LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august13.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بلدية جزين تكافئ مرسال خليفة ع اهانته نشيد لبنان

الياس بجاني/من غير الممكن الجلوس على مائدة الشيطان وعلى مائدة الرب في نفس الوقت

الياس بجاني/سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المطران الياس عودة: ما يعيشه البعض باسم الحرية من تفلت وغوغائية وضياع للقيم هو تذرع غير صادق بأفكار تجرد الإنسان من صورة الله فيه

فيديو وبالصوت/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة تتناول بعمق تاريخي وإنجيلي فلسفة وأهمية النظام اللبناني الطوائفي في تأمين استمرارية تعايش أقليات شرق أوسطية اثنية ومذهبية وثقافية اضطهدت في مواطنها الأساسية فلجأت إلى لبنان.

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

قصة كيارا كوربيلا لها معني الحب والتضحية: زوجة وأم رقدت برائحة القداسة بعمر ٢٨ سنة

الحريري وصل الى واشنطن ويلتقي بومبيو الخميس

الحريري في واشنطن لمعرفة الرؤية الأميركية تجاه لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 12/8/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

فاجعة لبنانية في الاغتراب: أنقذهما وجرفه التيّار!

جنوب سوريا يغلي: اغتيالات طالت مقربين من "حزب الله".. وتنافس روسي-إيراني

الرئيس عون اتصل بـ"جنبلاط" وهذا مضمون المكالمة!

اتهام البطريرك الماروني لـ«شعبة المعلومات»... رد فعل على صورة مغلوطة نُقلت إليه

زياد عيتاني يحضّر رسالة للراعي ليشمل برعايته كل ضحايا التعذيب

ما خفي عن لقاء المصالحة.. هذا مفتاحها السري!

خوف من صرف أموال سيدر 1 على المشاريع والتحايل على الرقابة الدوليّة

تقرير ونقاش حول "سيدر": الكارثة اسمها النظام السياسي والقضائي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انفجار بمخزن للحشد.. والصواريخ تتساقط على المنازل ببغداد

بولتون: آمل أن تكتشف دول الاتفاق النووي حجم الانحرافات فيه

بولتون في لندن لمناقشة العلاقات الاقتصادية والملف الإيراني

ظريف: أميركا حولت منطقة الخليج إلى «علبة كبريت قابلة للاشتعال»

أميركا وتركيا تواصلان مفاوضات "المنطقة الآمنة" بشمال سوريا

قوات النظام تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي وغارات روسية وسورية على «مثلث الشمال»

قوات النظام تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي وغارات روسية وسورية على «مثلث الشمال»

توجيه تهمة الإرهاب في بلجيكا لمتطرّف محتجَز في فرنسا

هدوء في عدن وعودة تدريجية للخدمات وتضارب في مواقف «الانتقالي»

الحكومة العراقية تصدر إعلانا هاما بشأن إسرائيل

وزير الداخلية العراقي يعيد إلى الخدمة 13 ألف مفصول من شرطة نينوى وغموض حول ملابسات مقتل جندي أميركي في المحافظة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التشدد الأميركي في لبنان.. سعياً لشراكة مع حزب الله/منير الربيع /المدن

جذر المافيوية في لبنان: المناصب والوشاية والجريمة/محمد أبي سمرا/المدن

انتصر وليد جنبلاط... ماذا الآن/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لماذا تراجع حزب الله عن معركته ضد جنبلاط/محمد قواص/العرب

الى رامي سلمان وسامر أبو فرَّاج مع حزني/روني الفا/ليبانون ديبايت

الحريري إلى واشنطن.. بزيارة تحمل كلاما أميركيا "متشددا"/بيير غانم/العربية

تصحيح مغالطات هنود بشأن مواقف الدكتور وليد فارس/توم حرب/الكلمة أولاين

كشمير وكركوك والقدس/غسان شربل /الشرق الأوسط

معركة ليلة العيد في عدن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزيرة خارجية كندا اتصلت بباسيل شاكرة الجهود لاطلاق مواطنها من سوريا

باسيل أوعز بالتواصل مع السلطات الغينية لمعرضة مصير فشيخ

الاتحاد السرياني يطالب النظام السوري بكشف مصير سعيد ملكي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من12حتى13/27-30//:”يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا. فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ. فقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟ أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بلدية جزين تكافئ مرسال خليفة ع اهانته نشيد لبنان

الياس بجاني/12 آب/2019

بلدية جزين تكافئ مرسال خليفة ع اهانته نشيد لبنان وتستضيفه لإحياء مهرجانها الصيفي والظاهر نسيت تجيب معه فرقة مشروع ليلى تا تمكل الأفراح بديارها..وهيك تكون الوطنية وإلا بلاش!

 

من غير الممكن الجلوس على مائدة الشيطان وعلى مائدة الرب في نفس الوقت

الياس بجاني/11 آب/2019

عن قناعة نقول: إن كل سياسي أو ناشط أو اعلامي مسيحي يقول أنه مع السيادة والإستقلال ولبنان الرسالة ووقف مع فرقة الشيطان بحجة كذبة حرية الرأي هو ضد الإنجيل  ومنافق وذمي وغير جدير بثقة أحد لأن فاقد الإيمان وخائب الرجاء والمتلون هو كارثة إيمانية وأخلاقية ووطنية وواقع في تجارب إبليس وبالتالي ليس جديداً ولا قادراً أن يحمل بصدق وعن قناعة أي قضية مقدسة كقضية سيادة واستقلال لبنان...بلد الرسالة والقديسين.

 

سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/9 آب/2019

الشواذات الأخلاقية بأنواعها حالات مرّضية تمثل أقل من 01% في المجتمعات ولكن فجور ووقاحة وعسكرة أصحابها ينفخ حالتهم ويضخمها. كما أن صمت وكسل الأكثرية وعدم مواجهة ربع الشواذات يزيدهم عهرا وفجوراً وقلة حياء وانفلاشاً.

 

عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/09آب/2019

في الحياة على قدر كبر التوقعات تأتي كارثية الخيبات وعلى قدر عمق المحبة يأتي العتب والغضب.

 

عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/09 آب/2019

صلحة بعبدا ممتازة رغم كل ما فيها من سلبيات وعشائرية. المتصالحون والمصالحون كلهم ربحوا أما الخاسر وكما دائما فهو الشعب، كل الشعب.

 

مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/09 آب/2019

محطة ال بي سي، محطة بشير والمقاومة المسيحية تعهر مع مغتصبها مفهوم الحرية وتسفهه وتروج للإلحاد والشواذات وتهين المؤمنين والكنيسة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المطران الياس عودة: ما يعيشه البعض باسم الحرية من تفلت وغوغائية وضياع للقيم هو تذرع غير صادق بأفكار تجرد الإنسان من صورة الله فيه

وطنية - الإثنين 12 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77499/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85/

ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة عظة بعنوان "نعمة الحرية"، قال فيها: "يهدف كل تعليم أخلاقي في المسيحية إلى اقتياد الإنسان إلى الحرية الحقيقية التي تتحقق بالرب يسوع المسيح: "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 32). هكذا يدعونا الإنجيل، وتدعونا الكنيسة، إلى "حرية مجد أبناء الله" (رو 8: 21)، التي تتحقق عندما نحيا وصايا الرب ونسمع كلمته ونستنير بتعاليم قديسيه. أي دعوة إلى حرية خارج الحق، وبعيدا عن المسيح وسيادته على حياتنا، هي انغلاق لقلب الإنسان وأسر الخطيئة لنفسه في الأوهام والأهواء المعابة. الحرية هي أن "لا يتسلط شيء" على الإنسان. "كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء" (1كو 6: 12). بهذه العبارات، أوضح الرسول بولس حدود حرية الإنسان على المستوى الأخلاقي. فالمؤمن بالرب لا يسمح لأي فكر أو ممارسة أو عقلية أن تقيده أو تحرمه من حريته الممنوحة من الله".

أضاف: "الإنسان خلق على صورة الله ومثاله، أي على صورة حريته. هو في تكوينه كائن عقلي حر، وسيد على الخليقة، وهو مدعو إلى المحافظة على هذه النعمة الفريدة التي تميزه عن سائر المخلوقات. هو مدعو أيضا إلى النمو في الحرية والسيادة والحكمة والإدراك، وإلى بلوغ كمال الحرية التي تعطى له في مسيرة نموه الروحي، وفي عمله على تنمية مواهبه الخلاقة، وفي العطاء والبذل والتضحية. تتحقق الحرية في المسيحية بانفتاح الإنسان على نعمة الروح القدس. هي قدرة كل واحد منا على تحطيم أغلال الخطيئة وإبعاد كل ما من شأنه أن يؤذيه أو يدخل الظلمة إلى نفسه. هي انطلاق الإنسان إلى ملء الحياة، في التوبة والجهاد والتنقية والمحبة. هي المناعة النفسية والروحية ضد كل خطيئة وشر، والتي يقتنيها المؤمن بتمرسه على الاعتراف بخطاياه بصدق والتجائه المستمر إلى المعونة الإلهية. يحرز الإنسان الحرية بالتربية الصالحة والتدرب الشجاع على طاعة الله واستمداد القوة منه".

وتابع: "يعطي البشر تعريفات مختلفة للحرية بحسب ما يوافق غاياتهم وتطلعاتهم. يعتبرونها قيمة أخلاقية إنسانية مجردة من كل بعد إيماني. هذه الحرية هي في حقيقة أمرها، رغم تذرعها بالدين والإنجيل في بعض البيئات، تنأى عن أي إمكانية حقيقية لتحرير الإنسان من الداخل، من ذاته وأهوائه وأوهامه الفردية والجماعية. يبقى متمسكا بأقنعته الزائفة ولا يواجه حقيقته، بل يلتهي بالشعارات والزي السائد والأمور الراهنة. أما ما يعيشه البعض اليوم باسم الحرية من تفلت لا مسؤول، وغوغائية، وضياع للقيم، وتمحور أناني حول الذات، وإرضاء للشهوات المظلمة، فهو في حقيقته تذرع غير صادق بأفكار تجرد الإنسان من أثمن ما في حياته، من صورة الله فيه ومن إمكانية النمو وبلوغ "ملء قامة المسيح" (أف 4: 13). لا يحقق الإنسان إنسانيته إلا في المسيح، وأي كلام غير هذا هو ضياع، بل تضليل، لمن يبحث عن معنى الحياة وعن غاية الوجود".

وقال: "واجبنا أن نصون أبناءنا من كل أذى، وممن يحاولون أن يسبوهم بأفكارهم الدهرية العالمية الغريبة عن الإنجيل وعن وصايا الرب يسوع. واجبنا أن نحميهم من كل شر متأت من كل "حرية" زائفة، وأن نقودهم، كرعاة ومعلمين وأهل، "إلى ينابيع ماء حية". "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11) لا سيما إذا ما "شاهد الذئب مقبلا". لذا، تتصدى الكنيسة بشجاعة لكل ما من شأنه أن يسيء إلى حرية أبنائها من فن أو فكر أو عادات أو انحرافات وأنماط عيش شاذة. الحرية هي صورة لكمال الله ومحبته. الله، بملء حريته، يخلق الكون من العدم، ويبدع الإنسان، ويسكب فيه نعمته، ويتدخل في تاريخ الخلاص من أجله. الرب، من أجل عظم جلال محبته، وبحريته المطلقة، تجسد من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، "وقبل الصليب طوعا من أجلنا"، وفتح للانسانية جمعاء الطريق إلى "الحق والحياة" لأنه هو كان وما زال "الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). طاعتنا لله ولناموس المسيح هي الضمانة الوحيدة لحرية الإنسان، ولازدهار حياته "بالروح والحق" (يو 4: 23)، وللفرح الحاصل بخلاص الرب. وحدها الطاعة لله تضمن حرية الإنسانية وانعتاقها من كل شر وظلمة".

وختم عودة: "لذلك، يفتخر الرسول بولس بأن يسمي نفسه في أكثر من رسالة "عبد يسوع المسيح" (رو 1: 1). هذه التسمية في الكتاب المقدس هي أحد أقوى التعابير عن الحرية الحقيقية التي يمكن للانسان بلوغها. هي اتحاد الإنسان الكامل بالله، وامتلاؤه من نوره الإلهي، وغلبته على كل ظلمة وقباحة وخطيئة في هذا الدهر. هذه التسمية هي الانعكاس الكامل لمحبة الله في قديسيه الممجدين بالنعمة، والذين أضحوا، بانفتاحهم الكامل على النعمة المحيية والحق المحرر، آنية مختارة للثالوث القدوس. ألا جعلنا الله القدوس من عداد هذه الآنية المختارة".

 

فيديو وبالصوت/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة تتناول بعمق تاريخي وإنجيلي فلسفة وأهمية النظام اللبناني الطوائفي في تأمين استمرارية تعايش أقليات شرق أوسطية اثنية ومذهبية وثقافية اضطهدت في مواطنها الأساسية فلجأت إلى لبنان.

*التنبيه إلى أن حرية الرأي لا علاقة لها في التهجم على الآخر وبمساعي تحطيمه بالكلمة والإعتداء على معتقده وإيمانه. حرية الإنسان لها حدود ووحريته هذه تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. مهاجمة المسيحية أو غيرها من الأديان وعلى الرموز الدينية هي خارج أطر الحرية ولا علاقة للحرية بها.

*أهمية فهم الكلمة التي هي يسوع الذي تجسد وأصبح الكلمة.

*مفهوم الكلمة التي هي يسوع والحوار بالكلمة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة/11 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/father george hbeka11.8.19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة/11 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/father george hbeka11.8.19.wma

https://www.youtube.com/watch?v=Prrg9Eu4hG8

 

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

11 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

*شرح لخلفيات الأزمات التي يعاني لبنان منها في الوقت الراهن

*ضرورة فهم المسيحي إلى أمر إيماني مهم جداً وهو أن الكنيسة لا تقوم على وحدة الشكل..مفهومنا المسيحي لله مبني على الأقانيم الثلاثة.الآب والإبن والروح القدس.

*فلسفة النظام اللبناني التنوعي والتعايشي الذي يشارك كل مكوناته المذهبية ال 19 في القرار والحكم والمواقع والمسؤولية والمصير.

*شرح لتاريخ لبنان ولدوره الحضاري وأهميته ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

*شرح لمفهوم لبنان القداسة والإرادة الألهية التي وراء غرزه وتجزره في التاريخ.

*شرح لمفهوم التعايش الثقافي والحضاري الذي لبنان هو موطنه ورمزه ومثاله وأمثولته البهية.

*تعداد للأسباب التي تؤكد عملياً لماذا  لبنان ليس بلد صدفة تاريخياً وإيمانياً وثقافة وحضارة كما يدعي البعص من السطحيين والقشريين.

*شرح لمفهوم وأهمية التنوع والإختلاف الذي يجسده ورغم كل الصعاب نظام لبنان الطائفي.

*تأكيد على ضرورة أخد العبر من قيامة المسيحيين في لبنان بعد المجازر التي ارتكبها المماليك ضدهم في القرن الرابع عشر.

*التحذير من خطورة ما يسمى صهر وطني. الصهر لا علاقة له بالبشر وينطبق فقط على المعادن.

*ضرورة وأهمية محافظة كل شريحة لبنانية مجتمعية واثنية ومذهبية على تاريخها وذاكرتها وتفردها وخصوصياتها.

*ضرورة الفهم لأهمية النظام اللبناني الذي هو عملياً أرقى نظام في العالم لتعايش وسلامة وحرية الأقليات حيث التنوع الديني والمذهبي والإثني.

*تعرية وفضح ونصح للذين ينتقدون ويسفهون النظام اللبناني الطائفي الذين هم جهلة وقشريون في تفكيرهم.

*التأكيد على حقيقة معيشية وحياتية مهمة وهي أن لا علاقة لمشاكل لبنان الحالية كافة بطبيعة وفلسفة نظامة الطوائفي الحضاري والراقي ولكن العلل كافة تكمن في مذلة وخطيئة الفساد.

*التنبيه إلى أن حرية الرأي لا علاقة لها في التهجم على الآخر وبمساعي تحطيمه بالكلمة والإعتداء على معتقده وإيمانه. حرية الإنسان لها حدود ووحريته هذه تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. مهاجمة المسيحية أو غيرها من الأديان وعلى الرموز الدينية هي خارج أطر الحرية ولا علاقة للحرية بها.

*أهمية فهم الكلمة التي هي يسوع الذي تجسد وأصبح الكلمة.

*مفهوم الكلمة التي هي يسوع والحوار بالكلمة.

*تحذير من اخطر السرطانيات الفكرية والممارساتية اللبنانية التي تكمن في عدم فهم المواطن اللبناني لأهمية ما هو عام أي للدولة، أي ما هو ملك لكل المواطنين، أي الشأن العام،  وما بين ما هو خاص أي ما هو للأفراد، أي الشأن الخاص.

*شرح لحقيقة وواقع ثقافة وممارسات المواطن اللبناني الذي أبدع في الشأن الخاص وأجرم بحق كل ما هو شأن عام وهنا تمكن العلل السرطانية.

*ضرورة الإيمان  المطلق ودون يأس أو إحباط بأن لبنان المذكور في الإنجيل المقدس 70 مرة بكل ما هو رمز للمجد والعزة والجمال والحياة والقوة يهتز ولكنه لا يسقط واستمراريته هي ليست بإرادة بشرية، بل بإرادة إلهية ومقدسة.

*الاختلاف حق مقدس ونحن المسيحيين في لبنان نعيشه مع المسلم منذ القرن السابع عشر. النظام اللبناني التعايشي ألغى مفهوم التسامح بين الشرائح المختلفة وبين القوي والضعيف وبين الأقليات والأكثريات..ألغاه واستبدله بمفهوم مهم جداً وحضاري بإمتياز هو قبول الأخر بمساواة واحترام.

إلغاء الإختلاف موت ويتعارض مع القداسة ومع تكوين الطبيعة لأن التنوع هو موجود في تكوين الإنسان وفي كل شيء على الأرض.

*العراق تبنى مفهوم النظام اللبناني لأنه أهم نظام في العالم للتعايش وولمبدأ قبول الآخر ورفض انصهاره، اي تذويبه بالقوة فكرياً وثقافة وتاريخاً وحضارة وإيماناً ومعتقداً.

بلدية جزين تكافئ مرسال خليفة ع اهانته نشيد لبنان وتستضيفه لإحياء مهرجانها الصيفي والظاهر نسيوا يجيبوا معه فرقة مشروع ليلى تا تمكل

بلدية جزين تكافئ مرسال خليفة ع اهانته نشيد لبنان وتسضيفه لإحياء مهرجانها الصيفي والظاهر نسيت تجيب معه فرقة مشروع ليلى تا تمكل

قصة كيارا كوربيلا لها معني الحب والتضحية: زوجة وأم رقدت برائحة القداسة بعمر ٢٨ سنة

Sancta Maria Network

شابة من مدينة روما قررت تأجيل علاج مرض السرطان الذي اكتشفه الأطباء في جسدها خلال فترة الحمل لكي تعطي الفرصة كاملة لطفلها فرنشيسكو من أجل أن يولد بسلام ويحيا معافى.

فرنشيسكو لم يكن ثمرة الحمل الأول لكيارا التي تعرفت على زوجها أنريكو في مزار العذراء في مديغوريه، فلقد حبلت للمرة الأولى بعد شهر من زواجهما، وفي الزيارة الطبية الأولى لها صارحها الطبيب بأن الطفلة التي في أحشاءها لن تولد معافاة وكاملة بل مع نقص في النخاع ما يؤدي الى عدم تكوّن الدماغ ويتسبب بوفاتها بعد ولادتها بفترة قصيرة ولذلك نصحها بالإجهاض، إلا أن كيارا وزوجها قررا أنه من غير الممكن أن يتصرفا هما بحياة الطفلة بل سيقبلاها كما هي وبقدر ما يريد الرب لها أن تعيش وليس هم.

تقول كيارا في شهادة لها عن ذلك:

كنت أعرف أن طفلتي (ماريا ليتيسيا) ربما لن تعيش طويلاً، ولكن في ذلك الحين كانت حية وكل ركلة منها كانت هدية سماوية ثمينة، ولذلك لم يتوارد في ذهني لحظة أن أكون أنا من يقرر كم ستعيش... كيف لي أن أقتلها... إنها ابنتي…

ولدت ماريا ليتيسيا وعاشت ٣٠ دقيقة، وكان وجودها الأرضي القصير جداً عيد لجميع العائلة، وقد قالت كيارا في شهادتها: لو أجهضت ابنتي، لما كنت عشت أبداً هذه اللحظات التي رغم قصرها، كانت لحظات عيد ولمسة من الأبدية.

بعد مدة حبلت كيارا من جديد لكن كان عليها مع زوجها أن تواجه تشخيص الأطباء بأن الطفل الوليد سيكون غير كامل ومن دون أقدام، فتسلح الزوجان مجدداً بالإيمان والشجاعة وقبلا المشيئة الإلهية بالرضا والسرور، وبينما وصف الأطباء خيارهما بالخيار غير الواعي، قررا هم أن يتركا مصير حياة الجنين في يد رب الحياة الوحيد وآمنا أن الطفل قد لا يكون متوافقاً مع الحياة الأرضية، إلا أن الآب يدعوه إلى حياة السماء.

ولد الطفل ديفيد جيوفاني واحتفلا الوالدين فوراً بعماده ورافقاه بعد ٣٨ دقيقة في ولادته الجديدة إلى السماء بالصلاة.

رغم الألم والصدمات المتكررة لم ينغلق الشابان على الحياة بل بقيا منفتحين وهكذا حبلت كيارا من جديد، وهذه المرة كانت الفرحة كبيرة لأن الفحوصات الطبية أكدت أن الطفل سليم.

ولكن كيارا نفسها لم تكن بصحة جيدة وتعاني من آلام وحرقة في اللسان تبين للأطباء أنها بسبب ورم سرطاني خبيث وجدت كيارا نفسها معه أمام خيار صعب جداً وهو إما البدء بعلاجات السرطان الكيميائية على حساب صحة وحياة الجنين، أو الصبر حتى ولادة الطفل ثم بدء العلاج والمجازفة بحياتها. لم تتردد الشابة لحظة في اختيار الحل الثاني.

ولد فرنشيسكو في ٣٠ أيار ٢٠١١ بصحة تامة، وبدأت الأم مسيرة العلاج الكيميائي، إلا أن الانتظار كان قد أدى إلى تفشي المرض في جسمها وكانت قد فقدت النظر في عينها اليمنى وصولاً إلى رقادها برائحة القداسة في ١٣ حزيران ٢٠١٢.

كانت كيارا تصف حربها ضد السرطان بحرب ضد “التنين” في إشارة إلى الوحش الرمزي في كتاب سفر الرؤيا.

ربما، في نظرة أرضية بحتة، كان للتنين الغلبة في المعركة الأرضية، ولكن في نظرة الإيمان، كيارا ربحت حربها وظفرت بإكليل النصر وبحياة السماء الحياة الأبدية.

كيارا أصبحت مصدر إلهام لكثير من الشباب والأمهات والعائلات الذين يقرأون ويشاهدون قصتها.

مراسم دفنها لم تكن مراسم يأس وحزن بل كانت أشبه بحفلة عرس دُفنت فيه كيارا مرتدية ثوب عرسها.

في تعليقات لبعض الأشخاص الذين حضروا جنازتها وكانوا بالآلاف يقول أحدهم: لست مؤمناً، ولكني لا أستطيع إلا أن أعترف بعظمة خيارات وحياة هذه الشابة.

في القداس في كنيسة “سانتا فرانشيسكا رومانا” في روما تحدث النائب البابوي في مدينة روما الكاردينال أغوسطينو فاليني واصفاً كيارا بـ “جانّا بيريتا مولا الثانية” وهي قديسة إيطالية ضحت بحياتها أيضاً من أجل ابنة كانت حاملاً بها وأُعلنت قداستها في العام ٢٠٠٤.

وقال الكاردينال: خبرة كيارا تعطينا درساً كبيراً ونوراً وثمرة من مشروع إلهي رائع لا نستطيع استيعابه ولكنه موجود.

وأضاف: أنا لا أعرف ماذا أعد لنا الله من خلال هذه المرأة. ولكن بكل تأكيد هناك شيء لا يمكننا أن نخسره في علاقتنا مع الله ولايمكن أن يُنتزع منا ولهذا فلنحصد ثمر إرث حياة كيارا الذي يذكرنا بأن نعطي القيمة الضرورية لكل فعل يومي صغيراً كان أو كبيراً.

الأب الفرنسيسكاني فيتو الذي رافق كيارا والعائلة في مسيرة الفترة الأخيرة من حياتها قال: ما حدث في هذه الأيام هو شبيه بما جرى منذ نحو ٢٠٠٠ سنة عندما رأى قائد المائة كيف مات يسوع فأعلن: “كان هذا حقاً ابن الله”. لقد عرفت كيارا كيف تموت وعندما أعلن الأطباء لها أن المرض بلغ حالة نهائية طلبت أعجوبة. لم تطلب أعجوبة الشفاء لكن طلبت من الرب أعجوبة أن تعرف أن تعيش مع عائلتها المرض بسلام وإيمان وهذا ما نالته وحدث فعلاً فلقد رأيت امرأة تموت لا بسلام وحسب، بل بحبور عميق...

كيارا نفسها كانت قد قالت يوماً لزوجها: ربما بالحقيقة أنا لا أريد الشفاء، فزوج سعيد وابن هادئ من دون أمه هما شهادة أكبر بكثير من حياة امرأة تخطت المرض. هما شهادة تستطيع أن تخلص أشخاصاً كثيرين.

قصة كيارا هزّت ولاتزال إيطاليا والعالم وصورة وجهها المضيء برغم مرضها وألمها معلقة في العديد من المنازل في إيطاليا وخاصة في روما مسقط رأسها. ذكراها الجميلة حاضرة في قلب وعقل كل من عرفها حيث يصفها الكثيرون بالقديسة “العادية” أي التي عاشت حياة تشبه حياة الملايين من أبناء وبنات جيلها لكن بإيمان قوي ومتميّز. قابلت كيارا وزوجها وابنها البابا بندكتس السادس عشر. وقال زوج كيارا إنريكو بيتريلو عن تلك المقابلة بعد وفاة زوجته أنها كانت لحظة عزاء كبيرة.

يتم حالياً البحث بدعوى تطويب كيارا انطلاقاً من المعيار الجديد الذي أضافه البابا فرنسيس لدعاوى التطويب والتقديس الثلاثة وهذا المعيار الجديد هو “بذل الذات” حيث يقبل المعمّد الموت المبكر من أجل خدمة الآخرين (ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل من يحب. يوحنا 15: 13). انطلاقاً من هذه الآية يؤكد البابا أنّ المسيحيين الذين بذلوا نفسهم بإرادتهم وحريّتهم من أجل الآخرين وثابروا من أجل ذلك حتى الموت يستحقّون التطويب. ولذلك قررت أبرشية روما فتح دعوى الفضائل البطولية لكيارا من أجل تسليط الضوء على رحلة إيمانها وصولاً لتقديس هذه الأم الشابة والبطلة التي توفيت وهي في الثامنة والعشرين من عمرها وتركت لابنها فرانشيسكو الكلمات التالية: أبني الحبيب أنا ماما ولقد ذهبت الى السماء من أجل أن أعتني بأخوتك ماريا وديفيد. أنت ستبقى عند بابا الذي سيعتني بك وأنا سأصلي لكما ومعكما من السماء.

 

الحريري وصل الى واشنطن ويلتقي بومبيو الخميس

وطنية - الإثنين 12 آب 2019

وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فجر اليوم الى واشنطن، حيث يلتقي يوم الخميس المقبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وعددا من المسؤولين الأميركيين.وكان في استقباله في المطار سفيرا لبنان بواشنطن غابي عيسى والامم المتحدة الدكتور امال مدللي.

 

الحريري في واشنطن لمعرفة الرؤية الأميركية تجاه لبنان

العرب/13 آب/2019

الدعم الأميركي سيساهم في تقوية أوراق رئيس الوزراء اللبناني الذي لطالما تردد أنه أسير الصفقة الرئاسية التي أتت بميشال عون رئيسا للجمهورية.

رسالة أميركية إلى الداخل اللبناني

واشنطن – قالت مصادر مواكبة لزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إن الإدارة الأميركية ستطلع الحريري على رؤيتها الجديدة في المنطقة لاسيما بما يتعلق منها بلبنان، مشيرة إلى أن البيان الذي صدر عن السفارة الأميركية في لبنان حيال الجدل حول حادثة قبرشمون التي قتل فيها اثنان من مرافقي وزير المهجّرين صالح الغريب في مواجهة مع مجموعة من أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هو مقدمة لتحولات جديدة ستكشف عنها واشنطن حيال التعامل مع الشؤون اللبنانية. وعلى الرغم من أن كثيرا من التحليلات تعيد المصالحة التي جرت في قصر بعبدا بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إلى هذا الموقف الأميركي، الذي عبّرت عنه سفارة واشنطن في بيروت، إلا أن مراقبين في واشنطن يقرأون التطور بشكل متأنّ من ضمن المشهد الإقليمي برمته.

وتنظر الإدارة الأميركية إلى الشأن اللبناني بصفته فرعا متعلقا بأصل المشكلة مع إيران، وأن مروحة الضغوط التي تمارس على طهران والتي بدأت تأخذ أبعادا دولية متحالفة مع واشنطن هي نفسها التي مورست في لبنان لوقف العبث الذي يُدار فيه بقيادة ورعاية حزب الله. وتلفت أوساط سياسية لبنانية إلى أن اتصالات أميركية مع الحريري كانت سبقت صدور بيان السفارة الأميركية وأن هذه الاتصالات هي التي سرّعت عودة الحريري إلى بيروت بعد أن أشاعت الأنباء أن غيابه سيطول إلى ما بعد الأعياد. وتزامن إنضاج المخارج التي أدت إلى اجتماع المصارحة والمصالحة في القصر الرئاسي مع أنباء مفاجئة عن زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء اللبناني إلى العاصمة الأميركية. وعلى الرغم من أن بعض الأنباء أشاعت أن سبب الزيارة خاص وشخصي متعلق بإجراء فحوصات طبية للحريري أو مرافقة ابنته التي تبدأ دراساتها في إحدى جامعات واشنطن إلا أن الكشف الجزئي عن جدول مواعيد الحريري هناك يؤكد الطابع السياسي العاجل وعالي المستوى الذي حرصت الإدارة الأميركية على توفيره لضيفها اللبناني.

ومن المقرر أن يلتقي الحريري كبار رجالات الإدارة الأميركية في مقدمتهم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، بما يعني أن واشنطن تودّ توجيه رسائل سياسية قوية إلى الداخل اللبناني بدعمها ورعايتها لشخص الحريري وموقعه. ومن شأن الدعم الصادر من قبل الدولة الكبرى والأقوى في العالم أن يساهم في تقوية أوراق الحريري في لبنان الذي لطالما تردد أنه أسير الصفقة الرئاسية التي أتت بميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان. وذكرت مصادر إعلامية لبنانية أن اجتماعات الحريري مع كبار المسؤولين الأميركيين تم ترتيبها بالتشاور والتنسيق مع السعودية. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أجرى اتصالا هاتفيا، صباح الخميس، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تم فيه تداول الوضع بالمنطقة والحاجة إلى تعزيز الأمن البحري وحرية الملاحة بالخليج والتصدي لإيران. ولم تستبعد المصادر نفسها أن يكون الشأن اللبناني من ضمن الملفات التي نوقشت خلال هذا الاتصال.

وتروّج بعض المعلومات في واشنطن عن عزم الإدارة الأميركية على حث الحريري على اتخاذ مواقف تبعد الحكومة اللبنانية عن حزب الله بهدف التفريق بين موقف الدولة اللبنانية والأنشطة التي يقوم بها حزب الله. وتدرك واشنطن أن حزب الله سيكون جزءا من أي جهد عسكري أو أمني ستقوم به طهران لرد الضغوط الدبلوماسية والعسكرية المحتملة، وأن الإدارة الأميركية بدأت تتعامل مع لبنان وفق هذه الرؤية التي لا تتحمل رمادية في موقف بيروت.

ومن غير المرجح أن تنقلب مواقف الحريري بشكل سريع بشأن حالة حزب الله، إلا ما سيطلع عليه رئيس الوزراء اللبناني، لاسيما خطط واشنطن التي قد توسع مروحة العقوبات لتشمل شخصيات ومؤسسات لبنانية متواطئة أو متحالفة مع حزب الله ما سيعظم من الحوافز اللبنانية الداخلية للتأقلم مع الواقع الأميركي الدولي الأخير. واعتبرت مصادر دبلوماسية عربية أن ما سيسمعه الحريري في واشنطن لا يعبر فقط عن نهج أميركي تصعيدي ضد لبنان في مسألة حزب الله بل يكشف عن تحول دولي تعبر عنه لندن ليتسع ليشمل دولا أوروبية أخرى. وينتظر أن تدعو واشنطن الحريري وأركان حكومته إلى البناء على التحولات في الموقف الأميركي إزاء لبنان لتصحيح توجهات لبنان الرسمية، بما يعجّل تفعيل ثمار مؤتمر سيدر، ويقي لبنان حمى تداعيات التصعيد الدولي المحتمل ضد إيران وحزبه في لبنان. وكانت سرت في الآونة الأخيرة تقارير من لندن تحدثت عن عزم الحكومة البريطانية تشديد تعاملاتها مع لبنان وفق قرارها في فبراير الماضي وضع حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري على قائمة الإرهاب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 12/8/2019

الإثنين 12 آب 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب لبلورة صورة الموقف السياسي الأسبوع المقبل، بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك التي تمتد إلى الخميس مع عيد انتقال السيدة العذراء، مظللة بالأجواء الايجابية التي عكسها لقاء المصارحة والمصالحة وانعقاد مجلس الوزراء. فهذا البلد لا يسير إلا بالتوافق، كما قال الرئيس بري الذي شدد على ضرورة بقاء الأمور موضع عناية ورعاية ومتابعة حتى يستقر الوضع تماما.

ومع انطلاق عجلة العمل الحكومي، ينعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، برئاسة الرئيس عون الذي أجرى اليوم اتصالات معايدة بالرئيس الحريري ورئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان.

في هذا الوقت، تتجه الأنظار إلى واشنطن، التي وصلها فجر اليوم الرئيس الحريري حيث يلتقي الخميس وزير الخارجية مايك بومبيو، ويعرض مع عدد من المسؤولين الأميركيين ملفات العقوبات والارهاب وترسيم الحدود وتعزيز عتاد الجيش والقوى الأمنية.

في أي حال، خطب الأضحى المبارك اليوم أيضا، ركزت على أهمية تعزيز مفهوم الدولة والمصلحة العامة، ونبذ الزبائنية والتطييف والتمذهب على المستوى المحلي، والنصح بالصلح الديني والأخلاقي والسياسي على مستوى الإقليم، وهو ما ورد في خطبة العيد للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عيد أضحى مبارك..

المصالحة التي توجت برعاية الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، بجهود ومساعي الرئيس نبيه بري، كشفت أن اللبنانيين قادرون على انجاز التفاهمات عندما يضعون مصلحة لبنان وشعبه فوق كل الاعتبارات.

ولفت الرئيس بري إلى أنه أعاد مبادرته لمعالجة الأزمة السياسية بين جنبلاط وأرسلان، حتى تعيد الناس بهدوء، مؤكدا أن البلد لا يسير إلا بالتوافق. وأشار الرئيس بري إلى أن الأمور يجب أن تبقى موضع عناية ورعاية ومتابعة حتى يستقر الوضع تماما والكلام لاحقا بعد العيد.

وتدخل البلاد فلك عطلة عيد الأضحى المبارك التي ستفرض، معطوفة على عيد انتقال السيدة العذراء، حالة من الإسترخاء السياسي العام الذي لن يخلو من بعض المحطات المرتقبة.

الحرارة على خطي بعبدا والمختارة عادت، وتلقى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط صباح اليوم، إتصالا من رئيس الجمهورية ميشال عون، تم خلاله التطرق للأوضاع العامة قبيل انتقال الرئيس عون إلى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين يوم الجمعة المقبل.

أما الخميس، فلقاء بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في واشنطن التي وصلها رئيس الحكومة اللبناني فجرا.

وفي ثاني أيام التشريق، واصل حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات في مشعر منى، فيما أحيت اليوم عشرون دولة إسلامية وعربية عيد الأضحى. وفي لبنان رحبت خطب العيد بأهمية مصالحة بعبدا.

إقليميا، تسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رسالة من نظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني، تسلمها من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي كان قد التقى نظيره القطري. ومن الدوحة أكد ظريف مسؤولية إيران في الحفاظ على السلام والإستقرار في المنطقة. ولفت ظريف إلى أن التحالفات العسكرية مهزومة مسبقا، والقوات الأجنبية تمهد لزعزعة أمن المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

اجتمع العالم الاسلامي في عيد الأضحى بسمو معانيه ودروسه، والحجاج الموحدون روحا وإيمانا في مكة المكرمة، تركوا كل فوارقهم وأثبتوا مستوى الرحمة والعدالة والمساواة التي أمر بها الاسلام، وبددها للأسف الكثيرون من مدعي الاسلام.

الحج ليس موسما وأموالا ومغانم تجمع وتصرف على ذبح وقتل المسلمين والأبرياء، بل منهج وتربية سنت لتبقى مع الانسان في كل مكان وزمان، ولا تستبدل بارهاب وتجويع وحصار يفرض على الملايين من البشر.

في عيد الأضحى، كلمة موحدة حول العالم ضد الظلم على تعدد أشكاله، وأقساه ذلك الذي يضرب اليمن، وفلسطين التي تتصدر قضيتها الاهتمامات مهما كثرت المؤامرات.

أما لبنان، فدخل العيد بنفس مريح في السياسة بعد مصالحة بعبدا، ولكنه لا يزال مثقلا بأعباء وهموم يحبذ المواطنون لو تكون لها اجابات بعد العطلة. أقله، أن يروا حكومتهم تعمل بجهد يعوض تداعيات تعطيلها أكثر من شهر.

ومن أمنيات العيد أن يكون لبنان بعيدا عن أزمات جديدة، وقادرا على الخروج من مشاكل مستفحلة، وأخرى قد تنفجر فجأة، كأزمة النفايات التي تطرق باب كل اللبنانيين مجددا بعدما امتلأت المطامر، ولم تفعل الخطط والحلول المخصصة لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعدما أقفل الأسبوع الفائت على مصارحة ومصالحة درزية- درزية في بعبدا، انطلق الأسبوع الراهن وسط أجواء إيجابية، كرستها اتصالات التهنئة الصباحية بالعيد التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأبرزها برئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، إضافة إلى شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ونصر الدين الغريب.

أما على المستوى السياسي، وفي انتظار معاودة جلسات مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وعلى أمل أن تكون منتجة كما يترقبها اللبنانيون، تواصلت القراءات لنتائج اللقاء الأخير في القصر الجمهوري.

وفي هذا السياق، وفي مقابل الحملة "الاشتراكية" المركزة، الهادفة إلى تصوير ما حدث انتصارا سياسيا للجانب الجنبلاطي، أشارت مصادر "الحزب الديموقراطي اللبناني" عبر الـ OTV إلى ان لقاء بعبدا كرس للحالة الارسلانية الدور السياسي الأكبر منذ عام 1983، وهو ما ترجم بطريقة تعامل كافة القوى السياسية مع مطالب ارسلان، والحرص على موافقته على كل المبادرات قبل الدعوة إلى مجلس الوزراء.

كذلك، اعتبرت مصادر "الديمقراطي" أن اللقاء ظهر المكانة الأساسية والمتقدمة لارسلان ضمن خطه السياسي ولدى حلفائه، وهو ما تأكد بقدرته على جذب هؤلاء إلى جانبه، بحصوله على نصف أصوات الوزراء في الحكومة فيما لو طرحت الاحالة على المجلس العدلي، موازيا في ذلك جنبلاط وحلفاءه، مع وزراء حركة "أمل".

كذلك، كرس اللقاء قدرة ارسلان على كسر منطق البوابات والآحادية وتثبيت وجوده في الساحة الدرزية، بدليل عدم رضوخه واستسلامه أمام واقع قطع الطرقات، حيث تصدى لذلك بقوة على الأرض وفي السياسة، ولن يكون بمقدور أحد بعد الآن قطع الطريق على أحد، تتابع مصادر "الديمقراطي".

وفي الاطار عينه، تشدد المصادر على أن ارسلان تمكن من كسر الآحادية وتكريس مبدأ الثنائية الدرزية.

وفي السياق المرتبط بحادثة قبرشمون، تلفت المصادر إلى سقوط اشتراط التخلي عن القضاء والتحقيقات وحل القضية على الطريقة العشائرية، حيث تأكد استكمال التحقيقات وصولا إلى اصدار الأحكام لدى المحكمة العسكرية، على أن يقرر مجلس الوزراء لاحقا إحالة الملف إلى المجلس العدلي من عدمها، مع التسليم بمبدأ تسليم المرتكبين جميعا.

وفي سياق قراءتها لنتائج المرحلة الأخيرة، تشير مصادر "الديمقراطي" إلى أنه لم تكن هناك أي نية بتطويق أو تحجيم جنبلاط، معتبرة ان الأمر بدعة أوهم بها الأخير مناصريه ليقول لهم في ما بعد أن الحصار قد فك.

لكن مهما يكن من أمر، يبقى التواصل بين اللبنانيين انجازا مشتركا، تنتصر فيه ارادة العيش معا على محاولات اذكاء الفتن. فالاستثناء هو الخلاف. أما القاعدة، فهي الوئام، وتنظيم الاختلاف، والبناء على الايجابيات للتخفيف قدر الامكان من السلبيات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ماذا يحصل في ملف إجازات العمل للاجئين الفلسطينيين؟، ولماذا حاولت بعض القوى السياسية استغلال غياب وزير العمل عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، لوقف الاجراءات العملية التي يتخذها الوزير المعني، ولوضع يد مجلس الوزراء على ملف عمالة الفلسطينيين تمهيدا لتمييعه؟.

البيان- المفاجأة الذي أصدره الوزير كميل أبو سليمان، يكشف المستور ويفضح ما كاد يحصل. إنه بيان قانوني هادىء شكلا، لكنه سياسي متفجر في المضمون، ويؤشر إلى نوع من أنواع المؤامرة التي حيكت لالغاء مفاعيل توجهات الوزير أبو سليمان الذي يندفع ويضغط في اتجاه تطبيق القانون اللبناني.

والواضح من العودة إلى وقائع جلسة مجلس الوزراء، أن محاولة التمرير الملغومة جاءت من الرئيس الحريري وفريقه ومن وزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي". فكيف سيحل الموضوع متى عاد مجلس الوزراء إلى الانعقاد؟، وهل ينبىء ما حصل أننا قد نكون أمام اصطفافات حكومية جديدة، وخصوصا أن وزير العمل يمثل حزب "القوات اللبنانية" ويعمل وفق توجهاته، فيما معارضو قراره هم حلفاء مفترضون ل"القوات"، أي من تيار "المستقبل" ومن "الحزب التقدمي الاشتراكي"؟.

على مسار آخر، أجواء ترميم التسوية تتعمم وتتعزز يوما بعد يوم. وجديدها الاعلان عن اتصال أجراه الرئيس ميشال عون برئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وبالأمير طلال ارسلان وبشيخ عقل الطائفة الدرزية. الاتصالات الثلاثة، وإن جاءت في اطار التهنئة بعيد الأضحى، لكنها وفق البيانات الاعلامية الصادرة جرى التطرق فيها إلى آخر التطورات في لبنان، ما يثبت البعد السياسي لها، إضافة طبعا إلى الطابع الاجتماعي.

توازيا، رئيس الحكومة سعد الحريري وصل إلى الولايات المتحدة، لكن لقاءاته الرسمية تتركز يومي الخميس والجمعة، وأبرزها لقاؤه وزير الخارجية مايك بومبيو. ووفق المعلومات فإن لقاءات الحريري لن تكون سهلة، باعتبار أن الادارة الأميركية تحاول استكمال حصار ايران عبر البوابة اللبنانية.

لكن، وبعيدا من السياسة وهمومها، فإن مسلسل الفضائح البيئية لا يتوقف. أمس ألقت ال"أم تي في" الضوء على كوارث بيئية تحصل إن في نطاق بيروت الكبرى أو في منطقة زغرتا- اهدن. واليوم فضيحة بيئية مدوية من نوع آخر، تتعلق بمحطات الصرف الصحي التي أغرقت لبنان بمياه المجارير. وهل ثمة من يسأل بعد لماذا الأمراض على أنواعها، وخصوصا السرطانية منها، تنتشر بكثافة في كل لبنان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

قبرشمون وراءنا، أما أمامنا فعشرات الملفات: منها ما هو متراكم ومنها ما هو مستجد.

أربعون يوما على التعطيل بسبب حادث قبرشمون، كانت كل الملفات على الرف، لكنها نزلت دفعة واحدة بعدما فك بيان السفارة الأميركية أسر المعالجات التي لم ترق للبعض، لكن القطار انطلق.

ما بعد قبرشمون انهمرت الملفات دفعة واحدة: من موازنة عام 2020 إلى فتح مسار "سيدر" و"ماكينزي"، إلى ملف التعيينات في مواقع الفئة الأولى، حيث اللوائح بدأت توضع. أما الأبرز من كل ذلك، فهو استحقاق وكالات التصنيف الإئتماني التي ستضع تقريرها في الثلث الأخير من هذا الشهر. وبناء على التقرير المنتظر، فإن الكثير من الأمور المالية ستتحدد، ويأتي في مقدمها أرقام الموازنة.

وفيما هذا الأسبوع لن يشهد جلسة لمجلس الوزراء، بسبب سفر الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن، فإن الأنظار تتجه إلى العاصمة الأميركية لمعرفة ما إذا كانت هذه الزيارة ستشهد لقاءات بنائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الأميركية.

بناء على هذا المستوى، فإن الكثير من الملفات الداخلية، لجهة العلاقات بين الأطراف، سيتحدد مسارها ولاسيما مسار العلاقات بين الرئيس الحريري و"حزب الله"، علما أن جواب الرئيس الحريري من هذا الملف محدد سلفا، وفحواه أن "حزب الله" لديه كتلة وهو ممثل في الحكومة.

الجانب الأميركي يعرف هذا الواقع، لكنه قد لا يسير فيه كأمر واقع مثلما سيسمع من الجانب اللبناني. من هذه الزاوية فإن الزيارة واللقاءات تستدعي الإنتظار لما سيسفر عنها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عنف أسري ضحيته خمسة أولاد. تنورة قصيرة ممنوع أن تتجاوز شمال الليطاني. امتحانات تصحح بموظفين من فئة "التريننغ"، في وزارة رسبت في استحقاق الشهادة المتوسطة، وفضائحها تابع في نتائج الشهادة الثانوية. رئيس حكومة سابق من فئة "طول العمر" يقنع وزيرا متقاعدا بتعيين نجل الوزير في إحدى الإدارات الرسمية، وتبريره في ذلك أن الإعلام "بيحكي بالقصة يومين وبينتسى الموضوع".

هي عينات عن دولة ملوك الطوائف، اختصرتهم صورة تذكارية في لقاء "البساتين". اختصموا فيها أربعينا من الأيام وتصالحوا ليضمنوا استمرارية حكمهم. وحدهم شعار الوفاق الوطني فكذبوا الكذبة وصدقوها. تحالفوا في حكومة "إلى العمل" فلا كان عمل ولا إنقاذ ولا تغيير، بل تعتير وتأمين مصالح، واستمرار فساد، وإلغاء مؤسسات، وهدر مال، واستباحة قوانين، وتحكم في القضاء، كل ذلك بحجة التوافق الوطني "وإسمع يا رضا".

فضت أزمة البساتين على مصارحة، أما المصالحة فتطبخ على نار التعيينات، أم المعارك. فكم من كمين سينصب على طريقها؟، وكيف ستفكك ألغامها على جدول أعمال مجلس الوزراء في حكومة الإخوة الأعداء؟.

في قضية قبرشمون، تدخلت أساطيل الديبلوماسية لحفظ أمن الملاحة السياسية لزعيم المختارة، ولتصويب مسار الأزمة، كما قال "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ومنعا لانهيار اقتصادي، ورب ضارة نافعة توحي بأن لبنان ليس متروكا لمصيره حتى لو تدخل الغرب ورمى بطوق النجاة لجنبلاط.

رئيس الحكومة سعد الحريري أمسك بطرف الخيط، وفتح الأبواب الموصدة بالعقوبات الأميركية على لبنان، وإن كان من باب مواكبة ابنته إلى بوابة التعليم الجامعي. وجدول أعمال الزيارة الاجتماعية حمال لقاءات سياسية، فالحريري حط في قاعدة أندروز الجوية، والقاعدة الجوية قد تقوده إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن المؤكد أن رئيس الحكومة سيلتقي نائب ترامب مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو.

تدخلت واشنطن لصالح جنبلاط فقطفها القطاع الاقتصادي، بعد موجة الهلع التي ضربت الليرة اللبنانية. وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني في مقابلة مع "الجديد"، إنه من الطبيعي أن يلجأ عدد من المصارف إلى عدم تسهيل سحب الودائع نتيجة خوف المودعين، لأن أي خلل في المصارف قد يؤثر على مصرف لبنان وعلى الاقتصاد اللبناني.

قد تكون الصدفة لعبت دورها في تزامن البيان الأميركي بشأن حادث قبرشمون، وزيارة الحريري لواشنطن لإطلاع الأميركيين على الوضع الاقتصادي، وسعيا لعدم تأثر لبنان بمسار العقوبات الإقتصادية والمالية على "حزب الله"، ورب صدفة خير من ألف ميعاد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

وكالات/12 آب/2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة أسعد بشارة، أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، حسن عبود، حسين عطايا، طوني حبيب، سعد كيوان، غسان مغبغب، فارس سعيد وأصدر البيان التالي:

أولاً- لن تكون مهمة الرئيس سعد الحريري سهلة في محاولة اقناع الاميركيين بأن الدولة في لبنان شيء وحزب الله شيءٌ آخر، بعد ما أزيلت كل الحدود الفاصلة بين الكيان اللبناني ومصالح حزب الله على المستويات السياسية والمالية والاقتصادية والامنية والعسكرية.

وقد أكدت معالجة حادثة البساتين- قبر شمون شكوك الكثيرين من أن الحزب هو الآمر الناهي في لبنان، وأن ما حصل كان كميناً سياسياً، لإنهاء وضعية الوزير وليد جنبلاط الذي رفض وما زال الالتحاق بـ"حلف الأقليات" الذي ترعاه ايران في المنطقة وليست لوحدها. إن مستقبل لبنان والمنطقة هو للذين يرفضون وصاياتٍ إقليمية على قرار شعوبهم.

ثانياً- يدعو لقاء سيدة الجبل كل القوى صاحبة المصلحة الوطنية إلى استخلاص العبر والدروس من حادثة البساتين- قبر شمون وإعادة رسم الحدود الواضحة بين الجمهورية اللبنانية وحزب الله.

ورغم التردّي في الوضع الاقتصادي والمالي لا يرى اللقاء خطراً، حتى الآن، على النظام المالي المصرفي اللبناني، إنما الخطر الحقيقي يأتي من احتمال ورود أوامر ايرانية لحزب الله بفتح جبهة الجنوب اللبناني واستخدام لبنان من جديد وخاصة أهل الجنوب صندوق بريد بين ايران واميركا.

لكن هذه المرة وبعكس حرب العام 2006 التي انتهت في 14/8/2006 بالقرار1701 بفضل استقلالية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عن حزب الله، ستكون الحرب مدمرة على مساحة الوطن، كما حذّرت مصادر دبلوماسية، إذ لن يفرّق العدو اليوم بين مؤسسة "رسمية" أو "حزبية" بعد ما تحولت مقولة "جيش وشعب ومقاومة" من مجرد شعار إلى واقع مرير.

ثالثاً- يتمنى اللقاء لجميع اللبنانيين حيثما وجدوا أعياداً مجيدة، ويكرّر مطلبه التاريخي الذي طرحه في العام 2016، وهو جعل القدس مدينة مفتوحة لجميع الأديان، يهوداً مسيحيين ومسلمين تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

فاجعة لبنانية في الاغتراب: أنقذهما وجرفه التيّار!

تلفزيون المر/12 آب/2019

ناشدت عائلة الشاب حسين فشيخ، من بلدة بطرماز في الضنية، جميع المسؤولين المساعدة في معرفة مصير إبنهم الذي فُقد أثناء غرقه في نهر بمنطقة كونكاري بدولة غينيا في إفريقيا، بعد محاولته إنقاذ شخصين من الغرق كان التيار جرفهما، ولم يُعرف مصيره حتى الآن. وفي التفاصيل ذهب أربعة أشخاص صباح الأحد للإستمتاع بعطلة عيد الأضحى وغرقت شابة لبنانية وشاب من التابعية المصرية أثناء السباحة في النهر بالقرب من شلال، فهرع فشيخ لإنقاذهما ونجح، لكن الشاب لم يتمكن من إنقاذ نفسه إذ جرفه التيار في النهر، ولا يزال مفقودًا حتى الساعة. وتتابع فرق الإنقاذ بحثها عنه.

 

جنوب سوريا يغلي: اغتيالات طالت مقربين من "حزب الله".. وتنافس روسي-إيراني

الشرق الاوسط/12 آب/2019

مرّ عام على اتفاق التسوية القاضي بفرض الاستقرار الأمني والعسكري جنوب سوريا برعاية روسية، أواخر شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، لتتحول بموجبه المعارضة إلى «فصائل مصالحة»، وبالتالي تنخرط ضمن تشكيلات الجيش والقوى الأمنية.

وخلال الفترة الماضية، تجلى التنافس الروسي - الإيراني على كسب ولاء أبناء المنطقة، ما أفضى إلى تدهور الأوضاع مجدداً، حيث عاد مشهد الاغتيالات ليخيم على مجرى الأحداث، ويخلط الأوراق من جديد، إذ اعتقد البعض أن سيطرة النظام والقضاء على «داعش» في المنطقة ستنهي تلك الحالة، لكن زادت تلك الحوادث بشكل مريب، وتطورت لتشمل قيادات في فصائل التسوية، وقيادات عسكرية وأمنية في صفوف النظام، إضافة لشخصيات مدنية مقربة من النظام، ومساهمة في الاتفاق، من ضمنها رؤساء بلديات ومخاتير وقيادات حزبية وعشائرية.

بحسب «أبو محمود الحوراني»، المسؤول الإعلامي في «تجمع أحرار حوران»، فإن الأسبوع الماضي شهد أعنف سلسلة من العمليات العسكرية التي شكّلت تطوراً لافتاً، إذ خلال 72 ساعة نفذت نحو 15 عملية اغتيال طالت قادة معارضين سابقين، وآخرين مقرّبين من النظام، تزامناً مع إطلاق النظام سراح عشرات القادة الأمنيين في تنظيم «داعش» سابقاً. وتابع «الحوراني»: «أبرز تلك العمليات كانت يوم السبت 27 يوليو، عندما دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، تلاها انفجار عنيف تبين أن سببه قيام عنصر مرتبط بتنظيم (داعش)، بالتحصن في مزرعة صغيرة ببلدة مليحة شرق درعا، وتفجير نفسه عند محاولة اعتقاله من قبل عناصر تابعين للنظام، رفقة عناصر تابعين للفيلق الخامس التابع لروسيا». وفي أعقاب تلك العملية نشر تنظيم داعش بياناً تبنى فيه مسؤوليته عن العملية، وذكر البيان أن أحد عناصره «المدعو أبو مالك الأنصاري» اشتبك مع عناصر النظام، قبل أن يقوم بتفجير حزامه الناسف وقتل 8 عناصر، وإصابة 10 آخرين. بعد ساعات من العملية شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة مليحة العطش، أسفرت عن اعتقال شخصين، واقتيادهما إلى فرع الأمن العسكري بمدينة إزرع.

وفي إطار الحديث عن أبرز الشخصيات المستهدفة حديثاً، أفاد الناشط حسان عبد الله، بأسماء أبرز الشخصيات، وقال: «تم إطلاق النار على القياديين في فصائل المصالحة يوسف البكار وأبو عدنان الصبيحي ببلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتل الصبيحي، وإصابة البكار بجروح خطيرة، أُسعف على أثرها إلى المشفى الوطني مدينة درعا، تلاه اغتيال إياد النمر وهو أحد رجال المصالحات المقرّبين من فرع المخابرات الجوية السورية، على يد مجهولين في مدينة الحراك شرق درعا، ثم اغتيال مجهولين للشاب محمد جهاد الحلقي المقرّب من قياديين في (حزب الله)، خلال الأسبوع الماضي، بينما اغتيل رؤساء بلديتي اليادودة وجلين، وعلي سعدون الحسن المقرب من حزب الله مساء الجمعة 2 أغسطس (آب) الحالي». ولدى السؤال عن المدبر لتلك العمليات أجاب عبد الله إن «عدة أطراف تتسابق لكسب ولاء أبناء المنطقة لصفها، وتعمد إلى أتباع أساليب الخطف والاغتيال المتبادل، عوضاً عن المواجهة المباشرة، فبينما تجند روسيا الشباب ضمن الفيلق الخامس ذراعها في المنطقة، وتدبر اغتيال قادة داعمين لوجود إيران، تقدم الميليشيات الموالية لإيران البطاقات الأمنية والإغراءات المالية، وتكثف نشاطاتها الاجتماعية من خلال نشر الجمعيات الخيرية، وتكليف عملاء محليين بإنشاء مراكز دراسات وأبحاث مهمتها معرفة الشخصيات الرافضة لمشروعها، ثم اعتقالها أو قتلها، وبين هذا وذاك، تتبنى حركة تسمي نفسها المقاومة الشعبية بعض تلك العمليات».

وفي هذا الشأن وثق «مكتب توثيق الشهداء في درعا» 125 عملية ومحاولة اغتيال وإعدام ميداني، خلال العام الأول من اتفاقية التسوية، أدت إلى مقتل 73 شخصاً وإصابة 38 آخرين، بينما نجا 14 شخص من محاولة الاغتيال، ووفقاً لتقرير المكتب شكلت عمليات الاعتقال التي طالت المدنيين والمقاتلين السابقين أحد أبرز الانتهاكات التي مارستها قوات النظام خلال هذا العام، حيث اعتقلت قوات النظام 634 شخصاً تحت تصنيفات مختلفة، تم إطلاق سراح 166 منهم في وقت لاحق، بينما قُتِل 9 منهم تحت التعذيب في سجون قوات النظام (يضم المكتب ناشطين عملوا على توثيق الجرائم والاغتيال وضحايا الحرب منذ أعوام، ويصدر تقارير دورية توثق ما يجري بدرعا). هذه الاضطرابات لاقت اهتماماً خاصاً من معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، لذلك نشر تقريراً مفصلاً ذكر فيه أن خطر فقدان السيطرة على درعا مجددا وارد جداً، في ظل زيادة وتيرة العمليات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبحسب التقرير فإن الهجمات المتكررة على الحواجز، والحرائق المفتعلة، والاشتباكات المتقطعة، تسببت بإحداث فوضى تنذر بعودة الصراع من جديد إلى المنطقة.

أما عن ردة فعل أهالي الجنوب تجاه ما يجري، دعا القيادي السابق في المعارضة أدهم الأكراد الشباب إلى «العصيان»، وعمل على جمع تواقيع مئات الفعاليات المدنية والوجاهية بمدينة درعا احتجاجاً على ممارسات النظام، في ظل انشغال القيادة الروسية بمعارك الشمال، وإخلالها بوعود الاتفاق، وتغلغل الميليشيات الإيرانية جنوب سوريا، وتجنيدها للشباب، فضلاً عن تروجيها المخدرات، وذلك ما لا يقبله السكان المحليون بحسب الأكراد، لا سيما بعد وقف العمل ببطاقات التسوية، ثم تهديد الشباب بالاعتقال أو الالتحاق بالخدمة العسكرية مباشرة، والإخلال بوعود تأجيل آلاف للطلاب الجامعين العائدين لدراستهم بموجب مرسوم رئاسي. أدهم أكراد أحد أطراف الاتفاق مع الروس، لكنه رفض الانخراط ضمن فصائل المصالحة، شجع على العصيان والتظاهر، احتجاجاً على ممارسات النظام السوري.

من جهته، أوضح الباحث السياسي نصر فروان، حقيقة مرسوم الجيش، بالقول: «إن هذه الوعود تأتي ضمن خطة منظمة لفرض حالة الاستقرار في مناطق المصالحة، لحين الانتهاء من العمليات العسكرية في الشمال السوري، ثم وضع شريحة الشباب ضمن دائرة الارتياح ومحاولة استئناسهم، تمهيداً لجذبهم طوعياً للمؤسسة العسكرية، وإعادة بنائها برعاية روسية، بعدما تحول الجيش إلى الحالة الميليشياوية التي تحبذها إيران». ونبه فروان إلى أن النظام يعمل على إعادة التأهيل السياسي للشباب الذين كانوا في مناطق المعارضة من خلال التوجيه الإعلامي، وعقد الندوات ودورات الانتساب لـ«حزب البعث»، كي «لا يفكروا بالهروب، أو الانضمام للحركات المضادة له كالمقاومة الشعبية، فقيادته السياسية متفطنة للآثار النفسية التي تركتها عقليتهم الأمنية ضد المناطق التي انتفضت بوجهها، وحريصة على محاربة أي خطاب إعلامي معادٍ لنهجها، من شأنه تأجيج الشباب ضدها من جديد».

إلا أن تلك الوعود والتطمينات لم تثنِ آلاف الشباب من أبناء المناطق الموقّعة على اتفاق التسوية في محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة عن الانشقاق، وترك تشكيلات الجيش، مع انطلاق معارك الشمال السوري، في حين آثر المئات الهروب إلى لبنان أو تركيا بطرق غير شرعية، وبتكلفة قد تصل إلى 5 آلاف دولار خوفاً من إقحامهم بتلك المعارك. وفي هذا السياق، قال أحد العناصر المصابين حديثاً بجروح بالغة خلال الاشتباكات الدائرة شمال حماة إن أحد ضباط النظام برتبة عقيد قام بإطلاق النار على 15 عنصراً من عناصر التسويات، وقتلهم شمال حماة، بعد رفضهم التقدم على محوري تل ملح والجبين قبل أسابيع، مشيراً إلى أن قوات النظام تتعمد الزج بمقاتلين سابقين في «الجيش الحر» من الموقّعين على التسوية في الواجهة خلال المعارك، وتركهم فريسة سهلة للكمائن التي تنصبها فصائل المعارضة، دون مؤازرتهم.

وأكد أنه يفضل البقاء في بيته بدلاً من زجه بتلك المعارك، بعدما ظهرت موجة انشقاق جديد، تصدرها مئات العناصر من المنضمين حديثاً إلى صفوف الجيش السوري، بموجب التسويات بدرعا، حينما عادوا إلى منازلهم رافضين الالتحاق بقطعهم العسكرية مرة أخرى.

في غضون ذلك، حذر باحث من مغبة استفزاز الأهالي، وأطلعنا على أبرز التحديات التي أعاقت الحركة الاقتصادية عقب مرور عام على سيطرة النظام على الجنوب، قائلاً: «أدى اختفاء منظمات المجتمع المدني إلى انتشار البطالة في صفوف الشباب، بعدما كانت توفر أكثر 20 ألف فرصة عمل، ناهيك بانقطاع المساعدات الإنسانية التي كانت تزيد على مائة ألف طرد غذائي يوزع على العائلات مجاناً بشكل شهري، إضافة لتردي قطاع الزراعة الذي يزاوله معظم أبناء المنطقة، بسبب عدم توفر الوقود اللازم للري، وعدم توفر المال الكافي لشراء البذور، وضعف سوق تصريف المحاصيل، وانخفاض أسعار الليرة السورية المستمر أمام العملات الأجنبية». وختم: «يبدو أن زيادة وتيرة العمليات العسكرية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وعزوف الشباب عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، سيضع المنطقة وسط حالة تأهب واستعداد للعودة إلى المناوشات والعمليات القتالية بين أهالي الجنوب والنظام، بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، وانتكاس اتفاق المصالحة المزعوم».

 

الرئيس عون اتصل بـ"جنبلاط" وهذا مضمون المكالمة!

وكالات/12 آب/2019

صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي: "تلقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط صباح اليوم إتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تم خلاله التطرق للاوضاع العامة"..

 

اتهام البطريرك الماروني لـ«شعبة المعلومات»... رد فعل على صورة مغلوطة نُقلت إليه

زياد عيتاني يحضّر رسالة للراعي ليشمل برعايته كل ضحايا التعذيب

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/12 آب/2019

أثار اتهام البطريرك الماروني بشارة الراعي مديرية قوى الأمن الداخلي بتلفيق الملفات والتعذيب، قبل أيام، جملة أسئلة تتعلق بتوقيته المرتبط باستجواب المقدم سوزان الحاج، التي اتهمت بتلفيق ملف عمالة للفنان المسرحي زياد عيتاني. وهذه المرة على خلفية نشاط حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يُشتبه بأنها مرتبطة بها، بعدما تردد أنها تنشر أخباراً تهاجم المدير العام اللواء عماد عثمان. ورد عثمان، طالباً من الراعي أن «يحضر بنفسه أو يكلف من يختاره لمواجهة الموقوفين الذين تم الادعاء بأنهم تعرضوا للتعذيب أو جرى تلفيق التهم بحقهم، سواء من الذين أخلي سبيلهم، أو من الذين ما زالوا موقوفين؛ وبالطريقة التي يراها مناسبة، تبياناً للحقيقة ووضع الأمور في نصابها الصحيح». وعلق مصدر سياسي على اتهامات البطريرك الراعي ضد مديرية قوى الأمن الداخلي وتحديداً شعبة المعلومات بالقول: «ربما التبس الأمر على الراعي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من أين استقى البطريرك معلوماته عن أقبية للتعذيب تستهدف الناس من دين واحد ومذهب واحد خلال التحقيق معهم بعد فبركة الملفات لهم؟». إلا إن المصدر السياسي شدد على أن «من نقل صورة مغلوطة للراعي وحرَّضه على شعبة المعلومات، إنما تابع منهجاً يستهدف هذه الشعبة التي كشفت أخطر الجرائم؛ ابتداءً من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بتمكنها من وضع خريطة لشبكة اتصالات المتهمين بالجريمة، والتي دفع ثمنها المهندس الرائد وسام عيد حياته، مروراً بكشف المتورطين في التجسس لصالح إسرائيل وأشهرهم القيادي في (التيار الوطني الحر) العميد المتقاعد فايز كرم، وليس انتهاءً بميشال سماحة، مستشار الرئيس السوري الذي نقل بسيارته متفجرات للإطاحة بالسلم الأهلي في لبنان. هذا عدا إنجازاتها في كشف شبكات الإرهاب، مما دفع بالمتضررين إلى اغتيال رئيسها وسام الحسن قبل أعوام».

ويقول النائب السابق من «كتلة المستقبل» الدكتور مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» إن «احتمال وجود خلل في تحقيقات القوى الأمنية إلى أي جهاز انتمت، يجب تصحيحه. وكلنا نذكر خلل السجون وفضيحة سوء معاملة السجناء الإسلاميين. كذلك تتسرب المعلومات عن تعذيب يمارس بقدر معين على موقوفين أثناء التحقيق، ومن قبل كل الأجهزة الأمنية. لا أحد يملك أجوبة واضحة بهذا الشأن». ويضيف: «إلا إن المؤسف في هذا الملف أن كل مؤسسة أمنية أو سياسية أو إدارية محسوبة على طائفة معينة. وأي استهداف لها يصبح استهدافاً للطائفة. وشعبة المعلومات تتعرض إلى استهداف واتهامات لقربها من رئاسة الحكومة. هل المطلوب أن تمتنع عن مقاضاة أي موقوف بناء على طائفته؟». وتعدّ مصادر مطلعة أن «كلام الراعي ظلم قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات كثيراً، وتحديداً إذا جاء رد فعل على ما نقل إليه عن استجواب سوزان الحاج، أو التحقيقات الجارية بشأن ملف الفساد القضائي الذي طال اثنين من القضاة الرئيسيين المحسوبين على العهد. وتكفي قضية زياد عيتاني لنعرف أين هو التعذيب. لو أن اتهام الراعي شمل كل الأجهزة لبدا الأمر مفهوماً». وتضيف المصادر أن «قوى الأمن الداخلي تواجه حملات على أكثر من جبهة، وذلك لإصرار اللواء عثمان على مكافحة الفساد. وتحديداً بعد أن وصلت الملفات إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس». وتنوه بأن «هذه القوى بصفتها جهازاً أمنياً أكثر من يفهم القانون ويلتزم به، وذلك لأن تدريبها يجمع القانون بالأمن حفظاً لحقوق المواطنين».

ويرى علوش أن «ما يرد من تصريحات يؤكد أن الوضع الطائفي في لبنان أصبح متفجراً... فالتصرفات التي يقوم بها تيار رئيس الجمهورية، وعلى لسان وزير الخارجية جبران باسيل الذي يفيض بتشنج واعتباره أن الحرب الأهلية قائمة في لبنان وإنْ من دون سلاح... وما حصل خلال الأشهر الماضية هو تصادم على المستوى الطائفي من خلال الطرح الشعبوي لبعض مواد الدستور واسترجاع الحقوق، ما خلَّف جواً لدى السنّة بأنهم ضحية استهداف إقليمي ودولي».

ويقول المسرحي زياد عيتاني لـ«الشرق الأوسط» إنه «بصدد تحضير رسالة للبطريرك يناشده فيها أن يشمل برعايته كل من تعرض إلى تلفيق تهمة وتعذيب، لأن البطريركية مرجعية وطنية وبوصلة تاريخية وسياسية للبلد». وهو سيسعى إلى لقاء الراعي ليشرح له ماذا حصل له ولعائلته جراء ما تعرض له.

ويضيف عيتاني: «رفعت دعوى قبل نحو عام ونصف على الذين عذبوني في جهاز أمن الدولة، إلا إن الدعوى لا تزال نائمة في الأدراج. وقبل نحو الشهرين، دعيت إلى جلسة استماع، وانتهى الأمر. المؤسف أن أولويات العمل القضائي اللبناني غير متوفرة».

 

ما خفي عن لقاء المصالحة.. هذا مفتاحها السري!

الراي/12 آب/2019

أعربتْ أوساطٌ مطلعة لصحيفة "الراي" عن اعتقادها أنه إلى جانب "المعطى المالي" وبدايات "الانهيار المُقَنَّع" في هذا الواقع فإن "العاملَ الأميركي" شكّل المحرّك الأساسي لـ"جلْب" مَن كانوا يُعانِدون مَخارِج حل أزمة البساتين الذي وَضَعَ ركائزه رئيس البرلمان نبيه بري وسانَده الحريري ورعاه عون.

وفي رأي هذه الأوساط أن هذا العامِل الذي أطلّ برأسه من بيان السفارة الأميركية الذي رَسَم خطّ دفاع صريحاً حول جنبلاط وأي محاولةٍ لاستهدافه عبر المسار القضائي لحادثة البساتين كما من الكشْف عن زيارة مُقرَّرة للحريري لواشنطن للقاء مسؤولين عُلم حتى الساعة منهم نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، بدا بمثابة "المفتاح السري" لطيّ صفحة الأزمة بجانبها "المتفجّر". وبحسب هذه الأوساط، فإن "حزب الله" الذي "تضيق الكماشةُ" الأميركيةُ عليه بالعقوبات التي أعدّ لها "استراتيجية تَكيُّفٍ" رغم اعترافه بأنها موجعة له ولبيئته، لا يرغب في ترْك الواقع اللبناني "ينهار بين يديْه" (بعدما جاهرت طهران بأنه بات يملك الغالبية البرلمانية) من "الخاصرة الرخوة" المالية، وهو ما كان سيصبح "حتمياً" بحال لم يتمّ سحْب "فتيل البساتين" بمخْرجٍ، ظَهَر فيه جنبلاط مُحَقِّقاً أكثر من نقطةٍ ثمينة، وذلك بعد "الإنذار الأميركي" الذي جاء مُدجَّجاً بالرسائل وليس أقلّها أن "لبنان تحت المعاينة اللصيقة"، كان سيسْتتبعه موقف أوروبي لا يقلّ دلالة، بما يضع كل الواقع اللبناني ومؤتمر "سيدر" للنهوض المالي - الاقتصادي في دائرة الخطر الأكيد.

 

خوف من صرف أموال سيدر 1 على المشاريع والتحايل على الرقابة الدوليّة

الديار/12 اب 2019

أدّت مصالحة بعبدا برعاية رئيس الجمّهورية ميشال عون إلى الإتفاق بين القوى السياسية على ورشة عمل إقتصادية ـ مالية تُنقذ لبنان من آتون الإفلاس المُنتظر وما له من تداعيات كارثية على المواطن. هذا القرار تمّ تجسيده في قرارات إجتماع بعبدا الإقتصادي ـ المالي الذي جمع ثلاث قوى رئيسية في البلاد وحظي بدعم باقي القوى الأخرى. رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبعد إجتماع بعبدا الإقتصادي المالي صرّح أن المجتمعين وصفوا بشكل دقيق الأوضاع المالية والإقتصادية الحالية، وقاموا بطرح حلول لها. وأعلن عن جّملة من الخطوات الأساسية التي سيُعمل على تطبيقها في المرحلة المُقبلة والتي تُساهم في تفعيل الإقتصاد وتعزيز وضع المالية العامّة والمباشرة بمناقشة تقرير ماكينزي والملاحظات المُقدّمة عليه من الأطراف كافة. كما عدّد الرئيس الحريري أهم الخطوات التي تمّ الاتفاق عليها. إذًا ومما تقدّم، نرى أن هناك ثلاث خطط ستقوم الحكومة بتنفيذها: خطّة ماكينزي، مشاريع سيدر ومُقرّرات اجتماع بعبدا المالي والإقتصادي. التحليل يُظهر أن مشاريع سيدر وخطّة ماكينزي لنُ تعطي نتائج مباشرة أو ملموسة قبل العام 2021، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن القرارات فيما يخصّ مشاريع سيدر لا تعود إلى الحكومة اللبنانية وحدها. وبحسب مؤتمر سيدر، تقوم الحكومة اللبنانية بتقديم المشاريع مع الجدوى الإقتصادية وفي المقابل وبعد الموافقة على التمويل، تقوم لجّنة مُشتركة بين لبنان والدول المُقرضة بالإشراف ومتابعة تنفيذ المشاريع. إذا أولوية المشاريع وتقييمها تقوم بهما الحكومة والموافقة على التمويل يتمّ من قبل ممثلي الدوّل المُقرضة والإشراف على التنفيذ يتمّ من قبل اللجنة المُشتركة. هذه الآلية تتطلّب وقتًا وبالتالي فإن البدء بالمشاريع سيتطّلب بعض الوقت على ألا يتمّ لحظ تداعيات إيجابية على الأرض إلا بدءًا من العام 2021. وهناك خوف من صرف اموال سيدر ـ1 على المشاريع والتحايل على الرقابة الدولية. على صعيد خطّة ماكينزي، فهي ستخضع لمناقشات في مجلس الوزراء على أن يتمّ إقرار الخطوات المُتفق عليها وجدّولتها في خطّة زمنية تبقى رهينة إيجاد التمّويل لها وتتعلّق بنسبة كبيرة بمسار مشاريع سيدر. لذا لن يتمّ لحظ تداعيات إيجابية لهذه الخطّة إلا إبتداءً من العام 2021 نظرا إلى البعد الإقتصادي العميق لبعض الإجراءات المُقترحة. وحدها إجراءات إجتماع بعبدا المالي والإقتصادي، لها مفعول فوري مع بدء تطبيق هذه الإجراءات التي يُمكن وصفها بالإجراءات الإنقاذية. في الظاهر، هذه القرارات هي قرارات سديدة وتذهب في الإتجاه الصحيح، وبفرضية أنها لن تواجه أي إشكالية سياسية أو أمنية مثل حادثة قبرشمون الأليمة تُعطّل عمل الحكومة وبالتالي تطبيق هذه القرارات، يحقّ للمراقب السؤال عن مدى فعّالية هذه القرارات على الصعيد الإقتصادي، المالي، الإجتماعي، والبيئي كما وقدّرتها على إنتشال لبنان من المأزق؟

بين الإنماء والنموّ الإقتصادي ماذا يقول العلم؟

قبل سبعينيات القرّن الماضي، كانت السياسات الإقتصادية ترتكز على ما يُسمّى اليوم بالتدابير الإقتصادية التقليدية أي أنها تدابير لها علاقة بالإقتصاد بشكل حصري. وكان أصحاب القرار ينظرون الى التنّمية على أنها ظاهرة إقتصادية حيث كان يُنظر إلى الفقر، توزيع الدخلّ، البطالة.. على أنها مشاكل ثانوية! وهذا ما يُمكن ملاحظته من البيانات التاريخية التي تُظهر أنه في خمسينات وستينات من القرن الماضي، كان هناك ركود لمستويات المعيشة على الرغم من النموّ الإقتصادي المُحقّق. وحتى يومنا هذا يُمكن ملاحظّة أن هناك فارقاً فعلياً بين النمو والتنّمية من خلال الإطّلاع على بلد كنيجيريا الذي يمّتلك موارد هائلة ويُسجّل نموا إقتصاديا، وفي المقابل هناك فقر كبير وبطالة مرتفعة ناهيك عن صعوبة الوصول إلى الطبابة والإستشفاء والتعلّم... هذا الواقع دفع واضعوا السياسات الإقتصادية في الدوّل المُتطوّرة إلى إعتماد مفهوم جديد إسمه "الإقتصاد للتنّمية" حيث يُنظر إلى التنّمية على أنها عملية متعددة الأبعاد تنطوي على تغييرات في البنية الاجتماعية والمواقف الشعبية والغرائز الوطنية، إلى جانب تسارع النمو الاقتصادي، والحد من عدم المساواة، والقضاء على الفقر... وهذا المفهوم يتعارض مع النظرة التقليدية التي تنظرّ حصريًا إلى الدخلّ الفردي لقياس مستوى التنّمية في البلدان من دون الأخذ بعين الإعتبار توزيع الثروات!

تعتمد التنّمية المُستدامة على ثلاث ركائز أساسية:

أولاً ـ الركيزة الاقتصادية وهي الطرق المختلفة التي يمكن أن تتدخل بها الدولة للتأثير على الوضع الإقتصادي، ولا سيما فيما يتعلق بتطور الإنتاج ومستوى الأسعار. ويراها بعض الباحثين على أنها مجموعة من القرارات المتماسكة التي تتخذها السلطات العامة وتهدف، بمساعدة أدوات مختلفة، إلى تحقيق الأهداف من أجل توجيه الاقتصاد في الاتجاه المطلوب؛

ثانيًا ـ الركيزة البيئية والتي تنصّ على إحترام التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، والحد من الإنبعاثات الملوثة، وعدم تدمير رأس المال الطبيعي؛

ثالثًا ـ الركيزة الإجتماعية وهي تأخذ بعين الإعتبار الآثار الإجتماعية للنشاط الإقتصادي مثل مشكلة عدم المساواة، ظروف العمل، توزيع الثروات...

السياسة الإقتصادية ماكينزي، سيدر وإجتماع بعبدا

يطرح العديد من المواطنين السؤال عن الفارق بين ماكينزي، مشاريع سيدر ومقررات اجتماع بعبدا الإقتصادي ـ المالي؟ والأهم أين تموضّع هذه الخطط والمشاريع من الخطة الإقتصادية للحكومة اللبنانية بمفهومها الحديث أي التنّمية المُستدامة؟

في العام 2015، أصدرت الأمم المُتحدة خطّة التنمية المُستدامة لعام 2030 والتي تضمّ 17 هدفًا (SDGs) تُشكّل دعوة لجميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل للعمل على تعزيز الإزدهار مع الأخذ بالإعتبار حماية كوكب الأرض والقضاء على الفقر جنباً إلى جنب مع الإستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي كما وتتناول مجموعة من الإحتياجات الإجتماعية بما في ذلك التعليم والصحة والحماية الإجتماعية وفرص العمل مع معالجة تغير المناخ وحماية البيئة. وبالتالي نرى أن أي خطّة إقتصادية يجب أن تحوي إجراءات تُغطّي الشق الإقتصادي، الشق الإجتماعي والشقّ البيئي عملا بالخبرة والتجّربة الطويلة للأمم المُتحدة. وتحوي الأهداف السبعة عشر القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة، ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات، ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع، إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام وتشجيع الابتكار، الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها، جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة، اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة، حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام وإدارة الغابات على نحو مستدام ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره ووقف فقدان التنوع البيولوجي، السلام والعدل والمؤسسات، وتعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.

ينص نموذج الـ"iSDG" على أن هناك ثلاثين قطاعا يتوزّعون على ركائز ثلاث: الإجتماعية (الشعب، الخصوبة، الوفيات، التعليم، الصحة، البنية التحتية، المركبات، التوظيف، توزيع الدخل، الفقر)، الإقتصادية (الزراعة، الصناعة، الخدمات، الإنتاج الكلي، الاستثمارات، الأسر، الحكومة، الحوكمة، المالية، ميزان المدفوعات)، البيئية (الأرض، التربة، الطلب على المياه، إمدادات المياه، استهلاك الطاقة، توليد الكهرباء، امدادات الطاقة، استهلاك المواد، الانبعاثات والنفايات، التنوع البيولوجي). خطّة ماكينزي الموضوعة، وصفت بشكل دقيق الواقع الإقتصادي اللبناني من كافة نواحيه وعرضت على الدوّلة اللبنانية خطوات تطال خمّس قطاعات إقتصادية سمّتها "قطاعات واعدة" وهي: الزراعة، الصناعة، السياحة، الخدمات المالية، إقتصاد المعرفة. وأشارت إلى دور المُنتشرين في العالم كما أعطت عوامل تمّكين مُساعدة مثل البنى التحتية (زيادة قدرة المطار الاستيعابية، تنفيذ استراتيجية وزارة الاتصالات المتعلقة بالألياف الضوئية، إصلاح البنية التحتية المحلية، تسهيل الوصول من/إلى الوجهات الرئيسية لتفعيل نموذج "المراكز الأولية والثانوية"، إعطاء الأولوية لتمويل المناطق الصناعية الحالية) ونشر الإصلاحات الجذرية في القطاع العام، إعتماد قواعد مالية جديدة ومراجعة القواعد القائمة حاليًا، وتطوير إنتاجية البرلمان.

في الواقع، دراسة هذه الإقتراحات (الأساسية) تُشير إلى أن ماكينزي إعتمدت سياسة المُربّع السحري (نيكولاس كالدور - 1971) والذي هو عبارة عن رسم بياني يُظّهر النمو الإقتصادي (تحفيز تطوير الإنتاج والدخل القومي)، العمالة الكاملة (خفض في البطالة)، إستقرار الأسعار (للحد من تطور التضخم) والتوازن الخارجي (مسألة موازنة تدفق السلع والخدمات والدخل ورأس المال مع بقية العالم). بمعّنى أخر، إقترحت ماكينزي في خطّتها إجراءات لزيادة حصّة القطاعين الصناعي والزراعي في الناتج المحلّي الإجّمالي وزيادة هذا الأخير بالمطّلق. وبالتالي يُمكن الإستنتاج أن خطّة ماكينزي هي عبارة عن قسم أساسي من الشق الإقتصادي من الخطّة الإقتصادية التي يجب أن تعتمدها الحكومة اللبنانية. مشاريع سيدر المنصوص عليها في الورقة التي قدّمتها الحكومة اللبنانية خلال مؤتمر سيدر (Capital Investment Programme)، هي عبارة عن مشاريع بنى تحتية أساسية تطال الشق الإقتصادي ولكن أيضًا الشق الإجتماعي. وبالتالي فإن تنفيذ هذه المشاريع هو أمر أساسي وضروري ويُعتبر كشرّط لأي نهوض إقتصادي وإجتماعي. ويُمكن القوّل إن هذه المشاريع هي شق من الخطّة الإقتصادية التي يتوجّب على الحكومة وضعها.

إجتماع بعبدا المالي الإقتصادي، نصّ على مجموعة من الإجراءات (أنظر أعلاه) التي تُغطّي قسم من الشق الإقتصادي وقطاع الكهرباء من الشقّ البيئي. ولكن الأهمّ وهو ما يُعطي لمقرّرات إجتماع بعبدا قيمة كبيرة هو شق العمل على الحكومة والحوكمة (أي بمعنى أخر محاربة الفساد وتنظيم وتفعيل القطاع العام) وهذا الأمر سيكون له وقع كبير على الحياة الإقتصادية، الإجتماعية، والبيئية إذا ما تمّ تنفيذه. على كلٍ وكما يظهر من تحليلنا، خطّة ماكينزي ومشاريع سيدر وقرارات إجتماع بعبدا هي خطوات أساسية في الخطّة الإقتصادية التي يجب على الحكومة وضعها وما وجود كل هذه الخطط والخطوات إلا دليل على أنها لا تُغطّي كل ما يحتاجه لبنان.

مخاطر التعطيل

مما سبق، يُمكن القول إن خيار القوى السياسية بمُعالجة الوضع الإقتصادي هو خيار صائب (ولو مُتأخر)، وبالتالي فإن المواطن اللبناني يتوقّع أن تقوم الحكومة بالإلتئام مرتين أو أكثرّ أسبوعيًا على غرار لجّنة المال والموازنة، لوضع خطّة إقتصادية شاملة ومُتكاملة تأخذ بعين الإعتبار الشق الإجتماعي خصوصًا الفقر وتوزيع الثروات كما والشقّ البيئي الذي يُمكن القوّل إنه أصبح أكثر من كارثي مع كل التلوّث البيئي الذي يُحيط بنا والذي أصبّحت كلفته على الإقتصاد تفوق الـ 1.4 مليار دولار أميركي سنويا.

وفي ظلّ أهمّية الذهاب في هذا الإتجاه، نرى أن هناك مخاطر سياسية تحّف بالحكومة وبعملها وإنتاجيتها خصوصًا أن تداعيات حادثة قبرشمون لم تنته كليا كما تُثبته التصريحات التي نسمعها في وسائل الإعلام. وفي ظلّ بدء نفاذ هامش التحرّك الذي تمتلكه الدوّلة اللبنانية والذي قدّمه لها مصرف لبنان، نرى أن أي تعطيل لعمل الحكومة سيجّلب الكوارث على المواطن وعلى الكيان اللبناني.

 

تقرير ونقاش حول "سيدر": الكارثة اسمها النظام السياسي والقضائي

المدن - اقتصاد | الثلاثاء 13/08/2019

نظّمت "حركة التجدد الديموقراطي"، بالتعاون مع مؤسسة كونراد آديناور الألمانية، حلقة نقاش تحت عنوان "الدعم الاقتصادي الدولي للبنان: كيف لا نفرّط بفرصة سيدر؟" تم خلالها عرض ومناقشة تقرير أعدّه فريق من الخبراء داخل وخارج لبنان حول أبعاد وحدود هذا الدعم. وشارك في الحلقة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، النائبان نقولا نحاس والياس حنكش، رئيس "حركة التجدد الديموقراطي فاروق جبر"، مدير مكتب بيروت في مؤسسة كونراد آديناور الدكتور مالته غاير وممثلون عن القطاعات الاقتصادية والمجتمع المدني.

جبر: متابعة منهجية

استهلت الجلسة بكلمة ترحيبية لرئيس حركة التجدد فاروق جبر قال فيها: يأتي هذا التقرير في سياق متابعة منهجية من قبل برنامج السياسات في "حركة التجدد" لمسار مؤتمر "سيدر" منذ انطلاقته، بهدف المساهمة في بلورة رؤية وطنية متقاربة وجدول أعمال فعلي للإصلاح الاقتصادي، عبر إشراك أوسع طيف من الجهات المعنية اللبنانية والدولية. وقد بدأت هذه المتابعة بالتزامن مع انعقاد "سيدر" العام الماضي، ثم تواصلت مع سلسلة من اللقاءات وأوراق السياسات، مع تركيز خاص على الإصلاحات الضرورية المرافقة لآلية "سيدر" وعلى وسائل تفعيل قطاعات الإنتاج ورؤية الحكومة للنهوض الاقتصادي.

غاير: الأسس الواضحة

شدد مالته غاير على أهمية حلقة النقاش هذه التي تسمح برؤية الأمور بطريقة أفضل في ما يختص بالوضع الاقتصادي في لبنان، كي يتمكن المجتمع الدولي المعني بمساعدة لبنان على الاستمرار بهذا الدعم على أسس واضحة، مع تبيان حقيقة المعطيات التي يمكننا البناء عليها.

مهنا: انعدام الإرادة السياسية

ثم عرض أمين سر حركة التجدد أيمن مهنا الخطوط العريضة للتقرير، الذي كان قد أعده بمشاركة الخبير الاقتصادي جريمي عربيد وبإشراف الدكتور أنطوان حداد، مستهلاً حديثه بالسؤال: ما الذي يدفع 17 دولة ومؤسسة دولية كبرى إلى المشاركة في اجتماع مخصص لدعم دولة متوسطة الدخل تحتل المرتبة العالمية الـ83 من حيث الحجم الاقتصادي، والمرتبة 138 وفق مؤشر مدركات الفساد، وتُعتبر ثالث أكثر بلد مثقل بالديون على سطح الأرض؟ وأضاف أن هذا التقرير يحاول الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال عرض لمحة عامة عن التزامات لبنان وشركائه الدوليين خلال مؤتمرات باريس 1 و2 و3 ومؤتمر "سيدر"؛ ثم وصف وتحليل موقف الشركاء الدوليين تجاه إيفاء لبنان بالتزاماته أو تخلّفه عن ذلك. يرتكز القسم الأول على استعراض مستفيض للوثائق والتشريعات والوقائع والأرقام التي واكبت مؤتمرات باريس 1 و2 و3 و"سيدر"، وتَبعتها. أما القسم الثاني فهو مبني على اجتماعات عُقدت مع مسؤولين في مقرّ الرئاسة الفرنسية، ووكالة التنمية الفرنسية، والسفارة الفرنسية في بيروت، ووزارة الخارجية الألمانية، فضلاً عن تصريحات وتقارير صادرة عن مسؤولين أوروبيين، وممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.وفقا للتقرير، تشير المعطيات السياسية والضريبية والنقدية والمالية المتواصلة منذ انعقاد "سيدر" إلى تقييم سلبي ثابت للأداء الاقتصادي في لبنان كما للتصنيف الائتماني من قبل معظم المؤسسات الرئيسية. ويبدو شركاء لبنان الدوليون واعين للمخاطر والعواقب المقترنة بتراجع كل المؤشرات المالية، كما أنهم يتشاركون في التخوّف من أنّ أي أزمة مالية سيترتب عليها آثار متعاقبة تفضي، في نهاية الأمر، إلى أزمة سياسية وأمنية.

ويلفت التقرير إلى أنه لم يصدر حتى الآن عن السلطات اللبنانية أي إشارة قوية تدل على أنها مدركة لضرورة معالجة نقاط الضعف الأكثر إلحاحاً على وجه السرعة. خصوصا أن العنصر الأساسي المفقود ليس تقني الطابع بل يتمثل بانعدام الإرادة السياسية لوقف استنزاف الموارد العامة التي استفادت منها الأحزاب الحاكمة لسنوات، وشكّلت طريقةً تحافظ من خلالها على سلطاتها عبر الزبائنية وتمويل عملها الحزبي. ويضيف أنه في غياب الإرادة السياسية اللازمة لإجراء الإصلاحات، يُتوقع أن يتّخذ لبنان إجراءات قصيرة المدى فقط، تكون بمثابة الحلّ الأسهل، أي مجموعة من الضرائب الجديدة وإجراءات خفض الإنفاق التي ستضر بالطبقتين الفقيرة والوسطى ومزيد من الهندسات المالية من قبل المصرف المركزي. من شأن هذه الخطوات، يقول التقرير نقلا عن المسؤولين الدوليين، أن تخفض إنفاق المستهلكين وتعطل النمو الاقتصادي وتقوّض عامل الثقة أكثر فأكثر. ويحدث كل ذلك بالرغم من التحذيرات الشديدة والمتكررة على لسان الشركاء والمانحين الدوليين والمؤسسات المتعددة الأطراف والوكالات الدولية للتنصيف الائتماني. من هنا، لن ينفك هؤلاء الشركاء الدوليون يحثون السلطات اللبنانية على تغيير مسارها وتطبيق برنامج الإصلاحات المتفق عليه، مع احتفاظهم بحرية إعادة توجيه الأموال المتعهد بها لمشاريع أخرى في دول أخرى. غير أنّ هذا النهج المتّبع الذي يحاول الشركاء الدوليون، بموجبه، تحفيز لبنان على اتّخاذ الخطوات المنطقية المعقولة للإصلاح وتفادي الكارثة، لن ينجح من دون مشاركة وقيادة محلية.

ويختم التقرير: فهل سيتحرك لبنان قبل فوات الأوان؟

حداد: القوانين المعطَّلة

بدأت جلسات المناقشة بإدارة نائب رئيس حركة التجدد أنطوان حداد، التي استهلها بمداخلة جاء فيها: ان "سيدر" يشكل فرصة للبنان للاستفادة من تسهيلات مالية مهمة لتحديث البنى التحتية والخدمات العامة المتهالكة، لكن ذلك لن يتم من دون إصلاحات فعلية وشفافة. والمفارقة أن جزءاً كبيراً من هذه الاصلاحات يمكن ان يتحقق بمجرد تطبيق القانون، والأمثلة عديدة على ذلك خصوصاً في قطاعي الكهرباء والاتصالات، حيث توجد قوانين إصلاحية تفرض وجود هيئات ناظمة. وهذه القوانين معطلة بقرار من الوزراء المعنيين منذ سنوات، وبصمت وتساهل كي لا نقول تواطؤ من قبل مجلسي الوزراء والنواب وسائر المسؤولين.

وأضاف أن النزيف المالي الأكبر يتأتى من خروج النشاط الاقتصادي سنة بعد أخرى من كنف القانون، فالاقتصاد الموازي، كالتهريب والتهرب الضريبي والمقالع والكسارات والمخدرات والاتجار بالبشر وخرق الملكية الفكرية وتبييض الأموال وغيرها، بات يشكل نحو 30 بالمئة من حجم الاقتصاد الوطني. وأوضح أن تنفيذ الإصلاحات، ومنها إعادة عمل الوزارات والقطاعات الاقتصادية إلى كنف القانون، كفيل بتأمين إيرادات مالية كافية لجعل لبنان يستغني خلال سنوات قليلة عن أي مساعدة خارجية، لأن لبنان لا ينقصه الموارد بل إعادة الثقة وحكم القانون. لكن المشكلة أن تنفيذ الإصلاحات سوف يحرم قوى أساسية مشاركة في السلطة من جزء كبير من مواردها وامتيازاتها ومصادر تمويل ماكيناتها الحزبية. وختم حداد أن البلاد تقترب من كارثة اقتصادية محدقة، قد تقع خلال أسابيع أو أشهر إذا لم يتم تدارك الوضع، متسائلا: هل إن اقتراب الكارثة كفيل بأن تعيد هذه القوى والأحزاب النظر في ممارساتها؟

نحاس: النظام "الانتمائي"

ثم كانت مداخلة النائب نقولا نحاس فقال: نحن اليوم نقترب من النهاية لأن هذا النظام الانتمائي عاجز أن يأتي بإصلاح اقتصادي، خصوصا أن القانون الانتخابي الأخير جاء ليثبت هذا النظام الطائفي من دون أي خيار ديموقراطي، فيما أن اتفاق الطائف أعطانا حرية الانتقال من هذا النظام إلى نظام ديموقراطي فاعل. فهذا النظام الانتمائي الذي نعيش فيه لا يوجد اقتصاد في العالم يستطيع أن يتحمله أو يخدمه، لأنه غير قادر على إنتاج قرار على الصعيد الوطني، ولا يستطيع جمع وتفعيل طاقات البلد، هو نظام يقسم ولا يجمع. وأضاف: عندما نحلل أرقام وزارة المال، ونسمع آراء المؤسسات الدولية عن التدني الهائل في وضعنا الاقتصادي على المستوى العالمي، وحيث نجد أنه منذ 1992 وحتى اليوم نحن على النتيجة نفسها من العجز، والمداخيل أقل من المصاريف، فهذا يعني أن هذا النظام السياسي فاشل. وعلينا أن نعي ذلك حتى يمكن لنا أن نخرج من الأزمة. في المقابل، لا يوجد إدراك لحقيقة واقعنا، فحادثة قبرشمون كانت قبراً للمسؤولية. يجب أن ندرك أيضاً حقيقة "سيدر"، فهو لم يعطنا أموالا بل أعطانا وعوداً. "سيدر" يعني القيام بالإصلاح وتفعيل المؤسسات، نحن لا نستطيع الاستدانة. "سيدر" يبدأ عندما نقيم نحن كمسؤولين حلقة نقاش صريحة كمثل هذه الحلقة للتفاهم على آليات الاستفادة من هذه الفرصة، وحيث علينا أولاً وقبل أي شيء معالجة نبع آفة الفساد.

حنكش: 60 سؤالاً

ثم كانت مداخلة للنائب الياس حنكش الذي قال: إحدى وكالات التصنيف الدولية التي تصدر تقريرها قريباً وجهت 60 سؤالاً إلى المسؤولين اللبنانيين نصفها في السياسة، والسؤال الأهم هو عن القضاء اللبناني. إذ يوجد أمر أساسي معطل في لبنان، ونتعايش معه للأسف الشديد منذ فترة طويلة، وهو تسييس وعدم استقلالية القضاء. وأضاف: لا يمكننا القيام بأي إصلاح إذا لم تنتظم الحياة السياسية في لبنان من خلال استقلالية القضاء. تكلمتم عن الأجهزة الرقابية والهيئات الناظمة ودورها الرئيسي في تنظيم العمل المؤسساتي، في مقابل التقشف الذي ورد في الموازنة على هذه الاجهزة الرقابية وتهميش دورها بدل دعمها. المشكلة هي هي، أي فقدان الجدية عند السلطة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. لدينا استحقاق كبير وكلنا نشعر مدى الصعوبة التي نواجهها في ظل قلة إدراك مع حكومة معطلة في اسوأ مرحلة يمر بها لبنان. وكانت مداخلات لكل من الخبراء والناشطين سامر دبليز، لوري حايطايان، المحامي كريم ضاهر، الدكتور ميشال دويهي، داني حداد، الدكتور نسيب غبريل، الدكتور مازن سكاف، طوني شويري والمهندس ميشال عقل.

حاصباني: الخصخصة

واختتمت الحلقة بمداخلة لنائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني عرض فيها رؤيته للخروج من الأزمة: "سيدر" ليس عصا سحرية، لكنه جزء من منظومة حلول للأزمة المالية والاقتصادية. وهو شبيه بمؤتمرات باريس الثلاثة السابقة لكنه يختلف بالاسم، والأهمية الموضوعة على الإصلاحات كشرط مسبق للتمويل. وفي جزء منه يتضمن قروضاً ميسرة لا يعطى عادة للبلدان ذات التصنيف المماثل للبنان كبلد متوسط الدخل، ولكن أعطيت لنا بسبب ما يعانيه لبنان من أزمة النزوح. وإذا تحركت آلية "سيدر" وبدأنا تحضير المشاريع لرفعها إلى الجهات المختصة لعرضها من أجل الموافقة عليها، أولاً من قبل الدول أو الهيئات الداعمة، ثم ذهابها إلى اللجان المتخصصة ثم إلى البنك أو الصندوق الداعم للتمويل. وبعدها إلى مجلس الوزراء ثم مجلس النواب، فهذه تحتاج إلى فترة طويلة. إذا تم كل شيء على ما يرام، لن نرى أي دعم مالي محقق اليوم بل بعد فترة طويلة. لا يوجد أموال من "سيدر" من أجل البنى التحتية في هذه السنة أو السنة المقبلة، والاعتماد على "سيدر" كحل وحيد لكل المشاكل الاقتصادية غير سليم. المشكلة الأساسية ليست التمويل. للتذكير فقط، نحن لدينا قرابة ثلاثة مليار دولار قروض من البنك الدولي قبل "سيدر"، مجمدة منذ سنوات ولم تنفذ. لماذا؟ لأن الجزء المحلي من التمويل لم يكن مؤمناً. وقد يكون للمحاصصات وتحديد الأولويات دور في هذا التأخير، فآن الأوان لتنفيذها فوراً. إذاً المشكلة ليست مشكلة تمويل بل سوء إدارة. فنحن عندنا قطاع اتصالات ما زالت أرباحه عالية، ونسبة استخدام الداتا فيه من الأعلى في العالم، وتقدر قيمة هذا القطاع إذا ما تم تخصيصه وبيعه بين 6 إلى 8 مليار دولار، يمكن أن تدخل إلى خزينة الدولة دفعة واحدة، كما أن مرفأ بيروت إذا ما تم تخصيص إدارته يدخل فوق المليار دولار. إضافة إلى تخفيض العجز في ملف الكهرباء، يمكن أن نصل إلى ما يفوق 11 مليار دولار، أي ما يوازي وعود "سيدر". فبمجرد اعتماد مثل هذه الخطة الإصلاحية نعيد الثقة الدولية ونستقطب الاستثمارات ونطفئ الجزء الأكثر كلفة من الدين العام ونزيد العائدات الضريبية وغيرها من الإيجابيات. وتكون أموال "سيدر" الداعم الأساسي للاستثمار في البنى التحتية. في هذا السياق، تقدمت مؤخرا باقتراح من 10 نقاط كفيلة بوضعنا على سكة الحل، وفي مقدمها جباية الرسوم الجمركية بشكل صحيح، التي يمكن أن تدخل أكثر من مليار دولار إضافية سنوياً، وذلك عبر اعتماد البيان الجمركي من المصدر إضافة إلى ضبط الحدود والمعابر، الشرعية وغير الشرعية، كما علينا الشروع فوراً بإصلاح المؤسسات العامة وتنظيم وتحديث هيكلياتها، وصولاً إلى تخصيصها أو تشركتها مع إلغاء بعضها. الإشكالية الاولى هي الفساد حيث قوى سياسية مختلفة تشتبك مصالحها مع بعضها، ثم المحاصصة السياسية. وقد أصبح اليوم من يطالب بتطبيق القانون "معرقلاً" أو مفترئاً، ومن يدخل في الصفقات والاتفاقات الجانبية هو داعم للإصلاح! وأضاف حاصباني: "سيدر" ليس خشبة الخلاص، إنما هو عنصر مساعد للتمويل إذا التزمنا الإصلاحات المطلوبة

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انفجار بمخزن للحشد.. والصواريخ تتساقط على المنازل ببغداد

بغداد - سامر الكبيسي ، وكالات/12 آب/2019

أدى انفجار في مخزن أسلحة للحشد الشعبي في منطقة الدورة ببغداد الاثنين إلى سقوط قتيل و29 جريحاً جراء تساقط صواريخ على المناطق المحيطة بالمخزن، حسب ما أعلنته وزارة الصحة العراقية. ويقع المخزن، الذي يديره فصيل مسلح تحت قيادة قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، داخل مقر للشرطة الاتحادية في الضواحي الجنوبية بغداد. وقال مصدر أمني لوكالة "رويترز" إن صواريخ قصيرة المدى وصواريخ كاتيوشا كانت موجودة بالمخزن. من جهته أوضح قاسم العتابي، وهو متحدث باسم مديرية الصحة بالمنطقة، إن حريق اندلع في المخزن وتسبب في إطلاق بعض الصواريخ التي سقطت في أحياء على بعد كيلومترات وأصابت عدة أشخص، معظمهم أطفال. من جهتها، أشار مصدر بالشرطة إلى أن الحريق ربما وقع بسبب إهمال أفضى إلى أوضاع تخزين سيئة وبسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقد أمرت وزارة الداخلية بفتح تحقيق في الحادثة. سمع دوي الانفجار بأرجاء العاصمة، وتصاعد دخان في الأجواء مساء الإثنين. وتعرضت العديد من منازل المواطنين من المدنيين والقوات الأمنية إلى الأذى.

أول رد فعل على التفجير

وفي أول رد فعل رسمي على الانفجار، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي بتشديد الإجراءات المتبعة بخصوص إخلاء المدن من الأسلحة. ودعا الكعبي إلى الإسراع بإطلاق حملات تفتيش واسعة داخل المدن للتأكد من تطبيق القرارات التي تخص مصادرة مخازن الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر الموجودة خارج نطاق الحكومة، فضلاً عن "محاسبة كل من يعبث بأمن المواطن". وأشار الكعبي إلى أن "تواجد مستودعات الأسلحة قرب المدن المكتظة بالسكان بات مصدر قلق دائم للمواطن ويؤثر على سلامة المدنيين ويحصد أرواحهم".

 

بولتون: آمل أن تكتشف دول الاتفاق النووي حجم الانحرافات فيه

دبي – العربية.نت/12 آب/2019

أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، اليوم الاثنين، بموافقة الحكومة البريطانية على المشاركة في حماية السفن بمياه الخليج. وقال بولتون، في حديث مع الصحافيين في لندن حيث يقوم بزيارة: "آمل أن تكتشف الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران حجم الانحرافات فيه كما اكتشفنا نحن".

وكشف أنه ستكون لأميركا "محادثات مكثفة مستقبلا مع بريطانيا حول إيران". وتباحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين بشأن بريكست وإيران مع بولتون الذي يزور لندن ليومين، كما تحادث هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ووفق متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، فإنّ جونسون وبولتون تناولا "مروحة من المسائل، بينها إيران وهونغ كونغ وشبكة الجيل الخامس" للاتصالات خلال هذه الزيارة الأولى لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية منذ خلف بوريس جونسون تيريزا ماي في رئاسة الوزراء في 24 تموز/يوليو. وتأتي الزيارة في وقت تقود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة "ضغوط قصوى" على إيران لدفعها إلى الحد من أنشطتها النووية والعسكرية. وأعلنت الحكومة البريطانية في 5 آب/أغسطس أنها ستشارك في "مهمة أمن الملاحة البحرية" إلى جانب الولايات المتحدة من أجل حماية السفن التجارية في مضيق هرمز في الخليج. ووفق وسائل إعلام بريطانية وأميركية، سيلتقي بولتون مع أعضاء آخرين في الحكومة البريطانية خلال زيارته المتواصلة إلى الثلاثاء، بالأخص مع وزير المال ساجد جاويد والوزير المكلف ببريكست ستيفن بركلي.وفي سياق آخر، أكد بولتون أن الولايات المتحدة ستؤيد بحماس خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي إذا كان ذلك هو قرار الحكومة البريطانية. وقال بولتون أيضا إن بريطانيا والولايات المتحدة قد تتوصلان إلى اتفاقات للتجارة على أساس كل قطاع على حدة وتتركان المجالات الأكثر صعوبة في علاقتهما التجارية، مثل الخدمات المالية، إلى مرحلة لاحقة. وأضاف أن الهدف النهائي هو اتفاقية تجارية شاملة. وفي سياق متصل، أكد البيت الأبيض في بيان اليوم الاثنين، أن الرئيس دونالد ترمب عبّر عن تقديره "للشراكة الراسخة" مع بريطانيا في وجه التحديات العالمية، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وأضاف البيان أن ترمب يتطلع للقاء جونسون شخصياً "في المستقبل القريب".

 

بولتون في لندن لمناقشة العلاقات الاقتصادية والملف الإيراني

لندن/الشرق الأوسط/12 آب/2019

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، اليوم (الإثنين)، أن الرئيس دونالد ترمب يريد خروجاً ناجحاً لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستسانده واشنطن باتفاق للتجارة الحرة بين البلدين. وبينما تستعد المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، في أكبر تحول سياسي منذ الحرب العالمية الثانية، يتوقع كثير من الدبلوماسيين أن تصبح لندن أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة. ويسعى بولتون، الذي يزور لندن لمدة يومين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين البريطانيين، لتحسين العلاقات مع رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد توتر في بعض الأحيان بين ترمب ورئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.

والرسالة الرئيسية التي يحملها بولتون هي أن الولايات المتحدة ستساعد في تخفيف آثار خروج بريطانيا من الاتحاد من خلال اتفاق للتجارة الحرة يجري التفاوض بشأنه بين الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ونظيرته البريطانية ليز تروس، وفق وكالة «رويترز». في الموازاة، أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيناقش الملف الإيراني مع بولتون، بالإضافة إلى مسائل أخرى متصلة بالأمن. ووفق الإعلام الأميركي والبريطاني، يفترض أن يلتقي بولتون كذلك خلال زيارته مسؤولين آخرين في الحكومة البريطانية، منهم وزير المال ساجد جاويد ووزير «بريكست» ستيفن باركلي.

 

ظريف: أميركا حولت منطقة الخليج إلى «علبة كبريت قابلة للاشتعال»

لندن/الشرق الأوسط/12 آب/2019

اتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الولايات المتحدة اليوم (الاثنين) بتحويل منطقة الخليج إلى «علبة كبريت قابلة للاشتعال». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ظريف قوله في تصريحات تلفزيونية: «الخليج ضيق وكلما زاد وجود السفن الأجنبية فيه أصبح أقل أمنا».

وأضاف: «إغراق المنطقة بالأسلحة من قبل أميركا وحلفائها حولها إلى علبة كبريت قابلة للاشتعال»، وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية، إسحاق جهانغيري، قد صرح في وقت سابق اليوم قائلا إن استقرار وأمن الممرات المائية الدولية وسواحل الشمال والجنوب ومضيق هرمز، تشكل خطا أحمر بالنسبة لإيران، مضيفا أن «وجود القوات الأجنبية في الخليج هو السبب في التوتر وعدم الاستقرار». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، عن جهانغيري قوله في المنتدى الاقتصادي الأول لدول بحر قزوين، المنعقد في مدينة تركمانباشي بتركمانستان، إن «خروج أميركا غير القانوني من الاتفاق النووي دليل واضح على عدم التزام واشنطن بالاتفاقيات الدولية». واعتبر جهانغيري أنه «في الوقت الذي تعلن فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرات كثيرة، التزام إيران بخطة العمل المشتركة في إطار الاتفاق النووي، تقوم أميركا بفرض الحظر الظالم واللامشروع واللاإنساني على إيران، وتعزز وجودها في الخليج لإثارة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة».

وكان الاتفاق بين إيران والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - هم الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين - بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، يقضي بوضع حد للبرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات. وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق العام الماضي، وأعاد فرض العقوبات على إيران. وفي رد انتقامي، بدأت طهران في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم وزادت من مخزونها فوق المستوى المتفق عليه في وقت سابق من الشهر الماضي.

 

أميركا وتركيا تواصلان مفاوضات "المنطقة الآمنة" بشمال سوريا

اسطنبول - وكالات/12 آب/2019

وصل وفد أميركي، الاثنين، إلى تركيا للعمل على فتح مركز عمليات ينسق مع السلطات التركية كيفية إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن ستة مسؤولين أميركيين وصلوا، الاثنين، إلى سانلي اورفا (جنوب شرق تركيا) للبدء بالعمل على إقامة "مركز عمليات مشتركة" من المتوقع أن "يفتح أبوابه خلال الأيام القليلة المقبلة". وبموجب اتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين أنقرة وواشنطن في ختام مفاوضات صعبة، تم الاتفاق على إقامة "مركز العمليات المشتركة" لتنسيق كيفية إقامة "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا.والمقصود بالمنطقة الآمنة هو إقامة منطقة فاصلة داخل الأراضي السورية بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، لكن أنقرة تعتبرها تنظيما "إرهابيا". ولم تتضح بعد معالم هذه "المنطقة الآمنة"، كما لم يتفق الطرفان بعد على روزنامة معينة لإقامتها، ولا على عمقها داخل الأراضي السورية، ولا على القوات التي ستنتشر فيها.

وتطالب تركيا بمنطقة تكون بعمق ثلاثين كيلومترا ابتداء من حدودها، وهو مطلب كرره، الاثنين، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار. وقال الوزير في مقابلة مع شبكة "تي ار تي" الرسمية: "كررنا القول في كل المناسبات إن عمق هذه المنطقة يجب أن يكون ما بين 30 و40 كيلومترا". ومع أن هذ االاتفاق يبقى غير واضح فإنه أتاح تجنب هجوم القوات التركية على الميليشيات الكردية في شمال سوريا. وكانت القوات التركية شنت هجوما بريا عام 2016 أتاح لها السيطرة على أراض في شمال شرق سوريا، ثم عادت عام 2018 وشنت هجوما ثانيا ضد المسلحين الأكراد أتاح لها السيطرة على منطقة عفرين.

 

قوات النظام تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي وغارات روسية وسورية على «مثلث الشمال»

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/12 آب/2019

سيطرت قوات النظام السوري بدعم من الطائرات الروسية على بلدة استراتيجية في شمال غربي سوريا، في أول تقدم ميداني لها داخل محافظة إدلب منذ بدء تصعيدها العسكري قبل أكثر من 3 أشهر، في وقت أُفيد فيه بمقتل عشرات من قوات النظام والفصائل خلال المعارك العنيفة أمس. وتتعرض محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، تزامناً مع معارك عنيفة تركزت خلال الأسابيع الماضية في ريف حماة الشمالي الملاصق لجنوب إدلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس: «سيطرت قوات النظام فجر الأحد على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك شرسة ضد (هيئة تحرير الشام) والفصائل». وأفاد بمعارك عنيفة مستمرة بين الطرفين «على أكثر من محور في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي».

وأوضح أن الهبيط «هي أول بلدة تسيطر عليها قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي منذ بدء التصعيد» الذي دفع بغالبية سكانها إلى النزوح. وجاءت السيطرة على البلدة، التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ عام 2012، بعد تنفيذ قوات النظام وروسيا عشرات الغارات الجوية، تزامناً مع قصف بري وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، طال خصوصاً ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وأفاد «المرصد» بـ«دمار هائل لَحق بالبلدة جراء اشتداد القصف والغارات» منذ أول من أمس السبت.

وأوردت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق على موقعها الإلكتروني أن «الجيش يبسط سيطرته على الهبيط ويكبّد (النصرة) وحلفاءها خسائر كبيرة». وتسيطر «هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)» على الجزء الأكبر من المحافظة، وتواجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً. وتتيح هذه السيطرة لقوات النظام، وفق «المرصد»، أن «تتقدم باتجاه مدينة خان شيخون؛ المدينة الكبرى في ريف إدلب الجنوبي» والواقعة على بعد نحو 11 كيلومتراً شرق الهبيط. كما تخوّلها «إطباق الحصار على كبرى بلدات ريف حماة الشمالي وهي اللطامنة ومورك وكفر زيتا التي تعرضت في اليومين الأخيرين لقصف جوي وبري مكثف»، وفق «المرصد». وأفاد «المرصد» أن أكثر من 45 قتيلاً من قوات النظام والفصائل قتلوا أمس خلال العمليات العسكرية العنيفة جنوب محافظة إدلب، لافتاً إلى أنه «ارتفع إلى 174 عدد الغارات والبراميل المتفجرة التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق في خان شيخون ومعرة حرمة وعابدين ومدايا وكفر عين وتل عاس والشيخ مصطفى وأم زيتونة والتمانعة ومعرزيتا وحاس والخوري بالقطاع الجنوبي والجنوبي الشرقي من الريف الإدلبي، وكفر زيتا واللطامنة والصياد بالقطاع الشمالي من الريف الحموي، ومحور كبانة في جبل الأكراد والايكاردا جنوب حلب، كما ارتفع إلى 50 عدد الغارات التي شنتها طائرات روسية مستهدفة أماكن في المناطق آنفة الذكر، كذلك ارتفع إلى 880 عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت بها قوات النظام مناطق في ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وجبال اللاذقية وريف حلب الجنوبي». وفي تفاصيل الخسائر البشرية، قال «المرصد» إنه سجل «مزيداً من الخسائر البشرية جراء العمليات العسكرية المتواصلة بريف محافظة إدلب؛ إذ ارتفع إلى 29؛ بينهم 22 من المتطرفين، تعداد المقاتلين الذين قضوا وقتلوا جراء قصف جوي وبري واشتباكات، بينما ارتفع إلى 17 عدد قتلى قوات النظام والميليشيات الموالية لها». كما قتل مدنيان في ريف إدلب الجنوبي أمس الأحد؛ أحدهما بغارة روسية، والثاني؛ وهو طفل، بقصف سوري.

ومنطقة إدلب مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي خلال سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. إلا إنه لم يتم استكمال تنفيذه. ونجح الاتفاق في إرساء هدوء نسبي، قبل أن تبدأ دمشق تصعيدها منذ نهاية أبريل الماضي وانضمت إليها روسيا لاحقاً. وتسبب التصعيد؛ وفق «المرصد»، بمقتل أكثر من 810 مدنيين. كما قتل أكثر من 1200 من مقاتلي الفصائل مقابل أكثر من ألف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. ودفع التصعيد بأكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح في شمال غربي سوريا، بحسب الأمم المتحدة. وأعلنت دمشق مطلع الشهر الحالي موافقتها على وقف لإطلاق النار استمر نحو 4 أيام، قبل أن تقرر استئناف عملياتها العسكرية، متهمة الفصائل بخرق الاتفاق واستهداف قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية. وكان «المركز الروسي للمصالحة» في سوريا أعلن أول من أمس أن «المسلحين يواصلون جهودهم لتوسيع الرقعة الخاضعة لسيطرتهم في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد».

وفي موجز صحافي، قال رئيس المركز، الجنرال أليكسي باكين، إن «المجموعات الإرهابية... تقوم بحشد كتائبها في الجزء الجنوبي من منطقة خفض التصعيد بإدلب». وأوضح أنه تم رصد قيام تنظيم «هيئة تحرير الشام» بنقل نحو 120 مسلحاً، و3 عربات مصفحة، و4 سيارات «بيك أب» مزودة برشاشات ثقيلة، من بلدة حيش في ريف إدلب الجنوبي، إلى خط التماس مع القوات الحكومية السورية. وتابع أن جماعة «أجناد القوقاز» المتطرفة نقلت نحو 200 مسلح، و5 عربات مصفحة، و10 سيارات «بيك أب» مزودة برشاشات، وسيارتي شحن ملغومتين، إلى خط التماس. كما أشار رئيس المكتب الذي يتخذ قاعدة حميميم الجوية الروسية (بريف اللاذقية) مقراً له، إلى أن «الإرهابيين حشدوا، في منطقة قرية كندة، نحو 150 مسلحاً من عناصر (الحزب الإسلامي التركستاني)، و13 سيارة (بيك أب) مزودة بمدافع (هاون) وراجمات للصواريخ ورشاشات ثقيلة». وذكر الجنرال باكين أيضاً أن المسلحين نفذوا 24 عملية قصف في محافظات حلب واللاذقية وإدلب خلال الساعات الـ24 الماضية. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. إلى ذلك، أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى أمس الأحد برفقة رئيس الوزراء عماد خميس والمفتي العام بدر الدين حسون. وصلى الأسد في رحاب مسجد الأفرم بالعاصمة السورية دمشق.

 

توجيه تهمة الإرهاب في بلجيكا لمتطرّف محتجَز في فرنسا

بروكسل/الشرق الأوسط/12 آب/2019

أعلنت النيابة العامة الاتحادية في بلجيكا، اليوم (الإثنين)، توجيه الاتهام لصلاح عبد السلام رسمياً في ملف اعتداءات 22 مارس (آذار( 2016 في بروكسل، وهو متورط كذلك باعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس. وتم توجيه الاتهام لعبد السلام (29 عاماً) بـ«المشاركة في أنشطة تنظيم إرهابي»، وفق النيابة العامة البلجيكية التي أكدت بهذا الإعلان معلومات تتداولها الصحافة البلجيكية منذ أيام. وأسفرت الهجمات الانتحارية على مطار بروكسل الدولي ومحطة المترو في المدينة عن 32 قتيلاً وأكثر من 340 جريحاً وتبناها تنظيم «داعش». وأطلق الأمر بتنفيذ هذه الهجمات من سوريا وخططت لها خلية فرنسية -بلجيكية مسؤولة كذلك عن اعتداءات نوفمبر في باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً. وقبل هذا الإعلان كانت قد وُجّهت التهم إلى 12 شخصاً على علاقة بقضية هجمات بروكسل. وتُستهل المحاكمة المتصلة بالهجمات في بروكسل العام المقبل، وسوف تُجرى في المقر السابق لحلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية. ومن المفترض أن تستمر من 6 إلى 8 أشهر. ومن المشتبه بهم الرئيسيين في هذه الهجمات، محمد عبريني وأسامة كريم اللذان أوقفا في أبريل (نيسان) 2016. وأقر الأول بأنه الرجل «صاحب القبعة» الذي كان يجر حقيبة محشوة بالمتفجرات على عربة إلى جانب الانتحاريين في المطار. وبعد ذلك ترك الحقيبة وفر من المكان. ويفترض أن تبدأ المحاكمة في هجمات باريس عام 2021 على أبعد تقدير. ووجهت الاتهامات إلى 14 شخصاً في إطار هذا التحقيق، بينهم 11 قيد الحبس الاحترازي. ولعبد السلام تاريخ من ارتكاب الجنح في منطقة مولنبيك ببروكسل سبقت تحوّله إلى متطرّف، وهو الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من بين أفراد المجموعة التي نفّذت هجمات باريس، ويقبع في سجن في فرنسا. وحكم عليه غيابيا في بروكسل في أبريل 2018 بالسجن 20 عاماً بتهمة محاولة قتل ذات طابع إرهابي لمشاركته في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في بروكسل في 15 مارس (آذار) 2016، قبل ثلاثة أيام من توقيفه في مولنبيك. وتولى صلاح عبد السلام إيصال الانتحاريين الثلاثة إلى ملعب «ستاد دو فرانس» في باريس ليلة الهجمات قبل أن يتخلى عن حزامه الناسف، مما أوحى بأنه كان بدوره سينفّذ عملية انتحارية.

 

هدوء في عدن وعودة تدريجية للخدمات وتضارب في مواقف «الانتقالي»

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/12 آب/2019

سادت أجواء من الهدوء التام أجواء مدينة عدن اليمنية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، عقب 4 أيام سوداء شهدتها المدينة جراء المواجهات بين القوات الحكومية وقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي». وفي حين أدى التدخل الحاسم لتحالف دعم الشرعية إلى خفض التوتر الأمني إلى أقصى درجاته بعد أن طلب من الأطراف اليمنية وقف النار والتوجه إلى الرياض للحوار، تضاربت أمس مواقف «الانتقالي» رغم الموافقة الرسمية على دعوة التحالف للحوار والانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها قواته في مختلف مناطق عدن. وأبدت الحكومة الشرعية ارتياحاً واسعاً بعد تدخل التحالف بقيادة المملكة لتهدئة الأوضاع، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر الحكومة مغادرة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري رفقة وزير النقل صالح الجبواني وقائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن إلى الرياض. في غضون ذلك، أفادت أنباء يمنية من عدن بأن قائد اللواء الرابع حماية رئاسية مدرع العميد مهران القباطي قتل السبت، خلال المواجهات التي أدت إلى سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على معسكر النقل شمال عدن. وتناقل ناشطون يمنيون بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي منسوباً إلى عسكريين في اللواء الرابع حماية رئاسية أكد مقتل مهران القباطي على يد قوات الانتقالي إثر رفضه الاستسلام.

وأشار البيان إلى تضارب الأنباء حول مصير القباطي في البداية قبل أن يؤكد مرافقون له أنه قتل في موقع «التبة الخضراء» بعد أن رفض الاستسلام، في الوقت الذي لفت فيه إلى أنه لا توجد أي معلومات حول مصير جثمانه. وكانت الخارجية السعودية دعت الحكومة اليمنية وأطراف النزاع في العاصمة المؤقتة عدن لعقد اجتماع عاجل في المملكة. وعلى وقع الأنباء المتضاربة حول الحصيلة الرسمية لضحايا المواجهات، ذكر مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في بيان أمس (الأحد)، أن تقارير أولية أشارت إلى أن ما يصل إلى 40 شخصاً قتلوا وأصيب 260 في مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد منذ 8 أغسطس (آب)، عند اندلاع أحدث موجة من المعارك. وكانت المواجهات بدأت الخميس الماضي، عقب إعلان نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك النفير العام لاقتحام القصر الرئاسي في منطقة معاشيق في مديرية كريتر، بعد زعمه أن أنصار «الانتقالي» تعرضوا لإطلاق نار من عناصر الحماية الرئاسية بالقرب من القصر الرئاسي أثناء تشييع القيادي الموالي للمجلس الانتقالي العميد منير اليافعي المعروف بـ«أبي اليمامة»، الذي كان قتل مع 36 جندياً في هجوم حوثي مزدوج على معسكر الجلاء في مديرية البريقة غرب المدينة. وعدت الحكومة الشرعية ما حدث من سيطرة «الانتقالي» على معسكراتها في عدن انقلاباً، بحسب ما جاء في تغريدة لنائب وزير الخارجية محمد الحضرمي على «تويتر». وتمكنت قوات «الانتقالي» من السيطرة على معسكرات اللواء الأول الثاني والثالث والرابع حماية رئاسية وعلى معسكر بدر ومعسكر النقل ومعسكر الدفاع الساحلي في مديريات عدن المختلفة وتقدمت إلى محيط القصر الرئاسي.

في السياق نفسه، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، مساء السبت في بيان رسمي، أنها استقبلت 119 جريحاً، بينهم 62 حالة حرجة، خلال أقل من 24 ساعة، جراء الاشتباكات. وأوضح البيان نقلاً عن مسؤولة مشاريع المنظمة في اليمن كارولين سوغان، أن أغلب الجرحى كانوا من المدنيين العالقين بين نيران المعارك. على صعيد متصل، استأنف مطار عدن الدولي رحلاته الدولية بعد عودة الهدوء إلى المدينة، وفق ما أكده مسؤولون في المطار. وصرح القائم بأعمال مدير مطار عدن عبد الرقيب العمري لوسائل الإعلام بأن الرحلات من مطار عدن وإليه استؤنفت بعد توقف 4 أيام، بسبب الأحداث العسكرية في عدن. وكانت المواجهات التي شهدتها عدن على مدار أيام أربعة، لقيت رفضاً محلياً وإقليمياً ودولياً، باعتبار أنها ليست الطريقة المثلى لحل الخلاف بين الأطراف اليمنية. ومن جهتها، كانت قيادات الشرعية في السلطات المحلية في المحافظات وفي وزارة الدفاع والمناطق العسكرية بيانات تأييد للرئيس عبد ربه منصور هادي وللشرعية، مؤكدة رفض الاعتداء على المؤسسات الحكومية والمعسكرات من قبل قوات «الانتقالي الجنوبي».

 

الحكومة العراقية تصدر إعلانا هاما بشأن إسرائيل

رصد موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 12 آب 2019

أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، رفض بلاده مشاركة إسرائيل في أي تحالف بحري تحشده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة البحرية في الخليج. وغرد الحكيم على حسابه في "تويتر" اليوم الاثنين، قائلا:"العراق يرفض مشاركة قوات الكيان الصهيوني في أية قوة عسكرية لتأمين مرور السفن في الخليج العربي"، مشددا على أن "دول الخليج العربي مجتمعة قادرة على تأمين مرور السفن في الخليج". وأكد الحكيم سعي العراق إلى خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط من خلال "المفاوضات الهادئة"، معتبرا أن "وجود قوات غربية في المنطقة سوف يزيد من التوتر". وسبق أن صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، بأن مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه واشنطن في مياه الخليج تعد تهديدا صريحا لأمن إيران القومي، وسببا للأزمة وعدم الاستقرار، لاعتبار الخليج "استمرارا لأراضي إيران"، فيما وصف وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، مشاركة إسرائيل بـ"الإجراء الاستفزازي الذي يحمل تداعيات كارثية".

 

وزير الداخلية العراقي يعيد إلى الخدمة 13 ألف مفصول من شرطة نينوى وغموض حول ملابسات مقتل جندي أميركي في المحافظة

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/12 آب/2019

أعلنت قيادة شرطة محافظة نينوى عن إعادة أكثر من 13 ألف منتسب فيها إلى الخدمة. وقال بيان لقيادة الشرطة أمس إن «وزير الداخلية ياسين الياسري يزف من مقر قيادة شرطة نينوى البشرى إلى جميع ضباط ومنتسبي شرطة نينوى المفصولين وكذلك منتسبي دوائر قوى الأمن الداخلي؛ بعودة 13 ألف منتسب و900 ضابط إلى ملاك شرطة نينوى». وكان الياسري وصل صباح أمس إلى مدينة الموصل على رأس وفد وزاري رفيع المستوى. وطبقاً لما أعلنه لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في شرطة المحافظة؛ فإن «الوزير، بالإضافة إلى إصداره الأوامر بإعادة هذا العدد الكبير من المنتسبين المفصولين من ضباط وشرطة المحافظة لأسباب مختلفة بعد احتلال تنظيم (داعش) الإرهابي محافظة نينوى، أصدر أوامره باتخاذ العقوبات اللازمة بحق من يثبت تقصيره في مجال عمله بعد اليوم». وأضاف أن «هذا القرار جاء من أجل استتباب الأوضاع في المحافظة وبدء صفحة جديدة على كل المستويات؛ حيث ينبغي على أهالي المدينة المحافظة على أمنها ضد المحاولات البائسة لتنظيم (داعش) للعودة ثانية مستغلاً بعض الثغرات الأمنية هنا أو هناك». وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان لها أمس أن «وزير الداخلية دعا خلال جولته الميدانية في المدينة إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في جميع الدوائر التابعة لوزارة الداخلية»، مؤكداً أن «الأولوية الأولى لدينا هي الاهتمام بالمواطن وإنجاز معاملاته بأسرع وقت وبكل ود واحترام، ولن نقبل بأي تجاوز على حقوقه»، وشدد على «أهمية الحفاظ على السمعة الجيدة التي يتمتع بها رجال الداخلية بين أبناء شعبهم، خصوصاً بعد التضحيات الكبيرة التي قدموها خلال حربهم ضد الإرهاب». وقال إن «التوجيهات الأخيرة أسهمت في تحقيق رضا عام على ضباط ومنتسبي الوزارة في مختلف الدوائر الأمنية والخدمية». وأمر الوزير بـ«ردع كل من يحاول الإساءة إلى سمعة وزارة الداخلية من داخل المؤسسة الأمنية؛ سواءً من خلال عرقلة إنجاز معاملات المواطنين، أو أي أمر يخل بشرف المهنة»، موجهاً بـ«اتخاذ العقوبة الفورية بحق كل من يثبت تقصيره في أداء عمله». ونوه الياسري بـ«أهمية تكثيف الجهد الاستخباري وتوسيع قنوات التواصل والتعاون مع المواطنين». إلى ذلك؛ أعاد مقتل جندي أميركي في الموصل في حادث وصف بأنه غير قتالي، الجدل من جديد حول الوجود الأميركي في العراق. وفيما عدّ أعضاء في لجنة الأمن والدفاع أن مقتل هذا الجندي الأميركي؛ طبقاً لما أعلنه التحالف الدولي في مدينة الموصل، يدل على وجود قوات قتالية برية في العراق؛ فإن آخرين عدّوا أن هذا ليس دليلاً كافياً. وفي هذا السياق؛ أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي أن «إعلان الأميركيين رسمياً عن مقتل جندي أميركي في الموصل هو إثبات قاطع على انتشارهم في الموصل ومناطق أخرى من البلاد»، مشيراً إلى أن «الإعلان دليل دامغ يفند مزاعم الأميركيين بعدم وجود انتشار لقوات قتالية في العراق». لكن عضو البرلمان العراقي عباس سروط أعلن من جانبه في تصريح أن «مقتل الجندي الأميركي ليس دليلاً على وجود قوات قتالية؛ بل هناك خبراء ومستشارون». ودعا سروط الحكومة العراقية إلى «توضيح حقيقة مقتل هذا الجندي والأسباب التي أدت إليه». في السياق نفسه؛ أعلن مجلس محافظة نينوى عن وجود قوات أميركية برية داخل مقر «عمليات نينوى»، مشيراً إلى أن تلك القوات مهمتها حماية المستشارين الأميركيين. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة نور الدين قبلان في تصريح أمس إنه «من غير المعلوم ما إذا كانت تلك القوات تقوم بواجبات أخرى من عدمه لغاية الآن كون القضية تخص الحكومة الاتحادية»، مشيراً إلى أن «القوات الأميركية لا توجد في القواعد العسكرية الأخرى في نينوى». بدوره، أكد مسؤول عراقي أن الجندي الأميركي قتل خلال مهمة تعقب جيب مسلح لتنظيم «داعش» تؤكد المعلومات أنه يضم شخصيات بارزة في التنظيم، وذلك في منطقة جزيرة الشرقاط ضمن الساحل الأيسر لمدينة الشرقاط جنوب الموصل، وإلى الشمال من محافظة صلاح الدين، حيث تحرّكت قوات مشتركة، هي كل من: «فوج مغاوير نينوى»، و«قوات (سوات) نينوى الخاصة»، إلى جانب وحدة عسكرية عراقية خاصة ترافقها قوات أميركية، وتم تطويق منطقة داخلها تُعرف بـ«زور كنعاص»، وهي كثيفة الأشجار. وتوزعت القوات على 3 محاور مختلفة؛ واقتحمت المنطقة، غير أن نيراناً بين القوات تسببت، عن طريق الخطأ، بمقتل الجندي الأميركي وعنصر آخر من قوات «سوات»، إلى جانب مترجم، حسب قوله؛ مضيفاً أن المنطقة ذاتها تم قصفها بالطيران خلال العملية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التشدد الأميركي في لبنان.. سعياً لشراكة مع حزب الله

منير الربيع /المدن/الثلاثاء 13/08/2019

كان صادماً وحاسماً البيان الأميركي الذي أصدرته السفارة، كقول فصل في أزمة الحكومة وحادثة الجبل. وبات مؤكداً أنه لولا هذا "التدخل" الأميركي القوي، لما تم حلّ هذه الأزمة على نحو مفاجئ وسريع. صحيح أنها انتهت بما يحقق انتصاراً لوليد جنبلاط، إلا أنها – على الأرجح - مجرّد جولة في مسلسل جولات التجاذب الإيراني الأميركي في المنطقة، والذي يطال لبنان مباشر ومداورة. وبالتأكيد، ما سُجل لجنبلاط سيقابله ردّ من الطرف المقابل في المرحلة المقبلة. فصحيح أن الأزمة انحلت بعد شهر وعشرة أيام من نشوبها، لكن ذيولها وتداعياتها السياسية ستبقى مستمرة. خصوصاً أن ما فرضه الأميركيون، سيلاقيه ردّ إيراني، ومن حزب الله في لبنان أيضاً.

لهجة هيل الشديدة

على أي حال، كان التدخل الأميركي مغايراً لنمط التعامل الأميركي مع لبنان في السنوات الأخيرة. ويتأكد هذا الانطباع بعدما كشفت مصادر متابعة أن "بيان السفارة" استبقته جولة اتصالات أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل مع المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل. وحسب ما تكشف المعلومات، فإن هيل كان شديد اللهجة مع المسؤولين، منبهاً إياهم رفض واشنطن للمسار الذي تنتهجه السلطة في التعاطي مع حادثة الجبل. كما أبلغهم رسائل بالغة الأهمية برفض محاولات تصفية الحسابات، لا سيما مع وليد جنبلاط. وهناك من يلخّص ما جرى بجملة واحدة مفادها أن "جنبلاط خطّ أحمر". هذه الرسالة التي تضمّنت إشارات تحذيرية أميركية، هي التي دفعت مختلف القوى إلى البحث سريعاً عن حلّ للمشكلة، عبر المصالحة، بدلاً من استمرار الضغط بالقضاء، وتوظيفه لخدمة السياسة، وفق التعبير الذي استخدمه بيان السفارة الأميركية.

وتكشف المعلومات أيضاً، أن اتصال هيل بالمسؤولين اللبنانيين، استكمل بتحرك بعيد من الإعلام للسفيرة الأميركية، اليزابيت ريتشارد، التي أبلغت أيضاً رسائل بالغة الدقة والوضوح. وهذا يؤشر إلى أن واشنطن تقول للبنانيين، إنها لم تتخلَ عن لبنان، وهي ليست في وارد الانسحاب منه، ولو كانت كل أجواء المنطقة تشير إلى انسحابها أو تراجعها. خصوصاً أنها تعمل على إنشاء أضخم سفارة لها في منطقة الشرق الأوسط على الساحل اللبناني.

مساءلة الحريري

جاءت المصالحة قبل أيام من توجه الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيعقد فيها لقاءات عديدة مع وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كان يتابع بشكل خاص الأوضاع اللبنانية في ضوء الأزمة التي كانت تخيم على لبنان. كما سيلتقي ديفيد هيل، وهو الذي يتسلم الملف اللبناني بكل تفاصيله. وهنا تكشف المصادر أن الحريري سيكون أمام أسئلة أميركية عديدة، تتعلق بالتسوية ومسارها وطريقة إدارتها، على قاعدة أن واشنطن ستقول للبنانيين أن ليس بإمكانهم الابتعاد عنها، طالما أن قراراً واحداً من قبلها يؤدي إلى انهيار لبنان، أو أي إجراءات عقابية ستؤدي إلى ضرب الاستقرار النقدي والمالي فيه. ولذلك لا بد لهم من الحذر. ولا يخفى التنسيق الأميركي مع المملكة العربية السعودية، إزاء الملف اللبناني. إذ سيواجَه الحريري بجملة أسئلة أميركية منسقة مع السعودية حول الوضع اللبناني، وإعادة التوازن السياسي في لبنان، والحفاظ على الطائف، وضرورة عدم تقديم المزيد من التنازلات، وأن الأميركيين لن يسمحوا للبنان بأن يقع بكامله تحت سلطة حزب الله. في المقابل هناك وجهة نظر تفيد أن ما يريده الأميركيون في لبنان هو الحفاظ على التوازن، لإبقاء منطق الشراكة بينهم وبين الإيرانيين على الساحة اللبنانية، مشابه تماماً للشراكة بينهما في العراق. ولذلك، تتدخل واشنطن لأجل تحقيق هذه الشراكة، وليس بهدف الخروج على الأمر الواقع، الذي استطاع الحزب فرضه على المجريات اللبنانية.

توازن النفوذ

ما تقوم به واشنطن إذاً لا يهدف إلى إلغاء تأثير حزب الله في السياسة اللبنانية ومجرياتها، بل إلى التواصل والتنسيق والشراكة. وهذا الطريق تحاول واشنطن فتحه بواسطة الضغط عبر العقوبات أو غير العقوبات، وعلى قاعدة توازن النفوذ بينها وبين طهران. فكما هي لا تريد إسقاط النظام الإيراني بل إبرام اتفاق معه، كذلك لا تريد مواجهة حزب الله بقدر ما تريد التشارك معه. وفي هذا الإطار تفيد بعض الأجواء الأميركية أن هناك الكثير من المقومات التي يمكن الإرتكاز عليها في تكريس هذه الشراكة، خصوصاً أن الحزب هو الطرف الأقوى، والقادر على الالتزام بأي اتفاق مباشر أو ضمني يمكن أن يُبرم معه، بخلاف كل القوى السياسية الأخرى.

عقوبات جديدة!

عندما لجأت واشنطن إلى التصعيد، بلهجتها وبياناتها، فيما كانت غائبة سابقاً عن الساحة اللبنانية، فسرّ البعض أن الخطوة الأميركية كانت تنتظر تحركاً لبنانياً اعتراضياً، يتمرد على الأمر الواقع السائد على الأقل منذ اتفاق الدوحة. وعندما وجدت جنبلاط يرفع لواء الاعتراض والمواجهة لجأت إلى دعمه. وهنا، يربط أصحاب وجهة النظر هذه بكلمة أبلغها المسؤولون السعوديون لرؤساء الحكومة السابقين، أن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم، وبعد تحركهم سيلقون الدعم. لكن اللبنانيين أيضاً خبروا الأميركيين، وأصبحوا في خشية من الإنجرار خلفهم - كما حصل سابقاً - فيجدون أنفسهم مخذولين مجدداً، خصوصاً أن ثمة قناعة مفادها أن واشنطن تطمح باتفاق مع إيران وحسب. وهي تمهّد الطريق له من خلال هذه العقوبات، التي ستتوسع أكثر في لبنان، وستطال قوى لبنانية متحالفة مع حزب الله. وهو الأمر الذي سيحاول الحريري ثني الأميركيين عنه خلال زيارته، لقناعته الراسخة لبنانياً أن واشنطن في النهاية ستعود إلى التفاوض مع إيران، وستعود شريكة مع حزب الله بشكل غير مباشر في تقرير المصير اللبناني، تماماً كما كانت التسوية الرئاسية نتاجاً لاتفاق أميركي إيراني.

 

جذر المافيوية في لبنان: المناصب والوشاية والجريمة

محمد أبي سمرا/المدن/الثلاثاء 13/08/2019

في معرض إشارته إلى أصداء حادثة قتل سعد الدين باشا شاتيلا سنة 1951 على مدخل قصره الذي كان قائمًا مكان مستديرة شاتيلا عشية افتتاح مطار بيروت الدولي الجديد في خلدة سنة 1954، ذكر راوي الحادثة خليل خالد الفغالي المولود سنة 1934 في المريجة، أن الجريمة خضّت زعماء بيروت، وتصدّر خبرها "بالبوند العريض" الجرائد البيروتية الصادرة آنذاك.

صحافة أهل القوة

إذا صدقت أو صحت إشارة الراوي إلى أن حادثة قتل الباشا شغلت الدائرتين اللتين ذكرهما من دون سواهما من دوائر المجتمع – وإشارته هذه صادقة وصحيحة على الأرجح – فإن دلالتها تتجاوز التوكيد على مكانة الباشا القتيل بين زعماء بيروت، أي أهل القوة والتصدر في المجتمع البيروتي، إلى الكشف عن مسألة أخرى: الحوادث التي تتصدّر أخبار الدائرة الصحافية – وهي دائرة العلانية العامة المشتركة الأبرز والأقوى في المجتمع – إنما هي تلك تخصُّ أهل الزعامة والمكانة، وتحدثُ في دائرتهم وتشغلهم.

ألا تؤكد هذه المسألةُ ظاهرةً معروفة لازمت نشأة الصحافة المحلية وازدهارها في حقبة التنظيمات أو الإصلاحات العثمانية في نهايات القرن التاسع عشر؟ ويكشف راوي حادثة قتل الباشا شاتيلا في مطلع خمسينات القرن العشرين عن استمرار تلك الظاهرة: الصلة العضوية بين ولادة الصحف والصحافة وظهور نخب عائلية واجتماعية جديدة متعلمة تعليمًا محدثًا في المدن اللبنانية، وتوسل تلك النخب إنشاء الصحف وإصدارها للتعبير عن تطلعاتها الجديدة، وعن رغباتها في التصدّر وحيازة مكانة اجتماعية وسياسية جديدة، في خضتم تصدّع مجتمع الولاءات والمكانات التقليدية القديمة التي كانت سائدة طوال عهد السلطنة العثمانية ومقاطعاتها وولاياتها.

لكن سعد الدين شاتيلا، كسواه من زعماء بيروت، لم تكتمل مكانته الجديدة إلا بحيازته لقب الباشوية المتقادم والعثماني الأصل والمنبت، لقاء أدائه خدمات والتزامات للملك عبد الله بن الحسين شريف مكة المنبعثة مكانته ودوره الجديدين من نسب أكثر تقادمًا من الزمن العثماني، ويعود إلى آل بيت النبي محمد. وهذا يشير إلى أن المكانات والأدوار الجديدة لا قيامة لها في المجتمعات العربية والإسلامية، إلا إذا لابستها أنساب وألقاب تعود إلى عهود سالفة متقادمة. أما الصحافة التي يُفترض أنها وليدة العلانية العامة المشتركة وديمقراطيتها المحدثة، فيبدو جليًا أنها ظلت في المجتمعات العربية والإسلامية ولبنان أسيرة ولادتها على أيدي النخب العائلية والإجتماعية الجديدة، وأسيرة توسل النخب بها لحيازة المكانة والمناصب التي لا تكتمل وتكتسب شرعيتها إلا باستعادة أصحابها ألقابًا وأنسابًا لصيغة بالهويات، على الرغم من أن الحداثة الديموقراطية وصحافتها تفترضان ذواء الألقاب والأنساب والهويات المتقادمة وزوالها، كشرطٍ لازم من شروط الديموقراطية وظهور صحافتها دائرةً للعلانية العامة المشتركة. وهذا ما يخالفه اقتصار أصداء حادثة قتل الباشا شاتيلا سنة 1951 على خضّها أمثاله من زعماء بيروت الباشوات والبكوات، الذين لو لم يكن القتيل واحدًا منهم أو تربطهم به صلات وعلاقات مدارها تقاسمهم المكانة والمناصب والنفوذ والألقاب والأنساب والمغانم، لما هزّتهم حادثة القتل وانشغلوا بها، ولما تصدّر خبرها صحف المدينة التي يبدو أنها صحف أهل القوة والسلطان.

القاتل وشيخ الشباب

أما ملابسات قتل الباشا والبحث والتحري عن إبراهيم الصيداني، قاتله انتقامًا لإهانة والده من أهل الضعف والهوان، وتمنّع أحد أهل القوة والسلطان (الباشا إياه) عن سداد مبالغ مالية ضئيلة مستحقة له في ذمته، فتكشف لاحقًا بعد حادثة القتل عن وجه من وجوه العلاقات الأهلية والعشائرية وضغائنها، المتصلة بدورها بالمكانات والمناصب وحيازة الأملاك العقارية، ولو بالقتل، في دائرة تشهد تحولات اجتماعية وسكانية وتتداخل فيها قيم وتقاليد وولاءات متباينة ومتضاربة.

كان حسن محمود المقداد – المعروف من الراوي الفغالي بــــ "أبو طعان المقداد" في الخمسينات، وبكونه "شيخ شباب" في دائرته الأهلية المحلية وجوارها، وهي دائرة هاجر أهلها من قرية لاسا الشيعية في أعالي جرود جبيل إلى ساحل المتن الجنوبي، وأنشأوا "حي المقداد" العشائري لإقامتهم الجديدة في طرف حارة حريك المسيحية الشمالي الشرقي – قد سبق أن استأجر بالتراضي بينه وبين الباشا شاتيلا قطعة أرض من أملاك الأخير، وأنشأ عليها محطة محروقات بدائية. وتوكيدًا على "مشيخة شباب" أبو طعان المقداد، شاع بعد مقتل الباشا أن قاتله الصيداني الذي رأى الباشا يضرب والده بعصاه الخيزان على مدخل قصره، وقرر الانتقام لمهانته، ذهب إلى أبو طعان واستشاره في ما يفعل، فشجعه قائلًا له: اقتله وأنا أهرّبك وأخفيك إلى يوم الدين. وكان هدف المقداد من ذلك الاستيلاء على قطعة الأرض التي استأجرها من الباشا. وشاع أيضًا أن الصيداني فور إطلاقه النار من مسدسه على الباشا على مدخل قصره، هرب لاجئًا إلى أبو طعان الذي من المؤكد أنه اقتاده إلى قريته لاسا، حيث كان يملك بيتًا صغيرًا مهجورًا على طرفها، وكان يتعذر الوصول إلى تلك القرية الجردية بالسيارة، إذ كانت الدروب المؤدية إليها من قرطبا- ميروبا برية كلها، ويتعذر سلوكها إلا سيرًا على الأقدام أو ركوبًا على الدواب.

والأرجح أن أبو طعان المقداد، كان متفقًا مع أحد أنسبائه في لاسا على تأمين وصول الصيداني إلى ذلك البيت الجردي المهجور والمنعزل ليمكث فيه مختبئًا، وفي حوزته مسدسه وعددًا من القنابل اليدوية، على ما تبين لاحقًا.

الأرض ثمنًا للوشاية

بعد عودة أبو طعان إلى بيروت، ذهب إلى زوجة الباشا القتيل، وأخبرها بأنه يعلم في أي مكان يختبئ الصيداني، واشترط عليها أن تطوّب باسمه قطعة الأرض المستأجرة من الباشا، لقاء إطلاعها على ذلك المكان، فاستجابت طلبه. اصطحب المقداد إلى لاسا أربعة مفتشين في جهاز التحري، مسلحين بمسدسات وبنادق رشاشة من نوع بريتا، فأرشدهم إلى البيت المهجور، وحذّرهم من أن الصيداني مسلح بمسدسه البرابلو وبقنابل يدوية. ويبدو أن القاتل المختبئ تنبّه إلى حركةٍ حول البيت، وأبصر الرجال المسلحين في الخارج حيث كان الضباب الجردي كثيفًا ويحجب الرؤية إلا من مسافة أمتارٍ قليلة، فدفعه خوفه من دهمهم البيت وانقضاضهم عليه في داخله إلى خروجه من بابه ومفاجأتهم بإطلاقه النار عليهم من مسدسه. وعلى الرغم من أن رجال التحري بادلوه إطلاق النار من بنادقهم الرشاشة، مكّنته كثافة الضباب من الهرب نحو الجرد المطل على دير الأحمر واللبوة. تفرق رجال التحري لمطاردته وحصاره. وللمرة الثانية مكّنه الضباب الكثيف من الاختفاء عن أبصارهم، ومن أن يكمن مختبئًا بين صخرتين أبصر بعد وقت قليل تحريًّا يقف على إحداهما فوقه، فحمله خوفه من أن يراه التحري على إطلاق النار عليه وإصابته في مقتلٍ. وكان القتيل المفتش رامز هزيمة من قرية قريبة من بعلبك، والراوي الفغالي، التحري بدوره، كان على معرفة وثيقة به. وليتابع الصيداني فراره قذف من مكمنه قنبلةً يدوية، ثم قفز من بين الصخرتين هاربًا في الجرد، وظل الضباب حليفه فلم تصبه رشقات رصاص بنادق التحريين حتى وصوله إلى جرود الهرمل، والتجائه إلى شخص من آل جعفر وطلبه الحماية منه، فاستجاب الرجل العشائري طلبه المستجير به بناءً على التقاليد والأعراف العشائرية السائدة هناك.

جذر الأجهزة المافيويّة

عزوف كبار مفوضي التحري التابعين لجهاز الأمن العام عن تنسيق عمليتهم مع مخافر الدرك في جبل لبنان وبلاد جبيل وعن طلبهم مساعدة رجال الدرك العليمين بطبيعة المنطقة، انطوى على رغبتهم – بحسب الراوي الفغالي – في الظهور والبروز في إنجازهم المهمة ونجاحهم فيها منفردين. لذا وعدوا مفتشي التحري الأربعة الذين أوكلوا إليهم تنفيذ عملية دهم القاتل في الجرد بمكافآت وترقيات. لكن فشل العملية وفرار القاتل وقتله المفتش رامز هزيمة، أدت إلى تكليف قائد سرية الدرك في البقاع، المقدم بطرس عبد الساتر، المنتشرة مخافرها القليلة من قريتي سحمر ويحمر في أقصى جنوب البقاع، إلى قرية القصر في أقصى شمال البقاع الشرقي مرورًا بالهرمل وجرودها التي فرَّ إليها القاتل الصيداوي، والتجأ إلى عشيرة آل جعفر فيها. لكن أفلا يجوز أن نفتح هلالين هنا للقول: ما أشبه حال الأجهزة الأمنية اللبنانية وغير الأمنية أيضًا اليوم بحالها في الأمس البعيد، والتي قد تكون أسست لما هي عليها حالها الراهنة المزرية والمتفاقمة في تخلّفها وتقادمها وتفككها وتحللها وتقاسمها إقطاعات بين زعماء الجماعات النافذين والمتنازعين تنازعًا مستميتًا على ضمها إلى ممتلكاتهم وإمرتهم، المتضاربة حدّ الصدام ما بين الأجهزة، التي تكاد مهام مقدميها تقتصر على الولاء ولاءً قبليًا شبه مافيوي لأهل المناصب والنفوذ وحيازة المغانم والسلطان من الزعماء والرؤساء.

مساومة مع العشائر

نعود إلى هرمل الأمس البعيد، وفرار الجاني الصيداني إليها، وما فعله قائد سرية الدرك البقاعية المقدم بطرس عبد الساتر للقبض على القاتل الفار: كان عبد الساتر على صداقة قوية تربطه بقائد الجيش اللواء فؤاد شهاب الذي جعله مندوبه في مفاوضة عشائر بعلبك – الهرمل، ثم كلفه لاحقًا، بعد إنهاء خدمته في سلك الدرك، وانتخاب شهاب رئيسًا للجمهورية بعد حوادث 1958 الدامية، ليكون مصلحًا بين العشائر وتبادلها الثارات، ووسيطًا بينها وبين قيادة الجيش في حال قيام وحدات الجيش بعمليات في مناطق العشائر، وقد أصدر الرئيس شهاب مرسومًا جمهوريًا بتكليف عبد الساتر هذه المهام.

لذا كان مقدمو عشائر بعلبك – الهرمل ورؤسائها على علاقاتٍ وصداقاتٍ مع المقدم عبد الساتر منذ ما قبل العام 1951. ونتيجة لمفاوضة المقدم معارفه وأصدقاءه في عشيرة آل جعفر، أُرسلت دورية من رجال درك البقاع لدهم الصيداني في ديرة العشيرة ومعقلها، والقبض عليه. وقيل، حسب الراوي الفغالي إن مقدمي عشيرة الجعافرة قرّ رأيهم على التخلص من الصيداني، قبل وصول دورية الدرك إلى ديرتهم، تلافيًا لاحتمال صدام بعضهم مع رجال الدورية. وهكذا قتلوه ورموا جثته في مسكبة بقدونس. ولما وصل رجال الدرك راحوا يطلقون على جثته نيران بنادقهم، إثباتًا منهم بأنهم هم من قتلوه.

أما زوجة الباشا شاتيلا القتيل، فنفّذت وعدها أبو طعان المقداد، وسجلت باسمه قطعة أرض الباشا التي استأجرها منه، فأقام عليها محطة المحروقات المعروفة مذّاك وحتى اليوم بمحطة المقداد على طريق مطار بيروت الدولي، الذي صار اسمه مطار رفيق الحريري الدولي بعد اغتياله.

 

انتصر وليد جنبلاط... ماذا الآن؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/13 آب/2019

لا تشبه المسميات أسماءها في لبنان. فالديمقراطية ليست واحدة وإن كانت على كل لسان، ومثلها مفردات الدستور والقانون والتعايش والدولة، والكثير غيرها من المفردات التي تملأ فراغ الخطاب السياسي اللبناني بثراء تعبيري عجيب. ستجد تاجراً للمخدرات يدافع عن حكم القانون وميليشيا استئثارية تتنطح لتمثيل منطق الدولة وأسس العيش المشترك، والكل يحاضر بالعفة حتى صياح الديك!

حين صدر بيان للسفارة الأميركية في بيروت يحذر من تسييس القضاء في التحقيقات الجارية في حادثة قبرشمون، والتي عطل الخلاف حولها الحكومة اللبنانية (أو تجمع حكومات لبنان)، أكثر من أربعين يوماً، استفظع «حزب الله» الموقف الأميركي وعده «تدخلاً سافراً وفظاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، ويشكّل إساءة بالغة للدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية» و«هو استكمال للتدخل الأميركي المتواصل في الشؤون السياسية في لبنان والمنطقة»، واستنتج أن البيان الأميركي «إدانة صريحة لكل أدعياء الحرية والسيادة والاستقلال الذين صمتت أفواههم وانكسرت أقلامهم».

هالله هالله يا دنيا، كما تقول سميرة توفيق!! تخيلوا أن حزباً تقاتل ميليشياه على جبهات معلنة وغير معلنة في طول أرض الله وعرضها، لحساب دولة أجنبية، بل ويصرح قائده المظفر أنه يقاتل وسيقاتل بهذه الصفة تحديداً شاء من شاء وأبى من أبى، يدبج نوابه أو مكتبه السياسي البيان المشار إليه أعلاه، الذي يعج بمفردات الدولة والمؤسسات والقضاء والتدخل والسيادة والاستقلال. حادثة قبرشمون المذكورة، وهي اشتباك أهلي درزي درزي بين أنصار وليد جنبلاط وموكب وزير درزي محسوب على غريمه وحليف رئيس الجمهورية و«حزب الله» الأمير طلال أرسلان، شكلت لحظة دموية في مسار احتقان طويل منذ أن بدأت تنحرف عن مسارها التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للحكومة في خريف عام 2016. وما كان هذا الانحراف مستقلاً عن قوة دفع «حزب الله» خلفه بغية تحويل التسوية إلى حلقة جديدة من حلقات قضم الجمهورية اللبنانية واستتباع القوى الرئيسية فيها وتعطيل فعلها السياسي. ولج «حزب الله» من التسوية إلى إقرار قانون للانتخابات هو الأسوأ في تاريخ الجمهورية اللبنانية، لأنه، كما بدأنا المقال، مثال صارخ على انفصال المسميات عن أسمائها. فالنسبية التي أرادها القانون فاتحة لصون التعدد داخل بعض الطوائف اللبنانية وإحيائه وتمكينه داخل أخرى، انتهت في الواقع إلى فرض التعدد على الجميع عدا بيئة «حزب الله» التي بقيت مقفلة بالسلاح ووهجه وهيبته، وأدت إلى إقفال الطائفة الشيعية بالكامل، وتعزيز ذلك بوضع يدها على شريحة سنية وأخرى درزية عدا عن شريحة مسيحية وازنة من خلال التحالف العميق مع رئيس الجمهورية !

وكان من تبعات القانون الانتخابي ثم الحكومة المشكلة وفق النتائج التي أفضى إليها، أن بدأ وليد جنبلاط يشعر بفقدانه الدور السياسي الذي لعبه داخل النظام السياسي والمعروف «ببيضة القبان»، أي صاحب الصوت المرجح بين التوازنات الدقيقة لقوى الصراع اللبناني الدائم. من مثالات ذلك أن انحيازه الظرفي والقصير لصالح انقلاب «حزب الله» عام 2010، سمح بتسمية بديل لسعد الحريري، هو الرئيس نجيب ميقاتي، بعد أن أقيلت حكومة الحريري وهو داخل إلى اجتماعه مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض.

منذ اللحظة الأولى تعامل «حزب الله» مع حادثة قبرشمون بوصفها مناسبة لاستكمال استنزاف جنبلاط ومحاصرته، وخرج حسن نصر الله في خطابين شهيرين تحدث فيهما علناً وبحماس وانحياز مطلق لمنطق حليفه طلال أرسلان، بل هو حقق واستنتج وحكم وأطلع اللبنانيين على الحكم الذي يرغب في رؤية نزوله بجنبلاط ومحازبيه ووزرائه... أما رئيس الجمهورية، فقد رأى في الحادثة محاولة لاغتيال صهره وزير الخارجية جبران باسيل، وليس وزير طلال أرسلان كون الوزير الأخير كان في طريقه لملاقاة باسيل ومرافقته إلى المنطقة التي جرى فيها الحادث المذكور... في المقابل قرر جنبلاط أن معركته هذه هي معركة وجودية بالكامل وأنه سيخوضها على هذا الأساس... وفعل!

بعد أربعين يوماً من تعطيل مجلس الوزراء ورفع السقوف بوجه جنبلاط من قبل كل من «حزب الله» والرئيس عون والوزير باسيل والأمير أرسلان جرت مصالحة «عشائرية» في القصر الجمهوري برعاية الرؤساء الثلاثة وحضور «الرئيس الرابع» وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان، وفي أثر صدور بيان السفارة الأميركية والتلويح ببيان مماثل عن الاتحاد الأوروبي. لم يخرج جنبلاط من معركته منتصراً ومعطلاً استكمال الاستحواذ على الجمهورية، فقط، بل خرج عملياً بأول انتصار سياسي على كامل تركيبة العهد رئيساً ومرشداً وبعض الحواشي المخترعة والمنفوخة، بالتحالف السياسي مع الدكتور سمير جعجع، والتحالف العملي تحت الطاولة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي يبدو أنه استعاد بعضاً من قوة دوره وموقعه الذي استنزف كثيراً منذ خريف 2016. وهو انتصار، ستكون له أثمان بالتأكيد، لا سيما أن «حزب الله» يعرف تماماً أن مثل هذه الانتصارات، تهيئ في العادة لولادة مناخ سياسي، ما لم يكن جبهة سياسية، تعلن انتهاء مرحلة التفوق المريح لـ«حزب الله». لطالما امتلكت الزعامة الدرزية مفتاح إنهاء العهود الرئاسية منذ بشارة الخوري حتى إميل لحود مروراً بكميل شمعون وآخرين. اقترب جنبلاط في معركته الأخيرة من هذا الدور وانتصاره السياسي يصب مياهاً كثيرة في طاحونة إنهاء السلوك السياسي المولود منذ خريف 2016. درس وليد جنبلاط بسيط. التسوية ممكنة من دون تبديد الكرامة السياسية.

 

لماذا تراجع حزب الله عن معركته ضد جنبلاط

محمد قواص/العرب/13 آب/2019

اجتمعت الحكومة اللبنانية، السبت، للمرة الأولى منذ أكثر من أربعين يومًا، غداة التوصل إلى مصالحة درزية – درزية بين طرفي الخصومة في “حادثة عاليه”. وجمعت جلسة مصالحة في قصر بعبدا كلًا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ومنافسه في الطائفة الدرزية رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، بحضور  الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. ويربط مراقبون خطوة المصالحة ببيان قالت فيه السفارة الأميركية لدى بيروت، الأربعاء الماضي، إن “أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي (…) بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها”.  وعلى ضوء ذلك قرّر حزب الله الاستدارة من خلال حضّ حليفه أرسلان على تليين موقفه حيال حادثة قبرشمون. سبق للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أن سخر من “أنتينات” (هوائيات) وليد جنبلاط ودعاه إلى تصويبها. وللزعيم الدرزي باع طويل في حسن قراءة الأعراض واستشراف مغازيها. ولطالما بنى الرجل ما يقال إنه تقلبات مذهلة في مواقفه على حدسه في استنشاق غبار التحوّلات، فتراجع وتنازل والتف على مواقف سابقة دون أن يرمش له جفن، وتقدم وصعّد وخاطر وسط انبهار بلدٍ يستعصي عليه أحيانا فهم مفاتيحه ورموزه وسرّ تعويذاته.

لم يكن صمود وليد جنبلاط أمام ما اعتُبر هجوما متعدد الأبعاد ضده وضد زعامته وضد البيت الجنبلاطي في لبنان عائدا إلى طباعه فقط. امتلك الزعيم الدرزي معطيات جديدة وصلته مباشرة أو أجاد التقاطها بحنكة العارف والخبير العتيق. وليس صدفة أن مسلسل التصعيد الجنبلاطي الذي فتح النار على القضاء والمؤسسات وقصر بعبدا، جرت ملاقاته ببيان السفارة الأميركية غير المعهود والملتبس والمفاجئ لأصدقاء واشنطن في لبنان قبل خصومها.  ففي ثنايا الحكاية أن هذا الخارج لم يعد يسمح للمتلاعبين (وليس اللاعبين) في لبنان بأن يمعنوا في العبث داخل ميدان لا يحتمل صبيانية سجلت أرقاما قياسية.

من غير المسموح للبنان، هذا البلد الصغير، أن يعطّل مسارات في المنطقة تسهر على رسمها وتعبيد منافذها قوى كبرى في العالم. شيء ما يتم بناؤه خلف الكواليس، بين واشنطن وطهران مباشرة، ومن غير المسموح أن يشوّش على تلك الورش غبار ينفخ برعاية وإشراف حزب الله. وفي هذا أن طهران، ولدواعي تلك الورش، أعادت فجأة، من خلال الأميرال علي شمخاني،

اكتشاف أن شخص نصرالله كان عاملاً حاسما في “خلق الوحدة الوطنية” في لبنان. في ثنايا القول أمر عمليات جديد للحزب وقائده.

ما حصل في الأسابيع الأخيرة كان محاولة إيرانية لإثبات مزيد من النفوذ في لبنان من ضمن الأوراق التي تلوّح بها طهران لخصومها البعيدين في العالم. سهر حزب الله على إنجاز الأمر من خلال مجاهرة نصرالله بدعم حليفه طلال أرسلان في معركته ضد خصمه وليد جنبلاط. كان الأخير قد رفع من سقف مواقفه ضد إيران قبل أشهر، وهو أمر لا تتسامح فيه طهران، خصوصا في ظروفها الدولية الحالية، ولا يمكن لحزب الله تمريره وهو الذراع العسكرية والسياسية الضاربة لإيران في البلد.

شيء ما يتم بناؤه خلف الكواليس، بين واشنطن وطهران مباشرة، ومن غير المسموح أن يشوّش على تلك الورش غبار ينفخ برعاية وإشراف حزب الله

نصح نصرالله حينها جنبلاط بـ”تزبيط انتانه”. لم ينس حزب الله “خطيئة ” الزعيم الدرزي. عمل على محاصرته في الحكومة وفرض خصومه داخلها. وعمل على تقديم الدعم السياسي الكامل لزعامات درزية منافسة. وذهب، بمناسبة حادث البساتين-قبرشمون، إلى الإيحاء بأنها “أم المعارك” ضد جنبلاط سواء كانت أدواتها طلال أرسلان والوزير صالح الغريب أو ميشال عون وجبران باسيل.

خاض وليد جنبلاط المعركة مستندا على خرائط محدثة للواقع الجيوستراتيجي في العالم والمنطقة. لا يثق الرجل بالعواصم الكبرى وما توحي به لساسة لبنان. يعرف أن هذا الغرب، الذي لطالما افتُرض أنه حليف لتياره السياسي الجامع في البلد، سبق أن تخلى عن مصالحه في لبنان لصالح إيران وحزب الله، وسبق أن ترك سعد الحريري يدخل إلى مكتب باراك أوباما رئيسا للوزراء ويخرج منه وحيدا وقد انقلب عليه الحزب وحلفاؤه في بيروت. ويذكر الرجل أن هؤلاء الحلفاء في الخارج راقبوا بصمت قوات حزب الله تقتحم “جبله” وتحاصر دارته في بيروت.

بيد أن لحظة ما تلاقت داخلها حسابات جنبلاط اللبنانية مع حسابات خارجية طارئة. كثر في الأيام الأخيرة الحديث عن زيارة سيقوم بها الزعيم الاشتراكي إلى موسكو للاجتماع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. جاءت الجلبة ترسل رسائل روسية حول المتاح والممنوع في مناورات إيران وحزبها للتعامل مع “حالة” وليد جنبلاط. وبدا أيضا أن بيان السفارة الأميركية في بيروت في كونه سابقة نادرة في الشكل وفي فحوى ما يحتويه في المضمون، أنذر بشكل لا يقبل اللبس أن إرادة الخارج باتت تجِبّ أي إرادات محلية شاردة، وأن ما يُحاك مع إيران وما يُدبّر لسوريا وما يُعدّ لسوق الطاقة في شرق المتوسط يتجاوز زواريب لبنان (مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى الجديد ديفيد شينكر سيزور بيروت الشهر المقبل في هذا الشأن).

عاد سعد الحريري فجأة إلى لبنان بعد كلام كثير عن “اعتكاف” وعن تأجيل عودته إلى ما بعد عيد الأضحى. في ساعات حاسمة تراجع رئيس الجمهورية عن رفضه السابق في أن يكون “شيخ صلح”، وتراجع طلال أرسلان عن سلسلة من المواقف الراديكالية التي كان يبدو أن لا منافذ لها. وفي ساعات حاسمة تقرر “فرض” المصالحة وإعادة تشغيل محركات مجلس الوزراء. وفي ساعات حاسمة، ببساطة، وحتى لو توخى الجنبلاطيون إظهار الحشمة والتواضع، حقق وليد جنبلاط انتصارا ساحقا لا غبار عليه. ينبغي هنا التنبه إلى أن العامل الحقيقي المباشر في إقفال هذا الملف هو قرار حزب الله في وقف اللعب والتسيّب. والسؤال هنا يكمن حول الأسباب التي دفعت الحزب ومن ورائه طهران إلى إطفاء توتر بات يهدد بالانفجار. فهل قدمت إيران للإدارة الأميركية، خصوصا بعد بيان سفارتها في لبنان، تنازلاً داخل سياق ورشة تفاوض خلفية تجريها قنوات البلدين بعيداً عن الإعلام؟ وهل أوحت إشارات موسكو معطوفة على إشارات واشنطن وتلك التي تسربت من عواصم أوروبية بجدية في التعامل مع الحالة اللبنانية على نحو جديد وربما غير مسبوق بالنسبة لإيران؟

روّج حزب الله قبل أسابيع أن الخلاف مع جنبلاط عميق والقطيعة معه طويلة الأمد. يسرّب الحزب قبل ساعات أن الخلاف ليس أبدياً مع الرجل فيما يُعدّ نبيه بري ظروف لقاء بين الزعيم الدرزي وزعيم حزب الله. يقرّ الحزب، ربما، أن فائض القوة العسكرية التي يهدد بها العالم إذا ما تعرضت إيران لأي مواجهة، غير ذي فعالية في اللعب بتوازنات عتيقة في البلد. ويتأمل الحزب يوماً بعد آخر انقلاب المزاج الدولي وتدحرج العقوبات عليه والتي باتت واشنطن تَعِد بأنها قادمة على حلفائه.

حاول جبران باسيل “اقتحام” الجبل دون العبور عبر “أبوابه” الكبرى. لم يستطع إكمال جولته آنذاك وآثر التراجع إثر حادثة البساتين-قبرشمون. حاول ميشال عون أن يفرغ الحادثة من مفاعيلها الدرزية وتحويلها إلى صدام درزي مسيحي بالزعم أن الأمر استهدف اغتيال صهره. فشل الجميع ونجح جنبلاط متسلحاً بدعم رئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء وبقية القيادات المسيحية وفي مقدمها سمير جعجع. وغاب باسيل عن مصالحة بشأن “كمين” يفترض أنه كان يستهدفه.

شيء ما في لحظةِ “فرضِ” المصالحة قد غيّر من المشهد السياسي في البلد. شيء سيبنى عليه كثيراً ليكون ما بعد تلك اللحظة منقلبا على ما قبلها. شيء قد يربك كثيراً طموحات جبران باسيل في وراثة عمه. شيء قد يجعل من حزب الله أول المراجعين للحسابات التي اعتادها منذ سنوات بحيث يسقط رهانات ويستثمر في رهانات أخرى. وحده وليد جنبلاط سيبقى حذراً من انقلاب المواقف واندفاع التحولات ولن يثق إلا بـ”أنتيناته”.

 

الى رامي سلمان وسامر أبو فرَّاج مع حزني

روني الفا/ليبانون ديبايت/الاثنين 12 آب 2019

أما وقد تمت المصالحة أو كادت. يسأل رامي سلمان وسامر أبو فرَّاج عن سبب موتهما. سؤال غير مسموع. يفصلهُ عن الآذان متران نزولاً في عتمة التراب. سؤال عن دولة غير متعقلة ورصاص غير طائش.

ضريحان يبكيان على دولة. يدعوانها الى دفن غير لائق لمآثرها. أكبر حزب في لبنان حزب الشهداء. مئتا ألف منتسب والأشبال تتزاحم على بطاقة.

وحده حزب الشهداء غير ممثل في البرلمان. غير مشارك في حكومات الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. شهيدان تعرّضا لكَمين لم يحك عنه أحد. كمين نصبته دولة أشبَه بخدعة دستورية . نظام يتغذّى من الأضرِحة ويحصّل لقمة عيشه من كار الرقص على المقابر. سياسة تقتات من الجثامين. نظام سياسي يعمل على الوقود البشرية والقرابين. ما أن نتركه من دون أضاحي يجوع. امام ندرة الضحايا يندب حظّه قبل أن يندب ضحاياه.

رامي وسامر أبرز وسيطين للجمهورية الضّالة. لهما يعود الفضل الأول في انعقاد مجلس الوزراء. على جدول أعماله بروتوكول المصالحة. قليلاً وتهجم الكاميرات لالتقاط أفضل صورة للمصافحة التاريخية. شكل المحكمة الناظرة في استشهادهما لن يكون مهماً. المهم أنها ستُصدِرُ حكماً بحبر دمهما.

نظام قائم على التعبئة. يتغذّى من خبز الحقد. يشرب من نبيذ القبائل. قبرشمون بلدة متنقلة. موزّعة على كل المحافظات بالتساوي. رامي وسامر شهيدان بأسماء كثيرة. مثل بيت كمال الصليبي الوَطَن بمنازل كثيرة.

كان بودّ رامي وسامر أن يُنجِبا. أن يشيخا وسط ضحكات أحفادهما. لبنان دولة من دون أحفاد. مخصيّة بالولادة. عاجزة عن إنجاب أي مستقبل. محزن ميزان التبادل التجاري بالشهداء. نقد نادر يبيعه دراكولا ويشتريه الضحايا.

مع أول أزمة جديدة سيتلهّى الآلهة بمأدبة أخرى. سيتحوّل رامي وسامر بسرعة قياسية إلى شهيدين سابقين. شهيدان برتبة مُواطِن صالح. البلد سيسير بشكل طبيعي. أسرع خدمة يمكن الحصول عليها في لبنان هي خدمة التأبين. وحدها مجانية. توزيع شهادات تكريم على صفيحة رخام. بالطبع ستُزارُ مقبرتا رامي وسامر كلما دعت الحاجة. كلما دعت التعبئة. العناوين جاهزة. كليشيهات من النيل الى الفرات كل عنوان بسعر.

سينهمك الأقطاب السياسيون بعد أيام بفتح صفحة جديدة في كتابٍ قديم. بطَيّ صفحة رامي وسامر. إسماهُما عابِران للطوائف. يتكرران منذ استيلاد النظام الهجين.

وحدهم أباهُما وأمّاهُما سيبكونَ ولديهما طويلاً. بحزن بالغ أعزّي رامي وسامر. لا أعزّي بهما. أعزّيهما بفقدان المغزى. مغزى أن يستشهِدا من دون مغزى. موت غير ضروري فداءً لدولة غير ضرورية.

 

الحريري إلى واشنطن.. بزيارة تحمل كلاما أميركيا "متشددا"

بيير غانم/العربية/12 آب/2019

يزور رئيس وزراء لبنان سعد الحريري العاصمة الأميركية هذا الأسبوع وستأخذ زيارته طابعاً سياسياً لم يكن كلّه بالحسبان. فالجواب الأول حول سبب الزيارة يعود إلى أن الحريري يرافق ابنته للدخول إلى الجامعة الأميركية في واشنطن، لكن حضوره فتح الأبواب أمام اجتماعات سياسية ونقاش سياسي "حادّ" بشأن لبنان وبشأن أداء الحريري أيضاً كزعيم سياسي ورئيس وزراء. من المنتظر أن يلتقي سعد الحريري نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو في تعبير واضح لاحترام الأميركيين للرجل، ولما يمثّله كزعيم لبناني وسنّي ويترأس تيارا حزبيا، قُتل زعيمه، أبوه، رفيق الحريري العام 2005 والمحكمة الدولية تتهم عناصر من حزب الله بارتكاب الجريمة.

"فترة السماح"

ومع ذلك حذّر كثيرون لدى اتصال "العربية.نت" بهم من أن زيارة الحريري ولقاءاته لن تكون "نزهة"، فرئيس وزراء لبنان ما زال يعتبر أن اللبنانيين لم يروا بوضوح تأثير العقوبات على حزب الله وإيران، ولم تصل هذه الإجراءات الأميركية ضد طهران وتنظيمها اللبناني إلى حدّ إضعاف حزب الله، كما أن الحريري ما زال يرى ضرورة التعاطي مع الأمر الواقع في لبنان، ولا يقبل أن يكون في مواجهة مع طهران وحزب الله حيث لم تفعل أميركا والدول الكبرى. بكلام آخر، يريد سعد الحريري من الأميركيين تمديد "فترة السماح" للبنانيين وترك الأمور إلى أن تنضج أكثر، وهو يحذّر من إدخال لبنان في أزمة لا يعرف اللبنانيون كيف تنتهي، ومن الأرجح أن يحسمها حزب الله لمصلحته ما دام القوة الأقوى في لبنان.

الفريق الجديد

معلومات خاصة بـ"العربية.نت" تشير إلى أن فريق الشرق الأدنى في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي وصل إلى قناعة أن الولايات المتحدة أخذت خطوات كبيرة ضد حزب الله، وأن على اللبنانيين أن يبدؤوا جدّياً تنفيذ خطوات لعزل حزب الله. ويعترض أعضاء فريق الشرق الأدنى الجديد بشدّة على نظرية سعد الحريري، وباتوا يعتبرون أن مواقف الحريري وتحاشيه المواجهة مع حزب الله إنما أصبحت هي بالذات سبباً في تمكّن حزب الله من السيطرة على الحياة السياسية ومفاصل الدولة. أعضاء فريق الشرق الأدنى، ومنهم دايفيد شانكير مساعد وزير الخارجية الجديد وجول رايبورن مسؤول مواجهة حزب الله وإيران في سوريا ولبنان بالإضافة إلى اندرو تايبلر في مجلس الأمن القومي وغيرهم، باتوا يشعرون أن الحريري فشل خلال الأشهر الماضية في سدّ الطريق على مطالب حزب الله، ويقولون إن الأميركيين طلبوا من الحريري بشكل واضح أن لا يمنح وزارة الصحة لحزب الله، لكنه فعل ذلك، كما يكررون أنه تهاون في بعض بنود ميزانية الدولة اللبنانية حيث كان بإمكانه أن يقف موقفاً أكثر تشدّداً. يريد هذا الفريق أن يسمع سعد الحريري هذا الكلام عندما يزور واشنطن هذا الأسبوع، ويريدون أن يطلبوا من رئيس وزراء لبنان أن يبتعد عن "منطق التسهيل" لأن حزب الله هو المستفيد، كما يعتبرون أن السياسة الأميركية تقوم على قطع الأقنية المالية والسياسية عن حزب الله، وعلى اللبنانيين أن يقوموا بدورهم.

اليأس من عون وباسيل

ما يدفع الأميركيين إلى وضع كل هذه المطالب في وجه سعد الحريري ناتجة أيضاً عن كون الزعيم اللبناني هو الحليف الحتمي للأميركيين، فحزب الله قتل والده ولا علاقات للرجل مع النظام السوري أو إيران، كما أن لا أحد في الدولة اللبنانية أفضل موقعاً منه.

لا يخفي الأميركيون في المقابل، يأسهم من التوصل إلى أي تغيير في مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل عون، كما أنهم يبدون يأساً مماثلاً من تغيير توجهات رئيس "التيار الوطني الحرّ" وزير الخارجية الحالي جبران باسيل، وهو شارك في "مؤتمر الحريات" في واشنطن منذ أسابيع لكن لا أحد من الفريق الحكومي الأميركي تبرّع بموعد معه أو محاولة متابعة حوار وتبادل وجهات نظر.

التشدّد مع حلفاء حزب الله

يبحث فريق لبنان في الإدارة الاميركية الشروع قريباً بفرض عقوبات على شخصيات سياسية لبنانية بعدما تحاشى ذلك لأشهر وسنوات. ويعتبر أعضاء هذا الفريق بحسب معلومات "العربية.نت" أن واشنطن استنفدت كل الوسائل والطرق لإقناع اللبنانيين بالابتعاد عن حزب الله ولم يفعل اللبنانيون أكثر من طلب فترات السماح. وبالتالي يعتبر أعضاء هذا الفريق أن "حلفاء حزب الله" لن يفهموا الرسالة الأميركية إلا إذا فرضت عليهم واشنطن عقوبات، ولن يبتعدوا بالفعل عن حزب الله إلا إذا شعروا أن واشنطن أكثر من جدية في خنق حزب الله، وإن لم يبتعد هؤلاء السياسيون عن حزب الله، ففي كل الحالات يجب فرض العقوبات عليهم وشلّ حركتهم خارج الأراضي اللبنانية أكانت مالية أو سياسية.

التصعيد الأميركي

هناك أصوات مختلفة في فريق لبنان داخل الإدارة الأميركية، ومنهم من يعتبر أنه حان الوقت لأخذ مواقف تصعيدية، تبدأ بإرسال سفير أكثر حزماً من اليزابيث رتشارد إلى بيروت، وهي شارفت على الانتهاء من مهمتها. ثانياً البحث جدّياً في سحب الدعم لمهمة قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان. فالأميركيون غاضبون من أن الولايات المتحدة تدفع 50% من ميزانية القوة الدولية، لكن القبعات الزرق عاجزة عن التحقيق في حفر خنادق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والجيش اللبناني وعناصر حزب الله يتعايشون في الجنوب "وكأنهم فريق واحد" أو أن الجيش اللبناني يتغاضى عن كل ما يفعله حزب الله ولا يعطي أي غطاء للقوة الدولية لكي تقوم بعملها. يبقى أن صاحب القرار في هذه الأمور هو البيت الأبيض الذي يرى حماساً كبيراً لدى موظفي الإدارة وهم يريدون استعمال الشدّة مع اللبنانيين وضد حزب الله، وهذا ما لم يقرّره الرئيس الأميركي دونالد ترمب ويبدو أكثر ليونة من فريقه.

 

تصحيح مغالطات هنود بشأن مواقف الدكتور وليد فارس

توم حرب/الكلمة أولاين/12 آب/2019

بين فترة وأخرى تقوم احدى الاقلام من الذين لم يفهموا المراحل التاريخية السابقة بكتابة وقائع لم تحصل واختراع تحليلات غير واقعية وبشكل عام تشويه تاريخ لبنان من ناحية وتشويه بعض رجالاته على الصعيد السياسي والفكري من ناحية اخرى. يطلع علينا السيد ريمون هنود بمقال في جريدة اللواء في ١ آب ٢٠١٩ يتكلم به عن من يدعم الفيدرالية في لبنان ومن لا يدعمها.

ولاسباب سياسية تتعلق مع التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل وربما اسباب عقائدية اخرى تتعلق بارتباط هذا الشخص ريمون هنود بتيارات مناهضة للتعددية والفيدرالية والهوية القومية اللبنانية قام السيد ريمون هنود بتشويه وقائع عن شخصية ذو جزور لبنانية ، تلعب اليوم دورا مهما في الولايات المتحدة الاميركية وهو الدكتور وليد فارس. والسيد ريمون هنود يستفيد من عدم وجود الدكتور فارس في وطنه الام ليكتب ما يشاء ويقول ما يشاء ولكن كل ما يكتب ويقول هو هذيان لا علاقة له في الواقع كما كان في الثمانينات.

يكتب ريمون هنود بأن الدكتور فارس هو مستشار حالي للرئيس ترامب اما في الحقيقة فالدكتور فارس فكان مستشارا للعلاقات الخارجية للرئيس ترامب خلال الحملة الانتخابية وهو اليوم خبير شبكة فوكس نيوز للشرق الاوسط والامن القومي ومستشارا لعدد من اعضاء الكونغرس الاميركي فاقتضى التصحيح اولا.

ثانيا، زعم هنود ان فارس والسيد روجيه عزام قد كتبوا او اعدوا دراسة ( حول امكانية انجاح المشروع الفيدرالي في لبنان).اما وفق معلوماتنا الدقيقة وعلى ذمة عزام وفارس فهما لم يكتبا او لم يضعا اي دراسة مشتركة بينهما . للدكتور فارس كتب عديدة اهمها الكتاب التأسيسي لفكر التعددية في لبنان وقد صدر عن جامعة الروح القدس في الكسليك في العام ١٩٧٩ وهو من اكثر الكتب التي قرأت في لبنان وقتها. والدكتور فارس كان من بين المثقفين اللبنانيين على رغم صغر عمره وقتها الذين طرحوا النظام الفيدرالي كحل للصراع في لبنان وكان هو من بين مفكرين كالمحامي موسى برنس وانطوان نجم وسليم عبو . والفيدرالية التي طرحها الدكتور فارس طرحها كحل لمجتمع متعدد اساسا وبالتالي ما لم يكن هنالك اعتراف متبادل بين اللبنانيين بهذا الواقع فلا معنى للفدرالية بحسب ظنه.

يزعم هنود ايضا ان فارس كان مستشارا للدكتور سمير جعجع . هذا غير صحيح فالمستشار الرسمي الوحيد خلال الثمانينات كان الدكتور توفيق الهندي . اما الدكتور فارس فكان محاميا ويرأس حزب سياسي ديموقراطي اجتماعي صغير وكان يمثل هذا الحزب في قيادة القوات اللبنانية. وقد تسلم فارس مسؤولية العلاقات الخارجية لعامي ١٩٨٦ و١٩٨٧. وبعد ذلك مسؤولية الاغتراب اللبناني حتى العام ١٩٨٨. واستقال من قيادة القوات اللبنانية في العام ١٩٨٩.

المحامي وليد فارس في العام ١٩٨٩ دعم رئاسة الحكومة للعماد ميشال عون ليس بسبب "كرهه او عدم كرهه" لاتفاق الطائف،بل لانه كان يعارض اتفاق الطائف لسببين :

١) الاعترف بالاحتلال العسكري السوري للبنان.

٢) الطائف لم يعترف بالتعددية في لبنان ولم ينص على الفيدرالية.

المسألة ليست كره او عدم كره كما يزعم عدد من المعلقين في لبنان. المسألة هي خيارات سياسية، وبالتالي وقف فارس بشكل منطقي الى جانب الحكومة التي كانت تعارض اتفاق الطائف.

زعم هنود ان فارس كان "يؤمن بفكرة قيام وطن قومي مسيحي منفصل عن المسلمين" . وهذا ايضا زعم غير صحيح، فوليد فارس كان يقرأ التاريخ وقد ركّز في كتابه على مراحل تاريخية شهدت قيام وطن للمسيحيين ومنهم مرحلة المردة الجراجمة في جبال لبنان على مدة سبعة قرون. هذه بحث تاريخي لمؤرخين ويمكن مناقشهتها تاريخيا. اما ان ينسب الى فارس انه كان يدعو لوطن قومي مسيحي فهذا زعم خاطئ اذ انه كان محاميا دقيقا في عباراته ودعا لقيام نظام كونفدرالي، وضمن هذا النظام الكونفدرالي كل المجموعات اللبنانية من سنية وشيعية ودرزية ومسيحية يكون لها حق اداري ضمن دولة مركزية. وهو يؤمن بالعلمانية وكان وقتها يطرح الديموقراطية الاشتراكية كبرنامج حكم.

اما خرافة هنود الاكثر سخافة فهي نسب فكرة وطن قومي مسيحي في كتاب فارس ذو العنوان "الفكر المسيحي اللبناني الديموقراطي في وجه التعريب والتذويب" . اما في محتوى هذا الكتاب، فركّز على ضرورة الاعتراف المتبادل بين المسلمين والمسيحيين وبين الثقافات التي اختاروها من اجل قيام نظام كونفدرالي . السيد هنود يخلط الحابل بالنابل ، وانا متأكد بأنه لم يقراء الكتاب اصلا.

ان تشويه التاريخ ليس فقط عملا قام به هنود ولكن عدد لا بأس به من الاقلام التابعة للتيارات المتطرفة منها من يتبع النظام في ايران ومنها من يتبع مجموعات الاخوان او اليسار الراديكالي الذي يستمر في افكاره السورالية .

اردت ان اوضح هذه المغالطات التي اتت في هذا المقال لكي اصحح وقائع تاريخية. وحسب ما اعرفه فان الدكتور فارس سوف يسرد سيرته الذاتية عندما كان شابا في لبنان وله من الكتب في العربية والفرنسية والانكليزية ما يكفي لشرح فكره عندما كان يعمل في الحقل العام في وطنه الام. اما اليوم كما يعلم الجميع فهو ينشط في المجالات الدولية،وهو من ابرز المفكرين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة الاميركية.

 

كشمير وكركوك والقدس

غسان شربل /الشرق الأوسط/12 آب/2019

ما أصعبَ أن تولدَ على خط التماس. سيبقى الخوف رفيقك. خط التماس بين القوميات والأديان والمذاهب والدول. أعرف أن ثمة من يسارع إلى القول: إن التعدد مصدر غنى. لكن الحقيقة هي أن التعدد يبقى مشروع اشتباك ما لم تتجذر ثقافة القبول بالآخر واللقاء معه في منتصف الطريق. القبول بالعيش تحت سقف واحد مع شخص لا يشبهك، ويشرب من ينابيع غير التي تشرب منها. وغالباً ما يرث الطفل الذي يولد على خط التماس أغاني والديه ومخاوف أجداده، وهي تصبُّ في معظم الأحيان في تغذية الخوف على الهوية والتراث وحق العيش بحرية. أفكر هنا مثلاً في طفل مسلم يولد في الجزء الهندي من كشمير، ويرث عن والديه حلم الالتحاق مع مسقط رأسه بباكستان.

ليس من السهل أبداً تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في رسم الخرائط. ولا يكفي القول إنه يجب ترك السكان يمارسون حق تقرير المصير في استفتاء نزيه. القصة أكثر تعقيداً وأخطر. الخلافات عند خط التماس ترتدي في أحيان كثيرة طابع الجرح الوطني. تسقط البلاد بأسرها أسيرة جزء صغير متنازع عليه مع دولة جارة أو قومية أخرى. يصبح مصير هذا الجزء امتحاناً دائماً وعاصفاً، ويغدو أي رسوب فيه مرادفاً للكارثة. وفي التعامل مع هذه الجروح الوطنية يصبح كل اعتدال خيانة، خصوصاً حين يهدر الشارع محذراً المعتدلين والمفرطين.

منذ الولادة في 1947، تحولت كشمير جرحاً بالغاً في جسد العلاقات الهندية - الباكستانية، وكانت السبب في اندلاع حربين بين البلدين اللذين تعج شوارعهما بالفقراء. لم يستطع أحد من الذين تعاقبوا على موقع القرار في باكستان، من عسكريين ومدنيين، نزعَ فتيل هذه العبوة المتفجرة. يمكن قول الأمر نفسه بالنسبة إلى كل الزعماء الذين تعاقبوا على موقع القرار في الهند.

لم تنجح الأمم المتحدة في حل عقدة كشمير، ولم ينجح الوسطاء الآخرون والناصحون. ولا مبالغة في القول إن سيناريو المواجهة بسبب كشمير يعتبر بنداً ثابتاً لدى جنرالات الجيشين. ولم يؤدِ امتلاك البلدين السلاحَ النووي إلى إطفاء جمر التوتر في كشمير، بل اكتفى ببرمجة المواجهات على نحو يحول دون تحولها حرباً شاملة تنذر بوليمة نووية.

بدأ الفصل الجديد من التوتر حين أقدمت حكومة ناريندرا مودي على إلغاء الوضع الخاص لولاية جامو كشمير الذي كان يضمنه الدستور الهندي. وأقر البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الهندوسي القومي الخطوة، متضمنة قراراً بتقسيم الشطر الهندي من كشمير إلى منطقتين خاضعتين مباشرة لسلطة نيودلهي. وترافق ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية هندية إلى المنطقة، وقطع الاتصالات لمنع المعترضين من الاحتشاد وتنظيم احتجاجات واسعة وعنيفة. وتحولت المشكلة سريعاً إلى أزمة حادة تنذر بالتهاب خط التماس. فقد حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من اندلاع نزاع واسع، وانهمك الجنرالات الباكستانيون في تحديث الخطط العسكرية المعدة سابقاً. ترافق ذلك مع طرد السفير الهندي من باكستان، وخفض العلاقات الدبلوماسية، وتقليص التبادل التجاري. ولعل الأخطر فيما قالته باكستان هو أن الإجراءات الهندية، خصوصاً تقسيم الولاية، ترمي إلى تحويل المسلمين أقلية، وفتح الباب أمام تغيير في الهوية والمعادلة الديمغرافية.

ذكرني خط التماس في كشمير بخطوط التماس الكامنة أو المشتعلة في منطقتنا. في سبتمبر (أيلول) 2017، وقبل أيام من الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني آنذاك، زرت الإقليم وحرصت على القيام بجولة في منطقة كركوك التي اختارت الانضواء في مشروع الاستفتاء. جلت في تلك المنطقة المصابة بثروتين تحولتا لعنتين، وهما تعدد الانتماءات والنفط. في شوارع المدينة، تتجاور متاجر الأكراد مع متاجر العرب والتركمان. وقد عثرت العشائر المختلفة هناك على آلية لضبط الخلافات، ومنع تحولها إلى نزاعات واسعة.

على الرغم من حرص من التقيتهم على خفض منسوب القلق من المستقبل، كان واضحاً أن الخوف هو الشعور الوحيد المشترك بين هذا الخليط الذي حكم عليه بالعيش في مكان واحد. كان لدى الأكراد خوف من أن تكون نسبة المشاركة في الاستفتاء ضئيلة بسبب الخلافات الكردية - الكردية، وتاريخ طويل من المناورات وتبادل الطعنات. وكان لدى العرب خوف من مستقبل العيش في المنطقة، إذا اختارت كركوك تجديد حلمها الكردي والالتحاق بالإقليم. ولم يكن سراً أن بعض التركمان يراهنون على أن الدول المجاورة، وفي مقدمها تركيا، لن تسمح أبداً للإقليم بضم كركوك إليه، ولن تسمح بولادة كيان كردي مستقل أو شبه مستقل. وما حصل بعد أسابيع هو أن الدول التي يتوزع الأكراد على خرائطها، والتي تختلف في أمور كثيرة، اختارت الاتفاق على إجهاض نتائج الاستفتاء الكردي، وعاقبت إقليم كردستان.

والحقيقة أن ما تقوله باكستان عن اتجاه لإحداث انقلاب ديمغرافي في كشمير حدث مراراً في كركوك. فأهل المدينة يتحدثون عن حملات التتريك والتعريب والتكريد عبر حقبات مختلفة. وأدت الحملات إلى تغييرات في المعادلات السكانية عمقت الجروح الكامنة عند خطوط التماس.

أزمات خط التماس أزمات مقيمة وطويلة، لا يجرؤ المسؤول أو الحزبي على تقديم تنازل. الجماهير تطالب بمواقف قاطعة، أي بانتصار كامل، وهو متعذر أو باهظ. تغيرت الحكومات في العراق، وتغير اسم الرجل القوي، وظلت كركوك ناراً يمكن كبحها، ولكن يتعذر إخمادها.

ملفات يزيدها مرور الوقت تعقيداً والتهاباً. القدس أيضاً تقيم على خطوط التماس. محاولات التنازل فيها تشبه تقريب النار من براميل البارود. محاولات تهويدها وتطويقها تجري على قدم وساق. لكن القهر ليس حلاً دائماً. والهويات المقموعة تغور وتتصلب ثم تطل. من كشمير إلى القدس إلى كركوك عالم غارق في آبار الخوف المقيمة عند خطوط التماس. وفي معارك الهويات هذه يفضل المسؤولون دفع ثمن النزاعات على دفع ثمن التسويات.

 

معركة ليلة العيد في عدن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/12 آب/2019

بداية أهنئكم بالعيد المبارك. العيد الذي كاد يفسده التصرف الانفعالي من المجلس الجنوبي اليمني الانتقالي، ويبدأ مأساةً كانت ستطول لسنوات أخرى. كادوا يهدمون كل ما تمَّ تحقيقه في اليمن وشاركوا هم في إنجازه، وضربوا مشروعهم السياسي، بالاستقلال عن سلطة صنعاء مستقبلاً، الذي لن يتحقق بالتحدي وفي ظل الفوضى، وإذكاء العداوات. معركة ليلة العيد في عدن اندلعت نتيجة شرارة هجومين في يوم الخميس، عندما نفذ تنظيم القاعدة بسيارة انتحاري تفجيراً في مركز شرطة قتل فيه 13 شخصاً. وفي اليوم نفسه، نفذ الحوثيون أيضاً، هجوماً بصاروخ باليستي، أو طائرة مسيرة، استهدف مركز تدريب وقتلوا 32 بينهم قائد اللواء الأول، وهو من الجنوب. امتلأت عدن بالجنازات، وترددت دعوات الثأر، لكن الذي استهدف بالغضب قوات الشرعية، التي كانت اختارت عدن عاصمة مؤقتة ومقراً للحكومة. وتزعم المجلس الانتقالي عملية الانتقام! وهو حركة سياسية تطمح لدولة يمنية جنوبية مستقلة، كانت موجودة خلال الحرب الباردة، وسقطت مع مطلع انهيار الاتحاد السوفياتي 1990. ومن حق الجنوبيين أن يتطلعوا لقيام دولتهم، إلا أن ما فعله الانتقالي ذلك اليوم، يعزز انقلاب الحوثي، والتغلغل الإيراني، ويديم الحرب الأهلية، ويهدد بفتح جبهات حرب يمنية جديدة بدعم من قطر وتركيا. وكانت تطوراً خطيراً يهدد، أيضاً، أمن دول المنطقة وأولاها السعودية! ربما تخيل الانتقالي أنه يستطيع استغلال ضعف قوات الشرعية، وإحراج دول التحالف، واتخاذ غضب العدنيين من الهجومين المروعين ذريعة للاستيلاء على عدن، وإعلان الانفصال والدولة الجديدة، لكن ربما لم يحسب المضاعفات الأكثر تعقيداً وأعظم خطراً.

حلم الانفصال منتشر في أنحاء العالم، ونادراً ما يتحقق. قريباً من اليمن، وعلى خليج عدن غرباً، بإمكان الانتقالي أن يرى تجربة «صوماليلاند»، إقليم أعلن نفسه جمهورية في عام 1991 نتيجة انهيار الصومال. ذاتياً أعلن استقلاله مستغلاً الحرب في بقية الصومال، وأقام نظاماً سياسياً متكاملاً، بدستور ومجلسين برلمانيين وعملة وعلم وانتخابات، ولا يزال حتى هذا اليوم «بلداً» نموذجياً مستقراً، لكنه فعلياً ليس بدولة معترف بها شرعياً. وتاريخ صوماليلاند مشابه كثيراً لليمن الجنوبي. فلم يكن الإقليم ضمن الصومال في مطلع القرن العشرين، ووافق على الوحدة طائعاً، وعندما قامت الحرب الأهلية انفصل، لكن رفضت الأمم المتحدة أن تعترف به وسيعود لحكم مقديشو ما لم يتم انفصاله قانونياً وبالتراضي. هذا المثال الحي أمام الانفصاليين من اليمنيين. وهناك أمثلة أخرى كثيرة، أبرزها إقليم كردستان العراق. فالأكراد قومية بذاتها، ولغتهم مختلفة، وتاريخياً ضُم إقليمهم عنوة إلى حكم بغداد في زمن الحكم البريطاني. ورغم كل هذه الاعتبارات، وخمسين سنة من المطالبة بالاستقلال، أفشل المجتمع الدولي محاولة استقلالهم. من لوازم الاستقلال أن توافق عليه بغداد ودول المنطقة.

رأيي الشخصي، بمستطاع الجنوبيين الاستقلال لكن أسلوبهم خاطئ لغة وعملاً. يحتاجون إلى إقناع أشقائهم في صنعاء بعد تحريرها وعودة الحياة السياسية. من دون موافقتهم لن يحصلوا على موافقة الأمم المتحدة ولا رضا دول مهمة لهم إقليمياً. اليمن «الشمالي» قد يقبل في ظروف موضوعية على صيغة سياسية مناسبة للطرفين. ولا أريد أن أغضب الإخوة من سياسيي الجنوب بتذكيرهم أن الجنوب عانى طويلاً من التنازع بين طامحي السلطة، حتى إن الإنجليز اضطروا لاعتماد 12 سلطاناً وأميراً لحكم الجنوب، وكذلك فعل الاتحاد السوفياتي بدعم ترويكا من ثلاثة شيوعيين لحكم عدن، واضطر الرئيس حينها علي سالم البيض للذهاب إلى صنعاء وسلم مفاتيح عاصمته عدن؛ ليس حباً في الوحدة اليمنية بقدر ما كان يرغب في منع منافسيه من الاستيلاء على الحكم في اليمن الجنوبي! لهذا نخشى اليوم أنه من دون انتقال سلمي، وتوافق سياسي، وتصديق دولي، سينقسم الجنوب إلى دويلات وسيتقاتل بين بعضه وستجد الدول الشريرة، مثل إيران، أرضاً جديدة يتسللون إليها. ما فعله المجلس الانتقالي، أول من أمس، أنه أطلق النار على نفسه وأصاب مشروعه في القلب، فأثار الريبة، وجرح العلاقة الإقليمية ولم يصفق لفعلته سوى الحوثيين والإيرانيين والقطريين! وكل أعذاره لا تبرر الانقلاب، وإلا لقبل بانقلاب الحوثي وعقدت معه صفقة، ومع غيره من طلاب الحكم الآخرين في اليمن!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزيرة خارجية كندا اتصلت بباسيل شاكرة الجهود لاطلاق مواطنها من سوريا

وطنية - الإثنين 12 آب 2019

تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اتصالا هاتفيا من نظيرته الكندية كريستيا فريلاند، شكرته فيه على الجهود التي بذلت من اجل اطلاق سراح المواطن الكندي كريستيان لي باكستر الذي احتجز العام الماضي في سوريا.

ونوه باسيل وفريلاند بجهود المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والتي أفضت إلى اطلاق سراح باكستر. وكانت الدولة الكندية قد طلبت من الدولة اللبنانية التدخل للافراج عن مواطنها.

 

باسيل أوعز بالتواصل مع السلطات الغينية لمعرضة مصير فشيخ

وطنية - الإثنين 12 آب 2019

أعلن المكتب الاعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أن الوزارة تتابع قضية فقدان الشاب حسين فشيخ في كوناكري في غينيا، وأن الوزير جبران باسيل كلف مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غادي خوري، بالمتابعة مع سفير لبنان في غينيا السفير فادي الزين والتواصل مع السلطات الغينية لمعرفة مصير فشيخ من الضنية والمقيم في غينيا، والذي جرفه التيار بعدما تمكن من انقاذ شابة مصرية وشاب افريقي في احد الشلالات.

 

الاتحاد السرياني يطالب النظام السوري بكشف مصير سعيد ملكي

وطنية - الإثنين 12 آب 2019

طالب رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، في بيان اليوم، "النظام السوري بكشف مصير القيادي السرياني نائب رئيس حزب الاتحاد السرياني السوري الرفيق سعيد ملكي الذي اختطفه جهاز أمن الدولة السوري من مطار مدينة القامشلي". وقال: "اليوم تمر الذكرى السنوية السادسة لاختطاف وتغييب رفيقنا عن شعبه وأهله ومدينته التي عشقها حتى الثمالة، ورفاق نضاله يعيشون غصة لأن مصيره لا يزال مجهولا، وخلال السنوات السابقة لم يكشف النظام السوري أي شيء عن حقيقة مصيره سوى بعض الروايات التي تفتقد إلى الأدلة والمصداقية. رغم كل المحاولات والتدخلات التي قامت بها دول ومنظمات إنسانية عالمية ومرجعيات كنسية عليا إلا أننا لم نستطع الوصول إلى حقيقة مصيره، وهذا بحد ذاته يعتبر جرما ومخالفة لكل القوانين الدولية، واعتقاله جاء تعسفيا ولأسباب تعود إلى مطالبته بحرية وحقوق شعبه والشعب السوري بأجمعه بوسائل سلمية بحتة". أضاف: "نحن مصرون على كشف مصير رفيقنا مهما كانت النتيجة، من هنا نؤكد أننا لن نوفر وسيلة للمطالبة باسترجاع رفيقنا إن كان على قيد الحياة أو كان شهيدا، واليوم نجدد مطالبتنا غبطة البطاركة السريان بالتدخل من جديد مع السلطات السورية للافراج عن رفيقنا مهما كان مصابه، كذلك نطالب الأمم المتحدة بالتدخل للكشف على السجون والمقابر الجماعية لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من أهالي وأبناء الشعبين السوري واللبناني لطي صفحات الألم والجور والظلم الذي اعتراهما معا". وكشف مراد عن "خطوات عديدة دولية وشرق أوسطية سوف يتم اعتمادها لكشف مصير القيادي سعيد ملكي"، مؤكدا أن "تغييب رفيقنا لم يزدنا سوى قناعة بنضالنا دفاعا عن حرية وحقوق شعبنا وكل الشعوب الساعية إلى الحرية والديموقراطية وترسيخ ثقافة المقاومة والتضحية بوجه الأنظمة الديكتاتورية القمعية والتطرف والإرهاب".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   12-31 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

المطران الياس عودة: ما يعيشه البعض باسم الحرية من تفلت وغوغائية وضياع للقيم هو تذرع غير صادق بأفكار تجرد الإنسان من صورة الله فيه

وطنية/الإثنين/12 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77499/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85/

 

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

 

Iran hopes a US election will solve its ‘Trump problem’
 
د.مجيد رافيزادا: يتمنى ملالي إيران أن تحل الإنتخابات الرئاسية الأميركية مشكلتهم مع ترامب
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/August 12/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/77486/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%8a%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%ad/