LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august10.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

الياس بجاني/ذكرى 07 آب: المبعدون عن التيار الوطني الحر وما يتعرضون له من جحود وشيطنة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مصالحة في قصر بعبدا بين جنبلاط وارسلان ولقاء مالي برئاسة عون بري: ما حصل انجاز الحريري: جلسة لمجلس الوزراء غدا والتزام باستقرار سعر الليرة

ابراهيم أعلن إطلاق الكندي كريستيان لي باكستر: نجاح المسعى يصب في مصلحة لبنان لانه يعيده الى خريطة العالم بالمسعى الانساني

سلامة من بعبدا: الوضع المالي TOP

ضغوط غربية وتحديات مالية خلف مصالحة بعبدا

حزب الله وصلته الرسالة الأميركية… فتراجع ليحتوي الأزمة/أحمد شنطف/جنوبية

ما حقيقة أرصدة حزب الله من الدولار الأمريكي/ عبدالله الخيامي/جنوبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 09/08/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 9 آب 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الملف اللبناني على طاولة البيت الأبيض وواشنطن تتدخل بعد انكفاء لحماية الاستقرار ومنع التدهور الاقتصادي والسياسي

مرصد الطائف" واجتماع الشخصيات الـ 30

مطمر تربل رهن الصراع السياسي: سموم الشمال تنفجر/جنى الدهيبي/المدن

الاحرار ندد بأي تدخل في شؤون القضاء واعلن تأييده حال طوارئ اقتصادية ومالية وطالب بضرورة انعقاد مجلس الوزراء وتكثيف جلساته

مكتب الدفاع عن تاج الدين: نادم على خطئه لكنه ليس ولم يكن يوما داعما للارهاب وجل ما يريده العودة إلى لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل شقيق عبد الملك الحوثي... وسقوط 8 مدنيين في اشتباكات عدن

دمشق لقضم «المنطقة العازلة» في إدلب

بوتين يحكم من دون منازع بعد 20 عاماً من وصوله إلى السلطة وتحول إلى محافظ «أعاد لروسيا عزتها» بعد الانهيار المذل للاتحاد السوفياتي

منفذ مجزرة إل باسو يعترف باستهدافه المكسيكيين

المحتجّون في الجزائر يعاودون التلويح بالعصيان المدني

زعيما شطرَي قبرص التقيا في نيقوسيا ويواصلان محادثاتهما في نيويورك

بابا الفاتيكان يهاجم السياسات الشعبوية: تشبه «خطب هتلر»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في «مقبرة شمون»/راجح الخوري/الشرق الأوسط

حزب الله“ يؤجل المواجهة/مهند الحاج علي/المدن

وقائع جلسة "المصالحة" وما قبلها: تسوية بطعم الانتصار لجنبلاط/منير الربيع/المدن

110 حالات انتحار منذ بداية الـ2019/آلان سركيس/نداء الوطن

بين بشير وجبران/جمال عزام/نداء الوطن

غلطة البطريرك/بشارة شربل/نداء الوطن

السياسة تطيح الإقتصاد/د. غازي وزني/الجمهورية

تلفزيون"المستقبل" اللبناني: أزمة محطة أم أزمة الحريري/كارين طربيه/بي بي سي

باسيل مرشحاً رئاسياً من «بيت الشعب»/هيام القصيفي/الأخبار

بكركي تستهدف اللواء بسهام التيار الحر/عبير بركات/الكلمة أونلاين

الحريري بين “المرّ والأمرّ”… خياره الاستمرار بالحكومة/غادة حلاوي/نداء الوطن

عن ”استراتيجية الاضطراب”/نبيل بومنصف/النهار

لعنة تحالف الأقلّيات/أحمد عدنان/نداء الوطن

ميقاتي: عندما يكون رئيس الجمهورية طرفاً… تنزلق الجمهورية/مجد بو مجاهد/النهار

بوتين والملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

نهاية العصر السوري السهل في تركيا/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل السفيرة الاميركية وبحثا في آخر المستجدات

قائد الجيش عرض مع وفد الكونغرس الاميركي برنامج المساعدات العسكرية

كنعان: نريد العدالة للجميع وتعطيل الحكومة والقضاء تعطيل للوطن ومن قال يوما إن الوجود خارج اطار الحرية شكل من اشكال الموت يرفض ان تخنق في عهده

عطاالله تابع جولته في عكار واكد إقفال ملف المهجرين بناء على توجهات رئيس الجمهورية: لتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية في كل المناطق

الراعي امام زواره: نتمنى من الجميع ان يترفعوا عن مصالحهم وصغائرهم لنخرج من الأمور الصبيانية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس

إنجيل القدّيس مرقس13/من09حتى13/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كُونُوا أَنْتُم عَلى حَذَر: سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِسِ وَالمَجَامِع، ويَضْرِبُونَكُم، ويُوقِفُونَكُم أَمَامَ الوُلاةِ وَالمُلُوك، مِنْ أَجْلِي، شَهَادةً لَهُم. ولا بُدَّ أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِٱلإِنْجِيلِ في كُلِّ الأُمَم. وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلَى وَالِدِيهِم، ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/09 آب/2019

صلحة بعبدا ممتازة رغم كل ما فيها من سلبيات وعشائرية. المتصالحون والمصالحون كلهم ربحوا أما الخاسر وكما دائما فهو الشعب، كل الشعب.

 

مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/09 آب/2019

محطة ال بي سي، محطة بشير والمقاومة المسيحية تعهر مع مغتصبها مفهوم الحرية وتسفهه وتروج للإلحاد والشواذات وتهين المؤمنين والكنيسة.

 

نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/09 آب/2019

حبذا لو وساطة اللواء إبراهيم في تحرير مواطن كندي من سجون سوريا تُكمِّل مسيرتها لمعرفة مصير أهلنا المغيبين منذ سنوات في نفس السجون

 

ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/09 آب/2019

ترى هل قرأ ميشال سليمان الإنجيل ليفهم معنى التجديف على الروح القدس حتى يبكي اليوم الحرية ومنع عرض فرقة التجديف والإلحاد في جبيل؟ موقف الحادي بإمتياز لرئيس جمهورية ماروني سابق..موقف يبين إما جهل كامل لروحية الإنجيل وتعاليمة أو لا إيمان وإلحاد

 

احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/08 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77372/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9/

لتصويب البوصلة ولعدم الغرق كما دائما في متاهات وصراعات ومناطحات وعبثيات وأنانيات وحروب طواحين الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات فإن ما يجب التركيز عليه وليس على أي أمر آخر هو أن حزب الله المحتل والمتحكم بالقرار بالقوة وبفائض السلاح وبالإرهاب وبالتخويف والإفقار والتهجير والفوضى هو السرطان المستفحل، وهو المشكل الأساس والأهم.

أما عنتريات وبهورات وحروب طواحين كل من السادة جبران وجنبلاط والحريري وجعجع والفتى والمير وغيرهم من أفراد الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب فهؤلاء للأسف فقط وفقط  و100% جماعات ردات أفعال، ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالأفعال.

هؤلاء وكما بات كل مواطن حر بوعيه مدركاً فإن الحزب اللاهي يُحركهم مباشرة أو مواربة بعلمهم أو دون علمهم لا فرق لأن عندهم الإستعداد والقابلية والرغبة لذلك.

وهم ع الأكيد لا يتحركون تلقائياً “وبدون السترة” ما دامت مصالحهم مؤمنة، ومواقعهم غير مهددة، وتجارتهم رائجة، ونفوذهم ماشي حاله.

وحتى الآن فإن كل صراعاتهم الكبيرة والصغيرة على حد سواء تندرج في خانة تأمين مصالحهم الذاتية بكل متفرعاتها ومندرجاتها وعلى حساب الدولة والقانون والسلم الأهلي والدستور والعدل والحريات والديمقراطية والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية الخاصة بلبنان ولقمة عيش المواطن المعتر.

ممارساتهم الأنانية، وأطماعهم السلطوية والترابية كافة، تدفعهم باستمرار ودن مخافة الله ويوم حسابه الأخير للتلون الحربائي، ولتغيير مواقفهم وخطابهم وتحالفاتهم 180 درجة في أي لحظة دون خجل أو وجل ولمماشاة المحتل اللاهي أو غيره من القوى الأقليمية والدولية وبلع ألسنتهم بذمية وجبن فاقعين وكل ذلك خدمة لمصالحهم الذاتية.

أما الخيبة فهي دائماً للزلم والأتباع والهوبرجية وصغار العقول من أهلنا في الوطن المحتل وكذلك في بلاد الانتشار الذين يتوهمون بأن أي من هؤلاء القادة “الآلهة” والسياسيين التجار يعمل ويناضل لمصلحة الوطن أو المواطن.

فأهلنا المساكين هؤلاء وكما دائما يكونون في نهاية كل جولة تناطح سياسي وحزبي الضحايا والقرابين التي تقدم مجاناً للمتناطحين وذلك للإبقاء على وضعية التعتير والعبودية، أي وضعية البيك والزعيم والقائد من جهة، والعبيد والأضحية في الجهة المقابلة.

من المحزن أنه عندما يقبل المواطن بهكذا وضعية غنمية وانبطاح وتزلم فهو لن يحصد ولن ينتج تحت أي ظرف وفي أي زمن غير زعماء وقادة وأصحاب شركات أحزاب ومتمولين من هذه الخامة الطروادية والنرسيسية.

يبقى إنه وبظل احتلال حزب الله وتمدده السرطاني ودون مقاومة فاعلة وبقوة وخبث داخل كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وتقليبها على بعضها البعض فاحتلاله مستمر ولبنان الدولة والمؤسسات إلى المزيد من التراجع والتفكك والإنهيار.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الحالية هي احتلال حزب الله، وكل صراعات ومناطحات أصحاب شركات الأحزاب وأفراد الطاقم السياسي هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه وللتلهي بأعراض الاحتلال ليس إلا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

الياس بجاني/07 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77321/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a7/

معروف في عالم العمل السياسي والشأن العام  بأن من يزرع الريح يحصد العاصفة ومن يبيع السيادة يُباع من قبل الذي اشتراها منه بأبخس الأثمان.

في كل البلدان الغربية الديموقراطية من مثل كندا وأوروبا وغيرهما العرف هو أنه عندما يفشل السياسي أو الحاكم أو رئيس الحزب في خياراته وبما وعد به الناس وفي أي موقع كان يستقيل ويعتزل العمل السياسي فاسحاً في المجال لغيره ليكمل ما لم يتمكن من تحقيقه.

أما في وطننا الغالي لبنان فالعرف هذه معكوس 100% والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب هم أبديون وأزليون وسمرمديون ولا يستقيلون مهما كانت الأخطاء والكوارث التي يقترفونها وكأن الشعب حقل تجارب لمغامراتهم ليس إلا.

السادة جنبلاط وجعجع والحريري دخلوا الصفقة الخطيئة، الصفقة الرئاسية وملحقاتها كافة وانقلبوا 180 درجة على خط 14 آذار وعلى كل ما حققته ثورة الأرز عام 2005 وها هم أنفسهم اليوم وعلناً وكل على طريقته يؤكدون فشل خيار الصفقة هذه ولكنهم لم يستقيلوا ولم يعتزلوا العمل السياسي وعلى العكس يطالبون الشعب بالوقوف ورائهم وكأن لا شيء تغير. وع الأكيد لن يستقيلوا وحتى لن يعترفوا بفشل مراهناتهم وخياراتهم المدمرة.

في هذا السياق، سياق فشل الصفقة وتعرية من دخلوها من كل ما هو مصداقية وثوابت وسيادة واستقلال وكيانية، فنحن ضد استهداف السيد وليد جنبلاط في حال كان فعلاً مستهدفاً، ولكنه مع جعجع والحريري فرطوا 14 آذار وخانوا شعب ثورة الأرز وباعوا السيادة وداكشوها بالكراسي.

وها هم اليوم يحصدون ما زرعوه من زوؤان سياسة ومصالح وساعات تخلي وتجلي مما يذكرنا بقصة الثورين الأبيض والأسود.

السؤال هو شو ناطرين الثلاثة الشاردين سيادياً حتى يومنا هذا ليعلنوا توبتهم ويؤدون الكفارات ويخرجوا من الصفقة الخطيئة ويعتزلوا السياسة على خلفية فشلهم الكبيروالمفضوح؟

يبقى أن لبنان بحاجة ماسة إلى سياسيين وقادة سياديين جدد من غير الحاليين الفاشلين المدعين زوراً أنهم سياديين واستقلاليين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ذكرى 07 آب: المبعدون عن التيار الوطني الحر وما يتعرضون له من جحود وشيطنة

الياس بجاني/07 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-07-%d8%a2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a%d8%a7/

تعود الذاكرة بنا اليوم إلى مشاهد قمع وتعديات واهانات واعتقالات تعرض لها الشباب الأحرار والشرفاء والناشطين الكيانيين والسياديين الذين كانوا يناضلون سلمياً وبحضارة ورقي ضد الاحتلال السوري وأزلامه وأدواته المحليين ويتماهون في نضالهم مع شعارات الحرية والسيادة والاستقلال التي كان يرفعها ويدافع عنها ويسوّق لها العماد ميشال عون من منفاه الباريسي.

هؤلاء الشباب بغالبتهم هم حالياً خارج “حزب التيار الوطني الحر” ومغضوب عليهم ومتهمون ومشيطنون.

للأسف، فإن قيادة التيار وباختصار تعاملت وتتعامل مع هؤلاء الشباب بكل مكنونات قلة الوفاء والجحود ونكران الجّميل.

نعم وبحزن نقول، اليوم كل شيء تغير وتبدل، وهؤلاء الشباب وغيرهم من الذين شاركوهم النضال وضحوا وواجهوا الاحتلال السوري هم في وضعية من الذهول والغضب والقرف والضياع، لما وصلت إليه أحوال ليس فقط قيادات التيار الوطني الحر، بل كل قيادات لبنان وأصحاب شركات أحزابه وطاقمه السياسي من جحود ونكران للجّمِيل وساعات تخلي وتجلي، وأنانية وشذوذ وانحراف سياسي واستقلالي وكياني ووقوع طوعي في لُجىّ إغراءات غرائزية وسلطوية، وعشق كراسي وداكشتها بالسيادة، وغرق طوعي وغير مسبوق في أوحال وغياهب ثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

للإنصاف فإن من أيدوا العماد ميشال عون في فترة بروزه الأولى كرئيس لمجلس الوزراء العسكري، وأيضاً خلال وجوده في المنفى، فهؤلاء جميعاً من المفترض أنهم أيدوه وساندوه على أساس القضية الوطنية والسيادية والكيانية التي كان يحملها ويدافع عنها ويسوّق لها، ونحن في مغتربنا الكندي كنا من ضمنهم.

القضية كانت قضية لبنان الإنسان والحرية والسيادة والاستقلال والكيان ورفض الاحتلال السوري الهمجي.

ولكن، وهنا للإنصاف أيضاً، فإن كل الذين استمروا وبقوا مع العماد بعد أن “أوجد حزب التيار الوطني الحر” عقب عودته من المنفى، ومن ثم عقب توقيعه ورقة تفاهمه مع حزب الله، فهؤلاء جميعاً انتقلوا مع العماد من قاطع سياسي واستراتيجي ووطني وسياسي كياني وواضح المعالم والأهداف إلى قاطع آخر هو نقيض القاطع الذي كانوا فيه، والذي من المفترض أنهم كانوا أيدوا العماد على أساسه.

كما أن الواقع العملي والمنطقي يقول بأن كل هؤلاء اختاروا البقاء مع العماد وفي حزبه الجديد لأن أوليتهم كانت في حينه…”الشخص” ولأسباب كثيرة من بينها وفي مقدمها ثقتهم المطلقة به، فاستمرار معه على حساب القضية التي من المفترض أنهم في الأساس أيدوه من أجلها وليس العكس.

وهنا يكمن التناقض والخلط والضياع بين الشخص والقضية فيما يخص كل المنتمين للأحزاب اللبنانية مع أصحاب شركات الأحزاب كافة التجارية منها والوكالات على حد سواء.

ولاءات للشخص وليس للقضية تتغير وتتبدل غب مزاجية ومصالح وطموحات شخص صاحب شركة الحزب.

وخيارهم البقاء مع العماد هذا كان طوعياً ولم يجبرهم أحد على تبنيه. وبالتالي، فإن إخراجهم، أو طردهم، أو تهميشهم، في ومن حزب “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه حالياً النائب جبران باسيل فهم يتحملون مسؤولية ما يصيبهم حزبياً، كما جرى مؤخراً مع السيد رمزي كنج الذي فصله باسيل من التيار وهو من مؤسسيه الأوائل.

يبقى أن هؤلاء هم المسؤولين عن وضعيتهم الحالية التي وصلوا إليها برضاهم الكامل أكانت ترفيعاً وتكريماً ومناصب نيابية ووزارية وغيرها، أو العكس تماماً، وذلك لأنهم ارتضوا بوضعية الولاء للشخص، على حساب القضية.  وهي وضعية ما كان يفترض أن يقبلوا بها أساساً يوم بدّل الشخص مساره وخطابه وتحالفاته وانتقل من قاطع إلى آخر.

يبقى أنه من الصعب جداً رؤية أي دور فاعل ومستقبلي للذين أبعدهم جبران واستبدلهم بمتمولين وتجار وودائع وأصحاب نفوذ. ونفس الرؤية تنطبق أيضاً على من كان تخلى عنهم أو أبعدهم عن تياره العماد قبول وصوله للرئاسة.

فهؤلاء جميعاً أوصلوا أنفسهم إلى ما هم فيه من وضعية لم يجبرهم أحد على القبول بها.

وما هو مؤكد سلفاً من خلال مراقبة حركتهم الاعتراضية الحالية وأطرها ومنطلقاتها المحصورة فقط بشخص جبران باسيل، فإنه لن يكون بمقدورهم تكوين لا حزب ولا تجمع فاعل مستقل له شخصية المميزة ما لم يعلنوا موقفهم الجلي والغير ملتبس من ورقة تفاهم عون-نصرالله، وكذلك يُوضًحوا للبنانيين علناً خياراتهم ومواقفهم الوطنية والإستراتجية والكيانية والسيادية.

مشكلتهم كما يظهرونها حتى الآن هي محصورة بشخص الصهر جبران على أمور تنظيمية، أو لها علاقة بالمواقع والمسؤوليات والخيارات، وليس بالمواقف والخيارات الإستراتجية.

في الخلاصة، نحن نرى بصدق بأن حركتهم لن يكون لها أية فاعلية أو دور أو نجاح إن بقي محورها شخص جبران ولم تنتقل بشجاعة إلى إعلانهم عن تجمع سيادي أو حزب جديد لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بحزب التيار الوطني الحر وبقيادته، وتبنيهم نصوصاً وأقوالاً وأفعالاً القضية التي كانوا أساساً أيدوا العماد وساندوه على أساسها وهي قضية الحرية والسيادة والاستقلال ورفض كل أشكال الإحتلالات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مصالحة في قصر بعبدا بين جنبلاط وارسلان ولقاء مالي برئاسة عون بري: ما حصل انجاز الحريري: جلسة لمجلس الوزراء غدا والتزام باستقرار سعر الليرة

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

شهد قصر بعبدا، بعد ظهر اليوم، لقاءين بارزين بهدف تعزيز الاستقرار السياسي والمالي والاقتصادي. فقد ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الساعة الثالثة بعد الظهر، اجتماعا ماليا في حضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وسعد الحريري والمسؤولين الماليين، بهدف التداول في الاوضاع المالية والاقتصادية ووضع الاجراءات والترتيبات اللازمة للخروج من الازمة التي يعيشها لبنان.

وعند الخامسة عصرا، عقد لقاء مصارحة ومصالحة في القصر الجمهوري، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، في حضور الرئيس عون والرئيسين بري والحريري، عرض للحادثة التي شهدتها منطقة قبرشمون وتداعياتها ومسار التحقيقات الجارية في شأنها.

الاجتماع المالي والاقتصادي الذي ترأسه الرئيس عون، ضم الى الرئيسين بري والحريري كلا من وزراء: المال علي حسن خليل، وشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والاقتصاد منصور بطيش، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

الرئيس الحريري

وبعد انتهاء الاجتماع، انتقل الرئيس عون يرافقه الرئيسان بري والحريري الى مكتبه، حيث انضم اليهم النائب السابق جنبلاط والنائب ارسلان. وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين، ادلى الرئيس الحريري بالبيان التالي: "عقد في القصر الجمهوري بتاريخ اليوم اجتماع برئاسة فخامة رئيس الجمهورية ومشاركة كل من دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: المال، والاقتصاد والتجارة، والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية، وحاكم مصرف لبنان، ورئيس جمعية المصارف، ومدير عام رئاسة الجمهورية. تداول المجتمعون في الاوضاع المالية والاقتصادية السائدة، إن لجهة التوصيف الدقيق لها واسبابها المباشرة وغير المباشرة، او الحلول المقترحة لها وجوبا والتزاما". أضاف: "عبر المجتمعون عن ارتياحهم للتطور الحاصل لجهة تنقية الاجواء السياسية والمصارحة والمصالحة والعودة لانتظام عمل المؤسسات، والتشديد على ضرورة الالتزام بالمحافظة على الاستقرار السياسي والحد من المشاكل. وأكدوا التزامهم الواضح باستمرار الحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة والاستقرار الائتماني. كما تم الاتفاق على جملة من الخطوات الاساسية التي سيعمل على تطبيقها في المرحلة المقبلة، والتي تساهم في تفعيل الاقتصاد وتعزيز وضع المالية العامة، والمباشرة بمناقشة تقرير "ماكنزي" والملاحظات المقدمة عليه من الاطراف كافة".

وتابع: "من الخطوات الاساسية:

* اقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستورية، والالتزام بتطبيق دقيق لموازنة 2019، والاجراءات المقررة فيها وتوصيات لجنة المال.

* وضع خطة تفصيلية للمباشرة بإطلاق المشاريع الاستثمارية المقررة في مجلس النواب والبالغة 3.3 مليار دولار، بعد اقرار قانون تأمين الاستملاكات لها، اضافة الى مشاريع "سيدر".

* الالتزام بالتطبيق الكامل لخطة الكهرباء بمراحلها المختلفة.

* اقرار جملة القوانين الاصلاحية، لا سيما منها: المناقصات العامة، التهرب الضريبي، الجمارك، الاجراءات الضريبية، والتنسيق مع لجنة تحديث القوانين في المجلس النيابي.

* تفعيل عمل اللجان الوزارية، خاصة في ما يتعلق بإنجاز اعادة هيكلة الدولة والتوصيف الوظيفي.

* استكمال خطوات الاصلاح القضائي وتعزيز عمل التفتيش المركزي وأجهزة الرقابة، والتشدد في ضبط الهدر والفساد، والاسراع في انجاز المعاملات.

* اعادة النظر بالمؤسسات غير المجدية والغاؤها وفقا لما تقرر في القوانين السابقة".

بيان اللقاء الخماسي

ثم تلا الرئيس الحريري بيانا آخر حول اللقاء الخماسي، جاء فيه: "برعاية فخامة رئيس الجمهورية وحضور رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، عقد اجتماع مصارحة ومصالحة بين وليد بك جنبلاط والامير طلال ارسلان. استنكر المجتمعون الحادثة المؤسفة التي وقعت في قبرشمون - البساتين في قضاء عاليه في 30 حزيران الماضي، والتي سقط نتيجتها ضحيتان وعدد من الجرحى، والتي باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استنادا الى القوانين والانظمة المرعية الاجراء. وفي ضوء نتائج التحقيقات، يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب".

وبعدها، اعلن الرئيس الحريري عن عقد جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد في قصر بعبدا، وقال: "ان شاء الله بعد المصالحة التي حصلت اليوم، نبدأ صفحة جديدة لمصلحة البلد والمواطن".

الرئيس بري

وعند مغادرته قصر بعبدا بعد اللقاء الخماسي، اكتفى الرئيس بري بالقول: "ان ما حصل هو انجاز".

جنبلاط

من جهته، اكد جنبلاط ردا على سؤال بعد انتهاء اللقاء الخماسي، انه "مرتاح لاجواء اللقاء".

 

ابراهيم أعلن إطلاق الكندي كريستيان لي باكستر: نجاح المسعى يصب في مصلحة لبنان لانه يعيده الى خريطة العالم بالمسعى الانساني

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مؤتمر صحافي مشترك مع السفيرة الكندية ايمانويل لامورو في المديرية العامة للامن العام في بيروت، أنه تم إطلاق الكندي كريستيان لي باكستر (44 عاما) الذي كانت السلطات السورية أوقفته منذ اكثر من سنة.

ولفت الى ان "اللقاء اليوم هو تتويج لجهود تمت متابعتها مع الدولة السورية ادت الى هذه النتيجة الايجابية واللقاء الاعلامي كي لا يبقى كل ما ننجزه سرا كالعادة". وتوجه بالشكر الى "الدولة السورية التي تجاوبت مع مطلبنا بإطلاق المواطن الكندي كريستيان لي باكستر، كما نشكرها لتجاوبها خلال فترة الاسبوعين الماضين في إطلاق مواطن اميركي ايضا". وختم ابراهيم: "بعيدا عن اي حسابات، هذا النجاح يصب في مصلحة لبنان لانه يعيده الى خريطة العالم بالمسعى الانساني وحل القضايا". بدورها توجهت السفيرة الكندية بالشكر للواء ابراهيم وأعربت عن سرورها بعودة المواطن الكندي الى حضن عائلته.

وردا على سؤال صحافي، قال ابراهيم "ان المواطن الكندي كان قد اعتقل منذ اكثر من سنة في الاراضي السورية لمخالفته القوانين السورية، ووفق القانون السوري تعتبر مخالفة جسيمة". واشار ابراهيم الى ان "التدخل والمسعى اللبناني جاء بطلب رسمي من الدولة الكندية، وفي لقاء الامس مع الرئيس عون والرئيس الحريري كنت قد ابلغتهما ان المساعي توجت بالنجاح". وأمل ان تعقد جلسة مجلس الوزراء غدا "تتويجا لاجتماع اليوم والذي سيعنى بإيجاد الحل لقضية قبرشمون". وعن قضية سمير كساب والمطرانين المخطوفين، قال ابراهيم ان "هذا الموضوع قيد المتابعة ولا نستطيع الافصاح عن اي معلومة لنتأكد من كل المعطيات". وسئل عن مسألة حكم القضاء الأميركي في قضية قاسم تاج الدين، فأكد ان "الحكم القضائي الاميركي واضح في قضيته ولسنا نحن من يوجه لنا السؤال لماذا اوقف في المغرب، بل هذا السؤال يوجه للدولة الأميركية، وانا كنت قد التقيته في السجن وآمل ان يكون وضعه الصحي قد تحسن". وختم ردا على سؤال عن قضية جورج عبدالله بالقول ان "هذه القضية يتابعها شخصيا فخامة الرئيس ميشال عون وطلب مني متابعتها مع السلطات الفرنسية، ونأمل أن نراه قريبا في لبنان".

 

سلامة من بعبدا: الوضع المالي TOP

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

أبدى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ارتياحه للوضع المالي، وقال من قصر بعبدا ردا على سؤال في هذا الشأن:"TOP".

 

ضغوط غربية وتحديات مالية خلف مصالحة بعبدا

العرب/10 آب/2019

انفراجة سياسية في لبنان على خلفية التدخلات الغربية يقابلها تعاظم التحديات المالية خاصة مع توجه وكالة “ستاندرد آند بورز” لخفض تصنيف لبنان السيادي، ويقول متابعون إنه لا يمكن الرهان طويلا على استمرارية هذه الانفراجة في ظلّ وجود فريق مصرّ على سياسة إلغاء الآخر.

بيروت – شارفت الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها لبنان، منذ شهر ونصف على نهايتها، باجتماع خماسي ضمّ عصر الجمعة في قصر الجمهورية ببعبدا كلا من الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان.

وهدف الاجتماع إلى عقد مصالحة بين الزعيم جنبلاط ومنافسه على الساحة الدرزية أرسلان، بعد تصعيد بينهما انعكس شللا حكوميا، على خلفية حادثة قبرشمون.

وشكل اللقاء فرصة “لغسل قلوب” بين الزعيم الدرزي والرئيس اللبناني، والتي ساءت علاقتهما على خلفية انحياز الأخير لرئيس الحزب الديمقراطي.

وأعرب رئيس الوزراء عقب الاجتماع عن ارتياحه قائلا “من الآن فصاعدا ستكون هناك صفحة جديدة وسنتعاون جميعا من أجل مصالح لبنان”.

وربطت دوائر سياسية نزوع القوى إلى التهدئة، وحلّ الأزمة بالتدخلات الأميركية والأوروبية، التي مورست طيلة الأيام الماضية، فضلا عن الضغوط الاقتصادية خاصة مع اقتراب موعد إعلان وكالة “ستاندرد آند بورز” عن تقريرها بخصوص لبنان، والذي يرجّح أن يتضمّن تخفيضا جديدا للتصنيف السيادي لهذا البلد. وسبق لقاء المصالحة اجتماع مالي في بعبدا برعاية عون لبحث سبل احتواء تداعيات خفض التصنيف المحتمل، والذي يخشى من أن يكون له ارتدادات جدّ سلبية على الوضع المالي للبلاد.

لقاء بعبدا يفتح الباب لتفعيل العمل الحكومي، حيث أعلن الرئيس سعد الحريري عن اجتماع السبت لمجلس الوزراء

وجرت جهود لبنانية لتفادي التصنيف السلبي الجديد، لكن على ما يبدو فإن هذه المحاولات باءت بالفشل. وتشير الدوائر السياسية إلى أن اتصالات عدّة جرت في الكواليس قبل ساعات من لقاء المصالحة، خاصة لجهة إقناع الحزب الديمقراطي والتيار الوطني الحر بضرورة خفض السقف العالي من المطالب، حيث أنّ الوضع الاقتصادي في البلاد لا يحتمل، فضلا عن أن هناك غطاء دوليا واضحا يمنع أي استهداف لجنبلاط.

وتلفت الأوساط إلى أن حزب الله التقط الرسالة الغربية وخاصة الأميركية التي عبّرت عنها سفارة الولايات المتحدة في بيروت في بيان شدّد على رفض “أي توظيف لقضية قبرشمون لغايات سياسية”، وعلى ضوء ذلك قرّر الحزب الاستدارة من خلال حضّ حليفه أرسلان على تليين موقفه حيال حادثة قبرشمون.

وكان حزب الله قد دعّم رئيس الحزب الدمقراطي في مطلبه بإحالة الحادثة إلى المجلس العدلي، في سياق رغبته في كسر جنبلاط وتحجيمه، بيد أنه وأمام الوضع الراهن، وجد الحزب نفسه مضطرا لتأجيل المعركة مع الزعيم الدرزي.

وتعود أزمة قبرشمون إلى 30 يونيو الماضي حينما واجه موكب لوزير المهجّرين صالح الغريب مجموعة من أنصار الزعيم الدرزي وليد حنبلاط، تحتجّ على زيارة مفترضة لوزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لمحافظة جبل لبنان، لتنتهي المواجهة إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أسفر عن مقتل اثنين من مرافقي الغريب ينتميان إلى الحزب الديمقراطي.

وكاد هذا الحادث يقود إلى إشعال فتنة درزية درزية بيد أنه تمت لملمتها سريعا بتدخل رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، إلا أنّ شرارتها السياسية ظلت موقدة بإصرار الحزب الديمقراطي على إحالة الملف إلى المجلس العدلي، بدعم من التيار الحر وحزب الله.

وفي الأيام الأخيرة اتخذت الأزمة أبعادا جديدة بتحوّلها إلى صراع إرادات بين جنبلاط والرئيس ميشال عون، الذي اعتبر أن المستهدف من تلك الحادثة كان صهره جبران باسيل.

وبرزت معطيات عن ضغوط من بعبدا على السلطة القضائية المكلفة بالنظر في الحادثة، لإحالتها إلى المجلس العدلي، وهذا الوضع دفع على ما يبدو الولايات المتحدة والأوروبيين إلى التدخل.

ويرى محللون أن التدخل الغربي فرمل اندفاعة ضرب جنبلاط لكنّه لم ينهها حيث يتوقع أن تكون هناك جولات قادمة، سيخوضها الزعيم الدرزي، مع “ثالوث الممانعة” في الداخل، الذي يصرّ على منطق إلغاء أي “نفس معارض”. ورفض أرسلان، قبيل الاجتماع، توصيف لقاء بعبدا بأنه لقاء مصالحة، قائلا “إنه لقاء مصارحة ورسم خارطة طريق وليس مصالحة، ويرتكز على الأمن والقضاء والعدالة، وقد يتحوّل إلى مصالحة إذا تم الأخذ بالمبادرات المطروحة سابقاً”. ويفتح لقاء بعبدا الباب لتفعيل العمل الحكومي، حيث أعلن الحريري عن اجتماع السبت لمجلس الوزراء.

 

حزب الله وصلته الرسالة الأميركية… فتراجع ليحتوي الأزمة

 أحمد شنطف/جنوبية/09 آب/2019

على قاعدة "اشتدي أزمة تنفرجي"، عادت محركات المبادرات لتدور مجدداً رغم استكمال التصعيد بالخطاب من جانبي الصراع حول حادثة البساتين، ليأتي لقاء يجمع الرؤساء الثلاثة ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان في بعبدا، على اساس لقاء"مصالحة"، ليعاد من اجل حفظ ماء الوجه ويوضع في إطار "المصارحة". تطورات كثيرة شهدها الملف منذ بزوغه على الساحة السياسية، إلا أن مبادرات الحل واللقاءات والإتصالات كلها لم تستطع تحريك المياه الراكدة حكومياً، الى أن أتى بيان السفارة الأميركية منذ أيام، والذي “حذر” من محاولة استغلال أحداث قبرشمون بهدف تعزيز أهداف سياسية. هذا البيان، ورغم اعتباره من حزب الله بأنه “تدخلا سافرا وفظا ووقحا في الشؤون اللبنانية، ويشكل إساءة بالغة للدولة ومؤسساتها، وغايته إضفاء التعقيد على الأزمة الراهنة”، ثم علقت عليه وزارة الخارجية اللبنانية بدعوة أميركا لعدم “التدخل بشأن لا يعنيها”، ولكن لا يمكن لأحد عدم ربطه بالحلحلة التي طرأت اليوم، وخصوصاً بعد ما تواردت معلومات متقاطعة من دوائر أوروبية تشي بصدور بيان أوروبي مماثل لبيان السفارة الأميركية مرجحا ان يمهد ذلك لعقوبات أميركية قد تطال مسؤولين في التيار الوطني الحر، في حال بقيت الأمور على ما هي عليه. وهذا ما يفسر قرب الوصول الى خواتيم الملف، كما أفاد الرئيس سعد الحريري من بعبدا أمس.

وتعليقاً على تطورات الملف، قال الناشر والمحلل السياسي لقمان سليم، في حديث لجنوبية، أن هناك 3 نقاط يجب الإلتفات اليهم بشكل متتابع، والتفكير بهم بشكل متوالي، فأولاً علينا أن نسأل هل هذه الأزمة المتولدة عن حادثة قبرشمون تحل بمصالحة عشائرية كما ظهر اليوم؟ مشيراً الى أن تشخيصنا لطبيعة الأزمة يحدد تقييمنا اذا كانت هذه المساعي ستفلح أم لا.

المحلل السياسي لقمان سليم وقال: “إذا اعتبرنا ان هذه الأزمة أكبر بكثير من أن تكون أزمة ذات طبيعة ريفية تحل بـ”تبويس لحى”، فذلك يعني أن ما شهدناه اليوم عشية الأعياد هو نوع من التنفس الإصطناعي لجمهورية تلفظ أرماقها، ولكن قد يكون احتضارها طويل”. ولفت الى أن النقطة الثانية، تكمن بتأثير بيان السفارة الأميركية على مسار الأمور، لافتاً أنه من الواضح أن البيان هو أكثر من كونه 3 أسطر يتضمن 50 كلمة، إنما يؤكد أن لبنان ليس متروكاً للأهواء الإيرانية، وبالتالي أهواء حزب الله وشركائه، وهو يعطي رسالة مباشرة لهذا الفريق لأن لا يظن بأن لبنان تم التخلي عنه وأنه يستطيع فعل ما يشاؤوا فيه.

أما النقطة الثالثة، فعلق سليم على المعلومات التي تشير بنية أوروبية بإصدار بيان على غرار البيان الأميركي، حيث قال: “عندما نتكلم عن أوروبا يعني ذلك اننا نتكلم عن بلدان هي أساس “سيدر”، وأساس أي حياة إقتصادية، أي انقاذ مقبل لهذا البلد، وبالتالي لو كانت الأمور ستبقى على ما هي عليه فالموقف الأوروبي لن يكن مستبعداً”. ليس حلاً في ما يخص نتائج اللقاء الذي حصل، أشار سليم بأنه ليس حلاً للأزمة، ولكن ممكن اعتباره احتواء للأزمة، وهذا لا يعني نهاية الأزمة.

وقال: “لا يمكن اعتباره طريقاً لعودة الانتظام للعمل الحكومي، فأنا أشك أن النقاش المقبل قد يكون حول تغيير الحكومة، وقد يكون هذا الطرح هو ما ينقذ ماء الوجه، ولكن الأكيد أن ما قبل قبرشمون ليس كما بعده ولبنان الى مزيد من المجهول”. وأشار الى أن لبنان شهد على كثير من هكذا “مصالحات” وكلنا نعلم أنها تكون من باب أخذ النفس لا أكثر ولا أقل. الحريري رابح ثانوي في ما يخص “الرابح” في هذه الجولة، إذا صح التعبير، لفت سليم الى أن جنبلاط ليس المنتصر الوحيد، فهو قد يكون انتصر على المستوى الدرزي واللبناني، ولكن مجرد استجرار موقف أميركي هو انتصار لكل اللبنانيين، وأجمل ما في هذا التدخل هو أنه “سافر”. أما عن المنتصرين الآخرين فقال أن الحريري كونه لم يلجأ لتنفيذ رغبات الآخرين، فهو يعتبر رابحاً ثانوياً وليس رابحاً رئيسياً.

 

ما حقيقة أرصدة حزب الله من الدولار الأمريكي؟

 عبدالله الخيامي/جنوبية/09 آب/2019

لا يوجد في الحقيقة انسجام أيديولوجي بين الشعارات السياسية المعلنة لحزب الله وبين واقعه العملي، فهو منذ أعلن شعار الموت لأمريكا ويحتفظ لنفسه بكثير مما هو أمريكي من الصناعات المختلفة ومن العملات الصعبة! لا يوجد تطابق بين شعارات حزب الله وممارساته في هذا الجانب. وقديماً كان منافسوه للنفوذ على الساحة الشيعية يطلقون عليه إسم: “حزب الدولار”، حيث أن كل هؤلاء تضرروا من انهيار قيمة العملة اللبنانية قبل انتهاء الحرب الأهلية وتثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي منذ ثلاثين سنة، كلهم تضرروا إلا حزب الله ومن كانوا يديرون اللعبة وبعض كبار التجار والمستثمرين الشركاء.

ومنذ نشأ حزب الله في لبنان وهو يحظى بالمدد ولدعم المالي من إيران ومن التبرعات في لبنان والعالم، إلى بعض المشاريع الاستثمارية التي عمل عليها، وكانت الدولة الإيرانية قد خصصت ريع بعض آبار النفط فيها لحاجاته المتعددة من التسليح والرواتب ومختلف الأنشطة، وعمل الحزب على توظيف بعض أمواله بعناوين تجارية ومن خلال مجموعة من التجار في الداخل والخارج لم يكن أولهم وآخرهم صلاح عز الدين الذي عندما أفلس مالياً - كما تردد وتواتر - بعد خسارته أربع مليارات دولار أمريكي من الأموال المنقولة وغير المنقولة والتي كان الجزء الأكبر منها من أموال الحزب، فلما أعلن إفلاسه أشاعت إسرائيل يومها أن مالية حزب الله قد ضُرِبت لتؤثر على معنويات المقاومين وسير عملياتهم ضد احتلالها. وقد انتشر يومها في المقابل على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمئات الملايين من الدولارات الاميركية مجموعة في احدى القاعات السرية، وأعلن مصدر نشرها أن هذه الأموال هي مالية حزب الله الفعلية، وأنها لم تُضرب بحسب المزاعم الإسرائيلية، ولا ندري هل كان هذا النشر واقعياً أو كان في إطار حرب المقاومة النفسية على العدو؟

وقد أفلحت الحرب بمسمَّياتها النفسية والميدانية في إلحاق الهزيمة بالعدو على كل صعيد، ويتجدد الحديث اليوم عن مالية حزب الله بعد الحصار الاقتصادي الأمريكي لمنابعه المالية، فهل ما زالت مئات المليارات الاميركية على ارض الواقع؟ المراقبون لخطابات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد حرب تموز 2006 لا يستبعدون حقيقة مدخرات حزب الله المالية المذكورة أو غيرها أو ما يشابهها، ويصعب التكهن بالأرقام ولكن ثمة شيء من الحقيقة لمدخرات مشابهة وراء الكواليس، خصوصاً وأن “سيد المقاومة” تحدث بعد حرب تموز في أحد خطاباته قائلاً: “نحن باقون لخمسين سنة قادمة”. ولما كان “سيد المقاومة” موصوفاً بالصدق من العدو قبل الصديق، فإن المراقبين يرون أن كلامه المذكور لم يكن من الفراغ لو لم يكن له ما يستند إليه ويتكل عليه ومنها حقيقة المدخرات المالية والتي قد يكون منها ما جمعه الحزب من الدعم المادي الإيراني وغير الإيراني في العقود الأربعة الماضية. ويرى هؤلاء أن تقشف الحزب في النفقات نتيجة العقوبات يأتي في إطار سياسة بعيدة المدى ليحافظ على قدراته التسليحية، وتسليحه في تطور مستمر رغم العقوبات، وهو مرتاح لأوضاعه المالية، رغم التقشف والتبرم في بعض أوساطه.

ويرى المراقبون من القريبين من حزب الله أن “العقوبات الاقتصادية الصهيو – أمريكية” وإن كانت أربكت وستربك الواقع المالي والسيولة في وسط الحزب وداعميه، ولكنها لن تصل إلى نتيجة حاسمة تُنهي حزب الله ونفوذه في لبنان. ويرى هؤلاء “أن التفكير الأمريكي في هذا الجانب هو سراب يجب اليأس منه، لكي تتمكن أمريكا من حفظ مصالحها البعيدة المدى في المنطقة خصوصاً وأن بصيص نور التفاوض مع إيران بات ممكناً بحسب التسريبات الأخيرة”.

وعلى صعيد آخر وفي معلومات من بعض المقربين من حزب الله يرون أن الحزب يخطط في الأيام القليلة المقبلة ليقوم بعملٍ ما لمنع الطلعات الجوية القتالية والاستطلاعية الإسرائيلية المستمرة في الأجواء اللبنانية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية للدولة اللبنانية ودول الجوار، وهو في سعيه لوقف هذه الخروقات الإسرائيلية لسماء لبنان، يريد أن يُطمئن قاعدته ومجاهديه لقدراته النوعية التي سوف يستخدمها في حربه الأخيرة لإزالة إسرائيل عن الخارطة، فهل يتحقق “الوعد الصادق”؟

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 09/08/2019

وطنية/الجمعة 09 آب 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إنه يوم الانجازات في لبنان ففي القصر الجمهوري اصطياد عصفورين بحجر عشية العيد.

رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة أمضوا نهارا طويلا في اجتماعين مهمين:الاول مالي اقتصادي، عززه الثاني بمصالحة جنبلاط ارسلان، والخطوتان انعكستا فورا بارتفاع قيمة السندات الدولية.

والى الخطوتين انجاز حققه اللواء عباس ابراهيم بتسلمه وتسليمه رهينة كندية افرج عنها في سوريا.

الى كل هذا الجيش اعلن عن توقيف اكثر من الفين وخمسمئة شخص من جنسيات مختلفة لتورطهم في جرائم متنوعة خلال شهر تموز الماضي.

الاجتماع المالي الموسع في القصر الجمهوري فرمل الانحدار وعزز النقد وينسحب ذلك على الوضع الاقتصادي ايضا.

اما اجتماع المصالحة فيعزز الاستقرار الامني في البلد على قاعدة اسقاط الحق الشخصي لصالح الحق العام .

وقد تحدث الرئيس الحريري عن الاجتماعين.

ووصف الرئيس بري ما حصل بالانجاز في حين اكد جنبلاط ارتياحه للاجواء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

إشتدي أزمة تنفرجي ... وهكذا كان بعد ما كان.

محركات الحل أدارها ليل الخميس الجمعة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأثمرت لقاء مصالحة في القصر الجمهوري بين رئيسي الإشتراكي والديمقراطي وليد جنبلاط وطلال أرسلان بحضور الرؤساء الثلاثة، على أن تعقد غدا جلسة لمجلس الوزراءقبل مغادرة الحريري إلى واشنطن، وهو التقى اليوم السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد.

بورصة التجاوب مع المبادرات وبعدما شهدت أسهمها صعودا وهبوطا في السابق، إستقرت اليوم عند مؤشر الحل مترافقة مع إجتماعين ماليين إقتصاديين، توزعا بين بعبدا وبيت الوسط، وسبقهما خلوة رئاسية ثلاثية في رسالة إستقرار مالي واضحة من الدولة اللبنانية إلى من يعنيه الأمر في المؤسسات المالية الدولية والدول المانحة قبل أي تصنيف.

هذه الرسالة سرعان ما تظهرت نتائجها في الأسواق المالية، حيث صعدت السندات الدولارية اللبنانية، فيما سجل إصدار 2030 أعلى مستوى له خلال أسبوع.

وزير المالية علي حسن خليل أكد ان لا إستقرار ماليا واقتصاديا من دون الإستقرار السياسي، مشيرا إلى صعود السندات قبل الإجتماع المالي الذي وصفه بالممتاز وأضاف أن الإئتمان قد يتأثر بذلك.

من جهته اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ردا على سؤال للـNBN أن الوضع "TOP".

على خط قضية شراء مبنى "تاتش" تمسك وزير الإتصالات محمد شقير بخبرية أنه أمن وفرا للدولة، معلنا أنه سيبدأ التفكير في شراء مبنى لشركة ألفا أيضا.

أمنيا أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الإفراج عن مواطن كندي كان محتجزا في سوريا منذ العام الماضي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

بالقول والفعل: بي الكل.

هكذا كان أمس، هكذا هو اليوم، وهكذا سيبقى حتى اللحظة الأخيرة من سنوات عهده الست.

بي الكل، لأنه يتجاوز الإساءات، ويستوعب التناقضات، ويتفهم الهواجس، ويستخرج منها مشهدا وطنيا جامعا، يخجل منه المعطلون والمعرقلون والمهاجمون والمجرحون.

بي الكل، لأنه مصدر الأمل في زمن اليأس، وصوت الحق الذي يتحدى أصوات النشاز، ويهزمها، بإرادته الصلبة، وإيمانه القوي، وعزمه الذي لا يلين.

كم من مرة انتشل اللبنانيين من الغرق السياسي، وحدثهم بما اعتقدوه أحلاما وتمنيات، ليتبين مع الوقت، أن المستحيل في عرفه ممنوع، وأن الاستسلام عنده غير مطروح.

تماما كما في جميع محطات مسيرته الطويلة، اليوم ايضا، فعلها بي الكل.

ميشال عون يترأس لقاء ماليا، يخرج بقرارات نوعية، ثم يرعى لقاء مصارحة ومصالحة بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، في حضور نبيه بري وسعد الحريري، وبعد مساع حثيثة بذلها عباس ابراهيم.

النتيجة السياسية، عودة الحكومة وتكريس مسار العدالة، وجلسة لمجلس الوزراء الحادية عشرة من قبل ظهر الغد في بعبدا.

أما ماليا فإيجابية فورية اعلنت عنها وكالة رويترز، ومفادها صعود السندات الدولارية اللبنانية وارتفاع إصدار 2030 إلى أعلى مستوى في أسبوع.

لبنان اذا امام صفحة جديدة، واللبنانيون امام فرصة جديدة، عسى ألا تضيعها مناكفات جديدة، وعلى أمل ألا تطيح بها حسابات مصلحية ضيقة تبرز من جديد، في مقابل المشروع الوطني الكبير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

مصارحة او مصالحة او اي عبارة صالحة لوصف خطوة كهذه، فإن النتيجة واحدة، إن لقاء بعبدا كفيل بنقل البلاد من مكان الى آخر.

لقاء خماسي على نية تفكيك لغم قبرشمون، الذي كاد ان يفجر الحكومة ومن خلفها البلاد، تمكنت المساعي من بدء تفكيكه باللقاء الذي جمع الرؤساء الثلاثة والنائب طلال ارسلان والوزير السابق وليد جنبلاط .

وان كان اللقاء ثمرة جهود مضنية لخيرين تحسسوا حرج الوضع في البلاد، فان النتيجة بدأت من شكل اللقاء واستكملت بالنتائج التي افضت الى تحديد جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشْرة من قبل ظهر غد السبت كما اعلن الرئيس سعد الحريري، وهو ما اعتبره الرئيس نبيه بري انجازا مع الانتقال من المصارحة الى المصالحة، وتحديد المسار السياسي والقضائي لقضية قبرشمون، ومن ثم تفكيك اكبر الالغام الجاثمة امام جلسة الحكومة.

اولى تداعيات لقاء بعبدا، ما نشرته وكالة رويترز عن ارتفاع السندات الحكومية المقومة بالدولار لمجرد التئام اللقاء، فيما اتبعت الايجابية الاقتصادية مع الاجتماع الذي جمع الى الرؤساء الثلاثة ثلة من الوزراء وحاكم مصرف لبنان ومصرفيين واقتصاديين معنيين بالشأن المالي والاقتصادي.

اذا، مشت الحكومة ومعها البلاد بعد طول تعثر، واتى الفرج عشية عيد الاضحى بعد ان كاد الوطن يكون الضحية.

تضحيات جديدة قدمها اليوم اليمنيون في نزال الشرف بوجه العدوان السعودي الاميركي الاسرائيلي مع ارتقاء السيد ابراهيم بدر الدين الحوثي شهيدا، وهو احد القادة الميدانيين لانصار الله وشقيق قائدهم السيد عبد الملك.

شهادة اعتبرها حزب الله بشارة نصر جديدة، وستزيد الشعب اليمني المظلوم اصرارا على مواصلة الدفاع عن نفسه حتى تحقيق النصر الذي بات قريبا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

لو كان للذاكرة لسان، ماذا كانت ستقول؟

هل كانت ستقول: كنتم جلستم غداة حادث قبرشمون ووفرتم خسارة أربعين يوما من التوتر والتوتير؟

هل كانت ستقول: ما نفع رفع السقوف إذا كنتم ستخفضونها "متل الشاطرين"؟

هل كانت ستقول: كيف لا معالجة إلا عبر إحالة الحادثة إلى المجلس العدلي؟ ثم يتم القفز فوقه؟

هل كانت ستقول: اشترطم أن يسبق تشييع الضحيتين إحالة الحادثة إلى المجلس العدلي؟ لكنكم سحبتم هذا الشرط؟

هل كانت ستقول: إن بيانا من سطر ونصف سطر، صادرا عن السفارة الأميركية في عوكر، كان له فعل السحر على الجميع من دون استثناء، وكانت تنقصه ثلاث كلمات هي: "كونوا في السكوت"؟

هل كانت ستقول: لولا عوكر لكان الجو مازال مكهربا؟

لو كان للذاكرة لسان.

وليد جنبلاط لا يلتقي طلال إرسلان بل ممثل السيد حسن نصرالله، ثم يلتقيه.

طلال إرسلان يرفض لقاء وليد جنبلاط ثم يلتقيه.

البعض يقول: الفضل لعوكر لأن "سن الرشد السياسي" لم يصل إليه البعض بعد.

أما معزوفة "السيادة والقرار الحر" فيخشى أن تكون من ضحايا حادثة قبرشمون.

وإذا كانت هناك من عبرة أو من عبر يجب ان تستخلص من الأربعين يوما اي بين يوم وقوع الحادثة واليوم، فهو انه من غير المسموح في لبنان الخروج على لعبة مرسومة في الخارج وإن حاول البعض، على المسرح، إيهام المشاهدين أنه هو الذي يحمل القلم والمسطرة، فيما الحقيقة أن "الرسام" أو الرسامين يجلسون في الكواليس، ولو عن بعد.

قبل الدخول إلى المسرح، نشير إلى أن من بشائر لقاء المصالحة، جلسة لمجلس الوزراء غدا، "قوموا تنهني".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

صانعو الأزمة جلسوا على أربعينية قبرشمون ليفكوا الحداد، اجتماع خماسي المحركات انتشر في بعبدا وكل على سلاحه وشروطه، تتوسطهم مبادرة الرئيس نبيه بري، المبنية على التسلم والتسليم، فقد افتتح النهار على اتصالات مكثفة قادت الى القمة الخماسية المسبوقة باجتماع مالي لخلية الأزمة وملوك الخلاف هم أنفسهم صناع السلام.

أتموا لقاء المصارحة والمصارحة، أسفوا على ما حدث في البساتين فتحوا صفحة جديدة، أوكلوا الجريمة إلى القضاء العسكري.

وغدا صباحا جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا "وقوموا تنهني" أربعون نهارا على القبر المفتوح، لم تترك مذمة إلا ونزلت إلى السوق السياسية، وآخرها كان بقلم وليد جنبلاط عندما اتهم رئيس البلاد ومن خلفه بالانتقام. وقد سبقه الوزير وائل ابو فاعور الى تقديم مضبطة اتهام كاملة للقضاء اللبناني، حيث لم يبق فيه ولم يذر فيما كان "المير مكوم هون" يصدر اللاءات العابرة لأي اتفاق، ما لم يتضمن المجلس العدلي.

انتهت كل هذه العراضات "بنكزة" أميركية، وبتحذير دولي من تصنيف مالي سيئ السمعة قادم إلى لبنان، وبزيارة للرئيس الحريري لواشنطن مضمونة الذهاب محفوفة المخاطر في الإياب، فالداخل إليها مولود والخارج ربما يكون مفقود المنصب، لاسيما بعد بروز أسنان "الذئب" الحكومي غير المنفرد، والذي تارة يأخذ شكل فؤاد السنيورة في اجتماع العصف الفكرة، وطورا يأتي على صورة نجيب ميقاتي الضنين على الصلاحيات، أو ما يعادله من مجموعة الحج إلى المملكة وفي التاسع من آب يوم آخر، عاد فيه الحريري رئيسا مطمئن البال الحكومي.

وعقد طرفا النزاع الجبلي لقاء لم يكن خلافه إلا على حرف واحد ميز بين المصارحة والمصالحة، وانطلق الرجلان الى تفاهم قضى بترك قضية قبرشمون الى التحقيق العسكري وفي ضوء نتائجه تتخذ الحكومة القرارات المناسبة، على أن ينعقد مجلس الوزراء في الحادية عشْرة من قبل ظهر السبت في قصر بعبد،ا واللافت أن المجتمعين خرجوا بكامل ارتياحهم، فقال الرئيس نبيه بري إن ما تحقق "إنجاز"، فيما أومأ وليد جنبلاط بعلامة الرضا، ولم تتبين حتى كتابة هذه السطور علائم وجه طلال أرسلان، لكنه حتما وضع شروطه داخل الاجتماع وهو غدا "سيفلي النملة" في التحقيق العسكري، تماما كما تعهد بـ"تفلية البحصة" في مطمر الكوستابرافا.

اربعون يوما من العناد والشروط على كل الجبهات، خسروا البلد وعطلوا صيفه، وهلكوا سماء اللبنانيين بخطابات عقيمة، واحتشدوا على تويتر تغريدة بظهر تغريدة، إلى أن توصلوا الى حل كان يمكنهم إنجازه من اليوم الأول هم فتحوا اليوم صفحة جديدة، لكن صفحات الشهر والايام العشرة كانت مكلفة هم أبدوا ارتياحهم للقاء، تصافحوا تصارحوا وتصالحوا، بعد أن عطلوا وتشيطنوا واهدروا الوقت والاعصاب تسوية، فوق القبور، وكل من طلب ضمانات لم يحصل الا على "ضبانات"، جاء بعضها منحة من السفارة الاميركية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

مصارحة ام مصالحة؟ مقاربة شاملة للمشكلة أم مقاربة جزئية ؟ حل مرحلي يبقي الجمر تحت الرماد أم دائم يمنع تجدد الحريق ؟ هذه الأسئلة طرحت اليوم ما أن أعلن عن الاجتماعين في قصر بعبدا، وما توصل المشاركون فيهما من قرارات .

لكن الاسئلة الأبرز ظلت الاتية: "شو عدا ما بدا" حتى تغير الجو بين ليلة وضحاها؟ ماذا حصل حتى محا هدوء النهار تصعيد الليل ؟ وكيف تبدلت الامور 180 درجة في الساعات القليلة الفائتة؟ جملة معطيات أدت الى تغيير الموقف وتبدل الامزجة .

فهناك أولا الضغط السياسي الدولي ، وخصوصا الضغط الاميركي والاوروبي، وهناك ثانيا الضغط المالي والاقتصادي ، والخوف من أن يساهم الفشل السياسي والعجز الحكومي في توجيه ضربة جديدة الى الوضع الائتماني للبنان وان ينهيا امكان حصول لبنان على ما تبقى من أموال سيدر.

وهناك ثالثا وأخيرا شعور الفرقاء المحليين جميعا انهم وصلوا الى الحائط المسدود وانهم بالغوا في مطالبهم ووضع شروطهم حتى اصبحوا في حاجة الى من ينزلهم عن رأس الشجرة .

المهم ان المحركات المطفأةاعيد تشغيلها وبالقوة القصوى ، فكان أن عادواالى بعبدا، ولو بعد انتظار طويل.

لكن، ماذا حصل في بعبدا؟ اجتماعان ميزا اليوم الطويل والايجابي، الاول اقتصادي مفاجىء، والثاني سياسي منتظر، الاجتماع الاقتصادي عبر عن رغبة كامنة لدى المسؤولين في الانتقال من وضع الى وضع آخر.

فالتحديات كبيرة، وجرس الانذار المالي والاقتصادي يدق بقوة، لذا كان لا بد من رزمة قرارات ومعالجات لاخراج الوضع الاقتصادي - المالي من عنق الزجاجة.

وهو امر ما كان ليتحقق لولا الانفراج السياسي الذي تجلى في الاجتماع الثاني ذي الطابع السياسي، فلقاء رئيس التقدمي الاشتراكي ورئيس الديمقراطي اللبناني برعاية رئيس الجمهورية وحضور رئيسي مجلس النواب والحكومة فتح الباب امام المصارحة والمصالحة، وكرس الرغبة في فصل المسار القضائي عن المسار السياسي، وهو ما تأكد في البيان المقتضب الذي تلاه رئيس الحكومة سعد الحريري بعد انتهاء الاجتماعين.

فمبروك للبنانيين المصالحة التي انتظروها منذ اربعين يوما، ومبروك عودة الحكومة الى الاجتماع قبل ظهر غد السبت، والى اللقاء في موعد آخر مع المماحكات والخلافات وحماوة التصريحات!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 9 آب 2019

الجمعة 09 آب 2019

النهار

جهات شيعية أشادت بجهود السفارة السعودية في بيروت في عمليات منح تأشيرات للحجاج اللبنانيين وانتقالهم الى ‏المملكة.

أعرب مرجع بارز معارضته استبدال ولاية المجالس البلدية من ست سنوات الى أربع.

لوحظ أن الجيش ضاعف وتيرة الاجراءات الأمنية في منطقة الشحار الغربي في الأيام الأخيرة في ظل التصعيد ‏السياسي الأخير.

الجمهورية

طلب مرجع سياسي من حزب بارز جواباً حول مسألة حساسة ولما تأخر الجواب قال: "لما بيتأخَّر الجواب يعني الجواب سلبي".

يزور رئيس حزب بارز قريباً زعيماً حزبياً في منطقته حيث سيعد له إستقبالاً كبيراً غير مسبوق.

إكتشف أحد الوزراء بعد ظهور إشكالية كبيرة في قرار إتخذه أنه أصبح وحيداً ولم يجد أحداً يدعمه أو يقف معه.

البناء

خفايا

تساءلت سفارات غربية عن جدية حملات مكافحة الفساد بعدما ظهر إلى العلن عقد شراء مبنى استعراضي لواحدة من ‏الشركات المملوكة للدولة بملايين الدولارات بتوقيع وزير ولم تهتزّ الدولة والقضاء وهيئات الرقابة، ولم يشعر الوزير ‏بالقلق، معتبرة أنّ ذلك وحده يكفي للإستنتاج بأنّ الكلّ يعلم أنّ مكافحة الفساد ليست حملة ما لم تزرع الذعر عند كلّ ‏صاحب توقيع على صرف المال العام قبل أن يوقع خشية دخول السجن.

اللواء

خلافاً لما هو معمول به، لم يلحظ مشاهدون نقل محطة حزبية احتفالاً خطابياً لتيار حليف!

وضعت سفيرة دولة كبرى وزيراً معنياً بعزمها على إصدار بيان حول أحداث قبرشمون..

يواجه مودعون صعوبات مباشرة في تحويلات ودائع "غير حرزانة" إلى العملات الصعبة، تجاوزاً لكل التقاليد ‏والأنظمة المعمول بها؟!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الملف اللبناني على طاولة البيت الأبيض وواشنطن تتدخل بعد انكفاء لحماية الاستقرار ومنع التدهور الاقتصادي والسياسي

نذير رضا/الشرق الأوسط/10 آب/2019

عادت الولايات المتحدة الأميركية عن انكفائها عن الوضع الداخلي اللبناني منذ 2005، وتدخلت بشكل مباشر تنبيهاً وتحذيراً من انفلات الأمور وتدهور الاستقرار في بيان نادر وغير مسبوق. هذا البيان عجّل الاتصالات التي أفضت إلى تسوية الأمور، وإعادة تفعيل مجلس الوزراء المعطل لمدة 5 أسابيع عن الاجتماع، إثر الانقسام السياسي الحاد بين المكونات اللبنانية على خلفية الإشكال المسلح في منطقة قبرشمون في جبل لبنان، وهو الإشكال الذي أسفر عن مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.

البيان المفاجئ الصادر عن السفارة الأميركية في بيروت، يوم الأربعاء الماضي، الداعي إلى تجنب «تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية»، يكشف إعادة واشنطن الملف اللبناني الداخلي إلى دائرة اهتماماتها - بعد تنحيته، على الأقل إعلامياً - منذ 2005، وضمته أخيراً إلى الملفات اللبنانية ذات التقاطعات الدولية أو الإقليمية التي تعتبر نفسها معنية بها. وهذا أمر يرى فيه مسؤولون ومراقبون «تدخلاً حاسماً للحفاظ على الاستقرار والستاتيكو القائم»، نجح في إعادة الأمور إلى نصابها بفعل الضغط الذي تستطيع واشنطن ممارسته في حال رفض الاستجابة لهذا المطلب.

يكشف البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في بيروت، يوم الأربعاء الماضي، انخراطاً غير مسبوق في الوضع الداخلي اللبناني تستأنف عبره واشنطن نشاطها على الساحة اللبنانية لتعزيز الاستقرار، ومنع التدهور الأمني والاقتصادي، وتفعيل عمل المؤسسات. وهذه ثوابت لطالما أعلنت الولايات المتحدة تمسكها بها، لحماية المكتسبات السياسية اللبنانية التي رعتها بنفسها، خلال ثماني سنوات من التوترات في المنطقة. وعليه، يدخل لبنان في حقبة جديدة تعلن فيها واشنطن عن رعايتها الاستقرار السياسي، وتتدخل لإحاطته بدرع حماية عندما تدعو الحاجة، أسوة بتدخلات سابقة كانت مباشرة وتنوعت بأدواتها، حدثت أعوام 1958 و1983 و2005.

الوسط السياسي اللبناني فوجئ بالبيان حول الأزمة السياسية المتصاعدة في الداخل اللبناني إثر أزمة قبرشمون، التي خلقت اصطفافات جديدة على المشهد السياسي. وجاء البيان بعد انسداد السبل لحلحلة الأزمة، حين أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي وقفه مبادراته، واستسلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي واظب على إجراء لقاءات مع المعنيين في «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، واعتبار «التقدمي الاشتراكي» أن الرئيس اللبناني ميشال عون دخل طرفاً في الصراع، عندما نُقل عنه قوله لزواره إن الكمين كان معدّاً لاغتيال وزير الخارجية جبران باسيل.

الأزمة، برأي مراقبين وسياسيين، تتخطى الجانب القضائي والأمني. هي ذات امتدادات سياسية، حذّرت مصادر سياسية من أنها تسعى للإخلال بالتوازنات السياسية القائمة منذ عام 2005، التي يسعى وزير الخارجية جبران باسيل (المدعوم من «حزب الله») إلى تغييرها عبر إقصاء النائب السابق وليد جنبلاط، أو تقليص حضوره السياسي وموقعه، إضافة إلى تهميش حزب «القوات اللبنانية». وهو ما تصدّى له رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري. ثم دخلت الأزمة في منعطفات خطيرة، إثر اتهام «التقدمي الاشتراكي» مقرّبين من رئيس الجمهورية بـ«فبركة» ملف قضائي للاقتصاص من جنبلاط.

بيان نادر وغير مسبوق

في ظل هذه التطورات التي أفضت إلى تعقيدات سياسية في غياب أي أفق للحل، أصدرت السفارة الأميركية في بيروت بياناً غير مسبوق لناحية تأكيده على ملف لبناني محلي صرف. وجاء البيان مرتبطاً بصلب الأزمة السياسية الراهنة في لبنان التي اندلعت إثر الإشكال في قبرشمون، وأجّج الانقسام السياسي على خلفية إصرار «الحزب الديمقراطي اللبناني» و«التيار الوطني الحر» (التيار العوني) لإحالته إلى المجلس العدلي، مقابل رفض رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري. وإثر هذا الانقسام، رفض رئيس الحكومة الدعوة لعقد جلسات لمجلس الوزراء منعاً لتفجر الحكومة ونقل الخلافات إلى داخلها، لا سيما أن الخلاف المتصاعد هو تحديداً بين وزراء كتل ممثلة في الحكومة، اثنان منهم من حصة جنبلاط، والآخر هو صالح الغريب، فضلاً عن وزير الخارجية جبران باسيل الذي يتهمه «التقدمي الاشتراكي» بالمسؤولية المعنوية والسياسية والقانونية عن الحادثة.

بيان السفارة، الذي وُصِف بأنه غير مسبوق ونادر تضمن تنبيهاً من استمرار التأزم والانغلاق على الحلول لأزمة قبرشمون، ولقد أكدت السفارة عبره «دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي». وشدّدت على أن «أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 يونيو (حزيران) الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها». وقالت السفارة إن الولايات المتحدة «عبَّرت بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقّعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية».

ضمان استمرار المؤسسات

يكسر البيان السلبية الأميركية واستراتيجية واشنطن السابقة القاضية بتجنّب الدخول في الملفات الداخلية، فهي نادراً ما تصدر بياناً مرتبطاً بأزمة داخلية أو ملف محلي وله علاقة بصلب الأزمة السياسية المتصاعدة في لبنان، بل تكتفي بالإشادة في الملفات اللبنانية الداخلية بإجراء استحقاقات كالانتخابات النيابية، أو تشكيل الحكومة. وعادة ما كانت السفارة تصدر بيانات متعلقة بملفات لبنانية ذات إبعاد إقليمية ودولية وأمنية، مثل دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة الشرعية في محاربة الإرهاب وحفظ الاستقرار، وأخرى متعلقة بالحفاظ على الاستقرار الحدودي جنوباً والالتزام بالقرار الدولي «1701». وتشدّد على دعمها على الاستقرار في البلاد، وعلى تفعيل عمل المؤسسات. وفي ضوء هذا التطور، أوضح مصدر مراقب للمواقف الأميركية في لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن البيان «يتضمن تنبيهاً من استمرار الأزمة وإقفال المؤسسات وتجميد عملها». ولفت إلى أن السفارة في العادة «تمارس الحذر لجهة إبداء راي أو موقف في ملفات لبنانية محلية، لكن هذا البيان يبدو أنه ينطلق من مخاوف جدية من تعطيل لعمل المؤسسات، علماً بأن الأزمة متعلقة بصلب عمل المؤسسات الرسمية»، وبالأخص، تعطيل اجتماعات الحكومة لخمسة أسابيع حتى الآن بغياب أي موعد محدد لاستئنافها، إضافة إلى «المخاوف من أن تذهب الأمور إلى موقع خارج السيطرة ما يطيح بمكتسبات مؤتمر (سيدر)». وشدّد المصدر على أن الموقف هو للتحفيز على تفعيل المؤسسات والتحذير من استمرار التأزم السياسي.

ضرورة الاحتواء

من ناحية أخرى، جاء البيان وسط مخاوف محلية ودولية من أن يكون التأزم السياسي محاولة للعودة إلى الأزمة التي يبدو على أنها تنتشر وتتبعثر في كل الاتجاهات، حسب الناشط السياسي ومدير مركز «أمم للأبحاث والتوثيق» لقمان سليم.

سليم أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «ليس بالأمر المعهود أن تصدر سفارة واشنطن في بيروت بيانات عند كل حادثة أو تطوّر سياسي أو أمني يقع في لبنان»، لكن هذا التطوّر الأمني الأخير في حادثة قبرشمون «أدى إلى تعطيل سياسي غير مسبوق ومفتوح على الوقت»، وعليه فإن «واشنطن في سياق الدعم المستمر للاستقرار في لبنان، تحاول إيجاد مخرج»، ثم أضاف: «في العقل الأميركي، يجب على القضاء أن يقوم بدوره، لكن ربما ينظر البعض من اللبنانيين إلى أن القضاء في لبنان قد يكون جزءاً من المشكلة، ومن هنا تأتي الدعوة للتعامل مع الحادث بطريقة تحقق العدالة دون خلفيات سياسية».

ورأى سليم أن ما ورد «يصحّ فيه التحذير من استمرار الوضع، وإبقاء الأزمة مفتوحة دون اجتراح طريقة لاحتوائها»، مشدداً على أن «ما يعني واشنطن هو الحفاظ على الاستقرار، وتحت هذا العنوان أقرّا البيان والدعوة للملمة الموضوع وعدم تركه يتفاعل ويتسرطن أكثر لأن الجسم اللبناني هشّ، وبقاء الأمور على نحو متأزم قد يعرّض الاستقرار للخطر لأسباب أنانية». وعن إمكانية أن يعتبر البعض البيان في الداخل اللبناني اصطفافاً مع فريق دون آخر، قال سليم إن «هذا هو التفسير البلدي المحلي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار أن بلداً كاملاً يُنظر إليه على أنه معطّل وبحالة خطر، لكنه في الواقع ليس اصطفافاً، بل ربما يكون دعوة لحلفاء واشنطن للسير في طريق الاحتواء الذي ربما لن يكون مخرجاً كاملاً، لكنه في الوضع اللبناني قد يكون تأجيلاً لأزمة لم يوجد الحل الكامل لها».

غطاء أمني واقتصادي مستمر

للعلم، يتصدّر حرص واشنطن على استمرار عمل المؤسسات، الأولويات الأميركية، لكن لا يمكن تحييده عن الملفات المرتبطة بالاستقرار اللبناني الذي يضمنه عمل المؤسسات، وهي ملفات تُعتبر الولايات المتحدة معنية بها. وهنا علّق رياض طبارة، سفير لبنان الأسبق في واشنطن، قائلاً: «هناك غطاء أمني واقتصادي دولي للبنان، إذ لا مصلحة لأحد، سوار الولايات المتحدة أو أوروبا أو حتى إيران بالإخلال به. وعادة تعتبر الولايات المتحدة رأس الحربة في توفير هذا الغطاء، وهي لا تتدخل في كل شاردة وواردة في الشأن اللبناني، إلا إذا كانت الأمور ستخرج عن السيطرة، وهو ما دفعهم أخيراً للتدخل».

ولفت طبارة إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت «جالت على المسؤولين اللبنانيين، وأبلغتهم أن فقدان السيطرة على الاستقرار غير مسموح به. لكن الأمور (مع ذلك) لم تتجه نحو التهدئة، وهو ما دفع واشنطن لإصدار بيان تحذيري يحذر من المواجهات الطائفية».

وأعرب طبارة عن اعتقاده أن الأميركيين «جاهزون لاستخدام إجراءات صارمة لحماية الاستقرار، وكان البيان توجيهياً في مضمونه نحو عقد مصالحة ومنع الأمور من التدهور باتجاه منحى طائفي أو مواجهة طائفية غير مسموح بها».

3 محطات سابقة

لا ينفي جميع المطلعين على أن التدخل في البيان كان نادراً، لكنه يتشابه بالظروف مع ثلاث محطات سابقة دفعت واشنطن للتدخل مباشرة في الشأن اللبناني عندما كانت الأمور تفلت عن السيطرة.

السفير طبارة ذكر أن «كل حقبة كانت لها ظروفها، بدءاً من عام 1958 حين نفذ الجيش الأميركي إنزالاً على الشواطئ اللبنانية. وفي عام 1983 عندما بدا أن هناك محاولة لسيطرة أجنبية على القرار اللبناني ما دفع بالأميركيين للتدخل عسكرياً إلى جانب قوات إيطالية وفرنسية، قبل استهداف قوات (المارينز) الأميركية والقوات الفرنسية في بيروت بتفجيرات. وفي المرة الثالثة، بعدما رفض السوريون الانسحاب من لبنان وإعادة الوضع لفترة ما قبل التدخل السوري، فكان القرار 1559 في عام 2004. ليليه الدعم السياسي لـ(انتفاضة 14 مارس)، التي أدت إلى الانسحاب السوري من لبنان وإعادة الأمور إلى نصابها. والآن في ظل الصدام السياسي الذي أنذر بانفلات الأوضاع». ووفق طبارة «مع أن كلّ تدخل له حيثياته، فإن القاسم المشترك في التدخلات المباشرة هو أنه من غير المسموح أن تخرج الأمور عن السيطرة في لبنان، خصوصاً بعد الحرب الأهلية».

أولويات أميركية

ينظر كثيرون إلى أن التدخل الأميركي لحماية الاستقرار في هذه المرحلة، ينطلق من ملفات ترى الولايات المتحدة أن إنجازها أو الحفاظ عليها ضمن الوضع القائم (الستاتيكو) من أولوياتها. أبرز هذه الأولويات هي: الاستحقاق المقبل المرتبط باستخراج النفط والغاز في البحر المتوسط، وأمن الحدود الجنوبية، وتحييد لبنان عن لهيب الأزمة السورية، ووجود مليون لاجئ سوري في لبنان، والاستحقاقات المرتبطة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، واحتواء التمدد الإيراني الذي «يستفيد من الفوضى» في المنطقة، والدعم بالعتاد والتدريب للجيش اللبناني. غير أن طبارة ينظر إلى تلك الملفات على أنها تفاصيل، رغم أهميتها الكبيرة، خصوصاً أمن الحدود الجنوبية. إذ يشدد على أن «الأولوية المطلقة التي تعتبرها واشنطن بنداً أساسياً في لبنان يتمثل في السيطرة على الأوضاع، بحيث لا تندلع حرب أهلية يعجز الجميع عن احتوائها والسيطرة عليها، ومن شأن أي اهتزاز بالاستقرار أن يطيح بكل تلك الملفات التي يراها البعض أولويات».

في الوقت نفسه، يعتبر طبارة أنه «لا مصلحة لأحد في أن يتدهور الاستقرار في لبنان، لا الولايات المتحدة ولا إيران، رغم اختلاف الأسباب من وجهة نظر كل منهما»، مضيفاً: «بينما تتطلع واشنطن إلى أهمية الحفاظ على استقرار وضع الحدود الجنوبي وأمن إسرائيل، تأتي إيران ضمن الدول التي تفرض غطاء أمنياً أيضاً منعاً لتدهور الأمور، لأنه لا مصلحة لها بإضاعة ملايين الدولارات التي أنفقتها على الترسانة الصاروخية لـ(حزب الله)، وتكتنزها للاستخدام في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، والاستفادة منها في الصراع. وبالتالي، لا مصلحة لها بإضاعتها على حرب أهلية داخلية، وهو ما يدفعها للدخول في المنظومة التي تهدئ الأمور، وأن يبقى لبنان محيداً عن الصراع».

انقسام لبناني حول «بيان واشنطن»

> أدان «حزب الله» بشدة البيان الصادر عن السفارة الأميركية، واعتبره «تدخلاً سافراً وفظاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، ويشكل إساءة بالغة للدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية»، ورأى أنه «تدخل مرفوض في نزاع سياسي محلي وقضية مطروحة أمام القضاء اللبناني القادر منفرداً على القيام بواجباته على أكمل وجه». في حين جاءت آراء بعض السياسيين، حتى من القريبين من «حزب الله» أقل حدة، إذ قال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إن «بيان السفارة الأميركية فيه إيحاء بأن واشنطن تقف في صف حلفائها»، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أنه «وجد تراثاً لبنانياً قديماً باستقدام التدخل الخارجي في الخلاف الداخلي». أما النائب السابق عمّار حوري، مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد حذّر من أخذ الأمور بخفة، واعتبر أن «بيان السفارة الأميركية يُسلّط الضوء على المخاطر التي قد نواجهها»، مذكّراً «بأننا في مرحلة إعادة تصنيف دولي على الصعيد الاقتصادي، وأننا نسعى لاستثمار مقررات (سيدر)، من خلال دعم دولي، وكل هذا لا يتأتى إلا من خلال علاقات طيبة مع دول العالم».

 

مرصد الطائف" واجتماع الشخصيات الـ 30

النهار/09 آب/19

ما هي خلفية الاجتماع الذي عقد اول من امس بين عدد من الشخصيات المستقلة او التي تنتمي في معظمها الى محور 14 آذار سابقا وابرزها الرئيس فؤاد السنيورة؟ في المعلومات الموثوقة المتوافرة ل""النهار" ان الامر يعود بداية الى الذكرى الـ75 لتأسيس النادي الثقافي العربي حيث قرر فتح ورش فكرية عدة وقررت اللجنة الثقافية فيه فتح نقاش حول العيش المشترك وما يتعرض له من مخاطر. انطلاقا من ذلك تمت دعوة نحو 30 شخصية سياسية وفكرية واكاديمية في 20 كانون الاول 2018 للبحث في المخاطر التي يتعرض لها ميثاق العيش المشترك واتفاق الطائف ومن بين الشخصيات التي شاركت في اللقاء الرئيس السنيورة والنائبان السابقان بطرس حرب وادمون رزق وتركز النقاش حول كيفية حماية الطائف والدفاع عنه. وانبثقت عن اللقاء فكرة انشاء ما يسمى " مرصد اتفاق الطائف" مهمته رصد الانتهاكات والخروق والمخالفات التي ترتكب في حق الطائف. كما شكلت لجنة مصغرة مؤلفة من الرئيس السنيورة والدكتور خالد قباني والدكتور انطوان قربان والدكتور حارث سليمان والدكتور عارف العبد ومحمد حسين شمس الدين والدكتور عدنان حمود لعقد اجتماعات دورية من اجل رصد المخالفات التي ترتكب بحق الدستور والطائف. كما تقرر اصدار نشرة فكرية دورية تتضمن توثيق مجمل مهمة المرصد. وصدر العدد الصفر من النشرة بعنوان "مرصد الطائف" وخصص اجتماع الشخصيات الـ30 اول من امس للاطلاع على النشرة ومتابعة النقاش على ان يصدر العدد الاول من النشرة قريبا

 

مطمر تربل رهن الصراع السياسي: سموم الشمال تنفجر

جنى الدهيبي/المدن/السبت 10/08/2019

لا شيء يوحي أنّ ثمّة حلًا قريبًا سيضع حدًّا لتمدد "كارثة" الشمال مع النفايات المتراكمة في أقضيتها الأربعة، الكورة وبشري وزغرتا والمنية والضنيّة. حتّى الحلّ الذي بدا "خلاصًا" من هذه "المصيبة" الصحية والبيئية التي حلّت في الأقضيّة الشمالية، لم يتكلل بإتمامه، وكان مصيره كحال نحو 37 حلًا جُوبهوا بالرفض.

فبعد أن بدأت أعمال الحفر والجرف في عقار في بلدة تربل، وتبلغ مساحته 600 ألف متر مربع، وهو يقع على أطراف قضاء زغرتا من جهة المنية، أبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري وزير البيئة فادي جريصاتي، باتصال هاتفي، ضرورة التريث مدّة 24 ساعة، ووقف العمل بمطمر تربل "إفساحاً في المجال أمام البحث عن موقع آخر". وطلب الحريري من جريصاتي، جاء نتيجة ضغط شعبي ومناطقي، وعلى خلفية تجاذبات سياسية "مشبوهة"، حتّى بات السؤال الجوهري: ما الحلّ إذن والحلول "الاضطرارية" جميعها مرفوضة؟

بالعودة إلى أزمة النفايات في الأقضية الشمالية، فإنّها بدأت منذ أن أقفل مكب عدوة في شهر نيسان 2019 الفائت. ومن ذلك الحين، بدأت النفايات تتكدس بكميات هائلة على أطراف الطرقات والساحات وفي الشوارع، إلى أن تحولت تلك الأقضية إلى بؤرٍ من المكبات العشوائية، وما ينتج عنها من ذُباب وحشرات وسوائل وروائح كريهة. هذا الأسبوع، جرى التوافق على اعتماد جزءٍ عقاري من جبل تربل، ليكون مطمرًا بديلًا من عدوة، بعد اللقاء الذي جمع  الوزير جريصاتي مع محافظ الشمال رمزي نهرا ورؤساء اتحادات بلديات الضنية والمنية وزغرتا والكورة وبشري، وأعلن جريصاتي أنّ الموقع سيكون "باركينغ" إلى حين إنجاز مشروع المطمر. ورغم أنّه الوزير وصف الحلّ بالـ"عابر للطوائف ولكل المذاهب"، وأنّ جميع القوى السياسية والنواب توافقوا عليه، ما يعني أنّ "الاعتراض عليه ممنوع"، كانت هذه نقطة الخلاف التي انفجرت بوجه "الحلّ" وجعلت منه تعجزيًا عقيمًا للأزمة.

سياسة ونفايات

يوم الجمعة، اشتّدت نبرة الخلافات والتجاذات السياسية، التي دفعت الرئيس الحريري إلى الاتصال بجريصاتي وجعل مشروع مطمر تربل "وقف التنفيذ". معارضو المشروع على المستوى الشعبي ومن ابناء المناطق المحيطة، وتحديدًا من أصحاب المشروع السياحي المعروف بـ "الميرادور" في تربل، كانت حجتهم أنّ هذا المطمر هو "مشروع كارثي" على المنطقة، وهو بمثابة إطلاق رصاصة قاضية على المنطقة سياحيًا وسكنيًا، وعلى خزانات المياه الجوفية المهددة بالتلوث. هذه الفورة الشعبيّة، لقيت تجاوبًا وتضامنًا سياسيًا عالي النبرة. يوم الجمعة، دخلت كتلة الوسط برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي على خطّ المواجهة، على لسان النائب علي درويش، إلى جانب المحتجين، وجاء ردّها على جريصاتي بإعلانه أنّ الكتلة مع ميقاتي لم تتم استشارتها في شأن مطمر تربل (علمًا أنّ النائب جان عبيد يملك قصرًا في تربل)، و"نحن غير موافقين عليه، لأنه يمثل تحدياً لرغبات الأهالي، ويخالف قانون وزارة البيئة رقم 444 الذي يشترط موافقة الأهالي لإقامة أي مطمر في أي منطقة". كما اقترح طرح الثقة بجريصاتي ومساءلة الحكومة عن هذا الملف! في زغرتا، أخذ "الغضب" طابعًا مختلفًا، ليكون تعبيرًا عن استنكار "إفشال" جميع الحلول المقترحة. وهو ما عبّر عنه النائب ميشال عوض مغردًا: "بعد معاناة استمرت لأسابيع طويلة لأهلنا في أقضية زغرتا الزاوية والكورة وبشري والمنية – الضنية جراء النفايات، وبعد أكثر من اتفاق مع رئيس الحكومة على أكثر من حل، ها هي الحلول تسقط، ليس بسبب الهواجس المفهومة لبعض أهلنا في القرى المجاورة، والتي كنا نعمل على إزالتها، إنما لأسباب مشبوهة سنضطر لكشفها إذا استمرت النفايات في الشوارع".

من جهته، قال النائب طوني فرنجية مستهجنًا: "شكراً لإغراق أربع أقضية بالنفايات، مع كل الأمراض، ورفض كل الحلول المقترحة من دون تأمين الحكومة ورئيسها لأي حلٍّ بديل". و"الأيام ستشهد على حلولكم الهشّة المعتادة وحرصكم على البيئة والمال العام كما ستكشف كل النوايا".

الوزارة تستغرب

النقطة الأساس لدى رافضي مطمر تربل، هي أنّه يهدد المياه الجوفية ويلحق ضررًا بالمناطق المجاورة لتخومه. وهذا الرفض، تضاعف بعد ما نشره الخبير الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي باعتبار أنّ "لمكب الذي سيضع نفايات غير مفروزة على سطح صخور كربوناتية ذات نفاذية عالية لتسريب المياه السطحية، ونفايات حاوية لكل أنواع السموم والمعادن الثقيلة والمواد العضوية، سيشكل مجزرة بيئية حقيقية بحق المخزن الجوفي.. ولكل الآبار الاستثمارية العامة والخاصة المحفورة والمستثمرة، لا سيما آبار طلعة القبة". إلّا أنّ مصادر من مصلحة المياه في الشمال، تشير لـ"المدن" أنّ لا دراسة رسميّة تثبت حتّى الآن ما قاله زعاطيطي، وأنّ دراسة الأثر البيئي، وحدها الكفيلة بوضع النقاط على الحروف في هذا الشأن "بعيدًا من المبالغات غير الدقيقة". وفي السياق، يشير مستشار وزير البيئة شاكر نون لـ"المدن"، أنّ مطمر تربل الذي كان مقررًا هو "صحي"، وما كان يشهده هو "باركينغ" مؤقت، وقال: "نحن في خطة طوارئ، وسمحنا بنقل النفايات من الشوارع. المطمر الصحي هو موضوع تقني، وقد قلنا أنه لا مانع لدينا من انشائه بعد أن تعالج كلّ منطقة نفاياتها". أمّا الخلاف الحاصل، فـ"القوى السياسية نفسها التي عارضتنا في الفوار هاي هي تعارضنا في تربل، بينما تتكدس النفايات في الشوارع، هناك أمراض، ولا أحد يقدم حلولاً، والوقت ليس لصالح أحد"، يسأل مستنكرًا: ما الحلّ إذن؟

يشير نون أنّ مشروع "إلزامية الفرز من المصدر" تكمّل بها الوزارة حتّى آخره. وضمن هذه الأقضية، "ألزمنا كلّ قضاء بإيجاد أرض مناسبة لإنشاء معامله للمعالجة. والدليل أنّ الضنية صار لديه موافقة على دراسة الأثر البيئي، الكورة التزمت أرضاً في كفرحزير، وزغرتا إلتزمت بأرض في كفريا، والمنية لديه معمل معطل. وقد قلنا أنّ مطمر تربل، سيخدم حوالى 20 في المئة من الروافض من كلّ هذه الأقضية". لكن في المرحلة الحالية التي تعطلت أيضًا نتيجة رفض تربل، "نكرر الغلطة نفسها، وبقينا نأخر الحلّ والنفايات تتراكم، حتّى وصلنا إلى نوعية نفايات لا تُعالج. وكلّ يوم نتأخر به في الشوارع، نراكم المزيد من كميات النفايات غير قابلة للعلاج. لذا، ألزمنا الجميع أن ندخل في مرحلة طوارئ، قبل الانطلاق بالخطة المستدامة".  وبما بخصّ مطمر تربل، فقد طلبت "الوزارة دراسة أثر بيئي للمطمر، ونحتاج إلى استدراج العروض. لكن للأسف الوقت لم يعد لصالحنا، ونحن نحرق المراحل، ولكن لا نريد  أن نحرق المعايير". أمّا موضوع "الباركينغ"، ففكرته "أن نجمع النفايات المتراكمة في الشوارع ونضعها مؤقتا في مكان مكشوف في "نقطة تجميع"، لذا لا نقول أننا نطمر، وإنما نجمع إلى حين استكمال العمل في المطمر الصحي، ونفتح أول خلية التي تحتاج لمناقصة". لكن، هل موقع "مطمر تربل" خطر على محيط المنطقة؟ يجيب نون: "هذا الموضوع تعبنا منه. بالنتيجة كلّ لبنان شجر وخضار، وحين يحدث استكشاف للأرض، ويتبيّن أن فيها مياهاً جوفية، وموارد طبيعية، نصبح مضطرين أكثر أن تكون المعايير الهندسية أعلى". يؤكد نون أنّ أفضل مكان للمطمر كان "الفوار". لكن، "اضطررنا لاختيار أيّ موقع بعيد عن السكن، وتربل يمتلك كلّ المواصفات، وهو ضمن نطاق قضاء المنية، ما يعني أنه يخدم معمل المنية، وهو متوقف حاليًا، بينما المنية تكبّ مئات الأطنان من النفايات نتيجة تعطله". يشدد نون أنّ خطة وزارة البيئة متكاملة، "قوامها تعميم من الوزارة بإلزامية الفرز من المصدر، وإلزامية المعالجة على كلّ قضاء، تبقى المرحلة النهائية في إيجاد مطمر صحي لإنهاء العملية".

شكوى قضائية

هذا، وكانت الحركة البيئية اللبنانية تقدمت بواسطة وكيلها القانوني في الشمال، المحامي محمد الزاهد طالب، بإخبار من جانب النيابة العامة البيئية في الشمال، طالبة تحريك دعوى الحق العام لوقف المخالفة القانونية والبيئية لمشروع إنشاء مطمر للنفايات على عقار في جبل تربل.

كما تقدمت الحركة باقتراح حل للخروج من الأزمة، يرتكز على استخدام أراضي بعض المقالع والمرامل والكسارات المنتشرة في الشمال، كمواقع طارئة لفلش النفايات المتراكمة في شوارع أقضية الشمال وفرزها وتخزين المرفوضات بمراقبة الأجهزة الأمنية، وتحت إشراف الوزارات المعنية والبلديات.. والبحث الجاد، من دون ضغوط، عن مواقع مقبولة لتكون مراكز لتسبيخ النفايات العضوية ومطامر صحية للعوادم قبل موسم الأمطار. وإلى حين انتظار انقضاء ما سيؤول إليه البحث، بعد طلب الحريري من جريصاتي وقف المعمل بالمطمر، يبقى السؤال: أين سيكون الموقع البديل من تربل؟ وكيف سيكون شكل الاعتراض عليه ؟

 

الاحرار ندد بأي تدخل في شؤون القضاء واعلن تأييده حال طوارئ اقتصادية ومالية وطالب بضرورة انعقاد مجلس الوزراء وتكثيف جلساته

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء.

بعد الاجتماع أصدر بيانا دعا فيه الى "معالجة قضائية لحادثة البساتين بهدف وضع الأمور في نصابها القانوني لإحقاق الحق وضمان الأمن والاستقرار".

وندد بـ"كل تدخل في القضاء لأنه يوازي الجريمة على امتداد الوطن"، وطالب بـ"ضرورة انعقاد مجلس الوزراء وتكثيف جلساته لمواجهة التحديات والأخطار وما أكثرها". وأعلن "تأييدنا إعلان حال طوارئ اقتصادية ومالية لمواكبة القرارات المزمع إعلانها نتيجة للمؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان، ومن دون ان ننسى إيجاد الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها الوطن، من جهة، وحتمية التصدي لموضوع النفط والغاز، من جهة أخرى، وهذا يتطلب وضوحا في الرؤية وتفاهما على إدارة هذا المرفق الذي يمكن الاتكال عليه لتحصين الوضع الاقتصادي بعيدا من تقاسم المغانم والسعي الى المحاصصة".

واستذكر في 7 آب "ما عاناه اللبنانيون السياديون من قمع وإضطهاد دفاعا عن لبنان الحر، السيد، المستقل، وكيف كان النظام الأمني ـ القضائي اللبناني ـ السوري يركب الملفات".  وأسف "لأن المنطق الذي ساد تلك الحقبة لا يزال قائما وهو ينجز بأكثريته بواسطة الجناح اللبناني الموالي للنظام السوري، ولا نقصد فقط انخراط "حزب الله" في الدفاع عنه وتحمل التضحيات الجسام، إنما ايضا الشق السياسي منه مع أبطاله المعروفين حتى يبدو لنا ان الممارسات ما زالت على حالها حين تسمح الظروف بذلك. لذا فإننا، إذ نندد بها، ندعو السياسيين الى اليقظة والإنتباه ونحذر خصومهم السياسيين من مغبة الاستمرار في استهداف السيادة اللبنانية والمدافعين عنها".

وتقدم في "عيد الأضحى المبارك من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بأحر التهاني وأحلى التمنيات"، آملا في ان" يحمل العيد السلام والأمن لهم".

وتوقف عند "الحالة الاقتصادية التي تسود في هذا الزمن لتسلب، الى حد كبير، بهجة العيد". وتوجه الى "اهل السلطة ليضعوا مصالحهم جانبا وان يعطوا الأولوية للمصلحة العامة". ورأى ان "مبادرات اهل الخير ستخفف من المعاناة ليكتمل معنى العيد".

وجدد "دعوة المحازبين والأصدقاء الى المشاركة في القداس الإلهي الذي نقيمه لراحة نفس الرئيس كميل نمر شمعون وعقيلته السيدة زلفا الساعة السادسة مساء السبت 10 آب في كنيسة سيدة التلة ـ دير القمر".

 

مكتب الدفاع عن تاج الدين: نادم على خطئه لكنه ليس ولم يكن يوما داعما للارهاب وجل ما يريده العودة إلى لبنان

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

أفاد مكتب الدفاع عن رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين في بيان أن "المحكمة المحلية الاتحادية الأميركية لاتحاد كولومبيا حكمت عليه بالسجن للمدة المتفق عليها، أي 60 شهرا، وفرض مصادرة إلتزم بها ونفذها"، موضحا أن "تاج الدين كان اعترف بالذنب في تهمة وحيدة هي تبييض الأموال بسبب عمليات شراء قامت بها شركاته لمنتجات تجارية كالدجاج المجلد من موردين اميركيين، في وقت كان إسمه مدرجا على أساس خاطئ بنظره، على لائحة "الإرهاب" التي أنشأتها OFAC، قبل أن يوافق على الحكم، كانت الحكومة قد استبعدت من الاتهام أي اشارة إلى الارهاب أو تمويل الإرهاب".

ولفت البيان إلى أن "تاج الدين يعاني مشاكل في القلب وفي الدورة الدموية، ومن ترديات صحية وجروح صعبة المعالجة في الحبس وأنه يوافق على أنه كان من الأجدى لو انتظر أن تزيل OFAC اسمه عن اللائحة قبل شراء موارد غذائية من شركات أميركية، وهو نادم على هذا الخطأ. لكنه ليس ولم يكن يوما داعما للارهاب. جل ما يريده أن يعود الى ذويه في لبنان، وأن يعيد بناء أعماله قانونيا بسلام".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل شقيق عبد الملك الحوثي... وسقوط 8 مدنيين في اشتباكات عدن

عدن/الشرق الأوسط/10 آب/2019

قُتل في العاصمة صنعاء أحد أشقاء عبد الملك الحوثي زعيم حركة الحوثيين. وعزت الحركة مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي إلى "أيادي الغدر والخيانة" دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل، بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. من جهة أخرى قالت مصادر طبية إن ما لا يقل عن ثمانية مدنيين قتلوا اليوم (الجمعة) إثر تجدد الاشتباكات بين أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» والقوات الحكومية في عدن مقر حكومة اليمن الشرعية. وكانت أعمال العنف قد بدأت بعدما وقع هجوم حوثي مزدوج بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة، الأسبوع الماضي، على معسكر الجلاء في مديرية البريقة غرب عدن أدى إلى مقتل 36 جندياً، بينهم القيادي في الحزام الأمني، وقائد اللواء الأول دعم وإسناد منير اليافعي (أبو اليمامة)، وهو ما اعتبرته قيادات الانتقالي الجنوبي لاحقاً أمراً مدبراً لتصفية القائد الموالي لهم، مشيرين بأصابع الاتهام إلى حزب «الإصلاح»، رغم اعتراف الحوثيين أنفسهم وتبنيهم للهجوم. وأعلن قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي «النفير العام» ودعا إلى اقتحام القصر الرئاسي الموجود في منطقة معاشيق، في الوقت الذي عبر فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه على مؤسسات الدولة. وتطورت الأحداث خلال مشاركة الآلاف من أتباع «الانتقالي» الذي يتزعمه محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، في تشييع جثمان القيادي في الحزام الأمني العميد منير اليافعي، المعروف بـ«أبو اليمامة»، إلى مقبرة قريبة من القصر الرئاسي، إلى اشتباكات متبادلة بين مسلحي «الانتقالي» وحرس القصر الرئاسي. وأعادت المواجهات التي بدأت في عدن أمس الذاكرة إلى الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة أواخر يناير (كانون الثاني) 2018، بعدما حاول أتباع الانتقالي الجنوبي إسقاط الحكومة الشرعية بالقوة.

 

دمشق لقضم «المنطقة العازلة» في إدلب

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/10 آب/2019

واصلت قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي التقدم شمال حماة وقضم «المنطقة العازلة» التي تشكلت بموجب اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت مصادر مطلعة إن روسيا زجت بدبابات من طراز «تي 90 آي» المتطورة لدعم قوات النظام في معاركها شمال غربي سوريا، إضافة إلى شن مئات الغارات على مناطق مختلفة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية. وقُتل 6 من عناصر النظام السوري والمسلحين الموالين له، في عملية نفذتها «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة برفقة مقاتلين آخرين على محور تلة رشو بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». من ناحية ثانية، اتهمت روسيا أمس الأمم المتحدة بتقديم «بيانات خاطئة» عن المدارس والمستشفيات التي تعرضت للقصف في محافظة إدلب من قبل النظام وموسكو. وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف: «يقولون إنه في يوم محدد دمرت مدرسة أو مستشفى في منطقة ما. ويقدمون الإحداثيات. تحقق موظفونا من صحة ذلك ولاحظوا أنه لا يوجد مستشفى في ذلك المكان ولا مدرسة». واقترح غاتيلوف على تركيا أن تنفذ التزامها الفصل بين «الإرهابيين» والمدنيين في إدلب.

 

بوتين يحكم من دون منازع بعد 20 عاماً من وصوله إلى السلطة وتحول إلى محافظ «أعاد لروسيا عزتها» بعد الانهيار المذل للاتحاد السوفياتي

موسكو/الشرق الأوسط/10 آب/2019

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البالغ من العمر 66 عاماً، يواجه معضلة تحضير خلافته. فهذه آخر ولاية رئاسية له بحسب الدستور؛ لكن بعدما استبعد كل منافسيه وهيمن على معظم وسائل الإعلام، يبدو أنه ليست هناك شخصية جاهزة لخلافته. يرى محللون أنه من غير المرجح أن يسلم بوتين الذي تولى أطول فترة حكم في روسيا منذ جوزف ستالين، السلطة بشكل كامل عند انتهاء ولايته في 2024. قبل عشرين عاماً في مثل هذا اليوم (الجمعة)، عين الرئيس الروسي بوريس يلتسين رئيس وزرائه الرابع في أقل من 18 شهراً: فلاديمير بوتين، الذي كان آنذاك رئيساً غير معروف نسبياً لجهاز الاستخبارات، ومن دون خبرة واسعة في السياسة. كان يلتسين وقبل رحيله عن السلطة يبحث عن خلف له، وقلة توقعوا أن يبقى بوتين على رأس السلطة بعد عقدين، ويلعب دوراً أساسياً في الشؤون العالمية. ولكن هذه الذكرى تحل في فترة صعبة للرئيس الروسي. فرغم أن معدلات شعبيته لا تزال عالية مقارنة مع معظم نسب التأييد للقادة الغربيين، فإنها تراجعت بعض الشيء بسبب جمود الاقتصاد وتدني مستويات المعيشة. كما أن حركة الاحتجاج في موسكو أدت إلى توقيف آلاف الأشخاص في الأسابيع الماضية، في أوسع حملة قمع منذ موجة المظاهرات ضد بوتين التي عمت العاصمة عند عودته إلى الكرملين عام 2012، بعدما كان رئيساً للوزراء. كان الوضع مختلفاً جداً حين فاز بوتين بأول انتخابات رئاسية خاضها بعد استقالة يلتسين المبكرة، ليلة رأس السنة عام 2000. وقال الصحافي البارز نيكولاي سفانيدزي الذي أجرى عدة مقابلات مع بوتين، حين تسلم السلطة أول مرة في الكرملين، إن «روسيا ورغم فقرها ومشكلاتها مع الجريمة، لا تزال دولة ديمقراطية وليبرالية». وأضاف، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية: «بعد 20 عاماً في السلطة، هو لا يواجه أي قيود بأي شكل كان، هو عملياً سلطان». من جهته يقول المحلل السياسي كونستانتين كالاتشيف، إن بوتين بدأ كليبرالي مستعد للعمل مع الغرب؛ لكن مع مر الزمن تحول إلى محافظ أكثر، متخذاً مواقف أكثر عدائية.

بعد الثورة البرتقالية في أوكرانيا، التي اعتبر الكرملين أنها كانت مدعومة من حكومات أجنبية للحد من نفوذ روسيا في الجمهوريات السوفياتية السابقة، تغير موقف بوتين. وقال كالاتشيف لوكالة الصحافة الفرنسية، إن موقف الغرب المستخف حيال روسيا، وكذلك تدخله في العراق وليبيا وأماكن أخرى في العالم، أدى إلى تغير موقف بوتين. وأضاف: «أعتقد أن خيبة أمله كانت وراء هذا التغير نحو نهج أشد». لكن الليبراليين الروس كانوا يشعرون منذ البداية بالقلق حيال موقف الرئيس، ليس فقط بسبب ماضيه كرجل استخبارات، وإنما بسبب قمعه الانفصاليين الشيشانيين حين كان رئيساً للوزراء. ولا تزال تدور تساؤلات حول سلسلة من التفجيرات الدامية التي استهدفت مجمع مبانٍ سكنية روسية، ونسبت إلى الانفصاليين؛ لكن البعض يزعم أن أجهزة الاستخبارات نفذتها كغطاء لتدخل عسكري إضافي في الشيشان. وأدى رد بوتين الحازم على هذه الأزمة إلى ارتفاع كبير في شعبيته لدى الرأي العام، وساعده على الانتقال من وضع رئيس بالوكالة إلى رئيس منتخب بنسبة 53 في المائة من الأصوات. ولا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير لدى شرائح واسعة من الرأي العام الروسي، التي ترى فيه الرجل الذي أعاد لروسيا عزتها، بعد الانهيار المذل للاتحاد السوفياتي، والذي ضمن استقرار البلاد بعد التغييرات في التسعينات. يقول المحلل والمعلق الإعلامي غريغوري بوفت، إن بوتين وفريقه يسعيان الآن لإيجاد سبيل يتيح لهم الحفاظ على نفوذهم بعد الخروج من الكرملين. وأوضح أن هذا يمكن أن يتم عبر إقامة مؤسسة جديدة بدلاً من عودة قصيرة إلى دور رئيس الوزراء، للالتفاف على القيود الدستورية على الرئاسة، كما حصل في عام 2008. وتابع: «يجري التفكير في إنشاء هيئة جماعية لتوجيه البلاد، على أن يبقى بوتين رئيسها على الدوام» في نظام مماثل لجمهورية كازاخستان السوفياتية السابقة؛ حيث تنحى الرئيس نور سلطان نزارباييف؛ لكنه يحتفظ بنفوذه في البلاد. لكن إذا حصل هذا الأمر فإن بوتين سيكون بعيداً عن تسيير الشؤون اليومية لروسيا. وخلص بوفت إلى القول: «سيواصل مراقبة شؤون البلاد، دوره يقوم على إنجاز مهمته التاريخية».

 

منفذ مجزرة إل باسو يعترف باستهدافه المكسيكيين

جدة/الشرق الأوسط/10 آب/2019

اعترف المتهم بإطلاق نار دام أسفر عن مقتل 22 شخصاً في مركز للتسوق في إل باسو بتكساس السبت الماضي، باستهدافه للمكسيكيين، وذلك في إفادة خطية نقلتها وسائل إعلام أميركية اليوم (الجمعة). وأكد المشتبه به باتريك دبليو كروسيوس، أن "هدفه كان المكسيكيين". وأشارت الوثيقة إلى إن كروسيوس تحدث إلى الشرطة علانية بعد احتجازه وتنازله عن حقه في التزام الصمت. وقال للسلطات المكلفة بإنفاذ القانون لدى خروجه من سيارته ويداه مرفوعتان مستسلماً للشرطة بعد أن رصدوه عند مفترق طرق: "أنا مطلق النار". وبعد إلقاء القبض عليه رسمياً، أبلغ السلطات أنه دخل المتجر ببندقية هجومية وذخيرة. وجاء في الوثيقة التي كتبها المحقق أدريان جارسيا: "صرح المتهم أنه بمجرد أن دخل المتجر فتح النار مستخدما رشاش (أيه كيه 47) على العديد من الضحايا الأبرياء". وبحسب الوثيقة، قاد المشتبه به السيارة أكثر من 10 ساعات من ضاحية ألين في دالاس حيث يعيش إلى مدينة إل باسو الحدودية. وبالإضافة إلى مقتل 22 شخصاً، أصيب أكثر من 20 شخصاً بجروح في الهجوم. وكان من بين القتلى ثمانية من المكسيكيين.

 

المحتجّون في الجزائر يعاودون التلويح بالعصيان المدني

الجزائر/الشرق الأوسط/10 آب/2019

إنطلقت مسيرة اليوم (الجمعة) في العاصمة الجزائرية للأسبوع الـ25 على التوالي، أطلق خلالها المتظاهرون هتافات ضد الحوار الذي دعت اليه السلطات، كما لوحوا بالعصيان المدني، في تصعيد يأتي غداة خطاب جديد لرئيس أركان الجيش أكد فيه ان مطالب المحتجين تحققت. ووسط انتشار أمني كثيف وتحت شمس حارقة سار المحتجون في شارع ديدوش مراد المؤدي إلى ساحة البريد المركزي، نقطة التجمع الأسبوعية منذ بداية الاحتجاجات في 22 فبراير (شباط). وكما في الأسبوع الماضي حين ظهر التلويح بالعصيان، أعاد المحتجون الذين كان عددهم قليلا مقارنة بالأسابيع الماضية شعار «العصيان المدني راهو جاي (آت)!»، علما ان التظاهرة الكبرى تبدأ عادة بعد صلاة الجمعة. ومنذ الصباح الباكر توزعت شاحنات الشرطة على جانبي شارع دبدوش مراد أهم محور يسلكه المحتجون، مما يحد من المساحة المتروكة لهم. ورفع المتظاهرون شعارات ضد كريم يونس منسق هيئة الحوار التي كلفتها السلطات الجزائرية اجراء مشاورات لتحديد شروط الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد إلغاء تلك التي كانت مقررة في الرابع من يوليو (تموز) لخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المستقيل منذ 2 أبريل (نيسان). واعتبر رئيس أركان الجيش والرجل القوي في الدولة الفريق أحمد قايد صالح أن المطالب الأساسية للمحتجين «قد تحقّقت وبشكل كامل» ولم يبق «سوى تنظيم الانتخابات الرئاسية». ووصف الرافضين للحوار بـ «المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة»، وهو الوصف الذي أصبح يطلقه على الدائرة الضيقة للرئيس السابق.

 

زعيما شطرَي قبرص التقيا في نيقوسيا ويواصلان محادثاتهما في نيويورك

نيقوسيا/الشرق الأوسط/10 آب/2019

التقى زعيما القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في نيقوسيا اليوم (الجمعة) في محاولة لإحياء محادثات السلام المتوقفة، وأعلنا أنهما سيواصلان المفاوضات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل. واتفق الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي، على الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الشهر المقبل لمواصلة المحادثات. ووصف متحدث باسم الأمم المتحدة في قبرص محادثات اليوم بأنها كانت «نزيهة وبناءة».  ومعلوم أن الجزيرة المتوسطية مقسمة منذ تدخل عسكري تركي أعقب محاولة انقلاب مدعومة من اليونان عام 1974. وفي حين تعترف كل الدول بقبرص اليونانية التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، لا تعترف إلا تركيا بجمهورية شمال قبرص التركية. وفشلت كل جولات المحادثات السابقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في إعادة توحيد الجزيرة، بما في ذلك الجولة الأخيرة التي انتهت في يوليو (تموز) 2017. وتصاعد التوتر حول الجزيرة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة بسبب جدل حول التنقيب عن احتياطات الغاز قبالة الساحل القبرصي. وتصر أنقرة على أن أي اتفاق بشأن الأرباح من استخراج الغاز يجب أن يشمل ممثلين للقبارصة الأتراك.

 

بابا الفاتيكان يهاجم السياسات الشعبوية: تشبه «خطب هتلر»

الفاتيكان/الشرق الأوسط/10 آب/2019

هاجم البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الاتجاهات السيادية المتطرفة التي تنمّ عن تصرف «انغلاقي يقود إلى الحرب»، معرباً عن القلق لوجود خطب في الوقت الحاضر «تشبه خطب هتلر عام 1943». وقال البابا فرنسيس، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، اليوم (الجمعة)، من دون ذكر سياسيين أو بلدان بعينها: «الاتجاهات السيادية تنمّ عن تصرف انغلاقي، أشعر بالقلق لأننا نسمع خطباً تشبه خطب هتلر في 1934. هذه أفكار مخيفة». وأضاف البابا: «يجب أن يتمتع أي بلد بالسيادة، ولكن يجب ألا يكون منغلقاً، يجب الدفاع عن السيادة، ولكن يجب أيضاً الدفاع عن العلاقات مع الدول الأخرى مع المجموعة الأوروبية السيادية هي مبالغة دائماً ما تنتهي بشكل سيئ... إنها تؤدي إلى الحرب». وسُئل البابا عن «الشعبوية»، فأجاب أنها «من الخطاب نفسه»، وأكد أن «الشعبويين يقودوننا إلى السياديين». وأوضح البابا فرنسيس أن أوروبا، التي تمثل «الوحدة»، «يجب ألا تذوب»، وقال: «لقد ضعفت على مر السنين، وأيضاً بسبب بعض مشاكل الحكم والانقسامات الداخلية، لكن لا بد من إنقاذها، وبعد الانتخابات آمل في أن تبدأ عملية التعافي»، مشيداً بتعيين امرأة لرئاسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لين. ودائماً ما يشير البابا إلى خطر تنامي نفوذ الأحزاب الشعبوية المناهضة للهجرة، من دون أن يسمي البلدان أو المسؤولين المعنيين على هذا الصعيد. وفجّر الرجل القوي للحكومة الإيطالية، ماتيو سالفيني، رئيس الرابطة الإيطالية، أمس (الخميس)، الائتلاف الحاكم الذي يضم أيضاً حركة الخمس نجوم (المعارضة للنظام)، متسبباً في نشوب أزمة سياسية. ويعتبر سالفيني القريب جداً من الزعيم المجري فيكتور أوربان وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، أنه ينتمي معهما إلى «جبهة سيادية» تعمل على «طرد الطبقات الحاكمة الأوروبية». وإذا ما أجريت انتخابات مبكرة في الخريف، تتوقع استطلاعات الرأي أن يحقق سالفيني فوزاً كبيراً بدعم من حزب «فراتيلي ديطاليا» ذي الميول الفاشية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في «مقبرة شمون»

راجح الخوري/الشرق الأوسط/10 آب/2019

دخلت الأزمة اللبنانية مرحلة المُكاسَرَة؛ مَن يكسر مَن سياسياً. ضمنياً؛ المعنى من يكسر رأس مَن، ولكأن هذا البلد الذي مرّ بتجارب مؤسفة ومدمرة في السابق، لم يتعلم شيئاً من الماضي، ولم يدرك أنه خارج إطار التوافق والتفاهم لا يمكن له أن يستقر ويتقدم، وهكذا باتت التسوية السياسية التي جاءت بالجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية في حاجة إلى تسوية أهم وأعمق، لأن التسوية الأولى أنهت فراغاً رئاسياً استمر عامين ونصف العام تقريباً، أما التسوية المطلوبة الآن، فلكي تمنع انزلاق البلد مرة جديدة إلى صراعات عنيفة؛ وحتى حرب أهلية.

العلاقات بين «العهد» و«التيار الوطني الحر» من جهة؛ و«الحزب الاشتراكي» من جهة ثانية، من سيئ إلى أسوأ، وباتت على حافة قطيعة وعداء بعد حادث قبر شمون، الذي قال «العهد» أولاً إنه أُعد لاغتيال الوزير صالح الغريب، ثم عاد ليقول قبل أيام إنه أُعد لاغتيال الوزير جبران باسيل صهر عون، و«التَّراشّ» بالاتهامات، وحديث الطرفين عن امتلاك التسجيلات الأمنية المتناقضة، وكذلك عن التدخلات والضغوط التي يقول «الحزب الاشتراكي» إن «العهد» يمارسها على القضاء، سواء بالدفع أولاً إلى إحالة الحادث إلى المجلس العدلي، مما يشكل اتهاماً سياسياً ضمنياً للنائب السابق وليد جنبلاط و«الحزب الاشتراكي»، أو بالتدخل في تعيين القضاة وممارسة الضغوط عليهم، ولكن «العهد» و«التيار الوطني الحر» يقولان إنه كانت هناك محاولة للاغتيال، وإن القضاء سيصدر حكمه في الأمر... كل هذا يدفع بالتصعيد إلى أقصاه.

والعلاقات بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري مهندس التسوية السياسية كما هو معروف، أيضاً من سيئ إلى أسوأ، أولاً على خلفية الخلاف حول إدراج أو عدم إدراج حادث قبر شمون على رأس جدول أعمال مجلس الوزراء، لإحالته إلى المجلس العدلي، ثم مع العودة إلى الحديث عن الصلاحيات الدستورية لكل من الرئيسين، وخصوصاً بالنسبة للمسؤولية الدستورية عن دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد وتحديد جدول أعماله.

ومع هذا الخلاف المتصاعد لم يُعقد مجلس الوزراء منذ شهرين، للبدء في تنفيذ الموازنة، التي تكاد السنة تنتهي قبل أن تبدأ نتائجها، خصوصاً لجهة تسليك الطريق أمام البدء بتنفيذ ما اتفق عليه في «مؤتمر سيدر»، وهكذا يتصاعد الخلاف على تفسير الدستور؛ لجهة فرض دور لعون في الدعوة إلى عقد مجلس الوزراء، وتحديد جدول أعماله، مما دفع بـ«تيار المستقبل» ورؤساء الحكومات السابقين والمرجعيات السنيّة، إلى رفض هذا الأمر والتمسك بدور رئيس الحكومة في إدارة السلطة التنفيذية في البلاد إنفاذاً للدستور.

الرئيس نبيه بري قال قبل يومين إن الرئيس الحريري يريد اجتماع الحكومة قبل غيره، وسبق أن عقد اجتماعاً لها بعد ساعات قليلة من حادث قبر شمون، ولكن وزراء «التيار الوطني الحر» تأخروا عمداً عن حضور الاجتماع لتعطيله، ولهذا؛ فإن الحريري يتمسك بالمراهنة على التهدئة، ويقول إنه عندما تهدأ النفوس فسنعود إلى مجلس الوزراء، وذلك على خلفية 3 احتمالات:

إما أن تدعى الحكومة إلى الانعقاد في ظل خوف من تعطيل نصابها، خصوصاً بعد التصعيد بين «بعبدا» و«المختارة»، وإما أن تعقد بنصاب كامل، ويُعمل فيها على كسر الرؤوس بالتصويت، وإما أن تنفجر من الداخل ويذهب البلد إلى أزمة حكم مفتوحة.

والعلاقات بين «العهد» و«حزب القوات اللبنانية» أيضاً، من سيئ إلى أسوأ كما هو معروف. أما العلاقات بين «التيار الوطني الحر» والرئيس بري فليست على ما يرام منذ كلام باسيل عن «البلطجي»، وهو ما كاد يشعل فتنة بين الطرفين في العام الماضي.

صحيح أن عون حليف «حزب الله»، وصحيح أن التسوية السياسية أصلاً استجابت لإصرار «الحزب» على رئاسة عون، لكن الصحيح أيضاً أن «الحزب» ينفخ في تجمع «8 آذار» بدفع سوري وإيراني، لتحجيم جنبلاط، ليس لأنه قال إن مزارع شبعا ليست لبنانية إلى أن يقرّ السوريون خطياً بلبنانيتها، وهو ما أثار غضب إيران وسوريا و«حزب الله»، بل للمضي أكثر في تفتيت جماعة «14 آذار»، ولهذا مثلاً أصرّ على إحالة حادث قبر شمون إلى المجلس العدلي، وواصل توجيه الانتقادات لأن مجلس الوزراء لا يجتمع، رغم أن تمسكه بالمجلس العدلي هو الذي ساهم في تعطل مجلس الوزراء وينذر بتفجير الحكومة، وهو ما يرى البعض أنه مسار يساعد بالتالي عبر سياسة التعطيل، على الوصول إلى «مؤتمر تأسيسي» يعيد توزيع السلطات على أساس المثالثة بدلاً من المناصفة، التي أقرها «اتفاق الطائف» الذي صار دستور البلاد.

وعلى هذه الخلفية كان من المفاجئ صدور بيان السفارة الأميركية، أول من أمس الأربعاء، الذي جاء أشبه برسالة قوية إلى «العهد» تدعو صراحة إلى تحقيق العدالة في حادث قبر شمون، ولكن دون تدخل سياسي أو تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية، ولهذا بدا كأنه دخول على ما تعدّه واشنطن ضغوطاً إيرانية عبر «حزب الله» للإمساك نهائياً بالوضع في لبنان، وكان لافتاً تصريح عون الذي استبق البيان بالقول: «إن لبنان لا يخضع لإملاءات أحد ولا يؤثر عليه أحد»، وفهم أن هذا الكلام جاء سريعاً، بعد لقاء السفيرة الأميركية في بيروت مع الوزير جبران باسيل.

صحيح أنه في ظلّ هذه الشبكة من الخلافات المتقاطعة، باتت التسوية السياسية في حاجة فعلية إلى تسوية سياسية جديدة، لكن من الواضح أن الجدار يبدو مقفلاً على أي مخارج أو حلول، فالرئيس بري أوقف محركات وساطته، وكان التحرك الذي قام به اللواء عباس إبراهيم قد وصل إلى حائط مسدود، بسبب الإصرار على «المجلس العدلي».

التوصيف الأدق للوضع جاء من البطريرك بشارة الراعي الذي تجاوز هذه المرة الدعاء والصلوات، ليقول إن حادث قبر شمون كشف كل مثالب الوضع في لبنان، عندما أظهر خلافات المسؤولين والسياسيين حول المحاكم والقضاء، وحول صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ومن يدعو إلى عقد مجلس الوزراء، وأن المسؤولين يخالفون الدستور والقوانين، وأنه ليست لديهم أي رؤية أو تطلع إلى البعيد، وأنه قد بتنا في دولة مزارع وطوائف ونافذين يسيّرون القضاء حسب أهوائهم، في بلد يأكل فيه القوي الضعيف.

وحال القضاء مثل حال الأجهزة الأمنية، ولهذا كان مفهوماً لماذا تنتقد «كتلة المستقبل» التشكيك في نتائج التحقيقات التي يتولاها «فرع المعلومات» بقوى الأمن الداخلي، في حادث قبر شمون، وأن هذا صار سياسة مكشوفة الأهداف، يقوم بترويجها نواب ومواقع إخبارية تتناوب تهشيم صورة «الفرع»، وقد وصلت بعد حادث قبر شمون إلى حدود غير مقبولة، مع ما يتردد عن تدخلات للقفز فوق نتائج التحقيقات التي أجراها «الفرع»، بهدف الوصول إلى مسار تحقيقي جديد على خلفية الاتهامات الجاهزة؛ والمقصود تلك التي تستهدف جنبلاط و«الحزب الاشتراكي»، بما يبدو كلاماً موجهاً إلى الرئيس عون مباشرة.

ماذا بقي من التسوية السياسية؟

لم يبقَ شيء، لأن التطورات والمشكلات المتتابعة منذ وصول عون إلى كرسي الرئاسة، تظهر أنه أخذ موقفاً إلى جانب «حزب الله»، وجماعة «8 آذار»، بينما كانت روح التسوية تقوم على أساس احترام «الطائف» والدستور والصلاحيات وحياد لبنان، ومن شأن استمرار الوضع على ما هو عليه أن يدفع بلبنان إلى الخراب سياسياً واقتصادياً.

 

حزب الله“ يؤجل المواجهة

مهند الحاج علي/المدن/الجمعة 09/08/2019

في قراءة أولى لمعركة قبرشمون منذ نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي وحتى اللحظة، لا يبدو ”حزب الله“ إطلاقاً في موقع المواجهة بالداخل اللبناني، بل هو في مرحلة دفاعية بحتة، تهدف إلى الحفاظ على المكتسبات، والتموضع وراء الحلفاء. حتى رده على بيان السفارة الأميركية في بيروت، كان أشبه بمعلّق سياسي يُعاتب خصمه: ”بقدر ما يستنكر هذه السياسة الأميركية الوقحة في شأن يخص اللبنانيين وحدهم، يرى في هذا البيان إدانة صريحة لكل أدعياء الحرية والسيادة والاستقلال الذين صمتت أفواههم وانكسرت أقلامهم“. وكأن "حزب الله“ إلتبس عليه الموقف، واستحال صحافياً ممانعاً شُغله الشاغل فضح أصحاب الأقلام ”السيادية“، بدلاً من مواجهة تدخل أميركي مباشر بالسياسة الداخلية اللبنانية. طبعاً، لا تفوتنا ملاحظة ازدواجية في المعايير. إذا أبدت واشنطن قلقها من استغلال ملف قضائي لئلا يتحول الى فتنة طائفية، فهذا تدخل سافر، لكن لو أعلن قائد بالحرس الثوري سيطرة ايران على عواصم عربية بينها بيروت، فهذا حرص على لبنان وعلى سيادته! في الحالتين، التدخل غير مقبول، ومرفوض، لكن يندر أن نجد في الساحة السياسية من يتحدث بلسان واحد حيال التدخلات الخارجية بكل أصنافها.

إلا أن للبيان الأميركي وجهاً آخر له علاقة بالمواجهة الاقليمية الدائرة حالياً على الساحة اللبنانية. قررت الولايات المتحدة الدخول على الخط في لحظة مناسبة، ذلك إن تأجيج الصراع الداخلي بأي شكل من الأشكال، مفيد لتضييق الخناق على ”حزب الله“، في ظل أزمته المالية المتواصلة. لكن التركيز الأميركي على التنظيم، أمر عجيب. باتت الولايات المتحدة، أقوى اقتصادات العالم وأكثر جيوشه تقدماً وتسليحاً وقدرة، تضع إنهاء ”حزب الله“، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، نُصُب عينيها، ومن ضمن أولوياتها في المنطقة (وربما العالم بالقياس). يكاد لا يمر أسبوع اليوم دون إعلان أميركي عن التنظيم.

بعد يوم فقط من البيان الأميركي الذي فيه تحذير مبطن لـ”حزب الله“ وحلفائه، صدر الحكم على رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين بالسجن 5 سنوات وبدفع غرامة قدرها 50 مليون دولار، غداة اعترافه بتهمة الالتفاف على عقوبات تمنعه من التعامل مع شركات أميركية. بحسب مساعد المدعي العام بريان بنزكوفسكي، فإن الحكم والغرامة يندرجان ضمن "جهود وزارة العدل الأميركية من أجل تعطيل وتفكيك حزب الله والشبكات الداعمة له“. بالتأكيد تعاون تاج الدين مع المحققين الأميركيين من أجل الحصول على حكم مخفف، والأرجح أنه لن يعود الى لبنان بعد نهاية حكمه.

الواقع أننا أمام حرب أميركية بلا هوادة، وبخاصة لو أضفنا إلى حكم تاج الدين، الاعلانات المتتالية عن مكافآت لمن يُقدم معلومات عن قادة في ”حزب الله“، ما حوّل السفارة الأميركية في عوكر إلى مقصد للمخبرين من بيئة التنظيم.

رغم ذلك، لدى الحزب أولويات أخرى للمواجهة. أولها، إن معركة جنوب سوريا باتت مفتوحة مجدداً، وقد تأخذ الكثير من اهتمام الحزب وموارده. ثانيها، هناك مواقع اشتباك مشتعلة من بحر الخليج الى اليمن والعراق، لا بد أن يكون للحزب ولو دور ما فيها، سيما لو أخذنا في الاعتبار التقارير السابقة عن تدخله المحدود في هذه الجبهات. وفي ظل الأزمة المالية المتواصلة، من الضروري للتنظيم تحديد مواضع تركز اهتمامه. قبرشمون، والخلاف الدرزي-الدرزي، ليست منها. هذه المعركة، حتى لو كان عنوانها تحجيم الوزير السابق وليد جنبلاط، تزداد تعقيداً لاصطفاف رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب حليفه التاريخي. المشكلة هنا ليس في أن حزب الله يريد تحييد لبنان عن هذه المعارك الخارجية، بل لأن الوقت ليس مناسباً لخوضها. وبالتالي، بإمكاننا الحسم بأن هذه المواجهة أُرجئت، وربما لتجنبها، قد نشهد انعطافة جديدة في السياسة لمن لا ينفك يُصيبنا بالدوخة نتيجة تبدل مواقفه السياسية.

 

وقائع جلسة "المصالحة" وما قبلها: تسوية بطعم الانتصار لجنبلاط

منير الربيع/المدن/السبت 10/08/2019

أثبت وليد جنبلاط أنه عصيّ على الهضم، أو القضم. حساباته في المواجهة كانت دقيقة ومدروسة بإتقان. أقدم حيثما يجب الإقدام، وأحجم عند الحاجة، لكنّه ظل على قناعة راسخة: التراجع ليس وارداً.

الآخرون ظهرت مشكلتهم في تشخيصهم المعركة التي خاضها. كانوا يعتبرون أنها معركة سياسية عادية، ويستطيعون ليّ ذراعه فيها، مستندين إلى ما لديهم من القوة والنفوذ، فيما هو اعتبرها معركة وجودية، غير قابلة للتهاون. وطوال شهر وأيام وعشر، لم يدرك خصومه معنى معركته الوجودية، وما يمكن أن تكون تداعياتها.

مصالحة ضد التعطيل

وفي الخلاصة: حقق جنبلاط ما يريده، وعاد الجميع إلى المبادرة الأولى التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه برّي: مصالحة، ومن ثم عقد جلسة للحكومة، وفيما بعد يسلك المسار القضائي طريقه من دون أي حسابات أو تدخلات. رفض خصوم جنبلاط الاقتراح، وأصروا على المجلس العدلي وتعطيل عمل الحكومة. وقبل أيام خرج رئيس الجمهورية معلناً أنه ليس شيخ صلح لعقد اجتماعات مصالحة، لكنه وافق على عقدها في قصر بعبدا الرئاسي، وهذا مؤشر على تراجعه، وتراجع حلفائه والمحسوبين عليه.

أثناء البحث عن تسوية، كان وليد جنبلاط يؤكد أنه يريد حلّ الأزمة، ولكن ليس على حسابه. فهو لطالما قدّم تنازلات للعهد، منذ تشكيل الحكومة، وفي حادثة الشويفات بإسقاطه الحق الشخصي فيها. لكن الطرف الآخر استمر في عناده، لم يلتزم إنهاء المشكلة. لذا لم يعد جنبلاط مستعداً لتقديم التنازلات والتضحيات.

سقوط خطة عون

في المقابل أصرّ رئيسا الجمهورية والحكومة على عقد جلسة لمجلس الوزراء. وتشير مصادر متابعة إلى حصول اتفاق بين عون والحريري، من دون مشاركة أي من الأطراف. وبعد ذلك زار الحريري بعبدا، وتحدث عن إيجابيات انطوت على عقد جلسة للحكومة، بشروط وضعها رئيس الجمهورية، ورفضها جنبلاط كلياً. ففي جلسة مجلس الوزراء كان عون سيعلن تمسكه بالمجلس العدلي وتأجيل البحث فيه، إلى جانب إصراره على المحكمة العسكرية وسياقاتها، ورفضه أي انتقاد لها، ليرفع الجلسة بعد مداخلته، مفوتاً الفرصة على وزراء الاشتراكي في الكلام والرد.

تهيّب الحريري

رفض جنبلاط هذا المسار، وحاول الحريري التواصل معه. لكنه لم يقدم أي تنازل، وبعث برسالته: لن أشارك في جلسة الحكومة، وقد تصل الأمور إلى حدود الإستقالة منها، ونقل المعركة إلى صعيد سياسي آخر، فتهيّب الحريري، الحريص على الحكومة واستمرار التسوية.

هذه التطورات - ثبات جنبلاط على موقفه، إضافةً إلى الإشارات الدولية، أميركية كانت وغير أميركية - دفعت القوى السياسية إلى البحث عن حلّ، في ظل تشبث جنبلاط بموقفه الذي أبلغه لمن يريد سماعه، وأغلق هاتفه وغادر إلى سهرته.

بري والأجواء الدولية

تلقف الرئيس نبيه برّي الدفة، فأجرى اتصالات بالأطراف المختلفة حول وجوب اجتراح تسوية سريعة توقف الاستنزاف وتمنع الانهيار، وخصوصاً أن الرسالة الأميركية كانت واضحة، وزامنتها أجواء أوروبية بُلِّغت للمعنيين: لا يمكن استمرار الوضع في لبنان على هذه الحال والمسار. فهو قد يؤدي إلى إجراءات عقابية متعددة تطال الدولة اللبنانية على المدى البعيد.

وفيما تعتبر مصادر متابعة أن المواقف الدولية هي التي حتّمت ضرورة اجتراح الحلّ ووقف التوتر، تؤكد مصادر أخرى أن ثبات وليد جنبلاط على موقفه، حمل الجميع على العودة إلى ما كانوا يرفضونه سابقاً، والتخلي عن التصعيد بإصرارهم على المجلس العدلي، أو على ما أسمته المصادر نفسها الإنتقام عبر المحكمة العسكرية.

سباق المبادرات

موقف جنبلاط في إصراره على الخروج من الحكومة، في حال تشبث الآخرين بعقد الجلسة الحكومية قبل إنجاز التسوية، أزعج الحريري الذي كان يريد أن تكون مبادرته هي الناجحة، وليس مبادرة برّي. لكن مبادرة الحريري لم تكن مقبولة من جنبلاط، لأنها تغلّب نظرة رئيس الجمهورية. الحريري برّر مبادرته التي تمثّل هزيمةً لجنبلاط، بالوضع المالي والخطر الداهم في البلاد، واللذين ما عادا يسمحان باستمرار التعطيل. وفي هذا الوقت وصلت إلى الحريري رسالة تذكره بما قاله لجنبلاط في اجتماعهما الأول في بيت الوسط. قال الحريري آنذاك أنه لن يتراجع، ولو استمر التعطيل شهوراً. ألم يكن الوضع المالي خطيراً آنذاكً؟ وفي ذاك الاجتماع أطلق الحريري مواقف عنيفة حيال تصرفات رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.

تجاوز العدلي

ما أزعج جنبلاط أيضاً، أن الحريري كان قد أبرام اتفاقاً وتسوية مع رئيس الجمهورية واللواء عباس إبراهيم، من دون أي تنسيق مع الاشتراكي. وهذا ما سمح للتسوية بأن تعود أوراقها إلى يد برّي. وهكذا تمكن جنبلاط من عدم السماح لرئيس الجمهورية وحلفائه بأخذه إلى حيث يريدون. وخصوصاً أن المبادرة تقوم على إسقاط الادعاءات الشخصية في حادثة قبرشمون، كما حصل في حادثة الشويفات من قبل. وعليه سقطت مقاربات رئيس الجمهورية، المتمثلة بالمجلس العدلي. أما المحكمة العسكرية فلا تعود القضية فيها مهمة، بعد إسقاط القضية وإجراء المصالحة.

ولدى اقتناع الجميع بهذه المبادرة وإجراء المصالحة، حاول أرسلان تسجيل تعويض معنوي يسبق خطوة المصالحة، فاقترح عقد مؤتمر صحافي قبل موعدها، لكن رئيس الجمهورية رفض ذلك، مشدداً على وقف كل المؤتمرات الصحافية، والذهاب إلى عقد المصالحة. وهذا ما أبلغه عون للرئيس نبيه برّي.

مشوار عبر "البساتين"

حضر جنبلاط هادئاً على عكس ارسلان، الذي كان متوتراً بعض الشيء. وعلى هدوئه، تقصد جنبلاط اطلاق رسائل من الطريق التي سلكها. إذ تعمّد المرور في قبرشمون والبساتين متوجهاً إلى بعبدا. في بداية الجلسة، وبعد كلمة رئيس الجمهورية الذي أكد لجنبلاط أن لا أحد يستهدفه وأصر على طمأنته، وكلام الحريري الذي شدد على ضرورة الخروج من الأزمة والحرص على التوافق لأن الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي لا يحتمل، طالباً تجاوز الخلافات.. حاول ارسلان أن يصعد من موقفه محاولاً الاستثمار السياسي والدخول في نقاش حام. بقي جنبلاط على هدوئه ويوزع ابتساماته، بينما تولى الرئيس نبيه بري التصدي لارسلان وصوته المرتفع، معتبراً أن الموضوع يهدف إلى إنجاز المصالحة وليس استمرار الاشتباك، ولا داعي لرفع الصوت بحضور رئيس الجمهورية. أما جنبلاط فقد مرر مواقفه بهدوئه المعتاد، مضمناً إياها رسائله السياسية، بشكل سلسل وعلى طريقة "الذبح بالقطنة". ولاحقاً جرى التوافق على الفصل بين المسار السياسي والقضائي، وعلى أن تستتبع المصالحة بخطوات أخرى لإزالة كل الملابسات والتداعيات.

غياب باسيل

وقد كان البيان الصادر عن لقاء المصالحة في غاية الوضوح لجهة إتمام المصالحة. صحيح أنه أشار إلى أن حادثة البساتين باتت في عهدة القضاء العسكري، وفي ضوء نتائج التحقيقات يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب. إنما حسب المعلومات فإن هذه الصيغة جرى الاتفاق عليها بين المجتمعين لحفظ ماء وجه الجميع، ولعدم تهميش مجلس الوزراء، أو تهميش مبادرة رئيس الحكومة، التي كانت تعتبر بالأساس أن الحل يجب أن يخرج من مجلس الوزراء.

هذا ويفترض أن يعمل بري على استكمال مساعيه لعقد لقاء بين جنبلاط وحزب الله في المرحلة المقبلة، كان بارزاً عدم حضور باسيل للقاء المصالحة. وفيما اعتبر البعض أن غياب باسيل خطوة ممتازة لخصومه بعقد اللقاء من دون وجوده، وإبعاده عن المشهد. ثمة وجهة نظر أخرى لا بد من أخذها بعناية، وهي أن باسيل سيستخدم هذا الغياب مستقبلاً، بحال حصل أي تطور سلبي بالعلاقات بين تياره والاشتراكي، وعندها سيخرج ليقول إنه لم يكن شريكاً بالمصالحة، كما لم يكن شريكاً بحرب الجبل ولا مصالحة عام 2000، أو أن مصالحة معراب تمت بين جعجع وعون وهي تختلف عن اتفاق المصالحة الموقع من قبله.

 

110 حالات انتحار منذ بداية الـ2019

آلان سركيس/نداء الوطن/09 آب/2019

الكنيسة والنظرة إلى الإنتحار... مريض النفس يساوي مريض الجسد

ظاهرة غريبة تضرب المجتمع اللبناني، إنها ظاهرة الانتحار التي كانت تصيب الشباب بشكل عام وباتت تضرب كبار السن أيضاً، وفي السياق تطرح تساؤلات عدّة عما يحصل ولماذا هذا الإرتفاع في أرقام المنتحرين في الأعوام الأخيرة؟ وما الدوافع؟ وكيف تنظر الديانة المسيحية إليها، خصوصاً ان من بين المنتحرين أخيراً منتمياً إلى الإكليروس. يتناقل اللبنانيون قصصاً وروايات عن نسب الإنتحار المرتفعة في بعض بلدان أوروبا الغربية وخصوصاً في سويسرا والسويد، فالإنسان هناك يشعر أنه بلا قضية، فكل شيء مؤمّن له، ولا يوجد ما يكافح من أجله، أو يسعى للوصول إليه. ربما ينتحر مللاً من الرخاء!

في لبنان الأمر مغاير تماماً والأسباب متنوعة، منها النفسي والمادي وقصة جورج زريق ماثلة أمامنا. فقد أقدم على الإنتحار حرقاً في باحة مدرسة سيدة بكفتين ـ الكورة أمام مدرسة أولاده ( شباط 2019) نتيجة عدم قدرته على دفع أقساط ولديه. والمفاجأة أمس الأول كانت مع شيوع خبر انتحار رئيس بلدية مار شعيا المزكة - برمانا الأب إيلي نجار المنتمي إلى الرهبانية الانطونية، وعُزي سبب انتحاره إلى إضطرابات صحيّة ونفسيّة، ليطرح السؤال الأكبر إلى أين يتجه مجتمعنا، خصوصاً إذا كان رجال الدين ينتحرون، وهؤلاء يفترض أن يكونوا مرشدين للشباب ويساعدوهم على التغلب على مصاعب الحياة؟

الأرقام تتكلّم

وفي نظرة إلى أرقام المنتحرين بحسب إحصاءات قوى الأمن الداخلي التي حصلت "نداء الوطن" عليها، فقد سُجّل العام 2015، 138 حالة انتحار، وفي العام 2016 سُجلت 128 حالة، وفي العام 2017 سُجلت 143 حالة، وفي العام 2018، سُجلت 155 حالة، وبلغ عدد المنتحرين منذ بداية العام 2019 حتّى لحظة كتابة هذا المقال 110 حالات انتحار. والعدد الرسمي لا يعكس واقع الحال، فإحدى الجمعيات أشارت على سبيل المثال الى أن عدد المنتحرين العام 2018 بلغ 200 حالة، وسبب التضارب في الأرقام مرده أن عدداً كبيراً من الحالات لا يوثّق. وفي السابق، كان يعرف، أن المسيحي الذي ينتحر لا تقام جنازته في الكنيسة، لكن منذ مدّة تغيرت نظرة الكنيسة إلى المنتحرين، فماذا حصل، وما هي الاسباب التي تقف وراء هذه التغيرات، ولماذا كُسرت الأعراف السابقة؟

الكنيسة وعلم النفس

في سياق استطلاعنا لمواقف الكنيسة على مختلف مذاهبها، يؤكّد راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون لـ"نداء الوطن" أنه لا يوجد أي دين يقبل بالإنتحار، لأن الإنتحار هو جريمة قتل الإنسان لنفسه، ففي السابق لم تكن الكنيسة ترضى أن يُصلّى على المنتحر، وتعتبر أن ما فعله بروحه هو خطيئة قاتلة.

ويلفت عون الى أنه "في السابق لم يكن هناك من فهم كاف للعلوم النفسية في الكنيسة، وبعد كل التطورات أدركت الكنيسة وجود سبب قويّ يدفع الإنسان إلى الإنتحار، وخصوصاً حالته النفسيّة حيث يكون قد وصل إلى مراحل متقدّمة من اليأس والكآبة والحزن وغير قادر على الخروج منها". ويضيف: "لهذا السبب يعتبر الإنسان المنتحر مسلوب الإرادة وحالته النفسية مدمّرة، لذلك تفهمت الكنيسة المارونية مثل هكذا أوضاع واعتبرت أن من يقدم على الخطيئة ويحاسب يكون بكامل وعيه، أما الذي يصل إلى مرحلة الإنتحار فهو فاقد الوعي، لذلك، باتت الكنيسة تصلّي على المنتحر". ويشير عون الى أن "الكنيسة كانت تساوي بين من يقدم على قتل الآخر وبين من يقتل نفسه، فمن يقتل غيره قادر على التوبة، لكن المنتحر ليس لديه وقت للتوبة وهذا كان يعتبر جرماً وخطيئة كبيرة، قبل أن تتضح حقيقة الأسباب النفسية للإنتحار". ولا تنكر الكنيسة تزايد عدد المنتحرين، وفي السياق، يشدد عون على أن الكنيسة "تحاول المساعدة قدر الإمكان، لكن ثمة أسباباً مرضية للإنتحار وأسباباً مالية، مثلاً، لذلك تعتبر الكنيسة أن أعظم رسالة قدّمها المسيح للبشرية هي الآلام على الصليب لخلاص البشرية، ويجب على المسيحي المؤمن التمثّل بالسيد المسيح وعدم الإقدام على الإنتحار". ويلفت عون الى ان "هناك بعض الدول الأوروبية والغربية شرّعت القتل الرحيم، أي إنها تنهي حياة إنسان مريض ومتألم، لكن هذا الأمر لا ينطبق على عالمنا المشرقي". ولا ينكر المطران عون أن "هناك أسباباً أخرى غير النفسيّة للإنتحار، مثل أن يفقد إنسان ثروته وتتراكم ديونه ويصبح غير قادر على مواجهة الواقع، لذلك يقدم على الإنتحار، كما ان الظلم الإجتماعي يؤدي الى حالات كهذه، لكن هذا الامر على قساوته لا يبرر الإنتحار خصوصاً أن هناك حقاً يقع على الشخص كمثل عدم قدرته على إدارة أموره، لكن رغم كل ذلك فان الكنيسة توعّي الناس وتدعوهم الى التشبث بالحياة وعدم الإقدام على الإنتحار".

المرض النفسي والجسدي

وتتفق معظم المذاهب المسيحية على هذه النظرة للإنتحار، إذ إن المنتحر الذي فقد حياته باتت تجوز عليه الصلاة والرحمة، وهذا الأمر اتُّخذ بعد معاناة كبيرة كان يعانيها أهل المنتحر الذين كانوا محرومين من الصلاة على إبنهم. وفي سياق الحديث مع المرجعيات الروحية المسيحية، يؤكّد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران الياس حداد لـ"نداء الوطن" أن "الإنتحار ناجم عن حالة ضعف نفسيّة، وباتت الكنيسة تصلّي على المنتحر على اعتبار أنه مريض نفسي، ومثله مثل المريض الجسدي الذي يتوفّى بسبب مرضه". ويشدّد على أن "إدخال الكنيسة للعلوم النفسية والإستعانة بها ساعدت على فهم حالة المنتحر الذي هو مسلوب الإرادة ومريض نفسياً وهناك أمور كثيرة يفتقدها دفعته الى هذه الحالة". ويردّ حداد حالات الإنتحار المتكاثرة في مجتمعنا إلى "التعب النفسي الذي يعانيه معظم أفراد المجتمع بسبب المشاكل التي لا تعدّ ولا تحصى، وأبرزها البطالة، الفقر، الإحباط، فقدان الطموح عند الشباب". وتحاول الكنيسة معالجة هذه الظاهرة قدر الإمكان باعتماد التوعية الدينية والإضاءة على الإيمان المسيحي الذي يرفض ظواهر كهذه، لكن حداد يوضح أن "الكنيسة لا تستطيع أن تحل مكان الدولة، لأن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق الدولة من حيث تأمين وظائف للشباب وتلبية طموحاتهم وبناء دولة المؤسسات والقانون، وتحاول الكنيسة قدر الإمكان سد هذه الثغرات لكن لا يمكنها لوحدها فعل هذه المهمة".

لا تفرقة

يعاني الشعب اللبناني من المشاكل ذاتها، ولا يمكن فصل المسلم عن المسيحي في مسألة الإنتحار، إذ إنّ الإنتحار يشمل الجميع، ويحمّل البعض إرتفاع النسبة إلى المشاكل الإقتصادية والإجتماعيّة التي تضرب لبنان. لكنّ البعض يرى أن هذا الأمر غير صحيح لأن هناك أناساً أثرياء يقدمون على الإنتحار بسبب مشاكل عاطفيّة مثلاً، وهنا يتفق الجميع على أن لا دين أو وطن أو طبقة إجتماعيّة أو عرقاً للإنتحار، بل إنه حالة جماعية يمكن أن تمرّ على أي إنسان أينما وجد. وتحاول الكنيسة مساعدة الشباب قدر الإمكان، لكنها في المقابل ترى أن الإبتعاد عن الدين وإتباع نمط الحياة المادية الرخيصة قد تدفع بعدد من الشباب إلى الإنتحار، خصوصاً أن مجتمعنا الشرقي ليس مهيّأ لبعض أنماط الحياة، في حين انه يوجد من يستغلّ حالات الشباب هذه ويدخلهم في أنفاق مظلمة تدفعهم إلى تعاطي المخدرات، وإدخالهم في أعمال قذرة توصلهم في النهاية إلى الإنتحار.

الروح عطيّة الله

ولا تختلف النظرة إلى الإنتحار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة، إذ إن الإنتحار واحد. وكما عند الكاثوليك كذلك عند الأرثوذكس، حيث يؤكد المطران دانيال كورية "أننا في السابق كنا نعتبر كأرثوذكس أن الإنتحار هو جريمة قتل الإنسان لنفسه، فالروح أعطاها الله ووحده من يملك الحق باستردادها، وكنا لا نصلي على المنتحر في الكنيسة". ويتابع: "المنتحر لا يُعذب نفسه فقط بل يعذب أهله معه، وبالتالي لا يمكننا أن نزيد فوق عذاب الأهل ولوعتهم على إبنهم عذاب عدم الصلاة عليه في الكنيسة، لذلك بتنا نعتبر أن المنتحر، إنتحر وهو فاقد للوعي، وهذا التبرير قمنا به بعد التطور في الكنيسة، إذ لا يمكننا أن نقول لأهله لا يجب الصلاة على ابنكم خصوصاً أن الدين المسيحي يتطور". ويشير كوريّة الى أن "الصلاة على الميت ليست من أسرار الكنيسة لذلك يمكننا ان نصل إلى فتوى ونسير بها ونصلّي عليه". قصص كثيرة وروايات يتداولها الأهل والأصحاب عن حالات ومحاولات إنتحار، منهم من نجوا منها، وحالات أخرى كان الموت هو المصير المحتّم، لكن في كل ذلك، لا يمكن للكنيسة لوحدها أن تكون هي الدواء لداء يضرب المجتمع، بل إن الدواء يبدأ من البيئة التي يعيش فيها الإنسان وصولاً إلى المجتمع ككلّ كما تتحمّل الدولة التي لا تؤمّن لأبنائها حياة كريمة القسط الأكبر من الذنب.

 

بين بشير وجبران

جمال عزام/نداء الوطن/09 آب/2019

يبدو ان تشبيه المحامي كريم بقرادوني صعود الوزير جبران باسيل بصعود الشهيد بشير الجميل قد انطلى على باسيل وحده، فصدّق الأمر، لا سيما في ظل حاجته إلى اختراق وجدان مسيحي ما زال يتعامل مع باسيل بكونه "الصهر" لا المستحق. وليست المرة الأولى التي يخطئ فيها بقرادوني التوصيف على رغم تجربته الواسعة، ولكنه معروف عنه انه يحاول توظيف قدراته الذهنية لمصلحة الأهداف التي يعمل عليها ولو خلافا لقناعاته، حيث يصعب ان يكون بقردواني الذي عايش بشير وصعوده، على قناعة بان باسيل يصعد السلم نفسه.

والفارق بين بشير وجبران كبير جداً.

أولاً: صحيح ان بشير واجه اعتراضات من قلب حزبه على غرار باسيل اليوم، لكن ثورة بشير وانتفاضته كانت ضد السياسة الكلاسيكية المتبعة لناحية التعاطي مع الوقائع كما هي بدلاً من قلب المعادلات رأسا على عقب، فيما الاعتراضات على باسيل مردها إلى تبوئه مركزه ليس بنضاله إنما بمصاهرته. ثانياً: بشير رفع لواء تحرير لبنان من الجيوش الأجنبية على اختلافها وقيام الدولة القوية الممسكة وحدها بالسلاح، فيما باسيل يغض نظره عن سلاح "حزب الله". ثالثاً: بشير كان مؤمناً بالقضية اللبنانية المتمثلة بسيادة لبنان واستقلاله وحريته، فيما باسيل لا يحمل اي قضية باستثناء مصالحه الشخصية. رابعاً: بشير كان يخاصم ويحالف انطلاقاً من العنوان الوطني العريض، فيما باسيل يخاصم ويحالف تبعاً لأهدافه الذاتية.

خامساً: انتظمت الإدارة اللبنانية فور انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، فيما لم تنتظم بعد على رغم اقتراب ولاية الرئيس عون من نصفها. سادساً: شكل بشير رمزاً للقضية والعنفوان والصلابة، فيما باسيل هو أبعد ما يكون عن القضية والعنفوان والصلابة. سابعاً: شكل بشير رمزاً خلاصياً للبنان الدولة والكيان والميثاق، فيما يشكل باسيل عنواناً انقسامياً وحالة فتنوية وغير سيادية. ثامناً: جبران باسيل هو النقيض لبشير الجميل تماماً: فلا قضية، ولا وضوح، ولا صلابة، ولا عنفوان، ولا مشروع، ولا سيادة، ولا استقلال، ولا حزم...

يعلم بقرادوني ان بشير الجميل تحول إلى رمز فوق بشري وإلى أيقونة، وكان الأجدر به عدم تشبيه باسيل ببشير بما يشكل إهانة لبشير ولكل من آمن ببشير.

 

غلطة البطريرك

بشارة شربل/نداء الوطن/09 آب/2019

ذكَّرنا ما قاله غبطة البطريرك الراعي ضد "شعبة المعلومات" بأخطاء رافقت الأشهر الأولى التي تلت تنصيبه خلفاً لبطريرك المصالحة وثاني استقلال.

وإذ يأسف المرء لصدور كلام متسرّع واتهامات بحق جهاز أمني قدّم رئيسَه وسام الحسن ثمناً لاعتقاله من كان يحضّر لتفجير الافطارات وعلى مذبح سيادة لبنان، فإن وضع الأمور في نصابها يعيد الحق الى أصحابه. والحق هنا ليس ملك من طاوله الانتقاد بل ملك الموارنة وجميع اللبنانيين، و"الحق يحرركم" يا غبطة البطريرك أليس كذلك؟ ليس دفاعاً عن جهاز أمني. لكن، متى كانت هناك أقبية تعذيب لدى قوى الأمن الداخلي؟ ومتى تحدثت منظمات حقوق الإنسان عن ارتكابات؟ خبِّرنا إذا كانت لديك معلومات أو اثباتات أو شهود عدول وليس مجرد أقاويل وثرثرات.

لو كان ما تفضلت به صحيحاً يوم الثلثاء أمام نقابة المحررين، لتظهَّر حتماً في بيان المطارنة الشهري يوم الأربعاء. أما ان تنتصر، حسبما اتضح، لفريق سياسي لديه قاض موضع تحقيق وتضع المسألة في سياق الدفاع عن المسيحيين، فاسمح لنا أن نقول لك: هذا انحياز فاضح ولقد أخطأت في العنوان. جلّ من لا يخطئ يا غبطة البطريرك. لكن غلطة من هو في مقامكم السامي تحسب ليس مرتين فقط بل مرات ومرات. فأهمية الكلام بقدر أهمية صاحبه وموقع القائل. وموقعك كان يلزمك التحفظ على الأقل ليتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أو بادِر الى سؤال اللواء عثمان. ولأن كلام البطريرك هو بطريرك الكلام. هكذا تعودنا على الأقل منذ ولد لبنان مع البطريرك الحويك وصولاً الى البطريرك صفير، ندعوك الى شطب ما تفضلت به أمام رجال الاعلام من سجل البطريركية المليء بقيِّم الكلام. فنحن نريد ما يصدر عنها متناسباً مع تاريخ الصرح وسيرة البطاركة العلماء والشجعان. ونريده حفراً وتنزيلاً، أي "لكل مقام مقال"، ومقام قولك أكبر من رد فعل فوري نتيجة همس حزبي مسكين أو ادعاء ظلامة من مفبركة ملفات. مجد لبنان أعطي لبطريرك انطاكية وسائر المشرق، وسيبقى كذلك مهما حصل من عثرات وهفوات.

 

السياسة تطيح الإقتصاد

د. غازي وزني/الجمهورية/9 اب 2019

تفاقمت الأزمة السياسية في الفترة الاخيرة الى درجة تهدّد الاستقرار السياسي والامني، والاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وتظهر تداعياتها في شلّ عمل الحكومة وإضعاف مناعة لبنان المالية، وخسارة الآمال المبنية على مؤتمر «سيدر»، والتأخّر في مناقشة مشروع موازنة 2020 ضمن المهل القانونية والدستورية، وتأجيل الاصلاح في قطاع الكهرباء، والتوقف عن تنفيذ خطة «ماكنزي»، والتأخر في عملية التنقيب عن النفط والغاز.

تظهر تبعات الأزمة السياسية المُستفحلة على الوضع الاقتصادي والمالي، من خلال:

1- خفض الوكالات الدولية التصنيف الائتماني: يؤدي الخفض الى تزايد المخاطر وارتفاع معدلات الفوائد ممّا ينعكس على المالية العامة والاقتصاد، الى تراجع أسعار سندات اليوروبوند في الاسواق العالمية، وزيادة الضغوط في سوق القطع، وابتعاد المستثمرين العالميين عن الاصدارات اللبنانية، وخسارة ثقة المودعين، كما يفرض الخفض اضطرار المصارف الى زيادة رساميلها وملاءاتها ومؤوناتها.

تستند وكالة التصنيف الدولية S&P في تقييمها الى العوامل الآتية: العامل السياسي بشكل أساسي، المالية العامة، الوضع المالي والنقدي، النمو الاقتصادي، ميزان المدفوعات (الحساب الخارجي).

2- تفاقم الأزمة الاقتصادية: تدخل الازمة السياسية الاقتصاد في انكماش، وفي تَقلّص معدل النمو الى الصفر نتيجة تراجع الاستهلاك، وزيادة جمود القطاع العقاري والمشكلات المالية للمقاولين، وزيادة انخفاض نشاط القطاع التجاري، واضطرار أصحاب المؤسسات الى إقفالها وصرف موظفيها وعمالها ما يزيد من معدلات البطالة، كما تزيد الأزمة من مشاكل القطاع الصناعي نتيجة تراجع صادراتها والاغراق والتهريب، ومن صعوبات القطاع الزراعي.

3- التأخر في مناقشة مشروع موازنة 2020: تؤدي الازمة السياسية الى تعطيل مجلس الوزراء، وعدم مناقشة مشروع الموازنة الذي بات جاهزاً في وزارة المال مع إصلاحاته، وخفضه للعجز، وتضمّنه إجراءات لاحتواء الدين العام وكلفته، وخطة خمسية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي. كما يخشى ان يؤدي التأخر للعودة الى الفوضى المالية، والهدر والفساد، وخسارة الخزينة العامة أموالاً ضخمة، وإضعاف سلطات الرقابة على الانفاق العام والمشاريع الاستثمارية والصفقات التجارية.

4- خسارة تعهدات وآمال مؤتمر «سيدر»: تؤدي الازمة السياسية الى فقدان ثقة المجتمع الدولي والدول المانحة، كما تؤدي الى تأخر الحكومة في تنفيذ الاصلاحات المطلوبة منها في المؤتمر على صعيد المالية العامة والحوكمة والشفافية وتعيين الهيئات الناظمة ومجالس الادارات، فضلاً عن انها تؤدي الى التأخير في إعداد المشاريع الاستثمارية الضرورية للبنية التحتية، ولاسيما المتعلقة بالنفايات والصرف الصحي والطرقات...

5- تأجيل الاصلاح في قطاع الكهرباء: تُعقّد الأزمة إمكانية توافق القوى السياسية على الاصلاحات المُدرجة في خطة الكهرباء على صعيد زيادة الطاقة الانتاجية من خلال بناء المعامل، ورفع التعرفة في بداية العام المقبل، وخفض الهدر الفني والتقني. كما تتسبّب بتفاقم العجز في المؤسسة (ثلث عجز الموازنة) في الفترة المقبلة، والانعكاسات السلبية على المالية العامة والمواطنين والاقتصاد.

6- التأخّر في التنقيب عن النفط والغاز: تؤدي الازمة السياسية الى تراجع ثقة الكونسورتيوم النفطي وتردّده في بدء عملية تنقيب عن النفط والغاز في نهاية العام الحالي، كما تؤدي الى تأجيل إطلاق مناقصة التراخيص الثانية في بداية العام 2020، وخسارة لبنان فرص الاستفادة من ثروته النفطية والغازية لصالح الدول المنافسة له في المنطقة (إسرائيل، قبرص، مصر، سوريا، الاردن)، إضافة الى خسارة رهانه ان يكون للثروة النفطية دور رئيسي في معالجة مشكلاته المزمنة الاقتصادية والمالية، وجَذب كبار المستثمرين ورجال الاعمال والشركات العالمية.

7- زيادة تدهور ميزان المدفوعات: تؤدي الازمة الى انخفاض اضافي في التدفقات المالية، والاسثمارات الاجنبية المباشرة، والتحويلات، والاستثمارات المالية، وتفاقم عجز الميزان التجاري، مع الاشارة الى انّ عجز ميزان المدفوعات بلغ في الاشهر الخمسة الاولى من السنة مستويات قياسية قارَبت 5,3 مليارات دولار، بعد ان سددّ مصرف لبنان استحقاقات للدولة بقيمة 3,5 مليارات دولار.

8- تأزّم الوضع المالي: تؤدي الازمة الى إضعاف مناعة لبنان المالية نتيجة أجواء الخوف والقلق المسيطرة حالياً على المودعين والمستثمرين، والتي تتسبّب بزيادة التحويلات الى الدولار، في سحوبات نقدية بالعملات الاجنبية من قبل المودعين، وفي خروج الودائع من لبنان، وفي إضعاف نمو القطاع المصرفي، وفي استنزاف احتياطات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية التي ازدادت في شهر تموز بين 1,5 وملياري دولار نتيجة الهندسة المالية لتصل الى 37 مليار دولار، وجعلت ميزان المدفوعات يسجّل فائضاً هذا الشهر.

في هذا الاطار، يجدر أن نشير الى انّ الليرة اللبنانية مستقرة في المدى المنظور بسبب احتياطات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية، وتوفيره استحقاقات الدولة بالعملات الاجنبية حتى نهاية العام (2,5 مليار دولار) وبسبب سياسة تعقيم السيولة بالليرة، وتوفّر سيولة مرتفعة بالعملات الاجنبية في القطاع المصرفي.

دخل الاقتصاد والاوضاع المالية في مرحلة الخطر الحقيقي نتيجة تصاعد السجالات السياسية المهددة للاستقرار الامني. وتتحمّل القوى السياسية، في حال رفضها معالجة أزمتها السياسية، مسؤولية إطاحة الاستقرار الاقتصادي والمالي، وخسارة المواطنين مدّخراتهم وأعمالهم وممتلكاتهم، وتزايد مظاهر البطالة والفقر والهجرة في المرحلة المقبلة.

 

تلفزيون"المستقبل" اللبناني: أزمة محطة أم أزمة الحريري؟

كارين طربيه/بي بي سي/09 آب/2019

ليس من السهل أن يكون رب عملك وخصمك هو رئيس وزراء. "دخيلك نحن مش قدو"، هكذا كان موقف معظم موظفي تلفزيون "المستقبل" الذين تواصلنا معهم للحديث عن إضرابهم المستمر منذ نهاية الشهر الماضي. لا يريد الكثيرون منهم الحديث للإعلام، إما حرصاً على أي إمكانية لتحصيل حقوقهم مستقبلا، أو التزاما بنصيحة محام أو حتى وفاء لمحطة شكلَت بالنسبة لبعض العاملين فيها، أكثر من مجرَد وظيفة، بل قضية سياسية.

يقول أحد الموظفين: "حتى هؤلاء الملتزمون سياسيا الذين رفضوا في السابق مجاراة باقي الموظفين في أي عمل تصعيدي، انضموا إلينا اليوم" وأضاف: "باتت الأمور صعبة للغاية على الجميع ولذلك هناك اليوم التزام كامل بهذا الإضراب".

بدأت أزمة تلفزيون المستقبل منذ نحو خمس سنوات عندما باتت الإدارة تتأخر في دفع أجور الموظفين، ثم توقفت كليا عن الدفع لأشهر عديدة، لتعود وتدفع نصف الأجور وتعد بإيجاد حلول للمشاكل المادية التي تواجه المحطة، لم يتحقق شيء أبداً.

أًجبر كثيرون على البحث عن وظائف أخرى أو التفاوض مع المصارف لإعادة جدولة ديونهم، وبعضهم اضطروا لبيع أثاثهم، حسب ما أخبرنا عاملون في القناة. وحول تأثير هذه الأزمة على العاملين في المحطة، أوضح أحد الصحفيين: "كلَفت هذه الأزمة العديد من الزملاء زواجهم. فهناك انفصالات عديدة حدثت بسبب الضائقة المالية". انتظر الموظفون حتى نهاية الشهر الماضي وعندما لم تُدفع أجورهم، قرروا الاضراب. في 30 يوليو /تموز توقف الموظفون عن تحضير وتقديم نشرات الأخبار ومن ثم لحق بهم قسم البرامج، فباتت المحطة تعتمد في ساعات بثها كلها على الإعادات والبرامج القديمة.

"في اليوم الذي توقفنا فيه عن الهواء، كنّا مقهورين جداً ولكننا تفاجأنا أن الإدارة لم تكترث أبدا" حسب وصف أحد الصحفيين. وتوقع الموظفون أن تستدعيهم الإدارة أو تتحاور معهم، لكنَ شيئاً من ذلك لم يحدث، بحسب ما أخبرونا. انتظر البعض صدور بيان أو إعلان يكشف خطة الإدارة للتعامل مع الأزمة، وحتى ذلك لم يحدث بعد.

من رفيق إلى سعد

تأسست قناة المستقبل عام ١٩٩٣ بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية وتزامناً مع تولي رفيق الحريري رئاسة الحكومة، حاملاً معه مشاريع إعادة الاعمار والنهوض بالبلاد. وكان يريد تأسيس محطة تترجم نظرته للبنان الذي تولى إعادة بنائه. "صحيح أنه كان يمتلك إمكانيات مالية كبيرة وكانت لديه علاقات جيدة مع كل الاعلام وكان قادراً على التأثير عليه، ولكنه أراد محطة له تقدم مشاريعه ورؤيته" حسب قول الاعلامية نجاة شرف الدين التي كانت من بين فريق المؤسسين للمحطة وأحد أبرز وجوهها. وبسرعة أثبتت "المستقبل" نفسها بين المحطات اللبنانية ونجحت في خلق هوية خاصة بها وصورة مميزة لها، وباتت تحمل شعارات الحريري مثل: "المسقبل إلك" و"البلد ماشي". لكن كل شيء تغيّر بعد مقتل الحريري عام ٢٠٠٥. وانقسمت البلاد سياسياً وطائفياً و"ضاعت هوية القناة وباتت تواجه صعوبة في المحافظة على المستوى الذي كانت عليه أيام الحريري الأب" حسب شرف الدين. وأضافت: "التلفزيون بحاجة إلى قوة دفع سياسية ومالية ورؤية وهذا كله اختل. ربما لم تعد هناك اليوم حاجة قوية لتلفزيون المستقبل بعد أن تراجعت حالة التجييش السياسي مع تراجع قوة فريق ما كان يُعرف بالرابع عشر من آذار الذي شكّل رأس حربة المعارضة ضد سوريا وحزب الله بعد اغتيال الحريري الأب. وبالتالي، قد يكون تلفزيون المستقبل تحوّل إلى عبء على الحريري الابن". لا شك أن أبرز وجوه الاختلال كان ذلك المتعلق بالجانب المالي والذي عكس أزمة مادية وسياسية للحريري وهي مرتبطة إلى حد بعيد بتراجع علاقاته مع العربية السعودية. فتلفزيون المستقبل كغيره من العديد من المحطات التلفزيونية اعتمد بشكل أساسي على المال السياسي، وبالدرجة الأولى المال السعودي. وبالتالي قد تكون أزمة التلفزيون ليس سوى حلقة في سلسلة أزمات تمر بها مؤسسات الحريري نتيجة تراجع الدعم السعودي له، من صحيفة "المستقبل" التي أُقفلت نسختها الورقية إلى مؤسسة "سعودي أوجيه للبناء" التي شكلت أساس الإمبراطورية المالية للحريري وتم تصفيتها، واليوم تلفزيون "المستقبل" الذي يمر بأسوأ أزماته المالية.

إعلام المال السياسي

قد تكون أزمة تلفزيون المستقبل هي الأبرز في المشهد الإعلامي ولكنها بالتأكيد ليست الوحيدة. فقد شهد لبنان في الآونة الأخيرة إقفال عدد من الصحف مثل صحيفة "السفير"، بينما توقف صدور النسخة الورقية من صحيفة "المستقبل" في نهاية العام الماضي. كما أقفلت صحيفة "الحياة" مكتبها الرئيسي في بيروت، وصرفت صحيفة "النهار" عدداً كبيراً من موظفيها، وغيرها من المشاكل التي تواجه عدداً من وسائل الإعلام التقليدية. تعكس كل هذه الأزمات مشكلة أساسية مرتبطة بمنظومة الاعلام في لبنان القائم على المال السياسي. فحسب أيمن مهنا، مدير مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، إن "النموذج الاقتصادي للإعلام اللبناني غير مبني على المبيعات أو الإعلانات بل على الدعم المالي السياسي المباشر من رجال أعمال أو قوى سياسية ومالية أو دول. هذا النموذج يمر اليوم بأزمة لأن الدول التي كانت تدعمه لم تعد تقوم بذلك بنفس الزخم. ويتبدى ذلك بشكل واضح في أزمة تلفزيون المستقبل لارتباطه المباشر بالرئيس الحريري وبالأزمة المالية التي يمر بها مع المملكة العربية السعودية". عرفت الكثير من وسائل الاعلام اللبنانية سابقا ضخا للأموال من جانب القادة العرب أمثال صدام حسين ومعمر القذافي، أو الزعماء الخليجيين وغيرهم، لكن اليوم تبدّل كل المشهد الاعلامي مع ظهور محطات خليجية وعربية قوية، فضلا عن تراجع تأثير الإعلام التقليدي نسبياً.

أي مستقبل للمستقبل؟

عندما أعطيت الرخص للإعلام بعد الحرب الأهلية اللبنانية، كان واضحاً وإن لم يكن بشكل رسمي، أن تلك الرخص قد منحت على أساس طائفي إلى حدد كبير، وارتبط ذلك بالزعامات السياسية الأساسية التي كانت تحكم لبنان في التسعينيات، وبالتالي كان تلفزيون المستقبل يعكس الى حد ما نبض الشارع السني في البلاد. ولكن "القوى السنية تمر اليوم بأزمة مرتبطة باغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ وبعدم قدرة نجله، سعد الحريري، على تأمين دعم شعبي وسياسي شبيه بما تمتع به والده، وكذلك بأزمته مع السعودية والصعود القوي للقوى المرتبطة بحزب الله. كل ذلك خلق حالة إحباط سياسي لدى الطائفة السنية" حسب وصف مهنا. وأضاف: "بغياب منصة إعلامية تعبر عن خطاب اعتدال لدى السنة - إذا ما أُقفلت "المسقبل"- قد يُفتح المجال عبر وسائل التواصل الاجتماعي لخطاب متطرف ليس له ترجمة في الإعلام التقليدي". إغتيال الحريري عام 2005 أدخل لبنان في أزمة كبيرة لم يتعاف منها حتى الآن.  حتى اللحظة لا يُعرف الاتجاه الذي ستسلكه أزمة التلفزيون. تتقاطع مصادر على أن الاحتمالين المطروحان الآن هما إما الإقفال النهائي أو التقليص الدراماتيكي لحجم التلفزيون وعدد موظفيه، لكن لم يحسم شيء حتى الآن، ولا يزال الموظفون ينتظرون أي موقف أو قرار من الحريري نفسه. ففي عام ٢٠١٦، وفي خضم الأزمة المالية التي كان يمر بها التلفزيون، قام الحريري بزيار يتيمة إلى القناة وأعرب عن تقديره لتضحية موظفيها، واعداً بالخير. صفَق له الموظفون يومها وتهافتوا على التقاط صور "سلفي" معه.

أجواء مختلفة

اختلف الجو اليوم، لا أحد يتحدث عنه بالسوء علناً، لكن كثيرين يتساءلون عما يعتمد عليه أو يخطط له، مشككين أصلاً بوجود رغبة لديه في حل الأزمة أو امتلاكه تصوراً لذلك، خصوصا وأن أي اقفال للتلفزيون سيكون مكلفاً للغاية من الناحية المالية بسبب المستحقات وتعويضات الصرف لنحو ثلاثمائة وخمسن موظفاً. "بالنسبة لنا كموظفين٫ قد يكون الحل الأنسب هو في إقفال المؤسسة ودفع مستحقاتنا. أما إذا كانوا سيعاودون العمل فيها ويستمرون في التأخير في دفع الأجور والتغاضي عن أموالنا المستحقة، فسيكون ذلك كارثيا" بحسب أحد الموظفين.

ودفع استمرار الأزمة لسنوات طويلة عدداً كبيراً من الموظفين إلى البحث عن وظائف بديلة. لكن ذلك لا يقلل من حجم خسارتهم ومن كون أزمة المستقبل هي في أحد أوجهها تعبير عن الأزمة الاقتصادية الأكبر في البلاد، والتي تبين أرقام إدارة الإحصاء المركزي لعام ٢٠١٨ أن نسبة البطالة وصلت إلى ٣٦ في المئة. أما مصير أزمة المستقبل، فقد يكون مرتبطاً إلى حد بعيد بمصير المستقبل السياسي للحريري نفسه وبالاتجاه الذي سيسلكه.

 

باسيل مرشحاً رئاسياً من «بيت الشعب»

هيام القصيفي/الأخبار/09 آب/2019

من على أرض تملكها الرهبانية المارونية اللبنانية (في تحول استثنائي وغريب في مسارها، بعدما أصبحت الاحزاب المسيحية من مستثمري الاوقاف المارونية)، اعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أول من أمس، ترشحه غير المباشر لرئاسة الجمهورية، ببرنامج عمل واضح ومحدد الاهداف.

أبعد من إعمار «بيت شعب» للتيار، واستعادة صور من الماضي لجمع اموال المتبرعين في التسعينيات الى قصر الشعب، وتحديد عملة التبرع بالدولار لا بالليرة اللبنانية، والقفز فوق تاريخ المصالحة ودور البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في الدفاع عن الجبل وموقوفي 7 آب، وضع باسيل ترشحه للرئاسة على قاعدة تقديم جردة شاملة بالانجازات والتطلعات، مسمّياً خصومه وحلفاءه على طريق السنوات الثلاث المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون.

لم يتخذ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، منذ عقد المصالحة بين القوات والتيار الوطني واتفاق معراب، مسافة كبيرة بينه وبين التيار، كما يحصل في الوقت الراهن. بعد المصالحة بدأ الافتراق التدريجي بين الطرفين، في الانتخابات البلدية ومن ثم النيابية وتشكيل الحكومة الثانية وجلساتها المتفجرة، وصولاً الى مواقف جعجع الاخيرة البارزة، كرس رئيس القوات ابتعاده عن العهد وحزب العهد. يعرف جعجع أن باسيل بصفته وريث العهد والرئيس، يستعجل خطواته نحو هدف وحيد. وفي ظل التطورات المحلية والاقليمية، آثر جعجع أن يتراجع خطوات الى الوراء، لأنه يدرك ايضاً ان اسهم باسيل يمكن ان تكون مرتفعة نظراً الى موازين القوى والتحالفات التي نسجها الأخير، تحت مظلة عون، ومن دونها. لكن وصول باسيل الى الرئاسة لا يمكن ان يتم بالقفز فوق جميع القوى، وخصوصاً القوات اللبنانية، بوصفها الطرف الذي يقارع التيار على صدارة تمثيل المسيحيين. يبتعد جعجع رافعاً الثمن الى الحد الاقصى، في حال اقتضت اي تسوية وصول باسيل، والتسويات في هذه القضايا اصبحت متوقعة، بعد وصول عون الى بعبدا. وهو يكرس في الحكومة والادارة والمواقف السياسية وفي حادثة الجبل وتوقف اعمال مجلس الوزراء، موقفه المناقض كلياً لأداء التيار.

خطأ باسيل اول من امس، أنه أسهم في تعميق هذه المسافة، وجارى جعجع في ابتعاده الطوعي عن العهد وعن التيار. ليس صحيحاً ان المصالحة واتفاق معراب منفصلان، بل هما وجهان لعملة واحدة، لا يمكن فصلهما مطلقاً. وانعكاس ارتداد التوتر القائم بات امراً واقعاً لا يمكن التقليل من اهميته وخطورته، خصوصاً انه بات يطال شرائح جديدة مجتمعية من مناصري الطرفين. وملف هذه العلاقة لم يفتح ليقفل سريعاً، على عكس ما هو حاصل في ملف الحكومة والتعيينات والمادة 95 من الدستور وحادثة قبرشمون. كل ذلك يمكن ان يجد له حلاً، لكن علاقة التيار والقوات لن تحل قريباً، وستعود مجدداً الى ازماتها الكثيرة حتى يحين موعد رئاسة الجمهورية. من هنا يجدر التوقف عن خطوة باسيل، لأنه ذهب، وهذه خطوة غير محسوبة بدقة، في اتجاه معاكس، وساعد جعجع في مضاعفة الثمن الذي يريده. وبرفعه سقف التحدي الكلامي (وتكراره كلمة سمير مجردة) والخطابي والسياسي تجاهه، إنما اعطى رئيس القوات ما يطلبه. ومن الآن حتى يحين موعد الاستحقاقات الرئاسية، فان كل خطوة من باسيل ستجد ما يقابلها من القوات، ما يزيد من عمق التحديات في برنامج عمل المرشح الرئاسي. وردّ جعجع سيكون في السير بهذا الطريق الى خواتيمه.

في المقابل، تولى باسيل بالنيابة عن حزب الله وفريق 8 آذار، الذي يصر التيار دائماً على تحييد نفسه عنه، الضغط على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من اجل تعديل منظومة فك الاشتباك بعد ايار عام 2008.

الاكيد ان العلاقة بين الطرفين لا تحتاج الى مزيد من الشروحات حول تردّيها منذ 2005. ورغم ان جنبلاط حاول قبل تأليف الحكومة ايداع عون رزمة تنازلات وتسويات لم تؤت ثمارها، الا ان حادثة قبرشمون أشعلت مجدداً نار الخلاف المتعدد الاتجاهات. صوّب باسيل – بعد رئاسة الجمهورية ونوابه ووزرائه ومناصريه – هذه المرة مباشرة على جنبلاط، في حملة تتعدى اطار الجبل، والحكومة والمجلس العدلي، لتصل الى رسم حدود لعمل جنبلاط السياسي، ما يعني حقيقة إعادة تنظيم الخلاف على أسس مغايرة عما كانت عليه منذ عام 2005 ، وصولاً الى ما بعد اتفاق الدوحة. ومن المرجّح أن لا يتراجع في هذه النقطة، لانه هذه المرة يريد اعادة انتظام جنبلاط، بثمن اقل مما كان عليه الوضع في عام 2008. وهو مدرك ان جنبلاط، مهما رفع سقوفاً عالية، يحتاج الى حل ينظم العلاقة مع حزب الله والعهد، لذلك بادر الى استهدافه مباشرة من دون أي التباس قبل الوصول الى ترتيب حل ما يحتاج إليه الجميع، ولكن مع تعديلات جوهرية على واقع جنبلاط وفريقه.

فهو يعرف ان الوقت سيكون ضاغطاً كي يعاد ترتيب الاوضاع الداخلية على طريق تسوية تساعد على فك التوتر القائم. وفي انتظار تلك اللحظة، ينصرف رئيس التيار الى وضع برنامجه الرئاسي قيد التنفيذ، عبر خطوات ينجح في بعضها ويخطئ في بعضها الآخر، والثابت فيه حتى الآن تحييد الرئيس سعد الحريري في الداخل، والتمسك به امام الرأي العام الدولي. أكثر من ذلك، لا يعطي باسيل الحريري سوى ما يفرضه عليه حفظ ماء الوجه مع رئاسة الحكومة، لا أكثر ولا أقل.

 

بكركي تستهدف اللواء بسهام التيار الحر!

عبير بركات/الكلمة أونلاين/09 آب/2019

توزعت الآراء حول كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اتهم شعبة المعلومات بممارسة التعذيب إذ لاقى هذا الموقف استغرابا، نتيجة إطلاقه من دون تعزيزه بمواقف ومعطيات، في حين كانت آراء في أوساط التيار الوطني الحر تؤيده على خلفية نظرتها تجاه مديرية قوى الأمن الداخي منذ أكثر من عقد من الزمن، أي على خلفية سياسية نفسية باتت مرسخة في ذهنية هذا التيار وسط أوساط في هذا المحور.

في المقابل، جاءت الآراء المقابلة في خانة استغراب الموقف المفاجئ للبطريرك الراعي على خلفية تأثره بما يضخ له التيار الوطني الحر، ولا سيما على خلفية تحقيقات كشفت الفساد من مديرية الأمن الداخلي بعدما أحال مديرها اللواء عماد عثمان عددا من الضباط إلى التحقيق إذ تشعبت التحقيقات معهم ووصلت إلى حد الكشف عن قضاة ومعاونين لهم أقدموا على ارتكاب مخالفات وإدانتهم بالفساد في عدد من الملفات.

وكان واضحا أن من بين القضاة والضباط مَنْ هم من طوائف غير مسيحية. ولم يلاق الأمر أي ردة فعل نتيجة قناعة هذه المراجع والقوى السياسية بالتحقيقات التي اطلعت عليها، إلا أن ردة فعل البطريرك الراعي، وسط الأوساط، أتت نتيجة توجه التحقيقات نحو مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس والذي تكوّن الملف حياله وحيال المرتبطين به من المتهمين من بينهم مدعي عام جبل لبنان القاضي غادة عون التي أطلعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على هذه التحقيقات.

ومن هنا، ترى أوساط أن البطريرك الراعي وقع ضحية معلومات مغلوطة نتيجة الإحاطة المكثفة به من جانب التيار الوطني الحر على كافة المستويات، في وقت يتم الترداد له يوميا عن القاضي بيتر جرمانوس والمقدم سوزان الحاج أنهما مستهدفان، وأن توجه أصابع الإتهام نحوهما تأتي نتيجة التعذيب في التحقيقات والضغط على الموقوفين، إذ تأثر الراعي بهذا الكلام على غرار ما حصل معه عام 2003 عندما تأثر يومها بمناخ سياسي حيث أبدى حماسة لأن يُصدر عن مجلس المطارنة والأساقفة موقفا يثني خلاله على سير العمل المنظم في مديرية الأمن العام التي كان يرأسها اللواء جميل السيد.

لذلك، فإن العفوية في إصدار المواقف على ما يحصل مع البطريرك الراعي يحمل أحيانا تأثرا بآخر ما يتناهى إليه من كلام. وإنّ ذلك، حسب الأوساط، يطال مؤسسة لها تأثيرها في الحياة العامة من دون التوقف أمام تداعيات الكلام، في وقت إن لبكركي عدة تحديات بينها حقوق الإنسان وتعزيز دور المؤسسات وعدم إصابتها بسهام توضع بين يديها نتيجة إحاطة الراعي برعاية من التيار الوطني الحر على أكثر من بُعد وظائفي و...

إن على عاتق بكركي ملفات سيادية، عليها حمل لوائها، وكذلك تعزيز الدور المسيحي، وفق الأوساط، من خلال تنظيم دور فعّال للكنيسة التي عليها أن تلعب دورها من أجل الإنسان الإجتماعي وعدم التمايل بالمواقف من دون تعمّق، منعا لأي تداعيات تصيب مصداقيتها ودورها.

 

الحريري بين “المرّ والأمرّ”… خياره الاستمرار بالحكومة

غادة حلاوي/نداء الوطن/09 آب/2019

في كل مرة يغادر فيها رئيس الحكومة سعد الحريري لبنان، يحبس الجميع أنفاسه وتبدأ التكهنات: هل سيعود؟ حتى خبر الاحتفال بزواجه لم يمرّ برداً وسلاماً على البعض تحسباً لما وراء الخبر وتلمّساً لهلال العودة قبل العيد أو بعده.

رئيس حكومة لم يهنأ بحكومته يوماً بعد. كل أطرافها دخلت في سجال في ما بينها حتى اختلط حابل التحالفات بنابل السياسة، وحده الحريري بقي صامتاً ممسكاً بصاعق تفجير حكومته، وقد بات كالقابض على الجمر في راحة كفيه. آثر التمسك بحبل الدستور واتفاق الطائف وبصلاحياته كرئيس للحكومة، بيده سلاح الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء وتحديد جدول أعماله، ولا يدعو إلى جلسة هو مدرك سلفاً بأن انعقادها قد يزيد الأمور تعقيداً ويضع البلد والحكومة على “كف عفريت”.

يتخلى عن التسوية؟ يتخلى عن وليد جنبلاط؟ يعتكف؟ يستقيل؟ أو يرضى بالمقسوم؟ خيارات لا تخلو من المرارة، لذا جاء عيد زواجه مناسبة كي يبتعد عن الساحة لعلّ النفوس تهدأ. وفي المقابل ليس وضع بقية الأطراف على أفضل حال. “حزب الله” لا يريد أن يكسب جنبلاط معركته ولا يريد أن يخسر عون، والرئيس نبيه بري ليس بمقدوره أن يخرج على حلفائه كما لا يستطيع أن يتخلى عن جنبلاط، والأخير ذهب بعيداً. وحده الرهان على الوقت، وعلى جهود الرئيس بري، قد يفي بالغرض وتنتهي قضية قبرشمون بتسوية يحتاج الجميع إليها، ولا سيما رئيس الجمهورية الذي يريد الحفاظ على ما تبقى من عهده، و”حزب الله” الذي يبدو متمسكاً بالحكومة ويرعى الوزير يوسف فنيانوس والحاج حسين الخليل التواصل بينه وبين رئيسها. عاد الحريري لكن ما الذي ينتظره؟ هل لا يزال متأملاً بنتائج مؤتمر سيدر؟ أم بحكومة يتجاذبها أكثر من طرف وتتعطل عند أول مفترق طرق لا تتقاطع فيه أمزجة أفرقائها؟ والأهم من هذا وذاك كيف سيواجه استحقاق قرار المحكمة الدولية المفترض صدوره الشهر المقبل أو الذي يليه في ظل هذا الواقع؟ وكيف سيواجه قرار المحكمة في ما لو صدر بإدانة “حزب الله”؟

منذ استقالته الشهيره وعودته من السعودية، “لم يعد الحريري يثق بأحد ولا يتحدث بمكنوناته إلى أي طرف”، يقول أحد المقربين… لكن الوضع ليس سوداوياً طبقاً لما تنقله مصادر قريبة من “بيت الوسط” التي ترى أن “لا خيارات أمام الحريري إلا ما يفعله حالياً، وهو العمل على خط التهدئة والمصالحة بالتنسيق مع الرئيس بري”. وتضيف المصادر: “الرئيس الحريري ليس ساكتاً إنما يعبر عن مواقفه ويقول وجهة نظره للمعنيين لكن لا يمكنه أن يكون شريكاً في خيار التصعيد أو السماح باستدراج الحكومة لتكون منصة للانقسام على نفسها”. الحل وفق الحريري لا بد وأن يكون في نهاية المطاف على الطريقة اللبنانية أي “بالتوافق” لأنّ البلد لا يحمل الاصطدام ورهانه في ذلك على أن “لا أبواب مقفلة بالسياسة”.

لكن هل هذا يكفي بالنسبة لرئيس حكومة؟ تجيب المصادر: “نحن أمام اشتباك سياسي في البلد، لن يدخل الحريري شريكاً فيه ولن يكون إلى جانب جهة في مواجهة جهة أخرى، ولا يتحمل تحت أي ظرف سقوط نقطة دم واحدة إضافية لا في الجبل ولا في غير الجبل”.

وعن تريثه طيلة الفترة الماضية في دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، تجيب المصادر: “أحد أشكال حماية الحكومة في عدم انعقادها”، فالحريري يترأس حكومة توافق وطني “ولن يسمح باستدراجها لأن تكون منصة لخلاف وطني عميق أو لكسر جهة ضد جهة”.

يتحمل سعد الحريري المسؤولية على طريقته، وسلاحه “الصمت” لأن الصمت في اعتقاده عامل قوة “طالما أن الحكي عم يخرّب البلد”، لتكون الخلاصة: “الصمت أبلغ من الكلام في هذه الفترة والرجل المسؤول ليس المهم عنده إعلان موقفه السياسي حتى ولو أدى ذلك إلى خراب البلد”.

إذاً يستعين الحريري على قضاء حوائجه بالكتمان، ولكن الواضح أنّ خياره الأول هو الاستمرار بالحكومة متجاوزاً نصائح المحبين وأمنيات الخصوم… على قاعدة الخيار بين “المرّ والأمرّ”!

 

عن ”استراتيجية الاضطراب”!

نبيل بومنصف/النهار/09 آب/2019

ما كانت الحملات والخطب النارية التي يشنها الوزير جبران باسيل على “القوات اللبنانية” حتى من ضمن تبادل الحملات معها تستحق وضعها دوما تحت المجهر لو لم يكن “التيار الوطني الحر” تحول حزب العهد بادارة مباشرة من باسيل. تبعا لذلك فان الحرص المتعمد من التيار العوني على تقليل شأن خصمه المسيحي الاساسي يسقط بايدي رئيسه ونوابه ووزرائه كلما ارتفعت وتيرة الحملات بينهما التي تنبئ بما لا يقبل جدلا بسقوط مدو لـ”تفاهم معراب” سقوطا لا رجوع فيه.

لا نقلل وطأة السياسات التي اتبعتها “القوات” في الحكومتين السابقة والحالية في اطار تنافسي مع غريمها باسيل الوارث رئاسة التيار “الحاكم” خلال ولاية الرئيس ميشال عون الآتي على صهوة تسوية كانت “القوات” ركيزتها المسيحية الاساسية. ومع ذلك فان معظم ورقة التحكم بالعلاقات المسيحية المسيحية اقله كانت في يد الرئيس عون والوزير باسيل بما يعني ان ثمة استراتيجية مفترضة لديهما حيال العلاقة مع “القوات ” كما مع الافرقاء الآخرين. والحال ان تحويل باسيل علاقة تياره مع “القوات” ملعبا للرمي الجاهز عند كل هبة ريح ومع كل تطور وهزة على غرار ما حصل في الفترة الاخيرة وآخرها يوم ذكرى 7 آب يستدعي الخشية المتعاظمة اكثر من استراتيجية اضطراب تتوزع معالمها في اتجاهات مختلفة ولا نملك الجواب السحري بعد عما يفيد لبنان والعهد والاستقرار الآخذ في التهاوي التصاعدي ان تمضي هذه الاستراتيجية في طريقها بدأب مخيف. ليس غريبا ان تغدو لعبة شعبوية يتراءى لاصحابها انها تستقطب مزيدا من الانجذاب الى حزب سلطوي اداة وحيدة لاقناع الانصار بان السياسات التي يتبعها هذا التيار لا تزال صالحة للزمن الآخذ في الانهيارات المتدحرجة في عهده. ولكن الأسوأ من ذلك ان يتحول افتعال التوترات ذات الطبيعة الطائفية والمذهبية في هذه الساحة وتلك وأحيانا كثيرة في اطار دائري يشمل اكثر من طائفة وحزب في وقت واحد استراتيجية ثابتة على غرار الواقع الحاصل الآن.

هذه الاستراتيجية هي استراتيجية اضطراب وهز للاستقرار في عمقه حتى لو وجد من يبررها بالدوافع اللازمة للمضي فيها. واذا كانت الاشتعالات المتصاعدة بين تيار العهد العوني والحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية” ليست الا النموذج الحي الساخن على ما بلغته التسوية الرئاسية السياسية عند مشارف نهاية سنتها الثالثة فماذا عن تجربة الاعتمال المكتوم تارة والمكشوف طورا بين التيار نفسه ورئيس الحكومة الذي لن يقوى بعد الآن لساعة واحدة على احتمال اي هزة اضافية تأتيه من حليفه القوي؟ الا يدري الجميع عمق وخطورة الاعتمال الصاعد في الشارع السني ايضا ولا سيما الملتصق بتيار المستقبل نفسه؟ اذا كانت استراتيجية الاضطراب هذه ستمضي لأسباب نعلمها واُخرى كثيرة نجهلها فان من حق كثيرين الظن ان حماية موقف “القوات” لمصالحة الجيل بدعمها الثابت لموقف وليد جنبلاط أججت التوتر المسيحي المسيحي فيما فشل النفخ في فتنة درزية درزية بعد حادث قبرشمون. فهل يجب ان نخاف غدا على الحكومة بتفجيرها تكرارا من الداخل بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لرئيسها لواشنطن؟

 

لعنة تحالف الأقلّيات

 أحمد عدنان/نداء الوطن/09 آب/2019

ما جاء إلى لبنان من تحالف الأقليات إلا الشر، ومن ذلك الوصايتان الفلسطينية والسورية ثم الاحتلال الإسرائيلي، واليوم يغطي هذا التحالف الميليشيات الإيرانية وسلاحها، وينبش القبور ويؤجج النعرات والغرائز، الأمر الذي يكرس التناحر ويمهد للاقتتال.

لذلك، وجب دحض الأساس النظري لهذا التحالف، والحقيقة أن لا أساس له إلا بغض اهل السنة والجماعة، وفي هذا المعنى نقض لفكرة الدولة والعروبة، فلا تجتمع الدولة مع الميليشيات في جملة واحدة فضلاً عن فكرة، ولا تجتمع العروبة مع مؤامرات الإلغاء أو خرافات المشرقية وتخرصاتها، فما ظهرت فكرة العروبة إلا لاحتضان التنوع، وكيف يحدثوننا عن المشرقية البعيدة والواسعة وهم عاجزون عن العيش مع وجود الجار القريب بمن في ذلك بعض بني جلدتهم، ومن طرائف المشرقية العرجاء أن تصل إلى روسيا من دون المرور بأفغانستان، كما أنها تلحظ وجود إيران ولا ترى باكستان.

في آب 635، فتح المسلمون بيروت/لبنان في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، وكانت أطلالاً، فرممها وحصنها بالقلاع قائد الجيش ووالي دمشق معاوية بن أبي سفيان، وحوّلها قاعدة عسكرية تصد هجمات الروم، وتنطلق منها حملات المسلمين البحرية، ولا يدري أحد لولا رؤية وقرارات عمر ومعاوية ما كان مصير لبنان. ولأن الشيء بالشيء يذكر، حين تولى معاوية مقاليد الخلافة انحاز للموارنة ضد اليعاقبة، ولولا هذا الانحياز لما كان لبعض الساسة اللبنانيين وجود. واستمر الود الأموي إزاء الموارنة، وتوصل معهم الخليفة (الوليد بن عبدالملك) إلى اتفاقية ضمنت لهم ما يمكن أن يسمى بلغة اليوم “المواطنة”.

وحين نصل إلى حقبة العثمانيين نتحدث عن مرحلتين، الأولى مرحلة الدولة الجامعة، حين كانت الخلافة أو السلطنة لكل رعاياها أو مواطنيها، والثانية مرحلة الدولة التركية العنصرية، والتي تحولت فيها الدولة للترك دون غيرهم. وفي كتاب سمير قصير “تاريخ بيروت” نلمس عرفاناً ظاهراً منه للعثمانيين في مرحلتهم الأولى، وما يعنينا أن الأقلويين يريدون محاسبتنا على فظائع جمعية الاتحاد والترقي التي عانى منها العرب والسنة أكثر من غيرهم، وفوق ذلك، مطلوب محاسبتنا على خطايا تحالف الأقليات: اي مراحل ياسر عرفات وآل الأسد في لبنان.

في تاريخ السُنّة ولبنان، مثّل رفيق الحريري حقيقة أن الاعتدالات السنية واللبنانية والإسلامية متلازمة ومتسلسلة، وحين قال سعد الحريري “لبنان أولاً” صالح نهائياً بين السُنة اللبنانيين وبين مفهوم الدولة الوطنية مستكملاً نهج والده، وما أزعج الأقلويين في رفيق الحريري إلا أنه أخذ دور همزة الوصل بين الشرق والغرب، وأنه رمز انسجام لبنان مع الشرعية الدولية بالاعتدال العابر للهويات المتناغمة، وعماد كل ذلك ارتباط لبنان بمحيطه العربي الدائم والكبير، وما كانت حالة رفيق الحريري استثناء، لكن الأقلويين يتحدثون عن استقلال لبنان وبشارة الخوري، ويمطرون رياض الصلح بالاستخفاف او بالتجاهل.

 

ميقاتي: عندما يكون رئيس الجمهورية طرفاً… تنزلق الجمهورية

مجد بو مجاهد/النهار/09 آب/2019

تغيّر زمن السياسة كثيراً في لبنان بعد مضيّ ثلاثين سنة على اتّفاق الطائف، حتى أنه بات بالنسبة الى فئة لبنانية أشبه بمسنّ يتأبّط عكّازاً، أو بورقة موقّعة لا تصلح وسيلة للقراءة في حقبة الـE- learning. ليست هذه المشهدية هي نفسها التي يتبنّاها الرئيس نجيب ميقاتي، وهو لا يزال كلّما عصفت الرياح السياسية في البلاد، يدعو الأفرقاء الى مطالعة هذه “الورقة القيّمة” وحفظ تفاصيلها، وكأنها كتاب تربية وطنية وتنشئة مدنية صالحٌ لجميع الفئات والأزمان. يستشعر ميقاتي “وجع” الطائف، فيتحوّل بذاته عكّازاً كُرمى للبِرّ بـ”والد الوطن” الذي قلب صفحة الحرب وختم جرحها. وهو ينفعل، مذكّرا، كلّما راودته مشهدية “الأب المتألّم”: “لا بدّ من تطبيق الطائف والدستور كاملاً، أما التفكير في الوصول الى نظام جديد ونسف الاتفاق واعتبار المرحلة مختلفة… فهل هي دعوات للعودة الى حقبة ما قبل الطائف؟”.

العقوق بالطائف، ليس وحده ما يشغل ميقاتي، بل المؤسسات أيضاً، ومن ضمنها القضاء الذي يعاني، وتُطلق النار على رجليه، وهو جزء من المؤسسات التي ينبغي تحصينها لحماية الدستور. والأساس أن الدستور بحماية رئيس الجمهورية المؤتمن على القسم، ورئيس الحكومة بصفته رئيساً للسلطة التنفيذية مؤتمن على المؤسسات، وأي خلل في هذا التوازن يتسبّب بخلل في الأداء السياسي والمؤسساتي، وفق ميقاتي. ولم يكن إصدار بيان السفارة الأميركية الداعي الى المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخّل سياسيّ، بعد مضيّ أكثر من شهرٍ على الواقعة، سوى “نتيجة لاستشعار الولايات المتحدة الأميركية بأن الحادثة اتخذت طابعاً سياسياً وأدت الى محاولة ضرب القضاء، فرأت ضرورة التشديد على الفصل بين المضمارين القضائيّ والسياسيّ”، بحسب ميقاتي. ويرى أن “إصدار البيان بعد شهر على الواقعة يعني أن موقف الأميركيين لا يصبّ في دعم أطراف داخليين، بقدر ما يشير الى دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على نزاهة القضاء اللبناني. ويهدف البيان الى ضرورة الاحتكام للقضاء وعدم تسييسه. وتهتم واشنطن بدعم الجيش والمؤسسات الدستورية في لبنان. ويرى الأميركيون أن البلاد “فرطت”، بمعنى أنهم يتلمّسون ملامح انهيار ما استدعى التدخّل”.

ويتزامن بيان السفارة الأميركية مع بيانيْن توأميْن متوازيين أصدرتهما عن مآل الأوضاع في اليمن وليبيا. وتشير هذه المعطيات، وفق ميقاتي، الى أن “الأزمة السياسية أبعد من حدود الداخل اللبناني، وهي أزمة اقليمية تشتدّ، ولا ملامح انفراج قريبة. وتستدعي الاجابة عن بانوراما المنطقة، القول إن الأزمة غير آنية”، لافتاً الى “أننا نعيش في اقليم متأزم، فالمنطقة الآمنة كانت مشروع حلّ وأضحت مشروع نزاع، ولا بد من تفعيلها ضمن اطار أمميّ. كذلك كما يشير الهجوم على الانفصالية الجنوبية في عدن الى أن الوضع يجنح نحو تأزّم مستمرّ”.

تكثر التساؤلات مع اشتداد الأزمات المحيطة والعيش في مشهدية ضبط الزناد على جبهات المحاور المتقابلة. وتطرح علامات استفهام جليّة، حول ما اذا كان ثمّة نيّات لاعادة احياء المحاور اللبنانية المتقابلة، والمقصود بها محورا الثامن والرابع عشر من آذار. ويقول ردّاً على سؤال: “لم أسمع شخصياً كلاماً خلال زيارتي الأخيرة للمملكة العربية السعودية عن اعادة احياء محور 14 آذار”.

استمع ميقاتي أول من أمس الى خطابات يصفها بـ”المنتفخة” ولا جدوى منها. وكأن عشوائية اطلاق النار في الهواء، استراتيجية خاطئة، لا تؤدي إلا الى إفراغ الذخيرة. ويقول إن “رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليس بحاجة الى سفارات تحميه، فهو من ركائز الطائفة الدرزية. ويُخطئ من يفكّر في إلغاء الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية واضعاف رئيس الحكومة سعد الحريري”.

يعوّل ميقاتي على الدور الذي يضطلع به رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يستعدّ لزيارة واشنطن. ويؤكّد أن “الجلسات الوزاريّة ستستأنف وستقوم الحكومة بعملها، ولا أحد يراهن في الوقت الحاضر على تعطيلها، اذ لا بدّ من ثبات الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد. ويجري الحريري راهناً سلسلة اتصالات، وكان قد زار موسكو وسيزور الولايات المتحدة بناءً على طلبه. ويأتي تحرّك رئيس حكومة لبنان بغية استطلاع الوضع العام، فلا يمكن التقوقع، بل المطلوب استطلاع الوضع الاقليمي”. إذاً، لا نيات لاستقالة الحريري أو الدخول في زواريب مشكلة حكومية جديدة، في رأي ميقاتي، أما اذا “عمد البعض الى استغلال الزيارة الأميركية وتنفيذ سيناريو استقالة شبيه بسيناريو سابق، فذلك سيدخلنا في أتون لا يمكن الخروج منه، والمسألة هنا ليست مسألة أشخاص”.

وما بين الطيش والهوَج، والبرّ والصلاح، يستبشر ميقاتي خيراً بـ”الدور الوطنيّ والأخلاقيّ الذي يضطلع به الرئيس نبيه بري، وهو الدور الذي كان يجب أن يضطلع به الرئيس ميشال عون. فالدور الذي يؤدّيه رئيس مجلس النواب اليوم، هو عملياً دور رئيس الجمهورية. ويتصرّف عون بطريقة تناقض خطابه، فيما يتوجّب عليه جمع اللبنانيين بدل أن يغدو طرفاً في المشكلة القائمة، ما يؤدي الى مخاطر. فيكمن المأزق عندما يتحوّل رئيس الجمهورية طرفاً بدلاً من أن يغدو حكماً”. وبعبارة أخرى، يقول: “في اللحظة التي يكون فيها رئيس الجمهورية طرفاً… انزلقت الجمهورية”.

“ثمة انقسام عمودي في البلاد، لكن كفانا جبهات، وأنا مع نشر روح الوطنية”، دعوة ميقاتي الى الساسّة اللبنانيين، يستمدّها كـ”وصيّة أبويّة” منبثقة من روحيّة الطائف. ويخلص الى أنه “لا بد من التعالي على الجراح وعدم استخدام حادثة قبرشمون وقوداً يؤدي الى انفجار البلاد. لا بد من العودة الى القضاء، والحرص على نزاهة التحقيق”، متسائلاً: “نتعاطف مع ضحايا قبرشمون، ولكن… هل المجلس العدلي من شأنه أن يحقّق العدالة أكبر من المحاكم الأخرى؟”.

 

بوتين والملالي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77406/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-amir-taheri-putin-and-the-mullahs/

عام 2015، عندما روّج الرئيس حسن روحاني لـ«الاتفاق النووي» الذي أبرمه مع إدارة أوباما، باعتباره «النصر الدبلوماسي الأكبر في تاريخ الإسلام»، قليلون للغاية كانوا مدركين أنه في واقع الأمر أقر وثيقة في حقبة ما بعد الاستعمار، تضع جوانب محورية من السياسات الاقتصادية والصناعية والعلمية والأمنية لإيران، تحت وصاية ست قوى أجنبية بقيادة الولايات المتحدة. ولأسباب عدة، لم يثر «الاتفاق النووي» بركاناً من الغضب الشعبي في إيران، على خلاف ما توقعه محللون. بادئ ذي بدء، لم يوقع أحد على هذا الاتفاق، ما يعني أنه ليس معاهدة ولا اتفاقاً دولياً ملزماً، وإنما هو أقرب لكونه قائمة أمنيات. كما أنه لم يمر عبر عملية تشريعية لإضفاء سلطة قانونية عليه. وربما يكون الأهم من ذلك أن النص لم يطرح صورة واضحة المعالم للمذلة التي قبلت بها «الجمهورية الإسلامية» باسم إيران. وبدت العبارة التي رددها روحاني دوماً بفرح، حول أنه: «حتى الأميركيون أقروا بحقنا في تخصيب اليورانيوم» جيدة للبعض ممن لا يدركون أن الحق في تخصيب اليورانيوم معترف به لكل الدول من جانب القانون الدولي. ونظراً لنجاحهم في هذه التجربة القبيحة، قرر روحاني والفريق المعاون تكرارها مع فلاديمير بوتين. وحدث هذا العام الماضي، عندما سافر روحاني إلى كازاخستان لتوقيع وثيقة روسية حول بحر قزوين.

وعند النظر إلى الوثيقة المؤلفة من 24 بنداً، نجد أنها تعكس شعوراً بأزمة هوية. في الواقع، من غير الواضح ما إذا كانت هذه معاهدة أم مسودة اتفاق مستقبلي. ولا تحوي الوثيقة تعريفاً لبحر قزوين، إن كان بحيرة أو بحراً، في وقت من المفترض أن يحدد فيه التعريف تلقائياً وضعه في ظل القوانين والمعاهدات الدولية البحرية القائمة. تتظاهر الوثيقة بأنها تقر الوضع القانوني لبحر قزوين، دون تناول مسألة السيادة الجوهرية. في الجزء الاستهلالي، يشير النص إلى «تغييرات وعمليات حدثت في منطقة قزوين على المستويين الجيوسياسي والوطني»، ويشدد على «الحاجة لتعزيز النظام القانوني لبحر قزوين». ويتجاهل النص الخلط ما بين «منطقة قزوين» و«بحر قزوين»، ويلمح ضمنياً إلى أن ثمة نظاماً قانونياً قائماً بالفعل؛ لكنه بحاجة إلى تعزيزه.

إذن، ما هذا النظام القانوني؟

تصوغ هذا النظام ثلاث معاهدات بين إيران وروسيا القيصرية، وأخيراً الجمهوريات الاشتراكية التابعة للاتحاد السوفياتي في القرنين الـ19 والـ20. في ظل هذه المعاهدات، تمتعت إيران وروسيا بسيادة مشتركة على بحر قزوين. ولا تذكر المعاهدات الرقم 50 - 50. وعلى أرض الواقع ظل بحر قزوين على مدار عدة عقود بمثابة بحيرة روسية تستخدم في جميع الأغراض العملية الممكنة. ومع هذا، تكشف المعاهدات أن إيران وروسيا كانتا القوتين الوحيدتين صاحبتي السيادة على بحر قزوين. ويمكن الطعن في ذلك بناءً على مبدأ التغيير القانوني المعترف به دولياً؛ خصوصاً مع ظهور «دول الخلف». إلا أن الوثيقة الروسية لا تفعل ذلك؛ لأنها لو فعلت فإنه يعني قبول أن الدول الأربع المطلة على بحر قزوين التي خرجت من رحم الاتحاد السوفياتي السابق بعد تفككه، سيتعين عليها التشارك في نصف السيادة فيما بينها، بينما يبقى نصيب إيران دون تغيير. ومن أجل التعتيم على هذا الأمر، يتجاهل النص، الذي تبعاً للمادة الأولى به يشكل نتاجاً لعمل حصري من جانب الإدارة العامة للملاحة وعلم المحيطات التابعة لوزارة الدفاع بالاتحاد الروسي، مسألة السيادة تماماً، ويتجه مباشرة إلى التأكيد على نصيب الدول الساحلية في ملكية الكيان المائي.

في هذا الإطار، ينتهي الحال بإيران صاحبة أقصر خط ساحلي على البحر بالنصيب الأقل، نحو 11 في المائة فقط.

ومع هذا، فإن السيادة والملكية فكرتان مختلفتان، فأنت قد تملك شقة في باريس ومعترف بك باعتبارك المالك لها، بينما السيادة على المنطقة التي تقع فيها الشقة تخص الجمهورية الفرنسية. على سبيل المثال، تنتمي ملكية كثير من الجزر الاسكوتلندية إلى أفراد؛ لكنها تبقى تحت السيادة البريطانية.

وتأتي العلاقة بين السيادة والملكية في صور متنوعة. مثلاً، تتميز دولة الفاتيكان بأكملها بالسيادة؛ لكنها تقع في قلب العاصمة الإيطالية روما، وتخضع لكثير من القواعد البلدية. وتحظى جمهورية سان مارينو على السواحل الإيطالية بوضع مشابه، بينما يمتلك أجانب 80 في المائة من العقارات في موناكو، دون أن يؤثر ذلك على سيادة العائلة المالكة. وفي بادئ الأمر، كانت الكونغو ملكية خاصة للملك ليوبولد الأول، ملك بلجيكا، والذي في ظل غياب كيان له سيادة، تعامل مع المساحة الشاسعة للبلاد كيفما شاء. وكان من الممكن كذلك ممارسة السيادة عبر مسافات طويلة، فمثلاً تخضع نيو كاليدونيا في المحيط الهادي للسيادة الفرنسية، بينما تخضع جزر فوكلاند للسيادة البريطانية، في الوقت الذي يقع كلاهما على بعد آلاف الأميال من السلطات صاحبة السيادة عليهما. وبالقرب من بحر قزوين، نجد جيب شاه ماردان في قيرغيزستان يقع تحت سيادة أوزبكستان المجاورة.

ولضمان أن هذه وثيقة روسية حصرية، يعمد النص إلى استخدام مصطلحات وقياسات وشعارات شبه قانونية روسية، بدلاً عن المفاهيم والمصطلحات والإشارات المعترف بها دولياً، ومتضمنة في اتفاقية قانون البحر التابعة للأمم المتحدة. وهنا يظهر السؤال: ما جدوى الملكية وحقوقها، إذا لم نكن نعرف أي سلطة سيادية ستفرضها؟ ونظراً لأن هذه وثيقة روسية، لم تضطلع أي من الدول الأخرى المطلة على بحر قزوين بدور في إعدادها، ربما تخلق انطباعاً بأن روسيا القوة الوحيدة ذات السيادة، وبالتالي الحكم الأخير في أي نزاعات في بحر قزوين. وإذا كان هذا الافتراض صحيحاً، فإننا قد نستخلص من ذلك أن روسيا حصلت على ميزة استعمارية لم يكن من الممكن الحصول عليها، حتى في الفترات التي كانت إيران خلالها ضعيفة، أو تعاني من مجاعة، أو تمزقها الحروب تحت قيادة آل قاجار.

ومن خلال هذا النص، تضمن روسيا لنفسها ميزتين أخريين؛ أولاً: أنها تسيطر على خطوط الأنابيب التي تنقل عبر بحر قزوين مخزونات هائلة من النفط والغاز الطبيعي باتجاه الأسواق العالمية؛ خصوصاً أوروبا. ومن شأن ذلك دفع إيران، التي تشكل الطريق الاقتصادي لهذه الأنابيب، خارج المنافسة. وبذلك، تمسك روسيا ببطاقة مهمة في مواجهة قوى أوروبية. ثانياً: بالنظر إلى أن روسيا القوة العسكرية الوحيدة المعتبرة في بحر قزوين، فإنها ستعمل على الحفاظ على هذا الوضع، عبر منع الدول الأخرى المطلة على بحر قزوين من بناء وجود سياسي مهم لها، بمعاونة دول أخرى لا تطل على البحر.

ومن خلال مساعيه لتمرير هذه الوثيقة، يبدو فلاديمير بوتين كشخص تكتيكي يسعى للفوز بميزة سريعة، حتى وإن كان على حساب خسارة استراتيجية. ونظراً للهزة التي تعرضوا لها بسبب تداعيات مغامراتهم الطفولية، فإن ملالي طهران ربما يبلعون هذا الطعم الروسي. ومع هذا، أشك في أن أي حكومة إيرانية مستقبلية معتبرة ستقبل بها.

 

نهاية العصر السوري السهل في تركيا

فايز سارة/الشرق الأوسط/10 آب/2019

لا تبدو الإجراءات التركية الأخيرة في ملف اللاجئين السوريين خطوة خارج سياسة تركيا المقبلة في الملف السوري. بل يمكن القول إنها أحد تعبيرات التغيير في سياسة تركيا، والتي بدأت تحولاتها أواخر عام 2015 بالتوجه نحو إجراءات متشددة، خطواتها الأهم فرض تأشيرة على السوريين القادمين عبر بلد ثالث، وإغلاق شبه تام للمعابر البرية بين سوريا وتركيا، وتصعيب الحصول على إقامة الحماية المؤقتة «كميلك» ومثلها إقامة السوريين السياحية.

لقد قيل الكثير من جانب الأتراك والسوريين لتبرير تلك الخطوات دون الإشارة إليها بوصفها تعبيراً عن التحولات التركية، واستندت تلك التبريرات إلى مسار في التعامل التركي المفتوح مع الوافدين إلى تركيا بين عامي 2011 و2015، حيث جرى فتح المعابر بين البلدين، وسُمح بدخول كيفيّ للأشخاص والبضائع والمعدات والأموال بلا قيود تقريباً، وأحياناً دخل السوريون من دون وثائق سفر ولا شخصية، وأخذوا يتنقلون بالراحة في كل أنحاء البلاد، وقدم الأتراك في المستويين الشعبي والرسمي مساعدات للقادمين خففت بعض معاناة لجوئهم، بل إن الحكومة التركية سمحت خصوصاً للمجلس الوطني والائتلاف الوطني من قوى المعارضة السياسية والمسلحة بحرية كبيرة للاجتماع والتنقل والعمل في تركيا وعبر الحدود مع سوريا.

ولأن الأتراك غلفوا موقفهم بدواعٍ إنسانية ودينية من طراز مقولة «الأنصار والمهاجرين»، فمما لا شك فيه أن مصالح أساسية، كانت في خلفية موقف تركيا، التي تتصل مع سوريا بحدود تزيد على ثمانمائة كيلومتر، وبينهما ملفات عالقة منذ عشرات السنين تتصل بالمياه المشتركة وأراضٍ فيها ادعاءات متبادلة وسكان وأمن على جانبي الحدود، كما في الخلفية مستقبل العلاقات التركية - السورية، إضافة إلى أن سوريا بوابة تركيا البرية إلى العمق العربي.

لقد تصور الأتراك ومثلهم كثيرون حسماً وسريعاً في الوضع السوري، وأن حضورهم الواسع والعميق في الملف، سيعطيهم مكانة أفضل، لكن التطورات ذهبت في اتجاهات أخرى، حيث صار الملف مفتوحاً على الوقت وعلى أطراف دولية وإقليمية كثيرة، وضعف حضور السوريين فيه إلى حد يكاد يكون صفراً، بل إن الوضع السوري كشف المخفي من علاقات ومراهنات تركيا الإقليمية والدولية خصوصاً في علاقاتها الروسية والأميركية - الأوروبية، إذ دخلت مع الأولى مرحلة تحالف بمشاركة إيران بعد أن كادت تذهب مع الأولى في حرب إثر إسقاطها الطائرة الروسية 2015، واكتشفت أن علاقاتها الأميركية - الأوروبية، سواء في إطار حلف شمال الأطلسي أو خارجه، لا تشكل دعماً ولا سنداً لتركيا في السياسة ولا في الحرب.

ولم تكن التطورات الإقليمية والدولية وحيدة في تأثيراتها على الموقف التركي في الملف السوري، بل دخلت عليه التأثيرات الداخلية، والتي يمكن رؤية أهمها في صراعات النخبة الحاكمة من حزب «العدالة والتنمية» وتوجه بعضهم لإقامة حزب جديد منافس، مما أضعف الحزب ودفعه إلى تحالف مع خصم سابق، مما عزز موقع المعارضة في الخريطة السياسية على نحو ما عبّر عنه فوزها بمقعد رئاسة بلدية إسطنبول، وهي التي جعلت من الملف السوري وموضوع اللاجئين أحد عناوين صراعها مع الحزب الحاكم. وفي التأثيرات الداخلية يمكن التوقف عند الأزمة الاقتصادية وما تتركه من تردٍّ في قيمة العملة التركية وارتفاع أسعار السلع والخدمات ونسب البطالة، مما جعل الأنظار تتوجه إلى اللاجئين السوريين.

ولا شك أن العامل السوري في الداخل التركي، قد أفرز تأثيرات شديدة السلبية، عززت تبدل الموقف التركي سواء من جهة التشكيلات السياسية والمسلحة أو على الصعيد الشعبي. ففي الجهة الأولى شكّل غياب البرامج التوافقية المشتركة والصراعات البينية وفي التشكيلات السياسية والمسلحة عامل إضعاف لها ولدورها، وقد أدخل بعضها الأتراك طرفاً في الصراعات، وبالنتيجة صار العديد منها في مكانة التابع السياسي والمسلح للأتراك. وفي المستوى الشعبي، انكشفت التمايزات الكثيرة بين السوريين والأتراك، رغم أنها تمايزات موضوعية في أغلبها لاتصالها بالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية. وثمة جانب آخر في هذا السياق والمتعلق بعمل السوريين لدى الأتراك، وهو عمل بلا ضمانات وزمنه طويل وأجوره منخفضة وبيئته سيئة، وللأسف فإن بعض أصحاب العمل كانوا يمتنعون عن دفع أجور عمالهم الذين كان بعض العمال الأتراك يرون فيهم منافسين على فرص العمل.

وسط ظروف متعددة ومعقدة تواصلت تحولات الموقف التركي في موضوع اللاجئين السوريين في تركياً وفي إجمالي موقف الأخيرة من القضية السورية، وفي هذا السياق جاءت موجة الترحيل العلني الأخيرة للسوريين بحجة وجود اختلالات في أوضاع إقاماتهم التركية، منها أنهم لم يحصلوا على «كميلك» أو أنهم مسجلون في محافظات غير تلك التي تم ضبطهم فيها، وقد تبين أن الأمر تجاوز ذلك في حالات، وزاد على ذلك القيام بتدخلات فجة لفرض قوننة الأنشطة الاقتصادية للسوريين ومنها المحال التجارية والمشاريع التي أقاموها في السنوات الماضية، ووقْف استفادة السوريين من الخدمات الصحية، والتدقيق في أذون العمل الممنوحة لهم. ليس من المبالغة القول إن هذه الإجراءات سوف تستمر، وغالباً فإن بعضها سوف يتصاعد، لأنه لا مؤشرات إيجابية تجعل الأتراك يمضون في اتجاه مختلف، واللاجئون السوريون لا خيارات أخرى أمامهم إلا في واحد من احتمالين: تحقيق حل في سوريا يضمن عودة اللاجئين إليها، أو أن تدخل تركيا في لعبة إبحار اللاجئين نحو أوروبا على نحو ما فعلت في عامي 2014 و2015، وهو أمر صعبٌ أن يتكرر. لكن الحقيقة الوحيدة أن العصر السوري السهل في تركيا صار من الماضي، والوضع يتجه نحو الأصعب في وقت يتجاهل فيه الجميع أوضاع السوريين ومعاناتهم في تركيا كما في غيرها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل السفيرة الاميركية وبحثا في آخر المستجدات

وطنية -الجمعة 09 آب 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان أليزابيث ريتشارد، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، وعرض معها آخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

قائد الجيش عرض مع وفد الكونغرس الاميركي برنامج المساعدات العسكرية

وطنية -الجمعة 09 آب 2019

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وفدا إداريا من الكونغرس الأميركي ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وبرنامج المساعدات العسكرية الأميركية الخاصة بالجيش اللبناني.

كنعان: نريد العدالة للجميع وتعطيل الحكومة والقضاء تعطيل للوطن ومن قال يوما إن الوجود خارج اطار الحرية شكل من اشكال الموت يرفض ان تخنق في عهده

وطنية -الجمعة 09 آب 2019

أكد أمين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، أن "عمل الحكومة ليل نهار ليس خيارا او صلاحية، بل واجب وطني ودستوري وضرورة سياسية واقتصادية واجتماعية، وتعطيلها هو تعطيل للوطن ومصالحه، وتخل عن المسؤولية في ظرف حساس ودقيق". كلام كنعان جاء في خلال تمثيله رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في العشاء السنوي ل"هيئة الدكوانة" في التيار، في حضور النائب ادكار معلوف ورئيس بلدية الدكوانة مار روكس ضهر الحصين أنطوان شختورة واعضاء المجلس البلدي والمخاتير، مقرر مجالس الأقضية في التيار بول نجم، منسق قطاع جبل لبنان في التيار هشام كنج، منسق هيئة قضاء المتن الشمالي في التيار عبدو لطيف وأعضاء الهيئة، وممثلي أحزاب المنطقة وفاعليات روحية واقتصادية واجتماعية.

كنعان

واستهل كنعان كلمته بتوجيه التحية للهيئة الجديدة ومنسقها داني متى، وشكر الهيئة السابقة برئاسة المختار امين الخوري"، وقال: "في ذكرى السابع من آب، نجدد العهد والإلتزام بقيمنا، وخصوصا بالديموقراطية والعدالة التي دفعنا ثمنها غاليا جدا من حياتنا وعمرنا وحريتنا، لا لنسمح بالتفريط بها اليوم، بل على العكس، فإن كل التضحيات ترخص أمام المحافظة عليها". اضاف: "لقد دفعنا ثمن الديموقراطية نفيا وسجونا، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي هو مؤسس التيار، دفع الثمن هو وعائلته وعاش في شبه اقامة جبرية خارج لبنان، واتى للمحافظة على الحرية التي افتقدناها لتطويرها وتنميتها، وتسلم الحكم بهذه المبادىء للمحافظة على حرية وكرامة كل لبناني لأي طائفة او حزب انتمى".

وسأل كنعان: "هل يمكن أن يفكر أحد للحظة، ان الرئيس العماد ميشال عون الذي قال يوما "إن الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت"، سيقبل في عهده ان تضرب الحرية او تخنق تحت اي عنوان او مصلحة او حجة؟"، مؤكدا أن "الحرية مصانة بالدستورية، ورئيس الجمهورية اقسم اليمين على احترام الدستور، وهو يجسد بشخصه هذه القيم وهذا التمرد على الظلم والاحتلال ونحر الحرية الشخصية في لبنان والعدالة التي طالما عانى اللبنانيون على مدى سنوات من تغييبها يوم خطفت الديموقراطية، الرئيس عون يحافظ على هذه المبادىء على الرغم من كل الظلم الذي يواجهه، لذلك، يقول ان "حق التواصل والتعبير لكل اللبنانيين مقدس ويجب حمايته وعدم التنازل عنه". كما سأل كنعان: "ما هي الديموقراطية اذا لم تكن حرية التعبير والتواصل مع كل الناس وكل المناطق من كل الطوائف والمذاهب والانتماءات وبكل الأوقات ومن دون شروط او أذونات مسبقة؟". وشدد على أن "الاستغلال السياسي ليس واردا في قاموسنا، نحن من ربينا على النضال وحرية الرأي والمعتقد والالغاء هو ضد طبيعتنا. وللأسف، هناك عملية اعتداء حصلت، والقضاء لا يخيف الا المعتدي، ونحن نريد العدالة لا الانتقام، ونريد العدالة للاشتراكي كما للديموقراطي والتيار والقوات والكتائب وكل مواطن في لبنان لنحافظ على دولتنا وكرامتنا وسمعتنا في العالم، ونحن نعرف ان سمعة لبنان كدولة قانون ومؤسسات مهمة ونحتاج اليها اليوم".

وأكد أن "رئيس الجمهورية ينادي بعمل المؤسسات، والهم الذي لديه هو هم الانتاجية في البلاد، ولم يصل الى موقع من أجل السلطة، فلطالما كان رئيس قلوب اللبنانيين على مدى سنوات قبل انتخابه"، وقال: "ما يهمنا، معالجة الكهرباء التي يرهق عجزها الخزينة وتنفيذ خطة الكهرباء، وانشاء المعامل وتلزيمها، وهو ما لا يحصل بالتعطيل والنكايات. ويهمنا ان تكون الموازنات في وقتها، وان لا يصيب التقشف المواطن العاجز عن تأمين لقمة العجز، بل ان يطال العجز والفساد ويضع اولويات للبنانيين، وان لا تصرف مصداقية الدولة في حادثة، ونحن من يجهد يوميا لتأمين الحد الأدنى من السمعة المطلوبة دوليا". وقال " لا يجوز تعطيل الحكومة والقضاء، واللامسؤولية تأخذنا الى التعاطي بخفّة، وهو ما لا يجب ان يستهان به، خصوصاً عشية تقارير مؤسسات دولية، يجب ان لا نلاقيها بالتعطيل وبتغييب القانون وتدمير الثقة بمؤسساتنا. بل يواجه بعمل يومي لأن لا شيء اهم من اقتصادنا وماليتنا والبناء على الايجابيات التي تحققت في فترة قليلة في ظل هذا العهد، حيث انجزنا ثلاث موازنات في غضون سنتين بعد 12 عاماً من غياب الموازنات، وهو ما اعطى اشارات للعالم بأن تغييراً ما حصل وهناك من يتعاون لترميم الصورة التي دمّرت وشوّهت في السنوات الماضية،وهو ما سمعته من مسؤولين دوليين زاروا لبنان في الفترة السابقة".

وتابع: "يحكى كثيرا عن قطوعات الحسابات التي اعيد تكوينها منذ العام 1993 بفضل المسار الذي بدأناه في العام 2010، وقد اعطي ديوان المحاسبة باصرار من رئيس الجمهورية، فرصة لانجاز والتدقيق في الحسابات المالية التي احيلت اليه عن السنوات الماضية، وهو انجاز كبير لا يواجه بالهروب من المسؤولية، والشجاعة والالتزام بالناس والمجتمع يكون بالاعتراف بالخطأ وترك القضاء ليأخذ مجراه".

وإذ سأل: "ما الذي يمنع الحكومة من ان تجتمع والقضاء من ان يواصل عمله؟"، قال: "لا شيء وهو ما يطالب به رئيس الجمهورية فهل يجوز تصويره كطرف؟. اذا كان الولاء للبنان ولدستوره وللقانون، واذا كانت المحافظة على الديموقراطية والعدالة تطرفا، فنحن اكثر المتطرفين".

وختم: "ليكن معلوما للجميع أننا جنود الحرية ولا حياة من دونها، ونحن جنود الديموقراطية ولن نساوم عليها، ونحن جنود عدالة لا شريعة غاب ونضالنا كان وسيبقى لتحقيق هذه المبادىء".

التكريم

وكانت كلمة لأنا ماريا رزق باسم الشباب، اكدت فيها "مواصلة مسيرة النضال في مدرسة حياة مليئة بالعنفوان والايمان بالقضية"، مشددة على أن "قناعتنا ان الغنى في الغربة فقر والفقر في قلب الوطن غنى"، معتبرة ان "صوت الرجاء سيبقى أقوى من كل اصوات التخويف والتيئيس".

متى

أما منسق الهيئة داني متى، فشكر للوزير جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان "الثقة التي اولياها للهيئة الجديدة"، كما شكر للمنسق السابق أمين الخوري "الذي عمل على مدار 15 عاما وتحمل المسؤولية حتى بات التيار الرقم الصعب في اي معادلة سياسية في الدكوانة"، وقال: "التيار سيبقى السد المنيع في وجه كل الفاسدين والمفسدين للوصول الى لبنان الذي يحلم به اللبنانيون". وحيا متى رئيس الجمهورية وقائد الجيش العماد جوزاف عون "على بعد أيام من عيد الجيش"، منوها ب"عمل النائب كنعان"، وقال: "على الرغم من أنه المحامي، الا انه استحق لقب مهندس مالية البلاد".

ثم شارك كنعان والمعلوف واعضاء هيئة الدكوانة في تكريم المنسق السابق امين الخوري وتقديم درع له، وهو بدوره شكر الهيئة على هذه اللفتة.

 

عطاالله تابع جولته في عكار واكد إقفال ملف المهجرين بناء على توجهات رئيس الجمهورية: لتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية في كل المناطق

وطنية - الجمعة 09 آب 2019

واصل وزير المهجرين غسان عطاالله جولته في محافظة عكار، فزار بلدة خريبة الجرد، يرافقه ممثلة الوزير السابق يعقوب الصراف كلير كفروني وعضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور ومنسق هيئة التيار في عكار كلود اسكندر.

واطلع الوزير عطاالله على وضع البلدة، وشاهد ما لحق بها من ظلم وحيف وتهميش، وتفقد مع الوفد المرافق بيوتها وطرقاتها وكنيستها، واستمع إلى مطالب الأهالي.

الخوري كامل

وكان في استقبال وزير المهجرين في كنيسة البلدة، خادم الرعية الخوري كامل كامل، الذي رحب به والوفد المرافق، مؤكدا "حق أبناء الخريبة بالتعويض لهم من قبل الدولة عما لحق بهم وبمنازلهم من ضرر وخسائر فادحة".

وشرح الخوري كامل معاناة البلدة، وقال: "لطالما انتظر أبناؤنا في الخريبة انصافهم من قبل وزارة المهجرين، وطالما طال هذا الانتظار، لكن لا يموت حق وراءه مطالب، ولأن أبناء الخريبة هم أصحاب حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، وبعد جهود مضنية قام بها من تولى المسؤولية في البلدة منذ زمن طويل، وبعد زياراتنا المتكررة لوزارة المهجرين، ولغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اتصل شخصيا بالوزارة يومذاك، وزيارتنا لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وعدنا بإنهاء الملف فور تشكيل الوزارة، ولقاؤنا المثمر في شهر أذار مع معالي الوزير غسان عطاالله برفقة مختار البلدة وخادم الرعية ووفد من جمعية النورج، وكان الوزير قد أبدى اهتماما خاصا بقضية الخريبة ووعدنا بزيارة البلدة. وها هو الوزير يفي مشكورا بما وعد به وله منا كل التحية".

غصن

وتحدث مختار البلدة نبيل غصن، فرحب باسم الأهالي بالوزير عطاالله، مذكرا ب"المطالب المحقة لبلدة الخريبة التي طال الزمن عليها وحان الوقت للافراج عنها".

أبو ناضر

وأكد رئيس "جمعية النورج" الدكتور فؤاد أبو ناضر في كلمته "الالتزام بقضية نهضة الخريبة وعودة الحياة إليها".

جبور

وشدد جيمي جبور على "حق الخريبة في الحياة والتزام قضيتها".

عطاالله

أما وزير المهجرين، فقد وعد أبناء البلدة ب"إقفال الملف نهائيا ودفع التعويضات المستحقة لهم، تطبيقا للدستور واحتراما للقوانين المرعية الإجراء وبناء على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قرر اقفال هذا الملف وتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية في كل المناطق اللبنانية".

 

الراعي امام زواره: نتمنى من الجميع ان يترفعوا عن مصالحهم وصغائرهم لنخرج من الأمور الصبيانية

وطنية -الجمعة 09 آب 2019

رأى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي "انه علينا التجذر في الارض اللبنانية، والترفع بقيمنا وعبقريتنا وثقافتنا وعلمنا كما الأرز"، وامل "ان يكتسب السياسيون قليلا من الديبلوماسية والرجولة في العمل السياسي"، متمنيا من الجميع "ان يرتفعوا الى الأعالي ويترفعوا عن مصالحهم وصغائرهم لنخرج من الأمور الصبيانية التي نراها في هذه الأيام، ومن المؤسف ان نرى عند المسؤولين المهاترات والإهانات لبعضهم البعض".

كلام الراعي جاء خلال استقباله وفدا من منتدى سفراء لبنان في الديمان، والذي يقوم بجولة الى وادي قاديشا ومتحف جبران الوطني وبيت القديس شربل في بقاعكفرا، برئاسة السفير فريد سماحة، وعضوية السفراء شربل اسطفان، هشام دمشقية، حسين رمال، زيدان زيدان، جودت نور الدين، منصور عبدالله، حسام أبي عكر، محمد حركة، آصف ناصر، أحمد عبدالله، خليل الهبر، زيدان الصغير، طنوس عون، جوزاف عقل وسمير شما، قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق، مدير المجلة الديبلوماسية وناشرها أنطوان فضول، الإعلاميتين مي الصايغ وسمر نادر والملحق الإعلامي في الوادي المقدس الزميل جوزاف محفوض.

وفي مستهل اللقاء تحدث رئيس اللجنة الثقافية الإجتماعية السفير شربل اسطفان وقال:"يشرفنا أن يكون أول نشاط يقوم به المنتدى بعد انتخاب هيئته الادارية الجديدة هو هذه الرحلة التي قمنا بها اليوم الى وادي قاديشا، والتعرف على أهميته التاريخية والتمتع بمناظره الخلابة والتعمق أكثر بسيرة رجالاته الذين كانوا في مقدمة من صنعوا إرث لبنان الثقافي والحضاري والفني، فبلغوا العالمية أمثال جبران خليل جبران وصليبا الدويهي والقديس شربل مخلوف والبطاركة العظام الذين كانوا في أساس تكوين لبنان الكبير والحديث".

وتابع:"كما يشرفنا يا صاحب الغبطة، أن نختتم جولتنا في الوادي المقدس بزيارة أبرز معالمه، وهو الديمان، هذا الصرح الوطني الكبير طامعين الحصول على بركة سيده حامل مجد لبنان وإرثه سليل البطاركة التاريخيين، ومكمل دورهم الوطني الكبير صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى لكي يستمر السفراء أعضاء المنتدى في رسالتهم في خدمة لبنان على أرض الوطن، كما كانوا في بلدان القرار والإنتشار ولكي يبقوا كما كانوا في أحلك الظروف رمزا لوحدة بنيه ولسيادته وكرامته والعنفوان".

سماحة

بدوره قال سماحة:"نشكركم صاحب الغبطة والنيافة باسم هؤلاء السفراء الذين حملوا رسالة لبنان الى العالم، ونقول لكم شكرا لاستضافتكم الكريمة. أبتي، وأقولها بلغة قريبة من لغة المسيح، عندما تطأ أقدامنا أرض هذا الصرح نشعر بالفخر والخلود والعبقرية والصمود. والخلود عندما نتطلع الى غابة الأرز وأي مجد يتدفق منه على لبنان ونرفع أعيننا نحو السماء ونسأل الله جبروت من مستعظم فيه. اما العبقرية فقد لمسناها في متحف جبران خليل جبران هذا العبقري الذي احتل العالم بأفكاره وقد نشرها منذ فتوته الرومانسية في كتابه الأجنحة المتكسرة ولما نما كصبي تمرد على المجتمع وأعطانا كتابه الأرواح المتمردة ولما أصبح متقدما بالسن أعطانا النصائح فأتحفنا بكتابه النبي".

وتابع:"أبتي، جملة واحدة يذكرها اللبنانيون عندما كان ثائرا وقال لكم لبنانكم ولي لبناني، وعندما نذكر اسم لبنان، لا بد أن نذكر الديمان وهذا الصرح القائم على أكتاف وادي قنوبين حيث تتصاعد روائح البخور والصمود وهذه هي المفخرة الثالثة التي نشعر بها صمود الذين وقفوا في وجه الغزاة وصمود الوجدانية".

وختم:"أبتي، أظن أن هذه الروح وهذا الصمود وصل الى توأم الديمان - بكركي وعلى أيام البطريرك الياس الحويك صانع لبنان الكبير، لذلك أتينا لنتحلق حولكم ولنستمع الى كلامكم الروحاني والوطني الذي يهدف الى خدمة لبنان".

بعدها قدم سماحة مجموعة من المجلة الديبلوماسية للبطريرك الذي توجه الى السفراء بكلمة قائلا:"نرحب بجانب السفراء وعقيلاتهم وصحبهم الكرام واشكر رئيس المنتدى السفير فريد سماحة، كما أشكر رئيس اللجنة الثقافية الاجتماعية السفير شربل اسطفان الذي القى الكلمة وركز فيها على ثلاثة عناوين يجب على اللبنانيين ان يفتخروا فيها وهي العبقرية والخلود والصمود وأضيف عليهم الشركة والمحبة".

وتابع:"اولا أقول لكم يوم مبارك وزيارة مباركة للأماكن التي زرتموها سواء أكانت دينية ام وطنية، والتي شكلت بالنسبة لكم رياضة روحية، فنحن نأتي كل عام الى هنا نمضي ثلاثة أشهر لنستعيد القوة الروحية، واننا دائما نتحدث عن الأرز الذي هو رمز الخلود والصمود والتجذر ونقول، علينا ان نتجذر في الارض اللبنانية ونرتفع بقيمنا وعبقريتنا وثقافتنا وعلمنا كما الأرز، وهناك من يجمع بيننا وبين الأرز القديس شربل الذي هو الخلود بامتياز ويجمع بين العبقرية التي كان يسميها مار مارون الفلسفة الروحية"، مشيرا الى "اننا اليوم نفتقد الى شموخ الفكر والأداء السياسي، شبيبتنا تطلب الفيزا للسفر الى الخارج، وبذلك نقتل التجذر لكننا نقول لهم علينا أن نستمر هنا".

واضاف:"لقد مرت علينا امور صعبة، وحكم الناس بشكل غير لائق واستمروا وصمدوا وقادوا المسيرة حتى وصلوا الى عام 1920، والذي ترأس يومها البطريرك الحويك المكرم الوفد الى فرساي واعلان دولة لبنان الكبير وهناك عندنا محطات تاريخية كبيرة، ولا يمكن ان ننسى البطريرك المكرم الدويهي والذي سنرى أعجوبة له وقد أكد عليها الأطباء مسلمين ومسيحيين وسترسل الى روما، ونأمل ان نحتفل بالمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير مع تقديس المكرمين الحويك والدويهي".

وختم الراعي:"نتمنى من الجميع ان يرتفعوا الى الأعالي ويترفعوا عن مصالحهم وصغائرهم ونخرج من الأمور الصبيانية التي نراها في هذه الأيام، ومن المؤسف ان نرى عند المسؤولين المهاترات والإهانات لبعضهم البعض، فما هي هذه الرجولة في العمل السياسي. ونشكر الله انكم لعبتم دورا مهما عندما كنتم في سفاراتكم كسفراء، وأشكركم باسم البطريركية والكنيسة والشعب على الرسالة التي قمتم بها وتقومون بها اليوم في المنتدى وفي العمل السياسي من خلال مجلتكم التي تصدرونها، ونأمل أن يتعلم السياسيون منكم ويكتسبوا قليلا من الديبلوماسية والرجولة في العمل السياسي".

ومن زوار الديمان، مطران تولوز روبير لوكال والمطران ناصر الجميل فسفير لبنان في الفاتيكان النائب السابق فريد الخازن الذي عرض مع غبطته فكرة عقد مؤتمر حول "البابا القديس يوحنا بولس الثاني ولبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   09-10 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77418/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-10-2019/

 

 

بوتين والملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 آب/2019

Putin and the Mullahs/ Amir Taheri/Asharq Al-Awsat/August 09/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77406/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-amir-taheri-putin-and-the-mullahs/

 

بوتين والملالي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77406/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-amir-taheri-putin-and-the-mullahs/