-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 17 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august17.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

الياس بجاني/لا اتفاق أميركي إيراني بغير الشروط الأميركية ولمصلحة لبنان والسلام في المنطقة

الياس بجاني/نصرالله هو وباء قاتل لعقول وثقافة بعض اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كورونا يعاقب إهمالنا وينفلت: ست وفيات و439 إصابة

المطران الياس عوده يدعو أهالي الأشرفية وجوارها للصمود في منازلهم في وجه السماسرة

هيل رفض لقاء رئيس التيار “العوني”:  يتحمل مسؤولية في ما وصل إليه لبنان

القاضي بيطار: أبديت لمجلس القضاء الاعلى تحفظي عن قبول تكليفي محققا عدليا في جريمة انفجار المرفأ لقناعات أوضحتها

نادي قضاة لبنان: المحقق العدلي هو المرجع الصالح لملاحقة الوزراء في حالة الجرائم العادية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 “حزب الله” يريد حكومة تحميه من غضب الداخل وضغط الخارج

اتهام عون بمخالفة الدستور لتأخيره الاستشارات النيابية الملزمة للاتفاق على التشكيل الوزاري الجديد

النهار: دلالات استثنائية لمواقف الراعي وهيل تتجاوز الحكومة

“حزب الله” يواجه أصعب التحديات بعد انفجار بيروت المدمّر

آخر مستجدات التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت الذي هزّ العاصمة اللبنانية

لبنان أمام لحظة فارقة مع إقتراب النطق بالحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري

دعوة من الاغتراب لحكومة حيادية مستقلة وانتخاباتٍ مُبكرة: حمى الله لبنان من سلطته الفاسدة

لبنان بين كذبة العيش المشترك وقانون الغاب الحاكم

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشونال

بخاري بعد لقائه الحريري: العدالة الإلهية ستنتصر لدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه

هكذا تفاعلت الصحافة الاسرائيلية مع كلام عون

حزب الله في "مأزق حقيقي" والخناق يضيق من حوله!

تلفزيون لبنان يرفض نقل كلمة باسيل… ما الحُجّة؟!

هكذا تفاعلت الصحافة الاسرائيلية مع كلام عون

حزب الله في "مأزق حقيقي" والخناق يضيق من حوله!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر حكومية: الكويت ستكون آخر من يطبع مع إسرائيل

تقارير تكشفُ سبب وفاة شقيق ترامب

الإمارات تستدعي القائم بالأعمال الإيراني وتطالب بحماية قنصليتها

الإمارات وإسرائيل دشنتا خطوط الهاتف المباشرة بينهما للمرة الأولى

رئيس “الموساد” في أبوظبي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام والبيت الأبيض يحتفل بالتوقيع في سبتمير

السفيرة الأميركية في الكويت لـ”السياسة”: لن نسمح لإيران ببيع الأسلحة وشرائها لتهديد حلفائنا وأكدت أن انتهاء “الحظر” على طهران يزيد من تقويض أمن المنطقة

البحرين تنفي مزاعم تلقي رئيس وزرائها اتصالاً هاتفياً من رئيس “الموساد”

داوود أوغلو يفضح ما جرى في دافوس 2009 للمرة الأولى: أردوغان انتقد بيريز علناً واعتذر له سراً

تحالف تركيا وإسرائيل الستراتيجي العسكري يحرج أردوغان

رغم علاقاته الوثيقة مع القيادات الاسرائيلية حمد بن جاسم ينتقد الاتفاق ويتباكى على الجولان ومزارع شبعا

الأسد يشترط مغادرة القوات الأميركية للحوار مع واشنطن

العراق ينتفض بوجه تركيا ويُعلِّق مذكرة التفاهم ويوقف زيارات المسؤولين

العراق: ميليشيات إيران قصفت “التاجي” بصاروخين… وتحذيرات من وجود مواد شديدة الانفجار بميناء أم قصر

وزير الاستخبارات الإسرائيلي أكد أن بلاده في طريقها لإبرام اتفاقات سلام مع السودان ودول عربية في غضون عام

تل أبيب تعلن استعدادها لاستئناف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية

طهران: الاحتجاجات النفطية تتوسّع وعمال سكك الحديد يُضربون وترامب متمسك بفرض كامل العقوبات الدولية على إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله... كفى!...نصرالله نفسه أخبرنا عن امتلاكه مئات آلاف الصواريخ؟ فأين يخزنها وبأي شروط؟/منى فياض/الحرة

لبنان على موعد مع انتخابات فرعية.. وهذه أولويات “القوات”/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

انفضحت سمسرة النواب العونيين على خراب بيروت.. فانسحبوا/عزة الحاج حسن/موقع المدن

المحكمة الدولية: فرصة السنّة لمنح لبنان توازنه/منير الربيع/موقع المدن

المحكمة الدولية: مصير الوديعتين الإيرانية والسعودية في لبنان (1)/محمد أبي سمرا/موقع المدن

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: تجاهل الآمر والمخطِط/سامي خليفة/موقع المدن

حسن نصرالله… الواقع والأرقام/خيرالله خيرالله/العرب

الحكومة.. رحلة النفق طويلة/عصام الجردي/موقع المدن

لبنان المُصاب بعمى الانفجار معلَّق على الحبال المشدودة عليه/جريدة الأنباء الكويتية

مبادرة ماكرون بين المباح والمحظور عند نصر الله/سام منسى/الشرق الأوسط

الحزب” في قلب الغضب اللبناني.. “الخناق يضيق”/قناة العربية.نت

فك شيفرة حزب الله العسكريّة !!!/ربيع طليس/ راديو صوت بيروت إنترناشيونال

لم يعد يريد وسطاء.. نصرالله: وحدي من "يفاوض" أميركا وليتنحى الجميع جانباً/منير الربيع/المدن

لبنان : “المشانق” أرعبت الحكام فاحتموا بقانون الطوارئ/ديانا مقلد/موقع درج

روسيا تسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن في لبنان/معهد واشنطن/آنا بورشفسكاياظ

دعَوْنا للتطبيع مع إسرائيل هددونا بالقتل!/حسن علي كرم/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي دعا القوى الامنية الى احتضان شباب لبنان الثائر: استعمال السلاح المؤذي والجارح يخالف القانون والعرف الدوليين

رئيس كاريتاس ترأس قداسا قبالة مرفأ بيروت على نية ضحايا الانفجار: ماذا ينفع أن نبكي على الأشلاء والأطلال؟

نص مقابلة مطولة مع الرئيس عون/لست في وارد التفكير بمغادرة السلطة نريد التوصل لنتيجة سريعة في التحقيق لكن الأمور متشابكة وكل الفرضيات قائمة

جعجع دعا بعد لقائه الراعي الى تخفيف العنتريات: سنجمع التواقيع على عريضة نيابية لطلب لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت

باسيل: نحن الثورة الحقيقية وأبو الإصلاح وأمه ولا تجرونا الى حيث لا نريد المجلس أنقذ من المؤامرة والأولوية لحكومة إصلاحات ومشهد 2005 و2006 يتكرر

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ

إنجيل القدّيس لوقا12/من54حتى59/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟ وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/إلى سيدنا الراعي وجعجع وسامي الجميل والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرئسها اللبناني الأسترالي ستيفن ستانتن: هل انتم مع احتلال حزب الله أم ضده؟

من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

الياس بجاني/16 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89545/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b3/

كما دائماً وعن قناعة وإيمان لا يتزحزحان بلبنان السيد والحر والمستقل نكرر ونسأل القيادات ورجال الدين اللبنانيين في لبنان وبلاد الانتشار: هل علاج أعراض أي مرض والتعامي عن المرض نفسه يؤديان إلى نتيجة، أم أن هكذا عمى بصر وبصيرة يتركان المرض يفتك بجسم المريض حتى يقتله؟

منطقياً وعلمياً وواقعاً معاشاً على الأرض لا توجد أي فرصة لحل أي مشكل مهما كان حجمه، ومن أي طبيعة كان، إن لم يتم أولاً تشخيصه، وثانياً الاعتراف العلني والكامل بوجوده مع فهم كامل مسبباته، وثالثاً تحديد كل الوسائل المتوفرة لمواجهته وحله.

من هنا ودون إطالة في الشرح والغوص في معاناة لبنان واللبنانيين الغير مسبوقة في تاريخ وطن الأرز، علينا إن كنا فعلاً أصحاب رؤية وواعين لما أصاب بلدنا من سرطانيات أن نقر ونعترف علناً وبشجاعة ودون تردد أو ذمية أو خلفيات لأجندات شخصية بأن مشكلة لبنان هي الاحتلال الإيراني القائم من خلال ميليشيا حزب الله الإرهابي والمذهبي والمجرم، والآتي من الأزمنة الغابرة… وكل ما عدا هذا هو أعراض لهذا الاحتلال.

وجود ميشال عون في الرئاسة وكل ممارساته من وقاحة وفجور وقلة إيمان وخور رجاء ونقض لقسمه الدستوري ومحاصصات هي مجرد عارض من أعراض الاحتلال.

الحكومات التي صورياً يتم تشكيلها في ظل الاحتلال وعملياً تعين من قبل حزب الله هي أيضاً عارض من أعراض الاحتلال.

مجالس النواب التي تنتخب في ظل الاحتلال وأيضاً صورياً ومن خلال قوانين مفصلة على مقاس المحتل هي عارض من أعراض الاحتلال.

ممارسات وشرود أصحاب شركات الأحزاب الذين يداكشون السيادة والاستقلال بالكراسي والمنافع ويقفزون فوق دماء الشهداء ويتلونون ويداهنون هم من أعراض الاحتلال.

الرسميين في الدولة وفي كافة المواقع في ظل السلاح والاحتلال هم أدوات ومجرد أدوات وبالتالي هم أيضاً من أعراض الاحتلال.

كل التشريعات والقوانين التي تُقر في ظل الاحتلال هي وسائل وأدوات تفيد المحتل وأيضاً أعراض من أعراض الاحتلال.

كل رجل دين يقبل بالذل والتبعية لأي مذهب انتمى يمجد حزب الله ونفاق مقاومته وكذبة تحريه الجنوب سنة 2000 أو انتصاره المسخرة والهزيمة المدوية عام 2006 هو عارض من أعراض الاحتلال… وتطول القائمة وتطول.

يبقى أن أي سياسي أو صاحب شركة حزب أو ممول أو ناشط أو إعلامي أو رجل دين أو حتى مواطن عادي لا يعترف بمرض لبنان السرطاني الذي هو حزب الله فهو عملياً مع الاحتلال وفي خدمته وضد بلده وشعبه.

ومن هو عن جهل أو عن سابق تصور وتصميم يتلهى بالأعراض دون التركيز فقط وفقط على المرض هو مع الاحتلال.

أما من هو ضد الاحتلال وفعلاً ليس عنده أجندات مصالح شخصية مالية وسلطوية كائن من كان وفي أي موقع كان هو من يعترف بأن لبنان محتل وبأن الحل لا يمكن أن يتم قبل أن تنفذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي:

1-اتفاقية الهدنة مع إسرائيل

2-القرار الدولي 1701

3-القرار الدولي 1559

4-القرار الدولي 1680

بعد هذه المقدمة التي نكرر نحن والعشرات من اللبناناويين والسياديين والأحرار بنودها تقريباً بشكل يومي ومن سنين نسأل سيدنا الراعي و د. سمير جعجع وسامي الجميل ورئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي يرأسها المحامي اللبناني-الأسترالي ستيفن ستانتن، وغيرهم من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان ومعهم الطاقم السياسي بأكمله، نسألهم: هل انتم مدركون للمرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وتعلمون أن لا علاج له له خارج أطر القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً ال 1559 أم لا؟

اليوم وأمس وفي 11 من الجاري نُشر وأذيع عظة وبيان وتقرير يفيدون بأن سيدنا الراعي والجامعة اللبنانية الثقافية ود. جعجع لا يعيرون اهتماماً لا للمرض ولا للعلاجات بل يتلهون بالأعراض… وهذا أمر خطير للغاية ستكون نتائجه ترسيخ احتلال حزب الله والقضاء كلياً على لبنان وعلى كل ما هو لبناني.

نعيد السؤال على الجميع: هل انتم ضد احتلال حزب الله أم أنكم معه وتستفيدون من احتلاله وتتعامون عن مرضه وعن العلاجات الموجبة لعلاجه؟

في الخلاصة فإن كل من يتلهى بالأعراض من مثل خزعبلة تقصير ولاية مجلس النواب، والانتخابات المبكرة، والحياد، وتشكيل حكومات مهما كانت مسمياتها في ظل الاحتلال، ويغض الطرف عن القرار 1559 وباقي القرارات الدولية إلا في حالة الإحراج من مثل جعجع وسامي الجميل هم 100% ذميون ومع أجنداتهم السلطوية، وليس مع لبنان واللبنانيين ويتوهمون بأن مواقفهم الرمادية والذمية والمصلحية والنفاقية وقبولهم المذل بمساكنة الإحتلال قد يحقق اجنداتهم السلطوية وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية.

 

نصرالله الإيراني الآتي من الأزمنة الغابرة

الياس بجاني/15 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89518/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86/

من تابع خطاب السيد نصرالله وابتساماته الصفراوية واللئيمة أمس لا بد وأنه أدرك بأن آخر هم ع قلب هذا السيد اللاهي والجهادي المنافق هو لبنان واللبنانيين.

لبنان عنده وفي قاموسه الإرهابي الملالوي هو مجرد قاعدة إيرانية عسكرية للإرهاب ومخزن أسلحة وصندوق بريد للحرس الثوري الإيراني.

أما اللبنانيين كافة وتحديداً ما يسمى “بيئة المقاومة” ففي رأيه الحربي اللاهي هي وقود لحروبه الإرهابية الإيرانية في الدول العربية كافة.

هذا الرجل لم يرمش له جفن عندما تسبب بمقتل ما يزيد 1500 مواطن خلال مهزلة ومسرحية حرب تموز عام 2006 معظمهم من بيئته.

ولم يرتد عن غيه وغروره وأوهامه والهلوسات وهو يتسبب بمقتل ما يزيد عن 3000 شاب من بيئته التي يخطفها ويأخذها رهينة في حربه العبثية في مساندة نظام المجرم الكيماوي والبراميلي بشار الأسد مقابل عدد مضاعف من المعاقين ومثلهم من الجرحى.

هو فقط زرف الدموع على المجرم قاسم سليماني الذي من حبه له خاطب شيطان الموت وأبدى له رغبته.

من هنا فإن 200 أو 300 ضحية لانفجار المرفاً أمر عادي في ثقافته التي هي ثقافة الموت والدمار والحقد والحروب.

في مفهومه الموروب فإن دمار نصف بيروت وتشريد 350 ألف لبناني أمر أقل من عادي.

هذا مخلوق آت من الأزمنة الغابرة ولا علاقة له بالزمن الحالي.

ربنا يخلص لبنان منه ومن الاحتلال الإيراني، ومن ربع الطرواديين وهم الطاقمين السياسي والحزبي الذين يغطون احتلاله مقابل سكوته عن فسادهم وحمايتهم ، وذلك بدءً من عون وصهريه وبالنازل… ومعهم أصحاب شركات أحزاب ما كان يعرف بتجمع 14 آذار النرسيسيين (جنبلاط والحريري وجعجع) الذين وعلى خلفية فجعهم وتخدر ضمائرهم وقلة إيمانهم وخور رجائهم وعبادتهم لثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة سلموه (السيد وحزبه) البلد، وبذل ارتضوا معايشة سلاحه وحروبه وفجوره وإرهابيه وهم لا يزالون في نفس الوضعية المذلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا اتفاق أميركي إيراني بغير الشروط الأميركية ولمصلحة لبنان والسلام في المنطقة

الياس بجاني/14 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89496/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%ba%d9%8a/

كما دائما وكلما شعر حزب الله بأنه وراعيته إيران محشورين وفي وضع صعب تنبري ماكينة إعلام حزب الله الإرهابي والشيطاني لبث أخبار وروايات عن أحداث واتفاقات ملفقة ومفبركة بالكامل، وذلك عن طريق إما أبواق وصنوج مأجورة لا ذمة ولا ضمير ولا وجدان في دواخلها، أو من خلال سياسيين وناشطين جهلة وأغبياء لا يقرأون ولا يسمعون ولا يعرفون ألف باء السياسة ويعيشون في أقفاص جهلهم.

من آخر إفرازات العقول الشيطانية التي تدير ماكينة حزب الله، حزب القتل والاغتيالات والكراهية والحقد، خبر يقول بأن اتفاقاً سرياً وخطيراً هو في مراحله الأخيرة بين أميركا وإيران سيكون لبنان ضحيته.

وفي سياق تعرية وفضح هلوسات وأوهام وخزعبلات ماكينة الحزب الهوليودية الهوى والنوي فقد علمنا اليوم من مصدر لبناني أميركي مطلع للغاية بأن لا أساس من الصحة لهذا الأقاويل والدعايات والأخبار الكاذبة والمفبركة 100%.

وأشار المصدر إلى أن الرئيس ترامب وبأسلوب المزح قال إن بإمكانه عقد اتفاق مع إيران خلال 30 يوماً وذلك بعد إعادة انتخابه، وما عناه تحديداً هو أن إيران ستأتي إليه زاحفة وتقبل بكل شروطه.

من هنا على الأحرار والسياديين ورجال الدين الشرفاء واللبناناويين في وطن الأرز أن لا يتركوا ماكينة إعلام حزب الله وابواقها يغشونهم ويقودهم إلى المهالك.

يبقى أن لبنان الرسالة والثقافة والتاريخ والهوية هو في قلب وروح وكرامة العالم الغربي الذي لن يتركه ليكون فريسة للمجرمين والقتلة والبرابرة من الملالي وأذنابهم من الأوباش المحليين والطرواديين.

ولكن علينا كلبنانيين مؤمنين وأحرار وسياديين ولبناناوين أن نعرف ماذا نريد ولا نترك أحداً يفرض علينا ما يريده هو.

في الخلاصة، ليس بمقدور أحد أن يفرض على اللبناناويين اللبنانيين ما لا يريدونه وتاريخهم البطولي في النضال والمقاومة والعطاء يحكي ويحكي.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كورونا يعاقب إهمالنا وينفلت: ست وفيات و439 إصابة

موقع المدن/17 آب/2020

لا كابح على ما يبدو لكورونا. ومنذ الكارثة التي حلت ببيروت، وانشغال الهيئات الرسمية والأهلية والمدنية بتداعياتها، انفلت كورونا من عقاله، وبدأ الفيروس يتفشى على نحو بالغ، بعدما صار إهمال الإجراءات الوقاية هو السلوك السائد.

هكذا، ارتفع عدد الإصابات بكورونا للمرة الأولى، منذ بداية الأزمة في شباط الماضي، إلى 439 إصابة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة العامة، مسجلة ست وفيات يوم الأحد في 16 آب. وتصدرت بيروت القائمة بـ62 إصابة، وتلتها بعبدا بـ39 إصابة ثم عاليه 24 إصابة، فالمتن والشوف 21 إصابة في كل منهما. ووصل عدد الحالات في الاستشفاء إلى 274 حالة، بينها 68 في العناية المركزة.

عزل مناطق

ومع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، بدأت قوى الأمن الداخلي بعزل بعض المناطق والأحياء، وأعلنت أنها اتخذت إجراءات مشدّدة في محلة مجدل زون وفي شارعين في خربة سلم وفي برج البراجنة، للحد من انتشار فيروس كورونا نتيجة ارتفاع عدد الإصابات فيها، بالتنسيق مع البلديات المعنية.

أربع وفيات في المخيمات

ويستمر كورونا بالانتشار في المخيمات الفلسطينية، وأعلنت وكالة الأونروا في بيان أنه "تم في الساعات الـ24 الماضية تسجيل أربع وفيات في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، نتيجة مضاعفات صحية على ارتباط بإصابتهم بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات إلى 8 منذ بداية أزمة كورونا".

وأعلنت أن الإصابات الجديدة تتوزع في كل أنحاء لبنان، لكن العدد الأكبر الذي سجل في الأيام الأخيرة كان في منطقة صيدا والجوار. وقد دخلت اليوم سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني للمرة الأولى إلى مخيم عين الحلوة وأجلت أحد المصابين.

ثلاث وفيات في الاغتراب

وطالت وفيات كورونا لبنانيين مغتربين من بلدة بينو العكارية، وأعلن كاهن الرعية عن وفاة 3 من أبنائها في فنزويلا، هم نقولا مكاري 85 عاماً وولده حبيب 55 عاماً ويوسف الشاعر 87 عاماً. وهناك افراد آخرون من شباب العائلة في المستشفيات، بسبب إصابتهم. وتعيش الجالية حال من الهلع والخوف، لأن المغتربين هناك ليس بإمكانهم مغادرة البلاد للمعالجة. وهناك صعوبة كبيرة في التواصل مع المرضى في المستشفيات ومعرفة أوضاعهم، مناشداً السلطات المختصة والسفارة اللبنانية في فنزويلا، تقديم ما يمكن من المساعدات الطبية وتسهيل سفر من يرغب، لحماية أبناء البلدة.

وفاة في مستشفى الحريري

وأصدر مستشفى رفيق الحريري الجامعي تقريره اليومي عن مستجدات كورونا، معلناً عن وقوع حالة وفاة. وأظهر التقرير أن عدد الحالات الحرجة داخل المستشفى وصل إلى 24، وعدد الفحوص في مختبرات المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة وصل إلى 471 فحصاً وعدد المصابين في المستشفى للمتابعة وصل إلى 81.

تخوف في الصرفند

بعد تسجيل أربع إصابات في الصرفند، وأمام التخوف من احتمال ارتفاع العدد خلال اليومين المقبلين، قد تلجأ البلدية إلى عزل بعض الأحياء أو عزل البلدة ككل. ودعت الأهلي، وخصوصًا الشباب وأصحاب المقاهي وصالات الأفراح، إلى التعاون إلى أقصى حد خلال الفترة المقبلة للحد من التجمعات، وناشدت كل المحال التجارية وغيرها التزام كل معايير الوقاية والحماية.

إصابات في الجسم الطبي

طمأن مدير مستشفى الشهيد محمود الهمشري رياض أبو العينين، أن الوضع داخل المستشفى ما زال تحت السيطرة وليس سيئاً، وذلك بعد التثبت من 5 إصابات بين أفراد الطاقم الطبي ووجود بعض الحالات غير المؤكدة. وأوضح أنهم سيعملون على إعادة إجراء فحوص PCR لها. وأعلن عن سلسلة إجراءات تتضمن إقفال كل الأقسام الاستشفائية في المستشفى حتى صباح الأربعاء المقبل تمهيداً لتعقيمها، وإجراء الفحوص أو معاودتها لجميع الموظفين.

من النبطية إلى عكار والبقاع

وفي النبطية أعلنت بلدية عدشيت أن نتائج الفحوص التي أجريت لعدد من المخالطين، أظهرت وجود 3 حالات موجبة، ليرتفع بذلك عدد المصابين في البلدة إلى 15.

من ناحيتها أعلنت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد في بلدتي حلبا وبزبينا، ما رفع عدد المصابين المسجلين في عكار منذ 17 آذار الماضي وحتى اليوم الى 166 إصابة.

وبقاعاً، أعلنت بلدية قصرنبا أن عدد الإصابات في البلدة أصبح يتجاوز 7 حالات، وناشدت الأهالي التقيد بالتباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط أو الحضور في أماكن التجمعات، والالتزام بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

 

المطران الياس عوده يدعو أهالي الأشرفية وجوارها للصمود في منازلهم في وجه السماسرة

وطنية - الأحد 16 آب 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "مر أسبوعان تقريبا على الزلزال الأليم الذي حل بعاصمتنا الحبيبة بيروت، وحصد الكثير مما نحب فيها، بشرا وحجرا. أسبوعان واللبنانيون مصدومون، حزانى، ثكالى، يتامى، يلملمون جراحهم الجسدية والنفسية، هم الذين لم يتخطوا بعد الضائقة الاقتصادية والصحية، وها هم الآن خسروا ما تبقى لديهم، خسروا منازلهم، شردوا، جاعوا فوق جوعهم، وكأننا نحيا ما قاله النبي داود في سفر المزامير: وعلى وجع جراحي زادوا (69: 26). المزمور التاسع والستون، المملوء كلاما يفيض ألما، يسبقه مزمور تعرفونه جيدا يقول: ليقم الله ويتبدد جميع أعدائه، ويهرب مبغضوه من أمام وجهه. كما يباد الدخان يبادون، وكما يذوب الشمع من أمام وجه النار، يبيد الأشرار أمام الله، والصديقون يفرحون، يبتهجون أمام الله ويتهللون بالسرور (68: 1-3)".

أضاف: "أبنائي البيروتيين، لا تخافوا، لأن القيامة لا بد آتية بعد كل الآلام التي كابدتموها، وكما يقول سفر الرؤيا: سيمسح الله كل دمعة من عيونكم، والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد (21: 4). اليوم يقول الرب لكل واحد منا، على لسان إشعياء النبي: لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيميني. إنه يخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك. يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون. تفتش على منازعيك ولا تجدهم. يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم. لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك، القائل لك: لا تخف، أنا أعينك (41: 10-13)".

وتابع: "أحبائي، أعلم أن الثقة بالحكام والمسؤولين انعدمت لدى الكثيرين، إنما لا يموت بلد فيه المحبة العظمى التي تتجلى من خلال كل شاب وشابة، من خلال كل مواطن لم يصبه الأذى، نزل إلى أرض الفاجعة ليساعد أخاه الإنسان، ويبلسم جراحه النفسية قبل الجسدية. المحبة تجلت من خلال كل طبيب وممرض، من خلال كل تاجر، ولو كانوا قلة، لم يستغل آلام الشعب ليزيد العبء ثقلا. التعاضد الذي عايناه لدى أبناء وطننا يعطينا أملا بغد أفضل، يؤسس له شبابنا بتفانيهم، فيما شهوة السلطة والمال تعمي بصر وبصائر المسؤولين".

وقال: "يا حكام بلادنا ويا أيها المسؤولون، أذكركم بإلهنا المصلوب، الذي افتدى شعبه بدمه، مات هو لكي يرث الشعب الحياة وينال القيامة. اتعظوا، حتى لو كنتم لا تؤمنون به، تعلموا منه، فهو الوديع والمتواضع القلب، هو الطريق والحق والحياة، أما أنتم فقد جعلتم الموت يدخل على أبناء بلدكم وهم جالسون في طمأنينة بيوتهم، يرتاحون من شقاء يومهم، الشقاء الذي رميتموه على عاتقهم، بدل أن تمنحوهم الكرامة اللائقة بشعب مات وقام مئات المرات ولا يزال يجاهد ليقوم مئات أخرى. هنا لا بد من تنبيه أبنائنا كي لا يقعوا ضحية المتمولين وسماسرة العقارات المنقضين على أرزاق الناس، الذين يستغلون المصيبة التي حلت بهم ويستفيدون من ضيق عيشهم ليغروهم بالمال مقابل بيوتهم. هؤلاء الأغنياء جدا قد اعتادوا القيام بهذا الأمر ويستغلون الفقراء والمنكوبين في أيام الشدة بإرسالهم شبابا ليغروا هؤلاء المصابين بالمال الوفير، لكنهم لا يعلمون أن الشر لا يخفى. هؤلاء لا ضمير يؤنبهم ولا رادع أخلاقيا يحد من جشعهم. لذلك أطلب من جميع أبنائنا في الأشرفية وجوارها عدم الوقوع في فخهم، والصمود في منازلهم، وعدم التنازل عنها مقابل المال، وسوف نتعاون جميعا للخروج من هذه التجربة، بمعونة الله وقوة إيماننا".

أضاف: "عيدنا أمس لرقاد والدة الإله الفائقة القداسة مريم. عاينت والدة الإله آلام ابنها، وموته. تألمت وبكت ككل أم خطف منها ابنها ظلما، خصوصا في الكارثة الأخيرة التي حلت بنا. لكن، لنتذكر ما نرتل في خدمة جناز المسيح، حيث يقول الرب يسوع لوالدته: لا تنوحي علي يا أمي إذا شاهدتني في قبر، لأني سأقوم وأتمجد، وأعلي مشرفا كل الذين يعظمونك. بعد الآلام عاينت والدة الإله العذراء قيامة ابنها. كل أم خسرت ابنها اليوم سوف تعاينه قائما بالرجاء والإيمان بالقيامة العامة. وبلدنا سيقوم من كبوته، وستزهر الأرض التي سقيت بالدماء النقية".

وتابع: "في هذه الأيام العصيبة لا يمكننا إلا أن نشاطر حزن الأزواج الذين فقدوا رفاق دربهم، والأطفال الذين خسروا أعمدة حياتهم، أي والديهم، والأهل الذين حملوا أطفالهم بين أيديهم فاقدي النسمة. أيضا، لا يمكننا ألا نشكر الله من جهة كل شخص لا يزال حيا رغم فظاعة الإنفجار. لا بد أن نشكر الممرضة البطلة في مستشفى القديس جاورجيوس التي احتضنت ثلاثة أطفال حديثي الولادة وركضت بهم خارج المستشفى لتخلصهم، غير عابئة بالركام والأنقاض، والطبيب الذي ساعد طفلا لكي يأتي إلى الحياة في قلب ظلمة الإنفجار. لا بد أن نشكر كل الأطباء والممرضين والمدراء والعمال والمتطوعين على لهفتهم ومحبتهم وتفانيهم من أجل إعادة هذا الصرح العريق إلى الخدمة. أسأل الرب أن يمنحنا ما تحدث عنه في إنجيل اليوم، أن يهب الجميع إيمانا مثل حبة الخردل، لكي يتمكنوا من الخروج من هول ما عاشوه. تذكروا ما قاله لنا المسيح في إنجيل اليوم: إن ابن البشر مزمع أن يسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. نحن أبناء القيامة. لقد منحنا الرب يسوع هبة عظيمة، هي قيامته من بين الأموات، وقد عاد وأرانا كيف سيقيمنا، عندما أقام والدته من بين الأموات وأجلسها عن يمين عظمته. كل ما علينا فعله هو أن نبقى جاهزين للالإنطلاق من ههنا، وقد عاينا في الأيام السابقة سهولة الخروج من هذه الحياة لأن الإنسان كالعشب أيامه (مز 103: 15). متى بقينا جاهزين، لن يختطف الشيطان حياتنا، حتى ولو استطاع أن يميت أجسادنا". وختم عوده: "في الأخير، تذكروا قول الرب في سفر تثنية الاشتراع: تشددوا وتشجعوا، لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم، لأن الرب إلهك سائر معك، لا يهملك ولا يتركك (31: 6). آمين".

 

هيل رفض لقاء رئيس التيار “العوني”:  يتحمل مسؤولية في ما وصل إليه لبنان

بيروت – “السياسة”/ الأحد 16 آب 2020

رغم كل الاتصالات التي قام بها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في واشنطن وفي بيروت، من أجل ترتيب لقاء له مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير دايفيد هيل، إلا أن الأخير، ووفقاً للمعلومات التي توافرت لـ”السياسة”، أبلغ كل الذين راجعوه بهذا الخصوص، أنه لن يلتقي باسيل، متذرعاً بجدول مواعيده المكثف في العاصمة اللبنانية، وهو ما فسر على أنه موقف أميركي سلبي من رئيس “العوني” الذي يتوقع أن يكون في عداد الشخصيات اللبنانية القريبة من “حزب الله” التي ستشملها عقوبات أميركية مرجحة في وقت قريب. وكشفت المعلومات أن الإدارة الأميركية تعتبر أن الحكم في لبنان، ومن ضمنه باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، والشخصية السياسية القوية في العهد، يتحمل مسؤولية أساسية في وصول البلد إلى ما وصل إليه، على صعيد تمدد الفساد في إدارات الدولة، وتجاهل مطلب الشعب بالإصلاح والمحاسبة، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية للغاية على حظوظ باسيل بالترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في الـ2022. واعتبر هيل، أنه “لا يمكن العودة لعصر كان يحدث فيه أي شيء على حدود لبنان ومرافئه، كاشفاً أن “واشنطن قدمت منذ انفجار المرفأ مساعدات للبنان بقيمة 18 مليون دولار”. وأكَّد هيل في بيان، أنه “سنتعاون مع الكونغرس الأميركي لتقديم 30 مليون دولار لتأمين احتياجات لبنان من القمح”، مشيراً إلى أن “المساعدات الأميركية للبنان ستقدم بإشراف برنامج الأغذية العالمي ومنظمات غير حكومية. وأضاف: “انفجار بيروت ما هو إلا أحد أعراض أزمات أعمق عانى منها لبنان طويلا، وكل شخص في السلطة يتحمل جزءا من المسؤولية في انفجار بيروت، لبنان عاش عقودا من سوء الإدارة والفساد دون أي إجراءات إصلاحية، ويشهد تبعات إخفاق المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم”. ورأى أن “مطلب التغيير الذي يرفعه الشعب لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا مما هو عليه، إنها لحظة الحقيقة بالنسبة للبنان وندعو القادة لتلبية مطالب الشعب المشروعة حيث يجب صياغة خطة ذات مصداقية يقبلها الشعب اللبناني من أجل حكم رشيد، ويجب وضع إصلاحات اقتصادية ومالية تضع حدا للفساد المستشري”. وأعلن هيل أنه “لا يمكن تقديم دعم مالي للبنان دون إلتزام القادة بإحداث تغيير حقيقي، وفي حال إصلاح النظام بلبنان سنقدم مع حلفائنا دعما ماليا مستداما”.

في المقابل، قال النائب باسيل، في ما بدا أنه رد على كلام هيل: “بصراحة، نحن مطلوب منا أن نشارك بالحصار الخارجي والداخلي الذي يعمل عليه، ليس على مجموعة حزبية اسمها حزب الله بل على مكوّن لبناني بكامله، مشهد الـ 05 و 06 يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني لا يجوز أن نمشي به، ولو كلّفنا غالياً”.

وأضاف: “يلوحون لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة ليس لها أساس قانوني أو إثباتي، ولكن أنا شخصياً من دون تردّد مستعدّ أن أتحمل الثمن حتى لا يمس بوحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ إغراقه بالفوضى والفتنة”. وشدد على “أننا ما منطعن لبناني ولا منغدره، ولا منمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل وما عملناها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبل، ولا منعملها اليوم، شو ما كانت الكلفة عليّي بتبقى قليلة مقابل شو ممكن تكون على الوطن”. وتابع: “للأسف بلحظة وقوع الفاجعة الكبيرة، هجم على رئيس الجمهورية وعلينا سماسرة الإستغلال السياسي وأبواق الحقد الإعلامي ليصوّرونا أنّنا لسنا فقط مسؤولين أو مقصرين لا بل مجرمين مباشرين ومن بين مئة شخص بالسلسلة الادارية والأمنية والقضائية صوّبوا في الإعلام فقط في اتجاه واحد”.

من جانبه، قال النائب السابق مصطفى علوش، عبر “تويتر”: “حبيبي يا جبران راجع حوار عمك الاخير عن قضية اسرائيل وإمكان السلام معها قبل أن تتعنتر في الحديث عن المواجهة معها فلا تاريخك ولا تاريخ الرئيس يوحيان بان هذا الهم هو همك فقد تآمرت مع حزب الله لوعد بالسلطة وستتآمر مع اي كان يؤمن لك السلطة حتى وان كان الشيطان الأكبر راعي اسرائيل”. وكتب النائب فريد هيكل الخازن على “تويتر”، رداً على باسيل: “بشرفكن شو الطريقة هالزلمة يسكت؟”.

 

القاضي بيطار: أبديت لمجلس القضاء الاعلى تحفظي عن قبول تكليفي محققا عدليا في جريمة انفجار المرفأ لقناعات أوضحتها

وطنية - الأحد 16 آب 2020

رد رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي طارق بيطار في كتاب توضيحي على ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن اعتذاره عن تكليفه محققا عدليا في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وقال: "منذ أن تم اقتراح اسمي لتولي هذه المهمة من قبل وزيرة العدل، وضعت نفسي في تصرف مجلس القضاء الأعلى، وقد أبديت للمجلس تحفظا عن قبولها، لأسباب وقناعات أوضحتها".

 

نادي قضاة لبنان: المحقق العدلي هو المرجع الصالح لملاحقة الوزراء في حالة الجرائم العادية

وطنية - السبت 15 آب 2020

جدد "نادي قضاة لبنان"، في بيان، تذكيره "بالإجتهاد الصادر بتاريخ 27/10/2000 تحت الرقم 7/2000 عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز، والذي حفظ اختصاص القضاء العدلي لملاحقة الوزراء". أضاف: "بناء على ما تضمنه القرار المذكور، ولأن قتل المواطنين العزل- القصد الإحتمالي- أو التسبب بقتلهم لا يمكن أن يدخلا بأي شكل من الأشكال ضمن نطاق الأعمال الوظيفية للوزراء، فكل منهما جرم عادي، ولأن القضاء الجزائي العادي، المحقق العدلي، هو المرجع الصالح لملاحقة الوزراء والتحقيق معهم في حالة الجرائم العادية، ولأنه بمقتضى المادة 60 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، لقاضي التحقيق، المحقق العدلي، صلاحية تحريك الدعوى العامة بحق كل من يشتبه به، من دون حاجة لإدعاء النيابة العامة التمييزية، يأمل النادي من المحقق العدلي العمل وفاقا للإجتهاد المذكور والمضي بتحقيقاته حتى النهاية، ضنا بحقوق الضحايا ومنعا من ضياعها، لا سيما في ظل عدم تكوين المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء حتى الآن وصعوبة، إن لم يكن استحالة، تحقيق أي ملاحقة من قبله في ضوء الفساد السياسي والاقتسام الطائفي القائمين في البلد وخلو أرشيف مجلس النواب من أية ملاحقة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/8/2020

وطنية/الأحد 16 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يومان فاصلان عن النطق بقرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005. وأسبوعان فاصلان عن مناسبة مئوية قيام دولة لبنان الكبير، المنتظر أن يشارك فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الموعود ضمنا وعلنا بانفتاح مسار الاصلاحات الحقيقية في لبنان، وبقيام حكومة على قدر المرحلة القاهرة التي يمر بها لبنان، والتي زاد من صعوبتها وحدتها وشدتها "انفجار- زلزال 4 آب" في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مئة وسبعة وسبعين شهيدا- ضحية وستة آلاف جريح، وما يناهز الخمسة عشر مليار دولار خسائر في بقعة الانفجار والأحياء المحيطة، ناهيك بالجراح الوجدانية والمعنوية والكيانية في لبنان ككل، وعلى المستويات الشعبية والمجتمعية والاقتصادية والحياتية والمعيشية والحكمية والسياسية القائمة، مضافة إلى الأزمة الاقتصادية والمالية الجاثمة، والمضاعفات الكورونية المستمرة.

وفيما التحقيقات متواصلة في قضية انفجار مرفأ بيروت، ولا تأخير فيها، بحسب تأكيدات الرئيس عون في مقابلة تلفزيونية فرنسية، يبدو حتى الآن أن لا مؤشر يوائم أو يلائم تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية رئيس الحكومة العتيد. والسؤال القائم هو: هل المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد عون، والاتصالات التي يضطلع بها رئيس البرلمان نبيه بري، وتلك القائمة على الخطوط الفرنسية، الاقليمية فالمحلية، هل ستبلور الأجواء لتحديد موعد الاستشارات النيابية، بالتوازي مع تسهيل التفاهم على الحكومة شكلا ورئيسا، قبل أو بعد عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت في الأول من أيلول المقبل؟.

سؤال آخر مطروح، هل سيتمكن القادة السياسيون من القفز فوق السابع عشر من تشرين الأول 2019 تاريخ اندلاع الانتفاضة الشعبية، والرابع من آب 2020 تاريخ نشوب الانفجار- الزلزال في بيروت؟.

في الغضون، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، في مؤتمره الصحافي المسهب، أكد استعداده للعقوبات الأميركية المحتملة عليه. وبالنسبة إلى العلاقة مع "حزب الله"، أكد أنه لن يشارك في عزل فريق لبناني.

في هذا الوقت، كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع، يشير من الديمان إلى عريضة نيابية طويلة تحضر من أجل إرسالها إلى المنظمة الدولية، وتطالب بتحقيق دولي في انفجار 4 آب، ودعا العنتريين إلى التخفيف من العنتريات.

البطريرك الراعي من جهته في عظة الأحد في الديمان، كرر رفض أي تسوية محتملة تحصل على حساب لبنان وتركيبته ورسالته.

في أي حال، لبنان المحتضن عربيا ودوليا من خلال توفير دعم لوجستي إغاثي جوي وبحري وبري، رأى من على أرضه ديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية الأميركية في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، أنها لحظة الحقيقة في لبنان. وأما ديفيد تشينكر فإن زيارته لبنان مرتقبة منتصف الأسبوع، علما أن أول اهتمامات هذا الديبلوماسي الأميركي هو الترسيم الحدودي البحري.

تفاصيل النشرة نبدأها من كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية، أكد خلالها أن لا تأخير في التحقيق في انفجار المرفأ، وانه لا يقف متفرجا" على الشعب.

ردا على سؤال: هل فكر بأن يستقيل بعد الذي حصل من انفجار في 4 آب، أجاب: ولنفرض أنني استقلت فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟.

بالنسبة إلى مسار اتفاق التطبيع والسلام بين دولة الامارات واسرائيل، لفت الرئيس عون إلى أن الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده.

هل لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع اسرائيل؟ أجاب: نحن لدينا مشكلات معها يتوجب حلها".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تحت غطاء دخان الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، يتسلل وباء كورونا ضاربا أطنابه في كل مدينة وقرية وحي وشارع. وليس أدل على هذا التوسع المتوحش، من ملامسة الحصيلة اليومية للإصابات الأربعمئة والوفيات حاجز المئة.

هذه الأرقام مرعبة من دون شك، وتستدعي دق ناقوس الخطر من جديد، والتشدد في اتخاذ الإجراءات الوقائية تفاديا للسيناريو الأسوأ إذا ما استمر حبل التفلت على غاربه. بعض هذه الإجراءات انطلق قطارها، ولا سيما لناحية البدء في عزل أحياء في عدد من المناطق.

أما قطار المسار القضائي للانفجار في المرفأ، فينطلق فعليا غدا مع مباشرة المحقق العدلي استجواباته، تأسيسا على الملف الذي تسلمه من النائب العام التمييزي، متضمنا ادعاءات على خمسة وعشرين متهما بينهم تسعة عشر موقوفا.

وبينما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، تتكشف يوميا معلومات مروعة عن حجم الانفجار الذي هز بيروت بل كل لبنان. في هذا الشأن، أدرجت وكالة "رويترز" في تقرير لها، الانفجار في المركز الرابع في سلسلة أكبر الانفجارات في العالم.

في السياسة، الاتصالات على الخط الحكومي "ماشية" في الكواليس، لكن لم تتبلور بعد الاتجاهات المتعلقة بالتوافق على الرئيس المكلف. بالانتظار شدد رئيس الجمهورية ميشال عون، على ضرورة التشكيل سريعا، رافضا التوجه نحو انتخابات نيابية مبكرة.

وقد خالفه الرأي في ذلك البطريرك الماروني، الذي نادى بمثل هذه الانتخابات، قائلا ألا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية. أما سمير جعجع فطالب من الديمان بتشكيل حكومة مستقلين بالفعل.

وبالنسبة لرئيس "التيار الوطني الحر" فإن المطلوب حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، والتسميات غير مهمة. وفي كلام النائب جبران باسيل أيضا، أنه مستعد لتحمل العقوبات الخارجية كثمن لعدم المس بمكون لبناني، لكنه قال: "وقت القصة بتكون داخلية، منخانق حزب الله لحد الفراق على مسألة بناء الدولة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إثنا عشر يوما مرت على انفجار مرفأ بيروت، ولكن الأوجاع المهولة في استمرار، ليس تلك التي خلفتها الكارثة المفجعة فحسب، بل ما ينجم عن تفنن البعض في تجييش الآلام فوق النعوش، وزرع الشقاق في النفوس، على مستوى الوطن، استثمارا للأحزان التي جمعت كل الطوائف دون استثناء تحت قبة التضحية.

ببساطة يتكشف هدف هؤلاء، حين تتكثف شروط محركيهم بعد سقوط مؤامرة إسقاط الدولة في لبنان، فلا يبقى إلا التحريض ووضع العراقيل أمام محاولة التحضير لمرحلة النهوض من الكارثة، والتشويش على مسار التحقيق المحلي الذي أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه لن يسقط أيا من الفرضيات.

أما الإصلاحات، فهي من أصل مهام الحكومة المقبلة، وكذلك السير بها فور التشكيل، وفق الرئيس عون. وبحسب النائب جبران باسيل، فإن مشاركة "التيار الوطني الحر" في الحكومة مشروطة بفاعلية وانتاجية وإصلاحية رئيسها وأعضائها وبرنامجها.

وعن الدور الأميركي في التشكيل، طرحت الأسئلة عما حمله ديفيد هيل في هذا الإطار إلى لبنان، تحت ظلال المساعدة والحضور إلى جانب اللبنانيين في كارثة المرفأ؟. وفي معلومات "المنار"، فإن المسؤول الأميركي أبلغ حلفاءه بما تريده واشنطن في هذا الملف، من اسم رئيس الحكومة إلى شكلها، وكيف يجب أن تكون طريقة التمثيل السياسي فيها.

مساعي الأميركيين لتعويد اللبنانيين على حضورهم بالأصالة في ملفاتهم، لا تنفصل عن مشهد عملياتهم في المنطقة، حيث تقود الأهواء الانتخابية لدونالد ترامب دولا عربية بالدور إلى تل أبيب، وما إعلان الامارات وكيان الاحتلال التطبيع بينهما إلا حلقة في سلسلة تصفية القضية الفلسطينية بأياد عربية،…هو المثال الحي للخيانة والغدر الذي يحتاجه بنيامين نتياهو للتغطية على فساده، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يطل عبر شاشة "المنار" عند الثامنة والنصف من مساء غد الاثنين مع اقتراب شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الحالة العونية ليست تفصيلا في هذا البلد. فهي، شأنها كشأن سائر الحالات الممثلة للشعب اللبناني، القديمة أو الحديثة العهد، أو تلك التي في طور النشوء، عبارة عن مجموعة كبيرة من الناس، تجمع بينهم جملة من المبادئ والتطلعات، ويفكرون بطريقة فيها تشابه إلى حد التطابق في الرؤية والأهداف.

أول ما عبرت الحالة العونية عن نفسها، كان في ساحات بعبدا، ثم في ساحات النضال الشبابي والطالبي، وصولا إلى الساحات البرلمانية والحكومية والرئاسية، الممهورة بتوقيع اللبنانيين في صناديق الاقتراع خلال ثلاث دورات متتالية، في الأعوام 2005 و2009 و2018.

منذ اللحظة الأولى لبدء تبلورها، لم تمض لحظة لم تكن فيها الحالة العونية عرضة للنار: نار الرصاص والقذائف بين عامي 1988 و1990، ونار التخوين وأعقاب البنادق بين سنتي 1990 و2005، ونار الاغتيال السياسي وتشويه الصورة من ال2005 إلى اليوم.

نار الرصاص والقذائف، كانت نتيجتها 13 تشرين الأول 1990،…و13 تشرين لم يشكل صفعة قوية للحالة العونية، بقدر ما كان ضربة كادت تقضي على الوطن. وإذا كانت نار التخوين وأعقاب البنادق، نالت من العونيين قبل غيرهم، ليتخطى عدد التوقيفات على مر السنوات الآلاف، إلا أن الثمن الغالي للوصاية دفعه كل اللبنانيين من دون تمييز. أما نار الاغتيال السياسي وتشوية الصورة، المستعرة باستمرار في حق رمز الحالة العونية رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر"، فليس المطلوب في مواجهتها اليوم أكثر من التزام مضمون عبارة واحدة قالها جبران باسيل: الحل الكبير آت وحتى نكون موجودين ليس مطلوبا منا الا الصمود.

"المهم نحنا نكون حاضرين وباقيين، بوجودنا وبدورنا"، قال باسيل، "وعملية الاستهداف يلي عم تطالنا هيي لإضعافنا وإيصالنا منهكين أو مغيبين عن الحل، بس نحنا يلي تحملنا 13 تشرين و7 آب و15 سنة نضال من خارج الحكم و15 سنة عذاب من داخل الحكم، مش اليوم منضعف ومنخاف".

كل الأبواق تهتف اليوم ضد جبران باسيل. تماما كما هتفت سابقا، ولا تزال إلى اليوم ضد ميشال عون. فهل نرد على الشتيمة بالشتيمة؟، ممكن. وهذا هو الحل الأسهل. ولكن، ماذا نستفيد؟، هل نتوقف عند تغريدة معتوهة من هنا، وتعليق مسعور من هناك، وتصريح سخيف ما بين الإثنين؟.

فلنفكر معا بطريقة أخرى: لو لم يصبهم كلام باسيل بالصميم، هل كانوا جميعا فاعوا كالأفاعي في لحظة؟، ولو كان أصلا كما يزعمون، أي لو كان جيران باسيل حقا فاسدا ومرتكبا ومذنبا كما يسوقون بلا دليل إلا الحقد، أما كانت النتيجة الطبيعية، أن يصادقوه ويحالفوه ويدافعوا عنه ويتملقوا له، تماما كما يفعلون مع جميع الفاسدين والمتورطين والراشين المعروفين بالاسم في كل البلاد؟.

وإذا قاطعت وسائلهم الإعلامية الرأي الآخر، هل نرد بغير الصمود على ما نحن عليه من حرية وصدق والتزام؟.

في النهاية، إذا صرنا مثلهم، لا معنى لوجودنا. فنحن مع ميشال عون لأنه ليس كالآخرين، وتياره لن يكون. أكاذيبكم ندوس عليها فنرتفع، وشتائمكم لا نخسر عليها لحظة من وقتنا، وقلة أخلاقكم لا تستحق منا حتى بصقة. استحلينا شخص واحد يناقش بالمضمون. كلو تهجم بالشخصي وتجريح بالناس، ربما للتغطية على فراغ. فراغ في بعض العقول، وفي مخططات البعض التي أفشلها الصمود قبل أيام. الحالة العونية ليست تفصيلا في هذا البلد. أما سائر الأخبار، ففي سياق الأخبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

نهاية الأسبوع مرت هادئة، لكنه قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة. فالأسبوع الطالع يحمل استحقاقا كبيرا للبنانيين يتعلق بالحكم البدائي الصادر عن المحكمة الدولية. ويتزامن الحكم المنتظر مع تحول لبنان قاعدة عسكرية، بكل ما في الكلمة من معنى. ففي مرفأ بيروت المنكوب أساطيل وجيوش وفرق تحقيق أجنبية، وفي مطار رفيق الحريري الدولي جسور جوية بشكل شبه دائم.

إنه مشهد ذكر كثيرين بما حصل في العام 1982 مع مجيء القوة المتعددة الجنسية إلى لبنان، وكانت مهمتها الأساسية الإشراف على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من الاراضي اللبنانية، ما فتح الواقع المحلي على أفق جديد، إذ أن لبنان ما بعد العام 1982 اختلف جذريا عما قبله. فهل نحن حاليا أمام تحول جذري في لبنان؟، وبأي اتجاه؟، وهل كل هذه القوى التي جاءت لبنان تحت ستار إنساني ستبقى مهمتها محددة بالإطار الإنساني البحت، أم أنها ستتحول قوة بمهمات ووظائف اخرى؟.

الإجابة متروكة للأسابيع المقبلة، علما أن كل المؤشرات تنبىء أن لبنان ما بعد الرابع من آب لن يعود كما قبله، وهو أمر يتزامن مع تغيرات تحصل على صعيد الإقليم والمنطقة.

غياب الحركة السياسية في نهاية الأسبوع لم يحجب المواقف السياسية البارزة. فرئيس الجمهورية ميشال عون، سئل في مقابلة أجراها مع تلفزيون فرنسي عما إذا كان يمكن لبنان ان يحذو حذو الامارات وتوقيع اتفاق مع إسرائيل، فأجاب: ca depend، وهو جواب ملتبس ويحتمل أكثر من تفسير.

الموقف المذكور لا يلتقي البتة مع موقف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي أكد في مؤتمر صحافي أنه يقف مع "حزب الله" ولو كان الثمن عقوبات تفرض عليه، ما يعني أنه في خط المقاومة في محاربة إسرئيل. فأي موقف من الموقفين نصدق؟، وهل يمكن الحديث هنا عن تناقض أم عن توزيع أدوار؟.

التناقض بين عون وباسيل قابله تناقض مماثل بين باسيل والبطريرك الراعي. ففي حين طالب البطريرك الراعي بإجراء انتخابات نيابية مبكرة من دون التلهي بسن قانون انتخابي جديد، فإن باسيل دعا إلى مجلس نواب بقانون جديد نسبي ويرتكز على دوائر أكبر، معتبرا أن الانتخابات بمثل هذا القانون ممكنة بعد سنة. وهو طرح غير واقعي، لأن فتح ملف قانون الانتخابات يعني فتح مشكلة جديدة قد يستغرق حلها سنوات طويلة.

صحيا، فيروس كورونا يواصل تمدده، وهو تخطى اليوم عتبة ال 400 إصابة، وعدد الإصابات مرشح مبدئيا للتصاعد في الأيام المقبلة. الواقع المذكور دفع وزارة الصحة، كما علمت ال "ام تي في"، إلى اتخاذ سلسلة قرارات قاسية للمواجهة، ستعلن عنها في الساعات المقبلة. وهي تدابير تبدأ بعزل أقضية أو محافظات معينة ومحددة، وصولا ربما إلى إعادة عزل البلد بأكمله. في الوقت عينه، فإن وزارة الصحة أوصت على مستشفى ميداني تحسبا للسيناريوالأسوأ. فهل نكون على قدر المسؤولية في المرحلة المقبلة، أم أن استلشاقنا ولا مبالاتنا سيؤديان بنا حكما إلى السيناريو الأسوأ والأسود؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

جاؤوا جميعهم، غادروا جميعهم، واللبناني متروك لقدره. آخر المغادرين وكيل وزارة الخارجية الأميركي دايفيد هيل، بالتوازي مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة الجيوش الفرنسية لورانس بارلي.

دايفيد هيل غادر، في انتظار مجيئ ديفيد شينكر آخر الشهر، وكان كلامه صارما لاسيما في الكلمة المكتوبة التي تلاها بعد لقائه البطريرك الماروني، فهل الجواب الذي ينتظره، سواء بالنسبة إلى الحكومة أو إلى ترسيم الحدود، يعطى لزميله ديفيد شينكر أواخر هذا الشهر؟.

بالتزامن مع وصول شينكر، سيكون في بيروت أواخر الشهر أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي بدوره ينتظر موقف السلطة السياسية في ما يتعلق بالحكومة الجديدة.

وفيما غادر الجميع، بدأ السياسيون اللبنانيون والمراجع، مرحلة مراجعة:

رئيس "التيار الوطني الحر"، الذي استثناه ديفيد هيل من لقاءاته، كأنه يستشعر خطوة عقوبات أميركية عليه، استبق هذه الخطوة الفرضية ليسلم بها ويقول "يلوحون لنا بفرض عقوبات، أنا شخصيا من دون تردد مستعد لأتحمل الثمن". في موضوع الحكومة، أبدى باسيل زهدا بالمشاركة فيها من خلال قوله: "ما حدا يتحجج فينا ليؤخر التشكيل، موقفنا واضح: أنا شخصيا من زمان بطلت معني بالوزارة وما عرفت كيف تحررت من عبئها الشخصي عليي".

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضع حدا للمطالبين باستقالته، فجزم أنه ليس في وارد التفكير بمغادرة السلطة، لأن ذلك يحدث فراغا في الحكم.

في المقابل، وفيما وضع البعض ولاسيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطلب تقصير ولاية المجلس النيابي، في خانة المؤامرة، كان لافتا الموقف المتقدم للبطريرك الماروني بالمطالبة بالإسراع إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة، كما يريدها الشعب، الذي هو مصدر السلطات ويحتاجها واقع لبنان اليوم، فالشعب يريد حكومة تنقض ولا تكمل.

تحدث كل هذه التطورات السياسية، في وقت سيكون الأسبوع الطالع من الأسابيع المفصلية لجهة تطوراته المرتقبة: فبعد غد الثلاثاء، تلفظ المحكمة الدولية حكمها في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والجميع في حال انتظار ثقيل لما سيكون عليه رد فعل الرئيس سعد الحريري الذي توجه إلى لاهاي، كذلك رد فعل الشارع، وليس سرا أن مسار التسمية لرئاسة الحكومة وعملية التشكيل ستتأثر بشكل أو بآخر بطبيعة ردات الفعل.

الملف الثاني هو ملف التحقيق في انفجار المرفأ، ويفترض أن يستمع المحقق العدلي القاضي فادي صوان تباعا إلى وزرء الأشغال المتعاقبين منذ دخول باخرة نيترات الأمونيوم مرفأ بيروت.

على مستوى المناطق المنكوبة، يخشى أن تبرد الهمة الدولية في تقديم المساعدات، في وقت تقف السلطات اللبنانية عاجزة، والمنكوبون على أحر من الجمر لمعرفة كيفية المساعدات، إذا توافرت، وآلية توزيعها.

الدول منهمكة بملفاتها واستحقاقاتها: من ملف الانتخابات الأميركية إلى ملف النزاع الفرنسي- التركي حول ليبيا، إلى ملف التطورات المتسارعة في تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وأحدث الخطوات اليوم أن مزودي خدمات الاتصالات في الإمارات رفعوا حظر الاتصالات الواردة من أرقام تحمل رمز الهاتف الدولي لإسرائيل. في وقت توقع وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الأحد، أن تحذو البحرين وسلطنة عمان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما لمح إلى اتفاقات سلام مع دول أخرى في أفريقيا وعلى رأسها السودان.

تحدث كل هذه التطورات فيما لبنان يفتش في لغز العنبر رقم 12، وفي تحول مناطق بكاملها إلى مناطق منكوبة، تتكاثر فيها الأسئلة الإنسانية والسياسية، وتقل فيها الأجوبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ما بين مدينة أفلاطون الفاضلة وجمهورية الفارابي الأكثر تفضيلا، ظهر جبران باسيل ضمن سلسلة "لا.. ما غلطنا". وبفرق دقائق عن الظهور الإشعاعي لرئيس "التيار"، كان رئيس الجمهورية ميشال عون يدون توقيعه على سلسلة "لم أعلم" المشتقة من عنابر بيروت.

وفي مقابلته الفرنسية، رأى رئيس الجمهورية أن كل الفرضيات حيال الانفجار لا تزال قائمة، وأن الجميع كانوا على علم بوجود مواد النيرات في المرفأ، محملا إياهم المسؤولية، لكنه لم يحمل شخصه المسؤولية، كرئيس للبلاد أولا، ومترئس لمجلس الدفاع الأعلى ثانيا، وكمضيف يفتح أبواب قصر بعبدا يوميا لمدير عام الجمارك بدري ضاهر ثالثا.

ذكر عون مسوؤلي المرفأ وحيد مسؤولي الجمارك. وبدا أن كل هاجسه هو بدري المقيد "بكلبشة"، والظاهرة معالمه على جدران القصر غيابيا. وبتأكيده أنه حول التقارير التي وصلته في العشرين من تموز، لم يبادر رئيس الجمهورية بعد هذا التاريخ إلى السؤال عن قنبلة موقوته أحالها إلى روتين الإدارات العفنة. ولم يسأل عما إذا كانت ستنفجر وتدمر بيروت.

وكان عون ضنينا على الفراغ الرئاسي من بعده إذا استقال. ولم يخبر المذيعة الفرنسية أن هذا الفراغ إنما تسبب به شخصيا، عندما رهنت الرئاسة سنتين ونصف السنة في انتظار وصوله إليها.

أقل من نصف ساعة من وقت الرئيس، رفع فيها المسؤوليات داخليا، لكنه تمسك بأدبيات دبلوماسية خارجيا، وبالسلام المشروط بثابتة استرجاع الأرض من إسرائيل. أما ساعة باسيل فقد تعطلت داخليا وتمايزت إقليميا ودوليا، إذ قدم مطالعة دقيقة "ولم يغلط" في ملفات النزوح السوري والموقف من إسرائيل ومفهوم السلام ومسألة الإرهاب، بما فيها من تهديم للكيان اللبناني والنظرة إلى المحكمة الدولية والتعاطي مع الشرق والغرب، قائلا: "الحرية ما بيحبوها في الخارج، بدهن زلم ونحنا مش زلم لحدا"، فمصالح الخارج الكبير لا تكفيها الصداقات، وهي بحاجة إلى شيء مطواع يغلب المصالح الخارجية على المصلحة الوطنية، "وساعتها بتصير الصداقة شي بيشبه العمالة".

وكشف أن المطلوب منا اليوم المشاركة في الحصار الخارجي والداخلي على "حزب الله"، وعزل مكون لبناني "ما بنمشي فيه حتى لو كلفنا غالي". وأضاف: يلوحون بفرض عقوبات "وأنا شخصيا مستعد إتحمل الثمن"، وعندما تكون القصة داخلية "منتخانق مع حزب الله لحد الفراق على مسألة بناء الدولة"، أما في الخارج فلا أحد يراهن على أن نكون عملاء.

استراتيجية باسيل الدفاعية، أحكم فيها السيطرة على ترسيم المواقف الوطنية. لكن باسيل زرع عبوات ناسفة في الملفات المحلية التي تشارك فيها السلطة خمسة عشر عاما. وجبران كما العم "بي الشعب"، مسؤولان عن بلد لا يعرفان عنه قنبلة موقوتة، يتدخلان ولا يتدخلان، وهما مع المحاسبة إلا تجاه بدري.

الإهمال معروف وموثق ويتطلب تحقيقات سريعة بالنسبة إلى رئيس "التيار"، لكن "التيار" نفسه عطل تعيين محقق عدلي عبر وزيرة العدل لأسبوع، اسم يطرح وآخر يطير، الكل يجب أن يكون تحت سقف التحقيق، لكن باسيل يفرق بين "يلي اكتشف ونبه وراسل ويلي عارف وسكت وأهمل"، كما قال. ما يعني أن جبران يقدم تمييزا حيال المتهمين، مرفقا بعبارة "نحن لا نحمي أحدا" ولا نتدخل.

تدخلتم وأشرفتم، وقبلها عطلتم تشكيلات قضائية لا تزال حتى هذه الساعة في أدراج الرئيس تحيطها فلسفة سليم جريصاتي. تدخلتم ولم تقصروا في الإعلام، كما ادعى رئيس "التيار"، لا بل إن نواب تكتل "لبنان القوي" ينتشرون يوميا على الشاشات "حبة ظهرا حبة مساء". قصرتم في كل الملفات إلا الإعلام، "غلطتوا" بكل شيء إلا الإعلام الذي أصبح اليوم بالنسبة إليكم إعلاما مأجورا يستهدفكم، فإذا كانت خلافاتكم مع "القوات" قد بلغت مراحل اللاعودة، لا تحملوا المؤسسات الإعلامية وزر فشلكما معا، إذ أن الإعلام ينقل وجع الناس ومعاناتها وغضبها، وهذه هي المساحة الوحيدة التي بقيت للبنانيين بعدما سقطت مؤسسات الدولة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“حزب الله” يريد حكومة تحميه من غضب الداخل وضغط الخارج

اتهام عون بمخالفة الدستور لتأخيره الاستشارات النيابية الملزمة للاتفاق على التشكيل الوزاري الجديد

بيروت – “السياسة” /الأحد 16 آب 2020

تسود الضبابية المشاورات التي بدأت لجس نبض الأطراف السياسية في ما يتصل بتأليف الحكومة، في وقت أبلغت مصادر موثوقة “السياسة” أنّ “رئيس الجمهورية ميشال عون، لن يبادر إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، قبل الاتفاق على شكل الحكومة التي ستشكل، وعلى الشخصية التي ستحظى بتأييد الغالبية النيابية لتشكيل الحكومة العتيدة”، وهو أمر رفضته أوساط سياسية معارضة، واعتبرته “مخالفاً للدستور، وهي المرة الثانية التي تحصل في هذا العهد، داعية الرئيس عون إلى الالتزام بالدستور وتحديد موعد الاستشارات الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة” .

وبعد كلام الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله الذي تمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية، أكدت أوساط نيابية معارضة ل”السياسة”، أنّ “ما طالب به نصرالله هدفه تأمين الغطاء السياسي وحمايته من ضغوطات الداخل والخارج، من خلال هكذا حكومة، لكل ما يمكن أن يقوم به “حزب الله” المحاصر والذي بات في وضع لا يحسد عليه، ولهذا يفسر رفضه لتأليف حكومة حيادية، لأنه يرفض أن يكون خارج المعادلة الحكومية، وهذا ليس في مصلحته، وبالتالي فإنه سيجد نفسه مطوقاً، خاصة بعد حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه” .

وفي المقابل، فإن رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، وكما أبلغت مصادره “السياسة”، “لن يقبل بترؤس حكومة وحدة وطنية مهما اشتدت الضغوطات عليه، وسيبقى مصراً على موقفه بضرورة تشكيل حكومة مستقلين حياديين، يكون على رأس أولوياتها إنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار”، مشددة على أن “الخطوط مقطوعة مع العهد الذي يتحمل مسؤولية أساسية في وصول الوضع إلى ما وصل إليه” . وأكد الرئيس اللبناني، أنه “ليس هناك من تأخير في التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت، ولكننا بحاجة إلى الوقت لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة، وكل الفرضيات لا تزال قائمة، ولا يمكن التهاون بأي منها”.

وقال في مقابلة مع محطة “BFMTV” الفرنسية: “أنا ابن هذا الشعب وأشاركه الغضب والألم، ولست متفرجا عليه”.

وشدَّد على أن “التحقيق المالي الجنائي الذي أقرته الحكومة المستقيلة، سيحدد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين والتي كانت منطلقا للفساد”، لافتاً إلى أن “ما أريده من الحكومة الجديدة أن تباشر أولا بالإصلاحات، وأن نلمس النتائج السريعة لذلك، لأننا تأخرنا كثيرا”.

ولفت عون إلى أن “زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت كانت موضع تقدير من جميع اللبنانيين”. إلى ذلك، اعتبر النائب المستقيل مروان حمادة، أن “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بطريقة أو بأخرى سلم البلاد للمحور الإيراني”، مشيراً إلى أن “بانتخاب عون كنا ننتخب عهدًا وننتخب صهراً وننتخب تاريخ حروب عبثية وخيانة لما جهدنا من أجل عودة العماد ميشال عون وذلك بسبب تسليمه البلد لمحور معين معزول ومحارب من دول العالم وماسك لبنان ليدخل بحرب في سورية”.

ولفت الى أن “نصر الله لديه حزب كبير ونفوذ واسع ولكن النفوذ الاكبر يمارس بالحفاظ على الدولة المؤتمن عليها فلماذا المشاركة بحروب في سورية؟”.

من جانبه، قال الوزير السابق أشرف ريفي، “إن عون عرف بوجود الأمونيوم ولم يتصرف بسرعة كمسؤول، ودياب كذلك، ومن غطى استعمال حزب الله للمرفأ مسؤول”، مشيراً إلى أن “الفاجعة كبيرة والمسؤولية الأساسية تكمن في المواقع العليا”. وأكد أن “اللبنانيين لن يقبلوا بكبش فداء”، مطالباً بـ “محاكمة كل المسؤولين عن هذه الجريمة الإنسانية، وعلى رأسهم عون ودياب”. وعلى صعيد آخر، تفاعلت الصحافة الإسرائيلية، مع مقابلة الرئيس ميشال عون مع محطة “BFMTV”، الفرنسية، ومنها صحيفة “جيروزاليم بوست” التي نشرت مقالا بعنوان “الرئيس اللبناني لا يستبعد إمكانية السلام مع إسرائيل”. واقتطفت رد الرئيس اللبناني ميشال عون على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل، قال عون “لدينا مشاكل مع إسرائيل ، وعلينا حلها أولا”. وقالت إن “الرئيس عون أعرب عن استعداده للنظر في إجراء محادثات سلام مع إسرائيل، بعد أيام فقط من توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاق تطبيع تاريخي مع إسرائيل”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل ، قال عون “هذا يعتمد على مشاكلنا مع اسرائيل وعلينا حلها اولا”، حيث أنه لم يحدد عون المشاكل التي يجب حلها”.

 

النهار: دلالات استثنائية لمواقف الراعي وهيل تتجاوز الحكومة

النهار/الأحد 16 آب 2020

تجاوزت الدلالات والرسائل المهمة التي أنهت ثلاثة أيام من زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل لبيروت موضوع تشكيل الحكومة الجديدة التي على الأولوية التي تكتسبها بدت ادنى مرتبة من المواقف الاستراتيجية الأبعد منها التي أطلقها هيل. فإلى الإدانة الشاملة والحادة التي أطلقها هيل للمسؤولين اللبنانيين مقرونة بإدانة الفشل الكبير في التزام الإصلاحات، اكتسب كلامه من قلب مكان الانفجار المزلزل في مرفأ_بيروت، قبل ظهر أمس، حول الحدود أهمية قصوى، إذ انطوى ضمناً على ربط شبه مباشر بين واقع فلتان الحدود اللبنانية ومجمل الوضع الأمني. وقال هيل للمرة الأولى: "لن نسمح بعودة الفوضى على حدود لبنان البرية والبحرية ولا يمكن العودة إلى زمن كان يحدث فيه أي شيء على حدود لبنان ومرافئه". وفي ختام زيارته لبيروت، وجّه هيل مساء أمس كلمة مصوّرة إلى "شعب لبنان" أكد فيها أنّه "منذ السادس من شهر آب الجاري، عملت أميركا، على مساعدة الشعب اللبناني بشكل يوميّ من خلال توفير ما قيمته 18 مليون دولار من المواد الغذائية والأدوية التي تشتدّ الحاجة إليها وإلى غيرها من مواد الإغاثة الأساسية. إضافة إلى ذلك، نحن على استعداد للعمل مع الكونغرس للتعهّد بما يصل إلى 30 مليون دولار من الأموال الإضافية لتمكين تدفق الحبوب عبر مرفأ بيروت على أساس أن يكون عاجلاً وموقّتاً. هذه المساعدة ستلبي فقط الاحتياجات الإنسانية الفورية الناجمة عن الانفجار وسوف تكون تحت الإدارة المباشرة لبرنامج الغذاء العالمي عبر المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص".

وقال: "عقب هذه المأساة، نتوقّع، مثل آخرين كثر، إجراء تحقيق موثوق وشفاف حول الظروف التي أدّت إلى الانفجار. وسيكون مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قريباً هنا للمساعدة. هذا الحدث المأساوي كان، بطريقة أو بأخرى، من أعراض أمراض في لبنان هي أعمق بكثير، وهي أمراض استمرت لفترة طويلة جدّاً، وكل من في السلطة تقريبًا يتحمّل قدراً من المسؤولية عنها. أنا أتحدث عن عقود من سوء الإدارة، والفساد، والفشل المتكرّر للقادة اللبنانيين في إجراء إصلاحات مستدامة وذات معنى"، مضيفاً: "خلال زيارتي الاخيرة في كانون الأول الماضي، عبّرت للمسؤولين اللبنانيين المنتخبين عن الحاجة الملحّة أن يضعوا جانباً الهموم الحزبية والمكاسب الشخصية، ويضعوا مصلحة البلد أولاً. واليوم نرى تأثيرات فشلهم في تحمل تلك المسؤولية". وتابع هيل: "على مدى الساعات الأربعة والعشرين الماضية، استمعت إلى عدد من وجهات النظر للقادة المنتخبين، إضافة إلى المجتمع المدني والشباب ورجال الدين. إنّ الطلب الأكثر شيوعاً للتغيير الحقيقي لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً. هذه لحظة الحقيقة للبنان. أميركا تدعو القادة السياسيين في لبنان إلى الاستجابة لمطالب الشعب المزمنة والشرعية، ووضع خطة موثوقة ومقبولة من جانب الشعب اللبناني للحكم الرشيد، والإصلاح الاقتصادي والمالي السليم، ووضع حدّ للفساد المستشري الذي خنق طاقة لبنان الهائلة. لقد كانت أميركا صديقة للبنان لأكثر من قرنين. ولكن كما طالب العشرات من النشطاء والمتطوّعين الشباب الذين قابلتهم بصراحة: لا يجب أن يكون هناك إنقاذ (مالي) للبنان. أميركا وشركائها الدوليين سوف يستجيبون للإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستدام، عندما يرون القادة اللبنانيين ملتزمين بتغيير حقيقي، بتغيير قولاً وفعلاً. ولكننا لا نستطيع، ولن نحاول، إملاء أي نتيجة. هذه لحظة للبنان لتحديد رؤية لبنانية -لا أجنبية - للبنان. أي نوع من لبنان لديكم وأي نوع من لبنان تريدون؟ فقط اللبنانيون هم من يستطيعون الإجابة على هذا السؤال".

والتقى هيل أمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لمدة ساعة. وأعلن مكتب جعجع أنّه اعتبر أنّ الحل الفعلي للخروج من الأوضاع المتردية يبقى في تقصير ولاية مجلس النواب الحالي وإجراء انتخابات مبكرة وفق قانون الانتخاب الحالي. كما التقى هيل قائد الجيش العماد جوزف عون. والتقى هيل رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ووفد حزبي. ثم زار هيل مساء النائب المستقيل ميشال معوض الذي أقام عشاء على شرفه. وسط المناخ السياسي الغامض والذي يزداد لبّداً، ووسط استبعاد بلورة الاتجاهات المتعلقة بالتوافق على رئيس الحكومة المكلّف، برزت المواقف المهمة والتي تكتسب دلالات ميثاقية ووطنية عميقة التي يتخذها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والتي كان أبرزها وآخرها أمس في عظته في الديمان لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء. فقد أعلن البطريرك الراعي أنّ "البطريركية تطالب بأن يكون كل حل سياسي منسجماً مع ثوابت لبنان ومع تطلعات اللبنانيين ونهائية الوطن وهويته اللبنانية وانتمائه العربي وميثاقه الوطني". وإذ شدّد على احترام الشراكة المسيحية الإسلامية، حذّر من "ابتداع طروحات من نوع المثالثة"، كما حذّر من أي انقلاب على أي من الثوابت، وقال إنّ "أي حل لا يتضمن الحياد الناشط واللامركزية الموسعة والتشريع المدني ليس حلّاً بل مشروع ازمة اعمق وأقسى وأخطر".

 

“حزب الله” يواجه أصعب التحديات بعد انفجار بيروت المدمّر

ترجمة "صوت بيروت انترناشونال"/16 آب/2020

تواجه حركة حزب الله القوية في لبنان أكبر تحدّ حتى الآن لنفوذها الهائل، حيث أنّ الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء بيروت في وقت سابق من هذا الشهر يضع نفوذ هذه المجموعة المتفشي في البلاد تحت المجهر. حتى الآن لا يوجد دليل على أنّ حزب الله كان له أي ارتباط بنترات الأمونيوم المخزنة في الميناء أو بالنار التي أشعلت فيه، مما أدى إلى انفجار ذهب ضحيته 177 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 000 6 شخصاً، وتدمير مساحة كبيرة من المدينة. ولكنّ حزب الله، بوصفه أقوى قوة سياسية وعسكرية في لبنان، هو الآن في محطّ الغضب الذي يوجّه ضد الطبقة الحاكمة في البلاد. وقد علّق المتظاهرون المحتجون ضد الفساد والإهمال دمية لزعيم حزب الله حسن نصر الله في ساحة الشهداء وسط ببيروت وشنقوها، وهي المرة الأولى التي يقوم بها الشعب بتهجّم علني كبير على هذا النحو. وقد كُتب اسمه واسم الحزب على اللافتات وأًدرجوا في الهتافات، جنباً إلى جنب مع الشخصيات الأخرى المسؤولة عن الفساد وسوء الإدارة الكبيرين اللذين أفلسا الاقتصاد ودفعا مئات الآلاف إلى الفقر، حتى قبل الانفجار الكبير. وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، “إنّ حزب الله الآن في الزاوية فيما يشتدّ الخناق من حوله”. “إنها معضلة. هم لا يعرفون ماذا يفعلون بينما يعرفون أن المزاج في لبنان لا يدعمهم فعلياً.”

تحذيرات حزب الله

وفي خطاب ألقاه يوم الجمعة، تناول نصر الله ما أسماه “الكلمات المؤذية والممارسات المؤذية” ووجه تهديدات مستترة ضد منتقديه. وسأل أنصاره عما إذا كانوا غاضبين، ثم قال لهم: “تمسكوا بهذا الغضب”. وسنحتاج إلى ذلك الغضب يوماً ما، لننتهي مرة واحدة وإلى الأبد من محاولات جر البلد إلى الحرب الأهلية.”ولم تقتصر الانتقادات العارمة والعلنية على الدور الذي تقوم به الجماعة من الطوائف المسيحية والإسلامية السنية فحسب. بل إن الإيمان بمعصومية حزب الله بدأ يتلاشى أيضاً بين بعض الشيعة، الذين ظلوا يعتبرون الحزب بمثابة الحامي من كل من إسرائيل والدولة اللبنانية التي تمارس التمييز ضدهم تاريخياً، وفقاً لسكان المنطقة التي يسيطر عليها حزب الله. وقالت نينا، “أنا أم تتألم بسببهم”، وهي شيعية تعيش في بلدة النبطية الجنوبية، فيما تصف الصعوبات التي تواجهها في إطعام عائلتها ورعايتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. وقالت إنها، شأنها شأن معظم الذين أجريت معهم مقابلات، تتكلم بشرط ألا تنشر أسمائهم الكاملة خوفاً من العواقب. وقالت” إن غسل أدمغتنا بالكلام عن المقاومة لن يطعمنا أو يؤمن مستقبل أطفالنا”. “هم سبب كل شيء نمرّ به حالياً في بلادنا.”وفقاً لمؤيد قوي سابق للحزب الذي يعيش في الضواحي الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت ولا يزال له صلات وثيقة بها، لقد أثار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في البلد مستوى غير مسبوق من السخط بين الشيعة اللبنانيين. “حتى قبل الانفجار، كان ثلثا الناس غاضبين”. وقال الرجل إنهم جائعون ولا يملكون المال لتناول الطعام أو شراء الأدوية. “لا أحد يستطيع أن يشتكي”. وأضاف قائلاً: “إنهم يحكمون بالحديد والنار”. ويقول المحللون والدبلوماسيون، أنّ حزب الله قد يكافح الآن للحفاظ على النفوذ الذي جمعه منذ تأسيسه في الثمانينات كميليشيا حرب مكرسة لإزالة القوات الإسرائيلية ونفوذ الولايات المتحدة من لبنان. ومنذ ذلك الحين، قامت الجماعة المسلحة التي تدعمها إيران ببناء ما يشبه دولة موازية قوية بجيشها الخاص وترسانتها المستقلة. وكثيراً ما يتفاخر نصر الله بأن حزب الله وسع نفوذه ليشمل اليمن والعراق وسوريا، حيث لعب مقاتلوه دوراً أساسياً في ضمان بقاء الرئيس بشار الأسد.

في الوقت عينه، ضخّ حزب الله نفسه في التيار الرئيسي للسياسة اللبنانية إلى حد أنه سيطر على الرئاسة والبرلمان والحكومة المؤقتة — التي اضطرت إلى الاستقالة في الأسبوع الماضي وسط الغضب العام. ولا يزال حزب الله يحظى بولاء عدد كبير من الشيعة، كونهم مدعومين جزئياً بشبكاته الواسعة التي ترعاهم، وتوفر لهم الخدمات الاجتماعية التي تتجاوز تلك التي تقدّمها حكومة البلاد. ىويواصل “حزب الله” ” تمويل هذه الشبكات ويدفع لمقاتليه بالدولار، وهي سلعة نادرة في لبنان هذه الأيام، بحسب سعيد طليس، وهو ناشط شيعي وصحفي من وادي البقاع، الذي يقول إنه تلقى تهديدات بالقتل لانتقاده الصريح للجماعة.

ويقول: “مع ذلك، بدأ يظهر بشكل متزايد” صدع طبقي ” بين أولئك الذين يحصلون على رواتب بالدولار من حزب الله والشيعة العاديين الذين انهارت أرباحهم من الليرات اللبنانية بسبب انهيار قيمة العملة المحلية. وتابع قائلاً: “هناك ارتفاع ملحوظ في النقد الموجه إلى الحزب”. “ويقول الناس إن حزب الله شريك في عملية الفساد وحامي أيضا لأولئك الفاسدين.”

“معظم الشيعة يواصلون دعم حزب الله “ليس لأنهم خائفون، ولكن لأنهم ما زالوا يثقون بهم لحل هذه الأزمة،”: قال مؤيد سابق آخر، علي، الطالب الذي يعيش في الضاحية الجنوبية. وقال أنّ حتى أكثر الموالين شراسة وجد صعوبة في قبول إصرار نصر الله في خطاب سابق على أنّ حزب الله لم يكن له وجود في الميناء. ويحتفظ حزب الله وغيره من الفصائل بشبكاته التجارية الخاصة التي تستخدم مرافق الموانئ. “بصراحة، أنا لا أعرف إلى أي مدى يعتقدون أننا أغبياء،” قال: “إنّ الناس الذين يدعمون حزب الله قد تغير سلوكهم تجاه الحزب” بعد الانفجار

 

آخر مستجدات التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت الذي هزّ العاصمة اللبنانية

صوت بيروت انترناشونال"/16 آب/2020

بعد مرور أكثر من عشرة أيام على إنفجار بيروت، لاتزال العاصمة اللبنانية تلملم جراحها، لا شيء بقي كما هو، إنقلبت حياة اللبنانيين رأساً على عقب، أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى، فيما لا يزال العشرات تحت الأنقاض. رحلة البحث عن الحقيقة لا تزال مستمرة، تتعدد الروايات وتختلف التحليلات، الا ان حقيقة واحدة تتردد على لسان اللبنانيين، الدولة اللبنانية قتلتنا ونحن في بيوتنا، في البداية تسرعوا وقالوا مفرقعات نارية، ورجح البعض فرضية اعتداء اسرائيلي، الا أن الثابتة الوحيدة التي توصل اليها المسؤولون بأن أكثر من 2750 طناً من نيترات الأمونيوم انفجرت داخل العنبر رقم 12، بعض القوى السياسية رفضت الاستعانة بتحقيق دولي، وبدأ القضاء اللبناني الاستماع إلى مسؤولين وعدد من الوزراء السابقين والحاليين الذي يقع مرفأ بيروت ضمن مسؤولياتهم لاستجوابهم، فيما سينضم فريق من محققي الـ FBI إلى المحققين اللبنانيين والأجانب العاملين في موقع الإنفجار في مرفأ بيروت.

وكالة رويترز كشفت عن وثائق يحذر فيها مسؤولون أمنيون لبنانيون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب من وجود خطر حقيقي بتخزين 2750 طناً من مادة الامونيوم في مرفأ بيروت قبل أسبوعين من التفجير، ما يمثل خطراً أمنياً ربما يدمّر العاصمة اذا انفجرت تلك المواد. آخر المعلومات تشير إلى أن الشحنة كانت مخصصة لصناعة متفجرات تمت مصادرتها وهي في طريقها من جورجيا الى الموزمبيق منذ سبع سنوات، وهي معلومات صحفية اشارت الى أن قبطان الباخرة يقول أن شاري الشحنة تبين انه شخصية وهمية، حتى الساعة لم تحدد هوية اي مسؤول ولم تتم الاجابة عن السؤال الجوهري، لماذا تتواجد هذه الكميات في مرفأ بيروت؟ ولماذا بقيت سبع سنوات؟ ولماذا لم يتصرف الجيش اللبناني ويجد حلاً لمشكلة نيترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ بيروت؟ وهل هو حادث عرضي أم اعتداء اسرائيلي؟

اصابع الإتهام توجهت إلى “حزب الله” كون أمينه العام حسن نصر الله هدد سابقاً باستهداف إسرائيل بذات الطريقه عبر تفجير مخزون النيترات في ميناء حيفا، ونصر الله أكد ألا رواية لديه عن انفجار المرفأ، مؤكداً أنه في حال اثبت التحقيق اللبناني أن اسرائيل لها علاقة بالانفجار فإن الحزب لن يسكت.

وأمام هذا الواقع متى ستكشف الحقيقة؟ وهل سيحاسب المسؤولون؟ وماذا إذا أكد التحقيق أن لحزب الله علاقة بالانفجار فهل يحق للبنانيين الا يسكتوا ايضا؟

 

لبنان أمام لحظة فارقة مع إقتراب النطق بالحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري

صوت بيروت انترناشونال"/16 آب/2020

بعد مرور 15 عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في الثامن عشر من آب الجاري حكمها في القضية، بعد ارجائه اثر ما حدث في لبنان من انفجار ضخم في المرفأ راح ضحيته أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى.

كانت الشبهات تتمحور في السنوات الثلاث الاولى حول اجهزة المخابرات السورية واللبنانية بعدما تم توقيف اربعة من كبار الضباط اللبنانيين في عام 2005، لكن الاتجاه تغير عام 2009 عندما وجهت المحكمة اتهامها الى اربعة عناصر من “حزب الله” بتدبير الاغتيال وتنفيذه، وهم سليم عياش، اسد صبرا، حسين عنيسه وحسن مرعي. “لبنان الغارق بازماته يتجه الى المجهول، لكن قضية العدالة هي بحد ذاتها من مقومات اعادة النهوض في لبنان” بحسب ما قاله الصحافي احمد عياش، الذي شرح” بمعنى الذين ارتكبوا هذه الجريمة ما زالوا على مسرح الاحداث، يمسكون بزمام الامر في لبنان، وان تأتي هذه القضية هي في بداية مسار لاستعادة الواقع الطبيعي في لبنان… لبنان الجريمة لا تفلت من العقاب، المجرمون يجب ان يكونوا خلف القضبان، وليس على مسرح الاحداث يديرون الاوضاع، وكل هذه التركيبة القائمة في لبنان هي نتاج لان العقاب لم يتحقق في البلد”. من جانبه اعتبر الصحافي طوني بولس انه “اذا لم تتجاوب الحكومة اللبنانية مع هذا القرار فهي تأخذنا الى المجهول، وباتجاه الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وتعرض لبنان الى العقوبات، لذلك من الافضل ان يتم تسليم القتلة وان تتعاون الدولة اللبنانية مع المحكمة”، واضاف” ردة فعل حزب الله معروفة، اذ سيحاول انكار هذا الموضوع، واعتبار المحكمة مسيسة والهدف منها اتهامه، وهذه البروباغندا التي سيعمل عليها، وقد بدأ بها، حيث اعلن مراراً وتكراراً انه لا يعترف بهذه المحكمة، وبالتالي هذا الحديث سيشنج الوضع اكثر، وسيأخذ الشارع الى التشنج اكثر، لان من حق الشعب اللبناني ان يرى القتلة أمام المحاكم وفي السجون، ولا يجوز بعد اليوم ان نرى القتلة يسرحون ويمرحون واولياء الدم يتفرجون وينتظرون مصيرهم”. اما اراء المواطنين في الشارع فكانت على النحو التالي، منهم من اعتبر انه “عندما يكون هناك عدالة كل شخص يأخذ حقه وينتهي الارهاب والاجرام، فالعدالة ردع للمجرمين وليعيش المواطنون بأمان” ومنهم من قال “الله يرحم الشهيد ويكون مثواه الجنة، فهو خسارة كبيرة للبنان ولو كان على قيد الحياة لما وصلنا الى هذه المرحلة”. امام هذه التحليلات يبقى السؤال الاهم يتمثل فيما بعد النطق بالحكم، ما هو تصرف لبنان على ضوئه؟ خاصة لناحية التعاطي مع المتهمين في حال ادانتهم.

 

دعوة من الاغتراب لحكومة حيادية مستقلة وانتخاباتٍ مُبكرة: حمى الله لبنان من سلطته الفاسدة

جبلنا ماغازين – نيويورك/12 آب/2020

قالت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إنها "تستمر في متابعة الأوضاع اللبنانيّة بعد الكارثة – الفاجعة التي حلت باللبنانيين بعد تدمير بيروت، فلا يكفي اللبنانيين سرقة أموالهم وجنى العمر، والانزلاق الرهيب نحو الهاوية ماليّاً واقتصاديّاً وإنسانيّاً وسياسيّاً، حتى دُمِّرت عاصمتهم على يد الفساد، والإهمال، والتنازل عن السيادة". وأضاف بيان لرئيس الجامعة ستيفن ستانتن من سيدني: "نحن، إذ نرى الحكومة اللبنانية وقد استقالت على وقع الغضب الشعبي، نعلن ما يلي:

إنَّ اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، يتطلعون إلى حكومةٍ مُستقلةٍ، حياديةٍ، بعيداً عن المحاصصات السياسية، الظاهرة أو الخفيّة منها، تضمُّ اختصاصيين لا يدينون بالولاء لأيِّ فريقٍ سياسي، تدير مرحلةً إنتقاليّةً لاستعادة الثقة المحليّة والعربيّة والدوليّة، لأنَّ الطبقةَ السياسيّة فقدت مصداقيّتَها، وسقطت أمام ثورةِ اللبنانيين وغضبِه>. من أولى واجبات مجلس النواب التصويت على تقصير ولايته والذهاب لانتخابات نيابية مبكرة، ومن أولى واجبات الحكومة التحضير لهذه الانتخابات لإعادة تكوين السلطة، بمساعدة وإشراف الأمم المتحدة والجمعيات الدولية غير الحكومية للإشراف على هذه الانتخابات.

نؤكد مُجدّداً على موقفنا في بياننا السابق على أننا نعتبر هذه الدولة فاشلة، وهي تحتفظ حاليّاً فقط بوجود دستوري صُوَري، وإعادة تكوين السلطة يعتبر الهدف الأساسي لمطالب اللبنانيين الذين سحبوا الشرعيّة عنها.

نحن نستمر بدعم الثورة الشعبيّة لاستمرار الضغط لتحقيق هذه الأهداف، فلن نعتبر استقالة الحكومة فديةً كافية، لأنّ المشكل الأساسي لم يكن بالتحديد مع وزراء هذه الحكومة ورئيسها فقط، بل بالتحديد مع رعاتها من الطبقة السياسية الفاسدة والتي سلمت سيادة الوطن للخارج.

نحن، إذ نستمر بجمع المساعدات والتبرعات لمساعدة أهلنا ومؤسساتنا الاستشفائية والاجتماعية، وللمساهمة في إعادة إعمار بيروت، نطلب من مصرف لبنان المصادقة على السماح للمغتربين بالتبرع من أموالهم المحجوزة في المصارف اللبنانية، على أن تصرف هذه التبرعات بالدولار، وليس بالسعر الرسمي بالليرة اللبنانية، بالنهاية هي أموالهم المحجوزة بدون وجه حق. إنّ التعويض على أهالي الشهداء والجرحى واجب، وإنَّ ترميم وإعادة إعمار المؤسسات والأبنية المتضررة حقٌّ مُكتسَب للمتضررين على الدولة، وإنَّ محاولات البعض للانقضاض على أصحاب الأملاك من قبل سماسرة وعديمي الضمير لشراء العقارات، خاصّةً التاريخية منها لن تمر، وهي تهديد مباشر للمالكين، والمستأجرين، ولتراث بيروت على السواء. أخيراً، إنّ الجامعة ستستمر، كمؤسسة غير حكومية مسجلة في الأمم المتحدة، بحملتها الدولية في دول العالم، وفي الأمم المتحدة، لحشد الدعم للشعب اللبناني، ولاسترجاع أموال اللبنانيين المنهوبة.

حمى الله لبنان من سلطته الفاسدة، وحمى الشعب اللبناني الصابر".

 

لبنان بين كذبة العيش المشترك وقانون الغاب الحاكم

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشونال"/16 آب/2020

يعتبر مصطلح العيش المشترك في لبنان مصطلحاً يصدق عليه القول المعروف: كلمة حق أريد بها باطل، فقد إستفادت ميلشيات حزب الله على مدار السنوات الماضية من هذا المفهوم المغلوط ، من أجل المحافظة على سلاح الميلشيات وسياسات حزب الله والسيطرة المطلقة له على لبنان كانت ولازالت تمثل المعنى الواقعي لهذا المصطلح ، لأن المعنى الحقيقي للعيش المشترك يكمن في مواجهة حزب الله ونزع سلاحه ومحاكمة قياداته وتهجير بعضهم في البحر إلى إيران ربما وإذا ما طبقت شرائح المجتمع اللبناني معاني العيش المشترك بهذه الطريقة يصبح للعيش المشترك في لبنان كله ، قيمة ويصبح واقعاً يمكن لنا كعرب وليس كلبنانيين فقط المفاخرة به ، لأن نصر الله وجماعته لايشبهون لبنان وشعبه أبداً ‏فحسن نصرالله الطائفي الذي يدعي انه من مدرسة الحسين رضي الله ينفذ اليوم ومن قبل مشاريع أبي لهب كما يقول أحد الكتاب المعروفين ، وحسن نصرالله زعيم الإرهابيين تاجر بطائفته وجمهوره وبيئته و الآن بات يتاجر بكل أبناء الشعب اللبناني ‏نصرالله الذي قال من قبل أنهم في حزب الله غير معنيين بقرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، من المهم أن يتنبه اللبناني لغاية نصر الله من هذا القول ، فيكفي أن تتهم المحكمة نصر الله وعصابته بقتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري ليصبح حزب الله عبارة عن أهدافاً مشروعة للمجتمع الدولي و أجهزته بغية تحقيق العدالة وأما حلفاء حزب الله الذين تنتظرهم أيام سوداء ، فقد أطل أحدهم من بعبدا بعد لقاء المجرم بصفة رئيس ميشال عون وقال هل المطلوب أن يصبح البلد في لبنان غابة ؟ ، فرد عليه أحد المواطنين المنكوبين وقال : لا سمح الله إذا أصبح لبنان غابة ، وقتها يصبح السلاح بيد الميليشيات ، وربما تسيطر تلك الميليشات على المطار والمعابر البرية والمرفأ ، وربما يخزنون مواداً متفجرة ويفجرون بعدها المرفأ ، ويدمرون نصف العاصمة ويشردون سكانها وهذا الرد الساخر لهذا المواطن في زمن الحزن يعكس حصار حزب الله للإنسان في لبنان ، بل تشابه الأقوال والأفعال بين حسن نصر الله وميشال عون ، فمنذ فترة عون قال للمتظاهرين : يلي مش عاجبو يفل من البلد ، والبارحة تحديداً قال نصر الله زعيم إرهابيي حزب الله للسياسيين : يللي ما بدو يفوت بحكومة وفاق وطني ليستقل من السياسة كلها .

 

بخاري بعد لقائه الحريري: العدالة الإلهية ستنتصر لدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه

وطنية - الأحد 16 آب 2020

أكد السفير السعودي وليد بخاري، بعد لقائه الرئيس سعد الحريري، وقوف المملكة العربية السعودية "التام، وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق". وقال: "جميعنا نترقب ساعة النطق بالحق والحقيقة من محكمة دولية بحجم الشهيد رفيق الحريري". وأضاف: "العدالة الإلهية ستنتصر لدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وتضع لبنان على خارطة تحقيق السلم الدولي".

 

هكذا تفاعلت الصحافة الاسرائيلية مع كلام عون

وكالات/الاحد 16 آب 2020  

تفاعلت الصحافة الإسرائيلية, مع مقابلة الرئيس ميشال عون مع محطة "BFMTV" الفرنسية امس السبت ومنها صحيفة "جيروزاليم بوست" التي نشرت مقال بعنوان "الرئيس اللبناني لا يستبعد إمكانية السلام مع إسرائيل", واقتطفت رد الرئيس اللبناني ميشال عون على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل، قال عون "لدينا مشاكل مع إسرائيل ، وعلينا حلها أولا". وقالت إن "الرئيس عون أعرب عن استعداده للنظر في إجراء محادثات سلام مع إسرائيل، بعد أيام فقط من توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاق تطبيع تاريخي مع إسرائيل". وردا على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل ، قال عون "هذا يعتمد على مشاكلنا مع اسرائيل وعلينا حلها اولا", حيث أنه لم يحدد عون المشاكل التي يجب حلها". وبعد المؤتمر الصحافي لرئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم الاحد, قال, النائب السابق مصطفى علوش في تغريدة على حسابه عبر "تويتر, "حبيبي يا جبران راجع حوار عمك الاخير عن قضية اسرائيل وامكان السلام معها قبل أن تتعنتر في الحديث عن المواجهة معها فلا تاريخك ولا تاريخ الرئيس يوحيان بان هذا الهم هو همك فقد تآمرت مع حزب الله لوعد بالسلطة وستتآمر مع اي كان يؤمن لك السلطةحتى وان كان الشيطان الاكبر راعي اسرائيل". وفي مؤتمره الصحافي, شدد جبران على أن "بالخارج نحنا مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ونحن مع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان (اذا مش التصوينة، التلّة، بس مش المحيط) ونحنا مع استراتيجية دفاعيّة للبنان متفّق عليها وطنياً بتضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوّته".

 

حزب الله في "مأزق حقيقي" والخناق يضيق من حوله!

العربية الاحد 16 آب 2020  

العربية": لا شك أن الغضب الشعبي الذي تفجر مع انفجار الرابع من آب طال جميع السياسيين والأحزاب في لبنان

وعلى الرغم من استقالة الحكومة، فإن سخط اللبنانيين لم يهدأ بعد، وقد طالت شظاياه حزب الله الذي بات في مأزق، فهو من جهة يواجه منذ تدهور الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ في البلاد، انتقادات خلف الستار ضمن بيئته، ومن جهة أخرى حُمِّل كما غيره من أحزاب السلطة المسؤولية عن الانفجار الدامي، الذي هزّ العاصمة بيروت، مخلفاً أكثر من 180 قتيلاً، وعشرات المفقودين، فضلاً عن آلاف الجرحى، وخسائر قدرت بـ 15 مليار دولار. ولعل أوضح صور هذا الغضب تجلت قبل أيام، عند تعليق المشانق للزعماء السياسيين في لبنان من رئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى رئيس البرلمان، نبيه بري، مروراً برئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، والزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، وصولاً إلى زعيم حزب الله، السيد حسن نصرالله.

مأزق حقيقي

وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشّان، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "حزب الله في مأزق حقيقي والخناق يضيق من حوله. يعيش معضلة وهو لا يدرك ماذا يفعل". فالحزب المدعوم من إيران بات يواجه الآن بعد انفجار بيروت أصعب تحد، لاسيما أنه أقوى تنظيم عسكري في لبنان لذلك أضحى في صميم السخط الشعبي الموجّه ضد الطبقة الحاكمة. فإلى جانب المأساة التي هزت العاصمة، بعد انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم خزنت في المرفأ لسنوات، من دون تحرك المعنيين، تضافر الانهيار الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع سعر الدولار، وأزمة المصارف في تعميق التململ والسخط، وتوسيع الانتقادات للحزب.

انتقادات متزايدة

وإن كان بعض المناصرين للحزب في لبنان يتحفظون عن المجاهرة بانتقاداتهم، إلا أن العديد من الأصوات باتت ترتفع مؤخرا.

فقد وصفت إحدى سكان مدينة النبطية جنوب لبنان "خطابات الحزب عن المقاومة ضد إسرائيل، بغسل الدماغ." وقالت، بحسب ما نقلت الصحيفة:" أنا أتألم وأواجه صعوبات لإطعام أسرتي وسط ظروف اقتصادية صعبة...". يأتي هذا السخط الشعبي، والتردي الاقتصادي، في حين يواصل حزب الله تمويل شبكاته ودفع رواتب مقاتليه بالدولار وهي عملة نادرة في لبنان هذه الأيام، على حد تعبير الصحافي والناشط ربيع طليس. وأضاف: الانقسام الطبقي بدأ يكبر بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار من حزب الله وبين باقي أبناء الطائفة الشيعية التي انهارت مكاسبهم بسبب انهيار العملة المحلّية. وهناك ارتفاع ملحوظ في الانتقادات الموجهة إلى الحزب. إلى ذلك، يعتبر العديد من اللبنانيين أن حزب الله شريك في عملية الفساد، فهو يحمي الفاسدين، ويتحالف معهم. لكن السؤال الذي قد يطرح هنا، هو "كيف يتعامل حزب الله مع هذا التحدي؟"، لا سيما بعد حديث نصرالله قبل أيام عن "الغضب" حين دعا أنصاره إلى الاحتفاظ بهذا الغضب للأيام اللاحقة من أجل منع جر البلاد إلى حرب أهلية، بحسب تعبيره.

"أضعف من السابق"

وللإجابة على هذا التساؤل، رأى بعض المراقبين أن حزب الله بحديثه هذا أعاد التذكير بما حصل عام 2008، حين انتشر عناصره وبعض مؤيديه بالسلاح في شوارع بيروت، في رسالة تهديد ضد محاولات المس بشبكة هاتفية كان قد مررها لخدمة نشاطاته في حينه، في حين اعتبر الأستاذ في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، أنحزب الله أضحى اليوم أضعف بكثير من السابق وأوضح قائلاً للصحيفة: "لا أحد يشك بقدرته على السيطرة على البلاد عسكريا ولكن لن يكون قادرا على حكم البلاد والحفاظ على الانقلاب العسكري. لبنان متنوّع للغاية واقتصاده مرتبط بالدول الغربية... فاستقالة حكومة حسّان دياب المؤلّفة بالكامل من حلفاء حزب الله أظهرت أنه لا يمكن لإيران وحدها أن تنقذ لبنان ويجب أن يعود التوازن الذي تحقق مع مختلف اللاعبين الإقليميين".

 

تلفزيون لبنان يرفض نقل كلمة باسيل… ما الحُجّة؟!

مواقع ألكترونية/الاحد 16 آب 2020  

أفادت إذاعة "صوت كل لبنان" أنّ "تلفزيون لبنان" رفض نقل كلمة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل مباشرة على الهواء ظهر اليوم. أما الحُجّة، فكانت أنّ "لديه ضيوفاً على الهواء"، وفقاً لما جاء في خبر "صوت كل لبنان".

 

هكذا تفاعلت الصحافة الاسرائيلية مع كلام عون

مواقع ألكترونية/الاحد 16 آب 2020  

تفاعلت الصحافة الإسرائيلية, مع مقابلة الرئيس ميشال عون مع محطة "BFMTV" الفرنسية امس السبت ومنها صحيفة "جيروزاليم بوست" التي نشرت مقال بعنوان "الرئيس اللبناني لا يستبعد إمكانية السلام مع إسرائيل", واقتطفت رد الرئيس اللبناني ميشال عون على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل، قال عون "لدينا مشاكل مع إسرائيل ، وعلينا حلها أولا". وقالت إن "الرئيس عون أعرب عن استعداده للنظر في إجراء محادثات سلام مع إسرائيل، بعد أيام فقط من توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاق تطبيع تاريخي مع إسرائيل". وردا على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل ، قال عون "هذا يعتمد على مشاكلنا مع اسرائيل وعلينا حلها اولا", حيث أنه لم يحدد عون المشاكل التي يجب حلها". وبعد المؤتمر الصحافي لرئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم الاحد, قال, النائب السابق مصطفى علوش في تغريدة على حسابه عبر "تويتر, "حبيبي يا جبران راجع حوار عمك الاخير عن قضية اسرائيل وامكان السلام معها قبل أن تتعنتر في الحديث عن المواجهة معها فلا تاريخك ولا تاريخ الرئيس يوحيان بان هذا الهم هو همك فقد تآمرت مع حزب الله لوعد بالسلطة وستتآمر مع اي كان يؤمن لك السلطةحتى وان كان الشيطان الاكبر راعي اسرائيل". وفي مؤتمره الصحافي, شدد جبران على أن "بالخارج نحنا مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ونحن مع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان (اذا مش التصوينة، التلّة، بس مش المحيط) ونحنا مع استراتيجية دفاعيّة للبنان متفّق عليها وطنياً بتضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوّته".

 

حزب الله في "مأزق حقيقي" والخناق يضيق من حوله!

العربية/الاحد 16 آب 2020

العربية": لا شك أن الغضب الشعبي الذي تفجر مع انفجار الرابع من آب طال جميع السياسيين والأحزاب في لبنان

وعلى الرغم من استقالة الحكومة، فإن سخط اللبنانيين لم يهدأ بعد، وقد طالت شظاياه حزب الله الذي بات في مأزق، فهو من جهة يواجه منذ تدهور الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ في البلاد، انتقادات خلف الستار ضمن بيئته، ومن جهة أخرى حُمِّل كما غيره من أحزاب السلطة المسؤولية عن الانفجار الدامي، الذي هزّ العاصمة بيروت، مخلفاً أكثر من 180 قتيلاً، وعشرات المفقودين، فضلاً عن آلاف الجرحى، وخسائر قدرت بـ 15 مليار دولار. ولعل أوضح صور هذا الغضب تجلت قبل أيام، عند تعليق المشانق للزعماء السياسيين في لبنان من رئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى رئيس البرلمان، نبيه بري، مروراً برئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، والزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، وصولاً إلى زعيم حزب الله، السيد حسن نصرالله.

مأزق حقيقي

وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشّان، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "حزب الله في مأزق حقيقي والخناق يضيق من حوله. يعيش معضلة وهو لا يدرك ماذا يفعل". فالحزب المدعوم من إيران بات يواجه الآن بعد انفجار بيروت أصعب تحد، لاسيما أنه أقوى تنظيم عسكري في لبنان لذلك أضحى في صميم السخط الشعبي الموجّه ضد الطبقة الحاكمة. فإلى جانب المأساة التي هزت العاصمة، بعد انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم خزنت في المرفأ لسنوات، من دون تحرك المعنيين، تضافر الانهيار الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع سعر الدولار، وأزمة المصارف في تعميق التململ والسخط، وتوسيع الانتقادات للحزب.

انتقادات متزايدة

وإن كان بعض المناصرين للحزب في لبنان يتحفظون عن المجاهرة بانتقاداتهم، إلا أن العديد من الأصوات باتت ترتفع مؤخرا. فقد وصفت إحدى سكان مدينة النبطية جنوب لبنان "خطابات الحزب عن المقاومة ضد إسرائيل، بغسل الدماغ." وقالت، بحسب ما نقلت الصحيفة:" أنا أتألم وأواجه صعوبات لإطعام أسرتي وسط ظروف اقتصادية صعبة...". يأتي هذا السخط الشعبي، والتردي الاقتصادي، في حين يواصل حزب الله تمويل شبكاته ودفع رواتب مقاتليه بالدولار وهي عملة نادرة في لبنان هذه الأيام، على حد تعبير الصحافي والناشط ربيع طليس. وأضاف: الانقسام الطبقي بدأ يكبر بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار من حزب الله وبين باقي أبناء الطائفة الشيعية التي انهارت مكاسبهم بسبب انهيار العملة المحلّية. وهناك ارتفاع ملحوظ في الانتقادات الموجهة إلى الحزب. إلى ذلك، يعتبر العديد من اللبنانيين أن حزب الله شريك في عملية الفساد، فهو يحمي الفاسدين، ويتحالف معهم. لكن السؤال الذي قد يطرح هنا، هو "كيف يتعامل حزب الله مع هذا التحدي؟"، لا سيما بعد حديث نصرالله قبل أيام عن "الغضب" حين دعا أنصاره إلى الاحتفاظ بهذا الغضب للأيام اللاحقة من أجل منع جر البلاد إلى حرب أهلية، بحسب تعبيره.

"أضعف من السابق"

وللإجابة على هذا التساؤل، رأى بعض المراقبين أن حزب الله بحديثه هذا أعاد التذكير بما حصل عام 2008، حين انتشر عناصره وبعض مؤيديه بالسلاح في شوارع بيروت، في رسالة تهديد ضد محاولات المس بشبكة هاتفية كان قد مررها لخدمة نشاطاته في حينه، في حين اعتبر الأستاذ في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، أنحزب الله أضحى اليوم أضعف بكثير من السابق وأوضح قائلاً للصحيفة: "لا أحد يشك بقدرته على السيطرة على البلاد عسكريا ولكن لن يكون قادرا على حكم البلاد والحفاظ على الانقلاب العسكري. لبنان متنوّع للغاية واقتصاده مرتبط بالدول الغربية... فاستقالة حكومة حسّان دياب المؤلّفة بالكامل من حلفاء حزب الله أظهرت أنه لا يمكن لإيران وحدها أن تنقذ لبنان ويجب أن يعود التوازن الذي تحقق مع مختلف اللاعبين الإقليميين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر حكومية: الكويت ستكون آخر من يطبع مع إسرائيل

روسيا اليوم/الاحد 16 آب 2020

شددت مصادر حكومية كويتية مطلعة لصحيفة “القبس” على ثبات موقف الكويت تجاه مسألة التطبيع مع إسرائيل. وقالت المصادر: “موقف الكويت من التطبيع مع الكيان الصهيوني ثابت، ولن يتغير”.وأضافت أن “الكويت على موقفها وستكون آخر دولة تطبع مع إسرائيل”.

 

تقارير تكشفُ سبب وفاة شقيق ترامب

 سكاي نيوز عربية/الاحد 16 آب 2020

توفي روبرت ترامب، شقيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب جراء نزيف في الدماغ، بحسب ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”. ولم يجر الإعلان بشكل رسمي عن المرض الذي أدى إلى وفاة شقيق ترامب الأصغر في مستشفى بنيويورك، وهو رجلُ أعمال ومطور عقاري. ولم يكن روبرت قادرا على الحديث في الهاتف، خلال الأسابيع الماضية، من جراء تدهور حالته الصحية، إذ قام الرئيس  بزيارته في المستشفى، لكنه لم يمكث بجانبه سوى أقل من ساعة واحدة فقط. وقال مصدر مقرب من العائلة أن ترامب تأثر، مؤخرا، وهو يترقب وفاة شقيقه الوشيكة، بعدما ساء وضعه الصحي بشكل كبير. إشارة إلى أن الراحل لم يخضع لضغوط كبرى من الأب الذي كان صارما، بخلاف اخوته الكبار، ولم يجد نفسه مضطرا إلى الدخول في أعمال شركة العقار الخاصة بالعائلة. وبحسب من يعرفونه، كان معروفا بهدوئه الكبير، كما حرص بشكل كبير على أن يبقى بعيدا عن الأضواء، على عكس شقيقه الرئيس. وقال جاك دونيل، وهو مسؤول تنفيذي سابق في “مؤسسة ترامب”، أن الراحل روبرت كان شخصا مرحا ويتعامل بشكل طبيعي، وهذان الأمران يفتقدهما ترامب، بحسب تعبيره، لكنه كان مؤيدا لأخيه في المسار السياسي، وقال في انتخابات 2016 الرئاسية انه يؤيد شقيقه ترامب بنسبة 100 في المئة “وبوسعي أن أقوم بأي شيء يحتاجه”.

 

الإمارات تستدعي القائم بالأعمال الإيراني وتطالب بحماية قنصليتها

أبوظبي، عواصم- وكالات/الاحد 16 آب 2020

 استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات أمس، القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي إلى ديوان عام الوزارة، وسلمه مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية السفير خليفة المرر، مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، بشأن القرارات السيادية للإمارات، وهي التهديدات التي تكررت من وزارة الخارجية الإيرانية و”الحرس الثوري” ومسؤولين إيرانيين آخرين. واعتبرت الوزارة هذا الخطاب غير مقبول وتحريضياً ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”. كما نبهت المذكرة إلى مسؤولية إيران تجاه حماية بعثة الدولة في طهران وديبلوماسييها، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية وبناء على خلفية سوابق الاعتداءات على البعثات الديبلوماسية الأجنبية في إيران.

 

الإمارات وإسرائيل دشنتا خطوط الهاتف المباشرة بينهما للمرة الأولى

رئيس “الموساد” في أبوظبي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام والبيت الأبيض يحتفل بالتوقيع في سبتمير

أبوظبي، عواصم – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 تسارعت الخطى بشكل لافت، نحو توقيع اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، حيث وصل رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين إلى الإمارات، بينما دشن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس، خطوط الاتصال بين البلدين.

وذكرت رئيسة دائرة التواصل الستراتيجي في الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة في تغريدة على “تويتر”، أن الوزيرين تبادلا خلال اتصال هاتفي التهاني و”أكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية”. وتم تشغيل الاتصالات المباشرة بين الإمارات وإسرائيل للمرة الأولى في التاريخ، حيث فتحت خطوط الهاتف بين البلدين، في تطور ملفت أشاد به وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل، قائلا: “أهنئ الإمارات على فك الحظر”، مضيفا على “تويتر” أن “العديد من الفرص الاقتصادية ستفتح الآن، وخطوات بناء الثقة هذه مهمة لتعزيز مصالح الدول”.

وأجرى فريق وكالة “رويترز” للأنباء مكالمات بين الإمارات وإسرائيل، وتم تأكيد إمكانية إجراء الاتصالات المباشرة بين البلدين، وأكدت الوكالة أن العديد من المواقع الإسرائيلية أصبحت متاحة، بعد أن كانت محظورة من قبل الشركات المخدمة لقطاع الإنترنت في الإمارات.

في غضون ذلك، أفادت تقارير عبرية بأن رئيس “الموساد” يوسي كوهين، توجه أمس إلى الإمارات، حيث كان من المقرر أن يلتقي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام بين الطرفين، وترتيب مراسم توقيع هذه الاتفاقية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي “مكان” عن مصدر إماراتي رسمي، قوله إن هناك نية لافتتاح الدولتين سفارتيهما لدى بعضهما البعض عقب توقيع اتفاقية السلام باعتبار هذه الخطوة “تجسيدا للتطبيع”، لافتا إلى أن الإمارات لن تفتح سفارتها في مدينة القدس.

وأضافت أن “العلاقات بين الدولتين سيتم تطويرها في مجالات عدة، هي التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والطبي والثقافي في المرحلة الأولى، ما سيؤدي حتما إلى إقامة علاقات ديبلوماسية”.

وأفادت القناة العبرية بأنه مراسم التوقيع قد تقام أوائل سبتمبر القادم في البيت الأبيض، وأن كل من إسرائيل والولايات المتحدة تستعدان بالفعل للاحتفال، برعاية أميركية.

وأشارت إلى أن الاتفاق لاقى ردود فعل فلسطينية غاضبة، حيث أضر بالجهود المتقدمة للمصالحة بين الإمارات والقيادة الفلسطينية، خاصة بعدما عمل الطرفان على التخطيط لاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأن اختار الأخير اتفاقا مع إسرائيل على الاتفاق مع السلطة الفلسطينية. على صعيد متصل، توالت ردود الفعل المرحبة والرافضة، حيث أكدت موريتانيا دعمها للإمارات، في المواقف التى تتخذها وفق مصالحها الوطنية ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة، منوهة بمواقفها الثابتة تجاه فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة ثقتها المطلقة في قيادة الإمارات، وأنها ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية والشعب الفلسطيني. في المقابل، تساءلت مستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان، عن مصلحة أبوظبي، مضيفة أنه “بالنظر إلى الدول التي طبعت مع إسرائيل.. ماذا نفذت إسرائيل من كل الاتفاقيات الموقعة سابقا، من اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وكذلك الاتفاق مع الإمارات؟ وما هي مصلحة الإمارات؟”. وتابعت أن “العدو نجح بزرع فكرة أن كلفة الحرب غالية الثمن وأن السلام أقل كلفة، لا أعلم إن كان هناك مصلحة للإمارات بهذا التطبيع، ماذا نفذت إسرائيل؟”، مضيفة أن “البلدان العربية تشهد اختراقات، وأن الأعداء يركزون على الاختراقات أكثر من تركيزهم على الحروب”. بدوره، زعم وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أن بلاده “ستبقى تقدم المساعدات إلى جميع حركات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني”، محذرا “الدول الخليجية من إيجاد موطئ قدم للصهاينة في المنطقة”.وقال “إن ما حدث من الإمارات يشكل خيانة للشعب الفلسطيني”، معتبراً  أن “الإمارات تتحمل مسؤولية زعزعة الأمن في منطقة الخليج، إن حدث ذلك بسبب تواجد الاحتلال الإسرائيلي فيها”. من ناحيتهم، تظاهر آلاف اليمنيين في محافظة شبوة جنوب اليمن منددين بإجراءات التطبيع مع إسرائيل، واعتبروا ذلك “عدوانا على الشعب الفلسطيني، واستهداف لمركزية القضية الفلسطينية في وعي ووجدان الأمة”.

 

السفيرة الأميركية في الكويت لـ”السياسة”: لن نسمح لإيران ببيع الأسلحة وشرائها لتهديد حلفائنا وأكدت أن انتهاء “الحظر” على طهران يزيد من تقويض أمن المنطقة

شوقي محمود/السياسة/16 آب/2020

أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد الينا رومانوسكي ان رفض مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي قراراً منطقياً ينص على تمديد حظر السلاح المفروض على إيران منذ 13 عاماً يمهد الطريق للنظام الإيراني، للمرة الأولى منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، شراء وبيع الأسلحة التقليدية دون قيود محددة تفرضها الأمم المتحدة. واشارت السفيرة رومانوسكي في ردها على سؤال لـ “السياسة ” إلى ان إيران انتهكت الحظر بشكل متكرر منذ اعتماده في عام 2007، مبينة أن الولايات المتحدة وشركاءها اعترضوا الشهر الماضي مخبأً للأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى عمليات اعتراض مماثلة للأسلحة الإيرانية في نوفمبر 2019 وفبراير 2020. واضافت ان “السماح بانتهاء صلاحية حظر السلاح سيمكن إيران من القيام بما كانت تفعله سراً ليصبح علنياً، مما يزيد من تقويض السلام والأمن في المنطقة والخارج”. وتابعت :”سيجعل ذلك القوات الأميركية وقوات التحالف والمنطقة عرضة للتهديد بشكل أكبر من قبل إيران ووكلائها الإرهابيين، كما ستصبح البنية التحتية للطاقة وحرية الملاحة في جميع أنحاء الخليج تحت تهديد أكبر. لهذا السبب رحبنا بالرسالة الخليجية التي دعت مجلس الأمن الدولي إلى تمديد حظر السلاح على إيران”.وشددت رومانوسكي على ان “الولايات المتحدة لن تتخلى أبداً عن أصدقائها في المنطقة الذين توقعوا المزيد من مجلس الأمن، وسنواصل العمل لضمان عدم تمتع إيران بحرية شراء وبيع السلاح التي تهدد حلفاءنا في المنطقة”.

 

البحرين تنفي مزاعم تلقي رئيس وزرائها اتصالاً هاتفياً من رئيس “الموساد”

المنامة، عواصم – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 نفت البحرين أمس، المزاعم التي تحدثت عن أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية “الموساد” يوسي كوهين، تحدث هاتفيا مع رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان، تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام بين الطرفين. ونقلت صحيفة “البلاد” البحرينية عن الديوان الملكي التابع لرئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان، نفيه ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن اتصال هاتفي جرى بينه وأحد المسؤولين الإسرائيليين، مؤكدا أن “ما تم نشره بهذا الخصوص عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً”.  وكانت القناة العبرية الـ “12” زعمت ليل أول من أمس، أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بإعلان أن رئيس “الموساد” تحدث هاتفيا مع رئيس الحكومة البحرينية بشأن اتفاق سلام بين الجانبين، وبأن المسؤولين في البحرين بعثوا خلال الأيام الماضية بإشارات واضحة، تؤكد حرصهم على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. ورأت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني، أن “البحرين تدفع بقوة في هذا الاتجاه، خصوصا بعد الإعلان عن اتفاق السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل برعاية أميركية”. وأشار إلى أن “مستشار الملك البحريني نشر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن رئيس الوزراء البحريني خرج في رحلة خاصة خارج البلاد، دون أن يذكر الوجهة التي ذهب إليها”.

 

داوود أوغلو يفضح ما جرى في دافوس 2009 للمرة الأولى: أردوغان انتقد بيريز علناً واعتذر له سراً

تحالف تركيا وإسرائيل الستراتيجي العسكري يحرج أردوغان

أنقرة – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 كشف رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب “المستقبل” أحمد داوود أوغلو، خفايا مغادرة أردوغان مؤتمر دافوس في يناير العام 2009، بعد انتقادات وجهها للرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، “إلا أنه سرعان ما طلب الاعتذار لاحقاً”. ورد داوود أوغلو، ليل أول من أمس، على انتقادات وجهها أردوغان له في وقت سابق، قائلاً، إن “أولئك الذين كانوا في القاعة معنا في دافوس ارتعدوا يوم قلنا لبيريز دقيقة، لكنهم شكلوا حالياً حزباً جديداً”. وقال داود أوغلو، “للأسف، أردوغان لم يقل الحقيقة في خطابه، كلانا يعرف جيداً ما جرى في تلك الليلة في دافوس، بعد اختفاء الأضواء، هو يعلم أنني شخصياً قمت بديبلوماسية الباب الخلفي للاعتذار لبيريز بصفتي كبير المستشارين حينها، وهذا الاعتذار تم من هاتفي الشخصي، وقد تغير الوضع تماماً في بلدنا ودافوس بعد هذا الاعتذار”. كما انتقد السياسة الخارجية الحالية قائلاً، إن “لدينا الحق أيضاً في طرح أسئلة بشأن السياسة الخارجية الحالية، لم يتم الرد على أسئلة أقارب شهداء إدلب حتى الآن، لماذا تم إرسال هؤلاء الجنود إلى هناك من دون تغطية جوية، ما الداعي لذهابكم إلى موسكو، بينما كان موقف روسيا من هذه الهجمات معروفاً، وهي أي روسيا مسؤولة عن الممر الجوي في المنطقة”.على صعيد متصل، وبعد 26 عاما من التعاون العسكري المعلن وغير المعلن بين الدولتين، تحاول تركيا أن تظهر نفسها عبر آلة الدعاية الإعلامية أنها دولة تتخذ موقفا ضد إسرائيل وتدعم القضية الفلسطينية، بينما تثبت الحقائق أن إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان تمارس لعبة مزدوجة تهدف إلى كسب التأييد الشعبي عبر مواقف “دعائية”، دون أن يؤثر ذلك على العلاقات الحقيقية المستمرة مع إسرائيل، خاصة على المستوى العسكري. وأكدت تقارير أن “إسرائيل تمثل بالنسبة لتركيا حليف وشريك عسكري أساسي وليس تعاونا مرحليا أو مجرد طرف تعقد معه صفقات عابرة أو هامشية؛ فمستوى العلاقات العسكرية يمكن وصفه بأنه تعاون ستراتيجي وتحالف عسكري، وخاصة مع تعزيز العدالة والتنمية للعلاقات منذ 2002”. من جانبه، وصف زعيم المعارضة رئيس حزب “الشعب الجمهوري” كمال كيلتشدار أوغلو، اتهامات الرئيس رجب طيب أردوغان لحزبه بالـ “مشينة”، وانتقد سياسة أردوغان الخارجية، معتبراً أنها “غير مقبولة”. وقال كيلتشدار أوغلو، رداً على تصريحات أردوغان، التي اتهم فيها “الشعب الجمهوري” بالسعي وراء مصالح الدول الأخرى، إن “ما تقوم به هو أنك تعطل عمل وزارة الخارجية، وتعلن صديقتنا القديمة مصر عدواً لنا، ثم تأتي وتلقي التهم على الحزب، التاريخ لم يسجل مثل هذه التصرفات الوقحة من قبل”. وأضاف، “ستلوم حزب الشعب الجمهوري من دون خجل أو ملل، بمثل هذه اللامبالاة لن تكتب التاريخ”.

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان، أول من أمس، أنها أحبطت عملية لتفجيرات وصفتها بالهائلة كانت ستنفذ في مدن عدة، مضيفة إنه تم إلقاء القبض على شخص في ولاية أضنة وبحوزته 37 كيلوغراماً من مادة “تي أن تي”.

 

رغم علاقاته الوثيقة مع القيادات الاسرائيلية حمد بن جاسم ينتقد الاتفاق ويتباكى على الجولان ومزارع شبعا

الدوحة – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 قافزاً على حقيقة موقف بلاده المتقدم في إقامة علاقات قوية مع إسرائيل، وكونها أول دولة فتحت مركزا تجاريا لاسرائيل في الدوحة، واستقبل هو شخصيا كبار مسؤولي إسرائيل وعلى رأسهم الرئيس السابق شيمون بيريز، انتقد رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، قائلا على “تويتر”: “إن الشعب العربي والخليجي أذكى من أن نسوق له مبررات واهية، مثل القول بوقف قرار ضم الأراضي والصلاة في الأقصى في ظل الوهن العربي الراهن، وبالتالي فلا داعي لتلك المبررات”، مضيفا “أنا أؤكد أنني مع السلام ومع علاقات متكافئة مع إسرائيل، والشعب الفلسطيني لم يعطنا تفويضاً بأن نقرر عنه مستقبله”. كما وجه انتقادا لاذعا للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، قائلا: “أنا لا أريد أن أتكلم عن الجامعة العربية ومجلس التعاون لأنهما حالة ميؤوس منها”. وأوضح أنه يتفهم الاتفاق “ولكن ما لفت انتباهي هو التبرير الذي رافقه، وهو أن إسرائيل جمدت مقابل الاتفاق ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن، كما أنه سيُسْمح بفضل الاتفاق للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى”. وأضاف متسائلا: “يا له من تبرير مضحك ومبك في آن واحد ويحاول أن يتذاكى على العقول. فماذا عن هضبة الجولان السورية المحتلة التي ضمت؟ وماذا عن مزارع شبعا اللبنانية المحتلة؟”. وأشار إلى أنه لا يريد التعليق على إعلان التطبيع والتبادل الديبلوماسي الكامل بين إسرائيل والإمارات، “فوجهة نظري في هذا الصدد معروفة، وهي أن السلام لا بد أن يقوم على أسس واضحة حتى يكون التطبيع دائماً ومستمراً ومقنعاً للشعوب”. وتساءل: “فهل جاء إعلان الاتفاق الآن دعماً للرئيس الأميركي في الانتخابات المقبلة؟، أم هو في الوقت نفسه ثمن لتمرير صفقة طائرات الـ (إف 35) التي طلبتها الإمارات من واشنطن ووعد نتانياهو بالمساعدة في تمريرها؟ أو هو كذلك لتحسين صورة أبوظبي في أميركا؟ أم هدفه إنقاذ خطة السلام التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية وعرفت بصفقة القرن ولاقت رفضا عربيا وعالميا؟ وهل هناك لدى أبوظبي خطة سلام لا نعرف عنها من شأنها إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية؟”. واختتم سلسلة التغريدات بالقول: “لدي أصدقاء كثر في أميركا وإسرائيل وأتواصل معهم باستمرار، ويؤسفني أن أقول إنهم يستخفون بعقول قادتنا، وإن لهم أهدافا واضحة ربما يحترمها المرء، ولكن هل لنا نحن العرب أهداف غير الدسائس والمغامرات ليحترمها الغير؟”.

 

الأسد يشترط مغادرة القوات الأميركية للحوار مع واشنطن

دمشق – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 حددت الرئاسة السورية، أمس، شروط دمشق للحوار مع الولايات المتحدة، مشترطة رحيل القوات الأميركية عن الأراضي السورية قبل أي مفاوضات. وقالت مستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان، إنه لا يمكن “التفريط بأرضنا وبلدنا ولا يمكن التحدث مع المحتل إلا بعد خروجه من سورية”، مضيفة إن “جوابنا على كل الرسائل الأميركية أننا لا نستطيع أن نتحدث إلا بعد الانسحاب من أرضنا”. وأوضحت، أن “استهداف سورية سببه مركزية دور دمشق في المنطقة ومحور المقاومة، وأن ربط الرئيس الأسد بين الإرهاب وقانون قيصر والولايات المتحدة وإسرائيل، مهم لأنها كلها أجزاء من سيناريو واحد، والمطالب التي وضعوها في القانون تعني أن نسلمهم ما يريدون، وبالتالي سلب القرار السوري المستقل”. وأشارت، إلى أن “خطاب الأسد أمام مجلس الشعب كان مفصلياً وأكد أن الرؤية الستراتيجية يجب أن تنتج خططاً قابلة للتنفيذ”. وبشأن ملف الفساد، أكدت أن “بشار الأسد يرفض الانتقام في أي موضوع حتى في موضوع الفاسدين، ويرى أن الانتقام يولد الانتقام ويجب أن نلجأ إلى التسامح”، موضحة أن مكافحة الفساد ليست من أجل الانتقام إنما لمعالجة الخطأ والتركيز على الإصلاح ومحاسبة الفاسدين وليس العمل من أجل الانتقام، وهذه منهجية سياسية تحافظ على الوطن. من ناحية ثانية، بدأت القوات التركية المنتشرة في شمال سورية، بإنشاء نقطة مراقبة عسكرية لها في مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف اللاذقية الشمال الشرقي. وقالت مصادر ميدانية، إن مجنزرات وآليات تابعة للقوات التركية، نفذت خلال اليومين الماضيين أعمال الحفر بهدف إنشاء النقطة في موقع تلة الراقم الستراتيجية القريبة من بلدة كباني بريف اللاذقية. على صعيد آخر، مازالت انتهكات الفصائل الموالية لأنقرة مستمرة في مناطق سيطرتها شمال سورية، وفي جديدها أن عناصر منها سرقوا كابلات الشبكات الكهربائية لإعادة تدويرها وصهرها سبائك من الألمنيوم والنحاس، وبيعها في تركيا.وفي إدلب، أسقطت فصائل عاملة ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين”، أمس، طائرة استطلاع مذخرة، يرجح أنها روسية، في أجواء حرش بينين بجبل الزاوية ضمن ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استهدافها بالرشاشات الثقيلة. إلى ذلك، طرد أبناء قبيلة البكارة العربية مسلحين تابعين لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) من جميع نقاطهم في قرية جديد بكارة بريف دير الزور الجنوب الشرقي.

 

العراق ينتفض بوجه تركيا ويُعلِّق مذكرة التفاهم ويوقف زيارات المسؤولين

العراق: ميليشيات إيران قصفت “التاجي” بصاروخين… وتحذيرات من وجود مواد شديدة الانفجار بميناء أم قصر

بغداد – وكالات/الاحد 16 آب 2020

أعلن العراق، أمس، أنه “تعامل بالمثل مع تركيا، رداً على انتهاكها للسيادة العراقية”، وأوقف منح سمات الدخول في المنافذ والمطارات الحدودية، وألغى جميع الزيارات للمسؤولين الأتراك إليه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، إن “الوزارة استدعت السفير التركي في بغداد، لمرتين متتاليتين، وسلمته مذكرتي احتجاج شديدتي اللهجة على خلفية اعتداءات تركيا على السيادة العراقية”، مطالبة “الحكومة التركية بالكشف عن مرتكبي الجرائم العدائية ومحاسبتهم”. وأشار، إلى أن “وزارة الخارجية أعلنت عن المعاملة بالمثل لتركيا من خلال إيقاف مذكرة التفاهم المبرمة بين الجانبين في العام 2009، والتي كانت تقضي بتيسير ومنح سمات الدخول في المنافذ والمطارات الحدودية، فضلاً عن اتخاذ قرار بإلغاء جميع الزيارات للمسؤولين الأتراك إلى العراق المبرمجة، وفي مقدمها زيارة وزير الدفاع التركي”. وأكد، أن “العراق يستند إلى القوانين الدولية للحفاظ على حقه”، مشيراً إلى أن “الخطاب السياسي والديبلوماسي سبيلان ممكنان لخفض هذا التصعيد والانتهاء إلى رؤية مشتركة من شأنها الوصول إلى حلول تشاركية”. من ناحية ثانية، أفاد مصدر أمني، ليل أول من أمس، بسقوط صاروخ “كاتيوشا” قرب معسكر التاجي شمال بغداد، فيما ذكرت خلية الإعلام الأمني أن صاروخين سقطا داخل المعسكر، مشيرة إلى أن انطلاقهما كان من منطقة الراشدية. وقال، إن “صاروخاً من نوع كاتيوشا سقط، ضمن مقتربات معسكر التاجي”، مشيراً إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت قرب المعسكر”. من جهتها، قالت مصادر عسكرية، إن الجانب الأميركي من معسكر التاجي استهدف بصاروخين. في غضون ذلك، ودعت عائلة الناشط القتيل تحسين خفاجي، جثمانه إلى مثواه الأخير، أول من أمس، بعدما طالته أيادي مجهولين أطلقوا النار عليه، فيما أطلق ناشطون هاشتاغ “#كواتمكم_لن_تكتم_ثورتنا”، مطالبين بسحب سلاح الميليشيات. على صعيد آخر، حذرت دائرة الجمارك، أمس، من مخاطر وجود 513 حاوية لمواد كيمياوية خطرة وشديدة الانفجار تعود لشركات حكومية وأهلية متروكة في أرصفة ميناء أم قصر التجاري في محافظة البصرة.وقال المدير العام للجمارك خالد صلاح، إن “مجموع الحاويات المتروكة في موانئ أم قصر الأربعة بلغ 6431 حاوية، منها 513 صنفت بأنها حاويات لمواد كيماوية خطرة وشديدة الانفحار والسمية، تم إخلاء 20 منها تضم مواد كيماوية قابلة للأنفجار والاستخدام المزدوج، متلفة في ميناء أم قصر تابعة لدوائر وزارتي النفط والكهرباء”. ودعا، “المستوردين إلى الاستجابة الفورية لإخلاء جميع الحاويات لتفادي حصول حوادث محتملة في الموانيء بسبب تكدسها”. إلى ذلك، دهمت القوات الأمنية، وكراً لتنظيم “داعش”، حيث عثرت على أسلحة واعتدة بداخله بمحافظة الأنبار، كما اعتقلت ستة إرهابيين مطلوبين في كركوك، وضبطت وكراً للتنظيم. من جهة أخرى، أعلن وزير النقل ناصر بندر، أمس، أن الأيام المقبلة، ستشهد اجتماعاً نهائياً مع شركة “هانوا” الكورية، “لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الستراتيجي، التي تتضمن إنشاء خمسة أرصفة، وتعميق قناة الإبحار للميناء إلى 21 متراً، وإنشاء النفق الذي يربط الميناء بخور الزبير، والطريق الستراتيجي الذي يربط الحدود العراقية مع الكويت”.

 

وزير الاستخبارات الإسرائيلي أكد أن بلاده في طريقها لإبرام اتفاقات سلام مع السودان ودول عربية في غضون عام

تل أبيب تعلن استعدادها لاستئناف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية

رام الله، عواصم – وكالات/الاحد 16 آب 2020

أبدت إسرائيل استعدادها لاستئناف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، بعد انقطاع لعدة أشهر. وأفادت القناة العبرية الـ “12”، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، وجه أوامره للجهات الأمنية بالاستعداد لتجديد التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية. إلى ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين أن بلاده في طريقها لتوقيع اتفاق سلام مع عدد من الدول العربية في غضون عام من الآن. ورجح إيلي كوهين، أمس، أن توقع إسرائيل اتفاق سلام مع السودان بالتحديد، كاشفا أن الاتصالات قائمة بين الجانبين الإسرائيلي والسوداني، وأن بعثات من البلدين تحضر لهذا الاتفاق المرتقب. ولم يصدر أي تعليق سوداني على ما قاله كوهين حتى الآن. على صعيد آخر، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التصعيد على غزة بقصفه مواقع قال إنها تتبع لحركة حماس، مدعياً إطلاق فصائل فلسطينية قذيفتين من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

ولم يعلن في غزة عن وقوع إصابات من جراء الغارات التي تركزت جنوبي القطاع. وحملت “حماس”، إسرائيل المسؤولية عن التصعيد في قطاع غزة، والمستمر منذ نحو أسبوع. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، إن “تعمد استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين شرقي قطاع غزة، وإصابة عدد منهم بالرصاص الحي، تجرؤ على الدم الفلسطيني وجريمة تضاف إلى سجله الأسود”. وأضاف برهوم: “إننا نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات هذا التصعيد”، مؤكدا على الحق الفلسطيني “المشروع في مقاومة الظلم والحصار بكل أدوات وأشكال النضال والكفاح، ما دام لم يتوقف العدوان وينتهي الحصار”. وقام الاحتلال الإسرائيلي بـ “تصعيد جديد” على غزة بمنعه إدخال الوقود وتقليص مساحة الصيد وإغلاق المعابر، بالإضافة إلى قصفه منازل المدنيين والمدارس. وقال مطلقو البالونات الحارقة إنهم يستخدمونها بهدف إجبار إسرائيل على تخفيف الحصار عن قطاع غزة المفروض منذ عام 2007، والذي تسبب في تردي الأوضاع المعيشية للسكان. ميدانيا… أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بحر قطاع غزة أمام مراكب الصيادين بشكل كامل. وأعلنت مصادر فلسطينية عن إصابة 5 فلسطينيين، مساء أول من أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي في احتجاجات شرق غزة.

 

طهران: الاحتجاجات النفطية تتوسّع وعمال سكك الحديد يُضربون وترامب متمسك بفرض كامل العقوبات الدولية على إيران

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/الاحد 16 آب 2020

 دخلت الإضرابات العمالية في إيران مرحلة جديدة، مع انضمام عمال قطاع السكك الحديدية إلى عمال النفط في إضراباتهم التي لا تزال تشل أغلب مصافي البلاد، وعمال قصب السكر الذين بدأوا شهرهم الثالث في إضرابهم الشامل. وتواصل إضراب عشرات الآلاف من العاملين في المصافي ومنشآت النفط والبتروكيماويات والغاز في 21 مدينة في 12 محافظة، لليوم الثالث عشر، حيث تجري الإضرابات في 51 مركزًا في كل من محافظات أصفهان وأردبيل وأذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وإيلام وبوشهر وخراسان رضوي وخوزستان وفارس وسيستان وبلوجستان ومركزي وهرمزكان.

واتسع نطاق الاحتجاجات والإضرابات لتشمل قطاع السكك الحديدية، حيث بدأ عمال سكة حديد كرج وتراورس إضرابًا، احتجاجًا على عدم دفع رواتبهم لعدة أشهر، كما توقف عمال سكة حديد خراسان عن العمل، وتجمع عمال سكة حديد طهران أمام مكتب الشركة وطالبوا بدفع متأخرات الأجور والمزايا.

في السياق نفسه، أعلن عمال قصب السكر في هفت تبه عن يومهم الستين من الإضراب، من خلال التجمع في مدينة شوش وأكدوا أنهم سيواصلون الاحتجاج والإضراب حتى تلبية مطالبهم. وشاركت أسر العمال المضربين في مسيرة احتجاجية أمام مكتب قائمقام شوش، تحت شعار “العامل يموت ولن يقبل الذل”، وأعربوا عن تضامنهم مع العمال. وأشادت رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي بصمود العمال المضربين، الذين نهضوا من أجل إحقاق حقوهم الأساسية، مشيرة إلى أنه ما دام نظام ولاية الفقيه قائما على السلطة، فإن الفقر والبطالة والتضخم سيزداد. على صعيد آخر، اعتبرت رجوي أن حظر الأسلحة على الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، شرط ضروري للسلام والأمن على الساحتين الدولية والإقليمية، مؤكدة أن السماح لهذا النظام ببيع وشراء السلاح لا حصيلة له سوى الإرهاب ونشر الحروب وتصدير التطرف. وقالت إن الشعب الإيراني بحاجة إلى تحويل النفقات الفلكية المخصصة للسلاح والمشاريع النووية والصاروخية للنظام، للصحة والعلاج ويهتف ضد الملالي وسياسة المساومة “اتركوا سورية وفكروا في حالنا – لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران”.من جانبه، دعا زعيم المقاومة مسعود رجوي إلى حل قوات “الحرس الثوري” وتخصيص ميزانيتها لمواجهة “كورونا” والصحة والعلاج، قائلا إنه “لو لم تكن لدى نظام ولاية الفقيه نية لممارسة القمع ونشر الحروب وتصدير الظلامية والإرهاب، فإن جيشًا واحدًا يكفي له ولا يجب أن يفرض نفقات مضاعفة بسبب قوات الحرس على الشعب الإيراني المكلوم والمحروم”.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الولايات المتّحدة ستردّ على رفض مجلس الأمن الدولي، بتمديد حظر السلاح المفروض على إيران باللجوء إلى آلية “سناباك”. وبينما رحبت الصين باقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخاص بعقد قمة افتراضية لزعماء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وبمشاركة زعيمي ألمانيا وإيران، لمناقشة القضية النووية الإيرانية، رجح ترامب عدم مشاركته، قائلا “إنه سيلجأ لـ “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات على إيران. في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة تدرك أنه لا يمكنها استخدام “آلية الزناد”، قائلا: “لا تتصوروا بأنهم لو تحدثوا بصوت عال وكرروا كلامهم بأنهم على حق. أميركا تدرك أنه لا يمكنها استخدام آلية الزناد”. من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه لا يحق للولايات المتحدة فرض إعادة فرض العقوبات على إيران عبر ما يسمى بـ “آلية الزناد” المرتبطة بالاتفاق النووي، نظرا لانسحابها بشكل أحادي من الاتفاق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله... كفى!...نصرالله نفسه أخبرنا عن امتلاكه مئات آلاف الصواريخ؟ فأين يخزنها وبأي شروط؟

منى فياض/الحرة/16 آب/2020

* اللبناني يصرخ: كفى، كفّوا عنا، كفوا عن لبنان. لم نعد نحتمل. شبع اللبنانيون القتل والدمار والذل. يرددون: "بدنا وطن شبعنا قتلا، شبعنا وجعا، لم نعد نستطيع أن نتوجع".

حرب إسرائيل على الفلسطينيين وعلى ياسر عرفات هدمت نصف لبنان، حلف عون ـ حزب الله بشراكة الأوليغارشية الفاسدة، هدم نصف بيروت.

لا يزال اللبنانيون يذكرون أقوال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله الفريدة من نوعها، الذي وجد أن حكم لبنان فقط لا يليق بمقامه، إذ باستطاعته حكم منطقة أكبر بكثير من لبنان. فهو ربما اعتقد أنه سيحكم أيضا سوريا والعراق وصولا إلى عدن. أو أن بإمكانه حكم العالم ذات يوم. وكنا نتمنى له ذلك لو أنه نجح في إدارة شؤون بلد صغير كلبنان.

***

في لبنان تحتار، وستحتار، كيف تعيش. لكنك لن تحتار كيف تموت. فموتك مؤمن. ستموت من تلوث المياه والتربة والهواء، أو على باب مستشفى، أو لانقطاع التيار الكهربائي فيتعطل جهازك التنفسي، أو بفيروس كورونا، أو بحادث سير، أو أنك ستنتحر لأنك ترفض ذل الجوع وامتهان الكرامة. أو ربما تقضي تحت أنقاض الجريمة ـ الكارثة لثالث أكبر تفجير حصل في العالم حتى الآن بعد قنبلتي هيروشيما وناكازاكي الذريتين. وإذا بقيت حيا تحت الأنقاض فستموت للتلكؤ في انتشالك من تحتها. وإذا نجوت من الكارثة ونزلت للتظاهر لاسترجاع حقوقك ووطنك فسوف يتكفل من عليه حمايتك بإطلاق الرصاص الحي عليك، دون أن ننسى المطاطي الذي يقتلع الأعين عن قصد.

اللبناني يصرخ: كفى، كفّوا عنا، كفوا عن لبنان. لم نعد نحتمل. شبع اللبنانيون القتل والدمار والذل. يرددون: "بدنا وطن شبعنا قتلا، شبعنا وجعا، لم نعد نستطيع أن نتوجع".

حرب إسرائيل على الفلسطينيين وعلى ياسر عرفات هدمت نصف لبنان، حلف عون ـ حزب الله بشراكة الأوليغارشية الفاسدة، هدم نصف بيروت.

لا يزال اللبنانيون يذكرون أقوال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله الفريدة من نوعها، الذي وجد أن حكم لبنان فقط لا يليق بمقامه، إذ باستطاعته حكم منطقة أكبر بكثير من لبنان. فهو ربما اعتقد أنه سيحكم أيضا سوريا والعراق وصولا إلى عدن. أو أن بإمكانه حكم العالم ذات يوم. وكنا نتمنى له ذلك لو أنه نجح في إدارة شؤون بلد صغير كلبنان.

افتقد من في السلطة، منذ حدوث الانفجار، السلوك المهني المسؤول. وفي غياب لجنة طوارئ، ترك مكان الانفجار مشرعا

منذ بداية سيطرته التامة على مقدرات الشأن اللبناني في العام 2011، تاريخ إسقاط حكومة سعد الحريري على أعتاب زيارته إلى البيت الأبيض، وعلائم الفشل الاقتصادي تتفاقم وتتسارع بوتيرة عالية مصطحبة معها الفساد. ولن أكرر مسيرة التقهقر السريع من تراكم الدين العام من الكهرباء، فضيحة العصر، إلى النفايات وغيرها بحسب المعادلة الشهيرة: "لكم المال ولي السلطة". فوصلنا إلى أفشل دولة.

انفجرت ثورة 17 أكتوبر فرد عليها نصرالله بالإتيان بحكومة اللون الواحد برئاسة حسان دياب التي أجهزت على ما تبقى من الدولة وأعلنت إفلاسها التام. لكن أحدا لم يتوقع أن تتوج المسيرة بهذه الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية، التي توجت ما أنتجه تحالف الميليشيا مع المافيا.

حتى الآن تتخبط الدولة وأجهزتها في التحقيق. لا أحد يعلم من جلب هذه المتفجرات وقام بتخزينها ولماذا؟ من يملكها ومن دفع ثمنها بملايين الدولارات وتركها لسنين في عنابر المرفأ؟ وهل نقصت وكيف ولماذا؟ وكم نوع يوجد من المتفجرات أو الذخائر خلاف نيترات الأمونيوم. ومن يدفع تكاليف العنابر الجمركية؟ هل هذا عمل أفراد محليين فاسدين أم دول ترعى الإرهاب؟ وكم من المناطق يخزن تحتها مثل هذه الهدايا القاتلة وأين كانت الأجهزة الأمنية، التي تعرف الشاردة والواردة، والمتواجدة في المرفأ؟

وهذا يجر سؤال: من الذي ارتشى للتغطية على الفجيعة ومن رشاه؟ مع ترجيح وجود مخازن أخرى في مناطق سكنية، خصوصا بعد اكتشاف متفجرات في معمل الذوق الحراري وأنفاق في منطقة الشويفات قرب مطار بيروت. نصرالله نفسه أخبرنا عن امتلاكه مئات آلاف الصواريخ؟ فأين يخزنها وبأي شروط؟

أسئلة مُتداولة مُقلقة ومُخيفة. مع ذلك لا يريد المسؤولون القبول بتحقيق دولي حفظا للسيادة! فهل المواد التي دمرت نصف بيروت، ويتبرأ الجميع من مسؤوليته عنها، بما فيهم رئيس الجمهورية القوي، فعل سيادة؟ وهل تبعية "حزب الله" التامة لإيران تحفظ السيادة؟

فجّر الزلزال الإجرامي الوجدان المسيحي الذي اكتشف أن من ادّعى حماية المسيحيين واسترجاع حقوقهم، تسبب بتشريدهم، على عادته، نتيجة عقده اتفاق مار مخايل مع سلاح "حزب الله". ثم سرقت أموالهم وأموال اللبنانيين، وضربت كل القطاعات الاقتصادية المدارة في معظمها من المسيحيين: المصرف والمستشفى، والمدرسة والفندق والمطعم والمعمل وتفشت البطالة التي بلغت أكثر من 50 في المئة. لكن الانفجار الذي أزهق أرواحهم وهدم بيوتهم وممتلكاتهم، كما أرواح وبيوت وممتلكات لبنانيين آخرين، عرّى هذا التحالف تماما وفضح وظيفته ونبههم إلى خطيئة دعم التيار العوني وحليفه "حزب الله".

لأول مرة يربط اللبناني، علنا، بين الدمار الحاصل وبين "حزب الله" والزمرة الحاكمة بمجملها. لأول مرة يهتفون يوميا: "حزب الله" إرهابي. ولأول مرة يطالبون باستقالة رئيس الجمهورية إلى جانب المسؤولين الآخرين. لسان حالهم: أجلسونا على قنبلة موقوتة "ويا غافل إلك الله!".

في المقابل، افتقد من في السلطة، منذ حدوث الانفجار، السلوك المهني المسؤول. وفي غياب لجنة طوارئ، ترك مكان الانفجار مشرعا، وجرى تناقل أخبار عن ترك حرية الدخول "للبعض" دون رقابة. أهالي ضحايا عناصر الدفاع المدني سموهم، كما ورد في أحد البرامج التلفزيونية: عناصر من "حزب الله"، وأضافوا أن بعض فرق الإنقاذ التي وصلت غداة الانفجار للبحث عن المفقودين، منعت من الدخول من الأربعاء، حتى السبت إلى نقاط معينة. تفرجوا على الأمهات الثكلى تبكي دما ودموعا دون أن يحركوا ساكنا، ودون الإسراع بانتشال الضحايا أحياء أو أمواتا. حتى يوم الاثنين ظلت بعض الفرق تُمنع من الدخول إلى المرفأ! فماذا يخبئون؟ وما الذي يريدون إخفاءه؟

أمام كل ذلك، لا يمكن تخيل أو نقل تعليقات جمهور محور "حزب الله" ـ التيار العوني الشامتة الحاقدة المتشفية من الضحايا ومن بيروت. بيروت التي احتضنت جمهور "حزب الله"، بعد حرب 2006، في قلوب أبنائها وبيوتهم.

كتبت بعد التفجير على فيسبوك: "يا من يسمونكم بيئة "حزب الله"، ماذا ستفعلون بالمواد المتفجرة المخبأة في الضاحية وتحت قراكم ومنازلكم فيما لو "خطر" لها أن تنفجر؟".

كثرت التعليقات، لكن أحدها أجابني حرفيا: "نحن بيئة ومحبي ومؤيدي "حزب الله" نقول لك، لبنان لنا. و"حزب الله" هو الدولة والدولة هي "حزب الله" عند المصلحة ونسحب يدنا منها عند المصلحة. نفعل ما نشاء كما نشاء أنّا نشاء... لك أن تعترضي ولك أن ترفعي الصوت عاليا حتى الثمالة ولنا أن نخزن السلاح ونخزن غير السلاح في بيروت وفي الضاحية وفي الجنوب وفي الشمال وفي أي بقعة من أرض لبنان (أو غير لبنان) نرى لنا في ذلك مصلحة سنفعل. لك ـ ولمتابعيك ـ في فيسبوك وعبر مقالاتك في النهار وغير النهار، في الحرة وغيرها متنفس، اكتبي ما شئت وقولي ما شئت واجتمعي مع الذين تجتمعين معهم دوريا وأصدروا بيانا مطنطنا ملعلعا واقدحونا به بما شئتم فليس لكم إلا هذا والشكوى لله (طبعا أنتم مظلومون) فلعله ينصركم ويثبت من عزمكم".

هل يرأف مرشد الحزب وقيادته بأنفسهم وبلبنان فيعودوا إلى لبنانيتهم! أم أنه وهم خيال لا طائل منه؟

أي غسل دماغ منحهم هذه القدرة؟ ألا يشعر نوابهم بالحرج من مثل هذه السموم؟ أيعتقدون أنهم استملكوا البلاد؟ ماذا سيفعلون بأنفسهم عندما تتغير الظروف؟ كيف سيواجهوننا، أم أنهم يخططون للقضاء علينا جميعا؟

سبق أن لوّحوا بالحرب الأهلية منذ بداية ثورة 17 أكتوبر. لكن اللبناني يرفض دورة جديدة من العنف والحرب الأهلية. أما إذا أصرّوا على اللجوء إلى افتعال العنف، فلسان حال اللبناني: أنتم تمارسون العنف أصلا، حوّلتم كل لبناني إلى شهيد حيّ؛ وسلاحكم المطمور يهدد لبنان كله والجواب الذي ستتلقونه: "أنا الغريق وما خوفي من البلل".

متى سيفهمون أن ما بعد 4 أغسطس ليس كما قبله؟

أعلن بيان نادي القضاة أن ما حصل هو "إبادة شعب بدأت معنوية، ثم مادية، والآن جسدية".

شباب لبنان لن يستسلم، يريدون لبنان جديد على مقاسهم غير طائفي وغير خاضع لزعيم، محايد ومزدهر يسمح لهم بعيش حياتهم كبقية البشر. لا يريدون زعيما يحميهم، يريدون حماية أنفسهم من الزعماء. يجب الانتباه في زمن إعادة رسم خريطة المتوسط وتحول لبنان إلى قاعدة أساسية في ذلك، ٰن لا يتم ذلك على حسابه وعبر تسويات ومساومات تبرم على حساب هويته وسيادته واستقلاله. يريدون حكومة مستقلة وغير مرتهنة لأي من أطراف السلطة، تطبق الدستور وقرارات الشرعية الدولية والحياد. وما يضمن ذلك تحقيق دولي محايد.

فهل يرأف مرشد الحزب وقيادته بأنفسهم وبلبنان فيعودوا إلى لبنانيتهم! أم أنه وهم خيال لا طائل منه؟

 

لبنان على موعد مع انتخابات فرعية.. وهذه أولويات “القوات”!

بولا أسطيح/الشرق الأوسط” /16 آب/2020

يُحتم الدستور اللبناني الدعوة لانتخابات فرعية خلال 60 يوماً عند شغور أي مقعد نيابي لأي سبب كان، مما يجعل لبنان على موعد مع انتخابات فرعية بعد شغور 8 مقاعد بعد تقديم عدد من النواب استقالاتهم في أعقاب انفجار مرفأ بيروت «رفضاً لإعطاء شرعية للسلطة السياسية الحالية ودفعاً باتجاه إسقاط النظام القائم». وإذا كانت بعض الأحزاب وأبرزها «القوات اللبنانية» تدفع باتجاه حل المجلس النيابي الحالي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، يرفض «الثنائي الشيعي» المتمثل في حركة «أمل» و«حزب الله» هذا السيناريو رفضاً كلياً، ما يفاقم الوضع الداخلي على وقع حراك إقليمي ودولي لا يزال يدفع علناً باتجاه تشكيل حكومة جديدة من دون إعطاء موقف حاسم بخصوص الانتخابات النيابية المبكرة. ولا يبدو واضحاً ما إذا كان وزير الداخلية سينتظر انقضاء مهلة الشهرين ليدعو لانتخابات فرعية أم أنه قد يُقدم على ذلك خلال فترة قصيرة، علما بأن الأحزاب المعنية بهذه الانتخابات لا تبدو متحمسة لها نظرا للظروف التي تمر بها البلاد والنقمة الشعبية العارمة على كل الطبقة السياسية جراء انفجار مرفأ بيروت والانهيار الاقتصادي والمالي المتواصل.

وفيما يعتبر مصدر نيابي في تكتل «لبنان القوي» الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون أنه «من غير المنطقي إعطاء أي موقف من هذه الانتخابات ونحن لا نزال تحت وقع صدمة الانفجار وبعض الضحايا لا يزالون تحت الركام»، تؤكد مصادر «القوات اللبنانية» أن موضوع خوض الانتخابات الفرعية لم يبحث بعد، لافتة إلى أنه في حال تم الذهاب باتجاه تحديد موعد هذه الانتخابات عندها سيكون لكل حادث حديث، فتتم دراسة كل الخيارات بوقتها لاتخاذ القرار والموقف المناسبين. وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أولويات «القوات» تتراوح حالياً ما بين استقالة المجلس النيابي الحالي أو العمل على تقصير ولايته، موضحة أن نواب تكتل «الجمهورية القوية» سيتقدمون مطلع الأسبوع المقبل باقتراح قانون لتقصير ولاية المجلس، «فهذه معركتنا الحالية ونحن مستمرون بها حتى اللحظة الأخيرة». وتؤيد النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان خوض المواجهة مع السلطة في أي محطة وعلى كل المستويات، وإن كانت مجموعات المجتمع المدني لم تحسم خيار المشاركة في أي انتخابات فرعية مقبلة. وتقول يعقوبيان لـ«الشرق الأوسط»: «قراري في كل مرة يكون هناك مواجهة مع السلطة هو بخوض هذه المواجهة سواء كانت على مستوى النقابي أو النيابي أو أي مستوى كان. آن الأوان كي يقرر الناس ماذا يريدون ولذلك استقلنا وإذا كنا سنترشح مجدداً فلتعرف قوى السلطة أن الإرادة الشعبية باتت ضدهم». وتشير يعقوبيان إلى أن مجموعات المجتمع المدني ستدرس «كيفية خوض هذه المواجهة، وما إذا كنا سنشارك في الانتخابات الفرعية أم لا»، لافتة إلى أن «القرار لم يتخذ بعد ولا شيء محسوم حتى الساعة».

وكانت يعقوبيان ونديم الجميل تقدما باستقالتهما وهما نائبان عن دائرة بيروت الأولى. كما استقال سامي الجميل وإلياس حنكش وهما نائبان عن دائرة المتن الشمالي. واستقال هنري حلو ومروان حمادة عن دائرة جبل لبنان الرابعة. كذلك انسحب النائب ميشال معوض النائب عن دائرة الشمال الثالثة من الندوة البرلمانية كما فعل زميله نعمة أفرام ليشغر بذلك أحد المقاعد في دائرة جبل لبنان الأولى.

ويشير الخبير الانتخابي ربيع الهبر إلى أنه من غير المنطقي الحديث عن نتائج أي انتخابات قبل تبلور المشهد العام للتحالفات التي ستحصل وما إذا كان المستقلون سيخوضون المواجهة إلى جانب أحزاب المعارضة لإسقاط مرشحي العهد أم أن الأحزاب ستتكتل بمواجهة المستقلين، لافتاً إلى أن منطق الأمور وفذلكة القوانين لا يتيحان ترشح النواب الذين قدموا استقالاتهم. ولا يستبعد رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص أن تتقاعس السلطة الحالية بالدعوة لانتخابات فرعية في موعدها متحدثاً عن تجارب كثيرة مماثلة في السنوات الماضية، علما بأن التقاعس في الحالة التي نحن فيها سيكون فاضحاً لأننا نتحدث عن 8 مقاعد شاغرة وليس مقعد واحد أو مقعدين. ويشير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النصوص القانونية وبالتحديد المادة 41 من الدستور تنص على ضرورة إجراء الانتخابات الفرعية خلال مهلة شهرين، على أن تحصل، وفق القانون الانتخاب الحالي، على أساس النظام الأكثري رغم أن القانون المعتمد هو النسبي التفضيلي الذي ينص على أنه في حال شغر أكثر من مقعدين نيابيين، وعلى أساس النظام الأكثري إذا اقتصر الشغور على مقعدين أو أقل كما هو حاصل حالياً.

 

انفضحت سمسرة النواب العونيين على خراب بيروت.. فانسحبوا

عزة الحاج حسن/موقع المدن/17 آب/2020

لا يفوّت نواب التيار الوطني الحر فرصة إلا ويحاولون استغلالها، لتسجيل أهداف وهمية في مجلدات إنجازاتهم الافتراضية والفارغة، القائمة غالباً على حساب حقوق المواطنين وكراماتهم. لكن آخر محاولاتهم لم تسلم من الانتقادات، ليس كونها استفزازية وحسب. بل لإنها تنم عن جهل قانوني ووقاحة لا حدود لهما. تمثلّت مبادرة نواب تكتل "لبنان القوي" الأخيرة بالتقدّم باقتراح قانون معجّل مكرر، يهدف إلى السماح لأصحاب الحسابات بالعملات الأجنبية في المصارف اللبنانية، بالحصول على مبلغ سقفه 15000 دولار نقداً من حساباتهم الخاصة. وذلك من أجل ترميم بيوتهم المتضررة من انفجار مرفأ بيروت، على أن تعتبر هذه الأموال سلفة على مساعدات إعادة إعمار المدينة المرتقبة.

انتقادات محقة

الاقتراح تعرّض لانتقادات كثيرة، لأنه غير مبني على مستند منطقي أو قانوني. إذ ومن حيث المبدأ فإن الممارسات التي تقوم بها المصارف اليوم من حجر وتسلّط على أموال وودائع الناس هي ممارسات غير قانونية، ولإعطائها الشرعية اللازمة يستلزم إقرار قانون الكابيتال كونترول الذي لم يقر حتى اللحظة. بمعنى أن حجز الأموال في المصارف ليس قانونياً أساساً، فكيف بنواب التيار "النوابغ" أن يتقدموا باقتراح قانون يُلزم المصارف بالإفراج عن 15 ألف دولار من حسابات المودعين المتضررين من انفجار المرفأ، والمحجور على أموالهم عنوة من قبل المصارف! تبدو مبادرة نواب "لبنان القوي" كمن يفاوض السارق على شراء المسروقات تحت مظلة القانون، بدلاً من الزج به في السجن، واسترجاع المسروقات، التي هي بالأصل ممتلكات الضحية. كيف يمكن قراءة هذه المبادرة إلا في إطار الشعبوية والترويج الانتخابي في مناطق نفوذ التيار، وكيف يمكن تفسير اقتراح القانون سوى بالمزايدات السياسية على حساب أوجاع الناس، وتسجيل أهداف على حساب مواطنين متضررين جسدياً ومادياً وحتى نفسياً؟ إنهم كالعادة، يتاجرون بحاجات الناس وعوزها لتسجيل مكاسب شعبوية تافهة.

سحب الاقتراح؟

اقتراح القانون لم يصمد كثيراً. فالانتقادات التي قوبل بها، دفعت بنائب التيار الوطني الحر نقولا الصحناوي الى الإعلان، من خلال تغريدة له على حسابه على تويتر، التوجه يوم الإثنينن 17 آب إلى سحب الاقتراح "لإعادة صياغته إذا إقتضى الأمر". ذلك لأن النص فُسّر وكأنه يشرع حجز أموال المودعين من قبل المصارف التجارية. موقف النائب الصحناوي أتى وكأنه يستهدف تصحيح الاقتراح وليس سحبه كلياً. وهو ما لن يغيّر بالأمر شيئاً. فأي قانون يستهدف إلزام المصارف بالسماح للمودعين بسحب جزء من أموالهم هو تشريع لمصرف لبنان والمصارف باستمرار الحجز على أموال الناس. وكان حرياً بالنائب الصحناوي وزملائه في تكتل لبنان القوي ممارسة الضغوط على المصارف لإلزامها تطبيق القانون، والإفراج على أموال كافة المودعين، متضررين كانوا من الانفجار أو من الأوضاع المعيشية أو من انهيار العملة أو غير متضررين على الإطلاق.

لن يمرّ

وتعليقاً على توجه هؤلاء النواب إلى تعديل اقتراح القانون، وليس سحبه كليّاً، يرى مصدر قانوني في حديث إلى "المدن"، أن اقتراح القانون مهما كانت صيغته فإنه لا يمكن أن يمرّ في مجلس النواب، خصوصاً أن قانون الكابيتال كونترول لم يتم إقراره بعد. وبالتالي فإن حجز اموال المودعين في المصارف غير قانوني. وكيف يمكن لنواب الأمة أن يقترحوا قانوناً يعترف بشكل غير مباشر بقانونية ممارسات المصارف، التي عليها أن تفرج عن أموال الناس، في ظل غياب قانون يشرع حجرها عليها، أي قانون الكابيتال كونترول، ويسأل المصدر: من قال أن كافة المتضررين من انفجار المرفأ يملكون حسابات مصرفية بالدولار في المصارف؟ ألا يعلم نواب التيار أن عدداً كبيراً من العائلات المتضررة هم من الفقراء والمستأجرين القدامى في بيروت؟

 

المحكمة الدولية: فرصة السنّة لمنح لبنان توازنه

منير الربيع/موقع المدن/17 آب/2020

تتجه أنظار اللبنانيين والمجتمع الدولي المهتم بالأزمة اللبنانية، إلى الغد، تاريخ الثامن عشر من آب: موعد صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

الحكم باب للضغط الدولي

سياسياً وعملياً، وحتى معنوياً، ثمة قناعة راسخة لدى كثيرين أن المحكمة قد استنفِدت طوال السنوات الماضية، والحكم سيكون متطابقاً للقرار الظنّي. في ما يجب أن ينصب الانتباه والتركيز على نص مقدمة إعلان الحكم. وذلك للتمييز إذا ما كان سيشير إلى حزب الله كتنظيم دفع في اتجاه تنفيذ الجريمة، أو صدوره في حق أشخاص وليس في حق تنظيم أو حزب. وهذا في ذاته مجال واسع للسجال السياسي حول الحكم وتداعياته وكيفية التصرف معه. وسيشكل حكم المحكمة باباً جديداً من أبواب الضغوط الدولية على لبنان والحكومة وحزب الله. وستخرج مطالبات كثيرة بضرورة تسليم المتهمين، وضغوط على الحكومة للعمل على تبيان أماكن وجودهم، والعمل على إلقاء القبض عليهم وتسليمهم. وهذا "من سابع المستحيلات". والمشكلة لم تعد في ما سيصدر عن المحكمة، ولا عن بعض المناكفات السياسية التي ستطفو على هوامش الحكم وتداعياته.

اغتيالُ مشروعٍ

وإذا عدنا إلى الأساس، فإن اغتيال رفيق الحريري كان اغتيالاً لمشروع، وكسراً لتوازن أرسي في لبنان منذ سنوات ما بعد الحرب، وجزء من مشروع توازن كان متقدماً في الشرق الأوسط في تلك الفترة. جاء اغتيال رفيق الحريري، بعد إسقاط صدام حسين واغتيال ياسر عرفات. ففي سنوات ثلات حذِفت ثلاثة نماذج سنّية كان لها حضورها البارز في الشرق الأوسط، لصالح تمدد المشروع الإيراني وتوسعه.إدى ذلك إلى اختلال التوازن بقوة في لبنان، وبدأ السنّة مشواراً طويلاً من التنازلات وتلقي الضربات والصفعات والنكسات، والوقوع في مكائد دولية أفقدتهم مكانتهم وقدرتهم الصمود واستجماع قوتهم. وخسر السنّة فاعليتهم وتأثيرهم منذ التسوية  الرئاسية مع ميشال عون. وحالياً أصبحوا خارج المعادلة بشكل كامل. وفي الأثناء قضي على الثورة السورية بتفاعلاتها وتأثيراتها، في مقابل تعزيز السطوة الإيرانية على كل من لبنان والعراق وسوريا.. وأخيراً اليمن.

السّنّة والدولة الوطنية

قد يشكل حكم المحكمة الدولية فرصة وحيدة، وربما أخيرة، أمام السنة، لاستعادة دورهم وحضورهم وتوازنهم. ويستلزم ذلك ألا تحصر نتيجة الحكم في قضية الحريري بعائلة ولا بطائفة، بل بمشروع كان واضح المعالم ولا بد من استعادته، والتركيز على الأهداف التي تحققت بفعل اغتياله. صحيح أن السنة يعتبرون أنفسهم أولياء الدم. ولكن لا بد لهم من إيجاد فرصة لاستعادة الحضور والتأثير والفاعلية في منظومة الحكم على القاعدة المعروفة عنهم تاريخياً. وهي أنهم الجزء المؤسس للدولة الوطنية في هذه المنطقة، وعدم الانزلاق إلى زواريب الطوائف والمذاهب. وبذلك تبدأ استعادة التوازن الذي اختل بعد اغتيال رفيق الحريري. أول الخطوات على طريق تعزيز هذا الحضور، هي إعادة الاعتبار لموقع رئاسة الحكومة، التي ما عادت تمثل السنّة ولا تجد لها حاضنة، فيما يسيطر عليها حزب الله وجبران باسيل. وتشكيل حكومة جديدة متوازنة وقادرة على تفعيل العلاقات العربية والدولية، وتعمل على وضع قانون انتخابي جديد. وليس على طريقة استبدال وزير مستقيل بوزير موظف.

عون في الغيوم

من المضحك المبكي، قبل فترة، أنه فيما كان وزير خارجية فرنسا منهمكاً في البحث عن أفق لحلّ المشكلة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي تهدد لبنان وكيانه وجودياً، كان رئيس الجمهورية ميشال عون يصرف اهتمامه كله ويركزه في التفكير بـ"أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، وباحتفالية مئوية لبنان الكبير. وعندما كان إيمانويل ماكرون يجول في الأحياء المنكوبة ويواسي السكان بانفجار المرفأ، كان عون ما زال يتحدث عن إنجازه الوهمي بما يسمى "التحقيق الجنائي" المالي! هذا فيما قد لا يبقى من لبنان بعد اليوم سوى الاسم والذكرى، في حال بقي المسار على حاله، واستمرت حروب التهميش والاستضعاف والاستقواء. إن هذا السلوك مؤشر على التحلل الذي يعيشه لبنان، والذي لا يمكن أن يستقيم وأن تتحقق فيه أكاديمية الحوار هذه، في ظل الإمعان في تهميش المكونات، أو بإحياء حلف الأقليات. وهما مشروعان تفتيتيان أو يقومان على نظرية تفوّق طائفي شبه عنصري. ولا يمكن لأي جهة أن تواجه مثل هذه المشاريع إلا إذا كان السنّة على رأسها. وهذه هي فرصتهم اليوم.

 

المحكمة الدولية: مصير الوديعتين الإيرانية والسعودية في لبنان (1)

محمد أبي سمرا/موقع المدن/17 آب/2020

بعد أكثر من 15 عاماً على الجريمة، تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يوم الثلاثاء 18 آب، حكمها على المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، في الوقت الذي يشهد فيه لبنان تفجيراً إجرامياً أشد فظاعة وهولاً كاد يطيح بالعاصمة بيروت. وهو حدث يتوج مساراً من التدمير السياسي والاقتصادي والعمراني والثقافي ابتدأ في شباط 2005 ولا يزال. ومع ترقب صدور حكم المحكمة، ننشر هنا، على حلقات ثلاث، تدويناً لمسلسل الكوارث الذي دشنه انفجار 14 شباط 2005.  لم يبقَ شيءٌ سوى الأنقاض من ما أنجزه عهد رفيق الحريري في بيروت ولبنان تسعينات القرن العشرين. وكان الرجل استهل في بدايتها حياته السياسية "وديعةً سعودية" لدى حافظ الأسد، والي نظامه الأمني في حكم سوريا (منذ 1970)، فضم إليها لبنان بعد "إتفاق الطائف" في العام 1990، وحكمهما من دمشق. لكن الكوارث التي عصفت ببيروت ولبنان في الشهور الأخيرة، لم يتوقف ما دمرته على ما أُنجز بعد "اتفاق الطائف" الذي أوقف حروب لبنان، بل هي  قضت على ما أنجزه اللبنانيون في بلدهم طوال قرن ونيف من تاريخهم الحديث.

سماءٌ وأفق حجريان

فها الانهيار والاختناق والاهتراء والرعب والضياع وانسداد الأفاق إلا من الظلام، تحيق كلها بلبنان وأهله، وتكتمل أخيراً بالانفجار الكبير المهول في مرفئها، فدمّره تدميراً كاملاً، كأنما زلزال ضربه وضرب محيطه: وسطَ بيروت وأحياء الكرنتينا، الجميزة، مار مخايل، الأشرفية، الرميل، والمدور، فصدّعها وأخلاها من حياة سكانها، مخلفاً فيها عشرات القتلى ومثلهم من المفقودين، وألوفاً من الجرحى النازفين في الشوارع، والمصعوقين المشردين التائهين وسط الحطام والركام والردم والزجاج المتناثر في كل مكان. كأنما مسلسل كوارث لبنان اكتمل بهذا الزلزال التوراتي العاصف في نحو السادسة وبضع دقائق من مساء الثلاثاء 4 آب. فأيقن سكان بيروت أنهم في لحظات نهايات العالم الموصوفة في الخرافات والأساطير الدينية. وقد تكون تلك اللحظات جمعاً وتكثيفاً جحيمياً أو قيامياً أخيراً لما خبروه وعاشوه مديداً، موزعاً ومفرقاً على سني حروبهم وأعمارهم من رعب وهلع ومآسي.

وقد تكون سني "العشرية اللبنانية السوداء" في ثمانينات القرن العشرين، الأشد عنفاً وقسوة عليهم، عندما بلغت حروبهم المتناسلة ذروتها، وشهدوا قبيل منتصفها ولادة "الوديعة العسكرية والأمنية الإيرانية"، السرية والحربية التي أرتهم، حين ولادتها في بلدهم، أقله مشاهد ثلاثة توراتية لا عهد لهم بها في حروبهم.

والوديعة الإيرانية تلك راحت منذ العام 1993 تستنزف الوديعة السعودية العلنية المسالمة، ولبنان كله بحروبها الإقليمية مع إسرائيل، بأمرة سيديها في دمشق وطهران. وفي العام 2005 حوّلت اغتيال رأس الوديعة السعودية نصراً لها، واستمرت في تسجيل انتصارات ساحقة، مدويّة ومتلاحقة عليها، بل أخضعت لبنان كله وجماعاته كلها إلى سلطانها العسكري والأمني. وها هو لبنان يختنق ويتلاشى، وتختنق وتتلاشى جماعاته كلها، فيما تتعملق الوديعة - المنظمة الإيرانية إياها، لبنانياً وإقليمياً ودولياً، ويتعملق من ورائها مجتمعها العضوي اللصيق، ويذهبان بعيداً في صلفهما وعظامهما الهستيري. وهي كتمت أنفاس اللبنانيين جميعاً وأرهقتهم، ورمتهم في اليأس الكبير من بلدهم الذي صاروا غرباء فيه وعنه. وقد بلغ يأسهم من الحياة والعالم حالاً من الضياع الكامل أمام "أفق حجري (وتحت) سماء حجرية" (محمد العبدالله)، فيما هم يتلاشون ويغرقون في الفقر المدقع والحتلل والركام والخيبة المظلمة.

وقد انصرف العالم عنهم وعن لبنانهم، بعدما تغير العالم وسياساته وأساليب الحروب فيه، فصارت عقوبات اقتصادية، تجارية ومالية، وحروب سرية وإلكترونية عبر الأنترنت، وتُديرها أجهزة أمنية واستخباراتية بالأقمار الصناعية من مكاتب في مباني زجاجية حول العالم. وربما صارت الحروب الأهلية التي خبرها اللبنانيون وعاشوها في عشريتهم السوداء، من مخلفات تاريخ الحروب.

ديار العشريات السوداء

وكان العالم في تلك "العشرية السوداء" (الثمانينات) منشغلاً بلبنان وحروبه الأهلية، الإقليمية والدولية الملبننة. وها هو اليوم أيضاً منشغل بإفلاسه وخرابه وبتحكّم "الوديعة الإيرانية" به تحكماً خانقاً يعزله عن العالم، ويجعله دولة فاشلة، يئس العالم من إنقاذها بعدما صارت محميّة أو مستعمرة إيرانية خالصة، بات العيش فيها بالغ الضيق والكآبة والقسوة. والوديعة الإيرانية هذه رعاها حافظ الأسد في لبنان، قبل رعايته الوديعة السعودية الحريرية. وحصل توليد تلك الوديعة الحربية السرية في أعنف أوقات الحروب وأحلكها على العاميين الشيعة واقتلاعهم وتهجيرهم ورميهم في العراء. فسبقت تلك الولادة بحوالى سنين عشر تقريباً ولادة الوديعة السعودية. وكانت الوديعتان كالماء والنار، على طرفي نقيض تماماً، وفي رعاية الأسد ونظامه الأمني الأخطبوطي إياهما، اللذين رعيا ودائع كثيرة في لبنان، فجعلاه - أقله منذ سبعينات القرن العشرين - مختبراً لسوس اقتتال الجماعات اللبنانية واحترابها، ومنعها من التخاطب إلا بالسلاح والثارات والمقاتِل والاغتيالات. وهذا ما لم تنجُ منه سوريا الأسد التي صارت تتناتشها اليوم ذئاب الشرق الأوسط والعالم، ليظل بشارها أميناً لإرث أبيه، وليعيد بمَقَاتِله فيها طوال العشرية السورية السوداء (2011 - 2020) عددَ سكانها إلى ما كان عليه في مطلع سبعينات القرن العشرين: نحو 10 ملايين نسمة، عندما تولى والده قيادتها، وجعل الأبد خادماً لعائلته. وبما أن الأبد أو الخلود توقيفٌ أو محوٌ للزمن، فلمَ يتكاثرُ عدد سكان سوريا، ويُقلِقون أمن وراحة عائلة الأبد ورهطها الأمني للإخضاع والنهب المافيوي، ويكلِّفونها بتزايدهم وتغيُّرهم ما لا طاقة لها على احتماله: إرادة الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة وسلام، بعدما غيّبه ومحقه الأبد الأسدي.

ففي بداية قوْمَةِ السوريين ثائرين على أبدهم ذاك، قالت أم بشار لابن الأبد: كم يكون والدك مسروراً، وترتعش عظامه في قبره، حين يعلم أنك أعدت عدد سكان سوريا إلى ما كان عليه عندما سمّاها سوريا الأبد الأسدي.

لبنان ديار الودائع

وكانت وديعة إيران الخمينية لدى أسد سوريا في لبنان، سرِّية ظلامية ومسلحة، لإنتاج الشهداء الكربلائيين الحسينيين وتكثيرهم، وليكون لتلك الإيران منظمة عسكرية خلاصية، هي موطئ قدمها على شاطئ المتوسط. ورعى الأسد تلك الوديعة واستعملها بالتضامن والتكافل مع صاحبها في طهران. ولما حان موعد إيقاف الحروب في لبنان مطلع التسعينات، بمبادرة دولية - عربية، للسعودية فيها دور بارز ووديعة، فرك الأسدُ يديه مدركاً أن ذلك لن يكون بلا ثمن من بيت مال أغنى دولة عربية.

وإذا كانت الوديعة الأولى الإيرانية لا تدرّ ذهباً، بل مقاتلين وشهداء ودماراً وظلاماً، فإن الثانية، السعودية الحريرية، مزراب ذهب. وفيما الأولى تعمل في الخفاء، فتُرعب العالم بظلاميتها، أو يخشاها العالم ويتقزّز منها، عملت الثانية في العلن لإعمار لبنان وسط ترحيب العالم ورعايته، بعدما كان غارقاً في العتمة والخراب. فوزّعت الرشى والعطايا في الخفاء واشترت من استطاعت شراءه وتباهت بالضوء، وجعلت لبنان - بإرادة منها أو صاغرة مرغمة - حديقة خلفية لأسد سوريا، وتحسين صورته راعياً لوديعتين متناقضتين. لذا أُرغم العالم على استرضائه ومحاباته، كي لا يتهدّد الوديعة الحريرية العلنية المسالمة، ولبنان معها، بالاختناق والموت، وكي يضبط الوديعة الإيرانية السرية والحربية بمقادير محددة، ويطلقها بمقادير محددة، ساعة يشاء ويرى ذلك مناسباً. وهكذا صار الأسد راعي الوديعيتن المتعارضتين المتناقضتين في لبنان. فجعله مزرعته لتوليد الأحقاد وإحياء الخامدة منها وتأجيجها، وسوقاً للابتزازات والمقايضات في السياسات الإقليمية والدولية ومحاورها: يتقاضى من إيران ريوع رعايته وديعتها ومنظمتها السرية السوداء في لبنان. فاستعمله أرضاً محروقة، تقاتل منها المنظمة الإيرانية الشيعية الملبننة إسرائيلَ لحساب سيديها المتشاركين في إدارتها لحسابهما الخاص، بذريعة تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، بعدما كان الأسد قد ساهم مساهمة أساسية في استدراج إسرائيل لاحتلاله. ومن السعودية ووديعتها المسالمة بعد توقف الحرب الأهلية في لبنان، راح الأسد يتقاضى أيضاً ريوعَ وإتاوات إعادة إعماره. وهذا ما جعله معتمَدَاً إقليمياً ودولياً في لبنان، فراح العالم يحسب له ولسلطانه فيه حساباً، فيما استعمل هو سلطانه هذا لابتزاز العالم والسعودية التي تبيض له الذهب. وكان الأسد في بدايات حروب لبنان التي رعاها ونفخ فيها باستمرار، قد أغرى العالم وخدعه بأنه هو من يحمي المسيحيين من اجتياح الفلسطينيين والمسلمين ديارَهم في لبنان، فسُمح لجيشه ومخابراته بدخول الديار اللبنانية، ليتحول سريعاً إلى مدبِّر مَقَاتل المسيحيين والمسلمين والفلسطينيين معاً وصانعها. لذا أُرغمت الميليشيا المسيحية اللبنانية على التعامل والتحالف مع إسرائيل، للخلاص من سلطان الأسد والمنظمات الفلسطينية المسلحة في لبنان، الذي أغرقه هذا كله في عشريته السوداء في الثمانينات.

جنرال معاهد الأسد

وفي نهايات تلك العشرية، شاءت أقدار لبنان السوداء أن يصل أو يتسلل جنرال الخديعة المسيحية واللبنانية إلى القصر الجمهوري. فحمله سكره الهستيري الطفلي والعسكري بالمنصب، مع جوعه العظامي إلى السلطان، على خوض الجولتين الحربيتين الأخيرتين من حروب لبنان. وهو خاضهما عشوائياً ومتناقضتين، واضعاً نصب عينيه وسكره وجوعه المكوثَ في القصر الجمهوري فحسب، ولو من طريق ولائه للأسد، ومهما كلّفَ ذلك المكوث البلادَ من دمار ودماء.  وكان جنرال الخديعة في سلوكه هذا، أحد أفضل خريجي معاهد الأسد اللبنانيين في زحفه الدامي المقدس والمخادِع إلى السلطة: إن لم يكن من طريق الحرب المخادعة على جيش الأسد في لبنان، فمن طريق شنه ببقايا الجيش اللبناني حرباً أهلية مدمرة على أعداء الأسد المسيحيين، مقدماً بذلك أوراق اعتماده الدامية لنيل حظوة الأسد. لكن جيش الأسد سرعان ما طرده من القصر الجمهوري، واستولى على القصر ولبنان كله مدمراً خرِباً، ومشْرَعاً للوديعة الإيرانية التي لم يُبقِ الأسد سواها منظمة مسلحة في لبنان. فاشتد عودها وصلفها وتصلّبها في غابة الشهداء وروضاتهم التي جُعِلت لأهل الشهداء وطائفتهم المكان الأبهى إشراقاً في لحظات الحياة الدنيوية كلها. وبعدما بدأ وضعُ خاتمةٍ مروِّعة ومدوية، لبنانياً وإقليمياً وعالمياً، لوديعة السعودية في لبنان - اغتيال مؤسسها رفيق الحريري في العام 2005، عقب بلوغها سنّ الرشد اللبناني الذي أغراها بالخروج عن طاعة الأسد الإبن - عملت الوديعة الإيرانية وأسدها الإبن في لبنان على شحذ ثارات جنرال الخديعه المسيحية وأحقاده على الحريرية. ثم وعداه بتفكيكها وتحطيمها، للحلول محلها والتنعّم بديلاً عنها بخيرات لبنان، بعد تنصيبه رئيساً للجمهورية. وهكذا صار جنرال الخديعة رئيساً لشيعة مدنية، ووديعة إيرانية توهم شطراً غالباً من المسيحيين بأنهم استعادوا قوتهم وسلطانهم، ثاراً من الحريرية الفاسدة، فراحوا ينشدون يومياً أهازيج تطهيرهم الدولة والمجتمع اللبنانيين من الفساد الحريري، فيما هم يستغرقون فيه نهمين شرهين وجائعين مثل جنرالهم، من دون أن يفعلوا شيئاً يذكر سوى بثّ الثارات والتشفي. فلم ينجزوا عملاً أو مشروعاً واحداً ذا منفعة عامة أو خاصة. وهم في هذا على خلاف الحريرية تماماً، والتي كان الفساد رشىً تقدمها تارة من مالها وطوراً من مالية الدولة وخزيتها، لإخراج لبنان من العتمة والخراب والتعاسة والفقر. وهذه لم يفعل جنرال الخديعة شيئاً في تاريخه كله سوى مساهمته فيها: مرة بحربين متناقضتين دمرتا ما كان تبقى من العمران المجتمع المسيحيين في نهايات العشرية اللبنانية السوداء. ومرة بوصوله ورهطه الجائع إلى القصر الجمهوري، وسطوهم على المناصب ونهبم ما تبقى ممكناً نهبه في خزينة الدولة. (يتبع)

 

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: تجاهل الآمر والمخطِط

سامي خليفة/موقع المدن/17 آب/2020

بعد نحو 13 عاماً على تأسيسها، بموجب مرسوم صادر عن الأمم المتحدة، تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 18 آب الجاري، حكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في تفجير ضخم بسيارة مفخخة استهدف موكبه مقابل فندق سان جورج وسط بيروت، بتاريخ 14 شباط 2005. وستنطق المحكمة بحكمها غيابياً بحق أربعة متهمين تقول إنهم ينتمون إلى حزب الله، في قضية غيّرت وجه لبنان ودفعت لخروج القوات السورية منه.

الخلافات السياسية

مزق الانفجار شرفات على طول الشاطئ، وتحطمت النوافذ على بعد عدة مبانٍ، وتردد صداها في جميع أنحاء بيروت، تاركاً مدينة حُطمت بسبب الخسائر التي لا تُحصى.. حدث ذلك قبل 15 عاماً وخمسة أشهر وثلاثة أسابيع، عندما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، و21 شخصاً آخرين، في تفجير سيارة مفخخة دمرت الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية، وأحدثت اضطراباً في الشرق الأوسط. وقد أعادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فتح ملف اغتيال الحريري، بينما يكافح سكان لبنان البالغ عددهم 6.8 مليون نسمة في مواجهة صدمة التفجير الهائل الذي وقع يوم الثلاثاء 4 آب، وأودى بحياة أكثر من 180 شخصاً وسوّى مساحات شاسعة من العاصمة. وتلفت الصحيفة إلى الخلاف الذي نشب بين الأحزاب السياسية اللبنانية حول ما إذا كانت ستدعو إلى تحقيق دولي على غرار التحقيق في اغتيال الحريري. وتذكر بأن إجراءات قضية الحريري كلفت نحو 700 مليون دولار، واستغرقت سنوات عديدة، وأصبحت "صناعة افتراضية" في حد ذاتها مع ما يقرب من 411 قاضياً بدوام كامل. هؤلاء جميعهم من أجل محاكمة لم يحضرها حتى المتهمون الأربعة وهم أعضاء في حزب الله، لم يُعرف مكانهم وحوكموا غيابياً.

الانقسامات تتجدد

تشير الصحيفة الأميركية إلى أن قضية الحريري، مثل التفجير الذي دمر بيروت قبل أيام، هي مؤشر بارز على افتقار المساءلة والخلل الحكومي والانقسامات السياسية المتقلبة التي ابتُلي بها لبنان منذ فترة طويلة. وما يزيد الطين بلة، أنه حتى قبل الانفجار العظيم في المرفأ، كانت البلاد تعاني من ديون هائلة وأزمة اقتصادية متسارعة وفساد وتفشي لجائحة كورونا وعبء استيعاب أكثر من مليون لاجئ حرب من سوريا. ولكن، كما حدث مع اغتيال الحريري، أدت المأساة الأخيرة إلى تأجيج الانقسامات السياسية العميقة في لبنان. وبدوره نفى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، التكهنات بأن الانفجارات ربما تكون ناجمة عن مخبأ للأسلحة تابع للحزب. من هنا، فإن النوع ذاته من الانقسامات في قضية الحريري يلوح في الأفق اليوم، حين رفض حزب الله محكمة الحريري باعتبارها أداة يستخدمها أعداؤه. في وقت اغتياله، كان الحريري الذي جمعته روابط قوية مع حكام فرنسا والمملكة العربية السعودية، يشتبك مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان جيش بلاده يحتل لبنان منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. وكان يسعى إلى إنهاء الهيمنة السورية. كما عارض الحريري الأب علاقات حزب الله الوثيقة مع سوريا وإيران.

ماذا عن دور سوريا وإيران؟

مباشرةً بعد اغتيال الحريري، توجهت أصابع الاتهام إلى سوريا. وأشار تحقيق مبكر للأمم المتحدة إلى تورط مسؤولين سوريين كبار وشركائهم اللبنانيين. وتحت ضغط دولي هائل، انسحبت سوريا من لبنان بعد شهرين. لكن الأدوار المحتملة لسوريا وإيران في الاغتيال كان من الصعب للغاية إثباتها ولم يتم التدقيق فيها في المحاكمة، وهي زلة قوبلت بانتقادات واسعة. وعن هذا الموضوع، يقول جينايل ميترو، وهو رجل قانون عينته المحكمة الخاصة بلبنان كمحامي دفاع: "الشيء الأكثر إثارة للصدمة في القضية هو مدى ضآلة الاستثمار في معرفة من أمر بالاغتيال وخطط له ومن كان له مصلحة في قتل الحريري. هناك جريمة قتل لم يُحدد الدافع خلفها".

تحقيقات ميليس

بتفويضٍ بالتحقيق في جرائم الإرهاب استناداً إلى القانون اللبناني، تم تكليف المحكمة بطاقم مختلط لبناني ودولي. وبما أنها ليست هيئة تابعة للأمم المتحدة، دفع لبنان نصف ميزانيتها والنصف الآخر من الميزانية وفرته حكومات غربية، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة. كانت الصعوبات واضحة منذ البداية. واضطر المحققون الذين أرسلتهم الأمم المتحدة إلى العمل في ظل إجراءات أمنية مشددة في بلد كان يعيش مع التفجيرات. ترافق ذلك مع خشية الشهود من الإدلاء بشهادتهم. أما ديتليف ميليس، المدعي العام الألماني الذي أرسلته الأمم المتحدة بعد وقت قصير من الاغتيال، فقد أفاد بأن السلطات السورية كانت تُعيق عمله. حدد ميليس ما يقرب من 20 مشتبهاً بهم، من بينهم أربعة ضباط أمن لبنانيين كبار ومسؤولين سوريين كبار. وما هي إلا فترة وجيزة، حتى ترك ميليس التحقيق، بعد أن تأكد من أن مسؤولي الأمم المتحدة لم يعد بإمكانهم ضمان أمنه. وبأن تحقيقه قد يشعل حرباً طائفية في لبنان.

ومع افتتاح المحكمة قبل 11 عاماً، قال محامون مقربون من النيابة إن الأدلة حول دور كبار المسؤولين اللبنانيين أو السوريين لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب في المحاكمة. وتم الإفراج عن أربعة ضباط أمن لبنانيين رفيعي المستوى على إثر ذلك.

عدالة غير كاملة

تعليقاً على عمل المحكمة الخاصة بلبنان، يقول مايكل يونغ، كبير المحررين في مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط في بيروت : "أعتقد أن هناك رغبة في عدم الوصول إلى دوافع القتل لأسباب سياسية رغم توفر معلومات مهمة في السنوات القليلة الأولى". بدوره، يؤكد المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان نورمان فاري، للصحيفة، إنه يأمل في تحقيق نوع من العدالة، ربما "عدالة غير كاملة" حتى من دون حضور المتهمين. وعند سؤاله عن سبب عدم تحديد النيابة لمن يقف وراء عملية القتل، أجاب المتحدث باسم المحكمة، واجد رمضان، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا يمكن لمؤسسة قضائية محاكمة الأشخاص إلا بناءً على أدلة يمكن تقديمها للمحكمة". والجدير بالذكر أن المحاكمة ركزت بشكل كبير على الأدلة الفنية. وأنتج المدعون خرائط تفصيلية لوقت ومكان إجراء المكالمات من الهواتف المحمولة للمتهمين، ما يدل على تتبع منهجي لتحركات الحريري. حتى أن الادعاء أجرى إعادة تمثيل للانفجار في قاعدة عسكرية في جنوب فرنسا.

عدالة أو لاعدالة

يلفت جينايل ميترو، الذي يدرس الآن القانون في المركز الأيرلندي لحقوق الإنسان في غالواي، إن الهدف الأساسي من المحاكمة في قضية الحريري غير واقعي. ويضيف "نحن محامو الدفاع ساهمنا في جعلها تبدو وكأنها محاكمة حقيقية. كان علينا أن نجادل، لكن لم يكن لدينا دليل حقيقي على أن المتهمين كانوا على قيد الحياة". وعلى المقلب الآخر، قال مؤيدو المحكمة، إن هدفها كان "تمكين" القضاء وإدخال حقبة جديدة من المساءلة في بلد ومنطقة لها تاريخ في تسوية الخلافات السياسية بالاغتيال. لكن سرعان ما انقسمت الآراء حين استنكر معارضو الحريري ذلك باعتباره "أداة لمهاجمة سوريا وإيران".

وحسب الدكتور ساري حنفي، عالم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي درس التصورات اللبنانية عن المحكمة، فإن "الاستقطاب المحيط بالمحاكمة يعكس فشل لبنان في معالجة صدمة الحرب الأهلية التي دارت بين عاميّ 1975 و1990".

شكوك حول فعالية المحكمة

بالنسبة لبعض منتقدي مجال العدالة الدولية الآخذ في الاتساع، أثارت محكمة لبنان، حسب الصحيفة، شكوكاً جديدة بشأن فعالية إنشاء مؤسسات خاصة مكلفة للتعامل مع الجرائم البعيدة والمعقدة.

لذلك يقول ويليام شاباس، أستاذ القانون في جامعة "ميدلسكس" في لندن، عن محكمة لبنان: "كان هذا استخداماً غير متناسب للموارد، نظراً للعدد القليل من الضحايا، مقارنةً بالفظائع في أماكن أخرى من العالم. سيكون الأمر رمزياً في النهاية لأنه لا يمكن معاقبة أي شخص يُدان. وإذا تم العثور على المتهمين، فسيتعين محاكمتهم مرة أخرى".

 

حسن نصرالله… الواقع والأرقام

خيرالله خيرالله/العرب/17 آب/2020

متى يتصالح نصرالله مع الواقع ومع الأرقام؟ هذا هو السؤال الذي يستتبعه سؤال أكثر أهمّية منه هو هل يمتلك “حزب الله” حرّية السير في سياسة لبنانية على علاقة بهموم اللبنانيين.

سلاح حزب الله يغطي السلطة الفاسدة

كيف يمكن تصديق أيّ كلمة قالها الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان حسن نصرالله في خطابه الأخير؟ كانت مناسبة الخطاب ذكرى مرور 14 عاما على نهاية حرب صيف العام 2006. راح يتحدّث في كلمته عن انتصارات تحققت على إسرائيل. في الواقع هناك انتصار وحيد تحقّق نتيجة حرب صيف 2006، هو انتصار “حزب الله”، أي إيران، على لبنان واللبنانيين. شيئا فشيئا، تحوّل لبنان، بعد حرب 2006 إلى بلد بائس مغلوب على أمره في عزلة عربية ودولية وفي أزمة اقتصادية ليس أفضل ما يعبّر عنها أكثر من انهيار النظام المصرفي اللبناني واحتجاز أموال المودعين من لبنانيين وعرب وأجانب. إذا كانت كلّ الانتصارات من هذا النوع، فما الذي يمكن الحديث عنه عندما تكون هناك هزيمة، بكلام أوضح، ما هو المفهوم العلمي للهزيمة التي كان تفجير ميناء بيروت، بكل ما حمله من مآس، فصلا أخيرا متمّما لها؟

هناك لغتان تفسّران الحال التي بلغها لبنان. هناك لغة الواقع وهناك لغة الأرقام. بلغة الواقع، لو كان لبنان انتصر فعلا في حرب صيف 2006 التي افتعلها “حزب الله”، لما كان البلد في حال يرثى لها. هذا هو الواقع الذي يعيش فيه البلد. بعد 14 عاما على صدور القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، لم يعرف لبنان كيف يستفيد من هذا القرار الذي يستند إلى قرارات سابقة بينها القرار 1559 للعام 2004 وهو قرار يعني بين ما يعنيه انسحاب كلّ القوات الأجنبية من لبنان وحلّ الميليشيا الوحيدة الباقية، أي “حزب الله”.

بلغة الأرقام، فقد الاقتصاد اللبناني ما يزيد على نصف حجمه. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ الثقة العربية والعالمية بلبنان لم تعد موجودة. بيروت نفسها لم تعد موجودة. صمد لبنان طويلا في مواجهة ثقافة الموت التي سعت إلى القضاء عليه. صمد طويلا منذ العام 1969 تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي أسّس لحرب 1975 ثم للحروب الأخرى التي لم ينهها الخروج العسكري الفلسطيني من لبنان… بل استمرّت مع حلول السلاح الإيراني مكان السلاح الفلسطيني برعاية النظام السوري.

بعد مضي 14 عاما على انتهاء حرب صيف 2006، التي كان الهدف منها خلق حدث كبير للتغطية على جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى التي طالت أشرف اللبنانيين، من سمير قصير إلى محمّد شطح، نجد لبنان في حال لا يحسد عليها.

يبدو مطلوبا من “حزب الله” تكريس هذه الحال التعيسة والمزرية التي أصبح فيها اللبنانيون فقراء. أصبح لبنان من دون مدارس. لم يعد هناك مستشفى لبناني يعمل على نحو طبيعي في ظلّ رئيس للجمهورية اسمه ميشال عون ليس معروفا هل هو على تماس مع ما يدور على أرض لبنان أم يعيش في عالم آخر.

عندما يشيد حسن نصرالله في خطابه بميشال عون ومواقفه، ليس معروفا بماذا يشيد في الواقع. هل هو يشيد برجل مستعد للوصول إلى رئاسة الجمهورية بأي ثمن كان، بما في ذلك تحالفه مع صدّام حسين في 1988 و1989 و1990 عندما رفض حافظ الأسد الموافقة على أن يكون رئيسا للجمهورية؟

بأيّ ميشال عون يشيد حسن نصرالله؟ هل يشيد بالدور الذي رُسم له كي يلعبه عندما ذهب إلى واشنطن وأقرّ الكونغرس قانون محاسبة سوريا في مرحلة ما بعد الاجتياح الأميركي للعراق؟

في كلّ الأحوال، هناك وضع لبناني جديد لا يجوز فيه الحديث عن عهد لم يعد له أي وجود. متى يتصالح حسن نصرالله مع الواقع ومع الأرقام؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يستتبعه سؤال أكثر أهمّية منه هو هل يمتلك “حزب الله” حرّية السير في سياسة لبنانية على علاقة بهموم اللبنانيين وتطلعاتهم. إن اللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق يطالبون، في معظمهم، بالتصالح مع الواقع والأرقام. ليس كافيا تهديد اللبنانيين بـ”الغضب” كي يتذكّروا غزوة بيروت والجبل في أيّار – مايو 2008.

كانت تلك الغزوة التي استهدفت أهل بيروت والجبل بغطاء من ميشال عون وجماعته حلقة في الانقلاب الذي توّج في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016 بانتخاب مجلس النوّاب لميشال عون رئيسا للجمهورية. كان ميشال عون نفسه يصف هذا المجلس المنتخب في العام 2009 بأنه “غير شرعي”. صار هذا المجلس شرعيا بين ليلة وضحاها بمجرّد انّه انتخب ميشال عون رئيسا للجمهورية!

من حقّ اللبنانيين سؤال حسن نصرالله عن هدف “حزب الله” من وراء تمسّكه بسلاحه، خصوصا أنّ التفجير الذي حصل في ميناء بيروت كشف أنّ هذا السلاح لم يستخدم سوى لتغطية الفساد في لبنان. ليس ضروريا أن يكون “حزب الله” يخزّن سلاحا في عنابر ميناء بيروت الذي يستطيع أن يفعل فيه ما يشاء، كما يعرف كلّ تفصيل من التفاصيل المتعلّقة بسير العمل فيه. لكنّ الضروري أن يعتذر الحزب من اللبنانيين لأنّ سلاحه تولّى تغطية سلطة فاسدة. من ثمار الفساد وصول حسّان دياب إلى موقع رئيس مجلس الوزراء.

في النهاية، لا تفيد المكابرة في شيء. عندما يصل لبنان إلى ما وصل إليه في “عهد حزب الله” و”حكومة حزب الله”، لا مجال للكلام عن أي انتصارات من أي نوع. هناك انتصار واحد حققه “حزب الله” هو الانتصار على لبنان وعلى ثقافة الحياة فيه… وهناك هزائم على مدّ العين والنظر في غياب رؤية واضحة لما يريده “حزب الله” غير رؤية إيران التي تعتبر لبنان مجرّد “ساحة”.

في غياب أيّ قدرة على كسر طوق الهيمنة الإيرانية، لا مجال لأيّ مصالحة بين حسن نصرالله من جهة والواقع والأرقام من جهة أخرى. في غياب مثل هذه المصالحة، التي تعني أوّلا أن الانتصار على لبنان ليس انتصارا على إسرائيل، ليس أمام اللبنانيين سوى الرهان على الوقت وعلى ما طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي عن “الحياد النشط”. ما طرحه الراعي ليس من بنات أفكاره، خصوصا أنّه معروف كيف أصبح المطران الراعي بطريركا، بمقدار ما أنّه محاولة أخيرة من المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان. أنّه لبنان، البلد العربي المتعدد الطوائف والمنفتح على العالم، الذي يتعرّض لضغوط من أجل تحوّله إلى مجرد أداة إيرانية في “عهد حزب الله” و”حكومة حزب الله” المستقيلة، وهي حكومة حققت إنجازا واحدا هو تتفيه التفاهة ولا شيء آخر غير ذلك. هذا إنجاز في حدّ ذاته

 

الحكومة.. رحلة النفق طويلة

عصام الجردي/موقع المدن/17 آب/2020

ضاقت الخيارات أمام "حزب الله" ورئيس الجمهورية ميشال عون لتأليف حكومة لا يكون سعد الحريري على رأسها. لكن هذا لا يعني الموافقة على شروط الحريري لإطلاق يده في التأليف وعدم إشراك ممثلين عن الحزب ورئيس "التيّار الوطني الحرّ" جبران باسيل فيها. هذه تبقى أولوية لعون. لذلك يرفض الفريقان، الحزب والرئيس، تأليف حكومة حيادية. كلاهما عون والحزب يعلم أنّ تلافي سقوط لبنان في الفوضى والانهيار الشامل، يقتضي بدء إصلاحات فورية للحصول على برنامج مساعدات صندوق النقد الدولي وتعهدات مؤتمر سيدر. وأن ليس كالحريري شخصية سياسية مقبولة وممكنة في هذه الظروف. ففي عملية بسيطة لتثقيل العوامل المرجّحة لذلك الخيار، فالحريري لازمة تمثيلية للتوازن في المنظومة السياسية الطائفية كما عون و"حزب الله" لازمة. وهو المؤهّل المتاح في المنظومة أكثر من سواه في اللحظة السياسية الراهنة للتواصل مع المجتمع الدولي للحصول على الدعم المالي قروضًا ومساعدات. لا هذا ولا ذاك، فـ"حزب الله" خصوصًا بات على يقين في عدم قدرته على الأتيان بحكومة يصنعها بنفسه ويستبعد منها كل الأطراف الأخرى الواسعة المعارضة لهيمنته على القرار السياسي في البلد خلا "التيّار الوطني الحرّ". حكومة حسّان دياب مثالًا. ولا عون يرغب حكومة كهذه تكشفه على معارضة قوية من أطراف كثيرين وتحرجه وتفقده المزيد من التأييد الشعبي خصوصًا في الشارع المسيحي. لكنّ السؤال، هل الحريري قادر على رئاسة حكومة تنجز ما لم تنجزه حكومات سابقة تولّى رئاستها؟

روزنامة بعد الانفجار

بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت تغيرت روزنامة الأولويات. أولًا، لم تعد الإصلاحات المالية والاقتصادية وحدها في رأس مهمّات الحكومة المقبلة فحسب. إنفجار مرفأ بيروت وتبعاته الانسانية والاقتصادية، فرض عملية إعادة إعمار جديدة للبنى التحتية في العاصمة ومحيطها. وللمنازل المدمّرة ولأخرى تحتاج إلى ترميم عاجل. وكل البنى التحتية في لبنان تحتاج إلى ورشة إعمارية. ما كان يُقضى بالصيانة بات يحتاج إلى إعادة إعمار بعد أن توقفت الصيانة سنوات. يعني أنّ تعهدات مؤتمر سيدر لمشاريع البنى التحتية قبل انفجار المرفأ على أهميتها والحاجة الماسّة إليها، لم تعد تفي قاطرةً للانطلاق بعد الانفجار. ثانيًا، أنّ تبدلًا حصل في سيناريو النمو الذي رسمته خطة الحكومة المستقيلة. فالعاصمة وبيروت الكبرى هي المركز الاقتصادي والمالي وشريان الناتج المحلي. تكتمل مع محافظة جبل لبنان بنحو 70 في المئة من الناتج. لكن المحافظة باتت بعد دمار المرفأ ومحيطه مزنّرة بمعوقات تسدّ شرايين الأنشطة الاقتصادية وخطوط التواصل مع المركز. وبالتالي فخفض الدين إلى الناتج المحلي رحلة طويلة ومضنية. من المؤكد أن لا مجال لزيادة تعهدات سيدر. فقد دخلت في موازنات الدول المعنية بالمؤتمر وسلكت الممّار القانونية لديها. بيد أنّ تبعات انفجار المرفأ التي بقيت غوثية عاجلة، يمكن أن يتبعها مساعدات مالية للإعمار وقروض ميسّرة تتجاوز تعهدات سيدر، لو جاءت حكومة وباشرت في تنفيذ الإصلاحات بالأولوية، لنعود إلى نقطة البداية. صندوق النقد الدولي وشروطه. وقد تحولت واقعًا حاجة لبنانية وليس مطلبًا دوليًا بذاته. وقد فهمنا من مصادر معنية أنّ الصندوق قد يرفع من حجم برنامج قروضه تبعًا للحاجات التي طرأت بعد انفجار مرفأ بيروت، لو التزمنا شروط الإصلاحات وباشرنا في التنفيذ. خصوصًا وأنّ الصندوق على عِلم أيضًا بتراجع أكيد ولسنوات في إيرادات الموازنة، وبالتالي في العجز المالي بعد كارثة المرفأ ونتائجه الاقتصادية والمالية. ولبنان كان يشكو قبل الكارثة ركودًا توقعه صندوق النقد الدولي نحو 12 في المئة في 2020. وقد يرفع توقعاته إلى أعلى بعد مراجعة التقرير وتقدير الخسائر وحجم الناتج.

الحريري محشورٌ بسلامة

لم يصطدم صندوق النقد الدولي بتباين أرقام الخسائر المقدّرة بين مصرف لبنان وبين الحكومة المستقيلة فقط. بل واجه استعصاءً نحسبه مرتبطًا بتباين الأرقام. وهو حجم الفساد الذي يضرب البنية المالية في البلاد. وتناقض المصالح السياسية مع إجراءات الإصلاح. ينسحب ذلك على كل القطاعات الخِدمية لاسيما منها الكهرباء. لذلك تحوّل تعيين شركة للتدقيق الجنائي في مصرف لبنان مطلبًا أساسيًا يدعمه الصندوق وواشنطن وفرنسا والأمم المتحدة ودول مؤتمر سيدر. التدقيق ورد أكثر من خمس مرّات بلسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة إلى بيروت. سعد الحريري حشر نفسه في الزاوية الضيّقة حين اعتبر التدقيق استهدافًا لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكان له موقف متشدّد. أكثرية كبيرة من زعماء الكتل النيابية أعربت مباشرة ومداورة عن الموقف نفسه. ولجنة المال والموازنة ورهطٌ من النوّاب أيضًا والهيئات الاقتصادية. عدا "تكتل لبنان القوي" ورئيس الجمهورية لأسباب مزغولة بالسياسة. حتى إذا غدا التدقيق مطلوبًا بقوة من الخارج ومن صندوق النقد الدولي، تقرّر أن يشمل المؤسسات العامة المشتبهة ماليًا وإداريًا في مقدمها مؤسسة كهرباء لبنان. وهو مطلب رئيس للثورة والشعب اللبناني. الحريري متّهم بتضارب المصالح في ملفّ التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وبإفادته مصرفيًا من الهندسة المالية مع غيره كثيرين من أصحاب المال والنفوذ السياسي. فإذا كان الحريري بنى موقفه على شكوك سياسية بالحكومة السابقة، فعليه مراجعة حساباته في سيناريو حكومة برئاسته لو سلك طريقه. هامش المناورات ضيّق في هذا المجال، ويوصد الباب في وجه أي إصلاحات وكشف الفساد في المؤسسات العامة والمستقلّة الأخرى. ولن يوافق الصندوق ودول مؤتمر سيدر على الأمر. مع ذلك، تقديراتنا من زمان أنّ التدقيق الجنائي لن يصل إلى خواتيمه السعيدة، لا في مصرف لبنان ولا في غيره. وهو "بحجم المنظومة السياسية". البعض يملك معلومات على البعض الآخر. والكلّ على الكلّ. و"كلّن يعني كلّن"!

معلومات حملها أحد المصرفيين شبه الرسميين من واشنطن، أن الأخيرة لديها ملفّات تفصيلية عن حجم الفساد السياسي في لبنان تزدحم بأسماء من 8 آذار و14. وهي على بيّنة من الهندسة المالية وأفرعها والمستفيدين. ومن أصول سلامة والعائلة في لبنان والخارج. إستئخار الإدارة الأميركية العقوبات على سياسيين من ألوان مزركشة مسألة وقت وتكتيك وفقًا للائحة أفضليات سياسية على خلفية الصراع مع طهران ودور "حزب الله" في لبنان. يبقى سؤال محوري، لقد استقال الحريري استجابة لنبض الشارع على ما قال. نبض الشارع بات نقمة عارمة. و"حزب الله" على موقفه الذي يغلّب المشروع الايراني على أي اعتبار. وطهران عرضة لعقوبات نوعية جديدة بعد فشل مشروع واشنطن في مجلس الأمن تمديد قرار حظر استيراد السلاح على إيران. حكومة برئاسة الحريري بلا الحزب وجبران تبدو بعيدة المنال. وبهما الوضع على حاله. رحلة النفق طويلة وخطرة.

 

لبنان المُصاب بعمى الانفجار معلَّق على الحبال المشدودة عليه

جريدة الأنباء الكويتية/16 آب/2020

بدت بيروت السبت، وكأنها مصابة بـ«عمى الألوان» وهي تحاول «الرؤية» بين طبقات الغبار الكثيف المتطاير من قبالة الساحل اللبناني وسط حركة حاملاتِ طائراتٍ غربية ترسو على وقع التموّجاتِ الأمنية – السياسية الهائلة التي أحدثها «بيروتشيما» قبل 12 يوماً، ومن قلب شرق المتوسط الذي دهمتْه الرياح الساخنة التي هبّت من شواطئ ليبيا والصراع المائي – النفطي – الغازي – السياسي الموصول بأزمتها المتعدّدة الطرف، كما من صلب المواجهة الطاحنة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران.

وبمعزل عن الوقائع المحلية المتصلة بملف تشكيل الحكومة الجديدة عشية مرور أسبوع على الاستقالة التي أعلنها الرئيس حسّان دياب على وهج التفجير الهيروشيمي في مرفأ بيروت والذي تتوالى تصنيفاتُه وآخِرها أنه قد يكون (وموجته المدّمرة) «من بين أكبر الانفجارات غير النووية في كل العصور»، فإن مجمل المنحى الذي سلَكه الواقع اللبناني منذ زلزال 4 أغسطس، يشي بأن البلاد باتت بالكامل أسيرةَ العواصف المتشابكة في المحيط وتَقاطُعاتها الخطيرة وصراع المصالح الكبرى الذي يُنْذِر بأن المنطقة بتوازناتها وخرائط نفوذها تهتزّ ويعاد تشكيلها.

ومن هنا، تعتبر أوساطٌ واسعة الاطلاع أنه لم يعد ممكناً قراءة الهبّة الدولية في اتجاه بيروت التي تبلورت ملامحها على الأرض غداة تفجير المرفأ من خارج «مسرح العمليات» الاقليمي – الدولي المحتدم، بما يجعل الإحاطةَ الخارجية «على مدار الساعة» بالوضع الداخلي، على جبهتيْ الحكومة الجديدة وإعادة إعمار ما دمّره تسونامي 4 أغسطس واستطراداً وضْع «بلاد الأرز» على سكة النهوض المالي – الاقتصادي، من ضمن مسارٍ مزدوج يتقاطع موضوعياً أو موْضعياً:

أوّله يرتبط بالمسألة – الأم لجهة الضغط الغربي – العربي لإحداث تغيير في الوضعية السياسية لجهة تخفيف قبضة «حزب الله» ومن خلفه إيران على لبنان وتموْضعه الاستراتيجي عبر حكومةٍ مستقلة أو محايدة ينطلق معها قطار الإصلاحات والإمساك بالحدود البرية والبحرية.

وثانيه يتّصل بالتوترات المتصاعدة على أكثر من محور مستجدّ بينها الكباش الذي يتمدّد كبقعة الزيت في المتوسط حول النفط والغاز والذي وجدتْ بيروت نفسها تتلقى تشظياته قبل أيام مع «التقاصف» التركي – الفرنسي الذي دخل الرئيس رجب طيب أردوغان مباشرة على خطه مُهاجِماً نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يقود مسعى، بتفويض أميركي ودولي، للدفع نحو «انتقال ناعم» على مستوى السلوك السياسي – الإصلاحي يبدأ بالحكومة اللبنانية العتيدة.

ومن ضمن رقعة الشطرنج المعقّدة هذه، ترى الأوساط أن الساعات الماضية حملتْ إشاراتٍ تعكس أن لبنان فوّت فرصة الخروج السريع من غرفة العناية الفائقة عبر الرافعة الدولية ليقع في شِباك الصراعات المتداخلة التي كان نجح في الأعوام الأخيرة في البقاء بمنأى عن التأثيرات اللاهبة لغالبيتها، والتي يُخشى الآن أن يكون صار في عيْنها وأن تفجير 4 أغسطس ربما دشّن مرحلة ساخنة لبنانياً مفتوحة على شتى الاحتمالات.

وفي هذا الإطار، استوقفت الأوساط مجموعة تطورات ارتسمت على تخوم ما حملتْه الزيارات المتزامنة لبيروت لكل من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي التي أعلنت نشر حاملة الطائرات «تونير» (وصفتها بأنها من «العجائب» التكنولوجية وبمثابة مطار للمروحيات التي بإمكانها الإقلاع بسرعة نحو الأرض) في المياه اللبنانية وعلى متنها نحو 700 عسكري يجهزون أنفسهم لمساعدة بيروت، لتنضمّ هذه الحاملة إلى قطع أخرى (إحداها بريطانية) وصلت تحت جناح عمليات الإغاثة الانسانية. وأبرز هذه التطورات:

* اعتبار ظريف «أن مرابطة البوارج الأجنبية قبالةَ السواحل اللبنانية أمر ليس طبيعياً وتهديد للشعب ومقاومته»، رافضاً أي تحقيق دولي في انفجار 4 اغسطس، وراسماً ضمناً خطاً أحمر أمام أي حكومة يُراد منها استبعاد «حزب الله» بانتقاده التحركات الفرنسية والأميركية «فلبنان وحده حكومة وشعباً مَن يقرر في شأن الحكومة ويجب ألا يستغل أحد الظروف لفرض إملاءاته على لبنان».

* المواقف العالية النبرة التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل الجمعة والتي حملتْ طابعاً لم يخلُ من التهديد، وبدت أقرب إلى «البلاغ رقم واحد» الذي حدّد «أمر العمليات» للائتلاف الحاكم بضرورة قيام حكومة وحدة وطنية تكون «محمية سياسياً» وإلا على مَن لا يوافق على ذلك «الخروج من الحياة السياسية»، قبل أن يتوعّد بعد اعتباره المقاومة «مسألة وجود» بالنسبة «إلى لبنان وشعبه»، حزب «القوات اللبنانية» من دون أن يسميه بـ«إنهائه» عبر دعوة مناصريه لـ«الحفاظ على غضبكم فقد نحتاج إليه يوماً لنُنهي كل محاولات جر لبنان إلى الحرب الأهلية» التي اعتبر أن السعي إليها حصل من خلال الضغط على الرئيس ميشال عون لإسقاطه بالاستقالة، ومحاولة إسقاط البرلمان بالاستقالات الجَماعية (جُمّدت).

* تَقاطُع المعلومات المتوافرة عن زيارة هيل لبيروت التي أنهاها أمس، والتقى خلالها كبار المسؤولين وقادة المعارضة والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسط بروز عدم اجتماعه برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، عند انها عكستْ تفاهماً فرنسياً – أميركياً على «الف باء» خريطة الإنقاذ لبنانياً عبر حكومة محايدة تطبّق الإصلاحات الحقيقية «بعيداً من الوعود الفارغة والحكم غير الفعال»، وصولاً إلى تأكيده بعد جولة في المرفأ ضرورة وقف الفوضى على الحدود البرية والبحرية والسيطرة عليها من حكومةٍ «تعبّر عن إرادة الشعب وتستجيب لطلب التغيير الحقيقي»، قبل أن يكرّر «أن واشنطن تريد ضمان إجراء تحقيق شامل شفاف وموثوق في انفجار المرفأ، وأن فريقاً من مكتب التحقيقات الاتحادي سيصل إلى بيروت (بناء على طلب لبنان) وسنحرص على حصول اللبنانيين على إجابات شفافة حول ما حصل»، وذلك في موازاة وجود محققين فرنسيين على الأرض.

وشدد هيل على أنه «لا يمكننا ان نعود إطلاقاً الى عهد يمر فيه أي شيء في ميناء لبنان او حدوده». وقال للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ «كل دولة وكل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل».

وفي حين كان هيل يغادر بيروت على وقع تأكيد الخارجية الأميركية ترحيبها بتصنيف ليتوانيا «حزب الله منظمة إرهابيّة»، معتبرةً أنه «لطالما لعب الحزب دوراً مزعزعاً للأمن في أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وحان الوقت لوضع حدّ لجرائمه»، برز ما يشبه تنسيق «الخطوة خطوة» الأميركي – الفرنسي حيال الوضع في «بلاد الأرز»، وهو ما عبّر عنه كشْف ماكرون عن اتصال أجراه الجمعة بالرئيس دونالد ترمب تخلّله «بحث في الوضع في شرق المتوسط وليبيا ولبنان» مع تأكيد الرئيس الفرنسي أن «وجهات نظرنا تتلاقى. والسلام والأمن في المنطقة من مصلحتنا المشتركة، وسندعمها».

وإذ اعتُبر مجمل هذا المناخ مؤشراً إلى أن ملف تأليف الحكومة الجديدة معلَّق حتى إشعار آخر على «الحبال المشدودة» إقليمياً ودولياً وسط خشية من توترات داخلية بدأت مناخاتها تتراكم مع الصِدام السياسي المستعاد حول الخيارات الكبرى وتأثيراته على الأرض الخصبة، لفت ما كُشف عن مضمون لقاء هيل والبطريرك الراعي الذي سلّم الديبلوماسي الأميركي رسالة إلى ترامب قبل ان يودعه وثيقة مشروع الحياد التي أعدّها ويعلنها في مؤتمر صحافي غداً. وبحسب «وكالة الأنباء المركزية» فإن هيل ورداً على قلق أبداه الراعي من ان يدفع لبنان ثمن التسويات وتكون الصفقة الإقليمية على حسابه، اكد أن ما يجري في المنطقة ليس ولن يكون على حساب لبنان «فهو أساسي لدينا، ونتعهد الدفاع عنه وعن سيادته واستقلاله». تمضي جريمة انفجار مرفأ بيروت في مسارها القضائي الذي اتخذ منحى جديداً مع تعيين القاضي فادي صوّان محققاً عدلياً في القضية.

وقد تسلّم صوان في الساعات الماضية، ادعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسان عويدات مع مَحاضر التحقيقات الاولية وباشَر درسها تمهيداً للبدء باستجواباته يوم غد. وشملت ورقة الطلب التي أعدّها عويدات، الادعاء على 25 شخصاً بينهم 19 موقوفاً، أبرزهم مدير مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، المدير العام للجمارك بدري ضاهر والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، «وعلى كل مَن يظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو مقصراً، بجرائم الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة أكثر من 177 شخصاً، وجرح الآلاف وإصابة عدد كبير من الجرحى بأضرار وأعطال وتشوهات جسدية وحالات عجز دائمة، إضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ومنشآته بالكامل، ومنازل المواطنين وممتلكات عامة وخاصة، وطلب استجواب هؤلاء وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة بحقهم سنداً لمواد الادعاء ولمعطيات التحقيق».

 

مبادرة ماكرون بين المباح والمحظور عند نصر الله

سام منسى/الشرق الأوسط/17 آب/2020

يُكثر اللبنانيون من توجيه الشكر بعد كلّ محنة تمرُّ بها بلادهم، والمحن كثيرة، تتوالى من دون رحمة منذ أكثر من نصف قرن. لعلّ أبرز رسائل الشكر «شكراً سوريا» في 8 مارس (آذار) 2005، التي أطلقها بكيدية مستنكرة حسن نصر الله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وتلتها «شكراً قطر» عقب الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، و«شكراً إيران» بعد الحرب نفسها حين عُلّقت اليافطات باللغة الفارسية على طريق مطار بيروت وفي الضاحية الجنوبية. ويضاف إلى هذا الشكر المعلن ذاك المضمر، الذي وجهه بعض اللبنانيين مثل «شكراً إسرائيل» على إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد اجتياح عام 1982.

واليوم، استدعى الموقف الفرنسي بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت توجيه اللبنانيين الشكر إلى فرنسا، وبخاصة إلى رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي جاء بيروت في زيارة عاجلة حاملاً معه مبادرة تهدف إلى تسوية الأزمة بما يسمح للبلاد بالتقاط أنفاسها ووصول مساعدات سريعة ملحة إلى المنكوبين جراء هول المأساة، إضافة إلى الضغط على المسؤولين لتسريع القيام بإصلاحات جذرية في بنية النظام السياسي المأزوم إلى حد الاستعصاء، عبر تشكيل حكومة يكون قد ضُخت فيها دماء جديدة تساعد لبنان في النهوض من النكبة.

ما يقال عن عزم ماكرون وضع كل ثقله لإنجاح مبادرته يبدو زهري اللون ومفرطاً بالتفاؤل. وحتى لا يضيّع اللبنانيون البوصلة لتكبر بعد ذلك مرارة الخيبة على ما تعودوه، من الواجب التوقف عند بعض العقبات الرئيسية التي تواجه المبادرة الفرنسية القائمة على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع اعتباره حزب الله مكوناً لبنانياً لا بد من إشراكه، والشروع بإصلاحات بنيوية في النظام السياسي والإدارة ومكافحة الفساد.

ومن العقبات هذه، التساؤلات الكثيرة حول حقيقة وجود تفاهم إيراني - فرنسي على تسوية ما تدفع حزب الله إلى تقديم تنازلات لتسهيل تشكيل حكومة جديدة يسمح لها القيام بالإصلاحات المطلوبة. ففي حال وجود هذا التفاهم فأي تنازل تستطيع إيران تقديمه في هذه المرحلة؟ هل هو انكفاء حزب الله عن التدخلات العسكرية والسياسية في سوريا واليمن والعراق، والتوّقف عن مهاجمة الدول الخليجية العربية؟ هل هو الموافقة على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل؟ وماذا ستحصل إيران وحزب الله مقابل هذه التنازلات؟ القول «لا شيء» هو جواب غير منطقي إلا إذا كان حزب الله متورطاً في تفجير مرفأ بيروت، بمعنى أن ما انفجر إلى جانب نيترات الأمونيوم هو أسلحة وذخائر عائدة له تسببت في هذا الدمار الهائل، والمخابرات العالمية على علم بذلك، وهي تمسكه من اليد التي توجعه، علماً بأن أمين عام الحزب اعتبر هذه الفرضية لا يقبلها «عقل سليم». وإذا سلمنا معه بصحة ذلك، فالعقل السليم يقول إن ثمن أي تنازل إيراني هو أمران: الرفض الفرنسي لمشروع القرار الأميركي حول تمديد حظر الأسلحة إلى إيران في مجلس الأمن، وإبقاء سلاح حزب الله خارج البحث، بمعنى الإبقاء على علة انهيار لبنان وكل تسوية هشة أخرى. ومن أبرز العقبات التي تشير إلى وهن المبادرة الفرنسية مراهنتها على قبول الحزب المسلح بإصلاحات تزيل سبب وجوده وغطرسته، لأنها ستؤدي حتماً إلى إعاقة حرية حركته عبر تشديد المراقبة على المنافذ كافة، ومكافحة شبكات الفساد الداخلية التي يرعاها أو يشيح النظر عنها وتسمح له بهامش كبير من الفوائد والمصالح.

من جهة أخرى، كيف تنظر واشنطن إلى هكذا تفاهم إذا كان قد حصل وهي التي تمارس في هذه المرحلة بالذات، أي خلال الأشهر القليلة المتبقية من ولاية الرئيس دونالد ترمب، أقصى الضغوطات على إيران ووكلائها في المنطقة، لا سيما حزب الله اللبناني؟ ولا بد من الإشارة هنا إلى المعلومات الواردة مؤخراً، أبرزها ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر رسمية، تتحدث عن فرض عقوبات على شخصيات وهيئات من حزب الله وأخرى متحالفة معه، إضافة إلى شخصيات لبنانية أخرى متهمة بالفساد. ووفق المعلومات أيضاً، تسعى أميركا عبر هذه العقوبات الإضافية الجديدة إلى تحقيق هدفين: أولاً استبعاد جماعة الحزب ومن يلوذ بها عن الحكومة العتيدة من جهة، ودق الإسفين فيما بينها من جهة أخرى، في محاولة للضغط لتشكيل حكومة حيادية تكون بعيدة عن سطوة الحزب.

هذه المعلومات تشي أن ثمة تبايناً بين باريس وواشنطن التي أرسلت وكيل وزارة الخارجية ديفيد هايل إلى لبنان يوم الجمعة الفائت، في مسعى استدراكي قد يكون لكبح الاندفاعة الفرنسية، وشرح الموقف الأميركي المنسجم تماماً مع مواقف بعض الدول العربية الخليجية بشأن حزب الله، ورفض دوره المهيمن في الحياة السياسية اللبنانية. فكيف يمكن التوفيق بين المبادرة الفرنسية التي تسعى إلى تسويات مع حزب الله قد تزيد من سطوته على القرار السياسي، فيما تستبعد موضوع سلاحه لتربطه بتسوية أميركية - إيرانية - عربية، وبين مواصلة أميركا أكثر من أي وقت مضى سياسة فرض أشدّ العقوبات على إيران وحلفائها؟ اللهم إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، وثمة تطورات لا نعرفها فيما يحكى عن مفاوضات أميركية - إيرانية تجري على قدم وساق بوساطة عُمانية.

وسط هذه المشهدية، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت قبل يوم من موعدها المقرر في «مونة» متخطية البروتوكول وتشي باستثنائية إيران عند المسؤولين اللبنانيين. فهل حمل معه لاءات تحذيرية تؤكد ما قاله في زيارته السابقة عام 2019 إن «لبنان ساحتنا» وإنه ليس متروكاً للأوروبيين والأميركيين، وتكون بذلك قد ذهبت المبادرة الفرنسية أدراج الرياح؟ الجواب على ذلك جاء فورياً على لسان السيد نصر الله في كلمة متلفزة لم يغير فيها مواقف الحزب التقليدية قيد أنملة لجهة رفض حكومة حيادية لا يشارك فيها أو انتخابات مبكرة، كأن انفجار بيروت لم يحصل، بل حدد ما هو مباح وما هو محظور مهدداً الداخل والخارج معاً: داخلياً حين طلب من مواليه الصبر مع المحافظة على غضبهم لعلهم يحتاجون صبه في القريب على شركائهم في الوطن، وخارجياً حين دعا إلى عدم الخوف من البوارج الأجنبية على سواحل بيروت قائلاً: «نعرف كيفية التعامل معهم»، في إشارة ضمنية إلى من يتذكر التفجيرين اللذين استهدفا القوات الفرنسية وقوات المارينز في بيروت عام 1983.

في المحصلة، تأكد مرة جديدة أن الخطّ الفاصل بين لبنان الدولة والكيان والشعب، وحزب الله، بدأ ينهار، بحيث تحوّل لبنان إلى مساحة جغرافية أو قاعدة عسكرية تستعملها إيران من دون مراعاة لمصالح الشعب اللبناني ومستقبله ولا حتى لأبناء الطائفة الشيعية، وإيران شريكة بكل ما شهده لبنان من مآسٍ وصولاً إلى اغتيال بيروت. لبنان لن يتعافى، وهو يواجه موته البطيء في ظلّ مبادرات متعجلة على غرار ما تسرب عن مضمون المبادرة الفرنسية، بينما القوى التي تسمي نفسها معارضة لحزب تحمّله فشل الدولة وتسعير التوتر الطائفي تخجل من الاجتماع، ولو صورياً، حتى بعد انفجار كاد يطيح بلبنان برمته.

 

الحزب” في قلب الغضب اللبناني.. “الخناق يضيق”

قناة العربية.نت/16 آب/2020

لا شك أن الغضب الشعبي الذي تفجر مع انفجار الرابع من آب، طال جميع السياسيين والأحزاب في لبنان.

وعلى الرغم من استقالة الحكومة، فإن سخط اللبنانيين لم يهدأ بعد، وقد طالت شظاياه حزب الله الذي بات في مأزق، فهو من جهة يواجه منذ تدهور الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ في البلاد، انتقادات خلف الستار ضمن بيئته، ومن جهة أخرى حُمِّل كما غيره من أحزاب السلطة المسؤولية عن الانفجار الدامي، الذي هزّ العاصمة بيروت، مخلفاً أكثر من 180 قتيلاً، وعشرات المفقودين، فضلاً عن آلاف الجرحى، وخسائر قدرت بـ 15 مليار دولار. ولعل أوضح صور هذا الغضب تجلت قبل أيام، عند تعليق المشانق للزعماء السياسيين في لبنان من رئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى رئيس البرلمان، نبيه بري، مروراً برئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، والزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، وصولاً إلى زعيم حزب الله، حسن نصرالله. وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشّان، في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن “حزب الله في مأزق حقيقي والخناق يضيق من حوله. يعيش معضلة وهو لا يدرك ماذا يفعل”. فالحزب المدعوم من إيران بات يواجه الآن بعد انفجار بيروت أصعب تحد، لاسيما أنه أقوى تنظيم عسكري في لبنان لذلك أضحى في صميم السخط الشعبي الموجّه ضد الطبقة الحاكمة بما في ذلك عدد متزايد من المسلمين الشيعة. فإلى جانب المأساة التي هزت العاصمة، بعد انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم خزنت في المرفأ لسنوات، دون تحرك المعنيين، تضافر الانهيار الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع سعر الدولار، وأزمة المصارف في تعميق التململ والسخط، وتوسيع الانتقادات للحزب. وإن كان بعض المناصرين للحزب في لبنان يتحفظون عن المجاهرة بانتقاداتهم، إلا أن العديد من الأصوات باتت ترتفع مؤخرا. فقد وصفت إحدى سكان مدينة النبطية جنوب لبنان “خطابات الحزب عن المقاومة ضد إسرائيل، بغسل الدماغ.” وقالت، بحسب ما نقلت الصحيفة:” أنا أتألم وأواجه صعوبات لإطعام أسرتي وسط ظروف اقتصادية صعبة…”. كما أضافت: غسل الأدمغة بالحديث عن مقاومة إسرائيل لن يُطعمنا أو يؤمّن مستقبل أطفالنا. لقد سببوا كل ما حصل راهناً في بلدنا…”.يأتي هذا السخط الشعبي، والتردي الاقتصادي، في حين يواصل حزب الله تمويل شبكاته ودفع رواتب مقاتليه بالدولار وهي عملة نادرة في لبنان هذه الأيام، على حد تعبير الصحافي والناشط الشيعي ربيع طليس. وأضاف: الانقسام الطبقي بدأ يكبر بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار من حزب الله وبين باقي أبناء الطائفة الشيعية التي انهارت مكاسبهم بسبب انهيار العملة المحلّية. وهناك ارتفاع ملحوظ في الانتقادات الموجهة إلى الحزب. إلى ذلك، يعتبر العديد من اللبنانيين أن حزب الله شريك في عملية الفساد، فهو يحمي الفاسدين، ويتحالف معهم. لكن السؤال الذي قد يطرح هنا، هو “كيف يتعامل حزب الله مع هذا التحدي؟”، لا سيما بعد حديث نصرالله قبل أيام عن “الغضب” حين دعا أنصاره إلى الاحتفاظ بهذا الغضب للأيام اللاحقة من أجل منع جر البلاد إلى حرب أهلية، بحسب تعبيره. وللإجابة على هذا التساؤل، رأى بعض المراقبين أن حزب الله بحديثه هذا أعاد التذكير بما حصل عام 2008، حين انتشر عناصره وبعض مؤيديه بالسلاح في شوارع بيروت، في رسالة تهديد ضد محاولات المس بشبكة هاتفية كان قد مررها لخدمة نشاطاته في حينه، في حين اعتبر الأستاذ في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، أن حزب الله أضحى اليوم أضعف بكثير من السابق”. وأوضح قائلاً للصحيفة: “لا أحد يشك بقدرته على السيطرة على البلاد عسكريا ولكن لن يكون قادرا على حكم البلاد والحفاظ على الانقلاب العسكري. لبنان متنوّع للغاية واقتصاده مرتبط بالدول الغربية… فاستقالة حكومة حسّان دياب المؤلّفة بالكامل من حلفاء حزب الله أظهرت أنه لا يمكن لإيران وحدها أن تنقذ لبنان ويجب أن يعود التوازن الذي تحقق مع مختلف اللاعبين الإقليميين”. يأتي هذا في وقت تسعى الطبقة السياسية في البلاد إلى تأليف حكومة جديدة، تهدئ من غضب الشارع، المطالب بحكومة خارج تلك المنظومة التي حكمت لسنوات، في حين كرر نصرالله قبل يومين دعوته لحكومة يشارك فيها “الجميع” أو حكومة وحدة وطنية، في إشارة إلى الأحزاب!

 

فك شيفرة حزب الله العسكريّة !!!

 ربيع طليس/ راديو صوت بيروت إنترناشيونال/16 آب/2020

بعد خطاب أمين عام حزب الله الأخير الّذي شابه غياب منطق العيش المشترك ولزم سياقه الوعيد والتّهديد البعيد عن البروباغندا الإعلاميّة القريب من الجدّيّة بدأت تتّضح معالم البوصلة المرسومة من قبل محور الممانعة، فهو إختار النّأي عن المفاوضات سعياً منه لتحسين الشّروط حتى صار حزب الله بين مطرقة اللّبننة وسندان التّصعيد العسكري … ‏في إشارة إلى نقض روسيا والصّين لقرار تمديد حظر الأسلحة على إيران حيث أوقفته، أفاد مصدر مطّلع أنّه قد بدأت إيران بتوقيع العقود مع روسيا والّتي تُفضي لتزويدها بطائرات “سو ٣٥” ودبّابات ومدرّعات وصواريخ الإسكندر بقيمة أربعمائة مليار دولار مقابل تسليم روسيا بئراً للنّفط، وهذا ما قد يستدعي من الإدارة الأميركيّة أن تجنح إلى إستخدام آليّة الزّناد المعروفة ب “SNAPBACK” والّتي تخوّل الولايات المتّحدة الأميركيّة بعد إحالة ملف الإتقاق النووي إلى لجنة مشتركة لفرض عقوبات جديدة قاسية على إيران … ‏تزامناً لإقتراب صدور قرار المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرّئيس الحريري مع الأحداث الدوليّة المسيطرة على الجو، ومع التّهديدات العلنيّة الّتي تتربّص بمستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله، لا ترى قيادة الحرس الثوري الإيراني حلّاً سوى بكسر جليد الستاتيكو السائد في لبنان، فإمكانيّة خلق إرتباكات أمنيّة قبل صدور قرار المحكمة واردٌ جدّاً من أجل إرجائه إمّا لتصعيد عسكري كما هو مُرتقب حسب التصريحات الإيرانيّة الأخيرة وإمّا بغية تحسين شروط المفاوضات وهو الأمر المحسوم لدى الإدارة الأميركيّة غير الغافلة عن سيناريوهات إيران المطروحة على السّاحة اللّبنانيّة، وطبعاً اللّبنانيّة فقط لأنّ حزب الله هو أداتها الأساسيّة في المهمّات العسكريّة والأمنيّة الإقليميّة إضافةً لبعض الميلشيات المسلّحة الأخرى … ‏وصول بوارج دول القرار إلى الشاطئ اللّبناني ليس بمعرضٍ إقتصاديٍّ فحسب، فقرار فكّ شيفرة حزب الله المدجّج بصواريخ يُقال عنها دقيقة يبدو أنّه إتّخذ، حيث كانت البداية بالحلول السّلميّة الّتي تحوّلت إلى إحتماليّة مواجهة كبيرة من أجل فضّ هذا النّزاع وفكّ الشّيفرة العسكريّة، وكما حصل مع زعامات العالم سابقاً سيحصل في لبنان، لأنّ التّاريخ يُعيد نفسه ولن تكون دولة لوحدها في هذا المُعترك حتّى روسيا الّتي كانت مهمّتها بيع الأسلحة وإستدراج عروض الحرب مع حزب الله بخلق جو يستفز الإدارة الأميركيّة ضمن إطار تنسيقي متعمّد ونشوة الإنتصارات الممانعة الّتي سُمح لهم بتحصيلها على غير عنوة تحوّلت إلى سكرة سياسيّة واضحة … ‏ملف الإتفاق النّووي ومكافحة الإرهاب أمران لن تساوم الولايات المتّحدة الأميركيّة عليهما، ولو كان بصورة صراع إنتخابي رئاسي على أراضيها، لكنّ الأمور أعمق من ذلك، وذراع إيران في المنطقة هو الملف اللّبناني المنوط بشيفرة حزب الله العسكريّة وهذا ما تجلّت معالمه، وإن إستمرّت بورصة التصعيد العسكري بالتّصاعد سيكون الخاسر واحداً والرّابحون كُثراً …

 

لم يعد يريد وسطاء.. نصرالله: وحدي من "يفاوض" أميركا وليتنحى الجميع جانباً

منير الربيع/المدن/16 آب/2020

لم يعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يريد وسطاء بينه وبين المجتمع الدولي. من يريد أن يكون له دور في نقل الرسائل أو التحذيرات والتهديدات، عليه التنحي عن المسار السياسي القائم، كحال من يرفضون مشاركة حزب الله في الحكومة، بعدما طلب منهم نصر الله اعتزال العمل السياسي.

برنامج فرنسي لمفاوضة أميركا وفي مضمون كلمته الأخيرة، تلقّف نصرالله الطرح الفرنسي: من الإصلاحات، إلى الكهرباء، وحكومة سياسية مطعمة باختصاصيين، وسواها من الملفات. لقد طرح نصرالله البرنامج الفرنسي إياه، بعد مفاوضات مباشرة بين حزبه والفرنسيين، عقب لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالنائب محمد رعد. ويطمح نصرالله إلى استنساخ الصورة الفرنسية في علاقة حزبه بالأميركيين، تزامناً مع وجود وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيروت. والطموح - التصور هذا يتوخى نتيجة واحدة: واشنطن وطهران في بيروت مباشرة، فلا داعي لوسطاء، ولا لرسائل غير مباشرة.

وفي رفضه الحكومة الحيادية، وإعلانه المحاذير السياسية للتحقيق الدولي في تفجير المرفأ، والذي لا يوافق عليه من دون أن يمانعه، وعدم إعلانه المواجهة مع الحشود العسكرية الدولية على بيروت؛ في هذا كله نحّى نصرالله جانباً القوى السياسية والسلطات والمجالس والمؤسسات اللبنانية كلها، ووضع نفسه في الواجهة: أنا من يحدد الشروط ويفرضها. ومن لديه شروط أخرى، عليه التفاوض معي.

هيل: لا وقت لتضييعه

لم تبدأ حتى الآن أي مفاوضات جدية محلياً لتشكيل الحكومة. القوى اللبنانية تنتظر ما ستتمخض عنه الزيارات الدولية، وتحديداً ديفيد هيل، لإطلاق المفاوضات الجدية، التي قد تبدأ الأسبوع المقبل، بعد إعلان حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. هيل كان واضحاً: لا مجال لإضاعة الوقت والغرق في تفاصيل المفاوضات، التي يعتبر الأميركيون أن حزب الله يريدها لكسب الوقت، في انتظار الانتخابات الأميركية. وهناك تكتم شديد حول ما جرى في المفاوضات بين هيل والرئيس نبيه بري في ملف ترسيم الحدود. وهناك في أميركا من يعتبر أن الحزب وبرّي قد طرحا هذا الملف رغبة منهم بكسب الوقت.

وقال الموفد الاميركي كلاماً واضحاً: واشنطن لن ترضى بالدخول في مضيعة جديدة للوقت. وهو لم يأت على التفاصيل، لأن الشروط الأميركية معروفة، وعلى اللبنانيين الالتزام بها للإنتقال إلى مرحلة أخرى.

حزب الله بين العلن والسر

وفي البروباغندا يقول حزب الله إن هناك تطابقاً بين وجهتيّ النظر الأميركية الفرنسية حول لبنان. بل إن ما يجري ليس سوى تنافس بين الطرفين، تحت سقف المبادرات المنسّقة. ويصف ذلك بالتنافس بين الاستعمار القديم والاستعمار الجديد. أما في توجهاته الداخلية فيبدو أن حزب الله تلقف العرض الفرنسي وتبناه حرفياً: من الإصلاح المالي والاقتصادي، إلى إصلاح الكهرباء سريعاً، وصولاً إلى إعادة البحث في تغيير طريقة توزيع الوزارات والحقائب. فلا تكون وزارة الطاقة من نصيب التيار العوني. ويشمل التبديل الحقائب الأساسية والسيادية، من الداخلية إلى المالية والدفاع.

التصعيد داخلياً وحدودياً

أما الشروط الأميركية، فتبدو أبعادها أوسع من هذه التفاصيل والهموم التقنية. ولذا، حزب الله يلاقي الطروحات الفرنسية، للذهاب إلى التفاوض مع الاميركيين. وهذا فيما جدد نصر الله التعهد بالردّ على العملية التي أدت إلى مقتل أحد مقاتليه في سوريا. والحديث عن الردّ على إسرائيل تجدد، وقد يكون قريباً وأحد عناصر المفاوضات المراد فتحها. وهي مفاوضات قد تطول، في حال عدم تحقيق تقدم، ولم يبد أي طرف استعداده لتقديم التنازل المطلوب. لذا قد يطول أمد الأزمة ويتأخر تشكيل الحكومة، وقد يشهد الوضع المزيد من التصعيد. وهذا ما دفع نصر الله إلى تصعيد موقفه داخلياً، متوجهاً إلى اللبنانيين قائلاً: إذا ما كان أحد يراهن على هذه البوارج والحضور العسكري الأجنبي، سيخيب أمله. ثم اتهم بعض القوى بالسعي إلى حرب أهلية، داعياً جمهوره إلى كتم الغضب وحفظه حتى يحين وقته، "لحماية البلاد من حرب أهلية". وهذه رسالة قرأها اللبنانيون على أنها تهديد واضح وتصعيد على المسار السياسي. ما يعني أن عملية تشكيل الحكومة ستطول، ما لم يحدث أمر استثنائي ومهم.

خيارا حزب الله

و"الأمر الاستثنائي" الذي قد يسرّع من إنجاز تشكيل الحكومة، يرتبط بحزب الله والأميركيين: ترسيم الحدود والصواريخ الدقيقة، ومراقبة المطار بعد المرفأ، والحدود اللبنانية - السورية. هنا سيكون الحزب بين خيارين: إما استمرار التصعيد ورفض التنازل، وإما التفاوض الجدي مع الأميركيين، على قاعدة التنازل عن ملفات أساسية، في مقابل احتفاظه بدور أوحد: تحديد المسارات اللبنانية تكليفاً وتأليفاً للحكومة، والتقرير في الوجهة السياسية اللبنانية. ولكن ما تغيّر في لبنان، هو أمر أبعد بكثير عن هذه اليوميات والسرديات المزمنة: هذا الهجوم الدولي سيكون له مفاعيل كثيرة، ربطاً بالشروط والمبادرات المطروحة. كأنما أي حكومة لبنانية مقبلة، ستكون خاضعة لمراقبة مجلس إدارة دولي للبنان. ومهمات هذه الحكومة ستكون إدارية. أما كل ما له علاقة بالمال والسياسة وغيرهما، فسيكون خاضعاً لتوصيات مجلس الإدارة الدولي. وحزب الله يريد أن يكون على تماس مباشر مع هذا المجلس، وتنحية كل اللبنانيين جانباً.

 

لبنان : “المشانق” أرعبت الحكام فاحتموا بقانون الطوارئ

 ديانا مقلد/موقع درج/16 آب/2020

مشهدية المشانق الرمزية ودعوات المحاسبة من أعلى هرم السلطة في لبنان وليس من أسفله تلك هي المشكلة التي أغضبت زعماء لبنان وجعلتهم ربما يتحسسون رقابهم فعلاً.

بماذا شعر زعماء لبنان عندما رأوا صورهم معلقة على مشانق رمزية نصبها متظاهرون غاضبون بعد يومين من جريمة انفجار المرفأ؟

بماذا شعروا وهم يسمعون صرخات ألم وغضب ولعنات تنصبّ عليهم جميعاً عبر الشاشات وفي ساحات التظاهر وعبر السوشيال ميديا؟

جواب أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله الأخير كان جلياً… الغاضبون المحتجون والمعترضون جلّهم من الخونة تحركهم سفارات ومؤامرات وإعلام لإسقاط الدولة، طبعاً هو يقصد دولته وعهده.

يبدو أن وقع المشانق الرمزية كان ثقيلاً عليه.

بعد نحو 10 أيام من أكبر جريمة عرفها لبنان في تاريخه ما زال أركان السلطة وفي مقدمهم “حزب الله”، يتصرفون ويتحدثون وكأن ما حصل كان “حادثاً” عابراً يمكن تجاوزه بأدوات وخطابات ما قبل 4 آب/ أغسطس ذاتها.

 لم يُدرك هؤلاء الطغاة فداحة ما حصل وهوله. لم يشعروا بالعصف الذي فجر جدران منازل آلاف اللبنانيين وقتل جرح أحبائهم، ولم تصب منازلهم شظايا الزجاج وحطام الأحجار.

لم يشعروا بأن أرواح آلاف اللبنانيين زلزلتها جريمة كامنة كان يتم التحضير لها منذ سنوات. لم يخطر ببال اللبنانيين أن مجزرة المرفأ كانت تترصدهم وهم يعيشون ويسهرون وينامون ويمشون قربها.

لم يبال طغاة لبنان بمئات القتلى ولا بآلاف الجرحى، فهؤلاء بالنسبة إليهم مجرد رقم سيتجاوزه فسادهم وطائفيتهم.

كانوا يعلمون أن هناك كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في قلب العاصمة وهو ما اعترف أمنيون ومسؤولون به، بل واعترف رئيس الجمهورية ميشال عون شخصياً، بأنهم كانوا يعلمون به لكنهم لم يحركوا ساكناً وكأن تخزين شحنة موت هائلة في المرفأ وسط العاصمة وبين الناس هو شأن عادي يمكن حلّه بمراسلات روتينية على نحو ما برر الرئيس عون.

لم يستطع مسؤول واحد أو زعيم واحد في لبنان أن يكون على مستوى الجريمة.

عون وفريقه اعتبرا أن الجريمة فرصة لفك الحصار الدولي عن عهده.

“حزب الله” رأى في الغضب الذي أعقبها استهدافاً لدولته وسلاحه وعجز أمينه العام عن إبداء ولو كذباً حساسية بمستوى الألم كما فعل حين قتل صديقه ومرشده قاسم سليماني مثلاً.

“تيار المستقبل” انكفأ إلى ضريح مؤسسه ولاذ به عاجزاً عن الاحاطة بما حدث…

القوات اللبنانية تحدثت عن مصاب “الأشرفية” لا لبنان، والاشتراكي حاول لعب دور المعارض لا الشريك الدائم في دولة المغانم.

كل ما سبق يفترض أن يتعامل معه اللبنانيون بهدوء وتهذيب وسعة صدر، لكن مشهدية المشانق الرمزية ودعوات المحاسبة من أعلى هرم السلطة في لبنان وليس من أسفله تلك هي المشكلة التي أغضبت هؤلاء الزعماء بل وجعلتهم ربما يتحسسون رقابهم فعلاً. وليس مفاجئاً أن يتسلل مندسون فجر تظاهرات المشانق ليحرقوا الصور والحبال المعلقة الرمزية خصوصاً تلك التي حملت صورة أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله بصفته أبرز الزعماء الذين تستهدفهم الاتهامات بالمسؤولية عن الجريمة.

لماذا الطوارئ؟

الكارثة هي أن الحكومة التي استقالت بعد أقلّ من أسبوع من المجزرة ذهبت في اتجاهات لا تتناسب مع حجم الجريمة، ولا توحي أصلاً بأن أحداً أدرك ما حصل. فالفوضى الهائلة في عمليات الاغاثة وبطء رفع الانقاض وقصور البحث عن مفقودين وتتبع أحوال المنكوبين بدا نتيجة حتمية لسلطة عاجزة عن التفاعل مع جريمة بهذا الحجم خصوصاً حين تتحمل هي مسؤوليتها المباشرة.

كان الحل من وجهة نظر السلطة إعلان حال الطوارئ، وهو ما بدا رداً دفاعياً عن زعماء المحاصصة السياسية لا دفاعاً عن اللبنانيين.

هذا القرار أي إعلان حال الطوارئ، يؤدي عملياً إلى تسليم مقاليد السلطة إلى الجيش مع ما يعنيه ذلك من سلطة مباشرة للعسكر لضبط حريات التجمع والتظاهر وقمعها واتخاذ قرارات تعسفية.

فالسلطة الحاكمة بطيفيها الأكبر أي “حزب الله” والتيار العوني، تدرك أن تجاهل مجزرة المرفأ وتجاوزها كجرائم كثيرة سابقة لن يحصل.

بدا جلياً أن اعتماد هذين القطبين على الشارع الموالي وتنظيمه المسيرات المؤيدة لن يجدي. من هنا كان اللجوء إلى وضع الجيش في الواجهة وجعله يتصدر المشهد، وما كلام الأمين العام للحزب عن أنه طلب من جمهوره ضبط غضبه لا تهدئته، بانتظار استخدامه في مرحلة لاحقة، سوى تهديد مباشر ربما سيكون مرادفاً لاستخدام الجيش في المرحلة الدقيقة المقبلة.

وحالة الطوارئ في لبنان تفتح باب مواجهةٍ جديداً بين النظام السياسي والانتفاضة، وهي خطوة تسعى من خلالها منظومة الحكم إلى اكتساب قوة عسكرية نظامية لضرب الحراك ومطالب المحاسبة والعدالة نتيجة الجريمة.

حالة طوارئ ستمنح المحاكم العسكرية، التي من المعروف أنها تحت قبضة “حزب الله” والتيار العوني بشكل أساسي، سلطة أكبر لقمع الحريات وتقييد عمل الصحافيين ومحاكمة المدنيين. فقيادة الجيش والأجهزة الأمنية ليست مستقلة عن النظام السياسي الحاكم وهي عاجزة عن تسيير فترة الطوارئ بشكل حيادي، بل على العكس سهّلت أن يُستخدم الجيش كيد ضاربة لمواجهة الاعتراض.

هذا الحال يعني أن هناك كارثة تنتظر لبنان إذا نظرنا إلى احتمال استنساخ المشهد السوري أو المصري أو التونسي أو العراقي، فالثورة في سوريا بدأت ضد نظام سياسي، ولكن سريعاً تحولت إلى مواجهة بين الشعب والجيش بصفته حامياً للسلطة وضارباً بسوط معتقلاتها وأدوات تعذيبها.

هل يمكن اعتبار أن جيش لبنان يتمايز كثيراً عن الجيش السوري خصوصاً بعد تكرار حوادث مقتل سجناء في التوقيف ومن حيث وجود قادة عسكريين موالين مباشرة للرئيس عون أو لـ”حزب الله”؟

واضح أن هناك اليوم ومن خلال حالة الطوارئ محاولة لزج الجيش في الساحة السياسية خدمةً للنظام القائم، الذي بات يعلم بأنه مرفوض شعبياً إقليمياً ودولياً، وأنه لم يعد يمتلك أي ورقة للاستمرار سوى في التستر خلف المؤسسة العسكرية.

وفعلاً بدأت تظهر مؤشرات لما يراد للجيش أن يلعبه من أدوار سواء في ضبط أداء الإعلام أو في متابعة جهود التطوع والإغاثة.

لقد اكتشف اللبنانيون منذ مجزرة مرفأ بيروت، أنهم يواجهون مرة أخرى جريمة هائلة من دون أن تتوفر لديهم مؤسسات قضائية وأمنية محصنة وقادرة على التحقيق فيها وتحديد المسؤوليات بتجرّد وبصورة مستقلة وشفافة.

إحالة الجريمة إلى المجلس العدلي تشكّل لجوءاً جديداً إلى محكمة تُجرى فيها المحاكمة وفق أصول استثنائية لا تراعي شروط المحاكمة العادلة. هذا تماماً ما ضاعف من المطالبات بمحاكم دولية.

الأيام التي أعقبت مجزرة المرفأ كشفت حجم الارتكابات بحق اللبنانيين ودرجة انعدام الحساسية حيال مصابهم ورفض تحمل المسؤولية عنها. قرار حال الطوارئ يصعب فهمه سوى أنه مدخل لمغامرات قد تكون باهظة الثمن كان يمكن تفاديها.

 

روسيا تسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن في لبنان

معهد واشنطن/آنا بورشفسكاياظ/6 آب/2020

بعد أسبوعٍ من الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت، يطالب اللبنانيون بحق بتغيير سياسي جذري. وردّاً على ذلك، كان لدى المسؤولين والمحللين الروس تعليقاتٌ كثيرة بالنظر إلى أهمية لبنان لمصالحهم الإقليمية. ولطالما اعتبر الكرملين لبنان معلماً بالغ الأهمية من الناحية الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط وبلداً يمكن الاستفادة فيه من أقليته المسيحية بشكلٍ لا مثيل له في أي مكان آخر في الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق، توطّدت علاقات روسيا مع لبنان في السنوات الأخيرة حتى إلى درجة أكبر كامتدادٍ لسياستها تجاه سوريا، بما في ذلك على المستوى العسكري.

وربما أدت المصالح الموجودة على المحك بأجمعها إلى دفع روسيا إلى الاكتفاء حتى الآن بردود رسمية حذرة على الكارثة التي حلّت على بيروت وما أعقبها من تبعات. فقد أرسل الرئيس فلاديمير بوتين تعازيه إلى الرئيس ميشال عون، إلى جانب توفير روسيا مساعدات إنسانية تضمّنت، وفقاً لبعض التقارير، معدات طبية واختصاصيين في مجال الطب. كما أرسل بوتين فريقاً خاصاً إلى بيروت يتألف من موظفين من وزارتَي الطوارئ والصحة الروسيتين.

وفي غضون ذلك، كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الصور التي تُنشر من بيروت "تفطر القلب"، ثم أعربت عن أسفها على الارتفاع المتسارع في عدد الدول التي "تنهار فيها الحياة" على أيدي البشر وليس بسبب كوارث طبيعية. ولكنّ موسكو، شأنها شأن الرئيس عون، تعارض إجراء تحقيق دولي في الانفجار، كما قال السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين لإحدى وسائل الإعلام العربية. وفي أعقاب الكارثة، أعربت الصحافة التابعة للكرملين أيضاً عن قدٍر كبير من المشاعر المعادية لأمريكا والمؤيدة لـ «حزب الله». ولا يُعتبر موقف الكرملين من «حزب الله» مفاجئاً نظراً لأن موسكو لم تصنّفه مطلقاً منظمةً إرهابية، بل على العكس من ذلك، فقد استضافت قياداتٍ من التنظيم في زيارة رسمية في أواخر عام 2011، ومنذ ذلك الحين تميل أكثر فأكثر نحو محور إيران - «حزب الله» - سوريا. كما قاتل التنظيم جنباً إلى جنب مع القوات الروسية في الحملة العسكرية لإبقاء نظام الأسد في الحكم، من أجل مصلحتهما المتبادلة - وقد اكتسب مقاتلو «حزب الله» الكثير من الخبرة من خلال العمل مع العسكريين المحترفين، بينما أشاد كبار المسؤولين الروس علناً بالتنظيم باعتباره "قوةً مشروعة".

وفي الآونة الأخيرة، عندما دعا المتظاهرون اللبنانيون رئيس الوزراء حسان دياب وحكومته المدعومة من «حزب الله» إلى الاستقالة، سلّطت وسائل الإعلام الروسية التي تسيطر عليها الدولة الضوء على مخاطر تحدي السلطة المحلية لـ «حزب الله». ووفقاً لمدير المكتب الإقليمي لـ " شركة البث الإذاعي والتلفزيوني لعموم روسيا" إيفجيني بودوبني، فإن "حزب حسن نصرالله هو الحزب الوحيد الذي يملك قدرات قتالية حقيقية هنا، وبإمكان [المَطالب بالاستقالة] أن تؤدي حتماً إلى اندلاع صراع واسع النطاق في لبنان". كما ادّعى أن النشطاء اللبنانيين الذين يطالبون بنزع سلاح «حزب الله» يتلقون أموالاً من الخارج - في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

وتوسّع بودوبني في الحديث عن هذه النقطة الأخيرة في مقالة منفصلة جاء فيها: "[الاحتجاجات] تنتقل إلى أيدي القوى السياسية الموالية للغرب والسعودية. إن الحد من نفوذ «حزب الله» الشيعي هو هدف السياسيين المحليين؛ والصراع المفتوح بين الطوائف هو هدف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". وبالمثل، كتب محللٌ روسي آخر في إحدى وسائل الإعلام الحكومية أنه في الوقت الذي يتوجب فيه على الجميع إرسال المساعدات الإنسانية إلى لبنان، هناك دولٌ تستغل الوضع كذريعة "لتحقيق مصالحها الوطنية" - أي أن الدول الغربية ودول الخليج تسعى للإطاحة بالحكومة الحالية وإزاحة «حزب الله» من السلطة.

ويقيناً، فإن بعض وسائل الإعلام التابعة للدولة انتقدت «حزب الله» والحكومة اللبنانية، حيث نقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط غريغوري لوكيانوف قوله إن "السياسة في لبنان فقدت مصداقيتها". وأشار إلى أن «حزب الله» لا يهتم بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، بل بمحاربة إسرائيل فقط. وفي السياق الحالي للمساعدات الإنسانية والدعوات إلى الإصلاحات الجذرية، قال إن "السلطات مهتمة بالمال، ولكن ليس بالتغييرات".

ومن غير المرجح أن يفهم الجمهور الروسي إلى أي مدى تعود أسباب هذه الإخفاقات السياسية إلى «حزب الله» والنظام السوري وغيرهما من شركاء إيران الذين عملوا مراراً وتكراراً على تقويض السيادة اللبنانية وأثاروا عدم الاستقرار في المنطقة على مر السنين. والأهم من ذلك، أن انتقادات لوكيانوف لا تنحرف عن مسار الرسالة الشاملة التي توّجهها روسيا - وهي أن أنظار موسكو لا تزال شاخصة نحو الهدف الأكبر المتمثل في ضمان نفوذها مع كل من يسيطر على الأرض في لبنان، على الأقل جزئياً لأن الأحداث هناك تؤثر على المصالح الروسية في سوريا. على سبيل المثال، أكد بعض المراقبين الروس سابقاً كيف يمكن للمصارف اللبنانية أن تكون بمثابة صلة سوريا بالعالم الخارجي، وتعمل على تسهيل إعادة الإعمار بطريقة تحافظ على بقاء الأسد في السلطة. [إلّا أن] الأحداث الجارية تهدّد بتعقيد هذا السيناريو.

وفي الوقت الحالي، تتولى الحكومة الفرنسية زمام المبادرة في لبنان، مما دفع إحدى وسائل الإعلام الروسية إلى الإعلان بأن باريس و"الاتحاد الأوروبي" ينقذان البلاد من الحرب الأهلية. وقد سعت فرنسا إلى توثيق علاقاتها مع الكرملين خلال العام الماضي، وفي هذا الإطار كتبت الصحف الروسية أن باريس تتوقع الآن من موسكو (ومن تركيا أيضاً) أن تساعدهما في بيروت. ومن المرجح أن يدعم بوتين هذا الجهد (أو على الأقل يتشدّق به)  طالما يحافظ على أكبر قدر ممكن من الوضع الراهن في لبنان. ويُعزى هذا التوجه العقلي جزئياً إلى نفور بوتين العام من تغيير أي حكومة يفضّلها، لا سيما من خلال الاحتجاجات الشعبية أو الضغط الدولي. وقد يركز أيضاً على أولويات أخرى في الوقت الحالي، مثل الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة في بيلاروسيا المجاورة وفي الشرق الأقصى لروسيا.

لكن الأكثر أهمية من وجهة نظر موسكو هو بقاء واشنطن غائبة إلى حد كبير عن الساحة. وبصراحة، حذر زاسيبكين في مقابلة مع قناة "سبوتنيك عربي" من أن النفوذ الأمريكي في لبنان آخذ في التوسع وسيؤدي إلى عواقب سلبية على البلاد. ويوحي تعليقه هذا بأن موسكو ستواصل السعي إلى تعزيز نفوذها في لبنان مع نشر سردية عدم الاستقرار الذي يُفترض أنه ناجم عن التدخل الأمريكي.

*-آنا بورشفسكايا هي زميلة أقدم في معهد واشنطن.

 

دَعَوْنا للتطبيع مع إسرائيل هددونا بالقتل!

حسن علي كرم/السياسة/16 آب/2020

هنيئاً للإماراتيين بقائدهم الشجاع محمد بن زايد، وهنيئاً لمحمد بن زايد بشعبه المطواع الذي لا يخذل قائده ويدفعه للأمام والمزيد من الإنجازات، وهنيئاً للقائد المغوار الذي يتعامل مع الظروف بواقعية، وصدر رحب وعقل منفتح ومنظار المستقبل.

الشيخ محمد بن زايد اقدم على خطوة جبارة، كان يمكن الا تتحقق لو بقي واقفاً في مكانه، لكن اي خطوة مهما كانت تحتاج الى انسان مقدام، فمكانة الدول لا تقاس بالمساحة او الثروة او القوة، فهناك دول تعادل مساحتها عشرات المرات عن مساحة دولة الامارات، وهناك دول قد تبز ثرواتها، وهناك دول يمثل موقعها اخطر من موقع الامارات، لكنها من المؤكد انها ينقصها القائد الجسور الذي يعرف متى يخطو، ولماذا يخطو واين يضع قدمه، وباي اتجاه تتجه خطواته. صدام حسين اراد ان يسجل التاريخ عنه انه قائد فذ لم تلد الأمهات مثله، لكنه طلع بلطجي ونصاب، واحمق وجاهل، ووقع في شر اعماله، فكانت نهايته على يده، وبحبل مشنقة لا يزيد ثمنه على دولارين. هكذا هناك قادة يذهبون الى الجحيم ترافقهم لعنات شعوبهم، وهناك قادة تبكي عليهم شعوبهم دماًز

الرئيس المصري أنور السادات الذي صدم الناس بزيارته غير المتوقعة، والجريئة والتاريخية الى تل أبيب قُتل برصاص الجبناء والجهلة، لكن التاريخ سجل انه بطل العبور وبطل السلام، وانه سيأتي يوم ينصفه التاريخ، واليوم لا شك ينام السادات مرتاحاً في قبره، انه حقق لوطنه وشعبه إنجازاً ما كان يتحقق لولا رجل جسور شجاع. لا نحتاج إلى العودة لجذور القضية الفلسطينية ولا كيف تأسست الدولة العبرية، فهذا حتى الطفل الذي ولد تواً يعرفه، فالاتفاقات التي كُتبت وأبرمت ساعتئذ، وأعلنت بشائر الدولة الإسرائيلية، والاتفاقات التي تلت بعد ذلك كلها كانت تمهيداً لولادة تلك الدولة وبقائها رغم انف وعين وعقل وقلب كل سكان المنطقة. هل أعاد العرب او المسلمون مساحة قدم من الارض التي اُستقطعت من الارض الفلسطينية من الإسرائيلين، أو هل انتصر العرب بالحروب التي خاضوها ضدها، أنور السادات بعد حرب العبور (العاشر من رمضان 73) قال معترفاً بضعف موقفه العسكري قال 99 في المئة من الحل قضية الشرق الاوسط بيد اميركا، ولذلك لم يكن امامه لكي يستعيد حقوق شعبه ووطنه غير ان يواجه عدوه وجهاً لوجه، ويتفاوض معه على الحقوق، وتحقيق السلام، فهل كان السادات خائناً ام مغامراً، ام بطلاً، او وطنياً؟ محمد بن زايد، ليس وحده الذي سيطبع مع اسرائيل، فهناك آخرون يبدو انهم كانوا ينتظرون خطوته حتى يقتفوها، بدليل التأييد الذي انهالت عليه من الدول الخليجية. نحن هنا في الكويت كنّا دائماً نقف خلف الجدار معزولين، واننا مع اصحاب القضية، نرى ما يَرَوْن، ونحن آخر من يقرر بعد ما يكون قد انفض العرس وقضموا الكعكة لهماً ونهماً وقضماً، وكان دورنا والى اليوم ضخ الأموال لمن استحق ومن لا يستحق، وقد اثبتت الايام والوقائع انهم جميعهم دجالون كذابون، لا يستحقون ذرة من العطف او المساعدة.

كان يكفي موقفهم من الغزو الهمجي الظالم حتى نعرف كم كنّا عاطفيين وعلى نوايانا، لكن للاسف لا يبدو أننا تعلمنا، أو علمنا الغزو، لكي نعرف عدونا وصديقنا، وخلطنا هؤلاء بهؤلاء فخسرنا هؤلاء وهؤلاء، ورغم ذلك مازلنا نفتح خزائننا ونمدهم بالمال الذي لا يستحقونه فيما نضيق على أنفسنا، حتى وصلت بنا الحال الى الافلاس، فهل هذا ذكاء ام بلادة وغباء، ام ضعف، ام قوة لكن في مكان الضعف، انا لا ادري لعل واحدا يفسر او يشرح لنا سياسات حكومتنا الفلتة. دولة الامارات بقيادة الجسور رجل الدولة محمد بن زايد يتبادل مع اسرائيل الموافقات على التطبيع، وتطوير العلاقات وتبادل التمثيل الديبلوماسي، والاقتصادي، والسياحي وخلاف ذلك، فهل خسرت دولة الامارات ام اضافت دولة وشعباً وأقتصاداً الى رصيدها؟ هنا في الكويت بعد التحرير جفت أقلامنا، ونحن ندعونا ونطالب حكومتنا ان تخطو خطوة مماثلة لمصر والاردن، والتطبيع مع دولة اسرائيل التي ساعدتنا في الغزو ووضعت كل امكاناتها السياسية والعسكرية والإعلامية في خدمة تحرير وطننا من براثن العدو العراقي الغازي، فنعتونا بالعمالة ووضعونا على القائمة السوداء باعتبارنا مشاريع للقتل، لكن حكومتنا الذكية جداً اصرت على ان اسرائيل عدو، وان الذين رقصوا على جثاميننا في شوارعهم اخوة ومحبون، هل بعد هذا الكلام ما يستحق قوله تمجيداً وتطبيلاً في حكومتنا الجسورة جداً…جداً؟ نحن على يقين عندما تقول الحكومة: إن الكويت آخر دولة تطبع مع اسرائيل فذلك لا يعني في يقينها ان اسرائيل تشكل العدو الاخطر والاكبر عليها، فيما لا نحتاج الى ان نحدد من عدونا واين، لكن الحكومة استمرأت المجاملات، ومدارة لمتأسلمين واصحاب العقول المتحجرة، التي لازالت تلعق في إناء الماضي، متناسية ان الدول مصالح، وان الزمن لا يقف للبلداء، علينا ان نتحرك ونرى مصالحنا قبل ان يجرفنا الزمن!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي دعا القوى الامنية الى احتضان شباب لبنان الثائر: استعمال السلاح المؤذي والجارح يخالف القانون والعرف الدوليين

وطنية - الأحد 16 آب 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران حنا علوان، المنسق البطريركي الأب فادي تابت، بمشاركة المطران مطانيوس الخوري، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أيتها المرأة، عظيم إيمانك" (متى 15: 28)، قال فيها:

"1. كشف الرب يسوع للجميع إيمان المرأة الكنعانية، التي صمدت في إيمانها بأن يسوع قادر على شفاء ابنتها، ورغم سوء المعاملة التي لقيتها لديه. إنها محنة الايمان الذي يبقى ثابتا بقوة الرجاء والمحبة. بفضل هذا الايمان لدى المرأة الكنعانية أغدقها المسيح بوافر رحمته، وقال لها: أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك كما تريدين! وللوقت شفيت ابنتها (متى 28:15).

2. ها نحن في الأحد الثاني بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الحالي، الذي أوقع الكثير من الضحايا: بين موتى وجرحى ومفقودين ومنكوبين ومشردين؛ وهدم أو ألحق الكثير من الاضرار في المنازل والمدارس والجامعات ودور العبادة والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة التجارية والصناعية والسياحية. إننا نذكرهم جميعا بهذه الليتورجيا الالهية، طالبين لهم تجلي رحمة الله وتعزياته. وأردد لهم كلمة الرب يسوع: لا تخافوا!.

3. وأود أن أوجه من جديد كلمة الشكر والامتنان للدول التي هبت من كل صوب لمساعدة اللبنانيين المتضررين بمختلف الأنواع، إضافة الى المبادرات اللبنانية من أفراد محسنين ومؤسسات اجتماعية وانسانية يدعمها ماليا محسنون لبنانيون في الوطن وفي الخارج. وأثني بالتقدير على الشبان والشابات الذين تطوعوا لمساعدة السكان المنكوبين، وتنظيف الشوارع، وتوزيع الحصص الغذائية. كافأهم الله جميعا بفيض من نعمه وبركاته.

4. يبان لنا من إنجيل اليوم أسلوب الرب يسوع التربوي. عندما سمع المرأة الكنعانية، غير اليهودية، بل الوثنية، تناديه باسمه البيبلي: يا ابن داود، ارحمني، إن ابنتي بها شيطان يعذبها جدا (متى 22:15)، ما يعني: أيها المسيح الآتي من سلالة داود أنت الحامل رحمة الشفاء للبشرية المتألمة، سقط نداؤها الموجوع في صميم قلبه. فأدرك أن هذه المرأة تتميز بإيمانها عن كل الجمع المرافق له. ولذلك أراد امتحانها، يقينا منه أنها ستصمد. فكان كذلك.

5. إمتحنها بثلاث:

عدم الاكتراث لوجعها إذ لم يجبها بكلمة، وواصل طريقه كأن شيئا لم يكن.

التمييز العنصري بإعلانه للتلاميذ: لم أرسل إلا للخراف الضالة من بيت إسرائيل، وبالتالي الكنعانيون هم خارج نطاق رحمته. الإساءة لكرامة ابنتها، إذ لما جاءت المرأة وسجدت أمامه متوسلة: ساعدني يا رب، أجابها بكلام جارح للكرامة: "لا يحسن أن يؤخذ خبز البنين، ويلقى إلى جراء الكلاب. أما هي فانتصرت بإيمانها الثابت بالرجاء والحب الاحترامي ليسوع، إذ أجابت: نعم، يا رب، وجراء الكلاب أيضا تأكل من الفتات المتساقط عن مائدة أربابها!

فما كان من يسوع إلا أن أعلن إيمانها الكبير أمام الجمع كله، وغمرها برحمته إذ قال: عظيم إيمانك، أيتها المرأة! فليكن لك كما تريدين! ومن تلك الساعة شفيت ابنتها. إنه اللقاء بين إيمان الانسان ورحمة الله.

هي أمثولة لنا رائعة في كيفية الانتصار على محنة الايمان، بالثبات في رجائنا بالمسيح، فادي الانسان ومخلص العالم. وها هو يدعونا في مكان آخر الى هذا الثبات في الرجاء: سيكون لكم في العالم ضيق. لكن ثقوا، أنا غلبت العالم (يو 33:16 ).

6. شعب لبنان يمر في محنة قاسية، بدأت سياسية فاقتصادية ومالية ومعيشية، وتفاقمت مع انتشار وباء كورونا، ثم بلغت ذروتها بانفجار مرفأ بيروت. وعبر الشعب عن وجعه بثورة محقة نحن باركناها منذ 17 تشرين الاول الماضي. ولكننا دنا تسلل المخربين في صفوفها، وأسفنا كل الأسف لتصادمها مع الجيش والقوى الأمنية حتى أن هذه استعملت سلاحا مؤذيا وجارحا لأجساد المتظاهرين، خلافا لكل قانون وعرف دوليين.

7. إننا ندعو القوى الأمنية الى احتضان وحماية شابات وشباب لبنان الثائرين. فلا أمن بدون حرية. ولا سلطان بدون شعب. حين يثور شعب لا يعود الى بيوته بعد تسوية بل بعد حل. وكل مشروع تسوية على حساب لبنان مرفوض وسنواجهه. وهذا ما فعلت البطريركية في كل مرة كان لبنان في خطر. ولبنان اليوم يواجه أعظم الأخطار. ولن نسمح بأن يكون ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات في ما بينها، على حساب آلام الشعب.

ونهيب بالسلطة السياسية بأن تفسح في المجال أمام الطاقات اللبنانية القديرة والوطنية الجديدة والنزيهة لكي تشارك في استعادة لبنان شرعيته الوطنية وثقة العالم به. كيف يمكن إعطاء الثقة لأي حكومة لا تتبنى الخيارات الوطنية، أو توفير تغطية لمشاركة هذا الفريق أو ذاك خارج الثوابت الوطنية؟

8. هل يدرك المسؤولون السياسيون والكتل النيابية والأحزاب خطورة حجب الثقة الدولية عنهم، سلطة تشريعية وإجرائية وإدارية وعدلية، ووجوب البدء فورا بالتغيير، مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة، كما يريدها الشعب، الذي هو مصدر السلطات (مقدمة الدستور)، ويحتاجها واقع لبنان اليوم.

فالشعب يريد حكومة تنقض ولا تكمل. تنقض الماضي بفساده الوطني والأخلاقي والمادي، تنقض الأداء والسلوك والذهنية. الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية. الشعب يريد حكومة منسجمة معه لا مع الخارج، وملتقية في ما بين مكوناتها حول مشروع إصلاحي. والإصلاح الذي نفهمه ليس إصلاحا إداريا فقط، بل إصلاح القرار الوطني بأبعاده السياسية والأمنية والعسكرية. الشعب يريد أن يكون التمسك بالثوابت والمبادئ الوطنية، والإقرار بسلطة الشرعية دون سواها، كأساس المشاركة في الحكومة.

وليعلم الجميع أن لا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية؛ ولا حكومة إنقاذ من دون شخصيات منقذة. ولا حكومة توافق من دون اتفاق على الإصلاحات. إننا نريد مع الشعب حكومة للدولة وللشعب، لا حكومة للأحزاب والطوائف والدول الأجنبية.

9. فلنصلِ، كما يدعونا الرب يسوع، لئلا نسقط في التجرية، بل لكي نتجاوز المحنة الصعبة بالايمان والتضامن وبوحدتنا الداخلية. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

رئيس كاريتاس ترأس قداسا قبالة مرفأ بيروت على نية ضحايا الانفجار: ماذا ينفع أن نبكي على الأشلاء والأطلال؟

وطنية - الأحد 16 آب 2020

ترأس رئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود الكرملي قبل ظهر اليوم، القداس الالهي على نية ضحايا انفجار بيروت الذي دعت اليه شبيبة كاريتاس والشبيبة الانطونية قبالة مرفأ بيروت بقرب تمثال المغترب، شارك فيه عدد من شبيبة كاريتاس وشبيبة الأنطونية، متطوعون في الجمعيات وراهبات وحشد من وسائل الإعلام. وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الأب عبود عظة قال فيها: "ماذا تنفع الصلاة هل سترد ما تهدم وستقيم الموتى والأشخاص تحت الركام وستشفي الجرحى وتعيد بناء المنازل المهدمة؟ والجواب لو كانت الصلاة موجودة في قلوب الكثيرين لما شهدنا ما شهدناه".

وتابع: "الإنسان ليس مخلوقا ليكون ترابا في القبور فهل سنتمكن أن نقيم الإنسان من التراب؟ ولهذا قال لنا يسوع: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. فعلينا في هذه اللحظات ان نؤمن بالحياة الأبدية ولقد قال الرب: من آمن بي وإن مات فسيحيا، وهذا ما رأته مريم ومرتا عندما قال لهما الرب:انا القيامة، أنا الحياة". وقال: "سألت الكثير من الأمهات أين كانت العذراء مريم عندما مات أبناؤنا؟ الجواب، كانت عند أقدام الصليب، فحياة مريم لم تكن سهلة، فعندما ولدت يسوع لم تجد مكانا لولادته، اذا من يحمل المسؤولية في حياته يجب أن يعرف الصليب ويدرك أن سيف الألم في انتطاره. وعندما ولد يسوع ظهر الملاك ليوسف وقال له: قم خذ الطفل وأمه واهرب الى مصر. لقد قتل هيرودوس أطفال بيت لحم عند ولادة يسوع وجاء في الإنجيل: صراخ سمع في الرامة نحيب كثير، رحيل تبكي على بنيها وتأبى ان تتعزى، ولقد هرب يوسف ومريم من سيف هيرودوس، الذي تلون بدماء الأطفال، لهذا نرتدي الأحمر يوم الميلاد، ولهذا علمنا مكلل بالأحمر الذي هو رمز الشهادة والحب". وقال: "الأيمان لا يزيل المصائب، المصيبة تطال الجميع، المؤمن وغير المؤمن، الفقير والغني، الحاكم والخادم، الموت لا كبير ولا صغير أمامه، إنما الإيمان يعطي القوة على تحمل المشاكل، ويجعلك تعرف أن تعمل الخير"، مؤكدا أنه "لو كان كل مسؤول في قلبه الإيمان ومحبة الله، لما كنا رأينا ما رأيناه". وسأل: "ماذا تعلمنا مما حصل، ماذا ينفع أن ندين غيرنا؟ وماذا ينفع أن نبكي على الأشلاء والأطلال؟ نحن لا نزال هنا وفي هذه اللحظة نقول كما قال لص اليمين ليسوع: اذكرني متى أتيت في ملكوتك، وهو يقول لنا:اليوم ستكون معي في الفردوس".

واضاف: "اليوم يجب أن نغير قلوبنا وأن نصنع تاريخا جديدا، ففي كل ما سيمر في حياتنا يجب أن نخجل من عيون ربنا في السماء، ولذلك كل واحد يصلي ويؤمن يجب أن يسأل هل هو مستعد أن يصعد الى السماء؟ فإذا قال نعم، يجب أن يبدأ من هنا. نحن اليوم نجتمع لنصلي، نحن وفي حضور الله وموتانا هم في حضور الله أيضا، ونلتقي بهم الآن في هذه الذبيحة، ولهذا سنناضل في هذه الحياة وإنما من دون سحق الآخرين، سنقول الحقيقة ونزعج الأخرين لأن الحقيقة مثل النور تزعج من هم في الظلمة، وانما لا نريد ان نخطىء كما هم اخطأوا لا نريد ان تصدر من شفاهنا أي كلمات توسخ قلوبنا وأي أفعال تدين إيماننا".

وختم عبود: "انطلقنا ككاريتاس وكشبيبة انطونية مع العديد من الجمعيات الى قلب الخراب حيث هناك أناس ماتوا، ولكن وجدنا قلوبا حية تعطي الحياة، البعض يقول أن شبيبتنا ضائعة وفاسدة، يمكن أن نرى بعض الشبيبة الضائعة لانها لم تفهم قيمة العطاء ولم تختبر حب يسوع، ولأنها تعيش فراغا حاولت أن تملأه من وسائل التواصل الإجتماعي والإباحيات واللاخلاقيات. واعتبر ان الإنسان الذي يعيش مع الرب لا يعيش دائما كملاك، هو يقع ولكن لو خطىء ووقع فرحمة ربنا أوسع بكثير، ونحن سنعود للرب كالإبن الضال، والرب يقبلنا ويعانقنا، سنأتي اليه بخطايانا، وسنقول له أعطنا يا رب يقظة الضمير ولا تجعل ضميرنا يغفى، اجعلنا واعين، واجعلنا نزعج كما انت أزعجت سنكون على الصليب، ولكن هناك بعد كل موت قيامة".

 

نص مقابلة مطولة مع الرئيس عون/لست في وارد التفكير بمغادرة السلطة نريد التوصل لنتيجة سريعة في التحقيق لكن الأمور متشابكة وكل الفرضيات قائمة

وطنية - الأحد 16 آب 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن " الإرادة في التوصل الى نتيجة سريعة في التحقيق المتعلق بالانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في 4 الشهر الحالي كانت موجودة لدينا، لكننا وجدنا فيما بعد أن الأمور متشابكة وتتطلب بعض الوقت". وقال: "تم تقسيم التحقيق الى ثلاث مراحل، الأولى تقوم على معرفة من أين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب التي دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020؟ والمرحلة الثانية تقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة. أما المرحلة الثالثة فتقوم على معرفة من أهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع.

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال مقابلة مع محطة BFMTV الفرنسية بثتها ليل أمس، شدد فيها على أن "ليس هناك من تأخير، إنما حاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة". واعتبر أن "كل الفرضيات لا تزال قائمة، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون أن نحقق فيه".

وعن المعلومات التي وصلته في 20 تموز الماضي، قال: "أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013 ، وأنا انتخبت رئيسا للجمهورية في آخر شهر تشرين الأول من العام 2016، وحتى الآن لم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. عندما بلغني التقرير من أمن الدولة علمت بالأمر، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك أن أصحاب العلاقة، أي السلطات المختصة، تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر، والذين أخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وقد تأكدنا من أن الجميع كان لديهم خبر ووصلتهم المعلومة".

وعن مسألة تكليف رئيس حكومة جديد، قال: "نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه تشكيل الحكومة. وبعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل أمام المجلس النيابي للحصول على ثقته في ضوء برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، أريد نتائج للاصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية في ذلك".

ونفى أن "يكون حزب الله عائقا أمام الإصلاحات أو أمام تشكيل حكومة بصورة سريعة".

وعما إذا كان أصغى الى غضب الشارع، قال: "بالتأكيد. انا ابن هذا الشعب ويسمونني أب الشعب. أشاركه هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليه بل أنا منه".

وعن الجواب الذي يقدمه لانتظارات هذا الشعب، أجاب: "قبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة، لكي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد".

أضاف: "لست في وارد التفكير بمغادرة السلطة لأن ذلك يحدِث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض أنني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. إذا ما استقلت، تحصل انتخابات فورية والجو السياسي والشعبي لا يحمل على اجراء انتخابات قبل حصول هدوء في البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية".

وعن العلاقة مع فرنسا، اعتبر أنها "قصة صداقة عريقة. نحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. كنا في صدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث، ولكن للأسف سنحتفل به وسط الحداد، وفرنسا كانت مدعوة إلى المشاركة فيه". وقال: "في الوقت الحالي، نحن في حاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة إعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. ونحن في حاجة الى إعادة إعمار المدارس، ونذكر بموقفنا خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي عقد في باريس، عن أن يتم تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الأمور الضرورية".

وعن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون بيروت بعد يومين من الانفجار، رأى أنها كانت "موضع تقدير جميع اللبنانيين. نحن نشكر له مجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. هو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول لكي يعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة".

وعن قول الرئيس الفرنسي إنه يأتي "بسبب الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت أليما وليس لإعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه"، أجاب: "كان يقول ذلك من كل قلبه وقناعاته، وأنا كنت بدأت بإقرار قانون لإجراء التحقيق الجنائي. قوله يؤيد الاجراء الذي اتخذته إذ علينا ان نحدد المجرمين بالفساد".

وتابع: "عندما يأتي أحد للمساعدة، ذلك لا يعني التدخل في شؤون الآخر. وله الحق في تقديم نصائحه لكي يأتي العمل المطلوب جيدا. عندما ينصح أحد باتخاذ إجراء معين فهذا ليس تدخلا، انما عندما يعمد الى تعيين الحكومة عندئذ يكون الامر تدخلا"، نافيا ان يكون ماكرون يقوم بذلك.

وعن الاتفاق الذي قامت به الإمارات مع إسرائيل، اعتبر أن "الإمارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده"، مشددا في الوقت عينه على أن "هناك أرضا لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها".

وجاء في نص المقابلة:

التحقيق في الانفجار

سئل: في بيروت، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من هنا، وقع الانفجار الرهيب في الرابع من آب المنصرم. بعد 11 يوما على ذلك، ما هي أولى نتائج التحقيق عن مصدر هذه المأساة؟

أجاب: "كانت لدينا الإرادة في التوصل الى النتيجة بسرعة، لكننا وجدنا فيما بعد ان الأمور متشابكة جدا وتتطلب بعض الوقت. وتم تقسيم التحقيق الى ثلاث مراحل: الأولى تقوم على معرفة من اين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب الى دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020. اما المرحلة الثانية فتقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة، والمرحلة الثالثة تقوم على معرفة من اهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع، وخصوصا في حال استثنائية هم غير مكلفين بالبت بها، فلا العادات الجمركية ولا المسؤولين عن المرفأ تفرض ان يحصل مثل هذا الامر. نحن اكتشفنا ذلك في اللحظة الأخيرة. الموضوع متشابك ولا يمكن الخروج منه بتحقيق سريع. والحكومة قبل استقالتها، وبناء على طلبي، احالت التحقيق على المجلس العدلي، وهناك محقق عدلي مستقل تماما، لكون هذا المجلس يعتبر محكمة خاصة بالجريمة التي حصلت".

سئل: لكن الحكومة أعلنت انه في غضون خمسة أيام ستكون هناك نتائج أولية، واليوم لم تصدر هذه النتائج، فما هو سبب التأخير؟

أجاب: "ليس هناك من تأخير، نحن في حاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة وبفروع عدة، أكثر مما كان يتصوره القضاة".

سئل: لماذا كنتم ترفضون التحقيق الدولي؟

أجاب: "في الواقع، الخبراء الفرنسيون وجهاز FBI يساعدوننا في التحقيق لكي نعرف الحقائق التقنية والأمور الخارجية، لأنهم يمتلكون القدرة اكثر منا، وكذلك الإمكانات لمعرفة التفاصيل التي أوصلت الباخرة الى هنا، وما هو مصدرها، ومن يمتلكها".

سئل: بعد ثلاثة أيام على المأساة، طرحتم ثلاث فرضيات: الإهمال، او الاستهداف الخارجي من خلال صاروخ، أو قنبلة. هل هناك فرضية من الثلاثة يمكن استبعادها او لما تزل مجتمعة قائمة الى اليوم؟

أجاب: "كل الفرضيات لا تزال قائمة. وانا طلبت صورا جوية بإمكانها ان تحدد لنا اذا ما كانت هناك محاولة اعتداء من الجو".

سئل: بالنسبة اليكم، فرضية استهداف خارجي بواسطة صاروخ لا تزال قائمة؟

أجاب: "طبعا، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون ان نحقق فيه".

سئل: تقولون انه اذا كانت النتائج تأخذ بعض الوقت فذلك مرده الى ان التحقيق معقد اكثر مما كان متوقعا، وبالرغم من ذلك، ذكرتم في لقائكم مع الإعلاميين انكم حصلتم في 20 تموز على معلومات عن كمية النيترات هذه المخزنة في المرفأ. ما هي هذه المعلومات، وهل اتخذتم اجرءات بعد 20 تموز، إثر ما حصلتم عليه؟

أجاب: "أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013، وانا انتخبت رئيسا للجمهورية في آخر تشرين الأول من العام 2016، ولم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. حتى بلغني التقرير من أمن الدولة، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك ان أصحاب العلاقة اي السلطات المختصة تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر".

سئل: هل قررتم بين 20 تموز و4 آب يوم الانفجار اتخاذ تدابير تهدف الى حماية المنطقة تجنبا لحصول أي مأساة؟

أجاب: "طبعا. الذين أخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وتأكدنا من ان الجميع كان لديهم خبر ووصلتهم المعلومة".

الحكومة الجديدة

سئل: رأينا ان هذا الانفجار الذي أدى الى سقوط 177 شهيدا على الأقل وزهاء 6000 جريح، كانت له نتائج سياسية. الاثنين الماضي تقدم رئيس حكومتكم حسان دياب باستقالته، اين هي اليوم مسألة تعيين رئيس حكومة جديد؟

أجاب: "نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه لتشكيل الحكومة. بعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل امام المجلس النيابي للحصول على ثقته في ضوء برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، اريد نتائج للاصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية بذلك".

سئل: كثر في المجتمع الدولي طالبوا بالإسراع في تشكيل الحكومة. هل اعطيتم أنفسكم مهلة محددة لتعيين رئيس الحكومة وتشكيل هذه الحكومة؟

أجاب: "بدأنا فورا بذلك من جهتنا، لكن عادة هناك تشاور بين الأحزاب لاعتماد أكثرية معينة لكي نبدأ بالاستشارات. لا ينفعنا ان نقوم باستشارات وتأتي النتيجة متشابكة أيضا، فلا نتمكن من اختيار رئيس للحكومة. يجب ان تتكون أكثرية لكي نتمكن من تسمية رئيس للحكومة".

سئل: انسداد الأفق هذا وهذه التعقيدات التي تعترض تسمية رئيس الحكومة، كثيرون يعزون سببها الى ان حزب الله هو من يمتلك الكلمة الأخيرة في تسمية رئيس الحكومة. هل هذا صحيح، وما هو الدور الذي يلعبه فعلا حزب الله، الذي يصفه البعض بدولة داخل الدولة؟ وما هو جوابكم؟

"أجاب: "لا ليس الى هذا الحد. هذا ليس صحيحا لأن تسمية رئيس الحكومة تتوقف على الأكثرية التي تنبع من الاستشارات. وعدد وزراء حزب الله ليس كثيرا، وزيران في حكومة من 30 وزيرا بمعنى ان الحزب ليس الأكثرية التي تتحكم بقرارات مجلس الوزراء".

سئل: بالنسبة اليكم حزب الله ليس عائقا امام الإصلاحات وليس عائقا امام تشكيل حكومة بصورة سريعة وتعيين رئيس حكومة جديد؟

أجاب: "لا. هناك استشارات على رئيس الحكومة ان يقوم بها مع مختلف النواب لتشكيل الحكومة من النواب او تكون اكسترا برلمانية".

غضب الشارع

سئل: منذ اسبوع هناك تجاذبات جديدة لتشكيل حكومة جديدة وتعيين رئيس جديد للحكومة، وهي تجاذبات بين مختلف الكتل البرلمانية، والمعترضون في الشارع يقولون اننا بحاجة الى تجديد حقيقي للطبقة السياسية، ويعبرون عن ذلك بكلمات قاسية للغاية منذ بدء التظاهرات. هل اصغيتم الى غضب الشارع هذا؟

أجاب: "بالتأكيد. انا ابن هذا الشعب ويسمونني أب الشعب. كان شعوري عاطفيا قاسيا للغاية. وانا اشاركهم هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليهم بل انا منهم".

سئل: ألم يكن دور أب الشعب ان يذهب لمعاينة ضحايا هذا الانفجار، وتقاسم ألم هؤلاء الضحايا والمتضررين في الشارع؟

أجاب: "ذهبت وكشفت على موقع الانفجار، ولم يكن بإمكاني الاختلاط مع المواطنين، الا انني تابعت كل أخبارهم وأخذت العبرة اللازمة، وفهمت هذا الغضب وهذا الشعور".

سئل: هل فهمتم غضب الشعب الذي يقول انه ضاق ذرعا من الفساد ومن هذا النظام؟ كيف يمكنكم ان تجيبوا على انتظاراتهم اليوم؟

أجاب: "قبل ان يحصل الحدث، اتخذ قرار في مجلس الوزراء بفتح تحقيق جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة لكي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد".

مغادرة السلطة

سئل: بعد هذا الانفجار، هل فكرتم بمغادرة السلطة؟

أجاب: "لست في وارد التفكير بهذا الامر، لأنه يحدث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض انني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. وإذا ما استقلت، الجو السياسي والشعبي لا يحتمل اجراء انتخابات قبل عودة الهدوء الى البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية".

سئل: نرى على الرغم من كل شيء أن التظاهرات تتجدد أسبوعيا، واحيانا يتم قمعها بعنف، كم من الوقت يمكن ان يستمر ذلك؟

أجاب: "في مختلف التظاهرات، هناك البعض ممن يستفيد من المناسبة للقيام بعمليات شغب، وتكسير للمحال التجارية. هذا البعض هو من تتم معالجته من القوى الأمنية. المتظاهرون الحقيقيون ما من احد قام بتوجيه ضربة كف اليهم. تعليماتي كانت واضحة للغاية: مهما حصل، ممنوع التعرض لهم، ذلك أننا نتفهم غضبهم الذي هو أمر طبيعي بعد هذا الحادث الكبير".

العلاقات مع فرنسا

سئل: بالأمس رست حاملة الطوافات Le Tonnerre في مرفأ بيروت، في مستهل العملية التي أطلق عليها تسمية صداقة. كيف تصفون العلاقات بين لبنان وفرنسا؟

أجاب: "الرئيس ماكرون قال: لأن السبب هو لبنان. وانا أقول من جهتي: لأن السبب فرنسا ولبنان".

سئل: هل لديكم كلمة تصفون بها هذه العلاقة المميزة بين بلدينا؟

أجاب: "إنها صداقة عريقة. نحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. كنا بصدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث، ولكن للأسف سنحتفل به وسط الحداد. وفرنسا كانت مدعوة للمشاركة فيه".

سئل: فرنسا تقدم اليوم المساعدة الإنسانية والغذائية والمادية، فما أكثر ما يحتاجه اللبنانيون القاطنون في الأحياء المدمرة؟

أجاب: "نحن في حاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة اعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. كما اننا في حاجة الى إعادة إعمار المدارس".

سئل: على الرغم من ذلك، بعض اللبنانيين الذين التقينا بهم يخشون ألا تصل اليهم المساعدات نتيجة الفساد في هذا البلد؟ كيف يمكنكم ان تضمنوا لهم ان المساعدات الخارجية ستصل الى أيديهم، وسيسفيدوا منها؟

أجاب: "طالبت خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي عقد في باريس، ان يتم تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الامور الضرورية لجهة توزيع المساعدات، وإعادة إعمار المنازل والمستشفيات والمدارس المهدمة".

زيارة ماكرون

سئل: زار الرئيس إيمانويل ماكرون بيروت بعد يومين من الانفجار، واليوم بعد 9 أيام من هذه الزيارة ما هي النظرة التي تعطونها لمجيئه؟

أجاب: "نظرة إيجابية للغاية، وكانت الزيارة موضع تقدير جميع اللبنانيين. ونحن نشكره لمجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. وهو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة".

سئل: خلال وجوده في بيروت، قام الرئيس ماكرون بزيارة الأحياء المدمرة والتقى الناس بغيابكم، وقال للبنانيين هذه الكلمات: انا اتفهم غضبكم. ما هو تقييمكم لهذه العبارة؟

أجاب: "الرئيس ماكرون احب ان يرى الناس مباشرة من دون ان يكون متأثرا بمواكبتي الشخصية له".

سئل: هل تفهمتم رغبته هذه بالذهاب لرؤية هذا الشعب، شعبكم؟

أجاب: "نعم".

سئل: عندما تحدث خلال هذه الزيارة عن الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت أليما وليس لإعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه. هذه عبارات قاسية تجاهكم".

أجاب: "قال ذلك تعبيرا عن قناعاته، وقبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي، وقوله يؤيد الاجراء الذي دعمته بقوة لأنه علينا ان نحدد المجرمين بالفساد".

سئل: ألم تشعروا انكم مستهدفون بصورة خاصة بعبارات الرئيس ماكرون؟

أجاب: "لا، لأنه يعرفني جيدا".

سئل: عندما يقول انه عندما سيعود في الأول من أيلول، اذا لم تتوصل الطبقة السياسية اللبنانية الى ميثاق اجتماعي جديد سوف يقوم بتحمل مسؤولياته، ألم تأخذوا كلامه هذا على اعتبار انه تدخل، كما وصفه البعض بأنه تعرض للسيادة، سيادتكم الوطنية؟

أجاب: "الانفجار الذي حصل اتخذ حجما عالميا، والرئيس ماكرون يعمل من اجل ان تكون القرارات في ما بعد التي سنتخذها صالحة وتتلاءم مع حجم الحادث الكبير. انا لا اعتقد ان لها طابع التدخل، انما عباراته هذه نابعة من غيرة الصداقة كي تأتي الإجراءات سليمة".

سئل: ان يأتي رئيس الجمهورية الفرنسية بعد يومين من الانفجار، ويعود في الأول من أيلول، هل يشكل الامر تعبيرا عن الصداقة وليس بمثابة تدخل في السياسة اللبنانية وفي مستقبل البلد؟ ألا يعني ذلك رغبة فرنسا في تقرير مستقبل لبنان؟

أجاب: "عندما يأتي احد للمساعدة فذلك لا يعني التدخل في شؤون الأخر. له الحق في تقديم نصائحه كي يأتي العمل المطلوب جيدا".

سئل: ما هي الحدود بالنسبة اليكم بين المساعدة، والصداقة والتدخل؟ وفي أي وقت لا يجب القيام بخطوة قد تغدو في غير محلها؟

أجاب: "يكون التدخل عندما يحدد هو المسار السياسي، انما عندما ينصح باتخاذ إجراء معين فهذا ليس بتدخل. عندما يعمد هو الى تعيين الحكومة عندها يكون تدخلا".

سئل: هل قام بذلك؟

أجاب: "كلا".

الاتفاق بين الامارات واسرائيل

سئل: هذا الاسبوع حصل حدث تاريخي إذ قامت الامارات العربية المتحدة بتوقيع السلام مع إسرائيل. كيف تعلقون على هذا الاتفاق؟ وهل لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع اسرائيل؟

أجاب: "نحن لدينا مشاكل مع إسرائيل يتوجب حلها".

سئل: لكن هذا الاتفاق الذي قامت به الامارات ماذا يعني لكم وللبنان؟ كيف تفسرونه وكيف ترونه؟

أجاب: "الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده".

سئل: ما هي المشاكل مع اسرائيل التي من الواجب حلها، قبل ربما التوقيع على السلام؟

أجاب: "هناك أرض لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها".

شكر فرنسا

وختم عون المقابلة بتوجيه الشكر الى فرنسا: "اود ان اشكر فرنسا، شعبا ورئيسا، لمساهمتها في تقديم المساعدات للبنان، ووقوفها من كل قلبها بجانبه".

 

جعجع دعا بعد لقائه الراعي الى تخفيف العنتريات: سنجمع التواقيع على عريضة نيابية لطلب لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت

وطنية - الأحد 16 آب 2020

تمنى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على البعض "تخفيف عنترياته وتهديداته"، مذكرا الجميع بأنه "عبر تاريخ لبنان لم يستطع أحد إخضاع الشعب، فقد مرت علينا إمبراطوريات وممالك كثيرة منذ ما قبل عصر المماليك وخلاله وبعده وصولا إلى عهد الوصاية السورية، والجميع رأى ما كانت النتيجة. لذا من الأفضل أن نعتمد دائما لغة المنطق والهدوء والرواق في التخاطب في ما بيننا، والاهم من ذلك هو أن نتشارك جميعا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، باعتبار أنه المكسب الأساسي والوحيد الذي ما زال يتمتع به حاليا الشعب".

كلام جعجع جاء في تصريح عقب لقائه وعقيلته النائبة ستريدا جعجع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، وقد حضر اللقاء الذي دام أكثر من ساعة، النائب البطريركي المشرف على دائرة الشؤون البطريركية المطران بيتر كرم والمسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض.وتطرق جعجع الى كارثة انفجار مرفأ بيروت، قائلا: "إننا ما زلنا نعاني تداعيات هذا الإنفجار حتى اليوم وسنبقى كذلك لفترة طويلة إنطلاقا من فداحة الكارثة التي حلت بنا والتي لن تنتهي للأسف بأقل من 200 شهيد و6000 جريح وخسائر لا يمكن تقدير قيمتها في الوقت الراهن، فضلا عن عشرات آلاف المواطنين المشردين خارج منازلهم حتى اللحظة. أما الذين تمكنوا من العودة إلى منازلهم فقد قاموا بذلك بعدما عمدوا إلى إقفال الفجوات في جدران منازلهم وإغلاق النوافذ بالنايلون وليس بعد إعادة ترميم هذه المنازل كما يجب، وبالتالي هذه الكارثة هي أفظع من أي حدث مر علينا خلال الخمسين أو المئة عام المنصرمة من تاريخنا". واعتبر أن "التحقيق المحلي لن يؤدي إلى نتيجة حقيقية لسبب بسيط وهو أن السلطة هي المتهمة وعلى مستويات مختلفة منها، فكيف تكون هي من يحقق في هذه الجريمة؟ وحتى للأسف الإدارات المختلفة من أمنية وعسكرية وقضائية وإدارية وسياسية بالدرجة الأولى متهمة، وبالتالي لن تتمكن هذه الإدارات من إيصالنا إلى النتيجة الحقيقية". وقال: "ليس لدينا نتائج مسبقة لذلك لم نتهم أحدا حتى هذه اللحظة ولن نقوم بذلك، فنحن في انتظار تحقيق جدي لا يمكن أن يتم سوى عبر لجنة تحقيق دولية، لذلك سنبدأ انطلاقا من يوم الإثنين المقبل بجمع التواقيع على عريضة نيابية للطلب من الحكومة اعتماد لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة وسنعمد إلى إرسال هذه العريضة في الوقت نفسه إلى الأمم المتحدة باعتبار أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة التي هي مطلبنا جميعا، وبذلك يرتاح شهداؤنا حيث هم وأهاليهم يرتاحون أيضا والجميع يرتاح ولا يبقى لدى أي شخص شكوك، وتنتفي مختلف الأسباب التي تسمح لأي كان أن يسوق اتهاما لشخص آخر، زورا أو حقيقة". ووجه تحية إكبار وإجلال "لجميع الشهداء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت باعتبار أنهم سقطوا في سبيل الوطن ولو لم يكن ذلك في المكان المناسب، كما وجه تحية كبيرة جدا للشهيد رالف ملاحي من فوج إطفاء بيروت الذي استشهد وهو يحاول إطفاء الحريق، ومن خلاله لجميع أهالي عين الرمانة الموجودين في المناسبات والمواقع كلها لمحاولة الدفاع عن هذا الوطن، وهم كما كانوا دائما وقفوا في هذه المناسبة برأس مرفوع وعلى استعداد دائم للتضحية في سبيل لبنان".

وتطرق الى مسألة تأليف الحكومة العتيدة، لافتا إلى أننا "لا نعتقد أن أي حكومة يمكن أن تكون هي الحل في الوقت الراهن بوجود المجموعة الحاكمة على ما هي عليه، وطالما أنه يتم السعي الى تشكيل حكومة جديدة، وإذا كان هناك من أمل لأي حكومة أن تنجز أي شيء يذكر، فهي حتما حكومة مستقلين تماما، ونحن ضد حكومة أقطاب أو حكومة وحدة وطنية بشكل كلي وكامل رغم تمسكنا بالوحدة الوطنية، ولكن موقفنا يأتي انطلاقا من أننا عاينا ورأينا ماذا أنجز هذا النوع من الحكومات في الأعوام ال30 المنصرمة، وما نشهده اليوم هو نتاج هكذا حكومات أو ما شابه، وبالتالي لن نعود نكرر بعد الذي مر علينا التجربة نفسها والعودة إلى نقطة الصفر". وأعاد جعجع التشديد على أن "ما ينبغي القيام به هو تشكيل حكومة مستقلين ولكن بالفعل مستقلين لا أن تكون كالحكومة المستقيلة التي كانت مستقلة في الظاهر فحسب، في حين أن كل حزب من أحزاب السلطة يدير مجموعة من الوزراء فيها، ما أدى إلى عجزها عن تحقيق النتيجة المطلوبة". ورأى أن "الحل الفعلي يكمن في تقصير ولاية مجلس النواب الحالي باعتبار "أننا بوجود الأكثرية النيابية الحالية، لن نصل إلى أي مكان، لذلك سنعمل على تقصير ولاية هذا المجلس وسنقدم نهار الإثنين باسم تكتل الجمهورية القوية اقتراح قانون لتقصير ولاية المجلس".

وتطرق جعجع إلى مسألة حياد لبنان، وقال: "في هذه المناسبة أريد أن أوجه لغبطته تحية كبيرة على كل الجهود التي يبذلها من أجل إيجاد حل فعلي متوسط وطويل الأمد وليس مجرد حل آني للمشاكل اللبنانية، وعلى هذا الصعيد سيرسل غبطته مذكرة الإثنين المقبل لجميع الافرقاء المعنيين يوضح فيها ما هو الحياد الذي يطرحه، وبعدها سيكون لنا في تكتل الجمهورية القوية عريضة نيابية أخرى، ومن الممكن أن يكون لدينا في وقت لاحق عرائض شعبية من أجل مطالبة الحكومة ومجلس الأمن الدولي بتأكيد حياد لبنان وكي تقوم الحكومة بكل الخطوات المطلوبة لوضع هذا الحياد موضع التنفيذ".

وختم موجها معايدة لجميع اللبنانيين في مناسبة حلول عيد انتقال السيدة العذراء "بظروف أفضل على أمل أن نتخلص بشفاعتها من المشاكل والمآسي كالتي أصابتنا بانفجار مرفأ بيروت".

 

باسيل: نحن الثورة الحقيقية وأبو الإصلاح وأمه ولا تجرونا الى حيث لا نريد المجلس أنقذ من المؤامرة والأولوية لحكومة إصلاحات ومشهد 2005 و2006 يتكرر

وطنية - الأحد 16 آب 2020

قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم: "نحن أمام كارثة ومأساة وطنية ضربت عاصمتنا وبلدنا وشكلت صدمة كبيرة لأهلنا ولنا كلنا. الكلمات والمشاعر الطيبة لا تعوض فقدان الضحايا ولا تخفف أوجاع الجرحى ولا ترد المفقودين ولا تعمر أحياء مدمرة بكاملها. لن ننسى صورة كل شخص فقدناه، نظرته وابتسامته حاضرتان بكل مشهد نراه بضميرنا وبقلوبنا للحظة كشف الحقيقة".

أضاف: "اذا لم تكشف الحقيقة في المرات السابقة، ممنوع هذه المرة الا نلاحق ونحاسب ونحاكم كل من تسبب بدمعة أب أو بحرقة قلب أم".

وتابع: "نحن لا نزال في مرحلة دفن الضحايا وتضميد الجرحى والبحث عن مفقودين ورفع الركام وتنظيف المنازل والشوارع، وهذه عملية وطنية يشارك فيها كل الشعب اللبناني، صغارا وكبارا، أحزابا وتيارات، بلديات وجمعيات، نواد ومؤسسات، شركات ودولا، وهذه مرة جديدة يظهر فيها شعبنا تضامنه وحبه للحياة ويقوم من تحت الدمار ويعود يعمر. وبصراحة الشعب هو من يقوم بعملية إنقاذ نفسه ومدينته، (بتقصير واضح للأجهزة والادارات)".

وأكد باسيل إن "مشهد التضامن العفوي هو أكبر إثبات على وحدة وطننا ومناعته". وحيا كل الناس، بمن فيهم التيار، الذين خففوا من هذه المأساة عبر إعطاء الدم والتطبيب وإيواء الناس وحراسة البيوت، ولا شك أن بيروت ستقوم بفضل همة وإرادة أهلها ومساعدة الأصدقاء".

وطالب الدولة بالشق المادي: "تأمين الأمن والطمأنينة بشكل جدي لكل بيت ومواطن، حماية الأبنية من الإنهيار وإعادة طابعها التراثي ومنع عمليات المتاجرة والبيع الإستغلالي، تأمين مواد البناء وآلية شرائها بأسعار مدعومة بالدولار للزجاج والخشب والالمينيوم والحديد والترابة وغيره، تأمين مبلغ حد أدنى للتصليحات لكل منزل متضرر من قبل المصارف واعتبارها سلفة على الدولة لحين سدادها وهذا موضوع اقترحه التكتل وسيتابعه للوصول الى نتيجة، إلزام شركات التأمين بتسديد متوجباتها للمتضررين، إقرار قوانين لكل أشكال الإعفاءات من الرسوم والضرائب على إعادة الاعمار وعلى الاملاك، ولكل حاجة انسانية ملحة، وضع مخطط توجيهي للمناطق المتضررة من قبل المحافظ والبلدية وتقسيمها الى مناطق جغرافية (أحياء وشوارع) ووضع خرائط معمارية متجانسة، (ترميمية وتجميلية، مع خرائط تنفيذ وجدول كميات وأكلاف) لوضعها بتصرف الجهات المانحة، الراغبة بالمساهمة بإعادة إعمارها (هيك الدول ما بتعطي مصاري ولكن تعمر مباشرة)".

أضاف: "أما بالشق المعنوي، فالعزاء الوحيد هو الحقيقة والمحاسبة. نحن أمام فاجعة حصلت على مرحلتين وبسببين: واحدة على سبع سنين بسبب الإهمال والثانية بلحظة بسبب حادث إما غير متعمد أو تخريبي او اعتدائي. في كل الحالات، الحقيقة مطلوبة والمحاسبة واجبة. الفرق أن الاهمال معروف وموثق ويتطلب تحقيقات سهلة وسريعة، أما حادث التفجير فهو غامض ويتطلب تعمقا في التحقيق".

وشدد على "أننا مع كل إجراء يوصل للحقيقة والمحاسبة. الإعتماد اولا على أجهزتنا ومؤسساتنا الأمنية والقضائية لتقوم بعملها بسرعة وشفافية وفعالية بمساعدة كل الخبراء الراغبين والقادرين من الخارج، وبحال أجهزتنا قصرت أو تقاعست أو تواطأت فالباب يصبح مشرعا لكل الاحتمالات والمطالبة تصبح مشروعة. الكل يجب أن يكونوا تحت سقف التحقيق والقانون، من وزراء معنيين ومدراء وموظفين مسؤولين، وقادة أجهزة مختصين وقضاة أصدروا قرارات، الكل تحت التحقيق والقانون. لا فرق بين من اكتشف ونبه وراسل، وبين من يعرف وسكت وأهمل، مثل ما تكون المسؤولية على مستويات، الإهمال والتقصير يكون على درجات. (ويبقى اللغز الأكبر حول طبيعة الحادث)".

استهداف التيار

وتطرق باسيل الى استهداف "التيار الوطني الحر" فقال: "للأسف لحظة وقوع الفاجعة الكبيرة، هجم على رئيس الجمهورية وعلينا سماسرة الإستغلال السياسي وأبواق الحقد الإعلامي ليصورونا أننا لسنا فقط مسؤولين أو مقصرين لا بل مجرمين مباشرين ومن بين مئة شخص بالسلسلة الادارية والأمنية والقضائية صوبوا بالإعلام فقط على واحد. ونحن بالمقابل لم نتدخل ولم نحك ولم نتهم. لا بل سكتنا احتراما للدماء والدمار، وهذه أول مرة نتكلم لأن السكوت المتمادي يصبح اعترافا بالذنب".

أضاف: "بالرغم من عدم وجودنا من العام 2013 في سلم المسؤوليات المباشرة المرتبطة بالحادثة، الاتهام والتحريض توجه فقط إلينا. هيدا ما بذكركم بشي؟ ما بذكركم بال، 2005 بالتحريض والحقد واتهام أبرياء أثبتوا براءتهم لاحقا، وبالدعوات لإسقاط الرئيس وبالمحكمة الدولية والمطالبة بالانتخابات الفورية؟ يعني فراغ بالرئاسة وبالحكومة وبالمجلس النيابي! يعني فرط الدولة؟ (فراغ وفوضى)! في مؤامرة أكبر من هيك؟ هذا لا يذكركم باغتيال الشهيد بيار الجميل بال2007؟ عندما اتهمونا بالجريمة، ورفضوا قيامنا بواجب التعزية، وحدنا من دون غيرنا".

وأكد أن "ما حصل بحجم مؤامرة وليس فقط إهمالا؟ خصوصا أن هذا الإستهداف الظالم الكاذب هو واحد من سلسلة استهدافات نتعرض لها".

الاستهداف

وتابع: "نحن مستهدفون بكل شيء، بالشخصي وبالسياسي والأهم بالاعلام عبر تحميلنا مسؤولية كل شيء يحصل من مصائب وعبر الحرب النفسية التي هي حرب الجيل الرابع بهدف تشويه السمعة وللشيطنة ولغسل الأدمغة وهذا هو الاغتيال السياسي. هذا علم قائم وتمارسه دول كبيرة من ضمن مخططات كبيرة، ويتم تدريسه في العالم. صحيح أننا نشكو من ضعف إعلامنا ويجب أن نحسنه، ولكن نحن لا نملك الوسائل ولا المال لمواجهة الحرب الكونية الاعلامية التي تشن علينا. المطلوب أن نهزم نفسيا ونسكت، لن نسكت".

أضاف: "كل ملف لنا علاقة فيه يستهدف، أما إذا لم يكن لنا علاقة، لا يتكلمون عنه. مثلا ملف الكهرباء كيف اختلقوا الأكاذيب وحولوها لحقائق بذهن الناس: البواخر وكذبة الصفقة باستئجارها وكلفتها العالية بينما الحقيقة هي ان نشتري منها كهرباء أرخص من سوريا ومن معاملنا، معمل دير عمار وكذبة الTVA (وهي اختراع والحقيقة بينت انها غير موجودة)، كذبة سرقة ال50 مليار دولار كهرباء بآخر عشر سنوات والحقيقة ان المبلغ هو 20 مليار دعم من الدولة توزعوا على كل مواطن عنده فاتورة كهرباء، كذبة معمل سلعاتا وصفقة العقار المختلقة كي يمنعوا الكهرباء 24/24".

وأردف باسيل: "من 2010 يخترعون كذبة حول كل مشروع ليوقفوه: من قانون الكهرباء والهيئة الناظمة، الى خط الغاز الساحلي، الى محطة التغويز FSRU، الى تركيب عدادات الكهرباء الذكية لوقف السرقة، الى سيارات الغاز (والكهرباء للتوفير)، لمناقصات الفيول الجديدة بدل Sonatrack، الى كل سد وكل مشروع جيد للبلد. يريدون كهرباء ولكن ممنوع أن نقيم معامل انتاج، يريدون مياها ولكن ممنوع أن نقيم سدودا، يريدون غازا ولكن ممنوع أن نقيم محطة تغويز، يريدون فيولا ولكن ممنوع أن نجري مناقصة، يريدون لم النفايات ولكن ممنوع أن نشيد معمل تفكيك ولا معمل تدوير ولا مطمرا، يريدون محاربة الفساد ولكن ممنوع إقرار القوانين والشكوى للقضاء".

وتابع: "الملف يحكى عنه اذا كان الشخص المعني هو من التيار الوطني الحر. (يعني اذا واحد ما عنده لا طيارة ولا يخت ولا املاك او حسابات خارج لبنان، منركب له انو عندو ياهن، أما يلي عندو ياهن بالفعل ما منجيب سيرتهم). خذوا البيئة مثلا مع فادي جريصاتي، لقد وضع في بضعة أشهر كل الخطط والقوانين اللازمة للنفايات والكسارات والمحميات والترابة ولم يتوقفوا عن شتمه. أما وزير البيئة الحالي، لم يقم بشيء، لا قرارا ولا اجتماعا حتى والنفايات على الطرقات وسعر طن الترابة وصل للمليون ليرة لم يتكلموا عنه؟ اذا الموضوع ليس بيئة او نفايات او ترابة، الموضوع إذا كان الوزير من التيار لنهاجمه واذا لم يكن فلا داعي لذلك".

وأضاف: " نحن كمجموعة أناس مستهدفون من صغيرنا لرئيس جمهوريتنا على أساس اننا مسؤولون عن الانهيار بالبلد (وكملت معهم أنو نحنا مسؤولين عن انفجار المرفأ)، سائلا "هل نحن وضعنا سياسة إفلاس لبنان بالديون والفوائد العالية سنة 93، هل حاكم المصرف المركزي تيار؟ أو نحن موافقون على إدارته؟ هل استلمنا وزارة المالية؟ هل حولنا أموالا للخارج، هل تركنا شيئا لم نقم به لكشف واستعادة الأموال المحولة للخارج؟ من شكوى للقضاء لقانون بمجلس النواب؟ نحن نقدم ونقاتل، وهم يرفضون ويهجمون علينا، ونكون نحن مسؤولين؟ بالفساد والهدر، كيف؟ خرجنا من وزارة الاتصالات، هل أخذنا معنا رقما مميزا؟ لا، وضعناهم بالمزاد العلني، هل أخذنا رخصة توزيع كارت تشريج أو أخذنا حصة بشركة مقاولات او تقديم خدمات VAS مع شركات الخليوي أو اشترينا أبنية صفقات؟ ألم نقدم للقضاء ملفا باسترجاع ال985 مليون دولار المهدورين؟ ألم نخفض كلفة التخابر للنصف على المواطن ودوبلنا واردات الخزينة؟".

وقال: "خرجنا من الطاقة هل أخذنا محطة بنزين؟ هل أخذنا حصة بالبواخر أو بمعمل دير عمار او بمشاريع الهواء بعكار؟ أو حصة بالنفط مع تجار النفط مثل غيرنا؟ خرجنا من الخارجية، هل أعطينا باسبورا دبلوماسيا واحدا لا يستحق بالقانون؟ عينا عشرات القناصل الفخريين، هل دفعنا مثل غيرنا ليرة واحدة لأي منهم؟ في كل وزارات التيار قولوا لنا عملية فساد واحدة مسجلة علينا.

دخلنا الحكومة، هل لنا أي صندوق من صناديق المحسوبيات مثل صندوق الجنوب أو صندوق المهجرين أو مجلس الانماء والاعمار؟ أو أول ما استلمنا وزارة المهجرين قدمنا خطة للحكومة لإقفال الوزارة والصندوق والحكومة رفضت، دخلنا مجلس النواب، هل تركنا قانونا عن الفساد وما قدمناه؟ من المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، لرفع الحصانة، لرفع السرية المصرفية، لاستعادة الأموال المنهوبة، لاستعادة الأموال المحولة للخارج، لقانون كشف الحسابات والأملاك، أنا الوحيد بالجمهورية بتاريخ لبنان الذي كشف حساباته وأملاكه للرأي العام، هل طالبتم أحدا ان يقوم بنفس الشيء؟ لا انتم طالبتم ولا أحد قام بهذا الامر. دخل الرئيس عهده، هل بقي ملف تكونت حوله معطيات وما قدمنا شكاوى عليه بالقضاء، من الكازينو، للمرفأ، للمطار والسوق الحرة، للنافعة، والفيول، وصندوق المهجرين والخليوي، والضمان، (وبنك التمويل) وغيره".

وسأل: "أين كنتم عندما ناديناكم على مدى 15 سنة بكل هذه الملفات ولم تردوا؟ أين انتم من الفساد ولا تتحركون؟ هل أصبحتم جزءا منه وتغطونه بشعار "كلكن يعني كلكن

لا نحن لسنا منهم".

وقال: "لسيئي النية أقول: ما بقا لازم تسألونا. نحن عملنا. أنتم شوفوا كيف ستساعدوننا وتعملوا معنا. لا تسألوننا لماذا لا أحد في الحبس. نحن تيار سياسي لا قضاة. اسألوا القضاة. ما بقا لازم تسألونا لماذا لا نسمي أحدا، لأننا لم نترك أحدا إلا وتقاتلنا معه لأننا سميناه. ما بقا لازم تسألونا لماذا تقولون إنهم يعرقلوننا، لأنها الحقيقة وسنظل نقولها. يسألوننا في التيار لماذا لا نستقيل، فنجيب بأننا لا نهرب من المسؤولية. لا نهرب عندما يكون البلد على شفير الوقوع. أسهل علينا سياسيا وأربح لنا شعبيا ان نستقيل ونهرب من المسؤولية. نستقيل عندما تساهم استقالتنا في تغيير الوضع للأفضل، لا للأسوأ، وعندما نرى أن هذا الأمر صار جاهزا وممكنا، نحن الذين نعرف كيف نستقيل".

أضاف: "في التيار يسألوننا لماذا لا نبقى وحدنا؟ نحن كنا وحدنا وربما نرجع وحدنا. نحن وحدنا بين الناس نصارع للاصلاح وضد الفساد، ولكن داخل المؤسسات، وحدنا لا نقدر أن نعمل شيئا. نحتاج لأكثرية في مجلس الوزراء ومجلس النواب لنمرر القرارات. لا أحد يقول إن عندنا اكبر كتلة ليحملنا المسؤولية، المهم يكون عنا الأكثرية وحدنا، وهذه لا نملكها؟ في التيار يسألوننا لماذا تبقون على التفاهم مع الحزب وندفع ثمنا غاليا من دون جهد من قبلهم ضد الفساد؟ نقول لهم، واقفوين معهم ضد اسرائيل والارهاب، والثمن لو دفعناه، هو للدفاع عن لبنان. نحن ندافع عنهم بوجه الخارج ولكن لسنا مجبورين ندافع عن اخطائهم في الداخل، بل من واجبنا مواجهة الأخطاء، كما نعمل".

وتابع: "نسأل أنفسنا ماذا غلطنا؟ هل من أحد يشتغل ولا يغلط؟ نريد أن نوقف جلد الذات ومساءلة أنفسنا بدل أن نسأل غيرنا. بعد شوي منصدق انو الحق علينا. كلا لم نغلط، اننا غير ذميين وغير دونيين، وهذه ليست عنصرية ولا طائفية، هذه شراكة بكرامة. كلا لم نغلط، اننا حاربنا الفساد والإقطاع والميليشيا، ولو كلفتنا، وإلا لا نكون نحن. كلا لم نغلط، أننا وقفنا مع حزب الله في حربهم على اسرائيل والإرهاب، وإلا كنا عشنا عبيد الأحادية الدينية في المنطقة. كلا لم نغلط، أننا وقفنا بجانب الحريري في 2005 و 2017، وأقل شيء أن نقف مع رئيس حكومتنا بوجه الأجنبي. كلا لم نغلط، انا عملنا تفاهم معراب ولو عارفين كلفته كبيرة علينا، إذ يجب أن نسعى دائما لوحدة مجتمعنا. كلا لم نغلط، ان العماد عون عمل رئيس جمهورية وسعينا لنتفق مع الكل سياسيا وليس على الفساد لنحاول تخليص البلد من الانهيار الحتمي الذي كنا واصلين عليه. كلا لم نغلط، ولا نتحمل مسؤولية الانهيار في البلد، ولو معنا رئاسة الجمهورية وأكبر كتلة. بل بيتحملها من أسر البلد بمنظومة مافيوية، ونحن نحاول أن نفك أسره".

وقال: "غلطنا في الإعلام ربما، ولكن كنا صادقين. غلطنا بطيبة قلبنا ربما، ولكن كنا وطنيين. غلطنا بأسلوبنا ربما، ولكن كنا واقعيين لا شعبويين! الأهم اننا كل يوم نسأل حالنا ونصحح! نسأل حالنا لماذا نحن لهذه الدرجة مستهدفون؟ مستهدفوين بسبب مواقفنا ومبادئنا وقناعاتنا ووطنيتنا وصدقنا ونضالنا، وكل هذا لا نقدر أن نغيره وندفع حقه. نحن على تقاطع استهداف داخلي وخارجي. داخليا، يريدون أن يتخلصوا منا لأننا نقيضهم! نغير حالنا لكي لا ينخلصوا منا أو نحافظ على حالنا وطبيعتنا مهما كلفنا ذلك؟ لا يريدوننا لأننا لسنا تقليديين ولا نمطيين (نحترم التقاليد ولكن ننتفض على التقليد)، لأننا ضد الاقطاع الطائفي والمالي والسياسي، لأننا تغييريين يعني نريد تغيير المنظومة القائمة، لأننا نستعيد الحقوق فيعتبروا أننا نسلبهم شيئا كانوا مهيمنين عليه، لأننا نحارب الفساد وبالتالي نقطع برزق المنظومة الفاسدة. خارجيا، الشي عينه، نزعج الدول التي عندها مشاريعها للبنان والمنطقة. نحن نعرف كيف نسايرهم، ولكن اذا مشاريعهم تلغي وجودنا، ماذا نعمل؟ نلغي وجودنا فقط لمسايرتهم؟"

أضاف: "لا يريدوننا لأننا لسنا تابعين لدولة خارجية وهذا خيار، خيارنا عدم رهن جزء من قرارنا لغيرنا. هذا يبعد عنك الحماية التلقائية من الخارج وتدفع ثمنه بالسياسة والمال ولكن تربح نفسك. لأننا أصحاب قضية وجود/ نكون او لا نكون. وهنا لا خيار أمامنا. لذلك معاركنا وجودية لا مسألة خيارات او محاور لأننا لسنا مع محور بل في صراع وجود. مع اسرائيل، هي مسألة وجود، وجودنا، لا فقط خلاف على مفهوم السلام. مع الارهاب، هي مسألة وجود، لذلك موقفنا مع سوريا نابع من ان لا يكون على حدودنا دولة داعشية وبؤرة ارهاب، بدل دولة سوريا العلمانية. مع قضية النزوح واللجوء هي مسألة وجود لأن فيها تهديم للكيان اللبناني. مع الصراع الشيعي - السني هي مسألة وجود، وسعينا لإخراج هذا الصراع من بلدنا، وإصرارنا ان نكون اداة وصل وليس اداة بيد أي من المتصارعين. وهنا تأتي قضية الحكم الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، نحن نريد العدالة ولكن نريدها شاملة. لا نقبل ظلم أحد من اللبنانيين بعدم إحقاق العدالة له، ولكن أيضا لا نقبل بالتشفي من أحد. ولدينا دور كبير نلعبه في منع أي اقتتال داخلي او فتنة. مع قضية الشرق والغرب، هي مسألة وجود. مشكلتنا ان جزءا من الغرب ينظر إلينا على اننا جالية غربية بسبب ثقافتنا وقربنا الحضاري، وبالتالي يجب أن نتبع سياستهم وننفذ أجندتهم، في الوقت الذي نحن متجذرون في هذا الشرق. مشكلتنا أيضا ان جزءا من الشرق، ينظر إلينا أننا جزء من الغرب، وهنا يجب التنبه إلى ان الشرق لا يعني فقط ايران والصين وروسيا، الشرق فيه السعودية والخليج وماليزيا والباكستان والهند، والشرق فيه العراق والكاظمي. نحن نريد أن نتعاطى مع الشرق والغرب، ولكن ونحن نتعاطى مع الغرب، لا شيء بيمنع ان يكون عندنا مصفاة للنفط مع روسيا او معمل كهرباء مع كوريا او اليابان، او سكة حديد للشام وبغداد مع الصين. كل هذه الحرية والمرونة لا يحبها الخارج. يريدون زلما ونحنا لسنا زلم أحد".

أميركا والعقوبات

وتابع: "مصالح الخارج الكبيرة لا تكفيها الصداقات، هي في حاجة لشي مطواع اكثر يغلب هذه المصالح الخارجية على مصلحة الوطن. ساعتئذ تصير الصداقة شيئ يشبه العمالة! بصراحة، مطلوب منا أن نشارك في الحصار الخارجي والداخلي الذي يمارس ليس على مجموعة حزبية اسمها حزب الله بل على مكون لبناني بكامله. مشهد ال 05 و 06 يتكرر، وعزل مكون لبناني لا يصح أن نسير به، ولو كلفنا غاليا. يلوحون لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة ولا أساس قانونيا أو إثباتيا لها؛ ولكن انا شخصيا من دون تردد، مستعد لأتحمل الثمن بهدف ألا يمس بوحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتم اغراقه في الفوضى والفتنة. نحن لا نطعن لبنانيا ولا نغدره، ولا نمشي مع الخارج ضد مصلحة الداخل. لم نفعلها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبلا، ولن نعملها اليوم. مهما كانت الكلفة علي، تبقى قليلة مقابل ماذا يمكن أن تكون على الوطن. نحن دائما نمشي في الخطر لنضع لبنان في الأمان. ولا مرة سرنا بين الخطوط الآمنة لنا على حساب تعريض لبنان للخطر. ندفع منا ونحمي لبنان. عندما تكون القصة داخلية، نخانق حزب الله لحد الفراق على مسألة بناء الدولة، ونحن ذاهبون إلى هذا المطرح إذا في المرحلة المقبلة لم تحملوا المسؤولية معنا، وحصلت فيها كل الإصلاحات اللازمة عبر الحكومة والمجلس النيابي، وهذه مسؤولية الحكومة والمجلس، وأقله مسؤولية الأكثرية النيابية، إذا قبل كل المجلس بأن يتحمل مسؤوليته".

وقال: "إذا، في الخارج لا نطعن لبنانيا، ولا أحد يراهن على ان نكون عملاء لأحد. في الخارج نحن مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ونحن مع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان. نحن مع استراتيجية دفاعية للبنان متفق عليها وطنيا تضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوته. أما في الداخل، فبقاء الدولة أهم منا كلنا. نريد دولة، ولو طلع احد حالو منها، أفضل من لا دولة بوجود كل مكوناتها فيها، ساعتئذ تكون مزرعة. ونحن نختار الدولة على المزرعة وعلى كل شيء".

الحكومة

أضاف: "اليوم الدولة مفككة وتحتاج لإعادة بناء، والأولوية لمنع مزيد من التهديم والفوضى عبر تأمين استقرار أمني ومعيشي للناس، وهذا غير ممكن من دون وقف انهيار العملة والتضخم المعيشي، أي غير ممكن من دون خطة إصلاحات متكاملة صارت معروفة بكل أقسامها المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، وموقفنا وموقف كل القوى الأخرى صار معروفا بالرفض أو القبول. الأولوية المطلقة للاصلاحات، وأي أولويات ثانية أو أجندات سياسية هي تماد إضافي بالانهيار. يمكن عمل إصلاح سياسي لاحق او متزامن ولكن ليس قبل ذلك. والإصلاحات تتطلب حكومة شغالة ومجلس نيابي شغال. المجلس النيابي تم إنقاذه من المؤامرة، اما الحكومة فاستقالت مع شكرها على أي عمل جيد قامت فيه، والأولوية للاسراع في تأليف حكومة جديدة على قاعدة واحدة هي الإصلاحات. نحن لا هم لدينا الا تأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، وكل باقي التسميات تصبح ثانوية لأن كلها جربت. نريد حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية برئيسها وأعضائها وبرنامجها، وهذا أيضا كله جرب وأصبح معروف من المنتج من غير المنتج، من المعطل. لا أحد يتحجج بنا ليؤخر التشكيل والاتفاق على الاصلاحات. موقفنا واضح من الأول، أنا شخصيا منذ زمن لم أعد معنيا بالوزارة، ولم أعرف كيف تحررت من عبئها الشخصي عليي؟ نحن في التيار غير راغبين ابدا، لا مباشرة ولا غير مباشرة، بالمشاركة بحكومة ليس فيها شروط الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها".

وتابع: أما أهم الإصلاحات، من دون تعدادها كلها، وفي ورقة مكتوبة عنها فهي خطة الإنقاذ المالي التي تتوافق مع شروط صندوق النقد الدولي المعروفة وخطة بديلة في حال رفض الصندوق او زاد شروطه لأسباب سياسية، القوانين الإصلاحية المالية المعروفة وعلى رأسها ضبط الحوالات الخارجية واعادة هيكلة النظام المصرفي، التدقيق التشريحي لمصرف لبنان ومن بعده لكل مؤسسات وصناديق الدولة، كهرباء 24/24 وقانون الكهرباء وتعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني والحشيشة لأغراض طبية - علاجية، موازنة اصلاحية لل 2021 تعالج كل ابواب الهدر وضبط الانفاق والمداخيل ونظام ضرائبي تصاعدي موحد وعادل وتترافق الموازنة مع خطة اقتصادية منتجة مع إقرار وتطبيق قوانين مكافحة الفساد وعلى رأسها قانون كشف الحسابات والأملاك لكل قائم بخدمة عامة".

الانتخابات والنظام الجديد

وقال باسيل: "إقرار الإصلاحات يضعنا على طريق النهوض الاقتصادي ويسمح لنا بالحوار الجدي لتطوير النظام، علة العلل وسبب كل فشل وصلنا له بسبب منظومة طائفية سياسية تتبادل الخدمات، حماية وتمويلا، مع منظومة مالية. تطوير النظام من خلال الدستور وليس بالقفز فوقه، ونحن قلنا سابقا ان الطائف فرض علينا بالقوة ولكن نحن لا نقبل بتطويره الا بالتفاهم. ببساطة، نحن غير قادرين ان نكمل مع بعضنا الا من خلال عقد وطني جديد يقوم على فكرة جمع كل شيء مشترك بيننا عبر دولة مدنية مركزية، ووضع ما نختلف عليه ونتمايز به مناطقيا من خلال لامركزية ادارية ومالية موسعة. هذا من ضمن الطائف! لئلا يحكي أحد فيديرالية وهو برأسه التقسيم، ولا أحد في المقابل يحكي علمنة وهو برأسه إلغاء الطائفية السياسية فقط وهيمنة عدد، نطرح دولة مدنية قائمة على اللامركزية. أما الحياد بغاياته النبيلة، ففكرة تستوجب الحوار والتوافق بالتزامن مع الاستراتيجية الدفاعية التي تحفظ قوة لبنان. مشروعنا حاضر على 7 محاور ونحن جاهزون، وصرنا مأجلين ثلاث مرات بسبب الظروف، اطلاق تجمع لبنان المدني لإعلان وثيقة لبنان المدني مع مجموعة كبيرة من الشخصيات من كل المناطق والطوائف، وان شاء الله تسمح لنا الظروف بإعلانها في ذكرى مئوية لبنان الكبير في الأول من أيلول أو في شهر ايلول".

أضاف: "في هذا السياق، الانتخابات تصبح لازمة لتكريس التغيير وتتويجه، عبر مجلس نواب بقانون جديد نسبي قائم على دوائر اكبر يحمي تعددنا وتشاركنا، ومجلس شيوخ يحمي خصوصياتنا وكيانيتنا. الانتخابات عندئذ تكون تغييرا حقيقيا وانتقالا فعليا من نظام طائفي بالكامل الى نظام قائم على احوال شخصية مدنية موحدة وإصلاحات دستورية تمنع تعطيله وانماء متوازن وخدمات متساوية من خلال صندوق ائتماني لأصول الدولة وشركة لادارتها بانتاجية وعدالة، كله من ضمن دولة قانون محمية بقضاء مستقل. هذه هي انتخابات التغيير التي يمكن أن تحصل بعد سنة اذا كنا جديين وصادقين، اما انتخابات لتضييع الوقت بالاختلاف على قانون جديد لها، ونحن غير موافقين على تغيير القانون الحالي من دون تطوير كامل للنظام، فهذه تكون عملية تكاذب وتضييع للوقت والفرص".

الحل الكبير

وتابع: "نحن أما سنة صعبة ومفصلية، إما نملأها بشغل جدي لتطوير النظام وتغيير النموذج المالي والاقتصادي لحياة كريمة للبنانيين ولقرارهم المالي الحر غير المرهون، أو نملأها مؤامرات مع الخارج وتآمر على بعضنا في الداخل، على أمل قلب المعادلات والانقلاب على بعضنا لتحسين شروط او فرض شروط على طاولة الحوار الوطني. في هذه السنة، الحل الجزئي في المنطقة بين اميركا وايران آت، والضغط الذي نعاني منه أخيرا على اقتصادنا واستقرارنا هو نتيجة هذا الصراع، لكي كل طرف يحسن شروطه قبل الجلوس على طاولة المفاوضات والاتفاق على حل، صار جزء كبير منه واضحا ومرسوما. المرشح الديموقراطي الأميركي بايدن ونائبته هاريس واضحين بمواقفهم وبالمانيفست السياسي لترشيحهم بأنهم عائدون للاتفاق النووي السابق مع ايران. المرشح الجمهوري الرئيس ترامب، يتأمل قبل انتخاباته ان يحسن شروط هذا الاتفاق لصالحه، والايراني رافض وينتظر على أمل تغيير الرئيس الاميركي، ولكن ترامب في الحالتين، بتغيير الاتفاق او عدمه، تعهد منذ يومين بالوصول لاتفاق مع ايران خلال اول ثلاثين يوما من ولايته. النتيجة ان الاثنين، ديموقراطيين وجمهوريين، تعهدوا بالتوصل لاتفاق مع ايران، المتحالفة مع جارتنا سوريا والمدعومين الاثنين من روسيا والصين. وهذا الاتفاق مع اتفاقات السلام الفردية الآتية سيؤدوا لرسم معالم شرق اوسطية جديدة، اعلن فيها الاميركيون ان لا حاجة لوجودهم بعد الآن في المنطقة لحماية أمن اسرائيل، لكون الحماية اصبحت مؤمنة من غيرهم، ولا حاجة لوجودهم بسبب النفط، بعد ان أمنت اميركا استقلالها النفطي. الحل الخارجي آت فهل نلاقيه بحل داخلي؟"

الأمل بالغد

وقال: "لبنان اليوم بأزمة كبيرة يستطيع ان يخرج منها اذا اكدنا ارادة العيش معا ولبنان الكبير، وخرج البعض من احلام تراوده للبنان الصغير، في ظل ما ارتسم للمنطقة من كيانات مذهبية متصارعة. سوريا تصر على الدولة الواحدة، والرئيس الأسد غير مكتف بسوريا المفيدة، وهذا الأمر اذا نجح يساعدنا لنحافظ على لبنان الكبير بمئويته الأولى ليجددها لمئوية ثانية. لبنان الكبير رسمه البطريرك الماروني ولكن لكل ابنائه، ولبنان يجب أن يتجدد بكل ابنائه. المهم أن نكون حاضرين وباقين، بوجودنا ودورنا، وعملية الاستهداف التي حكيت عنها وتطالنا هي لإضعافنا وايصالنا منهكين او مغيبين عن الحل. الحل الكبير آت، وحتى نكون موجودين ليس مطلوب منا الا الصمود. نحن الذين تحملنا 13 تشرين و 7 آب و15 سنة نضال من خارج الحكم و15 سنة عذاب من داخل الحكم، لن نضعف اليوم ونخاف. لن نجوع ونسمح لأحد بأن يجوعنا، وبيروت سترجع تقوم بناسها، ولا أحد يستطيع أن يشحط أهلها او يشتريهم! ولا أحد يقدر أن يبعدنا ثقافيا عن Sorbonne أو John Hopkins لأننا متوغلون في المجتمع الغربي ولا أحد يقدر أن يفصلنا عنه، وأن يسكر AUB او USJ في لبنان او يلغي التنوع الثقافي والحضاري من مجتمعنا، ولا أحد يقدر أن يأخدنا بالقوة على غير ثقافتنا، ولكن في الوقت عينه لا أحدا يقدر أن يمنعنا من الذهاب إلى أينما نريد لنؤمن حاجتنا ومصلحتنا ونمنع الجوع عنا".

أضاف: "للبنانيين أقول، يجب أن نغير نمط حياتنا باتجاه الانماء والانتاج. الفرص تكون كثيرة في الأزمات، والحاجة أم الاختراع. وللتيار أقول إن الأولوية ليست للانتخابات. لا تخافوا على الأصوات! الأولوية أولا للصمود، صمود التيار وصمود الناس بأرضهم، بمدارسهم، بمصانعهم، ببلدهم والأولوية ثانيا لمتابعة كل من يسافر طلبا للعمل او للعلم لعدم فك ارتباطه بلبنان. التيار تيار لا يخاف، وبالرغم من الصعوبات يعطي القدوة للناس بالصمود والتأقلم وتدبير الذات ويقف بجانب كل محتاج ولا يترك أحدا".

وتابع: "لفتتني صبية ناشطة في التيار من بيروت اسمها راشيل عبدو وعمرها 19 سنة قالت: "انا لبنانية متلي متلك، انا انسانة متلي متلك، انا عشت نفس الخوف متلي متلك... ليش التعنيف اللفظي؟ ليش القمع لرأيي السياسي؟ لأنو رأيي بيختلف عن رأيك؟ الوطن - انا- و - انت، مش يا انا يا انت! أقول لراشيل لا تخافي، انت تجسدين التيار بآدميته واخلاقه وانسانيته، انت صورة لبنان الحلوة! وغدا من يهاجمك سيرجع ويقول لك: كان معك حق! شو سمعناها هالكلمة من قبل! اليوم لا يرون للأمام، يعيشون فقط تحت الوجع والضغط النفسي وغسل الدماغ الإعلامي. التيار وانا مسؤوليتنا حمايتك ورفاقك، وكرمالكم أقول للتيار: تحملتم ما لم يتحمله أحد. سكتتم في كثير من الأوقات على الاهانات والمسبات وكل انواع التنمر المعنوي. الحقيقة آتية وستنتصر في النهاية. حقكن ألا تتحملوا وتلجأوا لردات الفعل، ولكن الحقيقة آتية، ولا تسمحوا لكل الذي يحصل من تنمر ممنهج ان يوصلكم لأخر نفس. ممنوع أن يمد أحد يده عليكم، ولا تدعوا أحدا يتنمر عليكم... ليس فقط لأنكم تيار ولكن لأنكم خيرة الأوادم وخيرة الشعب الذي أخذ الحقد منه بعض الناس لمحلات بعيدة كثيرا. ستنتصرون وتذكرون كل من تنمر وكل كلمة قيلت. اصبروا الحقيقة آتية".

وقال: "لن نسكت بعد اليوم على أي متطاول علينا. غلطتنا اننا سكتنا، ساعة باسم الحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار وساعة باسم الحرص على الناس ومشاعرهم وشعورنا بالعيب تجاه وجعهم. ليبق رأسكم مرفوعا انكم تيار وما حدا بياكل راسكم. نحن الثورة الحقيقية، نحن أب الاصلاح وأمه، نحن ضميرنا مرتاح، ولا شيء نخجل به، ولكن قلقنا على الناس. نحن التيار من شقعة سنين النضال، نقول للناس لاقونا إلى التحدي بإنقاذ لبنان. للكل، ضعوا أيديكم بايدنا لنخلص البلد. من لا يريد هو حر، نحن لا نعتدي على أحد ولكن لن نسمح لأحد بالاعتداء علينا".

وختم باسيل: "اسمعوني منيح: ما تجرونا لمحل ما منريده. نحنا اوادم بس مش ضعاف. نحنا مش ميليشيا بس نحنا ولاد الأرض ومنعرف منيح الأرض".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 16-17 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

نصرالله… كفى!

*نصرالله نفسه أخبرنا عن امتلاكه مئات آلاف الصواريخ؟ فأين يخزنها وبأي شروط؟

د. منى فياض/الحرة/16 آب/2020

* اللبناني يصرخ: كفى، كفّوا عنا، كفوا عن لبنان. لم نعد نحتمل. شبع اللبنانيون القتل والدمار والذل. يرددون: “بدنا وطن شبعنا قتلا، شبعنا وجعا، لم نعد نستطيع أن نتوجع”.

*حرب إسرائيل على الفلسطينيين وعلى ياسر عرفات هدمت نصف لبنان، حلف عون ـ حزب الله بشراكة الأوليغارشية الفاسدة، هدم نصف بيروت.

*لا يزال اللبنانيون يذكرون أقوال الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله الفريدة من نوعها، الذي وجد أن حكم لبنان فقط لا يليق بمقامه، إذ باستطاعته حكم منطقة أكبر بكثير من لبنان. فهو ربما اعتقد أنه سيحكم أيضا سوريا والعراق وصولا إلى عدن. أو أن بإمكانه حكم العالم ذات يوم. وكنا نتمنى له ذلك لو أنه نجح في إدارة شؤون بلد صغير كلبنان.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89539/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%83%d9%81%d9%89/