LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august18.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الأهمية السيادية والتعايشية والوطنية لزيارة وفد الإشتراكي الرئيس عون في قصر بيت الدين

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما

الياس بجاني/كما أن الرب يغفر لمن يرجع إليه ويتوب فهو أيضاً قاسي في أحكامه على الأشرار

الياس بجاني/الياس بجاني/خطاب السيد نصرالله الإستكباري والواهم والمنسلخ بمحتواه عن الواقع

الياس بجاني/ضرورة قيام جبهة سيادية عابرة للطوائف لمواجهة احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/8/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت ليوم السبت 17 آب 2019

الصحافي نبيل بو منصف : مطلوب ابعاد لبنان عن سياسة المحاور

النائب الان عون: لا اعتقد ان العقوبات الاميركية ستطال رموزا في الدولة اللبنانية

الحريري ينأى بلبنان عن "حزب الله" ... و"بيت الدين" على موجة "بنت جبيل"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نتانياهو: لسنا متأثرين بتهديدات نصرالله 

رسالة من "أنصار الله" إلى "حزب الله": النموذج المشرف لكل شعوب الأمة

وصول وفد اغترابي ضخم إلى لبنان وبرنامج أدبي حافل له في المناطق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خبير أممي: الإعدامات في إيران بين الأعلى عالمياً... وتطال الأطفال

تركيا تؤكد عدم وجود تغيير في خطة إنشاء «المنطقة الآمنة» شمال سوريا

فرح السودان:المرحلة الانتقالية دخلت حيز التنفيذ

التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان

لماذا يريد ترمب شراء غرينلاند من الدنمارك؟/الجزيرة غنية بالموارد الطبيعية وموقعها الجغرافي جعلها محط اهتمام القوى العالمية

صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في كشمير... والهند تعلن «تخفيف القيود»

تهديد مبطن بحرب نووية من وزير الدفاع الهندي... ورئيس وزراء باكستان يبحث الأزمة مع ترمب

الولايات المتحدة تصدر مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"  

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإستحقاقات على "نار" التصنيف والعقوبات الحامية/مرقص لـ"نداء الوطن": السياسي "المعاقَب" تُقفل حساباته المصرفية فوراً/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

جبران باسيل: العهد دولاب وبورصة الرئاسة... يا طالعة يا نازلة/نجم الهاشم/نداء الوطن

بومبيو للحريري: تحمّلوا مسؤوليّاتكم أو ترقّبوا الانهيار/علي الأمين/نداء الوطن

نصرالله في خطبة النّشوة والإشراق المهدوي/محمد أبي سمرا /المدن

ما تريده واشنطن وما يستطيعه سعد الحريري/راغدة درغام/موقع إيلاف

من يزيد انكشاف لبنان/علي حماده/النهار

24 قراراً لـ«الدستوري» في عام و100 في 24 عاماً/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الخطر في لبنان والخطر على لبنان/رفيق خوري/نداء الوطن

إسرائيل والعرب وأميركا: للتفاهم مع إيران وحزب الله/منير الربيع/المدن

ممسحة البيت الوسخة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

قد يكون الحل في اليمن: يمنين/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

كيف يكسب إردوغان من الحرب السورية/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

الخطوط العريضة لخطة ترمب للسلام/دنيس روس/الشرق الأوسط

إيران في دير الزور: فشل عقائدي.. ونجاح عسكري/محمد حسان/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون لوفد منطقة الجبل: المصالحة التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض والاتفاق على اعمار لبنان

المؤسسة المارونية للانتشار خرجت الدورة 7 من الاكاديمية المارونية الراعي: اليوم كسبنا 100 سفير سينشرون لبنان على حقيقته في العالم

شهيب: متمسكون بمسيرة المصالحات التي تحفظ الشراكة وتصون السلم الاهلي ونسعى لإرساء مفهوم تربوي جديد من خلال عدم زج السياسة في التربية

أبي اللمع: يبدو أن العقوبات لن تمتد إلى مقربين من حزب الله ولا أظن أن الإدارة الأميركية مصرة على وضع إجراءات صعبة على لبنان حاليا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من31حتى36/:”أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الأهمية السيادية والتعايشية والوطنية لزيارة وفد الإشتراكي الرئيس عون في قصر بيت الدين

الياس بجاني/17 آب/2019

مهمة جداً زيارة وفد الإشتراكي الموسع للرئيس عون في قصر بيت الدين وهي برمزيتها خطوة وطنية وتعايشية وذكية ومباركة تبين تعليق اللبنانيين كافة بالسيادة والدولة والقانون مبداً قبول الاخر والتعايش معه بمساواة وكرامة

 

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما

الياس بجاني/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77605/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما/17 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias sadom amora27.01.15.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما/17 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20sadom%20amora27.01.15.mp3

 

كما أن الرب يغفر لمن يرجع إليه ويتوب فهو أيضاً قاسي في أحكامه على الأشرار

الياس بجاني/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77605/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

يعلمنا الكتاب المقدس أن الله الذي هو أب رحوم وعطوف وغفور يحب الإنسان كما يحب نفسه ولهذا خلقه على صورته ومثاله ووهبه ذاته، أي الكلمة، من خلال اللسان وميزه بذلك عن باقي المخلوقات كافة.

كما أن الله الذي أعطى هذا الإنسان وديعة الحياة قد زوده بنّعم بالعقل والبصيرة لتكون له كامل الحرية في إما أن يتبع شريعته ويعود إلى مساكنه السماوية، أو أن يعصى هذه الشريعة ويقع في تجارب وأفخاخ الشيطان فيعاقبه يوم الحساب الأخير ويحرّمه من المسكن السماوي ويرميه في جهنم حيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ والعذاب ابدي.

ولمساعدته التسلح بالخير والإيمان والعيش بما تقتضي موجبات الشريعة وعن قناعة، أبقى الله صوته داخل عقل ووجدان الإنسان الذي هو الضمير لينبهه باستمرار ويحذره في كل مرة يضعف إيمانه ويخور رجاؤه.

والله هذا هو دائماً ينتظر الإنسان ليعود اليه ويتوب ويؤدي الكفارات ليغفر له ويسامحه كلما أخطئ وابتعد عن شريعته وفشل في لجم غرائزه وشهوادته الترابية، ولنا في واقعة الإبن الشاطر الإنجيلية خير مثال نقتدي به ونأخذ منه العّبر.

نستقي من الكتاب المقدس إنه وعلى ممر الأزمنة العصور لم يبخل الله على الإنسان بأي شيء وهو نفسه تجسد ولبس جسد الإنسان الترابي وتعذب وتألم وأهين ومن ثم صلب ومات وقام في اليوم الثالث من أجل أن يغفر له خطيئته الأصلية ويرفعه من إنسان الغريزة القديم إلى الإنسان الجديد بعماد الماء والروح القدس.

وفي كل مرة كان فيها الإنسان يعصى الله ولا يرتد ويتوب ويعود إلى الطرق القويمة بعد كل الفرص التي تعطى له، كان الله يعاقبه أشد عقاب كما كان الحال على سبيل المثال لا الحصر بالطوفان المدمر في زمن نوح، وبلعنة اللغة البابلية في زمن حفيد نوح الكبير نمرود، وفي تدمير وحرق مدينتي سادوم وعامورة.

في الخلاصة إن الله يمهل، لكنه لا يهمل، كما أن لا يقدر الإنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله ومن يوم حسابه الأخير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

خطاب السيد نصرالله الإستكباري والواهم والمنسلخ بمحتواه عن الواقع

الياس بجاني/16 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77594/elias-bejjani-mr-hassan-nasrallahs-delusional-and-boasting-speech-of-today-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

خطاب السيد نصرالله اليوم في الذكرى 13 للحرب مع إسرائيل، والتي كانت حقيقة كارثية على لبنان وشعبه على كل المستويات وفي كافة المجالات، كان خطاباً تعبوياً واستكبارياً ومنسلخاً عن الواقع بالكامل.

خطاب بمحتواه وأهدافه ونبرته العالية وعنترياته لا يمت بشيء لثقافة وحضارة وسلمية وتطلعات  وآمال غالبية اللبنانيين.

هو خطاب تجييشي بالكامل ورزم أوهام وأحلام يقظة وتباهي بانتصارات هي بالحقيقة وعلى أرض الواقع هزائم وانتحار ودمار ذاتي للبنان واللبنانيين.

يبقى أن حزب الله هو جيش إيراني ارهابي ومذهبي طبقاً لكل المعايير الدولية والعسكرية، وهو عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض يحتل لبنان منذ العام 2005 ويمسك بقراه 100% .

حمى الله لبنان وشعبه من شرور وأذى وهرطقات ومغامرات هذا الحزب الملالوي ومن المخططات الإيرانية المذهبية والإستعمارية والإمبراطورية.

 

ضرورة قيام جبهة سيادية عابرة للطوائف لمواجهة احتلال حزب الله

الياس بجاني/16 آب/2019

ليس بمقدور أميركا ولا غيرها مساعدة لبنان ما لم تتكون جبهة سيادية لبنانية عابرة للطوائف بمواجهة حزب الله وخروج جعجعع والحريري وجنبلاط من صفقة الإستسلام ومن كذبة الواقعية وتغليب أولوية السيادة على عن حلم الكراسي والأجندات الشخصية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/8/2019

وطنية/السبت 17 آب 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يعتزم الرئيس سعد الحريري عقد أكثر من جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع الجديد، للبحث في قضايا متصلة بنتائج زيارته واشنطن، ولاسيما ما يتعلق بالوضع المصرفي، إضافة إلى درس مواضيع الموازنة العامة والإفادة من أموال "سيدر" وإجراء التعيينات الادارية. وتبرز الحاجة إلى الاصلاحات كموضوع يطرح نفسه على جلسات مجلس الوزراء.

في غضون ذلك، هناك كلام على اهتمام رئيس الجمهورية بعقد مؤتمر وطني جامع للقيادات، لطرح مسألة التعاون في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، ولا سيما أن لها ارتدادات على لبنان.

وفي بيت الدين المقر الرئاسي الصيفي، يلتقي الرئيس عون شخصيات ووفودا، بينها وفد من "الحزب التقدمي الاشتراكي" أبلغه أن الزعيم وليد جنبلاط سيزوره بعد عودته من السفر، وسيدعوه إلى زيارة المختارة. ويشدد الرئيس عون على الاستقرار في البلد وعلى نهائية العيش المشترك ليس في الجبل وحده، وإنما في كل لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد أقل من أسبوعين على لقاء المصارحة والمصالحة في القصر الجمهوري، خطوة إضافية اليوم على خط ترسيخ أجواء الإنفراج وترميم الواقع السياسي. وفد كبير من "اللقاء الديمقراطي" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" وفاعليات الجبل، في حضرة رئيس الجمهورية ميشال عون في مقره الصيفي في بيت الدين.

الوفد المؤلف من ثلاثمئة شخص، حمل رسالة سياسية واضحة، بمبادرة من رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، الموجود مع نجله تيمور في الخارج، لكن ملائكته حاضرة.

رئيس الجمهورية قال لوفد منطقة الجبل، إن المصالحة التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا.

وبالإستناد إلى أعضاء في الوفد الزائر، فإن اللقاء في قصر بيت الدين كان إيجابيا ووديا، وليس ثمة جراح، فما حصل في الجبل كان حادثة بنت ساعتها وانتهت بمكانها والقضاء يأخذ مجراه بخصوصها.

الوفد شدد على الوفاق الداخلي والمصالحة الداخلية، مشيرا إلى ارتياح رئيس الجمهورية للمصالحة التي تمت، وكشف أنه عندما يعود وليد وتيمور جنبلاط إلى لبنان سيكون لهما لقاء مع عون. وبحسب المعلومات المتداولة، فإنهما سيزوران رئيس الجمهورية في بيت الدين السبت المقبل، ويوجهان إليه دعوة لزيارة المختارة.

في غضون ذلك، تنتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن، ليكتمل النصاب السياسي في لبنان، وتنطلق ماكينته مجددا الأسبوع المقبل، مع خروج البلاد من مدار العطل الرسمية، حيث يفترض انعقاد مجلس الوزراء لملاحقة كم كبير من الإستحقاقات والملفات، وأبرزها الأزمة الإقتصادية.

وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى إعطاء الأولوية القصوى في هذه المرحلة، لتمرير القطوع الإقتصادي الصعب، بالحد الأعلى من المسؤولية ومن الجهد على كل المستويات، لإخراج البلد سليما معافى من هذه الأزمة الخطيرة.

الرئيس بري شدد على ضرورة المبادرة سريعا إلى إعلان حالة طوارئ إقتصادية وإصلاحية. وقال إن على الحكومة أن تبدأ في القريب العاجل، بترجمة خريطة الطريق التي رسمها الإجتماع الإقتصادي الذي عقد في قصر بعبدا في حضور الرؤساء.

في الخارج ارتسمت تطورات جديدة اليوم على المسار اليمني- السعودي، تمثلت بإعلان الجيش واللجان الشعبية اليمنية، عن تنفيذ أكبر عملية بعشر طائرات مسيرة، استهدفت حقل "الشيبة" التابع لشركة "أرامكو" العملاقة، في العمق السعودي على بعد عشرة كيلومترات من حدود الإمارات.

أما على المسار السعودي- الإيراني، فرصد موقف برلماني لافت في الجمهورية الإسلامية عبر عنه رئيس لجنة الأمن القومي، الذي لفت إلى أن حسن تعامل السعودية مع الحجاج الإيرانيين تهدف المملكة من خلاله إلى المزيد من التعاون مع طهران. وأضاف أنه إذا استمرت السعودية في هذا السلوك سنشهد إذابة الجليد عن العلاقات بين البلدين.

هذه التصريحات المتسمة بالمرونة، واكبتها الولايات المتحدة بأداء تصعيدي، تمثل بإصدار وزارة عدلها مذكرة لاحتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1" التي تستعد لمغادرة مضيق جبل طارق بعدما أفرج عنها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في وطن يعتز بقوة المقاومة وحكمتها، هل سيحتكم أهله إلى لغة المنطق والعقل، فيعتبرون من خطاب النصر، ويرون فيه تواضع القوة، وقوة المعادلات التي لم تعد تحمي لبنان فحسب، بل المنطقة؟، وهل سينكب الجميع للاستفادة مما بتنا عليه اليوم، لترميم واقع شظته المكابرات والتسويفات، وبات بأمس الحاجة إلى خطوات عملية اقتصادية ومالية واجتماعية؟.

لبنان العائم على فائض نصر، المضاعف لقوته خمسمئة مرة، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من مربع النصر والصمود، أخرس الاحتلال الذي لم يستطع التحليل ولا التأويل في خطاب الأمين العام ل"حزب الله"، واكتفى إعلامه بعرض الخطاب الذي سمعت أصداؤه جيدا في فلسطين المحتلة، وفهم قادته الأمنيون معنى الرسالة التي بعث بها سماحته.

داخليا، ساعات تجل سياسي يعيشها الجبل ستنعكس ايجابياتها على الوضع العام، فمن مقر الاقامة الصيفية لرئيس الجمهورية في بيت الدين، تأكيد على مسار مصالحة قادرة أن تبرئ الجراح، فالمصالحة التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا، أكد الرئيس ميشال عون أمام وفد من الحزب "الاشتراكي" زاره مرحبا، والجميع مدعو لمضافرة الجهود والاتفاق على إعمار لبنان، كما قال.

في فلسطين العامرة بالبطولات، من سكين فتى ثائر إلى سيارة فدائي مجاهد، ومعهما معادلة الردع التي تفرضها المقاومة في غزة على الاحتلال، وعد بإبقاء اليد على الزناد، ووعيد ضد أي حماقة قد يقدم عليها الاحتلال.

أما في يمن الأشراف، حيث ينزف أهل العدوان إلى حد الاستسلام، عملية بطولية للجيش واللجان على منطقة "الشيبة" النفطية الواقعة عند الحدود بين السعودية والامارات. عملية هي الأكبر التي تستهدف أهل العدوان في العمق السعودي، وتؤكد أنهم لن يكونوا في أمن واستقرار في منأى عن قدرات اليمن العسكرية المتعاظمة، كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن أن العلاقات مع إيران ستكون أفضل مما كانت عليه سابقا، والالتقاء معها في دعم القضية الفلسطينية، وتشارك الموقف من الهيمنة الأميركية والخطر الصهيوني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

العنوان الوحيد اليوم: بيت الدين. فالجبل عاد إلى الجبل، وعبرت غيمة الصيف، ولعل في حركة اللقاءات السياسية والشعبية، اليوم وفي الآتي من الايام، خير دليل.

أما اعتبارا من الأسبوع المقبل، فالأنظار مجددا إلى الشأنين الاقتصادي والمالي، خصوصا إثر تذكير الرئيس عون أمس بما أقر في بعبدا في هذا الاطار التزاما ووجوبا، ورسمه معادلة: اما هناك حكم قادر على تنفيذ ما اتفق عليه، واما لا حكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من الأسبوع الطالع، تعاود الحياة السياسية دورتها العادية. العطل الرسمية انتهت، الرئيس الحريري يعود من سفرته الأميركية، والخلاف السياسي الذي عطل عمل مجلس الوزراء لأربعين يوما جمد، ما يؤذن باعادة تفعيل العمل الحكومي.

وبدءا من الاثنين، أمام الحكومة ثلاثة ملفات داهمة: الأول بيئي، فمشكلة النفايات في بيروت الكبرى لم تحل بعد، ودون حلها تعقيدات لوجستية وحتى سياسية. لكن مشكلة النفايات الكبرى تتركز في الشمال، وتحديدا في الأقضية الشمالية الأربعة التي عادت شوارعها تغرق تحت "تسونامي" النفايات. إنها كارثة بيئية- صحية مستمرة في ظل عجز رسمي واضح. فبعد فشل حل مطمر تربل، التزم وزير البيئة فادي جريصاتي الصمت، وتردد أنه لن يكسر صمته قبل عودة الحريري من الخارج، وقبل وضع خطة النفايات على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء.

فهل يحل مجلس الوزراء مجتمعا، ما استعصى على الحل حتى الآن؟، وهل يتخذ تيار "المستقبل" قرارا واضحا بالالتزام بما وعد به؟، والأهم: هل يخرج الملف المعقد والمتشابك من دائرة التجاذبات، أم سيبقى موضع خلاف، مشرعا الباب أمام كل الأجواء المؤذية، بما فيها المذهبية والطائفية؟.

الملف الثاني سياسي، وهو في قسمين. فهناك أولا لملمة تداعيات حادثة قبرشمون عبر مصالحة بعبدا. والجو الايجابي غالب ومسيطر، وتكرس بالزيارة اللافتة لوفد "الحزب التقدمي الاشتراكي" إلى قصر بيت الدين اليوم. وهناك ثانيا توسيع العقوبات الأميركية التي تفرض على "حزب الله" وحلفائه في لبنان. والواضح أن زيارة الحريري ساهمت في تبديد عدد لا بأس به من الهواجس، وفي إزالة الكثير من المخاوف والتوجسات، وهو ما دفع مصدر في "حزب الله" إلى أن يقول ل"وكالة الأنباء المركزية" إن الرئيس الحريري يخاطب العالم بموضوعية، وأنه أمر ايجابي يسجل له.

يبقى الملف الثالث الأخطر، وهو الملف الاقتصادي. والحكومة مقبلة على ورشة متكاملة، باعتبار أن مشاريع سيدر ال 250 ستوضع على نار حامية، أي أنها ستكون على طاولة مجلس الوزراء قريبا جدا. كما يتوقع أن يزور المسؤول الفرنسي عن ملف "سيدر" بيار دوكان بيروت في أيلول المقبل، لحث المسؤولين اللبنانيين على الاسراع في تنفيذ مقررات "سيدر". فهل نشهد تغييرا جذريا في أداء الحكومة، فتتحول إلى فريق انقاذ اقتصادي، بعدما كانت هي في حاجة إلى من ينقذها من نفسها؟. الأيام تحكم، فلننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مع بدء الأسبوع المقبل، تنتهي العطلة الصيفية ولو القسرية، ويبدأ العمل الفعلي للحكومة، مدعما بوعود مالية رياحها أميركية، وبوعود بالعمل بايجابية، رياحها داخلية.

الاثنين، من المرتقب أن يعود إلى لبنان رئيس الحكومة سعد الحريري، حاملا معه إلى رئيس الجمهورية تفاصيل محادثاته الأميركية، علما أن أي تواصل لم يتم حتى الساعة بين الرئيسين.

في الحديث المرتقب، أكثر من ملف، أبرزها إلى ملف العقوبات الأميركية المستمرة على "حزب الله" وعلى الأرجح حلفائه، ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، والذي تدعم واشنطن انهاءه، وترسل لهذه الغاية، ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إلى بيروت، مطلع أيلول المقبل لهذه الغاية، وقد علمت الـLBCI أنه طلب موعدا للقاء الرئيس نبيه بري.

لبنان الرسمي، متسلحا بتوافق رؤسائه الثلاثة، ينتظر بفارغ الصبر بت هذا الملف، تحت سقف الحفاظ على كل ذرة من الحقوق اللبنانية، وهو يطالب بوضع ما اتفق عليه شفهيا حتى الآن، عبر الوسيط الأميركي، في نص مكتوب واضح.

الرياح الأميركية ستطال كذلك، دعم مؤتمر "سيدر"، إما عبر دعم مالي أميركي مباشر، وإما عبر حض الحلفاء، ولا سيما الخليجيين منهم على المساهمة في المؤتمر والاستثمار في لبنان.

وتمهيدا لعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها، جاءت اليوم ما يصح تسميتها التظاهرة "الاشتراكية" في بيت الدين، والتي أراد من خلالها رئيس الحزب وليد جنبلاط توجيه رسائل واضحة، تؤكد أن لقاء مصالحة بعبدا شكل نقطة فاصلة ومرحلة جديدة، عنوانها الايجابية حتى أقصى الحدود، لا سيما في كل ما يرتبط بالعمل الحكومي المقبل، وتيسير أمور الناس بعيدا من التوتر.

الحزب "الاشتراكي"، وعبر مئات الأشخاص الذين ملاؤا ساحات المقر الرئاسي الصيفي، أراد رد التحية للدور الذي لعبه رئيس الجمهورية لإنهاء أحداث البساتين بتحية أكبر، كما أرسل إلى "التيار الوطني الحر" رسالة مفادها: إلى استراتيجية المنافسة الايجابية در، وليكن التنافس بين الحزبين لمصلحة خدمة الناس وتعزيز المصالحة والانماء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

منذ حكم الست نظيرة جنبلاط "أم المعلم"، لم تسند إلى النون الجنبلاطية أدوار تقدمية ذات أبعاد سياسية. لا نظير لسيدة وصفت بأنها جسر بين تاريخين في القرن التاسع عشر، ولا وجوه للمقارنة بزمن الأحفاد.

لكن بغياب وليد سفرا، وباحتجاب تيمور حضورا وغيابا، أطلت الدوالي الجنبلاطية، وتزعمت داليا وليد جنبلاط وفد "الاشتراكي" إلى الترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. اكتفت بنت الجبل بعبارات ثلاث لزوم التأهيل، لكن تاء التأنيث التي توسطت نوابا ووزارء "تقدميين"، هي تاء من وحي فكر الكمال وتحرر الأجيال، ولو أرادت لهزمت من سبقها من رجال.

رحب الوفد بالرئيس، وبادلهم العماد ميشال عون تحية الجبل، معلنا أن المصالحة الأساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا.

على أن الاختلاف في السياسة، يجب ألا يفسد لمجلس الوزراء قضية، فالبلاد تقوم على دساتير تحكمها، والدستور اللبناني يحدد الحكم بمجلس الوزراء مجتمعا، وليس بمصالحات عشائرية قابلة للنقض والثأر، ولا حتى بطاولة حوار تراود رئيس الجمهورية، ولا بفض نزاعات على الطريقة التوافقية والحبية وتبويس اللحى.

جميل مشهد بيت الدين، وقبله "لمة" قصر بعبدا، وفض الاشتباك وربط النزاع، لكن الدولة تعمل بانتظام مؤسساتها الدستورية وقرارات مجلس الوزراء، وليس بنظام التوافق الذي لا ينتج عنه سوى تقاسم الحصص. فإذا كان شعار العهد مذيلا ب"الإصلاح والتغيير"، فما شأن المصالحات وطاولة الحوار واجتماعات الوفاق وجلسات التفاهم على "الحب الأعمى".

ويبدو أن الدفة سيجري تسييرها بالدفع الخماسي، من دون العودة إلى الدستور، حيث تمر فضيحة بوزن مبنى "تاتش" بلا أن يهتز رمش للقضاء. يجري حشو الموازنة بالأرقام المفخخة نفسها، بلا مساءلة. تنتشر النفايات وتطمر أقضية، ولا يدعى إلى مجلس وزراء طارىء. قضاء تنهشه الساسة وتقضم جباله من دون اعتراض. وزارات تحولت إلى مغارات. مملكة وزارة الاتصالات تفتح جزيرة مال مستقلة، ووزارة المال لا تراقب، فيما تحتاج هي نفسها إلى من يراقب عنابرها.

كل ذلك وعلينا كمواطنين أن نصفق لأن وليد جنبلاط تصالح على طلال أرسلان، وميشال عون صار شيخ صلح، والوزير الغريب غض النظر عن "العدلي"، وجبران باسيل "خفف مشاويره بين الجبال والأودية"، وكمين قبر شمون صار رمزا بين زمنين. وعلينا كذلك أن يسيل لعابنا على "سيخ شاورما" اتخذه الرئيس سعد الحريري منصة ل"السيلفي" في واشنطن، متوسطا امعاء لبنانية اتخمت بتواتر معلومات أميركية عن عقوبات مقبلة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت ليوم السبت 17 آب 2019

وطنية/السبت 17 آب 2019

النهار

تتحدث أوساط وزارية عن مواقف حازمة ومختلفة سيتخذها الرئيس سعد الحريري من ملفات خدماتية واقتصادية وحيوية جداً.

يقول رئيس حكومة سابق إنه لم يسبق أن حظي زعيم سياسي بالتفاف من طائفته وبمواقف خارجية داعمة كما جرى مع وليد جنبلاط بما جنّب البلاد خضة كبيرة.

لوحظ أن الوزير جبران باسيل قلل الى حد كبير إطلاق مواقف سياسية وإعلامية منذ لقاء المصالحة في قصر بعبدا.

اللواء

لا يبدي حزب بارز امتعاضاً من عدم كسب مقعد شاغر بالتزكية.. ويرغب بإظهار عدم تأثر شعبيته في القضاء المعني. اعتبرت مصادر مالية أن الطعن الحالي بالموازنة، هو من قبيل رفع العتب، ليس إلاّ.. تسعى جهات رسمية للإطلاع على معلومات دقيقة حول حقيقة اتجاهات الإدارة الأميركية في هذه المرحلة، تجاه لبنان!

الجمهورية

صارَح أحد الوزراء بعض السياسيين بقوله: "كنتُ أسمع عن مخالفات تحصل في الوزارة التي أتولّاها، لكنني عندما تولّيتها تبيّن لي أنّ ما كنت أسمعه هو نقطة في بحر ما يجري، فكل يوم تفتح أمامي مغارة لصوص".

توسّط سياسيون أحد المراجع، للقاء أحد المسؤولين السابقين، فكان جواب المرجع قاطعاً: "لن ألتقيه أبداً… لأنه خبيث وغدّار وقليل الوفاء".

تَأكّدَ، بعد الاتصالات التي جرت بين حزب فاعل والجيش اللبناني، أنّ الطائرة التي حلّقت مراراً فوق الجبل هي طائرة درون إسرائيلية.

نداء الوطن

تتحــدث أوســاط الصيارفة عن أوراق نقدية ّ مزورة "إيرانية المنشــأ" دخلت قبل مدة إلى السوق اللبناني أغلبهــا من فئة 100 ّ دولار وتــم تزويرها بتقنية عالية الجودة.

رفض وزيــر معني بالملف الاقتصادي الخوض في مضامــين الورقــة الاقتصاديــة التي شــدد رئيــس الجمهوريــة على تنفيذها مكتفيــا ردا على سؤال بالقول: إقرأوا بيان الحريري بعد لقاء بعبدا.

ترددت تســاؤلات في الوسط السياسي عن مصير "مجلس الحكماء" بعدما غاب عــن أول اجتماعاته الجزء الأكبر من حكمائه… ولكل حكيم "سببه"!

البناء

خفايا

تحدثت مصادر على صلة بترتيبات المصالحة بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله بتزامن اللقاءت مع لقاءات تجمع النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان، تعقبها اجتماعات لقيادات الحزبين الاشتراكي والديمقراطي على مستوى مناطق الجبل تعمّم مناخ التهدئة بالتوازي مع مسار التحقيق في المحكمة العسكرية في حادث قبرشمون، وقالت المصادر إنّ السلة ستكون جاهزة قبل نهاية الشهر

كواليس

قالت مصادر نفطية إنّ قيام السلطات الإيرانية بمنح إسم فارسي لناقلة النفط التي تمّ تحريرها من مضيق جبل طارق ورفعها للعلم الإيراني بدلاً من علم باناما يعني أنّ إيران قرّرت عبور المضيق ودخول البحر المتوسط بعلم إيران فوق ناقلاتها، وهذه خطوة سيادية تتجاوز المعاني الرمزية لحسابات تجارية تتيح استخدام عدد كبير من السفن والناقلات التي كانت لا تحركها إيران إلا عندما تحصل على حق رفع أعلام أخرى غير العلم الإيراني عليها

 

الصحافي نبيل بو منصف : مطلوب ابعاد لبنان عن سياسة المحاور

 صوت لبنان/17 آب/2019

اكد الصحافي نبيل بو منصف في حديث لبرنامج اليوم السابع من صوت لبنان الى ان رئيس الجمهورية يشكل غطاء مارونيا لحزب الله وشدد على ان الرئيس الذي اتى بتسوية سياسية يدعم حزب الله والمقاومة. وشدد على التكاتف والتضامن المسيحي من اجل بناء الوطن مشيرا الى ان روحية الرابع عشر من آذار ما زالت موجودة داعيا 14 آذار الى اللحمة والعودة الى الساحة الوطنية. واعتبر انه لا يجوز القول ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة انما فقط للجيش اللبناني الحق في الدفاع عن لبنان وسيادته ولا شيء يعلو فوق سلطة الجيش. وقال ان العقوبات الاميركية ستطال لبنان طالما ان هذا البلد يقي مستباحا للساحة الايرانية وطالب باخراج لبنان من التجاذبات السياسية وابعاده عن المحاور الضيقة واشار الى ان لبنان ادخله حزب الله في هذا الصراع فان تاثره سيكون كبيرا خصوصا على المستوى الاقتصادي والسياسي.

 

النائب الان عون: لا اعتقد ان العقوبات الاميركية ستطال رموزا في الدولة اللبنانية

صوت لبنان/17 آب/2019

اعبر النائب الان عون في حديث لبرنامج اليوم السابع من صوت لبنان الى ان رئيس الجمهورية اتخذ خيارا الى جانب المقاومة مشيرا الى ان هذا الخيار لن يكون له تداعيات مستبعدا ان تطال العقوبات الاميركية رموزا كبيرة في الدولة اللبنانية. ورأى ان انتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين ، وان كان غير مرتبط بحادثة قبرشمون، إلا ان له رمزية ويعزز الشراكة في الجبل والاستقرار فيه”، واعتبر من جهة اخرى “ان لا علاقة لعدم ادلاء باسيل في اليومين الاخيرين بمواقف، بالحالة السياسية السائدة، فبهذه الفترة يخف الحراك السياسي نظرا لعطل الاعياد،” وفي ما خص توقيع النائب شامل روكز على الطعن ببعض مواد الموازنة، لفت “الى ان روكز لديه خصوصيته العسكرية هو ليس جزءً من الهيكلية الحزبية ولم يتم مناقشة هذا الامر معه ضمن التكتل.  واوضح ان موقف التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي واضح باعتباره ان ما توصلنا اليه في الموازنة بعد التعديلات في لجنة المال هو جيد ويعطي العسكريين حقهم، ونحن في ظل اولويات اقتصادية والمرحلة عنوانها اقتصادي، وسنستكمل الاصلاحات في الموازنات المقبلة.

 

الحريري ينأى بلبنان عن "حزب الله" ... و"بيت الدين" على موجة "بنت جبيل"

نداء الوطن/17 آب 2019

بين واشنطن وبيروت... "وجهان" لعملة لبنانية واحدة. هناك رئيس حكومة جاهد واجتهد في سبيل النأي بلبنان جيشاً واستقراراً واقتصاداً عن تداعيات العقوبات الأميركية على "حزب الله"، وهنا رئيس جمهورية أعاد بكلمتين الجمهورية بأسرها إلى كمين العقوبات على "الحزب". فبعد الذي قاله وسمعه رئيس الحكومة سعد الحريري على مدار لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين من تطمينات إلى الفصل بين سياسة دعم الدولة اللبنانية وسياسة خنق "حزب الله"، خرج رئيس الجمهورية ميشال عون في أول تصريح دشّن فيه صيفيته في "بيت الدين" ليقول "شو بدنا بواشنطن" رداً على سؤال عن أجوائها ونظرتها للأمور في لبنان، من دون أن يتردد في التخندق خلف "انتصار تموز" على طريقة "ولى زمن الهزائم" ليلاقي من باحة "بيت الدين" خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ساحة "بنت جبيل" ويكون معه على الموجة نفسها في التهديد بـ"نصر إلهي" جديد في أي حرب جديدة.

فوقوف اللبنانيين كافة على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والطائفية صفاً واحداً في مواجهة التهديدات والمطامع الإسرائيلية شيء، وشيء آخر كلياً أن يمنح رئيس البلاد تكليفاً شرعياً وغطاءً دستورياً لحروب "حزب الله" الذي استشهد أمينه العام بتصريح عون حول "تكرار الانتصار"، مثنياً عليه في معرض كيل التهديد والوعيد للغرب والعرب قبل أن يزجّ اللبنانيين مخفورين في أتون نيران المحور الإيراني من خلال تصنيفه لبنان على لائحة ساحات "جبهة الممانعة" التي جزم بأنها "ستشعل المنطقة كلها" إذا ما تعرضت إيران لأي حرب... "واللي بيفهموا بلبنان والمنطقة يفهموا" بحسب تعبير نصرالله.

إذاً وبمسافات ضوئية لا تقاس في تظهير التباين الرسمي في النظرة إلى مصلحة لبنان، بين دعاة النأي به عن حروب إيران وعقوبات "حزب الله" وبين دعاة الزج به في عنق الزجاجة الإيرانية، أتت مشهدية الساعات الأخيرة لتعكس أفقاً ضبابياً مفتوحاً على مختلف المخاطر السياسية والسيادية والعسكرية والاقتصادية، وإن كان رئيس الحكومة بدا حريصاً ومتفاهماً مع الأميركيين على وجوب تحييد البلد عن الغضبة الأميركية على "حزب الله" انطلاقاً من عبارة اختصر فيها الموقف بالقول إثر لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: "لا يمكننا أن نغيّر وجهة نظر الإدارة الأميركية في ما خص العقوبات لكن ما نحاول القيام به هو تجنيب لبنان أي تبعات، فهم بالتأكيد سيتشددون في كل ما يتعلق بإيران ومن يساعدها ويتواصل معها، ونحن شرحنا لهم وجهة نظرنا بضرورة تجنيب لبنان تبعات هذه العقوبات، وأعتقد أن رسالتنا وصلت بشكل جيد"، مضيفاً رداً على سؤال عن موضوع مصانع الصواريخ الخاصة بـ"حزب الله" على الأراضي اللبنانية: "هناك نقاش نقوم به مع الإدارة الأميركية وعلى صعيد داخلي، ونحاول إيجاد أفضل الطرق لعدم وضع لبنان في موقع خطر". وإلى بيروت، حيث ضجت الأوساط السياسية والديبلوماسية مساءً في تحليل أبعاد زج نصرالله للبنان في محور الدفاع عن إيران ومخاطر تأكيده عزم الحزب على إشعال الجبهة اللبنانية في حال تعرضت طهران لأي حرب، فقد علّقت مصادر "القوات البنانية" لـ"نداء الوطن" على كلام نصرالله، فرفضت أي "معادلات توريطية" للبنان الذي شددت على كونه لا يندرج ضمن "أي محور ممانع لا من قريب ولا من بعيد" بل هو كان وسيبقى "في محور الشرعيتين الدولية والعربية وفي محور اتفاق الطائف والدستور". وإذ أعربت عن رفض "تمنين اللبنانيين بأن "حزب الله" لا يصرف فائض القوة داخلياً"، جددت "القوات" عبر مصادرها مطالبة رئيسي الجمهورية والحكومة بتحذير الحزب من مغبة "استخدام سلاحه وتوريط لبنان في أي حروب وهزّ استقراره الأمني والسياسي والاقتصادي".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نتانياهو: لسنا متأثرين بتهديدات نصرالله 

الجمهورية/17 آب/2019

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّه "غير متأثر" بخطاب الأمين العام لحزب السيّد حسن نصر الله الذي حذر خلاله من القوة العسكرية للحزب. وقال أمس نصرالله في كلمة له في مهرجان الانتصار الكبير "نصر وكرامة" الذي أقيم بمناسبة الذكرى الـ13 لحرب تموز 2006 إنّه "إذا دخلت إسرائيل جنوب لبنان فسترى تدميرًا مباشرًا على الهواء للألوية الإسرائيلية".  ورد نتانياهو قائلاً: "لسنا متأثرين بتهديدات نصرالله وهو يعرف جيّدًا لماذا يلقي الكلمة من أعماق مخبئه".

 

رسالة من "أنصار الله" إلى "حزب الله": النموذج المشرف لكل شعوب الأمة

المركزية/17 آب/2019

وجهت جماعة "أنصار الله" في اليمن، رسالة، إلى حزب الله، والسيد حسن نصر الله. وقال المكتب السياسي لأنصار الله، في بيان له بمناسبة ذكرى حرب تموز 2006: إن "حزب الله مثل بجهاده وحكمته وتحركه وتضحياته نموذجا مشرفا لكل شعوب الأمة، مشيرا إلى أنه أثبت أن التحرك في مواجهة أعداء الأمة له ثمرته وفاعليته وأثره الكبير في حفظ الدين وتحرير الأوطان"، وذلك حسب قناة "المسيرة". وتابع قائلا: "أثبت حزب الله أنه لا كرامة ولا عزة ولا استقلال من الهيمنة الإسرائيلية والأميركية إلا بالتحرك الجاد والواعي للجهاد في سبيل الله والدفاع عن مقدسات الأمة". وجدد المكتب السياسي لأنصار الله، شكر الشعب اليمني وتقديره وإعزازه لزعيم حزب الله حسن نصر الله على مواقفه الشجاعة وتضامنه مع الشعب اليمني المظلوم.

 

وصول وفد اغترابي ضخم إلى لبنان وبرنامج أدبي حافل له في المناطق

المركزية/17 آب/2019

وصل إلى لبنان وفد اغترابي ضخم، من أستراليا، وأميركا، وكندا والجزائر، تحت مظلة التوأمة بين نادي الشرق لحوار الحضارات، وهو مؤسسة عالمية، ومشروع الأديب د. جميل الدويهي "أفكار اغترابية" للأدب الراقي في سيدني - أستراليا. وهذه المرة الأولى التي يزور فيها وفد ثقافي اغترابي بهذا الحجم لبنان ليقدم فعاليات أدبية في بيروت والمناطق. تقام الفعاليات الأدبية في 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 27، 28، 31 من شهر آب الجاري، وستكون أغلبها برعاية رسمية من وزارة الثقافة اللبنانية، وبحضور رسمي وشعبي.  19 آب السادسة مساء: أمسية شعرية في المكتبة الوطنية في بيروت من تنظيم "لقاء" ، يشارك فيها د. جميل الدويهي وشعراء من الوفد الأسترالي، وتتخللها محطة موسيقية غنائية مع الفنان إدي بندلي. تقديم الشاعرة جوليات أنطونيوس. 21 آب في منطقة قب الياس: مهرجان "كلنا للوطن" برعاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، من تنظيم هيئة الحوار الثقافي الدائم، في حضور شعراء الاغتراب وفرقة الجيش الموسيقية. 22 آب السادسة مساء بلدية سن الفيل- مسرح نبيل كحالة: برعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داود، دعا نادي الشرق لحوار الحضارات بالتعاون مع بلديّة سن الفيل إلى حضور حفل تكريم “مبدعين من بلادي” من قبل أفكار اغترابية للأدب الراقي- استراليا.

برنامج الاحتفال: النشيد الوطني اللبناني بصوت المغنية الأوبرالية العالمية تارا معلوف، النشيد الوطني الأسترالي، نشيد نادي الشرق لحوار الحضارات، كلمة رئيسة نادي الشرق لحوار الحضارات فيولا تنوري عبود، كلمة أفكار اغترابية للأديب الدكتور جميل الدويهي، كلمة رئيس المؤسسة الاجتماعية لحوار الحضارات- سيدني المهندس جوزف سكّر، كلمة رئيس مجلس أمناء نادي الشرق لحوار الحضارات  رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة، كلمة رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، كلمة رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي المطران عصام يوحنا درويش، كلمة وزير الثقافة الدكتور محمد داوود. توزيع الدروع على المكرمين

23 آب 2019 الخامسة بعد الظهر: حفل تكريمي لمؤسس مشروع "أفكار اغترابية للأدب الراقي" الأديب المهجري الدكتور جميل الدويهي، من تنظيم البيت الزغرتاوي والشاعرة أمال معوّض فرنجية، في أقبية دير مار سركيس وباخوس-إهدن.

يتضمن البرنامج كلمات لـ: رئيس البيت الزغرتاوي أنطونيو يمين، محسن يمين، روبير فرنجية. تحية من الشاعرة أمال معوّض فرنجية، الفنانة التشكيلية سحر النواقيل. يقدم الحفل الشاعر انطانيوس أبو ملحم.

24 آب  6.30 مساء: حفل تكريم "مبدعين من بلادي" من قبل أفكار اغترابية للأدب الراقي- أستراليا، في متحف جبران خليل جبران – ساحة ماري هاسكل، برعاية بلدية بشري، وبدعوة من نادي الشرق لحوار الحضارات  بالتعاون مع لجنة جبران الوطنية ولجنة اصدقاء غابة الأرز. يتضمن البرنامج كلمات لـ: نادي الشرق لحوار الحضارات الإعلامي إيلي السرغاني، أفكار اغترابية د. جميل الدويهي، رئيس المؤسسة الاجتماعية لحوار الحضارات- سيدني المهندس جوزف سكر، اصدقاء غابة الأرز بسام جعجع، لجنة جبران الوطنية جوزف فنيانوس، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز.

25 آب 2019 السابعة مساء: أمسية أدبية شعرية بدعوة من الأب شربل نعيم القزي، رئيس دير مار شربل- الجية، وتوقع الشاعرة كلادس القزي ابنة الجية المغتربة في أستراليا باكورتها "كمشة رسايل لأمير الليل".

28 آب الثامنة مساء: حفل توقيع ديوان د. أميرة عيسى “نقش الحناء”، برعاية وزارة الثقافة، الثامنة مساء، قاعة المركز الثقافي العربي، بيروت سنتر فرح بناية فواز الطابق الثاني مهاية أوتوستراد سليم سلام باتجاه تقاطع زقاق البلاط.

البرنامج: النشيد الوطني اللبناني، كلمة ترحيبية باسم المركز الثقافي اللبناني العربي، كلمة الأديب الدكتور جميل الدويهي مؤسس مشروع أفكار اغترابية، كلمة الشاعر علي حمود عضو هيئة الحوار الدائم في لبنان عضو المنتدى الأدبي اللبناني، كلمة د. أميرة عيسى، قراءات شعرية يشارك فيها شعراء مهجريون.يقدم الحفل الصحافي أحمد زين الدين. 31 آب: حفل تكريم مبدعين من بلادي بدعوة من نادي الشرق لحوار الحضارات والدكتور فوزي بيطار في منزل الدكتور فوزي بيطار في بطمة- الشوف. يحيي اللقاء المؤلف الموسيقي نبيل جعفر والمغنية الأوبارلية العالمية تارا المعلوف. 31 آب  تطلق الأديبة أوجيني عبود حايك - أميركا مجموعتها الأدبية الثانية "ذاكرة الحنين" في امسية ادبية راقية الساعة ٦ مساء في مبنى الذاكرة - ساحة عمشيت، برعاية من المجلس البلدي، وسيشارك الوفد الادبي الاغترابي في قراءات خلال الامسية. من المحطات المهمة في برنامج زيارة الوفد الاغترابي لبنان مهرجان الحديقة  الرابع في جران، بمناسبة إصدار كتابي صاحب  حديقة الشعراء(جران)  الشاعر والمؤرخ عبدالله أبي عبدالله برعاية وزير الثقافة د. محمد داود، يتخلل المهرجان كلمات لـ: رئيسة اتحاد السفراء الدوليين في الولايات المتحدة السفيرة غرازيلا سيف، الشعراء ميشال جحا، روبير خوري، جورج شكور، القاضي البروفسور رزق الله فريفر، د. جميل الدويهي، وزير الثقافة د. محمد داود،  قائمقام جبيل السابق باستيد منعم، الشاعر عبدالله أبي عبدالله. يدير الندوة الصحافي غسان عازار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خبير أممي: الإعدامات في إيران بين الأعلى عالمياً... وتطال الأطفال

نيويورك/الشرق الأوسط/17 آب/2019

قال خبير بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن إيران شهدت العام الماضي قيوداً متزايدة على الحق في حرية التعبير، وتواصل انتهاك الحق في الحياة. وأكد جاويد رحمن وجود انتهاكات مستمرة للحق في الحياة والحرية والمحاكمة العادلة في الجمهورية الإيرانية، مشيراً إلى 253 حالة إعدام تم الإبلاغ عنها من البالغين والأطفال، السنة الماضية، حسبما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء. وقال رحمن في تقرير رفعه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تم نشره، أمس (الجمعة)، إنه رغم أن عدد عمليات الإعدام كان الأقل منذ عام 2007، فإن «عدد عمليات الإعدام في إيران ما زال واحداً من أعلى المعدلات في العالم». وأشار رحمن إلى أن التراجع في الأرقام يعود إلى تطبيق تعديل على قانون مكافحة المخدرات الإيراني عام 2017، الذي شهد انخفاض عدد عمليات الإعدام المتعلقة بجرائم المخدرات من 231 في عام 2017 إلى 24 على الأقل في عام 2018. واستنكر الخبير الأممي قيام إيران بإعدام سبعة أطفال على الأقل في عام 2018.

 

تركيا تؤكد عدم وجود تغيير في خطة إنشاء «المنطقة الآمنة» شمال سوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/17 آب/2019

تفقد وزير الدفاع وقادة الجيش التركي الأعمال التحضيرية لمركز العمليات المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة، لتنسيق إنشاء وإدارة «المنطقة الآمنة» في شمال شرقي سوريا، الذي سيقام في ولاية قضاء أكجا قلعة التابع لولاية شانلي أورفا الحدودية مع سوريا جنوب تركيا، جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الدفاع التركية عدم وجود أي تغيير فيما يتعلق بخطط «المنطقة الآمنة». وأكدت الوزارة، عبر «تويتر»، أنه لا يوجد أي تغيير في وجهات النظر بشأن «المنطقة الآمنة» المزمع إنشاؤها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، نافية أنباء تداولها بعض وسائل الإعلام عن تغييرات في هذه الخطط، وقالت إن «الأنباء المزعومة» حول هذه المنطقة، التي تسندها وسائل إعلام (لم تحددها) إلى مسؤولين أتراك وأميركيين «لا تعكس الحقيقة»، مضيفة أنها «ستعلن للرأي العام عن الأنشطة المنفذة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، عندما يحين الوقت». وأضافت: «في هذا السياق، لا يوجد أي تغيير في وجهات النظر التي أعلنت عنها تركيا سابقاً، والتي لا تزال تحافظ على سريانها». وترغب تركيا في أن تكون «المنطقة الآمنة» بعمق ما بين 30 و40 كيلومتراً وطول 460 كيلومتراً، بينما تعرض أميركا عمقاً يتراوح ما بين 10 و15 كيلومتراً وطول 140 كيلومتراً بما يلبي الاحتياجات الأمنية «المشروعة» لتركيا. كما تطالب تركيا بإخلاء المنطقة من «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الحليف الوثيق لواشنطن في الحرب على «داعش»، وسحب أسلحتهم الثقيلة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، شون روبرتسون، إن «التفاهم الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع تركيا، والخاص بإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا مبدئي، وليس نهائياً، وإن المباحثات بين مسؤولي البلدين لا تزال جارية للوقوف على كثير من التفاصيل»، لافتاً في الوقت نفسه إلى الأهمية التي يكتسيها الاتفاق المبدئي بين الولايات المتحدة وتركيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة لن تتحمل أي تأخير أميركي أو «مماطلة» بشأن إقامة «المنطقة الآمنة»، مضيفاً: «يجب أن يكون الأميركيون أولاً صادقين، ويجب أن يفهموا أن تركيا لن تتحمل أي أساليب تأخير في إقامة المنطقة الآمنة داخل الحدود السورية». في السياق ذاته، قام وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، وقادة الجيش، بزيارة تفقدية لأعمال إنشاء مركز العمليات المشتركة للتنسيق بشأن «المنطقة الآمنة» المزمع إقامته مع الولايات المتحدة. رافق أكار في الجولة التفقدية، رئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، وقائد القوات الجوية حسن كوتشوك أك يوز، وقائد القوات عدنان أوزبال. كان وفد أميركي، برئاسة نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا، ستيفن تويتي، زار ولاية شانلي أورفا، أول من أمس، لتفقد تأسيس مركز العمليات المشتركة، بعد أن التقى مسؤولين عسكريين أتراكاً بمقر رئاسة الأركان في أنقرة.

 

فرح السودان:المرحلة الانتقالية دخلت حيز التنفيذ

المدن - عرب وعالم | السبت 17/08/2019

وقع تحالف قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت، اتفاق الوثيقة الدستورية والإعلان السياسي للفترة الانتقالية تمهيداً للطريق نحو الانتقال السلمي نحو الدولة المدنية. وحضر توقيع الاتفاق، طيف واسع من ممثلين الدول الإقليمية والعالمية، بالإضافة للمنظمات الدولية. ويأتي توقيع الاتفاق بعد ترقب دام أشهر وتعثر المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، الأمر الذي يعول عليه السودانيين كثيراً بالانتقال بدولتهم نحو انفتاح أكبر في الحرية والحياة السياسية. وشهد محيط المؤتمر وشوارع العاصمة السودانية الخرطوم، تشديدات أمنية كبيرة، حيث أغلقت القوى الأمنية بعض الطرق المؤيدة إلى القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش السوداني. وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير تسيير موكب "الحرية والمدنية" من وسط الخرطوم إلى ساحة الحرية (أكبر ساحات العاصمة الخرطوم). كما أشارت إلى وصول "قطار عطبرة" -رمز الثورة- نهايته، حيث يجري استقبال القادمين للمشاركة في احتفال التوقيع من مدينة عطبرة شمالي البلاد. وتعتبر مدنية عطبرة شرارة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 19 كانون الأول / ديسمبر 2018، ضد نظام الرئيس المخلوع عمر حسن البشير. وخلال حفل أقيم في قاعة تطل على نهر النيل، وقع قادة المجلس العسكري الانتقالي وقيادات قوى الحرية والتغيير على وثائق الاتفاق الذي يحدد فترة حكم انتقالية مدتها 39 شهرا وتنتهي بإجراء انتخابات. ومع التوقيع الرسمي على الاتفاق، سيبدأ السودان عملية تشمل خطوات أولى فورية مهمة، إذ ستعلن الأحد تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيشكل المدنيون فيه الأغلبية. وأعلن قادة الحرية والتغيير الخميس أنهم اتفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي، رئيسا للوزراء. وجرت مراسم حفل التوقيع التي أطلق عليها اسم "فرح السودان" بحضور إقليمي ودولي، حيث أفادت قناة "الجزيرة"، أنه من بين المسؤولين المشاركين في الاحتفال رؤساء دول جنوب السودان سيلفاكير، وتشاد إدريس ديبي، وأفريقيا الوسطى فوستن أرشانج تواديرا، إلى جانب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره الإثيوبي أبي أحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي، ووزراء خارجية تركيا والبحرين.

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأنباء السودانية وصول كل من وزيري خارجية أوغندا سام كوتيسا، وجيبوتي محمود علي يوسف، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة بالقرن الأفريقي تارتت أونانقا. كما وصل وكيل وزارة الخارجية العماني الشيخ خليفة الحارثي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، للمشاركة في حفل التوقيع. وفي 17 يوليو/تموز الماضي، وقع المجلس العسكري "إعلانا سياسيا" مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وأقر فيه هياكل السلطة الانتقالية "المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي". ونص الاتفاق على أن يتكون مجلس السيادة من 11 عضوا، خمسة مدنيين ترشحهم قوى الحرية التغيير، وخمسة من العسكريين، في حين تختار قوى "الحرية والتغيير" رئيس مجلس الوزراء. وينص الاتفاق على أن يعين العسكر وزيري الداخلية والدفاع. وفي 4 أغسطس/آب الحالي، وقع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، بالأحرف الأولى، وثيقة "الإعلان الدستوري"، بوساطة من الاتحاد الأفريقي.

وبذلك ينهي الاتفاق المعقود مؤخراً ثمانية أشهر من الاضطرابات التي بدأت بمظاهرات حاشدة ضد نظام البشير، لتطيح به في نسيان الماضي، بعد ثلاثة عقود من الحكم بالقبضة الأمنية. إلا أن بعض السودانيين يخشون من توغل المؤسسة العسكرية في السلطة خلال المرحلة الانتقالية وبقاء البلاد في جو الحكم العسكري الذي قيد حرية مواطنيها منذ عقود.

 

التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان

الخرطوم/الشرق الأوسط/17 آب/2019

وقعت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان والمجلس العسكري الحاكم بشكل نهائي وثائق الفترة الانتقالية اليوم (السبت)، وذلك بحضور إقليمي ودولي لممثلي الدول والمنظمات الدولية. وجرى التوقيع في حضور شخصيات إقليمية ودولية من بينها رؤساء تشاد إدريس ديبي ودولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت وكينيا أوهورو كينياتا، ورئيسي وزراء اثيوبيا آبي أحمد ومصر مصطفى مدبولي (ممثلا للاتحاد الأفريقي)، وعدد من وزراء خارجية الدول الأخرى وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية توقيع الوثائق الخاصة بالفترة الانتقالية بقاعة الصداقة بالخرطوم. ووقّع المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير في الرابع من أغسطس (آب) الجاري بالأحرف الأولى على الوثيقة الدستورية التي تنظم الفترة الانتقالية التي تمتد لثلاث سنوات. وبحسب الخريطة الزمنية لتشكيل الحكومة الانتقالية، سيتم إعلان تشكيل المجلس السيادي غدا (الأحد)، وتعيين رئيس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، وتشكيل الحكومة يوم 28 أغسطس الجاري. ويحتفل السودانيون اليوم (السبت) بتوقيع وثيقتي «الاتفاق السياسي» و«الإعلان الدستوري» بين المجلس العسكري الحاكم وقوى الحرية والتغيير بهدف الانتقال إلى الحكم المدني الذي يأمل السودانيون أن يجلب لبلدهم مزيداً من الحرية والازدهار الاقتصادي.وتخيم الأجواء الاحتفالية على البلاد التي ستستقبل عدداً من المسؤولين الأجانب بالإضافة إلى الآلاف من المواطنين من جميع أنحاء السودان، الذين تقاطروا على الخرطوم للمناسبة، حسبما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقد أنهى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 4 أغسطس نحو ثمانية أشهر من الاضطرابات التي بدأت بمظاهرات حاشدة ضدّ الرئيس عمر البشير. عقب الإطاحة به تحت ضغط الشارع في أبريل (نيسان)، بعد 30 سنة من حكم السودان. وفي مدينة عطبرة، مهد الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر (كانون الأول) 2018. رقص الناس وغنّوا في محطة القطار، أمس (الجمعة)، بينما كانوا يستعدّون لركوب القطار باتجاه الخرطوم للمشاركة في احتفال اليوم (السبت). وهتف المحتفلون: «مدنية... مدنية»، متعهدين بالانتقام للقتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات. واحتفت الصحف السودانية الصادرة صباح اليوم بـ«الانتقال التاريخي». وكتبت صحيفة «التيار» في صفحتها الأولى «البلاد تبدأ اليوم الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية»، فيما عنونت صحيفة «السوداني»: «الخرطوم تستعد للفرح الأكبر». ومع التوقيع الرسمي على الاتفاق، سيبدأ السودان عملية تشمل خطوات أولى فورية مهمة، إذ سيتم غداً (الأحد)، الإعلان عن تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيتألف بغالبيته من المدنيين. وأعلن قادة الحركة الاحتجاجية، أول من أمس (الخميس) أنّهم اتفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي مخضرم، رئيساً للوزراء. ومن المتوقّع أن يركّز حمدوك جهوده على إصلاح الاقتصاد السوداني الذي يعاني من أزمة منذ انفصل الجنوب الغني بالنفط في 2011 عن الشمال. وشكّل الوضع المعيشي شرارة الاحتجاجات ضد حكم البشير. وبموجب الاتفاق، سيحكم البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة مجلس سيادة يتألف من 11 عضواً. وينص الاتفاق على أن يعين المجلس العسكري وزيري الداخلية والدفاع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير أبو بكر الصديق، في بيان، مساء أمس (الجمعة): «وصل إلى البلاد وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، كما وصل وزيرا خارجية أوغندا وجيبوتي ورئيس البرلمان العربي». وإحدى أكثر النتائج الدبلوماسية الفورية المرتقبة للحلّ الذي تمّ التوصّل إليه هذا الشهر هو رفع تعليق عضوية البلاد، الذي فرضه الاتحاد الأفريقي على السودان في يونيو (حزيران). وقال العضو البارز في المجلس العسكري الانتقالي اللواء الركن محمد علي إبراهيم الجمعة إنّ التوقيع الرسمي «سيفتح الباب مجدّداً أمام العلاقات الخارجية للسودان». وكانت «الجبهة الثورية السودانية» التي توحّدت هذه الحركات تحت رايتها دعمت الحركة الاحتجاجية، لكنّها رفضت «الإعلان الدستوري»، وطالبت بتمثيل في الحكومة وبمزيد من الضمانات في محادثات السلام.

 

لماذا يريد ترمب شراء غرينلاند من الدنمارك؟/الجزيرة غنية بالموارد الطبيعية وموقعها الجغرافي جعلها محط اهتمام القوى العالمية

واشنطن/الشرق الأوسط/17 آب/2019

قال مصدران مطلعان، أمس (الجمعة)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ناقش مع مساعديه ومستشاريه في جلسات خاصة فكرة شراء الولايات المتحدة جزيرة غرينلاند، كوسيلة لتوسيع رقعة الأراضي الأميركية. وتتمتع غرينلاند، البالغ عدد سكانها 56 ألف نسمة، وهي أرض جليدية بين شمال المحيط الأطلسي والقطب الشمالي، بالحكم الذاتي، رغم أن الدنمارك لا تزال مسؤولة عن سياستها الخارجية والدفاع والسياسة النقدية. وأثارت رغبة ترمب في شراء الجزيرة ردود فعل ساخرة من جانب مسؤولين في حكومتي غرينلاند والدنمارك، وقالت حكومة الجزيرة، في بيان، إنها «ليست للبيع». ولكن... لماذا يريد ترمب ضم غرينلاند لرقعة الأراضي الأميركية؟ وفقاً لتقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، فإنه يُعتقد على نطاق واسع أن غرينلاند غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب واليورانيوم وغيرها. وكثير من هذه الموارد غير مستغلة حالياً نظراً لحقيقة أن 80 في المائة من مساحة الجزيرة مغطاة بطبقة ثلجية. لكن بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن تلك الطبقة الجليدية تذوب بسرعة، ومن المتوقع أن يؤدي تآكل الغطاء الجليدي إلى جعل استخراج موارد غرينلاند الطبيعية أكثر قابلية للتنفيذ. أمر آخر، وهو الموقع الجغرافي الاستراتيجي لغرينلاند الذي جعلها محط اهتمام القوى العالمية، بما في ذلك الصين وروسيا، بجانب الولايات المتحدة. وتقع غرينلاند بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، ولطالما اعتبرت الولايات المتحدة غرينلاند موقعاً استراتيجياً للأغراض العسكرية، حيث تبعد بأقل من 1600 كيلومتر عن القطب الشمالي. ويضم الساحل الشمالي الغربي للجزيرة قاعدة «توليه» الجوية الأميركية التي توفر إمكانية مراقبة الفضاء، وتحتوي على محطة رادار تشكل جزءاً من نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية الأميركية. وأشارت «سي إن إن» لسبب شخصي آخر يدفع ترمب لشراء غرينلاند، وهو أن الأخير مهتم جداً بترك سيرة وتراث شخصي مميز كرئيس للولايات المتحدة، وبلا شك سيكون شراء غرينلاند نقطة مهمة في سيرته الرئاسية الذاتية. ومن المقرر أن يزور ترمب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في سبتمبر (أيلول) المقبل. وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها الولايات المتحدة الرغبة في شراء غرينلاند. ففي عام 1946، في عهد الرئيس هاري ترومان، عرضت الولايات المتحدة على الدنمارك 100 مليون دولار لشراء الجزيرة التي تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع، ورفض الدنماركيون العرض. وقبل ذلك، اشترت الولايات المتحدة ولاية ألاسكا من روسيا، وولاية لويزيانا من فرنسا، وكاليفورنيا من المكسيك.

 

صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في كشمير... والهند تعلن «تخفيف القيود»

تهديد مبطن بحرب نووية من وزير الدفاع الهندي... ورئيس وزراء باكستان يبحث الأزمة مع ترمب

إسلام آباد: جمال إسماعيل - لندن/الشرق الأوسط/17 آب/2019

تصاعدت أمس حدة التوتر بين باكستان والهند في كشمير بعد تواصل الاشتباكات المتقطعة على الخط الفاصل في كشمير بين قوات البلدين. وأعلن الجيش الباكستاني مقتل أحد جنوده في كشمير بقصف هندي في قاطع بوتال. وجاء مقتل الجندي بعد مقتل ثلاثة جنود باكستانيين أول من أمس إثر قصف مدفعي هندي على مواقع باكستانية، أتبعه مقتل خمسة جنود هنود في رد مدفعي على مواقع الجيش الهندي في كشمير المتنازع عليها. ووصف اللواء آصف غفور، الناطق باسم الجيش الباكستاني، لجوء القوات الهندية لقصف مواقع عسكرية ومدنية في الجزء الباكستاني من كشمير بأنه محاولة من الحكومة الهندية للفت الانتباه عن جلسة مجلس الأمن، التي تناقش الإجراءات الهندية في كشمير، ومحاولة للتغطية على فرض حظر التجول في القسم الهندي من كشمير، وقطع كل وسائل الاتصال عن السكان المحليين، واعتقال المئات من السياسيين والناشطين الكشميريين هناك.

وتزامنت الاشتباكات في كشمير مع تهديد مبطن صدر عن وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، لمح فيه إلى إمكانية استخدام السلاح النووي الهندي في حال تطور الصراع في كشمير، إذ قال وزير الدفاع الهندي إن «صحراء بخران شهدت إصرار رئيس الوزراء الهندي الأسبق أتال بيهاري فيجباي على جعل الهند قوة نووية، والآن نحن ملتزمون بهذا المبدأ وعدم استخدام السلاح النووي أولا. لكن ما قد يحدث في المستقبل يعتمد على التطورات في المنطقة»، وهو ما فهم منه مسؤولون باكستانيون إمكانية تخلي الهند عن مبدأ عدم البدء باستخدام السلاح النووي في أي صراع بين البلدين

وكانت حكومة الهند قد أجرت سلسلة تجارب نووية في صحراء بخران في 1998، وهو ما أجبر باكستان على القيام بتجارب مماثلة بعدها بأسبوعين تقريبا.

وجاء التهديد المبطن لوزير الدفاع الهندي في وقت بدأ فيه مجلس الأمن الدولي أمس مناقشة الوضع المتوتر في كشمير بين الهند وباكستان، وذلك بعد قيام الحكومة الهندية بإلغاء الوضعية الخاصة بكشمير المتنازع عليها، وضمها بشكل نهائي للقسم، الذي تديره الهند من كشمير ليصبح جزءا من الأراضي الهندية، وهو ما تعتبره باكستان والأمم المتحدة مخالفا للقرارات الدولية بخصوص كشمير. وبهذا الخصوص وصف الكاتب الهندي أروندهاتي روي إجراءات الهند بأنها «أقامت سجنا كبيرا للكشميريين، والحكومة الهندية أصبحت حكومة مارقة»، بعد ضمها كشمير خلافا للقرارات الدولية.

من جانبه، حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المجتمع الدولي مما وصفه بـ«الصمت المريب تجاه مجزرة سربرينيسا ثانية في كشمير، ومحاولة الهند القيام بتطهير عرقي وطائفي للسكان المحليين». وقال في تغريدة له على «تويتر»: «إذا نشبت الحرب في المنطقة فإن المجتمع الدولي سيكون مسؤولا عن ذلك بسبب فشله في تطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص كشمير». مذكرا المجتمع الدولي بأن كشمير «تشكل نقطة اشتعال نووي في جنوب آسيا». وأمس، قال سكان كشميريون في سريناجار لمراسل وكالة الأنباء الألمانية إنهم مُنعوا من دخول المساجد، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الهندية حملة القمع على المنطقة. ويُفرض حصار على كشمير منذ 12 يوما، حيث قطعت السلطات الاتصالات عبر الإنترنت وخطوط الهاتف، وأقامت كثيرا من حواجز الطرق، واحتجزت أكثر من 500 من القادة والنشطاء المحليين بعد تجريد المنطقة ذات الأغلبية المسلمة من وضعها الخاص.

وشوهد المسجد الجامع في سريناجار، أكبر مدينة في ولاية جامو وكشمير، مغلقاً صباح أمس، مع وجود سيارة مدججة بالسلاح بالخارج. ولم تفتح المتاجر أبوابها، وظلت شوارع كثير خالية بشكل ملحوظ.

وقال بشير أحمد، أحد سكان سريناجار: «هذا يوم الجمعة. لكنهم لا يسمحون لنا بدخول المسجد والصلاة، ولهذا السبب نواجه كثيرا من المشكلات. هذه مسألة دينية لذا يجب ألا يفعلوا ذلك».في المقابل، أعلن مسؤولون حكوميون في الهند أنه سيتم رفع القيود عن شبكات الاتصال التي فرضتها الهند في منطقة كشمير، بدءا من أمس، إذ قال بيفي آر سوبراهمانيام، رئيس وزراء الشطر الخاضع للهند من كشمير للصحافيين في مدينة سريناجار إنه سيتم إعادة فتح المدارس في المنطقة بعد عطلة نهاية الأسبوع. مؤكدا أنه سيتم إعادة تشغيل خطوط الهواتف الأرضية من مساء أمس، وإعادة فتح المصالح الحكومية، ورفع القيود عن حركة المواطنين تدريجيا. في سياق ذلك، قال وزير الخارجية الباكستاني إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تحدث إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول مخاوفه بشأن الوضع في منطقة كشمير المتنازع عليها مع الهند، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية.

وقال وزير الخارجية شاه محمود قرشي خلال مؤتمر صحافي حضرته وكالة الصحافة الفرنسية: «اليوم تحدث (خان) إلى الرئيس ترمب، وتم تبادل الآراء حول الوضع في المنطقة، وخاصة الوضع في كشمير المحتلة».

 

الولايات المتحدة تصدر مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"  

الجمهورية/17 آب/2019

أعلنت وزارة العدل الأميركية اصدار مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، بعد يوم على سماح سلطات جبل طارق للسفينة المحتجزة بالإبحار. وتنص المذكرة على أن الناقلة وكل النفط الذي تحمله و995 ألف دولار خاضعة للمصادرة بالاستناد الى انتهاك "قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية" والاحتيال المصرفي وتبييض الاموال ووضعية المصادرة بموجب الارهاب.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإستحقاقات على "نار" التصنيف والعقوبات الحامية/مرقص لـ"نداء الوطن": السياسي "المعاقَب" تُقفل حساباته المصرفية فوراً

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/17 آب/2019

تتزاحم الإستحقاقات التي تنتظر لبنان وقطاعه المالي الذي لا يزال تحت مجهر الثقة الدولية بأدائه. فبعد ان أزحنا شبح موازنة 2019 الذي لاحقنا لفترة 9 أشهر، يطلّ علينا اليوم شبح موازنة 2020 والأخطر العقوبات الأميركية على "حزب الله" التي تأتي بين الفينة والأخرى لتذكّر الحكومة اللبنانية بالتزاماتها وتنبّه الى ضرورة المحافظة على الإلتزام الشامل والتام بالعقوبات من قبل المصارف ومسك زمام الأمور وضبط التمادي من قبل نفوذ "حزب الله" او المتحالفين معه.الإستحقاق الثالث الذي يهدد ماليتنا واقتصادنا يكمن في البدء بتنفيذ مؤتمر "سيدر" الذي يشكّل في وضعنا الراهن خشبة الخلاص لاقتصادنا المتهاوي، والذي لا يزال لغاية اليوم بعيد المنال. فهو يحوي مشاريع بنى تحتية عدة مثل النقل بقيمة 8.8 مليارات دولار، المياه بقيمة 4.9 مليارات دولار، الصرف الصحي بقيمة 2.65 مليار دولار، النفايات الصلبة بقيمة 1.4 مليار دولار، الكهرباء بقيمة 5.6 مليارات دولار، الاتصالات بقيمة 700 مليون دولار، وبنى تحتية للصناعة والسياحة بقيمة 1.16 مليار دولار.  أما خطة "ماكينزي" الإقتصادية التي أنجزتها الحكومة السابقة وحظيت برضى الأفرقاء كافة فتتربع على عرش الملفات التي يجب إقرارها لتحقيق الإصلاحات وتقويم القطاعات الإقتصادية المعوجة على المدى الطويل والتي تثقل كاهل الخزينة .

التصنيف الدولي

يبقى تصنيف "ستاندرد أند بورز" المتوقع أن ينخفض من B الى C في 23 آب الاستحقاق الرابع والداهم وسيكون القشّة التي ستقصم ظهر لبنان على صعيد الثقة الدولية بدرجة الإئتمان وبمنح القروض وارتفاع درجة المخاطر وسيمرّ في حال كان سلبياً، مرور تقرير "موديز" والذي جاءCaa1 بدوره، لكنه سيضاف الى سجّل لبنان الإئتماني المتهاوي.  فاجتماع بعبدا الذي حصل في 9 آب الماضي والذي نشر ذبذبات سياسية ايجابية توافقية بين الرئاسات الثلاث وحاكم مصرف لبنان ووزير المال...والذي ذكّر بأهميته رئيس الجمهورية أمس، قد يكون له الوقع الإيجابي على بعض من تلك الإستحقاقات الداهمة وأقربها التصنيف. ومما لا شكّ فيه أن انكشاف لبنان واقتصاده على الصراع الإقليمي، إضافة الى المماطلة المتعلقة بنشاط "حزب الله"، كلها عوامل سياسية وأمنية تأخذها وكالات التصنيف في الإعتبار.

العقوبات الأميركية

وبالعودة الى العقوبات الأميركية التي تشكّل محور اللقاءات بين رئيس الحكومة سعد الحريري والمسؤولين الأميركيين في الولايات المتحدة الأميركية، فلا يمكنها أن تنحرف عن مسلكها المصرفي المباشر ولو أصابت نواباً أو وزراء أو سياسيين من "حزب الله" أو حلفاء له كون تلك الشخصيات أو الشركات لديها حسابات مصرفية. وفي هذا السياق يشرح رئيس منظمة جوستيسيا الحقوقية المحامي د. بول مرقص لـ"نداء الوطن" أن "كل من يدرج اسمه على لائحة العقوبات الأميركية "اوفاك"، تقفل حساباته أكانت بالليرة اللبنانية أم بالدولار". ويضيف: "العقوبات تطاول الشركات والأفراد والعنصر المستجدّ إعلامياً أنها قد تطاول مصارف جديدة ومؤسسات مالية، بعد تجربة البنك اللبناني- الكندي ومصارف أخرى فرضت عليها جزئياً عقوبات".

حسابات الأفراد

وعن مصير حسابات السياسيين الأفراد الذين يدرجون على لائحة العقوبات الأميركية OFAC، اعتبر مرقص أنه "اذا أدرج فرد أو شركة (شخص معنوي) على لائحة العقوبات، تقفل المصارف اللبنانية له حساباته، وتطلب منه سحب المبلغ المودع لديها والتصرّف به خارج نطاقها. وبذلك تمتنع عن التعامل معه بأي عملة كانت، ولا يمكنها أن تصادر رصيد الحساب او تجميده إلا اذا صدر قرار عن هيئة التحقيق الخاصة بالتجميد". اما في ما يتعلق بكيفية تعاطي الدولة اللبنانية مالياً مع هذا النائب أو ذاك الوزير، فاشار مرقص الى أن "النائب أو الوزير يتقاضى راتبه خارج القنوات المصرفية حتى اذا ترشّح للانتخابات، استحدث قانون الإنتخابات الجديد مادة خاصة تتيح لوزارة المالية أن تفتح حساباً له لديها مخصصاً للحملة الانتخابية وذلك للمرشح المدرج او المحتمل إدراجه على لوائح "أوفاك". وبالنسبة الى العقوبات التي تفرض على الشركات أو أصحاب المؤسسات، لفت مرقص الى أن "حساب الشركة في المصرف يقفل على الفور. وفي حال أسّس شركة أخرى باسم مغاير أو تضمنت شركاء آخرين، تتحقق المصارف من أسماء الشركاء، فإذا تبيّن لها أن الشركاء والمساهمين في تلك الشركة مدرجة اسماؤهم أو هم مقربون associate او Relative من المدوّن اسمه على لائحة العقوبات فترفض المصارف فتح الحساب.

إحتياطي "المركزي" الضمانة

بانتظار ما ستؤول اليه الإستحقاقات المقبلة، يبقى احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية والذهب لديه الضمانة للعام 2020 على حد تقديرات الحاكم رياض سلامة الذي حظي من خلال أدائه كما قال رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، بإشادة من المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في واشنطن. من هنا فلا خوف على استقرار العملة الوطنية، ولو اشتدّ الجمود وتراجع الإحتياطي لدى "المركزي" أقلّه لفترة عام، الأمر الذي لا ينطبق على القطاع الإقتصادي والنمو المتهاويين واللذين يتوقان الى الدعم والاستقرار.

 

جبران باسيل: العهد دولاب وبورصة الرئاسة... يا طالعة يا نازلة

نجم الهاشم/نداء الوطن/17 آب/2019

قبل 15 أيلول المقبل سيتكرر ما حصل في 27 آب 2015 عندما تم اختيار باسيل رئيساً بالتزكية "للتيار" نزولا عند رغبة رئيس "التيار الوطني الحر" السابق المؤسس العماد ميشال عون الذي كان يتحضر لخوض الإنتخابات الرئاسية ويحضر زوج ابنته شانتال لخلافته خصوصاً بعد طلبه عدم ترشح أي شخص آخر.  ولكن تنصيب باسيل رئيساً "للتيار" لم يمر وقتها مرور الكرام. فقد كان هناك من يريد أن يترشح وأعلن عن رغبته صراحة كالنائب ألان عون وكانت هناك معارضة حزبية لاختيار باسيل ولكن مونة الجنرال أزاحت كل ما كان يمكن أن يعترض طريقه وأبعدت المعترضين عن "التيار" وجعلت الآخرين يرضخون ويقبلون النتيجة ولو على مضض بانتظار فرصة ثانية. في 15 أيلول المقبل لن تكون هناك فرصة ثانية أيضاً. فالجنرال الذي صار رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016 لا يزال يمون ولا يزال المرجع الأول والأخير للمحازبين والمناصرين وعند رغبته تنحني الهامات والرؤوس وترفع الأيادي بالموافقة على التمديد لباسيل الذي يلعب هذا الدور القيادي في ظل رئاسة الرئيس عون. حتى النائب ألان عون مثلاً أعلن أنه "يملك الأهلية والجهوزية وحتى الإستعداد لرئاسة "التيار الوطني الحر" ولكن هناك استمرارية للواقع الحالي وليست هناك ظروف تستدعي التغيير"، معتبراً أنّ "الظروف الحالية تستدعي أن يكون الواقع كما هو عليه ونحن ارتضَينا به... واليوم هناك عهد على رأسه العماد عون وهو عملياً اتخذ خيارات معينة بخاصة في الموضوع الحزبي، فلماذا معاكسته إذا أراد اختيار أدوات عمله بنفسه وبملء إرادته وهذا الزمن هو زمن الرئيس عون وهو قائده الفعلي، هناك رئيس جمهورية يريد تكملة عهده ضمن هذا الواقع، وهذا الواقع سيستمر بعدة الشغل ذاتها وفريق العمل نفسه".

النائب زياد اسود أيضاً اعتبر أنه "لا داعي لهذا الفولكلور الديموقراطي أو السياسي طالما أن باسيل قام بأقصى واجباته". وأنه لن يترشح أبداً. هي إذا مسألة "عدة شغل" و"أدوات عمل" كما قال النائب عون يحتاجها الرئيس عون لمعاونته لإكمال ولايته. فهل بعد انتهاء هذه الولاية يحين الوقت للتجديد داخل "التيار

التجديد قد يحصل في حال كانت هناك مرحلة جديدة كلياً. وصول باسيل إلى رئاسة "التيار" كان لمناسبة التحضير لانتقال العماد عون من الرابية إلى قصر بعبدا. وبالتالي لا رئيس آخر "للتيار" طالما لم ينتقل باسيل إلى قصر بعبدا وهو الهدف الرئيسي الذي يضعه نصب عينيه في سباق طويل بدأه باكراً جداً. وإذا كان العماد عون رسم له طريق رئاسة "التيار" فهو لا يملك القدرة على رسم طريق وصوله إلى بعبدا. فالتوريث السياسي في رئاسة "التيار" لا يمكن أن يصير توريثاً سياسياً في رئاسة الجمهورية.

بين رئاسة "التيار" ورئاسة الجمهورية

منذ آب 2005 عمل باسيل على أن يثبت كفاءته الشخصية في قيادة "التيار". ولكنه دائماً بقي في ظل الرئيس المؤسس. حاول ألا يكون له معارضون داخل الحزب ونجح في ذلك إلى حد كبير وحاول أيضا أن تكون له جماعته أو عدة الشغل وأدوات العمل من رجال الأعمال والمناصرين والنواب والحلفاء كما قال النائب ألان عون. ولكن هل ما قام به يكفي لاعتبار أنه بات قائداً "للتيار" أم أنه يبقى على رأس "التيار" بفعل التزكية الممددة له من الرئيس عون الذي يحرص على بقائه في الصف الأول متقدماً على غيره، ورجل العهد الأول، أو عرابه، الذي لا يمكن أن يكون هناك أي قرار يوافق عليه عون إلا إذا كان باسيل موافقاً؟ في الحفل الذي أقامه "التيار الوطني الحر" في 7 آب الحالي ليضع فيه رئيسه باسيل حجر الأساس لمقره الرئيسي في الضبيه في أرض تملكها الرهبانية اللبنانية المارونية، أراد باسيل أن يجعل من هذا الإحتفال بمثابة استنهاض لوضعه السياسي بعد الإنتكاسة التي تعرض لها بعد حادث البساتين. ولكنه أعلن فيه ترشحه لرئاسة "التيار" ودعا المعارضين إلى الترشح طالباً بدء جمع التبرعات لبناء المقر. طالما شكل تاريخ 7 آب 2001 محطة من محطات نضال مناصري "التيار الوطني الحر" في ظل عهد الوصاية. ولكن كثيرين ممن رافقوا تلك المرحلة يعتبرون أن معظم هؤلاء باتوا عملياً خارج "التيار" وهم يأخذون على باسيل أنه لم يكن وقتها من الأساسيين في ذلك النضال. دور باسيل الرئيسي داخل "التيار" بدأ عملياً بعد 7 ايار 2005 تاريخ عودة العماد عون إلى لبنان من منفاه الباريسي بعد 15 عاماً من الغياب. لم يعش باسيل ظروف المنفى كعدد من القيادات العونية التي رافقت عون في زمن الحكومة العسكرية بين العامين 1988 و1990. وكان ينشط بين لبنان والمنفى خصوصاً بعد زواجه من ابنة العماد عون شانتال العام 1999 ولكن هذا الأمر لم يعطه أن يتبوأ المقدمة بين قيادات "التيار" في ظل القائد الأكبر الوحيد العماد عون. بعد 7 أيار 2005 بدأ باسيل مساراً جديداً. ترشح إلى الإنتخابات عن دائرة البترون في العام 2005 ولم يحالفه الحظ وكرر المحاولة في انتخابات 2009 عن الدائرة نفسها وحصد نفس النتيجة حتى كانت الثالثة ثابتة في انتخابات 2018. ولكن بمعزل عن النتائج الإنتخابية فقد صار باسيل وزير "التيار" الأول في الحكومات التي تشكلت من العام 2008 بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. بدأ وزيراً للإتصالات ثم وزيراً للطاقة العام 2009 ووزيراً للخارجية العام 2014 ولا يزال في هذا الموقع. ولكن ثمة تاريخ فاصل في مسيرة باسيل وهو انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. قبل هذا التاريخ كان باسيل شيئاً وبعده صار شيئاً آخر. صحيح أن عون سلمه رئاسة "التيار" ولكنه منذ وصوله إلى بعبدا بدأ باسيل يتصرف على أساس أن عون سيلسمه الرئاسة ايضاً.

عهود وعرّابون

في 18 كانون الثاني 2016 انتظر العماد عون في الرابية حتى وقّع باسيل في معراب على التفاهم والإتفاق السياسي. بعد ذلك انطلق عون تحت المطر والعواصف لينضم إلى هذه المشهدية التي وضعت حجر الأساس لوصوله إلى بعبدا. لم تكن في تلك اللحظة لدى باسيل تحفظات على ما تمّ التفاهم عليه ولكنه بعد وصول العماد عون إلى الرئاسة بدأ يتغير لأنه اعتبر، حسب بعض معارضيه، أنه لا يهتم كثيراً لنجاح عهد عون أكثر مما يهتم لجعل هذا العهد مطية لوصوله هو وجسراً لعبوره إلى رئاسة الجمهورية. ولكن لا توجد سابقاً أي قاعدة ليكون عراب العهد خليفته. بالإضافة إلى أن ثمة رؤساء للجمهورية ما كانوا بحاجة إلى عرابين لأنهم كانوا هم يختصرون عهودهم. الرئيس بشارة الخوري مثلاً ناء تحت أعباء شقيقه سليم الذي كان عراب العهد والعنوان الذي تلصق به تهم الإستفادة على حساب العهد ومحاولة بناء شبكة من المستفيدين حوله وهو أضرّ بالعهد ولو كان استفاد شخصياً. ولكن على رغم كل ما فعله فقد كان سقوط العهد في انتفاضة 1952 السلمية سقوطاً له، بحيث لم تظهر له زعامة بعد ذلك ولا تمكن من لعب أي دور.

كميل شمعون الذي خلف بشارة الخوري كان هو نفسه سيد عهده. بعده كان هناك رجال عهد ولكن لم يكن من بينهم أبداً من يمكن اعتباره، أو يمكن أن يعتبر هو نفسه، أنه كان عراب العهد. كميل شمعون ذهب إلى تحقيق الإنجازات ولم يهتم باختيار خليفة له. خلال ستة أعوام فقط كان مطار بيروت وكان كازينو لبنان والمدينة الرياضية وسد القرعون ومهرجانات بعلبك ومعامل الكهرباء والأوتوسترادات ومصالح المياه ومؤسسات الدولة وقانون سرية المصارف وغيرها الكثير وعلى رغم كل ذلك انتهى عهده بثورة. بعده مع فؤاد شهاب كانت الشعبة الثانية هي عرابة العهد ولكن من دون أن تتجاوز من بقي سيد العهد وسيد الجيش وباني المؤسسات والإدارة. حتى بعد انقلاب الحزب "السوري القومي الإجتماعي" آخر العام 1961 لم يسمح شهاب بتفلت عمل المخابرات، وكان بإمكان قاض مدني كإميل أبو خير أن يقف في وجه ضباط المحكمة العسكرية. وإن كان شهاب أعلن عزوفه عن التمديد فقد لعب دوراً رئيسياً في اختيار خلفه ولكن هذا الخلف لم يكن من العائلة أو من الحاشية بل كان وزيراً مشهوداً له بالمناقبية ومثقفاً وفرنكوفونياً وصحافياً هو شارل حلو، الذي حاولت الشعبة الثانية خلال عهده أن تكون عرابة العهد وتتجاوزه لتجعل من شهاب مرجعها الدائم، وهذا الأمر لم يمنع الحلو من أن يكون مرجعاً لنفسه وعراباً لنفسه عندما تجاوز الشعبة الثانية لإنجاح ريمون إده في الإنتخابات النيابية الفرعية في العام 1965 بعدما أسقط في العام 1964، ولدعم الحلف الثلاثي الذي تشكل من ريمون إده وكميل شمعون وبيار الجميل في انتخابات العام 1968.

كانت الشعبة الثانية تريد إيصال الياس سركيس في العام 1970 ولكن شارل حلو لم يتدخل أيضاً، وبالتالي وصل سليمان فرنجية الذي شهد عهده في بدايته صعود نجم نجله طوني وكان فيه دور لشقيق صهره لوسيان دحداح. ولكن العراب الحقيقي في عهد فرنجية كان الرئيس كميل شمعون خصوصاً بعد بداية الحرب عندما تحول شمعون إلى ما يشبه رئيس الظل من موقعه كرئيس للجبهة اللبنانية في العام 1975 والعام 1976، وقد أقام لفترة في قصر بعبدا. عندما فاز الياس سركيس في انتخابات 1976 المبكرة لم تكن لديه حاشية. حاشية الرئيس كانت مكونة من معاونين له ولكن كان لعهده عرابان أساسيان من دون أن يطغيا عليه هما وزير الخارجية فؤاد بطرس ومدير المخابرات جوني عبدو. وكما أتى من دون حاشية غادر سركيس من دون حاشية مساهماً في وصول الرئيس بشير الجميل ومن دون أن يكون له دور أساسي في انتخاب الرئيس أمين الجميل خلفاً لشقيقه بعد اغتياله.

على عهد الرئيس الجميل تبدلت أدوار المقربين مع تبدل المراحل حتى ختم ولايته بتسليم البلاد إلى العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية. منذ تسلمه السلطة تصرف عون على أساس أنه القائد ولا شريك له إلا في ما خص بعض الضباط في المؤسسة العسكرية وبعض السياسيين. بعده مع الرئيس الياس الهراوي كانت المسألة مختلفة. انتهى زمن "الرؤساء القادة" ليبدأ مع عهد الوصاية دور الرؤساء المنتخبين بالتعيين. عراب عهد الياس الهراوي كان غازي كنعان في عنجر. وإن كان صهره فارس بويز لعب دوراً رئيسياً طوال العهد الأساسي والممدد، إلا أنه لم يرتق إلى مرتبة العراب لأن العهد نفسه لم يرتق إلى مرتبة العهد. وكما مع الياس الهراوي كان الحال مع خلفه العماد أميل لحود. صحيح أن صهره الياس المر لعب دوراً أساسياً لكن دور العراب الرئيسي بقي نظام الأسد في سوريا. الرئيس ميشال سليمان تحرر من الوصاية السورية ولكنه في بداية عهده ساير "حزب الله" قبل أن يسقط من أدبياته ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ليحولها من معادلة ذهبية إلى معادلة خشبية، وهو لم يؤخذ عليه أبداً أنه كان ليسمح في عهده بوجود عراب للعهد.

الطريق إلى الرئاسة

مع الرئيس ميشال عون بدت مسألة عراب العهد معلنة ومكشوفة ومن دون خجل. في طريقه إلى رئاسة "التيار" أسقط الوزير جبران باسيل ضحايا كثيرة. وفي طريقه إلى رئاسة الجمهورية يحاول أن يسقط أيضاً ضحايا كثيرة. إذا كان العماد عون يستطيع أن يزكيه رئيساً "للتيار" فإنه لا يستطيع أن يجعل منه رئيساً للجمهورية. لأن الرئيس عون إذا كان يمون على تياره فإن مونته على المؤثرين في انتخاب الرئيس غير مؤثرة. لقد أعلن الرئيس عون في آب 2018 أن الحملة على العهد سببها السباق الى رئاسة الجمهورية، ولأن الوزير جبران باسيل يقف على رأس هذا السباق. كان يتبنى ترشيح باسيل ويدعمه. وكأنه أيضاً يخوض له معركته أو يتركه يخوضها بمباركته ورعايته. وربما يريد أن يتأكد من ضمان وصوله قبل انتهاء ولايته. ولكن من خلال الممارسة يبدو أن العهد دولاب مع باسيل. ساعة يدور في اتجاه الرئاسة وساعة يدور عكس ذلك. بعد حادث قبرشمون والبساتين دار إلى الوراء دورة كاملة.

وإذا كان باسيل يضع سلسلة أهداف ليحققها في مسيرته الرئاسية إلى قصر بعبدا من خلال ما يقوم به من نشاطات للإمساك بمقاليد السلطة في مجلس الوزراء واحتكار التعيينات والتدخل في إدارة الدولة والمؤسسات وصولاً إلى مؤسسة الجيش وسائر القوى الأمنية فإنه يحاول أن يسقط المنافسين له المحتملين والجديين. وإن كانت هناك أسماء معلنة ومكشوفة، أبرزها الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية، إلا أنه من المستغرب أن يتم وضع قائد الجيش العماد جوزف عون في خانة المستهدفين إن كان مباشرة من باسيل أو ممن يمكن أن ينوب عنه. وآخر هذا الإستهداف يتعلق بما يقال عن الدور المتوازن الذي قام به الجيش في أحداث قبرشمون حيث كان ينتظر فريق باسيل أن يتولى هذا الجيش قمع مناصري الحزب "التقدمي الإشتراكي" لتسهيل مرور باسيل. في خضم كل الصخب الذي يرافق نشاط باسيل الرئاسي وغير الرئاسي هناك سؤال لا توجد بعد إجابات عليه: ماذا إذا قرر الرئيس ميشال عون أن يستقيل قبل انتهاء ولايته إذا اعتبر أن هذه الإستقالة يمكن أن تخدم وصول باسيل؟  وعلى ضوء صعوبة حصول هذا الأمر يريد باسيل أن يكون فوزه برئاسة "التيار" بالتزكية، تزكية له من "التيار" ومن أنصار "التيار" والعهد الذين ينظر إلى عدد منهم كمنافسين محتملين له في سباق الرئاسة، وبعض هؤلاء من نواب تكتل لبنان القوي والذي أراد لهم أن يكونوا من عدة شغل العهد فقط لا غير. قبل 15 أيلول المقبل سيتكرر ما حصل في 27 آب 2015 عندما تم اختيار باسيل رئيساً بالتزكية "للتيار" نزولاً عند رغبة رئيس "التيار الوطني الحر" السابق المؤسس العماد ميشال عون.

 

 بومبيو للحريري: تحمّلوا مسؤوليّاتكم أو ترقّبوا الانهيار

علي الأمين/نداء الوطن/2019/

http://eliasbejjaninews.com/archives/77631/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%91%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%85%d8%b3%d8%a4/

تشير التقارير الواردة من واشنطن وعلى نحو مؤكد، أنّ مسار العقوبات المالية على "حزب الله" مستمر ولن يتوقف، وسيأخذ أبعاداً جديدة تتصل بإجراءات مالية وسياسية تطال مؤسسات وأفراداً، ممن تدرجهم وزارة الخزانة الأميركية في سياق الداعمين لـ"حزب الله"، وهو توصيف يطال بحسب المصادر المتابعة لهذا الملف في واشنطن، الجهات السياسية اللبنانية الحليفة لـ"حزب الله".

في هذا المناخ السياسي الاميركي، تأتي زيارة الحريري الى واشنطن، وهي الثالثة له كرئيس للحكومة إلى هذه الدولة، لكن هذه المرة يدخل الحريري بلاد "العم سام" مطمئناً الى أن الحكومة لن يستقيل منها لا "الثنائي الشيعي" ولا "التيار الوطني الحر" ولا وزير ملك أو أمير، كما جرى في زيارته الأولى في العام 2011 حين استقال هؤلاء، واقالوه من رئاسة الحكومة وهو يدخل عتبة البيت الأبيض.

رسالة من عون و"حزب الله"

ذهب الحريري هذه المرة الى واشنطن، مدركاً أنه رئيس حكومة في بلد على حافة الانهيار، ويحاول أن يحمي ما تبقى من دولة، بمزيد من محاولة إظهار أن الانهيار في لبنان سيكون انهياراً للدولة اللبنانية وليس لـ"حزب الله".

ولا شك أن ما يحمله الحريري الى واشنطن، هو رسالة من حكومته الى الحكومة الأميركية، لها أبعاد تتصل بالعلاقة مع اسرائيل وبمسألة ترسيم الحدود ودعم الجيش اللبناني، وتحفيز الإدارة الأميركية لدعم تنفيذ مشروع سيدر، والجانب الأهم، وهي بحسب المعلومات تنطوي على إغراء بتحقيق تقدم في المفاوضات المتصلة بالحدود البحرية مع اسرائيل، بعد توقف غير معلن للمبادرة الأميركية بين البلدين، نتيجة شروط لبنانية وصفتها مصادر أميركية في حينه بأنها شروط لعرقلة التفاوض، حيث نقل عن المندوب الأميركي ديفيد ساترفيلد مطلع هذا الصيف، أن لبنان يعتمد سياسة وضع العراقيل والمماطلة في عملية التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود مع اسرائيل.

الحريري حمل الى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استعداد لبنان للتوصل إلى اتفاق، وهذا ما أبلغه الى خلف ساترفيلد، النائب الجديد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الذي يتوقع أن يزور لبنان مطلع الشهر المقبل.

تشير المصادر من واشنطن إلى أن الحريري يحمل معه تفويضاً من "حزب الله" على هذا الصعيد، وتلفت إلى أن رئيس الحكومة أكد للمسؤولين الأميركيين أن لا وجود لمصانع صواريخ دقيقة في لبنان كما تزعم اسرائيل، مشيرة إلى أن الحريري كان في موقفه هذا يتحدث باسم الدولة اللبنانية ومستنداً إلى معلومات مؤكدة لديه وصلته من "حزب الله" وأكدها رئيس الجمهورية ميشال عون.

وبحسب المصادر المتابعة في واشنطن، أن عشية زيارة الحريري الى واشنطن عُقد لقاء جمع الرئيس ميشال عون وقيادة "حزب الله" والرئيس الحريري، لبلورة الموقف اللبناني الرسمي الذي سيحمله الحريري الى واشنطن، وفيما لم تجزم المصادر بحصول اجتماع ثلاثي في بيروت بين الأطراف المذكورة، إلا أنها أكدت أن الحريري نقل رسائل غير مباشرة من "حزب الله" الى الأميركيين أبرزها ما يتصل بملف الحدود مع اسرائيل.

عقوبات على الطاولة اللبنانية

في اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الاميركي وبحضور شينكر ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ديفيد هيل، قدم الحريري مطالعة سياسية تتصل بأهمية العلاقات اللبنانية - الاميركية، وأشار إلى أهمية الدعم الذي يتلقاه لبنان من الناحية العسكرية والأمنية من الولايات المتحدة، وشدد على التنسيق الأمني على صعيد المعلومات في مواجهة الإرهاب. وركّز على البعد المتصل بالاستقرار في لبنان وأهمية ترسيخه، حيث أشار إلى أن لبنان دفع ثمن أزمات المحيط الذي ينتمي اليه، وأن مصلحة لبنان تتطلب حماية هذا الاستقرار سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ومالياً، خصوصاً في ما يتصل بموضوع اللاجئين السوريين الذي يشكل وجودهم في لبنان عنصراً ضاغطاً على مالية الدولة واقتصادها، ولفت إلى ضرورة توفير كامل الشروط للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود مع اسرائيل ومنع اي محاولة لجرّ لبنان الى حرب إقليمية.

الاجتماع الذي لم يتجاوز النصف ساعة، كان مسبوقاً باجتماعات تمهيدية عقدها مستشارو الحريري مع فريق وزير الخارجية، لكنه كان يعكس ايضاً موقفاً أميركياً متشدداً حيال "حزب الله"، حيث أشارت المصادر نفسها، إلى أن ملف العقوبات الأميركية لم يتبدل مع زيارة الحريري، وذهب المسؤولون الأميركيون بحسب ما نقلت مصادر عن مسؤول في "الخارجية الاميركية" شارك في الاجتماعات مع الوفد اللبناني، إلى أن الرئيس الحريري كان بين موقف العاجز في احسن الأحوال، والموقف الذي يحامي عن "حزب الله" بطريقة غير مباشرة في أسوأ الأحوال، وفي كلا الحالين، فإن واشنطن غير متفاجئة بواقع الحريري والدولة في لبنان، لذا هي ستستكمل خطواتها ضد "حزب الله" التي تصفها بخطوات الحرب على الارهاب.

ملف الحدود بقي مفتوحاًالانطباع الذي يخرج به المتابعون في واشنطن، عن نتائج زيارة الحريري، ليست مشجعة لجهة ما حمله رئيس الحكومة من أفكار تتصل بمحاولة تحييد الدولة اللبنانية عن مسار العقوبات الاميركية، وإن كان الأميركيون لمسوا نوعاً من عرض لدى الحريري بأن يكون في موقع من يقدم ضمانات تتصل بدور "حزب الله" في الداخل اللبناني ولا سيما على صعيد بعض النقاط المتصلة بالسلاح، فإن ذلك لم يلق آذاناً صاغية لدى الاميركيين، الذين يتوقعون من رئيس حكومة لبنان أن يكون حاسما بشأن سيادة لبنان وحماية سلطة الدولة وتطبيق القانون على الجميع. يبقى أن ملف الحدود مع اسرائيل هو الذي بقي مفتوحاً ولم يتم إغلاقه كما حصل في ملف العقوبات التي ستطال حكماً جهات في السلطة ومسؤولين ممن يعتبرون حلفاء لـ"حزب الله"، وتشير المصادر إلى ملف الحدود البحرية مع اسرائيل، حيث يرجح أن يكون مسار هذا الملف قد اتضحت معالمه بعد الزيارة التي سيقوم بها ديفيد شينكر الى لبنان.

الأهم مما قاله الحريري للاميركيين، هو ما سمعه من بومبيو ومساعديه، فالرسالة الأميركية الى لبنان عبر الحريري، أنتم تنقذون دولتكم وانتم من يمكن أن يدفعها إلى الانهيار، ويجب أن تتحملوا مسؤولياتكم في الدولة اللبنانية.

 

نصرالله في خطبة النّشوة والإشراق المهدوي

محمد أبي سمرا /المدن/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77628/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86/

"موسم وداع الدنيا والخوف" (عن الذكرى 13 للنصر الإلهي)، "رحلة عينيك من الجنوب إلى القدس" (في مواكبة بثّ كليب تلفزيوني يظهر فيه السيد حسن نصرالله)، "عربة الرب" (عنوان عمل مسرحي في وادي الحجير)، "أنت في كل زمان، وأنت الزمان والمكان" (في مواكبة كليب تلفزيوني آخر، يظهر فيه عماد مغنية)، "رجال الله" (أي مقاتلو "حزب الله" في شريط تلفزيوني ثالث عنوانه "مربع الصمود"، ويروي بعضاً من "وقائع" حرب تموز 2006، حسب رؤيا "حزب الله")، و"هو هنا كالعباس/حليفُ الفتح/حليفُ النصر/إذا ظهر هلّلت قلوبٌ وهلكت قلوب/خمينيون ولن نخضع/لبيك يا ابن فاطمة/لبيك نصرالله)...

وظهر السيد حسن نصرالله على صفحة الشاشة العملاقة المنصوبة عالياً في صدر "مربع المواجهة والصمود" بين بنت جبيل وعيترون ومارون الراس وعيناتا، ليروي من مخبئه السري في مربّعه الأمني بضاحية بيروت الجنوبية، على الأرجح، قصة حرب تموز/آب 2006، رواية مهدوية متجددة. وهو رواها على مقام جديد لمريديه وأتباعه الذين انتظروا ظهوره على الشاشة في ذاك المربع الجنوبي الحدودي إياه: حشدٌ من جمهوره، يتقدمه أركان حزبه ونوابه، وسواهم من مقدمي وممثلي "حلف الممانعة" اللبنانيين والإقليميين، إلى ممثلين لقيادة الجيش اللبناني... فبلّغهم رؤياه المتجددة لتلك الحرب، ولنصره فيها، ليس على إسرائيل التي "لم تكن سوى أداة تنفيذية"، بل "لا تريد الحرب"، وخاضتها "بقرار أميركي، وهدف ومشروع" أميركيين، لإقامة "شرق أوسط كبير وجديد"، فانجلت الحرب عن "نصر إلهي" لـ "محور المقاومة" الذي تمدد من لبنان إلى فلسطين، فسوريا والعراق واليمن، وصولاً إلى إيران.

لا منّة لأحد علينا

وعدّد السيد نصرالله في خطبته الدواعي والأهداف الأميركية لتلك الحرب، على النحو التالي: سحق المقاومة في لبنان، إسقاط نظام بشار الأسد المقاوم في سوريا، تثبيت الاحتلال الأميركي في العراق، عزل إيران تمهيداً لإسقاط نظامها، وصولاً إلى هيمنة أميركية على منطقتنا.

أما سبب توقف الحرب الوحيد، بحسبه، فليس الضغوط الدولية ولا العربية والإقليمية على إسرائيل، بل إدراك قيادة الحرب الأميركية والإسرائيلية أن حربها على المقاومة لنزع سلاحها واجتثاثها، قد فشلت في تحقيق هدفها، وستؤدي الى "كارثة عظيمة في إسرائيل" في حال استمرارها. وما دفع المقاومة إلى الاستجابة لإيقاف الحرب، فدواعٍ "سياسية وأخلاقية"، ومداراةٍ لإرادة الناس في لبنان.

وبيت قصيد السيد نصرالله في هذه الرواية، هو: "لا يمنّنا أحدٌ على أنه أوقف الحرب علينا"، و"ما كنا نملكه آنذاك من (مقدرات وسلاح) لا يقاس بما نملكه الآن"، و"النصر صنعه إيمانكم وعملكم وصبركم"، وصنعه "حزب الله وحركة أمل، وكل الأحزاب الداعمة للمقاومة". ثم ابتسم السيد نصرالله قائلاً: "لم تكن هناك وحدة وطنية في لبنان في حرب تموز 2006". بل كان هنالك "موقف سياسي متقدم مثّله رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، ورئيس مجلس النواب نبيه بري". وعابراً انتبه في هذا السياق إلى موقف العماد ميشال عون أثناء الحرب، فأشار إلى ما قاله عون في ذكراها الـ 13: "إذا حصلت حرب تموز جديدة، سننتصر من جديد".

تدمير الألوية تلفزيونياً

وهنا روى السيد نصرالله أن القادة العسكريين الإسرائيليين استماتوا لتحقيق ولو نصر رمزي: الوصول في حملتهم العسكرية البرية الفاشلة إلى بنت جبيل، أي إلى المكان الذي ألقى فيه خطبة "التحرير" في العام 2000. وذلك ليقف قائد عسكري إسرائيلي ويلقي على طريقة نصرالله خطبة في ذلك المكان، ليكذّب العقيدة العسكرية الاستراتيجية التي أطلقها السيد نصرالله: "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت". وفات خطيب المقاومة التلفزيوني أن شعاره هذا الذي سمّاه عقيدة عسكرية استراتيجية أرعبت إسرائيل، إنما أطلقه في واحدة من خطبه التي تلت "تحرير" العام 2000.

وبادر نصرالله إلى مخاطبة الإسرائيليين قائلاً: "إذا حاولتم اليوم الدخول إلى لبنان، ستحضرون بثاً (تلفزيونياً) مباشراً لتدمير ألويتكم. وحزب الله الذي حاولتم سحقه في 2006، تحول قوة إقليمية، ووضعنا نظاماً مبدعاً للدفاع عن أرضنا". ومحور المقاومة وجبهتها ممتدان اليوم من لبنان إلى فلسطين والعراق واليمن وسوريا التي "صمدت في الحرب الكونية عليها". والمحور إياه هو الذي يمنع، بقوته وانتصاراته، الحروب التي تريدها أميركا وحلفاؤها: السعودية وسواها من دول الخليج وإسرائيل، لأنهم خسروا حروبهم في المنطقة. وتوازن الرعب الذي صنعه "حزب الله" مع إسرائيل، هو الذي يجنب لبنان والمنطقة الحروب اليوم.

خطبة النشوة

تبدو رواية السيد حسن نصرالله عن حرب تموز، في خطبة زهوه ونشوته وإشراقته التلفزيونية، روايةً مهدوية، تُكمل ما بثّه تلفزيونه، "المنار"، من أشرطة وكليبات وعبارات، تمهيداً لخطبته. والمقصود بالمهدوية هنا هو الاختلاط الرؤيوي بين العالم الدنيوي بوعد ظهور المهدي الذي "يملأ الأرض عدلاً، بعدما ملئت جوراً". ويبدو أن "الوعد الصادق" تحقق في حرب تموز 2006 وما بعدها: العراق استكمل خرابه وحروبه الأهلية، وهو مهدد في كل لحظة بالوقوف مجدداً على شفيرها. وها هو لبنان يسير وئيداً نحو دولته الممزقة الفاشلة. وحروب بشار الأسد "المقاوِمة" على الشعب السوري دمرت سوريا تدميراً منهجياً لا قيامة لها منه في عقود مقبلة. وفلسطين في الضفة وغزة في حال موت سريري. واليمن غارق في حروب أهلية - قبلية متناسلة. وإيران، بيضة القبان التي تقود محور المقاومة وتموله، غارقة في عقوبات اقتصادية دولية وحصار دولي، وتتخبط عبثاً للخروج منهما.

لكن هذا كله لا حساب له في الرؤيا المهدوية، لا، لا بل إنه في قلب هذه الرؤيا التي ينظر أهلها إلى العالم الدنيوي من العالم الأخروي، ويعيشون  في انتظار تحقق الرؤيا القيامية: العالم الدنيوي في حال انبعاث أبدي من الدمار و"الخراب الجميل"، كما في الرؤيا الأدونيسية التي لا تكتمل إلا بالدم: "ماحياً كل حكمةٍ/هذي ناريَ/لم يبقَ آيةٌ/دمي الآية"، أو بتوازن الرعب الحربي الموهوم سبيلاً إلى العيش بسلام وطمأنينة، بلغة السيد نصرالله في إشراقته المنتشية الأخيرة.

رحم الله مؤسس الديكتاتوريات العربية العسكرية، جمال عبد الناصر، الذي تساءل متعجِّباً بعد حرب السويس عام 1956: كيف ننتصر في حرب دولية شُنّت علينا، ولا نقوى على إدارة مستشفى قصر العيني في القاهرة؟!

 

ما تريده واشنطن وما يستطيعه سعد الحريري

راغدة درغام/موقع إيلاف/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77621/77621/

تبعث القيادات الإيرانية برسائل متناقضة ليس واضحاً إن كانت ضمن تكتيك توزيع الأدوار أو انها تعكس خلافات داخل السلطة بين التيارات المتشدّدة وتلك التي تفضّل الليونة. فبينما كان الرئيس حسن روحاني يتودّد لدول الخليج العربية ويؤكد استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإقامة علاقات أخوّة وصداقة مع كافة الدول الإسلامية، وخصوصاً الدول الجارة لإيران، كان المرشد الأعلى علي خامنئي يستقبل المتحدث بإسم الحوثيين محمد عبدالسلام ليجدّد دعمه للحوثيين ويبعث رسالة الى الدول الخليجية العربية فحواها ان طهران لها السلطة على مسار الأمور في اليمن وعلى استهداف الحوثيين للسعودية.

الرسالة الأخرى التي صدرت عن طهران فيما كان روحاني يطمئن الدول العربية المجاورة في الخليج أتت على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الذي أعلن أن "حزب الله" اللبناني اكتسب قدرات قتالية في سوريا ولديه صواريخ متطوّرة وبات في جهوزية "تمكّنه من القضاء على إسرائيل وحده في أي حرب محتملة". وحرص قائد الحرس الثوري على رفع سقف التهديدات للقوى الدولية من البقاء في الخليج منبّهاً أن عليهم أن يأخذوا في حسابهم القدرات الإيرانية، إنما توقيت تصريحاته عن قدرات "حزب الله" الصاروخية وجهوزيته للقضاء على اسرائيل فإنه كان متعمّداً لإظهار ضعف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي كان يزور واشنطن وذلك للإجهار بأن طهران تملك مصير لبنان لأن "حزب الله" من ممتلكاتها ولها قرار تفعيل جهوزيته للحرب أو الإبقاء على التهادنية بينه وبين إسرائيل.

الرئيس الحريري سار على حبلٍ مشدود في واشنطن وسمع صراحةً وبصرامة ان إدارة ترامب، ومعها الكونغرس الأميركي، لن تتروّى ولن تتوارى في مسألة العقوبات على "حزب الله" وعلى من يوفّر التغطية السياسية والعسكرية والأمنية لـ"حزب الله". قالوا له ان عليه هو أن يكتشف ويصيغ وينفّذ ما هو المطلوب بدلاً من اسطوانة "الخصوصية"اللبنانية، ومحدودية صلاحيات رئيس الوزراء وقدراته، و"ما فينا"، و"قولوا لنا ما العمل؟" شرحوا له ان هذا زمن الجدّية في السياسات الأميركية نحو إيران و"حزب الله" ولم يعد زمن المطاطية التي رافقت سياسات الإدارة السابقة في عهد باراك أوباما. أبلغوه الأهداف الواضحة وتركوا له إيجاد وسائل تحقيقها بلا مواربة ولا مؤاخذة ولا تلكؤ في التنفيذ.

عنوان رئيسي من عناوين زيارة الحريري الى واشنطن هو: المؤسسات. وزير الخارجية مايك بومبيو أعلن وبجانبه الرئيس الحريري ان منطقة الشرق الأوسط مهدَّدة من إيران، وان الشعب اللبناني مهدّد من "حزب الله". شدد على أهمية و"شجاعة" الحريري في تأكيده لواشنطن التزام لبنان الدفاع عن نفسه كدولة وجيش، وليس عبر "حزب الله". أكد على استعداد واشنطن مساعدة لبنان عبر دعم مؤسسة الجيش وفي ترسيم حدوده البحرية والبرية مع اسرائيل.

مصدر أميركي رفيع المستوى لخّص المواقف الأميركية التي تم ابلاغها الى رئيس الحكومة اللبنانية بقوله "أكّدنا له أن عليه أن يحقق التقدّم وان يتخذ خطوات ملموسة للابتعاد عن حزب الله"، و"أوضحنا ان عليه اعتماد موقفٍ قوي" في هذا الاتجاه.

ما عرضته إدارة ترامب على رئيس الحكومة اللبنانية هو مجموعة "معايير" Parameters قويّة "لأهدافٍ شاملة" وواضحة with overarching goals حسبما قال المصدر المطّلع "وقلنا له: عليك أنت إيجاد الوسائل لتنفيذها you figure it out"، بدلاً من تحديد "خطوات" steps مفصّلة له.

بومبيو طمأن لبنان ان الولايات المتحدة مستمرة في دعم "أمن واستقرار" لبنان كما غرّد بعد الاجتماع مع الحريري. لكنه تابع "لقد طرحت معه قلقنا البالغ من حزب الله وكرّرنا ان العقوبات الأميركية ضد أعضاء حزب الله ومن يدعمهم مستمرة".

هي ذي كانت رسالتنا اليه، قال المصدر الأميركي، "هنا الأهداف ومعاييرها، وما نحتاجه منك هو التقدم الملموس وليس مجرد اطلاق عملية"، نحو تحقيق الأهداف. “we need to see progress, not setting a process”.

هذه الأهداف والمعايير تنطلق وتصبّ في خانة إضعاف وإلغاء سيطرة "حزب الله" على لبنان، والتحرك نحو إخراج نفوذ إيران من لبنان. إدارة ترامب واثقة من ان العقوبات الآتية ستؤدي الى خنق حزب الله وشلّ قدراته المدنية، وان العقوبات التي تنوي فرضها على من "يدعم" حزب الله ويقوم بتوفير الغطاء السياسي له ستؤدي الى النتائج المرجوّة.

فحوى ما سمعه سعد الحريري من المسؤولين في واشنطن هو العزم على منع إيران وحزب الله من تنفيذ تهديدات على نسق ما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني بشأن القدرات الصاروخية الإيرانية في الأراضي اللبنانية وتوعّده إسرائيل بـ"حزب الله" وجهوزيته القتالية.

سمع الحريري من المسؤولين الأميركيين ان الأموال التي يدفعها المواطن الأميركي كضرائب ليست للإنفاق على لبنان بما يساعد حزب الله بأي شكل من الأشكال، وان استمرار هيمنة حزب الله على لبنان ستحجب عن لبنان أموال المساعدات ضمن "سيدر" أو خارجه.

سمع ان ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل سيلقى مساعدة الولايات المتحدة كي يستفيد لبنان من نفطه وغازه في المتوسط، إنما بشرط أن تكون الدولة اللبنانية وحدها هي التي تسيطر على البلاد، وليس حزب الله ولا إيران.

سمع انه ليس مسموحاً لأيٍّ أن يكون حليفاً لـ"حزب الله" بلا محاسبة وعقوبات، أو أن يكون شريكاً سياسياً يوفّر له الغطاء. بكلام آخر، وصلت الرسالة الأميركية بأن حتى حلفاء واشنطن لن يكونوا معفيين إذا ظنوا أنهم صمّام الأمان لمنع انهيار لبنان فيما هم في نظر حزب الله صمّام الأمان للحزب طالما هو جزء من الحكومة بموجب "التسوية" التي أوصلت سعد الحريري الى رئاسة الحكومة.

"واشنطن لن تمانع استقالة الحريري"، قال مراقب سياسي "بل لعلّ الاستقالة مطلوبة أميركياً لكي تتمكن الولايات المتحدة من فرض عقوبات على لبنان والضغط على لبنان كدولة".

فليس مسموحاً استمرار حزب الله في تشديد قبضته على لبنان وانصياع الحكومة اللبنانية الى مطالبه بعذر ليس في اليد حيلة.

انه يعمل خارج المؤسسات المالية والعسكرية الرسمية لتفادي العقوبات، لكنه يدخلها خلسة للاستفادة منها. هذا النمط لم يعد مقبولاً أميركياً بعدما اتخذت ادارة ترامب قرار ممارسة أقصى الضغوط الكاملة على حزب الله وحلفائه في لبنان وعلى إيران وبقية أذرعتها في المنطقة.

حزب الله الذي رأى في سعد الحريري صمّام أمان ودرع له ازاء العقوبات الأميركية، والإجراءات الأوروبية الآتية، وحتى من إفرازات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد يجد نفسه بلا صمّام ولا درع حماية ان كان ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة أو باستقالته.

البعض رأى ان الهدف من إطالة أزمة قبرشمون كان الانقلاب على الحريري كي يكون في الوسع تشكيل حكومة من لون واحد وتحويل لبنان الى دولة مواجهة.

افتعال المعركة مع النائب السابق وليد جنبلاط أتت نتيجة تصريحاته بأن مزارع شبعا سورية وليست لبنانية مما أثار قيادة حزب الله التي تعرف تماماً ان هذا كلام دقيق طالما ترفض الحكومة السورية الإجابة على طلب ورسائل عديدة من الأمم المتحدة منذ 2007 بأن تتقدّم اليها بموقفها الرسمي حول ما إذا كانت مزارع شبعا سورية أو لبنانية. دمشق تتجاهل الإجابة عمداً وترفض الإدلاء رسمياً ان كانت مزارع شبعا لبنانية أو سورية لسببين أساسيين هما:

أولاً، ناسبها القول انها لبنانية وذلك لتبقى مزارع شبعا عائقاً أمام سلام بين لبنان وإسرائيل حفاظاً على "تلازم المسارين" اللبناني والسوري.

وثانياً، ان الإقرار رسمياً بأنها أراضٍ لبنانية سيتطلب إخراج مزارع شبعا من اتفاقية "فك الاشتباك" بين سوريا وإسرائيل، وهذا أمر رفضته الحكومة السورية.

والسبب الإضافي لتعمّد دمشق عدم الرد على رسائل الأمم المتحدة هو اقتناعها بأنها أراضٍ سورية أو أنها تريد لمزارع شبعا أن تعود الى سوريا وليس الى لبنان عندما تتم إزالة الاحتلال الإسرائيلي عنها.

استهداف وليد جنبلاط كان لتحقيق هدف اقصاء أية معارضة لحزب الله وحلفائه.

التصدّي الأميركي لهذه المحاولة أتى واضحاً وبقوّة وفي بيان علني وكان له فعله ونتائجه في بيروت وفي طهران.

فلقد أتى هبوط حزب الله من أعلى السلَّم ليفيد أن طهران قرّرت تجنب المواجهة مع الولايات المتحدة ومع اسرائيل، أقله الآن.

طهران تعتبر حزب الله أهم إنجاز لها وأثمن ورقة في يديها.

وواشنطن قرّرت أنه ممنوع على طهران صقل قوة وجيش غير نظامي على نسق حزب الله أينما كان.

إدارة ترامب مقتنعة ان الضغط الشامل الكامل على قيادات النظام في طهران، المتجانسة أو المتناقضة في تصريحاتها، يتطلب قطعاً استهداف حزب الله وإلا لن يكون الضغط فاعلاً ولن تكون استراتيجية خنق إيران اقتصادياً شاملة.

أما القيادات الإيرانية فإنها بصدد مراجعة استراتيجياتها بعدما تبيّن لها عدم جدوى الرهان على هلع أوروبا أو على صداقات الصين وروسيا.

لذلك دخل التكتيك استدعاء الحرب مرحلة التجميد المؤقت الى حين عقد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع آخر الشهر الجاري في فرنسا.

 

من يزيد انكشاف لبنان ؟

علي حماده/النهار/17 آب/2019

متزامنا مع زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن التي افضت في ما افضت الى حشد دعم له ولحكومته (بشروط)، واستعداد مبدئي للوقوف خلف لبنان في المسعى لإنقاذ الاقتصاد المتدهور، اتى خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بمناسبة انتهاء حرب تموز ٢٠٠٦، وما تضمنه من إعادة تأكيد انخراط الحزب في محور إقليمي لا لبناني، بقوله صراحة ان: “الحرب على ايران تعني الحرب على كل محور المقاومة، وهذا يعني ان كل المنطقة ستشتعل، وهذا الكلام ليس في اطار الحرب النفسية انما لفهمه، واعتقد ان الرسالة وصلت”.

والموقف هنا ليس الأول من نوعه، ولكنه يأتي في اعقاب الحملة التي قادها الحزب واتباعه في لبنان عندما انتفضوا لـ”كرامة” و”سيادة” و”استقلال” لبنان بعد صدور بيان السفارة الأميركية في بيروت الشديد اللهجة في انتقاده محاولات فريق في البلد، وتحديدا بطانة رئيس الجمهورية ميشال عون للضغط على القضاء اللبناني في مؤامرة قبرشمون التي استهدفت فريقا وازنا في المعادلة اللبنانية. بالطبع لا يشكل كلام نصرالله خروجا على سياقات مواقفه المعهودة، ولكنه يأتي في وقت بلغ فيه التوتر بين الولايات المتحدة وايران اعلى المستويات، وهي رسالة بأن “حزب الله” هو ذراع إيرانية في المشرق العربي، وسوف يتورط في حرب إقليمية كبيرة دفاعا عن مرجعيته ايران.

لكن الأخطر من كلام نصرالله، هو الموقف الذي ادلى به وزير الخارجية صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، قائلا في مقابلة صحافية قبل أيام: ” الكل في لبنان شريك لـ”حزب الله” بدليل حكومة الوحدة الوطنية”. فالوصف حقيقي الى حد معين، ولكن بصدوره عن وزير الخارجية، إشارة سلبية الى ما يمكن ان يتعرض له لبنان من ضغوط، على قاعدة الرأي الذي بدأ يسود في واشنطن، من ان “حزب الله” والحكومة اللبنانية كيان واحد، في ظل تمدد نفوذ الحزب الى كل مفاصل الدولة، ولا سيما بعد انتخاب حليفه الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية.

هنا وجه الخطورة في تذاكي وزير الخارجية بما يزيد انكشاف لبنان، من خلال منحه مزيدا من الأدلة للاسرائيليين الذين يروجون لدى الاميركيين والأوروبيين ان أي حرب مقبلة ضد “حزب الله” يجب ان تشمل كل لبنان، الذي يجب ان يقع كله تحت مطرقة العقوبات كون الطبقة السياسية وكل الدولة فيه شريكة “حزب الله”. والأخطر هو بدء اقتناع دول عربية أساسية بالقراءة الآنفة الذكر، واعراضها عن مساعدة لبنان اقتصاديا وإدارة الظهر له وللحكومة، في ظل مقاطعة غير معلنة لرئيس الجمهورية المصنف حليفا للحزب في اعلى هرم السلطة.

لقد حاول الرئيس سعد الحريري من خلال محادثاته في واشنطن ابعاد الضرر عن لبنان والدولة، ولكنه لم يضمن الا يضرب الاميركيون بسيف العقوبات في لبنان في اطار مواجهة ايران بذراعها اللبنانية. كما انه لم يضمن بان يدوم التمييز بين الدولة اللبنانية و”حزب الله” طويلا. ان المرحلة المقبلة ستكون حساسة الى ابعد الحدود.

 

24 قراراً لـ«الدستوري» في عام و100 في 24 عاماً!  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 17 آب201924

مقالات خاصةالهندسات المالية دعمت إحتياطي «المركزي».. لكنّ النزف أكبر وأسرعالنفايات في الشوارع هي الأخطر... ووزير البيئة «ناطر» الحريري«حزب الله» فَوّض برِّي على بياض فكانت المصالحةالمزيدبعد أن طبّق المجلس الدستوري الحالي أمس الأول 10 أعوام وشهرين من ولايته، إستقبل طعنين في قانون الموازنة أحدهما للقضاة وآخر للعسكريين المتقاعدين، في وقت لا يعرف فيه متى ينتهي دوره عند تشكيل المجلس الجديد فتقع الإشكالية بين ولايتين. وإن تمكّن من إصدار كامل القرارات المطروحة أمامه يكون قد أصدر 24 قراراً في عام مقابل 100 قرار في 24 عاماً سبقت تشكيله.

إنّ المجلس الدستوري الحالي امضى بكامل أعضائه ولايتين كاملتين متتاليتين وشهرين، فهو تسلّم مهماته في 15 حزيران 2009 لولاية تمتد خمس سنوات. وكان من المفترض أن تنتهي في 15 حزيران 2014 لكنّ نظامه الداخلي سمح بالتمديد تلقائياً لأعضائه كهيئة كاملة الى حين تشكيل المجلس الجديد وقَسَم أعضائه اليمين القانونية.

وبعيداً من هذا المنطق الدستوري والنظامي استقبل المجلس في الساعات الماضية طعنين جديدين في قانون موازنة 2019 احدهما أعدّه «نادي القضاة» في لبنان طالباً الطعن الجزئي في مواد عدة من القانون شكلت مسّاً بحقوقهم المكتسبة وبسلطتهم المستقلة. والثاني أعدّته «اللجنة القانونية في حراك العسكريين المتقاعدين» لإبطال مواد شكلت تهديداً ومسّاً بمكتسبات وحقوق سابقة لهم ولم تقدّم لهم بدائل منها تساويها في شكلها ومضمونها ومردودها.

ومن الثابت أنّ هذين الطعنين رفعا عدد الطعون المرفوعة امام المجلس الى أربعة. فالمجلس كان مدعوّاً الى اجتماع يُعقد قبل ظهر الإثنين المقبل للإطّلاع على الطعنين الجديدين الى جانب طعنين آخرين عالقين امامه، احدهما يطعن في حقّ نائب رئيس المجلس العلوي الأعلى بالتقدم في طعن امام المجلس، والثاني رفعه المرشح الخاسر في انتخابات طرابلس الفرعية يحيى مولود في نيابة الفائزة فيها النائبة ديما جمالي.

وعليه، فإنّ رئيس المجلس الدستوري سيدعو في الإجتماع المرتقب الى تعيين مقرّرين لكل طعن من طعني الموازنة العامة إن أبقى المجلس عليهما مفصولين، وإن قرّر دمجَهما في طعن واحد سيعيّن مقرِّرين للنظر فيهما كطعن واحد طالما أنّ القانون المطعون ببعض من مواده هو واحد. لتنطلق من بعدها المناقشات لبتّ دستورية الطعن المقدَّم من نائب رئيس المجلس العلوي بقانون أقرّه مجلس النواب للتمديد لأعضاء المجلسين التنفيذي والشرعي في الطائفة، مطالباً بإجراء الإنتخابات لتجديد أعضائهما. والمطلوب من المجلس الدستوري تقدير حقه كنائب لرئيس المجلس في تقديم طعن من عدمه.

فالقانونُ الأساسي للمجلس الدستوري أعطى رؤساء الطوائف الحقّ في التقدّم بأيّ مراجعة أمامه وليس لنوابهم. لكنّ شغور مركز الرئيس عند العلويين منذ 14 عاماً وإيكال مهامه الى نائبه جعلت النقاش في شكل الطعن وارداً وسط انقسام حاد لقبوله او رفضه قبل بتّ مضمونه. ويستند دعاة قبول الطلب بالطعن الى مضمون المادة 18 من النظام الداخلي للمجلس العلوي في شأن تولّي نائب الرئيس مهام الرئيس عند غيابه، وهو أمر محقّق منذ سنوات، في ما يرى المناهضون أنّ صلاحيات رئيس المجلس الإدارية والتنظيمية تنتقل الى نائب الرئيس، فيما أدواره الأخرى تغيب معه، ولا سيما حقه في مراجعة المجلس الدستوري. لا تقف الإشكاليات عند هذا الحدّ، فالأمر منوط بعمل المجلس وتوافق أعضائه على توفير المخرج لأيِّ إشكال داخلي عندما تتفق الأكثرية على تفسير واحد. لكنّ المعضلة المتوقعة ستقع إن تشكّل المجلس الدستوري الجديد قبل أن يبتّ المجلس الحالي الطعون الأربعة المرفوعة امامه وتتّخذ القرارات المناسبة بشأنها. وهنا تختلف الآراء في مقاربة المرحلة الإنتقالية وتنقسم بين رأيين:

- الأولى تقول إنه يمكن تأجيل قسَم اليمين للأعضاء الجدد للمجلس باعتبار الحدث شرطاً اساساً لإكتماله ومباشرة مهامه الى حين الإنتهاء من بتّ الطعون الحالية المرفوعة امام المجلس الحالي، وهو أمر يستلزم مهلة شهر ونصف تقريباً.

- أما الثانية فتقول إنه يمكن للمجلس الجديد أن يستكمل البحث في الطعون العالقة أمام المجلس فور تسلّمه مهامه ولا يمكن تأخير عملية التسليم والتسلّم الى حين الإنتهاء من إصدار القرارات النهائية في أيّ ملف. فهل تتأخّر التشكيلات في السلك القضائي إن بقيت امام القاضي الذي شملته المناقلات مئات الملفات أم انها تنتقل تلقائياً من الخلَف الى السلَف؟ وفي انتظار الأخذ بأحد هذين الرأيين، تجدر الإشارة الى أنّ استعجال تشكيل المجلس الدستوري قراراً سياسياً في النهاية، ينتظر التوافق على مضمونه ولا يمكن ربط ذلك بأيّ مهل أو قضايا أخرى. فهناك أجواء توحي بأنّ العهد يسعى الى بتّ تأليف المجلس الجديد سريعاً ليمسك بزمام الأمور. فالتركيبة الجديدة تحظى برضى مَن اختارهم انتخاباً أو تعييناً، وانّ هناك مَن يرغب في تسلّم مهامه في المجلس سريعاً، لكنّ الأمر رهنٌ بالتوافق الذي لم يكتمل بعد. وفي كل الحالات، لا يبدو أنّ هناك احداً من اعضاء المجلس الدستوري الحالي متمسّك بموقعه، فقد تعبوا من ممارسة مهامهم لمدة عشر سنوات وشهرين بدلاً من خمس سنوات. ونقل عن رئيس المجلس الدكتور عصام سليمان قوله أمس: لقد أصدرنا عام 2019 وحده 24 قراراً، فيما أصدر المجلس منذ ولادته قبل 24 عاماً 100 قرار.

 

الخطر في لبنان والخطر على لبنان

رفيق خوري/نداء الوطن/17 آب/2019

كما في الفقه الدّستوري كذلك في وقائع الحياة: حكم القانون شيء، وقانون الحكم شيء آخر. الأوّل هو تطبيق القانون في دولة الحق لتحقيق العدالة بين المواطنين وضمان حقوقهم حتّى من السّلطة على يد قضاء نزيه مستقل. والثّاني هو قيام الحكم بتطبيق قوانين ظالمة ومخالفة لحقوق الانسان سنّها لخدمة مصالحه ويطبّقها على معارضيه عبر قضاء منحاز ومطواع. لكن لبنان الذي تتبارى زعاماته في ادّعاء القوّة على حافة هاوية سياسيّة واقتصاديّة يبدو في موقع حائر: لا هو حكم القانون، ولا هو قانون الحكم. هذا أقلّه ما كشفته تجربة وزير العمل كميل أبو سليمان في تطبيق قانون العمل. فالمحامي الدّولي الّذي يعمل بالقانون في أوروبا أراد تطبيق القانون في البلد الذي كان يسمّى "سويسرا الشّرق". ويا للهول. ما اصطدم به أوّلًا هو احتجاجات اللاجئين الفلسطينيّين. وما لا يزال محل أخذ ورد هو إن كانت الاحتجاجات المستمرّة وما جرى سياسياً وأمنيّاً خلال الأسابيع الماضية إشارة إلى أنّ المطلوب مشكلة من أجل شيء يتجاوز أصحاب المشكلة. لكن الواضح أنّ أكبر خطر في لبنان يحظى بالاهتمام أكثر من أكبر حظر على لبنان.

أكبر خطر أو مشكلة في لبنان هو تطبيق القانون.

لماذا؟ لأنّه يصطدم بمصالح المافيات المتحكمة ويحرمها من تكديس الأرباح. وهذا ما يقود إلى تأمين الحماية لتجاهل القوانين وخرقها. أكبر خطر على لبنان هو ارتباط حاضره ومستقبله وحتّى مصيره بصراع المحاور الّذي يزداد احتداماً هذه الايّام. وهو صراع على المسرح العربي بين ثلاث قوى إقليميّة هي إيران وتركيا وإسرائيل، ضمن صراع أميركي - إيراني وتنافس أميركي - روسي. وليس في مواجهة هذا الخطر سوى الانقسام الوطني والسياسي والتسليم بالقدر عند فريق وأخذ لبنان إلى قلب الخطر عند فريق آخر. ولا نهاية لمسلسل المفارقات. تطبيق قانون العمل على اللّاجئين الفلسطينيّين، والتّسليم لهم بحمل كلّ أنواع الأسلحة التي ما عاد لها دور في تحرير الأرض وضمان حق العودة. فرض رسم على تدخين أركيلة، والتفرج على 160 معبراً غير شرعي يتم من خلالها التّهريب، إلى جانب ما يحدث في المطار والمرفأ، لأنّ إقفال المعابر يؤذي مصالح المهرّبين الّذين لهم حمايات سياسيّة. وما كان الرّئيس ايزنهاور يحذّر منه ويسمّيه "المركّب الصناعي - العسكري"، هو في لبنان "المركب الاقتصادي-السياسي-الميليشيوي" الّذي يحذّروننا من التّعرّض له. ثمّ مَن يطبّق القانون على من يذهب بالسّلاح الثّقيل ليحارب في سوريا ومن يعلن أنّه سيأخذ لبنان إلى حرب الدّفاع عن ايران ضد أميركا؟

يقول مثل أميركي ينطبق علينا: "القوانين اللّيّنة لا تُتّبع والقوانين القاسية لا تطبّق".

 

إسرائيل والعرب وأميركا: للتفاهم مع إيران وحزب الله

منير الربيع/المدن/السبت 17/08/2019

لم تحمل زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن أي تغيير جوهري في المسار السياسي. فالولايات المتحدة الأميركية مستمرة ببرنامجها لفرض العقوبات على حزب الله. وهي حمّلت الحريري الرسائل لحلفاء الحزب. وهذا لا يمثل تحولاً أو تغيراً في السياسة الأميركية تجاه لبنان. لكن الحريري ركّز في مواقفه التي أعلنها بعد لقاءاته مع الإدارة الأميركية، على مبدأين أساسيين: استمرار برنامج المساعدات للدولة اللبنانية عبر مؤتمر سيدر وغيره، وترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية، بالإضافة إلى ضبط الحدود الشرقية مع سوريا. وهذه أيضاً أدرجها في خانة الحاجة للحصول على مساعدات، إذ أنها عملية مكلفة لا بد من تضمينها في موازنة العام 2020.

الحريري وحزب الله

وكما هو معلوم، لا ينفصل ملف ترسيم الحدود وبرنامج المساعدات، عن التطورات السياسية في المنطقة. فلا يمكن لواحدة أن تتسهل في ظل تعقيد الأخرى. وهذا كله يبقى تحت سقف التجاذب الإيراني الأميركي. إذ لا تزال إيران تحقق مكتسابتها وتسجّل نقاطها، من الإفراج عن ناقلة النفط من مضيق جبل طارق قبل إفراجها عن ناقلة النفط البريطانية، إلى تطورات اليمن الأخيرة. ما من شأنه أن يرتد سلباً على خصوم إيران في المنطقة. وبالتأكيد، ما يجري في اليمن والخليج عموماً سينعكس على غيره من الدول في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تجاذباً إيرانياً سعودياً. يعرف الحريري أن لا إمكانية لتسوية أي نزاع حدود أو ضبط حدود من دون اتفاق مع حزب الله. ويعرف أيضاً أن كل الإجراءات أو الاشتراطات الأميركية لن تجد طريقها إلى التطبيق من دون حصول تفاهم مباشر أو غير مباشر مع الحزب. ويعرف أيضاً أنه لا يمكن تحقيق ما يريده من دون أدنى تفاهم مع الحزب. ولذلك كان موقفه واضحاً عندما قال إنه لا يمكن تغيير قرار الإدارة الأميركية بشأن العقوبات على حزب الله. موحياً بوجوب تخطي الموضوع والعمل على نقاط أخرى، أي نيل المساعدات للبنان، وتوفير بعض التفاهمات التي تؤمن استمرارية التسوية الرئاسية، وتعبيد طريق ترسيم الحدود وضبطها.

علاقات سعودية - إيرانية

تحقيق هذه النقاط يرتبط بالتطورات الإقليمية، بين إيران وواشنطن والرياض. ومن الواضح أن العلاقات الإيرانية الأميركية، والإيرانية السعودية تتحرك. إذ تفيد بعض المعلومات من إيران بحدوث زيارة لضابط سعودي كبير إلى طهران قبل عيد الأضحى، جرى خلاله البحث في العديد من النقاط الخلافية، والتنسيق بشأن الحجاج الإيرانيين الذين استقبلوا بحفاوة سعودية وإهتمام لافت، لا سيما أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز التقى رئيس وفد الحجاج الإيرانيين. وتعتبر المصادر أن هذا اللقاء سيؤسس للقاءات أخرى بين الدولتين، تشمل مشاورات حول ترتيب أوضاع المنطقة. وتكشف مصادر متابعة هنا، أن تحقيق أي تقدم ولو معنوي على هذا الصعيد، سيؤدي إلى انفراجات متعددة في المنطقة، تبدأ في اليمن ولا تنتهي في لبنان. تأتي الخطوة السعودية بعد خطوة استباقية إماراتية باتجاه إيران. ولا تنفصل عن التطورات التي حدثت في اليمن وفي مدينة عدن، وسط توقعات أن ترسو هذه اللقاءات على ترتيب تسوية للوضع اليمني، تتعلق بالحفاظ على مناطق النفوذ لكل دولة متورطة في هذا الصراع، كمنح الحوثيين منطقة نفوذ في الشمال، والإمارات منطقة نفوذ في عدن. وهذا يبقى بانتظار ما سيكون الأمر بين السعودية وإيران.

وما يجري في اليمن سينسحب على لبنان، خصوصاً في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية.

التفاوض مع إسرائيل

لا يمكن للحريري أن يبحث هذا الكم من النقاط، من دون تنسيق مع حزب الله، إذا ما أراد الوصول إلى حلول. وهو أصلاً كان يرغب أن تكون مفاوضات الترسيم مناطة بالحكومة. صحيح أن الحزب أوكل سابقاً الرئيس نبيه بري التفاوض في هذا الملف، إلا أن الحريري اليوم يريد أن تقودها الحكومة. وهذا بلا شك يمثّل تطوراً في الموقف، فيكون برّي هو الذي فتح الطريق وعبدها أمام هذه المفاوضات، بينما عندما تصل الأمور إلى لحظة عقد جلسة تفاوض مباشر مع الإسرائيليين، بحضور الأمم المتحدة والوسيط الأميركي، فمن الأفضل أن تكون الحكومة على رأس إدارة هذه العملية.

منتصف الشهر المقبل، سيزور ديفيد شينكر لبنان لتجديد مسار التفاوض في ترسيم الحدود، خصوصاً أن واشنطن تهتم إلى حدّ بعيد بلبنان في ملف ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط، وتريد أن يكون ملفاً مناطاً بها بشكل مباشر. وهذا لا يمكن تحقيقه من دون اتفاق غير مباشر مع حزب الله، وبين إيران والسعودية.

الحدود السورية

وترتبط هذه الملفات أيضاً بما يحصل في سوريا وتحديداً في المناطق الحدودية السورية اللبنانية، وكان آخرها انسحاب حزب الله من بعض مناطق القلمون، طوال الفترة الماضية، وصولاً إلى الانسحاب من معلولا بناء على ضغوط روسية. هذه لا تنفصل أبداً عن نقطة ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية التي تحدث الحريري عنها من واشنطن. وإذا كانت واشنطن تريد ترسيم الحدود وضبطها، مقابل الإشراف بشكل مباشر على عملية التنقيب عن النفط وإيجاد تسوية مع إسرائيل لإنجاز ذلك، كما هدفها الاستراتيجي هو توفير الحماية والأمن للكيان الإسرائيلي، فهي تكون بذلك مضطرة لـ"تفاهم" أو اتفاق غير مباشر مع إيران والحزب لإنجاز كل هذه الأهداف. وأي اتفاق من هذا القبيل سيؤدي إلى وقف التهديدات أو تلويح بوقوع حرب. وأكثر من ذلك، سيؤدي إلى سحب كل الكلام المتعلق بسلاح حزب الله، وتحويله إلى عامل ضابط للحدود بدلاً من عامل إلى تفجيرها وتهديد الإستقرار، وبذلك تتحول المعادلة من النفط مقابل السلاح، إلى الأمن والاستقرار والنفط مقابل التسليم بالسلاح. وليس مسار العقوبات إلا طريقاً للوصول إلى ترسيخ هذه المعادلة من الحدود الجنوبية إلى الحدود الشرقية. كلام حسن نصرالله عن أن سلاح المقاومة هو لـ"منع الحرب لا إشعالها" تأكيد على هذه الوجهة.

 

ممسحة البيت الوسخة!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/17 آب/2019

الأسئلة الخمسون التي أرسلتها وكالة «ستاندر آند بورز»، إلى بيروت عشية إصدار تقريرها عن تصنيف لبنان الائتماني، الذي يشكّل مؤشراً مهماً تعتمده عادة المراجع الدولية المهتمة بالوضع الاقتصادي، كانت في معظمها تتعلق بالأوضاع السياسية في لبنان، أكثر من تناولها الوضع المالي. هذه القائمة من الأسئلة وُجهت إلى وزارة المال وإلى المصرف المركزي، بما يشكل بالنسبة إلى الخبراء بديهتين...

الأولى طبعاً، توضح أن الوكالة الدولية التي تعرف حيثيات الوضع والتطورات في لبنان، مهتمة بمعرفة الاحتمالات السياسية، أكثر من اهتمامها بالوضع الاقتصادي وما يواجهه من صعوبات، بما يؤكد وجهات النظر المعروفة أن أزمة لبنان قاعدتها سياسية ونتائجها اقتصادية.

الثانية لا تخرج طبعاً على قاعدة الارتباط التفاعلي الحتمي بين السياسة والاقتصاد، وهذا أمر معروف منذ زمن بعيد، ورغم كل هذا فإن الوسط السياسي اللبناني، يمضي في صراعاته وخلافاته ويغرق في الفساد والإهدار إلى درجة رفعت الديون السيادية اللبنانية إلى أرقام فلكية، مع الحديث عن أن الدين العام لامس 90 مليار دولار، ثلث هذا الدين أنفق على قطاع الكهرباء، ولا تزال البلاد تخضع إلى التقنين.

وقياساً بمسلسل الأزمات السياسية، التي غالباً ما أدت إلى تعطيل سلطات الدولة، من فراغ في رئاسة الجمهورية استمر عامين ونصف العام، إلى فراغات نشأت لاحقاً عن خلافات على تشكيل الحكومات، ودائماً على قاعدة المحاصصة والأحجام السياسية والحقائب الوزارية، وما إلى ذلك، كان من الطبيعي أن تتركز أسئلة وكالة التصنيف الدولية المعروفة على الوضع الاقتصادي، وهكذا تراوحت الموضوعات التي طرحتها بين الوضع الحكومي واحتمالات دورة إنتاجيته، والتوقعات التي تتصل بموضوع الاستقرار في البلاد، والطرق التي ستعتمدها الدولة في إصدار مراسيمها التطبيقية، ووضع اللجوء السوري وتأثيره المحتمل على لبنان، ومدى انعكاس نتائج العقوبات الأميركية على إيران بالنتيجة على لبنان، وخصوصاً مع وجود «حزب الله» النافذ والمؤثر في مسار السلطة، وأخيراً كيف يُعِدّ المسؤولون أو يستعدون للتعامل مع المتغيرات في المنطقة التي تشهد أحداثاً ساخنة وتمر بمخاض دقيق!

لم يكن الأمر بمثابة امتحان وتوجيه أسئلة من «ستاندر آند بورز»، بمقدار ما كان محاولة استكشاف لمدى إدراك الدولة اللبنانية واستعداداتها، لمواجهة التطورات والاحتمالات، ولم يكن الأمر مفاجئاً على الإطلاق، فقد درجت العادة على توجيه مثل هذه الأسئلة إلى دول كثيرة، وخصوصاً أن الرئيس ميشال عون شخصياً كان في 17 يونيو (حزيران) الماضي، قد شبّه الوضع في لبنان بوضع سفينة «تايتانيك» التي كانت تغرق ببطء، بينما كان ركابها يرقصون في صالوناتها غير مدركين للخطر الذي يلمّ بها، إلى أن كانت الكارثة.

ومن يونيو إلى اليوم، ليس من المبالغة القول إن الرقص السياسي استمر في تايتانيك اللبنانية، التي كادت أخيراً تغرق نهائياً بعد انفجار أزمة قبرشمون والبساتين، التي عطّلت السلطة التنفيذية لمدة شهرين، رغم الاستحقاقات الداهمة، أمنياً، واقتصادياً عبر الضرورات الملحّة لإقرار الموازنة لهذه السنة، التي تقترب من الانتهاء، وكذلك عبر استحقاق مهم، بل مصيري يتعلّق بالاستعداد لتنفيذ قرارات «مؤتمر سيدر»!

ليس من المبالغة القول إن البيان الصارم والقوي، الذي أصدرته السفارة الأميركية عن حادث قبرشمون، شكّل مقدمة واضحة لمسار المحادثات، التي أجراها الرئيس سعد الحريري قبل يومين في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وعدد من المسؤولين الأميركيين، لجهة مسألة دقيقة تركز عليها الإدارة الأميركية، وهي تموضع الدولة اللبنانية حيال العقوبات المفروضة على إيران، وخصوصاً لجهة تأثير طهران على القرار السياسي اللبناني، عبر وجود «حزب الله» المؤثر والفاعل في السلطتين التشريعية والتنفيذية اللبنانية.

كان من الواضح طبعاً أن ما جرى في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، جاء على خلفية نوع من سياسة المكاسرة التي أحس النائب السابق وليد جنبلاط أنها تستهدفه، وقد زاد من هذا إصرار «حزب الله» الواضح، على إحالة حادث قبرشمون إلى المجلس العدلي، ما يشكل أدانة سياسية لجنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي.

وعندما تبيّن لواشنطن أن الرئيس عون حليف الحزب يدفع في هذا الاتجاه أيضاً، صدر البيان المذكور، الذي عكس تشكيكاً صريحاً في المسار الذي تأخذه الأحداث، عندما قال بالحرف: «إن أي محاولة لاستغلال الحدث المأساوي الذي وقع في قبرشمون تهدف إلى تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها»، بمعنى واضح جداً أن واشنطن تستشف فعلاً محاولات لتعزيز موقع «حزب الله» وجماعة «8 آذار» عبر مكاسرة جنبلاط ومؤيديه من جماعة «14 آذار»!

أما عندما قال البيان المذكور: «إن الولايات المتحدة عبّرت بعبارات واضحة إلى السلطات اللبنانية عن توقعها بأن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية»، فمن الواضح أيضاً أن واشنطن تتخوف من تعامل قضائي مع الحدث، يؤدي إلى تأجيج النعرات الطائفية والمناطقية، بما قد يؤدي تالياً إلى نوع من الفوضى تدفع بلبنان أكثر نحو التيار الإيراني - السوري.

والبيان الأميركي ليس شيئاً إذا قورن بنتيجة زيارة وفد «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» (تاسك فورس) إلى بيروت، والتي تُعدّ دراسة تهدف إلى توثيق رؤية اللبنانيين لبلدهم في العقد المقبل، ودور الولايات المتحدة في دعم هذه الرؤية، كما تهدف إلى إطلاع الإدارة الأميركية والكونغرس على فهم معمّق لأهمية لبنان بالنسبة إلى المصالح الأميركية في الشرق الأوسط!

لماذا؟ على الأقل لأن رئيس المجموعة السفير السابق إدوارد غابريال كتب مقالاً في صحيفة «ذي هيل» عن نتائج الزيارة، أشاد بالبنك المركزي وسياسته النقدية التي يهندسها رياض سلامة ورفاقه، وقال إنها اشترت البلاد لسنتين إضافيتين، تمهيداً لوضع سياسة نقدية قوية، قبل أن يصل لبنان إلى القاع، لكن المقال دمّر كلياً الطبقة السياسية عندما قال: «لقد وجدنا المجتمع السياسي اللبناني، ولا سيما الحكومي لا يفهم تماماً المشروعات المختلفة... وثمة من يطالب بالقروض بلا أي قيود، أي بلا أي إصلاحات»!

خلاصة المقال كانت ضمناً تدعو إلى ما يشبه الثورة على هذا الواقع المزري، عندما قال غبريال: «على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم لا يستطيعون تنظيف المنزل بممسحة وسخة». ما يعني ضمناً أنه من غير الممكن إصلاح الوضع وتنظيف البيت اللبناني، إلا إذا تم تغيير الممسحة الوسخة.

هل هذا الكلام كثير، عندما يقول البطريرك بشارة الراعي، إذا ألقينا نظرة على ممارسة العدالة ودور المحاكم والمجالس الدستورية، التي تحمي حقوق المواطنين والدولة، فسوف نرى أن العدالة ضحية التدخلات السياسية والنافذين السياسيين. إنهم يعطلون المحاكم والحكومة أحياناً؟! لا يبدو هذا الكلام قاسياً، عندما يصدر نادي قضاة لبنان قبل يومين، بياناً يستهدف المسؤولين السياسيين، ويقول حرفياً: «كفى تدميراً للقضاء وكيلاً بمكيالين»!

بإزاء كل هذا... كان السؤال الصعب في بيروت في اليومين الماضيين؛ ماذا يستطيع الحريري أن يفعل لتحسين صورة لبنان، التي تزداد سوءاً في نظر الإدارة الأميركية، التي ترى أن لبنان بات عبر نفوذ «حزب الله» بوابة خلفية للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران؟

 

قد يكون الحل في اليمن: يمنين!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/17 آب/2019

تظهر أخبار اليمن بين فترة وأخرى على السطح، وفي أوقات أخرى تختفي، لكن ما يظل في الحالتين هو استمرار العنف والقتل.

لكل شعب عملٌ يشتهر به، وربما أشهر الأعمال لليمنيين في تاريخهم هي الحروب، لذلك يقال إنهم حتى الساعة أكثر شعوب الأرض حملاً للسلاح. المشهد اليمني بانفعالاته وسخونته وكوارثه وتحدياته يحتاج إلى مقاربة خارج المألوف، لقد استمرت الحرب الأهلية بعد القضاء على الإمامة عام 1962 ثماني سنوات طوال، وبعد أن اتفق الراحلان الملك فيصل بن عبد العزيز وجمال عبد الناصر على العمل على تسوية سياسية في اليمن، شُكلت لجنة مشتركة، كان الراحل الساخر غازي القصيبي مستشاراً قانونياً لها، ونقل لنا صور محزنة في كتابه «حياة في الإدارة»، هي صورة مبكية/ مضحكة، حيث قال إن أحد شيوخ القبائل كان قد أسر رجلين من الجنود المصريين، فكتبت إليه اللجنة أنها على استعداد لدفع ثمن تحريرهما. الرسالة سمّته الشيخ «فلان» فأعاد الرسالة على أن تُكتب له تسمية تليق به وهي «اللواء». غضب الضابط المصري وامتنع عن الكتابة للشيخ لأنه لم يدخل قط مدرسة عسكرية. أقنعه غازي بأن يفعل إنقاذاً للأسرى ففعل. ثم يكمل غازي الرواية فيقول: «وقد علمت بعد ذلك أن الشيخ قد قُتل في إحدى المعارك، أما الذي لا أعرفه فهو على أي رتبة عسكرية قُتل!». ساخر هو غازي ومُوصل لرسالة واضحة حول الفوضى التي تسود حروب اليمن الأهلية المتعددة والمتكررة، ولكن العبثية.

في الوفاق اليمني الذي أعقب حرب الجمهورية والإمامية عام 1970 وصل اليمن إلى لا جمهورية حديثة ولا إمامة قديمة فيما عرف بـ«المصالحة الوطنية». أصبح في اليمن فيما يقرب من الأعوام الستين الماضية شيء أقرب إلى حكم «الجمكرية» أي «الجمهورية العسكرية»، فقد فشلت النخب اليمنية على اختلاف توجهاتها في إقامة دولة حديثة في الشمال والجنوب على حد سواء، ولم تتفق على شيء قدر اتفاقها على الحضور معاً إلى «مقايل القات». ليس ذلك بمستغرب، فقد كان الفشل في إقامة دولة حديثة بدرجات مختلفة قد أصاب معظم الدول العربية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. إلا أن فشل النخب اليمنية جلب معه شلال دماء متكررة ودورية، وتُركت ساحته، خصوصاً شبابه، للتنظيمات الآيديولوجية المتعاكسة، وقد لعب وزير التعليم في فترة ما بعد عبد الملك الطيب رأس الجسر لتمكين ما عُرف بـ«الإسلام السياسي» في مفاصل الشبيبة اليمنية.

تعاقب على حكم اليمن في الشمال ستة رؤساء (بحساب هادي الذي لا يعرف أحد كيف يصنّف زمن حكمه): ثلاثة منهم اُغتيلوا ببشاعة، واثنان أُزيحوا بانقلاب عسكري، وواحد فقط استقال بضغط من العسكر. وفي الجنوب تعاقب على الحكم خمسة رؤساء: اُغتيل اثنان، وسُجن آخر إلى أن مات، ونُفي اثنان إلى الخارج هرباً بجلدهما! إحدى أهم ظواهر حروب اليمن «سرعة تحول الحلفاء إلى خصوم والخصوم إلى حلفاء» دون الكثير من التفسير العقلاني. الحرب الأهلية الحالية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية ويُدفع فيها هذا الثمن الإنساني الرهيب، وأحد أطرافها الحوثيون وهم جماعة أقلية ينتمون إلى الطائفة الجارورية المتطرفة في المذهب الزيدي، يدعمهم النظام الإيراني، وحرب اليمن الأهلية بالنسبة إلى إيران منخفضة التكاليف ومفيدة، ما دام الدم المراق يمنياً، وهي طائفة لا يمكن أن تلقى قبولاً كبيراً في اليمن حتى من الزيود أنفسهم، لأنها لا تملك مقومات الشمول الآيديولوجي الذي ملكه بعض الآيديولوجيات التي مرّت على اليمن. القبلية هي العمود الفقري للمجتمع اليمني وقد أصابها بطبيعة الحال شيء من التآكل على مر الأعوام الستين الماضية فأصبحت الأحزاب، أو شكل ما من الأحزاب، هي البديل المؤقت للقبلية، وكانت في الغالب ذات جذر قبلي ملتفٌّ حوله بعض «شوارد» النخب المتعلمة والطموحة والقابلة للإفساد من خلال أجهزة الدولة الفضفاضة. «الجمكرية» في اليمن كان يعنيها أن تحوز موارد الدولة وتوزعها على الأقارب والقابلين بتسيّدها وأيضاً تخزين الكثير من الفائض منها في الحسابات الشخصية، لم يكن في تاريخ اليمن الحديث دولة بالمعنى المقبول للدولة، حتى في أقوى مراحل حكم علي صالح كان الأمن العام خارج صنعاء مشكوكاً فيه!

بعد السنوات الخمس الأخيرة العجاف التي شهدت يمناً أكثر فقراً وأشد مرضاً وأكثر جهلاً وأعمق تخلفاً بسبب ذلك الصراع المميت بين النخب اليمنية والتي لا يعني لها الجمهور العام شيئاً البتة، وهو الجمهور الذي يعاني الفقر والمرض والجوع اليوم، هل أصبح سيناريو عودة اليمنين؛ واحد في الشمال وآخر في الجنوب، أحد السيناريوهات المقبولة والمحتملة إنسانياً للخروج من مأزق الحرب الضروس؟ قد يكون ذلك و«قد» هنا كبيرة ومهمة ولها شروطها الموضوعية. فإن جمهورية يمنٍ جنوبي ضعيف وملحق وغير قادر على بناء دولة حديثة وتبادل سلمي للسلطة في المستقبل، لن تعني شيئاً كثيراً للأزمة اليمنية، ولكنّ جنوباً جمهورياً حقيقياً يؤهل لبناء دولة حديثة هو المعنيُّ؛ فهو أولاً يسمح بوجود سلطة على كلٍّ من الداخل الجنوبي وأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهما القضيتان اللتان تهمّان العالم من جهة أمن المسارات البحرية الدولية، وثانياً، يقضي على إمكانية استغلال الفراغ السياسي لظهور التطرف مثل «القاعدة» أو «داعش» وسط رخاوة السلطة، تلك بيئة صالحة لنشاط التطرف والعنف. في حال ضبط المتغيرَين الاثنين (أمن المضيق، وتجفيف منابع التطرف) تصبح دولة الجنوب مؤهلة للانخراط في المحيط الإقليمي وفي العالم، وأرضها في الغالب منبسطة، وإن أُلحقت بها الحديدة وما جاورها يُترك الشمال، كي تقوم آليات الضبط فيه، ولو على سنوات، لاستتباب أمن معقول يتناسب مع ما يرغب فيه أهل اليمن الجبلي من سلمٍ وحياة أفضل.

المؤكد أن اليمن الشمالي هذا لن يرضى أن يكون نسخة مذهبية لإيران. اليمن بشكل عام بلد فقير ولكنه أيضاً متوفر على كثير من موارد الثروة إن تم استغلالها بالشكل الصحيح، والأكثر إن تم توزيع ثمارها بالعدل. في هذا السيناريو يمكن أن تنخفض التهديدات القادمة من اليمن للأمن والسلم الإقليميين. ليس هو بالطبع السيناريو الأفضل على الإطلاق ولكنه بالتأكيد السيناريو الأرجح لوقف هذا النزيف.

إن عدم توفر الشروط التاريخية لقيام دولة بالمعنى الحديث في اليمن، وغياب بناء مؤسسات وقوى اجتماعية وازنة، يُبقي الاحتكام إلى السلاح (كبر أم صغر) الممر الوحيد للقفز على السلطة، ولو توقف المتخاصمون ليفحصوا ما هو المتنازَع عليه فلن يجدوا إلا لحم ودماء أغلبية اليمنيين. هنا يتوجب الحديث بشجاعة ولو من خارج النخب اليمنية، عن أن هدم التصورات السابقة الفارغة التي لم تؤدِّ إلى شيء، وبناء تصور جديد واقعي وعملي على قاعدة دولة مدنية، قد يكونان المخرج الأقرب لحقن الدماء.

 

كيف يكسب إردوغان من الحرب السورية؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/17 آب/2019

مع نهايات الحروب، أو اقترابها من النهايات، يأتي زمن قطف الثمار. لا يذكر التاريخ مشاركات مجانية في الحروب، ولا جيوشاً تتبرع بالقتال خارج حدودها من دون مقابل. وسوريا، الساحة المفتوحة للجيوش ولكل أنواع التدخلات، توفر فرصاً كثيرة لكثيرين للاستثمار فيها. لائحة طويلة، من دول صغرى وكبرى، إقليمية ودولية، غمست أصابعها في الجرح السوري النازف، والشراكات قائمة حول مائدة حصاد الغلال. شراكة تركية - روسية - إيرانية، تحت عنوان «الدول الضامنة»، من دون أن يوضح أحد ماذا تضمن الدول الثلاث في سوريا، باستثناء مصالحها المختلفة في بعض المحطات، المتفقة دائماً على أن المسرح السوري مجال مقبول لتصفية حسابات كل طرف بالطريقة التي تخدم مصالحه. رجب طيب إردوغان، رئيس تركيا الذي رفع الصوت منذ بداية الحرب السورية زاعماً الدفاع عن مصالح السوريين في مواجهة نظام بشار الأسد، هو اليوم بين السابقين إلى قطف ثمار هذه الحرب، إن لم يكن على رأسهم. إردوغان الذي لم يقصّر في خطب ودّ المعارضة هو الآن المتفرج الأول على سحق هذه المعارضة على أبواب خان شيخون، حيث يلعب حلفاؤه الروس الدور الأكبر في العمليات العسكرية هناك، وذلك تمهيداً لإبعاد المعارضة عن موقعها الأخير في إدلب، هذه المنطقة التي تحولت إلى خزان بشري كبير تجمع فيه كل معارضي النظام السوري، من الذين لم ينتزعهم الموت من المجزرة الكبرى، ولم تبتلعهم البحار في طريقهم إلى أي مأوى آمن.

إردوغان اليوم مهتم بمسألة أخرى، هي مصير المنطقة الحدودية في شمال شرقي سوريا، مع أنها منطقة لا يفترض أن تثير القلق، لأنها أبعد ما يكون عن مناطق النزاع المحتدمة في سوريا. لكن من «سوء حظ» أهل هذه المنطقة أنهم أكراد، وبالتالي يثيرون قلق إردوغان بسبب مجاورتهم لحدود بلاده، ويتهمهم بأنهم موالون لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تعده تركيا تنظيماً إرهابياً. من هنا نشأ المشروع الذي يطلق عليه الأتراك اسم «المنطقة الآمنة»، في محاولة لفتح المجال أمام جيشهم للتدخل فيها، وإقامة منطقة داخل الأراضي السورية، يمكن أن يصل عمقها إلى 30 كلم، وتجري مفاوضات حالياً بين تركيا والولايات المتحدة، بوصفها «حليفة» لـ«وحدات حماية الشعب» ذات الأكثرية الكردية، التي تسيطر على هذه المنطقة الحدودية التي تضم مدناً كبرى قاتلت القوات الكردية للدفاع عنها في وجه تنظيم «داعش» وجيش النظام السوري، ومن بينها كوباني (عين العرب) والقامشلي والحسكة.

في محاولته للضغط على الإدارة الأميركية للقبول بخطة المنطقة الآمنة، هدد إردوغان بشن هجوم على هذه المنطقة للسيطرة عليها بالقوة، وقال: «لا نستطيع أن نبقى ساكتين، ولن نصبر أكثر من ذلك. لقد دخلنا إلى عفرين وجرابلس والباب، وسندخل إلى مناطق شرق الفرات»، وأكد أنه أبلغ واشنطن وموسكو بقراره هذا. ولن يكون التدخل التركي في شرق الفرات إذا حصل الأول، فقد قام الجيش التركي بعمليتين في المناطق الحدودية مع سوريا: العملية الأولى التي سماها «درع الفرات» في أعزاز سنة 2016، والثانية «غصن الزيتون» في عفرين في العام الماضي.

ومع أن الرئيس دونالد ترمب سبق أن وعد إردوغان بالموافقة على هذه المنطقة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن المفاوضات تعثرت بسبب تضارب مصالح البلدين من الملف السوري، خصوصاً بعد التقارب التركي - الروسي الذي كانت منظومة الدفاع الجوي من صواريخ «إس 400» الروسية من أبرز تجلياته، فضلاً عن التنسيق التركي - الإيراني الذي يثير قلق واشنطن من هذا التقارب مع طهران من قبل عضو بارز في الحلف الأطلسي.

وهناك طبعاً الخلاف في نظرة البلدين إلى الهدف من إقامة المنطقة الآمنة؛ واشنطن تريد حماية مشتركة أميركية - تركية لها، وتعد أن الهدف من إقامتها هو حماية «قوات سوريا الديمقراطية» و«وحدات حماية الشعب» من هجمات الجيش التركي، أما أنقرة فتعد على العكس أن الهدف هو منع هذه القوات من الوجود فيها، وجعلها «ممر سلام»، كما تسميه، لعودة اللاجئين السوريين الذين باتت تركيا تشكو من وجودهم، بعدما كانت قد أعلنت أن أبوابها مفتوحة أمامهم.

هناك طبعاً مشروع تركي واضح بشأن «المنطقة الآمنة»، ولا يوجد مشروع أميركي مماثل، ولا استراتيجية أميركية واضحة بشأن هذه المنطقة، كما بخصوص الوضع السوري عموماً. مشروع إردوغان يلعب على الحساسيات التركية التقليدية حيال الأكراد، ويحاول توظيفها. أما واشنطن فليست مهتمة بالمسألة الكردية سلباً أو إيجاباً، بل تهتم بأمرين: مواجهة تنظيم «داعش» الذي كانت «الوحدات» الكردية فاعلة في مواجهته، ومواجهة الوجود الإيراني في سوريا، وتعد واشنطن أن أنقرة لا تشكل ضمانة كافية في هذه المواجهة، فيما التحالف مع «قوات سوريا الديمقراطية» هو أضمن؛ كما أن هذه القوات في نظر الأميركيين منظمة وفاعلة عسكرياً. «ممر السلام» أو «المنطقة الآمنة» يستفيد منها إردوغان داخلياً بعد إخفاقاته الأخيرة، وأبرزها خسارة معركة رئاسة بلدية إسطنبول. فالوضع الاقتصادي المتدهور بدأ يثير قلق الأتراك حيال حجم اللجوء السوري الذي تجاوز 3 ملايين ونصف المليون لاجئ. إقامة المنطقة المسماة «آمنة» توفر فرصتين لإردوغان: إبعاد اللاجئين السوريين عن الأرض التركية، وإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق الحدودية، على حساب الأكثرية الكردية المقيمة فيها.

مرحلة استثمار مهمة هي المرحلة المتاحة الآن لإردوغان من تدخله في النزاع السوري. وما يحتاج إلى متابعة هو مدى قدرة الولايات المتحدة على كبح مشروع الرئيس التركي، والحفاظ على مصالح حلفائها الذين أثبتوا فعاليتهم في قتال تنظيم «داعش» الإرهابي، وفي توفير حد أدنى من الأمن في مناطق سيطرتهم.

أما رد فعل نظام دمشق الرافض للمنطقة الآمنة فهو آخر ما يمكن التوقف عنده من مواقف، لأنه أقل الأصوات تأثيراً في المشهد السوري.

 

الخطوط العريضة لخطة ترمب للسلام

دنيس روس/الشرق الأوسط/17 آب/2019

بعد العمل على وضع خطة السلام على مدار عامين ونصف العام، تشير تقارير حالية إلى أن إدارة ترمب تعتزم تقديم خطتها في المستقبل القريب. ومن المفترض أن ينتظر الإعلان عنها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية. ولكن إذا صدقت هذه التقارير، ويبدو أنها خرجت نتيجة لزيارة جاريد كوشنر إلى المنطقة، فسيكون من المخطط أن يعرض الرئيس ترمب الخطوط العريضة للخطة في كامب ديفيد على عدد من القادة العرب البارزين.

في هذه المرحلة، من المحتمل أن يكون هؤلاء القادة العرب الذين من المرجح دعوتهم قلقين أكثر من كونهم متفائلين بشأن مضمون الخطة المقترحة. حتى الآن، لم يتم إخبار المصريين والأردنيين والسعوديين والإماراتيين إلا بالقليل عن محتوى الجانب السياسي من الخطة. ربما يعتقدون أن الجانب الاقتصادي منها يقدم إمكانية حقيقية، ولكنهم يعرفون أنه إذا لم يكن من الممكن الدفاع عن جانبها السياسي، فمن المستبعد تنفيذها. علاوة على ذلك، لا يُعد السياق الذي ستُقدم فيه الخطة محبذاً على وجه خاص. لن يذهب الفلسطينيون إلى كامب ديفيد، وسوف يرفضون الخطة دون قراءتها. والسعوديون والإماراتيون يواجهون تهديدات متزايدة من إيران، في حين يبدو أن الإدارة لا تملك رداً على هذه التهديدات إلا بفرض مزيد من العقوبات. ولا شك أن الإيرانيين سوف يسعون إلى استغلال الرفض الفلسطيني للخطة لحشد الرأي العام ضد قيادتهم.

ولا تعد مصر والأردن على وجه الخصوص محصنين ضد مخاوف مشابهة. لدى الجميع سبب للقلق من أن الخطة لن تجعلهم في موقف المستجيب. فالإدارة تخاطب حتى الآن الاحتياجات الإسرائيلية، ولكنها تتجاهل احتياجات الفلسطينيين، بل إنها لم تُبدِ رغبة في دعم قيام دولة كوسيلة لتوضيح اعترافها بالهوية الوطنية الفلسطينية. والأسوأ من ذلك أن الإدارة كما يبدو تعاقب الفلسطينيين بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، بما فيها المستشفيات، بالإضافة إلى وقف دعمها للأونروا واللاجئين الفلسطينيين. حتى إن وجد سبب منطقي لإنهاء تمويل الأونروا، لماذا لا يتم الإلغاء التدريجي للدعم، وفي الوقت نفسه تحويل الأموال المقطوعة عن الأونروا إلى تمويل المدارس والمساعدات الغذائية وبرامج العمل في غزة؟ على الأقل قد يُظهر ذلك رغبة حقيقية في تلبية الاحتياجات الفعلية للفلسطينيين.

يشير كل هذا إلى عدم حماس المدعوين العرب المحتملين لاجتماع كامب ديفيد. قد يكون من المفيد إطلاع القادة العرب على الخطة قبيل اللقاء ومعرفتهم بأن الإدارة سوف تضع في الحسبان بعضاً من تعليقاتهم على محتواها والطريقة التي توصف وتؤطر بها مسائل معينة. بالطبع من وجهة نظرهم، سيكون من الأفضل أن يعلموا إن كانت الخطة تحتوي على نقاط بها إشكاليات، فسوف تجتاز عقبتين ضروريتين لتناول الطموحات الوطنية الفلسطينية، وهما إقامة دولة، واتخاذ عاصمة لتلك الدولة في جزء كبير من القدس الشرقية العربية. إذا أخفقت الخطة في اجتياز هاتين العقبتين، فسيكون أفضل ما يمكن أن تنتظره الإدارة هو صمت القادة العرب عن الخطة ودعوات للفلسطينيين لمشاركة الإدارة في تناول مخاوفهم. حتى هذا قد يكون صعب المنال.

يوجد أمر آخر تستطيع الإدارة أن تفعله لتحسين السياق والبيئة التي سيتم فيها تقديم الخطة. نظراً إلى أن الوضع الحالي غير محبذ إلى حد ما بسبب المعارضة الفلسطينية، لماذا لا يتم اتخاذ خطوة تعكس الاهتمام بالفلسطينيين، وتكون خطوة عملية؟ لماذا لا تركز المباحثات مع القادة العرب على الخطة، وكذلك على حزمة لتحقيق الاستقرار في غزة والضفة الغربية؟

إن مخاطر انفجار الوضع في الضفة وغزة تتصاعد؛ وبينما تحسنت الأوضاع في غزة قليلاً، مع استمرار الكهرباء لفترة تتراوح بين 16 إلى 18 ساعة يومياً، يظل استمرارها على مدار 24 ساعة والحفاظ على إمداد المياه وضمان معالجة الصرف الصحي احتياجات أساسية. ولن يُحدِث تمويل برنامج العمل الذي صاغه نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام تحويلاً للأوضاع في غزة، ولكنه قد يُشكل قاعدة جديدة ويضفي شعوراً بأن الحياة يمكن أن تتحسن، وهذا سوف يضع ضغوطاً شعبية على «حماس» لتجنب تفجر الأوضاع مرة أخرى وعدم زيادة المصاعب التي يعاني منها سكان غزة.

تختلف الاحتياجات في الضفة الغربية، ولكن توجد بها أزمة مالية، تسبب بها في الحقيقة رفض الرئيس عباس الالتزامات أو الضرائب التي تجمعها إسرائيل وتحولها شهرياً إلى السلطة الفلسطينية. كان الكنيست الإسرائيلي قد مرر قانوناً في شهر فبراير (شباط) يلزم الحكومة بأن تخصم من التحويلات الشهرية المبالغ المالية التي تعطيها السلطة الفلسطينية إلى عائلات من يقبعون داخل السجون الإسرائيلية بسبب ارتكابهم أعمال عنف ضد الإسرائيليين.

تجدر الإشارة هنا إلى بعض الحقائق. تستمر السلطة الفلسطينية في تقديم الأموال إلى تلك العائلات، إذ تعطيهم الأولوية على أوجه إنفاق أخرى. وبدورها تخصم إسرائيل نحو 6 في المائة أو ما يعادل 11 مليون دولار من مبلغ 187 مليون دولار تحولها عادة. يعني ذلك أن عباس يرفض 176 مليون دولار شهرياً لا تزال متاحة، والتي تشكل أكثر من ثلثي ميزانية السلطة الفلسطينية. والنتيجة الأخيرة هي أزمة مالية في الضفة الغربية، وعاجلاً أم آجلاً قد يسفر ذلك عن أمر ما، ولن يؤدي انفجار الوضع في الضفة الغربية إلى سوء الظروف في المنطقة فحسب، بل من المؤكد أن الإيرانيين سوف يستغلونه.

على الرغم من ذلك يوجد مَخرج. لماذا لا تقترح الإدارة الأميركية على الأطراف العربية الرئيسية أن يذهبوا إلى الرئيس عباس ويعرضوا عليه التعويض عن مبلغ 11 مليون دولار الذي خصمته إسرائيل، في مقابل حصوله على مبلغ 176 مليون دولار، الشهري المتاح. ويمكن أن يقول القادة العرب لعباس إنه بالفعل يتحدى الإسرائيليين، فليأخذ الأموال التي تخصه، علماً بأنهم لا يستطيعون تعويضه عن ذلك المبلغ. ويمكنهم تقديم بعض الغطاء بالقول علناً إنهم لا يرون أن إسرائيل لها الحق في منع الأموال الفلسطينية؛ وإنهم سيعوضون ما خصمه الإسرائيليون ويؤيدون موقف عباس المسؤول عن تسلم الأموال الفلسطينية المتبقية لتلبية الاحتياجات الفعلية للشعب. (في هذه المرحلة، يوجد نحو مليار دولار في البنوك، في انتظار تسلم السلطة الفلسطينية لها، وسوف يحقق هذا المبلغ بوضوح اختلافاً هائلاً للفلسطينيين).

يمكن أن يبني تحقيق شيء للفلسطينيين، وإن كان على نحو غير مباشر، مصداقية للإدارة الأميركية، عندما لا تملك سوى القليل منها، إلى جانب ميزة منع انفجار الأوضاع. وسيظل على الإدارة مواجهة معركة صعبة في الترويج لخطتها. ولكن إذا تحركت الإدارة لتغيير الأوضاع، ربما تجد آذاناً صاغية لخطتها. وهذا أفضل ما يمكن أن ترجوه في الوقت الحالي.

- خاص بـ «الشرق الأوسط»

 

إيران في دير الزور: فشل عقائدي.. ونجاح عسكري

محمد حسان/المدن/السبت 17/08/2019

في مشهد احتفالي ووسط الصراخ بشعارات دينية شيعية، تتجه مجموعة من الزوار القادمين من أماكن متفرقة إلى جنوب مدينة القورية في ريف ديرالزور الشرقي، قاصدين التبرك، بنبع عين علي حيث أقام النظام السوري وميليشياته الإيرانية مزاراً دينياً بجواره، رابطين هذا المزار بما يشاع أن الإمام علي بن أبي طالب قد مرّ من هناك.مشهد الزوار وقد أحاطت بهم مجموعات عسكرية لحمايتهم، لا يعكس نجاح إيران في مشروعها التبشيري الشيعي، الذي تنفق عليه مالياً بسخاء، وتسخّر جهوداً اعلامية للمضي به قدماً، بالرغم من نجاحها العسكري، وتثبيت سيطرتها على أهم النقاط الاستراتيجية في ديرالزور، حلقة وصل الطريق البّري بين من إيران العراق وسورية فلبنان.

مظاهر نجاح شكلية

بعد أكثر من عام ونصف العام على طرد تنظيم "الدولة" من مناطق غرب الفرات في ديرالزور، ورغم جميع الجهود التي تبذلها طهران للتقدم في ملف زراعة أفكارها العقدية في المجتمعات المحلية، إلا أنها لم تحقق أي نجاح عملي واقتصرت انجازاتها على بعض الأمور الشكلية. ولا تزال دعوتها الدينية تصطدم بالرفض، على الرغم من تسخير عشرات المؤسسات الدينية والاغاثية والثقافية والطبية، والاعتماد على شخصيات عشائرية وشخصيات ثقافية وإعلامية، للمساعدة في التأثير على المجتمعات المحلية. النجاح الشكلي لإيران على المستوى العقائدي اقتصر على بعض الأمور، مثل بناء الحسينيات والمزارات الدينية ورفع الأذان الشيعي في بعض مساجد ديرالزور، والاحتفال ببعض المناسبات الدينية مثل عاشوراء وغيرها. وتعتبر حالة النجاح الحقيقة لإيران في ديرالزور، نموذج بلدتي حطلة ومراط ذات الغالبية الشيعية، وهي ليست إنجازاً آنياً وإنما تعود إلى بدايات مشروعها في سورية خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. فراس علاوي مدير شبكة "الشرق نيوز" قال لـ"المدن"، إن "حالات التشيع قليلة جداً في المجتمعات المحلية، وتقتصر على أشخاص هدفهم الحصول على ميزات تتعلق بأمور اقتصادية مثل العطايا المالية أو التقرب من دوائر الدولة الأمنية خاصة ذات الولاء الإيراني". وأضاف إن "إيران لن تحقق أهدافها العقائدية في المحافظة على المدى المنظور، وما حققته مرهون بفترة وجودها وسوف ينتهي بمجرد تقويض وجودها العسكري في المحافظة".

أسباب فشل المشروع الإيراني

الصحافي ياسر العيسى من محافظة ديرالزور، يرى أن أسباب فشل إيران في مشروعها العقائدي يعود لنقاط عديدة، أولها "أن هناك نحو 35 في المئة من محافظة دير الزور تقع جغرافياً وسكانياً خارج سيطرة النظام وإيران، وتخضع لسيطرة قسد، وهي تمتد من ريف الرقة شرقاً وحتى الباغوز أقصى الريف الشرقي للمحافظة، و أغلب سكان دير الزور ريفاً ومدينة ما زالوا في عداد النازحين واللاجئين، ويتركزون في الشمال السوري الواقع خارج سيطرة النظام، وهناك نسبة كبيرة في تركيا، وأيضاً في أوروبا، كما أن العاصمة دمشق وريفها جرمانا وصحنايا خاصة تضم عدداً كبيراً من أبناء دير الزور ممن يرفضون العودة لمحافظتهم".

وفق هذا الواقع، فإن من يوجد من أبناء دير الزور في مناطق سيطرة النظام في المحافظة، لا تتجاوز نسبتهم الـ25 في المئة من العدد الأصلي (سكان محافظة دير الزور قبل 2011 يقدر بنحو مليون ونصف المليون)، وبمعنى آخر عددهم قد لا يتجاوز 300 ألف أو أقل، والبقية يتوزعون في مناطق سيطرة "قسد" ومناطق النزوح داخل سوريا، أو من اللاجئين خارجها. كما أن تنظيم "الدولة" نجح في سنوات سيطرته على المحافظة خاصة في الأرياف البعيدة عن مراكز المدن، في زرع عداء كبير للشيعة ومذهبهم بين السكان، وتخويفهم من المشروع الإيراني الطائفي، لغاية في نفسه، ولتبرير وجوده وسطوته وجرائمه، وهو ما ساهم في وجود حالة رفض كبيرة للتشيُّع في الريف اليوم، وبالتالي كان من الصعب على إيران زرع أفكارها ومذهبها بين سكان هذا الريف حتى الآن.

خطوات بديلة

فشل طهران بالتأثير على المجتمعات المحليّة، دفعها إلى البحث عن بدائل أكثر راديكالية من "التبشير"، مثل شراء العقارات، ومنع سكان العديد من المناطق من العودة إليها، ومن ثم إسكان أتباعها وعائلاتهم الذين تستقدمهم من خارج المحافظة، وبعضهم من جنسيات غير سورية، بهدف تغيير البيئة من خلال فرض عناصر ديموغرافية جديدة عليها، واستغلال حالة التخوف من بقايا التنظيم  إضافة إلى اشاعة حالة من الخوف من بقايا تنظيم "الدولة" ودفع السكان المناهضين لـ"داعش" للانتساب إلى الميلشيات الايرانية بهدف دفعها للجوء والتطوع في الميلشيات التابعة لها أو حتى تبني مذهبها من أجل توفير الحماية لها. وعمدت إيران مؤخراً لاستهداف فئات محددة للترويج لمشروعها العقدي وخاصة فئة الشباب، عبر توفير منح دراسية مدفوعة التكاليف في جامعاتها.

النجاح العسكري

من ناحية أخرى، تمكنت إيران من تحقيق نجاح عسكري كبير في ديرالزور، حيث باتت تسيطر على مدن وبلدات استراتيجية مثل البوكمال والميادين والسخنة، اضافة إلى عدد من الأحياء في مدينة دير الزور، وهي نقاط تثبيت مهمة تطل على طريقها البري الواصل بين العراق والمتوسط عبر سوريا.

نجاح إيران العسكري جاء نتيجة عوامل عديدة، أولها عدم قدرة النظام على توفير العدد الكافي من المقاتلين للانتشار في المحافظة، ما فتح المجال لإيران لسد حالة النقص عبر المليشيات الموالية لها مثل "ألوية الباقر" و"حركة النجباء" و"فاطميون"، الذين يخضعون لإشراف "الحرس الثوري". كما أن تجفيف المنطقة من القوى العسكرية على يد تنظيم "الدولة" سهل مهمة سيطرة إيران العسكرية، فحالة طرد الفصائل العسكرية بعد سيطرة التنظيم على ديرالزور وملاحقة المنتمين لها، جعل المنطقة تفقد قوى يمكن أن يكون لها دور في منع إيران من تثبيت سيطرتها على المنطقة. كما أن المساهمة الأميركية المباشرة بالقضاء على تنظيم "داعش" في المنطقة، ساهم بتمهيد الأرض أمام الميلشيات الايرانية، لاستيلاء سريع، وبسط نفوذ سهل في تلك المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون لوفد منطقة الجبل: المصالحة التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض والاتفاق على اعمار لبنان

وطنية - السبت 17 آب 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سعادته لوجوده في الشوف وبيت الدين وقال: "انا سعيد ايضا لأننا تمكنا من ان نخرج من الحادث المؤسف الذي حصل في قبرشمون. ويعز علينا كثيرا ما حدث. وقد سعينا كثيرا لازالة آثاره الجارحة التي نتطلع الى ان تزول كليا في وقت قصير".

اضاف: "ان المصالحة الاساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا. ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي، ولكنه ليس اختلافا على الوطن. والانسان يغتني في حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صح والابتعاد عما هو خطأ".

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بيت الدين، وفدا من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. وضم الوفد السيدة داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها النائب جنبلاط، ووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور والنواب السادة: بلال عبدالله وهادي ابو الحسن وعضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار والنائب السابق ايلي عون ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب وعدد من المديرين العامين في المنطقة ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، مع وفد من مشايخ المؤسسة والطائفة، وممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد هاني الجوزو، ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير في قضاء الشوف، اضافة الى وفد من قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي.

وقبل اللقاء الموسع، استقبل الرئيس عون السيدة داليا وليد جنبلاط والوزيرين شهيب وابو فاعور والنواب عبدالله وابو الحسن والحجار والنائب السابق عون والمستشار حرب. وخلال اللقاء، نقلت السيدة جنبلاط تحيات والدها وشقيقها الموجودين في الخارج، مشيرة الى انهما سيعودان في وقت قريب لزيارة الرئيس عون في بيت الدين. وقالت السيدة جنبلاط: "نرحب بكم في منطقة الشوف والجبل، ونعتبر ان وجود فخامتكم يشكل دفعا كبيرا للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل. ونتمنى لفخامتكم اقامة مريحة ونشكر استقبالكم لنا."

شهيب

بعد ذلك خرج الرئيس عون والوفد الى الحديقة الخارجية، حيث احتشد اكثر من 300 شخص من المشاركين بالوفد، والقى الوزير شهيب كلمة قال فيها: "باسم وليد بك جنبلاط نرحب بكم وبقدومكم فخامة الرئيس الى بيتكم في بيت الدين. الجبل بكل اطيافه السياسية والروحية اتى مرحبا بكم لتمضية فترة اقامتكم الصيفية المعتادة". اضاف: "ان وجودكم هو تكريس للمصالحة الراسخة التي ارساها الطيب الذكر الراحل مار نصرالله بطرس صفير وكرسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وكذلك عززتها زيارتكم الى المختارة عام 2010. والمصالحة كانت وستبقى عنوانا ساطعا للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنوانا لتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية في هذه المنطقة من الوطن". وقال: "حينما اكدتم فخامة الرئيس ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، انما كنتم تعززون فكرة ان الجبل هو قلب الوطن "واذا كان القلب بخير فإن الوطن بألف خير. وانطلاقا من هذه الروحية معكم ومع باقي شركاء المصالحة نحافظ على لبنان التسامح والديموقراطية والحريات والتنوع". وختم شهيب: "فخامة الرئيس اطمئن فالمصالحة فعل وعي يمارس يوميا عن قناعة وخيار ثابت، ووجودكم اليوم في بيت الدين تأكيد على نهج هذه المصالحة. نتمنى لكم باسم الحاضرين إقامة طيبة. ولشخصكم التقدير وللوطن المناعة والعزة والاستقرار".

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون بكلمة قال فيها: "ان لبنان يمر اليوم في ظروف قاسية، حيث تراكمت عليه الازمات، من الازمة المالية العالمية الى الحروب التي طوقتنا، اضافة الى النزوح السوري الكبير، حيث بات عدد النازحين السوريين يوازي نصف سكان لبنان تقريبا، بالاضافة الى ارث اقتصادي معين. لكننا اليوم منصبون على معالجة نتائج هذه الاحداث ونأمل في التوصل قريبا لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة. ولذلك اجتمعنا: رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وانا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالامر، ووضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريبا الى وضع خطط لتنفيذها. ونحن شهود على انفسنا حيث اكدنا ان في ذلك وجوبا والزاما على انفسنا. ونحن نود ان نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الاجواء الاعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن وما الى ذلك". وقال رئيس الجمهورية: "نطمئنكم اننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة، وهذه بشارة لكم نعمل على ان تتحقق. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض. وعلينا ان نتفق على اعمار لبنان، مهما اختلفنا في السياسة لأن من يربح في رهانه، وضعه مثل الذي يفشل في رهانه. كلاهما سيعيشان معا في الوطن نفسه، فلماذا لا يكون وطنا مزدهرا؟ نتمنى لكم على الدوام السلام والاستقرار ونحن معكم. هنا في منطقتكم تلتقي مكونات مؤسسي لبنان، ومن يؤسس امرا مثل الذي يأتي بولد الى الحياة، فهو يحبه ويأمل ان يراه قد شب وكبر".

شهيب

وبعد اللقاء الموسع، تحدث الوزير شهيب الى الصحافيين فقال: "تعودنا تاريخيا في كل مناسبة لانتقال فخامة الرئيس الى بيت الدين ان نزور هذا القصر وفخامته. وقد كلفنا وليد بك، كوفد مشارك الى جانب السيدة داليا وليد جنبلاط والنواب والوزراء والشخصيات الشوفية، تقديم المحبة والترحيب بفخامة الرئيس في بيته في بيت الدين. وقد اكدنا كما اكد فخامته على اهمية الوفاق الداخلي والمصالحة التاريخية التي باتت فعلا يوميا في هذا المجتمع في منطقة الجبل. ولفخامته قول مأثور قبل ان يصبح في موقع الرئاسة، حين شدد في كليمنصو بشكل واضح على ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، فأذا كان الجبل بخير كان البلد بخير. وهذا ما اكدنا ونؤكد عليه في كل يوم، كما نؤكد على المصالحة والعيش المشترك وعلى دور المؤسسات في هذا الظرف الاقتصادي الذي نمر به". اضاف: "ان فخامته مرتاح جدا للاتفاق الذي جرى بحضور الرئيسين بري والحريري من خلال الورقة الاقتصادية التي يجب ان تتحقق. وعلينا ان نعمل على تذليل الصعاب كافة لكي نصل الى وضع اقتصادي مريح، لا سيما واننا على ابواب فصل الشتاء وسنة دراسية جديدة".  وختم بالقول: "انها زيارة مباركة من وفد يضم فعاليات من الطوائف كافة، اضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير وموظفي فئة اولى لتقديم عربون محبة لفخامة الرئيس".

وردا على سؤال عن امكانية حصول لقاء بين الوزير جنبلاط ورئيس الجمهورية، اجاب: "ان وليد بك والسيد تيمور جنبلاط هما خارج الاراضي اللبنانية وحينما يعودان بإذن الله سيكون لهما لقاء مع فخامته".

وسئل عن المصالحة، فأجاب: "ان المصالحة هي فعل وايمان ثابتين في قلوب وعقول كافة ابناء هذه المنطقة".

وسئل عما اذا كانت الجراح بدأت تلتئم، فقال: "في الاساس ليس هناك من جراح. والحادثة كانت ابنة ساعتها وانتهت بمكانها، والقضاء يأخذ مجراه بخصوصها".

وسئل عما "اذا كان بالامكان حصول عشاء يضم رئيس الجمهورية ووليد بك في المختارة" فقال: "نحن اليوم في بيت فخامة الرئيس، ومن الممكن واذا اراد فخامة الرئيس فأن المختارة مفتوحة دائما لكل القامات الوطنية، وفخامته مرحب به دائما في الشوف".

العمار

وكان الرئيس عون التقى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار على رأس وفد من كهنة الأبرشية، اتوا مرحبين برئيس الجمهورية، وعارضين له شؤونا تخص المنطقة وابناءها. وتحدث المطران العمار في مستهل اللقاء شاكرا الرئيس عون على استقباله الوفد، وقال: "اننا نرحب بحضوركم الابوي في ما بيننا ونطلب من الله التوفيق في مساعيكم من اجل لبنان افضل، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا". وقال: "اننا نعيش مع اخوتنا في هذا الجبل بكل شجاعة وثقة بأهمية العيش معا بأمان وسلام. ونطلب من اهلنا الذين لم يعودوا بعد ان تدبر امورهم الاقتصادية والانسانية لكي يرجعوا برعايتكم الابوية وبأقرب وقت ممكن".

وختم العمار: "نرجو ان تنظروا الينا كشهود من اجل توطيد وحدة ابناء الجبل الذي تريدون ان يكون مثالا في جمع ابناء الوطن الواحد بتعدديته التاريخية. واننا هنا نحمل راية الاخوة الحقيقية والسلام والعدالة، وبذلك نتكل على حكمتكم الابوية وصلاة مدبرينا القديسين". ووجه المطران العمار الدعوة الى الرئيس عون لزيارة دار المطرانية "كما درجت العادة اثناء اقامة رؤساء الجمهورية في قصر الرئاسة الصيفي في بيت الدين". ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها الوفد على حضوره للترحيب به، وقال: "اننا اليوم في الشوف الذي مرت عليه مآس كبيرة وهي لن تتكرر. وانا اؤكد لكم ذلك وهذا ليس مجرد تمنيات"، مشيرا الى ان "المطلوب من الجميع العودة الى الشوف والجبل وجزين والبقاع من دون اي خوف". وقال: "نحن نسهر على العودة الكريمة ولو كنا في بيروت". وشدد على "اهمية العيش معا بكرامة"، وانه "من الواجب علينا ان نخرج من التجارب القاسية التي عشناها لا ان تبقى فينا. ونحن نتطلع اليكم لكي تشجعوا الجميع على العودة".

حداد

واستقبل الرئيس عون راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي بشارة حداد، على رأس وفد من كهنة ورعايا الشوف، في حضور وزير المهجرين غسان عطالله. في مستهل اللقاء، القى المطران حداد كلمة نقل فيها تحيات ابناء المنطقة وتمنياتهم له باقامة هانئة في المقر الرئاسي الصيفي. وقال: "ان وجودكم في قصر بيت الدين دعامة لهذه الصفحة الجديدة والمضيئة، التي قرر لبنان كتابتها بعد ان طوى صفحة الحرب الاليمة". واضاف: "نحن نشد على ايديكم، ونقول لكم اننا معكم والى جانبكم في النهج الذي تتبعونه لمصلحة كل لبنان، وانتم على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. ونأمل ان تتكرر اقامتكم هنا ليشعر ابناء الجبل انهم في حضن اب يرعى جميع ابنائه، وهو على لمسافة نفسها منهم". ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وقال: "منذ زمن كنت انتظر هذا اللقاء، واليوم اتينا للقاء بكم، ونحن نؤمن بالعيش المشترك والمساواة بين اللبنانيين. وبقدر ما تعيشون الوحدة هنا فهذا يصبح رمزا لوحدة لبنان ونكون نحن مطمئنين اكثر".

اضاف: "نحن نريد ونعمل لمصالحة في العمق، ونأمل ان يتصرف الجميع على هذا الاساس"، مشيرا الى "ان هموم الوطن ترافقنا ونأمل ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية التي وضعنا لها خطة استنهاض ومشاريع عدة".

وختم حداد: "بدعائكم وتعاون جميع المواطنين ستتحسن الاوضاع وتتضاعف فرص العمل والنمو. هذا هو جهدنا للسنوات الثلاث المقبلة"، مؤكدا "اننا نعرف قيمة الاستقرار الذي نتمتع به انطلاقا من عدد السواح، لا سيما الاوروبيين منهم، الذين يأتون الى لبنان".

وفد المجلس الرعوي في دير القمر

وكان رئيس الجمهورية التقى وفد المجلس الرعوي في دير القمر المكون من رعية سيدة التلة المارونية ورعية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك، اتوا مرحبين برئيس الجمهورية في الشوف وبيت الدين. وتحدث في مستهل اللقاء باسم الوفد الاب جوزف ابي عون الذي قال: "اتينا ممثلين للجماعات الروحية والاجتماعية في دير القمر لنقول لكم: اهلا وسهلا بفخامتكم في داركم، متمنين لكم تمضية وقت مريح في ربوعنا، وتبقون القائد و"بي الكل"، بما تجسدون من قيم في فكركم ونضالكم وحضوركم". اضاف: "نحن نفتخر بكم لأنكم حيثما حللتم رفعتم رأس لبنان عاليا، واكدتم على متانة حضوره. اطال الله بعمركم لتقودوا سفينة الوطن الى بر الامان". ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها الوفد على محبته وترحيبه، وقال: "اتيت الى هنا لأنني اعتبر ان من واجبي لقاء جميع اللبنانيين حيثما هم. وكان من الواجب ان آتي الى هنا منذ السنة الاولى لاستلامي الحكم، لكن وضع قصر بيت الدين آنذاك لم يكن ليسمح بذلك حينها".

اضاف: "ما يهمنا اليوم هو استتباب الامن والاستقرار، وان تسود العدالة والاحترام بين جميع مكونات الشعب اللبناني بتكافؤ تام بين الذين يعيشون في مجتمع متعدد". وقال: "علينا ان نستمر ونعمل على التئام الجراح مهما تعرضنا من نكسات". وقال: "اليوم تأمنت الظروف ليعيش الجميع بكل احترام مع بعضهم البعض. ونحن سنعمل على ازالة عوامل الخوف كافة وبث الروح الايجابية بين الجميع، متطلعين الى "عودة الجميع الى قراهم حتى الذين لم يعودوا اليها بعد".

 

المؤسسة المارونية للانتشار خرجت الدورة 7 من الاكاديمية المارونية الراعي: اليوم كسبنا 100 سفير سينشرون لبنان على حقيقته في العالم

وطنية - السبت 17 آب 2019

احتفلت المؤسسة المارونية للانتشار بتخريج الدورة السابعة من الاكاديمية المارونية، في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، القاصد الرسولي جوزيف سبيتيري، الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاب نعمة الله الهاشم وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية واصدقاء المؤسسة المارونية للانتشار وذويهم واقربائهم في لبنان. كما شارك في الحفل لبنانيون لمعوا في الاغتراب مثل صديق ومستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب رجل الاعمال توم براك، رجل الاعمال جيلبير شاغوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالإضافة الى الطلاب ال100 من 16 دولة من دول الانتشار والذين خضعوا لدورة تلقوا خلالها دروسا عن لبنان وتاريخه واهميته وعن تاريخ الموارنة. وقد سميت الدورة باسم الراحل رامز جيلبير شاغوري، فبكى شاغوري متأثرا بعد استذكار نجله.

انطلق الحفل الختامي للاكاديمية المارونية مع النشيد الوطني، وتخلله حفل غنائي وعزف ألحان دينية، وتوزيع رئيسة الاكاديمية روز انطوان شويري الشهادات والدروع على الطلاب المتخرجين، وتلاه عشاء جمع كل المشاركين.

الهاشم

كما تخلل الحفل كلمات، أبرزها للأب الهاشم الذي توجه الى الشباب الخريجين قائلا: "انتم اليوم تتسلحون بالعلم والتاريخ والحضارة التي عمرها آلاف السنين، وهي الحضارة المارونية التي ارست قواعد لبنان والتي وصل قديسوها الى كل انحاء العالم. عودوا الى بلادكم وانشروا هذه المعرفة وكونوا رسلا حقيقيين للموارنة والمسيحيين واللبنانيين في العالم".

الحاج

من جهته، قال رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج: "ستحملون المعرفة التي اكتسبتموها خلال الاكاديمية الى كل العالم. اليوم تتعرفون من 3 امثلة حية معنا كيف يمكن تمثيل لبنان في افضل صورة. انتم صورة لبنان. اذهبوا الى بلادكم وكونوا مبدعين. كونوا مثل رياض سلامة وتوم براك وجيلبير شاغوري". أضاف: "لبنان هو واحة حرية والموارنة هم اساس لبنان ولا لبنان بلا الموارنة. لبنان منبع القداسة والصلاة والايمان ومار شربل اليوم اكبر مثال، يزوره الناس من كل العالم ليشهدوا للايمان والحق. لا تخافوا فان الله معكم أينما ذهبتم. انشروا الحب في كل انحاء العالم".

وختم: "أشكر صديقي السفير جيلبير الشاغوري الذي سميت هذه الدفعة من الخريجين على اسم ابنه الراحل الشاب رامز شاغوري والذي يعود اليوم ليلمع من خلال طلابنا المتخرجين".

براك

بدوره قال براك للخريجين: "أنا آت من عائلة متواضعة اضطرت للهجرة بحثا عن عيش كريم. تذكرت هذه المشقات وانا في الطائرة فوق هذا البلد الجميل الذي يتمتع بمزايا فريدة في المنطقة، هو واحة من السلام ورسالة تعايش لكل الاديان. ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يعرف تماما هذه الميزة في لبنان ويقول عن اللبنانيين انهم شعب يعرف تماما كيف يعيش. فهنيئا لكم ايها الشباب والشابات لانكم من لبنان ولانكم تملكون كل مقومات النجاح".

سلامة

أما سلامة فتوجه لخريجي الاكاديمية المارونية بالقول: "مستقبل لبنان واعد لا سيما في مجالات التكنولوجيا والنفط والثورة المعلوماتية. نحن نعمل من اجل تأمين الافضل لاقتصادنا ولتأمين تطوير هذا القطاع، وملتزمون بتأمين استقرار الليرة اللبنانية لأنها من اسس استقرار النظام الاقتصادي في لبنان، ونقوم بكل ما بوسعنا من اجل مكافحة تبييض الاموال ومنابع تمويل الارهاب".

إن قطاعنا المصرفي آمن وبخير واستطعنا التأقلم والالتزام بكل المتطلبات العالمية في هذا المجال. واتوجه للشباب بالقول ان لبنان يملك كل مقومات النجاح وانتم باستطاعتكم تحقيق كل ما تصبون اليه شرط ان تثابروا ولا تيأسوا ولا تستلموا".

شاغوري

كما تحدث شاغوري فتوجه للشباب بالقول: "انا مثلكم انتمني الى الجالية اللبنانية في افريقيا وتحديدا نيجيريا. اشكر الرئيس الحالي للمؤسسة المارونية للانتشار صديقي شارل الحاج على ما يقوم به وخاصة تنظيم هذه الاكاديمية، ولكن اريد ان اطلب منه ان يقوم بما هو اكبر، الا وهو محاولة اعادة هذه الطاقات الاغترابية الى لبنان. اتمنى ان تعودوا الى لبنان في يوم من الايام لانه بحاجة اليكم. هذا البلد قد لا يحتوي على ثروات طبيعية كبيرة ولكن لديه الجبل، البحر، الشعب المضياف، لديه كل ما هو مهم لكي تزور الناس لبنان من كل انحاء العالم. اذهبوا وانشروا هذا الحب للبنان واخبروا الناس في كل انحاء العالم عن جمال هذا الوطن لبنان".

الراعي

وكانت في الختام كلمة الراعي وقال فيها: "نتمنى كل التوفيق للشباب والشابات، هم سفراؤنا في لبنان والعالم وسيخبرون رفاقهم واهلهم عن لبنان وعن هذه التجربة الفريدة في الاكاديمية المارونية".

أضاف: "نحن اليوم كسبنا 100 سفير من لبنان سينشرون لبنان على حقيقته في العالم. نتمنى ان تحمل هذه الدورة، باسم رامز جيلبير شاغوري، كل معانيها، لان جيبلير هو سفير حقيقي للبنان في كل محافل العالم وفي كل الاعمال. انتم تقدمون اجمل رسالة للبنان وصلاتنا ترافقكم".

شهيب: متمسكون بمسيرة المصالحات التي تحفظ الشراكة وتصون السلم الاهلي ونسعى لإرساء مفهوم تربوي جديد من خلال عدم زج السياسة في التربية

وطنية - السبت 17 آب 2019

راشيا - أكد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب "اننا في مدرسة كمال جنبلاط آمنا بالمستقبل، آمنا بالمشاركة والشراكة، والإنفتاح والإعتراف بالآخر، وبناء دولة القانون والمؤسسات، دولة العدالة والقضاء النزيه والمستقل البعيد عن التدخل والاستزلام، قضاء غب الطلب. آمنا بالحريات، وبالديمقراطية والعدالة الإجتماعية".

وكشف عن "العمل على إقرار قانون إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة باستعادته من اللجان النيابية لزيادة الضوابط والمعايير التي تعزز الجودة". كما أوصى مجلس الوزراء ب"إعادة درس ملف الجامعات التي ثبت تورطها ببيع الشهادات تمهيدا لإقفالها"، معلنا "عدم توقيع أي توصية لإنشاء جامعة جديدة حرصا على الجامعة الوطنية والتعليم الجامعي الجيد".

كلام شهيب جاء خلال رعايته الإحتفال التكريمي للطلاب الناجحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية العامة في مدارس وثانويات قضاء راشيا، بدعوة من اتحادي بلديات جبل الشيخ وقلعة الاستقلال، وهيئة دعم المدرسة الرسمية، حيث أقيم الاحتفال في باحة مدرسة كفرقوق الرسمية في قضاء راشيا.

حضر الاحتفال وزير الإعلام جمال الجراح، وزير الصناعة وائل أبو فاعور، ممثل وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد سعيد أيوب، النائبان السابقان اللواء انطوان سعد والدكتور أمين وهبي، قائمقام راشيا نبيل المصري، مستشارا رئيس الحكومة سعد الحريري علي حسين الحاج والشيخ علي الجناني، عضوا المجلس المذهبي الدرزي الشيخ يوسف أبو ابراهيم والشيخ اسعد سرحال، المدير الاقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي، المفتش التربوي العام فاتن جمعة، المفتش التربوي سلمان زين الدين، مستشارو الوزير شهيب أنور ضو، صلاح تقي الدين، نادر حديفة وهشام يحي، رئيس مجلس أمناء جامعة MUBS البروفيسور حاتم علامة، عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام النقابي أكرم عربي، رئيس فرع تعاونية موظفي الدولة في البقاع نزيه حمود، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، مسؤول حركة "أمل" في البقاع الغربي الشيخ حسن اسعد، مسؤول "القوات اللبنانية" في البقاع الغربي وراشيا شربل الراسي، مسؤول "الجماعة الاسلامية" علي أبو ياسين، مسؤول "منظمة العمل الشيوعي" حاتم الخشن، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور ونائبه جريس الحداد، رئيس بلدية راشيا بسام دلال، رئيس بلدية كفرقوق رمزي أبو درهمين، مديرة مدرسة كفرقوق بهية سرايا، وفاعليات والطلاب المكرمون وذووهم.

أبو لطيف

قدم الإحتفال مدير ثانوية حرمون علي أبو لطيف الذي اعتبر ان "التربية، في أحد أبرز تجلياتها، هي بناء وتعزيز المشترك الموضوعي في المجتمعات المتنوعة، بهدف صياغة الهوية الوطنية في أبعادها الإجتماعية والإنسانية، فقد تكون المدرسة الرسمية المكان الأمثل لمثل هذه الصياغة، والفسحة الأرحب لإجراء هذه المقاربة، بحيث تتكون شخصية الفرد في ضوء الأهداف العامة والخاصة، المتصلة بفلسفة الدولة حول أي مواطن تريد، وحول الدور والوظيفة المرتجاة للإنسان، في عالم تتخبط فيه الأمم والمجتمعات بين المشاعر القومية المستعادة بقوة، والمفاهيم التي أرستها الحداثة حول حقوق الإنسان، وما يرتبط بها من وحدة القيم الإنسانية، بعيدا من صراع الثقافات والحضارات". وقال: "ينبغي على الدولة أن تولي المدرسة الرسمية العناية التي تستحق، هذا إذا كنا نريد لإنسان هذه البلاد أن يخرج من الهويات القاتلة بمضامينها المختلفة المعروفة، إلى رحاب المواطنية كمفهوم حقوقي بالدرجة الأولى، يتعدى الجماعات الوسيطة، ويحترم التعدد في وحدة الإنتماء إلى تاريخ وتراث، وفي وحدة المصير المشرك على أرض واحدة".

كلمة الطلاب

كلمة الطلاب ألقتها التلميذة جويل توفيق وهبي، الثالثة في البقاع عن علوم الحياة من ثانوية راشيا، وخديجة المسطو من متوسطة عيحا الرسمية عن المرحلة المتوسطة.

أبو شامي

ثم تحدث الدكتور علي أبو شامي باسم هيئة دعم المدرسة الرسمية، فأشار الى "ضرورة دعم التعليم الرسمي وانصاف المدارس والمؤسسات التربوية الرسمية التي تحتضن ابناءنا"، داعيا الى "إنصاف المتقاعدين". وتحدث عن "الصعوبات التي تواجه التعليم الرسمي وضرورة إرساء سياسة تربوية سليمة".

أبو منصور

وتحدث أبو منصور باسم اتحادي البلديات، فقال: "في نهج الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، نرى روحية بناء الدولة، وفي هذا الجمع الكريم، نرى الوحدة الوطنية بابهى حللها، وفي عيون الخريجات والخريجين، نرى الامل، الذي هو أكثر ما نحتاج في لبنان. ننظر اليكم، إلى هاماتكم، نرى بريق عيونكم، يشع منها وهج أحلامكم، نمضي على إيقاع نبض قلوبكم، نحيي طموحكم، ونقول لكم، أنتم الأمل، انطلقوا بخطى واثقة لتحققوا أمانيكم ونراكم رواد تغيير لا بد ان يأتي ويبلسم جراح وطننا النازفة فرقة وانقساما".

أضاف: "قال نلسون مانديلا، العظيم الذي غير تاريخ بلاده، ان التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم. ففي يد معاليكم دفة سفينة التعليم في لبنان، دفة التغيير، فكلنا امل انكم ستقودون مرحلة النهضة التربوية التي تحتاج الى اعادة نظر في بعض المناهج والمقاربات والاساليب، ولا يليق هذا التحدي باحد اكثر ممن يستقي من فكر رجل نعرفه بالمعلم، قائد حي بعد استشهاده، وحاضر بعد وفاته، بإرثه وكتبه وأقواله ووليده ورجاله. وختم: "مباركة جولتكم معالي الوزير، وحبذا لو تشبهت بعض الصولات والجولات الاخرى بهذه، لتجمع بدل أن تفرق، وتزرع املا بدل ان تنبش ألما، وتخرج طلابا بدل أن تحشد جيوشا، وتترك خلفها فرحا وليس فتنة ودما. والشكر لكم على الرعاية والحضور، للأحبة في هيئة دعم المدرسة الرسمية، لاتحاد بلديات قلعة الاستقلال على الشراكة الدائمة في هكذا أنشطة، لكل المدراء والمعلمين والاداريين، لمدرسة كفرقوق وبلديتها، وكل من بذل جهدا في التحضير لعرس الفرح هذا".

شهيب

ثم ألقى شهيب كلمة قال فيها: "تجمعنا راشيا التاريخ والمناضلين والأدباء والعلماء، لتكريم الناجحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية، جدوا فوجدوا، زرعوا فحصدوا، فاستحقوا النجاح والتكريم. تعلمنا في مدرسة المعلم كمال جنبلاط، ان التربية اساس، وهو الذي عمم المدارس والثانويات على الأرياف، ونحن نعمل في الوزارة على تعزيز التعليم الرسمي، ورفع مستوى المدرسة الرسمية وحماية الجامعة الوطنية، كما يعمل الرفيق وائل ابو فاعور على حماية الصناعة اللبنانية وعلى انماء هذه المنطقة العزيزة في سعيه الدائم لافتتاح فروع للإدارات والمؤسسات العامة والمستشفيات والمعاهد والجامعات، ودائما "مطابقة للمواصفات". معه يدا بيد بتوجيهات رئيس اللقاء الديمقراطي الاستاذ تيمور جنبلاط، ودائما بقيادة وليد جنبلاط مع الرفاق في الحزب التقدمي الاشتراكي نسير من اجل الافضل". ووجه "تحية إلى الأهل الذين سهروا وضحوا، وإلى الأساتذة والإدارة الذين قدموا وبذلوا، فكانت الثمار نجاحا مستحقا، وتعليما جيدا ومتميزا، أوصل في النهاية كما في كل عام، أفضل الموارد البشرية إلى الجامعات وإلى المهنيات ومستقبلا الى سوق العمل". وفي التربية قال: "أنجزنا امتحانات رسمية شفافة بكل ما للكلمة من معنى، وسوف تكون كل هذه العملية موضع تقييم داخلي تربويا وإداريا، نبني على الجيد ونتطلع الى الاحسن".

أضاف: "منذ اليوم الاول عملنا على إبعاد المصالح السياسية عن اختيار مديري المدارس، وتبنينا الأول في المقابلات من دون أي خلفية مهما بلغ حجم المراجعات، وذلك على الرغم من أن القانون يعطي الوزير الحق في اختيار واحد من بين الثلاثة الأوائل. وفي المناقلات رفضنا وسنرفض توقيع أي طلب نقل لأحد أفراد الهيئة التعليمية، إلا من فائض إلى حاجة". وتابع: "في التعليم الخاص أعطينا مهلة نهائية لتسوية أوضاع المدارس المخالفة، وسوف نعمد في نهايتها إلى اقفال المدارس التي لا تمتلك مراسيم".

وعن التعليم العالي، قال: "أعدنا تكوين اللجان التي تساعد مجلس التعليم العالي الذي أعدنا تشكيله، وعينا مديرا عاما بالتكليف ريثما يصدر مرسوم تعيين الأصيل، وأعلنا عدم توقيع أي توصية لإنشاء جامعة جديدة حرصا على الجامعة الوطنية والتعليم الجامعي الجيد، منعا لتخريج المزيد من العاطلين عن العمل ولنعطي التعليم المهني والتقني حقه ودوره، وأكدنا على المؤسسات القائمة ضرورة تسوية أوضاعها والالتزام بالمعايير الاكاديمية المطلوبة، وأقفلنا الفروع التي كانت موضع ملاحقة قانونية، وأوصينا مجلس الوزراء بإعادة درس ملف الجامعات التي ثبت تورطها ببيع الشهادات تمهيدا لإقفالها".

وأوضح "اننا نعمل على إقرار قانون إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة باستعادته من اللجان النيابية لزيادة الضوابط والمعايير التي تعزز الجودة". وأردف: "يبقى امامنا التعليم المهني والتقني وملف المناهج التربوية، وهما باب المستقبل لارتباطهما بسوق العمل وبطبيعة الوظائف الجديدة التي يفرضها التطور العلمي والتكنولوجي، ودخول العالم الرقمي التفاعلي، ويبقى الكتاب الجامع، يبقى كتاب التاريخ، سوف نبني على ما توافقت عليه القوى السياسية المكونة للإجتماع اللبناني لجهة وضع منهج لكتاب التاريخ الموحد، ونقوم بتطوير النقاط التي ما زالت موضع تباين، من أجل الوصول إلى كتاب تاريخ موحد يجمع اللبنانيين حول الحقائق مهما كانت مرة، لكي نتخذ منها العبر والدروس فلا يسقط الجيل الجديد في الأخطاء نفسها، بل تشكل له الوقائع المريرة مناعة ضد الإنزلاق مجددا نحو التقاتل والحروب التي دمرت لبنان وكادت ان تدمر الصيغة". واعتبر ان "تاريخ اليوم هو سياسة الماضي وسياسة الحاضر هي تاريخ المستقبل، ونحن في راشيا ودائما نتذكر راشيا، راشيا الإستقلال الأول، راشيا الدفاع عن الارض والكرامة والجبل، راشيا التي لبت نداء وليد جنبلاط وسارت معه وخلفه في مأتم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسيرة الاستقلال الثاني". وقال: "لأننا من مدرسة كمال جنبلاط آمنا بالمستقبل، آمنا بالمشاركة والشراكة، والإنفتاح والإعتراف بالآخر، وبناء دولة القانون والمؤسسات، دولة العدالة والقضاء النزيه والمستقل البعيد عن التدخل والاستزلام، قضاء غب الطلب، آمنا بالحريات، وبالديمقراطية والعدالة الإجتماعية. ولأن شعارنا مواطن حر وشعب سعيد، نؤمن بكم ايها المكرمون نواة للمستقبل، ونعتز بكم، وبما أنجزتم". وختم شهيب: "تحية الى راشيا، خميرة ثورة 58، خميرة الجيش الشعبي، خميرة فلسطين، خميرة المختارة ومخزنها. مبروك التفوق والنجاح لجميع الأبناء الأحباء، والفرح نتشاركه مع الأهل الأحباء ومع المدارس والمعلمين. وإلى مواسم جديدة نحتفل بها كل عام مع باقة جديدة من الشبان والشابات الذين نرى في كل واحد منهم مشروعا واعدا لقيادة مستقبل الوطن".

جامعة MUBS

ثم زار شهيب زار جامعة MUBS- فرع راشيا، حيث كان في استقباله رئيس مجلس أمنائها البروفيسور حاتم علامة والمفتش التربوي السابق سمير علامة وشخصيات وأفراد الهيئتين الادراية والتعليمية وطلاب الجامعة.

حاتم علامة

وفي كلمة ترحيب قال علامة: "ثمة مسيرة مشتركة ترجمت أكثر في اليوميات التي مرت علينا سويا، ونرى انه بعد 13 سنة من تأسيس الجامعة هناك ينبوع معرفة، نشرب جميعنا منه، وكل منا وعلى طريقته يتعاطى بالآداء الذي يريده، وان المفاهيم والقيم التي انطلقنا منها، نراها في كل عام تتشبث اكثر فاكثر بأيادي مجموعة من الخيرين، وبعين القيادة الحريصة والساهرة على مستقبل هذا الوطن، وكنا ننظر الى التحديات التي تواجهنا في اطار بناء الجامعة من اجل الجودة". وتابع: "MUBS تأسست في الدامور ومن ثم كان لها محطة كبيرة في عاليه في العام 2010 حيث بدأت العلاقة اليومية مع الوزير شهيب، فكنا نجسد هذه الافكار، واليوم في راشيا انطلاقة جديدة للجامعة بدينامية خاصة مع الوزير ابو فاعور الذي يسير على خطى ثابتة لإنجاز مدينة جامعية في المنطقة، وهذا الفرع سيكون ترجمة لكل قناعاتنا في العمل الجامعي".

شهيب

من جهته أشار شهيب الى انه "بات لدينا مؤسسة لا تقدم العلم فقط بل تسمح لشريحة واسعة من ابنائنا بتلقي العلم وفرص العمل وتلبي نداء من هم بحاجة الى تلك الفرص، وهدف هذه الجامعة ادخال طلابها الى سوق العمل وليس الى سوق البطالة، هناك نظرة مستقبلية يجب ان تراعيها الاختصاصات الجامعية لان هناك 175 مليون فرصة عمل سوف تختفي من سوق العمل في السنوات ال25 المقبلة، وهناك 155 مليون فرصة عمل جديدة سوف تتوفر، لنتصور الى اين نحن ذاهبون في الجيل الرابع، فعلينا ان نكون مهيئن لمواجهة هذه المرحلة، فهل نحن نحضر انفسنا لهذا المستقبل؟ واعرف نضال الوزير ابو فاعور على كل المستويات من اجل تقديم خدمات اساسية لهذه المنطقة العزيزة علينا، خصوصا حاجتها الى تنوع المستويات التربوية والاختصاصات".

أبو فاعور

بدوره قال أبو فاعور: "بالنسبة لنا مشروع هذه الجامعة هو مشروع عام، ومعنيون بها وبهويتها وبصلتها ومسؤوليتها تجاه مجتمعنا وتطويرها المستوى العلمي وتحسين جودة العلم وفتح آفاق لاختصاصات جديدة أمام مجتمعنا، بعيدا عن منطق استغلال التعليم سياسيا في هذه المنطقة، ورسالتنا لهذه الجامعة فتح فرص التعلم دون اي استغلال سياسي، ومسؤولية الجامعة كبيرة تجاه هذا المجتمع، ومسؤوليتنا تجاه الجامعة جزء من مسؤولية الجامعة تجاه المجتمع ومن مسؤوليتنا تجاهه، نحمل هم المجتمع اللبناني بشكل عام وهذه المنطقة ايضا، واننا لم ننصف تاريخيا في الموضوع التربوي وعسى نستطيع ان نصل الى المكان الذي نريد".

مدرسة العرفان

كما زار وزير التربية مدرسة العرفان التوحيدية، فالتقى مشايخ قرى راشيا بحضور وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوفد المرافق، وكان في استقباله القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، المدير الاقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، عضوا المجلس المذهبي الدرزي الشيخ يوسف ابو ابراهيم والشيخ اسعد سرحال، مدير مدرسة العرفان سلام الكاخي، وفاعليات.

حماد

وتحدث حماد مرحبا، ولفت الى "صوابية خيارات الحزب"، معتبرا ان "المواقف التي اطلقها الوزير ابو فاعور باسم رئيس الحزب وقيادته الحكيمة هي التي اعادت التوازن الى البلد"، وقال: "أطلقها ابو فاعور بشخصيته الملكية، وهذه المواقف هي التي فرضت اعادة الحسابات وقراءة جديدة للواقع والموقع".

أضاف: "ان نلتقي فهذا كسب كبير وان نستمع ونسمع من الصديقين شهيب وابو فاعور في دوحة العرفان المباركة توجيهات القائد وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط، لهو كسب كبير لنا جميعا".

شهيب

ثم كانت كلمة لشهيب قال فيها: "نحن نتكنى ببياض عمائمكم من أجل الحق والصدق ومن أجل العرفان بمسيرتنا في الحياة. المعلم كمال جنبلاط كان على حق حينما فكر بالعرفان، وحينما فكر بالعرفان كان يدرك تماما أن التربية والتعليم هما أساس تطور أي مجتمع في العالم، فكيف في منطقة فيها هذه العشيرة المعروفية الحريصة دائما على الأرض والكرامة والتي تسعى دائما الى التقدم والرقي لأبنائها". أضاف: "تترجمت فكرة العرفان مع المغفور له الشيخ علي زين الدين الذي كان رفيقا واستمر شريكا ورفيقا لمبادئ كمال جنبلاط بخط وليد جنبلاط مؤيدا داعما وبانيا بتأييد وليد بيك الدائم لهذه المؤسسة العريقة، وأصبحت في كل مناطق انتشار هذه الطائفة المعروفية الكريمة التي ما وقفت يوما إلا إلى جانب الحق ومدت يدها للتعايش والتآخي مع كل الطوائف والمذاهب الموجودة في هذا الوطن، وكان لها دائما الصوت والموقع في هذا البلد، ليس من موقع العدد بل من موقع التأثير والتاريخ والحضارة والرقي والرجولة والثبات على المبادئ". وقال: "وجودنا اليوم هنا مع الرفيق وائل، هو تأكيد على دعم الحزب التقدمي الإشتراكي ودعم اللقاء الديمقراطي برئاسة تيمور بيك وبدعم وليد بيك لهذه المؤسسة العريقة التي احتفلنا منذ أسابيع بتخريج طلابها، الذين شرفوا التربية من موقعهم الديني أو من موقعهم التربوي، وهذا بالنسبة لنا ولوزارة التربية له معنى ومكان بدعم هذه المؤسسة التي نستمر بالوقوف الى جانبها من أجل تعليم أبنائنا العلم السليم وليس فقط في موضوع المناهج بل أيضا بالتربية الدينية المنفتحة والمتسامحة بعاداتنا وتقاليدنا التي نتمسك بها دائما". وختم: "بالتأكيد أعرف اهتمام وليد بك بهذه المؤسسة ودعمه لها وسعيه بالمستقبل القريب إلى التوسع بالتعليم، ليس فقط التعليم التربوي من خلال الشهادات المتوسطة والثانوية، بل بالتوجه نحو التعليم المهني والتقني باختصاصات جديدة حتى يتمكن أبناؤنا وبناتنا في كل منطقة من إكمال تعليمهم ويصبحوا منتجين في مجتمعهم. أنا بموقعي الآن في وزارة التربية كل الإمكانات ستكون مفتوحة إلى جانب هذه المؤسسة العريقة والمنتجة، وكل المؤسسات التربوية على امتداد هذا الوطن، وهذه السنة عدد كبير من الطلاب تم تخريجه ودائما طلابها من الأوائل في الشهادات الرسمية اللبنانية. نشكركم على الإستقبال في هذه المنطقة العزيزة والتي كانت دائما خزانا للمختارة والوطنية والوطن ولفلسطين والعروبة، بانتمائها بأهلها بموقعهم الدائم ومشاركتهم بكل ما هو خير لهذا البلد. شكرا للإستقبال ولما تقومون به بهذه المؤسسة العريقة بتعليم أبنائنا، وان شاء الله نبقى سويا من أجل مستقبل أفضل".

مجمع كمال جنبلاط التربوي

ثم انتقل شهيب الى مجمع كمال جنبلاط الجامعي في راشيا، حيث عقد لقاء تربوي في قاعة كلية ادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية، وكان في استقباله مديرة الكلية الدكتورة ليلى تنوري، مدير شعبة الصحة الدكتور احسان ايوب، القيادي في "التقدمي" وهبي ابو فاعور، المفتش التربوي الأستاذ سلمان زين الدين، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وصحية. قدم اللقاء وكيل مفوض التربية عماد خير، فلفت الى "أهمية المسار التربوي الذي يقوده الوزير شهيب على خطى الشهيد كمال جنبلاط"، والى "دور الوزير ابو فاعور في تعزيز الواقع التربوي في المنطقة من خلال فتح شعب للجامعة اللبنانية ودعم المدارس الرسمية واحتضانها وتطوير التعليم الجامعي وتعزيزه ودور الاتحادات البلدية والبلديات". ثم تحدث شهيب عن خطة الوزارة للمرحلة المقبلة واستعداداتها، مشيرا الى "أهمية تعزيز واقع المدارس وإرساء مفهوم تربوي جديد من خلال عدم زج السياسة في التربية"، وقال: "لن تكون المناقلات الا حيث يكون هناك فائض وحاجة للمدرسة الثانية". وتطرق الى موضوع المناهج "الذي يحتاج الى الكثير من التطوير"، وتحدث عن المناقلات وعن الصعوبات التي تواجه وزارة التربية.

غداء تكريمي

وأقيم لشهيب غداء تكريمي حضره، الى أبو فاعور وسعد ووهبي، عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد القرعاوي، الدكتور رفيق شميس ممثلا النائب انور الخليل، عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، مفوض الشؤون الداخلية في "الحزب التقدمي الإشتراكي" هشام ناصر الدين، امين السر العام في الحزب ظافر ناصر، الرئيس الاول لمحاكم البقاع القاضي اسامة اللحام، مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار الدكتور وليد صافي وحشد من الشخصيات والفاعليات والمدعوين.

لقاء مع كوادر التقدمي في البقاع الجنوبي

ثم عقد لقاء حزبي في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بحضور وكيل الداخلية رباح القاضي واعضاء الوكالة والمعتمدين ومدراء الفروع وكوادر حزبية ونقابية ومنظمات الحزب. وقد تخلل اللقاء عرض لشهيب لآخر التطورات السياسية، وقد شدد في كلمته على "تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بمسيرة المصالحات التي تحفظ الشراكة والعيش الوطني المشترك وتصون السلم الاهلي وتحمي لبنان الذي نتطلع الى ان يكون على قدر تطلعات ابنائه في الحرية والتقدم والازدهار". تلى ذلك نقاش مفتوح مع شهيب وأبو فاعور.

دارة سرحال

وختم وزير التربية جولته بزيارة عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ اسعد سرحال، بحضور الجراح وأبو فاعور وسعد ووهبي ومشايخ وفاعليات وعائلة سرحال، حيث رحب به سرحال وحيا "مواقفه الشجاعة التي تعكس رؤيته الوطنية"، مؤكدا "الوقوف الى جانب راعي المصالحة والحوار والانفتاح رئيس الحزب وليد جنبلاط الحريص على استقرار لبنان وأمنه وسلمه الأهلي".

 

أبي اللمع: يبدو أن العقوبات لن تمتد إلى مقربين من حزب الله ولا أظن أن الإدارة الأميركية مصرة على وضع إجراءات صعبة على لبنان حاليا

وطنية - السبت 17 آب 2019

أشار عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب إدي أبي اللمع، إلى أن "البعض يحاول منعنا من تطبيق قانون العمل، ولكننا رغم ذلك نطبقه، وليس فقط في وزارة العمل، بل حيثما وجدنا". وأكد في حديث على محطة "أم تي في"، أن: "البعض يرتاح لعملنا، مقتنعون أن التغيير يحتاج إلى إرادة وقرار وقدوة، أمور كثيرة تحتاج إلى إصلاح وتغيير، ومقتنعون كما بعض الفرقاء، بأن الأمور لا ينبغي أن تبقى على حالها"، مضيفا: "الملفت أن في القول وفي الموقف، إيجابيات كبيرة وحماسة كبيرة، ولكن عندما تصل الأمور إلى التطبيق، نرى في غالب الأحيان، ازدواجية في الآراء، ونشعر بأن البعض خياراتهم لا تعكس نواياهم الصادقة". وعلى صعيد الموازنة، قال: "القوات لم تكن تمازح عندما تكلمت عن تغيرات وإصلاحات بنيوية، وشعرنا بأن عدم الخوض في بعض النقاط في الموازنة، لن يحدث تغييرا كالذي يجب أن يتحقق"، لافتا إلى أن "المعارضة من خارج السلطة، ومن خارج الطبقة السياسية، قليلة جدا، ويجب على هذه المعارضة أن تكون فاعلة، لا أن تكون "حركة بلا بركة"، أو أن تسجل مواقف لمجرد تسجيلها، وأن تكون غير قادرة على التأثير على القرار السياسي"، مضيفا: "تجربتنا من خارج الحكومة، لم تفلح، اعتراضنا حق ديمقراطي، ولدينا رأينا وكلمتنا، ووزراؤنا تحفظوا على الموازنة، ولم نعترض لمجرد الاعتراض".

وفي ما يتعلق بالخطاب الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال: "موقفنا معروف وقديم، ولا نعتبر أن على لبنان أن يلتحق بمحور إقليمي معين، وموقفنا ثابت، ومتمسكون بسيادة الوطن، وبقرار الحكومة الواحد، وبقرار الشعب اللبناني، ولن ننجر إلى محاور لا تعنينا، على كل المستويات"، مردفا: "الجميع وافق على النأي بالنفس، ونصرالله اعترف في مرحلة معينة، بشكل ضمني، بضرورة اتباع سياسية النأي بالنفس"، موضحا "نحن معترضون على إلحاقنا بأي مكون إقليمي، ولن نقبل أن ننجر إلى محاور إقليمية نحن بغنى عنها".

وعن زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، إلى واشنطن، قال: "لا مصلحة لأحد بوضع أفخاخ لزيارة الحريري لواشنطن، لأن الأخير أراد الدفاع عن قضية لبنان، وأراد أن يهدئ الأجواء، والواضح أن الجانب الأميركي فصل بين الحكومة اللبنانية، وموقفه المعادي لحزب الله"، معتبرا أن "زيارة الحريري هدأت الأجواء قليلا، وخصوصا عندما أوضح أن لبنان لا يريد أن ينجر إلى مخطط حزب الله، وقد ساد جو من الارتياح، بعد اجتماع الحريري وبومبيو، واتضحت الصورة لدى الجانب الأميركي، بأن الوضع في لبنان دقيق، والظاهر أن العقوبات لن تمتد إلى أطراف مقربة من حزب الله"، مشددا على أن "بعض الأمور تحتاج إلى ترو ودراسة أكثر، ولا أظن أن الإدارة الأميركية، مصرة على وضع إجراءات صعبة على لبنان، في الوقت الحالي، خصوصا أن وضعنا الاقتصادي والمالي صعب، والوضع الاستراتيجي حرج". وقال: "نحن بالطبع لا نوافق على ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، ولسنا الوحيدين المعارضين لهذا الموضوع، وهذا الانقسام الذي اعتبرنا أننا تخطيناه في مرحلة معينة، رأينا أنفسنا منغمسين في قصة مرفوضة من قبلنا، مع تصاعد التوتر الإيراني - الأميركي في المنطقة، فلا مصلحة للبنان أن ينغمس في صراع إقليمي بهذا الحجم".

وعن زيارة رئس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى الجبل، أوضح: "زيارة الجبل ليست إلا لتأكيد المؤكد، وموقفنا واضح وجلي، والزيارة ستحصل في وقتها"، مؤكدا "المصالحة تمت، إن كان مع الاشتراكي، أم مع التيار الوطني الحر، والمرحلة القديمة تخطيناها". وعن علاقة "القوات" مع "التيار الوطني الحر" أكد أنه على "المستوى الشعبي والناس، المصالحة مع التيار الوطني الحر، عكست أجواء إيجابية، أما على المستوى السياسي، فالأمور ليست على ما يرام، لأن مواضيع كثيرة خلافية، كان يمكن أن تحل بطريقة سهلة وبسيطة، ولكنها لم تحصل، ومثال على ذلك اللجنة، التي كان يجب أن تتشكل بين الطرفين".

وقال: "لا نريد نبش القبور، عشنا حربا، كنا أبطالا خلالها، وقدمنا شهداء كثرا، لكن، أن يتم تسخيف تضحياتنا، فهذا لا يليق بوزير الخارجية جبران باسيل، ولا بالتاريخ، نحن لا نرد على هذه التصريحات، لأن الناس تعلم حقيقة الأمور، فهذا النوع من الخطابات لم يعد مقبولا، ونحاول قدر المستطاع عدم الانجرار إلى سجال بهذا الخصوص، فالقوات تعتبر أن بالمصالحة تخطينا الكثير من الأمور الخلافية".

ورأى أنه "بعدم اتباع الإصلاحات البنيوية في الموازنة، نكون قد فوتنا فرصة كبيرة، على الأقل، على مستوى التصنيف، كانت الفرصة متاحة أمامنا من خلال هذه الموازنة، للبدء بمناقشة جدية للتغيير، على مستوى المؤسسات، ووضع مخطط جديد للمستقبل"، مشيرا إلى أن "قانون الخصخصة، أصبح واضحا، ومن خلال بعض المؤسسات، نستطيع التغلب على الإيرادات والمصاريف".   وبخصوص، مشاريع الإنماء في المتن، قال: "صوتنا في لجنة المال والموازنة، على تمويل مشروع تكملة الأشغال على أوتوستراد المتن السريع، للتخفيف أكثر وأكثر من حوادث السير، فأولاد المتن، يتحملون أكثر مما يستطيعون تحمله، فمثلا نسبة للأعداد الكبيرة، التي تقطن المتن، البنى التحتية لا تزال بحاجة إلى تطوير بشكل كبير"، مؤكدا "نريد حلولا، وننتظر من السلطة التنفيذية بأن تقوم بالحل الأفضل، والأقل ضررا على الناس، نحن ككتلة نبحث عن الحل الأنسب لطرحه، نريد دمجا بين الدراسات الجدية والمرجعيات، والأولوية دائما، لصحة الناس".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   16-17 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما

17 آب/2019

كما أن الرب يغفر لمن يرجع إليه ويتوب فهو أيضاً قاسي في أحكامه على الأشرار

http://eliasbejjaninews.com/archives/77605/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 18/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77636/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-18-2019/

 

بومبيو للحريري: تحمّلوا مسؤوليّاتكم أو ترقّبوا الانهيار

علي الأمين/نداء الوطن/2019/

http://eliasbejjaninews.com/archives/77631/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%91%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%85%d8%b3%d8%a4/

 

نصرالله في خطبة النّشوة والإشراق المهدوي

محمد أبي سمرا /المدن/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77628/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86/

 

ما تريده واشنطن وما يستطيعه سعد الحريري/راغدة درغام/موقع إيلاف/17 آب/2019
US administration is cutting off the oxygen supply to Tehran’s proxies/ Raghida Dergham/The National/August 17/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77621/77621/

Opinion/How Israel Can Deter Iran
بني موريس/هآرتس: كيف يمكن لإسرائيل أن تردع إيران
Benny Morris/Haaretz/August 17/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/77619/%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%b1/