LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april18.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

خميس الأسرار والعشاء السري

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت: خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر

الياس بجاني/بالنص: خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر

الياس بجاني/ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلا عن موقع المقاومة_اللبنانية: الماما_ماتت؟

من كتاب هكذا قاوم اللبنانيون الاحرار جيش الاسد في لبنان-كلوفيس شويفاتي

نقلا عن موقع المقاومة_اللبنانية: الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصمت الرئيس المزعوم

هل شمل قرار مجلس الدفاع الأعلى/الياس الزغبي

نزار زكا: أتوقع أن يطلق المعنيون حملة دولية لتــحريري ولم أرد مواجهة التحالف السياسي العريض بل نشر الوعي

ونفد صبر المجتمع الدولي من البطء اللبناني الرسمي: واجهوا حزب الله بالاصلاحات الاقتصادية والنأي بالنفس

تحت طائلة انهيار الدولة... خفض الرواتب خيار وحيد! والبدائل محدودة وغير مضمونة فهل تنقذ المصارف البلاد؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 17 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيس اللبناني: القضاء لن يكون مرتهناً لأحد

تكهنات بخفض رواتب موظفي القطاع العام ومخاوف من ثورة اجتماعية ورفض سياسي وشعبي... والعسكريون يقطعون الطرقات

الإضراب العام يشل لبنان رفضاً للمساس برواتب الموظفين والمتقاعدين

الحريري محذراً: سنقر موازنة هي الأكثر تقشفاً وسنتخذ إجراءات صعبة

“القوات” ترفض استئثار باسيل بالتعيينات المسيحية

لبنان يتوقع مليوني سائح خليجي… وبوصعب وبخاري للتنسيق العربي

لبنان يحذر “حماس” من استهداف إسرائيل قيادات الحركة

شرف، تضحية ووفاء مطلق للبنان/ميشال جبور/الكلمة أونلاين

اجراءات سرحان تابع.. وقف قاضٍ و7 مساعدين قضائيين!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يستخدم «الفيتو» ضد إنهاء دعم التحالف العربي في اليمن

كوشنر: مقترح ترمب للسلام سيعلن بعد رمضان

تعيين كمال فنيش رئيساً للمجلس الدستوري بالجزائر

عبد القادر: لهذا السبب سلمت روسيا الجاسوس والجندي لإسرائيل

إسرائيل تتخوّف من سكة حديد تربط سورية والعراق وإيران

انستغرام” يحظر حسابات خامنئي وسليماني وجعفري وقادة آخرين من “الحرس الثوري”

موسوي: الجيش جاهز لأي مهام

مصر تجري استفتاءً على التعديلات الدستورية 20 الجاري

عالم أزهري: لا جنة لمن يُغضب زوجته

المجلس العسكري السوداني يصدر قرارات بشأن القضاء والإعلام استجابة لقوى الشارع

أساتذة جامعة الخرطوم ينضمون للمعتصمين... قيادي في حركة التغيير لـ «الشرق الأوسط»: إنهاء الاعتصام مرهونٌ بحل الميليشيات

السودان: سنوات نظام «الإنقاذ»... أخطاء جسيمة وحروب وعزلة دولية

البشير ناصر «الجزار» على الضحية في حرب الخليج الأولى واستضاف بن لادن وكارلوس وحاول اغتيال مبارك... وأم الكبائر فصل الجنوب وحرب الإبادة في دارفور

السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين... وحفتر يرفض وقف المعارك و«الجنائية الدولية» تهدد بمقاضاة مرتكبي الانتهاكات في ليبيا

الجزائر: تنحي رئيس المجلس الدستوري... وقائد الجيش يلوّح بسجن مدير المخابرات الأسبق/استمرار الاحتجاجات بشوارع العاصمة ومدن أخرى للأسبوع الثامن على التوالي

البرلمان اليمني يوصي بإعداد قانون لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وأقر الميزانية وشدد على تفعيل الدولة ومؤسساتها وإنهاء الانقلاب

الأسرى الفلسطينيون ينهون إضرابهم بعد موافقة اسرائيل على توفير هواتف عمومية وهنية يتوقع انعكاسات إيجابية «طويلة الأمد» على التهدئة

الشاباك يحقق مع يهودية أميركية تهتم بـ«المساواة» للعرب

مصر للاستفتاء على تعديلات تمدد فترة حكم السيسي وأغلبية برلمانية وافقت نهائياً على مواد عدة بينها زيادة حصة المرأة

شاي وحلويات ووسائل تسلية في طوابير انتظار البنزين الدمشقية وسوريون يحولون أزمة الوقود إلى مادة مسلية في ذكرىالاستقلال

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحذيرات دولية عاجلة: ايران تعيد بناء مصنع صواريخ في لبنان/أحمد شنطف/جنوبية

حزب الله يريد الاحتفاظ بسلاحه… من أجل «محاربة الفساد»/أحمد الحسن/جنوبية

اقتصاد لبنان وحدوده وصواريخ حزب الله: المقايضة أو العقاب/منير الربيع/المدن

تدويل لبنان: هل يقلب الأميركيون الطاولة على الجميع/نبيل الخوري/المدن

لن أتظاهر ضد خفض الرواتب/توفيق شومان

د. وليد فارس لجريدة الرياض: قلب الأكثرية العربية الطاولة على الإخوان المسلمين جعلهم في موقع دفاعي وضعيف واللوبي القطري الإخواني متوغل في عمق السياسات الأميركية

تربيع الدائرة في السياسة اللبنانية/د. توفيق هندي/اللواء

أميركا تشدد الحصار على حزب الله وتطوّق لبنان/علي الأمين/العرب

اتّهام أميركي للباراغواي بالتساهل مع "حزب الله"/جورج حايك/الجمهورية

مبادرة النازحين الروسية وعودة سوريا إلى الجامعة/هيام القصيفي/الأخبار

لقد سرق الانقلاب إسمي/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الخليج بين ضفتيه/حسين عبدالحسين/الحرة

سوريا والمقعد الخالي/حازم خيرت/الشرق الأوسط

في الجزائر وليبيا والسودان... ما هو حلم الإنسان/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

دلالات أحداث السودان والجزائر الأخيرة/مينا العريبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي: لسنا ما تبقى من صليبيين

موظفو الإعلام والسياحة إعتصموا رفضا للمساس بالرواتب فلحة: الحل لا يكون على حساب العاملين في القطاع العام

"التيار": ندعو الحكومة إلى تبني موقفنا الذي لا يمثلها وأين موقف باسيل في موسكــو من النأي بالنفس؟

سامي الجميل: "الطاقة" أعطيت صلاحيات مطلقة ولن نسكت ويستهجن إقرار الخطة بحذف قانون الشراكة

رابطة موظفي الإدارة العامة:الجميع اليوم بات يعرف مزاريب الهدر والفساد ولن نقبل بتجاوز حقوقنا أو التعرض لها

رابطة موظفي الادارة: سيكون لنا كلام آخر في حال تجاوز حقوقنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

خميس الأسرار والعشاء السري

انجيل القدّيس لوقا22/01-23/"وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لأنهم كانوا يخافون من الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر، فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه إليهم. ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من المال. فرضي وأخذ يترقب الفرصة ليسلمه إليهم بالخفية عن الشعب. وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح. فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: إذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لنأكله. فقالا له: أين تريد أن نهيئه؟ فأجابهما: عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله، وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه. فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح. ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام. فقال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. وأخذ يسوع كأسا وشكر وقال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء، فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم. لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي. فابن الإنسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! فأخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا. ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم.وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قيادات مارونية سياسية ودينية في سوادها الأعظم  تعيش حالة من الإستسلام

الياس بجاني//18 نيسان/2019

للأسف فإن القيادات المارونية السياسية والدينية في سوادها الأعظم هي تعيش حالياً حالة من الإستسلام المذل والذمي والتقوي وذلك على خلفية  مفهوم الأبواب الواسعة الإنجيلية ومضافاً عليها بإمتياز ثقافة وممارسات الجبن والإسخريوتية بكل نلاوينها..إنها بإختصار حالة قحط فكري وعقم وطني وخدار ضمائر وفجور وعهر كامل وشامل..وبعد نسأل لماذا ينهار ويسقط كل شيء في وطننا الحبيب لبنان؟

 

الياس بجاني/بالصوت والنص وباللغتين العربية والإنكليزية: خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73940/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84/

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر/18 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع  للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.khamies al asrar.mp3

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر/18 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع  للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.khamies al asrar.wma

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر/18 نيسان/19/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع  للتعليق
الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر/18 نيسان/19/

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.khamies al asrar.mp3

 

خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر

الياس بجاني/18 نيسان/2019

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً "خميس الغسل" و"الخميس المقدس"، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير.

يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته وقام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين.

" ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه".

مسمى "خميس الأسرار" يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض.

داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء.

في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: "خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا"، وقال: "خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا". خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: "اصنعوا هذا لذكري".

وحتى يُعلِّم المسيح تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم رجال الدين الموارنة الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الإعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف.

هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

العشاء السري كما جاء في الأناجيل الأربعة

1- انجيل القدّيس لوقا22/01-23: "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لأنهم كانوا يخافون من الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر، فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه إليهم. ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من المال. فرضي وأخذ يترقب الفرصة ليسلمه إليهم بالخفية عن الشعب. وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح. فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: إذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لنأكله. فقالا له: أين تريد أن نهيئه؟ فأجابهما: عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله، وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه. فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح. ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام. فقال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. وأخذ يسوع كأسا وشكر وقال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء، فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم. لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي. فابن الإنسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! فأخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا. ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم.وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر."

**

2- انجيل القديس يوحنا 13/1-30: "وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، أن ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، وهو الذي أحب أخصاءه الذين هم في العالم، أحبهم منتهى الحب. وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الأسخريوطي أن يسلم يسوع. وكان يسوع يعرف أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من عند الله وإلى الله يعود. فقام عن العشاء وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها. فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: يا سيد، أأنت تغسل رجلي؟ فأجابه يسوع: أنت الآن لا تفهم ما أنا أعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد. فقال له بطرس: لن تغسل رجلي أبدا. أجابه يسوع: إن كنت لا أغسلك، فلا نصيب لك معي. فقال له سمعان بطرس: إذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي ورأسي. فقال له يسوع: من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج إلا إلى غسل رجليه. أنتم اهرون، ولكن ما كلكم طاهرون. قال يسوع ما كلكم طاهرون، لأنه كان يعرف من سيسلمه. فلما غسل أرجلهم ولبس ثوبه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما عملته لكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لأني هكذا أنا. وإذا كنت أنا السيد والمعلم غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم. الحق الحق أقول لكم: ما كان خادم أعظم من سيده، ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله. والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم إذا عملتم بها. لا أقول هذا فيكم كلكم، فأنا أعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له أن يتم، وهو: أن الذي أكل خبزي تمرد علي.أخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون بأني أنا هو. الحق الحق أقول لكم: من قبل الذين أرسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي أرسلني. وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني!  فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله. وكان أحد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه. فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له: سله من يعني بقوله. فمال التلميذ على صدر يسوع وسأله: من هو يا سيد؟ فأجاب يسوع: هو الذي أناوله اللقمة التي أغمسها! وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الأسخريوطي. فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: إعمل ما أنت تعمله ولا تبطئ. فما فهم أحد من الجالسين إلى المائدة لماذا قال له هذا الكلام. وكان يهوذا أمين الصندوق، فظن بعضهم أن يسوع أوصاه أن يشتري ما يحتاجون إليه في العيد، أو أن يعطي الفقراء شيئا. وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

**

3- انجيل القديس متى 26/14-30: "وفي ذلك الوقت ذهب أحد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة وقال لهم: ماذا تعطوني لأسلم إليكم يسوع؟ فوعدوه بثلاثين من الفضة. وأخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع. وفي أول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: أين تريد أن نهيئ لك عشاء الفصح؟ فأجابهم: إذهبوا إلى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وسأتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي. فعمل التلاميذ ما أمرهم به يسوع وهيأوا عشاء الفصح. وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم يأكلون، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني. فحزن التلاميذ كثيراً وأخذوا يسألونه، واحداً واحداً: هل أنا هو، يا سيد؟ من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني. فابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. فسأله يهوذا الذي سيسلمه: هل أنا هو، يا معلم؟ فأجابه يسوع: أنت قلت. وبينما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم وقال: إشربوا منها كلكم. هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. لغفران الخطايا. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون."

**

4- انجيل القديس مرقص 14/12-26: "وفي أول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح سأله تلاميذه: إلى أين تريد أن نذهب لنهيئ لك عشاء الفصح لتأكله؟ فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: إذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه. وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: أين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك. فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهيأ عشاء الفصح. ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو يأكل معي. فحزن التلاميذ وأخذوا يسألونه، واحدا فواحدا: هل أنا هو؟ فقال لهم: هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي. وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: خذوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم، وقال لهم: هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. الحق أقول لكم: لا أشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه أشربه جديدا في ملكوت الله. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون".

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة".

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

لنتذكر أن انحناء الرب والمعلم على أقدام تلاميذه يترجم حبه اللامحدود لنا.

لنتذكر أننا الخميرة الصالحة في عجين هذا العالم.

 

ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

الياس بجاني/14 نيسان/19

غرام تلفزيون MTV بسالم زهران ملفت وهو باستعلاء نافر المنظر رقم 1 لمحور الممانعة وللأسد ومعادي للبنان الكيان وللقرارات الدولية وللدول العربية؟! زهران هو من ضمن عدة شغل حزب الله الإعلامية الخطيرة ومن يستمع له ولتنظيراته ونفخة صدره والعنجية يعتقد بأن الرجل على اتصال يومي مع السيد والأسد والخامنئي ومعظم قادة الدول؟!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلا عن موقع المقاومة_اللبنانية: الماما_ماتت؟

من كتاب هكذا قاوم اللبنانيون الاحرار جيش الاسد في لبنان-كلوفيس شويفاتي

 يوم الخميس ٢ نيسان ١٩٨١، سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم ٢٩ مواطناً من حوش الأمراء قضوا تحت بناية"العبسي" التي إنهارت على من فيها جرّاء قصفها من الدبابات السورية المتمركزة في كسارة. مأساة غيّبت ثلاث عائلات بأكملها في حين ظلّت القذائف تعزف لحناً جنائزيّاً فوق الأنين والجثث.

يروي أحد الكتائبيّين في حوش الأمراء وقائع المأساة الرهيبة:" وصل الخبر إلى بيت الكتائب في الحوش، فتدافعنا لمساعدة من يمكن إنقاذه من الموت... دخلنا البناية وأيدينا على قلوبنا، فمع كل وطأة قدم كنا نشعر وكأنّ البناء سينهار ثانية. لم نستطع رؤية أحد على الرغم من سماعنا أنين من يصارعون الموت... نزلنا إلى الطابق السفلي وأرعبنا المشهد... تسع جثث معلّقة بين سقفين منهارين والدمّ متجمّد لإختلاطه بكميات من مواد لاصقة، فكان المشهد أشبه بمغارة جعيتا إنما بدماء الأبرياء.

أنقذنا سبعة أشخاص كانوا في مدخل البناية، وظننّا أنه لم يبقى حيّ في الداخل، لأننا لم نسمع أصوات الإستغاثة أو أنين الألم...وما أن هممنا بالخروج، حتى سمعنا صوت طفل يسأل من بين الردم:"مين في هون؟ كتائب خلّصوني". صرخنا جميعاً وبصوت عال:"نعم، نعم، تكلّم بعد حتى نعرف أين أنت"، فقال:"أنا روجيه إبن جورج المعلوف"، وكان المستغيث طفلاً لم يتجاوز الثامنة من عمره لجأ إلى البناية مع أمّه وشقيقته فيما كان والده في زحلة.

بدأنا التفتيش عنه بسرعة قبل أن يسبقنااللّيل حيث لا كهرباء، وخوفاً من البقاء داخل البناية المعرّضة لإنهيار ما تبقّى منها علينا. وصلنا إلى حيث الطفل الذي كان عالقاً بين سقفين، رجلاه تحت ظهره والردم ممزوج بمواد لاصقة ويغطّيه حتى العنق. كان باسطاً يديه، واحدة على صدر أمه وأخرى على شقيقته الّلتين قضتا بجانبه. أزلنا عالى الفور الردم عن صدر الطفل كي يستطيع التنفّس بحرّية، ولكن تعذّر علينا إزالته من بطنه إلى أسفل، فقد بدأ القصف يتركّز مجدٌداً على البناية وحلّ ظلام حالك... لفّينا الطفل روجيه بأغطية صوفيّة وجرّعناه زجاجة حليب وذهبنا لإستقدام عدّة لإزالة الردم من حول جسده وهو يقول لنا:"أخبروا البابا إنني حيّ وأوعا تتركوني". ولكنّنا تركناه لإحضار معاول ورفوش يمكن أن تساعدنا.

عدنا بعد ساعات، وما كدنا نخطو بين أنقاض البناية المهدّمة حتى سمعناه ينادينا:"ساعدوني"، فجرّعناه زجاجة حليب أخرى وبدأنا العمل ثانية. كان روجيه يصرخ من الألم، ثم سألنا:"الماما ماتت"؟. فقلنا:"لا إنها في البيت". فأجاب:"كلّا، ها هي بقربي ميتة كذلك أختي". فقلنا له:"إن أختك نائمة"، فإبتسم وقال:"من ينام يتنفّس وأختي لا تتنفّس، لقد ماتت". عندها أخفى كل منّا دمعة لم يستطع حبسها. تابعنا عملنا إلى أن إستطعنا إزالة الردم حتى ساقي الطفل. حاولنا إنتشاله، إلا أنه كان عالقاً بين سقفين، وكلّما حاولنا سحب رجليه، كان صراخه يعلو بقوّة فتتمزّق قلوبنا. كنّا نشعر وكأنّنا سنقضي نحن أيضاً تحت الردم. إنقضى الليل، ولم نستطع إنتشاله. قمنا بإطعامه وحقنه بإبرة مخدّر خوفاً من ألا يستطيع تحمّل الألم والبرد ولففناه بالأغطية الصوفيّة.

وفي اليوم التالي، حضر معنا طبيب، فحقنه بمضادات للإلتهابات وبأدوية مسكّنة وعلّق له أمصالاً وتركناه... وفي اليوم الثالث، أخذنا معنا رافعة وغامرنا برفع السقف قليلاً ونجحنا في إنتشال الطفل الذي بدت عليه آثار الإعياء وكأنّه ينازع. قال بصوت متهدّج ضعيف:"ليش البابا ما إجا؟ مش عارف إنّي بقيت طيّب"؟...كنا ما زلنا نخفي عن ربّ العائلة قصّة أسرته، وصلنا إلى بيت الكتائب حيث نقلنا الطفل الى زحلة للمعالجة ثمّ نقله الصليب الأحمر إلى بيروت ومنها إلى فرنسا حيث بُتِرٓتْ رجلاه....

 

نقلا عن موقع المقاومة_اللبنانية: الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصمت الرئيس المزعوم

في مثل هذا التاريخ من كلّ عام، نلتقي في كلّ أصقاع العالم، لنحيي ذكرى الذين سقطوا في ساحة الشرف دفاعاً عن الشعب اللبناني وحفاظاً على سيادته وإستقلاله، ومع الذكرى تعود إلينا الوجوه المفقودة، لنعيش معاً معاني المناسبة، ونجدّد العهد والوعد، بالمحافظة على مسيرة تحرير الوطن، من الجيوش الشقية، التي عبثت بأرضنا ومجتمعنا، فقوّضت إستقرارنا، وسرقت مواردنا وقرارنا، كما جعلتنا غرباء في وطننا، وتصدّرت بيوتنا ووضعت بخدمتها طبقة من السياسيّين العملاء يستعملونهم أزلاماً للمهمّات القذرة، وغطاء لجرائمهم.

تسع سنوات مرّت، والنظام السوري يحاول محو هذا اليوم من ذاكرة اللبنانيين، فقادته عبقريّته إلى تعديل الدستور في هذا التاريخ من العام الماضي لتعيين رئيس يُعطي ما تبقّى من لبنان، ولخلق مناسبة تهريجيّة تُنسي المواطنين الجرائم ضدّ الإنسانيّة التي إرتكبها الجيش السوري بقتل عشرات من المدنيٌين والعسكريّين بعد وقف إطلاق النار، في بسوس وضهر الوحش، ودير القلعة، وتلّة تمرز، كما إعتقل العديد منهم ونُقل إلى سوريا، ولا يزال قسم منهم مجهول المصير لغاية الإن.

إن هذه الجرائم إرتُكبت خارج حقل المعركة، وبالتأكيد بعد إنتهائها، وتُدينها جميع القوانين اللبنانية والسورية والدولية. وبدلاً من فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن هذه المجازر، صمت في حينه رئيس الجمهورية المزعوم، وذهب إلى دمشق لتكريم شهداء الغزاة، ووضع إكليله الشهير على قبر الجندي السوري متنكّراً لشهدائنا الذين قضوا وفاء لقسمهم وشرفهم العسكري.

وكذلك غطّى قائد الجيش الجريمة، وبدأ قيادته في اليرزة بالسكوت عن إغتيال جنوده، وإستباحة دم مواطنين، تعود إليه بالدرجة الأولى، مسؤولية أمنهم وحمايتهم، وكما سكت بالأمس يسكت اليوم عن خطف اللبنانيين وسجنهم في المعتقلات السورية.

إنه من واجبنا في هذه المرحلة، أن نحافظ على الذاكرة الوطنية بتدوين الحقائق في كل مناسبة، فجميع المسؤولين عن القسم الأكبر من الجرائم المُرْتٓكٓبٓةْ في لبنان، هم في موقع القوّة، ويحاولون تزوير التاريخ بإخفاء معالم هذه الجريمة وإنكارها، بألإدّعاء أنها من خسائر المعركة.

وبالمناسبة نتساءل لماذا تقوم قوات المجموعة الدولية بنبش القبور. للتفتيش عن جثث مطمورة في البوسنة وكوسوفو، وتحجب دول هذه القوى المساعدة عن المطمورين الأحياء في الأقبية-القبور تحت السجون السورية. كما نتساءل إذا ما كانت هناك مقاييس ومعايير مختلفة لحقوق الإنسان، مرتبطة بحجم مصالح هذه الدول، فتكبُر وتصغُر معها وفقاً للحاجة. إننا سنبقى العين التي تلاحق قايين واعوانه، وتذكّر الجميع بأن جرائم لبنان هي من صُنع المُكلّفين بأمنه.

 

هل شمل قرار مجلس الدفاع الأعلى

الياس الزغبي/17 نيسان/19

هل شمل قرار مجلس الدفاع الأعلى وقف التهريب على الحدود البرية، بضائع وأشخاصاً تحت حماية "حزب الله" والنظام؟ أم ينطبق عليهما قول الرحابنة في مسرحهم: "يللي سلاحو ظاهر ما بدّو تفتيش"! ثم، ماذا يشكو التهريب

على الحدود الجوية والبحرية (المطار والمرفأ)، فلا يشملهما القرار؟ أم أنهما مشاع ل"الممانعة؟!

 

نزار زكا: أتوقع أن يطلق المعنيون حملة دولية لتــحريري ولم أرد مواجهة التحالف السياسي العريض بل نشر الوعي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73960/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D8%A3%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D9%88/

المركزية/17 نيسان/19/أكد المعتقل اللبناني في ايران نزار زكا الذي ترشح إلى الانتخابات الفرعية الأخيرة في طرابلس، أنه لم يرغب يوما في مواجهة التحالف السياسي العريض الذي نسجه أقطاب المدينة قبيل الاستحقاق الفرعي، لافتا إلى أن الهدف من الترشيح كان نشر التوعية إزاء هذا الملف، متوقعا أن يبادر المعنيون إلى تشكيل خلية أزمة وإطلاق حملة سياسية وديبلوماسية دولية، وإصدار التشريعات اللازمة لتحريره.  وشكر زكا، في تصريح، أهالي طرابلس لـ "التعاطف العارم الذي أظهروه حيال قضيته والمزروع زرعا في وجدانهم، وإن لم يُترجم هذا التعاطف في صندوقة الإقتراع، نظرا الى جملة عوامل، في مقدمها الإئتلاف السياسي العريض الذي نتمنى ألا يكون مرحليا، الى جانب القرف الذي تجلّت معالمه في المقاطعة والإعتكاف عن الانتخاب". وشدد على أن رفع الوعي حيال كل من نزل به ظلم الإختطاف او الإعتقال التعسّفي، وخصوصاً معتقلي حرية التعبير والإنترنت في كل انحاء العالم، كان أحد الاهداف الرئيسة يوم إتخذنا قرارنا في الترشيح، نظرا الى أننا لم نتوهّم يوما أننا قادرون أو راغبون في الأساس في مواجهة الإئتلاف السياسي العريض، بل كنا على تنسيق مع مختلف القوى السياسية الفاعلة قبل قرار الترشيح وبعده. وهذا الأمر أبلغناه الى المعنيين، وتحديدا قيادة تيار المستقبل. وكنا في غاية الوضوح لجهة أننا في حال رسو الخيار على مرشح آخر غيرنا، فإن حملتنا ستكون حصرا بغاية رفع الوعي حول قضية المعتقلين والمخطوفين، واعطاء البعد الاقليمي للقضية"..

وتابع: "اقتضى هذا الترشيح واجب رفع الصوت احتجاجاً على الظلم اللاحق بي والتلكؤ الرسمي في متابعة قضيتي وصولاً الى التحرير. وكنت على يقين بأن حملتنا ستحقق هدفها التوعوي، بدليل التبني اللافت والإستثنائي لقضيتي لدى كل القوى السياسية التي تنافست وتحالفت في ما بينها. فكنتُ بكل فخر البند المشترك والوحيد في مختلف البرامج الإنتخابية. هذا هو الربح الحقيقي والمنشود الذي بلغناه بفضل الحملة السياسية والإعلامية التي حضّرنا عناصرها على عجل من تحت الأرض في إيفين، مع 4 متطوعين، وفي فترة قياسية لم تتعدّ الأيام الـ5 بسبب ضيق الوقت نتيجة إمتناع وزارة الداخلية عن قبول ترشيحي، ما إضطرني الى اللجوء الى القضاء الذي أنصفني بإجماع لافت، مسجلا سابقة على مستوى لبنان وربما العالم". وهنأ زكا "الرئيس سعد الحريري الذي أنا على ثقة أن تكراره تبني قضيتي سيؤتي بالثمار المرجوة هذه المرة"، شاكرا  الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي لتأكيدهما أحقية قضيتي ووجوب المتابعة الرسمية لها وصولا الى المبتغى. وأتوجه بتحية خاصة الى (النائب السابق) مصباح الأحدب، الصديق الصدوق الذي أكن له كل التقدير لما يبديه بإستمرار من دعم لا محدود. وأتوقع تأسيسا على هذا الإجماع حيال قضيتي، أن يشكل المعنيون خلية أزمة على مستوى وزاري رفيع، وأن يضعوا برنامج عمل عاجلا من شأنه إنهاء معاناة مواطن لبناني في أسرع وقت، يقوم على إطلاق حملة سياسية –ديبلوماسية مكثفة على المستوى الدولي واستصدار ما يلزم من قرارات وتشريعات لبنانية. واعتقد أن اي اهمال رسمي من الآن وصاعدا لا يمكن وصفه الا بالتواطؤ وينمّ عن سوء نية".

وأكد "أنني ما زلت على يقيني المطلق بأن تبنيّ ترشيحي فرصة استثنائية كان من الواجب إقتناصها وقد لا تعوّض، ضاعت شخصيا على الرئيس الحريري قبل أن تضيع عليّ، وكان من شأنها تغيير معادلات كثيرة داخلية وخارجية، وأن تشكل حتما عنصر ضغط متكاملا على السلطات الإيرانية لتحريري. ولا أكشف سرا إن قلتُ إن الدوائر المعنية في طهران تابعت مجريات إنتخابات طرابلس بتفاصيلها، ووضعتْ سيناريوات لكل الإحتمالات تأسيسا على ترشيحي". وختم زكا: "أتوجه بالشكر العميق الى كل من آزرني في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم آلاف بلسموا بعض الجراح، كما الى كل الإعلام الذي ساندني بلا أي مقابل سوى نصرة لبناني مظلوم، منذ الإختطاف في 18 أيلول 2015، وخلال انتخابات طرابلس".

 

ونفد صبر المجتمع الدولي من البطء اللبناني الرسمي: واجهوا حزب الله بالاصلاحات الاقتصادية والنأي بالنفس

المركزية/17 نيسان/19/قد لا يكون ما يعرف بمحور "الممانعة" قد توقع هذا الكم من الضربات الدولية الموجعة. ففيما كانت ايران تعد العدة للتعامل مع الرزمة الجديدة من العقوبات القاسية، عاجلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع حلفائها، بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل. وقد جرى كل هذا فيما ساعدت روسيا اسرائيل، العدو الأول للممانعة، على الحصول على رفات أحد جنودها الذين اختفوا في لبنان منذ العام 1982. وإذا كان الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله فاجأ اللبنانيين والعالم بهدوء لافت إزاء تطورات اقليمية ودولية بهذا الحجم، لطالما كانت في صلب حركة هذا المحور، مكتفيا بتكرار خطابه المعتاد عن  أن "المشروع الأميركي في المنطقة سقط"، فإن الحزب لا يزال يثير قلق الغرب، خصوصا في ما يخص نشاطه وحضوره السياسي في لبنان، وهو الذي يبدو مصرا على منع قيام نقاش جدي حول مستقبل سلاحه في إطار استراتيجية دفاعية، على رغم أن حليفه الأول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان تعهد بوضع هذا الملف على طاولة البحث الوطني الجدي بعد الانتخابات". عام تقريبا مر على الانتخابات النيابية ولم يف لبنان الرسمي بوعده، فيما عين المجتمع الدولي ترصده بدقة، خصوصا لجهة الالتزام بسياسة النأي بالنفس، ونزع سلاح الميليشيات طبقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 1559 ، باعتبارهما شرطا ضروريا ليستفيد لبنان من المساعدات الدولية المقرة له في مؤتمر سيدر". غير أن أوساطا ديبلوماسية غربية تعتبر عبر "المركزية" أن "حزب الله لا يسهل الأمور على حليفه رئيس الجمهورية، بل يمضي في سلوك من شأنه تقويض أسس الدولة في لبنان، وضرب مكوناتها"، من دون أن تخفي استغرابها إزاء مواقف بعض القوى السياسية المؤيدة لهذا السلاح". وتكشف الأوساط نفسها أن الغرب بات يمتلك معلومات موثوقة عن نشاطات الحزب التي تهدف إلى ضرب هيبة الدولة في لبنان، بينها المشاركة في تطوير البرنامج الباليستي الايراني، إضافة إلى وجود مصانع أسلحة على الأراضي اللبنانية. وفي انتظار المبادرة اللبنانية الرسمية إلى الامساك بزمام الأمور، لا تخفي الأوساط خشيتها من أن تؤدي العقوبات القاسية على الضاحية إلى مفعول عكسي يؤدي إلى توسيع رقعة التعاطف الشعبي معها، بما في ذلك من شرائح لبنانية  قد تكون مناوئة لها"، مع كل ما يعنيه ذلك من تعاظم للنفوذ الايراني في وطن الأرز، وهو ما يسعى المجتمع الدولي إلى مواجهته. في هذا الاطار، تؤكد الأوساط أن الاتحاد الأوروبي حض الدول الخليجية، لا سيما المملكة العربية السعودية، على مزيد من الانخراط في المشهد اللبناني، بدلا من المضي في إخلاء الساحة للجمهورية الاسلامية وحلفائها، مبدية إشادتها بالتحركات التي قادها أخيرا سفيرا السعودية والامارات في بيروت وليد البخاري، وحمد سعيد الشامسي، في اتجاه بعض القيادات اللبنانية الدائرة في الفلك المناوئ لطهران، كما بالخطوات الاصلاحية التي ستتجه إليها الحكومة، ما قد يسرّع خطى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نحو لبنان.  

 

تحت طائلة انهيار الدولة... خفض الرواتب خيار وحيد! والبدائل محدودة وغير مضمونة فهل تنقذ المصارف البلاد؟

المركزية/17 نيسان/19/في الجلسة التشريعية التي انعقدت على وقع موجة الاضراب والاعتصامات العمالية والنقابية رفضاً للمساس برواتب موظفي القطاع العام والمعلمين والمتقاعدين، ضخ رئيس الحكومة سعد الحريري جرعة من الطمأنينة على امل ان تهدئ نسبيا روع رافعي الصوت من المواطنين الذين يخشون المسّ بلقمة عيشهم ومدّ الدولة يدها الى جيوبهم شبه الفارغة التي لا يكفي ما فيها اساساً لسداد كلفة الضرورات الحياتية، فتفرغ قبل منتصف الشهر. فبعيد كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن خفض قد يطال الرواتب والاجور،

أكد الحريري "ان كل ما يحكى عن تخفيضات هو كلام صحف، لافتاً الى ان الحكومة تعمل ليلا ونهارا للوصول الى ارقام تحفظ مالية الدولة وأصحاب الدخل المحدود". وشدد على "ان المزايدة لا ولن تفيد أحداً لأن البلد اذا سقط فسنقع كلنا معه...نحن مع المتقاعدين ومع الادارة لكننا نريد الحفاظ على الليرة وعلينا ان نكون صادقين معهم ان البلد قد يتدهور، لافتا الى ان "عمر الحكومة شهران وعليها وضع موازنة تقشفية لم يتم وضع مثيل لها في تاريخ لبنان".

موقف الحريري، وفق قراءة اجرتها مصادر سياسية معنية بالملف لـ"المركزية" شديد الواقعية، فالحال التي وصلت او تم ايصال البلاد اليها، بفعل السياسات الرعناء التي اعتمدت على مدى عقود وما تخللها من صفقات وسمسرات ونهب للمال العام، وكل مرادفات الهدر والفساد جائزة هنا، وقد ذكّر الحريري في اعقاب الجلسة ان الاصلاحات التي حُددت في مؤتمر باريس -2 لو تم تنفيذها آنذاك لما بلغت الامور اليوم حدها، هذه الحال لم تعد تنفع معها سياسة الترقيع والمخدر الموضعي، لأن الاوضاع اذا لم تعالج بأقصى سرعة فان البلاد ذاهبة من دون ادنى شك الى انهيار حتمي وفق ما تؤكد المعطيات والارقام.

وتشرح المصادر ان المهلة القليلة المتاحة امام الحكومة لخفض العجز تحت طائلة سقوط الهيكل على رؤوس الجميع، لا تسمح بترف اللجوء الى الخيارات التي من شأنها ان تؤمن وفرا ماليا للدولة، قد يكون مهما لكنه غير مضمون النتائج وغير سريع، وهو ما يخالف المطلوب، وسياسة عصر النفقات الممكن اللجوء اليها عبر اقنية اخرى كثيرة بعيدة من جيب المواطن كوقف الهدر وضبط التهريب وغيرها، قد توفر المطلوب، بيد انها لا تنقذ البلاد من "سيناريو اليونان" غير البعيد، كون الانهيار قد يسبق الوقت الذي تستلزمه لرفد الخزينة بالمال الضروري لسداد مستحقات مالية مترتبة على الدولة للخارج تناهز الـ8،1 مليار دولار. وتكشف في السياق ان الحملة التي شُنت وتشن على المصرف المركزي وحاكمه وعلى القطاع المصرفي عموما ليست بعيدة من هذا الجو، اذ يسعى بعض القوى السياسية الى لعب ورقة تأليب الشارع برمي " فزاعة" المس بالرواتب للضغط على القطاع المالي بهدف تسديد مستحقات الدولة، باعتبار ان القطاع قادر على الاضطلاع بالمهمة نسبة لحجم الارباح التي يحققها بفعل سياسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الرشيدة. لكن المصادر تخشى والحال هذه من ان يكون هدف هذه القوى التي رمت كرة نار خفض الرواتب في الشارع ليس فقط تسديد مستحقات الدولة بل ضرب القطاع المالي الذي يشكل الى جانب العسكري العمود الفقري للدولة تمهيدا لوضع اليد عليه. واذ تتوقع ان يُعقد اجتماع مالي في بيت الوسط في الساعات المقبلة وقبل سفر الرئيس الحريري الى الخارج، على غرار ذاك الذي انعقد منذ يومين حيث تم وضع كل الخيارات المتاحة لرفد خزينة الدولة بالمال سريعا، اكدت ان لا شيء محسوما بعد في اتجاه خفض الرواتب، على رغم ان الامر ، ومحورها الحفاظ على الاستقرار المالي. وتختم بالاشارة الى ان المسؤولين المعنيين اذا تمكنوا من اعتماد خيارات بديلة عن خفض الرواتب فإنهم لن يلجأوا الى القرار الصعب، لكن اذا تبين العكس فإن الخيار المر سيكون حتميا تحت طائلة الانهيار السريع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 17 نيسان 2019

النهار

يقول أحد النواب إن مشروع "أليسار" لترتيب الضاحية الجنوبية المتوقف منذ ربع قرن يكلف الدولة 9 مليارات سنويًا.

قال وزير جديد إنه يعبر طريق الشام أسبوعيًا باتجاه دمشق دوم أن يوضح الدوافع والأسباب المهمة التي يتولاها عبر الحدود من دون تكليف رسمي.

وزير جبلي ينظم أسبوعيًا سلسلة استقبالات في دارته لعائلات وهيئات اقتصادية واجتماعية ما يرى فيه آخرون "زكزكة" لزعيم وسطي وفريقه السياسي.

الجمهورية

عزت أوساط إقتصادية السبب الرئيس لرفض الهيئات الإقتصادية تخفيض رواتب القطاع العام إلى تخوّفها من تحريك الشارع وإحداث فوضى وبالتالي فالضرر سيكون أكبر.

أكد وزير يتولّى حقيبة أساسية تصميمه على تطبيق مشروع طرحه أخيراً على الرغم من الإعتراضات التي قوبل بها هذا المشروع.

سُئل أحد المسؤولين عن إمكان قيام ثورة في وجه الحكومة فقال: "مِش كِرمال 200 ألف موظف مِندمر شعب بكاملو".

اللواء

تتفاعل في أكثر من قصر عدل الاحتكاكات غير المباشرة بين عناصر وظيفية، وغير مدنية.

أعيد الاعتبار لوزير إقليمي، على خلفية عودته إلى مهامه، من المكان نفسه، الذي تسبب بالأزمة.

تواجه إعادة الثقة بين حزبين، أزمة تتجاوز إمكانية التوسط لمعالجتها، واكتفي بقرار يقضي بعدم التصعيد فقط!

البناء

قالت مصادر سياسية مطلعة في فنزويلا إنّ المساعي الأميركية لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو قد وصلت لطريق مسدود، فكلّ الرهانات على إحداث اختراق جدي في بنية المؤسسة العسكرية أو تحقيق تحشيد شعبي يربك الدولة، أو تأمين حلف إقليمي جاهز لاحتضان تدخل عسكري خارجي قد تمّ اختبارها وظهرت محدودية تاثيرها، والرئيس المؤقت الذي قام بالانقلاب يراوح مكانه، وأضافت المصادر أنّ ذلك لا يعني أنّ انتصار الرئيس مادورو قد تحقق بل أنّ التسوية السياسية صارت ممراً إلزامياً للأزمة على خلفية الفشل الأميركي والإعتراف بوجود أزمة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيس اللبناني: القضاء لن يكون مرتهناً لأحد

الشرق الأوسط/17 نيسان/19/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن «القضاء لن يكون في عهدنا منظومات مرتهنة لأحد بل سلطة تمارس رسالتها بوحي من ضمير القاضي الحر والنزيه والمحايد، فتتوافر معه ضمانات المتقاضين كاملة وغير منقوصة». وأشار عون إلى أن «تطهير الجسم القضائي كان أولى أولويات حربنا على الفساد، وباستقلاله يحرس العدالة ويحميها فيطمئن إليه المواطنون»، مشدداً على أن «القضاء هو الحجر الأساس لقيام دولة الحق والقانون، فلا دولة من دون سلطة قضائية مستقلة نظيفة تنشد العدالة والحقيقة». وفي كلمة ألقاها في احتفال اليوبيل المئوي لنقابة المحامين في بيروت، أعلن عون أن «الهدف من هذا المؤتمر هو إطلاق حوار وطني صريح بين جميع المكونات المعنية بالعدل والعدالة، للإضاءة على مكامن الخلل في الوضع القضائي الحالي وأسبابه وكيفية استنهاض السلطة القضائية المستقلة وفقاً لمفهوم المادة 20 من الدستور اللبناني». وأكد أن «رسالة المحامي هي أن يدافع أمام القضاء إما عن متقاضٍ بين متقاضين وإما عن متهم بجريمة، وفي كلتا الحالتين تقضي قدسية رسالته بأن يدافع عنه بكل الوسائل القانونية والإنسانية ويقدم كل ما يتوفر لديه من حجج وأدلة لتوضيح الصورة أمام القاضي ليتمكن من الحكم وفقاً للضمير والقانون». وقال: «إن ضياع العدالة يدمر الفرد والمجتمعات؛ فالظلم حليف الباطل، ومهما كان ثمن العدل مرتفعاً فإنه يبقى أقل كلفة من الظلم». في سياق متصل، غرّد وزير العدل ألبرت سرحان، عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «نعلن تمسكنا الصريح بمبدأ استقلال السلطة القضائية الذي كرسه الدستور، فالقضاء هو حجر الزاوية في بناء الدولة، ومكافحة الفساد ليست إلا الخطوة الأولى لورشة الإصلاح».

 

تكهنات بخفض رواتب موظفي القطاع العام ومخاوف من ثورة اجتماعية ورفض سياسي وشعبي... والعسكريون يقطعون الطرقات

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

قطع العسكريون المتقاعدون الطرق في مختلف المناطق اللبنانية، أمس الثلاثاء، بالإطارات المشتعلة، رافضين خفض رواتب العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين، مشددين على عدم المس بالمكتسبات والحقوق. ويأتي هذا التحرك بعد تلميحات متكررة على لسان وزراء ومسؤولين اقتصاديين تفيد بأن الحكومة اللبنانية ستكون مضطرة إلى اتخاذ إجراءات موجعة تطول رواتب الموظفين وتعويضاتهم. وكانت الحكومة قد أقرت زيادات للموظفين في إطار سلسلة الرتب والرواتب للتعويض عن غلاء المعيشة الذي تقارب نسبته 130 في المائة، وذلك عشية الانتخابات النيابية العام الماضي. لكنها لم تستطع توفير الإيرادات لسدّ قيمة السلسلة، لأن واقعها لم يأت مطابقاً للأرقام التي اعتمدتها وزارة المال. كما أوصت شركة ماكنزي التي كلفت دراسة الوضع الاقتصادي اللبناني، بخفض الرواتب والأجور وتجميد التوظيف في القطاع العام، بالإضافة إلى إصلاحات تطال قطاعات كثيرة.

وبدأت المخاوف منذ إعلان وزير الخارجية جبران باسيل خلال جولته في الجنوب يوم السبت الماضي، أنه «على موظفي الدولة القبول بأنهم لا ‏يستطيعون الاستمرار على هذا المنوال، ومَن يحزن أنه سيخسر نسبة معينة من التقديمات التي يحصل عليها، فليفكر ‏إذا لم نقم بذلك، فلن يحصل بعدها على شيء». وعارضت كتل سياسية تخفيض الرواتب، وفي مقدمها «حزب الله» و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فيما قال مسؤولون في «القوات» إن الأنباء عن خفض رواتب الموظفين «غير دقيقة»، في وقت أبدى النائب شامل روكز، وهو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون أيضاً (كما باسيل)، معارضته خفض رواتب وتعويضات العسكريين. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور توفيق كسبار لـ«الشرق الأوسط»، إن «التركيز على الرواتب والأجور لا يعكس الجدية في الإجراءات لخفض الإنفاق، لأنها تستهدف الفئات الأضعف من اللبنانيين، وتترك مرافق الهدر الكثيرة في القطاع العام في غياب المساءلة المالية والنقدية وتحميل مسؤولية الهدر والفساد لهذه الفئات».

ويوضح كسبار أن «الأرقام الرسمية لوزارة المالية منذ عام 1993 تشير إلى أن الدولة صرفت مبلغ 244 مليار دولار، تبلغ النفقات الاستثمارية منها نحو 8 في المائة بما فيها الهدر والفساد، بالتالي القسم الكبير من المبلغ هو نتيجة نفقات جارية لتلبية مصالح الطبقة السياسية. والمطلوب لخفض الإنفاق إجراءات في مختلف قطاعات الهدر، كالأملاك البحرية والجمارك والكهرباء، لتلحق بها تكاليف التنقيب عن النفط. والحديث عن تحميل المواطن تكاليف العجز من خلال خفض الرواتب يجنب تحميل الطبقة السياسية أدنى مسؤولية». وإضافة إلى تحرك العسكريين المتقاعدين في الشارع، دعت هيئة التنسيق النقابيّة في حضور روابط أساتذة التعليم الثانوي والأساسي والمهني والتقني ونقابة المعلمين ومتقاعدي الثانوي والأساسي الرسمي وموظفي الإدارة العامّة إلى «تنفيذ الإضراب العام والشامل في الإدارات العامة وفي المدارس والثانويات الرسمية والخاصة والمعاهد والمهنيات والمؤسسات العامة والبلديات غداً الأربعاء، على أن تبقي اجتماعاتها مفتوحة، محتفظة بحقها في أعلى درجات التصعيد». ويقول عميد متقاعد لـ«الشرق الأوسط» إن «مد اليد إلى رواتب العسكريين يهدد باحتمال اندلاع ثورة اجتماعية. وقد يفجر مشكلة كبيرة في لبنان، ليس على صعيد الضباط، ولكن على صعيد الجنود. لدينا أكثر من 40 ألف عسكري متقاعد، غالبيتهم لا يستطيعون العثور على عمل، ولديهم عائلات ومسؤوليات، لأنهم يتقاعدون في سن الخامسة والأربعين، كما أن معظمهم ملتزمون بقروض إسكان من مؤسسة الجيش لشراء الشقق التي يسكنون فيها، ويدفعون نصف رواتبهم شهرياً لتسديد القروض. وإذا خفضت رواتبهم التي بالكاد تبلغ ألف دولار شهرياً، بنسبة 25 في المائة، فسيعجزون عن دفع أقساط قروض الإسكان للمصارف، وستضع هذه المصارف يديها على منازلهم، أو سيكتفون بنحو 200 دولار شهرياً بما يتبقى من رواتبهم، والأمر غير منطقي وفقاً للحد الأدنى من تكاليف الحياة في لبنان».

كذلك يشير العميد المتقاعد إلى غياب العدالة في حصول شرائح واسعة من العسكريين على مستحقاتهم وتعويضاتهم، ممن تقاعدوا قبل إقرار السلسلة، وممن سيتقاعدون بعد إقرار التخفيض إذا حصل. ويضيف: «يمكن تخفيض بعض التقديمات، لا سيما تلك المتعلقة بتعويضات رسوم المدارس والجامعات الخاصة، لأن بالإمكان التوجه إلى التعليم الرسمي المدرسي والجامعي، بحيث لا يتأثر المتقاعدون الذين يحصلون حالياً على 50 في المائة من هذه الأقساط». كما ينتقد غياب التخطيط لدى الدولة. ويقول: «ثلاثة أرباع الموظفين في القطاع العام، أصبحوا من المتقاعدين. ولم يتم درس عددهم وتكاليف تقاعدهم مع تعاقب السنين؛ ما أدى إلى هذه الأزمة مع الانهيار المتسارع للوضع الاقتصادي».

 

الإضراب العام يشل لبنان رفضاً للمساس برواتب الموظفين والمتقاعدين

الحريري محذراً: سنقر موازنة هي الأكثر تقشفاً وسنتخذ إجراءات صعبة

بيروت ـ “السياسة” /17 نيسان/19/فيما يؤشر إلغاء جلسة الحكومة اللبنانية التي كانت مقررة اليوم، إلى عدم التوافق حتى الآن على الإجراءات التي سيتم اللجوء إليها لخفض عجز الموازنة، شل الإضراب العام الذي نفذه الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية والمتقاعدون والأساتذة وشمل كافة المناطق، لبنان أمس، بالتزامن مع انعقاد جلسة البرلمان، وهدد المضربون بخطوات تصعيدية في حال تجرأت الدولة على مد يدها إلى جيوبهم. وعلمت “السياسة” أنه سيصار إلى استبدال جلسة مجلس الوزراء، باجتماعات وزارية نيابية يعقدها الرئيس سعد الحريري، في إطار البحث في طبيعة الإجراءات التي تتوزع على سلسلة خيارات، من بينها خفض رواتب القطاع العام، وهو الأمر الذي يلاقي رفضاً واسعاً من الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية والمتقاعدين والأساتذة. وأمام البرلمان، أكد رئيس الوزراء سعد الحريري أنّ “هناك أزمة اقتصادية وسنأخذ إجراءات صعبة “، مشدداً على أن “كلّ ما يُحكى عن تخفيضات هو كلام صحف، وكحكومة نعمل للوصول إلى أرقام تحفظ مالية الدولة وأصحاب الدخل المحدود”. وأشار الحريري بعد انتهاء جلسة مجلس النواب، إلى أننا “نسمع كلاماً كثيراً في البلد في شأن الرواتب وحصلت تظاهرات ومن واجبنا كحكومة ومجلس نواب أن نقول للناس وضعنا الحقيقي”، مشيراً الى أنه “يجب أن نقرّ موازنة هي الأكثر تقشفاً في تاريخ لبنان، ومن واجبي أن أكون صادقاً، وطريق الحفاظ على السلسلة هو اتخاذ اجراءات تقشفية صعبة ستكون على حساب الإنفاق في الإدارة العامة”. ولفت إلى أنه “بعد باريس 2 وضعت المصارف 10 آلاف مليار دولار بتصرف الدولة، لكننا لم نقم بأي إصلاح ولو فعلنا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم”، مشدداً على أن “لبنان ليس في وضع انهياري، ولكن إن لم نتخذ الاجراءات اللازمة فسنصل إلى وضع لا نحسد

عليه”. وقال إن “الدول التي عانت من مشكلات اقتصادية ذهبت إلى الاقتراض مرات عدة من دون القيام بالإصلاح، وفي حال لم نتخذ قرارات تقشفية فقد نصل لكارثة حقيقية خلال سنة”. من جانبه، أشار وزير بارز لـ”السياسة”، إلى أنه إذا كان من السابق لأوانه الحديث عن التدابير العلاجية لخفض عجز الموازنة، إلا أنه بات واضحاً أن هناك توجهاً لدى الحكومة لاتخاذ ماهو ضروري لإنقاذ الوضع المالي من الانهيار، في إطار الإصلاحات التي يجب القيام بها، وفق التزامات لبنان إلى مؤتمر “سيدر”، مشيراً إلى أن كل الخيارات على الطاولة، مع الحرص على مراعاة وضع الطبقة الفقيرة .بدوره، لفت وزير المال علي حسن خليل من مجلس النواب بعد انتهاء الجلسة التشريعية، إلى أن “موضوع الموازنة يُناقش بشكل كامل، ولم يتم إقرار او التوافق على أي أمر على الاطلاق في ما خص تخفيض المعاشات، والمحضر المسرّب عن اللقاء عند رئيس الحكومة ليس جزءا من مشروع الموازنة”، مضيفا أن “مشروع الموازنة لا يتضمن ما يحكى عن تخفيضات على الرواتب”، متمنياً على المواطنين أن “يحكموا على الامر عند اصدار الموازنة”. من جهتها، شددت وزيرة الطاقة ندى بستاني على “إقرار مشروع القانون المقدم من الحكومة بناء على اقتراح وزارتي الطاقة والمالية”، موضحة أنه “بدأ العمل على تنفيذ خطة الكهرباء ودعم اللبنانيين ومتابعتهم أساسي لنا”.

من ناحيته، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، أن “كل ما يتم تداوله حتى الآن بشأن التخفيضات والموازنة، لا يعدو كونه أفكارا متقلبة وغير ملزمة، لا ترقى حتى الى مستوى المشروع القابل للتداول واتخاذ المواقف منه”. وذكر إن “الاصلاحات والتخفيضات التي أجرتها وطبقتها لجنة المال منذ نحو سنتين وتراجعت عنها الهيئة العامة قاربت الـ 1200 مليار دون أن تمسّ الرواتب في حينه”. وفي السياق، غرد النائب السابق وليد جنبلاط، قائلا: “حبذا لو تقف التحليلات الهميونية حول القلوب المليانة، ومن جهة أخرى واجب على المصارف المساهمة في خفض الدين العام، كما واجب على الدولة مصارحة الرأي العام بأهمية إعادة النظر ببعض التعويضات في القطاع العسكري وفي القطاع المدني، التي لا تنسجم والمنطق. اليونان فرضت ضريبة على الاوقاف”. حشود اللبنانيين شلت العاصمة بيروت والمحافظات تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية والمتقاعدين والأساتذة لاحتجاجات شملت المناطق كافة (أ ب)

محتج يحمل لافتة منددة بالفساد (أ ب)

 

“القوات” ترفض استئثار باسيل بالتعيينات المسيحية

بيروت ـ “السياسة” /17 نيسان/19/ فيما يتحضر مجلس الوزراء للبحث في ملف التعيينات، وعلى وقع اتهامات من بعض القوى المسيحية لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بأنه يريد الاستئثار بالحصة المسيحية من هذه التعيينات، رفضت أوساط بارزة في حزب “القوات اللبنانية”، أي توجه من جانب باسيل أو غيره في هذا الملف، مؤكدة لـ”السياسة”، أن المطلوب الابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية، والاعتماد فقط على الآلية المعتمدة على هذا الصعيد، وهذا ما سيبعد التعيينات عن البازار السياسي، ومن شأنه أن يقوى عمل المؤسسات ويفعل دورها، مشددة على أن وزراء “القوات” سيطالبون باعتماد هذه الآلية، ولن يقبلوا بأي توجه نحو المحاصصة، كما يريد باسيل أو سواه. وكشفت المعلومات أن اتصالات تجري في الكواليس للتوافق على التعيينات، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، لعرضها على مجلس الوزراء وإقرارها دفعة واحدة بعد التوافق عليها، أو على دفعات بشكل لا تثير الاعتراضات. وتوجه النائب عماد واكيم إلى باسيل بالقول: “معاليك ليس من الصحة أن تتنغص في كل مرة، لك حل من اثنين: أن تستقيل أو تتغيب عن هذه الاجتماعات”، مضيفا “بكل الأحوال نذكرك أن موقفك الشخصي غير مهم، فالموقف الرسمي هو للحكومة اللبنانية التي اعتمدت سياسة النأي بالنفس”.

 

لبنان يتوقع مليوني سائح خليجي… وبوصعب وبخاري للتنسيق العربي

بيروت ـ “السياسة” /17 نيسان/19/كشفت أوساط حكومية عن تطور مهم على صعيد العلاقات اللبنانية – الخليجية، مشيرة لـ “السياسة”، إلى أن اللقاء الذي جمع في موسكو بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، كان إيجابياً وبحث في تعزيز العلاقات، حيث سمع باسيل كلاماً طيباً من الجبير عن حرص بلاده على إبقاء العلاقات مع لبنان متميزة على مختلف الأصعدة، ومشددة على أن لبنان يتوقع نحو مليوني سائح خليجي هذا الصيف، بعد الوعود التي تلقاها المسؤولون اللبنانيون من القادة الخليجيين، بأن حركة السياحة الخليجية باتجاه لبنان ستكون مزدهرة وغير مسبوقة. وأشارت إلى سلسلة زيارات متبادلة بين لبنان والدول الخليجية في المرحلة المقبلة، مشددة على أن لبنان لا يمكن أن يفرط بعلاقاته مع أشقائه في دول مجلس التعاون، وهو يعتبر أن مصلحته العليا أن تبقى علاقاته الخليجية في أفضل حالاتها. وفي الإطار، توافق وزير الدفاع الياس بوصعب، وسفير السعودية لدى لبنان وليد بخاري الذي استقبله أمس، على أهمية تفعيل العلاقات الثنائية ضمن اللجنة الفنية لمناقشة تفعيل التعاون بين البلدين، التي تم تشكيلها برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدين استكمال مناقشة بنود اتفاقية التعاون العسكري، وصولاً إلى توقيعها في أقرب وقت. وأكد بوصعب وبخاري وجوب تكثيف الجهود لتنسيق المواقف العربية في ما خص القضايا التي تهم الدول العربية كافة، بما يعزز العمل العربي المشترك، مع المحافظة على سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

 

لبنان يحذر “حماس” من استهداف إسرائيل قيادات الحركة

السياسة/17 نيسان/19/تحدثت وسائل إعلام فلسطينية ولبنانية، عن تحذير وجهته الأجهزة الأمنية اللبنانية لحركة “حماس”، لتوخي “أشد درجات الحيطة والحذر”، بعد رصد نشاط أمني إسرائيلي مكثف داخل لبنان. ووفقا لوسائل الإعلام، فقد أفادت مصادر أمنية لبنانية برصد نشاط أمني إسرائيلي في عدد من المدن اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، يستهدف قيادات وكوادر ومؤسسات تابعة أو قريبة من حركة “حماس”، منبهة إلى أن هذا النشاط يدل على وجود نوايا لاستهداف شخصيات محددة بالاغتيال. وذكرت أن الأجهزة اللبنانية قبضت في الفترة الأخيرة على مجموعة من المتخابرين، تورط عدد منهم في محاولة اغتيال كوادر من الحركة الفلسطينية كان آخرها محمد حمدان باستهداف سيارته. ونقل موقع “الرسالة” عن الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة بلبنان الشيخ ماهر حمود، قوله إن “النشاط الإسرائيلي لم يتوقف لحظة تجاه أي شخص فاعل وتحديدا في النشاط العسكري، وفي كل مرحلة يتم القبض على عملاء ومتخابرين له”. وأضاف أن “الأمن اللبناني ربما رصد نشاطا محددا ضد حركة حماس، لكن النشاط الإسرائيلي متواصل ضد المقاومة وخاصة في المخيمات”، مشيرا إلى تورط عملاء بشكل مباشر وغير مباشر لتوفير معلومات مجانية لإسرائيل

 

شرف، تضحية ووفاء مطلق للبنان

ميشال جبور/الكلمة أونلاين/17 نيسان/19/كم من مرةٍ نمنا قريري العينين وكان هو في العراء حارس على حدود الوطن...في السلم حامي الوطن، وفي الحرب يصبح الموت من اجل تراب الوطن ارخص ما يمكن ان يقدمه... رجاله لا تعرف الكلل او الملل في مؤسسة تعمل ٢٤ / ٢٤ في العواصف والثلوج كما في الأيام المشمسة...اوامره الأولى والأخيرة الذود عن الوطن وارضه مهما كان الثمن... كم من مرة مررنا ببلدات نرتاح نفسياً عند رؤية البذة العسكرية لحامي الحمى...كفوا يدكم عن الجيش اللبناني وعن العسكر المقدام ايها السياسيون...لا نقابل من يضحي بدمه دون سؤال بمد اليد على جيبه وقوت اولاده ونسحب منه رزقه الوحيد...الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية كانا دائماً في الصف الأول دفاعاً عن الوطن وحفاظاً على السلم الأهلي والعيش المشترك رافعين بيرق لبنان على الجبال...انتبهوا وفكروا جيداً ايها المسؤولون قبل ان تتطاولوا على المؤسسة التي لا تنام لأجل ان يحيا الوطن...

 

اجراءات سرحان تابع.. وقف قاضٍ و7 مساعدين قضائيين!

الكلمة أونلاين/17 نيسان/19/غرّد وزير العدل ألبير سرحان على حسابه الخاص على تويتر قائلاً: "استكمالاً لحملة تنقية الجسم القضائي، اتخذت اليوم قراراً بوقف قاضٍ و7 مساعدين قضائيين عن العمل، وإحالتهم على المجلس التأديبي. فليطمئن اللبنانيون على أنّ الإصلاح القضائي مستمر."

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يستخدم «الفيتو» ضد إنهاء دعم التحالف العربي في اليمن

واشنطن/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/أعلن البيت الأبيض، اليوم، أن الرئيس دونالد ترمب استخدم حق النقض "الفيتو" ضد قرار للكونغرس يسعى لإنهاء دعم الولايات المتحدة لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن. وقال ترمب: "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أميركيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل".

 

كوشنر: مقترح ترمب للسلام سيعلن بعد رمضان

واشنطن/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/أعلن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر اليوم (الأربعاء)، أن مقترح الرئيس دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط سيعلن عنه بعد انتهاء شهر رمضان، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وقال مصدر مطلع، إن كوشنر حث مجموعة من السفراء على التحلي «بذهن منفتح» تجاه مقترح الرئيس ترمب. وبحسب المصدر، أكد مستشار البيت الأبيض أن المقترح «سيتطلب تنازلات من الجانبين»، مضيفاً: «سيكون علينا جميعاً النظر في تنازلات معقولة تتيح تحقيق السلام».

 

تعيين كمال فنيش رئيساً للمجلس الدستوري بالجزائر

الجزائر/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/عيّن عبد القادر بن صالح رئيس الدولة المؤقت في الجزائر أمس (الثلاثاء)، كمال فنيش رئيسا للمجلس الدستوري خلفا للطيب بلعيز، الذي قدم استقالته في وقت سابق أمس. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها إن «الطيب بلعيز، رئيس المجلس الدستوري قدّم استقالته لعبد القادر بن صالح رئيس الدولة»، وإن «رئيس الدولة وافق على استقالة الطيب بلعيز وعين كمال فنيش رئيسا للمجلس الدستوري». وكان الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، عيّن كمال فنيش في عام 2016، عضوا في المجلس الدستوري منتخبا عن مجلس الدولة. وتباينت آراء المحللين والناشطين بالجزائر عقب استقالة رئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، تحت ضغط الحراك الذي يرفض «رموز النظام البوتفليقي». وقد رحب طلبة الجامعة، الذين خرجوا بكثافة إلى الشارع أمس، بالاستقالة، فيما أظهر ناشطون مخاوف من تعيين شخص من النظام نفسه، على رأس هذه الهيئة المكلفة بتأكيد نتائج الانتخابات، أو إلغائها كلها، أو جزء منها.

 

عبد القادر: لهذا السبب سلمت روسيا الجاسوس والجندي لإسرائيل

أليزابيت أبو سمره/الكلمة أونلاين/17 نيسان/19/من استعادة مزدوجة لإسرائيل، واحدة منها رفات جنديّها زخريا باومل، الذي فقد في "معركة السلطان يعقوب" جنوب لبنان عام 1982 ، والثانية رفات كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، حتى فتح مجددا الجدل على مصراعيه بشأن الدور الروسي في سوريا.

المحلل الاستراتيجي عميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يضع هذه النقطة أمام حالتين لتفسير ما حدث، إما أن الروس يتصرفون في سوريا وكأنهم هم أبناء الأرض وأصحاب الكلمة الأخيرة بالحل والربط، في وقت يتلهى النظام السوري بمشاكله الخاصة من تأمين المحروقات والمواد الغذائية وإعادة بناء البنى التحتية بعدما أهلكت الحرب شعبه لثماني سنوات، أي باختصار أن الروس يتصرفون على هواهم في الداخل السوري ضمن إطار وجودي استراتيجي، ويتقاسم هذا الدور مع الكيان الإسرائيلي. وهذا ما يفسر ليس فقط استعادة رفات الجندي الإسرائيلي، ولكن يفسر أيضا حرية العمل للطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية، وحتى فوق المناطق القريبة جدا من قاعدة حميميم حيث تتمركز قواعد القوات الروسية التي تضم شبكة صواريخ S400 و S300. وإما هناك خيار ثاني يفسر التصرف الروسي في سوريا، بالنسبة لـ عبد القادر وهو أن موسكو قد أقنعت النظام السوري بضرورة اتخاذ موقف تعاوني إيجابي للمطلب الإسرائيلي باستعادة رفات الجندي والجاسوس، لأن ذلك ينعكس على العلاقات بين البلدين، وبالتالي قد يخفف من الموقف الإسرائيلي العدائي الذي يُترجم بغارات متواصلة في العمق السوري. عبد القادر يميل في حديثة للكلمة أونلاين عن الملف إلى الخيار الثاني، باعتبار أن هناك توافق سوري – روسي بناء على طلب موسكو الملح لتسليم الجثث إلى إسرائيل، مع الإشارة إلى أن الخيار الأول لا يزال قائما. "شئنا أم أبينا لا تزال الكلمة النافذة للطرف الروسي" تابع العميد المتقاعد، ولفت في هذا السياق إلى أن القوة المهيمنة على الأرض والأجواء وعلى القرارات في البعد الإستراتيجي تنحصر بالطرف الروسي، بينما النفوذ الإيراني يرتكز على النظام السوري والشخصيات المحيطة به لتحقيق مصالح إيران في عملية رد فعل ايجابي للمساعدة الإيرانية للنظام السوري طيلة ثماني سنوات من الأزمة، ولكن عندما يتعارض النفوذ الإيراني مع الروسي، ينحسم رفع اليد العليا للطرف الروسي. ولا شك بوجود تعاون بين الطرفين النافذين في سوريا، ولا سيما في محادثات سوتشي وآستانة، ولكن يعتبر عبدد القادر أن هذا التعاون يصب ضمن سياق قطع الطريق على المعارضة السورية ولمنع الحل السياسي وفقا لرؤية الأمم المتحدة خدمة للنظام السوري.

 

إسرائيل تتخوّف من سكة حديد تربط سورية والعراق وإيران

عواصم – وكالات/17 نيسان/19/أعربت مصادر أمنية إسرائيلية أمس، عن قلقها إزاء سكة القطار التي تم الإعلان عن مشروعها أخيراً، بين إيران والعراق وسورية، وصولا إلى البحر المتوسط.وذكرت القناة العبرية الثانية إن هناك مخاوف إسرائيلية من استغلال هذه القطارات لنقل الأسلحة للنظام السوري و”حزب الله”. في غضون ذلك، وقبل أيام من انعقاد الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا بشأن سورية، دعت موسكو أمس، الأمم المتحدة لعدم الانجرار وراء مساعي بعض الجهات الرامية لعرقلة هذا المسار. وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت، مشيراً إلى أن الأوضاع الميدانية في سورية لا تمنع ذلك. على صعيد آخر، بحث وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم ليل أول من أمس، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في تعزيز علاقاتهما الستراتيجية. وقال مصدر سوري إن المحادثات تناولت “تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة”، مشيراً إلى أن “آراء الجانبين كانت متطابقة تجاه كل المواضيع التي تم التطرق إليها”. وأكد الجانبان “ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في المرحلة الحالية وعلى مختلف المستويات”. في غضون ذلك، خرقت مجموعات مسلحة تابعة لـ “جبهة النصرة” في المنطقة “منزوعة السلاح” اتفاق خفض التصعيد وقصفت مدينة السقيلبية بالقذائف. وقالت مصادر سورية إن “المجموعات الإرهابية المنتشرة في قرية قلعة المضيق بريف حماة الشمالي اعتدت بالقذائف على منازل الأهالي في مدينة السقيلبية”.

 

انستغرام” يحظر حسابات خامنئي وسليماني وجعفري وقادة آخرين من “الحرس الثوري”

موسوي: الجيش جاهز لأي مهام

طهران، عواصم – وكالات/17 نيسان/19/حظر تطبيق “انستغرام” لمشاركة الصور حساب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي باللغة الإنجليزية، وحسابات عدة لقادة في “الحرس الثوري” الإيراني، وذلك بعد صدور القرار الأميركي بتصنيف “الحرس” منظمة إرهابية. وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، أنه جرى حظر حسابات قائد “الحرس الثوري” محمد على جعفري، بالإضافة إلى جنرالين آخرين بارزين، كما جرى حظر حسابات أنصار المرشد الأعلى علي خامنئي باللغة الانجليزية. كما تم حظر عدد كبير من حسابات تعود للمؤسسة العسكرية الإيرانية وقادتها، بينها صفحة “الحرس الثوري”، والجيش، و”جنرال برس”، ومساعد شؤون الموارد البشرية في الأركان المسلحة موسى كمالي، والعميد حبيب شهسراوي، وقائد الوحدة الصاروخية أمير علي حاجي زادة، ومستشار المرشد الإيراني في الشؤون العسكرية وقائد الحرس سابقاً رحيم صفوي، وسعيد قاسمي، ومرشح الرئاسة لدورات عدة وعمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف، إضافة إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السابق وأبرز صقور المحافظين المنتقدين لروحاني عزت الله ضرغامي، وشمل الحظر لواء “فاطميون” الذي يشرف عليه “الحرس الثوري” ويقاتل في سورية. من جانبه، قال متحدث باسم “انستغرام “، إن الشبكة تعمل بموجب العقوبات الأميركية، موضحا أن من بين الأسماء التي أغلقت حساباتها قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني وقائد القوات البرية للحرس الثوري محمد باكبور. في المقابل، رد وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد عزاري جهرومي، بشكل غير مباشر على “انستغرام” بالقول، “عندما تغلق فم رجل، فأنت لا تثبت أنه يكذب. أنت تخبر العالم أنك تخشى ما يمكن أن يتفوه به”، بينما وصفت وكالة “فارس” الخطوة بالعدائية، وقالت “إن المؤسسات العسكرية الإيرانية صرحت مرارا بأنها ليس لها أي نشاط في أي من الشبكات الاجتماعية”. ويعتقد المراقبون في إيران أنه سوف يتم حظر حسابات قادة “الحرس الثوري” على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل “الفايسبوك” و”تويتر” قريبا، فيما يعد “انستغرام” و”تويتر” التطبيقات الأكثر شعبية في إيران. من جانبه، صنّف البرلمان الإيراني الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب، وصنف القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط كمنظمة إرهابية، وصادق على مشروع قرار الرد بالمثل بالأغلبية، وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية علي خوشرودي إنه بموجب القرار سيتم إدراج المساعدات المالية والتقنية والتعليمية والخدمية والاسنادية لهذه القوات على لائحة الممارسات الارهابية، وستتم مقاضاة مرتكبي هذه الاجراءات وفقا للقوانين الايرانية. بدوره، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، أن بلاده لن تسمح بأن تتأثر علاقاتها التجارية مع الدول الأخرى في ظل العقوبات الأميركية غير القانونية. من جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني رحيم موسوي أمس، في بيان بمناسبة يوم الجيش، جهوزية “الجيش أكثر من أي وقت آخر، لتنفيذ المهام الموكلة إليه”.

على صعيد آخر، أغلقت إيران نحو 12 بئرا نفطيا أمس بسبب الفيضانات.

 

مصر تجري استفتاءً على التعديلات الدستورية 20 الجاري

عالم أزهري: لا جنة لمن يُغضب زوجته

القاهرة – وكالات/17 نيسان/19/أعلن رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر لاشين ابراهيم أمس، أن الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي تتيح للرئيس عبدالفتاح السيسي امكانية الاستمرار في منصبه حتى 2030، سيجري داخل البلاد على مدى ثلاثة أيام من 20 إلى 22 أبريل، موضحا أن المصريين في الخارج سيتسنى لهم المشاركة في الاستفتاء في السفارات المصرية من 19 إلى 21 أبريل. من جانبه، دعا مجلس الوزراء المصري أمس، المصريين للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بحرية كاملة، متعهدا توفير اللوجيستيات المطلوبة من الهيئة الوطنية للانتخابات، لخروج الاستفتاء بصورة مشرفة إلى العالم، وضمان ممارسة المواطن المصري حقه في الإدلاء بصوته. من جانبه، أعلن وزير التجارة والصناعة عمرو نصار الاتفاق مع اليونان، على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وذكرت وزارة التجارة والصناعة في بيان أن ذلك جاء في إطار المحادثات المكثفة التي أجراها نصار، مع نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والتنمية اليوناني يانيس دراجاساكس، خلال زيارته للعاصمة اليونانية اثينا، وتناولت مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين وعدد من الملفات الاقتصادية المطروحة على الأجندة العالمية خلال المرحلة الحالية. في غضون ذلك أثارت فتوى أطلقها عالم أزهري في مصر غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال مقابلة متلفزة، أدلى الشيخ محمد أبوبكر وهو من علماء الأزهر، بفتوى قائلا إنه “لن يدخل الرجل الجنة إلا إذا رضيت عنه الزوجة في خلقه، وإذا باتت غاضبة على زوجها فالملائكة تلعنه، ويجب على كل الرجال أن يعلموا أن زوجاتهم هن باب دخولهم الجنة”. وفي لحظات قليلة، اشتعلت مواقع التواصل غاضبة من العالم الأزهري، واعتبره المغردون تجاوز في فتواه التي لا تستند لنص قرآني صريح أو حديث للرسول عليه الصلاة والسلام، مطالبين الأزهر بالتدخل لوقف إطلاق مثل هذه الفتاوى عبر وسائل الإعلام، ومحاسبة من يطلقونها دون سند أو دليل. ونفى عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الدكتور سيف رجب صحة الفتوى جملة وتفصيلا، قائلا إن العلاقة بين الرجل وزوجته نظمها الشرع، وحدد لها نصوصها القاطعة، التي تضمنتها بعض سور القرآن، كسورة النساء مثلاً، موضحا أن الدين ينهى عن سوء معاملة الزوجة، لكنه لم يذكر أن الإساءة قد تحرم الزوج من الجنة أو تستوجب دخوله النار.

 

المجلس العسكري السوداني يصدر قرارات بشأن القضاء والإعلام استجابة لقوى الشارع

أساتذة جامعة الخرطوم ينضمون للمعتصمين... قيادي في حركة التغيير لـ «الشرق الأوسط»: إنهاء الاعتصام مرهونٌ بحل الميليشيات

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

أصدر المجلس العسكري الانتقالي السوداني، مجموعة من القرارات أعفى بموجبها رئيس الجهاز القضائي، والنائب العام، ورئيس النيابة العامة، ومدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون، كما أعاد هيكلة أركان الجيش، وهي مطالب قوى الشارع السوداني، الذي يواصل الاعتصام أمام قيادة وزارة الدفاع، وسط تطور نوعي بانضمام أكثر من 300 أستاذ من جامعة الخرطوم إلى المعتصمين في موكب مهيب. ونقلت رويترز عن بيان صادر عن «الإعلام العسكري» أمس، إن رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، أصدر مرسوماً أعفى بموجبه، رئيس القضاة «عبد المجيد إدريس»، وعيّن بدلا منه «يحيى الطيب إبراهيم أبو شورة»، رئيساً للجهاز في البلاد. واشارت إلى بيان آخر، ذكر أن البرهان أصدر مرسوماً أعفى بموجبه كلا من عمر أحمد محمد عبد السلام من منصب النائب العام، وهشام عثمان إبراهيم صالح من منصبه مساعد أول النائب العام وإنهاء خدمة عامر إبراهيم ماجد رئيسا للنيابة العامة، وقضى القرار القرار بتكليف الوليد سيد أحمد محمود تسيير مهام النائب العام. كما أصدر المجلس قراراً أعفى بموجبه مدير عام الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون محمد حاتم سليمان من منصبه، وقراراً آخر عيّن به ﺍﻟﻔ ﺍﻟﺗضى ﻋﺒ ﺍﻟﻠﻪ حاكما ﻟﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ. كما أعاد البرهان تشكيل هيئة أركان الجيش السوداني، وعين الفريق أول الركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيساً للهيئة، بديلاً للفريق أول ركن كمال عبد المعروف الذي أحيل للتقاعد بعد إعفائه من منصبه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق عوض بن عوف.

وبحسب القرار، تم تعيين الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين نائباً لرئيس هيئة الأركان، وتعيين الفريق أول ركن بحري عبد الله المطري في منصب المفتش العام، فيما احتفظ اللواء أحمد خليفة الشامي بمنصبه ناطقاً باسم الجيش، والفريق الركن آدم هارون نائبا لرئيس هيئة العمليات المشتركة، والفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان رئيساً لأركان القوات البرية، والفريق طيار ركن محمد علي محمد محمود رئيساً لأركان القوى الجوية، والفريق بحري ركن مجدي سيد عمر مرزوق رئيساً لأركان القوات البحرية. وجاءت سلسلة القرارات التي اتخذها المجلس أمس، في وقت يواصل فيه المحتجون السودانيون، لليوم العاشر على التوالي، اعتصامهم في شارع الجيش قبالة القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع. وتعد إقالة رئيس القضاء، ورئيس النيابة العامة، ومدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، واحدة من مطالب المعارضة و«تحالف الحرية والتغيير» اللذين قادا الاحتجاجات التي أدت للإطاحة بنظام البشير، لكونهم يمثلون أبرز رموز النظام.

كما تتضمن المطالب حل المجلس العسكري الانتقالي وتكوين مجلس سيادة مدني يمثل فيه الجيش، وتكوين حكومة انتقالية مدنية لإدارة البلاد خلال فترة انتقالية تمتد أربع سنوات.

وأعلن الجيش السوداني الإطاحة بالرئيس عمر البشير، والتحفظ عليه في «مكان آمن»، لم يعلنه، إثر تصاعد الاعتصام والاحتجاجات التي شارك فيها ملايين المواطنين، واستمرت منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018 للمطالبة بعزل البشير وحكومته. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق شمس الدين كباشي أول من أمس، إن قيادات الأجهزة الأمنية اضطرت لعزل الرئيس لفشله ونظامه في تقديم حلول للمشاكل السياسية والاقتصادية، ولأنه طالبهم بفض الاعتصام بغض النظر عن النتائج. وكان تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود احتجاجات البلاد، قد طالب المجلس العسكري الانتقالي أول من أمس، بإقالة رئيس القضاء والنائب العام ونائبيهما، ضمن مطالبه بتهيئة الأوضاع لاستقلالية القضاء وعدالته. من جهة أخرى، قال عضو المجلس العسكري الانتقالي الفريق ركن جلال الدين الشيخ، إن الاعتقالات التي تمت لرموز الحكومة السابقة والتحفظ عليهم في مكان آمن، تمت توطئة لإجراء محاكمات عادلة وفق القانون دون حماية لأي مفسد. ونقلت «شروق نت» الحكومية، عن الشيخ من أديس أبابا أمس، قوله إن «قرار تسليم الرئيس السابق عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية أمر يتخذ من قبل حكومة شعبية منتخبة، وليس من قبل المجلس العسكري الانتقالي». ورأى الشيخ أن قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، بإمهال مجلسه أسبوعين لتسليم السلطة للمدنيين، جاء بناء على سوابق مماثلة، وأن مجلسه بدأ مشاورات اختيار رئيس الوزراء.

وطلب الشيخ من «تجمع المهنيين» استيعاب ما سماه «الظروف الاستثنائية» التي تعيشها البلاد، وتفهم قضية التدرج في المعالجات حتى عودة الحياة الطبيعية في البلاد. وتواصل الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، وتزايدت أعداد المعتصمين بعد محاولة فض الاعتصام التي قامت بها قوات من الجيش أول من أمس، وتصدى لها المعتصمون بحواجز بشرية أمام الآليات التي كانت تنوي إزالة المتاريس التي أقاموها. وفي تطور نوعي، دخل المئات من أساتذة جامعة الخرطوم، من حملة شهادات الدكتوراه والبروفسورات، ساحة الاعتصام في موكب خرج من الجامعة التي تعد من أهم جامعات البلاد.

وفشلت المحاولة الثانية التي قامت بها قوات من الجيش أمس، لإزالة المتاريس والحواجز في محاولة لفض الاعتصام، تحت ذريعة فتح الطرقات أمام حركة السير. من جهته، قال القيادي في «قوى الحرية والتغيير»، الذي يقود الحراك الشعبي في السودان، عمر الدقير لـ«الشرق الأوسط»، إن «إنهاء الاعتصام مرهونٌ بقبول المجلس العسكري بتشكيل مجلس سيادي مشترك بين المدنيين والعسكريين وتصور قوى الحرية والتغيير، ثم حل ميليشيات نظام البشير فوراً واعتقال قياداتها، لضمان سلامة وأمن الشارع كي يعود المواطنون إلى بيوتهم آمنين».وأضاف أن «مطالب الثورة كثيرة وعادلة، لكننا نعي أنها لا تتحقق كلها في يوم واحد. ما يهمنا الآن هو الإعلان بالالتزام ببرنامج المرحلة الانتقالية، والشروع مباشرة في عزل قيادات الحزب من المناصب القيادية في القضاء والإعلام والخدمة المدنية، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتصفية الشركات التي أنشأها حزب المؤتمر الوطني».

 

السودان: سنوات نظام «الإنقاذ»... أخطاء جسيمة وحروب وعزلة دولية

البشير ناصر «الجزار» على الضحية في حرب الخليج الأولى واستضاف بن لادن وكارلوس وحاول اغتيال مبارك... وأم الكبائر فصل الجنوب وحرب الإبادة في دارفور

الخرطوم/الشرق الأوسط/17 نيسان/19»

بعزل الرئيس عمر حسن أحمد البشير، بثورة شعبية عارمة، مستمرة حتى الآن، طُويت صفحة نظام «الإنقاذ الوطني»، الذي جثم على صدور السودانيين لثلاثة عقود، ذاقوا خلالها الأمرين، من تقتيل ودمار للاقتصاد، وعزلة دولية وحروب لا تنتهي. ولا يزال الثوار في الشارع، بعد عزلهم الرئيس البشير في 11 أبريل (نيسان) الحالي، يصارعون من أجل اجتثاث بقايا النظام، واقتلاع جذوره. وبرحلة سريعة عبر سنوات نظام «الإنقاذ الوطني»، الذي جاء إلى الحكم عبر انقلاب عسكري، في 30 يونيو (حزيران) 1989. نجد أن العنوان الأبرز هو إقصاء الآخرين، وشن الحروب الداخلية، واتخاذ القرارات الخاطئة تجاه القضايا الدولية، ما أدخل السودان في عزلة دولية قاسية استمرت لسنوات. وأدرج السودان في قائمة الإرهاب، لاستضافته أسامة بن لادن، والإرهابي الدولي إلييتش راميريز سانشيز، المعروف باسم «كارلوس». رأس النظام عمر البشير، هو أول رئيس على السلطة، تُوجه إليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب والإبادة الجماعية، بسبب حرب دارفور التي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف مواطن. وارتكب البشير «أم الكبائر»، حين أدت سياساته إلى فصل جنوب السودان، الغني بإنسانه وثرواته، واستقلاله بدولته، وفقد بسببه السودان ثلث سكانه، وثلث أراضيه، و85 في المائة من صادراته الخارجية، وعلى رأسها «البترول».

خطة الانقلاب

خطط الإسلاميون، للوصول إلى الحكم منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، عبر ما يسمى بمشروع «الحركة الإسلامية» لاستلام السلطة، ونجح عراب الحركة الإسلامية حسن عبد الله الترابي، منذ انشقاقه عن جماعة «الإخوان المسلمين» بداية السبعينات، في بناء تنظيم قوي، وفي خلق قاعدة جماهيرية وسط الطلاب والمهنيين؛ نافس بها فيما بعد تحت مسمى «الجبهة الإسلامية»، الأحزاب التقليدية، ومن بينها حزبا «الأمة» بقيادة الصادق المهدي، و«الاتحادي الديمقراطي» بقيادة محمد عثمان الميرغني. في انتخابات 1986 حصلت «الجبهة الإسلامية» على 51 مقعداً في البرلمان عن دوائر الخريجين؛ إلا أنها سارعت إلى الانقلاب على الحكم الديمقراطي في نهاية عقد الثمانينات. بدأت «ثورة الإنقاذ» متشددة آيديولوجيا؛ ومبرراتها آنذاك أنها استولت على السلطة بانقلاب عسكري، وتواجه مخاطر محلية ودولية كبيرة، ولم تعترف بالتداول السلمي للسلطة؛ واستمرت سيطرتها على السلطة بعسف القوة الأمنية.

عهد التمكين

قام نظام الإنقاذ بفصل الآلاف من الموظفين في كل القطاعات، وصاغ لذلك قانوناً أطلق عليه «قانون الصالح العام»، بموجبه أدخل عناصر «الجبهة الإسلامية» إلى كل المناطق الحساسة في الدولة، دون مراعاة للكفاءة أو المؤهلات، وفي ذات الوقت شرد مئات الآلاف من الخبراء والكفاءات، ما أفسد جهاز الدولة، بل أصبحت الدولة هي «الجبهة الإسلامية»، والجبهة هي الدولة، فضعفت الخدمة المدنية، وسهل الاعتداء على المال العام، الذي أصبح يوزع بين المحاسيب بـ«لا هدى ولا سلطان». وفي هذا يقول القيادي الإسلامي المقرب من الترابي، المحبوب عبد السلام؛ إن قيادة الحركة الإسلامية مارست ما أسماه «التخطيط الاستراتيجي»؛ وفي الوقت نفسه حرصت على أن تكون لها رؤية وفكرة.

لكنها حين تسلمت السلطة، وجّهت مشكلة «إدارة الدولة والمجتمع»؛ وهنا جاء «مقتل الحركة الإسلامية»، فقد كانت تظن أنها مستعدة؛ لكن تحديات الدولة كانت ضخمة جداً. ويضيف عبد السلام، أن «الحركة الإسلامية» اعتمدت منهجاً أحادياً، ولم تعترف بالتنوع والتعدد في البلاد؛ واستولت على كل المسؤوليات وعزلت الآخرين؛ ما جعلها تواجه وحدها المشكلات المتراكمة، فانتقلت المشكلات من الدولة إلى داخلها، فانقسمت، وبذلك فقدت المرجعية الفكرية والتخطيط الاستراتيجي. ومع استخراجها البترول، غرقت في الفساد، الذي قضى على آخر القيم الأخلاقية؛ لتعيش طويلاً كحكومة أمر واقع، بلا فكرة ولا تخطيط استراتيجي.

ويرى المحبوب أن أفراد النظام بحكم استمرارهم في الحكم لفترة طويلة، امتلكوا مقدرة كبيرة على المناورة والتكتيك والحصول على المكاسب؛ وظل موضوع الديمقراطية لديهم «مجرد تكتيك». ويقول: «انتهت (الإنقاذ) كما وصفها أحد كبار الإسلاميين، مثل غيرها من الأنظمة الديكتاتورية، بحكم طول المدة وثبات الوجوه والغرق في الفساد».

المفاصلة وعزل الترابي

بعد 10 سنوات من حكم «الإنقاذ»؛ انقلب البشير على شيخه الترابي؛ وأدت «مذكرة العشرة» الشهيرة إلى المفاصلة في العام 1999؛ التي انقسمت بموجبها الحركة الإسلامية إلى حزبين؛ وقف خلالها كثير من تلاميذ الترابي إلى جانب البشير؛ فذهب الترابي ومعه «القلة» ليؤسس حزب الضرار «المؤتمر الشعبي».

برّر البشير قراره بأن ازدواجية القرار (البشير – الترابي) داخل الدولة، هي التي دفعته للإطاحة بالترابي، بينما كان سعي التلاميذ الآبقين للمناصب الأعلى هو دافعهم الفعلي للتخلي عن «شيخهم» وعرّاب الحركة الإسلامية. بعد التخلص من الترابي؛ بدأت حقبة ثانية لحكم «الإنقاذ»، انفرد فيها البشير بالحكم المطلق؛ وساعده على ذلك «علي عثمان محمد طه» في الجهاز التنفيذي للدولة، و«نافع علي نافع» في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

الموقف من حرب الخليج الثانية

نشبت «حرب الخليج» الثانية، واحتل العراق دولة الكويت 1990. فاختار نظام البشير الموقف الخطأ من التاريخ؛ «مناصرة الجزار على الضحية». ووقتها كان كل العالم ضد «الغزو العراقي للكويت»، لكن نظام البشير اختار الوقوف إلى جانب «صدام حسين». بهزيمة صدام حسين، فقد السودان كل شيء، حلفاءه في الخليج وفي العالم، وحوّلت حكومة البشير بقراراتها الخاطئة، البلاد إلى دولة معزولة من كل العالم، ما اضطرها للارتماء في الحضن الإيراني السوري والجماعات الإرهابية المتطرفة جميعها، فأصبحت دولة «مجذومة» لا يقترب منها أحد، خوف العدوى والاتهام بالإرهاب.

استضافة بن لادن

كان نظام «الإنقاذ» على أيام عرّابه حسن الترابي، يملك أحلاماً وطموحات أكبر من حجم بلاده وقدراتها، كان الترابي يطمع في حكم «العالم الإسلامي»، أو على الأقل أن يكون مركز قراره، لذلك فتح البلاد للجماعات المغضوب عليها والمطاريد، وزعامات المنظمات الجهادية المتطرفة في السودان، وأتاح لها إمكانات البلاد. استضافت حكومة الترابي - البشير، زعيم القاعدة «أسامة بن لادن»، خلال الفترة بين عامي 1990 - 1996. فحوّل الرجل بإمكاناته المالية الكبيرة السودان إلى ساحة لممارسة أنشطة منظمته الإرهابية، وفي ذات الوقت، وفّر دعماً مالياً مقدراً لحكومة الخرطوم. استضافة بن لادن وغيره من الإرهابيين في السودان، كانت نتيجتها فرض عقوبات دولية وأميركية على السودان، بقيت حتى بعد أن أجبرت الخرطوم على الطلب من الرجل مغادرتها، بعد أن رفضت واشنطن مقايضته بصفقة لكسب ودّها، وترحيله إلى أميركا في 1996، على عهد إدارة الرئيس «بيل كلنتون». وبسبب استضافة بن لادن، ما يزال السودان على رأس «قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب»، التي أدرج فيها عام 1993، وما زال يعاني من آثار وجوده ضمن تلك القائمة سيئة الصيت، اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً.

استضافة «كارلوس»

بلغت ذروة استهتار نظام البشير بالقيم العالمية، باستقدامه للإرهابي الدولي الشهير «كارلوس»، والسماح له بالإقامة في السودان، على أمل أن توظفه في حروبها العبثية حول العالم الإسلامي، قبل أن يضطر إلى تسليمه إلى المخابرات الفرنسية «مخدراً» في عام 1994؛ ليدون في سجله فضيحتين، إحداهما فضيحة بيع حليفه بن لادن والتخلي عنه، وفضيحة الخروج من لعبة الاستخبارات الدولية خاسراً.

محاولة اغتيال الرئيس مبارك

أتت الطامة الكبرى حين حاول متطرفون إسلاميون «اغتيال» الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، برعاية وتمويل وتدريب سوداني، حمّل عرّاب الإسلاميين الترابي وقتها المسؤولية عنه لنائبه «علي عثمان محمد طه». جرت المحاولة الفاشلة، أثناء مشاركة مبارك في القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، لكنها فشلت، وتحملت الخرطوم المسؤولية الجنائية والأخلاقية والسياسية والدبلوماسية الناتجة عنها، واتُّهم بذلك مسؤولون سودانيون بارزون في حكمه بالضلوع في الجريمة غير المسبوقة. وتعدّ محاولة الاغتيال واحدة من «الأخطاء الغبية» المسجلة في دفاتر نظام البشير، فلم يحدث في تاريخ العالم أن حاولت دولة اغتيال رئيس دولة أخرى في أراضي دولة ثالثة، وكان الثمن السياسي الذي دفعه السودان عليها كبيراً.

حرب دارفور

يواجه الرئيس المخلوع اتهامات من قبل الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، بسبب الحرب الأهلية التي أشعلها في الإقليم عام 1994، بسبب إصداره قراراً بتقسيم الإقليم إلى عدة ولايات. منذ تلك اللحظة، اندلع تمرد مسلح قامت به «حركة تحرير السودان»، قبل أن تنقسم إلى عدة حركات مسلحة، ووجد التمرد وقوده بسبب «عقود مستمرة من التهميش والفقر المدقع». تصدّت حكومة البشير للاحتجاجات المسلحة، بعنف هائل، نتج عنه نحو 300 ألف قتيل، جُلّهم من المدنيين، ونزوح نحو 3 ملايين آخرين، وفق البيان الذي صدر عن الأمم المتحدة عام 2008.

حكومة البشير رفضت التقرير، وقالت إن عدد القتلى لا يتعدى 10 آلاف شخص. وفي مارس (آذار) 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أول مذكرة اعتقال بحقّ الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من معاونيه، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لتضاف في عام 2010 تهمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في مذكرة قبض ثانية، ليصبح البشير بذلك أول رئيس على السلطة يواجه أوامر قبض من محكمة لاهاي.

عهد النفط

استغل نظام «الإنقاذ» الإنتاج النفطي الذي بدأ من العام 1998، بـ«600» ألف برميل في اليوم، لدعم عملياته الحربية في دارفور والجنوب، وفي تمويل ميليشياته المنتشرة في أجزاء السودان، ومن أشهرها «الدبابين»، و«الدفاع الشعبي»، و«كتائب الظل»، و«الأمن الشعبي»، و«الأمن الطلابي» التابعة له ولحزبه (المؤتمر الوطني).

كما استخدم أموال النفط في إنشاء مؤسسات اقتصادية وصناعية لتمويل عملياته الحربية، وتكريس السلطة لديه. وأشهرها «مصنع جياد للأسلحة». ووزع ما تبقى من المال على من أطلق عليهم في آخر أيامه «القطط السمان» من قادته وعملائه.

فصل جنوب السودان

زادت «الإنقاذ» الحرب الأهلية في جنوب السودان وقوداً بتحويلها من حرب بين الحكومة المركزية وحركة تمرد إلى «حرب جهادية»، وصراع بين الإسلام والمسيحية والكفر، ما أدى إلى قتل أكثر من مليوني شخص، ونزوح أعداد مثيلة إلى داخل البلاد، ولجوء أعداد كبيرة إلى خارج البلاد. وبسبب ضغوط دولية وتهديدات وإغراءات، وقّعت الخرطوم اتفاقية عرفت باتفاقية «السلام الشامل» مع «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، التي يقودها الراحل جون قرنق دمبيور في العام 2005. منحت تلك الاتفاقية حقّ تقرير المصير، بموجب استفتاء أجري في العام 2011. وصوّت بموجبه أكثر من 98 في المائة من سكان الجنوب لصالح الانفصال، وتكوين دولتهم المستقلة. وبانفصال جنوب السودان، فقد السودان ثلث مساحته، وثلث سكانه، وأكثر من 85 في المائة من عائدات النفط التي أصبحت من حصة الدولة الوليدة. وبسبب انفصال جنوب السودان، واجه حكم البشير أزمة اقتصادية خانقة؛ لأنه فقد نحو 85 في المائة من الإيرادات التي كانت ترد إلى خزينة الدولة؛ ما أسهم بشكل كبير في تضعضع حكمه. ويعد فصل جنوب السودان، واحداً من أكبر كبائر النظام، وسيدون التاريخ في سيرة الإسلاميين والبشير، أنه الرئيس الذي «قسّم بلاده»، في ظاهرة مخجلة نادرة عالمياً في التاريخ. انفصل الجنوبيون، لأن البشير حوّل الحرب ضدهم من حرب على مطالب سياسية وتهميش اقتصادي، إلى حرب «جهادية» وإلى حرب «عرقية»، استمرت طويلاً.

انتفاضة سبتمبر (أيلول) 2013

لم تتوقف الاحتجاجات الشعبية ضد نظام البشير، فمنذ أيامه الأولى واجه تمرداً في الجيش، ومحاولة انقلابية قمعها بقسوة شديدة، وأعدم من دون محاكمات أكثر من نحو 30 ضابطاً من خيرة ضباط الجيش السوداني. توالت الإعدامات والتصفيات والقتل غدراً للمعارضين، لتبلغ ذروتها في الاحتجاجات الشعبية التي شهدت البلاد في سبتمبر 2013، وكادت تطيح حكومته. اضطر النظام إلى زيادة أسعار الخبز والسلع الرئيسية، فاندلعت مظاهرات هادرة شملت معظم المدن الرئيسية في البلاد، وتمركزت بشكل أساسي في العاصمة الخرطوم، فواجهها النظام بعنف مفرط، ما أدى إلى مقتل نحو 100 شهيد، ولم تقدم الجهات التي قتلت المتظاهرين لمحاكمات حتى قيام ثورة أبريل التي أسقطته، وينتظر أن تفتح ملفات هؤلاء القتلى، وتقديم الجناة للمحاكمات.

الحوار الوطني

استخدم البشير «الحوار» وسيلة لتمديد أمد حكمه، ولذلك قاد حوارات مطولة مع الحركات المتمردة بادئ الأمر، توصل خلالها لاتفاقيات كثيرة، لكنه كان يتنصل عنها، ولا يوفي بوعوده ومواثيقه، لكن مع ذلك جابت وفود التفاوض مع الحركات المسلحة مدناً وعواصم عالمية كثيرة؛ أبوجا، أديس أبابا، نيروبي، القاهرة، الدوحة، دون الوصول لسلام حقيقي. حين فشل البشير في خلق الاستقرار في البلاد، وضاق عليه الخناق، لجأ إلى حيلة مكرورة، أطلق عليها الحوار الوطني، استمر سنين مع أحزاب وحركات مسلحة صغيرة أو منشقة عنه. لكن المعارضة الرئيسية والحركات المسلحة الكبيرة، قاطعته ورأت فيه «حواراً داخلياً» بين النظام والموالين له، ومع هذا، فإن النظام لم يوفِ بما تم التوصل إليه في هذا الحوار، على الرغم من أن ضامنه الفعلي كان البشير شخصياً. بقيت البلاد على حالها، إلى أن اضطر البشير لحل الحكومة التي تشكلت وفقاً للحوار الوطني وعرفت باسم حكومة «الوفاق الوطني» في 22 فبراير (شباط) 2019، وإلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد على إثر الاحتجاجات التي اندلعت منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018. يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، بروفسور حسن الساعوري؛ إن انقلاب «الإنقاذ» مرّ بأربعة تقلبات مهمة؛ حاول فيها الانتقال من حكم عسكري إلى ديمقراطي، بدأ ذلك باللجان الشعبية؛ والتوالي السياسي؛ ومن ثم اتفاقية «نيفاشا» للسلام، التي حدث فيها توافق بين القوى السياسية، حتى انتخابات 2010. ويضيف أن المرحلة الرابعة كانت الحوار الوطني؛ الذي قاطعته القوى السياسية المدنية والمسلحة؛ وهي التي رفضت من قبل مشروع التوالي السياسي، وواجهت محاولات «الإنقاذ» في التحول من نظام عسكري إلى حكم مدني؛ بسبب رفض الكيانات السياسية الرئيسية لها في البلاد. ويشير الساعوري إلى أن الحركة الإسلامية كانت الحاكمة والموجهة للنظام والمسيطرة على القرار في الدولة حتى العام 1992؛ لينفرد بعدها الدكتور حسن الترابي بالحكم حتى العام 1999. حين حدث الفصال بين الحركة الإسلامية وتفرقت إلى حزبين؛ ولم تنجح محاولات إعادة الحركة الإسلامية في إعادة توجيه الأمور.

انتشار الفساد

سخّرت «الإنقاذ» إيرادات البلاد لمنسوبيها، واستخدمت المال العام أداة للبقاء في الحكم، ما أدى في النهاية إلى حالة «الإفلاس الشامل» التي تمثلت في عجز الحكومة وشللها الكامل، خاصة في السنين الأخيرة. وتقدر إحصاءات غير رسمية إيرادات النفط وحدها بنحو 90 مليار دولار، الرقم الفعلي غير معروف بسبب تكتم النظام عليه، لكنها لم تستخدم في تنمية البلاد، بل ذهبت إلى تمويل الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام، وإلى جيوب ذوي الحظوة منه. أثرى رموز النظام ثراء فاحشاً، وبنوا القصور الشامخات، وتزوجوا النساء ثلاث ورباع، وربما «خماس وسداس»، في الوقت الذي عاش غمار الناس في فقر مدقع. حتى المشروعات «الفاشلة» مثل مشروعات السدود والطرق والجسور التي يباهي بها النظام، لم تستثمر فيها أموال البترول، بل شيدت بـ«قروض مجحفة» تركها على عنق السودان، ما زاد ديون البلاد من 12 مليار دولار أميركي حين تسلم السلطة تقريباً، إلى أكثر من 50 ملياراً تقريباً.

ويتردد أن مليارات الدولارات وضعت في حسابات شخصية لرموز النظام، وعلى رأسهم المعزول عمر البشير، الذي كشفت «ويكيليكس» في واحدة من تحقيقاتها أن أرصدته في بريطانيا وحدها بلغت 9 مليارات دولار، فضلاً عن مليارات الدولارات التي يستثمرها أو أودعها رجال النظام في ماليزيا، لدرجة أن صحيفة محلية ماليزية نقلت أن «أموال السودانيين المودعة في بنوك ماليزيا»، تجعلها في المرتبة الثانية للأموال الأجنبية في البلاد. حصاد الفساد الإنقاذي كانت نتيجته الفعلية سقوطه المدوي في 11 أبريل الحالي، في الثورة الشعبية التي استمرت 4 أشهر، وبدأت احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، قبل أن تتحول للمطالبة بتنحية البشير وحكومته. سقط نظام البشير وترك البلاد بلا سيولة، وعجزت البنوك والمصارف عن تلبية حاجة عملائها للنقد، فيما خلت خزائنها من النقد الأجنبي، وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني ليصل في عام واحد من 6.8 جنيه للدولار إلى نحو 80 جنيه للدولار الأميركي الواحد.

حكم الفرد

أما في المرحلة الأخيرة لحكم «الإنقاذ»؛ فقد انفرد البشير في الأشهر الستة الأخيرة بالحكم؛ وأصبح هو الناهي والآمر؛ ولم يعد هناك وجود لحزب المؤتمر الوطني؛ ما أدى إلى ارتباك النظام، فسقط منذ تلك الفترة؛ وليس في 11 أبريل الحالي، لحظة أن أجهزت عليه ثورة الأشهر الأربعة الأخيرة.

يقول المحبوب عبد السلام، إن الوجه الأخير لثورة «الإنقاذ الوطني» كان عنوانه «حكم الفرد»، وهو شيء شبيه بما حدث في الاتحاد السوفياتي؛ فقد بدأت «الإنقاذ» وهي ترفع شعار «حكم الشعب»، وانتقلت لحكم الحزب، لتنتهي بحكم الفرد؛ الذي لم يدمر الإسلاميين وحدهم، بل دمر السودان نفسه.

 

السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين... وحفتر يرفض وقف المعارك و«الجنائية الدولية» تهدد بمقاضاة مرتكبي الانتهاكات في ليبيا

القاهرة: خالد محمود – بروكسل/الشرق الأوسط/17 نيسان/19»

على رغم تصاعد الضغوط الغربية والدولية ضد عملية «الجيش الوطني الليبي» لـ«تحرير» العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة، رفض المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، الاستجابة لمطالب وقف القتال وإبرام هدنة، بينما حذّرت حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، أوروبا من أن استمرار القتال يمكن أن يؤدي إلى «تدفق اللاجئين» إليها من ليبيا. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن عدد ضحايا المعارك في طرابلس ارتفع إلى 174 قتيلاً و758 جريحاً بينهم مدنيون. وقال مسؤولون مقربون من حفتر لـ«الشرق الأوسط» إنه رفض أخيراً الاستجابة إلى عروض إيطالية وفرنسية بالتوسط لإبرام هدنة لوقف المعارك التي يخوضها «الجيش الوطني» قرب طرابلس، لكنهم رفضوا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. ويسعى بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى مواصلة الضغط على حفتر، حيث تدعو مسودة قرار عرضته بريطانيا على المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا.

وجاء في نص المسودة أن هجوم «الجيش الوطني» يهدد الاستقرار في ليبيا وآفاق الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل للأزمة. ونصت المسودة أيضاً على أن مجلس الأمن «يطالب جميع الأفرقاء الليبيين بوقف التصعيد فوراً، والتزام وقف إطلاق النار، والتعاون مع الأمم المتحدة من أجل ضمان وقف تام وشامل للأعمال العدائية في ليبيا». وكان مقرراً أن يعقد المجلس أمس جلسة مناقشة أولى للمشروع البريطاني. ميدانياً، أشارت محطة «218 تي في» الليبية إلى اشتباكات عنيفة كانت تجري بعد ظهر أمس بين قوات «الجيش الوطني» وقوات المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق في العزيزية جنوب طرابلس. وتدور المواجهات في شكل خاص حول منطقة كوبري الزهراء التي شنت قوات «الوفاق» هجوماً لطرد «الجيش الوطني» منها. وبعدما تقدمت هذه القوات في البدء وسيطرت على المنطقة، أفيد لاحقاً بأن الجيش شن هجوماً معاكساً واستعادها.

وقالت قوات «الجيش الوطني» أمس إنها مستمرة في خطتها لـ«تحرير» طرابلس، حيث اكتفى اللواء عبد السلام الحاسي قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش والمسؤول الأول عن عملية طرابلس بالتأكيد لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي أمس، على أن «المعنويات مرتفعة والأمور (تمام) على كل محاور القتال». وفيما بدا أنه بمثابة تأكيد لصحة المعلومات عن رفض حفتر وقف هذه العملية العسكرية، أعلن اللواء أحمد المسماري الناطق باسم الجيش، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس ببنغازي في شرق البلاد، أن قواته حققت تقدماً وأعادت تمركزاتها في مواقع جديدة استراتيجية ومهمة على منافذ رئيسة للدخول إلى العاصمة وحصنتها، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة في القطاع الشرقي، وفي عين زارة وتاجوراء وصلاح الدين والفرناج وطريق المطار والسواني.

وقصفت طائرات تابعة للسراج انطلقت من القاعدة الجوية في مصراتة مقر الكتيبة 128 التابعة لــ«الجيش الوطني» في مدينة هون، ومواقع أخرى في الهيرة.

في غضون ذلك، حذّر السراج في مقابلتين مع صحافيين إيطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية. وقال السراج لصحيفة «لا ريبوبليكا»: «لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب فيما استأنف إرهابيو تنظيم داعش نشاطهم في جنوب ليبيا». وأضاف: «نواجه حرباً عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على إيطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها خليفة حفتر، وهو شخص خان ليبيا والمجتمع الدولي»، لافتاً إلى أن الدمار سيطال أيضاً «الدول المجاورة».

وقال بيان لحكومة السراج إن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، الذي التقى مساء أول من أمس في روما أحمد معيتيق، نائب السراج، أكد «على ضرورة انسحاب القوات المعتدية على طرابلس، والرجوع من حيث ما أتت، والتزام كل الأطراف بوقف العمليات العسكرية، والتركيز على جهود الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية». واعتبر معيتيق أن القوات الموالية لحكومته «هي من تحارب الإرهاب» وأنها قادرة على «دحر الانقلاب» الذي يقوم به قائد «الجيش الوطني»، بحسب رأيه. ونقلت «لا ريبوبليكا» أمس عن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعوته إلى فرض حظر فعال للسلاح على «الجيش الوطني الليبي» وإلى انسحابه من المناطق التي سيطر عليها أخيراً. في غضون ذلك, دعت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، الأطراف المتقاتلة في ليبيا إلى احترام قواعد القانوني الدولي، محذّرة من عواقب ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً لها. وقالت بنسودا في بيان أمس الثلاثاء: «يساورني بالغ القلق بشأن تصاعد أعمال العنف بليبيا في سياق النزاع الذي اندلع مجدداً والذي نشأ عن تقدم الجيش الوطني الليبي صوب طرابلس، وما يتصل بذلك من القتال مع القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني».

وأضافت: «وبصفتي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (المحكمة)، أهيب بجميع الأطراف والجماعات المسلحة المشارِكة في القتال أن تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني احتراماً كاملاً. ويشمل ذلك اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، بما فيها المدارس، والمستشفيات، ومراكز الاحتجاز. وأحض جميع أطراف النزاع على عدم ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة، ولا سيما أن يتكفل القادة بعدم ارتكاب مرؤوسيهم تلك الجرائم». وقالت المدعية الدولية: «أذكّر جميع الأطراف بأن كل من يحرض على ارتكاب تلك الجرائم أو ينخرط في ارتكابها، بما في ذلك عن طريق الأمر بارتكابها أو طلبها أو التشجيع عليها، أو الإسهام بأي طريقة أخرى في ارتكاب الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة، سيكون عرضة للمقاضاة. وأذكّر أيضاً جميع القادة، العسكريين والمدنيين، الممسكين بزمام التحكم الفعلي في قواتهم والسيطرة عليها وقيادتها، بأنهم أنفسهم قد يحمّلون المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها مرؤوسوهم. فالقانون واضح: إذا كان القادة قد علموا، أو يفترض أن يكونوا قد علموا، أن الجرائم تُرتكب، ولم يتخذوا جميع التدابير اللازمة والمعقولة لمنع ارتكابها أو قمعه، أو أهملوا في اتخاذ تلك التدابير، فإنهم قد يحمّلون المسؤولية الجنائية على نحو منفرد». وجاء في البيان أن مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية «يحقق حالياً في دعاوى عدة في الحالة في ليبيا... إنني لن أتردد في التوسع في تحقيقاتي وفي أعمال المقاضاة المحتملة بحيث تشمل أي حوادث جديدة تقع فيها جرائم تدخل في اختصاص المحكمة، مع الاحترام التام لمبدأ التكامل. وينبغي ألا يرتاب أحد في تصميمي بهذا الصدد».

 

الجزائر: تنحي رئيس المجلس الدستوري... وقائد الجيش يلوّح بسجن مدير المخابرات الأسبق/استمرار الاحتجاجات بشوارع العاصمة ومدن أخرى للأسبوع الثامن على التوالي

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/في تطور لافت للمأزق السياسي الذي تعيشه الجزائر منذ شهرين، هدد قائد الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، مدير المخابرات المعزول في 2015، الفريق محمد مدين، ضمناً بسجنه، واتهمه بـ«تأجيج الوضع، والاتصال بجهات مشبوهة، والتحريض على عرقلة مساعي الخروج من الأزمة». وفي غضون ذلك، قدم الطيب بلعيز، رئيس «المجلس الدستوري»، استقالته إلى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بينما تظاهر الآلاف في شوارع الجزائر العاصمة، وفي مدن أخرى، للمطالبة بالتغيير السياسي، في ثامن أسبوع للاحتجاجات الحاشدة.

وحملت كلمة قايد صالح، أمس، بـ«الناحية العسكرية الرابعة» (جنوب)، التي نشرتها وزارة الدفاع، كلاماً خطيراً للغاية لمدين، الشهير بـ«توفيق»، على خلفية لقاءات جمعته بالسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، وباليامين زروال، رئيس الجمهورية سابقاً (1995 - 1998)، بغرض البحث عن شخص محل حد أدنى من إجماع الطبقة السياسية لقيادة المرحلة الانتقالية. وكان المسعى أن يكون زروال هو رئيس «التوافق»، لكنه رفض. ومما جاء في كلمة رئيس أركان الجيش: «لقد تطرقت، في مداخلتي يوم 30 مارس (آذار) 2019، إلى الاجتماعات المشبوهة التي تُعقد في الخفاء من أجل التآمر على مطالب الشعب، ومن أجل عرقلة مساعي الجيش الوطني الشعبي ومقترحاته لحل الأزمة، إلا أن بعض هذه الأطراف، وفي مقدمتها رئيس دائرة الاستعلام والأمن السابق، خرجت تحاول عبثاً نفي تواجدها في هذه الاجتماعات، ومغالطة الرأي العام، رغم وجود أدلة قطعية تثبت هذه الوقائع المغرضة. وقد أكدنا يومها أننا سنكشف عن الحقيقة، وها هم لا يزالون ينشطون ضد إرادة الشعب، ويعملون على تأجيج الوضع، والاتصال بجهات مشبوهة، والتحريض على عرقلة مساعي الخروج من الأزمة. وعليه، أوجه لهذا الشخص آخر إنذار. وفي حالة استمراره في هذه التصرفات، ستتخذ ضده إجراءات قانونية صارمة».

ولم يذكر قايد صالح ما يأخذه بالضبط على محمد مدين، ولم يكشف «أدلته القطعية» ضده، بينما يقول مراقبون إن قائد الجيش اشتم رائحة مناورة لتنحيته، من خلال اللقاءات التي أجراها «توفيق» نهاية الشهر الماضي.

وما يلفت الانتباه في كلمة صالح أن «توفيق» يظل على النهج نفسه الذي أزعج قائد الجيش قبل أكثر من أسبوعين. وكانت فضائية خاصة، منحازة لقايد صالح، قد بثت آخر الشهر الماضي خبراً، مفاده أن «عناصر من المخابرات الفرنسية» حضرت اللقاءات التي عقدها «توفيق». وقد نفى المعني ذلك بشدة، في بيان.

وعلى صعيد الحراك ضد النظام، جدد صالح رفضه الخروج عن خيار الدستور، الذي انطلق بتعيين عبد القادر بن صالح رئيساً للدولة، بقوله: «إننا على يقين بأن الشعب الجزائري قادر على رفع التحديات كافة، والتغلب على كل الأزمات. ونؤكد أننا نتفهم مطالبه المشروعة التي التزمنا بالعمل معه على تجسيدها كاملة. وبطبيعة الحال، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب مراحل وخطوات تستلزم التحلي بالصبر والتفهم، ونبذ أشكال العنف كافة، فالخطوة الأساسية قد تحققت، وستليها بكل تأكيد خطوات أخرى، حتى تحقيق كل الأهداف المنشودة، وهذا دون الإخلال بعمل مؤسسات الدولة التي يتعين الحفاظ عليها، لتسيير شؤون المجتمع ومصالح المواطنين». ويفهم من كلام قائد الجيش أيضاً أن استقالة حكومة نور الدين بدوي غير واردة.

وأفاد قايد صالح بأن «حماية الشعب بمختلف مكوناته قرار لا رجعة فيه، ولن نحيد عنه مهما كانت الظروف والأحوال. وانطلاقاً من متانة الثقة التي تربط الشعب بجيشه، أسدينا تعليمات واضحة لحماية المواطنين، لا سيما في أثناء المسيرات. لكن بالمقابل، ننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف، وأن يحافظ على الممتلكات العمومية والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين»، في إشارة إلى رفضه تنظيم مسيرات خلال أيام الأسبوع. وأضاف موضحاً: «أود الإشارة إلى ضرورة الاحترام التام لرموز الدولة، وعلى رأسها العلم الوطني، لما يمثله من رمزية مقدسة لوحدة الوطن والشعب، وتضحيات الأجيال عبر التاريخ»، في إشارة إلى رفع رايات أخرى خلال المظاهرات، مثل الراية الأمازيغية. وتابع قايد صالح موضحاً: «إننا كقيادة عليا للجيش، وأمام المسؤولية التاريخية التي نتحملها، نحترم بشكل كامل أحكام الدستور لتسيير المرحلة الانتقالية، وأود أن أعيد التأكيد على أن الآفاق الممكنة كافة تبقى مفتوحة، في سبيل التغلب على مختلف الصعوبات، وإيجاد حل للأزمة في أقرب الأوقات، بما يخدم المصلحة العليا للوطن، بغض النظر عن مصلحة الأشخاص». ويمكن تفسير قوله «الآفاق كافة تبقى ممكنة» بأن الجيش قد يستجيب لبقية مطالب الحراك، حسب بعض الملاحظين.

ويعيب قطاع من المراقبين على رئيس أركان الجيش تجاوزه حدود وصلاحيات الجيش، المنصوص عليها في الدستور، على اعتبار أن المواضيع التي يخوض فيها من مهام الحكومة وجهاز الشرطة وهيئات مدنية. ويعتبر صالح، لدى الكثيرين، رمزاً من رموز نظام بوتفليقة، وأنه معني بمطلب تنحية كل المقربين من الرئيس السابق. ومن جهة أخرى، تباينت آراء المحللين والناشطين بالجزائر عقب استقالة رئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، تحت ضغط الحراك الذي يرفض «رموز النظام البوتفليقي». وقد رحب طلبة الجامعة، الذين خرجوا بكثافة إلى الشارع أمس، بالاستقالة، فيما أظهر ناشطون مخاوف من تعيين شخص من النظام نفسه، على رأس هذه الهيئة المكلفة بتأكيد نتائج الانتخابات، أو إلغائها كلها، أو جزء منها. وكانت استقالة بلعيز منتظرة، قياساً إلى إصرار الحراك في مظاهرة الجمعة الماضية على إبعاده، مع رئيس الدولة المعين عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي. ويرتقب أن تتبع هذه الاستقالة تنحي الرجلين الباقيين، اللذين يصفهما الحراك الشعبي بـ«منتوج خالص لنظام الرئيس المستقيل». وتضاربت الأنباء، أمس، عن السيناريو الذي يتبع ابتعاد بلعيز عن الشأن العام، وتنبأ ملاحظون بأن يقوم بن صالح بتعيين شخصية وطنية توصف بـ«التوافقية» على رأس المجلس الدستوري، وبعدها يستقيل رئيس الدولة، ثم تؤول الرئاسة إلى الشخصية الوطنية التوافقية. وبعدها، تستقيل حكومة نور الدين بدوي، ويتم تعيين حكومة «كفاءات وطنية» لم يسبق لها أن مارست مسؤولية في الحكومة. لكن الإشكال الدستوري الذي يطرح في هذه الحالة هو أن رئيس الدولة لا يمكنه أن يعين مسؤولاً في مؤسسة كبيرة، مثل «المجلس الدستوري»، بحكم الطابع «المؤقت» الذي يميز مهامه، كمسير للبلاد لفترة ثلاثة أشهر، تنتهي بتسليم السلطة لرئيس ينتخب بالاقتراع العام المباشر.

 

البرلمان اليمني يوصي بإعداد قانون لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وأقر الميزانية وشدد على تفعيل الدولة ومؤسساتها وإنهاء الانقلاب

سيئون: «الشرق الأوسط» - الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/طلب البرلمان اليمني من الحكومة الشرعية، أمس، تقديم مشروع قانون يعتبر الجماعة الحوثية منظمة إرهابية، وذلك في ختام جلسته غير الاعتيادية التي انعقدت في مدينة سيئون على مدار أربعة أيام، والتي من المقرر أن يستأنفها عقب شهر رمضان المبارك. وفي حين أجاز البرلمان اليمني، أمس، ميزانية الدولة لعام 2019، أوصى الحكومة بالحد من الإنفاق وتوجيه الموارد لإنهاء الانقلاب الحوثي، والعودة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن، وتغطية عجز الميزانية من موارد غير تضخمية.

وأكد مجلس النواب اليمني في ختام جلسة أعماله غير الاعتيادية على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216 أساساً وحيداً لا يقبل التغيير للحل السياسي في اليمن، ورفض أي محاولة لتغيير أو تعطيل هذه المرجعيات.

وشدد البرلمان على اعتبار كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الميليشيات الحوثية في مؤسسات الدولة كافة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في حكم العدم، وقال في بيانه الختامي: «إن المجلس يجرم جميع الأعمال التي قام بها الانقلابيون باعتبار الميليشيات الحوثية عصابة إرهابية مسلحة مغتصبة للسلطة ولا تتمتع بأي مشروعية». وأوضح أنه في حالة انعقاد دائم، وسيواصل جلساته للاضطلاع بمهامه الدستورية والقانونية، وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وصولاً إلى الدولة الاتحادية التي توافَق عليها الجميع.

وعبّر النواب اليمنيون عن شكرهم وامتنانهم لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على تجاوبها لإنقاذ اليمن والشعب اليمني من براثن الميليشيات الحوثية المدعومة من قِبل النظام الإيراني، وما قدمته من مساعدات إغاثية وإنسانية سخية.

وأوصى «النواب» الحكومة بعدم إجراء أي مشاورات جديدة قبل تنفيذ اتفاق السويد الخاص بمحافظة الحديدة، وقال إنه «سيعمل وبكل الوسائل الممكنة مع كافة سلطات الدولة للانتصار لإرادة الشعب اليمني بتخليصه من عصابة الانقلاب الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران». ووجه النواب اليمنيون الدعوة للشعب في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية الإرهابية وغيرها للتصدي لها، واستمرار مقاومتها حتى يتم إسقاط انقلابها واستعادة الدولة والجمهورية.

ورفض البرلمان اليمني كل محاولات تشويه الأدوار التي يقوم بها التحالف الداعم للشرعية، داعياً دول التحالف إلى الاستمرار في الوقوف إلى جانب اليمن ودعم الشرعية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة بجميع مؤسساتها، وبسط نفوذها على كامل التراب اليمني.

وأدان البرلمان اليمني اعتداءات الميليشيات الحوثية الإرهابية المتكررة على المملكة العربية السعودية، بما في ذلك قصف المدن والمقدسات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، كما أدان كافة محاولات المساس بأمن وسلامة واستقرار المملكة.

ودعا النواب اليمنيون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم الشرعية لمواجهة الميليشيا الحوثية الإرهابية، وتطبيق العقوبات الرادعة على الأنظمة الداعمة لهذه الميليشيات، وفي مقدمتها النظام الإيراني وفقاً للقرارات والقوانين الدولية. وأوصى البرلمان الحكومة بعدم إجراء أي مشاورات جديدة مع الحوثيين قبل تنفيذ اتفاق السويد الخاص بمحافظة الحديدة، وقال: إن على «الحكومة تحديد مهلة زمنية للميليشيات للانسحاب من الحديدة وتسليمها للسلطات المحلية وفق الدستور والقانون، وإبقاء جميع القوات العسكرية في حالة تأهب لاستمرار العمل العسكري لتحرير الحديدة في حال انتهت المهلة ولم تنفذ الميليشيات الاتفاق».

وشدد النواب اليمنيون على ضرورة قيام الحكومة اليمنية بقطع أي شكل من أشكال العلاقات مع الدول الداعمة للميليشيات الحوثية، كما أدانوا ما تعرض ويتعرض له أعضاء مجلس النواب من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية من اعتداءات عليهم وعلى حرية أسرهم وأقاربهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم وتفجير منازلهم وتشريد الساكنين فيها من النساء والأطفال بطريقة وحشية لم يسبق لها مثيل. ورفض البرلمان اليمني ما تقوم به الميليشيات من إجراءات باستصدار أحكام قضائية ليس لها أي سند من الدستور والقانون، ضد قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب من خلال إرغام بعض المنتمين إلى السلطة القضائية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، على إصدار أحكام باطلة بالإعدام ومصادرة الممتلكات، كما أدان الممارسات البشعة التي تتعرض لها المرأة اليمنية، إضافة إلى قيام الجماعة بتجنيد الأطفال، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تكريس الطائفية والتغيير الفكري والمذهبي والتهجير الفردي والجماعي والتغيير الديمغرافي وتفجير المساجد والمنازل. وقال البرلمان اليمني في البيان الختامي لجلسة سيئون إنه «يثمن المبادرة الكريمة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية، واستضافتها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني الذين اضطرتهم ظروف الحرب إلى مغادرة اليمن، وتمكينهم من الإقامة والعمل والدراسة، وما تقدمه من مساعدات سخية إغاثية وإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية». وكان مجلس النواب اليمني أقر أمس الميزانية العامة لعام 2019، وأوصى الحكومة بجملة من التوصيات، وكلف لجانه الدائمة بمتابعة تنفيذها، كل فيما يخصه.

وأكدت التوصيات على تقليص الإنفاق الحكومي، وتوجيه الإمكانات في سبيل استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب من خلال حكومة أزمات مصغرة، والعمل على التوسع في تصدير النفط والغاز وإزالة العوائق كافة التي تحول دون ذلك، وتشغيل الموانئ والمطارات كافة وضبط مواردها، وصيانة الحقوق والحريات العامة، ومنع أي ممارسات خارج نطاق القانون وتفعيل دور النيابات والمحاكم، وإحالة من يتم إيقافهم إلى القضاء.

وشددت التوصيات على انتظام صرف رواتب الجيش والأمن شهرياً، وكذا مرتبات الموظفين في القطاعات كافة، كما شددت على إعادة النظر في التعيينات في المناصب الإدارية والدبلوماسية والعسكرية خلال الفترة الماضية وتطبيق قانون شغل الوظيفة. كما أوصى البرلمان بعودة الحكومة بكامل وزرائها لمزاولة أعمالهم من العاصمة المؤقتة عدن وإعادة تأهيل وتطوير مصافي عدن وبإعداد وتجميع ملفات قضائية بخصوص الانتهاكات التي قامت بها الميليشيات الحوثية لتقديمها أمام القضاء، والعمل على تفعيل دور الهيئة الوطنية للتحقيق من ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.

وأكد البرلمان اليمني على التزام الحكومة بتهيئة الظروف المناسبة وتوفير جميع الاحتياجات العامة واللوجيستية بما يضمن عودة البرلمان إلى العاصمة المؤقتة عدن وممارسة نشاطه لدورة انعقاده القادمة، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية المختلفة مثل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واللجنة العليا للمناقصات والمزايدات والهيئة الوطنية للرقابة على المناقصات والعمل بمبدأ النزاهة ومكافحة الفساد في مختلف أجهزة الدولة في الجانب المالي والإداري، ولا سيما في قطاع النفط وشراء الطاقة. ودعا البرلمان اليمني الحكومة إلى وضع الضوابط الخاصة بعمل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في اليمن وبما يضمن الشفافية في إنفاق الموارد المخصصة لليمن ومرور كل الموارد المالية المخصصة عبر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، وكذا ضرورة قيام الحكومة بشكل عاجل بالتواصل والتفاوض مع البنوك الأجنبية؛ بهدف رفع الحجز عن حسابات البنك المركزي اليمني في الخارج. وطلب مجلس النواب من الحكومة مواجهة العجز الظاهر في مشروع الموازنة من مصادر غير تضخمية والتزام الحكومة بتوجيه الجهات المختصة بإحالة المعتقلين والمحتجزين للقضاء، كما طلب قيام الحكومة بتقديم مشروع قانون يعتبر الحركة الحوثية منظمة إرهابية لما ارتكبته من جرائم بحق الشعب، كما طلب التزام الحكومة بتقديم مشروع ميزانية عام 2020 إلى المجلس وبشكل مكتمل في الموعد الدستوري المحدد لذلك. وكان البرلمان اليمني عاد السبت الماضي للالتئام في مدينة سيئون بعد أربع سنوات من الانقلاب الحوثي، بعد أن تمكنت الشرعية وبدعم وإسناد سعودي من توفير الظروف الملائمة للانعقاد بالأغلبية المطلوبة.

 

الأسرى الفلسطينيون ينهون إضرابهم بعد موافقة اسرائيل على توفير هواتف عمومية وهنية يتوقع انعكاسات إيجابية «طويلة الأمد» على التهدئة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/أنهى مئات من الأسرى إضرابا عن الطعام استمر أسبوعا بعد اتفاق مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بوضع هواتف عمومية في أقسام الأسرى. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، إن ممثلي الأسرى توصلوا إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، أنهى بموجبه الأسرى خطواتهم التصعيدية ضد إدارة السجون. وأضاف أبو بكر أثناء زيارته أسرى محررين «أن جلسات الحوار بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون والتي استمرت لعدة أيام، في سجن ريمون، أفضت إلى اتفاق يقضي بتركيب أجهزة تليفونات عمومية في أقسام كافة السجون، يستخدمها الأسرى 3 أيام أسبوعيا، يبدأ تركيبها في سجن الدامون وأقسام الأسرى الأشبال في عوفر ومجدو وأقسام مشفى الرملة وتعميمها بعد ذلك على كافة السجون». ويقضي الاتفاق بوضع هواتف عمومية في 44 قسما، والسماح للأسرى بإجراء مكالمات منتظمة مع عائلاتهم. وأضاف أن الاتفاق اشتمل أيضا على إعادة كافة الأسرى الذين جرى نقلهم من سجن النقب خلال الاقتحام الأخير قبل أكثر من 20 يوما، وتخفيض مبلغ الغرامة الذي فرض بحق عدد منهم من 58 ألف شيقل إلى 30 ألف شيقل، وكذلك إنهاء عزل الأسرى المعزولين في سجن النقب. ولم يتطرق أبو بكر لأجهزة التشويش التي وضعتها إسرائيل في السجون وكانت سببا مباشرا في الإضراب، وتناقضت الأنباء حول الأمر. وقالت مصادر فلسطينية لصحيفة «هآرتس» إن إسرائيل وافقت على إزالة أجهزة التشويش في الأقسام التي تم تسليم الهواتف الخليوية فيها إلى مسؤولي السجن. وقالت مصادر إسرائيلية إنه لن يتم إزالة أجهزة التشويش، لأنه لا يمكن استبعاد تهريب مستقبلي للهواتف، ولكن سيتم توفير هواتف عمومية للأسرى. ومقابل وضع الهواتف، وافق الأسرى على تسليم جميع الهواتف التي تم تهريبها إلى السجن. إلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن حركته ربطت بين تحقيق تهدئة في قطاع غزة وحل قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية، مؤكدا أنه أبلع مصر والأمم المتحدة وقطر، أنه لا يمكن التوصل إلى تفاهمات مستقرة على جبهة غزة إذا لم يتم حل مشاكل الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

وأضاف هنية خلال كلمة له في وزارة الأسرى في قطاع غزة: «بل قلنا لهم إن الجهود التي تبذل للوصول لتفاهمات أو هدوء على جبهة القطاع، يمكن أن تنهار إذا استمر الوضع هكذا داخل السجون، وذكّرنا الوسطاء أن شرارة حرب 2014 انطلقت من داخل السجون». وعد هنية أن ما جرى وتم بموجبه إنهاء الإضراب هو إنجاز مفصلي لصالح الأسرى. ووجه هنية التحية للأسرى لانتصارهم في معركة الكرامة الثانية، مؤكدا أن انتصار الأسرى ستكون له ظلال إيجابية على التفاهمات في قطاع غزة، إذ كانت قضية الأسرى ضمن الجدول الزمني للتفاهمات. وأضاف: «طلبنا من الإخوة في مصر إبلاغ الاحتلال بإلغاء كل العقوبات التي فرضتها مصلحة السجون، وإزالة أجهزة التشويش، وتوفير الحياة الكريمة لأسرانا، وضرورة السماح لأهالي الأسرى من غزة لزيارة ذويهم»، من أجل التقدم في المباحثات.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن تفاهمات هدوء طويلة الأمد مع حركة حماس في قطاع غزة. وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن إسرائيل وحماس في طريقهما لتنفيذ تفاهمات الهدوء لتكون على الأمد الطويل، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل الحكومة الجديدة المتوقع أن يترأسها بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة، إلى تصريحات يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، الذي تحدث فيها قبل الانتخابات عن تفاصيل التفاهمات مع إسرائيل، برعاية المخابرات المصرية، قائلة إن تلك التصريحات تشير إلى استعداد حماس وإسرائيل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لأمد طويل، يضمن تحسين الوضع الاقتصادي في غزة. ووفقا للصحيفة، فإن المشاريع التي ستنفذ في قطاع غزة ستلزم حماس بالامتناع عن أي أعمال «عنف» من غزة ضد إسرائيل. وأضافت أن «حماس تدرك أن الظروف السياسية قد تغيرت، بين ما قبل الانتخابات وما بعدها». منوهة إلى أن نتنياهو اجتاز هذه المرحلة بأمان دون الاضطرار لخوض مواجهة عسك رية، وبعد فوزه تراجعت الضغوط عليه، وتبين أن الجمهور الإسرائيلي يدعم سياسته تجاه غزة، ولذلك أصبحت لديه مساحة أكبر للمناورة. وجاء في هآرتس: «هذا الوضع، إلى جانب الضائقة الاقتصادية الشديدة في قطاع غزة، يدفعان حماس إلى اتفاق، ومع ذلك، كالمعتاد، يمكن أن تسوء الأمور بسبب حدث أمني، أو خلاف حول محتوى ومضمون الاتفاقيات». ورأت الصحيفة أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في أفيغدور ليبرمان، الذي يساوم نتنياهو مقابل الدخول في الائتلاف الحكومي، على عدد من القضايا، منها قطاع غزة وحماس. وعملياً يمهد الوضع الحالي على الخريطة السياسية الإسرائيلية الطريق أمام ليبرمان للعودة لوزارة الأمن. وكان ليبرمان شدد في حملته الانتخابية على ضرورة تغيير سياسة إسرائيل تجاه حماس.

 

الشاباك يحقق مع يهودية أميركية تهتم بـ«المساواة» للعرب

تل أبيب/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/شكت مؤسسة «صندوق أبناء إبراهيم»، التي تعمل على تحقيق المساواة بين العرب واليهود في إسرائيل وتكافح سياسة التمييز العنصري ضد العرب، من أن عضو إدارة الصندوق المواطنة الأميركية اليهودية، لورا مندل، تعرضت لاستفزاز من مخابرات مطار بن غوريون بسبب نشاطها. وكانت مندل قد حضرت إلى تل أبيب للمشاركة في اجتماعات إدارة الصندوق، احتفاء بمرور 30 عاما على تأسيسه. وعند عودتها إلى الولايات المتحدة، تم توقيفها في المطار الإسرائيلي واستجوابها حول نشاطها. وراح رجل الأمن يسألها: «ما الذي يهم مواطنة يهودية أميركية في شؤون العرب في إسرائيل وعلاقاتهم باليهود؟». وقد تم أخذها إلى غرفة جانبية حيث أجري تفتيش دقيق بكل حاجياتها. وبعد تأخير دام 90 دقيقة، أجبروها على الصعود إلى الطائرة من دون حقيبتها الصغيرة التي تضع فيها احتياجاتها الخاصة كامرأة، ومنعوها من أخذ الحاسوب والهاتف. وحاولوا منعها من أخذ الدواء الذي تتناوله بشكل دوري. ومنعوها حتى من أخذ معطفها، واضطروها للبقاء بقميص قصير الأكمام في الطائرة. وحتى على مدخل الطائرة عادوا لاستجوابها. واعتبر المديران العامان للصندوق، د. ثابت أبو رؤاس، وأمنون باري - سوليتسيانو، هذا التصرف استفزازا مهينا لعضو إدارة الصندوق وحربا على أهدافه السامية وجزءا من التدهور الذي تقوده حكومة بنيامين نتنياهو في العلاقات مع المواطنين العرب. وأكدا أن السلطات الإسرائيلية لم تعد تكتفي بتضييق الخناق على نشيطين من أجل السلام، وصارت تحارب أيضا من يطالب بالمساواة داخل إسرائيل نفسها.

 

مصر للاستفتاء على تعديلات تمدد فترة حكم السيسي وأغلبية برلمانية وافقت نهائياً على مواد عدة بينها زيادة حصة المرأة

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/بإجازة نهائية من برلمان البلاد، أمس، يستعد المصريون للاستفتاء على تعديلات على مواد عدة بدستور البلاد، وأهمها ما يتعلق بتعديلات تسمح باستمرار الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في سدة الحكم حتى عام 2024، والترشح بشكل استثنائي لفترة ثالثة تنتهي عام 2030. ووافق أغلبية أعضاء مجلس النواب، في الجلسة العامة، أمس، على التعديلات، وسط رفض محدود لنواب مستقلين وحزبيين. وبموجب مادة خاصة في التعديلات، وافق البرلمان على تمديد فترة الحكم الحالية للسيسي لتصبح 6 سنوات، في حين كان قد انتخب في عام 2018 لمدة 4 سنوات فقط، وقال رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال، إن تطبيق التعديل الخاص بذلك الإجراء والوارد بالمادة (241 مكرر) سيطبق «بأثر فوري مباشر»، وإن «الغرض من المدة التالية يأتي تحت اسم العدالة السياسية، وإن هذا هو الهدف من هذه المادة، وذلك طبقا للقاعدة القائمة والتالية وهو ما يحقق الإنصاف والاستقرار اللازم». وصوّت غالبية أعضاء البرلمان، بالموافقة على نص المادة، التي تقول: «تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيساً للجمهورية في 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية». وبموجب المادة 226 من الدستور القائم في مصر والمنظمة لتعديله، فإنه «إذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس (البرلمان)، عُرض على الشعب لاستفتائه عليه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور هذه الموافقة». ومن المنتظر أن تعلن «الهيئة الوطنية للانتخابات» (الجهة المشرف على تنظيم الاستفتاءات والانتخابات في مصر)، موعداً محدداً لدعوة الناخبين للاستفتاء الذين قُدرت أعدادهم في آخر انتخابات رئاسية شهدتها البلاد في يونيو (حزيران) 2018، بنحو 60 مليون شخص.

ولم تسجّل نتائج فرز الاستفتاءات في مصر حالات رفض لها، وبالنسبة للاستفتاء على الدستور الحالي، في صورته الحالية والمطروح تعديل بعض مواده، فقد نال موافقة 98.1 في المائة من المستفتين (19.9 مليون مواطن)، بينما رفضه 1.8 في المائة (381 ألف مُصوِّت)، بينما سجّلت الأصوات الباطلة 1.2 في المائة بواقع 246 ألف صوت. وتتضمن التعديلات التي أقرها البرلمان، أمس، أن «يشكل مجلس النواب من عدد لا يقل عن أربعمائة وخمسين عضواً، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، على أن يخصص ما لا يقل عن ربع عدد المقاعد على الأقل للمرأة».

وفي الشأن القضائي أيضاً، أقر البرلمان تعديل المادة 193 التي تنظم طريقة اختيار رئيس المحكمة الدستورية، وتشير (في صورتها الحالية) إلى أن اختيار رئيس المحكمة ونوابه وأعضاء هيئة المفوضين يكون من قبل الجمعية العمومية، ويصدر الرئيس قرار تعيينهم، لكن التعديل منح رئيس الدولة سلطة اختيار رئيس «الدستورية» من بين أقدم 5 نواب، كما يعين نائب رئيس المحكمة. وأيضاً تشمل التعديلات المادة 189 من الدستور، حيث جاء التعديل لينص على أن «يتولى النيابة العامة نائب عام، يصدر بتعيينه قرار من رئيس الجمهورية، من بين ثلاثة يرشحهم مجلس القضاء الأعلى (...)»، بينما تشير الصيغة الحالية للمادة إلى أن «يتولى النيابة العامة نائب عام يختاره مجلس القضاء الأعلى، ويصدر بتعيينه قرار من رئيس الجمهورية».

وعلى صعيد التعديلات المتعلقة بدور الجيش، وافق البرلمان على تعديل المادة (200 - الفقرة الأولى) التي تنص على أن «القوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وصون الدستور والديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها».

وقال رئيس مجلس النواب، أمس، إن «المجلس اجتهد قدر استطاعته لتقديم مشروع التعديلات الدستورية، وإن الجهد الذي بذله المجلس جاء في إطار رغبته في تحقيق الاستقرار المؤدي للتنمية، وإن الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للشعب الذي سيقرر وحده مصير هذه التعديلات».

وأضاف مخاطبا أعضاء البرلمان: «نختتم اليوم ما بدأناه من مشوار طويل لنظر التعديلات الدستورية... بدأ في فبراير (شباط) الماضي وخضع لإجراءات طويلة ومعقدة ومركبة طبقا للمادة 226 من الدستور». ورأى رئيس البرلمان أن المجلس «كان ساحة حقيقية للحوار ومنصة للرأي والرأي الآخر، واستمع للجميع بإنصاف وبغرض الفهم وليس بغرض الرد»، وأضاف: «لقد استفدنا من الرأي والرأي الآخر الذي أنار لنا الطريق في بعض الأحيان، ولقد حرصنا على دعوة الجميع واستمعنا للجميع». بدوره، أعلن رئيس «ائتلاف دعم مصر» (صاحب الأغلبية البرلمانية) الدكتور عبد الهادي القصبي، الموافقة على التعديلات، وقال إن «الحياة السياسية في مصر لم تشهد حراكا بهذا المستوى، وإن ما نحن بصدده الآن من مناقشة لتلك التعديلات الدستورية يعكس قيمة هذا المجلس وقدرته على استيعاب الآراء كافة»، لافتا إلى أن الشعب المصري يبقى هو صاحب الكلمة الأخيرة في الموافقة على تلك التعديلات الدستورية. وقال: «أعتقد أننا استخدمنا حقنا الطبيعي داخل هذا المجلس وانتهينا إلى الوصول إلى صياغة للتعديلات الدستورية تميزت بالدقة في المواد والكلمات، وأسجل في مضبطة هذه الجلسة أن صياغة المواد والكلمات لا تكفي لكن الأهم هو تحويل تلك المواد والكلمات إلى أعمال وإنجازات». وتمسك نواب حزب «النور»، ذي التوجهات السلفية، برفض التعديلات اعتراضا على الإشارة إلى «مدنية الدولة» في الصياغة النهائية المتعلقة بدور القوات المسلحة، وعدوا ذلك تناقضاً مع النص في الدستور على أن «الإسلام دين الدولة»، ولم تُفلح تفسيرات رئيس البرلمان أو بعض النواب الموافقين على التعديلات في إقناع نواب «النور» بالموافقة عليها. ولم تختلف مواقف الهيئات البرلمانية لأحزاب «حماة الوطن»، و«المصريين الأحرار»، و«التجمع» من الموافقة على التعديلات. وعبر ائتلاف «25 - 30» في البرلمان عن رفضه للتعديلات وذلك عبر كلمات لنواب الائتلاف ومنهم، أحمد الطنطاوي، وهيثم الحريري، وشهدت كلمة الأخير مقاطعة من أحد النواب الموافقين على التعديلات، ما دعا رئيس البرلمان للتدخل وتمكين الحريري من استكمال كلمته. ولم تعلق مؤسسة الرئاسة المصرية، بأي شكل على التعديلات، حتى، أمس، لكن صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، قال إن السيسي «لم يتدخل من قريب أو من بعيد في التعديلات الدستورية».

 

شاي وحلويات ووسائل تسلية في طوابير انتظار البنزين الدمشقية وسوريون يحولون أزمة الوقود إلى مادة مسلية في ذكرىالاستقلال

دمشق/الشرق الأوسط/17 نيسان/19/باتت أزمة البنزين في دمشق، وقضاء السوريين ساعات طويلة في طوابير للحصول عليه، محط تندر مع عرض سوريين صوراً لوسائل نقل قديمة بسبب العجز عن توفر الوسائل الحديثة، في وقت يصادف فيه اليوم الذكرى الـ73 لـ«عيد الجلاء»، عقب خروج آخر جندي فرنسي من سوريا في 17 أبريل (نيسان) 1946. وقد حاول البعض ابتداع أساليب لتبديد زمن الانتظار الطويل أمام محطات الوقود، من قبيل تحويله إلى «سيران» مع العائلة أو الأصدقاء، وتحولت طوابير السيارات إلى هدف تتنافس عليه حملات الترويج الإعلاني لشركات الصناعات الغذائية.

وفي تعليقه على خبر نشرته صفحة «يوميات قذيفة هاون» في موقع «فيسبوك»، عن إعلان وزارة النفط أنها ستقوم خلال اليومين المقبلين بافتتاح محطتين في دمشق لبيع مادة البنزين نوع «أوكتان 95» بالسعر العالمي، المتوقع أن يصل سعره إلى 600 ليرة سورية لـلتر الواحد، نشر «أبو الخير» صورة لـ«حمار» لونه أصفر (لون تاكسي الأجرة في سوريا)، وكتب عليه باللون الأحمر «تاكسي»، ودون في أسفل الصورة بخط عريض عبارة: «بعد غلاء المحروقات، رجعت أيامك يا كبير». وعلى الخبر ذاته، علق سالم سالم بنشر صورة لحمار بسرج ولجام أزرقين، وكتب في أسفل الصورة «للبيع حمار موديل 2000».

وبعد أشهر من نقص حاد، خصوصاً في أسطوانات الغاز المنزلي، ونقص في المازوت والكهرباء، توسعت الأزمة منذ نحو أسبوعين أكثر لتطال البنزين، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات خفضت بموجبها الكمية اليومية المسموح بها للسيارات الخاصة، من 40 إلى 20 لتراً، ثم 20 لتراً كل يومين، ووصل الأمر إلى 20 لتراً كل خمسة أيام. وكانت الحكومة السورية قد أقرت، الأحد، خلال اجتماعها، تخفيض كمية البنزين المخصصة للسيارات الحكومية بنسبة 50 في المائة، حيث تتراوح الكمية المخصصة للسيارات الحكومية بين 90 إلى 150 لتراً شهرياً.

وتندر السوريين على أزمة البنزين التي تزداد تفاقماً لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما بات حديث العامة في شوارع العاصمة وريفها، والشغل الشاغل لهم، وبات كثيرون يتداولون بسخرية في أحاديثهم في الطرقات والجلسات إمكانية عودة العربات التي تجرها الأحصنة، وأيضاً الحمير، كوسيلة للتنقل. ويقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر ليس سهلاً، فقد يحتاج إلى ترخيص من وزارة النقل، وأيضاً موافقة أمنية!»، بينما يتندر آخر بالقول: «يمكن أن يصدروا تعليمات بأن الحصول على حمار يحتاج إلى بطاقة ذكية!»، في إشارة إلى «البطاقات الذكية» التي تصدرها الحكومة للعائلات وأصحاب السيارات للحصول على كميات من مازوت التدفئة والغاز المنزلي والبنزين بالأسعار الحكومية. وفي مواجهة فترة الانتظار الطويلة أمام محطات تعبئة الوقود للحصول على 20 لتراً من البنزين، التي قد تمتد إلى نهار كامل، راح مواطنون يبدعون في توجيه النصائح والإرشادات لتبديد زمن الانتظار، كاصطحاب الأصدقاء وورق اللعب والأراكيل والشاي، وغير ذلك، ويقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نعبي بنزين لنروح سيران، صرنا نعمل سيران لنعبي بنزين».

«أبو مروان» الذي تجبره ظروف زوجته الصحية على استخدام السيارة، جلب معه معظم أفراد العائلة، مع وجبة غداء وكميات من المكسرات والبسكويت وبراد شاي وأنواع من العصائر، وافترشوا الرصيف العريض المحاذي لطابور الانتظار أمام محطة الوقود.

وطوابير السيارات أمام محطات الوقود الممتدة لمسافات طويلة تحولت إلى هدف تتنافس عليه حملات الترويج الإعلاني لشركات الصناعات الغذائية، إذ أطلقت شركة محلية لإنتاج مواد التسالي الغذائية، كالفستق السوداني بنكهات متعددة، حملة إعلانية للتذوق المجاني، تحت عنوان: «خلي الانتظار مفيد مع منتجاتنا ع الأكيد»، وقال موظف في الشركة بمقطع فيديو مصور بثه على حساب الشركة في «فيسبوك» إن الفكرة جاءت «تغيير شكل، وللفت النظر إلى منتجنا، وتهوين وقت الانتظار، ونحن أول من بدأها، وسنستمر فيها، مع الأزمة ومن دون أزمة». وقامت الشركة بإرسال فريق من الشباب إلى محطات الوقود في ضاحية قدسيا، ومن ثم إلى حي برزة، حيث محطة قاسيون للوقود، وقاموا بتوزيع عينات الفستق المقرمش على أصحاب السيارات المنتظرين، وتقدر أعدادهم بالآلاف. شركة غذائية محلية أخرى، تنتج راحة الحلقوم بنكهات وألوان متعددة، تلقفت الفكرة، وبسرعة أرسلت فريقاً من الشباب إلى محطة الوقود في حي المزة، وأطلقت حملتها الترويجية بمخاطبة المنتظرين.  ونشرت الشركة على حسابها في «فيسبوك» صوراً مع تعليق بأنها أول شركة تقوم بحملة التذوق المجاني لمنتجها في محطات الوقود، الأمر الذي أثار ردود فعل مستاءة من شركة الفستق، باعتبارها صاحبة الفكرة. وبينما كانت السوريون يتداولون صور الحملات عبر «السوشيال ميديا»، ويتفاعلون مع الفكرة بالسؤال عن محطة الوقود التي ستوجد فرق التذوق المجاني، كي يقصدونها للتزود بالبنزين، وتجريب المنتجات الجديدة، كانت الشركتان تتراشقان من خلال الاتهامات بسرقة الفكرة. كما قامت شركات أخرى بتنظيم مسابقات لأولئك الذين ينتظرون في الطوابير، وحمل آخرون أوراق لعب (شدة)، ووسائل تسلية أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحذيرات دولية عاجلة: ايران تعيد بناء مصنع صواريخ في لبنان

أحمد شنطف/جنوبية/17 أبريل، 2019

في كل محطة لوفد أميركي في لبنان، يتم التداول واعادة تحذير المسؤولين اللبنانيين عن خطر وجود مصانع أسلحة ايرانية على الأراضي اللبنانية، كان آخرها من وفد الكونغرس الاميركي الذي زار لبنان منذ أيام، والتقى بالرئيس سعد الحريري في بيت الوسط. لا يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية بوارد التساهل في هذا الملف، حيث يأخذ حيزاً كبيراً في المحادثات الثنائية، وتشير المصادر الى أن وفد الكونغرس قد أكد ان واشنطن تتمسك بدورها باستقرار لبنان، الا انها لا تُساير او تُهادن في قضية تضع أمن اسرائيل على المحك. وبعيداً عن الموقف الأميركي المعروف والمتكرر، لا سيما بعد كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من بيروت، والتسريبات التي نقلها موقع اكسيوس عن تلقي بومبيو معلومات مخابراتية من اسرائيل عن وجود مصنع ايراني جديد في لبنان، فقد تحدثت معلومات ان وفد الكونغرس الاميركي الذي زار لبنان قبل أيام والتقى رئيس الحكومة سعد الحريري نقل له معلومة خطيرة عن وجود مصنع صواريخ ايراني في لبنان يبنيه حزب الله، محذراً من خطر التصعيد مع اسرائيل. وكانت دارت حركة اتصالات كثيفة بين عواصم غربية واوروبية من جهة، وبيروت من جهة أخرى، محورها المعلومات المتداولة عن المصنع الجديد، فوفق المعلومات، دخلت فرنسا على خط تحذير بيروت من مغبّة غضّ الطرف عن هذه المعلومات، بالاضافة الى تزويدها وزراء لبنانيين زاروها منذ فترة غير بعيدة، بوثائق تثبت وجود مصنع ايراني لصنع الاسلحة والصواريخ الدقيقة في لبنان، قد يصل تطويره الى تصنيع منظومة صواريخ بالستية بداخله. وتطالب فرنسا بضرورة تحديد لبنان الرسمي موقفه من هذا الموضوع، ورفض اي منشآت من هذا القبيل بوضوح وصراحة تامين، بعيدا من اية عراضات إعلامية لن تقنع أيا من العواصم الكبرى بغياب المصانع، في اشارة الى الجولة التي كان قد قام بها الوزير جبران باسيل لبعض سفراء الدول الى المواقع التي أعلن عنها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال كلمته عن منصة الأمم المتحدة في نيويورك منذ أشهر.

وتعتبر فرنسا أن الدول الكبرى باتت تملك مستندات تؤكد وجود المصنع على الاراضي اللبنانية، سلّمتها اياها تل أبيب، وهي تسعى الى اقناع الجانب الاسرائيلي بالمعالجة الديبلوماسية العيدة عن الحلول العسكرية، لكنها في الوقت عينه تنتظر من لبنان تحركاً سريعاً وفعالاً بهذا الموضوع كي لا تخرج الأمور عن السيطرة. محلياً، تلقفت بعض الجهات هذه الاتصالات المحذرة أو التي أتت باطار نصائح غربية للبنان، لكنه من غير المؤكد حصول تواصل مع حزب الله لتفكيك أي مصانع موجودة صوناً للأمن الداخلي، إلا أن مصادر لجنوبية أكدت أن الحزب لا شك أنه مطلع على هذه التقارير لا سيما أن الموضوع يطاله بشكل مباشر. وأضافت المصادر أن لا تحرك رسميا أو بيان رسمي سيصدر عن الحزب طالما أن الموضوع مقتصراً على كواليس وكلام غير معلن. وأشارت الى أن الرد اللبناني سيتضمن طمأنة على الطريقة اللبنانية للخارج، لا سيما أن الجانب اللبناني يعلم أن الدول الغربية وأميركا ليست بوارد التشجيع على أية حرب أو تطورات تؤدي لزعزعة استقرار بلد يحتضن أكثر من مليون نازح سوري قد يتوجهون الى اوروبا عند أوّل حادث أمني. وقالت: “على الغرب أن ينظر أيضاً الى الخروقات الإسرائيلية المتكررة بشكل يومي على لبنان، لا سيما بتحليق طيرانها واستخدام الأجواء اللبنانية لضرب مواقع في سورية وغيرها من الأمور”.

وتعود قضية مصانع الصواريخ الايرانية في لبنان الى حديث نتنياهو في الامم المتحدة عن مصانع يملكها حزب الله في بيروت موثقاً كلامه بصور ملتقطة لتلك المواقع عبر الأقمار الصناعية.

 

حزب الله يريد الاحتفاظ بسلاحه… من أجل «محاربة الفساد»!

أحمد الحسن/جنوبية/17 أبريل، 2019

هل يمكن ان يحتج حزب الله بمهمة مكافحة الفساد في لبنان، كذريعة إضافية للإبقاء على سلاحه؟

صرَّح منذ أيام أحد كوادر حزب الله الفكرية والثقافية الشيخ كاظم ياسين نجل آية الله الراحل الشيخ خليل ياسين، والأخير صاحب المؤلفات النافعة ومنها كتابه الخالد: “محمد عند علماء الغرب”. صرَّح هذا الكادر العريق والمخضرم في ندوة فكرية وثقافية له في معهد الإمام المهدي عجل الله فرجه للعلوم الإسلامية أن كشف الفساد والمفسدين في عملية الإصلاح التغييرية الشاملة والناجحة يحتاج إلى عسكر وإلى قوة عسكرية فهو لن يكون إلا بطريق وجود جند الله – على حد تعبيره – ليدافعوا بالقوة عن حقوق عباد الله وليستردُّوا الحقوق المسلوبة بالقوة ويطردوا السارقين بعد الاستيلاء على الأموال المسروقة بالقوة لإرجاع الحقوق المسلوبة إلى أهلها. وأكَّد الكادر المذكور – في فكره الذي يعتبره حزب الله مفكراً متنوِّراً – أن هذا هو السبيل الوحيد للحدِّ من غرق السفينة التي تَغرق، فالقضاء على الفساد لا يكون بالتمنِّي والبكاء والنياحة والمقالات والخطابات التي مهما كثرت لن تجدي نفعاً، ما لم تتحول إلى حركة في الواقع تطيح بالفساد والمفسدين في آنٍ معاً. وضرب هذا الكادر الفكري والثقافي العديد من الشواهد في هذا السياق، وردَّ كل الفساد لفساد الحاكم وأن العدالة الاجتماعية لا تتحقق بالخطابات الرنَّانة، بل بمواجهة الحاكم الظالم لإسقاط حكمه، وهذه المواجهة لن يقوم بها سوى أفراد الأمة الذين هم جند الله كما ورد في سياق بحثه وحديثه مخاطباً جمعاً من عناصر الحزب في الندوة المذكورة. ومعلوم أن للكادر المذكور تأثيره البالغ على القيادة والقاعدة لحزب الله منذ تأسيسه كونه من أصحاب التجربة الطويلة مع النظام اللبناني ويدرك حقيقة التركيبة اللبنانية بوعي وشمولية من خلال الرؤية الفقهية التي تخطط لها مدرسة ولاية الفقيه في التجربة التاريخية لها مع هذا النظام مدَّة العقود الأربعة التي مرَّت. فهل سيلتزم حزب الله الشريك في الحكم الظالم في لبنان بمواجهة تصادمية مع الحكم لإسقاط “الحاكم الظالم”؟ وهل سيعود حزب الله إلى النهج التصادمي وهذه المرة باستخدام قوته لكشف المفسدين ومصادرة أموالهم بقوة جند الله على حد ما يُنظِّرُ له هذا الكادر الفكري والثقافي؟ وهل ستبدأ معركة الحسم من الحزب لإصلاح النظام اللبناني، أم سيبقى شريكاً في الفساد من حيث لا يدري من خلال الرضى بالمفسدين شركاء له في الحكم والنظام مقتصراً على الإصلاح بالأقوال دون الأفعال، وهو على الأرجح ما سيكون؟ واخيرا، هل سيستخدم الحزب السلاح في الداخل مرة أخرى لحماية مصالح أصحاب السلاح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما استخدمه في 7 أيار لحماية السلاح؟ أم ستمنعه تحالفاته السياسية الانتخابية المرحلية من ذلك لتتعاظم شجرة الفساد أكثر فأكثر ويصبح من المستحيل اجتثاثها؟

 

اقتصاد لبنان وحدوده وصواريخ حزب الله: المقايضة أو العقاب

منير الربيع/المدن/الخميس 18/04/2019

الصور الواردة من دمشق، والتي تظهر طوابير السيارات اللامتناهية لطالبي المحروقات، تذكّر بمشاهد عاشها اللبنانيون في فترات الحرب. أزمة المحروقات في سوريا، المتأتية من عواقب الحصار والعقوبات المفروضة أميركياً على النظام السوري وإيران، تدفع بالسائقين السوريين للتوجه إلى الحدود اللبنانية، سعياً للحصول على البنزين والمازوت من لبنان. الأمر نفسه ينطبق على أزمة الغاز، التي تعيشها المناطق السورية، خصوصاً منها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. إذ تشهد أزمات قاسية لم تعشها تلك المناطق في عزّ الحرب.

الضرب تحت الحزام

تلك الحرب الخانقة التي تخوضها واشنطن ضد إيران والنظام السوري، ربما تكون أكثر وقعاً من الحروب العسكرية، ففي هذه الحرب لا يتكبد الأميركيون أي تكاليف، على حدّ تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب. والسياق نفسه تنتهجه واشنطن مع حزب الله في لبنان. وكل هذه الإشارات تقود إلى خلاصة واحدة، أن الضغط الأميركي مستمر وممتد من إيران إلى سوريا وربما يصل إلى لبنان، الذي بات أيضاً يعيش أوضاعاً اقتصادية ومالية سيئة، تنذر بالانهيار، ما لم يتم اعتماد سياسات اقتصادية تقشفية وإصلاحية سريعة.  إذا ما كانت الإجراءات الإصلاحية والتقشفية ضرورية، لبنانياً، للحصول على مساعدات مؤتمر سيدر، فإن معلومات مؤكدة تقول أن واشنطن تضغط على بعض الدول االمشاركة في "سيدر"، بغية عدم الإسراع في تطبيقه. فأميركا لا تفصل لبنان عن الملفين السوري والإيراني، خصوصاً في زمن غلبة حزب الله عليه. وهناك وجهة نظر في واشنطن مؤثرة تقول أن ملف سيدر، كما غيره من الملفات، يجب أن يكون مرتبطاً بتقديم إيران تنازلات قاسية، وكذلك حزب الله، ومنها - بالإضافة إلى توفير أمن اسرائيل - القبول بتسوية حدودية برية وبحرية، ترضى عنها واشنطن قبل بدء التنقيب عن النفط. هذه المرحلة لم تحن بعد بالنسبة إلى واشنطن، التي لا تزال على حلبة "الضرب تحت الحزام". وإذا ما كانت الأزمات المتعددة التي تعيشها البيئات الخاضعة لإيران والنظام السوري هي من تداعيات العقوبات و"قانون قيصر"، فإن تطبيق هذا القانون بشكل كامل من شأنه أن يطال لبنان بشكل أو بآخر، فهذا القانون ينص على فرض عقوبات ليس على من يتعامل مع النظام السوري فقط، بل أيضاً من يتعامل مع المتعاملين معه. وبالتالي، فإن مختلف الملفات التي يحاول لبنان أن يجد حلولاً لها، أصبحت مرتبطة ببعضها البعض، ضمن سلسلة واحدة.

تطويع حزب الله

الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية الأميركي في جلساته الخاصة، يوم زيارته للبنان، أنه لم يعد بالإمكان التمييز بين الدولة واللبنانية وحزب الله، ليس موقفاً عابراً ولا مجرد ملاحظة هامشية. فهذا يتضمن إشارة قوية، أن واشنطن قادرة على اتخاذ إجراءات بحق لبنان، عندما تريد ذلك، وللبنانيين شواهد على ذلك في دول متعددة، منها الأزمة التي تعيشها سوريا مثلاً، وتدهور الليرة التركية قبل فترة، عندما اشتد الخلاف التركي الأميركي، ومن إيران إلى فنزويلا وغيرهما. وهذا المناخ، لا بد له أن يرتبط بشكل أو بآخر بالكلام عن انهيار الليرة، وصعوبة الوضعين المالي والاقتصادي. وتشير بعض المعطيات إلى أن التعامل الأميركي مع الملف اللبناني، بما يتضمنه من إبقاء متعمد للأزمة الاقتصادية الحالية، له هدف محدد، يندرج في خانة تطويع إيران وحزب الله وتطويقهما. وبالطبع، لإجبار الحزب على تقديم المزيد من التنازلات لأميركا وإسرائيل، وكي لا يخرج عن الخطوط الحمراء الدولية. وفي وقت يستمر الأميركيون بالسيطرة على الوضع المصرفي والسياسي العام من خلال العقوبات، والاستقرار في الجنوب من خلال التهويل بالدمار. يستمر الضغط الأميركي على ايران وحلفائها، لتطويقهم أكثر. وتتزامن هذه الضغوط مع أزمة حقيقية في لبنان تتصل بالعجز الاقتصادي والمالي، والذي يشكل مأزقاً حقيقياً، بعد الانكفاء العربي عن لبنان، وانقطاع التدفقات المالية التي تساعد في سد العجز نسبياً.

الرسالة الفرنسية

السياسة الأميركية القائمة على التضييق والخنق، هدفها النهائي إضعاف إيران وجرّها إلى طاولة المفاوضات، والتنازلات. وهذه السياسة تشمل لبنان كما سوريا، لإظهار هشاشة "الحواضر" الايرانية، وصعوبة أوضاعها. وبما أن الملفات كلها أصبحت مرتبطة ببعضها البعض، جاءت الرسالة الفرنسية قبل أيام، تطلب موافقة لبنان على مبادرة ترسيم الحدود، بما يتوافق مع الرغبة الأميركية. وحسب المعلومات، فإن فرنسا، التي لديها علاقات جيدة مع إيران وتنسيق مستمر مع حزب الله، تستعد لإطلاق مبادرة جديدة، تتعلق بترسيم الحدود، مع تأكيد لبنانية مزارع شبعا. وهنا سيكون الربط بين الاستجابة اللبنانية للمبادرة وبين مساعدة لبنان للحصول على مساعدات سيدر. وهذه رسالة أساسية كان يجول السفير الفرنسي في بيروت ناقلاً إياها إلى المسؤولين اللبنانيين. لكن بعض المعلومات تكشف أيضاً أن فرنسا نقلت رسائل أميركية وإسرائيلية تصعيدية للبنان، تتعلق بمصانع ومخازن الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، على نحو يندرج أيضاً في خانة الضغط المستمر، لا سيما أن الرسالة الإسرائيلية توحي أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر أميركي لأي عمل يؤدي إلى تدمير هذه المواقع والمخازن والمصانع.

 

تدويل لبنان: هل يقلب الأميركيون الطاولة على الجميع؟

نبيل الخوري/المدن/الخميس 18/04/2019

اعتاد اللبنانيون على التعايش مع فكرة التدويل منذ عام 1978. رداً على الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان آنذاك، تحركت الأمم المتحدة وأرسلت قبعاتها الزرق (قوات اليونيفيل) في مهمة حفظ سلام لا تزال مستمرة حتى اليوم، وبصيغة معززة بموجب القرار 1701، الذي أقره مجلس الأمن في نهاية حرب تموز 2006.

تدويل سياسي

التدويل عام 1978، أتى في ظل الفوضى الأمنية اللبنانية والفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بما يشكلان من تهديد لوجود الدولة كدولة في لبنان، كونهما ينتهكان سيادتها، وسلامة ووحدة أرضها، ويمنعانها من ممارسة سلطتها على كامل هذه الأرض. لكن  التدويل لا ينحصر بمسألة جنوب لبنان، بل يشمل الوضع السياسي الداخلي، مع صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن في أيلول 2004. وأحد أهدافه كان خروج القوات السورية من لبنان. هدف آخر له يتمثّل في نزع سلاح الميليشيات. المقصود هنا سلاح حزب الله. بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، اتخذ التدويل بُعداً قضائياً، مع إطلاق لجنة التحقيق الدولية، ثم مع تأسيس محكمة دولية لمحاكمة الفاعلين. إضافةً إلى كل ذلك، إدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، برعاية أممية.

الانتقاص من السيادة

حين تتعرض أي دولة لتهديد كهذا، يأتي التدويل ليساهم في تكريس بقائها على قيد الحياة. ويكون الهدف الأقصى منه مساعدة هذه الدولة على التخلص من هذا التهديد نهائياً. وإذا استحال ذلك، يتم الاكتفاء بالهدف الأدنى الذي يتمثل في تمكين الدولة، مهما كثرت نقاط ضعفها، من الاستمرار ومن تحقيق التوازن مع الفوضى أو مع الاحتلال، أي مع العوامل التي تنتقص من دورها ووظيفتها وتهدد وجودها. بمعنى آخر، قد لا يؤدي التدويل إلى وضع حدّ لمحنة الدولة. لكنه يفرض معادلة تستمد منها ما يكفي من القوة للصمود بانتظار تبدّل الظروف، مع أن التدويل ينطوي على مفارقة، لأنه يعكس بحد ذاته شكلاً من أشكال التفريط بالسيادة، في الوقت الذي يوفّر فيه مظلة حماية للدولة المعنية، كما هو حال الواقع اللبناني. كل ما حققته هذه المعادلة حتى اليوم، سواء مع الاحتلال الإسرائيلي أو السوري، أو مع كل صِيَغ "الدولة داخل الدولة" في لبنان، هو التوازن. أي تبقى الدولة منقوصة السيادة لكن التدويل يفترض وجودها، ويكرس نظرياً كل عناصر هذا الوجود. التوازن يتحقق من خلال دعم منظمة الأمم المتحدة لها، وذلك بانتظار حل المشاكل التي تمنع عودتها إلى وضعها الطبيعي كدولة كاملة السيادة.

التعايش مع حزب الله

في ما يتعلق بحزب الله، اكتفت الولايات المتحدة الأميركية إلى حدٍ ما، حتى الأمس القريب، بمعادلة التوازن التي يفرضها تدويل المسألة اللبنانية. أما حزب الله، المدعوم من إيران، فقد تعايش مع هذه المعادلة وقبل بشروطها. الحصيلة تشير إلى أن تصرفه هذا صب في مصلحته، لأنه تمكّن حتى الآن من تكريس تفوّقه السياسي على الساحة اللبنانية. وبدأ تدريجياً يوظّف هذا التفوّق داخل ما تبقى من الدولة، التي يُراد من التدويل الحفاظ عليها وتأمين مظلة حماية أساسية لها. فغدا حزب الله صانعاً رئيساً ومباشراً للقرار فيها، عدا عن كونه يتمتع بكيان داخلي مستقل عنها. لعل هذا التحول، الذي تكرس مع الانتخابات النيابية عام 2018، وما نتج عنها من تحكم لحزب الله بتشكيل الحكومة، هو العامل الذي أثار غضب الإدارة الأميركية التي بدأت، على ما يبدو، ترى أن التدويل وحده لم يعد كافياً بوجه تزايد نفوذ حزب الله ودوره في لبنان. فكان خيارها باللجوء إلى عقوبات مالية، أحادية الجانب، تطال مباشرةً حزب الله، بعدما كانت تكتفي باستهداف عرّابته إيران. فهل تؤسس العقوبات الأميركية بموازاة التدويل، لمرحلة ما بعد تفوق حزب الله؟

هذا الهجوم الأميركي جديد من نوعه، وغير مجرب لبنانياً. يهدف إلى إضعاف الحزب مالياً واقتصادياً، كمقدمة لانتزاع تنازلات سياسية (رفع هيمنته عن الدولة) وعسكرية (نزع سلاحه) منه. لا يزال من المبكر الحديث عن مرحلة التنازلات. لكن تتعدد السيناريوهات المحتملة بشأنها.

التنسيق مع إسرائيل

يمكن للعقوبات الأميركية أن تكون واحدة من سلسلة خطوات منسقة مع الإسرائيليين، على قاعدة تقاسم المهمات. تتولى واشنطن خنق الحزب اقتصادياً، ثم تشن إسرائيل حرباً مدمرة لمحاولة القضاء عليه. لكن في المقابل، يمكن للعقوبات أن تعني دخول واشنطن بشكل مباشر على خط المسألة اللبنانية، وما يفرضه ذلك من تراجع لدور إسرائيل، وربما شبه إقصاء لها عن إدارة هذا الملف، ما يعني أن الحرب خيار مستبعد. في الحالة الأولى، تصح التكهنات حول أن استقرار لبنان لم يعد أولوية أميركية من الآن فصاعداً. في الحالة الثانية، لن يكون الاستقرار الأمني على المحك، لا سيما أن اهتمام واشنطن بتفعيل دورها في لبنان يتزايد في الآونة الأخيرة، وإلا كيف يمكن تفسير دعمها المستمر للجيش اللبناني، وتهافت موفديها وبناء سفارتها بأكلاف تتعدى المليار دولار؟ لكن الوضع السياسي والاقتصادي اللبناني سيكون مرهوناً بالمدى الذي سيصل إليه الهجوم الأميركي. هل ستكتفي واشنطن بعقوبات مدوزنة بشكل لا تؤذي سوى حزب الله؟ أم أنها ستبدأ بتوسيع دائرتها لتطال، كما يُشاع، أوساط حركة أمل ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، وربما أيضاً أوساط رئيس الجمهورية ميشال عون، وصولاً إلى مؤسسات رسمية، كالمرفأ والمطار.. وما يتمخض عن ذلك من أذى للدولة اللبنانية ككل؟

مواجهة لامتكافئة

سواء استهدفت العقوبات الأميركية حزب الله وحده، أو شملت معه بقايا الدولة التي كانت ولا تزال محمية بواسطة التدويل، لا يستطيع الحزب إنكار حجم الأزمة الناتجة عن العقوبات. صحيح أنه من المبكر الآن حسم خياراته بشأن مواجهة هذه الأزمة، لكن طبيعتها تختلف عن أزمات سابقة تعرض لها الحزب. في الحروب مع إسرائيل، نجح "الحزب" في فرض التوازن. وأدار بمهارة جميع الأزمات السياسية والأمنية التي عاشها في الداخل اللبناني، وخرج منها بتسويات لم يقدّم فيها أي تنازلات فعلية لصالح خصومه، لا بل فرض تفوقه السياسي على الساحة اللبنانية. أما الأزمة ذات البعد الاقتصادي، التي تتسبب بها العقوبات الأميركية، تتعلق بمجال ليس له اليد الطولى فيه. سيخوض مواجهة غير متكافئة، في ظل إمكانات واشنطن الاقتصادية الهائلة. وأي خيار، ساذج، أو غير مدروس، أو غير عقلاني، سيؤثر ليس فقط على الحزب بل على ما تبقى من الدولة وعلى المجتمع اللبناني بأكمله. لعل واشنطن تنوي قلب الطاولة على الجميع، وتخطط بكل دقة لإيصال الحزب ولبنان إلى هذا المأزق، مفترضةً أن الخروج منه سيكون على حساب التفوق السياسي لحزب الله، وبطبيعة الحال على حساب دوره الإقليمي.

 

لن أتظاهر ضد خفض الرواتب

توفيق شومان/17 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73932/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%86-%d8%a3%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%b6%d8%af-%d8%ae%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%aa%d8%a8/

أولئك الذين يتظاهرون اليوم ضد خفض الرواتب: من انتخبوا؟

أولئك الذي يُضربون اليوم ضد خفض الرواتب: لماذا تحمسوا وانفعلوا وأعادوا انتخاب من انتخبوهم قبل عقد وعقدين وثلاثة؟

أولئك الذين يهتفون اليوم ضد أهل السياسة: أوليسوا هم انفسهم من بايع أهل السياسة؟

أولئك الذين يقولون اليوم للطبقة السياسية: لا تمدوا أياديكم إلى جيوبنا أوليسوا هم الذين سكتوا حين مدت الطبقة السياسية أياديها إلى جيوب الدولة وخزينة الدولة؟

أولئك الذين يخافون اليوم من الجوع: أليسوا هم أنفسهم الذين أقفلوا آذانهم عن أنين الجوعى لدى جيرانهم وسكتوا عن جوع أبناء مدنهم وأحيائهم وبلداتهم وقراهم؟

أولئك الذين يضربون اليوم ويصرخون بوجه الأحزاب: أليسوا هم أنفسهم من استقتل واستمات للدفاع عن الأحزاب؟

أولئك الذين يصرخون ويضربون اليوم رافعين شعارات أين حقي: أوليسوا هم الذين صمتوا عن المحاصصة والمقاسمة بين أمراء الطوائف؟

أولئك الذين يهتفون اليوم بإسم الوطن: أوليسوا هم الذين مشوا وساروا تحت ألوية الطوائف وبيارق الطوائف وشعارات الطوائف؟

أولئك الذين يصرخون ويهتفون ويضربون اليوم بعدما طال الفساد رواتبهم: أين كانوا حين حول أهل الفساد دولة بكاملها إلى منظومة فساد وثقافة فساد وإدارة فساد؟.

أولئك الذين يتظاهرون ويضربون اليوم: هل يقولون كلنا للوطن إذا لم يمس أهل السياسة جيوبهم ورواتبهم؟

أولئك الذين يضربون ويتظاهرون ضد خفض رواتبهم ماذا يفعلون لو قالت لهم أحزابهم وقال لهم أمراء طوائفهم اصمتوا واسكتوا ماذا عساهم فاعلين يا ترى ؟

أولئك الذين يحتجون على خفض الرواتب ألم يستعينوا بأحزاب مستقوية وطوائف مستقتلة لينالوا وظيفة وراتبا، وهي هي الأحزاب وهي هي الطوائف قررت مكانهم وشاءت زمانهم وأرادت ما تراه وما ترتئيه لهم قبل خفض الراتب وبعد خفض الراتب؟

أولئك الذين يقبضون من الدولة وأعلوا أحزابهم على الدولة ورفعوا طوائفهم على الدولة بوجه من يصرخون وضد من يحتجون؟

هل يحتجون على الطوائف الحاكمة أم على الدولة غير الموجودة؟

أوئك المحتجون هل سألوا مرة: ماذا فعلنا بالدولة ؟

كيف بررنا استباحتها؟

كيف غزوناها وسلبناها وسبيناها أحزابا وطوائف وأفرادا وجماعات؟

أولئك الذين قالوا إن أحزابهم فوق الوطن وإن طوائفهم فوق الوطن علام يحتجون؟

ومن يستصرخون؟

أيستصرخون وطنا لم يبق ووطنا غير موجود؟

أولئك الذين يحتجون أوليس أكثرهم قال: ان حزبي على حق؟

أولئك الذين يحتجون أوليس أغلبهم قال: ان طائفتي على حق؟

كم واحد منهم قال: إن وطني على حق؟

أولئك الذي يخافون ويخشون خفض رواتبهم بعدما وصل فساد أهل السياسة إلى جيوبهم هل يدركون أن وطنا كان من أجمل الأوطان حوله أهل السياسة إلى وطن النفايات؟

هل يعرف أولئك المحتجون اننا نعيش فوق النفايات وتحت النفايات ونأكل نفايات ونتنشق نفايات؟

هل سمعوا بالنفايات ؟ولماذا لم تحركهم النفايات؟

ولماذا لم يأخذ منهم انقطاع الكهرباء مأخذا؟

لماذا لم يضعوا أياديهم على قلوبهم جراء الفوضى العامة والأمن الفلتان والرشى المستفحلة في كل مكان؟

ولماذا لم يحتجوا على المحسوبيات والإستزلام والإسترقاق السياسي؟

ولماذا لم يحرك بهم الغلاء ساكنا؟

اولئك المحتجون هل يصرخون من أجل الوطن؟

هل يصرخون من أجل الدولة؟

هل يقولون كلنا للوطن إذا لم تمس عقارب الفساد وأفاعيه جيوبهم ورواتبهم؟

هل يصححون حراكهم واحتجاجهم و ينشدون: كلنا للوطن؟

فتكون صرختهم في سبيل الوطن؟

ويكون احتجاجهم بابا ومدخلا لإعادة بناء الوطن؟

هل يقولون وينشدون: كلنا للوطن ؟

 

د. وليد فارس لجريدة الرياض: قلب الأكثرية العربية الطاولة على الإخوان المسلمين جعلهم في موقع دفاعي وضعيف واللوبي القطري الإخواني متوغل في عمق السياسات الأميركية

واشنطن - هديل عويس/الرياض/17 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73934/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

مع صعود الأصوات الجمهورية في واشنطن التي تشير إلى مواطن خلل في الإعلام اليساري الذي بات يأخذ منحى إيديولوجي منطلقاً من عمق ما تروج له المنابر القطرية وفي مقدمتها الجزيرة، يشرح الدكتور وليد فارس المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شؤون الشرق الأوسط لـ»الرياض» أبعاد التوغل القطري في الإعلام الأميركي حيث يشير د. فارس إلى عمق وقدم هذا التأثير وأخذه طابعاً إيديولوجياً، فقطر اتجهت نحو الجماعات الإخوانية المهاجرة إلى الولايات المتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي وما قبله والتي أسست للتأثير في سياسات الولايات المتحدة بشكل يخدم قضايا الإخوان المسلمين ضاربين بعرض الحائط قضايا المنطقة الأساسية المحورية وتحدياتها، ويرى د. فارس أن هذا التدخل بات اليوم مفضوحاً وباتت وجوه أميركية مؤثرة تتحدث عنه لأن هذه الجماعات التابعة للإخوان ذهبت بعيداً هذه المرة بإطلاق حملات ضد العشرات من الساسة الأميركيين ومسؤولي إدارة ترمب، الأمر الذي لفت الأنظار إلى خطورة تأثيرها أكثر من السابق. وإلى نص حديث د. وليد فارس لـ»الرياض»:

كيف وصلت قطر إلى التأثير في خطاب منابر إعلامية أميركية كبرى، البعض يقول اشترتها، وهذا ربما تعبير فضفاض، فما نراه له طابع إيديولوجي إلى جانب المصلحي، كيف تم هذا الوصول وما هي جذوره؟

تأثير اللوبي الإخواني قديم جداً في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يأتي من تأثيرات قديمة تعود إلى السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث أتت موجة من نشطاء الإخوان من المنطقة ودخلوا عالم الأكاديميات في أميركا وشكلوا شبكة أثرت في الصفوف وفي التلاميذ والأكاديميين وبالتالي عمق التأثير الإخواني في أميركا هو أعمق من أي تأثير خارجي آخر. وصحيح ما يقوله الخبراء أن التأثير الإخواني في السياسات الخارجية منطلق من تأثيرهم في السياسات التربوية في أميركا وبالتالي تم إنشاء جيل من المتأثرين بهم وبطروحاتهم ورؤاهم لكل ما هو غير إخواني في المنطقة العربية. فهم انتقدوا اليسار والليبراليين والأقليات والأنظمة، مؤثرين على النخبة التي تقود السياسات الخارجية، دافعين السياسات الخاصة بالشرق الأوسط إلى اتجاه يماشي مزاج ورؤى جماعة الإخوان المسلمين. أما قطر، فمدت الجسور مع هذه النخبة الإخوانية في الولايات المتحدة للدخول إلى عمق التأثير في أميركا، وذلك منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وبروز حكومة قطرية تنوي بسط سيادتها في العالم العربي وكأنها ربطت نفسها مع الحركة الإخوانية العميقة في الولايات المتحدة وطبعاً عبر دعمها بطرق مختلفة منها التمويل. كذلك كانت بعض الدراسات ومنها مقال في إحدى المنابر الأميركية يشرح كيف قام اللوبي القطري «الإخواني» بالتعامل مع شركات للتأثير على الحزبين وهناك دراسات توضح كيف أن هذا اللوبي استهدف عشرات الأشخاص من أركان إدارة ترمب وتوغل حتى في عمق السياسات المحلية الأميركية وليس فقط السياسات الخارجية.

الآن باتت هناك منابر أميركية تتحدث عن هذا التأثير القطري وتخشى منه، فما هي الخطوات الجدية التي قد تتخذ تجاه هذا النفوذ؟

اللوبي القطري الإخواني، له تواصلات بفضل العمق الإخواني، ربما بفضل الدعم المادي السخي، ولا نتعجب أن يكون اللوبي القطري الإخواني قد اتبع هذه الطرق للوصول إلى الإعلام الأميركي وهذا ليس مقصوراً على سي إن إن، فشبكة قطر والإخوان في أميركا شبكة متشعبة للغاية، لا يمكننا معرفة مدى ارتباطاتها وتشعباتها، إلا إذا قام الكونغرس الأميركي بالمطالبة بكشف هذا التأثير وعمقه. الكونغرس ضيع وقت أميركا لعامين للبحث في مزاعم تدخلات وتأثير روسيا على حملة وحكومة ترمب، ليتبين بعد إنهاء ملف مولر أنه لم يكن هناك علاقة بين البيت الأبيض الحالي وتأثير روسي على الحملات الأميركية. وبالتالي من باب أولى البحث في تشعبات وعمق التأثير الإخواني والقطري وأيضاً ربما اللوبي الايراني الممتد من الحرب الباردة حتى اليوم.

ابن الرئيس ترمب، والرئيس من قبله، غردوا مشيرين إلى قلق من تدخلات قطر وتأثيرها على بعض المحاور في السياسية الأميركية، ماذا يعني اقتناع الدائرة المقربة من هرم السلطة التنفيذية بهذه الحقائق؟

الرئيس ترمب وابنه غردوا في هذا الاتجاه مما سلط الضوء على هذا الملف.. لكل مواطن أميركي اليوم الحق بالمطالبة بفتح تحقيقات كهذه، إذا كان هناك اعتقاد بأن هذه التدخلات القطرية تؤثر على الأمن القومي الأميركي، وبالتالي من الممكن عقد جلسة استماع في الكونغرس، وطبعاً نحن نقول إنه ربما من الواجب فتح تحقيق بالتأثير القطري تحديداً ليس لأنها الوحيدة التي تحاول أن تؤثر في واشنطن، فواشنطن كلها قائمة على صناعة الحملات والسعي للحصول على تأثير ونفوذ سياسي وهو أمر تقوم به كل الدول، الا أن الوضع في حالة قطر يؤثر فعلاً على تموضع الأمن القومي الأميركي وهو أمر يستحق البحث.

أنت تقول إن التأثير الإخواني والقطري قديم في أميركا، فلماذا نرى اليوم أعلى السلطات الأميركية تشير إليه بشكل غير مسبوق؟

في التسعينات، كنت من أوائل من قدموا شهادات للكونغرس في أميركا حيث كنت أستاذاً جامعياً، وبعد هجمات سبتمبر 11، كنت أحذر من خلال تحليلي في شبكات أميركية من الأدوات التي تستخدمها قناة الجزيرة وهي بيد النظام القطري، ويتحكم بها الإخوان المسلمون، كنت أذكر أن الجزيرة ليست منبراً إعلامياً طبيعياً، بل ذراع إعلامي مدعوم رسمياً من قبل النظام القطري ويؤدي مهمة ما، كنا نحذر ولكن كان اللوبي الإخواني هنا قوي بما فيه الكفاية لينقل للرأي العام الأميركي أن الجزيرة تمثل الرأي العام العربي.. والأحداث والانقسامات الأخيرة أثبتت أن الجزيرة لا تمثل كل الرأي العربي العام ولكن جزء بسيط وأصحاب إيديولوجيا معينة فقط. النظام القطري وخاصة منذ الأزمة مع دول الخليج، ضاعف قدراته للتأثير في واشنطن، إلا أنهم باتوا في موقف دفاعي، منذ أن أشارت الأكثرية العربية «التحالف العربي» بقيادة المملكة إلى السلوك القطري، ومنذ اختيار الرئيس ترمب للسعودية كوجهة أولى له ومخاطبته من خلالها زعماء المنطقة، شعرت قطر حينها أنها فعلاً معزولة سياسياً وتخسر، فباتت الشبكة القطرية تتحرك لضرب هذا التحالف وهذه المصالح المتقاربة بين الأكثرية العربية وأميركا، فحركت كل أذرعها في واشنطن والمنطقة بشكل أكبر من أي وقت مضى.

 

تربيع الدائرة في السياسة اللبنانية

د. توفيق هندي/اللواء/18 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73963/%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/

في علم الرياضيات لا حل لمشكلة تربيع الدائرة.

ماذا في واقع السياسة في لبنان؟

من رابع المستحيلات أن تتمكن الطبقة السياسية الحاكمة من إيجاد حل للوضع الإقتصادي والمالي الكارثي الذي يرزح تحته لبنان.

حاجزان أساسيان يمنعانها من ذلك :

من جهة، من المستحيل أن تطلب من حزب الله أن يسلّم سلاحه للجيش اللبناني (علما بأن الكل يشيد به بمن فيهم حزب الله) لأنها وبدرجات مختلفة، تخضع لمشيئته عن قناعة بالنسبة لبعضها أو نتيجة حسابات سلطوية أنانية لبعضها الآخر.

ولكن، لو ذلك قُدّر له أن يحصل افتراضيا، لكان تخلّص لبنان من العبء الضخم الذي يفرضه عليه «اقتصاد المقاومة» وتشرّعت الأبواب السياسية وغير السياسية من الداخل والخارج، ليس فقط لإخراجه من كبوته الاقتصادية والمالية إنما لاستعادته سريعا عافيته في المجالات كافة استقرارا سياسيا وأمنيا حقيقيا وازدهارا وبحبوحة اقتصادية.

من جهة أخرى، من المستحيل أنْ تقوم هذه الطبقة بمحاربة الفساد بشكل فعلي وفعّال لأنّ قسما منها هو الفساد بعينه، ولأن القسم الآخر متواطئ بصمته عن فساد شركائه في السلطة نتيجة حساباته ونهمه السلطوي اللامتناهي.

فمن نافل القول إنها لن تعيد إلى صناديق الدولة من تلقاء نفسها مليارات الدولارات التي سرقتها من الشعب.

وهي تعمد لإلهاء الشعب والتستير على عورتها، على ملاحقة بعض صغار الفاسدين.

لذا، منطقياً الحل الوحيد الذي يمكن أن يفي بالغرض، ولنعترف بأنّه صعب التحقيق، وأن البعض قد يعتبرونه ضرباً من الخيال والتمني، نظراً إلى موازين القوى الإقليمية والداخلية، هو التالي:

1- عناصر هذا الحل مترابطة بمعنى أنّه لا يمكن تحقيق عنصر دون تحقيق الآخر.

2- الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، فرنسا والمجتمع الدولي يضمنون مجتمعين متكافلين سلامة الأراضي اللبنانية ويضغطون على إسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية بما يضمن كامل حقوق لبنان.

3- يسلّم حزب الله سلاحه إلى الجيش اللبناني ويحصل على ثمنه، ما يسمح له بمساعدة عناصره للتحول إلى الحياة المدنية والدخول في الدورة الاقتصادية بانتظار عودة الاقتصاد إلى عافيته الكاملة. لا شك في أن لبنان بحاجة في البداية إلى مليارات الدولارات كمساعدة فورية من القوى الخارجية والعربية. من نافل القول إن توفيرها مضمون إذا كان من ضمن حل متكامل أحد عناصره هو تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني، إذ إنّ هذا الأمر يشكل تطوّراً استراتيجياً في غاية الأهمية بالنسبة لللاعبين الإقليميين والدوليين وهو لصالح الإستقرار في الإقليم وليس فقط للبنان.

4- تحت رقابة المجتمع الدولي، يوضع قانون انتخابي لا يكون نتيجة محاصصة بين ما يسمّى مكوّنات السلطة وتُجرى انتخابات نيابية مبكرة يؤمل منها أن تجدّد الطبقة السياسية وتشكل بداية الخروج من المأزق وبداية الطريق لمسيرة استعادة لبنان الكيان والدولة والإزدهار والعدالة والسيادة والإستقلال والحرية.

 

أميركا تشدد الحصار على حزب الله وتطوّق لبنان

علي الأمين/العرب/18 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73968/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7/

يدرك الوزير الأميركي أن لبنان الخاضع لنفوذ إيران من خلال ذراعها حزب الله، يقع تحت ضغط أزمة اقتصادية ومالية خانقة، بل إنه في "مرحلة الانهيار".

سيف العقوبات الأميركية مصدر قلق للعديد من الجهات الرسمية

زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى لبنان لا يزال يتردد صداها في أروقة الساسة اللبنانيين، فالوزير الأميركي الذي قدم إلى بيروت قبل أكثر من أسبوعين، وجّه رسائل واضحة تتصل بحزب الله الذي سيطر إلى حدّ كبير على القرار في الدولة اللبنانية، وهي رسالة حملت تحذيرا من أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتهاون بشأن استصدار قرارات عقابية ستطال جهات لبنانية تنسق مع الحزب، فيما ستواصل واشنطن استصدار قرارات تتصل بما تعتبره تنفيذاً لقانون وضع حزب الله على لائحة “المنظمات الإجرامية”.

يدرك الوزير الأميركي أن لبنان الخاضع لنفوذ إيران من خلال ذراعها حزب الله، يقع تحت ضغط أزمة اقتصادية ومالية خانقة، بل إنه في “مرحلة الانهيار” كما نقل زوار رئيس الحكومة سعد الحريري عنه هذا التوصيف، إضافة إلى أن قرارات “مؤتمر سيدر” الذي عقد في فرنسا قبل أكثر من عام، هي مشروطة بسلسلة إجراءات على الحكومة اللبنانية تنفيذها للحدّ من العجز في الموازنة العامة، وإغلاق مزاريب الهدر والفساد، وهو ما يجعل الحكومة اللبنانية أمام تحديات تتصل بإعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها، ولاسيما القضاء الذي يعوّل عليه لجهة وقف الفساد أو مكافحته، من خلال القيام بدوره كاملا.

وعلى إثر مغادرة بومبيو لبنان، توجّه وفد نيابي إلى واشنطن، للقاء دوائر الكونغرس المعنية ومسؤولين في الخزانة الأميركية، من أجل توضيح الموقف اللبناني، وإجراء مباحثات غايتها التخفيف من الإجراءات الأميركية، في موازاة تعهد لبنان الالتزام بالقوانين التي يتطلبها التعامل مع المؤسسات الأميركية، ولاسيما في شأن الأموال وانتقالها ضمن الآليات البنكية، وما يمكن الإشارة إليه في هذا السياق أيضا أن الوفد اللبناني سمع من مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، كلاما واضحا، حيال إنهاء مشكلة الحدود مع إسرائيل، خاصة وأن قضية الحدود ترتبط أيضا بملف آبار النفط والغاز المختلف على حدودها في البحر.

احتمال حصول حرب بين حزب الله وإسرائيل سيبقى واردا، ويمكن أن يتحوّل إلى قرار، خاصة إذا ما حاولت واشنطن نزع ورقة الحدود اللبنانية مع إسرائيل من يد طهران

وفي سياق العقوبات الأميركية، أقدمت وزارة الخزانة الأميركية على إدراج شركة شمس للصيرفة وصاحبها فؤاد شمس، متهمة إياه بالقيام بعمليات تبييض أموال ونقل أموال مخدرات إلى حزب الله، وهو ما نفاه شمس. لكن صدور هذا القرار يعكس استمرار وتيرة العقوبات وتشديدها، فيما يجري التداول في بيروت عن قرارات تطال مسؤولين قريبين من بعض القيادات السياسية في حزب الله، إضافة إلى ما يتم إدراجه من شركات وشخصيات على لوائح العقوبات، بسبب ما تعتقده واشنطن أنه تورط من هؤلاء في عمليات مالية استفاد منها حزب الله.

وفي المعلومات المتداولة أنه سيتم تنفيذ عقوبات على بعض من يعتقد أنهم تورطوا في سحب أموال عراقية كانت أُودعت في زمن النظام السابق أي قبل العام 2003 في بنوك لبنانية معروفة ضمن صفقة شارك فيها أكثر من طرف، ويُعتقد أن المبلغ الذي جرى سحبه من ثلاثة بنوك وبتغطية شبه رسمية بلغ نحو ثلاثة مليارات دولار أميركي، جرى تقاسمها بين أربع جهات بما فيها بعض الأسماء التي كانت أودعت هذا المبلغ بحسابات رقمية وغير اسمية. وبالتأكيد فإن الجهات العراقية الرسمية ليس لديها علم بهذه الصفقة.

الملفات التي يجري إعدادها من أجل استصدار عقوبات أميركية، ترافقت مع تطمينات أميركية نقلها سفير لبنان في واشنطن، أن لا عقوبات أميركية على الرئيس نبيه بري، بعد أن تداولت وسائل إعلام عربية ولبنانية معلومات عن عقوبات مرتقبة على رئيس مجلس النواب الذي هو رئيس حركة أمل أيضا، وهذا ما نقله أعضاء الوفد اللبناني الذي عاد من واشنطن، من أنه لم يسمع أي إشارة أميركية على هذا الصعيد. على أن ذلك لا يعني عدم صدور قرارات تستهدف بعض الأفراد والمؤسسات التي تعتقد واشنطن أنها متورطة في دعم حزب الله من خلال عمليات تصفها بغير القانونية، وما ينقله أحد أعضاء الوفد اللبناني الذي زار واشنطن أن المسؤولين الأميركيين الذين التقوهم سواء في الكونغرس أو في وزارة الخارجية وفي وزارة الخزانة، يريدون من لبنان أن ينتقل من وضعية الساحة المفتوحة والمشرعة، إلى دولة مؤسسات تُحكم من خلالها الدولة السيطرة بالقانون على كل ما يجري ضمن أراضيها، وقد وجّه المسؤولون في وزارة الخارجية تنبيها لجهة انفلات الحدود مع سوريا، والتي تحوّلت إلى مناطق يجري عبرها تنفيذ عمليات تهريب تطال كلّ ما هو ممنوع بين لبنان وسوريا.

القرارات الأميركية تلقي بثقلها على السلطة السياسية، وسيف العقوبات الذي تلوح به واشنطن بات يشكل مصدر قلق للعديد من الجهات الرسمية، فسياسة تشديد القبضة الأميركية على لبنان والتي تبدو واشنطن مستمرة باعتمادها، باتت تلقي بثقلها على حزب الله، الذي أصبح بدوره يتلمّس آثار هذه السياسة في تراجع قدراته المالية، سواء بسبب هذه القبضة أو نتيجة العقوبات الأميركية على إيران، فضلا عن الأزمة العميقة التي يعاني منها لبنان اقتصاديا وماليا والتي زاد من انكشافها سطوة إيران عليه، وما يمكن أن نسميه انكفاء الدول العربية ولاسيما الخليجية من لبنان إلى حدّ كبير إذا ما قيس الحضور العربي بما كان عليه قبل عقد من الزمن.

رسالة بومبيو حملت تحذيرا من أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتهاون بشأن استصدار قرارات عقابية ستطال جهات لبنانية تنسق مع حزب اللهرسالة بومبيو حملت تحذيرا من أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتهاون بشأن استصدار قرارات عقابية ستطال جهات لبنانية تنسق مع حزب الله

لبنان الذي يعاني من الانهيار المالي والاقتصادي هو أمام سلسلة تحديات وجودية على هذا الصعيد، والأرجح أن الحكومة التي تستسهلّ الحدّ من العجز عبر فرض الضرائب غير المباشرة، وتتفادى إجراء إصلاحات جدية ستطال بالضرورة قضية السيادة، هي أمام خطر انفجار اجتماعي بعدما “بشّر” وزير الخارجية جبران باسيل موظفي الدولة بعملية خفض الرواتب في سياق مواجهة الانهيار.

في موازاة ذلك فإن احتمال حصول حرب بين حزب الله وإسرائيل سيبقى واردا، ويمكن أن يتحوّل إلى قرار، خاصة إذا ما حاولت واشنطن نزع ورقة الحدود اللبنانية مع إسرائيل من يد طهران، وإذا ما كانت الأخيرة تجد في ذلك خطرا وجوديا على نفوذها في لبنان، سواء باسم الأمم المتحدة أو من خلال الدفع نحو مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل وقبرص باسم ترسيم الحدود المائية.

 

اتّهام أميركي للباراغواي بالتساهل مع "حزب الله"!

جورج حايك/الجمهورية/17 نيسان/19

يتحدّث تقرير أميركي بالغ الأهمية منذ أيام قليلة عن أنشطة «حزب الله» في أميركا الجنوبية، وتحديداً في الباراغواي ما اضطر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى زيارة العاصمة اوساسونا والطلب من السلطات فيها التعاون في تطبيق قانون العقوبات الأميركي على «الحزب». يتفق المحللون على أنّ «حزب الله» بدأ تسلّلَه الى أميركا الجنوبية أواسط الثمانينات حيث أنشأ أوّلَ معقل كبير له في منطقة على حدود ثلاث دول هي الأرجنتين والبرازيل والباراغواي. ومن هذه القاعدة التي تقع في قلب اميركا الجنوبية أسّس الحزب شركات لتمويل عملياته في الشرق الأوسط وغيره من الأماكن. وهذه الأنشطة والأعمال كانت مدرّةً لأرباح كبيرة بكل المقاييس، إذ أفادت دراسة أُعِدّت عام 2004 لحساب كلية الحرب البحرية الأميركية أنّ عمليات «حزب الله» في منطقة الحدود الثلاثية أكسبته نحو 10 ملايين دولار في السنة. ويقول تقرير صدر عام 2009 عن مؤسسة «راند» الأميركية إنّ «حزب الله» كسب نحو عشرين مليون دولار في السنة في تلك المنطقة ومن ثم فإنّ المنطقة الحدودية الثلاثية تشكّل أهم مصدر تمويل مستقل لدى «الحزب» وذلك حسب رأي الخبيرة الأميركية في شؤون الإرهاب ريتشل اهرن فيلد مؤلِّفة كتاب «تمويل الشر، كيف يتم تمويل الإرهاب وكيف نوقفه» (صدر في 2003).

ويقول الباحث الأميركي دوغلاس فرح «كان الإيرانيون يُنشِئون هياكل إستخبارية وعملانيّة في اميركا الجنوبية منذ الثمانينات، ولا يزال ذلك الاختراق ينمو منذ ذلك الحين، وهو يمتد من البرازيل والأرجنتين إلى كولومبيا وتشيلي والباراغواي والاوروغواي ليتوسّع خارج حدود المنطقة اللاتينية إلى أفريقيا وآسيا.

وفي شهادته أمام اللجنة الفرعية البرلمانية في تموز 2011 قال فرح: «حضور «حزب الله» في اميركا الجنوبية في ازدياد، إنه ينمو في قدراته الاقتصادية وفي تركيزه للنشطاء في المنطقة عبر التوسّع السريع للبعثات الدبلوماسية والاستخبارية والأعمال والاستثمارات الإيرانية».

أمام هذا الواقع، جاءت زيارةُ بومبيو إلى الباراغواي التي تعتبرها الإدارة الأميركية وفق التقرير الأخير «جنّة» «حزب الله» واتهمته بتدشين شراكة خلال الفترة السابقة مع عصابات المخدرات في تشكيل نقطة ارتكاز لعملياته في النصف الغربي للكرة الأرضية.

وأوضح التقرير الأميركي أنّ الأرجنتين والبرازيل أظهرتا استعداداً متزايداً لاتّخاذ إجراءاتٍ ضد عناصر «الحزب»، لكنّ الباراغواي لم تتّخذ الاتجاه نفسه، ما جعلهم ينقلون أنشطتهم اليها. وبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالباً بالضغط على رئيس الباراغواي ماريو عبده بينيتيز لتغيير سياسة بلاده حيال «الحزب»، إذ لا تزال إدارته ترفض الاعتراف بوجوده هناك. وتزعم السلطات الأميركية أنّ نادر محمد فرحات، وهو لبناني برازيلي اعتقلته الشرطة الباراغوانية في أيار 2018 بناءً على طلب واشنطن، من الشخصيات الرئيسة المرتبطة بـ»حزب الله». منذ ذلك الحين تنتظر وزارة العدل الأميركية تسليمه. وتكشف سجلّات المحكمة أنّ فرحات يواجه اتّهامَين منفصلين: تهريب المخدرات في ميامي من جهة، وغسل الأموال في المقاطعة الشرقية في نيويورك من جهة أخرى. وقد وصفته الإدارة الأميركية بالصيد الثمين نظراً إلى خطورة الملفات المتورِّط بها، خصوصاً أنّ كثيراً من الشركات المحلية في البارغواي اعتمدت على أعمال فرحات للصيرفة - المملوكة من الناحية الإسميّة لزوجته- والهدف القيام بغسل الأموال من خلال مبيعات إلكترونية. يسعى الأميركيون إلى إلزام السلطات الباراغوانية بتسليمهم فرحات خوفاً من هروبه أو تصفيته، وقد حصل ذلك سابقاً مع عنصرين من «حزب الله» كانا متّهمين بتهريب المخدرات وقد نجحا في الفرار من السجن في البارغواي عام 2017. لم تكن محادثات بومبيو سلسة مع سلطات الباراغواي وأنذرها بعواقب وخيمة إذا لم تتعامل بحزم وجدّية مع توسّع «حزب الله» هناك، بدءاً من تسليم فرحات. في المقابل، أثنى بومبيو على تعاون الباراغواي لمواجهة حكم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكن هذا لا يعني التساهل معها في السماح لـ«الحزب» بغسل المليارات في منطقة الحدود الثلاثية وحماية مموّليها من العدالة الأميركية، لذلك يطالب وزير الخارجية الأميركي سلطات البارغواي بإجراءات تفعّل قدرات النظام المالي لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب تحت طائلة ضمّ الباراغواي إلى القائمة السوداء إذا لن تفي بوعودها مثلها مثل إيران وكوريا الشمالية، ما يعني أنّ هذا البلد الأميركي الجنوبي سيواجه قيوداً مرهقة قد تعوق التجارة والاستثمار. في المقابل، سألت «الجمهورية» مصادر «حزب الله» تعليقها على الاتّهامات الأميركية ففضّلت التزامَ الصمت.

 

مبادرة النازحين الروسية وعودة سوريا إلى الجامعة

هيام القصيفي/الأخبار/17 نيسان/19

مع تكرار وزير الخارجية جبران باسيل، وتحديداً من موسكو، دعوته إلى استعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية، تتحدث مصادر سياسية مطلعة عن العلاقة العضوية بين المبادرة الروسية في شأن النازحين وعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وتقول هذه الأوساط إن المبادرة الروسية لعودة النازحين متوقفة حالياً، ولن يكتب لها النجاح، شارحة أن روسيا قدمت مبادرتها التي تلقفها لبنان بطبيعة الحال، لأنها شكلت له مخرجاً لهذه الأزمة بعدما سدّت أمامه أبواب الحلول الدولية التي كانت ترفض عودة النازحين إلى سوريا إلا تحت مظلة أمنية آمنة. فهي دفعت في اتجاه احتضان عربي ودولي لمبادرتها، تزامناً مع بدء ما يشبه الحملة السياسية الإقليمية لتحريك ملف علاقة سوريا بالدول العربية. في وقت قصير، بدا أن ثمة خطوات مكثفة أشاعت جواً عن قرب استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، ونشطت ديبلوماسية عربية إماراتية ومصرية، وكادت تكون سعودية، في اتجاه بدء استعادة الحضور العربي في سوريا وإعادة فتح سفارات فيها، تمهيداً للذهاب إلى مؤتمر القمة العربية في تونس، وفتح الباب أمام عودة دمشق إلى الجامعة. واستعادة سوريا موقعها العربي وعودة الدول العربية إليها، تعنيان في ما تعنيانه استثماراً مالياً في كثير من المجالات، وتشجيعاً للنازحين، وحلاً لمشكلة لبنان بحيث تُدفع الأموال للسوريين العائدين في سوريا، لا حيث يقيمون كنازحين. كانت روسيا تعوّل على هذه النقطة، لأن الدول المانحة التي رصدت تمويلاً كبيراً للنازحين لم تكن في وارد تحويل المبالغ لتأمين عودتهم وتحريك عجلة الاقتصاد السوري، فيما النظام السوري بعيد عن المحيط العربي والدولي. لكن موسكو بدفعها في اتجاه استعادة دور سوريا عربياً، كانت تعيد ربط المال الدولي بهذا الدور.

لكن الولايات المتحدة لم تعطِ الضوء الأخضر لهذا المسار، فيما هي تسعى إلى تطويق سوريا، ومعها إيران، وتفرض عقوبات عليهما وعلى حزب الله. لذا، قامت بتحرك مضاد، بمنع ترجمة خريطة الطريق الروسية إلى خطوات عملية، ما أدى إلى توقف الانفتاح العربي على سوريا وفرملة الاندفاعة الإماراتية والسعودية. وتلقائياً، توقفت المساعي لعودة سوريا إلى الجامعة، وخرج مؤتمر تونس من دون هذه الخطوة. تبعاً لذلك، تصبح المبادرة الروسية من دون ترجمة عملية. فسوريا، كما قررت واشنطن، لن تعود إلى الجامعة في ظل حكم الرئيس بشار الأسد، والدول العربية يجب ألّا تدفع أموالاً لإعمار سوريا، وأموال النازحين تُدفع حيث يقيمون، لا في سوريا.

ما تعرقل في تونس عربياً، وقف لبنان وحده ضده، وعلى لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان على الضفة الأخرى. فعون الآتي إلى تونس من روسيا بعد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد تلمّس إشارات روسية واضحة حول المبادرة المتعثرة. لكن لبنان بقي على موقفه من عودة سوريا، خصوصاً ألّا أفق أمامه في ملف النازحين سوى التمسك بالمبادرة الروسية، علّها تنتج في مكان ما حلاً لمشكلة تتفاقم درامتيكياً، وهي مرشحة لأن تتفاقم أكثر مع تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا. فعون سمع كلاماً واضحاً عن ضرورة التمسك بهذه المعادلة، لأن فيها خلاصاً للبنان من أزمة النازحين، ولا سيما أن وضع سوريا اليوم عالق بين مسارَي الأستانا وجنيف. وهذا يعني مزيداً من المراوحة في حلّ جميع الملفات المرتبطة بسوريا. لهذا، لم يأتِ كلام باسيل من دون أسس عملية واضحة، ولو أنه قد يثير مجدداً بعض ردود الفعل المحلية المضبوطة السقف.

فسوريا في وضعها الراهن لا قدرة لها ــ وقد سمع مسؤولون لبنانيون كلاماً واضحاً في هذا الشأن ــ على استقبال النازحين لأسباب اقتصادية ومعيشية وحياتية، وستضاعف عودةُ مليون سوري إليها، من دون أموال، من تدهور اقتصادها. ولبنان لا يمكن في المقابل أن يقف مكتوف اليدين تجاه هذه الأزمة، إذا استمر وضع سوريا معلقاً من دون أفق دولي للحل. وفيما سقطت كل المبادارت المقترحة، سواء من الجانب السوري أو من جانب قوى لبنانية، وفيما تدفع واشنطن ودول أوروبا فعلياً إلى إبقاء النازحين في لبنان، مهما كلف الأمر، لا يبقى أمام لبنان سوى المبادرة الروسية، مع علمه أنها ولدت ميتة رغم النيات الروسية الحسنة، ما دامت مرتبطة بمسار دول متناحرة وأموال لا تصرف إلا بأمر من واشنطن. ويعلم لبنان في الوقت نفسه أن عودة سوريا إلى الجامعة ليست رهناً بموقفه ولا بمطالبته، لكن تشبثه بها نابع من خوفه من أن يعيد توقفها، لأسباب تتعلق بالتجاذب الروسي الأميركي، والروسي الإيراني أيضاً، لبنان إلى النقطة الصفر مجدداً، ويضاعف من مخاطر أزمة اقتصادية لا قدرة له على تحمّلها.

 

لقد سرق الانقلاب إسمي

حازم صاغية/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

يجمع بين الانقلاب والثورة أنّهما يطيحان نظاماً من الأنظمة. لكنّ الاختلاف بينهما أنّ الثورة تفعل ذلك بقوّة الشعب، أو جزء أساسي منه، فيما يفعله الانقلاب بقوّة العسكر، أو بعض ضبّاطه وأمنييه. والثورة لا تستهدف السياسة فحسب، بل تستهدف الثقافة والاجتماع أيضاً. إنّها تشتغل على اللبّ. أمّا الانقلاب فيقتصر على تغيير السلطة، وكثيراً ما يتقلّص طموحه إلى تغيير بعض رموزها فحسب. إنّه اشتغال على القشرة. لهذا تبدو الثورة زاهية فخورة بذاتها: فهي تحدث في الساحات والميادين، على مرأى العالم ومسمعه. لكنّ الانقلاب، وهو يُهندَس في الغرف المغلقة، ويجري في العتم، يخجل من نفسه ومن اسمه. هكذا يسمّي الانقلابيّون صنيعهم ثورة، فينأون به عن التآمر المقيم فيه، وينسبون إليه أهدافاً مجيدة، كما يُدرجونه في خانة جليلة تتصدّرها الثورتان الأميركية والفرنسية. الثورة تؤلّف الأغاني التي تحتفل بالعالم. الانقلاب يؤلّف الأناشيد التي تهدّد العالم. والثورات ليست بالضرورة، وبالمطلق فاضلة، فهي أحياناً تؤسّس أنظمة تشبه تلك التي تؤسّسها الانقلابات، وقد تُخرج التآمر والدسائس من القمقم، وتسلّطها على الرقاب. لكنّ الثورات في شكلها الجديد، أي تلك المدنية واللاعنفية التي افتتحتها أوروبا الوسطى أواخر الثمانينيات، ثم اتّسمت بها بدايات الثورات العربيّة، فاضلة في المجمل، لا سيّما حين تُقاس بما ثارت عليه.

والحال أنّ المنطقة العربية أوغلت في الانقلابات العسكرية منذ استقلال بلدانها، وها هي اليوم، بغضّ النظر عن الأرباح والخسائر، توغل في الثورات الشعبية. أمّا مسارح التغيير فشاهدة على حدوث معظم الثورات حيث حدثت الانقلابات، فكأنّما هناك ميل شعبي إلى تنظيف التاريخ من إعاقات العسكر، ومن ثمّ استئنافه نظيفاً بالقدر الذي تُتاح فيه النظافة لأفعال التاريخ. هكذا تمرّ الثورة من حيث مرّ الانقلاب، وتستقرّ حيث استقرّ. وفي تأريخ حَدَثي بدأ الانقلاب العربي مع بكر صدقي في العراق عام 1936، ثمّ مع حسني الزعيم في سوريا عام 1949. لكنّ التأريخ التاريخي يرسم 23 يوليو (تموز) 1952 الناصرية انقلاباً أباً أنجب أبناء كثيرين. عسكريّو اليمن قلّدوا الطريقة الناصريّة مرات عدّة ما بين عبد الله السلاّل في 1962، وعلي عبد الله صالح في 1978. عسكريو سوريا، مستفيدين من ميراثهم الخاصّ مع حسني الزعيم وسامي الحناوي، خصوصاً أديب الشيشكلي، قلّدوا الطريقة إيّاها مع انقلاب «البعث» عام 1963، وهو الانقلاب الذي كان ذا بطن خصب في توليد انقلابات لاحقة توّجها حافظ الأسد في 1970. عسكريّو السودان أعطوا التقليد أساتذته الثلاثة المتعاقبين: إبراهيم عبّود في 1958، وجعفر نميري في 1969، وعمر البشير في 1989. عسكريّو ليبيا، ومن خلال معمر القذافي، استوردوا التقليد عام 1969 من جارهم القريب إلى الشرق، وكانت لهم إضافاتهم النوعية التي لم تخلُ من إيكزوتيكيّة.

تونس والجزائر كانا أعقد قليلاً، لكنّهما لم يخالفا القاعدة العامة في آخر المطاف. في تونس، أحكم الحبيب بورقيبة فصل الجيش عن السياسة، فلم يقم انقلاب عسكريّ. قام انقلاب أمني رعاه زين العابدين بن علي في 1989. في الجزائر، لم تفض «ثورة المليون شهيد»، على صعيد الحريات والكرامة الإنسانيّة، إلى نتائج أفضل مما تفضي إليه الانقلابات عادة. مع هذا، ففي 1965 أضاف هواري بومدين الملح اللازم إلى الطبق الجاهز، فانقلب على رئيسه أحمد بن بلّه. أمّا العراق، في المقابل، وهو من أبرز البلدان الانقلابية، فلم تأت الثورة ردّاً على انقلابه العائد إلى 1968، لقد جاء الردّ من الخارج، غير أنّ أكثرية العراقيين أيّدته ووَالته حينذاك. وعلى امتداد عقود، راح الانقلابيون يسحقون «أهلهم» ويهينونهم ويخرسونهم ويُفقرونهم، أمّا المادّة التي قايضوا بها فكانت مزاعمَ القضايا المصيرية والانتصارات الكاذبة، فضلاً عن الآباء الكالحين المرفوعين إلى مصاف العبادة. لقد أحلّوا الكذب محلّ الواقع الذي غيّبوه، فجاءت الثورات تستدرج الواقعَ إلى الواقع: حرية وكرامة وخبز وسلم. هذا هو الموضوع. واليوم، في السودان كما في الجزائر، يعود المكبوت غاضباً مرّة أخرى، فكأنّ لسان حال الثورة يقول: فوق كلّ ما صنعه الانقلاب الذي يخجل باسمه، فإنّه سرق اسمي أيضاً.

 

الخليج بين ضفتيه

حسين عبدالحسين/الحرة/17 نيسان/19

تقول صديقة تركية إن في نقاشاتهم حول تحالف أنقرة والدوحة، غالبا ما يرى الأتراك انفسهم أنهم سليلو حضارة عمرها مئات السنوات، فيما قطر هي دولة وليدة بلا تاريخ، وأن التحالف بينهما أسبابه سياسية آنية فحسب.

ومثل تركيا، تنظر إيران إلى الدول العربية جاراتها نظرة تباهي، فيعتبر الإيرانيون أنهم ينحدرون من حضارة عمرها آلاف السنوات، فيما الجزيرة العربية سكانها بدو رحل، بلا تاريخ ولا حضارة، وأنه لولا اكتشاف مخزونات الطاقة الضخمة عند عرب الخليج، لكانوا ما زالوا في مصاف البرابرة. لكن نظرتي تركيا وإيران تجاه العرب خاطئة، تاريخيا، وتنم عن عنصرية فاقعة.

لعرب الخليج تاريخ عريق ينافس التاريخ الإيراني والأوروبي

ومن يعرف تاريخ جزيرة العرب قد يعرف أنها تعرضت لعملية تغيير مناخي أدى إلى تحول معظمها من واحة خضراء إلى صحراء قاحلة. لكن سكانها لم يرحلوا، بل ابتكروا قنوات جرّوا فيها المياه من مصادر ارتوازية وغيرها، ووصل طول بعض هذه القنوات مئات الكيلومترات. تقنية هذه القنوات نقلتها إيران فيما بعد، وكان المؤرخون يعتقدون، حتى الماضي القريب، أنها اختراع إيراني، إلى أن تم اكتشاف الأصلية في واحات عربية، في العين في أبوظبي مثلا، وهي قنوات يسميها السكان أفلاج، المشتقة من فلج، وهي اللفظ المحلي للفظة فلق المذكورة في القرآن، والتي تعني خلق الكون بفتق كتلة واحدة. ويصف كتاب المسلمين رب العالمين بـ "رب الفلق“. وبسبب بقائهم في ديارهم التي راحت تتصحر، ولأن جزيرة العرب، وإلى شمالها، الصحراء السورية، شكلتا جسرا بريا إلزاميا لقوافل التجار بين الشرق والغرب، تحولت النقاط الصحراوية إلى معابر الزامية، وأثرى أهلها لمرور التجارة في أراضيهم. ثم بعد اكتشاف الرياح الموسمية فوق المحيط الهندي، مع بداية الألفية الأولى للميلاد، انتهت حصرية خطوط التجارة داخل جزيرة العرب والعراق والمشرق، وراحت تنافسها قناة الفراعنة، السابقة للسويس، والبحر الأحمر، وتقدمت أهمية مدن ساحل جزيرة العرب، مثل عدن ومسقط.

ومع صعود البرتغال وإسبانيا وبريطانيا كقوى بحرية، منذ القرن الخامس عشر، أرشد العرب البحّار البرتغالي فاسكو داغاما إلى الهند، فداغاما انطلق من البرتغال جنوبا، وأطلق اسم "رأس الرجاء الصالح" (كايبتاون) على المدينة الجنوب إفريقية، واستدار شرقا حول إفريقيا، ووصل سواحل زنجبار (تانزانيا وكينيا اليوم)، ومن هناك، قاده الملاّح العربي أحمد بن ماجد، ابن رأس الخيمة الإماراتية، إلى الهند.

إذا، لم يكن الإماراتيون برابرة، بل هم ابتكروا الأفلاج قبل آلاف السنوات، ونقلها عنهم الإيرانيون، وهم برعوا في الملاحة وفتحوا الباب أمام الأوروبيين إلى الهند، وبين التاريخين، لعبت الإمارات، مثل دول الخليج — الكويت والبحرين وقطر — دور محطات للملاحة التجارية بين العراق والبحر الأبيض المتوسط، من ناحية، والهند، من ناحية ثانية، وحصل ذلك بين ظهور الإسلام، في القرن السابع الميلادي، واكتشاف طريق الهند من أوروبا حول إفريقيا، في القرن الخامس عشر.

والدور العربي في التجارة البحرية العالمية موثق، على سبيل المثال في الآثار والنقود التاريخية التي تم العثور عليها في الدور، في إمارة أم القيوين، فضلا عن الآثار التي تركها الرومان ومن تلاهم في الكويت والبحرين (دلمون).

حتى اسم قطر يأتي من التسمية الآرامية القديمة بيت قطرايا، وجذر الكلمة هو كتل أو جدر، بمعنى حائط (كوتل بالعبرية) أو جدار، أي الجدار الذي يحيط بأرض فيجعل منها كتلة. واسم قطر مرادف ايتومولوجيا لاسم مدينة قادش الإسبانية، أقدم مدينة اوروبية، وهي أصلا مستوطنة فينيقية اسمها جدار (الجيم الفينيقية تلفظ مثل المصرية). والهيمنة العربية في الخليج واضحة، حتى على الضفة الإيرانية، التي يسكن مساحات واسعة منها عرب يعانون من اضطهاد طهران لهم. والآثار العربية التاريخية ماتزال قائمة في مواقع إيرانية، كما في جزيرة خرك، التي تحوي قبورا نبطية ومسيحية عربية. واستمرت السطوة العربية على الخليج مع صعود سلطنة عمان وزنجبار، التي سادت الخليج وبحر العرب والقرن الإفريقي، ولم تنته السلطنة في زنجبار الا في ستينيات القرن الماضي.

لم يكن الإماراتيون برابرة، بل هم ابتكروا الأفلاج قبل آلاف السنوات، ونقلها عنهم الإيرانيون

لعرب الخليج تاريخ عريق ينافس التاريخ الإيراني والأوروبي، وإن كانت القرون الخمسة الأخيرة جارت عليهم مع شح المياه والموارد، إلا إن الثورة النفطية كانت بمثابة ابتسام القدر لهم، وهي ابتسامة تعاملت معها غالبية الحكومات الخليجية بحكمة، فشيدت دولا تتفوق اقتصاديا ومعرفيا على دول ذات مخزونات نفطية مشابهة، مثل إيران والعراق، اللتين تعانيان من "لعنة النفط"، بدلا من العيش في نعيمه. في أبوظبي، الأسبوع الماضي، انعقدت القمة الثقافية السنوية الثالثة، التي جمعت خبراء من أكثر من 90 دولة، تباحثوا في كيفية حوار الحضارات، وكيفية الحفاظ على التراث البشري، الذي يعاني خطر الاندثار، كما في تدمر السورية والموصل العراقية. في أبوظبي، تناقش المثقفون، وعلى الضفة الإيرانية، كان مسؤولو الجمهورية الإسلامية يتوعدون الجيش الأميركي بالحرب. للخليج ضفتان ضاربتان في التاريخ وتتمتعان بمخزونات كبيرة من الطاقة، ضفة إيران الثورية تعيش في فاقة وعوز وانحدار فكري، وضفة العرب تعيش في نعيم ورغد ومؤتمرات ثقافية، وفي الفارق بين الاثنين دروس وعبر لمن أراد أن يعتبر.

 

سوريا والمقعد الخالي

حازم خيرت/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

يثار بين الحين والآخر جدل قانوني وسياسي حول غياب سوريا، الذي طال، عن جامعة الدول العربية، وما إذا كانت الظروف قد تبدَّلت، أو تجاوزت الأحداث تلك الأسباب التي أفضت إلى مثل هذا القرار الذي يمثل واقعاً عربياً لا يسعد القريب بقدر ما يفرح البعيد.

في حقيقة الأمر، فإن القواعد الحاكمة لمشاركة أو تجميد وتعليق مشاركة أو حتى طرد بعض الدول من عضوية المنظمات الدولية إنما تخضع لتفحيص مستفيض. أحياناً يعلو ما هو سياسي على ما هو قانوني، وأحياناً العكس، لكنه، في جميع الأحوال، تبقى قواعد تفضي أو لا تفضي إلى ما تقرره الإرادة السياسية المجمعة في وقتها. أما على الصعيدين الأممي والعربي فالأمم المتحدة، تلك المنظمة الأممية التي تضم دول العالم، وضع ميثاقها معايير واضحة لتجميد أو إيقاف أو فصل دولة عضو، فلقد نصَّت المادتان الخامسة والسادسة من الفصل الثاني لميثاق الأمم المتحدة والخاص بالعضوية أنه «يجوز للجمعية العامة أن توقف أي عضو اتخذ مجلس الأمن قِبَله عملاً من أعمال المنع أو القمع، عن مباشرة حقوق العضوية ومزاياها، ويكون ذلك بناءً على توصية ‏مجلس الأمن، ولمجلس الأمن أن يردَّ لهذا العضو مباشرة تلك الحقوق والمزايا. وإذا أمعن عضو من أعضاء الأمم المتحدة في انتهاك مبادئ الميثاق جاز للجمعية العامة أن تفصله من الهيئة بناءً على توصية مجلس الأمن». وهذا يعني أن ميثاق الأمم المتحدة وضع معايير واضحة بشأن وقف أو فصل العضو يصعب إخضاعها للتوجه السياسي العابر أو المؤقت!

ليس من الغريب إذن، أنه ومنذ نشأة الأمم المتحدة، لم يكن هناك سابقة لفصل أو تجميد عضوية لدولة عضو في الأمم المتحدة - ربما باستثناء حالة واحدة فقط عام 1974 ولم تستكمل إجراءات فصلها - عندما تم منع جنوب أفريقيا من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، وبعد أن أخفقت محاولات فصلها من الأمم المتحدة وفقاً للمادة السادسة بسبب «فيتو» أميركي فرنسي بريطاني.

أما جامعة الدول العربية، فلقد نصت المادة 18 من الميثاق «لمجلس الجامعة أن يعتبر أي دولة لا تقوم بواجبات الميثاق، منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إليها». أي أن ميثاق جامعة الدول العربية أقر «أيضاً» بأن تكون معايير الفصل بالإجماع.

ومنذ نشأة جامعة الدول العربية، هناك سابقتان لفصل أو تجميد العضوية، وهما مصر وسوريا (إضافة إلى ليبيا وإن كانت الفترة لم تتجاوز شهوراً قليلة) - والمصادفة هنا أن الدولتين هما من الدول المؤسسة للجامعة العربية، وأنهما حققتا حلما عربيا بالوحدة، وخاضتا معا معركة الكرامة ضد إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بتدارس الواقعتين - لكل منهما أسبابه المعروفة - فإنه يمكن القول بجلاء إن المخرج في حال رغب جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية إيقاف دولة عضو، هو الإجماع والتوافق، لا شيء غيره. فهذا هو الميثاق وتلك هي الممارسة.

فيما يخص تساؤلات السياسة والقانون فقد يطرح البعض تساؤلات شائكة: هل جامعة الدول العربية تتعامل مع الدول - حتى وإن كانت قد خرجت عن النص – كدولة أم نظام؟ وما معايير اتخاذ قرارات مجلس الجامعة؟ وهل تعاملت الجامعة بذات المعايير عندما قام صدام حسين بغزو دولة عربية عضو بالجامعة وهي الكويت ومحاولة محوها من الخريطة، وقصف دول عربية شقيقة أخرى مثل السعودية؟ وهل الدول التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتدعم بالسلاح والمال الحركات الراديكالية، وتنشر الفوضى، وتجلب دولاً إقليمية غير عربية لها أطماع مثل تركيا وإيران لبسط نفوذهما، تقوم بواجبات الميثاق وفقا للمادة 18 من ميثاق الجامعة أم تستحق الفصل هي أيضا؟ وثمة تساؤل آخر قد يدور بخلد البعض إن كانت النزاعات العربية - العربية المزمنة التي منعت توافق الآراء أمس واليوم هي التي أدت إلى تراجع الثقة بين الدول العربية، واتخاذ قرارات سيطرت عليها مراكز القوة في ظروف معينة. لا يستهدف طارحو تلك التساؤلات الدفاع عن أنظمة، بل استهداف التحليل الأمين للمصلحة العربية الكلية!!

في هذا الخضم، تتدافع رؤى ترى أن هناك دولا لها رمزيتها لا يمكن أن يظل مقعدها خالياً لسنوات، وهي تستند في موقفها أن قراءة التاريخ جيداً أثبتت أن تجميد أو فصل دولة عضو لا يرغمها عادة على تغيير مسارها أو سلوكها بل على العكس، الأمر الذي يزيد الوضع سلبية وتعقيداً وينعكس على الحالة العربية الراهنة. التساؤل الذي يطرح نفسه هو، إن كان نمط التصويت الذي ينظمه الميثاق لوقف أو تجميد عضوية الدول هو الإجماع، فلماذا يصر مجلس الجامعة الآن بأن عودة سوريا مشروط بالتوافق أو الإجماع وليس بالثلثين؟ (حتى إذا كان المبرر هو أن المجلس وفي قرارات سابقة، اعتمد التصويت بالثلثين على ما جاءت به المادة 18 قياساً على المسائل المتعلقة بتعديل الميثاق، لكن تبقى القواعد ثابتة وواضحة لا لبس فيها).

خلاصة القول إن قرار تجميد مجلس جامعة الدول العربية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 عضوية سوريا في الجامعة، على خلفية تداعيات الأزمة السورية بمختلف أوجهها الداخلية والخارجية، كانت توقعاته بأنه لن يمتد لفترة طويلة أسوة بتجميد عضوية ليبيا، ولم يكن الغرض منه الضغط على النظام لتغيير سياساته بقدر المراهنة على أن هذا النظام سيسقط قريباً أسوة بالأنظمة الأخرى لدول الربيع العربي، وأنه ستظهر قوى من المعارضة قادرة على الوصول لسدة الحكم، لكن الواقع الآن يبدو مغايراً، فالنظام لم يسقط، ولم تتوحد المعارضة لتحمل المسؤولية، بل ولا يوجد مؤشرات الآن لسقوط النظام على المدى المنظور، وهو ما باتت تدركه بعض الدول فبدأت في تغيير موقفها إزاء التعامل مع المشهد السوري التي تبدلت ملامحه لصالح النظام، إثر التدخل الروسي والدعم الإيراني ومن «حزب الله»، إضافة إلى وجود مخاوف من تقسيم سوريا وتحول مناطق النفوذ إلى أمر دائم، واحتمال استمرار الصراع الإيراني - الإسرائيلي على الأرض السورية.

وفي النهاية فإنه يتضح أن استمرار المقعد الخالي لسوريا في جامعة الدول العربية لا يزال يرسخ من فكرة المقاطعة غير المفيدة التي تخلق فراغاً عربياً، وللأسف هذا الفراغ يملأه الآخرون وأصبحت مقدرات الدولة السورية الشقيقة ومستقبلها في يد إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل والجماعات المتطرفة.

أتصور أننا كعرب لا نريد أن تتكرر تجربة العراق عندما تركناه لفترة طويلة، وعندما عدنا إليه كان الوقت قد تأخر. ونتطلع إلى وجود توافق عربي بعودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية رغم إدراكنا لصعوبة تحقيق هذا التوافق، وفي نفس الوقت على الحكومة السورية أن تعي جيداً أن من يريد عودتها ليس مكافأة لها أو تراجعاً عن ضرورة انخراطها في العملية السياسية ومسؤوليتها في حقن دماء الشعب السوري وتوفير الأمن والأمان له، وأن تدرك أن الدور الذي يقوم به أشقاؤها العرب ليس مؤامرة ضدها أو تدخلاً في شؤونها الداخلية، وإنما لدعمها لحفظ وحدة التراب السوري، ولمساعدتها للوصول إلى حل لوقف معاناة الشعب السوري الشقيق الذي يمر بواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، التي خلفت حتى الآن أكثر من 400 ألف قتيل و5.6 مليون لاجئ و6.5 مليون نازح و13 مليوناً في حاجة إلى مساعدات، والتدمير الكامل للبنية التحتية يحتاج لسنوات من إعادة الأعمار، تلك هي المأساة التي لا يمكن أن يغفلها أو يتغاضى عنها الضمير العربي.

- السفير المصري الأسبق في سوريا

 

في الجزائر وليبيا والسودان... ما هو حلم الإنسان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

من تعديلات الدستور المصرية التي تمدد فترة الرئيس، إلى تولي جنرالات الجيش السلطة، لمرحلة انتقالية كما هو معلن، في السودان، وهيمنة الجيش الفعلية على مسار الأحداث في الجزائر، إلى الصراع الشرس بين الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير حفتر، وحكومة طرابلس بقيادة فايز السراج المدعوم من جماعة الإخوان، يشخص سؤال كبير، ما هو المهم والأهم في حياة الشعوب، الديمقراطية، على الطراز الغربي الاسكندنافي أم الاستقرار والتنمية الاقتصادية والأمن؟ هل يهم المواطن المصري، العادي - وهو أكثرية الشعب - جدل المثقفين اليساريين أو المدنيين أو هجوم جماعة الإخوان - باسم الديمقراطية والخوف عليها! حول شرعية أو عدم شرعية التعديلات الدستورية الأخيرة؟ هل المهم أن يحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي فترة تمتد 4 أو 6 سنوات، أو المهم للمصري «العادي» توفر الوظائف، وتحقيق الأمن، وتحسن السياحة، وتدفق العملات الصعبة، وحسن العلاقات مع العالم القوي، وارتفاع قيمة الجنيه الشرائية، وكثرة الطرق وجودة الخدمة العامة، والتعليم، والصحة؟ هل يهم المواطن الليبي الذي يعاني الأمرّين من الحرب الضروس وتفشي وباء الإرهاب وانهيار مؤسسات الدولة، وتدفق الدواعش والمهاجرين الأفارقة، واستباحة الحدود والموانئ، أن يحكم فايز السراج أو خليفة حفتر، بشرط تحقيق وحدة البلاد والأمن وفرض سلطة القانون، وترجمة الثروة الليبية إلى واقع ملموس للمواطن الليبي وتحويل هذا البلد النفطي الكبير مساحة إلى بلد طبيعي بعد سنوات الجنون القذافية ثم سنوات الإرهاب والفوضى؟ هل يهم المواطن السوداني أن يحكمه الصادق المهدي أو الميرغني أو رئيس هيئة تجمع المهنيين أو جنرال من الجيش، بشرط أن يحقق للسوداني وحدة البلاد (بعد ضياع الجنوب طبعاً) وتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وحسن العلاقات مع الجوار، العربي والأفريقي وتحسين سمعة البلاد، بعد أن كانت ملاذا لأسامة بن لادن وأمثاله من أشرار مصريين وليبيين وغيرهم من فلول «القاعدة» والإرهاب؟ هذه الأسئلة، تصطدم بالأطروحة النمطية المكررة، من غيارى الخواجات، ومقلديهم في بلادنا من أن أولوية الناس في ديارنا، هو تحصيل نظام سياسي على غرار الدنمارك أو النرويج! وليس العيش الآمن وتحقيق العدل والتنمية الاقتصادية. بكلمة أخرى، فقيمة الحرية بالمعنى الليبرالي الغربي هي القيمة العليا والحاكمة على بقية القيم في المنظار الغربي، بينما تحتل قيمة العدل، القيمة العليا في المنظور الشرقي، ومنه المنظور العربي طبعاً. قيمة تجسّدُها أفكار تراثية صارت معياراً في الفكر السياسي، السني، وهي تفضيل السلطان الذي يحقق الاستقرار، ولو كان غير مرضي عنه دينياً، على «الفتنة» أي الاضطراب والقلاقل الأمنية والاجتماعية. إنها خبرة القرون العربية - الإسلامية التي تكرر نفسها وأسئلتها اليوم.

 

دلالات أحداث السودان والجزائر الأخيرة

مينا العريبي/الشرق الأوسط/17 نيسان/19

تتكاثر الأسئلة حول دلالات أحداث السودان والجزائر الأخيرة، وأبرزها ما إذا كان ما نشهده من أحداث في الدولتين العربيتين يمثل الفصل الثاني من الثورات والتقلبات التي شهدها العالم العربي عام 2011، أو ما يسمى «الربيع العربي». لا شك أن الكثير قد حل بالعالم العربي خلال السنوات الثماني الماضية، وعلى رأسها الأزمة السورية، وانقلاب الحوثيين في اليمن، والحرب التي تبعته، وتوسع النفوذ الإيراني السلبي في المنطقة، وتراجع فرص قيام الدولة الفلسطينية، بسبب السياسات الإسرائيلية والأميركية المكرسة للاحتلال، ناهيك عن ظاهرة «داعش» والدمار الذي جلبه التنظيم الإرهابي للمنطقة. فلا يمكن ربط أحداث ربيع 2011 بالأحداث الجارية الآن، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما حدث بين الزمنين. ولا يمكن استبعاد تأثير التطورات في بلد عربي ما على باقي المحيط العربي. رغم أن لكل دولة خصوصيتها وواقعها الذي يحدد مجرى الأحداث السياسية فيها.

مع ذلك، هناك علامات فارقة تربط أحداث السودان والجزائر بأحداث 2011. من بينها أنها تبرز خللاً في غالبية الأنظمة الجمهورية العربية. الواضح هو أن النظام الجمهوري العربي ما زال يواجه تحديات كبرى، على رأسها انعدام وجود الآلية السليمة للانتقال السلمي للسلطة. ومن اللافت أن التغيير الذي يحدث يأتي بعد تظاهر قائد ما بمبادئ «الديمقراطية» من دون تنفيذها على أرض الواقع. وأبرز الأمثلة على ذلك إجراء الكثير من الدول مثل سوريا والجزائر وغيرها انتخابات، يدعي القائد فيها بأنه «يفوز» بالتأييد الشعبي الواسع من دون أبسط معايير الشفافية والنزاهة في التصويت.

كما أن عملية التصويت بمفردها لا تشكل النظام السياسي المتكامل للحكم، ولا تصبغ عليه صفة الديمقراطية. وكان من اللافت أن ما دفع الشعب الجزائري إلى الشارع للمطالبة بتنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، جاء نتيجة الاستعداد للانتخابات نفسها، التي أراد أن يخوضها للمرة الخامسة. فآلية الانتخابات التي كان يريد بوتفليقة استخدامها لإثبات «شرعيته» باتت هي سبب إسقاط حكمه. زمن تكرار الانتخابات التي تجلب نسباً شبه كاملة لصالح إعادة انتخاب «الزعيم» قد ولى.

يصادف هذا الشهر ذكرى مرور 20 عاماً على تولي بوتفليقة الحكم، وبعد عقدين من الحكم لم يقم النظام ببناء آلية سليمة لنقل السلطة للجيل المقبل. والأمر نفسه بالنسبة للسودان الذي بعد 3 عقود من حكم عمر البشير لم يخرج جيل جديد يتولى الحكم في البلاد، رغم القدرات السودانية الواعدة.

هناك واقع لا يمكن تجاهله، وهو أن ثلثي سكان العالم العربي هم دون الـ30 سنة، ومن حقهم أن يشاهدوا في دوائر الحكم من يمثلهم في التطلعات والآراء. هذا لا يعني بالضرورة أن يكون الرئيس شاباً، بل أن يظهر قدرته على إعداد الجيل المقبل من القيادات التي ستتولى الحكم مستقبلاً. وعلى القائد، على الأقل، أن يحيط نفسه بوزراء ومستشارين من جيل يستطيع التواصل مع غالبية الشعب، ويطمئنهم أنه يعدّ لجيل مقبل من القيادات. فهل يعقل أن السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس إلى اليوم لم تمهد الطريق إلى اليوم لجيل جديد يمكنه تولي القيادة الفلسطينية؟ وهل من المقبول أن تكون الرئاسة حكراً على مجموعة وصلت إلى الحكم قبل عشرات السنين، وترفض التخلي عنه؟ ومن المقلق متابعة الأحداث في تونس. فحركة «نداء تونس» تواجه تهديداً داخلياً، مع مخاوف من «توريث» الرئاسة لنجل الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، حافظ. وقد أعلنت النائبة التونسية فاطمة المسدي استقالتها من حركة «نداء تونس» الأسبوع الماضي على إثر ذلك، بعد انشقاقات سابقة في الحركة للسبب نفسه.

إصرار القيادات في الجمهوريات على عدم إعداد جيل جديد من الزعماء أدى إلى تراجع فرص الانتقال السلمي، فبات من يظهر صفات القيادة يعتبر خطراً، بدلاً من أن يكون ذخراً للبلد. ولذا نرى اليوم في السودان والجزائر أسئلة مكررة حول من يمكنه أن يتولى الحكم. وهذا ليس لأن الشعبين السوداني والجزائري ينقصهما من لديه صفات القيادة الحكيمة، بل لأن كل من أظهر تلك الصفات تم استبعاده عن دوائر الحكم. والحل حقيقة لا يكمن باسم أو هوية المرشح القادم، الذي سيشغل منصب الرئاسة في الخرطوم أو الجزائر، بل يكمن في وضع القوانين والآليات للانتقال السلمي للسلطة وبشفافية الآن ومستقبلاً. فمن الضروري انتهاز هذه الفرصة لإعداد القيادات الصالحة لتولي القيادة في الوقت المناسب. هناك ظاهرة أخرى تجمع بين أحداث ربيع 2011 والتطورات الحالية، وهي النظر إلى الجيش، ليقوم بدور القيادة ومسك زمام الأمور، ولو لفترة انتقالية. وعادة ما ينظر إلى الجيش على أنه الحامي للدولة ومؤسساتها. ولا شك أن هناك حاجة لمراقبة دور الجيش في الحكم. وقد عانى العالم العربي ما عاناه من الانقلابات العسكرية، والأمثلة كثر، على رأسها الانقلاب العسكري الذي أطاح النظام الملكي في العراق، والذي ما زال العراق يعاني من تبعاته.

وقد أثبت الواقع أن الجيش عادة ما يمثل المؤسسة الأكثر انضباطاً في الجمهوريات العربية، وفيه تراتبية تسمح بالقيادة والانضباط.

ودولة مثل السودان بحاجة إلى القيادة والانضباط، ولكن أيضاً بحاجة لفترة انتقالية تفسح المجال للتغيير الحقيقي والإصلاح الداخلي. دور الجيش في التهدئة وتأمين البلاد لا يمكن التقليل من شأنه.

وعلى الرغم من أن التغيير في العراق عام 2003 جاء نتيجة حرب وغزو أميركي، فإن هناك دروساً يجب تعلمها أيضاً من التجربة العراقية. هناك إجماع داخلي وخارجي على أن القرار الثاني لسلطة الائتلاف المؤقتة «برئاسة بول بريمر»، الصادر في 23 مايو (أيار) 2003 بحلّ الجيش العراقي كان من أكثر القرارات ضرراً على البلاد وكارثياً على مستقبله، ما أدى إلى فوضى ما زال العراق يعاني منها. هناك 3 عناصر أساسية ستحكم على المرحلة الانتقالية في السودان والجزائر، ومصير التغييرات التي يشهدها البلدان. أول عنصر هو قدرة المؤسسات في الدولة، مثل الجيش، على وضع الأرضية السليمة للانتقال، والثاني هو ضبط الشارع بغرض تأمين البلاد، وليس لغرض قمع الحريات. أما العنصر الثالث فهو تأمين العيش الكريم للمواطن. وفي النهاية، هذا هو دور القيادة في أي بلد. والواقع الذي لا يمكن تجاهله في العالم العربي هو أن نحو ثلث الشباب يعانون من البطالة أو البطالة المقنعة. لا يمكن فصل الواقع الاقتصادي عن الواقع السياسي، الذي يحدد مجرى حياة الناس وكرامتهم. فهل سيجد هؤلاء قيادة جديدة تعمل على تأمين مستقبلهم أم لا؟ هذا هو الاختبار الحقيقي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: لسنا ما تبقى من صليبيين

المركزية/17 نيسان/19/أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "الوجود المسيحي في الشرق عمره 2000 سنة وفي القرون الأولى كان يغطي منطقة الشرق بأكملها، لذلك لا يمكن القول ابدا اننا ممن بقي من الصليبيين او الفرنجة او اننا ثمرة استعمار فنحن وجدنا قبلهم في هذا الشرق ومن القدس انطلقنا. ونحن على الرغم من الظروف القاسية والقاهرة التي عصفت بنا الا اننا بقوة ايماننا بالله وابنه المخلص بقينا في هذا الشرق الذي نحن في اساس ثقافته، لنحافظ على حضارة وثقافة وتراث بنيناهم معا مع اخوتنا المسلمين". وخلال استقباله اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين في الصرح البطريركي في بكركي، أوضح الراعي أنه "لأهلنا في فلسطين اقول اصمدوا بايمانكم مسيحيين ومسلمين فالكلمة الأخيرة هي للسلام وللعدالة وللخير وليس للحرب. تحية للشعب الفلسطيني الذي يتالم على درب الجلجلة، ونقول له تابع المسيرة فبعد الجلجلة القيامة صمودكم ضروري ونحن نراهن على ربنا ليساعدنا، انه يريد منا القليل ليعطينا الكثير يريد منا الصمود على الأرض التي تجلى عليها."وأشار الى أنه "يحتاج شرقنا اليوم اكثر من اي وقت مضى الى الإنجيل ليخرج من ضياعه وحربه وظلمته وابتعاده عن الله والإنسانية ولا يجب ان ننسى ابدا اننا مؤتمنون على نشر كلام الإنجيل في كل مكان".ولفتت اللجنة الى ان "زيارة البطريرك الراعي ضرورية للإطلاع منه على رأيه حول عدد من الملفات لا سيما التهديدات التي يتعرض لها المسيحييون في المنطقة والمخاطر التي تهدد وجودهم لا سيما في القدس،" مشيرة الى ان "الخطر الأكبر يتمثل بصفقة القرن المتمثلة بتهجير المسيحيين كخطوة اولى اضافة الى فرض الضرائب على الكنائس في القدس وهذا يعني اغلاق مرافقها من مستفيات ومدارس وهذه الضريبة اعفيت منها الكنائس منذ العثمانيين الا ان بلدية القدس تريد فرضها مع مفعول رجعي يعود الى 1967 وهذا امر مهين ومعيب".

 

موظفو الإعلام والسياحة إعتصموا رفضا للمساس بالرواتب فلحة: الحل لا يكون على حساب العاملين في القطاع العام

المركزية/17 نيسان/19/وطنية - نفذ موظفو وزارتي الاعلام والسياحة إعتصاما أمام مدخل الوزارتين، رفضا للمساس برواتب الموظفين، شارك فيه رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، مدير "اذاعة لبنان" محمد غريب، رئيسة مصلحة الديوان أمل عيتاني، رئيس المصلحة الفنية في الاذاعة اللبنانية لويس الرياشي، مديرة البرامج في الإذاعة ريتا نجيم، وحشد من رؤساء الدوائر والاقسام والموظفين.

فلحة

بداية تحدث فلحة، فقال:"هذا التجمع وطني من كل الفئات السياسية اللبنانية، وهو تحرك سلمي حضاري تأكيدا لصون المؤسسات والحفاظ على الادارات الدولة والمؤسسات العامة، في سياق تعزيز مستقبلنا ومستقبل هذا البلد، إذ لا يمكن العبث بهذه الطريقة بالرواتب".

أضاف:"معروف أين هي المزاريب وأين الفساد، وليحاسب من يجب محاسبته وليس على حساب المواطن والوطن، هذا الموضوع اساسي وجوهري، فسلسلة الرتب والرواتب حق وليست منة من احد. وكما أن القوى السياسية اللبنانية تعمل من أجل التوصل الى حلول، نحن الموظفين والعاملين في الدولة ومؤسساتها نمثل جزءا اساسيا وجوهريا من استمرار الدولة وبقائها، كنا في الحرب وبعد الحرب والآن، وسنبقى في خدمة الدولة لا في خدمة احد". وتابع فلحة :المطلوب اليوم ان يكون هناك تعزيز لكل هذه المؤسسات، وعلى مستوى الاعلام نذكر بأن المؤسسات الاعلامية تعاني والمؤسسات الاقتصادية والتجارية أيضا تعاني، ولكن لا يكون الحل على حساب العاملين في القطاع العام. كفى تشهيرا بهؤلاء، فهم أنظف الناس وأطهر الناس وأنبل الناس الذين يعملون في إدارات الدولة، وهم من جعلوا الدولة تستمر، ولا يمكن ان يكون هذا الموضوع على حسابهم، وكل ما نأمل به ان يكون العمل وطنيا لصالح الجميع بدون استثناء، وليس فئويا او حزبيا او حتى مرحليا. نحن بحاجة الى ان تسترد حقوق وطننا وحقوق بلدنا من اجل مستقبل اولادنا ومستقبلنا نحن". وأكد أن "هذا التحرك الذي يقوم به زملاء لنا في وزارتي الاعلام والسياحة وبعض العاملين في الادارات الاخرى هو للتعبير عن آرائهم في ما يخص لقمة عيشهم، فهو تحرك فيه حرص على المؤسسات وعلى عمل الادارات واستمرارها، ولا يمكن ان يكون عمل الادارات مستمرا او قائما ان لم يكن العامل او الموظف متمتعا بحقوقه دائما, هذا التحرك هو لأجل حفظ لبنان، وهو لا يحفظ إلا من خلال بنيه، ومن خلال تشريعات لا تكون ضدهم. فالمسائل يجب ان تعالج بمنطق بعيدا عن اي حساسية، سواء طائفية او مناطقية او اي شيء يمس بمستقبل لبنان، فمستقبل لبنان يكون بمستقبل بنيه وحفظ حقوقهم".

وختم:"هذا التحرك له طابع إيجابي، ويجب أن نستمر معا من أجل حفظ حقوقنا وحقوق جميع العاملين في مؤسسات الدولة، فلا نسبب انقساما أفقيا ولا عموديا، بل نكمل بعضنا بعضا من خلال مؤسسات الدولة او السلطة التشريعية او السلطة التنفيذية من خلال المؤسسات التي تصون البلد، فصون البلد هو بالحفاظ عليه وعلى بنيه والعامليه فيه".

السردوك

من جهتها قالت السردوك: "نجتمع اليوم لإيصال صوتنا ولنقول ان لدينا حقوقا وعلينا واجبات، ونحن نقوم بكل واجباتنا تجاه الدولة كمواطنين، وهذا التحرك ليس موجها ضد احد، ونحن نؤكد ان راتب الموظف خط احمر، ونحن اولاد الدولة ونعرف ان هناك اعباء كثيرة على الحكومة وعجزا وديونا، لكن الحل ليس من جيوب الموظفين، بل هناك حلول أخرى". أضافت: "نحن مستعدون للتضحية من اجل الحكومة والوطن ولكن لا نقبل ان يكون الحل على حسابنا، نحن كنا في الحروب وفي كل الظروف نعمل في مكاتبنا، وهذا واجبنا، ونحن نفتخر بأننا نخدم الدولة".

محفوظ

ثم تحدث محفوظ، فقال: "موظفو الدولة خدموا الدولة، وبالتالي اي موقف يطال لقمة عيش هؤلاء هو اعتداء على حقوقهم واعتداء على الدولة، لذلك نرفض أي إجراءات تطال لقمة عيشهم، وهذا موقف كل اللبنانيين، والتحرك السلمي هو تعبير ايضا عن وحدة المواطنين، وهذا يوحد كل الطوائف. إنها رسالة للطبقة السياسية التي ينبغي ان تبحث عن حلول فعلية وجذرية وتتخلى عن بعض المكاسب والامتيازات".

سليمان

وأشارت سليمان الى أن "الوكالة اليوم توقفت عن العمل للمرة الثانية، والمرة الأولى كانت يوم طالبنا بتثبيتنا، ويا للاسف لم يصل صوتنا، واليوم يمدون يدهم على جيوبنا، ولكن لن نقبل بالأمر الواقع بعد الآن. فحقوقنا تؤكل، ونحن قررنا ان نغطي فقط الاخبار التي لها علاقة بالاضراب، وعلى السياسيين ان يعذرونا. فليكن تخفيض العجز والإنفاق من أماكن أخرى وليس من راتب الموظف الفقير والنزيه الذي يعمل بصدق في مؤسسته. وإذا كانوا يريدون ان يحافظوا على الدولة فعليهم ان يحافظوا على البشر قبل الحجر. نحن من مكونات الدولة ونريد الا يمس احد حقنا، ونتمنى توقيف مزاريب الهدر والفساد حيث هي".

وختمت: "نعتذر من وسائل الاعلام على وقف الاخبار، باستثناء ما يتعلق بالاضراب، لاننا نعتبر ان لقمة المواطنين اهم من كل الاخبار. وسنستمر في الاضراب اليوم، وإذا جرى أي تحرك جديد ايضا فسنتوقف ونتضامن مع كل الزملاء في الادارات العامة لأن هؤلاء الموظفين يقومون بواجباتهم على اكمل وجه، ونحن في الوكالة الوطنية للاعلام نعمل بجهد كبير وبتقديمات قليلة، وحقوقنا مهدورة ".

غريب

وقال غريب : "راتبنا حق مكتسب ورواتبنا قليلة جدا. اذاعة لبنان التزمت الاضراب وأوقفنا البرامج ونذيع فقط ما يتعلق بالاضراب، فليذهبوا ويروا اين مكامن الهدر والفساد وليوقفوها. الرواتب في اذاعة لبنان متواضعة، علما انها اهم اذاعة في الشرق الاوسط، والعاملون فيها من أهم الصحافيين والمختصين، وبالتالي ليس الفساد عندنا بل في أماكن أخرى".

عبدالله

وتحدث باسم الموظفين الزميل كميل عبدالله، وقال: "هذا الاعتصام اليوم في باحة وزارة الاعلام للتعبير عن استنكار موظفي وزارة الاعلام الذين حرموا 3 درجات والمعاش التقاعدي، واليوم يريدون خفض المعاشات ليزيد الطين بلة. اننا نرفض بشكل قاطع وتحت سقف القانون ان يقتطع قرش واحد من معاش اي موظف، لان موظفي الادارة العامة يتقاضون أدنى رواتب، في حين يتقاضى غيرهم في بعض المؤسسات العامة رواتب عالية جدا". أضاف: "كنا نطالب بالسلسلة فاصبحت السلسلة اجرا، وممنوع ان يمس بالاجر، فإذا كانت الدولة ترى في المتعاقدين والموظفين الحلقة الاضعف، فيجب ان نفتش عن مصادر اخرى لسد العجز".

وختم: "إن ترشيد الانفاق في القطاع العام لا يكون على حساب الموظفين والمتعاقدين المحرومين درجاتهم الثلاث".

 

"التيار": ندعو الحكومة إلى تبني موقفنا الذي لا يمثلها وأين موقف باسيل في موسكــو من النأي بالنفس؟

المركزية/17 نيسان/19/"إن انتقال وزارة الدولة لشؤون النازحين إلى فريقنا السياسي مؤشر إلى مقاربة جديدة لهذا الملف، والوزير الجديد قادر على الحوار مع المجتمع الدولي سواء بسواء". موقف مهم أعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده غداة تأليف الحكومة في المقر العام للتيار. ولم يتأخر الفريق الدائر في الفلك البرتقالي في تأكيد هذا التوجه الجديد، حيث أن الوزير صالح الغريب لم يتأخر في تلبية دعوة الحكومة السورية لزيارة دمشق في 18 شباط الفائت.

وفي وقت وضعت هذه الزيارة في سياق الضغط المزدوج الذي يمارسه الثنائي بعبدا- ميرنا الشالوحي في اتجاه تسريع مسار عودة اللاجئين  السوريين إلى ديارهم، على اعتبار أن وجودهم أرخى بظلاله الثقيلة على هذا الوطن الصغير ذي البنية الاقتصادية والبنى التحتية الهشة أصلا، فإن بعض المراقبين أدرجوها في إطار الدفع في اتجاه إعادة المياه إلى مجاريها على خط بيروت- دمشق، بوصفها خطوة أولى على طريق تحقيق الهدف المنشود المتمثل في عودة اللاجئين إلى وطنهم.

على أن أهمية كلام باسيل، معطوفا على ما يمكن تسميتها المقارية الرئاسية لهذا الملف الشائك، تتأتى من كون هذه المواقف خرج بها التيار على اللبنانيين في وقت تلتزم الحكومة، وفقا لما نص عليه بيانها الوزاري، سياسة النأي بالنفس عن الخارج وصراعاته.

من هذا المنطلق أيضا، يقارب مراقبون عبر "المركزية" الموقف الذي أدلى به وزير الخارجية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في موسكو في خلال مشاركته في الدورة الخامسة لملتقى التعاون العربي الروسي. وفي السياق، يلفت المراقبون عبر "المركزية" إلى أن في وقت لا تزال الحكومة على موقفها لجهة التمسك بسياسة النأي بالنفس، بادر وزير الخارجية إلى الدعوة إلى إعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، التي علقت عضوية دمشق فيها بعيد انطلاق النزاع هناك، عام 2012. ويشير المراقبون إلى أن ما يمكن تسميته تناقضاً بين السياسة الحكومية الرسمية، والموقف الذي أعلنه باسيل أمام ممثلي الدول العربية، هو ما قد يكون دفع القوات اللبنانية إلى مطالبة باسيل بالتمييز بين صفتيه الرسمية والحزبية. على أن الأهم يكمن بالتأكيد في أن أوساطا قريبة من التيار الوطني الحر تعترف عبر "المركزية" بأن مطالبة باسيل بالعودة السورية إلى الحضن العربي لا يمثل الحكومة ولا يلزمها على المستوى السياسي. غير أنها تدعو الفريق الوزاري الذي يقوده الرئيس سعد الحريري إلى تبني هذا الموقف، على اعتبار أن أي حل لملف النازحين لا يمكن أن يوضع على سكة التنفيذ الجدي من دون المرور بالحضن العربي".

 

سامي الجميل: "الطاقة" أعطيت صلاحيات مطلقة ولن نسكت ويستهجن إقرار الخطة بحذف قانون الشراكة

المركزية/17 نيسان/19/استنكر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إقرار مجلس النواب خطة الكهرباء كما هي، باعتبار أنها أعطت وزارة الطاقة صلاحيات مطلقة غير خاضعة لأي إطار قانوني، حيث أنها تضع دفتر الشروط وتتابع كل مراحل التلزيم، ما يعني أن في إمكان اللجنة الفنية (التابعة لها) أن تضع جانبا أي عرض لا يعجبها". وإذ حذر من أن لا ضابط لعملية  تلزيم بناء المعامل، كشف أن تم حذف قانون الشراكة الذي يحدد آليات التلزيم، اعتبر أن العملية باتت اليوم خاضعة للاستنسابية السياسية في مجلس الوزراء، مشددا في الوقت نفسه على "أننا لن نسكت"، وسنتخذ خطوات نعلن عنها لاحقا. 

وفي مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب بعيد الجلسة التشريعية، اعتبر الجميل أن "ما حصل اليوم (في الجلسة) مخالفة كاملة للدستور ، منبها الى عدم احترام قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي أقر في العام 2017 ، علما أنه هو الذي يرعى اي عملية تلزيم للكهرباء ويلغي كل القوانين التي سبقته. وأشار، في هذا الاطار، إلى أن "عدم احترام قانوني الشراكة والمحاسبة العمومية (في عملية تلزيم بناء المعامل) أدى الى حصول فراغ قانوني للعملية ، مشددا على ان العجلة لا تبرر الخروج على الاصول القانونية لعملية التلزيم التي أقرها مجلس النواب".

وأشار الى أننا لا نشرّع في مجلس النواب لنصل الى عدم احترام ما نشرّعه، مبديا أسفه لأن هذا ما حصل اليوم. وحذّر الجميّل من أن لا ضابط لعملية التلزيم وهي خاضعة لاستنسابية سياسية في مجلس الوزراء لا لأي إطار قانوني يرعاها، كاشفا أن  "عندما سألت أي قانون يرعى عملية التلزيم لم يكن هناك جواب".

ولفت رئيس الكتائب إلى ان قانون الشراكة الذي يحدد آليات دقيقة للمراقبة وشفافية العقود تم حذفه والآليات وضعت جانبا وبذلك تركت العملية من دون إطار قانوني، لافتا الى أن وزارة الطاقة تعطى اليوم نوعا من الضوء الأخضر للقيام بما تريده وكل ما بقي من إدارة المناقصات هو المبنى".

وأشار الى ان وزارة الطاقة تضع دفتر الشروط وتتابع كل مراحل التلزيم ولديها اللجنة الفنية التي يمكن أن تضع جانبا أي عرض لا يعجبها "، منبها إلى أن الصلاحيات التي أعطيت اليوم لوزارة الطاقة مطلقة وغير خاضعة لأي آليات للتلزيم وهذا سيؤدي الى مشكلات كبيرة "، مشددا على "أننا لن نسكت عنها وستكون لنا خطوات ومواقف أخرى نعلن عنها لاحقًا".

 

رابطة موظفي الإدارة العامة:الجميع اليوم بات يعرف مزاريب الهدر والفساد ولن نقبل بتجاوز حقوقنا أو التعرض لها

الأربعاء 17 نيسان 2019 /وطنية - اصدرت رابطة موظفي الإدارة العامة البيان التالي:" نتابع منذ فترة بالكثير من القلق والإستغراب، ما يصدر من هنا وهناك من تصريحات وتلميحات، يلوح بعضها بالمساس برواتب الموظفين وحقوقهم التقاعدية، وتأميناتهم الإجتماعية، دونما إدراك من قبل البعض، جهلا أو تجاهلا، لما قد يؤدي إليه هذا الامر من أبعاد خطيرة، من شأنها أن تطيح بأهم ركن من أركان الإستقرار والأمن الإجتماعي في هذا الوطن.. إن رابطة موظفي الإدارة العامة ومعها كل مكونات هيئة التنسيق النقابية تؤكد على ما يلي:

1 - إن سلسلة الرتب والرواتب التي يصوب تجار هذا البلد عليها هي حق مقدس حصلنا على جزء منه ولم يستكمل بعد، بدأ تنفيذها منذ العام 2011 بسلسلة القضاة وتابعت في العام 2012 مع سلسلة الأساتذة الجامعيين ولم نحصل عليها إلا في آب من العام 2017 بعد معاناة ونضال مريرين وتسويف ومماطلة.

ان تساهلنا بالمطالبة بالمفعول الرجعي فلتقديرنا وتعاطفنا مع الوضع المالي للدولة.

ماذا رأينا بالمقابل؟.المال بالمليارات يذهب إعفاءات وصفقات مقوننة وغير مقوننة، بالإضافة إلى بليونات تتكدس في مصارف لبنان وخارجه واصحابها ما زالوا جشِعين ولم يكتفوا بعد.

2- إن هذه السلسلة لم تستفد منها بعض الفئات الدنيا من القطاع العام (الأجراء والفئة الخامسة) ولم تعط هذه الفئات بدل ساعات الدوام الذي أضيف عليهم، ولم تستكمل درجات المتعاقدين ومستخدمي المؤسسات العامة المماثلة أوضاعهم الوظيفية ورواتبهم لتلك التي لدى موظفي الملاك.

3 - في هذه السلسلة لم يعاد الينا حقنا بالمعاش التقاعدي الذي ندفع لأجله محسومات تقاعدية على أساس 100%،…ولم يعاد إلينا حقنا بسنوات القدمية، ولم يتم تصحيح التقديمات الإجتماعية على أي رواتب وعلى أية تقديمات تصوبون؟

4 - إن موظفي القطاع العام ليسوا عبئا على الدولة، موظفو القطاع العام اليوم هم الدولة هم الأساس الصلب لكينونتها، هم الذين يديرون ويرعون شؤون كل القطاعات العامة منها والخاصة، هم الذين يسيرون شؤون الناس كل الناس، هم الساهرون على تنفيذ القوانين، بالإضافة إلى أنهم هم المحافظون على المال العام والموثقون لحركة هذا المال، ويعرفون بالتفصيل الممل أين يذهب وكيف يذهب.

فليكف مبتلعو هذا المال عن تحميل القطاع العام وزر إفلاس البلد.

ان الجميع اليوم بات يعرف مزاريب الهدر والفساد فلا يظنن أحد أن صبرنا ليس له حدود، هذا الاضراب تحذيري ولن نقبل تجاوز حقوقنا أو التعرض لها وإلا فلنا كلام آخر".

 

رابطة موظفي الادارة: سيكون لنا كلام آخر في حال تجاوز حقوقنا

الأربعاء 17 نيسان 2019 /وطنية - عقدت رابطة موظفي الادارة العامة مؤتمرا صحافيا في "نادي الصحافة"- فرن الشباك، للاعلان عن رفضها المساس برواتب الموظفين وحقوقهم التقاعدية، في حضور حشد من الموظفين الرسميين والادارات العامة والهيئات النقابية.

وألقت رئيسة رابطة موظفي الإدارة العامة نوال نصر، بيانا قالت، فيه :"إن موظف الادارة العامة هو الذي يحافظ على مال الدولة، هو الذي يعلم ماذا يجري فيها من صغيرها الى كبيرها، لماذا تستغفلون الموظف العام؟. هو يعرفكم ويعرف أهدافكم ويعرف ان المال الذي تحتاجون اليه ليس في جيبه، انا ونحن جميعا نتحدى الدولة ان تسحب كشوفات حساب عن كل الموظفين بدون استثناء عندما يخرجون الى التقاعد، تسحب من مصرف لبنان كشوفات حساباتهم ليجدوا ان الموظف منذ دخوله كنف الوظيفة الى احالته على التقاعد، يدفع أقساطا وديونا ويحمل معه الى البيت ديونا".

أضافت: "كيف يفيها، إذا قضموا معاشه التقاعدي؟ ان المعاشات التقاعدية للموظفين خط احمر، فالمعاشات التقاعدية ليست كبش محرقة، إذ ان الحديث كان يجري عن خفضها اكثر من سواها، رسمناه بالدم لأن اطفالنا وعيالنا تستحق دماءنا. وصلنا الى شفير الهاوية ولم نعد قادرين ولم يعد صبرنا يصمد يا سادة".

وتابعت: "إضرابنا التحذيري الذي أعلناه والذي اظهر الموظفون فيه غضبهم الكامل، وتم اقفال جميع المؤسسات العامة ولم تفتح ادارة من ادارات الدولة اليوم، وهو أول الغيث وتحن هنا نرفع البطاقة الصفراء هذه المرة في وجه اي توجه للتعرض للرواتب والتعويضات والتقديمات الاجتماعية ومعاشات التقاعد. ونعلنها مدوية، حقوقنا ورواتبنا ومكتسباتنا وتقديماتنا وتقاعدنا خط أحمر رسمناه بالدم، وسنرسمه بالدم، ولن نقبل بتجاوزه او التعرض له، وسيكون لنا في حال هذا التجاوز كلام آخر". وختم البيان: :عاش الموظف الاداري، عاش كل العاملين في القطاع العام الذين لم أذكر منهم العسكريين الذين ايضا ستوجه اليهم السهام ويلغون لهم المستحقات، وهم بالكاد يتقاضون رواتب، ومنهم برتب صغيرة يتقاضون الحد الأدنى للعيش والفتات".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 16 و17 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/بالصوت والنص وباللغتين العربية والإنكليزية: خميس الأسرار والجمعة العظيمة: تقاليد وطقوس ومفاهيم وعِّبر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73940/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84/

 

Thursday of the Holy Mysteries & the Last Supper: Rituals, Traditions, Values & Principles

 Elias Bejjani/April 18/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73938/elias-bejjani-thursday-of-the-holy-mysteries-the-last-supper-rituals-traditions-values-principles/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 18/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73966/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-18-2019/

 

د. وليد فارس لجريدة الرياض: قلب الأكثرية العربية الطاولة على الإخوان المسلمين جعلهم في موقع دفاعي وضعيف واللوبي القطري الإخواني متوغل في عمق السياسات الأميركية

واشنطن - هديل عويس/الرياض/17 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73934/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

 

أميركا تشدد الحصار على حزب الله وتطوّق لبنان

علي الأمين/العرب/18 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73968/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7/

 

نزار زكا: أتوقع أن يطلق المعنيون حملة دولية لتــحريري ولم أرد مواجهة التحالف السياسي العريض بل نشر الوعي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73960/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D8%A3%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D9%88/

 

 

لن أتظاهر ضد خفض الرواتب

توفيق شومان/17 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73932/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%86-%d8%a3%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%b6%d8%af-%d8%ae%d9%81%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%aa%d8%a8/

 

تربيع الدائرة في السياسة اللبنانية

د. توفيق هندي/اللواء/18 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73963/%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/