LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خزعبلات نصرالله المسوقة للموت والدمار

الياس بجاني/الطاقم السياسي والحزبي في لبنان المحتل شي تعتير ع الآخر

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح

الياس بجاني/القبر فارغ، "إنه ليس ها هنا، بل قام"

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الراهبة المارونية مارانا سعد تبين وتؤكد مدى عمق وقوة الإيمان والعطاء والتضحية والتواضع والشفافية

الياس بجاني: الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 23/4/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 23 نيسان 2019

حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني مستمر في ضرب وتشويه كل ما هو لبناني

ملاحقة واشنطن لحزب الله.. 3 أسماء في مرمى النيران

صراع الزعامات يعرقل حل الأزمة الاقتصادية في لبنان

غبريال عيسى يتهجم على "النهار" وغسان حجار... والأخير يردّ

تسريب محضر اجتماع واشنطن خطيئة وطنية وجرم يُحاكَم عليه/الخارجية تتحرك تلقائيا: تحقيق داخلي ومحاسبة... فمن المسؤول؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون وقع مرسوم توزيع 700 مليار ليرة عائدات الصندوق البلدي المستقل عن 2017

المكتب الاعلامي للحريري: ما نشرته الاخبار ورقة منسوبة زورا للحريري وفيها الكثير من الفبركات وبنات أفكار التخريب

هل أنهى عون ثلاثية الحريري – باسيل – حسن خليل؟

لا خلاف بين بعبدا والسـراي والحريري اتصل مرتين برئيس الجمهورية

سليمان فرنجية في بيت الكتائب: تنسيق وطني ونيابي بنكهة معارضة؟

برامج سعودية لدعم اللبنانيين واللاجئين السوريين

“حزب الله” يمعن بإسقاط هيبة الدولة

موازنة لبنان بعهدة مجلس الوزراء وخلافات على سبل الخفض/وزير المال رفعها... والحريري يسعى لتغطية... ودعوات لاحتجاجات

عماد مغنية تاجر مخدرات ودولارات مزورة/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق 37 شخصا بعد إدانتهم بالإرهاب

بعد القدس والجولان.. هل يتجرأ نتنياهو على الأقصى؟

«داعش» يتبنى «مجازر الفصح» في سريلانكا

الشرطة السريلانكية تستجوب موقوفاً سورياً... وحداد يعم البلاد

وفاة مواطنين سعوديين في تفجيرات سريلانكا

الولايات المتحدة تحذر إيران من أي تحرك لإغلاق مضيق هرمز

انهيار الريال الإيراني... ومجلس الشورى يطالب بإجراءات صارمة ضد الإرهاب الأميركي

رجوي تدعو إلى إحالة انتهاكات الملالي إلى مجلس الأمن

تراجع كبير للعملة الإيرانية بعد تشديد العقوبات الأميركية

إدارة ترمب تنهي إعفاءات استيراد النفط الإيراني والسعودية تؤكد استعدادها لـ«ضمان توازن» أسواق النفط

سفينة إيرانية مجهولة الحمولة «تتجه إلى مصراتة» وهي تابعة لشركة حكومية تخضع للعقوبات الأميركية لتعاملها مع الحرس الثوري

السعودية والبحرين ترحبان بإلغاء إعفاءات صادرات النفط الإيراني/الرياض أكدت أن نظام طهران دأب على استخدام موارد الدولة لتمويل سياساته الخطيرة

اغتيالات في جنوب سوريا ترسم صراع النفوذ في المنطقة

بيدرسن يشارك في اجتماع آستانة ويتجه لإعلان «الدستورية السورية» وموسكو تطلق مع دمشق عملية لإجلاء نازحين من الركبان

نذر مواجهة بين الجيش السوداني والمعتصمين... والمعارضة تضع شروطاً جديدة

القوات المسلحة السودانية تتوعد بإزالة حواجز ومتاريس أقامها المحتجون وفتح جسرين رئيسيين

الميليشيات تصعّد في الحديدة وتهدّد بتفريغ مليون برميل نفط في البحر/الجماعة الانقلابية فجّرت جسراً استراتيجياً يربط ميناء عدن بصنعاء وإب

اختلاس 64 مليون دولار قبل إقالة محافظ نينوى وتزايد أعمال الثأر من عائلات «الدواعش» في الموصل

زعيم كوريا الشمالية يعقد قمة مع بوتين الخميس المقبل

«الجيش الجمهوري الآيرلندي الجديد» يعترف بقتل صحافية ويعتذر

مشاركات لافتة لمسيحيي مصر في الاستفتاء/احتفلوا بـ«عيد الشعانين» أمام لجان الاقتراع

اعتقال أشهر رجال الأعمال المرتبطين بحكم بوتفليقة بتهم فساد/غالبية الأحزاب قاطعت مشاورات الرئاسة تمهيداً للانتخابات المقبلة

الأوساط اليهودية تحتفي بقرار العاهل المغربي إعادة انتخاب هيئاتهم التمثيلية/70 ألف زائر من إسرائيل العام الماضي

المغرب: دعوات لحل أزمات «الأصالة والمعاصرة» المعارض وقياديون انتقدوا «الحسابات الانتهازية الضيقة» لبعض الفاعلين داخل الحزب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أمين المقاومة وجباية مليارات الدولارات/قاسم شرف الدين/جنوبية

الرئيس عون يكبّل الحريري: أنا السياسة والاقتصاد والقرار/منير الربيع/المدن

خدمات مجانية لـ”حزب الله”/علي حمادة/النهار

بيروت على درب عواصم الممانعة/العميد الركن خالد حماده/اللواء

الورم المالي بات خبيثاً ومُستعصياً على خُبراء بعبدا/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

التبرؤ من بروفة شد العصب/سناء الجاك/النهار

مَنْ المسؤول عن أسباب الانهيار وجَعْلِ لبنان يواجه السيّئ والأسوأ/اميل خوري/النهار

هل نصرالله على لائحة الأهـداف الإسرائيلية/جورج حايك

مَن يَفتح النار: إيران أم إسرائيل/طوني عيسى/الجمهورية

وزارة الرؤساء والزعامات: الداخليّة «لم تقلّع» مع الحسن/هيام القصيفي/الأخبار

اليونان ولبنان... والإفلاس/فيوليت غزال البلعة

صوت جديد للشيعة العرب/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حول تغيير المعايير في صراع الطبقات/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

سريلانكا ومعركة المائة عام/عبد الرحمن الراشد الشرق الأوسط

«الاقتلاع» و«الاجتثاث» سودانياً وعراقياً/فـــؤاد مطـــر الشرق الأوسط

اعتذر.../تركي الدخيل الشرق الأوسط

جغرافيا من الجنة وتاريخ من الجحيم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ابحث عن الإرهاب تجد “الإخوان المفلسين”ومن دار في فلكهم/حمد سالم المري/السياسة

النظام الإيراني.. السير على حافة الهاوية/حامد الكيلاني/العرب

تجديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران (الجزء الأول): الأنشطة النووية/پاتريك كلاوسون/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفدا فرنسيا اميركيا مشتركا وزوارا: الدول مغذية الارهاب لا تؤمن بالديموقراطية ولا بحقوق الانسان

بري لقائد اليونيفيل: لبنان مستعد لتثبيت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية باشراف الامم المتحدة

بري: لبنان مستعد لتثبيت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية

الحريري إلتقى بو صعب وبهية الحريري وعثمان وبحث مع 4 سفراء في تفعيل التعاون

الكتلة الوطنية: لمتابعة تنقية القضاء من الفساد لبناء دولة القانون

كتلة المستقبل دانت الهجمات الإرهابية في سريلانكا: الشروع في اعداد الموازنة ووضع اللمسات الاخيرة عليها يتحرك في الاتجاه الصحيح

الربيعة عرض للتعاون السعودي اللبناني على مستوى الاتفاقيات: لبنان وشعبه منفتحان ويتوقان لعودة العلاقة القوية مع السعودية

سليمان فرنجية: المسؤول عن تدهور الوضع الاقتصادي هو الفساد والسياسات المالية ونتائج المعالجة حتى الساعة دون التوقعات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس03/من10حتى17/يا إخوَتِي، لَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمي، وسِيرَتي، وقَصْدي، وإِيْمَاني، وأَنَاتي، ومَحَبَّتي، وثَباتي، وٱضْطِهَادَاتي، وآلامي، كَالَّتي أَصَابَتْنِي في أَنطَاكِيَةَ وإِيقُونِيَةَ ولِسْترَة، وأَيَّ ٱضْطِهَاداتٍ ٱحْتَمَلْتُ! ومِنْ جَميعِهَا نَجَّاني الرَّبّ! فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون. أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون. أَمَّا أَنْتَ فَٱثْبُتْ على مَا تَعَلَّمْتَهُ وأَيْقَنْتَهُ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَهُ، وأَنَّكَ مُنذُ الطُّفُولَةِ تَعْرِفُ الكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ القادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا في سَبيلِ الخَلاصِ بِالإِيْمَانِ في الْمَسِيحِ يَسُوع. فَالكِتَابُ كُلُّهُ إِنَّمَا اللهُ أَلْهَمَهُ، وهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيم، والتَّوْبِيخ، والتَّقْوِيم، والتَّأْدِيبِ في البِرّ، لِيَكُونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاً، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خزعبلات نصرالله المسوقة للموت والدمار

الياس بجاني/23 نيسان/19

اطلالات نصرالله اسطوانة ببغائية مكسورة ومملة تستسخف بعقول الناس وتحشوها بأوهام وهلوسات وخزعبلات انتصارات بائدة . وهي تسوق للموت وتسترخص حياة الإنسان..حان وقت افول زمن نفاق الممانعة والمقاومة الفارسية الدجل. كفى لبنان وشعبه سحل وجر  بالقوة إلى عصور ما قبل الحجرية. الحرية للبنان وللبنانيين.

 

الطاقم السياسي والحزبي في لبنان المحتل شي تعتير ع الآخر

الياس بجاني/22 نيسان/19

هل في لبنان سياسي أو صاحب شركة حزب نظيف الكف ويخاف الله ويوم حسابه الأخير؟ الأمر يحتاج إلى سراج وفتيل وبحث شاق فلربما نجد واحداً أو قلة لا تتعدى عدد أصابع اليد. وهل نسأل بعد لماذا يغرق لبنان في أزمات لا تعد ولا تحصى وفي مقدمها هرطقات وجحود وحزعبلات شياطين حزب الله واحتلاله الإيراني الفارسي والإرهابي للبنان وكذلك سقوط جماعة أصحاب شركات أحزاب 14 آذار في تجاريب لاسيفوس وربعه من الأبالسة؟

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح

http://eliasbejjaninews.com/archives/74027/74027/

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias.easter27.03.16.wma

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

 

القبر فارغ، "إنه ليس ها هنا، بل قام"

الياس بجاني/21 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74027/74027/

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

المسيح القائم من الموت حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وانشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

كنسياً، إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: "إنه ليس ها هنا، بل قام". (لوقا24/06).

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح.

فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات فهو لم يأت باعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به بأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

كم نحن اليوم بحاجة إلى فهم معاني وعّبر واسرار القيامة بعد أن اقعدتنا اطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن ابانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل الينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

سيدنا المسيح بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف وقد خلع عنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: "المسيح حيٌّ فيّ".

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا،

حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير

 ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

 لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال "المسيح حيّ فينا" ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

ونختم مع رسالة بولس الرسول إلى أهل ﻛﺳﻲ03/من01حتى05/"فَبِما أنَّكُمْ أُقِمتُمْ مَعَ المَسِيحِ مِنَ المَوتِ، اسعُوا دائِماً إلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ. فَهُناكَ المَسِيحُ مُتَوَّجٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. رَكِّزُوا تَفكِيرَكُمْ عَلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ، لا عَلَى الأُمُورِ الأرْضِيَّةِ. فَالذّاتُ القَدِيمَةُ فِيكُمْ قَدْ ماتَتْ، وَحَياتُكُمُ الجَدِيدَةُ مَستُورَةٌ فِي المَسِيحِ فِي اللهِ".

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الراهبة المارونية مارانا سعد تبين وتؤكد مدى عمق وقوة الإيمان والعطاء والتضحية والتواضع والشفافية

الياس بجاني: الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به/20 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74051/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8/

 

الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به

الياس بجاني/20 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74051/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8/

القداسة هي محبة وعطاء وتواضع وشفافية.

القداسة هي قناعة واقتناع بقوة محبة الله وبنعمه وزناته والتفاني في خدمة الإنسان الذي هو ابن الله.

والقداسة هي المحبة والمحبة هي الله.

الله سبحانه وتعالى أنعم على الراهبة مارانا سعد بوزنات كثيرة وثمينة روحياً وإيماناً مرتكزها السعادة والفن والموسيقى والتعبد والإبداع ، فأجادت وبرعت وجسدت وزناتها عملياً من خلال تمجيد الخالق موسيقياً وفناً وتعليماً.

الأخت مارانا سعد هي راهبة لبنانية مبدعة وخلاقة ومؤمنة قولاً وأفعالاً وقد لبت دعوة الله لها بفرح وقناعة.

الراهبة مارانا سعد هي خادمة كنيسة لبنان..

لبنان الأرض المقدسة، وأرض القديسين والبررة التي هي وقف الله كما جاء في الكتاب المقدس.

هذه الراهبة المبدعة والمثال والقدوة هي ابنة كنيسة لبنان..

الكنيسة التي لن تقوى عليها قوى الشر وأدواتها..

وهي الكنسية المقدسة التي ردت وسوف سترد عن لبنان بإذن الله وببركات وشفاعة سيدة لبنان مريم العذراء كل فجور وفحش وتوحش ومؤامرات وطمع وإبليسية الغزاة والمارقين والطرواديين وكذلك الإسخريوتيين.

هنيئاً للبنان ولكنيسته بوزنات وعطاءات الراهبة مارانا سعد…والشكر لله الذي أنعم على الكنيسة وعلى لبنان بها وبمن هم من خامتها الإيمانية والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 23/4/2019

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

فيما يستعجل رئيس الجمهورية العماد عون الانطلاق على مسار مشروع الموازنة لإقرارها، مكررا أن لبنان سيزدهر ويوافقه الرأي بمستقبل واعد للبلد ولو بعد حين قريب رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أمل إقرار الموازنة قريبا لرفعها الى البرلمان، ويشدد رئيس المجلس نبيه بري على الاسراع في إقرار الموازنة والخوض في مسار اقتصادي اجتماعي يطمئن البلاد والعباد، أحال وزير المال علي حسن خليل الصيغة الجديدة لمشروع قانون الموازنة الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

في الغضون وفي المواكبة لجرعة التفاؤل، أعلن حاكم مصرف لبنان د. رياض سلامة في مؤتمر اتحاد المصارف العربية للاصلاحات والحوكمة الذي انعقد في بيروت الآتي : أعتذر منكم أنا متفائل والحملة الجديدة لاستهداف المال والاقتصاد ستخفق كسابقها من الحملات.

وبالفعل وبالمرتقب والآتي من الأيام القليلة وإذا سارت الأمور على ما يرام، وفق هذا النفس الإيجابي الذي انقشع عصر اليوم بالمصادفة مع انقشاع الأحوال الجوية وتحسنها، فإن مجلس الوزراء سينطلق بسرعة شبه قياسية الى مناقشة مشروع الموازنة العامة مع الأخذ بالحسبان الأحوال الإجتماعية للطبقة الوسطى والفقيرة، وبالتوازي مع إصلاحات حتمية في مجالات عدة خصوصا في التقشف ومنع الفساد والهدر، وقد أشار الى وجوبها الرئيس الحريري في المؤتمر المصرفي العربي.

والواضح أن هذه الأجواء الإيجابية المستجدة في لبنان تخرق الأجواء السليبة المتأتية من تهويلات العقوبات الخارجية ومن التطورات الإقليمية المريبة، وكذلك من السجالات المباشرة منها وغير المباشرة والتي ظهرت في الساحة المحلية نهاية الأسبوع الماضي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

وزير المال علي حسن خليل رفع الى الامانة العامة لمجلس الوزراء الصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة، لكن لا شيئ حتى الآن يؤكد ان الموازنة ستضاف الى جدول الاعمال العادي لمجلس الوزراء الذي ينعقد الخميس، لكن سواء ادرجت الموازنة في اليوم الاخير كملحق ام لم تدرج، فالواضح انها باتت محور الاهتمام الرسمي والشعبي. والواضح ايضا ان الضياع يسيطر على معظم الافرقاء، فالاجراءات المدرجة في الموازنة موجعة ولم يسبق للبنان ان شهد مثيلا لها، وبالتالي فإن القوى السياسية تعاني صعوبة في اقناع جمهورها بها، لكنها من جهة ثانية مرغمة على اتخاذها لأن مندرجات سيدر تتطلب ذلك، ولأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل.

في الولايات المتحدة الاميركية الصورة عن لبنان ليست افضل، فالعقويات المتعلقة بحزب الله ستزداد وتعزز، وثمة معلومات كما كشف لنا مراسلنا الى واشنطن عن ان الكونغرس يعد للصيغة الثالثة من العقوبات على الحزب، وان هذه العقوبات قد تشمل سياسيين يسهلون نشاطات الحزب ويعززون نفوذه في الداخل اللبناني.

على اي حال المؤشرات الاميركية المقلقة بدأت تظهر، اولها اعلان اميركا عن مبادرة ترمي الى تجفيف تمويل مصادر حزب الله وتقديم مكافآت مالية تصل الى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد في تحقيق تلك الغاية.

كل هذا يعني ان التصعيد الاميركي في لبنان سيقوى وسيترافق مع تصعيد شرق اوسطي، يتمثل في كشف واشنطن بعد نهاية شهر رمضان خطة السلام المعروفة بصفقة القرن، افلا يعني كل هذا المشهد اننا قد نعيش بدءا من حزيران المقبل مأزق القرن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

وزير المال علي حسن خليل أدى قسطه موازناتيا، والصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة مع الإجراءات التخفيضية والتقرير التفصيلي لأهداف المشروع وفرضياته سلك طريقه من المالية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولكنه لم يدرج على جدول أعمال جلسة الخميس المقبل في بعبدا، اللهم إلا إذا عاد إليه بملحق في ظل ضرورة إقرار الموازنة بشكل سريع واليوم قبل الغد، لا سيما أن مواقف كل الأطراف باتت معلومة وفق ما أكد الرئيس نبيه بري.

على درب الموازنة أكد رئيس الحكومة سعد الحريري الالتزام بمحاربة حكومته الفساد والهدر، والعزم على إجراء إصلاحات لمصلحة المواطن والمالية على حد سواء، غامزا من قناة أصحاب حملات التيئيس واستهداف المؤسسات الناجحة التي تتعرض لهجوم دائم بسبب هذا النجاح، وضرب مثالا طيران الشرق الأوسط ومصرف لبنان.

الحريري رأى أن الأهم بالنسبة إليه هو أن يحصل الإصلاح في نهاية المطاف بعيدا عن حاصدي نتائجه أو من يقول إن هذا الإصلاح تحقق بفضله أو بسببه.

وحول الموازنة أكد وزير الدفاع أن الجيش ملتزم بالسير بموازنة فيها تقشف قائلا ان المؤسسة العسكرية تبحث في القيام بتقشف داخلي ومشددا على أنه يمكن إعادة النظر بالتدبير الرقم ثلاثة.

بعيدا من الموازنة وشجونها وشؤونها أولى الرئيس بري قضية الحدود البحرية جانبا من اهتمامه اليوم، وأكد لقائد اليونيفيل استعداد لبنان لتثبيت هذه الحدود والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الأزرق بإشراف الأمم المتحدة.

من جانبه أكد قائد اليونيفيل امكانية اعتماد الآلية ذاتها في ترسيم الحدود البحرية ما يعزز ترسيخ الأمن والاستقرار.

في شأن آخر ترجمت البشرى التي زفها وزير المال علي حسن خليل إلى البلديات خلال اللقاء السنوي للمجالس البلدية والإختيارية في الجنوب الأحد الماضي إذ صدر اليوم المرسوم القاضي بتوزيع سبعمئة مليار ليرة على البلديات.

في الخارج يندفع إلى واجهة الاحداث موضوعان: تداعيات قرار الرئيس الأميركي بشأن النفط الإيراني والتفجيرات الأخيرة في سيريلانكا.

على مستوى الموضوع الأول برز ترحيب سعودي بقرار دونالد ترامب مقابل اعتراض صيني على أي قرار أميركي احادي.

وعلى مستوى الموضوع الثاني تبنى داعش التفجيرات فيما أكدت التحقيقات ان هذه الاعتداءات جاءت ردا على الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

أيها اللبنانيون... تريدون تقشفا؟ إقرأوا معنا البند 23 من جدول أعمال مجلس الوزراء الذي يقول: " مشروع مرسوم يرمي إلى رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور في مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك وإعطاء زيادة غلاء معيشة.

الزيادة مستعجلة قبل أن يفوت القطار الحكومة... "تريدون تقشفا؟ إقرأوا البند 34 المتعلق بتعيين أستاذ مساعد في ملاك الجامعة اللبنانية... فأين وقف التوظيف؟

تريدون تقشفا؟ إقرأوا البندين 19 و20 اللذين يتضمنان طلب الموافقة على استرداد الضريبة على القيمة المضافة على فواتير لا تتضمن رقم تسجيل او عنوان المورد...

تريدون تقشفا؟ إقرأوا البند الأخير الذي يقول: "طلبات المشاركة في اجتماعات ومؤتمرات خارج لبنان"... ولكن من دون تحديدها. لماذا الغموض والتستر والإخفاء؟

هل باتوا يستحون بأسفارهم ولا يريدون كشفها للرأي العام؟ فإذا كانت ضرورية فلماذا إخفاؤها؟ وإذا كانت غير ضرورية فلماذا تكبيد الخزينة أعباء لا لزوم لها؟

إن قراءة جدول أعمال مجلس الوزراء تبعث على الإحباط والقنوط خصوصا أن فيه بنودا بمئات مليارات الليرات كصرف على القاعدة الإثنتي عشرية...

صحيح أن هذا الصرف مسموح حتى آخر الشهر المقبل، ولكن أين أصبحت الموازنة لوقف هذا الصرف من دون ضوابط، ونكاد أن نقول "من دون شفقة"؟...

يحدث كل ذلك في وقت تتسارع التطورات في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية على إيران وملايين الدولارات التي تخصصها الإدارة الأميركية للحصول على معلومات عن ثلاثة لبنانيين تقول واشنطن إنهم يمولون حزب الله.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

من بعد قيامة الموارنة.. قيامة الموازنة واعتبارا من الخميس يبدأ ضخ الأرقام والاقتراحات وسحق الأسعار، واليوم رفع وزير المال علي حسن خليل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء الصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة والمواد القانونية المقترحة، وتضمينها الإجراءات التقشفية في ضوء وضعية المالية العامة والعجز، والإجراء هذا جاء مترافقا وورقة نسب إعدادها الى رئيس الحكومة الذي نفى أصلها من فصلها، لكن تدوالا تم بعملتها الصعبة فيما بعد ليؤكد وجودها، وهي تتضمن تجميد ما نسبته خمسة عشر في المئة من رواتب وأجور الموظفين ثلاث سنوات، على أن تعاد الى المستوى الذي كانت عليه تباعا بدءا من عام ألفين واثنين وعشرين، وفي انتظار إيضاح الصورة عن الورقة الخطة وتبيان خيوطها، فإن المرحلة مقبلة على إجماع في الموقف المالي بحيث لن يتحمل سعد الحريري وحده وزر خطوة " شد الأحزمة " وتشحيل الأرقام، لأن الأزمة على الجميع، تيارات وأحزابا وعلى ثقة بسلامة الوضع المالي، اضطر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى تقديم الاعتذار البناء ، لكونه لا يزال متفائلا .

وقال: في لبنان صناعة اليأس وهي تجرب منذ سنوات هدم الاستقرار النقدي والاقتصادي، لكن هذه المحاولات فشلت وتحدث سلامة عن حملة جديدة ، وستفشل أيضا وكما الفشل في تسريب التوقعات عن الانهيارات المالية تطوق لبنان شائعات الحرب الإسرائيلية، ومع انطلاق وزير الدفاع الياس ابو صعب إلى الجنوب غدا "متجولا" من الناقورة إلى مزارع شبعا، عقد مؤتمرا في وزراة الدفاع بعنوان الموزانة لكنه غلف بإستراتيجية دفاعية على " قد التحدي" وتشبه معادلات المقاومة لناحية الند للند والصاروخ بالصاروخ والمطار بالمطار ، وقال أبو صعب إن الإسرائيلي ليس حاضرا للحرب لأن هناك موازين قوى اختلفت وقوة ردع في وجه العدو ، فمنشآتنا بمنشآتهم وإذ استبعد وزير الدفاع الحرب رأى أن أي حرب لن تكون نزهة ، وهذه عوامل قوة استمدها وزير الدفاع من قوة المقاومة التي أول ما تم زرعها لحنا وغناء على زمن المواجهة " وما ينقص حبة من ترابك يا جنوب " .

ومن علائم استقرار الصيف واسبتعاد الحرب عودة السياحة الخليجية الى لبنان بعد شهر رمضان المبارك، وهو ما أعلنه اليوم الموفد الملكي السعودي الدكتور عبد الله الربيعة، زيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي جاءت بطبيعتها إنمائية غير سياسية، بوصفه المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية، وبالتالي فهو لم يحمل رسالة سياسية لإبلاغها رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، أما لقاؤه رئيس الحكومة فلكون الحريري رئيسا للمجالس الإنمائية وضمنا للهيئة العليا للاغاثة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

الامن العالمي امام مخاطر جدية بفعل الاستخفاف الاميركي بالقوانين الدولية..

اول انذار ايراني بوجه التغول الاميركي الذي يهلل له الاسرائيلي وبعض العربي، اطلقه وزير الدفاع في الجمهورية الاسلامية من موسكو..

ومن موقع الممسك باوراق القوة، كان الحديث الايراني عن استحالة وصول ادارة ترامب الى مبتغاها، فهي ليست قدرا، كما اثبتت الايام، واتباعها في المنطقة اعجز عن صوغ المعادلات..

الصين أكبر المستثمرين رفضت القرار الاميركي بوقف استثناء ضخ النفط الايراني اليها، وكذلك تركيا، واوروبا على تواصل مع طهران لبحث الحلول، اما الباحث عن صورة المنطقة فستحددها الايام المقبلة، التي بلا شك لن تدع العنجهية الاميركية تطبق على الشعب الايراني، الذي وقف مع شعوب المنطقة بوجه الارهاب الاسرائيلي والتكفيري صنيعي الاميركي ..

ما صنعته اليوم السعودية من مجزرة بحق مدنيين عزل، لم يحرك ساكنا لحليفتها اميركا ودعاة الدفاع عن حقوق الانسان، فبأشبه بالاحكام العرفية المعروفة الاحقاد والاسباب، اعدمت السعودية العشرات من ابناء القطيف والاحساء والمدينة المنورة من وجهاء وناشطين ورجال دين وطلبة علوم دينية في الحوزات الجعفرية، وارفقتهم ببعض التكفيريين الذين ربتهم المدارس الوهابية المرعية من السلطات وانهوا خدمتهم في مشاريعها، لتغطي فعلتها بعنوان مكافحة الارهاب..

لبنان الواقع تحت ارهاب التهويل الاميركي، ورهاب الاصلاح الاقتصادي والمالي، لم يلمس اليوم حراكا جديا لدى المعنيين نحو انهاء مشاورات الحل، اللهم الا الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس، وزع جدولها على وقع صوت العسكر الذي رفعه وزير الدفاع الياس ابو صعب رافضا تحميل المؤسسة العسكرية مسؤولية عجز السياسات الاقتصادية، ودفاع رئيس الحكومة عن الامبراطوريات المصرفية..

اما صوت الفقراء وذوي الدخل المحدود فقد رفعه عاليا بالامس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والى الخميس تشخص الانظار حيث النقاش المفترض ان يكون شفافا وعلميا على طاولة مجلس الوزراء..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

وحدها الحقيقة تضع حدا لوقاحة الكذب، متى قيلت.

انطلاقا من هذا المبدأ، وحده مشروع الموازنة الجديدة يضع حدا لفلتان الشائعات، متى طرح على طاولة مجلس الوزراء ليناقش، ووحده القضاء يضع حدا بين الاقترافات والافتراءات متى تم اللجوء إليه في قضايا كثيرة، منها ما أثاره أخيرا ومجددا الوزير السابق أشرف ريفي في حق الوزير جبران باسيل.

في موضوع الموازنة، الجديد بعد مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي قبيل قداس عيد القيامة، احالة المشروع المعدل من قبل وزير المال إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

وفي هذا السياق، ووفق معلومات الـ OTV فالمشروع المرفوع يتضمن الإجراءات التقشفية المحتملة، بعدما حصل رئيس الحكومة سعد الحريري على أجوبة القوى السياسية التي التقاها، ولو خارج أي لقاء موسع. مع الاشارة إلى أن وزير الدفاع الياس بو صعب الذي يجول غدا في الجنوب، عقد اليوم مؤتمر صحافيا لافتا في مضمونه، الذي فاجأ به كثيرين، تماما كما أشارت الـ OTV قبل أيام.

أما في موضوع الاقترافات والافتراءات، فقد علمت الـ OTV ان ريفي سيتبلغ قريبا الاجراءات القضائية الجديدة بحقه، اثر مؤتمره الصحافي امس، الذي كرر فيه اتهامات سبق للقضاء أن قال كلمته فيها.

وكما في موضوعي الموازنة وريفي، كذلك في ملف النزوح... وحدها تسمية الأمور بأسمائها، تضع حدا للتسيب القاتل، وتفتح باب العلاج. واليوم، وفي موقف لافت، يصب في اطار ما دأب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية على المناداة به منذ سنوات، أوصت لجنة الاشغال النيابية اثر اجتماعها الذي خصص لموضوع النازحين واثره على نهر الليطاني، بالطلب من الحكومة اعتماد سياسة موحدة تحاكي ملف النزوح السوري بكل جوانبه ووضع الالية اللازمة لاقفال الملف بعودتهم آمنين مكرمين الى بلادهم. وشددت اللجنة على تعزيز الرقابة الحكومية على الجمعيات والهيئات الدولية التي تهتم بملف النازحين ودفعها لتعديل أولوياتها في اتجاه عودة النازحين وليس عبر العمل لابقائهم. كما شددت على ضرورة إنهاء المسح اللازم من قبل الوزارات المعنية لمعرفة من هو نازح ومن لا تنطبق عليه هذه الصفة، وذلك لاعادة تصنيف النازحين بين أمني وسياسي واقتصادي وحذف صفة النزوح على من لا تنطبق عليه.

في الامارات العربية المتحدة، وبعد وزارة السعادة، اعلن اليوم عن وزارة جديدة، هي وزارة اللامستحيل، للدلالة على أن لا مستحيل في تلك البلاد.

أما في لبنان، فلسنا بحاجة إلى وزارة اضافية طبعا، في زمن التقشف وعصر النفقات. فهنا، جل ما نحتاج إليه، هو تضامن أكثر وشعبوية أقل، حتى نضحي أيضا بلد اللامستحيل، إذ يصبح المستحيل، أقله على المستوى الاقتصادي والمالي، في متناول اليد.

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد الانتهاء من عطلة الفصح المجيد، بدا واضحا اليوم الزخم في التحركات واللقاءات والمواقف المتصلة بمشروع الموازنة .

ففي السراي الكبير لقاءات لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتاكيد له خلال حفل افتتاح المؤتمر المصرفي العربي، بان الاصلاح يجب ان يتم؛ آملا بوضع الموازنة خلال الايام المقبلة على طاولة مجلس الوزراء، معربا عن ثقته بأن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حريصان على التقشف ومنع الهدر ومحاربة الفساد وتطوير القوانين.

وفي ظل هذه المواقف أكدت كتلة المستقبل النيابية ان الشروع في اعداد الموازنة ووضع اللمسات الاخيرة عليها يتحرك في الاتجاه الصحيح، وان المهمة التي يتولاها رئيس الحكومة في هذا الشأن وحرصه على التشاور مع مختلف القيادات المعنية لا بد ان تصل الى الغايات المتوخاة منها وصولا لاقرار مشروع الموازنة على طاولة مجلس الوزراء.

واليوم، وفيما رفع وزير المال علي حسن خليل الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة مع الإجراءات التخفيضية والتقرير التفصيلي لاهداف المشروع وفرضياته، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الى سلامة الاقتصاد. وأشار الى ان المعطيات الموجودة في لبنان لا تؤشر الى الافلاس؛ قائلا: هذا ممكن ان اؤكده، إن كان من ناحية موجودات مصرف لبنان أو من ناحية موجودات القطاع المصرفي.

واللقاءات المتواصلة لإنجاز الموازنة، واكبها اليوم الاعلان عن عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها ثمانية وثلاثون بندا عاديا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 23 نيسان 2019

النهار

أبدى رئيس سابق للحكومة استغرابه لاعتراف الأجهزة الأمنية بوجود نحو 150 معبرا ومنفذا غير شرعي من دون ‏أن تعمل على إقفالها.

بدا واضحا أن الأجهزة الأمنية مارست ضغوطا لمنع الغاء التدبير الرقم 3 وقد ترجم هذا التضغط عبر تصريحات عدد ‏من السياسيين.

يسعى وزير سابق الى جمع قطبين من طائفته في حفل عشاء يكرس المصالحة بينهما وجهد لنيل وعد منهما قبيل عيد ‏الفصح.

نفى "تيار المستقبل" مجددا أي علاقة له ولمسؤؤول في "بيت الوسط" بحساب عبر "تويتر" يستعمل اسما مستعارا.

البناء

ترصد مصادر أوروبية درجة التلاقي الأميركي الروسي في التعامل مع تطوّرات الأوضاع في المثلث الليبي السوداني ‏الجزائري والتعامل مع مفرداته بهدوء لكن بوضوح يهدف لتأمين انتقال سلس ينتهي بتثبيت الأمن والإستقرار بضمانة ‏الجيوش وحكومات تنبثق في ظلها وتكون موضوع قبول وسطي من كلّ من موسكو وواشنطن، وتتوقع المصادر حلاً ‏شبيهاً في فنزويلا تسبقه مرحلة انتقالية...

الجمهورية

عُقد لقاء عاصف بين وزير وشخصية غير مدنية على خلفية إجراءات إتخذها الأخير في أحد المراكز وعدم تلبيته ‏رغبة الوزير المذكور في ما خص شخصية محسوبة عليه.

رفض مرجع سياسي تلقي أي مراجعات حول قضية حساسة ما زالت تفاعلاتها تتزايد على مستوى بعض الأسماء ‏الكبيرة.

إحتدم الخلاف بين مرجعيتين غير مدنيتين حول استدعاءات وفتح ملفات.

اللواء

تهتم اكثر من دولة شقيقة وصديقة بطبيعة الاجراءات التقشفية التي ستلجأ الحكومة وحجم التوافق الداخلي حولها .

يمارس نواب " جوكر " انواعا من الوصاية على موظفين من جماعتهم بطرائق عجائبية .

يحرس حزب بارز على ابعاد العلاقة بين مرجعين كبيرين عن اية اهتزازات .

 

حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني مستمر في ضرب وتشويه كل ما هو لبناني

ملاحقة واشنطن لحزب الله.. 3 أسماء في مرمى النيران

سكاي نيوز عربية/23 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74155/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7/

عرضت الولايات المتحدة، الاثنين، مكافأة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات قد تساعد في وقف تمويل ميليشيات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وركزت في عرضها على 3 أشخاص داعية لتقديم معلومات بشأنهم، فمن هم هؤلاء؟. وسيقدم المكافآت برنامج "مكافآت العدالة"، الذي يمنح نقودا في العادة مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مواقع إرهابيين مطلوبين، علما أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البرنامج لاستهداف شبكة مالية. ومنذ بدايته عام 1984، قدم البرنامج ما يزيد على 150 مليون دولار لأكثر من 100 شخص قدموا معلومات عن إرهابيين أو منعوا وقوع هجمات إرهابية.

وإلى جانب الشبكات المالية لحزب الله، فقد ركزت وزارة الخزانة الأميركية على ثلاثة أفراد باعتبارهم الأذرع الرئيسية لتمويل الحزب، وفق بيان للخارجية الأميركية، وهم:

محمد بزي

أحد الداعمين الماليين الرئيسيين لحزب الله، إذ قدم له ملايين الدولارات من أعمال ونشاطات تجارية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. ويمتلك بزي العديد من الشركات، وقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في مايو 2018، فرض عقوبات على شخصين و5 كيانات مرتبطة بالحزب، وذكر موقع الوزارة أن الشخصين هما محمد بزي وعبد الله صفي الدين. وكشف وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين أن "ميليشيات حزب الله تستخدم ممولين مرتبطين بتجارة المخدرات، ويقومون بغسل الأموال لتمويل الإرهاب". وسبق للخارجية الأميركية أن ذكّرت في تقرير بديسمبر الماضي، بوجود علاقة تجمع بين القيادي في حزب الله، محمد بزي مع رئيس غامبيا السابق يحيى جامع، الذي تلاحقه عدة اتهامات بالفساد. وذكر التقرير، أن جامع متهم بالإتجار في البشر مع شريكه بزي، الذي كان يقوم باستقدام السوريات من مخيمات اللاجئين للمتاجرة بهن من أجل جمع المال لمساعدة حزب الله.

أدهم طباجة

عضو في حزب الله اللبناني وذو علاقات وطيدة مع عناصر قيادية في الميليشيات. ويمتلك طباجة عقارات في لبنان تعود ملكيتها أساسا للحزب، كما يدير أعمالا بالإنابة عن حزب الله في بعض دول الشرق الأوسط وغرب أفريقيا.  وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر الماضي، عقوبات على شخص و7 شركات لبنانية، وذلك بتهمة تمويل حزب الله اللبناني، ومنها شركة تدعم طباجة. وفُرضت على طباجة عقوبات منذ يونيو 2015، لكونه يعمل لصالح حزب الله، وعلى علاقة بكبار مسؤوليه.

علي شرارة

ممول وعضو في حزب الله، ويستخدم شركته، وهي مجموعة (سبكترم) "الطيف" للاستثمار، كواجهة لتمويل حزب الله. وتعد سبكترم، شركة اتصالات يملكها شرارة ويرأس مجلس إدارتها، وتقع في بيروت وتعمل في مجال الاتصالات، وكذلك الاستيراد والتصدير. وقد فرضت السعودية وشركاؤها بمركز استهداف تمويل الإرهاب في مايو الماضي عقوبات على 10 قيادات من ميليشيات حزب الله، منهم شرارة. وكان مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي، مايكل إيفانوف، قد قال الاثنين، عقب الإعلان عن المكافأة، إن حزب الله يحصل سنويا على ما يقارب المليار دولار كدعم من إيران، وعبر استثمارات وغسيل أموال وأشكال تجارة غير شرعية. وتابع: "يستعمل حزب الله تلك الأموال في أنشطة خبيثة ودعم ميليشيات في دول أخرى مثل سوريا والعراق واليمن، ومن هنا تأتي أهمية هذه المبادرة التي ستوقف كل تلك الممارسات غير المقبولة". وأشار إلى أن الحكومة الأميركية تريد قطع إمداد حزب الله المالي عبر الاستفادة من أي معلومة تساعد في ذلك، "علما أن هذه المعلومات ستكون سرية، ويستطيع المقيمون خارج الولايات المتحدة أيضا تقديمها للسفارات والقنصليات الأميركية". أما منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، فأكد على أن المبادرة تستهدف إيران أيضا "التي تعتنق الفكر الإرهابي بدعمها للعديد من الميليشيات في العالم، ومنها حزب الله".

 

صراع الزعامات يعرقل حل الأزمة الاقتصادية في لبنان

العرب/24 نيسان/19

تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون تكشف عن تصدع مقلق داخل أركان العهد، لاسيما لجهة كيفية التصدي لحالة تصفها بعض التقارير بأنها على شفير الإفلاس.

معركة الصلاحيات تنهك لبنان

بيروت- نقل عن مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة اللبنانية استغرابها مستوى السجال السياسي الذي ظهر خصوصا بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أثارها رئيس الجمهورية ميشال عون من الصرح البطريركي في بكركي. وقالت المصادر إن المشكلات الاقتصادية اللبنانية وصلت حدودا خطرة، فيما قادة البلد الأساسيون يتبادلون الرسائل المزاجية من خلال وسائل الإعلام، ما يقلق المجتمع الدولي من قدرة الطبقة السياسية على مواجهة التحديات التي يتعرض لها البلد. وقال عون صبيحة عيد الفصح في بكركي، الأحد، إن من ليست لديه خبرة لإنهاء الأزمة “فليتفضل ويطلع على بعبدا. بنحللو ياها (نحلها له). وليس مقبولا أن تستمر (الأمور) بهذه الوتيرة البطيئة”. وفهم كلام عون على أنه غمز من قناة رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المالية علي حسن خليل. ورأى مراقبون أن الأمر حساس ولا يحتمل الركون إلى الاجتهاد والتأويل في تفسير تصريحات عون والتأكد مما إذا كانت تستهدف الحريري أم لا، مشيرين إلى أن التصريحات تكشف عن تصدع مقلق داخل أركان العهد، لاسيما لجهة كيفية التصدي لحالة تصفها بعض التقارير بأنها على شفير الإفلاس. ويمنح الدستور رئيس الحكومة ممارسة صلاحياته التنفيذية لإعداد الموازنة بالتعاون مع وزير المالية، فيما صلاحيات رئيس الجمهورية تبقى إرشادية راعية للعمل الحكومي العام. وتجنب الحريري السجال مع عون، فيما قال القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، الثلاثاء، “لم يشعر الحريري بأنّه معني بالموضوع لذلك لم يردّ”.

وأبدت بعض المراجع امتعاضها مما ينقل عن “زوار” قصر بعبدا من أن رئيس الجمهورية لم يكن يقصد شخصا معينا أو جهة بعينها، بل كان يعبر عن تبرم من التأخير الحاصل في إقرار الموازنة التي تتوقف عليها الحلول المعالجة، خصوصا تلك التي تتسق مع شروط مؤتمر “سيدر”. ورأت أن رسائل عون غير مفهومة وغير مناسبة ولا تساعد  في تمتين الثقة بالوضع الاقتصادي والمالي في لبنان. وانتقدت مصادر برلمانية لبنانية تخبط الرسائل التي تصدر عن بعبدا ومحيطها، مذكّرة بالهجوم الذي شنه وزير الاقتصاد منصور بطيش، المحسوب على عون، ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي فهم منها موقف سلبي تُصدره بعبدا ضد سلامة، لتصدر توضيحات بعض ذلك تنأى فيها بعبدا عن أراء بطيش التي وضعت في إطار الكيدية بين الأخير وسلامة. تصريحات عون تبدو وكأنها محاولة لسحب ملف الاقتصاد من الحريري، على نحو يتسق مع خطاب رئيس الجمهورية القديم في تحميل الحريرية السياسية مسؤولية المشكلة الاقتصادية

وسبق أن أكدت المؤسسات الدولية، لاسيما البنك الدولي، كما الإدارة الأميركية، ثقتها بالحاكم رياض سلامة ونائبه محمد البعاصيري، وأنه لا يجوز لرئاسة الجمهورية التشكيك بالإدارة الموكل إليها تحصين النظامين النقدي والمالي اللبنانيين. ويأتي موقف عون متناقضا مع حالة التضامن والتعاون التي ظهرت بين الحريري (تيار المستقبل) وعلي حسن خليل (حركة أمل) ووزير الخارجية جبران باسيل (التيار الوطني الحر)، الذين تقاطعوا حول التسويق لإجراءات تقشفية قاسية تستعد الحكومة لاتخاذها. ويبدو أن “التحالف” الثلاثي أزعج عون، وبالتالي شعر بالحاجة إلى إعادة تصويب البوصلة صوب بعبدا كراعية للإصلاحات، فيما رجحت بعض الأراء أن تكون للأمر علاقة بالمداولات التي تجري في مقر رئيس الحكومة ولا تجري في بعبدا. وجاء موقف عون على عكس موقف صهره باسيل الذي أعلن عن إجراءات قد تتخذ لخفض رواتب الموظفين الحكوميين. كما كان متناغما مع مواقف النائب شامل روكز (صهر عون) ووزير الدفاع إلياس بوصعب (المقرب من عون)، ومع مواقف القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي الذين أجمعوا على رفض المسّ برواتب الموظفين. واستبعد مراقبون أن يكون هناك تصدّع ما في مواقف عون وباسيل، وأن الأمر لا يعدو أن يكون توزيع أدوار يروم أهدافا أخرى. لكنهم لفتوا إلى أن تصريحات عون تبدو وكأنها محاولة لسحب ملف الاقتصاد من الحريري، على نحو يتسق مع خطاب رئيس الجمهورية القديم في تحميل الحريرية السياسية مسؤولية المشكلة الاقتصادية، وعلى نحو يتوافق مع طموحات عون في استعادة صلاحيات رئيس جمهورية التي قلصها اتفاق الطائف. ولا يستبعد أن يكون لتصريحات عون “المالية” حوافز سياسية تصادفت مع الزيارة العائلية التي يقوم بها الحريري إلى الرياض، في وقت يقول فيه المراقبون إنه يجب عدم التقليل من السياق الإقليمي الحالي المرتبط بحزمة العقوبات الجديدة ضد إيران في مايو المقبل، وترحيب السعودية بها وإعلان واشنطن جاهزيتها والإمارات لتعويض السوق أي نقص في إمدادات النفط جراء غياب النفط الإيراني. واعتبروا أن التصويب على الحريري هو تصويب على السعودية لحساب إيران وحزب الله. والظاهر أن ردود الفعل التي أثارتها تصريحات عون، دفعت بعبدا إلى المسارعة إلى تبريد الأجواء وضخ تطمينات من خلال “الزوار”.

 

غبريال عيسى يتهجم على "النهار" وغسان حجار... والأخير يردّ

الكلمة اولاين/23 نيسان/19

غرّد سفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى قائلا:

غسان الحجار والنهار يتصدران الصحافة الصفراء التي لا تتحقق ولا تقرأ. وإن قرأت قد لا تفهم. وإن فهمت تحوّر الحقائق لتتناسب مع ميولها. القول "كتب السفير غابي عيسى المحاضر، أي أنه حضر" يفضح أنك لا تكتب عن فهم بل تدوّن ما طُلب منك الإيحاء به. ببساطة لم أحضر! عيد حساباتك وتحليلاتك!

فردّ عليه الحجار قائلا:

نقطتان سعادة السفير: اولا لهجتك ليست ديبلوماسية بل سوقية لا تليق بموقعك ومهمتك. وثانيا: انك لم تحضر وكتبت التقارير فهذا يدل على انك كاتب تقارير ليس اكثر. ودمت. لا يستأهل مقامك "الاصفر" اكثر من هذا الرد

 

تسريب محضر اجتماع واشنطن خطيئة وطنية وجرم يُحاكَم عليه/الخارجية تتحرك تلقائيا: تحقيق داخلي ومحاسبة... فمن المسؤول؟

المركزية»/23 نيسان/19/في دوامة التكهنات حول الجهة التي سرّبت محضر الاجتماع الذي جمع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني بنائب وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلنغسليا واسباب غياب وزارة الخارجية عن واجهة القضية لجهة اصدار بيان توضيحي او شرح ملابسات ما جرى كونه يمسّها مباشرة ، تدور التساؤلات والاستفسارات من اهل السياسة كما من المواطنين العاديين الذين يفقدون الثقة مع كل حادثة من هذا النوع بدولتهم والقيّمين عليها.

فالانعكاسات البالغة السلبية التي نجمت عن تسريب المحضر والتي لا تصب الا في مصلحة من لا يريدون الخير للدولة ومن يسعون الى نسف التوافق السياسي الكفيل بدفع عجلة البلاد قدماً، أحدثت هزة سياسية جعلت الكثيرين يتساءلون عن ابعادها وعن دور وزارة الخارجية في هذا المجال خصوصا انها لم تُصدر اي بيان لتضع الرأي العام في حقيقة ما جرى للتثبت من مصادر التسريب وهل كانت من قلب وزارة الخارجية سواء من مكتب الوزير جبران باسيل او من الأمانة العامة للوزارة او الدوائر الإقتصادية والدبلوماسية الأخرى.

الا ان مصادر معنية بالقضية جزمت لـ"المركزية" ان التسريب لم يكن من جهة الوزير حكماً ولا من اي جهة لصيقة به او بمكتبه، كاشفة انه اوعز فور نشر المحضر بفتح تحقيق داخلي في شأن الجهة المُسربة لاتخاذ الاجراءات المناسبة في ضوء النتيجة. واوضحت ان باسيل يفضل معالجة الشؤون الداخلية لوزارته بعيدا من الضوضاء الاعلامية، فالمهم اكل العنب لا قتل الناطور، وجلّ ما يسعى اليه هو محاسبة من ارتكب هذا الفعل الذي يمسّ بسمعة الوزارة كما بالدولة اللبنانية، وهذا خط أحمر لا يجوز لاي موظف مهما علا شأنه تجاوزه.

وفيما تعذر الاتصال بالامانة العامة لوزارة الخارجية لاستيضاح الموقف، اعتبر سفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى ان كل ما اثير عن تسريب وثائق سرية بلغ حدّ تسميتها بـ "واشنطن ليكس"، لا يعدو كونه محاضر ليست خفية عن الجانبين. ورأى ان هذه المحاضر هي ملك للدولة اللبنانية حصراً ولا يجوز نشرها أو حتى الاطّلاع عليها إلا لمن هو مخوّل من الدولة، وإذا سرّبها أو أفشى بها موظف أو مسؤول مؤتمن عليها بحكم وظيفته فإنه يرتكب جرماً، وكل شخص غير مخوّل يسعى الى الحصول عليها يرتكب جرماً يرتقي الى مرتبة التجسس على الدولة وخرق أمنها القومي. وإن حصل عليها ونشرها دون سعيه ولم يبلغ السلطات المختصة ويعيدها إليها فهو يرتكب جرماً أيضاً.

وكان السفير عيسى أبدى في منشور على صفحته على "فايسبوك" ملاحظات في الشكل على قيام احدى الصحف بتسريب المحضر،  فاعتبر ان كل هذه اللقاءات تم الإعلان عنها سابقاً بالكتابات والصور وهي لقاءات رسمية عادية تحصل دائماً بين مسؤولي كل الدول وتمت بعلم وإذن من الدولة اللبنانية. وتوجه الى الصحيفة بالقول:" لا من مستور كشفتموه وكل ما كتبتم عن برقيات وتقارير سرّية هي ببساطة "محاضر" تُكتب أثناء الجلسات أمام وبعلم جميع المجتمعين وهو إجراء عادي يُتبع في جميع الإجتماعات الرسمية والهدف منه توثيق ما تم تداوله في الإجتماع لإطلاع الإدارات والمؤسسات المعنية عليه والعودة إليها مستقبلاً اذا دعت الحاجة. وتابع انه لم يتم اكتشاف اي امر عبر هذا المحضر"، قائلا:" ما من خفايا كشفتموها". وفي رد على ما اشيع حول محاولة الاساءة لصورة حزب القوات اللبنانية من خلال التسريب قال عيسى: بالرغم من وجود أعضاء من مختلف التوجّهات السياسية في الوفود لم يتكلم أحد بمنطق حزبه أو تياره بل بلسان الدولة والحكومة مجتمعة وتداولوا جميعاً بمسائل وطنية جامعة مدافعين عن جميع اللبنانيين ومصالحهم، وأي إيحاء خلاف ذلك هو تحريض رخيص. أما موقف الإدارة الأميركية والدولة اللبنانية من هذه المسائل فمعروف ومعلن.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون وقع مرسوم توزيع 700 مليار ليرة عائدات الصندوق البلدي المستقل عن 2017

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الخاص بتوزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل عن العام 2017. وصدر بمرسوم حمل الرقم 4576 تاريخ 23 نيسان 2019. ويقضي المرسوم الذي حمل ايضا تواقيع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير المالية علي حسن خليل ووزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن، بتوزيع مبلغ 700 مليار ليرة على البلديات والاتحادات البلدية وفق القواعد والاسس المعتمدة، ويخصص القسم الاكبر منها لمشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياحية.

 

المكتب الاعلامي للحريري: ما نشرته الاخبار ورقة منسوبة زورا للحريري وفيها الكثير من الفبركات وبنات أفكار التخريب

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيان الاتي: "هناك بوق اعلامي متخصص ببخ الاساءات اليومية لكل ما يمت بصلة الى الرئيس سعد الحريري. هذا البوق اسمه جريدة "الاخبار" وقد تحدث اليوم عن ورقة اقتصادية ومالية لرئيس الحكومة تتضمن اجراءات على صورة التلفيقات اليومية لتلك الجريدة. ورقة الاصلاحات والاجراءات المطلوبة لخفض العجز ووقف الهدر، موضع نقاش مسؤول مع كافة المكونات في الحكومة ستتم ترجمته بمشروع الموازنة الذي سيرفعه وزير المال الى مجلس الوزراء، وما نشرته الاخبار ورقة منسوبة زورا للرئيس الحريري وفيها الكثير من الفبركات وبنات أفكار التخريب القائم على مشروع النهوض الاقتصادي والبرنامج الحكومي".

 

هل أنهى عون ثلاثية الحريري – باسيل – حسن خليل؟

Lebanon24/23 نيسان/19/بدا لافتاً حديث رئيس الجمهورية ميشال عون الذي طلب خلاله من الذين لا يجدون حلولاً للأزمة المالية والإقتصادية "التوجه إلى بعبدا" لإيجادها، إذ إن كل التفسيرات لكلامه أكدت أنه يستهدف كلاً من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل.

ووفق مصادر مطلعة فإن إستغراب حديث عون جاء كونه يستهدف حلفاء العهد، وبالأخص في ظل العلاقة التنسيقية القائمة بين كل من الحريري والوزير حسن خليل والوزير جبران باسيل. وأكدت المصادر أن عون لديه حسابات مختلفة تتعلق بعهده، وعلاقة هذا العهد بالناس، لذلك فهو لم يعد موافقاً على كثير من الأساليب التي تُدار فيها الأمور في الحكومة، لذلك ذهب إلى هذا التصعيد ليوحي بأن الإنسجام القائم بين وزير المال ورئيس الحكومة مع وزير الخارجية خاضع لموقف الرئيس عون. وإعتبرت المصادر أن عون أراد منع باسيل من الذهاب ليكون رأس حربة في مواجهة الناس، لأن الأمر سيتحمله "التيار الوطني الحرّ" والعهد عموماً. وأشارت المصادر إلى أن تصريحات باسيل المباشرة المتعلقة بالضرائب، ومن علي حسن خليل خلال مقابلة تلفزيونية تحدث خلالها عن الفساد، أزعجت عون، لأنها أظهرت العهد في مظهر الرافض للإصلاحات العادلة ومطالب بتحميل الناس ضريبة الإنهيار. وتسأل المصادر ما إذا كان تصريح عون وتصعيده أدى إلى إنهاء ثلاثة الحريري – باسيل – حسن خليل في مجلس الوزراء، عبر سحب باسيل منها وإعادته إلى رعايته السياسية الكاملة.

 

لا خلاف بين بعبدا والسـراي والحريري اتصل مرتين برئيس الجمهورية

المركزية»/23 نيسان/19/يؤكد زوار القصر الجمهوري أن كل ما يقال عن خلاف او حتى اختلاف في وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لا صحة له إطلاقاً، مشيرين الى ان الرئيس عون لو اراد التسمية لسمى ذلك مباشرة.

وأوضحوا ان وزير المال علي حسن خليل لا يزال يردد منذ الخامس عشر من شهر آب الماضي ان الموازنة جاهزة، لذلك كان تساؤل الرئيس عون غير المباشر عن التأخر في وصول الموازنة لدرسها في مجلس الوزراء علماً انها اي الموازنة لا تصل الى الرئيس عون وبعبدا.

وللدلالة على عدم الخلاف بين الرئاستين الأولى والثالثة، كشف الزوار ان الرئيس الحريري اتصل مرتين بالرئيس عون الأولى قبل سفره والثانية بعد عودته وتمنى لرئيس الجمهورية فصحاً مجيداً وأعياداً سعيدة.

 

سليمان فرنجية في بيت الكتائب: تنسيق وطني ونيابي بنكهة معارضة؟

المركزية- الأولى بعد ظهر الأربعاء 24 نيسان 2019. رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميل، على رأس وفد نيابي ووزاري. حدث قد لا يكون التاريخ المشترك بين الطرفين سمح للمراقبين بتوقع حصوله. لكن هذا لا ينفي أن الحزبين بذلا كثيرا من الجهود لطي صفحات سوداء وختم جراح الحرب الأهلية ليكتبا فصلا جديدا من العلاقات بينهما، في إطار الاصطفافات السياسية الجديدة التي خطها حبر التسوية الرئاسية التي عارضها الكتائب، فيما لم تخف بنشعي امتعاضها من رسو هذا الاتفاق على غير فرنجية.

قد لا يكون من السهل على الذاكرة الجماعية اللبنانية القفز فوق التوتر وشبه القطيعة التي أحدثتها "حادثة إهدن" (13 حزيران 1978) في العلاقات على خط بكفيا- بنشعي، غير أن بعض المطلّعين على كواليس العلاقات والاجتماعات بين الطرفين يؤكدون لـ "المركزية" أن هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الكتائب والمردة، بل إن الرئيس أمين الجميل كان استقبل الوزير السابق سليمان فرنجية في بكفيا قبل سنوات عدة ليولد فيما بعد ما  عرف بـ "لقاء اللويزة" منذ أعوام.

وفي السياق، يشير المراقبون إلى أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل كانا بادرا أيضا إلى لقاء رئيس تيار المردة والنائب طوني فرنجية في بنشعي، في ما اعتبر خطوة أخرى  على طريق إعادة المياه إلى مجاريها بين "الخصمين التاريخيين".

لكن هذه الصورة لا تنفي أن بعض الدائرين في الفلك الكتائبي يؤكدون أن لقاء الغد لا يندرج في سياق المصالحة بين الطرفين لأن هذا الجرح ختم منذ زمن، ولا يمكن التوقف عنده، بل يجب االنظر إلى مستقبل العلاقلات السياسية بين الأطراف للبناء عليها.

تبعا  لهذه القراءة، يكتسب لقاء الصيفي المنتظر غدا أهميته من السياق السياسي الذي يسجل فيه. فالاجتماع يأتي في وقت تشهد الساحة المسيحية تخبطا غير مسبوق بين أركانها من أطراف التسوية الرئاسية العريضة، بدليل السجالات المكهربة المزمنة بين طرفي اتفاق معراب، أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

إلى هذا المشهد، يضيف المراقبون أن في غمرة الكباش الحكومي بين الحزبين المسيحيين الأكبرين ، نجحت الكتائب في الحفاظ وحيدة على تموضعها المعارض الذي اختارته لنفسها منذ 3 سنوات، فيما اقتنص زعيم بنشعي اللحظة السياسية المناسبة لتجاوز خلافه الرئاسي مع رئيس الجمهورية وفريقه، ونسج المصالحة التاريخية مع القوات، وللمضي في ختم جراح الحرب مع الكتائب، من دون أن يغيب عن باله الاستمرار في ممارسة ما يمكن تسميتها "المعارضة من الداخل"، مستفيدا من "القطيعة البرتقالية التامة" معه ومن مشاركته في الحكومة لتصويب ما يعتبرها أخطاء. ولا يخفى على أحد أن مقاربة من هذا النوع تتيح طرح تساؤلات مشروعة عما إذا كان اجتماع الصيفي خطوة أولى على طريق توسيع الجبهة المعارضة للنهج السياسي السائد، في ضوء النداء الذي وجهه الجميل لخلق ما سماها "معارضة وطنية جامعة"، في خطابه في يوم الشهيد في ذكرى 13 نيسان. تساؤلات يفضل بعض العارفين بأجواء الاستعدادات للاجتماع عدم الاجابة عليها في انتظار ما سيتمخض عن اللقاء. وعلمت "المركزية" في هذا السياق أن الوزير يوسف فنيانوس والوزير السابق روني عريجي، إضافة إلى نواب التكتل الوطني، نواب وقيادة الكتائب سيشاركون في الاجتماع، على أن يكون التنسيق بين الطرفين على المستوى النيابي والوطني، نجم النقاشات.

 

برامج سعودية لدعم اللبنانيين واللاجئين السوريين

بيروت: «الشرق الأوسط»/23 نيسان/19/أعلن المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سيتم تنفيذ العديد من البرامج وتوقيع الاتفاقيات لدعم العمل الإغاثي والإنساني في مناطق عدة للاجئين السوريين وللشعب اللبناني. واستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري، المستشار الربيعة، في «بيت الوسط»، أمس، يرافقه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري والوفد المرافق، في حضور الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وعرض معه المهمة التي يقوم بها في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء قدم المستشار الربيعة للرئيس الحريري درعاً. وبعد اللقاء، قال الربيعة: «أنا اليوم سعيد جداً بلقاء دولة رئيس الوزراء ونقلت له تحيات خادم الحرمين الشريفين وتحيات ولي العهد». ولفت إلى أن الزيارة تأتي «تنفيذاً لهذه التوجيهات الكريمة وتأكيداً للعلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية ولبنان». وأضاف أن برامج الدعم التي ستطلقها الزيارة «بداية لبرامج متعددة قادمة إن شاء الله ولاستمرار هذه العلاقة المتينة، ليس فقط في المجال الإنساني بل في كل المجالات».

 

“حزب الله” يمعن بإسقاط هيبة الدولة

بيروت ـ “السياسة” /23 نيسان/19/ لا زال “حزب الله” مصراً على تحدي الدولة ومصادرة قرارها، وهو ماظهر من خلال استمرار سياسة التنسيق السياسي والعسكري مع جماعة الحوثيين في اليمن، حيث أكدت مصادر سياسية بارزة لـ”السياسة”، أن “الحزب يمعن في إسقاط هيبة الدولة عبر سياسة معاداة الصف العربي، بمساندة جماعة الحوثي الانقلابية وتوفير كل الدعم لها، من خلال استقباله قيادات الجماعة وتوفير الملجأ لهم، من دون علم السلطات اللبنانية، في تأكيد على حكم الدويلة على حساب الدولة اللبنانية ومؤسساتها، بالتوازي مع تكثيف الاتصالات بين “حزب الله” وحركة “حماس” وعقد سلسلة اجتماعات قيادية في ضاحية بيروت الجنوبية”. وأكد مسؤول لبناني أن وزير داخلية “الحوثي” عبدالحكيم الماوري توفي بأحد مستشفيات لبنان السبت الماضي، وليس معروفا حتى الآن اسم المستشفى الذي توفي به، في وقت رجحت معلومات أن يكون توفي في أحد مستشفيات الضاحية الجنوبية.

 

موازنة لبنان بعهدة مجلس الوزراء وخلافات على سبل الخفض/وزير المال رفعها... والحريري يسعى لتغطية... ودعوات لاحتجاجات

بيروت ـ “السياسة” /23 نيسان/19/فيما رفع وزير المال اللبناني علي حسن خليل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء الصيغة الجديدة المعدّلة لمشروع الموازنة، مع الإجراءات التخفيضية والتقرير التفصيلي لاهداف المشروع وفرضياته، لم تصل المشاورات المتعلقة بالموازنة إلى توافق بين القوى السياسية على الوسائل التي سيصار إلى اعتمادها من أجل خفض العجز، وهو ما دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى توجيه انتقاد ضمني لرئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المالية، للتأخير في عرض الموازنة على مجلس الوزراء، على وقع تصاعد الاحتجاجات العمالية والنقابية على ما يحكى عن توجه لدى الحكومة لفرض ضرائب جديدة. وشددت أوساط وزارية لـ”السياسة”، على أن الحريري حريص على تأمين التغطية السياسية لما ستقوم به الحكومة، انطلاقاً من أهمية العمل من أجل موازنة تقشفية تأخذ بعين الاعتبار وضع البلد الاقتصادي، مؤكدة أن الموازنة ستحاول التخفيف من معاناة ذوي الطبقات الفقيرة.

والتقى الحريري وزير الدفاع الياس بوصعب، حيث جرى بحث في موازنة الجيش، في ظل حديث عن إلغاء التدبير رقم 3، كما التقى السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. واعتبر بوصعب أنه “من الظلم القول بأن الجيش غير معني بالتقشف”، موضحاً أن “الجيش ملتزم بالسير بموازنة فيها تقشف كما هو مطلوب في الحكومة، وربما نصل إلى الرقم الذي نطمح له من دون المس بأساس الراتب”. من جانبه، ندد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، في بيان، بما أسماه “بوق إعلامي متخصص ببخ الإساءات اليومية لكل ما يمت بصلة بالحريري، جريدة الأخبار، وقد تحدث اليوم (أمس)، عن ورقة اقتصادية ومالية لرئيس الحكومة تتضمن إجراءات على صورة التلفيقات اليومية لتلك الجريدة”. وأضاف أن “ورقة الإصلاحات والإجراءات المطلوبة لخفض العجز ووقف الهدر، موضع نقاش مسؤول مع المكونات كافة في الحكومة ستتم ترجمته بمشروع الموازنة، وما نشرته الأخبار ورقة منسوبة زوراً للحريري وفيها الكثير من الفبركات وبنات أفكار التخريب القائم على مشروع النهوض الاقتصادي والبرنامج الحكومي”. من جانبه، أكد الحريري في دردشة مع الصحافيين أن هناك تقشفاً، مشيراً إلى أن “هذا لا يعني أنه لن يكون هناك أموال في البلد والمهم حالياً هو تطبيق مشاريع سيدر”، مضيفاً “خالصين ان شاء الله بموضوع الموازنة وهناك فقط اجتماع أخير والسبب الأساس في تأخير الموازنة هو التوافق على الأرقام”، مشيراً “لن أعلق على كلام عون وتهمني النتيجة وهي موازنة بإصلاح كبير وأن يتشارك فيه الجميع”. على صعيد آخر، وقبيل حفل افتتاح “المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019، الاصلاحات الاقتصادية والحوكمة”، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بسلامة الاقتصاد، كاشفاً أن “القطاع المصرفي لديه الرسملة المطلوبة”. في المقابل، تتجه الهيئات النقابية لتصعيد احتجاجاتها، رفضاً لاستهدافها بضرائب جديدة، حيث دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين فـي لبنان، في بيان، إلى التظاهر، “دفاعاً عـن لقمة العيش الكريم، ولرفع الصوت في وجه السلطة الفاجرة، وليكن الأول من مايو المقبل صرخة في وجه الفساد والفاسدين وناهبي المال العام”. إلى ذلك، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد قوات “اليونيفيل” في الجنوب ستيفانو ديل كول، وجرى عرض للأوضاع في الجنوب، سيما الخروقات الإسرائيلية المستمرة، وتركز الحديث بشأن الخط الازرق والحدود البحرية، حيث أكد بري استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الأزرق باشراف الامم المتحدة، بينما أعرب ديل كول عن إمكانية اعتماد الآلية ذاتها في ترسيم الحدود البحرية.

 

عماد مغنية تاجر مخدرات ودولارات مزورة .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/23 نيسان/19

سنة 2004 نَسَّقَ عماد مغنية رحلة طيران على شركة طيران (iran air) بين كاراكاس ودمشق ، فكانت تأتي مرة بالأسبوع ويتم على متنها نقل كميات من الكوكايين تتجاوز الكمية في بعض الرحلات الألف كيلو ، وبقيت مستمرة بالنقل حتى سنة 2012 .

عماد مغنية والخمينيون يملكون فتوى من الخميني والخامنئي تبيح لهم هذه الفتوى التجارة بالدولارات المزورة والمخدرات في مجتمعات غير مسلمة.

وأحيطكم علما بأن عماد مغنية والخمينيين يعتقدون بأن المجتمعات المسلمة السُّنِّية مجتمعات مسلمة بالظاهر لكنها غير مسلمة في حقيقة الواقع عند الله تعالى وهذه عقيدة عماد مغنية والخمينيين ويستندون إلى رواية دينية يزعمون بها بأن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: " ليس الناصب من نصب العداء لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض آل محمد، ولكن الناصب من نصب العداوة لكم - (يا شيعتنا) - وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرؤون من عدونا وأنكم من شيعتنا " ! ! ! وإن معتقدهم لشرٌ مستطير.

فعماد مغنية والخمينيون يعتقدون بأن المسلمين السُّنَّة نواصب كلهم أي أعداء لأهل بيت رسول الله لأن من نصب العداوة لشيعتهم كمن نصب العداوة لأهل بيت رسول الله ! ! !

فدماء المسلمين السُّنَّة مباحة وأموالهم مباحة وإضعافهم بشتى جوانب الحياة وبكل الوسائل واجب ولذلك استباحوا مجتمعات المسلمين السُّنَّة في بلدان العرب بالتجارة بالمخدرات فيها والدولارات المزورة.

وإن الأجهزة الأمنية الرسمية الشرعية في الدولة اللبنانية في عهد الشهيد الشيخ رفيق الحريري رحمه الله قد أمسكت عشرات الكوادر في حزب اللات تورطوا بتجارة المخدرات وتجارة الدولارات المزورات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق 37 شخصا بعد إدانتهم بالإرهاب

ليبانون فايلز/الثلاثاء 23 نيسان 2019/نفذت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الثلاثاء، حكم الإعدام على 37 شخصا بتهم تتعلق بالإرهاب في عدد من المدن السعودية. قالت وكالة أنباء السعودية الرسمية، "واس" نقلا عن وزارة الداخلية، "أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرا وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة في كلٍ من مناطق الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشرقية، والقصيم، وعسير لتبنيهم الفكر الإرهابي المتطرف وتشكيل خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي ومهاجمة المقار الأمنية باستخدام القنابل المتفجرة، وقتل عدد من رجال الأمن غيلةً، وخيانة الأمانة بالتعاون مع جهات معادية بما يضر بالمصالح العليا للبلاد". ونشرت الوكالة قائمة بأسماء المتهمين وعدده 37 شخص. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس الاثنين عن المتحدث باسم رئاسة أمن الدولة اليوم أنه "نتيجة لمتابعة الجهات المختصة لأنشطة العناصر الإرهابية، فقد رصدت مؤشرات قادت بعد تحليلها إلى الكشف عن وجود ترتيبات لتنفيذ أعمال إجرامية، يستهدفون بها أمن البلاد". وأضاف المتحدث "على إثر هذه المعلومات باشرت الجهات المختصة بعلمية أمنية استباقية نتج عنها القبض على 13 شخصا". وذكرت رئاسة أمن الدولة أنها "إذ تعلن عن ذلك لتؤكد أنها ماضية في متابعة وتعقب العناصر الإرهابية التي تعمل على تنفيذ أجندات لجهات مشبوهة لا تتمنى الخير لهذا الوطن وأهله، وتسعى للنيل من أهله واستقراره".

 

بعد القدس والجولان.. هل يتجرأ نتنياهو على الأقصى؟

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 23/04/2019

قال مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في تغريدة على "تويتر"، إنه "لا يوجد سبب لاستخدام مصطلح حل الدولتين.. فكل طرف يرى ذلك بطريقة مختلفة". وأضاف غرينبلات أنه "ليس من حق أحد أن يطالب الإسرائيليين والفلسطينيين بتنفيذ هذه الصفقة. يمكننا أن نقترح خطة سلام، وأن نظهر لهم كيف يمكن أن يكون هناك مستقبل مختلف، لكن يجب أن يكون الجانبان على استعداد للتفاوض بشأنها". وحذر غرينبلات من عدم استجابة الطرفين للخطة، قائلاً: "سيكونان قد أضاعا على نفسيهما فرصة مهمة، لا سيما الفلسطينيين الذين يهددون بعدم النظر إلى الخطة، رغم أنها تتعلق بمستقبلهم". وقال: "الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني سيكونان راضيين عن بعض أجزاء الخطة، وغير راضين عن الأجزاء الأخرى"، وتابع أن واشنطن "تطلب منهما إلقاء نظرة، ثم التحدث عن هواجسهم، ولكن ليس رفض الخطة قبل رؤيتها". وأضاف: "الأمر متروك للفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق، إذا كان الاتفاق ممكنا، لكن لا يوجد بديل للمفاوضات المباشرة". وأصر على أنه يجب على كلا الطرفين الموافقة على المفاوضات المباشرة. من جهته، قال عضو "منظمة التحرير" الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن وزراء الخارجية العرب يرفضون أية سياسة تطبيعية مع إسرائيل يمكن أن تكون طوق نجاة ل"الاحتلال"، ليستمر في مواجهة الشعب الفلسطيني، وتمرير ما يعرف بـ "صفقة القرن". وأضاف أبو يوسف أن "كل المواقف العربية الصادرة حتى الآن تؤكد على الموقف الفلسطيني الرافض للمساس بحقوق الفلسطينيين، ولا يوجد أي دولة عربية أعلنت دعمها لما يسمى بصفقة القرن، رغم المحاولات التي كانت تجري في طريق التطبيع، بإجراء مقابلات من بعض الدول مع الاحتلال". من جهة ثانية، جدّدت مجموعات من المستوطنين صباح الثلاثاء، اقتحام ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشدد لشرطة الاحتلال التي تواصل فرض إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين لساحت الحرم بمناسبة الأعياد اليهودية.

وفرضت شرطة الاحتلال قيوداً على دخول الفلسطينيين إلى الأقصى، ودققت في هوياتهم الشخصية واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية، كما منعت حراس المسجد من التواجد على المصطبة المقابلة لباب السلسلة. وتشهد ساحات المسجد الأقصى منذ مطلع الأسبوع، اقتحامات واسعة لمجموعات المستوطنين وذلك بمناسبة "الفصح العبري"، على أن تتواصل الاقتحامات للأقصى حتى ظهر الخميس. وفي السياق، علقت صحيفة "الغارديان" على المخاطر التي يشكّلها فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتخابات على المسجد الأقصى في مقال لميك دامبر بعنوان "هل أوشك نتنياهو على تجاوز الحدود في القدس؟ كل الإرهاصات تقول ذلك". وقال دامبر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أصبح أكثر جرأة وتحدياً بعد فوزه بالولاية الخامسة في منصبه وبالدعم غير المسبوق من الإدارة الأميركية، وهو ما يمنحه المقدرة على الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وأشار إلى أن نتنياهو تعهد خلال الحملة الانتخابية بضم مزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وبعدما نجح في تشكيل حكومة أكثر تشدداً وفي ظل شعوره بالحماية من الجانب الأميركي، يمكن أن نتوقع أن يقدم على أي فعلة. وقال دامبر: "أحد المواقع المميزة هو المسجد الأقصى، أحد أقدس الأماكن في العالم الإسلامي، والذي يمتد على مساحة واسعة من الأرض ووقع تحت سيطرة إسرائيل منذ عام 1967 عندما احتلت القدس الشرقية لكنها اعترفت بالدور المركزي للمسجد لدى المسلمين والفلسطينيين، وردة الفعل العنيفة التي قد تحدث لو وضعت إسرائيل يدها على الموقع، لذلك سمحت للأوقاف الأردنية بإدارة الحرم مع وجود الجنود الإسرائيليين خارج نطاقه". وأضاف دامبر أن "الجماعات الدينية المتطرفة الإسرائيلية تمردت على هذا الوضع لعقود بعد ذلك وطالبت بفرض السيطرة الإسرائيلية على الحرم القدسي منساقين خلف الادعاءات القائلة بأن الحرم القدسي الشريف قد بني فوق أطلال هيكل سليمان". وتابع: "بالمخالفة للتعاليم اليهودية والقوانين الإسرائيلية والاتفاقات مع الجانب الأردني فإن أعداداً متزايدة من المتدينين والمستوطنين يصلون في الحرم ويقتحمونه بشكل متكرر كما اشتبك المستوطنون أثناء اقتحام الحرم عدة مرات صحبة قوات خاصة لحمايتهم بحرس الحرم القدسي المسلمين والمصلين". وأشار إلى الجدل الذي أثير منذ شهرين بخصوص الباب الذهبي للحرم والذي يتمتع برمزية كبيرة، موضحاً أن إدارة الحرم تعرف الآن أنها معزولة ولا تلقى أي دعم من الإدارة الأميركية في مواجهة حكومة نتنياهو وأطماعها في الحرم القدسي، مضيفاً أن كل المواقع الإسلامية في الموقع أصبحت على خريطة الطريق الخاصة بنتنياهو الذي يوشك على أن يتخطى كل الحدود.

 

«داعش» يتبنى «مجازر الفصح» في سريلانكا

كولومبو/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/تبنى تنظيم «داعش» التفجيرات الدامية التي وقعت في سريلانكا، أول من أمس (الأحد)، والتي استهدفت 3 كنائس وفنادق في قلب العاصمة كولومبو، وراح ضحيتها ما يقرب من 300 شخص، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة «أعماق» للأنباء التابعة للتنظيم الإرهابي، عبر بيان نشرته على تطبيق «تلغرام» للتراسل، وتناقلته حسابات متشددة. كانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت في وقت سابق، أن شقيقين مسلمين نفذا التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا فندقين ضمن الاعتداءات، وفق ما أفاد مصدر قريب من التحقيق للوكالة. والشقيقان هما نجلا تاجر توابل ثري من كولومبو، وفجرا نفسيهما فيما كان نزلاء فندقي «شانغري - لا» و«سينامون غراند» ينتظرون دورهم لتناول الفطور، وفق المصدر. وكشف المصدر عن مخطط تم إحباطه لاستهداف فندق رابع في سلسلة التفجيرات التي استهدف كنائس وفنادق فخمة. في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء)، في جنيف، عن سقوط ما لا يقل عن 45 طفلاً، بينهم طفل عمره 18 شهراً في الاعتداءات، وقال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستوف بوليراك، للصحافيين، إن «المجموع الآن هو 45 طفلاً وفتى قتلوا»، مشدداً على أن أطفالاً آخرين «أصيبوا بجروح وهم الآن يصارعون الموت»، ما ينذر بارتفاع هذه الحصيلة.

 

الشرطة السريلانكية تستجوب موقوفاً سورياً... وحداد يعم البلاد

كولومبو/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/قالت 3 مصادر حكومية وعسكرية في سريلانكا، إن الشرطة تحتجز مواطناً سورياً لاستجوابه بشأن الهجمات التي وقعت يوم عيد القيامة واستهدفت كنائس وفنادق، وأوقعت أكثر من 300 قتيل. وقالت مصادر أمنية لوكالة «رويترز» للأنباء اليوم (الثلاثاء): «وحدة التحقيقات في الأنشطة الإرهابية اعتقلت مواطناً سورياً بعد الهجمات للاستجواب»، مضيفة أن اعتقاله جاء بعد استجواب مواطنين محليين حول الهجمات. وبدأت البلاد اليوم، يوم حداد وطنياً بلزوم 3 دقائق صمت على أرواح 310 قتلى سقطوا في الاعتداءات التي وقعت الأحد، في عيد الفصح وكانت الأكثر دموية في جنوب آسيا، وأدت إلى إعلان حالة الطوارئ في هذا البلد. ولزمت الجزيرة البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة 3 دقائق صمت في تمام الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (3:00 ت. غ)، وهو التوقيت نفسه الذي وقع فيه أول تفجير انتحاري صباح الأحد في كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو. وأعلنت الحكومة يوم حداد وطنياً ونكست الأعلام وغيرت الإذاعات والمحطات التلفزيونية جدول برامجها الاعتيادية تعبيراً عن الحداد. وفي كنيسة القديس أنطونيوس، صلى عشرات الأشخاص بصمت حاملين شموعاً، وهم بالكاد يحبسون دموعهم، وبعد انقضاء دقائق الصمت الثلاث، أنشد الجميع صلاة رافعين أصواتهم.

وعلى مسافة 30 كيلومتراً إلى الشمال، في بلدة نيغومبو، أقيمت صلاة تأبين قبل الظهر في كنيسة سانت سيباستيان التي كانت أيضاً من الكنائس المستهدفة وأُدخلت نعوش، الواحد تلو الآخر، ووضعت على طاولات أمام أقرباء الضحايا الذين سيطر عليهم تأثر شديد. وقال مساعد أسقف كولومبو أنتوني جاياكودي الذي أحيا القداس لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك أعداد من الجثث بحيث لا يمكننا عرضها كلها دفعة واحدة». وتواصل سريلانكا التحقيقات بحثاً عن مسؤولي الاعتداءات التي نسبتها السلطات إلى مجموعة غير معروفة كثيراً هي «جماعة التوحيد الوطني». وقامت الشرطة المحلية بتوقيفات جديدة، ما يرفع إلى 40 عدد الموقوفين حتى الآن، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا من 290 إلى 310 قتلى بعدما قضى عدد من الجرحى متأثرين بإصاباتهم. وقالت السلطات السريلانكية إن 39 أجنبياً على الأقل قتلوا في الهجمات، وهم من 12 دولة حول العالم، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المتحدث باسم الحكومة راجيثا سيناراتنيي أن المحققين يسعون لمعرفة ما إذا كانت «جماعة التوحيد الوطنية» تلقت «دعماً دولياً»، بعدما كانت معروفة حتى الآن بأعمال تخريب لتماثيل هندوسية في ديسمبر (كانون الأول)، أم لا. وأضاف المتحدث أنه من غير الممكن لمثل هذه «المنظمة الصغيرة» أن تنفذ عمليات انتحارية بهذا الحجم، مضيفاً: «نحقق في مساعدة أجنبية محتملة وفي روابط أخرى، كيف تدرب هؤلاء الانتحاريون، وكيف صنعوا هذه القنابل؟». وأعلن مكتب الرئيس مايثريبالا سيريسينا أن ثمة معلومات استخباراتية تشير إلى أن «مجموعات إرهابية دولية تقف خلف إرهابيين محليين»، مشيراً إلى أن الرئيس يعتزم طلب مساعدة أجنبية في التحقيق. وبدأ تطبيق حالة الطوارئ التي تمنح الشرطة والقوات العسكرية الخاصة صلاحيات خاصة لتنفيذ ضربات ضد ناشطين، في منتصف الليل (18:30 ت. غ، الإثنين)، ما يسمح بتوقيف مشتبه بهم من دون أمر قضائي، كما فرض حظر التجول لليلة الثانية على التوالي، لكنه رفع قبيل الفجر.

 

وفاة مواطنين سعوديين في تفجيرات سريلانكا

كولومبو/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أعلنت السفارة السعودية في سريلانكا اليوم (الثلاثاء)، وفاة مواطنين سعوديين، في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت عدة مواقع يوم الأحد الماضي. وقالت سفارة خادم الحرمين الشريفين عبر بيان، «تنعى سفارة المملكة العربية السعودية لدى سيرلانكا مواطنيها أحمد زين الجعفري، وهاني ماجد عثمان، اللذين وافتهما المنية يوم الأحد الماضي، إثر الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة كولومبو. سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان». يذكر أن المواطنين من طاقم الطيران السعودي، المكون من 10 أشخاص كان قادماً إلى سريلانكا بعد رحلة من السعودية، حينها أوضح المتحدث باسم الخطوط السعودية فهد باهديله، أنه إثر التفجيرات المؤسفة التي شهدتها العاصمة السريلانكية كولومبو، تم تفعيل مركز الطوارئ لمتابعة الوضع عن كثب بالتعاون مع سفارة المملكة في كولومبو، من خلال مكتب الخطوط السعودية في سريلانكا والمالديف، وذلك للاطمئنان على سلامة ملاحيها وهو ما تضعه المؤسسة على رأس أولوياتها. كما نعى مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، الملاّحين السعوديين، بعدما تم التأكد من وفاتهما.

 

الولايات المتحدة تحذر إيران من أي تحرك لإغلاق مضيق هرمز

انهيار الريال الإيراني... ومجلس الشورى يطالب بإجراءات صارمة ضد الإرهاب الأميركي

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات: حذّر مسؤول كبير بالادارة الاميركية من أن أي تحرك من إيران لاغلاق مضيق هرمز الستراتيجي، ردا على انهاء الولايات المتحدة اعفاءات شراء النفط الايراني، لن يكون مبررا ولا مقبولا. من جانبه، أكد المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك، أن الولايات المتحدة ترى أن إنهاء الإعفاءات من شراء النفط الإيراني وتطبيق العقوبات الأميركية على الجميع “ستجعل الشرق الأوسط أكثر أمنا، وتحول دون إنفاق طهران أموال الشعب على الحروب الخارجية ودعم الإرهاب”، مضيفا أن ثمار القرار الجديد ستتمثل في حرمان إيران من فرصة تمويل ميليشيات تقاتل بالإنابة عنها، كما يفعل الحوثيون في اليمن، وسيضعف بشكل مؤثر من برامج تطوير صواريخها الباليستية، مشددا على عزم واشنطن دفع طهران للتخلي عن دعم المنظمات الإرهابية، والحيلولة دون قيامها بأي أعمال عدائية في المنطقة، وقال: إن الإدارة الأميركية بدأت بالفعل في عملية ردع إيران وستستمر في ذلك. في غضون ذلك، انخفض سعر صرف العملة الإيرانية أمس مقابل الدولار، بعد تشديد القيود على صادرات النفط، ورفع الإعفاءات عن مشتري الخام من طهران، بينما تواصلت ردود الفعل حيث قالت وزارة الخارجية الصينية إنها شكت رسميا للولايات المتحدة، وقال المتحدث باسمها قنغ شوانغ إن الصين تعارض بحزم فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب، بينما أعلنت الخارجية الكورية الجنوبية أن وفدا برئاسة نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية يون كانج – هيون سوف يتوجه لواشنطن لإجراء محادثات، فيما قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة فرانسيس فانون، إن بلاده ستواصل مساعدة كوريا الجنوبية في إيجاد بدائل لوارداتها من النفط الإيراني.من جانبه، قال وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي دارمندرا برادان: إن بلاده ستحصل على إمدادات إضافية من دول رئيسية منتجة للنفط، وقال وزير الصناعة الياباني هيروشيجيه سيكو: إن قرار الولايات

المتحدة، سيؤثر على السوق اليابانية بشكل محدود. وفيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقرار، معتبرا أن “له أهمية كبيرة لزيادة الضغط على النظام الإرهابي الإيراني”، انتقدت تركيا القرار الذي اعتبره وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لن يخدم السلام والاستقرار الاقليمي، مضيفا ان تركيا لا تقبل العقوبات الأحادية ولا الاملاءات المتعلقة بكيفية العلاقات التي تقيمها مع جيرانها. في المقابل، زعم المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، إن بلاده لا تعير أهمية للاعفاءات الممنوحة بشأن الحظر الأميركي ضد مبيعات النفط الايراني، مضيفا ان طهران أجرت محادثات مكثفة مع العديد من الجهات الاجنبية بمن فيهم الشركاء الاوروبيين والدوليين ودول الجوار، بينما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف على “تويتر”: إن “تصعيد الارهاب الاقتصادي ضد الايرانيين يكشف فزع ويأس النظام الاميركي، والفشل المزمن للتابعين له المشتركين معه في التآمر”، وأقر البرلمان الإيراني مشروع قانون، يجيز للحكومة اتخاذ خطوات صارمة للتصدي للاعمال الارهابية للقوات الاميركية، ردا على قرار الولايات المتحدة إدراج “الحرس الثوري” على قائمة المنظمات الارهابية. ويجيز القانون الذي صوت عليه 168 نائبا من بين 210 نواب حضروا الجلسة، للحكومة “اتخاذ اجراءات صارمة وانتقامية ضد الأنشطة الارهابية للقوات الأميركية التي تعرض مصالح إيران للخطر”. على صعيد آخر، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي أن هناك من يحاول “دق إسفين” في العلاقات الجيدة بين بلاده وباكستان، مشددا خلال استقباله في طهران رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، على ضرورة التصدي لهذه التصرفات.

 

رجوي تدعو إلى إحالة انتهاكات الملالي إلى مجلس الأمن

عواصم – وكالات/23 نيسان/19/طالبت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي بإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في بلادها إلى مجلس الأمن الدولي، وطرد النظام وقواته من دول المنطقة. ودعت إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني ومقاومته في إسقاط الدكتاتورية الدينية الحاكمة، وتسمية أجهزة أخرى معنية بالقمع والإرهاب وطرد عملاء وزارة المخابرات وقوات الحرس من أميركا وأوروبا، مشيرة عبر “تويتر” إلى “ان قرارات حظر النفط والأسلحة على نظام الملالي المناهض للإنسان ولإيران كان مطلب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية منذ أربعة عقود”. من جانبه، قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي إن النظام الديني وقوات الحرس استطاعت نشر الفوضى والدمار في العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان، والآن يسعون لنهب هذه البلاد من خلال قوات الحرس، معتبرا اعتراف أحد قادة قوات الحرس السابقين حسن عباسي بأنه إذا أنفقت إيران دولارا واحدا في سورية والعراق فهي الان تسترده ألف دولار دليلا على ذلك.

 

تراجع كبير للعملة الإيرانية بعد تشديد العقوبات الأميركية

لندن/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أدى قرار واشنطن الأخير القاضي بإنهاء الإعفاءات حول استيراد النفط الإيراني، إلى تراجع سعر صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار. ووفقاً لموقع «بونباست» الذي يرصد تحرك العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية، أظهرت البيانات أن سعر صرف الدولار بلغ 140500 ريال إيراني (التومان= 10 ريالات)، بزيادة نسبتها 2.5 في المائة عن مستواه قبل يومين. وللمقارنة فقد تم بيع الدولار في مطلع العام الجاري بالسوق الموازية مقابل 112000 ريال، أي أن العملة الأميركية صعدت منذ بداية 2019 وحتى يوم أمس بواقع 28500 ريال. وجاء انخفاض العملة الإيرانية بعد إعلان الولايات المتحدة، أنها ستنهي جميع الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران في مايو (أيار)، التي تسمح لثماني دول بشراء النفط الإيراني دون الوقوع تحت طائلة عقوبات واشنطن.

 

إدارة ترمب تنهي إعفاءات استيراد النفط الإيراني والسعودية تؤكد استعدادها لـ«ضمان توازن» أسواق النفط

واشنطن: إيلي يوسف - الرياض/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/في شكل خالف الكثير من الرهانات التي توقعت أن تعمد إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تمديد فترة الإعفاءات التي منحتها لبعض الدول التي تستورد النفط من إيران، أعلنت واشنطن أنها لن تمدد تلك الإعفاءات التي تنتهي في الثاني من مايو (أيار) المقبل، فيما أعلنت السعودية استعدادها ضمان «توازن أسواق» النفط عقب القرار. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي أمس، أن الرئيس ترمب قرر وقف إعطاء أي تمديد للدول التي منحت هذه الإعفاءات لأن أوضاع السوق تسمح بذلك. وأضاف أن «الرئيس عندما قام بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، أعلن أنه سيمارس أقصى الضغوط على هذا النظام المارق لجعله نظاماً طبيعياً، وبما أن النفط يمثل شريان حياته الأساسي فإن العقوبات ستستهدفه أيضا». وقال بومبيو إن النظام الإيراني واصل استخدام الأموال التي يحصّلها من بيع النفط في إنتاج صواريخه الباليستية والتدخل في شؤون الدول ليس فقط في المنطقة بل وفي مناطق أخرى كفنزويلا أيضاً، ويدعم الميليشيات التي تحارب في اليمن. ونوه بومبيو بأن الإعفاءات التي منحت لعدد من الدول ستتوقف و«على كل دولة أن تعمد إلى وقف هذا الاستيراد لأن الأمر لا يستأهل المخاطرة وتعريض نفسها للعقوبات»، بحسب قوله.

وكانت الإدارة الأميركية قدمت إعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني تشمل الهند والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان واليونان وإيطاليا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأضاف بومبيو أن الولايات المتحدة ستقوم مع السعودية ودولة الإمارات العربية بتعويض النقص في السوق، وقد أبدت تلك الدولتان استعدادهما على القيام بذلك، وتقومان بالتواصل مع الدول المعنية للتأكيد لها على تعويض النقص. في الصدد نفسه، قال وزير الطاقة السعودي، المهندس خالد الفالح، إن بلاده تتابع باهتمام التطورات في أسواق النفط عقب البيان الأخير الصادر عن الحكومة الأميركية بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني، مؤكداً أن السعودية تواصل مجدداً سياستها الراسخة، التي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار بالأسواق في جميع الأوقات، وعدم خروجها من نطاق التوازن.

وأوضح المهندس الفالح، أن السعودية بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين من أجل التأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والعمل على عدم خروج أسواق النفط العالمية عن حالة التوازن. وستقوم السعودية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بالتشاور الوثيق مع الدول الأخرى المنتجة للنفط، والدول الرئيسية المستهلكة للنفط، بهدف استمرار توازن الأسواق واستقرارها، بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، فضلاً عن استقرار الاقتصاد العالمي ونموه. وقال بومبيو: «بإعلان إنهاء الإعفاءات تؤكد الولايات المتحدة جديتها في ممارسة ضغوطها على إيران، وأن إعادة النظر بهذه السياسات مرهونة بالسياسات التي سيتبعها النظام الإيراني وسلوكه السياسي والإقليمي»، مشدداً على ضرورة أن ينصاع النظام للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأكد بومبيو أن ما تقوم به الولايات المتحدة يعكس أيضا رغبة الشعب الإيراني الذي يطالب نظامه بالكف عن سياساته والالتفات إلى مصالحه، ونوه بأن «واشنطن حذرت طهران من أن أي هجوم علينا سيقابل برد قوي»، مشيراً إلى أنه ليس لديه تعليق على تغيير قائد الحرس الثوري، وأن «التمييز في وجود تيارات مختلفة داخل النظام ليس مهما، لأن رموزه، بدءاً بالرئيس روحاني والوزير ظريف وغيره، لا تفرق ولا تختلف في السياسات التي يتبعها قاسم سليماني». وأكد بومبيو أن الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس ترمب ضد إيران التي لديها أدوار وسياسات أخرى وتدخلات في فنزويلا أيضا، تحظى بتأييد الأوروبيين الذين يشاركونا هذه الهواجس بعدما لمسوا التهديد الإيراني عبر محاولات النظام تنفيذ هجمات على معارضيه في الكثير من بلدانهم. وقال بومبيو إن «واشنطن راقبت كيف تراجعت قوة إيران نتيجة لحملتها، وها هو حزب الله يعجز عن دفع رواتب عناصره». من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك إن واشنطن ترى أن العقوبات على إيران تجعل الشرق الأوسط أكثر أمناً، مشدداً على أن الإجراءات الأميركية تسعى لأن تتحول إيران إلى دولة طبيعية، مشدداً على أن واشنطن تتخذ خطوات قوية حتى تتوقف إيران عن «عملياتها التوسعية». وكان البيت الأبيض قد أصدر بياناً حول التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشأن سياسات الطاقة وإيران. وجاء في البيان أن الرئيس ترمب قرر عدم إعادة إصدار الإعفاءات عند انتهاء صلاحيتها في أوائل مايو. وقال البيان إن القرار يهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان النظام من مصدر دخله الرئيسي. وشدد على أن «الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهي ثلاث دول من أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا، ملتزمون بضمان استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بالقدر الكافي». وأشار بيان البيت الأبيض إلى اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب لضمان تلبية الطلب العالمي مع إزالة جميع النفط الإيراني من السوق.

وشدد البيان على أن إدارة ترمب مصممة مع حلفائها على مواصلة وتوسيع الحد الأقصى لحملة الضغط الاقتصادي ضد إيران لإنهاء النشاط المزعزع للاستقرار الذي يهدد الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا، والأمن في الشرق الأوسط. ولفت البيان إلى أن القرار الجديد هو تتمة لقرار تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية، مما يدل على التزام الولايات المتحدة بتعطيل شبكة الإرهاب الإيرانية وتغيير سلوك النظام الخبيث. واعتبرت أوساط عدة أن القرار الجديد خالف ما كانت تروجه بعض الدول من أن الإعفاءات قد تمدد، وخصوصا من تركيا، التي عبرت مراراً بلسان عدد من كبار مسؤوليها بأنه تتوقع أن تحصل على تمديد. وفيما يتوقع أن تصدر ردود فعل على قرار واشنطن وخصوصا من الصين التي تستورد النفط الإيراني، لم يعرف بعد تداعيات وقف تمديد الإعفاءات وانعكاسه على المحادثات التجارية الجارية بين الطرفين. في غضون ذلك، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقال إن القرار «ذو أهمية كبيرة» لتكثيف الضغط على طهران. وقال نتنياهو في بيان إن «قرار الرئيس ترمب وإدارة الولايات المتحدة له أهمية كبيرة لتكثيف الضغط على النظام الإرهابي الإيراني»، مضيفا: «نحن ندعم تصميم الولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني، وهذه هي الطريقة الصحيحة لوقفه».

بدوره، رفض حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، العقوبات الأميركية على طهران، وقال في كلمة متلفزة له أمس: «شعوب العالم ودول العالم مدعوة لرفض السياسات الأميركية على إيران وغيرها»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. بدورها، انتقدت بكين الخطوة الأميركية، وقالت إنها تعارض باستمرار فرض عقوبات أميركية أحادية الجانب على إيران، معتبراً التعاون الثنائي بين البلدين «معقول وقانوني»، مشيراً إلى أن بكين «ستحمي الحقوق المشروعة لشركاتها». بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن «الاقتراح بشراء النفط من أي دولة أخرى غير إيران هو تجاوز للحدود». وقال أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الطاجيكي سراج الدين مهر الدين، في أنقرة، إن تركيا «تعارض مثل هذه الخطوات والإملاءات» وفقاً لوكالة الاناضول.

 

سفينة إيرانية مجهولة الحمولة «تتجه إلى مصراتة» وهي تابعة لشركة حكومية تخضع للعقوبات الأميركية لتعاملها مع الحرس الثوري

دبي/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/تناقلت مصادر إعلامية أن ميناء مصراتة الليبي سيستقبل اليوم (الثلاثاء) سفينة إيرانية مجهولة الحمولة تابعة لشركة مدرجة على قائمة العقوبات الأميركية، بعد مغادرتها سواحل جنوب شرق أوروبا قبل أربعة أريام.وتردد أن السفينة الإيرانية غادرت صباح السبت الماضي ميناء بورغاس في بلغاريا الذي وصلت إليه من اللاذقية في سوريا، متجهة إلى ميناء مصراتة التي تخضع لسيطرة ميليشيات يشارك بعضها في معركة طرابلس الدائرة الآن. وتعود ملكية السفينة إلى شركة خطوط الشحن الإيرانية الحكومية التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات منتصف العام الماضي، بسبب علاقتها بالأعمال التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، والاشتباه في أنها تنقل أسلحة للحرس الذي صنّفته واشنطن منظمة إرهابية.

 

السعودية والبحرين ترحبان بإلغاء إعفاءات صادرات النفط الإيراني/الرياض أكدت أن نظام طهران دأب على استخدام موارد الدولة لتمويل سياساته الخطيرة

الرياض/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أعربت السعودية والبحرين، في بيانين منفصلين، عن ترحيبهما بإعلان الولايات المتحدة إلغاء الاستثناءات من العقوبات على صادرات النفط الإيراني. وعبر وزير الخارجية السعودي الدكتور إبراهيم العساف عن ترحيب بلاده بإعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني. وأعرب الوزير العساف عن دعم السعودية، الكامل للخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها خطوة لازمة لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار، ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم، حيث دأب النظام الإيراني على استخدام موارد الدولة الإيرانية لتمويل هذه السياسات الخطيرة دون أي اعتبار لمبادئ القانون الدولي. وشدد العساف على موقف السعودية الثابت من ضرورة مواصلة الجهود الدولية لحمل النظام الإيراني على الالتزام بمبادئ القانون الدولي ووقف تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ونشاطاته التي أدت إلى جلب الفوضى والخراب للعديد من الدول. وأكد وزير الخارجية السعودي على ما ورد في تصريح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية من تأكيد المملكة مجدداً، على مواصلة سياستها الراسخة، والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار بالأسواق في جميع الأوقات، وعدم خروجها من نطاق التوازن، وأن المملكة ستقوم بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين من أجل التأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والسعي لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي. ووصفت وزارة الخارجية البحرينية الخطوة بـ«الضرورية والمهمة التي من شأنها دعم وتعزيز الجهود الرامية لتجفيف منابع الإرهاب، والتصدي للدور الخطير الذي تقوم به إيران في زعزعة الأمن والاستقرار، ودعم التنظيمات والميليشيات الإرهابية في المنطقة». وأشادت البحرين بالدور الكبير والجهود المتواصلة للولايات المتحدة والقرارات الاستراتيجية التي تتخذها في مواجهة مختلف أشكال العنف والتطرف والإرهاب، وكل من يدعمه ويموله على الصعيدين الإقليمي والدولي. وجددت المنامة موقفها الثابت والمتضامن مع واشنطن، والداعي إلى ضرورة تكاتف وتعزيز الجهود الدولية الهادفة لوقف أنشطة وسياسات النظام الإيراني التي تهدد الأمن والسلام، والكف عن مساعيه لإثارة الفوضى في المنطقة، وإجباره على احترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

 

اغتيالات في جنوب سوريا ترسم صراع النفوذ في المنطقة

درعا: رياض الزين/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/تزايدت عمليات الاغتيال التي تشهدها مناطق جنوب سوريا، التي خضعت لاتفاق التسوية بين المعارضة وروسيا منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، حيث وثقت 8 حالات اغتيال خلال الشهر الحالي، وكان معظم ضحايا عمليات الاغتيال السابقة قادة من فصائل المصالحات أو ضباطاً للنظام أو شخصيات مروجة للميليشيات الإيرانية، حسب ما قاله ناشطون في جنوب سوريا. وكانت آخر محاولة اغتيال قد وقعت مساء الأحد الماضي في مدينة داعل بريف درعا، حيث استهدف مجهولون بعيارات نارية رشاشة كلاً من فادي الشحادات ومزيد الجاموس، وهما قياديان سابقان في المعارضة، حيث وقعت الحادثة بعد ساعات من اغتيال القيادي المعروف باسم «أبو النور البردان»، وهو قيادي سابق في المعارضة في «جيش المعتز بالله»، الذي انضوى ضمن قوات «الفيلق الخامس» في درعا عقب سيطرة النظام على المنطقة، حيث تعرّض البردان لإطلاق نار مباشر أمام منزله في مدينة طفس بريف درعا الغربي ما أدى إلى مقتله على الفور. ويعتبر «أبو النور البردان» من الشخصيات المقربة لقائد «جيش المعتز بالله» سابقاً (أبو مرشد البردان). مصادر محلية من ريف درعا الغربي أكدت أن «أبو مرشد البردان والشخصيات المقربة منه تعرضوا لعدة محاولات اغتيال من مجهولين بعد إبرام اتفاق التسوية في المنطقة الغربية من درعا مع الجانب الروسي، حيث تعرض أبو مرشد البردان لعدة محاولات اغتيال استطاع النجاة منها، كما تعرّضت الشخصيات المقربة منه ومرافقوه لمحاولات اغتيال؛ منها إطلاق النار على مهند الزعيم قبل أشهر، وهو أحد المرافقين لأبو مرشد، أدت به لإصابة بالغة أُصيب على أثرها بالشلل، كما تعرض فكري البردان، قيادي سابق في (جيش المعتز بالله) ومن الشخصيات المقربة لأبي مرشد لعملية اغتيال أمام منزله في مدينة طفس، أسفرت عن مقتله في فبراير (شباط) الماضي 2019». ويعتبر «أبو مرشد البردان» أول القيادين الذين وافقوا على اتفاق التسوية مع الجانب الروسي بريف درعا الغربي، وبات من الشخصيات المقربة للجانب الروسي في المنطقة، وحضر مؤخراً عدة اجتماعات مهمة على مستوى المنطقة الجنوبية مع ممثلين عن النظام السوري؛ كان منهم وزير الدفاع السوري ومسؤول الأمن الوطني في سوريا.

من جهة أخرى، تشهد المنطقة الجنوبية حالات اغتيال طالت ضباطاً للنظام السوري وشخصيات مقربة ومروجين لميليشيات «حزب الله» وإيران في المنطقة الجنوبية، حيث شن مجهولون في الشهر الحالي هجمات استهدفت قادة في ميليشيات إيران و«حزب الله» في درعا؛ منها اغتيال المعروف باسم «أبو حسين» أحد قادة الميليشيات الإيرانية في مدينة بصر الحرير شمال شرقي درعا، كما تعرض أحد المروجين لميليشيات «حزب الله» في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين، وسبقتها حادثة اغتيال لأحد المروجين للميليشيات الإيرانية و«حزب الله» في مدينة طفس بريف درعا الغربي، الذين يحاولون كسب شباب المنطقة وإقناعهم بالانتساب إلى تلك الميليشيات في المنطقة. ويرى مراقبون أن تصاعد الاغتيالات في مناطق جنوب سوريا، يرسم حالة من صراع النفوذ في المنطقة، الذي لا يزال بشكل ضمني بين إيران وروسيا، حيث إن قتلى عمليات الاغتيال التي وقعت جنوب سوريا عقب سيطرة النظام على المنطقة كانت بحق شخصيات إما مقربة من الجانب الروسي، أو الميليشيات الإيرانية و«حزب الله»، وهما القوتان التي تحاول إحداها الانفراد بالجنوب السوري، ومحاولة كسب أكبر قدر ممكن من مدخراته، سواء البشرية أو الجغرافية أو المناطقية، بينما يرى آخرون أنه قد تكون هناك فئة تحاول استغلال الصراع الروسي والإيراني جنوب سوريا، وتسعى لتحقيق أهدافها على حساب هذا الصراع، حيث شهدت المناطق التي خضعت لاتفاق التسوية عدة هجمات استهدفت حواجز ومقرات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، أيضاً من ضمن حالات الاغتيال التي شهدتها المنطقة مؤخراً كانت شخصيات موالية للنظام من وجهاء محليين تعرضوا لعمليات استهداف مباشرة ومحاولات اغتيال.

 

بيدرسن يشارك في اجتماع آستانة ويتجه لإعلان «الدستورية السورية» وموسكو تطلق مع دمشق عملية لإجلاء نازحين من الركبان

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أكد مشاركته في جولة مفاوضات آستانة التي تُعقد يومي 25 و26 أبريل (نيسان) الجاري في العاصمة الكازاخية نور سلطان. وقال مدير دائرة آسيا وأفريقيا بالوزارة أيدربك توماتوف، إن بيدرسن أعلن عزمه المشاركة، مضيفاً أن المعارضة السورية أعلنت بدورها نيتها حضور الجولة المقبلة، ووفقاً لمعلومات الخارجية الكازاخية فإن وفد المعارضة سيضم 14 شخصاً، لكن لم يتم تحديد هوية رئيس الوفد. وينتظر أن تركز الجولة الجديدة من المفاوضات على «سبل تحريك العملية السياسية بهدف إنهاء العمل على تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى مسألة انضمام المراقبين الجدد للعملية وإطلاق سراح المعتقلين والرهائن وتسليم جثث القتلى». على صعيد آخر، أعلنت الشرطة العسكرية الروسية في سوريا أنها عثرت في مدينة دوما بضواحي دمشق على خريطة بإحداثيات لمواقع كان مقاتلو «جيش الإسلام» يسيطرون عليها سابقاً، وأنها تمكنت بواسطة الخريطة من العثور على دبابة ومخابئ للذخيرة. وقال متحدث باسم الشرطة الروسية إن عناصرها عثروا خلال تفقد منزل مهدم على صورة جوية سليمة حُددت عليها مواقع جماعة «جيش الإسلام». وزاد أنه عُثر في الموقع المحدد على الصورة الجوية على دبابة، من طراز «تي – 62»، ومدفعها صالح للخدمة إضافة إلى ذخائرها. ولفت المتحدث العسكري الروسي إلى أنه من المنتظر أن تُنقل الدبابة إلى الجانب السوري، وتُحال إلى القسم المختص لإعادة ترميمها، مشيراً كذلك إلى أن محتويات مخابئ المسلحين تم تدميرها.

إلى ذلك، أعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا فيكتور كوبتشيشين، أن المركز نجح بالتعاون مع السلطات السورية، في إطلاق عملية إخراج اللاجئين من مخيم الركبان جنوب سوريا. وأوضح أنه «حتى 22 أبريل خرج 4345 لاجئاً من مخيم الركبان، بما في ذلك 940 رجلاً و1136 امرأة و2269 طفلاً».

ووفقاً له، تم استيعاب جميع اللاجئين الذين غادروا مخيم الركبان في أربعة مراكز إقامة مؤقتة في محافظة حمص. تزامن ذلك مع إعلان رئيس المركز الوطني التابع لوزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف، أن ممثلي الولايات المتحدة رفضوا المشاركة في الاجتماع الثالث حول إزالة مخيم الركبان للاجئين في سوريا. وزاد أن موسكو وجهت دعوة عبر السفارة الأميركية في موسكو للمشاركة في أعمال الاجتماع التنسيقي «لكن مع الأسف، رفض ممثلو الولايات المتحدة حضور هذا الحدث المهم». وأوضح أن الولايات المتحدة «تواصل الإصرار على ضرورة مناقشة مشكلة مخيم الركبان في العاصمة الأردنية، عمان، في شكل مشاورات ثلاثية لممثلي روسيا والولايات المتحدة الأميركية والأردن. من دون إشراك دمشق وممثلي الأمم المتحدة في الحوارات». وقال ميزينتسيف: «إننا نعتبر العمل من دون مشاركة ممثلي الأمم المتحدة، والأهم من ذلك، دون مشاركة ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية، غير فعال». وغادر أكثر من ثلاثة آلاف نازح مخيم الركبان قرب الحدود السورية - الأردنية، وتوجهوا إلى مدينة حمص وسط سوريا. وقال مصدر في محافظة حمص لوكالة الأنباء الألمانية: «وصل الاثنين (أمس) إلى معبر جليغم في ريف حمص الشرقي، أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وقد جهّزت المحافظة لهم حافلات لنقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في مدينة حمص لحين نقلهم إلى بلداتهم وقراهم». وأضاف المصدر: «غادر نحو سبعة آلاف شخص منذ نحو شهر مخيم الركبان، رغم منع القوات الأميركية الموجودة في قاعدة التنف الأهالي من المغادرة، والتوجه إلى محافظة حمص رغم الظروف الإنسانية السيئة». وأكد مصدر في المجلس المحلي لمخيم الركبان خروج نحو 200 سيارة تقلّ مئات العائلات، أمس، باتجاه معبر جليغم شرق حمص بعد حصولهم على الموافقة، مشيراً إلى أن آلافاً ما زالوا في المخيم بانتظار خروجهم خلال الشهر القادم. وأضاف المصدر: «يعيش في المخيم حالياً أكثر من 50 ألف شخص وسط أوضاع إنسانية سيئة للغاية لا يوجد طعام ولا خدمات طبية، والمساعدات التي وصلت إلى المخيم منذ شهرين نفدت تقريباً، والأهالي يبحثون في البادية عن الأعشاب حتى تكون لهم طعاماً». وتتهم الحكومتان السورية والروسية القوات الأميركية الموجودة في قاعدة التنف، بمنع نازحي مخيم الركبان من الخروج والتوجه إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

 

نذر مواجهة بين الجيش السوداني والمعتصمين... والمعارضة تضع شروطاً جديدة

القوات المسلحة السودانية تتوعد بإزالة حواجز ومتاريس أقامها المحتجون وفتح جسرين رئيسيين

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/توعد الجيش السوداني بإزالة حواجز وفتح طرق ومعابر سدها محتجون أمام القيادة العامة، وبوقف عمليات تفتيش للمواطنين ينظمها المعتصمون، ما ينذر بمواجهة وشيكة بينه وبين المعتصمين الذين يعتبرون قراره «حيلة» لفض «اعتصامهم بالقوة»، فيما وضع تحالف المعارضة شروطاً لاستئناف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، ووعد بإعلان أسماء حكومته خلال يومين. ودعت اللجنة الأمنية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي، المواطنين، للتعاون معها للحد مما سمته «الظواهر السالبة، والممثلة بإغلاق الطرق وتفتيش المارة».

ويشل الاعتصام المستمر في السودان منذ السادس من أبريل (نيسان) الحالي، الجزء الشرقي من وسط الخرطوم، ويغلق طرقاً رئيسية: «الجمهورية، والجامعة، والبلدية، والسيد عبد الرحمن، والجيش» بحشود المتظاهرين منذ ذلك الوقت. وتسد حشود المتظاهرين كذلك جسري «القوات المسلحة» و«النيل الأزرق» اللذين يربطان شرق الخرطوم وشمالها بمدينة الخرطوم بحري، ومناطق شرق النيل، ما يشل هذه المنطقة، ويؤثر على النشاط وسط الخرطوم. وقالت اللجنة الأمنية، في بيان صحافي، أمس، إن على المواطنين مساعدة السلطات الأمنية «بالإبلاغ الفوري عن أي ظواهر سالبة تؤثر على الأمن والسلامة والحياة اليومية للمواطنين»، وتوعدت بفتح الممرات والطرق والمعابر بشكل فوري، لتسيير حركة القطارات والنقل بأشكاله المختلفة بالعاصمة والولايات. ويخشى متظاهرون حدوث صدام بين المعتصمين وقوات الجيش، التي تتهم المتظاهرين بإعاقة «تسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية»، والذين يعتبرون ذلك «حيلة» جربت من قبل لفض الاعتصام. ونوه البيان إلى أن جهات في المعتصمين ترتكب ممارسات غير مقبولة في الشارع العام، وتتضمن إغلاق الطرق وتفتيش المواطنين والمركبات، ووضع المتاريس، ومنع القطارات والشاحنات من توصيل احتياجات المواطنين بالولايات.

وأشار إلى أن البعض يستخدم ما سمته «مركبات من دون لوحات»، أو لوحات مزورة، «ما يجعلها قابلة للاستخدام في أنشطة سيئة تنعكس على أمن البلاد والمواطن». من جهتها، قررت «قوى الحرية والتغيير» المعارضة تسمية مرشحيها للسلطة المدنية بكامل هياكلها التنفيذية والسيادية والتشريعية، أمام حشد مليوني دعت له بعد غد الخميس.

وحسب بيان صادر عن «قوى الحرية والتغيير»، أمس، فإن المشاورات التي جرت لتسمية المرشحين للسلطة وصلت لمرحلة متقدمة، وتضمن البيان اعتذاراً عن تأجيل إعلان الأسماء الذي كان مقرراً أول من أمس. وتشمل الهياكل التي يتوقع إعلان أسماء المشاركين فيها، «مجلساً رئاسياً مدنياً» للمهام السيادية، و«مجلساً تشريعياً مدنياً انتقالياً»، و«مجلس وزراء» مصغراً من الكفاءات الوطنية، ويمثل فيه الشباب والشابات بصورة لائقة. وجدد البيان رفض أي تمثيل آخر من غير «قوى الحرية والتغيير»، وامتدادات المجلس العسكري السابق، وقال: «لن نقبل بأي تواصل للحرس الشمولي القديم. ولا تفاوض مع سلطة انقلابية تمثل النظام القديم الجديد». وفي تطور جديد، تقدمت المعارضة بشروط جديدة لاستئناف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، تتضمن الاعتراف بقوى «الحرية والتغيير» ممثلاً للثورة السودانية، وتسليمها السلطة لتشكيل مجلس رئاسي، وإبعاد ثلاثة من أعضاء المجلس تتهمهم بأنهم «بقايا النظام المعزول». وكانت قوى المعارضة قد أعلنت أول من أمس، تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، ورفضت تسليمه أي ترشيحات للحكومة المدنية، واتهمته بالسعي لإعادة إنتاج النظام السابق، وإلحاق حلفائه بالحكومة الجديدة.

واستجابة لمطالب شعبية بتكوين حكومة كفاءات غير حزبية، أعلن «حزب الأمة القومي» بقيادة الصادق المهدي، أنه لن يشارك في الحكومة الانتقالية، وطالب المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية. وقال الحزب، في بيان صحافي، إن الشعب لا يزال في ساحات الاعتصام للمطالبة بتحقيق مطالبه كاملة، وأضاف: «لقد ظهرت لنا جلياً نوايا وأجندة بعض أعضاء المجلس العسكري، وسعيهم إلى إعادة إنتاج النظام السابق، ورعاية الثورة المضادة، وذلك بالمماطلة والتسويف في نقل السلطة إلى حكومة مدنية ممثل فيها الجيش، تقوم بأعباء الانتقال السياسي الذي يفتح الطريق نحو الديمقراطية الكاملة».

في سياق متصل، قال «الحزب الاتحادي الديمقراطي» بقيادة الزعيم الديني محمد عثمان الميرغني، إنه لن يشارك في الحكومة الانتقالية، وطالب بتقصير الفترة الانتقالية إلى عام واحد أو عامين. وحدد المجلس العسكري الانتقالي فترة انتقالية طولها عامان، فيما تطالب المعارضة المنضوية تحت لواء «الحرية والتغيير» بفترة انتقالية طولها أربع سنوات. وقال نائب رئيس الحزب جعفر الصادق، نجل الميرغني، في مؤتمر صحافي أمس، إن ما سماه «تفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن أمر في غاية الأهمية، إلى جانب إحياء دولة المؤسسات، وإصلاح أجهزة الدولة، وتطوير الخدمة المدنية، بأسرع وقت ممكن». وأول من أمس علق تحالف «قوى الحرية والتغيير»، الذي قاد الثورة السودانية التي أدت لخلع الرئيس البشير، التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، وأعلن الامتناع عن تسليمه أي ترشيحات للحكومة المدنية، واتهمه بالعمل على إعادة إنتاج النظام السابق. ومنذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، ظل السودان يشهد احتجاجات ومظاهرات متواصلة، تطالب بتنحية الرئيس عمر البشير وحكومته، قبل أن تتوج باعتصام شارك فيه الملايين أمام قيادة الجيش ابتداء من 6 أبريل الحالي، أدى لخلع الرئيس البشير وتسلم الجيش بقيادة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف للسلطة في 11 من الشهر ذاته.

لكن المتظاهرين رفضوا قبول وجود بن عوف على رأس المجلس، ووجود رئيس جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله «قوش» ضمن المجلس العسكري الانتقالي، فاضطر للاستقالة، وإقالة نائبه كمال عبد المعروف، وآلت رئاسة المجلس لرئيسه الحالي عبد الفتاح البرهان، الذي أحالهما ورئيس جهاز الأمن للتقاعد. ورغم مرور أكثر من عشرة أيام على تنحية المخلوع عمر البشير، فإن المحتجين يواصلون الاعتصام أمام قيادة الجيش، متوعدين بعدم فضه قبل أن تتحقق مطالبهم بتصفية النظام السابق، وتقديم رموزه للمحاكمات وتسليم السلطة لحكومة مدنية.

 

الميليشيات تصعّد في الحديدة وتهدّد بتفريغ مليون برميل نفط في البحر/الجماعة الانقلابية فجّرت جسراً استراتيجياً يربط ميناء عدن بصنعاء وإب

الشرق الأوسط/23 نيسان/19/صعّدت الميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة من انتهاكاتها للهدنة ووقف إطلاق النار، مستغلة حالة الجمود في شأن استمرار المساعي الأممية لتنفيذ اتفاق السويد وانسحاب الميليشيات من الحديدة وموانئها. وفيما وسّعت الجماعة الموالية لإيران من معاركها في الضالع والبيضاء ولحج بعد توقف الضغط العسكري عليها في الحديدة، هدد القيادي الحوثي البارز رئيس ما تسمي «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي بتفريغ نحو مليون برميل نفط خام في مياه البحر الأحمر. وجاءت تهديدات الحوثي ضمناً في تغريدة على «تويتر» زعم خلالها أن كمية النفط المخزونة في سفينة «صافر» العائمة في ميناء رأس عيسى، بدأت في التسرب، وقال إن المسؤولية ستتحملها الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها لعدم سماحهما لجماعته ببيع النفط المخزن وتحويله إلى جزء مما يسميه «المجهود الحربي» للميليشيات. وإذا نفذت الجماعة تهديدها بتفريغ حمولة السفينة النفطية في البحر، فإن ذلك ستنجم عنه كارثة بيئية في البحر الأحمر - بحسب الخبراء - ستكون لها تبعاتها على الأحياء البحرية لسنوات بسبب التلوث الذي سينجم عن ذلك. وحول ما يتعلق بالتصعيد الميداني المستمر، أفادت مصادر الإعلام العسكري التابع للقوات الحكومية في الحديدة بأن الجماعة الحوثية حاولت تنفيذ عملية واسعة جنوب الحديدة لاستعادة المطار شارك فيها المئات من عناصرها. وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية المرابطة جنوب مدينة الحديدة وشرقها أحبطت المحاولة الحوثية وأجبرت المهاجمين على الانسحاب بعدما تكبدوا عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

إلى ذلك، أفاد «المركز الإعلامي لألوية العمالقة»، أمس، بأن الميليشيات شنت قصفاً عنيفاً على مواقع «الألوية» الحكومية في منطقتي الجبلية والفازة التابعتين لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة نهار أمس. وبحسب ما أورده المركز نقلاً عن مصادر عسكرية ميدانية في «وحدة الرصد والمتابعة» التابعة لـ«ألوية العمالقة»، قصفت الميليشيات المواقع بالمدفعية وبالأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستخدمت الأسلحة القناصة. وأضافت المصادر العسكرية أن الميليشيات استهدفت مواقع «ألوية العمالقة» جنوب مديرية حيس، وأدى ذلك إلى إصابة أحد الجنود برصاص قناص حوثي. ووفقاً للمركز الإعلامي نفسه، استخدمت الميليشيات مختلف الأسلحة المتوسطة والأسلحة القناصة لاستهداف مواقع القوات الحكومية في منطقة مفرق سقم جنوب مدينة حيس منذ مساء أول من أمس الأحد وحتى صباح أمس الاثنين دون توقف. ويأتي التصعيد الحوثي في ظل استمرار الجماعة في استقدام التعزيزات العسكرية وشن الهجمات على مواقع القوات الحكومية رغم الهدنة الأممية المعلنة في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويعتقد عسكريون ومسؤولون يمنيون أن الميليشيات الحوثية تناور لكسب الوقت وليست في وارد الانصياع لتنفيذ اتفاق السويد رغم تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن بشأن تنفيذ الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً ما يتعلق بالمرحلة الأولى من إعادة الانتشار. ويؤكد سكان الحديدة أن الجماعة لا تزال تمارس الاعتقالات بحق المدنيين، وتستغل المساعدات الأممية لتجنيد أبناء الأسر الفقيرة في صفوفها، فضلاً عن استمرارها في تعزيز قدراتها العسكرية وحفر الخنادق وزرع مزيد من الألغام.

على صعيد ميداني متصل، أقدمت الميليشيات الحوثية على تفجير جسر استراتيجي على الطريق التي تربط محافظتي الضالع وإب المجاورة، أملاً في عدم استغلاله من قبل القوات الحكومية والمقاومة الجنوبية لاستقدام تعزيزات جديدة في هذه الجبهة المشتعلة. وشوهد آلاف السيارات والناقلات المتنوعة متوقفة بامتداد كيلومترات على الطريق بعد أن عجزت عن مواصلة سيرها جراء تفجير الجسر على الطريق الوحيدة المتبقية التي تربط بين ميناء عدن ومدن صنعاء وإب وذمار وبقية مناطق الشمال. وقال ناشطون يمنيون إن ملايين السكان في المناطق الشمالية الخاضعة للميليشيات الحوثية يتضررون من تفجير الجسر على هذه الطريق التي باتت منذ توقف الطريق بين الضالع ودمت باتجاه ذمار هي الوحيدة لمرور المسافرين ونقل البضائع والمؤن. ويقع الجسر، الذي فجرته الميليشيات الحوثية في منطقة الوطيف ويحمل اسم المنطقة ذاته، بجوار جبل حمك حيث تشهد المنطقة تصعيداً حوثياً باتجاه مديرية قعطبة شمال مدينة الضالع، على وقع مقاومة شرسة من أبناء المنطقة والقوات الحكومية المشتركة. وأفادت مصادر ميدانية في المنطقة نفسها بأن قوات المقاومة أعادت ترتيب صفوفها مجدداً بعد التقدم الحوثي في منطقة العود - جبهة حمك، وشنت هجوماً معاكساً، أمس، تمكنت عبره من استعادة عدد من المواقع. وأوضحت المصادر أن قوات المقاومة تمكنت من تطهير منطقة بيت الشرجي وتقدمت إلى منطقة سائلة حطب وصولاً إلى نقيل قبون، كما أنها تواصل التقدم لتطهير مناطق بيت الشوكي وعزاب من عناصر الميليشيات. وكانت الجماعة الحوثية استغلت توقف المعارك في جبهة الحديدة لتعزيز جبهاتها القتالية الأخرى في البيضاء والضالع ولحج، في سياق مساع للميليشيات يرجح المراقبون أنها تستهدف تحقيق مكاسب ميدانية في هذه المناطق والاستمرار في تهديد المحافظات الجنوبية. وفي شأن ميداني متصل، كان طيران تحالف دعم الشرعية استهدف، أمس، معسكراً تدريبياً للجماعة الحوثية جنوب صنعاء في سياق دوره المستمر في تحجيم قدرات الجماعة وتحييد قدرتها على الحشد والتعزيز. وذكرت مصادر عسكرية وشهود أن الضربات استهدفت معسكر جربان الواقع في مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء، ما أدى إلى تكبيد الميليشيات قتلى وجرحى وتدمير عربات عسكرية وأسلحة.

 

 اختلاس 64 مليون دولار قبل إقالة محافظ نينوى وتزايد أعمال الثأر من عائلات «الدواعش» في الموصل

بغداد - الموصل/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أعلنت هيئة النزاهة العراقية، في بيان أمس، عن فقدان ما يقارب 60 مليون دولار من موازنة محافظة نينوى، اختلسها موظفون مقربون من المحافظ الملاحق قضائياً نوفل العاكوب قبل إقالته من منصبه عقب حادثة غرق عبارة في الموصل. كانت الهيئة قد أعلنت في 11 أبريل (نيسان) الحالي ضبط 14 مسؤولاً وموظفاً في ديوان محافظة نينوى، بتهمة الاختلاس وتبديد أموال الدولة. وكشفت هيئة النزاهة في بيانها أمس، الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أن موظفين مقربين من العاكوب استحوذوا على أكثر من 76 مليار دينار عراقي (نحو 64 مليون دولار) «على شكل صكوك، أو إيداعات في حسابات شخصية على شكل أموال نقدية». وأوضح مسؤول في الهيئة، طالباً عدم كشف هويته، أن من ضمن المبلغ الأصلي ما يقارب 45 مليار دينار عراقي (نحو 37 مليون دولار) «من أموال تنمية الأقاليم لعام 2018 الخاصة بالمحافظة»، ولفت إلى أن هيئة النزاهة تمكنت من استعادة ما يقارب 8 مليارات دينار (نحو 6 ملايين دولار). وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، صوت مجلس النواب العراقي بالإجماع على إقالة العاكوب ونائبيه، إثر حادثة غرق عبارة في الموصل أودت بأكثر من مائة شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال. وفتحت حادثة غرق العبارة ملفات الفساد التي كانت تنخر المدينة المدمرة إثر الحرب ضد تنظيم «داعش» التي رصدت لها ميزانية بقيمة 800 مليون دولار. ورغم ذلك، فإن الفساد يبقى مستشرياً في الدولة التي تحتل المرتبة 12 على لائحة البلدان الأكثر فساداً في العالم. وإن أعادت حادثة العبارة مسألة فساد السياسيين إلى الضوء مجدداً، فإن أياً منهم لم يقدم إلى العدالة حتى الآن. وفي حين صدت أوامر إلى جميع القوات الأمنية في البلاد باعتقال العاكوب، فإن الأخير لا يزال فاراً، ويجري مقابلات مع تلفزيونات محلية من كبرى مدن كردستان العراق، حيث يقيم حالياً، وفقاً لمسؤولين. ومن ناحية ثانية، كشف قاضٍ عراقي عن وقوع عشرات الحوادث الانتقامية ضد عوائل عناصر تنظيم «داعش» الذين تسببوا بقتل المئات في الموصل. وقال وعد الله الخفاف، القاضي في المحكمة الجنائية في نينوى، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «الحوادث الجنائية ضد عوائل (داعش) ارتفعت مؤخراً. وقد نظرت المحكمة الجنائية قبل أيام دعوى قتل أم أحد أفراد عصابات (داعش) وشقيقته من قبل أحد المتضررين من (داعش)، حيث اقتحم منزلهما في حي الحدباء، وقتلهما معاً في الحال، وتم القبض عليه في وقت لاحق». وأضاف أن «أم أحد أفراد (داعش) تعرضت للقتل، على يد متضررين من التنظيم أيضاً، بعد أن أقدم على ذلك شقيقان كان عناصر التنظيم قد أعدموا والدهما المنتسب في الجيش العراقي السابق، بالقرب من منزلهم في منطقة النور، شرق الموصل، وتم القبض على الجناة أيضاً». وتابع الخفاف أنه «تم القبض على أحد الأشخاص بعد قتله لشقيقة داعشي، خلال عودتها من المدرسة، بسلاح كاتم للصوت، انتقاماً لمقتل زوجته وأطفاله على يد تنظيم (داعش)». وكان مجلس قضاء الموصل قد أصدر في وقت سابق تعليمات بنقل عوائل «داعش» إلى مخيمات، خشية حدوث عمليات ثأر عكسي ضدهم من قبل المواطنين المتضررين، فضلاً عن «إعادة تأهيلهم، نفسياً وفكرياً، ودمجهم بالمجتمع، بعد التأكد من استجابتهم للتأهيل». وفي منتصف يوليو (تموز) من العام الماضي، افتتحت السلطات في نينوى أول مخيم لـ«إعادة التأهيل» في ناحية برطلة، وتم تأهيل عشرات العوائل لمدة لا تقل عن شهرين، ثم تمت إعادتهم بعدها إلى مناطقهم في مركز الموصل. ومن جهتها، أيدت السيدة أم معن (62 عاماً) مسألة أخذ الثأر والانتقام، قائلة إن «ما يصيب عوائل الدواعش اليوم كان قد أصابهم في أحد الأيام، وسبب لهم الألم والحزن على فقدان فلذات أكبادهم، وهذا هو يوم تبشير القاتل بالقتل، ولو بعد حين، وأن دماء الضحايا لن تذهب سدى، والعين بالعين والسن بالسن والدم بالدم». لكن المدرس علي فاضل يرى أن «قضية أخذ الثأر قضية باطلة لأن أم الداعشي لربما تكون غير راضية عما اقترفه ابنها من أعمال وجرائم بحق الأبرياء، فلماذا تجازى بالقتل؟». وأشار فاضل إلى أن «شقيقة الداعشي ليست بالضرورة مجرمة، مثلما يتصورها الذين يقدمون على قتلها مقابل عمل إجرامي قام به شقيقها، حيث لا تزر وازرة وزر أخرى».

 

زعيم كوريا الشمالية يعقد قمة مع بوتين الخميس المقبل

بيونغ يانغ/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس المقبل في فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي، وفق ما أعلن مستشار للكرملين، اليوم (الثلاثاء). وصرح يوري أوشاكوف للصحافيين بأن «رئيسنا سيجري محادثات الخميس مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون»، مضيفاً أن هذا اللقاء، الأول بين الرجلين، «هو حدث رئيسي في العلاقات الثنائية» بين موسكو وبيونغ يانغ. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنت صباح اليوم، أن كيم «سيقوم قريباً بزيارة لروسيا بناء على دعوة بوتين». وأوضح أوشاكوف، أن «اللقاء سيركز على الحل السياسي والدبلوماسي للمشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن «روسيا عازمة على أن تدعم بكل الأشكال الممكنة التوجهات الإيجابية» على هذا الصعيد. والاجتماع مرتقب إلى حد بعيد منذ أعلن الكرملين الأسبوع الماضي، أن الرئيسين سيلتقيان في روسيا «في النصف الثاني من شهر أبريل (نيسان)». وفي ميناء فلاديفوستوك على المحيط الهادي، على بعد بضع مئات من الكيلومترات من كوريا الشمالية، رفعت أعلام روسية وكورية شمالية استعداداً للقمة. وتقيم موسكو علاقات ودية منذ فترة طويلة مع بيونغ يانغ وتقدم إليها مساعدات غذائية. وأبدى بوتين منذ وقت طويل استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي.

وبهذه الزيارة يسعى كيم لتصوير نفسه بأنه يعمل لحشد التأييد الأجنبي لخططه للتنمية الاقتصادية منذ انهيار القمة الثانية بين بيونغ يانغ وواشنطن في هانوي خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، الأمر الذي أدى إلى تعليق المحادثات مع واشنطن بشأن تخفيف العقوبات الذي كانت تريده كوريا الشمالية. ووفقاً لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، فقد شوهد كيم تشانغ سون، كبير مساعدي زعيم كوريا الشمالية في فلاديفوستوك أمس (الأحد)، الأمر الذي أثار تكهنات بأن قمة بوتين وكيم ستنعقد في المدينة يومي 24 و25 أبريل على وجه التقريب. ويقول أرتيوم لوكين، وهو أستاذ بجامعة فار إيسترن الاتحادية في فلاديفوستوك، إنه بعد فشل قمة هانوي، يتطلع كيم على الأرجح لإثبات أن زعماء العالم لا يزالون يخطبون وده وأن لديه خيارات أكثر. وقال: «كيم لا يريد أن يبدو كأنه يعتمد بشدة على واشنطن وبكين وسيول. بالنسبة لروسيا فإن قمة بوتين وكيم ستعيد التأكيد على مكانة موسكو كطرف فعال في شبه الجزيرة الكورية. هذا الاجتماع مهم للهيبة الروسية على الساحة الدولية».

 

«الجيش الجمهوري الآيرلندي الجديد» يعترف بقتل صحافية ويعتذر

لندن: /الشرق الأوسط/23 نيسان/19/أعلنت مجموعة جمهورية منشقة تسمّي نفسها "الجيش الجمهوري الآيرلندي الجديد" اليوم (الثلاثاء) مسؤوليتها عن مقتل الصحافية الآيرلندية الشمالية لايرا ماكي خلال أعمال شغب في لندنديري الأسبوع الماضي. وجاء في بيان تلقته صحيفة "آيريش نيوز" أن الجيش الجمهوري الآيرلندي الجديد "يقدم اعتذارنا الخالص والصادق لشريك لايرا ماكي وأسرتها وأصدقائها". وقضت ماكي - 29 عاماً - إثر إصابتها في الرأس ليل الخميس أثناء مواجهات بين جمهوريين منشقين والشرطة في حي كريغان في ثانية أكبر مدن آيرلندا الشمالية المعروفة أيضا باسم ديري والواقعة قرب حدود جمهورية آيرلندا. وفيما أقرت المجموعة بالمسؤولية، فإنها حاولت تبرير الحادث بالقول إن الصحافية قتلت خلال هجوم على "قوات عدوة" متهمة الشرطة بإثارة أعمال الشغب التي سبقت مقتلها. وجاء في البيان: "أثناء مهاجمة العدو، قتلت لايرا ماكي بشكل مأساوي عندما كانت تقف إلى جانب القوات العدوة". وأضاف: "ليل الخميس وعقب مداهمة في كريغان من جانب قوات التاج البريطاني المدججة بالسلاح مما أثار أعمال الشغب، نشر الجيش الجمهوري الآيرلندي الجديد متطوّعينا للتصدي". وبعد مقتل الصحافية أصدرت الأحزاب الستة الرئيسية في آيرلندا الشمالية، ومن بينها الوحدويون والجمهوريون الذين عجزوا عن تشكيل حكومة منذ أكثر من عامين، بيانا مشتركا نادرا جاء فيه إنه "من غير المجدي القيام بما من شأنه تدمير التقدم المحرَز في السنوات العشرين الماضية، والذي حصل على دعم هائل من الناس في كل مكان". وسجلت أعمال العنف قبل نهاية اسبوع الفصح الذي يحيي فيه الجمهوريون انتفاضة وقعت في دبلن عام 1916 وأدت الى اعلان قيام جمهورية آيرلندا في يوم اثنين عيد الفصح. وفي يناير (كانون الثاني) أثار تفجير سيارة مفخخة في ديري مخاوف من موجة عنف جديدة تقف خلفها مجموعات شبه عسكرية. وانهى "اتفاق الجمعة العظيمة" عام 1998، إبان عهد حكومة طوني بلير، ثلاثة عقود من سفك الدماء بين جمهوريين قوميين (كاثوليك) ووحدوديين (بروتستانت) في فترة أطلق عليها مرحلة "الاضطرابات". وقتل قرابة 3500 شخص في النزاع السياسي الطائفي.

 

مشاركات لافتة لمسيحيي مصر في الاستفتاء/احتفلوا بـ«عيد الشعانين» أمام لجان الاقتراع

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/في مشهد لافت، حرصت الستينية «ماريان»، وهي تُمسك بعصا تتوكأ عليها للحضور إلى لجنة «المعهد الفني الصناعي» بضاحية المطرية (شرق القاهرة)، والمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية. ورغم أن لجنتها الانتخابية كانت في دور علوي، فإنها تحملت ذلك بمساعدة نجلها نبيل ثروت وأدلت بصوتها. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «مهما كان التعب، لا بد أن أشارك، فأنا شاركت في جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وهذا الاستحقاق ضروري جداً». مشهد السيدة القبطية، جسد مشاهد كثيرة للأسر المسيحية، التي حرصت على المشاركة في التصويت على التعديلات. وأضافت «ماريان»: «رغم الاحتفال (بعيد الشعانين)، فإن الجميع حضر للتصويت، لأنها مسؤولية وطنية». وبالفعل نشر الكثير من المسيحيين صوراً لهم على صفحاتهم الشخصية بـ«فيسبوك» و«تويتر»، وهم يحملون «سعف النخيل» عقب الانتهاء من احتفالاتهم بالكنائس، وذهابهم إلى المقار الانتخابية. وأدلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بصوته في مدرسة «السرايات» بحي الوايلي (شرق القاهرة)، مع انطلاق أول أيام التصويت على التعديلات. سبق ذلك، تأكيده على أن «المشاركة في الاستفتاء على الدستور حق من حقوق المواطنة... ونحث جميع أبنائنا على المشاركة والإدلاء بالرأي». واحتفل المسيحيون أول من أمس بـ«أحد الشعانين» المعروف بـ«أحد السعف» الذي يسبق «عيد الفصح» أو «عيد القيامة» لدى المسيحيين الشرقيين. وتفرض قوات الشرطة المصرية إجراءات أمنية مشددة في محيط الكنائس، وتمنع السيارات من الانتظار أو المرور بالقرب من دور العبادة المسيحية. مصدر أمني قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم تخصيص (حرم آمن) حول الكنائس يسمح فقط بعبور المارة، خشية من وقوع أي أعمال إرهابية، تُعكر جو الاحتفالات بـ(عيد القيامة)، و(عيد الربيع) الأسبوع المقبل». وفي أبريل (نيسان) عام 2017 قتل 45 شخصاً، إثر اعتداءين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا (شمال مصر)، خلال قداس «عيد الشعانين»... وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجومين.

وحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يناير (كانون الثاني) الماضي، قداس «عيد الميلاد» بمقر كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة). ودأب السيسي على حضور القداس منذ انتخابه رئيساً للبلاد في ولايته الأولى يونيو (حزيران) 2014. وتعتبر كنيسة العاصمة الإدارية (كاتدرائية ميلاد المسيح) أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وتسع لـ8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي، وصحن، ومنارة بارتفاع 60 متراً، وتقع على مساحة 15 فداناً. وأكد البابا تواضروس الثاني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «القيادة السياسية بداية من الرئيس السيسي، تسعى لأن تبدو مصر (وحدة واحدة)، والابتعاد عن الانقسام والتفتت الكفيل بأن يدمر المجتمعات في وقت صغير». وأمام لجنة المعهد الفني الصناعي بالمطرية، اصطف عدد من المسيحيين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. وحرص الأربعيني، ماجد فخري، على اصطحاب أسرته إلى اللجنة للتصويت. وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «التصويت على التعديلات يفتح آفاقاً لمستقبل أفضل لمصر، ويقضي على جميع الأكاذيب، التي يتم ترديدها وتتعلق بوضع الأقباط في مصر». وسبق أن استنكر البابا تواضروس، في عظة سابقة ألقاها من كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس، بكوينز نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، «الأخبار الخاصة بالكنيسة أو المجتمع المصري، التي تصل أميركا بعد التلاعب فيها»، قائلاً إن «الأخبار عندما (تعدي) الأطلنطي، تتغير خالص - على حد تعبيره -». وقال مراقبون إن «مصر رفضت من قبل ما اعتبرته زعماً لنواب في الكونغرس الأميركي تحدث عن تعرض الأقباط لانتهاكات». ووفقاً لتقديرات رسمية «تتراوح نسبة المسيحيين في مصر بين 10 و15 في المائة من عدد السكان». ويؤكد البابا تواضروس الثاني دائماً أن «أي محاولة للعبث بالرباط القوي الذي يجمعنا بالمسلمين سوف تنتهي بالفشل»، وأن «مشاعر الحب والود المتبادلة هي نعمة من الله على الشعب المصري»، وأن «الأعياد والمناسبات الإسلامية والمسيحية تأتي كفرصة لإظهار هذه النعمة». توني سمير، الثلاثيني، حرص على التصويت في إحدى اللجان بضاحية المطرية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عدداً كبيراً من الشباب والنساء شاركوا أمس، بشكل لافت في الاستفتاء على التعديلات، فضلاً عن مشاركة كبار السن». من جهته، أكد القس صليب، بكنيسة «العذراء» في عين شمس (شرق القاهرة) لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشاركة في الاستفتاء عكست محبة كبيرة لمصر من المسيحيين والمسلمين، لأن مصر تمر بمرحلة من أخطر مراحلها نحو البناء والتنمية، لذا فعلى الجميع الوقوف خلف وطننا».

 

اعتقال أشهر رجال الأعمال المرتبطين بحكم بوتفليقة بتهم فساد/غالبية الأحزاب قاطعت مشاورات الرئاسة تمهيداً للانتخابات المقبلة

الجزائر/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/بينما قال قضاة جزائريون لـ«الشرق الأوسط» إن المحاكم المدنية والعسكرية «مقبلة على معالجة أكبر فضائح فساد في الـ20 سنة الماضية»، تورط فيها رجال أعمال وجنرالات، كان لهم نفوذ كبير، حسبهم، خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، جرى أمس اعتقال: «الإخوة كونيناف»، ملاك أكبر مجموعة للمقاولات، ويسعد ربراب أشهر مليارديرات الجزائر، في قضايا فساد أيضا. وبث التلفزيون الحكومي أمس في نشرة أخبار منتصف النهار، أن «فصيلة التحريات التابعة للدرك الوطني بالجزائر العاصمة اعتقلت الرئيس المدير العام لمجمع سيفيتال (للصناعات الغذائية) أسعد ربراب، ورجال الأعمال الأشقاء كونيناف، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضايا فساد». وأفاد التلفزيون الحكومي بأن ربراب «محل شبهة تصريح كاذب، يتعلق بحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وتضخيم فواتير مرتبطة باستيراد تجهيزات، واستيراد عتاد مستعمل، رغم الاستفادة من الامتيازات الجمركية الجبائية والمصرفية. وسيتم تقديم المشتبه به أمام وكيل الجمهورية (ممثل النيابة) لدى محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، فور الانتهاء من التحقيق». وعرف ربراب بمعارضته لبوتفليقة. لكن ثروته زادت بشكل لافت خلال فترة حكمه، وذلك بفضل قروض حصل عليها من مصارف حكومية. وأضاف التلفزيون الرسمي، الذي لا «يغامر» أبدأ بنشر مثل هذه الأخبار، من دون «أوامر فوقية» حسب مراقبين، أن قسم التحقيقات بالدرك اعتقل أيضا أربعة من الإخوة كونيناف، وعلى رأسهم رضا مسير المجموعة الاقتصادية التي تملكها العائلة، وذلك بشبهة «إبرام صفقات عمومية مع الدولة، دون الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية، وكذا استغلال نفوذ الموظفين العموميين، للحصول على مزايا غير مستحقة». وأوضح التلفزيون أنه «سيتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد فور الانتهاء من التحقيق». مؤكدا في ذات السياق أن «فصيلة التحريات للدرك الوطني تواصل تحقيقاتها الابتدائية ضد الكثير من رجال الأعمال، منهم من اتخذ القضاء بحقهم إجراءات المنع من مغادرة التراب الوطني». كما «سلمت استدعاءات إلى رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، ووزير المالية محمد لوكال للمثول أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد في قضية تتعلق بشبهة تبديد المال العام، وتقديم امتيازات غير مشروعة». وذكر قاض برتبة مستشار، يشغل منصبا قياديا بـ«نادي قضاة الجزائر» (تنظيم نقابي حديث النشأة)، أن المحاكم «تلقت تعليمات صارمة من قيادة المؤسسة العسكرية لمتابعة أي شخص، مهما علا شأنه في الدولة، في حال وجود شبهة فساد ضده. وبلغني أن عائلة الرئيس السابق، وخاصة شقيقه (سعيد بوتفليقة) محل تحقيق في قضايا فساد واستغلال النفوذ، وأرجح اتهامه عن قريب».

لكن البرلماني محسن بلعباس، ورئيس حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، ألقى شكوكا حول مصداقية التحقيقات بخصوص هؤلاء الأشخاص، وقال إن التحري حول الفساد المتفشي منذ عشرين سنة «يتطلب أن يستدعي القضاة كل المسؤولين، بداية من عبد العزيز بوتفليقة ومحمد مدين (مدير المخابرات سابقا) المدعو توفيق، وإلا ففي الأمر إن». في ظل هذه الأجواء، باتت أوساط سياسية وإعلامية تبدي مخاوف من احتمال إطلاق حملة قضائية ضد كل من تقرب من بوتفليقة، وذلك «لإعطاء الانطباع بأن السلطة الحالية، مجسدة في قيادة الجيش، تسعى إلى تحقيق مطالب الشعب، المتمثلة في طي صفحة النظام السابق نهائيا». في سياق متصل، ذكرت محكمة الاستئناف العسكرية بالبليدة (50 كلم جنوب العاصمة)، أمس، أن قاضي التحقيق العسكري أصدر أوامر بحبس اللواء باي سعيد، القائد السابق للناحية العسكرية الثانية (غرب)، واعتقال اللواء شنتوف حبيب، القائد السابق للناحية العسكرية الأولى (وسط)، بناء على تهمة «التلاعب بأسلحة وذخيرة حربية، ومنحها لأشخاص غير مؤهلين، ومخالفة التعليمات العامة العسكرية». وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن رجل الأعمال المسجون علي حداد، المعروف بقربه من «جماعة الرئيس السابق»، حصل على سلاح كلاشنيكوف من أحد اللواءين. وقد ضبط السلاح بحوزته عندما اعتقل قبل 20 يوما بالحدود الجزائرية التونسية. وقد تعرض شنتوف وباي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للسجن. لكن أفرج عنهما مع ضباط كبار في قضية غامضة، وهم اللواء مناد نوبة، القائد السابق للدرك الوطني، واللواء عبد الرزاق شريف قائد الناحية العسكرية الرابعة (جنوب)، والمدير السابق للمصالح المالية بوزارة الدفاع اللواء بوجمعة بودواور. زيادة على ضابط في جهاز الشرطة بولاية وهران بغرب البلاد. وأشيع أن رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، هو من أمر بسجنهم. وقالت تقارير صحافية إن هؤلاء المسؤولين العسكريين، وضابط الشرطة، توبعوا بشبهة «استغلال الوظيفة والمنصب لتسهيل عمليات عقارية ضخمة»، لفائدة مستورد لحوم حمراء محبوس بتهم المتاجرة بالمخدرات الصلبة، يسمى كمال شيخي. في غضون ذلك، قاطعت غالبية الأحزاب السياسية، أمس، جلسة مشاورات دعا إليها الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح لتأسيس هيئة تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل لاختيار خليفة عبد العزيز بوتفليقة. لكن لم يحضر رئيس الدولة افتتاح الجلسة كما كان مقررا، واكتفى بإرسال الأمين العام للرئاسة حبة العقبي، الذي قلل من أثر غياب المدعوين، بما أن «التشاور سيستمر مع الفاعلين السياسيين وخبراء القانون الدستوري ليس ليوم واحد فقط. هذه إرادة الدولة» ورفض المتظاهرون تنظيم الانتخابات في الموعد، الذي حدده رئيس الدولة، وطالبوا برحيل كل رموز «النظام»، وأولهم بن صالح نفسه ورئيس الوزراء نور الدين بدوي. وبالنسبة للعقبي، فإن الانتخابات ستجري في «الموعد الذي أعلنه رئيس الدولة، وهو أمر فرضه الدستور»، الذي يحدد مهلة تنظيم الانتخابات بتسعين يوما من تاريخ تولي الرئيس الانتقالي السلطة، بعد استقالة بوتفليقة في الثاني من أبريل (نيسان) الجاري تحت ضغوط الشارع والجيش.

 

الأوساط اليهودية تحتفي بقرار العاهل المغربي إعادة انتخاب هيئاتهم التمثيلية/70 ألف زائر من إسرائيل العام الماضي

الدار البيضاء: لحسن مقنع/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/تزامن إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن قرار إعادة انتخاب الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة مع احتفالات اليهود بعيد الفصح، الذي يمتد من 19 إلى 28 أبريل (نيسان) الحالي، وهي الفترة التي يعود فيها آلاف اليهود المغاربة إلى وطنهم الأم لقضاء العيد وسط الآباء والأجداد، الذين فضلوا البقاء في المغرب. وفي مراكش وحدها حل آلاف اليهود المغاربة، حسب مصادر سياحية، الأمر الذي أدى إلى امتلاء فنادق المدينة عن آخرها. وتعذر الاتصال برئيس الطائفة اليهودية في مراكش، جاكي كادوش، لاستفساره عن الانتخابات، المزمع تنظيمها لممثلي الطوائف اليهودية في المغرب. لكن نائبه هنري أسولين أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن كادوش سافر إلى القدس بعد أن اختار قضاء عيد الفصح فيها، كما هو الحال بالنسبة للكثير من اليهود المغاربة. وقال أسولين إن القرار الملكي بتنظيم انتخابات لجان الجماعات اليهودية في المغرب استقبل بفرح كبير من طرف اليهود المغاربة، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات لم تجر منذ 1969. وأضاف أسولين أن الأوضاع تغيرت كثيراً منذ صدور القانون المنظم لهذه الانتخابات في 1945، ومشيراً إلى أن عدد اليهود المقيمين باستمرار على التراب المغربي انخفض من نحو 300 ألف شخص في تلك الفترة إلى نحو 3 آلاف شخص حالياً. غير أنه أشار إلى أن عدداً كبيراً من اليهود المغاربة في الخارج يزورون باستمرار بلدهم الأم، ويحتفظون باعتزاز بالجنسية المغربية. وأبرز أسولين أن «الكثير من اليهود يأتون للمغرب كحجاج لزيارة الأضرحة والمقابر والمزارات اليهودية بالمغرب، التي يناهز عددها 600 مزار. والكثير لديهم أب أو جد لا يزالون على قيد الحياة، ويأتون لزيارتهم مرة في السنة، ضمنهم من يقضي مدة طويلة تصل أحياناً إلى ثلاثة أشهر في الوطن، وهم متشبثون بمغربيتهم». ولم يستبعد أسولين أن يسمح لهؤلاء بالمشاركة في انتخابات الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة، وقال: «إنهم يعتبرون قوة دبلوماسية بالنسبة للمغرب في الخارج، وهم يدعمون المغرب في بلدان إقامتهم، ويدافعون عن وحدته الترابية، وعن حقه التاريخي في صحرائه». وأضاف أسولين أن 70 ألف يهودي من إسرائيل زاروا المغرب خلال سنة 2018، وينتظر أن يعرف هذا العدد ارتفاعاً قوياً خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن نحو 800 ألف يهودي مغربي يعيشون في إسرائيل. وقال بهذا الخصوص: «اليهود المغاربة موجودون في الكثير من الدول، في كندا وأميركا والأرجنتين، وإسبانيا، والبرتغال، وفرنسا. وعددهم في مونتريال يناهز 21 ألف شخص». ويتوزع اليهود المغاربة تاريخياً إلى طوائف، حسب المناطق الجغرافية التي يوجدون بها. فالطائفة التي توجد في طنجة تختلف عن طائفة فاس، أو مراكش أو ورزازات. ولكل طائفة تقاليدها وعاداتها واجتهاداتها التشريعية الخاصة بها. لذلك تمت هيكلة هيئاتها التمثيلية في شكل لجان يغطيها مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب. وفقد المجلس في السنوات الأخيرة اثنين من أبرز قيادييه، هما روبير أصراف، مستشار سابق للملك الراحل الحسن الثاني، ومدير سابق لمجموعة «أونا» المالية، الذي توفي قبل عام بأحد المستشفيات الإسرائيلية، وشمعون ليفي المناضل اليساري المعروف بمعاداته للصهيونية، ومدير المتحف اليهودي في الدار البيضاء، الذي توفي بالمغرب سنة 2012. وبدأت المطالبة بتجديد هياكل مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب عام 2000، غداة تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكم. وتجددت هذه المطالب خلال مناقشة تعديلات الدستور المغربي والإصلاحات السياسية في سياق «الربيع العربي» في 2011. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مجموعة من اليهود المغاربة بفرنسا أطلقت أخيراً عريضة للمطالبة بإعادة هيكلة الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة، وملاءمتها مع التحولات التي عرفتها الطائفة اليهودية بالمغرب.

 

المغرب: دعوات لحل أزمات «الأصالة والمعاصرة» المعارض وقياديون انتقدوا «الحسابات الانتهازية الضيقة» لبعض الفاعلين داخل الحزب

الرباط: لطيفة العروسني/الشرق الأوسط/23 نيسان/19/في خطوة لإخراج حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض من الأزمة الداخلية التي تعصف به، أطلق خمسة من مؤسسيه وقيادييه نداء من أجل «تقويم الحزب»، بعد «التفاقم المقلق للأزمة التي يتخبط فيها». وجاء إصدار النداء على بعد أيام من موعد انعقاد المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، المقرر في الخامس من مايو (أيار) المقبل، والذي سيجري خلاله تحديد موعد تنظيم المؤتمر العام المقبل للحزب، كما جاءت هذه المبادرة بعد تعرض حكيم بنشماش، الأمين العام الحالي للحزب، الذي يشغل منصب رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، الخميس الماضي، لصفعة داخل مقر الحزب بالرباط، وجهها له النائب إبراهيم الجماني، المنتمي للحزب ذاته، احتجاجاً على إقصائه من تمثيل الحزب بمكتب مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان). وأوضح موقعو «نداء المسؤولية»، وهم الأمناء العامون السابقون حسن بنعدي، ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى الباكوري، والقياديان المؤسسان علي بلحاج ومحمد بنحمو، أنهم أقدموا على هذه الخطوة بسبب ما وصفوه بـ«تفاهة الممارسات التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، النابعة أساساً من الحسابات الانتهازية الضيقة، أو حتى من بعض النزعات الفوضوية أو العدمية». كما جاء بعد سلسلة من المشاورات في ظل «التفاقم المقلق للأزمة التي يتخبط فيها الحزب، والتي قد تعصف بأهليته للمساهمة بجدية في مواجهة التحديات الجسيمة، المطروحة على الفاعلين السياسيين لمواكبة مسلسل الإصلاحات المتعددة الأبعاد، التي انخرطت فيها بلادنا، خصوصاً في الظرفية الدقيقة التي نعيشها، في محيط دولي وجهوي مضطرب».

وأعلن قادة ومؤسسو الحزب الخمسة «التزامهم بتحمل المسؤولية المعنوية تجاه مشروع الحزب، الذي انخرطوا فيه وبذلوا الكثير، كل حسب طاقته، من أجل تأسيسه وبنائه»، مشددين على «ضرورة التدخل، مجتمعين بحكمة ونزاهة ورصانة، للمساعدة في تقويم الحزب في الظرفية الراهنة، والتجاوب مع كل الطاقات البناءة، والطموحات الإيجابية التي يزخر بها الحزب مركزياً وجهوياً». ووعد الموقعون بالتواصل قريباً مع وسائل الإعلام، لإطلاع الرأي العام على التطورات التي يعرفها الحزب، ودعوا أعضاء الحزب إلى «تحمل المسؤولية المعنوية تجاه مشروع الحزب، مع العزم على الحضور والمواكبة الدائمة إلى جانب المناضلات والمناضلين الصادقين في مختلف المحطات المقبلة، حتى تستعيد مختلف الهياكل الحزبية، جهوياً ومركزياً عافيتها، ويجد داخلها كل واحد مكانه واعتباره». وانتخب بنشماش قبل نحو عام على رأس الحزب، خلفاً لإلياس العماري، الذي استقال من منصبه بعد إخفاقه في قيادة الحزب، الذي يوصف بأنه مقرب من السلطة، نحو تصدر الانتخابات البرلمانية عام 2016، التي فاز بها غريمه السياسي حزب «العدالة والتنمية»، ذو المرجعية الإسلامية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أمين المقاومة وجباية مليارات الدولارات!

قاسم شرف الدين/جنوبية/23 نيسان/19

لقد ذكرنا مراراً وتكراراً أن فريق أمين المقاومة السياسي لديه شبكة واسعة الانتشار داخل لبنان وخارجه تمكِّنه سنوياً من جباية مليارات الدولارات، وهذا ما أكده أمين المقاومة شخصياً في لقاء هيئة دعم المقاومة الأخير حينما عرَّج على تمكُّن جماعته من جباية مليوني دولار في أيام معدودة من تبرعات منطقة محدودة من المناطق التي ينتشر فيها جُباة المال من مسؤولي الجباية في فريقه السياسي. فإذا كان الجباة في أيام وفي منطقة واحدة تمكنوا من جمع هذا المقدار من الدولارات فما بالك ببقية المناطق وعلى مساحة الوطن وفي بلدان أخرى يتحرك فيها الجباة تحت عناوين غير حزبية وغير سياسية.. ناهيك عن ملايين الصناديق المنتشرة في المحلات والبيوت والطرقات ومختلف المؤسسات ومنها مراكز لهو وفسوق وعصيان توزَّع فيه آلآف صناديق الجباية.. مما يعني أن مليارات الدولارات يتم جمعها سنوياً من مجموع ذلك.. وهذا يؤكد مرة أخرى ما سبق وأشرنا إليه مراراً وتكراراً في مقالات عدة منذ أشهر عندما بدأنا حركتنا الإصلاحية هذه.. حيث أشرنا مراراً من أن تفاقر أمين المقاومة بعد العقوبات الأمريكية لم يكن إلا لجمع المال الاحتياطي الذي سوف يُدَّخر بطرق غير مُعلنة على قاعدة تخبئة القرش الأبيض لليوم الأسود.. ومع كل تقديرنا لحسابات أمين المقاومة واحترامنا لدعواته لجمع المزيد من الدعم المالي له ولفريقه من مختلف فئات الشعب اللبناني.. نقول: لقد أنهكتم وأرهقتم الشعب اللبناني بكل فئاته وأطيافه وطوائفه أنتم والشركاء والحلفاء طيلة ثلاثة عقود مضت من الزمن وذلك بالسياسات الاقتصادية الخاطئة التي كانت تقررها الدولة اللبنانية التي كنتم وما زلتم جزءاً من تركيبتها البرلمانية والحكومية بل والرئاسية بامتياز .. فمن أين وكيف يأتي اللبنانيون بالمال لدعمكم بعد كل هذه التقصيرات في متابعة مشاكله وملفاته الاقتصادية والاجتماعية؟ ونحن نرى بوضوح أنكم تأخذون من الكل ولا تعطون إلا البعض وهم المحازبون فقط.. فمن للفقراء والمحرومين والضعفاء والمنهكين الذين ليس لهم لون سياسي أو حزبي في هذا البلد؟ وما أكثر هؤلاء..

ففي إحصائية أن أكثر من نصف لبنانيي الداخل ليس لهم لون سياسي.. وأن تسعاً وتسعين بالمئة من لبنانيي الخارج ليس لهم مثل هذا اللون.. ونحن قد نحسد أو نغبط المغتربين لأننا لا نعلم أن خمساً وسبعين بالمئة منهم لا يقدرن على العودة لبلدهم بسبب عدم تمكنهم من شراء بيت فيه! فالعجز المالي هو السِّمةُ التي تحكم هذا الكم من مغتربي لبنان.. فمن أين نأتي لك بالمال والدعم يا أمين المقاومة..؟ مع العلم أن الدعم الإيراني المالي الذي كان وما يزال مفتوحاً لك ولحزبك على مصرعيه – وإن كان يقل أحياناً ويطفح أخرى حسب الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية – هذا الدعم لا يُصيبنا من خيره شيء.. فلا فقراؤنا ينعمون بما تنعمون به ولا محتاجونا يغنمون ما تغنمونه.. فأنتم تحاربون عنصرية إسرائيل وتمارسون عين هذه العنصرية في المساعدات الاجتماعية والاستشفائية والاقتصادية والخيرية في مؤسساتكم جميعاً.. فإنه لا يستفيد من كل هذه إلا المحازبون وفي الدائرة الضيقة حتى.. فليس كل المحازبين يتمتعون بالامتيازات المالية في صفوفكم فالمحسوبية والاستزلام هما سيدا الموقف في قنوات هذه المساعدات الاجتماعية والاستشفائية والاقتصادية الخيرية!

نعم أنتم تزوِّجون وتفرشون بيوت وتضمنون صحِّيَّاً من تريدون نزع روحه فقط والباقي يُترك لمصيره وليقلِّع شوكه بيديه فتُديرون له الظهر بعد تحطيم مستقبله واستغلاله! وقد وصلنا الكثير من الشكاوى من هذه المعاملة في داخل جسمكم التنظيمي.. فأهل البيت أدرى بالذي فيه.. وكل ذلك في الوقت الذي تبذخون فيه بالعطاء على الحلفاء السياسيين الذين يؤيدون بثمن وأكثر مؤيديكم يؤيدون بثمن لعدم قناعتهم ولكونهم معتادون على بيع المواقف وقد نعذركم في كل ذلك لأنكم محاصرون.. ولكن نحن الذين لا نعرف الأثمان والمحرومين الذين لا لون سياسي لنا.. من يلتفت لفقرنا وحوائجنا؟ فكيف يكون دعمنا المالي لكم يا أمين المقاومة بعد كل ما نعلم عن سياساتكم المالية؟ ومن أين؟

 

الرئيس عون يكبّل الحريري: أنا السياسة والاقتصاد والقرار

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 23/04/2019

لم تكن "لطشة" الرئيس ميشال عون المباشرة تجاه الرئيس سعد الحريري، من بكركي، مجرّد زلّة لسان في لحظة غضب. على ما يبدو، القصة أكبر من ذلك، بالنسبة للمطلعين على خبايا الأمور وتفاصيلها. وينقل هؤلاء أجواء سلبية عن رئيس الجمهورية تجاه الحريري. إذ يبدي عتباً كبيراً عليه بفعل تصرفاته وأدائه. ويرى فيه متباطئاً بشكل متعمّد عن القيام ببعض الخطوات الجدية والأساسية، على طريق إنجاز الموازنة. ويعتبر رئيس الجمهورية، حسب ما ينقل المتابعون، أن الحريري لا يبادر سريعاً لإنجاز الموازنة، لذلك لجأ إلى توجيه الكلام القاسي إليه.

إشكال عائلي أولاً

حمّل عون مسؤولية التأخر في إقرار الموازنة إلى الحريري، كما حمّله مسؤولية عدم إيجاد حلول ناجعة للأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها المرتقبة. مع العلم، أن الإشكال الأساسي في التوافق على حلّ ملائم، هو داخل البيت الواحد، أي داخل التيار الوطني الحرّ، بل وحتى داخل قصر بعبدا بالذات. فالوزير جبران باسيل هو أول من أطلق موقفاً بوجوب الاقتطاع من رواتب الموظفين. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن باسيل دعم خيار الحريري في الاقتطاع من الرواتب، وشجّعه على ذلك، متعهداً إقناع رئيس الجمهورية للسير بهذا الخيار. فاندفع الحريري بهذه الوجهة، ليجد أن الموضوع غير قابل للتسويق لدى عون. وفي المقابل، فإن الردود على باسيل جاءت من داخل البيت، حين ردّ عليه النائب شامل روكز، رافضاً المساس برواتب الموظفين وتعويضات العسكريين أو بالتدبير رقم 3. والأمر نفسه انسحب على موقف وزير الدفاع الياس بو صعب، بما يخص الموازنة والعسكر. لكن عون تجاهل الإشكال الداخلي، وحمّل الحريري المسؤولية. وموقفه هذا سينطوي على أبعاد مؤثرة حيال مجمل الملفات المالية والاقتصادية، خصوصاً بعد أن فوجئ الحريري وباسيل معاً بتناغم المواقف بين حزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.. الرافضة للمساس برواتب الموظفين. هكذا، سرعان ما استند باسيل على موقف عون، للتنصل من موقفه السابق تاركاً الحريري وحده في الواجهة.

تصفية الحريرية

بموازاة موقفه هذا، أعلن عون موقفاً آخر، يشير فيه إلى التوجه بعد إقرار الموازنة، لإطلاق خطة اقتصادية جديدة، هي عينها التي أقرت في بعبدا قبل فترة، وجوهرها يرتكز على خطة ماكينزي. ما يعني أن عون يريد إلزام الحريري بهذه الخطة، والضغط عليه للسير فيها، مع العلم أن هذا النوع من الخطط لا يمكن لأحد أن يقرّها إلا مجلس الوزراء، فيما الحال أن "إقرارها" حدث في قصر بعبدا! والأهم من ذلك، يتبين من خلفية كل سياسة عون تطويق الحريري في المجال الاقتصادي أيضاً، بعد أن تم تطويقه في مجالات أخرى، سياسية وأمنية وإدارية. وكأن هناك من يريد إبعاد الحريري عن الاقتصاد، الذي ارتبط طوال ثلاثة عقود بالحريرية السياسية. ما يعني أن بعبدا هي التي ستحدد الخيارات الاقتصادية، ليصبح القطاع الاقتصادي بيد القصر الجمهوري، كما هو الحال بالنسبة إلى مركزية القرارات التنفيذية، والسياسة الخارجية، والإدارة الأمنية والعسكرية. ولهذه الخطة أو الطموح تداعيات واسعة على المستوى السياسي، تقوم على "محاسبة" النهج الاقتصادي السابق برمته. وهذا يضمر تلقائياً تصفية للحريرية السياسية. هنا لا بد من العودة إلى الهجمة التي تعرض لها الرئيس فؤاد السنيورة قبل أشهر، على خلفية الأحد عشر ملياراً، تحت شعار "حملة مكافحة الفساد"، والتي أظهرت أن التصويب عبرها ينحصر في ضرب رموز الحريرية السياسية. وإلى جانب هذه التداعيات، يمكن رؤية المشهد بوضوح أكبر، إذا انتبهنا إلى حقيقة أن كل الخطط والقرارات الأساسية تُتخذ في القصر الجمهوري. وهذا "التقليد" استدرج إليه كل الوزراء من مختلف القوى السياسية، الذين لا يجدون أمامهم إلا القصر الجمهوري لإطلاق مشاريع وزاراتهم. كل هذه الوقائع تذكّرنا أيضاً بطريقة عهد إميل لحود في تعامله مع رفيق الحريري. بهذا الأسلوب، يعمل عون للإمساك بكل المفاصل الأساسية في البلاد، فحتى الحملات الإعلامية والدعائية تتعمد، عندما لا يتم الوصول إلى حلّ في ملف معين، تحميل المسؤولية لكل القوى السياسية والطبقة السياسية التقليدية، أما عندما يتم إيجاد حلّ ما لمعضلة محددة، فيسجل "الإنجاز" لقصر بعبدا!

 

خدمات مجانية لـ”حزب الله”

علي حمادة/النهار/23 نيسان/19

ما كان الكلام الذي نشرته صحيفة “الراي” الكويتية نقلا عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، والذي يتوقع فيه حربا مع إسرائيل في الصيف المقبل، يستأهل الإضاءة على النحو الذي حصل، في مسعى مبدئي من بعض وسائل الاعلام اللبنانية والعربية، ومواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي للنيل من نصرالله وحزبه. فما نقل عنه ما كان ليخدم سواهما، فيما يعانيان مع راعيهما الاقليمي أزمة لم يسبق لها مثيل منذ أعوام.

ما نشر في “الراي”، إضافة الى افتقاده الصدقية، يصب في سياق شد عصب “حزب الله” في الداخل، ويذكر القاعدة المتعبة من تراكم الحروب على أنواعها، من الداخل الى سوريا، فالعالم العربي، وصولا الى الحرب الاقتصادية المالية، وهي الأكثر إيلاما، بأنها مهددة في كل أوان بحرب مدمرة قد تشنها إسرائيل، فضلا عن أن هذا النوع من الدعاية يضعف موقف الداعين الى إيجاد حل سريع لسلاح “حزب الله” غير الشرعي، من خلال طاولة حوار وطني يرئسها رئيس الجمهورية ميشال عون وتطرح فيها مسألة “استراتيجية الدفاع الوطني”.

وفي النهاية جاء رد السيد حسن نصرالله في شأن ما نسب اليه، في إطار خطاب هادئ يكاد يكون مهادنا، فهو أكثر من يعرف ان ما ورد في “الراي” الكويتية صب في “طواحينه” الدعائية.

نفي نصرالله لما ورد على لسانه، لا يلغي بالتأكيد احتمالات نشوب حرب في أي وقت، وهو لا يلغي حقيقة أن الحرب بين محور دولي – عربي، ايران وأذرعتها في المنطقة، مشتعلة أكثر من أي وقت مضى، وهي لا تحتاج الى إسماع دويّ المدافع لكي يتيقّن المراقبون من أنها قائمة فعلا بوسائل أخرى. فالحرب بالوسائل الأخرى مالية – اقتصادية، وسياسية، وتخاض على مسرح كبير يتجاوز الساحة اللبنانية. فمن العقوبات الاميركية القاسية على ايران وأذرعتها في المنطقة، في مقدمها “حزب الله” في لبنان، الى التحولات التي أصابت ثلاثة بلدان عربية، اثنتان منهما خرجتا حكما من المحور الذي تقوده ايران والثالثة في طور التغيير من خلال مسرح العمليات العسكرية، الى التضييق الاقتصادي الجدي على نظام بشار الأسد في سوريا لإيصال رسالة مفادها ان لا حل للازمة السورية، ولا إعادة اعمار للبلاد قبل عملية الانتقال السياسي، أي خروج بشار وبطانته من المشهد، ولا ننسى التجاذب حول العراق وعلى الحدود الفاصلة مع سوريا، فيما تحاول إيران إنشاء معبر استراتيجي يربطها بلبنان وسوريا مرورا بالعراق. ما من شك في أن لدى نصرالله معلومات دقيقة عن الواقع المحبط في سوريا، فسماء سوريا خضعت لتفاهمات روسية – أميركية – إسرائيلية، جعلت السيطرة على الأرض أكثر كلفة وصعوبة. وبقاء آلاف من المقاتلين التابعين لـ”حزب الله” على الأرض في سوريا، يمثل ضغطا كبيرا على بنية الحزب وماليته، وعلى القاعدة الشعبية، فالحزب يبقى بالرغم من كل القوة التي يتمتع بها قوة ميليشيوية محدودة الموارد مقارنة بالقوى التي تناصبها العداء. في مطلق الأحوال، لا يسع اللبنانيين الذين صاروا بفعل “التسوية الرئاسية” رهائن لدى “حزب الله”، إلا أن يقفوا موقف المتلقّين في مرحلة لا بد أنها ستشهد تحولات كبيرة في المنطقة.

 

بيروت على درب عواصم الممانعة

العميد الركن خالد حماده/اللواء/23 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74149/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%D8%B9/

مسيرة إعداد الموازنة اللبنانية تتوالى فصولاً دون أن تتضح معالم سياسة التقشف التي ستعتمدها الحكومة، وهي لم تتوقف خلال عطلة عيد الفصح بل دخلت البطريركية المارونية على الخط على لسان سيّدها، كما استعمل رئيس الجمهورية منبرها ليطلق سهامه باتّجاه رئيس الحكومة ووزير المالية من دون أن يسميهما: «ومن ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة فليتفضّل إلى بعبدا ونحن نقوم بإنهائها له. لأن ليس من المقبول أن تبقى الأمور سائرة بهذه الوتيرة البطيئة»... الرئيس عون المستمر دائماً بالتعامل مع الحكومة وكأنّها أحد أجنحة القصر الرئاسي ردّ عليه تيار رئيس الحكومة مستعملاً التجاهل عينه: «لا نريد الدخول في سجالات والوقت هو للعمل لا لتبادل الكلام عبر المنابر والعمل على الموازنة جارٍ بكل جديّة».

إذا كانت خطة الكهرباء التي أُقرّت من دون تعيين هيئة ناظمة ومجلس إدارة للكهرباء هي النموذج الذي سيُعتمد، وإذا كان كلّ ما رشَحَ حتى الآن من إجراءات للحدّ من الهدر لا يعدو كونه إلتفافاً على الأرقام ومحاولات لتخفيض الرواتب وتخفيض الأموال المخصّصة لتشغيل الوزارات، من دون أن يلامس لا من قريب أو من بعيد الشروط المطلوبة من البنك الدولي لضبط الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية ووقف التهريب عبر المرفأ والمطار، والتي تلتقي في الوقت عينه مع برنامج العقوبات الأميركية على إيران، فما جدوى الإستعجال في إقرار موازنة تعتدي على ما تبقى من الطبقة الوسطى في القطاعين العام والخاص ولا تتقيّد بالشروط المطلوبة في مؤتمر سيدر وتضع لبنان في مواجهة العقوبات الدوليّة؟

إنّ ازدواجية الموقف تعكس عدم الرغبة في تطبيق الإجراءات المطلوبة عند فريق رئيس الجمهورية وحلفائه وإصراراً على عدم الخروج من دائرة الصراع الإقليمي، كما تعكس عدم قدرة فريق رئيس الحكومة وحلفائه في جعل هذه الإجراءات جزءاً من الإصلاحات التي ستتضمّنها موازنة 2019. 

على المقلب الأميركي وفي مسار حُزمة العقوبات الجديدة على إيران التي سيبدأ تطبيقها في الثاني من شهر أيار المقبل، صرّح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يوم أمس: «لن نمنح أية إعفاءات لصادرات النفط الإيراني»، مشدّدا على أنّ واشنطن تعمل على وقف كلّصادرات النفط الإيرانية التي تشكّل 80 بالمئة منالدخل القومي، موضحاً أنّ بلاده والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ستؤمّن ثبات الأسواق. وفي الإطار عينه لفت براين هوك، المبعوث الأميركي حول الملف الإيراني، أنّ وضع الحدّ الأقصى من العقوبات والتضييق الحالي على طهران يهدف لإجبارها على الرضوخ للمفاوضات ووقف تمويل التنظيمات التي تدعمها. تدخل إيران مع العقوبات الجديدة مرحلة صعبة وغير مسبوقة في تاريخها الحديث، مع استهداف أهم مصادر دخلها واستهداف حرسها الثوري والميليشيات المرتبطة به في أقسى الظروف السياسية والإقتصادية. ويخشى النظام في طهران خروج ثورات الجياع في ظلّ العقوبات وفي أعقاب الزلازل والفيضانات التي مرّت بها الجمهورية الإسلامية. وتظهر نتائج العقوبات في سوريا التي لم تقوَ على الخروج من دائرة النفوذ الإيراني حيث تطبّق أقسى تدابير التقشف إذ يقف السوريون أرتالاً أمام محطات الوقود وقد تشمل الأزمة سلعاً أخرى مع استمرارها، كما يعيش العراق الذي يتنقل رئيس حكومته بين القاهرة والرياض ذروة صراع إيراني - سعودي على أرضه. تقف طهران أمام خيارين لا ثالث لهما المواجهة أو المفاوضات، وتنضمّ إليها تباعاً العواصم التي تغنّى قاسم سليماني يوماً أنّها تقع تحت سيطرة جمهورية ولاية الفقيه، فهل تحبط إزدواجية المواقف في لبنان عزيمة المجتمع الدولي لمساعدته وتتحمّل بيروت تبِعات الانضمام لعواصم الممانعة؟؟؟  

 

الورم المالي بات خبيثاً ومُستعصياً على خُبراء بعبدا

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/23 نيسان 2019

الدعوات لحضور الاستشاريين الى بعبدا لمعالجة الوضع الاقتصادي يقود الى الافلاس حتى بالحلول المفترضة لمعالجة الانهيار

 مع انضمام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للمسؤولين الرسميّين والحزبيين في الحملة المُثارة ضد الفساد، والاستعداد لإجراء عمليات جراحية دقيقة في هيكلية الدولة المالية، يكتمل عقد "الجوقة" التي سيُناط بها انتشال لبنان من مأزقه المالي والاقتصادي والاجتماعي الحالي، المأزق الذي يكاد أن يُطيح بالنظام من أساسه، فها هو سيد المقاومة يضطر، وللمرة الأولى ربما، إلى "زحزحة" اهتماماته العسكرية والأمنية ضد العدو الصهيوني، وكافة "العملاء" المرتبطين بسياساته من تكفيريين وأنظمة خليجية، والالتفات لما بات حديث الناس أجمعين من وجود أزمة مالية واقتصادية خانقة.

زحزحة باتت ضرورية ومُلحّة، إلاّ أنّها وللأسف الشديد جاءت متأخرة جداً، وأضحت بلا جدوى، ذلك أنّ الأورام التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني كانت ما زالت "حميدة" حتى أطاح حزب الله مع التيار الوطني الحر (وتعاضد الزعيم جنبلاط) بحكومة الرئيس سعد الحريري الأولى عام ٢٠١١.

هذا الحدث "الجلل" هو الذي سمح للوزير جبران باسيل الدخول في حلبة الفساد ونهب المال العام، والانضمام إلى من سبقوه في هذا المجال، وهم أقطاب الطبقة السياسية الحاكمة برُمّتها، لا نستثني أحداً، وعام ٢٠١١ كان قد سجّل نموّاً جيداً بلغ حوالي ٩ بالمائة، ليتضاءل بعد ذلك إلى حدود الواحد بالمائة العام الماضي.

وذهبت خُطط الوزير باسيل الكهربائية هباءً بعدما أرهق الخزينة العامة واستنزفها (وهذا مع عدم وجود طاقة كهربائية معظم الأوقات)، وفاقمت سلسلة الرتب والرواتب الوضع المالي سوءاً على سوء، حتى انقلبت الأورام الحميدة إلى أورامٍ سرطانية خبيثة، يعجز أمهر الأطباء عن معالجتها، مهما كانت خبرات بعضهم عظيمة، (والتي طالما اختبرها اللبنانيون وعانوا من خيباتها وويلاتها)، ممّا بات يُنذر بملامح مواجهات تتعلّق بالصلاحيات ومراكز النفوذ، والمحافظة على أبواب النّهب مُشرّعة عند من اعتاد عليها وأدمنها، في حين بات من واجب هذا الشعب الصابر أن يدفع بهذه الطبقة السياسية الحاكمة والقوى المساندة لها إلى حزم حقائبهم ومغادرة عروشهم ومناصبهم دون تأخير، طالما أنّ أبواب الهروب ما زالت "مُواربة" وتسمح بانزلاقهم عبرها.

 

التبرؤ من بروفة شد العصب

سناء الجاك/النهار/23 نيسان 2019  

يبدو ان الرسالة كانت للداخل، ولا دخل للعدوّ المغتصب والمستكبر في مضمونها. لكنها جاءت دعسة ناقصة، وناقصة جداً. فقد انقلب السحر على الساحر وأكل صاحبها الضرب، تماماً كما قال من على منبره، اذ اكتشف سريعاً ان بروفة "قد لا أكون بينكم" لم تشد العصب، بل أثارت التململ والخوف في البيئة الحاضنة عوض "فدا الصرماية" و"تقديس النعل". لذا، وقبل ان يتفاعل رد الفعل على مضمون الرسالة رفضاً وتمرداً، تم التبرؤ من ناقل الرسائل المعتمد والموثوق به. ونسفت صدقيته مع انه لطالما عمل وبإخلاص منذ سنوات طوال على التزام دوره، ولم تُسجل له زِلّة واحدة تستدعي اتهامه بالفبركة.

للمرة الأولى، ربما، تستنفر "المصادر" التي ينكر الأصيل وجودها عادة، ليصار الى تبنيها وتوكيلها بمهمة النفي والاتهام بالفبركة والاختلاق، واضعة ما ورد عن حرب اسرائيلية مرتقبة هذا الصيف على لبنان، في خانة "االصحافة الصفراء"، ومعتبرة ان المعلومات التي نشرها كاتب المقال الطالع من البيئة الحاضنة ونسبها الى من يزوده عادةً الرسائل، من بنات افكاره وتخيلاته الشخصية ولا يمت الى الحقيقة بصلة على الاطلاق. لتصحيح الدعسة الناقصة، كان لا بد من المنبر والجمهور والصف الأول الذي بات يذكّرنا ببرامج ترفيهية يحشد فيها حضور يصطنع البهجة والمشاركة ويبادر الى التصفيق والابتسام للتعليقات الساخرة بناءً على إشارة المخرج. ويغيب عنها موضوع الحدث الموظف فقط لتبرير المنبر. لكن نجم البرنامج الترفيهي لم يستطع إخفاء الارتباك الفاضح والمكابرة. ولإسترضاء أشرف الناس بعد رصد التململ جراء التبشير بحرب إسرائيلية تستدعي البطولات والصمود وتسجيل إنتصارات إلهية جديدة، كان التشديد على كمون المؤامرة في العنصر الذي يضرب موسم الاصطياف ويضر بالسياحة التي يجب ان تكتفي بالسياح الحوثيين والإيرانيين والفنزويليين لتنتعش، ولا تتأثر بالهجوم على السعودية والامارات، حيث يعمل الكثير من أبناء البيئة الحاضنة.

الدعسة الناقصة التي تم التراجع عنها، حاول نجم المنبر معالجتها بالتركيز على الوضع الاقتصادي في لبنان، الذي أصبح الهم الأوحد، ولا سيما بعد التلويح بالإجراءات التقشفية الموجعة التي تطاول جيوب الذين تعوّدوا اللجوء الى الدويلة تعويضاً عن غياب الدولة، وملّوا سيناريوات التخويف والتهويل والوعود بالجنة استشهاداً.

كأن بطاريات شحن نغمة الخطر الأكبر الصهيوني او الإرهابي، لم تعد صالحة مقابل الخطر الذي يهدد بفقدان لقمة الخبز. ما قد يجرّ مساءلات كثيرة لا ينفع فيها سيناريو صرف النظر عن العلة الأصلية التي تستدرج علل الفساد وسرقة المال العام، التي تحول دون قيام دولة طبيعية تعيش في ظل المؤسسات وحكم القانون. لتطمين البيئة المتملمة، كان لا بد من تأكيد تحمل المسؤولية وعدم التهرب منها والبحث عن الحلول الناجعة بكل شجاعة وحكمة وروح وطنية، مع تأكيد عدم السماح بانتهاك حقوق الفقراء.

على فكرة: عبارة "الروح الوطنية" جديدة، وكذلك "الفرصة التاريخية" التي أتت في عز الحشرة التاريخية التي لا تكفي السخرية الصفراء لدرء مفاعيلها.

أيضاً، لا يكفي التهويل بأن العقوبات على إيران تهدد سيادة الدول كلها وليس فقط محور الممانعة، ولا يكفي اتهام الآخرين بإرهاب يتجلى يوماً بعد يوم انه يخدم من يحاول درء العقوبات بإشعال النيران حيثما كان، واتهام الآخرين فقط لأنهم يرفضون تمدد محور الممانعة الذي ينشر الموت والخراب والجوع ويشظي المؤسسات أينما وصلت أذرعه. لذا كان لا بد من الالتفاف على مضمون الرسالة الأخيرة رأساً على عقب، لا حرب مع إسرائيل ولا زجّ بلبنان في عمليات انتحارية جديدة لحماية المستهدف بالعقوبات ومن لمّ لمّه، ولا تلويح بامتلاك الممانعة وسائل موجعة لمواجهة العقوبات، ولا تلميح الى مسلسل رهائن جديد لقلب المعادلات. نفي الرسالة ومضمونها، له دلالة واضحة، مفادها ان أشرف الناس الذين أظهروا تململهم في أكثر من استحقاق، وكمّت أفواههم بقمع غير مسبوق، لن يصدّقوا ان من يحاول شد عصبهم بحرب إسرائيلية ستستهدفه وتغيِّبه عنهم، يتفانى هو ومَن معه لمعالجة الأزمة التي وصلت إليهم وأفقدتهم الامل بمستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم. فهم يعلمون ان من يمسك بمرافق الدولة وسيادتها ويسمح لمن رضي بالوصاية مقابل الكراسي بالنهب والهدر، لن يكون بريئاً او غير مشارك في أيٍّ من الإجراءات الموجعة المقبلة حتى تتمكن الطبقة الحاكمة من الاستمرار، ولن يصدّقوا براءة الذئب من دم يعقوب لدى المسّ بأصحاب الدخل المحدود وفرض ضرائب جديدة عليهم. هذه الحركات... من أكثر طلبات النساء

 

مَنْ المسؤول عن أسباب الانهيار وجَعْلِ لبنان يواجه السيّئ والأسوأ؟!

اميل خوري/النهار/23 نيسان/19

هل كُتب للبنان ولا سيما من العام 2005 أن يختار بين السيئ والأسوأ عند مواجهة الأزمات السياسية أو الأمنية أو الاقتصاديّة والماليّة، في حين كان قبلاً يختار بين الحسن والأحسن؟ ففي الانتخابات الرئاسيّة استطاع مَنْ فسّروا الدستور على هواهم التغيّب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية من دون عذر مشروع لتعطيل نصابها ووضع البلاد بين خيارين: إمّا انتخاب الرئيس الذي يريدون، وإمّا لا رئيس بل فراغ قاتل يذهب بالبلاد إلى المجهول. وفي تأليف الحكومات استطاع هؤلاء فرض تأليف حكومات “وحدة وطنيّة” وإنْ بالإسم لتأمين تمثيلهم فيها كي يلعبوا دور المشاكس وتعطيل صدور أي قرار لا يعجبهم أو لا يعجب مَنْ هم وراءهم في الداخل أو في الخارج، وإلّا فلا حكومة بل تعطيل عمل السلطة التنفيذية. فصار تأليف مثل هذه الحكومات الفاشلة وغير المنتجة قاعدة وليس استثناء. وفي الانتخابات النيابية، استطاع هؤلاء أيضاً فرض القانون الذي يخدم مصالحهم كي تجرى الانتخابات على أساسه، وإلّا فلا انتخابات بل تعطيل عمل السلطة التشريعيّة. وخُيِّر لبنان أمنياً بين أن تحفظ الأمن فيه قوات الدولة وحدها أو قوات مستعارة تُخضع لبنان لوصاية خارج، أو مشاركة قوات غير شرعية القوات الشرعية في حفظ الأمن، وإلّا ظل الأمن هشّاً والاستقرار سريع العطب. أمّا اقتصاديّاً وماليّاً فقد وُضِع لبنان بين خيارين أحلاهما مرّ تجنّباً للانهيار: إمّا زيادة الضرائب، وإمّا خفض الرواتب المرتفعة توصّلاً إلى خفض العجز المرتفع جدّاً.

والسؤال المطروح ولا جواب عنه حتّى الآن هو: ما هي الأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليها، ومَنْ هم المسؤولون عن ذلك حتّى صار الكلام على الانهيار لتبرير زيادة الضرائب أو خفض الرواتب، والكلام أيضاً على الإفلاس وبلسان الرئيس ميشال عون وبمصير كمصير اليونان بلسان الرئيس سعد الحريري؟

إن خطأ تقدير كلفة سلسلة الرتب والرواتب وعدم إجراء الاصلاحات التي تعهّد لبنان إجراءها في مؤتمرات باريس، كان الخطوة الأولى على طريق الانهيار، فصار مطلوباً الآن تنفيذ الاصلاحات قبل الحصول على مساعدات مؤتمر “سيدر”. فهل يصير اتفاق داخل الحكومة وخارجها على تنفيذها ليكون لها غطاء سياسي، أم يصير خلاف فيكون عندئذ الانهيار بل الإفلاس لا سمح الله؟ فلو أن السلطة نجحت في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين لما كانت الآن في حاجة إلى “مكافحة” الرواتب والتعويضات والمخصّصات لأنها هي الأسهل، ولما كان يُخشى حصول خلاف حول أيّ من هذه الرواتب والتعويضات والمُخصّصات يجب خفضها عوض خفض عدد الموظّفين وقد زاد كثيراً عن الحاجة، خصوصاً بعد التوظيف العشوائي الأخير. ولو أن السلطة اتخذت قبل سنوات إجراءات تقشفية عند وضع مشاريع الموازنات، وقد بدأت بها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قبل استقالتها وفيها إجراءات شبيهة بالتي تُقترح اليوم في مشروع موازنة 2019… ولو أن موازنات السنوات الأخيرة عملت جديّاً على خفض العجز من أبوابها الصحيحة، لما كانت السلطة اليوم في حاجة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية موجعة، ولما كان العجز تفاقم إلى حدّ لم تعد تنفع معه المسكّنات بل العمليات الجراحية التي قد تكون لها مضاعفات. فليت السلطة لم تزنِ بالأمس كي لا تتصدّق اليوم، خصوصاً في زمن قلَّ فيه الخير وكثر فيه الشر. لقد دلَّ البطريرك الكاردينال الراعي السلطة إلى سد أبواب الهدر، والسلطة تعرفها، كما دلَّ إليها وزراء ونواب داخل المجلس وخارجه وفي وسائل الإعلام، وتبيّن أن الهدر فيها بالمليارات، لكن السلطة هربت مما هو أصعب إلى ما هو أسهل، وهو إمّا زيادة الضرائب أو خفض الرواتب، فأثبتت أنّها سلطة عاجزة والإفلاس هو إفلاس سياسي وإفلاس عقول، فكانت السلطة مثل جحا “لا يقدر إلّا على خالته”… إنّ اللبنانيّين مستعدّون لتحمّل وجع ساعة بإجراءاتها التقشّفية، ولكن مَنْ يضمن لهم مع هكذا طبقة سياسيّة وسلطة حاكمة ألّا يتحوّل وجع ساعة مرة أخرى إلى وجع كل ساعة، ولا تقوم للبنان قيامة لأنّ لا أحد يريد دحرجة الحجر عن قبره؟!

 

هل نصرالله على لائحة الأهـداف الإسرائيلية؟

جورج حايك/23 نيسان/19

على رغم من نفي مصادر «حزب الله» الكلام المنسوب الى أمينه العام السيّد حسن نصرالله، ونفيه هو أيضاً ذلك، في لقاء مع مسؤولي المناطق في الحزب، من أنّ اسرائيل قد تنجح في تصفيته وقادة الصف الأول، إلّا أنّ هذا الكلام أرعبَ للوهلة الأولى محازبيه وأنصاره.

لا يختلف اثنان على انّ نصرالله مهدد إسرائيلياً بل يعتبر الهدف الأول في بنك الأهداف، لذلك يأخذ أقصى تدابير الحيطة والحذر، فتنقلاته قليلة جداً، بل نادرة وتتم فجأة إذا اقتضى الأمر. وقد سبق لإسرائيل أن هددت باجتياحات برية، وكذلك باغتيال نصرالله، فضلاً عن التهديدات المتكررة إلى حد الإفراط في التدمير الهائل واستهداف المدنيين والبنية التحتية في لبنان، بل سبق لوزراء الإسرائيليين أن تسابقوا في ما بينهم على توصيف الحقبة التي يراد إعادة لبنان إليها بعد استهدافه، ما بين إعادته عشرات أو مئات السنين إلى الوراء، أو إلى العصر الحجري، وكذلك إلى حياة الكهوف.

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل يعتبر الكلام الذي نُقِلَ عن لسان نصرالله غير منطقي؟ قد يكون غير منطقي أن يصدر مثل هذا الكلام عن قائد ورمز يتمتع بهالة لدى جماهير محور المقاومة والممانعة لِما له من أثر سيئ على معنويات محازبيه وانصاره، لكن لا أحد ينكر انّ محاولات اغتياله وتصفية قادة الصفّ الأول واردة في كل لحظة وهم يأخذون التهديدات الإسرائيلية في الإعتبار، خصوصاً انّ السلطات الإسرائيلية تعتبر تصفية نصرالله انتصاراً كبيراً وقد يكون نقطة تحوّل كبيرة في النزاع بين «حزب الله» وإسرائيل.

لكن لا يغيب عن البال انّ اسرائيل أقدمت على قتل سلف نصرالله عام 1992 أي السيّد عباس الموسوي في مكمن نصبته طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية. وقبله بـ8 أعوام أي عام 1984، اغتالت أيضاً الشيخ راغب حرب. إلّا انّ التجارب أثبتت عبثيّة هذه الاغتيالات لأنّ «حزب الله» يضمّ كثيراً من القادة القادرين على الاستمرار في قيادته وتطبيق مشروعه بدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية. مع ذلك لا أحد ينكر فداحة خسارته في حال نجحت إسرائيل في اغتيال نصرالله القائد الكاريزماتيّ.

تملك إسرائيل القدرات العسكرية الكبيرة، بل الهائلة، لتنفيذ ما تصبو اليه وخصوصاً القنابل والصواريخ الذكية التي في إمكانها تدمير المخابئ في كل مكان، وهي متفوقة في سلاح الجوّ ولا شيء يمنعها من تحقيق ما تصبو اليه. وليس سراً أنها تملك بنك اهداف لا يقل عن 2000 هدف، بينها المقار التي يُشتبه وجود نصرالله فيها مع الرصد المخابراتي الدائم. إنّ توقعات حصول حرب بين «حزب الله» وإسرائيل تبدو مرتفعة بسبب التصعيد الأميركي ـ الإيراني وبدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية التي لم تعد بعيدة، إذ انها حُدّدت في 3 أيار المقبل. حينها، سيشتد الخناق على ايران وستصبح أمام خيارات صعبة لا بد أن يكون الحلّ العسكري واحداً منها. وبالتالي، لن تكون الساحة اللبنانية في منأى عن ارتدادات أي حرب، بل قد تكون في صلبها نظراً إلى ارتباطات «حزب الله» العميقة بالاستراتيجية الإيرانية. كل ذلك يجعل من الكلام عن خطر يتهدد نصرالله أمراً وارداً، ولو تمّ نفي ذلك واعتباره من نسج الخيال.

لكن، بغضّ النظر عن صدق ما أشيع من عدمه، فمن المرجّح أن «حزب الله» قد أعدّ العدّة لمثل هذه الاحتماليّة، خصوصاً مع الخطر الأمنيّ الإسرائيلي الذي يحوط بأمينه العام على مدار الساعة، ولا شك في انّ مسألة تهيئة خليفة لنصرالله تدخل في حسابات الحزب على الدوام.

 

مَن يَفتح النار: إيران أم إسرائيل؟

طوني عيسى/الجمهورية/23 نيسان/19

قد يكون الكلام المنسوب أخيراً إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، على حرب بين إسرائيل و»الحزب»، مختلقاً كلياً أو جزئياً أو مبالغاً فيه. لكن ذلك لا ينفي احتمال أن يكون الشرق الأوسط كلّه مقبلاً على سيناريو عسكري متعدِّد الأطراف. وقد سبق لـ»الحزب» نفسه ولعدد من المحللين أن تحدثوا عن سيناريو من هذا النوع. في هذه المرحلة، تتشابك مجموعة تعقيدات في الشرق الأوسط. وثمة مَن يتوقع أن تندفع إحدى القوى الأساسية أو قوى عدّة إلى افتعال مواجهة عسكرية لتنفيسها أو للبلوغ منها إلى غايات أخرى. وهذه التعقيدات هي:

1 - الضغط الذي تمارسه إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران، خصوصاً بعد تصنيفها الحرس الثوري، الذي هو جزء من الدولة الإيرانية، منظمة إرهابية. ويقال إنّ ترامب يحتاج إلى بلوغ أقصى درجات الضغط على إيران وتحقيق الهدف المنتظر، وهو الصفقة على الأرجح، ليكون إنجازاً سياسياً كبيراً في العام الذي يخوض فيه معركة التجديد لولاية ثانية.

لكنّ ترامب لن يقوم بعمل عسكري ضد إيران بهدف تغيير النظام. وهذا التأكيد نُقِل في الساعات الأخيرة في واشنطن عن لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، في لقاءٍ عقده مع أعضاءٍ من الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة.

في المقابل، يجزم بومبيو بعدم تجديد الإعفاءات للدول التي تمّ استثناؤها من العقوبات سابقاً، وخصوصاً في مسألة الحصول على النفط الإيراني. وهذا يعني أنّ موجة العقوبات التالية، في الأول من أيار المقبل، ستكون أشدّ قساوة في السعي إلى «تجفيف منابع التمويل» وتشديد الخناق الاقتصادي على إيران.

2 - ملامح الأزمة المتصاعدة بين الروس والإيرانيين في سوريا. فالرئيس فلاديمير بوتين يريد استثمار الوقت بكامله، وهو يمتلك الغطاء الإقليمي والدولي الذي يسمح له بتثبيت نفوذه هناك، من خلال العنوان الكبير أي حماية الرئيس بشّار الأسد… ولكن أيضاً: صَون مصالح إسرائيل جنوباً وتركيا شمالاً والولايات المتحدة شرقاً.

وفي المبدأ، يرفض الروس المسَّ بالتحالف الاستراتيجي الذي يربطهم بطهران. فالمحور الإيراني في المنطقة هو نفسه المحور الروسي. ولكن، في التفاصيل، يصطدم الهدف الروسي بطموحات المصالح الإيرانية. وقد تنفجر الأزمة إذا شعر الإيرانيون بأنهم وصلوا إلى الحائط المسدود وخسروا سوريا، حتى أمام الحليف الروسي، بعدما دفعوا فيها ثمناً غالياً جداً هناك، بالمال والعتاد والرجال.

3 - فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الأخيرة واستعداده لاتخاذ خطوات دراماتيكية في اتجاه تكريس يهودية الدولة. وحكومة اليمين الإسرائيلية المقبلة ستَطرح على الأرجح إطلاق مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية، في ظرف صعب جداً على المستوى الفلسطيني والعربي.

وإذا رفض الفلسطينيون الانخراط في هذه المفاوضات المختلّة التوازن، ستجد إسرائيل المبرِّر لاتخاذ خطوات من جانب واحد. والأبرز هو ضَم المستوطنات في الضفة الغربية بمباركة أميركية وبالحد الأدنى من الرفض العربي والإسلامي والدولي، بعد قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وضمّ الجولان.

إذاً، الصورة هي الآتية: يريد ترامب إنهاك طهران لإطلاق المفاوضات معها، لا لضربها عسكرياً. ويريد نتنياهو استثمار ضعف الفلسطينيين قبل طرح فكرة التفاوض معهم واتخاذ خطوات جديدة في مسار التهويد.

ويريد بوتين تثبيت نفوذه في سوريا والشرق الأوسط من خلال تموضعه على خط التقاطع الأميركي - الإسرائيلي.

ولأنّ إضعاف إيران هو أساساً هدف إسرائيلي، فليس مستبعداً أن تقع مواجهة إسرائيلية - إيرانية أوسع نطاقاً، علماً أنّ الضربات الإسرائيلية لمواقع إيران والقوى الراعية لها في سوريا لم تتوقف خلال الحرب السورية، بموافقة أو سكوت روسي. كما أنّ موسكو هي التي رَعت عملية إبعاد إيران وحلفائها عن خط الحدود في الجولان إلى ما يزيد عن 85 كيلومتراً.

وفي رأي عدد من المحللين أن لا مشكلة لدى الإسرائيليين في أن تبقى إيران لاعباً شرق أوسطياً له هوامش المناورة، على غرار تركيا. ولكنهم يريدون إبعاد الخطر الاستراتيجي الإيراني عن نطاقهم الحيوي. وهذا يعني إبعاده عن سوريا ولبنان وغزة خصوصاً.

ولذلك، بالنسبة إلى الإسرائيليين، ليس حيوياً ضرب الوجود الإيراني في هذه النقاط الثلاث في المطلق، بل تحجيمه. وتحديداً، التخلص من سلاح إيران الاستراتيجي الذي يشكل خطراً على إسرائيل. ولذلك، استهدفت الغارات الإسرائيلية المتلاحقة في سوريا أنواع السلاح والذخائر التي تخشاها إسرائيل، بما فيها تلك التي تُنقَل إلى «حزب الله» في لبنان.

وطبعاً، يشمل ذلك آلاف الصواريخ التي يعلن «الحزب» امتلاكها، والتي يمكن أن يستخدمها الإيرانيون بصفتها ذراعاً متقدمة ضد إسرائيل في أي مواجهة شاملة، علماً أنّ «الحزب» يلتزم أقصى درجات التعقّل في استخدامها.

مَن هي القوة الإقليمية التي لها مصلحة في افتعال مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط؟

على الأرجح، قد يجد الجانبان الإيراني والإسرائيلي - كلّ من زاويته- مصلحة في ذلك. والمواجهة قد لا تكون مقصودة لمجرَّد المواجهة، بل لأنها تفتح الباب لمعطيات جديدة أو لتسويات ربما آن أوانها. إذا اتّسع الشرخ بين روسيا وإيران في سوريا - وهذا مرجّح - فسيجد الإيرانيون أنفسهم مستفردين، وسيضطرون إلى انتهاج أحد خيارين: إمّا الرضوخ والذهاب مباشرة إلى صفقة مع الولايات المتحدة، بأقل ما يمكن من الخسائر. وإمّا المواجهة المفتوحة، على جبهات عدّة، لعلها تخلط الأوراق وتفرز معطيات جديدة. وفي الحالين، لا يمكن الاستهانة بحجم الخسائر الإيرانية.

وأمّا الإسرائيليون فقد يجدون أنّ الفرصة سانحة لتسديد الضربة الآن، فيما كل المؤشرات الإقليمية والدولية تصبّ في مصلحتهم، وفيما العرب غارقون في نزاعاتهم وهزائمهم الداخلية.

وسواء عمد الإيرانيون أو الإسرائيليون إلى فتح النار أولاً، فإنّ لبنان سيكون ساحة أساسية وصندوق بريد. وفي ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها، ستكون وطأة المواجهة أكبر بكثير من قدرته على التحمّل.

 

وزارة الرؤساء والزعامات: الداخليّة «لم تقلّع» مع الحسن

هيام القصيفي/الأخبار/23 نيسان/19

الاحتفالية الإعلامية العربية والغربية التي رافقت تعيين أول امرأة على رأس وزارة الداخلية في لبنان (وفي العالم العربي)، ريا الحفار الحسن، لم تصمد كثيراً أمام الواقع والصورة الحقيقية لوزارة الداخلية. ليس الزواج المدني الذي قطعت دار الفتوى طريقه أمام وزيرة الداخلية الجديدة، هو مفتاح الوزارة، وبطبيعة الحال ليس جنس الوزير الذي يحدد ارتقاء الوزارة وفعالية دورها. لائحة الدول التي تتولى فيها امرأة وزارة الداخلية أو الدفاع، لائحة طويلة، ومنها حالياً دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا ودول آسيا، وفي ألمانيا وزيرة الدفاع امرأة، وفي إسبانيا وزيرة الدفاع الحالية امرأة، وقبلها أيضاً كانت امرأة وزارت لبنان لتفقد قوات بلادها العاملة في القوات الدولية وهي حامل، وفي فرنسا تولت أيضاً امرأة فاعلة وزارة الداخلية. فأن تتولى امرأة في دول عربية مهمات وزارة الداخلية، يتعدى إطار الصورة التي تجعل امرأة تقف بين صف من الرجال الوزراء. لأن وزارة الداخلية في لبنان لها حيثية مغايرة تماماً عن وزير الداخلية الموظف في دولة يحكمها رئيس أو ملك أو أمير. وزارة الداخلية في لبنان «دولة قائمة بذاتها» وأمامها استحقاقات ولها دور أساسي وفعال، فهي ليست وزارة الدفاع، بل تعلو فوقها بالصلاحيات والإمكانات التي تملكها. ليست هذه الوزارة سيادية بالمعنى الحرفي للكلمة فحسب، إنما هي وزارة سياسية وأمنية وخدماتية تمسك بكل مفاصل الأجهزة الأمنية التابعة لها، وبكل القطع الأساسية التي تشكل واقعاً حيوياً، وهي على تماس مباشر مع الواقع السياسي والحياتي بكل شرايينه من البلديات والدوائر السياسية والأجهزة المختصة. هذه الوزارة تولاها منذ إنشائها أهم سياسيي لبنان: كميل شمعون، سليمان فرنجية، صائب سلام، رشيد كرامي، عبد الله اليافي، كمال جنبلاط، ريمون إده، صبري حمادة، عادل عسيران، بهيج تقي الدين وغيرهم من زعماء وقيادات من مختلف الطوائف. بعض وزرائها أصبحوا رؤساء حكومات أو رؤساء مجالس نيابية أو رؤساء جمهورية. هي الوزارة التي حكمها في زمن ما بعد الطائف، ميشال المر ست سنوات، وحوّلها صالوناً سياسياً كل أربعاء يجمع فيه النواب والوزراء وطالبي الخدمات، حتى بات ينافس لقاءات سياسية على مستوى المرجعيات الرئاسية، كالرئيس نبيه بري أو الرئيس رفيق الحريري. حوّل المر لقاء الأربعاء صالوناً سياسياً وخدماتياً، وجعل الداخلية في مصاف مراكز القرار، حتى ابنه الوزير الياس المر، لم يتمكن من مجاراته، فبقي في إطار الصورة الإعلامية الاستعراضية.

في كل المشاورات السياسية لتأليف حكومتَي الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري، تمسك تيار المستقبل بوزارة الداخلية، تماماً كما فعل بعد عام 2005. شكلت هذه الوزارة بالنسبة الى «المستقبل» حاجة خدماتية وسياسية، وقيل أكثر من مرة أن السعودية في الفترة التي كانت لا تزال فيها تشرف على سياسة الحريري، تمسكت بإعطاء الداخلية لتيارها السياسي في لبنان، ولا سيما بعد مرحلة عام 2005، لضرورات تتعلق باغتيال الرئيس الحريري، وبقوى الأمن الداخلي وإبقائها «جيشاً أمنياً» لتيار المستقبل. ويسجل لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان تمسكه مرتين بعد اتفاق الدوحة بحقيبتَي الداخلية والدفاع ليس كحقيبتين سياديتين وأمنيتين فحسب، إنما أيضاً كوزارتين أساسيتين «ملحقتين» برئاسة الجمهورية.

في المفاوضات التي جرت لسنوات مع تأليف الحكومات المتتالية مع القوى المسيحية، وعلى رأسها التيار الوطني الحر، لم يطالب الأخير بوزارة الداخلية. في مرحلة ما بعد 2005، كان ممنوعاً عليه الحصول على حقيبة سيادية، ومن ثم ارتأى نيل حقائب خدماتية. وحين بدأ يفرض نفسه على المشهد السياسي وتمكن من الحصول على حقيبة سيادية، فضل الخارجية لأسباب تتعلق بإطلالات رئيس التيار الوطني على الخارج، وكذلك فإن بعض المنظرين فيه لم يروا اهمية للداخلية. كذلك فإن قوى مسيحية اعتبرت أنها حصلت في هذه الوزارة، في ظل «المستقبل»، على المديرية العامة للأحوال الشخصية لاعتبارات ديموغرافية، علماً بأن الأهم هو تحكم وزير الداخلية بالصندوق البلدي المستقل وعائداته مع كل ما يعني ذلك. اليوم، تعود الداخلية مجدداً الى «المستقبل» الذي تمسك بها، بعد ولايتين للوزير السابق نهاد المشنوق. لكن الولاية الحالية، بعد مرور شهرين ونصف شهر على تولي الحسن حقيبتها، لا يبدو أنها في طور وضع استراتيجية أو تحديد خطواتها السياسية والأمنية واللوجستية، بعيداً عن الإطار الإعلامي الذي لا يزال يروّج للوزيرة الجديدة من زاوية أنها امرأة، كما هي حال صورتها المنشورة على صفحة وزارة الداخلية مع عناصر نسائية في قوى الأمن. واضح أن الحسن ليست شخصية سياسية، ولن تكوّن زعامة سياسية وهي الآتية من وظيفة في ظل الرئيس فؤاد السنيورة الذي انقلبت عليه (مع الحريري). لكن وزارة الداخلية وزارة سياسية بامتياز، تحتاج الى إطار سياسي رفيع المستوى بعيداً عن كون الوزير ملتزماً بذلك الطرف السياسي أو ذاك، فهي ليست وزارة تكنوقراط. وهي وزارة أمنية، تحتاج الى أبعد من كون قوى الأمن، بصفتها الجهاز الأقرب إليها، موالية للفريق السياسي نفسه الذي تنتمي إليه الوزيرة. فحتى الآن، لم نر بعد هذا الإطار الأمني ــــ اللوجستي، الذي يعطي من اللحظة الأولى أداءً متميزاً، ويفرض «هيبة» ما، باستثناء إزالة الحواجز أمام الوزارة!! لا خطط معلنة للأمن الداخلي، ولا للسجون التي تغص بالمساجين، في انتظار خضة أمنية في أحدها فتسارع وزارة الداخلية الى الترويج لخطة لها، ولا خطط لمسلسل عجقات السير اللامتناهية الذي يمكن أن يتحول إلى إنجاز الوزيرة الأهم (علماً بأنه ليس من مسؤولية «الداخلية» وحدها) لأنه يعني اللبنانيين أكثر من الزواج المدني، ولا للدراجات النارية والشاحنات التي لا تلتزم بدوامات السير. حتى الآن، لا حضور لوزارة الداخلية أكثر من كونها امتداداً لتيار المستقبل. لا أكثر ولا أقل. والتعثر الذي يلحق التيار يبدو أنه يلحق بها.

 

اليونان ولبنان... والإفلاس!

فيوليت غزال البلعة/23 نيسان/19

بدا كلام رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري عن تشبيه أزمة لبنان باليونان، وكأنه بمثابة الإنذار الأخير قبل السقوط. كثر تلقفوا التحذير وباشروا البحث عن عدّة الإنقاذ، فيما بقي آخرون على مشاعر "قلة الثقة" بالأداء السياسي وبقدرته على إخراج البلاد من محنتها، فنشطوا مع مجموعة طارئة على الملف الإقتصادي، في بثّ أخبار وشائعات وتحليلات لا يمكن وصفها إلا بالـ"مضللة".

من المستفيد من إفلاس لبنان؟

لا يعقل أن يفكّر المقيمون لحظة بأنهم قد ينتمون إلى هذه الخانة. فهم مًن سيتحمّل كلفة السقوط أو أقله ثقل التقشف الآتي في موازنة 2019، إن أُنجزت متى حُلّت الخلافات السياسية التي فجّرها إقرار قانون الكهرباء قبل أسبوعين.

ولا يعقل ان يفكّر المغتربون لحظات بأنهم قد يفيدون من سقوط الوطن الأم الذي لم يقطعوا صلاتهم به يوما، ودأبوا على تغذية ميزان المدفوعات بما يحتاجه من مليارات لتوازن أخلّ فيه عجز الميزان التجاري المزمن...

بقيت شلّة قد ترى أن لها مصالح في السقطة. وهي أما مأجورة وإما ضالعة. وهي ليست حكما من "أهل البلد"، بل هي من فئة "العدو" الذي لم يكلّ عن إطلاق بوق التشاؤم في عزّ النهوض. هذا العدو الذي عاد اليوم إلى بثّ الشائعات على مواقع التواصل، ليبشّر بأن "لبنان على شفا الإفلاس" لأن "الوضع المالي في بلاد الأرز أسوأ من اليونان!"، أو ينذر بقرب تعرضه لحرب إسرائيلية عبر نقل كلام عن لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله (!)، فيما تعدّ وزارة السياحة لإستقبال موسم سياحي واعد مع رفع الحظر الخليجي (السعودي) على زيارة لبنان.

كلام كثير تتناقله وسائل التواصل، فيه الصحّ كما الخطأ، وفيه التضليل كما الإرشاد، وفيه التفاؤل كما التشاؤم، وفيه التهدئة كما التجييش... حتى بدا أن العارفين بتفاصيل الأزمة ودقائق الملفات والأرقام هم أكثر من الحكام وأصحاب الإختصاصات والخبراء. فكيف يلحق المتتبعون "وعظات" فارغة إلا مما تستهدفه بخلفياتها؟ الواعظ مجهول، وكذلك التكهنات التي تتحوّل وقائع دامغة حين توضع في إطار تعبيري فصيح، يفضي إلى إثارة الشكوك والهواجس مجانا... ثمة دول عانت فعلا من إفلاسها حين تخلّفت عن سداد ديونها. وربما آخرها، كانت اليونان التي عجزت عن تسديد دين خارجي بقيمة 16 مليار دولار عام 2010، وهو جزء من دين عام يقارب الـ350 مليار يورو. طلبت معونة صندوق النقد والإتحاد الأوروبي، ونالت ثلاث جرعات دعم مالية بلغت قيمتها نحو 285 مليار يورو... ولا تزال حتى اليوم تعاني آثار حزمات التقشف التي إنعكست على الحياة الاقتصادية والإجتماعية على السواء.

لكن، هل من تشابه بين لبنان واليونان؟

بالأرقام، بلغ الدين العام اليوناني نحو 355.6 مليار يورو، ونسبة الدين الى الناتج المحلي الإجمالي نحو 165.3%، والتضخم 3.1%، والنمو الحقيقي -6.9% وعجز الموازنة -9.1%. أما في لبنان، فالدين العام لم يتجاوز سقف الـ90 مليار دولار، فيما نسبة الدين إلى الناتج هي بحدود الـ150%، والتضخم 7%، والنمو الحقيقي 1.2% وعجز الموازنة 11.2%. وفق المنطق الاقتصادي، لا أوجه شبه بين الأزمتين. فاليونان، الدولة العضو في الإتحاد الأوروبي، كانت تهدّد بإفلاسها إستقرار منطقة اليورو. لذا، طُرحت فكرة إخراجها من المنطقة الإقتصادية، إلا أن أوروبا قررت في نهاية المطاف مدّها بالمساعدة مقابل تنفيذ إصلاحات اقتصادية واجراءات تقشف تهدف إلى خفض العجز في الموازنة. أما لبنان، فلا ينتمي إلا إلى جامعة الدول العربية التي تمثل منطقة تشهد أسوأ أحوالها. فهو لا يهدّد إستقرار أي دولة، ولا يُطرح إخراجه من أي تكتل إقتصادي. صحيح ان العجز في الموازنة هو القاسم المشترك، لكن بقدرة الإصلاحات وسياسات التقشف (نفذتها اليونان أيضا)، يستطيع وقف التدهور والخروج من الأزمة بمساعدة "سيدر"، إن تحرّكت مندرجاته بدءا بإقرار موازنة التقشف غير المسبوقة في تاريخ البلاد. الإصلاحات وقطع دابر الفساد يكفلان خفض العجز دون الحاجة إلى إقتطاعات من أي نوع كانت، لأنها تكفل خفض "رواتب خيالية" تُمنح لمديرين في مؤسسات عامة من دون ما يوازيها من "إنتاجية". فمزاريب الهدر والسمسرات والسرقات لا تزال مفتوحة على جشع بعض مسؤولين وطمع آخرين، وتراخي السلطة وتنازلها عن قوة الحكم لقطع دابر كل ما يثير الشهيات والشبهات، فيتسللون الى الصفقات وينقضون بالتالي على ما بقي من ثقة لتتوسّع الهوة ما بين اللبنانيين والسلطة الحاكمة. مضى الخميس الأول ولم ينعقد اللقاء المالي في بعبدا بسبب غياب رئيس الحكومة عن البلاد (إجازة عائلية في السعودية)، علما أن البحث مخصص لبحث ما يجب إتخاذه من إجراءات إنقاذية. تحليلات كثيرة علّلت هجوم رئيس الجمهورية على "مَن تنقصهم الخبرة" لأنهم تسببوا بعدم إنعقاد اللقاء. قيل إن موعدا جديدا حُدّد هذا الخميس. لكن هل يلغيه "خميس الغسل" عند المسيحيين الشرقيين، أو أقله يخفّف من مفاعيله، فيُرجئ مجددا إلى خميس آخر؟ الوقت يمرّ ولبنان لا يملك "ترف الوقت"... لكنه قادر حتما، إن وُجدت الإرادة السياسية والقرار الواضح والموّحد، على إبعاد شبح الإفلاس ووقف سيل الهواجس والشائعات. ما على السياسيين سوى مواجهة المسؤوليات بجرأة!

 

صوت جديد للشيعة العرب

نديم قطيش/الشرق الأوسط/23 نيسان/19

بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته إلى بغداد من الكاظمية وزيارة الإمامين الكاظمين قبل اللقاء بالمسؤولين العراقيين. وبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته إلى سوريا بزيارة مقام السيدة زينب، قبل اللقاء بالمسؤولين السوريين. أولوية سياسات الهوية المذهبية ليست خافية؛ بل هي تتفوق على الضوابط الناظمة للعلاقات بين الدول وأصول التواصل بينها. لم يَزُرْ روحاني وظريف دولتين؛ بل مجالين حيويين لـ«الشيعية السياسية الخمينية». في المقابل، فتحت المملكة العربية السعودية صفحة جديدة من العلاقات بين الرياض وبغداد عنوانها «الاقتصاد» بما هو مصالح مشتركة بين بلدين، و«السياسة»؛ بما هي المجال الأصيل للعلاقة بين دول وحكومات؛ بوابتها سفارات وقنصليات ووزارات واتفاقيات، لا مقامات ولا حسينيات ولا مراقد. الزيارة السعودية تصدّرها وفد من عشرات رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين السعوديين، وتخللتها اتفاقات مهمة في مجالات الكهرباء والطاقة والتنمية الاجتماعية وتطوير البنية التحتية السياسية بين البلدين عبر افتتاح قنصلية في بغداد وبدء الترتيب لثلاث قنصليات لاحقاً، تلتها زيارة في غاية الأهمية من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في سياق مشابه وشكل مطابق للزيارة السعودية.

عادل عبد المهدي عنوان جديد؛ ليس فقط للعراق بصفته دولة مهمة في الإقليم؛ بل لتموضع الشيعة العرب داخل العلاقة المأزومة بين إيران والعرب. هو ليس نوري المالكي بشططه الإيراني، وبصفته القاسم المشترك للتقاطع الأميركي - الإيراني على ساحة العراق. وهو ليس حيدر العبادي الذي تميز عهده بالارتباك وضعف الحيلة وقلة المبادرة فيما يتصل بموازنة موقف العراق وشيعته العرب حيال العلاقات الإيرانية - العربية.

عادل عبد المهدي صوت ثالث قيد التبلور، تسنده مرجعية النجف الأوضح في التعبير عن طعونها فيما شاب العلاقات العراقية - الإيرانية من غلبة واستتباع وتجاوز للسيادة واستثمار في عناوين الانقسام المجتمعي بغية إضعاف الدولة المركزية. كان هذا واضحاً في بنود البيان الذي صدر عن السيد علي السيستاني عقب اللقاء مع روحاني وظريف، وتركيزه على بند السيادة العراقية، ومسألة السلاح المتفلّت من قرار الدولة. وتسند عبد المهدي أيضاً خريطة شيعية عراقية عنوانها الأكثر رصانة هو السيد عمار الحكيم، وعنوانها الأكثر إشكالية هو السيد مقتدى الصدر، بفائض حيويته وحركيته، والغموض إزاء خياراته السياسية، وإن كانت لا تزال مطمئنة حتى الآن. ينهض هذا الصوت على مرتكزين أساسيين لا يحظيان بأي إعجاب في طهران... فعبد المهدي، بلسان العراقيين وبلسان الشيعة، يقول بعلاقة ندّية مع إيران تقوم على أساس المصالح المشتركة بين بلدين، لا على قاعدة تحويل العراق إلى مدى حيوي ديموغرافي لـ«الخمينية السياسية». أما المرتكز الثاني؛ فيقوم على الإقرار بأولوية العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، ومع الجوار العربي؛ وعلى رأسه المملكة العربية السعودية. سبق لإيران، ووفق مصالحها الخاصة جداً، وانسجاماً مع مشروعها المذهبي والجيوسياسي، أن أدارت علاقات تفاهم مع الأميركيين منذ التحضير لإسقاط نظام صدام حسين، وقبله نظام طالبان في أفغانستان، وحتى الإطاحة بنتائج انتخابات عام 2009، وتكليف المالكي تشكيل الحكومة العراقية بدلاً من إياد علاوي الفائز يومها. لكن طبيعة هذا التفاهم بقيت ضمن متابعة النخب ولم تتحول إلى خيار سياسي علني يحرج إيران في الداخل أو يحرج حلفاءها في الإقليم، لا سيما «حزب الله»، الذي هيمن على تمثيل الشيعة العرب لعقود طويلة. الحكاية مختلفة الآن... ففي مقابل صوت نصر الله الناقم دوماً على السعودية، والضدي جداً لسياسات واشنطن ووجودها في المنطقة وعلاقات حكوماتها معها، هناك صوت شيعي عربي آخر، لا غبار على شيعيته، ولا على منتبه. فالعراق هو الشيعة بالمعنى الكياني للكلمة... هو المراقد والمزارات ومواسم الزيارات للأضرحة، في حين أن لبنان هو إذاعة وتلفزيون وأمن المشروع الشيعي الخميني؛ لا أكثر! الصوت الآخر هذا، يقول عكس ما يقوله نصر الله وباسم شيعة أكثر من شيعة نصر الله. فعادل عبد المهدي «ليس جندياً في حزب ولاية الفقيه»، وهو لن يحب إيران ومصالحها أكثر من العراق ومصالحه، ولن يخوض حروب «لو كنت أعلم» نيابة عن الإيرانيين وعلى حساب مواطنيه. وعادل عبد المهدي لم يكلف نفسه باسم الشيعة أن يحارب السعودية في اليمن أو أي مكان آخر، أو أن يعادي السياسات الأميركية، أو أن يسعى لتحويل العراق إلى منصة تتجاوز عبرها إيران العقوبات الأميركية ولو على حساب استقرار أرزاق العراقيين وعملتهم ومصارفهم... في لبنان تنبّه رئيس مجلس النواب نبيه برّي لهذا الملمح الجديد، فكانت زيارته للمرجع السيد السيستاني وزيارته الطويلة نسبياً إلى العراق. تغطت الزيارة بهدف سُرب في الصالونات وبعض الإعلام، أن بري يحمل مبادرة للتقريب بين السعودية وإيران. بري من الفطنة والمعرفة بمكان ليدرك استحالة هذا الخيار الآن، كما يدرك أن لبنان لا يملك من الأوراق ما يؤهله للعب دور في هذه المساحة المعقدة من الخصومة، وفي ذروة الحرب الاقتصادية والسياسية على نظام الخميني. الهدف الحقيقي لزيارته هو البعث برسائل لمن يلزم بأن في لبنان من أخذ علماً بأن ثمة عنواناً جديداً للشيعة العرب...

الرحلة الطويلة بدأت.

 

حول تغيير المعايير في صراع الطبقات 

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 23 نيسان 2019

«مر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر  أما المديح سهل ومريح يخدع لكن بيضر والكلمة دين من غير إيدين بس الوفا عالحر» (أحمد فؤاد نجم)

عبثاً حاول المفكرون الماركسيون اختصار تاريخ البشرية بمقولة «صراع الطبقات»، أي أن الحقد الطبقي، أي حقد الأغنياء على الفقراء المتمثل بالاستغلال والحرمان، أو حقد الفقراء على الأغنياء حسداً، فكل المؤشرات التاريخية تؤكد أن الصراع كان أساسه دائماً التنافس بين الأفراد والمجموعات على الموارد وعلى السلطة التي تعطي مجالاً أرحب للسيطرة على الموارد، وحتى الحروب المقدسة لا تخرج كثيراً عن ذلك.

أما فرضية صراع الطبقات فقد أتت عبر اجتهاد فكري فردي لماركس بناءاً على منطق «الجدلية» الذي أتى أساساً من خلال اجتهاد فكري من قبل هيغل. لكن الإخفاق الأهم في تحليل ماركس كان التنبؤ بالمستقبل من خلال تأكيده «حتمية انتصار البروليتاريا» وحلول «اليوتوبيا».

عبقرية فلسفة هيغل تكمن في أنها يمكن تطبيقها على كل الظواهر الطبيعية الكونية الكبرى وصولاً إلى أصغر وحدات الوجود، مروراً بالعلاقات بين المخلوقات الحية. هيغل لم يتنبأ بحتمية مستقبلية لصراع الأضداد، لكنه افترض أن التوجه هو إلى الحرية المطلقة بنهاية صراع الأضداد، أما الراع إلى ذاك الحين فهو يسير بشكل حلزوني، وهو مرهون بالتوازن الناتج عن كل وحدة صراع، لينتقل نتاج الصراع إلى مواجهة مع ضده الناتج عن صراع آخر، وبالتالي لم يتوقع نهاية واضحة مثل اليوتوبيا الشيوعية مثلاً...

عندما حلم ماركس حلمه الطوباوي ودعا عمال العالم الى أن يتّحدوا لتسريع «انتصارهم الحتمي» وتعجيل «ديكتاتورية البروليتاريا»، كان يظن أن انكلترا، حيث كان الوجود الأعظم للبروليتاريا والتجمع الأكبر لرأس المال، ستكون أول موقع تنتصر فيه طبقة العمال.

أظنه كان سيصاب بالصدمة والإحباط لو أنه عاش ليشهد انتصار أول ثورة «للبروليتاريا» في بلد مثل روسيا حيث كانت طبقة العمال فيه لا تشكل إلا جزءاً صغيراً من مكونات المجتمع. عملياً لم تكن الثورة في روسيا إلا حلقة إضافية في انقلاب موازين القوى من سلطة الإقطاع ورجال الدين المرتبطة أساساً بكتلة من الأساطير، إلى سلطة البرجوازية (أو عقلية المدن والفكر المادي التحليلي)، وذلك بعد مراكمة جهود فكرية فردية من إبن رشد، مروراً بمكيافيلي ولوك وكانت وهيغل وديكارت وروسو...

في روسيا أمسكت زمام السلطة طبقة من البرجوازيين باسم البروليتاريا وقررت قيادة العالم نحو اليوتوبيا بمجهود جماعي لا مكان للفرد فيه. لكن ستالين نفسه، سرعان ما استدرك الحاجة إلى تمييز الأفراد حسب جهودهم، فكان التمييز معنوياً من خلال لقب «بطل الاتحاد السوفياتي» مثلاً، وسرعان ما أدخل بعض التمايز المادي من خلال تنوع صغير في المعاشات الشهرية مبني على التراتبية وتوزيع مسؤولية العمل، وهذا النهج بالذات يعد ارتداداً أساسياً عن فلسفة المساواة التامة.

معظم الدراسات الموضوعية والحيادية أكدت أن السبب الأهم لانهيار الاتحاد السوفياتي، ومعظم دول «الديموقراطيات الاشتراكية»، هو تدني مستوى إنتاج الفرد في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية كنتيجة مباشرة لندرة المبادرة الفردية، طالما أن هذه المبادرة لا تجد طريقها إلى تمييز صاحبها عن الآخرين.

البروليتاريا التي تحدث عنها كارل ماركس كانت تتمثل في عمال المناجم والمصانع الذين كانوا بالفعل مستعبدين بشكل وحشي من قبل رأسمال أرعن كان يشق طريقه إلى مواقع السلطة مع الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. في هذا الإطار لا يمكن إلا تثمين نضال الآلاف من العمال والمتنورين، وأكثرهم من اليساريين، الذين قادوا معارك تحصيل المكتسبات للعمال على مدى قرن ونيف من الزمن.

لكن اليوم، فإن قواعد العمل تغيرت، وأصبح الشرط الأول لتحسين الظروف المعيشية لأي مجتمع هو التعاون الموضوعي بين رأس المال والعمال أو الموظفين أو المستخدمين أو التقنيين العالي التدريب، ومكافأة أي تمايز أو إبداع بالشكل المناسب لتشجيع المبادرة الفردية، وكل هذا يمكن ترجمته عملياً في كلمة «النمو الإقتصادي»، الهاجس الدائم لأي حكم يسعى للنجاح اليوم، حتى في الصين التي ما زال يحكم رأسماليتها الحزب الشيوعي الصيني العظيم.

لماذا كل هذا الكلام الآن؟! لقد أوجعني كلام وتصرفات شعبوية لرفاق وأصدقاء أعلم علم اليقين صدق مقاصدهم في الحديث عن مكامن الفساد، مع أنني أعارض بشدة أقوالهم وأفعالهم عندما عادوا إلى الشعارات الخشبية حول السلطة ورأس المال، فكلامهم المحق يختلط مع الشعارات لتضيع المسؤولية، لأن الكلام عن الفساد شيء وكيفية علاج الأزمة الإقتصادية شيء آخر. المؤكد هو أن الكثير من الفساد في لبنان ناتج عن تواطؤ منطقي بين السياسيين وجمهورهم، وهو عملياً ما أنتج صعوبة أو استحالة العلاج دفعة واحدة. وما يمكن القيام به هو اتخاذ إجراءات شفافة كمرحلة أولى تطال الحالات النافرة المتعلقة بالمعاشات الخيالية والمضاعفة في كل المواقع، مع رفع اليد عنهم من قبل مرجعياتهم، كما يشمل إجراءات تضمن الشفافية في علاقة السياسيين مع كسب المال العام وأفضلياتهم في المال غير العام، ومن هنا الزهاب إلى إعادة هيكلة الحقل العام وترشيده لموازنة الفعالية والإنتاجية مع الكلفة على الخزينة. في الوقت ذاته على الحكم أن يصارح الناس بتداعيات عدم الإصلاح من دون تهويل ولا تقليل، وبما أن الحكم هو إئتلافي، فإن أي محاولة تنصل شعبوية من الشركاء في الحكم ستؤدي حتماً إلى انهيار الهيكل.

بعض أصحاب رؤوس المال بقوا يعاندون القدر والخسارة المتراكمة لأشهر قبل الاستسلام للمحتوم، وأنا لم أفكر كثيراً بهم، بل كنت أفكر الآلاف من العمال يخسرون معاشات آخر الشهر، على ضآلتها، وملاذهم الوحيد من الذهاب في مغامرة بحرية كغيرهم هو أن يقرر مناضل رأسمالي أن يعود ويغامر في بلد أصبح عدو العامل فيه من يطالب بحقوقه بشكل شعبوي، وحليفه الوحيد مستثمر يسعى إلى الربح من تجارة أو معمل أو شركة، وكلما زاد ربحه، نقص عدد العاطلين من العمل ونقص عدد المبحرين إلى المجهول.

 

سريلانكا ومعركة المائة عام

عبد الرحمن الراشد الشرق الأوسط/23 نيسان/19

آلمتنا، وإنْ لم تفاجئنا، أحداث مجازر سريلانكا. هؤلاء الناس الأبرياء البسطاء ضحايا العمل الإرهابي قُتلوا غيلةً وغدراً، كما فعل من قبلهم قاتل نيوزيلندا، وكما فعل «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا، ومثلما ارتكبها «القاعدة» في العراق والسعودية وباكستان ومصر وأوروبا وأميركا وغيرها وغيرهم من الأشرار الذين أصبحوا جزءاً من حياة الرعب في حياة البشرية اليوم. أنا مقتنع بأنها معركة طويلة، فالعالم يواجه حرباً مع الإرهاب منذ ثلاثة عقود ومستمرة، ولا نرى لها نهاية، ربما تدوم مائة عام. وحروب الإرهاب أخطر من حروب القبائل والدول، فهي نتاج من الأفكار القديمة الضاربة عروقها في تاريخ العالم القديم، سلاحها مقتبسات من الكتب المقدسة والتقنية الحديثة التي مكّنت نشرها بأرخص الأثمان، وكلما قُضي على جماعات وُلدت جماعات أخرى. ومن دون اتفاق دولي ضدها وملاحقتها فكرياً فإنها ستدوم طويلاً وتخلّف جروحاً عميقة، ورعباً وتهديداً لمستقبل البشرية.

ومع أن التركيز في المواجهة هو على التنظيمات الإرهابية بملاحقتها وأموالها، لكنها تبقى وتقوى بفضل مشجعيها. فالمبررون الاعتذاريون لا يقلون سوءاً عن الإرهابيين أنفسهم، الذين يجدون للقتلة التبريرات، ويزرعون الشك في عقول الناس بأوهام المؤامرات. أبقوا الوعي حياً، فهؤلاء هم كتائب الدفاع عن الفكر الإرهابي الذين تعلموا فن التغرير والتبرير. فمنذ بدايات جرائم «القاعدة» كانوا يدّعون أن «القاعدة» جماعة مدسوسة، ثم قالوا إنها من فعل مؤامرة أجنبية، وعندما أصدر التنظيم الإرهابي فيديوهات تقطع الشك باليقين للقتلة يعترفون بنياتهم، انتقل المبررون لهم إلى المرحلة التالية؛ اعتبارها أفعالاً انتقامية، وحرباً دفاعية، مستشهدين بما ورد في كتب القرون الماضية. في مجازر سريلانكا البشعة جرّبوا إنكارها للتشويش، مدّعين أنها من فعل غيرهم، ثم حاولوا تبريرها، وسيستمرون ينشرون طروحاتهم في ظل تقاعس المثقفين والمؤسسات الثقافية.

قالوا «لم نسمع عنها من قبل»، و«لم تحدث ولا مرة من قبل في سريلانكا»، و«لا توجد هناك تنظيمات إرهابية». الزميلة د. نيرفانا محمود، عبر حسابها على «تويتر»، ردّت على أحدهم الذي قال مكذّباً إن هذه أول مرة يسمع فيها عن إرهابيين منتسبين إلى الإسلام في سريلانكا: «العزيز المتعصب خالد، (تقول) إنك لم تسمع عنها سابقاً: (تذكر) لم يكن هناك قبل 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ولا قبل 2015 في فرنسا، ولا قبل (تويتر) كنا نسعد بسماع صوت المتعصبين أمثالك». وآلاف المنخرطين في ترويج الإرهاب جيوش فكرية تؤيد التطرف، بعضها لأسماء حقيقية، ومعظمها جيوش وهمية. المعركة على الأرض مستمرة، فالإرهابيون الأربعة الذين فشلوا في عمليتهم وقُتلوا في مدينة الزلفي في السعودية، يذكّروننا بأن التنظيم العالمي حي يتنفس، وأن هناك مَن يعمل على إعادتهم للحياة في كل مرة يتم القضاء عليهم.

 

«الاقتلاع» و«الاجتثاث» سودانياً وعراقياً

فـــؤاد مطـــر الشرق الأوسط/23 نيسان/19

اعتدنا كصحافيين عايشوا ميدانياً أو متابعة من خلال عملنا في الصحف معظم الانقلابات العسكرية في الدول العربية، أن نركِّز بداية على صانعي الانقلاب وفي الوقت نفسه نُدرج في الاهتمامات ما يحدُث في دول العالم الثالث، كوننا أعضاء في هذا الجسم العليل من انقلابات بعضها متقن وعلى مستوى وبعضها الآخر فولكلوري. وكنا نتوقف بصورة خاصة على البلاغ رقم واحد الذي يصدر عن صانع الانقلاب أو باسم المجموعة صانعي الانقلاب.

وعندما حدثت الخطوة الأُولى على طريق الانتفاضة الشعبية المبهرة في السودان يوم 11 أبريل (نيسان) 2019 متمثلة بإطلالة تلفزيونية غير متوقعة لوزير الدفاع أحمد عوض بن عوف وإلقاء بيان يعلن كف يد الرئيس عمر البشير، وتعليق الدستور، وكذلك حل الحكومات، وفرْض حظْر التجول، كان من الطبيعي التوقف عند البيان غير المسبوقة مفرداته ووضْع خطوط تحت بعض الكلمات التي تفسر ما استعصى تفسيره لهذه النقلة المفاجئة من جانب قائد عسكري بشيري الهوى إزاء رئيسه الذي لم تمضِ سوى 48 يوماً على تعيينه نائباً أول لرئيس الجمهورية مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.

كان البيان المفترَض أنه البلاغ رقم واحد، على نحو المألوف حدوثه منذ الانقلاب العسكري الأول في العالم العربي، خالياً من الموقف السياسي، بمعنى فقرات الإشارة إلى التضامن العربي والقضية الفلسطينية، والاكتفاء بالالتزام بالعلاقات الطيِّبة مع دول الجوار ودول العالم عموماً، وكذلك الحرص على علاقات دولية متوازنة والالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية إلى جانب المحلية. وجاء البيان يحمل بشرى إنهاء نظام إنما من دون تسمية البشير والاكتفاء بعبارة «رأس النظام». كما برَّأ البيان «اللجنة الأمنية العليا» من مسؤولية ما حدث، وهذا واضح في تمهيد البيان للقرارات التي تم اتخاذها، حيث فيه تلميح إلى احتمال حدوث انقسام في الجيش... وإن كان البيان استعمل عبارة «بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عريقة».

ومثلما أن البيان لم يسمِّ البشير بالاسم فإنه كان على درجة من الدبلوماسية في التعبير، فلم يستعمل كلمة «إسقاط» النظام وإنما الاكتفاء بكلمة «اقتلاع» وهي جديدة على القاموس الانقلابي العربي. وأما مسألة «التحفظ على رأسه بعد اعتقاله في مكان آمن» (وهنا مرة أُخرى يعتمد نحوياً المعلوم المجهول) فإنها ليست مستحدَثة، ذلك أنه في الانقلاب العسكري الأول في العالم العربي الذي جرى في الجمهورية السورية والذي قام به القائد العام للجيش حسني الزعيم (رتبة عسكرية) رائد الانقلابات العسكرية ضد أهل السياسة والأحزاب، أُودِع رئيس الجمهورية شكري القوتلي، ورئيس الحكومة ووزير الخارجية والدفاع خالد العظم، ووزير الداخلية والمعارف محسن البرازي، في المستشفى العسكري في المزة، لكل منهم غرفة خاصة به. وعندما طلب كل من القوتلي والعظم إحضار بعض الكتب الأدبية والأدوية فإنه تم تزويدهما بها.

مناسبة هذا الاستحضار للانقلاب العسكري الأول، أن ثمة الكثير من أوْجه الشبه في المضامين بينه وبين أحدث ما حصل في السودان بعد سبعين سنة وكلاهما في أيام ربيعية (انقلاب الزعيم على الحكم المدني آخر شهر مارس (آذار) 1949 والانقلاب الخجول على البشير يوم 11 أبريل 2019).

تطول المقارنة من حيث الأسباب وظروف الخطوة التي أوجبت الانقلاب الودّي قبْل أن يتطور إلى انقلاب يتسم بالجدية في السودان، لكن ما يعنيني كمتابع عريق للشأن السوداني وانقلاباته وتقلبات عهوده هو هذا التأدب في التعامل بالحسنى من جانب رموز الانقلاب مع مَن كان حاكماً بأمر شريحة عريضة من السودانيين أدخلت حركة «الإخوان المسلمين» «إقنيم» ثالث في المجتمع السوداني المشهود تديُّنه حتى من جانب شيوعيي الوطن في زمن ازدهار الحركة الماركسية المركز (الاتحاد السوفياتي) والأفرع في كثير من دول أوروبا ودول العالم الثالث. فالسودان على مر عهوده حتى الثمانينات كان ذائع الصيت بأنه طائر أسمر اللون بجناحيْه الأنصاري والختمي وإلى درجة أن «الأنصار» كما «الختمية» باتتا حركتي الإسلام السياسي في السودان لا ينازعهما هذا «الإقطاع الدياسي» بمعنى الديني – السياسي، طيف آخر، ثم دخل على الخط بقوة وحيوية فكرية متمكنة دينياً وسياسياً الدكتور حسن الترابي ممسكاً بورقة على درجة من الأهمية تتمثل في أنه زوج ابنة الإمام عبد الرحمن المهدي، بما يعني أن كبير الأنصاريين ومُنظِّرهم والمعقودة عليه آمال إنعاش الزعامة الروحية والسياسية والنضالية للجد عبد الرحمن ضد الإنجليز الصادق المهدي بات أمام مَن يحاول اقتسام الشأن الأنصاري وإن كان ذلك بنسبة بسيطة في استطاعة الترابي تنميتها وابتكار صيغ وأساليب من أجْل ذلك، معتمداً على حذاقة تكتيكاته وعُمْق ثقافته. ولقد حقق الترابي ما يصبو إليه، ذلك أنه استطاع من خلال حركة «الإخوان المسلمين» خلْق قاعدة له وتحقيق اختراقيْن داخل المؤسسة العسكرية في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري أثمرت ضباطاً إسلامويين حققوا بقيادة عمر حسن البشير انقلاباً على حُكْم أهل السياسة، مستغلين في ذلك المشهد الماثل في مخيلتهم عما جرى لزملاء لهم من غزوة جاءت من ليبيا وقتلت أعداداً كانوا نياماً في معسكرهم. وعندما استعذب البشير حلاوة السلطة المطلقة أرسل الشيخ الترابي إلى احتجاز في إحدى دور الضيافة ثم لاحقاً إلى الباستيل السوداني، سِجْن «كوبر».

هنا أيضاً تطول القضية والظروف حولها وما أنتجتْه من مشاعر ومحاذير، وأعود إلى عبارة «اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله في مكان آمن» التي أوردها وزير الدفاع باسم اللجنة الأمنية العليا عوض بن عوف.

كان لا بد من فتْح صفحات قاموسية لتفسير كلمة «اقتلاع». فما هو سائد أن كلمة قلع تقال عند خلْع أضراس أو باب ضاع مفتاح قِفْله، وأحياناً يكون استعمالها شعبياً مثل القول إن فلاناً خلع فلاناً بلكمة على وجهه. ثم يفيدنا القاموس أن للكلمة أكثر من تفسير أحدها بمعنى إزالة القائد عن رتبته. وهذا ما قصده البيان الذي قضى بنقل مكانة البشير من كرسي الرئاسة إلى الجلوس على كرسي عادي في «منزل آمن». أما بعض سائر معاني كلمة الخلع فهي «خلع الرجل زوجته» و«خلعت الزوجة زوجها». كما أن لفظة «الخلاع» المشتقة من خلع تعني (قاموسياً) شبه خبل يصيب الإنسان، وتعني كلمة الخليع (جمع خُلعاء) المعزول من مقامه. أما الخولع فإنها (قاموسياً) تعني الأحمق. وأما المخلَّع من الرجال فإنه (قاموسياً) الضعيف الرخو. كما أن معنى الخليع جمْع خُلعاء تعني (قاموسياً) الخبيث. وللكلمة معنى إيجابي، إنما (قاموسياً) تتعلق بالشجر وليس بالبشر وهي أخلع الشجر بمعنى أنبت ورقاً جديداً. وهذا يُجيز القول حول ما كان يدور في خاطر بن عوف كبادرة حُسْن تعبير وتوصيف تجاه رفيقه البشير. والأرجح أن بلغاء ضادّيين سيبويهيين في الحراك الشعبي رأوا الخلع من جانب بن عوف بهذا المعنى فثابروا وصبروا إلى أن كانت «النقلة البرهانية» التي لم تكتمل فصولاً.

ويبقى القول إن الكلمتيْن التوأميْن (الاجتثاث عراقياً والخلع سودانياً) مرشحتان في حال كثرة الحالات الموجبة وإصدار البيانات في شأنهما إلى استمرار تداولهما. ففي العراق لم يُحسم أمر الخشية من عودة «البعث» إلى الساحة السياسية في رداء أو آخر. وفي السودان لم تُحسم الأمور وبالذات ما يتعلق بالشراكة المدنية – العسكرية، فضلاً عن الخشية من سيناريوهات إخوانية تستوجب التنبه إليها. وهكذا فحتى إشعار آخر قد ينتهي الأمر تداولاً لكلمتي «الاجتثاث» و«الخلع» إلى اندماجهما في كلمة واحدة «الديراسينية» كما «الديمقراطية» و«البيروقراطية» و«الديكتاتورية»... وهي كلمات أجنبية استُعربت أو استُشرقت. والباب مفتوح أمام «الديراسينية»، كون التحديد القاموسي الأجنبي الذي في مقالتي هذه أستند إليه في كلمة «اجتثاث» العراقية النشأة والابتكار وكلمة «خلْع» السودانية الوليدة النشأة، هو Deracinement والفعل Deraciner (بالفرنسية) وكذلك بالإنجليزية Deracinate مع اختلاف اللفظ.

... ولهذا الغوص في المشهد السوداني بقية إبحار.

 

أعتذر...

تركي الدخيل الشرق الأوسط/23 نيسان/19

ولم أجدْ في وصايا الكرام، أكثرَ من الاعتذار، وألزم من وجوب قبوله للحر. وهو خلق عجيب، في أصله اعتراف بالإنسانية، التي تبرر وجود الخطأ، وتعطي المتأدب - لا غيره - فضيلة تحويل اقتراف الخطأ إلى مزية فردية، يمتاز بها صاحب الخلق الرفيع عن دهماء الناس. وهل أجهل من غافل، يُفَوِّتُ على نفسه فضيلة وضع سوسنة، تُنبِت ابتسامة على وجه متجهم؟! الاعتذار، أيها السيدات والسادة، من ألزم الأخلاق الجديرة بالغراس في قيم الطفولة، فهي لبُّ التواضع، وجوهر الرقي، وذات السمو. ومن يرتقي لممارسة فضيلة الاعتذار، هو لقبول الاعتذار من الفاعلين، ففي القبول إشاعة لهذه الفضيلة، وتحريض على تعاطيها.

ولا شك في أن الاعتذار في أصله تشذيب لشجرة الكبر والتكبر، وتهذيب لمشاعر الغطرسة والغرور. فالمتكبر ظالم لنفسه قبل أن يكون مخطئاً في حق غيره. وهيهات أن يكون المعتذر متكبراً، فالرقي إلى الاعتذار صعودٌ، يبعد صاحبه عن دركات الغرور.

في الاعتذار يستَلُّ المُعتَذِرُ سَخِيمَة قلبِ من يعتذر إليه، ويُحيلُ غَضَبَهُ رِضاً، وانفِعَالَهُ سكِينَةً، وقليلٌ من الأفعال تحول الناس من الضد إلى الضد؛ وقديماً قيل:

ضِدانِ لما اجتمعا حَسُنا

والضِّدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِّدُّ

وهذا لعمري عجيب، فالاعتذار لغة كونية، نمارسها في المطارات حين نتجاوز الدور، وفي شوارع المدن المزدحمة، حين نكاتف عابراً، ثم نلتفت بابتسامة عتاب، ويرد بابتسامة، تغسل ما كان سيبقى في النفس لولا اعتذار الابتسامة العجلى. بل يُذهب الاعتذار سوء الظن، ويقف شامخاً، يزيد من قامة المُعتذر، أياً كانت زلته. فعلها الأنبياء، تحبباً لأصحابهم، وتأكيداً على إنسانيتهم. ومارسها الملوك نزولاً عند انتظار شعوبهم، فلم يزدهم ذلك إلا احتراماً وخلوداً وسمواً. ولعلي لا أنسى فضيلة من فضائل الاعتذار، قد لا ينتبه إليها بعض، ففي الاعتذار إقرار مُبَطَّن بعدم العودة لما اعتُذِرَ عنه. وفي الأثر: «ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً».

ولا يعيب الحر وقوعه في الخطأ مرة؛ بل إصراره على العودة للوقوع في الحفرة ذاتها هو ما يشين. وفي أثرٍ آخر: «لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة». ومن أجمل خصائص الاعتذار، أنه لا يختص بعمر، ولا فئة، ولا جنس، دون آخر، فهو حقٌّ للكبير على الصغير، وواجب على الصغير تجاه الكبير، وتودد للزوجة، وتحبب للصديق، ولطف مع الغريب، وفريضة يفرضها الحر على نفسه، إذا زلَّ. وقد يبادر أحدهم بالاعتذار تلطفاً، وذكاءً، وإيماناً بوقع الاعتذار على النفس البشرية، التي جُبلَت على تفهم الاعتذار أياً كانت لغته، باعتباره مروضاً للنفس. ومُحَجِّماً لـ«الأنا»، التي قلَّ من ينجو من أمراضها وعللها. فلم أرَ في حياتي «كبيراً» بالمعنى الحقيقي، إلا وهو يرى الاعتذار كمالاً، لا يحتاج إلى تبرير، وانتباهاً لا يغفل عنه عاقل أو ذو جاهٍ ومنصب، وهو من الكبير قدراً أجمل، ومن الطفل أعجب.

كم من الدماء حُقنت باعتذار، وكم من الحروب خبا لهيب نيرانها بأبيات شعر تضمنت اعتذاراً.

إن كلمة: «أنا آسف»، تخرج من القلب إلى القلب، فتبرئ المكلوم، وتجبر الخاطر المكسور. وعكسها التبرير، الذي يعتبره العقلاء: «الخطأ الثاني الذي يقع فيه المخطئ مباشرة»، وقياساً عليه، فالاعتذار هو الحِلية التي تزين ما نقص، وتجبر ما انكسر. ومن أعجب عجائب الاعتذار، أن قبوله محمدة ومَكْرُمَة، لا يفرط فيها إلا جاهل، ومن أراد تأكيد ذلك، فلينظر في اشتقاقات العذر والعفو في اللغة وليتتبعها. وتأمل وصايا النويري في مصنفه الجميل «نهاية الأرب في فنون الأدب»، حين جعل فيها قبول الاعتذار من أوجب الواجبات. ومن ذاك وصية الأعرابي لابنه: «يا بني، لا يعتذر إليك أحد من الناس، صادقاً كان أو كاذباً، إلا قَبِلتَ عُذْرَهُ، فكفاكَ بالاعتذار براً من صديقك، وذلاً من عدوك»، وإن خالفتُ الأعرابي في الأخيرة! ولا أجملَ من البحتري، وهو ينظم قول الأعرابي شعراً، فيقول في دستور الأخلاق:

اقبل معاذيرَ من يأتيك معتذراً

إن بر عندك فيما قال أو فجرَا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره

وقد أجلك من يعصيك مستترَا

خير الخليلين من أغضى لصاحبه

ولو أراد انتصاراً منه لانتصرَا

وقد أكثر الشعراء في باب الاعتذار، لكثرة أخطائهم، ورقة مشاعرهم وحساسيتهم. فمنهم كثيرون عبَروا بخفة من الاعتذار للغزل، واستعمال ذلك كثير في التودد للمحبوبة، ومن لا يعرف أثر الاعتذار على النساء، بكلمة، أو حتى بوردة!

ألم يُقسِم جميلٌ لبثينة، ليواري شكَّها في حبه دون طلب منها؛ بل زيادة في التحبب، إذ قال:

حلفتُ يميناً يا بثينة صادقاً

فإن كنتُ فيها كاذباً فعميت

إذا كان جلدٌ غير جلدكِ مسَّنِي

وباشرني، دون الشعار، شريت

ولو أنَّ داعٍ منك يدعو جنازتي

وكنتُ على أيدي الرجال حييت

ما أكذبَ الشعراء؛ بل ما أجملَهم عزيزي القارئ، فلا أشك لحظة في أن جميلاً كتب البيت الأخير ثم فكر ملياً في مدخل يخطف قلب بثين، فلم يجد بداً من اختلاق اليمين اعتذاراً!

وما أعظم شفاعة أبي الطيب، حين قدم عليه بنو كلاب، ليوصل طاعتهم وإخلاصهم لسيف الدولة، فنظم مقطوعته التي تطرب وتحنن قلب السامع، حتى يكاد المخطئ يضمن قبول طلبه، قبل إتمام القصيدة:

ترفق أيها المولى عليهمْ

فإن الرفق بالجاني عتابُ

وإنهم عبيدك حيث كانوا

إذا تدعو لحادثة أجابوا

وعين المخطئين همُ وليسوا

بأول معشر خطئوا فتابوا!

وهل لمثلي، بعد أبي الطيب، سوى الابتهال: اللهم صنفنا في المعتذرين، واكتبنا في العاذرين، واجعلنا لفضيلة الاعتذار من العارفين. ومنك أيها القارئ الكريم، نلتمس العذر، إن قرأت ما لا يليق بوقتك، أو ما لا تسرك رؤيته. ولذلك، عنونتُ هذه السطور باعتذار، و«العذرُ عند كرام الناس... مقبول»!

 

جغرافيا من الجنة وتاريخ من الجحيم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 نيسان/19

المسألة ليست في العدد، مهما كانت فظاعته، المسألة في العقل الذي يقرر «تفجير المصلين في ساعة ابتهال إلى الله»، وهو مقتنع بأن تلك اللحظة سوف تحمله إلى الجنة، وتحملهم إلى الجحيم. هذا العقل فجّر من قبل المساجد في الكويت والسعودية والكنائس في مصر، وأصبح مشهداً عادياً أن ترى رجال الأمن يحرسون دور العبادة ويفتشون الداخلين، بعدما كانت أكثر بقع الأرض سلاماً وطمأنينة. المسألة والمشكلة، هي مع هذا العقل الذي يحل لنفسه القتل سبيلاً وحيداً ولو في لحظات التعبد والتضرع. في السابق لم يكن يفرق بين امرأة ورجل، عجوز وطفل، مريض وسليم، فكان يفجر الناس في أي مكان كي يزرع الرعب في القلوب والحزن في الأفئدة. لم يعد ذلك كافياً. يريد أن يقتل المصلين بأكبر عدد ممكن من الضحايا، لكي يرعب العالم أجمع ويحزن البلاد. وهي في أي حال غير منقوصة الأحزان. فقد قيل فيها إن جغرافيتها جزء من الجنة، وتاريخها جزء من الجحيم.

بعد تزعزع «داعش» في سوريا، كان لا بد من حدث مهول، يذكر العالم بأن الإرهاب لم يهزم. مثلما ضرب مساجد في نيوزيلندا وتصدر أنباء العالم ضرب في سريلانكا. الأسلوب والعدد مجرد تفصيل، المسألة هي العقل المعبأ في رصاصة تصطاد المصلين وهم ركَعٌ آمنون جاءوا إلى نيوزيلندا من أنحاء العالم ومن كل لون. هذا العقل الواحد يعرف لغة واحدة ويتحدث لغة واحدة ويمارس همجية واحدة. وطالما عاشت سريلانكا تبادل الإرهاب بين جميع مكوناتها، وفجّر مواطنوها بعضهم بعضاً بخليط من الدعاوى التافهة. الجديد اليوم هو الرقم. فالعقل نفسه لم يتغير لأن قاعدته الأساسية القتل والدمار وإرهاب جميع الناس في أكبر عدد من الأمكنة. يتقصد الإرهاب خراب الدول ونزع الثقة بها. حربه في مصر كانت دائماً ضد السياحة. وفي تونس، حيث كانت السياحة تشكل دخلاً أساسياً، أطلقت النار على السابحين. يجب ألا يعودوا لأن عودتهم تعني دعم الدولة وإرضاء الناس وتحصين الاستقرار. أعداء ثلاثة لعقل الإرهاب.

يجب أن تكون خائفاً وحزيناً. الإرهاب يكره الرغد والطمأنينة. يجب ألا تطمئن إلى أي شيء أو إلى أحد. إنه لا ينمو إلا في حقول الموت وسهول الدماء. وليس لديه ما يمنح الناس هنا فيعدهم الوعود بالجنة. البابوات في القرون الوسطى كانوا يبيعون الجنة بموجب صكوك قانونية. وكان القادرون يشترون.

منذ وقوع المجزرة وجدتُ أن أفضل مصدر أتابع من خلاله التطورات هو صحف الهند ومواقفها. عمران ومودي تصرفا كرجلي دولة في منطقة بركانية رهيبة الزلازل. سريلانكا نسخة مصغرة عن الهند التي هي نسخة مصغرة عن آسيا التي هي نسخة مصغرة عن العالم. أي تصرف وفقاً لما يريده عقل الإرهاب يشعل كل شيء ويحوله إلى رماد. جاسيندا أرديرن أعطت درساً تاريخياً في محاربة الإرهاب: احتقاره.

 

ابحث عن الإرهاب تجد “الإخوان المفلسين”ومن دار في فلكهم

حمد سالم المري/السياسة/23 نيسان/19

المتابع للأحداث التي تعصف بالدول العربية منذ اندلاع ما يسمى “الربيع العربي” تتولد لديه قناعة تامة أن “الإخوان المفلسين” هم وراء هذه الأحداث، إما من خلال التحريض او ركوب موجات الاحتجاجات الشعبية، ومن ثم القفز عليها وامتطائها لتحقيق مصالحهم السياسية المدعومة من الحزب الديمقراطي الأميركي وإيران وتركيا.

فعندما اندلعت المظاهرات وأعمال الشغب في كل من مصر والكويت والبحرين تزامنت معها أعمال إرهابية في هذه البلدان، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، من أجل إشعال نار الفتنة فيها وإدخالها نفق الصراعات المسلحة، وعدم الاستقرار، لأن جماعة “الإخوان المفلسين” تقتات على الصراعات كما شاهدناه في مصر وكذلك في الكويت، إلا أن الله لطف بنا بفضل منه، ثم بحكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله، والتفاف الشعب الكويتي حوله ونبذ هذه الجماعة واستنكار أفعالها.

وقد شاهدنا ولمسنا تواري هذه الجماعة عن الأنظار مرة أخرى خصوصا في الكويت ومصر ورجوعها إلى وضع السكون خلال السنوات الماضية، بعدما وجدت نفسها منبوذة، وعلى أثر ذلك توقفت الأعمال الإرهابية في المملكة العربية السعودية، وضعفت ضعفا شديدا في مصر، إلا أنها بدأت ترجع مرة أخرى بعد نجاح المظاهرات في اسقاط الأنظمة الحاكمة في كلا من السودان والجزائر، ورغم أن هذه المظاهرات بدأت من قبل شعوب هذه الدول، إلا أن جماعة”الإخوان المفلسين”، وكعادتها، أخذت تتسلق المظاهرات لتقفز عليها وتجيرها لمصلحتها بعدما أيقنت رحيل هذه الأنظمة نهائيا، وبدأ معها ظهور الإعمال الإرهابية مرة أخرى في السعودية، مثل ما حدث في منطقتي أبو حدرية والزلفي، مما يؤكد أن هذه الأعمال الإرهابية مرتبطة بتحرك جماعة” الإخوان المفلسين”، وظهر ذلك واضحا في تغريدات بعضهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي، مثل قول بعضهم:” بعد ظهور موجة الربيع العربي الأولى ها هي موجة الربيع الثانية تطيح النظامين الجزائري والسوداني، وبعدها ستطيح أنظمة الخليج العربية”.

أما في الكويت فبدأ “الإخوان” يخرجون من جحورهم بتغريدات استفزازية مثل قول أحدهم:” أناشد سمو الشيخ جابر المبارك والشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخ خالد الجراح أن يرحلوا بهدوء، وسنذكركم بالخير أما استمراركم فسيؤدي إلى مظاهرات في وقت ما تطيح بكم كما أطاح بغيركم و”العافية نص القوت” والسلامة غنيمة وترى الشعب واعي ويراقب وينتظر منكم المبادرة وريحوا وارتاحوا”.

وأخر يصف الشعب الكويتي بـ”قوم لوط” من أجل اسباغ الشرف والأمانة على من هرب إلى تركيا بسبب جرائم ارتكبوها بحق الوطن وبحق حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وتمت محاكتهم محاكمة عادلة، إلا أنهم رفضوا تحمل تبعات أفعالهم، ورفضوا الاعتذار للشعب الكويتي وللأمير، مصرين على أفعالهم التي ارتكبوها من اشعال لنار المظاهرات وإدخال البلاد في حالة فوضى والتطاول على مسند الإمارة، وهم يعلمون ان هذه الأفعال مجرمة قانونيا.

وستشهد المنطقة في الأيام المقبلة مزيدا من العمليات الإرهابية، سواء في المملكة العربية السعودية أو في مصر، والنفخ في نار المظاهرات في الجزائر والسودان، ومحاولة التأزيم السياسي في الكويت، خصوصا أن تركيا وإيران تتعرضان لضغوط سياسية واقتصادية قوية بعدما أعلنت الإدارة الأميركية عدم تجديد استثناءات منحت لبعض الدول لشراء النفط الإيراني الذي حظرته أميركا، وأيضا تعثر حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخسارته بلديات كبرى المدن التركية، في الوقت الذي يعاني فيه من أزمة اقتصادية خانقة قد تؤدي إلى انهيار عملته مرة أخرى.

لذا يجب على الشعوب الخليجية الواعية تفويت الفرصة على هذه الجماعة المفلسة، وعدم الالتفات إلى تحريضها لأن هدفها إدخال دول الخليج العربية في دوامة الفوضى من أجل الوصول إلى الحكم، أما تركيا وإيران فهدفهما من دعم هذه الجماعة السيطرة على المنطقة، وعلى ثرواتها من دون الإغفال عن الهدف الديني المتمثل في محاربة السنة ونشر التشيع والتصوف.

 

النظام الإيراني.. السير على حافة الهاوية

حامد الكيلاني/العرب/24 نيسان/19

ثمة من يسحب العراقيين للوقوف على أطلال الحقيقة الصادمة التي تحيط بهم لرؤية عناصر الجذب في علاقتهم بعمقهم العربي، أو الذهاب إلى ما يشدهم بعنف لواقع من الإرهاب والنزاعات مفروض عليهم منذ سنوات طويلة.

بروجردي يريد نقل تجربة القمع إلى دول الجوار

رئيس الوفد الإيراني علاءالدين بروجردي لقمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق بدأ زيارته من مدينة النجف حيث انتهت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني في منتصف مارس الماضي، والتي بدأت هي الأخرى بالتوجه إلى مدينة الكاظمية في مراسم تبدو غير تقليدية لوفود رسمية يتوقع منها أن تكون بمنهاج استقبال معد مسبقا، ثم بعدها يمكن إضافة بعض الفقرات إن لم تكن أصلا على جدول التنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين. بعيدا عن التلميحات وهي متوفرة ولا تغيب عن الحضور في السياسة الإيرانية، يبدو تجاوز دور وزارة الخارجية في العراق في الإعداد للمؤتمر أكثر وضوحا في ظروف استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حال استقدام الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، ثم إعادته بإجراءات تولاها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني. الفارق أن وزارة الخارجية في العراق لم تعترض على ما يسيء لتاريخها الدبلوماسي العريق.

بروجردي الذي شارك في تمثيل بلاده نيابة عن علي لاريجاني خلافا لدول الجوار الأخرى التي ساهمت برؤساء برلماناتها، أشار إلى أن بلاده أكثر بلدان المنطقة تمتعا بالأمن وتحاول نقل التجربة إلى دول الجوار، ومثل هذا المنطق يصدق في جانب منه بما يتعلق بقبضة الأمن والقمع بالداخل الإيراني، وفي رؤية النظام لأجهزته وقدرته على استيعاب الاحتجاجات وانتفاضة الشعوب الإيرانية. لكن ما لا تستوعبه شعوب المنطقة هو القول بمحاولة إيران نقل تجربة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار، بمعنى أن ما جرى ويجري من زاوية رؤية النظام، ومنه بروجردي، مازال في طور المحاولات رغم أن إيران وضعت عددا من العواصم العربية على لائحة المدن الخاضعة لها، ومنها بغداد التي اختارتها عاصمة لمخيلتها الإمبراطورية.

المرشد علي خامنئي يصف المرحلة الحالية، بعد قرار إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، بأنها كما السير على حافة الهاوية ينبغي معها التأني والحذر لمواجهة المخاطر المتوقعة، وهذا التقييم ينطوي على مسؤولية تولاها الحاكم السياسي المطلق وليس فقط المرشد الروحي كما يشاع.

المرشد يفضل المناورة بمزيد من التدابير وخلط الأوراق التي كان أولها إعفاء قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري بعد عقد على خدمته، وتعيين نائبه سردار حسين سلامي بديلا عنه في المنصب، وتم تكليف جعفري بمسؤولية إدارة المجمع الثقافي والاجتماعي للحرس الثوري بناء على رغبة المرشد في أن يكون قائدا للثقافة والحرب الناعمة.

للحرب الناعمة في الحرس الثوري أبعاد أخرى غير المفارقة في خدمة الإرهاب على مستوى الشرق الأوسط أو العالم. والمهم أن التغيير السريع في رأس قيادة الحرس كان يتناسب مع ما اتخذه البرلمان الإيراني من قرار باعتبار الجيش الأميركي منظمة إرهابية بالمقابل، ولما لشخصية قائد الحرس الجديد من سجل متشدد في تنفيذ أوامر المرشد بأداء المهمات الموكلة إليه طيلة تاريخ الأزمات في ولاية الفقيه.

خامنئي في لقاءاته بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيد العقوبات ضد إيران، انتقل إلى إدارة الصراع، أولا باعتبار الحرس الثوري جزءا من الجيش أو العكس، أي أن صيغة القرار الأميركي في الداخل الإيراني تستهدف الجيش الوطني رغم الاختلاف البين من الناحية التنظيمية والصلاحيات والواجبات.

يأتي هذا من الإحساس العميق باستهداف النظام وضرورة الاحتماء والوقاية من ردات فعل محتملة لبعض قادة الجيش الإيراني الذين يضمرون للحرس الثوري أسباب العداء نظرا لفوارق الامتيازات والسلطة وانعدام المهنية في تسلسل الترقيات المرتبطة بالتدرج الزمني واحترافية العمل العسكري.

مصطلح القوات المسلحة يضع الجيش والحرس الثوري ضمن مهمات ولاية الفقيه، ويوسع من نطاق متابعة العقوبات، بما يعتقد أنه سيؤدي إلى تشتيت الانتباه عن شخصيات على لائحة الإرهاب أو يغطي على أنشطة الحرس الاقتصادية والاستثمارية وهي شائكة في أسهم متفاوتة لشركات بعناوين تجارية تشمل قطاع المصارف وإنتاج البضائع والمعدات وحتى المطاعم، ومنها ما هو في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة.

حملة توجيهات في إيران لتغيير العناوين والأسماء والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، ترافقها هواجس مستعجلة لمعالجة آثار القرار الأميركي على أذرع فيلق القدس في دمج الواجبات وإحاطتها بإعلان تبعية ملكيتها لتنظيم الدولة الإيرانية العابرة للحدود، ومن ذلك ما تلقاه الحشد الشعبي من إشادة لدعمه للحرس الثوري في حرب الثماني سنوات ضد العراق، تأكيدا على أن الحشد مجموعة ميليشيات ومنظمات إيرانية مسلحة تخضع لمنطق إرهاب النظام في إدارة المهمات وترويجا لفاعلية المقاتلين وتسليحهم على مساحة الصراع المقبل في المنطقة خارج الحدود الإيرانية.

الخطوة الأولى بتغيير قائد الحرس الثوري هي خطوة تقترب من تجربة طويلة في التغيير الشكلي للقيادات بعد كل خرق أمني في العراق، على الرغم من أن السلطة العراقية كانت تدرك أن الخلل في بنية النظام المبني على المحاصصة وتداعيات الصراع بين القوى السياسية الحاكمة التي أوصلت العراق أيضا إلى سيطرة الملالي، بطريقة أو بأخرى، على مراكز النفوذ في المناصب العليا، أو في الوظائف الأدنى أو في مراكز الاقتصاد، بما يجسر الأموال والمعلومات وملاحقة البيانات وتداولها مع النظام الإيراني.

في هذه الدوامة من السياسات المتخلفة والصراعات ثمة من يسحب العراقيين للوقوف على أطلال الحقيقة الصادمة التي تحيط بهم لرؤية وتأمل عناصر الجذب في علاقتهم بعمقهم العربي وما ينتظرهم من استثمار “الاستقرار والتنمية” كما ورد في شعار قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق، أو الذهاب إلى ما يشدهم بعنف لواقع من الإرهاب والنزاعات مفروض عليهم منذ سنوات طويلة، حيث تسعى إيران بميليشياتها وأحزابها في هذه المرحلة لعبور حافة الهاوية على حساب دماء أبناء العراق الذين ما عاد بإمكانهم احتمال المزيد من المآسي من أجل محاولات، كما يقول بروجردي، لنقل تجربة الأمن في إيران إلى دول الجوار.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل وفدا فرنسيا اميركيا مشتركا وزوارا: الدول مغذية الارهاب لا تؤمن بالديموقراطية ولا بحقوق الانسان

الثلاثاء 23 نيسان 2019/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الشرق الاوسط عرف حروبا عدة تحت شعار توطيد الحرية وارساء الديموقراطية فيه. ومحاربة الارهاب بدأت في العام 1981 في افغانستان وتمددت الى اليوم، حيث لا زالت المنطقة تعاني منها وهي لم تعرف لا السلام ولا الديموقراطية الموعودتين. لا بل كان هناك توسع للارهاب الذي انتشر على مستوى العالم". وقال: "ان الدول التي تغذي الارهاب لا تؤمن بالديموقراطية ولا بحقوق الانسان. وما حصل اخيرا لجهة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وضم الجولان اليها ليس بهدف ارساء الحرية ولا الديموقراطية مطلقا، بل ان الامرين كانا وليدي منطق القوة. ان القدس التي تحمل قيم الديانات التوحيدية الثلاث لم يعد فيها من وجود مسيحي".

واعرب رئيس الجمهورية عن اعتقاده الراسخ من انه "اذا ما جفت ينابيع المسيحية في المنطقة، فإن الينابيع الانسانية ستمنى بهزيمة كبرى، لأنه لن تعود هناك من ينابيع تغذي عطشها". اضاف: "عندما يتم اعلان دولة على انها وطن قومي لديانة معينة، فذاك يعني العودة الى الايديولوجيات العنصرية التي ترفض الاخر المختلف ولا تحترم القوانين والاعراف الدولية التي تقوم على احترام الحق الطبيعي بالاختلاف وحرية الضمير والتعبير". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال لقائه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا مشتركا من مدينة بوردو الفرنسية ومن الولايات المتحدة الاميركية برئاسة الاب نبيل مونس، اتى في زيارة حج الى لبنان لمناسبة عيد القيامة وضم كاهن رعية سان - لويس في مدينة بوردو الاب تييري دوب.

مونس

في مستهل اللقاء، القى الاب مونس كلمة، اعرب فيها عن "اعتزاز اعضاء الوفد لوجودهم في لبنان ولقائهم رئيس الجمهورية"، وقال: "انكم في لبنان والشرق تمثلون يا صاحب الفخامة القوة الهادئة للنعمة وللقيامة، فشكرا لنضالكم ولما قدمتموه طيلة حياتكم". ووصف زيارة الوفد للبنان بأنها "عربون تأكيد عمق الصداقة التي تجمع الفرنسيين والاميركيين به". ثم قدم الاب مونس الى الرئيس عون ذخيرة كان يحملها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما نجا من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في العام 1981، وكان الملك سان لويس يحمل مثيلتها.

دوب

وتحدث الاب دوب، فشكر الرئيس عون على استقباله والوفد المرافق، واصفا اللقاء بأنه "علامة حية للصداقة اللبنانية - الفرنسية"، مذكرا بأنه "يتم على ضوء انوار القيامة، وهذا بحد ذاته علامة ايضا، وبالروابط العميقة التي تربط ابناء رعيتي باللبنانيين". وقال: "نحن هنا كابناء رعية واصدقائها ونشعر بفرح كبير ان نكون بلبنان، ولقد ساهم القديس لويس في بناء هذه الصداقة العريقة التي تربطنا وهي متجذرة في التاريخ. نحن نصلي للمسيحيين في لبنان والمشرق في رعيتنا وكل طاقاتنا نضعها من اجل توطيد هذه الصداقة".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، وقال: "انا سعيد للغاية للقاء وفدكم اليوم في لبنان في "بيت الشعب" كما اسميته، وابوابه مفتوحة للجميع"، مذكرا بأن "القديس لويس في رسالته الى البطريرك الماروني في العام 1225، دعا الفرنسيين الى محبة اللبنانيين كما لو انهم اخوة لهم، وهذا امر لا تزال اصداؤه الى اليوم كلما التقينا معا لبنانيين وفرنسيين"، مستعيدا "السنوات الخمسة عشر التي امضيتها في فرنسا مبعدا عن لبنان بسبب النضال الذي كنت اقوده من اجل تحريره واستقلاله وسيادته، اضافة الى ثلاث سنوات دراسة سابقة فيها في خمسينات القرن الماضي". ودعا رئيس الجمهورية الوفد الى زيارة مختلف المناطق اللبنانية "بما تزخر به من آثار منذ فجر التاريخ من مسيحية وغير مسيحية، اضافة الى مواقعها الطبيعية الفريدة"، وقال: "ستدركون عندها اهمية لبنان كوطن رسالة". وشدد الرئيس عون على ان "اللبنانيين بمختلف طوائفهم، كما المسيحيين في الشرق، عانوا كثيرا جراء الحروب التي اندلعت في مختلف مناطق الشرق الاوسط، سواء في سوريا والعراق، حيث دمرت كنائسهم وهُجروا"، واصفا" المشاهد التي حملها اسبوع الالام والقيامة من تفجير للكنائس في سريلانكا الى الحريق الذي شب في كاتدرائية نوتردام في باريس، والتي سبق وزرتها مرات عدة بالمؤلمة. وقد اعربت عن ألمي هذا برسالة بعثت بها الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون".

وأكد الرئيس عون على انه "بالرغم من كل وجوه هذا الواقع، فإننا في لبنان نحافظ على صفائنا ورجائنا ونواصل نضالنا للبقاء في ارضنا".

حمود

الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية سلسلة لقاءات تناولت مواضيع قضائية وتربوية وديبلوماسية.

قضائيا، استقبل الرئيس عون المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود وعرض معه الاوضاع القضائية وعمل النيابات العامة، ومتابعة القرارات التي اتخذها مجلس القضاء الاعلى في ما خص التنسيق بين الاجهزة الامنية والقضائية.

رئيس الجامعة الاميركية

تربويا، استقبل الرئيس عون رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ونائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية وعميد كلية الطب الدكتور محمد صايغ والمستشار الخاص لرئيس الجامعة ابراهيم خوري ومدير الاعلام والعلاقات العامة سيمون كشر. وقد سلم الدكتور خوري الرئيس عون دعوة خطية لرعاية وحضور الاحتفال الذي سيقام يوم الخميس 30 ايار المقبل لوضع حجر الاساس للمركز الطبي للجامعة في حضور رئيس واعضاء مجلس الامناء والجسم الاداري والطبي. واوضح الدكتور خوري ان "المشروع الجديد للمركز الطبي يشمل توسيع المركز الحالي من خلال اضافة مبنى جديد مؤلف من اثني عشر طابقا فوق الارض وعشرة طوابق تحتها ممتدا على كل المساحة بين شارع المعماري وشارع كليمنصو وسيتصل بمباني المركز الطبي القائم حاليا بجسور وانفاق. وسيضم المبنى الجديد 135 سريرا اضافيا في جناح للاطفال ومركزا لعلاج السرطان وغرف عمليات ووحدات للعناية المكثفة وقسما للطوارىء ومهمات دعم ومواقف للسيارات. وقد اكملت مجموعة دار وشركة بركنز اند ويل مرحلتي وضع المفهوم وتخطيط التصميم للمبنى الجديد وتم الانتهاء من فحص التربة في موقع المشروع استعدادا لاعمال الحفر". واشار الى ان "انشاء المبنى الجديد سيكون بمثابة خطوة رائدة نحو تحقيق استراتيجيتنا التوسعية وهو يتماشى مع مهمة المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت كمركز طبي اكاديمي، وكمكون رئيسي من هذه الرؤية، سيعيد المبنى الجديد تحديد الحافة الشرقية للمجتمع الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت ويقوي هويته واتصاله بالحرم الجامعي".

ومن المتوقع ان تبدأ اعمال البناء في خريف العام 2020 وان تكتمل بحلول خريف العام 2025.

عزام

دبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير لبنان في كوريا الجنوبية انطوان عزام وعرض معه العلاقات اللبنانية - الكورية وسبل تطويرها.

 

بري لقائد اليونيفيل: لبنان مستعد لتثبيت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية باشراف الامم المتحدة

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ظهر اليوم في عين التينة، قائد قوات اليونيفيل في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول، وجرى عرض للاوضاع في الجنوب لا سيما الخروقات الاسرائيلية المستمرة، وتركز الحديث حول الخط الازرق والحدود البحرية.

واكد الرئيس بري استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الازرق باشراف الامم المتحدة.

واعرب الجنرال ديل كول عن امكانية اعتماد الآلية ذاتها في ترسيم الحدود البحرية ما يعزز ترسيخ الامن والاستقرار.

 

بري: لبنان مستعد لتثبيت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية

الثلاثاء 23 نيسان 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، قائد قوات "اليونيفيل" في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول، وجرى عرض للاوضاع في الجنوب لا سيما الخروقات الاسرائيلية المستمرة، وتركز الحديث على الخط الازرق والحدود البحرية.

وأكد بري "استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الازرق بإشراف الامم المتحدة". وأعرب ديل كول عن امكان اعتماد الآلية نفسها في ترسيم الحدود البحرية، بما يعزز ترسيخ الامن والاستقرار.

مراد

ثم استقبل بري وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد وعرض معه الاوضاع العامة.

تجمع العلماء

والتقى بري بعد الظهر وفد "تجمع العلماء المسلمين"، وبعد اللقاء صرح القاضي الشيخ أحمد الزين باسم الوفد: "تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وكان اللقاء مناسبة للبحث بالاوضاع في لبنان والمنطقة، وقد اطلعنا من دولته على الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان والحلول التي تعمل الدولة على صياغتها للخروج منها، كما اطلعنا من دولته على التهديدات الصهيونية والخطوات التي يتخذها لبنان للوقوف بمواجهتها ومنع التعدي على حدودنا، خصوصا لجهة الحدود البحرية وسعي الكيان الصهيوني لسرقة ثرواتنا النفطية.

من جهتنا أكدنا لدولة الرئيس الاستاذ نبيه بري ما يلي:

أولا: أكدنا ضرورة مواجهة الأزمة الاقتصادية باجراءات وضرائب يجب الا تمس ذوي الدخل المحدود والفقراء، بل لا بد من أن تطال اصحاب الدخل العالي وان تستوفي الدولة حقوقها في الاملاك البحرية والنهرية.

ثانيا: أكدنا لدولته ان منع الهدر ومكافحة الفساد واعتماد الشفافية ومنع التلزيم بالتراضي هو السبيل لانجاح اي خطة اقتصادية وبدون هذه الامور تكون الاجراءات كمن يضع الماء في السلة.

ثالثا: أكدنا ضرورة صون الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الصعبة، ونوهنا بدوره الرائد في المحافظة على هذه الوحدة وتقريب وجهات النظر، فحكومة الوحدة الوطنية لن تكون مفيدة إن لم تستند الى وحدة حقيقية وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والحزبية.

رابعا: أكدنا لدولته ضرورة مواجهة التهديدات الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية، خصوصا مع قرب إعلان صفقة القرن التي تعني تهديدا مباشرا للبنان لتضمنها توطين الفلسطينيين في البلاد التي لجأوا اليها، وأكدنا أن الثلاثية الماسية "الجيش والشعب والمقاومة" هي الطريق الوحيد لمواجهة هذه التهديدات".

وزير البيئة

واستقبل بري بعد الظهر وزير البيئة فادي جريصاتي وبحث معه في الوضع وشؤون الوزارة وملف النفايات والمقالع والكسارات.

 

الحريري إلتقى بو صعب وبهية الحريري وعثمان وبحث مع 4 سفراء في تفعيل التعاون

الثلاثاء 23 نيسان 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ظهر اليوم في السراي الحكومي، وزير الدفاع الياس بو صعب وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.

عثمان

واجتمع الرئيس الحريري بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان واطلع منه على الاوضاع الامنية في البلاد ومسائل وشؤون تتعلق بالمديرية.

بهية الحريري

كما التقى النائبة بهية الحريري وجرى بحث للأوضاع العامة.

لقاءات ديبلوماسية

واستقبل الرئيس الحريري سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد وعرض معها مجمل المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين.

كذلك استقبل سفير كوريا dae Kwon Yong الذي قال: "كان لقاء مثمرا للغاية، وقد ناقشنا العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات، خصوصا في مجال الادارة العامة والدفاع والحكومة الالكترونية والثقافة". اضاف: "هناك امكانيات كبيرة للتعاون بين البلدين، لذلك حاولنا استكشاف التعاون المحتمل في مختلف المجالات وكيفية الارتقاء بعلاقاتنا نحو الافضل".

والتقى الحريري سفير هنغاريا Dr Geza Mihalyi الذي قال: "بحثنا العلاقات الثنائية وسبل تفعيلها والتبادل الاقتصادي وسبل تشجيع السياحة وخصوصا السياحة الدينية.

وعرض مع سفيرة تشيكيا Michaela Frankova العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الكتلة الوطنية: لمتابعة تنقية القضاء من الفساد لبناء دولة القانون

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - شدد "حزب الكتلة الوطنية" في بيان أن "عملية تنقية الجسم القضائي من الفساد إيجابية جدا، ومنتظرة منذ أمد بعيد، وتعتبر حجر الأساس لبناء دولة القانون ومكافحة الفساد والزبائنية في الإدارة والهدر في الأموال العامة". ودعا إلى "متابعتها حتى خواتيمها، وألا تقتصر على قضاة ومساعدين قضائيين محددين يكونون مجرد "كبش فداء". وذكر ب"أن القضاء المحصن والفعال يبقى الملجأ الأول والأخير لجميع المواطنين ومصدر ثقة للمستثمرين من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل". واعتبر الحزب "أن ما حصل من تصادم بين عدد من القضاة وبين بعض هؤلاء، وأجهزة الدولة لا يجب أن يتكرر، إنما أن تنصب كل الجهود نحو تحقيق الهدف الذي يعيد للقضاء اللبناني هيبته في الداخل وصيته في الخارج". وأشار إلى "أن تفعيل أجهزة التفتيش في الدولة، ومن بينها "التفتيش القضائي"، يشكل الركيزة لتحقيق مكافحة الفساد في الدولة، واستدامته والحؤول دون عودة الفاسدين، لفت الحزب إلى أن حصانة القضاة الحقيقية تكمن في وجدان القاضي وضميره".

 

كتلة المستقبل دانت الهجمات الإرهابية في سريلانكا: الشروع في اعداد الموازنة ووضع اللمسات الاخيرة عليها يتحرك في الاتجاه الصحيح

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل النيابية" عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، بحثت خلاله في آخر المستجدات والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد القرعاوي، تقدم فيه من "اللبنانيين عموما، والطوائف المسيحية خصوصا، بأصدق التمنيات والتهاني لمناسبة عيد الفصح المجيد"، متطلعا إلى "أن تكون المناسبة فرصة متجددة لخروج لبنان من نفق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وقيامة المنطقة من المخاطر والازمات التي تحدق بها". وأشار إلى أن "الكتلة ناقشت ستجدات الوضع الداخلي والمواقف التي تتمحور حول الملف الاقتصادي والاجراءات المطلوبة لمعالجة اوجه الخلل والهدر في المالية العامة للدولة"، مؤكدة أن التوافق السياسي بين المكونات الرئيسية في الحكومة ومجلس النواب حول الاجراءات الممكنة، يشكل القاعدة الاساس لأي مشروع انقاذي يتكامل مع المتطلبات الاصلاحية للنهوض المطلوب". ورأت الكتلة ان "الشروع في اعداد الموازنة ووضع اللمسات الاخيرة عليها، يتحرك في الاتجاه الصحيح، وان المهمة التي يتولاها رئيس الحكومة في هذا الشأن وحرصه على التشاور مع مختلف القيادات المعنية وانجاز التوافق الذي لا بديل عنه، لا بد ان تصل الى الغايات المتوخاة منها، وصولا إلى إقرار مشروع الموازنة على طاولة مجلس الوزراء". وإذ نوهت ب"بعض المواقف والمؤشرات الايجابية التي تواكب العمل الجاري على اعداد مشروع الموازنة"، دعت إلى "وعي أهمية اللحظة المصيرية التي تواجه لبنان على المستوى الاقتصادي والمالي، والارتفاع فوق الحساسيات الضيقة والمزايدات التي لا طائل منها، والتركيز على حماية البرنامج الحكومي للاصلاحات الادارية والمالية والمتطلبات العائدة لمؤتمر سيدر في هذا الشأن". ودانت الكتلة "الهجمات الإرهابية المجرمة على الكنائس والفنادق في سريلانكا"، معزية "شعب سريلانكا وحكومته"، معتبرة أن "هذا الاعتداء، كما اعتداء نيوزلندا الذي سبقه، يثبت أن الإرهاب آفة لا دين لها وكل الشرائع السماوية منها براء". وجدت الكتلة "تأكيدها على وجوب التعاون بين كل دول العالم لاستئصال آفة الإرهاب من جذورها الثقافية والفكرية، كما الأمنية والعسكرية وإحلال ثقافة الحوار والعيش المشترك محل ثقافة القتل والإقصاء والعنف".

 

الربيعة عرض للتعاون السعودي اللبناني على مستوى الاتفاقيات: لبنان وشعبه منفتحان ويتوقان لعودة العلاقة القوية مع السعودية

الثلاثاء 23 نيسان 2019/وطنية - اجرى مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على مركز الملك سلمان للاغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة سلسلة لقاءات اعلامية في مقر اقامته في فندق "فينيسيا"، تناول فيها اهمية التعاون السعودي - اللبناني على مستوى الاتفاقيات التي تعزز المساهمة في تأمين مواد غذائية وصحية للنازحين في لبنان، وعرض للاتفاقيات التي ابرمت في بيروت في هذا السياق. وقال الربيعة "استقبلت استقبالا حارا على المستوى الرسمي والشعبي والروحي، وهذه رسالة تدل على ان لبنان وشعب لبنان منفتحان ويتوقان لعودة العلاقة القوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، والتقارب الذي نراه الان على المستوى الرسمي بإذن الله، يتبعه تقارب شعبي في مصلحة لبنان واللبنانيين". وقال الدكتور الربيعة: "بالنسبة لوجودنا على الساحة الاغاثية ليس بغريب، والمملكة العربية السعودية دوما تدعم التنمية والعمل الانساني في لبنان، ولبنان يعاني مشكلة كبيرة مشكلة وجود نازحين اضافوا عبئا على عبء كبير في اقتصاد لبنان، والمملكة بحرصها وحرص خادم الحرمين الشريفين وحرص ولي العهد على لبنان، جاءت التوجيهات بأن يساهم مركز الملك سلمان للاغاثة في برامج متعددة لتخفيف الاعباء التي يقدمها لبنان بحكومته للنازحين السوريين والفلسطينيين والعراقيين، فجاءت هذه الحزمة من البرامج التي شاهدتموها اليوم وسنراها غدا".

وشدد على انه "سيكون هناك اشراك للمجتمعات الحاضنة اللبنانية لافادتها من المساعدات، سواء في التعليم او الصحة او الغذاء". وختم الربيعة "غدا في فندق "الفورسيزن" سيكون تجمع انساني كبير يحمل رسائل عديدة، الرسالة الاولى ان بيروت تحتضن ندوة انسانية كبيرة رسالتها المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان الشقيق، وهي رسالة انسانية كبيرة، والرسالة الثانية اطلاع المؤسسات الانسانية الرسمية اللبنانية على آلية العمل الانساني - السعودي، فالتقارب مع قيادات المركز لبناء شراكات مستقبلية تعود بالخير على البلدين. اما الرسالة الثالثة فهي توقيع اتفاقيات تخص الامن الغذائي والصحة والتعليم وترسل رسالة لمن يشكك في هذه العلاقة بين البلدين وهي علاقة حكومة وشعب".

 

سليمان فرنجية: المسؤول عن تدهور الوضع الاقتصادي هو الفساد والسياسات المالية ونتائج المعالجة حتى الساعة دون التوقعات

الثلاثاء 23 نيسان 2019 /وطنية - لفت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى ان "محور المقاومة انتصر رغم التآمر الذي تعرض له"، موضحا "ان تصنيف بعض القوى في هذا المحور بالارهابية لا قيمة له"، معربا عن اعتقاده "بأن الاميركي سيعود للتفاوض بحثا عن حل".

ورأى ان المسؤول عن تدهور الوضع الاقتصادي هو الفساد والسياسات المالية، وان نتائج المعالجة حتى الساعة دون التوقعات ونحن ضد خفض معاش الموظفين. واكد فرنجية "اننا ندعم سياسة العهد استراتيجيا لأنه يؤيد سياستنا التي اعتنقناها منذ عشرات السنين". واذ اوضح ان "سياستنا ثابتة ولن نتغير"، لفت الى "ان سوريا لم تطلب منه اي شيء ابدا"، داعيا "لعدم استعمال النازحين ورقة او حجة لتخويف البعض". كلام فرنجيه جاء خلال حديث عبر قناة العالم الايرانية اكد فيه ردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر أن المرحلة السابقة كانت هي الأصعب "ان المرحلة السابقة ليست فقط الأصعب وإنما الأخطر على هذه المنطقة ومشروع المقاومة، أما هذه المرحلة فهي صعبة نعم، ويجب ألا ننظر لها على أنها سهلة وبسيطة، نحن نقدر صعوبة هذه المرحلة، ولكن الذي مررنا به كان الأخطر والأصعب، واعتبر أن الخطير في هذه المرحلة، هو أنه سيكون هناك ضغط على الشعوب، من أجل الانقلاب على الأنظمة".

وأعتبر أن "الشعب في كل المراحل خلال الحرب، كان يقول يوجد بحبوحة مادية، وحركة مالية، واليوم سيشهد مرحلة ضيق مالي، ولكن سنتخطى هذه المرحلة، فكل ما سيتغير هو أسلوب العمل وسيكون هناك مراحل وقد تكون قاسية، فكل الاحتمالات قد تأخذ وقتا حتى نعثر على الحل الأمثل". وعما اذا كان يتوقع أن تزداد الضغوط في المرحلة المقبلة قال "سيفعلون كل ما باستطاعتهم من وسائل للضغط، وسيضغطون على الشعب اللبناني كله، ليقولوا أننا ندفع ثمن سلاح المقاومة الموجود لمقاومة اسرائيل، وأعتقد أن آخر من يتحمل نتيجة الوضع الاقتصادي في البلد هو حزب الله والمقاومة، والشعب اللبناني قام بردة فعل مثلت العكس تماما، مؤكدا أمام الرأي العام وغيره أن المسؤول ليس حزب الله وسلاح المقاومة، وإنما الفساد والسياسيات المالية التي تعاقبت، وهنا أؤكد أن الوضع في لبنان سيشكل عكسا للتطلعات التي تحدثت عنها اجهزة المخابرات الخارجية بأن بعض الأطراف سيقومون بردة فعل ضد محور المقاومة، وأعتبر أن هذه مرحلة ستمر وإن طالت لعدة أشهر، لكنها بالأساس مرحلة ضغط، وعلى سبيل المثال في أمريكا كل 4 سنوات يأتي رئيس جديد بسياسة جديدة ومعطيات وكل شيء جديد، عليه يكون الصبر هو الحل لكل المشكلات".

وعن تصنيف بعض القوى في محور المقاومة كمجموعات إرهابية رأى "ان هذه تصنيفات لا قيمة لها، فهي بالأصل قديمة انما كانت من تحت الطاولة، حيث لم يكن يستطيع أي عنصر في حزب الله أن يتجول في أي مكان بالعالم، وعليه هذه كلها امور قديمة وليست جديدة، فهم يستهدفون اللواء قاسم سليماني منذ التسعينات، وعليه هذه القرارات تأتي لتعبر عن حالة ضعف، فالأميركي لجأ للعقوبات والقرارات بعد خسارته الحرب، والضغوط موجودة بالأساس، وأرى أن الشعب في محور المقاومة عليه أن يتفاءل، والأميركي بعد سنوات قليلة سيعود للجلوس على الطاولة مع القيادة الإيرانية والسورية واللبنانية والعراقية بحثا عن حل، والصمود حاليا هو الحل للوصول إلى تلك النتيجة، وحينها سنفرض الشروط التي تناسبنا للحل. والخطورة التي شهدناها كانت في حرب الاقصاء والالغاء، الغاء الاقليات تحت مسميات الحرية والديمقراطية ولكنها بالفعل حرب تطرف ضد دول علمانية او معتدلة، وقد فشل مشروع التطرف والحمدلله ما مررنا به كان أصعب ولو أنه لا يجب ان ننظر الى هذه المرحلة باستخفاف وسنشهد ضغوطا على الشعب من خلال التهديد بلقمته. ولكن على خطورتها ارى ان هذه المرحلة ستكون قصيرة الأمد. ومعروف ان آخر من يتحمل الوضع الاقتصادي هو المقاومة فيما المسؤول الاول هو الفساد والسياسات المالية على مر السنوات الماضية والنتيجة في لبنان اذا لن تكون ردة فعل على المقاومة بما لا يترجم التوقعات" .

وعن بقاء القضية الفلسطينية في ضوء التطبيع لبعض الدول العربية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتوزيع ترامب الأراضي من هنا وهناك قال فرنجية: من التسعينات حتى اليوم القضية الفلسطينية موجودة عند محور المقاومة أما العرب كانوا دائما متخلين عن القضية الفلسطينية إما بالعلن أو بالسر، واليوم أصبحوا اكثر وأكثر يتوجهون نحو العلن، ولكن لم ولن يتغير شيء.ما أراه هو أن محور المقاومة مهما كان قويا، تكون القضية الفلسطينية موجودة وقوية، والاسرائيلي الأميركي يعلم ذلك، أما الآخرون فليسوا معنيين بمحور المقاومة والقضية الفلسطينية من قبل التسعينات حتى اليوم، ومنذ فترة أوسلو، لا نرى سوى محور المقاومة حيث كان الرئيس حافظ الأسد وإيران، والأساس هنا هو أن العدو يتكلم إليك لأنك المعني فعليا أما الأخرون فالتواصل معهم شكل في ما يتعلق بهذه الأمور، ولا شيء جديد في التطبيع سوى أنه قد بات علنيا.

وحول القرار الأخير لترامب في ما يتعلق بالجولان قال: القرار كان هدية انتخابية من ترامب لنتنياهو عشية الانتخابات في اسرائيل ولكن لا يجب أن نقع في فخ أن تصبح قضيتنا التراجع عن قرار ترامب، لأن الولايات المتحدة حاولت أن تخلق شيئا جديدا لننسى كل الثوابت القديمة، وهذا لن يمر لأن هدفنا القضية الفلسطينية أما القرار فالجميع وقف ضده سيما الشرعية الدولية والأمم المتحدة وكل دول العالم وهذا هو المهم. وعليه يجب أن نثق بأنفسنا، فمحور المقاومة انتصر رغم التأمر الذي تعرض له من أكثر من مئة دولة وان نثق بقياداتنا لأنها هي القادرة على مجابهة هذه التآمرات، فهنري كسينجر رحل وبقيت المقاومة ولم يكن أقوى منها، ولا حتى بوش وأمثاله. وعما اذا كان يستطيع لبنان مواجهة أميركا اليوم رد فرنجيه:" نحن نؤمن بما نؤمن به، فلا أحد يؤمن بالمعارك المجانية ولكن إذا تعرضت أميركا للبنان بطريقة اقتصادية، فنحن ضدها، أو بطريقة عسكريا، طبعا سنكون ضدها، فهذا المحور هو الذي أنقذ الصيغة اللبنانية من خلال التعامل مع الحرب في سوريا على مختلف الصعد، ولو رفض الآخرون الاعتراف به، ولكن نحن جزء من هذا المحور المقاوم، ولو حدثت عقوبات على الشعب اللبناني، نعرف أن هناك من سيكون مؤيدا لهذا التدخل الأمريكي، وهناك من سيخالف هذا الرأي، ولكن نحن نقول بأن أي ضغط اقتصادي على لبنان، لن يؤدي إلى تقويم الشعب ضد المقاومة لأن الشعب اللبناني، أكثر من نصفه مع المقاومة، وحتى إن حدث ضغط، فإن الدعم الشعبي للمقاومة، لن ينقص هذا الدعم بل سيزداد، وسيكون التحرك أكبر نحو معالجة الفساد، وتصويب السياسات المالية التي كانت في العهود السابقة الحليفة لأميركا.

وعن علاقة بعض القوى السياسية في لبنان بأميركا قال:في زيارة وزير خارجية أميركا الأخيرة، إلى لبنان، بعض القوى السياسية في لبنان لم تقل إنه مجرد صديق، وإنما قالوا: إنه صديق قديم، وهذا يعني قبل أن يصبح وزير خارجية، أي عندما كان بومبيو وزير خارجية مديرا للاستخبارات، وكأنهم يقولون أنهم عملاء للاستخبارات الأميركية، وكلمة الصديق القديم هنا تشير إلى وجود من قدم خدمات كبيرة للأميركيين، وهذه التصريحات أشعرت بالخجل من هذه التصريحات.

وقال فرنجية: "يجب ان نذهب الى الاصلاح والحرب على الفساد، معتبرا ان نهضة الدولة هي الاساس ويتبعها محاربة الفساد، مشيرا الى ان نهضة الدولة هي بتكبير حجم الدخل ومحاربة الفاسدين لا عبر خفض رواتب الموظفين لانه عمل سيىء، آملا التوصل الى خطوات جدية تخرج لبنان من وضعه الاقتصادي السيىء لأن السياسة المتبعة ستزيد الفقراء فقرا والاغنياء غنى.

وحول وصفه للعلاقة مع رئاسة الجمهورية قال فرنجية:" طالما الرئيس يؤيد محور المقاومة نحن معه، اما لناحية العلاقات الشخصية فهذا الأمر يعود اليه وليس الينا، فنحن نرى أنه لا يوجد أمور نختلف عليها، على كل حال نحن نرى أنه طالما هو داعم للمقاومة ولسياستنا فنحن ندعمه، ولم ندعمه بخطه السابق وإنما بالخط الحالي الداعم للمقاومة وعندما أصبح حليفها.

وحول قراءته للعهد اجاب:" برأيي الخاص، لغاية الآن ارى الأمور أقل من المتوقع، وإن سألت المؤيدين يقولون أن الأمور في أفضل أحوالها، وعليه نحن نقيم الأمور في نهاية المسار السياسي وليس في بدايته أو في منتصفه، والصحيح يجب ان نباشر بعملية اصلاحية والطريق صعبة ولكن لا يجب أن نغفل الاصلاح بحجة محاربة الفساد. علينا العمل لإخراج لبنان من الوضع الاقتصادي الراهن، ولكن لحد الآن وبموضوعية أقول ان النتائج دون التوقعات علما إنني أؤيد سياسة الرئيس عون بالموضوع السياسي، أما في الموضوع الداخلي، فهناك بعض السياسات نحن ضدها كتخفيض معاش الموظفين الذي طرح، ما يجعل الفقير يزداد فقرا والغني يزداد ثراء.حتى في موضوع الكهرباء نحن ضد الوضع الراهن وقرارته، ونحن لسنا ضد الملف كما حاولوا تسويق الأمور، وإنما نحن ضد الطريقة التي طُرحت فيها الأمور والدليل اننا عدنا الى دائرة المناقصات بعدما كانت بنظر البعض مستحيلة وأضعنا سنوات. ولكن بالمجمل ومن حيث السياسة الاستراتيجية، نحن ندعم سياسة العهد لأنه يؤيد سياستنا التي اعتنقناها منذ عشرات السنين.

وردا على سؤال حول العلاقة مع التيار الوطني الحر والوزير باسيل لفت الى ان العلاقة مقطوعة "ولكن هذا موضوع لا يفسد موقفنا الداعم والمرحب لموقفه من وزير الخارجية الأميركي و الموقف في تونس، فهذا موقفنا الطبيعي ولا نطلب شيئا من أحد، ونحن لا نبحث عن علاقة مع أحد إنما نبحث عن عمل، ومن يعمل نقدر جهده، والامور الاستراتيجية التي تربطنا بهم هي موقفهم من محور المقاومة، والباقي تفاصيل".

وأضاف ردا على سؤال حول علاقة الرئيس سعد الحريري بالوزير باسيل:"الكل يعاني على طريقته بشكل أو بآخر من الوزير باسيل".

وعن تصوره للمرحلة المقبلة وحول موضوع الرئاسة قال:"الظروف هي التي تحدد طبيعة المرحلة المقبلة ونحن لا نتبدّل ولا نتغيّر ولكن لدينا قدرة التحاور مع الجميع انما وفق قناعاتنا وثوابتنا. ونحن مرشحون في المرحلة المقبلة، ولكن هذا لا يعني أن نقدم تنازلات لكي يرضى علينا التيار الوطني الحر، اكرر القول سياساتنا ثابتة ولن تتغير".

وأكد رئيس تيار المرده ردا على سؤال على متانة العلاقة مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وحول علاقته بالسيد حسن نصرالله اجاب :"حزب الله حزب براغماتي ويعمل على المدى الطويل والعلاقة مع السيد ليس لها علاقة بما مضى او بما سيحصل بل هي علاقة ود ومحبة وصداقة تتخطى كل الامور، وانا مع السيد مهما حصل لأنها من الاساس بنيت على الصدق والصراحة وهي اغلى من كل التفاصيل"

وردا على سؤال قال ان "علاقتنا مع الرئيس الأسد علاقة قديمة أبا عن جد وهي نموذج للصداقة الفعلية، فمنذ التسعينات تربطني صداقة بالرئيس بشار الاسد وقبله بالراحل باسل الأسد ولم يكن للسياسة حينها اي علاقة، حينها كان عمر الرئيس بشار 28 سنة وعمري كذلك، و لم يكن يرى أنه سيصبح رئيسا واستمرت العلاقة والصداقة، التي تتخطى كل الأمور، طبعا لا أحد يستطيع أن يختلف سياسيا مع شخص ويكون صديقا معه، ولكن الأخرين لا يعرفون معنى الصداقة، فهم يرونها دائما مرتبطة بشكلين إما عميل أو عدو، وهذا غير صحيح وأمر خاطئ، ويوجد زيارات مستمرة للرئيس الأسد، ولم تنقطع نهائيا. والرئيس الأسد اليوم لديه أمور مهمة في سوريا يهتم بها، وأصبح بعيدا كثيرا عن السياسة اللبنانية بتفاصيلها الداخلية اليومية، نتيجة إنشغاله بالوضع الداخلي السوري، والثقة بين الرئيس الأسد والمقاومة في لبنان كبيرة وقديمة، وهنا أقول أن سوريا لم تطلب مني أي شيء أبدا، والناس قد لا تصدق هذا الأمر، ولكن هذه هي الحقيقة. اساسا لا انا أرضى ولا هم يحاولون" . ولفت الى ان "ما يهم سوريا اليوم، في ما يتعلق بلبنان، هو السياسة الاستراتيجية وأن نبقى رابحين ومرتاحين دائما، كحلفاء لمحور المقاومة". أما في ما يتعلق ببعض القوى السياسية في لبنان، فلا يزالون يراهنون، على تراجع الأمن والتقدم السوري في الميدان، وهذا أمر خاطئ، ومهما بلغت حدة الآراء الرافضة والمشككة، أرى بأن استيعاب الجميع هو أمر ضروري، وبالنتيجة جميع التطورات ستؤدي للجلوس الى طاولة الحوار، وما أعرفه من زعماء محور المقاومة هو أن هذا الجلوس سيكون بشروطنا.سوريا اليوم خرجت من أزمتها صحيح، وهذا الخروج بطيء نوعا ما وهذا طبيعي، والرئيس الأسد يقول أن الأمور في سوريا أصبحت أفضل بكثير وهذا امر واضح". وفي موضوع النازحين قال:"بعض القوى السياسية تحاول تشويه الحقيقة والقول بأن الدولة السورية تترصد وتلاحق جميع العائدين إلى سوريا، وهذا غير صحيح، وكل هذه الأقاويل الكاذبة هي مجرد أعذار لأنهم لا يريدون أن يعود اللاجئون إلى سوريا، وهم مستفيدون من مليارات الدولارات المخصصة لموضوع اللاجئين. كما يرى بعض السياسيين اللبنانيين أن موضوع اللاجئين السوريين، يمكن استخدامه كورقة ضغط للابتزاز السياسي، ضد الرئيس الأسد في المستقبل، فاللاجئون السوريون في تركيا سيمنحون أصواتهم لمن تريده تركيا، وكذلك في لبنان، سيتبعون الفرق السياسية المختلفة حسب ارائها، وعليه تسعى سوريا لاعادة جميع اللاجئين لأنها لا تريد أن يتم استخدامهم كورقة ضغط في أي مرحلة مقبلة، لكون يوجد اجماع سياسي في الداخل اللبناني ينص على عودة جميع اللاجئين، ولكن بعض الفرق السياسية باتت تطرح مسائل أخرى غريبة متعلقة بالتجيند العسكري والتخوف منه، وهذا أمر داخلي، وظيفتنا الأساسية الأساسية في لبنان هي المحافظة على أمانهم وسلامتهم، ولا يحق لأحد أن يتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، فلا علاقة لبعض السياسيين بهذا الأمر لأن ما يطرحونه غير مقبول وغير منطقي، فلا علاقة لهم أو للبنان بامكانية فرض ضرائب وفواتير وما شابهها عليهم في الداخل السوري، لكونه أمرا داخليا بحتا في سوريا، ونحن ندعم الرئيس عون في هذا الموضوع، لأنه يدعم موقفنا.

 

تجديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران (الجزء الأول): الأنشطة النووية

پاتريك كلاوسون/معهد واشنطن/23 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74164/%D9%BE%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9/

"هذا المرصد السياسي هو الأول في سلسلة من جزأين حول كيفية تعامل واشنطن مع المواعيد النهائية للإعفاءات. وسيبحث الجزء الثاني في إعفاءات الطاقة والإستثناء لميناء تشابهار".

مع اقتراب الموعد النهائي لتمديد الإعفاءات في 2 أيار/مايو، أُولي الكثير من الاهتمام إلى الإعفاءات المؤقتة لصادرات الطاقة الإيرانية - أي إمداد العراق بالغاز والكهرباء، وتزويد ثماني دول أخرى بالنفط. ففي 22 نيسان/أبريل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه لن يُسمح بإجراء هذه العمليات بعد الآن. في المقابل، لم تلقَ الإعفاءات لبعض الأنشطة النووية الإيرانية سوى القليل من الاهتمام، باستثناء رسالة وجّهها تسعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الرئيس دونالد ترامب في 9 نيسان/أبريل تطالب بإنهائها.

مجموعة أدوات الإعفاءات الأمريكية

تسمح جميع القوانين الأمريكية المتعلقة بالعقوبات المفروضة على إيران بإعفاءات تتعلق بالأمن القومي، وعادةً ما تكون مؤقتة. وتسمح بعض القوانين كذلك بإعفاءات دائمة، وبالطبع يمكن للرئيس الأمريكي تعديل أي أمر تنفيذي. وخلال فترة ولاية الرئيس ترامب، يبدو أن وزارة الخارجية الأمريكية قد مَنحت إعفاءات من العقوبات التالية:

قانون حرية إيران ومكافحة انتشار الأسلحة النووية لعام 2012، وتحديداً الأقسام 1244 (التي تشمل الطاقة والشحن وبناء السفن والموانئ)، و 1245 (إضافة المواطنين المحددة أسماؤهم بصفة خاصة وأي قطاع من قطاعات الاقتصاد الإيراني المصمَّم على أن "يخضع لحكم «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر")، و 1246 (العناصر "النووية أو العسكرية أو الصاروخية البالستية" والمعادن الثمينة)، و1247 (التأمين على الأنشطة المذكورة سابقاً). ويمكن الإعفاء من هذه العقوبات لمدة أقصاها 180 يوماً.

قانون الحد من التهديدات الإيرانية وحقوق الإنسان في سوريا لعام 2012، القسمان 212 (أ) (يشمل التأمين على شحنات النفط الإيرانية) و 213 (أ) (الاقتراض الحكومي)، ويمكن الإعفاء من هذه العقوبات لمدة أقصاها 180 يوماً.

قانون العقوبات الإيراني لعام 1996، القسم 5 (أ) (يشمل استثمارات النفط والغاز)، والتي يمكن الإعفاء عن هذه العقوبات لمدة تصل إلى 180 يوماً.

 قانون الإذن بمخصصات الدفاع الوطني للسنة المالية 2012، القسم 1245 (د) (1) (يشمل البنوك الأجنبية المشاركة في تجارة النفط الإيراني)، ويمكن الإعفاء من هذه العقوبات لمدة أقصاها 120 يوماً.

وتفيد بعض التقارير أنّ الإعفاءات الفردية [التي تطال الأفراد] تتضمن صيغةً حول الصفقات المسموح بها، لكن لم يتم الإعلان عن أي من هذه الإعفاءات، لذا لا يمكن للحكومات والشركات والمراقبين معرفة الصفقات التي تخضع للعقوبة ما لم تبلغهم وزارة الخارجية الأمريكية مباشرةً بذلك. كما وبالإضافة إلى الإعفاءات الرسمية، تملك الحكومة الأمريكية خيارأ يتمثل بطمأنة أطرافاً معينة بأنه لن يتم اتخاذ أي إجراء لفرض العقوبات في ظل ظروف محددة - وهو خيار اتخذته الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالواردات العراقية من الكهرباء الإيرانية.

أنشطة إيران النووية: فائدتها مقابل خطورتها

تم إصدار الإعفاءات النووية الأمريكية للمرة الأخيرة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، والمعلومات الوحيدة المتاحة علناً هي البيان الصحفي السريع والغامض الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الذي نُشِر في ذلك الوقت. ومن غير الواضح ما تشمله هذه الإعفاءات بالضبط. إذ أفاد البيان بأنهم يسمحون "[باستمرار] المشاريع الخاضعة لحظر الانتشار النووي في آراك وبوشهر وفوردو"، مما يعني أن بعض الأنشطة في تلك المواقع غير مشمولة [بالحظر]. أمّا التوجيه الوحيد الآخر فهو أن الإعفاءات تسمح "بالاستمرار لفترة مؤقتة لبعض المشاريع الجارية التي تعيق قدرة إيران على إعادة بناء برنامجها للأسلحة وذلك يغلق الطريق أمام الوضع النووي الراهن إلى أن نتمكن من تأمين صفقة أقوى"، في إشارة إلى انسحاب الإدارة الأمريكية من «خطة العمل الشاملة المشتركة» عام 2018 . كما ذكر البيان أنّ "كل إعفاء نمنحه مشروط بتعاون مختلف أصحاب المصلحة"، على الرغم من عدم توفير أي معلومات حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمراقبة الامتثال لأي شروط محددة.

ويتلاءم هذا الغموض مع نمط إصدار معلومات ضئيلة فقط فيما يتعلق بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة». فعلى سبيل المثال، لم يتم الإعلان أبداً عن "عناصر خطة البحث والتطوير الإيرانية" التي أعدتها طهران كجزء من الصفقة النووية، مما يعني أنه ليس لدى المراقبين الخارجيين أي وسيلة لمعرفة ما إذا كان النظام يراقب الأحكام المتعدّدة لـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» التي تستخدم صيغة مثل "متسقة مع مقتضى الخطة". ووفقاً لبعض التقارير، سمحت إدارة أوباما لأعضاء في الكونغرس بالنظر في وصف الخطة، لكن من المرجح أنهم افتقروا إلى الخبرة الفنية لتقييم مثل هذه الوثيقة ولم يُسمح لهم بمشاركتها مع خبراء خارجيين.

وفي حين أنه من الصعب تقييم الإعفاءات من دون الحصول على المزيد من المعلومات، إلّا أن السماح باستمرار بعض الأنشطة الإيرانية النووية يصبّ بشكل واضح في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. وخير مثال على ذلك هو شحن الوقود المستعمل من بوشهر إلى روسيا، بدلاً من ترك تلك المواد - التي تحتوي على عناصر يمكن استخلاصها واستخدامها في الأسلحة النووية - في أحواض التبريد الإيرانية. وينطبق الشيء نفسه على بعض التحديثات التي تطال السلامة النووية والتي تجري مناقشتها مع الدول الأوروبية.

ومع ذلك، أشار إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر إلى أنه تم منح إعفاءات أيضاً لفوردو وآراك، وهما موقع أجهزة الطرد المركزي ومفاعل للماء الثقيل على التوالي. ويقيناً أنه من مصلحة الولايات المتحدة تعديل هذه المنشآت لتقليص قدرتها على إنتاج مواد انشطارية صالحة لصنع الأسلحة. وهناك الكثير من الذي يمكن قوله لإعطاء العلماء النوويين الإيرانيين شئ بريء يعملون عليه بدلاً من جعلهم عاطلين عن العمل. ومع ذلك، فإن الإعفاءات العامة غير المقيدة لفوردو وأراك قد تكون مثيرة للقلق بشكل خاص نظراً لتاريخ إيران الحافل بالخداع فيما يخص هذه المواقع - وهو خداع استمر هذا العام.

في 22 كانون الثاني/يناير، صرّح رئيس "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية" علي أكبر صالحي في مقابلة تلفزيونية أنّ النظام أخفى معدات إضافية لمفاعل أراك: "هناك أنابيب يسري فيها الوقود ليصب داخل [الكلندريا، وهو الجزء المركزي للمفاعل]. لقد اشترينا أنابيب مماثلة، لكنني لم أستطع الإعلان عنها في ذلك الوقت. ولم يعلم بذلك إلاّ شخص واحد فقط في إيران. ولم نخبر أحداً سوى القائد الأعلى للنظام [المرشد الأعلى علي خامنئي]... ولم نخبر أي من [أطراف «خطة العمل الشاملة المشتركة» الأخرى] بأن لدينا أنابيب إضافية. وإلاّ لطلبوا منّا صبّ الإسمنت داخل تلك الأنابيب أيضاً. والآن لدينا الأنابيب نفسها". وإلى أن يتم التحقيق في هذه المسألة وحلّها بشكل شامل، يجب أن يكون أي إعفاء خاص بآراك مشروطاً على نحو صارم. فعلى سبيل المثال، يجب أن يتطلب كذلك إعفاءً منفصلاً لكل مادة يتم شحنها.

ومضى صالحي قائلاً: "في الواقع، أشكر الله على أن المناقشات الفنية لـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» تركت الكثير من الثغرات حول الطرق التي يمكننا من خلالها التصرف من دون أن تتمكّن الأطراف الأخرى من الادعاء بحدوث أي انتهاك للصفقة". ولسوء الحظ، إنه على حق. فلننظر في هذا البيان في الملحق الأول من «خطة العمل الشاملة المشتركة»، الذي يشمل الطريقة التي يُسمح بها لإيران بتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة من طراز IR-8: "ستنتقل إيران من أجهزة الطرد المركزي الفردية إلى أجهزة تعاقبية صغيرة، ثم إلى أجهزة تعاقبية وسيطة ضمن تسلسل منطقي". ولا تعرّف هذه الجملة العامة للغاية أي من مصطلحاتها، وهذا يعني أنّ بإمكان النظام أن يفعل ما يشاء والادعاء أنه كان يراعي «خطة العمل الشاملة المشتركة».

علاوةً على ذلك، يمكن لإيران اختبار أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها "مع اليورانيوم أو بدونه" طالما أنها "لا تُراكم اليورانيوم المخصب" - الأمر الذي يطرح السؤال حول ماهية التراكم. وهنا، من المفترض أن تجادل إيران باستخدامها حجّة المعنى النووي التقني (جمع "مخلفات التقطير" بعد عملية تخصيب اليورانيوم) بدلاً من المعنى الشائع (امتلاك مخزون كبير من المواد المخصبة). وإذا كان الأمر كذلك، فإن القيود المفروضة عديمة الفاعلية.

ولمنع إيران من استغلال مثل هذه الجوانب الغامضة، يجب أن تكون صياغة الإعفاءات الجديدة مُحكمةً وأن تتضمن تعريفات واضحة. كما يجب إتاحتها للعلن لكي يتمكن الخبراء الخارجيون من تقييمها ولإحاطة الشركات المورّدة بشكل ملائم بما هو مسموح به وما غير مسموح به.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتضمن الإعفاءات آلية تحقّق واضحة - أي عمليات تفتيش دولية لمعرفة كيف يجري استخدام العناصر المشحونة - فضلاً عن فرض عقوبات مشددة على الانتهاكات. أمّا المثال الذي يتعيّن تجنبه فهو قناة المشتريات الخاصة بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة»، حيث يقع على عاتق المورّد مسؤولية الإبلاغ عن الشحنات ذات الصلة بإيران والتحقق من كيفية استخدامها. كما لا تضطلع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بأي دور في هذه العملية. وبدلاً من ذلك، تتطلب إجراءاتها على ما يبدو السكوت على أي انتهاكات لأن الكشف عنها ينتهك السرية التجارية التي يضمنها اتفاق الضمانات مع إيران. وحتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإن انتهاك قناة المشتريات الخاصة بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» لا ينص على فرض أي عقوبة. وبعيداً عن مبدأ "ثق ولكن تأكّد"، يبدو أن السياسة الأمريكية الحالية بشأن بعض القضايا النووية تتبع مبدأ "ثق وآمل للأفضل"، وهي بالتأكيد فكرة سيئة في حالة إيران.

الخاتمة

سيكون النقاش حول الإعفاءات النووية أكثر استنارةً إذا تم الإعلان عنها جميعاً. فإخفاؤها عن الجمهور هو أمر غير فعال إلى حد كبير و/أو يؤدي إلى نتائج عكسية: فسرعان ما يتم نشر الكلام حول الكثير منها، ولكن في بعض الأحيان بطريقة مشوهة تضرّ بالمصالح الأمريكية، في حين أن الشركات لا تملك في غالب الأحيان أي وسيلة لمعرفة أي من الشحنات المتجهة إلى إيران تخضع للعقوبات. كما أنّ الخصوصية غير المبرّرة تعزز النمط المقلق إزاء السرية التي تحيط بالبرنامج النووي، مما يسهّل أنشطة إيران السرية وتَجَنُبِها للضوابط. إن الإفصاح هو أفضل طريقة للتصدي لذلك.

وفي المرحلة القادمة، فإن التمديد التلقائي للإعفاءات العامة أو الرفض الكامل لجميع الإعفاءات لا يشكلان مساراً مناسباً، بل ينبغي تشجيع الأنشطة التي تتمتع بفوائد جمّة في مجال عدم الانتشار (على سبيل المثال، إعادة الوقود المستهلك في بوشهر). وفي الوقت نفسه، ينبغي ربط معظم الإعفاءات النووية بعملية رصد ومراقبة صارمة، بما يضمن عدم استخدام المواد إلا لأغراض مدنية بعيدة عن التخصيب وفي مواقع محددة. ويتطلب ذلك إجراء عمليات تفتيش مستمرة للتحقق من الالتزام بالقيود، والاستعداد لإتاحة جميع هذه النتائج للعلن. وفي الحالة المثالية، يمكن لواشنطن التوصل إلى توافق دولي في الآراء في الأشهر المقبلة، وإقناع شركائها بمنع إيران من توسيع قدرتها على التخصيب والتحقيق في أنشطتها السابقة المثيرة للقلق.

پاتريك كلاوسون هو زميل أقدم في زمالة "مورنينغستار" ومدير الأبحاث في معهد واشنطن.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23 و24 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 24 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74168/%D9%86%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-342/

 

Click  on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74170/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-24-2019/

 

 

US Offering $ 10 Million For Info On Hezbollah's Mechanisms
 Jerusalem Post/April 23/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/74155/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7/

 

تجديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران (الجزء الأول): الأنشطة النووية

پاتريك كلاوسون/معهد واشنطن/23 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74164/%D9%BE%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9/

 

حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني مستمر في ضرب وتشويه كل ما هو لبناني

US Offering $ 10 Million For Info On Hezbollah's Mechanisms

ملاحقة واشنطن لحزب الله.. 3 أسماء في مرمى النيران

سكاي نيوز عربية/23 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74155/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7/

 

The Burning of Notre Dame and the Destruction of Christian Europe
 
كي ميليار/معهد جيتستون: حريق كاتدرائية نوتردام الفرنسية وتدمير أوروبا المسيحيةا
 Guy Millière/Gatestone Institute/April 23/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/74151/%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%AA%D8%B1/
 https://www.gatestoneinstitute.org/14107/notre-dame-destruction-christian-europe