LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/8/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 آب 2019

الياس الزغبي: فرصة ثمينة أضاعها الموقع الأول المنادي باستعادة "الحقوق والصلاحيات"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"اللويا جيرغا" تجتمع في بعبدا... العشيرة اقوى من الدولة/ميشال قنبور/ليبانون ديبايت

كاتب دستور الأسد.. حاكِم في بعبدا

زهران يكشف عن التعهّد الذي قدّمه جنبلاط في بعبدا

بيّ العشيرة رعى مصالحة بري… جنبلاط مرتاح وأرسلان لا تعليق

تعويل على زيارة الحريري الولايات المتحدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعدم العشرات وتكشف عن منظومة دفاع صاروخي مطوّرة

لودريان لترامب: باريس لا تحتاج لإذن

العراق يغلق معبر “المخدرات” مع إيران إعدام "الدواعش" الأجانب

“البنتاغون” يتهم ترامب بعودة “داعش” إلى سورية والعراق

سورية: دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية إلى مناطق سيطرة “قسد” وبومبيو رحب بتفاهم أنقرة- وواشنطن

الانتقالي الجنوبي” يعلن السيطرة على عدن وسط قلق عربي ودولي وأكد أن قواته على أبواب قصر المعاشيق... ووزير الداخلية اليمني غادر بعد معارك في محيط منزله

مصر: الأمن يضبط أعداداً كبيرة من الأسلحة في طريقها للصعيد والمخطط لتفجير معهد الأورام رافق مرسي في السجن وهارب في تركيا

إبراهيم الحوثي يلحق بالصماد وشكوك حول تصفيته داخليا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فاجأتونا والله/راجح الخوري/النهار

تصالحوا عشائرياً وتبدّد رصيد عون الرئاسي/علي حماده/النهار

الملف اللبناني على طاولة البيت الأبيض: واشنطن تتدخل بعد انكفاء لحماية الاستقرار ومنع التدهور الاقتصادي والسياسي/نذير رضا/الشرق الأوسط

"حزب الله": لا خصومة أبدية مع جنبلاط/غادة حلاوي/نداء الوطن

الغوغائية وغياب النقاش: لسنا في زمن موسوليني/هيام القصيفي/الأخبار

متلازمة ستوكهولم اللبنانية/د.مصطفى علوش/نداء الوطن

المصالحة والحرب تحت عباءة الزعيم… خطوط التماس خالدة/اسكندر خشاشو/النهار

لقاء المصالحة: قليلٌ من الثلج على التورّم/نقولا ناصيف/الأخبار

وئام الأديان وكرامة الإنسان/إميل أمين/الشرق الأوسط

“حماس” صناعة إيرانية/مشعل ابا الودع الحربي/السياسة

شكسبير والمتنبي... تحالف الشعر/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

“الهدوء قبل العاصفة” أو إطالة “التصعيد المظبوط”/راغدة درغام/إيلاف

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان عن تجمّع أبناء المحاربين القدامى في المقاومة اللبنانية

ارسلان: اجتماع بعبدا كان جيدا ومريحا بالشكل والمضمون كخطوة أولى باتجاه الخطوات الأخرى

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً

سفر أعمال الرسل10/23//27/من34حتى43/:”يا إخوتي، في ٱلغَد، قَامَ بُطْرُسُ وخَرَجَ مَعَ الرِجَالِ الذِّينَ أَرْسَلَهُم كُرْنِيلِيُوس، ورَافَقَهُ بَعْضُ ٱلإِخْوَةِ مِنْ يَافَا. وفي ٱليَوْمِ ٱلتَّالي، دَخَلَ قَيْصَرِيَّة. أَمَّا كُرْنِيلِيُوسُ فَكَانَ يَنْتَظِرُهُم، وقَدْ دَعَا أَنْسِبَاءَهُ وأَصْدِقَاءَهُ ٱلأَقْرَبِين. ولَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ ٱسْتَقبَلَهُ كُرْنِيلِيُوس، وٱرْتَمَى عَلى قَدَمَيهِ سَاجِدًا لهُ. فأَنْهَضَهُ بُطرُسُ قائِلاً: «قُمْ، فإِنِّي أَنا أَيْضًا إِنسان!». ثُمَّ دَخَلَ وهُوَ يُحَادِثُهُ، فوَجَدَ كَثِيرينَ مُجْتَمِعِين، وفتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وقَال: «بِالحَقيقَةِ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً. لَقَدْ أَرْسَلَ ٱلكَلِمَةَ إِلى بَنِي إِسْرَائِيل، فبَشَّرَهُم بِالسَّلامِ على يَدِ يَسُوعَ ٱلمَسيح، وهُوَ رَبُّ ٱلنَّاسِ أَجْمَعين. وأَنْتُم تَعلَمُونَ مَا جَرَى في كُلِّ ٱليَهُودِيَّة، إِبتِدَاءً مِنَ ٱلجَليلِ بَعْدَ ٱلمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا، كَيْفَ مَسَحَ ٱللهُ بِالرُّوحِ ٱلقُدُسِ وبِالقُدْرَةِ يَسُوعَ ٱلنَّاصِريّ، ٱلَّذِي جَالَ يَصْنَعُ ٱلخَيرَ ويَشْفي كُلَّ مَنْ كَانَ تَحْتَ سُلْطَةِ إِبْلِيس، لأَنَّ ٱللهَ كَانَ مَعَهُ. ونَحْنُ شُهُودٌ على كُلِّ مَا فَعَلَهُ في بِلادِ ٱليَهُودِ وفي أُورَشَليم. هُوَ ٱلَّذي قَتَلُوهُ إِذْ عَلَّقُوهُ على خَشَبَة. فهذَا قَد أَقَامَهُ ٱللهُ في ٱليَومِ ٱلثَّالِث، وآتاهُ أَنْ يَظْهَر، لا لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ ٱللهُ فَٱخْتَارَهُم، لَنَا نَحْنُ ٱلَّذينَ أَكَلْنا وشَرِبْنا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنْ بَينِ ٱلأَمْوَات. وقَدْ أَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْب، وأَنْ نَشْهَدَ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذي أَقَامَهُ ٱللهُ ديَّانًا لِلأَحْيَاءِ وٱلأَموَات. ولَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ ٱلأَنْبِياء، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ يَنَالُ بِٱسْمِهِ مَغْفِرَةَ ٱلخَطَايَا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/19 آب/2019

الشواذات الأخلاقية بأنواعها حالات مرّضية تمثل أقل من 01% في المجتمعات ولكن فجور ووقاحة وعسكرة أصحابها ينفخ حالتهم ويضخمها. كما أن صمت وكسل الأكثرية وعدم مواجهة ربع الشواذات يزيدهم عهرا وفجوراً وقلة حياء وانفلاشاً.

 

عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/10 آب/2019

في الحياة على قدر كبر التوقعات تأتي كارثية الخيبات وعلى قدر عمق المحبة يأتي العتب والغضب.

 

عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/09 آب/2019

صلحة بعبدا ممتازة رغم كل ما فيها من سلبيات وعشائرية. المتصالحون والمصالحون كلهم ربحوا أما الخاسر وكما دائما فهو الشعب، كل الشعب.

 

مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/09 آب/2019

محطة ال بي سي، محطة بشير والمقاومة المسيحية تعهر مع مغتصبها مفهوم الحرية وتسفهه وتروج للإلحاد والشواذات وتهين المؤمنين والكنيسة.

 

نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/09 آب/2019

حبذا لو وساطة اللواء إبراهيم في تحرير مواطن كندي من سجون سوريا تُكمِّل مسيرتها لمعرفة مصير أهلنا المغيبين منذ سنوات في نفس السجون

 

ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/09 آب/2019

ترى هل قرأ ميشال سليمان الإنجيل ليفهم معنى التجديف على الروح القدس حتى يبكي اليوم الحرية ومنع عرض فرقة التجديف والإلحاد في جبيل؟ موقف الحادي بإمتياز لرئيس جمهورية ماروني سابق..موقف يبين إما جهل كامل لروحية الإنجيل وتعاليمة أو لا إيمان وإلحاد

 

احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/08 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77372/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9/

لتصويب البوصلة ولعدم الغرق كما دائما في متاهات وصراعات ومناطحات وعبثيات وأنانيات وحروب طواحين الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات فإن ما يجب التركيز عليه وليس على أي أمر آخر هو أن حزب الله المحتل والمتحكم بالقرار بالقوة وبفائض السلاح وبالإرهاب وبالتخويف والإفقار والتهجير والفوضى هو السرطان المستفحل، وهو المشكل الأساس والأهم.

أما عنتريات وبهورات وحروب طواحين كل من السادة جبران وجنبلاط والحريري وجعجع والفتى والمير وغيرهم من أفراد الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب فهؤلاء للأسف فقط وفقط  و100% جماعات ردات أفعال، ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالأفعال.

هؤلاء وكما بات كل مواطن حر بوعيه مدركاً فإن الحزب اللاهي يُحركهم مباشرة أو مواربة بعلمهم أو دون علمهم لا فرق لأن عندهم الإستعداد والقابلية والرغبة لذلك.

وهم ع الأكيد لا يتحركون تلقائياً “وبدون السترة” ما دامت مصالحهم مؤمنة، ومواقعهم غير مهددة، وتجارتهم رائجة، ونفوذهم ماشي حاله.

وحتى الآن فإن كل صراعاتهم الكبيرة والصغيرة على حد سواء تندرج في خانة تأمين مصالحهم الذاتية بكل متفرعاتها ومندرجاتها وعلى حساب الدولة والقانون والسلم الأهلي والدستور والعدل والحريات والديمقراطية والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية الخاصة بلبنان ولقمة عيش المواطن المعتر.

ممارساتهم الأنانية، وأطماعهم السلطوية والترابية كافة، تدفعهم باستمرار ودن مخافة الله ويوم حسابه الأخير للتلون الحربائي، ولتغيير مواقفهم وخطابهم وتحالفاتهم 180 درجة في أي لحظة دون خجل أو وجل ولمماشاة المحتل اللاهي أو غيره من القوى الأقليمية والدولية وبلع ألسنتهم بذمية وجبن فاقعين وكل ذلك خدمة لمصالحهم الذاتية.

أما الخيبة فهي دائماً للزلم والأتباع والهوبرجية وصغار العقول من أهلنا في الوطن المحتل وكذلك في بلاد الانتشار الذين يتوهمون بأن أي من هؤلاء القادة “الآلهة” والسياسيين التجار يعمل ويناضل لمصلحة الوطن أو المواطن.

فأهلنا المساكين هؤلاء وكما دائما يكونون في نهاية كل جولة تناطح سياسي وحزبي الضحايا والقرابين التي تقدم مجاناً للمتناطحين وذلك للإبقاء على وضعية التعتير والعبودية، أي وضعية البيك والزعيم والقائد من جهة، والعبيد والأضحية في الجهة المقابلة.

من المحزن أنه عندما يقبل المواطن بهكذا وضعية غنمية وانبطاح وتزلم فهو لن يحصد ولن ينتج تحت أي ظرف وفي أي زمن غير زعماء وقادة وأصحاب شركات أحزاب ومتمولين من هذه الخامة الطروادية والنرسيسية.

يبقى إنه وبظل احتلال حزب الله وتمدده السرطاني ودون مقاومة فاعلة وبقوة وخبث داخل كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وتقليبها على بعضها البعض فاحتلاله مستمر ولبنان الدولة والمؤسسات إلى المزيد من التراجع والتفكك والإنهيار.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الحالية هي احتلال حزب الله، وكل صراعات ومناطحات أصحاب شركات الأحزاب وأفراد الطاقم السياسي هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه وللتلهي بأعراض الاحتلال ليس إلا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

الياس بجاني/07 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77321/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a7/

معروف في عالم العمل السياسي والشأن العام  بأن من يزرع الريح يحصد العاصفة ومن يبيع السيادة يُباع من قبل الذي اشتراها منه بأبخس الأثمان.

في كل البلدان الغربية الديموقراطية من مثل كندا وأوروبا وغيرهما العرف هو أنه عندما يفشل السياسي أو الحاكم أو رئيس الحزب في خياراته وبما وعد به الناس وفي أي موقع كان يستقيل ويعتزل العمل السياسي فاسحاً في المجال لغيره ليكمل ما لم يتمكن من تحقيقه.

أما في وطننا الغالي لبنان فالعرف هذه معكوس 100% والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب هم أبديون وأزليون وسمرمديون ولا يستقيلون مهما كانت الأخطاء والكوارث التي يقترفونها وكأن الشعب حقل تجارب لمغامراتهم ليس إلا.

السادة جنبلاط وجعجع والحريري دخلوا الصفقة الخطيئة، الصفقة الرئاسية وملحقاتها كافة وانقلبوا 180 درجة على خط 14 آذار وعلى كل ما حققته ثورة الأرز عام 2005 وها هم أنفسهم اليوم وعلناً وكل على طريقته يؤكدون فشل خيار الصفقة هذه ولكنهم لم يستقيلوا ولم يعتزلوا العمل السياسي وعلى العكس يطالبون الشعب بالوقوف ورائهم وكأن لا شيء تغير. وع الأكيد لن يستقيلوا وحتى لن يعترفوا بفشل مراهناتهم وخياراتهم المدمرة.

في هذا السياق، سياق فشل الصفقة وتعرية من دخلوها من كل ما هو مصداقية وثوابت وسيادة واستقلال وكيانية، فنحن ضد استهداف السيد وليد جنبلاط في حال كان فعلاً مستهدفاً، ولكنه مع جعجع والحريري فرطوا 14 آذار وخانوا شعب ثورة الأرز وباعوا السيادة وداكشوها بالكراسي.

وها هم اليوم يحصدون ما زرعوه من زوؤان سياسة ومصالح وساعات تخلي وتجلي مما يذكرنا بقصة الثورين الأبيض والأسود.

السؤال هو شو ناطرين الثلاثة الشاردين سيادياً حتى يومنا هذا ليعلنوا توبتهم ويؤدون الكفارات ويخرجوا من الصفقة الخطيئة ويعتزلوا السياسة على خلفية فشلهم الكبيروالمفضوح؟

يبقى أن لبنان بحاجة ماسة إلى سياسيين وقادة سياديين جدد من غير الحاليين الفاشلين المدعين زوراً أنهم سياديين واستقلاليين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/8/2019

وطنية/السبت 10 آب 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في وقفة عرفة أدعية للبنان أفضل، وفي العيد غدا معايدات، والعطلة تتواصل حتى مساء الثلاثاء، والرئيس سعد الحريري يزور واشنطن ويعقد لقاءات مهمة أبرزها مع وزير الخارجية الأميركي.

وعشية العيد، عايدت المراجع المسؤولة اللبنانيين بمصالحة الجبل، وبإجراءات مالية واقتصادية، ما رفع قيمة السندات الدولارية.

معايدة جديدة كانت اليوم في جلسة هادئة لمجلس الوزراء، أقر فيها جدول الأعمال كاملا. وقد غاب عن الجلسة الوزير جبران باسيل، الذي قال: لنا لقاء مع أهالي الجبل. وأوضح وزير الاعلام وزير جمال الجراح أن مسار معالجة حادث قبرشمون خاضع للخطط الأمنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فعلها نبيه بري... يوم الأربعاء أكد رئيس مجلس النواب خلال اللقاء النيابي أنه لن يسمح على الإطلاق لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تفريق اللبنانيين أو تمزيق البلد، واعتبر حينها أن الإستقرار السياسي والأمني والمالي أمر مطلوب من الجميع، خاصة أن المؤسسات المالية الدولية تتطلع بنوع من الحذر والقلق إلى الوضع في لبنان.

حينها ربما أعتبر البعض كلامه الوطني "متل الأربعا بنص الجمعة"، في ظل تمترس القوى السياسية خلف مواقفها ومطالبها، وبقائها على أشجار تسلقت أعلى ما فيها على مدى أربعين يوما من عمر الأزمة، الأمر الذي دفع حتى برئيس المجلس حينها إلى الإعلان عن إطفاء محركات مبادراته، إلا أنه "بعد الأربعا إجت الجمعة"، تمت الجمعة وثبت بالوجه الشرعي أن نبيه بري عندما يقول قولا يفعل. و هكذا كان من ثمار في السياسة والأمن والمال.

تعود اللبنانيون خلال سنوات الأزمات على "عيدية" الرئيس بري، وهذه المرة لم يقصر أيضا. وعلى أبواب الأضحى وقف وأدى الواجب، فرفع الخلاف السياسي وارتفع الوضع المالي بنتيجة المصالحة وعودة الحياة إلى مجلس الوزراء.

غداة رعايته نهار الصناعة الوطنية، فعلها نبيه بري، هو بادر وهم تجاوبوا، وأثبت مرة جديدة أن الحلول ممكن أن تكون "صنع في لبنان"، و"يلي بحب لبنان... بحب صناعتو".

مصافحة فمصارحة فمصالحة، كانت بمثابة كاسحة ألغام، مهدت الطريق أمام انعقاد مجلس الوزراء، في أول جلسة له منذ حادثة قبرشمون التي وقعت في الثلاثين من حزيران. الجلسة التي عقدت في قصر بعبدا، كانت هادئة جدا، وجاءت بمثابة عيدية للبنانيين الذين يستعدون لاستقبال الأضحى المبارك.

الجلسة أغرت الوزير يوسف فنيانوس، ففضل أن يحضر عرس الوطن على أن يحضر عرس ابنه، فمبارك العيد والعرسان.

قبل جلسة مجلس الوزراء، تمنى رئيس الجمهورية على الوزير صالح الغريب، عدم الكلام خلالها في موضوع حادثة قبرشمون فتجاوب مع رغبته. لكن الرئيس قال أمام الوزراء إنه تمت معالجة تداعيات الحادثة وفق مسارات ثلاثة: مسار سياسي اكتمل باجتماع الأمس، ومسار قضائي هو بعهدة القضاء الذي سترفع نتائج عمله إلى مجلس الوزراء، ومسار أمني حيث تتولى القوى الأمنية تطبيق الخطط المعروضة في هذا الشأن.

مجلس الوزراء الذي تغيب عن أعماله الوزير جبران باسيل، لارتباطه بمواعيد سابقة تعذر عليه تأجيلها بحسب المعلومات الرسمية الموزعة، أقر كامل جدول الأعمال. وعلمت الـ NBN أن المجلس أحال قطوعات الحساب من العام 1993 حتى 2017 إلى المجلس النيابي.

خارج الجلسة الحكومية، كان رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان يمتدح أجواء اللقاء الخماسي المريحة والإيجابية، ويعتبر هذا اللقاء خطوة أولى بدأت بالسياسة ويحتاج استكمالها إلى الكثير من التفاصيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

وقفوا على صعيد عرفة، تبرأوا من الشرك والذنوب، ولبوا الله حجيجا متضرعين إليه. جمعهم الاسلام وعمق رسالته، التي تعني التبرؤ من كل ما يتصف به طواغيت العصر من قسوة وظلم وفساد، ووقفوا بوجه ما يمارسه مستكبرو العصور من قهر وابتزاز، كما جاء في رسالة الامام السيد علي الخامنئي لحجاج بيت الله في هذا العام.

عام تبقى فيه فلسطين من أهم قضايا العالم الاسلامي، ويبقى شعبها الصامد الرافض للرضوخ والهزيمة بحاجة إلى دعم كل المسلمين بوجه الخدعة المتمثلة في "صفقة القرن"، التي يجري التمهيد لها من قبل أميركا الظالمة وأعوانها الخونة، كما وصفهم الامام الخامنئي، وتشكل جريمة ليس بحق الشعب الفلسطيني فحسب وإنما بحق المجتمع البشري.

في المجتمع اللبناني الذي تنفس الصعداء، وهو ينظر إلى سياسييه يكملون مناسك المصالحة على نية إنقاذ البلاد، لمس اليوم أولى النتائج الفعلية بعودة الحكومة إلى الانعقاد بعد العقد التي تحكمت بها. فالاجتماع الخماسي في بعبدا أمس، أعاد الأمور إلى طبيعتها، قال رئيس الجمهورية في مستهل الجلسة الحكومية، واضعا المعالجة ضمن مسارات ثلاثة: سياسي اكتمل باجتماع الأمس، وقضائي بعهدة القضاء الذي سيكمل عمله ويرفع النتائج إلى مجلس الوزراء، وأمني تتولى الأجهزة المعنية تطبيق الخطط الموضوعة.

فمشت جلسة الحكومة بكل هدوء كما خطط لها، وفق الاجتماع الخماسي في بعبدا والمساعي التي رافقته.

اجتماع استحق من رئيس "الحزب الديمقراطي" النائب طلال ارسلان علامة الجيد، وصفة المريح شكلا ومضمونا، كخطوة أولى باتجاه الخطوات الأخرى، التي لم تبحث بعد. المصالحة الجدية مطلب "الحزب الديمقراطي"، قال ارسلان، لكن لها أسس يجب أن تقوم عليها، أما لقاء الأمس فقد حفظ حق الجميع، والعين على التحقيقات في المحكمة العسكرية وما ستعود به إلى مجلس الوزراء.

محكمة أكد رئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب من خلدة الثقة بها، مشيدا من جهة أخرى بلقاء بعبدا كخطوة ضرورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

... وبعد أربعين يوما على حادثة قبرشمون، عبرت غيمة الصيف. الحكومة عادت إلى الاجتماع، ومسار العدالة تكرس، وخارطة الطريق الاقتصادية والمالية باتت واضحة بعد اجتماع بعبدا المالي أمس، كما شرح وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش للـ OTV اليوم.

أما على المستوى السياسي، فتسجل للقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا، جملة نقاط:

أولا: أكد اللقاء دور رئيس الجمهورية في الحل، بعدما رفض النائب السابق وليد جنبلاط سابقا زيارة القصر الجمهوري وإجراء المعالجة السياسية بقيادة رئيس البلاد، علما أن اللقاء كرس منطق الدولة والقضاء والأمن في مقابل ذهنية اللادولة والحل العشائري.

ثانيا: شدد البيان الذي صدر عن المجتمعين على المسار القضائي القائم في القضاء العسكري، بعدما كان جنبلاط رفض اللجوء إلى المحكمة العسكرية، تحت غطاء هجوم واسع شنه فريقه السياسي عليها، ولاسيما في المؤتمر الصحافي الأخير للوزير وائل أبو فاعور. كما أكد البيان تسليم كافة المطلوبين، والتسليم بالادعاء الذي صدر عن القضاء العسكري على حوالى عشرين مطلوبا، واتهامهم بمواد خطرة تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، مع الاشارة إلى أن اللقاء ترك الباب مفتوحا أمام المجلس العدلي بحسب نتائج تحقيقات القضاء العسكري.

ثالثا: من الواضح أن لقاء المصارحة والمصالحة كان درزيا- درزيا، ولفت في هذا الاطار غياب "التيار الوطني الحر" عن اللقاء، تأكيدا لرفضه تحويل القضية وكأنها خلاف مسيحي- درزي، وفق المعلومات.

وفيما أكد اللقاء حرية التنقل والتعبير، برزت اليوم محطة تدشين ساحة الجيش اللبناني في عين دارة، حيث أكد وزير الدفاع الياس بو صعب في أول زيارة للمنطقة بعد الحادثة ألا مناطق مقفلة على أحد ولا طرقات ستغلق في وجه أي لبناني في كل لبنان.

هذا مع الاشارة إلى أن جلسة مجلس الوزراء مرت اليوم بهدوء، علما أن موضوع اجراءات وزارة العمل في حق الفلسطينيين أثار بعض اللغط، ولاسيما موقف الوزير أبو فاعور الذي ترنح بين تأييد "القوات" ثم الحريري. وبعدما طرح أبو فاعور تجميد مفاعيل اجراءات وزير العمل من دون اعلام، في ظل غياب الوزير الموجود خارج البلاد، ومنعا لإحراجه، تدخل الوزير بو صعب رافضا التعدي على صلاحيات وزير ومنعه من تطبيق القانون، حيث قال: لا يجب على مجلس الوزراء أن يكسر قرار الوزير أو أن يسترده، ولا داعي للعجلة فالموضوع ممكن مناقشته بعد عودة الوزير كميل بو سليمان. وبحسب المعلومات، فإن مجلس الوزراء اخذ برأي بو صعب، في وقت توقفت المصادر عند تطابق موقف وزراء تكتل "لبنان القوي" مع وزراء "القوات اللبنانية"، لناحية رفض منع وزير من تطبيق قانون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

جمعت الدولة شتاتها وخرج قادتها من متاريس البساتين، فقيل عن الخطوة الميمونة بنبرة طفولية بأن الدولة عادت من عطلتها وعادت حكومة "إلى العمل" إلى العمل.

قد يكون الأمر صحيحا بالمفهوم المبسط الساذج، لكن الحقيقة أن الدولة بآلياتها الدستورية والقانونية لا تزال مصابة بعطل كبير وعميق، إذ يكفي أن يحصل أي حادث أمني أو غير أمني، أو أي تعارض في أي شأن تفصيلي أو جوهري حتى تحتجز المؤسسات من جديد.

والأخطر أن إصلاح العطل أو سوء التفاهم لا يتم تحت سقف المؤسسات ولا بما يقول به الكتاب، اي الدستور، بل يتم كما شاهدنا فيلم معالجة حادثة "البساتين"، بلقاء استخدمت فيه أبنية المؤسسات الرسمية ومعاقل القيادات المعنية، ولكن من خارج الأصول وروح القوانين.

وقد ذكرنا مشهد لقاء القمة في بعبدا أمس بتلك اللقاءات التي كانت تعقدها "ترويكا" الحكم في الزمن السوري، حيث كانت الأوامر العنجرية تجبر الثلاثي الحاكم على مسح الدموع وتجاوز الحرد والدستور باسم مصلحة عليا، لم تكن يوما مصلحة الدولة.

وعنجر الجديدة أو السبب القاهر الذي زرع التعقل في نفوس القيادات ، يقال إنه ثلاثي الضلع: الأول، ضغط أميركي- أوروبي كبير، أنذر المعنيين بضرورة التزام لبنان معايير القانون، لا الانتقام، في معالجة أزمة "البساتين"، وإلاسراع في تفعيل الحكومة وإلا فإن الوضعين الاقتصادي والمالي لن يكونا في مأمن من العواصف الآتية.

الثاني، شعور "حزب الله" بسخونة الوضع وبأنه لن يبقى في منأى عن العاصفة التي تتجمع، فضغط على حلفائه للقبول بتسوية الحد الأدنى.

الضلع الثالث، نشأ من تسارع وتيرة الاهتراء الاقتصادي والمالي ما سيصعب ضبطها إن استمر التعطيل.

وفي سياق متصل بمنظومة الضغط، برزت حاجة الرئيس الحريري إلى مواجهة مؤسسات التصنيف بحزمة تدابير إيجابية، تبين أن الحكومة استعادت وعيها وهي ستسارع إلى تنفيذ مندرجات موازنة 2019 لتنتقل بعدها سريعا إلى إنجاز موازنة 2020. وهذه البراهين والحجج يحتاجها هي نفسها في حقيبته في زيارته الاستلحاقية الانقاذية إلى واشنطن، بعدما بلغه بأن نظرة أميركية سلبية باتت تتكون حيال لبنان، من شأنها أن تهدد "سيدر" والدور الأميركي المساعد للجيش ودور اليونيفيل في منطقة الـ 1701.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يحق للبناني عموما، ولإبن الجبل خصوصا أن يسأل نفسه، ويسأل المسؤولين: لماذا تعطل البلد أربعين يوما؟، وفي كل يوم كان يصل فيه إلى الهاوية، ثم بقدرة قادر، يتراجع عن الهاوية؟، ألم يكن في الإمكان عقد لقاء التاسع من آب، في الأول من تموز؟، ألم يكن في الإمكان اكتمال نصاب جلسة الثاني من تموز مثلما اكتمل نصاب العاشر من آب؟.

في جلسة الثاني من تموز، عقد اجتماع مواز في وزارة الخارجية لدى الوزير جبران باسيل، وكان الإجتماع رسالة أن لا جلسة لمجلس الوزراء إذا لم تتضمن إحالة حادث قبرشمون إلى المجلس العدلي.

اليوم انعقدت الجلسة وغاب عنها وزير الخارجية جبران باسيل، ولكن لارتباطه بمواعيد سابقة تعذر عليه تأجيلها، لا سيما أن الدعوة إلى جلسة اليوم وجهت في ساعة متأخرة، حسبما جاء في بيان مجلس الوزراء.

لم يجر التوقف كثيرا عند الغياب، لأن المهم بالنسبة للجميع هدم جدار تعطيل جلسات مجلس الوزراء، عشية مغادرة الرئيس الحريري إلى واشنطن، وعشية صدور تقرير وكالات التصنيف الدولية، وعشية المباشرة بإعداد موازنة عام 2020.

كيف تعاطى طرفا الصراع الرئيسان، "الإشتراكي" و"الديموقراطي"، مع الوضع ما بعد لقاء المصالحة في بعبدا؟. وليد جنبلاط، وبحسب موقع "الأنباء"، ومنذ اللحظات الأول لخروجه من قصر بعبدا، تواصل مع مسؤولي "الحزب التقدمي الإشتراكي"، وأوعز بضرورة مقاربة ما أنجز في بعبدا بكثير من الهدوء والعقلانية.

في المقابل، فإن المير طلال إرسلان عقد مؤتمرا صحافيا قارب فيه الملف من زاوية أخرى. للتذكير فإن إرسلان كان يشترط، لا إحالة الملف إلى المجلس العدلي وحسب، بل وضع الملف بندا أول على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء "وإذا كانوا قادرين على عقد جلسة لمجلس الوزراء من دوننا، فليفعلوا"، حسبما كان يردد.

اليوم هو يقول: "هناك حقوق مكتسبة وتمثيل مكتسب وأمور عديدة تحتاج علاجا جذريا حتى استطيع أن أقف أمام الرأي العام وأقول للدروز: نعم لقد تمت المصالحة".

هل تعني الحقوق المكتسبة والتمثيل المكتسب غير فتح ملف التعيينات وحصة المير منها؟. هذا البازار سيكون عنوان المرحلة في الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء، و"الله يرحم اللي راحوا".

ومع طي صفحة المصالحة، عادت الملفات القديمة- الجديدة إلى الواجهة، وفي مقدمها نزاع المستشفيات ووزارة الصحة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حفل تأبين الذكرى الأربعين لحادث قبرشمون، أقيمت مراسمه اليوم على طاولة مجلس وزراء بعبدا. حضر الكامن الأول وغاب الكمين الثاني. وصل الوزيران شهيب والغريب، وتجنب باسيل المشاركة منعا لالتقاء الساكنين، وحرصا على سرية صناديق البيض والبندورة المتفجرة على طريق "البساتين".

أربعون قبرشمون وصل إلى خواتيمه بنجاح، على أيدي منظومة الأربعين حرامي التي وصلها الوحي في اللحظات الأخيرة. ووفق حكمة النائب جميل السيد فإن "الزبالة ما بتصير بقلاوة". وتبعا لهذا التقويم، فإن مصالحة الأمس لن تكون قطعة حلويات، لكونها انتهت من دون أن يعرف اللبنانيون: من ربح في المعركة؟، من خسر؟، من تعادل؟، وماذا تضمنت صفقة التسوية على جرح الجبل؟.

قبل المصالحة رفعوا شروطهم إلى الأعالي، وبعدها دخلوا البازار، وظهر أن الجمهور والإعلام هم الذين حفروا القبر، وأن السياسيين هم من أغلقوه وقاموا بعملية إنقاذ. والجميع منذ اليوم الأول كان يطالب بقضاء على مقاسه. وتعرف اللبنانيون بفضلهم على مزايا المجلس العدلي و"مكامخ" المحكمة العسكرية، ورذائل القضاة إسما باسم وموقعا بموقع.

وبشهر وأيام عشر، صار السياسيون فقهاء قانون، ارتدوا أروابا "بيض وسود"، وراحوا يقرأون علينا "توابل" قانونية مع رشة أحكام. ومع ثلاثة أسطر سفارة، هطلت المبادرات وأخرج الرئيس نبيه بري أرنبا كان مرفوضا من شهر، فابتدأت لدى بري وانتهت لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا داعي بعد ذلك لأن يتعرف اللبنانيون على صيغة الحل ولا على ماذا اتفقوا، أو على أي من الملفات سيعاودون الخلاف غدا، ويكفي أن يرسلوا إلينا بالبلاغ رقم واحد من أنهم "جبهة الإنقاذ الوطنية" التي قدمت التضحيات على مذبح الوطن.

هم ضحوا باللبنانيين ليحيا الزعيم، فيما الشعب مخدر، لا يقوى على الانتقاد. وهذا الشعب عليه أن يتحمل المير طلال إرسلان واحدا وأربعين يوما وليلة، يتلو فيها تعويذة المجلس العدلي ويقسم بالصوت المبحوح أنه لن يحضر جلسة، لا مجلس عدلي فيها، ولما عقد مؤتمره الصحافي اليوم ابتلع المجلس العدلي مع حبة تحت اللسان. وهي الحال مع صالح الغريب، الوزير المكمون، الذي انتهت لديه قضية قبرشمون بأنه "عدى" على أكرم ولم يسلم.

وليد جنبلاط بدوره عبر إلى المختارة من طريق قبرشمون، ووافته الجماهير بتحية إلى الزعيم. فيما العهد وضع مجسما للحل وضمه إلى الحلول القوية. وبتوصيف الوزير الياس بوصعب من ساحة عين دارة، فإن دماء الشهداء في الجبل لم تذهب سدى حيث انتهى زمن الميليشات وبدأ زمن الدولة القوية.

لكن كل هذه المصالحات، ما علاقتها بقضية قضائية صرف؟، وأي منطق بين التسويات وسير أعمال العدالة؟. لا وجه شبه بين الأمرين، إلا إذا قارنا قبرشمون ببيونغ يانغ، ففي اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الجنوبي، يعتذر الرفيق كيم ويؤكد لترامب أن تجارب صواريخه النووية سوف تتنتهي فور الانتهاء من التدريبات العسكرية. صدقه الرئيس الأميركي، لاسيما بعدما تلفظ كيم بكلمة sorry بالكوري الجنوبي، والطرفان يعرفان أنهما يكذبان على بعضهما البعض وعلى العالم. فلا صواريخ كيم ستتوقف عن التجارب، ولا الرئيس الأميركي سيحارب كوريا على نشاطها النووي.

وعلى القياس اللبناني، فإن زعماءنا لا تصالحوا ولا تصارحوا، فيما اللبنانيون حقل تجارب.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 آب 2019

وطنية/السبت 10 آب 2019

النهار

اعتبر وزير سابق أن ثمة "شبهة" في توسيع الاحتجاجات على قانون تنظيم العمالة الفلسطينية بدلا من المطالبة بتعديله.

تساءل مرجع سابق بارز لماذا لم يتم فصل السياسة عن مجريات التحقيق في حادث قبرشمون مما كلف تعطيل الحكومة أكثر من شهر؟

تملك أوساط معنية معلومات مهمة عن اتجاهات أميركية حيال فئة سياسية في المرحلة المقبلة لا تدعو الى الارتياح.

اللواء

ابلغت السلطات النقدية الرسميين اللبنانيين أن لا مجال لحماية استقرار صرف الليرة، من دون توافق سياسي عاجل.

لا يستبعد نائب بارز أن يكون بيان السفارة الأميركية والخوف من تراجع التصنيف الإئتماني هو الذي سرع الجهود لوقف التأزم السياسي.

أبلغ قطب وسطي في ساعة متأخرة من فجر أمس أن قضية المجلس العدلي لم تعد جديا على جدول الأعمال.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية انه لولا الاتصال الليلي الذي أجراه أحد الأحزاب بفريق سياسي لما حصلت المصالحة في بعبدا.

أشاد مسؤول كبير بأداء أحد الوزراء معتبراً أنه تمكن من ضبط وزارته الأمر الذي أزعج الوزير السابق فاتصل به معاتباً: أفهم منك أن الوزراة في عهدي كانت "فالتة".

أعدت مجموعة من رجال القانون تقريراً تضمن ما وصفته "مخالفات فاضحة بالجملة" ارتكبها بعض النافذين وجرى تسليم التقرير الى بعض المسؤولين.

نداء الوطن

رأى أحد السياسيين المخضرمين في توقيت إعلان اللواء عباس ابراهيم إطلاق المعتقل الكندي في سوريا رسالة امتعاض من عرقلة وساطاته الداخلية مقابل نجاحها إقليمياً ودولياً.

قرر "التيار الوطني الحر" دعم ترشيح ميرنا المر ابو شرف في مواجهة شقيقها الياس المر في الانتخابات النيابية المقبلة.

توقف سياسيون باستغراب عند المصطلح الذي يستخدمه الوزير سليم جريصاتي في التعريف عن نفسه لدى اتصاله بموظفين في ادارات الدولة، مستهلاً كلامه بعبارة: "معك وزير القصر".

 

الياس الزغبي: فرصة ثمينة أضاعها الموقع الأول المنادي باستعادة "الحقوق والصلاحيات"

وطنية/10 آب/2019

 أعرب الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي "عن الصدمة لطريقة إخراج المصالحة ومعالجة أزمة قبر شمون بعد تعطيل الحكومة ٤٠ يوماً". وقال في تصريح: "مع التنويه بالنتيجة الإيجابية، لا بد من التوقف عند سلبيتين ظهرتا في الهرولة إلى المعالجة بعد طول تعنت وفشل:

الأولى هي انتظار الضغط الدولي، وتحديداً الأميركي، الذي دفع طهران إلى الإيعاز لحزب الّله بسحب شرط الإحالة على المجلس العدلي وانصياع سائر حلفائه لإرادته.

والثانية تمثلت في غياب الموقع الأول في الدولة وحلول الموقع الثاني محله بحيث اقتصر دور الأول على الوظيفة البروتوكولية وتلقّي نتائج الضغوط والوساطات".

وأضاف: " كانت الفرصة متاحة أمام حامي الدستور والمنادي باستعادة الحقوق والصلاحيات، كي يكون في موقع المبادر لا المتلقّي، ويُحسن قراءة الموقف الأميركي والتجاوب الإيراني، وهذا ما لم يحصل للأسف".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"اللويا جيرغا" تجتمع في بعبدا... العشيرة اقوى من الدولة

ميشال قنبور/ليبانون ديبايت/السبت 10 آب 2019    

وقع ما كنّا نخشاه وحلّت حادثة "البساتين" الدموية على طريقة "اللويا جيرغا" بدل اللجوء الى القانون المفترض انه الضامن الوحيد للسلم الاجتماعي في البلدان التي يحترم حُكّامها القانون ويهابون مخالفته. "اللويا جيرغا" هي كلمة افغانية, "اللويا" اي "الكبير او الموسّع" و "جيرغا" اي "اجتماع الصلح". و"اللويا جيرغا"، هو تقليدٌ افغانيٌّ قديم حيث يجتمع وجهاء القبائل لحلّ الخلافات في ما بينهم، ومن الاعراف المتبعة انه لا يتم التصويت في "اللويا جيرغا" بل تؤخَذ القرارات بالاجماع وباتفاق الحاضرين. وعلى غرار "اللويا جيرغا" الافغانية، هناك ايضاً "اللويا جيرغا" اللبنانية التي اجتمعت في بعبدا من أجل حلّ الخلاف القضائي والسياسي الناتج عن حادثة "البساتين" ضاربةً عرض الحائط الدستور والقوانين.

اسمع تفرح، جرّب تحزن.

اسمع كلام المجتمعين في خطاب القسم والبيان الوزاري تفرح عندما يتحدثون عن اسطورة احترام الدستور وبناء دولة القانون والمؤسسات. جرّب ممارساتهم تحزن عندما تلمس تكريسهم نظام عشائري لا يقيم وزناً للمؤسسات وعلى رأسها الحكومة التي هي المكان الطبيعي لحلّ هكذا خلافات. مخجلٌ، أن نستنسخ في عصرنا هذا حلول عشائرية طواها الزمن تتعارض مع ما يصبو اليه اللبنانيون لاقامة دولة عادلة يحكمها القانون لا الخارجون عنه. انتهت حادثة "البساتين" التي اسفرت عن العديد من الضحايا، البعض أُعلِنَ عنهم والبعض الآخر ما زال طي الكتمان.  رامي وسامر من اسماء الضحايا المعلنة، اما القضاء والدستور والمؤسسات فهم من الضحايا مكتومي القيد لا جنازة لهم ولا ورقة نعوة حتى. والأسئلة بعد سرد بعض الوقائع تبقى، متى ستنتهي سياسة الى التخلف در؟ وهل انتهى زمن رجال الدولة ودخلنا زمن وجهاء العشائر؟

التاريخ ربّما سيرحمكم ولكن لعنة الوطن ستطاردكم.

 

كاتب دستور الأسد.. حاكِم في بعبدا

موقع اللبنانية/10 آب/2019

أحاديث كثيرة بدأت تُتداول في الصالونات السياسية وتحديداً داخل أروقة المكاتب القيادية في التيار الوطني الحر حول الدور الذي أُنيط بالوزير سليم جريصاتي. وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الذي عُرِفَ بقربه الشّديد من النّظام السوري، أحد أبرز رجالات عهد الرئيس السابق اميل لحود، تقدّم يوماً بعد يوم في سُلّم قيادة تيار الرئيس عون، ليأخذ مكان الكثيرين من المُناضلين والمُعارضين لسياسة محوره السياسي إبّان الوصاية السورية على لبنان. الوزير جريصاتي الذي اختاره الرئيس عون ضمن حصّته الوزاريّة أُثيرَ حول إلتزاماته السياسيّة الكثير من الجدل. المطّلع على مجريات الأمور في قصر الرئاسة الأولى، يتلمّس دوراً فوق العادة يتولّاه الوزير جريصاتي من إدارة وتنسيق وحضور كلّ الإجتماعات واللقاءات، كما إصدار المواقف والتواصل بإسم الرئيس، وكأنّه بحسب المراقبين قد بات وزيراً بصلاحيات رئاسيّة. دور جريصاتي هذا الذي كان يتولّاه في جزءٍ منه رئيس الجمهورية بنفسه وبجزءٍ آخر مستشارته الأولى كريمته ميراي عون الهاشم وبجزءٍ ثالث الوزير جبران باسيل، باتَ جامعاً لكلّ هذه المهمّات، مُعيداً لأذهان المُتابعين صورته في وضع دستور الدولة السورية وتمدّده داخل مركز القرار في القيادة السورية. فهل خلف تسليمه زمام الأمور في عهد عون، ما يُحكى عن اتّفاقٍ مُسبق أبرمه الوزير باسيل مع القيادة السورية لدعمه في انتخابات الرئاسة القادمة مقابل تسليمها مفتاح بعبدا عبر "الوزير الرئاسي"؟

 

زهران يكشف عن التعهّد الذي قدّمه جنبلاط في بعبدا

 ليبانون ديبايت/الجمعة 09 آب 2019

علق مدير مركز "الإرتكاز الإعلامي" سالم زهران على لقاء بعبدا الذي جمع رئيس الحزب "الديمقراطي" طلال إرسلان، ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط والرؤساء الثلاثة عون، بري، والحريري، قائلاً: "كل لقاء في سبيل التهدئة بين اللبنانيين حسن". وفي منشورٍ على صفحته عبر "فيسبوك" سجّل زهران ملاحظاته، حيث رأى أنه "من حيث الشكل فقد قال جنبلاط إنه لن يزور بعبدا وأن اللقاء سيكون مع "حزب الله" حصراً، فزارها وصافح ارسلان". ورأى زهران أن الأهم من الشكل ما وعد به جنبلاط في بعبدا بتسليم 13 مطلوباً للمحكمة العسكرية التي ادعت عليهم بجرائم تصل إلى عقوبة الإعدام. وأضاف زهران: "إذا كانت المصارحة السياسية خطوة نحو عقاب القَتَلة فهذا يسجل للقاء في بعبدا، أما اذا حصلت محاولة الالتفاف عن التعهدات بتسليم القَتَلة فيعني عوداً على بدء".وختم زهران معايداً: "أضحى مبارك، وكل الدعاء بأن يحفظ الله كل اللبنانيين وتكون خاتمة الجرائم والأحزان".

 

بيّ العشيرة رعى مصالحة بري… جنبلاط مرتاح وأرسلان لا تعليق

نداء الوطن/السبت 10 اب 2019

على اللبناني"انتهت قضية قبرشمون إلى "صلحة بعد عداوة" وسرعان ما تهاوت السقوف العالية نحو الدرك الأسفل من التعقيد ليتحوّل المشهد بقدرة قادر من تصعيد إلى تبريد ومن صدام إلى وئام. فبعد أربعين يوماً على حادثة البساتين التي شلت البلد وجرّت اللبنانيين إلى انقسام عمودي نكأ جراح الاقتتال الطائفي في الجبل لا سيما مع محاولة نقل دفة "الكمين" من صالح الغريب إلى جبران باسيل، نجحت جهود رئيس المجلس النيابي نبيه بري في إعادة بوصلة الإشكال إلى مربعها الدرزي الأول، مكرساً إنجاز مصالحة عشائرية بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان برعاية "بيّ العشيرة" اللبنانية رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور كل من بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في قصر بعبدا.

وفي خلاصة المشهد، ارتسمت معالم الخطوط العريضة للمصالحة لتسجل في الشكل إخراجاً تسووياً في القصر الجمهوري برعاية عون وإن على حساب التراجع عن رفضه المسبق للحلول العشائرية، بينما في الجوهر كان الإنجاز مستحقاً لبري، في حين خرج الحريري بحكومته سالماً غانماً مع عودتها للالتئام اليوم. أما في السياسة، فعلى قاعدة "ما قلّ ودلّ"، أتت كلمة "مرتاح" التي عبّر عنها جنبلاط إثر لقاء بعبدا معطوفة على مروره "مرور الكرام" في سيارته ليلاً في قبرشمون، لتؤشر إلى انتصار سياسي حققه زعيم المختارة بمؤازرة حلفائه سواء في إسقاط خيار "المجلس العدلي" أو في إعادة إحياء ثقل "بيضة القبان" الذي يجسده في ميزان اللعبة الداخلية، في وقت بدا "لا تعليق" أرسلان من القصر الجمهوري بمثابة "المجبر لا البطل" في حسابات المصالحة وإن كان من المتوقع اليوم أن يدلو بدلوه في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده بوصفه حائزاً على شهادة مصادق عليها رئاسياً بالندّية المأمولة مع جنبلاط في الزعامة الدرزية.

أما في ماورائيات تداعي "حزب الله" لدفع أرسلان وحلفائه نحو تسريع الحل وإعادة الانتظام إلى الحياة العامة تحت سقف مجلس الوزراء، فمن المؤكد أنّ جملة من المعطيات ساهمت في بلورة صيغة "المصارحة والمصالحة"، بداية على المستوى المحلي من نجاح ثلاثية "الحريري - الاشتراكي - القوات" في إعادة التأكيد على مكانتهم الضامنة لتحقيق التوازن ضمن المعادلة السياسية الداخلية، وصولاً إلى تلمّس "الحزب" المظلة الدولية التي لا تزال ترعى الوضع في لبنان وتحول دون انهيار الهكيل فيه، من خلال جملة الرسائل الأميركية والأوروبية التي صبت خلال اليومين الماضيين في خانة التشديد على منع تجاوز الخطوط الحمر المرسومة دولياً لحماية الاستقرار الأمني والاقتصادي في لبنان.

وفي بانوراما المواقف من لقاء بعبدا، استطلعت "نداء الوطن" أوساط الفاعلين على خط المصالحة، فكان تأكيد من مصادر "عين التينة" على أنّ ما حصل أتى تتويجاً لمبادرة الرئيس بري التي قامت على التدرّج في معالجة ملف قبرشمون من المصالحة إلى تأمين انعقاد مجلس الوزراء على أن تتبع مصالحة جنبلاط - أرسلان خطوات عملية لا سيما بين "الاشتراكي" و"حزب الله"، ربطاً بوجود رغبة مشتركة لدى الطرفين لطيّ صفحة التأزم في العلاقة بينهما.

بدورها، أوضحت مصادر "بيت الوسط" أنّه وبعدما شعر الجميع أنّ الوضع في البلد وصل الى حائط مسدود إثر تمترس الأفرقاء خلف مواقفهم، سارع الرئيس الحريري فور عودته إلى بيروت إلى تنشيط خط التدخل السريع مع الرئيس بري، فنشطا سوياً طوال ليل الخميس - الجمعة لتهدئة الموقف مستعينين باللواء عباس ابراهيم، بينما نجح بري بالتواصل مع عون في إعادة تفعيل مبادرته فتمّ الاتفاق على عقد لقاء مصالحة في القصر الجمهوري.

وإذ تقاطعت المعلومات عند الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبه "حزب الله" في الضغط على أرسلان لإتمام المصالحة، أفادت أوساط "كليمنصو" بأنّ جنبلاط سرعان ما تجاوب مع رغبة بري والحريري في الحلحلة درءاً للمخاطر الاقتصادية المحدقة بالبلد والتي تحتاج إلى إعادة تفعيل العمل الحكومي. في حين اكتفت مصادر "حزب الله" بالإعراب عن ترحيب "الحزب" بالنتائج الايجابية لاجتماع بعبدا ولعودة الحكومة إلى الانعقاد، مشددةً على ضرورة اعتماد الحوار في الخلاف السياسي والاستفادة من العِبر مع التأكيد على كون المطلوب الآن المزيد من الالتفات الى القضايا الحياتية للمواطنين.

أما "القوات اللبنانية" فعلقت مصادرها على ما حصل بوصفه يؤكد وجهة نظر "القوات" منذ اللحظة الأولى بوجوب فصل المسار السياسي عن المسار القضائي، مبديةً أسفها لتعطيل البلد كل هذا الوقت فيما كان يُمكن منذ اللحظة الأولى حسم الاتجاه من خلال فصل المسارات وترك التحقيق القضائي يأخذ مداه بعيداً من التدخلات السياسية. وختمت بأنّ المطلوب اليوم وبإلحاح أن تكثف الحكومة اجتماعاتها لتعويض التعطيل المتمادي والذي كلف البلاد الكثير، مع تجديدها موقف "القوات" في الخط السياسي العام بالوقوف إلى جانب حليفيها الاستراتيجيين سعد الحريري ووليد جنبلاط.

 

تعويل على زيارة الحريري الولايات المتحدة

بيروت ـ”السياسة” /10 آب/2019

 شددت مصادر بارزة في تيار “المستقبل” لـ”السياسة”، على أهمية الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية في الأيام القليلة المقبلة، حيث سيلتقي نائب الرئيس مايكل بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، مشيرة إلى أن الزيارة التي يعول عليها لتفعيل الدعم الأميركي للبنان، ستكون مناسبة للبحث في التطورات اللبنانية والإقليمية، سيما ما يتصل بالقضايا التي تهم لبنان، من العقوبات إلى الإرهاب إلى تسليح الجيش والقوى الأمنية الشرعية، إلى ملف ترسيم الحدود. واعربت المصادر عن اعتقادها أن الزيارة ستساعد في تقديم المزيد من المساعدات الأميركية للبنان، بعدما أبدت واشنطن استعدادها لمد يد العون للبنان، وتحديداً على الصعيد الاقتصادي، بعدما أكدت التزامها الثابت بتوفير الدعم العسكري للجيش اللبناني .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعدم العشرات وتكشف عن منظومة دفاع صاروخي مطوّرة

لودريان لترامب: باريس لا تحتاج لإذن

طهران، عواصم – وكالات /10 آب/2019

 كشفت مصادر إيرانية عن تنفيذ السلطات الايرانية 46 إعداما بمواطنين ومواطنات خلال الاسابيع الخمسة الماضية وحدها، مشيرة إلى ان النظام الايراني يواصل ممارسات القمع والتنكيل وسفك الدماء والإعدامات، بهدف خلق أجواء الرعب والخوف للحيلولة دون تصاعد الاحتجاجات الشعبية.

في غضون ذلك، كشفت إيران أمس عن منظومة للدفاع الصاروخي، جرى تطويرها محليا بمدى 400 كيلومتر وقادرة على كشف صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وعرض التلفزيون الايراني لقطات لمنظومة “فلق”، وهي مركبة رادار متنقلة، قال التلفزيون إنها نسخة متطورة من منظومة “جاما”، التي قال خبراء عسكريون انها روسية الاصل. من جانبه، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على “تويتر”، أن أي وجود عسكري في الخليج من خارج المنطقة سيمثل مصدرا لانعدام الامن، بينما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن “احتمال تواجد قوات الكيان الصهيوني في الخليج يشكل تهديدا سافرا لإيران ومن حقها الدفاع عن نفسها”. إلى ذلك، رفض وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، انتقاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب لبلاده، قائلا إن “باريس لا تحتاج إذنا من دول أخرى، لمحاولة نزع فتيل التوتر مع إيران”، ومضيفا أن “فرنسا تتحدث بالاصالة عن نفسها بوصفها قوة ذات سيادة. من جانبه، دعا وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر كوريا الجنوبية، كوريا الجنوبية إلى الاضطلاع بدور فى التحالف الأميركي لحماية مضيق هرمز.

 

العراق يغلق معبر “المخدرات” مع إيران إعدام "الدواعش" الأجانب

بغداد، عواصم – وكالات /10 آب/2019

 أعلنت السلطات العراقية، إغلاق معبر “سومار- مندلي” الحدودي الرئيس مع إيران، في محافظة ديالى شرق البلاد، والذي كانت تمر عبره المخدرات وصادرات إيرانية إلى العراق بشكل يومي وبكميات كبيرة. وقال مصدر بالشرطة المحلية إن رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، أصدر توجيهات، بإغلاق المعبر ونقل جميع موظفيه إلى معبر “المنذرية” الحدودي. في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أن العراق لم يعط وعدًا لأية دولة بتخفيض أحكام الإعدام بحق المدانين الأجانب من عناصر “داعش”، منوهًا بأن إعدامهم

سيتم في العراق، وحذر إقليم كردستان من قطع حصته في الموازنة العامة إذا لم يسلم ربع مليون برميل من نفطه يوميًا إلى بغداد. وقال إن بغداد تتوخى الدقة في استعادة النازحين العراقيين من معسكر “الهول” في سورية، والذي يضم نحو 70 ألف نازح، بينهم نحو 30 ألف عراقي.

 

“البنتاغون” يتهم ترامب بعودة “داعش” إلى سورية والعراق

واشنطن – وكالات /10 آب/2019

 ألقى تقرير لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، باللوم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في عودة نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق. وبحسب التقرير الذي نشرته شبكة “سي.إن.إن” فإن “قرار ترامب سحب القوات الأميركية بسرعة من سورية وصرف الانتباه عن الديبلوماسية في العراق ساعد عن غير قصد في إعادة التنظيم في البلدين”. وقال التقرير ربع السنوي لوزارة الدفاع المقدم أمام الكونغرس إن “تنظيم داعش انتقل من قوة تمتلك الأراضي إلى مجموعة متمردة في سورية، وكثف تمرده في العراق”، على الرغم من أن ترامب أعلن أن “داعش” قد هزم وأن الخلافة قد انهارت. ويقدر التقرير أن “داعش” يضم حاليا ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل، مشيرا إلى أن الأهم هو أن “داعش” غيّر طريقة جني أمواله، فتحول من نظام الضرائب والإيرادات الذي استخدمه خلال “الخلافة”، إلى ابتزاز المدنيين، والاختطاف للحصول على فدية، وفرض الخوات من عقود إعادة الإعمار، وهذه الطريقة اللامركزية لتوليد الدخل جعلت من الصعب تتبعه.

 

سورية: دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية إلى مناطق سيطرة “قسد” وبومبيو رحب بتفاهم أنقرة- وواشنطن

دمشق، عواصم- وكالات /10 آب/2019

 نقل الجيش الأميركي، أمس، شحنة جديدة من الأسلحة محملة على أكثر من مئتي شاحنة إلى الأراضي السورية. وقالت مصادر محلية في الحسكة، أن شحنة الأسلحة التي أدخلتها القوات الأميركية دخلت إلى الأراضي السورية عبر معبر سيمالكا باتجاه مناطق سيطرة تنظيم، قوات سورية الديمقراطية، “قسد”، الموالي لها شمال شرق سورية. من جانبها أكدت مصادر كردية مطلعة في مدينة القامشلي، دخول أكثر من 200 شاحنة تحمل لوحات “أربيل” العراق، محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية، مقدمة من قبل قوات “التحالف الدولي” الذي يقوده الجيش الأميركي لتنظيم ” قسد” في شمال شرقي سورية. وأوضحت المصادر أن شحنة الأسلحة الجديدة سيتم توزيعها على مواقع تنظيم ” قسد” في المنطقة الشرقية من سورية. ويأتي وصول هذه القافلة الجديدة من الاسلحة والمعدات العسكرية بالتزامن مع حشود عسكرية تركية غير مسبوقة على الحدود السورية، وبعد أيام قليلة من وصول قافلة أسلحة أميركية مماثلة إلى مدينة القامشلي.

من جانبها، أرسلت القوات المسلحة التركية، أول من أمس، تعزيزات عسكرية جديدة إلى قضاء سوروج وبلدة أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد، بينما رحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بالتفاهم بين أنقرة وواشنطن، بشأن تأسيس “مركز عمليات مشتركة” بخصوص إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سورية.

 

الانتقالي الجنوبي” يعلن السيطرة على عدن وسط قلق عربي ودولي وأكد أن قواته على أبواب قصر المعاشيق... ووزير الداخلية اليمني غادر بعد معارك في محيط منزله

عدن، عواصم – وكالات /10 آب/2019

أعلن المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن نزار هيثم، سيطرة قوات “الحزام الأمني” بشكل شبه كامل على عدن، مشددا على أنه لا مجال للوساطة في الوقت الحالي لوقف المواجهات قرب قصر المعاشيق الرئاسي. وقال في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”: “لم يعد هناك مجال للوساطة، هناك سيطرة شبه كاملة على المؤسسات كافة من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن، هذه المعركة عسكريا انتهت الآن، ونحن نريد أن ننتقل جميعا لحشد الدعم الآن للمعركة الأخرى وهي معركة إعادة البناء والإعمار والأمن والاستقرار للمواطنين، نخوض الآن هذه المعركة الثانية بنفس طويل”. من جانبه، قال نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، إن القوات التابعة للمجلس سيطرت على معسكرات اللواءين الثالث والرابع حماية رئاسية، مضيفا عبر ” تويتر”، أن القوات سيطرت أيضا على معسكر بدر ومعسكر الدفاع الساحلي. ولفت إلى أن قائد قوات الأمن الخاصة فضل عبدالله باعش، أعلن انضمامه التام هو والضباط والصف والأفراد للقوات المسلحة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي. وكان قتال عنيف اندلع أمس في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن، وقال سكان إن المعارك استؤنفت فجرا، في اشتباكات لليوم الرابع بين قوات الحماية الرئاسية وقوات “الحزام الأمني” والانفصاليين الجنوبيين.

ووجهت وزارة الصحة اليمنية نداء عاجلا، طالبت فيه بتمكين الطواقم الطبية من الوصول إلى المناطق والأحياء لإسعاف المصابين وإخراج جثث القتلى منها، مناشدة ضمان حماية المدنيين وعدم تعريضهم للخطر والسماح لمن يريد منهم النزوح إلى مناطق أكثر أمانا.

من جانبها، قالت مصادر طبية إن نحو ثمانية مدنيين لقوا حتفهم أول من أمس، بينما قال سكان إن المعارك تركزت على القصر الرئاسي الخالي تقريبا في مديرية كريتر ومعظمها مأهول بالسكان بالقرب من مطار عدن الدولي، وكذلك في حي يقيم فيه وزير الداخلية أحمد الميسري الذي غادر منزله أثناء توقف القتال ليل أول من أمس. إلى ذلك، أكد وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي، أن قوات الجيش الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن اليمن واستقراره ووحدته، واصفا ما يجري في عدن بأنه انقلاب.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، دعم الحكومة للأجهزة الامنية والعسكرية للقيام بواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، واطلع على التصعيد العسكري، بينما طالبت وزارة الداخلية اليمنية، المدنيين بالتزام منازلهم والابتعاد عن مواقع المواجهات المسلحة.

من جهته، قال المجلس النرويجي للاجئين ان المعارك حاصرت المدنيين في المنازل، وسط تناقص امدادات المياه والطعام، محذرا من أن طول أمد القتال في المدينة وهي بوابة للتبادلات التجارية والمساعدات الانسانية، يمكن أن يؤثر سلبا على جهود مكافحة الازمة الانسانية التي تمسك بخناق باقي اليمن.

من ناحيتها، قالت لجنة الإنقاذ الدولية ومقرها الولايات المتحدة، إنها علقت عملياتها في المدينة بسبب “العنف والاعتقالات التعسفية والتهجير القسري”، معربة عن قلقها بشأن إغلاق مطار عدن. وفي سياق ردود الفعل، أعربت الإمارات عن بالغ قلقها، داعية الى التهدئة، وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد، ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية والجماعات الإرهابية الأخرى، داعيا لحوار جاد لإنهاء الخلافات والعمل على وحدة الصف. وقال إن “الإمارات وكشريك فاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تبذل الجهود للتهدئة وعدم التصعيد”، مشيرا لضرورة أن يبذل المبعوث الأممي مارتن غريفيث جهوده في الضغط؛ لإنهاء التصعيد الكبير. من جانبه، دعا الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجانبين، إلى وقف العمليات القتالية والانخراط في حوار شامل. من جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه، داعيا الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية، وإجراء حوار شامل لحل خلافاتها. كما أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها “البالغ”، داعية لتحكيم العقل ووضع المصلحة العليا للدولة اليمنية فوق أية اعتبارات. وأعربت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها العميق، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وإراقة المزيد من الدماء وحل الخلافات عبر الحوار. وجدد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون، مناشدته بوقف القتال، داعيا لتحاور من أجل حل الصراع. وأعربت الخارجية الروسية عن قلقها، وحذرت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، من أن التطورات قد تتحول إلى مواجهة مسلحة خطيرة جديدة في الأراضي اليمنية.

 

مصر: الأمن يضبط أعداداً كبيرة من الأسلحة في طريقها للصعيد والمخطط لتفجير معهد الأورام رافق مرسي في السجن وهارب في تركيا

القاهرة- وكالات/10 آب/2019

أعلنت مصادر أمنية مصرية أن الأمن العام بمحافظة المنيا شمال صعيد مصر، تمكن من ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة. وأوضحت المصادر، أن الشحنة عبارة عن 100 بندقية، حاول 2 من بدو مطروح تهريبها لصعيد مصر عبر الطريق الصحراوي الشرقي، لنقلها إلى محافظة أسيوط. في سياق اخر، كشفت الداخلية المصرية تفاصيل المنفذين والمخطط لتفجير معهد الأورام، والذي وقع الأحد الماضي، و أسفر عن سقوط 22 قتيلا و47 جريحا. وقالت إن المخطط للحادث هو أحمد محمد عبد الرحمن من مواليد مركز سنورس في محافظة الفيوم، شمال غرب مصر من مواليد مارس في العام 1960. وأضافت أن “المخطط للحادث الإرهابي، كان من المقربين للرئيس المعزول محمد مرسي، و ضمن المرافقين له أثناء حبسه في سجن وادي النطرون بالبحيرة قبل اندلاع ثورة 25 يناير من العام 2011، ثم هروبه معه من السجن في يوم جمعة الغضب يوم 28 يناير، واقتحام السجون من جانب عناصر حماس وحزب الله، وهي القضية التي ما زالت متداولة جلساتها أمام القضاء المصري”. والتحق أحمد محمد عبد الرحمن بكلية الطب في العام 1978، وانضم لجماعة الإخوان في نهاية السبعينيات، واعتقله الرئيس الراحل أنور السادات خلال اعتقالات سبتمبر 1981، حيث كان رئيسا لاتحاد طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، وعقب تخرجه في العام 1985، عاد إلى مدينته سنورس، وأسس مستشفى خاصا، كما زاد دوره ونشاطه التنظيمي داخل جماعة الإخوان حتى حظى بثقة المشرف على قطاع شمال الصعيد وقتها حسن جودة، ومن بعده محمد بديع الذي أصبح المرشد العام للجماعة فيما بعد. أمين الإخوان لقطاع شمال الصعيد وعقب اندلاع ثورة يونيو من العام 2013، هرب عبد الرحمن مع عدد آخر كبير من قيادات الجماعة لتركيا، ويقيم حاليا في مدينة إسطنبول، ويتولى رئاسة مكتب المصريين في الخارج ويشغل عضوية مكتب إدارة الإخوان في الخارج، كما يتولى مسؤولية الإشراف على خلايا حسم وهي الخلايا التي شاركت إحداها في حادث معهد الأورام. وفق المعلومات أيضا فإن منفذ التفجير وشقيقه يرتبطان بصلة قرابة من ناحية الأم بالمخطط أحمد عبد الرحمن، ولثقته فيهما أصدر تكليفه لهما بتنفيذ العملية.

 

إبراهيم الحوثي يلحق بالصماد وشكوك حول تصفيته داخليا

صنعاء/الشرق الأوسط/10 آب/2019

اعترفت الميليشيات الحوثية رسميا بمقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي شقيق زعيمها عبد الملك بدر الدين الحوثي أمس ليلتحق برئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، القيادي الحوثي الذي قتل بعملية للتحالف في الحديدة في أبريل «نيسان» 2018، في بيان رسمي يلفه الغموض دون الإشارة إلى ملابسات مقتله أو المكان أو الزمان، وفق ما جاء في بيان نعيه الصادر عن داخلية الجماعة الانقلابية غير المعترف بها دوليا. واتهمت الجماعة الموالية لإيران من وصفتها بـ«أيادي الغدر والخيانة التابعة لأميركا وإسرائيل وأدواتها» بأنها المسؤولة عن اغتيال شقيق زعيمها، في وقت تشير ترجيحات مراقبين إلى احتمال مقتله في عملية جوية لتحالف دعم الشرعية استهدفته في صنعاء أو صعدة دون استبعاد أن تكون تمت تصفيته في إطار الصراع المتبادل بين أجنحة الميليشيات. ويعد إبراهيم الحوثي أحد الأذرع الأمنية لشقيقه عبد الملك، ونادرا ما يظهر إعلاميا هو ومن تبقى من أشقائه على قيد الحياة البالغ عددهم 17 شقيقا من أربع أمهات، بعد أن كان لقي ثلاثة منهم مصرعهم خلال الحروب التي قادتها الجماعة ضد السلطات الحكومية بين عامي 2004 - 2010. وسبق أن شاع مقتل إبراهيم الحوثي في 2015 خلال ضربة جوية لطيران تحالف دعم الشرعية إلا أنه لم يتم تأكيد الواقعة في حينه، علما بأن الجماعة الحوثية عادة ما تتكتم على مقتل كبار قياداتها ولا تعلن ذلك إلا بعد مرور أشهر، كما حدث مع القيادي البارز والمقرب من زعيمها طه المداني، حيث اعترفت بمقتله بعد نحو عام كامل. ولمح بيان داخلية الانقلاب التي يقودها عبد الكريم الحوثي عم زعيم الجماعة ضمنا إلى أن إبراهيم الحوثي تم اغتياله، من خلال توعد البيان بملاحقة من قاموا بتنفيذ العملية التي وصفها بـ«الإجرامية». وفي تعليق للعميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في شأن مقتل إبراهيم الحوثي، قال في تغريدة على «تويتر» إن هناك خلافات وتصفيات تعصف بقادة الجماعة، معتبرا أن مقتل شقيق زعيم الجماعة سيكون «بداية النهاية للميليشيات الكهنوتية» على حد تعبيره. ومنذ بدء انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية في 2014 أحاط زعيمها عبد الملك الحوثي تحركاته وتحركات أشقائه بالمزيد من السرية والتخفي فيما دفع بالآلاف من أتباعه ومن زعماء القبائل الموالين له إلى الموت في جبهات القتال المختلفة، ويعد شقيقه إبراهيم أبرز أقاربه الذين سقطوا حتى الآن منذ الانقلاب. ويعتمد الحوثي على شقيقه عبد الخالق الحوثي في قيادة ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري، فيما يعهد إلى بقية أشقائه بمهام أمنية وإشرافية غير معروفة للعامة باستثناء شقيقه يحيى المعين وزيرا لتربية الانقلاب في حكومة الجماعة غير المعترف بها دوليا ولا إقليميا. وذكرت مصادر إعلامية أن إبراهيم الحوثي المولود في 1989 شارك في عملية اقتحام صنعاء في 2014 كما شارك في العمليات التي انتهت بوأد انتفاضة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر (كانون الأول) 2017. إلى جانب توليه عمليات إشرافية وأمنية في محافظة صعدة.

وسواء إذا ما ثبت أن شقيق الحوثي لقي مصرعه في عملية جوية للتحالف الداعم للشرعية أم ثبت مقتله ضمن عملية تصفية داخلية بين أجنحة الجماعة، يرجح المراقبون أن ذلك سينعكس أمنيا على الترتيبات المتبعة لتحركات قادة الميليشيات ما يجعلهم يتخذون تدابير أكثر حذرا خشية الاستهداف.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فاجأتونا والله!

راجح الخوري/النهار/10 آب/2019

“زفت يا حبيبي زفت”، كان هذا هو عنوان هذا المقال، قبل عقد إجتماعي القصر أمس، وقول الرئيس نبيه بري “إن ما حصل إنجاز”، وقبله قول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان “الوضع توب”، وفي الواقع ان مجرّد عقد الإجتماعين والحديث عن “المصارحة والمصالحة” وفتح الجدران المقفلة في وجه الحكومة، يدفعني كما دفع معظم اللبنانيين الى القول: فاجأتونا والله، كثّر الله خيركم وشدّ من أزركم، وأثبتكم على ما توصلتم اليه من تفاهم ومصارحة، ومحاولة لإحياء تلك الدولة المعطلة، التي كانت قد صارت جثة لم يكن ينقصها سوى الدفن في “قبر” شمون.

لم يكن غريباً حتى بعد ظهر أمس، ان نسأل ماذا بقي من التسوية السياسية التي أنهت فراغاً رئاسياً إستمر عامين ونصف العام؟

عملياً لم يبقَ شيء، والأدهى أننا كنا في تعطيل الحكومة على مفارق حساسة وحاسمة ومصيرية، ليس لجهة تسليك الطريق أمام مشاريع “مؤتمر سيدر”، الذي ينصحنا البعض بنسيانه، لأن الدول المانحة ليست غبية لتلقي أموالها في هذا الحريق السياسي المتأجج الذي يضع لبنان على حافة فتنة أو انفجار لا سمح الله.

الرئيس سعد الحريري كان قد قال قبل اسبوعين كلاماً مسؤولاً: عندما تهدأ النفوس نعقد مجلس الوزراء لأن عقده الآن مغامرة قد تنسف الحكومة، فعسى ان تكون هدأت [هدّأ الله بالكم]، ولهذا عندما يسافر من جديد وسفره هذه المرة قد يطول بسبب العطل، فإن ذلك يعني اننا لن نكون في قبضة سياسة التعطيل التي لا علاقة له بها، وهو مهندس التسوية السياسية التي تحدثنا عنها، ما لم تحصل معجزة تفتح الباب على حل في اللحظة الأخيرة!

لكننا سنسمع غداً كثيراً من قرع الطبول المحمومة ضد الحريري، لأنه سيجتمع مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بعد صدور ذلك البيان الأميركي الصريح والمباشر، الذي وضع علامات إستفهام وشكوك كثيرة حول مسار التعامل مع حادث قبرشمون، ولكننا نأمل ونصلي ان تنتهي الإشتباكات السياسية العنيفة بين القوى السياسية، التي تفاهمت على “التسوية السياسية”، التي جاءت بالرئيس عون الى بعبدا، وقد باتت الآن تحتاج الى تسوية سياسية، لا تبدو في المتناول!

كان الخلاف العاصف بين العهد و”التيار والوطني الحر”، والحزب التقدمي الاشتراكي الى تأجج، وهذا لا يحجب الخلاف الذي قام حول ما ينص عليه الدستور لجهة صلاحيات الرئيسين عون والحريري، حيال عقد مجلس الوزراء وجدول أعماله، وكل هذا لا يمكن طبعاً ان يحجب الجمر الذي يغفو تحت العلاقات بين الرئيس نبيه بري و”التيار الوطني الحر”.

على الجبهة المارونية السعيدة ما يجري من إحتدام بين العهد والتيار والدكتور سمير جعجع وحزب “القوات اللبنانية”، يعيد الأمور الى “ما قبل قبل قبل” اتفاق معراب، فمن اين يمكن الإهتداء الى تسوية للتسوية المتهالكة، رغم ما يقال عن صمودها الذي يشبه صمود هذا الشعب البائس جداً!

وكالة التصنيف الدولية “ستاندارد اند بورز” وجّهت خمسين سؤالاً الى لبنان عن الوضع الحكومي والاستقرار، والمراسيم التطبيقية، والنزوح والعقوبات، والرؤية اللبنانية للتطورات الإقليمية، وكأنها لا تعرف الأجوبة، لكن المهم الآن لا ان ينضمّ العالم كله إلينا بالتصفيق لكم، بل المهم ألا يأتي تصنيفها سلبياً، فيكون فاتورة يدفعها الاقتصاد اللبناني، وقت كان السياسيون منهمكين في تهديم البلد بالخلافات والسرقات طبعاً!

 

تصالحوا عشائرياً وتبدّد رصيد عون الرئاسي

علي حماده/النهار/10 آب/2019

لا يشك أي من المراقبين العارفين ببواطن الأمور في ان “جولة قبرشمون” انتهت البارحة.

ما كانت الأولى، ولن تكون الأخيرة، وقد بلغت الأمور حد وصول الجميع في البلد الى حافة الهاوية السحيقة التي لا عودة منها، فقد شارف الوضعان الاقتصادي وبالأخص المالي حدود انفلات الأمور من دون ضوابط، كما ان التوتر والتصعيد المنفلتين من كل الضوابط بلغا حدا صار معه انهيار الحكومة وما تبقى من “التسوية الرئاسية” امرا محتوما، وصولا الى احتمالات انجرار “السائق من المقعد الخلفي” خلال كل الازمة، عنينا “حزب الله”، الى صدام مباشر مع اطراف أهلية لبنانية، كان يمكن ان يوصل الى الشارع.

كل هذه العناصر، مضافة الى الموقف الصارم الذي عبرت عنه واشنطن من خلال بيان السفارة الأميركية الذي جاء شديد اللهجة لجهة تصيده المباشر لمحاولات رئيس الجمهورية ميشال عون وبطانته استخدام القضاء بشكل سافر لتصفية حسابات سياسية داخلية، أدى الى استفاقة جماعية دفعت للعودة الى الطرح التوافقي الذي كان الرئيس نبيه بري طرحه نهاية الاسبوع الماضي، ورفضه رئيس الجمهورية عبر صفحات “النهار” بطريقة ما راعت اللياقات بين الرؤساء.

وهكذا كان رفض عون الاثنين ان يكون يتصرف كشيخ عشيرة، فيرعى المصالحات، ثم اضطراره الى رعاية شكلية لمصالحة فعلية قادها “شيخ العشيرة” الرئيس نبيه بري!

لقد انتهت جولة الكمين – المؤامرة في قبرشمون، ولم ينته الخلاف، وما زالت أسباب الصراع في البلد، حيث يتداخل الإقليمي مع المحلي.

ولذلك نقول ان جولة انتهت وما انتهت الجولات. وهذا حقا لأمر مؤسف للغاية.

قد انتهت الجولة، لكنها اماطت اللثام عن ازمة “العهد القوي” العميقة، إذ افتقد رئيس الجمهورية الحكمة المطلوبة منه كرئيس لكل اللبنانيين.

وبدل ان يمارس دور الحكم الذي يفترضه موقعه، انتهج سلوك المتورط في أزمة، والصراع حتى أذنيه.

فقد اسهم ترك رئيس الجمهورية وارثه المعلن يتغول في استعداء معظم البيئات اللبنانية واستفزازها وصولا الى إهانة شرائح واسعة من اللبنانيين، في تأجيج الخلافات، والنزاعات التي ما كانت لازمة للعهد.

كما كان لتورط بطانة الرئيس، وفي مقدمهم “راسبوتين بعبدا” في الضغط على القضاء، ومحاولة تحريف التحقيقات للنيل من فريق لبناني وازن في المعادلة، الأثر الكبير في ضرب رصيد الرئيس عون، وفي بدء تكون جبهة معارضة واسعة لعون ولسياسة التوريث العنيفة التي يمارسها منذ اليوم الأول لانتخابه، وتبيّن ان الجبهة المعارضة لعون باتت عابرة للاصطفافات السياسية التقليدية (8 و14 آذار)، وذلك بعدما تكونت لدى الافرقاء المعنيين ان عون وأد عهده منذ اليوم الأول بتقديمه وارثا عنيفا في الرئاسة متفلتا من كل الضوابط، وأرعن، ثم من خلال خوضه حربا عنيفة لامست العدوانية في السياسة، تحت شعار ما يسمى “استعادة حقوق المسيحيين” وضرب الطائف بالممارسة، أضف الى ذلك ان قراءة معظم القوى السياسية لاداء الرئيس اتفقت على افتقاد الرئيس الحكمة المنتظرة منه، أكان في إدارة شؤون البلد، على مستويات العمل الحكومي والإداري، وصولا الى العلاقات مع بقية مكونات البلد. و جاء الكمين – المؤامرة في قبرشمون ليزيد الاقتناع بأن عون لا يمثل قوة إيجابية على المسرح السياسي، بل سلبية حتى للمرجعية الإقليمية التي جاءت به، وتقودها ايران.

فالقيمة المضافة لوجود عون في الرئاسة، وعزلته وسلوك وارثه باتا يمثلان ثقلا حتى على “حزب الله”، على الرغم من ان الأخير كان أحد العناصر التي فاقمت الازمة.

لقد بدد عون الكثير من رصيده، فهل يستدرك؟

 

الملف اللبناني على طاولة البيت الأبيض: واشنطن تتدخل بعد انكفاء لحماية الاستقرار ومنع التدهور الاقتصادي والسياسي

نذير رضا/الشرق الأوسط/10 آب/2019

عادت الولايات المتحدة الأميركية عن انكفائها عن الوضع الداخلي اللبناني منذ 2005، وتدخلت بشكل مباشر تنبيهاً وتحذيراً من انفلات الأمور وتدهور الاستقرار في بيان نادر وغير مسبوق. هذا البيان عجّل الاتصالات التي أفضت إلى تسوية الأمور، وإعادة تفعيل مجلس الوزراء المعطل لمدة 5 أسابيع عن الاجتماع، إثر الانقسام السياسي الحاد بين المكونات اللبنانية على خلفية الإشكال المسلح في منطقة قبرشمون في جبل لبنان، وهو الإشكال الذي أسفر عن مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.

البيان المفاجئ الصادر عن السفارة الأميركية في بيروت، يوم الأربعاء الماضي، الداعي إلى تجنب «تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية»، يكشف إعادة واشنطن الملف اللبناني الداخلي إلى دائرة اهتماماتها - بعد تنحيته، على الأقل إعلامياً - منذ 2005، وضمته أخيراً إلى الملفات اللبنانية ذات التقاطعات الدولية أو الإقليمية التي تعتبر نفسها معنية بها. وهذا أمر يرى فيه مسؤولون ومراقبون «تدخلاً حاسماً للحفاظ على الاستقرار والستاتيكو القائم»، نجح في إعادة الأمور إلى نصابها بفعل الضغط الذي تستطيع واشنطن ممارسته في حال رفض الاستجابة لهذا المطلب.

يكشف البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في بيروت، يوم الأربعاء الماضي، انخراطاً غير مسبوق في الوضع الداخلي اللبناني تستأنف عبره واشنطن نشاطها على الساحة اللبنانية لتعزيز الاستقرار، ومنع التدهور الأمني والاقتصادي، وتفعيل عمل المؤسسات. وهذه ثوابت لطالما أعلنت الولايات المتحدة تمسكها بها، لحماية المكتسبات السياسية اللبنانية التي رعتها بنفسها، خلال ثماني سنوات من التوترات في المنطقة. وعليه، يدخل لبنان في حقبة جديدة تعلن فيها واشنطن عن رعايتها الاستقرار السياسي، وتتدخل لإحاطته بدرع حماية عندما تدعو الحاجة، أسوة بتدخلات سابقة كانت مباشرة وتنوعت بأدواتها، حدثت أعوام 1958 و1983 و2005.

الوسط السياسي اللبناني فوجئ بالبيان حول الأزمة السياسية المتصاعدة في الداخل اللبناني إثر أزمة قبرشمون، التي خلقت اصطفافات جديدة على المشهد السياسي. وجاء البيان بعد انسداد السبل لحلحلة الأزمة، حين أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي وقفه مبادراته، واستسلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي واظب على إجراء لقاءات مع المعنيين في «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، واعتبار «التقدمي الاشتراكي» أن الرئيس اللبناني ميشال عون دخل طرفاً في الصراع، عندما نُقل عنه قوله لزواره إن الكمين كان معدّاً لاغتيال وزير الخارجية جبران باسيل.

الأزمة، برأي مراقبين وسياسيين، تتخطى الجانب القضائي والأمني. هي ذات امتدادات سياسية، حذّرت مصادر سياسية من أنها تسعى للإخلال بالتوازنات السياسية القائمة منذ عام 2005، التي يسعى وزير الخارجية جبران باسيل (المدعوم من «حزب الله») إلى تغييرها عبر إقصاء النائب السابق وليد جنبلاط، أو تقليص حضوره السياسي وموقعه، إضافة إلى تهميش حزب «القوات اللبنانية». وهو ما تصدّى له رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري. ثم دخلت الأزمة في منعطفات خطيرة، إثر اتهام «التقدمي الاشتراكي» مقرّبين من رئيس الجمهورية بـ«فبركة» ملف قضائي للاقتصاص من جنبلاط.

بيان نادر وغير مسبوق

في ظل هذه التطورات التي أفضت إلى تعقيدات سياسية في غياب أي أفق للحل، أصدرت السفارة الأميركية في بيروت بياناً غير مسبوق لناحية تأكيده على ملف لبناني محلي صرف. وجاء البيان مرتبطاً بصلب الأزمة السياسية الراهنة في لبنان التي اندلعت إثر الإشكال في قبرشمون، وأجّج الانقسام السياسي على خلفية إصرار «الحزب الديمقراطي اللبناني» و«التيار الوطني الحر» (التيار العوني) لإحالته إلى المجلس العدلي، مقابل رفض رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري. وإثر هذا الانقسام، رفض رئيس الحكومة الدعوة لعقد جلسات لمجلس الوزراء منعاً لتفجر الحكومة ونقل الخلافات إلى داخلها، لا سيما أن الخلاف المتصاعد هو تحديداً بين وزراء كتل ممثلة في الحكومة، اثنان منهم من حصة جنبلاط، والآخر هو صالح الغريب، فضلاً عن وزير الخارجية جبران باسيل الذي يتهمه «التقدمي الاشتراكي» بالمسؤولية المعنوية والسياسية والقانونية عن الحادثة.

بيان السفارة، الذي وُصِف بأنه غير مسبوق ونادر تضمن تنبيهاً من استمرار التأزم والانغلاق على الحلول لأزمة قبرشمون، ولقد أكدت السفارة عبره «دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي». وشدّدت على أن «أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 يونيو (حزيران) الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها».

وقالت السفارة إن الولايات المتحدة «عبَّرت بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقّعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية».

ضمان استمرار المؤسسات

يكسر البيان السلبية الأميركية واستراتيجية واشنطن السابقة القاضية بتجنّب الدخول في الملفات الداخلية، فهي نادراً ما تصدر بياناً مرتبطاً بأزمة داخلية أو ملف محلي وله علاقة بصلب الأزمة السياسية المتصاعدة في لبنان، بل تكتفي بالإشادة في الملفات اللبنانية الداخلية بإجراء استحقاقات كالانتخابات النيابية، أو تشكيل الحكومة. وعادة ما كانت السفارة تصدر بيانات متعلقة بملفات لبنانية ذات إبعاد إقليمية ودولية وأمنية، مثل دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة الشرعية في محاربة الإرهاب وحفظ الاستقرار، وأخرى متعلقة بالحفاظ على الاستقرار الحدودي جنوباً والالتزام بالقرار الدولي «1701». وتشدّد على دعمها على الاستقرار في البلاد، وعلى تفعيل عمل المؤسسات.

وفي ضوء هذا التطور، أوضح مصدر مراقب للمواقف الأميركية في لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن البيان «يتضمن تنبيهاً من استمرار الأزمة وإقفال المؤسسات وتجميد عملها». ولفت إلى أن السفارة في العادة «تمارس الحذر لجهة إبداء راي أو موقف في ملفات لبنانية محلية، لكن هذا البيان يبدو أنه ينطلق من مخاوف جدية من تعطيل لعمل المؤسسات، علماً بأن الأزمة متعلقة بصلب عمل المؤسسات الرسمية»، وبالأخص، تعطيل اجتماعات الحكومة لخمسة أسابيع حتى الآن بغياب أي موعد محدد لاستئنافها، إضافة إلى «المخاوف من أن تذهب الأمور إلى موقع خارج السيطرة ما يطيح بمكتسبات مؤتمر (سيدر)». وشدّد المصدر على أن الموقف هو للتحفيز على تفعيل المؤسسات والتحذير من استمرار التأزم السياسي.

ضرورة الاحتواء

من ناحية أخرى، جاء البيان وسط مخاوف محلية ودولية من أن يكون التأزم السياسي محاولة للعودة إلى الأزمة التي يبدو على أنها تنتشر وتتبعثر في كل الاتجاهات، حسب الناشط السياسي ومدير مركز «أمم للأبحاث والتوثيق» لقمان سليم.

سليم أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «ليس بالأمر المعهود أن تصدر سفارة واشنطن في بيروت بيانات عند كل حادثة أو تطوّر سياسي أو أمني يقع في لبنان»، لكن هذا التطوّر الأمني الأخير في حادثة قبرشمون «أدى إلى تعطيل سياسي غير مسبوق ومفتوح على الوقت»، وعليه فإن «واشنطن في سياق الدعم المستمر للاستقرار في لبنان، تحاول إيجاد مخرج»، ثم أضاف: «في العقل الأميركي، يجب على القضاء أن يقوم بدوره، لكن ربما ينظر البعض من اللبنانيين إلى أن القضاء في لبنان قد يكون جزءاً من المشكلة، ومن هنا تأتي الدعوة للتعامل مع الحادث بطريقة تحقق العدالة دون خلفيات سياسية».

ورأى سليم أن ما ورد «يصحّ فيه التحذير من استمرار الوضع، وإبقاء الأزمة مفتوحة دون اجتراح طريقة لاحتوائها»، مشدداً على أن «ما يعني واشنطن هو الحفاظ على الاستقرار، وتحت هذا العنوان أقرّا البيان والدعوة للملمة الموضوع وعدم تركه يتفاعل ويتسرطن أكثر لأن الجسم اللبناني هشّ، وبقاء الأمور على نحو متأزم قد يعرّض الاستقرار للخطر لأسباب أنانية».

وعن إمكانية أن يعتبر البعض البيان في الداخل اللبناني اصطفافاً مع فريق دون آخر، قال سليم إن «هذا هو التفسير البلدي المحلي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار أن بلداً كاملاً يُنظر إليه على أنه معطّل وبحالة خطر، لكنه في الواقع ليس اصطفافاً، بل ربما يكون دعوة لحلفاء واشنطن للسير في طريق الاحتواء الذي ربما لن يكون مخرجاً كاملاً، لكنه في الوضع اللبناني قد يكون تأجيلاً لأزمة لم يوجد الحل الكامل لها».

غطاء أمني واقتصادي مستمر

للعلم، يتصدّر حرص واشنطن على استمرار عمل المؤسسات، الأولويات الأميركية، لكن لا يمكن تحييده عن الملفات المرتبطة بالاستقرار اللبناني الذي يضمنه عمل المؤسسات، وهي ملفات تُعتبر الولايات المتحدة معنية بها. وهنا علّق رياض طبارة، سفير لبنان الأسبق في واشنطن، قائلاً: «هناك غطاء أمني واقتصادي دولي للبنان، إذ لا مصلحة لأحد، سوار الولايات المتحدة أو أوروبا أو حتى إيران بالإخلال به. وعادة تعتبر الولايات المتحدة رأس الحربة في توفير هذا الغطاء، وهي لا تتدخل في كل شاردة وواردة في الشأن اللبناني، إلا إذا كانت الأمور ستخرج عن السيطرة، وهو ما دفعهم أخيراً للتدخل».

ولفت طبارة إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت «جالت على المسؤولين اللبنانيين، وأبلغتهم أن فقدان السيطرة على الاستقرار غير مسموح به. لكن الأمور (مع ذلك) لم تتجه نحو التهدئة، وهو ما دفع واشنطن لإصدار بيان تحذيري يحذر من المواجهات الطائفية».

وأعرب طبارة عن اعتقاده أن الأميركيين «جاهزون لاستخدام إجراءات صارمة لحماية الاستقرار، وكان البيان توجيهياً في مضمونه نحو عقد مصالحة ومنع الأمور من التدهور باتجاه منحى طائفي أو مواجهة طائفية غير مسموح بها».

3 محطات سابقة

لا ينفي جميع المطلعين على أن التدخل في البيان كان نادراً، لكنه يتشابه بالظروف مع ثلاث محطات سابقة دفعت واشنطن للتدخل مباشرة في الشأن اللبناني عندما كانت الأمور تفلت عن السيطرة.

السفير طبارة ذكر أن «كل حقبة كانت لها ظروفها، بدءاً من عام 1958 حين نفذ الجيش الأميركي إنزالاً على الشواطئ اللبنانية. وفي عام 1983 عندما بدا أن هناك محاولة لسيطرة أجنبية على القرار اللبناني ما دفع بالأميركيين للتدخل عسكرياً إلى جانب قوات إيطالية وفرنسية، قبل استهداف قوات (المارينز) الأميركية والقوات الفرنسية في بيروت بتفجيرات. وفي المرة الثالثة، بعدما رفض السوريون الانسحاب من لبنان وإعادة الوضع لفترة ما قبل التدخل السوري، فكان القرار 1559 في عام 2004. ليليه الدعم السياسي لـ(انتفاضة 14 مارس)، التي أدت إلى الانسحاب السوري من لبنان وإعادة الأمور إلى نصابها. والآن في ظل الصدام السياسي الذي أنذر بانفلات الأوضاع». ووفق طبارة «مع أن كلّ تدخل له حيثياته، فإن القاسم المشترك في التدخلات المباشرة هو أنه من غير المسموح أن تخرج الأمور عن السيطرة في لبنان، خصوصاً بعد الحرب الأهلية».

أولويات أميركية

ينظر كثيرون إلى أن التدخل الأميركي لحماية الاستقرار في هذه المرحلة، ينطلق من ملفات ترى الولايات المتحدة أن إنجازها أو الحفاظ عليها ضمن الوضع القائم (الستاتيكو) من أولوياتها. أبرز هذه الأولويات هي: الاستحقاق المقبل المرتبط باستخراج النفط والغاز في البحر المتوسط، وأمن الحدود الجنوبية، وتحييد لبنان عن لهيب الأزمة السورية، ووجود مليون لاجئ سوري في لبنان، والاستحقاقات المرتبطة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، واحتواء التمدد الإيراني الذي «يستفيد من الفوضى» في المنطقة، والدعم بالعتاد والتدريب للجيش اللبناني. غير أن طبارة ينظر إلى تلك الملفات على أنها تفاصيل، رغم أهميتها الكبيرة، خصوصاً أمن الحدود الجنوبية. إذ يشدد على أن «الأولوية المطلقة التي تعتبرها واشنطن بنداً أساسياً في لبنان يتمثل في السيطرة على الأوضاع، بحيث لا تندلع حرب أهلية يعجز الجميع عن احتوائها والسيطرة عليها، ومن شأن أي اهتزاز بالاستقرار أن يطيح بكل تلك الملفات التي يراها البعض أولويات».

في الوقت نفسه، يعتبر طبارة أنه «لا مصلحة لأحد في أن يتدهور الاستقرار في لبنان، لا الولايات المتحدة ولا إيران، رغم اختلاف الأسباب من وجهة نظر كل منهما»، مضيفاً: «بينما تتطلع واشنطن إلى أهمية الحفاظ على استقرار وضع الحدود الجنوبي وأمن إسرائيل، تأتي إيران ضمن الدول التي تفرض غطاء أمنياً أيضاً منعاً لتدهور الأمور، لأنه لا مصلحة لها بإضاعة ملايين الدولارات التي أنفقتها على الترسانة الصاروخية لـ(حزب الله)، وتكتنزها للاستخدام في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، والاستفادة منها في الصراع. وبالتالي، لا مصلحة لها بإضاعتها على حرب أهلية داخلية، وهو ما يدفعها للدخول في المنظومة التي تهدئ الأمور، وأن يبقى لبنان محيداً عن الصراع».

انقسام لبناني حول «بيان واشنطن»

> أدان «حزب الله» بشدة البيان الصادر عن السفارة الأميركية، واعتبره «تدخلاً سافراً وفظاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، ويشكل إساءة بالغة للدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية»، ورأى أنه «تدخل مرفوض في نزاع سياسي محلي وقضية مطروحة أمام القضاء اللبناني القادر منفرداً على القيام بواجباته على أكمل وجه».

في حين جاءت آراء بعض السياسيين، حتى من القريبين من «حزب الله» أقل حدة، إذ قال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إن «بيان السفارة الأميركية فيه إيحاء بأن واشنطن تقف في صف حلفائها»، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أنه «وجد تراثاً لبنانياً قديماً باستقدام التدخل الخارجي في الخلاف الداخلي».

أما النائب السابق عمّار حوري، مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد حذّر من أخذ الأمور بخفة، واعتبر أن «بيان السفارة الأميركية يُسلّط الضوء على المخاطر التي قد نواجهها»، مذكّراً «بأننا في مرحلة إعادة تصنيف دولي على الصعيد الاقتصادي، وأننا نسعى لاستثمار مقررات (سيدر)، من خلال دعم دولي، وكل هذا لا يتأتى إلا من خلال علاقات طيبة مع دول العالم».

 

"حزب الله": لا خصومة أبدية مع جنبلاط

غادة حلاوي/نداء الوطن/10 آب/2019

التصعيد الذي شهدناه في اليومين الأخيرين بين مختلف الأطراف السياسية أوحى بأن الحلّ بات مستعصياً في ظلّ رفع الجميع سقف المواجهة. من بيان السفارة الأميركية، مروراً بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يقدم أي مبادرة جديدة، وليس انتهاء بتصريحات الزعيم وليد جنبلاط ضد الرئيس ميشال عون ما وصفه البعض بـ"التصعيد الكبير ضد رئيس الجمهورية". هي مطبّات اللحظات الأخيرة التي أفضت في النهاية إلى لقاء في قصر بعبدا اختلفت التسميات في شأنه: مصارحة أم مصالحة. في الحالتين، الوصول إلى هذه الخاتمة لا يعفي من السؤال عن المطبات الكثيرة التي وضعت لإعاقة التوصل إلى حلّ في واحد من أقسى الظروف التي يمرّ بها البلد، وعن المرحلة الثانية المتعلقة بالمصالحة بين "حزب الله" وجنبلاط؟

لطالما شكلت الخصومة السياسية بين الطرفين عامل قلق لكليهما. بعد لقاء المصالحة الذي عقده بري بين جنبلاط والحريري، فاتح "حزب الله" بلقاء مع "الاشتراكي". كان ملف قبرشمون يزداد تعقيداً، سبقه الخلاف على معمل عين دارة، عاملان دفعا "حزب الله" إلى التريث.

بالنسبة إلى الحزب لم تكن المشكلة يوماً عند النائب طلال أرسلان، وليّ الدم. بخلاف ما روّج له الكثير من وسائل الإعلام. تروي مصادره أن أرسلان، الذي كان يرفض حلّ المحكمة العسكرية وقد فشل الوزير سليم جريصاتي بإقناعه، عاد ووافق عليه بعدما طرحه بري بوصفه أفضل الحلول تمهيداً للذهاب إلى مجلس الوزراء. عقد يومها اجتماع في قصر بعبدا جمع، بحضور رئيس الجمهورية، كلاً من أرسلان والوزراء صالح الغريب وسليم جريصاتي والياس بوصعب، واللواء عباس ابراهيم. اتفق المجتعمون على ما يلي: موافقة أرسلان على حل المحكمة العسكرية على أن يضمن الرؤساء الثلاثة إحالة الموضوع على المجلس العدلي اذا تطلّب الأمر ذلك. بناء عليه يذهب الجميع الى جلسة لمجلس الوزراء، ويطرح الموضوع ولو من خارج جدول الأعمال.

اعتبر ذلك تنازلاً من أرسلان، وقصد ابراهيم وليد جنبلاط لإبلاغه بالحل الذي تم الاتفاق عليه، وليطمئنه أن لا مجلس عدلياً. انزعج جنبلاط الذي سأل زائره: "ومع من أتصالح، مع الوكيل في قصر بعبدا؟ أريد أن أتصالح مع الأصيل. صالحوني مع "حزب الله" وحينئذ أرى ماذا أفعل". أجابه ابراهيم: "وما دخل "حزب الله" بالأمر، هو ليس طرفاً في الموضوع، ولا يمكن ان نأتيك بضمانات منه". من وجهة نظر "حزب الله"، "جنبلاط يصرخ لنتحدث معه". هو أرسل عبر اللواء ابراهيم أنه يريد الجلوس وحلّ المشكلة مع "حزب الله" و"أرسلنا جوابنا بأن ليس لدينا مشكلة معك، وليس لدينا مشروع داخل الطائفة الدرزية. نحن حتماً معنيون بدعم حلفائنا طلال أرسلان ووئام وهاب وفيصل الداوود والآخرين إنما لا مشروع لدينا لتحجيمك". لومهم على زعيم الجبل أنه "عرف كيف يبدأ المشكلة إنما لم يعرف كيف ينهيها، يقول بإمكانكم أن تتخذوا إجراءات ضد الحزب الاشتراكي ولكن بإمكاننا دفع البلاد إلى الحرب الأهلية". يريد جنبلاط تكريس زعامته الدرزية والإطاحة بطلال أرسلان مستفيداً من الظروف التي أنتجتها زيارة الوزير جبران باسيل إلى البساتين بحسب "حزب الله"، الذي سيبقى متمسكاً بتحالفه مع أرسلان ومتمسكاً إلى أبعد الحدود بدعمه لميشال عون، "ولكن هذا لا يعني أننا سنبقى على خصومة نهائية وأبدية مع وليد جنبلاط، الذي لديه كمية هائلة من الهواجس لسنا مسؤولين عنها". لكن لماذا لا يتجاوب "حزب الله" مع الوساطات بالانفتاح على جنبلاط ويخفف من هواجسه؟... "لأننا ببساطة لم نكن جزءاً من المشكلة ولن نكون جزءاً من الحل. هو يعتقد أن "حزب الله" وسوريا يحاصرانه ونحن جاوبنا الوسطاء أن المدخل الطبيعي لإعادة انتظام العلاقة مع "حزب الله" هو طلال أرسلان. ليذهب نحو حل مشكلة البساتين مع أهالي الضحايا بعد المصالحة مع طلال أرسلان ويجتمع مجلس الوزراء ويرجع الانتظام إلى الحقل العام وحينها نقرّر الجلوس من عدمه ونبحث الأمر سوية، ونبدأ الحديث عن العلاقة بين الحزبين".

بالأمس جلس جنبلاط وطلال ارسلان وتمت المصالحة الأولية برعاية الرؤساء الثلاثة وضمانتهم، واليوم تعقد جلسة لمجلس الوزراء، ما يعني أنّ دورة الحياة السياسية بدأت بالعودة إلى مجراها الطبيعي تدريجياً، ولو بقيت تفاصيل المسار القضائي غير معلومة بعد. فهل تعود أبواب العلاقة لتشرّع بين "حزب الله" و"الاشتراكي"؟

 

الغوغائية وغياب النقاش: لسنا في زمن موسوليني

هيام القصيفي/الأخبار/10 آب/2019

كرست الغوغائية، عند رحيل البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وقبل حادثة قبرشمون وبعدها، وفي خلاف العونيين والقواتيين وما رافق منع حفلة غنائية، تدني مستوى الخطاب السياسي والفكري والاجتماعي والاعلامي. أبدع اللبنانيون في تحويل وسائل تواصلهم والتلفزيونات، إلى حبل غسيل وشرفات عراك. هو انعكاس لمسار الاحزاب والقوى الراعية لكل هذه الردود والردود المضادة، كزعماء مافيات ايطالية يجندون شبانهم في ساحات المواجهة مع المافيات الاخرى. تحوّل المغردون والفنانون والسياسيون والناشطون والمذيعون والاعلاميون وكل من يحمل هاتفاً خلوياً، إلى قضاة للأخلاق ومطلقين لاتهامات عشوائية تمس أعراض الناس، وموزعين للشهادات بالوطنية، ونصّبوا أنفسهم علماء فقه ولاهوت وسياسيين ومثقفين. كل شيء بات مسموحاً، إلا النقاش الذي انعدم في الحياة السياسية ــ والاعلامية. ولا يمكن فصلهما، لان كل واحدة باتت مرآة الاخرى.

لا يناقش الزعماء حلفاءهم ولا أعداءهم، والأكيد أنهم لا يناقشون مناصريهم. وهؤلاء لا ينقاشون أحداً ولا يقبلون الرأي الآخر، إلا وفق تصنيفات حزبية معلبة. غياب النقاش الجدي، ولم يحصل مثله في عز الحرب، هو العنصر الاساسي في جعل الحياة السياسية خاوية.

كان حاكم مصرف لبنان الدكتور إدمون نعيم يأبى الا ان يدخل الى مكتبته، الممتدة على مساحة طابق كامل من منزله، ترتفع فيها الكتب على أعمدة حديدية، يغرق فيها، ولا يقول كلمة الا ويعود فيها الى مرجعها الاصلي. هذا المشهد الذي لا يفارق ذاكرة أي زائر، نراه اليوم معكوساً لدى سياسي ناشئ مختزلاً آراءه السياسية بكلمات مستقاة من الموقع الإلكتروني التابع لحزبه. لا يقرأ جريدة ولا كتاباً، ولا يسمع إلا ما يقوله رئيس حزبه.

كان كميل شمعون يكتب مذكراته، يروي فيها يوميات السلم والحرب. رسالته الى زوجته الراحلة زلفا، عبارة عن رسالة حب استثنائية، لكنه لم يفته التوقف فيها عند أهمية قراءة الكتب بينهما. كان ريمون إده وشارل حلو يكتبان، وكمال جنبلاط يكتب في صورة دائمة ويقرأ بلا توقف، رشيد كرامي وصائب سلام، جميعهم كانوا يكتبون ويقرأون بالمعنى الواسع للكلمتين. وكان النقاش محتدماً الى حد استخدام عبارات حادة بين جنبلاط والامير مجيد أرسلان، بين جنبلاط وصائب سلام، بين شمعون وجنبلاط والشهابية وسوريا لاحقاً. لكن ظلت مساحة النقاش واسعة. عناوين صحف قبل الحرب وخلالها عكست هذه السجالات، مانشيتات ومقالات رئيسية. الا ان ما نشر لا يزال يحمل غنى ثقافياً وإرثاً سياسياً والى حدّ كبير فكرياً، لأن قادة تلك المرحلة، زعماءها وقيادات الصف الثاني، وكانوا اساسيين، من النخبة الفكرية، التي أنتجتها الجامعات اللبنانية والخاصة: أي جامعة لم تشهد نقاشاً حول المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية؟ أي منتدى لم يحمل بذور نقاش حقيقي، من الاصلاح الاجتماعي والصحي والجامعي والطلابي وصولاً الى القضايا الفكرية، من حركة الوعي الى كل الاتجاهات اليمينية واليسارية وما بينهما. نقاشات القومية اللبنانية والعربية والاممية، حتى نقاشات الكنائس والجوامع، مؤلفات المطارنة والاساقفة، من المطران يوسف الدبس الى ميشال الحايك وغريغوار حداد، وخطب الامام موسى الصدر، وأدباء جبل عامل وعلمائه، نقاشات الشيخ عبد الله العلايلي والشيخ صبحي الصالح، كل ذلك كان على قاعدة أرقى ممّا نشهده اليوم، رغم اختلاف معايير التعليم والثقافة بين سنوات قبل الحرب وبعدها، فانتشار المدارس والجامعات وحملة الالقاب، لم يسهم في رفع مستوى الثقافة. لم تتمكن الحرب من إسكات النقاشات، بعدما أضيفت مساحات أخرى، من الجامعة الاميركية واليسوعية واللبنانية الى جامعة الروح القدس الكسليك، التي وإن كانت شريكاً في مشروع، لكنها فرضت أيضاً دورها كركن نقاش حيوي. حتى الحياة الاجتماعية، والصاخبة منها، كانت مبنية على قاعدة ثقافية. تروي السيدة الشهيرة مود فرج الله في مذكراتها المعبرة عن حياة اجتماعية لافتة قبل الحرب، قراءاتها الكلاسيكية وكل من عرفته من شخصيات سياسية واجتماعية مؤثرة، تماماً كما تتحدث عن السهرات والاحلاف والوساطات السياسية.

كل الاحزاب في الحرب والسلم لجأت الى الحوار. لم تقتصر حلقات إذاعية للحزب السوري القومي الاجتماعي على شرح عقيدة الحزب، والاحزاب الاخرى، بل تناولت ايضاً الادب والموسيقى وحتى الرياضة. كانت الجلسات مع قادة الحزب الشيوعي حلقات حوارية عن فكرة أو نظرية اقتصادية أو عن مقال وكتاب صدر حديثاً. هل يمكن أن يحمل عنوان كتاب افضل من كلمة "حوارات" لكريم مروة يحاوره فيه أهم المفكرين العرب؟ كل الاحزاب، واليمينية منها، كانت تعقد حلقات فكرية مستمرة، أغنت النقاش في صحفها واعلامها، العمل، الاحرار، البناء، النداء، قبل أن يتوسع عبر صحف ومجلات بتمويل يساري ويميني، في لبنان ومن ثم قبرص وبعدها باريس. لم تخرج الحرب من النقاش وان وصل الى عبارات حادة. جيل الحرب يتذكر السجالات الحادة بين الاذاعات الخاصة الحزبية وتلفزيون لبنان حين انقسم بين قناتي 5 و7، لكنه ايضاً يذكر اللقاءات الحوارية الكثيفة في لبنان والخارج، ويذكر المسارح في البلدات المحاصرة والاندية من جل الديب الى زغرتا الى بيروت المنقسمة على ذاتها، والجنوب وشعرائه الخارجين من رحم المعاناة والحرب ومتخرّجي المسرح فيه. في الحرب نمت الرواية وبرزت اسماء لامعة، وانتعش المسرح وازدهر الفن والموسيقى بأسماء كلاسيكية وجديدة، وبعدها بقليل زمن السلم بعد الطائف، حين ولدت المسارح الجدية من رحم الحرب. دار نقاش جدي حول الحرب ومسبباتها وأخطائها. لم يأت فنان الا ونوقش، باحترام من دون سخرية بذيئة ولا استعلاء ولا توجيه احكام مسبقة. ثمة قاعدة لم تسرقها كل المدافع والمجازر، وهي الاحترام واللياقة والتهذيب. يصبح اللبنانيون شيئاً فشيئاً شعباً فاقداً لهذا الثالوث، على مستوى الحياة الاجتماعية اليومية، وفي الفن والاعلام، وفي السياسة ايضاً يفقدون رقي الحوار ورفعته. ولا يمكن فصل كل هذه الاتجاهات بعضها عن بعض، فلا سياسة من دون ثقافة. رسائل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الى من أحب، رسائل أدبية. الكاتب فاكلاف هافل رئيساً لتشيكوسلوفاكيا هو جوهر السياسة. في المجلس النيابي اليوم رئيس أديب وشاعر، لكن في المقابل غاب المشرعون الحقيقيون عنه كما في مجالس سابقة.

من هم المشرعون الذين يحاورون، ما يتعدى طاعة زعيمهم، ومن هم المناصرون الذين يحترمون الرأي الآخر ولا يسفّهونه. ليس نقاشاً ما سمعناه من عبارات بذيئة وسخرية وعظات من فنانين وإعلاميين ومواطنين (آخر كتاب قرأوا فيه كان في الصفوف الابتدائية)، بل إطلاق أحكام وتعدٍّ على خصوصيات الآخرين وسعي إلى فرض الآراء عليهم، وتبجيل زعماء وكأنهم أنصاف آلهة وعدم الاعتراف بالآخر، مهما كان رأيه. يكاد يشبه ما قاله الاديب سعيد تقي الدين عن الرأي العام. والاكيد أن قلة تعرف ما قاله.

يحتاج لبنان الى مساحة نقاش تشبه تلك التي حملت آراء غسان كنفاني ومثقفين وسياسيين عرب ملأوا مقاهي بيروت وصحفها نقاشات، والاجتماعات الفكرية التي يتحدث عنها الأباتي بولس نعمان في مذكراته، وحوارات مهدي عامل، وصخب الحركة الوطنية وقياداتها. يحتاج لبنان إلى هدوء الياس سركيس ورصانته، يحتاج الجميع الى التواضع والنقاش، لا الى صراخ وحوار أحادي. لسنا في زمن موسوليني.

 

متلازمة ستوكهولم اللبنانية

د.مصطفى علوش/نداء الوطن/10 آب/2019

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء... وداوني بالتي كانت هي الداء" -  أبو نواس

ظهر مصطلح "متلازمة ستوكهولم" منذ أربعين عاماً، وذلك مع انتهاء حصار استمر ستة أيام على أحد البنوك.

غالباً ما يجري ربط هذا المصطلح بما حدث لباتي هيرست، إبنة أحد الأثرياء من كاليفورنيا، والتي كان قد اختطفها بعض المسلحين الثوريين العام 1974، لتبدي تعاطفاً مع مختطفيها وتشاركهم في إحدى عمليات السطو، قبل أن ينتهي بها الأمر لأن يتم إلقاء القبض عليها ويحكم عليها بالسجن. محامي الدفاع عن هيرست قال إنها كانت تعاني مما يعرف بمتلازمة ستوكهولم، وهو المصطلح العلمي لتفسير المشاعر غير المنطقية التي يشعر بها المختطَفون تجاه مختطِفيهم.

ولكن ما دخل ستوكهولم في القضية؟

في الثالث والعشرين من آب العام 1973، احتُجز أربعة أشخاص داخل بنك في ستوكهولم عاصمة السويد من قبل سجناء سابقين. وبعد انتهاء ذلك الاحتجاز، بدا على المخطوفين أنهم قد بنوا علاقة إيجابية مع الخاطفين.

من هنا نشأت فكرة متلازمة ستوكهولم بعد أن وضع علماء النفس المتخصصون بعلاج ما بعد الصدمات معايير المتلازمة كما يلي: "في البداية، يتعرض الناس فجأة لشيء يحدث رعباً في نفوسهم، مما يجعلهم متأكدين من أنهم على مشارف الموت. ثم يمرون بعد ذلك بمرحلة يكونون فيها كالأطفال غير قادرين على الأكل أو الكلام أو حتى الذهاب لقضاء الحاجة من دون الحصول على إذن. بعدها يقوم المختطف ببعض الأعمال الطيبة تجاه المخطوفين، كتقديم الطعام لهم، من شأنه أن يحفز لديهم شعوراً بالامتنان لمنحهم الحياة. يتكوّن عندها لدى الرهائن شعور إيجابي قوي أصيل تجاه خاطفهم، يرفضون من خلاله أن يكون ذلك الشخص هو من عرّضهم لذلك الموقف، ويتأصل لديهم شعور بأنه هو الشخص الذي سيمنحهم الفرصة للعيش".

يؤكّد معظم علماء النفس أن هذه المتلازمة حالة نادرة جداً في عالم الإجرام والإرهاب، ويقول البعض إن الحالة قد تؤدّي أحياناً إلى نوع من التعاطف من قبل الخاطف تجاه ضحاياه مما يمنعه من أذيتهم.

السابع من آب هو ذكرى ليوم قمعي التصقت بصور ما كابده اللبنانيون من خلال اختطاف النظام السوري للبنان، بالتعاون مع عهد اميل لحود . في ذاك اليوم بطش رجال النظام الامني بمئات الناشطين من التيارات والقوى السيادية من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الوطنيون الأحرار" من الناشطين غير الحزبيين امام المجلس العدلي. ثم استكملت الحملة باعتقالات حيث ارتفع عدد المعتقلين الى المئات. جرى ذلك على خلفية الزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك التاريخي للاستقلال اللبناني الحديث الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى الجبل مطلقاً شعلة الانتفاضة من خلال النداء الأول السيادي للمطارنة الموارنة الشهير العام 2000.

ماذا يعني كل ذلك؟ بالمختصر هو أن الإنتفاضة بدأت بزيارة البطريرك إلى الجبل بالتواطؤ مع وليد جنبلاط، الذي كان واعياً تماماً أن تلك المبادرة ستثير حنق النظام السوري، الذي بنى وجوده في لبنان على أساس أن اللبنانيين بقبائلهم الطائفية سيبقون بحاجة للرعاية من قبل منظومة هي وحدها القادرة على إدارة شؤونهم. لكن الشراكة بين وليد جنبلاط والبطريرك كانت الإنطلاقة الحقيقية لمسار تراكمي أدى إلى دخول قوى أخرى فيه، أسست لانتفاضة الإستقلال في الرابع عشر من آذار، التي لم تكن لولا انضمام الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى ركب المطالبين بالسيادة، والتي دفع بالمحصلة حياته ثمناً لموقفه.

ما دخل متلازمة ستوكهولم بكل هذا؟ الواقع هو أننا متفقون مع محازبي "التيار الوطني الحر" بأن السابع من آب هو إحدى المحطات الكبرى في المسار الإستقلالي اللبناني، وأن المختطف هو بالأساس النظام السوري الذي ما زال رأسه موجوداً في سوريا اليوم.

لكن ما هو غير مفهوم يستند إلى قيام أركان "التيار" البرتقالي باستهداف كل الرموز التي ساهمت بالفعل في فك أسر لبنان من الخاطف السوري.

فمن ناحية المثلث الرحمة البطريرك صفير، لم يتوان البرتقاليون عن الإساءة إليه حتى بعد وفاته، ووليد جنبلاط اليوم يتعرض لحملة شرسة لتحجيمه وضرب زعامته من قبل أركان "التيار". ورفيق الحريري الذي دفع حياته ثمناً للسيادة، تحول إلى "فقيد العائلة" وتياره إلى "سارق الحقوق". لكن الأخطر، هو أن الإستفزاز المتكرر لزعيم "التيار الوطني الحر" في الجبل والشمال، وخطاباته الشعبوية، والتعاون المريب مع النظام السوري في التصريحات والمواقف، تدعو كلها إلى الشك أن قيادة "التيار الوطني الحر" واقعة تحت تأثير متلازمة ستوكهولم. فالجو الطائفي الذي يتفنن بإذكائه زعيم "التيار الوطني الحر" يوحي بالحنين إلى زمن الوصاية يوم كان الوفاق يفرض بناء لتوجيه المخابرات السورية، واستهداف رموز معادية للنظام السوري يوحي بأن تيار الرئيس يقوم بما لا يمكنه هذا النظام القيام به إلا بتعاون مع حليف نافذ داخلي. والأهم هو أن حلفاء "التيار الوطني الحر" اليوم، هم بأكثريتهم الساحقة من أتباع أو حلفاء النظام السوري.

 

المصالحة والحرب تحت عباءة الزعيم… خطوط التماس خالدة!

اسكندر خشاشو/النهار/10 آب/2019

منذ تأسيس دولة “لبنان الكبير” وما تلته من حروب أهلية، كانت أغلبيتها، حتى لا نقول كلّها، ذات طابع طائفي، وبعد كل جولة كانت تنتهي بمؤتمرات أو ما يسمى بـ “مصالحات” تكرس رابحاً وخاسراً، ليعود الخاسر وينقضّ على هذه المصالحات وينتفض على شريكه في الوطن بمسميات وتعود لعبة الطوائف من جديد.وبعد الحرب الأهلية الأخيرة التي انتهت باتفاق “الطائف”، مكرّساً أيضاً منطق الغالب والمغلوب، خفُت صوت الرصاص وجرت المصالحات خصوصاً في المناطق التي شهدت أعنف المعارك الطائفية، لكن كل هذه المصالحات بقي تحت سقف الزعيم الطائفي الذي لم يتغيّر وتالياً لم يتبدّل معه شيء، بغض النظر عن الكلام والمبالغات وقصائد الحب في العيش المشترك والتعايش؛ ففي أيام الحرب، وأثناء الكلام على هدنة، يخرج المقاتلون على خطوط التماس ويلعبون طاولة الزهر ويتبادلون الطعام، وعند انتكاس الهدنة بين زعماء الطوائف يعودون الى إطلاق النار بعضهم على بعض.

وبعد مرور نحو 30 سنة وما حدث عبرها، وحتى بعد عام 2005 وفسحة الامل التي بان هلالُها بالقفز فوق المذاهب والطوائف ونقل الخلاف من طائفي- مذهبي إلى سياسي (باعتبار الجهتين المتخاصمتين من طوائف ومذاهب مختلفة)، لا يلبث ان يعود اشتباك واحد، ولو بسيطاً، بين زعيمين من طائفتين او من مذهبين مختلفين حتى تعود وتشتعل النار وترتسم خطوط التماس من جديد، وأبلغها ما نشهده في الوقت الراهن بعد قضية #قبرشمون الاخيرة، فتصريح واحد أو حادثة، كفيلة مهما كان حجمها، أن تعيد الأمور عشرات السنين الى الوراء.

فرغم العمل المضني على منطقة الجبل بالذات، وما شهدته من مصالحات واحتفاليات ومراسم توبة وغفران وقداديس، كاد خطاب سياسي واحد أن ينسف كل ما بُني ويعيد منطق الحروب، فاستُيعدت الخنادق الافتراضية ونفض الغبار عن البدلات العسكرية التي ظهرت صورها بشكل كثيف، ولعلعت أناشيد الحرب ووصل الخطاب الطائفي إلى حدود غير مسبوقة. وجولة صغيرة في وسائل التواصل الاجتماعي كفيلة بأن تجزم لك بأن الزمن توقف في أواخر السبعينات وعادت المعارك الى الساحة بأسماء ووجوه جديدة تحمل ذات النفس القديم ولم يعد ينقص سوى بعض السلاح لتعود جبهات سوق الغرب ودير القمر وبحمدون ومآسيها وويلاتها، لا بل إن بعضهم ذهب ابعد واستعاد سنوات 1840 وتكلم بلغتها وعاد زمن الأمراء الشهابيين والتنوخيين وعدنا معه مئتي سنة الى الوراء.

في هذا السياق، لا يرى رئيس لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي محمد السماك الوضع بهذه السوداوية، لافتاً الى القمة الروحية التي عقدت عقب الأحداث الاخيرة في الجبل وكيف تداعى كبار القادة الروحيين من المذاهب السبعة عشر الى الاجتماع مرددين ومجمعين ومشددين على عبارة واحدة وهي “وحدة العائلة اللبنانية”، وهي خيار صادق لدى هذه الشخصيات المدركة لخطورة الاوضاع والمصرة على العمل عليه كلّ في دائرته على الارض”.

ويقول في حديث لـ”النهار” إن “الانقسام السياسي في وقتنا الراهن هو موضعي وبعيد من الروح اللبنانية ولا يجسد صورة لبنان الرسالة التي عبّر عنها البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته الى لبنان”، مشيراً الى أن “المجتمع اللبناني لم يرقَ بعد حتى الساعة الى مستوى هذه الرسالة”.

ويتابع “لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك من حمل هذه الرسالة على أكتافه، وخصوصاً على المستوى الديني وممثلي الطوائف، وهم لا يزالون يعملون على تثبيتها رغم المشاكل التي تواجههم في الاستثمار السياسي الطائفي لأي حدث”.

ويعود السّماك بالذاكرة الى “حراك المجتمع المدني منذ سنتين وكيف تطور وكبر بسرعة كبيرة متجاوزاً جميع الاعتبارات الطائفية لكنه حوصر وضرب من الزعماء السياسيين، ونستطيع القول إن الجميع اتفقوا على محاربته لأنهم رأو فيه خطراً على زعاماتهم ورغم نجاحهم في عرقلته الاّ انه لا يغير بطبيعة الحال وجود مجتمع مدني في لبنان يؤمن ويعمل على تغيير الواقع، وهو في توسع مستمر رغم كل الحملات”.

ويختم: “صحيح نحن لسنا في حالة جيدة وما زلنا بعيدين عن اقامة وطن الرسالة وما زال الاستثمار السياسي للصراعات مستمراً، لكن الامل لم ينقطع باتساع دائرة الوعي وهو يواكب بجدية من القيادات الدينية”، مبدياً تفاؤله “بالتصدي للحالات السوداوية التي تعود بين الحين لتطفو على السطح”.

في المقابل، يرى الأستاذ في علم الاجتماع السياسي الدكتور ملحم شاوول أن “المكونات اللبنانية هي مزيج من العائلية – الطوائفية وكانت عند كل طائفة ترجح دفة فئة على الاخرى؛ فمثلاً، عند الدروز والشيعة كانت الزعامات العائلية تتقدم على الزعامات الروحية أو الطائفية أما عند المسيحيين فكان هناك شبه تعادل بين الزعامتين”، مضيفاً “فمنذ تأسيس دولة لبنان وحتى العهد الشهابي اتفقت هذه المكونات على تنظيم أمورها ضمن اطار ما عرف بالدولة، ورغم ذلك بقيت على اقتناع على أن الانتماء الى الدولة سيقلص تأثير الأحزاب والعائلات لصالح الاطار العام او الدولة”.

ويقول في حديثه إلى “النهار”: “لكن الحرب وقعت وخلال الحرب استعر التحشيد وتنمية الشعور الانتمائي الى العشيرة، وهذا ما تقوم المجوعات كافة خلال الحروب مثل التحشيد الإثني لدى الاكراد، والتحشيد الطائفي على مستوى لبنان، حيث لم يكن ثمة وجود للمذهبية التي ظهرت حديثاً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة”، مشيراً الى أن “تغذية وتنمية الروح الغرائزية والطائفية وتثبيت شعور الخوف تسمح بتحشيد الناس بأقل كلفة وهذا ما عمل عليه الزعماء اللبنانيون خلال فترة الحرب”.

ويردف: “وما زلنا حتى يومنا هذا تتحكم بنا جدلية شعب خائف متوتر ونخب سياسية اكتشفت انها ستكون دائماً في حالة فضلى إذا غذّت هذا الشعور بخطاب متوتر متعصب بعيداً من الانفتاح”، لافتاً الى ان “لا شيء تغير منذ انتهاء الحرب حتى يومنا ولم نرَ غير حضّ على مأسسة الحالة الطائفية على حساب الدولة والانتظام العام”.

ويعود شاوول إلى الطروحات السياسية “من قانون الانتخاب الطائفي الى التقسيمات المناطقية التي تثبّت الانتماءات العشائرية الى احتفاظ فئة معينة بسلاحها ما يخلق خوفاً من الأطراف الأخرى على نفسها، أضف الى الوضع الاقتصادي الذي يوجد حالاً من التوتر الاجتماعي له طابع إجرامي كالسرقة والقتل”، مؤكداً ان “أحداً لم يقدم مشروعاً سلمياً حقيقياً غير مبني على احتكار السلطة وإبقائها تحت عباءته، حتى حركات المجتمع المدني لم تستطع حتى اللحظة من كسر هذا المشروع رغم المحاولات التي بقيت خجولة”.

ويختم شاوول بالتأكيد على أن “الوضع سيراوح مكانه ما دامت الجماعات متوترة وخائفة وستكون في حالة تحشيد كبيرة ما لم يقدم لها بديل، وهو ما لم يحدث.

 

لقاء المصالحة: قليلٌ من الثلج على التورّم

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 10 آب 2019

اوحت الساعات القليلة التي سبقت لقاء قصر بعبدا في حضور الرؤساء الثلاثة وطرفي النزاع الدرزي وليد جنبلاط وطلال ارسلان، انه حاصل بتوقعات مخفوضة. هو اقرب الى وضع قليل من الثلج على التورم منه معالجة الورم

عوّلت جهود ليل الخميس وقبل ظهر الجمعة على حصول مصالحة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، فإذا الساعات الاخيرة الممهدة لها ركزت على الشق الشكلي فيها اولاً - وهو مهم في ذاته - المرتبط بلقاء الرجلين، على ان يصار الى إنجاح المضمون في اللقاء نفسه.

هذه الخلاصة كانت افضل ما يمكن توقعه حتى انعقاد الاجتماع: حضر جنبلاط بعد ايام قليلة على قوله انه لا يشارك في لقاء مصالحة مع ارسلان في قصر بعبدا، وبعد ساعات على قوله ايضاً ان رئيس الجمهورية وفريقه يريدان «الانتقام». كذلك حضر ارسلان قبل ان يتحقق اي من شروطه للمصالحة. لم يُرد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، عرّاب هذه المصالحة، اساساً من مساعي الليلة السابقة وتواصله مع رئيس الحكومة سعد الحريري سوى الفصل الكامل ما بين حادثة قبرشمون واستعادة مجلس الوزراء اجتماعاته، آخذاً في الاعتبار ان المصالحة الجدية تحتاج الى وقت بعدما تسببت نزاعات جنبلاط وارسلان في اهدار دم درزي في الشارع مرتين على التوالي في سنة واحدة تقريباً، في الشويفات وقبرشمون. في المقابل كان القاسم المشترك الوحيد بين جنبلاط وارسلان ان وزراءهما لا يحضرون مجلس وزراء لا يأخذ بشروط كل منهما، بذلك التقيا وحلفاؤهما على تعطيل الجلسات.

صباح امس خابر بري ارسلان وطلب منه المشاركة في لقاء المصالحة في قصر بعبدا برعاية الرؤساء الثلاثة، بعدما كان تحدث مع عون والحريري وجنبلاط، فرد بالتحفظ، موافقاً فحسب على لقاء «مصارحة». من ثم اتصل ارسلان برئيس الجمهورية وكرر له الموقف نفسه، مفضلاً الاتفاق سلفاً على معالجة متكاملة لمشكلة قبرشمون. خابر ارسلان من ثم رئيس المجلس موافقاً على لقاء وفق مواصفاته هو، ارفقه باصدار بيان بذلك. جواب بري ان المطلوب في الاساس اللقاء، ثم يصار الى طرح كل المواضيع. عند هذا الحد اكتملت حلقة الحضور.

هل يُستكمل لقاء قصر بعبدا بفتح قنوات حوار بين حزب الله وجنبلاط؟

بيد ان بضعة معطيات احاطت بجهود الساعات الاخيرة، وتركت تأثيراً متفاوتاً على استعجال اللقاء:

اولها، بيان كتلة نواب حزب الله الذي دعا الى وقف السجالات والمماحكات، اعقبه تعميم داخلي من جنبلاط الى نواب حزبه بوقف السجالات ايضاً حيال كل من التيار الوطني الحر وارسلان. لم يخفِ حزب الله تضامنه مع ارسلان ووقوفه الى جانبه، الا انه حذر من التلاعب بأمن الجبل واهدار دم درزي - درزي فيه. كل ذلك لا يحجب خلاف حزب الله مع جنبلاط وانقطاع التواصل معه، والمحافظة على هدنة القطيعة، الا ان بعض المعلومات رجح، بالتزامن مع لقاء المصالحة، فتح قنوات حوار محددة مع الزعيم الدرزي مجدداً.

ثانيها، البيان غير المسبوق للسفارة الاميركية بتحدثه عن قضية ذات بعد امني محض، في الظاهر على الاقل، هي حادثة قبرشمون واقران الكلام عنها بالدعوة الى مراجعة قضائية شفافة، وتجنيب الحادثة مواقف سياسية ونعرات طائفية ومناطقية. ليس قليل الاهمية ان بيان السفارة التي غالباً ما تحاذر الخوض في مسائل حساسة كالقضاء، لم يصدر قبل تشاورها مع الادارة الاميركية. منذ وصول السفيرة مورا كونيللي الى لبنان عام 2011 الى السفيرة الحالية اليزابيت ريتشارد، احجمت السفارة عن الافراط في إظهار التدخل في شؤون محلية على غرار ما كان السفير جيفري فيلتمان، مكتفية بتبادل المعلومات والمواقف مع اصدقائها اللبنانيين بعيداً من الاعلام. لذا احتاج هذا البيان الحساس الى إذن من الخارجية الاميركية، ناهيك بأنه يبدو موجهاً فحسب الى رئيس الجمهورية وفريقه، باعتبار انهما متهمان بالتأثير على القضاء من جهة وامساكهما بمفاتيح هذه السلطة من الوزير صعوداً الى مجلس القضاء الاعلى نزولاً الى القضاة الكبار. بالتأكيد لم تعنِ السفارة، في الاشارات السلبية التي تناولها البيان، جنبلاط احد اقرب اصدقائها اللبنانيين الذي التقى باركانها قبل ايام، اضف انه يتحضر لتكريم فيلتمان مساعد الامين العام للامن المتحدة مع قرب احالته على التقاعد.

مع ان البيان تحدث عن نقاط مبدئية كنزاهة التحقيق، الا انه انطوى بالفعل على مضمون سياسي مضمر، هو لفت الافرقاء اللبنانيين، المنقسمين، الى ضرورة التنبه الى عدم الاخلال بخطوط التماس المنصوبة بينهم منذ عام 2005 بسبب حادثة قبرشمون، والحرص على ابقاء هذا التماس هادئاً ومستقراً، وإن بعيداً من اصطفاف 8 و14 آذار. ليس خافياً، تبعاً للمطلعين على دلالات بيان السفارة الاميركية، ان الاميركيين يأخذون في الاعتبار الانقسام الداخلي الحالي بين رئيس الجمهورية وحزب الله وحلفائهما، وبين جنبلاط وحزب القوات اللبنانية في مقلب مناوئ. بين الفريقين، يتقلّب الحريري من غير ان يفقد علاقته بكل منهما. اذ استقر رئيس الحكومة على المعادلة المعقدة التالية: لا يريد الاشتباك مع رئيس الجمهورية، ولا الخلاف مع حزب الله، ومتمسك بالتسوية مع الوزير جبران باسيل، ولا يسعه التخلي عن جنبلاط او التحرّك في معزل عن برّي. الاهم في ذلك كله ان يقطف من اليمين واليسار في آن.

ثالثها، لعل الايجابية الرئيسية المنبثقة من لقاء المصالحة انها اتاحت المصافحة، وتالياً رغبة جنبلاط وارسلان في الخروج من دوامة العنف الدرزي - الدرزي، ما قد يؤول الى طي صفحة ما حدث في الشويفات وقبرشمون على السواء. بيد ان قلب المشكلة واولها لم يُسوَّ بعد. قبل ايام تجاوز الحزب التقدمي الاشتراكي الخلاف الدرزي - الدرزي عندما اعاد، في مؤتمره الصحافي، النزاع الدموي الى اصله السياسي، وهو الخلاف مع باسيل والتيار الوطني الحر، واستطراداً توجيه سهام الى رئيس الجمهورية. بيد ان هذا الشق من المشكلة لا يزال عالقاً، وهو ما حمل جنبلاط، منذ 30 حزيران، على القول انه مستهدف ككيان وزعامة. بالتأكيد لم يعنِ ارسلان، بل كل ما ترتب على مرحلة ما بعد انتخابات 2018.

 

وئام الأديان وكرامة الإنسان

إميل أمين/الشرق الأوسط/10 آب/2019

وسط زخم الأحداث السياسية وتطورات المشهد في الخليج العربي والشرق الأوسط، لم يتنبه الكثير منا إلى حدث فريد أحسنت كثيراً جداً رابطة العالم الإسلامي في الدعوة إليه وتبني انعقاده، ونعني به قمة «وئام الأديان»، التي انعقدت في العاصمة السريلانكية كولومبو، المدينة المكلومة التي شهدت تفجيرات عيد الفصح الماضي، التي راح ضحيتها الأبرياء من المصلين الآمنين صباح العيد الحزين.

اختيار رابطة العالم الإسلامي المكان أمر لا يخلو من إرادة طيبة خلاقة، وعقل واعٍ مبدع، وكلاهما لديه رسالة، وهي أن الأديان إنما جاءت من أجل صون كرامة الإنسان، وحقه في الحياة والنماء لا الموت والفناء، وإن كان الإرهاب الأعمى ومشاعر الكراهية والموت قد خيّل إليها أنهما كسبا جولة، فقد آن أوان العالم أن يقف بالمرصاد للمرجفين وأصحاب الفتن ليكسب الخير الحرب كلها، بجولاتها وصولاتها كافة.

أصبحت دور العبادة اليوم هدفاً للإرهاب والإرهابيين، وكأن هناك من يعمل في الخفاء لنشر سر الإثم عبر استهداف المصلين، فقد رأينا مجزرة في كرايستشيرش النيوزيلندية، راح ضحيتها مسلمون، وبعدها كانت كنائس سيرلانكا وما وقع داخلها من ضحايا، وفي الولايات المتحدة لم توفر الكراهية الحمقاء كنيساً يهودياً في ولاية كاليفورنيا، ومن قبله جرى هجوم على كنيس آخر في ولاية بنسلفانيا... هل من رابط يجمع هؤلاء جميعاً؟

إنها إرادة الخصام التي يسعى البعض لترويجها عوضاً عن حياة الوئام التي يتوجب أن تسود عالمنا، هذا إن أردنا الخلاص من أدران العالم المعاصر والجانب المظلم من العولمة الآثمة.

أهم ما نادت به وركزت عليه قمة «وئام الأديان»، وهو ما يتوجب السعي في طريقه في حاضرات أيامنا، هو تعميق عزيمة أهل الخير والمحبات لدى أتباع الأديان حول العالم، وهم في طريقهم لإيضاح الهدف الرئيسي للأديان، أي تجذير المحبة ونشر السلام وتوطيد الوئام.

في مداخلته عبر جلسات المؤتمر كان الرئيس السريلانكي يضع العالم بأجمعه أمام كارثة لا حادثة محدقة بالجميع شرقاً وغرباً، ومن غير أي مقدرة على الفكاك منها، إنها معضلة خطاب الكراهية، ذاك الذي بات يطير وينتشر عبر الأثير ويتنفسه البعض الآخر كالهواء، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى الداخل الأميركي وما جرى خلال الأيام القليلة الماضية في كاليفورنيا وأوهايو، من إرهاب مجنون بعضه جرى برسم الصراع العرقي، وآخر نوعي، وقبلهما كان الصراع الديني، حين فتح أحد الإرهابيين اليمينيين البيض، نيران سلاحه الرشاش على كنيسة يؤمها الأميركيون من أصل أفريقي.

أي جنون يجتاح العالم، وهل هذا هو ثمن التقدم التقني للبشرية، في حين أخلاقياتها تذوب ومؤمنوها يصبحون عرضة لمدافع الجبناء والموتورين من الملحدين المعاصرين، الذين كفروا بالإنسان قبل الأديان؟

وضع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى يده على مكامن الجرح البشري حين أشار إلى حقيقة مؤلمة، كان لا بد له من أن يصارح بها لا المجتمعين في القمة فقط، بل المؤسسات الأممية كافة، وهي أن هناك تساهلاً حصل تجاه السماح بترويج المواد الأولية للتطرف العنيف والإرهاب، ويأتي في مقدمتها خطاب الكراهية والعنصرية والاستعلاء المقيت على الآخرين بغطرسة الآيديولوجيا الدينية والعرقية.

خطاب الدكتور العيسى ينبهنا إلى إشكالية خطيرة، وهي الخلط بين حدود حرية الرأي وحدود خطاب الكراهية، فقد رفضت الكثير من دول العالم الوقوف صفاً وحداً عبر سنّ تشريعات واجبة الوجود تحرّم وتجرّم مثل تلك الخطابات، بدعوى أنها تحاصر الحق في إبداء الرأي وحرية الفكر، مع أن الأصل في تلك الحقوق هو تكريم الإنسان، وليس جعلها منصة للأسلحة الفتاكة التي تحرمه من حقه الأول في الحياة، والذي لا يمكن لأحد أن يسلبه منه، لكنها الازدواجية القاتلة في بعض الخطابات الرسمية الغربية بنوع خاص.

يحتاج عالمنا المعاصر إلى مبادرات إنسانية إبداعية وخلاقة.. مبادرات تبني الجسور وتهدم الجدران بين الأمم والشعوب والقبائل.. مبادرات تقرب من القلوب وتشعر الآخر بالتعاطف الصادق الإنساني والإيماني، الأصلي لا المزيف، الأمر الذي استشعره السريلانكيون بحق من مبادرة رابطة العالم الإسلامي، التي حاولت مساندة أشقاء في الإنسانية يمرون بلحظة هوان تسبب فيها الأشرار، وحاولت تعميق الجرح الذي أصاب كل السريلانكيين على حد سواء.

والشاهد، أنه حين يقوم الدكتور العيسى، الذي تتجلى فيه ملامح الإسلام السمح المتصالح مع الآخر، والمؤمن بفلسفة التعددية والحكمة الربانية من ورائها، بزيارة إلى كاردينال سيرلانكا وتطييب خاطره، فإن العالم برمته وليس السريلانكيون فقط يرون في الزيارة جسراً من المودات التي تعمر الأرض وتقيم عالماً صالحاً لأصحاب القلوب الطيبة، عالماً يتبادل فيه الواحد مع الآخر مشاعر التقدير، وعواطف المحبة، وتمتد فيه الأيادي بالتعاون المتبادل لا بالرصاص المهلك.

من جديد يأتي صوت جان بول سارتر فيلسوف الوجودية الأشهر بتعبيره المثير والخطير: «الآخرون هم الجحيم»... ليس هذا هو العالم الذي نتمناه... المحبة هي الأصل والكراهية هي الصورة المنحولة.

 

حماس” صناعة إيرانية

مشعل ابا الودع الحربي/السياسة/10 آب/2019

عندما تأسست حركة “حماس” كان الغرض المعلن لها الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي، لكن اتضح بعد ذلك ان “حماس” كانت خنجرا مسموما في ضهر الشعب الفلسطيني والعالم العربي لانها صناعة ايرانية بامتياز، وبداية اللعبة كانت من انقلاب “حماس” على الشرعية في غزة منذ اكثر من12عاما، وهذا هو نهج الميليشيات والحركات التي صنعتها ايران، كما فعلت جماعة الحوثي الارهابية وانقلبت على الشرعية في اليمن.

في شهر يوليو الماضي زار وفد من “حماس” ايران بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، والتقى الوفد المرشد الايراني علي خامنئي لتقديم فروض الولاء والطاعة، وتجديد العهد، وهذه الزيارة كان الهدف منها مساندة ايران بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وهذا ما اكده العاروري خلال اللقاء مع خامنئي، و”حماس” تقف في الصفوف الاولى والخط الامامي للدفاع عن ايران، وان الاهداف الاسرائيلية في الاراضي المحتلة تقع تحت مرمى صواريخها، واكد ان اي عمل معاد لايران معاد لفلسطين وتيار المقاومة.

كلام العاروري يؤكد ولاء “حماس” لايران ونظام الملالي وليس للشعب الفلسطيني، ولم نر دفاع الحركة عن دول عربية واسلامية تتعرض لاستهداف من ايران بالصواريخ، رغم دعم هذه الدول للقضية الفلسطينية، ولها مواقف تاريخية تفوق تصريحات الملالي وعصاباتهم الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية.

“حماس” التي ترى نفسها بالصفوف الامامية مع ايران ضد الولايات المتحدة، لا نعرف ماهو موقفها من استهداف ايران والحوثيين بالصواريخ مكة المكرمة قبلة الاسلام والمسلمين، واستهداف مطارات المملكة التي تستقبل المدنيين والمعتمرين؟ فهذه الحركة لا تنتمي للعرب لانها صناعة ايرانية صفوية فارسية وذراع نظام الملالي ضد الدول العربية. ايران التي تتاجر بالقضية الفلسطينية لم تدافع عن فلسطين، ولم تدخل في حرب معها بشكل مباشر، كل ما تفعله فقط دعم ميليشياتها سواء”حماس” او “حزب الله” بصواريخ خردة، لا تسمن ولاتغني من جوع، حتى لو وصل مداها الى عمق تل ابيب، لكن ليس لها تأثير اذ يمكن اصطيادها بسهولة جدا، وبأقل تكنولوجيا، وهذه الصواريخ ليست دفاعا عن الشعب الفلسطيني، كما تزعم ايران، بل لتخفيف الضغط عنها، ولفت الانظار بعيدا عن انشطتها الارهابية.

ايران لم تتحرك عندما اعلن ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، ولم تفعل شيئا عندما اعترفت الولايات المتحدة بضم الجولان الى اسرائيل، رغم وجود ايران وميليشاتها في سورية، لكن كل ما تفعله تشجع “حماس” على احتلال غزة وقتل الشعب الفلسطيني، وتعميق الانقسام الداخلي، لذلك لاتنتظروا مقاومة من اتباع ايران لانهم صناعة ايرانية وليست عربية.

 

شكسبير والمتنبي... تحالف الشعر

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/10 آب/2019

مات الكثير من المبدعين انتحاراً، بقتل أنفسهم بأيديهم، أو كمداً وغماً جراء الهزيمة في معركتهم مع الزمن. المتنبي قال: إنه لم ينهزم، أي لم ينتحر. بل انتصر بما لقيه من تكريم من علية القوم لأنه لم يهن ولم يخضع للزمن. كان هناك شبه إجماع من الفلاسفة والمفكرين أن الوعي، أي «فعالية العقل» هو المحنة الأولى للإنسان، والزمن هو المطرقة الأضخم التي تدق فوق رأس الإنسان بلا توقف، فيندفع ينظم سلاسل الأسئلة الطويلة. تلك كانت حلقة الشقاء الأبدية. لقد حمَّل هيغل ذلك الكائن الرهيب «الوعي» حمَّله لعنة المأساة الإنسانية الأبدية، في دراسته العميقة الرائدة «فينو مينولوجيا الروح»، يقول هيغل: «إن الفن والدين والفلسفة هي الأشكال العليا للوعي - للروح». وهذا الوعي الشقي، كما يسميه هيغل هو الذي يوقع كبار المبدعين في حبائل المواجهة مع الزمن في معركة متواصلة لا تتوقف، بل يزداد وطيسها اشتعالاً مع ارتفاع درجة حرارة الوعي الشقي والمشقي.

تلك كانت لعنة الكبار دائماً، كما صورها ويليام شكسبير، ومن قبله صورها شاعرنا الكبير المتنبي بكل الألوان.

قال شكسبير في «السونيت 63»:

«ضدَّ زمن سيكون فيه حبيبي كما أنا الآن

بالياً ومسحوقاً بيد الزمن الفاتكة

حين تكون الساعات قد امتصت دماءه».

الحوار الصارخ دائماً والخافت أحياناً بين الكبار والزمن معزوفة حزن وفكر.

الشقاء هو لعنة العقل الأبدية، والزمان هو الحطب الذي لا يتحول إلى رماد أبداً، لقد سبق المتنبي، هيغل، عندما ربط الشقاء بالعقل:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

الدنيا خضمٌ ثقيل ظالم، الناس لا ترحم، يدفعهم الزمان فيدفعون بعضهم عنوة، وهكذا تشتعل الحروب الكبيرة والصغيرة، يمضي الجميع ويبقى الزمان:

صحب الناسُ قبلنا ذا الزمانا

وعناهم من أمره ما عنانا

وتولوا بغصَّة كلهم منه

وإن سرَّ بعضهم أحيانا

ربما تحسن الصنيع لياليه

ولكن تكدر الإحسانا

وكأنا لم يرض فينا بريب الدهر حتى أعانه من أعانا

كلما أنبت الزمان قناة

ركَّب المرء في القناة سنانا

قال المتنبي هذه القصيدة في مصر في أيام محنته الإنسانية العميقة. لم ينشدها لكافور، كانت المونولوج الحارق، فقد انهارت آخر صروح أحلامه، كانت تلك بداية حلقة التنازل لسطوة الزمن. انطلق يروّض نفسه، كانت تلك القصيدة منه وله، لم تكن لحاكم أو أمير، لا مدح ولا هجاء، وكأننا أمام أبي العلاء المعري، أو أبي العتاهية. لقد اختتم الشاعر قصيدة الحكمة هذه ببيت لا يبلى:

كُلُّ ما لم يكن من الصعب في الأنـــــ

ـــــــــفس سهل فيها إذا هو كانا

في «السونيت 123» يخاطب شكسبير الزمن بلغة المتحدي المستسلم، المعترف بسطوة الزمن، في هذه المعزوفة (المونولوج) المزدوج، يقول للزمن أنه لم يتغير، لكن الأمر لي.

كذلك، لقد اختار المترجم الشاعر كمال أبو ديب عنواناً لهذا السونيت «سأكون صادقاً»، هذا العنوان شخَّص ما في أعماق الشاعر، ومثلما أبدع المتنبي رؤية اقتراب حكيمة من الزمان والناس، ساق شكسبير تأملية التحدي في مقاربة تصدٍ وجودية، لكنها بصوت اعتراف:

لا! أيها الزمن، لن تتباهى بأنني قد تغيرت

إن أهرامك المبنية بقوة جديدة

ليست بالنسبة لي شيئاً جديداً أو غريباً

بل هي أردية تكسو منظراً قديماً.

إنَّ آجالنا وجيزة، ولذلك نعجب بما تطرحه علينا

وهو عتيق،

ونفضل أن نعتبره وليداً لرغباتنا

على أن نفكر أننا قد سمعناه يُروى من قبل.

إني لأتحدَ سجلاتك كما أتحداك

دون أن أتعجب من الحاضر أو من الماضي

لأن سجلاتك، وما نراه، كلها تكذب

وكلها تكاد تكون وليدة استعجالك المستمر

إنني لأقسم على هذا، وهذا سيكون إلى الأبد

سأكون صادقاً وفتياً رغم منجلك ورغمك.

كثيراً ما تأخذ المفكرين والمبدعين والفلاسفة عزَّة العقلِ إلى كوَّة الوهمِ وإثمِ الخيال، لكن الزمن وسطوته القاهرة تضرب دائماً رؤوس الجميع، فيعودون بالقوة نفسها يقرأون حقائق الغريم كل، بدرجة عقله ورؤيته.

المتنبي أعلن في خضم سباحته في لجج المعركة بيان أو «مانفستو» الناس والزمان، في قصيدته التي قالها مبكراً في صباه يمدح أبا المنتصر شجاع بن محمد بن أوس بن الرضى الأسدي؛ أعلن قراءته للقادم من الزمان، ويكاد دارسو المتنبي يجمعون على أن مطالع قصائده التي لا تقف على الأطلال، ويتجاوز فيها النسيب المتكلف، تتدفق بفورات اعتزازه بنفسه، وتعلن مفردات طموحه، ويبدع في أخرى جواهر حكمه وأقواله التي يرددها العرب وغيرهم إلى اليوم. قال في هذه القصيدة التي تعيش معنا إلى اليوم بقوة كلماتها ومضمونها:

وعذلتُ أهلَ العشقِ حتى ذقتُه

فعجبتُ كيف يموتُ من لا يعشق

أبني أبينا نحن أهل منازل

أبداً غراب البين فيها ينعق

نبكي على الدنيا وما من معشرٍ

جمعتهم الدنيا ولم يتفرقوا

أين الأكاسرة الجبابرة الألى

كنزوا الكنوز فما بقين وما بقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه

حتى ثوى فحواه لحدٌ ضيقُ

خرسٌ إذا نودوا كأن لم يعلموا

أن الكلامَ لهم حلالُ مطلقُ

والموتُ آتٍ والنفوسُ نفائسُ

والمستغِرُ بما لديه الأحمق

نستطيع أن نقول إن المتنبي بدأ من بالزمان وانتهى به، وكل قفزاته وتوهجاته الفلسفية تتمحور حول الناس والزمن وهل الحياة غير هذين؟

 

“الهدوء قبل العاصفة” أو إطالة “التصعيد المظبوط”؟

راغدة درغام/إيلاف/10 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77430/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%aa%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88/

تشّتد الأزمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين دول المجموعة الأوروبية وسط إنذارات وتهديدات من طهران ورفضٍ أوروبي للإبتزاز والتوعّدات يرافقه سعيٌ مع الولايات المتحدة وراء تهادنية في مسألة “انستيكس” من أجل احتواء التداعيات الخطيرة المترتّبة على إصرار البيت الأبيض على عدم تفعيل الآلية المالية الأوروبية (انستيكس) للالتفاف على العقوبات الأميركية التي تمنع إيران من تصدير نفطها. أوروبا قلقة.

إيران تريد منها الهلع وليس مجرد القلق، ولذلك توجّه اليها الإنذار الذي يخيفها وهو انسحاب الجمهورية الإسلامية من الإتفاقية النووية. فالدول الأوروبية الرئيسية مهووسة بهذه الاتفاقية وتخشى انسحاب طهران منها لتعود الى تخصيباليورانيوم بنسبة عالية واتخاذ إجراءات أخرى تُعجّل في امتلاكها السلاح النووي. هذا خط أحمر للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أنذر طهران بأن الاستمرار في التخصيب العالي النسبة سيؤدي الى إجراءات الأرجح أن تتخذ شكل العمليات العسكرية على المفاعل النووية الإيرانية مثل آراك وبوشهر.

كل الجهود الديبلوماسية تنصبّ الآن على موعد 26-27 الشهر الجاري في بياريتز فرنسا حين ستنعقد قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وحيث ستكون آلية “انستيكس” على الطاولة.

طهران وجّهت إنذاراً للدول الأوروبية بأن أمامها حتى منتصف هذا الشهر للبدء بتشغيل الآلية لضخ العائدات النفطية. الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون الذي يسير على حبلين مشدودين هما الآلية المالية والوساطة التي يحاول أن يقوم بها بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ذاق طعم استياء واحتجاج دونالد ترامب على وساطته قائلاً: لا تتحدث باسمنا.

هذا الموقف لربما يكون الرد المبكّر على مساعي طهران لدفع الأوروبيين الى إجبار دونالد ترامب على الخضوع لمطالب إيران وموافقته على تمكينها من بيع نفطها عبر الآلية الأوروبية – حتى ولو كان بإجراءات رمزية. هذا في الوقت الذي تطوّرت فيه فكرة تشكيل حلف عسكري لحماية أمن الملاحة في مياه الخليج واتخذت المنحى العملي بإعلان بريطانيا أنها ستنضم الى الولايات المتحدة في هذه المهمة الأمنية البحرية وكذلك بإعلان إسرائيل استعدادها للمشاركة في المهمة البحرية بقيادة الولايات المتحدة. إيران حذّرت من “تداعيات كارثية” لمشاركة إسرائيل واعتبرت مؤتمر البحرين في 31 آب الجاري لبحث القوة البحرية “استفزازياً”.

الرئيس حسن روحاني تحدّث بلغة تهديدية مع الولايات المتحدة مؤكداً على أن لا أمن في مياه الخليج إذا لم تكن إيران راضية وموافقة عليه وان لا دولة ستكون قادرة على تصدير نفطها إذا مُنِعَت إيران من استئناف تصدير نفطها. قال “الأمن مقابل الأمن والنفط مقابل النفط” في رسمٍ واضح للموقف الإيراني التفاوضي رافقته إجراءات عسكرية ذات أهمية وخطيرة تمثّلت باستخدام أجهزة تشويش على أنظمة تحديد المواقع GPS وذلك للإيحاء بأنها صادرة عن سفن حربية أميركية بهدف استدراج هذه السفن الى المياه الإيرانية للاستيلاء عليها في ما اعتبرته واشنطن “فخّاً إيرانياً” حذّرت سفنها منه. كل هذا يُبقي الوضع الراهن في فلك المواجهة العسكرية، أما نتيجة حادثة في مياه الخليج، أو عمداً استهدافاً للمفاعل النووية الإيرانية إذا تعالى تخصيب اليورانيوم.

فالأمور تبدو هادئة سطحياً الآن. البعض يقول انه “الهدوء ما قبل العاصفة”، والبعض يقول انه “التصعيد المظبوط” managed escalation في استراتيجية كل من الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. إنما الخطر يكمن في أن “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”.

روسيا تحاول أن تلعب دوراً مؤثّراً في طهران وقد ترسل الأسبوع المقبل مبعوثاً خاصاً الى طهران لتهدئة الوضع وذلك من خلال إجراءين تتمناهما موسكو على طهران هما: التوقف عن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن التعرّض الى الناقلات في مياه الخليج.

الرئيس فلاديمير بوتين يحاول التنسيق مع نظيره الفرنسي ايمانيول على أساس البناء على النفوذ الروسي مع طهران والنفوذ الفرنسي مع واشنطن. لكن فرنسا تدرك أن نفوذ أوروبا مع الرئيس ترامب وإدارته محدود سيما في مسألة الآلية المالية التي اخترعتها المجموعة الأوروبية في الواقع للتحايل على العقوبات الأميركية، فاصطدمت ببراغماتية أميركية وببراغماتية الشركات والبنوك الأوروبية وفي طليعتها الألمانية. ماكرون سيجتمع مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قبل 17 الشهر الجاري سعياً وراء تنسيق الماني – فرنسي قبل 20 آب، موعد الإنذارات المعنية بالآلية المالية، وسعياً وراء استراتيجية أوروبية قبل 26 آب، موعد اللقاء مع الرئيس الأميركي في قمة الدول الصناعية السبع.

الرئيس الإيراني حسن روحاني يستعد لتبني مواقف أكثر تجانساً وتماشياً مع قيادة “الحرس الثوري” الذي يقود الجمهورية الإسلامية حالياً بجانب مرشد الجمهورية آية الله خامنئي. المعلومات تفيد ان روحاني على وشك عقد اجتماعات فائقة الأهمية ومميزة مع قيادة “الحرس الثوري” وان مواقف جديدة ستصدر عن هذه اللقاءات المرتقب عقدها يوم الاثنين.

الإشاعات تفيد – وهذه اشاعات حصراً وليست معلومات جازمة – ان وزير الخارجية محمد جواد ظريف قد يقدّم استقالته ليخلفه وزير عنيف المعاملة، قاسي التعامل، متحجّر في التفاوض، في رسالة الى الغرب الذي اعتاد ديبلوماسية “الابتسامة العريضة” من جواد ظريف. هذه مجرد اشاعة يتداولها بعض الأوساط هدفها أقله التلويح بالتشدد العنيف اللهجة كركن من سياسات طهران في هذا المنعطف، ورسالتها ان من يخلف ظريف لن يكون بنّاءً ولا متساهلاً ولا سائلاً عن الأوروبيين وما تعتبره طهران خداعهم وخيانتهم لها. أما في حال تحوّل الإشاعة الى استقالة فإن ذلك سيزيد من التوتر ومن وتيرة الخطر.

فالقيادة الإيرانية سئمت من الرهان على دول المجموعة الأوروبية. عملياً، الخطأ خطأها لأنها افترضت ان في استطاعتها دفع أوروبا الى الهلع ثم الى الوقوف في وجه دونالد ترامب واجباره على التساهل مع إيران. أخطأت في اعتقادها ان في وسعها شق صفوف حلف شمال الأطلسي (ناتو). وها هي ترتكب خطأً آخر في انذارها الى المجموعة الأوروبية أن أمامها أسبوع لتلبي المطالب الإيرانية والبدء بتشغيل الآلية المالية اعتقاداً من القيادة الإيرانية ان هذا التهديد سيدفع أوروبا الى الوقوف في وجه الرئيس الأميركي أثناء قمة بييريتز خوفاً من انهيار الاتفاقية النووية.

صعب التنبؤ بما ستسفر عنه قمة الدول الصناعية، لكن المواقف الأميركية ازاء مختلف الملفات في الخليج والشرق الأوسط لا تفيد بأنها قلقة ومترددة وخائفة – كما يحلو للمحللين السطحيين القول. انها مواقف متماسكة أساسها فرض العقوبات لدفع الطرف الممانع الى الصفقة، توسيع رقعة المشاركة في تحالفات وشراكات أمنية لتقاسم الكلفة والمسؤولية. فالرئيس دونالد ترامب ليس راغباً بدور الشرطي لكنه ليس هارباً أمام التهديد ولا واقعاً في فخ الاستدراج للتسرّع الى مواجهة عسكرية. دونالد ترامب استرق من إيران بدعة “الصبر الاستراتيجي” وتبناها تكتيكاً واستراتيجية لأن في قدرته الصبر بلا تهوّر الى الخيار العسكري فيما القيادة في إيران افتقدت القدرة على الصبر لأنها تحت نيران العقوبات الاقتصادية التي تحرقها وتدفعها الى التهور الاستراتيجي.

أذرعة إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان تعرض عضلاتها لتغطّي على الضعف البنيوي الذي تعاني منه إيران بسبب العقوبات داخلياً. “الحرس الثوري” اتخذ قرار ابراز قدراته العسكرية المتفوقة في مضيق هرمز وباب المندب ومضيق طارق وفي كامل مياه الخليج ليوجّه رسالة القوّة والاستعلاء والثقة بالنفس واللاخوف والإقدام حتى وان كان ذلك سيؤدي الى “عليّ وعلى أعدائي”. انه يسيطر الآن على الشق السياسي المدني من الحكم في شخص الرئيس حسن روحاني الذي تحدث بلغة “مضيق بمضيق” داعماً عملياً احتجاز الناقلات انتقاماً. و”الحرس الثوري” عازم على التصعيد ورفع السقف ليس فقط مع الأوروبيين وفي مياه الخليج وضد الدول الخليجية وانما أيضاً عبر أذرعته في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

لذلك عارضت إيران الأسبوع الماضي سعي الحكومة العراقية وراء استيعاب “الحشد الشعبي” في القوات العراقية التابعة للدولة العراقية. كي تكون مرجعيته بغداد وليس إيران. عطّلت طهران المساعي العراقية الحكومية كي تبقي على منطق توسّعها إقليمياً كحق لها من خلال انشاء جيوش غير نظامية وميليشيات تابعة لها. هذا الى جانب فوائد تواجد أذرعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقرب من القوات الأميركية المتواجدة في العراق في وضع هش وخطير جداً إذا قررت طهران رفع سقف المواجهة. لذلك اتخذت القيادة الأميركية قرار تحصين قواتها في العراق وتعزيز تواجدها في قاعدة “تنف” في سوريا الى حوالى 5000 عنصراً بدلاً من وعود سحب القوات. فواشنطن واعية لما في ذهن طهران وهي تتأهب وتتّخذ استعداداتها.

في لبنان، دخلت الولايات المتحدة على الخط بعدما تبيّن لها ان خطة “حزب الله” وحلفائه في لبنان أتت بتنسيق مع طهران هدفها الاستيلاء على مفاصل الدولة، وإحداث انهيار مالي واقتصادي مؤسساتي، واسقاط الحكومة الحالية ليكون في المتناول تشكيل حكومة جديدة ذات لون واحد عنوانها المواجهة، ووجهتها إيران. أدوات “حزب الله” وحليفها رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل هدفها الإخضاع والإقصاء والتدجين والانهيار. “حزب الله” لا يبالي بالانهيار الاقتصادي المؤسساتي بل ان الانهيار في مصلحته لأن الحزب يعتمد على آليات مالية خارج البنوك.

أما امتلاكه الحكم رسمياً عبر حكومة موالية قطعاً لها تقصي عنها أية قوى معارضة، فإن ذلك يمكّنه من تقزيم العقوبات الأميركية المفروضة عليه وربما لاحقاً على حلفائه. لذلك وصف حلفاؤه بيان السفارة الأميركية الذي أكد دعم واشنطن “المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي” في حادثة “قبرشمون” التي تحوّلت الى حملة سياسية لإقصاء المعارضين لـ”حزب الله”، وصفوه بأنه “وقاحة بلا تأثير”.

لكن أدوات الانتقام الأميركي عبر العقوبات لن تقتصر على “حزب الله” وإنما قد تطال حلفاءه حتى على مستوى الدائرة الصغيرة المقرّبة من الرئيس وصهره – وربما تطالهما أو أحدهما. ثم ان الولايات المتحدة واعية لأدوات ووسائل التفاف “حزب الله” على العقوبات واستقلاله المؤسساتي واعتماده بدلاً على شبكة محلية وإقليمية ودولية معقّدة لتمويل احتياجاته، وهي تستعد لإجراءات احتواء الالتفاف.

فالمعارك بين إدارة ترامب وبين القيادة الفعلية في طهران المتمثلة بـ”الحرس الثوري” معارك متعددة اقليمياً وفي البحار. أما القيادة المتمثلة بالرئاسة الإيرانية، فالأرجح أنه سيتم استيعابها فعلياً في الأيام الآتية بالذات في اطار العلاقة الإيرانية – الأوروبية التي تزحف من زمن العناق والابتسامات في عهد جواد ظريف الى زمن التجهّم والغضب والانتقام في هذه المرحلة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان عن تجمّع أبناء المحاربين القدامى في المقاومة اللبنانية

موقع آخر الأخبار/10 آب/2019

من " تجمع أبناء المحاربين القدامى في المقاومة اللبنانية" البيان التالي: توّقف الزمن عند بعض اللبنانيين ، الذين ما زالوا يعيشون رواسب الحرب وارتداداتها دون التفتيش عن مستقبل، وكأن الحرب لم تنته بعد. من المؤسف أن تصدر بيانات ومواقف في كل مناسبة تعيدنا الى أجواء الحرب ومآسيها دون تقديم أي فكرة أم حل لتخطّيها واستنهاض المستقبل . فأجواء الحرب بالنسبة لهؤلاء ما زالت سائدة. هذا البعض، ما زال يعيش زمن المتاريس والطرقات المقفلة بين اللبنانيين والدمار الذي خّلفته حرب الآخرين على أرضنا. الى هؤلاء نوضح ونقول: - أن المصالحة الحقيقية بين اللبنانيين بدأت في 23 آب 1982 عند إنتخاب الرئيس بشير الجميّل رئيساً للجمهورية ولقائه الخصوم والاصدقاء من جميع الطوائف من أجل إعادة بناء الوطن. ولقد أكد بشير بعد انتخابه في كلمة في بيت شباب أما الشهداء الأحياء:" لنا شهداءنا ولكل فريق شهداؤه. سنعتبرهم كلهم شهداء لبنان". - ثمة مصالحات بين الأفرقاء المتقاتلين أو المتخاصمين، منها تمّ ومنها فشل، من الإتفاق الثلاثي الى إتفاق الطائف الى زيارة المصالحة للعماد عون مع نظام الأسد، كان بعض منتقدي مصالحات اليوم شهوداً لها بل مؤيدين، ولم نسمع منهم أي انتقاد. - أن أبواب الجبل أصبحت مشرّعة للمسيحيين وغيرهم بعد المصالحة التاريخية التي ارساها البطريرك صفير رحمه الله ، في آب 2001. - أن "ثورة الآرز" عام 2005 التي ضمت أكثرية المكونات اللبنانية ومنها وليد جنبلاط ووقوفه الى جانب الكتائب والقوات والاحزاب السيادية للدفاع عن سيادة لبنان وضد الإحتلال السوري للوطن قد فتحت آفاقاً واسعة للحوار العقلاني المسؤول. - أن المصالحات التي انطلقت شمالاً مع الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية عام 1995 عند زيارة رئيس الحزب جورج سعاده بنشعي على رأس وفد من المكتب السياسي الكتائبي قد أثبتت جدواها وطمأنت شريحة كبيرة من اللبنانيين. - أن النائب نديم الجميّل زار اهدن ووضع اكليلاً من الزهر على ضريح المرحوم طوني فرنجية تثبيتاً لطي صفحة اليمة من الحرب اللبنانية بعد اجتماعه بالوزير سليمان فرنجية. - أن القوات اللبنانية على مدى أشهر فتحت حواراً صادقاً مع سليمان فرنجية تكلل بلقاء في بكركي برعاية البطريرك الراعي بين الدكتور سمير جعجع وسليمان فرنجية عام 2018. نحن جيل يفتّش عن وطن ومستقبل. نحن شاكرين للذين سبقونا، شاكرين لآبائنا الذين قاتلوا في الجبل وبيروت وعين الرمانة والشمال عندما اقتضى الواجب، نعم ونفتخر بذلك. اما اليوم فعلينا ترسيخ العيش المشترك والمصالحات التاريخية والانفتاح على الاخرين ، وليس إطلاق الخطب الإستفزازية وإثارة الأحقاد وإطلاق المواقف الخشبية من جديد والإبتعاد عن فكرة العيش المشترك والآمن في وطن الأرز. لقد تبين للبنانيين مؤخراً اين اوصلت الخطب الاستفزازية البلاد والعباد، وكيف تعطلت الحكومة ومؤسسات الدولة وكيف عاد التوتر الى الجبل وبقية لبنان بعد نبش القبور. وبدلاً من انتقاد حاملي السلاح اللاشرعي الذين يتبعون أجندات ودول غريبة ويخدمون المشروع الفتنوي ويتسببون بهجرة الأدمغة من لبنان وبانهيار الاقتصاد الوطني، ينتقدون التقارب بين اللبنانيين. كفى تحريضاً على السلم الاهلي الذي اضحى ضرورة ملحة لعودة الحياة الطبيعية الى الوطن الجريح. كفى وصف المنفتحين على الآخر بالانبطاحيين. كفى متاجرة بدم الشهداء: هؤلاء سقطوا دفاعاً عن كرامة شعب ووطن، وهم في ذاكرتنا دائماً، وليس من أجل استمرار الحرب والدمار وانكفاء الدولة. نحن شباب يريد الحياة، بعيداً عن نبش القبور، لأننا نفتش عن مستقبل لنا و لأولادنا في هذا الوطن، لا عن مستقبل في اية بقعة من بقاع الارض. نفتش كيف نعيد بناء الوطن مع شركائنا، خصوم الامس، حتى يعود لبنان وطن الحريّة والسيادة والاستقلال، لا وطن الرشوة والفساد والاستغلال. تجمّع أبناء المحاربين القدامى في المقاومة اللبنانية

 

ارسلان: اجتماع بعبدا كان جيدا ومريحا بالشكل والمضمون كخطوة أولى باتجاه الخطوات الأخرى

وطنية - السبت 10 آب 2019

رأى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، في مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة، أن الاجتماع الذي حصل بالأمس في بعبدا برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة دولة الشيخ سعد الحريري، كثيرون تفاجأوا به، لأنه حصل سريعا، حيث بدأت الاتصالات البارحة صباحا حتى تم الاجتماع عند الخامسة عصرا. وبالتالي لم يتح المجال لتوضيح الامور للرأي العام، ولأجل ذلك خصصت هذا المؤتمر اليوم، ليكون كلاما واضحا وتفصيليا عما حصل".

وقال: "ما حصل بالأمس جاء نتيجة 4 مبادرات، الاولى قام بها دولة الرئيس نبيه بري مشكورا بالتنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية، وقد أجهضت. وكانت مبادرتان بعدها من قبل اللواء المقدام والعزيز عباس ابراهيم، وايضا أجهضتا. وأول البارحة قمت بمبادرة مساء كادت أن تجهض، وما حصل أمس في بعبدا هو خلاصة هذه المبادرات. وما صدر بالأمس هو ملخص مقتضب عن هذه المبادرات الأربع، والتي هي تقريبا نفس الفحوى والمضمون، حصل فيها بعض التغييرات إنما بقي الجوهر نفسه".

أضاف: "البارحة في بعبدا كان الاجتماع جيدا ومريحا في الشكل والمضمون كخطوة اولى باتجاه الخطوات الاخرى والتي لم يتم البحث فيها لغاية الآن. وما هي هذه الخطوات؟ البارحة كان الكلام واضحا وأجمعنا عليه في اجتماع بعبدا، ومشكور بالتحديد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حرصه الدائم ومتابعته الدقيقة والتفصيلية لكل ما حصل منذ 41 يوما حتى البارحة، كان مهتما بأدق التفاصيل وسعى جهده لتصل الامور الى خواتيم يحفظ فيها حق الشهداء، ويحفظ فيها أهل الجبل، وتحفظ فيها هيبة الدولة والعدالة والقانون والقضاء ويحفظ فيها الأمن. فأنا باسمي وباسم الجميع وباسم عائلات الشهداء اتقدم بالشكر الجزيل والاحترام لفخامة رئيس الجمهورية، ودولة الرئيس نبيه بري لم يقصر وايضا مشكور، وقد تابعنا في الاسبوع الاخير كل هذه المواضيع، والرئيس سعد الحريري رأيته مرة، ولكن كانت تصلني اجواء ايجابية وأنه يحاول. واللواء ابراهيم كان على تواصل يومي محاولا كل جهده في هذه المسألة. اذا الكل مشكور على دوره". وتابع: "اجتماع الأمس لخص كل هذه المبادرات وقام على ثلاثة أسس: أولا، إن ما حصل في قبرشمون- البساتين له 3 أبعاد، بعد سياسي وبعد أمني وبعد قضائي. وما أقر في اجتماع الأمس هو هذه الاعمدة الثلاثة. ويمكنني القول ان المسار السياسي قد بدأ بالأمس، وهو لا يزال في بداياته، إنما لم يحصل البارحة الحديث عنه كثيرا لأن البعد السياسي يحمل أبعادا كثيرة خلافية وجوهرية بيننا وبين الحزب التقدمي الاشتراكي في مقاربة الامور. ولا أتكلم فقط على المستوى الاقليمي والتوجه الاستراتيجي، هذه مسائل نختلف عليها علنا، وهذا الخلاف منظم في السابق. إنما مطلوب حلول ومصالحة جدية وسياسية ونحن معها، لها أسس يجب أن تقوم عليها، ومنها حل كل المشاكل الداخلية التي حصلت في الجبل، إن كان في حدة الخطاب السياسي، أو في حدة سياسة التخوين، وحدة اللعب على الانقسامات الطائفية والمذهبية وبث النعرات المذهبية في مسائل مشيخة العقل والأوقاف والمجلس المذهبي وحقوق الناس وحقوق الدروز في الدولة وفي تركيبتها والمشاركة الدرزية الفعالة في القرار السياسي لقيام الدولة والجمهورية اللبنانية، وهذه كلها امور أساسية اذا اردنا ان نكمل في موضوع المصالحة، والرئيس بري مشكور على غيرته في هذا الموضوع وفي أن نكمل في المصالحة وركز على كلمة المصالحة، وأنا أقول أن هذه المصالحة نعم قد بدأت بالأمس بالسياسة، إنما استكمالها يحتاج الى الكثير من التفاصيل التي أتمنى على الرئيس بري وعلى فخامة رئيس الجمهورية وعلى دولة رئيس الحكومة أن يتابعوها لايصال كل صاحب حق الى حقه في هذه الطائفة وفي هذا البلد.

ثانيا، نعم كان اجتماع مصارحة، وقد تحدثنا بكل شفافية بشعار دائما نؤمن به، وهو أن الصدق ينجي، وضميري مرتاح ولا يمكن الا أن نحكي كلمتنا كما هي بوضوح وشفافية واصرار، لأننا أصحاب حق، ونحن أصحاب الدم، وأنا اعتبر أنني خسرت شابين غاليين هما بمثابة ولدي، واكثر من ذلك لن أقول. أعددنا البيان الذي اتفقنا عليه أمس، وهو واضح وصريح وتلاه مشكورا دولة الرئيس سعد الحريري، وكان واضحا لجهة أخذ الأمور في الطريق الصحيح في مسألة القضاء وتطبيق القانون وتسليم كافة المطلوبين والشهود، من عنا ومن عند غيرنا. الكل بدو ينزل اذا طلبوا الى المحكمة العسكرية للتحقيق. وكما أبلغت بالأمس في الاجتماع أنا ليس عندي أي حرج من معالي الوزير صالح الغريب الذي تعرض لهذه المحاولة، أن يذهب الى التحقيق مثله مثل أي مواطن آخر، وكل ما يطلب من جهتنا لتسهيل عملية التحقيق العسكري نحن مستعدون له، وبالتالي كان كلاما صريحا وواضحا أمس عن أن القضاء سيتابع مهامه على أكمل وجه بدون أي تحفظ من أي طرف من الاطراف. وفحوى الاجتماع أن الامور باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استنادا الى القوانين والانظمة المرعية الاجراء، وفي ضوء نتائج التحقيقات يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب في هذا الامر، وبالتالي هذا الامر أخذ طريقه بوضوح وصراحة باتجاه تحقيق العدالة على أكمل وجه، وبدون مواربة، لا منا ولا من غيرنا".

وقال: "المصالحة السياسية يمكنني اعتبارها قد بدأت، ونحن بما يخصنا يدنا ممدودة وليس لدينا مشكلة ولا عقد. إنما يدنا ممدودة للحل في الاطار السياسي، ليس للتسويف في الاطار السياسي. فالتسويف لن أكون شريكا به، هناك حقوق مكتسبة وتمثيل مكتسب وأمور عديدة تحتاج الى علاج جذري حتى استطيع أن أقف أمام الرأي العام وأقول للدروز نعم لقد تمت المصالحة. البارحة كانت الخطوة الاولى ولكن لا أعرف الخطوات الاخرى. فاذا تمت متابعتها نحن حاضرون واذا لم تتابع فالكرة ليست في ملعبي. لا يحملننا أحد أكثر من طاقتنا، فالواقع الحالي السياسي للطائفة الدرزية في البلد وداخل الطائفة والمؤسسات يوجد خلاف عليه وغير مرضى عنه، وأنا لا يمكنني تغطية هذا الواقع. وأنا مستعد للمساعدة في الحلول اذا كان هناك من نوايا طيبة للحلول التي تتطلب مشاركة الجميع".

أضاف: "هذا بشكل عام ما حصل بالأمس، ومسألة الأمن قد اتفقنا أنا ووليد بك حولها، وقد قال وليد بك أن هذا الامر هو بعهدة فخامة رئيس الجمهورية والدولة، ونحن طبعا نقول ونشدد أن الامور هي بعهدة فخامة الرئيس والرئيسين بري والحريري، وعليهم اتخاذ الخطوات الجدية حتى تشعر الناس أن الأمن مستتب حقيقة في الجبل وفي المناطق كافة، وبالتالي هذا الامر قد تم التوافق عليه".

وتابع: "لقد غطينا الشق السياسي وغطينا الشق القضائي والشق الامني، ووفق هذه الاعمدة الثلاثة للحلول نحن لم نتحفظ بل أيدنا وصدر هذا البيان الذي كان عبارة عن ملخص عن كل ما عمل من مبادرات من قبل. ولهذا السبب نحن نحبذ التقدم بخطوات جدية بكل ايجابية، إنما على الطرف الآخر أخذ هذه الامور في اطارها الجدي وبإطار المصلحة التي يقتضيها الوضع في الجبل، والجبل له خصوصية، وخصوصيته تكمن في العيش المشترك والعيش الكريم، خصوصيته ليست في الاحتكار والاستفراد، خصوصيته هي في أنه جبل التنوع والوحدة والذي يضم كل شرائح المجتمع اللبناني بكل ألوانها الطائفية أو المذهبية أو حتى العرقية. فالجبل يضم كل الناس وهو لكل الناس، وليس مغلقا على أناس ومفتوحا أمام أناس، فالجبل للكل وكلنا مجبرون أن نقدم أحسن وأفضل ما عندنا لهذا الجبل الذي ديننا كثيرا ولسنا نحن المدينين، ويكفيه أنه يديننا ثقته بزعمائه وسياسييه، علينا مسؤولية أن نكون بمستوى هذه الثقة وأن نمنح هذا المجتمع ما يستحقه من استقرار ومن عيش كريم بوحدة وطنية متكاملة، فأنا أرفض كلمة التعايش، فالجبل ليس جبل التعايش بل جبل العيش الواحد وجبل العيش المشترك، وهذه هي أهميته وأهمية خصوصيته".

وأردف: "انطلاقا من هنا ومن قناعتنا المطلقة بوجود ضغط اقتصادي ومالي على الشعب اللبناني، فطيلة هذه الفترة أي منذ أكثر من 40 يوما والحكومة لا تجتمع، قبلنا أن نسهل كرامة الناس وكرامة المواطنين ورأفة بالناس ولقمة عيشهم، فنحن لم نعد نحتمل تعطيل الدولة. قبلنا أن يتم دعوة مجلس الوزراء اليوم وصارت الجلسة قائمة، انطلاقا من هذه المسائل الحيوية القائم عليها البلد. وقد حفظنا حقنا وحق هؤلاء الشهداء الأبرار، فهم شهداء وليسوا قتلى أو ضحايا، هم شهداء لبنان، كل لبنان، وليسوا شهداء قبرشمون ولا البساتين ولا صالح الغريب ولا طلال ارسلان ولا الدروز ولا الجبل، هؤلاء شهداء لبنان".

وختم ارسلان: "حفظنا حق الجميع، حفظنا احترامنا للدولة وللقضاء المختص، حفظنا احترامنا لما اتفقنا عليه باجتماع الأمس بأن القانون وسقفه فوق الجميع، فلا أحد منا في لبنان اكبر من القانون ولا يوجد صيف وشتاء تحت سقف واحد، كلنا تحت سقف القانون. ونحن منفتحون وحاضرون ضمن هذه الأسس وضمن الإطار المحدد الذي تكلمنا فيه. واخيرا لا يمكنني الا أن اشكر بشكل عاطفي وعقلي أخواننا مشايخ الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، أوتاد الأرض وأطهارها، أشكرهم على كل المساعي التي قاموا بها وآمل منهم دائما وضع الإصبع على الجرح لحل كل الامور، وعندما نتعاطى مع الامور بجزئياتها تفلت منا جميعا. بارك الله بهم وبكم جميعا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   10-11 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77444/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-11-2019/

 

 

فاجأتونا والله/راجح الخوري/النهار10 آب/2019

تصالحوا عشائرياً وتبدّد رصيد عون الرئاسي/علي حماده/النهار10 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77435/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a3%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%aa/

 

 

Raghida Dergham/Tensions between US and Iran are moving from the high seas to summits/ The National/August 10/2019

راغدة درغام/الهدوء قبل العاصفة” أو إطالة “التصعيد المظبوط/إيلاف/10 آب/2019

راغدة درغام: انتقال التوتر بين أميركا وإيران من أعالي البحار إلى قاعات المؤتمرات

 http://eliasbejjaninews.com/archives/77430/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%aa%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88/

 

 

Tensions between US and Iran are moving from the high seas to summits
 
راغدة درغام: انتقال التوتر بين أميركا وإيران من أعالي البحار إلى قاعات المؤتمرات
 Raghida Dergham/The National/August 10/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77430/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%aa%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88/

 

“الهدوء قبل العاصفة” أو إطالة “التصعيد المظبوط”؟

راغدة درغام/إيلاف/10 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77430/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%aa%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88/

 

 

 

Khamenei's Nuclear Fatwa is a Deception, a Ploy and a Lie
 
د. مجيد رافيزادا: فتوى الخامنئي بتحريم القنبلة النووية كبة ومجرد خدعة
 Majid Rafizadeh/Majid Rafizadeh/August 10/ 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77428/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%81%d8%aa%d9%88%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a6%d9%8a-%d8%a8%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%a7/