المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 03 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august03.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الأيقونة جوسلين خويري هي رسولة لبنان اللبناناوي إلى السماء

الياس بجاني/حزب الله عدو لبنان وعدو جيشه وعدو كل ثقافة اللبنانيي

الياس بجاني/قصة دخول المعرابي السجن بدها شرحح كتير ولكن ملخصها أنه اخطأ في الحسابات والتقديرات

الياس بجاني/لا نحن نشبه حزب الله الملالوي والحهادي ولا هو يشبهنا بشيء نحن اللبناناويون والسياديون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مار شربل/الأب سيمون عساف

اليوم انطلقت رسالتها/كلوفيس شويفاتي

" ثّورة رحم الأحزان"/د. وليد فارس

الجيش اللبناني/د. وليد فارس

مشهد ميليشياوي خلال تشييع مسؤول “حزب الله”… مدافع دوشكا وأسلحة رشاشة وإطلاق نار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عيد الجيش اللبناني بلا مراسم وقائده يؤكد البقاء «ضمانة للوطن»

نفاق ودجل وباطنية حزب الله ومن يدور في فلكه

مصدر عسكري إسرائيلي: سنرد بقوة على "حزب الله" ومرافق الدولة ضمن أهدافنا

رسالةٌ "قاسية" من ريفي إلى رئيس الجمهورية

 ضجة بسببب حذف عبارة "تُولد من رحم الأحزان"... الجيش لم يطلب شيئا

إيران تحمّل السعودية مسؤولية الاحداث في لبنان: لهم علاقات الصداقة مع تل أبیب

وزير الخارجية اللبناني يصرّ على الاستقالة... واتصالات لثنيه

وزير الخارجية لمقربين منه: أستعد لتقديم إستقالتي الأسبوع المقبل

أزمة الكهرباء المزدوجة تحوّل يوميات اللبنانيين إلى معاناة وذل

الهدوء يعود إلى شمال لبنان بعد إشكال أمني مع الجيش

أزمة الكهرباء المزدوجة تحوّل يوميات اللبنانيين إلى معاناة وذل

النهار: عون بعد دياب يتّهم ولا يُسمّي... فمَن يحرّض مَن وعلى مَن؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تتخوف من تحول الأزمة الليبية إلى «حرب إقليمية»

عودة الحرب والنزوح... هواجس تلازم الليبيين بعد العيد/فرحة الأضحى تظل منقوصة بسبب استمرار أزمة نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وانتشار «كورونا»

الأمن السوري يعتقل 12 عنصراً في الجيش بسبب علاقتهم مع مخلوف/ابن خال الأسد يحذّر من «أيام صعبة»

دعوة الكاظمي إلى الانتخابات تشعل سباقاً سياسياً غير مسبوق في العراق/رئيس الوزراء يريدها «مبكرة»... والحلبوسي يفضلها «أبكر»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله تعبنا منك، أعتقنا/د. منى فياض/الحرة

ميشال عون جزءٌ من المشكلة وليس الحل/عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال

حياد وانحياز: حرب المئة عام/أحمد جابر/المدن

الرئيس الذي تقاعد حين صار رئيساً/جهاد بزي/المدن

 “حزب الله” أمام مأزق حماية “قواعد الاشتباك”: من يضبط “التدحرج”؟!/رلى موفّق/القدس العربي

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان!/رضوان السيد/الشرق الاوسط

لبنان: جيش بانتظار وطن... ينتظر الاستقلال/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

صناعة السياسة والتاريخ!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

العصر يصنع الرجل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

احتداد المواجهة الأميركية - الصينية وتداعياتها على إيران ولبنان/راغدة درغام/إيلاف

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الجميل في وداع خويري: ستبقين القدوة وأملنا أن تكون تضحياتك إلهاما لإنقاذ لبنان المعذب

الراعي: لا أحد يعنيه حقا خير لبنان يرفض الحياد الناشط أو يدعي أنه لا يلقى إجماعا

عبد الصمد: لبنان لن يستغني عن الغرب بخاصة فرنسا وأموال المودعين خط أحمر

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الأيقونة جوسلين خويري هي رسولة لبنان اللبناناوي إلى السماء

الياس بجاني/02 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89077/89077/

إن الراهبة المكرسة لسيدة لبنان أمنا مريم العذراء والبطلة اللبناناوية والأيقونة جوسلين خويري هي حقاً رسولة لبنان الرسالة والشهداء والمحبة والسلام واللبناناويية إلى السماء.

هي رسولة مميزة حاملة معاناة وأوجاع اللبنانيين إلى السماء.

رسولة قادمة إلى السماء لترقد على رجاء القيامة إلى جانب البررة والقديسين ولتشهد من عليائها على قيامة لبنان الآتية لا محالة مهما قست الظروف ومهما اشتدت الهجمات الإبليسية على الكيان والهوية والتاريخ ودماء وتضحيات الشهداء.

جوسلين المقاتلة الحرة والمؤمنة التي حملت بيدها اليمنى المسبحة وبيدها اليسرى البندقية في موتها كما في حياتها وحدت وجمعت الأحرار والسياديين والشرفاء والأبطال والمقاتلين من أجل السيادة ولبنان الحريات والبشير.

كما في ساحات القتال حيث بطلة كانت وأمثولة وأيقونة..

كذلك اليوم في مراسيم الصلاة على جثمانها جمعت الكل وهم خاشعين لوقار وهيبة وجدية وقداسة المناسبة.

عسى من شاركوا اليوم في الصلاة وهم شاردين عن لبنان وأهله وعن رسالته وغارقين في أوهام السلطة وأوحال الأبواب الواسعة..

عسى أن تستفيق ضمائرهم ويتوبوا ويستغفروا ربهم ويعتذروا من الشهداء ويعودوا إلى الجذور ويقدموا الكفارات.

إن وطن ينجب من أمثال وخامة ونقاوة وإيمان وقداسة جوسلين خويري هو وطن كالمارد وكطير الفينيق لن يموت وسوف ينبعث من رماده منتصراً وشامخاً طال الزمن أو قصر.

نامي قريرة العين يا أيقونة وطن الأرز فلبنان الذي تكرستي من اجل حريته وقداسته وحريته وكرامة إنسانه هو باق وباق وإلى الأبد.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله عدو لبنان وعدو جيشه وعدو كل ثقافة اللبنانيي

الياس بجاني/01 آب/2020

لأن حزب الله إيراني ومش لبناني وما بيشبه اللبنانيي بشي كل وسائل الإعلام نقلت اليوم الإحتفال بعيد الجيش ما عدا وسائل اعلام الحزب.

 

قصة دخول المعرابي السجن بدها شرحح كتير ولكن ملخصها أنه اخطأ في الحسابات والتقديرات

الياس بجاني/01 آب/2020

قصة دخول المعرابي السجن بدها شرحح كتير ولكن ملخصها أنه اخطأ في الحسابات والتقديرات وكان السيناريو المتفق عليه  للدخول والخروج غير شكل ومع الإخوان الشوام ما غيرون.. الإخراج فشل وكانت النتيجة قعدي بالحبس ل 13 سنة. الإستسلام مش بطولي ولا عمرها كانت..المسيح نفسه هرب وما سلم نفسه وربنا طلب من مريم ويوسف يهربوه ع مصر. دخول المعرابي السجن هي  رزم من الهبل والغباء والحسابات الخاطئة ومش بطولة أبداً.. يضبضب هو وقطعانه وحاجي يتفاخروا بما هو هبل وغباء وقمة بالإستسلام.

 

لا نحن نشبه حزب الله الملالوي والحهادي ولا هو يشبهنا بشيء نحن اللبناناويون والسياديون

الياس بجاني/01 آب/2020

ثقافة حزب الله عداء وكراهية وقتل وسبي وموت واحتقار الحياة، أما ثقافتنا فسلام ومحبة وحرية واحترام الغير وتقديس حياة الإنسان

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مار شربل

الأب سيمون عساف/02 آب/2020

يا مار شربل يا بطل صوم وصلا بالصومعه ناديت الله واستجاب

النجوى الحميمه كنت ترفع للعُلى متلك لنا الثالوث ما تكرَّم وجاب

قديس عم تعمل عجايب وين ما كان خيَّك انا وخيَّك أَحقّ الناس فيك

معبِّي السما معبِّي زمانك والمكان عِين الأًخوِّه بجاه ربِّي المصطفيك

دخلك عليِّ طل لوما بستحق قلبك حنون تزورني بستعطفك

أنجأ مِشي فيي طموحي وما لِحِق ظلَّك جذبتو بالوما ما الطفك

الا لِربك ما انصرفت ورحلتك شهد القداسة من مجاني نحلتك

كلما تفتِّح مع صباحك عينتيك ريحة شذا البخور تطلع كحلتك

بلاقي السعاده كل مره بخاطبك وبحِس روحي مرفرفه فوق النجوم

للمجد للفردوس الله خاطبك بإبليس تبطش كل ما يعمل هجوم

قديس فاعل بالحضور وبالغياب بتبكي علينا بدون شك وارتياب

هون المصيبه وهون كل المشكلِهْ ما منشبهك بالمعركه غير بالتياب

روحك جليله بالوقار معمَّدي كل العزيمه للخلود مصمِّدي

درب البقا بلشتها بارض الفنا وختمتها بدار الإله السرمدي

بحكي معك وبصورتك بستحضرك صمتك حكي عطرك زكي ما انضرك

وبعيش غبطه اِنتشائيّة وذهول كلما وضعني شوق قلبي بمحضرك

ما كنت الا وجه الله تشتهي وتعانقو وقداسك الخاشع بهي

لحظهْ ضميرك عن كتابو ما سهي عايش معو الرؤيا الشفيفِهْ مزدهي

وهون الفرق ما بين امر وبين نهي للنفس انت تقول تيهي تألّهي

ونحنا حيارى مش غيارى عالخلاص بكل الأمور الدُنيويِّه منلتهي

الركَّاب نحنا والحياة الباخره فيها الغرايب والعجايب زاخره

وفيها المفاسد والمكاره ناخره وفيها الحقيقه السرمديه ساخره

يا شربل الروحك ذخاير ذاخره وعفة فضايل زنبقتها فاخره

منك شفاعه بلتمسها والأمل توقاف معنا بالدني وبالآخره

 

اليوم انطلقت رسالتها

كلوفيس شويفاتي/02 آب/2020

عدنا من وداعها بحسرات وغصات وآهات... وباجماع وتاكيد انها لن تتكرر ولن يملأ احد فراغها المدوي. جوسلين المنتقلة الى مجد الرب بحلة الوقار والوداعة والكرامة، ترهبت قبل عبورها بساعات، فلم تشأ ملاقاة وجه المسيح الا وهي مكرسة بالكامل لكلمته ومشيئته. فبعدما فتحت الراهبات الكرمليات ديرهن لأول مرة ليسجى جثمان علماني فيه، البسنها الوشاح وغطوها بالطرحة وكللوها بتاج الورد المريمي الكرملي وكرسوها واحدة منهن، فوفت جوسلين بالكمال والتمام كل نذورها الرهبانية قبل خروجها من الدير. تعود العلاقة بين الراهبات الكرمليات والمقاومة جوسلين خويري إلى حقبة الحرب في سبعينيات القرن الماضي وتوطدت اكثرعندما قررت جوسلين بعد حسرة وغصة على انقسام الرفاق وصراعهم على السلطة الترهب منتصف الثمانينيات في دير راهبات الكرمل، وبعد لقاء وحوار طويل مع رئيسة الدير اقنعتها الاخيرة ان عمق رسالتها هي في المجتمع لما لها من تأثير على الشباب والشابات وان عملها بين الناس يضاعف وزناتها ويتمم سعيها لبلوغ مجد الرب... انطلقت الريسة جوسلين تحقق وتبث روح الايمان والخدمة الإنسانية بين الجماعة لتبدأ بعد النضال العسكري وبطولات الميدان مرحلة ثانية في ميدان الانسان وابن الانسان. حققت جوسلين ثمارا في حقل الروح ومحراب الإنسانية لا تثمن ولا تحصى. ومع رحيلها بدأت تتكشف حقائق ما قدمته هذه المقاومة المؤمنة للوطن ولكرامة الانسان ... لقد بدأت الان رسالة جوسلين خويري التي حتما ستغير في مسار الكثيرين نحو انسانية عميقة ومجد لا يزول.

 

" ثّورة رحم الأحزان"

د. وليد فارس/02 آب/2020

حزب الله حزف "المقاومة" من نضال سائر اللبنانيين وخلق مسخاً له. والان يتم حزف "انّ الثّورة تولد من رحم الأحزان"، ام الاناشيد، و قد سمعتها لاشهر في ١٩٨٩ قبل ان اهاجر من الوطن الام في ١٩٩٠. وكانت تحاكي مشاعر الاجيال التي عانت احزان الحرب بين ١٩٧٥ و١٩٩٠. وجاءت ثورة اكتوبر ٢٠١٩ بعد ثلاثين سنة فحاكت الاغنية احزان الحرمان والفقر والارهاب. وجاء الحزف العقائدي "للعبارة المفتاح." النتيجة؟ تعلق شعبي اكبر " بثّورة رحم الأحزان" واغنيتي المفضلة في عام ١٩٨٩...

 

الجيش اللبناني

د. وليد فارس/02 آب/2020

الجيش اللبناني منذ تأسيسه كان صلباً ومتطوراً ومتفاعلا مع الحداثة. ضباطه وجنوده لهم صورة جيدة لدى جيوش الغرب، خاصة الاميركي و الفرنسي، حتى اليوم. يُشهد له انه تفوق في المعارك التكتيكية في المواجهات ومن ابرزها معسكر البارد، جرود السلسلة الشرقية، ومعركة سوق الغرب.

مشكلته الاساسية هي القيادات السياسية التي وضعته في مواقف صعبة منذ بداية السبعينات، والاحداث الهائلة التي صعقته وكبلته استراتيجياً منذ اوكتوبر ١٩٩٠. عرفت قادة وضباطاً كثيرين له قبل هجرتي، نبلاء، مثقفين، شجعان. ومنذ عقود التقيت بالكثيرين منهم عندما كنت استاذاً في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن. اعتقادي ان الجيش اللبناني سيعود اقوى بعد تطبيق القرار الدولي ١٥٥٩، لانه بعد التنفيذ لن تكون هنالك قوة مسلحة الا الجيش و قوى الامن.

 

مشهد ميليشياوي خلال تشييع مسؤول “حزب الله”… مدافع دوشكا وأسلحة رشاشة وإطلاق نار

راديو صوت بيروت إنترناشونال/02 آب/2020

مشهد ميليشياوي بامتياز، “بطله” عناصر من “حزب الله”، اتخذ من البقاع الأوسط مسرحاً له ظهر اليوم، وذلك خلال تشييع مسؤول الحزب في المنطقة، خضر زعيتر، الذي توفي بمرض عضال، ولم يقض “شهيد الواجب الجهادي”.  بمدافع الدوشكا والاسلحة الرشاشة المنصوبة على سيارات مرّ المشيعون في البلدات البقاعية، بدأوا باطلاق النار بكثافة في الهواء على وقع الندبات الحسينية، ما اثار هلع الصغار والعجائز، واستفز الشباب. من الأوتوستراد عند مستديرة زحلة، إلى منطقة جلالا ووصولاً إلى مسقط رأس زعيتر في الكنيسة حيث ووري الثرى، تم اطلاق النار. منسقية زحلة في حزب “القوات اللبنانية”، استنكرت في بيان “بأشد عبارات الإستنكار، ما جرى اليوم عند مدخل المدينة من إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر ميليشياوية تابعة لحزب مسلح، وقطع للطريق وترهيب للأهالي”، وسألت: “أين القوى الأمنية والعسكرية من هذه المظاهر ومن هذه الممارسات المرفوضة بكل المعايير التي تعيدنا بالذاكرة الى صفحة اعتقدنا أنها طويت إلى غير رجعة؟ أضافت: “صحيح أن زحلة هي دار السلام والكرم والضيافة وأبوابها مفتوحة أمام جميع أبناء الوطن، إلا أن ما جرى شكل نكسة قاسية لهذا النموذج الذي تتمسك به زحلة وتمثله وتسعى إلى تعميمه وترسيخه”. وختمت: “تؤكد منسقية زحلة في القوات، أننا كنا وما زلنا نثق وندعم قيام الدولة، وندعو الى حصر السلاح المتفلت بيد القوى الأمنية الشرعية، لذلك جئنا نضع ما حصل في عروس البقاع بعهدة القوى الأمنية والجيش اللبناني، وأنه لا داعي لتذكير من خانتهم ذاكرتهم، بأن تاريخ زحلة وأبناءها المشهود لهم لن يسمحوا بتكرار مثل هكذا أفعال”.كذلك عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من عراضة “حزب الله” العسكرية، منهم من كتب ” ان ما حصل اليوم في سعدنايل من استفزاز غير مقبول ولولا ادراكنا لحاجة حزب إيران ، حزب السلاح الى جرنا لحرب داخلية قبل ٧ آب وقرار المحكمة الدولية لكانت أخبار فاجعة ملأت الصفحات والنشرات الإخبارية”.

-أولا ان كانت الدولة سوف تبقى غائبة امام هذه التصرفات الميليشياوية سوف لن نسمح بعد اليوم لأي جهاز امني كان او عسكري بدخول مناطقنا ..اما ان يكون الجميع تحت سقف القانون والنظام او سوف نقرر نظامنا لوحدنا..تخنتوها.

– ثانيا ادعو جميع رفاقي الثوار عدم تلبية استدعاءات للتحقيق عند كافة الأجهزة الأمنية قبل القاء القبض على جميع الظاهرين في هذه الصور وغيرها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/8/2020

وطنية/الأحد 02 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كانت الحركة السياسية في استراحة، بفعل عطلة عيد الأضحى والتعبئة العامة، إلا أن الهموم المعيشية والاقتصادية، تبقى ضاغطة على المواطن الرازح تحت وطأة الأزمات المتلاحقة والتي نغصت عليه فرحة العيد.

والى كل هذه الأزمات، جائحة كورونا التي ما زالت تسجل ارتفاعا في أعداد المصابين، فيما تستمر حال التعبئة في مرحلتها الأولى حتى يوم غد، وتواصل السلطات اللبنانية تنفيذ تدابير صحية احترازية، وتتشدد في تنفيذها لجهة منع التجمعات والتقليل من الاختلاط إثر زيادة أعداد المصابين.

في مجال آخر، لبنان على مسافة أيام قليلة من صدور الحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويتوجه يوم الجمعة الرئيس سعد الحريري الى لاهاي، لحضور جلسة النطق بالحكم.

البداية من ملف كورونا، حيث زارت الوزيرة منال عبد الصمد مبنى "تلفزيون لبنان"، نافية ما يشاع عن إصابات بكورونا بين صفوف الموظفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد انكفاء نسبي بقوة دفع من عطلة عيد الأضحى، تتقدم مجددا مع إطلالة الأسبوع الاستحقاقات والملفات الساخنة، في السياسة والاقتصاد والمال وسواها.

أما كورونا فهو الضيف الثقيل الذي لا يأخذ إجازة، بل يظل حاضرا، مثيرا مخاوف متنامية لدى اللبنانيين، ولا سيما مع استمرار تسجيل أرقام مرتفعة للإصابات. وما يزيد الطين بلة، مضي البعض في ركوب موجة الاستهتار وعدم مراعاة قواعد الوقاية، في مواجهة الوباء الفتاك، فهل يجوز التفريط بما حققه لبنان في الجولة الأولى يوم كاد يصل إلى صفر إصابة يوميا؟

على أي حال، تستمر إجراءات الإقفال العام سارية المفعول، لليوم الرابع على التوالي، في إطار المرحلة الأولى التي تمتد إلى مساء غد الاثنين. وتتجه الأنظار إلى التقييم الذي ستجريه الحكومة مطلع الأسبوع لهذه المرحلة من الإقفال، ليبنى على الشيء مقتضاه.

في الانتظار رصد سجال غير مباشر بين وزيري الصحة والداخلية على خلفية منح الوزير حمد حسن استثناءات لبضعة أعراس بعدما تعهد القيمون عليها بالالتزام بالشروط الوقائية المطلوبة، ومن ثم رفض الوزير محمد فهمي أي استثناء والتلويح بتسطير محاضر ضبط بكل من أقام حفلات في أيام الإقفال.

على مستوى العالم، تجاوز عدد الإصابات الناتجة عن كورونا الملايين الثمانية عشر، ودفع استفحال الوباء العديد من الدول إلى العودة لسياسة العزل، للحد من الضحايا، ولا سيما أن الأزمة طويلة على ما يبدو، وها هي منظمة الصحة العالمية تتوقع ان تمتد آثار الجائحة لعقود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استعدوا لجائحة طويلة الأمد قد تمتد آثارها لعقود، تعود وتؤكد منظمة الصحة العالمية، فهل يقتنع المشككون أن ما بعد كورونا ليس كما قبلها؟ شاء من شاء وأبى من أبى، فالوباء يفرض على الكوكب نمطا جديدا من الحياة ربما لم يعرفه منذ قرن على أقل تقدير.

وان كان كورونا شر لا بد منه، ولا سبيل للتخلص منه قريبا، فالحكمة تقضي أن نتعايش معه بأقل الخسائر الممكنة، والالتزام بالإجراءات الصحية، وعدم التكدس في الساحات العامة والشوارع والمطاعم والأعراس.

ولا بأس من الانحناء أمام هذه العاصفة الوبائية حتى لا تقتلعنا من الجذور، أو تقصم ظهر بلد منهك أصلا من أزماته المتراكمة على مر عقود، أزمة تطل برأسها بأشكال مختلفة. فالاحتكار والتلاعب بالأسعار يطال سلعا استراتيجية كالبنزين والمازوت على سبيل المثال لا الحصر.

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أكد أن توفير المادتين للسوق المحلي مسؤولية وزارة الطاقة بالتعاون مع المصرف المركزي، وان ملاحقة المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار مسؤولية وزارة الاقتصاد والقوى الأمنية والقضاء. النائب فضل الله اعتبر أن المحتكرين لا يستطعون التلطي وراء اي جهة، ولا يمكن لأحد ان يحميهم من سلطة القانون وغضب الناس.

غضب المستوطنين الصهاينة لفشل نتانياهو بمحاربة فيروس كورونا، كان وراء تظاهرة وصفت بالأكبر في كيان الاحتلال ضد رئيس حكومة العدو.

ولا داع للغضب ولا المزايدات، مع القرار بإغلاق كربلاء المقدسة حتى الثالث عشر من شهر محرم الهجري، فالضرورات تبيح المحظورات. محافظ كربلاء حذر من يحرض على التجمعات البشرية سيحال الى القضاء، وقال: نحن مؤمنون بالشعائر الدينية، ولكن في الظروف الاستثنائية يجب الالتزام بالوقاية والتباعد. وما لم يقله المحافظ هو من بديهات سنة الرسول الأكرم محمد وأهل بيته الأطهار الذين لا يريدون لنا أن نلقي أنفسنا في التهلكة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الثاني من آب 1990، اجتاح صدام حسين الكويت، فنشأ التحالف الدولي، الذي دفع لبنان ثمن انضمام سوريا إليه، اجتياحا لما تبقى من أراض حرة فيه، فكانت العبرة يومها، التضحية بالوطن الصغير، على مذابح مصالح الدول الكبيرة.

وفي الثاني من آب 2014، اجتاحت جحافل الإرهاب، أراض لبنانية حرة، ومنع تحالف المترددين والمتآمرين والمستفيدين يومها الجيش من التحرك، فكان استشهاد الضباط والجنود، وخطف العسكريين، وبدأت مأساة لم تحسم إلا على عهد ميشال عون، فكان فجر الجرود، وظلت العبرة أن النأي بالدولة عن أرضها وشعبها جريمة، وأن التباين حول الثوابت، خطيئة.

بعد الثاني من آب 1990 وتداعياته، دفع لبنان الثمن خمسة عشر عاما من الوصاية، أسست في شقها الاقتصادي والمالي لما نعاني منه اليوم.

وبعد الثاني من آب 2014 وارتداداته، تكبد الوطن خسائر لا تعوض، بالسيادة والأرواح.

أما في الثاني من آب 2020، وفيما الوطن غارق في كارثة اقتصادية ومالية ومعيشية غير مسبوقة، وفي وقت تستفحل فيه الأزمة السياسية في ظل غياب حس المسؤولية عن معظم من يزعم اليوم المعارضة، فيما كان حتى أمس القريب في صلب المتسببين بالمأساة، وفي ظل وجود مليون ونصف المليون نازح سوري عدا اللاجئين الفلسطينيين على أرض لبنان… وتزامنا مع وباء مرعب يفتك بالعالم، ومنه لبنان، حيث ترتفع أرقام الإصابات في شكل سريع جدا، ما دفع بمستشارة الشؤون الصحية في رئاسة الحكومة إلى قرع جرس الإنذار من جديد،…في ظل كل ذلك، يجد البعض متسعا من الوقت لملء فراغه الفكري بتفاهات من نوع اتهام رئيس الجمهورية بعدم تهنئة اللبنانيين في عيد الأضحى، علما أنه كان أول المهنئين، إلى جانب ذهنية خلاقة، وإبداع شرير في ابتداع الأكاذيب ونشر الإشاعات، واختراع القضايا الوهمية، كمثل الحديث عن تعمد حذف مقطع من أغنية في احتفال عيد الجيش، لأنه يتحدث عن الثورة.

حقا، "يللي استحوا ماتوا"، وإن لم تستح، فافعل ما شئت، واكذب اكذب حتى يصدقك الناس، ولن يصدقوا.

عبرة الثاني من آب 1990، ان الوطن الصغير يضحى به على مذبح مصالح الدول الكبيرة. وعبرة الثاني من آب 2014، أن النأي بالدولة عن أرضها وشعبها جريمة، وأن التباين حول الثوابت خطيئة. فلتكن عبرة الثاني من آب 2020، وقبل أقل من شهر على مئوية لبنان الكبير، أن نتوحد حول الثوابت، وأن نلتف حول الدولة، حتى لا يحسب وطننا من جديد، جائزة ترضية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

السياسة في شبه إجازة. عطلة العيد ونهاية الاسبوع فرضت نفسها، فغابت الحركة اليومية، من دون ان تؤدي الى غياب المواقف. الموقف الأبرز جاء من الديمان حيث جدد البطريرك الماروني للأسبوع الخامس على التوالي دعوته الى الحياد. موقف البطريرك الراعي لم يكن استعاديا فقط بل تضمن أمرين جديدين. الأول انه باشر هجوما مضادا، اذ تساءل كيف يمكن لمن يهمه حقا خير لبنان وشعبه ان يرفض الحياد أو يشكك فيه أو يدعي انه لا يلقى إجماعا أو يعتبر ان تحقيقه صعب. والواضح ان البطريرك الراعي يرد هنا على الذين شككوا في المبادرة بأسلوب ضمني موارب من دون ان يمتلكوا جرأة رفضها بصراحة ووضوح. وهم لهذا الغرض اختبأوا وراء حجج كثيرة أبرزها ضرورة توافر الإجماع.

أما الأمر الثاني فتبني البطريرك الراعي نظرية الحياد الناشط، وهو الحياد الشبيه بالحياد النمساوي، اذ ان الحياد المذكور مثلا لم يمنع النمسا من ان تلعب دورا في منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفي قضايا سياسية أخرى. فهل يمكن نظرية الحياد الناشط ان تغير مواقف المنتظرين والمترددين والمشككين؟

حكوميا، المناوشات مستمرة بين أهل الحكومة. وجديدها السجال الإعلامي غير المباشر بين وزير الداخلية ووزير الصحة على خلفية إلغاء أو عدم إلغاء حفلات الزفاف. فهل انتقل أعضاء حكومة مواجهة التحديات الى مرحلة جديدة عنوانها: مواجهة بعضهم بعضا؟

في المقابل، المعلومات عن إمكان تقديم وزير الخارجية استقالته أثارت بلبلة وطرحت أكثر من سؤال. فهل يتقدم الوزير حتي باستقالته غدا من رئيس الحكومة كما أشارت بعض المعلومات الصحافية؟ مهما كان قرار حتي، فالثابت ان رأس الديبلوماسية اللبنانية غير راض عن مآل الأمور، كمعظم الوزراء الذين باتوا يشعرون انهم لم يتمكنوا من تحقيق أمور كثيرة اعتقدوا انهم قادرون على تحقيقها.

توازيا، الهموم المعيشية يزداد ضغطها على المواطنين يوما بعد يوم. وآخر الضغوط يتمثل في الفاتورة الكبيرة التي سيدفعها المواطن لأصحاب المولدات ثمن انقطاع الكهرباء المتمادي هذا الشهر، والتي قد تصل أحيانا الى حدود ال900 ألف ليرة. فهل الأمر طبيعي ومنطقي؟ وهل يمكن في ظل الضائقة الاقتصادية ان تستقيل وزراة الطاقة من دورها وان يستمر المواطن بدفع ثمن الكهرباء مرتين وبأسعار خيالية؟

بالنسبة الى كورونا لا جديد، والرقم الذي أعلن عنه قبل قليل هو 155 إصابة. والرقم القريب من رقم الأمس، غير مستغرب طالما مفاعيل الإقفال التام لم تظهر بعد. وحتى تتغير المعادلة الصعبة، احترموا تدابير الوقاية والتزموا الإجراءات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"إن الثورة تولد من رحم الأحزان"، هكذا كتبها نزار قباني، وهكذا غنتها ماجدة الرومي، فمن هو هذا الأرعن الذي يسمح لنفسه بأن يغير في ما كتبه نزار وفي ما غنته ماجدة؟

يا هؤلاء! ماذا تفعلون؟ أي تشوهات تحدثونها في هذا الوطن وكنوزه الإبداعية؟ أنتم تشوهون كلمات شاعر له في كل بيت لبناني وعربي كتاب وكاسيت، منذ أيام الكاسيت، وله في كل ذاكرة قصيدة سواء في الغزل أو في الوطنيات. وهو الذي كتب عن بيروت: "وكان جمالك يؤذينا".

أنتم تشوهون أغنيات السيدة ماجدة الرومي التي غنت للبنان وللعرب من كلمات أعظم شعرائهم: من نزار قباني إلى محمود درويش إلى سعيد عقل، إلى آخرين مما لا يسمح المجال هنا لتسميتهم جميعا! أنتم تشوهون أثمن ما يملك لبنان: الحرية والكلمة.

حين كتب نزار قباني: "إلى بيروت... مع حبي" وفيه القصيدة التي غنتها ماجدة، كان ذلك عام 1978، أي منذ اثنين وأربعين عاما، حين كانت بيروت تحت حمم الحديد والنار، فكم كان عمر هذا الأرعن الذي لم تعجبه بعض كلمات القصيدة؟

حين غنتها ماجدة أواخر ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ ثلاثين عاما، على وقع القذائف والراجمات، وكان المواطنون يستمعون إليها عبر الترانزستور لرفع معنوياتهم، هل يدرك هذا الأرعن أن هذه الأغنية إنزرعت في وجدان وذاكرة جيل بكامله إلى درجة أنها كادت ان تصبح صلاة؟ هذا الأرعن الذي يتيح لنفسه حجب جملة من قصيدة لنزار قباني، من يدري، فقد يحجب غدا كلمات من قصيدة لسعيد عقل أو محمود درويش أو موريس عواد أو جبران خليل جبران أو ميشال طراد أو غيرهم من عظماء لبنان والعالم العربي: قد لا تعجبه جملة "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" لسعيد عقل لأنه ممنوع الحلم في لبنان، فيحذفها. قد لا تعجبه جملة "سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع، قد أخسر الدنيا نعم، لكني أقول الآن لا" لمحمود درويش، فيحذفها لأنه ممنوع قول "لا". قد لا يعجبه غدا مطلع أغنية: "عا إسمك غنيت عا إسمك رح غني، ركعت وصليت والسما تسمع مني" لفيروز وللأخوين رحباني، فيحذفها لأن فيها صلاة!

يا هؤلاء، حلوا عن ضهر البلد، حلوا عن ضهر الشعب والحرية والفن، أخرجوا من أدغالكم وجحوركم وأفكاركم البالية والمتخلفة. كان الأجدى والأجدر بمن قرر الحذف أن يتلقى دروسا توجيهية في من يكون نزار قباني وماجدة الرومي، ودروسا توجيهية في معنى الحرية والثورة. إذا كانت الثورة في القلب وفي العقل، فهل يكفي ان تحذفوها من الحناجر؟ أغبياء!

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إن الثورة لم تولد من رحم الألحان، والعبارة التي استلهمها نزار قباني من ست الدنيا، بأحزان حربها وناسها ودمارها، ستبقى مرصعة بصوت ماجدتها. والخلاف على الأداء، لا يفسد للثورة قضية. هي حرب افتراضية واقعية اندلعت شرارتها ليلا عند قناطر نهر الكلب التاريخية، عندما ارتأى المشرفون على حفل موسيقي بمناسبة عيد الجيش تقديم أغنية ست الدنيا يا بيروت، ولما وصل اللحن الى عبارة إن الثورة، تم استبدال "تولد من رحم الأحزان" بنغمات على ذات الوزن من دون تردادها كما وردت في الأغنية التي يحفظها المواطنون منذ ثلاثين عاما ويغيبونها كنشيد.

حذفت الثورة بقرار نفت المؤسسة العسكرية علاقتها به، فيما أعلنت جمعية "لبناني وأفتخر" المنظمة للمهرجان، أنه لم يتم حذف أي مقطع من أغنية "يا بيروت"، بل قامت فرقة كورال بتأديتها بتقنية الصوتين، أي، أن نصف الكورال أنشدها، وقام النصف الآخر باستبدالها بإيقاع صوتي. وأكدت الجمعية أنه لو كان الهدف حذف أي مقطع من الأغنية، لما تم إدراجها أصلا ضمن الريبرتوار الغنائي.

على ان كل الترميم الفني لم يقنع الناشطين الذين اعتبروا ان في هذا التصرف إساءة للثورة وللأغنية التاريخية في آن، لكن على الثورة بدورها أن تقوم من تحت الردم، وأن يقتنع بانوها ومؤسسوها وأصحاب الرأي فيها وناشطوها ان معركتهم اليوم ليست مع نوتا موسيقية وكلام في أغنيات وكورال انشطر قسمين، فقوموا إكراما للغابات والأنهار والوديان والإنسان، كما كتب نزار، إن الثورة ولدت بكم ومعكم ولكم، من رحم أحزان وإنسان مقهور، قاوم الظلم والفساد والسارقين، الذين لم يدخل أي رمز منهم السجن حتى اليوم. اعتقلوا دجاجة فاسدة، وسمكا في بحر، ومازوتا مغشوشا، ودولارا على سواد، ولكن كل أصحاب هذه المصالح، إما هربوا أو احتموا سياسيا، أو انهم ما زالوا قيد العمل.

وحتى في التصريحات السياسية، من رأس الهرم، فان الاتهامات تأتي بتجهيل الفاعل، وتسطير محاضر ضبط للمجهول. فبالأمس عدد رئيس الجمهورية خمسة أنواع من الجرائم، كنا أمام أعداء خمسة، من دون رسم تشبيهي لعدو واحد، من الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، الى كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، ومن ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدس الأموال، وكل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضا من يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولا حجب أي مساعدة عنهم. أما العدو الخامس فكان كورونا، وهو وحده الخصم الذي نعرفه ويعرفنا، فيما البقية جاءت بوجوه مستترة. فساد ومتلاعبون ومنع مساعدات ومنع توقيع تشكيلات، والرئيس لا يكشف اسما واحدا متلاعبا، وهو قد ينتظر ثورة ان تفعل.

وتجنبا للكشف فيبدو ان أقصر طريق هي الاستقالة، واذا صحت المعلومات المتداولة فان وزير الخارجية ناصيف حتي سيتقدم باستقالته غدا من رئيس الحكومة حسان دياب، وسيعلن بعد ذلك الأسباب التي دفعته إلى هذه الخطوة. وبانتظار توضيح من حتي نفسه، فإن الحكومة تعصف بنفسها، فيما تحيط بها أزمات وانسداد أفق داخلي وخارجي.

وعلى الرغم من كل الاستعراضات، فإن أهدأ جبهة هي جبهة الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني، فبعد أيام من التهويل وتسعير الجليل وحشود العسكر ووقوف اسرائيل على إجر ونص، ان العدو اليوم وقف على أربعة أرجل، متخبطا ينتظر الرد. لكن "حزب الله" أبقاه على انتظاره، فلم يتخذ قرارا بالحرب ولا هو أرسى نفسية السلم لدى عدوه، تاركا اليد على الزناد، مانحا الدولة كل الخيارات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عيد الجيش اللبناني بلا مراسم وقائده يؤكد البقاء «ضمانة للوطن»

بيروت: «الشرق الأوسط»/02 آب/2020

غابت المراسم عن العيد الخامس والسبعين للجيش اللبناني هذا العام، تقيداً بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمنع انتشار وباء «كورونا»، بينما لم تغب النقاشات المرتبطة بدور الجيش في ظل الدعوات للحياد ولإقرار استراتيجية دفاعية، و«إعادة القرار العسكري للجيش» بحسب ما قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وخلافاً للتقليد السنوي الذي يتمثل بتخريج دفعة من الضباط في عيد الجيش وتقليدهم سيوفهم من قبل رئيس الجمهورية، اقتصرت مراسم الاحتفال هذا العام على كلمة متلفزة وجهها الرئيس اللبناني ميشال عون للبنانيين بمناسبة عيد الجيش، وخاطب فيها العسكريين، كما استقبل في قصر بعبدا قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من القيادة. وقال قائد الجيش: «يتزامن عيدنا الماسي هذا العام مع مئوية لبنان الكبير، وفي ذلك الكثير من الدلالات والعبر، خصوصا في ظل هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي يمر بها وطننا، والتي تتطلب منا العودة إلى جوهر قيامة لبنان ونشأته لنستقي منها ما يعزز ارتباطنا وإيماننا به». وأضاف: «منذ اندلاع التحركات الاحتجاجية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وما تبعها من أزمة اقتصادية وانتشار لوباء كورونا، لم يألُ الجيش جهدا في المحافظة على الأمن والاستقرار وتحمل المهمات الشاقة بكل شرف وفخر، لأن ما نقوم به هو واجب تجاه وطننا وأهلنا». وقال: «لم تنل من عزيمته اتهامات، ولا من معنوياته أي مس بأبسط حقوقه المعيشية. مهما كثرت التأويلات وحملات التخوين والاتهامات بالتقصير لتشويه صورته، سيبقى جيشنا الضمانة والركيزة الأساس لبنيان الوطن».

ورد رئيس الجمهورية مهنئا الوفد بالمناسبة، شاكرا لقائد الجيش والوفد المرافق التهنئة بعيد الجيش، منوها بـ«الدور الذي يقوم به العسكريون، ضباطا ورتباء وأفرادا، في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، لا سيما خلال الظروف الراهنة التي تمر بها». وأكد الرئيس عون أنه سيواصل العمل من أجل إيصال البلاد إلى شاطئ الأمان من خلال إيجاد الحلول المناسبة للأزمات المطروحة. وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من تسليم الضباط المتخرجين السيوف كما جرت العادة، بسبب تفشي وباء كورونا والحجر الصحي المفروض. ورغم غياب المراسم، لم تغب النقاشات المرتبطة بدور الجيش في هذه الظروف، إذ أمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان أصدره في هذه المناسبة «أن يقوم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة بفعل ما يلزم لإعادة القرار العسكري الاستراتيجي إلى الجيش، هذا القرار الذي سلب منه بفعل عهد الوصاية هو من أبسط حقوق المؤسسة العسكرية الشرعية». ورأى أن «عدم وجود القرار العسكري الاستراتيجي في المؤسسة العسكرية الشرعية كان وما زال أحد الأسباب الرئيسية للوضع الذي يعيشه لبنان حالياً». وقال: «إذا كان ما نقوله هو حق بالمبدأ للجيش، فإنه يصلح أكثر ما يصلح في هذه الأيام بالذات، حيث يجري التلاعب بالجنوب اللبناني على مذبح السياسات الإقليمية، من دون الأخذ في الاعتبار لا مصالح الشعب ولا الأوضاع المزرية خصوصا المعيشية منها والصحية وتبعات أي تصعيد ممكن أن يحصل».

وقال النائب نهاد المشنوق بدوره، إن «الجيش اللبناني، بعناصره وقيادته الحكيمة والشجاعة والمتماسكة في وجه الاعتداءات السياسية الظالمة، وبوطنيته وتضحياته، أثبت أنه جاهز دوما ليكون السلاح الوحيد للشرعية والسلاح الشرعي الوحيد على الأراضي اللبنانية، وأنه يستطيع الدفاع عن لبنان وكل اللبنانيين». واعتبر أن «وطنية الجيش وقدراته، امتحان يومي لكل القوى السياسية وللنظام السياسي كله، على أن نصل إلى بر الأمان، وفق استراتيجية دفاعية وطنية وجدية، تحمي لبنان وتحيده عن صراعات المنطقة».

في المقابل، رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن «الأحداث الأليمة التي عاشها لبنان في مواجهة الإرهابين الصهيوني والتكفيري وخرج منها منتصرا، أثبتت بأن هذه الانتصارات حصنت وحدتنا الوطنية المرتكزة على تلاحم الشعب والجيش والمقاومة، ووطننا اليوم يحتاج إلى مزيد من المنعة مما يحتم أن يتمسك اللبنانيون أكثر بهذه المعادلة التي تحفظ سيادتنا الوطنية واستقرارنا الداخلي وتردع أي عدوان وتهديد خارجي». وكانت وزيرة الدفاع زينة عكر أسفت لغياب مراسم ومظاهر العيد هذا العام، وإذ أعربت عن تقديرها لجهود الجيش من أجل حماية لبنان وشعبه واستقراره، منوهة بإنجازاته، أكدت «أن الأزمة الاقتصادية لا تستثني مؤسسة عسكرية، فالعسكريون هم من نبض الناس وخميرتهم وما يشعر به الناس إنما يصيبهم في الصميم ويثابرون معهم. ورغم هذه الصعوبات يقفون عند خط الدفاع الأول بهدف البقاء على جهوزية تامة».

 

نفاق ودجل وباطنية حزب الله ومن يدور في فلكه

The Unsaid Lebanon/02 آب/2020

نفاق ودجل وباطنية حزب الله ومن يدور في فلكه، عن إمتعاضهم الشديد من بسط نفوذ تركيا_أردوغان المنتمي للأخوان المسلمين، في مدينة طرابلس.

وهذا ملخص عن جذور الصلة بين إيران _ الصفوية والأخوان المسلمين التي تعود إلى عقود من الزمن قبل الثورة الإيرانية، وبعض تجلياتها الجيوسياسية. تأثرت عقيدة الأخوان المسلمين بكتابات رجل الدين الفارسي جمال الدين الحسيني الأفغاني، وبالمقابل تأثرت عقيدة الخميني بكتابات السيد قطب أحد كبار منظري الجهاد الإسلامي في مصر، وهو منتمي للأخوان المسلمين. وقام الخميني بترجمة بعض كتبه في السبعينيات من القرن الماضي.

رغم الإختلاف المذهبي وتضارب بعض المصالح التكتيكية، تطغى الأهداف الإستراتيجية على التباينات الجزئية، وهذه بعض الوقائع:

١) دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحركة حماس الإخوانية.

٢) تسمية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الربيع العربي بالربيع الإسلامي.

٣) العلاقة المميزة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.

٤) محاولة ترؤس أردوغان العالم الإسلامي بدلا" من المملكة العربية السعودية، وهي العدو الرئيسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

٥) خالد الإسلامبولي الذي إغتال الرئيس المصري أنور السادات، لديه شارع بإسمه في طهران.

وبالتالي الوجود المستجد لأردوغان في شمال لبنان، القابل للتمدد على حساب السنة المعتدلين، يشكل عمق إستراتيجي لحزب الله، ويجب إحتوائه الآن، تمهيدا" للقضاء عليه قبل إنفلاشه.

 

مصدر عسكري إسرائيلي: سنرد بقوة على "حزب الله" ومرافق الدولة ضمن أهدافنا

القناة 23/02 آب/2020

أكد مصدر عسكري إسرائيلي "أننا لا نسعى إلى مواجهة مع حزب الله لأن أولويتنا منع إيران من التمركز عسكريا في سوريا"، وقال: "لا نية لدينا لتوجيه أي ضربة استباقية لحزب الله أو للدولة اللبنانية". وأعلن المصدر العسكري لقناة "الجزيرة" أن "حالة الاستنفار على الحدود مع لبنان سوف تتواصل ما دام الأمر يتطلب ذلك"، وأضاف: "سنرد بقوة على أي هجوم لحزب الله ومرافق الدولة اللبنانية ستكون ضمن أهدافنا".

 

رسالةٌ "قاسية" من ريفي إلى رئيس الجمهورية

مواقع الأكترونية/02 آب/2020

توجه الوزير السابق أشرف ريفي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بالقول: "من غطى السلاح غير الشرعي وربط استمراره بأزمة الشرق الأوسط، ومن قال أن الجيش ضعيف، هو من عمّق أزمة لبنان". وأضاف ريفي، "نريد رئيساً يرفض سيطرة إيران ومن إنتُخب بقوة هذا السلاح لا قرار له إلا أن يغطي بقاء لبنان بسجن الوصاية، الإستقالة أشرف من إدعاء البطولات الوهمية على جثة لبنان".  وكان رئيس الجمهورية، أشار في كلمة له في تخريج ضباط دورة "اليوبيل الماسي للجيش" يوم أمس السبت، إلى أنّ "لبنان يخوض اليوم حرباً من نوع آخر، ولعلها أشرس من الحروب العسكرية، لأنها تطال كل لبناني بلقمة عيشه، بجنى عمره، وبمستقبل أبنائه، حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد... وأعداء لبنان في هذه الحرب كثر". واعتبر أن "العدو الأول للبنان هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء ولكن بثبات، العدو الثاني للبنان هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، العدو الثالث للبنان هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدّس الأموال، العدو الرابع للبنان هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضاً من يجول دول العالم محرضاً ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولاً حجب أي مساعدة عنهم".

 

 ضجة بسببب حذف عبارة "تُولد من رحم الأحزان"... الجيش لم يطلب شيئا

مواقع الأكترونية/02 آب/2020

توجّه ناشطون انتقادات واسعة للاحتفال الذي أقامته جمعية "لبناني وأفتخر" برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، لمناسبة عيد الجيش الـ 75 والذي عرضته مختلف القنوات اللبنانية ليل أمس السبت.  وفي خلال أداء المشاركين بالحفل لأغنية "يا ست الدنيا يا بيروت" للفنّانة ماجدة الرومي ومن كلمات الشاعر الكبير نزار قبّاني، لوحظ تغييب عبارة "إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان" من الأغنية واستبدالها بـ"لا لا لا لا..".  وانتقد ناشطون تغييب هذه العبارة من الأغنية، وتصدّر هاشتاغ "#إنّ_الثورة_تولد_من_رحم_الأحزان"، موقع "تويتر" حيث عبّر من خلاله الناشطون عن غضبهم ورفضهم لتغييب "الثورة"، معتبرين أنّه متعمّد.   ولاحقاً، أشارت معلومات للـ"LBCI" إلى أنّه "لا علاقة لقيادة الجيش بما حصل في إحتفال عيد الجيش لناحية حذف عبارة "إنّ الثورة تُولد من رحم الأحزان" من أغنية "يا بيروت يا ست الدنيا" والجيش لم يتدخل ولم يطلب شيئاً من هذا القبيل". أفادت معلومات الـ"ال بي سي" أن لا علاقة لقيادة الجيش بما حصل في إحتفال عيد الجيش لناحية حذف عبارة "تُولد من رحم الأحزان" من أغنية "يا بيروت يا ست الدنيا" والجيش لم يتدخل ولم يطلب شيئاً من هذا القبيل.

 

إيران تحمّل السعودية مسؤولية الاحداث في لبنان: لهم علاقات الصداقة مع تل أبیب

مواقع الأكترونية/02 آب/2020

قالت السلطات الإيرانية، اليوم الأحد، إن "الحكام السعودیین یواصلون قصف النساء والأطفال الیمنیین معتمدين علی إرهابیی البیت الأبیض". وقال المساعد الخاص لرئیس مجلس الشوری الإسلامي للشؤون الدولیة حسین أمیرعبد اللهیان، عبر حسابه علی "تویتر": "تزامنا مع أیام عید الأضحی، یواصل الحكام السعودیون، بالاعتماد علی إرهابیي البیت الأبیض، قصف النساء والأطفال الیمنیین، وهم یدعمون إعدام المراهقین البحرینیین ویغذون الإرهابیین في المنطقة ویرافقون الولایات المتحدة فيي فرض العقوبات علی الشعبین السوري واللبناني لكن لهم علاقات الصداقة مع تل أبیب". وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، أكدت يوم الجمعة الماضي، أن "طهران على استعداد دائم للحوار مع المملكة العربية السعودية"، معتبرة أن الخلافات القائمة بين طهران والرياض ليست سوى "سوء فهم مختلق من قبل دول من خارج المنطقة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في مؤتمر صحفي، إن "إيران أعلنت استعدادها الدائم للحوار مع دول المنطقة، ومنها السعودية بوساطة أو من دون وساطة أحد، ونعتقد أن الخلافات القائمة ليست سوى سوء فهم مختلق من قبل دول من خارج المنطقة، ومن المؤكد أنه يمكن حل حالات سوء الفهم هذه بالحوار". وأضاف موسوي أن إيران "يهمها أمن واستقرار المنطقة على الدوام"، وتابع بالقول إن "أمن المنطقة لن يتحقق دون مشاركة وتعاون دولها، وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر لا يروق للقوى الكبرى التي دخلت إلى المنطقة".

 

وزير الخارجية اللبناني يصرّ على الاستقالة... واتصالات لثنيه

بيروت: «الشرق الأوسط»/02 آب/2020

أكدت مصادر قريبة من وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، إصراره على الاستقالة من منصبه، رافعاً «الراية البيضاء»، في إشارة قوية إلى عدم قدرته على الاستمرار في منصبه، في ظل فشل الحكومة في الإيفاء بتعهداتها الإصلاحية، وعدم القدرة على إقناع المجتمع الدولي بالنوايا الإصلاحية لحكومة الرئيس حسان دياب. ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن حتي استياءه من أداء الحكومة التي لم تفعل أي شيء حتى الآن مما وعدت به اللبنانيين والمجتمع الدولي. إذ يشكو الوزير حتي، بحسب ما تفيد مصادر قريبة منه، من «البطء الشديد في التنفيذ، وهو لم يعد قادراً على مخاطبة المسؤولين الدوليين بالصيغة المتفائلة نفسها التي بدأها منذ تسلمه مهامه الوزارية حيث إنه كان من المدافعين عن الخطة الإصلاحية التي بدت له واقعية وقابلة للتنفيذ وللنقاش والتعديل فيما لو كانت لبعض الأطراف ملاحظات عليه». وفيما يبدو أمرُ ارتباط الاستقالة المزعومة لحتي بقرار سياسي، بتفريط الحكومة، غامضَ الملامح، لا يمكن إلا أن يوضع شعور الوزير المتمرس في السياسة العربية والدولية بالاستياء، في السياق الزمني للأحداث؛ بدءاً من مناداته من قلب مجلس الوزراء بالتقرير سريعاً فيما يخص ملفات الفساد التي أصبحت ذات صيت دولي لا يلبث المسؤولون الدوليون أن يثيروها في محادثاتهم معه. ورأت المصادر أن الزيارات التي قام بها كأول تحرك خارجي بعد فتح المطارات إلى الأردن، ومن ثم إلى إيطاليا، وضمناً إلى الفاتيكان، ومن ثم زيارة نظيره الفرنسي إلى لبنان، والكلام الصادر عنه، كانت حافزاً إضافياً لشعور وزير الخارجية بالإحباط، فالدبلوماسي المخضرم الذي لم يتنازل يوماً عن مبدأ التقرب من جميع الدول، لطالما نادى بالحياد الإيجابي وبعدم إقحام لبنان كطرف في الاصطفافات الإقليمية والدولية، بل كان متمسكاً بدعوته إلى استحداث دور جديد للبنان في المحافل الدولية كإطفائي للنزاعات في المنطقة. وخاب ظن الوزير بشكل عميق لدى يقينه بعزلة دولية فرضت على لبنان لأسباب انحياز طرف فيه إلى محور. ولم تنفع تفسيراته أمام اللجنة الوطنية الفرنسية عن دور «حزب الله»، ولا تعامله مع خرق أحد القضاة للأعراف الدبلوماسية بقرار قضائي بحق السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وقالت المصادر إن قرار الاستقالة اتخذ، لأنه «لا يمكن أن يرضى بأن تملى عليه كيفية إدارته لسياسة لبنان الخارجية». وتحدثت عن اتصالات مكثفة بالوزير حتي من عرّابي الحكومة، وتحديداً «حزب الله» لثنيه عن قرار الاستقالة الذي يصرّ عليه، وأشارت إلى أن الاستقالة تأتي على خلفية محاولة فرض إملاءات على الوزير إثر حديث أدلى به أخيراً عبّر فيه عن قناعاته عمّا يتصل بالسياسية الخارجية، وهو ما يرفضه رفضاً مطلقاً نسبة لخبرته الواسعة في عالم الدبلوماسية.

 

وزير الخارجية لمقربين منه: أستعد لتقديم إستقالتي الأسبوع المقبل

المدن/02 آب/2020

تنقسم حكومة حسان دياب إلى من هم مقتنعون بضرورة بقائها كفرصة وحيدة أتيحت لههم للإمساك بحقيبة وزارية، ومن هم يعتبرون أن لا بديل عنهم، في ظل هذه الظروف. وقسم ثالث بدأ يستشعر خطر بقائه وانعدام جدوى وجوده في هكذا تشكيلة هشة، تمثّل إهانة لمبدأ "التكنوقراط". بعد تجربة هذه الحكومة، لا بد من تكريس قاعدة إخضاع أي مشروع وزير إلى فحوص طبية نفسية، وإبقاء معالجين نفسيين يتابعون أحوال الوزراء، وما قد يقترفونه من أهوال، بفعل انتقالهم بغفلة من الزمن من مكان إلى مكان، أو من مرحلة إلى أخرى. معظمهم ينتشي بالموقع والمنصب، من دون امتلاك أي رؤية أو خطة.

أسوأ التجارب

القسم الأول، بعض أعضائه يبحثون في كيفية تكرار تجربة رئيس الحكومة حسان دياب، والانتقال من الجنة الوزارية إلى جنّة رئاسة الحكومة. وآخرون يعتمدون أساليب التطبيل والتمجيد سعياً لتكرار تجربته الوزارية. القسم الثاني لا يرى أعضاؤه المساوئ التي تأتي به هذه الحكومة على لبنان واللبنانيين. ويقدّمون أنفسهم كأفضل التجارب، وأنهم يعملون على دفن من سبقهم وإسقاط كل من كان قبلهم. أما القسم الثالث، فهم يتمتعون بواقعية ولو كانت بسيطة، ويعترفون بالفشل، ويعرفون أن الحكومة لم تتخذ أي قرار غير المواجهة مع اللبنانيين ومع المجتمع الدولي، وهي حكومة تدار من قبل طرف سياسي واحد. يعرف هؤلاء الوزراء أن تجربتهم من أسوأ التجارب التي جاءت على المسرح السياسي اللبناني، منهم من بدأ يعترف في مجالسه الخاصة، بأن كل محاولات التنزيه وتحميل المسؤولية للآخرين الذين سبقوا، لم تعد تنطلي على اللبنانيين. فهي الحكومة ذات التجانس السياسي الواحد، والولاء الواحد. ولم تقم بأي خطوة لتحقيق إنجاز واحد بالحدّ الأدنى، لا بل إن ما يظهر يشير إلى أنها تتعمد التدمير الممنهج. وهم ينظرون إلى أيام مقبلة ستكون أسوأ. وحينها سيُجلدون فيها كثيراً، ولن يتمكنوا من الاستمرار في تنزيه أنفسهم والتمايز عن الآخرين.

ظلال باسيل

من بين هؤلاء الوزراء مثلاً، وزير الخارجية ناصيف حتّي، الذي نُظر إليه يوم تم تعيينه وزيراً، كصاحب تجربة وعلاقات جيدة، انطلاقاً من حياته الديبلوماسية. يقول حتّي في أوساطه إنه يستعد لتقديم استقالته الأسبوع المقبل. يكثر من الحديث حول الاستقالة. ليس بالضرورة أن يقدم على هذه الخطوة بشكل جدّي. قد يكون تلويحه بها له أكثر من هدف، كاستعطاف المواقف المحلية والخارجية. وقد يلجأ إلى خطوة بطولية، بالتخلي عن المنصب والموقع، طالما أنه أصبح على يقين أن الحكومة لن تحقق شيئاً. أسباب كثيرة تدفع حتّي إلى التفكير بالاستقالة، أولها أنه لم يستطع تعيين فرد واحد من أفراد فريق عمله في وزارة الخارجية. وهو قال لأحد المقربين منه إن جبران باسيل يمسك بمفاصل الوزارة كلها. وهو غير قادر على اتخاذ أي قرار. وأكثر من ذلك، هو غير قادر على إنجاز التعيينات الديبلوماسية، بسبب تطويق باسيل له، وبسبب مطالبه التي لا يمكن لأحد أن يتمكن من تلبيتها، لأن باسيل يريد كل شيء، ويريد أن يبقى وزير خارجية الظل.

أخطاء دياب

السبب الثاني، هو الأخطاء الديبلوماسية التي تقترفها الحكومة ويرتكبها رئيسها حسان دياب في تعاطيه مع المسؤولين الدوليين. من الأخطاء القاتلة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، إلى إتهام المجتمع الدولي بالتآمر على لبنان، وصولاً إلى خطأه مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بينما كانت فرنسا آخر الدول العاملة على خط مساندة حكومة دياب، والتعاطي معها بحكم الأمر الواقع ومحاولة تسهيل مهمّتها. هذه الوقائع التي لا تقبل النقض، تضع وزير الخارجية ناصيف حتّي في موقف حرج إلى حدود بعيدة، وهو سمع الكثير من الملاحظات والانتقادات من مسؤولين دوليين، إلى حدّ لم يعد معه قادراً على التحمّل.

 

أزمة الكهرباء المزدوجة تحوّل يوميات اللبنانيين إلى معاناة وذل

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

تزيد معاناة اللبنانيين يومياً بسبب أزمة الكهرباء المستمرة التي باتت مزدوجة، إذ ترافق تقنين كهرباء الدولة بسبب شحّ الفيول مع تقنين تغذية المولدات بسبب شحّ المازوت، الأمر الذي أثر على حياتهم اليومية وحوّلها إلى مأساة لا تنتهي. ونشرت أم لبنانية صورة لابنها الرضيع وهو غاف وشعره متبلل بالعرق، قائلة: «سبع ساعات وابني نائم على البلاط (الأرض) يذوب أمام عيني، حتى الطعام لا يتناوله بسبب الحر»، مضيفة: «الكل مسؤول عن قطع الكهرباء والمياه والمولدات»، لتلاقي تضامناً من أمهات أخريات نشرن صور أولادهن يعانين من الحر القاسي أيضاً في ظلّ انقطاع التغذية الكهربائية وتقنين التغذية البديلة أي المولّد مع وسم «بلد الذل». صحيح أنّ هذه الصور انتشرت منذ يومين بالتزامن مع حصول عطل تقني قالت مؤسسة كهرباء لبنان إنه أدّى إلى انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي في جميع المناطق اللبنانية بما فيها بيروت الإدارية، إلا أن الانقطاع المتواصل للكهرباء لم يعد استثناء منذ ما يقارب الشهرين، وكلّ ما تسبب به العطل هو غياب الساعات القليلة جداً للتيار الكهربائي والتي كانت تتراوح بين الساعتين والست ساعات في عدد كبير من المناطق.

وكان حل أزمة الكهرباء باستمرار مطلباً أساسياً من ضمن الإصلاحات اللازمة للحصول على مساعدات دولية، وفاقمت الأزمة معاناة اللبنانيين الذين فضّل بعضهم البقاء لساعات أطول في مكاتب عملهم حيث يوجد تكييف، أو تحويل السيارة من وسيلة نقل إلى وسيلة لشحن الهاتف أو التهوئة، أو حتى الاستمتاع بضوء الشموع كطقس رومانسي وإن في عزّ الحر. «ليت الأمر كله مضحك»، يقول صاحب محل لبيع المنتوجات الغذائية، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه خسر مبلغاً مالياً كبيراً «بسبب ذوبان المواد المثلجة إثر انقطاع الكهرباء وتوقف المولدات في وقت واحد». وفي ظلّ هذا الوضع تمنّت بعض متاجر البقالة على زبائنها طلب كلّ ما يمكن أن يتلف في الحر أو يحتاج إلى ثلاجة قبل يوم على الأقل وذلك بهدف إحضاره من الشركة إلى الزبون مباشرة لأنّ الكهرباء مقطوعة في المحل! وتقول سيدة خمسينية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعاناة بكلّ تفصيل»، مضيفة: «غياب الكهرباء يعني غياب كلّ شيء، سأضطر إلى صعود الدرج حتى الطابق الثامن وأنا أحمل أكياس الخضراوات لعائلتي، سأصل والعرق يتصبب مني ولن أجد نقطة ماء باردة، ولن أجد ماء لاستحم لأنّني لا أستطيع سحب الماء بسبب انقطاع الكهرباء». تروي هذه السيدة كيف أنها لا تستطيع أن تتسوق لأسبوع وتقول: «سيتلف الطعام من دون ثلاجة وأنا بالكاد أستطيع تأمين ثمنه». وتتحدث عن كيفية جلوسها وأسرتها بعد أن تغيب الشمس على ضوء لمبة تشحن مسبقاً، مضيفة: «في حال لم أتمكن من شحنها فالشمع الحل الوحيد». وفي ظلّ التقنين القاسي للكهرباء والذي ترافق مع ارتفاع درجات الحرارة وجد عدد كبير من اللبنانيين من الأرياف، وحيث يبقى الحر أقلّ وطأة، ملجأ توجهوا إليه، ولا سيّما مع عطلة الأعياد والإقفال التام الذي أعلنته الدولة بسبب تفشي كورونا. وتبقى كلّ هذه المشاهد والمعاناة على قساوتها «رحمة» بنظر سارة التي تعاني جدّتها من مشاكل صحية تجعلها بحاجة إلى آلة الأكسجين بشكل مستمر، وتقول سارة لـ«الشرق الأوسط» إن جدتها البالغة من العمر 80 عاماً: «لا تستطيع البقاء في المستشفى تفادياً لالتقاطها أي فيروس لذلك بقيت في بيت أحد أبنائها الذي يعيش قلقاً مستمراً بسبب انقطاع الكهرباء». وتضيف سارة: «اضطر عمي للاشتراك مع ثلاثة مولدات للكهرباء ومع ذلك انقطعت الكهرباء مهددة حياة جدتها». وكانت انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفلة اسمها سيدرا عمرها خمس سنوات تعاني من الربو، اضطرت والدتها بسبب انقطاع الكهرباء إلى أخذها إلى أحد الدكاكين في طرابلس كي تصل جهاز التنفس الخاص بابنتها بمولد الكهرباء.

 

الهدوء يعود إلى شمال لبنان بعد إشكال أمني مع الجيش

بيروت/ الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

عاد الهدوء إلى منطقة وادي خالد الحدودية مع سوريا في شمال لبنان أمس، غداة مقتل شاب وإصابة عشرة عسكريين لبنانيين بجروح إثر محاولة قوة من الجيش إعادة فتح الطريق لنقل مواش مهربة من سوريا كانت صادرتها أول من أمس. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه، إن عدداً من الشبان في بلدة المجدل في وادي خالد - عكار (شمال لبنان)، أقدموا يوم الخميس الماضي على قطع الطريق على خلفية مصادرة الجيش عدداً من المواشي المهربة من الأراضي السورية. وأثناء محاولة قوة من الجيش إعادة فتح الطريق لنقل المواشي أول من أمس الجمعة، قام عدد من الشبان برشق العناصر بالحجارة، مما اضطرهم إلى استخدام الرصاص المطاطي وإطلاق النار في الهواء. وقد أصيب 10 عسكريين بجروح، إصابة اثنين منهم بليغة، كما أصيب الشاب لؤي الصاطم الذي نقل إلى أحد مستشفيات المنطقة، وما لبث أن فارق الحياة. وقالت قيادة الجيش إن وحدات الجيش عملت على فتح الطريق وإعادة الوضع إلى طبيعته، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص لتحديد ملابسات وظروف الوفاة. وعاد الهدوء أمس إلى منطقة وادي خالد وفتحت الطرقات بعد سلسلة اتصالات على مستويات عدة ساهمت بعودة الأمور إلى طبيعتها. وشيع أبناء قرى وبلدات منطقة وادي خالد الحدودية، جثمان الصاطم بمشاركة عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد سليمان، ووجهاء عشائر من عكار والهرمل والبقاع. وقال: «تجمع أبناء العشائر العربية في لبنان» في بيان أن «ما جرى في بلدة المجدل في وادي خالد يؤكد بشكل لا لبس فيه أن أيادي الفتنة قد بدأت تطل برأسها لتحقيق أهداف مشبوهة خدمة لأجندات إقليمية لا مصلحة للبنان وشعبه بها على الإطلاق»، مشدداً على أن «هذه المحاولات المشبوهة لم ولن تضعهم بمواجهة المؤسسة العسكرية». وطالب التجمع قيادة الجيش بـ«الإسراع بإجراء تحقيق شفاف يكشف ملابسات ما جرى، واتخاذ كل الخطوات التي من شأنها تهدئة النفوس وإحقاق الحق وتفويت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة».

 

أزمة الكهرباء المزدوجة تحوّل يوميات اللبنانيين إلى معاناة وذل

بيروت: إيناس شري/ الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

تزيد معاناة اللبنانيين يومياً بسبب أزمة الكهرباء المستمرة التي باتت مزدوجة، إذ ترافق تقنين كهرباء الدولة بسبب شحّ الفيول مع تقنين تغذية المولدات بسبب شحّ المازوت، الأمر الذي أثر على حياتهم اليومية وحوّلها إلى مأساة لا تنتهي. ونشرت أم لبنانية صورة لابنها الرضيع وهو غاف وشعره متبلل بالعرق، قائلة: «سبع ساعات وابني نائم على البلاط (الأرض) يذوب أمام عيني، حتى الطعام لا يتناوله بسبب الحر»، مضيفة: «الكل مسؤول عن قطع الكهرباء والمياه والمولدات»، لتلاقي تضامناً من أمهات أخريات نشرن صور أولادهن يعانين من الحر القاسي أيضاً في ظلّ انقطاع التغذية الكهربائية وتقنين التغذية البديلة أي المولّد مع وسم «بلد الذل». صحيح أنّ هذه الصور انتشرت منذ يومين بالتزامن مع حصول عطل تقني قالت مؤسسة كهرباء لبنان إنه أدّى إلى انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي في جميع المناطق اللبنانية بما فيها بيروت الإدارية، إلا أن الانقطاع المتواصل للكهرباء لم يعد استثناء منذ ما يقارب الشهرين، وكلّ ما تسبب به العطل هو غياب الساعات القليلة جداً للتيار الكهربائي والتي كانت تتراوح بين الساعتين والست ساعات في عدد كبير من المناطق. وكان حل أزمة الكهرباء باستمرار مطلباً أساسياً من ضمن الإصلاحات اللازمة للحصول على مساعدات دولية، وفاقمت الأزمة معاناة اللبنانيين الذين فضّل بعضهم البقاء لساعات أطول في مكاتب عملهم حيث يوجد تكييف، أو تحويل السيارة من وسيلة نقل إلى وسيلة لشحن الهاتف أو التهوئة، أو حتى الاستمتاع بضوء الشموع كطقس رومانسي وإن في عزّ الحر.

«ليت الأمر كله مضحك»، يقول صاحب محل لبيع المنتوجات الغذائية، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه خسر مبلغاً مالياً كبيراً «بسبب ذوبان المواد المثلجة إثر انقطاع الكهرباء وتوقف المولدات في وقت واحد». وفي ظلّ هذا الوضع تمنّت بعض متاجر البقالة على زبائنها طلب كلّ ما يمكن أن يتلف في الحر أو يحتاج إلى ثلاجة قبل يوم على الأقل وذلك بهدف إحضاره من الشركة إلى الزبون مباشرة لأنّ الكهرباء مقطوعة في المحل! وتقول سيدة خمسينية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعاناة بكلّ تفصيل»، مضيفة: «غياب الكهرباء يعني غياب كلّ شيء، سأضطر إلى صعود الدرج حتى الطابق الثامن وأنا أحمل أكياس الخضراوات لعائلتي، سأصل والعرق يتصبب مني ولن أجد نقطة ماء باردة، ولن أجد ماء لاستحم لأنّني لا أستطيع سحب الماء بسبب انقطاع الكهرباء». تروي هذه السيدة كيف أنها لا تستطيع أن تتسوق لأسبوع وتقول: «سيتلف الطعام من دون ثلاجة وأنا بالكاد أستطيع تأمين ثمنه». وتتحدث عن كيفية جلوسها وأسرتها بعد أن تغيب الشمس على ضوء لمبة تشحن مسبقاً، مضيفة: «في حال لم أتمكن من شحنها فالشمع الحل الوحيد». وفي ظلّ التقنين القاسي للكهرباء والذي ترافق مع ارتفاع درجات الحرارة وجد عدد كبير من اللبنانيين من الأرياف، وحيث يبقى الحر أقلّ وطأة، ملجأ توجهوا إليه، ولا سيّما مع عطلة الأعياد والإقفال التام الذي أعلنته الدولة بسبب تفشي كورونا. وتبقى كلّ هذه المشاهد والمعاناة على قساوتها «رحمة» بنظر سارة التي تعاني جدّتها من مشاكل صحية تجعلها بحاجة إلى آلة الأكسجين بشكل مستمر، وتقول سارة لـ«الشرق الأوسط» إن جدتها البالغة من العمر 80 عاماً: «لا تستطيع البقاء في المستشفى تفادياً لالتقاطها أي فيروس لذلك بقيت في بيت أحد أبنائها الذي يعيش قلقاً مستمراً بسبب انقطاع الكهرباء». وتضيف سارة: «اضطر عمي للاشتراك مع ثلاثة مولدات للكهرباء ومع ذلك انقطعت الكهرباء مهددة حياة جدتها». وكانت انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفلة اسمها سيدرا عمرها خمس سنوات تعاني من الربو، اضطرت والدتها بسبب انقطاع الكهرباء إلى أخذها إلى أحد الدكاكين في طرابلس كي تصل جهاز التنفس الخاص بابنتها بمولد الكهرباء.

 

النهار: عون بعد دياب يتّهم ولا يُسمّي... فمَن يحرّض مَن وعلى مَن؟

وطنية الأحد 02 آب 2020

حلَّ الأول من آب هذه السنة حزيناً وخافتاً، بحيث فرضت الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد تحت وطأة تجدد تفشي جائحة كورونا غياب الاحتفالات السنوية بعيد الجيش، فيما ألغت قيادة الجيش الاستعراض العسكري وحفل تسليم السيوف وتخريج الضباط، واستعاضت عنها بحفل مصغر وزيارة قصر بعبدا حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون رئيس الجمهورية على رأس وفد من القيادة العسكرية. وقد حلّت الذكرى الخامسة والسبعين لعيد الجيش، وجنوده محرومون من وجبة اللحوم، بعدما فتكت الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية بالبلاد ومؤسساتها، من دون أي آفاق تشي بأن المستقبل سيكون واعداً، وقادراً على وضع اللبنانيين ومؤسساتهم على طريق التعافي. وسط هذه الأجواء الضاغطة سياسياً واقتصادياً وصحياً، وجه رئيس الجمهورية ميشال $عون كلمة متلفزة الى العسكريين في عيدهم، حرص فيها على تحديد هوية أعداء لبنان بخمسة، فقال: "تشاء الظروف أن تتزامن انطلاقتكم مع تحديات وصعوبات كبيرة تواجه الوطن وشعبه ومؤسساته، فلبنان اليوم يخوض حربا من نوع آخر، ولعلها أشرس من الحروب العسكرية، لأنها تطال كل لبناني بلقمة عيشه، بجنى عمره، وبمستقبل أبنائه، حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد.أن أعداء لبنان في هذه الحرب كثر: العدو الأول هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير ببطء، ولكن بثبات. العدو الثاني هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، العدو الثالث هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدس الأموال، العدو الرابع هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضا من يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولا حجب أي مساعدة عنهم. أضف الى ذلك عدو خفي على شكل فيروس، هاجم البشرية جمعاء ولما يزل، مخلفاً الضحايا وضارباً اقتصاد العالم، ونال لبنان قسطه من هذه الهجمة وسقط لنا ضحايا وزادت أزمتنا الاقتصادية تفاقما، وها هو يمنعنا اليوم من اللقاء".

وأكد عون في كلمته انه "ابن هذه المدرسة، تعلمت منها أن الاستسلام ممنوع، تعلمت منها أن نحفر الصخر لنفتح طريقا، تعلمت أن نسير بين الألغام لننقذ جريحا. الجريح اليوم هو الوطن، وعهدي لكم أن أبقى سائرا بين الألغام، وأن استمر في حفر الصخر لفتح طريق إنقاذه، والأكيد أن الاستسلام لا مكان له في مسيرتي". وتلقفت أوساط سياسية كلمة عون بكثير من الاستغراب كونها قاربت الأزمة العميقة التي تهدد البلاد بالانهيار والافلاس من منطلقين يقللان من حجمها وعمقها ويتعاملان معها تشخيصاً واتهاماً، بدلاً من مقاربتها بنظرة مستقبلية تحاكي التوقعات المرتقبة للخروج منها نحو التعافي واستعادة الاستقرار في كل اشكاله. ففي رأي هذه الأوساط أنّ كلمة عون الى العسكريين حصرت أعداء الوطن بالفساد وبالمتلاعبين بسعر العملة وبلقمة العيش، وبالمحرضين على منع المساعدات وأخيراً بالوباء العالمي. فهل تختصر الأزمة بهذه العوامل وهل هي فعلاً خارج قدرة السلطة على لجمها واستعادة هيبتها على مؤسساتها لتضرب بيد من حديد كل من تقوله نفسه التلاعب بلقمة عيش اللبنانيين والمس بعملتهم الوطنية. فإذا كانت جائحة كورونا أمراً مستجداً يواجه العالم، فهل تنسحب الحال ايضاً على الأعداء الآخرين الذين عددهم رئيس الجمهورية؟

أما المنطلق الثاني الذي أثار استغراب الأوساط السياسية، فتمثل بحرص رئيس الجمهورية على اعادة التأكيد على توجيه الاتهام الى جهات تعمل على بث اليأس والتحريض على حجب المساعدات الدولية، متناغماً بموقفه مع موقف سابق لرئيس الحكومة حسان دياب قبل ايام، أضطر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الى نفيه، بعدما آثار موجة استياء في أوساط رئيس الحكومة الأسبق وزعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري. وسألت الأوساط هل دخل رئيس الجمهورية على خط المواجهة القائمة مع الحريري من خلال توجيه الاتهامات اليه من دون ان يسميه، منسجماً مع المواجهة الحاصلة على خط " المستقبل" - "التيار الوطني الحر" بقيادة جبران باسيل؟ وما الذي يمنع رئيسا الجمهورية والحكومة من تسمية المحرضين، وعدم الاكتفاء بالاتهام بالتحريض.

في أي حال، تمضي ذكرى عيد_الجيش مثقلة بالتحديات والاستحقاقات التي تعود لتفرض نفسها على المشهد السياسي والمالي والصحي اعتباراً من مطلع الأسبوع، وعلى مسافة ايام قليلة من صدور الحكم في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، حيث يتوجه يوم الجمعة الرئيس سعد الحريري الى لاهاي لحضور جلسة النطق بالحكم. أما على المستوى المالي، فعلم أنّ ملف توحيد الخسائر المالية على ضوء المبادرة التي يعمل عليها وزير المال غازي وزني مع المصرف المركزي ولجنة المال والموازنة وجمعية المصارف بمشاركة الاستشاري الفرنسي "لازارد"، لا يزال يراوح مكانه، فيما غادر وفد الشركة لبنان ليعود خلال ايام قليلة لمتابعة العمل. في المقابل، يستكمل وزير الطاقة ريمون غجر جلسات التفاوض مع صندوق النقد الدولي حول ملف الكهرباء. صحياً، فقد استمر تفشي فيروس كورونا بوتيرة عالية أمس مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة الى 175 حالة، مع تسجيل حالتي وفاة. وفيما تستمر إجراءات الاقفال التام سارية المفعول، فقد تفجّر سجال بين وزيري الصحة حمد حسن والداخلية محمد فهمي على خلفية إلغاء حفلات الأعراس خلال هذه الفترة، بعدما عمد حسن الى إعطاء استثناءات رفضها فهمي تحت طائلة تسطير محاضر ضبط في حق المخالفين!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تتخوف من تحول الأزمة الليبية إلى «حرب إقليمية»

طرابلس: «الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، أمس من تحول الأزمة الليبية إلى حرب إقليمية بسبب التدخلات الخاصة باللاعبين الخارجيين، حسبما أفادت بوابة الوسط الليبية. وقالت ويليامز في تصريحات لها، خلال زيارتها إلى العاصمة البريطانية لندن أمس السبت، إن «وجود العديد من الجهات الخارجية التي لديها أجندات خاصة (في الأزمة)، يجعل خطر اندلاع مواجهة إقليمية مرتفعاً». وأضافت ويليامز في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الألمانية أمس: «الشعب الليبي منهك وخائف بنفس القدر، لقد سئموا الحرب ويريدون السلام. لكنهم يخشون أن الأمر ليس بأيديهم... إنهم يريدون حلاً ووقف إطلاق النار، لأن البديل هو تدمير بلادهم... هذه معركة بين منافسين خارجيين، بقدر ما هي حرب أهلية الآن، يفقد فيها الليبيون سيادتهم». ويوم الخميس الماضي، دعت ويليامز الليبيين إلى انتهاز فرصة عيد الأضحى لتغليب روابط الإخاء وإنهاء الاقتتال، كما أبدت ويليامز أملها في أن تسود لغة المحبة والتسامح والوحدة بين الشعب الليبي، حسب رسالة تهنئة بالعيد.

 

عودة الحرب والنزوح... هواجس تلازم الليبيين بعد العيد/فرحة الأضحى تظل منقوصة بسبب استمرار أزمة نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وانتشار «كورونا»

القاهرة: «الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

«العيد أصبح مثل باقي الأيام، والوضع العام برمته سيء جداً، لكن صار لدينا في ليبيا خبرة بالتعايش مع الأزمات، وإقناع أنفسنا ببهجة أيام العيد في ظل استمرار الحرب وفوضى السلاح». بهذه الكلمات لخص سالم حسن، الموظف في أحد المراكز الحكومية بطبرق (شرق) الأجواء التي استقبل بها جل الليبيين الاحتفال بأيام عيد الأضحى. يقول حسن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «باستثناء لقاء الأسرة والأصدقاء، ليس لدينا في ليبيا أي جديد يُشعِر المواطن بالبهجة. فالحرب والاشتباكات متواصلة منذ عام 2011. ومعها يستمر وقوع ضحايا وخروج نازحين، زد على ذلك تفشي وباء كورونا، الذي خلف أعداداً مرتفعة من الإصابات، في ظل قصور القطاع الصحي بالبلاد، مما وضع جل المدن تحت حظر كلي، بدأ مع أول أيام العيد». وبخصوص عودة شبح المعارك التي يتخوف منها جل الليبيين، يضيف حسن: «أعتقد أن الحرب ستسمر، خصوصاً مع رغبة الأتراك وحلفائهم بالغرب الليبي في التصعيد، والأمل معقود على توقيع اتفاق وحل الأزمة سياسياً، ومن ثم التوجه إلى انتخابات». في هذا السياق، أعربت عضوة مجلس النواب الليبي بطبرق، صباح جمعة الحاج، عن أسفها «لعدم تحقق أمنيات الليبيين في انتهاء الصراع العسكري والسياسي الراهن، والعيش بأمان»، مشيرة إلى أن فرحة العيد تظل منقوصة بسبب استمرار أزمة نقص السيولة، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة»، وبالتالي «هم يعيشون في منغصات دائمة». وألقت صباح الحاج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بالمسؤولية على المجتمع الدولي، الذي قالت إنه «أغرق البلاد في دوامة التدخلات الخارجية، ونشر الفوضى منذ عام 2011، وبالنهاية فرض على الليبيين حكومة (الوفاق)، التي شرعنت عودة المحتل التركي، فضلاً عن إهدار ثروات البلاد في الإنفاق على رواتب المرتزقة، الذين تجلبهم أنقرة لقتل أبناء الشعب الليبي». ورغم إدراكها لعمق المشاكل التي تتوالى مع احتفال الليبيين بالعيد، إلا أن صباح الحاج حذرت مما وصفته «بأحد أهم الكوارث التي لا يتم التنبه لها، والتي ستجهض أي حلم لليبيين في الخروج من أزماتهم الراهنة، وهي إغفال الاهتمام بقضية التعليم المصيرية»، معتبرة أن انتشار الجهل «كان من أهم عوامل انجذاب الشباب لمعسكرات السلاح والميليشيات بعد (الثورة). بالإضافة للعامل المادي، ونفوذ سطوة حمل السلاح». في المقابل، يرى عادل كرموس، عضو المجلس الأعلى للدولة الذي يوجد مقره بطرابلس أن الليبيين ورغم، كل الأزمات الراهنة «لم يعد لديهم سوى أمل واحد وهو التمتع بالحرية والحياة في ظل دولة مدنية، بعد أن عانوا لمدة أربعين عاماً من نظام استبدادي ظالم، قمع وصادر حقوقهم وبدد ثرواتهم».

وتابع كرموس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نعم ليبيا تعاني منذ سنة 2013 من عدة أزمات، وأبرزها إغلاق الموانئ النفطية لأكثر من مرة، وهو ما ألحق خسائر كبيرة في العائدات، التي كان لها أثر سلبي على حياة المواطن، تمثل في ارتفاع سعر الدولار إلى أرقام خيالية، مما أسهم في تفاقم أزمة المواطن، وخصوصاً أصحاب الدخل البسيط». مستدركاً: «لكن كل هذا لم يمنع المواطن الليبي من الابتهاج بفرحة العيد، في مجتمع يتميز بقدر كبير جداً من الترابط الاجتماعي، وبالطبع هناك بعض العائلات لا يمكنها أن تنسى حزنها الكبير على من فقدتهم من الأبناء خلال الحرب، لكن الليبيين عبروا عن فرحتهم بشراء الأضحية والتزاور والترابط الأسري». أما عضو مجلس النواب، عبد السلام نصية، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الليبيين يأملون في كل عيد، أو مناسبة دينية، أن يتحقق الأمن والأمان بالتوافق حول (مشروع وطني) ينقذ البلاد، ويقودهم إلى استعادة الدولة من خلال انتخابات رئاسية وبرلمانية، في ظل دستور دائم للبلاد».

من جهتها، رأت فاطمة تكروري من سكان العاصمة، أنه «بات يصعب تصديق أحاديث أهل السياسة، أو حتى الاسترشاد بها لفهم الأحداث والأوضاع الراهنة». وتابعت موضحة: «الكل يشاهد كيف يتم تقسيم البلاد، ويشعر بالعجز لصعوبة لم الشمل بالمستقبل»، غير أنها لفتت إلى أن سكان العاصمة يشعرون بالارتياح بعد انتهاء الحرب، رغم استمرار مشاكل ومنغصات عديدة، مثل انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، إضافة إلى نقص السيولة وتوقف العمل ببعض الشركات، التي ظهرت بها حالات إيجابية لفيروس «كورونا»، مما أدى إلى انخفاض دخل الكثير منهم، وارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة والملابس وأدوات التنظيف والملابس، ربما ثلاثة أضعاف السعر العادي قبل العيد. وتطرقت فاطمة تكروري إلى أوضاع شريحة كبيرة من سكان العاصمة نزحوا عن ديارهم، لكن عندما عادوا إليها وجدوها قد نهبت وتهدم غالبيتها، وبالتالي لم يتمكنوا من الاحتفال بالعيد بشكل طبيعي. وحرمت مدن عديدة، وخصوصاً في غرب ليبيا من التنقل، بعدما فُرض عليها حظر شامل، بسبب ارتفاع إصابات «كورونا»، مما ترتب عليه عدم مغادرتهم محيط منازلهم.

 

الأمن السوري يعتقل 12 عنصراً في الجيش بسبب علاقتهم مع مخلوف/ابن خال الأسد يحذّر من «أيام صعبة»

لندن: «الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

اعتقلت أجهزة الأمن السورية 12 ضابطاً وعنصراً في الجيش بتهمة التعاون مع رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد، بالتزامن مع إطلاق ثمانية آخرين كانوا اعتقلوا بعد انفجار الخلاف بين مخلوف والأسد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، باستمرار «الحملة الأمنية لاستخبارات النظام السوري التي تستهدف ضباط وعناصر في قوات النظام بالإضافة لأشخاص يعملون ضمن منشآت ومؤسسات تعود ملكيتها لرامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث سجل اعتقال 12 ضابطا وعنصرا في قوات النظام، وتزامن الاعتقال مع الإفراج عن 8 كانوا قد اعتقلوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة». ووفقاً لإحصائيات «المرصد السوري»، فإن «أجهزة النظام الأمنية اعتقلت منذ بدء الحملة منتصف شهر يوليو (تموز)، ما لا يقل عن 51 عنصرا وضابطاً في قوات النظام بتهم التعامل مع جهات خارجية واختلاس أموال من خزائن الدولة»، جرى الإفراج عن 8 منهم.

وفي السياق ذاته، علم أن «استخبارات النظام اعتقلت نحو 9 أشخاص جدد من المقاتلين السابقين ضمن (جمعية البستان) وبذلك، يرتفع إلى نحو 85 تعداد العاملين كمديرين وموظفين وتقنيين ومقاتلين ضمن منشآت ومؤسسات يمتلكها مخلوف منذ بداية الحملة الأمنية في أواخر شهر أبريل (نيسان) في كل من دمشق وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس». وكان مخلوف كتب على صفحته في «فيسبوك» أول من أمس: «أيامٌ صعبة تمرُّ على البلد وعلى المنطقة بأكملها فأدعو رب العباد أن يذهب هذه الغمة عن هذه الأمة. فنقول للجميع في هذه المناسبة أينما كنتم أكثروا من الدعاء فإنه يرد القضاء فنادوه بأسمائه بقولكم يا ستار يا رؤوف يا معين يا رحمن يا رحيم بأن يسترنا ويرأف بنا ويرحمنا برحمته ويعيننا على هذا البلاء والامتحان فالقادم صعب فأدعو من يعيننا على تجاوزه بالصبر والهمة والسكينة ولا تقنطوا من رحمته».

وكان مخلوف كشف قبل أيام أنه أسس شبكة شركات واجهة في الخارج لمساعدة ابن خاله الرئيس الأسد في التحايل على العقوبات الغربية، ذلك في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ندد فيه بالحكومة بشأن تحقيقاتها في أنشطة إمبراطوريته الاستثمارية. كما أشار إلى أن السلطات السورية تريد طرد كل المستثمرين باستثناء «تجار الحرب» الذين جمعوا ثرواتهم خلال تسع سنوات من الصراع. وقال مخلوف، وهو أحد أغنى وأقوى رجال الأعمال في سوريا، إن قوات الأمن تستهدف حالياً «شركة الشام القابضة»، وهي درة مجموعة استثمارية ضخمة صادرت الحكومة التي تعاني ضغوطاً مالية في معظم أنشطتها.

وقال مخلوف في منشور على «فيسبوك»، «المسلسل الهوليوودي ما زال مستمراً من قبل بعض الجهات الأمنية» التي لا تريد أن تترك «مستثمراً بالبلد باستثناء أثرياء الحرب. اخترعوا قصة اختلاسنا مبالغ العقد وتحويلها لحسابنا الشخصي في الخارج... كفى ظلماً وافتراءً على الناس، اقرأوا جيداً العقود». وأضاف أن «دور هذه الشركات وهدفها هو الالتفاف على العقوبات (الغربية) المفروضة على (الشام القابضة)». واستعان مخلوف، الذي ساعد في تمويل أسرة الأسد وداعميها، بسبعين مستثمراً قبل نحو 15 عاماً لتأسيس «الشام القابضة»، وهي حالياً أكبر شركة سورية من حيث رأس المال، وتحتكر مشروعات عقارية رئيسية.

وفرضت واشنطن عقوبات كاسحة على سوريا الشهر الماضي بموجب ما يعرف بقانون قيصر، مستهدفة قوائم جديدة بأفراد وشركات تدعم حكومة الأسد منها كيانات مملوكة لمخلوف. وظهر خلاف مخلوف والأسد للمرة الأولى في 30 أبريل عندما ندد رجل الأعمال بضرائب فرضت على «سيريتل» أكبر شركة لخدمات الهواتف المحمولة في سوريا وتسيطر عليها عائلته. وندد مخلوف في وقت لاحق باعتقال موظفين في شركاته بشكل «لا إنساني» وذلك في هجوم غير مسبوق على الحكومة من قبل أحد أفراد الدائرة الداخلية للأسد وهو ما يكشف عن شقاق عميق داخل النخبة الحاكمة. وقال مخلوف إنه لن يتنازل عن ثروته تحت الترهيب. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مخلوف وآخرين مقربين منه بتهمة الفساد. لكن القائمة التي صدرت بعد تطبيق «قانون قيصر» لم تشمل اسمه وإن كانت تضمن بعض شركاته. وفرض الاتحاد الأوروبي أيضاً عقوبات على مخلوف منذ بداية الصراع السوري في عام 2011 بتهمة تمويل الأسد.

دعوة الكاظمي إلى الانتخابات تشعل سباقاً سياسياً غير مسبوق في العراق/رئيس الوزراء يريدها «مبكرة»... والحلبوسي يفضلها «أبكر»

بغداد: «الشرق الأوسط»/02 تموز/2020

بعد ساعات على إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى تحديد يوم السادس من يونيو (حزيران) عام 2021 موعداً لإجراء انتخابات مبكرة في العراق، دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلى ما سماه انتخابات «أبكر». كلا الدعوتين بدتا غير مسبوقتين، سواء من وجهة نظر دستورية، أو سياسية، أو إجرائية. الكاظمي، وفي سياق ما ألزم نفسه به عند توليه منصبه بتحديد موعد للانتخابات، استجابة للشرط الذي وضعته احتجاجات أكتوبر 2019، فاجأ الجميع بتحديد موعد الانتخابات، في وقت لم يستكمل البرلمان بعد قانون الانتخابات وملاحقه، خصوصاً فيما يتعلق بتحديد الدوائر الانتخابية، بالإضافة إلى سلسلة المشكلات والأزمات التي تعانيها البلاد جراء تفشي وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط. تحديد الكاظمي يوم الانتخابات بقدر ما وضع الكتل السياسية أمام استحقاق يراه الشارع المنتفض ضرورياً، فإنه، ومن وجهة نظر العديد من المراقبين والخبراء، لا سيما في مجال القانون، سوف تعمد بعض القوى السياسية إلى إفراغ الدعوة من محتواها رغم تأييدها لها في البيانات والتصريحات. وبينما رمى الكاظمي الكرة في ملعب البرلمان لجهة تحديد الموعد، وهو استحقاق البرلمان الذي هو المعني به بالدرجة الأولى، بما في ذلك حل نفسه كشرط مسبق طبقاً للدستور العراقي الذي لم يشر إلى الانتخابات المبكرة في أي من مواده، فإن دعوة الحلبوسي إلى ما سماه انتخابات أبكر، بدت كما لو كانت رمياً للكرة في ملعب الجميع؛ الحكومة بشخص رئيسها والكتل السياسية بشخوص زعاماتها. تلك الزعامات التي أرادت للبرلمان أن يتورط وحده في التبرير، أو وضع العراقيل القانونية والدستورية، وهو ما لم يسمح به رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي أعاد كل الكرات المتطايرة إلى البرلمان إلى ملاعب الحلفاء والخصوم معاً. الحلبوسي، وفي بيان له، دعا إلى عقد جلسة طارئة ومفتوحة وعلنية للمضي بإجراءات الانتخابات المبكرة. وأضاف أن «الحكومات المتعاقبة لم تنفذ برنامجها الحكومي ومنهاجها الوزاري، ولم يتعدّ السطور التي كتبت به، مما أدى إلى استمرار الاحتجاجات الشعبية بسبب قلة الخدمات، وانعدام مقومات الحياة الكريمة». وأكد الحلبوسي أنه «من أجل العراق، ووفاءً لتضحيات أبنائه، ندعو إلى انتخابات أبكر، وعقد جلسة طارئة مفتوحة علنية بحضور الرئاسات والقوى السياسية للمضي بالإجراءات الدستورية وفقاً للمادة 64 من الدستور، فهي المسار الدستوري الوحيد لإجراء الانتخابات المبكرة، وعلى الجميع أن يعي صلاحياته ويتحمل مسؤولياته أمام الشعب».

وفي هذا السياق يقول يحيى غازي، عضو البرلمان عن «تحالف القوى العراقية»، الذي يتزعمه الحلبوسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «في (تحالف القوى العراقية) نحن مع الانتخابات الأبكر طبقاً لما دعا إليه زعيم التحالف ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي»، مبيناً أنه «بين هذا وذاك فإن هناك مستلزمات لا بد أن تستكمل قبل الذهاب إلى الانتخابات، وهي من الناحية القانونية استكمال القانون الانتخابي، وتهيئة الأجواء المناسبة لإجرائها، فضلاً عن المادة 64 من الدستور التي تنص على حل البرلمان كشرط أساسي لإجراء الانتخابات، على أن يكون ذلك قبل شهرين من إجرائها، وهو ما يتطلب اتفاقاً بين الكتل السياسية». وبيّن غازي أنه «بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مؤشرات تتعلق بالوضع الأمني والوضع الصحي في البلد، حيث لا بد أن تؤخذ مثل هذه الأمور بنظر الاعتبار، فضلاً عن الاستقرار في محافظات الوسط والجنوب، لا سيما على صعيد التظاهرات والاعتصامات، التي تخرج أحياناً عن السيطرة، وهو ما لا يوفر بيئة مناسبة لذلك». وأوضح غازي أن «هذه الظروف يجب أن تدرس بشكل دقيق، وهو ما دعا رئيس البرلمان إلى عقد جلسة طارئة للرئاسات والقوى السياسية من أجل الخروج بصيغة مناسبة من أجل إجراء انتخابات نزيهة».

أما الرئيس الأسبق للدائرة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مقداد الشريفي، فقد أبلغ «الشرق الأوسط» بأن «هناك تنافساً قوياً بين رئاستي الوزراء والبرلمان بشأن الانتخابات، حيث إن الكاظمي محرج من القوى السياسية التي تطالبه بإجراء الانتخابات، بينما الكتل التي تمثلها داخل البرلمان لا تمرر القانون داخل البرلمان، وهذا هو الإشكال الذي يعاني منه رئيس الوزراء». وأضاف الشريفي أن «إجراء الانتخابات خلال شهر يونيو 2021 أمر صعب جداً، حيث سيؤثر على مستوى الناخبين الذين يرومون التصويت بسبب حرارة الجو، وعدم وجود إمكانية لتحسن الكهرباء خلال تلك الفترة، وبالتالي يبدو لي أن تحديد هذا الموعد جاء من أجل الضغط لتمرير القانون وليس لغرض إجرائها في مثل هذا الوقت كتاريخ فعلي لإجرائها». وبشأن مفوضية الانتخابات التي يقع عليها عبء إجراء الانتخابات، يقول الشريفي إن «وضع المفوضية لا يزال صعباً بسبب عدم استكمال المستلزمات المطلوبة لإجراء انتخابات، وبالتالي سوف يكون صعباً عليها إجراؤها في مثل هذا التاريخ». ومع أن العديد من القوى السياسية أعلنت تأييدها لإجراء الانتخابات، فإن «تحالف عراقيون» بزعامة عمار الحكيم، و«ائتلاف النصر» بزعامة حيدر العبادي، هما الأكثر تأييداً لدعوة الكاظمي. وفي هذا السياق يقول حسين عرب، عضو البرلمان عن «تحالف عراقيون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن موقفهم «داعم لإجراء الانتخابات المبكرة والعادلة». وأضاف: «المسألة الأساسية الآن تتعلق بالقانون الذي نعمل داخل البرلمان على استكماله، وهو موضوع فني ولوجيستي أكثر من كونه سياسياً»، مبيناً أنه «متى ما تم الانتهاء من القانون تبدأ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعمل الفعلي لإجراء الانتخابات في موعدها».

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله تعبنا منك، أعتقنا

*المطلوب الآن لحمايتنا وحماية لبنان تنفيذ القرارات الدولية (1559 و1680 و1707…) والحياد الذي خرقه “حزب الله”، بالرغم من موافقته على “التحييد” الذي نص عليه إعلان بعبدا المعترف به دوليا

د. منى فياض/الحرة/02 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89071/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86%d9%83%d8%8c-%d8%a3%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%86%d8%a7/

علّق ذات مرة أحدهم على بوست كتبته عن “حزب الله” على موقع فيسبوك: “لو كان ما تقولينه صحيحا لكان قتلك الحزب!”.

هكذا ببساطة. غافلا عن إنها إدانة في معرض الدفاع والنفي! وإلا ما معنى الدعاء والتحذيرات المتكررة التي يتلقاها كل من ينتقد الحزب: “الله يحميكم، انتبهوا على حالكم”! ماذا تفترض هذه الدعوات؟ ومما يخافون علينا؟ من التهديد والإيذاء؟ أم الاغتيال والقتل؟

وكيف يتحسب واحدنا\تنا وممن بالتحديد؟ هل يمشي لصق الحائط؟ وهل أصبح الاغتيال في لبنان كالقضاء والقدر؟ كحادث سيارة؟ نسلم به وليس بيدنا أكثر من الحذر؟ أم المطلوب أن نخرس؟ ألا تحمل تحذيراتهم هذه اعترافا بأن علينا أن نخاف من انتقام الحزب إذا ما انتقدناه؟ وأنهم يسلمون بأنه من ارتكب أعمال العنف من التهديد إلى “السحسوح” وحتى الاغتيال؟ ماذا يعني إلحاح صديقتي بتحذيراتها؟ أليس الاستكانة والاستسلام أمام التسلط والتهديد بقطع الأيدي والرقاب والرؤوس؟

هل المطلوب أن نجوع ونسرق ونعيش بالعتمة ونتعرض للتهديد الوجودي في أمننا الشخصي كما في صحتنا وغذائنا ونخرس؟ ألا تشير كل الدلائل يوميا أن الحزب بات الممسك بجميع مقادير السلطة، وبالتالي هو المسؤول، على الأقل معنويا عن الخراب المتفشي كما عن اختلال أمننا؟

وهل المطلوب أن نضع أيدينا على قلوبنا كلما قتل عنصر من “حزب الله” دفاعا عن “سوريا الأسد”، خوفا من أن تنفجر الحرب مع إسرائيل لأن “السيد” قرر أن يثأر له من لبنان؟ بحسب قواعد لعبة يغيرها كيفما يشاء دون إذن أو مجرد استشارة من عبيد الله المساكين أمثالنا؟

إنه التدجين الذي طال كثرا من اللبنانيين باسم “المقاومة”. أي مقاومة هذه التي تهدد وتخيف؟ هل يمكن أن نسمي هكذا منظومة “مقاومة شريفة” يفترض أن مهمتها الدفاع عن كرامتنا وعن أرضنا؟ فيما كرامتنا تمتهن يوميا؟ وهل دين المقاومة وقيمها تملي عليها مقابلة الكلمة بالرصاص؟

المطلوب الآن لحمايتنا وحماية لبنان تنفيذ القرارات الدولية (1559 و1680 و1707…) والحياد الذي خرقه “حزب الله”، بالرغم من موافقته على “التحييد” الذي نص عليه إعلان بعبدا المعترف به دوليا

ألهذا لا يعترف “حزب الله” بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولا بحكمها الذي سيصدر في 7 أغسطس؟ لأن حكمها سيعني الخروج من زمن استخدام القتل في التوظيف السياسي. ليس في لبنان فقط بل على امتداد الشرق الأوسط. لن يعود مسموحا أن تبقى الجريمة السياسية دون عقاب.

المطلوب تحرير السلطة ورئاسة الجمهورية والعودة إلى ممارسة الحياد وتطبيق القرارات الدولية، كما جاء في خطبة البطريرك بشارة الراعي. هذه شروط استعادة السيادة والاستقلال وتكريس العيش المشترك للخروج من دائرة العنف، سواء النفسي أو الجسدي والتي أدت تداعياتها إلى القضاء على لبنان.

العيش المشترك في لبنان مطلب الجميع أو الغالبية الساحقة على الأقل. التوافق لم يفرض بالقوة، بل بإرادة أبنائه فيما سمي وثيقة الوفاق الوطني عام 1943، وفي كل مرة أخلّ به فريق ما حصلت النزاعات. مع ذلك الاختلاف حق ولا يعني الخلاف والتحارب، على غرار ما كان يزعمه النظام السوري الذي أجّج الخلافات واستغلها. كما يمكننا “الاتفاق على عدم الاتفاق” شرط أن نحتكم إلى أحكام الدستور دون تشويهه.

لقد تعلمت بعض الطوائف من التجارب المريرة التي مررنا بها الحذر تجاه العلاقات مع الأشقاء كما مع الدول الأخرى، من الاستقواء بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الاستقواء بإسرائيل. وبانتظار أن يتعلم الطرف المستقوي الآن بإيران، وفي ظنه قدرته على ابتلاع لبنان، الحذر كل الحذر من تبعيته المطلقة هذه للخارج.

تقف غالبية اللبنانيين الآن مع دعوة الراعي إلى الحياد. لم نعد نريد أن نكون ساحة لأحد. اكتفينا من تضييع السيادة منذ العام 1969 مع اتفاق القاهرة. اكتفينا حروبا. تحرير فلسطين ليست مهمتنا، إنها مهمة الشعب الفلسطيني الذي ندعمه بكل الوسائل الممكنة، لكن ليس على حساب لبنان الوطن الحر السيد المستقل المحايد. شبعنا مزايدات وشعارات كاذبة. واكتفينا إضاعة طريق القدس، من جونية إلى اليمن. تدمير لبنان لم يفد القضية الفلسطينية ولن يفيدها، ولا تدمير سوريا ولا العراق ولا اليمن. كفاكم استهتارا بعقولنا.

تريدون إعلان الحروب وتحرير فلسطين باسم إيران، فلترسل إيران صواريخها التي تمحي إسرائيل بسبع دقائق ونصف. تريدون القتال؟ فليكن، لكن قوموا بذلك من إيران نفسها، على غرار مرتزقة إردوغان من السوريين في ليبيا. لكن لا تفعلوا ذلك من لبنان وباسمنا. لبنان لم يكن ولن يكون ملكيتكم.

لدينا وطن له حدود، نريد استعادتها منكم ونريد ترسيم هذه الحدود مع الشقيق قبل العدو، لأن حدودنا مرسومة مع العدو بحسب اتفاقية الهدنة. اختراعكم لمشكلة مزارع شبعا انتهت صلاحيتها. كفى تلاعبا على الوثائق كما الكلام. لم نعتدِ على أحد من قبل ولا نريد ذلك. نريدكم أن تعتقونا لقد شبعنا من مزايداتكم ومسرحياتكم مع إسرائيل. تشتركون مع بنيامين نتانياهو في استخدامنا طابة تتقاذفونها كلما تعرضتم للضغط، فتفتعلون حربا أو معركة أو هجوما. ثم ترفعون شعار لا “نريد الحرب”. إنكم أصغر من أن تقرروا إعلان الحرب! فالحروب لا تقررها إسرائيل وحدها؛ ولا “حزب الله”، وحده دون أوامر وليّ نعمته في إيران. الحرب تتطلب المرور بعدة عواصم دولية وإقليمية قبل ذلك. جاء في مقالة في جريدة le figaro لـ – Marc Henri عما حصل في مزارع شبعا التالي: “نجح “حزب الله” في الدخول إلى مزارع شبعا، نجح الجيش الإسرائيلي برصد الخرق والتصدّي له والأهمّ كان “حزب الله” قادر على فتح النار ولم يفعل. كان الجيش الإسرائيلي قادر على قتل عناصر “حزب الله” ولم يفعل!”. فلماذا اللعب بالنار؟

إن ما جرى مناسبة إضافية لرفد السجال الدائر في أروقة الأمم المتحدة حول دور قوات حفظ السلام والفائدة من صرف ملايين الدولارات عندما تفشل في وقف الأعمال الحربية وتنفيذ مندرجات القرار 1701؟ كيف يتواجد الحزب في منطقة عمل هذا القوات المحصورة بها وبالجيش اللبناني؟

لن ينتصر في النهاية إلا الحق، والأمور تسوء كثيرا قبل أن تتحسن

المطلوب الآن لحمايتنا وحماية لبنان تنفيذ القرارات الدولية (1559 و1680 و1707…) والحياد الذي خرقه “حزب الله”، بالرغم من موافقته على “التحييد” الذي نص عليه إعلان بعبدا المعترف به دوليا. ومن دون سفسطة ولعب على الكلام بين حياد وتحييد؛ الحياد هو روح الدستور اللبناني وفي خلفية تكوينه بالنسبة لمؤسسيه الأوائل، من حلم البطريرك الياس الحويك إلى جهود البطريرك نصرالله صفير من بعده؛ سواء اتخذ شكل قرار مجلس الإدارة (10 يوليو 1920) عند إعلان استقلال لبنان الذي جاء فيه: “… مما يستلزم استقلاله وحياده السياسي أيضا لوقايته من المطامع والطوارئ”. أو اتخذ شعار “لبنان سويسرا الشرق”، أو بحسب ميثاق 1943: “لا شرق ولا غرب”، أو العقد الوطني في الطائف. إنه المبدأ الذي وجّه السياسة الخارجية اللبنانية عوما: إذا اتفق العرب نحن معهم وإذا اختلفوا فنحن على الحياد.

لقد استطاع لبنان في السابق، رغم وطأة الاحتلال الاسرائيلي واللجوء الفلسطيني الذي نتج عنه، أن يزدهر ويحافظ على ديمقراطية نسبية، وبقي على الحياد. فبعد حرب 1948، لم ينخرط لبنان الرسمي بأي حرب على إسرائيل. ولم يشارك في الحروب العربية ـ الإسرائيلية في الأعوام 1956 و1967 و1973. في المقابل لم تحتل إسرائيل أراضيه كما فعلت مع الجبهات الأخرى وذلك بفضل هذا الحياد الذي مارسه عمليا، مع أنه بقي في “حالة حرب مع إسرائيل” وملتزما باتفاقية الهدنة لعام 1949. فهذان أمران لا يتعارضان.

لن ينتصر في النهاية إلا الحق، والأمور تسوء كثيرا قبل أن تتحسن.

 

ميشال عون جزءٌ من المشكلة وليس الحل

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال/02 آب/2020

‏زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون لقصر بعبدا ولقاء الرئيس ميشال عون في ذكرى تأسيس الجيش شابها الكثير من اللغط بعد تصريحه مخاطباً عون : منكم نستلهم كيفية إدارة الازمات ومواجهتها ، وهذا الكلام يجافي الحقيقة ، ويبتعد كل البعد عن الواقع والوقائع الملموسة على الأرض.

 لايمكن لأي لبناني عاقل أن يتخذ من شخص الرئيس الحالي للبنان قدرة ، فالرجل هارب من المسؤولية ، وتاريخه القريب والبعيد شر الشواهد في هذا المجال على ماذكرنا وسنذكر ، سيما وأنه لايوجد أي شيء مشرف في ذلك التاريخ ، وتلك المسيرة العسكرية الخاصة بالجنرال ، فهو جزء من مشاكل لبنان اليوم.

فذكرى هروب ميشال عون في الثالث عشر من تشرين عام 1990 كانت عبارة عن فضيحة تاريخية ، فدبابات الجيش السوري التي أطبقت على قصر بعبدا آنذاك حيث تحصن عون ، لأن الجنرال الذي وعد مقاتليه بالتحرير والنصر وتحقيق السيادة والإستقلال في لبنان ، أعلن الإستسلام الكامل في بيان أبكى الكثيرين وأفرح الخصوم ، ثم هرب إلى السفارة الفرنسية بيروت لينتقل بعدها إلى فرنسا.

تاركاً خلفه العسكريين الذين كانوا تحت إمرته ، وتوزعوا بعد ذلك بين النعوش والسجون السورية ، وجنود اللواء العاشر الذين إختاروا أن يقاوموا حتى النهاية في منطقة ضهر الوحش قتل أغلبهم في تلك المعركة ، أما الجنرال فقد وصل إلى باريس مرفهاً ، غير نادم على ما فعله وإرتكبه من خيبة أمل أزهقت أرواح الكثيرين. من نجا من تداعيات 13 تشرين لبعض الوقت، أو اعتقد انه بمنأى عن آثار ذلك الحدث، كان محاصرا بين خيارين: إما أن يكون تابعاً ومنفذا لسياسات سلطات ما بعد الطائف الامنية، أو يتحمل عواقب الرفض والاعتراض، من نفي وسجن. وهذا ما كان يحدث في الخمس عشرة سنة الماضية.

وفي 14 آذار 2005 بعد إنسحاب الجيش السوري من لبنان ، بعيد إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وفي 7 آيار تحديداً عندما عاد ميشال عون من منفاه الباريسي ،خان العهود ونكث بوعده ، وتناسى دماء جنوده ، وأبرم إتفاق مارمخايل المشؤوم مع ميلشيا حزب الله ، ليستقوي على لبنان بسلاح غير شرعي يملكه حسن نصر الله. ومع وصول الرجل لسدة الرئاسة عبر بندقية حزب الله كما قال نواف الموسوي يوماً ، أصبح يغطي علناً كل جرائم حزب الله وتدخلاته ، بل سلم البلد لحزب الله ، وسمح لهم ولإيران بالإستيلاء على مؤسسات البلد الدستورية ، ضارباً عرض الحائط بإتفاق الطائف ، ومتنكراً للميثاق الذي يكفل تعايش أهل لبنان. وقبل أيام فقط ، تحرش حزب الله بإسرائيل ، وكادت الحرب أن تقع ، فصمت عون ، وصمت قائد جيش لبنان ، وكأن ما جرى على الحدود يجري في بلد آخر ، بل أكثر من هذا وذلك ، على شخص قائد الجيش المحترم تقع مسؤولية كبيرة ، لأن دور جيشه هو حماية الوطن والتطوير لهذه المؤسسة العريقة ، وليس السماح بأمر من الرئيس عون لحزب الله أن يجلب للبنان الخراب والدمار عبر حروبه العبثية.

 

حياد وانحياز: حرب المئة عام

أحمد جابر/المدن/02 آب/2020

طرح الحياد اللبناني ليس جديداً، وممارسة الالتحاق والإتباع ليست جديدة أيضاً. يحفل التاريخ الاستقلالي للوطن الصغير، بمحطات سياسية نزاعية كان محورها معضلة الحياد والانحياز، وكانت الجمل الناطقة باسم المعضلة حافلة بالكيانية وباللبنانية، وبالاستقلال والسيادة، مثلما كانت متخمة بالعروبة والوحدة، والتقدمية والتحرر والتحرير.

من 1967 إلى 1975

إذن، في الأصل كان الخلاف المستقى من بئر مأزق لبنان الكبير. وفي الفروع، كانت موازين القوى المتبدلة، على صعيد الداخل المحلي اللبناني، وعلى صعيد الخارج الذي كانت له مواطئ قدم راسخة في هذا الداخل. ولم يكن الخارج دولياً فقط، بل كان عربياً أيضاً، وكان، في بعض جهاته، إقليمياً يقيم على اشتباك مع الصعيدين العربي والدولي، أو يتبادل والصعيدين المذكورين، سياسة التقاء أو سياسة افتراق.

ومن التاريخ، عندما اهتزت المنطقة العربية مع صعود الناصرية في مصر، وعندما ارتفع مدّ الشعور القومي العربي بعد العدوان الثلاثي على الجمهورية المصرية الناشئة، حصد لبنان انقسامه الجدي المسلّح الأول عام 1958. وإذا كانت الشهابية قد تمكنت من ترميم صدوع الداخل الذي توزع بين شرق وغرب، فإن هزيمة العرب الكبرى في حرب حزيران عام 1967، عادت لتذكي النزاع بين محور الرد على الهزيمة قتالياً، ومحور اللبنانية الذي رفع أحد أقطابه شعار حياد لبنان، وطلب حماية الحدود اللبنانية بمؤازرة دولية. كان ذلك طرح العميد ريمون إده، أحد أقطاب الثلاثية اللبنانية، حزب الكتاب، وحزب الأحرار، وحزب الكتلة الوطنية. لقد تدحرج النزاع الحيادي – الانحيازي وكبرت كرة ناره، بعد دخول العامل الفلسطيني على خطوط الداخل اللبنانية، وبعد اعتناق صفوف لبنانية واسعة مبدأ الحرب الشعبية الطويلة الأمد ضد الكيان الصهيوني، ورفع شعار مقارعة داعميه، من قوى غربية، ومن قوى عربية ايضاً. وما كان مقدَّراً للانقسام اللبناني الإجمالي أن يظل انقساماً وطنياً لبنانياً عاماً، بل إن اللبنانية السيادية، واللبنانية العروبية، اللتين كانتا شعارين سياسيين افتراقيين عامين، عادتا وأخلتا الساحة لشعارين افتراقيين طائفيين، فباتت اللبنانية على مذهب المسيحية عموماً، وحُشرت العروبية في مذهب الإسلامية عموماً. هذا الانقسام الذي بدأ وصْفياً، ثم صارت له أسانيده الواقعية، شكَّل الإطار العام لصورة الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975، وما زالت انقساماتها الجوهرية تتناسل في أشكال مختلفة، على الرغم من الهدوء الأمني الذي ما زال سائداً منذ اتفاق الطائف الشهير، وحتى تاريخه.

بكركي والكيانية

من الحاضر، وتأسيساً على الاستعادة التذكيرية لمحطات من سيرة المعضلات اللبنانية، عاد الحياد ليكون شعاراً مسيحيّ النشأة، وعاد الانحياز والاتباع ليتخذ موقعه ضمن الشعارية الإسلامية. مقارنة يوم اللبنانيين بأمسهم، تسمح بإطلالة على متغيرات واقعية تشكل سمة لظروف المناداة بالحياد اليوم، ولظروف رفض هذا الشعار، والتمسك بما يشكله نقيضه. التبدل السياسي حصل على صعيد القوى التي حملت الشعارين سابقاً، والقوى التي تبادر إلى الخوض في معركة الشعارين راهناً. التبدل له إسم طائفي، لكن قوى المضمون الحيادي تجد لها صلة قربى بين أمسها ويومها، في الوقت الذي تغيب فيه صلة القربى بين قوى المضمون الإنحيازي، السابقة واللاحقة، بل هي تكاد تكون مقطوعة أيضاً. في شرح الصلة، ليست بكركي، بما تمثل تاريخياً خارج الكلام الكياني الاستقلالي اللبناني، بل هي في متنه وعلى حواشيه، سواء عندما يصدر عنها الكلام المباشر عن الموضوع، أو عندما يصدر عن سياسيين لبنانيين سابقين، مثل مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل، أو الرئيس كميل شمعون، أو العميد ريمون إده. لكن قوى الانحياز، وفي طليعتها قوى الشيعية السياسية، تقع خارج منطق قوى خيار الارتباط بالناصرية، أو بالبعثية، أو بالشيوعية، أو بالاشتراكية، فهذه الأخيرة كلها، برَّرت انحيازها بعروبتها وبتقدميتها، وبعلمانيتها وبتعريفها للاستقلال اللبناني تعريفاً يرتبط بموقعه ضمن محيطه العربي، وبمساهمته في حمل قضاياها المصيرية، وعلى رأس قائمة القضايا مسألة فلسطين، وما تختزنه من كل القضية الصراعية ضد الاحتلال الصهيوني.

بإيجاز وتكثيف، ظلّت الاستقلالية اللبنانية معرّفة تعريفاً "هوياتياً وجودياً" للأقليات الكيانية، وفي مقدمتها المارونية السياسية، وظلّت الاستقلالية ذاتها معرّفة تعريفاً إتصالياً وثيقاً بالعروبة الحاضنة لتفاعل لبناني داخلي، يسعى إلى تقديم اللبنانيين كوحدة مصالح لا كإفتراق هويات، وبما أن تعريف اللبنانية متعذر دينياً، أو عرقياً، او كقومية ناجزة، فإن العروة الوثقى بين اللبنانيين تظل ماثلة في العروبة، التي هي قادرة، بما تختزن من أبعاد، على أن تكون الإطار الرحب لتعبير كل كيانية مستقلة عن خصوصيتها، وعن سياق نشوئها وتطورها، من دون قسر توحيدي، أو إكراه عروبوي. على هذا الوجه، كانت العروبة وما زالت، حاجة وطنية لكل بلد عربي على حدة، مثلما هي حاجة مشتركة لكل الأوطان.

الحوار الصعب

بالقياس إلى ما ورد، تدعو الحاجة إلى إعادة النقاش إلى مسألة الحياد، ليكون ذلك معروضاً على حساب المصالح الوطنية اللبنانية أولاً، وليكون متصلاً بكيفية تأمين هذه المصالح، تأميناً لا يُسقط طيفاً أهلياً، ولا يحاصر كتلة اجتماعية، ولا ينبذ استباقياً، فكرة مخالفة. هل هذا النقاش مقبول من قبل أهل فكرة الحياد؟ نزعم بالإجابة الإيجابية. على الضفة المقابلة، تحتاج فكرة الانحياز إلى محور خارجي، أو إلى فكرة ما فوق وطنية، إلى الحوار أيضاً، وعليها أن تخضع للشروط الحوارية الوطنية ذاتها التي تنزل عليها مسألة الحياد. والسؤال هنا أيضاً: هل الأمر مقبول من أهل الانحياز؟ نزعم أن الجواب على السؤال سلبي!! هكذا كان الأمر سابقاً، وهكذا هو الأمر حالياً، على الرغم من اختلاف هوية القوى "السالبة". إذن ما الموقف: لنقل ذلك في صيغة النفي أولاً: الحياد ليس مقبولاً تلقائياً، بل هو معروض في سوق الحوار، كذلك فإن الانحياز مرفوض عملياً، لأن نتائجه في الممارسة ظاهرة للعيان، وكمثل عدم التسليم المسبق بنتائج الحوار حول الحياد، فإن عدم التسليم المسبق بفرض الانحياز إلى الخارج كسياسة فئوية، يشكل مقدمة ضرورية لأي حوار.

 

الرئيس الذي تقاعد حين صار رئيساً

جهاد بزي/المدن/02 آب/2020

بينما الرئيس ميشال عون يقول إنه سيسير بين الألغام ويحفر الصخر لإنقاذ لبنان الجريح، كان من الصعب على المخيلة عدم تصور المشهد بحرفيته: الرئيس يحمل فآساً على كتفه ويقفز برشاقة بين الألغام، محطماً ما يعترضه من صخور بينه وبين لبنان (الخارطة إياها بوجه يستغيث وساعدين ممدودتين صوب الجنرال تناشدانه). وهذا خيال مبرر، إذ يقع كتبة الخطابات الرئاسية في الركاكة المضحكة حين يلجأون إلى مثل هذه التشابيه المذهلة في تناقضها مع الواقع، ومع الصورة الحقيقية.

ليست مسألة سن، وإن كان على الكاتب إن يراعي مثل هذه الحساسية الفائقة في عالم تحكمه، لحسن الحظ، وسائل التواصل الاجتماعي. هو المقام الذي لم ينتبه إليه الكاتب. الجنرال رئيس جمهورية. وليس جندياً مغواراً يافعاً يلتهم الأفاعي ويقفز في السهول وعلى الجبال وفي الوديان في سبيل لبنان. ليس رامبو. إنه رئيس منذ بضعة سنوات وقد دفع مناصروه، وخصومه، وبلده، الكثير الكثير في سبيل تحقيق طموحه الشخصي، الذي يقال إنه أتاه كإلهام في أول مفرق من الزمن، في شهر آب، حينما تسلم السيف من الرئيس فؤاد شهاب، ورأى نفسه في كرسيه، موزعاً السيوف والنجوم، صانعاً التاريخ.

لكن التاريخ يصنع بطرق أخرى، ليس منها رقص القائد بين الألغام. ومنها، مثلاً، أن يصارح الرئيس شعبه لمرة واحدة فقط بأنه بعد تحقيق حلمه، عجز عن انقاذ البلد، الذي إن كان لا بد من تشبيه ركيك من النبع ذاته، فهو ليس جريحاً، بل يلفظ أنفاسه.

أن يصارح الرئيس اللبنانيين بأن ما بيده حيلة، لا أن يخصص خطابه لتكرار ما يردده المواطن العادي عن الفساد والمحسوبيات، وعن اتهام خصومه من دون أن يسميهم. كان عليه، وهو الرئيس، ألا يلقي اللوم على الأشباح المجهولة التي لا يعرف أحد ماهيتها والتي تخنق البلد وتمضي به إلى نهايته، بل يقول إنه وتياره السياسي ركن أساسي في مجمع الأشباح هذا، وإنه إذا كان يتحمل جزءاً من مسؤولية ما آل إليه الحال قبل أن يذهب إلى بعبدا، فإنه الآن، أخلاقياً، يتحمل المسؤولية كاملة.

عليه أن يشرح أنه إذا كان عاجزاً عن إنقاذ هذا المركب، فإنه سيكون أول المغادرين، وإن كان الربّان. وكما نكث بوعده أول مرة وترك المركب حقناً لدماء اللبنانيين، كما قال في حينه، فليغادر هذه المرة احتجاجاً على الأقل. يغادر درءاً لما سيحفظ التاريخ عنه، بأن عهده الثاني انتهى أسوأ حتى من عهده الأول، وكان واحداً من أسوأ العهود إن لم يكن أسوأها على الإطلاق.

ليس ذنبه؟ لماذا يبقى إذا وهو يعلم أنه سيحمل عار الذنب كله برضاه أو بعكسه؟ لأن الاستسلام ليس له مكان في مسيرته كما قال في الخطاب نفسه. لماذا لا يستسلم؟ القادة الحقيقيون يستسلمون حين لا يرون أن خساراتهم ستكون أشد فظاعة إن لم يستسلموا في الوقت المناسب. وقد استسلم مرة من قبل، بغض النظر عن رأي كاتب الخطاب في مفهوم الاستسلام. ليستسلم ويذهب إلى تقاعد مريح، أو إلى متابعة نضاله من موقعه كزعيم طائفي آخر يقود شبكة أخرى من مصالح وغنائم وتحاصص ومناصرين محددي الهوية والمرجعية والدين، وحين يغرق المركب، يكون مسؤولا عن انقاذ نفسه وجماعته فقط. وليترك الباقون للباقين.

لكن الكلمات أعلاه ركيكة بدورها. فالرئيس لن يغادر ولن يصارح شعبه ولن يتحمل المسؤولية، بل سيرميها على غيره. وكما غيره، لن يترقي إلى مستوى اللحظة. وكما غيره، سيجلس ويتفرج على الخراب الكبير، وينزل نفسه عمن كان السبب. وإلى أن ينتهي هذا العهد، سيظل زعيماً أقوى لتياره. وسيظل على تقاعده الذي بدأه يوم الوصول إلى بعبدا وتحقيق وعده لنفسه، فكان الرئيس الوحيد الذي تقاعد حين صار رئيساً، بعكس منطق المنصب نفسه. وبينما البلد يستسلم تماماً ليأسه، ليس للجنرال في المقابل إلا الإنشاء الركيك. تحطيم الصخور، العبور بين الألغام، انقاذ لبنان الجريح. الزينة المركونة لاستخدامها، هي نفسها في الاحتفالات المدرسية والمناسبات الوطنية والخطابات الجوفاء. لماذا القلق؟ الجنرال هانئ الآن والحياة طيبة وخضراء  كما تبدو من نوافذ قصر بعبدا. ولديه كرسي لن يجد أفضل منها. أما اللبنانيون، فليجلسوا حيث شاؤوا، أو أجبروا، وليتركوه لشأنه. فقد عمل العمر كله لأجل هذا. عاش ليتقاعد رئيساً، دعوه يتقاعد.        

 

 “حزب الله” أمام مأزق حماية “قواعد الاشتباك”: من يضبط “التدحرج”؟!

رلى موفّق/القدس العربي/02 آب/2020

يَعلمُ “حزب الله” علم اليقين، أن إسرائيل لم تخرجْ عن “قواعد الاشتباك” بينهما. فمقتل أحد كوادره علي كامل محسن في محيط مطار دمشق الدولي جرّاء غارة إسرائيلية في ليل 22 تموز/يوليو ناجم عن وجوده بالصدفة في الموقع المستهدف غير التابع لـ”الحزب”.

وكان “حزب الله” قد أصدر، بداية، بياناً أعلن فيه عن سقوط أحد مقاتليه “الذي ارتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي” وهو التعبير المستخدم عادة للإشارة إلى مقتل عناصره في سوريا، ولكنه بعد ساعات، أوضح من دون لبس عن سقوطه جرّاء الضربات الإسرائيلية.

ومعنى الإعلان أن “حزب الله” اتخذ قراراً بالردّ. وسيأتي الردّ من لبنان في ضوء ما كان أمينه العام السيّد حسن نصر الله قد تعهد بأنه “إذا قتلت إسرائيل أياً من إخواننا في سوريا سنردّ على ذلك في لبنان وليس في مزارع شبعا”. في واقع الحال، يُدرك نصر الله أنه لا يستطيع أن يَردّ من سوريا. فثمّة ضامن روسي على الحدود السورية-الإسرائيلية. وكسر التعهدات هناك له أثمانه الكبيرة التي ستنعكس تردداتها على العلاقة الإيرانية-الروسية، وسيتحمّل النظام السوري تبعاتها.

ووفق قراءة أحد المنظّرين اللصيقين بـ”حزب الله” فإن تحديد البيان الثاني لـ”الحزب” بأن كادره سقط في الضربات الإسرائيلية، يعني أنه قيَّم المعطيات لديه، واستنتج أن كُلفة الردّ تبقى أقل من كُلفة عدم الردّ. يقول: “اللعبة معقدة. فكل الأمور مرتبطة أولاً وأخيراً بالحفاظ على قواعد الاشتباك التي رُسمتْ بالدم. عدم الردّ قد يُرسل إشارة وهن ستعمد إسرائيل إلى البناء عليها كمعطى جديد، وهذه مخاطرة لا يمكن أخذها، رغم الرسالة التي وصلته مع المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش”.

ذهبت التوقعات، ولا تزال، إلى أن منطقة مزارع شبعا هي البقعة الأكثر احتمالاً لتنفيذ الردّ، كونها منطقة مُلتبسة ومُتنازع على ملكيتها بين لبنان وسوريا، وتحوّلت صندوقة بريد بين تل أبيب و”حارة حريك” نيابة عن طهران، ولا تُعطي في هذا التوقيت بالذات ورقة للمجتمع الدولي، على أبواب معركة التمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، حيث تعمل واشنطن على الدفع باتجاه تعديل مهمات القوة الدولية الواردة في القرار 1701 الصادر في أعقاب حرب تموز/يوليو 2006 والذي نصّ على خلو منطقة جنوب الليطاني من السلاح غير الشرعي كلياً.

ما حصل بعد ظهر يوم 27 تموز/يوليو ليس بلغز. فلدى “حزب الله” العشرات من مجموعات الاستطلاع على طول الـ70 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. وكان هناك عمل أمني في منطقة المزارع. لا ينفي أحد العارفين بدقة أنّ “عملاً ما كان يتمّ تحضيره في منطقة المزارع” لكنه يُضيف “إن العمل الأمني لم يَخرج إلى حيّز التكوين. على الأرجح، جرى تقدير منطقة حركة المجموعة، وحصل التمشيط الناري”.

 ترجمة ذلك في اللغة الأمنية، أن المحاولة انكشفت، وانكشافها يعني إخفاقها في المهد. على أن إرباك إسرائيل سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وأمنياً وتضارب رواياتها أعطى “حزب الله” مساحة أكبر من المناورة حول حقيقة ما جرى، لكنه في نهاية المطاف أعاد تأكيد التزامه بأنّ الردَّ آتٍ حتماً. ومعه، عاد حبس الأنفاس. العين على الحدود في ساعة صفر بعد عطلة العيد، ما دام “التمشيط الناري” شكَّل نوعاً من “تنفيس الاحتقان” على الضفتين.

والحديث دائر في المجالس الضيّقة عن ردٍ سيكون مفاجئاً يجني ثمناً معقولاً يتمثل بحدث ميداني صارخ أو سقوط إصابات ما بين قتلى وجرحى، إنما ماذا عن التداعيات؟ وهل يمكن أن تتدحرج الأمور في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية على إيران؟

العارفون في دوائر “حزب الله” ما زالوا، رغم ارتفاع منسوب التوترات، “يستبعدون تصعيداً غير محسوب أو غير مضبوط السقوف”. هؤلاء يرون أن الجانبين الأمريكي والإيراني يتفاديان الانغماس في مواجهة مفتوحة الأفق تتحول حرباً كبرى. ولكن حين ربط نصرالله بين مقتل شبابه في سوريا والرد من لبنان، كان عملياً يعدَّل قواعد الاشتباك ويربط بين جبهته في سوريا وجبهته في لبنان. ونفذ الحزب “عملية أفيفميم” في أيلول/ سبتمبر 2019 بعد استهداف تل أبيب اثنين من كوادره في سورية. واعتبرت آنذاك العملية على أنها مسرحية سيئة الإخراج.

واليوم يريد “حزب الله” عملية إضافية لتكريس تلك القواعد. وهو يذهب في قراءته على أن الارتباك الإسرائيلي أظهر مكامن الضعف، وأن ضمان معادلة الردع سينعكس حذراً إسرائيلياً أكبر من مغبة استهداف أحد كوادر الحزب في سياق “الضربات ما بين الحروب” المعتمد في سوريا، وهو ما يمكن إدراجه في إطار محاولة إيران وأذرعها العسكرية من تحسين ظروف وفرص وجودها في الجنوب السوري في معركة تثبيت النفوذ في المنطقة.

على أن التعهد بالرد الآتي قد يضع لبنان برمته أمام نتائج حسابات خاطئة في التوقيت والأهداف تجر عليه حربا مدمرة في ظل غياب كلي لشبكة أمان عربية ودولية، وعلاقات متوترة بين الغرب والسلطة الحاكمة في بيروت تجلى مظهرها الأخير بهجوم رئيس الحكومة حسان دياب على وزير الخارجية الفرنسي جان- أيف لودريان الذي تعمل بلاده بـ”شق النفس” على الوقوف خلف لبنان، المتحول إلى دولة فاشلة ومفلسة، والذي أضحى وجوده على المحك.

وتتفاقم المخاطر مع ما جرى نقله من تعليمات أعطاها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لرئيس الأركان أفيف كوخافي باستهداف لبنان في بناه التحتية ومنشآته الحيوية إذا نفذ “حزب الله” أي هجوم انتقامي على إسرائيل على مقتل كادره في سوريا، بما يعني أن الاستهداف لن يطال مواقع لـ”حزب الله” بل منشآت لبنانية، ما يعني عملياً أن وزير الآلة العسكرية يسعى هو الآخر إلى تعديل “قواعد الاشتباك” لصالح إسرائيل من خلال الضغط على حكومة لبنان لردع “حزب الله” فيما لا أحد يتوهم أن بمقدور هكذا ضغط أن يفعل فعله مع نصرالله الذي يمسك بقرار الحرب والسلم وفق أجندة مرشده الأعلى وولي فقيهه، والذي لا وجود للبنان على الخريطة إلا بما يخدم مشروعه العقائدي.

ما هو أكيد أن اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة سيتحولون رهائن من جديد في معركة “كسر العظم” على قواعد الاشتباك حماية أو تعديلاً، من دون أن يرف جفن للعهد والحكومة ومن خلفهما لـ”حزب الله” وسط تساؤل عما إذا كان التوقيت الأمثل للرد قد يأتي قبل صدور حكم المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رفيق الحريري التي لا يزال ينظر العالم إليها على أنها جريمة العصر والمتهم بها “حزب الله؟

اقتباس

يُدرك نصر الله أنه لا يستطيع أن يَردّ من سوريا

 

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان!

رضوان السيد/الشرق الاوسط/02 آب/2020

قبل 10 أيام، قُتل عضو مهم في ميليشيا «حزب الله» بغارة إسرائيلية على مقربة من مطار دمشق الدولي. وفي العادة لا يعلن الإسرائيليون شيئاً أو يعلنون عن مقتل إيرانيين من «الحرس الثوري»، وسياستهم منذ سنوات عدم السماح لإيران بإقامة قواعد في سوريا، تهدد أمن الكيان. لكن هذه المرة، وربما لأن الغارة أوقعت خسائر كبيرة؛ فإن الإيرانيين أعلنوا عن غضبهم، حتى الروس قالوا إنهم غير راضين. في حين أعلن الحزب عن مقتل «المجاهد الكبير»، وأنه سيعاقب العدوّ الإسرائيلي عقاباً شديداً على ذلك!

ومنذ ذلك الحين، أظهر الإسرائيليون استعدادات على الحدود مع لبنان، وطلبوا من سكان القرى البقاء في المنازل. وحذّروا وأنذروا وتبادلوا التهديدات الكلامية مع الحزب. ومن أمام دار الفتوى بعد مقابلة المفتي دريان، قال السفير الإيراني إن إيران مستعدة لمساعدة لبنان واللبنانيين بكل سبيل، وليس فئة معينة فقط. إنما الأهم ما قال بعد ذلك، إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة لبنان بسبب الضربات والهزائم التي تلقّتها من المقاومة، وإذا ضربت فستكون هناك ضربة أقوى ورادعة لها!

ويوم الاثنين (27 - 7)، وبعد 4 ساعات من كلام السفير، بدأت أحداث غامضة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وتوالت الأخبار من جيش العدو، وليس من الجانب اللبناني. وهي تقول إن الحزب قام بحركتين رصدهما الجيش الإسرائيلي؛ إطلاق صاروخ من طراز كورنيت على مركبة إسرائيلية لجهة مزارع شبعا. أما من تلال كفر شوبا فإنّ 3 أو 4 من ميليشيا الحزب تجاوزوا الخط الأخضر لمسافة 4 أمتار للداخل «السيادي» للدولة العبرية، وإن الجيش اشتبك مع التحركين، وبعد إفشالهما هو يقوم بعملية تمشيط بالمدفعية لمسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وقد دمّر منزلاً بقرية الهبارية لاشتباهه بأنه مركز مسلح للحزب.

إنّ الطريف والغريب أنه خلال ذلك كلّه، ما أعلن الجيش اللبناني شيئاً، ولا وزيرة دفاع لبنان، أو وزير خارجيته، حتى الحزب. إنما بعد الساعة السادسة، أعلن الإسرائيليون أن الجبهة هدأت، وأن السكان عليهم ألا يقلقوا، وما وقعت خسائر في الجنود أو العتاد نتيجة الهجوم. وكان الواضح أن هناك تبايناً في الرأي داخل القيادة الإسرائيلية، فرئيس الوزراء يريد انتهاز الفرصة وشنّ الحرب، في حين اعتبر وزير الدفاع ورئيس الأركان الهجوم خفيفاً وفاشلاً، وينبغي استمرار الحذر وتحليق طيران الاستطلاع المسيّر، مع عدم التصعيد!

صمت الحزب صمتاً مطبقاً لعدة ساعات. وما استطاع الزعم طبعاً أن هجوميه أحدثا خسائر أو خطائف في صفوف العدو، لأن كل شيء مصور. وكانت الاحتفالات وتوزيع الحلوى بالنصر المؤزَّر قد بدأت في الضاحية وبعض قرى الجنوب. لكن فجأة أعلن الحزب أنه لم يقم بأي هجمات، وأنه عدوان إسرائيلي بحت وبدون داعٍ، وما يزال الحزب مصمماً على الانتقام لمقتل مجاهده في سوريا، كما أنه سيعاقب العدو لهدمه المنزل في قرية الهبارية!

وخلال ساعات الليل، وإلى ظهر يوم الثلاثاء في 28 - 7 تحول الأمر من هجوم فاشل للحزب، إلى نصر مؤزّر له، لأنه «أربك العدو إرباكاً شديداً»، ليس بإطلاق النار، بل بعدم إطلاقها، وبقيت المبادأة والمفاجأة بيده، والنصر له بالطبع، وإن لم يقاتل! إذ هو غرّر بالعدو واختبر ردّة فعله، والآتي قريب! أما المسؤولون اللبنانيون فكانت ردة فعلهم أشدّ غرابة وعدم مسؤولية؛ اتهموا العدو بالهجوم ومخالفة القرار الدولي 1701. وقالوا إنهم يشتكون لمجلس الأمن. آمنوا فجأة، بل منذ شهر بالقرار الدولي، بينما كان رئيس الجمهورية يقول دائماً إنه محتاج للحزب وسلاحه، لأن الجيش ضعيف، والقرارات الدولية لا تعني شيئاً، وسيبقى السلاح بيد الحزب لنهاية أزمة الشرق الأوسط!

بعد أيام سيبدأ مجلس الأمن بمناقشة التجديد للقوات الدولية في الجنوب، وهي تكلف العالم ملياراً و200 مليون دولار في العام (منذ العام 2006)، تدفع الولايات المتحدة وحدها الثلث، والرئيس ترمب رغم حرصه على أمن إسرائيل، لا يرى مبرراً للاستمرار، ما دامت السلطة اللبنانية العظيمة لا تبذل أي جهد لتطبيق القرار الدولي، بل هي لا تجرؤ على تأييد القرارات الدولية حتى لا يزعل الحزب! وقد بلغ من «ذكاء» رئيس الحكومة اللبنانية الحالي أن صرّح زاعماً بأن التحركات الإسرائيلية تريد الإرغام على تغيير مندرحات القرار الدولي، ولبنان لا يقبل ذلك. بينما تشير تقارير القوات الدولية إلى أن سلاح الحزب غير الشرعي صار يحيط مراكزهم من كل جانب، وهو يهدد القوات الدولية أكثر مما يهدد إسرائيل، إذ كأنه يحتمي بمواقعهم من جهة، ويهدّد العدو بأن الصواريخ الدقيقة قد اكتمل تركيبها!

مسرحية يوم الاثنين في 27 - 7، والتي تشير إلى الحرص المتبادَل على ألا يتضرر أحد ضرراً يُخرجه عن طَوره، ما غرّت ولا ألْهت المراقبين الدوليين عن تخاذُل السلطة اللبنانية، بل تواطؤها. فالقراران الدوليان 1559 و1701 كان المقصود من ورائهما حماية لبنان من الميليشيا الإيرانية، ومن إسرائيل على حدٍ سواء. بينما تُثبت السلطة اللبنانية بفروعها الثلاثة أنها خاضعة تماماً لمشيئة المسلَّحين، ولا تستحي أن تواجه القرارات الدولية لصالح نُصرة الميليشيا. ولدينا الآن استحقاق التجديد للقوات الدولية، ولا نعرف ماذا سيقول الدوليون الذين ساعد عددٌ منهم (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا) الجيش اللبناني، ولهم جنودٌ في القوات الدولية، وكلهم غير راضين عن تصرفات العهد والحكومة، ولا عن تصرفات الجيش تجاه السلاح غير الشرعي في جنوب لبنان!

بيد أنّ التحدي الدائم، رغم التنسيق الرائع بين إسرائيل والحزب، أن يحدث اختلال ما من إحدى الجهتين (وهو الأمر الذي جرى عام 2006) فتنشب الحرب المدمِّرة. والاختلال لدى الميليشيا متعلق بالمشيئة والموازين الإيرانية. أما الكيان الصهيوني فقد لا يُصغي لأحد إذا اعتبر رئيس وزرائه أن الحرب تخدم مصالحه الداخلية وبقاءه في السلطة!

إيران من خلال الحزب والزعيم تتصرف بالحرب والسلم في لبنان. بل إن الحزب يتلاعب دائماً بأمن لبنان وسلامه وسلامة مواطنيه. ورغم ذلك فهو يتلقى استحساناً إذا أطلق النار، واستحساناً إذا لم يطلق النار، باعتباره «أربك العدو». والذي أظنه أن الحزب عاد لقصة إسرائيل وقتالها، بعد أن كان يقول إن القتال بسوريا واليمن أهم بكثير؛ لأن المحكمة الدولية الخاصة التي تشكلت عام 2008 للتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري ستعلن عن قرارها في 7 أغسطس (آب)، أي بعد أسبوع. وفيه أنّ قتلة الحريري بتاريخ 14 فبراير (شباط) 2005 هم 4 من «حزب الله»!

الميليشيا المسلحة، والمافيا السياسية، يضربان معاً الشرعية اللبنانية بقسوة. لقد تصدع نظام الدولة، وعيش المواطنين، وقد يكون الآتي أعظم، وسط العزلة القاتلة التي أدخلت الميليشيا والمافيا لبنان فيها.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

لبنان: جيش بانتظار وطن... ينتظر الاستقلال

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

طبيعي أن يلقي رئيس دولة خطاباً بمناسبة «يوم الجيش» في بلاده، فكيف إذا كان هذا الرئيس عسكرياً، بل قائداً سابقاً للجيش؟ غير أن الغريب في أمر الكلمة التي ألقاها الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، أنها تطرقت إلى كل شيء، ولكن من دون أن تتلمس شيئاً أو تخرج على اللبنانيين بسرد واقعي يعالج معاناتهم.

تحدّث الرئيس عن «التحديات الكبيرة» و«وقت العمل الجدّي الدؤوب» وعن «الحكومة الجديدة» التي ادّعت على لسان رئيسها قبل أسابيع قليلة أنها «حقّقت 97% من المهام التي تعهدت بتحقيقها»! صحيح، التحديات كانت كبيرة، لكنّ اللبنانيين يتذكّرون جيداً الظروف التي طُبخت فيها هذه التشكيلة بهدف امتصاص سخط الشارع المُنتفِض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومن ثم، جرى ركوب الموجة الشعبية المجسّدة في تلك «الانتفاضة»، وحرف اتجاه السخط الشعبي باتجاه خصمين سياسي واقتصادي تناوئهما «قوى الأمر الواقع» الممسكة بزمام السلطة في لبنان. ولذا، لم يتردد المطلعون على خبايا السياسة اللبنانية في اعتبار التشكيلة الجديدة «حكومة حزب الله»... منذ إعلانها. وقال الرئيس عون في كلمته إن «تناقضات السياسة اللبنانية» فرضت التأني، كما تحدث عن «تعرّض استقلال لبنان للخطر (!)». لكن ما لمسه اللبنانيون منذ نجاح هجمات «القمصان السود» على المُنتفضين في بيروت وترويعهم، أن لدى «قوى الأمر الواقع» أيضاً «دولة عميقة» لعلها أعمق بكثير من عمق الدولة اللبنانية الشرعية.

وترافق كلام عون عن «الاستقلال» و«رفض الوصاية صريحة كانت أم مقنّعة» مع إشارته إلى زحف «الصفقات المُعدّة للمنطقة» باتجاه لبنان. وهذا كلام غريب لأن التشكيلة الحكومية التي يدافع عنها الرئيس لا تقنع إلا الفريق السياسي المحسوب عليه، وهو تحديداً «الثنائي الشيعي» بقيادة «حزب الله»، و«التيار الوطني الحر» (الذي أسسه الرئيس ويرأسه صهره حالياً) وتنظيمات صغيرة جلها محسوب على «الثنائي» و«التيار»... و«وصاية» محور طهران – دمشق داخل لبنان.

أصلاً، «انتفاضة» أكتوبر تفجّرت رفضاً لمنظومة السلطة كلها. غير أن حسابات «قوى الأمر الواقع» التي أسهمت في تحريكها، انتقلت فور استقالة حكومة سعد الحريري إلى الجزء الثاني من الخطة، ألا وهو تشكيل حكومة تابعة لها، تخوض معاركها الداخلية ضد معارضي هيمنتها السياسية والأمنية، وضد النظام المصرفي وهوية لبنان الاقتصادية والثقافية. «تناقضات السياسة اللبنانية» –حسب تعبير عون– لم تسمح يومذاك بحكومة مواجهة علنية، فاستقر القرار على ما وصفوها بـ«حكومة مستقلين». إلا أن القاصي والداني يعرف أنها ليست كذلك إطلاقاً، بدليل أنه كلما ظهر خلاف بين أفرقاء «الاتجاه الواحد» فيها يبادر فريق منهم إلى التهديد بسحب وزرائه. ومن ثم، تنكشف أكثر فأكثر عبثية سياسة الهروب إلى الأمام، وسط استفحال الأزمة المعيشية - الاقتصادية، وتفاقم الوضع الصحي بفعل جائحة «كوفيد - 19»، والتوتر السياسي الطائفي والمذهبي في أعقاب المواقف المعلنة لقيادات مسلمة ومسيحية، والعد العكسي المتسارع لموعد صدور المحكمة الدولية الناظرة قضية اغتيال رفيق الحريري ورفاقه (يوم 7 أغسطس - آب).

حقيقة الأمر أن السلطة في لبنان تعيش اليوم حالات مقاطعة بالجملة:

- «مقاطعة داخلية» لتشكيلة حكومية تخجل القوى السياسية من الاعتراف بأبوّتها، بينما يتساجل أتباع القوى التي شكّلتها مع وزراء فيها بعبارات معيبة... علناً على شاشات التلفزيون.

- «مقاطعة عربية» لتشكيلة وزارية تعرف القيادات الخليجية والعربية تماماً هويتها وارتباطاتها والدور المطلوب منها أن تؤديه. ولذا لم تُجرَ اتصالات معها عبر القنوات الرسمية المعتادة، بل موفد أمني من قِبل رئيس الجمهورية. ومعلوم أن التهديد الإيراني لدول الخليج ليس ابن البارحة، ولا نشاطات خلايا «حزب الله» اللبناني في دول الخليج، بما فيها الكويت، خافية على حكوماتها.

- «مقاطعة دولية» كانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أخيراً، لبيروت أبلغ وأجلى صورها. ومعلوم أن علاقة فرنسا –بصفتها القوة الأوروبية المنتدبة على لبنان بين 1920 واستقلاله عام 1943– كانت دائمة علاقة خاصة. ولطالما اعتبرت فرنسا أن للبنان مكانة خاصة بالنسبة لها في المشرق العربي، ولذا بادرت القيادات الفرنسية المتعاقبة على التعامل الودي الاستثنائي معه. وكانت باريس السبّاقة أوروبياً على الدوام في دعم لبنان منذ خروجه من حربه المدمّرة بين 1975 و1990 من خلال استضافة مؤتمرات مخصّصة لرفده مالياً وتنموياً. وكانت آخر مبادراتها خطة «سيدر» لإعادة البناء.

غير أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة كشفت عبثية الرهان على سلطة، أولاً لا تملك من قرارها شيئاً، وثانياً لا تفهم شيئاً في أصول التحاور والتعاون الدولي. وكان الحوار الفظيع الذي تبادله رئيس التشكيلة الوزارية اللبنانية مع ضيفه الفرنسي، وأنهى الحوار بينهما... أسوأ خاتمة ممكنة لآمال لبنان في الظهور بحد أدنى من الصدقية الدولية.

عودة إلى كلمة الرئيس. الرئيس أشار فيها إلى «استقلالية القضاء»، واستعداده للوقوف «سداً منيعاً» حمايةً للقضاء ومساعدةً له على تأدية دوره كاملاً في مكافحة الفساد، ولكن ثمة مَن يستغرب ذلك... خصوصاً أنه سبق له أن رفض من قبل توقيع التعيينات القضائية.

كذلك تكلم عن «سياسات اقتصادية خاطئة» وعن أهمية «تغيير الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج»، كأن القوى المحسوب منها والمحسوبة عليه لم تكن جزءاً من الحكم منذ 15 سنة، ولم تتسلم يوماً وزارات خدمات كوزارة الطاقة، التي رتّبت وحدها على الخزينة اللبنانية ديوناً بمليارات الدولارات.

وتحدث عن «استقلال بيئي» يتمثل «بتحريج الجبال»... لكنه تجاهل أن «تياره» ومناصريه وحلفاءه في «حزب الله» يقودون أكبر عملية ممنهجة للتدمير البيئي عبر السماح بالكسّارات (المحاجر)، وبناء سدود فاشلة بعضها أدى إلى كوارث بيئية، والموعود منها، وهو سد بسري يهدد بأفظع تداعيات زلزالية عند تلاقي فالقين زلزاليين في وادٍ أخضر نظيف بيئياً يفصل بين جنوب جبل لبنان ومنطقة جزين.

وتحدّث عن استقلال آخر «ناجز» هو التحرّر من الطائفية (!). وهذا، أمر مستغرب من راعي «تيار» سياسي يعطل تعيينات حكومية بذرائع طائفية، ويستحوذ على نصيب الأسد من التعيينات المخصّصة للمسيحيين بحجة أنه الكتلة المسيحية الأقوى، بل يتحالف انتخابياً مع حزب ديني صريح.

خطاب الرئيس أمس، بكل أسف، أكد أن جيش لبنان بانتظار وطن... ينتظر الاستقلال.

 

صناعة السياسة والتاريخ!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

يمتلئ التاريخ بسلسلة طويلة من الأسماء المهمة والمؤثرة التي لعبت دوراً خطيراً في صناعة المشهد السياسي، فكانت كما أُطلق عليها لاحقاً «صانع الزعماء». وفي التاريخ القريب لعب الإنجليز دوراً مهماً في توزيع أدوار لافتة لمؤثرين منهم في العالم عموماً وفي منطقة الشرق الأوسط منه تحديداً.

مع تشقق أعمدة حكم السلطة العثمانية وترهلها بعد أن شاخ الحكم فيها، بدأ الحراك البريطاني الفرنسي لاستغلال مشهد السقوط الحتمي للدولة العثمانية وصناعة واقع جديد على الأرض. وهنا بدأ الحراك البريطاني ولمعت أسماء مثل لورانس وفيلبي وبلغريف. كلٌّ يحاول فرض نظريته على القوى الصاعدة في المنطقة والحصول على الدعم المطلوب من الخارجية البريطانية.

ثم جاءت حقبة أكثر تطوراً ونضوجاً من صناع الملك بعد هيمنة المرحلة الأميركية على المشهد السياسي العام، فظهر كلٌّ من المهاجر الألماني الأصل هنري كيسنجر، الذي أحدث انقلاباً مهماً في السياسة الخارجية الأميركية وكان من أهم الشخصيات المؤثرة (والمثيرة للجدل في آن) في تاريخ السياسة الأميركية، وإليه يُنسب الفضل في كسر الحاجز النفسي الذي فتح العلاقات الطبيعية مع الصين الشيوعية، وأيضاً كان أول من زرع فكرة السلام بين مصر وإسرائيل. وفي كتاب جديد عنه بعنوان: «حتمية المأساة: هنري كيسنجر وعالمه» يقدم المؤلف باري غوين سرداً مهماً عن سيرة الرجل وتناقضات سياساته في كونه اتخذ قرارات سياسية مهمة حتى ولو على حساب القيم الأميركية العليا كما حدث مع دعم انقلاب بينوشيه العسكري على الليندي المنتخب ديمقراطياً، ولكنه حسب كيسنجر (كان شيوعياً وخطراً على المصالح الأميركية مما استدعى الخلاص منه).

لم يكن هذا الكتاب الوحيد الذي بحث في جدلية قوة تأثير هنري كيسنجر على السياسة الأميركية ولكن تصدى لنفس الموضوع سيمور هيرش في كتابه المهم «ثمن القوة»، ووالتر إيزاكسون في كتابه «كيسنجر: قصة حياة». ولم يكن هنري كيسنجر هو السياسي الأميركي الوحيد المنتمي لقماشة السياسي المثقف، فهناك أيضاً زبيغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأسبق في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر، هو أيضاً من أصول وسط أوروبية، وتحديداً من بولندا، وكان يُعرف بفكره الاستراتيجي الاستباقي، فهو توقّع «مآلات» الأمور التي وصل إليها حال الاتحاد السوفياتي والصعود الصاروخي المثير للتنين الصيني، ولكن الأهم أنه قرأ أثر التطور التقني على المجتمعات والسياسة في كتاب قديم له وغير معروف كتبه منذ أكثر من أربعة عقود، كأنه يصف الحال الذي نعيشه اليوم.

كان رجلاً فائق الذكاء وحادّ العبارة واختار فريقه بعناية ومهارة ودهاء، واختار أفراد فريقه بعناية شديدة مع ميل لمن هم من أصول أوروبا الشرقية، وكان من ضمن الفريق مادلين أولبرايت التشيكية الأصل التي أصبحت لاحقاً أول وزيرة للخارجية في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

ومع انطلاق أحداث الربيع العربي بدأ الظهور المريب لاسم الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي برنارد هنري ليفي، وأخْذ مقالاته وتعليقاته على أحداث المنطقة وكأنها المرجع الأخلاقي والسقف السياسي لطموحات الحراك. والرجل له عدد كبير من المؤلفات المتنوعة في مواضيعها وعناوينها، فكتبه حملت عناوين مثل: «عبقرية اليهودية»، و«الإمبراطورية والملوك الخمس»، و«مَن قتل دانيال بيرل»، و«سارتر»، و«الفيروس في عصر الجنون». ظهر الرجل أخيراً في ليبيا وتحديداً في منطقة نفوذ حكومة الوفاق والميليشيات المدعومة تركياً وصرح بأنه جاء لدعم «ليبيا». وظهوره في المنطقة المشبوهة يجيب عن أسئلة كثيرة جداً عن غموض موقفه وإظهاره كصوت الربيع العربي في الغرب. صناع الزعماء لا يزالون بيننا ولا يمكن أن يظهروا أنهم ملكيون أكثر من الملك، وهذا ما فعلوه ولا يزالون من أيام لورانس وصولاً إلى برنارد هنري ليفي. برنارد هنري ليفي كاتب مجتهد له باع طويل في الدفاع عن الحريات، ولكن أتمنى ألا نغفل أنه يأتي ليقنعنا بأنه ليبي أكثر من الليبيين أو كردي أكثر من الأكراد. دائرة التاريخ تعود وتكرر نفسها مع نفس المشاهد ولكن بأسماء جديدة ويبقى الغافل الذي لا يستفيد ويعي ويتعلم من دروس التاريخ. صناعة السياسة لعبة مغرية تجذب إليها كل من له الهوس بصناعة المجد الشخصي لدخول التاريخ بوصفه أحد صانعيه دونما النظر للتكلفة والفاتورة الأخلاقية الناتجة عن ذلك الأمر!

 

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

في وصف القضية الفلسطينية، درجت «جبهة الرفض» وبعدها «محور الممانعة والمقاومة» عدداً من المصطلحات - المفاهيم، هذه بعضها: إنها حرب وجود لا حدود. إنها قضية لا يحق للفلسطينيين تقرير مصيرها لأنها من طبيعة قومية. إنها نزاعٌ لا يجوز لأي حاكم عربي، أو للحكام العرب مجتمعين، إنهاؤه لأن الجماهير صاحبة الرأي فيه. إنها صراع لا يملك جيلاً واحداً أمر حله لأن فلسطين ملك أجيال عربية متعاقبة. إنها حربٌ لا يصح فيها أن نؤنسن العدو... المشكلة إذن مشكلة وجود، وهي تُخاض ضد شياطين لا تجوز أنسنتَهم، أما أصحابها المباشرون فلا يملكون أمر حلها، كما لا يستطيع ذلك حاكم من الحكام أو حتى جيل من الأجيال... من يشكك في هذا التشخيص عليه أن يتذكر أن 120 سنة انقضت على ولادة المشكلة، وليس من ضمانة بأن الـ120 سنة المقبلة سوف تحلها. والحال أن مشكلة بهذه المواصفات لا تعود مشكلة: ذاك أن المشاكل تُحل، إن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن بهذه الشروط فبسواها. ما لا يُحل لا يعود مشكلة. يغدو أسطورة. الأوصاف المذكورة تُخرج القضية الفلسطينية من الواقع، ومن العقل، وتالياً من التاريخ. إنها تُدرجها في خانة الأساطير. لقائل أن يقول إن الحل موجود: إنه تحرير فلسطين وإلغاء دولة إسرائيل، وربما مجتمعها أيضاً، عبر المقاومة المسلحة. لكن هذا إنما يُبقينا في اللاحل لأنه، ببساطة، ليس حلاً. إنه أقرب إلى مزاح سمج ومكلف.

أسباب هذا التذكير، الضروري دوماً، بما آلت إليه القضية الفلسطينية أربعة على الأقل، وهي كلها من طبيعة تحريرية للمشهد وللمشاهِد في آنٍ معاً:

أولاً، تحرير الفلسطينيين من عبء مشكلة لا حل لها. هذا ما يجعل حياتهم هم مجموعة من المشاكل التي لا حل لها. إنها معاناة قاتلة أفقها مسدود.

ثانياً، تحرير القضية إياها من الاستغلال السهل لها. وحده تقديمها كمشكلة قابلة للحل ينزع تلك الورقة من أيدي أنظمة احترفت إغداق الوعود بـ«تحرير فلسطين» و«الصلاة في الأقصى».

ثالثاً، تحرير تقدم الشعوب العربية من الابتزاز بمشكلة غير قابلة للحل. هذا ما رأيناه في التجربة السورية في أوضح أشكاله: ضرب الثورة باسم محاربة إسرائيل وتحرير فلسطين.

رابعاً، تحرير السياسة في المنطقة العربية من عدوى الصورة السائدة عن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي كنزاع لا حل له. هذه الصورة تغذي صورة الانقسامات الطائفية والإثنية بوصفها، هي أيضاً، ما لا حل له.

الاستراتيجية المتبعة لدى الممانعة هي: تكبير الحجر لعدم الرمي به. فالقضية تُسبَغ عليها نعوت الفرادة والبوصلة، وغير ذلك من أجل ألا يحصل أي شيء على صعيدها. إما أن نحررها ونصلي في الأقصى وإما ألا نفعل شيئاً، مطلقين النار والتشهير على كل فعل آخر.

إن المطلوب، في المقابل، هو ترشيق القضية الفلسطينية، أي شفط دهون التاريخ والقداسة والمصير عنها. هذه الدهون الكثيرة جعلتها جسداً شديد السمنة، عاجزاً عن الحركة، لكن ضخامته تسد كل طريق. المطلوب تالياً الاحتفاظ بالجسم السياسي للقضية، أي بما تنطوي عليه من سياسة وحقوق ومصالح. بهذا تُعاد إلى الواقع وإلى التاريخ فيما تُنتزَع من هذا التأويل الرفضي - الممانع، أي الإيراني - السوري الذي ازدهر على الإحباط واستثمر في التعنت الإسرائيلي وفي العجز حياله. هذه الإعادة هي وحدها ما يبعث الحياة في القضية الفلسطينية ويجعلها مجدداً قضية حية ذات أسئلة حية: كيف تغدو موضوعاً يُناقَش وتتعدد في صدده الآراء. كيف يمكن لمن شاء أن يدافع عن القتال، ولمن شاء أن يدافع عن التسوية، ولمن شاء أن يقول بحق العودة أو باستحالة حق العودة إلخ... كيف يُختلف عليها من دون أن يُتهم بالعمالة والخيانة من لا يشارك في تقديسها. كيف نتقدم بها من المقدس إلى المسيس. من المطلق إلى النسبي.

هنه أرنت، عالمة السياسة الألمانية - الأميركية، حين تناولت التجربة اليهودية نبهت إلى ما اعتبرته «الأسطورة الأقوى» فيها، وهي أن اليهود، خلال التاريخ، وعلى عكس باقي الأمم، «لم يكونوا صانعي تاريخ، بل من يُعانون التاريخ، محتفظين بنوع من الهوية الأبدية الصلاح لم يقطع رتابتَه إلا تقويمٌ زمني للاضطهادات والبوغرومات يساويه رتابة». هذا ما يرقى، عند أرنت، إلى إعفاء الضحية من مسؤوليتها، وانتزاع مسائل الهوية والألم اليهوديين من التاريخ ومن التاريخية عبر إسباغ الماهوية على الضحوية اليهودية. هذا ما أدى، في رأيها، إلى فصل التاريخ اليهودي عن التاريخ الأوروبي والعالمي، وأوجد حالة ذهنية سمتها أرنت «انقطاع الصلة بالعالم» (worldlessness).

نقد كهذا ضروري في حالتنا، علماً بأن أحد الفوارق الأساسية هو التالي: حلفاء القضية اليهودية دعموها منذ «وعد بلفور» الشهير، بينما حلفاء القضية الفلسطينية حلفاء صوتيون يريدون دعم القضية لهم، أكثر مما يقدمون الدعم لها. إنهم ينفخونها فحسب.

 

العصر يصنع الرجل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

بعد صدور «بين القصرين» فاز نجيب محفوظ بوسام ذهبي نادر. ها هو العميد طه حسين بنفسه يتقدم إلى تهنئته بهذا العمل ويشد على يده. وقلما تواضع العميد إلى العاطفة ليقرظ عملاً أدبياً. فهو لا يخلع أبداً عباءة الأستذة؛ خوف الشطط أو الندم. والأستاذ هنا لا يكف عن البحث عن نقاط الاستحسان. وأكثر ما يثير تقديره الجلد الذي يتمتع به صانع الرواية. أربعمائة صفحة لا دلالة فيها على ملل أو تعب أو كلل.

وما يبهج العميد الضرير ذلك البحث الشاق الذي يقوم به محفوظ في حارات مصر وقصورها القديمة وفي روحها العالية. إذن، محفوظ هو صناعة مصر، وليس عليه سوى الإتقان في السرد وتنظيم الحبك الروائي، وقد «أبدع» في ذلك. والوصف هنا للدكتور طه.

كان المعلم الكبير يؤمن أن الكاتب أو الشاعر يصنعه عصره وزمنه وكل ما يحيط به. ولكي تعرف دفاعه عن هذه النظرية، يجب أن تقرأ كتابه عن أبي العلاء المعري، ضرير القرن العاشر، الذي كان كارهاً له ومزدرياً أعماله، وانتهى إلى وضع أهم دراسة علمية عنه.

يقول العميد: الخطأ كل الخطأ أن ننظر إلى الإنسان نظرنا إلى الشيء المستقل عما قبله وما بعده: ذلك الذي لا يتصل بشيء مما حوله، ولا يتأثر بشيء مما سبقه أو أحاط به. ذلك؛ لأن الكائن المستقل هذا الاستقلال لا عهد له بهذا العالم. إنما يأتلف هذا العالم من أشياء يتصل بعضها ببعض، ويؤثر بعضها في بعض، ومن هنا لم يكن بين أحكام العقل أصدق من القضية القائلة: إن المصادفة محال، وأن ليس في هذا العالم شيء إلا وهو نتيجة من جهة، وعلّة من جهة أخرى: نتيجة لعلة سبقته، ومقدمة لأثر يتلوه. ولولا ذلك لما اتصلت أجزاء العالم، ولما كان بين قديمها وحديثها سبب، ولما شملتها أحكام عامة، ولما كان بينها من التشابه والتقارب قليل ولا كثير. وليس للمؤرخ المجيد عمل إلا البحث عن هذه العلل، والكشف عما بينها من صلة أو نسبة. فعمله في الحقيقة وصفي، لا وضعي، أي أنه يدل على شيء قد كان، من غير أن يخترع شيئاً لم يكن. مثله مثل السائح. يعثر في طريقه بنهر لا يعرفه أصحاب تقويم البلدان، فيدلهم عليه ويهديهم إليه. وقد يسمى النهر باسمه، وقد يجلّه أصحاب هذا العالم، وقد ترفعه أمته إلى حيث يلقى كبار الرجال، ولكنه مع ذلك مستكشف، ولم يوجِد النهر، بل اهتدى إليه.

 

احتداد المواجهة الأميركية - الصينية وتداعياتها على إيران ولبنان

راغدة درغام/إيلاف/02 آب/2020

دخلت المواجهة الأميركية - الصينية نفق اللاعودة وازدادت معها المخاوف العالمية من تداعيات هذه الحرب الباردة - الساخنة بين عملاقين يعتزم كل منهما منع الآخر من مرتبة الدولة العظمى في العالم. تطوّرات هونغ كونغ هي الحافز الذي أخذ العلاقة الأميركية مع الصين الى انعطافة استراتيجية، لكن الإجراءات العقابية الأميركية المُزمع اتخاذها تشمل إفشال الصفقات الصينية - الإيرانية الواردة في الاتفاقية الجديدة بين البلدين وذلك من خلال تعطيل العمليات المالية عن طريق معاقبة البنوك الصينية، وتعطيل الصفقات العسكرية عبر منع رفع الحظر عن السلاح الى إيران وغيرها من الوسائل.

الصين لن تقف صامتة، لكنها قلقة جداً من افرازات العقوبات على الآلية المالية الصينية. لذلك، تقول المصادر، يصبح بلد صغير بحجم لبنان مفيداً لبكين التي تريد الاستفادة من النظام المالي اللبناني للقفز على العقوبات الأميركية على البنوك الصينية. هذا أمر خطير جداً على لبنان سيما وأنه في خضمّ الابتلاع الإيراني الكامل له عن طريق "حزب الله" بموجب قرار إيراني رفيع المستوى ووسط كلام عن حصول "حزب الله" مؤخّراً على مساعدة مالية جدّيّة من طهران بعدما حصلت طهران على أموال من الصين كعربون تحفيز بموجب الاتفاقية.

كبار القيادات في حزب الله سيقومون خلال الأسبوعين المقبلين بزيارة طهران للتباحث في استراتيجية الأشهر المُقبلة التي تعدّها القيادات الإيرانية في اطار استخدامها للساحتين اللبنانية والعراقية بما ترتأيه يخدم غايات النظام في اطار العلاقة مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل. المصادر الوثيقة الاطّلاع على تفكير النظام في طهران نقلت اعتزام الحرس الثوري الإيراني ان "يضمن انتهاء عام 2020 بسيطرة حزب الله بصورة واسعة وكاملة على لبنان Full scale control". أضافت المصادر ان ايران تعتبر لبنان "قاعدة" أساسية لها وقد "اتّخذت القرار بأن يتأهّب حزب الله لإجراءات قويّة ضد إسرائيل في شهر أيلول (سبتمبر). إنما القرار التفعيلي سيُتّخذ في الاجتماع المهم بعد أسبوعين".

السبب وراء اختيار شهر سبتمبر هو ان اسرائيل قد تقوم بإجراءات ضم الأراضي الفلسطينية التي تنوي ضمّها في ذلك الشهر فتكون طهران جاهزة للتعبئة والرد. ثانياً، ترى طهران انها لا تتمكّن من المضي بالتظاهر بأن إسرائيل لم تخترقها، ولذلك ترى ان الحاجة ضرورية للرد عسكرياً على التفجيرات الغامضة في عقر دارها - الأمر المتاح عبر البوّابة اللبنانية. وثالثاً، تعتقد طهران الآن أن من مصلحتها إيقاع الرئيس دونالد ترامب في مأزق قُبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

بكلام آخر، ترى القيادات في طهران ان امتلاكها "للورقة العاصفة" wild card - وعنوانها لبنان - يمكّنها من العصف بالانتخابات الرئاسية الأميركية إذا شاءت تفجير الوضع في سبتمبر. وقد تشاء. فلبنان يشكّل الأولويّة القاطعة في الحسابات الإيرانية اليوم مع أن للعراق أيضاً أهمّيّة متوازية. وفي الاستراتيجية الايرانية، وفي حال برزت أزمة دولية، هناك تزامن وتلازم simultaneous في العمل الإيراني داخل البلدين، بموجب قرار على أعلى المستويات في طهران. وبحسب القراءة الإيرانية، ان واشنطن مُنشغلة قطعاً بالانتخابات الرئاسية، ولن تتحرك في لبنان اما لمنع إيران من السيطرة القاطعة عليه عبر حزب الله وحلفائه وأدواته، أو لحماية حياده الذي ترفضه طهران قطعاً ولن تسمح لحزب الله بالرضوخ له تحت أي ظرف كان.

أثناء الدائرة المستديرة الافتراضية الثانية عشرة لقمّة بيروت انستيتوت في أبو ظبي، قالت دانييل بليتكا، الزميلة الأولى في مؤسّسة AEI أميركان انتربرايز انستيتوت، ان "مأساة لبنان" هي ان "لا أحد يبالي" به لكنها حذّرت من أن "حزب الله، ليس في وضع يمكّنه من مساعدة إيران حاليّاً"، وان رغم الأزمة التي لا سابقة لها في تاريخ لبنان الحديث، ليس من مصلحة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله "ان يبدأ حرباً مع إسرائيل حتى لو أتى ذلك بطلب من خامنئي" مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران. وزير خارجية سيربيا الأسبق ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السابق فوك جيريمتش قال إن اللبنانيين مثل البوسنيّين، "غير قادرين على معالجة مشاكلهم بأنفسهم" وفي الوقت ذاته "لا أرى أحداً جاهزاً للقفز لمساعدتهم على حل مشاكلهم في المستقبل القريب". واستدرك عن التشاؤم القاطع قائلاً "لا أتصوّر انهياراً كاملاً. أعني، ان استمرار وجود لبنان هو معجزة مثل معجزة استمرار وجود البوسنة إذ ان كلاهما في حال اختلال dysfunctional. لكني أؤمن بالتفاؤل وأتصوّر ان البلدين سيبقيان". مؤسّس ورئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث، عبدالعزيز الصقر شدّد على أن "ما لم يقم اللبنانيون بإصلاح الوضع بأنفسهم fix it، لن تتمكن أيّة قوّة خارجية من الإصلاح التام". وزاد "لربما على المجتمع المدني في لبنان ان يتدخّل مجدداً (كما فعل أثناء الحرب الأهلية) ليقوم بالإصلاح بنفسه".

اللافت هو ما قاله مدير مركز كارجي في موسكو، دميتري ترينن، بعدما وافق الآخرين على أن الفساد هو الآفّة التي تأكل لبنان "وهذا مرض لا تستطيع روسيا أن تشفيه". فقد ميّز ترينن بين العلاقة التحالفية بين روسيا وحزب الله في سوريا "المختلفة جداً عن تحالفات الاتّحاد السوفياتي، أو التحالفات الأميركية. فهذه تحالفات ظرفية Situational ذات مساحة محدودة وأهداف محدودة وفترة زمنية محدودة". وأضاف ان "بوجود مقاتلي حزب الله على الأرض Hezbollah boots on the ground، تمكنت روسيا من أن تفعل ما تمكنت من فعله في سوريا. إنما هنا ينتهي الأمر. وأعني أن روسيا لا تدعم كل السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط. ان روسيا مع إيران فقط في إطار أهداف محدّدة، بما في ذلك في سوريا، حيث باتت روسيا وإيران متنافستان تلعبان مقابل بعضهما البعض". ماذا عن توجّه حزب الله الى الصين؟ رأي ترينن هو "ان الصين لن تدخل في المستنقع السياسي أو الجغرافي - السياسي في الشرق الأوسط. الصين تهتم فقط بالمصالح والنفط والبُنية التحتية. أما في الإطار الجغرافي - السياسي، والعسكري، والنزاعات، ان الصين لا تملك الحنكة ولا الخبرة ولا الاهتمام بذلك".

عبدالعزيز الصقر أشار الى ان الصين تستورد 32 في المئة من نفطها من منطقة الخليج بما فيها 1,7 مليون برميل نفط يومياً من السعودية، "فعلاقتنا الاقتصادية قوية". ثم تساءل "لماذا ينسوننا في منطقة الخليج" عندما يتحدّثون عن وطأة تطوّر العلاقات الأميركية - الصينية "فيما الوطأة على منطقتنا ضخمة؟".

واقع الأمر أن الجميع قلق من تداعيات المواجهة الأميركية - الصينية. أوروبا قلقة وتريد بعض الحياد في هذه المواجهة، كما قال فوك جيريمتش شأنها شأن روسيا، كما قال دميتري ترينين. إنما على الجميع التأقلم مع التدهور في هذه العلاقة لأنها "غير قابلة للإصلاح" بحسب دانييل بليتكا التي ترى أن في حال فوز جو بايدن بالرئاسة، فإن رئاسته لن تكون امتداداً لرئاسة باراك أوباما وإنما استمرارية لرئاسة ترامب، في مختلف ملفّات السياسة الخارجية من الصين الى روسيا الى إسرائيل الى أوروبا وحتى نحو إيران باستثناء العودة الى الاتفاقية النووية إنما بشروط بايدن.

قرار انشاء جبهة موسّعة لمواجهة الصين تضم أميركا، أوروبا، الهند، استراليا، كوريا الجنوبية، نيوزيلاند وغيرها قرار تم اتخاذه على أعلى مستويات صنّاع القرار في واشنطن منتصف الشهر الجاري، بحسب المصادر المطّلعة التي وصفت نتيجة الاجتماع بأنه "صقوري" بامتياز. وبحسب المصادر، شملت القرارات التالي: طرد الشركات الصينية بالذات المتفوّقة تكنولوجياً من هذه الدول. إغلاق القنصليات، كما حدث في هيوستن. صدّ أو تعطيل كل الصفقات بين الصين وإيران.

 تدمير النظام الاقتصادي في هونغ كونغ بما يمنع الصين من أية استفادة اقتصادية من هونغ كونغ. هذا اضافة، قالت المصادر، الى قرار دعمه بقوة كل من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين يقضي بإنشاء لجنة مستقلة دولية (ليس عبر الأمم المتحدة) لمراقبة خروقات حقوق الإنسان في الصين. كذلك، لن يوقّع الرئيس ترامب على المرحلة الثانية من الصفقة التجارية مع الصين، اضافة الى إدخال ضرائب جديدة على الواردات الصينية.

"هذا مستوى لا سابقة له في المواجهة الأميركية - الصينية يمكن أن يؤدّي الى مواجهات عسكرية في منطقة بحر الصين" قالت المصادر "وهذا المستوى الجديد من المواجهة خطير جداً قد ينسف الاستقرار السياسي والاقتصادي عالمياً".

دونالد ترامب يريد انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في الولايات المتحدة في شهر سبتمبر وهو يريدها أن تكون قمة عزل الصين. إدارة ترامب تتهيّأ لشن حملة كاملة أساسها الاستراتيجي اخراج الصين من النظام العالمي الاقتصادي والسياسي. فالمهمّة الأولى، والرؤية ذات الأولوية، والقرار الاستراتيجي الأوّل للولايات المتحدة يجب أن يستهدف الصين بصفتها "العدو" الأوّل للولايات المتحدة الأميركية. هذا هو القرار الاستراتيجي الأميركي الذي اتّخذته ادارة ترامب ويبدو ان الديموقراطيين لن يعارضوه.

المصادر المطّلعة على الأجواء الصينية قالت ان الصين تأخذ هذه التطورات بجدّيّة وهي قلقة ممّا وصلت اليه الأمور سيّما وان الاستراتيجية الأميركية لعزل الصين ستكون مُكلفة للصين واستراتيجيّتها. روسيا أيضاً قلقة لأن الرئيس فلاديمير بوتين غير قادر أن يقف مع الصين ضد الولايات المتحدة ولا هو قادر ان يرضخ لما تريده الصين. إيران قد لا تكون قلقة، إنما يجب أن تقلق وتقلق كثيراً نتيجة تموضعها مع الصين في المواجهة مع الولايات المتحدة.

الطريف المبكي هو أن لبنان قد يصبح ساحة اللعبة الكبرى نتيجة فتح أبوابه أمام الصين وإيران ضد الولايات المتحدة. قد تكون إدارة ترامب غائبة عن وعي هذا "التفصيل الصغير" في الصورة الكبرى فلا تبالي بآثار وتداعيات وإفرازات الانهيار التام للبنان وسقوطه تحت السيطرة التامة لإيران بما يمكّنها من أن تقدّم نظام لبنان المالي الى الصين. وقد تكون واشنطن واعية لهذه الناحية المهمّة من معركتها وتتّخذ القرارات المناسبة استعداداً للمعركة. انها البداية لصفحة جديدة وخطيرة جداً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الجميل في وداع خويري: ستبقين القدوة وأملنا أن تكون تضحياتك إلهاما لإنقاذ لبنان المعذب

وطنية - الأحد 02 آب 2020

ودع حزب "الكتائب اللبنانية" وعائلة الفقيدة المسؤولة السابقة في الحزب جوسلين خويري، بالصلاة عن روحها، في كنيسة مار سمعان العمودي في بلدة غوسطا في قضاء كسروان. وترأس المراسم راعي أبرشية جونية المارونية المطرن نبيل العنداري موفدا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عاونه لفيف من الأساقفة والكهنة. وشارك في القداس ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب روجيه عازار، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، النواب: نديم الجميل، إلياس حنكش، شوقي الدكاش، الوزيران السابقان: ريشار قيوميجيان وإدمون رزق، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ممثلا بالنائب بيار بو عاصي، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ممثلا بالوزيرة السابقة ندى البستاني، نائب رئيس "الكتائب" الوزير السابق سليم الصايغ، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، الأمين العام "للكتائب" نزار نجاريان، الدكتور فؤاد ابو ناضر، أعضاء المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي، رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، النائب البطريركي العام على نيابة صربا بولس روحانا، القاضي جان فهد، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني وحشد من الكتائبيين والأصدقاء. وتلا الرقيم البطريركي الأب يوحنا مارون قويق، فقال: "بكثير من الألم والأسى، نودع معا العزيزة جوسلين، التي بعد صراع مع المرض أسلمت الروح"، مشيرا إلى أنها "ابنة بيت مؤمن وأسرة كريمة، تربت على الإيمان بالله والقيم الإنسانية ومحبة الوطن، وانضوت تحت لواء حزب الكتائب، وكانت من المناضلين المقاومين في الحرب اللبنانية". أضاف: "لقد اختبرت يد الله وحماية العذراء، فكان التحول الجذري في حياتها، وأسست جمعية اللبنانية امرأة 31 أيار"، لافتا إلى أنها "راحت تلتزم بمختلف النشاطات الاجتماعية والكنسية، فأسست مركز يوحنا بولس الثاني للخدمة الثقافية والاجتماعية، والمركز الحبري لحوار الأديان في لبنان، وكانت عضوا فاعلا في أنت أخي".

وتابع: "نحن ندرك أن الخسارة كبيرة على كل صعيد، لكن عزاءنا في أن جوسلين هدية ثمينة للسماء وشعلة الإيمان بالله ومحبة الوطن، تواصل التوهج في بيتها الوالدي".

وختم "إكراما لدفنها وإعرابا عن عواطفنا الأبوية، نوفد المطران أنطوان نبيل العنداري ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسها وينقل تعازينا الحارة".

الجميل

وألقى الجميل كلمة باسم حزب "الكتائب"، فقال: "بحزن كبير وألم عميق في غوسطا، نودع عزيزتنا جوسلين، المناضلة الفاضلة المكرسة الاستثنائية عملا لا قولا، من أجل الله والوطن والعائلة" مشددا على أن "جوسلين تميزت في ميادين عدة، وناضلت حتى الرمق الأخير، في سبيل لبنان وخدمة الإنسان".

أضاف: "في العائلة، نشأت في بيئة وعائلة مسيحية مؤمنة ومناضلة، وتربت هي وأشقاؤها وشقيقتها على حب الله والوطن، ونذرت حياتها لتجسيد القيم، وأصبح لبنان بأسره عائلتها، تنشر فيه المحبة والخبرة الروحية". وتابع: "في الوطن، انتاب جوسلين خويري الشعور بالواجب، فهبت للدفاع عن الوطن، وانخرطت في صفوف القوى النظامية في الكتائب، وتميزت بحس القيادة والتنظيم، وأسست شعورا منها بقدرات المرأة، فرقة القوى النظامية، التي تميزت بأعمال خارقة، وحس إنساني". وإذ استذكر "محطة هامة من مسيرتها النضالية"، قال: "أذكر في شكا كيف أتت على رأس فرقة من النظاميات، للمساعدة في المعركة، فطلبت منها أعمال الأمن الداخلي، وغضبت وقالت: أتيت إلى هنا من أجل الدفاع عن البلدة، وليس من أجل الحراسة، أو القيام بعمل الشرطة، وقاتلت في الصفوف الأمامية فلا تخاف من المخاطر ولا تعمل حسابا للتهديدات، وطلبت منها الحضور إلى أخطر المعارك، أي موقع كارلوس، وكانت المؤتمنة على الموقع بقوة وشجاعة حتى الانتصار الأخير". ولفت إلى أن "بيار الجميل أسس مدرسة أخلاق وتضحية، فسارت جوسلين على خطاه من دون تردد ولا ملل، كما كان همها مساعدة الجرحى وأهل الشهداء، وكرست نفسها لمساعدة المعوقين، وحملت شهادة الدم، كما رسالة الكلمة والآلام، وكانت المناضلة الوطنية والإنسانة المؤمنة". وقال: "عندما استراح المحارب، عادت جوسلين خويري إلى حبها الأول، أي الله، الذي لم يفارقها يوما، وكان شربل إلى جانبها حتى الرمق الأخير". وتوجه إلى الراحلة: "يا جوسلين ستبقين القدوة والمثال ومحفورة في القلب والوجدان ورمز العطاء والفداء، وأملنا أن تكون تضحياتك، وكل ما قدمت للبنان الملهم من أجل إنقاذنا من المحنة والإيحاء من أجل توحيد القوى وجمع الهمم، لإنقاذ لبنان المعذب".وختم "روح جوسلين ستواكبنا في عملنا، ونأمل أن تكون عبرة من أجل عزة لبنان وإنقاذ الإنسان".

أبو ناضر

من جهته، قال أبو ناضر: "في أواخر ال80 وال90 عندما كنت ألتقي بجوسلين، كانت تخبرني عن نشاطاتها في إيطاليا، وكانت فخورة جدا، ومرت الأيام، ومنذ سنة ونصف السنة، في محاضرة في البرلمان الإيطالي، تحدثوا لساعتين عن جوسلين وأنا متفاجئ". أضاف: "لقد اعتبروا جوسلين نورا هداهم وأعطاهم مادة نضالية، للاطلالة على الإيطاليين، وأخبروني عن تأثيرها، وتأثرت كيف أن المرأة هذه، قامت بتأثير كهذا في إيطاليا، كما تركت أثرا بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وكم عملت لترسيخ المصالحة من خلال المصارحة". وختم: "في آخر مرحلة عشتها يا جوسلين، رأينا إرثك إرث المحبة والشجاعة والابتسامة لم تفارق وجهك، والقضية التي ناضلت من أجلها، مقدسة وتستحق أن نعطيها الأغلى لدينا".

الأخت أنياس

وقالت الأخت أنياس مريم الصليب من راهبات الكرمل ومن جمعية "ابن الإنسان" في لبنان: "من الصعب علي أن أفتتح الكلمات، لأنني لست أهلا للمهمة، وحسب طلب العائلة واللبنانية 31 أيار، أردت أن أعرفكم على وجه جوسلين الروحي"، مشيرة إلى أن "جوسلين بدأت بالجهاد الأصغر وانتهت بالجهاد الأكبر، فقبل دخولها المستشفى، زرتها وقالت لي: إنه من الصعب علي ألا أكمل نشاطاتي، فأبلغتها بأن الرب يدعوها لعيش توق نفسي نحو الحبيب". أضافت: "منذ البدء تقول إنها كانت مدعوة للتكرس، ولكن الرهبانية قالت لها إن رسالتها خارجية"، لافتة إلى أننا "طلبنا من راهبات الكرمل المحصنات، أن تسجى جوسلين لديها، فقبلت برحابة صدر، ولأول مرة فتحت أبواب كنيسة الوحدة في حاريصا لجثمان جوسلين، حيث كانت مثل العروس، وهيبة الله على وجهها". وتابعت: "لقد خرج الجمع أثناء نقل الجثمان، وقبل وصول الراهبات، تشاورن لأن جوسلين كانت ستكون راهبة لديهن، ونريد ان نعدها من عديد راهباتنا، وأخذن الأسكيم الأسود الذي يعني التكرس التام ليسوع المسيح، وأعطين إياه لجوسلين عربونا لتكرسها التام والسري ليسوع، وقلن إن جوسلين عضو سري في الرهبنة الكرملية كمنذورة أبدية".وختمت "إرثك باق والآن بدأت رسالتك، لأن في الأبدية لا شيء يموت".

بشعلاني

وألقت ثريا بشعلاني كلمة جمعية "اللبنانية امرأة 31 أيار"، التي قالت: "إن الجمعية عهد مؤبد ليس لدربنا أن تفارق دربك، ولست بعد اليوم، ها هنا، بل في أحضان الآب أنت، يضيق الوقت في يوم وداعها، والأمانة من المسيح ومريم حملناها مع جوسلين، ونبقى وتأتي أيام ونعود بها إليكم". وختمت: "يصعب اختزال 40 سنة بكلمة، وهي مكللة بالمجد عند الآب، وأنت امرأة مريمية لبنانية، وكانت كرامة المرأة عنوان عملك وعلمك، مريمية أنت، ما رأيت مثالا تتشبهين به إلا مريم، وما خاطبت مسيحيا ومسلما إلا ومعك مريم، لبنانية للبنان الواحد والموحد، وما سلكت درب المقاومة، إلا حبا ودفاعا عن لبنان وكل أبنائه، ومسيرتك فداء وتضحية ومحبة".

أسطفان

وألقى الأديب أنطوان أسطفان كلمة باسم أهالي غوسطا، فقال: "أيقونة غوسطا العلية جوسلين، أرزة على جبل، ونجمة للأمل، ورفعة للجبين، وحمامة في منقارها زنبقة من صوان، وبين جناحيها بندقية من عنفوان، وفي هديلها نغمات النشيد الرنان، وفي قلبها نذر لزهرة الأوطان". أضاف: "كنت يا جوسلين زينة المقاتلات، ومشعل الساحات، وبطلة في المهمات، وسيفا يقطر الأرجوان، وتتعلقين وتعلقين وتجابهين وتصمدين مهما تكابر العدوان". وتوجه إلى الراحلة بالقول: "لبنان لا ينساك والتاريخ لا ينساك وماضيك لا يمضي، يا جوهرة في ثنايا القضية، وهبت شبابك للوطن". أضاف: "اليوم يا جوسلين لبنانك غير لبنانهم، وبئس من حطم مرآة الشرق وأذل العنفوان، ومن شوه الرسالة وهشم وجه الإنسان، وجعله في الأرض ناهبا، ومن سرق وأثرى على حساب شبابنا، باسمك أقول لهم: الأرض حيث المفسدون جهنم، وحيث الأنقياء سماء، يا نقية في السماء، طوبى لك يا مجاهدة في حقلي الدين والوطن، والملتزمة برسالة يسوع، وكأني به يقول رب مأتم بين الناس، هو عرس عندي بين الملائكة". وختم: "باسم غوسطا وباسم شهدائها الكتائبيين الأبرار، نودعك على رجاء القيامة، أنت الغافية في نور الله، وأقول إن القيامة عندنا حقيقة، وسيدحرج الحجر، وعلى صخرة إيماننا وبدماء شهدائنا، سيقوم لبنان والشر يتكسر".

خويري

وألقى شقيق الراحلة سامي خويري كلمة مقتضبة باسم العائلة، فقال: "إن سرا واحدا مكلفا أن اقوله، وهو وراء نجاح جوسلين، وهو تدخل مباشر من العذراء مريم، ومنذ ذلك الوقت تغيرت وتبدلت حياتها، وتعرفنا على مريم من خلالها". أضاف: "عشنا بطولات لم نكن نعرف من وراءها، لكن مريم وراء إنقاذ لبنان في 75 و85، وفي القيامة الجديدة، ولبنان سينجو بفضل مريم".وقدمت "جامعة آل خويري" درعا تقديرية إلى الراحلة، سلمه جورج بطرس خويري لشقيقها سامي، وتخليدا لها، في سجل "الكتائب"، سلم نجاريان، الى شقيقها سامي درعا تقديرية أخرى، قبل أن يوارى جثمانها في مدافن العائلة.

 

الراعي: لا أحد يعنيه حقا خير لبنان يرفض الحياد الناشط أو يدعي أنه لا يلقى إجماعا

وطنية - الأحد 02 آب 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، بمشاركة المطران مطانيوس الخوري والأب فادي تابت والقيم البطريركي في الصرح الأب طوني الآغا وأمين سر البطريرك الأب شربل عبيد، في حضور عدد من أساتذة الجامعة اللبنانية. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب"، قال فيها: "الوحدة الداخلية هي الأساس في حياة العائلة والمجتمع والدولة، بل وفي كل جماعة منظمة. عندما شفى الرب يسوع ذاك الأعمى الأخرس، اعتبر الفريسيون أنه طرد منه الشياطين لأنه رئيس الشياطين. لكن هذا مخالف للمنطق البديهي. فهل يعقل أن يطرد شيطان شيطانا؟ فكانت كلمة الرب التعليمية: كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه، لا يثبت". أضاف: "هذه الحقيقة يعرفها الجميع، واختبرها كثيرون سواء في الحياة الزوجية والعائلية، أم في الحياة الاجتماعية، أم في الدولة. نحن في لبنان، بسبب الولاءات للخارج والاستتباعات والخلافات على الحصص، والخروج روحا ونصا عن الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في مؤتمر الطائف، أصبحنا مشرذمين مفككين وفاقدي الثقة بعضنا ببعض حتى وبالدولة والمسؤولين السياسيين، كما يعرب شبان وشابات الثورة. فلا يمكن الاستمرار في هذه الحال التي شلت عمل المؤسسات، وأمعنت في الانقسام السياسي، وأهلكت الحياة الاقتصادية، وأفرغت الخزينة، ورمت الشعب في حال الفقر والبطالة والحرمان. فلا من سبيل إلى الخروج من هذه الحال إلا بالعودة إلى نظام الحياد الناشط المثلث الأبعاد كما سنرى".

وتابع: "سر الإفخارستيا الذي نحتفل به، وهو حضور الرب يسوع الفادي والمخلص تحت أشكال الخبز والخمر، حضورا حقيقيا، واقعيا سريا لا دمويا، هو رباط المحبة. إن اشتراكنا فيه دعوة إلى شد أواصر الوحدة في العائلة والمجتمع والدولة. فالخبز في الأساس مؤلف من حبات قمح كانت منتثرة في السهول، وقد جمعت وطحنت وخبزت، ليصبح الخبز جسد الرب الواحد. وكذلك الخمرة كانت حبات من عناقيد العنب، جمعت وعصرت وطبخت لتصبح دم المسيح الواحد. هكذا نحن مدعوون على كثرتنا لنؤلف جماعة واحدة موحدة".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، أنتم أيها الحاضرون معنا في كاتدرائية الكرسي البطريركي في الديمان، وأنتم الذين تشاركوننا روحيا عبر محطة تلي لوميار - نورسات، والفيسبوك وسواهما. فأرحب بكم جميعا مع تحية خاصة إلى أساتذة الجامعة اللبنانية الحاضرين معنا، الحريصين على أن تظل جامعة وطنية تجمع في كلياتها وفروعها أساتذة وطلابا من مختلف المناطق والانتماءات والطوائف، وترسم صورة حقيقية وواقعية عن ميزة العيش المشترك في لبنان. هذا ما عبرت عنه كنيستنا المارونية في مجمعها البطريركي المنعقد من سنة 2003 إلى 2006، في نصه السابع عشر: الكنيسة المارونية والتعليم العالي. فأنشأنا لجنة للتنسيق والتعاون مع رئاسة الجامعة. لكن الأمور خرجت عن إطار هذا التعاون مع الرئاسة الحالية. فثمة حاجة إلى إصلاح بعض الخلل فيها من مثل: غياب سلطة القانون وخضوعها للاستنسابية، تغييب دور مجلس الجامعة الذي هو الشريك الأساسي والأهم في إدارتها منعا لسيطرة فريق على الآخرين، ولتجيير القرارات لمصلحته الشخصية أو لمصلحة طائفته أو حزبه؛ تعيين عمداء بالتكليف بدل التعيين بالأصالة وعلى قاعدة اختيار الأصلح والأكثر نزاهة وحيادا وكفاءة، اعتماد تأجيل بت قضايا أساسية، وهذا ينذر بالانفجار".

أضاف: "أمام هذا الواقع، بات ملحا أن تنظر الحكومة والمجلس النيابي بروح المسؤولية في أمور هذه الجامعة الرسمية الوحيدة، لترسما لها رؤية جديدة في دورها ووظائفها وحضانتها للمبدعين من مختلف المكونات الاجتماعية. فتختار لها أفضل قيادة، رئاسة ومجلسا. هذه الجامعة التي تضم تسعة وسبعين ألف طالب، وسبعة آلاف أستاذ، ونحو أربعة آلاف موظف، و16 كلية، وخمسين فرعا جامعيا، وثلاثة معاهد عليا للدكتورا، إنما تحتاج حقا اهتماما كبيرا من الدولة وحماية وتعزيزا".

وتابع: "احتفل الجيش اللبناني أمس بيوبيله الماسي وقد مرت 75 سنة على تأسيسه. فيطيب لنا أن نقدم معكم أخلص التهاني لقائده العماد جوزيف عون، وسائر القادة والضباط والأفراد، راجين لهذه المؤسسة الوطنية دوام التقدم والازدهار من أجل حماية لبنان وشعبه. وإذ ندعو اللبنانيين إلى الإلتفاف حوله، والشباب إلى الانخراط في صفوفه، فإنا نفاخر بكفاءته وقوته وشجاعته التي تؤهله ليكون حامي الوطن إلى جانب المؤسسات الأمنية الأخرى. ونهيب بالدولة أن تمحضه ثقتها، وتؤمن له كل حاجاته وبسخاء. ويحتفل الإخوة المسلمون بعيد الأضحى المبارك. فإنا نهنئهم بالعيد، سائلين الله عز وجل أن يفيض عليهم بركاته خيرا وسلاما وحياة كريمة".

وقال: "يظهر في إنجيل اليوم أن الناس فئتان: فئة الودعاء المتجردين المنفتحين على علامات حضور الله ومواهبه وهباته في الأشخاص. هؤلاء، لما شاهدوا بانذهال شفاء الأخرس الأعمى، رأوا علامة المسيح الآتي وقالوا: "أليس هذا ابن داود؟" (متى 23:12). أما الفئة الثانية، فهي فئة الممتلئين من ذواتهم، المتكبرين، المنغلقين على قراءة علامات حضور الله، والرافضين لهباته ومواهبه في الآخرين حقدا وبغضا. هذه فئة الفريسيين الذين لما رأوا آية الشفاء قالوا فيما بينهم: هذا لا يطرد الشياطين إلا ببعل زبوب، رئيس الشياطين (متى 24:12). فلنصل لكي نكون نحن من الفئة الاولى المنفتحة على قراءة حضور الله. لكن الرب يسوع، بأسلوبه التربوي، دخل في حوار محب معهم. فبين لهم أنه من غير الممكن أن يطرد رئيس الشياطين شيطانا آخر، وإلا انقسم على نفسه، فتخرب مملكته (الآية 26). وكشف لهم أنه بقوة الروح الإلهي يطرد الشياطين ويشفي المرضى (الآية 28). ودعاهم بالتالي ليدركوا أن ملكوت الله أتى، وأن الله حاضر بشخص المسيح في تاريخ البشر، ودعاهم ليسيروا على خطاه في الجمع بين الناس، لا في إذكاء الانقسامات، مستمدين قوتهم من الروح القدس الذي يحيي ويوحد (راجع الآيات 30-32)".

أضاف: "من أجل بناء وحدتنا الداخلية، وحماية كياننا اللبناني، والاستقرار، دعوت للعودة إلى نهج الحياد الناشط الذي تأسست عليه سياسة لبنان الخارجية منذ الاستقلال الناجز سنة 1943. لهذا الحياد ثلاثة أبعاد متكاملة ومترابطة وغير قابلة للتجزئة: الأول، هو عدم دخول لبنان قطعا في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية، وحروب إقليمية ودولية. وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه أو اجتياحه أو احتلاله أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية. الثاني، هو تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب ولا سيما القضايا العربية التي تجمع عليها دولها والأمم المتحدة. لبنان المحايد يستطيع القيام بدوره في محيطه العربي، وهو درو مميز وخاص وتحقيق رسالته كأرض التلاقي والحوار بين الديانات والثقافات والحضارات. الثالث، هو تعزيز الدولة لتكون دولة قوية عسكريا بجيشها، تدافع عن نفسها بوجه أي اعتداء، اكان من إسرائيل أو من أي دولة سواها، ولتكون دولة قوية بمؤسساتها وقانونها وعدالتها ووحدتها الداخلية، فتوفر الخير العام وتعالج شؤونها الداخلية والحدودية بذاتها". وختم الراعي: "لست أدري إذا كان أحد يعنيه حقا خير لبنان وشعبه، وضمانة وحدته، وعودته إلى سابق عهده المزدهر، يرفض هذا الحياد الناشط أو يشكك فيه أو يدعي أنه لا يلقى إجماعا أو يعتبر أن تحقيقه صعب. وفي كل حال، إن من يسعى يصل دوما بالاتكال على الله".

 

عبد الصمد: لبنان لن يستغني عن الغرب بخاصة فرنسا وأموال المودعين خط أحمر

وطنية - الأحد 02 آب 2020

أكدت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد أن "القرار في العديد من الملفات لا تملكه الحكومة بل هو مرتبط بعوامل سياسية داخلية وأخرى خارجية"، مشددة على "ضرورة عدم تسييس القرارات التي تخدم جميع اللبنانيين كي لا تغلب السياسة على المصلحة الوطنية".

وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت كل لبنان 93,3"، حذرت عبد الصمد من أن "لبنان لم يعد يحتمل أي خضات جديدة"، داعية الى "وقف الكيدية السياسية ومحاولات البعض إفشال عمل الحكومة لأسباب شخصية ضيقة". ورأت أن "هناك عراقيل عدة تواجهها الحكومة يوميا في كل الملفات المالية والاقتصادية والحياتية من قبل بعض الجهات السياسية التي ترفض الإصلاح"، مشيرة الى أن "التعيينات الأخيرة راعت بعض الاعتبارات السياسية ولم تكن الأفضل". وعن الخطة المالية، أعلنت أن "المس بأموال المودعين خط أحمر بالنسبة للحكومة"، مؤكدة أنه "لا يمكن تحميل حاكم مصرف لبنان وحده مسؤولية ما وصلنا إليه من إفلاس بل يجب إشراك الدولة والمصرف المركزي والمصارف في تحمل الخسائر". وأضافت: "المسايرة تؤذي الحكومة وتمنعها من التقدم والناس لن ترى أي شيء إيجابي في عملها إذا لم تحقق إصلاحات في الملفات الكبيرة كالكهرباء والنفايات". ولفتت عبد الصمد الى أن "لبنان لن يستغني عن الغرب لاسيما فرنسا التي أوفدت وزير خارجيتها للتشديد على أهمية الإصلاحات"، مؤكدة "ضرورة تعاون كل مؤسسات الدولة في عملية الإصلاح المنشودة". وردا على سؤال عن الانتخابات النيابية، شددت على "أهمية تسجيل الموقف في صناديق الاقتراع وعدم المقاطعة"، معتبرة أن "هناك ضرورة اليوم لتغيير طريقة الانتخاب كي تصبح الكترونية منعا لأي تزوير". وعن أزمة كورونا المستجدة، أعلنت عبد الصمد أنها ضد أي استثناءات لأي كان، مطالبة الوزراء بالتعاون كي يكونوا على موجة واحدة.أما عن ملف الاعلام، فأشارت عبد الصمد الى "ضرورة خلق منصة رقمية لتلبية تطور قطاع الاعلام والتكنولوجيا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 02-03 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

The Pompousness, Self-Admiration and Bragging Plagues/Elias Bejjani
أوبئة وكوارث التكبر والتبجح وعبادة الذات

http://eliasbejjaninews.com/archives/89063/elias-bejjanithe-pompousness-self-admiration-and-bragging-plagues-%d8%a3%d9%88%d8%a8%d8%a6%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa/

 

حزب الله تعبنا منك، أعتقنا

*المطلوب الآن لحمايتنا وحماية لبنان تنفيذ القرارات الدولية (1559 و1680 و1707…) والحياد الذي خرقه “حزب الله”، بالرغم من موافقته على “التحييد” الذي نص عليه إعلان بعبدا المعترف به دوليا

د. منى فياض/الحرة/02 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89071/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86%d9%83%d8%8c-%d8%a3%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%86%d8%a7/

 

 

لبنان: جيش بانتظار وطن… ينتظر الاستقلال

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89075/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d9%8a%d9%86/