المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 07 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august07.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/سرطان لبنان هو حزب الله المجرم ومعه كل ادواته في الحكم والأحزاب

الياس بجاني/كارثة انفجار محزن أسلحة حزب الله في مرفأ بيروت هي نموذج لما سيحدث مع المئات من مخازن اسلحته المنتشرة في كل مناطق لبنان

الياس بجاني/اطلالات حسان دياب مقززة وغبية ومنسلخة عن واقع اللبنانيين..فليلزم الصمت

الياس بجاني/وداع الشهيدة السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ابن شقيتنا ايلي داود

الياس بجاني/بمزيد من الأسى والحزن ننعي السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ابن شقيتنا ايلي داود

الياس بجاني/الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان في ذمة الله...الرب اعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

الياس بجاني/لنصلي من أجل شفاء المرضى ومن أجل راحة نفوس الشهداء في المساكن السماوية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مبادرة عريضة لفرنسا/د. وليد فارس

إلى متى فرفكة الايدي./ادمون الشدياق

متى العامية .../ادمون الشدياق

لبنان عشية تحوّل دولي بالغ الأهمية/الياس الزغبي

بومبيو لباسيل: فككوا مصنع الصواريخ رقم 2 أو ستهاجمكم إسرائيل

وزير خارجية إيطاليا: نؤيد ردا دوليا بعد انفجار بيروت

رغم انفجار بيروت... قرار اسرائيلي جديد بشأن لبنان

خبير متفجرات إيطالي: انفجار بيروت لم يكن بسبب نيترات الأمونيوم بل مستودع ذخيرة

خبراء بريطانيون: انفجار بيروت من أكبر الانف

جارات غير النووية في التاريخ

موت غريب لعقيد طلب إبعاد نترات الأمونيا عن مرفأ بيروت

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 6/8/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 6 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ماكرون يودع بيروت الجريحة بحزمة وعود

ماكرون من بيروت: سننظّم مؤتمراً دولياً لدعم لبنان

توقيف 16 موظفاً في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق في الانفجار

رئة بيروت... وتغيير «قواعد اللعبة»

الحسيني: أدعو رجال القانون المحترمين الى تشكيل محكمة شعبية

ريفي في رسالة الى ماكرون: نتعاون معكم لإعادة بناء لبناننا الجديد السيد الديموقراطي الليبرالي

ماكرون "يجمع" لبنان في قصر الصنوبر: التوبيخ والتعاطف

قيادة الجيش واهالي عين تنتا عكار شيعوا الملازم الشهيد كمال كفا زهوري: مثل بسيرته الضابط المميز المندفع دوما لأداء واجبه وتقديم التضحيات

“المشهد اليوم”: رواية السلطة مضحكة و”الامونيوم” في عقول مفبركيها

السؤال الذي لايريد ميشال عون الإجابة عليه بعد التفجير الكبير في مرفأ بيروت

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال

بهاء الحريري لـ “دايلي ميل”: “حزب الله” الإرهابي والحكومة الفاسدة مسؤولان عن انفجار بيروت

وجه بيروت مشوّه وسكانها حانقون على «الدولة الفاسدة» وآلاف باتوا بلا مأوى

السعودية تسيّر جسراً جوياً لتقديم المساعدة والإغاثة للبنانيين/عبد الله الربيعة: المساعدات تتضمن أطناناً من الأغذية والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي

الجيش الإسرائيلي يخفف حشوده على حدود لبنان لاقتناعه بأن «حزب الله» لن ينفذ عمليات بعد كارثة بيروت

القصة الكاملة لرحلة شحنة الموت والدمار إلى بيروت

استقالة سفيرة لبنان في عمّان تريسي شمعون

مصرف لبنان المركزي يجمّد حسابات مسؤولين في مرفأ بيروت

إيران تحذّر من تكرار سيناريو مرفأ بيروت: إنّه درس للعالم أجمع

هل يعجل بنهاية "حزب الله"؟

بعد مقدمة MTV النارية.. "التيار" يرد ويحذر

فرنسا تفتح تحقيقاً حول "إنفجار بيروت"

فعلها ماكرون... رؤساء الكتل النيابية على طاولة واحدة!.. واللواء السيد : هؤلاء بحاجة دائماً لجزمة غريبة ليتوحّدوا... شكرا ماكرون!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: الرئيس ترامب تحدث عن الانفجار وفقاً لـ”تقارير استخباراتية”

إسرائيل وانفجار بيروت بين الشماتة والمساعدات والمخاوف من كارثة في حيفا

فوكس نيوز” تتهم قطر بتمويل “حزب الله” وتدعو لتجميد أصولها

محاكمة أسدي تجرد النظام من أهم أسلحته في ابتزاز الدول الأوروبية

الحرائق مستمرة والنار التهمت معملاً في طهران

سلطات طهران تلجأ إلى الإعدام لقمع حرية الرأي انتقامية وارتفعت في شهر يوليو الماضي

المقاومة الإيرانية تكشف شبكات الملالي الإرهابية في أوروبا والعالم/أكدت في تقرير "أن نظام طهران استخدم الغطاء الديبلوماسي لنشر جواسيسه"... ونشرت أسماء عملائه

الكاظمي يأمر بإخلاء الموانئ والحدود العراقية من المواد الخطرة/"الأمن الوطني": الإرهاب يمرُّ بمرحلة الاحتضار... ومقتل 4 "دواعش" في غارة للتحالف الدولي

أميركا تُعزز قواتها في سورية… وتركيا تقصف مدينة عين عيسى وقوات النظام تصدت لهجوم "داعشي" شرق حماة

متظاهر يتحدث للكاظمي عن حبيبته التي لا يستطيع الزواج منها والأخير يعده خيراً

داود أوغلو: تجاوزنا الخوف وكل كلمة نقولها تهدم جدران ديكتاتورية أردوغان

اليمن يتهم إيران بتصدير الفوضى ويحذر من انفجار خزان “صافر”/التحالف أسقط طائرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية

جنوب أفريقيا تدعو إلى مواصلة مفاوضات «سد النهضة»

حاكم أوهايو يعلن إصابته بـ«كورونا» ويلغي خطط استقبال ترمب

الملف الإيراني..ترامب يستبدل البراغماتي هوك بالصقر إليوت إبرامز

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بيروت تُنقذ لبنانَ… ندعو إلى خطةِّ إنقاذ دوليّة/سجعان قزي/افتتاحيةُ جريدة النهار

ماذا فجر نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت؟/الكولونيل شربل بركات

ماكرون: دولة وميثاق جديدان مقابل سلاح حزب الله/منير الربيع/المدن

الحزب تحت الصدمة.. لن يستسلم/زياد عيتاني/أساس ميديا

ماكرون "بي الكل": الحياد... والمثالثة!/خالد البوّاب/أساس ميديا

بحثا عن صيغة جديدة للبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لبنانيون لماكرون: أنجدونا بانتدابكم من عصابة المجرمين/وليد حسين/المدن

ماكرون "راعي" لبنان الجديد: النظام السياسي انتهى/منير الربيع/المدن

ماكرون لمبادرة "حياد" لبنان.. والحكومة للمتاجرة بالمأساة/منير الربيع/المدن

انفجار مرفأ بيروت: تمزيق رئة الاقتصاد اللبناني/عزة الحاج حسن/المدن

الجميّزة: المسرح الأول.. والأخير/نادر فوز/المدن

أن نحلم بتدخل أممي/يوسف بزي/المدن

حجم كارثة بيروت "بلا أرقام": نزوح وموت ودمار/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

سكون البحر مخيف و"الثورة راجعة"…لا... لا... "ما خلصت الحكاية"/نوال نصر/نداء الوطن

قبطان سفينة “نكبة بيروت” يخرج عن صمته… وما علاقة “الحزب” بالعنبر 12؟/حسين قايد/الحرة

إنفجار المرفأ… المطلوب رأس حزب الله/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

لا نثقُ بكم... فليكُن تحقيقٌ دولي/بشارة شربل/نداء الوطن

انفجار المرفأ "الغامض" يعيد طرح أسئلة بشأن مخازن أسلحة "حزب الله/تضارب في المعلومات ورواية رسمية للحادث لا تقول الكثير/سوسن مهنا/انديبندت عربية

هل يعجل بنهاية «حزب الله»؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

لبنان: المصائب لا تأتي فُرادى!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الدور القطري المشبوه مع «حزب الله»/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

هل مات أو سيموت «لبنان الإيراني»؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

مليون طن من الغرور/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ليت نظرية المؤامرة تصحّ اليوم في بيروت/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

عن احتمال الحرب بين محور «الممانعة» وإسرائيل!/أكرم البني/الشرق الأوسط

عندما تصبح الذاكرة سجناً للأمة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الذكرى السنوية الخامسة والسبعون للقصف الذري لهيروشيما وناغازاكي: حان الوقت لإنهاء التهديد النووي/أنطونيو غوتيريش/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان مشترك عن القمة اللبنانية الفرنسية في قصر بعبدا : التزام بمتابعة مسيرة الاصلاحات للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي

ماكرون من قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان: لن نتخلى عن اللبنانيين وسننظم المساعدة الدولية وفي إمكانكم النهوض مجددا

رئيس الجمهورية طلب من ماكرون صورا جوية عن لحظة وقوع الإنفجار في مرفأ بيروت ووعد بتأمينها

قمة لبنانية فرنسية في قصر بعبدا الرئيس عون: فرنسا ستساعد لبنان ماكرون: لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب

ماكرون متفقدا الجميزة: لبنان بحاجة إلى تغيير و عقد سياسي جديد

عون استقبل نظيره الفرنسي في المطار وتبادلا بعض النقاط الاساسية لكارثة بيروت وتبلغ منه اصرار فرنسا على دعم لبنان ماكرون: مساع لتأمين مساعدة دولية

الراعي بحث مع زواره في الديمان الاوضاع العامة وتداعيات الانفجار الكارثي

عوده صلى وسلوان في مستشفى القديس جاورجيوس للشهداء والمصابين: مؤسف أن الازمات تتوالى ولا نجد مرة شخصا مدانا أو محكوما عليه

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: لجلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات من دون مواربة والاستعانة بخبراء دوليين

جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية : للجنة تقصي حقائق دولية وصندوق للاغاثة وحياد لبنان واستجواب الحكومة بشأن ملابسات الانفجار

جنبلاط: لا ثقة بالعصابة الحاكمة ونطالب بتحقيق دولي وباقون في المجلس النيابي لكي لا يسيطروا عليه

وزير الخارجية اللبناني المستقيل: توصلت إلى قناعة بأن رؤية الإصلاح غير موجودة/ناصيف حتي أكد لـ أن السياسيين يريدون إبقاء الوضع على حاله

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

إنجيل القدّيس لوقا12/من06حتى10/”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟ إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة. وَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

سرطان لبنان هو حزب الله المجرم ومعه كل ادواته في الحكم والأحزاب

الياس بجاني/06 آب/2020

كل الحلول المقترحة ستفشل إن لم يتم الخلاص من احتلال حزب الله وارسال كل ادواته في الحكم والأحزاب إلى بيوتهم وتطبيق ال 1559

 

كارثة انفجار محزن أسلحة حزب الله في مرفأ بيروت هي نموذج لما سيحدث مع المئات من مخازن أسلحة الحزب المنتشرة في كل مناطق لبنان

الياس بجاني/06 آب/2020

بات معروفاً لجميع اللبنانيين في ما عدا الحكام المحكومين من كبيرهم إلى صغيرهم  والمربوطين بحبال دويلة السيد من رقابهم وألسنتهم..

بات معروفاً ودون فلسفات وتحاليل وتقارير مفبركة بأن ما جرى في المرفأ هو بالغالب انفجار محزن أسلحة كبير تابع لحزب الله.

علمياً مادة نترات الأمونيوم وكما أفاد عشرات الخبراء اليوم وأمس هي لا تشتعل ولا تتفجر دون مواد متفجرة من مثل مادة ال تي أن تي، وبالتالي فإن احتمال انفجار مخزن أسلحة حزب الله في المرفأ هو ما قد يكون تسبب باشتعال ومن ثم انفجار ال 2700 طن الأمونيوم، وما تلا ذلك من دمار وإجرام وكوارث طاولت نصف مدينة بيروت تقريباً ووصلت أصداء وارتجاجات الإنفجار الهائل إلى جزيرة قبرص.

باختصار ودون لف ودوران وذمية فإن حزب الله هو المسؤول عن الكارثة 100% ولا فرق في المحصلة إن كانت إسرائيل هي من ضربت مخزن أسلحته في المرفأ أو هو من فجره.

وفرضية التحليل بأن يكون هو من فجره  كبيرة جداً بهدفه جر وإبعاد اهتمام وتركيز اللبنانيين عن حكم المحكمة الدولية التي ستحمله بعد أيام رسمياً مسؤولية جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

 وفي أطار سؤ وأنانية وغباء حسابات وتقديرات وثقافة حزب الله وراعيته دولة الملالي من منا لا يتذكر ردة فعل نصرالله على هول ودمار وخسائر وكوارث حرب 2006 عندما أعلن بأنه لو كان يعلم لما قام بما قام به.

وربما الحزب هذه المرة أيضاً بتقديراته الملالوية والإستكبارية والواهمة والمرّضية لم يكن يتوقع إن يكون حجم الإنفجارات كبيراً إلى هذا الحد.

ليكتمل السيناريو الإلهي اليوم وسط الدمار والدم والخراب فإن كل ما يحتاجه شعبنا المظلوم والمقهور والمضطهد هو إطلالة لنصرالله يقول من خلالها لو كنت أعلم!!!

وقد يفعلها السيد "الخبير الزراعي" وذلك على خلفيات أوهامه وثقافة الانتصارات المسرحية المسماة في قاموسه بالإلهية!!

يبقى أن لدى حزب الله كما هو يدعي ويتباهى ما يزيد عن 150 ألف صاروخ وكم هائل من الأسلحة المتنوعة من كل العيارات والأحجام وهذه كلها موجودة في المئات من المخازن الواقعة في المناطق السكنية كافة.

من هنا فإن خطر هذه المخازن هو كبير جداً وبالتأكيد  كارثي على كل اللبنانيين.

وما جرى في مرفأ بيروت يعطي صورة عما سيكون المصير المأساوي حين تقوم إسرائيل باستهداف هذه المخازن التي كانت وسائل إعلامها مراراً ومراراً نشرت صوراً لأماكن تواجدها.

في الخلاصة، فإن لبنان هو بلد رهينة 100% ومحتل وحكمه فاشل ومارق وفاقد لقراره، وبالتالي فلم يعد هناك فرص وإمكانيات للبنانيين من الداخل أن يحرروا بلدهم وغالبيتهم أفقرت ووصلت إلى حافة الجوع..

المطلوب هو إعلان البلد دولة مارقة وفاشلة من قبل مجلس الأمن ووضعه تحت البند السابع والعمل بعد ذلك على إعادة تأهيله عملاً بأنظمة وقوانين وبروتوكالات المجلس والمجتمع الدولي...

وإلا فالج لا تعالج وبظل احتلال حزب الله وحكم دماه لبنان وأهله من كارثة إلى كوارث.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

اطلالات حسان دياب مقززة وغبية ومنسلخة عن واقع اللبنانيين..فليلزم الصمت

الياس بجاني/05 آب/2020

احتراماً لمشاعر اللبنانيين ولعقولهم مطلوب من حسان دياب أن يلتزم الصمت ويوقف اطلالاته الغبية ويراجع اقرب عيادة للأمراض النفسية

 

وداع الشهيدة السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ايلي داود

الياس بجاني/05 آب/2020

اليوم يتم وداع الشهيدة السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ابن شقيتنا ايلي داود التي كانت استشهدت يوم أمس خلال عملها كممرضة في مستشفى الروم جراء سقوط ركام عليها ففارقت الحياة على الفور. نصلي من أجل راحة نفسها وأنفس كل ضحايا انفجار المرفأ الأبرياء في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسين حيث لا ألم ولا عذاب ولا حزن بل فرح وراحة وسلام

 

بمزيد من الأسى والحزن ننعي السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ابن شقيتنا ايلي داود

الياس بجاني/04 آب/2020

بمزيد من الأسى والحزن ننعي السيدة جيسي قهوجي داود زوجة ابن شقيتنا ايلي داود التي استشهدت اليوم خلال عملها كممرضة في مستشفى الروم جراء سقوط ركام عليها ففارقت الحياة على الفور .

نتقدم من زوجها وابنتها وأهلها ورفاقها والطاقم التمريضي في مستشفى الروم ومن كل من عرفوها وأحبوها بأحر التعازي القلبية ونطلب لنفسها الراحة الأبدية إلى جانب البررة والقديسن في المساكن السماوية

 

الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان في ذمة الله...الرب اعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

الياس بجاني/04 آب/2020

اليوم انتقل البطل نازو المقاوم ورفيق البشير من الموت إلى الحياة جراء الإنفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. انتقل إلى جوار ربه ليكون إلى جوار البررة والقديسين في المساكن السماوية. تعازينا لأهله ولرفاقه ولحزب الكتائب ولكل اللبنانيين.

 

لنصلي من أجل شفاء المرضى ومن أجل راحة نفوس الشهداء في المساكن السماوية

الياس بجاني/04 آب/2020

كل ما ذكر من أخبار عن تصريح لرئيس وزراء إسرائيل قيل أنه اعترف من خلاله بأن طيران بلده استهدف مرفأ بيروت هي أخبار غير دقيقة والصحف الإسرائيلية كافة لم تورد هكذا خبر بل هي تنقل ما جرى ويجري في بيروت من خلال وكالات الأنباء العالمية والمحلية. تصريح نيتنياهو الذي أذيع لم يذكر لا لبنان والغارة تحديداً ولكن كلامه كان تحذيراً شديد اللجهة.

وزير خارجية إسرائيل منذ دقائق نفى أن تكون لبلاده أي علاقة بما يجري في بيروت.

حتى الآن القتلى 10 وهو عدد غير رسمي في حين أن أعداد الجرحى هي بالمئات كثر منهم حالتهم حرجة.

سبب الإنفجارات لم يحدد رسمياً حتى الآن ولكن حجمها الكبير يرجح أن تكون لمخازن اسلحة ربما كان حزب الله اقامها في المرفأ.

حمى الله لبنان وشعبه من شيطان حزب الله الإرهابي ومن كل من يؤيد هذا الحزب ضد لبنان واللبنانيين.

لنصلي من أجل شفاء المرضى ومن أجل راحة نفوس الشهداء في المساكن السماوية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مبادرة عريضة لفرنسا

د. وليد فارس/06 آب/2020

اذا اراد مواطنو الاحياء المدمرة في بيروت، و عموم الشعب اللبناني ان تساهم فرنسا و اوروبا في مساعدتهم المباشرة عليهم ان لا ينتظروا احد بل ان يأخذوا المبادرة كمواطنين تحت القوانين الدولية و يقدموا عرائض Petition Online للرئيس الفرنسي و البرلمان الفرنسي، فوراً، من اجل

أ- ايصال المساعدات السريعة المباشرة الى المواطنين، مع الاولوية لمناطق المرفأ و"الاشرفية الكبرى"، و تدريجياً الى كافة المناطق المنكوبة في بيروت الكبرى، و ذلك عبر فرق مساعدة من الجيش الفرنسي بمساعدة المخاتير وبتنسيق مع الشرطة و الجيش اللبناني و متطوعين.

ب- مطالبة الحكومة الفرنسية برفع ملف الانفجار في بيروت فوراً الى مجلس الامن لاتخاذ تدابير مختلفة لحماية المدنيين في بيروت بدأً بالمرفأ و المطار.

 

إلى متى فرفكة الايدي.

ادمون الشدياق/06 آب/2020

بعد يلي صار مؤخراً اي مجموعة او حزب او تيار ( وهنا اعني الكل ) مش مستعد يبلش عصيان مدني كامل ضد هالدولة المرته ومقاومة فعلية ولو سلمية ضد نفوذ حزب الله وايران في لبنان بيكون كحزب أو تيار ، يا متأمر او عم بيغطي او عم يتغاضى عن الاحتلال ولا يستحق ثقة وولاء وصوت ولو لبناني واحد  لبنان كما نعرفه يلفظ انفاسه الاخيرة وان عاد فلن يعود لبنان الحريات والانفتاح والسيادة الكاملة، فإلى متى سنظل نسكت ونتأقلم ونتغاضى ونساير ونتحاصص ونتكيف سلبياً مع الاحتلال، وإلى متى سنظل نتعايش معه ونتناغم معه حسب الملف والتعامل معه كممثل لشريحة كبيرة من اللبنانيين وننكر بانه احتلال واحتلال موصوف واخطر احتلال عرفه تاريخ لبنان ...متى أصبحت أرواحنا ومكاسبنا السياسية فوق مصلحة ومصير الوطن . متى اصبحت عندنا عقلية عامود السما ( العقلية العونية ) وكأننا بمكاسبنا السياسية في هذا النظام الفاسد سنكون خشبة خلاص لبنان وننجح بالسياسة في دحر الاحتلال حيث فشل غيرنا. حتى جان دارك القديسة المؤمنة لم تستطع تحرير فرنسا بدون ان تحمل سيفها وتضرب به أعداء وطنها. المشاكل السياسية تحل بالسياسة،والاحتلال يزول بالمقاومة، هذا ما علمنا اياه التاريخ فهل اصبحنا نحن من يمشي عكس حركة التاريخ اليوم.

اذا استمرينا في تخاذلنا ومسايرتنا المرضية وفرفكة الأيدي بدون تحرك فعلي على الأرض فسنكون نحن ايضاً جزء من، واحدى ظواهر المرض الذي يضرب جسد وطننا لبنان ويخنق روحه ويساعد على صلبه وسنثبت مقولة " كلن يعني كلن " التي نرفضها وننكرها ونقطة على السطر...

 

متى العامية ...

ادمون الشدياق/الخميس 06 آب 2020

" الشعب اللبناني هذه القلة من الناس لا تطيق الجور والظلم والتعسّـف ، فكانت تتنادى إلى " العاميات " كلما زيدت عليها الضرائب ( عامية لحفد ) أو سيمت بظلم ( عامية الباروك ) فتسقط الأمير الحاكم اقتصاصاً منه ، وعبرة للخلف القادم ؛ هذه القلّة من الناس لا تطيق السخرة والتحكّـم . فعندما أوجبت ضرورة الفتح على ابراهيم باشا أن يقيم القلاع والحصون في المناطق المحتلة ، فرأى مصادرة بغال المكارين اللبنانيين وحميرهم لجاء هؤلاء ، في مثل إتّـفاق شامل ، إلى قتل بغالهم وحميرهم بأن راحوا يقذفونها من شاهق الى الحضيض الواطئ . ثم رأى تسخيرهم في أعمال البناء والجند فتداعوا إلى مقاومة الظالم ، بنداء وزّع على جميع القرى والدساكر. وقد خُـتم على هذا النداء والاجتماع العام بقسم اليمين الشهيرة ، بين المحمّديين والمسيحيين ، في مار الياس انطلياس ، وكان من نتيجة هذا الاجتماع (حركةعامية انطلياس) جلاء الظلم والظالمين في السنة 1840 ".

من محاضرة بقلم ادوار حنين القيت في " الندوة اللبنانية " في شباط سنة 1960 ، ونشرت في " محاضرات الندوة " السنة الرابعة عشرة ، 1 – 2 كانون الثاني – شباط 1960 .

 

لبنان عشية تحوّل دولي بالغ الأهمية

الياس الزغبي/الخميس 06 آب 2020

بين هذا الخليط من الأخبار والتسريبات والتقارير والتحقيقات والتوقعات، على خلفية الكارثة التي حصلت، يمكن تأكيد أمر بات شبه ثابت، هو أن لبنان مابعد تدمير بيروت، لن يكون كما قبله. الإشارات تتدافع وتتقاطع نحو رسم صورة المرحلة الآتية، على قاعدة وضع لبنان تحت الرعاية الدولية، وربما تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ففي ثنايا تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته الطارئة لبيروت، ما يشي بذلك، خصوصاً لجهة إشاره البليغة إلى قيامه بتنسيق الموقف الأوروبي، والدولي، لمَ لا؟ تجاه لبنان. وفي التحضيرات الجارية لجلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع اللبناني يوم الإثنين المقبل، ما يوحي بهذا الاتجاه. مع تقاطع استحقاقين دوليين خاصّين بلبنان:

- صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة في ١٨ آب الجاري.

- وحيثية التجديد لل"يونيفل" وطبيعة فاعليتها، في نهايته.

إن في الأجواء العربية والدولية ما يبشّر بحالة تشبه إلى حد بعيد ظروف صدور القرار ١٥٥٩ سنة ٢٠٠٤، بل ما هو أقوى وأثبت لمستقبل لبنان،ولن يكون نظام الحياد خارج هذا الاتجاه. قولوا... اللّه.

* هل تعرفون أي هَم مركزي يشغل الآن بال ... كبار هذه السلطة؟ هو أن يحوّلوا كارثة بيروت إلى فرصة لتعويم أنفسهم، وترميم البقية الباقية من الثقة بهم من خلال:

- اتصالات رؤساء الدول بهم، - وزيارات بعضهم إلى لبنان، وفي مقدّمهم اليوم الرئيس الفرنسي ماكرون، - ومن خلال جسور المساعدات العربية والدولية. في الحقيقة، إنهم فقدوا آخر نقطة من ماء وجوههم فوق دماء الناس!

 

بومبيو لباسيل: فككوا مصنع الصواريخ رقم 2 أو ستهاجمكم إسرائيل

دبي - العربية.نت/الخميس 06 آب 2020

ذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلي أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أرسل رسالة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، حذره فيها من أن لبنان عليه أن يفكك مصنع الصواريخ الدقيقة رقم 2 فوراً أو ستقوم إسرائيل بالهجوم عليه، وستدعم الولايات المتحدة هذا الهجوم. وقال الموقع إن الرسالة سلمت إلى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، ولم يتم نقلها بالوسائل الدبلوماسية العادية للسفارة الأميركية في بيروت، بل أرسلت مباشرة إلى الوزير باسيل، وطلب منه إيصال محتواها إلى حسن نصر الله، أمين عام حزب الله. وأورد الموقع أن إعلان جيش الدفاع الإسرائيلي في 3 سبتمبر الماضي بشأن مصنع الصواريخ الدقيقة لإيران وحزب الله في بلدة النبي شيت في البقاع اللبناني، كان مجرد مثال واحد فقط على حجم المعلومات التي لدى المخابرات الإسرائيلية حول إنتاج صواريخ إيرانية دقيقة في لبنان. وحول محتوى رسالة بومبيو، قال الموقع إن الوزير الأميركي أوضح أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية مؤكدة عن المصنع الثاني لإنتاج الصواريخ الدقيقة الذي أنشأته إيران وحزب الله في لبنان، وأن معظم الجهود لتصنيع مثل هذه الصواريخ تتم به، بينما يهدف المصنع الموجود في بني شيت إلى تضليل إسرائيل. الموقع الإسرائيلي القريب من الاستخبارات العسكرية قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه إلى لندن، ويرافقه قائد القوات الجوية العام الجنرال أميكام نوركين، ورئيس إدارة العمليات الجنرال أهارون هاليفا، ستتضمن كشف المعلومات الجديدة للحكومة البريطانية. وذكر أنه تم نشر بطاريات صواريخ باتريوت في شمال إسرائيل استعداداً لرد حزب الله المتوقع، بعد أن تتم مهاجمته من قبل الجيش الإسرائيلي.

 

وزير خارجية إيطاليا: نؤيد ردا دوليا بعد انفجار بيروت

دبي - العربية.نت/الخميس 06 آب 2020

أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو مساء الخميس في مقابلة مع وكالة فرانس برس في روما أن إيطاليا تؤيد "ردا دوليا" بعد الانفجار الدموي الذي دمر مناطق بكاملها في بيروت. وفي وقت كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور بيروت حيث أعلن عن مؤتمر دولي لتقديم المساعدة إلى المتضررين "في الأيام المقبلة"، قال الوزير الإيطالي "بالتأكيد سيكون هناك رد دولي وأنا سعيد لأن دولا مثل فرنسا تقف في الخط الأمامي لمساعدة لبنان". وأضاف دي مايو خلال المقابلة في مقر وزارة الخارجية الإيطالية، "سنقدم دعمنا الكامل للحكومة اللبنانية، وللشعب اللبناني الذي كان أصلا يمر بوقت عصيب على الصعيدين السياسي والاقتصادي". وتابع "نحن إلى جانب الشعب اللبناني وسنعمل في الأيام المقبلة لمنحه أكبر قدر ممكن من الدعم". وقال دي مايو "إن ما حدث في لبنان مأساة ضربت الشعب اللبناني.. ومن وجهة نظرنا فإن مساعدة بلد صديق مثل لبنان يعني أيضا وقف مسار زعزعة الاستقرار وعدم الاستقرار الذي قد يكون له بعد ذلك تأثيرات على حركات الهجرة". وأردف "في الوقت الحالي، أرسلنا رجال إطفاء وجنودا ومتخصصين (...) وثمانية أطنان من المساعدات الطبية". وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية بعد ظهر الخميس مغادرة طائرة إنسانية متجهة الى بيروت "استجابة لطلبات المساعدة من السلطات اللبنانية". وهذه الطائرة "التي تنقل حوالى 8,5 أطنان من المعدات الصحية كانت سبقتها طائرة أولى نقلت فريقا من الخبراء في مجالات الكيمياء والبيولوجيا والأشعة والنووي فضلا عن متخصصين في تقييم الأضرار الهيكلية، ورجال إطفاء وقوات مسلحة".

 

رغم انفجار بيروت... قرار اسرائيلي جديد بشأن لبنان

سبوتنيك/الخميس 06 آب 2020

اتخذ الجيش الإسرائيلي قرارا جديدا بشأن الحدود مع لبنان، رغم وقوع انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي. وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى أن فاجعة لبنان قللت بشكل كبير من دوافع حزب الله وقدرته على العمل ضد إسرائيل.

وذكرت أن الجيش الإسرائيلي أجرى تقييما للوضع الأمني والعسكري في جبهته الشمالية قبالة الحدود مع لبنان، بعيد انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي، وقرر عدم تغيير خطة انتشار الجيش في الشمال. وهز العاصمة اللبنانية بيروت، مساء أول من أمس الثلاثاء الماضي، انفجار ضخم، جعل المدينة تعيش ليلة مروعة أسفرت عن أكثر من 135 قتيلا حتى الآن، وما يزيد عن 5 آلاف مصاب، والعشرات مازالوا تحت الأنقاض، فيما أعلن رئيس الوزراء اللبناني، أن حسان دياب عن أن الانفجار، ناتج عن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، تم تخزينها لمدة 6 سنوات في مرفأ بيروت.

 

خبير متفجرات إيطالي: انفجار بيروت لم يكن بسبب نيترات الأمونيوم بل مستودع ذخيرة

راديو صوت بيروت إنترناشونال/الخميس 06 آب 2020

أكد خبير المتفجرات الايطالي المهندس دانيلو كوبي ان “انفجار مرفأ بيروت لم يكن بسبب نيترات الأمونيوم، بل سببه مستودع ذخيرة”. مؤسس SIAG، وهي شركة متفجرات مدنية مقرها في بارما، “نيترات الأمونيوم تصنع دخاناً أصفر ولكن في هذا الإنفجار نرى دخاناً برتقالي وأحمر أولاً. ثانيًا: لم يكن 2700 طناً ، لأنه لو كان 2700 طناً يعني أكثر من 100 حاوية من نيترات الأمونيوم. و 100 حاوية لا يمكنها أن تنفجر في نفس الوقت تماماً هكذا. أضف أن نيترات الأمونيوم وحدها لا تحدث إنفجاراً. حسب ما أرى هذا مستودع ذخيرة يحوي حوالي ١٠ طن من الذخيرة”. نيترات الامونيوم تستعمل كما قال تستعمل كوبي للتخصيب، مؤكداً “هي لا تنفجر بحد ذاتها، يجب إضافتها مع مواد أخرى وجمعها كي تصبح من المتفجرات. وأشك أن تكون النيترات التي يتحدثون عنها، مجهزة مع مواد أخرى للتفجير جعلوا منها قنبلة ضخمة في المرفأ جاهزة لتفجير المنطقة” واضاف” لا أحد يصنع قنبلة ضخمة بهذا الحجم إلا إذا كان معتوهاً وخصوصاً قرب مستودع أسلحة. لأن هذه الإنفجارات الصغيرة التي نراها ليست مفرقعات نارية بل مستودع أسلحة. وماذا يفعل مستودع مفرقعات قرب مستودع متفجرات؟ القصة لا تبدو متماسكة أو منطقية”.

 

خبراء بريطانيون: انفجار بيروت من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ

مواقع ألكترونية/06 آب/2020

قالت الحكومة اللبنانية ان سبب الانفجار الضخم في منطقة مستودعات مرفأ بيروت ناجم عن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة.

فما نترات الأمونيوم وماذا يقول عنها الخبراء؟

٭ نترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة وتستخدم كمتفجرات في المحاجر والمناجم، وتعتبر مادة آمنة نسبيا في حال كانت بعيدة عن التلوث وجرى تخزينها بشكل صحيح، لكنها تكون شديدة الخطورة لو طالها التلوث أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن.

٭ يمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار، كما يمكن أن يتسبب تخزينها قرب خزانات وقود ضخمة بكميات كبيرة وفي منشأة سيئة التهوية في حدوث انفجار هائل، وكلما كانت الكمية أكبر زاد احتمال تعرضها للانفجار.

ويقول رونالد الفورد، المدير العام لشركة الفورد تكنولوجيز، وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة، «هذا الانفجار يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية وأقوى من قنبلة تقليدية. ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر الزمن».

٭ لاحظ الخبراء أن لون الدخان و«سحابة الفطر» التي شوهدت في اللقطات المصورة لانفجار الثلاثاء من الخصائص المميزة لانفجارات نترات الأمونيوم.

ويرى ستيوارت ووكر، من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة فلندرز، أن «اللقطات المصورة للحادث تظهر في البداية دخانا أبيض ورمادي تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل للبني وسحابة فطر بيضاء كبيرة. هذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبني سام وماء».

وأضاف «لو أنك تصنع متفجرات من نترات الأمونيوم فيجب ألا تظهر معك هذه السحابة بنية اللون. ظهورها يعني أن معدل الأوكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثا، ما لم يكن متعمدا».

حوادث سابقة

فيما يلي بعض من أكثر الحوادث الصناعية دموية في العالم بسبب انفجارات نجمت عن نترات الأمونيوم:

٭ في عام 1921 أسفر انفجار لمركب كبريتات وسماد نترات الأمونيوم في مصنع أوباو بألمانيا عن مقتل 565 شخصا.

٭ في عام 1947 تسبب حريق في انفجار 2300 طن من مادة كيميائية كانت على متن سفينة في ميناء مدينة تكساس الأميركية في حدوث موجة مد، وقتل 567 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من خمسة آلاف بجراح.

٭ في عام 2001 أدى انفجار في مخزن لنترات الأمونيوم، في تولوز بفرنسا، إلى مقتل 31 شخصا وإصابة 2500 بجراح.

٭ في عام 2013 تسبب انفجار نترات أمونيوم كانت مخزنة في مصنع للأسمدة بتكساس في مقتل 14 شخصا وإصابة نحو 200 بجراح.

٭ في عام 2015 أسفرت انفجارات في مستودع يستخدم لتخزين نترات أمونيوم ومواد كيميائية أخرى بميناء تيانجين في الصين عن مقتل 116 شخصا على الأقل.

ويقول أندريا سيلا، أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجيليس، عن انفجار بيروت «فكرة أن مثل هذه الكمية كانت متروكة دون مراقبة لمدة ست سنوات يصعب تصديقها، كانت عبارة عن قنبلة موقوتة».

الاستخدام في صنع القنابل

يمكن خلط نترات الأمونيوم مع مواد أخرى لصنع قنبلة، وقد تم استخدامها في تفجيرات الجيش الجمهوري الايرلندي بلندن في حقبة التسعينيات، وكذلك في تفجير عام 1995 الذي فجر مبنى اتحاديا في أوكلاهوما سيتي بأميركا والذي قتل فيه 168 شخصا، وفي تفجيرات عام 2002 في نواد ليلية في بالي بإندونيسيا والتي قتل فيها أكثر من 200 شخص، كما احتوت الكثير من القنابل البدائية أو محلية الصنع التي استخدمت ضد القوات الأميركية في أفغانستان على نترات الأمونيوم.

 

موت غريب لعقيد طلب إبعاد نترات الأمونيا عن مرفأ بيروت

لندن- العربية.نت/الخميس 06 آب 2020

استقل سيارته بعد سهرة أمضاها، وعاد إلى منزله في قرية "بيت الشعار" القريبة بقضاء المتن 16 كيلومترا فقط من بيروت، وركنها في مرآب العمارة، وحين فتح بابها وهمّ بالنزول، حدث له ما ورد بعدها في تقريرين متناقضين لطبيبين شرعيين: أحدهما أشار الى أن كل شيء كان قضاء وقدرا. أما الثاني، فأكد ان هناك من يقف خلف ما حدث له في مارس 2017 بالتحديد، لأن الطبيب وجد كدمات برأس جوزيف سكاف، العقيد الذي تقاعد بأوائل ذلك العام في جمارك مرفأ بيروت. موضوع يهمك?أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، استقالة المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك من منصبه.وأوضح أن...استقالة مبعوث أميركا الخاص بإيران براين هوك وهذا بديله استقالة مبعوث أميركا الخاص بإيران براين هوك وهذا بديله أميركا جارته المقيمة في الطابق الثاني، أكدت لوسائل الاعلام اللبنانية، ومنها صحيفة "النهار" المحلية، أن زوجته ماري الحجار، اتصلت بعد تأخره بصديقه الذي كان يشاركه السهرة، فذكر لها أنه عاد الى البيت، ثم سارع وسلك الطريق الذي يسلكه العقيد، لمعرفة اذا اصابه مكروه، ولما وصل الى موقف السيارات وجد باب سيارته مفتوحا، وحين نظر الى الاسفل رآه ملقى على الارض، فصرخ وأيقظ جيرانا أطلوا من الشرفات، ليجدوه منطرحا ينزف من رأسه.. أسرع أحدهم، وهو طبيب، وأجرى ما تيسّر من اسعافات، لكنه لم يفلح بانقاذه، فمات سكاف بعمر 57 سنة.هل "زلت" قدمه، كما أشار التقرير الأول، أم دفعه أحدهم ورماه من ارتفاع 3 أمتار، فتضرّج على الأرض ولفظ آخر أنفاسه ؟.. لا جواب الى الآن يحسم ما عادت اليه الذاكرة حاليا، بحسب ما راجعت "العربية.نت" ما يتم تداوله الآن في مواقع التواصل، وهو أن سكاف كتب رسالة قبل 3 أعوام من تقاعده، ورد فيها ما قد يكون سببا بتصفيته، فقد كان يعمل دائما في مكافحة التهريب، وآخر عمل له كان حين استلم في 2013 مهام رئاسة شعبة الجمارك بمطار بيروت الدولي، وطوال 3 أعوام.

كتب العقيد جوزيف نقولا سكاف، رسالة في فبراير 2014 الى "مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب" التابعة لوزارة المالية، نجد صورتها أعلاه، وطالب فيها بابعاد الباخرة Rhosus المحملة على متنها 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" الى خارج الرصيف 11 في مرفأ بيروت، وطالب بوضعها تحت الرقابة، أي حمولتها. وقد يكون كرر الطلب شفهيا فيما بعد أيضا من دوائر أخرى في الدولة، لأنه كان يرى بأن "النترات" تشكل خطرا، والا لما طالب بابعادها، وبدلا من أن يلبوا طلبه بابعادها، احتفظوا بها في ما هو أخطر، أي العنبر الذي بقيت فيه حتى انفجرت.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 6/8/2020

وطنية/الخميس 06 آب 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان "

إذا كانت فرنسا الأم الحنون للبنان فإن رئيسها أظهر مشاعره للبنانيين خلال زيارته بيروت بنزعه الكمامة من دون خوفه من الكورونا وتقبيل أهالي الجميزة - مار مخايل والتحدث معهم من القلب الى القلب وتشديده على تغيير النهج السياسي والنظام السياسي والقضاء على الفساد والقيام بالاصلاحات..

وركز على هذه الأمور في المحادثات الرسمية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب وايضا في لقاء موسع مع القيادات السياسية واخر مع ممثلي هيئات المجتمع المدني في قصر الصنوبر..

كمامة ماكرون لم تخلع من المحادثات والمصافحات الرسمية غابت إلا عن بعد باستثناء مصافحته المواطنين في جولته الشعبية..

ماكرون الذي تفقد مكان انفجار مرفأ بيروت، إلتقى هناك الوزير السابق ميشال فرعون وبحث معه على مدى عشر دقائق في الوضع اللبناني الشائك..

زيارة ماكرون حركت المياه الراكدة في الحوض السياسي اللبناني الذي يغلي وهي تبشر بمرحلة سياسية جديدة في لبنان مدعومة دوليا خصوصا في مجلس الامن يوم الاثنين..

زيارة ماكرون ايضا سادها تفهم للبنانيين في عدم الثقة بالمسؤولين كافة كما سادها إفهام للقيادات اللبنانية بأن وطنهم بخطر وسادها ايضا تفاهم مع المراجع والقيادات على أهمية نقل لبنان الى مرحلة جديدة مفتوحة على إنقاذ إفتصادي حقيقي مفتاحه تغيير النظام والنهج..

كورونا كسرت في زيارة ماكرون التي كسرت جدران التباعد في وقت أعلنت قيادة الجيش ان الحوض الخامس في المرفأ سليم ويمكن إستعماله..

إذا تفقد ماكرون مكان الانفجار والاضرار في الجميزة ومار مخايل قائلا للاهالي انا هنا لمساعدة الشعب اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون NBN"

لم يستفق اللبنانيون بعد من صدمة الانفجار الضخم الذي هز مرفأ عاصمتهم وكل وطنهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

لبنان حزين، بل في ذروة الحزن، وبيروت، سلام عليها وهي تلملم شظايا مأساتها وتعض على جراحها العميقة.

بيروت تتألم كثيرا ولكنها لا تموت، قدرها الصبر والصمود سبيلا للانتصار مهما كانت العاصفة هوجاء.

اليوم تواصلت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين في البقعة المنكوبة ومحيطها.

وفي عز النكبة نفحات تضامن واسع مع لبنان بلغ ذروته مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت حيث استقبله في المطار نظيره اللبناني قبل ان يلتقي رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة في قصر بعبدا.

وبين المطار وبعبدا لقاءات في قصر الصنوبر ومعاينة رئاسية فرنسية لأطلال مرفأ بيروت ثم جولة بين المواطنين في الجميزة.

أما العنوان البارز لزيارة ماكرون فهو إظهار أن لبنان ليس وحيدا كما قال الرئيس الضيف بنفسه.

زلزال بيروت حرك المساعدات الخارجية للبنان حيث انشأت جسور جوية نشطة مع مطار بيروت.

خلال لقاءاته مع الكتل والأحزاب إستمع ماكرون إلى آراء الجميع وإطلع من ممثل كتلة التنمية والتحرير النائب إبراهيم عازار على طرح الكتلة للدولة المدنية وإنشاء مجلس شيوخ واستكمال تطبيق الطائف.

في ردود الفعل البارزة على ما حصل في مرفأ بيروت تعبير عن بالغ الأسى عكسته المرجعية الدينية العليا في النجف التي دعت محبي الخير في العالم إلى التضامن مع لبنان وتقديم العون إليه.

وفي واشنطن تراجع دونالد ترامب خطوة إلى الوراء عن تصريحات سابقة تحدث فيها عن هجوم في واقعة مرفأ بيروت ليقول هذه المرة الا أحد يمكنه ان يحدد حاليا ما إذا كان الأمر هجوما.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سيط

لولا بعض البروتوكول، لكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اكتفى بزيارة الناس في أحيائهم وشوارعهم " وعا شوي " بيوتهم ، وقد دخل أحد المنازل والتقى ربة البيت ...

كان هناك (2) ماكرون في بيروت اليوم : ماكرون الذي التقى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة في قصر بعبدا ، وهذا ما يمكن ان يطلق عليه

"زيارة الرسميات ". وماكرون صديق اللبنانيين الذي توقف في أحد أحيائهم، نزل من سيارته ، خلع الجاكيت، وشمر عن ساعديه وصافح الناس وقبل بعضهم، علما أنه لم يصافح على المطار. سمع في الشارع من خاطبه قائلا : "سيادة الرئيس أنت في شارع الجنرال غورو، وقد حررنا هو من العثمانيين. حررنا أنت من السلطات الحالية".

وخاطبه آخر: إن اللبنانيين يأملون في أن تصل المساعدات إلى الشعب اللبناني لا إلى القيادات الفاسدة.

رد الرئيس الفرنسي بما يرضي حماستهم ونقمتهم : " أتفهم غضبكم. ولست هنا لكتابة شيك على بياض للنظام".

الرئيس الفرنسي كانت زيارته القصيرة والكثيفة ثلاثية الأبعاد:

البعد الرسمي وهو الأقصر، البعد الشعبي وهو الأكثر حيوية وعكس انفتاحه على الناس، والبعد السياسي من خلال لقائه قيادات وشخصيات سياسية، موالية ومعارضة في قصر الصنوبر, بالإضافة إلى بعد المجتمع المدني, بحيث التقى أكثر من شخصية في هذه المجموعات.

ماكرون الذي اقتصرت زيارته على يوم واحد سيعود في الأول من أيلول بالتزامن مع الذكرى المئوية لأعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول 1920 التي أعلنت في المكان الذي يجري فيه لقاءاته في قصر الصنوبر.

الأهم من الزيارة ما بعدها, ولاسيما الفترة الممتدة من اليوم وحتى عودته في الأول من أيلول، فهل يمكن أن يحدث شيء في ما تبقى من شهر آب ؟

لبنان ينوء تحت أكثر من عبء : العبء المستجد وهو كارثة الإنفجار في المرفأ، والذي على الرغم من كل النظريات، ونكاد نقول التنظيرات، فإن حقيقة ما جرى تنتظر نتائج التحقيق الذي بدوره يثير انقساما بين رافض للتحقيق المحلي، لأنه لا يثق به، ومطالب بتحقيق دولي.

اما على مستوى الضحايا، فقد لامس العدد مئة وخمسين ضحية فيما لا يزال التفتيش قائما عن مفقودين. أما على مستوى الأضرار فقد أفاقت مناطق محيطة بالمرفأ ولاسيما الجميزة ومارمخايل والأشرفيه وبرج حمود على هول الخسائر، وأصبح الآلاف من دون مأوى، فيما بدأت المساعدات العينية تصل، وبعض الدول استحدث جسرا جويا لأيصال المساعدات.

زيارة ماكرون، ولاسيما في تجوله في الأحياء ، بعثت روح الثورة مجددا في صفوف البعض، فعاد إلى الشارع وكانت مواقفه معبرة في رفض السلطة القائمة.

تداعيات انفجار بيروت وصل إلى العراق حيث السلطات العراقية أنشأت لجنة عاجلة لجرد الحاويات عالية الخطورة، المتكدسة والموجودة داخل المنافذ الحدودية, مثل المواد الكيميائية، نترات الامونيوم، التي سببت وقوع الإنفجار الهائل في مرفأ بيروت... العراق أكد أهمية هذه الإجراءات الاحترازية لتفادي ما حدث في لبنان والدمار الذي خلفته هذه الانفجارات، على ان تنهي اللجنة أعمالها وتقدم تقريرها خلال الـ72 ساعة المقبلة، لا في ست سنوات، كما حصل في لبنان وأدى إلى ما أدى إليه من دمار .

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير إلى قرار اتخذته لجنة التحقق الخاصة في مصرف لبنان ويقضي بطلب تجميد الحسابات ورفع السرية المصرفية للأشخاص الآتية اسماؤهم : حسن قريطم ، شفيق مرعي ، بدري ضاهر ، نايلا الحاج ، ميشال نحول ، جورج ضاهر, نعمة البراكس ...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

فوق الركام واوجاع الناس يحاول بعض اللبنانيين رفع راياتهم السياسية الذابلة، غير معتبرين ولا متعظين من أن اللعب بمعاناة الناس لا ينقذ بلدا ولا يعوض لهم فشلا.

وبدل أن يفرض هول الكارثة على الجميع الهدوء والتكاتف للملمة الاشلاء والجراح، اصر البعض على تعميق الجرح والدوران في فضاءات من الخيال بل الوهم السياسي .

وفيما يهم اللبنانيون بالبحث بين الانقاض عن بقايا الشهداء والمفقودين، ويعملون ما أمكن لمداواة الجرحى والمشردين، ويعينهم بعض الاصدقاء بمساعدات عاجلة ومستشفيات ميدانية، كانت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل مكرون الى الميدان اللبناني فاتحا تحقيقا سياسيا وآخر خبراتيا في موضوع انفجار المرفأ وما سبقه وتلاه من انفجارات سياسية واقتصادية.

باسم مساعدة الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة بدأ الرئيس الفرنسي زيارته الى بيروت، وبالدعوة الى الاصلاح اكمل الجولة وصولا للدعوة الى ميثاق سياسي جديد بين اللبنانيين، بمهلة حتى ايلول ليعود الزائر من جديد مطلعا على فكرته التي اودعها اللبنانيين.

خطاب جديد بدأ اللبنانيون البحث بين احرفه، وكل يؤوله على ليلاه بل على امنياته.

وبين ميدان الانفجار وترددات شوارعه جال ماكرون مستمعا للاصوات اللبنانية الصاخبة او الغاضبة، قبل اللقاء بالرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا حيث تحدث بصراحة معهم كما قال ، وأكد على وقوف بلاده الى جانب لبنان الذي لن يكون وحيدا كما قال. اما طلب الرئيس اللبناني من نظيره الفرنسي فكان بأن تساعد دولته اللبنانيين بإعطائهم صور الاقمار الصناعية لحادثة المرفأ.

ماكرون اكمل الزيارة بلقاء في قصر الصنوبر جمع ممثلي الكتل الكبرى في البرلمان وبينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد وعدد من رؤساء الاحزاب.

ومع تعداد الملفات وحول آخر التطورات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف من عصر غد الجمعة عبر شاشة المنار، في حديث الصراحة والامل الذي هو احوج ما يكون اليه اللبنانيون في مثل هذه الايام.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لبنان ليس وحيدا.

عبارة وحيدة، كانت كافية ليختصر بها الرئيس الفرنسي مضمون زيارته للبنان، مطلقا خلالها مبادرة سياسية، إلى جانب المبادرات الإنسانية المرتبطة مباشرة بتداعيات انفجار المرفأ.

لبنان ليس وحيدا، لكن اللبنانيين، عشية مئوية لبنان الكبير، أمام خيارين لا ثالث لهما:

إما البقاء على لبنان الفاسد، وانتظار انفجار جديد في زمان ومكان جديدين يوما ما، وإما جرف ركام لبنان القديم مع ركام المرفأ المدمر، والسعي إلى بناء وطن جديد يليق بتضحيات الشهداء، وآخرهم شهداء كارثة المرفأ.

المنطق الأول، تنادي به ولو بالمواربة، الطبقة السياسية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، ومعها المتطاولون على الإصلاحيين، والشتامون، وبائعو المواقف الإعلامية، وسائر المنحطين.

أما المنطق الثاني، فمطلب المؤمنين بلبنان، الذي نريده بالتأكيد كبيرا، لا صغيرا ولا مقسما، وقويا لا ضعيفا ولا مندثران كما قال جبران باسيل في المذكرة التي سلمها إلى ماكرون في قصر الصنوبر اليوم.

مع الاشارة الى ان التيار الوطني الحر كان رد اليوم بقوة على حملة التطاول المستمرة عليه، وعلى رئيس البلاد، حيث اشار في بيان الى ان حفلة الظلم وقلة الاخلاق وقلة الضمير بعناوين براقة كحرية التعبير لم تعد مقبولة ولم يعد ينفع معها السكوت. واضاف التيار: نعلن ان كرامتنا هي من كرامة رئيس البلاد، وهي فوق أجنداتهم السياسية الخبيثة، ووطنيتنا المولودة من رحم وطنيته أنصع من كذبهم المتمادي ولا تقبل بهذا الكذب والتزوير، وعملنا الذي بنيناه على مبادئه وإصراره يدل علينا فيما هم لا يقومون بأي شيء الا الشهادة للباطل. وتابع التيار: هم شهود زور واصحاب مصالح ضيقة ولذلك ندعو الجميع الى الوقوف بجانب الحق ولو بكلمة، والى جانب من يعمل للانقاذ وليس من يريد تدمير كل شيء في محاولة لتدمير تاريخ وفكر ونهج وشخص وتيار، وليست مهمة الالقاب فإسم ميشال عون وحده يكفي، ختم بيان التيار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أنزل ايمانويل ماكرون نيترات الأمونيوم السياسية على السلطة اللبنانية فدمر بنيتها و"غسلها" بعصف من النقد والتوبيخ قبل أن يستمع إلى صوت الناس في الجميزة ويقف بينهم كثائر من ثوار السابع عشر من تشرين هو استخدم المركب الكيميائي البلوري في السياسة اللبنانية فكان خطابه إلى الشعب معلنا: "أنا لست هنا لدعم النظام أو الدولة أو الحكومة"، والمساعدات الفرنسية لن تنتهي بين أيدي الفاسدين.

وبلغت هزة ماكرون درجات قياسية في انعدام الثقة بالحكم ومسؤوليه ووصلت حد المطالبة بتغيير النظام داعيا إلى ضرورة البدء بالإصلاحات ومحاربة الفساد بالشفافية والحقيقة وخلص إلى أن الانفجار في مرفأ بيروت هو من نتاج الإهمال عاين ماكرون دمار المرفأ وركام الجميزة ووقف بين أبنائها مستمعا وخطيبا ومشرفا على آلام ناسها وفقدانهم أحبتهم وبيوتهم بغياب دولتهم فكان لهم "بي الكل الفرنسي".

وإذا كان اللبنانيون قد أصيبوا بدمار مدينتهم وفقدوا أحبة لهم فإن أفراد الطاقم السياسي أصيبوا بدمار شامل جراء "بهدلة" فرنسية طالتهم من دون استنثاء ووجهت إليهم مضبطة اتهام بالفساد والإهمال وعدم الإصلاح، ولأن ماكرون لا يثق بالسلطة فلن يكلفها المساعدات وإعادة الإعمار ليقينه أن أصحاب النفوذ سوف "يلطشون" الحصص ويختلفون على توزيعها، وعدم الثقة كان ايضا في التحقيقات الميدانية في جريمة المرفأ، إذ وصل مع الرئيس الفرنسي وفد فني تقني لمعاينة مسرح الجريمة، معتمدا على خبرة كونت لديه من انفجار تولوز الشبيه عام ألفين وواحد ولوجود ضحايا فرنسيين في جريمة المرفأ، فإن الفريق التقني الفرنسي سوف يتوسع في التحقيق ليشمل فرضية القتل القصدي، فيما كلف المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات قائد الشرطة القضائية مؤازرة الخبراء الفرنسيين وذلك تمهيدا لخلاصة مشتركة عن التحقيق سوف يبني عليها القضاء المقتضى، وقد يصل هذا المقتضى الى توقيفات.

وتمهيدا للخطوة الأبعد مدى أصدرت هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان قرارا بتجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لكل من: حسن قريطم شفيق مرعي بدري ضاهر نايلا الحاج ميشال نحول جورج ضاهر ونعمة البراكس وهؤلاء سوف ترفع السرية المصرفية عن حساباتهم تجاه المراجع المختصة، وينتظر أن تبدأ التحقيقات معهم فور الانتهاء من التحقيق الفرنسي اللبناني المشترك، ورفع الخلاصات ومغادرة الرئيس ماكرون.

وقد اختتم الرئيس الفرنسي زيارته بمؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر، وذلك بعدما فعل المعجزات وجمع ما لم يمكن جمعه من زعماء لبنانيين على طاولة واحدة.

وفي معلومات الجديد، أن الطاولة المستديرة في قصر الصنوبر حملت مطالبات لبنانية وفق معادلة "كل يغني على ليلاه"، فسمير جعجع ووليد جنبلاط اتجها نحو الإستراتيجية الدفاعية والسلاح، سعد الحريري نحو العلاج الاقتصادي لكن بذهنية تختلف عن طريقة المعالجة الحالية، جبران باسيل نحو الوحدة وخطر التطرف.

أما حزب الله فقد دعا الى مشاركة الجميع في الحل، وقالت المصادر إن حوار ماكرون مع وفد كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كان إيجابيا وبناء"، وقد شكره رعد على الزيارة والدعوة وقال: "إن مساعدتكم لبنان مطلوبة، لكن المطلوب الأهم هو التفاهم الداخلي على القضايا الشائكة.

واضاف: "إن معظم من يشاركنا في الاجتماع هنا قد وافق على اتفاق الطائف ومع ذلك لم يطبقوه، فلنتفاهم وننفذ كل ما نتفق عليه".

وقالت المعلومات إن ماكرون فاجأ حتى حلفاءه ضمنا بأنه قال: "عندما تتكلمون عن إستراتجيات ومسائل معقدة وترتبط بالخارج فإنكم سوف تحتاجون الى وقت طويل فافعلوا اليوم ما تسطيعون القيام به من اصلاحات وتأمين كهرباء، حققوا احلام شعبكم أولا، نفذوا المشاريع القريبة الأجل.

وفي مؤتمره قبل قليل اختتم ماكرون كلامه باللغة العربية مرددا: بحبك يا لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

السيد عون، السيد بري، السيد دياب، إذا استفقتم غدا ورأيتم إهراءات القمح قد بنت نفسها وعاد مئات الشهداء الى الحياة، وعادت بيروت التي دمرتموها، مدينة نضرة تنبض بالحياة، عندها وعندها فقط يمكنكم الادعاء بأن زيارة ماكرون وأطنان الأدوية والضمادات والشاش واليود التي تنهمر على بيروت، هي مؤشر لفك عزلتكم السياسية، التي سجنتم انفسكم ولبنان وشعبه وراء قضبانها، بفعل فساد إدارتكم ورجالكم وتبعيتكم العمياء للدويلة التي لم تجلب على لبنان غير الحروب والقلعة والمجاعة منذ 25 أيار العام 2000 بعد اندحار اسرائيل .

ايها السادة، لن نعول أبدا، على وطنيتكم وتجردكم لنعتقد ولو لحظة أنكم ستسمعون وتستوعبون ما قاله لكم الرئيس ماكرون، وهو استعادة بليغة لما قاله لكم وزير خارجيته جان أيف لودريان، كما لن تستوعبوا الرسائل الواضحة التي وردتكم، من منطقة الجميزة مار مخايل، وسنكرر لكم بعضها علكم تسمعون.

قال ماكرون : "سأزور المسؤولين الرسميين لياقة وسأسمعهم ولن أسمع لهم، أنا هنا من أجلكم وليس لدعم السلطة، لا تخافوا لن نرسل المساعدات الى السلطة الفاسدة بل سنرسلها اليكم عبر المؤسسات غير الحكومية، وهذا يعني كي لا تسرق كما سرقت مساعدات حرب تموز".

وختم ماكرون: "نحن ندخل مع لبنان عصرا جديدا لا مكان فيه لهذه الطغمة المتحكمة، ولتكتمل الصورة الرمادية.

لقد جمع الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر كل الشخصيات السياسية والأهلية، التي لم يتمكن السيد عون من جمعها في بعبدا، او لم يرغب.

زيارة ماكرون التي شكلت لكم كابوسا يا أهل السلطة، رغم مكابرتكم، شكلت نسمة منعشة من شأنها تبديد العصف الساخن لإنفجار الرابع من آب، و بداية كسر نير استبدادكم بشعبكم وبلبنان الدولة.

فإضافة الى رمزية الاختلاط بالناس، اختار ماكرون الجميزة وتحديدا شارع غورو، الذي في عهده ولد لبنان الكبير، للتأكيد على أن لبنان لن يموت بل سيجدد في مئويته الأولى حقه بالوجود كدولة حرة سيدة مستقلة. الى جانب هذا، أحيت زيارته الأمل الذي ولدته في قلوب اللبنانيين زيارة البابا المحرر يوحنا بولس الثاني عام 1997، في زمن كان لبنان يغرق تحت نير الاحتلال السوري.

وفيما بدأ الثوار يجمعون صفوفهم لإعادة النفخ في أشرعة التغيير، التقطت أنتينات النائب جنبلاط رياح التغيير التي تتجمع في الأفق فاستعاد مضامين الخطاب التحرري الذي اعتمده منذ بدايات العام 2000.

في الانتظار، لبنان والعالم ينتظران نتائج التحقيق بالزلزال - المجزرة كي تقنعنا السلطة بأن قضاءها نزيه، وبالتالي لن نحتاج الى محكمة دولية ثانية.

توازيا، الكورونا تواصل انتشارها، وقد وقع ما كنا نخشاه: انفجار 4 آب أخرج عددا من المستشفيات من الخدمة، وملأ أسرة المستشفيات القليلة الباقية، والوقاية هي دواؤكم الوحيد ايها الناس "فانتبهوا"

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 6 آب 2020

وطنية/الخميس 06 آب 2020

 الجمهورية

يؤكد قريبون من مرجع رسمي أن هويات الذين يُحرّضون جهات خارجية على الداخل معروفة بالإسم.

أبلغ سفير دولة عربية أحد النواب قوله: ألم يحن الوقت لكي يعترف مرجع حكومي بأنه فشل، وأن أمامه مخرج وحيد هو الإستقالة.

إستبعد زعيم وسطي أن يترتب على استحقاق قريب أي تداعيات سلبية، لأن المعني بهذا الإستحقاق عقلاني، ولأن الجميع يخشون من المواجهة.

اللواء

تحاول جهات غربية ربط تفجير المرفأ بتفجيرات تحدث في بعض عواصم دول المحور؟.

رأى قطب سياسي أن خطوتين، من شأنهما إبعاد التأزم الداخلي، اتخذتا من قبل جهتين معنيتين باستحقاق تقرر تأجيل الكشف عنه.

توقعت مصادر دبلوماسية، دينامية دولية تساعد لبنان على النهوض إذا أحسنت السلطات الرسمية إدارة ملف إغاثة بيروت المنكوبة

نداء الوطن

يتردد أنه كان هناك اتجاه نحو الإقالات في مناصب وزارية وأمنية حساسة على خلفية انفجار المرفأ لكن تدخلات سياسية حالت دون ذلك.

تصرّ مصادر أمنية على نفي فرضية الغارة الإسرائلية أو إطلاق صاروخ من طائرة درون على العنبر رقم 12 قبل انفجاره.

ينتقد بعض المعنيين غياب وزارة الشؤون الاجتماعية عن واجهة الأحداث وعدم فعاليتها في التصدي لتداعيات الكارثة الاجتماعية التي أصابت العاصمة.

الأنباء

غياب مستغرب لأي سيناريو أمني واسقاط أي احتمال من الخطاب الرسمي للحكومة في مقاربة ما حصل في بيروت.

رسالة متصلبة يتم التحضير لها لنقلها الى مرجع دولي رفضا لتعويم السلطة على أنقاض انفجار المرفأ.

البناء

قال مصدر أمني إن حجم الاهتمام الدولي والإقليمي بتفجير بيروت يتجاوز التضامن لمحاولة إيجاد نقطة ارتكاز لأدوار يُراد لها أن تنطلق من التفجير بمعزل عن ظروفه والمسؤوليات، لأن الهدف هو فتح الباب للتدويل مذكراً بردود فعل تشبه ما جرى أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لفتت مصادر دبلوماسية لدولة كبرى الى مضمون التعليقات والمواقف السياسية من تفجير بيروت التي توزعت بين تل أبيب وواشنطن والدوحة وباريس وأنقرة وكلها تتصل بحجز مقعد في قطار دولي يتم إعداده لربط مصير لبنان به محذّرة من السذاجة في النظر لقضية المساعدات وما يرتبط بها من بُعد سياسيّ تحت عنوان تحقيق دوليّ.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماكرون يودع بيروت الجريحة بحزمة وعود

دبي - العربية.نت/الخميس 06 آب 2020

في ختام جولته، وفي مؤتمر صحافي عقده من القصر الجمهوري في بعبدا، الخميس، بعد مشاورات مع المسؤولين في لبنان، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقوف بلاده إلى جانب لبنان في محنته. كما أعلن أن باريس ستنظم مؤتمرا دوليا لجمع المساعدات للبنان، الهدف منها الحفاظ عليه، وحماية سيادته، مؤكداً أن بيروت قادرة على النهوض مجدداً. وشدد على أنه لا يملك معلومات إضافية عما قد يكون السبب وراء انفجار مدمر لمستودع في مرفأ بيروت، وأن معلوماته تقتصر على ما هو معروف سلفا للجميع، مضيفاً أن هناك حاجة لإجراء تحقيق دولي في الانفجار يكون على أقصى قدر ممكن من الشفافية.وكان ماكرون قد وعد اللبنانيين أثناء جولة قام بها إلى مرفأ بيروت المدمّر إثر انفجار الثلاثاء الذي أودى بحياة 137 شخصاً، وجرح أكثر من 5000 آخرين، أن المساعدات لن تصل إلى أيدي الفاسدين في لبنان.

مساعدات غير مشروطة

كما أضاف ماكرون في تصريحات صحافية أدلى بها حال وصوله، أن بلاده ستقدم مساعدات غير مشروطة للبنانيين، موجهاً كلمات العزاء لكل أهالي الضحايا والمفقودين إثر الحادث الأليم. وأعلن أن فرنسا ستنسق مع الأمم المتحدة كي يستفيد منها كل أبناء لبنان، مؤكداً أنها لن تترك بيروت بمفردها. ثم تابع أنه لا يمكن إجراء إصلاحات في لبنان مع وجود فساد، مؤكداً أنه سيخوض حواراً صريحاً مع المعنيين لتحديد المسؤوليات. وأشار إلى أن الضحية الأولى بهذه المأساة هو الشعب اللبناني، لأن بيروت باتت تواجه أزمة سياسية واقتصادية أكبر من قبل. ومن المفترض أن يعود الرئيس الفرنسي إلى بلاده في ختام اللقاءات والاجتماعات.

تجميد حسابات مسؤولين عن الفاجعة

يشار إلى أن مصرف لبنان المركزي، أعلن الخميس، تجميد حسابات رئيس ميناء بيروت ورئيس إدارة الجمارك اللبنانية وخمسة آخرين بعد انفجار ميناء العاصمة، وفق ما كشفت وثيقة مسربة سرية للجنة التحقيق الخاصة بالبنك المركزي.

بيروت مدينة منكوبة

وكان مرفأ بيروت قد دُمّر بالكامل، وهو أهم المرافق الحيوية في لبنان وأكثرها درّاً للأموال على خزينة الدولة، وتحوّل حطاما ورمادا نتيجة الانفجار الضخم الذي وقع على أرضه في الرابع من أغسطس/آب الجاري. وباتت بيروت مدينة منكوبة، نظراً إلى حجم الأضرار وقوّة الانفجار وعصفه الذي شعر به سكان المناطق الجبلية خارج مدينة بيروت ووصلت أصداؤه أيضاً إلى جيران لبنان.

 

ماكرون من بيروت: سننظّم مؤتمراً دولياً لدعم لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد الانفجار الضخم الذي دمّر مرفأ بيروت وجواره، في خضم أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الفرنسية ببيروت المعروف بـ«قصر الصنوبر» مختتماً زيارته للبنان: «سننظم خلال الأيام المقبلة مؤتمراً دولياً لدعم بيروت والشعب اللبناني بهدف الحصول على تمويل دولي» من «الأوروبيين والأميركيين وكل دول المنطقة وخارجها من أجل توفير الأدوية والرعاية والطعام ومستلزمات البناء». وطالب القادة اللبنانيين الذين التقى الرسميين منهم وممثلي أبرز القوى السياسية ومن ضمنها «حزب الله»، بإحداث «تغيير عميق» في أدائهم لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي والانقسامات السياسية. وقال: «يجب إعادة بناء الثقة والأمل، (...) وهذا لا يستعاد بين ليلة وضحاها، إنما يفترض إعادة بناء نظام سياسي جديد... طلبت من جميع المسؤولين السياسيين تحمل مسؤولياتهم». وسئل الرئيس الفرنسي عن معلومات يملكها عن الانفجار في مرفأ بيروت، فأجاب أنه لا يعرف أكثر مما يعرفه اللبنانيون، وقال: «يجب إجراء تحقيق دولي مفتوح وشفاف للحيلولة دون إخفاء الامور أولاً ولمنع التشكيك». ورداً على سؤال آخر حول فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون الإصلاحات، قال: «لا أستبعد شيئا... في بعض الظروف، العقوبات ليست الأكثر نجاعة، اعتقد أن الحل الأنجع هو إعادة إدخال الجميع في آلية» حل الأزمة. وطمأن اللبنانيين إلى أن فرنسا لن تتركهم، وقال بالعربية: «بحبك يا لبنان».

 

توقيف 16 موظفاً في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق في الانفجار

بيروت/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

أعلن مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، اليوم (الخميس)، توقيف 16 شخصاً بينهم مسؤولون في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق في الانفجار الضخم الذي أودى بحياة 137 شخصاً وتسبب بإصابة خمسة آلاف آخرين وخلّف دماراً هائلاً. وأوضح عقيقي، في بيان أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام»، أنه «تم استجواب أكثر من 18 شخصاً حتى الآن، من مسؤولين في مجلس إدارة مرفأ بيروت وإدارة الجمارك ومسؤولين عن أعمال الصيانة ومنفذي هذه الأعمال في العنبر رقم 12» حيث تم تخزين 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم، إضافة «إلى مواد ملتهبة سريعة الاشتعال وكابلات للتفجير البطيء»، موضحاً أن «16 منهم على ذمة التحقيق حالياً».

 

رئة بيروت... وتغيير «قواعد اللعبة»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

«منطقة الشرق الأوسط تنام على وسادة نظريات المؤامرة من جهة، وتعيش كوابيس الحروب الخفية الحقيقية من جهة ثانية. ولا شك أن انفجار بيروت لا يخرج عن هذا السياق. البعض يعتقد أنه مفتعل من أطراف خارجية، مع أن كل المؤشرات المتوفرة إلى الآن تشير إلى أنه ناتج من الإهمال، وقد يغير حجم الكارثة البشرية والمادية والاقتصادية قواعد اللعبة في لبنان، أو هذا ما تريده بعض الدول». هكذا لخص مسؤول غربي قراءته لليوم التالي لكارثة بيروت.

«حروب خفية»

حسب المسؤول الغربي، فإن كل الخبراء والمتابعين لتطورات الشرق الأوسط كانوا ينتظرون حدثاً كبيراً بسبب تراكم جملة من الأمور، خصوصاً في ملفين؛ الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل من جهة، وقرب صدور الحكم بمحكمة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وتوقع توجيه تهمة لأشخاص من «حزب الله». كانت إيران تعرضت في الأسابيع الماضية لسلسلة من «التفجيرات الغامضة» التي استهدفت برنامجها النووي. كما تعرضت مواقعها في سوريا لغارات، وصل عددها إلى 20 غارة في 8 محافظات سورية خلال 100 يوم، قتل فيها نحو 100 عنصر من تنظيمات تابعة لطهران. أضيف إلى ذلك، استهداف ميليشيات تابعة لإيران في ريف البوكمال، قرب دير الزور، بـ«قصف مجهول المصدر» ولم يعرف ما إذا كان أميركياً أم إسرائيلياً. وضربت إسرائيل يوم الاثنين «خلية» يعتقد أنها تابعة لإيران ومواقع رصد سورية في ريف القنيطرة في الجولان السوري المحتل.

وخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، ليوجه تحذيرات إلى دمشق و«حزب الله» بأن الرد سيكون «ثقيلاً» في حال الرد على مقتل أحد عناصر الحزب بقصف إسرائيلي في دمشق قبل أيام، ذلك بالتزامن مع مناورات يجريها الجيش الإسرائيلي في القسم المحتل من الجولان.

جاء ذلك بعد محادثات نادرة، لم تحصل منذ سنوات طويلة، لرئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي في تل أبيب للتنسيق ضد إيران. وقال المسؤول الغربي: «مع قرب ولاية الرئيس دونالد ترمب، يستعجل الإسرائيليون توجيه ضربات كبرى لمنع تموضع استراتيجي لإيران في سوريا».

تزامن ذلك مع قرب صدور الحكم باغتيال الحريري يوم الجمعة بحق 4 رجال متهمين بتدبير التفجير الذي وقع في 2005 على بعد كيلومترين من ميناء بيروت الذي وقع فيه الانفجار، أول من أمس. وأفاد المسؤول الغربي: «الأنفاس كانت محبوسة لهذا الحدث الكبير الذي يأتي إلى لبنان، وسط انقسام سياسي كبير وأزمة اقتصادية وضغط على (حزب الله) بسبب عدم رده على اغتيال أحد عناصر في لبنان». وأمام هذه المعطيات، كان مسرح الشرق الأوسط مهيئاً لحدث كبير من طينة مواجهة عسكرية أو جولة من جولات «الحرب الخفية» في المنطقة. وكون تفجير مرفأ بيروت حصل بـ«نترات الأمونيوم» التي تستعمل بالتفجيرات، عزز استسهال البعض بأنه حلقة من «الحرب الخفية».

بين العزلة والتطبيع

في مقابل هذه الفرضيات القائمة على «نظرية المؤامرة»، ليس هناك ما يدل على أن الانفجار كان مقصوداً. صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الانفجار يبدو كأنه «اعتداء رهيب»، مشيراً إلى أن خبراء عسكريين أميركيين أبلغوه بأن الأمر يتعلّق بقنبلة. لكن المتحدث باسم البنتاغون نأى عن ذلك. وقال عندما سئل عن تصريحات الرئيس: «ليس لدينا أي شيء لك» و«سيتعين عليك التواصل مع البيت الأبيض للتوضيح». ومع أن التفجير ليس مفتعلاً، حسب الدلائل الموجودة وحسب تصريحات اللبنانيين، فإن مسؤولين غربيين يعتقدون أن الحدث الكبير «قد يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة في لبنان». وقال أحدهم: «سيحاول بعض المسؤولين استعمال هذا الحدث للدفع نحو فكّ العزلة عن الحكومة عبر استخدام ملف المساعدات الإنسانية والطبية للتطبيع والحصول على مساعدات اقتصادية بعيداً عن الشروط التي وضعت سابقاً لتقديم الدعم. لكن الدول الغربية ستحاول توظيف هذا الحدث لتعزيز الضغط على (حزب الله) والمطالبة بتحقيقات دولية مستقلة وطرح ضرورة معالجة الفساد واستعجال الإصلاحات العميقة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة». وأضاف: «قد يظهر بعض التعاطف والتقارب بين القوى السياسية في المدى القصير، لكن الخلافات ستعود إلى الظهور لاحقاً، بل إن هذا الملف سيكون سبباً لتبادل التهم وتعزيز الانقسام واستعماله ورقة سياسية في معركة بين القوى الدولية والإقليمية تستعر مع قرب الانتخابات الأميركية».اقتصادياً، يعتقد مسؤولون غربيون أن الآثار الاقتصادية للتفجير ستكون «كارثية. إذ إن مرفأ بيروت هو رئة المدينة ولبنان، وهو مصدر رئيسي لما تبقى من دخل لبنان، لذلك فإن التفجير سيفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية العميقة أصلاً».  وكان محافظ بيروت مروان عبود قدّر كلفة الأضرار بين 3 و5 مليارات دولار. وزاد: «نحو نصف بيروت تضرر أو تدمر. إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها».

 

الحسيني: أدعو رجال القانون المحترمين الى تشكيل محكمة شعبية

وطنية - الخميس 06 آب 2020

أصدر الرئيس حسين الحسيني البيان الآتي: "إنني أدعو رجال القانون المحترمين إلى المبادرة إلى تشكيل محكمة شعبية طالما أننا ما زلنا في انتظار توصل الحركة الشعبية إلى إعلان حكومة شعبية، وما دمنا دون استقلال القضاء، من ما يناهز القرن، ربعا بعد ربع.

ولهذه المحكمة أن تستعين بالخبرة الدولية إذ تدعو الحاجة".

 

ريفي في رسالة الى ماكرون: نتعاون معكم لإعادة بناء لبناننا الجديد السيد الديموقراطي الليبرالي

وطنية - الخميس 06 آب 2020

قال اللواء أشرف ريفي في رسالة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: "أهلا وسهلا بكم كرئيس لفرنسا جمهورية الحرية والديموقراطية والصديقة الدائمة لوطني الغالي لبنان. في اجتماعكم اليوم أصارحكم بما يلي: الرئيس ميشال عون فقد شعبيته المارونية بسبب إلتصاقه بالمشروع الإيراني على حساب لبنان. الرئيس بري يمثل فئة وازنة من الطائفة الشيعية وتمكن على رغم دقة ظروفه من إبقاء التواصل مع المكونات اللبنانية ومع الأشقاء العرب. حسان دياب فرضه على طائفتي الكبرى "حزب الله" وهو لا يمثلنا ولا يمثل أحدا من أحرار طائفتي ومن أحرار وطني وحكومته تشبه حكومة فيشي الفرنسية، ولن يكون مصيره مختلفا عن مصير الجنرال بيتان". وختم: "نشكر زيارتكم ونتعاون معكم لإعادة بناء لبناننا الجديد السيد الديموقراطي الليبرالي".

 

ماكرون "يجمع" لبنان في قصر الصنوبر: التوبيخ والتعاطف

المدن/07 آب/2020

لم يختلف كلام ماكرون، في السر عما قاله في العلن، وفي لقاءاته. في قصر بعبدا كان واضحاً أن الحكومة لم تنجح بتسجيل أي تقدم أو إنجاز يعتد به. والناس تسأل عما يفعله المسؤولون، متسائلاً عن ما تنوي الحكومة فعله، لأنها فقدت ثقة المواطنين. مجالسوه كانوا وكأن على رؤوسهم الطير.

أما في قصر الصنوبر، فكان ماكرون أكثر وضوحاً مع رؤساء الكتل، مشيراً إلى أن الناس تنبذهم والمجتمع الدولي يفقد ثقته بهم وبممارساتهم، ولا يمكنهم الاستمرار هكذا. ولا بد من عقد مؤتمر عام لتحقيق تغيير سياسي جذري.

الحكومة انتهت

قبل اللقاء، اختلى ماكرون بالرئيس سعد الحريري في مكتب جانبي. تشير المعلومات إلى أن اللقاء كان إيجابياً. وفسره كثيرون بكلام ماكرون حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في الأشهر المقبلة. ما يعني أن هذه الحكومة انتهت بالمعيار الدولي. والعودة إلى الحديث بحكومة تضم القوى المختلفة.

انقسم الأفرقاء في توجهاتهم. جنبلاط قدم شرحاً تاريخياً ثقافياً سياسياً، وأنه لا يمكن ترك لبنان كذلك بلا اهتمام دولي أو احتضان عربي. انتقد جنبلاط القوى السياسية بدءاً من نفسه، معتبراً انه لا بد من تغيير كبير، كي لا يتحلل لبنان كما تحللت دول أخرى. وهذا لا بد من حمايته من قبل المجتمع الدولي والعربي، كي لا تنمو محميات متضاربة. سمير جعجع كان متطابقاً إلى حد ما مع جنبلاط، إضافة إلى تركيزه على التدخل الإيراني ومشكلة السلاح وفرضه للأمر الواقع، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيق دولي حول ما حصل.

باسيل يقفز

حاول جبران باسيل القفز فوق كل شيء. وتعمد ذلك في كلامه وفي تسريباته الإعلامية، بتقديم نفسه وكأنه كان الناصح لماكرون، مدعياً "وجوب إنجاز الإصلاحات ومكافحة الفساد، من دون أي اعتبارات أو حسابات، ومن دون ذلك لا يمكن إنقاذ لبنان". ولم ينس باسيل تحميل المسؤولية للاجئين الفلسطينيين والسوريين. كلام لم يلق اهتمام من ماكرون الذي استمر بملاحظاته القاسية والعنيفة. معتبراً أنه لا بد من تحقيق تغيير نوعي في الممارسة السياسية من الآن حتى شهر أيلول المقبل، والتحضير لمؤتمر سياسي تطرح فيه أفكار كثيرة للنقاش. أما اللقاء مع المجتمع المدني وممثلي ثورة 17 تشرين، فكان ماكرون واضحاً وقاسياً أيضاً مشيراً إلى هذه القوى التي لا تثق بالسلطة اللبنانية بأنها لم تثبت فعاليتها سياسياً، ولم تعمل على تجسيد نشاطها الكبير في إطار سياسي. معتبراً أنه لا يمكنهم مطالبة أي طرف بالتدخل أو بفرضهم كقوة أساسية ومؤثرة، إنما عليهم هم أن يفرضو أنفسهم من خلال الانتخابات.

كلمة ماكرون

في نهاية يومه اللبناني الشاق والمفعم بالتعاطف والغضب، كانت كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنبرة لا تخلو من الانفعال والمشاعر. هناك في قصر الصنوبر، حيث التقى رؤساء الكتل النيابية، كما مجموعات المجتمع المدني، كان ماكرون واضحاً في تضامنه مع الشعب اللبناني ونفوره من الطبقة السياسية. قال "فرنسا مع الشعب اللبناني في هذا الطريق اليوم وغدًا ولن تتركه أبدًا". وأضاف: "بعد هذه الحادثة وجدت حزنًا عميقاً وغضباً في الشارع، والهدف من هذه الجولة اليوم هو دعم الشعب اللبناني الحر". ماكرون الذي أعلن من شارع الجميزة ضرورة قيام عقد سياسي جديد، وضرورة تغيير النظام، خاطب اللبنانيين: "هذه الأخوة هي من الشعب الفرنسي للشعب اللبناني، وأريد أن أوجّه التعازي لكل العائلات التي تضررت. وهناك فرنسيون تعرضوا للأذى ومئات اللبنانيين جرحوا وماتوا ولا يزالون ضائعين". ورداً على سؤال، قال: "ليست لدي معلومات بشأن انفجار بيروت أكثر مما يعرفه الرأي العام وإجراء تحقيق دولي أمر ضروري".واعتبر ماكرون أنّ ما قبل 4 آب لن يكون كما بعده، فما حصل هو أشبه بالصاعقة لقيامة لبنان أقوى مما كان. وأعلن ماكرون تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان، قائلاً: "سننظم خلال الأيام المقبلة مؤتمر دعم دولي لبيروت والشعب اللبناني بهدف الحصول على تمويل دولي من الأوروبيين والاميركيين وكل دول المنطقة وخارجها من أجل توفير الأدوية والرعاية والطعام ومستلزمات البناء". وأضاف الرئيس الفرنسي: "لا نعطي شيكًا على بياض لسلطة فقدت ثقة شعبها، الأموال من أجل لبنان موجودة لكنها فقط بانتظار تطبيق الإصلاحات الداخلية".

كما أعلن أنّه سيعود في الأوّل من أيلول، "ليس فقط من أجل ذكرى لبنان الكبير. ولكن من أجل تقييم ما أُنجز".

 

قيادة الجيش واهالي عين تنتا عكار شيعوا الملازم الشهيد كمال كفا زهوري: مثل بسيرته الضابط المميز المندفع دوما لأداء واجبه وتقديم التضحيات

وطنية - الخميس 06 آب 2020

عكار شيعت قيادة الجيش والعائلة واهالي عكار الملازم كمال كفا الذي استشهد جراء الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، في بلدته عين تنتا، في حضور العميد الركن حنا زهوري ممثلا وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون وعدد من الضباط وفاعليات المنطقة الذين كانوا في استقبال نعش الشهيد الذي لف بالعلم اللبناني. وادت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية امام منزله حيث استقبلته عائلته والاقرباء والانسباء بحزن عميق والقوا عليه النظرة الاخيرة، ليحمل بعد ذلك النعش على اكف رفاق السلاح وصولا الى مسجد البلدة حيث اقيمت الصلاة لروحه، ثم ووري جثمان الشهيد الثرى في جبانة البلدة وتقبلت العائلة التعازي. والقى العميد الركن زهوري كلمة نقل في مستهلها تعازي وزيرة الدفاع وقائد الجيش، وقال: "الملازم الشهيد كمال كفا مثل بسيرته الشخصية والعملية الضابط المميز المندفع دوما لأداء واجبه وتقديم التضحيات الكبرى خدمة لبلاده وحفاظا على استقرارها وصوننا لها من الاخطار" .

واضاف: "نعلم يقينا ايها الشهيد العزيز انك كنت على اتم الاستعداد لبذل روحك في ساحات البطولة بعدما رباك ابواك على المواطنية الحقة لتكون بطلا يعتزان به، لكنها مشيئة الله ان تستشهد نتيجة الكارثة المروعة التي حلت بلبنان وخلفت خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات".

وتابع: "إننا نستمد منك ورفاقك الشهداء الصبر والعزيمة، ونضع تضحياتكم امام اعيننا وقد عقدنا العزم على تجاوز هذا الظرف الاستثنائي الذى نعيشه اليوم، وخيارنا الوحيد كمؤسسة عسكرية هو الاستمرار في نهجنا الوطني وتسخير كل امكاناتنا بهدف لملمة اثار الدمار. كما ان الخيار الوحيد عند اللبنانيين هو الاتحاد حول جيشهم والعمل بمقتضى المصلحة الوطنية العليا لأننا بذلك نقدس ذكرى شهدائنا وتضحيات جرحانا". ثم تلا نبذة عن حياة الملازم الشهيد كفا. وألقى أحمد كفا كلمة العائلة واهالي البلدة وقال: "نعزي قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون، وهذا الشهيد هو شهيد كل البلد وشهيد المؤسسة العسكرية، وهو كان يقوم بواجبه في تصوير الانفجار الاول في المرفأ ويرسل الصور الى رؤسائه، واستشهد خلال الانفجار الثاني الضخم. لا يسعنا القول الا "الله يجازي اللي كان السبب". وتتقبل العائلة التعازي لثلاثة أيام في قاعة مسجد البلدة.

 

“المشهد اليوم”: رواية السلطة مضحكة و”الامونيوم” في عقول مفبركيها

 "صوت بيروت إنترناشونال"/الخميس 06 آب 2020

لا شيء جديد لغاية اللحظة في ما يخص التحقيقات باستثناء الرواية الاولية المضحكة عن التلحيم، واعلان حال الطوارئ، وسجالات حولها في الحكومة باعتبار الاخيرة تقيد صلاحيات المبدعين.

 والتضامن العالمي وارسال مسعفين ومعنيين مدنيين للبحث عن المفقودين مع كلاب بوليسية مدربة وتحديداً من أوروبا. وفتح صندوق حكومي لتلقي المساعدات باليورو والدولار (انشاالله يبقو بالصندوق او يتوزعوا صح) دياب المشرف عالصندوق.

وفي السياق، الوقائع الموثقة بالتقارير الرسمية لم تتأخر في تعرية الحكومة بعدما تأكد أنّ رئيسها حسان دياب اطلع شخصياً على تقرير رفعته إليه مديرية أمن الدولة في 20/7/2020 عن طريق الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع تحذر فيه من خطر الاستمرار في تخزين “نيترات الأمونيوم” في مرفأ بيروت، لكنه لم يحرك ساكناً. وتشير المعلومات الى أنّ “تقريراً مماثلاُ جرى رفعه إلى رئاسة الجمهورية واطلع عليه رئيس عون نهاية العام 2019 فتم إهماله بينما كان عون منهمكاً في تشكيل حكومة دياب، وكذلك الأمر في مطلع حزيران الماضي جرى إبلاغ كل من نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار بنسخة من التقرير الذي يشدد على كون كمية 2700 طن من الأمونيوم مخزنة بطريقة غير آمنة وتهدد السلامة العامة في مرفأ بيروت”.

توازيا، تتريث شركات التأمين في اتخاذ القرار بشأن تغطية الاضرار الناجمة عن الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت والتعويض على المتضررين. وعزا رئيس جمعية شركات التأمين ايلي طربيه الامر، الى انتظار انتهاء التحقيقات الرسمية وصدور التقرير النهائي من الجهات المعنية، الذي من شأنه ان يحدّد المسؤوليات والاسباب الكامنة وراء هذه الكارثة الوطنية، على ان يُتخذ القرار النهائي في مسألة التعويضات وكيفية التعويض على كل المؤمّنين، استناداً الى المعطيات التي ترد في التقرير النهائي حول اسباب هذا الانفجار.

ومع استمرار عمليات البحث عن مفقودين وسط الدمار الهائل في المرفأ، ثمة اسئلة كثيرة تتطلب إجابات دقيقة:

– لماذا لم تتم ازالة هذا الخطر على مدى عهود الحكومات التي تشكلت منذ العام 2013 وحتى اليوم؟ وما أو من الذي منعَ ذلك؟

– مَن سيطاول التحقيق؟ هل سيطاول الموظفين فقط؟ او المسؤولين عن المرفأ فقط؟ ام انه سيتوسّع ليشمل بالمسؤولية مستويات رفيعة في الدولة ممّن كانوا في السلطة في السنوات الماضية من وزراء وغير وزراء؟

– لماذا لم يؤخذ بتحذيرات الاجهزة الامنية؟

من أهمل هذه التحذيرات؟ ومن وما الذي كان يمنع إزالة هذه المواد من العنبر رقم 12؟

– هل صحيح انه كانت هناك ثغرة في العنبر حيث كانت المواد الكيميائية مخزّنة؟ ما هي هذه الثغرة؟ من فتحها؟ وكيف فتحت؟ ومن قرّر سدّها؟ وهل تمّت الاستعانة بخبراء عسكريين قبل عملية سد الثغرة وأثناءها؟

– هل صحيح انّ مديرية أمن الدولة وضعت تقريراً بالمواد المتفجرة في 10 كانون الاول 2019 وتمّ رفعه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والى حكومة سعد الحريري التي كانت مستقيلة في ذلك الوقت؟ ولماذا لم تتخذ الاجراءات المناسبة تِبعاً لهذا التقرير؟

– هل صحيح انّ أمن الدولة وضع تقريراً ثانياً حول الموضوع نفسه في 4 حزيران 2020 وجرى تسليمه الى رئيس الجمهورية والى رئيس الحكومة حسان دياب؟

– هل صحيح انّ أمن الدولة وضع تقريراً ثالثاً حول الموضوع نفسه في 20 تموز 2020 ورُفع مجدداً الى رئيسي الجمهورية والحكومة؟

 

السؤال الذي لايريد ميشال عون الإجابة عليه بعد التفجير الكبير في مرفأ بيروت

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال/الخميس 06 آب 2020

إن ما حدث في لبنان يفوق الوصف ويفتح الباب على سيناريوهات متعددة ، لكن الأسئلة البسيطة التي لاتوجد إجابات عليها حتى الآن تكشف خلفية ما جرى ، وتفضح آلية التسليم الكامل لمؤسسات الدولة في لبنان لفصيل إرهابي مسلح موالي لإيران هو ميلشيا حزب الله بزعامة حسن نصر الله.

 أولاً : لماذا ظهر عناصر حزب الله فجأة في محيط مرفأ بيروت عقب التفجيرات الضخمة ؟ لماذا رصدت الكاميرات على عجل هؤلاء العناصر يخرجون من عنابر هذا الشريان الحيوي والمدني لدولة لبنان ؟ وهل كان حزب الله يتخذ من العنبر ١٢ مقراً له ومستودعاً لصواريخه ومتفجراته ؟

ثانياً : إذا سلمنا جدلاً بنظرية التخزين لتلك المواد الخطرة منذ العام ٢٠١٤ بحسب كلام رئيس الحكومة حسان دياب ، فالسؤال هنا : من كان له مصلحة بإبقائها ؟ ومن الذي إتخذ قرار الإبقاء كل هذه المدة من الزمن لمواد شديد الفتك بالقرب من مساكن المدنيين ؟

ثالثاً : إذا كانت بيروت قد دمرت بهذا الشكل بعد هذا التفجير المهول ، فما الذي تحويه مستودعات حزب الله في الضاحية الجنوبية ؟ وماهو مصير ملايين اللبنانيين في تلك المناطق وغيرها ، وهم يعيشون بالقرب من أسلحة دمار شامل تكدسها عصابات إيران في لبنان من أجل تنفيد أوامر طهران ؟

رابعاً : لماذا صمت الرئيس اللبناني عن قول الحقيقة ؟ لماذا ترك المسألة غامضة بهذه الطريقة وبات يطرح الحلول غير المنطقية والتي ستفضي لتقديم كباش فداء على مستوى مسؤولين في الدرجة العاشرة عما حدث ؟ وهل سيصدق اللبنانييون كلام رئيس يتحالف مع الإرهابيين ويأخذ تعليماته من حارة حريك كل لحظة ؟

خامساً : لماذا ينتقم ميشال عون من لبنان ويدمر عاصمته ومستقبل أهله خلال هذه السنوات ؟ لماذا كان عهده نذير بؤس على كل لبناني طيلة السنوات الماضية إقتصادياً وسياسياً وحتى إجتماعياً ؟ وهل مايجري هو البرنامج الرئاسي لهذا العهد القوي الذي يستقوي على الناس وأرزاقهم ويجبن أمام حزب الله ؟

سادساً : كل ماتم طرحه يفشي سراً ليس بسر ربما ، والجواب على ذلك واضح جداً ، إن ميشال عون مسؤول ، وإن كل من يعمل مع عون مسؤول كذلك ، وإن هذا الرجل يجب أن يحاسب على ما اقترفته يداه بحق لبنان قريباً ، وإستقالته لاتكفي لأنه يتوجب أن يتبعها محاكمته علناً ، بتهمة بيع الدولة لحزب الله ، وتسليم البلد لإيران

‏وأخيراً .. فإن تحجيم الكارثة التي حلّت إلى حدود تحقيق قضائي وإداري لمحاسبة موظف مهمل أو مقصّر جريمة جديدة تفوق الكارثة التي حلّت بلبنان بشراً وحجراً ، فما حصل هو جريمة سياسية جوهرها مصادرة قرار الدولة وشلّ مرجعيتها وتعطيل مؤسساتها ، والمحاسبة تكون بإستعادة السيادة وإسقاط منظومة حزب الله السياسية والعسكرية .

 

بهاء الحريري لـ “دايلي ميل”: “حزب الله” الإرهابي والحكومة الفاسدة مسؤولان عن انفجار بيروت

راديو صوت بيروت إنترناشونال/الخميس 06 آب 2020

اتهم الشيخ بهاء الحريري، في مقابلة مع “الدايلي ميل” حزب الله الارهابي والحكومة اللبنانية الفاسدة كما وصفهما، بالوقوف خلف الانفجار الذي دمّر بيروت، مؤكداً “إنّ الجميع يعلمون بأن حزب الله سيطر على ميناء بيروت ومطارها وأنه لا يمكن تصور أن السلطات لم تكن على علم بأن نترات الأمونيوم القاتلة كانت مخزنة في مستودع هناك”. واضاف الحريري “السؤال الذي يتعين علينا أن نطرحه هو كيف سُمح لهذه المادة القابلة للاشتعال بالبقاء في وسط هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، لمدة ست سنوات؟.. “من الواضح جدا” أن حزب الله هو المسؤول عن الميناء والمستودع حيث تم تخزين نترات الأمونيوم. فلا شيء يدخل ويخرج من الميناء أو المطار أو يعمل بدون معرفتهم. لا شيء.” وشدد الحريري على ان “قرارهم بوضعها هناك في وسط مدينة يبلغ عدد سكانها مليوني شخص كان كارثة مطلقة والآن لدينا مدينة محطمة”، مشيراً الى التحذيرات التي وجهها السفير الإسرائيلي داني دانون اثناء تحدثه الى مجلس الأمن في العام الماضي، عندما قال “وجدت إسرائيل أن إيران وفيلق القدس قد شرعتا في النهوض باستغلال القنوات البحرية المدنية، وعلى وجه التحديد ميناء بيروت، ميناء حزب الله.’واشار الحريري الى انه “لا أستطيع تكهن الأحداث الدقيقة في الميناء ذلك اليوم، لكن حزب الله منظمة إرهابية معروفة، وأعتقد أنه كلما ألحقوا المزيد من الدمار كلما كانوا أفضل حالاً” وتابع” إنّ علاقتهم التكافلية مع الحكومة تمنحهم الثقة الكاملة لفعل ما يريدون.” “واكد الحريري “نحن بحاجة إلى تحقيق دولي عاجل في هذه المأساة. لا يمكنك الوثوق بالحكومة أو حزب الله لإجراء تحقيق صحيح يجب أن يكون لدينا تحقيقاً خارجياً وبسرعة” وختم “هناك علاقة مفلسة بين السلطة وأمراء الحرب وعليهم أن يرحلوا جميعاً. إنّ التاريخ يظهر لنا أنّ أمراء الحرب لا يبنون بلداً، بل يسيئون معاملته. وعلينا أن ننتقل بلبنان من بلد إلى أمة.’

 

وجه بيروت مشوّه وسكانها حانقون على «الدولة الفاسدة» وآلاف باتوا بلا مأوى

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

تتداخل معالم الحزن والغضب على وجوه الناس في منطقة الأشرفية في بيروت. يهز طارق برأسه من غير أن يرفع عينيه عن الزجاج الذي ملأ الشارع الداخلي في الجميزة، ويقول بحسرة: «هذه معالم تواطؤ الدولة بفسادها على الشعب». فالرجل الأربعيني خسر مأواه بفعل الانفجار الذي عصف ببيروت عصر أول من أمس الثلاثاء، ولا تخفف عنه عبارات المواساة، ولا التهنئة بسلامته وسلامة عائلته التي أصيب أحد أفرادها بجروح في الوجه والصدر إثر الزجاج المتطاير. يسأل عن السبب، ويؤكد أن الدولة مسؤولة بإهمالها وفسادها: «لا نستحق كل هذا الوجع والغبن. نحن شعب يستحق الحياة، لا سلطة سياسية فاسدة وتكرهنا».

وطارق واحد من عشرات نزلوا إلى شوارع الأشرفية لإزالة الركام الذي خلفه عصف التفجير الأكبر في تاريخ لبنان، عندما انفجر مستودع نيترات الأمونيوم، في مرفأ بيروت أول من أمس. معالم الشارع اختفت تحت الزجاج المكسور، وحطام الأبنية غيَّر وجه الشارع الذي تصح فيه صورة «المنكوب». تقلص حجم السيارات بفعل الضغط، حتى تراءت كطفل يشد ذراعيه إلى صدره خوفاً، بينما تعرت أبنية من جدرانها الزجاجية. باتت ثكلى، تندب سكانها، وتتراقص ألماً بين أجسادهم. يشد متطوعون أزر السكان للتخفيف عنهم. يعاونونهم في جمع الزجاج، ويقدمون لهم عبوات المياه؛ لكن الحزن المرسوم على الوجوه يختلط بالغضب: «كيف يمكن لدولة أن تبقي مواد شديدة الانفجار في مستودع قريب من بيوت المدنيين لسنوات؟»، تسأل كارلا التي تتفقد منزل شقيقها في الأشرفية، في إشارة إلى المواد التي صودرت في عام 2014، وخُزنت في العنبر رقم 12 في المرفأ، ولم تُتلف بعد. فهي ترى أن الدولة «متواطئة على الناس وأمنهم»، وتتشارك في هذا الاستنتاج مع كثير من اللبنانيين الذين قال بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي إن الدولة اللبنانية هي أول دولة في العالم تستخدم قنبلة تشبه قبلة نووية ضد شعبها! بدت بيروت صباح الأربعاء مدينة منزوعة الوجه. تخبئ ملامحها خلف الغبار، وتتستر بالركام الذي يمتد على مساحات واسعة إلى أحياء الأشرفية المرتفعة، ومنها إلى ساحة السوديكو، وغرباً إلى البسطة وفردان والحمراء، ونزولاً إلى واجهتها البحرية التي هبطت واجهاتها إلى الأرض، وتساوت مع الأرصفة. «الفساد أنزل حلم رفيق الحريري إلى الحضيض»، يقول شاب في ساحة الشهداء حضر من منطقة المزرعة ليعاين آثار الدمار عن كثب، متأسفاً على حال شارع كان يعمل في أحد مبانيه قبل انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يضيف: «لم يكن ينقصنا إلا انفجار لنسدل الستار على حلم الحريري بمدينة تنافس المدن الأوروبية». في داخل المباني في الوسط التجاري، ركام ينسحب على قاعات البرلمان ومكاتب النواب. لم يفرق الانفجار بين أملاك الناس والأملاك العامة. يتساوى الضرر، بما يحيل المشهد إلى الكارثة الوطنية. ويتمدد غرباً إلى أسواق بيروت وفنادقها. وقال نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية بيار الأشقر، إن «90 في المائة من فنادق بيروت متضررة». الأضرار متشابهة، والشكوى واحدة، بينما تتفاوت التوصيفات: «ألا تشبه الأراضي المحروقة جراء الحروب؟ ألا تشبه تسونامي، والمدن التي تعرضت للزلازل؟» يسأل شاب في أسواق بيروت، ويستطرد: «من سيصلح الأضرار في دولة مفلسة وعاجزة وفاسدة؟» وهو التحدي الذي ينتظر لبنان، وعاد بموجبه سنوات طويلة إلى الوراء جراء الدمار الهائل.

 

السعودية تسيّر جسراً جوياً لتقديم المساعدة والإغاثة للبنانيين/عبد الله الربيعة: المساعدات تتضمن أطناناً من الأغذية والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي

الرياض/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

تسير السعودية جسرا جويا لمساعدة اللبنانيين، وفق توجيهات أصدرها أمس (الأربعاء)، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وجاء في بيان وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه «انطلاقاً من الحرص على الوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان وتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني الشقيق إثر الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن عزم حكومة المملكة تقديم مساعدات إنسانية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تضامناً مع الشعب اللبناني الشقيق في مواجهة آثار هذه الكارثة الأليمة». وأكد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان، أن هذا الدعم المقدم يأتي امتداداً للدور الريادي الإنساني المعهود للمملكة بالوقوف مع جميع الدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والحوادث التي تمر بها، معلناً إنشاء جسر جوي بأوامر الملك سلمان، لمساعدة الأشقاء في لبنان، مضيفاً أن الجسر ممول بالكامل من الحكومة السعودية.

وأضاف الربيعة، خلال حديثه مع قناة «العربية» أن الجسر سيحمل أطنانا من المساعدات الإغاثية والإنسانية، ومنها الأغذية والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي، وكل ما تستدعي الحاجة المساعدة به، ومن ذلك الخيام. وفي السياق أيضاً، أكد المركز أن ما تقوم به بعض الهيئات والجمعيات من محاولة جمع التبرعات لصالح بعض الدول أو المجتمعات أو المؤسسات أو الجمعيات هو مخالف للأوامر الصادرة بهذا الخصوص، التي تقضي بأن يكون المركز هو الجهة الوحيدة التي تتولى تسلم أي تبرعات إغاثية أو خيرية أو إنسانية، سواء كان مصدرها حكومياً أو أهلياً لإيصالها إلى محتاجيها في الخارج، وفقاً للأنظمة الصادرة بهذا الخصوص. وأهاب المركز في بيان له، اليوم (الخميس)، بالجميع إلى عدم الاستجابة لما يتم تداوله من نشرات أو مقاطع عبر بعض وسائل الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي خشية الوقوع في شراك عمليات مشبوهة، تندرج ضمن غسل الأموال أو تمويل الإرهاب وغيرها، وأن يكون التبرع من خلال الجهة المخولة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأعلن أنه هيأ بوابة إلكترونية لاستقبال التبرعات عبر الموقع، وكذلك الرسائل النصية، والحسابات البنكية المعلومة في موقع المركز الإلكتروني.

 

الجيش الإسرائيلي يخفف حشوده على حدود لبنان لاقتناعه بأن «حزب الله» لن ينفذ عمليات بعد كارثة بيروت

تل أبيب/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

فيما تدور نقاشات صاخبة في المجتمع الإسرائيلي حول الموقف من كارثة بيروت، والتعاطف مع أهلها أو التشفي منهم، باشر الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، تخفيف حشوده على الحدود مع لبنان وتقليص حالة التأهب درجات عدة. وقال مسؤول عسكري في تل أبيب، مفسراً هذه الخطوة، إن هناك تقديرات واقتناعات لدى غالبية المؤسسات والأجهزة الأمنية تقول إن «حزب الله» لن يقدم في القريب على تنفيذ عملية انتقامية من إسرائيل. وأضاف المسؤول، في حديث مع وسائل إعلام عبرية، أن «قيادة الجيش وأجهزة المخابرات، تعتقد أن الكارثة التي حلت ببيروت جراء الانفجار الهائل في مرفأ بيروت والانشغال في لملمة الجراح وإجراء التحقيقات وإعادة البناء، تقلل بشكل كبير من دوافع (حزب الله) اللبناني وقدرته على التحرك لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية، خلال الفترة الراهنة. لذلك، تقرر تقليص الحشود في الشمال والعودة إلى الاجتماع مجدداً، في كل يوم، لتقييم الموقف ومتابعة التطورات في لبنان».

واتضح خلال الاجتماع أن «هيئة المسح الجيولوجي» في إسرائيل، قدمت تقريراً قالت فيه إن أجهزة رصد الزلازل لديها سجلت الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وأوقع مئات القتلى وآلاف الجرحى. وأضافت أن الباحثين في الهيئة رصدوا تأثير الانفجار في أنحاء البلاد، وأن الطاقة المنبعثة منه تعادل هزة أرضية قوتها 3.5 درجة. وفي التقارير الاستخبارية، جاء أن التحليلات تشير حالياً إلى أن الانفجار وقع بسبب وجود مواد متفجرة أكبر بكثير من الأمونيا ومن مكونات الألعاب النارية، وأن الأمر مرتبط بنشاطات «حزب الله» في الميناء، لكن تقرر ألا يسارع مسؤولون إسرائيليون إلى الحديث عن ذلك قبل أن تظهر نتائج التحقيق ويتضح إن كان نزيهاً ومهنياً. يذكر أن الإسرائيليين يتابعون عن كثب تطورات الوضع في لبنان، وينقسمون حول مدى التعاطف، فالبعض يؤيد الحكومة في عرض مساعدات إنسانية للبنان، وهناك من يعترضون على ذلك ويعتبرون لبنان عدواً. وقد خرجت مبادرات جماهيرية ومدنية من الجمعيات والحركات، التي تجمع التبرعات وتعرض إرسال طواقم طبية وطواقم دفاع مدني. وقامت بلدية تل أبيب بخطوة رمزية أثارت اهتماماً عالمياً، إذ رسمت بالأضواء لبنان على واجهتها الضخمة. لكن مجموعة من الجنود والضباط المعوقين من فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان (1982 - 2000) والحروب الإسرائيلية مع لبنان (1978 و1982 و2006)، خرجوا بحملة ضد تقديم أي مساعدة. وبادر زعيم حزب «زهوت» (هوية) المنشق عن الليكود، موشيه فاعلين، إلى احتفال التشفي من لبنان، معتبراً الانفجار «ألعاباً بهلوانية تفرحني في عيد الحب اليهودي».

في المقابل، ينضم المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48)، الذين تجمعهم صلات قربى عائلية ونسب مع أهل لبنان؛ خصوصاً سكان الجليل منهم، إلى الجهود الفلسطينية والعربية والعالمية لمناصرة لبنان في محنته. وباشروا، أمس، حملة تبرعات في الكنائس والمساجد والمؤسسات الاجتماعية والخيرية والسياسية. وعرضوا إرسال طواقم طبية للمساهمة في نعالجة الجرحى، علماً بأن لديهم طواقم طبية قديرة وتعتبر ذات مستوى مهني رفيع. وتوجه مديرو المستشفيات العرب بالدعوة لاستقبال مصابين في مستشفياتهم؛ علماً أن هناك ثلاثة مستشفيات عربية تابعة للكنائس في مدينة الناصرة، ومستشفيين آخرين في صفد ونهاريا، تابعين للحكومة الإسرائيلية، ويديرهما طبيبان عربيان. وأعلن رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب محمد بركة، أنه يقيم اتصالات مع الأهل في لبنان، عبر السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، ناقلاً التضامن والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة كارثة الانفجار. وقال بركة، خلال اجتماع طارئ للجنة عقدت خصيصاً لهذا الغرض، اليوم (الخميس)، في الناصرة، إن عشرات الطواقم الطبية العربية أبدت استعدادها لتقديم كل مساعدة ممكنة للبنان، وتقرر في الاجتماع توحيد كل جهود المساندة للبنان وتركيزها بيد لجنة المتابعة. وسئل بركة عن رأيه في موقف حكومة إسرائيل عرض تقديم المساعدات إلى لبنان، فقال إن «حكومة إسرائيل تتخذ موقفاً متلوناً لا يتسم بالصدق. فهي من جهة حتى قبل أيام فقط، تهدد بتدمير لبنان، ومن جهة ثانية تفرض حصاراً على أهلنا في قطاع غزة وتمنع وصول المرضى هناك للعلاج، ومن جهة ثالثة تدعي الإنسانية وتعرض المساعدات». وأضاف: «لا أحد يصدقها في ذلك».

 

القصة الكاملة لرحلة شحنة الموت والدمار إلى بيروت

موسكو/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

وصلت المادة الكيماوية، التي سببت أسوأ انفجار تشهده بيروت في وقت السلم، إلى العاصمة اللبنانية، قبل سبع سنوات على متن سفينة شحن متهالكة يستأجرها رجل أعمال روسي، ووفقاً لقبطان السفينة لم يكن من المقرر أن تتوقف هناك، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بوريس بروكوشيف الذي كان قبطان السفينة «روسوس» عام 2013 «كانوا جشعين»، موضحاً أن مالك السفينة أبلغه أن عليه أن يتوقف، بشكل لم يكن في برنامج رحلته، في لبنان، لتحميل شحنة إضافية. وأضاف أن السفينة كانت تحمل 2750 طناً من مادة كيماوية سريعة الاشتعال من جورجيا إلى موزمبيق عندما جاءه الأمر بالاتجاه إلى بيروت في طريقه عبر البحر المتوسط. وطُلب من طاقم السفينة تحميل بعض معدات الطرق الثقيلة ونقلها إلى ميناء العقبة الأردني قبل استئناف الرحلة إلى أفريقيا، حيث كان من المقرر تسليم «نترات الأمونيوم» لشركة تصنيع متفجرات. لكن السفينة لم يُكتَب لها أن تغادر ميناء بيروت أبداً، بعد أن حاولت دون جدوى تحميل الشحنة الإضافية بأمان لتسقط في براثن نزاع قانوني طويل بخصوص رسوم الميناء. وعن محاولة تحميل الشحنة الإضافية قال بروكوشيف (70 عاماً)، لـ«رويترز» عبر الهاتف، من منزله في مدينة سوتشي الروسية على ساحل البحر الأسود: «كان مستحيلاً، كان من الممكن أن تُدمّر السفينة كلها، فقلت: لا»، واتهم القبطان ومحامو بعض الدائنين مالك السفينة بالتخلي عنها ونجحوا في استصدار أمر بالتحفظ عليها. وبعد أشهر ولأسباب تتعلق بالسلامة تم تفريغ شحنة «نترات الأمونيوم»، ووضعها في مستودع بالميناء. ويوم الثلاثاء، اشتعلت النيران في ذلك المخزن وانفجر على مقربة من منطقة سكنية مأهولة في المدينة. وأسفر الانفجار الهائل عن مقتل 145 شخصاً، وإصابة 5000 آخرين وسوّى بنايات بالأرض، وتسبب في تشريد أكثر من ربع مليون شخص. وربما كانت السفينة نجحت في مغادرة بيروت لو أنها تمكنت من تحميل الشحنة الإضافية.

وقال رئيس بحارة السفينة الأوكراني بوريس موسينشاك إن الطاقم كدّس المعدات التي كان بينها حفارات وآليات ضخمة لتمهيد الطرق، فوق أبواب مخزن الشحن الذي يحوي «نترات الأمونيوم» في جوفه، لكن الأبواب انبعجت تحت ثقل المعدات، وأضاف موسينشاك عبر الهاتف: «السفينة كانت قديمة وانثنى غطاء المخزن لذا قررنا عدم المخاطرة». وأمضى القبطان وثلاثة من أفراد طاقم السفينة 11 شهراً على متنها، خلال النزاع القانوني دون تلقي رواتب وبإمدادات غذائية محدودة، وبمجرد مغادرتهم جرى تفريغ «نترات الأمونيوم».

وقال بروكوشيف: «الشحنة كانت سريعة الانفجار، لذلك ظلّت على متن السفينة خلال فترة وجودنا هناك (نترات الأمونيوم)، تلك كان تركيزها عالياً جداً». وذكر أن مالك السفينة هو رجل الأعمال الروسي إيغور غريشوشكين الذي استجوبته الشرطة القبرصية في منزله بقبرص، اليوم الخميس. وقال متحدث باسم الشرطة إنه تم استجواب شخص لم يكشف اسمه بناء على طلب من الشرطة الدولية في بيروت في ما يتصل بالشحنة. وشحنة نترات الأمونيوم باعتها شركة «روستافي أزوت إل إل سي» لصناعة السماد الجورجية ومتجهة لشركة «فابريكا دي إكسبلوسيفوز» لصناعة المتفجرات في موزمبيق.

ولم يرد ممثل كبير لشركة «فابريكا دي إكسبلوسيفوز» على الفور على طلب للتعليق أُرسل له على موقع «لينكد إن». وأبلغ ليفان بورديلادزي، مدير مصنع «روستافي أزوت»، «رويترز» أن شركته تدير مصنع الكيماويات منذ ثلاث سنوات فقط، لذا لن يتسنى له أن يؤكد ما إذا كانت «نترات الأمونيوم» من إنتاج شركته. ووصف قرار تخزين المادة في ميناء بيروت بأنه يُعتبر «انتهاكاً جسيماً لإجراءات التخزين الآمن على أساس أن «نترات الأمونيوم» تفقد خصائصها المفيدة في غضون ستة أشهر. ووفقاً لبروكوشيف، فإن الماء كان يتسرب إلى السفينة لكنها كانت صالحة للإبحار حين أبحرت إلى بيروت في سبتمبر (أيلول) 2013. إلا أن بروكوشيف قال إن السلطات اللبنانية لم تولِ اهتماماً يُذكر لـ«نترات الأمونيوم» المخزنة في جوف السفينة في أجولة كبيرة، وأضاف: «أشعر بأسى للناس الذين قتلوا أو أصيبوا في الانفجار لكن يجب معاقبة مسؤولي السلطات المحلية اللبنانية، لم يهتموا مطلقاً بالشحنة». وغرقت السفينة «روسوس» التي كانت راسية في ميناء بيروت حسبما ورد في رسالة بعثها محام بالبريد الإلكتروني إلى بروكوشيف في مايو (أيار) 2018، يقول فيها إن السفينة غرقت «مؤخراً».

 

استقالة سفيرة لبنان في عمّان تريسي شمعون

بيروت/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

أعلنت سفيرة لبنان لدى الأردن تريسي شمعون استقالتها من منصبها اليوم الخميس. وقد فعلت ذلك على الهواء مباشرة أثناء مشاركتها في برنامج سياسي تلفزيوني احتجاجاً على الفساد. وكانت شمعون قد وصلت إلى بيروت الخميس، بالتزامن مع وصول المستشفى العسكري الميداني الأردني، إلى هناك، وقدمت شكرها للأردن على مساندته للبنان. وتريسي شمعون هي حفيدة الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون، والإبنة الكبرى للزعيم السياسي داني شمعون الذي اغتيل مع زوجته وولديه الآخرَين في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1990. وقد أدان القضاء اللبناني حينها سمير جعجع قائد القوات اللبنانية بقتله وحكم عليه بالسجن المؤبد، قبل أن يخرج من السجن عام 2005. وقد عُيّنت تريسي شمعون سفيرة في عمّان في يوليو (تموز) 2017، علماً أن والدها داني الذي تزعم حزب الوطنيين الأحرار بعد والده الذي كان رئيس الجمهورية بين 1952 و1958 والذي رحل عام 1987، كان حليفاً للرئيس الحالي العماد ميشال عون. ودعت شمعون إلى تغيير الطبقة السياسية من خلال انتخابات نيابية وفق قانون جديد.

 

مصرف لبنان المركزي يجمّد حسابات مسؤولين في مرفأ بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

أظهرت وثيقة صادرة عن مصرف لبنان المركزي واطلعت عليها وكالة «رويترز» للأنباء، وأكدها المصرف، أنه قرر تجميد حسابات مدير مرفأ بيروت والمدير العام للجمارك اللبنانية وخمسة آخرين بعد انفجار المرفأ. ونقلت الوثيقة، الصادرة بتاريخ اليوم (الخميس)، عن هيئة التحقيق الخاصة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، أن القرار سيُرسل إلى كل البنوك والمؤسسات المالية في لبنان والنائب العام لدى محكمة التمييز ورئيس الهيئة المصرفية العليا. وأوضحت الوثيقة أن تجميد الحسابات ورفع السرية المصرفية عنها سينفذان على الحسابات المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بالمدير العام لمرفأ بيروت حسن قريطم والمدير العام للجمارك بدري ضاهر وخمسة آخرين منهم مسؤولون حاليون وسابقون في الميناء والجمارك. وقال قريطم وضاهر لمحطات تلفزيون لبنانية، أمس (الأربعاء)، إن عدداً من الرسائل أرسلت على مدار سنوات لجهات قضائية تطلب التخلص من المواد الشديدة الانفجار المخزنة في المرفأ والتي انفجرت يوم الثلاثاء.

 

إيران تحذّر من تكرار سيناريو مرفأ بيروت: إنّه درس للعالم أجمع

حذّرت السلطات الإيرانية من تكرار سيناريو تفجير مرفأ بيروت في البلاد، مؤكدة أن "الحادث يمكن أن يكون درساً للعالم أجمع من حيث الدفاع المدني". وقال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني العميد غلام رضا جلالي: "كانت حادثة بيروت مريرة للغاية، ويجب أن يكون انسحاب المنشآت العالية المخاطر من المدن على جدول الأعمال أكثر من ذي قبل في إيران"، وذلك حسب وكالة "فارس" الإيرانية. وتحدث جلالي عن إمكانية تعرض أنظمة التخزين الكيميائي في يوم واحد، لذلك طالب الحكومة بنقل المنشآت العالية المخاطر من المدن، متابعا: "يمكن أن يكون هذا الحادث درسا للعالم بأسره من حيث الدفاع السلبي، سواء في مجال الموقع أو بروتوكولات تخزين المواد الكيميائية أو كيفية الاستجابة للكوارث". وقال إن "منظمة الدفاع المدني ستتابع ملف نقل المنشآت العالية المخاطر من داخل المدن، وفي المرحلة الأولى يجب على الحكومة أن تكون جادة في تحقيق هذا الأمر".

 

هل يعجل بنهاية "حزب الله"؟

الشرق الاوسط/الخميس 06 آب 2020

الدمار أعظم، والقتلى والجرحى أكثر من الحروب الماضية التي أصابت لبنان وعاصمته. إنما القصة مكررة. ففي عام 2008 اعترضت الحكومة اللبنانية على سيطرة «حزب الله» على مطار بيروت، وعلى بناء شبكة اتصالات تحت الأرض تستخدم لأغراض عسكرية وأمنية. تجرأ مجلس الوزراء وأصدر قراراً اعتبرها تعدياً على سيادة الدولة، واعتداء على المال العام. لجأ «حزب الله» إلى سلاحه وهاجم مناطق خصومه، وقتل نحو 70 شخصاً. وقامت قطر حليفته، كالعادة بتمويله، مثلما دعمت «حزب الله» ودافعت عنه، في اغتياله الحريري وبقية القيادات اللبنانية عام 2005. عقدت مؤتمر مصالحة في الدوحة، مؤتمر استسلام، نفذت فيه كل مطالب الحزب. سحبت الحكومة ذليلة القرارين، واستمر المطار والميناء والاتصالات تحت سيطرة «حزب الله» إلى اليوم. لا ننسى طبعاً الأحداث السابقة لها. رداً على الاحتجاجات اللبنانية الشعبية الواسعة ضد اغتيال «حزب الله» قيادات لبنانية، افتعل حرباً مع إسرائيل، عام 2006 بخطف جنديين، تسبب في دمار البنية التحتية للبنان. والسنوات التالية أظهر مزيداً من التسلط؛ حيث دخل «حزب الله» الحكومات، وأصبح يديرها، كما هو الحال الآن، وتولى مباشرة حقائب خدمات مهمة شعبية مثل وزارة الصحة وسيطر عليها، يقدم خدمات التطبيب للإيرانيين من منسوبي النظام وينهب المال العام لصالح منسوبيه والمنتفعين منه.

ووقعت كارثة الأزمة المالية الصعبة، أيضاً، كانت من فعل يده. غسل الأموال والإرهاب وضعا لبنان على قوائم المقاطعة الغربية، فصار هناك شبه انهيار في الصناعة المصرفية، وفقدت أغلبية الناس مدخراتها، وتبخرت الطبقة الوسطى في البلاد.

ثم وقع انفجار الميناء، الذي أصاب دماره نحو ثلث وسط بيروت، هو عمل آخر من أعمال «حزب الله» الذي تحت سيطرته. فيه يخزن أسلحته ومتفجراته، وسط مناطق المدنيين عامداً، وغير عابئ بسلامتهم. هذا عدا تغوله على السلطة الشرعية، وبنائه قوة عسكرية وأمنية تفوق قوة الدولة يستخدمها في الحروب الداخلية والخارجية. مجمل الأحداث المتكررة تنبئ بأمرين، تكرر فشله وضعفه، وخاصة في استهداف إسرائيل له. لكن الانهيار المالي والخدماتي، علامتان فارقتان مهمتان، مسّتا حياة الجميع، كل السكان والطبقات.

كل الظروف الداخلية المعادية له، والإقليمية ضده، تحديداً استهداف نظام إيران بالحصار والملاحقة الدولية، تجعل وجود «حزب الله» نفسه مهدداً، إن لم يقبل الدعوات المتكررة له بنزع سلاحه. وهو بالتأكيد أمر مستبعد أن يقبل، لأن «حزب الله» في الواقع جزء من «الحرس الثوري» الإيراني. والنظام الإيراني، نفسه، معرض للانهيار جراء الضغوط الهائلة عليه عسكرياً واقتصادياً، من الشعب الإيراني ومن الولايات المتحدة، معاً. وآمال السلطة في طهران معلقة على فشل إعادة انتخاب دونالد ترمب في الانتخاب الرئاسية الأميركية بعد 3 أشهر. تعرف أن ترمب لو أعيد انتخابه سينتهي النظام في طهران و«حزب الله»، بشكل ما. حتى لو فاز منافسه الديمقراطي فإن الرغبة الدولية، وليست الأميركية فقط، ستهيئ لسقوط النظام إن رفض القبول بالتغيير. ومن أول المطالب، إنهاء «حزب الله» عسكرياً. سلاحه، وغسله للأموال وتمويل الإرهاب، وتأجير مقاتليه في حروب المنطقة، وتهديده للجميع ستسرع بنهايته خلال الرئاسة الأميركية المقبلة.

 

بعد مقدمة MTV النارية.. "التيار" يرد ويحذر

مواقع ألكترونية/الخميس 06 آب 2020

اعتبرت اللجنة المركزية لـ "التيار الوطني الحر" في بيان أن "بعض وسائل الاعلام وعلى رأسها الـ MTV بالاضافة الى عدد من الاعلاميين والسياسيين المعروفي التاريخ والهوى ومصدر الرزق، يجدون في كل حدث، مناسبة للتطاول على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولاتهامه بكل الفظائع التي تحصل. ومع ان الوقت هو لوقفة انسانية وطنية جامعة، الا ان حفلة الظلم وقلة الاخلاق وقلة الضمير بعناوين براقة كحرية التعبير لم تعد مقبولة ولم يعد ينفع معها السكوت. لذلك نعلن أن كرامتنا هي من كرامة فخامة الرئيس وهي فوق أجنداتهم السياسية الخبيثة، ووطنيتنا المولودة من رحم وطنيته أنصع من كذبهم المتمادي ولا تقبل بهذا الكذب والتزوير، وعملنا الذي بنيناه على مبادئه وإصراره يدل علينا فيما هم لا يقومون بأي شيء الا الشهادة للباطل". أضافت: "هم شهود زور وأصحاب مصالح ضيقة، لذلك ندعو الجميع الى الوقوف إلى جانب الحق ولو بكلمة، والى جانب من يعمل للانقاذ وليس من يريد تدمير كل شيء في محاولة لتدمير تاريخ وفكر ونهج وشخص، وليست مهمة الألقاب فإسم ميشال عون وحده يكفي". وختم: "ان مثل هذا الكلام يرتب على أصحابه مسؤوليات قانونية وأخلاقية، وكما وقفنا سابقا مع المحطة في وجه الظلم وقمع الحريات، نقف اليوم أيضا في وجه الظلم الذي تمارسه المحطة إياها هذه المرة مع الكثير من الافتراء وتضليل الرأي العام لمصالح مشبوهة ومكشوفة".

 وكان جاء في مقدمة MTV:

السيد ميشال عون، واسمح لنا أن نخاطبك من الآن فصاعدا من دون لقب فخامة الرئيس. فالفخامة لا تتناسب وبؤس شعبك ووجعه، كما لا تتناسب وخراب عاصمتنا أمام أعيننا. إن ما شهدناه أمس وما نشهده اليوم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية، وما بعد الرابع من آب 2020 لن يكون أبدا كما قبله. ونحن مقتنعون بأن الظروف المأسوية التي نعيشها جميعا تفرض علينا التخلي عن الشكليات، وأن نتحدث معك من دون قفازات، وهذا ما سنفعله. فالكلام غير المباشر لم يعد يجدي، والمواربة لم تعد تنفع. لقد أكدت اليوم في بدء جلسة مجلس الوزراء أنك مصمم على السير في التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل بأسرع وقت ممكن، وأنك تريد محاسبة المسؤولين والمقصرين وإنزال أقصى العقوبات بهم. الغريب في الأمر أنك تتحدث عن الموضوع بصيغة الغائب المجهول. أفلا تدري أنك المسؤول الأول في البلاد، وبما أنك كذلك فأنت تتحمل المسؤولية الأولى عما حصل؟ وألا تدري أن تهمة التقصير تطالك قبل سواك، وأن من سقط أمس في بيروت هو نتيجة سقوط مفهوم الدولة في كل لبنان في عهدك؟ لذلك نقول لك يا سيد عون: إستقل فورا. فالكبار الكبار ليس الذين يعرفون كيف يصلون إلى المراكز العليا فحسب، بل الذين يعرفون أيضا كيف ينسحبون من الحياة العامة والمسؤولية عندما يخطئون أو يقصرون. سيد عون، لقد تفاءلنا كثيرا عند وصولك الى سدة الرئاسة. لقد اعتقدنا عن خطأ ان حكمك سيكرس حقا مفهوم التغيير والاصلاح، وان عهدك سيكون حتما العهد القوي. لكننا نعترف امام الوطن والناس اننا أخطأنا كثيرا بتفاؤلنا، واننا كنا ساذجين باعتقادنا. أنت لم تحقق، وبعد انقضاء ثلثي عهدك، أمرا واحدا مما وعدت به. الدويلة في عهدك صارت اقوى من الدولة، بل صارت هي الدولة، الزبائنية تحكمت، الفساد استشرى، والمؤسسات انهارت، الليرة اللبنانية اصبحت نكتة على الألسن، والناس " افتقرت" وجاعت. واسوأ من هذا كله ما حصل امس. فالذين لم يموتوا ببطء من الفقر والجوع والقهر، ماتوا بسرعة قياسية من الزلزال الهائل الذي ضرب قلب لبنان. والانكى ان مجلس الوزراء اليوم، وبرئاستك، غسل يديك ويديه من النكبة وقرر في خطوة مسرحية مضحكة مبكية، ان يضع في الاقامة الجبرية من أدار التخزين والحراسة في ملف المواد المتفجرة منذ العام 2014. افلا يعني هذا انكم تريدون التضحية بصغار المسؤولين لتبقوا في مراكزكم ايها "الكبار"؟ علما ان الرؤساء وعددا لا بأس به من النواب وعددا من الوزراء هم المسؤولون، أما الصغار فمتواطئون ومنفذون. سيد عون، ان كل المنظومة الفاسدة التي اتت بك الى الرئاسة لتتقاسم معك المراكز والمنافع قد سقطت منذ فترة، وهي استكملت سقوطها بزلزال بيروت، ومع ذلك ما زلتم جميعا تتكبرون وتتجبرون، وترفضون الاستماع الى صوت الشعب. فيا حرام على الشعب اللبناني، ويا عيب الشوم على هيك رؤسا ووزرا، وعلى هيك مسؤولين لا مسؤولين!!

 

فرنسا تفتح تحقيقاً حول "إنفجار بيروت"

نداء الوطن/06 آب/2020

فُتِحَ تحقيق في فرنسا أمس من جانب نيابة باريس في التسبّب بـ"جروح غير متعمّدة" بعد الانفجار الضخم الذي دوّى الثلثاء في مرفأ بيروت، فيما يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان اليوم.

وأوضحت نيابة باريس في بيان أن إحصاءً أوليّاً سمح بتحديد هويّات 21 شخصاً فرنسيّاً أُصيبوا في الإنفجار، مضيفةً: "إنطلاقاً من الاختصاص الذي يشمل وقائع حصلت في الخارج، فإنّ دائرة الحوادث الجماعيّة في نيابة باريس تفتح اليوم (أمس) تحقيقاً في التسبّب بجروح غير متعمّدة". وفي الغضون، جمع رئيس الحكومة الفرنسي جان كاستيكس الوزراء الأساسيين المعنيين أمس، من أجل تنسيق كلّ المساعدات ومواد الإغاثة التي ستُرسلها باريس إلى بيروت، في حين غادرت أوّل طائرة مساعدات ظهر أمس من مرسيليا محمّلة معدّات إغاثة طارئة وفريقاً طبّياً من 9 أشخاص إلى لبنان. ومن المتوقّع أن تلحقها طائرات أخرى. وتوجّه هؤلاء إلى بيروت في طائرة خاصة وضعت في تصرّفهم من جانب المدير التنفيذي لشركة "سي إم ايه - سي جي أم" للنقل البحري رودولف سعادة، وهو من أصل لبناني. وفي الأثناء، قال وزير الخارجيّة الفرنسي جان ايف لودريان بعد اتصال بنظيره اللبناني شربل وهبة: "في المحن يقف الأصدقاء بعضهم إلى جانب بعض، ونحن إلى جانبكم"، مشيراً إلى أن فرنسا ستقوم بمبادرات إضافيّة في الأيّام المقبلة بهدف تحريك مساعدة دوليّة ضروريّة، لا سيّما على المستوى الأوروبي، لتقديم دعم فوري للبنان، من دون مزيد من التفاصيل.لكنّ لودريان، الذي انتقد خلال زيارة قام بها إلى بيروت في تموز غياب الإصلاحات الضروريّة الهادفة إلى إخراج البلاد من الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة التي تغرق بها، أضاف أن الوقت حاليّاً وقت تقديم المساعدة الإنسانية، لكن "لاحقاً يأتي وقت استئناف الأعمال، ولا شكّ وقت تقديم التوضيحات". وكان لافتاً أمس تأكيد قادة الأحزاب السياسيّة في فرنسا، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، "تضامنهم الكامل مع لبنان الصديق"، معلنين تمسّكهم بالروابط التاريخيّة والسياسيّة والثقافيّة واللغويّة التي تجمع بين البلدَيْن.

 

فعلها ماكرون... رؤساء الكتل النيابية على طاولة واحدة!.. واللواء السيد : هؤلاء بحاجة دائماً لجزمة غريبة ليتوحّدوا... شكرا ماكرون!

مواقع الكترونية/06 آب/2020

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  في قصر الصنوبر رؤساء الكتل النيابية  محمد رعد، ابراهيم عازار، سعد الحريري، سمير جعجع، سامي الجميّل،  وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط،  سليمان فرنجية  وطوني فرنجية وجبران باسيل. وبعد انتهاء اللقاء، أكد جنبلاط أن "كلام ماكرون واضح اذا لم تساعدوا انفسكم لن نساعدكم". وأعلن "أنه  بدأ بالامور البسيطة التي قالها وزير خارجيته اي حلوا قصة الكهرباء والمياه والامور الحياتية اهم من مناقشة السياسات الدولية والاقليمية وكان واضحا ان لا ثقة للشعب بالطبقة السياسية". جعجع رأى أنه "مجرد ان رئيس فرنسا ترك كل مشاكل بلاده ليأتي الى لبنان بهذا الظرف هي خطوة كبيرة وقدموا مساعدات ويريدون تقديم سواها".

وردا على سؤال بشأن طرح تغيير النظام، شدد على أن  "المطلوب تغيير الممارسة قبل كل شيء".

من جهته، أوضح فرنيجة أن "ماكرون تحدث  عن تغيير في الأسلوب وبيّن انه صديق حقيقي للبنان".

أما الجميّل، فنوه "بأننا سمعنا من الرئيس الفرنسي فشة خلق، فقد قال الحقيقة كما هي".

وعن عن لجنة دولية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، أكد الجميل "أننا مع هذا الطلب".

وأشار الجميّل إلى أن "من اوصلنا الى هنا لن يُنقذنا ويجب ان نعيد القرار للناس بانتخابات مبكرة، اول طرح هو تغيير الحكومة ومن ثم تأتي الحلول الأخرى".

وبالنسبة إلى الحريري وباسيل، فغادرا القصر من دون الإدلاء بأي تصريح.

وفي ذات السياق غرد النائب جميل السيد على حسابه عبر "تويتر" قائلا: "ماكرون دعا الفرقاء السياسيين إلى اللقاء به في قصر الصنوبر، وحضروا كلهم متل الشاطرين! بينما، لا كارثة الدولار والإفلاس، ولا وباء الكورونا، ولا حتى فاجعة المرفأ إستطاعت جمْعهم، ولكنّ ماكرون ألّف بينهم! شكراً ماكرون، لقد أثبتّ لنا مجدداً أن هؤلاء بحاجة دائماً لجزمة غريبة ليتوحّدوا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: الرئيس ترامب تحدث عن الانفجار وفقاً لـ”تقارير استخباراتية”

واشنطن- وكالات/06 آب/2020

 قال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، إن التقارير الأولية بشأن انفجار مرفأ بيروت توافقت مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أسبابه. وأشار كبير الموظفين مارك ميدوز، بحسب ما نشرت “شبكة سي إن إن”، إلى أن تصريحات ترامب الأولية توافقت مع تقارير استخباراتية حصل عليها الرئيس عقب الانفجار. وقال إن الحكومة الأميركية لم تستبعد تماما أن يكون الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت نتيجة هجوم، لكنه أضاف أنها ما زالت “تجمع معلومات”. لكن تصريحات الرئيس الأميركي تناقضت مع حديث مسؤولين أميركيين تحدثا لاحقا إلى “رويترز”، بشرط عدم الكشف عن شخصيتهما، وقالا إنه لم يتضح من أين يحصل ترامب على معلوماته، مشيرين إلى أن المعلومات الأولية لا توضح على ما يبدو أن الانفجار بسبب هجوم. وتحدث الرئيس ترامب، أمس، مجددا عن الأسباب التي أدت إلى الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت. وقال ترامب، “إنه لا يمكن لأحد أن يقول حاليا ما إذا كان الانفجار المدمر الذي وقع في بيروت كان نتيجة هجوم”. إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة “على علم بمقتل مواطن أميركي واحد على الأقل وإصابة آخرين بجروح جراء الانفجار بمرفأ بيروت”

 

إسرائيل وانفجار بيروت بين الشماتة والمساعدات والمخاوف من كارثة في حيفا

تل أبيب- وكالات/06 آب/2020

 نفت إسرائيل على المستوى الرسمي ضلوعها في انفجار مرفأ بيروت، وقالت إنها عرضت على لبنان مساعدات إنسانية وطبية عاجلة، غير أن كثيرا من التعليقات الإسرائيلية تنضح بمواقف مختلفة، خاصة على ضوء فرضيات بشأن علاقة إسرائيل بما وقع. وقد أصدر وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان بيني غانتس وغابي أشكينازي بيانا مشتركا جاء فيه أن إسرائيل توجهت إلى لبنان “عبر جهات أمنية وسياسية دولية وعرضت مساعدة إنسانية وطبية”. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه كلف مستشاره للأمن القومي بالاتصال بالمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف “لاستيضاح كيفية تقديم إسرائيل مزيدا من المساعدة للبنان”. من جهة أخرى، اتجهت أنظار البعض في إسرائيل إلى ميناء حيفا، وأبدوا مخاوفهم من حدوث كارثة مماثلة هناك بسبب وجود مخازن كبيرة لمواد كيميائية. وقالت عضو الكنيست عن حزب الليكود غيلا غاملئيل لإذاعة 104 المحلية “علينا أن نزيل المواد الكيميائية الخطيرة من ميناء حيفا”. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مركز حيفا للأبحاث البيئية أن هناك 1500 منطقة خطر في ميناء حيفا، و800 نوع من المواد الكيميائية الخطرة في الميناء، “في المصانع قرب غرف نومنا”. وفي سياق المقارنة بين بيروت وحيفا، جرى تداول مقطع فيديو قديم للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من عام 2016 يتحدث فيه عن قدرة الحزب على ضرب مخازن الأمونيا في ميناء حيفا. وقال نصر الله إن “بعض الصواريخ من عندنا بالإضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية… بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة يُقتل منهم عشرات الآلاف”

 

فوكس نيوز” تتهم قطر بتمويل “حزب الله” وتدعو لتجميد أصولها

واشنطن – وكالات/06 آب/2020

 كشفت قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أن الدوحة مولت تسليم أسلحة إلى “حزب الله”، معتبرة أن هذا الأمر يعرض القوات الأميركية في قطر، والتي يبلغ عددها نحو عشرة آلاف فرد للخطر، إذ تستضيف قاعدة “العديد” العسكرية في الدوحة مقراً أمامياً للقيادة المركزية الأميركية وأسراب القوات الجوية الأميركية.

ونقلت “فوكس نيوز” عن مقاول أمني خاص هو جيسون جي اخترق أعمال شراء الأسلحة في قطر، قوله، إن “أحد أفراد الأسرة المالكة” في الدوحة سمح بتسليم عتاد عسكري إلى “حزب الله”. ويوثق ملف قدمه جيسون جي، وتحققت منه “فوكس نيوز”، الدور الذي لعبه أحد أفراد العائلة المالكة القطرية منذ العام 2017، في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، فيما أشارت القناة إلى أن “ميليشيات حزب الله مسؤولة عن مقتل مئات العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان”. وذكرت القناة، أن سفير قطر لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي “الناتو” عبدالرحمن الخليفي، سعى إلى دفع 750 ألف يورو لجيسون لإخفاء الملف. وأضافت، إن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا مبالغ نقدية لـ”حزب الله” في بيروت “تحت ستار الغذاء والدواء”، وهما “جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية” و”مؤسسة التعليم فوق الجميع”. من جهته، قال جيسون الذي يستخدم اسماً مستعاراً لحماية نفسه من الانتقام القطري، إن هدفه هو “وقف قطر تمويل المتطرفين”. وفي السياق، حض سياسيون أوروبيون بارزون على شن حملة سريعة على تمويل قطر للإرهاب ولـ”حزب الله” تحديداً. وقالت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي جوليه، التي قادت لجنة تحقق في الشبكات المتطرفة في أوروبا والتي أعدت تقريراً لـ”الناتو”، إنه “يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية فيما يتعلق بقطر، وأن نكون حذرين بشكل خاص في تمويلها للإرهاب، ويتعين على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية في غضون ذلك”. وأضافت، إن “علينا أن نتبع سياسة عامة وحكيمة لمنع أي تمويل للإرهاب، خصوصاً من قبل دول مثل قطر أو تركيا”، التي تدعم جماعة “الإخوان”. من ناحيته، قال عضو البرلمان البريطاني إيان بايسلي جونيور، الذي يتتبع ملف تمويل الإرهاب، إن سلوك قطر “أمر شائن ويجب على الحكومة في المملكة المتحدة وبلجيكا على حد سواء أن تتصرف بحزم”.وأشار، إلى أن “هذه التهم (لقطر بتمويل الإرهاب) خطيرة جداً، خصوصاً أن السفير هو سفير الدوحة لدة الناتو، يجب التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات المناسبة”، مضيفاً إن “حزب الله هو جماعة إرهابية ولا يمكن التسامح مع العمل معهم، وسأتصل بوزير الخارجية في المملكة المتحدة وأطلب منه التحقيق في هذه التهم وتقديم الأدلة إلى السفير”.

 

محاكمة أسدي تجرد النظام من أهم أسلحته في ابتزاز الدول الأوروبية

عواصم – وكالات/06 آب/2020

 تعد قضية أسد الله أسدي، الديبلوماسي الكبير للنظام الإيراني ورئيس محطة المخابرات في أوروبا، الذي اعتقل في يونيو 2018 لضلوعه في تدبير مؤامرة لتفجير تجمع “إيران الحرة” المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبنت بالقرب من باريس، من أكبر قضايا محاكة وتمت إحالة الأسدي إلى المحكمة في أنتويرب بلجيكا، وبدأت يوم الخميس 30 يوليو 2020 في الجناح د بالطابق الثالث بغرفة “إيه في سي 3” من دار المحكمة، محاكمته حيث كان من المقرر أن تبت المحكمة في تاريخ المحاكمة وتفاصيل أخرى تتعلق بالقضية. ومن شأن محاكمة أسد الله أسدي العنصر الرئيس في إدارة شبكات الإرهاب التابعة للنظام الإيراني، أن تعري جميع شبكاته الإرهابية في عدد من دول العالم وبخاصة في اوروبا، إذ أن محاكمته ستجرد النظام من أهم اسلحته في ابتزاز الدول الاوروبية من جهة ومن جهة أخرى تأثيرها على علاقات الدول الاوروبية مع نظام طهران، وذلك في خضم الأزمة الدولية التي يعيشها الملالي لاسيما بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الدول الاوروبية.

 

الحرائق مستمرة والنار التهمت معملاً في طهران

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/06 آب/2020

 فيما لايزال يتواصل مسلسل الانفجارات والحرائق التي تضرب إيران، اندلع حريق كبير فجر أمس، في معمل للمواشي والدواجن في منطقة فشافوية في العاصمة الإيرانية طهران. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مدير ناحية فشافوية كريم رؤوف، قوله إن “عملية واسعة تجري لاحتواء الحريق، لكن النيران تتسع وتمتد إلى الأطراف، كما أن رجال الإطفاء والإنقاذ موجودون في المكان”. يأتي هذا بعد يومين على حريق آخر اندلع في منطقة صناعية قرب العاصمة طهران. وذكر التلفزيون الإيراني في حينه أن حريقا اندلع في المنطقة الصناعية بحي جاجرود بمنطقة برديس صباح الثلاثاء، دون الإفادة بوقوع قتلى أو جرحى. كما قال مسؤول في إدارة الإطفاء للتلفزيون الرسمي إن سبب الحريق لا يزال قيد التحقيق. ويشار إلى أن حوادث الحرائق التي اندلعت خلال الفترة الماضية زادت غموضا بتزامنها مع حوادث أخرى طالت منشآت إيرانية بما في ذلك حريق في منشأة نطنز النووية تحت الأرض الشهر الماضي تسبب في أضرار جسيمة. في غضون ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تتمسك بتمديد قرار فرض حظر السلاح الدولي على إيران، والذي ينتهي في أكتوبر المقبل، ملوحة في حال الفشل بإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على طهران. وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على أن بلاده ستقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع القادم مشروع قرار يدعو لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران، مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستعمل “بوسيلة أو بأخرى” لضمان تمديد حظر السلاح على إيران.

 

سلطات طهران تلجأ إلى الإعدام لقمع حرية الرأي انتقامية وارتفعت في شهر يوليو الماضي

السياسة/06 آب/2020

كشفت منظمة”مجاهدي خلق” المعارضة عن سلسلة انتهاكات لحقوق الانسان خلال الشهر الماضي في ايران، ووفقا لما ورد في التقرير الشهري الذي تصدره المنظمة، فقد اقدم نظام الملالي على اعدام شخص في المتوسط يوميًا في شهر يوليو الماضي، وورد في التقرير” تميز شهر يوليو 2020 باستخدام النظام الواسع لعقوبة الإعدام والتعذيب، وقمع حرية التعبير، والتمييز ضد الأقليات العرقية والدينية، وأبرزها إعدام سجينين سياسيين أكراد، وإصدار حكم الإعدام شنقا على رجل متزوج ولديه طفلان. وأثارت أحكام الإعدام الصادرة على المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات في ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019 غضبًا عامًا في البلاد. كما كثف النظام جهوده لمواجهة موجة السخط الشعبي من خلال إصدار أحكام بالسجن المشددة بحق المعارضين واعتقال نشطاء حقوقيين، واعلنت منظمة العفو الدولية في 15 يوليو الماضي ان هناك تصعيدا مثيرا للقلق في استخدام عقوبة الإعدام ضد المتظاهرين والمعارضين وأفراد الأقليات في إيران.

وفي 13 يوليو، تم إعدام رجلين كرديين في سجن أورمية في محافظة أذربيجان الغربية، وهما في أوائل العشرينيات والثلاثينيات من العمر على التوالي، محكومين بالإعدام منذ عام 2015، وحُكم عليهما بالإعدام عام 2015 استناداً إلى “اعترافات” تحت التعذيب.

وفي 8 يوليو، تم تنفيذ عقوبة الإعدام الوحشي على رجل متهم “بشرب الكحول” في سجن مشهد المركزي، وقال محاميه حسين حبيبي شهري إن:” مرتضى اتهم أيضا بتهمة القيادة من دون رخصة، وحيازة مشروبات كحولية”.

كما أصدرت المحاكم الإيرانية أحكام الإعدام في ما يتعلق بالاحتجاجات المتكررة ضد سوء الإدارة الاقتصادية والفساد والتضخم والبطالة على مدى العامين الماضيين. وصدرت هذه الأحكام بناء على تهم غامضة تتعلق بالأمن القومي، ومُنع المدعى عليهم من الحصول على المحامين، وقالوا إن السلطات عذبتهم لانتزاع اعترافات بالإكراه. وأكد المتحدث باسم القضاء الإيراني أن المحكمة العليا أيدت حكم الإعدام الصادر على ثلاثة متظاهرين صغار بالعمر، فيما لم يؤكد النظام رسمياً أحكام الإعدام الصادرة ضد أمير حسين مرادي ومحمد رجبي وسعيد تمجيدي رغم أن محاميهم أعلنوا تأكيد المحكمة العليا لأحكام الإعدام الصادرة بحقهم.

وفي 15 يوليو الماضي اضطر القضاء إلى اعلان أنه قد يلغي أحكام الإعدام الصادرة على الشبان الثلاثة بعد انتشار “هاشتاغ” باللغة الفارسية “لا تعدموا” ضد الإعدام ملايين المرات عبر الإنترنت. وقال قضاء الملالي أن رئيسه سينظر” في أي طلب مقدم من الشبان لمراجعة أحكامهم”. كما حكمت المحكمة العليا على خمسة متظاهرين آخرين بالإعدام، وتم اعتقال الشبان في أصفهان( وسط إيران) لمشاركتهم في الاحتجاجات واسعة النطاق التي اندلعت في أواخر عام 2017، وأوائل عام 2018. وفي 26 يونيو الماضي، أعلن رئيس السلطة القضائية في أصفهان فرض عقوبة الإعدام على ثمانية سجناء تم القبض عليهم في المحافظة خلال أواخر عام 2017، أو قاموا بدعم مسيرات احتجاجية في أوائل عام 2018. اما على صعيد حرية الراي والتعبير لا تزال السلطات تمارس قمع الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في 16 يوليو في مدينة بهبهان الجنوبية الغربية في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، واعتقلت قوات الأمن 50 متظاهراً خلال الاحتجاجات السلمية. وواصلت السلطات إصدار أحكام بالسجن الصارمة وجلد الأشخاص الذين عبروا عن معارضتهم، فلقد حكمت محكمة في غرب إيران على ثلاثة شبان إيرانيين بالسجن لفترات طويلة لحرقهم صورة لقاسم سليماني، واتهمتهم محكمة الثورة بـ”نشر دعاية ضد الحكومة من خلال حرق لافتات وصور قاسم سليماني” و “الانتماء إلى حزب كردي”، وحكمت محكمة الاستئناف بطهران في فبراير على حائري بالسجن والجلد بتهم “نشر دعاية ضد الحكومة” و “الإخلال بالنظام العام”. ويبدو أن السلطات فتحت قضية جديدة ضده تسمح للنظام بتمديد فترة اعتقاله بدلاً من إطلاق سراحه.

 

المقاومة الإيرانية تكشف شبكات الملالي الإرهابية في أوروبا والعالم/أكدت في تقرير "أن نظام طهران استخدم الغطاء الديبلوماسي لنشر جواسيسه"... ونشرت أسماء عملائه

المحطات الاستخباراتية في السفارات تتبع المعاونية الخارجية لـ”اطلاعات”/العراق يحتضن أكبر محطة استخبارية للنظام في العالم ويرأسها حالياً مهدي قاسمي

أعمال أسد الله أسدي التجسسية والإرهابية لم تقتصرعلى أوروبا/شبكات عملاء المخابرات تلاحق المعارضة وبخاصة “مجاهدي خلق”

عواصم – وكالات/06 آب/2020

 كشفت المقاومة‌ الإيرانية‌ عن شبكات الملالي الإرهابية في أوروبا والعالم بالأسماء والتواريخ، في تقرير خطير أكدت فيه أن نظام طهران استخدم الغطاء الديبلوماسي لنشر شبكاته التجسسية، ونشرت أسماء عملائه، وذلك بالتزامن مع بدء محاكمة بلجيكا الديبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي، الذي تولى رئاسة غرفة المخابرات التابعة لنظام الملالي في أوروبا.

وذكر التقرير أنه قبل عامين ألقت الشرطة الألمانية القبض على أحد العناصر المحورية، التي كانت تدير شبكة الارهاب التابعة للنظام الإيراني في أوروبا، منذ فترة طويلة تحت غطاء الديبلوماسية، موضحا أنه بعد فترة سلمت السلطات الالمانية المعتقل الديبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي، الذي تولى رئاسة غرفة المخابرات التابعة لنظام الملالي في أوروبا، والتي كانت تتخذ من مبنى سفارة نظام طهران في فيننا مقراً لها، إلى القضاء البلجيكي بطلب من الأخير، على رغم المحاولات المستميتة التي بذلها النظام الإيراني لمنع محاكمة أسدي والإفراج عنه من السجن من أجل نقله إلى إيران.

وقالت إن الديبلوماسي الذي كان يعمل في السفارة تحت غطاء منصب المستشار الثالث، ثبت ضلوعه بحسب ما كشفته النيابة البلجيكية، في المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف تجمعاً ضخماً للمعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس في 30 يونيو 2018.

وكشفت معلومات استخباراتية أن أسد الله أسدي ذهب إلى طهران بتاريخ 20 يونيو وهناك استلم مواد شديدة الانفجار يصل وزنها لنصف كيلو، وفي 22 يونيو قدم من طهران إلى فيينا حاملاً في حقيبته الديبلوماسية المواد المتفجرة، وذلك على متن طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية النمساوية تقل 240 مسافراً.

وفي 2 يوليو 2018 اعتقل الديبلوماسي الارهابي من قبل الشرطة الألمانية، وأصدر المدعي العام الفيدرالي في 6 يوليو 2018 حكماً بجلبه عن طريق قاضي التحقيق في المحكمة العليا للبلاد، وذلك بسبب نشاطاته كعميل من أجل تنفيذ عمليات سرية والتآمر من أجل القتل.

وأعطى أسدي في مارس 2018 مهمة لزوجين مقيمين في مدينة انتويرب البلجيكية، بتنفيذ عملية تفجير التجمع السنوي للمعارضة الإيرانية في خارج البلاد في قاعة فيلبنت، على أن يسلمهما الحمولة الانفجارية في العاصمة البلجيكية لوكسمبورغ في يوليو 2018.

وأكدت أنه من شأن محاكمة أسد الله أسدي، أن تعري جميع شبكات الملالي الإرهابية في عدد من دول العالم وبخاصة في اوروبا، إذ ان محاكمته ستجرد النظام من أهم اسلحته في ابتزاز الدول الاوروبية من جهة ومن جهة أخرى تأثيرها على علاقات الدول الاوروبية مع نظام طهران، وذلك في خضم الأزمة الدولية التي يعيشها الملالي لاسيما بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الدول الاوروبية.

وقالت إن أعمال أسدي التجسسية والإرهابية لم تكن مرتكزة على أوروبا فقط، كاشفة في وثيقة أنه كان منذ 2005 وحتى مايو 2008 عميلاً للنظام الإيراني في العراق، من أجل التجسس وتنفيذ عمليات قتل لعناصر من “مجاهدي‌ خلق” والمعارضة العراقية وقوى الائتلاف.

وأضافت أن استخدام النظام الإيراني الغطاء الديبلوماسي لنشر شبكاته الإرهابية والتجسسية في العالم لم يكن مقتصراً على أسد الله أسدي فقط، بل امتد إلى عناصر عدة، منها غلام حسين محمد نيا الذي كان يشغل نائب وزير المخابرات للشؤون الدولية، وتولى لسنوات رئيس المحطة الاستخبارية للنظام في مكتب ممثلية النظام في نيويورك، حيث تم إرساله في عام 2016 كسفير للنظام لألبانيا، ليطرد في 19 ديسمبر 2018، بعد كشف تورطه في أعمال إرهابية ضد “مجاهدي‌ خلق”.

أيضاً مصطفى رودكي الذي كان رئيسا للمحطة الاستخبارية قبل تولي أسدي في العاصمة النمساوية فيينا ورئيسا للمحطات الاستخبارية على مستوى أوروبا، تم إرساله بعد عودته من إيران مجدداً لألبانيا للتجسس على “مجاهدي‌ خلق” تحت غطاء الأمين الأول، ليطرد من قبل الحكومة الألبانية في 19 ديسمبر 2018 بتهمة المشاركة في العمليات الإرهابية.

محطات استخباراتية

وتتبع المحطات الاستخباراتية في سفارات النظام الإيراني في الدول المختلفة، لمجموعة منظمة المعلومات الخارجية والحركات، أو المعاونية الخارجية لوزارة المخابرات.

وتعد الإدارة العامة للتحقيق والتقارير قسماً من منظمة المخابرات الخارجية والحركات التابعة لوزارة المخابرات والموجودة في وزارة خارجية النظام، حيث تقوم على إدارة المحطات الاستخبارية في سفارات النظام. وسميت الإدارة العامة بالرمز 210، والمدير العام الحالي لها رضا لطفي، فيما تولاها قبله ما شاء الله صمدي لأعوام عدة. وفي ما يلي أهم رؤساء وعملاء وزارة مخابرات النظام الإيراني في السفارات بحسب مصادر استخباراتية غربية:

المحطة الاستخبارية في باريس

حسين شهرابي فراهاني طرد بعد عدة أسابيع من وجوده في فرنسا في سبتمبر 2018.

أحمد ظريف باسم مستعار عبادي، كان رئيس المحطة الاستخبارية في باريس ويدير شبكة العملاء الاستخباراتيين للنظام في فرنسا وتحديدا ضد منظمة “مجاهدي خلق” والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، منذ عام 2013 وحتى عام 2018 وقبل توليه هذا المنصب، من عام 2009 وحتى 2012، تولى محمد شيرازي وغلام رضا جعفري إدارة المحطة الاستخبارية.

المحطة الاستخبارية في ألمانيا

مرتضى شعباني الذي دخل ألمانيا عام 2004، رضا داد درويش دخل عام 2006، افشار مقدم دخل عام 2010، عباس جعفري دخل عام 2014، وحسين مهديان فرد الذي دخل في شهر سبتمبر 2015، تحت غطاء الأمين الثالث، ومهمة كل منهم هو جمع المعلومات ضد المقاومة الإيرانية.

إضافة إلى ذلك هناك عملاء مخابراتيون في قنصليات نظام طهران في ألمانيا، ووفقاً لما جاء في التقارير السنوية للأجهزة الأمنية الألمانية، فإن الهدف الأساسي لوجود عملاء وزارة المخابرات هو العمل ضد المعارضة الإيرانية وخاصة منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة.

المحطة الاستخبارية في ألبانيا

قبلت الحكومة الألبانية استضافة مجاهدي‌ خلق في بدايات عام 2013 في ألبانيا، في حين قامت وزارة المخابرات الإيرانية بإنشاء محطتها الاستخبارية في ألبانيا، من خلال إرسالها أحد عملائها الذي يدعى فريدون زندي علي آبادي في شتاء عام 2013، ليعود إلى إيران في 2017 ويتولى المهمة بدلاً عنه مصطفى رودكي، الذي كان يعمل رئيساً للمحطة الاستخبارية في النمسا حتى عام 2013، والمنسق للمحطات الاستخبارية التابعة لوزارة المخابرات في أوروبا، حيث دخل ألبانيا تحت غطاء الأمين الأول في السفارة.

أيضاً غلام حسين محمد نيا كان المدير العام للشؤون الدولية لمنظمة المعلومات الخارجية والحركات في وزارة المخابرات، ودخل ألبانيا منذ صيف عام 2016 تحت غطاء سفير.

ويتواجد محمد علي أرض بيما نعمتي داخل الأراضي الألبانية أيضاً منذ سبتمبر 2018، وجميعهم يعملون على جمع المعلومات وإدارة شبكة مرتزقة المخابرات بهدف تنفيذ أعمال إرهابية ضد مجاهدي‌ خلق المستقرين في ألبانيا.

المحطة الاستخبارية في العراق

تحولت المحطة الاستخبارية في سفارة نظام إيران في العراق بعد عام 2003 لأكبر محطة استخبارية للنظام في الدول المختلفة، وذلك بسبب تواجد منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية على أرض العــــراق، حيث كان هناك نحو عشرة موظفين موجودين في السفارة.

وفي ما يلي أسماء بعض رؤساء المحطة الاستخبارية والعملاء المهمين في سفارة النظام في العراق منذ مطلع عام 2005:

هاشمي أو أبوهاشم واسماعيل بور مهدوي، رسول معيني، أسد الله أسدي تواجد منذ عام 2005 وحتى منتصف عام 2008 رئيساً للمحطة الاستخبارية، وتولى كيومرث غلام علي رشادتمند مع الاسم المستعار حاج علي نويدي المهمة بديلاً عن أسد الله أسدي منذ عام 2009.

كيانمهر مع الاسم المستعار سجاد أصبح منذ عام 2013 بديلاً عن كيومرث غلام علي، حيث بقي حتى عام 2016 عندما خرج عناصر “مجاهدي‌ خلق” من العراق.

وجميع هؤلاء العملاء تورطوا في الهجمات الإرهابية على مدينة أشرف ومقر ليبرتي، إضافة إلى قتل “مجاهدي‌ خلق” العزل على أرض العراق، واغتيال عدد من الشخصيات العراقية المعارضة لنظام الملالي وقوات التحالف العسكرية.

وبعد خروج أعضاء “مجاهدي‌ خلق” من العراق، يرأس مهدي قاسمي حالياً المحطة الاستخبارية في سفارة النظام في العراق، فيما يعمل علي قائمي نائباً له، إضافــــة إلى بهروز نوروز بور أحد موظفي وزارة المخابرات، وثلاثة أشخاص من عملاء الوزارة.

 

الكاظمي يأمر بإخلاء الموانئ والحدود العراقية من المواد الخطرة/"الأمن الوطني": الإرهاب يمرُّ بمرحلة الاحتضار... ومقتل 4 "دواعش" في غارة للتحالف الدولي

بغداد – وكالات/06 آب/2020

 شكل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لجنة لجرد وإخلاء الحاويات “العالية الخطورة” الموجودة في الموانئ والمنافذ الحدودية، خوفاً من تكرار سيناريو انفجار مرفأ بيروت. وقال رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية عمر عدنان الوائلي، أمس، إن “هيئة المنافذ الحدودية حصلت على موافقة رئيس الوزراء على المقترح الذي قدمته لتشكيل لجنة عاجلة برئاسة مدير المنفذ الحدودي وعضوية الدوائر العاملة فيه لجرد الحاويات العالية الخطورة (كيمياوية، مزدوجة الاستخدام ونترات الأمونيا) المتكدسة والموجودة داخل المنافذ الحدودية”. وأضاف، إن “هيئة المنافذ ستعمل على وضع الحلول وإخلاء الحاويات إلى أماكن نائية تخصص من قبل الشركة العامة لموانئ العراق فيما يخص الموانئ، وسلطة الطيران المدني المتعلقة بالمطارات، وشركة النقل البري فيما يخص المنافذ البرية”. وأكد، “أهمية هذه الإجراءات الاحترازية لتفادي ما حدث في دولة لبنان الشقيقة والدمار الذي خلفته هذه الانفجارات”، مضيفاً إن “على اللجنة إنهاء أعمالها وتقديم تقريرها خلال 72 ساعة”. في غضون ذلك، قال الكاظمي، خلال زيارة لوزارة الداخلية، أول من أمس، إن الحكومة عازمة على إجراء الإصلاح الشامل في جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية والأمنية. وأوضح، أن المؤسسة الأمنية ضمن المؤسسات المشمولة بالاصلاح من أجل زيادة كفاءتها ومهنيتها، مشدداً على أن “الإصلاح يبدأ أولاً من الجيش والشرطة، والفرصة متاحة للعمل وتصحيح الأخطاء من أجل زيادة قدرتها على تأدية مهامها الأمنية بكفاءة عالية”. وقال، إن “أمام القوات الأمنية العديد من المهام والتحديات الكبيرة في مواجهة الإرهاب والجريمة، ونرفض أي ضغوطات سياسية ومن عناصر حزبية واجتماعية تمارس على المؤسسة الأمنية، وإن واجب الأجهزة الأمنية هو توفير الحماية لجميع العراقيين من دون التدخل في عملها”. ودعا، القوات الأمنية إلى “الالتزام بالمتطلبات الأساسية للعمل الأمني والمتمثلة باحترام مبادئ حقوق الإنسان وبناء جسور الثقة مع المواطن، وفق سياقات القانون وأطر العدالة، ورفض الاعتداء على رجل الأمن الذي يمثل القانون، وأي إعتداء عليه يعد اعتداءً على الدولة ونحن ملزمون بحمايته وحماية عائلته”. وفي السياق، أكد رئيس جهاز الأمن الوطني عبدالغني الأسدي، أمس، أن الإرهاب حالياً وصل إلى مرحلة الاحتضار، ورغم تواجد بعض الخلايا النائمة لكن لا يمكنها العودة إلى المربع الأول، مشيراً إلى متابعة ما تبقى من بقايا عناصر تنظيم “داعش” وتجفيف منابع الإرهاب في عموم البلاد. وقال، إن “جهاز الأمن الوطني يتابع تحركات عناصر داعش بكل دقة وبمختلف الوسائل المتاحة بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي”، مشيراً إلى رصد جميع التحركات المشبوهة لفلول “داعش”، ومؤكداً أن جميع تحركاتهم تحت السيطرة. إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أول من أمس، مقتل أربعة من عناصر “داعش: في غارة جوية للتحالف الدولي بمحافظة كركوك. وفي صلاح الدين، قتل جنديان عراقيان في هجوم مسلح أسفر كذلك عن إصابة ثلاثة جنود آخرين.

 

أميركا تُعزز قواتها في سورية… وتركيا تقصف مدينة عين عيسى وقوات النظام تصدت لهجوم "داعشي" شرق حماة

دمشق – وكالات/06 آب/2020

 قصفت القوات التركية، مدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة، من دون وقوع خسائر بشرية، فيما تصدت قوات النظام السوري لهجوم شنه تنظيم “داعش” شرق حماة، فيما عززت القوات الأميركية تواجدها في سورية بعد ان استقدمت جنود وآليات من العراق. وقالت مصادر ميدانية، أمس، إن الجيش الأميركي أدخل قافلة عسكرية ضخمة إلى قاعدته في (السد الغربي ومنتجع لايف ستون) بمحيط مدينة الحسكة شمال شرق سورية، آتية من معبر الوليد البري على الحدود السورية – العراقية. وأضافت، إن “قافلة مؤلفة من 47 شاحنة كبيرة ترافقها سبع مدرعات تحمل العلم الأميركي، وصلت إلى القاعدة الأميركي في منتجع لايف ستون والسد الغربي”، مشيرة إلى أن القافلة هي جزء من قافلة كبيرة لـ”التحالف الدولي” دخلت مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمال الشرقي، ليل أول من أمس. في غضون ذلك، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، ليل أول من أمس، أن قصفاً مدفعياً نفذته القوات التركية المتمركزة في قاعدة “كورمزات” ضمن مناطق شرق الفرات، استهدفت مدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة. وأضاف، إن القوات التركية والفصائل الموالية لها كانت قد قصفت قرية سليب قران في ريف تل أبيض شمال محافظة الرقة، في الثالث من أغسطس الجاري، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وكان “المرصد” قد رصد في وقت سابق، قصفاً مدفعياً نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها، استهدف محيط مدينة عين عيسى شمال الرقة، مؤكداً أن سياسات القوات التركية والفصائل الموالية لها في مناطق عدة بسورية، أدت إلى كوارث بيئية وإنسانية، ما دفع جهات مدنية وحقوقية إلى المطالبة بمحاسبة أنقرة وميليشياتها عن تلك الأفعال.

على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات، بعد منتصف ليل أول من أمس، بين وحدات من جيش النظام السوري وبين مسلحي تنظيم “داعش”، في البادية الشرقية لريف حماة وسط سورية. وقالت مصادر ميدانية، إن تعزيزات عسكرية لجيش النظام بدأت بالوصول إلى المنطقة لدعم عملية للتصدي للهجوم “الداعشي”. وأضافت، إن “مجموعات تابعة لتنظيم داعش هاجمت أحد المواقع العسكرية للجيش السوري في بلدة جويعد، التابعة لناحية السعن بريف مدينة سلمية الشمالي، شرق حماة”. وأشارت، إلى أن “مسلحين مجهولين يعتقد أنهم يتبعون تنظيم داعش حاولوا مهاجمة أحد مواقعنا في قرية جويعد بريف حماة الشرقي، حيث تدور في هذه الأثناء، اشتباكات عنيفة بمحيط القرية، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش السوري الى المنطقة”. من جهة أخرى، أفاد “المرصد”، أمس، بأن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) اعتقلت ستة مدنيين في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي. وذكر، أن عناصر “قسد” عمدوا إلى حرق منزل أحد المعتقلين بشكل كامل بعد إخراج ساكنيه منه، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن أسباب الاعتقال. في سياق متصل، نشرت “قسد” حواجزها وعززت مواقعها في جميع قرى ريف دير الزور الشرقي، بعد ساعات من التظاهرات المناوئة لها في مدينة البصيرة وبلدات الشحيل وذيبان وقرية الحوايج، وفرضت حظراً للتجوال في مناطق عدة من الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

 

متظاهر يتحدث للكاظمي عن حبيبته التي لا يستطيع الزواج منها والأخير يعده خيراً

بغداد – وكالات/06 آب/2020

 في موقف طريف، وبينما كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يستمع لمجموعة من المتظاهرين الشباب وسط بغداد، توجه أحدهم له يشرح سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وقال المتظاهر، أول من أمس، إنه قد مر على حبه لفتاة عشر سنوات كاملة، حتى إنها غدت غير جميلة، في إشارة منه إلى تأخر حصوله على وظيفة ليتزوج، فما كان من الجميع إلا أن دخلوا ومعهم الكاظمي بنوبة ضحك عفوية، رداً على كلام المتظاهر العفوي أيضاً. ووعد الكاظمي، بأن يغدو حال العراق أفضل، طالباً فرصة جديدة لتصير الأقوال أفعالاً.

 

داود أوغلو: تجاوزنا الخوف وكل كلمة نقولها تهدم جدران ديكتاتورية أردوغان

أنقرة – وكالات/06 آب/2020

 أكد رئيس وزراء تركيا الأسبق رئيس حزب “المستقبل” أحمد داود أوغلو، أمس، حاجة بلاده إلى أصوات جديدة في المعارضة مع استمرار معاناة البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية، مشيراً إلى تلاعب الحكومة بالإحصاءات الرسمية، ومعتبراً أن كل موقف يتخذه حزبه الجديد يتردد صداه في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم. وقال داود أوغلو، إنه “إذا شهدت الدولة أزمة اقتصادية وسياسية، فلا يوجد شيء طبيعي أكثر من النشاطات السياسية والبحوث السياسية الجديدة، وهي احتياجات لم تسدها السلطة حتى اليوم، فالأصوات الجديدة مطلوبة في المعارضة”. وأضاف، “بصفتنا الحزب الأول الذي تأسس في هذه الفترة، تجاوزنا عتبة الخوف، ما مهد الطريق للأحزاب الأخرى، كانت هناك حاجة لخطوة جريئة، وصوت جريء، نحن ذاك الصوت، وذاك الفريق”. وأشار، إلى أن مواقف حزبه تصدع جدران “العدالة والتنمية”، موضحاً أن “كل كلمة نقولها يتردد صداها داخل جدران حزب العدالة والتنمية، التي يعتقدون أنه لا يمكن الوصول إليها”، مضيفاً “أنا أعلم أن كلماتنا يتحدثون بها في الداخل”. من ناحية ثانية، أعلن رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، استعداد بلاده للجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بشأن مسألة ترسيم حدود المناطق البحرية. وقال، “التقيت بالرئيس أردوغان مرتين منذ تولي منصب رئيس الوزراء، أخبرته برغبتنا في تجديد العلاقات اليونانية – التركية، لأننا سنظل جيراناً إلى الأبد، أنا حقاً لا أصدق أن هناك عداوة بين الشعبين اليوناني والتركي، للأسف لم أتلق الرد الذي توقعته”. وأوضح، أن “سلوك تركيا، في رأيي، مزعزع للاستقرار، وهذه ليست مشكلة لليونان فقط، إنها مشكلة لأوروبا، وأعتقد أنها أيضاً مشكلة للولايات المتحدة”. وفي السياق، قالت مصادر عسكرية يونانية، إن طائرات حربية تركية انتهكت المجال الجوي اليوناني عشرات المرات في يوم واحد في تصعيد جديد للنزاع بين البلدين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

اليمن يتهم إيران بتصدير الفوضى ويحذر من انفجار خزان “صافر”/التحالف أسقط طائرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية

عدن – وكالات/06 آب/2020

 اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إيران، بتصدير الفوضى إلى اليمن والعراق ولبنان، والتسبب في تدميرها وخرابها. وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، أول من أمس، إن “ما تعيشه بلادنا من محنة منذ انقلاب الحوثيين، ليس بمعزل عما يمر به عدد من بلدان المنطقة من حالة الفوضى التي صدرها النظام الإيراني فدمرها وأحال أفراحها أتراحاً، وزرع الحزن في كل قلب، وما حال لبنان ببعيد”. وأضاف، “لم يدخل النظام الايراني بلداً إلا وحل فيه الدمار والخراب، وما تعيشه بلداننا العربية في (اليمن، العراق، لبنان) التي صارت مسرحاً للميليشيات الإيرانية إلا تأكيدا للدور التخريبي لنظام طهران الذي ألحق الضرر حتى بشعبه، فكيف سيكون طوق نجاة لغيره”. وأكد، أن “استمرار تواجد إيران في اليمن، عبر الحوثيين، يعني استمرار مآسي اليمنيين، وتزايد الدمار والخراب الذي خلفته منذ ظهورها في العام 2004، كغيرها من الميليشيات الإرهابية التي تدين بالولاء لإيران ولا تعيش إلا في مستنقع الموت والجريمة والإرهاب والتطرف”. واتهم، النظام الإيراني بـ “الادعاء كذباً وزوراً أنه يتبنى مشروع المقاومة بينما عمل من خلال أذرعه الإرهابية على تمزيق اللحمة العربية وإضعاف الأمة وتشتيت جهودها وحرف اهتماماتها عن قضاياها الجوهرية واشغالها ببعضها، وهذه اكبر خدمة تقدمها إيران لأعداء الأمة العربية”.

واعتبر، أن “الحديث عن إمكانية التعايش مع الميليشيات الطائفية الموالية لإيران أمراً مستحيلاً أثبتت التجارب والأيام فشله”. وبالمقابل ثمن، دور السعودية “بهدف إنقاذ الشعب اليمني من بطش ذراع ايران”. وفي سياق آخر، حذر الإرياني، من مخاطر غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر، “ودق ناقوس الخطر لتدارك كارثة بشرية واقتصادية وبيئية تفوق انفجار مرفأ بيروت بمئات المرات”. من ناحية ثانية، أعلن المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي، أمس، عن اعتراض وإسقاط طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مدينة الحديدة باتجاه السعودية.

ميدانياً، فككت “القوات المشتركة” في الساحل الغربي اليمني، أول من أمس، ألغاماً حوثية جرفتها السيول في مدينة حيس جنوب الحديدة، فيما أعلنت مقتل وإصابة 44 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، على يد الحوثيين، خلال الشهرين الماضيين، في الحديدة، ضمن خروقاتهم المتكررة للهدنة الأممية. إلى ذلك، توقع المسؤول الحوثي عن ملف الأسرى في صنعاء أحمد أبوحمرة، أول من أمس، إنه يتوقع إتمام صفقة تبادل الأسرى خلال الأيام المقبلة. وقال، إن “صفقة تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية تأتي لتنفيذ اتفاق الأردن منذ شهور، الذي كان ينص على الإفراج عن 1400 أسير من الطرفين على مرحلتين، وكان المفترض أن تتم المرحلة الأولى في شهر يونيوالماضي”. وأضاف، إن ما يجري حالياً هو الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الأردن والذي تم تجزئته إلى مرحلتين، حيث سيتم الإفراج عن 700 أسير من الطرفين، بينهم 450 أسير تابعين لحكومة صنعاء في حين سيفرج الحوثيون عن 250 من الحكومة اليمنية والتحالف.

 

جنوب أفريقيا تدعو إلى مواصلة مفاوضات «سد النهضة»

جوهانسبرغ/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

حضت جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، اليوم (الخميس)، الدول المتنازعة بشأن السد الذي تُشيده أديس أبابا على النيل الأزرق على «الاستمرار» في المفاوضات التي تهدد مصر والسودان بتعليقها. وقالت وزيرة العلاقات الدولية بجنوب أفريقيا ناليدي باندور، إن «المفاوضات تدخل مرحلة حاسمة، ونريد تشجيع الأطراف على التحلي بروح التضامن والأخوة الأفريقية»، وأضافت: «من المهم أن يظهر الطرفان التسامح والتفاهم المتبادل لدفع العملية قدماً»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويُعد «سد النهضة الكبير» مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011. وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تخشى الخرطوم والقاهرة من أن أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في أفريقيا وتقوم إثيوبيا ببنائها على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في السودان، ستحد من وصول المياه إليهما. وترغب كل من مصر التي تعتبر نهر النيل مصدراً لأكثر من 90 في المائة من مياه الري والشرب في البلاد، وترى في السد تهديداً حيوياً، والسودان الذي حذر مؤخراً من «التصعيد»، في اتفاق شامل حول كيفية إدارته، لكن إثيوبيا ترفض ذلك. وطلبت مصر، الثلاثاء، تعليق المفاوضات الجارية، وهددت الخرطوم بالانسحاب معربة عن غضبها من مسودة اتفاق قدمتها أديس أبابا، وتأخذ مصر عليها عدم معالجة قضية إدارة السد، بينما يتهم السودان إثيوبيا بربط إدارة السد بإعادة التفاوض بشأن تقاسم مياه النيل الأزرق، وهذا ما يرفضه.

 

حاكم أوهايو يعلن إصابته بـ«كورونا» ويلغي خطط استقبال ترمب

واشنطن/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

قال حاكم ولاية أوهايو الأميركية مايك ديواين، اليوم (الخميس)، إن الاختبارات أكدت إصابته بمرض «كوفيد - 19»، مشيراً إلى أنها أُجريت له ضمن بروتوكول السلامة اللازم لاستقبال الرئيس دونالد ترمب عندما يصل إلى مدينة كليفلاند. وجاء في بيان على حساب ديواين بموقع «تويتر»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن حاكم أوهايو الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري لا تظهر عليه أي أعراض للمرض في الوقت الراهن، وسيعود إلى كولومبوس عاصمة الولاية للبقاء في الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً. وأضاف بيان ديواين أن المسؤول الثاني في الولاية جون أوست خضع أيضاً للاختبار الذي أثبت خلوّه من الإصابة. وقال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز إنه يجري اتخاذ ترتيبات بديلة لاستقبال ترمب، موضحاً أنه لن تحدث تغييرات كبيرة في مسار رحلة الرئيس الأميركي في أوهايو. وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير: «يتمنى الرئيس للحاكم ديواين الشفاء العاجل والتام ويشيد بالعمل الذي يقوم به من أجل ولاية أوهايو العظيمة».

 

الملف الإيراني..ترامب يستبدل البراغماتي هوك بالصقر إليوت إبرامز

المدن/07 آب/2020

أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الخميس، استقالة المبعوث الأميركي المختص بالملف الإيراني براين هوك، على أن يقوم إليوت أبرامز، وهو الممثل الأميركي إلى فنزويلا وأحد صقور إدارة الرئيس دونالد ترامب، بمهماته. يأتي ذلك في وقت يعدّ مجلس الأمن الدولي لتصويت يجرى الأسبوع المقبل على محاولة أميركية لتمديد حظر الأسلحة الدولي المفروض على إيران. ويقول دبلوماسيون إن مشروع القرار يفتقر إلى الدعم الكافي، وسط معارضة روسيا والصين له. وقال بومبيو في بيان إن هوك "كان خياري بشأن إيران منذ أكثر من عامين وحقق نتائج تاريخية". وينظر إلى هوك، وهو من الذين وصلوا باكراً إلى إدارة ترامب، من قبل نظرائه والمحللين بأنه "براغماتي"، عازم على تنفيذ تعليماته على الرغم من التغييرات المفاجئة في السياسة. وكان هوك مرشحاً لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي بعد رحيل جون بولتون، لكن المنصب ذهب إلى روبرت أوبراين.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أسلوب هوك وتكيّفه السلس قد سبّب طول عمر خدمته في إدارة معروفة باضطرابات أساسية في السياسة الخارجية. وخدم هوك الجمهوري، خلال ولاية وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، في منصب مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية.

وبصفته مدير التخطيط السياسي، حاول هوك تعزيز الاتفاق النووي، الذي ندد به ترامب خلال الحملة الرئاسية لعام 2016 باعتبارها أسوأ صفقة تم التفاوض عليها وتعهد بالانسحاب منها. وكان من الأمور المركزية في جهوده، محاولة إقناع المشاركين الأوروبيين في الاتفاق، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بفرض قيود أكثر صرامة على البرنامج الصاروخي الإيراني. لكن تلك الجهود باءت بالفشل. ورأت وكالة "أسوشيتد برس" أن خروج هوك قد يعني استبعاد الدبلوماسية النووية مع طهران قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية، ويدفن أي فرصة متبقية لمبادرة مع إيران قبل نهاية فترة ترامب. وطوال السنوات الأربع التي أصبح خلالها هوك وجهاً لسياسة أقصى الضغوط التي تبنّتها الولايات المتحدة ضد طهران، أكد المبعوث السابق أيضاً على إمكانية استئناف المحادثات المباشرة مع إيران، كما فعلت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. ولكن بالنسبة للإيرانيين، وللبعض من منتقديه في أوروبا وداخل الولايات المتحدة، كان هوك مجرد مدافع عن سياسة تهدف إلى كسر إيران وإجبارها على الجلوس على المائدة لإعادة التفاوض على صفقة سبق أن توصلوا إليها وامتثلوا لها، مع إدارة أوباما في عام 2015. ووصفت "أسوشيتد برس"، خليفة هوك، إليوت أبرامز، بأنه محارب قديم في السياسة الخارجية ومحافظ متشدد ضد إيران. وقاد أبرامز جهود إدارة ترامب لمحاولة إجبار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التخلي عن السلطة ودعم منافسه الرئيسي خوان غوايدو. وسيستمر أبرامز بجهوده هذه أثناء خدمته كمبعوث إلى إيران. وأبرامز مشهور بدوره في فضيحة "إيران كونترا" خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان حيث تم بيع الأسلحة لإيران لدعم المتمردين المناهضين للشيوعية في نيكاراغوا. أبرامز، الذي كان آنذاك مساعداً لمجلس الأمن القومي، أُدين بحجب معلومات عن الكونغرس حول هذه المسألة، لكن عفا عنه الرئيس جورج بوش الأب. وأثنى السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، والمستشار المنتظم لترامب للسياسة الخارجية، على هوك بينما اعترف بأن "نافذة استبدال" الاتفاق النووي "ربما تُغلق قبل الانتخابات". وأضاف، مع ذلك "بعد الانتخابات.. إنه اقتراح مربح للجانبين". وقال غراهام إن هوك قام "بعمل رائع" في بناء تحالفات أميركية ضد إيران مع الدول العربية في الخليج. وأضاف "لقد كان ثابتاً في المياه الهائجة. هذا عمل بطولي في إدارة ترامب".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 بيروت تُنقذ لبنانَ… ندعو إلى خطةِّ إنقاذ دوليّة/سجعان قزي/افتتاحيةُ جريدة النهار/06 آب 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89213/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%aa%d9%8f%d9%86%d9%82%d8%b0-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8e/

 

ماذا فجر نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت؟

الكولونيل شربل بركات/06 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89195/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%ac%d8%b1-%d9%86%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

لن نستبق التحقيقات التي قد تجري لمعرفة أسباب الكارثة الكبرى التي وقعت في مرفأ بيروت، وتسببت بهذا الكم الهائل من الدمار، واصابت أكثر من خمسة آلاف جريح  وما يزيد عن مئة قتيل حتى الآن عدا المفقودين. ولكننا سنحاول في هذه المقالة تسليط الضوء من الناحية التقنية على امكانيات تفجير المواد التي يقال بأنها كانت مخزنة في العنبر رقم 12 من عنابر مرفأ بيروت.

بداية نود الاشارة بأن رئيس وزراء إسرائيل السيد نتانياهو وفي كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة 2018 أشار إلى وجود مصنع لتطوير الصواريخ الدقيقة قرب مطار بيروت حيث حدد ثلاث نقاط على صورة جوية حول المطار. وكان جواب وزير الخارجية اللبنانية يومها أن زار الموقع وعرض بعض الصور التي تظهر عدم وجود صواريخ فيه.

وهكذا اكتفت الحكومة اللبنانية يومها بالسخرية من معلومات السيد نتانياهو. ويحاول البعض على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم القول بأن نتانياهو تكلم ايضا على العنبر 12 في المرفأ.

ومع أن هذا الكلام غير دقيق، ولا يظهر في ذلك الخطاب اي إشارة للمرفأ، إنما يجدر بمن يدّعي المسؤولية عن المرفأ من السلطات اللبنانية، وأهمها الجيش ومخابراته، وقوى الأمن الداخلي بكافة فروعها، والأمن القومي والأمن العام وغيرها من أجهزة الدولة، ومن ثم الجمارك المسؤولة مبدئيا عن كل ما يدخل ويخرج من المرفأ، يجدر بهؤلاء التحقق من أن لديهم المعلومات الكافية عن شحنات المتفجرات التي تدخل وتخرج من المرفأ إلى لبنان أو منه إلى بقية أنحاء العالم. كما يجدر بهم التأكد من معلوماتهم حول محتوى العنبر 12 والذي بدأت الانفجارات داخله.

وكما يظهرفي افلام الفيديو التي توزعت على كل العالم فقد بدأ الانفجار الأول الذي كان صغيرا نسبيا ولكنه مع ذلك دفع ببعض الأجزاء من المبنى للتطاير، وقد صدرت عنه كمية كبيرة وكثيفة من الدخان الأبيض، جعلت المهتمين باي حدث غريب أن يبدأوا التصوير. وقد التقطت صور من كافة الجهات وحتى من البحر. وبعد مرور أكثر من ثلاثين ثانية أظهرت هذه الصور خلالها نوعا من التفجيرات المتتالية على طول العنبر المذكور، وكانت تبدو كأنها تفجير صناديق ذخيرة، انتهت بذلك الانفجار الكبير الذي ظهر ككتلة كروية من الغيم الأبيض ما لبثت أن تحولت في ارتفاعها إلى شكل الفطر كدليل على قوة الانفجار الذي انقشع عن عامود من اللهب والدخان الأحمر (ما يدل على أن الانفجار ناتج عن نيترات الأمونيوم).

وقد أحدث بالطبع موجة صدم كبيرة هدمت الأبنية المحيطة ووصل تأثيرها إلى مسافات بعيدة شعر فيها المواطنون في كل المناطق المحيطة ببيروت ووصل الصوت حتى جزيرة قبرص. وقد سجل مؤشر الزلازل في الأردن قوتها ب4،5 درجات على سلم ريختر للهزات الأرضية.

تقول السلطات اللبنانية بأن كمية كبيرة من مواد متفجرة (نيترات الأمونيوم) كانت قد صودرت من إحدى البواخر في سنة 2014 وأودعت في العنبر رقم 12 بانتظار البت بأمرها.

وقد تداول الخبراء والمحللون هذا الموضوع في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي اتصال معه عبر محطة ام تي في رأى العميد حطيط بأن هذه المادة قد تشتعل في حال لم تحفظ بشكل جيد. ولكن ما فات العميد المذكور بأنه حتى ولو اشتعلت هذه المواد فهي لا تنفجر، وهذه معلومة بسيطة نعرف أنه تعلمها في مادة كيمياء المتفجرات Chimie Explosive التي يدرسها تلامذة المدرسة الحربية عادة. فمن المعروف بأن أنواع المتفجرات هذه لا تنفجر بدون موجة صعق تنتج إما عن صاعق متفجر أو انفجار كبير قريب منها يشكل موجة صدم قوية تؤدي إلى تفجيرها.

وفي تحليل خبراء آخرين مثل العميد قهوجي أو العميد قطيشة ظهرت نظرية التفجير بواسطة صواريخ أطلقت على العنبر المذكور. وهنا كان سماع البعض لأصوات طيران سبق الانفجار لتدعم هذه النظرية، مع أن العميد قطيشة استبعد أن تكون الطائرات قد اقتربت فوق بيروت معتقدا بأن استهداف العنبر جاء بواسطة صاروخ مجنح قادر على اصابة الهدف بدقة، وأن الصوت الذي سمع هو صوت الصاروخ نفسه. ولكن تحليله عن الانفجارين لا يبدو مطابقا لما حدث كونه قد لا يكون درس الفيديوهات بشكل دقيق. فهو يقول بأن الصوت الأول كان صوت انفجار الصاروخ والثاني هو لانفجار المواد المستهدفة. ولكن الوقت بين الانفجار الأول والثاني بلغ أكثر من 30 ثانية وهو وقت كبير بين انفجار الصاروخ والمواد المستهدفة، وقد يكون الصاروخ أخطأ المواد المتفجرة وأصاب المستودع الذي يحوي ذخائر(وهذا يعني أن المواد المتفجرة مفصولة عن العنبر).

وهنا أيضا لا يمكن أن ينفجر صاروخ في مستودع للذخائر ويصدر الدخان الأبيض الكثيف مع ما تطاير معه في الهواء بدون أن يفجر هذه الذخائر فورا. لأن موجة الصدم الناتجة عن الصاروخ ستؤدي لتفجير كل الذخائر دفعة واحدة، إلا إذا كان حزب الله أو الدولة اعتمدوا هذا العنبر كمخزن دائم للذخيرة وجهزوه بعوازل بين مجموعات صناديق الذخيرة كافية لتمنع امتداد التفجير بين أقسامه، وعندها لما كانت الانفجارات في هذه الذخيرة انتقلت داخل العنبر من اليمين إلى اليسار بشكل واضح.

إذا ماذا حدث فعلا؟

لا يمكن التكهن بالتفاصيل بدون جمع كافة المعلومات عن الموضوع. ولكن مع أننا لا نستبعد فرضية أن تكون قوات معادية لحزب الله قد فجرت هذا المستودع إذا كان الحزب يستعمله لشحن واستيراد المواد المتفجرة.

فهناك عدة طرق قد تكون ادت لحدوث هكذا تفجير منها مثلا زرع عبوة داخل المخزن وهذا أمر قد يحدث بين القوى المتحاربة، أو حدوث خطأ فني أثناء القيام بتحهيز عبوة أو نقل مواد متفجرة حيث حدث خلل في جهاز تفجيرها، وهذه معرضة لأن تحدث في القذائف أو الصواريخ.

وعندها يمكن تفهم ألا تنفجر هذه الذخائر دفعة واحدة لأن موجة الصدم غير كافية، ولكنها بعد أن تتالت التفجيرات وتكاثرت قد تكون وصلت إلى قرب مخزون نيترات الأمونيوم ما جعلها تنفجر.

الموضوع المهم والذي يتسائل عنه المواطنون أيضا هو لماذا بقيت هذه المواد القابلة للتفجير في مرفأ بيروت لمدة ست سنوات؟

ولماذا لم يتم بيعها أو إعادة تصديرها أو تسليمها للجيش للقيام بحفظها بشكل آمن بعيدا عن عنابر المرفأ؟

ولكن عندما نعرف بأن المعلومات التي وردت عن عناصر الحزب الذين أوقفوا في عدة بلدان وضبطت معهم كميات من هذه المواد المتفجرة، اي نيترات الأمونيوم، ومثالا على ذلك خلية الكويت التي ضبط معها حوالي 19 طن من هذه المواد، وخلية بوليفيا حيث ضبط ايضا حوالي 2 طن ونصف، وفي المانيا مؤخرا حيث ضبطت أيضا بعض هذه المواد مخزنة لصالح أعضاء في هذا الحزب، كما وفي الفليبين وبريطانيا وغيرها من الدول.

وهنا قد يكون الحزب الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من مرفأ بيروت سيطر ايضا على هذه الشحنة ومنع التخلص منها لكي يستعملها في تجهيز بعض خلاياه، حيث يسهل تحميلها ضمن بضائع متجهة إلى مرافئ في دول مختلفة من العالم. وعندها يمكن تفهم سكوت أجهزة الدولة عن الموضوع كل هذه المدة.

في كل الحالات إن هذا الانفجار ونتائجه يجب أن يفهموا المواطنين بأن مرتزقة إيران هؤلاء لا يهمهم مصير الشعب اللبناني بكل فئاته، لأننا قد نستفيق على تفجير مخازن صواريخ أو قذائف وضعت بين البيوت في المدن والقرى حول لبنان بأكمله، وهي تهدد أمن المواطنين وحياتهم وأرزاقهم. والذي حصل في بيروت قد يحصل في اي مكان. فقد تستهدفها إسرائيل بدون سبب كإجراء وقائي قبل أن يحاول الحزب استعمالها.

من هنا خوفنا على لبنان من هذا السلاح الغير المسؤول والذي يضر بيئته أكثر من ضرره للعدو. ولكن لا سلطة في لبنان قادرة على أن تواجه هذا الحزب خوفا أو طمعا.

فهو يغطي مجموعة الفاسدين الذين أوصلوا البلاد إلى الدرك الذي تعيش فيه من جهة، وقد تعايشت من جهة أخرى بقية المجموعات مع الأمر الواقع وسكتت على الوضع.

ولذا فإن على شعوب العالم الحر وخاصة الأمم المتحدة استباق الاضرار التي ستحدثها مغامرات هذا الحزب وأوامر أسياده، وذلك بتنفيذ القرارات الدولية فيما يتعلق بكل سلاح لا يخضع لسلطة الدولة، ولو اضطر المجتمع الدولي لوضع لبنان بكامله تحت البند السابع، لأن حماية الناس وحياتهم أهم من نظريات هؤلاء المرتزقة والمغامرين بارواح الناس وأرزاقهم.

 

ماكرون: دولة وميثاق جديدان مقابل سلاح حزب الله

منير الربيع/المدن/07 آب/2020

حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت في هذه الظروف اللبنانية، ينطوي على دلالات ومعاني كثيرة، سياسية ورمزية. فماكرون اختزل أكثر من شخصية في زيارته إلى بيروت: مشهد الاستقبال الذي حظي به من الناس، واحتضانهم إياه، قد يشبهان استقبال دمشق الأمير فيصل، حينما كانت حالمة بالوحدة العربية، أو مشهد الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2005. أما جمعه رؤساء الكتل النيابية والقوى السياسية، واللقاءات التي عقدها في قصر الصنوبر، فربما تذكرنا بصورة الجنرال غورو يوم إعلان لبنان الكبير. وفي كلامه ومواقفه تحدث بلسان مندوب سامٍ. ومخاوفه وحرصه على الصيغة اللبنانية تشبه حال الوفود اللبنانية التي طالبت باستقلال لبنان وتكريس فرادته، وعلى رأسهم البطريرك الياس الحويك.

مسؤوليات كثيرة

وباختزاله شخصيات كثيرة من التاريخ المتصل بلبنان، ألقى ماكرون على عاتقه مهمات عديدة: مسؤولية استماعه إلى الناس وهمومهم، احتضانهم ومواساتهم، ووعوده بتقديم المساعدة لهم، فيما لم يستمع إليهم أي مسؤول لبناني، وعجز الجميع عن تقديم المساعدة لهم. وألقى ماكرون على عاتقه مسؤولية الوصول إلى تسوية سياسية جديدة تحمي لبنان من الشرور المستطيرة التي تحيق به، إقليمياً ودولياً. صيغة جديدة تحفظ وجوده وبقاءه، وتغيّر طبيعة مؤسساته العقيمة وآلية عملها، وما تبقى من دولة وضعت فرنسا ركائزها. وهناك مسؤولية ثالثة، تتصل بطرح تجديد النظام والصيغة، والخروج من الصراعات والتدخلات الدولية والإقليمية. وفي الختام هناك مسؤولية رابعة ومباشرة: التحقيق في مجريات الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، ولا تزال ملابساته غامضة. وفي الأول من أيلول يُفترض أن يعود ماكرون لتجديد الصورة بأوسع حشد تجمعه في لبنان.

صور جوية فرنسية!

واستبق ماكرون زيارته بإرسال فرق إنقاذ ودعم، وفتح القضاء الفرنسي تحقيقاً في ما جرى في المرفأ، بسبب سقوط فرنسيين بين الضحايا. وهذا سيكون له تبعات وتداعيات تتعلق بالتحقيق ومندرجاته. وفرق الإنقاذ سيكون لديها فرصة للتزود بمعطيات من ميدان الجريمة. والتحقيق الفرنسي سيستتبع بتحقيقات دولية، لتتكشف حقيقة الكارثة. ذلك أن ما من أحد يقتنع بالروايات المتداولة حتى الآن، ولا بد من محاسبة جدية للمسؤولين الذين يتقاذفون المسؤولية. في اللقاءات طلب المسؤولون من ماكرون مساعدته في إنجاز التحقيقات لاكتشاف ما حصل. الحركة السياسية الدولية والتصريحات والمواقف، توحي بأن ما يجري من تحركات يهدف إلى لملمة تداعيات كبيرة وخطيرة جداً، لو ظهرت الحقائق. رئيس الجمهورية ميشال عون، وحسب المعطيات، طلب من ماكرون أن تزود فرنسا لبنان ما تمتلكه من صور جوية التقطت عبر الأقمار الصناعية، لتبيان حقيقة ما حصل، والمساعدة في مجريات التحقيق. وقد وعد الرئيس الفرنسي بذلك.

حتماً صور الأقمار الصناعية لا تخدم رواية الفساد والإهمال، إنما تشير إلى أن هناك شيئاً ما كبيراً قد حصل.

إصلاحات جذرية

هول التفجير هو الذي دفع ماكرون إلى زيارة لبنان، ودفع إلى إعادة الاهتمام الدولي بلبنان. ولو كانت الحادثة عرضية أو ناتجة عن خطأ، لما حصلت هذه التظاهرات الدولية. هناك أمر ما تجري لملمته بطروحات سياسية. والأضرار الهائلة والجسيمة في الأرواح والممتلكات، وفي المرفأ والعاصمة اللبنانية، لا يمكن لأحد أن يتحمل تبعات أي اتهام يمكن توجيهه إليه. لذا حصل التسارع في الحركة الدولية، التي وضع ماكرون إطاراً سياسياً واضحاً لها: الإصلاحات الجذرية، وتغيير صيغة الحكم ووضع ميثاق جديد للبنان. ميثاق تعيد فرنسا إنتاجه بعد 100 سنة على إنتاجها لبنان الكبير. ففرنسا لا تريد التخلي عن لبنان. وهي تعلم أن لبنان لا يمكنه الاستمرار هكذا. لا بد من صدمة تحدث تغييراً جذرياً. طرح الميثاق الجديد، يعني تغيير النظام أو تعديل الدستور، أو الولوج إلى تغيير سياسي. والتغيير السياسي يعني إما تغيير السلطة أو تغيير قواعدها مع الحفاظ على النموذج. تغيير السلطة بمعنى تغيير الحكومة، أمر بسيط ولا يحدث تغييراً بالمعنى الفعلي. فالمطالبة برحيل هذه الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لن تغيّرا شيئاً، خاصة في ظل وضع دولي تصعيدي ومعقد حول حزب الله. أما التغيير في قواعد السلطة وتكوينها، فأمر قابل للبحث، نظراً إلى الواقعية الفرنسية، من سان كلو إلى اليوم. ففي مؤتمر سان كلو عام 2007 - الذي نظمته فرنسا حرصاً على لبنان من أزمة خطرة بفعل الانقسام العمودي حينذاك - قدم اقتراح حول تعديل الدستور يتضمن في محتوياته مسألة المثالثة لإرضاء الشيعة. لكن الاقتراح سقط حينها. اليوم ثمة معادلة دولية كبيرة تطرح: لبنان مقابل حزب الله. حزب الله بالمعنى العسكري والدور التوسعي الذي يلعبه في دول الجوار. هنا يمكن أن يكون الطرح الفرنسي جدياً، حول تجنب الحديث عن سلاح حزب الله مرحلياً، في مقابل تنفيذ إصلاحات جدية وجذرية، وتطبيق سياسة الحياد. وهذا يُستتبع بمؤتمر وطني برعاية دولية، يبحث في إعادة تجديد الصيغة اللبنانية على أسس جديدة، يكون عنوانها: الدولة والدستور مقابل سلاح حزب الله. وهذا على ما يبدو مطلب دولي يتقدم، وعبّر عنه الرئيس الفرنسي بشكل أو بآخر.

 

الحزب تحت الصدمة.. لن يستسلم

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 07 آب 2020

في العام 2005، لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بأكثر من طنٍّ من المتفجرات، تصاعدت الاتهامات باتجاه نظام بشار الأسد، ومعه حزب الله، بالوقوف خلف جريمة الاغتيال. استند مطلقو الاتهامات على ألف سبب وسبب، من بينها التهديدات التي وُجّهت للرئيس الشهيد، المعلن منها وغير المعلن، إضافة لسياق سياسي مخابراتي تحدّث عن نصائح دولية وُجّهت للرئيس بمغادرة لبنان خوفاً من الاغتيال. فكان جوابه كما بات معروفاً: "لا يجرؤون على اغتيالي"... بوجه هذه الاتهامات، خرج أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله وفي أكثر من إطلالة إعلامية، ليقول مخاطباً الجمهور والفئة التي تتهمه مع النظام السوري: "لا نريدكم أن تسقطوا الاتهام عنّا. ولكن لا تسقطوا فرضية أن تكون إسرائيل هي من اغتالت الرئيس الحريري". بعد خمسة عشر عاماً على اغتيال الرئيس الحريري، اغتيلت حبيبة رفيق الحريري العاصمة بيروت. أليس هو من آمن أنّ الاعمار والسلام يبدآن في بيروت ووصفها فقال: "إنها القلب بالنسبة للوطن".

لقد جهد الحزب عبر بعض قياداته على التواصل مع الكثيرين لترسيخ مفهوم واحد لا غير، وهو أنّ التفجير في المرفأ لا علاقة لإسرائيل به ما بين الجريمتين، يستوجب موقف حزب الله من الحدثين تمحّصاً وتبصّراً. ممّا لا شكّ فيه أنهما سيؤدّيان إلى سلسلة من علامات الاستفهام والتعجّب. ولعلّ أبرزها، لماذا يحرص الحزب على عدم إدانة إسرائيل في تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت؟ ولماذا ما يجب عدم إسقاطه من فرضيات الاتهام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، يجب إسقاطه من جريمة اغتيال بيروت عام2020؟!

لقد جهد الحزب عبر بعض قياداته على التواصل مع الكثيرين لترسيخ مفهوم واحد لا غير، وهو أنّ التفجير في المرفأ لا علاقة لإسرائيل به. لا يبدو الحزب مهتماًّ بكشف المقصّرين في دخول المواد المتفجرة إلى المرفأ ولا المقصّرين بسوء تخزينها، ولا بالإهمال الحاصل حول كلّ هذه القضية. بل اهتمّ الحزب حصراً بعدم توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل..! بعدما كان الحزب يلصق كلّ خطيئة بإسرائيل، حتّى خسارة فريق العهد للدوري اللبناني لكرة القدم. لازمة اتهام اسرائيل، لا تفارق أدبيات الحزب قيادة وإعلاماً في كافة المناسبات، فكيف تغيب عن حدث جلل، كالذي حصل في بيروت؟!.. البارز من المحلّلين، رأوا أنّ الحزب يتجنّب اتهام اسرائيل، كي لا يُحرج بالردّ. وهو تحليل لا يمكن إغفاله من ضمن الفرضيات المطروحة. والبعض يرى أنّ الحزب يخوض حرباً أمنية مع إسرائيل، وهكذا حروب ليس بالضرورة أن تخاض في العلن وتحديداً في محطاتها الكبيرة، وهو أمر ورغم ضعف حجّته يمكن الاستئناس بسماعه. لكن ما يجب التوقّف عنده مليّاً وهو ما غفل عنه الجميع، أنّ حسن نصر الله وحزبه مثلنا جميعاً نحن اللبنانيون قد صُدم بما حصل. وما زال يعيش الصدمة لحظة الانفجار، ومثلنا جميعاً يلملم زجاج مكاتبه ومنازله ومؤسساته، ويحدّث نفسه كما نفعل نحن وكلّ المربكين متسائلين: "ماذا حصل؟"

في لبنان، لا يريدنا حزب الله أن نتهم إسرائيل. يريدنا أن نصدّق أنه ليس هناك من طائرة ألقت قنبلة أو صاروخاً على المرفأ

حزب الله تحت الصدمة. نعم تحت صدمة. مثل كلّ اللبنانيين، كلّ البيارتة، كلّ القاطنين والعاملين في بيروت. حزب الله بعد انفجار المرفأ، بات بلا عمل، تماماً ككلّ الموظّفين بالمرفأ الذين نجوا من الانفجار، ولم يعد هناك مكان يعملون فيه. وتماماً كالعاملين في مستشفى الروم بالأشرفية، حيث مُنعوا من الدخول إلى المستشفى لأنها باتت خارج الخدمة بفعل الدمار الذي لحقها. ومثل الكثير من المؤسسات الخاصة والعامة التي جاء العاملون فيها في اليوم التالي، ولم يجدوا أحداً. فقط زجاجاً محطّماً ومكاتب مبعثرة. عندما أطلقت الولايات المتحدة على هيروشيما القنبلة الذرية، لم يتمّ القضاء على الجيش الياباني، ولا على كتائب الكاميكاز فيه. كانت اليابان ما زالت تمتلك الطائرات والمدرّعات والغوّاصات، لا بل كانت أكثر جهوزية عسكرياً من أعدائها. لكن مع مأساة هيروشيما، فقدت اليابان إرادة القتال. فاستسلم إمبراطورها للأميركيين. في لبنان، لا يريدنا حزب الله أن نتهم إسرائيل. يريدنا أن نصدّق أنه ليس هناك من طائرة ألقت قنبلة أو صاروخاً على المرفأ. وبالتالي ليس هناك من أعداء، ولن يكون الإمبراطور اللبناني مطالب بالاعتراف بأنّ الحرب انتهت دون طلقة واحدة. لكن بعيداً عن المكابرة والمغامرة، التي لا تطعم خبزاً، ولا تعيد قمحاً دُفن مع الإهراءات، ولا تُعيد ما يزيد عن 200 شهيد إلى الحياة، ولا ترمّم 70 ألف وحدة سكنية، لم يعد هناك إرادة للقتال. اليوم فقط ليس أمامنا نحن وحزب الله سوى رفع الزجاج عن الأرض وعن الطرقات. ليس أمامنا سوى دفن الضحايا ومداواة الجرحى، وبعدها فلنعد جميعاً إلى كورونا. ألم يقل الكثيرون منّا: "يا محلا كورونا"؟.

 

ماكرون "بي الكل": الحياد... والمثالثة!

خالد البوّاب/أساس ميديا/الجمعة 07 آب 2020

جسّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقولة الفعلية لـ"بيّ الكلّ". كان أباً للبنانيين جميعاً، شعباً بفئاته المختلفة، شيبه وشبانه، وأباً للسياسيين، في تأنيبه لهم وحرصه عليهم من خلال طرحه تشكيل حكومة وحدة وطنية في الأشهر المقبلة، ما يعني إعادة التطبيع مع القوى السياسية نفسها، ولكن بشروط وملاحظات حول تغيير مسارها ومنهجها، وإقرانه بتغييرات سياسية، اقتصادية، وفي أسس النظام، بمجرّد أن طرح ضرورة التحضير لميثاق جديد. وكان أباً للثائرين والمنتفضين ملقياً باللوم عليهم بسبب عدم تقديمهم أيّ طرح سياسي أو رؤية يستثمرون من خلالها ما اقترحته ثورة 17 تشرين. مشدّداً أمامهم على أنّه لا بدّ من الرهان على أنفسهم ونشاطهم، وليس على أيّ جهة خارجية تفرضهم مؤثرين في المعادلة، وأنّ دورهم يستمدّونه من حضورهم الشعبي ونتائج الانتخابات.

المشهد الذي قدّمه ماكرون، أراد من خلاله القول إنّه أبٌ للبنان المقبل، كما كان الجنرال غورو أباً للبنان الكبير قبل 100 سنة. لقاؤه في قصر الصنوبر، إعلانه عن العودة في 1 أيلول، ووضع القوى السياسية المختلفة أمام مسؤولياتها في تقديم رؤية جديدة من الآن وحتى موعد عودته بعد شهر لبدء التداول فيها. وهذا جانب من المبادرة السياسية الفرنسية التي أعلن عن عزمه إطلاقها.

وبحسب المعلومات لم تتبلور بعد تفاصيل المبادرة الفرنسية، لكنّها ستكون محطّ دراسة ونقاشات كثيرة. إذ لا تريد فرنسا التخلّي عن لبنان، لذلك كان ماكرون أوّل المبادرين. حاول مجدّداً انتزاع الدور من كلّ القوى، من الأميركيين والإيرانيين، من الأتراك والخليجيين.

لا يمكن للطرح الفرنسي أن يسير بسلاسة، لأنّ واشنطن التي مارست كلّ هذه الضغوط، لن تتراجع في لحظة تعاطف إنساني مع لبنان بسبب انفجار أصاب المرفأ وأوقع به كارثة ستكون تداعياتها لسنوات

الطريق الفرنسية غير معبّدة بسهولة في لبنان. ففرنسا يحضر دورها وتأثيرها في الوجدان والثقافة والجانب المعنوي، ولا يمكن لها تحقيق أيّ نقطة تغيير بدون موافقة أميركية، وللبنانيين بمؤتمر سيدر خير الأدلة. الشروط لا تقتصر على الإصلاحات والإجراءات الإدارية والمالية، بل ترتبط بأخرى سياسية وبواقع السلاح والحدود مع إسرائيل وسوريا. وهذه كلها شروط أميركية لا يمكن لأيّ دولة تجاهلها أو تمرير مشروع يخالفها. لذلك، فبالمعنى الواقعي للمبادرة الفرنسية عملياً وبالمدى القريب، قد تقتصر على سقوط الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فقط. ولكن حتّى هذه الفكرة لا يبدو أنّها قد تجد طريقها إلى التنفيذ. والأميركيون لن ينفتحوا على حكومة تضم حزب الله، إلا إذا قدّم الحزب تتازلات كبيرة. وهو قرار لا يمتلكه الحزب، بل إيران وحساباتها.

لا يمكن للطرح الفرنسي أن يسير بسلاسة، لأنّ واشنطن التي مارست كلّ هذه الضغوط، لن تتراجع في لحظة تعاطف إنساني مع لبنان بسبب انفجار أصاب المرفأ وأوقع به كارثة ستمتدّ تداعياتها لسنوات طويلة. لا معطيات تفيد بحصول أيّ تقدم بشأن المفاوضات. الخطوة الفرنسية استباقية للاحتفاظ بصورة الوجود والتأثير والحضور المعنوي والعاطفي. الفعل السياسي مؤجل، ويرتبط بتداعيات ما بعد التفجير والتحقيقات وانعكاساتها. خاصة أنّ موجة مواقف دولية ستتصاعد للمطالبة بالتحقيق الدولي، ما سيزيد من التصعيد ويؤسس لانقسام جديد.

أهم ما أعلنه ماكرون هو الإعداد لميثاق جديد، أي تجديد النظام وتطويره. لم يعلن كيف. ولكن بحسب ما تكشف المعلومات فقد ركّز ماكرون في لقاءاته على مبدأ الحياد، والاهتمام بالوضع الداخلي بدلاً من الانشغال في ميادين المنطقة، وتلك رسالة موجّهة إلى حزب الله، الذي حضر ممثله محمد رعد لقاء ماكرون مع ممثلي أحزاب لبنان في قصر الصنوبر. هو حرص فرنسي على الوقائع التي توجب استمرار التعاطي مع حزب الله كما مع إيران. موقف باريس هنا يختلف عن موقف واشنطن. والسعي الفرنسي مستمر حتى نصل إلى لحظة تكرار الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، حينها قد ينجح رهانها. هذا الخط البياني، هو الذي حجب عن لسان ماكرون أيّ إشارة حول الحزب وسلاحه. ربما الرجل لا يريد الدخول في سجالات لبنانية تؤسس لانقسامات. لكنّها في السياسة لها معانٍ كثيرة، إذ يعتبر البعض أنّ السجال الخلافي حولها لا بد من تأجيله وتحييده حالياً، ريثما تطرح مقترحات العقد السياسي الجديد، الذي قد يرقى إلى رتبة الميثاق. وقد تنطوي المقترحات على تعديل الدستور، وإعادة تجديد طرح المثالثة وتعزيز دور الشيعة في التركيبة اللبنانية مقابل تسليم السلاح. طرحٌ لا يلقى قبولاً لدى حزب الله، الذي يستفيد من واقع الإمساك بالسلاح والسيطرة على لبنان ككلّ.

 

بحثا عن صيغة جديدة للبنان

خيرالله خيرالله/العرب/07 آب/2020

في السنة 2020، لم يبق سوى "الحياد" وسيلة لممارسة المقاومة في وجه الحاقدين على لبنان والراغبين في جعله ورقة إيرانية من أجل صفقة تحلم بها طهران مع "الشيطان الأكبر" و"الشيطان الأصغر".

لبنان أخطأ بحق ذاته

كشفت الكارثة التي حلّت ببيروت أنّه لم يبق أمام لبنان سوى “الحياد”. كذلك كشفت حاجة البلد إلى صيغة جديدة يقوم عليها في حال كان مطلوبا بقاؤه على قيد الحياة. صيغة بعيدة كلّ البعد عن صيغة الدويلة، أي دويلة “حزب الله” التي تتحكّم بالدولة اللبنانية بما في ذلك ميناء بيروت.

لا وجود لبديل من الحياد، سوى الخراب والدخول في مزيد من المغامرات التي تهدّد وجود البلد. هذا ما أظهرته تجربة لبنانية عمرها 51 عاما، أي منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969… وصولا إلى ما حلّ ببيروت في الرابع من آب – أغسطس 2020. لعلّ الكارثة تكون مدخلا إلى الصيغة الجديدة التي لا يمكن إلّا أن تبدأ بـ”الحياد” وخروج ميشال عون من قصر بعبدا ورحيل حسّان دياب وحكومته، “حكومة حزب الله”. ثمّة من يحاول تجاهل التجربة المرّة التي يعيشها لبنان منذ ما يزيد على نصف قرن عن طريق الشعارات الطنانة، من نوع “المقاومة” و”الممانعة” من جهة والهرب من الواقع من جهة أخرى. لا تطعم الشعارات خبزا ولا تعيد أموال المودعين في المصارف، للأسف الشديد. لبنان يعاني من العزلة. لا يكسر طوق العزلة سوى “الحياد” الذي لا يعني بأيّ شكل التخلّي عن المواقف العربية المعروفة من فلسطين والفلسطينيين

لا يمكن حماية لبنان بالهرب من الواقع المتمثّل في أن لبنان أخطأ بحق ذاته وأن اللبنانيين لم يعرفوا يوما أنّ ما افتقدوه، بسبب ما اقترفوه بحقّ أنفسهم أوّلا. ما افتقدوه لن يستعيدونه في يوم من الأيّام.

لم تكن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى “الحياد” سوى محاولة أخيرة لجعل اللبنانيين يتصالحون مع الواقع بدل اللجوء إلى أعذار تعجيزية من النوع المضحك المبكي لتبرير رفض “الحياد”. من بين هذه الأعذار الحاجة إلى “إجماع وطني” كي يتحقّق “الحياد”. كانت تلك الرسالة التي حملها جبران باسيل رئيس “التيّار الوطني الحر” إلى البطريرك الراعي، وهي في الواقع رسالة من “حزب الله” الذي لا يزال باسيل يعتقد أنّه سيجعل منه رئيسا للجمهورية في السنة 2022… أو ربّما قبل ذلك!

المسألة بكل بساطة مسألة حياد أو لا حياد. مسألة أن يكون لبنان أو لا يكون. هذا ما على المحكّ. ما طرحه البطريرك الماروني فرصة أخيرة لإنقاذ لبنان، هذا إذا كان لا يزال هناك ما يمكن إنقاذه في بلد تعرّض لمجموعة من الانهيارات. انهار النظام المصرفي وانهارت الجامعة وانهارت المدرسة وانهار المستشفى… وانهار القطاع الفندقي وكلّ ما له علاقة بالسياحة. انهارت الصحافة ودور النشر في لبنان. بكلمتين. انهارت بيروت. لم يكن ينقص سوى الكارثة الأخيرة. انهارت بيروت بكلّ ما تمثّله. هل يمكن الكلام عن بقاء شيء من لبنان؟

بالطبع، سيكون ممكنا الكلام مجدّدا عن لبنان في حال توفّر له الحياد كدولة قادرة على استعادة دورها من خلال عهد جديد لا علاقة له بـ”عهد حزب الله” ومن خلال حكومة مختلفة كلّيا، شكلا ومضمونا، عن”حكومة حزب الله”.

وحده الحياد يستطيع إعادة الثقة بلبنان وإعادة تركيبه على أسس مختلفة. يكون ذلك باستعادة لبنان لعلاقاته العربية والدولية بدل أن يكون مجرّد جرم يدور في الفلك الإيراني. من هذا المنطلق، تبدو دعوة البطريرك الراعي إلى “الحياد” جزءا من مشروع متكامل يمتلك ركائز عدّة. لم يتحدث رأس الكنيسة المارونية عن “الحياد” فقط. شرح أيضا أنّ “الحياد” يعني بين ما يعنيه الابتعاد عن أيّ أحلاف إقليمية أو دولية، وتعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وقيام دولة قادرة. أكثر من ذلك، شدّد على وجود دولة قويّة وجيش قوي. بكلام أوضح، هناك دعوة إلى “فكّ أسر الشرعية اللبنانية” وتنفيذ القرارات الدولية المتعلّقة بلبنان، في مقدّمها القرارات 1559 و1680 و1701. عندما يتحدّث رئيس الجمهورية ميشال عون عن التزام لبنان بالقرار 1701، هل يعي أن القرارات الدولية الأخرى، بما في ذلك القرار 1559، وردت في مقدمة نص القرار 1701؟

شكا “حزب الله” دائما من القرار 1559 الذي صدر في أيلول – سبتمبر 2004. في الوقت ذاته، اعتبر النظام السوري في البداية أنّه “غير معنيّ به”، إلى أن اضطرّ إلى الانسحاب عسكريا من لبنان مع ما يعنيه ذلك من انتقال للبلد من الوصاية الإيرانية – السورية، إلى الوصاية الإيرانية المباشرة. من المفترض أن يعي “حزب الله”، هذا الأمر في حال لديه أيّ هامش للمناورة يسمح له بأخذ مصالح اللبنانيين جميعا في الاعتبار، بما في ذلك مصالح الطائفة الشيعية. فتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن شرط من شروط إنقاذ لبنان. ولكن يبقى السؤال هل يريد “حزب الله” إنقاذ لبنان أم كلّ ما يريده أن يكون البلد “ساحة” لإيران؟

هناك فارق كبير بين “الحياد” والحقد على لبنان. يسمح “الحياد” بإعادة مدّ الجسور مع العالم. مع العرب ومع أوروبا ومع أميركا. لا يمكن للبنان البقاء قاعدة معادية لكلّ ما هو عربي في المنطقة. لا يمكن للبنان أن يكون موضع شكوى أوروبية وأميركية دائمة.

لم تعد أميركا مهتمّة بما يحلّ بلبنان. صار انعدام الاهتمام بلبنان، بمسيحييه ومسلميه، بل بمسيحييه قبل مسلميه، سياسة أميركية وليس سياسة خاصة بإدارة دونالد ترامب. فضلا عن ذلك، يصعب على من يمتلك حدّا أدنى من المعرفة بما يدور في العالم، تجاهل التحولات التي تشهدها أوروبا في مجال العلاقة مع “حزب الله”. تبدو فرنسا في الطريق إلى اتخاذ موقف متشدّد من الحزب، على غرار ما فعلته ألمانيا وبريطانيا أخيرا. كان الموقف الأخير لبرلين منعطفا مهمّا، خصوصا مع الحملة على مناصري الحزب وجمعياته في ألمانيا، وهي حملة ترافقت مع اعتبار الحزب “منظمة إرهابية”!

ثمّة من يحاول تجاهل التجربة المرّة التي يعيشها لبنان منذ ما يزيد على نصف قرن عن طريق الشعارات الطنانة، من نوع “المقاومة” و”الممانعة” من جهة والهرب من الواقع من جهة أخرى

باختصار شديد، إن لبنان يعاني من العزلة. لا يكسر طوق العزلة سوى “الحياد” الذي لا يعني بأيّ شكل التخلّي عن المواقف العربية المعروفة من فلسطين والفلسطينيين.

السؤال في غاية البساطة: هل يريد لبنان فكّ عزلته أم البقاء في هذه العزلة؟ هناك فارق كبير بين من يريد مساعدة لبنان ومن هو حاقد على لبنان، أي على قصة نجاح باتت تنتمي إلى الماضي قاومت ثقافة الموت طويلا. في السنة 2020، لم يبق سوى “الحياد” وسيلة لممارسة المقاومة في وجه الحاقدين على لبنان والراغبين في جعله ورقة إيرانية من أجل صفقة تحلم بها طهران مع “الشيطان الأكبر” و”الشيطان الأصغر” في يوم من الأيّام.

 

لبنانيون لماكرون: أنجدونا بانتدابكم من عصابة المجرمين

وليد حسين/المدن/06 آب/2020

صورة الرئيس الفرنسي إيمايويل ماكرون، وهو يجول في منطقة الجميزة، متفقداً الدمار الذي خلفه انفجار المرفأ، واستطراداً فساد الطبقة السياسية كلها.. وتجمع المواطنين حوله، أبلغ تعبير عن الحنق والغضب اللذين باتا يملآن صدور اللبنانيين على طبقتهم السياسية، التي باتت لا تلقى منهم سوى النبذ والشتائم والسباب.

رؤساء للمجاملة

رئيس دولة عظمى أبى إلا أن يستمع إلى أصوات اللبنانيين مباشرة، قبل أن يلتقي بالرؤساء الثلاثة كنوع من "مجاملة" لهم، كما قال. ولا يمكن أن تعني هذه الكلمة إلا استخفاف تلك الدولة العظمى بالطبقة السياسية والحكومة والرئاسات اللبنانية كلها، وتعلن رسالة إلى اللبنانيين: فرنسا إلى جانبكم وليست إلى جانب حكامكم الممقوتين.  ولعل تجمع المواطنين حول الزائر الفرنسي، والطلب منه الخلاص من حكامهم، يعبران عن الطلاق بين اللبنانيين وسلطتهم المتهمة بقتلهم بقنبلة تعادل قنبلة نووية، على ما كتب كثر على صفحاتهم.

ترحيب بالضيف الفرنسي ودعوات إلى تعليق المشانق للمسؤولين اللبنانيين ومحاسبة كل من توالى على قتلهم. هذا هو الانطباع الأولي عن الزيارة التي ترافقت مع نداءات عبر التواصل الاجتماعي، تطالب بالتغيير والمحاسبة والطلب من "أمهم الحنون" عدم تقديم أي مساعدة للدولة، بل للشعب، خشية سرقتها، في ظل ثقافة الفساد المستشرية في البلاد.

لا للحكومة والسلطة

حتى اللبنانيين في الاغتراب دعوا أوطانهم الثانية إلى عدم تقديم المساعدات للحكومة والدولة، كما حصل في كندا وفرنسا وغيرها من الدول. فضلوا تقديم المساعدة للصليب الأحمر اللبناني أو لأي جهة مدنية على تقديمها لحكومتهم. فهل يقرأ المسؤولون اللبنانيون ما يكتب عنهم على صفحات "المحكومين"؟

استقبال حار لضيف أتى من خلف البحار، ورأى فيه من تجمع حوله خلاصاً لهم من السلطة التي تحكمهم. حتى أن الزيارة ترافقت مع توقيع أكثر من 36 ألف شخص، حتى الآن، على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي على لبنان. يفضلون الانتداب على الاستقلال، لاعتقادهم بأن المنتدب سيكون أكثر رحمة ورأفة بهم. تلك العريضة الملتبسة في توقيتها، والتي وزعت عبر منظمة آفاز، وحصلت على هذا الكم الكبير من التواقيع، دليل مأساة تضاف إلى مأساة اللبنانيين المديدة. لكنها إذا عبرت عن شيء فهي تعبر عن الطلاق الحاصل بين اللبنانيين وحكامهم. مشهد سوريالي حقاً أن يجول الرئيس الفرنسي في الشوارع متفقداً الأضرار، ومستمعاً إلى المواطنين، ويلقى هذا الترحاب اللبناني، فيما لا يجرؤ حتى مسؤول لبناني واحد على النزول إلى الشارع بلا مرافقة ومواكب أمنية مؤللة. وكي لا نعود بالذاكرة إلى مطاردة الناشطين النوابَ والوزراء في المطاعم لطردهم منها سابقاً، يكفي التذكير بما حصل البارحة خلال جولة الرئيس السابق لمجلس الوزراء سعد الحريري وصولاً إلى جامع الأمين، وكيف انهال عليه المواطنون هناك بالشتائم والسباب، وحطموا أحد نوافذ سيارات موكبه، فراحت فرق الحماية تعتدي عليهم بالضرب والسحل. لم يصافح ماكرون الرؤساء في لقاء بعبدا. التزم بإجراءات السلامة العامة لكورونا في لقائه المسؤولين. لكنه تعمد مصافحة جميع الذين تجمعوا حوله في منطقة الجميزة، وأخذ بعضهم بالأحضان. وهذه شماتة إضافية أتت بها "أمنا الحنون" بالطبقة السياسية المنبوذة.

 

ماكرون "راعي" لبنان الجديد: النظام السياسي انتهى

منير الربيع/المدن/06 آب/2020

وحيداً تفقّد إيمانويل ماكرون جراح بيروت واللبنانيين. أطل على الكارثة، ناظراً في تداعياتها الزلزالية على بلدٍ، لفرنسا حصّة كبيرة في تأسيسه ما قبل إعلان لبنان الكبير. وهي احتفظت برعايته منذ العام 1920.

لبنان الغبار والدخان

نظر الرئيس الفرنسي إلى 100 سنة من التاريخ والإرث الفرنسي في لبنان وبيروت، ورأى أنها تتبدد كلها: الإرساليات والمدارس والنظام التعليمي مهددة بالانحدار والزوال. القطاع الاقتصادي، النظام المصرفي، الثقافة، الحرية، واحة الشرق والغرب، ومرفأ على المتوسط.. كلها تحولت إلى غبار ودخان. دخان أعمى أنظار المسؤولين اللبنانيين، ووحده ماكرون احتضن الشعب المنكوب، وسمع الشكوى ومسح الدمع. إنه الرئيس الأول الذي يزور لبنان بعد الفاجعة، التي قد تنهي كيانه ونموذجه الذي صنعته باريس. يقول إنها منطقته الخالصة، وستبقى فرنسا هي الراعية والحريصة. واستقبله اللبنانيون كرئيس فعلي لهم، مرغوب ومطلوب. وهذا على عكس المنبوذين المتسلقين والمتسلطين بحكم الأمر الواقع والتسويات التي لا تفعل غير الإمعان بالمزيد من الإنهيار والخراب.

لقاء شعب ورئيس

تفقد ماكرون أهوال الناس وأوجاعهم، خسارات جنى أعمارهم، فيما المسؤولين الذين التقاهم منشغلين بالنميمة وتقاذف المسؤوليات. وكان واضحاً. التقى الشعب قبل المسؤولين، وقال إن المساعدات ستوجه مباشرة إلى الشعب اللبناني، وليس إلى المسؤولين. الثقة منعدمة بهم. ولبنان بحاجة إلى إصلاحات هائلة وجذرية. وكأن فرنسا تقولها بالفم الملآن: هذا البلد الذي وضعت صيغته قبل 100 سنة، لا بد لها من أن ترعى صيغته الجديدة لـ100 سنة جديدة. مع فارق سقوط الدول والكيانات وانهيار المؤسسات.

من غير المعروف كيف ستكون وجهة البلد الجديدة. هل يعود لبنان الكبير موحداً، أم تدفعه العوامل الكثيرة المحيطة به إلى التشرذم وتصغير كياناته على أسس طائفية؟

نحو صيغة جديدة؟

فرنسا حريصة على الكيان، فلبنان نموذج وحاجة بصيغة التنوع التي فيه، فيما التجديد أو العصرنة قد تفرض هذا التنوع ضمن صيغة سياسية ودستورية جديدة، على قاعدة اتحادات المجتمعات المتنوعة في دولة إتحاد فيدرالي. وهذه نزعة يسعى إليها كثر في لبنان، ويعتبرون أنها قابلة للتحقق بعد كل هذا الانهيار، وبعد خسارة لبنان المرفأ الرئيس فيه. الرسالة الفرنسية واضحة: لبنان بحاجة إلى تغيير جذري، قالها ماكرون علانية: "لم آت لأدعم الحكومة والسلطة، بل لأدعم الشعب". هذا الشعب يحتاج إلى إصلاحات حقيقية وعميقة. في لقاءاته مع المسؤولين كان ماكرون قاسياً. حمّلهم مسؤولية التدهور والتحلل، وعدم إقدامهم على أي خطوة جدية للإصلاح أو للحماية من الانهيار. توجه إليهم بوضوح: إذا ما كانوا يريدون المهادنة والركون إلى تحمّل المسؤولية، ووقف مسارات التصعيد الخارجي، أم أنهم يريدون الاستمرار بهذا المراس الذي سيؤدي إلى مزيد من العزلة والانهيار؟

دويلات فيدرالية المرافئ؟

لا يبدو من المؤشرات الراشحة أن حزب الله وحكومته وعهده أبدوا تجاوباً مع الطرح الفرنسي بالحياد. فالحياد مسألة انقسام في لبنان. والرهان على الاستثمار في الوقت والانتظار قائم، ولا محيد عنه في ظل ارتباط لبنان سياسياً باستحقاقات إقليمية ودولية. زيارة ماكرون ليست تفصيلاً. فهو الذي اعتبر أن لبنان يعيش حال فقدان كل شيء، ومنها الأخلاق. موقفه الأخلاقي التضامني، لا ينفصل عن موقف سياسي بعد الحادث الضخم الذي هز المرتكزات اللبنانية كلها. هناك شيء كبير حصل لا أحد يتمكن من تحمّل مسؤوليته. وهو حدث غير عرضي حتماً. ولا يخرج عن سياق التصعيد الدائر في المنطقة. تصعيد يحتاج إلى لملمة دولية، بدأت معالمها تتضح شيئاً فشيئاً.

يأتي ماكرون في سياق العملية الاستيعابية لما جرى، في ظل عدم قدرة أي طرف على تحمّل ما حصل. ويطرح الرئيس الفرنسي محاولة أخيرة: وجوب الالتزام بالشروط الدولية للمساعدة. الزيارة خلقت مناخاً، يندرج في عدم وجود تفاهم في البلد. المسألة أصبحت أكبر من حكومة وتغييرها، ومن تشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن يعتبر أن معركته مع حزب الله، لن يكون قادراً على ضرب الحزب أو إزالته. هنا يأتي كلام ماكرون حول ضرورة التغيير السياسي في لبنان، أو طرح مبادرة سياسية حول الميثاق أو النظام. أي تغيير من هذا النوع، يفترض أن يُعطى حزب الله في السياسة أكثر مما يعطيه إياه ميثاق العام 1943. وفي حال انعدام الوصول إلى توافق فإن جزراً تقسيمية كثيرةً ستنمو على أنقاض بيروت ومرفئها، والذهاب إلى فيدرالية المرافئ. كل مدينة ساحلية ستبحث عن مرفئها.

لجنة تحقيق دولية

لقاءات ماكرون لم تقتصر على الرؤساء، ولا على الأفرقاء السياسيين الذين شرحوا له وجهة نظرهم حول ما جرى ويجري. وطالبوا بتدخل دولي لحماية لبنان، ولمواجهة المسارات السياسية التي تقودها الحكومة الحالية ومن خلفها. طلبوا دعم فرنسا لتشكيل لجنة تحقيق دولية، وأبدوا حرصاً على لبنان بصيغته خوفاً من التحلل. سمع ماكرون أن المسار القائم وسط التخلي الدولي عن لبنان، يخدم حزب الله، لأنه الأقوى والقادر على السيطرة والقضم، في ظل ضعف الآخرين ويُتْمهم. تعرف فرنسا ذلك، وهي المتمسكة دوماً بالشراكة بين كل القوى اللبنانية، بما فيها حزب الله. وذلك سيكون جزءاً من المبادرة التي ستطرحها باريس مجدداً. خاصة أن التواصل الفرنسي مع الحزب لم يتوقف، كما بين فرنسا وإيران. المستجد الأساسي الذي طرأ على المشهد، هي لقاءات ماكرون الشعبية، ولقاءاته مع مشاركين أساسيين في ثورة 17 تشرين. وهؤلاء وحدهم قادرون على إحداث الفرق شرط تقديم رؤية سياسية متكاملة حول الحفاظ على لبنان وصيغته، بعيداً من النزاعات القائمة. نظرة قادرة على تجديد النظام من دون الانزلاق إلى خيارات جهنمية قائمة في المنطقة، وتجنح نحو مزيد من العصبية المذهبية والطائفية.

 

ماكرون لمبادرة "حياد" لبنان.. والحكومة للمتاجرة بالمأساة

منير الربيع/المدن/06 آب/2020

على الأنقاض، وفوق الدمار والدماء، "يتنتاش" المتصارعون على السلطة في لبنان جثة بيروت. يريدون إحراق ما تبقى منها ومن لبنان، والمتاجرة بالجثث والرماد. لا شيء مجانياً لديهم، ولا مجال للإنسانية.

جمهورية الحقد والدم

هو العالم من أقصاه إلى أقصاه هبّ باسم الإنسانية لمساعدة اللبنانيين. أما اللبنانيون فيتقاتلون في ما بينهم، يتناهشون جراح مدنييهم، ويهدمون ما تبقى من هياكل للدولة أو ظلالها.

جمهورية الحقد والدم. والتجار كثيرون.

وفي لحظة النكبة، وذهول الصدمة، ولملمة الجراح، هناك من يبحث عن تعويم نفسه، أو تحقيق مآربه. الحكومة مسرورة بالانفجار لأنه أخرجها من الاختناق، وحقق لها ثغرة في جدار جليد علاقاتها الدولية. وسوف تستثمر بالمساعدات الإنسانية للانفتاح على بعض الدول التي أغلقت الأبواب في وجهها. وهناك مسؤولون وجدوا في الكارثة ما يمكنهم من الانتقام من خصومهم، والإطاحة بمن لا يوالونهم والإتيان بآخرين. تماماً مثلما حدث مع الوزير ناصيف حتي المستقيل.

طوارئ لخنق بيروت

بيروت على الأرض، وغارقة في الدمار.

لم تمت. لكن من ينهشها ويتناتشها يريد السطو على ميراثها وهي حيّة. بيروت تضج بأبنائها، تحضنهم وهم يسعفون ويساعدون ويفتحون البيوت للمتضريين والمشردين. لكن هناك غرباناً تفقأ العيون كي لا يبقى من يبصر ويرى. وشعار "الإنسانية" يغلّف حسابات سياسية محلية وخارجية. ينطوي المشهد على تحولات كبرى وجذرية في لبنان. تخسر بيروت مرفأها للمرة الأولى في التاريخ. البرّ مغلق من أمامها، والبحر كذلك. لم يبق إلا الجو الذي يستبيحه الإسرائيلي، لينفذ عمليات وغارات في سوريا. لم يعد من شيء آمن في لبنان. ربما هذا ما استدعى إعلان حال الطوارئ في بيروت، ومنح الجيش الصلاحيات المطلقة فيها. ستكون السلطة للجيش في بيروت، ولغيره في مناطق أخرى. وبذلك سيكتمل مشهد عزل بيروت وفصلها، وليس فقط تجريدها من مرفئها وفصلها عن البحر، وخنقها. آخرون سيبحثون عن مرافئ أخرى. وهناك من يبحث عن ملجأ أو مهجر. إعلان حال الطوارئ في لبنان، ليس بالأمر السهل أو التفصيلي. أهدافه قد تكون متعددة أو متناقضة، أو حتى متطابقة.

الجيش والضغط الدولي

قد يكون الهدف من "حال الطوارئ" منع أي مظاهر للتوتر السياسي والأمني على الأرض. والكوارث تستمر في مساعدة الحكومة على تعويم نفسها، وتعزيز وضعها مع الجيش، وإزالة كل الالتباسات التي حصلت منذ ثورة 17 تشرين إلى اليوم. من وجهة مختلفة، قد تكون حال الطوارئ ناجمة عن ضغط دولي. فالدول القوية والمؤثرة لا تثق بغير الجيش، بحكم العلاقة الممتازة معه، فوجدت في ما جرى فرصة لمنحه الصلاحيات الاستثنائية في هذه المرحلة. وهذا سيكون مؤشراً أو مقدمة لمتغيرات في المسار السياسي مستقبلاً، أو في الحدّ الأدنى يؤسس إلى متغيرات كثيرة لا بد من انتظارها.

تجار وسماسرة الخراب

ووسط الدمار الهائل كانت الحكومة تعمل على خطّين: الاستثمار في الكارثة لتعويم نفسها دولياً. وإعلان بيروت مدينة منكوبة، على الرغم من حقيقته، أريد له أن يكون باباً لطلب الحصول على المساعدات، ولو كانت إنسانية، علّها تفتح أبواب الدول للحكومة، وتزيل الكثير من العوائق والعقبات، وتمحو الكثير من الخطايا التي ارتكبت.

في المقابل، لم تحد الحكومة عن نهجها في توجيه الاتهامات إلى الآخرين. حمّلت المسؤولين السابقين مسؤولية تخزين هذه المواد من العام 2014، وصولاً إلى حدّ إعلان فرض الإقامة الجبرية على هؤلاء المسؤولين، متناسية أن كتابين من جهاز أمني أُرسلا إليها قبل أسابيع حول ضرورة إيجاد حلّ لهذه المواد. وهذا وفق الرواية الرسمية، ولكن الحكومة لم تفعل غير ما فعله من سبقها، وها هي تأتي لتحاسبهم. بينما هي الأجدر بالمحاسبة أيضاً. إجراءات الحكومة أهدافها كثيرة: التعمية على الحدث الحقيقي. الهروب من المسؤولية وتحميلها للآخرين. امتصاص الصدمة وتهدئة الناس، والانطلاق من جديد في مسار تدمير كل شيء، والسيطرة على كل شيء، بإقالة مسؤولين غير طيعين واستبدالهم بموالين.

ماكرون - شيراك

فرنسا تثبت مجدداً أنها الأحرص على لبنان واللبنانيين من أنفسهم. صرخة وزير الخارجية جان إيف لودريان قبل زيارته بيروت وفي أثنائها، متوسلاً المسؤولين أن يساعدوا أنفسهم، لم تُنس بعد. تكررت في ذاكرة اللبنانيين مسارعة الرؤساء الفرنسيين في الوصول إلى بيروت. بعد الانفجار وأهواله، سريعاً أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون زيارته لبنان اليوم الخميس. وهكذا تظهر المبادرة الفرنسية الدائمة للحفاظ على لبنان في وجه الأخطار. وزيارة ماكرون السريعة، تشبه إلى حدّ بعيد زيارة جاك شيراك بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا وجه من الثوابت الفرنسية. يأتي الرئيس الفرنسي بدافع إنساني، وحرص على هذا البلد. يأتي محمّلاً بمساعدات ومساع إنسانية وسياسية، لإنقاذ النموذج الفريد، وعدم الإجهاز عليه. ماكرون لا بد من أن يحمل رسالة سياسية دولية، أساسها سؤالان: هل يريد اللبنانيون أن يعودوا إلى الهدوء، وإلى علاقاتهم الطبيعية مع المجتمع الدولي؟ أم أنهم يريدون الاستمرار في مسار التصعيد وصراع المحاور والانحياز؟

إذاً، أي مسعى دولي سياسي وخارج مسار المساعدات الانسانية، سيتوقف على الإجابات التي سيتلقاها ماكرون من المسؤولين اللبنانيين.

 

انفجار مرفأ بيروت: تمزيق رئة الاقتصاد اللبناني

عزة الحاج حسن/المدن/06 آب/2020

لم يود الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، مساء يوم الثلاثاء 4 آب، بمنطقة حيوية أو مرفأ في دولة صغيرة كلبنان، لا بل أودى برئة الاقتصاد اللبناني وبالمتنفس الأساس للبلد. فمرفأ بيروت كان حتى ساعات مضت من أبرز روافد الاقتصاد اللبناني والمورد الاقتصادي الأول للدولة، نظراً لدوره الحيوي في عمليات الاستيراد والتصدير. فهو يستحوذ على أكثر من 70 في المئة من الحركة التجارية للبنان، في حين تتوزع النسبة المتبقية أي الـ30 في المئة بين طرابلس والمطار والحدود البرية. على مدى عشرات الأعوام، يحتل مرفأ بيروت مكانة ريادية على مستوى التجارة بين أهم موانئ حوض البحر المتوسط، لاسيما مع ما يتمتع به من فرادة موقعه الرابط بين الدول الآسيوية والأوروبية، ويتعامل مع 300 مرفأ حول العالم. وإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع مرفأ بيروت، يتألف المرفق العام من خمسة أحواض أحدها قيد الإنشاء. وهو مخصص لاستقبال المستوعبات وتصل حدوده حتى مصب نهر الكلب. يضم مرفأ بيروت 16 رصيفاً والعديد من المستودعات والتجهيزات عالية المستوى، المعنية بالتخزين والتفريغ والتحميل، ما يسهّل عمليات المسافنة عبر مرفأ بيروت . يرفد مرفأ بيروت سنوياً خزينة الدولة بملايين الدولارات وآخر أرقامه 146 مليوناً عام 2018. لكن منذ سنوات يجري الحديث عن سوء إدارة في المرفأ، وعن مسارب هدر وفساد وتضييع عشرات ملايين الدولارات هدراّ، من خلال التهرب الضريبي والتهرب من الرسوم المرفئية، والنقص الهائل في تعداد الكادر البشري للجمارك في المرفأ، وتضارب الصلاحيات بين إدارة الجمارك والمجلس الأعلى للجمارك وإدارة المرفأ. ورغم كل ذلك، لم يُفتح يوماً أي ملف أو تحقيق قضائي واحد بتلك القضايا.

المرفأ بعد الإنفجار

مرفأ بيروت بعد 4 آب ليس كما قبله، فالمرفأ القديم وهو الجزء المخصّص لاستقبال السفن العادية دُمّر بالكامل مئة في المئة، بفعل الانفجار. ويحتاج الى وقت طويل للتأهيل. وبرأي رئيس غرفة الملاحة الدولية إيلي زخور، على الدولة اللبنانية المباشرة فوراً لاستقدام عروض الشركات المحلية والدولية لاعتماد الـBOT في عملية إعادة بناء وتأهيل المرفأ. أما لجهة بواخر القمح والسيارات وبضائع جنرال كاربو، فلا مجال لدخولها إلى لبنان حالياً سوى عبر مرفأ طرابلس، الذي يتمتع بالأهلية التامة. لكن مع احتمال حصول تأخير في عمليات الاستيراد ودخول البضائع لعدم سعته كمرفأ بيروت.

محطة الحاويات

يبقى الدور الأهم المُناط بمرفأ بيروت يرتبط بمحطة الحاويات، التي تشغّل نحو 75 في المئة من حركة مرفأ بيروت، إن لجهة نقل البضائع أو لجهة حجم الإيرادات. ووفق حديث زخور إلى "المدن"، ففي كل دول العالم تعتبر محطة الحاويات هي الأساس، خصوصاً أن عبرها تتم حركة المسافنة (تفريغ الحاويات من السفينة إلى المحطة بغرض إعادة الشحن على سفينة أخرى إلى منفذ بحري آخر). وفي مرفأ بيروت لم يتضح بشكل دقيق حتى اللحظة مدى الضرر اللاحق بمحطة الحاويات، "فظاهرياً لا أضرار واضحة في هذه البقعة، أي محطة الحاويات. لكن يعمل المعنيون على الكشف على التجهيزات الضخمة وهي تلك المخصّصة لإنزال الحمولة من البواخر لتحديد حجم الأضرار اللاحقة بها". ويمكن لمرفأ طرابلس التعويض مرحلياً عن مرفأ بيروت، يقول زخور، لكن لا بد من وقوع ازدحام في مرفأ طرابلس، حيث توجد رافعتان (crane) فقط في محطة الحاويات. أما في بيروت فهناك 15 رافعة، وتبقى المشكلة في تأخر دخول البواخر إلى مرفأ طرابلس "فالباخرة التي تنتظر في المياه تكبد المستورد بين 20 ألفاً و40 ألف يورو يومياً. لذلك، لا يمكن أن يتمكن مرفأ طرابلس من استقبال أكثر من باخرة واحدة. أما في بيروت فمن الممكن استقبال 3 إلى 5 بواخر في وقت واحد حسب حجمها.

 

الجميّزة: المسرح الأول.. والأخير

نادر فوز/المدن/06 آب/2020

نزولاً من شارع الجميّزة إلى أوتوستراد شارل حلو المطلّ على مرفأ بيروت، جمعٌ من المواطنين حول سيارة محطّمة بالكامل. هنا كان عصف الانفجار الأشدّ، في المنطقة المفتوحة كلياً على المرفأ. داخل السيارة، بقايا بشرية مشتّتة ومتناثرة. صاحبها، أو صاحبتها، نقل من السيارة بمشهد فظيع بعد ساعات على زلزال التفجير. ضرب المواطنون طوقاً حول السيارة وتواصلوا مع عناصر من الصليب الأحمر، التي رفعت عنها مسؤولة لململة الأشلاء. فتطوّع أحد الموجودين، مضطراً، لجمع البقايا البشرية من دون أن يعرف ماذا يفعل بها، ولا لمن يسلّمها. في المقلب الآخر من الجميّزة، على رأس درج مار نقولا، شجرة سقطت بطولها الفارع وسدّت جزءاً من الطريق. قد تكون فعلياً هذه هي الجميّزة، الشجرة. سقطت على حالها، ولا مجال لرفعها إلا بتقطيعها. تماماً كما حال حيّ الجميّزة اليوم. وقع على حاله، ولا مجال لاستعادته إلا بتهديم جزء منه. ومع هذا الطرح، نستعيد جرح ما حصل في وسط البلد، في المنطقة المسمّاة اليوم "سوليدير". محت عملية إعادة إعمار العاصمة بعد الحرب الأهلية، بيروت القديمة. جريمة 1976، كانت تتمتها باقتراف محو ما تبقى بعد العام 1991. قضت على ملامحها العمرانية والبشرية والاجتماعية. هدمتها وبنت فوقها مدينة أخرى مجهولة، كأنها من دون هوية ومغزى. ذاكرة بيروت، انتهت يومها. والتهديد يطال ذاكرة معظم الأحياء المتاخمة لها، وتحديداً الجميّزة التي كانت الأكثر حفاظاً على طابعها الثقافي. وهذا الطابع مهدّد اليوم.

شجرة الحياة

تعود بنا هذه الشجرة، وما أضحت عليه على درج مار نقولا، إلى أصل الجميّزة. أواخر القرن التاسع العشر، كان هذا الحيّ في منطقة الصيفي، يسمّى بالـ"البيارة" لكثرة الآبار وعيون الماء فيها، بحسب أكثر من مرجع توثيقي لمدينة بيروت. كان فيه شجرة جميّز، يجتمع تحتها الأهالي. تم تقطيعها وبني على أنقاض جذعها مقهى، عرف بمقهى الجمّيزة لتستمدّ المنطقة لاحقاً منه اسمها. على أنقاض الجميّزة الأولى، بنيت المنطقة وسرت فيها الحياة. هي شجرة الحياة. وعلى أنقاض الشجرة الثانية، حلم شبه مستحيل بإعادة الحياة إلى سابق عهدها في هذه الأحياء. سيعود النشاط، ستعود الحياة، سيستمرّ الوجود، لكن من دون طعمه الأساسي المهشّم أساساً منذ سنوات الحرب وما تلاها.

تراث عمراني

الجميزة، منطقة ذو طابع تراثي. من الأحياء القليلة في بيروت التي لا تزال لافتات الدولة اللبنانية تشير إلى أنها تراثية، حافظت لسنوات على مبانيها الأثرية وتاريخها العمراني. بدأ الباطون والزجاج بابتلاعها مطلع التسعينيات، بقرار من وزير الثقافة حينها ميشال إده، الذي فتح المجال أمام العمران الجديد مع الوصاية بالمحافظة على طابعها التراثي. ومع مرور الوقت، ترجم القرار وتطوّر حيث بات المالكون، عبر عبقرية المهندسين الشريرة، يسقطون ذلك التراث. يفرّغون المباني من كل ما فيها، ويتركون واجهاتها الأثرية لناطحات سحاب تخنق الأحياء الأخرى. الجميّزة، ليست شارع سهر، ولا آخر موازٍ له فيه مكاتب ووظائف. هي أحياء سكنية متشعّبة، والعديد من الأدراج الخفيّة، التي تخفيها ضوضاء حركة الشارع.

هواء بحري

في الجميّزة اليوم، وصلت نسمات هواء غريبة على المنطقة. في آب وصل هواء من البحر. قد يعود ذلك، ربما إلى مأساة الدمار الذي حلّ على المباني الضخمة وكل ما فيها من باطون وزجاج. فأعادت المأساة دفع الهواء البحري، المقطوع عنها منذ عقود، إلى أحيائها الداخلية. تنفّست المنطقة هواء البحر من جديد، ولو أن طعمه مرّ. كانت الجميّزة، منذ حركة عمرانها، ضاحية شمالية أولى للعاصمة. مثل ما أنشئت منطقة البسطة ضاحية جنوبية أولى لبيروت، أنشئت الجميزة ضاحية على الطرف المقابل. سكن أهلها خارج أسوار العاصمة، وقطنها أصحاب مال ونفوذ. لكن مع توسّع الحركة السكانية واشتدادها في هذه الضاحية الصغيرة، تركتها الطبقة الغنية صعوداً باتجاه الأشرفية (المصيف أساساً) حيث بنيت القصور بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

تنوّع متنوّع

لم تكن الجميزة يوماً ضاحية مهمّشة، بل تنوّعت بين متموّلين وطبقة وسطى وفقراء. ولا تزال إلى الآن تحافظ على تنوّعها الطبقي. كما أنها متنوّعة عمرياً، ومهنياً أيضاً. كان لها أيضاً قبضاياتها كما باقي المناطق البيروتية. إلى هذه الضاحية الصغيرة، لجأ تجّار وصناعيون وحرفيون، لا يزال أحفاد بعضهم مستمرّاً في هذه الأعمال. نجّارون، خيّاطون، حلّاقون، صانعو فخّار وعرق، وغيرهم، غلبهم مع الوقت الطابع السياحي والخدماتي الذي استولى على الحيّ. لكن هذه المهن لا تزال صامدة في بلد لا حياة للحرف ويدها العاملة فيه. ففي خبايا الشوارع الداخلية، لا يزال أصحاب ورش نجارة وزجاج يعملون في محالهم، لا تلمحهم العيون إذ تكون منشغلة بأمور أخرى. وفيها أيضاً بيوت صغيرة تحافظ على أناقة بنيانها وقرميدها ولو بثمن مرتفع. وفي الأحياء أيضاً غاليريهات فنية، انطلاقاً من درج الألوان والفنون وصولاً إلى المعارض والمحترفات. وما غّذى هذا التنوّع أيضاً وجود المدارس في الجميّزة، إرساليات أجنبية كانت أو محلية، جعلت منها حياً متكاملاً. "الفرير"، "العائلة المقدسة"، "التلات أقمار" وغيرها.

المسرح الأول

نعرف الجميّزة اليوم، كمكان للسهر وتمرير الوقت. لكن قبلها كانت فعلياً سوقاً صناعياً واقتصادياً على مدخل بيروت. سكن أطرافها عمّال المرفأ، وداخلها تجار بيروت وأرستوقراطيوها. لكن ما لا يُعرف كثيراً، أنّ في هذه المنطقة شيّد المسرح الأول في لبنان، على يد مارون نقّاش عام 1848. قدّم نقّاش "البخيل"، بتصرّف من موليير، على خشبة بناها في منزله. وإذ بالجميّزة تتحوّل اليوم إلى مسرح لأعمال أخرى، تقدّم لنا ترجمة فعليةً لمعنى القتل الجماعي المنظّم على يد سلطة واحدة تمعن في قتل الناس وخنقهم بشتى الوسائل.

الجميزة كانت المسرح الفعلي الأول، وعلّها تكون أيضاً المسرح الفعلي الأخير لأعمال هذه السلطة وأحقادها. تدفع اليوم ثمناً باهظاً نتيجة الإهمال والفساد واللا مسؤولية. دمّرتها السلطة ولم تترك فيها حجراً واحداً. فإن أعيد تسطيحها، قد تكون فعلياً مسرحاً لعرض مشهد أخير للقضاء على المنظومة القاتلة.

 

أن نحلم بتدخل أممي

يوسف بزي/المدن/06 آب/2020

نحن رهائن، مقيّدون بتهديد الموت بأي وقت وأي مكان. ليس لدينا "الإرادة الحرة" على الإطلاق. ربما كنا كذلك أثناء الحرب، لكننا عملياً كنا حينها نعرف أين هي. نعرف مكامن الخطر، مواقع معاركها. كانت لدينا ملاجئنا وأماكننا الآمنة. وكنا حينها مقتنعين: ستنتهي لا بد. اليوم، وهنا، مكبّلون ببلد مخطوف، وقد انتزعوا منا "حق تقرير المصير". نعيش حرباً لا نهائية، بالغة القسوة والوحشية والعماء. إنها حرب التخريب الشامل، اليومي، في كل ما يتصل بأسباب البقاء. تخريب عميق ولا أمل بإصلاحه. ذروة من العدمية والتلاشي لـ"الدولة". عجز كلي عن توفير الطمأنينة. انعدام أي شعور بالأمان. أجسادنا منهكة. أجهزتنا العصبية تالفة. عقولنا مشوشة. لا نضمن غذاءنا غداً، ولا دواءنا، ولا مالنا. لا حصانة لأرواحنا ولا لممتلكاتنا. مسلوبو الكرامة وعراة من أي حماية. محرومون من الاحترام والعدالة. إذلال بلا توقف. انتزاع خبيث وعنيد وبلا هوادة لأي أمل.. بشر بلا غد. اللبنانيون فقدوا وطنهم من دون أن يغادروه. خسروا بلداً من غير هجرة. سكان محبوسون في أرض ممنوع عليها وممنوع عليهم أن يصيروا "كياناً" أو دولة. بل ممنوع لهذه الجغرافيا السائبة أن تكون وطناً.

هناك جريمة منظمة واسعة النطاق تحدث على امتداد سنوات: القضاء على الجمهورية اللبنانية كما عرفناها على امتداد قرن كامل. هناك فعل ممنهج وعنيف وعقائدي ومتعصب وعدواني لتغيير "الهوية" اللبنانية على نحو جذري. هناك سياسة شر، أفسدت وخربت الجسم اللبناني وسممته، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، على نحو مميت. تسميم للنفوس والعقول شوّه ومزّق بلداً بأكمله وحوله إلى كتلة فاسدة ومتحللة. بمثابرة شيطانية تم الإجهاز على الاقتصاد. بتصميم وتخطيط كان تمزيق الدستور والقوانين. بتدبير شرس تلوثت الفضائل العامة وأسباب التحضّر والتمدّن. بعنف قاتل كان اغتيال من يعترض وكان الإرهاب المحترف قولاً وعملاً وأساليب لا عدّ لها. وكان الانتهاك والاستباحة لكل الحدود والبيوت والحرمات والمرافئ والمطار والإدارات وكل ما يسمى مؤسسات أو هيئات مادية أو معنوية.

دمّروا كل شيء.. وأخذونا رهائن. وما فعلوه أخيراً ببيروت ليس "حادثاً" ولا صدفة. إنه اغتيال للمدينة، اغتيال لـ"العمران" الذي لا يطيقونه. قتل متعمد لفكرة العاصمة وهويتها وتاريخها، بعدما أعدموا أدوارها ووظيفتها وصورتها، وحطموا روحها وسلبوا قلبها وصادروا وجهها..

إنها الجريمة الأخيرة التي تكلل حربهم. الجمهورية المحتضرة هي "انتصارهم" الأهم منذ العام 1982 وحتى الآن. أما نحن، الرهائن، المهانون والمحتقرون والمنتهكون.. نحن آخر المهزومين، الأحياء بالكاد، وإذ فقدنا كل أمل، لم يعد لدينا لا حزب ولا ثورة ولا نواب ولا أبطال ولا تظاهرة... نحن آخر الناجين نستغيث بيأس، نحلم ربما بتدخل أممي، بعملية إنقاذ دولية تنتشلنا من تحت الأنقاض. استغاثة من الصعب أن يلبيها أحد.

وبقاؤنا رهائن بين أيدي هذه العصبة الفاسدة والمجرمة، يعني أن موتنا وهلاكنا متحقق في كل لحظة.

 

حجم كارثة بيروت "بلا أرقام": نزوح وموت ودمار

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/06 آب/2020

تثبت الأيام أن لبنان عصيّ عن الإصلاح والتغيير فحكّامنا أسرى لاعتبارات كثيرة

بيروت عالقة تحت الأنقاض، ناشطون ومتطوعو إغاثة يجولون الشوارع في ظلّ إجراءات أمنية مشددة، وعمليات مسح في محيط المرفأ حيث وقع الانفجار أمس الثلثاء، للعثور على المفقودين وانتشال الجثث. الصمت سيد الموقف، وصوت كنس الزجاج ولملمة الركام يطغى على المشهد. الدمار يتربص بأغلب المباني والمحال والسيارات، وورش الإنقاذ والإجلاء متواصلة. أما وجوه "البيارتة" فمخطوفة اللون وأقل ما يقال فيها أنها مفجوعة تنوح "ست الدنيا"، فيما أكد مسؤولون أنه حتى الساعة لا يمكن تحديد حصيلة الضحايا. بانفجار واحد، تعرّضت حكومة الدمى لزلزال أفقدها رصيدها بالكامل لدى الشارع، وحوّلها إلى موقع المتهم الأول الذي تحيط به الشبهات. فما أن تسأل شخصاً في العاصمة عن أحواله إلا ويبدأ كلامه بشتم المسؤولين من رأس الهرم إلى أسفله، وما تطمئن على أحد إلا ويشكو من أن نصف بيروت باتت غير صالحة للسكن وأنه "نازح موقت" لدى أحد المعارف.

آلام "بالجملة والمفرّق"

يبدو "حُطام بيروت" كما لو أنه نتيجة قصف واستراتيجية عسكرية متعمدة لإفراغ العاصمة من سكانها. الكلمات تعجز عن وصف فداحة ما حدث، نزح مئات "البيارتة" خارج بيروت بعد أن دمرت منازلهم، وتخوّفوا من التسمم. وفي الأزقة حزن لا يوصف ومسنّون يقارنون وضع بيروت اليوم بـ"بيروت الحرب الأهلية"، يجلسون على الكراسي فوق الركام محبطين وسط ترقّب لمآل الوضع. "أموالي محجوزة في المصرف، والمبلغ المحدد لي لسحبه بالكاد يكفي مصرف المأكل والمشرب، فمن أين لنا أن نصلح المنزل؟"، ترددت هذه الجملة على مسمعنا أكثر من مرة كما أبلغ كثيرون عن مفقودين من عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم، بينهم لبنانيون وعدد كبير من المقيمين العرب والأجانب... نهاية مـأسوية بكل المقاييس اختارها الحكام لعاصمة لبنان التي تلطخت ببراثن إهمالهم وفسادهم.

وتقول لارا عيتاني لـ"نداء الوطن": لن تعود بيروت كما كانت في المدى القريب بسبب ضخامة الدمار وكل الدماء التي نزفت، فضلاً عن تدهور الوضع المالي والإقتصادي للبلاد"، معتبرة أن لبنان قد تحوّل إلى "غرفة تعذيب" وإلى "مكان للموت البطيء وعدم الإنصاف المُطلق". وأكملت: "أطفالنا بحاجة للدعم النفسي الجدي، هذه السنة كانت متعبة جداً عليهم، فبين تدهور الحالة المادية وتوقفهم عن الذهاب الى المدرسة ووباء كورونا والآن الإنفجار، يخوضون معارك يومية أكبر منهم، بيوتنا بلا نوافذ ولا أبواب وبلا أمان، ومشاعر الألم غالبة".

أما سامي ادريس فأخبر "نداء الوطن" أنه حاول الخروج من منزله عند اول انفجار لكنه لم يستطع لأن معدن الباب قد تمدد، وأنه ظن أن بيروت تتعرض لقصف اسرائيلي، وكانت من أسوأ لحظات حياته. وتابع: "أجول الشوارع مع أصدقائي منذ البارحة ليلاً، ونلملم وجعنا على ضوء تليفوناتنا في ظل انقطاع الكهرباء. دولة لا تخجل من نفسها، كادت ثورة تشرين أن تسحب البساط من تحت كل القوى السياسية والتيارات الدينية، لولا ظهور جائحة كورونا التي منحت العملية السياسية قبلة الحياة والنجاة من مصير النهاية المحتوم. لكن اليوم لا كورونا ولا غيرها سيوقف غضب الناس، ولا أظن أن غليل الشعب سيُشفى عبر تشكيل لجان تحقيق!". وفي السياق، وقفت سامية حداد، وهي امرأة مسنة، في شارع الجميزة تبكي وتتأمل الفاجعة، وقالت لـ"نداء الوطن": "في خبطة حظ عابرة، تم توزير مجموعة مستشارين وهذه هي النتيجة. نتيجة التسويات والترقيع. من سيعيد لنا شارعنا النابض بالحياة؟ ومن سيعوضنا عن كل الخسائر؟ ومن سيُطعم اللبنانيين حين ستنقطع المواد الغذائية مع إقفال المرفأ؟". وأكملت: "هناك العديد من المقالات الصحافية والحلقات التلفزيونية التي أشارت الى فساد المرفأ مسبقاً، ماذا سيحصل الآن بعد كل الدمار، ستدخل شحنات بلا "سكانر" وبلا رقيب أو حسيب؟ لدينا العديد من الأسئلة والمخاوف والتشكيك في قدرة المسؤولين على ايجاد الحلول". وفيما كانت آليات وفرق ومعدات بلدية بيروت تجول منطقة الكرنتينا، يتعاون علي ديراني في الشارع المقابل لمنزله المدمر كلياً مع أبناء الحي الواحد. ويشير إلى بعض الصور في هاتفه شارحاً لـ"نداء الوطن" أنه كان جالساً بجانب زوجته أمام النافذة، وإذ مع الإنفجار الأول هربا نحو الدرج مسرعين بعدها بدقائق "صار منزلنا بخبر كان. كما ترون، منزلنا موجود في أول البنايات المواجهة للمرفأ في مار مخايل، كان من الممكن أن نتحول إلى أشلاء لولا تخوفنا من قصف طيران". أما هالة تميم، من سكان البسطا التحتا، فتسكن في الأحياء الفقيرة خلف الجامع، تحديداً في الزقاق المليء بالأبنية القديمة المهددة بالإنهيار، فكانت تبكي على مدخل منزلها وتقول بصوت عال نسبياً: "سيقع سقف منزلنا على رأسنا بين اللحظة والأخرى، تكسرت النوافذ والتشققات ملأت الحيطان". وتابعت لـ"نداء الوطن" قائلة: "خسر زوجي وابني عملهما في الشهور الماضية والبارحة احترق مصدر قوت اللبنانيين في المرفأ، واليوم أخسر بيتي. لا ضمان ولا كهرباء ولا أمن ولا أمان، نزداد فقراً وقهراً وموتاً ودماراً يوماً بعد يوم".

وتقول تيمة حطيط لـ"نداء الوطن" أن والدها كان يبحث عن أخيه حتى آخر ساعات الليل بين الجثث بعدما جال كافة المستشفيات بحثاً عنه. أما زوجة المفقود فحامل وقد دخلت إلى العناية الفائقة لهول الصدمة. وتكمل: "عشنا حرباً كاملة في يوم واحد، ولا أستطيع وصف مشاعري اليوم، وكمية الغضب التي أشعر بها تجاه كل هذه المنظومة الفاسدة التي تذلّنا بين الحدث والآخر". إنطلقت مبادرات فردية لشبان وشابات لمساعدة العائلات المتضررة، منها ما هو للتنظيف ومنها لتوزيع الغذاء والأدوية الطبية، كما وأصرّ المتطوعون على عدم ذكر أسمائهم، مؤكدين لـ"نداء الوطن" انهم مجموعة أصدقاء من أبناء العاصمة غير مدعومين من أحد، واختاروا التحرك بشكل فردي وأنه قد انضم إليهم عدة أشخاص خلال جولتهم اليوم (أمس).

من مدينة زحلة، قدم زياد سروجي منذ الصباح الباكر إلى بيروت لتفقد هول الكارثة ومدّ يد المساعدة. وقال سروجي لـ"نداء الوطن" إن الأوضاع كارثية في محيط المرفأ، بخاصة في مناطق مار مخايل النهر، الجميزة، البسطة، أسواق بيروت والكرنتينا، وتخفّ الأضرار في منطقة النويري وتقتصر على تكسر الزجاج. ويكمل: "من سيبني بيروت اليوم غير سواعد أهلها، هل يمكننا الاعتماد على من دمرها في الأساس؟ جئت من زحلة لأنني أعلم أنه "ما إلنا إلا بعض"، قطعوا علاقات لبنان مع العرب ومع الغرب ولم يقدموا أرقاماً موحدة لصندوق النقد الدولي، ويطالبوننا بالجهاد الزراعي والصناعي في ظل الفقر والبطالة واليوم دمروا أهم مرفق حيوي للبلاد، وسيناريوات فشلهم لا تتوقف".

وعلى بعد أمتار من شارع الجميزة، تغني هالة رمضان أغاني وطنية حزينة ويرافقها محمد اسطنبولي على العود. وتقول لـ"نداء الوطن" بغصة: "نحن من فرقة "بيكار بيروت". أشعر أنني فقدت إبني، كما أشعر أن أبي قد مات مجدداً، روحي مدمرة، أحمل "الرق" وأقف أمام أبناء مدينتي وأغني لمدينة الحياة "قومي من تحت الردم"، علّ الموسيقى تحيي فينا أملاً ما في الغد الذي قتل مع انفجار البارحة. الدمار كبير، رائحة الدماء فاحت من أمام المستشفيات، لا حلول في الأفق، ولا أملك سوى حنجرتي ونعمة الغناء لأشاركها مع المتضررين.

ويقول زميلها الموسيقي محمد اسطنبولي: "اليوم كلنا جثث تتنفس من "قلة الموت" في بيروت، وعندما انفجر المرفأ وشاهدت حجم الدمار، غضبت جداً واليوم أحاول تفريغ غضبي على مدينتي بالموسيقى. هناك من يقترب منا ويبكي بحرقة وهناك من فقد القدرة على التعبير، والبعض طلب منا أغاني ثورية تعيد نبض الحياة لقلوبهم". ويتابع: "شو بدهم منا بعد"؟ "لا ينقصنا الا الجراد ويكتمل موتنا. نحن شعب يحب الحياة ولا يقابلوننا سوى بالكراهية والمحسوبيات والمحاصصة والموت. بيروتنا اليوم تنزف ألماً، وليس لديها أحد غيرنا لنعيد إعمارها".

في الختام، تثبت الأيام أن لبنان عصي عن الإصلاح والتغيير، فحكامنا أسرى لاعتبارات كثيرة، خاضعون لمعادلات المحاصصة، فاقدو القدرة على المناورة. والأهم أنه لن يأتي أحد إلى نجدتنا ما لم نتحرك فماذا ننتظر؟

 

سكون البحر مخيف و"الثورة راجعة"لا... لا... "ما خلصت الحكاية"

نوال نصر/نداء الوطن/06 آب/2020

حين أطلّ المسعف في الدفاع المدني عصام من تحت الركام، بعد 18 ساعة على الإنفجار الكارثي، إستعاد كل من كانوا في الجوار بعض الأنفاس والكثير من الأمل، وراحوا يرددون على بعضهم البعض بلا هوادة "لا تستسلموا... لا تستسلموا... أصمدوا... ولا تسمحوا بتلاشي الأمل الذي يجب ألا ينقطع مثله مثل الثقة بالله لا تنقطع". ... وبزغ الصباح من جديد. والصباح بعث من جديد لحياة جديدة وأمل جديد، شرط أن نتعلم ولا ننسى، وأن نقاصص ثم نسامح. زحمة السير شديدة. اللبنانيون، كل اللبنانيين، هبوا ليساعدوا في شيء ما، في أي شيء ما، مقتنعين أن المساعدة، مهما كانت صغيرة، لها مفعول "فلس الأرملة". الجيش اللبناني انتشر على كل الطرقات التي تربط المناطق ببيروت "ست الدنيا". طقطقات الزجاج، تحت الأقدام، شديدة. وسرعان ما يتآخى السارح في جنبات بيروت والضواحي مع سيمفونية "لحن الزجاج" التي صيغت في لبنان.

ثمة دموع كثيرة حقيقية على الأرض وثمة "دموع تماسيح" تبكي في مطالعات. المرفأ مقفل. نقف عند حدوده أمام مبنى الجمارك. شباب الجمارك يحملون البنادق وينتشلون صناديق من قلب المبنى الى شاحنات الى مكان ما. خريطة بيروت أخرجت ووضعت في شاحنة. الخريطة تغيرت. المعالم تغيرت. هدوء هائل على الرغم من زحمة الوافدين. هو هدوء الذهول الذي لا يزال يسيطر على كل التفاصيل. أوراق تتطاير في شارع درويش حداد الذي يحمل الرقم 71 في منطقة المرفأ في كل مكان. أوراقٌ تحدد أذونات التسليم وتواريخ الكشوفات والبيانات الجمركية والشهادات المطابقة. بيانات مؤسسة كهرباء لبنان أيضاً تتطاير. كل شيء طار في ثوان. نقرأ في الأسماء. نقرأ في التواريخ. ونتابع في تلمس حقائق الأرض.

مجلس الوزراء التأم. هؤلاء، أعضاء المجلس، يعدون بالكشف بشفافية وتحديد المسؤوليات بشفافية والمتابعة، حتى النفس الأخير، بشفافية. هؤلاء نسوا في لحظات أن النهاية حلّت وما عاد كل كلامهم وكل لقاءاتهم وكل استنكاراتهم تعني اللبنانيين. ننظر من بعيد الى السرايا فنجدها باهتة، باهتة حتى الموت.

مؤسسة عماد بهلوان ترفع الخراب. مكاتب الترانزيت والشحن كثيرة في الجوار. وكل المكاتب والمطارح مبعثرة، معجونة، وكل الوجوه تائهة مستاءة. هو "عصف" أطاح بكل مقومات الحياة. البنوك مشلعة، مفتوحة على مجهول، زاد القهر قهراً. شبابٌ وكهول، أمهات وآباء، مسنون وأطفال يفترشون الأرض أمام مدخل مرفأ بيروت رقم 3، يقلّبون بين صور أبناء وبنات "ذهبوا ولم يعودوا". والدة عماد شفيق زهر الدين تدور بأصابعها المرتجفة بين صور هاتفها الخلوي، تتنفس من صور عماد بعض الأمل، مرددة: "دخيلكم شوفولي وينو"! رفاقه ظهروا أما هو فلا. رفاقه ظهروا أمواتاً أما هو فلا. هو اختفى مع مركبته. أحدهم، يكاد يهوي أرضاً، لكنه يثابر ليصمد مردداً "شوفولي كمان علي محسن مشيك". مفقودون، مفقودون في كل مكان. شباب وصبايا يوزعون قناني المياه الباردة. ثمة خير كثير وألم كثير. وعبارة من الثكالى للشباب، لشباب الثورة، الذين يرفعون الزجاج، حتى بالأكف: "الله يوفقكم".

مبانٍ كثيرة باتت غير صالحة للسكن. مبانٍ كثيرة تهدد من يمر الى جانبها. بيت الكتائب اشبه بخراب لكن الشباب، شباب الأمن عند المدخل، يمنعون المصورين من الدخول. بيروت منهكة تعبة حزينة. بيروت المقهورة منذ ذاك اليوم في الرابع عشر من شباط عام 2005 أصبحت في الرابع من آب عام 2020 مقبرة كبيرة. بيروت التي عشقها رفيق الحريري وغنت له يوم استشهد "بيروت عم تبكي" لا بُدّ أن يكون هو، حيث هو، يبكيها اليوم.

السيارات مشلوحة، محطمة، على الميلين، في كل مكان. هناك من يردد "بالرزق ومش بأصحابه". لكن ما رأيناه مجزرة ضربت "الرزق وأصحابه". عاملات أثيوبيات في ذهول يرفعن الزجاج من هياكل البيوت. وعمال وضبوا حقائبهم وينتظرون من يقلهم الى مكان ما فيه سقف وجدار وأمان.

لا شيء على حاله. لا حياة. بيروت باتت جماداً. وشارع مار مخايل المحاذي "تشقلب" وكثير من مبانيه التراثية باتت أشبه بمعجونة وحكايات "بيت بيوت". وهناك نجد أيضاً مئات الشباب والشابات ممن "شمّروا" عن زنودهم وراحوا يرفعون الركام ويُنعشون البشر بنقطة مياه. إمرأة، في السبعين، لم تنم تلك الليلة ولن تنام هذه الليلة "فجنى عمرها راح" وهي حارسة ما تبقى من هيكل. وجوه المسنين، المثقلة بعلامات العمر، مؤلمة. وناجي، جدو ناجي، بات على الأرض يا حكم وما جناه أيضاً راح. ننظر في كل الإتجاهات. ننظر يميناً وشمالاً والى فوق وتحت علنا نرى "رزقاً" نجا. عبثاً. من المذنب؟ هم يحققون وسيحققون وستطول التحقيقات علنا ننسى. ألم تسمعوا حسان دياب ذاك يتحدث عن "ضرورة وقف السجالات فالناس مش ناقصها سجالات وهذا وقت العمل". ذاك تذكر بعد أن وقعت المصيبة الكبيرة أن أوان العمل قد آن. فعن أي عمل يتحدث؟ وهل سيعيد "العمل" كل من ماتوا وضاعوا وهلكوا؟ كلام كلام...

سيلفانا، المقعدة، حاولت أن تركض حين صدحت "المفرقعات" الكارثية فوقعت أرضاً ونزفت كثيراً. وجورج، ختيار حيّ الرميل، حاول أن يتلطى في الرواق فسقط فوق رأسه السقف وسقط هو مضرّجاً في دمائه... أسماء وحالات فهل ندرجها في خانة "القضاء والقدر"؟

كل البزات العسكرية هنا. جيش وقوى أمن وأمن عام وجمارك وقوة ضاربة وإسعاف وصليب أحمر وزمامير، زمامير تعيد من نسي، ولو للحظات، حجم المصيبة الى الواقع، الى الأرض، الى بيروت المنكوبة.

خمسة ملايين دولار، لا ستة، لا، لا سبعة... قيمة الخسائر المادية تُحلق. ننظر صوب البحر الذي يبدو هادئاً. هناك، في قعر البحر، جثث. اللبنانيون الذين بلعوا البحر في عمرهم لن يقبلوا بجرعات جديدة. آن أوان ألا يسمحوا بالاستهتار بحياتهم بهذا القدر والحجم. ننظر الى البحر الساكن كثيراً. كم أصبح لدينا من أحباب فيه. تُرى هل سينتفض هو أيضاً ويثور؟ المستشفيات التي كانت قد أعلنت بدل المرة مرات أنها ما عادت قادرة على الصمود "تشقلبت" حالها، كما لم تكن يوماً، رأساً على عقب. القطاع الإستشفائي النازف، الذي خسر من طاقمه التمريضي ومن مرضاه، في "بلبلة" هائلة. و"كورونا" ما عادت في حساباته حساباً أوّل. مستشفى الكرنتينا الذي كان يستقبل الأطفال والخدج، في قسم نموذجي، وكان ضجيجهم يصدح في الأروقة خسر "روحه" وخسروه. أشجار الكينا اقتلعت من بكرة أبيها، وشجرة الزيتون التي زرعت قبل أعوام قليلة في الباحة الخارجية عنوان الخير والبركة تكسرت أغصانها. المستشفى ما عاد يصلح لشيء.

وماذا بعد؟ نطوي الصفحة في انتظار "انفجار" آخر من انفجارات الذل واللامبالاة والفوضى المستعرة؟ هل ننسى أجمل الشباب والشابات الذين نذروا العمر في الدفاع المدني والصليب الأحمر والمؤسسة العسكرية؟ هل نراهن على "نشاف" دموع الأمهات والآباء وننسى؟ "لا، لا ما خلصت الحكاية...".

 

قبطان سفينة “نكبة بيروت” يخرج عن صمته… وما علاقة “الحزب” بالعنبر 12؟

حسين قايد/الحرة/الخميس 06 آب 2020

بدأ العد التنازلي للكارثة التي شهدتها بيروت منذ أكثر من ست سنوات، وتحديدا عندما توقفت سفينة الشحن “روسوس” المستأجرة من قبل شركة روسية، في ميناء العاصمة اللبنانية، والثلاثاء دوى انفجار هائل أوقع ما يزيد عن 137 قتيلا وخمسة آلاف  جريح، في وقت مازالت تتكشف كل يوم بعض التفاصيل التي تزيد من غموض ما حصل فعليا في العنبر رقم 12 من المرفأ وأدى إلى هذه الكارثة. خرج قبطان السفينة الروسي بوريس بروكوشيف عن صمته، وقال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، من منتجع على ساحل البحر الأسود حيث بدأت السفينة رحلتها عام 2013: “لقد شعرت بالرعب بعد مشاهدة الانفجار”.

وأضاف أن السفينة، التي كانت ترفع علم مولدوفا، استأجرها رجل أعمال روسي يعيش في قبرص يدعى إيغور غريتشوشكين، لنقل شحنة نترات أمونيوم تزيد عن 2000 طن إلى ميناء بيرا في موزمبيق، مشيراً إلى أن السفينة انطلقت من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، وأنها توقفت في تركيا بسبب خلاف البحارة السابقين على الراتب، وأنه تم التعاقد معه لاستكمال الرحلة من تركيا إلى موزمبيق مقابل مليون دولار. وبحسب مكتب محاماة لبناني يمثل الشركة، أن الشحنة كانت في طريقها لموزمبيق لاستخدام المواد في صناعة المتفجرات، وأكد القبطان أنه لم يستطع عبور قناة السويس لأن المالك أخبره أنه لم يعد قادرا على تأمين المال الكافي لدفعه، وطلب منه التوجه لميناء بيروت لتحميل شحنة آلات ستوفر لهم الأموال اللازمة لعبور قناة السويس، مضيفا أن السفينة وصلت إلى لبنان بعد شهرين من إبحارها من جورجيا.

وذكر بروكوشيف أنه عندما وصل إلى بيروت وجد أن السفينة لن تتمكن من تحميل هذه الآلات لأنها قديمة وبلغت من العمر بين 30 – 40 عاما ولم تعد تتحمل المزيد من الأوزان، وحينها، بحسب رواية القبطان، وجد المسؤولون اللبنانيون أن السفينة غير صالحة للإبحار واحتجزوها لعدم دفعها رسوم الرسو، وعندما حاول البحارة الاتصال بغريشوشكين مالك السفينة، للحصول على المال للوقود والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فشلوا في الوصول إليه، وقال بروكوشيف: “على ما يبدو أنه ترك السفينة التي استأجرها”.

لم تقلقهم الحمولة

وأشار القبطان إلى أن ستة من أفراد الطاقم عادوا إلى منازلهم، لكن المسؤولين اللبنانيين أجبروه وثلاثة من أفراد الطاقم الأوكراني على البقاء على متنها حتى يتم حل مشكلة الديون، وطبقا لمحاميهم، فإن قيود الهجرة اللبنانية منعت الطاقم من مغادرة السفينة، وكافحوا من أجل الحصول على المواد الغذائية والإمدادات الأخرى. وصرح بروكوشيف أن مسؤولي الموانئ اللبنانية أشفقوا على الطاقم الجائع وقدموا الطعام، لكنه أضاف أنهم لم يظهروا أي قلق بشأن شحنة السفينة شديدة الخطورة، قال: “لقد أرادوا فقط الأموال التي ندين بها”. وجذبت قضيتهم الانتباه  في أوكرانيا، حيث وصفت التقارير الإخبارية الطاقم العالق بأنهم “رهائن محاصرون على متن سفينة مهجورة”، كما ناشد القبطان سفارة بلاده. وفي النهاية اضطر بروكوشيف إلى بيع وقود السفينة واستخدام عائداته لتكليف مكتب محاماة لبناني بالدفاع عنهم، وحذر المحامون السلطات اللبنانية من أن السفينة معرضة خطر “الغرق أو التفجير في أي لحظة”.

وبالفعل أمر قاضٍ لبناني بإطلاق طاقم السفينة لأسباب إنسانية في 2014، بينما تم نقل الشحنة المميتة إلى عنبر 12 وبقيت هناك حتى يوم الانفجار. وقال بروكوشيف إن المسؤولين اللبنانيين أخطأوا عندما أصروا على حجز القارب والاحتفاظ بشحنة نترات الأمونيوم في الميناء بدلا من نشرها في الحقول، مضيفا أنه علم أن السفينة غرقت في 2015 أو 2016، مشيرا إلى أنه تفاجأ بأن الانفجار تأخر كل هذا الوقت. وتعد نيترات الأمونيوم من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للاشتعال ولكنها مؤكسدات، أي أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة، وأكدت جيمي أوكسلي، وهي أستاذة الكيمياء بجامعة رود آيلاند التي أجرت دراسات عن اشتعال مادة نيترات الأمونيوم “من الصعب جدا إشعالها” كما أنه “ليس من السهل تفجيرها”.

روايات أخرى

تصريح قبطان السفينة يتناقص مع روايات أخرى، أحدها نقلتها وكالة رويترز  عن موقع “شيب أريستيد. كوم”، وهو شبكة تتعامل مع الدعاوى القانونية في قطاع الشحن، أن السفينة رست في بيروت في أيلول 2013 عندما تعرضت لمشكلات فنية أثناء الإبحار من جورجيا إلى موزمبيق وهي تحمل 2750 طنا من نترات الأمونيوم. وتفيد وثيقتان اطلعت رويترز عليهما بأن الجمارك اللبنانية طلبت من السلطة القضائية في عامي 2016 و2017 أن تطلب من “المؤسسات البحرية المعنية” إعادة تصدير أو الموافقة على بيع نترات الأمونيوم، التي نُقلت من سفينة الشحن “روسوس” وأُودعت بالعنبر رقم 12، لضمان سلامة الميناء.

أما وكالة الأنباء الفرنسية فنقلت عن مصادر أمنية ترجيحها أن تكون السفينة مرّت على شكل ترانزيت في بيروت، أما عن سبب توقيفها، فأكد أن شركة لبنانية ادعت لدى قاضي الأمور المستعجلة على الشركة المالكة لها، فتمّ الحجز عليها من القضاء، ثم إفراغ حمولتها، لأنها كانت تعاني من أضرار واهتراء، وغرقت السفينة لاحقا أمام مرفأ بيروت. بينما نقلت رويترز عن موقع “شيب أريستيد. كوم” قوله إن سبب مصادرة الشحنة يعود إلى أنه وبعد عملية تفتيش السفينة التي أعقبت توقفها في مرفأ بيروت، مُنعت من الإبحار، ثم تخلى عنها مالكوها بعد وقت قصير، مما دفع دائنين مختلفين للتقدم بدعاوى قانونية.

هذه الروايات الثلاث تزيد علامات الاستفهام عن حقيقة خط سير السفينة وهل وصلت إلى لبنان عن طريق الصدفة؟ أم أن أحدهم أراد لها أن تفرغ حمولتها في لبنان بطريقة ملتوية كي لا يتحمل مسؤولية هذه الكمية من الذخائر؟ وهل فعلا أن الفساد وحده وسوء التخزين هو ما أدى إلى وقوع هذه الكارثة؟

عملية معقدة

ورداً على هذه الأسئلة، قال لقمان سليم، المحلل السياسي اللبناني، إن الروايات حول كيفية وصول السفينة إلى بيروت وأنها وصلت بسبب عيوب فنية في السفينة أو ترانزيت وحجزها بسبب عدم سدادها ديون رسوها في الميناء، بالإضافة إلى طريقة تعامل القضاء والأمن مع الشحنة والسفينة وطاقمها، تظهر أن الوجهة النهائية للسفينة هي بيروت، وليس الموزنبيق. وأضاف في تصريحات لموقع “الحرة” أن ما حدث بعد وصول السفينة وتخزين شحنة نترات الأمونيوم في الميناء يدل على أن ما حدث هو عملية معقدة للتغطية عن الوجهة الرئيسية للشحنة التي من المؤكد انها وليست موزمبيق كما تدعى بعض التقارير.

وبالنسبة لصاحب هذه الشحنة في بيروت، ذكر سليم أن الذي كان، ومازال، يسيطر على المرفأ والأمن وله يد طولى في الأجهزة القضائية داخل لبنان هو حزب الله، مرجحا أن يكون الحزب هو من يقف وراء استيراد هذه الشحنة.

ولم يخف سليم أن جزءاً كبيرا من اللبنانيين فقد الثقة بالقضاء والأمن اللبناني منذ عام 2005، أي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، معتبرا أن أي نتيجة تحقيق ستخرج بعد انفجار بيروت ستكون عرضة للشكوك، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية أو دولية – عربية – لبنانية للوصول إلى الحقيقة.

حزب الله والأمونيوم

كلام لقمان وحديثه عن حزب الله يعيد إلى الأذهان ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في أيار، التي أشارت إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي زود السلطات الألمانية بمعلومات تفيد باحتفاظ عناصر مرتبطين بحزب الله بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدى لمداهمة قوات الأمن الألمانية للعناصر وضبطها. كما كشفت صحيفة تلغراف أن قوات الأمن البريطانية دهمت أربعة مواقع مرتبطة بحزب الله، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نترات الأمونيوم في مصنع سري للقنابل في ضواحي العاصمة لندن، في خريف 2015.

وفي أب 2015، ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل يدوية، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها.

كما ضبطت الأجهزة الأمنية، في قبرص، في شهر أيار 2015، كمية تقدر بـ 420 صندوقا من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله وقامت بتفكيك البنية التحتية للهجوم المحتمل آنذاك.

العنبر 12

يكثر الحديث في بيروت عن “العنبر رقم 12، وخصوصا بعد الانفجار، حيث ظهر أن بعض المسؤولين السياسيين وحتى الأمنيين لا يعرفون حقيقة ما يحتويه هذا العنبر المغلق بإحكام، وهنا تؤكد مصادر في مرفأ بيروت، أن هذا العنبر مخصص للمواد المصادرة، وفي حين تقول المصادر إنه يعتبر بؤرة يستفيد منها الفاسدون، يؤكد آخرون أن هذا العنبر يخضع لسيطرة حزب الله الذي يستغله لتخزين السلاح، كما يسمح لأنصاره والدائرة المحيطة فيه باستغلاله لأعمال غير شرعية، وبهذا الاستنتاج يبقى السؤال الذي ربما لن يعرف اللبنانيون له إجابه “من دمر ميدنتهم، وكيف؟”.

 

إنفجار المرفأ… المطلوب رأس حزب الله

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الخميس 06 آب 2020    

فرضية الغارة على مرفأ بيروت معدومة بشهادة كبار قادة الأمن. صحيح أن الرواية الحقيقية لسبب التفجير المهول ما زالت "تحت الانقاض" تتوسطها البعثرة الجارية في المسرح السياسي، لكن الصحيح ايضاً، ان الاحتمالات لا بدّ أن تكون مفتوحة، تبدأ بعامل الإهمال المرجّح حتى الآن ولا تنتهي بالتلاعب الأمني في إقليمٍ متوتر بظروفٍ مهيئة. وفي الحديث عن الغارة وإشاعة أجواء حول وجود خلفيات أمنية وحصرها بها من دون إعطاء الحادث أبعاداً أخرى كالاهمال مثلاً، وتوجيه أصابع الاتهام تجاه إسرائيل - المستفيدة طبعاً- وتبرئة ساحة الفاسدين، هو كلام حق يراد به باطل، يوفّر نوايا خبيثة تهدف إلى توجيه الاتهام نحو طرف داخلي ضمن قالب سياسي يوحي بتحميل حزب الله كامل المسؤولية عما جرى.

ملامح هذا الجو بدأت تتمظهر منذ صباح الأمس، مع احتشاد فرق 14 آذار خلف رواية واحدة "الاستهداف المشبوه على أبواب 7 آب". قالها نديم قطيش بحسرة، ليتبعه فارس سعيد ومجموعة أخرى تُدين بالولاء إلى نفس الفريق بدأت تطالب باستدعاء تحقيق دولي على عجل.

وبيروت تجربتها مع لجان التحقيق الدولية مرّة. ليس آخرها لجنة "ديتليف ميليس" التي ركّبت التحقيق في قضية الرئيس الحريري كما تشتهي سياسياً وأسّست قرائنها على إتهام صريح منذ البداية لحزب الله، هل هذا ما يريده هؤلاء لجنة تحقيق وفق هذا النموذج تبرّر نقل اتهامهم من خانة سياسية إلى اخرى جنائية؟

أمر من هذا القبيل يستدعي الإنتباه الى وجود مخطط ما، أو نية في تكوين خيوط لمخطط أو توافر رغبة في تحويل الكارثة إلى أداة للاستثمار السياسي. وحده حزب الله لاذ بالصمت أمام كل الاتهامات من موقع العالم بحقه.

أما اللافت فكان إعداد المسرح السياسي لتقبّل إتهام من هذا النوع، قام على التلميح بدور ما لحزب الله، قوبل ذلك بتظهير التلميح بشكل أكبر ضمن مستوى سياسي معين محسوب على 14 آذار، بدأ بأخذ الحديث إلى مكان آخر، بداية بإستقالة النائب مروان حمادة ومحاولة إستجرار تدويل ضمن مستوى ما وانتهى عند طلب استقالات جماعية بشكل متدرج ومرسوم.

أوحى ذلك أن القصة "ليست بنت ساعتها" بل نتاج مسار طويل. يتردّد أن هذا السيناريو كان مجهّزاً للتطبيق لما بعد 7 آب كرد فعل على قرار المحكمة البدائي في قضية اغتيال الرئيس الحريري، تقع من ضمنها كتلتي "المستقبل واللقاء الديمقراطي". جو مماثل كان قد سادَ زمن اندلاع الثورة. وقتها طغى الحديث عن استقالات جماعية بهدف الدفع صوب إجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل نشوة الشارع والاعتقاد بتوافر قدرة على سلب الاكثرية اكثريتها، لكن لاحقاً جرى تجاوز الموضوع بعدما بيّنت الوقائع إستحالة حدوث ذلك وأن نتائج أي مغامرة في الانتخابات قد تأتي بعكس ما تشتهيه المراكب.

هذا ما عكسه المشهد القاتم المكلّل بالسواد نهار أمس. أصبحَ حزب الله موضع إتهام صريح ومباشر، من خلال تعمد تظهير تساؤلات حول إحتمال وجود أسلحة في العنبر رقم 12، صواريخ ذكية كما قال النائب وهبة قاطيشا، دفعت إسرائيل إلى شن غارات. حديث كهذا، ينقلنا إلى سيناريو اسوأ، كأننا أمام تحميل طرف محلي وحده مسؤولية "فضيحة جماعية"، أو أننا نرمي بالاتهام على حزبٍ سياسي ونوحي أنه يستخدم "المرفأ المدني" لأغراض عسكرية!

كلام قاطيشا وغيره من شخصيات الفرع المتطرف في نادي الرابع عشر من آذار، كان مدعاة حذر من جانب الفريق الأمني، الذي لاحظَ تعمداً واضحاً في تغيير مسرح الجريمة وتعديله بما يتلاءم والظروف السياسية من دون إنتظار الفراغ من التحقيقات التي ما زالت في بدايتها، وسط توافر فرضيات كثيرة لا بد من درسها. هذا الكلام، نقلنا من حالة إلى أخرى، من مأساة انسانية تسببت بها أعمال متعدد المسؤوليات تفوح منه روائح السمسرات والفساد، إلى حالة سياسية يُراد من خلالها توريط جزء من اللبنانيين وتحميلهم أثماناً من دون دليل، إمعاناً في طلب المزيد من الحصار لتصريف أحقاد سياسية منقطعة النظير، حتى نيرون الذي جلس يتفرّج على حريق روما لم يكون بهذا القدر من الحقد والنرجسية!

ورواية قيام حزب الله بتخزين الصواريخ تدحضها جملة وقائع، تبدأ بطبيعة الباخرة والشحنة المصادرة منها عام 2013 وترتبط حتى عام 2020٠ بسياق طويل من الاهمال وتعمد التجاهل ولا تنتهي بتوافر رغبات لاستثمار سياسي واضح في ظرف مؤاتٍ.

ومحاولة التوريط نفسها ماثلة إلى العيان من الداخل. طوال نهار أمس، حشدت بعض القنوات ضيوفها نحو "صب الاتهام" باتجاه هدفٍ واحد. فرضية الغارة لم تغادر أذهانهم، على الرغم من تأكيد أكثر من مصدر ومن بينها عسكرية تجزم لا اشارة لحدث "غير مألوف" حصل فوق العاصمة. الحديث هنا عن تحليق للطيران الاسرائيلي. تذكر المصادر أن التحليق المعادي "شبه روتيني يحدث يومياً وليس من قبيل المصادفة إطلاقاً أن يحصل تحليق لطيران معادي فوق بيروت".

مع ذلك، لا تُسقط المصادر الأمنية والعسكرية فرضية العمل الأمني، على الرغم من أن ما يتوفر لديها من معطيات أولية، يعطي الهامش الأكبر لعمل "غير عسكري". فرضية التلاعب بموقع تخزين "نترات الامونيوم" من طرف معادي متوفرة. سبق لاسرائيل أن ادّعت وجود "اسلحة تابعة لحزب الله في المرفأ" من قبيل مساهمتها في تشويه صورة الحزب وزج مؤسسات الدولة في أي إتهام لتبرير ربما قصفها لاحقاً. هذا الاتهام لم يقرن بدليل، لكنه أفصحَ عن وجود رغبة إسرائيلية في توسيع دائرة المواجهة مع حزب الله.

من هنا، قد يكون الاسرائيلي الذي يعلم بوجود هذه المادة، لديه مصلحة في تخريبها من أجل تصويب الاتهام تجاه الحزب أو استثماره في هذا الاتجاه. تبقى هذه الفرضية موجودة، يقابلها أخرى تجدها المصادر "واقعية أكثر". الحديث يدور هنا عن "خطأ بشري غير مقصود" تسبب بالكارثة. تبرز في هذا المجال معطيات عن وجود "أمر عمل (تلحيم)" محدد في العنبر رقم 12.

صحيح أنه قد جرت محاولة لتكذيب الواقعة، لكن ثمة وثيقة تظهر أن بوابة العنبر تُعاني من ترهل يحتاج لعملية صيانة عاجلة. النظرية الأمنية تتحدث عن تسرب "شرارة تلحيم" بإتجاه حاوية مفرقعات من أعيرة ثقيلة كانت مخزنة في العنبر، يؤكد أكثر من مصدر أنه قد جرى مصادرتها في وقتٍ سابق لعدم تطابقها مع المعايير المحددة من قبل الدولة.

الشرارة التي تسلّلت إلى الحاوية، على الأرجح هي التي تسببت بحريق كبير نتيجة تفاعل البارود مع النار، وهو ما أدّى إلى تسرب الحريق سريعاً بإتجاه "بالات النترات" المنتشرة في العنبر والمقدرة بنحو 2755 طناً. حجم كهذا يكفي ليس لتدمير نصف مدينة فحسب بل لأحداث نصف إنفجار نووي وهذا ما حصل.

المسؤولية متعددة وهنا تقع على أكثر من طرف. القضاء أولاً الذي استسهلَ تخزين الكمية المصادرة رغم علمه المسبق أنها تحوي على نسبة تفوق الـ11% من النتروجين (طبقاً للقوانين اللبنانية يسمح بإستيراد فقط ما دون الـ11%). هذه النسبة، وفق خبير عسكري لـ"ليبانون ديبايت"، كفيلة بتحويل المواد إلى قنابل هيدروجينية! ثمة مشكلة أخرى تقع على كاهل القضاء ايضاً الذي أمرَ بمصادرة المادة وتخزينها من باخرة معلوم لديه أنها تواجه عثرات مالية وتجارية ومشاكل تقنية، واصحابها فارون من وجه العدالة، وتترتب عليهم دعاوى قانونية. ثم لم يقدر على إيجاد الترياق المناسب لتصريف المادة. معلومات "ليبانون ديبايت" تكشف في هذا الصدد عن رفض شركة "شماس" شراء الكمية بعد فحصها نظراً لكمية النتروجين العالية والخلل الواضح في توضيبها.

ثانياً تترتب مسؤولية على الشق الأمني. الجمارك مثلاً كان يمكنه إرسال توصية بإخراج المادة من المرفأ فوراً وعلى نفقة الدولة اللبنانية وهذا متاح، تقول الجمارك، لأنهم كانوا على إطلاع على تحقيق الخبير العسكري في الجيش عام 2014 الذي خلص إلى أن المواد المصادرة "خطيرة على السلامة العامة وقد تنفجر موصياً بنقلها خارجاً". هذا التقرير واكبَ وعلى مدى 6 سنوات بأكثر من تقرير مشابه، أحدهم صادر عن الجمارك، وآخره صدر عن أمن الدولة، فلماذا القضاء هنا لم يبادر إلى التحرك؟ الجواب كما تقول مصادر سببه "عدم قدرة القضاء على إيجاد مخرج للقضايا القضائية العالقة".

 

لا نثقُ بكم... فليكُن تحقيقٌ دولي

بشارة شربل/نداء الوطن/06 آب/2020

كلامٌ صريح لمخاطبة أهل السلطة مجتمعين: لم نثق بكم سابقاً وتفجيرُ المرفأ جدَّد ثقتنا برأينا... أنتم لستم جديرين بثقة الناس، أثبتم ذلك بالملموس في أزمة انهيار النقد والاقتصاد والاستيلاء على الودائع والعرق، ولن ننخدع بادعائكم العمل لمعالجة تداعيات الانفجار الرهيب.

ولأنكم امتداد للمنظومة السياسية التي حاولت "ردم حفرة" السان جورج يوم 14 شباط 2005 لإخفاء الأدلة، وجرَّبت بعد ذاك التشييع الوطني المهيب استئناف أعمال البرلمان على أساس أن ما جرى حادث عادي، بات ضرورياً اللجوء الى المجتمع الدولي ليضع يده على قضية هي بحجم ذلك الاغتيال الشنيع.

قتلى ودم ودمار وقلوب مفطورة بفعل قصف صواريخ أو ذخيرة أو اهمال مريع، النتيجة واحدة. هذه السلطة تتحمل المسؤولية بحكم "استمرارية الحكم" وطبيعة الهيمنة على المرافق والمرافئ، وعدم التزامها الدستور في تأمين السيادة ودولة القانون وحق المواطنين في العيش في بلد حر وآمن. أما محاولتها الانتقال من موقع المتَّهم الى الاتهام عبر "الطوارئ" ولجان التحقيق والاقامة الجبرية على مرتكبين أو مستهدَفين، فلن تبيّض صفحتها ولن تغيّر في واقع ان السجن موقعها الطبيعي وأنها واجبة الرحيل فوراً وبلا أي تأخير.

انتم مارقون. تستولون على السلطة، ونحن نكرهكم. مَن منكم لا يمارس النهب شاهدُ زور عليه، ومَن منكم لا يتورط مباشرة بالفساد متواطئ أو متخاذل أو مقصِّر في واجبه الوظيفي أو السياسي والوطني.

لستم أهلاً لا لتشكيل لجان تحقيق تستطيعون الضغط عليها وتستتبعونها، كما تفعلون في المجلس الدستوري والهيئات القضائية والرقابية، ولا أهلاً لتسلم مساعدات يتطلع السارقون المحترفون في حاشياتكم الى السيطرة عليها قبل وصولها.

لبنان بات يحتاج حماية دولية. قولوا ما شئتم عن السيادة الوطنية واستخدموا كما ترون شمَّاعة العدوانية الاسرائيلية، وتحدثوا ليلَ نهارَ عن النازحين والتوطين وتحرير القدس، وزايدوا على الفلسطينيين رئيساً وشعباً. أشتموا اميركا والامبريالية والغرب ودول الخليج، فكلامُكم لن يغيّر قيد أنملة في قناعتنا أنْ كفى وَلَغاً في دم هذا الشعب. كفى تدميراً لمستقبل أبنائه. كفى تهجيراً لأجياله. كفى ولاءً للخارج وانتهاكاً لسيادة لبنان. نعلم أنكم لن تتوقفوا طوعاً عن ممارسات هي جزء من تركيبتكم أو ايديولوجيتكم أو سياساتكم التي لا تقيم وزناً للمصلحة الوطنية. لذلك فإن طريقنا نحو الدولة العادلة طويل. وسيكون مطلب مقاضاتكم شعبياً متوازياً مع الاصرار على التحقيق الدولي خطوة في هذا السبيل. أما مشروع اللبنانيين الذي لن يحيدوا عنه لإقامة دولة القانون والسيادة والأمان، فهو الحياد، وما الانفجار الذي دمَّر نصف بيروت إلا دليلاً ساطعاً على انه برنامج الخلاص الوحيد.

 

انفجار المرفأ "الغامض" يعيد طرح أسئلة بشأن مخازن أسلحة "حزب الله/تضارب في المعلومات ورواية رسمية للحادث لا تقول الكثير

سوسن مهنا/انديبندت عربية/06 آب/2020 

تحت عنوان "نحن ملعونون، صدمة ويأس في بيروت، حيث دمر انفجار المدينة"، قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إن الصدمة واليأس هيمنا على مشاعر المواطنين اللبنانيين في أعقاب الانفجارات الهائلة التي ضربت العاصمة، الثلاثاء، التي وصلت آثارها المدمرة إلى مسافة أربعة كيلومترات. ونقلت عن شاب عشريني قوله، "نحن ملعونون، حتى إذا كان ذلك حادثاً، فإن هذا آخر شيء يمكننا تحمله". وأضافت، "المرة الأخيرة التي شهد فيها لبنان انفجاراً مدوياً يقترب من هذا الحجم كانت في عام 2005، في عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في انفجار سيارة مفخخة".

لن تقنع أحداً البيانات الرسمية التي صدرت بعد الانفجار، ولم تتوان عناوين بعض الصحف عن أن تطلق عليها لقب "بيروتشيما". حتى المسؤولون أنفسهم يصرحون وهم غير مصدقين للكلام الذي يتفوهون به. اللبنانيون الذين لا يزالون غير مصدقين والأغلب يظنون أنهم يعيشون كابوساً، متأكدون أن الغموض و"اللفلفة" سيطمر معالم الجريمة التي حدثت في مرفأ بيروت.

التضارب في المعلومات وتأخر صدور الرواية الرسمية، عززا شكوك المواطن اللبناني الفاقد للثقة بالسلطات. المعلومات التي رشحت عند وقوع الحادث قالت، إنه استهداف إسرائيلي مقصود لمخازن أسلحة تابعة لـ"حزب الله"، وكثير من شهود عيان أكدوا أنهم رأوا الطائرات وسمعوا أصواتها ودوي جدار الصوت. وأخرى تحدثت عن حريق مفتعل على غرار الحرائق التي حصلت وتحصل في مواقع استراتيجية في إيران. معلومات أخرى قالت، إن حريقاً اندلع في العنبر رقم 12 في المرفأ، وامتد وتوسع إلى حيث تخزن مواد متفجرة منذ أكثر من ست سنوات. وقبل ذلك قيل إن المخزن هو للمفرقعات النارية. لكن فرضية تخزين مواد متفجرة جاء تأكيدها على لسان رئيس الحكومة حسان دياب الذي أشار إلى وجود 2750 طناً من نيترات الأمونيوم في مستوعب في مرفأ بيروت.

ويشكك الذين يستعملون هذه المادة في عمليات التفجير داخل المقالع والكسارات، بإمكانية حصول أي انفجار بسبب النترات من دون تحضير أو ضغط هذه الكميات، ولا يمكن مهما كانت العوامل المباشرة أو غير المباشرة إحداث انفجار في كمية الأمونيوم، إلا بوجود عامل مساعد عمل على ترتيب التفجير بشكل تقني. كما أن تخزين مواد متفجرة منذ سنوات، بحجم 2750 طناً، في أحد عنابر المرفأ يؤكد أنه من غير المعقول أن يكون الحادث نتيجة إهمال، من دون إغفال ما جاء في الرواية الرسمية من الانفجار تلى محاولة لتلحيم فتحة صغيرة لمنع السرقة.

 إسرائيل والتفجير

المعلومات التي تحدثت عن ضربة إسرائيلية نفيت من قبل مسؤول إسرائيلي، الذي قال "إسرائيل ليست لها علاقة بالحادث"، بحسب وكالة "رويترز". لكن لا يمكن فصل هذا التفجير، ولو نظرياً على الأقل، عن سياق الأحداث التي جرت وتجري منذ فترة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بما في ذلك التهديدات الإسرائيلية بضرب أهداف حيوية في لبنان يستخدمها "حزب الله" لتهريب الأسلحة، واستهداف مراكز للحزب في سوريا، وعلى منشآت داخل الأراضي الإيرانية، والاعتداء على الطائرة الإيرانية في الأجواء السورية والتي كانت متجهة إلى مطار رفيق الحريري. وأيضاً استهداف الخلية لتابعة لـ"حزب الله" في مزارع شبعا، بحسب التصريحات الإسرائيلية.

تداعيات الانفجار الغامض تهدد بقاء الحكومة اللبنانية بعد ثبات عجزها

روجت إسرائيل في السنوات الأخيرة لرواية مفادها أن "حزب الله" يستغل العديد من المواقع المدنية في بيروت وغيرها، من أجل تخزين صواريخ وأسلحة متطورة. وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذه الرواية مدعوماً بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك في سبتمبر (أيلول) 2018، متحدثاً عن ملعب لكرة القدم يستخدمه فريق "العهد" المدعوم من "حزب الله"، وموقع شمال مطار رفيق الحريري الدولي، وموقع ثالث يقع أسفل الميناء ويبعد مئات الأمتار عن مدرج المطار. وإذا صحت فرضية استهداف إسرائيل لمخزن سلاح، فإن الرسالة هذه تقرأ في سياق استهداف الإسرائيليين في السابق الممرات البرية والجوية التي يدخل منها "حزب الله" الأسلحة إلى لبنان. ويبدو أن المرفأ الذي يستخدم لتهريب الأسلحة، بحسب الاتهامات الإسرائيلية، لم يعد ممراً آمناً بعد اليوم.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت، في عددها الصادر اليوم، إن "أصابع الاتهام توجهت إلى إسرائيل بعد الانفجارات الهائلة التي ضربت بيروت، وصاحب ذلك تفسيرات تشير إلى الحملة التي تشنها إسرائيل ضد إيران". وأضافت "بعض الألغاز التي سيتعين على المسؤولين اللبنانيين كشفها تنصب على ملكية المستودع الذي وقع فيه الانفجار، وطبيعة المواد سريعة الاشتعال التي كان يحتويها، وما إذا كانت هناك مواد أخرى قابلة للاشتعال في الميناء والأحياء السكنية أو مناطق حساسة أخرى".

يربط محللون متابعون لشؤون "حزب الله" بين أحداث حصلت في عدة دول. ففي يوليو (تموز) 2012، اعتقل عنصر من "حزب الله" في قبرص اسمه حسين عبدالله بعد اكتشاف 8.2 طن من نيترات الأمونيوم في قبو منزله في لارنكا. في أغسطس (آب) 2015، اعتقل ثلاثة عناصر في الكويت بعد اكتشاف 42000 باوند من نيترات الأمونيوم و300 باوند من متفجرات الـC4 وأسلحة في منزلهم.

عام 2017، داهمت السلطات البوليفية مخزناً كبيراً تابعاً لـ"حزب الله" ووجدت فيه كميات كافية من المتفجرات لإنتاج قنبلة بوزن 2.5 طن. وفي هذا العام، داهمت السلطات الألمانية عدة مخازن جنوب البلاد وجدت فيها كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة المتفجرات.

 

هل يعجل بنهاية «حزب الله»؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 آب/2020

الدمار أعظم، والقتلى والجرحى أكثر من الحروب الماضية التي أصابت لبنان وعاصمته. إنما القصة مكررة. ففي عام 2008 اعترضت الحكومة اللبنانية على سيطرة «حزب الله» على مطار بيروت، وعلى بناء شبكة اتصالات تحت الأرض تستخدم لأغراض عسكرية وأمنية. تجرأ مجلس الوزراء وأصدر قراراً اعتبرها تعدياً على سيادة الدولة، واعتداء على المال العام. لجأ «حزب الله» إلى سلاحه وهاجم مناطق خصومه، وقتل نحو 70 شخصاً. وقامت قطر حليفته، كالعادة بتمويله، مثلما دعمت «حزب الله» ودافعت عنه، في اغتياله الحريري وبقية القيادات اللبنانية عام 2005. عقدت مؤتمر مصالحة في الدوحة، مؤتمر استسلام، نفذت فيه كل مطالب الحزب. سحبت الحكومة ذليلة القرارين، واستمر المطار والميناء والاتصالات تحت سيطرة «حزب الله» إلى اليوم. لا ننسى طبعاً الأحداث السابقة لها. رداً على الاحتجاجات اللبنانية الشعبية الواسعة ضد اغتيال «حزب الله» قيادات لبنانية، افتعل حرباً مع إسرائيل، عام 2006 بخطف جنديين، تسبب في دمار البنية التحتية للبنان. والسنوات التالية أظهر مزيداً من التسلط؛ حيث دخل «حزب الله» الحكومات، وأصبح يديرها، كما هو الحال الآن، وتولى مباشرة حقائب خدمات مهمة شعبية مثل وزارة الصحة وسيطر عليها، يقدم خدمات التطبيب للإيرانيين من منسوبي النظام وينهب المال العام لصالح منسوبيه والمنتفعين منه.

ووقعت كارثة الأزمة المالية الصعبة، أيضاً، كانت من فعل يده. غسل الأموال والإرهاب وضعا لبنان على قوائم المقاطعة الغربية، فصار هناك شبه انهيار في الصناعة المصرفية، وفقدت أغلبية الناس مدخراتها، وتبخرت الطبقة الوسطى في البلاد.

ثم وقع انفجار الميناء، الذي أصاب دماره نحو ثلث وسط بيروت، هو عمل آخر من أعمال «حزب الله» الذي تحت سيطرته. فيه يخزن أسلحته ومتفجراته، وسط مناطق المدنيين عامداً، وغير عابئ بسلامتهم. هذا عدا تغوله على السلطة الشرعية، وبنائه قوة عسكرية وأمنية تفوق قوة الدولة يستخدمها في الحروب الداخلية والخارجية. مجمل الأحداث المتكررة تنبئ بأمرين، تكرر فشله وضعفه، وخاصة في استهداف إسرائيل له. لكن الانهيار المالي والخدماتي، علامتان فارقتان مهمتان، مسّتا حياة الجميع، كل السكان والطبقات.

كل الظروف الداخلية المعادية له، والإقليمية ضده، تحديداً استهداف نظام إيران بالحصار والملاحقة الدولية، تجعل وجود «حزب الله» نفسه مهدداً، إن لم يقبل الدعوات المتكررة له بنزع سلاحه. وهو بالتأكيد أمر مستبعد أن يقبل، لأن «حزب الله» في الواقع جزء من «الحرس الثوري» الإيراني. والنظام الإيراني، نفسه، معرض للانهيار جراء الضغوط الهائلة عليه عسكرياً واقتصادياً، من الشعب الإيراني ومن الولايات المتحدة، معاً. وآمال السلطة في طهران معلقة على فشل إعادة انتخاب دونالد ترمب في الانتخاب الرئاسية الأميركية بعد 3 أشهر. تعرف أن ترمب لو أعيد انتخابه سينتهي النظام في طهران و«حزب الله»، بشكل ما. حتى لو فاز منافسه الديمقراطي فإن الرغبة الدولية، وليست الأميركية فقط، ستهيئ لسقوط النظام إن رفض القبول بالتغيير. ومن أول المطالب، إنهاء «حزب الله» عسكرياً. سلاحه، وغسله للأموال وتمويل الإرهاب، وتأجير مقاتليه في حروب المنطقة، وتهديده للجميع ستسرع بنهايته خلال الرئاسة الأميركية المقبلة.

 

بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/06 آب/2020

لبنان حزين وبيروت منكوبة بعودة التفجيرات، في ظل أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت؛ الكارثة الإنسانية والجريمة؛ سواء أكانت مفتعلة أم نتيجة إهمال، وإن كان الأخير مستبعداً عن مسرح الجريمة وبصمات الفاعل، رغم محاولات الإخفاء والاختفاء واللعب بمسرح الجريمة.

فالسلطات اللبنانية أعلنت نيترات الأمونيوم مسبباً للانفجار الهائل، رغم تأخر إعلان الحكومة اللبنانية عن وجود آلاف الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم، والتكتم على مالكها وكيف تمكن من إدخالها وتخزينها داخل الميناء في قلب العاصمة لمدة تجاوزت السنوات الست، مما يطرح سيلاً من الأسئلة، فنيترات الأمونيوم لا تحترق بسهولة، مما يعني حاجتها لصاعق للتفجير، فمن الصعب إشعال الأمونيوم أثناء التخزين العادي ومن دون وجود حرارة شديدة الارتفاع، لأنها ليست قابلة للاشتعال بحد ذاتها؛ وفق تقرير الخبراء.

انفجار مرفأ بيروت الذي يوازي زلزالاً قوته 5 درجات على «مقياس ريختر»، خلف أكثر من 3000 جريح وأكثر من 150 قتيلاً، ودمر واجهات كثير من المباني، كما تسبب في سحابة كبيرة بسماء العاصمة. بالنسبة للتوقيت والمكان؛ لا يمكن استبعاد «حزب الله» ويد إيران في لبنان وبلاد العرب، فالتفجير جاء عشية الإعلان عن حكم محكمة اغتيال الحريري الأب، ففرضية أن الانفجار كان نتيجة التخزين السيئ والإهمال في تخزين 2700 طن من مادة نيترات الأمونيوم التي لا يمكن لها أن تنفجر إلا بصاعق، مستبعدة.

لماذا كانت هذه الكمية الهائلة من المتفجرات في مرفأ بيروت؟ ومن يملكها؟ ولماذا بقيت داخل مخازن الميناء، وهي مواد قابلة للانفجار، في مكان حيوي وضمن حي مكتظ بالسكان؟

المسؤولية تقع على «حزب الله»؛ لأن معظم العمليات في الميناء تحت سيطرة غير معلنة لـ«حزب الله»؛ وفق سياسيين لبنانيين، حيث إن إدارة الجمارك ليست لها السيادة التفتيشية على جميع الحاويات إلا التي تحمل «الشارة الخضراء»، أما «الحمراء»، وهي الغالبة، فليست للجمارك الرسمية في الميناء سلطة تفتيشها، وفق تصريحات مسؤولين؛ الأمر الذي يجعل «حزب الله» المسؤول حتى في حال فرضية أن سبب الانفجار إهمال في عملية التخزين.

اتهام «حزب الله» جاء بعد تداول نشطاء فيديو لحسن نصر الله يشبه فيه تفجير ميناء بقنبلة نووية، حيث قال: «إن القنبلة النووية (التي يقصدها) ستكون بإرسال صواريخ من قبل (حزب الله) على حاويات الأمونيا في ميناء حيفا داخل إسرائيل، مما سيؤدي إلى انفجار شبيه تماماً بالقنبلة النووية».

تاريخ «حزب الله» طويل وحافل مع نيترات الأمونيوم، وفق كثير من التقارير الاستخباراتية الدولية، مما يجعله المسؤول الأول عما حدث من فاجعة في بيروت، حيث ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أن الأمن البريطاني داهم مواقع مرتبطة بـ«حزب الله» بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نيترات الأمونيوم، وكذلك حدث بقبرص في لارنكا، حيث قبض على عناصر من «حزب الله» وبحوزتهم أطنان من نيترات الأمونيوم، وبعدها في بوليفيا وألمانيا والكويت، وجميعها كانت لعناصر من «حزب الله» تهرب مادة نيترات الأمونيوم.

سلوك «حزب الله» العدائي داخل وخارج حدود لبنان جعل منه ظاهرة إقليمية؛ بل وشبه عالمية، تسببت في كثير من الأزمات والمشكلات جراء تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة وتجاوزه دور الحزب. لبنان المنكوب منشغل اليوم بلملمة جراحه في مرفأ بيروت، وكان قد تظاهر قبل جائحة «كورونا» لإنهاء الطائفية، التي هي نوع من الفتنة الدائمة، التي تحركها الدوائر الخارجية متى تريد، خصوصاً في ظل وجود ميليشيا عقدية مسلحة تسمى «حزب الله» لا تعمل على استقرار لبنان ولا جواره. ولكن لبنان بعزيمة أبنائه؛ عاجلاً أم آجلاً، سينتصر على أعداء الداخل قبل الخارج، لينهض من جديد مثل طائر الفينيق.

 

لبنان: المصائب لا تأتي فُرادى!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/06 آب/2020

كنتُ أريد الكتابة لـ«الشرق الأوسط» هذا الأسبوع عن صدور الحكم من المحكمة الدولية في مقتل الرئيس رفيق الحريري عام 2005، إنما بعد ما حدث في مرفأ بيروت، وخراب رُبع المدينة أو أكثر، أردتُ الذهاب إلى بعض التأملات والمراجعات التي لا تَبعُدُ على أي حال عن حدث العام 2005 وتداعياته.

يوم 14 فبراير (شباط) عام 2005 ما كنتُ بعيداً عن مسرح جريمة اغتيال الحريري. كنتُ في مقر جريدة «الحياة» الذي يبعد حوالي الثلاثمائة متر عن فندق السان جورج الذي أُوقفت شاحنة التفجير في الشارع المقابل له. وفندق السان جورج لا يبعُد عن المرفأ الذي حدث في مخازنه الانفجار أكثر من خمسمائة متر. سمعنا بوضوح من جريدة «الحياة» الانفجار الكبير. وعرفنا بعد نصف ساعة أنه كان ضد موكب الرئيس رفيق الحريري. وكان صوت الانفجار والحقّ يقال هائلاً ومخيفاً. لكنّ ما حدث يوم الثلاثاء كان أفظع بكثيرٍ جداً، وهو ما أحسسنا به وسمعناه جميعاً كأنه زلزال هَزَّ المباني حتى من على بُعْد خمسين أو ستين كيلومتراً. كنتُ في منزلي على بُعد عشرة كيلومترات من المرفأ، وبعد ثوانٍ من الهزّة أو الزلزال، حدث انفجاران؛ أولهما متوسط الضخامة مثل انفجار موكب الحريري، أما الآخر أو الثاني فيبلغ من هوله أنه كما شبّهه مراسل الـBBC مثل القنبلة الذرية على ناغازاكي اليابانية!

لماذا وكيف تحدث هذه الأهوال على المدينة المنكوبة برئيس جمهوريتها ورئيس حكومتها والحزب المسلَّح الذي يسيطر على مرافقها؟! لقد اجتمع مجلس الدفاع الأعلى اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية بعد أربع ساعاتٍ من الانفجار المروّع، وهذا زمنٌ قياسي إذا قورن بظروفٍ أُخرى حتى ظروف الاجتياحات الإسرائيلية. فالدولة اللبنانية في الزمنين السوري والإيراني لا تعتبر أنه من واجبها متابعة شؤون الأهوال والكوارث الوطنية؛ لأنّ الذي يتولى ذلك بالفعل هو الحزب الإيراني، ومن قبل كان النظام السوري. في الأسبوع الماضي، وعندما كانت الحرب قاب قوسين أو أدنى بين الجيش الإسرائيلي، والتنظيم الإيراني، ما اجتمع مجلس الدفاع الأعلى إلاّ بعد يومٍ ونصف اليوم، وهو إنما اجتمع وقتها ليعلن عن حدوث عدوان إسرائيلي ومخالفة للقرار الدولي (1701) ولذلك تقررت الشكوى لمجلس الأمن! وهذه رواية أرادها حزب السلاح الذي قال إنه أربك العدوَّ بعدم الردّ على نيرانه!

على كل حال، لو كانت هناك ثقة بسلطة هذا العهد لفكرنا في روايتها بعد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى للجمهورية. قال بيان المجلس إنّ هناك كمية ضخمة جداً من المواد الشديدة الانفجار مثل نترات الأمونيوم والـC4 في مستودعٍ بمرفأ بيروت منذ العام 2014! هذه المواد الشديدة الخطورة من يملكها؟ لا يمكن أن تكون إلاّ للجيش أو الحزب. بينما الرواية تتابع أنها صودرت من باخرة أو بواخر بغرض إتلافها، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ ذلك الحين! وبذلك فإنّ الجيش غير مذنب ولا علاقة له، وكذلك الحزب المعصوم بالطبع. أما كيف حدث الانفجار في هذه المواد؟ وهنا يأتي التعليل الأغرب أنه كانت هناك محاولة لسد فراغٍ أو «فتحة» بحديد المستودع من طريق التلحيم حتى لا تُسرق المواد، وأنّ نار اللحّام أو اللحّامين هي التي تسببت في الكارثة! طيب، أولم يكن المفروض أن تُنقل، فلماذا هذا الاهتمام بعد ست سنوات بتشديد الإقفال عليها في مكانها بدلاً من الاهتمام الأَولى بنقْلها وإتلافها؟ ثم ما دامت هذه الموادّ على هذه الدرجة من الأهمية والخطورة، فلماذا لم يحرص الجيش على تملكها أو إتلافها حفظاً لأمن البلاد؟

إنّ الظاهر لكل ذي عينين أنّ الجيش ما كان يملك القرار بشأنها، بل الذي يملكه حزب الله الذي صار معروفاً أنه يسيطر على المرفأ والمطار والمعابر مع سوريا. مَنْ الذي فجَّر تلك الموادّ؟ وأين كانت حراسات الحزب أو الجيش؟ هل الوضع في هذه الحالة مثل الوضع في إيران التي حدثت في منشآتها العسكرية والنفطية عشرات الانفجارات الغامضة والحرائق واختلفت التكهنات في أسبابها. وقد رأيتُ في «العربية » و «الحدث » ضابطين لبنانيين كبيرين متقاعدين (لا أعرف مدى خبرتهما واختصاصهما!) يذهبان إلى أنّ تأمل الصُوَر الدقيقة يظهر سقوط صاروخين على ذلك المستودع الهائل! مع أنّ الإسرائيليين نفوا القيام بهجوم!

ولنعد إلى ويليام شكسبير الذي يقول إنّ المصائب لا تأتي فُرادى! عندنا انهيار اقتصادي ومالي ومصرفي. وعندنا وباء «كورونا» المتنامي. وعندنا الحالة المعيشية المُكربة والتي وصلت لحدود المجاعة. وعندنا رئيس لا يصلح رئيساً، ورئيس حكومة لا يصلح رئيساً للحكومة وكلاهما أتى بهما حزب السلاح. ويواجه الحزب والسلطات الآن الحكم في قضية الحريري والتي يُدانُ فيها أربعة من حزب السلاح بتنفيذ الاغتيال، بحيث يقتضي ذلك لو كان الأمر بيدها أن تُعلن دولتنا العظيمة حزب السلاح تنظيماً إرهابياً كما أعلنت ذلك دولٌ كبرى ووسطى كثيرة، من دون أن يكون حزب الله قد قتل رئيس وزرائها وكثيراً من سياسييها وإعلامييها! وقد كانت الحرب مستبعدة باعتبار أنّ الحزب وإسرائيل بينهما «قواعد اشتباك» وليست لديهما مصلحة آنية في النزاع المسلَّح. لكننا نعرف جميعاً أنّ قيادة الحزب ليست في لبنان بل هي في إيران، وإيران في ضيقٍ شديد، والانفجارات فيها تتوالى، وإسرائيل تُغير على قواعد إيران في سوريا كل يومٍ تقريباً: أفلا يكون ممكناً أن تأمر القيادة الإيرانية الحزب الإيراني في لبنان بشنّ الحرب على إسرائيل حتى لو كانت حرباً خاسرة؟! هم يريدون إيقاف الحرب عليهم في سوريا بأي ثمن، ولا سبيل لذلك إلاّ بهذه الطريقة، أو هكذا يعتقدون.

سلوك الحزب يُظهر التملُّص من النزاع المسلَّح حتى الآن والاقتصار على محاولاتٍ صغيرة ما نجحت أي منها. وقد اختلفت أنظار المراقبين، فهناك من يذهب إلى أنّ إسرائيل تستثير الحزب لجرّه إلى حرب، بينما يزعم آخرون أنّ الحزب هو الذي يجر إسرائيل إلى الحرب بأمرٍ من إيران!

لبنان بلدٌ منكوبٌ بالميمين (م - م) الميليشيا المسلحة، والمافيا السياسية. وجاءت البلية الخامسة أو السادسة اليوم، بتخريب رُبع أو ثلث بيروت، وعمائر وسيارات وممتلكات أُخرى للمواطنين وللدولة، وهذا إلى جانب مقتل مئات المواطنين وسقوط آلاف الجرحى.

وبسبب كارثة يوم الثلاثاء أظهرت معظم الدول العربية ودول العالم (وحتى أميركا!) التضامُن وإرادة المساعدة: فهل تستعيد السلطة الرُشد بظهور أنّ العرب أو العالم لا يعادون لبنان، وإنما يُعادون تصرفات حزب السلاح؟ لا أمل في استعادة الرشد، كما أنه لا أمل في أن يلتزم حزب الله النأي بالنفس الذي أجمع عليه اللبنانيون عام 2011، أو عدم التحرش بالدولة العبرية الآن على الأقل! ولذلك صدق شكسبير في أنّ المصائب لا تأتي فرادى! وإحساسي أنّ البلاد على مشارف أحداثٍ كبرى سواء لجهة حكم محكمة الحريري أو لجهة مناقشة التجديد للقوات الدولية في شهر (أغسطس) آب اللهّاب والتي صرّح رئيس الجمهورية مراراً أنه لا يحتاجها لاستغنائه بحزب السلاح! وأخيراً لا يستطيع لبنان ولا يريد أن يكون له نظام مثل النظام السوري أو نظام ولاية الفقيه أو النظام الفنزويلي، إنما على مَنْ تقرأ مزاميرك يا داود؟!

 

الدور القطري المشبوه مع «حزب الله»

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/06 آب/2020

في اليوم نفسه الذي كانت القيادة القطرية تسعى فيه لإظهار وجهها الإنساني بإرسال المساعدات الطبية للبنان إثر تفجير مرفأ بيروت، كشفت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية عن تورطها في تمويل «حزب الله»، الذي بدوره يبدو مسؤولاً عن التفجير نفسه، فيما وصفته القناة بأنه «مخطط (قطري) مترامي الأطراف لتمويل الإرهاب»، ولم يتوقف دور الدوحة في تزويد «حزب الله» بالمال الذي يجلب السلاح، وإنما فوق ذلك سعى سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي إلى تقديم رشوة بهدف إخفاء دور بلاده، بعد أن قدمت جمعيتان خيريتان قطريتان مبالغ نقدية لـ«حزب الله» في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء. هذه الدورة المعقدة ما بين تقديم الدعم المادي، لحزب مصنف في كثير من دول العالم أنه إرهابي، ثم ممارسة التقية السياسية بتقديم المساعدات الطبية لكارثة قومية حلت بسبب ممارسات الحزب نفسه، تشرح العقيدة التي تسير عليها السلطات القطرية في تعاطيها مع الملفات السياسية الخارجية للدول وتدخلها في شؤونها، وهي سياسة أخطر بكثير من التمويل المباشر لحلفائها أو المجاهرة بالعداء لخصومها، فالخديعة سمة للسياسة الخارجية القطرية مهما كانت العواقب. سياسة التناقضات لعبة قطرية بامتياز، تستضيف أكبر قاعدة أميركية وتتملق رئيسها في العلن، وتحرض ضد الإدارة الأميركية في إعلامها وعبر دبلوماسيتها. تدعم جماعة الحوثيين مالياً وعسكرياً، وفي الوقت نفسه تغطي نفسها بالمشاركة في التحالف العربي، قبل طردها منه في يونيو (حزيران) 2017. توقع على ميثاق أممي يحظر على الدول دعم الإرهاب أو تمويلهم، ثم تتورط في دعم جماعات إرهابية بعدما قررت دفع فدية بقيمة مليار دولار لجماعة إرهابية عراقية. حمد بن جاسم يزعم القيام بوساطة قطرية في البحرين إبان أحداث 2011 في العلن، بينما في السر يطالب جمعية «الوفاق» بتأجيج احتجاجات مثيري الشغب في الشوارع، وهذه ليست إلا أمثلة معدودة للعشرات من المواقف المتناقضة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العقيدة السياسية للنظام القطري.

التورط القطري بتمويل «حزب الله» ليس جديداً، حيث سبق أن كشفت صحيفة «دا زيت» الألمانية، عن فضيحة جديدة تلاحق قطر إثر مسؤوليتها عن دعم «حزب الله»، فالسياسة القطرية هذه ليست محصورة في «حزب الله» فحسب، وإنما تشمل كثيراً من الجماعات والأحزاب التي لا تكون في السلطة، طمعاً في تمرير الأجندة القطرية بالطرق الرسمية وغير الرسمية، وفي الحالة اللبنانية كأن اللبنانيين ينقصهم من يتدخل في شؤونهم ويدعم حزباً هو في الأساس يحتل الدولة ويحكمها بفعل السلاح الذي هو في الأساس أصل المشكلة، ثم تأتي دولة، أي دولة، لتعزز سياسة الحزب ودعمه مالياً وعسكرياً، وهنا يحق للجميع التساؤل: ما الفرق بين الدعم الإيراني للحزب والدعم القطري؟ لا فرق بين الحالتين، سوى أن إيران تفعله على رؤوس الأشهاد، أما قطر فهي تفعله في الخفاء بازدواجية شديدة وببجاحة عجيبة. بينما لبنان واللبنانيون آخر ما ينتظرونه من أحد هو تعزيز الانقسام الداخلي، ودعم طرف ضد طرف، وتعزيز قوى مغضوب عليها أصلاً، تتقدم الدوحة من دون خجل لتواصل دورها المشبوه في تعزيز الانقسامات داخل الدول، غير عابئة بعواقب أفعالها، فإذا كان «حزب الله» مسؤولاً مباشرة عن سقوط آلاف القتلى والجرحى و300 ألف دون مأوى بعد تفجير مرفأ بيروت، فإن قطر مسؤولة عن ذلك أيضاً شأنها شأن إيران، فكل من دعم وموّل وساند «حزب الله» له يد في هذه الكارثة التي حلت باللبنانيين جميعاً.

 

هل مات أو سيموت «لبنان الإيراني»؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 آب/2020

الانفجار «القيامي» الذي ضرب النفوس اللبنانية، قبل الحجر والإسمنت، المنطلق من نقطة الميناء في بيروت، يفترض به أن يكون لحظة تأسيسية لبنانية جديدة.

لم يعد سراً، حتى لعموم الناس، بل حتى لبعض المنتمين لمعسكر «حزب الله» سياسيا، خاصة من جماعة ميشال عون، أن لبنان مقبوض على قراره من هذه الشبكة الإيرانية في لبنان التي تسمى «حزب الله». ثمة فساد عريض وممنهج في لبنان. وقديم. ثمة استخدامات دولية لأطراف النزاع في لبنان، منذ زمن قديم. ربما من أيام العهود العثمانية وغزوات إبراهيم باشا وصولاً إلى لحظة لبنان الكبير في النصف الأول من القرن السالف... وثمة نظام طائفي سياسي متجذر. كل هذا صحيح، لكن ظلت في لبنان دوماً مساحات أخرى وهوامش تنفس ومسحات ولو مؤقتة أو سطحية من بناء الدولة وفعالية النشاط الأهلي المدني. كما ظل لبنان دوماً يجود بمواهب لامعة في الفن والأدب والصحافة والاقتصاد. غير أن الذي جرى من حوالي ثلاثة عقود هو تسرطن إيراني بوجه أصولي خميني لم يبقِ أي مسامات أخرى للإنسان اللبناني المختلف. وحتى تزداد المصيبة هولاً، كان مثالاً مرعباً في نتائجه الاقتصادية والسياسية والحفاظ على السلم الأهلي نفسه... نعني بصراحة نموذج سيطرة «حزب الله» على لبنان. العرب، خاصة السعودية وبعض دول الخليج، أعانوا لبنان مراراً للنهوض من عثراته، وما أكثرها، لكن دوماً نعود للمربع الأول. ويكفي فقط تذكر ملحمة اتفاق الطائف الذي أسس السلم الأهلي اللبناني حقبة من الوقت، وربما ما زال.

الخلاصة من مصيبة انفجار الميناء «القيامي» هي أن اللبناني - دعك من جماعة الحزب الخميني ومن يلوذ بهم من فسدة الطوائف الأخرى - أيقن بوجوب هدم النظام السياسي الحالي وتأسيس لبنان جديد. لعل ذلك يفسر صيحات الاستغاثة من الجمهور اللبناني الذي أحاط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يتمشى بين خراب الانفجار اللبناني الكبير أمس. هل حان الوقت لدفن لبنان الإيراني؟ كيف ومتى؟...

 

مليون طن من الغرور

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 آب/2020

في الدول المتهالكة، المفتقرة لمقومات البقاء ومكونات السيادة، تتحول «الحكومة» إلى نكتة شعبية تُلقى عليها جميع الملامات، من الفقر إلى الطقس إلى تقلبات الطبيعة. وذلك لأن الحكومة الفاشلة تصبح رمزاً للفراغ الوطني، وانهيار المؤسسات، واستباحة القانون، وعبث السلطة السياسية بمرجعيات الاستقرار، كالقضاء والمال والأمن. وهكذا تختصر الشعوب اليائسة شكواها في مسؤول واحد هو «الحكومة» باعتبارها كياناً كاريكاتورياً قابلاً للسخرية وعاجزاً عن تحقيق أي شيء. أفجع ما حدث في فاجعة بيروت أن زلزال المرفأ ليس عدواناً إسرائيلياً كالذي يتخوف منه الجميع، بل مسألة إهمال قضائي إداري جمركي يعبّر عن مدى انهيار الدولة، والخلو من أي نوع من أنواع الشعور بالمسؤولية أو الخوف من المحاسبة أو المساءلة، ناهيك بالعقاب. 2700 طن من المواد شديدة الانفجار مخزّنة في قلب بيروت برغم وجود قرار قضائي بنقلها من هناك. يتم اغتيال رئيس للجمهورية (رينيه معوض) ولا يصدر في اغتياله تحقيق أو حكم أو استنكار. ينهار الاقتصاد والنقد والخزينة ولا يحال على المحاكمة محاسب أو مراقب، ولذلك، يصبح من الطبيعي أن تتحول بيروت إلى ركام وحطام بفعل تخزين كميات هائلة من المتفجرات، تعرف الحكومة بوجودها وتعتبر أن المسألة طبيعية مثل وجود، أوعدم وجود، الحكومة نفسها!

الإسفاف في ازدراء الناس والبلاد والحقوق يعوِّد المسؤول على فقدان الشعور باحترام الذات. ويتكون في ذاته شعور مرضي بأنه صاحب الحق المطلق. ولا يعود يميّز بين ما يحق له وما هو حق للدولة. أنا أنطونيو وأنطونيو أنا، على ما قال شوقي. أو أنا الدولة والدولة أنا، كما أعلن لويس الرابع عشر.

تفجير بيروت وتشريد 300 ألف إنسان ليس مصدره حامض الأمونياك في المرفأ قرب غلال القمح ومستودعات الأغذية. مصدره سلطة لا تكف عن الاستعلاء على الناس والقانون وحكم السوية. ودولة تتلهى بالمناصب والمكاسب وهي تعوم فوق آلاف الأطنان من كل أنواع المتفجرات والأخطار والكراهيات والمخاوف.

اختلفت ردود فعل الناس للوهلة الأولى. البعض ظن أنها عودة الحرب الأهلية. والبعض قال إنه صاروخ إسرائيلي وجزم أنه شاهد طائرة إسرائيلية تقذفه على المخزن. والبعض قال إنه تفجير في منزل الحريري الابن عشية صدور الحكم في اغتيال الحريري الأب.

لم يخطر لأحد أنها أطنان متفجرات لا يعرف أحد من أين أتت ولماذا بقيت وإلى أين كانت ذاهبة ولماذا. ولا أحد يعرف إن كان يحق لمرفأ بيروت المدني أن يستقبل، أو يمرر، هذا النوع من «البضائع». 2700 طن كافية لتحويل المدينة إلى هيروشيما، وحياة الناس إلى كارثة بحيث أصبحت صورة البلد تشبه صورة الدولة، بعدما قاوم ذلك إلى وقت طويل. كان اللبناني يفكر وهو يتأمل المشهد المروع، في كل شيء. وفي جميع الناس والدول. ولم تخطر له دولته لحظة، لقد أدمن عدم وجودها. حتى «الحكومة» لم تخطر من قبيل النكتة. المأساة هذه المرة أكبر من ذكر الفراغ.

 

ليت نظرية المؤامرة تصحّ اليوم في بيروت

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/06 آب/2020

لو صحّت نظرية واحدة من نظريات المؤامرة، لاستحق اللبنانيون بعض العزاء في نكبتهم الجديدة. لو صحّ، مثلاً، أن طائرة إسرائيلية قصفت باخرة محملة بالأسلحة في مرفأ بيروت، أو أن عدواناً ما استهدف العاصمة، أو أن حزباً أرعن أخطأ في تخزين صواريخه التافهة، لكان اللبنانيون قد اعتقدوا أن حياتهم وموتهم يعنيان شيئاً ما لأحد ما. لكن الأرجح أن ما جرى ليس سوى حلقة إضافية من سلسلة أحداث لا معنى لها ولا تقول سوى إن اللبنانيين كمّ من البشر المتروكين لقدرهم الغاشم. تضافر حكم اللصوص والقَتَلة وتحالف الفساد والطوائف دمّرا قسماً من المدينة ومعه مصائر سكانها بعدما اجتث حياة مئات القتلى وآلاف الجرحى.

لا عزاء لسكان بيروت ولأهل لبنان. لم تقع كارثة المرفأ وانفجار آلاف أطنان نيترات الأمونيوم لأن عدواً حاول استخراج أمنه من موتهم أو دفع وحشيته إلى مداها الأقصى ليردع بعضهم عن مغامرة ما. ولا لأن معركة كبرى كانت تتحضر وثمة من وضع صواريخ أو ذخائر في غير موضعها... وقعت الكارثة لأنها يجب أن تقع... لأن حتميةً ما قادت سلسلة من الأحداث المدارة على الطريقة اللبنانية إلى هذه الفاجعة التي تعلن، إلى جانب الانهيار الاقتصادي والفشل في احتواء جائحة «كورونا»، كم أن الحياة رخيصة في هذا البلد ومبتذلة ومتاح التخلص منها لكل من أراد واستطاع.

الرواية التي تجمعت معطياتها في ساعات الليل الأخيرة عن وجود الكمية الضخمة من المواد الكيماوية في مرفأ العاصمة منذ سنوات مديدة، تخلو من أي عنصر درامي أو بطولي أو تآمري أو مخابراتي. هي من إنتاج مجموعة من الموظفين المرتشين والقضاة الفاسدين والإداريين عديمي النزاهة والكفاءة. ما من شيء يستحق فيلماً من «هوليوود» مع نجوم وممثلين وسيمين. إنها كارثة ارتكبها «أزلام» يشكلون نوابض وروافع وعتلات آلة القتل اللبنانية المشتغلة هذه الأيام بكامل طاقتها، ونعثر على إنتاجها على شكل أموات أمام أبواب المستشفيات، ومودعين تذلهم المصارف لإعطائهم القليل من أموالهم، وموظفين وعمال طردتهم مؤسسات مفلسة أو تدعي الإفلاس. لآلة القتل هذه وجوه كثيرة في الإدارة العامة والمرفأ والجمارك والأجهزة الأمنية وأصحاب المصارف وفي الإعلام المأجور. ويسهل على عرّابي الطوائف التبرؤ من صغار المرتكبين والمجرمين، والتخلص من أوزارهم وأدرانهم، وإلقاؤهم مع قاذوراتهم خارج حمى الجماعات الطاهرة والمنزهة عن الشطط والخطأ. مجموعة السياسيين؛ الذين لا يصح وصفهم إلا بكلمات غير قابلة للنشر، ومن كل الطوائف والمذاهب والأحزاب والتيارات، هم من يتحمل المسؤولية عن دماء آلاف الأبرياء التي أريقت في شوارع بيروت مساء الثلاثاء، وليس موظفاً صغيراً من هنا أو تابعاً حقيراً من هناك. وما وصول البلد إلى حضيض الانحطاط الذي يتمرغ فيه اليوم سوى نتيجة لممارسات هذه العصابة المستمرة منذ سنوات والتي أحسنت اللعب على خوف اللبنانيين وعصبياتهم وقلقهم حيال مستقبل يتسم دائماً بالعنف والفقر والموت.

وها قد حلّ هذا الثالوث بين ظهرانينا. لقائل أن يلقي اللوم على اللبنانيين وتقصيرهم في السعي وراء حقوقهم. ولآخر أن يرى في انسداد أفق التغيير السياسي؛ الذي يحال دونه بقوة الميليشيات وعسف السلطة والمصارف، ثمناً للاستنقاع العربي ولفشل محاولات التقدم على مدى عقود. لا تغيب الوجاهة عن هذه التفسيرات. لكن الأدهى أن حاصل جمع العوامل الخارجية والداخلية قد جرّد اللبنانيين من أدوات المراقبة والمحاسبة. ما من مراقب في لبنان سيثق بكلمة تقولها الجماعة المستولية على السلطة بشأن أسباب الانفجار والمسؤولين عنه. ما من ساذج سيقبل بكذبة سيقولها الوزراء عن أن أموراً كهذه تحصل في «أحسن الدول». ما من صحافي سيصدق أن مواد كيماوية خطرة وقابلة للانفجار قد خزنت لسنوات في مرفأ بيروت من دون علم المتسلطين على المرافئ والمرافق العامة التي يجبون منها النوافل والغنائم وتشكل مصدر دخل رئيسياً لعصاباتهم وأحزابهم الكريهة. وسواء ظهرت الحقيقة أم لم تظهر؛ ذلك أن حقيقة من دون عدالة لا قيمة لها. ويعلم كل اللبنانيين أنْ لا عدالة في بلدهم البائس، وأن حياتهم في نظر رعاتهم ليست أكثر أهمية من حياة شاة في قطيع؛ تُذبح عند الحاجة ويوزع لحمها وصوفها على «المستحقين». لو حملت كارثة بيروت معنى ما؛ لكان انعدام المعنى من توالي أيام يتساوى فيها موت وحياة آلاف البشر الذاهلين والسائرين إلى العدم ما إن يخرجوا من منازلهم. ليت واحدة من نظريات المؤامرة كانت صحيحة، لكنا استطعنا أن نرفع رأسنا وننظر في عيون الضحايا ونقول إن دماءكم لم تذهب هدراً...

 

عن احتمال الحرب بين محور «الممانعة» وإسرائيل!

أكرم البني/الشرق الأوسط/06 آب/2020

على عكس التوقعات والتقديرات التي تستبعد حرباً بين أطراف محور «الممانعة» وإسرائيل، ثمة توقعات واجتهادات تقول بحرب قادمة خلال فترة لا تتعدى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، على أن يكون لبنان ميدانها الرئيسي، لكن بالتكامل، مع تفعيل الجبهتين السورية والفلسطينية، ودلائل هذا التكامل الاتفاق الجديد بين طهران ودمشق لتطوير أنظمة الدفاع الجوي السورية، وتواتر التصعيد اللفظي والتهديدات لقادة من حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«حزب الله» ضد حكومة تل أبيب، ثم توقيت حديث المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، عن تفاصيل جديدة متعلقة بدور سوريا خلال حرب 2006، أهمها إعلان جاهزيتها لفتح جبهة الجولان، يعزز ذلك ما أعلنته إسرائيل منذ أيام عن القضاء على أفراد خلية ترتبط بإيران حاولت زرع عبوات ناسفة عبر الحدود السورية، تلته ضربات جوية، اعتبرتها إسرائيل عقابية، طالت تمركزات حدودية لقوات النظام السوري.

ثمة من يرجح احتمال الحرب ربطاً بتنامي حاجة تل أبيب وواشنطن، وإنْ بدرجات ولأسباب متباينة، لهذا الخيار، فالرئيس دونالد ترمب وقد تراجعت حظوظه بولاية ثانية، حسب استطلاعات الرأي، يبحث عما يمكن أن يعزز فرص فوزه من جديد، وربما إحداها تشجيع إسرائيل لتشديد ضرباتها ضد المواقع الإيرانية في سوريا، وإن أفضت لاندلاع حرب واسعة، والمعروف أن حرباً صغيرة تجلب نصراً، هي إحدى الطرق التقليدية لجذب الناخبين، خاصة عقب الكارثة الاقتصادية التي نجمت عن الحجْر الصحي، وردود الفعل الشعبية الأميركية التي تتسع ضد بعض ظواهر التمييز العنصري.

أما حاجة تل أبيب فتتجلى ليس فقط بتوظيف هذه الحرب كوسيلة للالتفاف على خلافاتها وأزماتها الداخلية، بل للنيل من «حزب الله» والوجود الإيراني في سوريا، ووضع حد لما تعتبره مستجدات نوعية عززت تهديدهما لمصالحها الراهنة والاستراتيجية، خاصة بعد أن غدت ميليشيا طهران قرب حدودها، وتجاوز «حزب الله» مواقعه التقليدية في لبنان متوغلاً في عمق الشريط الحدودي السوري، من مدينة القصير، ريف حمص، حتى مرتفعات الزبداني، غرب دمشق، ما أكسب محور «الممانعة» قدرة أكبر على المواجهة والمناورة، وعلى إخفاء منظومته الصاروخية وبعض الأسلحة الاستراتيجية، الأمر الذي تعتبره تل أبيب خطاً أحمر وتطوراً خطيراً لا يمكن تمريره، أو السكوت عنه.

ولعل ما يشجع أكثر، أميركا وإسرائيل، على الحرب، تقدم مناخ عام يوفر موضوعياً الغطاء السياسي والعسكري لهما إن بادرتا بالهجوم، يحدوه انحسار شعبية إيران وحلفائها على الصعيدين العربي والعالمي وسقوط ادعاءاتهم حول تحرير فلسطين، ثم التداعيات السلبية عليهم لجائحة «كورونا» ولأزماتهم الاجتماعية والاقتصادية ولتوغلهم المخيف في المأساتين السورية واليمنية، والأهم التزايد اللافت لأعداد الشيعة في العراق ولبنان الرافضين للصراع المذهبي والمناهضين لسياسات طهران التدخلية وسعيها للهيمنة على المنطقة، والأهم الاعتقاد بأن ثمار ما قامت به واشنطن خلال السنوات الماضية من ضغوط وعقوبات على إيران وحلفائها قد أينعت وحان قطافها، ولنقل أدّت وظيفتها في خلق ظروف مؤاتية لشن حرب سريعة وحاسمة، وبأقل تكلفة، لكسر وتحجيم أذرع طهران في لبنان وسوريا وفلسطين.

في المقابل، ثمة من يرى أن العكس يمكن أن يحصل، وأن أطراف محور الممانعة باتت مستعدة للذهاب بعيداً لفك الحصار وتخفيف الضغوط الاقتصادية والمالية التي يتعرضون لها، في رهان على أن تفضي هذه الحرب لقلب الطاولة وخلط جميع الأوراق، وأن تتحول نتائجها ورقة خاسرة لترمب في السباق الرئاسي، وهو تقليد مألوف أن تعتمد الأنظمة والجماعات الاستبدادية المأزومة سياسة الهروب إلى الأمام، وتلجأ إلى افتعال حروب خارجية لربح الوقت وفرص الهروب من المشكلات التي يتخبطون بها، خاصة أن التوغل في أساليب القمع والعنف لم يعد يجديهم نفعاً، ولن تكون النتيجة أفضل في حال الانكفاء والتراجع، ما يترك أمامهم نافذة تسعير الصراع وافتعال حرب خارجية، للالتفاف على الأسباب الحقيقية لأزماتهم وكسب نقاط تساعدهم في تحصيل بعض الشرعية ومعالجة أهم التصدعات والعقبات!

ومع أن إيران وحلفاءها غارقون في مستنقعات العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتعيش شعوبهم أزمة اقتصادية ومعاناة حياتية وصحية لا سابق لها، ثمة دافع قوي لديهم اليوم لشن حرب كرد رادع وانتقامي، أو على الأقل لحفظ ماء الوجه، على عمليات قصف إسرائيلية لم تتوقف ضد مرتكزات إيران و«حزب الله» وحركة «الجهاد الإسلامي» في سوريا، وطالت عدداً من رموزهم وكوادرهم، بما في ذلك توظيف تداعيات هذه الحرب للحد من تفرد روسيا بالمصير السوري، خاصة أن التباين بين موسكو وطهران وصل إلى درجة تشي بخلافات لم يعد يصح تجاهلها، وآخر تجلياتها توجيه أصابع الاتهام للفرقة الرابعة التي تدعمها إيران في تفجير حافلة للقوات الروسية قرب قاعدة حميميم، كما تبادل عمليات الاغتيال بين فصيلين في محافظة درعا، أحدهما موالٍ لطهران، والآخر لموسكو، ثم تقدم القوات الروسية قبل أيام للسيطرة على حقل «الورد» النفطي بدير الزور، بعد إخراج الميليشيات الإيرانية منه، وما يزيد خيار الحرب وضوحاً، استشعار طهران وحلفائها بحاجتهم لرد استباقي على ما رشح من تحضيرات إسرائيلية لشن الحرب، تحدوهم قناعة بأن حرباً يخوضونها بإرادتهم اليوم، وتؤهلهم ربما لتحقيق بعض الانتصار، هي أقل سوءاً من حرب تفرض عليهم، وهزيمتهم فيها شبه مؤكدة.

وحيث لن تغفل الأطراف المعنية بهذه الحرب العتيدة حسابات التكلفة والثمن الذي ربما يكون باهظاً، فإن سقفها يتحدد ربما بوجود مصلحة أميركية وإسرائيلية مضمرة في استمرار حضور إيران وأطراف محورها كفزاعة في المشهد السياسي، لشلّ الحياة في سوريا ولبنان والعراق وتدمير فرص تقدمها، أو لمحاصرة الأطراف العربية وإشغالها، تقابلها مصلحة مكشوفة لمحور «الممانعة» في الاتكاء على بقاء التهديد الإسرائيلي لخلط الأوراق وتبرير سياسته التدخلية في شؤون المنطقة! والحال، سواء أحجمت إسرائيل مؤقتاً، ومن خلفها واشنطن، عن شنّ حرب جديدة ضد محور الممانعة، أو تجرعت طهران وحلفاؤها، بذلّ وصمت، كأس ما يتكبدونه من خسائر، متحسبين من حرب واسعة قد تطيح ما راكموه طيلة سنين، فإن موجات التوتر والتصعيد لن تهدأ، وربما تفضي إلى اندفاعات مدمرة، يغدو معها ما تعيشه المنطقة، هذه الأيام، أشبه بلعب أطفال.

 

عندما تصبح الذاكرة سجناً للأمة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 آب/2020

هل يجب التعامل مع كتابة التاريخ على أنه مشروع حكومي؟ يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون يعتقدان ذلك. لقد أمرا للتو بتشكيل لجنة مشتركة لكتابة تاريخ العلاقات بين البلدين منذ أن ضم الفرنسيون ذلك الشريط بشمال أفريقيا عام 1832.

ماكرون وتبون ليسا أول الحكام الذين يسعون إلى توثيق رواية تم التحقق منها وباتت معتمدة رسمياً في تاريخنا البشري. ومع ذلك، فإن قضيتهما فريدة لأن الحكام الآخرين أرادوا فقط أن يخبروا العالم بالجانب الذي يخصهم من القصة، بينما يطالب ماكرون وتبون بصوتين من المفترض أن يكونا متوازيين في السرد.

هناك فرق واحد آخر بين التواريخ الرسمية القديمة وما قد نراه هذه المرة، فغالباً ما عُرضت التواريخ الرسمية القديمة بالتواضع الذي تستحقه ككرونولوجيا (تقسيمات زمنية). ولأنهما حملا عبئاً ثقيلاً من السيرة، فلم يتظاهرا أبداً بكونهما علميين. فماكرون وتبون بالطبع لا يبحثان عن أدوات لبناء عبادة شخصية. ومع ذلك، قد يبحثان عن شيء أقل وقاراً وهو عرض التاريخ بقدر من الصواب السياسي الحالي. لقد أظهر ماكرون بالفعل هذه الألوان بالقول إن الاستعمار كان «جريمة ضد الإنسانية»، فيما ذهب بنجامين ستورا، المؤرخ المختار لتمثيل الجانب الفرنسي، أبعد من ذلك بوصفه الاستعمار بأنه «عنيف وغير متكافئ وغير قانوني».

من جانبه، اعتبر تبون الجزائر ضحية عاجزة وبريئة للإمبريالية. لكن ما لا يدركه ماكرون، أو ربما تعمد أن يتجاهله، هو أنه نظراً لأن الاستعمار كان سمة ثابتة للتاريخ منذ البداية، فقد نقول إن البشرية عاشت دائماً في سياق جريمة ضد الإنسانية. فعندما قاموا بغزو غول، كان الفرنجة، وهي قبيلة جرمانية، مستعمرين أخضعوا السكان الأصليين بالقوة وفرضوا لغتهم وثقافتهم عليهم وانتهى بهم الأمر بإعطاء اسمهم للبلد الذي استعمروه. حتى عشية الثورة الفرنسية، كان 12 في المائة فقط من السكان يتحدثون الفرنسية كلغة أم، على الرغم من أن معظمهم استخدموها كلغة مشتركة.

على أي حال، فإن مفهوم الجريمة ضد الإنسانية هو مفهوم جديد بعد أن تبلور في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتطبيقه بأثر رجعي سيكون مربكاً في أحسن الأحوال وغير أمين في أسوأ الأحوال. قد يرغب الرئيس تبون أيضاً في إعادة التفكير في رواية مظلوميته. إن الإيحاء بأن الشعب الجزائري، في تنوعه الغني، لم يكن يمثل سوى ممتلكات في تاريخه الذي دام 130 عاماً ليس بالأمر الجذاب. لم يكن باستطاعة الفرنسيين استعمار الجزائر بدون مشاركة أعداد كبيرة، وربما حتى غالبية السكان. فقد ساعد عشرات الآلاف من الجزائريين من جميع الأعراق الفرنسيين في بناء البنية التحتية اللازمة لوجود استعماري. فالجزائر مدينة جميلة على الطراز الفرنسي بناها العمال الجزائريون تحت إشراف الفرنسيين. وعلى مدار عقود، خاضت أعداد كبيرة من الجزائريين الذين خدموا في الجيوش الفرنسية حربين عالميتين وعدداً من الحروب الاستعمارية، ولا سيما في الهند الصينية. في غضون ذلك، تبنى الجزائريون من جميع الأعراق الفرنسيةَ لغةً قوميةً، ما خلق أدباً وصحافة ثرية. وقد أبلغني الأصدقاء الجزائريون أنهم اعتبروا اللغة الفرنسية «غنيمة حرب»، ربما نفس الحال بالنسبة للغة الإنجليزية التي جعلت الهند أكبر دولة ناطقة بالإنجليزية في العالم.

لا ينبغي أن تكون كتابة أو إعادة كتابة التاريخ وسيلة لجعل الفرنسيين اليوم يشعرون بالذنب أو إذلال للجزائريين. يقول ستورا إن مشروع ماكرو - تبون يهدف إلى التوفيق بين الذكريات، ويعني هذا فرض رواية واحدة أحادية، بدلاً من تعزيز المصالحة، ويمكن أن يضرّ بالذاكرة الجمعية. إن أتباع الجزائر الفرنسية المنكوبين بالحنين إلى الماضي، و«الحركيين» الذين طردوا من منازلهم وباتوا عديمي الجنسية لعقود، وأجيال المستوطنين الأوروبيين الذين ولدوا وترعرعوا في الجزائر، أو ما يطلق عليهم «الأقدام السوداء» لم تكن لها نفس ذكريات آلاف الأحرار من المقاتلين الجزائريين الذين تعرضوا للتعذيب على يد الفرنسيين أو كثير من الفلاحين القبليين والعرب الذين أُحرقت قراهم من قبل المستعمرين.

وللحفاظ على سرد قصة المظلومية، حاول القادة الجزائريون المتعاقبون صرف الانتباه عن أوجه القصور الخاصة بهم كي لا يذكروا الأفعال الخاطئة. فأثناء تغطية مشكلات التسعينات في الجزائر، يقول ستورا، غالباً ما أخبرني السياسيون الجزائريون من جميع الطوائف أن جميع مشكلات بلادهم بما في ذلك الإرهاب باسم الدين ووحشية الشرطة كانت بسبب الحكم الاستعماري الفرنسي. وبعد فترة، بعد أن سئمت من تلك الحماقات، اقترحت على المحاورين الجزائريين تحديد تاريخ معين كان فيه كل شيء خطأ الفرنسيين، ولكن بعد ذلك أعتبر الجزائريين مسؤولين عن مشكلاتهم الخاصة، بحسب ستورا.

بعد عقدين تقريباً، لم يذهب هذا الاقتراح إلى أي مكان، فقد تم تصميم المشروع الجديد جزئياً «لاستكشاف الجذور الاستعمارية لمشكلات الجزائر الاقتصادية والاجتماعية» كما لو أن ستة عقود من الاستقلال لم تحسب.

هل يمكن للحكومات أن تلعب دوراً في كتابة التاريخ؟ الجواب نعم. أول شيء يجب عليهم فعله هو الامتناع عن محاولة إملاء التاريخ. بعد ذلك، يمكنهم جعل أرشيفهم في متناول الباحثين، ويمكنهم أيضاً تخفيف قواعد «كتمان الأسرار الرسمية» لجعل أكبر عدد ممكن من الوثائق «الحساسة» متاحة للتدقيق.

يمكن أن تساعد المقابلات مع المسؤولين أيضاً، بشرط ألا يخضعوا لأوامر التزام الصمت. في بعض الحالات، وخاصة في المجتمعات المغلقة، يمكن أن يساعد منح التأشيرات للمؤرخين أيضاً في تحقيق هذا الغرض.

الأهم من أي شيء أنه يجب على الحكومات ألا تستخدم كتابة التاريخ وسيلة لتحقيق أهداف سياسية حزبية، نبيلة أو مخزية. إن القول بأن الهدف من مشروع ماكرون تبون هو «المصالحة» هو استغلال للتاريخ من أجل هدف سياسي جدير بالثناء. إذا كانت فرنسا والجزائر بحاجة إلى المصالحة، فيجب على ماكرون وتبون إيجاد طرقهما لتحقيق هدفهما، وترك التاريخ وحده للقيام بعمله.

على أي حال، بصفتي شخصاً غريباً ولكن صديقاً لكلا الجانبين، لا أعتقد أن فرنسا والجزائر بحاجة إلى المصالحة حيث وفّر ملايين المواطنين الفرنسيين من أصل جزائري رابطاً بشرياً نادراً بين الدولتين. لم يكن كثير من الفرنسيين اليوم الذين تحدر كثيرون منهم من نسل المهاجرين الأوروبيين وغيرهم في القرن الماضي جزءاً من الغزو، وبالتالي ليس لديهم ما يعتذرون عنه، ما لم يعتذر الألمان اليوم أيضاً عن غزو غول من قبل الفرنجة. إن الجزائريين اليوم ليسوا بحاجة إلى التنكر للمظلومية، لأنهم ينظرون إلى المستقبل، ولا يريدون أن يصبحوا أسرى الماضي.

 

الذكرى السنوية الخامسة والسبعون للقصف الذري لهيروشيما وناغازاكي: حان الوقت لإنهاء التهديد النووي

أنطونيو غوتيريش/نداء الوطن/06 آب/2020

يصادف هذا الشهر الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للقصف الذري لهيروشيما وناغازاكي، عندما أصبحت البشرية شاهدا على حجم الدمار الذي يمكن أن تخلّفه قنبلة نووية واحدة. إن ما كابده الناجون، المعروفون باسم الهيباكوشا، من معاناة لم تخفّ مع مرور السنين ينبغي أن يكون دافعا يوميا لنا للقضاء على جميع الأسلحة النووية. وقد روى الناجون قصصهم كيلا تنمحي أبدا ذكرى الرعب الذي عاشته هيروشيما وناغازاكي. ومع ذلك، فإن التهديد النووي يتنامى مرة أخرى.

وقد تم إنشاء شبكة من الاتفاقات والصكوك لمنع استخدام هذه الأسلحة المتفرّدة في قدرتها التدميرية والقضاء عليها في نهاية المطاف. غير أن ذلك الإطار ظل دون استخدام لعقود من الزمن حتى بدأ يتآكل. وبالتالي، فإن احتمالات استخدام الأسلحة النووية - سواء عمدا أو عرَضا أو نتيجة لسوء التقدير – قد ارتفعت إلى مستويات خطرة.

وفي ظل تنامي التوترات الدولية وتبدُّد الثقة، أخذت العلاقات بين البلدان الحائزة للأسلحة النووية تتحوّل شيئا فشيئا إلى مواجهات خطيرة ومزعزعة للاستقرار. وفي الوقت الذي تعتمد فيه الحكومات بشدة على الأسلحة النووية لأغراض الأمن، فإن الساسة يلوّحون في خطاباتهم الناريّة باحتمالات استخدامها وينفقون الأموال الطائلة على زيادة قدرتها على الفتك، وهي أموال من الأجدى بكثير إنفاقها على التنمية السلمية المستدامة.

وعلى مدى عقود من الزمن، ترتّبت على التجارب النووية عواقب إنسانية وبيئية مروّعة. وهذا الأثر الباقي من زمن سابق ينبغي أن يظل محصورا في ذلك الزمن إلى الأبد. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بحظر جميع التجارب النووية على نحو ملزم قانوناً ويمكن التحقق منه. وقد أثبتت معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أهميتها، ومع ذلك فإن بعض الدول لم يوقّع أو يصدق بعد على المعاهدة، مما يحول دون تحقيق إمكاناتها الكاملة كعنصر أساسي في إطار القضاء على الأسلحة النووية.

وإلى جانب تغير المناخ، تمثل الأسلحة النووية تهديداً وجودياً لمجتمعاتنا. فمعظم الأسلحة النووية الموجودة حاليا في الترسانات العالمية والبالغ عددها 000 13 تقريبا هي أشد تدميرا بكثير من القنابل التي أُلقيت على هيروشيما وناغازاكي. وأي استخدام لها من شأنه أن يعجّل بوقوع كارثة إنسانية لا يمكن تصوّر أبعادها.

لقد حان الوقت للعودة إلى الفهم المشترك بأن الحرب النووية هي حرب لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها، وإلى الاتفاق الجماعي على ضرورة العمل من أجل إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية، وإلى التحلّي بروح التعاون التي مكّنت من إحراز تقدم تاريخي نحو القضاء عليها.

وبما أن الولايات المتحدة والاتحاد الروسي هما البلدان الحائزان على نحو 90 في المائة من الأسلحة النووية، فإنه يُتوقّع منهما أن يكونا في طليعة هذه الجهود. وتُبقي معاهدة ”ستارت الجديدة“ الترسانات ضمن حدود قصوى يمكن التحقق منها. ومن شأن تمديدها لمدة خمس سنوات أن يتيح فرصة شراء وقت للتفاوض على اتفاقات جديدة، وربما إقناع بلدان أخرى حائزة للأسلحة النووية بالانضمام إلى تلك الاتفاقات.

وستستضيف الأمم المتحدة في العام المقبل المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهو أحد أنجح اتفاقات الأمن الدولي. فهو يتضمن الالتزامات التعاهدية الوحيدة التي قطعها أكبر خمسة بلدان مسلحة نووياً بالسعي إلى القضاء على الأسلحة النووية، ويفرض التزامات يمكن التحقق منها بعدم حيازة أو تطوير أسلحة نووية. كما أن عضويته شبه العالمية تعني أن واجب الوفاء بهذه الالتزامات ينطبق على الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي. ويشكل المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية فرصة لوقف تآكل النظام النووي الدولي.

ولحسن الحظ، فإن معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بهدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية. وتجلى ذلك في تأييد 122 بلدا لاعتماد معاهدة حظر الأسلحة النووية. فهذه البلدان تدرك أن عواقب أي استخدام للأسلحة النووية ستكون كارثية. ولا يمكننا أن نخاطر بحدوث مأساة أخرى مثل هيروشيما أو ناغازاكي أو ما هو أسوأ. وبينما نحن نتفكّر في معاناة الهيباكوشا، فلننظر إلى هذه المأساة باعتبارها صرخة تستنهض همّة البشرية جمعاء، ولنجدد التزامنا بإيجاد عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية.

* أمين عام الأمم المتحدة

هيروشيما ناغازاكي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان مشترك عن القمة اللبنانية الفرنسية في قصر بعبدا : التزام بمتابعة مسيرة الاصلاحات للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي

وطنية - الخميس 06 آب 2020

اصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيانا بعد محادثات القمة اللبنانية - الفرنسية في قصر بعبدا، جاء فيه: "في اطار علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا، قام رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون بزيارة عاجلة للبنان بتاريخ 6 آب 2020، اطلع في خلالها على الأضرار الناتجة عن الكارثة التي وقعت بسبب الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس ماكرون في لقاء ثنائي، انضم اليه لاحقا كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب.

وتوجه الرئيس عون بالشكر الى الرئيس ماكرون على المساعدات الانسانية والطبية التي أرسلتها فرنسا، وأعرب عن تقديره لتضامنه مع لبنان لمعالجة آثار الكارثة المدمرة التي لحقت به والتي تزامنت مع الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان، بدءا من أزمة النزوح السوري الكثيف، الى الأزمة الاقتصادية والمالية وجائحة الكورونا. وأشاد الرئيس عون بجهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة هذه الأزمات على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي، مذكرا بمبادرته لدعم المدارس الناطقة باللغة الفرنسية ودوره الأساسي في تنظيم مؤتمر "سيدر".

وأكد الرئيس عون التصميم الحازم على معرفة أسباب هذه المأساة - الجريمة وكشف ملابساتها والمتسبب بها وانزال العقوبات المناسبة بحقه، مشددا على أن هذه هي الأولوية اليوم.

من جهته، أعرب الرئيس ايمانويل ماكرون عن تعلقه بلبنان وشعبه والمكانة الخاصة التي يتمتع بها هذا البلد لدى الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية، وقد هز حادث الانفجار فرنسا في العمق، وأبدى تأثره بما شاهده من هول الدمار الذي لحق ببيروت.

وأكد الرئيس ماكرون أن لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب، معربا عن استعداد فرنسا للوقوف دوما الى جانبه في ظروفه الصعبة، مشيرا الى ان فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي الى التحرك بفاعلية وسرعة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، لا سيما وان لبنان يحيي هذه السنة الذكرى المئوية الأولى لاعلان "دولة لبنان الكبير". وأكد الجانب اللبناني التزامه بمتابعة مسيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي طليعته فرنسا".

 

ماكرون من قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان: لن نتخلى عن اللبنانيين وسننظم المساعدة الدولية وفي إمكانكم النهوض مجددا

وطنية - الخميس 06 آب 2020

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام زيارته لبنان مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر، تحدث فيه باسهاب عن أهداف زيارته إلى لبنان وقال:"ساستعيد ما حصل خلال زيارتي بيروت، بعد ما استمعت الى أصوات اخواننا اللبنانيين بعدما ما حصل في تاريخ 4 أب 2020. نحن نشعر بحزن عميق وبتعاون عميق ونشارك الغضب الذي شاهدناه اليوم في الشارع. ان هدف زيارتنا لبنان هو قبل كل شيء دعمنا للشعب اللبناني وللبنان حر وفخور وسيد". وأضاف: "في هذه اللحظات ليس هناك سوى امر واحد ان نكون حاضرين، ونمد يد العون، وهذا ما قمنا به منذ البداية. ولذلك توجب علينا ان نحضر الى هنا اليوم. هذا هو تعاون الشعب الفرنسي برمته تجاه الشعب اللبناني. نحن سنرافقكم في هذا الدرب اليوم، وفي المستقبل سنكون الى جانبكم. وفرنسا لن تتخلى أبدا عن لبنان واللبنانيين رجالا ونساء. ان مصير البلدين مرتبط بحكم الوقت والروح والثقافة والاحلام التي نتشاركها".

وقال: "في هذااليوم الصعب، في بيروت التي ماتت الآلاف المرات، فرنسا تعرب مرة اخرى عن وجودها الى لبنان. فعندما يضرب قلب لبنان يضرب ايضا قلب فرنسا. وفي هذه المناسبة اود ان أعرب عن تعازينا لكل الأسر التي اصيبت، ثمة عشرات الفرنسيين الذين تأثروا ايضا بهذه الكارثة. وعشرات الآلاف من اللبنانيين واللبنانيات الذين عانوا من هذه الكارثة وروح الشهداء في قلب اسرهم". واشار الى "اننا امام حالة طارئة ولذلك تم إرسال حتى الان ثلاث طائرات: اثنتان عسكريتان، وصلتا مساء امس مع مجموعة من الاختصاصيين في الطوارىء الطبية لمعالجة 500 جريح. وكل هذه الأطقم بدات بعملها اليوم. واود ايضا ان اقول لكم ان الدعم يأتي من كل جوانب المجتمع الفرنسي الذي يحشد جهوده وقواه في مناطق مختلفة من فرنسا. وثمة زخم اخوي حقيقي ومجتمعاتنا جاهزة لمد يد المساعدة والعون. وبعد بشعت ساعات ستأتي طائرة جديدة مع فرق من الاغاثة والدعم والمحققين للمساعدة في اجراء التحقيقات وأعمال البحث والإنقاذ لمعرفة الحقائق وتقصيها. كما وستحط الخميس المقبل، طائرة تحمل الأدوية وفرق تدخل طبي من الاستجابة لحالات الجرحى الطارئة".

واكد ماكرون: "سنواصل هذا التعاون والتآزر لكي نساعد كل من يعمل على الأرض في لبنان، كما رأيناه هذا الصباح في مرفأ بيروت وفي الأحياء السكنية. هذه المساعدة ستشمل الأدوية والمواد الغذائية والمواد اللازمة لاعادة بناء مساكن 300 الف لبناني الذين فقدوا منازلهم. واود ان اشكر المؤسسات الفرنسية التي أعربت عن استعدادها لتقديم كل المواد وكل مساعدة. وسنبقى الى جانب كل من يتدخل لاعادة البناء، وسنكون هنا لتنظيم المساعدة الدولية الى جانب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي".

ولفت ماكرون الى ان وزير الخارجية الفرنسية قد بدأ الاتصالات الاولى و"سننظم مؤتمرا دوليا لدعم بيروت والشعب اللبناني، بهدف حشد التمويل الدولي من قبل الاطراف الأوروبية ودول المنطقة غيرها، من اجل توفير الأدوية والعناية والمواد الغذائية وكل ما هو ضروري للاقامة والسكن. وسنؤسس حوكمة شفافة وواضحة لكي تكون هذه المساعدة الفرنسية والدولية موجهة مباشرة الى المجتمعات والمنظمات غير الحكومية، وكل الفرق التي تعمل على الارض، بشفافية تامة. ان الامم المتحدة والبنك الدولي سيؤديان دورا في هذا المجال لتحديد الاحتياجات في شكل واضح وللسماح للمجتمع الدولي والشعب اللبناني بالاستفادة من شفافية وصول هذه المساعدات وتوزيعها".

وتابع: "سيكون ما قبل وما بعد تاريخ الرابع من أب 2020، لان هذا الانفجار هو انهيار نحو درب الياس، واذا استيقظ لبنان اليوم انا على يقين انه سينهض مجددا بفضل كل ما شكل قوته عبر التاريخ. ولبنان في امكانه النهوض مجددا.

وقال: "في انفجار الثلاثاء ثمة ما يشبه المجاز في ما شهده لبنان، وكأنه نتيجة ما في إمكاننا التوصل اليه عندما نهمل مكانا ما. وهذا الصباح، في غضب الشباب اللبناني رأيت ايضا مكونات لأمل جديد. وهنا اود ان اقول للبنانيين واللبنانيات، وللشباب منهم، إننا سنكون الى جانبهم إضافة الى هذه المساعدات التي تحدثت عنها. سنكون الى جانبهم في تعليمهم، ان وزير الخارجية الفرنسية كان في لبنان منذ بضعة ايام، وتحدث عن مساعدات إلى المدارس الفرنكفونية. وفي الاول من ايلول المقبل سندعم المدارس والجامعات ونقدم المساعدة المالية لشباب لبنان وايضا المنح من خلال الجهات المانحة في لبنان".

وأضاف: "في هذه الفترة علينا ان نتذكر دائما قوة المعرفة والتعليم وسنكون دائما الى جانب المدارس والجامعات والشباب لكي يواصلوا تعليمهم ويتعلموا معنى الحرية ومقتضياتها، ومن ثم الثقافة وحرية التعبير. عندما يسود الأفق نميل احيانا الى نسيان لماذا نحن نناضل، علينا ان نعرف ان ثمة أمرا ممكنا واكبر مما نعيشه كل يوم وهو المعرفة والحقيقة. وفي هذه المرحلة من المهم ان تكون حرية التعبير والصحافة والقدرة على الابتكار ان تتواصل وتستمر. وهنالك ايضا مقتضيات اقتصادية منذ اكثر من سنتين قمنا بتنظيم مؤتمرات باريس لكي تقدم الإجابة الاقتصادية والحلول الاقتصادية في مجال الكهرباء والطاقة والجمارك ومكافحة الفساد. ولقد حشدنا جهودنا والموارد المالية هي موجودة انما في انتظار الإصلاحات. ان اجندة باريس ومؤتمر سيدر والاصلاحات الاقتصادية ودعم الاسرة الدولية لا تنتظر الا هذه الاصلاحات".

وراى ماكرون ان "في وجه الغضب دعوتي التي ألقيتها هذا الصباح إلى فخامة الرئيس عون والرئيسين نبيه بري وحسان دياب، وكل القوى السياسية، هو دليل انه حان الوقت لاعادة الثقة والامل. هذه الأمور لا تتم استعادتها بين ليلة وضحاها، انما تقتضي اعادة تكوين عقد سياسي جديد يكون فيه كل طرف جاهزا لتخطي ما تسبب المشاكل، وان يكون هؤلاء الافرقاء قادرين على بناء وحدة وطنية جديدة وقيادة الإصلاحات اللازمة والقيام باعمال الشفافية في مجال النظام المصرفي والبنك المركزي في الاطار دولي وضرورة التعاون مع صندوق النقد الدولي".

وقال: "اسأناضل لكي يستمر التعاون الدولي وصندوق النقد الدولي والدول الاخرى، ولكن ليس في إمكاني ان احل مكان المسؤوليات الحكومة اللبنانية المنتخبة في شكل سيء. مسؤوليات الحكومة والقادة اللبنانيين عملاقة، وهي تقتضي اعادة صياغة عقد سياسي جديد مع الشعب اللبناني. هذا ما ننتظره. حان الوقت ان يثبت القادة والافرقاء السياسيون اللبنانيون الاستجابة لهذه التوقعات. بكل تواضع وصرامة ايضا، كرئيس لفرنسا ليس في إمكاني ان املي على اللبنانيين ما يقومون به، ولكن كصديق سارع الى المساعدة، ليس في إمكاننا ان نقدم ايضا الأموال الى قادة فقدوا ثقة مجتمعهم.

واستطرد: "هذا التواضع وهذه الصرامة هما ما اتوقعه من الغير ايضا. سأكون هنا الى جانب كل القادة، وكنت صريحا مع كل الذين التقيتهم وشفافا معهم، وانتظر من السلطات اللبنانية إجابتها على ضرورة الديمقراطية ودولة القانون والاصلاحات اللازمة والضرورية. وانا على ثقة ان القادة قادرون على ذلك. سأعود في الاول من أيلول المقبل، ليس فقط لتكريس تاريخ اعلان الذكرى المئة سنة على لبنان الكبير، حيث انا هنا في قصر الصنوبر، ساعود لأركز مرة اخرى هذا النهوض لأنني على ثقة ان ليس من درب آخر للبنان اليوم".

واضاف: "ان فرنسا تدرك وهي على يقين باهمية وعبء هذه الصداقة، ونحن نعرف كلفة الدم والارهاب والآلام، ونعرف ايضا ان في إمكاننا ان نتخطى كل التحديات معا، ونحن على ثقة ان الشعب اللبناني في امكانه تخطي هذه العوائق والتحديات. اتيت اليوم لاقول لكم ان على رغم الصعوبات اليومية هناك الشعب الفرنسي الذي ينبض قلبه دائما بإيقاع واحد مع بيروت لانه يعرف ان ثمة شعبا يحب الحرية واحترام الآخرين، شعبا يعيش في منطقة شهدت الأسوأ وواجهت الارهاب والعنف. ونحن نعرف ان ثمة شعبا يحب الثقافة والحرية والتراث واحترام الآخرين".

وختم: "في كل مرة يرتابكم الشك، تذكروا اننا سنكون هنا الى جانبكم، وننضال معكم، وعندما تتسائلون ما الذي نفكر به في باريس عاصمتنا تذكروا هذه الكلمات (قالها باللغة العربية) بحبك يا لبنان".

اسئلة

- سئل: لقد تحدثتم عن حزب الله انه يسيطر على الطبقة السياسية اللبنانية الآن، اود ان اعرف ما رأيكم في شأن الميثاق الذي على المسؤولين القيام به؟، كيف في استطاعتنا القيام بميثاق مع حزب لديه جيش غير شرعي في وجه جيش شرعي ينفذ سياسة الإيرانيين والسوريين؟ وهل ستتحدثون انتم مع الإيرانيين؟ وهل ستقومون باي عمل واساطة؟

- اجاب: "في ما يتعلق بالوساطة مع ايران، لقد حاولت صراحة بطرق مختلفة ليس لدي اي افكار ساذجة في هذا الأمر، اشاركك كل ما قلته في شأن واقع الوضع، وارى ايضا الأفرقاء السياسيين الذين انتظمت في هذا الواقع، وكيف تم تنظيم نظامكم السياسي. لا استطيع ان اتجاهل ذلك هنا، ولكن وراءهم ثمة لبنانيون ولبنانيات، والسؤال هو كيف نستطيع اعادة بناء وحدة؟ ونحرج من تخصيص المصالح والإرتباط بقوى خارجية؟. يجب ان يمر كل شيء بالجيش اللبناني الذي لا يعتمد على المصالح الخارجية، وهذا اساس الميقاق الذي نتحدث عنه انه الأساس لهذا البلد، دوركم محاولة المساعدة في هذا العمل من خلال هذه الصراحة التي اتمتع بها اليوم، انا لست من وضعتهم في النظام وادخلتهم في الحكومة، ولكن سأتمتع بالسذاجة اذا قمت بتجاهل تواجدهم، وقلت انهم غير موجودين. وعلنيا ان نعزز الشعب وادوات السيادة اللبنانية لكي يحصل ذلك لمصلحة الشعب اللبناني، انا لا املك جوابا من لديه جواب هو من يريد ان يحل مكان هذا الحزب، ويقول للناس انا ساساعدكم واحميكم. الوضع معقد وهو ميزة هذه الأزمة، الماضي لا يذهب والمستقبل يواجه صعوبة في الظهور لكن علينا ان نجد افضل حل للشعب اللبناني".

وردا عن سؤال قال: "ليس ثمة حل فرنسي، قد تكون ثمة طريقة او وسيلة نرافقكم بها ولضرورة حصول الإصلاحات وتوفر الشروط للإصلاحات السياسية، ايضا يجب ان نكون ثمة روح لدى القادة اللبنانيين والضغط الذي نمارسه، لا تطلبوا مني ان احل مكان قادتكم، هذا غير ممكن بالتأكيد ولن اخدمكم اذا قمت بذلك".

- سئل: هل كان في المرفأ مفرقعات ام اسلحة الى جانب الامونيوم؟

- اجاب: "الثقة لا تبنى الا على الحقيقة وما ياتي معها. ليس لدي معلومات غير تلك المواجدة. لذلك يجب اجراء تحقيق دولي مفتوح وشفاف، لتجنب تخبئة اي شيء، ولمنع وجود اي شك. ولا معلومات لدي اكثر مما تعلمونه، ولكن رأيت الأجساد، وأمل ان نرى بعض الناجين".

وعن التزام المسؤولين بسيدر قال: "منذ نيسان 2018 هذه الإصلاحات التي اعلن عنها لم تتم، وقلت للحكومة بضرورة اقامة الإصلاحات.

وردا عن سؤال آخر قال: "من كان يجب ان التقي؟، لقد التقيت الشعب هذا الصباح، واطلقتم منذ تشرين المنصرم تحركا احترمه للغاية، ولكن لم يجد ترجمته السياسية. اليوم بصفتي رئيسا للجمهورية الفرنسية، ليس في استطاعتي ان اقول ان المسؤولين السياسيين الذين تم انتخابهم بطريقة شرعية غير متواجدين، مسؤوليتي هي مساعدة الشعب وان اتصارح معهم وهذا ما قمت به وننتظر من المسرولين بمراحل معينة افعالا واعمالا".

وتابع: "فرنسا لا يمكن ان تحل مكان السيادة اللبنانية، انتم من انتخبتموهم وانتم الشعب اللبناني وتريدون ان تبدلونهم يمكنكم القيام بذلك في شكل ديموقراطي".

وقال: "ما هو عظيم في هذه الأسئلة وحتى في الحوار الذي قمت به مع المجتمع المدني وما قمت به في الشارع، قالوا لي لنعد الى الإنتداب الفرنسي طالبوا بذلك، وتطلبون مني ان اكون ضامنا لقيام ثورة مجددا، الثورة لا يتم الدعوة اليها بل الشعب هو ما يقوم بها.

ما اود ان اقول لكم لا تطلبوا من فرنسا الا تحترم سيادة لبنان، ساكون هنا كلما يستلزم الأمر لمساعدة الشعب اللبناني. ثقوا بي ولن يكون اي مسايرة، ولكن لا استطيع ان اقوم باي تدخل، ولكن اقوم بذلك انطلاقا من الصداقة، بل يجب ان تنطلق الحلول من خلال الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين".

 

رئيس الجمهورية طلب من ماكرون صورا جوية عن لحظة وقوع الإنفجار في مرفأ بيروت ووعد بتأمينها

وطنية - الخميس 06 آب 2020

افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في القصر الجمهوري ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون صورا جوية عن لحظة وقوع الإنفجار في مرفأ بيروت، ووعد الرئيس الفرنسي بتأمينها بأقرب وقت ممكن.

 

قمة لبنانية فرنسية في قصر بعبدا الرئيس عون: فرنسا ستساعد لبنان ماكرون: لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب

وطنية - الخميس 06 آب 2020

وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان بأنها "ناجحة ومفيدة"، مؤكدا أن "فرنسا ستساعد لبنان". وأشاد ب"جهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي".

واكد الرئيس ماكرون جهته، أن "لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب"، مشيرا الى ان "فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي الى التحرك بفعالية وسرعة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته".

أضاف: "يجب اتخاذ مبادرات سياسية قوية بهدف مكافحة الفساد، وفرض الشفافية، والقيام بالإصلاحات، إضافة الى معالجة عدم شفافية القطاع المصرفي ووضوحه، وصولا الى اجراء تدقيق محاسبي شفاف في المصرف المركزي والنظام المصرفي، واطلاق التفاوض مع البنك الدولي، ومواصلة اجندة سيدر".

كلام الرئيسين عون وماكرون، جاء بعد القمة اللبنانية - الفرنسية التي انعقدت بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا. وكان الرئيس ماكرون قد وصل إلى القصر الجمهوري قرابة الثانية وأربعين دقيقة ، حيث كان في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتوجها بعدها الى مكتب الرئيس عون، وعقدا قمة لبنانية- فرنسية استمرت لنحو نصف ساعة، انتقل بعدها الرئيسان إلى صالة السفراء حيث انضم اليهما رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، ودام الاجتماع الرباعي قرابة خمس وثلاثين دقيقة ليغادر بعده الرئيسان بري ودياب. ثم اختلى الرئيس عون بضيفه لدقائق، استكمالا لمحادثات القمة.

تصريح ماكرون

وبعد انتهاء الخلوة مع الرئيس عون التي أعقبت الاجتماع الرباعي، ادلى الرئيس ماكرون بالتصريح التالي الى الإعلاميين: "لقد اتيت الى لبنان، كما سبق وقلت منذ وصولي، وكررته عند تفقدي للتو مرفأ بيروت، كما واثناء الاستماع الى فرق الإنقاذ والاغاثة وخلال الوقت الذي امضيته في مواساة اللبنانيات واللبنانيين، كي اقدم كل مشاعر تضامن فرنسا والشعب الفرنسي الى الشعب اللبناني، بعد الانفجار الهائل الذي وقع في 4 آب. وتتجه افكاري قبل أي امر اخر الى الذين قضوا في هذا الانفجار الرهيب. وهناك بين الضحايا فرنسيون ولبنانيون من حاملي الجنسية الفرنسية، اليهم أتوجه بالفكر أيضا، والى عائلاتهم وعائلات الجرحى، وفي نفس الوقت الى اللبنايات واللبنانيين الذي عانوا جسديا ومعنويا مباشرة او من خلال انسباء لهم في هذا الانفجار".

ضاف: "لقد اتيت الى هنا أيضا من اجل ان أعبر عن دعم الأمة والشعب الفرنسيين، وتقديم هذا الدعم الى الشعب اللبناني. وهو دعم بدأ من خلال ثلاث طائرات مساعدة ارسلناها بشكل طارئ، محملة بالمواد الطبية ووسائل الإغاثة. وهناك طائرة أخرى ستصل بعد ساعات قليلة حاملة المزيد من العون من اجل المساعدة في معالجة نحو 500 جريح. وسنواصل دعمنا بكافة الوسائل إضافة الى تقديم الادوية ووصول المساعدين الطبيين وقوات شرطة متخصصة، وتقديم مواد غذائية وكل ما من شأنه المساهمة في إعادة الاعمار بأسرع ما يمكن".

وقال: "لقد عبرت للرئيس عون عن ارادتنا بالوقوف الى جانب لبنان بهدف تنظيم المساعدات الدولية السريعة. كما اود أيضا ان تجرى التحقيقات بأٍسرع وقت في اطار مستقل تماما وشفاف، من اجل الوصول الى معرفة ما حصل وأسباب هذا التفجير. ومن باب الواجب التوصل اليه خدمة لجميع الضحايا وعائلاتهم. وابعد من الانفجار بحد ذاته، هناك ازمة سياسية معنوية واقتصادية ومالية مستمرة منذ عدة اشهر لا بل منذ سنوات، وقد اصغيت الى صداها اليوم من خلال الغضب في الشارع. وهي ازمة تستلزم مبادرات سياسية قوية، ولقد تحدثت في الامر مع الرئيس عون والرئيسين بري ودياب، بكثير من الصراحة والشفافية. بالواقع، يجب اتخاذ مبادرات سياسية قوية بهدف مكافحة الفساد، وفرض الشفافية، والقيام بالإصلاحات التي نعرفها والتي تم إقرارها منذ نحو سنتين في مؤتمر "سيدر" من إصلاح قطاع الطاقة ووضع حد لتقنين الكهرباء الذي يعاني منه اللبنانيون واللبنانيات، إضافة الى معالجة عدم شفافية القطاع المصرفي ووضوحه، وصولا الى اجراء تدقيق محاسبي شفاف في المصرف المركزي والنظام المصرفي، واطلاق التفاوض مع البنك الدولي، وأخيرا مواصلة اجندة "سيدر".

وختم: " لقد قلت للجميع بكل صراحة، انه يعود الى المسؤولين في السلطة، لشعب يتمتع بالسيادة، ان يضعوا هذه المقررات موضع التنفيذ، وهي ترتدي بالنسبة الي طابعا طارئا بشكل استثنائي، كما تشكل بنود عقد سياسي جديد لا مفر منه. واني متوجه الان الى مقر السفارة الفرنسية من اجل لقاء مختلف الافرقاء السياسيين الذين دعوتهم للتباحث معا في مختلف هذه الأمور، على ان أعقد مؤتمرا صحافيا اثر ذلك".رئيس الجمهورية علق بدوره للصحافيين على زيارة ماكرون واصفا إياها ب"الناجحة والمفيدة"، ومؤكدا أن "فرنسا ستساعد لبنان".

بيان مشترك

وبعد محادثات القمة اللبنانية- الفرنسية، صدر عن المجتمعين البيان التالي:

"في اطار علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا، قام رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون بزيارة عاجلة الى لبنان بتاريخ 6 آب 2020، اطلع خلالها على الأضرار الناتجة عن الكارثة التي وقعت بسبب الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب 2020.

وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس ماكرون في لقاء ثنائي، انضم اليه لاحقا كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب.

وتوجه الرئيس عون بالشكر الى الرئيس ماكرون على المساعدات الانسانية والطبية التي أرسلتها فرنسا، وأعرب عن تقديره لتضامنه مع لبنان لمعالجة آثار الكارثة المدمرة التي لحقت به والتي تزامنت مع الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان، بدءا من أزمة النزوح السوري الكثيف، الى الأزمة الاقتصادية والمالية، وجائحة الكورونا. وأشاد الرئيس عون بجهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة هذه الأزمات على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي، مذكرا بمبادرته لدعم المدارس الناطقة باللغة الفرنسية ودوره الأساسي في تنظيم مؤتمر "سيدر".

وأكد الرئيس عون التصميم الحازم على معرفة أسباب هذه المأساة - الجريمة وكشف ملابساتها والمتسبب بها وانزال العقوبات المناسبة بحقه، مشددا على أن هذه هي الأولوية اليوم.

من جهته، أعرب الرئيس ايمانويل ماكرون عن تعلقه بلبنان وشعبه والمكانة الخاصة التي يتمتع بها هذا البلد لدى الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية، وقد هز حادث الانفجار فرنسا في العمق، وأبدى تأثره بما شاهده من هول الدمار الذي لحق ببيروت.

وأكد الرئيس ماكرون بأن لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب، معربا عن استعداد فرنسا للوقوف دوما الى جانبه في ظروفه الصعبة، مشيرا الى ان فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي الى التحرك بفعالية وسرعة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، لاسيما وان لبنان يحيي هذه السنة الذكرى المئوية الأولى لاعلان "دولة لبنان الكبير".

وأكد الجانب اللبناني التزامه بمتابعة مسيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي طليعته فرنسا".

صور الأقمار الصناعية

من جهة أخرى، طلب رئيس الجمهورية من الرئيس ماكرون تزويد لبنان بالصور التي التقطتها الأقمار الصناعية خلال الانفجار في مرفأ بيروت، بهدف توفير معطيات إضافية تساعد التحقيق في ملابسات الجريمة. وقد وعد الرئيس ماكرون بتأمينها في اسرع وقت ممكن.

 

ماكرون متفقدا الجميزة: لبنان بحاجة إلى تغيير و عقد سياسي جديد

وطنية - الخميس 06 آب 2020

زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منطقة الجميزة متفقدا الأضرار، التي لحقت بها جراء انفجار مرفأ بيروت. واحتشد المواطنون مرحبين به، واطلقوا هتافات "تحيي فرنسا مناشدين الرئيس ماركون بمساعدتهم، وسط اجراءات امنية مشددة قام بها الجيش اللبناني وحرس السفارة.

واعلن الرئيس ماكرون ان زيارته هي ل"لتضامن، والمساعدة الفرنسية ستكون على الأرض ولن توضع في أيدي الفاسدين ولبنان الحر سينهض من جديد".

وشدد على ان لبنان "بحاجة إلى تغيير والى عقد سياسي جديد"، معربا عن شعوره بـ"الحزن والألم"، مؤكدا "أننا سنقدم ما يلزم من طعام ومسلتزمات لإعادة بناء المنازل ومساعدات طبية".

وقال: انه سيطلق "مبادرة سياسية جديدة بعد ظهر اليوم"، مشددا على أن "المساعدات الفرنسية لن تنتهي بأيدي الفاسدين، هذا الإنفجار هو بداية عهد جديد، هذه المبادرة تقوم على اصلاحات وتغيير النظام ووقف الإنقسامات وسنقدم مساعدات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة وستصل مباشرة الى الشعب والمنظمات غير الحكومية". وقال ردا على هتافات "ثورة ثورة" التي اطلقها الأهالي: "انا لست هنا لدعم النظام أو الدولة أو الحكومة،انا هنا لدعم الشعب اللبناني".

 

عون استقبل نظيره الفرنسي في المطار وتبادلا بعض النقاط الاساسية لكارثة بيروت وتبلغ منه اصرار فرنسا على دعم لبنان ماكرون: مساع لتأمين مساعدة دولية

وطنية - الخميس 06 آب 2020

اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان "لبنان ليس وحيدا، وزيارتي لبيروت هي رسالة بأن هذا البلد ليس وحيدا"، مشددا على ان "فرنسا تحركت سريعا لمساعدة لبنان عبر ارسال طائرات تحمل مواد طبية وغذائية، كما وصلت فرق اغاثة وبحث للقيام بعملها بعد الانفجار الهائل الذي شهدته العاصمة اللبنانية".

المطار

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل عند الساعة الثانية عشرة والنصف، في مطار رفيق الحريري - الدولي، نظيره الفرنسي الذي وصل مع وفد رسمي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، رئيس جهاز امن المطار العميد جورج ضومط وعدد من المسؤولين الرسميين والعسكريين.

وتوجه الرئيسان الى القاعة الرئاسية في المطار حيث تبادلا اطراف الحديث، واستفهم الرئيس الفرنسي عن "الانفجار ونتائجه والصور والوثائق المتعلقة به"، وسأل عن "الحاجات السريعة والدقيقة التي يحتاجها لبنان حاليا لتخطي تداعيات هذه الكارثة"، مشددا على "اصرار فرنسا على دعم لبنان في هذه الفترة"، كاشفا عن "مسعى تقوم به من اجل تأمين مساعدة على الصعيد الدولي".

وشكر الرئيس عون خلال الحديث نظيره الفرنسي على مبادرة حضوره الى لبنان، وعلى التحرك الفرنسي السريع للمساعدة، مشيرا الى ان "اللبنانيين جميعا يشعرون بالامتنان لهذه الخطوات الفرنسية التي تجسد عمق الروابط".

وشرح الرئيس عون "كيفية تعاطي الدولة اللبنانية مع هول الفاجعة، والخطوات التي اتخذت من اجل مواكبة نتائجها للتخفيف عن اللبنانيين قدر الامكان".

ثم رافق الرئيس عون نظيره الفرنسي الى الموكب الذي كان ينتظر ان يقله الى مرفأ بيروت، حيث تحدث الرئيس ماكرون الى الصحافيين، فيما عاد الرئيس عون الى قصر بعبدا لاستقبال الرئيس الفرنسي عند انتهائه من جولته.

وقبيل انتقاله الى القيام بجولته في المرفأ، دار بين الرئيس ماكرون والصحافيين حوارا، فقال: "اتيت اليوم الى بيروت بصورة طارئة حاملا رسالة تضامن وشهادة دعم وصداقة اخوي للبنان ولشعبه بعد الانفجار الذي حصل في الرابع من آب الفائت في مرفأ بيروت، والذي اصاب الشعب اللبناني بأسره. ولا بد من التأكيد ان هذا التضامن هو، قبل كل شيء، امر بديهي، لان هذا هو لبنان وهذه هي فرنسا، ومن واجبي التواجد هنا لاشهد لهذه الصداقة وهذه الاخوة من قبل شعبنا تجاه الشعب اللبناني. وقد اتيت تاليا لأصغي واطلع، واقوم بتنظيم المساعدات الاولية والدعم الى الشعب اللبناني. لقد بدأنا ذلك للتو مع وصول طائرتين عسكريتين وأخرى مدنية بالامس محملة بالادوية ومواد غذائية طارئة، إضافة الى فرق عناية متخصصة بدأت عملها على الفور. وبعد ساعات قليلة، ستصل طائرة أخرى تحمل طواقم للكشف على ميدان الانفجار وتقديم الدعم اللوجستي، اضافة الى فرق من الشرطة، كما سنقوم بتنسيق مساعدات إضافية في الأيام المقبلة".

اضاف: "على الصعيد الفرنسي، نرغب بتنظيم المساعدات الى لبنان على الصعيد الأوروبي وبشكل أوسع على الصعيد الدولي، وسنتخذ مبادرات شتى في هذا الاطار على ضوء المحادثات التي سأجريها، وبعد الاطلاع على حاجات السلطات اللبنانية والفرق الموجودة على الأرض. وسأنتقل الآن للاطلاع على الواقع في المرفأ وتبادل الآراء مع فرق الإغاثة والمؤسسات غير الحكومية التي باشرت بعملها بشكل طارئ".

وتابع: "اما الهدف الثالث من زيارتي فهو لقاء مختلف اركان السلطات السياسية، وسألتقي في قصر بعبدا فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي. كما سألتقي مختلف القوى السياسية لاجراء حوار حقيقي، لأنه اضافة الى الانفجار الذي حصل فإننا نعرف ان هناك ازمة كبيرة تقتضي مسؤولية تاريخية من قبل المسؤولين اللبنانيين، وهي ازمة سياسية واقتصادية ومعنوية ومالية ضحيتها الاولى الشعب اللبناني، تفرض ايجاد حلول على وجه السرعة. وبالنسبة الي فإن هذه الزيارة مناسبة لاجراء حوار صادق هو من قبيل الالزام تجاه القوى السياسية والمؤسسات اللبنانية. ولا اعتقد انه يمكن اليوم التغاضي عن مثل هذا الحوار، والساعات المقبلة ستكون في غاية الاهمية بالنسبة الي".

وختم: "وددت أخيرا لقاء المجتمع المدني من كتاب ومفكرين ورجال اقتصاد وصحافيين للحصول على صورة أخرى وصوت آخر حول لبنان المعاصر وازمته، ولتبادل وجهات النظر في شأن مقترحاتهم للحل ورؤيتهم لتحديات اللحظة الراهنة".

وردا على سؤال، أوضح ماكرون ان "الأولوية الآن تكمن في دعم الشعب اللبناني من دون أي شرط. وهذا هو أساس الالتزام الذي تأخذه فرنسا على عاتقها منذ اشهر، لا بل منذ سنوات، لا سيما لجهة دعم الإصلاحات في عدد من القطاعات ومنها الطاقة والأسواق المالية ومكافحة الفساد... اذا لم تحصل هذه الإجراءات سيواصل لبنان انحداره. هذا حوار آخر يجب ان يحصل وأتمنى ان اقوم به اليوم أيضا".

وردا على سؤال آخر، قال: "سأنتقل لاحقا الى مقر السفارة الفرنسية، واعلم ان لدينا عددا من الضحايا الفرنسيين ومن بينهم مهندس فرنسي كانت له اسهامات جلى في توطيد الصداقة بين بلدينا. كما ولدينا عدد من المفقودين. وهناك عائلات فرنسية تعيش الحزن والحداد اليوم نتيجة هذا الانفجار. ونحن نعاني من قلق نتيجة عدد الجرحى الفرنسيين الذين اصيبوا، وسيلتقي وزير الخارجية وهو من عداد الوفد المرافق، المستشارين القنصليين، وآمل في الساعات القليلة المقبلة مواصلة وصول فرق الدعم اللازمة. وأود ان أؤكد من هنا، دعم الامة الفرنسية الكامل لمواطنينا وذويهم من الذين فقدوا قريبا او لديهم جرحى بين انسبائهم. ان فرنسا ستكون هنا لتقديم كل الدعم والعون اللازم لهم والبقاء الى جانبهم ماديا من خلال تسهيل اجلائهم، ومعنويا ايضا لأن هناك الكثير من الألم النفسي نتيجة ما جرى".

وسئل عما اذا كانت المساعدات ستذهب الى المؤسسات ام الى السياسيين، فأجاب: "سنقوم بتنظيم الامر، بحيث تأتي المساعدات الى حيث يجب على الأرض. لذلك سألتقي فرق الاغاثة والمنظمات غير الحكومية، وأتمنى ان نتمكن مع الأمم المتحدة من ان يكون لدينا تنظيما للمساعدات على الأرض بشكل تصل فيه الى اللبنانيين المتضررين، أي الى الشعب اللبناني، وهذا ما نحتاج الى القيام به حاليا".

وعن مضمون المبادرة التي سيطرحها، أوضح ماكرون انه سيفصلها لاحقا، وقال: "ان واجب اللياقة يقتضي بأن اتبادل الرأي مع السلطات اللبنانية والقوى السياسية، على ان اجيب على ذلك بشكل مفصل خلال المؤتمر الصحافي. والاهم هو هذا التضامن الاخوي تجاه الشعب اللبناني".

أضاف: "انا لست في لبنان للمرة الأولى. لكن هذه اول زيارة لي بشكل طارئ بصفتي رئيسا للجمهورية الفرنسية، لسبب قلته للتو، لأنه أنتم ولأنه نحن، نحن سنكون هنا ولن ندعكم وحيدين".

وضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس ماكرون، كلا من، وزير الخارجية جان ايف لودريان، رئيس الاركان الخاص بالرئيس الفرنسي الاميرال جان فيليب رولان، المستشار الدبلوماسي للرئيس ايمانويل بون، مدير البروتوكول والشؤون الدبلوماسية فيليب فرانك، ومساعدة المستشار الدبلوماسي في الرئاسة الفرنسية اليس روفو، مستشار شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، مستشارة الشؤون الثقافية والاتصالات في الرئاسة الفرنسية ريما عبد الملك ومستشارة الشؤون التقنية والاتصالات الدولية آن صوفي براديل، المرافق العسكري للرئيس الفرنسي الكولونيل فانسان مانغيه، والنواب: رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في البرلمان لويك كيرفان ونائبته غوينديل رويار، ممثلة الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا في البرلمان اميليا لاكرافي، السفير بيار دوكان ومترجمة اللغة العربية الخاصة بالرئيس يولا ابو حيدر، فيما كان السفير الفرنسي في لبنان برنار فوشيه في استقباله مع عدد من اركان السفارة.

 

الراعي بحث مع زواره في الديمان الاوضاع العامة وتداعيات الانفجار الكارثي

وطنية - الخميس 06 آب 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان الوزير السابق خليل الهراوي وعرض معه الاوضاع العامة وتداعيات الانفجار الكارثي الذي ضرب مدينة بيروت وضواحيها .

سامر كبارة

ثم استقبل السيد سامر كبارة الذي قدم للبطريرك هدية قيمة عبارة عن صحن اثري مرصع يعود تاريخه الى اكثر من 500 سنه وفي داخله الصليب الماروني. وقد حمله البطريرك التحية للرئيس نبيه بري.

وقال كبارة بعد اللقاء:"زرنا اليوم سيدنا البطريرك لنؤكد له ان طرابلس تفتح ابوابها اليوم للمصابين والجرحى والمحتاجين الذين خسروا بيوتهم في بيروت وذلك ضمن مبادرة طرابلسية وقد وضعنا غبطته في الاجواء.

اضاف:ما حصل في بيروت يعتبر ثالث اكبر انفجار في تاريخ البشرية والعالم . واستهتار الدولة بالمواطنين وبأرزاقهم غير مقبول اطلاقا . ومن هنا نريد ان نعلم من غطى المواد المتفجرة طيلة السنوات الماضية في مرفأ بيروت ومن كان المستفيد منها وما هي تداعيات هذا الانفجار الذي قضى على الشعب اللبناني بعد ان خسر ممتلكاته وأرزاقه وأمواله في المصارف وتهجرنا وافلسنا، وبوجود جائحة كورونا ما هو المطلوب من الشعب اللبناني وكيف له ان يؤمن بدولة فاشلة على كل المستويات. وللاسف يجب اعلان لبنان دولة فاسدة ويجب محاسبة المسؤولين من اكبر مسؤول الى اصغر مسؤول وعلى الشعب اللبناني الا يسكت عن الذي حصل لانه لم يعد في مقدورنا الاستمرار مع هكذا دولة وهكذا وطن سلبوا منه كل شيء لا كهرباء والنفايات في الطرق وجنى عمرنا تبخر في المصارف وعصب لبنان مدينة بيروت تدمرت. لذا لا يمكن الا ان نقول نحن امام دولة فاشلة ونأمل ان ينجي الله لبنان وقد طلبنا من غبطته مواصلة الصلوات من اجل قيامة لبنان. وايدنا موقفه الداعي الى الحياد لانه ما من خلاص للبنان الا بحياده عن الصراعات الدولية وصراعات المحاور المحيطة بنا".

كرامي

واستقبل الراعي رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي يرافقه المحامي نشأت فتال والاعلامي علاء جليلاتي . ورحب كرامي بالبطريرك في ربوع الشمال وعرض معه للاجراءات والمساعدات التي تقدمها طرابلس بكافة مؤسساتها لابناء العاصمة الذين دمرت بيوتهم.

كما تم التطرق الى موقف البطريرك المتعلق بالحياد.

وقال كرامي بعد اللقاء:"لا بد من التأكيد على التقليد السنوي وهو الترحيب بغبطة البطريرك في الشمال وهو تقليد متوارث من الاباء. ونحن حرصاء على المحافظة عليه. وزيارة غبطته دائما مفيدة وقيمة وكانت جولة أفق على كل المستجدات والطروحات التي تحمي لبنان وكان التركيز على امرين:الاول وهو الحادث الاليم الذي اودى بحياة المئات وادى الى سقوط الاف الجرحى وكان هناك اتفاق على ألا يمر هذا الحادث مرور الكرام كما كل الحوادث التي جرت في لبنان. ونحن نشدد باسمي وباسم من امثل على "ان لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب"، اي لا يجوز حتى هذه اللحظة الا نرى أحدا موقوفا أو في السجن، ولكن نحن بانتظار نتائج التحقيق لنبني على الشيء مقتضاه، ولكننا نعد الشعب اللبناني بعدم السماح بان يكون هذا الحادث كغيره من الحوادث لانه اذا مرت القصة وبهذا الحجم "فالعوض بسلامتكم على البلد".

اضاف:"الامر الاخر الذي تم التطرق اليه وهو نقاش معمق في موضوع الحياد ونحن ننتظر الوثيقة التي ستصدر عن غبطة البطريرك لنطلع عليها بتفاصيلها وكان بيننا نقاش ايجابي لهذا الموضوع واتفاق على معظم النقاط. وكلنا حرصاء على حماية لبنان".

زوار

وظهرا، استقبل البطريرك قائد مدرسة التزلج في الارزالعقيد سميح خليل ورئيس مكتب مخابرات الجيش في بشري الرائد ايلي زكريا ورئيس بلدية كفرعبيدا طنوس الفغالي وعرض معه اوضاع البلدة والاستعدادات التي تجري في قرى قضاء البترون لاحياء مئوية لبنان الكبير.

 

عوده صلى وسلوان في مستشفى القديس جاورجيوس للشهداء والمصابين: مؤسف أن الازمات تتوالى ولا نجد مرة شخصا مدانا أو محكوما عليه

وطنية - الخميس 06 آب 2020

أقام متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ومتروبوليت جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسي الصلاة عن صحة المرضى وراحة انفس الشهداء وشفاء الوطن، وذلك على الأنقاض في المدخل الرئيسي لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي - مستشفى الروم في الاشرفية.

وألقى المتروبوليت عودة كلمة قال فيها: "في زمن لعله من أقسى ما مر على لبناننا الحبيب بين الأزمات الاقتصادية التي تهد قدرات الوطن والناس من جهة وجائحة الCOVID-19 التي تصيب من أهلنا العشرات كل يوم وترهق المستشفيات وطواقمها، جاء هذا الانفجار الزلزال ليصيب بيروتنا الحبيبة في قلبها، في لحمها ودمها، في مشهد يكاد لا يتسع لفظاعته خيال. ولعل الأشرفية والرميل والجميزة والصيفي والمدور وجوارها أكثر الأحياء تضررا، وفيها معظم كنائس أبرشيتنا ومدارسها ومؤسساتها، وكلها أصيبت بأضرار بالغة للغاية، ومن بينها مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي - مستشفى الروم الذي ما انفك، على مدى سنوات عمره المئة والخمسين، يعمل ويخدم ويطبب ويتجدد مواكبا كل تطور طبي وحداثة، وها هو اليوم يدفع الثمن الأغلى، شهداء وجرحى ودمارا طال معظم أقسامه ومساحاته".

أضاف: "من المؤسف أن الازمات والمصائب تتوالى ولا نجد مرة شخصا مدانا او محكوما عليه. كيف نبني دولة والنظام فيها غير محترم، والقانون غير مطاع، والدولة غافلة عما يجري، الا من اطلاق بعض الشعارات والكثير من الوعود. هل ما زال ضمير يحكم في حكامنا، او هل ما زال شعور بالمسؤولية، مسؤولية شعب يتضور جوعا، والآن أصبح في العراء؟ اليوم المستشفى يناديكم، ومعه كنائسكم ومدارسكم وأهلكم في الأحياء المفجوعة، ينادون فيكم الغيرة والمحبة والنخوة في المؤازرة والسخاء في العطاء، على مثال الذين خدموا الرب نفسه في كل متألم أو حزين أو جائع أو عطشان، وهم فرحون بالمحبة متهللون بالعطاء، لا يبتغون سوى الرضى أمام وجه الله. ان لم يكن مسؤولون يهتمون بمواطنيهم، لنكن جميعا مسؤولين عن تضميد جراح اخوتنا ومساعدتهم لان في وجههم وجه الله".

ويشار إلى أن المستشفى فقد 4 من الطاقم التمريضي، و12 مريضا وزائرا، واصيب نحو 100 شخص من الجسم الطبي والعاملين فيه من بينهم 50 طبيبا ومقيما.

 

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: لجلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات من دون مواربة والاستعانة بخبراء دوليين

وطنية - الخميس 06 آب 2020

وطنية - صدر عن اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام البيان الآتي: "بين ليلة وضحاها تحولت بيروت الحبيبة الى عاصمة ثكلى وجريحة هي التي توصف على مر التاريخ بأنها لؤلؤة البحر المتوسط وجسر العبور بين الشرق والغرب. وقد حل الخراب في عاصمتنا نتيجة الاهمال الفاضح للدولة والتنصل من المسؤوليات من خلال الكشف عن مراسلات شكلية لم تبلغ درجة الحسم والقرار الحازم بإخراج سريع لمادة "نيترات الأمونيوم" الخطرة من مرفأ بيروت، في وقت ترتسم علامات إستفهام كبيرة حول سبب إفراغ هذه المواد في المرفأ ولمصلحة من طيلة هذا السنوات؟ وهل هناك مواد مخبأة لأغراض عسكرية وأكثر خطورة من "النيترات" تسببت بتفجير هذه المواد كما أظهرت لقطات الفيديو؟ الامر الذي تسبب بكارثة وطنية كبيرة تتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية غير المتحررة، فسقط عدد ضخم من الضحايا وتهاوت أبنية وحل الدمار في مختلف نواحي بيروت وخصوصا في تلك الأحياء التي صمدت طيلة فترة الحرب وتحدت كل العواصف الأمنية والعسكرية".

وطلبت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام التي تتابع سير التطورات وموضوع تشكيل لجنة تحقيق، "جلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات بشكل واضح من دون مواربة والاجابة على تساؤلات مشروعة مع الاستعانة بخبراء دوليين للوصول الى تحقيق شفاف وغير مضلل، وفي طليعة هذه التساؤلات من كان يغطي وجود هذه المواد المخبأة وتلك الشديدة الانفجار في المرفأ؟ وهل ما حصل هو نتيجة خطأ مزعوم ناجم عن احتكاك كهربائي أم نتيجة عمل تخريبي من الداخل أم نتيجة ضربة اسرائيلية؟" وحيت اللجنة "المبادرات الانسانية للدول الشقيقة والصديقة، وتعتبر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرصة كي يعي المسؤولون اللبنانيون مدى حرص بعض الدول على مصلحة لبنان العليا الذي يتخطى حرصهم، وتحمل مسؤولياتهم التي سبق للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن دعاهم اليها وفي طليعتها فك الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وإعلان حياد لبنان، وإلا فما عليهم سوى الرحيل وترك الشعب اللبناني يقرر مصيره". في الختام، تقدمت اللجنة بالتعازي الحارة من جميع العائلات التي خسرت شهداء أعزاء، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى والسلوى والأمان للمشردين من منازلهم، آملة "الاسراع بتقديم المساعدات العاجلة للاغاثة والطبابة وإصلاح الاضرار الجسيمة في الابنية والمؤسسات العامة والخاصة".

 

جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية : للجنة تقصي حقائق دولية وصندوق للاغاثة وحياد لبنان واستجواب الحكومة بشأن ملابسات الانفجار

وطنية - الخميس 06 آب 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أننا "انطلاقا من فقداننا الكامل للثقة بالمجموعة الحاكمة، وانطلاقا من علمنا الأكيد بأن هذه المجموعة تتدخل بالقضاء صعودا ونزولا، وانطلاقا من كون السلطة السياسية في لبنان بالإضافة إلى الإدارات القضائية والعسكرية والأمنية والإدارية جميعها في موضع الاتهام، وانطلاقا من فداحة الكارثة التي وقعت، والأرواح التي زهقت، والأضرار المادية التي حلت، فإننا نطالب، أولا بلجنة تقصي حقائق دولية توفدها منظمة الأمم المتحدة في اقرب وقت ممكن سندا لميثاق الأمم المتحدة، ثانيا إنشاء صندوق دولي لإغاثة المنطقة المنكوبة والقطاعات الإنتاجية المتضررة في لبنان تحت إشراف الأمم المتحدة مباشرة لأن لا ثقة لدينا بالسلطات القائمة في الوقت الحاضر في لبنان، ثالثا تأييد الإجراءات التي باشر بها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في موضوع حياد لبنان باعتبار أن هذا هو الحل النهائي والفعلي لكل مشاكله وهذه المشكلة ضمنا، رابعا دعوة مجلس النواب الى عقد جلسة طارئة وعلنية لاستجواب الحكومة بشأن ملابسات الانفجار، وأسبابه، والمسؤولين عنه وخامسا تسطير العرائض المطلوبة بموضوع التحقيق الدولي".

كلام جعجع جاء في تصريح له عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الذي عقد برئاسته في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، وفي حضور: نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، سيزار المعلوف، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقون: مي الشدياق، ريشار قيوموجيان، ملحم الرياشي وطوني كرم، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، جوزيف معلوف، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، عضوا الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورجا الراسي ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.

وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: "مهما ألحقوا بنا من خسائر وعلى الرغم من أن الضربة الأخيرة كانت موجعة جدا جدا فنحن لن نستسلم ولن نتعب او نمل أو نكل وإنما سنستمر في المواجهة إلى حين قيام دولة فعلية قوية في لبنان كالتي نحلم بها منذ زمن بعيد".

وتابع جعجع: "أدرك تماما أن عددا كبيرا من الناس يرزح الآن تحت وطأة الأزمة - النكبة والمأساة التي حلت بنا منذ يومين حتى الآن إلا أن هذا الأمر لن يجبرنا على التخلي عن بلدنا ووطننا لتركه للغاصبين والمحتلّين والفاسدين وأكلة الجبنة المتصرفين بشؤون البلاد والعباد الأمر الذي أدى إلى ما وصلنا إليه".

ولفت جعجع إلى أنه "صحيح أن المجموعة المتسلطة على السلطة الآن وصلت إلى الحكم عن طريق انتخابات إلا أنني في هذا الإطار أود أن أذكر الجميع أن أدولف هيتلر وصل إلى الحكم أيضا في ألمانيا عن طريق انتخابات. هم وصلوا إلى السلطة إلا أنه يجب ألا ننسى أن هناك مئات الطرق للغش من اجل الوصول فهناك من يصل بالانتخابات بشكل صحيح وهناك من يقوم بعدد لا يحصى من الألاعيب من أجل الوصول وهذا الأخير وصوله بطبيعة الحال ليس بشكل ديموقراطي".

وشدد جعجع على أن "المجموعة المتسلطة على السلطة تمسك برقابها ورقاب اللبنانيين وأود أن أسألها هل اجتمعت مؤخرا من اجل البحث بما يحصل وما وصلنا إليه؟ هل هناك من أمر بعد لم ترتكبه بحق الشعب اللبناني وإذا ما أردنا فقط أن نستعرض ما حصل منذ 6 أشهر فقط حتى الآن، وسأكتفي فقط بهذا القدر على الرغم من أنني يمكن أن أعود باستعراض أحداث هذه السنة والسنتين والثلاث سنوات السابقة، نجد أنه ليس هناك من أمر سيء لم يحل بنا: الفقر، اقتصاد شبه مشلول، المؤسسات تقفل، المستشفيات تصرف موظفيها، المدارس عمرها مئات السنوات تقفل بربّكم ما الذي لم يحل بنا بعد، مواطنون ينتحرون والناس يعملون جاهدين على الهجرة ولولا جائحة "كورونا" لكنا شهدنا موجهة هجرّة هائلة والسؤال اليوم إذا ما فتح باب السفر اليوم كم هو عدد المواطنين الذين يبقون هنا في لبنان؟ فهل الممسكين برقاب السلطة لم يروا في لحظة من اللحظات أن كل هذه الأمور تحصل؟ في حين أنه في أي بلد آخر إذا ما حصل أي خطأ صغير كانقطاع التيار الكهربائي في منطقة ما لمدّة لا تفوق الساعتين او إذا ما توفى مريض واحد في مستشفى نجد ان حكومات تستقيل بأكملها ورؤساء جمهورية يستقيلون فيما عندنا يجلس المسؤولون على كراسيهم وكأن شيئا لم يكن".

وتابع جعجع: "ما هو الأمر الذي لم يحل بنا بعد؟ هل هو التصنيف الائتماني؟ لقد وصلنا إلى أدنى درجة ممكن في هذا التصنيف وأسوأ من ذلك موقعنا في التصنيف السياسي حيث لبنان للمرة الأولى بتاريخه يصنف على أنه دولة مارقة فاشلة وليس هناك من مستوى أدنى من الذي وصلنا له على كل المستويات وعلى الرغم من كل ذلك تستمر المجموعة الحاكمة بحكمها سعيدة ولا تدرك ما هو حاصل حيث أن أركانها إزاء كارثة مهولة كالتي وقعت البارحة جل ما يقومون به هو الجولات التفقدية إلا أن ردات فعل الناس كانت معبرة جدا ولو كنت في مكان هؤلاء الناس لقمت بردة فعل أكبر من التي قاموا بها ولو لم أكن مسؤولا لقمت بردة فعل أكبر من ذلك بكثير. المستفز أنهم يقومون بالجولات التفقديّة وكأن شيئا لم يكن. هل هناك من بلد عاش وضعا كالوضعية التي نعيش بها اليوم في الكون أجمع؟".

وسأل جعجع كل الذين يعرفون تاريخ لبنان: "هل حلت بنا كارثة كالتي شهدناها في بيروت منذ مئة عام حتى اليوم؟ لقد مرت علينا حرب أهلية فهل حصل ما شهدناه؟ مر علينا اجتياح إسرائيلي "طويل عريض" فهل حصل في بيروت ما نراه اليوم؟ مر علينا حرب عالمية ثانية وحرب عالمية أولى فهل حصل في بيروت ما نراه اليوم؟ بالطبع لا فقد حصل فقط هذا المقدار من الخراب في أيامهم وأيامهم فقط".

وأشار جعجع إلى أن "هناك من يحاول تقزيم هذه الأزمة - المحنة - الكارثة - المصيبة بالقول كما تقول الحكومة اليوم أنها مجرد قضية إهمال وكأن امين المستودع في المرفأ قد نسي المفتاح او نسي ما يتم تخزينه فيه ولم ينتبه او أن فلانا قال لعلتان والمعاملة لم تصل، إلا أنه إذا ما أردنا أن نسلم جدلا فقط لضرورات البحث بان القضية ما بين إدارة المرفأ وإدارة الجمارك او أي إدارة مدنية أو عسكرية او أمنية أخرى في البلد فهذا يعني أن الحق يقع على السلطة السياسية في الدرجة الأولى وسأقول لماذا، لأن الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل وصل إلى سدة المسؤوليّة وقبل أن يستلم الحكم استقامت الإدارة بشكل تلقائي منذ انتخابه رئيسا لأنه كيف يكون رب البيت يكون جميع الآخرين باعتبار أنه مناخ يفرض نفسه، فعندما يكون المناخ على مستوى السلطة السياسيّة مناخ فلتان وفساد وخيانة واستزلام والضرب بعرض الحائط بمصالح الناس عندها يجب ألا نتفاجأ أن تكون القضية قضية إهمال وإذا ما صح هذا الأمر فعندها تكون المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على السلطة السياسية التي أباحت هذا المناخ والتي لم يرها في أي يوم من الأيام أي موظف أو إدارة تتصرف بكل مسؤولية واستقامة وضمير وضنانة وانتباه على مصالح البلاد والعباد لذا من الحرام أن نقوم اليوم بمحاكمة مدير عام من هنا أو موظف من هناك وإنما يجب أن نذهب لمحاكمة السلطة السياسية المسؤولة أولا وأخيرا".

وأوضح جعجع أننا "لسنا مع الرأي القائل بأن ما حصل مجرد قضية إهمال إلا أنه بطبيعة الحال لا يمكن أن نحكم على الأمور قبل أوانها ويجب أن ننتظر صدور نتائج التحقيق، وانا كنت قد توقفت عند هذه النقطة لضرورات البحث وتبيان المسؤوليات الفعلية إلا انني أسأل هل هناك من أحد في عرف الكون كله يضع 2750 طنا من المواد القابلة للتفجير في مدينة مرفأ مليء ببضائع الناس والتجار والصناعيين وأرباب العمل الذي جراء هذه الكارثة قد "خربت بيوتن أكثر ما كانت خربانة"؟ فالمجموعة الحاكمة قامت بإفقار الناس جراء العجز التي أوقعت الدولة به وعادت لتقوم بالإنهاء على كل ما تبقى لدى الناس وعلى مدخراتهم وحتى رتبت عليهم الديون من جراء الانفجار الذي وقع".

ورأى جعجع أن "السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو أن كل العالم يجمع على واقعة واحدة في التحقيق والتي لا تحتاج أي تحقيق أساسا وهي أن هناك 2750 طنا من المواد القابلة للتفجير موجودة في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات، فهل هناك من يمكنه أن يصدق أنها هناك جراء الإهمال؟ من الممكن ان ينسى أمر وجودها هناك موظف ما أو مدير عام أو من هو أعلى من المدير العام لمدة أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين أو ثلاثة او 6 أشهر أو سنة ولكن هل من الممكن أن ينسى أمرها لست سنوات خصوصا وأنه بالاستناد إلى ما تبين حتى الآن هناك مراسلات عدة بشأنها؟ بالطبع الجواب المنطقي الوحيد هو لا، لذا فالاستنتاج الأولي لدينا والذي يبقى مربوطا بنتائج التحقيق الجدي الذي سيحصل، هو أن هذه المواد تركت في المكان الذي انفجرت فيه عن سابق تصور وتصميم لأن هناك من هو بحاجة لها أو من الممكن أن يصبح بحاجة لها أو أنه سيحتاجها لاحقا ولهذه الحاجة تم تركها في مكانها من دون الأخذ في الاعتبار لا المرفأ ولا الناس ولا رجال الأعمال ولا البضائع ولا أهالي بيروت ولا بيروت ولا لبنان بأكمله كما هو حاصل في قضايا أخرى حيث تأتي مصالح الشعب اللبناني في المرحلة 17 أو 18 وتتقدمها مصالح من هم أبعد من ذلك أي مصالح الأمة ككل".

وختم جعجع معلنا أن تكتل "الجمهورية القوية" سيبقى بحالة انعقاد مستمر من اجل مواكبة الخطوات المطالب بها لاتخاذ القرارات اللازمة تباعا وانطلاقا مما سيتحقق من الخطوات التي طرحناها".

وكان قد استهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على روح جميع الشهداء الذي سقطوا جراء الانفجار في مرفأ بيروت.

 

جنبلاط: لا ثقة بالعصابة الحاكمة ونطالب بتحقيق دولي وباقون في المجلس النيابي لكي لا يسيطروا عليه

وطنية - الخميس 06 آب 2020

عقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مؤتمرا صحافيا، في كليمنصو، في حضور رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط وأعضاء الكتلة النواب: نعمة طعمة، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، هنري حلو، فيصل الصايغ، وهادي أبو الحسن، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، مفوض الشؤون الخارجية زاهر رعد، مفوض الاعلام صالح حديفة، مستشار جنبلاط رامي الريس، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

واستهل جنبلاط كلامه بتقديم التعزية بشهداء انفجار مرفأ بيروت، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، مقدما التحية لكل من ساهم ويساهم في رفع أنقاض مدينة بيروت. وقال:

"صادف، وعلى مشارف ذكرى المئوية الاولى للبنان الكبير أن تدمر اللؤلؤة بيروت ومعها المرفأ اللذين كانا الرمزين الكبيرين آنذاك للبنان الكبير"، متسائلا "صدفة أم مؤامرة؟ فالتحقيق سيكشف، ولكن ومن المعلومات الضئيلة التي أملكها أن هذه الكمية الهائلة التي أتت من الأمونيوم الى مرفأ بيروت وبقيت تقريبا 6 سنوات لا تنفجر حتى ولو كانت مواد متفجرة بالأساس أو سامة، فإنها بحاجة إلى صاعق، وعندما نرى إحدى الصور أو نشاهد اليوتيوب الذي يعطينا صورة واضحة كيف أن مفرقعات معينة أو ذخائر معينة بدأت تنفجر تمهيدا للانفجار الكبير، اذا هذا هو الصاعق".

وتابع: "لا نؤمن لا من قريب ولا من بعيد بلجنة تحقيق محلية ولا ثقة مطلقة بهذه الحكومة بأن تستطيع ان تجلي الحقيقة، لذلك نطالب بلجنة تحقيق دولية كي نكشف الحقيقة وكي نعلم تحديدا كيف حدث هذا الحادث".

وقال: "نشكر الدول العربية والصديقة والصديق عند الضيق، نعم أتى العرب الى لبنان المجروح والمعزول والمحتل والمسيطر عليه، أتى العرب ليقولوا نحن معكم على الرغم من كل الصعاب. الشكر للدور الفرنسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على زيارته والذي أتى في أوج صعاب لبنان ورغم التعاطي اللامسؤول المتوحش من قبل حكومة الذئاب عندما أجهضوا مهمة وزير خارجيته جان ايف لودريان منذ أسبوع". وأردف جنبلاط: "شكرا للمجموعة العربية في مجلس الأمن لدعوتها الى عقد جلسة خاصة تؤكد استعادة لبنان علاقته الطبيعية مع العالم العربي، لأننا من دون احتضان عربي ودولي لا نستطيع أن نستمر وقد يزول كل لبنان الكبير". وأعلن جنبلاط ان "اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، قرر البقاء في المجلس النيابي ويدعو الى انتخابات جديدة على اساس قانون لا طائفي ودائرة فردية"، وتابع: "لماذا قرر البقاء؟ لأن مجرد استقالة 8 نواب من اللقاء الديمقراطي يفسح المجال للمحور العوني وحزب الله بالسيطرة المطلقة على المجلس. فسنبقى في داخل المجلس لمحاولة منع أي قوانين اضافية من أجل السيطرة على مقدرات البلاد".

وقال جنبلاط: "السؤال هو لماذا تغيبت وزارة الشؤون الاجتماعية عن دورها الطبيعي؟ وأدعو الى انشاء صندوق وطني للتعويضات يساهم فيه كل مواطن وفق مقدوره".

وأضاف "لا بد من السيطرة الفعلية على المرافئ والمعابر، والحديث لاحقا سيكون طويلا مع الرئيس ماكرون". وشدد جنبلاط على انه "لا بد من حكومة حيادية، فهذه حكومة معادية في كل الميادين، لا بد من حكومة حيادية تعيد الأمل الى اللبنانيين وتخرجنا من تلك المحاور مهما كانت الخسارة، فقد مر على بيروت ظروف أصعب، مر على بيروت الاجتياح الاسرائيلي وعادت بيروت، دمرت بيروت اليوم في ظروف غامضة قد تكون تآمرية ولكن ستعود بيروت".

وردا على سؤال، قال جنبلاط: "لن نعطيهم الفرحة بانتخابات فرعية للسيطرة على ما تبقى من قرار حر، لن نعطيهم هذه الفرحة، ولا يزال بإمكاننا مع الأحرار في المجلس حتى مع أحرار الضمير، مثلا لاحظنا كيف ان النائب ابراهيم كنعان من التيار الوطني الحر استطاع ان يكسر حلقة التيار الوطني الحر وأن يقدم أرقاما مقبولة، لذلك جرى الضغط عليه من اجل الأرقام المزورة للحكومة، لرئيس الحكومة ومستشاريه". وعما اذا كان هذا الموقف منسقا مع الرئيس سعد الحريري، قال: "هذا موقف اللقاء الديموقراطي".

وردا على سؤال عن انفجار المرفأ، قال جنبلاط: "هناك تقصير فادح من القضاء ومن الأجهزة الأمنية واليوم كل الرسائل والرسائل المضادة التي نقرأها في الصحف كأنها تذكرني عندما حدثت جريمة اغتيال رفيق الحريري وعندما حاولوا في اللحظات الأولى طمس معالم الجريمة، اليوم بالعكس يحاولون أن يتبرأوا وأن يقولوا نحن نبهنا، لكننا لا نثق بهم ولذلك نطالب بلجنة تحقيق دولية لأن لا ثقة بالمطلق بهذه العصابة الحاكمة". وردا على سؤال عن ان جهاز أمن الدولة أبلغ رئيس الجمهورية في موضوع الامونيوم 3 مرات، قال: "لا أريد الدخول بالتفاصيل فلا أؤمن بهذه الأجهزة".

وكشف جنبلاط:"سألتقي الرئيس ماكرون وسيكون هناك "جمعة للكل"، وما سأقوله سيتسجل وسيبث الى خارج اللقاء لأن كلامي سيكون واضحا".

واعتبر جنبلاط ان "الانفجار هو رسالة للبنان وقد دمر اللؤلؤة بيروت ودمر المرفأ، وهما الركيزتان الأساسيتان للبنان الكبير". وردا على سؤال عن موجه هذه الرسالة، قال: "هناك محاور اليوم، "عم تضحك بعبا"، اسرائيل طبعا، ولكن البلد ساحة صراع، فربما محور الممانعة ايضا، فهل هناك أوضح من ذلك؟".

ورأى ان "تفجير بيروت يوازي 200 طن تفجير، واليوم للصدفة ذكرى تفجير هيروشيما وعندما ترى بيروت تتذكر هيروشيما". وردا على سؤال عن مطالبة العديد من اللبنانيين باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة، قال جنبلاط: "عندما القوى الأخرى، المسيحية بالتحديد، تتحد، وعلى رأسها البطريرك الراعي للمطالبة باستقالة ميشال عون حينها نلحق بتلك القوى، لأن التجربة علمتنا في العام 2005 بأن البعض يعتبر ان هذا المركز مقدس، وقد "جربنا ولذعنا"، اما هذا دياب فهو ذئب كاسر ولا شيء".

 

وزير الخارجية اللبناني المستقيل: توصلت إلى قناعة بأن رؤية الإصلاح غير موجودة/ناصيف حتي أكد لـ أن السياسيين يريدون إبقاء الوضع على حاله

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/الخميس 06 آب 2020

أثارت استقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي سيلاً من التعليقات والتكهنات، ومنها أنه تعرض لضغوط من الوزير السابق جبران باسيل، خلال ممارسته مسؤوليات الوزارة. وباستثناء البيان الذي أدلى به بعد استقالته، لم يتطرق حتي إلى الأسباب الحقيقة التي دفعته إلى الاستقالة.

في هذا الحديث الذي أدلى به لـ«الشرق الأوسط» يوضح ناصيف حتي تلك الأسباب، ويشرح نظرته إلى العلاقات التي يجب أن تقوم بين لبنان والدول العربية، ورأيه في موضوع الحياد، وفي العقبات التي تواجه تحقيق الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع المالي ونجاح المفاوضات مع «صندوق النقد الدولي». كما يدعو إلى تحقيق لتحديد المسؤولين عن الكارثة التي حلّت بلبنان نتيجة الانفجار في مرفأ بيروت. وهنا نص الحديث:

> ماذا تعني بالنسبة إليك كارثة بيروت ولبنان على صعيد عمل وأداء الدولة والنتائج المترتبة على ذلك؟

- هذه المأساة الكبيرة التي أصابت ليس فقط بيروت بل كل لبنان وكل لبناني وجميع أشقائنا وأصدقائنا عبر العالم تعكس حالة من الإهمال. لا بد من أن يجري تحقيق لاكتشاف ما حصل، وتحديد المسؤوليات لنعرف الظروف لجهة تخزين هذا الكمّ الهائل من هذه المادة القابلة للانفجار في أي لحظة في ظروف معينة (نيترات الأمونيوم)، في مرفأ بيروت، ولا يتم اتخاذ أي إجراء أو تدبير، وذلك منذ أكثر من ست سنوات. هذا الأمر يدل على أن هناك حاجةً ملحّة على توافر الشفافية والمساءلة خصوصاً في عمل مؤسسات الدولة، وتحمُّل النتائج المترتبة على الذين سمحوا بأن يحصل أمر كهذا، وأن يُترك لهذه الفترة الطويلة. وبدأنا نرى رمي المسؤوليات وتبادل التهم بين مَن يدعي أنه سأل وطرح الصوت، وآخر يقول إنه لم يتلقّ شيئاً... كل هذه الأمور تدل على غياب لمنطق المسؤولية، والحال أن المسؤولية يجب أن تفضي إلى المساءلة.

> ما الذي علينا توقّعه من استخلاص للنتائج على نكبة لم يعرف لبنان مثيلاً لها سابقاً؟

- بداية، علينا أن نشير إلى النتائج المأساوية، وعنوانها استشهاد عدد كبير من اللبنانيين وغير اللبنانيين الموجودين في لبنان، وآلاف من الإصابات، ودمار واسع في بيروت. هناك دون شك تأثيرات بيئية ونتائج نفسية، وكلها تهدد الأمن النفسي والمجتمعي للناس، إضافة لما يعيشونه من مشكلات متعددة الأشكال. علينا أن نتوقف جميعاً أمام مأساة من هذا النوع، وأن نتعاضد جميعاً، أياً كان الموقع السياسي، وأن نأخذ العِبَر الضرورية، وأقول دائماً إنه بمواجهة هذه المآسي، يتعين أن يكون هناك عمل وطني شامل وجامع. وهذا ما كنتُ أطرحه عندما كنتُ في الحكومة، وكنت أقول إن هناك حاجة، رغم الاختلافات الشديدة في وجهات النظر وفي مسائل وظروف معينة، لحوار وطني جدي ورصين لكيفية وقف النزف والانهيار. لدى الأمم المتقدمة، بمواجهة الأزمات ذات تداعيات خطيرة بالنسبة للبلاد، يُفترض أن يحصل عمل جماعي.

> شهدنا تعاطفاً دولياً مع لبنان لم يسبق له مثيل. ماذا يعني هذا التعاطف بالنسبة لك؟ هذا من جهة. ومن جهة ثانية؛ هل يمكن أن يفضي إلى تغير أو تبدل في كيفية التعاطي الدولي مع الحكومة اللبنانية، بمعنى أن تصبح أكثر ليونة في موضوع المساعدات الاقتصادية التي ينتظرها لبنان للخروج من أزماته الاقتصادية والمالية والاجتماعية؟

- في الشق الأول، من الطبيعي إزاء كارثة مثل التي ضربت بيروت ولبنان وأياً كانت الجدولة المعنية، أن يحصل تعاطف من القريب والأبعد، وبالنسبة للبنان من الأشقاء ومن الدول الصديقة، لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وهذه بنظري ردة فعل طبيعية، ويجب الإشادة بها.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، أريد أن أؤكد الأمور كما عشتها في الحكومة، وهي أن مواقف الدول الصديقة واضحة تماماً، وقوامها ضرورة إطلاق عملية الإصلاح الهيكلي، وأعني بذلك إصلاحاً شاملاً، وفي العمق للاقتصاد اللبناني، وهو الشرط الذي لا غنى عنه لتوفير المساعدات المطلوبة. هذه القناعة دولية وشاملة وبدأت تترسخ لبنانياً، وهي أن الحصول على المساعدات يجب أن يمرّ من خلال الاتفاق مع «صندوق النقد الدولي». وللأسف، كان هناك الكثير من التعثّر في هذا الأمر، لجملة من الأسباب، ومنها اختلاف أرقام الديون بين أطراف مختلفة، وخلافات سياسية كان يُراد لها أن تُخبأ، ولكنها كانت ظاهرة بخصوص جدية الذهاب نحو «صندوق النقد». أياً كان موقف هذا الطرف أو ذاك، اعتبر أن التوجه إلى «صندوق النقد» أمر ضروري، وفي اعتقادي أن أمراً كهذا كان يجب أن يتم منذ سنتين أو ثلاث سنوات، وتنفيذ هذه الخطوة لا يعني أبداً القبول غير المشروط بكل ما يُطرح، ولكن التفاوض الجدي وإظهار المصداقية والرغبة الصادقة في الخروج من هذا المأزق. والخلاصة أن المساعدات مرتبطة بإصلاحات جدية. الاقتصاد اللبناني أصبح منذ سنوات طويلة اقتصاداً مالياً، وهذا غير صحي، والأزمة المالية تعكس أزمة اقتصادية وخللاً في هيكل الاقتصاد اللبناني، وتعكس أزمة سياسية وإدارية، بمعنى غياب المساءلة والشفافية والفساد والشخصنة والزبائنية... وكلها تراكمات لسنوات عديدة، وهي تفضي إلى هيمنة السياسة بمفهومها التقليدي على الاقتصاد، وبالتالي تفقد القدرة على جذب الاستثمارات وبناء اقتصاد واضح قوي ومؤسسي. وبالتالي، فإن ذلك ينعكس في سياسات مالية واقتصادية، وأهمها تعزيز القطاعات المنتجة، من غير أن نتخلى عن كوننا اقتصاد خدمات. كان على لبنان أن يهتم بالقطاعات الإنتاجية والتكنولوجية الحديثة والصناعات الصغيرة، وكلها كانت متروكة ومهمشة في لبنان بسبب سياسات مالية جاذبة للاستثمار المالي، وتبعد الناس عن الاستثمار في القطاعات المنتجة. هذه من المشكلات الأساسية التي يتعين التنبه لها وإرساء السياسات المناسبة. أؤكد وأصر على النموذج الاقتصادي اللبناني، لكنه يتطلب إحداث بعض القيود عليه، وإدخال شبكات الحماية والتكافل الاجتماعي عليه، والاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستثمار أيضاً في البنى التحتية.

> كنت أعني بسؤالي: ما إذا كان حجم هذه الكارثة سيدفع الدول التي تريد مساعدة لبنان لأن تكون أكثر ليونة ومرونة في الشروط التي فرضتها لمد يد المساعدة للبنان؟

- أتمنى هذا الأمر، ودول عديدة أبدت رغبتها في المساعدة. لكن تحليلي للأمور قد يأخذني إلى مكان آخر، وأنت تعرف أن الشروط الدولية، بما فيها من الدول الصديقة والشقيقة، ربما تكون أكثر مرونة، لكن لضخّ دعم اقتصادي للبنان، ومواكبة الإنعاش الاقتصادي، وإعادة إيقاف لبنان على رجليه، تم التشديد على الإصلاحات الهيكلية الضرورية، وفي رأيي أن ذلك ليس من باب معاقبة لبنان، بل لحمايته. هذه الإصلاحات ضرورة لبنانية قبل أن تكون مطلباً لمؤسسات دولية أو جهات مستعدّة لدعم لبنان. لنا مصلحة في العمل على بناء استقرار مجتمعي لبناني في نموذج اقتصادي يوفر التوازن والرعاية.

> أود أن أثير موضوع استقالتك من الحكومة. هل تعتبر اليوم أنك ارتكبتَ خطأ في قبول الدخول إلى حكومة أنت تعرف سلفاً طبيعتها والظروف التي جاءت بها؟

- بكل صراحة، شخصياً لا، ولو أن الفكرة راودتني أحياناً. لستُ مثالياً، ولكن كنتُ أحلم بأن أساعد على إحداث تغيير في لبنان، وقلت إنه ربما تكون فرصة لإحداث تغيير نوعي في التركيبة الاقتصادية لمنع الانهيار والدفع باتجاه توفير العدالة الاجتماعية... وأنا منذ أكثر من سنتين أقول إن الطبقة المتوسطة في لبنان قد سقطت، وفقدنا ما يمكن تسميته «المصعد الاجتماعي»، وهذه كلها أمور خطيرة ظاهرة منذ عدة سنوات في لبنان. وتصوري أنه يمكن المساهمة في عمل حكومة سميت تكنوقراطية يمكن أن تكون حاملة لوعي الحاجة إلى الإصلاح. أعتقد أننا لم نمضِ بالحزم والسعة المطلوبين لهذا العمل. دون شك هناك عوائق تقليدية وغير تقليدية، لكن في تقديري كان يجب المضي بشكل أكثر دينامية لمواجهة هذا الأمر وعدم التراخي. وبخصوص استقالتي، سُردت مائة رواية، ولكنه بالنسبة لي بسيط جداً: اقتنعتُ أن هنالك فرصةً أو نافذةً للقيام بإصلاح أساسي اقتصادي وهيكلي شامل في لبنان ينقذ لبنان من السقوط والاستمرار في منطق الدولة التي هي في طريقها للفشل. بيد أنني لم أرَ هذه المؤشرات، ويمكن تحميل المسؤولية لمن نريد في الداخل والخارج، ولكنني ما زلت أعتقد أنه كانت هناك معركة، وكان يجب أن تنطلق بقوة وحزم.

> ما هو العامل الحاسم الذي دفعك إلى الاستقالة من بين مجموعة العوامل التي أشرت إليها في بيان الاستقالة؟

- توصلتُ إلى قناعة بعد خمسة أشهر ونصف الشهر من وجودي في الحكومة؛ بأن الرؤية الإصلاحية التي كنت أبحث عنها ليست موجودة، وأن العزم مفقود، وبالتالي أخذت تحصل أكثر من ضغوطات وتدخلات من هنا وهناك في إطار اللعبة السياسية التقليدية. وبهذا الخصوص أريد أن أكون واضحاً: أنا لا أحمّل المسؤولية لطرف واحد. أنا أحمل المسؤولية للتركيبة السياسية اللبنانية، وفي سياق لعبتها التقليدية لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وربما للقبول ببعض الإصلاحات الشكلية والخفيفة. وفي رأيي، كان يجب الذهاب إلى مواجهة أكبر مستندة إلى رأي عام متحالف. بعض الحكومة يقول: ذهبنا للإصلاح ولكنّ ظروفاً معينة منعتنا من ذلك. لستُ من أنصار هذا الرأي. السبب الحقيقي والأول لاستقالتي أنني أُصبت بخيبة أمل. كنت أتمنى أن نمضي بشكل حازم في عملية الإصلاح. وهذا رأيي وقناعتي. وبدل الإصلاحات التي كنت أبحث عنها، وجدت أننا عدنا إلى منطق المحاصصة. وبدل المواجهة والرغبة في الإسراع بها، وجدت غير ذلك. التركيبة السياسية لم تقبل السير بالإصلاحات. أما التفسيرات التي قرأتها أو سمعتها في بعض وسائل الإعلام فلا أساس لها.

> هل ستفعل استقالتك فعل كرة الثلج المتدحرجة، أي قد تعقبها استقالات أخرى من الحكومة؟

- هنالك كثيرون يقولون إن استقالتي قد تدفع بآخرين إلى الاستقالة. كل ما أريده أن تكون هناك لحظة توقّف وتأمل ومراجعة للذات، وأن تمضي الحكومة بعزم لأن تحاول تحقيق العمل الذي جاءت من أجله.

> سمعنا تعليقات تقول إن استقالتك ذات علاقة بدعوات أو بضغوط خارجية. هل من أساس لهذه الأقوال؟

- في ثقافتنا السياسية العربية، تغلب نظرية المؤامرة. البعض يقول السبب داخلي والآخر يقول إنه خارجي. قطعاً أقول إن أحداً لم يطلب مني الاستقالة ولا يستطيع أحد في الداخل أو الخارج أن يطلب مني ذلك. جئتُ إلى الحكومة وفق قناعاتي، وإذا اعتبر البعض أن استقالتي قد تفيد هذا الطرف الخارجي لأنها قد تعرّض الحكومة للمخاطر فهو مخطئ في نظري، لأنني أعتبر أن ما قد يعرضها للمخاطر هو عدم المضي بقوة في العملية الإصلاحية، وليس استقالة ناصيف حتي. لتؤخذ هذه الاستقالة على أنها جرس إنذار ينبه لضرورة العمل والمبادرة.

> في بيان الاستقالة ذكرتَ أنك دخلت إلى الحكومة على اعتبار أن لك ربّ عمل واحداً هو لبنان، ولكن وجدت أن هناك أرباب عمل كثيرين. هل توضح لنا هذه النقطة بالغة الأهمية؟

- لقد رأيتُ أن التركيبة السياسية اللبنانية بجميع أطرافها، وأياً كان موقع هذا الطرف اليوم وكان موقعه في مكان آخر بالأمس، ما زالت شبه مهيمنة على أي عملية إصلاحية في لبنان، وتؤثر به بشكل كبير لأنها تضر بسياسة الزبائنية. والمشكلة الرئيسية في لبنان هي المذهبية السياسية التي هي أيضاً تشكل حاجزاً أساسياً لعملية بناء دولة المواطنة والحقوق. وكلها عوامل موضوعية قائمة بقوة، وهي تعيق العمل الإصلاحي والتغييري. لكن لو توافرت الإرادة والعزم لمواجهة هذا الواقع، لكان بالإمكان القيام بهذا العمل الإصلاحي؛ فإذا كان نصيبه النجاح فهذا جيد، أما إذا لم ينجح، فسنكون على الأقل قد حاولنا.

> هل ما زال في الإمكان أن نرى دبلوماسية لبنانية مستقلّة وفاعلة أم أن هذا التوق من باب التمني الذي لا أساس له؟

- أنا دخلت إلى الحكومة وكنت واقعياً للغاية، ومنذ البداية كنت أدعو لما يعرف بـ«الحياد الإيجابي» وليس الحياد بالمفهوم القانوني؛ إذ لا يمكن للبنان أن يكون محايداً بين الأسرة العربية وإسرائيل. ولكن ما أعنيه بـ«الحياد الإيجابي» هو الابتعاد عن أي محور، ورفض الانجرار إلى نزاعات، وبدل ذلك العمل على بناء الجسور وتشجيع الحوار بين الدول، وخاصة التي تعنينا ولكن على أساس قواعد معروفة في العلاقات الدولية: عدم التدخل في شؤون الآخر، واحترام سيادة الآخر. هذه ليست «مثالية»، والخلافات بين الدول طبيعية، ولكن نحن نعيش في منطقة شرق أوسطية تتسم بفوضى كلية وبسقوط النظام الدولتي (مِن دولة). لبنان اليوم الأكثر تأثراً والأقل تأثيراً في المنطقة. لذلك، أقول بالحياد الإيجابي القائم على الانخراط في أي عملية تسوية سياسية تقوم على أسس القانون الدولي والأعراف الدولية، وإذا توصلنا إلى نظام إقليمي مستقر؛ فإننا سنكون أول المستفيدين منه. أنا أدعو (ودعوتُ) إلى الاتجاه أولاً نحو الأسرة العربية، وليس الصدام مع الآخر. وما يهمني أن ننفتح، وعملت ضمن طاقتي للانفتاح بالذهاب نحو الأسرة العربية، ونتمنى أن نصيب نجاحاً في هذا الأمر.

> قيل الكثير عن وجود «وزراء ظل» في وزارة الخارجية بلبنان. هل هذا الأمر كان حاسماً بالنسبة إليك للخروج من الحكومة؟

- بصراحة، لم يكن هذا الأمر قائماً. البعض قال إنني أريد أن آتي بجماعتي إلى وزارة الخارجية لتحل محل جماعة الوزير السابق جبران باسيل، وردي أنه ليست عندي جماعة. أنا جئتُ من الدبلوماسية المحترفة، وكان هدفي الأول إصلاح العلاقات اللبنانية مع عدد كبير من الدول العربية، وتعزيز التوافق العربي، والعمل على التخفيف من الخلافات. وأؤكد لك أن أحداً لم يأتِ ليقول لي أن أقوم بهذا الأمر أو أن أمتنع عن ذلك. لم يحدثني أحد بهذا الأمر، ولم يعرقلني أحد عما أقوم به. أنا أدرتُ الوزارة في إطار ما أسميه السياسة العامة للدولة اللبنانية، ولكن كنت أدفع باتجاه معين، وحددت منذ البداية أولوية رأب الصدع بيننا وبين عدد من الدول العربية، وأولوية خياراتي العربية، دون أن يعني ذلك أنني أردت الاصطدام مع أحد آخر، وأولويتي الأخرى كانت مركزية القضية الفلسطينية، والانفتاح على العالم. بعضهم قال: الانفتاح على الشرق والغرب. وأنا قلتُ: نذهب حيث نجد لنا مصلحة. وباختصار، أولوياتي كانت رأب الصدع في علاقاتنا العربية، وفي المؤتمرات العربية التي شاركت فيها، كنت أركز على إعادة ترتيب العلاقات العربية - العربية، والذهاب نحو الإخوة العرب، وهذه ليست قناعة شخصية بل هي قناعة أساسها أن مصلحة لبنان تكمن في ذلك، دون أن يعني الاصطدام مع أحد. نريد بناء علاقات على أسس واضحة وشفافة تقوم على احترام الآخر والأسس المتعارف عليها في العلاقات بين الدول.

> في موضوع الحياد: هل المقصود بالحياد «النأي بالنفس»؟ أم الحياد القانوني الذي له أسسه ومبادئه وتبعاته؟

- في الحوار الدائر في لبنان، هناك التباس بين الحياد بمفهومه القانوني والحياد الإيجابي. لبنان لا يستطيع أن يكون محايداً بالمفهوم القانوني، وهو عضو مؤسس في الجامعة العربية، وهناك نزاع بين العرب وإسرائيل. لكن أسارع إلى القول إن لبنان لا يتعين أن يكون شبيهاً بـ«هانوي»؛ إنْ للثورة الفلسطينية أو غير الفلسطينية، أو أن يكون ملعباً للصراعات العربية أو غير العربية مع إسرائيل أو مع أطراف أخرى. لبنان لا يستطيع أن يكون محايداً لكن يمكنه التصرف كما تتصرف جميع الدول العربية. الدولة هي المسؤولة. ومن هذا المنطلق، فإن الحياد القانوني غير ممكن، لأننا دولة عربية ولا يمكن الحياد فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل. والحياد الإيجابي في نظري البقاء بعيداً عن سياسة المحاور، وأحلاف رسمية أو غير رسمية، بل المحافظة على التوازن. ليس المطلوب النأي بالنفس بل الانخراط في دبلوماسية نشطة، إن لم يكن مباشرة فبالتعاون مع دول أخرى في الاتجاه نفسه لرأب الصدع وإطفاء الحرائق واحتواء النزاعات؛ لأن لنا مصلحة، إذ إن انفجارها سيؤثر سلباً على لبنان. وهذا مفهومنا للدبلوماسية النشطة.

> هل لبنان على عتبة حرب جديدة بين إسرائيل و«حزب الله»؟ أم أن المعطى الدولي «يفرمل» التوجه نحو النزاع؟ هل لإيران مصلحة اليوم في ذلك؟

- لا أعتقد أن لأي طرف اليوم مصلحةً في نشوب حرب مفتوحة لأسباب خاصة به، لكن خوفي دائماً أن التصعيد المدروس قد لا يبقى تحت السيطرة. التصعيد هدفه توجيه رسائل. وفي ملف الصراعات، هناك ما يسمى «قواعد اللعبة». لكن أحياناً ما يمكن أن نسميه «دعسة ناقصة أو زائدة» يمكن أن تفضي إلى نزاع واسع. لكن لا أعتقد أن هناك توجهاً اليوم نحو الحرب. وأود أن أضيف أنه عند الحديث عن استراتيجية دفاعية للبنان، فالمقصود ليس المسائل العملانية، ولكن من يقول «قرار الرد» (أي الدخول في الحرب)، وهذا يجب أن يكون بين يدي مجلس الوزراء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 05-06 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

كارثة انفجار محزن أسلحة حزب الله في مرفأ بيروت هي نموذج لما سيحدث مع المئات من مخازن أسلحة الحزب المنتشرة في كل مناطق لبنان

الياس بجاني/06 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89189/89189/

 

ماذا فجر نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت؟

الكولونيل شربل بركات/06 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89195/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%ac%d8%b1-%d9%86%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

 

بيروت تُنقذ لبنانَ… ندعو إلى خطةِّ إنقاذ دوليّة/سجعان قزي/افتتاحيةُ جريدة النهار/06 آب 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89213/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%aa%d9%8f%d9%86%d9%82%d8%b0-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8e/