروب خارجية عبثية، وخدمةّ لإيديولوجيات قاتلة.

- لمجموع اللبنانيين، بحث هادئ عن صيغة للحياة السياسية الفضلى والعيش المشترك Modus Vivendi.

وفي طليعة الخيارات المفتوحة أمامهم في ظلّ الحياد، مجتمع مدني خارج القيد الطائفي.

فحين يكون لبنان مضمون السيادة دولياً،

وحين يفكّ اللبنانيون ارتباطهم بأجندات مَحاور وصراعات،

يصبح من المنطقي والواقعي أن يتفقوا على صيغة حياة مشتركة، من المركزية إلى اللامركزية حتى الفيدرالية،

من الدولة المدنية حتى العلمانية،

ويصبح التوصّل إلى قانون انتخاب حديث سهلَ المنال،

يُعيد إنتاج سلطة متحررة من زبائنية الطوائف والفساد،

ويجدّد تنظيم الحياة السياسية بما يلبّي انتظارات الجيل الرافض والثائر.

نظام الحياد دواء لكل داء لبناني مستعصٍ.

إن لبنان أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء ذاته على أسس ثابتة، مع انطلاق مئويته الثانية،

لئلّا تتكرر تجارب المئوية الأولى ومآسيها وكوارثها وصراعاتها واختلالاتها... وأثمانها.

نعم، إنها السانحة التاريخية الألماسية،

تحت رعاية المجتمع الدولي، وعناية الأمم المتحدة،

الحادبة والمنكبّة على إنقاذه.

فهل يعي الرافضون والمترددون إستثنائية هذه اللحظة،

وينضمّون إلى مسيرة تحقيق الحلم اللبناني،

ويخرجون من دوّامة الموت إلى فرح الحياة!؟

 

بيانٌ هامٌ من السفارة الفرنسية إلى اللبنانيين

وكالات/الاثنين 17 آب 2020

وزّعت السفارة الفرنسية بياناً، عن وزارة الخارجية الفرنسية، أشارت فيه، إلى أنه "في أعقاب التفجيرات التي حدثت في مرفأ بيروت في 4 آب 2020، قررت فرنسا، بشكل إستثنائي، إستئناف دراسة وإصدار التأشيرات للمواطنين اللبنانيين المقيمين في لبنان، دون أي قيود غير الشروط المعتادة للاقامة والسماح بدخولهم اراضيها من جديد". وأكّدت أنه، "يمكن للأشخاص الذين يحملون تأشيرات السفر، من الأن وصاعداً الذهاب إلى فرنسا". وأضافت السفارة الفرنسية في بيانها، إن "بادرة التضامن هذه مع الشعب اللبناني، تتم في ظل احترام صارم للمتطلبات الصحية، ولهذا فإنه يجب على الأشخاص الذين يبلغون 11 عاماً أو أكثر القادمين من لبنان، أن يخضعوا لإختبار "PCR" عند وصولهم إلى فرنسا". ولفت البيان، إلى أنه "يمكن للأشخاص الذين تمكنوا من إجراء هذا الاختبار قبل أقل من 3 أيام من موعد السفر تقديمه إلى شركات الطيران، أثناء عمليات التفتيش والمراقبة، وسيتم توجيه الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إجراء الاختبار عند وصولهم إلى فرنسا إلى نقاط التفتيش الصحية في المطار لإجراء اختبار "RT-PCR"، وفي حالة اتت نتيجة الإختبار إيجابية، سيتعين على الأشخاص تنفيذ حجر لمدة أسبوعين".

 

قرطبا شيعت شهداءها الثلاثة… أبطال فوج إطفاء بيروت في “عرس أبيض”

 السياسة/17 آب/ 2020

بعد أسبوعين من الانتظار واللوعة وحرقة القلب، وفي “عرس أبيض”، شيعت بلدة قرطبا، أمس،شهداءها الثلاثة، أبطال فوج إطفاء بيروت، الرقيب شربل حتي، والاطفائيين نجيب حتي، وشربل كرم، الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت أثناء قيامهم ورفاقهم السبعة بواجب إطفاء النار المشتعلة في العنبر 12، حيث وصلت الجثامين الثلاثة الى ساحة البلدة، ظهراً، وتم إنزال النعوش المغطاة بالعلم اللبناني وحملت على الاكتاف إلى كنيسة السيدة مريم ، على وقع الأسهم النارية ونثر الورود والأرز. وكان ذوو الشهداء الثلاثة الذين تجمعهم صلة الدم والروابط العائلية وصلوا في الصباح الباكر إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي لمرافقة أبنائهم في طريق عودتهم في سيارات إسعاف فوج إطفاء بيروت من مهمتهم الأخيرة إلى مثواهم الأخير في مسقط رأسهم، معرجين في محطة أولى على مركز فوج الإطفاء في الكرنتينا حيث تلقفهم رفاق الواجب حاملين نعوشهم على الأكف. وتقدمت النعوش الثلاثة التي لفت بالعلم اللبناني تسعة أكاليل من الزهر قدمت للشهداء من قبل قيادة فوج بيروت، ضباطا ورقباء وعناصر إطفاء وإسعاف، ومن محافظ بيروت مروان عبود، فيما علا التصفيق وصدحت أصوات الأسهم النارية وأبواق الآليات تحية إلى الشهداء الأبطال من الرفاق الذين اصطفوا في جانبي الباحة التي زينت بصورهم.

 

الجيش اللبناني يطالب بمساعدة أميركية لتأهيل قاعدة بحرية

 السياسة/17 آب/ 2020

أعلن قائد سلاح البحرية في القيادة الوسطى الأميركية، أن “الجيش اللبناني طلب المساعدة في إعادة تأهيل القاعدة البحرية اللبنانية التي تضررت في مرفأ بيروت”، وأشار إلى أن “سلاح البحرية الأميركي ينشط في مكان غير بعيد عن الشاطئ اللبناني”. إلى ذلك، غرد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبر “تويتر” بالقول:” أمرٌ مفجع أن نرى جنازة تلو الجنازة، من جرّاء الانفجار القاتل في مرفأ بيروت ، مثل رجال الإطفاء الـ 3 الذين سقطوا من عائلة واحدة”. وأضاف: “العدالة والمساءلة أمران لا بدّ منهما، كما تجب محاسبة جميع المسؤولين والمتورطين في هذه الجريمة”.

 

الإعلام الإسرائيلي ينشغل بتفجير بيروت كما لو كان حدثاً محلياً وسط مشاعر تراوحت بين التعاطف والتشفّي

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/17 آب/2020

لو كان شاعرنا محمود درويش حياً، لكنت أخاله ينظر إلى بيروت، ويعيد تلك الصرخة التي أطلقها يوماً، فصاح: «ارحمونا من هذا الحب». وتكون صيحته هذه المرة باسم بيروت، عاصمة النور التي انفجرت فيها الأنوار حارقة. محبو بيروت كثيرون، وحبهم كدخان الانفجار حارق وخانق. حتى إسرائيل دخلت إلى عاصفة هذا الحب. وإعلامها المتنوع والمتضارب والمتناقض، نال منه «طرطوشة» كبيرة. ولم تبقَ أي وسيلة منه، قنوات التلفزيون والإذاعات والصحف والشبكات الاجتماعية، العبرية منها وغير العبرية (ايديش وإنجليزي وعربي وروسي ...)، كلها انضمت إلى تغطية الأحداث وتحليلها وتفسيرها والدخول في «رياضة» توجيه السهام ضد اللاعبين الكثيرين فيها. لم تخلُ تلك التغطية من حب حقيقي عبر عنه بعض الناس المخلصين للإنسانية، لكنها كانت فائضة أيضاً بأولئك الذين يجعلهم الحب يحضنون «حضن الدب»، الذي يشدك إلى صدره حتى تلفظ روحك، وكانت عارمة بصب الزيت على النار والتلهي بأخبار وصور الجثامين الممزقة والرؤوس الطائرة والأطراف المتناثرة والبيوت والعمارات المهدمة والمظاهرات الاحتجاجية الغاضبة والتجاذبات السياسية الملتهبة. كما في كل مكان في عالمنا وأكثر، انشغل الإعلام الإسرائيلي بأحداث بيروت كما لو أنها حدث محلي. فالمدينة الجريحة تقع على بعد خبطة عصا من حيفا، وما بعد بعد حيفا.

دوي الانفجار في مرفأ بيروت، هز كثيراً من المشاعر في البيئة الفلسطينية، ليس فقط في الجليل الذي يتشابه مع الجنوب والشمال والجبل والبقاع في لبنان، بل في كل بقعة فلسطينية أخرى. إذ خرج محبو لبنان الكثيرون هنا بالمشاعل والشموع ذات الأنوار الحزينة، في يافا والناصرة والقدس، فشاهدها الإسرائيليون واهتموا بها، بعضهم بصدق إنساني وبعضهم بشيء من التشفي.

بيروت لم تعلم أن من تسبّب في إضاءة مبنى بلدية تل أبيب بالعلم اللبناني، هم فلسطينيو يافا، الذين فرض على مدينتهم أن تكون جزءاً منها، ولهم ممثلون في إدارة البلدية مارسوا حقهم في طلب التضامن مع بيروت فاستجاب لهم رئيس البلدية. ولقد احتلت الصورة عناوين الإعلام الإسرائيلي، قبل أن يعلموا بالجدل الذي ثار في عالمنا العربي حول الموضوع، وقبل أن يسمعوا أن هناك عرباً اعتبروا الأمر «دموع التماسيح». كثير من الإسرائيليين تحدثوا عن بيروت في الإعلام، من خلال معرفتهم الطويلة بها. بعضهم أمضوا فيها أياماً كثيرة، عندما حاصروها عسكرياً واحتلوا أجزاء منها (1982) وعندما تسللوا إليها في عمليات استخبارية أو عمليات اغتيال لشخصيات بارزة فيها، مثل إيهود باراك الذي تخفى بلباس امرأة في أبريل (نيسان) 1973 وهو يقود عملية اختاروا لها اسم «ربيع الشباب في بيروت» لاغتيال القادة الفلسطينيين كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار.

وكانت هناك تصريحات تعاطف مع بيروت حتى من نجل آرئيل شارون، الجنرال الإسرائيلي الذي قبل أن يصل إلى منصب رئيس حكومة كان يقف على أحد مرتفعات بيروت، وهو يشهد على قيام حلفائه بتنفيذ مجازر صبرا وشاتيلا، بعد خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى شتات جديد.

بعضهم عرفوا بيروت أيضاً من خلال القراءة والدراسة عن تاريخها وأمجادها، وفكرها وثقافتها، وأناقتها، وجمالها، وحبها للحياة وللرفاه وللعمل والنجاح. والإذاعات العبرية الإسرائيلية بثت في ذلك اليوم عدة أغانٍ لبنانية، فكنت تسمع أنغام أغنية فيروز والرحابنة «من قلبي سلام لبيروت»، في شوارع رمات غان وإيلات وبيتح تكفا ومستوطنة أرئيل.

البروفسور دان شفطان، البروفسور الذي يكتب دراسات في الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية ويقود كلية أبحاث الأمن القومي في جامعة حيفا، ويطل من مكتبه على البحر نفسه الذي تلاطم أمواجه شواطئ بيروت، يكتب عن بيروت الانفجار وما بعد الانفجار بكلمات قاسية جارحة، لكن لا بد من قراءتها، حتى نفهم كيف ينظرون إلى جروحنا فيقول (صحيفة اليمين الإسرائيلي الحاكم «يسرائيل هيوم» 11/ 8/ 2020): «خراب بيروت سببه إهمال سائب يمكن أن يحصل في كل مكان. مصيبة بيروت ليست الانفجار وثمنه الرهيب، بل حقيقة أنه حتى بعد إعادة الإعمار ليس للبنان احتمال قريب لتوفير جودة حياة دائمة وأمل في الامتناع عن المصائب المنتظمة التي يتميز بها تاريخه في الأجيال الأخيرة. فهذه تنشأ عن الثقافة الفاسدة التي تبناها أبناؤه. مصيبته ليست نتاج المواد القابلة للانفجار التي خزنت في الميناء، بل وليدة المواد السامة التي تراكمت في رأسه وفي قلبه. فقد اشتكت المغنية اللبنانية المحبوبة فيروز (نهاد حداد) (1983) بمدينتها المحبوبة، وتساءلت: كيف أصبح طعمها طعم النار والدخان؟ ولماذا أطفئت قناديلها؟. الجواب الجزئي يوجد في أغنيتها عن (أجراس العودة) في الطريق إلى يافا وبيسان، وإعجابها بناصر في الخمسينات. مؤخراً (2013) قضى ابنها، منتجها الموسيقي والناطق الشخصي بلسانها (في اقتباس نفي بشكل غير مقنع) بأن فيروز تحب حسن نصر الله ولو أنها كانت مكان الأسد لكانت تصرفت مثله بالضبط. في الخمسينات درجنا في إسرائيل على التعاطي مع لبنان كـ(سويسرا الشرق الأوسط). بعد وقت قصير من ذلك صار يشبه الصومال. بعد أن أعيد بناء بيروت مادياً، جلب عليها اللبنانيون مرة أخرى خراباً سياسياً واقتصادياً أعمق بلا قياس من دمار الانفجار. وفي نظرة إلى الوراء تبين أن بيروت كان يمكنها أن تزدهر كجزيرة لا سياسية في الهلال الخصيب، حتى بالمعنى الشامل والمفتوح للكلمة، مثل الإسكندرية وبخلاف بغداد، في ظروف الحكم العثماني والاستعماري. مؤشرات التسامح والارتياح للأطر الاجتماعية والسياسية لم تنجُ من الثقافة السياسية للقومية العربية مع مجيء القوى العظمى. ومن اللحظة التي صممت فيها هذه مصيرها، حسم مصير الانفتاح في المجال العام وصعد نجم الراديكالية البائسة. لو كانت بيروت فقدت ارتياحها وتسامحها في صالح إطار وطني حديث، لكان يمكن إعفاء النفس من الأشواق للصيغة السابقة كحنين شبه (استشراقي) لنظام اجتماعي وسياسي انقضى زمنه. غير أن كل الآليات القمعية - منظومة الولاء القبلي والعوالم الإقطاعية - بقيت على حالها، بل وتعاظمت بمعونة القوة السيادية. صحيح أنه في بيروت تعززت صورة (الحياة الطيبة) التي ضللت الكثيرين، ولكن هذه لم تكن إلا غطاء لامعاً لكيان عفن في قلبها، حيث يعشعش الفيروس الذي يقود هذا المجتمع المرة تلو الأخرى لخرابه».

ومثل شفطان قرأنا كثيرين وسمعنا وشاهدنا آخرين في إسرائيل، بعضهم ممن كان ولا يزال لهم باع طويل ومساهمة غير قليلة في مأساة بيروت ولبنان برمته، لكنهم يصيبون كبد الحقيقة عندما يشيرون إلى من يغذي هذه المأساة ويوفر لها السلاح والذخيرة. د. تسفي برئيل، محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» يكتب (11/8/2020): «كل قرار سيتم اتخاذه لا يمكن أن يكون مفصولاً عن الأصوات العالية التي تسمع في الشوارع. فالشعب اللبناني سبق وأثبت قوته على تغيير الواقع من خلال المظاهرات - هو الذي تسبب بانسحاب القوات السورية من لبنان في 2005 وهو الذي أدى إلى إسقاط حكومات. هذا الجمهور يعمل الآن مثل برلمان بديل يشرف على ويراقب نشاطات كل حكومة سيتم تشكيلها. في الوقت نفسه، بدون مساعدة منظمة وثابتة ودون شبكة أمان اقتصادية برعاية دولية، فإن لبنان يمكن أن يتحول إلى ساحة منافسة دولية فيها دول مثل الصين وروسيا وإيران وتركيا ستحاول أن تجد لنفسها مواقع اقتصادية، وفي الأصل سياسية، مثلما حدث في سوريا ومثلما يحدث الآن في ليبيا».

 

اللبنانيون أمام محنة كبيرة عشية الحكم في اغتيال رفيق الحريري

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 آب/2020

مر أكثر من 15 عاماً على مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بانفجار ضخم في بيروت، ومن المقرر أن تصدر محكمة مدعومة من الأمم المتحدة حكمها في القضية، غداً الثلاثاء، لكن البلد يعاني من آثار انفجار أكبر. وخيم انفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس (آب)، وأودى بحياة 178 قتيلاً على الأقل على الحكم الذي طال انتظاره. فهو أكبر انفجار في تاريخ لبنان وأشد قوة من القنبلة التي قتلت الحريري و21 آخرين على كورنيش بيروت البحري عام 2005، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وارتبط رفيق الحريري بروابط وثيقة بالولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ودول الخليج المعارضين لمساعي إيران التوسعية في لبنان والمنطقة. وتجري محاكمة أربعة من أعضاء جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران غيابياً في اغتيال الحريري. وينفي «حزب الله» أي دور له في الاغتيال الذي هيأ الساحة لسنوات من المواجهات التي وصلت إلى حد نشوب حرب أهلية قصيرة عام 2008.

ويأتي الحكم في وقت تظهر فيه انقسامات جديدة بشأن مطالب بإجراء تحقيق دولي، ومساءلة سياسية في انفجار المرفأ الناتج عن تخزين كمية ضخمة من الكيماويات بطريقة غير آمنة. وقد يعقّد الحكم الموقف المضطرب بعد انفجار المرفأ، واستقالة الحكومة التي يدعمها «حزب الله» وحلفاؤه. وقالت ابتسام سلام، وهي في الستينيات من عمرها، وتقيم في حي طريق الجديدة، معقل «تيار المستقبل» الذي كان يتزعمه الحريري، ويقوده حالياً ابنه سعد الحريري، «فزعانين، البلد مش مرتاح». وتعتزم ابتسام مشاهدة النطق بالحكم على التلفزيون، وتقول «إن شاء الله بتطلع الحقيقة».

والمحكمة المدعومة من الأمم المتحدة هي الأولى من نوعها بالنسبة للبنان، وتمثل بالنسبة لمؤيديها الأمل في ظهور الحقيقة، ولو لمرة واحدة، في العديد من الاغتيالات التي شهدها لبنان. ويقول أنصار الحريري، في مقدمتهم ابنه سعد الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء أيضاً، إنهم لا يسعون للانتقام أو المواجهة، لكن يجب احترام الحكم. وقال باسم الشاب المستشار الدبلوماسي لسعد الحريري لوكالة «رويترز»: «كثيرون ينتظرون هذا القرار لإغلاق القضية... هذه المحكمة لم تكلف المال فقط بل الدماء أيضاً». وأضاف أن الحكم سيكون له تداعيات «أنا لا أتوقع اضطرابات في الشوارع... أعتقد رئيس الوزراء الحريري حكيم بما يكفي لضمان ألا يتحول الأمر إلى مسألة طائفية». لكن مهند الحاج علي من مركز «كارنيغي» للشرق الأوسط، قال إن احتمال تصاعد التوتر وارد. وأضاف: «يبدو أن (تيار المستقبل) و(حزب الله) في حالة تأهب، ويحاولان تجنب أي تداعيات، لكن لاعبين آخرين قد يتدخلون ويظهرون رد فعل في ظل التوتر القائم».

وأثار انفجار الرابع من أغسطس موجة غضب من النخبة السياسية الحاكمة التي تواجه انتقادات بسبب الانهيار المالي الذي أغرق العملة المحلية، وبدد قيم المدخرات. ويشكك العديد من اللبنانيين في قدرة السلطات على إجراء تحقيق ملائم عن الانفجار. ويريد البعض تدخلاً أجنبياً، لكن آخرين، خصوصاً «حزب الله»، لا يريدون ذلك. وقالت مصادر لبنانية، إن مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وصلوا مطلع الأسبوع للمساعدة، بناءً على طلب من السلطات، لكنهم لم يزوروا المرفأ بعد. ويعارض «حزب الله»، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، تدخل مكتب التحقيقات الاتحادي، وأي تحقيق دولي، قائلاً إنه هدفه سيكون التغطية على أي تورط محتمل لإسرائيل التي تنفي أي دور لها في الانفجار. وقال الرئيس ميشال عون، إن التحقيق سيبحث في ما إذا كان الانفجار ناتجاً عن إهمال أو حادث أو «تدخل خارجي». ويخشى العديد من اللبنانيين من احتمال إفلات النخبة من أي مساءلة.

وشكك زياد البالغ من العمر 55 عاماً في أهمية الحكم بالنظر إلى انفجار المرفأ، وقال «اغتالوا عاصمة، اغتالوا مدينة».

 

النهار/الحدث اللبناني في لاهاي

النهار/17 اب 2020

من صباح اليوم الاثنين الى مساء غد الثلثاء سيُصبِح الحدث اللبناني في مكان آخر طال ‏انتظاره منذ 15 عاما حين اهتز لبنان والمنطقة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ‏ورفاقه في 14 شباط 2005. كل الأنظار ستشخص غدا الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ‏التي ستلفظ حكمها في جريمة العصر التي أودت بالحريري والتي استوجبت إحالة الجريمة ‏على القضاء الدولي. وإذ يتوجه نجل الشهيد ووارثه السياسي الرئيس سعد الحريري اليوم ‏الى لاهاي مع وفد يرافقه لحضور جلسة النطق بالحكم فان الحدث سيغدو مزدوجا عقب ‏اعلان الحكم اذ سيكون للحريري الابن موقف يتسم بأهمية بارزة ومفصلية سواء فيما يتصل ‏بحيثيات الحكم كما سيصدر او بموقف الحريري ودلالاته وأبعاده التي ترصدها مختلف ‏الأوساط الداخلية والخارجية . أهمية الحكم لا تقف فقط عند حدود الإدانة المرتقبة ما لم ‏تكن هناك مفاجأة كبيرة للمتهمين الأربعة في الجريمة من "حزب الله" وما سيتركه ذلك من ‏تداعيات عميقة واكثر اثرا بكثير مما حاول الأمين العام للحزب التقليل منها في كلمته ‏الأخيرة بل تتمدد هذه الأهمية الى تداعيات توقيت الحكم وتزامنه مع احتدام لحظة داخلية ‏شديدة التأزم عقب الانفجار الزلزال الذي ضرب مرفأ بيروت ووضع لبنان امام واقع غير ‏مسبوق من الخطورة استعاد معه الاهتمام الدولي المتعدد القطب.

ومع ان ترقب صدور ‏الحكم في اغتيال الحريري سيشكل الاختراق الكبير المتوقع للحظة التحركات الدولية ‏والمحلية الكثيفة التي طبعت المشهد اللبناني منذ أنفجار 4 آب فان معظم الاهتمام سيتركز ‏على رصد الأثر القوي والمباشر للحكم وتاليا الموقف الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري ‏منه على مجريات استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة تكليفا وتأليفا بعد مرور الساعات ‏الثماني والأربعين المقبلة. ذلك ان مجريات الاستحقاق الحكومي بدت عالقة على جمود ‏كبير يخشى ان يتمدد لفترة غير قصيرة مع عدم بروز أي عوامل جدية بعد من شأنها بلورة ‏الاتجاهات الجدية للتكليف أولا والتوافق على طبيعة تركيبة الحكومة علما ان بعبدا عاودت ‏العزف كما في تجربة تشكيل الحكومة المستقيلة على اشتراط اكتمال كل التفاهمات ‏المسبقة على التكليف والتأليف قبل تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية ‏الشخصية التي تحظى بأكثرية النواب لتأليف الحكومة الجديدة . وإذ لا تبدو الأيام المقبلة ‏على الأقل مرجحة لتحديد مواعيد الاستشارات فان كل الأنظار ستكون مشدودة لرصد نبرة ‏الرئيس سعد الحريري ومضمون موقفه بعد صدور الحكم غدا لان كثيرين سيربطون ما ‏يتردد عن عودته الى رئاسة الحكومة الجديدة بتداعيات الحكم فضلا عن أمور كثيرة جوهرية ‏أخرى يبدو ان الحريري ليس في وارد المساومة حيالها وتشكل شروطا ثابتة له للعودة والا ‏لن يقبل بهذه العودة . ولذا اكتسبت زيارة السفير السعودي وليد بخاري لبيت الوسط مساء ‏امس ولقائه الرئيس الحريري عشية توجهه الى لاهاي بعدا بارزا عبر عن تعمد إظهار السفير ‏السعودي الأهمية الكبيرة التي تعلقها على صدور الحكم وما سيتركه من انعكاسات داخلية ‏وخارجية . وعبر السفير السعودي عن ذلك بقوله "نؤكد وقوف المملكة التام وتضامنها مع ‏الشعب اللبناني الشقيق وجميعنا نترقب ساعة النطق بالحق والحقيقة من محكمة دولية ‏بحجم الشهيد رفيق الحريري . العدالة الإلهية ستنتصر لدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ‏وتضع لبنان على خارطة تحقيق السلم الدولي"..

 

معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمرضى «كورونا»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»»/17 آب/2020

حذّر وزير الصحة اللبناني حمد حسن اليوم (الاثنين) من أن معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمرضى فيروس كورونا المستجد الذي ارتفعت الإصابات به بشكل قياسي بعد انفجار المرفأ قبل نحو أسبوعين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حسن قوله في مؤتمر صحافي: «أعتقد أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية والخاصة في العاصمة خصوصاً باتت في مكان صعب من حيث استقبال حالات مصابة بـ(كورونا) إن كان من ناحية أسرة العناية الفائقة أو أجهزة التنفس أو المرضى». وأضاف: «وصلنا إلى شفير الهاوية»، مشيراً إلى توصيته بإقفال البلاد لمدة أسبوعين كاملين، مع الحفاظ على خصوصية المناطق المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت حيث تنشط منظمات الإغاثة. ولفت إلى أن «هناك إصابات تعاني من عوارض في أكثر من منطقة، إلا أنه لم يتأمن لها أسرة حتى الآن». وسجل لبنان خلال الأسبوعين الماضيين معدلات قياسية في عدد الإصابات آخرها أمس (الأحد) إذ أعلنت وزارة الصحة عن 439 إصابة. وارتفع إجمالي عدد المصابين إلى 8881 بينهم 103 وفيات. وتسبب الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بمقتل 177 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وضاعف الانفجار وعدد الضحايا الكبير الذي خلفته الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً جراء الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس. وخلال حديث لإذاعة صوت لبنان صباحاً، أوضح حمد أن غرف العناية الفائقة والوحدات الخاصة بفيروس كورونا امتلأت في المستشفيات الحكومية في العاصمة، كما «امتلأت أسرة العناية الفائقة» في المستشفيات الخاصة التي تستقبل مرضى الوباء. وأوضح حمد أن ارتفاع عدد الإصابات نتيجة الاختلاط بعد انفجار بيروت بدأ يظهر. وقال إن «الأحداث الأخيرة خاصة مع الانفجار، من حيث عدد الجرحى والإسعافات والتحركات الشعبية اللي رافقت إنقاذ المواطنين، بدأت (تظهر) مفاعيلها اليوم». وأشار إلى أن الانفجار أخرج أربع مستشفيات في بيروت عن الخدمة «كانت مجهزة لاستيعاب حالات كورونا». ولفت حمد إلى مساعٍ لتفريغ بعض المستشفيات الحكومية بالكامل وتخصيصها لمرضى فيروس كورونا وإلى ضرورة إنشاء المزيد من المستشفيات الميدانية. وحذّر مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض في تغريدة من أنه «دون اللجوء إلى الإغلاق، ستستمر الأرقام في الارتفاع، مما سيؤدي إلى تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات»، مضيفاً: «حدث هذا بشكل كارثي في بلاد أخرى. إذا انتظرنا أكثر سيكون الوقت قد فات».

 

فيلتمان: لتحقيق شامل وموثوق لانفجار مرفأ بيروت.. لا أستبعد أي إحتمالية

وكالات/17 آب/2020

توقع السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان السفير جيفري فيلتمان أن “يؤثر انفجار بيروت بشكل أكبر مما شهدناه بعد الاغتيال الذي جرى في 14 شباط”.

وبالنسبة للتحقيق في الانفجار، دعا فلتمان، خلال برنامج “عشرين 30” عبر الـ LBCI، الى تحقيق موثوق وشامل “للانفجار الذي أظهر الإهتراء المتجذر في النظام اللبناني وواقع غياب الشفافية في عمليات المرفأ، بعض المسؤولين كانوا يعلمون بأمر تخزين المواد الخطرة طوال 7 سنوات بالمرفأ، ولكن لا أحد يعلم كيف تسير العمليات في المرفأ وهناك حزب الله بحضوره القوي الذي كان من الممكن ان يتفادى حدوث الانفجار”.واضاف: “لا أعلم ان كان توقيت الانفجار مرتبط باحداث المنطقة وأشكك بنظرية الدور الإسرائيلي لكنني لا أستبعد أي شيء”. وأوضح فيلتمان معنى مناداتهم بتحقيق شامل شفاف وموثوق لانفجار المرفأ، قائلاً: “ما أعنيه هو ليس ما حصل في 14 شباط 2005 عندما أرسل وزير الداخلية انذاك سليمان فرنجية جرافات لمحاولة تغطية ما حصل عندما قتل الرئيس الحريري و21 أخرون تحت ستار ترميم الشوارع واعادة فتحها، بل يجب أن يكون هناك نوع من الخبرات الشرعية ونوع من الخبرات الشرعية المحايدة التي ستكون قادرة على النظر في كيف كان هذا المرفأ يعمل بالتفاصيل، ولا أعتقد ان من خارج المرفأ يدركون كيف تسير العمليات في المرفأ نظراً لغياب الشفافية لدى حزب الله الموجود هناك مع غيره، لذلك، يجب الا يتمحور التحقيق فقط حول ما أطلق شرارة الانفجار ولكن أيضًا يجب ان يتمحور حول كيفية عمل المرفأ وكيفية عمل الدولة بطريقة سمحت لهذه الكميات من المواد المتفجرة في البقاء بوضع غير آمن طوال 7 سنوات”. وعن وصف ترامب الانفجار على أنه هجوم، قال: “قد تكون هذه ردة فعله الغريزية”. وعن السفن والبوارج الحربية الموجودة قبالة لبنان، شرح فيلتمان أن السفن تنقل المساعدات الإنسانية الى لبنان والبوارج وصلت لمحاولة الاستجابة اللازمة التي طرأت من جراء الإنفجار والأزمة الإنسانية. وردّاً على سؤال عن مواجهة لبنان خطر الحرب، أجاب: “لا أحد يريد ان يرى حرباً جديدة بين لبنان وإسرائيل أو بين حزب الله وإسرائيل، ويجب القيام بكل ما هو ممكن للحد من التوتر ولكن لا يزال هناك حقيقة تتمثل بوجود أسلحة جمعها حزب الله في لبنان”. أما في موضوع ترسيم الحدود البحرية، تمنى أن “يكون هناك صفقة قيد الصنع لأن التفاهم على الترسيم يسمح للبنان بجذب اهتمام تجاري أكبر في الهيدروكربونات البحرية التي يملكها”. وعن الساحة الداخلية والحكومة، شدد على أنه “من الضروري ان يكون للحكومة اللبنانية مصداقية وهذا ما يبدو أنه مطلب الشارع اللبناني وهو أمر ضروري من أجل الدعم على المدى الطويل”. وقال: “يجب أن نوضح أن الاشخاص غير المقبولين من قبل الشارع اللبناني على انهم قادتهم السياسيين يجب ايضًا ألا يكونوا مقبولين من قبلنا، ولا أعتقد أن دايفيد هيل أو أنا لدينا أي صلاحية في اقتراح قادة على الشعب اللبناني أعتقد ان وظيفتنا التأكد من ان الشعب اللبناني يدرك أن هناك اثارا مترتبة لخياراته”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 17/8/2020

وطنية/الإثنين 17 آب 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

عرس الشهادة كان اليوم في قرطبا التي ودعت اليوم شربل ونجيب حتي وشربل كرم ثلاثة من شبابها ضحايا الانفجار الزلزال الذي دمر بيروت

قرطبا بكت ابناءها ورقصت بنعوشهم كما بكى كل الوطن شهداء هذا التفجير.

وفيما اعمال البحث عن المفقودين مستمرة، استجوب المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي فادي صوان، المدير العام للجمارك بدري ضاهر وأصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه.

توازيا وفيما اعلنت رئاسة مجلس الوزراء تمديد حالة الطوارئ في بيروت لغاية 1892020

هم كورونا الى الواجهة مع ارتفاع عدد الاصابات بشكل كارثي مسجلا اليوم 456 اصابة وحالتي وفاة وزير الصحة حذرمن أن لبنان وصل الى شفير الهاوية موضحا انه عندما نقول ان هناك 500 حالة فهذا يعني ان هناك 2500 او 5000 حالة غير مشخصة"

وفي السياق، أوصت اللجنة العلمية الطبية في وزارة الصحة بإقفال البلد لأسبوعين لمواجهة إنتشار الوباء..

الى ذلك تتجه الانظار غدا الى لاهاي حيث تقول المحكمة الدولية كلمتها النهائية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، وقد وصل الرئيس سعد الحريري الى لاهاي للمشاركة في جلسة النطق بالحكم ومن المقرر ان يدلي ببيان صحفي مباشرة بعد النطق بالحكم.

والى الشأن الحكومي وفيما لامؤشر حتى الساعة لتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس بتشكيل حكومة اطلق البطريرك الراعي في مؤتمر صحافي، "مذكرة لبنان والحياد الناشط مطالبا بلبنان خارج المحاور والحروب..

في المقابل اعلن الرئيس نبيه بري ان لا حل ولا خلاص للبنان إلا بأن يمتلك الجميع جرأة الذهاب نحو الدولة المدنية موضحا أن خلاص لبنان يكون بالإقدام على هذه العملية الجراحية الدستورية وعلى قاعدتين أساسيتين هما الحفاظ على الدستور وحقوق الاديان والطوائف.

وفي خضم هذه التطورات برز اليوم خبر وفاة عامر الفاخوي في الولايات المتحدة بعد صراع مع المرض..

البداية من مراسم تشييع شربل ونجيب حتي وشربل كرم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

في ظل أزمة مستفحلة على مختلف الصعد شخص رئيس مجلس النواب نبيه بري العلاج مشددا للـNBN على ألا حل ولا خلاص للبنان إلا من خلال إمتلاك الجميع جرأة وشجاعة الذهاب نحو الدولة المدنية عبر الإقدام على عملية جراحية دستورية.

رئيس المجلس سال ما الذي يمنع من القيام بهذه العملية طالما أنها تستند إلى قاعدتين أساسيتين: الحفاظ على الدستور وحفظ حقوق الأديان والطوائف.

ولفت الرئيس بري إلى أن من يعتقد أن هذا الطرح ليس أوانه اليوم هو مخطأ وعلى العكس فإن المضي به كان يجب أن يحصل قبل عشرين عاما كاشفا أن موضوع الدولة المدنية قد طرح على طاولة الحوار وحظي بموافقة جميع الأطراف وتم الإستمهال في حينه ليومين قبل أن يعود طرفان من أطراف الحوار ليتراجعا لأسباب مجهولة.

وأشار الرئيس بري إلى ان كل الطرح منسجم مع الدستور وخاصة المادة 22 التي تتحدث عن إنتخاب مجلس نواب على أساس وطني وعن مجلس شيوخ تتمثل فيه العائلات الروحية وتنحصر صلاحيات في القضايا المصيرية.

وبالحديث عن القضايا المصيرية هل حان وقت الهلع؟.....

إنفجار من نوع آخر يضرب صحة لبنان واللبنانيين.

عدد الإصابات بكورونا قارب العشرة آلاف والحبل على الجرار ... عدد الوفيات اليوم في تزايد ... فماذا عن الإجراءات؟.

وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن دق جرس النفير العام وأوصى بإقفال البلد بشكل تام لمدة أسبوعين حتى لا تقع الكارثة الكبرى.

وفي هذا المجال دعا الرئيس بري النواب للتعاون مع رؤساء المجلس البلدية والإختيارية والأهالي في مناطقهم لجهة التشدد في تطبيق القواعد الوقائية.

في جديد التحقيقات القضائية المتصلة بإنفجار المرفأ رسى إستجواب المحقق العدلي القاضي فادي صوان للمدير العام للجمارك بدري ضاهر عند إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه على أن يستكمل التحقيق اليوم مع مدير عام المرفأ حسن قريطم ويتخذ القرار المناسب بحقه في ضوء الإستجواب.

إلى ذلك أطلق البطريرك الماروني رسميا ما أسماه لبنان والحياد الناشط مفصلا ومعللا طرحه المثير للجدل على المستوى الداخلي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

تحية ومنديلا أسود وآلاف العيون الدامعة من بركان الرابع من آب الذي قضى على ثلث العاصمة، الى بركان الرابع عشر من شباط الذي قتل الرئيس رفيق الحريري و معه الحلم الوليد ببناء دولة ما بعد الحرب. و منها تحية موصولة الى كمال جنبلاط وموسى الصدر والمفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح والرئيسين رينه معوض وبشير الجميل وكل شهداء ثورة الأرز الأموات منهم والأحياء .

صحيح ان التحية تأخرت عقودا لكنها وصلت ، وصحيح ايضا ان المحكمة الخاصة بلبنان ستلفظ غدا حكمها العادل في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه ، لكنها بالفعل ستمنح كل من وردت أسماؤهم في هذه السطور والذين لم ترد لضيق المساحة ، ستمنحهم عدالة معنوية ، بوضعها حدا لرياضة القتل بلا عقاب ولممارسيها ، إذ سترسي بدءا من الغد قاعدة جديدة تقوم على الآتي : لا جريمة من دون مجرم و لا مجرم من دون عقاب . واهمية الحكم تكمن في أن الجرائم الموصوفة التي زعزعت كيان لبنان، هي جرائم دولة ، وهي ارتكبت لتقويض حلم اللبنانيين بدولة حرة سيدة مستقلة والأدهى أنها متواصلة و متمادية حتى الأمس . متمادية لأنها ظلت من دون عقاب ، ولأن القتلة فرضوا بجرائمهم نسق حكم وحكام يتناسلون من هذا النفس الناسف لمفهوم دولة العدالة والقانون وحقوق الانسان ، وهذا نمط قاتل مقعد للدول ، لكنه قاتل أكيد للبنان ورسالته ودوره.

لكن العدالة على أهميتها لا تشكل إلا جزءا من العلاج الذي لا يكتمل إلا بالحياد . فالعقيدة القاتلة التي يعتنقها كل من أسهم ويسهم في تغيير وجه لبنان ، تقوم على انتهاج سياسات تغرقه في صراعات المنطقة والعالم ، والدعاء أن تتلاقى عدالة لاهاي مع مذكرة " لبنان والحياد الناشط" التي اطلقها البطريرك الراعي رسميا باسم كل عقلاء لبنان .

في الانتظار ، المسار الأعرج للدولة يتواصل ، وخاطفوها يصرون على استنتساخ حكومة حسان دياب ورفض الانتخابات المبكرة ، ورفض الإصغاء الى الشعب والى نصائح الدول التي أغرقت لبنان بالمساعدات وبالنصائح ، لا بالسلاح والمصائب . في سياق المصائب ، كارثة الكورونا تكمل ما عجز عنه زلزال المرفأ ، إذ خرج عداد الاصابات بالفيروس عن السيطرة ، و معه بدأت المستشفيات الخروج من الخدمة إذ فقدت طاقاتها الاستيعابية والعلاجية. والمطلوب اليوم قبل الغد ، وبالتأكيد قبل الخميس ، إغلاق البلاد بشكل تام وصارم مدة خمسة عشرة يوما ، علنا نستعيد السيطرة على الانتشار الكارثي للفيروس ، وإلا تعرض لبنان لما يشبه الإبادة الجماعية . والتوسل هذا موجه الى الشعب قبل الدولة ، أن يشفق على نفسه إن عجزت الدولة عن قمع المخالفين وحجرهم

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من فوج الإطفاء في بيروت إلى قرطبا مسيرة وداع لثلاثة أبطال تكللوا بالنار نهار طويل من مراسم التشييع حيث توقفت النعوش عند محطات وقرى أطفأت حرقتها بنظرة أخيرة على شربل كرم وشربل حتي ونجيب حتي، ثلاثة من بين عشرة رشوا أجسادهم كمياه على انفجار المدينة، اليوم رفعت لهم الأيادي تصفيقا في انتظار أن يتخذ التحقيق مجراه ويرفع لهم حقهم ويطفىء نار ذويهم بوصول كبير واحد الى السجن من بين زمرة مستبدة العزاء لأهالي الشهداء والعزاء الموازي لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني جبران باسيل، ولهما كل المواساة على صدور أول مذكرة توقيف ضد بدري ضاهر مذكرة من صوان فتتت مشاعر الرئاسة وزعيم التيار اللذين خسرا مرشحا كان يشكل لهما عامل ثقة ويدفعان باتجاه تحصينه وتعزيز مواقعه من الجمارك إلى العنابر السياسية وقد استمع المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى ضاهر اليوم خمس ساعات سعى فيها ضاهر للتنصل من المسؤولية، ووضعها لدى مديرية النقل البري والبحري في وزارة الأشغال، والمريب في مسار الملف أن وزيرة العدل " المصروفة " ماري كلود نجم أرجأت مؤتمرا صحافيا كانت ستعقده ظهر اليوم وسافرت في زمن كورونا وتركت التحقيق في مهب الريح قبل أن يتصرف المحقق العدلي ويستعين بكاتب من قلم المحكمة العسكرية لكون الوزيرة المغادرة لم تعين كاتبا إلا متأخرة.

وسفر نجم تزامن من دون ترابط ومغادرة وفد المستقبل إلى لاهاي برئاسة سعد الحريري لحضور جلسة النطق بالحكم في قضية الرئيس رفيق الحريري يوم غد الثلاثاء على أن يعود زعيم تيار المستقبل الى بيروت بعد الحكم وتلاوة بيانه من مقر المحكمة وبيان الحريري ينتظر أن يكون مضبوطا لاسيما إذا كان الرجل يعتزم العودة الى الحياة السياسية من باب رئاسة الحكومة التي لم تحسم ترشيحاتها بعد وليس مؤكدا بالتالي ما إذا كان اسم الحريري يحظى بتوافق فرنسي أميركي وكل ما يرمى من معلومات في هذا الاطار يظل في باب الاستنتاجات على أن ما هو واضح فقط تلك المهلة التي منحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للسلطات اللبنانية بحكومة قبل عودته في ايلول وإلا فإن العهد سيصبح في مرحلة تصريف الأعمال.

وعلى تدخل ماكرون والأساطيل الأجنبية المزروعة على الساحل اللبناني أطلت مذكرة الحياد التي أعلنها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من الديمان مذكرة قامت على وقائع خلطت التاريخ بالجغرافيا ودونت تواريخ مغلوطا فيها فقفزت فوق الاحداث لتسييرها شرقا وغربا وأبرز عيوبها التاريخية أن أحداث عام ثمانية وخمسين لم تكن بسبب رغبة الرئيس جمال عبد الناصر في ضم لبنان الى حلف سوريا مصر بل جاءت نتجية رغبة الرئيس كميل شمعون في الانجراف وراء حلف بغداد ومبدأ ايزنهاور والوقائع المدونة تاريخيا تقول أيضا إن الرئيسين فؤاد شهاب وعبد الناصر وداخل خيمة نصبت على الحدود اللبنانية تفاهما على خطوط الحياد وإن الزعيم المصري قال حينذاك: لبنان هو لبنان ولو انضم إلى الوحدة مع مصر وسوريا فإنه لن يعود كما هو، بل قال مرة على الطريقة المصرية: «لبنان حلاوتها كده

فمن دون للراعي تلك الروايات المغايرة ومن أقنعه بحقائق لم يأت على ذكرها أحد؟ وإذا كانت الاحداث العربية قد غابت عن ذهن الراعي ومساعديه فإن اللبنانيين يحفظون الاجتياح الاسرائيلي عن ظهر حرب فمذكرة الراعي لا تعترف باجتياح اسرائيل أول عاصمة عربية عام اثنين وثمانين بل ترى فقط ان المنظمات الفلسطينية هي من وصلت الى بيروت أما الخطأ التاريخي الاول وليس الاخير فكان في ذكر المقاومة التي انطلقت سببا للاجتياح والاحتلال وليس العكس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

يبدو أن شهر آب 2020 هو شهر مفصلي بكل المقاييس... قيل فيه في مطلعه: ما بعد 4 آب، تاريخ انفجار المرفأ، لن يكون كما قبله، وحتى الآن هذا القول صحيح على الأقل بعد تدمير جزء من بيروت.

قد يقال أيضا: ما بعد 18 آب، لن يكون كما قبله... 18 آب، أي غدا، هو اليوم الذي ستجيب فيه المحكمة الخاصة بلبنان على سؤال: من قتل رفيق الحريري؟ اللبنانيون ينتظرون الجواب منذ 14 شباط 2005، يوم الإغتيال، وهو يوم ايضا، ما بعده ليس كما قبله... فما بعده أدى إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان.

غدا ستسمي المحكمة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، ولكن ماذا عنهم كمتهمين؟ ماذا عن القبض عليهم؟ ماذا عن معاقبتهم؟ هاتان الخطوتان لا يتوقع أن تتحققا ما يعني أن الإفلات من العقاب ما زال سائدا في لبنان، سواء أكانت المحكمة محلية أو دولية... غدا سيعرف اللبنانيون من قتل رفيق الحريري لكنهم سيتفرجون أيضا كيف انه سيفلت من العقاب.

تطوي المحكمة الخاصة بلبنان غدا قضية عمرها خمس عشرة سنة، فيما اللبنانيون يفتحون سجلا جديدا لقضية جديدة هي قضية انفجار المرفأ. وإذا كان طنان من المتفجرات إغتالا رفيق الحريري... فإن نحو 2750 طنا إغتالت قلب بيروت... الإغتيال الأول جرى عمدا... اغتيال بيروت ينتظر نتائج التحقيق، بين الإهمال والعمد، ولكن في كلا الحالين النتيجة واحدة: التخطيط يغتال والإهمال يغتال.

وفيما يتوقع أن يباشر فريق الـFBI تحقيقاته الميدانية، باشر المحقق العدلي القاضي فادي صوان تحقيقاته، فاستجوب اليوم المدير العام للجمارك بدري ضاهر على أن يستجوب غدا مديرعام المرفأ حسن قريطم والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي.

سياسيا، وفيما ملف التكليف والتأليف الحكومي يغط في سبات عميق، فإن بعض الطروح بدأت تتقدم، منطلقة من توجسات تتعلق بالنظام اللبناني، فالرئيس بري الذي وصف الاسبوع الفائت محاولة إسقاط مجلس النواب بالمؤامرة، تعمد اليوم إبراز موقف له مفاده أن المطلوب تطبيق اتفاق الطائف لا تغييره... هذا الكلام يستشف منه قطع الطريق على أي محاولة لتغيير النظام تحت عناوين عدة.

في هذا الوقت، البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي مثابر على طرحه، الحياد، وهو اليوم أعطاه طابعا قانونيا أبعد من مقطع في عظة، فأطلق " مذكرة لبنان والحياد الناشط"، داعيا "الأسرة العربية والدولية إلى أن تتفهم الأسباب الموجبة التاريخية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية التي تدفع أغلبية اللبنانيين إلى اعتماد "الحياد الناشط"، وأن تقر منظمة الأمم المتحدة في حينه نظام الحياد".

في ملف كورونا، الوضع على ما يبدو خرج عن السيطرة، والتحذيرات بدأت تتصاعد: من وزير الصحة إلى وزير الداخلية إلى معنيين بهذا الملف، ويبدو أن هناك إجراءات ستتخذ في محاولة لإعادة الوضع إلى السيطرة خصوصا بعدما لامست الإصابات اليومية خمسمئة إصابة، فاليوم سجلت 456 إصابة.

إقليميا وعربيا، التطورات تتسارع في ملف التطبيع بين الإمارات وإسرائيل: الرئيس الاسرائيلي وجه دعوة لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد لزيارة اسرائيل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي كشف عن العمل على السماح بتسيير رحلات مباشرة من تل ابيب إلى دبي وابو ظبي عبر الأجواء السعودية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على شفير الهاوية يقف لبنان ومعه اسوأ السيناريوهات التي كان يخشاها مع كورونا.

المستشفيات تعج بالمرضى المصابين، وتضج المدن والقرى بالتجمعات البشرية مع كثير من عدم المسؤولية والادراك لخطورة المرحلة، ما ينذر اننا ذاهبون الى ما لا تحمد عقباه كما اشار وزير الصحة في الحكومة المستقيلة حمد حسن.

وحتى يحسن اللبنانيون التعاطي مع خطورة المرحلة، فان المطلوب هو الاقفال التام لمدة اسبوعين على الاقل كما اشار الوزير، والا فان السيطرة على الوباء غير ممكنة، وسنذهب الى تكرار المشهد الايطالي او الاميركي، حيث القطاع الاستشفائي سيكون عاجزا عن استيعاب الحالات. مشهد بدأ في مستشفيات بيروت، ومرجح للانتشار في كافة المناطق اللبنانية.

ولكي لا يتعقد المشهد أكثر، كلف وزير الداخلية محمد فهمي المحافظين اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة كورونا الذي بات انتشاره خارجا عن السيطرة كما قال. وفي البيان ما يعتمد على مسؤولية اللبنانيين التي اثبتت التجربة – وللاسف – انها غير كافية لمواجهة وباء بهذه الخطورة.

كورونا اليوم ينافس الكثير من الاوبئة التي تصيب البلاد، من سياسية واعلامية واقتصادية وغيرها، بعضها خرج عن سيطرة الثوابت الوطنية والضوابط الاخلاقية واعراف التخاطب بين اللبنانيين، واخرى لا تزال تحت سيطرة مشغليها المتحكمين بمساراتها.

في المسار السياسي الامور على حالها والاتصالات قبل الاستشارات النيابية مستمرة، وجديدها اتصال بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، لم يصل الى تحديد موعد لها الى الآن.

ما تسرب من مواعيد ديفيد هيل اللبنانية ومشاوراته وجهة لم ترض اوهام حلفائه في لبنان، في المحاضر المسربة عن لقاءاته كثير من تململ بعض اللبنانيين، لكن بالطبع مع خضوعهم للرغبة الاميركية التي لم تر مصلحة لمشروعها بانتخابات نيابية مبكرة، او حكومة تكنوقراط، بل لم تر مصلحة بالاستقالات من مجلس النواب.

بتقدير المصلحة العامة وسلامة اللبنانيين، ومع قرب احياء مراسم عاشوراء يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعد نحو ساعة من الآن عبر شاشة المنار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ثمة مفارقات وتناقضات في المشهد اللبناني لا يمكن اغفالها وعدم التوقف عندها :

كنا بالحياد صرنا بالتدويل

كنا بايران في الجولان على حدود وتخوم اسرائيل صرنا باسرائيل على مشارف وحدود ايران في الخليج.

كنا بالانهيار صرنا بالانفجار

كنا بالتدقيق الجنائي في الاموال واين ذهبت صرنا بالتحقيق الجنائي بالارواح وكيف ازهقت

كنا بالعقوبات صرنا بالمساعدات

كنا باعادة اعمار سوريا عبر مرفأ بيروت صرنا باعادة اعمار بيروت نفسها

كنا بالتوجه شرقا عدنا لنكون الواجهة والوجهة والمواجهة غربا

انتظرناهم من الشرق فجاؤوا من الغرب كما قال الرئيس الراحل عبد الناصر اثر نكسة 1967

كنا بالاموال المسروقة صرنا بالاهراءات المحروقة

كنا بصفقة القرن صرنا بانفجار القرن

كنا بهم النازحين واللاجئين فصار ابناء مار مخايل والعكاوي والجميزة والمدور والرميل والصيفي والاشرفية وبرج حمود والخندق الغميق والباشورة نازحين في وطنهم.

كنا بتصعيد الحصار صرنا بتخفيض الدولار

كنا بحلم محاسبة الفاسدين فاستفقنا على حقيقة وواقع التغطية على المتورطين الذين حولوا العنابر الى مقابر

كنا بنفض المجتمع الدولي يده من لبنان صرنا بنصف العالم في شوارع بيروت

كنا بتكبيل الزعران بالاغلال صرنا بتحميل حسان دياب مسؤولية الاهمال

كنا بتجريم لصوص الهيكل صرنا بتكريم الفريسيين ونسل حنان وقيافا على المذبح

كنا بقيصر الروسي صرنا بقانون قيصر الاميركي

كنا على اساس طفح الكيل فعدنا الى دايفيد هيل ومع حبة هال ولا ينقص الا رفع اليد بتحية : هيل سيزر

كنا تقدمنا خطوة متواضعة الى الامام فعدنا مسافات شاسعة الى الوراء

في 6 اب من العام 1945 القى الاميركيون قنبلة ذرية على هيروشيما وناغازاكي . كانوا يومها امام خيارين : اما احتلال البر الياباني مع ما يترتب على ذلك من خسائر بشرية هائلة محتملة او افهام احفاد الساموراي بما ينتظرهم من اهوال وتدهور احوال . اختار اليابانيون تجرع الكأس الاميركية المرة

في 4 اب يظن من فجر او دبر او حضر او هيأ لابادة بيروت ان انفجار المرفأ انهى حربا لم تبدأ وطوى صفحة لم تفتح واسقط خصما بالضربة القاضية وسجل هدف الفوز في الثواني الاخيرة من المباراة.

ما حصل بداية وليس نهاية

في الحرب قايضوا ارضنا بالوطن البديل وبادلوا حياتنا بالبترودولار

اليوم يعودون الى النغمة ذاتها ويعزفون لحن الموت فوق غيوم بيروت

المعادلة اياها لم تتغير : الاستقرار لكم لكن القرار لنا واذا اردتم العكس فليكن. اعطونا القرار وخذوا الاستقرار. في يوم من ايام ولايته دخل احد مساعدي الرئيس الكبير فؤاد شهاب الى مكتبه وقال له : فخامة الرئيس كل الدراسات والابحاث تشير الى استبطان المياه الاقليمية اللبنانية لكميات كبيرة من النفط وعلينا ان ندرس جديا البدء بالتنقيب والحفر ليصبح دولة دولة نفطية غنية. يومها اجابه الرئيس اللواء بالاتي : يا ابني مش ناقصنا اعداء بعد. بيكفينا الاسرائيلي

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استبعاد باسيل من لقاءات هيل رسالة أميركية لتغطيته «حزب الله»

عون يؤخر الاستشارات النيابية لـ«تعويمه»... وبري يرشّح الحريري لرئاسة الحكومة

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط أونلاين»/17 آب/2020

سألت أوساط سياسية لبنانية عن الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وما إذا كان لتريّثه في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري لإعادة إنتاج السلطة في لبنان علاقة مباشرة بضرورة تجاوز التداعيات المترتبة على استعداد المحكمة الدولية لإصدار حكمها اليوم (الاثنين) في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، أم أنه يتوخّى من التأخير كسب الوقت لتعويم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من خلال مطالبته بتشكيل حكومة أقطاب تتيح له بأن يعيد الاعتبار لباسيل؟ وكشفت الأوساط السياسية لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس عون يتذرّع بضرورة إجراء مشاورات سياسية تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة لعله يتمكّن من تسويق باسيل من خلال إصراره على تشكيل حكومة أقطاب، وقالت إنه أجرى نصف مشاورات اقتصرت على «أهل البيت»؛ أي القوى الحليفة له من دون أن تشمل قوى المعارضة. ولفتت الأوساط نفسها إلى أن المشاورات لم تحقق الغاية المرجوّة منها لأنه لم يلق التجاوب المطلوب مع أنه حاول توسيع مشاوراته بانفتاحه على رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مبدياً رغبته بلقائه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لا مانع من لقاء عون بجنبلاط لكنه لن يبدل من موقف الأخير الذي لا يحبّذ تشكيل حكومة أقطاب ويدعو لحكومة قادرة على مواجهة التحديات.

وفي هذا، يبدو أن عون لم يقرر حتى الساعة ما إذا كان سيسحب عرضه بتشكيل حكومة أقطاب من التداول لمصلحة قيام حكومة وحدة وطنية، تجاوباً مع موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله.

كما أن عون لم يكن مرتاحاً للقاءات التي عقدها وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل لاستبعاده عقد لقاء مع باسيل، وبهذا الموقف يتساوى باسيل مع «حزب الله» الذي لم يكن مشمولاً باجتماعاته هو أمر طبيعي في ظل التأزُّم المسيطر على العلاقات الأميركية - الإيرانية الذي ينسحب على حليف طهران في لبنان. ومع أنه لم تُعرف الأسباب التي أملت على هيل استبعاده لباسيل من الاجتماعات التي عقدها رغم أن لا غبار على علاقتهما الشخصية، وكان هيل التقاه في زيارته السابقة لبيروت، ويحاول رئيس «التيار الوطني» تبرير استبعاده بأنه لم يطلب موعداً للقائه.

لكن تبرير باسيل لا يُصرف في لعبة الصراع السياسي الدائر في لبنان لأنه أول من يدرك بأن هيل هو من أدرج لائحة بأسماء الرؤساء والشخصيات التي يود الاجتماع بها، وإن كانت السفارة الأميركية تنأى بنفسها عن الدخول في سجال حول خلو اسم باسيل من اللائحة.

وتأكد - بحسب الأوساط السياسية - بأن استبعاد باسيل من لقاءات هيل ما هو إلا مؤشر على موقف طارئ للإدارة الأميركية التي بدأت تتعامل معه كأحد أبرز الوجود السياسية التي توفر الغطاء لسياسة «حزب الله» في لبنان امتداداً إلى المنطقة.

ورأت بأن واشنطن كانت أدرجت اسم «حزب الله» على لائحة العقوبات واتهمته بأنه يزعزع الاستقرار في المنطقة ويتدخل في شؤون الدول العربية ويهيمن على حكومة الرئيس حسان دياب قبل أن يتقدّم باستقالة حكومته.

لذلك، فإن تذرّع عون بتأخير الاستشارات النيابية واستباقها بمشاورات سياسية لتسهيل مهمة التكليف والتأليف لم يلق أي تجاوب لأن ما يهمه أن يحجز مقعداً لباسيل في الحكومة الجديدة التي لن ترى النور قبل التفاهم على برنامجها الإنقاذي وتحديد مهامها في ضوء عودة المجتمع الدولي فور الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت للاهتمام بلبنان في محاولة لانتشاله من قعر الهاوية.

وعليه، من السابق لأوانه تسليط الضوء على اسم المرشح لتشكيل الحكومة العتيدة إذا كان المقصود تهيئة الأجواء لعودة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، مع أن الرئيس بري هو أول من رشحه وهذا ما أبلغه - كما علمت «الشرق الأوسط» - لهيل ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي ربما فوجئ بتبنّيه من قبل رئيس المجلس. كما أن عون ليس بعيداً عن ترشيح بري للحريري لتولي رئاسة الحكومة وهو أُعلم بموقفه في اتصال جرى بينهما أول من أمس، فيما يلوذ زعيم «المستقبل» بالصمت ويرفض الدخول في بازار الترشيحات لأنه يعطي الأولوية لاختبار مدى استعداد الأطراف للإفادة من الفرصة التي أعادت لبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي لأنه ليس في وارد تفويت هذه الفرصة وإهدارها. وبكلام آخر، فإن المجتمع الدولي يشترط على لبنان بأن يتقدم برؤية جدية للإنقاذ مقرونة ببرنامج عمل، وهذا ما يتطابق وجهة نظر الحريري الذي يفضّل عدم العودة إلى رئاسة الحكومة إذا كان المطلوب إقحام البلد في دورة جديدة من الاشتباك السياسي. فالكرة الآن - كما تقول هذه الأوساط - في مرمى رئيس الجمهورية، فهل يتخلى عن مكابرته وإنكاره للواقع السياسي الجديد وبالتالي يبادر في إعادة النظر في نهجه وأدائه كأساس لتعويم العهد القوي وإنقاذه بدلاً من أن ينصرف وكأولوية لتعويم باسيل.

 

"لا تزوروا هذه المناطق في لبنان".. كندا تحذر مواطنيها وهذه التفاصيل

/Lebanon24/17 آب/2020

انتشر في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد 4 آب، تحذير منسوب للحكومة الكندية يدعو الرعايا الكنديين إلى توخي الحيطة وتجنب زيارة مجموعة من المناطق في لبنان. وفي التفاصيل أنّ الحكومة الكندية نشرت تحذيراً على موقعها الإلكتروني في 12 آب الجاري، وما زال هذا التحذير سارياً حتى اليوم في 17 آب الجاري. 

وتدعو الحكومة الكندية رعاياها إلى تجنب زيارة الضاحية الجنوبية لبيروت بسبب "وجود مجموعات مسلحة" و"خطر اندلاع أعمال عنف على يد الجريمة المنطقة وحصول أعمال خطف وتهديد وقوع هجمات إرهابية". وتشمل هذه المناطق: من جنوب ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية إلى محيط المطار، وغرباً وشرقاً (حتى طريق صيدا القديمة) من طريق المطار الرئيسي، وتحديداً أحياء: برج البراجنة، الشياح، الضاحية، الغبيري، حارة حريك، الليلكي، المريجة، والرويس. في المقابل، استثنت كندا "الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المطار، والمطار ذاته". كما دعت الحكومة الكندية الرعايا إلى تفادي التوجه إلى باب التبانة وجبل محسن في طرابلس والحدود مع سوريا وشمال شرق وادي البقاع ومخيمات اللجوء الفلسطيني وجنوب نهر الليطاني. توازياً، دعت كندا مواطنيها إلى تجنّب الزيارة غير الضرورية إلى طريق الجديدة وبئر حسن، ومحافظة الشمال (قضاء عكار، قضاء المنية الضنية، من طرابلس إلى مرياطة شمال طريق طرابلس- الضنية حتى حدود قضاء المنية- الضنية، مدن مرياطة ومجدليا وزغرتا ورشعين وعشاش)، و رياق وبريتال وبعلبك (باستثناء الموقع التاريخي لمعابد بعلبك).

 

كورونا يتوحّش في لبنان… ومعالجة المصابين في أروقة المستشفيات!

 الجديد17 آب/2020

تعالج الطواقم الطبية المصابين بفيروس كورونا في أروقة المستشفيات والمشهد بات صعباً جداً. وبحسب معطيات وزارة الصحة فان في لبنان 1185 جهاز تنفس وان 25 جهاز تنفس فقط لا تزال متوفرة اليوم، وسيكون هناك الاثنين رقم قياسي في عدد المصابين بفيروس كورونا.

كما ان هناك حاجة كبيرة في الجسم الطبي واكثر من 407 اصابات بين العاملين في الجسم الطبي، وهناك بحسب معطيات وزارة الصحة حاجة ماسة للاطباء والممرضين.

 

التجديد لليونيفل… لا تعديل رغم ضغط واشنطن!

وكالة الانباء المركزية/17 آب/2020

يزور السفير الروسي الكسندر زاسبيكين غداً وزارة الخارجية للقاء الوزير شربل وهبه وستكون مباحثات وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفد هيل الطبق الرئيس على طاولة البحث في ظل التطورات الامنية والسياسية الاخيرة ومع اقتراب موعد جلسة التجديد لليونيفيل لولاية جديدة والتي حددت في اجندة مجلس الامن الدولي في 28 الحالي. وبحسب مصادر مطلعة تحدّثت لـ”المركزية”، فإن توافقاً يظهر في الاجتماعات الجانبية على دعم التجديد من دون تعديل في المهام او العديد بينما يضغط الاميركيون باتجاه اعطاء المزيد من الصلاحيات التي تسمح للقوات الدولية بالتدخل في مناطق لا يمكن لها الولوج اليها راهناً.

واليوم تطرق المنسق الخاص للامم المتحدة يان كوبيش مع الوزير وهبة الى مسألة اليونيفيل، مشيراً الى تقرير وضعه قائد القوات ستيفانو دل كول حول الواقع العملاني فيما تقريره حول ١٧٠١ يناقش الوضع العام.ومن المتوقع ان تطرح فرنسا مسودة قرار لبحثه وطبعه بالازرق قبل التصويت عليه في الجلسة المقررة قبل انتهاء الولاية الحالية في 31 اب الحالي.

 

بري: الدولة المدنية هي خلاص لبنان

وكالة الانباء المركزية17 آب/2020

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري النواب الى “التعاون مع رؤساء المجالس البلدية والاختيارية والاهالي في مناطقهم، لجهة التشدد في تطبيق القواعد الوقائية والصحية التي اعلنتها مرارا وتكرارا الوزارة المختصة وسائر السلطات المعنية لمواجهة جائحة كورونا”.

وقال بري للـNBN: “لا حل ولا خلاص للبنان إلا بأن يمتلك الجميع جرأة الذهاب نحو الدولة المدنية، خلاص لبنان يكون بالإقدام على هذه العملية الجراحية الدستورية وعلى قاعدتين أساسيتين هما الحفاظ على الدستور وحقوق الاديان والطوائف”.

 

هل يمكن استدعاء وزراء سابقين وكبار المسؤولين الى التحقيق؟

 وكالة الانباء المركزية17 آب/2020

انطلقت التحقيقات الرسمية في انفجار مرفأ بيروت مع إحالة القضية الى المجلس العدلي وتعيين القاضي فادي صوّان محققاً عدلياً، بالتوازي مع مشاركة دولية من قبل فريق من مكتب التحقيق الفيدرالي الاميركي FBI الذي انضم إلى فريق المحققين اللبنانيين والأجانب من فرنسيين وأتراك وروس ومغاربة وقطريين لجمع الأدلة والبحث عن المفقودين. وتمّ الادعاء حتى الساعة على 25 شخصا في جريمة انفجار مرفأ بيروت بينهم 19 موقوفا، أبرزهم مدير مرفأ بيروت حسن قريطم، مدير عام الجمارك بدري ضاهر والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي. ولكن  هل سيكون بالامكان استدعاء اي وزير سابق او مسؤول كبير الى التحقيق؟ الوزير السابق ابراهيم نجار قال لـ”المركزية”: في مرحلة التحقيق يجوز للمحقق العدلي ان يستمع الى من يشاء، لأن مرحلة التحقيق ليست محكمة وليست مرحلة المحاكمة، التحقيق لا يمكن ان يتوقف عند حصانة ما، اذا اراد المحقق العدلي اصدار مذكرات بالتوقيف، هنا ربما يمكن ان تُطرَح مسألة الحصانة، لكن مرحلة التحقيق لا يمكن ان تتفق مع اي حصانة من اي نوع كانت، باعتبار ان المحقق العدلي يضع يده على الدعوى بصورة موضوعية وان اظهر التحقيق وجود من ساهم في الجريمة فيستجوبه بصفة مدعى عليه او بصفة اخرى على ان يدعي عليه اذا اراد لاحقاً. هذا ما تنص عليه المادة 362 من اصول المحاكمات الجزائية”. وأضاف: “يجب ان يكون واضحا ان القضايا الجزائية والعقوبات تنقسم الى مرحلتين، الاولى هي التحقيق، والثانية المحاكمة، في القضايا المحالة الى المجلس العدلي من الثابت قانونا انها تحال في مرحلة المحاكمة الى المحكمة العليا اي المجلس العدلي، اما في موضوع التحقيق بحد ذاته، هذا لا يمكن ان يتوقف عند حصانة ما، لأن مرحلة البحث عن الحقيقة وتحديد الجناية وإثبات الواقعات والتدقيق في كيفية حصول الحادث ومن كان المسؤول عن ترك هذه الكمية الهائلة من النيترات على ارض المرفأ ولماذا لم يتم رفعها ولماذا لم تستدع هيئة القضايا في وزارة العدل ولماذا لم يصدر قرار عن القضاء المختص. كل هذه الامور لا يمكن ان تتفق اطلاقا مع اي حصانة من اي نوع كانت، خصوصا ان موضوع الحصانة بحد ذاته هو موضوع خارج كليا عن نطاق القانون العام، اي ان احكام الحصانة تفسر تفسيرا ضيقا ولا يجوز التوسع فيها”.

ورداً على أن كل الملفات التي احيلت الى المجلس العدلي لم تصل الى خواتيمها، اجاب: “هذه قضية قائمة بحد ذاتها”، مؤكداً “أن الكثير من القضايا التي احيلت في الماضي امام المجلس العدلي لم تقترن بنتيجة حاسمة، هذا لسوء الحظ موضوع ثابت تاريخياً. واكتفي بذكر مثلا قضية اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، صدرت قرارات عن المجلس العدلي ولكنها لم تنفذ حتى اليوم، ولم تقم الدولة اللبنانية بما يتعين عليها من اجل توقيف المحكوم عليه او استرداده من الدول المجاورة، ولكن صدر حكم ولكن في قضايا اخرى كثيرة محالة الى المجلس العدلي بقيت فارغة من اي تحقيق جدي”.

وتوجّه الى القاضي صوّان بالقول: “المطلوب، اذا كان جائزا لي ان اقول رأيي في هذا المضمار، الواجب على القاضي فادي صوان ان يعالج هذا الموضوع انطلاقا من هول المصيبة ومن كونها تشكّل جناية بل جريمة ضد الانسانية. علينا الا ننسى ان هذه الجريمة طالت ما لا يقل عن 300 الف شخص ومناطق شاسعة وهامة وتراثية من بيروت وادت الى مقتل على ما لا يقل عن مئتي شخص وجرح على الاقل 6000 شخص والى تدمير مستشفيات ومبان ووزارات.. لذلك المؤكد ان هذه الجناية تندرج في نطاق الجرائم ضد الانسانية. واعتقد شخصيا ان من يقول ان احالة هذا الموضوع الى المحكمة الجنائية الدائمة هم على حق، انما بانتظار تحقّق ذلك يجب على المحقق العدلي المُعيّن ان يكون مسلّحا بثقة الجميع وان تكون له كل الصلاحيات والا تتوقف التدابير التي يمكن ان يقررها امام اي حصانة من اي نوع، من الكبير حتى الصغير، مهما علا كعب المسؤولين عليهم ان يساهموا في إجلاء الحقيقة”.

وختم: “اذا لم يتم ذلك، فسنضطر مرة اخرى للجوء الى المحاكم الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية. الشعب لم يعد يثق كثيرا بالمؤسسات. علينا ان ننتظر لنرى”.

 

ماكرون يُحيّد بيروت عن أشد صراع أميركي- إيراني

 وكالة الانباء المركزية17 آب/2020

سارع رئيس الجمهورية ميشال عون وبعده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى تعطيل احد مفاعيل الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت المنكوبة غداة الفاجعة التي حلت بها بفعل انفجار مرفأ بيروت. فالتقى الرجلان، وهما حليفان تقليديان، على رفض الركون إلى تحقيق دولي في الجريمة، طبقا لما طالب به الرئيس الفرنسي “حتى تكشف الحقائق، ولا تسيطر الشكوك”، كما قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في قصر الصنوبر. كما التقيا على معارضة  تأليف حكومة حيادية تحظى بتأييد كل القوى المحلية، في مواجهة الطرح الدولي الذي حمله ماكرون مفوضا من المجتمع الدولي. ذلك أن نصرالله أعلن في خطابه الأخير أن الحزب يرفض تشكيل حكومة حياديين، ولا يؤمنون بوجودهم في لبنان. في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن الرئيس عون الأسبوع الماضي طرحه حكومة أقطاب، ما يعني الشخصيات السياسية التي يصب الثوار جام غضبهم عليها. على أن مصادر سياسية مراقبة أكدت لـ”المركزية”، أن مواقف عون ونصرالله هذه لا تقلل من أهمية زيارة الرئيس ماكرون إلى لبنان، خصوصا أنه حدد للمسؤولين اللبنانيين مهلة لتنفيذ الاصلاحات الموعودة تنتهي في 1 أيلول، وهي مهلة قد لا تكون كافية لتشكيل الحكومة الجديدة. غير أن المصادر عينها لفتت إلى أن كل هذه العراقيل والفيتوات التي واجهتها المبادرة الفرنسية لا تنفي أن ماكرون عمد إلى إعطاء إشارات ايجابية كبيرة إلى حزب الله، على رأسها دعوته إلى المشاركة في اللقاء الذي جمعه برؤساء الكتل النيابية، والذي شارك فيه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في بادرة انفتاح نادرة على الغرب والمجتمع الدولي اللذين لا ينزلان بردا وسلاما في الضاحية. وفي هذا الاطار، نبهت المصادر إلى أن حزب الله تلقف جيدا الرسالة التي رمى ماكرون إلى إرسالها إلى الضاحية ومفادها: فرنسا تتماهى مع المجتمع الدولي في كل ما يتعلق بلبنان، ما خلا نزع سلاح الحزب من دون تحضير سياسي لذلك لا يفجر الساحة اللبنانية من الداخل قبل الخارج. وفي ذلك تأكيد أن لفرنسا أجندة واضحة تتلخص على الشكل الآتي: لبنان الجريح وناسه المنكوبون واقتصاده المترنح أولويات المرحلة المقبلة، وإن كان ذلك يتناقض مع الموقف الأميركي القائم على التشدد في مواجهة ايران وأعداء اسرائيل، وهو ما يسعى إليه الرئيس دونالد ترامب عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي يلعب فيها اللوبي اليهودي دورا مؤثرا. وتذكر المصادر أن ترامب كان أول المعلنين عن اتفاق السلام التاريخي بين اسرائيل والامارات، التي كان ممثلون عنها حضروا الاعلان عن بنود صفقة القرن في شباط الماضي. لكن أمام هذه الحسابات ذات الطابع الانتخابي الصرف، تصر باريس على تقديم نموذج مناقض يحمي “ابنها اللبناني المدلل”، وهو يكمن في إنقاذ الناس وإبعاد لبنان قدر الامكان عن صراعات اقليمية لا تخلو من الحسابات الدولية.

 

لبنان في حقل الالغام الدولي.. لماذا استهدف ظريف فرنسا؟

وكالة الانباء المركزية17 آب/2020

تحوّل لبنان منذ إنفجار المرفأ في 4 الجاري الى محجّ أجنبي لمسؤولين عرب وأقليميين وغربيين أبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من اجل اعلان التضامن مع الشعب اللبناني المنكوب وللإشراف على المساعدات الطبّية والغذائية المقدّمة من بلدهم.

وشكّلت زيارات التضامن مناسبة لإطلاق رسائل سياسية في اتّجاه الداخل اللبناني ومن ورائه الدول المعنية بالملف اللبناني، لاسيما وانها تزامنت مع حركة بوارج عسكرية محمّلة بالمساعدات الإنسانية في اتّجاه الشاطئ اللبناني بدت بيروت من خلالها انها محور العالم ونقطة تجاذب وصراع اقليمي ودولي.

وبدت لافتة في الاطار سلسلة المواقف التي اطلقها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عبر صندوق بريد لبنان الى من يعنيهم الامر وهو الذي “استعجل” زيارة بيروت بالتزامن مع وجود مساعد وزير الخارجية الاميركي السفير ديفيد هيل بعدما ارجأ نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية زيارة كانت متوقعة يوم الاحد الماضي من دون معرفة اسباب التأجيل. ومع ان الزائر الايراني كرر ما اعلنه نظراؤه من دول اخرى لجهة التضامن مع لبنان في تجاوز انفجار المرفأ وتقديم المساعدات، غير ان ما صرّح به لتلفزيون “الميادين” كان لافتاً بمضمونه وتقرأ بين سطوره رسالة مباشرة الى ماكرون تحديداً الذي كان اوّل من سارع الى زيارة بيروت وتجوّل في الاحياء المتضررة، لافتاً الى ان لبنان بحاجة الى تغيير سياسي”. فهو الى جانب إنتقاده وجود البوارج الاجنبية على السواحل اللبنانية، واصفاً ذلك بغير الطبيعي ويُهدد الشعب اللبناني ومقاومته، اشار الى ان لبنان حكومةً وشعباً يقرران في شأن الحكومة ويجب الا يستغل المرء الوضع المأساوي لفرض املاءاته، معتبراً ان المساعدات للبنان لا يجب ان تكون مشروطة وان على الدول الا تستغل هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة، والدول الاوروبية تقوم بمبادرات كثيرة، لكن الادارة الاميركية اثبتت انها اعجز من فهم حقيقة الوضع في المنطقة ولبنان وفلسطين”.

فمن هو المعني تحديداً بكلام ظريف؟ ولماذا صوّب اكثر من مرّة حديثه في اتّجاه المساعدات  الخارجية للبنان؟ هل تتوجّس ايران من ان تُشكّل هذه المساعدات الانسانية السريعة التي فُتحت “حنفيتها” على انقاض انفجار المرفأ مدخلاً لإعادة لبنان الى المنظومة الدولية الطبيعية بعدما شطح كثيراً صوب المحور المعادي الذي تقوده الجمهورية الاسلامية؟ ولماذا تطالب ايران لبنان بأن يطلب منها ان تساعده؟ هل طلب لبنان من اي دولة خارجية ان تساعده؟ ولماذا تصرّ ايران على ان يتم الطلب منها؟

وإستطراداً لماذا يُصعّد الايراني من بيروت موقفه لاسيما ضد فرنسا؟ فماذا تريد طهران من باريس والعواصم الاوروبية في الوقت الحاضر؟ هل تريد القول ان لبنان لا يزال ضمن منظومة النفوذ الايراني في المنطقة وانها تتحكّم بقراره؟ وهل تريد  بعث رسالة من الساحة اللبنانية الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب عشية انتخاباته؟ اوساط دبلوماسية غربية اعتبرت عبر “المركزية” “ان ايران تحاول من الساحة اللبنانية، وهي الوحيدة المتبقية لها في المنطقة، ان تعقد صفقة مع اميركا او ان تهيّئ للمفاوضات معها بعدما فقدت بشكل تدريجي تأثيرها في ساحات عربية اخرى. ويأتي في الاطار ما كشفته معلومات عن استئناف المفاوضات التمهيدية بين مسؤولين اميركيين وايرانيين في عُمان منذ اسبوع. ولفتت الى “ان التطورات المتسارعة في المنطقة، لاسيما الاتّفاق الاماراتي-الاسرائيلي بتطبيع العلاقات ودلالاته واهميته عشية الانتخابات الاميركية، جعلت الجانب الايراني حذراً من نتائجها، لذلك يسعى من خلال الساحة اللبنانية لارسال اكثر من رسالة الى الخارج، لاسيما الى الفرنسي ومن ورائه الاميركي. من هنا، فان لبنان يسير في حقل الغام دولي واقليمي لن يكون الخروج منه قريباً وسهلاً اقلّه قبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل”.

 

مذكرة توقيف وجاهية بحق بدري ضاهر

الوكالة الوطنية للإعلام/17 آب/2020

استجوب المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، على مدى أربع ساعات ونصف الساعة، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، في حضور وكيل الدفاع عنه المحاميين منيف حمدان وجورج خوري، وفي نهاية الجلسة أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه.

وتوجه القاضي صوان إلى مرفأ بيروت لتفقد موقع التفجير ومعاينة الأضرار الناجمة عنه، على يعود إلى مكتبه للتحقيق مع مدير عام مرفأ بيروت حسن قريطم، ويتخذ القرار المناسب في ضوء الاستجواب.

 

وفاة عامر الفاخوري

17 آب/2020

توفي عامر الفاخوري في مكان إقامته في الولايات المتحدة، بحسب معلومات “النهار”. وكان الفاخوري قد أطلق منذ فترة من السجون اللبنانية وأعيد إلى الولايات المتحدة بعد صدور حكم بإطلاقه عن المحكمة العسكرية.

 

التحركات السياسية الفرنسية ملتبسة

The Unsaid Lebanon/17 آب/2020

في لبنان تبدو التحركات السياسية الفرنسية ملتبسة، بحكم مواقفها الرخوة تجاه إيران من جهة، وضرورة الأخذ بعين الإعتبار الموقف الأميركي المتشدد من نظام الملالي من جهةٍ أخرة. لذا نرى أن محاولات فرنسا تصب في تعويم الطبقة السياسية الفاسدة، عبر مطالبتها بحكومة مدعومة من جميع القوى السياسية وهي فعليا" حكومة وحدة وطنية بأسماء مختلفة، وهذا ما يريده تحديدا" حزب الله. وقد عدلت عن طرحها هذا النوع من الحكومات بعد الضغط الأميركي. والملفت أنها لم تأتي على ذكر المشكلة الرئيسية ألا وهي سلاح حزب الله، لا بل جالسته رغم معرفتها بدوره الواضح في إنفجار المرفأ. وفي السياق ذاته إتصل ماكرون بالرئيس الإيراني روحاني مطالبا" إياه بعدم تدخل بلاده في لبنان، وهذا هراء لأن حزب الله هو إيران في لبنان. أما العقوبات على حزب الله وبعض الشخصيات اللصيقة به، فهي بقرار أمريكي صرف تتأقلم معه فرنسا مرغمةً. وفي نهاية المطاف يبقى قرار الربط والحل بيد الولايات المتحدة. وبالتالي فرنسا لا تريد حل جذري ينتشل لبنان من وضعه الكارثي، لأن ذلك يتناقض مع مصالحها في المنطقة. وفي مطلق الأحوال لن يحصل أي تغيير ذو شأن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في بداية نوفمبر، حيث لا تزال حظوظ ترامب مرتفعة. الشعب قال كلمته بوضوح، لا يريد سلاح حزب الله ولا الطبقة السياسية الفاسدة: من الثلاثي الغير مرح الى الثلاثي المرح وغيرهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس التعاون” يرفض تهديد إيران للإمارات: يمس أمن الخليج والمنطقة

 السياسة/17 آب/ 2020

الرياض، عواصم – وكالات: استنكر الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، تهديدات الرئيس الايراني حسن روحاني وبعض المسؤولين الايرانيين تجاه الامارات، مؤكدا أن تلك التهديدات تحمل في طياتها تداعيات خطيرة على امن واستقرار منطقة الخليج العربي، وتتنافى مع الأعراف الديبلوماسية. وطالب الحجرف ايران بالالتزام بالاسس والمبادئ والمرتكزات الاساسية لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي، المبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة او التهديد بها. وأكد وقوف مجلس التعاون مع الامارات ضد أي تهديدات تمس سيادتها وأمنها واستقرارها، انطلاقا من مبدأ الدفاع المشترك وان امن مجلس التعاون واستقراره كل لا يتجزأ، داعيا إيران للالتزام بسياسة حسن الجوار والكف عن لغة التهديد التي لا تخدم الامن والاستقرار في المنطقة والعالم. من جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن اتفاق الإمارات مع إسرائيل قرار سيادي، وليس موجها ضد إيران، مؤكدا في تغريدة على “تويتر” أن بلاده لا تقبل التدخل في قراراتها، كما ترفض التهديد والوعيد سواء كان مبعثه التنمر أو القلق. وأضاف “أن القرارات الستراتيجية التي تتخذها الإمارات تحولية ولها وقعها وتأثيرها”، مشيرا إلى أن هذا القرار يعزز موقع بلاده وتنافسيتها.

 

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يدشنان الخطوط الهاتفية بين الدولتين/رئيس «الموساد» يوسي كوهين يعمل على «توسيع حلقة دول السلام»

دبي - تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»17 آب/2020

أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي اتصالا هاتفيا أمس، لتدشين خطوط الاتصال الهاتفية بين الدولتين بعد الاتفاق بينهما. وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أمس بأن الشيخ عبد الله وأشكنازي «دشنا خطوط الاتصال بين البلدين»، مشيرة إلى أنهما «تبادلا في الاتصال التهنئة بمناسبة الاتفاق الذي تم الإعلان عنه الخميس الماضي بشأن مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين دولة الإمارات وإسرائيل» وأنهما «أكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية». وكانت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة كتبت في تغريدة على «تويتر» أمس أن الوزيرين «دشنا خطوط الاتصال بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل. وأكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية». من جانبه، أكد أشكنازي على «تويتر»: «تحدثت اليوم (أمس) هاتفيا مع الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات وقررنا إطلاق التواصل المباشر بيننا تمهيدا للتوقيع على اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين، وإجراء لقاء قريبا». وهذه أول مرة يتم فيها الإعلان عن مكالمة هاتفية رسمية بين مسؤولين من الدولتين. وأصبح بالإمكان الاتصال مباشرة بالخطوط الهاتفية الإسرائيلية من الإمارات. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن «اتفاق تطبيع العلاقات الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس هو الثالث من نوعه الذي تبرمه إسرائيل مع دولة عربية». وأكد ترمب أن الإمارات وإسرائيل ستوقعان الاتفاق في البيت الأبيض في غضون نحو ثلاثة أسابيع.

وفي تل أبيب، أفيد بأن الوزيرين اتفقا على إبقاء قناة الاتصال بينهما مفتوحة بشكل مباشر للتغلب على كل العقبات التي يمكن أن تواجه عملية السلام.

وقالت مصادر في تل أبيب إن الطرفين سيباشران في محادثات حول تفاصيل الاتفاق في الأسبوع المقبل. وقررت الحكومة الإسرائيلية في جلستها العادية، أمس، تشكيل طاقم المفاوضين وسيكون بإشراف مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء، برئاسة مئير بن شبات، وعضوية رئيس الموساد، يوسي كوهن، وممثلين عن وزارات الخارجية والمالية والتعاون الإقليمي. وستعمل طواقم المحادثات من الطرفين على بلورة بنود اتفاقية إطار للسلام بين البلدين والتوقيع عليه في شهر سبتمبر (أيلول) القادم، في البيت الأبيض في واشنطن. كما سيعد الطرفان اتفاقيات ثنائية في مجالات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن وإنشاء سفارات متبادلة. ورحب وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هندل، برفع حظر المكالمة الهاتفية بين الدولتين، معتبرا ذلك «سيفتح فرصا اقتصادية كثيرة الآن، وخطوات بناء الثقة هذه هي خطوة هامة لدفع مصالح الدولتين». وأكد أنه بإزالة هذا الحظر سيكون بالإمكان الوصول إلى مواقع إخبارية إسرائيلية سبق أن حجبتها السلطات الإماراتية على الإنترنت، علما بأن رجال أعمال إسرائيليين كانوا يلتفون على هذا الحظر في الماضي من خلال استخدام خدمات شركات هواتف أوروبية أو أميركية أو حتى شركات الهواتف الفلسطينية في سبيل الحديث مع نظرائهم في الإمارات. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمت بلقاء مسؤولين في الإمارات، منذ الإعلان عن الاتفاق في يوم الخميس الماضي. وأرسلت «يديعوت أحرونوت» مبعوثا خاصا يرسل التقرير يوميا من دبي، وقد تحدث فيها عن كيفية تعاطي كل من عرف أنه إسرائيلي. وقال: «فوجئت بمدى التأييد للسلام في الشارع وفي السوق لدى المواطنين والتجار العاديين». ونقل التلفزيون الرسمي «كان» عن مسؤول إماراتي رفيع المستوى أن «المفاوضات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لتطبيع العلاقات بين البلدين ما زالت في بدايتها لكنها لن تستغرق وقتا طويلا وتهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي، والتكنولوجي والبحث العلمي، إلى جانب استمرار المفاوضات وتبادل السفراء بين البلدين». وذكرت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي أن رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، الذي زار قطر قبل بضعة أيام هو الذي سيدير المحادثات مع الإمارات، وأنه يعمل على توسيع حلقة دول السلام مع إسرائيل لتشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط. وأضاف كوهين، حسب القناة 13 للتلفزيون الإسرائيلي، أنه لا يستبعد أن تقدم السودان على خطوة مماثلة، بل حدد نهاية السنة موعدا لذلك. وقال كوهين: «إسرائيل والسودان على وشك توقيع اتفاقية سلام بينهما. وأتوقع أن تتم هذه الخطوة التاريخية قريباً، ربما قبل نهاية العام الحالي».

 

الرئيس الإسرائيلي يدعو ولي عهد أبوظبي إلى زيارة القدس

طهران: محتجو انتفاضة نوفمبر يُضربون عن الطعام

نتانياهو: نعمل على ترتيب تسيير رحلات جوية مباشرة إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية

رئيس “الموساد” في أبوظبي وممثلون عن الخارجية الإسرائيلية يفحصون عدداً من المباني لاختيار مقر للسفارة

أبوظبي، القدس، عواصم – وكالات»/17 آب/2020

 أعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس، أنه دعا ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد لزيارة القدس، بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن اتفاق التطبيع مع الإمارات. وكتب الرئيس الإسرائيلي على “تويتر”: “آمل أن يساعد الاتفاق بين بلدينا في بناء وتعزيز الثقة بيننا وبين شعوب المنطقة، وتحقيق مكاسب اقتصادية واستقرار إقليمي”، مضيفا أنه أرسل رسالة الدعوة. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن ترتيبا يجري، للسماح لتسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية.

ونقلت صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك” عنه القول، في مطار بن جوريون الدولي، :”نعمل حاليا على السماح بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى دبي وأبو ظبي، عبر الأجواء السعودية”، مضيفا أن “هذا سيغير وجه الاقتصاد الإسرائيلي، ونتوقع حجما هائلا من الاستثمارات والسياحة من الطرفين. الإماراتيون معنيون جدا بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل”. وبينما نقلت صحيفة “هاآرتس” عن مسؤولين من إسرائيل والإمارات، أن مسألة الرحلات الجوية المباشرة ستكون على رأس جدول أعمال المحادثات المشتركة المرتقبة بين الجانبين، قال المدير التنفيذي لشركة “يسرائير أيرلاينز” الإسرائيلية للطيران يوري سيركيس، إن شركته بدأت عملية التقدم بطلب للسماح لطائراتها بالهبوط في الإمارات، مضيفا أن دبي “وجهة جذابة للغاية”، إذ أنها تبعد فقط ثلاث ساعات وربع الساعة، ومن المرجح أن تكون وجهة شعبية للغاية للإسرائيليين، مثل تركيا واليونان.

وقال إنه بينما وقعت إسرائيل اتفاقيتي سلام مع كل من مصر والأردن، لا يتم السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالطيران إلى منتجعات قضاء العطلات مثل العقبة في الأردن وشرم الشيخ في مصر، مضيفا أنه يأمل أن يكون الوضع مختلفا في حالة الإمارات.

وقال إنه علاوة على ذلك، فإنه من أجل الوصول إلى الإمارات، سيتعين على الطائرات الإسرائيلية أن تحلق فوق السعودية، التي لم تمنح حتى الآن شركات الطيران الإسرائيلية تصريحا بالتحليق في فضائها الجوي للوصول إلى وجهات مثل الهند.

وفيما وصل رئيس “الموساد” يوسي كوهين إلى أبوظبي مساء أمس، كشفت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية تقاتل من أجل مكان لها على طاولة المفاوضات مع الإمارات، بعدما كلف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كوهين والسفير الإسرائيلي في واشنطن، بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات، كاشفة أن الوفد الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى الخليج لحضور المحادثات، تأخر بسبب الخلافات حول تقاسم الصلاحيات بين مجلس الأمن القومي و”الموساد” ووزارة الخارجية، كما كشفت أن ممثلين عن وزارة الخارجية يقومون بالفعل بفحص عدد من المباني في أبوظبي، لاختيار مبنى من بينها لاستضافة السفارة الإسرائيلية. ولفتت إلى أن نتانياهو نشر سلسلة من مقاطع الفيديو وأجرى مقابلات بهدف تسويق الخطوة، في ظل اعتراضات اليمين على تعليق خطة ضم مستوطنات الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، كما يعمل كبار المسؤولين في الإمارات لمحاولة شرح الاتفاقية لخصومها في العالم العربي.

على صعيد متصل، عبر المستوطنون الإسرائيليون عن الغضب لتأجيل نتانياهو تعهده ضم أجزاء من الضفة، حيث وجه أحد كبار زعماء المستوطنين، رئيس مجلس السامرة الإقليمي يوسي دغان انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قائلا إنه “يعرف كيف يتخلى عن وعوده، وأن المستوطنين شعروا بأنه تم طعنهم في الظهر”. وعلى صعيد الاتفاقيات، تجري شركة “بارتنر كوميونيكيشنز” الإسرائيلية محادثات متقدمة مع شركة اتصالات الإماراتية، بشأن اتفاقية لتقديم خدمات التجوال لعملاء بعضهم البعض، حسبما قال متحدث باسم شركة الاتصالات الهاتفية الإسرائيلية.

 

بن علوي بحث استئناف محادثات السلام مع أشكنازي والرجوب

مسقط، عواصم – وكالات»/17 آب/2020

 أعلنت وزارة الخارجية العُمانية، أن الوزير يوسف بن علوي بحث هاتفيا أمس، مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي، التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، كما تلقى اتصالا آخر من أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفلسطينية جبريل الرجوب. وأكد بن علوي في حديثه مع أشكنازي على “موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، وضرورة استئناف مفاوضات السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتوافق مع الموقف العربي”. كما أكد في حديثه مع الرجوب على “عمق العلاقات العمانية الفلسطينية، وجهود السلطنة الداعمة لفرص تحقيق السلام الشامل والعادل”، بينما أعرب الرجوب عن “تقديره واطمئنانه لدور السلطنة، وسياستها المتوازنة والحكيمة”.

 

إشتية: الأرض محور الصراع ونرفض التطبيع والصلاة في المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية

رام الله، عواصم – وكالات»/17 آب/2020

 رفض رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتماد مبدأ السلام مقابل السلام، قائلا في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مدينة رام الله، إن “محور الصراع هو الأرض، وأي سلام يجب أن يقوم على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967”.

وأضاف أن حديث نتانياهو عن سلام مقابل سلام “هو وهم من الخيال، ومبدأ السلام من منطق القوة مبدأ لا يصنع السلام الذي يجب أن يكون على منطق العدل والحق والشرعية الدولية”. وأكد أنه “مهما أبعدت إسرائيل وتبنت التعامي عن الواقع، فإن معركتها معنا نحن الفلسطينيون أصحاب الأرض وسنبقي أوفياء للأرض”، مجددا إدانة اتفاق الامارات على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل برعاية أميركية، معتبرا أن خطوة أبوظبي تمثل “خروجا فاضحا عن الإجماع العربي”. وقال إن “تطبيع العلاقات والصلاة في الأقصى تحت السيادة الاسرائيلية مرفوض، وموضوع الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية وتجميده جاء بصلابة الموقف الفلسطيني، وليس لسبب آخر”، مضيفا أنه “إذا كان عند العرب موقف آخر تجاه مبادرة السلام، فإنه يجب بحثه في إطار الجامعة العربية”. وتابع: “ان الحديث عن فلسطين وما تقبل به أو ترفضه، هو شأن فلسطيني يمثل شرعيته الرئيس محمود عباس، وأن تعزيز ترسانة الأسلحة الإماراتية من المزود الاميركي، لن يكون على حساب القدس وفلسطين”، معلنا عن “اجتماع مهم ستعقده القيادة الفلسطينية غدا”.

 

كاتس: خطة الضم مجمدة قبل مبادرة السلام مع الإمارات

تل أبيب، عواصم – وكالات»/17 آب/2020

 أكد وزير المالية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن مبادرة السلام مع الإمارات لم تكن هي السبب في تجميد خطة ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لإسرائيل، وأعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن يتم تطبيقها بأسرع وقت ممكن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن كاتس القول، إن خطة “فرض السيادة قد تم تجميدها قبل مبادرة السلام مع الإمارات وليس بسببها”، مضيفا أن “الإمارات دولة تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة، أكثر من مصر أو الأردن، والعلاقات معها ومع الدول الأخرى في الخليج ستخلق محورا دراماتيكيا بالنسبة لإسرائيل”. ونقلت الهيئة أيضا عن وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية أوفير أكونيس، القول إنه “رغم التوصل إلى اتفاقية السلام مع الإمارات فإن خطة فرض السيادة ليست ملغاة، ولن تقام دولة فلسطينية أبدا”.

 

العراق يرفض أن يكون ساعي بريد يحمل رسائل إيران إلى ترامب

ميليشيات طهران واصلت استهداف المنطقة الخضراء… وضبط قاعدة صواريخ في بغداد

بغداد، عواصم – وكالات»/17 آب/2020

 أثارت الزيارة السرية التي قام بها قائد “فيلق القدس” الإيراني إسماعيل قا آني إلى بغداد، ولقاءه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن في العشرين من أغسطس الجاري غضبا عراقيا واسعا، حيث أكد عدد من نواب البرلمان وقادة الكتل السياسية الإملاءات الإيرانية، وان تكون بغداد ساعي بريد بين طهران والقيادة الأميركية. ورأى عضو مجلس النواب ظافر العاني، أن العراق “ليس مضطراً” لحمل “رسائل” قائد “فيلق القدس”، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهماً طهران بتحويل بغداد إلى “ساعي بريد”. وقال إن “الزيارة لرئيس وزراء العراق، ومصالح بلدنا أولى من مصلحة أية دولة أخرى”، محذرا من أن “هدف إيران تقزيم العراق في نظر المجتمع الدولي، عندما تحوله إلى مجرد ساعي بريد لرسائل فيلق القدس الإيراني”. وكان السياسي عزت الشابندر كشف ليل أول من أمس، عن لقاء عقد بين قآني، والكاظمي، مشيراً إلى أن الأخير استمع إلى “رسائل ناعمة” من قآني قبل زيارته إلى الولايات المتحدة المقررة الخميس المقبل. في غضون ذلك، استهدفت الميليشيات العراقية، الموالية لإيران، ليل أول من أمس، المنطقة الخضراء في بغداد، بقصف صاروخي. وأفاد مصدر أمني، بأن صاروخي “كاتيوشا” سقطا ضمن المنطقة الخضراء، مشيراً إلى أنه تم تحديد مكان إطلاق الصاروخين من خلف كراج النهضة، فيما أعلنت القوات الأمنية العثور على قاعدة صواريخ، وتفكيك صاروخين اثنين كانا معدان للانطلاق في المكان ذاته. على صعيد آخر، أعلن التحالف الدولي، في بيان، أول من أمس، تسليم موقع تخزين الذخيرة في معسكر التاجي شمال بغداد للقوات العراقية. وذكر، أن “قوات المهام المشتركة، عملية العزم الصلب، أقامت مراسم مع قوات الأمن العراقية لتسليم أكبر موقع تخزين للذخيرة لقوات التحالف في قاعدة التاجي”، مشيراً إلى “تسليم نحو 50 مخزناً لتخزين الذخيرة إلى السيطرة العراقية الكاملة”. وأضاف، إنه “سيواصل الحفاظ على نطاق حضور صغير في معسكر التاجي لتنسيق العمليات اللوجستية والأمنية مع القوات العراقية”. وفي البصرة، وبعد مقتل الناشط تحسين الخفاجي، توجه عشرات المتظاهرين، أول من أمس، إلى قيادة شرطة البصرة للمطالبة بمحاكمة المحافظ وقائد الشرطة. وتبادل المتظاهرون أمام منزل المحافظ، مع شرطة البصرة الاتهامات بشأن المتسبب في أعمال عنف شهدتها المدينة أخيراً، فيما دعت اللجنو المنظمة للاحتجاجات إلى محاكمة دولية لقتلة المتظاهرين. وفي صلاح الدين، ألقت الاستخبارات، أمس، القبض على ثلاثة إرهابيين مسؤولين عن الدعم اللوجستي لتنظيم “داعش”. وذكرت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، في بيان، أنه تم اعتقال الإرهابيين الثلاثة في ناحية العلم بمحافظة صلاح الدين بعد ورود معلومات استخباراتية عن أماكن تواجدهم. وأوضحت، أن الإرهابيين مطلوبون لتورطهم في قضايا تتعلق بالإرهاب، مضيفة إنه خلال التحقيقات الأولية اعترفوا بانتمائهم لـ “داعش” ومشاركتهم في عدة عمليات إرهابية ضد القوات الأمنية والمواطنين.

 

280 اعتداء تركياً وتسعة انتهاكات إيرانية على إقليم كردستان

بغداد – وكالات»/17 آب/2020

 نفذت تركيا طيلة الأشهر السبعة الماضية وحتى الآن، نحو 280 اعتداء بواسطة طائرات ومدافع وأسلحة ثقيلة، طالت قرى عراقية حدودية، ومناطق في عمق الأراضي العراقية، بزعم ملاحقة عناصر “حزب العمال الكردستاني”، فيما نفذت إيران تسعة اعتداءات على المنطقة نفسها.

وكشف الأمين العام لوزارة البشمركة في إقليم كردستان الفريق جبار ياور، أمس، إن “حصيلة عدد مرات القصف التركي للمناطق الحدودية العراقية والتابعة للإقليم، بلغت 170 قصفاً بواسطة الطائرات”. وأضاف، إن “الحصيلة تشمل عدد مرات القصف منذ الأول من يناير، وحتى 31 يوليو الماضي”، مشيراً إلى أن “عدد مرات القصف التركي بالمدفعية ارتفع إلى 117 مرة”. وأشار، إلى أن “عدد مرات القصف الذي نفذته القوات التركية بواسطة الأسلحة الرشاشة الثقيلة للفترة المذكورة ضمن الحصيلة، بلغت خمس مرات”. وفي السياق، أوضح أن “إيران من جهتها نفذت خمس ضربات، واحدة بالطائرات، وأربعة بالأسلحة الرشاشة، استهدفت المناطق الحدودية العراقية، بالتزامن مع القصف التركي المستمر”.

 

مواجهة أميركية ـ إيرانية على حلبة «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية

ترمب أعلن التحرك لإعادة العقوبات الأممية على طهران... ولافروف يناقش مع بومبيو عقد قمة لـ«5+1»

لندن: «الشرق الأوسط»/17 آب/2020

وسط مساعي دبلوماسية روسية، تنذر الأيام المقبلة بمبارزة خاصة بين الإدارة الأميركية وإيران، وباقي أطراف الاتفاق النووي، حول أحقية الولايات المتحدة في اللجوء إلى آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية تلقائياً، وفق نص الاتفاق النووي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن تفعيل الآلية سيكون الرد على رفض مجلس الأمن الدولي تمديد حظر السلاح الإيراني، وهو ما واجه رفضاً متزامناً من طهران والاتحاد الأوروبي. وخسرت الولايات المتحدة، الجمعة، جولة مشروع تمديد حظر السلاح الإيراني المقرر نهايته في أكتوبر (تشرين الأول)، عقب امتناع 11 عضواً في مجلس الأمن عن التصويت، من بينهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا. واعترضت روسيا والصين خلال تصويت على المشروع، ولم يصوت لصالح مشروع القرار سوى الولايات المتحدة وجمهورية الدومينكان. وفي أول تعليق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يعتزم التحرك خلال الأيام المقبلة لإعادة فرض العقوبات على إيران بالأمم المتحدة، عبر آلية «سناب باك» التي يمكن لأي دولة طرف في الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 أن تلجأ إليها لإعادة فرض العقوبات على إيران. وكشفت النتيجة في مجلس الأمن، مرة أخرى، عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين منذ انسحب ترمب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018.

وقال ترمب، خلال مؤتمره الصحافي: «نعرف نتيجة التصويت، لكننا سنلجأ إلى «سناب باك»؛ سترون الأسبوع المقبل». غير أن إمكانية تفعيل الولايات المتحدة لهذه الآلية تثير جدلاً كون واشنطن قد انسحبت من الاتفاق بقرار من ترمب نفسه. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة ستواجه معركة شرسة في أي خطوة من هذا القبيل، حسب «رويترز». وفي الوقت عينه، أعلن ترمب أنه لن يشارك «على الأرجح» في قمة طارئة دعا إلى عقدها نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمجموعة «5+1» وإيران، للبحث في سبل تخفيف التوتر الناجم عن قضية حظر السلاح الإيراني. وقال الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحافي في منتجع الغولف الذي يملكه في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي: «على الأرجح، كلا. أعتقد أننا سننتظر إلى ما بعد الانتخابات» الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. والجمعة، دعا سيد الكرملين إلى عقد قمة طارئة، عبر الفيديو، تضم قادة مجموعة «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وإيران لحل الخلافات السائدة في مجلس الأمن الدولي بشأن الملف النووي الإيراني وسبل احتواء التوتر في الخليج.

تمسك روسي بعقد اجتماع

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، قد تحدثا عبر الهاتف أمس عن اقتراح روسيا عقد قمة عبر الإنترنت بالأمم المتحدة، تتناول الشأن الإيراني. وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية أن «الوزيرين تبادلا الآراء بشأن اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع... حول القضية الإيرانية، وإيجاد سبل لضمان أمن موثوق في منطقة الخليج، مع مراعاة مصالح الجميع». وأكد لافروف في المحادثة مع بومبيو «دعم روسيا الكامل للقرار (2231) الذي تبنى الاتفاق النووي»، مشدداً على أن هذا القرار «يعد إنجازاً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً يهدف إلى تعزيز نظام الحد من التسلح والأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط». وقبل ذلك بساعات، قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن اقتراح موسكو عقد قمة لمجلس الأمن الدولي، بمشاركة إيران وألمانيا، لا يزال مطروحاً على الطاولة حتى بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلاً عن ريابكوف، بأن موسكو تدعو الولايات المتحدة إلى «إعادة تقييم فوائد عقد الاجتماع»، وقال: «ما زلنا نعتقد أن هذا الموضوع مهم للغاية، بحيث لا يمكن عدم وضعه في الحسبان، وعدم استخدام إمكانات المبادرة الروسية الموضوعية المفهومة تماماً بكل معنى الكلمة، وذلك من أجل منع مزيد من تصعيد التوتر في منطقة الخليج. وما زلنا نحاول المضي قدماً في عمل حلول جماعية لهذه المنطقة». ومن جانبه، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى «تجنب تصعيد المواجهة» بسبب ملف حظر الأسلحة على إيران. كما دعا نيبينزيا إلى الاطلاع على مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لعقد قمة سباعية للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وإيران حول برنامج طهران النووي.

طهران تتوقع «هزيمة» جديدة

في طهران، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن واشنطن «تدرك أنها لا يمكنها استخدام آلية (سناب باك)». وقال ظريف، في تصريح نقله التلفزيون الإيراني، إن خطوة «سناب باك» الأميركية «غير قانونية إلى درجة لا يمكن القبول بها، وهم يدركون أنه لا يمكنهم استخدام (سناب باك)»، وأضاف: «لا تتصوروا أنهم لو تحدثوا بصوتٍ عالٍ، وكرروا ما يقولونه، أنهم على حق». وقال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، في تغريدة عبر «تويتر»، إن «أميركا تواصل أخطاءها السابقة في سعيها وراء آلية الزناد»، وأضاف: «ستهزم بأدلة سياسية وقانونية أقوى، بالطريقة نفسها التي رفضت القرار الأخير»، قبل أن يوصي الرئيس الأميركي بتغيير سياسات السابقة وإلا واجه «هزائم متتالية». وفي وقت سابق، قال محمد صدر، مستشار وزير الخارجية، في افتتاحية صحيفة «إيران» الحكومية، إن «ما حدث في اجتماع مجلس الأمن يعد هزيمة ثقيلة للولايات المتحدة، ودونالد ترمب، ونصراً للدبلوماسية الإيرانية». وأشار إلى أن «الأوروبيين يعدون الاتفاق النووي مبادرتهم، رغم أن وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) لعب دوراً بارزاً في المفاوضات النهائية، لكن أساس الحوار كان بمبادرة من الأوروبيين، خاصة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي (فدريكا موغريني)». وبذلك، عبر صدر عن اعتقاده أن الدول الأوروبية «ستسارع» من العمل بتعهداتها في الاتفاق النووي، إذا «هزم» ترمب في الانتخابات. وقال إن «هزيمة ترمب وبومبيو في مجلس الأمن... مقدمة لهزيمة أثقل في خطتها المقبلة لاستخدام آلية (سناب باك) لإعادة جميع العقوبات على إيران». ودفعت وسائل إعلام مؤيدة لإدارة الرئيس حسن روحاني، أمس، باتجاه تعزيز دفاعها عن الاتفاق النووي، في وقت تتعرض فيه لضغوط متزايدة بسبب إدائها الاقتصادي. وفي المقابل، أعربت صحف التيار المحافظ، وعلى رأسها صحيفة «جوان»، المنبر الإعلامي لـ«الحرس الثوري»، عن ارتياحها لعدم تمديد حظر الأسلحة، دون أن تشير إلى الاتفاق النووي. وقبل أن تعرف نتائج المسعى الأميركي الجديد، عنونت صحيفة «جوان» فوق صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب: «دومينو هزيمة آلية الزناد مع الدومينيكان».

أوروبا تعارض «سناب باك»

وفي بروكسل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أنه لا يحق للولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات على إيران، عبر «سناب باك» أو ما يسمى «آلية الزناد». وقالت متحدثة باسم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، إنه «نظراً لانسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة، في مايو (أيار) 2018، وعدم مشاركتها في أي هياكل أو أنشطة للخطة بعد ذلك، لا يمكن عد الولايات المتحدة مشاركاً في خطة العمل الشاملة المشتركة». ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى المتحدثة قولها إنه «لذلك، نحن نعد أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها باللجوء إلى الآليات المخصصة للمشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة (مثل ما يسمى آلية الزناد)». ورغم الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، فإن واشنطن وافقت عدة مرات على منح إعفاءات أساسية في البرنامج النووي الإيراني لشركات أوروبية وروسية وصينية، تتعلق بإعادة تصميم منشآت نووية إيرانية، لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن، في نهاية مايو (أيار) الماضي، انتهاء تلك الإعفاءات في نهاية يوليو (تموز)، على أن تنتهي نهاية الشهر الحالي مهلة من 3 أشهر منحتها استثناء لروسيا لمواصلة العمل في منشأة بوشهر.

 

استئناف مفاوضات «سد النهضة» على وقع تقارب مصري ـ سوداني

القاهرة: محمد عبده حسنين - الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/17 آب/2020

بعد فترة تعليق دامت أسبوعاً بسبب الخلافات، استؤنفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، أمس، حول تنظيم عملية ملء وتشغيل «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على نهر «النيل الأزرق»، ويثير مخاوف في القاهرة والخرطوم بشأن تأثيره على إمداداتهما من المياه. وعقد الاجتماع الذي استمر حتى وقت متأخر بمشاركة وزراء الخارجية والموارد المائية للدول الثلاث، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، وبحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي الذي يرعى المفاوضات. ويأتي استئناف المفاوضات في ظل تقارب في المواقف بين القاهرة والخرطوم، خاصة تجاه ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الموارد المائية والري د. محمد عبد العاطي، عقدت فعاليات اجتماع وزراء الخارجية والري لمصر وإثيوبيا والسودان لاستئناف المفاوضات حول ملء وتشغيل سد النهضة». وأعلن السودان استكمال المفاوضات يوم الثلاثاء المقبل، وطالب في خطابه، أمس، بحسب «العربية»، بضرورة العودة للأجندة التي حددها خطاب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بتاريخ 4 أغسطس (آب) الحالي، وتقرير الخبراء المقدم للقمة الأفريقية المصغرة، بتاريخ 24 يوليو (تموز) الماضي. وجرى تعليق اجتماعات اللجان الفنية والقانونية لمفاوضات سد النهضة الأسبوع الماضي، بطلب من القاهرة والخرطوم، بعد اختلافهما مع إثيوبيا على مسودة الخطوط الإرشادية وقواعد ملء سد النهضة. وتعقد المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، وحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي، بهدف الوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. وتسبب رفض مصري - سوادني لطرح إثيوبي بـ«اتفاق جزئي» لحل نزاع «سد النهضة» في تعليق المفاوضات قبل نحو أسبوع. وبحسب مسؤولي الدولتين، فإن المُقترح الإثيوبي يشكل تراجعاً عما اتفق عليه في قمة هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، ولا يتضمن اتفاقاً نهائياً شاملاً على القضايا محل الخلاف، ويقصره على المرحلة الأولى لملء السد، دون قواعد تشغيله، أو أي عناصر تعكس إلزاميته. وتخشى القاهرة تضرر حصتها السنوية من مياه النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب، التي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة، بينما ترغب إثيوبيا في أن يتضمن أي اتفاق نهائي تقاسم مياه نهر النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، التي تقول إثيوبيا إن مصر تحصل على نصيب الأسد فيه. وكانت القاهرة والخرطوم أكدتا ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد. وشدد بيان مشترك بعد اجتماع لرئيسي وزراء البلدين بالعاصمة السودانية أول من أمس على الالتزام بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة. وقال الجانبان، في بيان تلاه فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السوداني: «إن المفاوضات هي السبيل الأمثل لحل قضية سد النهضة، و(البلدان) يتطلعان لنجاح المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي». ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتفاق. وتمسك السودان في الاجتماع الذي عقد أمس، بمشاركة وزراء الخارجية والمياه للدول الثلاث، بضرورة العودة للأجندة التي حددها خطاب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في مطلع أغسطس (آب) الحالي، وتقرير الخبراء المقدم للقمة الأفريقية المصغرة التي عقدت في يوليو (تموز) الماضي. وشكل ملف سد النهضة حضوراً قوياً خلال المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، خلال زيارة الأول للخرطوم أول من أمس. وأكد الجانبان ضرورة التفاوض للتوصل لاتفاق مُلزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث. كما اتفقا على أهمية وجود اتفاق على آلية فاعلة ملزمة لتسوية النزاعات، وآلية للتنسيق بين الدول الثلاث، بما يضمن سلامة تشغيل جميع المنشآت والمشاريع المائية التي تتأثر بالسد. وأشار بيان وزارة الري السودانية إلى أن الاجتماع يأتي في إطار جهود الاتحاد الأفريقي لاستئناف المفاوضات الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية. وجدد السودان التزامه بالعودة للمفاوضات بروح التضامن الأفريقي، وعلى أساس الأجندة التي تم الاتفاق عليها سابقاً، بالإضافة إلى مبادئ القانون الدولي الخاصة بالاستخدام المتساوي للموارد المائية، من دون التسبب في أضرار للأطراف الأخرى. وشدد الوفد السوداني في الاجتماع على أن التوصل لاتفاق شامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية يمثل دليلاً إضافياً على تعزيز التعاون الإقليمي، وتأكيداً لمبدأ البحث عن «حلول للمشكلات الأفريقية». وأشار إلى تجاوب الاجتماع مع موقف السودان الذي دعا فيه لتأجيل المفاوضات الثلاثية لمدة أسبوع لمزيد من المشاورات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطة الوحيدة لإنقاذ لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/18 آب/2020

أمران لا يبدو لي أنهما مفهومان في لبنان.

1 - أن لبنان أكبر من أن يترك لمصيره، وأخطر من أن يتحول دولة فاشلة. وعليه، أن ثمة قوى دولية ستسارع للتدخل الإنقاذي. من هنا فائض الأوهام التي رُكبت على الزيارات الدولية إلى لبنان، الرئاسية الفرنسية، والأميركية، والعربية، في أعقاب انفجار المرفأ، الذي ما زلنا لا نعرف له رواية أكيدة تفيد الناس بأسباب ما انهال عليهم من موت ودمار.

2 - أن النظام السياسي وآلياته الدستورية لا تزال تتيح إمكانية الإصلاح والتغيير من الداخل، في السياسة والاقتصاد. ومن هنا اللغو السياسي التلفزيوني اللبناني عن انتخابات مبكرة ومواصفات حكومية وأسماء لرئاسة الحكومة، ومحاصصات، وكل ما يصلح من خطاب سياسي لزمن ما قبل الانفجار.

بيد أن الحقائق في مكان آخر.

أولاً: لبنان ليس أكبر من أن يسقط. لنتخيل للحظة أن هذا البلد الصغير حث الخطى باتجاه المزيد من الانهيار، في ضوء تفاقم أزمته الاقتصادية المالية النقدية، وانفلات وباء «كورونا»، والتداعيات المرعبة لانفجار المرفأ؟ ما هي القيمة الاستراتيجية لحصول ذلك، وما هو الأثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة؟ يكاد يكون لا شيء. وبوسع كل جيران لبنان أن يكملوا حياتهم كأن شيئاً لم يكن. وبالتالي من ولماذا سيسارع لمنع سقوط لبنان أكثر؟

من سوء حظ لبنان أن تتفاقم كل مكونات أزمته، وعسى ألا تزيد، بالتزامن مع الاتفاق الإسرائيلي - الإماراتي، الكبير جداً، ولكن الأقل من تاريخي؛ لأنه يفتتح سياقاً جديداً تقوده دولة الإمارات، ولا يشكل خلاصة نهائية بحد ذاته. من سوء حظ لبنان أن يتزامن اهتراء لبنان مع هذا الاتفاق، بأهميته الاستراتيجية وتأثيراته العميقة على التوازنات العسكرية والاصطفافات السياسية، وما يؤشر إليه في المستقبل القريب على مستوى التعاون السياسي والاقتصادي والتقني والعلمي بين إسرائيل ودولة عربية (والأكيد دول عربية).

اختراق بهذا الحجم حصل عبر مكالمة هاتفية ثلاثية، توجب ولا بد أسابيع وأشهراً من التفاوض والتشاور والتأطير، في مقابل جبال من الجهود السياسية والدبلوماسية، وربما المالية التي يتطلبها تشكل حكومة في لبنان أو الاتفاق على بيان وزاري!

من لديه الوقت والطاقة؟ لبنان دولة بكلفة صيانة مرتفعة جداً في مقابل عائد استثماري سياسي شبه معدوم القيمة.

وعليه، إن اختار اللبنانيون، الذين يعيشون في كنف «نظام حزب الله»، أن يذهبوا باتجاه المزيد من الأوهام، وما كان أكثرها في خطاب «أمونيوم» عام «حزب الله» الأخير، فليكن.

ثانياً: لنفترض أن ثمة من يريد أن يستثمر الوقت والجهد بدافع العاطفة على لبنان، لا بدافع المصلحة السياسية شبه المنتفية؛ هل من إمكانية للتغيير من الداخل عبر حكومة ما أو انتخابات ما؟ الجواب الأكيد: لا. لا توجد إمكانات واقعية للتغيير السياسي والاقتصادي بالاستناد إلى لعبة مؤسسات النظام السياسي وآلياته. أي انتخابات مقبلة ستحدث تعديلاً ولو غير بسيط في التمثيل المسيحي لصالح القوات اللبنانية، وربما الكتائب بدرجة أقل على حساب القوة التمثيلية لتيار رئيس الجمهورية. وسيحافظ «حزب الله»، في ظل السلاح ووهجه ودوره وسطوته وقدرته على تلبية المصالح، على صفته التمثيلية الحالية، وربما بطغيان أكثر على حركة «أمل» وحصتها. سيزداد السنّة تشرذماً في ضوء الضمور المتنامي لزعامة سعد الحريري ما يفسح المجال لدخول سنّة جدد إلى الندوة البرلمانية، إما من الجناح السنّي الحليف لـ«حزب الله» وإما من المجتمع المدني أو مستقلون وآخرون!

المحصلة العامة إعادة إنتاج المشهد السياسي الحالي وتجديد شرعية قواه السياسية، بتعديلات طفيفة لا تغير في واقع الأمر شيئاً. وحتى لو انتقلت الأكثرية النيابية من يد «حزب الله» إلى آخرين، فليس من إمكانية لتفعيلها لإنتاج قرارات استراتيجية، كما لم تكن هذه الإمكانية متاحة عامي 2005 ولا عام 2009 حين فازت «قوى 14 آذار» بالأغلبية (يكاد يكون القرار بالمحكمة هو القرار الوحيد!).

إن كان ترك لبنان لاهترائه وتعفنه ليس مكلفاً، والتغيير عبر نظامه السياسي ليس ممكناً، ماذا يبقى للبنانيين والعالم؟

لا بد هنا من تسجيل مستوى النجومية المرتفع التي لا تزال تحظى بها الضحية اللبنانية، والمستمدة من نجومية البلد التي تأسست عبر سنوات كان فيها لبنان إما قصة نجاح باهرة وإما ملعباً ساحراً وثرياً لحروب الآخرين.

للسوريين مثلاً أن يغيظهم مستوى الاستنفار السياسي المباشر الذي قوبل به انفجار مرفأ بيروت، في الوقت الذي بقي العالم يتفرج على مدنهم تهد فوق رؤوسهم، كأنها قدر محتوم.

الاستثمار في هذه النجومية لا يزال يتيح فرصة للخروج من النفق.

لكنها فرصة محكومة بولادة قيادة لبنانية جديدة قادرة على التجسير بين مصالح اللبنانيين وشروط المجتمع الدولي لبلورة استراتيجية إنقاذ عبر تشكيل حكومة أممية «عميلة» بالكامل، وبصلاحيات تشريعية واسعة تهمش التركيبة الحالية (رئيساً للجمهورية ورئيساً للمجلس ومجلساً) في ظل العجز عن تغييرها.

ولأن مثل هذا الخيار غير ممكن وسيُجابه إما بالرفض وإما بالميوعة من قبل كل قوى «نظام حزب الله»، أي خصومه وحلفائه، يصبح لا بد من تفعيل حرب العقوبات القاسية عبر قانون «ماغنتسكي» أو «قانون قيصر» أو غيرهما من القوانين السيادية والأممية، باتجاهين:

1 - الضغط على القوى السياسية لاتخاذ القرارات المناسبة بالقوة.

2 - تجريم كامل لمنظومة «حزب الله» الأمنية والعسكرية والسياسية، وتجريم التعامل معه من قبل أي طرف سياسي لبناني، وبارتدادات فورية.

أي خطة لا تأخذ في عين الاعتبار أن لبنان محتل سياسياً من قبل ميليشيا «حزب الله» التي تشكل وتدير «نظام حزب الله»، المكون من خصوم الميليشيا وحلفائها في آن، هي خطة محكومة بالفشل مسبقاً، وبالأوهام حول لبنان واللبنانيين.

مشاكل لبنان، ككل المشاكل لن تحل نفسها بنفسها.

في غياب مثل هذا القرار، فإن لبنان محكوم بساعة انتظارية بطيئة، وبالتالي بالمزيد من أيامه السوداء الراهنة والتي أسأل الله ألا تزداد سواداً.

 

المرفأ فجّر نفسه

مهند الحاج علي/السياسة/17 آب/2020

كعادتها، تنصلت أغلب القوى السياسية من جريمة المرفأ عبر مزيج من براءات ذمة على شكل تحذيرات سابقة، والحديث عن "مؤامرات" خارجية مفترضة. الكل حذر من وجود المواد الخطرة، والبحث جار عن مُقصر في صفوف الموظفين الصغار أو عناصر مؤامرة فضائية جديدة.

رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل رسم خطاً فاصلاً بين نوعين من المسؤولين في قضية المرفأ، قائلاً إن "الكل تحت التحقيق والقانون. لكن هناك فرقاً بين من اكتشف ونبّه وراسل، وبين العارف الذي سكت وأهمل". عملياً، هناك براءة ذمة بإمكان أي مسؤول لبناني تقديمها من خلال إثبات على تحذير (علينا مراقبة التحذيرات من الآن فصاعداً بصفتها صكاً للبراءة مما سيأتي). يُحاول باسيل من خلال هذا التصريح حماية المسؤولين المحسوبين عليه، وعلى رأسهم رئيس جهاز الجمارك بدري الضاهر الذي سارع بعيد الانفجار الى تسريب رسالة تحذير كتبها عن المواد المخزنة في العنبر 12.

وهذا نمط في التنصل من المسؤولية العامة يُشبه التحذيرات السابقة من انهيار الوضع المالي في لبنان. الكل تسابق الى التحذير من انهيار سيقع قريباً في حال سقطت البلاد. في الثاني من أيلول (سبتمبر) العام الماضي، أي قبل أسابيع من انتفاضة 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أبلغ وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل إجتماعاً اقتصادياً-مالياً في قصر بعبدا "بأننا في قلب الإنهيار". هو حذر، إذن هو بريء. لم يكن باسيل وحده ضمن المحذرين، الكل انضم اليه من رئاسة مجلس النواب الى الحكومة. سبقه وزير المال علي حسن خليل بالدعوة الى "تصحيح مالي طوعي" تجنباً لـ"الأسوأ". رئيس الوزراء حينها سعد الحريري حذر حينها من عدم وجود "الوقت للترف في السياسة لأن اقتصادنا قد يتعرض إلى انهيار إذا لم نقم بالعملية الجراحية (الاقتصادية) هذه بشكل سريع وبالإجماع".

هذه التحذيرات لها دورها، وهي من "عدة النصب" لدى الطبقة السياسية اللبنانية في التنصل من المسؤولية. يُضاف إليها طبعاً التنكر عبر إدعاء المسؤول اللبناني بأنه ليس من السلطة، بل من خارجها وجاء اليها ضيفاً أو وافداً. "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" رغم مضي سنوات طويلة على دخولهم الحكومة ونظام المحاصصة، ما زالوا جميعاً "ضيوفاً" في السلطة. ومن "عدة النصب" أيضاً، الحديث عن مؤامرة خارجية. على سبيل المثال، لوم الحصار الأميركي والمؤامرة الصهيو-أميركية العابرة لكل الأزمنة والأمكنة، في الانهيار المالي، وتخليص القيادات اللبنانية من أي مسؤولية.

في الانفجار نفسه، من المشروع طرح أسئلة من قبيل كيف لم يعرف "حزب الله بوجود هذه المواد المتفجرة. "حزب الله" الذي كشف "ثغرة" في أمن الاحتلال الإسرائيلي عبر مخزن الأمونيوم في مرفأ حيفا، يدعي عدم معرفته بوجود كميات ضخمة منها في مرفأ بيروت على مدى 7 سنوات متتالية. وصفها حينها التنظيم بأنها "بمثابة قنبلة نووية يمتلكها لبنان"، في إشارة الى إمكانية تفجيرها ببضعة صواريخ. لو افترضنا صحة كلام التنظيم عن عدم معرفته بهذه الكميات، أليس ذلك تقصيراً في المهمة المعلنة له، وهي حماية لبنان من المخاطر الخارجية من إسرائيل إلى "داعش" و"النصرة"؟ ألا يتطلب ذلك مراجعة لهذه المهمة وأصحابها؟ من منظور الرابع من آب (أغسطس) الجاري، يبدو الداخل وإدارته السيئة (باسم المقاومة) أكثر خطراً من المخاطر الخارجية المفترضة. وإن كان رؤساء الحكومة الثلاثة الذين تناوبوا على السلطة منذ وصول السفينة المحملة بهذه المواد الخطرة، يتحملون مسؤوليتها، لماذا لا تزال أسماؤهم مطروحة لهذا الموقع الأساسي في البلاد؟ رئيسا الحكومة والجمهورية الحاليان كانا على علم بالمتفجرات، تماماً مثل كل من سبقهم، لكنهما غير مسؤولين عنها. السلطة مسؤولة. وهما ليسا منها، بل ضيوفاً فيها وفي قصورها الواسعة. حتى مدير عام الجمارك لن يكون مسؤولاً، بل سيخرج دون أي محاسبة. هو حذر، وحصل على صك البراءة. وقريباً لن نجد سوى بضعة مسؤولين صغار في السجن ولفترة قصيرة. ليس هناك أي مسؤول عن هذا التفجير اليتيم. بل قد يخرج علينا قريباً من يحاول اقناعنا بأن المرفأ فجّر نفسه.

 

العدالة لبيروت ولبنان: إسقاط السلطة المتواطئة وعزل حزب السلاح!

رضوان السيد/اساس ميديا/الثلاثاء 18 آب 2020

في 4 آب جرى أمران هائلان وفظيعان: تدمير المرفأ وثلث مدينة بيروت بشراً وحجراً، وتهجير المسيحيين من المدينة!

أما المسيحيون الأرثوذكس، فهم موجودون بالمدينة من أزمنةٍ سحيقة. وأما الطوائف المسيحية الأُخرى، فجاءت إلى بيروت تباعاً على مدى أكثر من قرنين. وخلال تلك المدة، تجذّر العيش الإسلامي – المسيحي في بيروت، وقامت المدينة الحديثة التي أنشأ ناسها وروّادها الدولة الحديثة، ومدارسها، وجامعاتها، ومصارفها، ومستشفياتها، ومرفأها، ومطارها، ومجتمعها، وثقافتها الحرة والمزدهرة.

يخبرنا المؤرخّون أنه في القرن العاشر الميلادي شاع على ألسنة أهل غرناطة الأندلسية التي قام فيها عيشٌ إسلاميٌّ – مسيحيٌّ زاهر، قولٌ سائر: هواء المدينة يجعل المرءَ حرّاً! وما عرف العرب (وأكاد أقول: ولا العالم) في القرن العشرين حاضرةً للعيش المشترك والإنساني والمتقدم مثل بيروت وازدهارها وحريّاتها. قال لي الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي وقد زرتُه في منفاه بمدريد في ثمانينات القرن العشرين ومضينا معاً إلى غرناطة حيث ردّدتُ على مسامعه مقولة الغرناطيين القدامى: "دع عنك التاريخ يا رجل، واذكر بيروت. فلا هواء للحرية في عالم اليوم إلاّ في بيروت، ولذلك غزاها الصهاينة!".

إنّ التدمير الثالث لمدينة بيروت (1982، 2008، 2020) روحاً وعمراناً، وروحاً قبل العمران، ارتكبته السلطة التابعة والمتواطئة، وحزب السلاح. ولدينا الآن وفي شهر آب بالذات مناسبتان أو استحقاقان لبيروت ولبنان: مواجهة الدمار الذي نزل بمرفأ بيروت وإنسانها وعيشها الواحد في 4 آب ونهوض العالم لنجدتها وإغاثتها، وموعد صدور الحكم من المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري اليوم 18 آب.

التدمير الثالث لمدينة بيروت (1982، 2008، 2020) روحاً وعمراناً، وروحاً قبل العمران، ارتكبته السلطة التابعة والمتواطئة، وحزب السلاح

في قضية الاغتيال الشائن، حزب السلاح معنيٌّ بشكلٍ مباشر. فكلّ الذين يصدر الحكم بحقّهم هم من فريق حزب السلاح. وفي قضية اغتيال بيروت للمرة الثالثة، فإنّ الجريمة مزدوجة وتقع مسؤولياتُها على السلطة التابعة لحزب السلاح والمتواطئة معه على تخريب البلاد والنظام والعيش المشترك لبيروت ولبنان – وعلى الحزب قبلها ومعها الكاره لبيروت وأهلها -  وعيشها المشترك، والمستولي على مرفئها، ومطارها، ومرافقها، وحدودها البحرية والبرية والجوية!

اللبنانيون، وبسبب كثرة المصائب التي انصبّت على رؤوسهم، يردّدون دائماً أنّ العرب والعالم تركوهم! وكيف يصحُّ هذا وها هو العالَم بدوله الكبرى يحضر لنجدة بيروت ولبنان للمرة الرابعة أو الخامسة خلال عقودٍ قليلة. نعم، تحضر اليوم في بحر بيروت ومطارها، بوارج وسفن وطائرات خمس دولٍ كبرى أربعٌ منها أعضاء في مجلس الأمن الدولي: الألمان موجودون أصلاً ويتزايد حضورهم للإغاثة. وأتى الفرنسيون، والروس، والبريطانيون، والأميركيون. وهؤلاء أنفسهم هم الذين كانوا وراء صدور القرارات الدولية بمجلس الأمن لحماية لبنان (1559، 1595، 1680، 1701)؛ باعتبار أنّ ما وقع، وكان يقع في هذا البلد وعلى هذا البلد "يهدّد الأمن والسلم الدوليين"!

حزب السلاح غاضبٌ، وقد قال زعيمه المعصوم لمسلَّحيه: احتفظوا بغضبكم، فسنحتاج إليه! من الذي ينبغي أن يغضب؟ المقتولون أم القتلة؟ والمجرمون أو الضحايا الأبرياء؟ والذين خربت بيوتهم أم الذين تسبّبوا في خرابها؟!

حزب السلاح غاضبٌ، وقد قال زعيمه المعصوم لمسلَّحيه: احتفظوا بغضبكم، فسنحتاج إليه

هم غاضبون لأنّ الصوت ارتفع ضدَّ جرائمهم، ولأنّ أساطيل العالم الكبير جاءت للنجدة والإنقاذ. وحده وزير الخارجية الإيراني، منزعج من التدخّل الأجنبي كما قال! أوَ ليس الميليشيا التي أنشأتموها و"المحور" الذي ألحقتمونا به تدخُّل، ما عرفنا في تجربتنا معه غير الخراب؟

أيها البيروتيون!

إنّ هؤلاء جميعاً يأتون لمساعدتنا في وجه الخراب وضياع الدولة وعيش الناس، ولا يخجل ظريف وغيره عندما يقفون ضد قيام حكومةٍ حقيقيةٍ وغير مُسَيطًرٍ عليها في البلاد: لإغاثة البشر، وإعمار ما تهدَّم، وإيقاف الانهيار الاقتصادي. وكلُّ ذلك بمساعدة المجتمع الدولي وأمواله وجنوده الذين يقفون مع جنودنا على الحدود مع العدو، بعد أن تناهبَ أموالَنا واستقرارنا وحياة أبنائنا الفساد والسلاح، والسلاح والفساد، من جانب ميليشيا السلطة ومافياتها!

إنّ الإغاثات ضروريةٌ لحياة الناس. لكنها ليست كافيةً أيها الدوليون. إذ سبق لكم وللعرب أن عمّرتم وساعدتم، ثم جاء الغزاة المسلَّحون فدمَّروا ما بنيتم. لا بدّ من تطبيق القرارات الدولية التي أصدرتموها، وبخاصةٍ القرارات 1559، و1680 و1701 بعد أن نُفِذَ بصدور الحكم على قتلة الرئيس الحريري، القرار 1595، لكي تنتهي نهائياً غلبة السلاح وشروره.

ولا بدّ من إسقاط السلطة المتواطئة. فهي ما سلَّمت الدولة للمسلّحين فقط، بل وتحالفت معهم في سلب أموال اللبنانيين وحرياتهم، وتمتعت بحمايتهم من غضب الناس على تدمير عيشهم!

العدالة لبيروت ولبنان تكون بإسقاط اللبنانيين لسلطة الفساد والتفرقة بين اللبنانيين وتدمير عيش مسيحيي بيروت ومسلميها. حكم المحكمة الدولية ملزم للسلطة اللبنانية. وقد أنفقت عليه الحكومات المتعاقبة من المال العام. والتنكّر للحكم وعدم العمل على تطبيقه، ينعكس مزيداً من فقد الشرعية الوطنية والدولية. لقد انتهت هذه السلطة، وينبغي إزالتها بدون تردّد.

والعدالة لبيروت ولبنان تكون بنزع سلاح الميليشيا المسلحة، من طريق جبهةٍ وطنيةٍ عريضة، يقف معها المجتمع الدولي والمجتمع العربي لتطبيق القرارات الدولية.

العدالة لبيروت ولبنان تكون بإسقاط اللبنانيين لسلطة الفساد والتفرقة بين اللبنانيين وتدمير عيش مسيحيي بيروت ومسلميها. حكم المحكمة الدولية ملزم للسلطة اللبنانية

البطريرك الراعي حمل راية النهوض الوطني بالدعوة لتحقيقٍ دولي في جريمة تدمير بيروت، وتغيير السلطة الفاسدة والمتواطئة في انتخاباتٍ مبكّرة، والإقبال على النضال من أجل تطبيق الدستور لحفظ الشراكة المسيحية – الإسلامية، وتحييد لبنان عن النزاعات والمحاور.

فليكن خطاب البطريرك هو البرنامج للجبهة الوطنية من أجل إنقاذ لبنان.

 نعم لإسقاط سلطة التواطؤ والفساد، والخروج على الدستور، وعلى القرارات الدولية.

 ونعم لعزل حزب السلاح، والامتناع من الشراكة السياسية معه.

ونعم لقيام الجبهة اللبنانية للإنقاذ الوطني لاستعادة البلاد وسيادة الدولة من السلاح والفساد!

  اليوم يستعيد لبنان نفسه فيستعيد العرب والعالم.

رحم الله رفيق الحريري الذي كانت حياته عزّاً وأملاً، وكان استشهاده نهوضاً وطنياً شاملاً، وسيكون الحكم على قَتَلته عدالةً وحريةً لبيروت ولبنان!

 

أفلت كثيرون من العقوبة بعد طمس الحقائق فيما مضى ولن يقبل الشعب بديلاً سوى تقديم مجرمي مرفأ بيروت إلى العدالة

مصطفى الفقي/انديبندت عربية/18 آب/2020

قدر لبنان – ذلك البلد الراقي الجميل – أن يدفع فاتورة صراعات المنطقة على أرضه وأن يجري اختطاف الدولة لصالح التطرف ودعاة العنف في جانب وطبقة سياسية تحوم حولها الشكوك في جانب آخر، ويظلّ لبنان صامداً من حرب أهلية إلى اضطرابات سياسية إلى أزمات اقتصادية فضلاً عن مظاهر العنف من آونة لأخرى بدءًا من الاغتيالات السياسية وتفجيرات السيارات وصولاً إلى التفجير الهائل في مرفأ بيروت الذي دقّ الناقوس لآخر مرّة في تاريخ هذا البلد العربي المطل على البحر المتوسط والذي تتجسّد فيه سبيكة رائعة من روح الشام والمشرق العربي إلى شرق البحر المتوسط، إنه لبنان جبران خليل جبران، ولبنان ميخائيل نعيمة، ولبنان فيروز ووديع الصافي، إنه لبنان المساجد والكنائس والمزارات الدينية، لبنان الجبل والسهل، لبنان الحرية والانفتاح على الغرب والشرق معاً، لبنان جارة الوادي ارتبط به أمير الشعراء وخرج منه شاعر القطرين، إنه بلد تجسّدت فيه إرادة الحياة، لا ندري كم مرّة أعاد إعمار دولته واستعاد روحه وحيويته، لقد كان الانفجار الأخير حدثاً مروّعاً اهتزّ له وجدان المنطقة كلها بل العالم بأسره، ونحن في مصر نحمل للبنان مشاعر ذات أبعاد طويلة، فلقد اعترف عبد الناصر بخصوصية لبنان واحترم دوره العربي والدولي، والسادات هو الذي صاح: "إرفعوا أيديكم عن لبنان"، ومبارك زاره عندما تعرّض لأزمات اقتصادية وحمل معه ما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الكهرباء في ذلك البلد المنير الوضاء دائماً. وأستأذن القارئ هنا أن أطرح في النقاط التالية بعض الملاحظات:

أولاً: إنّ العروبة شامية سواء على أرضها أو في المهجر، ولبنان لاعب رئيس في مظاهر اليقظة العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، فنحن لا ننسى أن مسيحيّي الشام قد شاركوا بقوة في وضع البذور الأولى للقومية العربية، بل إن لغة الضاد مدينة لأديرة الموارنة وغيرهم من الطوائف المسيحية في الحفاظ عليها من خلال المخطوطات الموروثة وأعمال الرهبان العرب الذين شعروا أن انتماءهم القومي يسبق انتماءهم الديني. وعلى الجانب الإسلامي، نحن لا ننسى داعية بحجم شكيب أرسلان ونتذكر أن الإمام محمد عبده، إمام التجديد في العصر الحديث قد وفد إلى لبنان والتقى علماءه وتنسمّ من رحيقه، ما أضاف إليه جديداً حتى أعطى للآخرين دروساً في الانفتاح والرحابة وسعة العقل والصدر معاً.

ثانياً: إن لبنان من الأمير بشير الشهابي إلى الرئيس فؤاد شهاب وما قبل ذلك وما بعده، يمثّل سلسلة طويلة من الأحداث المهمة في هذه المنطقة، ولذلك كان طبيعياً أن تطمع فيه إيران تحت ستار مذهبي، وأن تتطلّع إليه تركيا تحت غطاء عثماني، وأن تنظر إليه إسرائيل بغيرة شديدة وتسعى دائماً إلى أن تكون طرفاً في صراعاته وأزماته حتى لو كانت بيد خفية وتحت ستار أمور معقّدة، فلبنان بؤرة مزدهرة تجذب الطامعين وتجعل دول الجوار تهفو إليه وتتطلّع إلى دوره المعاصر بكل أوجاعه وآلامه وأيضاً بكل مظاهر الحيوية والانفتاح في تكوينه.

ثالثاً: لقد ابتلى الله لبنان بمفهوم عقيم للوراثة السياسية القائمة على الامتداد داخل الأسرة الواحدة أو قواعد المصاهرة التي تجعل من ابن الزعيم زعيماً وصهر الرئيس مسؤولاً كبيراً، ولعل الكارثة الحقيقية هي في اختلاط الثروة بالسلطة في ذلك البلد الذي يتمتّع بديمقراطية نسبية ودرجة لا بأس بها من حياة سياسية مفتوحة ولكن أزمته الحقيقية تنبع من صراعات السلطة وشهوات الثروة والخلط بينهما، وأنا لا أشك في أن معظم أبناء الطبقة التي احترفت الحكم واغتصبت دائماً السلطة هي طبقة في معظمها تحتاج إلى مراجعة لأن الفساد أصبح ظاهرة تسرق أقوات اللبنانيين وتعبث بحقوقهم ولا تفكر جدّياً في مستقبلهم وذلك كله في ظلّ مظاهر برّاقة وشعارات عابرة.

رابعاً: إننا لا نشك في أن العلاقات السورية اللبنانية كان يمكن أن تكون مصدراً للتوازن ومبعثاً للأمان، ولكنها اتّسمت بغير ذلك. فقد زعمت أنظمة سورية بحقّها في السيطرة على لبنان ولعب حزب الله دور الركيزة في هذا السياق، بينما اللبنانيون يسعون إلى هويّة مستقلّة وكيان متفرّد، ولقد سمعتُ رواية منقولة عن الرئيس اللبناني الأسبق الياس الهراوي قال فيها إنه اشتكى ذات مرة للرئيس حافظ الأسد أن زوار مطار بيروت أحياناً لا يتعرّفون عليه ويتصوّرون أنه مطار دمشق لأن الصورة الرئيسة فيه هي صورة الرئيس السوري ونجله، فردّ عليه حافظ الأسد لا تحمل همّاً، ضع صورتك إلى جانبهما، ذلك كان هو المنطق السوري في التعامل مع دولة لبنان، ولا شك أن دور حزب الله دور مؤثر للغاية لا باعتباره ممثلاً للدور الإيراني في الجنوب، فضلاً عن ارتباطه بسوريا ولكن لأن الحزب تمكّن أيضاً من إيجاد حلفاء من السياسيين المسيحيين، وفي مقدمهم الرئيس الحالي ميشال عون.

خامساً: إن الجيش اللبناني طائفي في تكوينه ولم يتحقّق الاهتمام به تدريباً وتسليحاً، كما أنه لا توجد عقيدة وطنية مشتركة تجمع بين أبناء القوات المسلحة اللبنانية، إذ يشعر الجندي اللبناني أن له شركاء خارج الجيش من طوائف أخرى وعناصر مختلفة، فتكون قدرته على العطاء محكومة بطائفته لأنه يختصر انتماءه إلى لبنان الدولة في انتمائه لأبناء الطائفة، فضلاً عن التشرذم العام الذي لعبت فيه الدول الأجنبية دوراً رئيساً وصوّرت للجميع أن الموارنة حماية فرنسية، وأن الدروز حماية بريطانية، وأن الشيعة حماية إيرانية وتبقى القوى السُنّية متأرجحة بين مصر والسعودية.

سادساً: إنّ المحاصصة الطائفية قد دمّرت إمكانات الإبداع والتألق لدى الشعب اللبناني المعروف بخبراته الطويلة وقدرته على البناء والتشييد ومواجهة المخاطر، إذ إنّ تحديد حصصٍ معينة للقوى السياسية المختلفة هو أمر لا يستقيم معه مبدأ تكافؤ الفرص ولا تتحقّق به النظرة الشاملة للأمور.

سابعاً: إنّنا نتطلّع جميعاً إلى لبنان الحرّ الذي لا تكبّله قيود خارجية ولا ضغوط داخلية حتى يكون قادراً على مواصلة الإبداع الذي اشتهر به والتألّق الذي عُرف عنه، وليس ذلك أمراً بعيد المنال، بل إنه يبدو لي أن الإرادة الوطنية اللبنانية أصبحت حاسمة في هذا الشأن، والذين يتابعون ردود فعل اللبنانيين في مأساتهم الأخيرة بانفجار مرفأ بيروت، سيدركون حجم الإحباط الذي بدأ يشيع بين أوساط الشعب الحزين على بلده، الغاضب لوطنه، المتطلّع لأمته بل وللعالم بأسره حتى لا نبكي على اللبن المسكوب ونقول ذات يوم إنه لبنان المُفْتَرَى عليه دائماً. وهنا نلفت النظر إلى مسألة جديرة بالاهتمام وهي أن ظروف لبنان قد سمحت في ما مضى بإفلات كثيرين من العقوبة وطمس الحقائق أحياناً والتأرجح بين التحقيقات الدولية والمحاكم الوطنية، ونحن نأمل مع الشعب اللبناني في ألّا يتكرّر الأمر هذه المرة حيال ما جرى في مرفأ بيروت وأن تتمكّن العدالة اللبنانية من أن تمسك بتلابيب مَن أجرموا في حق الشعب وحياته ومستقبله ومصير أجياله. سيبقى لبنان دائماً واحة راقية على الرغم من  كل ما مرّ به، وما ارتُكب في حقّه، لأن إرادة الحياة عند اللبنانيين أقوى من الدمار والخراب والموت!

 

مبادرة ماكرون بين المباح والمحظور عند نصر الله

سام منسى/الشرق الأوسط/17 آب/2020

يُكثر اللبنانيون من توجيه الشكر بعد كلّ محنة تمرُّ بها بلادهم، والمحن كثيرة، تتوالى من دون رحمة منذ أكثر من نصف قرن. لعلّ أبرز رسائل الشكر «شكراً سوريا» في 8 مارس (آذار) 2005، التي أطلقها بكيدية مستنكرة حسن نصر الله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وتلتها «شكراً قطر» عقب الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، و«شكراً إيران» بعد الحرب نفسها حين عُلّقت اليافطات باللغة الفارسية على طريق مطار بيروت وفي الضاحية الجنوبية. ويضاف إلى هذا الشكر المعلن ذاك المضمر، الذي وجهه بعض اللبنانيين مثل «شكراً إسرائيل» على إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد اجتياح عام 1982. واليوم، استدعى الموقف الفرنسي بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت توجيه اللبنانيين الشكر إلى فرنسا، وبخاصة إلى رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي جاء بيروت في زيارة عاجلة حاملاً معه مبادرة تهدف إلى تسوية الأزمة بما يسمح للبلاد بالتقاط أنفاسها ووصول مساعدات سريعة ملحة إلى المنكوبين جراء هول المأساة، إضافة إلى الضغط على المسؤولين لتسريع القيام بإصلاحات جذرية في بنية النظام السياسي المأزوم إلى حد الاستعصاء، عبر تشكيل حكومة يكون قد ضُخت فيها دماء جديدة تساعد لبنان في النهوض من النكبة.

ما يقال عن عزم ماكرون وضع كل ثقله لإنجاح مبادرته يبدو زهري اللون ومفرطاً بالتفاؤل. وحتى لا يضيّع اللبنانيون البوصلة لتكبر بعد ذلك مرارة الخيبة على ما تعودوه، من الواجب التوقف عند بعض العقبات الرئيسية التي تواجه المبادرة الفرنسية القائمة على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع اعتباره حزب الله مكوناً لبنانياً لا بد من إشراكه، والشروع بإصلاحات بنيوية في النظام السياسي والإدارة ومكافحة الفساد.

ومن العقبات هذه، التساؤلات الكثيرة حول حقيقة وجود تفاهم إيراني - فرنسي على تسوية ما تدفع حزب الله إلى تقديم تنازلات لتسهيل تشكيل حكومة جديدة يسمح لها القيام بالإصلاحات المطلوبة. ففي حال وجود هذا التفاهم فأي تنازل تستطيع إيران تقديمه في هذه المرحلة؟ هل هو انكفاء حزب الله عن التدخلات العسكرية والسياسية في سوريا واليمن والعراق، والتوّقف عن مهاجمة الدول الخليجية العربية؟ هل هو الموافقة على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل؟ وماذا ستحصل إيران وحزب الله مقابل هذه التنازلات؟ القول «لا شيء» هو جواب غير منطقي إلا إذا كان حزب الله متورطاً في تفجير مرفأ بيروت، بمعنى أن ما انفجر إلى جانب نيترات الأمونيوم هو أسلحة وذخائر عائدة له تسببت في هذا الدمار الهائل، والمخابرات العالمية على علم بذلك، وهي تمسكه من اليد التي توجعه، علماً بأن أمين عام الحزب اعتبر هذه الفرضية لا يقبلها «عقل سليم». وإذا سلمنا معه بصحة ذلك، فالعقل السليم يقول إن ثمن أي تنازل إيراني هو أمران: الرفض الفرنسي لمشروع القرار الأميركي حول تمديد حظر الأسلحة إلى إيران في مجلس الأمن، وإبقاء سلاح حزب الله خارج البحث، بمعنى الإبقاء على علة انهيار لبنان وكل تسوية هشة أخرى. ومن أبرز العقبات التي تشير إلى وهن المبادرة الفرنسية مراهنتها على قبول الحزب المسلح بإصلاحات تزيل سبب وجوده وغطرسته، لأنها ستؤدي حتماً إلى إعاقة حرية حركته عبر تشديد المراقبة على المنافذ كافة، ومكافحة شبكات الفساد الداخلية التي يرعاها أو يشيح النظر عنها وتسمح له بهامش كبير من الفوائد والمصالح.

من جهة أخرى، كيف تنظر واشنطن إلى هكذا تفاهم إذا كان قد حصل وهي التي تمارس في هذه المرحلة بالذات، أي خلال الأشهر القليلة المتبقية من ولاية الرئيس دونالد ترمب، أقصى الضغوطات على إيران ووكلائها في المنطقة، لا سيما حزب الله اللبناني؟ ولا بد من الإشارة هنا إلى المعلومات الواردة مؤخراً، أبرزها ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر رسمية، تتحدث عن فرض عقوبات على شخصيات وهيئات من حزب الله وأخرى متحالفة معه، إضافة إلى شخصيات لبنانية أخرى متهمة بالفساد. ووفق المعلومات أيضاً، تسعى أميركا عبر هذه العقوبات الإضافية الجديدة إلى تحقيق هدفين: أولاً استبعاد جماعة الحزب ومن يلوذ بها عن الحكومة العتيدة من جهة، ودق الإسفين فيما بينها من جهة أخرى، في محاولة للضغط لتشكيل حكومة حيادية تكون بعيدة عن سطوة الحزب.

هذه المعلومات تشي أن ثمة تبايناً بين باريس وواشنطن التي أرسلت وكيل وزارة الخارجية ديفيد هايل إلى لبنان يوم الجمعة الفائت، في مسعى استدراكي قد يكون لكبح الاندفاعة الفرنسية، وشرح الموقف الأميركي المنسجم تماماً مع مواقف بعض الدول العربية الخليجية بشأن حزب الله، ورفض دوره المهيمن في الحياة السياسية اللبنانية. فكيف يمكن التوفيق بين المبادرة الفرنسية التي تسعى إلى تسويات مع حزب الله قد تزيد من سطوته على القرار السياسي، فيما تستبعد موضوع سلاحه لتربطه بتسوية أميركية - إيرانية - عربية، وبين مواصلة أميركا أكثر من أي وقت مضى سياسة فرض أشدّ العقوبات على إيران وحلفائها؟ اللهم إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، وثمة تطورات لا نعرفها فيما يحكى عن مفاوضات أميركية - إيرانية تجري على قدم وساق بوساطة عُمانية.

وسط هذه المشهدية، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت قبل يوم من موعدها المقرر في «مونة» متخطية البروتوكول وتشي باستثنائية إيران عند المسؤولين اللبنانيين. فهل حمل معه لاءات تحذيرية تؤكد ما قاله في زيارته السابقة عام 2019 إن «لبنان ساحتنا» وإنه ليس متروكاً للأوروبيين والأميركيين، وتكون بذلك قد ذهبت المبادرة الفرنسية أدراج الرياح؟ الجواب على ذلك جاء فورياً على لسان السيد نصر الله في كلمة متلفزة لم يغير فيها مواقف الحزب التقليدية قيد أنملة لجهة رفض حكومة حيادية لا يشارك فيها أو انتخابات مبكرة، كأن انفجار بيروت لم يحصل، بل حدد ما هو مباح وما هو محظور مهدداً الداخل والخارج معاً: داخلياً حين طلب من مواليه الصبر مع المحافظة على غضبهم لعلهم يحتاجون صبه في القريب على شركائهم في الوطن، وخارجياً حين دعا إلى عدم الخوف من البوارج الأجنبية على سواحل بيروت قائلاً: «نعرف كيفية التعامل معهم»، في إشارة ضمنية إلى من يتذكر التفجيرين اللذين استهدفا القوات الفرنسية وقوات المارينز في بيروت عام 1983.

في المحصلة، تأكد مرة جديدة أن الخطّ الفاصل بين لبنان الدولة والكيان والشعب، وحزب الله، بدأ ينهار، بحيث تحوّل لبنان إلى مساحة جغرافية أو قاعدة عسكرية تستعملها إيران من دون مراعاة لمصالح الشعب اللبناني ومستقبله ولا حتى لأبناء الطائفة الشيعية، وإيران شريكة بكل ما شهده لبنان من مآسٍ وصولاً إلى اغتيال بيروت. لبنان لن يتعافى، وهو يواجه موته البطيء في ظلّ مبادرات متعجلة على غرار ما تسرب عن مضمون المبادرة الفرنسية، بينما القوى التي تسمي نفسها معارضة لحزب تحمّله فشل الدولة وتسعير التوتر الطائفي تخجل من الاجتماع، ولو صورياً، حتى بعد انفجار كاد يطيح بلبنان برمته

 

الفاشية الشيعية، الغاء الآخر ومنطق الابادة
شارل الياس شرتوني/17 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89562/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84-2/

تصريح حسن نصرالله الاخير حول تخزين الغضب ليس بجديد، فهذا الحزب لا خطاب لديه خارجا عن منطق العنف المفتوح و" تناسل الازمات "، ورصيد حافل من الاغتيالات والخطف والعمليات الارهابية واعمال الجريمة المنظمة في الداخل والخارج، والمشاركة الحثيثة في سياسات تدمير السلم الاهلي في لبنان وسوريا والعراق واليمن وعلى التخوم الفلسطينية-الاسرائيلية، نحن بالتالي امام استحالات فعلية ومبدئية تجعل من امكانية التعايش مع هذا الواقع تمنيا فارغا لا مضمون له. نحن امام سياسات نافية بالمبدأ للسلم الاهلي بحيثياته المنشئة: الندية الاخلاقية، التواصل والتسوية الديموقراطية، واحترام مؤسسات دولة القانون وموجباتها الاتيكية والاجرائية. ان كل تواصل مع هذه الفئة يصطدم بممانعات ايديولوجية، ونظام قيمي يلغي فكرة الغيرية ويقيم حواجز ذهنية ونفسية احتبست الاوساط الشيعية ضمن منعزلات تحفز ذهنية المكابرة والاستعلاء غير الراشد والنرجسية البدائية ( تصريحات نصرالله وقاسم )، وعقد المحاصرة والدونية والانتقام، وايديولوجيات السيطرة والعدوانية المتحفزة، وتهاوي المحرمات الاخلاقية لجهة التسويغ الشرعي للقتل، واستباحة كرامة الاخرين وحقوقهم وحرياتهم، والارهاب بمختلف تصريفاته، واعمال الجريمة المنظمة. ان مقولات اشرف الناس، والعصمة الدينية، " وخير امة اخرجت للناس "( سورة ال عمران ،الآية ١١٠ ) دون " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، كانت باساس هذا الانحراف الذهني والسلوكي الخطير الذي يفسر ترسخ الشروط الذهنية لهذه الفاشية الدينية، التي تستبيح كل المبادىء والمحرمات التي يقوم على اساسها اي تجمع انساني لجهة الالتزام بالقاعدة الذهبية، لا تفعل للاخرين ما لا تريد ان يفعله الاخرون لك.

المشكلة قيمية في اساسها وسياسية في مؤدياتها، وبالتالي ان لم تستقم المعايير الاخلاقية الناظمة للعلاقات الانسانية، وبقينا على مستوى علاقات النفوذ واسناداتها الشرعية، فلا مجال لأية استقامة في مجال العلاقات السياسية، والعبور الى مفاهيم دولة القانون ورواياتها الفلسفية المؤسسة حول مفاهيم الحق الطبيعي ومشتقاته، والعقد الاجتماعي، والحقوق الانسانية الاساسية. مشكلة التوتاليتاريات الاسلامية المعاصرة تنعقد حول التهافت البنيوي العميم الذي يوصف الحداثة الاسلامية والعربية، وغياب القراءة النقدية والتفكيكية والتفسيرية للتقليد الاسلامي، واستعمالها كمدونات لتخريج المرارات والاحقاد، وكره الاخرين كانعكاس لكره الذات، وللمفارقات الذهنية والنفسية الناشئة عنها. ان الاسلام الخميني والاخواني والوهابي ومشتقاتهم الاصولية والارهابية ليست الا تعبيرات عن تناقضات المجتمعات الاسلامية المعاصرة، وعدم قدرتها على الخروج من هذه العلاقة الصدامية مع الحداثة بمفاهيمها ومؤسساتها، واقامة حدودها على تخومها على قاعدة الكره والعنف وارادة السيطرة، حزب الله والقاعدة والدولة الاسلامية، حالات ذهنية قبل ان تصبح احوال سياسية توصف مفارقات المعاصرة الاسلامية ومراراتها القاتلة.

ان اية تسوية سياسية تفترض خروجا الى رحابة الحيز الديموقراطي وتعدديته واعتداله، من اجل تخريج حلول سياسية عملية تنقلنا من منطق السيطرة والسيطرة المضادة، الى منطق الحلول الديموقراطية القائمة على التوافق والاعتدال المبدئي انطلاقا من مفكرة سياسية عملية جامعة: الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية المميتة، الاصلاح المؤسسي والدستوري، اعادة الاعتبار للموجبات الدستورية والسيادية، توحيد التعاطي في مجالات السياسات الخارجية والدفاعية. ان تشبث حزب الله برؤيته الايديولوجية، وتموضعاته الاستراتيجية الاحادية، وسياساته الانقلابية هي مداخل لسياقات سوف تبقينا عند تخوم الصراعات الاقليمية المفتوحة وتداعياتها المتفلتة في منطقة فقدت كل نقاط ارتكازها المعنوية والجيو-استراتيجية. ان الاوساط الشيعية مدعوة الى مراجعة لامورها ومواجهة مع حزب الله، لجهة خياراته واملاءاته الايديولوجية والسياسية والاستراتيجية، والا فنحن امام تداعيات نزاعية قاتلة عبرت عنها كارثة التفجير، والاحتباسات الذهنية والنفسية في الاوساط الشيعية وعدم قدرتها على اقامة جسور انسانية متماثلة مع ما قام به المسيحيون في ٢٠٠٦. ان العقد السياسي هو تعبير عن عقد قيمي وأخلاقي مؤسس، ان مجرد الافتقاد لهذا المعادلة يدرج في سياسة الابواب الموصدة، والنزاعات المتأهبة، والانطواءات الذهنية الدفينة النافية لاي اجتماع انساني متحضر وتواصل اخلاقي جدير بهذه التسمية.

 

احجموا عن التصفيق

مروان المعشّر/موقع كارنيغي للشرق الأوسط/17 آب/2020

اتفاق السلام الإماراتي-الإسرائيلي سوف يساعد في إعادة تركيز الأهداف الفلسطينية باتجاه الحقوق المتساوية.

أطلق إعلان الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بينهما تردّدات واسعة في أوساط وسائل الإعلام الدولية، لكنه لم يحظ بالحماسة نفسها في الشرق الأوسط، ناهيك بالمناطق الفلسطينية.

من المهم تسليط الضوء على ما لا يُقدّمه الاتفاق. فخلافاً لما تُصوّره الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، هذا ليس اتفاقاً لدفع عملية السلام نحو الأمام، بل الهدف منه ببساطة هو خدمة المصالح الثنائية الإماراتية-الإسرائيلية، وتحويل العلاقات التي كانت تجري تحت الطاولة لسنوات عدّة إلى علاقات علنية. والإنجاز الذي أعلنت عنه الإمارات – بأن الاتفاق أفضى إلى تجميد الخطوة الإسرائيلية الآيلة إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية في مقابل التطبيع مع الإمارات – ليس إنجازاً على الإطلاق، بل يذكّر بالتعهّد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في العام 1978 بتجميد النشاط الاستيطاني لمدة ثلاثة أشهر في إطار اتفاق السلام المصري-الإسرائيلي. ونعلم جميعنا ما حدث بعد ذلك.

لقد أطلقت الإمارات حملة علاقات عامة من أجل إدراج قرارها في إطارٍ مرتبط بالسلام. وهذا مايفعله أيضاً الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتُصوّر بعض الأصوات في الولايات المتحدة التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي بأنه اختراق أساسي في الطريق نحو تسوية النزاع العربي-الإسرائيلي. إنه ليس كذلك على الإطلاق، ولايمكن خداع شعوب المنطقة، وهاكم الأسباب:

لم تكد تنقضي بضع ساعات على الإعلان، حتى انبرى نتنياهو عبر التلفزيون الإسرائيلي ليقول إن إسرائيل ستمضي قدماً في تنفيذ خطط الضم في الضفة الغربية بغض النظر عن الاتفاق. كما أن خطة السلام التي أطلقها ترامب والتي كانت طلائع الخطط التي دعت إلى الضم وشجّعت نتنياهو على السير في ركابه، لم توضَع على الرف بعد توقيع الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي. بكلمات أوضح: لم يتغيّر شيء.

تبقى الفكرة الجوهرية نفسها، وهي إن أي اتفاق سلام لايكون هدفه إنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، من خلال تطبيق حل الدولتين، يجب عدم التهليل له وتصويره على أنه إنجاز كبير. لقد أقدمت كل من مصر والأردن على توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في مقابل استعادة سيناء والأمل بقيام دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية. لاوجود لمثل هذا الأمل في الوقت الراهن. يحق للإمارات وإسرائيل أن تسعيا لتحقيق مصالحهما الثنائية، لكن مثل هذه المصالح ليست بديلاً عن العمل على إرساء السلام بين الشعبَين المعنيّين مباشرةً بالمسألة، أي الفلسطينيين والإسرائيليين. يجب أن يكون واضحاً أنه يتعذّر تحقيق السلام من دون مشاركة الفلسطينيين أنفسهم، فهم مَن يعيشون تحت الاحتلال.

قد تحذو بلدان خليجية أخرى حذو الإمارات. وسوف تُكرّر إسرائيل مقولة إنها لاتحتاج إلى سلام مع الفلسطينيين بما أنها قادرة على القفز فوقهم وإبرام سلام مع بلدان عربية أخرى. إنه تفكير قصير المدى ومتوهّم أيضاً. فمن خلال التصفيق للاتفاق عبر تصويره بأنه يُشكّل اختراقاً نحو تحقيق السلام، يساهم كثرٌ، عن قصد أو غير قصد، في ترويج الوهم بأنه يمكن بلوغ السلام حتى عندما لايكون هناك سلامٌ بين المحتَل والشعب الرازح تحت الاحتلال.

الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق ليس الفلسطينيين، كما يعتقد كثر، بل حل الدولتين. لقد بلغنا، من أسف، مرحلةً باتت تعتبر فيها إسرائيل أنها ليست بحاجة إلى إنهاء الاحتلال، ولاتؤمن بحل ذي صدقية قائم على إنشاء دولتين. لا بل يبدو أنها لاتؤمن بأنها تحتاج إلى السلام مع الفلسطينيين. بيد أن الحكمة تقتضي التفكير في العواقب. فالفكرة المغلوطة التي تعتبر أنه يمكن التقدم نحو السلام من دون المشاركة المباشرة للفلسطينيين، تساهم في القضاء على الهدف الذي يسعى إليه المجتمع الدولي، وهو حل الدولتين.

لقد أدّى هذا الخطأ إلى تحويل التركيز، ولاسيما في صفوف جيل جديد من الفلسطينيين، من الحل المستند إلى الدولتين إلى الواقع القائم على دولة واحدة. ومن الآن وصاعداً، لن يعود السؤال الفعلي: هل سيتحقق حل الدولتين ومتى؟ بل: أي شكل سيتّخذه حل الدولة الواحدة انطلاقاً من الواقع الراهن: نظام ديمقراطي أم دولة تمييز عنصري؟ علينا أن ندرك أن النزاع بلغ مرحلةً تتحوّل فيها وجهة التركيز من شكل الحل إلى السعي خلف الحقوق، أو بالأحرى المساواة في الحقوق. لقد تسبّب المجتمع الدولي، من خلال تشديده على الشكل على حساب الجوهر، بتبديد النتيجة التي كان يأمل ببلوغها. والآن عليه التعامل مع نضال طويل ودموي سوف يجد الفلسطينيون أنفسهم فيه مضطرين إلى خوضه من أجل الحصول على المساواة في الحقوق.

إذن، قبل التهليل بسذاجة للاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي واعتباره اختراقاً باتجاه تحقيق السلام كما يتصوّرونه هم، فليُحجِم أولئك الذين أشادوا بالاتفاق عن التصفيق ويفكّروا بتأنٍّ أكبر في النتيجة التي يُرجَّح أن يقود إليها.

 

الكاظمي في واشنطن... بعد إخفاق أميركي في مجلس الأمن

مينا العريبي/الشرق الأوسط/18 آب/2020

قبل ثلاثين عاماً ترأست الولايات المتحدة تحركات دولية لتشكل ائتلافاً من 39 دولة لتحرير الكويت من غزو صدام حسين الذي حل في 2 أغسطس (آب) 1990 بموجب قرار مجلس الأمن 662 الذي تم التصويت عليه بالإجماع، وقادت الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية والعسكرية الدولية لإنهاء الاحتلال، وبذلك بعثت برسالة قوية وفعالة بأنها ملتزمة بأمن الخليج، وأنها تستطيع أن تضمنه من خلال دعم دولي. كانت الولايات المتحدة حينها القوة الدولية العظمى الوحيدة، بينما كانت روسيا تخرج ببطء من تحت ركام انهيار الاتحاد السوفياتي وكان اقتصاد الصين ما زال مثقلاً بسلبيات الانغلاق في عصر العولمة.

لقد تغير العالم خلال العقود الثلاثة الماضية في كافة المجالات، وخاصة فيما يخص مشهد الدبلوماسية على الصعيد الدولي. قبل أيام، سعت الولايات المتحدة لبسط نفوذها على المسرح الدولي من جديد، متقدمة بمشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بغرض منع إيران من استيراد أسلحة متطورة، إذ تنتهي فاعلية قرار مجلس الأمن لحظر السلاح عن إيران في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ومنذ أشهر، تحذر الولايات المتحدة من تبعات ذلك، معلنة عزمها العمل على قرار يجدد الحظر. إلا أن الولايات المتحدة تلقت خسارة محرجة ومقلقة في المجلس. فلم تصوت أي دولة من دول المجلس الـ14 الأخرى، سوى جمهورية الدومينيكان لصالح القرار، وهي عضو غير دائم في المجلس ولا تتمتع بنفوذ فيه.

وبينما المعارضة الروسية والصينية للقرار كانت متوقعة، فإن امتناع حلفاء واشنطن التقليديين، الدول الأوروبية، عن التصويت لصالح القرار، يدلل على ضعف الموقف الأميركي، ويشير إلى مدى الشرخ الذي حدث عبر المحيط الأطلسي. جزء كبير من هذا الشرخ نتج عن الالتزام الأوروبي بالاتفاق النووي المبرم مع إيران الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) 2018، ويعتبر الاتفاق النووي من أهم إنجازات الدبلوماسية الأوروبية، إذ كانت ممثلة الاتحاد الأوروبي حينها كاثرين آشتون الدينامو وراء إيصال المفاوضات مع طهران لمرحلة يمكن للأميركيين الانضمام إليه. بينما تتمسك أوروبا بالاتفاق، تفشل في رؤية المشاكل المتعلقة به أو بالخروقات الإيرانية المتكررة للقانون الدولي وعلى رأسها دعم الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا واختطاف العملية السياسية ومصادرة القرار السياسي في دول عدة مثل اليمن ولبنان. ورفع حظر السلاح يشكل تهديداً للمنطقة ليس فقط من خلال التهديد الإيراني المباشر، ولكن أيضاً من خلال وصول المزيد من الأسلحة لأعوانها في المنطقة.

وجزء من رفض الأوروبيين العمل مع واشنطن حول حظر السلاح نتج عن طريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع الحلفاء الأوروبيين. فرغم قيام كبار المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بزيارة عواصم أوروبية وإدلائه بتصريحات إعلامية تشدد على أهمية هذا الموضوع، لم تقم الولايات المتحدة بالتنسيق مع الدول الأوروبية الكبرى في مساعيها لتمديد الحظر. العمل الدبلوماسي الدؤوب وتقديم التنازلات للتوصل إلى أرضية مشتركة أمران لا يمكن التخلي عنهما في المساعي الدبلوماسية. إلا أن الإدارة الأميركية الحالية باتت لا تهتم بهذه السلوكيات والأعراف الدبلوماسية، مفضلة التغريدات على موقع «تويتر» والتصريحات الإعلامية النارية في غالب الأحيان. تستفيد روسيا والصين من نفاد حظر الأسلحة على إيران وبيع الأسلحة لها، كما أنهما أيضاً لا تجدان أي منفعة في مساعدة الولايات المتحدة في الحصول على مكسب دبلوماسي في وقت تقوم إدارة ترمب بكل ما بوسعها للمناكفة معهما.

ورغم فشل تمرير مشروع القرار الأممي، تعهد الرئيس الأميركي بفرض الحظر بطريقة أو أخرى، مشيراً إلى عزمه استخدام بند في الاتفاق النووي يشمل آلية إعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران إذا كانت قد انتهكت التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق. وتقول واشنطن إن طهران فعلت ذلك بالفعل. وإذا كان ترمب جاداً في السعي وراء هذا الخيار، فعليه بذل جهود دبلوماسية هادئة وجدية لكسب الأوروبيين إلى جانبه.

يتجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن بعد أيام من هذا الإخفاق الدبلوماسي الأميركي. وهذه الزيارة الأولى للكاظمي إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، حيث من المرتقب أن يلتقي ترمب يوم الخميس 20 أغسطس الجاري. الأولويات العراقية لهذه الزيارة عدة، على رأسها الحصول على الدعم المالي والسياسي للعراق الذي يواجه أزمات اقتصادية وصحية وسياسية.

المطلوب من اللقاء الذي يجمع رئيس الوزراء العراقي بالرئيس الأميركي أن يخرج الكاظمي أكثر قوة ويظهر مدى التزام واشنطن بنجاح حكومته. الكاظمي يواجه قوى معارضة داخلية قوية، على رأسها تلك المدعومة من طهران والتي تقف في وجه طموحاته بالإصلاح. تعمل هذه القوى على منع الكاظمي وقيادات الجيش العراقي وقواه الأمنية من بسط سيطرة الدولة على السلاح. كما أن هذه المجموعات المسلحة (ومن داخل البرلمان أحياناً)، تعمل على خرق العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بشتى الوسائل، من التهريب إلى إدخال السلاح غير المرخص إلى تفضيل المنتج الإيراني على المنتج الوطني.

كتائب «حزب الله» العراقي و«عصائب أهل الحق» وغيرهما من ميليشيات مقرها العراق وولاؤها لإيران تمثل تهديداً للعراق والمنطقة وكل من يريد استقرارها. وفي حال فشلت واشنطن في تمديد حظر السلاح، فإن هذه الميليشيات ستزداد قوة. وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، والتهديدات المتعددة للدول العربية، فعليها أن تدعم الدولة العراقية وتقلص النفوذ الإيراني فيها. وهذا الدعم لا بد أن يكون متعدد الأوجه، من الوجود العسكري إلى مشاريع استثمارية ضخمة مثل المشروع الخليجي - العراقي - الأميركي لربط الكهرباء، إلى دعم مؤسسات التعليم الليبرالية مثل الجامعة الأميركية في العراق (السليمانية). يجب أن يكون المصير العراقي مستقلاً وغير مرتبط بالمصير الإيراني. صحيح أن الكاظمي والكثير من العراقيين لا يريدون أن يكون العراق «ساحة لتصفية الحسابات» أو موقع مواجهة أميركية - إيرانية. ولكن الرغبة شيء والواقع شيء آخر. طهران وحلفاؤها جعلا العراق ساحة لتصفية الحسابات منذ سنوات، وكل صاروخ كاتيوشا يسقط على مطار بغداد أو أي موقع عراقي آخر يستهدف العراق والولايات المتحدة سوياً. الكاظمي يعرف ذلك جيداً، حتى وإن كان لا يدلي به علناً بسبب التهديدات والضغوط المتزايدة عليه. إذا كان مشروع القرار الأميركي لتجديد حظر السلاح على إيران قد فشل، فزيارة الكاظمي تتيح لترمب فرصة لدعم العراق وبناء مشروع أهم وأضخم لصد طموحات «الحرس الثوري» الإيراني وسادته.

 

أبوظبي وتل أبيب... الحقيقة موجعة

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/17 آب/2020

مصطلح سيادة الدول أصبح مستباحاً للدرجة التي أفرغته من مفهومه في العلاقات بين الدول. تموّل قطر «حماس» و«حزب الله» والحوثيين و«جبهة النصرة» في السر، وعندما يُفضح أمرها تعتبره شأناً سيادياً. تنتهك تركيا القانون الدولي في ليبيا والعراق وسوريا، وتعتدي على الجرف القاري اليوناني، ومع ذلك تنظر إليه بأنه شأن سيادي. تعربد إيران في أربع عواصم عربية، وأيضاً تبرر ما تفعله بأنه شأن سيادي خالص. أما عندما تقيم الإمارات علاقات مع إسرائيل فإن هناك من يريد أن يصور ذلك بأنه ليس من حقها وليس شأناً سيادياً، وكيف لها أن تقوم بمثل هذه الخطوة من دون العودة لهم والاستئذان!

وهذا يأخذنا لطرح سؤال مهم جداً: هل يحق لدولة ما، أي دولة، أن تفرض على دولة أخرى اتخاذ أو عدم اتخاذ القرارات السيادية الخاصة بها؟ في تقديري أن الإجابة تعتمد على هذه القرارات، وهل تنعكس سلباً على الدول الأخرى أو تتسبب في ضرر على الأمن القومي لها، بمعنى هل سيغير القرار الإماراتي من مجريات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟! لنقلها بصراحة، عدم إقامة الإمارات علاقات طبيعية مع إسرائيل لم ولن يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية وتعقيداتها، ولن يعيد للفلسطينيين 1 في المائة من أراضيهم، وكذلك إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين أبوظبي وتل أبيب لن يعطي أي ميزة إضافية للإسرائيليين. ما لا يريد أحد أن يسمعه، أن القضية الفلسطينية تمر بأسوأ أحوالها، ليس بسبب الإمارات وعلاقتها الحديثة مع إسرائيل، وإنما بسبب تراكمات من التعقيدات التي أصبحت عصية على الحل، وبسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي غدت أكثر صعوبة عاماً تلو آخر.

معضلة المنطقة ليست في إسرائيل، التي أصبحت واقعاً لا يمكن تغييره شئنا أم أبينا، المعضلة الحقيقية أن الشعارات لا تزال تحل مكان المنطق، والركون للشعبوية أسهل بكثير من مواجهة الحقائق. قطر بدأت الطريق ذاتها قبل 25 سنة بتطبيع مع إسرائيل، لكنها فشلت فيه لأنها أرادت مناكفة جيرانها أكثر من مصلحة فعلية في إقامة تلك العلاقات. إيران؟ ليس من الغرابة أنها مستمرة في استغلال القضية الفلسطينية لصالحها، ناهيك عن أنها، لا إسرائيل، من تحتل جرزاً إماراتية منذ خمسين عاماً. تركيا؟ تريد سحب سفيرها من الإمارات رغم أن لديها علاقات مع تل أبيب منذ عام 1949، وهي أكبر دولة إسلامية لها علاقات اقتصادية مع إسرائيل. حريٌّ بهذه الدول الثلاث أن تخجل من نفسها قليلاً عندما تزايد على القضية الفلسطينية.

بقي أن نشير إلى لماذا حلال على الإمارات وحرام على قطر؟! الإجابة باختصار، أن الإمارات لم تزايد على قطر وعُمان مثلاً عندما استقبلتا رئيس الوزراء الإسرائيلي في عاصمتيهما وفتحتا مكاتب تجارية، ولم تصادر حق الأردن في إقامة علاقات كاملة، واعتبرت ذلك حقاً سيادياً لتلك الدول، حتى وهي حينها لا تؤيدهم في قراراتهم، كما أنها لم تحرض إعلامياً عليهم وتخوّنهم، على عكس ما تفعله السياسة القطرية - التركية بالتحريض والمزايدة بينما علاقاتهما مع الإسرائيليين مكشوفة ومعروفة. ليت حل القضية الفلسطينية كان مرهوناً بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من عدمه، أجزم أنها لن تتم، للأسف أن تأخير المصالح لم ينتج منه سوى المضي بدس الرؤوس في الرمال والذي أصبح حالة يستمتع بها الشعبويون بدلاً من مواجهة الواقع، ربما كان من الضروري أن تفعلها الإمارات بشجاعة وتواجه الجميع بما ينظرون إليه لكنهم لا يرونه. من يلوم أبوظبي عليه أن يجيب: أيهما أشد ضرراً على المصالح الإمارتية، إسرائيل أم تركيا؟ وأيهما يعادي البحرين أكثر، إسرائيل أم إيران؟ الجميع يعرف الإجابة، لكنهم يريدون أن يذروا الرماد في العيون ويستمروا في حالة الغيبوبة الجماعية لثمانين عاماً أخرى.

 

عراقية حي الجميزة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/17 آب/2020

قبل نحو العام كنت ماراً على الرصيف في حي «الجميزة» عندما توقفت أسأل سيدة عن العنوان الذي أبحث عنه. لا بد أنها تعرفه. فهي تقيم مطعماً صغيراً على الرصيف وتحضّر الطعام البسيط من فطائر وغيرها أمام الناس. وعندما طرحت السؤال قالت ضاحكة: يجب أن تتذوق فطائري أولاً. قلت: أنا ذاهب إلى الغداء. قالت: أفضل بداية لوجبة الظهر هي الفطائر، خصوصاً إذا كانت من صنعي. لاحظت أن لهجتها عراقية، فاعتقدت أنها لبنانية كانت في العراق. لا. إنها عراقية «مثل دجلة والفرات». وأكملت قصتها بأنها من سكان لندن وقد تباطأت بها الأحوال هناك، فانتقلت مع عائلتها إلى بيروت، وهنا استأجرت هذا المحل الصغير (جداً) في داخله تبيع الثياب الرخيصة للسياح، وعلى بابه «مطبخ» خفيف للمارة. تحدثنا عن لندن باعتبارنا مُقيمين سابقين وبنا حنين إليها. وعن بغداد. وعن أملها الجديد ببيروت. ووصفت اللبنانيين بدقة وكيف يحتضنونها كغريبة وكيف يبذرون أموالهم في الهواء، ثم عادت تلح عليّ: تذوق فطائري. وكررت الاعتذار. ثم تنبهتُ أن علي واجباً في غربة «الجميزة» وأن كل «غريب للغريب نسيب»، فطلبت كمية فطائر أحملها معي إلى المنزل، وقطعت على نفسي عهداً للسيدة العراقية، بأن أعود كلما استطعت للمزيد من الفطائر.

كنت صادقاً في وعدي. وقد شعرت بتقدير حقيقي لهذه السيدة المجتهدة التي تدور مع الأيام بدل أن تستسلم لفشل أو خيبة. ولم تبرح صورتها وقصتها وشجاعتها ولهجتها العراقية (تتدلل عيني) ذاكرتي. لكن الوقت لم يسمح لي ثانية بالمرور بالعراقية التي اختارت منافسة اللبنانيين في قلب الجميزة، حيث يطغى الحديث بين الناس باللغة الفرنسية، وترتدي النساء ثياباً اختصرت قماشها، لأسباب لا علاقة لها بالتوفير. ومع ذلك وقفت في مدخل محل صغير، شجاعة، باشة، متفائلة بفصل جديد من الحياة، يكون أكثر كرماً من لندن وأكثر أمناً من بغداد.

شعرت بقلق شديد وخوف وحزن، عندما شاهدت ما حدث لمنطقة الجميزة. ترى ماذا حل بالغريبة في ذلك الحي الذي أصبح جميع سكانه غرباء. ماذا حدث لمحلها الصغير الذي قسمته إلى قسمين، ثياب وفطائر؟ هل احتضنها جيرانها وهم غارقون في ركامهم ودمائهم وبرك الزجاج المتناثر؟

شعرت بعقدة ذنب شديدة لأنني لم أستطع أن أفي بوعدي للعراقية التي اختارت حي السمر في الجميزة مكاناً لعملها. اطمأنت إلى أنها منطقة هادئة يبحث فيها الناس عن الحياة.

لا أدري ماذا حل بصديقة الفطائر الطيبة. حيثما كانت أتمنى لها هدوء الأرض وسعادة السماء.

 

سايكس ـ بيكو القرن الحادي والعشرين

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/18 آب/2020

أكثر من قرن منذ اتفاق سايكس-بيكو والعالم العربي على حاله تقريباً كما كان مسرحاً لتدخلات القوى الأجنبية الإقليمية والدولية.

جميع هذه الأطراف كانت تسعى إلى إحكام قبضتها ونفوذها على المنطقة العربية لتصبح منطقة لصراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية. واستمر الحال كذلك في ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، عبر حلف بغداد أو عبر ما سمي مشروع الرئيس أيزنهاور في الخمسينيات من القرن الماضي، وما تلاها بعد ذلك من أحداث سبتمبر (أيلول) 2011، واحتلال القوات الأميركية للعراق في عام 2003. وبانفجار مرفأ بيروت مؤخراً الذي شبه بانفجار «هيروشيما»، جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، قبل أي شخصية عربية أو دولية، ورأى بعضهم في هذه الزيارة المبكرة ترجمة أو تعبيراً عن العلاقات الفرنسية - اللبنانية الممتدة بين البلدين منذ الانتداب الفرنسي على لبنان. أحلام إعادة إنتاج دولة الخلافة العثمانية لدى تركيا، والأحلام الإمبراطورية لإيران التي سعى إليها نظام شاهنشاه إيران قبل سقوطه، وتبنى الملالي الاتجاه ذاته، تطرح التساؤلات حول مواقف الدول العربية في مواجهة هذه التحديات: هل وقفت موقفاً جماعياً ضدها أم أن كل دولة تسعى انفرادياً لحماية نفسها من تلك المخاطر والتهديدات؟ إن النظام العالمي المعاصر هو في أجزاء كثيرة منه مستوحى مما أفرزته معاهدة وستفاليا لعام 1648 التي أنهت حرب الثلاثين عاماً، والتي وضعت نهاية للحروب الدينية التي مزقت أوروبا، وأنتجت مفهوم الدولة القومية، بالإقرار بسيادة الدولة، ومبدأ عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساواة بين الدول، والتعايش السلمي في ظل احترام المؤسسات السياسية والقيم والدين لجميع الدول، وهي المبادئ التي تأسس عليها النظام العالمي. ولكن تلك المبادئ والقيم التي حُددت في «وستفاليا»، والتي وضعتها الدول الأوروبية منذ قرون لحل صراعاتها وحروب الثلاثين عاماً، لم تمنعها من التوسع جغرافياً، واستعمار مساحات واسعة عمت معظم مناطق العالم، ومنها المنطقة العربية.

فقد تحالف العرب مع الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، اعتقاداً منهم أنهم سيحصلون على استقلال بلادهم، كما وعدتهم بريطانيا، ولكنهم فوجئوا لاحقاً بوجود اتفاق سري بين فرنسا والمملكة المتحدة، وقعه عن فرنسا فرنسوا جورج بيكو، وعن بريطانيا مارك سايكس، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية كشفت عنها الثورة البولشيفية في عام 1917، ويقضي باقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، وتحديد مناطق النفوذ بينهما في غرب آسيا، وتقسيم الدولة العثمانية القائمة خلال الحرب العالمية الأولى، إذا ما انتهت الحرب لصالح الحلفاء.

وبنهاية الحرب العالمية الأولى، لم يتوقف في أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي السعي إلى بسط نفوذهما في المنطقة، عبر حلف بغداد (1955)، ومن خلال مشروع أيزنهاور (1957)، وهما ذوا طابع عسكري اقتصادي، وضعا بحجة ضمان الأمن والاستقلال في الشرق الأوسط، ودعم السلام العالمي، وهما موجهان في الأساس إلى تطويق الاتحاد السوفياتي، ومواجهة خطر تغلغل الهجوم الشيوعي الدولي في دول المنطقة. بيد أن مشروع أيزنهاور كان من أهدافه أيضاً، أمام انحسار النفوذ البريطاني والفرنسي، أن تحل الولايات المتحدة محلهما في المنطقة العربية. ولهذا، وعلى العكس من حلف بغداد الذي لم يكن فيه من الدول العربية إلا العراق، فإن مشروع أيزنهاور ضم عدداً لا بأس به من الدول العربية وبعض الدول الإسلامية. وما هو لافت للنظر أن تركيا وإيران اللتين كانتا عضوين في حلف بغداد، وجدتا مجدداً في مشروع أيزنهاور، ولكل منهما مطامع إمبراطورية باستعادة نفوذهما في المنطقة العربية.

وبعد مضي أكثر من مائة عام على اتفاقية سايس-بيكو التي تقاسمت فيها فرنسا وبريطانيا منطقة الهلال الخصيب التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية، أصبح الهم الرئيسي واستراتيجية قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم يرتكز على كيفية إعادة إنتاج دولة الخلافة العثمانية، وهو الذي تبلور بشكل أوضح وصريح بعد تولي السيد رجب طيب إردوغان رئاسة الدولة التركية. وقد تناول أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية رئيس الوزراء التركي السابق، في كتابه «العمق الاستراتيجي... موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية»، كيف أن بلاده لا يمكن أن تبقى مجرد جسر بين الغرب والشرق، بين أوروبا وآسيا، بين الإسلام والمسيحية، بل لا بد أن تمثل مركزاً تمارس منه دورها الحيوي، فعلى تركيا أن تكيف سياساتها بتوظيف موروثاتها التاريخية والجغرافية. وفي حديث صحافي عام 2010، مع إحدى الصحف البريطانية، تناول بشكل أدق طموحات تركيا في الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي، بأن تنحو نحو بريطانيا التي أسست الكومنولث مع مستعمراتها السابقة، متسائلاً: لماذا لا تكرر تركيا زعامتها في الأراضي العثمانية السابقة في البلقان والشرق الأوسط وآسيا الوسطي؟ مما يعني تأسيس الكومنولث العثماني، مستطرداً: «إن لدينا ميراثاً آل إلينا من الدولة العثمانية، وهم يقولون عنا إننا العثمانيون الجدد. نعم، نحن العثمانيون الجدد، ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا، ونحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا». وأضع هنا خطاً تحت «حتى في شمال أفريقيا».

والسؤال المطروح هنا: هل ما تناوله داود أوغلو الذي انشق عن إردوغان توجه فردي، أم أن أغلب النخب السياسية التركية لديها التوجه نفسه؟ في مقال لسوسن الشاعر، نُشر في هذه الصحيفة في 2 أغسطس (آب) الماضي، وحمل عنوان «هل هو إردوغان أم هي تركيا؟»، أشارت فيه إلى ما يفعله إردوغان في ليبيا وسوريا والعراق، وتساءلت: هل هو طموح شخصي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحلم إردوغاني فحسب، أم هو طموح لتركيا الدولة، توافقه عليه كل الأحزاب، بمن فيهم معارضوه؟ وتجيب الكاتبة سوسن الشاعر على تساؤلها باستعراض أقوال وآراء بعض الشخصيات المعارضة في تركيا، منهم من سبق وأشرنا إليه (داود أوغلو)، في تصريحات له عبر وسائل إعلامية تركية، قال فيها: «لا بد أن أتحدث عما يجري وراء الكواليس: مواجهة بين مصر وتركيا في ليبيا لن تكون في صالح تركيا، لكن ليس من الصواب أن ننسحب من ليبيا لأن مصر أو غيرها أرادت ذلك، بل يجب استخدام قدرة تركيا بحكمة». واستخلصت الكاتبة من أقوال داود أوغلو أنه أبقى الباب مفتوحاً أمام التدخلات، ولكنه يختلف مع الأسلوب التصادمي لإردوغان فقط، لا على المبدأ. وفي بقية حديثنا، عند تناول طموحات إيران هي الأخرى في منطقتنا العربية، ودرجات الاختلاف في بعض الأوجه عن الطموحات التركية، نتساءل عن كيفية التعامل العربي مع هذه التحديات ذات التوجه لإحياء سايكس-بيكو جديد في منطقتنا العربية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نص مذكرة الحياد الناشط التي اعلنها اليوم غبطة البطريرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي
وطنية/الراعي أعلن مذكرة لبنان والحياد الناشط: عدم دخول لبنان في صراعات سياسية وحروب وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه

الإثنين 17 آب 2020

عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مؤتمرا صحافيا في المقر البطريركي الصيفي في الديمان اعلن فيه"مذكرة لبنان والحياد الناشط" التي تمت ترجمتها الى الانكليزية والفرنسية، في حضور المطرانين جوزيف نفاع ومنير خيرالله والقيم البطريركي الاب طوني الآغا وأمين سر البطريرك الاب شربل عبيد والاب هادي ضو وأمين الاعلام في الصرح المحامي وليد غياض وعدد من الاعلاميين.

استهل البطريرك الراعي المؤتمر بالصلاة على نية شهداء انفجار مرفأ بيروت والشهداء الثلاثة الذين يشيعون اليوم في قرطبا، وقال: "لقد وضعنا هذه الوثيقة لتوضيح مضمون الحياد الذي لاقى ردود فعل اغلبها ايجابي، رغم بعض الاسئلة والاستفسارات عن مضمونها والمذكرة بسيطة وسهلة تشرح معنى الحياد الناشط والايجابي"، وفيها:

"في عظة الخامس من تموز 2020 وجهت نداء إلى منظمة الأمم المتحدة، مطالبا إياها "العمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياده. فحياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي، وبخاصة في هذه المرحلة المليئة بالتغييرات الجغرافية والدستورية. حياد لبنان هو قوته وضمانة استقراره. فلبنان الحيادي هو القادر على المساهمة في استقرار المنطقة أيضا والدفاع عن حقوق الشعوب العربية وقضية السلام، وعلى لعب دور في نسج العلاقات السليمة والآمنة بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسط".

حظي طرحنا الحياد تأييدا واسعا متعدد الطوائف والأحزاب، وكان كم كبير من المقالات المؤيدة، وإن صدر بعض التحفظات والتساؤلات. لذا، رأيت من الواجب إصدار هذه المذكرة "لبنان والحياد الناشط". فأتناول فيها خمس نقاط: موجبات هذا الطرح، مفهوم الحياد، أهميته كمصدر لاستقلال لبنان واستقراره، استفادة لبنان واقتصاده منه، والخاتمة.

1 - الموجبات

ربما حياد لبنان، كنظام دستوريٍ، لم يكن حاضرا في ذهن مؤسسي دولة لبنان الكبير، لكنه كان حاضرا كسياسة دفاعية وخارجية يتبعها هذا الكيان الصغير والجديد ليثبت وجوده ويحافظ على استقلاله واستقراره ووحدته وهويته. أثناء وضع الدستور اللبناني سنة 1926 طلب المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنال من حكومته أن ترسل له نسخة من دستور سويسرا إذ وجده مناسبا للتركيبة اللبنانية. تأكدت هذه النزعة سنة 1943 حين أعلنت حكومة الاستقلال أن لبنان يلتزم "الحياد بين الشرق والغرب"، وشدد عليه سنة 1945 لدى وضع ميثاق جامعة الدول العربية الذي جعل قرارات الجامعة غير ملزمة حتى لو اتخذت بالإجماع. وأكدت الأعمال الإعدادية لهذا الميثاق والمداخلات أن "لبنان دولة مساندة، وليس دولة مواجهة". فيكون هكذا عنصر تضامن بين العرب، وليس عامل تفكيك وتغذية للنزاعات العربية، وخروجا عن التضامن العربي لصالح استراتيجيات تخدم أنظمة غريبة، ولا تخدم المصالح العربية المشتركة.

كانت فكرة الحياد تعود بتعابير مختلفة في خطب رؤساء الجمهورية وفي البيانات الوزارية وفي كل بيان وطني يصدر عن هيئة حوار وصولا إلى 12 حزيران 2012 مع "إعلان بعبدا" الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع وقد تضمن بوضوح عبارة "تحييد لبنان". أرسل هذا "الإعلان" إلى الأمم المتحدة، وتم توزيعه كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن والجمعية العامة (راجع الوثيقتين: A/66/849 و S/2012/477 ). وصدر عن مجلس الأمن بيان بتاريخ 19/3/2015 يدعو الأطراف اللبنانية التقيد بما ينص عليه هذا "الإعلان".

بفضل هذه السياسة الحكيمة تمكن لبنان من المحافظة على وحدة أراضيه رغم مشاريع الوحدة العربية، ورغم جميع الحروب العربية/الإسرائيلية. فجميع البلدان المتاخمة لإسرائيل (سوريا، الأردن ومصر) خسرت أجزاء من أراضيها باستثناء لبنان. وإذا بتحييد لبنان النسبي عن صراعات المنطقة ما بين 1943 و 1975 أدى إلى الازدهار والبحبوحة، وزيادة النمو، وارتفاع نسبة دخل الفرد، وتراجع البطالة حتى دعي لبنان "سويسرا الشرق".

تعكرت تلك الحقبة سنة 1958 حين حاول الرئيس المصري جمال عبد الناصر ضم لبنان إلى الوحدة المصرية/السورية العابرة. لكن سرعان ما تجاوز اللبنانيون تلك المحنة وتصالحوا وأكملوا درب بناء الدولة. إنتكس التوازن اللبناني مع دخول العامل الفلسطيني إلى المعادلة الداخلية وانطلاق العمل المسلح الفلسطيني في لبنان وانحياز فئة من اللبنانيين إليه، الأمر الذي أدى لاحقا إلى نشوب الحرب سنة 1975.

تجاه الانقسام المسيحي/الإسلامي الذي عطل الحكم، أذعنت الدولة اللبنانية وقبلت التنازل عن سيادتها، ووقعت سنة 1969 "اتفاق القاهرة" الذي سمح للمنظمات الفلسطينية القيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل انطلاقا من الجنوب اللبناني.

وكرت سبحة انحياز الدولة وفئات لبنانية إلى النزاعات العقائدية والسياسية والعسكرية والمذهبية في الشرق الأوسط. احتلت إسرائيل جنوب لبنان (1978/2000) وسيطرت المنظمات الفلسطينية على الجزء الباقي وصولا إلى وسط بيروت (1969/1982)، ثم دخلت القوات السورية لبنان (1976/2005) ونشأ حزب الله حاملا مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأوجهه الديني والعسكري والثقافي (1981/...).

وقعت جميع هذه الأحداث بسبب خروج لبنان عن سياسة الحياد المتعارف عليها من دون نص دستوري. هكذا فقدت الدولة سلطتها الداخلية، والكيان سيادته الحدودية، والوطن دوره السياسي والصيغة توازنها، والمجتمع خصوصيته الحضارية. ونتجت عن هذا الاختلال صراعات جانبية داخلية لا تقل ضراوة عن الحروب الأساسية. وها لبنان يترنح حاليا بين الوحدة والانقسام.

هكذا، كشفت تجربة المئة سنة (1920/2020) من حياة دولة لبنان الكبير أنه يتعذر على لبنان أن يكون وطن الرسالة من دون اعتماد نظام الحياد. فالانحياز إلى صراعات دول الشرق الأوسط وشعوبه عاب صيغة الشراكة بين المسيحيين والمسلمين بأوجهها الروحية والوطنية والإنسانية. فأصبح لبنان في حالة تفكك، وفشلت جميع الحلول والتسويات، وما عاد ينقذ وحدته واستقلاله واستقراره سوى الحياد. ذلك أن الخلافات بكثافتها وعمقها تهدد الكيان لا الدولة فقط.

إعلان حياد لبنان هو فعل تأسيسي مثل إعلان دولة "لبنان الكبير" سنة 1920 وإعلان استقلال لبنان سنة 1943. الفعل الأول منع ذوبان اللبنانيين في الوحدة العربية الإسلامية ومنحهم نظامهم الديمقراطي البرلماني والعيش المشترك. الفعل الثاني أعطى السيادة للدولة الناشئة وثبت دورها المستقل في منظومة الأمم. والفعل الثالث، الذي نعمل على تحقيقه، يمنع تقسيم لبنان ويحميه من الحروب ويحافظ على خصوصيته. فالحياد هو "عقد الاستقرار" بعد عقدي الوجود والسيادة.

2 - مفهوم الحياد الناشط

لبنان بحياده الناشط ذو ثلاثة أبعاد مترابطة ومتكاملة وغير قابلة للتجزئة.

البعد الأول هو عدم دخول لبنان قطعيا في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليميا ودوليا، وامتناع أي دولة إقليمية أو دولية عن التدخل في شؤونه أو الهيمنة عليه أو اجتياحه أو احتلاله أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية، بموجب اتفاقية مؤتمر لاهاي الثاني (18 تشرين الأول 1907) وسائر الاتفاقات الإقليمية والدولية اللاحقة.

يحق للبنان أن يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، فيساهم في إغناء فكرة تضامن الشعوب وعملها من أجل السلام ونهضة الشعوب.

البعد الثاني هو تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب، ولا سيما العربية منها التي تجمع عليها دولها والأمم المتحدة؛ وبذلك يواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني والعمل على إيجاد حل للاجئين الفلسطينيين لاسيما أولئك الموجودين على أراضيه. إن لبنان المحايد يستطيع القيام بدوره "ورسالته" في محيطه العربي، التي يتبسط فيها الإرشاد الرسولي للقديس البابا يوحنا بولس الثاني "رجاء جديد للبنان" (الفقرتان 92-93) التي وإتخاد مبادرات للمصالحة والتقارب بين مختلف الدول العربية والإقليمية وحل النزاعات. إن ميزة لبنان التعددية الدينية والثقافية والحضارية تجعله حكما أرض التلاقي والحوار بين الديانات والحضارات والثقافات، عملا بقرار منظمة الأمم المتحدة في دورة أيلول 2019، الذي أعلن لبنان "أكاديمية الإنسان لحوار الديانات والحضارات". ولبنان بموقعه على ضفة المتوسط هو جسر تواصل ثقافي واقتصادي وحضاري بين الشرق والغرب.

البعد الثالث هو تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قوية عسكريا بجيشها وبمؤسساتها وقانونها وعدالتها وبوحدتها الداخلية وإبداعاتها، لكي تضمن أمنها الداخلي من جهة، وتدافع عن نفسها بوجه أي اعتداء بري أو بحري أو جوي يأتيها من إسرائيل أو من سواها من جهة أخرى. ويستلزم لبنان الحيادي أن يصار إلى معالجة الملفات الحدودية مع إسرائيل على أساس خط الهدنة، وترسيم الحدود مع سوريا أيضا.

3 - نظام الحياد مصدر استقلال لبنان واستقراره

الحياد يؤمن الخروج من حالة النزاعات والحروب والأحداث الداخلية المتتالية التي تلت قيام دولة لبنان الكبير: 1958، 1969، 1973، 1975.

بالرجوع إلى الأسباب التاريخية للنزاعات، نجد ثلاثة أنواع أساسية:

أ - نزاعات داخلية بين المكونات الدينية والجماعات المذهبية المتعددة الولاءات على خلفية قومية وعقائدية ورغبة بتعديل سلطة الحكم في البلاد وخدمة مصالح دول أخرى.

ب - نزاعات سياسية وجغرافية وقومية في بلدان مجاورة كانت لها تداعيات عندنا.

ج - عدم صفاء علاقة سوريا بلبنان لجهة أرضه أو السلطة أو حدوده الدولية. فغالبا ما كانت نزاعات.

د - ارتداد نشوء دولة إسرائيل على لبنان لاسيما على أمنه القومي، الحدودي والداخلي، والتسبب بمجيء اللاجئين الفلسطينيين إليه.

عولجت هذه النزاعات بحلول سطحية ومؤقتة إلى أن تعدل الدستور بعد اتفاق الطائف 1989 بانتقال السلطة التنفيذية من رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعا وباعتماد المناصفة العددية في المجلس النيابي. أوقفت جميع هذه التسويات السياسية والدستورية الحرب لكنها لم توقف الصراع، لا بل تفاقم بعد كل تسوية، إذ تضمنت التسويات في طياتها بذور نزاعات مستقبلية. فأصبح لبنان وطنا تتنازع مكوناته على أدوارها في حكمه، وساحة "لحروب الآخرين" على أرضه.

فإذا لم تعالج أسباب هذه النزاعات في العمق، ستتواصل النزاعات والحروب، ونصل إلى إحدى الحالات الثلاث: إما أن تتسلط طائفة على الآخرين بقوة السلاح وتضع يدها على الدولة وتهدد جيرانها والتوازن الإقليمي، وإما أن يبقى لبنان دولة فاشلة مشرعة وفاقدة الوزن والاستقرار، وإما أن يقرر الآخرون إعادة النظر بالكيان اللبناني في إطار تغييرات الشرق الأوسط خلافا لإرادتنا بالوحدة والعيش معا. فطرحنا نظام الحياد لتفادي هذه الحالات، ولتثبيت السيادة والاستقرار.

4 - استفادة لبنان واقتصاده من نظام الحياد

أ - يستفيد لبنان من نظام الحياد في أمرين أساسيين:

1 - الحياد ينقذ وحدة لبنان أرضا وشعبا ويحيي الشراكة الوطنية المسيحية ــــ الإسلامية المتصدعة في كثير من الأمكنة. مع حياد لبنان تستعيد طوائفه الـثماني عشرة أمنها واستقرارها، وتثق ببعضها البعض بعيدا عن الصراعات، وتساهم في استقرار المنطقة والسلام في العالم.

2 - الحياد يجعل مشاركة جميع المكونات اللبنانية أكثر ليونة وإيجابية، إذ يعطل الانحياز والجنوح في ممارسة الصلاحيات والسلطة أيا تكن هوية المسؤول السياسية والطائفية.

ب - ويستفيد اقتصاد لبنان في أكثر من قطاع:

الحياد يعزز الاقتصاد بفضل الاستقرار والأمن ومقدرات اللبنانيين على مستوى الثقافة والخبرة وروح الإبداع. نذكر هنا سبعة قطاعات خاصة بلبنان تعزز اقتصاده، هي:

1 -القدرات المصرفية والمالية والخبرة الطويلة في هذا المجال تجعل من لبنان خزنة الشرق الأوسط. ذلك أن الاستقرار والأمن يولدان الثقة.

2 - المستوى الطبي والاستشفائي العالي والمعدات الطبية هي ذات نوعية. لبنان أقرب للشرق الأوسط من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية واللغة العربية عنصرٌ أساسي. لذا يشكل لبنان مركزا طبيا للشرق الأوسط وله سلسلة فنادق تسهل لأهل المرضى مرافقتهم.

3 - لبنان مركز سياحي للشرق الأوسط وللعالم، إذا تأمن فيه الاستقرار والأمن. فما يحتوي لبنان من ميزات سياحية يجعل منه مركزا جذابا. هذا بالإضافة إلى الفنادق والمنتجعات البحرية والجبلية والمطاعم.

4 - لبنان مركز تعليم وتربية للشرق الأوسط بفضل مستواه العالي التقليدي، وبخاصة على المستوى الجامعي. الأهالي العرب يفضلون لبنان على أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وبهذه الصفة يساهم لبنان في بث روح التفاهم والسلام.

5 - لبنان باستقراره وأمنه يجتذب المنتشرين للعودة والاستثمار في مشاريع متنوعة. وبذلك يوفرون فرص عمل، ونمو، ونوعية حياة سادت لبنان بين الخمسينات وبدايات السبعينات الماضية.

6 - يستفيد لبنان من الحياد بفضل انتمائه إلى العالم العربي، وموقعه على ضفة المتوسط ودوره وحضارته التاريخيين.

بفضل كل ذلك يتحول لبنان محور الاتحاد المتوسطي والمكان الذي تتقاطع فيه مصالح جميع الأطراف. فالشراكة الأوروبية والاتحاد المتوسطي مشروعان حيويان للبنان. إن فكرة الاتحاد المتوسطي تقع في قلب رؤية مستقبلية، ويحمل هذا "الاتحاد" قدرة فعلية على خلق منظومة قيم جديدة وقوة سياسية واقتصادية وثقافية وملاحية في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم. كما يجعل أوروبا أكثر ارتباطا بالعالم العربي وأكثر حرصا على مصالحه وبالتالي أقل اندفاعا في الدفاع عن إسرائيل.

5 - ما نحتاج إليه

استنادا إلى كل ذلك ندعو الأسرة العربية والدولية أن تتفهم الأسباب الموجبة التاريخية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية التي تدفع غالبية اللبنانيين إلى اعتماد "الحياد الناشط"، وأن تقر منظمة الأمم المتحدة في حينه نظام الحياد بأبعاده الثلاثة:

الأول، إن لبنان نشأ وسار على خط الحياد وعدم الانحياز منذ تأسيسه حتى سنة 1969 مع "اتفاق القاهرة" الذي سمح للاجئين الفلسطينيين بامتلاك السلاح الثقيل ومحاربة إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وما تبع ذلك من ظهور قوى عسكرية لبنانية وغير لبنانية خارجة عن الدولة.

الثاني، إن لبنان بحكم نظامه الديمقراطي والليبرالي، وميزة تعدديته الدينية والثقافية المنظمة في الدستور والميثاق الوطني، وبحكم موقعه على ضفة البحر المتوسط بين الشرق وأوروبا، هو صاحب دور في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والدفاع عن حقوق الشعوب، ووساطة التقارب والمصالحة بين الدول العربية، وتقديم مساحة لحوار الأديان والثقافات والحضارات.

الثالث، إن لبنان القائم على التعددية والتوازن بين مكوناته يحتاج ليستمر أن تجد منظمة الأمم المتحدة مع الدول المعنية حلا لوجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني ونحو مليون ونصف المليون نازح سوري على أراضيه".

 

رئيس الجمهورية تابع الاجراءات الامنية في المناطق المتضررة وخطوات شركات التأمين للتعويض على المتضررين: التحقيقات مستمرة

وطنية - الإثنين 17 آب 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شركات التأمين في لبنان الى "الوفاء بالتزاماتها تجاه الأشخاص المؤمنين لديها، الذين تضررت ممتلكاتهم وسياراتهم ومنازلهم نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل أيام". وشدد على ان "الكارثة التي لحقت بلبنان تتطلب تعاونا من الجميع في سبيل تعويض المتضررين كي يتمكنوا من ترميم منازلهم ومؤسساتهم وإزالة آثار الانفجار الكبير الذي ضرب العاصمة وضواحيها"، واكد ان "التحقيقات مستمرة لجلاء ظروف الانفجار واسبابه المباشرة وغير المباشرة"، ورأى ان "التعاطف مع المتضررين واجب الجميع لا سيما أولئك الذين لهم ارتباطات مباشرة مع شركات التأمين المدعوة الى القيام بواجبها حيالهم، بعد انجاز المستندات والكشوفات الضرورية التي تقوم بها الورش الفنية المتخصصة". دعوة الرئيس عون جاءت في خلال ترؤسه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا اجتماعا مع وفد من نقابة وسطاء التأمين في لبنان، بحضور نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة ورئيس النقابة ايلي طربيه وعدد من أعضائها، ورئيسة هيئة الرقابة على شركات التأمين نادين حبال. وتم في خلال الاجتماع عرض الواقع الذي نتج عن الاضرار التي خلفها الانفجار في مرفأ بيروت ودور شركات التأمين في التعويض على المتضررين في ممتلكاتهم وسياراتهم ومنازلهم، والصعوبات التي تواجه شركات التأمين للقيام بواجبها تجاه الأشخاص المؤمنين لديها. وتحدث الحاضرون عن "الإجراءات الواجب اتخاذها كي تتمكن شركات التأمين من دفع تعويضات للمتضررين، لا سيما مع وجود معيدي تأمين مع شركات دولية خارجية". واطلع المجتمعون رئيس الجمهورية على المسوحات الأولية التي أجريت والتي أظهرت وجود اعداد كبيرة من المتضررين، سواء في منازلهم او سياراتهم او مكاتبهم ومؤسساتهم".

نعمة

بعد الاجتماع تحدث الوزير نعمة، فقال: "تباحثنا مع الرئيس عون في خلال الاجتماع بحضور دولة الرئيس وزيرة الدفاع زينة عكر وممثلين عن هيئة شركات التأمين "ACAL" وهيئة الرقابة على شركات التأمين "ICC" في الاجراءات التي ستعتمدها شركات التأمين للتعويض على المواطنين الذين ابرموا عقودا معها وتضررت منازلهم وسياراتهم جراء انفجار المرفأ". اضاف: "لقد وصل عدد الطلبات التي قدمت الى الآن الى شركات التأمين حوالى 2500 طلب، تشكل ما قيمته 425 مليون دولار، والتقديرات الاولية تفيد بأن عدد الطلبات قد تصل الى 10000 طلب، ما يدل الى الحجم الكبير للاضرار التي وقعت. ولسوء الحظ، إن إعادة التأمين مع الشركات خارج لبنان وصل الى 90 % الى اليوم. ونطلب من كل المواطنين الذين لديهم عقود تأمين مع أي من الشركات، الاتصال بالشركة للاستفسار حول الموضوع وما إذا كان العقد الخاص بهم يغطي تكلفة الاضرار ام لا. وإذا واجه أحدهم اي مشكلة يمكنه الاتصال بهيئة الرقابة على التأمين على الرقم 01/ 999069، علما ان شركات التأمين أكدت لنا بأنها ستقوم بواجبها وفق ما تنص عليه العقود، كي تساعد المواطنين في تصليح ممتلكاتهم المتضررة والعودة الى منازلهم بعد الفاجعة التي حصلت". وأوضح الوزير نعمة أن "على كل مواطن لديه عقد تأمين مع إحدى الشركات أن يقدم تصريحا حول الاضرار مدعوما بصور، على ان ترسل شركة التأمين المعنية مندوبين عنها وخبراء يقيمون الاضرار ويقدمون بعدها تقارير للشركة"، ولفت الى مشاركة "حوالى 52 شركة تأمين في هذه الاجراءات"، والى ان "وزارة الاقتصاد على اتصال مع جميع هذه الشركات لمتابعة الموضوع والتأكد من حسن سير العملية".

وزير الداخلية

الى ذلك عرض الرئيس عون مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي الأوضاع الأمنية في البلاد والإجراءات التي تتخذها الوزارة لتأمين جهوزية القوى الأمنية للمحافظة على الامن والاستقرار، لا سيما في المناطق التي شهدت اضرارا جسيمة في المنازل والممتلكات نتيجة الانفجار الذي وقع في المرفأ لمنع الممارسات الشاذة مثل السلب والسرقة.

عبيد

وفي قصر بعبدا، النائب جان عبيد الذي اجرى جولة افق مع رئيس الجمهورية تناولت الأوضاع العامة محليا وإقليميا، وقال بعدها للصحافيين: "عرضت مع الرئيس عون لامكانات وضرورات الخروج من المحنة الفاجعة التي المت بلبنان في المرفأ. وأول المستلزمات معرفة الحقيقة، والدقة والعدل والعجلة في التحقيق وحزم القرار والإجراءات فيه". أضاف: "ان الامر ليس تناقضا بين سلطة ومعارضة، بل هو تأليف بين المسؤولين والمسؤوليات من كل الأطراف لانجاز الحق وفرضه. وكل شيء يهون امام محاسبة المعنيين ومعاقبتهم أيا كانوا واينما كانوا. وليست مسؤولية الدماء والضحايا البريئة امرا يسهل التهاون فيه. لا عصمة ولا عفو عن احد مهما علا شأنه وامره. والناس على نار وغضب وانتظار. وهنا محك الاعمال والرجال ودماء الأبرياء وارواحهم لا ترحم ولا تنتظر".

 

«تلفزيون الثورة» يستقطب باقة من ممثلي لبنان وإعلامييه من بينهم منى خوري وراغدة شلهوب وغادة عيد

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط/18 آب/2020

وجد عدد من الإعلاميين في لبنان بـ«السلطة الرابعة تلفزيون الثورة اللبنانية»، مساحة الحرية التي كانوا يبحثون عنها لترجمة أفكارهم. فبعيداً عن القيود التي كانت تصادفهم عند عملهم في هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك وفقاً لسياسات متبعة فيها، يأتي «تلفزيون الثورة» بمثابة «فشة الخلق» التي يحتاجون إليها للتعبير عن آرائهم. مجموعة من الممثلين والإعلاميين ينضمون تحت لواء «تلفزيون الثورة السلطة الرابعة»، وبينهم وسام صباغ، وكارمن لبس، وهشام حداد، وكارلا حداد، وطارق سويد، وطوني أبو جودة وغيرهم. ويشرف على إدارة برامج هذه المنصة الإلكترونية الإعلامية ماتيلدا فرج الله.

المحطة هذه كان قد سبق وأُعلن عن انطلاقها في فبراير (شباط) الماضي. وبسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، تأخر موعد ولادتها وكذلك عرض برامجها المقررة. وهي تعد قناة بعيدة كل البعد عن السياسة، ولا تتبع أي حزب أو فريق. وحسب فرج الله، فإن برامجها التي ستُبثّ ضمن إطلالات قصيرة، تحاكي تطلعات الشعب اللبناني المنتفض في الساحات منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. واستعدادا لانطلاقتها الرسمية المقررة مبدئياً في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل، استطاعت أن تجمع تحت سقفها الإلكتروني مجموعة كبيرة من الإعلاميين اللبنانيين، غالبيتهم اعتاد المشاهد على متابعتهم عبر شاشات محلية أخرى كـ«ال بي سي آي» و«إم تي في» و«الجديد». ومن الإعلاميات اللاتي يشاركن في تقديم برامجها «أون لاين» راغدة شلهوب، وسنا نصر، ومنى خوري، وغادة عيد، وريما صيرفي، وليليان ناعسة، وغيرهن.

تقول الإعلامية راغدة شلهوب تعليقاً على مشاركتها في المحطة «لقد وافقت على مشاركتي فيها شرط ألا يكون لإطلالاتي أي علاقة بالموضوعات السياسية». وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «اخترت شخصياً طبيعة الفقرة التي سأقدمها والتي ستتعاطى بشكل مباشر مع المواضيع التربوية والمدرسية». وعن مدّة برنامجها وتفاصيله، تقول «ستقتصر مدته على 5 دقائق أتحدث فيها ولمرة في الأسبوع عن مشكلة معينة يصادفها الناس في القطاع التربوي. فأصوب على المشكلات كما على الحلول الخاصة بها مسلطة الضوء عليها من جميع النواحي المتعلقة بالموضوع». وتؤكد شلهوب، أن مشاركتها هذه لن تبعدها عن عملها كمقدمة برامج تلفزيونية في مصر. وتقول «سأكمل مسيرتي الإعلامية العادية وهذه الإطلالة لن تتعارض مع طبيعة عملي. فما أقوم به يصبّ في خانة واجباتي نحو وطني». وعمّا إذا هي متحمسة لخوض هذه التجربة ترد شلهوب «متحمسة نعم، وفي الوقت نفسه قلقة؛ لأنها تجربة تلفزيونية لا تشبه غيرها. فالمعروف عني دبلوماسيتي في أسلوبي الحواري وسأحاول الوصول إلى أهدافي من دون استخدام أي أسلوب صدامي. فالمسؤولية كبيرة خاصة أن كل من هم حولي فوجئوا بقراري هذا؛ ولكني تمسكت بالتجربة؛ لأنها بمثابة خيط يوصلنا إلى التغيير الذي نحلم به. فالشعور بالإحباط الذي يغمرنا لن ينفعه بعد اليوم الركون والاستسلام».

راغدة شلهوب هي إعلامية لبنانية معروفة قدمت مؤخراً برنامج «تحيا الستات» على قناة «النهار» المصرية ولاقى نجاحاً واسعاً.

الإعلامية غادة عيد يعرفها المشاهد اللبناني من خلال برامجها التلفزيونية التي تكشف فيها عن فضائح الفساد. وأحدث إطلالاتها كانت عبر تلفزيون «إم تي في» في برنامج «بدا ثورة». وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «سأقدم فقرة توعوية أتحدث فيها عن أمور إدارية وقانونية. وسيفهم اللبناني من خلالها الأسلوب الصحيح الذي يجب اتباعه من قبل حكامه لبناء غد أفضل، وهذا الأمر سيتيح له محاسبة المسؤول. فلقد اكتفينا من التحدث عن فضائح الفساد وصرنا جميعنا على علم بما يجري في الكواليس السياسية. أمّا المطلوب اليوم فهو اعتماد ثقافة جديدة في تعاملنا مع من يمثلونا في الحكم من زعماء وسياسيين». وتتابع «سأتوجه للنائب وأقول له مثلاً لماذا سكتّ عن هذا الموضوع ولم تسأل الحكومة عنه؟ فمبدأ المحاسبة يجب تطبيقه، ودوري يكمن في كيفية تعليم أصوله للمشاهد من خلال القانون والإدارة الصحيحة». إعلامية أخرى تنضم إلى «تلفزيون الثورة» وهي منى خوري. صاحبة تاريخ طويل في عالم التقديم التلفزيوني، إضافة إلى مشاركتها في تنظيم مهرجانات بيبلوس. تقول عن تجربتها الإعلامية الجديدة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «لقد تحمّست لدخول هذه التجربة لأننا نعيش أجواء وانعكاسات أوضاع سياسية واجتماعية لا نحسد عليها. كما أن هناك مسافات كبيرة تفصل ما بيننا كشعب وبين المسؤولين السياسيين عندنا، وكأننا نعيش في كوكبين منفصلين. ومن خلال (تلفزيون الثورة) سأكون على تماس مع ثورة الفكر والتغيير التي نحتاجها». وعن طبيعة الفقرة التي ستقدمها توضح خوري «سألقي الضوء على مكامن الفساد في بلادي وكيفية تصليح ما كُسر في داخلنا، بسبب مسؤولينا. كما أحضر لمفاجأة أعلن عنها في الوقت اللازم». وعمّا إذا مدة 5 دقائق كافية لإيصال الرسائل التي تريدها تقول «الموضوع لا يقاس بالساعات، بل بالمحتوى المفيد والقصير معاً. فالإطالة في تناول موضوع معين لا يفيد، والمهم أن أضع أصبعي على الجرح». وتتابع «بصفتي إعلامية يمكنني الاعتراف بأنّي ألجأ في كثير من موضوعاتي إلى الإنترنت لاختصار الوقت. وأسلوب (أونلاين) يرتكز على تحكمه بالوقت بحيث نستطيع استخدامه وقتما نشاء مما يعطي المنصات المعتمدة عليه انتشاراً ملحوظاً. وأكبر دليل على ذلك هو التفاعل الذي أبداه الناس مع الإعلان الترويجي عن قرب انطلاق هذه المحطة؛ إذ شكّل الـ«تراند» الأول على صفحة «تويتر».

 

بري: لا حل ولا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية

وطنية - الإثنين 17 آب 2020

أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في دردشة مع الاعلاميين، ان "لا حل ولا خلاص للبنان إلا بأن يمتلك الجميع جرأة وشجاعة الذهاب نحو الدولة المدنية، فخلاص لبنان لا يكون إلا بالإقدام على هذه العملية الجراحية الدستورية". وسأل: "إذا كان ذلك مستندا على قاعدتين اساسيتين هما الحفاظ على الدستور وحفظ حقوق الاديان والطوائف، فما الذي يمنعنا من القيام بهذا الامر؟". وقال: "من الخطأ ان يعتقد أحد ما ان هذا الطرح ليس أوانه اليوم، بالعكس هذا كان يجب ان يتم قبل عشرين عاما، وليس خافيا ان موضوع الدولة المدنية كان قد طرح على طاولة الحوار وحظي بموافقة جميع الاطراف، وحينها تم الاستمهال ليومين يعود طرفان من اطراف الحوار ليتراجعا لأسباب أجهلها". أضاف: "كل ذلك منسجم مع الدستور وخاصة المادة 22 منه والتي تتحدث عن انتخاب مجلس للنواب وطني، وعن مجلس للشيوخ تتمثل فيه العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية".

 

لقاء سيدة الجبل: نحن أمام مرحلة جديدة وحكم المحكمة الدولية انتصار للعدالة في لبنان والمنطقة

وطنية - الإثنين 17 آب 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري الكترونيا بمشاركة " مجموعة نحو الحرية" وكل من: أحمد فتفت، ادمون رباط، أسعد بشارة، انطوان اندراوس، انطوان قسيس، أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، ايلي كيرللس، ايمن جزيني، بهجت سلامة، توفيق كسبار، حسين عطايا، جوزف كرم، حسان قطب، حسن عبود، خليل طوبيا، ربى كبارة، غسان مغبغب، فارس سعيد، منى فياض، مياد حيدر، سعد كيوان، سناء الجاك، طوني الخواجه، طوني حبيب وهشام قطب. وصدر عن المجتمعين بيان،أشار في مستهله الى "ان انفجار بيروت، يوم 4 آب 2020، كشف مستور المنطقة. إذ يتبين أنها تنتقل من مرحلة قديمة على مشارف الانتهاء إلى مرحلة جديدة نتلمس معالمها. وفي هذه المرحلة الانتقالية يتحمل الرئيس ميشال عون مع حزب الله مسؤولية "جريمة" فقدان لبنان للدور الريادي في المنطقة أولا، وللحريات والمصرفَ والجامعة والمدرسة والمستشفى والقطاعات الانتاجية والصناعة والتجارة وحتى المرفأ ثانيا، بينما تنتقل دول من المنطقة لتنفتح على مسارات جديدة في الاقتصاد والسياسة ولتلعب دورها في كل المجالات". ودعا البيان جميع المعنيين إلى "التفكير مليا والخروج من المحلية السياسية وعدم اختزال الازمة الوطنية ببعد داخلي واحد، الفساد أو سوء الادارة أو الطبقة السياسية أو الطائفية أو النظام".

أضاف:"نحن أمام مرحلة جديدة وعلينا أن ننتقل بلبنان، مواكبة لهذه المرحلة، على قاعدة احترام شرعيتنا اللبنانية وانتمائنا الواضح للعالم العربي والتمسك بعلاقاتنا مع المجتمع الدولي وتمتينها وترجمتها هي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1559، 1680، 1701 و1757. وخارج هذه الشرعيات الثلاث تبقى كل الاطروحة السياسية التقليدية منها أو "الثورية" ناقصة ومنقوصة". وتابع البيان: "وينتظر "اللقاء" مع جميع اللبنانيين، غدا، صدور الحكم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بشأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويعتبر أن هذا الحكم ليس انتصارا لفريق على آخر في الداخل إنما هو انتصار للعدالة في لبنان والمنطقة ولسائر اللبنانيين من دون استثناء".

 

السنيورة يكشف "وقائع مُريبة" بشأن تفجير مرفأ بيروت

الوكالة الوطنية للاعلام/الاثنين 17 آب 2020 

إعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أن "لبنان أمام مرحلة وجودية"، لافتًا الى أن "بعض السياسيين امتهنوا تفسيخ الدولة والتسبب بالمزيد من التشنجات داخل الشعب اللبناني". وأكد أن هؤلاء السياسيين الى زوال والشباب سيتولون نهوض لبنان". وأوضح في حديث الى القناة التلفزيونية السعودية "سعودي 24"، أنه طالب إثر تفجير مرفأ بيروت مع رؤساء الوزراء السابقين "بتأليف هيئة دولية للتحقيق وبشكل منفصل ونزيه في جميع تفاصيل هذه العملية المريبة والتي تثير الشكوك من أجل امتصاص غضب اللبنانيين الذين أصيبوا بصدمة هائلة بنتيجة القصور والتقصير". واستهل السنيورة الحوار بالحديث عن "الدور الاخوي الذي لطالما لعبته المملكة العربية السعودية في علاقاتها مع لبنان". وقال: "السعودية كانت من ضمن الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية. وكان لبنان أحدها. وهي قد حرصت في صياغة مشروع انشاء جامعة الدول العربية على احترام استقلال وسيادة لبنان".

وردّا على سؤال عن تفجير مرفأ بيروت، قال: "هي جريمة جرى ارتكابها من خلال عملية نقل مواد متفجرة بشكل مريب، وجرى إلباسها مظاهر وكأنها عملية نقل عادية. وتتمثل هذه العملية بحمولة سفينة كانت متوجهة كما قيل آنذاك إلى الموزمبيق، وآتية من جورجيا على البحر الأسود. وبالتالي طلب من قبطان السفينة أن تحول وجهتها الى لبنان وذلك كان في العام 2013". وأضاف، "وعلى أساس انه كان مطلوبًا من السفينة ان تحمل حمولة إضافية من لبنان. ولكن عندما وصلت الى لبنان تبين بأن السفينة غير قادرة على أن تحمل حمولة إضافية، وأنها لم تستطع ان تسدد الرسوم المرفئية اللازمة، وبالتالي جرى ايقافها، ومن ثم تبين انها غير قادرة على الإبحار نظرا لتسرب الماء من قعرها، ولذلك جرى تفريغ الحمولة وكل ذلك بتركيبات وتبريرات يقصد منها ان تأخذ الطابع القانوني من اجل ان يصار الى افراغ تلك الحمولة من كميات نترات الامونيوم ذات التركيز العالي 34.7%، وهي المواد المحظور ادخالها الى لبنان نظرا لأن هذا التركيز (concentration) في هذه المادة يجعلها قابلة للاستعمال لإنتاج المتفجرات، وليس من اجل إنتاج الأسمدة الكيمياوية للزراعة". وتابع، "من ثم ضاعت اخبار هذه الكمية الموجودة في المستودع لفترة سبع سنوات، وبالتالي فجأة جرى الانفجار في الرابع في آب 2020، وحيث بدأ يظهر وجود مراسلات داخلية بين الأجهزة وإدارة المرفأ والقضاء، مراسلات من هنا ومن هناك، ولكن دون ان تؤدي تلك المراسلات بين مختلف الأجهزة والادارات المعنية في المرفأ من جيش ومن امن دولة ومن امن عام وقوى جمركية وإدارات قضائية إلى أي نتيجة. اتصالات ومكاتبات ورسائل دون ان يتمخض عنها أي شيء يؤدي إلى إبعاد ونقل تلك الكميات بعيدا عن لبنان أو إعادتها الى صاحبها والذي تبين بعد ذلك انه ليس هناك من صاحب معروف لها. فصاحب تلك المواد شبح، طبيعي هناك صاحب حقيقي ولكنه مكتوم".

أضاف: "الذي تبين بعد ذلك ان هناك ثغرات في هذا المستودع تسمح لبعضهم بالدخول إلى ذلك العنبر، وبالتالي ما يتيح لمن يريد سحب كميات من تلك المواد المتفجرة تدريجيا لاستعمالها من قبل صاحب تلك الكميات والمكتوم في الداخل اللبناني أو ربما إلى خارج لبنان. وذلك يعني أن قسما كبيرا من تلك الكميات جرى إخراجها بنتيجة قول الخبراء أن هذا التفجير لم يكن ليزيد عن كميات بحدود ثلاثمائة طن من أصل الكمية الأساسية وهي 2750 طنا. وأردف، "من ثم بدأت تتبين المعلومات بأن الذي استورد هذه الكميات هو الذي كان يشرف بشكل كامل على الاستعمال التدريجي لهذه الكميات".

ووفق السنيورة، فإنّ "هذه الوقائع المريبة تتطلب ان يصار الى ان يكون ذلك محط تحقيق صحيح وكامل نزيه وشفاف بداية من قبل لجنة دولية لتقصي الحقائق بشكل يبين كل الحقائق، ولاسيما وان هذا التفجير قد أودى بحياة أكثر من 170 مواطنا لبنانيا حتى الآن، عدا عن المفقودين. وأدى الى إصابة عدد كبير من الجرحى أكثر من 6000، ومنهم مازال في حالة الخطر، وتدمير جزء كبير من بيروت وأبنيتها، وهذه الخسائر بمليارات الدولارات".

وسأل: "الآن من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة؟ المشكلة الآن هو ان رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية تحاول ان تحصر التحقيق في هذه العملية بالأجهزة وبالإدارات التي كانت هي الموجودة والمسؤولة في المرفأ. وبالتالي، فإن الأجهزة وهذه الإدارات هي التي كانت مطلعة بكل ما يجري من شاردة وواردة في المرفأ بما فيها تلك الشحنة وتلك المواد، وان الموقف الذي اتخذه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في هذا الصدد، كان حاسما بأنه يجب الاكتفاء بالتحقيق الذي يجريه الجيش او تجريه تلك الأجهزة، وأن رئيس الجمهورية، وكذلك حزب الله وآخرون ممن يلوذون بهما ضد أي تحقيق تجريه هيئة خاصة، وهي التي يجب أن تؤلف عن طريق الأمم المتحدة او عن طريق الجامعة العربية".

وأضاف، "بالتالي، وجدنا أيضا أن فخامة الرئيس يصر على حصر هذا التحقيق بجهة معينة بذاتها، وهي أساسا التي كانت المسؤولة في المرفأ، والتي يفترض بها أن تكون على علم تام بكل ما يجري في المرفأ وتحديدا وبما يختص بهذه الشحنة التي كان يجري بكل ما يتعلق بها تحت ناظريها وبمعرفتها".

وأضاف، "كيف والحال هكذا يمكن ان تتولى هذه الجهات هذه التحقيقات من قبل من كان موجودا ويعرف بكل تفاصيل هذه الكميات وكل ما طرأ بشأنها؟ لذلك اعتقد أنه ومن أجل معالجة وامتصاص هذا الغضب العارم الذي يتفاقم لدى اللبنانيين الذين أصيبوا بصدمة هائلة بنتيجة هذا القصور والتقصير وعدم التنبه والتبصر في مآلات هذه الشحنة المتفجرة، والتي وضعت وجرى تخزينها على بعد أمتار من المنطقة السكنية في مدينة بيروت، هذا الامر هو ما جعلنا نحن رؤساء الوزراء السابقين يوم الأربعاء الماضي أن نطالب بتأليف هيئة دولية للتحقيق وبشكل منفصل ونزيه في جميع تفاصيل هذه العملية المريبة والتي تثير الشكوك". وتابع: "حتى نكون موضوعيين لا يظهر الآن وبشكل واضح من كان ومن هو وراء هذه العملية. هو يبدو وكأنه شبح. كان يواكب هذه الأجهزة والإدارات وبدون ان يظهر من هو. وبالتالي كان هناك العديد من المراسلات التي بدأت تتكشف الآن. فلان يرسل رسالة أو يحيل الى الجهاز الفلاني وآخر يرسل الى القضاء والقضاء يرد ويعود إلى وزارة الأشغال ومن الوزارة تعاد المراسلات إلى الجمارك وغيرها. وجميعها مراسلات ولكن لا ينتج عنها أي شيء وكأن هذا الشبح، الذي هو صاحب هذه المواد، كان يتحكم بحركة سير كل هذه الاتصالات دون ان تخرج في المحصلة أي نتيجة إلى العلن. وبالتالي إن سأل أحدهم ليعرف حقيقة ما حصل، لا يحصل على شيء".

وأشار السنيورة إلى أنّه "في هذا الأمر بالتحديد، سألت الرؤساء نجيب ميقاتي وتمام سلام وأيضا الرئيس سعد الحريري وهم جميعا لم يكونوا على علم ولا جرى اطلاعهم على هذا الامر على الإطلاق".

وقال: "في المحصلة ما أقوله ان هذا الامر خطير، وهو بمثابة جريمة ضد الإنسانية، وليس حادث سيارة ذهب ضحيته عدد من القتلى. فهذا امر أدى الى تدمير عاصمة لبنان وأدى الى هذه الخسارات الإنسانية وهذه الضحايا البشرية وهذه الخسارات المادية، وهو امر يقتضي ان يصار الى التحقيق فيه بداية من قبل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق تؤلفها الأمم المتحدة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 17-18 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

الفاشية الشيعية، الغاء الآخر ومنطق الابادة
شارل الياس شرتوني
/17 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89562/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84-2/

 

Macron’s Initiative Between What Is Allowed and Refused by Nasrallah/Sam Menassa /Asharq Al Awsat/August 17/2020

مبادرة ماكرون بين المباح والمحظور عند نصر الله/سام منسى/الشرق الأوسط/17 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89564/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85/

 

باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية النص الكامل لمذكرة “لبنان الحياد الناشط” التي أعلنها اليوم البطريرك الراعي

Arabic-English & French Text Of The Memorandum on “Lebanon and Active Neutrality” That Was announced Today By Maronite Patriarch Cardinal Beshara Rahi

http://eliasbejjaninews.com/archives/89556/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2/