المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 01 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الرب اعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.. وفاة المناضلة جوسلين خويري

الياس بجاني/ذمية المعرابي هي رزم ورزم والرجل قمة في الباطنية والتاشطر الكرّضي

الياس بجاني/مفهوم ربط النزاع..حبال تطوّق رقاب سياسيين يساقون دون معمعة إلى المسالخ

الياس بجاني/لنصلي من أجل شفاء المقاومة والمناضلة جوسلين خويري

الياس بجاني/ذمية المعرابي هي رزم ورزم والرجل قمة في الباطنية والتاشطر الكرّضي

الياس بجاني/حكامنا وأصحاب شركات أحزابنا طراطير وطرواديين

الياس بجاني/الصنج والبوق والطرطور دياب هاجم وزير خارجية فرنسا بأمر فرماني من حزب الله

الياس بجاني/الجيش اللبناني لا هو الحل ولا بعمرو كان ولا راح يكون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيدية من الأرشيف: انتخابات برلمانية في لبنان - 1960

وشهد شاهد من أهل بيته: “إنّه عميل إسرائيلي”…

المخرج يوسف ي. الخوري/31 تموز/2020

" طوبى لاطهار القلوب لانهم يشاهدون الله " متى ٥/ ٨/شارل الياس شرتوني

جوسلين خويري/د. وليد خويري

بالضحكة بالشجاعة بالوداعة بالمقاومة بالكرامة بالمحبة بالايمان... جوسلين اوغلت إلى الاعماق في كل ما فعلت/فادي الشماتي

في وداع قديسة مقاتلة/راجح الخوري

جوسلين أنقذتنا/الخوري شارل كساب/عن لسان الشهيد حنا جبور

"قصّة الحياد مستحيلة/الياس زغبي

الفرد رياشي لقبلان: طروحاتكم الالغائية ستؤدي للتقسيم

رسالة من مواطن لبناني شيعي إلى الإرهابي حسن نصر الله

عبدالجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال

الذين يبررون لحزب الله جرائمه دائماً

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 31/7/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قتيل وجرحى في توتر بين الجيش ومحتجين في منطقة وادي خالد

شهيدة الكهرباء: ميرنا الحامل بتوأم “انقطع نفسها”!

هل تأتي البشارة من جبال لبنان وميادينه/أيمن أبو هلال/القناة ٢٣"/

 تحسّب لاندلاع معركة طويلة مع "الحزب".. أكبر حشد عسكري إسرائيلي منذ 2006

اسرائيل تأمر جنودها: دمّروا منشآت لبنانية حيوية عند أي هجوم لـ”الحزب”!

عون تضايق من كلام لودريان.. ولبنان يبدأ “الإغلاق المتقطع”

لبنان فقد مصداقيته أمام صندوق النقد

معوض: لبنان عزل نفسه وأصبح جزءًا من المحور الإيراني

الشيخ قبلان في خطبة العيد: قصّة الحياد مستحيلة!

"Foreign Policy": لبنان الذي نعرفه يموت

المجتمع الدولي يكشف المؤامرة الحقيقية على لبنان

لبنان: الإقفال المتقطع خطوة أولى وعدد الإصابات يحدّد الثانية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رد فوري على “ما لم يحدث بتاريخ أميركا”

الحكومة العراقية تحدد 6 يونيو المقبل موعداً لانتخابات برلمانية مبكرة

الكاظمي في سجن التحقيق المركزي لتأكيد خلوه من المتظاهرين ومستشاره أعلن أن الحكومة تحاول الحد من ظاهرة الاختطاف والتغييب

واشنطن تعاقب دمشق وعينها على موسكو وأميركا تضغط على روسيا لإبعاد إيران عن جنوب غربي سوريا

إردوغان يؤكد تمسك تركيا بتحقيق أهداف حملتها العسكرية في سوريا/روسيا ترهن مشاركتها في دوريات إدلب بحماية قواتها

دنيس روس: شارون خطط لانسحاب من الضفة الغربية والمداولات لم تكتمل بسبب مرضه وغيبوبته الطويلة

القاهرة: ترشح الضباط للانتخابات مشروط بموافقة قيادة الجيش وبدء تنفيذ قانون تسري أحكامه على العسكريين الحاليين والسابقين

إردوغان يؤكد عزم بلاده على حسم حملتها في ليبيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

واشنطن للفرنسيين: أضعتم وقتكم مع حكومة حسان دياب/منير الربيع/المدن

بصراحة، لو تسمح يعني، لا نريد أن نصلي في القدس/محمد بركات

جولة على أنقاض دولة لبنان/فارس خشّان/الحرة

بكركي: الراعي لم يوافق ابراهيم على "الإجماع" حول "الحياد"/إيلي القصيفي/اساس ميديا

التوتر في جنوب لبنان:جرعة كرامة لم تدم طويلاً/زكي محفوض/المدن

دفن الصيغة اللبنانية وبيع أصول الدولة: فيديرالية المافيات/منير الربيع/المدن

بانتظار تعليق نعوة جمهورية الطائف/نجيب جورج عواد/فايسبوك

متى يستعيد لبنان منطقة الجنوب؟/الياس حرفوش/الشرق الاوسط

لا نريد الاستحواذ على أصول الدولة من خلال الصندوق السيادي/صفير لـ"نداء الوطن": طلب رد الأموال المحولة للخارج "حرتقة سياسية" و"جيوبنا سبق أن استعملوها"/وليد شقير/نداء الوطن

الحزب” والعهد والتلاعب بأمن لبنان!/رضوان السيد/الشرق الاوسط

بايدن يطرح مزيجاً من أوباما وترمب/أمير طاهري/الشرق الاوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون يوجه رسالة الى العسكريين واللبنانيين غدا لمناسبة عيد الجيش

الراعي التقى وفدي الجمهورية القوية وراهبات الصليب وأزعور حبشي: الحياد حل للجميع ولكل لبناني الى أي طائفة أو حزب سياسي انتمى

علي فضل الله متوجها الى اللبنانيين: في ظل هذا الانقسام لا خيار أمامكم إلا الحوار الجاد

حسن يهنئ بالأضحى: لإبعاد وطننا عن النزاعات وتنفيذ مقررات حوار 2006

أحمد قبلان في رسالة عيد الاضحى: قصة الحياد مستحيلة وأي تفكير بالتقسيم والفدرلة يعني العودة الى مشاريع الفتن والاقتتال

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى12/:”كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم. وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي! أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الرب اعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.. وفاة المناضلة جوسلين خويري

الياس بجاني/31 تموز/2020

استرد الله اليوم وديعة الحياة من أيقونة المقاومة اللبنانية، جوسلين خوري، فلنصلي خاشعين من أجل راحة نفسها ومن أجل سكانها في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسن..نطلب لأهلها ولمحبيها ولكل اللبناناويين والسياديين المؤمنين بوطن الإيمان و والقداسة والقديسن الصبر والسلوان

 

ذمية المعرابي هي رزم ورزم والرجل قمة في الباطنية والتاشطر الكرّضي

الياس بجاني/31 تموز/2020

شركة قوات سمير جعجع تتملق حزب الله بذمية منذ سنين ويقول عصيها من نواب ومسؤولين بأن الحزب حرر الجنوب وقتلاه هم كشهداء حزبهم .

 

مفهوم ربط النزاع..حبال تطوّق رقاب سياسيين يساقون دون معمعة إلى المسالخ

الياس بجاني/31 تموز/2020

ادق وصف للسياسيين الذين بذمية يربطون النزاع مع حزب الله هو أنهم ارتضوا ان تكون رقابهم مربوطة بحبال الممسك بها يسوقهم إلى حيث يريد

 

لنصلي من أجل شفاء المقاومة والمناضلة جوسلين خويري

الياس بجاني/30 تموز/2020

المناضلة والمقاومة جوسلين خويري في غيبوبة فلنصلي من أجل شفائها. نطلب من سيدة لبنان أن تحميها وتردها معافية إلى أهلها ووطنها

 

حكامنا وأصحاب شركات أحزابنا طراطير وطرواديين

الياس بجاني/30 تموز/2020

مش بس دياب طرطور وطروادي كمان القوي يلي ببعبدا ومعه كل أهل الحكم وأصحاب شركات الأحزاب يلي بمعراب وببيت الوسط وبكليمنصو..تعتير

 

الصنج والبوق والطرطور دياب هاجم وزير خارجية فرنسا بأمر فرماني من حزب الله

الياس بجاني/29 تموز/2020

دياب البوق والطرطور وبأمر من حزب الله هاجم وزير الخارجية الفرنسي لأن هذا الأخير رفض الإجتماع مع الحزب خلال زيارته مما أغضب السيد.

 

الجيش اللبناني لا هو الحل ولا بعمرو كان ولا راح يكون

الياس بجاني/29 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d9%88/

بداية فإن الجيش اللبناني لا هو دولة ولا هو مستقل عن الدولة ولا هو يقرر بأي شأن استراتيجي أو مصيري، بل هو مؤسسة تابعة للدولة وتحديداً للسلطة التنفيذية أي الحكومة وينفذ أوامرها.

مجلس الوزراء يعين قائد الجيش والقائد هذا مثله مثل أي موظف درجة أولى في الدولة لا أكثر ولا أقل.

كما أن رئاسة رئيس الجمهورية للجيش هي رمزية كون القرار هو للحكومة وليس للرئيس.

والجيش لا عقيدة له لأن لبنان لا هو شيوعي ولا يساري ولا عسكري ولا جهادي ولا ملكي ولا إماراتي ولا ديني، بل دولة نظامها نيابي وديمقراطي.

كما أن كل هرطقات ما يسمى عقيدة الجيش أي العداء لإسرائيل فهي من نسج خيال المحتل السوري وإذنابه وأبواقه المحليين ونفس الأمر ينطبق على هرطقات ملالي لبنان وأوهامهم المبنية على ثقافة الحقد والكراهية والعداء.

وفي هذا السياق الإرهابي والإحتلالي تأتي ثلاثية النفاق والدجل..جيش وشعب ومقاومة.

من هنا فإن كل نفخ ريش مهمات الجيش والشعارات الفارغة التي ترفع ويسوق لها وتلاك ببغائية من مثل الجيش هو الحل وهو الحامي وإلخ هي كلها غير دستورية وغير قانونية وغير واقعية وغير عملية.

فكفى نفخاً بريش الجيش وكفى تعظيماً بشخص قائده وكفى هرطقات وبهورات والتسوّيق لأوهام.

كل التهاني للجيش اليوم في ذكرى تأسيسه والنفخ بريشه وتعظيم دوره هي كلام فارغ وزجل ليس إلا لأنه وكما قلنا هو مؤسسة حكومية كباقي المؤسسات ولا يجب التعاطي معه بغير ما يتم التعاطي معها كافة.. ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيدية من الأرشيف: انتخابات برلمانية في لبنان - 1960

Élections législatives libanaises - 1960

https://www.facebook.com/AncienCity/videos/2686886114873784/

 

وشهد شاهد من أهل بيته: “إنّه عميل إسرائيلي”…

المخرج يوسف ي. الخوري/31 تموز/2020

*”الناس يعيشون بعناية الله عزّ وجلّ، إلا ياسر عرفات، كان يعيش بعناية الإسرائيليّين”/*”أنتم لم تخونوا فقط وطنكم، بل كنتم ألعوبةً بيد عميل إسرائيلي، وبالتالي أنتم عُملاء لإسرائيل، فاصمتوا واستتِروا خجلًا إلى الأبد”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89015/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8/

بعد نشرِ مقالتَي: “نعم تعامل المسيحيّون مع إسرائيل، لكنّ الآخرين هُمِ العملاء”، وردني اتصالٌ من شخصٍ مجهول، لهجته أردنيّة أو فلسطينيّة، يُريد أن يبوحَ لي بسرّ تكتّم عليه خمسًا وثلاثين سنة، فرحّبت قائلًا: “هاتِ ما عندك”. قال: “كان ليَ صديق، رحمه الله، يعيش في بيروت الغربيّة أثناء الحصار الإسرائيلي عام 1982، وكان مُخبِرًا لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (آمان). طَلَب جهاز آمان من صديقي أن يتعقّب أثرَ الختيار – ياسر عرفات –، والإبلاغ مباشرة عن مكان تواجده، لكي يُصار إلى تصفيته بواسطة غارة جوّية. لأكثر من سبع مرّات، نجح صديقي في تحديد موقع تواجد عرفات، لكن، في كلّ مرّة، كان الطيران يُغِير على المكان بعد مغادرة الختيار بدقائق قليلة… وكأنّ الإسرائيليّين كانوا ينتظرونه ليغادر كي يقصفوا…” صمت المتصل قليلًا ثمّ أضاف: “الناس يعيشون بعناية الله عزّ وجلّ، إلا ياسر عرفات، كان يعيش بعناية الإسرائيليّين”.. وانقطع الاتّصال!

ذكّرتني رواية هذا المتصل المجهول بعملية “ڨردان” التي قام بها الموساد الإسرائيلي، في 10 نيسان 1973، واغتال بنتيجتها ثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين. ما استحضر هذه العمليّة في ذهني من جديد، هو أن عرفات نجا منها بسحر ساحر، فهو كان والقياديّون الثلاثة الذين قُتلوا، متوجّهين معًا إلى مقرّ سكنهم في المبنى الذي وقعت فيه عمليّة الاغتيال، غير أنّ عرفات تركهم قبيل وصولهم بمئات الأمتار، معلّلًا أنّه سيزور شخصًا ما لوقت وجيز، ثمّ يلحق بهم. خلال هذا الوقت الوجيز، أنجز رجال الموساد عمليتهم بأربعين دقيقة وغادروا!

لطالما ظننت أن نجاة عرفات من الاغتيال في عمليّة “ڨردان” هو محض صدفة، لكنّ المتصلَ المجهول بالأمس، ترك في نفسي ريبة. وقبل أن أقرر نشر ما أخبرني به من وقائع، اتّصلت بصديق لي، كان في العام 1982 يتبع لجهاز المخابرات في القوّات اللبنانيّة، وسألتُه عمّا إذا كان يعرف شيئًا عن أسباب فشل محاولات اغتيال عرفات وقتذاك، فأجابني الصديق ببرودٍ قائلًا: “سمعت مرّة أطراف حديث، حول أنّ الـ HK (إيلي حبيقة) هزِئَ بالإسرائيليين في هذا الخصوص، وقال بحضور بعض الشباب: لو نحنا بدنا نقتلو، كنّا تصيّدناه بأقل من 24 ساعا”.

باستثناء العناية الإلهية، لا شيء يُنجي ياسر عرفات، في اللحظة الأخيرة، من محاولات الاغتيال الإسرائيليّة، إلّا إذا كان محميًّا من جهاز استخباراتي اسرائيلي!! حدسيَ يُنبِئُني بأنّه سيأتي اليومُ الذي أقول فيه لِـ “لبنانيّين” الذين تآمروا مع عرفات ضد لبنان: “أنتم لم تخونوا فقط وطنكم، بل كنتم ألعوبةً بيد عميل إسرائيلي، وبالتالي أنتم عُملاء لإسرائيل، فاصمتوا واستتِروا خجلًا إلى الأبد”.

 

" طوبى لاطهار القلوب لانهم يشاهدون الله " متى ٥/ ٨

شارل الياس شرتوني/31 تموز/2020

" تعالوا الي يا مباركي ابي ، فرثوا الملكوت المعد لكم، … لاني جعت فاطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، و سجينا فجئتم الي … كلما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من اخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه …" ٢٥ / ٣٥-٣٦

هذين المشهدين الانجيليين اللذين يوردهما متى الانجيلي يعطيان صورة امينة عما كانت عليه جوسلين خويري، الوداعة والبراءة والنقاوة وروح الخدمة والجسارة في الحق والتأهب الدائم لنداءات الروح في عمل المحبة، والمرافقة، والتماهي مع افراح الاخرين وآلامهم، والتمييز الفطن في الاولويات، والقدرة على المبادرة والتحقيق، والتواصل المتحرر من كل اشكال الخوف، لا تفهم ان لم ندرك ما اكتنزته هذه المرأة من روح انجيلية صافية جعلتها كوكبا متحركا يذهب في كل الاتجاهات التي يدعوها اليها الروح. جوسلين خويري لم تكن يوما لذاتها، لذا اعطت كل ما لديها من شخصية مصقولة، ومواهب، وصفات قيادية، لعمل الخدمة التي دعاها اليها يسوع في كل دقيقة من حياتها. لم تهدأ يوما، ولم تستكن دقيقة في حياتها التي ملاءتها حبا وفرحا وحنانا لكل من التقاها، وخاصة المتروكين والمنسيين والموحودين، والذين قطعت سبلهم في هذا العالم القاسي. كلامي هو خلاصة لرفقة خمسين سنة انقضت على تعارفنا، وعملنا المشترك في ميادين شتى، خاصة في خدمة العمال الاجانب التي عملنا فيها سوية في العقدين الاخيرين. لم اقصدها يوما لمبادرة الا وكانت التلبية فورية، كنت اعرف في قرارة نفسي ان جوسلين حاضرة لكل طارىء ولا مواربة. اذهبي بسلام ايتها الاخت الحبيبة، سوف نفتقدك في كل يوم، سوف نفتقد الوجه البهي، والروح الوادعة والبراءة المتوقدة، والفرح الدائم الذي يزرع الحب حيثما حل، اذهبي الى الحب الذي قادك في حياتك وسلام المسيح معك .

 

جوسلين خويري

د. وليد خويري/31 تموز/2020

كثير من اللبنانيين الذين عرفوها، حزنوا لرحيلها. جوسلين خويري كانت مقاتلة خلال الحرب ولكن ارثها الاكبر انها ساهمت في ابراز دور المرأة في النضال، دور لعبته ايضاً نسوة اخرى لدى اطراف متواجهة اخرى في مشاريع مختلفة، حتى نهاية الحرب في١٩٩٠.

ولكن قلائل عرفوا جوسلين كمثقفة، محللة، مفكرة لمستقبل بلدها بعد الحرب. لقد شاهدها تناقش الفدرالية والحياد والاعتراف المتبادل في عدة خلوات ومؤتمرات في جامعة الكسليك واديرة الجبل. نساء كجوسلين كان يجب ان يكونوا في برلمان او حكومات بعد الحرب، جنبا الى جنب مع نساء ضحوا كما ضحت هي، من مواقعهم المقابلة. لكن الحرب انتهت باحتلال وليس بحرية. لم اتكلم معها منذ٣٥ سنة ربما، ولكنني اذكر شخصيتها وبعض حواراتنا الفكرية. الله يرحمها والعوض بسلامتها لعائلتها.

 

بالضحكة بالشجاعة بالوداعة بالمقاومة بالكرامة بالمحبة بالايمان... جوسلين اوغلت إلى الاعماق في كل ما فعلت...

فادي الشماتي/31 تموز/2020

ايتها العابرة الى فوق، الى حيث مرتجاك الدائم والمتجذّر في كل سيرتك ومسيرتك.

ايتها الراحلة من الحضور، الراسخة في ذاكرة الجماعة، وعسى في ضمائرهم، علّهم بك يقتدون، محبةً وخدمةً وتواضعاً وشهادة، فينتصرون على ذواتهم كما انتصرت.

ايتها المتألقة في الموت كما الحياة، صمتك خشوع وصلاة، وابتسامتك بلسم عزاء للمتألمين والضائعين، ورحيلك صفعة مدوّية للذاكرة الميتة والخائنة التي لا تقوم من سباتها الا لنحيب الوداع او لسنّ الخناجر لتغور طعناً في كرامة المقاومين.

ايتها المنتصرة على الحقد والرياء والخيانة والقشور المذهبة والعقول المحنطة، لا بضربة سيف وعَين تواجه عين، بل بقلب طفح حبّاً وغفراناً وسلاماً.

ايتها الخادمة الأمينة الداخلة الى فرح سيّدها بأبهى الحلل، وبفيض من الوزنات التي غُمّست بالألم والقهر والصبر. افرحي ايتها العروس ستكونين على يمين السيّد.

ايتها الايقونة المرفوعة على جبين المقاومة وصدور المقاومين، حكاية حرية وفداء وبطولة، تُروى للأجيال الآتية الى وطنٍ بحاجة ماسّة الى إيقونات على مثالك تُرفع منارة في مسيرته الشاقة نحو الحرية.

جوسلين، لك المحبة الذائبة في قلب الله، ولنا نحن الباقون هنا على قارعة الانتظار املاً في لقاءٍ مرتجى.

جوسلين

طوبى لك ايتها الحزينة لأنك ستتعزين.

طوبى لك ايتها الوديعة المتواضعة، لأنك سترثين الارض.

طوبى لك يا نقية القلب لأنك ستعاينين الله. طوبى لك يا صانعة السلام، لأنك إبنة الله ستُدعين.

إفرحو ايها المقاومين، لأن عروستكم سيكون أجرها عظيماً في السماوات.

جوسلين. صرت حبّة دائمة في مسابح ورديتنا التي صلّيناها سويةً.

يا عذراء ايليج، يا سيدة الشهداء، رافقيها في عبورها، كما فعلت مع الاجداد والشهداء، اغمريها بحنانك هي التي كرّست حياتها لك، تشفعي بها، احمي رفاقها، وصوني بثوبك الطاهر كنيستها ووطنها لبنان.

جوسلين نحبّك

 

في وداع قديسة مقاتلة 

راجح الخوري/31 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89039/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%af%d8%a7%d8%b9-%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%ac/

كان ذلك في العام ١٩٧٦، كنت قد عدت من لندن حيث أكملت اختصاصي في تعليم الصحافة، استدعاني “الباش” الرئيس بشير الجميل، وقال لي علينا ان ندفع الفرع الثاني من كلية الصحافة في الفنار الى النجاح ، عندما دخلت الى الصف لطلاب السنة الرابعة، لم أجد احداً من التلاميذ، وقبل ان أهم بالخروج وصلتا معاً جوسلين خويري وشيراز أنطوان عواد، عندما شاهدتها عرفت تماماً من تكون فقد كانت صورتها كمقاتلة كتائبية تملأ الجدران والمخيلات والأحلام عند كثيرين من الشابات والشباب .

على إمتداد العام الدراسي كانت جوسلين شيئاً من جان دارك وشيئاً من تلميذة راهبات يعتريها الخفر والحياء ويغلب عليها التهذيب والهدؤ ، لقد علّمت ٢٦ عاماً ولكنني اعرف انها كانت اكثر من علمتهم تواضعاً وحياءً و شيئاً من جان دارك كما قلت وشيئاً من زهور مريم في روابي غوسطا، كنت اعرف قصتها التي حدثت ليل ٦ ايار ١٩٧٦، حيث تصدت لهجوم في ساحة الشهداء ضد ٣٠٠ مسلح ومعها ست من رفيقاتها، تمكنّ من قتل قائد المجموعة ودحر الهجوم في ست ساعات .

منذ تلك الليلة ستتحول جوسلين الخويري ايقونة المقاومة اللبنانية، لكنها عندما دخلت الى الصف بعد يومين، كانت خلعت ثياب الميدان وحملت ثياب تلميذة تفيض بالرهبنة، كان الامر مثيراً تماماً رفضت الحديث عند تلك الليلة القتالية، صبت اهتمامها على “فن الخبر” وعلى “الإخراج الصحافي”، وكانت أكثر شغفاً وحماسة في الحصة التي كنت ادرسها بعنوان “الاعلام العربي والدعاية الصهيونية”، كانت مادة تفيض بروح وطنية ضد العدو وكلفتني شخصياً في ما بعد الخضوع ل١١ “عملية فلق” في مكتب الاتصال الاسزائيلي في ضبية .

ليس مهماً على الاطلاق، المهم هو ذلك الإنضباط الحامعي وتلك الرصانة والجدية التي جعلتني دائماً اقول ان جوسلين خويري افضل تلميذة شهدتا في ربع قرن، عندما تركت السلاح ارتدت الروح المسيحي الذي كان قد جعل منها ايقونة مقاومة عن لبنان، والذي سيجعل منها شيئاً من الإيمان الساطع وشيئاً من تقديس معنى الانسان في عمقه، وهكذا عملت عام ١٩٩٥ على بناء مجتمع اقرب الى السماء بعنوان “نعم للحياة” وأسست مركز يوحنا بولس الثاني عام ٢٠٠٠ .

من متاريس الايمان بالوطن الى متاريس التبتل لله ، وربما ليس هناك من فارق كبير ، لكنني استميح ايمانها العميق بك يا رب لأسأل : لماذا جعلت الرحلة اليك مؤلمة هكذا، ولماذا تجعل الصعود الى أحضانك كثيرة الضنك والوجع، هل لأنك ستجعل لجوسلين خويري محفة بين الملائكة الأطهار ؟

كنت اعرف معاناتها في الفترة الأخيرة، وذات يوم اتفقت مع الزميلة العزيزة فيفيان صليبا التي كانت تزودني اخبار جوسلين، ان نصعد لزيارتها، لكن لا فيفيان تحملت زيارة قاطعة كالنصل ولا انا تحملت، كنا نعرف مدى أوجاعها ومعاناتها، وكنت أتخيل معاناتها وأتذكر قصة شهداء سبسطية الذي قتلوا بوحشية عام ٣٢٠ ميلادية، في أرمينيا الصغرى، على يد الطاغية ليسينيوس بسبب تمسكهم بإيمانهم المسيحي، وجوسلين تمسكت بلبنان وبالحياة وبيسوع .

عندما احضرت صورة لشهداء سبسطية وقلت لنذهب الى جوسلين ونقدمها لها ، لم اتحمل ولا تحملت فيفيان، وها هي جوسلين ترتحل الى الرب على محفة الرجاء، لكن لها عندي دين سيحرقني تماماً عندما سأحمل تلك الصورة واضعها على مثواها وسط مناحة زهور مريم في غوسطا، واعرف تماماً ان مقاعد الصف الرابع في كلية الاعلام في الفنار تبكيها كما تبكيها البنادق وروح الرهبنة وذلك الخفر الذي لا ينسى … وليس من دمع يكفي لوداع قديسة عادت من حيث أتت .

 

جوسلين أنقذتنا

الخوري شارل كساب/عن لسان الشهيد حنا جبور/31 تموز/2020

في حرب الفنادق كان الشيخ بشير الجميل مع رفاق له قد حوصروا لمدة ثلالثة أيام، وتعرضوا لكل أنواع الهجومات، حتى أنهم تاهوا بشوارعها، ولم تعد محددة معالم الخطوط، لكن معونة الرب حفظت المدافعين عن لبنان الحر بوجه القوى الغاشمة من جبهة التحرير الى القوى اليسارية الملحدة الى الأصولية المتجذرة في نفوس الحاقدين، فالذخيرة قليلة، ونوعية الأسلحة خفيفة والضغط قوي جدا، إلا أن جاندارك المقاومة، جوسلين خويري قامت من جهة الاسواق التجارية بعملية تغطية نارية كثيفة وأنقذت الشيخ بشير وحنا جبور وكل الرفاق، فلولا جوسلين وشجاعتها حينها لأستشهدوا جميعا، أختي الكبرى جوسلين خويري

جاندارك لبنان ، نحبك يا صاحبة الأيادي البيضاء.

 

"قصّة الحياد مستحيلة

الياس زغبي/31 تموز/2020

"قصّة الحياد مستحيلة لأن منطقتنا مشتعلة بالحروب"! هكذا برّر قبلان رفضه حياد لبنان. ... وهو لا يدري أن هذا السبب هو بالذات ما يوجب الحياد، لئلّا ينغمس لبنان في مزيد من الانهيار والتشرذم بين المَحاور المتصارعة.

وكان من الأجدى أن يقول إنه وفريقه منغمسان في محور إيران، ولا يجدان إلى الحياد سبيلا. فليته استلهم معنى الأضحى للإقدام على شيء من التضحية!

 

الفرد رياشي لقبلان: طروحاتكم الالغائية ستؤدي للتقسيم

ال بي سي/31 تموز/2020

علّق الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي على ما ورد في خطاب المفتي احمد قبلان حيث ذكر قبلان "أن التفكير بالتقسيم والفدرلة يعني العودة إلى مشاريع الفتنة والاقتتال". وقال رياضي:"يهمنا يا سماحة المفتي أن نلفت نظرك أن الفدرالية تعني اتحاد وهي معاكسة لعبارة  "تقسيم".... لذلك ندعوك للنقاش وطرح مشروعك البديل ومن دون أي مواربة بدلاً من طرح الشعارات الغوغائية والتي لا تعدو أكثر من كونها مواقف  "فتنوية" "تدميرية" لا أكثر. ان البعض من طروحاتكم وفكركم الرافض لنقاش الطروحات البناءة ستودي بالبلاد للتقسيم الحتمي وقد تدفعنا وتضطرنا في نهاية المطاف إلى المطالبة بالتقسيم وبفض الشراكة التي انهكت البلاد ضاربة بعرض الحائط أي مجال للنهوض بالبلاد وذلك من أجل بعض المصالح الفئوية ليس الا. نقول لك ولمن وراءك، عليك ان تختار، اما ان نبني معاً وطنا يتساوى فيه الجميع ضمن إطار اتحادي- فدرالي، وإما يذهب كل طرف للخيار الذي يناسبه ويؤمن استقلاليته من دون جرنا وجر قسماً كبيراً من اللبنانيين مكرهين الى خيارات تدميرية ستلغينا وتلغي ما تبقى من كينونة هذا الوطن."

 

رسالة من مواطن لبناني شيعي إلى الإرهابي حسن نصر الله

عبدالجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال/الجمعة 31 تموز 2020

وصلتني هذه الكلمات التي تعبر عن حال لبنان ككل ، وحال شيعة لبنان الذين يسميهم حسن نصر الله حاضنته الشعبية ، ويمنعهم من ممارسة أدوارهم كمواطنين عاديين، ويرسل أولادهم كل يوم للموت في سوريا ، بعد أن يقتلوا الشعب السوري كرمى لعيون الولي الفقيه في طهران.

 يقول هذا المواطن اللبناني قبل كل شيء بحرقة وألم مخاطباً نصر الله وزبانيته: لقد كرهنا حياتنا بسببك ، وأنت تعيش في أمن وأمان ورفاهية ، لاأدري في لبنان أم في إيران ، وتخاطبنا عبر شاشة منذ سنوات ، زاعماً بأنك تخشى قتل إسرائيل لك ، بينما أنت صديق لها وتحمي حدودها، وتمنع أي شخص من أن يرمي وردة على جنودها. يا نصر الله : لستَ أميناً عاماً لحزب الله ، بل أنت أمين مخازن صواريخ إيران في لبنان ، وقرارك بيد وليك الفقيه الذي دمر لبنان ، ومسرحيات هجماتك الوهمية على العدو الإسرائيلي باتت مفضوحة ، ولن نصدقها ، لأن طهران وتل أبيب حلفاء وأصدقاء، ونحن في لبنان تدفع الثمن فقط ، ندفعه سنة وشيعة ، مسلمين ومسيحيين حين تقوم بحروب إيران العبثية. يانصر الله : هل سمعت يوماً بالجوع ؟ هل تعرف معنى الفقر ؟ هل غاب اللحم عن موائدك وموائد أولادك وأسرتك ؟ الجواب ببساطة : لا ، كونك تغرف من مال إيران ولبنان ، وتستولي على ثروة كبيرة ، يتاجر بها إبنك جواد بين سوريا والعراق ، وسؤالي لك : ماذا يفعل إبنك جواد هذا في العراق ؟ ولمصلحة من ترسله كل شهر؟ يا نصر الله : لبنان الذي خربته ، كان درة الشرق ، وكان المواطن اللبناني الشيعي يعمل في الخليج العربي دون مشاكل ، اليوم وبسببك ، الشيعة اللبنانييون منبوذون ، ومفصولون من أعمالهم ، لأنك ورطتهم معك ، وجلست تشاهد معاناة أسرهم ، ومن يرفع صوته منهم مصيره مجهول بين أيادي القتلة الذين جمعتهم. يا نصر الله : أترك شيعة لبنان وشأنهم من شرك ، لا أنت ولا نبيه بري تمثلون بيتاً شيعياً ، أنتم تمثلون مصالحكم ، وأموالكم وصفقاتكم ، وأرصدة أسركم في البنوك الغربية والشرقية التي تتجاوز المليارات ، ولم يكفك هذا، ولم يتوقف طمعكم أو جشعكم عند حد ، وغررتم ببعض الشيعة المغتربين في بلدان أوربية فباتوا ملاحقين نتيجة قرارات الدول بتصنيفك إرهابياً وتصنيف حزب الله منظمة إرهابية ، وألمانيا أحدث دليل على ما أقول.

يا نصر الله : أنت تريدُ لأولادنا أن يذبحوا في سوريا والعراق واليمن ، تريد لهم أن يحملوا أسلحتك غير الشرعية ، وأن يزرعوا المخدرات ، وأن يشرفوا كجباة وحراس على المعابر غير القانونية. بينما علي عمار ومحمد رعد وبقية نوابك المنتفعين ، أبنائهم يعيشون في لندن وباريس وحتى أمريكا ، ويركبون أفخم السيارات ، ويتناولون ألذ الوجبات ، ويتملكون أرقى الفيلل والعقارات باهظة الثمن أوربياً وعالمياً.

 

الذين يبررون لحزب الله جرائمه دائماً

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت إنترناشونال/الجمعة 31 تموز 2020

هناك في لبنان من يبررون لحزب الله دوماً مايفعله، يتحدثون عنه وكأنه مكون سياسي فقط، و لايتحدثون عن ميلشياته التي ينشرها في سوريا والعراق واليمن فضلاً عن لبنان، وإذا كان من حديث يتم تداوله هنا وهناك عم ايسمى الإستراتيجية الدفاعية في لبنان، فإن إجتماعات مجلسها برئاسة ميشيل عون تبرر لنصر الله جرائمه.  والنظرة التي يجب أن تُنظر إلى حزب الله دوماً هي كونه ميلشيا مسلحة تؤمن بالعنف والقتل وإزهاق أرواح الأبرياء ، وأفعالها لاتدلل أبداً على أنها مكون سياسي يؤمن بحدود الوطن ، وآلية الدولة ودستورها ، لأنه مرتبط بشكل عقائدي وسياسي وأيديولوجي بإيران ، وينظر للبنان كمقر مؤقت لتنفيذ أوامر الحرس الثوري الإرهابي ويتحرك بحسب حاجتها. وأفشل وأسوء عهد رئاسي مر بتاريخ لبنان هو عند ميشال عون ، والأكثر من ذلكه هو أن لبنان سقط إقتصاديا وصحياً وبيئياً ، وفتح ملفات هذا العهد هي عملية غير معقدة ، وخاصة الصهر باسيل الذي يراهن على حزب الله ويرهن مصير لبنان معه طامحاً بخلافة عمه في كرسي بعبدا كي يكمل مسيرة النهب والسلب وتغطية الإرهاب. ‏والخيار الذي يفرضه أتباع إيران على اللبنانيين اليوم ، هو إما القبول بهيمنة قوى الأمر الواقع والميليشيات ، أو التعرّض للتخوين إذا ما طالبوا باللامركزية أو حتى الفيدرالية أو حتى الحياد الذي يكفل للبنان العيش بسلام بعيداً عن حروب إيران العبثية ، وجرائمها التي لا تنتهي بحق كل عربي ولاسيما لبنان الذي يعاني ويعاني من هذا التدخل السافر بشؤونه . ‏واليوم المشهد بعجالة في لبنان ، بين خطب المفتي أحمد قبلان الإستراتيجية حول الهجوم المقنع ، ومواويل العونيين ومطربيهم ومنجزات تشكيلة السحاسيح إنتهى البلد كما يقول أحد الكتاب المعروفين ، لأن هؤلاء جميعاً يرون في حزب الله الحارس لهم والحامي لمصالح ، والقادر على تأمين غطاء الخوف إذا عارضتهم الجموع ورفضهم الشعب نتيجة الفقر والجوع. ‏وحين يقول وزير داخلية لبنان يقول إن شخصية سياسية سحبت تغريدة ضده بعد سحسوح أي ضربة على الرأي ، وصاحب التغريدة يقول إن الوزير تدخل عند مسؤول بحزب الله ، علينا أن نرى بأن المسؤول المفترض عن أمن اللبنانيين يستنجد بحزب الله لسحب تغريدة ، والوزير فهمي نفسه سبق وقال : عون دعمني سابقاً وأن ان أحداً لن يمسه بعد قتله لشخصين ، وهنا نختصر حال لبنان وقانون الغاب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 31/7/2020

وطنية/الجمعة 31 تموز 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أضحى مبارك أعاده على اللبنانيين جميعا بالخير وبالخروج من الأزمة.

التضحية، عنوان من عمق القيم الوجدانية والإنسانية السامية، يتجلى بامتياز وأكثر من أي وقت مضى في لبنان اليوم، بتزامن عيد الأضحى المبارك الممتد عبر التاريخ، مع عيد الجيش المعمد بالتضحية على مستوى المؤسسة والدولة منذ خمسة وسبعين عاما، والمؤكد في الوطن والمجتمع منذ قرون أقله منذ عهد الأمير فخر الدين.

لكن الشعور المضني ضمن مسار التضحية في وجدان الإنسان في لبنان، هذه الأيام العصيبة، فهو يتخذ أبعادا من القلق والعناء، إذا لم نقل الشقاء، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية- المالية- الحياتية ترخي بتداعياتها على معيشته، في أحوال لم يشهد اللبنانيون مثيلا لها منذ مئة عام، منذ قيام دولة لبنان الكبير.

وإذا كان اللبنانيون بذلوا الأضاحي متخطين حرب السنتين 1975- 1976، ومروا بتداعيات ميدانية وسياسية قاسية في الثمانينيات، وصولا الى وقف الحرب العسكرية بال1990، إلا أنهم وجدوا أنفسهم بعد ثلاثة عقود من إرساء دستور جمهوريتهم الجديدة، يتساءلون من جديد عن معنى التضحيات التي بذلوها، فيما كل الجهود التي يخوض بها المسؤولون في الدولة والحكم منذ أشهر، حتى الآن، لم توفر ما هو مطلوب، لكن هذه المساعي والجهود تستمر في اتجاه تحقيق المعالجات، وضمنها الإصلاحات من أجل الحصول على مساعدات من المجتمع الدولي كجزء من المعالجة الآنية.

في الغضون، ومن خلال التطورات والمواقف السياسية على ضفاف الأزمة، بقي موضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي في الخامس من تموز محور اهتمام وتجاذب، وفي كل مناسبة، وآخرها اليوم في خطبة عيد الأضحى للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي كرر وزاد من توضيحه لما يراه أسبابا موجبة لوصف حياد لبنان في المنطقة بشبه المستحيل، ومد في الوقت نفسه يد الحوار والأخوة والتلاقي الى بكركي.

وبعد مرور أربع ساعات على رسالة قبلان، نقل وفد قواتي زار البطريرك الراعي في الديمان، أن مفهوم الحياد يرتكز بكل بساطة الى: الحياد بذاته، والى عدم دخول لبنان في صراعات مع المحيط، والى أن يكون أرضا للحوار والتلاقي.

في أي حال، وبينما تزيد جائحة كورونا من الضغوط السلبية على الوضع في لبنان، وفيما تم إلغاء احتفال عيد الجيش لتحاشي أي إصابات بكوفيد 19، سيوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العاشرة من قبل ظهر غد السبت وبمناسبة اليوبيل الماسي للجيش، رسالة يخاطب فيها اللبنانيين والضباط المتخرجين، بعدما كان مقررا أن يقام الاحتفال السنوي في الكلية الحربية غدا، ثم ارتأت قيادة الجيش إلغاء احتفال تسليم السيوف بفعل ظروف الحجر الصحي التي فرضها تفشي وباء كورونا.

وفي معلومات لتلفزيون لبنان، أن الرئيس العماد عون سيركز في كلمته المنقولة غدا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، على ثوابته الوطنية والدولية، وفي مقدمها التأكيد على المضي بمسار مكافحة الفساد الى الآخر، ويؤكد على الجهود للمعالجة، وسيتناول المسار الذي أسفر عن التردي الاقتصادي والتراجع القياسي بقيمة الليرة. وحكما سيوجه التحية والدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية ولحشد عناصر القوة والتعاضد الداخلي، وسيشدد على سيادة القانون وأهمية القضاء وتحقيق العدالة وعدم إطالة أمد المحاكمات في شكل عام.

قبل الدخول في سياق النشرة نشير الى خبر عن صدامات حصلت بعيد الظهر بين أهالي بلدة المجدل في وادي خالد شمال عكار وعناصر الجيش اللبناني بعد مصادرة الجيش شاحنة من الأغنام المهربة، الأمر أسفر عن قتيل وأربعة جرحى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لن نقول بأي حال عدت، لأن حياة اللبناني عادت بالفعل لا بالشعر سنوات الى الوراء. عيد أضحى فيه المواطن تحت رحمة سلة من الأعباء. جنى عمره بات أرقاما على أوراق غير قابلة للتقريش. ودائعه موضع تجاذب بين من يريد حمايتها ومن يسعى لقطع رأسها. الليرة خسرت أضعاف سعر صرفها أمام الدولار وأصبحت قيمتها بأسعار كثيرة وتحت رحمة سوق سوداء. الكهرباء مقطوعة والعتمة تلف الأرجاء بفعل قصة إبريق الفيول التي يبدو أنها تتمدد.

أما فاتورة الإشتراك فعداداتها حسابة لا تتوقف عن الحساب مضروبة بشطر ثابت وآخر متحرك، وإدفع يا مواطن. المياه شحيحة والسترن كمراجيح العيد المفقودة رايح جاي، وإدفع يا مواطن. الدواء ينفد والصيدليات هدف لكل مريض طفران. لكل والد طفل يريد الحليب. الغذاء بات سلعة في سوق سوداء إذا سلمت من غلاء واحتكار لا تسلم من فساد وجشع لا تنتهي صلاحيته.

الاستشفاء بات لمن استطاع إليه سبيلا ومداخل المستشفيات تسرد قصة فاتورة تكوي الجيوب قبل الأوجاع. البطالة تفتك كطاعون بمصير عائلات ومستقبل الأبناء.

وللكورونا حديث آخر يوازي همه كل ما تقدم من هموم. عدد الإصابات لا يتوقف صعودا. الإغلاق لا بد منه وخسائره الاقتصادية لا بد من تجرعها على مضض.

أيها العيد، ماذا بقي من الفرح، من البركة، ألم تحن ساعة وحدة الموقف وإصلاح السلوك والأداء الوطنيين؟ صناعة الوطن تنسجه خيوط تبدأ بتغيير ما في النفوس قبل النصوص ويدعمه الابتعاد عن الكيدية والانتقام. بذلك نصنع للوطن والمواطن أعياده. وحينها تكون أيام اللبنانيين وأعوامهم كلها بخير، فقط حينها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بأزمات مركبة، يقابلها حث على التضحية، حل عيد الأضحى المبارك على اللبنانيين. تجربة هذا العام ليست معهودة في مثل هذه الأيام، لكن الأمل يبقى كبيرا بأن تزول المحنة الملبدة في أجواء لبنان، ليسيطر الرجاء، وتصفى النفوس، ويفوز حب الوطن، وتنتهي أزمة كورونا، وينخفض سعر الدولار، ويفك أسر الودائع، ويفيض المازوت والبنزين من خراطيم المحطات، وتزداد ساعات التغذية بالكهرباء، ويفك الحصار الجائر، وتسود العدالة، وغير ذلك كثير، قبل ان نختم بالدعاء كي لا تطول معاناة المواطن وخوفه.

نعم، ما أصعب أن يصنف ما أوردناه في خانة الأحلام، وما أقسى أن لا يأتي اليوم الذي يرى فيه اللبناني فاسدا ومحتكرا ومستغلا وراء القضبان. فالى متى سيذهب صبر الناس سدا؟ والى متى سيبقون شهودا على اغتيال آمالهم ومطالبهم أمام أعينهم؟

في الأضحى، خطباء العيد أكثروا الدعوة لحل المعضلات الاقتصادية، والتي تفرضها الإدارة الأميركية بالحصار وفق المفتي قبلان الذي اعتبر ايضا ان قصة الحياد قصة مستحيلة وغير ممكنة على الإطلاق.

صحيا، امتزجت إجراءات كورونا مع عطلة العيد، فكان الالتزام بالإقفال العام فارضا نفسه في مختلف المناطق، وذلك بعدما كادت تخيب بالأمس كل الآمال جراء نظرة البعض الى مواجهة الفيروس وكأنها دلع، بيد انها وسيلة لإطفاء الوجع، ولتطويق الجزع، الذي يجتاح المناطق منذرا بالأسوأ.

في فلسطين تكبيرات العيد ارتفعت عاليا من الأقصى الأسير، وغزة المحاصرة، مدوية في آذان الاحتلال الذي يلاحقه الخراب من داخله. أما في اليمن، فالسؤال عن الفرحة المنغصة بالأحزان منذ بداية العدوان السعودي الأميركي، وكذا في العراق وسوريا حيث المحاولات الصادقة لصون الانتصار.

الى الجمهورية الإسلامية في ايران التي حين ضحت فازت، وما زالت تقطف الثمار رغم شدة الحصار وكثرة الأعداء. واليوم، الإمام السيد علي الخامنئي ثبت المعادلة: التفاوض مع اميركا يعني مطالبتها بالمزيد من تخلي ايران عن قدراتها الدفاعية والإقليمية والوطنية. أما ما يلزم للمواجهة فهو الاتكاء على القدرات الوطنية وهي عظيمة، وعلى العلاقات مع الدول الصديقة، قال الإمام الخامنئي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في عيد الأضحى الذي نتمنى أن يعيده الله على اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا في ظروف أفضل، تشديد على الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع اللبنانيين لتجاوز المحنة.

وفي هذا الإطار، لفت موقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي قال: لسنا ببعيدين عن إخواننا في بكركي، لأن مصلحتنا ومصلحة بلدنا تفرض علينا جميعا أن نكون في خندق واحد للدفاع عن لبنان وعن حقوق اللبنانيين، وأن نحدد ما هي مصلحة لبنان، وكيف نحققها، وكيف نحميها على رغم اعتباره أن لبنان في قلب العاصفة، وضمن محاورها، ولا يمكن أن يكون محايدا، بل عليه أن يكون شريكا فاعلا وأساسيا في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه، وإلا أصبح فريسة سهلة المنال.

أما في اليوبيل الماسي للجيش اللبناني الذي يصادف غدا، فترقب للرسالة التي يخاطب عبرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين والضباط المتخرجين، والتي تنقل مباشرة على الهواء العاشرة قبل ظهر الغد عبر وسائل الإعلام، اثر الغاء الاحتفال السنوي بعيد الجيش في الكلية الحربية في الفياضية، والاكتفاء بتخريج الضباط من دون مراسم، بسبب ظروف الحجر الصحي.

وعشية عيد الجيش، تهديد إسرائيلي مباشر للبنان، حيث كشف مصدر إعلامي إسرائيلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمر الجيش بتدمير منشآت لبنانية حيوية في حال نفذ حزب الله أي هجوم انتقامي ضد جنود أو مواطنين إسرائيليين، ردا على قتل أحد ضباطه قرب دمشق بغارة إسرائيلية، وفق المصدر الإعلامي الإسرائيلي، الذي أوضح أن غانتس أصدر هذه التعليمات في جلسة عقدت الخميس بحضور رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، وعدد من كبار القادة في الجيش.

لكن، إذا كان التهديد الإسرائيلي غير الجديد من نوعه، لم يعد يفعل فعله في إخافة اللبنانيين، بفعل عوامل القوة المعروفة، فتهديد فيروس كورونا أكثر جدية من التهديد الإسرائيلي، خصوصا أن التفريط بعوامل القوة في مواجهته جار على قدم وساق، سواء من خلال الاستخفاف المستمر، ولو بنسب معينة، بتدابير الوقاية المعروفة من جهة، أو عبر بعض الممارسات اللاأخلاقية، قبل أن تكون غير قانونية، التي يرتكبها البعض، كمثل تزوير نتائج الفحوص.

وفي موازاة المواجهة المستدامة المطلوبة مع كورونا، مقاربة الملف الاقتصادي بمتفرعاته المالية والنقدية والمعيشية، وغطائه السياسي، أمر لم يعد يحتمل التأجيل. فنار المعاناة، وإن كانت راهنا تحت الرماد، لا يعني إطلاقا أنها انطفأت، ذلك أن إخمادها مستحيل إلا بحل جذري نهائي سريع يعيد لبنان إلى سكة الحياة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أضحى مبارك، أعاده الله على المسلمين واللبنانيين بأيام خالية من الحكام الفاسدين، وبسيادة مكتملة لا شريك فيها للدولة إلا شعبها وجيشها. الدعاء يعكس واقعنا البائس الذي أوحى لإحدى صفحات التواصل الاجتماعي بنكتة مضحكة مبكية، إذ صورت الناس في موقع خواريف الأضحى، فيما الخواريف تحتفل بالعيد من دون خوف من فاعل خير يزكي بها، ولا يد جزار تمتد الى أعناقها لسفك دمها، وذلك بسبب تردي الأحوال المالية والاقتصادية التي أوصلت اللبنانيين الى حد العوز والجوع والموت.

إسقاط هذه الصورة على يومياتنا السياسية يظهر بالأسود القاتم صورة الحكومة وأهل الحكم ومن ورائهما صاحب الدويلة المتحكم الأوحد بأمر الدولة. هذه الحكومة الصورية، وبدلا من ان تحمي لبنان من خلال إعداد الخطط الاقتصادية والمالية الإنقاذية، وبدلا من تمتين علاقات لبنان بشبكة الدول الصديقة، العربية والأجنبية، نرى سيدها يضطلع بدور مأمور التفليسة. وقد نجح في الدور، محققا كل ما عجز عن تحقيقه ألد أعداء لبنان، إذ ضرب المنظومة المصرفية وسمعة لبنان، الذي ما أخل يوما بسداد دين، وافتعل الخلافات مع سفراء الدول الكبرى، ووصلت مواصيله الى وزير خارجية فرنسا، قبل ان يلزم على الاعتذار والتراجع، وتراجع رجال الدولة عن أخطائهم ليس فضيلة، بل هو أسوأ من تكرارها.

وسط الضياع الرسمي الذي صار محط استهجان صحف العالم وأكاديمياته ومكاتب دراساته ودبلوماسياته، ما عاد اللبنانيون يسألون عن اليوم الذي نتوقف فيه عن الغوص المتسارع الى أعماق الأزمات، فالإنقاذ لن يأتي على يد هذه السلطة وهذا بات محسوما. والتحدي صار كرة نار في صدور قوى الثورة، وقد بات واجبا عليها توحيد جهودها وبرامجها من أجل فرض التغيير. في الانتظار، لبنان الصحي يتراجع أمام توسع رقعة كورونا، ولبنان المالي يترنح أمام ارتفاع الدولار وانهيار العملة الوطنية، ولبنان الإنمائي الاقتصادي يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل خروج قطاع الطاقة، تيارا كهربائيا ومحروقات، عن السيطرة. والمشكلة الأكبر، ان أهل الحكم والموالاة، وبعدما ارتكبوه في حق لبنان بامتناعهم عن الإصلاح وبناء المؤسسات واسترجاع السيادة، وجنوحهم نحو الشرق، هم فوق كل هذا يرفضون مشروع الحياد الذي يطرحه البطريرك الماروني باسم أكثرية ساحقة من اللبنانيين، علما بأن الحياد يشكل رافعة أساسية للبنان، ليس من أزماته الأمنية ولهيب الإقليم فحسب، بل من أزماته المالية- الاقتصادية- الاستثمارية. فاعتماد الحياد يخفف من تشدد الدول العربية والأجنبية مع لبنان المقصر في تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد، ويفتح الخطوط الائتمانية والودائع والسياحة والاستثمارات، بمجرد وعد صادق من دولتنا بتغيير وإصلاح حقيقيين جديين. فهل من يسمع، قبل زوال لبنان؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

زور شهادة، وادعى أنه يحمل شهادة ثانية، فكيف تم تعيينه؟ وكم من قاسم ياء في هذه الجمهورية؟

عشرات، لا بل مئات يتخرجون ولا يجدون عملا، أما من يجد عملا فبموجب شهادة مزورة وبموجب ادعاء أنه يحمل شهادة ثانية.

يا خريجي لبنان، مزقوا شهاداتكم الحقيقية، زوروا شهاداتكم، فلعلكم تجدون عملا. يا خريجي لبنان، لماذا العلم؟ تعلموا التزوير، والتصقوا بمتنفذ يستطيع توظيفكم، أليس هذا ما فعله قاسم ياء؟

كم من قاسم ياء في هذه الجمهورية؟ من يتذكر تزوير الشهادات للدخول إلى المدرسة الحربية؟ أين أصبح هذا الملف؟ أين أصبح ملف بعض الجامعات الخاصة التي تبيع شهادات؟ تفقيس جامعات، وهي بدورها تفقس شهادات، وهذه الشهادات هي بوابة عبور إلى الوظائف، ولولا الصدف لما كان تم كشف المزور والمزور. لو لم تقع أخطاء في مختبر مستشفى الياس الهراوي، لكان قاسم ياء مازال في موقعه، ينعم سعيدا. اليوم هو موقوف على ذمة التحقيق، ولكن من يدري، فبعد إطلاقه قد يعود إلى وظيفة ما في إدارة رسمية ما بشهادة مزورة جديدة، طالما أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من كومبيوتر وطابعة بالألوان، أما التدقيق، ف"على الله".

في جمهورية الفساد، هناك رباعية جهنمية قائمة على: ما هو فاسد، ما هو مغشوش، ما هو مزور، ما هو منتهي الصلاحية. هذه الرباعية يعرفها الجميع ويطنش عليها الجميع. لماذا؟ لأنهم "قابرينو سوا!".

وبعد، هل من يجرؤ على سؤال: لماذا لم تعد هناك دولة تثق بنا؟ لماذا يمتنعون عن مساعدتنا؟ وبالمناسبة، هل سيصل التدقيق الجنائي إلى القطاع التربوي للتدقيق في الشهادات الجامعية؟

ومن ثقافة التزوير إلى ثقافة الاداعاءات: شعب "أبو ربا" لا يصدق إلا ما يقرر هو أن يصدقه: هو الأعلم، وهو الأعرف، أما لسان حاله فهو: "بتشارط ما في كورونا؟".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وأعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا. الأضحى عبر التاريخ لم يفرق، وضجيج الحجيج كان يسمع من مكة الى كل العالم، لكن العيد هذا العام أطل على كون مريض من كل لون ودين. فأقعد الزينة حبيسة منازلها واعتقل الأولاد أسرى فرحهم ورسم الحدود بين الحجاج وفرض صلاة متباعدة في المساجد، وكورونا عين نفسه ضابطا عسكريا وانتزع العيد من الجيش معلقا وساما من أسوأ الأوبئة التي تشهدها العصور البشرية والتي ألقت القبض حتى اليوم على أرواح أكثر من سبعة عشر مليونا حول العالم.

وبغياب مراسم الأعياد العسكرية، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا في كلمة متلفزة الى الضباط والعسكريين. أما الانباء عن مغادرة الرئيس سعد الحريري لتمضية عطلة الأضحى في باريس مع العائلة، فقد نفتها مصادر "بيت الوسط" ل"الجديد"، وأكدت ان الحريري سوف يبقى في بيروت الى حين موعد النطق بالحكم النهائي في قضية والده، وسيتوجه مباشرة الى لاهاي لحضور الجلسة مع الوفد المرافق.

وبانتظار الحكم الذي لن يغير في واقع اللبنانيين شيئا، فإن أزماتهم كفيلة بأحكام ظالمة سواء تلك الخاطئة منها أو التي تحمل وقائع دامغة. وآخر المعارك دارت افتراضيا حول امرأة حامل قال ناشطون إنها قضت بفعل انقطاع الكهرباء، لكن أهلها أكدوا ل"الجديد" أن ميرنا غمراوي توفيت لأسباب طبية سوف نعرضها في سياق هذه النشرة.

وفي الأنباء التربوية، لفت إعلان مديرة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان من اننا لسنا جاهزين لبدء التدريس في أيلول، وهو ما سيوضحه وزير التربية طارق المجذوب مع "الجديد" خلال النشرة. وإذا كان لبنان يتجه الى تأجيل المدارس، فإن دونالد ترامب يطرح تأجيل الانتخابات الرئاسية التي تقيه شر السقوط بعد ان تقدم عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق نقاط كبيرة، وترامب الذي كان صاحب شعار الانفتاح وعدم اغلاق السوق وعودة المؤسسات التربوية رغم خطر كورونا، صار اليوم متهيبا للفيروس الوبائي ومشككا في التصويت عبر البريد الالكتروني الذي قد يحمل معه وباء التزوير واللعب في النتائج، لكن حقيقة الأمر ان لا هذا ولا ذاك يخيفان ترامب، وانه يتخذ من كورونا والتصويت الالكتروني أسبابا للتمديد او التأجيل، في الوقت الذي يقع فيه الاقتصاد الاميركي تحت انكماش غير مسبوق وصل الى الثلاثة والثلاثين بالمئة، وهو أكبر عجز منذ الحرب العالمية الثانية. أما دولاره، فقد أصبح بأدنى مستوى مقابل اليورو والين الياباني والجنية الاسترليني، ولم يعد ينقصه سوى ان يدنو الى الليرة اللبنانية.

وترامب الطامح الى التأجيل، يخفق في انه لم يستحصل على "مشورة" من مجلس النواب اللبناني ورئيسه نبيه بري لصياغة قانون "للتمديد المبكل" من ذوي الأرانب المعجلة المكررة. وفي الأرانب المالية، ما أعلنه رئيس جمعية المصارف سليم صفير واصفا لنداء الوطن الحديث عن تحويل الأموال الى الخارج بأنها "حرتقة مثل كل الحرتقات التي تحصل ولهذا الأمر فاتورة مستقبلية. لكن المعنى الأصلي للفاتورة المستقبلية هو ان تستعيد الدولة أموالا طائلة كسبتها البنوك ورؤساء مجالس إدارتها وبلغت نحو ثلاثة وثلاثين مليار دولار ومن حق الدولة اليوم مطالبتكم باستردادها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قتيل وجرحى في توتر بين الجيش ومحتجين في منطقة وادي خالد

وطنية - عكار - الجمعة 31 تموز 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عن توتر الوضع في منطقة وادي خالد الحدودية بين الجيش وعدد من أهالي بلدة المجدل الذين عمدوا الى إقفال الطريق منذ يوم أمس، احتجاجا على توقيف القوة الأمنية المشتركة لقطيع أغنام يقول الأهالي إنه لم يكن للتهريب بل للبيع بمناسبة عيد الأضحى. وحين حاول الجيش إعادة فتح الطريق، اعترضه الأهالي وباشروا بإلقاء الحجارة على آليات الدورية وعناصرها، وتطور الوضع الى إطلاق الرصاص المطاطي مما أدى الى إصابة 4 أشخاص من المحتجين توفي أحدهم ويدعى ل.س. وتم نقلهم جميعا الى أحد المستشفيات. كما سجل إصابة عدد من العسكريين بجروح نتيجة إلقاء الحجارة. وتسود حالة من التوتر في المنطقة.

 

شهيدة الكهرباء: ميرنا الحامل بتوأم “انقطع نفسها”!

مواقع ألكترونية/31 تموز/2020

ضجت مواقع التواصل بخبر مؤلم عن وفاة السيدة ميرنا غمراوي وهي من منطقة البداوي في الشمال. وبحسب المعلومات التي نُشرت على مواقع التواصل، فارقت المربية ميرنا الحياة بسبب عدم توافر الكهرباء وهي كانت بأمس الحاجة للتهوئة أو التكييف لأنّها حامل بتوأم بالشهر الثامن. ونعتها إحدى صديقاتها على “فيسبوك” قائلة: انتقلت إلى رحمته تعالى صديقتنا العزيزة ميرنا غمراوي. ميرنا ما توفت بحادث سيارة ولا بالكورونا، ميرنا ماتت من الشوب ومن عدم توفر التهوئة (مروحة، AC) يلي هي بحاجتها لأنها حامل بتوأم بالشهر التامن… لأنو مقطوعة الكهربا!”. وتابعت: “ميرنا اختنقت لأن ما في هوا تتنفسو ومع وصول الصليب الأحمر كانت فارقت الحياة. ميرنا بالـ 2020 انقطع نفسها ونفس أطفالها يلي نطرت مجيئهم سنين طويلة وراحت ضحية صفقات الحرامية وعديمي الضمير ببلادنا. ميرنا كانت عطول تعتل هم قطعة الكهربا و”تنق” من الشوب وحال البلد إلى أن نهبت حياتها وفارقتنا إلى الأبد”. وقالت: “يلي بيعرف ميرنا بيعرف قديش تحدت الحياة وظروف البلد ودايماً بالضحكة والنكتة”. وختمت: “هنّي بدن بس ما خلوون، وما خلو ميرنا تعيش وتشوف ولادها ويشوفوها. الله يرحمك”، وذيّلت منشورها بعدد من الوسوم  #شهيدة_كهرباء_لبنان، #شهيدة_صفقات_الزعران، #ما_خلوها_تعيش. ميرنا قطع المسؤولون عنها الاوكسجين حتى قتلوها مع أطفالها، فهل ستهتزّ ضمائرهم النائمة البائدة اليابسة، وهل سينزلون عن كوكب المريخ ليدركوا حجم معاناة الشعب اللبناني الذي سينفجر ولو بعد حين للاطاحة بكل هذه الطبقة السياسية المهترئة؟!

 

هل تأتي البشارة من جبال لبنان وميادينه

أيمن أبو هلال/القناة ٢٣"/31 تموز/2020

ربما يمكننا التصريح بأن النظام العربي الرسمي قد أستنفذ بجدارة أسباب بقاءه وأستمراريته بعد فشله التام طيلة عقود سابقة في قدرته على تلبية طموحات شعوبه في التنمية والأرتقاء والأكتفاء وبناء دول تلبي الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.  ذلك ان الفساد الذي صاحب نشوء هذه الدول يمكننا القول بأنه المؤسسة الوحيدة التي تتحكم في مفاصل الحياة برمتها حتى اصبح المواطنين مجرد سكانا في مزارع يعملون بجد وتفاني منقطع النظير لرفد القائمين على هذه المؤسسة المرعبة بالمليارات وأصناف الخيرات وللشعب اللبناني من المبررات والأسباب التي لا يمكن حصرها للأنفجار في وجه هذه المؤسسة التي أسفرت عن ولادة الطائفة التاسعة عشر (طائفة الحيتان والتماسيح)التي تدير الدولة وهي طائفة منتقاة بعناية من مجموعة غربية من كائنات بشرية فاقده لأحاسيس الرحمة والأمانة والمهنية.

ولكأن المسحة الغالبة عليها لا تعدو كونها استمرارا لنهج ابليسي شيطاني يستطيع الولوغ في المال الحرام ونهب كل ما يقع تحت ناظريه دون خوف او وجل لا من الله ولا من عباد الله هذه الطائفة القديمة نشوءا المكتشفة حديثا التي أذلت وأفقرت جميع اللبنانيين بكافة اطيافهم قام منتسبوها ابتداء على تقسيم وادخال الناس الى حجرات وانفاق مغلقة ومفاتيح هذه الأنفاق بأياديهم هم وحدهم من يتحكمون في فتحها واغلاقها والأصل ان تبقى مغلقة ولا يتم فتحهها الى حين يحتاج السادة الى قطيع لمساندتهم عند اي اختلاف على توزيع الغنائم انتباه الشعب اللبناني الى هذه اللعبة القذرة وان جاء متأخرا كان صدمة مدهشة وتحمل بين طياتها رعبا شديدا للطائفة التاسعة عشر المتغولة، ذلك انه وبعد يوم واحد من ليلة القبض عليها ومحاسبتها بالقانون على ما اقترفته بحق لبنان وشعبه من سرقات ونهب للخيرات والمقدرات والتي هي اصلا حق للشعب سيكون كفيلا بوضع حد لأيقاف هذا النزيف الذي ادمى لبنان وشعبه هذه الصرخات الجميلة في الميادين وهذا الأختراق الواضح لحواجز التقوقع المذهبي والطائفي ومحاولة ارجاع الفرع الى الأصل (لبنانيتنا تجمعنا) هو من سيعيد لبنان الى بريقه وألقه ونضارته واستعادة حياته

 

 تحسّب لاندلاع معركة طويلة مع "الحزب".. أكبر حشد عسكري إسرائيلي منذ 2006

الراي/31 تموز/2020

عزّز الجيش الإسرائيلي قواته في القطاعات التابعة لقيادة المنطقة الشمالية، على نطاق هو الأوسع منذ حرب لبنان الثانية في يوليو عام 2006. ونقل موقع «واللا» عن مصادر عسكرية في تقرير أمس، أن الجيش أبقى على قواته في حالة تأهب، وأنه تم تعزيز القوات الحدودية بالمدفعية المتطورة ووحدات استخباراتية وقوات خاصة، مضيفاً أن التعزيزات تأتي بأوامر مباشرة من وزير الدفاع بيني غانتس، لمنع «هجوم آخر» قد تقدم عليه قوات «حزب الله»، ضد أهداف إسرائيلية، في ظل حالة التوتر القائمة والخشية الإسرائيلية من التصعيد. وأشار التقرير إلى أن «رفع مستوى الجهوزية وزيادة حجم القوات لم تأتِ في سياق الاستعداد لتنفيذ هجمات مكثفة على أهداف تابعة لـ(حزب الله)، وإنما لاحتمال اندلاع معركة قد تستمر لفترة طويلة، في مواجهة مع الحزب». وقال غانتس في مقابلة مع القناة الـ13، أمس، إن حالة التأهب مستمرة وإن الجيش قادر على إيذاء «أعدائه» ومَنْ يستضيفهم، مضيفاً «إذا حاول «حزب الله» مهاجمتنا وإيذاءنا، فسنؤذي «حزب الله» ونضر بدولة لبنان، لذلك أنصحهم بعدم العبث معنا». وحذّر غانتس في شأن آخر، من حرب أهلية في إسرائيل بسبب استمرار استخدام العنف ضد المحتجين على حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب والقدس، معتبراً أن الأمر «مزعج وخطير». ودعا اليمين واليسار للتوقف عن خطاب الكراهية والتحريض، مشيراً إلى أن استمرار هذا الخطاب وما صاحبه من عنف ضد المتظاهرين سيزيد من خطورة الأمور.

وفي شأن خطة الضم، قال غانتس إن الأهم حالياً هو الاستمرار في معالجة التحديات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، وأن المسألة باتت أقل أهمية في ظل الوضع الراهن في الدولة العبرية. وتتزايد التقديرات اليمينية، بأن نتنياهو، يفكر بجدية كبيرة في إطاحة حكومة الوحدة الحالية وحلها بشكل نهائي، ومن ثم محاولة تشكيل حكومة يمينية مكونة من 61 عضواً. وذكرت صحيفة «معاريف» أن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو سيلجأ لأن «تكون حكومته الجديدة مشكلة من أحزاب الحريديم المتطرفين، وأحزاب كتلة يمينا بزعامة نفتالي بينيت، وبعض أعضاء الكنيست المؤيدين له بعد معارضتهم لسياسات غانتس، والذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة تحت قائمة حزبه». وأكدت مصادر في حزب «الليكود»، أنه خلال الأسابيع الأخيرة كانت هناك محاولات لجذب بعض أعضاء الكنيست من حزب «أزرق - أبيض» بزعامة غانتس، للانضمام لحكومة جديدة يقودها نتنياهو.

ورجّحت أن يلين موقف بينيت تجاه نتنياهو بعد الأزمات الأخيرة في أوساط كتلة اليمين بسبب سياسات زعيم «الليكود». ولا تستبعد بعض المصادر من «الليكود» أن يذهب نتنياهو لانتخابات جديدة مع إعادة تنظيم صفوف كتلة اليمين من جديد، وبعد تشتيت قوة «أزرق - أبيض»، التي كان فيها حزب هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد، وبتواجد موشيه يعلون. وينمو هذا التفكير في ظل استمرار المأزق المتعلق بإقرار الميزانية العامة، والتي قال غانتس إنه متمسك بشروطه لإقرارها لمدة عامين، بينما يتمسك نتنياهو بإقرارها لعام واحد فقط، وسط خشية زعيم «أزرق - أبيض» من أن ذلك سيعني عدم تنفيذ الاتفاق القاضي بتوليه للحكومة في العامين الأخيرين من مهلتها.

 

اسرائيل تأمر جنودها: دمّروا منشآت لبنانية حيوية عند أي هجوم لـ”الحزب”!

روسيا اليوم/31 تموز/2020

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس جيش بلاده بتدمير منشآت لبنانية حيوية، بحال نفذ “حزب الله” أي هجوم انتقامي ضد جنود أو مواطنين، ردا على قتل أحد ضباطه قرب دمشق بغارة إسرائيلية. وأشار مصدر عسكري إسرائيلي، الى أنه إذا نفّذ “الحزب” أي هجوم فسنرى رداً إسرائيلياً غير مسبوق ضد لبنان وبناه التحتية ومنشآته الحيوية. وقال المصدر إن هذه التعليمات أصدرها  الوزير في جلسة عقدت الخميس بحضور رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي وعدد من كبار القادة في الجيش. وبموجب هذه الأوامر، بدأ الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمثل هذه المهمة على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك يعني أن الجيش الإسرائيلي سيضرب ليس فقط مواقع تابعة لـ”حزب الله”، وإنما سيدمر منشآت لبنانية حيوية تخص البنية التحتية للبلاد عامة.

 

عون تضايق من كلام لودريان.. ولبنان يبدأ “الإغلاق المتقطع

 الانباء الالكترونية/31 تموز/2020

اليوم الجمعة أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو أول أيام «الإغلاق المتقطع» للبلد ضمن نطاق شهر التعبئة الصحية الجديد بوجه فيروس كورونا.. الذي يؤمل ان يعبره اللبنانيون بعدد اقل من الإصابات، مما سجل في السابق، وبقدرة اكبر على مواجهة الاختناق المعيشي والصحي في ظل واقع سياسي ميؤوس منه.

لقد فرض الفيروس، قيوده على أهل العيد، بمنعه التقارب الاجتماعي والتزاور الجماعي، والمصافحة والمعانقة، وكل موروثات المناسبات السعيدة، التي تقلصت لتصبح بحجم ما يجود به الهاتف الخليوي عن بعد. وبعيدا عن «كورونا» غرد ممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوفيتش، امـــس قائلا: ان اغلب الناس في لبـــنان وخـــارجه يعتقد ان المؤامرة الحقيـــقية التي تواجه البلد هي عدم رغبة الطبقة السياسية والمالية في تطبيق مجموعة من الاصلاحات الملحة والشاملة، رغم أن هذا هو السبيل الوحيد الكفيل بإطلاق المساعدات الخارجية، وسأل: ترى ما هو المطلوب لتغيير هذه الذهنية بعد كل هذا الانهيار والبؤس؟.

وفي هذا السياق كشفت مصادر فرنسية تفاصيل المحادثات الحساسة التي أجراها لودريان مع الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب الى تفاعل الخلافات نحو الأسوأ، الى حد اتهام الوزير لودريان بأنه غير مطلع على ما قامت به الحكومة اللبنانية، ونقلت إذاعة «لبنان الحر» عن المصادر الفرنسية ان محادثات عون والوزير لودريان تعثرت عندما طلب رئيس الجمهورية مساعدة فرنسا للبنان في ازمته المالية، والاقتصادية وبتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، فرد الوزير الفرنسي مؤكدا ان موقف بلاده بخصوص مساعدة لبنان معلن، وتم إبلاغه للمسؤولين اللبنانيين مباشرة، والمرتكز على قيام الحكومة بسلة من الاصلاحات في الإدارات التي تستنفد المالية العامة، وهنا قال الرئيس عون ان الدولة ستقوم بالاصلاحات وباشرت بإقرار موضوع التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، واقرار تعيينات في بعض المناصب في إطار مكافحة الفساد، فرد لودريان بالقول: مرت 3 سنوات ونحن نسمع منكم الوعود بالاصلاحات وفعلت فرنسا ما بوسعها لإتمام «مؤتمر سيدر» لمساعدة لبنان، لكن الوعود لاتزال على حالها ويبدو ان الرئيس عون تضايق من كلام ضيفه، واكتفى بتكرار كلامه وانتهى اللقاء عند هذا الحد. أما اللقاء الذي اجهز على الزيارة فقد كــــان بين دياب ولودريان، إذ قدم دياب جردة بالتعيينات التي أقرتها الحكومة في مجلس إدارة الكهــرباء وبعض المراكز المالية، معتبرا أنها تحاكي مطالب الدول المشاركة بمؤتمر «سيدر» وغيره. هنا قــال: لودريان: إن ما قمتم به ليس إلا خطوات خجولة لا ترقى إلى مستوى الإصلاحات البنيوية المطلوبة، التعيينات التي تمت معظمها على أساس المحاصصة وهذه لا تساعد على نهوض المؤسسات ووقف الهدر والاستنزاف.

ولفت لودريان إلى عدم اكتمال مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء بتعيين رئيس جديد وتجنب تعيين الهيئة الناظمة حتى الآن والعمل على تعديل نظامها كي تبقى ملحقة بوزير الطاقة وتنفذ رغباته. كما تساءل عن عدم تعيين هيئة ناظمة للاتصالات ومثلها لمطار رفيق الحريري الدولي ومكافحة التهرب الجمركي والضريبي وبدا رئيس الحكومة محشورا، وقد حاول أكثر من مرة التحدث عن إنجازات، لكن لودريان كان يقول له، نحن لا نرى إنجازات في عملك وما زلتم تدورون في مكانكم، فيما تزداد الأزمة حدة وتتضاعف معاناة اللبنانيين.

هنا رد دياب على الوزير الزائر قائلا: أنا رئيس حكومة لبنان ولا أسمح لك بإعطائي التعليمات وما يجب القيام به، انا لست سعد الحريري لأنفذ تعليماتك. وأجابه لودريان بقوله: أنا لا أعطي تعليمات لأحد، ولا أسمح لنفسي بذلك، وأتيت لأقول لكم بكل وضوح ساعدوا انفسكم لنساعدكم، ويجب أن أقول لك بكل احترام أن الحريري صديق لفرنسا وهو يمثل شريحة وازنة من اللبنانيين، وتعاونا معه بكل احترام لما فيه مصلحة لبنان وفرنسا. كلام دياب وصل إلى سعد الحريري الذي أبدى أسفه في لقاء الدردشة الأسبوعية مع الصحافيين ككل يوم خميس لتصريحات دياب وسأل: إلى أين يأخذنا بهذه الديبلوماسية إزاء أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل الأزمات التي مرت على لبنان وقال: اذا كان رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر يتحدث بهذا الأسلوب عن دولة نعتبرها في لبنان الأم الحنون، فمن المؤسف أن نسمع هكذا كلام من هكذا حكومة. وعن الإصلاحات المحكى عنها، قال الحريري: قاموا بالتدقيق الجنائي على مصرف لبنان أهنئهم، لكن لم يجروا التدقيق على وزارات الطاقة وغيرها. وردا على سؤال قال الحريري لا أريد أن أكون رئيس حكومة ولا أريد لأحد أن يفرض شروطه علي. غير ان باريس لم تشأ الذهاب في مشكلة وزير خارجيتها مع الحكم والحكومة في لبنان الى حد اللاعودة، بدليل زيارة وفد من السفارة في بيروت برئاسة القائمة بالأعمال سالينا غرونيت كاتالانو، الى رئيس الحكومة، «لمتابعة المباحثات التي اجراها الوزير لودريان في بيروت»، وأكدت كاتالانو لدياب اهتمام بلادها بمساعدة لبنان. بدوره اكد دياب تطلع لبنان الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، واضعا زيارة الوزير لودريان في سياق العلاقة التاريخية العميقة.

 

لبنان فقد مصداقيته أمام صندوق النقد

جريدة الأنباء الإلكترونية/31 تموز/2020

فقد لبنان كامل مصداقيته أمام الخارج، وصندوق النقد الدولي بالتحديد، الذي لوحظ توقف إجتماعاته في الفترة الأخيرة مع الوفد اللبناني المفاوض، وفق ما ذكرت صحيفة “الأنباء”. وفي إتصال له مع “الأنباء”، نفى مدير أنظمة الدفع سابقا في مصرف لبنان رمزي حمادة وجود أي سبب تقني لوقف الإجتماعات، لافتا إلى أن “الصندوق أعطى مهلة طويلة، وهي أكثر من ثلاثة اشهر، بسبب إهتمامه بلبنان، خصوصا أنه الإقتصاد الحر الوحيد المتبقي في المنطقة، فيما إجتماعات الصندوق في العادة لا تتعدى مهلتها الأسبوع، إلّا أن التخبط الحكومي اليوم وعدم الإتفاق على أرقام موّحدة بالنسبة للخسائر هي أمور تعرقل المفاوضات وتظهر فشل الحكومة في التعاطي مع هذا الملف، ما يؤثر على ثقة الصندوق بلبنان”. ويستغرب حمادة “تحدّي دياب للخارجية الفرنسية والمجتمع الدولي على الرغم من محاولاتهم لإخراج لبنان من أزمته، إلّا أن المطلوب الوحيد اليوم القيام بالإصلاحات الجدّية التي لطالما طالبوا بها، منذ مؤتمرات باريس 1 و2، ومؤخرا سيدر”.

أما في ما خص الصندوق، فيشير حمادة إلى أن “أعضاء الصندوق هم ممثلون عن الدول المشاركة، وقد سبق لهم أن عملوا مع عدد من الدول، ومن المعيب اليوم محاولة الإلتفاف خلفهم في زواريب سياسية ضيقة، كما أن الصندوق اليوم يتكبد تكاليف عالية نتيجة إقامة فريقه المفاوض في لبنان، مما يجعله يستعجل الأمور أكثر، خصوصا في غياب أي جدوى حتى اليوم”. ويختم حمادة داعيا إلى “الشروع بالإصلاحات الضرورية التي تبدأ في ملف الكهرباء، وتوحيد الأرقام، لإستقدام الأموال في ظل الإنهيار الحاصل”، لافتا إلى أن “الصندوق لن يترك لبنان”.

 

معوض: لبنان عزل نفسه وأصبح جزءًا من المحور الإيراني

مواقع الكترونية/31 تموز/2020

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا عن الانهيار الاقتصادي في لبنان، حيث عرضت قصص بعض اللبنانيين الذين يعانون من الوضع الاقتصادي الصعب.

وفيه، تحدث رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض عن الأزمة، قائلًا: “كان موقفًا جيوسياسيًا كبيرًا أخذه لبنان بعزل نفسه ليصبح جزءًا من المحور الإيراني، في حين أن الاقتصاد مدولر وشركاءنا هم العالم العربي والغرب”. وأضاف: “لقد فقدنا مستثمرينا الرئيسيين وشركاءنا الاقتصاديين. كُسر نموذج الأعمال في لبنان”.

 

الشيخ قبلان في خطبة العيد: قصّة الحياد مستحيلة!

وطنية/31 تموز/2020

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن لبنان شئنا أم أبينا خط تماسٍ دولي ملتهب وبالتالي فإن "قصّة الحياد مستحيلة لا لأنّنا لا نريدها بل لأنّها غير قادرة على التحقّق". ولفت الشيخ قبلان في خطبة عيد الأضحى إلى ان "جزءا من الحروب في المنطقة غير بعيد عن لبنان ممّا يؤكد أن البلد في قلب العاصفة ولا يمكن أن يكون محايداً بل عليه أن يكون شريكاً فاعلاً في الدفاع عن نفسه ومصالحه وإلا أصبح فريسة سهلة المنال"، مؤكدا أن البلد يعيش كارثة تاريخية موصوفة بكلّ المعايير فيما هناك من يناكد والبلد ينجرف بسرعة فائقة وهناك من يلعب لعبة الفتنة ويصبّ الزيت على النار.

واضاف: "نعاني من يأس واستنزاف وحصار شامل في لبنان وسط أزمة مجتمع وسلطة وتجار جوع وحيتان أسعار وسلع وذئاب احتكار وتماسيح متعطشة وضعت البلاد أمام كوارث مجتمعية وأخلاقية وكشفت على عجز مخيف في قدرة السلطة وغياب كلّي للضمير والفتنة تبدأ بالكلمة ولا تنتهي بها ولذلك أدعو الجميع إلى عدم السقوط في مصيدة المشروع الدولي الإقليمي الذي يضيّق الحصار على بلدنا". ودعا قبلان الحكومة إلى وقف النزف والهدر وحماية الأسواق والسلع وكسر دفاعات الحماية السياسية عن المغارات المالية في إدارات الدولة "وهذا يتطلّب حسم الخيار بالتوجه نحو الشرق أو الغرب أو أي جهة في العالم تتحقق فيها مصلحة لبنان من دون قطيعة مع أحد"، وفق قوله، مضيفا: "نفضّل الجوع على التفريط بمصالح لبنان".

 

"Foreign Policy": لبنان الذي نعرفه يموت

وكالات/31 تموز/2020

انتقد الباحث البارز في "مجلس العلاقات الخارجية" ستيفن كوك الطبقة السياسية اللبنانية التي تعاني من "إفلاس مالي وأخلاقي" والتي تحارب الإصلاح من أجل الحفاظ على مكتسباتها في ظل الانهيار الذي يشهده لبنان. وكتب في مجلة "فورين بوليسي" مقالاً تحت عنوان "لبنان الذي نعرفه يموت" مشيراً إلى أنّ البلاد وصلت إلى أزمتها الحالية بفعل نظامها وسلوك حكامها، في تناقض مع ما يحصل في اليمن وسوريا والعراق وليبيا. شهدت تلك الدول انتفاضات وحروباً أهلية وتدخلات خارجية وحروباً إقليمية بالوكالة. يذكر كوك أن لبنان لا يتمتع بالسيادة الكاملة وهو يشكل حلبة للتنافس الإقليمي لكن هذا الواقع ليس السبب المباشر لمشاكل الدولة الحالية كما يستدرك. فما يحصل في لبنان هو دخول نظام ما بعد الحرب دوامة الموت. ازدهرت الطبقة السياسية بفعل سنوات من الفساد والخلل الوظيفيّ، لكنّها وقعت في فخهما مؤخراً، بعدما أفلست تلك الطبقة البلاد خلال هذا المسار.

تسلسل الأزمة

أشار كوك إلى أنّ ملامح الأزمة الأولى ظهرت في بداية 2019 حين أصدر البنك المركزي تعميماً يقضي باستلام التحويلات المالية من الخارج عبر المؤسسات المالية غير المصرفية بالليرة اللبنانية. بعدها فرض قانون قانون العرض والطلب نفسه مما خلق سوقاً سوداء. لاحقاً، خفّضت وكالة "فيتش" تصنيف لبنان الائتماني من B- إلى CCC. وفي أيلول 2019، تمت تصفية "جمّال تراست بنك" بعد استهدافه بالعقوبات الأميركيّة لعلاقته ب "حزب الله". لم يكن هذا البنك لاعباً ضخماً لكنّ إغلاقه جعل الثقة بقطاع الخدمات المالية تتعرض للتآكل بشكل أكبر. بعد أسابيع قليلة، فرضت الحكومة ضريبة يومية على اتصالات "واتساب" بقيمة 20 سنتاً، الأمر الذي أطلق تظاهرات شعبية. منذ ذلك الحين، ظهرت جميع المشاكل الاقتصادية إلى العلن.

يتابع كوك توصيفه ذاكراً أنّ لبنان لا ينتج الكثير ويستورد 80% من حاجاته بما فيها الغذاء والفيول. اقتصاده مبنيّ على القطاع العقاري والمصارف والتحويلات من أبنائه المغتربين. عرضت المصارف فوائد مرتفعة لجذب الودائع بالدولار ثمّ قامت بإقراضها إلى الحكومة. وأوضح أنّ هذا الأسلوب لم يكن عظيماً لإدارة نظام مالي، لكنه كان يقوم بالواجب طالما استمر تدفق الدولار. لكن عندما انخفضت التدفقات المالية وعجزت الحكومة عن سداد ديونها للبنوك انهار النظام. في آذار، تخلف لبنان عن سداد ديونه مما أظهر أن "فيتش" كانت محقة في تصنيفها. فقدت الليرة 85% من قيمتها وفاقم فيروس "كورونا" الصعاب. أغلق لبنان الاقتصاد مثل معظم دول العالم لكسر سلسلة العدوى وإنقاذ حياة الناس، لكن البلاد لا تملك شبكة أمان اجتماعي فواجه العاطلون عن العمل والذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير تضخماً ساحقاً.أكثر من نصف اللبنانيين يعيشون اليوم في حالة فقر أو عوز بينما ازداد غياب الأمن الغذائي وأصبحت المقايضة طريقة لعيش البعض. ويواجه لبنان تغذية شحيحة بالتيار الكهربائي بينما يهاجر من يستطيع منهم إلى كندا وأوروبا. وصل اليأس إلى درجة انتحار البعض في الشوارع خلال فصل الصيف.

ما الذي تفعله الحكومة لمواجهة الأزمة؟

رد الحكومة أتى عبر محاربة الإصلاح والدخول في شجار مع البرلمان ومقاومة صندوق النقد الدولي والتودد إلى الصين، بحسب كوك. تعيش الحكومة على أمل بأن لبنان الصغير أكبر من أن يفشل، لكن الأمر غير صحيح بالنسبة إلى تحليل الباحث نفسه. وأشاد بمهنية المفاوضين في صندوق النقد الدولي لمثابرتهم على محاولة إنقاذ اللبنانيين خصوصاً مع عدم وجود الكثير من الحماسة الدولية لانتشال الحكومة من الفوضى. زار وزير الخارجية الفرنسي بيروت فقط من أجل تعزيز رسالة جوهرية الإصلاح. في واشنطن، أولئك الذين لا يريدون مساعدة الحكومة لاختراقها من "حزب الله" استطاعوا فرض رأيهم لغاية اليوم. لا يميل السعوديون والإماراتيون للمساعدة ولم يتدخل القطريون. هذا يترك الصين الراعي الوحيد المحتمل للبنان، لكن إذا وقّعت الحكومة اتفاقاً مع بيجينغ فهذا يعني أن لا عودة إلى الوراء وفقاً لكوك. بسبب العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة والصين وبسبب نفوذ واشنطن في صندوق النقد الدولي، على المسؤولين في بيروت ألا يتوقعوا الكثير من الصندوق في حال قبلوا بالاتفاق الصيني. في هذه الأثناء، يصعب تحمل تبادل اللوم ضمن الطبقة السياسية في وقت تنهار فيه البلاد حولها.

مسألة وجودية للطبقة السياسية

تطرق كوك إلى النظام الطائفي الذي شكّل إرث الاستعمار الفرنسي وقد سعى إلى الحفاظ على السلم الاجتماعي في دولة تعاني من انقسامات طائفية عدة. حتى بعد الحرب الأهلية، عاد لبنان إلى هذه المعادلة. وشكّك كوك بأن هذا النظام هو الذي حافظ على السلام الداخلي في الآونة الأخيرة. ارتبط الأمر أكثر بضم الحكومة لمجموعة "حزب الله" الشيعية الطائفية المسلحة إليها. وحتى مع افتراض أنّ الجهد اللبناني لخلق بعض الاستقرار من خلال ما يشبه توزيعاً منظماً ومتوافقاً عليه للسلطة على الطوائف قد نجح، فقد غذى أيضاً الفساد بشكل كبير، وقد استفاد منه المسؤولون والبيروقراطيون وأصحاب المصالح على حساب الخير العام. يجب على المتابعين ألا يتفاجأوا بالبنية التحتية الرثة والخدمات الحكومية التي تكاد تكون غير موجودة. "هذا ما تبدو عليه طبقة سياسية متعجرفة ومُهدِرة" للموارد. أدرك المتظاهرون أن لبنان يحتاج إلى نظام جديد كلياً. كان صعباً ألا يُعجَب المراقبون بتصميم وإبداع اللبنانيين الذين سعوا إلى التغيير. لكنهم ظلوا مثقلين بطبقة سياسية ترى الحفاظ على النظام الحالي مسألة وجودية. يعرّض هذا الواقع الدولة لمعاناة مطولة بما أنّ زعماءها يحاولون بشكل يائس مناورة إفلاسهم المالي والأخلاقي. وختم كوك مقاله كاتباً: "هذا ما يبدو عليه الانهيار".

 

المجتمع الدولي يكشف المؤامرة الحقيقية على لبنان

صحيفة الرأي/31 تموز/2020

يعتقد غالبية الناس في لبنان وخارجه أن المؤامرة الحقيقية التي تواجه البلد هي عدم رغبة الطبقة السياسية والمالية في تطبيق مجموعة من الإصلاحات الملحّة والشاملة رغم أن هذا هو السبيل الوحيد الكفيل بإطلاق مساعدات تدريجياً من الخارج، ترى ما المطلوب لتغيير هذه الذهنية فوق كل هذا الانهيار والبؤس؟»… هكذا و«بالمختصر المفيد» ضَرَبَ المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش من جديد عبر موقفٍ حازمٍ لا يحتمل التأويل، كرّر فيه «توبيخ» السلطة و«تثبيت» مكمن الداء الحقيقي، كما يراه المجتمع الدولي، في «الأزمة الشاملة» التي باتت تتحكّم ببلادٍ تتقاذفها عواصف السياسة والمال والاقتصاد و«كورونا» وواقعٌ معيشي صار أشبه بـ«برميل بارود». ولم يفاجئ تأنيب كوبيتش الوسطَ السياسي والديبلوماسي في بيروت هو الذي أصبحتْ إطلالاته الحادة على المشهد اللبناني بمثابة «البوصلة» لكيفية مقاربة الخارج المأزق الكبير الذي حشرتْ بيروت نفسَها فيه، عبر سلوكٍ تصرّ معه على السير في اتجاه طريقٍ مسدود لعجْزها عن اعتماد «طريق النجاة» الوحيد، التقني – السياسي، في ضوء استرهان قرارها الاستراتيجي لـ«حزب الله» ومشروعه الإقليمي.

ورغم ذلك، فإنّ هذه الإحاطة التي قام بها كوبيتش، وبلا تدوير زوايا، للوضع في «بلاد الأرز» اكتسبتْ دلالات خاصة كونها بدت محمّلة برسائل «مشفّرة» حملتْ رداً ضمنياً على المناخ الذي أعقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف – لودريان (لبيروت) الذي كرّس رفْع المجتمع الدولي «جداراً سميكاً» أمام أي دعْم مالي للبنان إلا بعد تطبيق الإصلاحات البنيوية والهيكلية الفعلية، وهو المناخ الذي أشاعه خصوصاً الهجوم غير المحسوب النتائج الذي قام به رئيس الحكومة حسان دياب ضدّ رئيس الديبلوماسية الفرنسية إذ اتهمه بأن «لديه نقصاً بالمعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية» وصولاً إلى اعتبار «ربْطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد يؤكد أن القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن».

وجاء كلام منسق الأمين العام للأمم المتحدة، ليؤكد في رأي أوساط واسعة الاطلاع مسألتيْن: الأولى أن ما قاله لودريان في بيروت يعبّر عن موقف المجتمع الدولي ككل. والثانية صحة ما نُقل قبل أيام عن أن وزير الخارجية الفرنسي أبلغ مَن التقاهم أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا «على خطى رجل واحد في كل ما يختص بلبنان».

واعتبرت الأوساط أن كوبيتش بحديثه عن «المؤامرة الحقيقية» غَمَز بوضوح من قناة محاولاتِ السلطة تصوير ما يعانيه لبنان على أنه من «فِعل الآخَرين»، وذلك من باب الهروب إلى الأمام المتمادي من عدم الرغبة ولا القدرة على السير بإصلاحات تُعتبر أيضاً المفتاح لبلوغ تفاهُم على برنامج إنقاذ مع صندوق النقد الدولي ما يزال رهينةَ خلافاتِ أهل البيت اللبناني وعدم توافقهم حتى الآن على رقم موحّد للخسائر المالية، وهو ما أدى إلى خسارة وقت ذهبي ودخول المفاوضات في جمودٍ سيتعزّز في شهر العطلة السنوية في آب على وقع تفاقُم مَظاهر السقوط المالي وتداعياته الاقتصادية والمعيشية على مختلف وجوه حياة اللبنانيين الذين صاروا أسْرى العتمة ونقص البنزين والمازوت ووقوف المستشفيات الخاصة على مشارف الانهيار ودخول البلاد مدار التضخم المفرط.

وبدّد وهج كلام كوبيتش محاولةَ دياب الخميس، «لحْس» موقفه الهجومي ضدّ فرنسا والذي قوبل بانتقادات داخلية من المعارضة في لبنان كما بـ«صدمة» في الأوساط الديبلوماسية العربية والغربية، وذلك من خلال تنويهه خلال استقباله الخميس وفداً من السفارة الفرنسية ترأستْه القائمة بالأعمال سالينا غرونيت «بالعلاقات اللبنانية الفرنسية العميقة والمتجذرة في التاريخ وفي القيم المشتركة»، معربا عن «تطلع لبنان إلى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين على الصعيد الثنائي وعلى الصعيد الدولي»، ومؤكداً أن «زيارة الوزير لودريان تأتي في سياق تلك العلاقة التاريخية التي تجمع بين البلديْن».

وترافقَ ذلك مع معاودة واشنطن تأكيد ثوابت مقاربتها للوضع اللبناني من ضمن المواجهة الكبرى التي تخوضها في المنطقة مع إيران والتي يشكّل «حزب الله» جزءاً لا يتجزأ منها، وذلك من خلال موقفين:

* الأول تضمّنه الإشعار الذي صدر عن البيت الأبيض والذي أعلن بموجبه الرئيس دونالد ترامب الاستمرار لمدة سنة جديدة في حالة الطوارئ الوطنية في ما يتعلق بلبنان المُعلنة في الأمر التنفيذي رقم 13441 (1 آب 2007)، إذ ورد في «حيثياته» أن «بعض الأنشطة المستمرة، مثل استمرار عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى(حزب الله)- والتي تشمل أنظمة أسلحة متطورة بشكل متزايد – تعمل على تقويض السيادة اللبنانية، والمساهمة في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، وتستمر في تشكيل تهديد غير عادي واستثنائي للأمن الوطني والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».

* والثاني كلام نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبرن في معرض الردّ على سؤال حول طلب الحكومة اللبناني الحصول على استثناءات ذات صلة بموجبات قانون «قيصر» ان «سقف الاستثناءات فيما يتصل بالتعامل مع نظام (بشار) الأسد مرتفع للغاية»، مضيفاً: «أما طلب الحكومة (اللبنانية) المتعلق باستثناء استجرار الكهرباء من سورية من العقوبات، فنعرف جميعاً أن حل الكهرباء في لبنان ليس باللجوء إلى نظام الأسد للحصول عليها».

ولم يحجب الصخبُ الدولي حول الوضع في لبنان دخوله في رحاب الإقفال التام حتى 10 آب المقبل وعلى مرحلتين تفصل بينهما «استراحة» في 4 و5 أب، وسط رصْد لمدى جدية السلطة بفرْض التزام هذا الإقفال الذي استثنى بعض القطاعات (لا يشمل المطار الذي بات إلزامياً إجراء فحص PCR قبل دخوله من أي بلد) لمحاولةِ وقف اندفاعة «كورونا» الذي سجّل الأربعاء 182 إصابة جديدة وهو الرقم القياسي الأعلى في يوم واحد منذ رصْد أول حالة في 21 فبراير الماضي، في حين ارتفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 55.

وفي حين تواجه السلطات اللبنانية امتحانَ فرْض تطبيق الإقفال ومواءمته مع فترة عيد الأضحى الذي يحلّ مثقلاً بكل أزمات البلاد وسط غياب أي من مظاهر الفرح التي «نُكِّست» أمام الأنين المتدحْرج للقسم الأكبر من اللبنانيين وعودة قطْع الطرق في مناطق عدة، دقّ مدير مستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض مجدداً «النفير» أمس محذراً من «أنّنا نتجه إلى عين العاصفة. وسيتبع ذلك بالتأكيد ارتفاع بحالات الاستشفاء»، موضحاً أن «أسرّة العناية المؤهلة لمرضى كورونا في المستشفيات الحكومية تعمل تقريباً بكامل طاقتها، وسيتوافر المزيد منها قريباً والمهم ألا يكون ذلك على حساب المرضى الذين لا يعانون من الوباء».وفيما كانت خيوط التحقيقات في سلسلة نتائج خاطئة لفحوص pcr في مختبر كورونا بمستشفى حكومي في زحلة تطلّ على فرضية شهادة تزوير لطبيب «منتحل صفة» في المختبر، كُشف الخميس إصابة أحد مستشاري وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر بالفيروس.

 

لبنان: الإقفال المتقطع خطوة أولى وعدد الإصابات يحدّد الثانية

بيروت: «الشرق الأوسط»/31 تموز/2020

يستمر لبنان بتسجيل ارتفاع في عدّاد إصابات «كورونا»، الأمر الذي كان فرض إقفالاً تاماً متقطعاً «كخطوة أولى»، كما أكد وزير الصحة حمد حسن، ولفت إلى أن هذا الارتفاع كان متوقعاً بعد فتح مطار بيروت، لكنّ المفاجأة كانت بالذروة التي وصل إليها. وأكد حسن، في حديث تلفزيوني، أن قرار الإقفال «مدروس ولا يجب خنق البلد بشكل كامل»، لافتاً إلى أنه في نهاية الأسبوع المقبل «سيتم أخذ القرار بناء على الإحصاءات، ويُقرر إن كانت هناك حاجة إلى إقفال لمدة أسبوعين أم لا»، لأن المطلوب «مناعة مجتمعية متدرجة وليس مناعة القطيع». وعلى خط تفشي الوباء، أعلنت بلدية كفرعقا في الكورة، في بيان، إصابة إحدى المدعوات، وهي من خارج البلدة، إلى عشاء ساهر أقيم بمناسبة تخرج طلاب ثانوية سيدة البلمند، ولذلك طلبت البلدية من جميع الشباب، الذين حضروا العشاء عزل أنفسهم وإجراء فحص «بي سي آر» بأسرع وقت ممكن وإبلاغ البلدية بالنتائج. في السياق نفسه، أكّد المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي، في بيان، أنه «بعدما تبين مساء الأربعاء إصابة إحدى المستخدمات في مبنى بئر حسن بفيروس كورونا، اتخذت إدارة الصندوق فوراً التدابير اللازمة من إقفال مبنى بئر حسن وتعقيمه بالكامل، واستبدال بصمة اليد في مكاتب الصندوق ومديرياته كافة بالتوقيع على جداول حضور وإجراء فحوصات (بي سي آر) لجميع المخالطين للمستخدمة المصابة». وأضاف البيان أنه «وبعد صدور نتائج هذه الفحوصات يوم الجمعة، تبين أن جميعها جاءت سلبية، وعليه سيكون يوم الاثنين يوم عمل عادي في مركز بئر حسن وفي جميع مكاتب الصندوق»، وأن «إدارة الصندوق سوف تطلب من وزارة الصحة العامة أخذ عينات عشوائية من المستخدمين في مكاتب الصندوق ومديرياته كافة لإجراء الفحوصات».وفي الجنوب، أصدرت بلدية ميس الجبل بياناً جاء فيه أنه في إطار متابعتها للحالات المصابة بفيروس كورونا، وبعد إصابة حالتين «قامت اللجنة الصحية في البلدية بسلسلة إجراءات وتدابير لتحديد المخالطين لهما في الحلقة الأولى، وتم حجرهم جميعاً لحصر الحالات، وتتبع مصدر الإصابات، وتقويم الوضع، ومن خلال إجراء فحوص (بي سي آر)».  وفي عكار، أعلنت غرفة إدارة الكوارث في المحافظة تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا، الأمر الذي رفع عدد الحالات الإيجابية قيد المعالجة إلى 37 حالة، ليبلغ عدد المصابين المسجلين في عكار منذ 17 مارس (آذار) الماضي إلى 123 إصابة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رد فوري على “ما لم يحدث بتاريخ أميركا”

 وكالة فرانس برس/31 تموز/2020

لمح للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من تشرين الثاني، ما أثار ردود أفعال فورية “رافضة” من الديمقراطيين، وحتى رفاقه الجمهوريين بالكونغرس، صاحب السلطة الوحيدة في اتخاذ مثل هذا القرار. ورفض منتقدون، الفكرة معتبرين أنها محاولة غير جادة لصرف الانتباه عن الأنباء الاقتصادية السيئة، بينما حذر خبراء في القانون من أن هجومه المتكرر بشأن التصويت بالبريد قد يقوض ثقة مؤيديه في العملية الانتخابية. وغرد ترامب على “تويتر”، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أكبر أزماتها في عشرات السنين وهي فيروس كورونا، وركود شديد نتيجة الوباء، واحتجاجات بأنحاء البلاد ضد عنف الشرطة والعنصرية. وأشارت استطلاعات الرأي، التي نقلتها “رويترز”، إلى تأخر ترامب عن منافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن. ورفض العديد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ومنهم زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل، وزعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفن مكارثي الفكرة. وقال مكارثي: “لم يحدث قط في تاريخ الانتخابات الاتحادية أن تخلفنا عن إجراء انتخابات، وينبغي أن نمضي قدما في إجراء الانتخابات، وفق ما نقلت “رويترز”. كما رفض النائب الديمقراطي زو لوفغرين، رئيس اللجنة المشرفة على تأمين الانتخابات بمجلس النواب، أي تأجيل. وقال لوفغرين في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز: “لن نناقش تحت أي ظرف من الظروف فعل هذا”.

 

الحكومة العراقية تحدد 6 يونيو المقبل موعداً لانتخابات برلمانية مبكرة

بغداد/الشرق الاوسط/31 تموز/2020»

أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، اليوم (الجمعة)، السادس من يونيو (حزيران) المقبل، موعداً لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وقال الكاظمي خلال كلمة له: «أواجه حملة منذ تشكيل الحكومة، وهدفي إنقاذ البلاد من الفوضى والفساد التي خلّفتها الصراعات الداخلية والدولية»، لافتاً إلى أن «العراق يشهد عبثاً من جماعات مسلحة خارجة على القانون، ونرفض تحوله إلى ساحة مواجهة إقليمية ودولية»، ومبيناً أن «سلامة البعثات الدبلوماسية مهمة الحكومة وتقع ضمن واجباتها السيادية». وأضاف: «نواجه تراكم سنوات من الهدر والإهمال وضعف الإدارة في البلاد، وبعض المنتفعين وأصحاب المصالح لا تناسبهم الإصلاحات، وسنرفع دعاوى ضد كل من استولى على أموال الدولة». وأكد رئيس الحكومة، العمل على الحد من الأزمة في البلاد «وسط توقع بتفاقم الوضع»، مشدداً على أن لا حلول للأزمات في العراق من دون استعادة دور الدولة وهيبتها، لافتاً إلى أن حملة المنافذ مثالاً على استعادة دور وسيادة الدولة وفرض هيبتها. وتابع بالقول: «نعمل للتحضير لانتخابات نزيهة وعادلة وحرة تنتج برلماناً يشكل حكومة تعكس إرادة الشعب وتمثله، ونتعهد بتوفير مراقبة دولية على الانتخابات، وتوفير الفرص المتكافئة لكل القوى السياسية. كما نعمل على ورقة عمل لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة». وشدد الكاظمي على عدم التنازل عن دماء العراقيين الذي سقطوا في التظاهرات، وقال: «وضعنا قائمة تضم أكثر من 500 شهيد من الضحايا، وحددنا المتورطين بدمائهم خلال 72 ساعة، وسنحول كل من تورط إلى القضاء». وأفاد بتسلم الحكومة مؤسسات صحية ينخرها الإهمال لتجهيزها في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وتقديم كل الدعم للكوادر الصحية، رغم الشح المالي في البلاد.

 

الكاظمي في سجن التحقيق المركزي لتأكيد خلوه من المتظاهرين ومستشاره أعلن أن الحكومة تحاول الحد من ظاهرة الاختطاف والتغييب

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارة ليلية إلى سجن التحقيق المركزي في مطار المثنى ببغداد. وقال مكتبه الإعلامي في بيان مقتضب أمس (الخميس) إن الزيارة «المفاجئة» جاءت لـ«الاطلاع على أوضاع السجناء وتأكد بنفسه من عدم وجود سجناء من المتظاهرين، وأصحاب الرأي».

وتواجه حكومة الكاظمي ضغوطاً متواصلة للإفراج عن نشطاء وصحافيين اعتقلوا أو قامت جماعات بـ«اختطافهم أو اعتقالهم» منذ أشهر، من دون معرفة أسرهم بمصيرهم حتى الآن. ومن بينهم هؤلاء الصحافيان العاملان في شبكة الإعلام العراقي المملوكة للدولة، مازن لطيف وتوفيق التميمي اللذان اعتقلا قبل نحو 6 أشهر. بدوره، أعلن هشام داود مستشار رئيس الوزراء، عزم الحكومة على الكشف عن الجهات المتورطة في العنف ضد المتظاهرين بعد إكمال نتائج لجنة تقصي الحقائق. وقال داود في مؤتمر صحافي أمس، إن «الحكومة تعد جميع ضحايا المظاهرات شهداء، ووجهت مؤسسة الشهداء بسريان قانونها على شهداء المظاهرات». وتحصل أُسر «الشهداء» بحسب القوانين العراقية على مرتبات تقاعدية وامتيازات أخرى وتسهيلات في التعليم والتوظيف في مؤسسات الدولة وغيرها. وأضاف داود أن «الحكومة ستشكل لجنة لتقصي الحقائق لكشف ملابسات الأحداث التي رافقت المظاهرات، بعد نتائج لجنة تقصي الحقائق سنعلن الجهات المتورطة بالعنف ضد المتظاهرين، والمظاهرات رافقها عنف غير مبرر بحق الشباب». وذكر أن «مجموع الشهداء منذ اندلاع ثورة أكتوبر وحتى الآن بلغ قرابة الـ560 شهيداً من المدنيين والعسكريين». وبيّن مستشار رئيس الوزراء أن هدف حكومة الكاظمي «دولة قانون ذات هيبة، تحاول الحد من ظاهرة الاختطاف والتغييب، وتراعي الحالات الإنسانية لذوي الشهداء». وكانت قوات الأمن العراقية قابلت المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت ضد حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في أكتوبر 2019 بقسوة مفرطة استعملت خلالها الرصاص الحي والمطاط والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن مقتل مئات وإصابة آلاف من المتظاهرين. ورغم التعهدات والإجراءات المتواصلة التي تعلنها حكومة مصطفى الكاظمي، خاصة المتعلقة بتعويض عوائل ضحايا المظاهرات وتعهدها بالكشف عن قتلتهم، إلا أن أعداداً غير قليلة من جماعات الحراك ما زالت تشكك على نطاق واسع بقدرة الحكومة على تقديم الجناة إلى العدالة، لأنهم في الغالب ينتمون إلى فصائل مسلحة نافذة. وما زالت الانتقادات متواصلة ضد الحكومة لإخفاقها في الكشف عن الجهات التي اغتالت الخبير والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي مطلع شهر يوليو (تموز) الجاري، أمام منزله في حي زيونة ببغداد. من جهة أخرى، تواصلت المظاهرات الغاضبة أمس، ضد تردي خدمة الطاقة الكهربائية في محافظة وسط وجنوب البلاد. وأغلق متظاهرون غاضبون عدداً من الشوارع الرئيسية في محافظة كربلاء، احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء. وأظهرت صور ومشاهد «فيديو» نشرها متظاهرون قيامهم بإغلاق الطريق السريع في حي رمضان، وسريع قضاء الحر وشوارع في حي الحسين بمركز المدينة، كما قاموا بتطويق مبنى مديرية الكهرباء. وتكرر مشهد الاحتجاجات الغاضبة في محافظة بابل القريبة، حيث احتشد المئات أمام مبنى مديرية توزيع الكهرباء، وقام المتظاهرون بقطع الطريق العام الرابط بين محافظتي كربلاء وبابل بالإطارات المحترقة. وأفادت الأنباء الواردة من هناك بوقوع إصابات بين المتظاهرين نتيجة احتكاكهم مع قوات مكافحة الشغب. وقال ناشطون لوسائل إعلام محلية إن «قوة من مكافحة الشغب قامت بإبعاد المتظاهرين من أمام مبنى مديرية توزيع الكهرباء في بابل بعد أن نظموا تظاهرة حاشدة احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في المحافظة».

 

واشنطن تعاقب دمشق وعينها على موسكو وأميركا تضغط على روسيا لإبعاد إيران عن جنوب غربي سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

الدفعة الجديدة من العقوبات التي فرضتها واشنطن بموجب «قانون قيصر»، تضمنت تكريساً لإشارات رمزية وردت في الدفعة الأولى الصادرة في منتصف الشهر الماضي، بينها الضغط على موسكو للعمل على «تغيير سلوك النظام السوري». وقد تكون منطقة جنوب غربي سوريا، بوابة للتعبير عن هذا «التغيير» عبر إبعاد إيران وتنظيماتها من هذه المنطقة تنفيذاً لتفسيرات واشنطن، للاتفاق الروسي - الأميركي الذي يعود إلى عام 2018. اللافت في القائمة الأخيرة، هو شمولها لحافظ نجل الرئيس بشار الأسد. وسبق أن ضمت القائمة الأولى من «قانون قيصر» أسماء زوجة الرئيس السوري. القراءة في واشنطن، أن المسؤولين السوريين «فوجئوا بهذين التصنيفين، لأنهم كانوا يتوقعون ألا تشمل القائمة السوداء شخصيات من الحلقة الضيقة»، في وقت كان هناك «تعمد» في إدراجهما لبعث «رسالة سياسية» إلى موسكو ودمشق: «القطيعة في واشنطن، وهذا الموقف الذي يصدر بموجب قانون قيصر، هو عابر للأحزاب والمؤسسات، وبات إجماعيا في العاصمة الأميركية». وكان هذا واضحاً في تفسير نائب المبعوث الأميركي جويل ريبورن لمعاقبة حافظ بشّار الأسد داخل العائلة، إذ قال: «لاحظنا مَيلاً لدى اللاعبين الرئيسيين في النظام السوري، لاستخدام الأولاد البالغين في عائلاتهم، من أجل مواصلة أعمالهم والتحايل على العقوبات. الهدف من العقوبات هو محاولة منع النظام من ترسيخ السيطرة الاقتصادية التي يستخدمها لإدامة الحرب». بات في «القائمة السوداء» الأميركية نحو 50 اسماً وكياناً. وسيتم خلال الأشهر المقبلة إدراج ضعف هذا العدد من المسؤولين العسكريين والحكوميين والنواب ورجال الأعمال من السوريين وغير السوريين، للقول إنه «لم يعد ممكناً العيش في عالمين: على الجميع حسم موقفه لتحديد العالم الذي يعيش فيه. عالم واشنطن أم عالم النظام»، حسب فهم دبلوماسيين أوروبيين لموقف واشنطن. وهم يلاحظون أن المسؤولين عن الملف السوري في واشنطن، يعتقدون أن «السياسة الأميركية ناجحة وتنجح، إذ إنها زادت من حجم الضغوط على دمشق وغيرت من حسابات موسكو»، مع إشارة إلى «فشل محاولات عربية أو أوروبية لفك العزلة عن دمشق والتطبيع معها. وتجنب رجال أعمال عرب من المساهمة في إعادة أعمار سوريا، في مقابل تعاظم عمق الأزمة الاقتصادية في سوريا وفي لبنان».

جيوسياسياً، يرى القيمون على الملف السوري في واشنطن، «نجاحات» أخرى، بينها: أولاً، استمرار وقف النار في إدلب، ذلك أن «المعطيات تدل على أن تركيا لن تتراجع إنشاً في إدلب» وأن تدفق المساعدات الإنسانية مستمر رغم حصر البوابات على حدود تركيا بواحدة فقط بعد تمديد القرار الدولي. ثانياً: «استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع إيران في سوريا، بمباركة روسية ودعم أميركي» لمنع تثبيت طهران لوجودها العسكري في سوريا. ثالثاً: استمرار العمل باتفاق «منع الصدام» في شرق الفرات رغم «تحرشات» القوات الروسية المستمرة ضد الجيش الأميركي وعملها على «التمدد» باتجاه حدود العراق.

وعلى وقع هذه «النجاحات» تستمر الاتصالات بين واشنطن وموسكو، حيث يبحث الجانب الأميركي عن «صدى» إجراءاته في موقف نظيره الروسي. يلاحظ مبدئياً أن هناك إدراكاً روسياً لـ«حجم المشكلة» في سوريا، حيث يظهر الروس مواقف واقعية أكثر من التصريحات العلنية التي تركز على شن الحملات ضد «العقوبات الأحادية غير الشرعية» وتحميلها مسؤولية «معاناة الشعب السوري وعرقلة مواجهة وباء كورونا»، وضد «الاحتلال الأميركي». الرهان الحالي في واشنطن على «قطف ثمار النزيف» والبحث عن ترجماته عبر استمرار الدينامية بين الطرفين من دون عجلة مربوطة بموعد الانتخابات الأميركية، بسبب القناعة بأن الموقف من الملف السوري بات ملزماً لأي رئيس أميركي. ويقول الأميركيون إنه لن تكون هناك أي «خطوة مجانية» تجاه موسكو، وهم مستعدون لـ«التجاوب مع روسيا في سوريا والرد إيجابياً على خطواتها». والواضح، هناك مجالان لاختبار الموقف الروسي حالياً: الأول، حجم تجاوب دمشق مع شكل ومضمون عمل اجتماع اللجنة الدستورية في جنيف في 24 الشهر الجاري لتنفيذ القرار 2254. الثاني: قيام روسيا بالضغط على إيران لإبعادها - إخراجها من جنوب غربي سوريا لتنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي في 2018. الذي نص على إبعاد «القوات غير السورية»، أي الإيرانية، إلى عشرات الكيلومترات من حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان... خصوصاً أن «إضعاف إيران» هو نقطة تقاطع أميركية - روسية في سوريا.

 

إردوغان يؤكد تمسك تركيا بتحقيق أهداف حملتها العسكرية في سوريا/روسيا ترهن مشاركتها في دوريات إدلب بحماية قواتها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده عازمة على حملاتها العسكرية في سوريا وغيرها لصالحها ولصالح حلفائها المحليين، في وقت شنت القوات التركية والفصائل الموالية لها قصفا عنيفا على مناطق محاذية لمحافظة الحسكة. وكشفت مصادر عن أن روسيا ترهن عودة الدوريات المشتركة مع تركيا على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) بإزالة التهديدات التي تعترضها. وأضاف إردوغان، في رسالة أمس (الخميس) بمناسبة عيد الأضحى: «إننا عازمون على تتويج نضالنا الممتد من سوريا والعراق حتى ليبيا بالنصر لنا ولأشقائنا هناك». في الوقت ذاته، نفذت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية، أمس، قصفا مدفعيا من مواقعها في قرية العريشة على مواقع قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف تل تمر وقرية الطويلة الواقعة بمحاذاة ريف الحسكة. وتزامن القصف مع تعزيزات عسكرية كبيرة للطرفين على تلك المحاور، وسمعت أصوات اشتباكات بالأسلحة الرشاشة على محاور ريف تل تمر وقرية القاسمية.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر محلية، أنه تم رصد استنفار عسكري للفصائل الموالية لتركيا المتمركزة في قريتي أم عشبة وباب الخير من جهة، وقوات قسد والنظام المتمركزة في أبو راسين وريفها من جهة أخرى. في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إنه تم تحييد 3 من عناصر «قسد» كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم على ما تسمى بمنطقة عملية «نبع السلام»، شمال شرقي سوريا. من ناحية أخرى، كشفت مصادر قريبة من «فيلق الشام»، الموالي لتركيا، والذي شاركت عناصر منه في توفير الحماية للدورية المشتركة الروسية التركية الثانية والعشرين على طريق حلب - اللاذقية في 22 يوليو (تموز) الجاري، أن روسيا علقت مشاركتها في الدوريات إلى حين تنفيذ تركيا تعهدها بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في إدلب الموقع في 5 مارس (آذار) الماضي بتأمين الحماية اللازمة للدوريات على الطريق. وسيرت تركيا دورية منفردة لقواتها على طريق حلب - اللاذقية بعد رفض القوات الروسية الانضمام إليها.وجاء الموقف الروسي بعد أن تعرضت دورية مشتركة في 14 يوليو (تموز) الجاري لتفجير عبوة ناسفة قراب أريحا أدى إلى إصابة 3 من عناصر الشرطة العسكرية الروسية وعدد من الجنود الأتراك. وتقع على تركيا مهمة تأمين الطريق وفتحه أمام الدوريات إلى جانب إخراج المجموعات المتشددة من إدلب. وتقول موسكو إنها لم تتمكن من تحقيق ذلك.

 

دنيس روس: شارون خطط لانسحاب من الضفة الغربية والمداولات لم تكتمل بسبب مرضه وغيبوبته الطويلة

تل أبيب/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

مع اقتراب يوم الذكرى السنوية الخامسة عشرة للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كشف النقاب في تل أبيب عن خطة مماثلة للانسحاب من أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بدأ رئيس الوزراء في حينها أرئيل شارون في إعدادها، وأن لجنة من كبار المسؤولين في حكومته استعدت لإقرارها، ولكن مرضه وشلله التام منع تنفيذها. وقد جاء هذا الكشف في تقرير مطول، سينشر اليوم الجمعة، في صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية اليمينية، وتم نقله على لسان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي كان شريكاً في الخطة، وحاول تطويرها عندما خلف شارون في رئاسة الحكومة، وكذلك على لسان دنيس روس، المبعوث الأميركي السابق لـ«الشرق الأوسط» الذي أدار مفاوضات لسنين طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال أولمرت إنه بعد تفاهمه مع شارون على التوجه للانفصال عن الضفة الغربية، سافر إلى الولايات المتحدة، وخطر بباله أن يبلغ الأميركيين بالخطة. وعلى الرغم من أن شارون لم يحب الفكرة فإنه لم يمنعه من طرحها في واشنطن. وقد أبلغ أولمرت بها وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، قائلاً إن خطة الانفصال عن غزة لم تكن سوى مقدمة لانسحاب أهم في الضفة الغربية. وقد أعجبت رايس بالفكرة، واهتمت برد فعل الفلسطينيين. ثم أطلع أولمرت شارون على نتائج اللقاء مع المسؤولين الأميركيين بعد عودته من الولايات المتحدة، مؤكداً أنهم معه في إطلاقها. وأكد أولمرت أن شارون بدأ يفكر في مخطط «فك ارتباط» مع الضفة الغربية، في حال فشلت خطة «خريطة الطريق» التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في 2002 لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصلت المفاوضات مع الجانب الفلسطيني إلى طريق مسدود. وقال إن المداولات في الموضوع لم تكتمل بسبب مرض شارون، وغيبوبته الطويلة. وقال روس إنه قبل تعرض شارون للغيبوبة إثر إصابته بالجلطة الدماغية، قام بتعيين طاقم لتحديد الإطار الذي يتم على أساسه الانسحاب القادم داخل الضفة الغربية، مشيراً إلى أن وزيرة خارجيته تسيفي ليفني كانت شريكة في اتخاذ هذا القرار.

وتألف الطاقم من كل من: أهرون أبرموفتش مدير عام ديوان رئيس الوزراء، والجنرال موشيه كبلينسكي النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والدكتورة شبيط ماتياس نائبة المستشار القضائي للحكومة، المتخصصة في شؤون القانون الدولي. وتم تكليفه بوضع خطة مفصلة لحدود الانسحاب من مقاطع واسعة من الضفة الغربية، وتبعات ذلك على الصعيد الأمني والاقتصادي والقانوني. يذكر أن شارون بدأ يطرح خطة الانسحاب من قطاع غزة منذ سنة 2003، بعد فشل «خريطة الطريق»، وراح يدحرجها في مؤسسات حزب «الليكود» بداية، وعندما رأى أن الحزب يعرقل مساره انسحب منه، وبالتوازي انسحب شمعون بيرس من حزب «العمل»، وأقاما معاً حزب «كديما» الذي أقر ونفذ الخطة في مطلع سبتمبر (أيلول) من سنة 2005، وسميت خطة الانفصال. وبموجبها انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وقامت بإجلاء المستوطنين وتدمير المستوطنات التي كانت قائمة في أرجاء القطاع (21 مستوطنة عاش فيها 8500 مستوطن)، إلى جانب إخلاء 4 مستوطنات أخرى في شمالي الضفة الغربية.

   

القاهرة: ترشح الضباط للانتخابات مشروط بموافقة قيادة الجيش وبدء تنفيذ قانون تسري أحكامه على العسكريين الحاليين والسابقين

القاهرة/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

دخلت تعديلات أقرّها البرلمان المصري على قوانين عسكرية حيز النفاذ، بموجب قرار أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، من بينها ما يحظر «ترشح ضباط القوات المسلحة السابقين والحاليين لانتخابات رئاسة الجمهورية أو المجالس النيابية أو المحلية، إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة».

ووافق برلمان البلاد، الشهر الماضي، على التعديلات التي تقدمت بها الحكومة على القانون المعروف بـ«شروط الخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة»، والتي تضمنت إلزام «الضباط الحاليين والسابقين بالحصول على موافقة المؤسسة العسكرية قبل الترشح للانتخابات».

وتضمنت التعديلات أيضاً أن يمكن لـ«صاحب الشأن الطعن على قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمام اللجنة القضائية العليا لضباط القوات المسلحة، على أن يكون ذلك خلال 30 يوماً من تاريخ إعلان صاحب الشأن به، ويكون قرارها في الطعن نهائياً»، لكن التعديلات منعت «أن يكون الطعن في قرارات اللجنة أو المطالبة بإلغائها بأي وجه من الوجوه أمام أي هيئة أو جهة أخرى». وفي مطلع عام 2018 أثارت مسألة سعي رئيس الأركان الأسبق للجيش المصري، سامي عنان، للترشح للرئاسة، ملابسات قانونية وسياسية، ووجهت له سلطات التحقيق العسكرية اتهامات عدة، من بينها عدم حصوله على موافقة للترشح، وخضع للاحتجاز على خلفية الاتهامات، قبل أن يتم الإفراج عنه في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وكذلك قضت محكمة عسكرية في عام 2017 بحبس العقيد أحمد قنصوة، 6 سنوات، لإعلانه «الترشح للرئاسة» دون الحصول على موافقة القوات المسلحة. ووفق التعديلات التي دخلت حيز النفاذ فقد تم تعديل النص المتعلق بوصف دور ومهام القوات المسلحة في البلاد، والتي نصت على أن من بين مهامها «صون الدستور وحماية الديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها». وفي أبريل (نيسان) 2019 أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» إقرار تعديلات على دستور البلاد، تضمنت أن «القوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، (وصون الدستور والديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد)، والدولة وحدها هي التي تنشئ هذه القوات». بينما كانت النسخة السابقة من دستور عام 2014 تنص على أن «القوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، والدولة وحدها هي التي تنشئ هذه القوات (...)».

 

إردوغان يؤكد عزم بلاده على حسم حملتها في ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

أرسلت تركيا رسائل متناقضة حول الأزمة الليبية، بحديثها عن الحسم العسكري والحل السلمي معا، واستمرارها في إرسال الأسلحة، والضغط على الفصائل المتشددة الموالية لها في سوريا للتوجه إلى القتال في صفوف ميليشيا حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عزم بلاده على حسم حملتها العسكرية في ليبيا لصالح حلفائها المحليين، أي حكومة الوفاق. وقال في رسالة للأتراك أمس بمناسبة عيد الأضحى: «إننا عازمون على تتويج نضالنا الممتد من سوريا والعراق حتى ليبيا بالنصر لنا، ولأشقائنا هناك».

وأضاف إردوغان موضحا أن تركيا ستواصل جهودها «حتى النهاية» في سبيل حماية مصالحها في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة، «ولن تتردد في استخدام حقوقها السيادية».

في السياق ذاته، وفي رسالة مختلفة من حيث الشكل فقط، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات أمس، أن تركيا ستواصل دعم حكومة الوفاق، وستتعاون مع جميع الأطراف الداعمة للحل السياسي في ليبيا، معتبرا أن الدعم الخارجي الذي يتلقاه القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، يُمثل العائق الأكبر أمام السلام في ليبيا. وادعى أكار أن تركيا تهدف لإيجاد حل سياسي شامل بقيادة الليبيين أنفسهم، يضمن وحدة ترابها واستقلالها وسيادتها، متهما حفتر بالتهرب من كل المبادرات التي تهدف لتحقيق السلام في ليبيا. وقال إن تركيا تؤمن بأن السلام والاستقرار في المنطقة يمكن تحقيقهما عبر الحوار.

في غضون ذلك، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن الحكومة التركية أعطت الأوامر لهيئة تحرير الشام باعتقال فضل الليبي، المعروف بأمير «جيش الساحل»، فيما يسمى بتنظيم «حراس الدين»، المنبثق عن تنظيم «القاعدة» الإرهابي «لرفضه الخروج من سوريا والذهاب للقتال في ليبيا». وأوضح عبد الرحمن أن المجموعات الإرهابية موجودة في جبال الساحل السوري منذ العام 2013، وأنها كانت تقاتل في تلك المنطقة تحت مسميات مختلفة، وانضمت إلى «حراس الدين» الرافض للانصياع للأوامر التركية، والانتقال للقتال في ليبيا، بعكس مجموعات «تنظيم داعش» الإرهابي، التي ذهبت للقتال في ليبيا بأمر من المخابرات التركية. وبالتزامن مع ذلك، ذكرت مصادر مساء الأربعاء أن طائرة شحن تركية نقلت مجموعة جديدة من المرتزقة إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا. كما نقلت مقاتلين وأسلحة إلى مصراتة استعدادا لعملية محتملة في سرت والجفرة، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية. وأفادت تقارير سابقة بأن عناصر من المخابرات التركية وصلت في رحلة مباشرة من تركيا إلى قاعدة الوطية الجوية، وبقوا داخلها بضع ساعات قبل العودة إلى تركيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

واشنطن للفرنسيين: أضعتم وقتكم مع حكومة حسان دياب!

منير الربيع/المدن/31 تموز/2020

وصل الغضب الفرنسي من الحكومة اللبنانية ورئيسها حسان دياب إلى درجة متقدّمة جداً، من الصعب التراجع عنها، أو إعادة العمل على تقديم المساعدة لها. ما حصل بين دياب ولودريان، انفجر في وجه السفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، الذي كان من أكثر المتحمسين للحكومة ولمساعدتها، ولترتيب العلاقة واستمرار التواصل مع حزب الله. ولكن وصف دياب وزير الخارجية الفرنسي بأنه لا يمتلك المعلومات، يعني أن فوشيه نفسه لم ينج من هجوم دياب. وحسب المعلومات، يعود غضب دياب، ودفاعه عن نفسه بمهاجمة وزير الخارجية الفرنسي، إلى أن لودريان كان حاسماً في تقويمه عمل دياب وحكومته. إذ أن الفرنسيين ملمّين بالتفاصيل اللبنانية، ويعرفون كيف تنتقل هذه الحكومة من فشل إلى آخر. خسر دياب آخر من كان يمكن أن يساعده أو يمنحه غطاء. بل أكثر من ذلك، يبدو كمن يطلق النار على نفسه، وأصاب كذلك الموقف الفرنسي من مسألة التجديد لقوات الطوارئ الدولية. لا سيما أن باريس تؤيد الموقف اللبناني بالتجديد لقوات اليونيفيل، بلا أي تعديلات في صلاحياتها. لكن موقف دياب، والتوتر العسكري الذي حصل على الحدود الجنوبية يوم الإثنين الماضي 27 تموز، من المفترض أن يقوّضا الموقف الفرنسي.

وبُعيد مغادرة لودريان لبنان، تلقى اتصالاً من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر. قال شينكر للوزير الفرنسي إنه كان يجب على باريس أن تنسجم منذ البداية مع الموقف الأميركي، ولم يكن من داع لإضاعة هذا الوقت كله لاكتشاف جنوح حكومة حسان دياب، وعدم الرهان عليها في اتخاذ أي قرار أو إجراء يحدثان فرقاً.

وبدا شينكر كثير التشدّد في موقفه. وهو موقف لم يتزحزح الأميركيون عنه أبداً، على خلاف الفرنسيين الذين كانوا أكثر تسامحاً وتساهلاً، ويبحثون عن الحلول. لكن سلوك الحكومة خيّب هذه التوجهات الفرنسية، وأكملت الخيبة وأتمتها تصريحات دياب عن لودريان.

لذا سينعكس موقف دياب سلباً على وقائع التجديد لقوات اليونيفيل. أميركا مصرّة إما على تغيير صلاحيات اليونيفيل وتعزيز قدراتها وتزويدها بطائرات درون وأجهزة أخرى، وتوسيع نطاق عملها، وإما ستتجه إلى تقليص مساهمتها في تمويلها، وهي تبلغ أكثر من ستين في المئة من ميزانية القوات الدولية. ولن تتبنى فرنسا سد هذا العجز. فهي تعيش أصلاً وضعاً اقتصادياً سيئاً بسسب كورونا. هذا يقود إلى خلاصة واحدة: اضطرار باريس إلى تخفيض عديد قواتها العاملة في الجنوب، علماً أن الكتيبة الفرنسية هي الأكبر عديداً بين الدول المشاركة.

وموقف واشنطن وباريس سينعكس ضعفاً في حماسة دول كثيرة للاستمرار في المشاركة في عديد اليونيفيل، وستتجه إلى تقليص عدد جنودها. وتلك ستكون إشارة دولية سلبية حول الوضع اللبناني. وهي تعني رفع الغطاء الدولي عن لبنان، وترك الجنوب ساحة مفتوحة للمزيد من التوتر في ضوء التطورات التصعيدية المستمرة.

 

بصراحة، لو تسمح يعني، لا نريد أن نصلي في القدس

محمد بركات/31 تموز/2020

بصراحة، لو تسمح يعني، لا نريد أن نصلي في القدس وربما لا نريد أن نصلّي في أيّ مكان خارج الكيلومترات الـ10452.

كيف لرجل واحد، يمثّل ما يمثّل في بيئته أو طائفته أو في البلد، كيف له أن ينطق باسمنا، نحن اللبنانيين، كلّنا، ويعلن أنّ "المقاومة تمهّد الأرضية لليوم الذي سيأتي ونصلّي جميعاً في القدس"؟

اللبنانيون لا يريدون أن يصلّوا في القدس. معظمهم لا يملك ما يكفي من المال ثمن البنزين ليصلّوا في مسجد بعيد عن بيوتهم.

 من قال إنّنا نريد أن نذهب إلى القدس؟

من قال إنّ شعباً جائعاً، مفلساً، متروكاً، معزولاً، مًحاصراً، مفتّتاً ومفكّكاً، من واجبه أن يحرّر القدس؟

من أعطانا هذا التكليف؟ هذا الشرف؟ هذه المأساة؟

لا يحقّ لأحد أن ينطق باسمنا؟

هذه البلاد التي تريدون من أهلها أن يحرّروا القدس ليست ملكاً لأحد.

قرارها ليس بيد رجل أو حزب أو طائفة.

لا داعي "لموسيقى" قرار الحرب والسلم. ما عاد هذا نقاشاَ وترفاً.

اليوم يقول لنا العالم: إما تحترموا حدود الدول وحدودكم، وإما ستجوعون أنتم وصواريخكم.

ونحن رهائن الصواريخ والسلاح.

نحن وأولادنا وأموالنا وأرزاقنا. المال والبنون رهائنكم.

بأيّ حقّ تأخذوننا كلّنا إلى الجوع، وإلى مواجهات لا طاقة لنا بها. حتّى حلفاؤكم رفعوا الصوت، وقالوا إنّ الجوع الذي يلفّ بطون أولادنا سببه سلاحكم. هذا السلاح الذي قتل وقاتل في سوريا والعراق واليمن، وتمدّد إلى السعودية والكويت ومصر وغيرها.

من قال إنّنا نريد أن نصلّي في القدس؟

لا يحقّ لهم ن أن يأخذونا معهم. هذه تسمّى عملية انتحارية، ونحن الأبرياء المرتهنين في مدار الحزام الناسف. نحن لنا الحقّ بالكلام. قبل أن تسحب الفتيل، وتفجّرنا، اسمع أصواتنا على الأقلّ.

لم يعد هناك أحد مع السلاح في كلّ لبنان، غير الموظّفين الذين يتقاضون رواتبهم من بيت المال الخارجي.

إذا حذفت نواب جبران باسيل، فإنّ النواب الـ74 الذين تفاخر بهم قاسم سليماني ذات انتخابات نيابية، سيقلّون عن 45. هؤلاء ليسوا أكثر من الثلث.

اللبنانيون جاعوا. مناصروك جاعوا. سلاحك يتمدّد في الدول العربية، مدمّراً مصالح لبنان واللبنانيين أوّلاً، ومتعباً العرب ومعتدياً عليهم.

هذا ليس من أجل مصلحة لبنان، ولا من أجل أمان اللبنانيين.

لا نريد أن نصلّي في القدس. يا أخي لا نريد

نريد أن نشبع في كفركلا وحولا وشقرا. أن ندرس في مرجعيون، حيث لا جامعة. أن نعمل في بنت جبيل، حيث لا معامل. أن نزرع في ربثلاثين، حيث نشتري الماء، بأضعاف أضعاف ثمنه. أن نلعب في بيروت

نريد لأولادنا أن يكبروا بهدوء. أن ننام آمنين من فواتير الكهرباء الكثيرة. أن نفتح فيسبوك ونجد إنترنت. أن يكبر أولادنا ولا يخشون من صواريخ الذين تريد أن تحاربهم.

لا نريد أن نصلّي في القدس.

أحدهم قال لكَ: دعنا نصلّي في الغبيري أوّلاً.

نريد كهرباء في بيوتنا، كما قال بشير أبو زيد.

ونريد لبشير وأمثاله أن يكتبوا آراءهم، من دون أن يتعرّضوا للقتل والخطف.

بعضنا لا يريد أن يصلّي أصلاً. ربما ليس متديّناً، أو ليس مؤمناً، ويعلم عن حسابه في الآخرة. وبعضنا يصلّي، ولا يريد أن يصلّي في القدس.

يحيى جابر كتب يوماً: "أترك يدي.. انتحر وحدَك". ونحن نقول: أترك أيدينا لا نريد أن نصلّي في القدس.

 

جولة على أنقاض دولة لبنان

فارس خشّان/الحرة/31 تموز/2020

يعاني اللبنانيون من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميا وعدم قدرة المولدات الخاصة على توفير البديل لعدم توفر مادة المازوت حقق لبنان إنجازا كبيرا، في الأشهر القليلة الأخيرة. ففيما تبرز حاجة البلاد إلى تدفق مالي كبير للخروج من الهاوية التي سقطت فيها، تأكد أن لبنان، وفي ظاهرة دولية نادرة، قد حقق خسائر ضخمة، على مستوى "المال الموعود". لقد تبيّن أن مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس، في أبريل 2018، وبعدما كان قد خصص للبنان أكثر من 11 مليار دولار أميركي، في إطار خطة تهدف الى إنقاذ "بلاد الأرز" ماليا واقتصاديا، قد تراجع عن "المال الموعود" الذي تقلّص، في سنتين وثلاثة أشهر، إلى أقل من أربعة مليارات. هذه الخسارة الواقعية من "الأموال الموعودة"، لم تجد شخصا واحدا يتحمّل المسؤولية. حتى أن وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي، وهو يعلن عن هذا الفجيعة في مقابلة تلفزيونية، لم يتخلّ عن ابتسامة الفخر التي ترتسم على شفتيّ الطبقة المستجدّة من سكّان "البرج العاجي"، ولم يشعر أنه معني، من موقعه كصلة الوصل الرسمية بين لبنان والمجتمع الدولي، فهو أيضا ينتمي إلى الفئات السياسية اللبنانية التي تتنصّل من المسؤولية اعتقادا منها بأنّ اللوم يقع على غيرها، ووظيفتها تقتصر على هذه الغزارة المملّة في تكرار فعل "يجب" والتذكير بالسيرة الذاتية التي يُعاقَب كل من لا يحفظها "عن ظهر قلب".

الوزير نفسه لم يجد حَرَجا، وهو يعلن، من موقعه في السلطة التنفيذية، "أننا في لبنان نتحوّل تدريجا من دولة في طريقها إلى الفشل إلى دولة فاشلة".

رئيس الحكومة ندّاب مآتم، رئيس الجمهورية ضعيف برتبة قوي، مجلس النواب ثرثار، "حزب الله" ميليشيا إيرانية برتبة "مقاومة"، المصارف تتحكّم بأموال لا تملكها.

لم يعد اللبنانيون، من كبيرهم إلى صغيرهم، يعرفون الفارق بين من هم في السلطة ومن هم في المعارضة، ولا الحدود الفاصلة بين من يُقرّر ومن يُحلّل، ولا التمايز بين الوزير والأستاذ.

ولا لوم على اللبنانيين في ذلك، فهم، مثلا، لم يعودوا يدركون، بفعل هيمنة "حزب الله"، الفواصل الحدودية بين سوريا ولبنان، فإن قتلت إسرائيل عنصرا من "حزب الله" في دمشق، فالرد عليها، وحرصا على استقرار بشّار الأسد في كرسيه المهزوز، يكون من بوابات الجنوب اللبناني، من دون أن أي اكتراث بما يتسبّب به رفع منسوب التوتّر ورفع رايات الحرب، للبنان من تعميق للحفرة التي دُفع دفعا إليها.

كما أن اللبنانيين لم يعودوا يعلمون إن كان منصب وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" أهم من منصب محمد فهمي، وزير الداخلية والبلديات في الجمهورية اللبنانية، حتى يتوسّط فهمي لدى صفا.

ولا أحد يهتم بانعكاسات استنجاد وزير الداخلية بمسؤول في حزب يثير الكثير من الانشقاقات الداخلية، على سلامة المعارضين وحريتهم، وعلى استقامة الإجراءات الأمنية، وعلى حيادية الخدمات العامة.

وممنوع على اللبنانيين أن يروا فرقا بين "حزب الله" وبين الطائفة الشيعية، فإذا جاء، في 7 أغسطس المقبل، الحكم المقرر في ملف اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري ضد المتهمين الأربعة الذين ينتسبون الى الحزب، فهذا يجب أن يعني أنّ الحكم صدر ضد الطائفة الشيعية كلّها، مما يدخل ـ وفق الخطاب الرسمي ـ لبنان في فتنة سنية ـ شيعية.

حتى يبدو، من جرّاء هذه الأدبيات التي اعتمدها كبار المسؤولين اللبنانيين، أن رفيق الحريري لا علاقة له بجميع اللبنانيين الذين نزل مليونهم إلى الشارع في 14 مارس 2005، مطالبين بالعدالة، وأن "حزب الله" كان قد نال "باستفتاء سرّي" موافقة الطائفة الشيعية على اغتيال الحريري، في حال جرّمت المحكمة الخاصة بلبنان المتهمين الموصوفين بأنهم من مناصري الحزب. والأدهى من كل ذلك أنه في لبنان بات الفعل السلطوي ولّاد كوارث، فيما فقد الكلام معانيه. لا أحد يستمع إلى ما يقوله الآخر. الجميع يتكلّم في الوقت نفسه. الوقائع وجهة نظر، المواقف أصوات عالية، الحقوق في مهب الريح، الدستور خرقة، المواقع مسرح دمى، الوزراء "شاهد ما شفش حاجة"، رئيس الحكومة ندّاب مآتم، رئيس الجمهورية ضعيف برتبة قوي، مجلس النواب ثرثار، "حزب الله" ميليشيا إيرانية برتبة "مقاومة"، المصارف تتحكّم بأموال لا تملكها، المودعون أثرياء على الورق، الطاقة الاغترابية منهوبة، الكهرباء تفرغ الخزينة بدل أن تنير المنازل، فيروس كورونا الذي سبق ولحقت به هزيمة نكراء وشيّدت القصائد بقائد الحرب ضدّه، يجتاح لبنان، الثورة الشعبية تنظيم سياسي، والمعارضة، وهي تنتظر في الصف دورها السلطوي، تكتفي بتسجيل المواقف "المدوزنة"، والطوائف مستنفرة على خطوط التماس المنبرية، والمروج للسدود الفاسدة وشرفات المنازل للزراعة.

لا حلول مرجوّة في ظل هذه الفوضى. حتى العسكريتاريا لم تعد تجدي نفعا، لأن من تسلّمه حريتك، يجب أن يسلّمك دولة، والعسكريتاريا في ظل "الميليشياتياريا" لا استعداد لديها لاسترداد الدولة. الجميع تائه، والتائهون لا يصنعون وطنا، بل يمضون العمر، وهم يتجادلون حول الوجهة الأصح التي يجب أن يسلكوها

ودعاة السلم في لبنان، أصبحوا دعاة استسلام أنتج الكوارث. هؤلاء روّجوا لاستقرار يقوم على معادلة وطنية مختلّة. وهذه المعادلة أسقطت موقع لبنان في العالم، لأنها أطلقت يد "حزب الله" ليكون حيث يجب ألا يكون، فجرّ على البلاد والعباد مشاكل مكلفة حتى مع الأصدقاء التاريخيين.

ومع ذلك، إن اللاهثين إلى المناصب في لبنان أكثر من الهم على القلب. ليس فيهم من يخشى ممّا سيكتبه التاريخ، لأن التاريخ، أصلا لن يذكرهم. كل همهم محصور بالصفات التفخيمية التي يعتقدون بأنها ستلتصق بهم حتى النفس الأخير. ليس في ذاكرتهم تجربة لبنانية، علّقت نظراءهم على المشانق، أو ساقتهم إلى المقصلة، أو رمت بهم في السجون. والشعب يتوهم أنه وجد الحل، بإعادة الاعتبار إلى الهجرة، من دون أن يسأل عن الوجهة، ومقبوليتها، ونتاجها، وتضحياتها الجسام. الجميع تائه، والتائهون لا يصنعون وطنا، بل يمضون العمر، وهم يتجادلون حول الوجهة الأصح التي يجب أن يسلكوها.

الحل الوحيد لمن يواجه الموت، مثل الشعب اللبناني، أن ينتفض لكرامته، وينتهج نصيحة المتنبي الذي لم يجد دواء شافيا من الموت المحتوم سوى الموت بجرأة الكرامة. من يجرؤ أن يستقيل؟ من يجرؤ أن يواجه؟ من يجرؤ أن ينتفض؟ من يجرؤ أن يصفع متخاذلا؟ من يجرؤ أن يكتب تاريخ الأذلاء؟ من يجرؤ أن يحاول إنقاذ لبنان وشعبه؟  إن اللبنانيين يحتضرون ومع ذلك يقودهم هؤلاء الحكماء الذين ينصحونهم أن يموتوا... جبناء!

 

بكركي: الراعي لم يوافق ابراهيم على "الإجماع" حول "الحياد"

إيلي القصيفي/اساس ميديا/السبت 01 آب 2020

خرج اللواء عباس ابراهيم من بكركي وقال على بابها، نقلاً عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قوله إنّ الحياد يحتاج إلى "إجماع جميع اللبنانيين". لكنّ مصدراً مقرّباً جداّ من الصرح البطريركي ينفي أنّ "يكون البطريرك قد قال ذلك"، ويقول: "هذا رأي اللواء ابراهيم أو من يمثّل في زيارته وليس رأي البطريرك". الحياد الذي طرحه الراعي يستند إلى "ثلاثية تحرير الشرعية وحياد لبنان وتنفيذ القررات الدولية". وبعد شهر على إطلاق البطريرك نداءه، لا يزال هو العنوان الرئيسي في الحياة السياسية اللبنانية، وذلك لسببين: الأوّل أنّه صادرٌ عن البطريركية المارونية التي، أيّاً تكن التقّلبات السياسية والاجتماعية التي شهدها لبنان، لا تزال تحتفظ بقدرتها على التأثير والاستقطاب محلياً ودولياً. والثاني أنّ "طرح الحياد" مرتبط بشكل وثيق بالأزمة اللبنانية الراهنة ولجهتيها المترابطتين: المالية والاقتصادية خصوصاً في ظلّ عجز الحكومة والحكم عن الإصلاح ما يفقد لبنان الثقة العربية والدولية وبالتالي إمكانية مساعدته عربياً ودولياً للخروج من الأزمة السياسية/الأمنية المتصلة بارتدادات صراعات المنطقة على لبنان وبالتوتّر المستجد على الحدود الجنوبية, توتر جلب ماءً على طاحونة "حياد بكركي"، خصوصاً أنّ حزب الله يريد الردّ من لبنان على قتل إسرائيل عنصراً له في سوريا وليس على الأراضي اللبنانية.

"طرح الحياد" مرتبط بشكل وثيق بالأزمة اللبنانية الراهنة ولجهتيها المترابطتين: المالية والاقتصادية خصوصاً في ظلّ عجز الحكومة والحكم عن الإصلاح

المصدر المقرب جدّاً من الصرح البطريركي يؤكّد أنّ "الإجماع كمبدأ غير موجود في أي من الأنظمة السياسية، لا الملكية ولا الجمهورية ولا الملكية الدستورية، ونظامنا الجمهوري يخضع لمبدأ الأكثرية والأقلية، فإذا كان حياد لبنان يحتاج تعديلاً دستورياً فذلك يعني أنّه في حاجة إلى ثلثي أصوات النوّاب، وإذا لا، فإن اعتماده يتمّ بالأكثرية العددية". ويستدرك بالقول: "نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. والبطريرك سعى ويسعى إلى أن ينال طرحه تأييد الجميع، وقد أثبت التفاعل الإيجابي مع مبادرة بكركي أنّها تحظى بأكثرية سياسية وشعبية، وقد أيدّتها جهات سياسية ودينية إسلامية سنّية ودرزية وشيعية مستقلة عن حزب الله".

خلاصة قوله إنّ "بكركي تتمنى الإجماع حول طرحها، لكنّها ترفض أن يُعدّ الإجماع مبدأ دستورياً". لا شكّ أنّ زيارة المدير العام للأمن العام اللواء شكّلت محطّة مهمّة في سياق التفاعل إيجاباً أو سلباً مع مبادرة الراعي. فبالرغم من تأكيد اللواء إبراهيم أنّه لم ينقل رسالة من حزب الله إلى البطريرك ولا من البطريرك إلى حزب الله، فإنّ مجردّ زيارته في هذا التوقيت تحفّز إمكانية فتح قنوات التواصل من جديد بين حارة حريك وبكركي. أو بالحد الأدنى فإنّ هذه الزيارة تؤكّد موقف بكركي لناحية عدم استهداف طرحها حزب الله. ومبادرة الراعي لاقت ترحيباً وتأييداً سنيّا لافتاً وملاقاةً درزية والتفافاً مسيحياً حولها ما خلا "التيار الوطني الحر" الذي ما جاهر برفضه لها لكنّه حرّفها بما يناسب تحالفه مع حزب الله. وزيارة ابراهيم إلى الصرح البطريركي أكّدت على مشروعيتها الوطنية، وهذا يعدّ نجاحاً لبكركي التي حمت طرحها من أن يتحوّل موضوع انقسام بين اللبنانيين. والزيارة تعكس أيضاً اهتماماً من الثنائي الشيعي بالتواصل مع بكركي والراعي حول مبادرته، ما ينفي الرفض القاطع لها، ولا يصل إلى مرتبة القبول، لكنّه يمهّد لفتح باب الحوار. 

بكركي تتمنى الإجماع حول طرحها، لكنّها ترفض أن يُعدّ الإجماع مبدأ دستورياً

المصدر المطلّع على تفاصيل الزيارة يصفها بأنّها "ناجحة، والبطريرك كان مرتاحاً له". ويرى أنّ "في اللّواء إبراهيم ميزتين، هما إيجابيته ووطنيته، لكنّ البطريرك لم يتحدّت معه لا عن اجماع ولا عن توافق سياسي حول طرحه"، علماً أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون كما "التيار الوطني الحر" كانا قد ربطا تحقيق الحياد بـ"التوافق الداخلي". ويؤكّد المصدر إيّاه إنّ حياد لبنان هو مشروع قائم بذاته بالنسبة للبطريرك الراعي، و"أي مشروع لديه خطّة عمل ومسار". يقول: "الخطّة موجودة عند البطريرك بمستويات ثلاثة: داخلي وعربي ودولي". أمّا على المستوى الداخلي فإنّ بكركي "تسعى إلى أوسع تأييد وطني حول مشروعها وكل المعطيات تبشّر بالخير على هذا الصعيد لجهة التأييد السياسي والشعبي الواسع لطرح البطريرك، بدليل الوفود الشعبية والشخصيات السياسية التي تزور الصرح يومياً وعلى مدار الأسبوع". كذلك على الصعيد الداخلي فإنّ البطريركية المارونية تسعى إلى "إقناع الشرعية بموضوع الحياد، لأنّ الحياد ينقذ الدولة اللبنانية وليس بكركي. فالدولة الآن رهينة".

الزيارة الأبرز التي تحضّر الدوائر البطريركية لها الآن هي زيارة الفاتيكان

أمّا على المستوى العربّي فيؤكد المصدر نفسه أنّ "الاتصالات متقدمّة جداً مشجّعة مع الدول العربية الصديقة للبنان". يبقى المستوى الدولي وهو شقّان: الأول مرتبط بخطة بكركي للاستحصال على أوسع تأييد دولي لطرحها، والثاني متصلّ بتأييد الأمم المتحدة له. وبالنسبة للشق الأول، يقول المصدر إنّ هناك تجاوباً أوروبياً مع مبادرة بكركي، بينما الأميركيون لم يعلقوا عليها بعد. والأمم المتحدة تدعو إلى أن يكون لبنان خارج صراعات المنطقة، وزيارة مقرّها في نيوروك هي مجردّ فكرة لم تتبلور بعد، كما يقول المصدر عينه. ويضيف: "الزيارة الأبرز التي تحضّر الدوائر البطريركية لها الآن هي زيارة الفاتيكان".

في المحصلة يؤكّد المصدر المطلع أنّ "البطريرك لم يطرح مشروعه للحياد اعتباطاً وفي لحظة عابرة"، وذلك لقطع الشك باليقين بشأن احتمال تراجع بكركي عن "طرح الحياد"، بل على العكس فهي "مصممّة عليه وستعمل ما بوسعها لتحقيقه، ولذلك فإنّ الزيارة المرتقبة إلى الفاتيكان هي في غاية الأهمية".    

 

التوتر في جنوب لبنان:جرعة كرامة لم تدم طويلاً

زكي محفوض/المدن/01 آب/2020

يصعب جدًا على المراقب التقاط لحظة معيّنة من لحظات الأحداث الدائرة في لبنان، خصوصاً تلك التي تدور منذ يوم المعارك الهزلية. ويصعب أكثر تحديد حدث أو موقف ما واعتباره مفصلاً أو منعطفاً لما تلاه أو سيليه. والأولوية التي يمكن خلعها على حدث لا يلبث حدث آخر أن يغطي عليها، (حدثٌ آخر لم يحدث بالضرورة لأنه مجرّد منشور سوشال ميديا أو هاشتاغ). لعلّ هذه المرحلة من تاريخ لبنان، إذا عُرف نهجٌ إلى كتابته، مفيدة جداً لكتاب الدراما التلفزيونية الذين سيصطدمون بأن بريق نجمات البوتوكس سيخفّ بسبب الكمّامة، لزوم استعادة لحظات كورونية بواقعية. وكم من نجمة سوف تتمرد على المخرج والمنتج والكاتبة، رفضاً لوضع الكمامة خلال مشهد زيارة أمها المريضة في المستشفى، مخافة ألا ينتبه لماكياجها البروفسور الذائب في دباديبها!.. نعم، نعم... "سوف تسيل دماء"، كما يقول عنوان فيلم أميركي العام 2007 من بطولة دانيال داي لويس.

وابتعاداً عن هذا الغيب أو الضرب بالرمل، ما هي، على سبيل المثال، المكانة التي يمكن أن يحتلها فيديو للنائب ميشال معوّض إذ تعترضه امرأة احتجاجاً على عدم وقوفه كالآخرين في الصف وانتظار دوره لفحص الـPCR؟ قد يقال "أهمية لميشال معوّض في خضم معركة مع إسرائيل… عفواً مع فلسطين المحتلة؟! هذه مبالغة". نعم ثمة أهمية كبيرة، ليس بقدر أهمية المعركة "الهستيرية" في ذلك اليوم ولا بأهمية زَنَخ ختام السهرة بالتأكيد. أهمية فيديو معوّض أنه يؤكّد مرة أخرى على قلّة أخلاق الساسة اللبنانيين إجمالاً ولفيفهم: اقترب النائب الزغرتاوي، المحيّر في انتمائه إلى كتلة "لبنان القوي" المحيّرة بدورها بين عونية وباسيلية، اقترب من المرأة المعترضة مبتسماً ابتسامةً انتخابية جاذبة أصوات. لكنّه، لما عرف عمّا تتحدّث، شمر أنفه وابتعد، وكذلك فعل مرافقوه.

أولوية هذا الفيديو، مهما كانت درجتها متدنية، تكمن في الاعتراض الذي بات يزعج السياسيين إلى درجة إخراج كثيرين منهم عن أطوارهم. وتقع أيضاً في أنه ضخّم صوتاً ضعيفاً وأوصله إلى روّاد الفضاء الرقمي، صوتاً ضعيفاً معترضاً، لعل جهارتَه لا تتعدّى ديسيبلاً واحداً، شكّل في "17 تشرين" صريراً في قلب هدير ثورة قامت على "كلّن يعني كلّن". واليوم، تستعاد صوابية هذا الشعار عندما أعلنوا، "كلّن يعني كلّن"، أنهم مع بناء سد بسري وغمر المرج ومحتوياته البيئية والتراثية بمياه آسنة مسرطِنة، وقتل تاريخه إغراقاً. لا ضرورة للبحث في تفاصيل الخسائر جرّاء بناء السد، فهذه مدوّنة في مراجع وفيرة، لم تواجَه من السلطة إلاّ بفرض المشروع الأساسي، استناداً إلى دراسة صحيح. لكن أحداً منهم لم يفعل شيئاً حيال الدراسة المناهِضة، مفضّلين كالعادة سوء استخدام السلطة والقوة، على إعادة النظر بمنهجية، غائبة تماماً عن عقلياتهم، في المسألة. وهذه المرة، انضمّ جمهور الثنائي الشيعي، الذي لم يكن مهتماً أساساً بالمشروع، وانبرى للدفاع عنه بحجة عطش الأطفال وهاشتاغات أخرى. وأعاد هذا الانضمام إحياء "التحالف الرباعي" "المشؤوم" الذي أعلن حسن نصرالله دفنه خلال مؤتمر ورقة التفاهم: "اتفاق رباعي ما عاد في". وهذه المرة، جمع التحالف "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" و"المستقبل". لكن هذا لا يعني أن معارضي المشروع والمحايدين ليسوا مشاركين في تنفيذه، عملاً بمنطق المحاصصة.

سبق ذلك كله يوم مشهود حافل بالأحداث والغرائب، قارب في مشهديته اللوحة اليمنى "جهنّم" لثلاثية جيروم بوش "حديقة الملذات الأرضية" (حوالي سنة 1500 م). وفيه احتفل لبنانيون بجرعة كرامة طال انتظارها، بينما انتظر آخرون نشوب حرب مدمّرة، يفنون من جرّائها.

ولأن الأمور تداخل بعضها ببعض، وجب تقسيم اليوم إلى ثلاثة فصول رئيسة: خطة إغلاق البلد بسبب كورونا، هلع العدو وسهرة مع باسيل. خطة الإغلاق تمخّضت أخيراً عن تشكيل 5 (إغلاق) - 2 (فتح) - 5 (إغلاق)، لا ينقصه سوى نجوم كرة القدم (أمثال كافاني، مالديني، بيرلو، زانيتي والختيار بوفون وهؤلاء طليان، مع غيرهم بالطبع) من المتبطّلين بسبب الجائحة، ويتمنون اللعب ضمن أي تشكيل فقط لتحريك أجسادهم. ومن الإجراءات، إغلاق دور العبادة والتحدث في هذا الإجراء مع المرجعيات الدينية. وردّ عليه، متأخراً، المطران عون بالرفض.

أما هلع العدو فشكل مادة دسمة لنسج معارك وعمليات كر وفر، في إعلام العدو الغاشم كما في إعلامنا على حد سواء، وبالطبع بمرافقة جيش من الهاشتاغيّين الذين اعتبروا المعركة الشرسة الدائرة تارة انتقاماً لعلي حسن كامل محسن"شهيد حزب الله في سوريا". وفي المقابل، مفسبكون عقلاء أعلنوا أن "لا حرب" ووصفوا الأحداث الدائرة بـ "فيلم أكشن"، ضمن هاشتاغات ومنشورات حملت كمّا كبيراً من السخرية والتهكّم على ما يحصل. غير أن ما أذكى حالة الهلع الإسرائيلية هو إعلام العدو نفسه الذي كشف خطأ في الرصد ارتكبته مجنّدة غرّة ورؤية عناصر مجهولة اعتُقد أنها من عناصر الحزب داخل فلسطين المحتلة. فهل نصدّق روايات ذلك الإعلام المعادي ولو كانت مناسبة؟ والأنكى أن إعلامنا وهاشتاغيينا، شاركوا في نسج الاشتباكات والبطولات، أيضاً بناء على روايات مجهولة المصدر أو منسوجة.

والدليل على ذلك، أن كل ذلك تبيّن أنه لم يحصل - لم يحصل البتّة - إثر صدور بيان عن حزب الله، مساءً، يشدد على حالة الهلع والقلق لدى الإسرائيليين وينفي قطعاً اشتراكه في أي قتال دار في تلك المنطقة، كما دفع بعملية الثأر للشهيد إلى أجل غير مسمى. وإمعاناً في النسج والخيال، قد تكون حالة الهلع وتوكيدها من الجهتين نابعة من "رؤيا" سابقة لميشال حايك الذي رأى، منذ سنوات، عناصر لحزب الله في مستعمرة إسرائيلية، أم من امتلاك الحزب مساليط (بروجكتورات) هولوغرافية توهم الرائي بأن أشخاصاً من نور حاضرون في المكان… ولمَ لا؟ إذاً، انتهى الأمر إلى أن العدو قاتَل نفسه وأصاب مواقعه. وهذا أمر جيّد لنا لكي نرتشف جرعة كرامة على أمل أن تتبعها انتفاضة كرامة على أوضاعنا المزرية، إذ يحق لصوت الحق أن يعلو فوق صوت معركة لم تحصل. غير أن تلك الجرعة لم تدم طويلاً مع انطلاق الفصل الثالث مساء ذلك اليوم في مقابلة أجراها ألبير كوستانيان مع جبران باسيل. ولا نفع من تكرار ما جاء في كلامه ولا جدوى من التعليق عليه غير أنه استحق فعلاً الـ "هيلا هوو". ففي الليل الحالك، وردت رسالة عبر السوشال ميديا تطلب من الإسرائيليين إلقاء قنبلة مضيئة بسبب انقطاع التيار الكهرباء عندنا، بينما بقي جيران ينسج بخياله مرور تيارها في الأسلاك.

 

دفن الصيغة اللبنانية وبيع أصول الدولة: فيديرالية المافيات

منير الربيع/المدن/01 آب/2020

لم يعد مجدياً التصدي بالمفرّق للتدمير الممنهج الذي يعيشه لبنان اليوم. فما يحصل يضع نهاية مأساوية للصيغة والميثاق الوطني اللبنانيين. والمأساوي أن ما يجري انهاؤه ليس السلبيات في الصيغة والميثاق، بل الإيجابيات فيهما.

دفن صيغة لبنان الكبير

فلبنان يتجه نحو صيغة ديكتاتورية تتجاوز بأصوليتها نظام البعث الأسدي في سوريا. وعلى المستوى الاقتصادي، ينتقل لبنان من مزيج اقتصاد العمل الحر والخوّة، إلى شكل من أشكال الخوّات المؤممة أو التأميمية، وخسارة ما تبقى من قواعد اقتصادية طبيعية، يحل محلها اقتصاد الرشى والخوات.

وسنّة المسارات الطبيعية للبلدان والدول، تفترض أن الخروج من صيغة لبنان 1943، يجب أن ينقله إلى صيغة حداثية أكثر تطوراً. لكن الحروب البادئة في العام 1975 أطاحت هذه الأحلام والمساعي كلها، فجدّد إتفاق الطائف الصيغة، بإدخاله تعديلات سيئة عليها. أما اليوم، فيجري تفكيك عناصر المناعة في الدولة اللبنانية المتهالكة أصلاً، وصولاً إلى إنهاء ما تبقى من مقوماتها الأساسية: دفن نهائي للصيغة المعروفة، أو دفن لبنان الكبير. لذلك جاء رد فعل البطريرك الماروني بشارة الراعي المدوية: لا نريد خسارة لبنان.

اقتصاد الفقر

هناك مؤشرات كثيرة تبيّن اضمحلال ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية: طريقة تعامل الحكومة والعهد الحاليين مع المسؤولين والديبلوماسيين الدوليين. وهذا من معالم التهالك الشديد، ليس على صعيد السياسات الداخلية فحسب، بل في نظرة الرأي العام العالمي للبنان. والمعلم الثاني بالغ الخطورة ولا بد من التنبه إليه: الصراعات على الصندوق السيادي اللبناني. ما من شك في أن هناك خسائر كبيرة قد وقعت. لكن القوى المتصارعة تريد تحميل مسؤولية هذه الخسائر للشعب اللبناني، من انخفاض القدرة الشرائية، وحجز أموال المودعين، وانخفاض سعر صرف الليرة، إلى عدم الاهتمام بمن ليس لديه حسابات في المصارف. والإجراءات الحكومية حيال هذا كله، غير قابلة للاستمرار، ولا لإنتاج حلّ ممكن. فدعم المواد الغذائية يفيد مافيات، فيما تتجه المحروقات إلى سوق سوداء أسوأ من سوق الدولار. وانتقل منطق السوق السوداء المافيوية إلى القطاع الصحي وفحوص فيروس كورونا. ومن الأمثلة على هذا المنطق، المساعدة التي أقرتها الحكومة بقيمة 350 مليار ليرة للتعليم الرسمي، و150 مليار للتعليم الخاص، على قاعدة التوزيع النسبي على المدارس. وبعدها جاءت المساعدة الفرنسية بـ 15 مليون يورو للمدارس الفرنكوفونية. والمساعدات هذه لن توزع على المدارس، بل على الطلاب بناءً على تقديمهم طلبات للمساعدة. فكل طالب يحتاج إلى أن يتقدم بطلب، ويحصل على المساعدة، بدل أن تذهب أموال المساعدات إلى الصناديق المدرسية السوداء.

اللاجئون

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال خطة وزارة الشؤون الاجتماعية للاجئين السوريين. يشير مضمون الخطة إلى أنها بالغة التفاهة: تبدأ بالإشارة إلى إجراءات الحكومة السورية لتسهيل عودة اللاجئين، وتعدّد المراسيم التي أقرتها الحكومة السورية وتسمح بإعادة اللاجئين. ولا تتضمن الخطة أي ربط للعودة بالحل السياسي. لا بل ترتكز على الطريقة العونية - الباسيلية على حملة إعلامية لتوفير عودة اللاجئين.

منهبة الصندوق السيادي

وهناك المشكلة الأساسية: كيفية البحث في التعويض عن الخسائر. ففي مقابل رفض تطبيق الكابيتال كونترول، الذي ترفضه المصارف، ستُحمّل الخسائر لصغار المودعين والفقراء. وتطال الخلافات الصندوق السيادي الذي يضم أملاك الدولة، من شركات الاتصالات والمرفأ والكازينو والمطار وغيرها من المرافق الحيوية. والخلاف الحقيقي هو على الجهة التي ستدير هذا الصندوق. المصارف تعتبر أن ليس لها علاقة بما جرى. فالأموال صرفتها الدولة. وترى المصارف أن حماية أموال المودعين تتطلب وضع أملاك الدولة في الصندوق السيادي، لتتولى هي (المصارف) إدارته، في مقابل دور هامشي للدولة. وهنا نعود إلى لعبة السندات والعوائد. وفي حال لم تنجح الخطة، ننتقل إلى مرحلة ثانية: إستملاك أصول الصندوق السيادي، لاسترداد الخسائر، ودفع أموال اللبنانيين. وبذلك تكون النتيجة، هدر أموال اللبنانيين وأموال الدولة، ومصادرة ممتلكات الناس والدولة، وبيعها لإعادة سداد الأموال تحت شعار الحفاظ على ودائع المواطنين.

صراعات مافياوية

تشير الصراعات المافياوية الراهنة في لبنان إلى خطورة بالغة، وأصبحت حتمية: يتجه حل الأزمة حصراً نحو حل أزمة القطاع المصرفي، وتعويض الناس ببعض فتات حقوقها. وهذا يعني أن كل شيء في لبنان أصبح مهدداً: انهيار كبير متحقق. استمرار عملية النهب بطريقة جديدة. وإنشاء إمبراطوريات جديدة قوامها الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي، وزراعتها بالقنب الهندي مثلاً، وتصديره إلى الخارج، بدلاً من تعزيز القطاع الزراعي. وما ينطبق على الأراضي الزراعية، ينطبق على الأملاك البحرية، واستثمار الشاطئ باستنساخ تجربة الشواطئ التركية أو شرم الشيخ. وهناك مشاريع أخرى، كمرفأ سلعاتا ومعامل انتاج الطاقة فيها. وهذا كله يحول البلد إلى غنيمة مافياوية كبرى، يدور الصراع حول كيفية توزيع حصصها.

 

بانتظار تعليق نعوة جمهورية الطائف

نجيب جورج عواد/فايسبوك/31 تموز/2020

حين اندلعت ثورات الربيع العربي في كلٍ من مصر وتونس وسوريا، قامت المعارضات في البلدان المذكورة بالركوب على الحراكات الشعبية العارمة واستخدمتها، رغما عن جماهير تلك الشوارع، للوصول إلى السلطة وخلق أنظمة حكم بديلة عن المنظومات الموجودة وقتها. في 17 تشرين الفائت، اندلعت شبه ثورة في الساحات العامة اللبنانية ذكرتنا بمشهدٍ يشبه ملامح بدء ربيع عربي في ذاك البلد أيضاً. إلا أنَّ تلك المحاولة الثورية لم يُكتَب لها الاستمرار والديمومة، وها هي تتلاشى وبسرعة كبيرة وتختفي آثارها من المشهد العام للبلد. ما يلفت في تجربة الثورة اللبنانية القصيرة وما يجعل إرهاصاتها مختلفة عن تداعيات الربيع العربي في مصر وتونس وسوريا هو أنَّه، وبرغم عدم وجود معارضة فعلية في المشهد السلطوي، إلا أنَّ المعارضين المختلفين وإن كانوا قد حاولوا بداية الانخراط جماهيرياً وتعبوياً في محاولة الثورة اللبنانية إلا أنهم يبدون اليوم منفضّين تماماً عن تلك الانتفاضة الشعبية ولا يحاولون دعمها أو تعبئتها أو حتى ركوب موجتها بغية تقديم أنفسهم كبديلٍ عن السلطة الحالية.

لماذا، إذاً، اختار المعارضون في لبنان، بشكل يكاد لا يخفى على عين المراقبة وبتوجُّهٍ يبدو محسوباً ومتعمداً، أن لا يركبوا موجة الانتفاضة اللبنانية وأن لا يدعموها بشكل رسمي وصريح، بل يكتفوا بمباركتها صوتياً وإعلامياً وأخلاقياً فقط، مع تردادهم بين فترة وأخرى لأسطوانة واحدة أصبحت روتينية عن تشرذم الثورة وافتقارها لبرنامج واضح ورؤية سياسية يعوَّل عليها؟ لعل المراقب أو المراقبة هنا يمكنهما أن يتصورا أنَّ السبب هو أحد العوامل التالية:

أولاً، الخوف من انتقام حزب الله وقيامه بالانقضاض المضاد على المعارضين الراكبين على موجة الانتفاض الشعبي وممارسته لحملة اغتيالات وتصفيات جسدية جديدة لهم، مثلما فعل ضدهم وبشكل إجرامي لا رحمة فيه في الماضي القريب. ولكن، نفس المعارضين المذكورين يعلمون بحكم اطلاعهم على معطيات المشهد الجيوسياسي أنَّ حزب الله ارتكب تلك الجرائم بغطاء إقليمي وغض طرف دولي وتسامح صفـقَوي (من صفقة) أمريكي، الأمر الذي لم يعد متاحاً للحزب منذ تغيرت معطيات المشهد السياسي بعد عام 2016، حيث لم تعد ولا حتى إيران أو إسرائيل تستفيدان شيئاً من أمر العمليات المذكور أو من غض الطرف عنه واستثماره دولياً.

ثانياً، احترام المعارضون لقول الشارع اللبناني المنتفض أنه يثور ضد الجميع وتقبـّله لهذا القرار الشعبي ومن ثم انكفاءه عن الانخراط في الانتفاض في الشارع وتركه الساحات للناس كي تعبِّر عن ثورتها بحرية واستقلالية تامة. جميل مثل هذا السيناريو ولكنه غير واقعي إطلاقاً في السياسة. هو أقرب للخيار القدسي والطهوري، والكل يعلم أنه "لاقداسة في السياسة" ولا "طوباويات في السلطويات". كما أنَّ المعارضون في لبنان لم يحتضنوا حقاً مقولة الشارع "كلن يعني كلن" ولم يأخذوها بروح ديمقراطية وحضارية، كما يريد بعضهم الإيحاء للمراقبين أحياناً على الإعلام، بل إنهم أبدوا تبرمهم من شمولية تلك العبارة وعدم استثـناءها لأحد.

ثالثاً، رغبة المعارضون اللبنانيون أن يحكم حزب الله وحلفاءه لبنان فعلياً وكلياً وأن يصل بالبلاد إلى حالة استعصاء كامل وفشل فعلي وذريع وأن تغرق السلطة في وحل تدمير البلد مما يعرّي الحزب وأداته العونية ويفضح عدم أهليتهم المبينة في إدارة الورشة الداخلية اللبنانية أمام صناع القرار، ملاك أسهم الشرق الأوسط، الذين أرادوا أن يعطوا حزب الله وفريقه منذ عام 2005 فرصة لإثبات أهليتهم كمدراء يديرون مصالح ملاَّك الأسهم في الورشة اللبنانية، فسمح هؤلاء الأخيرين لحزب الله ولأداته العونية أن تقدم مشروعها السياسي على أمل أن يدفع هذا إيران إلى إنهاء مشروع دور الحزب العسكري المسلح بشكل سلمي وهادئ وتدريجي وإلى جعلها تفوز بمناقصة إدارة ملف لبنان وسوريا والعراق إقليمياً.

ربما أراد المعارضون اللبنانيون، بعد عجزهم عن إقناع ملاك أسهم الشرق الأوسط وصناع مصيره بفشل هذا الخيار بالحجة والمنطق، أن يجعلوا هذا الخيار البراغماتي الحزبللاهي-العوني يكشف فشله بنفسه فيندحر دون رجعة. ولكن، لو كان هذا ما يريدونه لكانت محاولة ركوب موجة الانتفاضة هي وسيلة ناجعة لتعجيل هذا الاندحار، فمحاولة الثورة الأخيرة في لبنان، خاصة في ضوء ذروة 17 تشرين، كانت ستكون فرصة ذهبية لا لاكتمال مشهد الفشل الكلي، بل ولتمكين المعارضين من إزالة هذا الخيار وإقـناع صناع القرار بأنَّ الوقت حان فعلاً لسحبه من حقل الاختبار. مع ذلك، لم ينتهز المعارضون هذه الفرصة ولم يروا الانتفاضة في الشاراع فرصة لركوب موجة هذا الخيار، لا بل عمل بعض المؤثرين منهم على إعطاء حزب الله والتيار العوني فرصة أخرى بأن استكانوا لتشكيل حكومة جديدة تمثل كلياً فشل وفساد واهتراء منظومة حكم من صنعها.

رابعاً، المعارضون المذكورون لم يركبوا الموجة لأنهم لا يريدون أن يحكموا البلد ولا أن يكونوا بديلا عن السلطة الحالية، بل هم يريدون فعلاً أن تنتج حراكات الشارع سلطة جديدة تماماً تكون بديلة عن الجميع وتعلن فعلاً انتهاء عصر وبدء عصرٍ جديد لأنَّ البلد آلَ إلى الانهيار أصلاً بسبب كل أطياف الساسة الحاكمة والمعارضة الموجودة حالياً. في مثل هكذا احتمال نوع من الطوباوية والتقوية والمثالية مشابهة للاحتمال الثاني. لا أحد من أولئك المعارضين معروفٌ عنه التعفف السياسي أو حتى السلطوي والترفع عن الطموح بالحصول على دور في إدارة البلد، وجميعهم يلعب منذ عقود طويلة لعبة السلطة، لدرجة بات يمكن للمراقب للمشهد اللبناني من خارجه أن يقول أن لبنان ليس فيه نشاط سياسي بل لعبة سلطة.

كمراقبٍ خارجي لإرهاصات المشهد اللبناني، أحسب أن سبب عدم ركوب المعارضون اللبنانيون لموجة الانتفاضة الشعبية والاكتفاء بالوقوف موقف الداعم اللفظي والمعنوي والأخلاقي حصرياً لها لا يكمن في أيٍ من الممكنات الأربعة المذكورة في الأعلى. عدم الانخراط الفعلي والتعبوي والمباشر للمعارضين في محاولة الثورة وتركها تتلاشى يعود لعامل أكثر جدية وعمق وبنيوية برأيي المتواضع. السبب هو رغبة المعارضين القوية والعميقة والاستراتيجية، والتي لا تقل جدية عن رغبة حزب الله والتيار العوني، بانهيار جمهورية اتفاق الطائف والتخلص نهائياً من دور اتفاق الطائف المرجعي والتأسيس في لبنان. ومع أنَّ المعارضين المذكورين لا ينفكون يشددون على دعمهم لاتفاق الطائف وتمسكهم به إعلامياً وخطابياً ومشهدياً وشعبوياً، وإن كان بعضهم يعترف بالحاجة لتعديله، إلا أنَّ المعطيات الواقعية السياسوية تقول أن رفضهم دعم الثورة الشعبية، الكفيلة لو نجحت بقلب الطاولة على الجميع إن تمَّ دعمها، وانفضاضهم العملياتي والميداني عنها ماهي إلا تعبير عن رغبة دفينة مشتركة وتكافلية (symbiotic) مع منافسيهم برؤية اتفاق الطائف ينهار ويتم نعي موته التام بعد أن بدء موته السريري منذ سلم الأمريكي والإسرائيلي حزب الله وذراعه العوني السلطة في البلد. الفرق بينهم وبين حزب الله والعونيين هو أنه في الوقت الذي يعلن فيه الحزب وأداته العونية علانية رغبتهم بالتخلص من اتفاق الطائف (كما خرج علينا أحد شيوخ الحزب مؤخراً وكما كرر ميشيل عون مراراً) علانية وبدون مواربة أو تحفظ، يكتفي المعارضون بتغذية نفس الرغبة ضمنياً وسرياً وبتمني حدوثها وهم يعلنون بأفواههم أنهم لا يريدون ذلك.

والحال أنَّ الكثير من المعطيات السياسية والاستراتيجية المنطقية تقول أن المعارضين اللبنانيين ينتظرون برضاً وبرغبة انهيار اتفاق الطائف والتخلص منه، لا بل إن بعضهم يعيش منذ الآن في عقله مرحلة مابعد-اتفاق الطائف، وبنفس الرضى الذي نراه يعلن عن نفسه علانية وعملانياً من قبل حزب الله والتيار العوني. لا يبدو أن المعارضين اللبنانيين يريدون أن يقول أي طرف دولي أو إقليمي يحتاجون دعمه ورعايته لهم أنهم انخرطوا فعلياً في مسؤولية فعل ذلك لأنهم لا يريدون تحميلهم دولياً وإقليمياً مسؤولية البديل الذي سيحل محل اتفاق الطائف وجمهوريته. هم يريدون، كما اعتاد سياسيو لبنان دوماً، من صناع القرار وملاك أسهم لبنان الدوليين، الذين أولدوا جمهورية الطائف، أن يقوموا بأنفسهم بالتخلص من الطائف المذكور وبإعادة ترتيب وهيكلة ورشة العمل في دائرة البزنس المسماة لبنان. هم رأوا هذا يحدث في العراق ويرونه يحدث في اليمن وكذلك في سوريا وهو سيدخل نفس المرحلة في ليبيا أيضاً. لهذا، هم بانتظار أن يجلس الأمريكي والإسرائيلي مع مدراء الملف الإيراني لتقرير طبيعة وأدوات وهيكلية مابعد-الطائف البديلة المقرر لها أن تكون.

من هنا، فإنَّ دعم محاولة الثورة الشعبية الكفيلة لو نجحت بتفكيك منظومة الطائف قد يأتي بنتائج معاكسة للمرتجى، لهذا انفض المعارضون عن محاولة الثورة لأنَّهم لا يعلمون إذا ما كان ما سينتج عن الثورة ونجاحها المتُخيَّل سينسجم مع ما هو مُعَـدٌّ كبديل عن جمهورية الطائف، كما أنَّ ملاك أسهم الشرق الأوسط وصناع القرار الدوليين لم يعطوهم الضوء الأخضر لفعل ذلك، مثلما لم يحصل لا حزب الله ولا عون على ضوء أخضر للسير قدماً في ما يعلنانه صراحةً. لنتذكر أن نفس ملاَّك الأسهم لم يعطوا ضوءاً أخضراً للحراكات الشعبية في مصر وتونس وسوريا ولم يسمحوا لها بقلب هيكليات الدولة في تلك البلدان (وإن كانوا رضخوا لبعض التغييرات في أدوات المنظومة وامتصوا ما انتجه حراك الشارع). طلب صناع الـقرار من عملائهم المعارضين في المشاهد الثلاث المذكورة، مع ذلك، ركوب الثورات التي قامت في تلك البلدان. هذه المرة، لم يطلب ملاك الأسهم من المعارضين في لبنان بركوب انتفاضة الشارع وتولي مهمة القيام بدفن الطائف. ولهذا، نجد المعارضين في لبنان يجلسون بانتظار حلول ساعة دفن الميت المدعو "جمهورية الطائف" كي يسيروا راضين في جنازتها جنباً إلى جنب مع حزب الله والعونيين. وإذا كانت ثورات الربيع العربي قد فشلت في سوريا وتعثرت في تونس وتبدلت في مصر بسبب قرار دولي بالسماح لأطراف معارضة معينة بالركوب عليها وتشويهها، يبدو أنَّ القرار الدولي في لبنان يقوم على إفشال ووأد محاولة الثورة من خلال عدم الطلب، بل وربما منع، الأطراف المعارضة من ركوبها والمشاركة بها عملياً وتعبوياً وفعلياً.

والحال أن لبنان يعبر مرحلة الموت السريري لجمهورية الطائف بانتظار أمر فريق الأطباء بنزع كل أمصال الحياة التي تـُبقي جسد هذا الميت في حالة غيبوبة سريرية ومنحه ميزة القـتل الرحيم. أما الحكومة الحالية فعندها مهمة واحدة فقط: غسل جسد الميت وتأبينه وتحضير حفرة نعشه وإتمام مراسم دفنه. يبدو لقارئ المعطيات الجيوسياسية وللمنطق السياسوي العامل في المشرق أن لبنان الطائف، وبرغم المدافعين صوتياً ومعنوياً عنه، قد مات وشبع موتاً سريرياً والجميع بانتظار الأمريكي-الإسرائيلي كي يكتبوا النعوة الرسمية ويعلقوها لإعلان موعد الجنازة كي يسيروا جميعأً فيها كأخوة أعداء ويتبوؤا المقاعد الأولى في مشهدية ما سيأتي بعدها.

 

متى يستعيد لبنان منطقة الجنوب؟

الياس حرفوش/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

كانت الحكومة اللبنانية آخر من يعلم بما كان يجري في منطقة الجنوب نهار الاثنين الماضي. رئيسها حسان دياب قطع اجتماعاته ومواعيده كما قيل، لمتابعة ما يجري. والأرجح أنه فعل ذلك مثل باقي اللبنانيين، عبر الشاشات. وفي ظل تناقض الأخبار والروايات، بين تأكيدات إسرائيلية لهجوم شنه «حزب الله» في مزارع شبعا، ونفي الحزب للرواية و«رثاء» إعلامه لما اعتبرها «حالة تخبط» في إسرائيل، اكتفى المسؤولون اللبنانيون بدور المراقب، وكأن ما يجري، أو ما لا يجري، على أرض الجنوب، يحصل في بلد آخر. كل ما يستطيع لبنان فعله في «مناسبات» كهذه، أن يجري الاتصالات بهدف التهدئة، وهي اتصالات لا تشمل عادة الطرفين المعنيين، أي «حزب الله» وإسرائيل، ثم يرفع شكوى إلى مجلس الأمن، مع أن مصيرها معروف سلفاً. ويترك أمر الحدود الجنوبية وترتيب ما يجري هناك للقوات الدولية، التي تلعب دور شرطي الحدود.

ليس هذا الأمر جديداً على منطقة الجنوب اللبناني، حيث الدولة اللبنانية هي آخر من يعلم. بسبب موقع لبنان السيئ الحظ إلى الجانب الشمالي من إسرائيل، كان الجنوب باستمرار ساحة صراع تفضل الدولة اللبنانية ألا تعرف شيئاً عنها. ترسل جنودها إلى هناك بأعداد محددة، وبتعليمات تقضي بتجنب المواجهة مع أصحاب النفوذ الحقيقيين على الأرض، منذ كان للمقاومة الفلسطينية نفوذ ذات زمن، قبل أن ينتقل ذلك النفوذ إلى «حزب الله»، لتتحول تلك المنطقة في الوقت الحالي إلى إحدى مناطق النزاع البديل بين إسرائيل وإيران.

حتى اللبنانيون الآخرون، من غير أبناء المنطقة الحدودية، نادراً ما كانت تطأ أقدامهم أو إطارات سياراتهم دروب تلك المنطقة، مفضلين أن يسمعوا أخبارها ولا يروها، كي لا تعكر تلك الرؤية مزاج الفولكلور اللبناني الذي كان يسير على قاعدة أن كل شيء في «سويسرا الشرق» بأحسن حال.

لم تسمح التناقضات وخلافات السياسيين اللبنانيين وغياب الاستراتيجيات أن تعتمد الدولة في أي يوم سياسة محددة حيال ما تريد أن تقوم به على حدودها مع إسرائيل. ظنت أنها نجت من ذيول حرب 1967، ومن احتلالات أراضي الدول المجاورة، لكنها ما لبثت أن اكتشفت أن تلك النجاة كانت مؤقتة، عندما أصبحت منطقة الجنوب خاضعة للاحتلال وإحدى ساحات المواجهة الأكثر اشتعالاً في المنطقة.

عمّقت الخلافات بين اللبنانيين صعوبة اتخاذ تلك السياسة الموحدة. في زمن الوجود الفلسطيني في الجنوب، على أثر «أيلول الأسود» وخروج المقاومة أو إخراجها من الأردن سنة 1970، صار الاسم المتعارف عليه لمنطقة الجنوب هو «فتح لاند»، بعدما سمحت الدولة اللبنانية، في مفارقة تاريخية استثنائية، وبرعاية مصرية من الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك، أن يتحول جزء من المنطقة الحدودية إلى منطقة عمليات للمقاومة الفلسطينية، في تجاهل كامل لمسؤولية الدولة عن الأعمال والخروقات والهجمات التي تحصل من حدودها، وعلى رغم حال «الهدنة» الذي كان قائماً بين لبنان وإسرائيل منذ عام 1949.

كان لا بد من ثمن لما أقدم عليه السياسيون اللبنانيون من دفن لرؤوسهم في رمال التجاهل لما يجري على حدود بلدهم. وعندما يستعاد تاريخ تلك المرحلة، لا بد أن يستنتج المرء أن ما حصل بعد ذلك كان من الطبيعي أن يحصل: استغلال المقاومة للخلافات اللبنانية حتى أصبحت طرفاً أساسياً في القرار السياسي الداخلي، وصار من الشائع أن يقال إن القرارات الحكومية تتخذ في «جمهورية الفاكهاني» (وهو اسم المنطقة في غرب بيروت التي كانت مقر قيادة ياسر عرفات آنذاك)، وهي للمفارقة لا تبعد كثيراً عن منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية من بيروت (مقر الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله).

ثم تحول التدخل الفلسطيني المتفاقم في الحياة السياسية اللبنانية إلى سبب لنقمة فريق واسع من اللبنانيين على العمل الفلسطيني وعلى تحالفاته اللبنانية؛ وهو ما أدى بعد ذلك إلى الانفجار الكبير الذي صار اسمه حرباً أهلية امتدت 15 سنة، وإلى قيام إسرائيل بغزو لبنان ثم انسحابها من معظم المناطق ليستمر احتلالها لمنطقة الجنوب عقدين من الزمن.

منعت الشروط المتبادلة التي وضعتها إسرائيل والنظام السوري في ذلك الحين، سلطات لبنان من التفاوض على شروط مقبولة لضمان الانسحاب الإسرائيلي، ما سهّل الطريق أمام «حزب الله» لاستغلال ذلك الوضع وملء الفراغ الذي يزعم الحزب أنه نتيجة عجز الدولة وفراغ المنطقة من أي قوة مقاومة.

وهكذا، عندما نقول اليوم إن جنوب لبنان منطقة لا تصلها سيادة الدولة، بحكم الأمر الواقع الذي فرضه عليها «حزب الله»، فإن ما نفعله هو رواية فصل من تاريخ تلك المنطقة التي لطالما تعاملت معها حكومات لبنان وكأنها أرض صالحة للتلزيم لأي طرف قادر أو مستعد للسيطرة عليها واتخاذ القرارات التي تناسبه فيها، بما يخدم مصالحه. «فتح لاند» أصبحت الآن «حزب الله لاند»، ومثلما فرضت المقاومة الفلسطينية نفسها طرفاً في المعادلة السياسية اللبنانية بقوة السلاح، وبالتحالف مع فريق من اللبنانيين، يعيد «حزب الله» اليوم الممارسة نفسها إلى ما كانت عليه قبل نحو نصف قرن: يتم اتخاذ قرار بتحويل منطقة الجنوب إلى ساحة عمليات للحزب، بمعزل عن قرار الدولة، أو بتواطؤ مع مسؤولين كبار فيها، بهدف إيصالهم إلى المواقع التي وصلوا إليها. وتصبح حجة الدفاع عن لبنان، بعد اتهام جيشه بالضعف والعجز، ذريعة للإمعان في سلب الدولة سيادتها على المنطقة الحدودية. في حين الدافع الحقيقي هو تنفيذ المصالح الإيرانية التي تقضي حالياً بتخفيف الضغط عن مقاتلي «الحرس الثوري» في سوريا من خلال فتح جبهة أخرى في جنوب لبنان، واستخدام ورقة إشعال الجنوب أو مهادنة إسرائيل بحسب ما تقتضي مصالح طهران.

وبالحجة نفسها يتحول السلاح إلى أداة لفرض النفوذ على السياسة الداخلية، لمصلحة فريق من اللبنانيين رغم إرادة الآخرين. وتوضع المطالبة بتسليم ذلك السلاح للدولة في مرتبة الخيانة، ويتحول شعار «جيش شعب مقاومة» إلى ثلاثية لا تحتمل أي انتقاد أو مراجعة.

التاريخ يكرر نفسه بطريقة مأساوية. واستعادة نهايات الدور الفلسطيني في لبنان مفيدة لاستخلاص العبر. هيمنة السلاح ليست قدراً أبدياً لا يحتمل التغيير، وخضوع الدولة لنفوذ أي قوة خارجة عن إرادتها، وتقاعسها عن تحمل مسؤولياتها، هو وصفة أكيدة لانفجار مقبل، مهما طال الزمن.

 

لا نريد الاستحواذ على أصول الدولة من خلال الصندوق السيادي/صفير لـ"نداء الوطن": طلب رد الأموال المحولة للخارج "حرتقة سياسية" و"جيوبنا سبق أن استعملوها"

وليد شقير/نداء الوطن/31 تموز/2020

قال رئيس جمعية المصارف سليم صفير أن الظرف الحالي "ليس وقت المحاسبة بل وقت النهضة وإطفاء الحريق، وعلينا إعادة بناء الثقة قبل أي شيء"، ونفى أن تكون الجمعية هددت بالانسحاب من المناقشات مع الحكومة حول خطتها الاقتصادية التي قال إنها "بلا رؤية بل هي خطة إفلاس للمصارف وللبنك المركزي والتخلف عن دفع ودائع الزبائن".

وقال صفير في حديث لـ"نداء الوطن" إن اقتراح الصندوق السيادي من المصارف لا يهدف إلى الاستحواذ على أصول الدولة، بل لإعادة التوازن والثقة للمستثمرين بأن أموالهم موجودة، مستبعداً اشتراك المصارف والأحزاب والسياسيين في إدارة الصندوق.

واعتبر أن في الأزمة التي يمر فيها لبنان "ليس الأوان لمن لم ينجح سابقا في حياته لنجربه"، مشدداً على أن الاقتصاد كان في الأزمات السابقة محيداً عن الخلافات السياسية ولم يسبق أن تهجم السياسيون على مصرف لبنان كما يفعلون الآن.

وقال صفير عن مناقشات خطة التعافي الاقتصادي التي تناقشها المصارف مع الحكومة إن "الأهم وجود هدف لأي خطة لأن فاتورة نجاحها أو فشلها ستنعكس في مستقبل لبنان. للمرة الأولى ندخل في أزمة كهذه. عشنا أزمات كثيرة منذ 1967 حين أفلس بنك إنترا، وخرجنا منها، لكن لم يمر في أي من أزماته بقلة الثقة بالوطن وبمصرف لبنان وبالقطاع المصرفي، بل عاش أزماته في شكل طبيعي وكانت الحكومات ومصرف لبنان والمصارف متكافلة للنهوض، إلا هذه المرة".

لا رؤية اقتصادية في الخطة

أضاف: "لدينا أزمة ثقة ولّدت الأزمة المالية حين تخلف لبنان عن دفع سندات يورو بوندز، فيما كانت لديه قدرة مالية نقدية توازي 32 مليار دولار نقداً و16 مليار قيمة الذهب وقرابة 3-4 مليارات استثمارات دولية. هكذا وصلنا إلى ما نحن عليه. لم تصل البطالة والمشاكل المالية في المؤسسات سابقاً إلى ما بلغته. مع التعمّق في الخطة التي وضعتها الحكومة لا نجد رؤية بل إفلاس للمصارف وللبنك المركزي والتخلف عن دفع ودائع الزبائن، والسؤال هو ما هو الهدف وكيف نعطي أملاً للجيل الجديد والمتخرجين من الجامعات ومن بدأوا حياتهم المهنية والمستثمر الذي نجهد لدعوته كي يأتي إلينا؟ لا يجوز أن تكون أي خطة بلا هدف، لتحسين الوضع بدلاً من تراجعه. الخطة رُفضت من الشعب والقطاع الخاص، الذي مضت 5 أشهر- لا نعرف إلى متى تستمر- ونحن عاطلون عن العمل. ثم قررت الحكومة الذهاب إلى صندوق النقد الدولي على الطريقة اللبنانية، وهناك فريق كبير انتقد اللجوء إلى الصندوق، الذي قال اتفقوا مع بعضكم وليس شغلنا أن نحل خلافاتكم".

وقال صفير لـ"نداء الوطن": "الخلاف على الذهاب لصندوق النقد لم يعالج بعد، فيما الخلاف على الأرقام هو على الرؤية لأن للرقم تفسير، فهو يحكي عن ذاته وله تداعيات. النواب انتقدوا الخطة والأرقام لأن الأمور مترابطة وهناك فرق بين خسارة تفلّس بلد وأخرى تنقذه وتنهض به. والرقم المخيف يُدخل البلد في مرحلة عجز لفترة طويلة مالياً واقتصادياً كأننا نقول للجيل الجديد إن لا مستقبل لكم في البلد وابحثوا عن غيره، لأننا نقفل الطريق على الفريق الذي ساعد لبنان على الانتعاش تاريخياً. نحتاج إلى إبقاء البلد مفتوحاً للمستثمرين لبنانيين أو محبين. لبنان كسب سابقاً ثقة المستثمر والآن يريدون حرمانه من الثقة التي هي الوديعة. ماذا يبقى؟ نحن بلد صغير فيه 6 مليون شخص يجب أن يعيشوا بطريقة مقبولة وإلا نكون نقول لهم هذا البحر من أمامكم".

"حرقوا لنا الثقة"

وعما آل إليه الحوار مع الحكومة قال صفير: "بدلاً من توحيد الفرقاء بفريق لهدف واحد لإعادة إطلاق البلد - ولدينا القدرة العقلية والمالية لذلك، لكن علينا إعادة بناء الثقة، التي هي أساس كل شيء - حرقوا لنا الثقة التي كانت موجودة وصار المودعون يريدون سحب أموالهم في يوم واحد، وهذا يعني أن لا ثقة. استطعنا جلب 200 مليار دولار إلى لبنان (سابقاً)، لأنه ربح ثقة الناس. النظرة القائمة حالياً هي أنكم لا تحتاجون 200 مليار دولار. قلّصوا حجمكم ودخلكم الوطني وعودوا لتعيشوا حياة فقر، واشتروا قمح وسكر ورز في انتظار الترياق من السماء. لا يجوز التفكير هكذا في القرن ال21. لدينا قطاع مصرفي ناجح تاريخيا وموجود في 33 بلد، لا يجوز التصويب عليه وتهديمه وقتل الثقة به".

"ليس أوان تجربة من لم ينجح"

ويرى أنه "قبل التفاوض مع الصندوق علينا إعادة خلق الثقة الداخلية بين المطلوب منهم إقامة نظام اقتصادي جديد. ومن لم ينجح سابقاً في حياته ليس الآن أوان تجربته وإعطائه فرصة للنجاح مجدداً. لدينا أناس كثر ناجحين ، يجب أن يجلسوا حول الطاولة. وكل من لم يحقق شيئا في السابق ليس وقته الآن. البلد مبني على أكتاف المستثمرين ولدينا كثر خلاقين وأوادم. علينا أن نقلع عن أن "نقوّص" على بعضنا ونكسر ظهر الناجح. والآن ليس وقت المحاسبة بل وقت النهضة. لا يجوز الذهاب إلى مؤسسة عالمية ونحن نتخبط. لطالما كان البلد مقسوماً سياسياً لكن الاقتصاد كان موحداً. فلنذهب بفكرة اقتصادية، وليس عمل السياسيين القيام بذلك". وينفي صفير أن تكون الجمعية هددت بالانسحاب من المناقشات مع الحكومة و "يدنا ممدودة من اليوم الأول".

وعما إذا وافقت جمعية المصارف على تخفيض اللجنة النيابية للتحقق أرقام الخسائر إلى النصف قال صفير: " كنا فريقاً في اللجنة التي مع مصرف لبنان ووزارة المال بمن فيهم المستشارين، وعملت في جو وطني موحد، بوجود نواب من كل الأفرقاء السياسيين كانوا بصوت واحد، من دون وضع اللوم على فلان أو فلان، وتوصلوا إلى أرقام مقبولة. نحن مع أرقام اللجنة النيابيةليس فقط لأنها واقعية، بل لأنها تخفف من مشاكلنا الداخلية وحيال الغريب".

"غير صحيح أننا نريد أملاك الدولة"

وعن اقتراح الجمعية إنشاء الصندوق السيادي بقيمة 40 مليار دولار مقابل أملاك للدولة، أوضح صفير أن "ودائع الزبائن وُضعت في مصرف لبنان الذي هو مصرف المصارف وملك الدولة، والذي موّل الدولة خلال آخر 20 سنة ثم حصل العجز. طالما أن الدولة أم الصبي، هي من أنفق الأموال، ولديها أملاك، فلتنشئ صندوقاً بهدف إقامة توازن مرحلي مقابل الودائع التي نقصت، لإعادة الثقة لأصحابها بأنهم لم يخسروها. نضع موجودات ملك الدولة لإعادة الثقة والمستثمرين إلى البلد، ولنخلق دورة حياة اقتصادية جديدة. هذه الأملاك لن تتبخر، بل تبقى ملك الدولة. يجب أن تكون بإدارة مستقلة لنتأكد بأنها تديرها بطريقة علمية".

وعن أن المصارف تريد التصرف بهذه الأملاك والاستحواذ عليها مقابل ديون الدولة لصالحها قال: "غير صحيح على الإطلاق.لا نريد مد يدنا والتصرف بها أبداً. نريد إقامة توازن بين الأموال التي صرفت والتي هي ودائع الناس، لإعادة الثقة من قبل من يضع وديعة في لبنان، بأن أمواله لم تتبخر. لا. نحن لا نريد وضع يدنا على أي شيء".

وعن المطروح بالنسبة إلى هذه الأملاك قال صفير لـ"نداء الوطن": "ليس ضرورياً أن تكون أملاكاً، بل موجودات وأصول مثل المطار والمرفأ وشركات الخلوي والأملاك البحرية...تضعها في الصندوق وتبقى ملكها. الدولة أنفقت من أموال امودعين ما يوازي 40 – 50 مليار دولار، وعليها أن تظهر حسن نية لتخلق مجدداً ثقة عند المواطن اللبناني الذي أنفقت ماله. وقد لا تكون بالضرورة بقيمة 40 مليار، بل الرقم الذي يعيد الثقة والذي يبقى ملك الدولة. إدارته تكون مستقلة حتى تتمكن من إدارته بطريقة سليمة".

لا اشتراك للمصارف والأحزاب في الصندوق

وعما إذا تشارك المصارف فيها، قال" لا. لا المصارف ولا رجال السياسة ولا الأحزاب ولا مصرف لبنان. إما إدارة أجنبية متخصصة، أو من الذين لا غبار عليهم ونجحوا في حياتهم المهنية، ويتحملون المسؤولية أمام الشعب، وما قيل أننا نريد الاكتتاب في هذا الصندوق تفكير خاطئ. الصندوق هو تعهد بالمسؤولية الائتمانية من الدولة، لإعادة ثقة المودع والمستثمر، تقول فيه الدولة أنا أنفقت أموالكم لكن نيتي صافية وإنشاء الله الوقت يساعدنا لردها".

وعن آلية رد الأموال أشار إلى أنه يفترض أن يكون هناك مردود من الصندوق، بدلاً من أن يدخل إلى حساب الدولة، يمول خسارة مصرف لبنان التي هي ودائع المستثمرين، وإذا حصلت خصخصة، فإن ما ينتج منها يعوض الخسائر التي أنفقتها الدولة".

ألا يعني ذلك التصرف بأموال الدولة لمصلحة المصرف لبنان والمصارف؟ يجيب صفير: " وزارة المالية أهدرت أموال المودعين وأنفقتها ويجب أن تردها بطريقة أو بأخرى".

"الدولة تستعمل ما تبقى من أموال المودعين"

لكن الأفكار المطروحة حول مردود أصول الدولة مثل الأملاك البحرية والخلوي والخصخصة، كانت مطروحة لخفض عجز الموازنة، واقتراحكم أن تتحول لرد أموال المودعين، وبالتالي عجز الخزينة سيستمر أجاب: "الدولة لا يمكنها الاستمرار على هذا الشكل. قبل دقائق اتصلوا بي لأن وزارة المال تريد منا تأمين الأموال النقدية لدفع رواتب المتعاقدين خلال الأعياد. هذه كلها من ودائع الزبائن، لأن الدولة لم يعد لديها مال. رواتب موظفي الدولة والمتعاقدين ومصاريف الوزارات كلها تأتي مما تبقى من أموال المودعين في مصرف لبنان. هذه الأموال يجب ردها حتى لا تنفّذ "هيركات" على أموال المودعين. هم يقولون لا نريد تطبيق هيركات على المودعين، لتشجيع اللبناني في الخارج على إيداع أموال في لبنان. ألا يجب ترميم الثقة؟ هذا الصندوق لن يكفي مدخوله لدفع ال40- 50 مليار دولار التي صرفها الشباب خلال 20—25 سنة، لكنه يعيد الثقة للمودعين بأنها باقية ولا تسحبوها بيوم واحد. استخدموها تدريجياً حتى نكون أمّنا مداخيل. وإذا جاءت فرصة للخصخصة حتى تتمكن من تقصير تلك المدة لماذا لا؟ يجب إيجاد صيغة مقبولة من الجميع من ناحية المردود وليس من وجهة النظر السياسية.

هم يقولون لا نريدكم أن تبيعوا أصول الدولة. قلت للرئيس ميشال عون اليوم (الأربعاء) بأن الدولة ليست فريقاً بل هي سيدة على أرضها. فرنسا وإنكلترا احتاجتا سيولة، ففتحوا الحدود للممولين واشترى العرب معظم فنادق فرنسا ولندن. لم يتأثروا سلباً. الفندق الذي كان يدفع ضريبة كذا استرليني صار يدفع 500 مليون دولار. والدولة حين تريد، يمكنها تغيير القانون وتتخلص من المستثمرين الأجانب، فهم لم يشتروا الدولة بل أصولا على أرضها، التي لها السيادة عليها. يجب أن نتعاطى بهذه العقلية وإلا لن نخرج من الحفرة. فالدولة صاحب القانون وهي التي تشرع، وحين تخصخص الدولة شيئا يمكنها استعادته. كل ما يعيد بناء الثقة يجب القيام به. آلية إنشاء الصندوق التقنية يجب أن تتمتع بالليونة".

سئل: لكن بالخصخصة سيكون للمصارف دورها في الاستحواذ أيضا على قطاعات، أجاب: "كل ما يطمئن المستثمر لاستعادة الثقة يجب القيام به، بمعزل عن اللاعبين. إذا احتاجوا خدمة المصرف يكون حاضراً، وإذا لا فليكن. لا نريد شيئاً ولا نبحث عن دور نلعبه أكثر من المطلوب منا. هدفنا نمو الاقتصاد اللبناني".

عن التفاوض مع صندوق النقد ومهلته، قال: "الصندوق مصرف دولي. وشرحت للرئيس عون بأني لمصرف حين يقول لي أحدهم الشركة الفلانية جيدة لماذا لا تعمل معها، أجيبهم أمنوا لي اجتماعاً معها وحين ألتقي بإدارتها وأرى أن الشركاء فيها مختلفون بين بعضهم أقول لهم حين تتفقون اتصلوا بي. هذا ما حصل مع صندوق النقد الذي قال لنا روحوا اتفقوا وارجعوا. لذلك أشدد على الثقة، التي إذا غابت ترتفع الفاتورة، أي تزداد المخاطر وثمنها يكون عالياً".

"الكابيتال كونترول"

عن الكابيتال كونترول قال: "لامونا أننا أقفلنا في 17 تشرين الأول 10 أيام. يومها جئنا إلى مكاتبنا فتبلّغنا من مصرف لبنان أن أموالنا محجوزة لا يحق لنا سحبها. طلبنا الكابيتال كونترول أجابونا أنه سيأتينا خلال ساعات. عموماً حين تجمد أموالا تصدر فوراً كابيتال كونترول. عم 67 حين تعثر "إنترا"، صدر الكابيتال كونترول في 24 ساعة، بثلاثة أسطر. اطلعت الرئيس نبيه بري عليه. نحن ما زلنا ننتظر الكابيتال كونترول.

وعن استنسابية المصارف في التحويلات للطلاب في الخارج قال: "صحيح. إذا طلبت مني تحويل ألفين إسترليني إلى الخارج يجب أن يكون في حسابي لدى المصرف المراسل في الخارج هذا المبلغ لأن مصرف لبنان لا يقبل بتحويل أموالاً للخارج، في وقت لم يعد لنا مال في المصرف الأجنبي. كي أحول لك الألفي إسترليني يجب أن أشتريها من سوق الصرافين حيث سعر الدولار مثلاً 8 آلاف، في وقت السعر الرسمي 1500، والفرق سيدفعه المصرف. على كل ألف دولار نحوله ندفع ألفي دولار. المودع لا يدرك ذلك".

وعن سبب عدم وجود أموال في الخارج قال صفير لـ"نداء الوطن": "أنفقناها. دفعنا اعتماداتنا. حين حصلت الأزمة كانت المصارف تحتفظ ب 8 مليار في الخارج، وعلينا ديون للمصارف الأجنبية 9 مليار و800 مليون دولار. دفعنا ديوننا للمصارف الأجنبية حتى لا يحصل تعثر. واصلنا فتح اعتمادات ودفعناها من سندات الخزينة التي بعناها وشتمونا لأننا بعناها، حتى ندفع اعتماداتنا الخارجية. لم يعد لدينا مال في الخارج. كان هناك مليارين ونيف دولار في المصارف اللبنانية أودعتها بنوك سويسرية لزبائنها عندنا، لكسب الفائدة (حسابات ائتمانية) فرديناها لهذه البنوك".

رسملة المصارف و"جيوبنا"

الأموال التي حولت الى الخارج بعد 17 تشرين سواء للمودعين ام لأصحاب المصارف إذا أعيد جزء منها ألا تلجم التدهور؟ أجاب: " اذا كان في حسابك مليون دولار في لبنان حولت منها 500 ألف دولار إلى الخارج. إذا طلب منك مدير البنك أن تعيدها إلى لبنان، تتردد لأنك لا تضمن أن تسترجعها. الإخوان يفكرون بهذا الأمر وسئلت عنه عدة مرات. هذا تمنيات".

ووصف صفير التحقيقات بمن ومتى حوّل أموالاً إلى الخارج بأنها "حرتقة مثل كل الحرتقات التي تحصل ولهذا فاتورة مستقبلية. كيف ترد الثقة إذا من حوّل 50 مليون دولار للخارج نضعه في السجن كي يعيد 25 مليوناً إلى البلد والقانون لا يجبره على بذلك؟".

ماذا ستفعلون لإعادة رسملة المصارف؟ يقول صفير: "رسملة المصارف تتم بإقناع الناس بأن استثمارك يأتيك بمردود أمين. هم يقولون لنا اضربوا أيديكم على جيوبكم لتساعدوا في النهضة. قلنا لهم جيوبنا سبق أن استعملتموها، وطالما لا ثقة لا نقدر على الإتيان برساميل من الخارج، ونحن أموالنا خلصت. من يستثمر في مصرف يجب أن يكون لديه أهداف مختلفة عمن يشتري عقاراً، لأن الاستثمار في المصرف طويل الأمد، لا يمكن الدخول والخروج في أي وقت".

 

الحزب” والعهد والتلاعب بأمن لبنان!

رضوان السيد/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

قبل 10 أيام، قُتل عضو مهم في ميليشيا «حزب الله» بغارة إسرائيلية على مقربة من مطار دمشق الدولي. وفي العادة لا يعلن الإسرائيليون شيئاً أو يعلنون عن مقتل إيرانيين من «الحرس الثوري»، وسياستهم منذ سنوات عدم السماح لإيران بإقامة قواعد في سوريا، تهدد أمن الكيان. لكن هذه المرة، وربما لأن الغارة أوقعت خسائر كبيرة؛ فإن الإيرانيين أعلنوا عن غضبهم، حتى الروس قالوا إنهم غير راضين. في حين أعلن الحزب عن مقتل «المجاهد الكبير»، وأنه سيعاقب العدوّ الإسرائيلي عقاباً شديداً على ذلك! ومنذ ذلك الحين، أظهر الإسرائيليون استعدادات على الحدود مع لبنان، وطلبوا من سكان القرى البقاء في المنازل. وحذّروا وأنذروا وتبادلوا التهديدات الكلامية مع الحزب. ومن أمام دار الفتوى بعد مقابلة المفتي دريان، قال السفير الإيراني إن إيران مستعدة لمساعدة لبنان واللبنانيين بكل سبيل، وليس فئة معينة فقط. إنما الأهم ما قال بعد ذلك، إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة لبنان بسبب الضربات والهزائم التي تلقّتها من المقاومة، وإذا ضربت فستكون هناك ضربة أقوى ورادعة لها!

ويوم الاثنين (27 – 7)، وبعد 4 ساعات من كلام السفير، بدأت أحداث غامضة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وتوالت الأخبار من جيش العدو، وليس من الجانب اللبناني. وهي تقول إن الحزب قام بحركتين رصدهما الجيش الإسرائيلي؛ إطلاق صاروخ من طراز كورنيت على مركبة إسرائيلية لجهة مزارع شبعا. أما من تلال كفر شوبا فإنّ 3 أو 4 من ميليشيا الحزب تجاوزوا الخط الأخضر لمسافة 4 أمتار للداخل «السيادي» للدولة العبرية، وإن الجيش اشتبك مع التحركين، وبعد إفشالهما هو يقوم بعملية تمشيط بالمدفعية لمسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وقد دمّر منزلاً بقرية الهبارية لاشتباهه بأنه مركز مسلح للحزب. إنّ الطريف والغريب أنه خلال ذلك كلّه، ما أعلن الجيش اللبناني شيئاً، ولا وزيرة دفاع لبنان، أو وزير خارجيته، حتى الحزب. إنما بعد الساعة السادسة، أعلن الإسرائيليون أن الجبهة هدأت، وأن السكان عليهم ألا يقلقوا، وما وقعت خسائر في الجنود أو العتاد نتيجة الهجوم. وكان الواضح أن هناك تبايناً في الرأي داخل القيادة الإسرائيلية، فرئيس الوزراء يريد انتهاز الفرصة وشنّ الحرب، في حين اعتبر وزير الدفاع ورئيس الأركان الهجوم خفيفاً وفاشلاً، وينبغي استمرار الحذر وتحليق طيران الاستطلاع المسيّر، مع عدم التصعيد!

صمت الحزب صمتاً مطبقاً لعدة ساعات. وما استطاع الزعم طبعاً أن هجوميه أحدثا خسائر أو خطائف في صفوف العدو، لأن كل شيء مصور. وكانت الاحتفالات وتوزيع الحلوى بالنصر المؤزَّر قد بدأت في الضاحية وبعض قرى الجنوب. لكن فجأة أعلن الحزب أنه لم يقم بأي هجمات، وأنه عدوان إسرائيلي بحت وبدون داعٍ، وما يزال الحزب مصمماً على الانتقام لمقتل مجاهده في سوريا، كما أنه سيعاقب العدو لهدمه المنزل في قرية الهبارية!

وخلال ساعات الليل، وإلى ظهر يوم الثلاثاء في 28 – 7 تحول الأمر من هجوم فاشل للحزب، إلى نصر مؤزّر له، لأنه «أربك العدو إرباكاً شديداً»، ليس بإطلاق النار، بل بعدم إطلاقها، وبقيت المبادأة والمفاجأة بيده، والنصر له بالطبع، وإن لم يقاتل! إذ هو غرّر بالعدو واختبر ردّة فعله، والآتي قريب! أما المسؤولون اللبنانيون فكانت ردة فعلهم أشدّ غرابة وعدم مسؤولية؛ اتهموا العدو بالهجوم ومخالفة القرار الدولي 1701. وقالوا إنهم يشتكون لمجلس الأمن. آمنوا فجأة، بل منذ شهر بالقرار الدولي، بينما كان رئيس الجمهورية يقول دائماً إنه محتاج للحزب وسلاحه، لأن الجيش ضعيف، والقرارات الدولية لا تعني شيئاً، وسيبقى السلاح بيد الحزب لنهاية أزمة الشرق الأوسط!

بعد أيام سيبدأ مجلس الأمن بمناقشة التجديد للقوات الدولية في الجنوب، وهي تكلف العالم ملياراً و200 مليون دولار في العام (منذ العام 2006)، تدفع الولايات المتحدة وحدها الثلث، والرئيس ترمب رغم حرصه على أمن إسرائيل، لا يرى مبرراً للاستمرار، ما دامت السلطة اللبنانية العظيمة لا تبذل أي جهد لتطبيق القرار الدولي، بل هي لا تجرؤ على تأييد القرارات الدولية حتى لا يزعل الحزب! وقد بلغ من «ذكاء» رئيس الحكومة اللبنانية الحالي أن صرّح زاعماً بأن التحركات الإسرائيلية تريد الإرغام على تغيير مندرحات القرار الدولي، ولبنان لا يقبل ذلك. بينما تشير تقارير القوات الدولية إلى أن سلاح الحزب غير الشرعي صار يحيط مراكزهم من كل جانب، وهو يهدد القوات الدولية أكثر مما يهدد إسرائيل، إذ كأنه يحتمي بمواقعهم من جهة، ويهدّد العدو بأن الصواريخ الدقيقة قد اكتمل تركيبها! مسرحية يوم الاثنين في 27 – 7، والتي تشير إلى الحرص المتبادَل على ألا يتضرر أحد ضرراً يُخرجه عن طَوره، ما غرّت ولا ألْهت المراقبين الدوليين عن تخاذُل السلطة اللبنانية، بل تواطؤها. فالقراران الدوليان 1559 و1701 كان المقصود من ورائهما حماية لبنان من الميليشيا الإيرانية، ومن إسرائيل على حدٍ سواء. بينما تُثبت السلطة اللبنانية بفروعها الثلاثة أنها خاضعة تماماً لمشيئة المسلَّحين، ولا تستحي أن تواجه القرارات الدولية لصالح نُصرة الميليشيا. ولدينا الآن استحقاق التجديد للقوات الدولية، ولا نعرف ماذا سيقول الدوليون الذين ساعد عددٌ منهم (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا) الجيش اللبناني، ولهم جنودٌ في القوات الدولية، وكلهم غير راضين عن تصرفات العهد والحكومة، ولا عن تصرفات الجيش تجاه السلاح غير الشرعي في جنوب لبنان!

بيد أنّ التحدي الدائم، رغم التنسيق الرائع بين إسرائيل والحزب، أن يحدث اختلال ما من إحدى الجهتين (وهو الأمر الذي جرى عام 2006) فتنشب الحرب المدمِّرة. والاختلال لدى الميليشيا متعلق بالمشيئة والموازين الإيرانية. أما الكيان الصهيوني فقد لا يُصغي لأحد إذا اعتبر رئيس وزرائه أن الحرب تخدم مصالحه الداخلية وبقاءه في السلطة! إيران من خلال الحزب والزعيم تتصرف بالحرب والسلم في لبنان. بل إن الحزب يتلاعب دائماً بأمن لبنان وسلامه وسلامة مواطنيه. ورغم ذلك فهو يتلقى استحساناً إذا أطلق النار، واستحساناً إذا لم يطلق النار، باعتباره «أربك العدو». والذي أظنه أن الحزب عاد لقصة إسرائيل وقتالها، بعد أن كان يقول إن القتال بسوريا واليمن أهم بكثير؛ لأن المحكمة الدولية الخاصة التي تشكلت عام 2008 للتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري ستعلن عن قرارها في 7 آب، أي بعد أسبوع. وفيه أنّ قتلة الحريري بتاريخ 14 شباط 2005 هم 4 من «حزب الله»!

الميليشيا المسلحة، والمافيا السياسية، يضربان معاً الشرعية اللبنانية بقسوة. لقد تصدع نظام الدولة، وعيش المواطنين، وقد يكون الآتي أعظم، وسط العزلة القاتلة التي أدخلت الميليشيا والمافيا لبنان فيها. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

بايدن يطرح مزيجاً من أوباما وترمب

أمير طاهري/الشرق الاوسط/31 تموز/2020

حال انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فسيصبح جو بايدن الرئيس الأميركي صاحب الارتباط الأطول بالسياسة الخارجية. ونقول هنا «ارتباطاً» لأنه يتميز بخبرة مباشرة وغير مباشرة في ذلك المجال، فعلى امتداد نحو 30 عاماً عضواً بمجلس الشيوخ؛ بما في ذلك فترات عمله رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في المجلس، تمتع بايدن بموقع متميز يمكنه من متابعة الشؤون الخارجية. وبعد ذلك، وخلال فترة عمله طوال ثماني سنوات نائباً للرئيس باراك أوباما، اكتسب بايدن خبرة عملية كبيرة.

وعليه؛ فإنه فيما يخص السياسة الخارجية، ينبغي الإنصات للرجل جيداً. ومع اقتراب الحملة الانتخابية الرئاسية من محطتها الأخيرة، يعمد بايدن إلى التباهي بمؤهلاته في مجال السياسة الخارجية خلال الأحاديث والخطابات التي يلقيها أمام مؤسسات فكرية؛ أحدثها الأسبوع الماضي في ورقة مؤلفة من 80 صفحة.

والتساؤل هنا: ما الذي نتعلمه من كل ذلك؟ الأمر الأول أن بايدن لا يطرح أفكاراً جديدة يمكنها دفع متصيدي الأخبار الجديدة للقفز فرحاً. في واقع الأمر، يقضي بايدن أغلب الوقت في إطلاق وعود بالعودة إلى سياسات أوباما أو نسخة أقل إثارة مما يفعله ترمب رئيساً للبلاد.

وربما يسعى بايدن من وراء ذلك نحو الظهور بمظهر الشخص القادر على تحقيق الحلول الوسط، والفوز بدعم أنصار أوباما من دون إثارة سخط أنصار ترمب.

أما الأمر الثاني الذي يتعين علينا تعلمه، فهو أنه رغم إدراكه أن النظام العالمي في حقبة ما بعد الحرب العالمية يمر بأزمة، فإن بايدن لا ينظر للأمر على أنه مشكلة هيكلية، وإنما سلسلة من العيوب التي يتعين إصلاحها عبر حلول جزئية وإعادة تزيين.

والملاحظ أن بايدن ليس لديه الكثير لقوله بخصوص إصلاح الأمم المتحدة وما يزيد على 30 منظمة أخرى فقدت أهميتها، بل وربما تحولت إلى هياكل بيروقراطية مؤذية.

في المقابل، نجد أن ترمب يوضح المشكلة من دون طرح حل لها بخلاف الانسحاب في بعض المناسبات. إلا إن الغموض الذي يتسم به بايدن على هذا الصعيد ربما يمكن تفهم أسبابه بالنظر إلى أنه سياسي محافظ، مما يجعله حذراً تجاه الخيارات الراديكالية، الأمر الذي قد يثير غضب جماهير بيرني ساندرز.

والملاحظ كذلك أن بايدن مهمل في تعامله مع المصطلحات. على سبيل المثال، لدى حديثه عن العلاقات مع الصين وروسيا، لا يبدو بايدن واثقاً بكيف يمكنه وصف هذه العلاقات، ففي بعض الأحيان ينظر إلى هذه العلاقات على أنها «تحدٍّ»، وفي أحيان أخرى يصف البلدين بأنهما «منافسان» أو «خصمان».

ويقول بايدن إنه يتفق مع ترمب فيما يخص الصين بوصفها تشكل «تحدياً خطيراً»، وتمارس الغش فيما يتعلق بقواعد التجارة، وتمنح أموال دعم لشركاتها، وتسرق الممتلكات الفكرية للآخرين، وتسببت في دمار ملايين الوظائف داخل الولايات المتحدة.

إلا إنه بعد ذلك يشن هجوماً حاداً ضد «سياسة المواجهة» التي ينتهجها ترمب إزاء الصين. إذن، ما الذي ينوي بايدن فعله؟ سيطالب بايدن «بمزيد من الشفافية» من جانب الصين. كما ينوي كذلك «العمل مع الحلفاء» لرسم ملامح سياسة مشتركة. إلا إن هذا يتطلب دوراً قيادياً أميركياً؛ الأمر الذي يحتاج بدوره إلى استراتيجية يجري طرحها على الحلفاء. إلا إن أياً من هذا غير متوافر الآن. وفيما يخص روسيا، يتفق بايدن من جديد مع ترمب حول أنها «تهاجم أسس الأنظمة الغربية الديمقراطية». إذن، ماذا ينوي بايدن فعله حيال ذلك؟

يقترح بايدن التشاور مع الحلفاء من أجل فرض عقوبات «تكبد روسيا ثمناً حقيقياً».

أما فيما يخص بعض القضايا، يتبع بايدن أسلوب الإرجاء الذي تميز به أوباما. على سبيل المثال، بخصوص إيران يرغب بايدن في إحياء «الاتفاق النووي» الذي أبرمه أوباما والمعروف باسم «خطة العمل الشامل المشتركة»، بشرط أن تقدم إيران عدداً من الأمور التي لم يحددها. كما شدد من جديد على تأكيد ترمب بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، لكنها في الوقت ذاته لا تسعى نحو تغيير النظام فيها. كما كرر بايدن قول ترمب بأن إيران تشكل عامل زعزعة استقرار في المنطقة، لكنه أضاف أنه لا ينبغي الدخول في حرب معها. علاوة على ذلك؛ أبدى بايدن موافقته على قرار ترمب قتل الجنرال قاسم سليماني بوصف ذلك «قراراً عادلاً بالنظر إلى طبيعة الدور الذي قام به». وبالمثل، يتبع بايدن نهج الإرجاء ذاته تجاه فنزويلا، التي وصف رئيسها نيكولاس مادورو بأنه «طاغية» وأقر خوان غوايدو بوصفه الزعيم الشرعي للبلاد. إذن، ما الذي ينبغي أن تفعله واشنطن هنا؟

من جديد، يقترح بايدن التشاور مع الحلفاء.

ويصف بايدن حلف «الناتو» بأنه «التحالف الأطول أمداً في التاريخ»، الأمر الذي يذكرنا بالمزحة التي أطلقها ريتشارد نيكسون أمام سور الصين العظيم عندما قال: «السور العظيم عظيم!». إلا إنه من جديد؛ لا يطرح بايدن أي أفكار محددة لإعادة بث النشاط في صفوف ذلك التحالف. ووجه إلى تركيا، على وجه التحديد، انتقادات شديدة، وقال إنه حال انتخابه رئيساً فسيسحب الأسلحة النووية الأميركية من هناك. وأشار إلى أن تركيا ينبغي أن «تدفع ثمناً باهظاً»، ووعد بمساندة خصوم الرئيس رجب طيب إردوغان، ومن المفترض أن يكون هؤلاء تحت قيادة فتح الله غولن الذي بنى علاقات وثيقة مع إدارة أوباما.

الملاحظ أن الكلمة التي يرددها بايدن باستمرار، «حلفاءنا»، تتسم بالغموض. وفي هذا السياق، يتحدث بايدن عن «عودة التنافس بين القوى العظمى»؛ بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، من دون ذكر للأوروبيين. وأحيا بايدن من جديد فكرة «تحالف الراغبين» التي صاغها نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني، مقترحاً عقد «قمة للأنظمة الديمقراطية»، لكن من دون أن يكشف عمّن سيجري توجيه الدعوة إليه لحضورها. يذكر أنه في الوقت الراهن يمكن النظر إلى نصف الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة بوصفها أنظمة ديمقراطية تتميز بدرجات متفاوتة من الشرعية.

والملاحظ أن أسلوب «القيادة من الخلف» الذي انتهجه أوباما يعود من جديد مع بايدن بخصوص كثير من القضايا. ويتحدث بايدن عن سجن الصين 1.2 مليون من الأويغور، لكنه لم يجد كلمة أقوى من «غير مقبول» لوصف هذه الجريمة. والآن، ما العمل؟ الإجابة التي طرحها بايدن جاءت كالتالي: «التشاور مع الحلفاء والأمم المتحدة»، لكن الولايات المتحدة لا ينبغي لها الاضطلاع بدور القيادة في هذا الأمر. أيضاً، يرغب بايدن في إحياء خطة الشراكة العابرة للمحيط الهادي التي كانت قائمة في عهد أوباما، ويلزم نفسه بالدفاع عن اليابان وإندونيسيا وأستراليا وكوريا الجنوبية في مواجهة التهديدات الصينية. إلا إنه نسي أن الصين تشكل أيضاً مصدر تهديد للفلبين وفيتنام، ناهيك بتايوان التي ترتبط معها الولايات المتحدة بترتيبات دفاعية خاصة.

فيما يخص كوريا الشمالية، يسخر بايدن من الدبلوماسية الشخصية التي انتهجها ترمب ويتعهد بعدم مقابلة كيم جونغ أون، في الوقت الذي يقترح فيه عقد مزيد من المفاوضات مع بيونغ يانغ. وفيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية ـ الفلسطينية، يقول بايدن إنه «صهيوني وفخور بذلك» ويدعم حل الدولتين، مع إصراره على أنه لن يمارس أي ضغوط مالية على إسرائيل كي تبدل سياساتها. كما أقر قرار ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ومثل ترمب، يرغب بايدن في إنهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق. وبخصوص أفغانستان، يرغب في الاستمرار في مساعي ترمب نحو التوصل لاتفاق مع «طالبان». وفيما يتعلق بالعراق، يبدو أن بايدن نسي أن اتفاق الانسحاب أقر في عهد جورج دبليو. بوش وأرجئ في عهد أوباما. من ناحية أخرى، أبدى بايدن اختلافه مع ترمب بخصوص الانسحاب من سوريا، واصفاً ذلك بـ«الخيانة». إلا إنه نسي أن أوباما لم يرغب في أي مشاركة أميركية داخل سوريا.

ويتفق بايدن مع ترمب حول ضرورة إنفاق مزيد من الأموال على الجانب العسكري، لكنه في الوقت ذاته يقول إنه لن يستخدم القوة فيما عدا «الدفاع عن مصالحنا الحيوية». أما التهديد الوحيد لمصلحة حيوية الذي ذكره بايدن فهو «وقف تدفق النفط»، لكنه هدد بعد ذلك باتخاذ خطوات بمقدورها الإضرار بعلاقات الولايات المتحدة بحلفائها من الدول المصدرة للنفط. أما «الحرب ضد الإرهاب» فسوف تستمر بالاعتماد على طائرات الـ«درون» والضربات الجوية مثلما كانت الحال في عهد رئاسة أوباما. في الواقع؛ فإن المزيج من سياسات أوباما وترمب الذي يطرحه بايدن يمكن أن يبقي على الولايات المتحدة في مسار مبهم لأربع سنوات أخرى. الحقيقة أن هناك أمراً واحداً ربما يمكن لبايدن إنجازه: إعادة بناء الأسس البيروقراطية للسياسة الخارجية الأميركية التي تضررت بشدة جراء سياسات ترمب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون يوجه رسالة الى العسكريين واللبنانيين غدا لمناسبة عيد الجيش

وطنية - الجمعة 31 تموز 2020

يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العاشرة من قبل ظهر غد السبت في الاول من آب عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، رسالة لمناسبة عيد الجيش يخاطب فيها اللبنانيين والضباط المتخرجين من الاسلاك العسكرية في دورة "اليوبيل الماسي للجيش".

وكان من المقرر أن يقام قبل ظهر غد، الاحتفال السنوي بعيد الجيش في الكلية الحربية في الفياضية لتسليم الضباط الجدد سيوفهم، إلا أن ظروف الحجر الصحي التي فرضها تفشي وباء كورونا، دفعت بقيادة الجيش الى إلغاء الاحتفال والاكتفاء بتخريج الضباط من دون مراسم، وتوجيه رئيس الجمهورية كلمة متلفزة اليهم، ومن خلالهم الى العسكريين وجميع اللبنانيين .

 

الراعي التقى وفدي الجمهورية القوية وراهبات الصليب وأزعور حبشي: الحياد حل للجميع ولكل لبناني الى أي طائفة أو حزب سياسي انتمى

وطنية - الجمعة 31 تموز 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وفدا من تكتل "الجمهورية القوية"، مرسلا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ضم النواب وهبي قاطيشا، شوقي دكاش وانطوان حبشي، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية طوني مراد وعضو المكتب الدكتور جان كلود صعب. وتم عرض المبادرة الثلاثية التي أطلقها الراعي والتي تشكل حلا إنقاذيا للبنان. وبعد اللقاء تحدث النائب حبشي باسم الوفد وقال: "جئنا اليوم لزيارة صاحب الغبطة على خلفية المبادرة التي قام بها وطرح الحياد وخصوصا أن مفهوم الحياد يحاول البعض اعطاءه تفسيرات ويأخذونه باتجاهات مختلفة لا تحمل مضمونه البسيط، وخصوصا أن سيدنا البطريرك أوضح بالاساس أن للحياد ثلاث مرتكزات أولها الحياد بذاته، فلبنان قام من نشأته وبالوفاق الوطني على الحياد ليكون إطارا للتلاقي وليس إطار صراعات وهذا الحياد الذي قامت عليه الدولة اللبنانية وقام عليه الاستقلال ودأبت كل الحكومات على تأكيد هذا الموضوع، ونحن نعتبر أنه مع تأمين الحياد يتمكن لبنان من آداء رسالته وكما قال سيدنا البطريرك بأن لا يدخل في صراعات مع المحيط ولا أن يدخل في حروب أو مشاكل لان لبنان عندما يكون أساسا أرضا للتلاقي والحوار يجب أن يكون على منأى عن هذه الصراعات كي يتمكن من أن يجمع في حال حصول خلافات، وهذه الرسالة لا يمكن أن يؤديها لبنان إلا إذا كانت هناك دولة قوية، وسيدنا تكلم بشكل واضح عن السيادة اللبنانية والشرعية". أضاف: "ولتكون هناك دولة قوية يجب ان تكون ممسكة بالسيادة وشرعيتها غير منقوصة عندها يمكن لهذه الدولة ان تحافظ على قوتها وسيادتها وتتمكن من مواجهة أي تحد وتدافع عن أي تعد على سيادتها وتكون الدولة قوية وحاضنة لكل ابنائها في الدفاع عن كل تحد عندها هذه الدولة تستطيع القيام بكل المسائل والاشكاليات الحاصلة التي بحاجة لحل، كالوجود الفلسطيني المسلح والنزوح السوري وغيره لان الدولة القوية تحمي الجميع وتدافع عن سيادتها في وجه كل معتد، والاهم انه عندما تكون الدولة على الحياد لا يتعرض لبنان الى ما يتعرض له اليوم من أزمات اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية بسبب عدم حياديته، وكل الازمات التي نعيشها لا يمكننا مواجهتها الا بهذه الطريقة، وطرح الحياد أهميته أنه إيجابي ولا يتضمن مضامين سلبية وهو حل للجميع ولكل لبناني الى أي طائفة أو حزب سياسي انتمى، وبالتالي يجب علينا تلقف هذه المبادرة التي قام بها سيدنا ونتضامن كلنا كلبنانيين ونتساعد للوصول الى حياد لبنان وتجنيبه كل المشاكل والاشكاليات والوضع الاقتصادي الاجتماعي الذي يعيشه اليوم". وعما اذا كان البحث مع الراعي تطرق الى الاستراتيجيات الدفاعية التي قدمها البعض له رد النائب قاطيشا قائلا: "الاستراتيجية الدفاعية هي جزء من موضوع الحياد الذي نتكلم عنه وعادة عندما يكون الحياد حيادا يغطي كل هذه الامور وعندما نقول دولة قوية وحياد عن كل الصراعات فهذا يعني ان الدولة هي وحدها التي تقرر السلم والحرب وهي التي تسيطر شرعيا على كل أراضيها في الداخل وعلى حدودها".

كما استقبل الراعي، وفدا من المجلس الجديد لراهبات الصليب برئاسة الام ماري مخلوف. وظهرا استقبل الوزير السابق جهاد أزعور وشقيقه أنطوان أزعور اللذين استبقاهما الراعي الى مائدة الغداء.

 

علي فضل الله متوجها الى اللبنانيين: في ظل هذا الانقسام لا خيار أمامكم إلا الحوار الجاد

وطنية - الجمعة 31 تموز 2020

حذر العلامة السيد علي فضل الله، من "غرق مركب البلد لأنه سيغرق الجميع معه"، معتبرا أن "السبيل للخروج من هذا الواقع المأسوي لن يكون إلا بالحوار وبتكاتف أبنائه ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية". جاء ذلك في خطبة عيد الأضحى المبارك، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال فيها: "يطل علينا العيد في هذه الأيام، ونحن نعيش أصعب الظروف بسبب جائحة كورونا التي تركت تأثيراتها علينا وعلى العالم، ونسأل الله أن يعيننا شرها من خلال جهودنا ووقايتنا لأنفسنا منها، ونحن اليوم نشهد تداعياتها في موسم الحج الذي اقتصر على حدود رمزية وأعداد قليلة وضمن دائرة ضيقة بعدما اعتاد البيت الحرام أن يشهد ملايين الحجاج والمعتمرين". وأضاف: "كنا نرجو أن تؤدي هذه الجائحة إلى أن تجعل هذا العالم أكثر أمنا وأكثر إنسانية وأن يعود الذين أشعلوا الفتن والحروب إلى صوابهم، ولكن للأسف لا تزال الحروب تعبث بهذا العالم ولا يزال الحصار والاطباق يفرض على الدول المستضعفة بفعل جشع الدول الكبرى واستكبارها، حيث لم تتوقف معاناة الشعب اليمني والسوري والليبي والفلسطيني إضافة إلى استمرار الحصار الظالم على الشعب الإيراني وعلى العديد من الدول التي ترفض الرضوخ لغطرسة هذه الدول". ودعا الدول المستضعفة والراغبة في الحرية والحفاظ على كرامتها إلى "توحيد جهودها وأن يقوي بعضها بعضا حتى لا تعبت بها أيادي الآخرين". وقال: "ليس بعيدا عن ذلك تستمر معاناة الشعب على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والصحي، والاعتداءات الصهيونية بفعل ضغوط الخارج الذي يريد لنا ان نتنازل عن حريتنا وعدم العلاج الجاد لازماتنا المستعصية والفساد والهدر وسوء الإدارة. إننا لا نزال نرى أن خروج البلد من هذا الواقع المأسوي الذي يعيشه لن يكون إلا بتكاتف أبنائه ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة ضغوط الخارج والعابثين بمصيره في الداخل. ونقولها للبنانيين في ظل هذا الانقسام لا خيار أمامكم إلا الحوار الجاد فلا مقدسات فيه، والبلد لن ينهض بالرأي الواحد ولا بالنظرة الواحدة بل بتوافق الجميع والشراكة بينهم. فالجميع في مركب واحد إن غرق فإنه لن يغرق وحده بل سيغرق الآخرون معه وان سقط الهيكل فسيسقط على رؤوس الجميع". وختم فضل الله: "إننا نتقدم من المسلمين خصوصا واللبنانيين عموما بالتهنئة والتبريكات بعيد الأضحى، سائلين المولى أن يعيده على الجميع في ظروف وأوضاع أفضل".

 

حسن يهنئ بالأضحى: لإبعاد وطننا عن النزاعات وتنفيذ مقررات حوار 2006

وطنية - الجمعة 31 تموز 2020

وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رسالة عيد الأضحى المبارك قال فيها: "ابتلي نبي الله إبراهيم ابتلاء شاقا حين وافته الرؤية كما في الآية الكريمة: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فسلم أمره لله، كذلك ابنه، فمضيا كلاهما طائعين، فلما أسلما وتله للجبين، نودي. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم (الصافات 105-107). ثم أن الله تعالى بين له عليه السلام مكان البيت، وأمره ببنائه على قواعد التقوى والتوحيد إلى أن قال له عز وجل: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (الحج 27)".

أضاف: "الأضحى المبارك في وجدان الأمة، من قبل فرقها ومذاهبها، هو استشعار هذا الفداء الذي هو هبة الله تعالى للطائع المؤمن المسلم. وهذا، بإخلاصه وتقواه، يمضي قاصدا وجه الرحيم الكريم، محرما ملبيا طائفا ساعيا واقفا مصليا، متقربا إلى رضاه، متبرئا من الرجيم، مقربا الهدي وعين القصد منه كما قال تعالى. ولكن يناله التقوى منكم (الحج 37). واليوم، كما في كل زمان، ماض أو آت، يتوجه المؤمنون (ولو بقلوبهم في هذه الظروف) بنواياهم وأفئدتهم ولسان حالهم التلبية، طاعة ورضى وتصديقا وتسليما لمرآة نوره وهدايته ودعوته الحق لما شاءه رب كريم لهم من كرامة حين نبه أرواحهم إلى معنى الامتثال بالطاعة ارتقاء بإنسانيتهم إلى غاية الوجود. ولا يكون هذا بالمستطاع ما لم تستنير بصيرة المرء وإرادته بكلمة الله ومقاصد حكمته. كلمة تحمل دعوة سامية إلى تجريد القلب من الهوى ومذموم الخواطر. كلمة معقولة بكل مجامعها بخالص أنوار المعرفة والحكمة ولطائف المعاني التوحيدية التي بها حياة القلوب والنفوس، وبمواجب الالتزام بحميد الأفعال والأقوال. ثمرتها الفضائل التي بها يتحقق الإنسان في ذاته بما اقتضته أسرار حكمة الله في خلقه".

وسأل: "هل ما هو أولى من ثوب المرء إلى وجه الحق وإلى نبع الحياة؟ وحين يسترسل الإنسان في الغفلات انذهالا بفرص الدنيا، يتوه في مطالبه عن النور، ولات حين مناص. يأتي عيد الأضحى المبارك، فيما التضحية لأجل قيامة الوطن باتت شبه معدومة أمام تحديات تحتاج الى مواقف جريئة وحاسمة، نرفع الصوت لنذكر في أيام الأضحى المباركة (والأضحى بالمناسبة محكي عنه في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم) بالمثل والقيم الإنسانية التي طالما كانت عبر التاريخ في أصل المداميك الأولى لكل حضارة إنسانية. العدل أساس الحكم، والناس خلقوا أحرارا، والدعوة نادت قبائل الأرض للتعارف على قاعدة التقوى. وهذا يعني الحوار، ونشدان السلام وبالتالي يكون مقام الحوار في أعلى رتب الحكم والمسؤولية". وتابع: "إن ألفباء أمانة الكيان اللبناني هي في التلاقي والتسوية، لا بمعنى غلبة هذا على ذاك ولكن بمعنى التدبير الحكيم الذي يحفظ للبنان أهله (وهم بالمناسبة مصنفون وفق القانون: طوائف تاريخية معترف بها)، وهم دستوريا مواطنون تظللهم جمهورية ديموقراطية مبنية على ميثاق العيش المشترك. ولا ننسى أن ما يناهز العقدين من السنوات العجاف انقضت في زماننا المعاصر بحمد الله بتسوية مشهودة في الطائف ضمنها الدستور لتكون الحد الفاصل بين دولة يحتكم الجميع إليها من جهة، وبين العودة إلى أتون الصراع والانقسامات من جهة أخرى. ونحن في لبنان، يتلظى الشعب بوابل غير منقطع من الأزمات في كل القطاعات بلا استثناء، بسبب تدني مستويات الأداء السياسي الذي عجز عن اتخاذ قرارات أساسية ممكنة في درب الإصلاح ومعالجة ثقوب الفساد السوداء، والاستماع الى مطالب الشباب والشابات".

وقال: "الملفات والأزمات المتراكمة على كاهل اللبنانيين باتت في مرحلة خطيرة، تستدعي مواجهتها التعاضد الداخلي، والبدء بالإصلاح الحقيقي الناجع في كل قطاعات الدولة، وأولها الكهرباء التي باتت أكبر خسارة مالية في الخزينة العامة، كما تستوجب قراءة علمية لواقع الحال واجتراح الأفكار المناسبة للحد من الغلاء والمحافظة على مدخرات الناس ومعالجة تدهور سعر صرف الليرة وضبط الاقتصاد وكبح جماح الاحتكار. وفي ظل ما يحصل حولنا من صراعات مفتوحة بين جبهات إقليمية ودولية متناحرة تأخذ في طريقها شعوب المنطقة وحقوقهم وعيشهم، فإن الأولى بنا التفكير مليا والتطبيق العملي لإبعاد وطننا عن النزاعات المدمرة، وتنفيذ بنود مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006، والامتثال للنتائج الإيجابية التي سادت بعد مؤتمر باندونغ". أضاف: "نحن اليوم، في زمننا المعاصر، نرى العالم يتعثر تحت وطأة الصراعات، ناهيك عن حال الوباء التي كشفت، على الأقل، أن جل الطاقات الأساسية للبشر، تستهلك في متاهات ذلك الصراع في سباقات مكلفة إلى حد بالغ الإفراط لامتلاك النفوذ والسلاح وأدوات السيطرة ووسائل الإعلام والتواصل والتكنولوجيات الهادفة إلى التفوق والهيمنة بغياب مفهوم العدالة الدولية، وفي حين أن المناعة الصحية تتهاوى أمام استفحال التلوث وافتقار الأنظمة الصحية إلى الدعم الوافي".

وتابع: "نحن الموحدون الدروز، ستبقى ثوابتنا الوطنية راسخة إيمانا منا بلبنان الوطن المبني على أساس وحدته الوطنية وعيشه المشترك، ودولته الجامعة وجيشه الصامد، وإننا إذ ندين الإعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سيادة لبنان وأرضه وبحره وأجوائه، سنبقى بجانب القضايا الإنسانية المحقة العادلة وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني الذي يكافح بوجه الاحتلال وعدوانيته". وختم حسن: "نسأل الله تعالى أن يجلي البصائر ويوقظ الضمائر، وأن يرفع بلطف قدرته الغمة عن شعوب أمتنا. والله رؤوف بالعباد".

 

أحمد قبلان في رسالة عيد الاضحى: قصة الحياد مستحيلة وأي تفكير بالتقسيم والفدرلة يعني العودة الى مشاريع الفتن والاقتتال

وطنية - الجمعة 31 تموز 2020

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، لمناسبة عيد الاضحى، من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري، هنأهم فيها بعيد الاضحى، جاء فيها: "هو يوم الله وعيد عباده الذين أخلصوا له، وطافوا كعبة حقه، ومجدوا طاعته، واعتصموا به، وأقاموا على عهده، وعقدوا القلب، وقصدوا ديار الصدق وأنابوا وتثبتوا، وأعلنوا لله طاعتهم، ونزولهم على شرعه، وقيامهم على دينه. هو عيد يراد منه تعظيم أمر حجيج الله، وسائر خلقه ممن أنابوا واستقاموا، تمييزا لهم عمن اختار إبليس بشره وفساده وباطله ورجس مشاريعه. ولذا، وصف أمير المؤمنين علي هذا اليوم باليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون. ألا وإن الطاعة في دين الله تعالى لا تعني الاصطفاف في محاريب العبادة فقط، إنما هي انخراط في مشروع الله بإنسانه وخلقه، وطبيعة نظامهم، لتأكيد عدل السلطة، وضمان حقوق الرعية، وأمان الأوطان، ورشاد البرامج التنموية والسياسية والاجتماعية، التي تتقاطع وقول الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم)، ليحسم بذلك قضية العيد والأوطان، والسلطات القائمة والأشكال والأطر الاجتماعية والسياسية، ضبطا على حقوق ناسنا وشعبنا وخلق الله تعالى.

والعيد في يومنا بين محسن ومبطل، وشقي وسعيد، ومدلس ورشيد، لأن كثيرا من خلق الله تنكر لله، وتعامل مع الدنيا وكأنها الإله المعبود، حتى أضاع أكثرهم الصلوات، واتبعوا الشهوات، ومالوا إلى الأهواء، وأكثروا من سفك الدماء، وعظموا أصحاب الفساد، وباعوا الدين بالدنيا، حتى ذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء، مما يرى من النهب والسلب والتسلط والفساد. كل ذلك وسط عقليات متنفذة، وقوى تشبعت من الثراء والامكانيات، حتى أصبح الشر فيهم خيرا، والخير شرا، وكثر المتملق، وغنم المتسلط، وخمد الحق، وصدح الباطل، فأضحت السجون مكتظة بالفقراء الذين سجنوا باسم الشعب المذبوح، بسكاكين الفساد، كل هذا فضلا عن غالبية ناسنا التي تأن من الجوع والإفقار والبطالة والعزل بألف طريقة وطريقة. والحال، أن عيدنا اليوم مغمس بالعداوات والفتن والحرائق والحروب، التي تطوق منطقتنا منذ ما يقرب العشر سنوات، ولم تخمد، رغم أن الله تعالى خاطب أمة نبيه، مؤكدا عليها لزوم الوحدة والاعتصام بحبله، ومنطق دينه، ورحمته، لمنع الظلم والفرقة والفساد والاضطهاد والعدوان بكافة أشكاله، من شكل السلطة ورؤاها العشوائية وأطرها الفاسدة، وبرامجها المتخلفة، إلى طريقة الحكم، ومفاهيم الاستبداد بمختلف أنواعه، وهو ما نعاني من آثاره، من إفقار ويأس واستنزاف وحصار شامل في لبنان، وسط أزمة مجتمع وسلطة وتجار جوع وحيتان أسعار وسلع، وذئاب احتكار، وتماسيح متعطشة، وضعت لبنان أمام كوارث مجتمعية وأخلاقية، وكشفت عن عجز مخيف في قدرة السلطة، وغياب كلي للضمير عند من يحكم ويتحكم بمقدرات الوطن وناسه.

ورغم أننا نعيش هذا العام مناسبة مرور قرن كامل على إنشاء دولة لبنان، ككيان سياسي، إلا أن من أنشأه فخخه بالطائفية، وزرع فيه كل أسباب فساده وسقوطه. ومع ذلك، ما زلنا نعول اليوم على العقلاء والمخلصين في هذا البلد لإنقاذه من السقوط وكارثة الاندثار، لأن أكثر من حكم استبد، واحتكر، وتسلط، وتمكن من ثروات وإمكانات هذا البلد. إن البلد يعيش كارثة تاريخية موصوفة وبكل المعايير، فيما هناك من يكابد ويناكد؛ البلد ينحرف وينجرف بسرعة فائقة، وهناك من يلعب لعبة الفتنة ويصب الزيت على النار، البلد أمام مشروع دولي وإقليمي لإعادة ترسيمه على قاعدة جغرافية الطوائف والمذاهب، وعلى مبدأ (لكم دينكم ولي دين). البلد أمام الخطر الكبير، لأن الفتنة تبدأ بالكلمة، ولا تنتهي بها، تماما كما هو الشر، مفتاحه كلمة، ولكن نهايته وخيمة. لذا ومن خلال هذا اليوم المبارك أتوجه للجميع بالقول:

أولا - يا شعبنا لا يجوز السقوط في مصيدة المشروع الدولي الإقليمي، الذي يضيق الحصار على بلدنا، ويشد الخناق على أعناق شعبنا، ويحول دون قيام دولة مواطنة مدنية والتي وحدها تجمعنا، ووحدها تحمينا، ووحدها يجب أن نتعاضد من أجلها، لأن أي خطأ في حسابات البعض ممن يفكر بالتقسيم والفدرلة، يعني العودة إلى مشاريع الاحتراب والفتن والاقتتال بين اللبنانيين، والوقوع مجددا فريسة الذئاب الهائجة في زمن الحرب الأهلية، والتي ما زالت تداعياتها ماثلة أمام أعيننا.

ثانيا - المنطقة ملتهبة، والصراع الدولي يتفاقم فيها بشدة، وقصة الحياد مستحيلة، لا لأننا لا نريدها، بل لأنها غير ممكنة على الإطلاق، فالعالم مقسوم بشدة، ومنطقتنا مشتعلة بمختلف الحروب والأدوات، والحشد الدولي يخوض معارك على المنطقة ولبنان فيها، ويعيد انتاج القوة لتقسيم الدول والكيانات، بما فيها بلدنا، ومن يضع رأسه في الرمال يؤكل، فلا تضعوا رؤوسكم في الرمال كما حصل في فيينا وسايكس بيكو ووعد بلفور وغيرهم، فالمنطقة إلى كارثة، إن لم تبادر القوى العربية والإسلامية الوازنة إلى مصالحة سياسية وأخلاقية، وسحب فتيل التفجير من أيدي الأميركي. وهذا ما نأمله من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن تركيا ومصر وغيرهم، والمعول عليهم الدخول في تسوية سياسية كبيرة، تحت شعار القرآن الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وإلا فإن المنطقة إلى كارثة غير مسبوقة.

ثالثا - في يوم الله وعيده نناشد الدول العربية والإسلامية وكل من له صلة، العمل على حقن دماء ناسنا وشعوبنا، في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وسيناء، ووقف تمزيق العرب بالعرب، وهذا ما قلناه في أول أحداث الشام "اطفئوا نار الشام قبل أن تدخل كل بيوت العرب"، وقد دخلتها للأسف الشديد.

نحن نناشد الجميع وندعوهم إلى لحظة تاريخية، وإلى موقف عربي قيمي أخلاقي إنساني إيماني، يخمد حروب المنطقة، ويدخلها في مشروع (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، نعم أصلحوا وسيسجل لكم التاريخ هذه المبادرة، أما الإصرار على القطيعة والحروب وسفك دماء بعضكم بعضا، يعني أنتم وأوطانكم وشعوبكم إلى الدمار والاندثار الأكبر.

رابعا - يعيش لبنان على وقع دوي حروب المنطقة الهائجة، في ظل مشروع دولي إقليمي، يرعاه ويديره الأمريكي ويمارسه حربا اقتصادية هائلة على لبنان، ويفرضه حصارا دوليا شاملا على شعبه ومشروع دولته، وسط انقسام سياسي داخلي، ودعوات للنأي بلبنان عن نيران المنطقة وحروبها، في الوقت الذي نرى فيه أن جزءا من هذه الحروب الكارثية، وهذا الحصار اللاأخلاقي واللاإنساني واللاقانوني هو على لبنان وليس بعيدا عنه، وخير مثال على ذلك احتلال تل أبيب لبيروت، ثم الموجة التكفيرية الدولية، التي تحولت كارثة على لبنان بكل المقاييس، من زعزعة لأمنه، ومحاولات تمزيق وتفخيخ البلد من الداخل، ما يعني ويؤكد أن لبنان في قلب العاصفة، وضمن محاورها، ولا يمكن أن يكون محايدا، بل عليه أن يكون شريكا فاعلا وأساسيا في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه، وإلا أصبح فريسة سهلة المنال؛ وعليه قلنا بالانحياز لكل ما فيه مصلحة لبنان، وندعو إلى تعزيز هذا المبدأ، وتدعيمه بالوحدة ومشاركة الجميع، والبحث في كل الاتجاهات التي تمكننا من الدفاع عن سيادتنا وعن أرضنا وعن ثروات بلدنا في البر والبحر.

من هنا أود أن أقول "لسنا ببعيدين عن إخواننا في بكركي، لأن مصلحتنا ومصلحة بلدنا تفرض علينا جميعا أن نكون في خندق واحد للدفاع عن لبنان وعن حقوق اللبنانيين، وأن نحدد ما هي مصلحة لبنان، وكيف نحققها، وكيف نحميها. وهنا لا بد من التذكير بقول الإمام السيد موسى الصدر لا سلامة للبنان وجنوبه يحترق. نعم، لا سلامة للبنان وفريق فيه يتألم أو يتوجس أو يعاني، فلبنان للجميع، واستقراره من استقرار وأمان الجميع، وهذا يدعونا، ونحن في قلب هذه الأزمات العاصفة والحروب القائمة في المنطقة، أن ندقق في حساباتنا، وأن نكون أكثر وعيا وفطنة وجرأة في اتخاذ الموقف الذي ينقذ البلد، ويعزز وحدته، ويدعم كل وسائل الدفاع عنه، وحمايته من كل الأخطار المحدقة.

كما أعيد وأذكر ما أجمع عليه كل من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر والشيخ شمس الدين والشيخ قبلان وكل من حركة أمل وحزب الله، وهو مؤكد فينا، ونحرص أن يكون ثابتا، حينما قالوا العلاقة مع كسروان مثل علاقة الرأس بالجسد، والشراكة الوطنية بين المسلم والمسيحي نتاج لقاء القرآن بالإنجيل، ولا يمكن معاداة المسيحيين لأنهم ثاني الجناحين. وأنا أضيف لأقول: إن الشراكة مع المسيحيين في لبنان هي ضرورة دنيا ودين وأخلاق وإيمان ووطن. من هنا أؤكد ضرورة احترامنا لبعضنا البعض، والاستماع لهواجس بعضنا والأخذ بها، لأن لبنان شئنا أم أبينا، خط تماس دولي ملتهب، وبإشراف أميركي، يصر على تطويب المنطقة وتمزيقها وصهينتها بما في ذلك لبنان، فضلا عن تهويد القدس وإنهاء قضية فلسطين المظلومة، فيما الواجب الإلهي، وقيم العالم الإنساني، تقر بضرورة الدفاع عن النفس والوطن، وحماية القدس وفلسطين، وهي نفسها تقر بأن الصهيونية قوة احتلال وإرهاب واعتداء وتهديد لفلسطين ولبنان وسوريا ولسائر المنطقة، ولا يمكن مواجهة قوة تل أبيب الإرهابية بالندب على قتلانا، أو أن نبكي على أطلالنا، كما حصل في زمن احتلالها لبيروت، بل يجب مواجهتها بميزان رعب متصاعد، كالقوة التي هزمتها عام 2006. وعليه، نعتقد أن لبنان يعيش بمكونه المسلم والمسيحي؛ وعلى سياسته الخارجية وعقيدته الوطنية ألا تتجاوز حق لبنان ومصالحه وطبيعة التهديدات التي تحيط به وتتقاتل عليه. وهو ما نعنيه بمبدأ الانحياز لمصالح لبنان، والافادة من القوة الدفاعية الاستراتيجية التي تتشكل من الثلاثية الماسية لحماية لبنان ومنع مشاريع الاعتداء عليه.

أخيرا، والأهم ما في الداخل، إن لبنان الشعب يعيش لحظة يأس وكارثة، والناس اليوم بأغلبيتهم المطلقة تحت عتبة الفقر المدقع، ويعيشون حالات مأساوية بسبب سياسة الفساد والهدر والنهب التي مورست لسنوات عديدة ولا تزال، مضافا إليها سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها بكل وقاحة وحقد إدارة ترامب المتهور، بهدف إخضاع البلد والتحكم بقراره ووضع اليد على أي سياسة تزعج الكيان الصهيوني. من هنا، أدعو الحكومة إلى المبادرة واتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والمالي الجريء والواضح، والبدء بالعمل على وقف النزف والهدر وحماية الأسواق والسلع، وكسر دفاعات الحماية السياسية عن المغارات المالية في كل مؤسسات وإدارات الدولة والمجالس المختلفة. وهذا يفترض حسم الخيار بالتوجه نحو الشرق، نحو الغرب، نحو أي جهة في العالم تتحقق فيها مصلحة لبنان من دون القطيعة مع أحد، فنحن كقوى وشرائح وكيانات مجتمعية نفضل الجوع والحصار على خيانة مصالح لبنان، وسنكون حيث مصلحة لبنان، وسنرفع الصوت أمام شعبنا وناسنا لتحقيق قدرات الصبر، ما دام أن ذلك مصلحة لبنان. وشعبنا شعب حر أبي سخي مقدام، يقدم أولاده حين تكون الحرب ضرورة لحماية لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 31 تموز- 01 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

وشهد شاهد من أهل بيته: “إنّه عميل إسرائيلي”…

المخرج يوسف ي. الخوري/31 تموز/2020

*”الناس يعيشون بعناية الله عزّ وجلّ، إلا ياسر عرفات، كان يعيش بعناية الإسرائيليّين”

*”أنتم لم تخونوا فقط وطنكم، بل كنتم ألعوبةً بيد عميل إسرائيلي، وبالتالي أنتم عُملاء لإسرائيل، فاصمتوا واستتِروا خجلًا إلى الأبد”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89015/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8/

 

 

 

Sudan, Darfur and the prospects of Stabilization and Democratization/Charles Elias Chartouni/July 31/2020

شارل الياس شرتوني: السودان ودارفور واحتمالات الإستقرار والديموقراطية

http://eliasbejjaninews.com/archives/89029/charles-elias-chartouni-sudan-darfur-and-the-prospects-of-stabilization-and-democratization-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84/