LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april17.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

أحد الشعانين: المعاني والعبر/جمع وتنسيق الياس بجاني

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً

الياس الزغبي لصوت لبنان: التسوية السياسية لم تقم على سياسات صحيحة

بيان صادر عن رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز: إن تهجّم البعض وعلى غرار النسق "العضومي" وتهديد اللبنانيين في الخارج بأنهم يسهمون في دفع الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على اللبنانيين المتورطين، هي سياسة أثبتت فشلها مع عضوم وجماعته سابقا ولن تكون أفضل منها اليوم

ثقافة إنجيلنا تسامح سلام ومحبة وما من ثقافة بديلة ابدا وإلا نَعمَهُ في ضلال/الأب سيمون عساف

الفاتيكان يرصد مطرانية بيروت!

 بعد نفق “دير قوبل”: أنفاق أخرى لتطويق “الجبل”؟

نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية: حزب_الوطنيون_الأحرار_الشهيد_الأول

أهمية العرفان بالجميل … لفتة مرهفة  في أحتفال يوم الشهيد بأن تشارك جوسلين خويري بتلاوة صلاة الشهيد/الكولونيل/شربل بركات

 من هو اللبناني الذي فتح سجل التبرعات لترميم نوتردام؟

السفير عدوان يقدم أوراق اعتماده لماكرون

عودة الوفد النيابي من واشنطن:لا عقوبات جديدة تستهدف المسؤولين

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/04/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصائح دولية للبنان بالتحرّك "جدّيا" ضد مصانع "إيرانية" على أرضه وفرنسا زوّدت رسميين بوثائق وطالبتهم بموقف حاسم صونا للاستقرار

الحوار الاستراتيجي ينطلق اليوم لمواجهة إيران و«حزب الله»

احتجاجات للعسكريين اللبنانيين المتقاعدين على خفض رواتبهم

حاصباني: النأي بالقطاع المصرفي في لبنان عن مفاعيل العقوبات على إيران/طالب عبر «الشرق الأوسط» بعودة اللاجئين السوريين إلى «مناطق آمنة» في بلدهم

«حزب الله» يعارض المساس بالرواتب

خفض عجز الموازنة يتطلب «شد أحزمة» وحديثٌ عن تعديل خاص بالعسكريين

رخصة مصنع تفجر خلافاً بين جنبلاط و«حزب الله»

جعجع: لا يمكن أن نعترف بسلاح “حزب الله” ومواقف نصرالله تضر لبنان

فارس سعيد لـ”حزب الله”: انسحبوا من سورية دون خجل

هل يقود أبو جمره مُعارضة التيّار/ريا الشرتوني/لبنان الجديد

باسيل يستشرف نهاية الحقبة العونية/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

400 إطفائي يخمدون حريق كاتدرائية نوتردام وأوروبا تعيد بناءها وإنقاذ هيكلها الرئيس وبرجيها والسلطات تحقق مع 50 شخصاً

أغنى رجل في أوروبا يقدم 200 مليون لترميم كاتدرائية نوتردام

باريس... حريق نوتردام «عرضي» وتم إخماده بالكامل

آلاف الباريسيين والسّياح أمضوا الليل حزانى قبالة «نوتردام»

هجوم مصياف يقتل خبراء صواريخ إيرانيين وروساً وكوريين شماليين

ظريف استهل زيارة دمشق من مسجد السيدة زينب... والأسد جنّد الخطباء لحل أزمة البنزين

هجوم مصياف يقتل خبراء صواريخ إيرانيين وروساً وكوريين شماليين

ظريف استهل زيارة دمشق من مسجد السيدة زينب... والأسد جنّد الخطباء لحل أزمة البنزين

إخوان” مصر الفارون للسودان يواجهون مصيراً مجهولاً

“الإخوان” حائرون بعد تصنيف “الحرس الثوري” إرهابياً

الأسطول السادس الأميركي يستعد لغزو ليبيا

حفتر يوقف الهجوم على طرابلس والسراج يُهدِّد أوروبا بطوفان هجرة وقطر طالبت بحظر للسلاح للجيش الليبي

برلمان مصر يوافق نهائياً على زيادة مدة الرئاسة وتعيين نواب للرئيس وإسرائيل دعت مواطنيها إلى مغادرة سيناء فوراً

سجن وإسقاط الجنسية عن 138 إرهابياً انضموا إلى “حزب الله” البحريني

الجبير ولافروف يعقدان لقاء ثنائياً في موسكو

بلعيز يستقيل من رئاسة المجلس الدستوري الجزائري... وفنيش خلفاً له

رئيس الأركان الجزائري يحذر من تآمر أشخاص على مطالب الشعب وأكد أن «الوضع لا يحتمل المزيد من التأجيل وكل الخيارات متاحة لإيجاد حل سريع»

المجلس الانتقالي السوداني يعفي النائب العام ورئيس النيابة العامة

سوريا: الصليب الأحمر الدولي» تطلب معلومات عن 3 من موظفيها المخطوفين

قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية»: «داعش» أخفى ما تبقى من ذاكرة الرهائن

37 وزير خارجية أوروبياً ومسؤولاً سابقاً يدعون لمواجهة «صفقة القرن»/«فتح» دعت لتحويلها إلى مبادرة ترفض الخطة الأميركية إذا لم تتضمن حل الدولتين

خطة ترمب للسلام: «حكم ذاتي» فلسطيني وليس «سيادة»

واشنطن تهنّئ الحكومة الفلسطينية الجديدة

إسرائيل توافق على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية فيها بعد تحذير ترمب لنتنياهو من {العلاقات العميقة} مع بكين

معطيات متضاربة في موسكو حيال تسلم رفات كوهين من دمشق وأنباء عن توفير أميركا غطاء جوياً لغارات إسرائيل على موقع في مصياف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قومي من رمادك.. كاتدرائية نوتردام../الصحافية زينة منصور/الكلمة أولآين

أمام هول حريق كنيسة نوتردام.. اصوات عنصرية حاقدة/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

ديما جمالي: الهشاشة بدرجة بروفسورة/يوسف بزي/المدن

برّي يجزم: الأولوية للموازنة ولا مسّ بسلسلة الرواتب/أكرم حمدان/المدن

زيارة باسيل بالتوقيت المناسب: موسكو تنسج تسوية كبرى/منير الربيع/المدن

صحافي لحزب الله في ديربورن يفبرك مقالات ضد فارس/الشيخ محمد الحاج حسن/رئيس منظمة التحالف الاسلامي الاميركي

ما حدود التطمينات الأميركية للبنان؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

عون على طاولة «المجلس الأعلى»: طبِّقوا القانون!/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

بعد الفرعيّة... هذا ما يقوله «المستقبل»/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

صرخة «المستقبل» العكّارية... إحذروا سيناريو طرابلس/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

خطة الكهرباء... عودة الامرة إلى إدارة المناقصات/كلير شكر/جريدة الجمهورية

لبنان: صورة أغنى رجل على منزل أفقر رجلٍ/حازم الأمين/موقع درج

المدخل الى الإصلاح وقف السرقة الجماعية/علي حمادة /النهار

عن البوسطة وركابها/د.مصطفى علوش/الجمهورية

«الحرية»… فرصة شعوبنا الأخيرة من الجزائر إلى السودان وباقي البلدان/علي الأمين/جنوبية

من حمص إلى الخرطوم: صرخة الحرية/الياس خوري/القدس العربي

عاش ليروي كل شيء: حسين... المشادات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استقبل ابراهيم وبحثا في عودة النازحين السوريين

اللقاء الديمقراطي اجتمع برئاسة تيمور جنبلاط ابوالحسن: نرفض المس بالسلسلة ومنحازون للطبقات الشعبية والعمالية

كتلة المستقبل: لسياسات واضحة تعالج اسباب الهدر وتحدد الآليات الصحيحة لضبط الانفاق

كنعان بعد اجتماع التكتل: نتمسك بالعودة الآمنة لا الطوعية للنازحين وسنحرص على الحقوق وعملية الاصلاح المتكامل وضبط الهدر

التيار المستقل: قطع دابر الهدر في وزارات ودوائر وقطاعات يوفر مئات المليارات

عون خلال الاحتفال بمئوية نقابة المحامين: القضاء السلطة ليس القضاء المستتبع سياسيا ولن يكون في عهدنا منظومات مرتهنة لأحد

باسيل من موسكو: ليست مسؤولية روسيا وحدها مساعدة لبنان على تحقيق العودة أعيدوا سوريا الى الجامعة العربية ولنعمل معا لإعادة النازحين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ

“رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى13/: “يا إخوَتِي، لَقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا؟ ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ ٱلرَّبُّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

الياس بجاني/14 نيسان/19

غرام تلفزيون MTV بسالم زهران ملفت وهو باستعلاء نافر المنظر رقم 1 لمحور الممانعة وللأسد ومعادي للبنان الكيان وللقرارات الدولية وللدول العربية؟! زهران هو من ضمن عدة شغل حزب الله الإعلامية الخطيرة ومن يستمع له ولتنظيراته ونفخة صدره والعنجية يعتقد بأن الرجل على اتصال يومي مع السيد والأسد والخامنئي ومعظم قادة الدول؟!

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/MP3/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/WMA/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

جمع وتنسيق/الياس بجاني/14 نيسان/19

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”.

دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) .

في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح.

وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات.

فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) .

تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب.

فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9).

وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

“أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

 

رسالة بالصوت من نزار زكا لأهل مدينة طرابلس

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

الياس بجاني/13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73809/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1-%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع لرسالة نزار زكا التي وزعت اليوم على وسائل الإعلام.

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/zaka13.4.18.mp4

اليوم ونحن نتذكر بداية الحرب على لبنان وعلى هويته وكيانه وتاريخه ورسالته ودستوره من قبل القوى الفلسطينية الغازية، والنظام السوري البربري والهمجي، وجماعات الجهاديين المتحجرين الذين يعيشون في عقولهم وثقافتهم وممارساهم في غياهب عصور ما قبل الحجرية… اليوم لا بد من تذكير الجميع في لبنان وخارجه بملف أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد الكيماوي والبراميلي، وأيضاً لا بد من حك ضمائر حكام لبنان المتحجرة إلى جبنهم وتخاذلهم بالدفاع عن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل منذ العام 2000.

وفي هذا السياق الوطني والإنساني نرفع الصوت مع كثر من أحرار لبنان مطالبين بضرورة حمل حكام لبنان وأحزابه ورجال أديانه ملف اللبناني المعتقل دون محاكمة وظلماً وعدوانياً في سجون إيران، المواطن نزار زكا.

نسأل كيف يبرر رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي يجول اليوم في عاصمة الشمال، طرابلس مسوقاً لمشرحته في الانتخابات الفرعية، في حين أن من ينافسها هو نزار زكا؟

نعم نزار زكا الذي لم يبدي الحريري ولا تياره ولا المؤيدين الكثر له في طرابلس أي اهتمام جدي وفاعل في مصيره منذ اعتقاله الظالم واللاقانوني في إيران.

علماً أن الحريري كان استقبل العديد من الرسميين التابعين لنظام الملالي في دارته ومن بينهم وزير خارجية ذلك نظام الإرهابي وكما تبين حتى يومن هذا هو لم يكن لا جدياً ولا متابعاً معهم فيما يخص ملف اعتقال زكا.

أما حكام لبنان وأصحاب شركات أحزابه النرسيسيين، ودون استثناء فلا أمل ولا رجاء منهم بما يخص ملف زكا لأنهم أصلاً تخلوا وعن سابق تصور وتصميم وبذمية وجبن عن ملف أهلنا المغيبين في السجون السورية وعن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل عام 2000 خوفاً على حياتهم من إرهاب حزب الله الذي جاء علناً من قبل امينه العام السيد حسن نصرالله.

نحث كل أصحاب الضمائر في مدينة طرابلس أن يقترعوا غداً الأحد لنزار زكا لأنهم بالاقتراع له هم يقترعون للحرية ولكل ما عدل وقانون وإنسانية وشرعة حقوق..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

“إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني بأي شيء بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع قول رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً

http://eliasbejjaninews.com/archives/73887/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7-2/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً/16 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliaszoghby15.4.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً/16 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliaszoghby15.4.19.wma

 

فيديو يوتيوب/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=lGEwS6OSPQI&t=254s

 

الياس الزغبي لصوت لبنان: التسوية السياسية لم تقم على سياسات صحيحة

صوت لبنان/16 نيسان/2019

رأى الكاتب السياسي الياس الزغبي ان مشهدية الصف الاول هي مشهدية استقرار، لكن الاستقرار الاساس هو في بناء السيادة. وسأل في حديث لمانشيت المساء من صوت لبنان، هل لبنان دولة سيدة؟ الجواب كلا، مشيراً الى ان لا شيء يبشر باننا ذاهبون الى بناء دولة. واعتبر ان ما هو حاصل حالياً هو الحد من نتائج الازمة وليس إنهاء الأزمة. واضاف ان التسوية السياسية لم تقم على سياسات صحيحة، ولم تبلغ الاساس في الازمة اللبنانية الذي هو الخلاف على الاستراتيجية، ما يجعلها قابلة للاهتزاز. واشار الى ان مهادنة حزب الله الحالية ناتجة عن الضغط. معرباً عن خشيته من غياب اي ضمانة تمنعه من فتح حرب، تلبية لاجندته الايرانية. ورداً على سؤال عن حديث رئيس الجمهورية عن المقاومة الاقتصادية، اوضح الزغبي ان الخطر الاكبر ليس السلاح، وليس النفوذ المتزايد، انما الخوف من تغيير الثقافة اللبنانية، واحداث تطبيع ثقافي. وشدد على ان لبنان غير قابل لتغيير هويته، فحاله ستبقى قائمة في توجهه العربي وتطلعه الى الغرب. وانتقد غياب اي خطط اقتصادية واصفاً ما يجري بالتخبط الذي يعكس الخيارات الخاطئة. ورداً على سؤال عن الكلام الذي أطلق في روسيا عن حماية الاقليات، اشار الى ان بعض المسؤولين يجنح الى خطير من المواقف، معتبراً ان أخطر شيء على الاقليات هو تحالف الاقليات. ولفت الى ان هذه الخيارات يدفع المسيحيون ثمنها قبل غيرهم.

 

بيان صادر عن رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز: إن تهجّم البعض وعلى غرار النسق "العضومي" وتهديد اللبنانيين في الخارج بأنهم يسهمون في دفع الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على اللبنانيين المتورطين، هي سياسة أثبتت فشلها مع عضوم وجماعته سابقا ولن تكون أفضل منها اليوم

مكتب الرئيس/واشنطن/06 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73923/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9/

بيان

يهم المجلس العالمي لثورة الأرز وتعليقا على ما يقلق اللبنانيين في هذه الفترة توضيح الأمور التالية:

1- إن المجلس العالمي لثورة الأرز والذي يرى بتنفيذ القرارات الدولية، وخاصة منها 1559، الحل الوحيد لعودة الاستقرار والسيادة إلى ربوع الوطن، يشدد على أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في مجال الضغط على النظام الإيراني وافرازاته وسيلة مشروعة لتحجيم هذه التنظيمات الارهابية ودفعها إلى التسليم بحكم القانون والكف عن التصرفات الغوغائية التي لا تجرّ على أصحابها إلا الويلات.

2-إن تظاهر بعض أركان الحكم في لبنان بالضعف لتبرير استمرار تغطية حزب الله وزج مؤسسات الدولة في ذلك، يجعل من لبنان وبعض رموزه عرضة للاستهداف ما ينعكس على المواطنين خوفا من العواقب كما هي الأجواء حاليا، ولذا على هؤلاء المسؤولين، الذين يدّعون بأن موضوع حزب الله هو أكبر من لبنان، النأي بالنفس عن هذا الموضوع وترك هذا الحزب لمواجهة مصيره بنفسه وبدون زج لبنان واللبنانيين وحتى الطائفة الشيعية الكريمة في تحمّل عواقب تصرفاته.

3-إن تهجّم البعض وعلى غرار النسق "العضومي" وتهديد اللبنانيين في الخارج بأنهم يسهمون في دفع الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على اللبنانيين المتورطين، هي سياسة أثبتت فشلها مع عضوم وجماعته سابقا ولن تكون أفضل منها اليوم، فاللبنانيون في الخارج لا يمكن ارهابهم أو شراءهم لتغطية عملية افراغ الوطن من عناصر القوة والتي تتمثل بتمسكهم جميعا بالحرية والسيادة والاستقلال ورفضهم التبعية لأية جهة كانت فكيف بهذه التي تقاد بالريموت من طهران لتفسّخ الوطن طوائف ومذاهب وتعيث بموارد الدولة انتهاكا وافسادا وتفتح الجبهات بدون حساب لمصلحة المواطن أو الوطن على مثال حرب "لو كنت أعلم".

4-إن اللبنانيين في الخارج والداخل على السواء، قد سئموا تصرفات أدوات طهران ودمشق ومن شابههم، وقد نهبوا الدولة وعطلوا مؤسساتها وأقاموا الناس ضد بعضهم ليسهل عليهم التحكم بهم، سوف لن يألوا جهدا أو يمتنعوا عن طرق اي باب يؤدي إلى وقف هؤلاء عند حدهم والمساهمة بقيامة وطن الأرز من تحت الأنقاض التي ردموها فوقه وعودته ليكون منارة هذا الشرق ورائدا في الانفتاح والتعاون مع من يبادله الاحترام ويعترف بسيادته واستقلاله.

5-إن المجلس العالمي لثورة الأرز يعد اللبنانيين بأن المستقبل الزاهر لا بد أت عندما يتحرر الحكم من الوصاية المباشرة أو الغير مباشرة لأدوات طهران ودمشق والتي سوف يرذلها الشعب كما فعل في الماضي بمساعدة العالم أو بدونها والأفضل لمن يتربعون على الكراسي عدم الاستخفاف بقدرة هذا الشعب ولا بمعاناته.

*رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز

جو بعيني

 

ثقافة إنجيلنا تسامح سلام ومحبة وما من ثقافة بديلة ابدا وإلا نَعمَهُ في ضلال

الأب سيمون عساف/16 نيسان/19

ثقافة إنجيلنا تسامح سلام ومحبة وما من ثقافة بديلة ابدا وإلا نَعمَهُ في ضلال.

وما ارتكابنا المعاصي كبشر سوى خلاف لتعليم كتابنا الصحيح.

اما في كتب الآخرين فالمسألة نقيض تماما لنا وهي في اتجاه معاكس، تبشّر بثقافة الثأر والقتل والغزو.

العين بالعين والسِن بالسِن.

ان غزوَ القوافل والقبائل لا تتوافق مع كتابنا القائل من ضربك على خدك الأيمن ادر له الأيسر.

وشتان ما بين النار والجنه بين الشيطان والملاك.

والحريق هو من شِيَم الغير المشهورة بحرق المكتبات من الاسكندرية في مصر مع عمر بن العاص الى مكتبة الفرس في ايران مع سعد بن وقاص ومكتبة الأندلس وغيرها وغيرها.

والمسخرة يطالعنا اردوغان التركي بنية تحويل كنيسة آجيا صوفيا الأثرية الى مسجد...

غريب امر هذا التركي المتعصّب المعتوه.

اننا في عصر الواحد والعشرين، ألم يتطوَّر ويتقدم هذا المسؤول مع ناموس الطبيعه؟؟

والدليل البيِّن على غباوته انه لم يخجل من تاريخ اجداده الجزارين الذين حكموا الشرق حوالى ستماية سنة ولم يتركوا الا الجهل والبغض والرشوة.

وقد يجوز ان يكون لم يطالعه او لم يتخذ منه العِبر السوداء التي هي لطخة عار على جبين الإسلام.

يُجمل القول باختصار ان ما يخالف الإنجيل هو تدجيل جامع التناقضات.

الحقيقة واحدة لا اثنين ولا تتجزَّأ.

لذلك وحده الإنجيل هو النور والحق والحياة.

وما دونه خزعبلات.

 

الفاتيكان يرصد مطرانية بيروت!

الكلمة أولاين/16 نيسان/19/لم توافق بكركي على طلبات رفعها اليها مؤخرا مطران بيروت للموارنة بولس مطر من أجل تأجير عدة عقارات، كما أن الفاتيكان عبر سفارته في لبنان يميل الى فتح ملف تأجير الأراضي التي استفاد منها مقربون لرجال دين في هذه الأبرشية، كما هو الأمر في أبرشيات أخرى.

ولم يعرف بعد إذا كانت سيارة المطران مطر الفاخرة ستبقى في المطرانية أم سيصطحبها معه بعد مغادرته موقعه نتيجة عدم التجديد له.

 

 بعد نفق “دير قوبل”: أنفاق أخرى لتطويق “الجبل”؟

الشفاف/16 نيسان/19/ابدت مصار مطلعة خشيتها من ان يكون هنالك انفاق اخرى تخترق الجبل اللبناني في مناطق نفوذ الزعيم وليد جنبلاط، في ضوء المعلومات الجديدة التي توفرت بشأن ما يعرف بـ”نفق دير قوبل” الذي فجره عناصر من الجيش اللبناني قبل ايام.

المعلومات تشير الى ان فتحة النفق التي تم اكتشافها في “دير قوبل” هي نهاية النفق، وتبعد عن بيوت السكن قرابة 50 متراً، في حين ان فتحة النفق تبدأ عند حسينية بشامون، اي على بعد اقل من 200 متر.

وتضيف المعلومات ان رجال “الداعي عمار” دخلوا النفق، بعد أن كشفت الامطار بمحض الصدفة نهايته من جهة دير قوبل. حيث توقفت اعمال الحفر فيه بعد ان شارف على الانتهاء، في انتظار ساعة الصفر. إلا أن الامطار الغزيرة التي تساقطت مؤخراً، أزالت الاتربة عن فتحة النفق ما فتح اعين السكان القريبين على وجوده.  فتم ابلاغ الشرطة البلدية، التي ابلغت بدورها عناصر قوى الامن، التي بادرت الى إبلاغ مخابرات الجيش التي عملت على تفجير النفق بعد سلسلة اتصالات أجرتها مع “قوى الامر الواقع” في بشامون.

وتضيف المعلومات ان عناصر حفر الانفاق، قاموا بإفراغ النفق من محتوياته بعد ان استمهلوا الجيش اللبناني ايام عدة قبل السماح بتفجيره.

وفي سياق متصل، تشير المعلومات الى ان هنالك نفقا آخر يصل الى “مرج بسري”، تم حفره لجر المياه، وهو منجز بالكامل من دون ان يتم استخدامه لجر المياه. وهذا ما دفع بالمصادر المطلعة الى إبداء خشيتها من وجود انفاق اخرى تستخدم في خطة محكمة لتطويق الجبل واجتياحه حين تدعو الحاجة!

وتضيف ان الغاية من نفق دير قوبل هي تحاشي العبور العسكري في مدينة “الشويفات” وربط احياء بلدة “بشامون” ببلدة “دير قوبل”،  ما يسمح بتطويق الشويفات من جهتي الضاحية الجنوبية و”دير قوبل”، فيشل حركة انصار جنبلاط في المدينة، ويقطع خط التواصل في ما بينهم وبين عمقهم في الجبل.

 

نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية: حزب_الوطنيون_الأحرار_الشهيد_الأول

(الشهيد كميل إيليّا غسطين أوّل شهيد من حزب الوطنيّين الأحرار سقط في ١٥ نيسان ١٩٧٥، وكان قد سبقه قبل يومين إلى الشهادة الشهيد الكتائبي الأوّل جوزيف أبو عاصي. حزبي الكتائب والأحرار، الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل، إضافة إلى الرئيس سليمان فرنجية وباقي أعضاء الجبهة اللبنانية قادوا مجتمعنا في أقسى محنة مرّ بها بتاريخنا المعاصر وإستطاعوا الحفاظ على حرّيتنا وأرضنا وعلى الكيان اللبناني)

١٥ نيسان ذكرى أوّل شهيد لحزب الوطنيّون الأحرار سقط في متراس معركة الشرف والبطولة في لبنان.

هو الشهيد المرحوم كميل إيليّا غسطين.

سقط الشهيد في معركة المريجة وهو يدافع عن أرض لبنان وعن حرّية وشرف وكرامة بلاده في ١٥ نيسان ١٩٧٥ فكان أوّل السائرين في طريق الإستشهاد وكان دمه الذكي أوّل نقطة دمّ روت تربة لبنان.

كميل إيليّا غسطين... إسم سيظلّ خالداً في أذهاننا خلود أرز لبنان.

وسنظلّ نذكر إستشهاده العظيم كلّما أطلّ علينا الخامس عشر من نيسان من كلّ عام.

أيها البطل!.. يا كميل الحبيب!.. رفاقك اليوم يقفون خاشعين أمام ذكرى إستشهادك. والإشتياق إليك، يطلّ من عيونهم(....) أرواحهم. ويبعث في نفوسهم شعلة الوطنيّة الصادقة والكرامة(...) والشرف الأثيل.

وحسبك يا كميل، الحبيب، إنك متّ ليحيا لبنان.

 (من منشور لحزب الوطنيّون الأحرار في العام ١٩٧٦)

 

أهمية العرفان بالجميل … لفتة مرهفة  في أحتفال يوم الشهيد بأن تشارك جوسلين خويري بتلاوة صلاة الشهيد

الكولونيل/شربل بركات/16 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73877/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA/

أعجبني في احتفال يوم الشهيد الذي اقامه حزب الكتائب اللبنانية أمس تلك اللفتة المرهفة بأن تشارك جوسلين خويري تلاوة صلاة الشهيد. فمن أقرب منها نقاوة أو احساسا أو ترفعا لمثل هذه المهمة. فجوسلين واحدة من الرموز التي دافعت عن لبنان بكل ما أعطيت من ايمان ومحبة منذ بدايات الحرب وما تبعها من معاناة، إن بالقتال كالرجال الأشداء أو بالعمل على تشجيع التجزر بالأرض والتمسك بالحق في أن يبقى لنا وطن يستحق أن يفتدى بأغلى ما نملك.

وها هي اليوم تشارك السيد في أسبوع الآلام التي تمر بها لتستكمل شهادتها وتمسكها بالقيامة، فكلنا كما هذا الوطن الجريح على درب الشهادة ولكننا، بالرغم من كل شيء، نرى نور القيامة ومجد الرب آتيا مع ذلك الرجاء الذي لا يخيب.

لفتة أخرى نقدرها لهذا الحزب الذي حمل هم لبنان منذ نشأته، ويوم تباهى الكل ببيعه لمن يدفع أكثر، حافظ هو على الشعلة مرفوعة فوق الهامات بدماء الغوالي في وقت تراكض المنظرون فيه لحمل أعلام لا تمت له بصلة وشعارات لم تطعم مرة خبزا، هذه اللفتة هي تكريم كمال وجمعه بالاصدقاء والمحبين وهو أيضا يعاني من ألم الجسد وصعوبة الواقع الداكن.

فشكرنا للقيمين على هذه الاشارات الرمزية التي تعني الكثير لمن أعطى بدون حساب أو غاية.

وأملنا أن يبقى في لبنان من يقدّر التضحيات ويعرف أن يرى بين الأحياء مشاريع الشهداء الكثر الذين قدموا للبنان أغلى ما عندهم ولم يسألوا مرة عن المقابل.

ودعاؤنا إلى الله أن يعيد الصحة والنشاط لهؤلاء الذين لا يزالون يسيرون على دربه بعيدا عن ضجيج المرائين واضواء العهر والتبعية...

 

 من هو اللبناني الذي فتح سجل التبرعات لترميم نوتردام؟

المركزية/الثلاثاء 16 نيسان 2019/افتتح رجل الاعمال اللبناني اسكندر صفا الذي يملك في جنوب فرنسا، من ضمن مجموعة اعماله الواسعة، مصنعا للبلاط والرخام، سجل التبرعات اللبنانية لاعادة ترميم كاتدرائية نوتردام دوباري، بعد الحريق الهائل الذي اندلع فيها امس وتسبب بسقوط برجها واجزاء واسعة من سقفها واضرار جسيمة في جدرانها، بحيث اعلن عن التبرع بكامل ما يستلزمه الترميم من بلاط ورخام، من دون تحديد سقف مالي. ودعا صفا، وانطلاقا من رمزية الكاتدرائية التاريخية لفرنسا والعالم، سائر مجموعات العمل اللبنانية الكبرى للانضمام الى حملة التبرعات هذه، بما يسهم سريعا في عودة هذا المعلم الى سابق عهده

 

عدوان يقدم أوراق اعتماده لماكرون

المركزية/الثلاثاء 16 نيسان 2019/قدم سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان أوراق اعتماده سفيرا غير مقيم لدى إمارة أندورا إلى الرئيس إيمانويل ماكرون بصفته أمير أندورا بالشراكة، خلال حفل رسمي في قصر الإليزيه.

 

عودة الوفد النيابي من واشنطن:لا عقوبات جديدة تستهدف المسؤولين

المركزية/الثلاثاء 16 نيسان 2019/عاد مساء أمس من واشنطن الوفد النيابي اللبناني المؤلف من رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية ياسين جابر ومستشار رئيس المحلس النيابي علي حمدان الذين شاركوا في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وكان الوفد التقى عدداً من المسؤولين الاميركيين في وزارة الخارجية ووزارة الخزانة واعضاء من الكونغرس الاميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وبحث معهم مسألة العقوبات وعودة النازحين السوريين والاصلاح المالي. وتم التأكيد خلال اللقاءات أن لا عقوبات جديدة تستهدف لبنان ومسؤوليه كما التزام البنك الدولي بمشاريع تتعلق بالشباب اللبناني وتهدف لخلف فرص عمل جديدة لهم بالتعاون مع الدولة اللبنانية والقطاع الخاص الخاص.

وقبيل مغادرته شارك الوفد بغداء تكريمي اقامه مدير منطقة الشرق الاوسط في البنك الدولي ساروج كومار وكانت كلمات شددت على اهمية التعاون مع لبنان في المرحلة المقبلة لتنفيذ الاصلاحات والمشاريع المرتقبة .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/04/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ألسنة النار فوق برجي كاتدرائية نوتردام في قلب العاصمة الفرنسية باريس شغلت وتشغل العالم بأسره على رغم السيطرة على النيران وترجيح القضاء الفرنسي بعدم وجود عمل جرمي وراء الحريق..

الكاتدرائية جزء من مصير فرنسا قال الرئيس ماكرون.. وأحد مكونات الثقافة الاوروبية بحسب ميركل.

وفي المنطقة مثل النار في الهشيم سرت شائعات نقل رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، من سوريا الى تل أبيب في وقت يلتزم الفريقان الصمت فإذا تأكد خبر الواشنطن بوست عن قبول دمشق بما رفضته على مدى نصف قرن ونيف فإن الأسئلة كما الأجوبة قد تصل الى حدود ما يحدثه ما سماه ترامب بصفقة القرن.. وما يسميه الأهل صفعة القرن.

وفي لبنان ألسنة نار من نوع آخر تصاعدت اليوم من إطارات أحرقها عسكريون متقاعدون رفضا لما تم تداوله أخيرا من إمكان خفض رواتبهم أو تجزئتها فرفعوا الصوت وصدحوا من مختلف المناطق اللبنانية.

في الغضون تراجعت نسبيا لهجة المواقف والتصاريح المتعلقة بما يسمى موضوع التخفيضات والسلسلة وما يمت بصلة كما أقرن ما صدر عن الكتل في هذا المجال بأن الإصلاح ليس موجها ضد المواطن..

نبدأ تفاصيل النشرة من إرهاصات الإحتجاجات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

عنوان المرحلة الحالية، اتخاذ اجراءات ستكون جريئة تتضمنها الموازنة، حتى لا يصل لبنان الى ما وصلت اليه اليونان، وهذا يعني المزيد من الاصلاحات، والكثير من التقشف، والعمل على وقف الهدر، والاستمرار بمعالجة مكافحة آفة الفساد.

هذا الموضوع سيكون الابرز في مداخلات النواب، بالاوراق الواردة خلال افتتاح الجلسة النيابية التشريعية، التي تناقش موضوع خطة الكهرباء، وقد استبقتها الكتل باجتماعات تنسيقية. وقال مصدر في كتلة المستقبل ،ان الكتلة لن تقبل بإنشاء مناطق اقتصادية غير تلك الموجودة في طرابلس، بناء على البند المدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية حول هذا الموضوع:

واليوم، بدأ المتقاعدون العسكريون تحركا ميدانيا تمثل بقطع طرق رئيسية في جبل لبنان والجنوب والبقاع والشمال، بعد دعوة هيئة التنسيق النقابية الى اضراب عام يوم غد، واعتصام في ساحة رياض الصلح بالتزامن مع الجلسة النيابية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

اليوم كان يوما قضائيا - حقوقيا بامتياز جمع أركان الدولة في مئوية نقابة المحامين حيث كان تشديد على أن تطهير الجسم القضائي هو أولى أولويات الحرب على الفساد وأن لا دولة من دون سلطة قضائية مستقلة ونظيفة.

عطلة الأعياد وخلو جدول الأعمال من بنود أساسية غيبا جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع فيما سيكون مجلس النواب على موعد مع يوم تشريعي في رصيده جلسة من ثمانية عشر بندا أبرزها "القانون الكهربائي" الرقم 288 الذي سيكون في حال إقراره بمثابة الولادة الفعلية لخطة الكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء أخيرا.

كل المتابعة والإهتمام تنصب على مشروع الموازنة وخفض العجز ليسلك طريقه إلى مجلس النواب بعدما وعد الرئيس سعد الحريري بإدراجه في أسرع وقت ممكن على جدول أعمال مجلس الوزراء لمناقشته وإقراره قبل ترحيله إلى ساحة النجمة للمصادقة عليه قبل نهاية فترة السماح التي حددها مجلس النواب للصرف وفق القاعدة الإثني عشرية.

حديث الإجراءات الحكومية الموجعة التي شغلت البلد وحركت قطاعات عديدة استباقا لم يحسم أي شيء منها بعد وكل هذه الإجراءات ما تزال تخضع للتشاور والبحث العميق وفق ما يؤكد وزير المال علي حسن خليل.

الهدف الذي يسعى الجميع للوصول إليه هو عجز ما دون التسعة بالمئة وبشكل يؤمن وفرا بحدود الأربعة بالمئة.

خارج لبنان تحول الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس إلى حدث عالمي استنفر دولا ومنظمات وهيئات اندفعت جميعها إلى الاعراب عن تضامنها وحزنها على هذا الإرث التاريخي الغني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

في اسبوع الالام تظهرت الام اللبنانيين فالوضع الاقتصادي السيء تكشف على حقيقته مع وضع موازنة العام 2019 على نار حامية. اليوم انعقد اجتماع في وزارة المال برئاسة الوزير علي حسن خليل ضم المعنيين بإنجاز الموازنة. وفي المعلومات فإن المجتمعين بحثوا في الحلول الممكمنة لمعالجة العجز وبرز اتجاه لاصدار سة متكاملة تتضمن بنودا كثيرة منها مكافحة التهرب الضريبي والتهرب الجمركي والحد من العمالة السورية والمؤسسات السورية التي تزاحم المؤسسات اللبنانية، اضافة الى وقف المساعدات للجمعيات.

كما تطرق البحث الى تخفيضات لا تطال الطبقة الوسطى وامكان اجراء حسم على الرواتب التي تتجاوز الثلاثة ملايين ليرة يراوح بين عشرة وعشرين بالمئة.

طبعا القرار النهائي لم يتخذ بعد وخصوصا ان معظم القوى السياسية لا تزال تتريث في ابداء موقفها من موضوع اجراء حسم على الرواتب خوفا من غضب الشارع وتداعيات الحراك الشعبي على الاستقرار.

وفي هذا الاطار سينعقد اجتماع في بيت الوسط لم يحدد موعده بعد، يترأسه الرئيس سعد الحريري في حضور وزير المال وممثلين عن مختلف الكتل.

هدف الاجتماع استكمال المشاورات وبلورة قرار جماعي يتحمل تبعاته الجميع على حد سواء.

توازيا المواجهة في الشارع بدأت اليوم قطع العسكريون المتقاعدون عددا من الطرق رفضا للمس بمخصصاتهم، وغدا تنفيذ هيئة التنسيق النقابية مع معلمي المدارس الخاصة واساتذة الجامعة اللبنانية وموظفي الادارات العامة والبلديات اعتصاما احتجاجيا في ساحة النجمة، فإلى اين يمكن ان تؤدي التحركات الاحتجاجي؟ وهل ستستمع الحكومة في النهاية الى معاناة الناس؟ ام ستستمر في وضع رأسها في الرمال؟ وهل يدرك المسؤولون الذين زرعوا الفساد والهدر والسرقة والصفقات انهم يدفعون الناس ثمن ما اقترفت ايديهم؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أصيبت البيئة بوعكة صحية فجاءها الإنعاش من الصحة وداوتها بالتي كانت هي الداء، ألم في الصدر ألم بعضو لجنة البيئة النائب مصطفى حسين أفقده القدرة على الحركة فتدخل أطباء لجنة الصحة وأسعفوه موضعيا قبل أن ينقله الصليب الأحمر إلى أحد المستشفيات، وللأمانة فإن النائب المحظوظ لم ينتظر على الأبواب لضمان سرير فارغ له ولم يتوسط لدفع نفقة العلاج عوارض ضيق النفس تحت قبة البرلمان، هي أوكسجين اللبنانيين اليومي منذ عقود بخلطة مكبات باتت روائحها ماركة لبنانية مسجلة أضيفت إليها اليوم روائح تنبعث من رواتب ومخصصات القطاع العام، لخفض العجز في الموازنة.

أصل العلة في مكان آخر في سياسة مالية اتبعت منذ عقود وأوصلت خزينة إلى تضخم لم تعد تكفيه المعالجة بالمفرق، بل بعملية جراحية عامة لاستئصال أورام الهدر الخبيثة وتطهير جسم الدولة من هيئات وصناديق الجيوب، والأهم تحييد القضاء ورفع يد السياسة عنه وإطلاق يده في المحاسبة، وهو ما قاربه اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

فوضع الإصبع على الجرح حين قال إن القضاء هو الحجر الأساس ولا دولة من دون سلطة قضائية مستقلة نظيفة وفي كلمة له في مئوية نقابة المحامين، استشهد عون بونستون تشرشل الذي قال حين كانت لندن تحت قصف الطائرات: ما دام القضاء بخير فإن بريطانيا في ألف خير، وفي الكلمة أضاف عون إن تطهير الجسم القضائي أولى أولويات الحرب على الفساد الذي نخر كل المؤسسات متسائلا كيف يمكننا أن نحتكم إلى من لا ثقة لنا به، وكشف عون عن مؤتمر يجري الإعداد له وسيعقد في القصر الجمهوري بعنوان من أجل عدالة أفضل يهدف الى إطلاق حوار وطني بين جميع المكونات المعنية بالعدل والعدالة علما أن أزمة القضاء ليست وليدة لحظتها، بل هي أزمة نظام سياسي وضع يده على القضاء ولعب بقدره.

أما هم النزوح فحمله وزير الخارجية جبران باسيل إلى اللقاء العربي الروسي واضعا العرب المشاركين أمام مسؤولياتهم في مساعدة لبنان على تحقيق العودة وقال لهم أعيدوا سوريا إلى الجامعة العربية ولنعمل معا لإعادة النازحين ولبنان بحاجة إلى الأفعال قبل الأقوال والأموال ومن باب إهدار الحقوق العربية تمهيدا لصفقة العصر، حضرت فلسطين في مؤتمر موسكو وبدلا من فتح آفاق جديدة للسلام قال باسيل إن الحلول المطروحة أصبحت سلسلة تلتف حول عنق القضية لخنقها فتضيع القدس ومعها الجولان وشبعا وتنتهي القضية ولا يجوز أن نضيع البوصلة فالعدو هو إسرائيل والبوصلة هي فلسطين.

لكن بوصلة العالم اليوم اتجهت إلى كارثة كاتدرائية نوتردام في باريس التي أتت على ثمانية قرون من عمر معلم عاش برواية وتنبأت بمصيره الرواية وهو وإن أعيد ترميمه فلا يمكن اللعب بالفرق الزمني بين حاضره وماضيه بحسب خبراء بالآثار قالوا للجديد إن الكاتدرائية بحاجة الى أكثر من ألف وخمسمئة شجرة بلوط لإعادة ترميمها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

" حريق نوتردام دو باري ". كلمات من ليل أمس وحتى الآن، الأكثر تداولا بين الفرنسيين وفي العالم، إلى درجة أن النيران حجبت كل ما عدا ذلك من عناوين وأحداث، وكأن عقارب ساعة العالم توقفت لحظة اندلاع الحريق ولم تعد إلى الدوران إلا بعد إطفاء آخر شرارة.

صرح ديني يختزن إكليل شوك السيد المسيح وقطعة من خشب الصليب وأحد المسامير التي دقت في يده. معلم تاريخي وثقافي وأثري، مقصد الزوار والسياح، كنز تاريخي يختزن ويختزل ثمانية قرون، يكفي ان نعرف أن بناءه استلزم مئتي عام، الحزن على التهام النيران لهذا المعلم الديني - التاريخي - الثقافي كان عابرا لفرنسا ولأوروبا ولسائر دول العالم، من من زوار فرنسا لم يقف مدهوشا ومشدوها أمام هذه التحفة ؟ ومن لم يستعد الصور من الذاكرة لحظة مشاهدة اندلاع الحريق ؟

لكن ما بعد الحريق تحركت فرنسا والعالم، دولا وأفراد ومؤسسات للبدء بالتبرع لأعادة " نوتردام " إلى ما كانت عليه قبل النيران ...فيما التحقيقات لم تصل إلى نتيجة حاسمة في ما إذا كان الحريق حادثا او مفتعلا ...

في لبنان الكلمات التي تتكرر هي : ترشيق الموازنة وخفض ارقامها ... التفتيش عن ابواب الهدر والفساد ، اما العبرة ففي أرقام الموازنة التي يفترض ان تكون سلكت طريقها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لكن لن تصل الى طاولة مجلس الوزراء الا في جلسات بعد عيد الفصح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي فيط

من عاصمة الى عاصمة، ومن محفل اقليمي ودولي الى محفل، يلاحق لبنان قضية النازحين السوريين، تثبيتا لحقهم في العودة الممرحلة الآمنة الكريمة من جهة، وشرحا للعبء الكبير الذي يشكله على لبنان على مختلف المستويات.

وبعد المحطتين العربيتين الاخيرتين في قمة بيروت الاقتصادية والتنموية ثم قمة تونس، كانت العاصمة الروسية موسكو اليوم على موعد مع موقف لبناني حازم ادى الى استبدال عبارة "العودة الطوعية" من الفقرة الخاصة بسوريا في البيان الختامي للمنتدى الروسي العربي بعبارة "تأمين الظروف المؤاتية لتحقيق العودة الآمنة والكريمة".

وفي التفاصيل ان المسودة الاولى للنص الختامي كانت تتضمن منذ الاساس العبارات المقبولة لبنانيا بالنسبة الى النزوح ضمن الفقرة الخاصة بلبنان. غير ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لاحظ ورود عبارة "العودة الطوعية" في الفقرة الخاصة بسوريا، فما كان به الا ان ابدى اعتراضه، موضحا ان ما يجب ان يصدر في البيان الختامي يجب ان يتلاءم مع الموقف العربي الذي تم التعبير عنه في قمتي بيروت وتونس، وهكذا كان بعدما ابدى الحاضرون موافقتهم... مع الاشارة الى ان المنتدى جمع الى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومساعديه، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ووزراء خارجية غالبية الدول العربية ما عدا سوريا التي جدد باسيل المطالبة بعودتها الى حضن الجامعة... وبين الوزراء الحاضرين وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير الذي اصر بعيد انتهاء اللقاء على مصافحة الوزير باسيل حيث جرت دردشة طويلة نسبيا بينهما، علما أنه كان من الملفت عقد لقاء ثنائي عشية انعقاد المنتدى وخارج اطاره بين الوزيرين باسيل ولافروف في وزارة الخارجية الروسية...

في لبنان، وفيما لم يخرج مشروع الموازنة بصورته النهائية بعد، بانتظار ما سيرشح عن اجتماعات رئيس الحكومة مع ممثلي القوى السياسية حول ما يسمى "بالاجراءات الصعبة"، وبعد كلام الوزير باسيل الذي اجتزئ وفسر خطأ، وفق ما أكد للـotv أكثر من نائب يمثلون مختلف الكتل، مهدت تحركات مجموعات من العسكريين المتقاعدين، خارج قرار رابطة قدامى القوى المسلحة، للاضراب العام الذي دعت اليه رابطة موظفي الادارة العامة والأساتذة غدا اسباقا لأي أجراء قد يمس بسلسلة الرتب والرواتب والتقديمات الإجتماعية ونظام التقاعد.

قبل الدخول في تفاصيل الملفات اللبنانية، تبقى البداية من فرنسا. فالنيران التي التهمت كاتدرائية Notre Dame أحرقت قلوب العالم. ليبقى الرجاء بأن الكاتدرائية ستنقذ ويعاد بناؤها حتما بالعهود والتبرعات، كما أنقذ اكليل شوك السيد المسيح الذي أنقذ العالم قبل أكثر من ألفي عام.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

على مسافة شبر من امتحان الشارع تقف اجراات الدولة التقشفية ، ومحاولة وضع اليد في جيب العسكريين المتقاعدين تنقل النقابات والروابط والعمال والاساتذة الى ساحات الاعتصام والاضراب غدا قبل وقوع الفأس في رأس سلسلة الرتب والرواتب خدمة للموازنة وتخفيفا للعجز.

خفض الرواتب يقدم كأنه الوسيلة الاسرع لتقليص الكتل المالية المستهلكة في الدولة اللبنانية، ولكن دون الخوض فيه ترجمات معيشية واقتصادية يحذر منها المراقبون.. وبلسان كل مواطن نسأل: ماذا عن الاملاك البحرية، والمنح العشوائية، وساعات العمل الاضافية، ومصاريف السفر والبعثات؟.. ماذا عن المبالغ الهائلة المدفوعة على المباني المستأجرة للوزارات والادارات، وفي صفقات التراضي، والمواكب والحمايات الامنية؟.. ماذا عن الاموال المهدورة في التهرب الضريبي، ولصالح مافيات الفيول والمحروقات، والمتخلفين عن دفع الضرائب من حيتان المصارف والمؤسسات والشركات ؟ .. تطول اللائحة، ولكن لا يختلف اثنان من مريدي الاصلاح انه لو بدأت الدولة باجراء واحد لتحصيل اموالها في احد هذه الملفات، فإن ذلك يكفي البلد شر الافقار والانهيار ولو مؤقتا.

المطلوب تصويب الانفاق في الموازنة أولا، وحزب الله سيعمل على ذلك من خلال تخفيض المساهمات للمؤسسات، ودعم الاحتفالات، وفق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وكذلك فان الإصلاحات المالية والإدارية يجب ان تكون على عاتق من استفاد أكثر، وعلى أصحاب الرواتب المرتفعة والمصارف، كما يؤكد حزب الله.

في المنطقة ، رسائل سورية ايرانية مشتركة حملتها زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى دمشق، وفي لقائه الرئيس بشار الاسد تاكيدات مضادة للسياسات الاميركية وصونا لانجازات الحليفين في خط الدفاع عن حقوق شعبيهما معا.

في التطورات اليمنية، المفاجات العسكرية للجيش واللجان الشعبية متواصلة، وفي ذكرى الشهيد الصماد، قدرات صاروخية مطورة برسائل متفجرة بعيدة المدى تزيد العدوان انزلاقا في وحول ما ترتكب يداه.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 نيسان 2019

النهار

يسجل ازدياد عدد حوادث السير وارتفاع عدد الضحايا رغم الحديث عن إيجابيات القانون الجديد ونتائجه.

لم يأبه أحد الوزراء لإنتقادات عدة طاولت عملاً وافق عليه في وزارته بل دعا إلى حفل افتتاح له عازيًا الإنتقادات الى ‏أسباب ومصالح شخصية‎ ‎

يؤكد وزير سابق أن الحملة على المدير العام لقوى الأمن الداخلي إنما تحكرها كلمة سر

البناء

قالت مصادر أوروبية إنّ تصريحات رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج تتمّ قراءتها كتهديد أمني لدول جنوب ‏أوروبا، خصوصاً ما لم يتمّ التدخل لحساب حكومته ومساعدتها عسكرياً منعاً لسقوطها، بقوله إنّ قرابة مليون مهاجر ‏ليبي سيقصدون أوروبا هرباً من المعارك وانّ على الدول الأوروبية إدراك أنها معنية بما يجري في ليبيا وستدفع ثمن ‏عدم العمل لوقف استهداف طرابلس من قبل الجيش الليبي، مضيفة انّ التصريح يعني شعور السراج بضعف موقفه ‏العسكري لكنه يؤشر للضغط على أوروبا بورقة المهاجرين أيضاً

الجمهورية

أرسل حزب بارز إلى حزب حليف إشارات مباشرة حول استيائه من زيارة قام بها أحد المسؤولين إلى أحد المناطق في ‏الشكل والمضمون والتوقيت.

رفض مرجع سياسي مراجعات عديدة حول أسماء في قضية حساسة وقال لا غطاء لأحد وليُحاسب المُرتكِب أيًا يكُن.

اللواء

تتوقف الاتصالات لملء شواغر في مؤسسات اقتصادية وإدارية على خلفية مطالبة تيّار موالٍ بكامل حصة الطائفة ‏التي يمثل؟!

لا يُخفي قطب وسطي في مجالسه حدوث "نقزة" من جهة حزبية ذات تأثير.

يجري تكتم على موعد إصدار قرارات المحكمة الدولية، نظراً لتداخلات وترابطات موضوعية وذاتية متداخلة في ‏القضية الأم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصائح دولية للبنان بالتحرّك "جدّيا" ضد مصانع "إيرانية" على أرضه وفرنسا زوّدت رسميين بوثائق وطالبتهم بموقف حاسم صونا للاستقرار

المركزية/الثلاثاء 16 نيسان 2019/بعيدا من الأضواء وداخل الكواليس الدبلوماسية، تدور حركة اتصالات مكوكية بين عواصم غربية واوروبية من جهة، وبيروت من جهة ثانية، محورها "مصانع أسلحة ايرانية موجودة في لبنان". القضية التي خرجت الى العلن منذ أشهر مع حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة عن مصانع يملكها حزب الله في بيروت، تفاعلت مجددا في الاسابيع الماضية، قبيل زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو لبنان، وبعدها. فقد ذكرت تقارير إخبارية، منذ ايام، أن بومبيو حذر، خلال وجوده في بيروت، المسؤولين اللبنانيين من إخفاء مصنع صواريخ تابع لحزب الله. وقال مراسل القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة، باراك رافيد، إن مصادر أميركية مطلعة لم يسمّها، أبلغته أن حزب الله وإيران أقاما مصنعا جديدا سريا للصواريخ الدقيقة على الأراضي اللبنانية. وبحسب موقع "أكسيوس" الذي نقل الخبر عن رافيد، فإن بومبيو تلقى هذه المعلومات من المخابرات الإسرائيلية، التي تشعر بقلق متزايد بشأن تصنيع حزب الله للصواريخ. وقال الموقع "بعد تلقي المعلومات الاستخباراتية من نتانياهو قبل أسبوعين، سافر بومبيو إلى بيروت والتقى رئيس الوزراء سعد الحريري وأخبره أن المنشأة يمكن أن تشكل تهديدا للأمن اللبناني، وتزيد من خطر التصعيد مع إسرائيل".

ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" فإن فرنسا دخلت بدورها على خط تحذير بيروت من مغبّة غضّ الطرف عن هذه المعلومات. الا انها لم تكتف بالتنبيه، بل زوّدت وزراء لبنانيين زاروها منذ فترة غير بعيدة، بوثائق تثبت وجود مصنع ايراني لصنع الاسلحة والصواريخ الدقيقة في لبنان، حتى ان هناك سعيا لتطوير منظومة الصواريخ البالستية داخله. وعليه، نقلت دوائر الـ"كي دورسيه" الى بيروت نصائح بضرورة تحديد لبنان الرسمي موقفه من هذا الموضوع، ورفض اي منشآت من هذا القبيل بوضوح وصراحة تامين، بعيدا من اية عراضات إعلامية لن تقنع أيا من العواصم الكبرى بغياب المصانع، خاصة وأن معظمها بات يملك مستندات تؤكد وجودها على الاراضي اللبنانية، سلّمتها اياها تل أبيب. وفي وقت تعمل باريس لإقناع الكيان العبري بمعالجة المسألة عبر القنوات الدبلوماسية – السياسية بعيدا من اي خيارات عسكرية، تشير المصادر الى ان فرنسا تنتظر ايضا من الدولة اللبنانية، تجاوبا سريعا وعمليا وحقيقيا مع ما تطلبه منها لناحية التعاطي بحكمة وروية مع هذا الموضوع الخطير والحساس، فتُباشر اتصالاتٍ داخلية مع الجهات المعنية، أي حزب الله، لتفكيك اي مصانع او معامل خاصّة به، صونا للسلم المحلي وللاستقرار اللبناني الذي يُعتبر ليس فقط حاجة لبيروت التي لا تنقصها "مصائب" اضافية، بل أيضا أولوية دولية، نظرا الى احتضان لبنان أكثر من مليون نازح سوري قد يركبون البحر الى شواطئ اوروبا عند أوّل انتكاسة أمنية...

أما الولايات المتحدة، فليست في وارد التساهل مع هذا الملف، وقد حضر في نقاشات وفد الكونغرس الاميركي الذي زار بيروت اخيرا، وفق المصادر. ومع ان واشنطن تتمسك بدورها باستقرار لبنان، الا انها لا تُساير او تُهادن في قضية تضع أمن اسرائيل على المحك.

فهل تلقى الرسائل الدولية الواضحة التي وصلت الى لبنان، آذانا صاغية من قبل المسؤولين؟ أم تستمر سياسة الهروب الى الامام وطمر الرؤوس في الرمال، التي يمكن ان تضع الساحة اللبنانية أمام سيناريوهات هي في غنى عنها قبيل موسم اصطياف منتظر، شبيهة بتلك التي تحصل في سوريا لناحية تنفيذ اسرائيل غارات موضعية ضد اهداف ايرانية منتشرة فيها؟

 

الحوار الاستراتيجي ينطلق اليوم لمواجهة إيران و«حزب الله»

واشنطن/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن السفير ناثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب، توجه إلى إسرائيل، ليقود وفد الولايات المتحدة في الاجتماع السنوي لمجموعة مكافحة الإرهاب المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الذي يبدأ اليوم 16 أبريل (نيسان). وأضاف البيان، الذي وصل إلى «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أن الحوار هو أطول حوار استراتيجي تجريه وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، وسيناقش التهديدات المشتركة التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك من إيران و«حزب الله» اللبناني، ووضع استراتيجيات لتعزيز التعاون في هذه المجالات الحاسمة.

 

احتجاجات للعسكريين اللبنانيين المتقاعدين على خفض رواتبهم

بيروت/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/نفذ عدد كبير من العسكريين اللبنانيين المتقاعدين اعتصاما، قبل ظهر اليوم (الثلاثاء)، في عدة مناطق لبنانية للمطالبة بعدم المس بحقوقهم التقاعدية، واستنكارا ورفضا لخفض رواتبهم ومستحقاتهم. وحضر المتقاعدون بالمئات وقد عمدوا إلى قطع الطرق بالكامل بالإطارات المشتعلة لمدة نصف ساعة. وألقى رئيس «الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى» العميد المتقاعد مارون خريش كلمة باسم المعتصمين، أكد فيها أن «الاعتصام خطوة تحذيرية بالتزامن مع خطوات مشابهة في عدد من المناطق، والهدف منه إنذار المسؤولين بأنه ليس هكذا تصحح مالية الدولة وأنه من الضروري التراجع عن هذه الخطوة، وإعطاؤنا ما حسم من رواتبنا طيلة السنتين الماضيتين». وقال: «إذا تعدوا على رواتبنا فنحن والخدمة الفعلية يدا واحدة نطالب قائد الجيش أن لا يتراجع، لأن ما جرى أمر غير مسبوق». وختم قائلا: «ندرس مع المتقاعدين الإداريين للاعتصام غدا معا في خطوة تحذيرية أيضا في ساحة رياض الصلح تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب». بعد ذلك، تمت إزالة الإطارات المشتعلة وإعادة فتح الطرقات أمام العابرين.

 

حاصباني: النأي بالقطاع المصرفي في لبنان عن مفاعيل العقوبات على إيران/طالب عبر «الشرق الأوسط» بعودة اللاجئين السوريين إلى «مناطق آمنة» في بلدهم

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني غسان حاصباني، أن القطاع المصرفي في لبنان يواجه «وضعاً دقيقاً للغاية»، علماً أنه من «الأعمدة الرئيسية للاستقرار» في البلاد، داعياً إلى الشروع في «إصلاحات فورية» لمكافحة الهدر والفساد، فضلاً عن «النأي بالنظام المالي عن أي مفاعيل» للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران. وطالب المجتمع الدولي بـ«استحداث مناطق آمنة» للاجئين داخل سوريا. ويشارك حاصباني في افتتاح منتدى الشراكة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ويتحدث عن تجربة لبنان بالعمل على أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، فضلاً عن اجتماعات يعقدها مع عدد من المسؤولين الأميركيين في واشنطن. وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، أجاب حاصباني عن أسئلة عن مدى استقرار الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، وقال: «لا بد من الاستقرار لأنه حاجة»، موضحاً أن «الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي يحتم العمل الجدي والسريع من الحكومة ليس فقط لتلافي تفاقم هذا الوضع بل أيضاً لعكسه». واعتبر أن المحافظة على الاستقرار «تشكل تحدياً كبيراً في ظل كل ما يحصل من حولنا»، بالنظر إلى العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية «على جهات مختلفة في المنطقة وفي الداخل اللبناني»، في إشارة إلى إيران والأطراف التابعة لها وأبرزها «حزب الله».

ولفت أيضاً إلى وجود النازحين السوريين وغيرهم في لبنان «ما يزيد الوطأة على الحال الاقتصادية»، مؤكداً أن «هناك ضرورة لترسيخ الاستقرار والعمل على وضع إصلاحات جدية وبنيوية على المستويين الاقتصادي والإداري».

وعن تواتر التقارير عن احتمال حصول انهيار في الوضع المالي والنقدي اللبناني، رأى أن «التحدي مترابط بين الأوضاع المالية والنقدية والاقتصادية»، موضحاً أن الجانب الأول يتعلق بالمالية العامة والعجز فيها، وهو ما «يوجب علينا مباشرة العمل فوراً على مناقشة الموازنة»، معتبراً أن «هذه ليست عملية حسابية فحسب، بل يجب أن تطبق الموازنة قرارات استراتيجية للدولة وضمنها الرؤية الإصلاحية التي انطلقت من مؤتمر سيدر» الدولي الذي استضافته باريس في أبريل (نيسان) 2018 لدعم لبنان، والذي «يجب أن يؤخذ على محمل الجد».

وأوضح أن «الإصلاحات يجب أن تطال كل القطاعات من أجل تفعيل قدرتها على النمو وعلى تطوير ذاتها»، مشيراً أولاً إلى «حل الكهرباء الذي انطلقنا به عبر التفاهم على خطة، ولكن العبرة بالتنفيذ بوضوح وضمن الأطر القانونية والآليات العملية والإدارية الصحيحة، ومن ضمن ذلك تفعيل مؤسسات الدولة التي يمكن أن تعزز الشفافية والثقة لدى المستثمرين ووضع نظام حوكمة حول هذا القطاع لطمأنة المستثمرين»، موضحاً أن ذلك يشمل «آليات تتعلق بهيكلية مؤسسة كهرباء لبنان ومجلس إدارتها، لتسييرها بشكل فاعل وتشكيل هيئة ناظمة لها وفقاً للقوانين المرعية، وإذا كانت هناك حاجة لتعديل هذه القوانين فليحصل ذلك في أسرع ما يمكن». وذكر بأنه «في قطاع الاتصالات توجد قوانين منذ عام 2002 من أجل إعادة هيكلة هذا القطاع وتفعيل المنافسة فيه واستقطاب الاستثمارات مما من شأنه أن يضخ أموالاً كبيرة وفورية على خزينة الدولة ما يسهم في خفض العجز وخفض تكاليف الدين».

أما في الجانب النقدي، فقال إن «استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية يعتمد على توافر العملات الأجنبية في السوق وفي قطاع المصارف»، مضيفاً أن «وصول الودائع الجديدة يمكن أن يسهم في الاستقرار المنشود، وهذه الودائع يمكن أن تصل من الدول الحريصة على استقرار لبنان وتلك التي تعتبر لبنان بلداً صديقاً»، في إشارة إلى الدول الخليجية الرئيسية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن الدول المانحة في الأميركيتين وأوروبا.

وكشف أنه شدد خلال لقاءاته في كل من واشنطن ونيويورك على «ضرورة أن يبقى القطاع المصرفي والمالي في لبنان من الأعمدة الأساسية لاستقرار لبنان»، فضلاً عن «إبقائه في منأى عن أي خطوات قانونية تتخذها الولايات المتحدة أو غيرها من العقوبات المتعلقة بغسل الأموال وسواها من الإجراءات»، لأن «القطاع المصرفي اللبناني حريص على الالتزام التام بالقوانين الدولية».

وعما إذا كانت هناك خطوات وشيكة ستتخذها الحكومة اللبنانية لإعادة هيكلة النظام المصرفي اللبناني برمته، أوضح أن «الإجراءات التي يجري الحديث عنها لها علاقة بإجراءات تقشفية في المصاريف والأكلاف التي تتكبدها في الإدارة وفي التكاليف التشغيلية للدولة وتكاليف الرواتب والتقاعد»، مستدركاً أن «هذا ليس حلاً دائماً، بل أجزاء من الحل».

ورأى أن «الحل يجب ألا ينطلق من منظور واحد فحسب. يجب أن ننظر إلى كل مكونات الموازنة والوضع المالي من أجل إحداث تحولات من جهة عائدات الدولة». وتحدث عن «قرارات كبرى يجب أن تتخذ، وضمنها تحسين جباية الضرائب والرسوم والجمارك وإغلاق منافذ الهدر الكبرى»، معتبراً أن «الموجع في هذه الإصلاحات هو أن بعض القوى السياسية لم تتعود على اتخاذ قرارات جريئة من هذا النوع»، أي أن «قرارات الإصلاح يجب ألا تطال المواطن، بل العادات القديمة التي كان يجري التغاضي عنها»، لا سيما لجهة الفساد.

ورداً على الضغوط الأميركية التي تستهدف «حزب الله» التابع لإيران في لبنان، أجاب: «نقاشنا مع المسؤولين يزيد من الوعي لديهم بأنه يجب النأي بالقطاع المصرفي اللبناني عن أي مفاعيل للعقوبات الأميركية على إيران»، معتبراً أن هناك أهمية «للتفاعل مع صناع القرار على المستوى الدولي ليس فقط من أجل القطاع المصرفي، بل أيضاً المساعدات للجيش اللبناني»، لأنهما «العمودان الأساسيان للاستقرار في لبنان». وقال: «لمسنا أن هناك نيّة حقيقية بتحييد المؤسسات عن مفاعيل أي عقوبات».

ورأى أن «الأخطار الكبرى التي تواجه لبنان هي في حال عدم الاستقرار في المنطقة على مستوى الدول ووضع النازحين الذين نحرص على أن يعودوا بأسرع ما يمكن إلى ديارهم سالمين وألا ننتظر الحلول السياسية بعيدة المدى»، مضيفاً: «نطالب المجتمع الدولي بإيجاد حلول خاصة بالنازحين»، مثل «استحداث مناطق آمنة لهم داخل سوريا برعاية دولية كمرحلة أولى». وأشار إلى أن «التحدي المالي هو الأكبر ويجب أن نعالجه بسرعة كبيرة»، مكرراً التركيز على «الإصلاحات لأنها من المتطلبات الدولية الرئيسية قبل أي استثمار أو دعم مالي».

وفي شأن عودة الحوار بين القوى اللبنانية حول سلاح «حزب الله» واستراتيجية الدفاع الوطني، قال: «الوضع دقيق للغاية بالنسبة إلى الوضع المالي. علينا أن نعالجه بعد تأخر طال. نحن نسابق الوقت للقيام بما كان علينا القيام به خلال العام الماضي. لا أولوية حالياً فوق هذه الأولوية». ونبه إلى أن «الرئيس ميشال عون تطرق إلى الحوار الوطني والاستراتيجية الدفاعية، ويعود له أن يقرر المكان والزمان من أجل العودة إليهما في الوقت المناسب».

 

«حزب الله» يعارض المساس بالرواتب

بيروت/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/أبدى «حزب الله» رفضه لأي إجراءات تطال رواتب الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، فيما رفض النائب شامل روكز «طرح الحسم للمتقاعدين العسكريين» من رواتب التقاعد. وشدد النائب شامل روكز، في حديث إذاعي على «أن العسكريين لا يتحملون مسؤولية الهدر والعجز في الدولة، وسرقة المال العام على مدى سنوات»، لافتاً إلى «وجود قطاعات أخرى يمكن تحصيل الأموال منها، كالخليوي والميكانيك، كما يمكن إخضاع المشتقات النفطية للدولة، بالإضافة إلى قطاع مولدات الكهرباء، والعمل بعقود التشغيل، كما حصل في زحلة».

ورداً على سؤال عن إلغاء «التدبير رقم 3» المتعلق بانتشار العسكريين على الأرض، اعتبر روكز أن «الموضوع قابل للبحث»؛ لكنه رفض طرح الحسم للمتقاعدين. وأوضح أن «أموال التقاعد تحسم من رواتب العسكريين طيلة فترة الخدمة»، مؤكداً أن «الموضوع يخضع للدرس مع الضباط المتقاعدين، لبحث كيفية الرد بشكل قانوني». وأعرب «حزب الله» عن رفضه اتخاذ أي إجراء مرتبط برواتب الموظفين. وقال النائب حسن فضل الله: «هناك أمور أساسية سنصر عليها، ألا وهي مكافحة الهدر والفساد، وشفافية التلزيمات، ووضع حد للإنفاق غير المجدي، والقروض غير المجدية، ومعالجة فوائد الدين العام وعجز الكهرباء». وأضاف: «إذا كانت هناك جدية ونية لإصلاح جاد، فنحن حاضرون، ولكن لا يفكرن أحد من كل القوى المعنية أن بإمكانه أن يبدأ معالجة الأزمة من جيوب الفقراء والمحتاجين وأصحاب الدخل المحدود؛ بل يجب أن نبدأ من المكان الصحيح». الموقف نفسه، عبر عنه نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش، مشدداً على أن «حزب الله» يرفض معالجة العجز على حساب المواطنين، ويرفض رفضاً قاطعاً المساس بالرواتب العادية للموظفين أو فرض ضرائب جديدة، معتبراً أن «ما يخفض العجز في الموازنة هو خفض النفقات غير الضرورية، كنفقات السفر والجمعيات والمنح الدراسية المرتفعة، وغيرها».

 

خفض عجز الموازنة يتطلب «شد أحزمة» وحديثٌ عن تعديل خاص بالعسكريين

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/مع انصراف مجلس الوزراء لدراسة مشروع الموازنة العامة للعام الحالي، تتحضّر الحكومة اللبنانية لاتخاذ رزمة من الإجراءات والتدابير التي يراد منها خفض العجز في الموازنة، الذي يؤدي حتماً إلى خفض خدمة الدين العام، وهذا يستدعي من جميع الأطراف النأي عن المزايدات الشعبوية بإعلان حالة من التضامن الوطني لالتقاط الفرصة الأخيرة لتفادي الانهيار الاقتصادي والمالي. يقول عدد من الوزراء لـ«الشرق الأوسط»، إن البلد يقترب من حافة هاوية، ولم يعد من الجائز عدم التعامل بجدّية مع التحذيرات التي تطلقها الهيئات الاقتصادية والمؤسسات المالية الدولية والدول الداعمة للبنان. ويؤكد الوزراء أن الركون إلى ما تقرّر في مؤتمر «سيدر» لا يكفي ما لم يقترن بمبادرة الحكومة اللبنانية إلى تنفيذ ما التزمت به تحديداً بالنسبة إلى خفض العجز في الموازنة، ومكافحة الفساد، ووقف الهدر، والمباشرة بتحقيق الإصلاحات الإدارية والمالية.

ويلفت هؤلاء إلى أن خزينة الدولة ترزح حالياً تحت وطأة الأعباء المالية المترتبة على ارتفاع عدد الموظفين العاملين في القطاع العام بشكل لا يتناسب مع احتياجات الإدارات والمؤسسات العامة، وهذا ما تحذّر منه باستمرار المؤسسات المالية الدولية.

ويكشف الوزراء أن تكلفة الرواتب للعاملين في القطاع العام من عسكريين ومدنيين تقدّر حالياً بأكثر من 8 آلاف مليار و200 مليون ليرة، أي ما يعادل نحو 5 مليارات و500 مليون دولار، موزّعة على 150 ألف موظف وما يزيد على 100 ألف متقاعد بين مدنيين وعسكريين.

ويؤكدون بأن هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في رواتب رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات، وبعضها لم يعد من ضرورة لوجودها لغياب أي دور لها، إضافة إلى إقفال بعض السفارات اللبنانية في الخارج، وتقليص إرسال الوفود الوزارية لحضور المؤتمرات والاستعاضة عنها بتكليف السفراء لتمثيل لبنان فيها.

ويدعو هؤلاء الوزراء إلى إعادة هيكلة القطاع العام، شرط أن يتلازم مع وقف التوظيف بسبب وجود فائض في الإدارات، وأيضاً وقف التعويضات لقاء بدل قيام بعضهم بأعمال إضافية خارج الدوام الرسمي. كما يدعو الوزراء إلى خفض بعض التقديمات الممنوحة للعاملين في القطاع العام، وبدرجات متفاوتة، والنظر في إمكانية دفع بعض التعويضات على شكل سندات خزينة شرط ألا تطال صغار الموظفين، ويرون أيضاً أن لا مانع من خفض الرواتب للذين يتقاضون رواتب عالية، إضافة إلى «ترشيق» التعويضات التي تُصرف لرؤساء الجمهورية والمجالس النيابية والنواب السابقين.

ويشدد هؤلاء على أن ما يسمى بالإصلاح المالي، يجب أن يبدأ من فوق، أي أن يطال ذوي الرواتب الفضفاضة. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية بأن هناك ضرورة لإجراء مقاربة جديدة لـ«التدبير رقم 3» الذي يعطي العاملين في الأسلاك الأمنية والعسكرية تعويضات بحدود ثلاثة أشهر عن كل سنة خدمة. وثمة تشديد على مشاركة العاملين في الأسلاك الأمنية في خفض العجز في الموازنة من دون إلغاء المفاعيل المالية للتدبير رقم 3، بل أن المطلوب «ترشيقه» لضرورات مالية. وتؤكد المصادر الوزارية أن هناك جملة من المقترحات لـ«ترشيق» هذا التدبير، وأن القرار النهائي يعود لمجلس الوزراء في ضوء المداولات السرية لمجلس الدفاع الأعلى في هذا الخصوص، وأيضاً تلك المداولات التي سيخلص إليها الاجتماع الوزاري المرتقب الذي سيرأسه الرئيس الحريري قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل.

وتكشف المصادر أن من بين المقترحات التي يجري التداول في شأنها النظر في تقسيم «التدبير الرقم 3» إلى ثلاثة أثلاث تنص على إفادة القطاعات العسكرية المنتشرة في الجنوب في مواجهة إسرائيل من هذا التدبير دون المس فيه، على أن ينسحب أيضاً على القطاعات العسكرية المتمركزة على طول الحدود الشرقية والشمالية للبنان مع سوريا.

وبالنسبة إلى انتشار القطاعات العسكرية في خارج هذه المناطق، وبقرار صادر عن الحكومة، فإن التعويض على المشمولين بهذا الانتشار يقضي بأن يُعطى هؤلاء شهرين عن كل سنة خدمة، في مقابل إعطاء شهر ونصف الشهر عن كل سنة للآخرين من هم خارج خطة الانتشار.

وترى المصادر الوزارية أن هذه المقترحات ما زالت قيد الدرس، وتقول بأن مجرد الموافقة على إعادة النظر في «التدبير الرقم 3» في حاجة إلى تعديل المراسيم التي صدرت في هذا الخصوص، وتسأل ما إذا كان اقتطاع 10 في المائة من رواتب الموظفين الذين يتقاضون رواتب من مليوني ليرة وما فوق سيواجه اعتراضاً، رغم أن لا مفر من اتخاذ إجراءات صعبة وقاسية وبصورة موقتة لعلها تؤدي إلى خفض العجز على أن تشمل التقديمات التي تستفيد منها الجمعيات، والتي لا بد من أن يعاد النظر فيها.

لذلك يقف لبنان أمام مفترق طرق، وبات على الحكومة أن تتدارك منذ الآن ما هو أسوأ، في ضوء التحذير الذي أطلقه أخيراً رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، من أنه سيأتي اليوم الذي يتعذّر على الدولة أن تدفع رواتب موظفيها، في حال بقيت الأمور على حالها.

وتتجه الأنظار حالياً إلى مجلس الوزراء في مقاربته الأخيرة لما سيتخذه من إجراءات لخفض العجز، شرط أن تلقى تأييداً من البرلمان بعيداً عن المزايدات الشعبوية، خصوصاً أنها موقتة، وأن تحمل الأسلاك العسكرية والأمنية جزءاً من مفاعيلها، لا يعني الانتقاص من دورها في حفظ الأمن والتصدي للمجموعات الإرهابية وتفكيك شبكاتها. ويبقى السؤال حول تدابير وإجراءات أخرى لخفض العجز، بما فيها تفعيل الجبايات ووقف التهريب و«الانفلاش» في الإنفاق، لئلاً يصبح لبنان «يوناناً أخرى»، كما حذّر الرئيس سعد الحريري.

 

رخصة مصنع تفجر خلافاً بين جنبلاط و«حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/فجّر إجراء حكومي اتخذه وزير الصناعة وائل أبو فاعور، خلافاً بين «حزب الله» ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، يُضاف إلى خلافات سياسية كثيرة كانا أوجدا «تنظيماً للخلاف» حولها، ولا يزال هذا «التنظيم» قائماً، بدليل إعلان جنبلاط أمس أن الاتصالات بين الطرفين لا تزال قائمة. وأبطل وزير الصناعة وائل أبو فاعور الرخصة المعطاة لشركة «ترابة الأرز» اللبنانية لإقامة معمل إسمنت في منطقة عين دارة العقارية، علماً بأن الرخصة كان قد أعطاها الوزير حسين الحاج حسن، أحد ممثلي «حزب الله» في الحكومة السابقة للشركة، وحازت على موافقة مجلس الوزراء. وبرر أبو فاعور، وهو أحد ممثلي «الاشتراكي» في الحكومة الجديدة، القرار بأن الرخصة «مخالفة للقانون»، مرجعاً السبب إلى «اعتراض واحتجاج من قبل أبناء البلدات المحيطة بموقع المعمل، ومن قبل بلديات تتأثر سلباً بهذا المشروع من النواحي الصحية والبيئية والسلامة العامة».

وطالت تداعيات القرار الأخير لوزير الصناعة، العلاقة بين الطرفين المتوترة أصلاً، وتشوبها خلافات حول عناوين كثيرة، بدءاً من الخلاف على ملف النازحين، وعلى العلاقات مع دمشق، ودعم الحزب لقوى سياسية على خصومة مع جنبلاط، وعلى سلاح الحزب و«الاستراتيجية الدفاعية»، وعبر عنه جنبلاط أخيراً بالتأكيد على أن «تكون وحدة الإمرة الأمنية والدفاعية في مواجهة الأعداء، للجيش اللبناني فقط». لكن رغم ذلك، حافظ الطرفان على الاتصالات بينهما، وكان أبرزها لقاء وفد من «الاشتراكي» مع مسؤولين في الحزب.

لكن الملف الخلافي المستجد «لا علاقة له بالخلافات السياسية بينهما حول النازحين أو العلاقة مع دمشق أو سواها؛ بل هو موضوع تقني صرف»، بحسب ما تقول مصادر مطلعة على العلاقة بين الطرفين. وتشير إلى أن الخلاف اشتعل أخيراً، على ضوء قرار أبو فاعور الذي يراه البعض «قراراً تقنياً منفصلاً عن الخلافات السياسية»، وذلك بعدما كان الحاج حسن قد منح شركة «إسمنت الأرز» رخصة لإنشاء المعمل في عين دارة، وحاز على موافقة وزير البيئة ومجلس الوزراء في تلك الفترة.

وأثار قرار أبو فاعور بعد تسلمه حقيبة الصناعة في الحكومة الجديدة، امتعاض الحزب الذي اعترض على القرار. ويرجع اعتراض الحزب إلى سببين، كما تقول مصادر مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط»، يتمثلان في أن «الحكم استمرار، وبالتالي لا يمكن لوزير أن يلغي قرارات وزير سبقه في الوزارة نفسها، إذا كان القرار حائزاً على موافقة مجلس الوزراء»، في إشارة إلى تناوب الأطراف السياسية على الحقائب الوزارية. أما السبب الثاني فيتمثل في أبعاد قرار مشابه، فهو في المضمون يوحي بأن وزيراً في الحزب مساهم في قرار مخالف للشروط القانونية، و«هو اتهام ضمني لوزير في الحزب بتغطية رخصة مخالفة، وهو اتهام لا يقبله الحزب، ومن هنا مصدر الاعتراض» على إجراء أبو فاعور، كما تقول المصادر. وسرعان ما طالت تداعيات القرار، العلاقة بين الحزب و«الحزب الاشتراكي». فبعد زيارة وفد من «الاشتراكي» لـ«حزب الله»، ألغى الحزب زيارة موفده باتجاه جنبلاط، وتفاقمت الخلافات منذ تلك اللحظة، ووصلت إلى قطيعة في الزيارات بين الطرفين، بينما يلجأ أصحاب معمل «إسمنت الأرز» إلى «مجلس شورى الدولة» للنظر في قرار إلغاء رخصة المعمل. ورغم ذلك، يتفق الطرفان على أن الخلافات في القضايا السياسية، لا تمنع التواصل، وهو ما عبر عنه جنبلاط أمس بتغريدة له في «تويتر» قائلاً: «الاتصالات بين كليمنصو وحارة حريك لم تنقطع، وإن شابها بعض من سوء التفاهم وجب علاجه بهدوء». وتابع: «لذلك من الأفضل أن تكون المعالجة بعيداً عن الإعلام وبعض العناوين المثيرة. قصدت هذا التوضيح لإزالة أي التباس للتأكيد على الحوار».

 

جعجع: لا يمكن أن نعترف بسلاح “حزب الله” ومواقف نصرالله تضر لبنان

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/الثلاثاء 16 نيسان 2019/عبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن القلق على الأوضاع الاقتصادية المعيشية في لبنان، مشيراً إلى أنها صعبة، الأمر الذي يتطلب التكاتف والتصرف بمسؤولية، متحدثاً عن اجتماعات تحصل بحثاً عن المخارج الضرورية لتجاوز الأزمة المرشحة للتفاعل إذا لم نحسن التعامل معها، وتحدAيداً ما يتصل بالموازنة التي تشكل أولوية على ما عداها. ولفت إلى أنه ليس من مؤيدي التحركات والاحتجاجات في الشارع، باعتبار أنه لم يتقرر شيء حتى الآن بالنسبة للمعالجات، محذراً من محاولات استغلال هذه الاحتجاجات.

وإذ شدد جعجع في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في مقره بمعراب أمس، على أنه يتفهم مطالب المحتجين، لكنه رأى أن الأمور لا تعالج بهكذا طريقة، لأنها تزيد الأزمة تأزماً، داعياً للعمل من أجل عدم الانزلاق إلى قعر الهاوية، باعتبار أننا أصبحنا في أولها، لافتاً إلى أن النقاشات تبحث في كل الحلول من أجل الخروج من النفق وتجنيب البلد الأسوأ. وأكد رفض حديث الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الأخير “لأنه يضر بمصلحة لبنان، عدا عن أن وضعنا دقيق ولا يتحمل أي مغامرات جديدة”، مشدداً على أن مواقف نصرالله لا تخدم مصالحنا وليست في محلها، مؤكداً أننا ولا للحظة يمكن أن نعترف بسلاح “حزب الله”، ولا نعترف إلا بالجيش اللبناني الذي هو المسؤول عن الدفاع عن حدود لبنان، ولا نعترف بأي سلاح غير شرعي، معتبرا مواقف نصرالله الأخيرة تلعب دوراً سلبياً وقد تدفع السياح الخليجيين لعدم زيارة لبنان، وقال إن لا تواصل سياسياً مع الحزب، لأن لديهم مشروعاً سياسياً لا يمكن أن نتقبله، ولا نقاط التقاء في السياسة بيننا وبينهم. وفيما اعتبر أن ما يقوله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن ضرورة عودة سورية للجامعة العربية، لا يمثل الحكومة اللبنانية، أكد أن لا دولة في سورية، معتبرا أن الكلمة الأولى هناك هي للإيرانيين والروس، متسائلا “طالما أنه لا دولة في سورية، فمن سنعيد إلى الجامعة العربية؟”.وشدد على انه “ليس مقبولاً أن يعيد النظام السوري رفات عسكريين إسرائيليين، ويتجاهل مطلبنا بمعرفة مصير اللبنانيين المعتقلين في سجونه”، مشيراً إلى أن لا مؤشرات بحرب بين “حزب الله” وإسرائيل، داعياً للتمسك بسياسة النأي بالنفس أكثر فأكثر في منطقة تغلي.

 

فارس سعيد لـ”حزب الله”: انسحبوا من سورية دون خجل

بيروت ـ “السياسة” /الثلاثاء 16 نيسان 2019/بعد ازدياد التنسيق الإسرائيلي- الروسي في سورية، وهو ما تمثل بدور روسي في مساعدة إسرائيل على الحصول على جثث عملائها وجنودها الذين دفنوا في سورية، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن “تسليم جثث جنود وعملاء إلى إسرائيل من قبل روسيا وسورية أسقط سبب وجود حزب الله في سورية”. وتوجّه سعيد إلى “حزب الله” بالقول:”عودوا إلى لبنان بشروط لبنان، وما قمتم به في سورية ليس بإنجاز حتى نقبل بتبديل شروط لبنان بشروطكم”، مضيفاً:”انسحبوا بدون خجل”.

إلى ذلك، توقف سعيد عند نشر محضر اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد في بعبدا للمرة الثانية، وإذ سأل:”لماذا أصبح المحضر السريّ، علنيّاً؟”. أجاب “لأنّ المجلس الأعلى للدفاع تحوّل إلى ميني مجلس وزراء برئاسة رئيس الجمهورية وبجدول أعمال تحدّده بعبدا”. وقال “لا مانع بدّلوا الاسم فقط ومعه الطائف”.

 

هل يقود أبو جمره مُعارضة التيّار ؟!

ريا الشرتوني/لبنان الجديد/16 نيسان 2019

في ظلّ الأوضاع الدقيقة التي يمرُّ بها لبنان وملفات الفساد التي تتكدّس يومًا بعد يوم، أجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق رئيس "التيّار المستقلّ"، اللّواء عصام أبو جمره، الذي إعتبر أنّ معركة الفساد تبدأ برفع الغطاء عن الجميع دون أيّ إستثناء، مُشدّدًا على "أنّ معركة الفساد الحقيقيّة لا تتحقّق من خلال التحقيق مع بعض الكتبة والسماسرة، من معقبيّ المعاملات وصغار الموظفين".وقال أبو جمرة:"محاربة الفساد لا تكون بالكلام إنّما هي بحاجة إلى أفعال على أرض الواقع". وتابع:" شبعنا احاديث عن مُحاربة الفساد، والنفايات لا تزال منذ اكثر من ثلاث سنوات مُنتشرة في كلّ مكان، بانتظار اعتماد الحل الافضل ، والامراض تزداد انتشارا من ميكروباتها المتعددة. وشدد على ان  كلمة فساد هي كلمة عامّة جدًّا، تشمل  السرقة، الغش والتزوير" والهدر والسمسرة والعمولة على معاملات الدولة الخ... وعن معركة الفساد، قال:" عندما كنتُ سابقًا أتولّى حقائب وزارية في الحكومة حاربت الفساد بجدّية وعندما كشفت أنّ هناك فرض عمولة للحصول على رقم هاتف احلت الموظف والوزير السابق على التحقيق العدلي ... ولسرقة في معدات  الكهرباء وسرقة في نقل المازوت من طرابلس الى الزوق أدخلت المدير المسؤول إلى السجن وكان  قريب محام إلتقى الرئيس عون وبحث معه الموضوع في ذلك الوقت،لكن الجنرال لم يفاتحني به الا عند وصولنا الى متن الباخرة التي نقلتنا من  الشط اللبناني إلى قبرص  لانه يعرف النتيجة ". وأضاف أبو جمرة:"ما يحصل منذ مدة في ملف الكهرباء مدعاة للشك بفساد هائل و"الدرج يجب ان يشطف من فوق لا من تحت". وعن توحيد المعارضة العونيّة، قال:" مبدئيًّا هناك نوايا للتوحيد، خصوصًا أنّ كل الذين تركوا التيّار لم يتوحّدوا بعد إلّا أنّ جميعهم يُعارضون رئيس التيار وسياسته ، لكن المُشكلة أنّ " من الكبير".وأضاف:" أهلًا وسهلًا بجميع المعارضين إذا رغبوا الإنضمام إلى التيّار المُستقلّ، والمبادىء التي أنا وضعتها في التيّار الوطني الحرّ، وضعتها أيضًا في التيّار المُستقل ومنعرف بعضنا.

وعن المُشكلة الأساسيّة في التيّار الوطني الحرّ، أجاب:" الجنرال يعرف اني لا أقف بدرب من يستحق ، إلّا أنني كنت نائب الرئيس في التيّار لا شخصًا عاديًّا، وأنا  أرفض أن أكون آخر من يعلم من سيعيّن وزيرًا عن التيّار على حساب مناضلي التيار ولو كان إبني".خاصة اذا كان من غير المنتسبين منذ سنوات الى التيار .او ينتمي الى حزب عقائدي معروف.

 

باسيل يستشرف نهاية الحقبة العونية

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/16 نيسان 2019

 غاب عن بال وليّ العهد العوني القوي أنه يوم تتوقّف الدولة عن دفع رواتب الموظفين، يكون العهد بقضّه وقضيضه قد ولّى إلى غير رجعة.  في نهاية العام ٢٠١٧ أقرّت الحكومة سلسلة الرتب والرواتب الجديدة، وذلك بعد مخاضٍ عسير، وعقب أكثر من عشرين عاماً على آخر تصحيح للأجور أواخر القرن الماضي، وغالبت الطبقة السياسية الحاكمة طويلاً تحقيق هذا المطلب الذي رفعه العاملون في القطاع العام لأكثر من خمس سنوات، مع المعاضدة من التجار وأصحاب الرساميل والمصارف، وقد تضمّن القانون رقم ٤٦ للعام ٢٠١٧ الذي أبصرت من خلاله السلسلة النور نصّاً صريحاً يُمنع بموجبه التوظيف في القطاع العام، ليتفاجأ الجميع فيما بعد أنّ المسؤلين عمدوا إلى حشر ازلامهم ومناصريهم في الإدارة العامة والمصالح المشتركة بأعدادٍ كبيرة تراوحت بين العشرة آلاف والخمسة عشر ألف موظف جديد. انتهت الانتخابات النيابية قبل عامٍ مضى، وتأخر تأليف الحكومة لأكثر من ثمانية أشهر، وتأخّرت نتيجة هذا الإهمال الفاضح لمصالح المواطنين أموال "سيدر" الموعودة، في حين بان للعيان هُزال الوضعين المالي والاقتصادي نتيجة النّهب المنظّم لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة، وقبل الوصول لحافّة الانهيار المُروّع، لم يبق مسؤولٌ ممّن ساهم في نهب ممتلكات الدولة ومالها إلاّ وتطوّع لمكافحة الفساد وآفاته، ووقف المواطنون مشدوهين مذهولين من حميّة وغيرة الناهبين على الدولة ومصالحها، وبما أنّه لا بُدّ أن يكون للوزير جبران باسيل "قرصٌ في كلّ عرس"، فتطوّع وأدلى بدلوه، وتفتّحت قريحته عن ضرورة المسّ برواتب العاملين في القطاع العام لإنقاذ مالية الدولة المتهالكة، مُتوعّداً إياهم بالإذعان أو الذهاب إلى بيوتهم، وأنّ عليهم أن ينتصحوا من صاحب الأمر، (السندباد الذي لا تهدأ أسفاره)، قبل أن يأتي عليهم يومٌ لا يجدون فيه لهم وليّاً ولا نصيرا. غاب عن بال وليّ العهد "العوني القوي" أنه يوم تتوقّف الدولة عن دفع رواتب الموظفين، يكون العهد بقضّه وقضيضه (الاصهرة وزوجاتهم والأنسباء والاقرباء والأنصار (ومعهم المُطبّلون والمُبخّرون) قد ولّى إلى غير رجعة.

قديماً قيل: من كنتَ سبباً لبلائه، فالواجبُ عليك التّلطُّف له في علاجه من دائه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

400 إطفائي يخمدون حريق كاتدرائية نوتردام وأوروبا تعيد بناءها وإنقاذ هيكلها الرئيس وبرجيها والسلطات تحقق مع 50 شخصاً

باريس – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/وصف زعماء أوروبيون في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمس، دمار كاتدرائية نوتردام في باريس بأنه “ضربة لأوروبا بأسرها”، مضيفين ان القارة كلها ستساهم في إعادة بنائها. وقال ممثلو ادعاء فرنسيون أمس، إن الحريق الذي استعر في كاتدرائية نوتردام ربما يكون ناجماً عن حادث، وذلك بعدما أخمد رجال الإطفاء النيران المشتعلة خلال الليل. وقال المدعي العام في باريس ريمي ايتس “نميل لنظرية أنه كان حادثاً، مضيفاً ان 50 شخصا يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلاً ومعقداً. واحتاج الأمر لنحو 400 رجل إطفاء لاخماد النيران التي أتت على سقف الكاتدرائية التي يعود تاريخ بنائها لاكثر من ثمانية قرون وتسبب في انهيار برجها. وعملوا طوال الليل للسيطرة على الحريق بعد نحو 14 ساعة من اندلاعه. وأصيب رجل اطفاء ولم ترد أنباء عن أي اصابات أخرى في الحريق الذي نشب بعد موعد إغلاق المبنى أمام الجمهور في المساء. ومن الخارج بدا برجا الجرس والجدران الخارجية صامدة. لكن النيران أتت على أروقة الكاتدرائية والهيكل العلوي. ولن يتسنى للمحققين دخول الكاتدرائية المحترقة حتى يتأكد الخبراء من أن جدرانها الحجرية تحملت حرارة الحريق وأن هيكل البناء متماسك. وعرض التلفزيون لقطات لرجال الاطفاء أعلى البرجين.

وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء غابرييل بلوس في حديث للصحافيين أمام الكاتدرائية وسط باريس: “أخمدنا الحريق بالكامل، مهمتنا حالياً مراقبة الهيكل وتحركاته”، مشيراً إلى أن الحريق انتشر بسرعة في دعامات السقف الخشبي للكاتدرائية، حيث كانت تجرى أعمال صيانة وترميم واسعة النطاق.

وأوضح أن رجال الإطفاء ركزوا خلال الصباح على برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية، وتأكدوا من عدم تعرضهما للدمار. وقال “هذا الوضع الآن”. وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً بشأن “الدمار غير المتعمد نتيجة الحريق”، مشيراً إلى أن الشرطة بدأت تستجوب العمال المشاركين في أعمال الترميم. وقال وزير الثقافة فرانك رييستير “إنها رمز لبلدنا كان مهدداً بالدمار”، مضيفاً ان رجال الإطفاء أنقذوا العديد من كنوزها لكن بعض اللوحات لا تزال في الداخل ومهددة بالتلف بسبب الدخان والمياه. وفي السياق، تعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي تعتبر أحد أرقى نماذج الطراز المعماري لكاتدرائيات العصر القوطي في فرنسا ويزورها نحو 13 مليون شخص سنوياً. وقال: إن “الأسوأ تم تجنبه” في الحريق، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبب احتراقه صدمة وحزناً في العالم أجمع. ولدى تفقّده كاتدرائية نوتردام “السيدة العذراء” وسط باريس، قال وقد بدا عليه التأثر أمام ألسنة النيران التي كانت لا تزال تلتهم الكنيسة إن “الأسوأ تم تجنبه حتى وإن كنا لم ننتصر في المعركة بعد”، مؤكداً أن “الساعات المقبلة ستكون صعبة”، مضيفاً “سنعيد بناء نوتردام”.

وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الداخلية لوران نونييز أعلن أن إنقاذ كاتدرائية نوتردام “ليس مضموناً” رغم استنفار نحو 400 عنصر إطفاء واستخدام 18 سيارة إطفاء. وقال لدى تفقده مكان الكارثة بعيد ثلاث ساعات تقريباً على اندلاع النيران “في الوقت الذي نتحدث فيه لم تتم السيطرة على الحريق بعد”.

وأضاف ان “عناصر الإطفاء يحاولون إخماد النيران بواسطة 18 سيارة إطفاء من الخارج كما من الخارج في محاولة لإنقاذ هذا المعلم، وهو أمر ليس مضموناً حتى الساعة”. وأعلنت فرق الإطفاء الفرنسية أنها نجحت في “إنقاذ الهيكل الرئيسي” لكاتدرائية نوتردام التاريخية في وسط باريس. وقال قائد فرق الإطفاء في باريس جان كلود غالية للصحافيين: “يمكننا القول إن الهيكل الرئيسي لنوتردام قد تم إنقاذه والمحافظة عليه”، مشيراً إلى أن برجي الكاتدرائية الرئيسيين تم إنقاذهما على ما يبدو.

 

أغنى رجل في أوروبا يقدم 200 مليون لترميم كاتدرائية نوتردام

 سكاي نيوز عربية/الثلاثاء 16 نيسان 2019/تعهد أغنى رجل في أوروبا، الثلاثاء، بإعادة إصلاح كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن اشتعلت فيها النيران مساء الاثنين، وأتت على سقفها الخشبي، وأدت إلى سقوط برجها الذي يلغ طوله 90 مترا. وقالت عائلة الملياردير الفرنسي برنار أرنو، ومجموعة "LVMH" للسلع الفاخرة، إنهما ستتبرعان بمبلغ 200 مليون يورو (173 مليون جنيه إسترليني) للمساعدة في إصلاح كاتدرائية نوتردام في باريس، وفق ما ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية، الثلاثاء. وتشمل مجموعة LVMH العلامات التجارية لويس فويتون وجيفنشي وديور ومارك جاكوبس ومويت ودوم بيغنون. وقالت العائلة في بيان: "ترغب عائلة أرنو ومجموعة LVMH في إظهار تضامنهما في ظل المأساة الوطنية، وهم يتعاونون للمساعدة في إعادة بناء هذه الكاتدرائية الاستثنائية، التي تعد رمزا لفرنسا وتراثها وللفرنسيين كلهم". ويأتي تعهد أرنو عقب ساعات من تبرع مماثل بقيمة 100 مليون يورو لإعادة إصلاح الكاتدرائية، من فرانسوا هنري بينولت، الذي يرأس شركة Kering للسلع الفاخرة، وهو متزوج من الممثلة سلمى حايك. ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن خبراء قولهم، إن المبنى يحتاج إلى ترميم بقيمة 150 مليون يورو، لكن الدولة عرضت فقط 40 مليون يورو. وكانت الكاتدرائية تبحث عن تبرعات لتغطية بقية التكاليف.

 

باريس... حريق نوتردام «عرضي» وتم إخماده بالكامل

باريس/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/أعلن جهاز الإطفاء في باريس اليوم (الثلاثاء) إخماد الحريق في كاتدرائية نوتردام «بالكامل» بعد نحو 15 ساعة على اندلاعه. وقال المتحدث باسم الجهاز غابريال بلوس خلال مؤتمر صحافي «تم إخماد الحريق بشكل كامل. نحن الآن في مرحلة تقييم الوضع» مضيفا أن الحريق امتد «بسرعة كبيرة في السقف الخشبي» للصرح العالمي على مساحة «ألف متر مربع تقريبا». وأضاف بلوس، في حديثه للصحافيين أمام الكاتدرائية وسط باريس، أن رجال الإطفاء ركزوا خلال الصباح على برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية وتأكدوا من عدم تعرضهما للدمار. وقال «هذا الوضع الآن». وتنحصر المهمة الآن بمراقبة هيكل البناء للتأكد مما إذا تحرك من مكانه وإخماد أي بؤر متبقية محتملة مضيفا أن نحو 100 إطفائي سيبقون في الموقع طيلة اليوم. من جهته، كشف مدعي عام باريس أن الحريق الذي التهم جانبا كبيرا من كاتدرائية نوتردام، مساء الاثنين، قد يكون عرضيا، موضحا أنه لا توجد مؤشرات على غير ذلك حتى الآن. وقال مدعي باريس ريمي هيتس في تصريح صحافي، الثلاثاء، إن المحققين يعملون على فرضية الحريق العرضي لكاتدرائية نوتردام، وليس المتعمد في كارثة الحريق المدمر الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف هيتس أنه «لا شيء يشير إلى أنه كان عملا متعمدا». وقال إنه تم أيضا استجواب العمال في موقع الكاتدرائية، وسط العاصمة الفرنسية باريس، بخصوص الحريق. وكان نائب عمدة باريس إيمانويل غريغوار أكد في وقت سابق «أرغن» الكاتدرائية، الذي يعد من بين أشهر وأكبر محتوياتها، لا يزال سليما بعد الحريق المدمر في الكاتدرائية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ خطة حماية كنوز الكاتدرائية بشكل سريع وناجح. يشار إلى أن تاريخ الأرغن يعود إلى ثلاثينات القرن السادس عشر، وصنعه فرنسوا تييري، ويتكون من 8000 أنبوب. بالإضافة إلى الأرغن تم إنقاذ قطع تاريخية مهمة من داخل الكاتدرائية مثل «إكليل الشوك». وكانت باريس عاشت ليلة سوداء شابتها ألسنة نيران حمراء وبرتقالية وسحب دخان قاتمة جراء الحريق المروع الذي التهم كاتدرائية نوتردام التاريخية وسط صدمة عارمة اجتاحت فرنسا والعالم. وبعد أن تم إخماد النيران بدأ يتضح حجم الكارثة في الكاتدرائية التي تعد أحد أشهر المعالم التاريخية والدينية في باريس. ودمر الحريق سقف الكاتدرائية، فيما نجح رجال الإطفاء في إنقاذ برجي الجرس الرئيسيين والجدران الخارجية من الانهيار، قبل السيطرة على الحريق.

 

آلاف الباريسيين والسّياح أمضوا الليل حزانى قبالة «نوتردام»

باريس/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/كان الإطفائيون قد سيطروا إلى حد كبير على النيران التي اشتعلت في كاتدرائية نوتردام، وسط العاصمة الفرنسية، لكن الباريسيين وسكان الضواحي، ومعهم أعداد كبيرة من السياح، واصلوا التوافد، أفراداً وجماعات، إلى منطقة الكنيسة التي تتوسط جزيرة صغيرة في نهر السين، وهم يدركون أنهم شهود العيان على حادث سيأخذ مكانه في التاريخ. ورغم إغلاق الشوارع المحيطة، ومنع مرور السيارات، وكذلك محطتي المترو القريبتين من الموقع، فإن الجموع كانت تصل مشياً على الأقدام. لم تكن كاميرات الهواتف نافعة بعد انطفاء شعلة اللهب التي تناقلت صورها شاشات التلفزيون. لكنّ آلاف البشر المحتشدين على ضفة النهر، من منطقة السان ميشيل حتى الحي اللاتيني، لم تأت لالتقاط صورة، بل للتّعبير عن الحزن الذي لفّ فرنسا كلها مساء الاثنين، فيما يشبه التضامن في اللحظات العصيبة بين أبناء العائلة والأمة الواحدة. وبدت الوجوه ذاهلة والنظرات ضائعة أمام هول الحريق الذي شوّه واحداً من أقدم الشواهد التاريخية في باريس. وشوهد الكثيرون وهم يركعون لتأدية الصلاة أملاً بالسيطرة على النيران. ولعل أقسى شعور خيم على المتجمهرين هو وقوفهم عاجزين عن مد أيدي العون أو المشاركة في وقف انتشار اللهب. فقد قُطعت الجسور المؤدية إلى مكان الحادث، وأقامت الشرطة حصاراً حول المكان، لكي تفسح المجال لفرق الإطفاء والإنقاذ. عند انتصاف الليل، كان الظلام قد خيم على العاصمة، لكنّ المصابيح الكشافة لفرق الإطفاء واصلت إنارة موقع الكاتدرائية التي تضرّرت جوانب كثيرة منها. وكان الضّرر الأبرز انهيار سهمها الذي يشكّل واحداً من معالمها الشاهقة. وهو برج مدبب مزين بالنقوش من تصميم أوجين فيوليه لودوك، أحد مشاهير المعماريين الفرنسيين في القرن التاسع عشر. كما تساءل الكثيرون عن مصير النوافذ الزجاجية العملاقة ذات النقوش والألوان الزاهية التي تشكل قطعاً فنية حوفظ عليها عبر قرون. هل تصدعت كلها وتناثر زجاجها، أم أنّ هناك من بينها ما صمد أمام الحريق؟ كانت عبارات الأسف تصدر تلقائياً من الأفواه، معبرة عن الشعور بفداحة خسارة صرح معماري فريد من نوعه. أمّا السياح فكانوا يتكلمون في الهواتف بكل اللغات، وهم يحاولون نقل أجواء الحادث إلى أقاربهم في البلاد التي جاءوا منها. وعبّرت سائحة أميركية عن هول ما ترى بالقول: «إنها تيتانيك ثانية». في حين كان سياح بلجيكيون يتمتمون مخاطبين الواجهة الأمامية للكاتدرائية: «اصمدي... اصمدي» حين كان المبنى كله معرضاً للتداعي. وأمام كاميرا تلفزيونية منصوبة في الشارع، قالت امرأة من أهل العاصمة إن هذه الكنيسة هي رمز باريس، وقد روت لها والدتها أنّها كانت تمرّ كل يوم من أمام «نوتردام» خلال سنوات الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، وتراها شامخة فتقول في قلبها: «ما دامت سيدتنا هنا فلا خوف علينا». من بعيد، على الجسر الخشبي المخصّص للمشاة، جلست مجموعة من الراهبات يرتلن التراتيل الخاصة بعيد القيامة الذي يحتفل به الفرنسيون بعد أيام. ثم فجأة سرت بين الجموع ترنيمة حزينة مثل همهمات غير متفق عليها، كانت تعلو وتعلو وتنتشر وتتوسع لتتحول إلى نشيد جماعي مؤثر. سالت دموع على الوجنات، واحتضن الأصدقاء بعضهم بعضاً. وكانت الهواتف تنقل لهم أنّ الرئيس يقف أيضاً أمام الكاتدرائية، حزيناً مثل مواطنيه في المحنة التي تجمعهم. خلال ذلك كانت رسائل المواساة تصل إلى «الإليزيه» من الشرق والغرب، بعد أن تابع العالم كله، عبر الشاشات والبث المباشر، ألسنة النيران وغيمة الدّخان التي غطّت الصّرح الأكثر زيارة من بين كل معالم البلد. ماذا تكون باريس من دون «نوتردام» وبرج «إيفل» و«قوس النصر»؟

 

هجوم مصياف يقتل خبراء صواريخ إيرانيين وروساً وكوريين شماليين

ظريف استهل زيارة دمشق من مسجد السيدة زينب... والأسد جنّد الخطباء لحل أزمة البنزين

عواصم – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/كشفت مصادر مخابرات غربية أمس، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت السبت الماضي، مركز الدراسات والبحوث السورية بمنطقة مصياف في محافظة حماة، أدت إلى مقتل وجرح ضباط إيرانيين وسوريين وخبراء صواريخ أجانب يساعدون السوريين على تطوير صواريخ دقيقة، موضحة أن من بين الخبراء الأجانب الذين قتلوا، خبراء صواريخ روسيون وكوريون شماليون. وأشارت إلى أن منشآت الوقود الصلب تشغل مهندسين وخبراء صواريخ كوريين شماليين، في حين يعمل على تركيب أنظمة الملاحة المتقدمة لصواريخ أرض – أرض مهندسون وخبراء صواريخ روسيون، تم تعيينهم خصيصاً لهذا الغرض من قبل المنظمة السورية للصناعات التكنولوجية، وهي ذراع تشغيلي لتجنيد الخبراء وشراء المعدات العسكرية، الخاضعة لحظر من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة. من جانبه، ذكر موقع “تيك ديبكا” الإسرائيلي أن الهجوم على منشآت المركز كان “كبيراً”، وأنه على عكس الهجمات السابقة، التي قصفت أهدافاً محدودة فقط من منشآت المركز، فقد شنت الطائرات الإسرائيلية هذه المرة هجوماً عنيفاً على المركز أدى لتدمير معظم منشآته، موضحا “تدمير المنشآت التي تم فيها تطوير صواريخ أرض- أرض لسورية وحزب الله، والمنشآت التي تم فيها إنتاج الوقود الصلب للصواريخ، والتي تم فيها تركيب أنظمة الملاحة الجديدة على الصواريخ”. في غضون ذلك، استقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي وصل دمشق، لإجراء محادثات مع وزير خارجية سورية وليد المعلم، وذلك في زيارة هي الأولى له بعد استقالته نهاية فبراير الماضي، حيث بحثا في العلاقات الثنائية بين البلدين والمساعي التي تبنى من أجل عملية التسوية السياسية في سورية.

وكان ظريف استهل زيارته لدمشق بزيارة مقام السيدة زينب والصلاة فيه. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية أمس، عقد لقاء جديد بشأن سورية يومي 25 و26 أبريل الجاري، في العاصمة نور سلطان (أستانا سابقاً)، فيما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون مدعو للمشاركة في اللقاء. في غضون ذلك، بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط مع لافروف، في قضايا التسوية في الشرق الأوسط وسورية وليبيا. على صعيد آخر، أكدت الأمم المتحدة أمس، استمرارها في بذل الجهود كافة لمساعدة النازحين في مخيم الركبان السوري على الحدود مع الأردن. في سياق آخر، وفيما بدأت سورية بيع البنزين بالسعر العالمي للمرة الأولى، أصدرت وزارة أوقاف الأسد تعميماً، على خطباء المساجد والمدرسين الدينيين في الثانويات والمعاهد الشرعية، حض على عدم التزاحم في محطات الوقود وعدم تعبئة الوقود “لغير حاجة”، مطالباً “التزام الناس بالدور (الطابور)”. وطالب التعميم، الموقع من وزير أوقاف النظام محمد عبدالستار السيد، بجعل خطبة الجمعة المقبل، بشأن هذا الموضوع، شاملاً “قضية ترشيد الاستهلاك”، مضيفا أن النظام يتجه لجعل الطاقة الكهربائية في المساجد مولدة من الطاقة الشمسية أو الطاقة البديلة “لترشيد الاستهلاك”.

 

بومبيو: نمارس أقصى الضغط لتغيير طبيعة النظام الإيراني

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمارس “أقصى قدر من الضغط لتغيير طبيعة إيران، والتأكد من أن نظامها يتصرف بوضوح كبلد طبيعي، ولا ينشر الذعر في جميع أنحاء العالم”. وقال إن “إيران منخرطة في شن حملة اغتيال في جميع أنحاء أوروبا”، مشددا على أن “ديبلوماسيينا يعملون على صدهم حتى يتوقف هذا”، ومجددا اتهام إيران بأنها “لا تزال أكبر راع للإرهاب”.

وأكد أن “الحرس الثوري” يتحكم بـ 20 في المئة من الاقتصاد العراقي، مشيراً إلى “أننا سنفرض عقوبات على الحرس الثوري بعد تصنيفه إرهابيا”. على صعيد متصل، قال بومبيو عقب لقائه مجموعة من الإيرانيين الأميركيين في دالاس بولاية تكساس، في تدوينة عبر “تويتر”، إنه ناقش دخول تصنيف واشنطن “الحرس الثوري” على قائمة الإرهاب حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن “النظام الإيراني يتجاهل منذ 40 عاما احتياجات الشعب”، مضيفا أن “الولايات المتحدة ستقف دائما مع الشعب الإيراني”. في غضون ذلك، كشف القيادي في “الحرس الثوري” الإيراني سعيد قاسمي، عن التعاون قبل سنوات طويلة مع تنظيم “القاعدة” وتدريب عناصرها، وقال إن عناصر من “الحرس” دخلوا إلى البوسنة والهرسك أثناء الحرب التي اندلعت عام 1992 واستمرت ثلاث سنوات، تحت ستار منظمة الهلال الأحمر الإيراني، وقاموا بتدريب المجاهدين بالبوسنة، مضيفا: “كنا مع أعضاء القاعدة، وشكلنا الوحدات الجهادية مع المجاهدين في جميع أنحاء العالم”، ومردفا أن عناصر “القاعدة” يستعملون رموزنا، من أشرطة تعصب بها الجباه إلى أعلام كتائبنا العسكرية كـ “حمزة سيد الشهداء”، وغيرها. إلى ذلك، غرّمت السلطات الأميركية أكبر بنوك إيطاليا “أوني كريديت” 1.3 مليار دولار، لتسوية تحقيقات في انتهاك عقوبات أميركية على إيران ودول أخرى.

من جانبها، كشفت تقارير عن أن ستراتيجيات طهران للالتفاف على العقوبات الأميركية النفطية باءت بالفشل، آخرها كان محاولة فاشلة لبيع النفط عبر بورصة إيرانية متخصصة عرضت ستة ملايين برميل من النفط، باعت منها 35 ألف برميل فقط.

 

إخوان” مصر الفارون للسودان يواجهون مصيراً مجهولاً

الخرطوم – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/في خضم الأحداث التي يمر بها السودان عقب اقتلاع نظام الرئيس السابق عمر البشير، شهدت أروقة تنظيم “الإخوان” وقيادات “إخوان مصر” في تركيا وقطر وبريطانيا اجتماعات ومناقشات ساخنة للبحث عن مخرج لعناصر الجماعة الفارين من مصر للسودان. ويواجه عناصر الجماعة الفارين للسودان مصيراً مجهولاً وكذلك تواجه استثماراتهم المنتشرة في المدن السودانية، والتي تتنوع ما بين مزارع وشركات استيراد وتصدير ومصانع أدوية وشركات عقارية وإنشائية، ومناجم، وشركات تعدين، المصير ذاته. وقالت مصادر سودانية إن عناصر “الإخوان” الفارين للسودان يبلغ عددهم نحو 400 إخواني من الصفين الثاني والثالث، يتزعمهم محمد عبدالمالك الحلوجي، وتسللوا للسودان عبر الحدود بين البلدين، واستفادوا من اتفاقية الحقوق الأربعة الموقعة بين مصر والسودان، وهي العمل والإقامة والتنقل والتمليك، وانضم إليهم عناصر أخرى آتية من قطر بعد الضغوط التي فرضتها الدول الخليجية على الدوحة في العام 2014. وتتركز إقامة “إخوان مصر” في مدن النيل الأبيض وأم درمان فيما تقيم عناصر أخرى ولكنها قليلة في مساكن إيواء وفرتها جماعة “الإخوان” في السودان لهم ببعض المناطق بالخرطوم.

 

“الإخوان” حائرون بعد تصنيف “الحرس الثوري” إرهابياً

دمشق – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/جماعة “الإخوان” في سورية باتوا حائرين بعد تصنيف الإدارة الأميركية لـ “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية، وبدا موقفهم مرتبكاً، مؤثراين الصمت من دون الإدلاء بأي تصريح رسمي تعليقاً علىالتصنيف الأميركي، سواءً من قبل المراقب العام للجماعة محمد حكمت وليد، ونائبه حسام غضبان، أو  عبر المتحدث الإعلامي باسم الجماعة عامر البوسلامة. وخلت حسابات “إخوان سورية” على موقع التواصل الاجتماعي جميعها من التعبير عن أي موقف رسمي أو إصدار أي بيان ذي صلة بالتحرك الأميركي، مقابل تغريدة واحدة “شخصية” صدرت عن الموظف في المكتب الإعلامي للجماعة عمر مشوح، وهو ما لا يعبر عن موقف قيادات الصف الأول بالجماعة، حيث يعتبر تصريحه التعبير اليتيم من الجماعة. وقال مراقبون إن ما نطق به مشوح يكشف سياسة “منتصف العصا” التي انتهجها “إخوان سورية”، حيث إن “تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية خطوة مهمة ومتأخرة في تحجيم يد إيران في المنطقة، ولكن هذه الخطوة غير كافية إذا لم يرافقها عمل جدي حقيقي لإخراج إيران من سورية واليمن، والتوقف عن استخدامها كفزاعة لتحقيق مصالح الدول الكبرى”، مع الانتباه لفكرة “الفزاعة” أو ما قد يقوله البعض “فوبيا إيرانية”.

 

الأسطول السادس الأميركي يستعد لغزو ليبيا

وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/تحت عنوان “حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن تضع نصب عينيها القرم وليبيا”، كشف المحلل فيكتور سوكيركو، في مقال بصحيفة “سفوبودنايا بريسا”، عن حشد سفن الأسطول السادس الأميركي في البحر الأبيض المتوسط. يمكن افتراض أن الغرض الرئيس من زيارتها الحالية هو … ليبيا، وليس “استعراض القوة في المناطق التي ينشط فيها الأسطول الروسي”، أي الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط​​، والذي خرج عمليا عن سيطرة الولايات المتحدة، فوفقا للخبراء، وضعت الولايات المتحدة خطة لغزو

ليبيا وهي مستعدة لتنفيذها في المستقبل القريب.على هذه الخلفية، فإن احتمال حدوث غزو عسكري  أميركي لليبيا مرتفع للغاية، ويمكن لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، التي أرخت مراسيها قبالة سواحل اليونان، أن تنتقل في غضون ساعات لتقف قبالة طرابلس.

 

حفتر يوقف الهجوم على طرابلس والسراج يُهدِّد أوروبا بطوفان هجرة وقطر طالبت بحظر للسلاح للجيش الليبي

طرابلس، عواصم- وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/ توقفت عملية القائد العسكري للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر للسيطرة الخاطفة على العاصمة الليبية، أمس، لكنه لن يواجه على الأرجح ضغوطا حقيقية من الخارج للانسحاب، حيث أن وصول خصوم متشددين يعزز دعوته للحرب على الارهاب. ويعتقد دبلوماسيون أن حفتر لن يواجه في الوقت الراهن ضغوطا من داعميه بما في ذلك الامارات ومصر وفرنسا، التي لا تزال تراه الرهان الافضل لانهاء الفوضى والانقسامات المستمرة منذ الاطاحة بالقذافي في 2011. ويدعم حجة فرنسا وصول متشددين في الأيام الاخيرة لمساعدة قوات السراج، ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات باسلاميين. من جانبه، حاول رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، التقليل من شأن وجود متشددين، ولجأ إلى “سلاح” المهاجرين لتحذير أوروبا ودفعها للتحرك، محذرا من أن الحرب قد تدفع نحو 800 ألف مهاجر ليبي نحو السواحل الأوروبية، واصفا حفتر بالخائن لليبيا والمجتمع الدولي. في المقابل، أكد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أن الموانئ الإيطالية ستظل مغلقة، في حين سارع نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو إلى الرد على السراج، قائلاً “لن نسمح أبداً بأن يصل 800 ألف مهاجر إلى إيطاليا”. من جانبها، نقلت صحيفة “لا ريبوبليكا” الايطالية، عن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، دعوته لفرض حظر للسلاح على حفتر وانسحاب قواته من المناطق التي سيطرت عليها. بدوره، عبر مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن حول ليبيا، ستقوم الدول الأعضاء بمناقشته خلال الأيام القادمة، عن القلق العميق تجاه النشاطات العسكرية بالقرب من العاصمة طرابلس، مطالباً جميع الأطراف بالتهدئة الفورية والالتزام بوقف إطلاق النار. من جهتها، أعربت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، عن قلقها جراء تصاعد أعمال العنف في العاصمة طرابلس وما حولها، وحضت “أطراف النزاع على عدم ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة”، بينما ذكرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن الاشتباكات الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 18000 شخص.

 

برلمان مصر يوافق نهائياً على زيادة مدة الرئاسة وتعيين نواب للرئيس وإسرائيل دعت مواطنيها إلى مغادرة سيناء فوراً

القاهرة، عواصم – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/وافق مجلس النواب المصري أمس، بصفة نهائية على تعديل المادة 140 من دستور 2014، وإضافة نص يسمح أن تكون مدة رئاسة الجمهورية ست سنوات بدلا من أربع سنوات. وأعلن رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، موافقة المجلس على تخصيص نحو ربع إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب للمرأة، وتضمنت التعديلات الدستورية استحداث غرفة مجلس الشيوخ، كما وافق المجلس على المادة التي تمنح رئيس الجمهورية الحق في تعيين نائب له أو أكثر. ومن المقرر أن يتم طرح التعديلات للاستفتاء الشعبي العام مطلع الأسبوع المقبل ولمدة ثلاثة أيام. في غضون ذلك، تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي التشكيلات المتمركزة في قاعدة محمد نجيب العسكرية بعد تطويرها، حيث شهد إجراءات الاصطفاف وتفتيش الحرب ورفع الكفاءة القتالية. قضائيا، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراق متهمين اثنين إلى المفتي، وتحديد جلسة 12 مايو للنطق بالحكم في قضية أحداث “كنيسة مارمينا” بحلوان، التي قتل فيها 9 مسيحيين وفرد شرطة. وأجلت المحكمة نظر إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات وعناصر جماعة “الإخوان” الإرهابية، في قضية اقتحام السجون المصرية واقتحام الحدود الشرقية إلى جلسة 5 مايو المقبل. إلى ذلك، دعت إسرائيل أمس، مواطنيها المتواجدين في سيناء المصرية إلى العودة فوراً، وذلك إثر ورود معلومات بنية تنظيمي “داعش” و”القاعدة” استهدافهم. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير غندلمان على حسابه بموقع “تويتر”، إنه “عشية بدء عطلة عيد الفصح، تحذر هيئة مكافحة الإرهاب المواطنين الإسرائيليين يهوداً وعرباً، من السفر إلى سيناء”، مضيفا أن التحذير يأتي على خلفية قيام عناصر إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” و”القاعدة” تعمل هناك بالتخطيط لاستهدافهم، ومؤكدا انه “على مواطنينا المتواجدين حالياً في سيناء الخروج فوراً والعودة إلى البلاد”.

 

سجن وإسقاط الجنسية عن 138 إرهابياً انضموا إلى “حزب الله” البحريني

المنامة – وكالات/الثلاثاء 16 نيسان 2019/ قضت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة في البحرين أمس، بسجن 138 شخصا بتهم الإرهاب، منهم 69 متهما حكم عليهم بالسجن المؤبد، كما قضت بإسقاط الجنسية عنهم. وأعلن رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام أحمد الحمادي في بيان للنيابة العامة، إن المحكمة أصدرت حكما “على 169 متهما بجناية تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية، وإحداث تفجير والشروع في القتل والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات وحيازة وإحراز وصناعة واستعمال المواد المفرقعة والأسلحة النارية بغير ترخيص، وتمويل جماعة إرهابية ونقل واستلام وتسليم أموال خصصت لجماعة إرهابية، وإخفاء الأسلحة والذخائر والمتفجرات وإتلاف أموال مملوكة لجهة حكومية وللغير..”. ونص الحكم على “معاقبة تسعة وستين متهما بالسجن المؤبد، ومعاقبة تسعة وثلاثين متهما بالسجن لمدة عشر سنوات، ومعاقبة ثلاثة وعشرين متهما بالسجن لمدة سبع سنوات، ومعاقبة متهم واحد بالسجن لمدة خمس سنوات، ومعاقبة سبعة متهمين بالحبس لمدة ثلاث سنوات، وتغريم ستة وتسعين متهما بمبلغ مائة ألف دينار لكل منهم، وتغريم اثني عشر متهما مبلغ خمسمائة دينار لكل منهم. كما أمرت بإسقاط الجنسية البحرينية عن مائة وثمانية وثلاثين متهما وبمصادرة المضبوطات، وقضت ببراءة ثلاثين متهما”.

وكانت النيابة العامة في البحرين تلقت بلاغا من الإدارة العامة للمباحث الجنائية، عن تشكيل خلية إرهابية داخل البحرين، وذلك بقيام قيادات النظام الإيراني بإصدار أوامرها لعناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، بضرورة العمل على توحيد صفوف عناصر التنظيمات والتيارات البحرينية الإرهابية المختلفة والتي تتخذ من مملكة البحرين ساحة لمخططاتها وأعمالها الإجرامية. وبموجب المخطط عقدت “لقاءات مكثفة مع قيادات تلك التنظيمات والتيارات المتواجدة داخل إيران والتنسيق فيما بينها وبين العناصر الإرهابية المدربة المتواجدة في دول أخرى، فضلا عن تقديم كافة وسائل الدعم الفني واللوجستي والمالي لهم، وذلك بغرض انخراطهم جميعاً في تنظيم إرهابي موحد يجتمعون تحت رايته أطلقوا عليه مسمى (حزب الله البحريني)”. وأضافت النيابة أن “الغرض من توحد واندماج تلك القيادات والعناصر التابعة لها في الخارج والداخل تحت راية تنظيم موحد يسمى (حزب الله البحريني) ،هو تنشيط الكوادر الإرهابية التابعة لها السابق حصولها على التدريب العسكري خلال السنوات الماضية والتي تمت زراعتها داخل البلاد كخلايا نائمة للاستفادة من إمكاناتها، وتعويض النقص في القيادات المدربة عسكريا داخل البحرين نتيجة القبض على غالبيتهم وفرار بعضهم خارج البلاد، وتكليف العناصر المدربة عسكريا بتجنيد عناصر جديدة داخل البحرين”.

 

الجبير ولافروف يعقدان لقاء ثنائياً في موسكو

موسكو/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/عقد عادل بن أحمد الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، لقاءً ثنائياً مع وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو، وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة في كثير من المجالات، وذلك على هامش المنتدى العربي - الروسي.

 

بلعيز يستقيل من رئاسة المجلس الدستوري الجزائري... وفنيش خلفاً له

الجزائر/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/قدّم رئيس المجلس الدستوري الجزائري الطيب بلعيز، اليوم (الثلاثاء)، استقالته لرئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، الذي عيّن كمال فنيش رئيساً للمجلس. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن «بلعيز أبلغ أعضاء المجلس الدستوري أنه قدّم إلى رئيس الدولة استقالته من منصبه كرئيس للمجلس الدستوري، الذي باشر فيه مهامه بدء من تاريخ أدائه اليمين الدستورية بتاريخ 21 فبراير (شباط) الماضي». وجاء تعيين بلعيز الذي خلف الراحل مراد مدلسي في هذا المنصب، طبقاً للمادة 183 من دستور 2016 التي تنص على أنه «يعين رئيس الجمهورية رئيس ونائب رئيس المجلس الدستوري لفترة واحدة مدتها ثماني سنوات». وتشير المادة 81 من القانون الداخلي للمجلس إلى أنه «في حالة وفاة رئيس المجلس الدستوري أو استقالته، يجتمع المجلس الدستوري برئاسة نائب رئيس المجلس، ويسجل إشهاداً بذلك ويبلغ رئيس الجمهورية فوراً».

 

رئيس الأركان الجزائري يحذر من تآمر أشخاص على مطالب الشعب وأكد أن «الوضع لا يحتمل المزيد من التأجيل وكل الخيارات متاحة لإيجاد حل سريع»

الجزائر/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/حذّر رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح اليوم (الثلاثاء)، من أشخاص «ينشطون في الخفاء من أجل التآمر على مطالب الشعب وعرقلة مساعي الجيش ومقترحاته لحل الأزمة». وقال الفريق قايد صالح، إن «هؤلاء الاشخاص لا يزالون ينشطون ضد إرادة الشعب ويعملون على تأجيج الوضع والاتصال بجهات مشبوهة ومع بعض المسؤولين والأحزاب السياسية، والتحريض على عرقلة مساعي الخروج من الأزمة» منوهاً بأن «بعض هذه الأطراف وفي مقدمتها رئيس دائرة الاستعلام والأمن السابق، خرجت تحاول عبثاً نفي تواجدها في هذه الاجتماعات ومغالطة الرأي العام، رغم وجود أدلة قطعية تثبت هذه الوقائع المغرضة»، وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية. وأكد أن قرار الجيش بخصوص حماية الشعب «قرار لا رجعة فيه ولن يحيد عنه أبداً ومهما كانت الظروف والأحوال»، مضيفاً: «أسدينا تعليمات واضحة لحماية المواطنين، لاسيما أثناء المسيرات، وننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف، وأن يحافظ على الممتلكات العمومية والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين»، مبيناً أنه «على يقين تام أن الشعب سيكون في مستوى الصورة الحضارية الراقية التي سجّلها له التاريخ، ونقلتها مختلف وسائل الإعلام عبر العالم». وجدّد رئيس الأركان الجزائري التأكيد على أن «كافة الآفاق الممكنة تبقى مفتوحة للتغلب على مختلف الصعوبات وإيجاد حل للأزمة في أقرب الآجال»، متابعاً بالقول: «الوضع لا يحتمل المزيد من التأجيل، لأن الوقت يداهمنا»، لافتاً إلى «ضرورة انتهاج أسلوب الحكمة والصبر لأن الوضع السائد مع بداية هذه المرحلة الانتقالية يعتبر وضعاً خاصاً ومعقداً، يتطلب تضافر جهود كافة الوطنيين المخلصين للخروج منه بسلام». وشدد على ضرورة «محاسبة المتورطين في قضايا الفساد»، مُطالباً الجهات القضائية المعنية بالإسراع «في وتيرة معالجة مختلف القضايا المتعلقة باستفادة بعض الأشخاص، بغير وجه حق، من قروض بآلاف المليارات وإلحاق الضرر بخزينة الدولة واختلاس أموال الشعب». واستطرد قائلاً: «نؤكد أننا نتفهم مطالب الشعب المشروعة التي التزمنا بالعمل معه على تجسيدها كاملة، وبطبيعة الحال فإن هذه الأهداف يتطلب تحقيقها مراحل وخطوات تستلزم التحلي بالصبر والتفهم ونبذ كافة أشكال العنف»، موضحاً أن «الخطوة الأساسية قد تحققت وستليها الخطوات الأخرى، حتى تحقيق كل الأهداف المنشودة، وهذا دون الإخلال بعمل مؤسسات الدولة التي يتعين الحفاظ عليها لتسيير شؤون المجتمع ومصالح المواطنين».

 

المجلس الانتقالي السوداني يعفي النائب العام ورئيس النيابة العامة

الخرطوم/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/أعفى رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم (الاثنين)، النائب العام ورئيس النيابة العامة من منصبيهما. وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن البرهان «أصدر قراراً أعفي بموجبه كل من عمر أحمد محمد عبدالسلام من منصب النائب العام، وهشام عثمان إبراهيم صالح من منصبه مساعد أول النائب العام». وأضافت أنه تم «إنهاء خدمة عامر إبراهيم ماجد كرئيس نيابة عامة، وقضى ذات القرار بتكليف الوليد سيد أحمد محمود بتسيير مهام النائب العام».

 

سوريا: الصليب الأحمر الدولي» تطلب معلومات عن 3 من موظفيها المخطوفين

قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية»: «داعش» أخفى ما تبقى من ذاكرة الرهائن

حقل عمر (شرق سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/نشرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» نداءً عامّاً، أول من أمس، على حسابها الرسمي، ناشدت فيه كل من لديه معلومات الإدلاء بها، التماساً لمعلومات عن ثلاثة من موظفيها اختُطفوا في سوريا منذ أكثر من 5 سنوات، هم: لويزا أكافي مواطنة نيوزيلندية كانت تعمل ممرضة في سوريا حتى تاريخ اختطافها، إلى جانب علاء رجب ونبيل بقدونس، وهما مواطنان سوريان كانا يعملان سائقين لدى اللجنة الدولية، مهمتهما إيصال المساعدات الإنسانية في هذا البلد. وفِي 13 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2013، وفي أثناء توجه قافلة إنسانية من الصليب الأحمر الدولي إلى مرافق طبية في مدينة إدلب الواقعة أقصى شمال غربي سوريا، أوقفت مجموعة مسلحة العربات، وأقدمت على اختطاف سبعة أشخاص. في اليوم التالي أفرجت المجموعة عن سراح أربعة من المختَطَفين فيما بقي مصير ثلاثة منهم مجهولاً حتى تاريخه.

وحسب البيان؛ علمت اللجنة الدولية منذ البداية أنّ الممرّضة النيوزيلندية رهينة لدى تنظيم «داعش»، وأنها بذلت جهوداً متكررة، خلال السنوات الماضية التي «أمضتها لويزا قيد الاحتجاز لدى تنظيم (داعش)، من أجل أن تنال حريتها»، وتشير أحدث المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها «الصليب الأحمر» إلى أن «لويزا كانت على قيد الحياة حتى أواخر عام 2018، ولم تتمكن اللجنة الدولية قطّ من معرفة المزيد من المعلومات عن علاء ونبيل ولا يزال مصيرهما مجهولاً».

وقال دومينيك شتيلهارت، مدير عمليات اللجنة الدولية: «بعد سقوط آخر منطقة يسيطر عليها التنظيم؛ نخشى من تضاعف خطر فقدان أثر لويزا، (...) كنا نأمل معرفة المزيد عن مكان وجودها وسلامتها»، منوهاً: «نحن نعيد إلى أذهان الجميع أن لويزا ضحية عملية اختطاف، ولأكثر من خمس سنوات أخذها خاطفوها رهينة». وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، من السيطرة على آخر جيب لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي الشهر الماضي، وأعلنت القضاء عسكرياً على المناطق الجغرافية في سوريا.

وأضاف شتيلهارت: «نتحدث الآن للإشادة علناً بلويزا وعلاء ونبيل وتقدير ما يتعرضون له من مشقة ومعاناة. (...) ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نستطيع فيه رؤيتهم مرة أخرى».

وحسب مسؤولين عسكريين من «قوات سوريا الديمقراطية»، وبعد طرد عناصر التنظيم من أبرز معاقله الحضرية، كمدينة الرقة وهجين والسوسة وآخرها بلدة الباغوز فوقاني، لم يجدوا أثراً للمختطفين والرهائن، حيث عمد عناصره إلى إعادة تلبين جدران السجون والمعتقلات والمنفردات لمسح الأسماء والذكريات المنقوشة على حيطانه، كما قاموا بدهن المهاجع الكبيرة باللون الأبيض؛ لإخفاء ما تبقى من ذاكرة المعتقلين.

ولدى حديثه إلى «الشرق الأوسط»، قال القيادي العسكري في «قوات سوريا الديمقراطية» عدنان عفريني: «كان عناصر (داعش) يقومون بحرق وتلبين أو دهان مقراته وسجونه السرية لعدم معرفة شيء عنهم»، وبعد تحرير بلدات ومدن السوسة والشعفة وهجين والباغوز بريف دير الزور الشمالي وكانت تعد آخر معاقل التنظيم، «عمدَ عناصر التنظيم إلى محو كل الأدلة والمعلومات حول مصير هؤلاء». وخلال سنوات سيطرة عناصر التنظيم سابقاً على مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق، كانت تعادل مساحتها مساحة بريطانيا، بقي مصير كثير من رجال الدين والصحافيين وعمال الإغاثة والأطباء والممرضين من جنسيات غربية والسوريين، غير معروف.

وفي حديث سابق نشرته «الشرق الأوسط» مع «ع.ع» المتحدر من دولة المغرب العربي، وكان قيادياً في تنظيم «داعش»، وشغل منصب قائد الحدود الشمالية بين أعوام 2014 و2016، أنّ عناصر التنظيم وقبل انتهاء معركة الرقة في شهر أكتوبر 2017 «قاموا بنقل قسم من السجناء إلى منجم الملح، جنوب نهر الفرات، الذي سقط فيما بعد بيد قوات النظام السوري»، منوهاً بأنّ القسم الأكبر من الرهائن الأجانب والمختطفين لدى «داعش» الذين كان يحتفظ بهم إما للتفاوض على طلب فدية مالية وإما لمبادلتهم، «نُقلوا إلى مدينة الميادين شرق دير الزور، ثم تم نقلهم إلى المناطق الحدودية الصحراوية بين سوريا والعراق»، وذكر المقاتل في صفوف التنظيم أن المسؤول عن ملف الرهائن الأجانب: «كان أبو مسلم التوحيدي وهو أردني الجنسية، في حين كان أبو لقمان الرقاوي المتحدر من الرقة، مسؤولاً عن ملف المختطفين السوريين».

بدوره أكد دومينيك شتيلهارت، مدير عمليات اللجنة الدولية: «لقد مرت عائلات زملائنا الثلاثة المختطفين بأوقاتٍ عصيبة للغاية طوال سنوات الخمس والنصف السنة الماضية، لويزا تتحلى بالرأفة والإخلاص في مساعدة الآخرين، كما كان علاء ونبيل زميلين مُتفانيين وعنصرين أساسيين في عمليات إيصال المساعدات» وناشد شتيلهارت كل من لديه معلومات عن هؤلاء الأشخاص الثلاثة الإدلاء بها، ولفت قائلاً: «إذا كان زملاؤنا لا يزالون محتَجَزين، فإننا ندعو إلى إطلاق سراحهم فوراً وبشكل غير مشروط».

 

37 وزير خارجية أوروبياً ومسؤولاً سابقاً يدعون لمواجهة «صفقة القرن»/«فتح» دعت لتحويلها إلى مبادرة ترفض الخطة الأميركية إذا لم تتضمن حل الدولتين

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/حذّر 37 وزير خارجية سابقاً ومسؤولاً أوروبياً بارزاً، في رسالة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، وزراء خارجية الاتحاد الحاليين، من خطة «صفقة القرن» التي سيطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتداعياتها على استقرار الشرق الأوسط، وحثّوا أوروبا على التحرك. ودعا هؤلاء دول الاتحاد إلى تأكيد دعمها حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قبل نشر خطة ترمب، كما دعا المسؤولون السابقون وهم 25 من وزراء الخارجية السابقين وستة رؤساء وزراء سابقين وسكرتيران عامان سابقان لحلف شمال الأطلسي، إلى رفض الخطة إذا لم تتضمن مبدأ حل الدولتين وتستند إلى القانون الدولي. ومن بين الشخصيات الموقعة على هذه العريضة، رئيس وزراء فرنسا السابق جان مارك أروي، ووزيرا خارجية بريطانيا السابقين ديفيد ميليباند وجاك سترو، وكذلك وزير خارجية ألمانيا السابق زيغمار غابرييل، وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية الأسبق في الاتحاد الأوروبي، وغيرهم من رؤساء دول ووزراء أوروبيين سابقين. وكتب المسؤولون الأوروبيون في العريضة الموجهة إلى رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الحاليين، أمس: «الزملاء الأعزاء، نتوجه إليكم في لحظة حرجة في الشرق الأوسط وأوروبا.

لقد كانت أوروبا وبالشراكة مع إدارات أميركية سابقة، تدفع طوال الوقت بحل عادل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني في إطار حل الدولتين، وللأسف الشديد، تخلّت الإدارة الأميركية الحالية عن السياسة الأميركية المعهودة، ونأت بنفسها عن أسس القانون الدولي، وهي تعترف حالياً فقط بادّعاءات طرف دون الآخر في النزاع على مدينة القدس وأظهرت لا مبالاة مقيتة أمام توسع المستوطنات الإسرائيلية. لقد علقت الولايات المتحدة دعمها المالي لميزانيات (أونروا) وبرامج أخرى تعود بالفائدة على الفلسطينيين».

وتابع الموقِّعون على العريضة التي نشرتها صحيفتا «الغارديان» البريطانية و«هآرتس» الإسرائيلية: «في ظل الغياب المؤسف للالتزام الواضح برؤية الدولتين، أعلنت إدارة ترمب أنها على وشك الانتهاء من إعداد وطرح خطة جديدة للسلام الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى الرغم من غياب اليقين بشأن موعد نشر هذه الخطة، فمن الأهمية بمكان أن تكون أوروبا متيقظة وأن تتصرف وفقاً لاستراتيجيتها».

وجاء أيضاً في الخطاب: «نعتقد أنه يجب على أوروبا اعتماد وتعزيز برنامج يحترم المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مبادئ الاتحاد الأوروبي لحل النزاع التي تمت المصادقة عليها في الماضي والتي تعكس رؤيتنا المشتركة بأن السلام الدائم يتطلب إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود عام 1967، مع تبادل بسيط لأراضٍ متفق عليها متساوية القيمة، وأن تكون مدينة القدس عاصمة الدولتين، ووضع ترتيبات أمنية تلبي متطلبات الجانبين وتحترم سيادة كل منهما مع تسوية عادلة متفق عليها لقضية اللاجئين». ويؤكد كبار المسؤولين الأوروبيين السابقين أن «على أوروبا رفض أي خطة لا تشمل هذه المعايير». ويوضح المسؤولون أنه على الرغم من تفهمهم للإحباط الذي تشعر به واشنطن جراء فشل خطط السلام الأميركية في الماضي، فإن أي خطة من شأنها أن تقلص استقلال فلسطين إلى دولة من دون سيادة وتواصل جغرافي، مصيرها الفشل وستضر بالجهود المستقبلية في هذا الشأن. ويرى الموقعون على الخطاب أنه من الأفضل أن تعمل أوروبا جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، ولكن عندما تتعرض المصالح والقيم الأوروبية لأي ضرر، فيجب على أوروبا أن تسلك مسارها الخاص. وبينما يترقب العالم الكشف عن خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يرى الموقعون على الخطاب أنه يتعين على أوروبا إعادة تأكيد التزامها بالمبادئ المتفق عليها في الماضي القائمة على أساس حل الدولتين. ويضيف الخطاب أن ثمة جهوداً تُبذل مؤخراً للحد من عمل منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية والفلسطينية، وبالتالي «من المهم أكثر من أي وقت مضى» دعمها. «في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ينزلقون إلى واقع دولة واحدة دون حقوق متساوية للجميع. ذلك لا يمكنه أن يستمر للإسرائيليين والفلسطينيين ولنا في أوروبا». ويحذر الموقعون من أن إهدار هذه الفرصة، يعني عواقب وخيمة بعيدة المدى. وفوراً رحبت حركة «فتح»، بالدعوة الأوروبية. وطالب المتحدث باسم حركة «فتح» جمال نزال، في بيان أمس، بضرورة التعبير بقوة عن موقف أوروبي يتسق مع قرارات الشرعية الدولية ويراعي المطالب الفلسطينية بالسيادة والاستقلال، تطبيقاً لحق تقرير المصير، الذي لا يقبل شعبنا عنه بديلاً. وقال نزال: «نداء المسؤولين الأوروبيين السابقين جدير بأن يلقى آذاناً صاغية في بروكسل والعالم، بما يكفي لاعتماده روحاً ونصاً في مبادرة أوروبية تستبق وقوع المخاطر الناجمة عما تسمى (صفقة القرن)، كونها ترتكز فقط على التجاوب مع مصالح إسرائيل وهدر حقوق شعبنا». وأكد نزال أن تجربة أوروبا في اعتماد القانون الدولي واحترام حقوق الغير أثبتت نجاعتها في إحقاق السلام والاستقرار بين الجيران والشركاء الأوروبيين، وعليه فإن هناك فرصة لاعتماد هذه المعايير في مبادرة أوروبية أمام مخاطر  استبدال القانون الدولي وروح العمل الجماعي دولياً بالأحادية القطبية. وأضاف: «إن غياب العدالة في التحرك الأميركي المتوقع لن يتكفل بإحقاق السلام بل سيأتي بنتيجة عكسية، محذراً من أن أسباب الصراع هو التنكر لحقنا في تقرير المصير واستبدال التجاوب فقط مع مزاعم إسرائيل بذلك طوال عقود مضت».

 

خطة ترمب للسلام: «حكم ذاتي» فلسطيني وليس «سيادة»

واشنطن/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/نقل تقرير إعلامي، عن مصادر مطلعة، أن مقترح «صفقة القرن» الذي تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إعداده سيتضمن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين، إلا أنه لن يتضمن على الأرجح إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة. وأضاف أنه من المتوقع أن يطرح البيت الأبيض حزمة السلام التي طال انتظارها خلال الربيع، أو بداية الخريف المقبل، بعد جهود قام بها جاريد كوشنر، مستشار ترمب وصهره. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، التي نشرت التقرير، أن الخطة تمثل جهد ترمب لوضع بصمته على الدبلوماسية في صراع مستمر منذ عام 1948. ومن المرجح أن تركز بصورة كبيرة على المخاوف الأمنية الإسرائيلية. ووفقاً للصحيفة، فقد قال ترمب لأصدقاء إنه يرغب في قلب الافتراضات التقليدية بشأن حل الصراع. ولكن على عكس دبلوماسيته الشخصية التقليدية مع كوريا الشمالية، فإن ترمب أوكل بصورة كبيرة جهود سلام الشرق الأوسط لصهره.

وأضافت الصحيفة أن معظم المحللين يرون أن فرصة نجاح كوشنر ضئيلة للغاية في أمر فشلت فيه الجهود المدعومة من الولايات المتحدة لعقود. كما أن فرصه تتضاءل بسبب ما تولد لدى الأوروبيين وبعض القادة العرب من إحساس بأن ترمب كشف أوراقه من خلال سلسلة من الإجراءات المحابية لإسرائيل. ونقلت الصحيفة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادر تتحدث مع فريق كوشنر، أنه وغيره من المسؤولين الأميركيين ربطوا السلام والتنمية الاقتصادية بالاعتراف العربي بإسرائيل، والقبول بصورة الوضع الراهن لـ«الحكم الذاتي» الفلسطيني، وليس «السيادة».

 

واشنطن تهنّئ الحكومة الفلسطينية الجديدة

واشنطن/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/هنّأت الولايات المتحدة الأحد الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكّلها، السبت، رئيس الوزراء محمد أشتيّة وضمّت وزراء موالين للرئيس محمود عباس وأقصت حركة «حماس». وقال جيسون غرينبلات، مستشار الرئيس دونالد ترمب لعملية السلام في الشرق الأوسط، في تغريدة على «تويتر»: «تهانينا لحكومة السلطة الفلسطينية الجديدة». وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «من خلال خبرة أعضائها، نأمل أن نتمكّن من العمل سوياً لإحلال السلام وتحسين حياة الفلسطينيين. لقد حان الوقت لفتح فصل جديد». ويتّهم الفلسطينيون إدارة ترمب بالانحياز لإسرائيل، ما يسقط برأيهم الدور التاريخي للولايات المتحدة كوسيط في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وجهود السّلام الإسرائيليّة - الفلسطينيّة متوقفة منذ 2014. عندما انهارت محاولات إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للتوصّل إلى حلّ. واتّخذت إدارة ترمب قرارات تتعارض مع الإجماع الدولي والتقاليد الدبلوماسية الأميركية، من خلال اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما اعترفت بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتلّ. ويرفض القادة الفلسطينيّون التواصل مع واشنطن منذ إعلان واشنطن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

إسرائيل توافق على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية فيها بعد تحذير ترمب لنتنياهو من {العلاقات العميقة} مع بكين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/في إشارة إلى أن الموضوع بات مقلقاً جداً لإدارته ولأجهزته الأمنية، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسالة خطية إلى صديقه الحميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يطالبه فيها بمراقبة تطور علاقات إسرائيل مع الصين، ويحذره من الاستمرار في وضعها الحالي «منعاً لتضرر التنسيق الأمني الإسرائيلي - الأميركي». وعلى أثر هذه الرسالة، وما سبقها من إعلانات أميركية حازمة ضد التعاون الإسرائيلي - الصيني، أرسل نتنياهو مستشار الأمن القومي في ديوانه، موشيه بن شبات، إلى واشنطن، أمس (الاثنين)، لالتقاء نظيره الأميركي جون بولتون، للتداول في الموضوع، إضافة إلى بحث قضايا أخرى تتعلق بالموقف من النشاط الإيراني في سوريا، والعلاقات الثنائية. وحسب مصادر في تل أبيب، فإن بن شبات نقل رسالة باسم نتنياهو، يبلغ فيها الإدارة الأميركية بأنه على وشك الموافقة على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل. وسيعرض عليهم سلسلة إجراءات أقدم عليها نتنياهو في هذا السبيل، مثل عقد اجتماعات للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في حكومته (الكابينيت) حول هذه القضية، وقرار تأجيل أي خطوة بشأنها حتى يتم التفاهم مع واشنطن.

ويتضح أن ترمب كان قد طرح هذا الموضوع في سياق لقاءاته الاحتفالية مع نتنياهو، في السادس والعشرين من مارس (آذار) الماضي. وقال المراسل السياسي لـ«القناة 13» بالتلفزيون الإسرائيلي، باراك رافيد، نقلاً عن اثنين من المسؤولين اطلعا على مجريات اللقاء الذي جمع ترمب بنتنياهو في البيت الأبيض آنذاك، إن ترمب كان مباشراً مع نتنياهو، وقال له: «إذا لم تعملوا على الحد من التغلغل الصيني في إسرائيل، فإن التعاون المشترك الأمني والاستخباراتي سيتضرر». كما عبّر ترمب، خلال اللقاء، عن قلق شديد من المشاريع الصينية الضخمة في إسرائيل، التي تتعلق بمجالي الاتصالات والبنى التحتية، الأمر الذي سيتيح الفرصة لنشاط تجسس صيني. واللافت أن اللقاء المذكور عُقد بعد لحظات من المؤتمر الصحافي المشترك، الذي أعلن خلاله ترمب الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. وقد حرص ترمب على جعل استقبال نتنياهو حميماً مميزاً، بل حتى مناصراً له في معركته الانتخابية الداخلية. ولكن، رغم «الأجواء الاحتفالية» الظاهرة للخارج، فقد شاب اللقاء جانب سلبي يتعلق بموضوع الاستثمارات الصينية. وكان هذا الجو متوقعاً، خصوصاً أن وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو كان قد أنذر نتنياهو خلال زيارته إلى تل أبيب، التي سبقت زيارة نتنياهو للبيت الأبيض بأيام، بأن العلاقات الأميركية - الإسرائيلية ستضرر «خصوصاً التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات، إذا لم تحد إسرائيل من علاقتها المتنامية مع الصين». وأكد رافيد أن ترمب أبلغ نتنياهو بأنه يستغرب كيف يمكن لإسرائيل أن تسمح بتغلغل الصين فيها، وتتيح لها أن تقيم كثيراً من مشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل ميناء حيفا الجديد، وفوز شركات اتصالات صينية في مناقصات لبناء شبكات خليوية في إسرائيل (خصوصاً هواتف شركتي «هواوي» و«ZTE»). ومع ذلك، فإن ترمب لم يقدم إنذاراً نهائياً لنتنياهو، ولم يحدثه بلهجة تهديد، وطلب منه الاطلاع على ما يجري، وأبلغه بشكل واضح بأن التعاون الأمني قد يتضرر، في حال لم يتم الحد من العلاقات مع الصين. وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «هآرتس» أن باحثين أميركيين أوصوا الإدارة الأميركية بمساعدة إسرائيل في إنشاء آلية لمراقبة التكنولوجيا والاستثمارات الصينية في إسرائيل، بالإضافة إلى أن تضاعف الولايات المتحدة من دورها في مراقبة الاستثمارات الصينية لمنع الإضرار أمنياً بمصالحها. وحذر هؤلاء الخبراء في معهد «راند» من أن ضرر الاستثمارات الصينية في البنى التحتية الإسرائيلية لن يقتصر على إسرائيل، إنما قد يطال الولايات المتحدة الأميركية. وخلص التقرير إلى أن العلاقات الإسرائيلية - الصينية الآخذة بالتوطد ستؤدي إلى تضارب مصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة. وتثير الاستثمارات الصينية في إسرائيل، خصوصاً في ميناء حيفا، قلقاً أميركياً استدعى زيارة من مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى إسرائيل في السابع من يناير (كانون الثاني) الماضي. وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» حينها أن موضوع الاستثمارات الصينية شكل «الوجبة الرئيسية» خلال اللقاء الذي جمع بولتون بنتنياهو، وهو في صلب الاهتمام الأميركي.

 

معطيات متضاربة في موسكو حيال تسلم رفات كوهين من دمشق وأنباء عن توفير أميركا غطاء جوياً لغارات إسرائيل على موقع في مصياف

موسكو – رائد جبر - تل أبيب/الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 نيسان 2019/تضاربت المعطيات الروسية حول احتمال أن تكون موسكو لعبت دوراً في تسليم تل أبيب رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أُعدم في دمشق عام 1965، في وقت نشرت فيه شركة إسرائيلية صوراً للمواقع التي قُصفت في سوريا ليلة السبت – الأحد الأخيرة وكشفت مصادر في تل أبيب أن سلاح الجو الأميركي قام بتوفير غطاء جوي لحماية الطائرات الإسرائيلية خلال غاراتها الأخيرة في حماة، وأن هذه الخطوة اتُّخذت بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترمب.

وإذ التزم المستوى الرسمي الروسي الصمت حيال أنباء تسربت حول احتمال أن تكون موسكو لعبت دوراً في تسليم تل أبيب رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، شككت أوساط إعلامية في صحة التسريبات التي تناقلتها مصادر إسرائيلية، ولفتت إلى أن الحكومة السورية كانت قد أكدت لموسكو أكثر من مرة خلال العامين الماضيين أنها لا تعرف مكان دفن الجاسوس الإسرائيلي. وتجنبت الأوساط الرسمية الروسية، الرد على أسئلة الصحافيين حول هذا الملف، ولم يصدر حتى مساء أمس، تعليق رسمي من وزارة الدفاع أو الخارجية الروسية على الأنباء التي رددتها مصادر إسرائيلية، علماً بأن موسكو كانت قد تكتمت أيضاً في وقت سابق على عمليات مماثلة، ولم تعلن عنها إلا بعد صدور معطيات تفصيلية عن الجانب الإسرائيلي. لكن الأوساط الإعلامية الروسية شككت في صحة الرواية الإسرائيلية حول قيام وفد روسي بنقل تابوت فيه رفات كوهين من دمشق إلى موسكو أخيراً، ولفتت إلى أن موسكو كانت قد مارست ضغوطاً خلال العامين الأخيرين على دمشق من أجل تسليمها رفات كوهين، لكن الحكومة السورية كانت ترد دائماً بأنها «لا تملك معلومات عن مكان دفنه».

وأفادت المعطيات الإعلامية بأن تل أبيب حضّت أكثر من مرة خلال العامين الماضيين الجانب الروسي على «ممارسة نفوذه» على حكومة الرئيس بشار الأسد، وأن الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء طلبا بشكل شخصي من الرئيس فلاديمير بوتين التدخل لحسم هذا الموضوع، كما أن إسرائيل عادت لطرح الملف خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف إلى تل أبيب، لكن هذه المحاولات «باءت بالفشل» واصطدمت في كل مرة بتأكيد دمشق أنها لا تعرف مكان دفن كوهين. ووفقاً للمعطيات فإن موسكو تعهدت، رغم ذلك، بمحاولة تقديم المساعدة. وطلبت من مسؤولين سوريين وضع احتمالات لدراستها وإطلاق حملة بحث.

وبرر السوريون صعوبة تحديد مكان دفن كوهين بأنه تم نقل رفات الجاسوس الإسرائيلي ثلاث مرات في ستينات وسبعينات القرن الماضي، خشية قيام إسرائيل بعملية خاصة لاستعادة رفاته، وأنه دُفن في المرة الأخيرة في منطقة مأهولة، تغيرت معالمها كثيراً منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من ذلك لم يستبعد بعض وسائل الإعلام أن تكون موسكو ودمشق أطلقتا حملة مشتركة خلال العامين الماضيين لمحاولة تحديد مكان دفنه، مع احتمال أن يكون البحث أسفر عن انتشال رفات عدد من الأشخاص لإجراء فحوص الحمض النووي عليهم، كما حصل عندما حدد الخبراء الروس والإسرائيليون موقع رفات الجندي الإسرائيلي زاخاريا باومل إثر عملية معقدة قام بها الجيش الروسي بالتعاون مع الجيش السوري، وفقاً لتأكيد الرئيس فلاديمير بوتين. وقامت موسكو بتسليمه للإسرائيليين أخيراً. وكان جهاز «الموساد» الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن موسكو ساعدت في تسليم تل أبيب بعض متعلقات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين وبينها ساعة يده، لكن موسكو لم تعلق في حينها على تلك الأنباء.

إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن ترمب بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر قنوات سرية مباشرة وأبلغه بقراره توفير الغطاء للطائرات الإسرائيلية، قبل نحو أسبوعين. وعندما التقى بوتين في موسكو، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، تعمد كلاهما تجاهل الموضوع. ولم يتطرقا إليه، مع أنهما تكلما حول تدوير التنسيق الأمني بين جيشيهما، حول النشاط الإسرائيلي في سوريا.

ومع أن الإسرائيليين لم يؤكدوا أو ينفوا أنهم هم الذين قصفوا في حماة، فإن مصادر غير رسمية قالت إن الغطاء استُخدم لأول مرة في هذا القصف. والدليل أن بطاريات الصواريخ المتطورة المضادة للصواريخ، واحدة خاضعة للجيش السوري لصواريخ «إس 300» وأخرى للجيش الروسي «إس 400»، لم تُستخدم للرد على القصف. وكان نتنياهو قد لمّح إلى القصف الإسرائيلي، خلال كلمة ألقاها مساء أول من أمس (الأحد)، فقال: «نحن نواصل العمل على جميع الجبهات بما في ذلك الجبهة الشمالية، لأننا لسنا على استعداد للسماح لأي شخص بالتأسيس لقوة عسكرية تعرِّض دولة إسرائيل للخطر، فالقوة هي ضمان وجودنا، وهي الشرط الأساسي والحيوي لتحقيق السلام مع جيراننا». وأضاف: «لن يردعنا رادع، خصوصاً أننا نحارب أولئك الذين يسعون للنيل من أرواحنا، نحن لا نتسرع في المعركة. مَن يعرف أكثر منا الثمن الباهظ للحرب؟ ولكن لا أحد سينجح في تضليلنا، عندما يكون أمن إسرائيل على المحكّ، نعمل بلا هوادة. من يعرّضنا للخطر يعرّض نفسه لخطر أكبر». المعروف أن القصف نُفذ ضد مبانٍ قائمة داخل قاعدة عسكرية في سوريا، لم يُعرف إنْ كانت بإدارة جيش النظام السوري أو الإيراني، ولكن المؤكد أن جنوداً إيرانيين وسوريين كانوا داخلها ونحو عشرين منهم قُتلوا أو أُصيبوا. وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، مساء الأحد، صوراً التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية لشركة «ImageSat International» الإسرائيلية (isi)، رصدت من خلالها حجم الدمار في الموقع العسكري في مدينة مصياف في محافظة حماة السورية جراء القصف. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» (واي نت)، أن المنشآت في الموقع كانت جزءاً من المشروع الإيراني لتطوير صواريخ أرض - أرض دقيقة. وحسب تقرير الشركة الإسرائيلية المتخصصة في صور الأقمار الصناعية، فإنه «إذا افترضنا بالفعل أن الموقع المستهدف هو مصنع صواريخ، فيمكن استخدامه أيضاً لتصنيع وتجميع قطع مختلفة وتعديلات محسنة لصواريخ أرض - أرض أو لتحسين دقتها». واستبعدت الشركة أن يكون الموقع يستخدم لتصنيع محركات الصواريخ أو لإنتاج الرؤوس الحربية، «نظراً إلى عدم وجود هياكل ومستودعات محمية». وأضاف أنه «لم يتم العثور على صواريخ أو قاذفات في المنطقة».

وأضاف التقرير أن «المصنع» أُنشئ بين الأعوام 2014 و2016 في الجزء الغربي من قاعدة عسكرية لقوات النظام السوري، وأنه في مراحل لاحقة شُيّد جدار أحاط بالمصنع المزعوم لفصله عن باقي القاعدة العسكرية السورية، فيما ادّعى توثيق بعض الأضرار في منشآت إنتاج مجاورة. وقال التقرير إن المنشأة مكوّنة من مستودع كبير طوله 60 متراً وعرضه 25 متراً، بالإضافة إلى بنايات صناعية أصغر حجماً تحيط بها. وأن مدخل المصنع يمر عبر القاعدة العسكرية التابعة لقوات نظام الأسد في سوريا، «ولكن، لا يمكن تحديد هوية الجهة التي تسيطر على هذه المنشآت، القوات الإيرانية أو القوات الموالية لها أو قوات النظام السوري».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قومي من رمادك.. كاتدرائية نوتردام..

الصحافية زينة منصور/الكلمة أولآين

16 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73906/73906/

قومي من ألسنة نيرانك..

ودحرجي حجر النهاية..

يا رمز قيامة تاريخ الرجاء..

ورجاء إنسانية ثورية..

انت يا أم الثوار والحرية..

ما أبهاك تجمعين في كاتدرائية..

الرب وأعدائه والمجد وإلحاده..

وروح الحضارة وجسدها المسجى..

على مذبح الألفية الثالثة الميلادية..

قومي من رمادك.. من حطام البشرية..

من عويل الإنسانية..

قومي لتضيئي حضارة الأخوة والعدالة والمساواة..

على رجاء القيامة الأبدية..

يا كاتدرائية نوتردام يا سيدة العالمين التقية..

قومي لأجلنا واغفري لنا..

نحن خطأة الماضي والحاضر والمستقبل والتقنية..

نحن الخطيئة التاريخية..

قومي قولي آمين.. يا سيدة ايقونات الحالمين.

يا كل بهائك في وجع إشعال الذاكرة..

وانتفاضة الكلمة وإشتعال الوجع في الروح والعقل..

يا نور مدينة النور والثقل..

آه لاحتراق التاريخ الصارخ..

في تسعة قرون من ثورة العقل..

وبهاء الرجاء ونور إصلاح وصلاح الكلمة..

وكأنك تحترقين في داخلنا المملوء..

بعبق من عطر مجدك وبخورك وعرفانك الحرية..

قومي يا روح فرنسا.. انتزعت شيئا من روحنا..

شيئا من قلبنا.. شيئا من عقلنا..

يا روح العقل والذاكرة..

يا كاتدرائية النور والنار ..

مع لويس ونابليون وفولتير وروسو..

وقيامة التنوير والحرية..

وللعالم الصورة البهية..

حتى أصبحت ثورتك صورتك..

نور للعالم وللحداثوية..

قومي يا جسد باريس التاريخ العريق..

المعلق على جلجلة من نار حرقتك..

وحرقت العقول والحروف والكتب..

والصور والذاكرة التي عرفتك..

فانتهت معشوقتك للحرية..

قومي يا كاتدرائية الآلام ..

صرت وجع الإنسان..

في العلم.. في الثقافة.. في التاريخ.. في الاديان..

في إنجيل الحرية والإنسانية..

 

أمام هول حريق كنيسة نوتردام.. اصوات عنصرية حاقدة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/16 نيسان 2019

 بعض الأصوات الحاقدة والشامتة بحريق كنيسة نوتردام، تبعث على الخزي من أصحابها، ولا تستحق سوى الاستنكار وإدانة مُطلقيها، مع وصمهم بعار الإنسانية جمعاء

http://eliasbejjaninews.com/archives/73910/%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%87%D9%88%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%AF%D8%A7/

 أولاً: حريق كنيسة نوتردام...

لم يُصدّق العالم بأسره رؤية احتراق أهم معلم ديني وحضاري وتاريخي وفنّي، في أعرق مدينة أوروبية (باريس)، نعم لم يستوعب حتى الآن احتراق كنيسة نوتردام التي تعني "كنيسة سيدتنا مريم العذراء"، ويقف عاجزاً عن القيام بحماية واحدة من أشهر كاتدرائيات العالم، وأهم معلَم باريسي يُعتبر قمّة الفنّ والعمارة القوطية، الفنّ القوطي الذي يتميز بالاشكال المتناقضة، والتي تختلف عن فنّ عصر النهضة الذي كان يُبشّر بالبساطة والتناغم، الفن القوطي الذي نجد فيه تمجيد الحياة، كما نجد فيه الطرف الآخر النقيض: أي نفي الحياة والزّهد في العالم، ولعلّ أهم شعارات العصر القوطي هي التي تنبّأت بمأساة الكنيسة المحترقة في الخامس عشر من نيسان ٢٠١٩: "memento mori" اي: "تذكّر أنّك ستموت يوماً ما".

ثانياً: مآسي المعالم الأثرية...

أمام هول المصاب وثقل الفاجعة التي أصابت وتصيب المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية في كافة أنحاء المعمورة، لا بدّ لنا من تذكُّر الأحداث المأساوية القريبة من بلادنا، فقد فجّر الإرهابيون من الطالبان تمثال بوذا في أفغانستان، ودمّر الدواعش ومعهم سائر الإرهابيين معالم الحضارات الاشورية والبابلية في العراق، ودمروا واحرقوا المسجد الأموي في حلب، وكنيسة أم الزنار في حمص، والمسرح الروماني في تدمر، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على معالم البيئة الجغرافية نتيجة الحروب والدمار واستعمال كافة الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل.

ثالثاً: فلتخرس أصوات الحقد والكراهية...

حبذا لو تصمت وتلوذ بخزيها كافة المقالات والتصريحات والتعليقات التي تنُمّ عن حقدٍ دفين ضد قِيم الإنسانية السمحاء في المحبّة والتسامح الديني والحدب على الذخائر  وكنوز الاسلاف والأجداد.

للأسف الشديد تعالت بالأمس بعض الأصوات الحاقدة والشامتة بحريق كنيسة نوتردام، إلاّ أنّها على ندرتها تبعث على الخزي من أصحابها، ولا تستحق سوى الاستنكار وإدانة مُطلقيها، مع وصمهم بعار الإنسانية جمعاء.

رابعاً: فرنسيس المراش وباريس...

كان المفكر العربي السوري الحلبي فرنسيس المراش (١٨٣٦-١٨٧٣) معجباً بمدينة باريس التي "تموج فيها الناس موج البحور وتصبُّ إليها الركبان صبّ النهور، وترنُّ في أسواقها قعاقع الآلات، فتكون مرسحاً لضوضاء البشر وموقعاً لوقائع الصُّور"، إلاّ أنّ المراش كان قد رأى بحدسٍ ثاقب أنّ "هذه العظمة والسّطوة لا بدّ أن يحقد عليها الزمان، وتنهرها طوارق الحدثان فتأخذ بالرجوع القهقرى ونقصان العبقري( الكامل من كل شيء) حتى تصبح رمّةً في البوادي ومندب الروائح والغوادي، وهاك بابل ونينوى وصُور وما شاكلها من ربّات السور" ليُضيف بعد ذلك مُتسائلاً "ومن يعلم ما ستؤول إليه مدينة باريس، هذا المقام الأعلى والبلد النفيس حيثما أنا الآن، أسحب مطارف المرح وأحتسي كؤوس الفرح مُتمنطقاً بعجائب الآثار".

على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وترميم ما يمكن ترميمه، والحسرات على ما ضاع واندثر، ستبقى باريس منارة العالم الحديث وقبلة المدنية الواعدة.

 

ديما جمالي: الهشاشة بدرجة بروفسورة

يوسف بزي/المدن/الأربعاء 17/04/2019

كان احتفاؤنا بوصول أول إمرأة في تاريخ مدينة طرابلس إلى مجلس النواب، سريع التبدد. سمات الرقّة المطمْئِنة للنفس، والاستئناس بطلّتها العصرية، وتعبيراتها الأولى كوجه مدني، ينحاز إلى هموم تجْمَع الاقتصاد بالتنمية الاجتماعية، بل أيضاً انتماؤها لتيار سياسي نناصر عناوينه (أكثر منه أحياناً).. كل هذا جعلنا مغتبطين بها، نحن الذين ننفر من طغيان الجلافة الذكورية على مشهد البرلمان، وفظاظة رجاله.

المزيج المشبوه

اختيارها ومن ثم فوزها بنيابتها الأولى، قبل الطعن بها، أوحت أن صورة أخرى يصنعها سعد الحريري لتياره السياسي، ورسماً آخر لطاقمه في السلطة. شبان وشابات تشكلت حساسيتهم واهتماماتهم في الحرم الجامعي لا في المكاتب الحزبية. جيل يحصّل معرفته بنيل الشهادات لا من تجربة ميادين الشأن العام. أكاديميون أو موظفون مرموقون في شركات أجنبية، شبه مغتربين، جدد على معنى القطيعة مع ذاكرة البلد ومواريثه السياسية. هم ذاك المزيج المشبوه بين التكنوقراط ومحترفي "المنظمات غير الحكومية"، على مثال: هلمّ بنا نمدّن الشعب. بدا سعد الحريري في انتقائه لها ولنظرائها، أنه يفارق جهاز أبيه ورفاق أبيه، الذين يكبرونه سناً على نحو تستعصي معه الإلفة ويتعثر التفاهم. فالفارق الجيلي كان بالغ الأثر في اضطراب العلاقات بينه وبين أصحاب أبيه. بل ويمكن ترجمته في السياسة مع تلك المفارقة أن الحريري قد يستأنس السهر أو تزجية الوقت أو مجرد تبادل الأحاديث الاجتماعية والشخصية مع "خصم" يجايله كجبران باسيل، وقد لا يصح هذا مع نهاد المشنوق أو فؤاد السنيورة. إلى ذلك، نزع سعد الحريري نحو تأسيس حقبته المغايرة عن عهد والده أولاً، وعن مرحلة ما قبل العام 2011. ودخل بمجازفة كبرى مع ذاك التصور الجديد لممارسة السياسة والحكم، القائم على شبهة تأسيس الشركات الحديثة، المفعمة بالروح الشبابية. وهو في موضع آخر، استجاب بذلك لميل ظاهر في العقد الأخير نحو "سياسات" مدنية، أقلوية أو فئوية: النضال النسوي، العمل البيئي، تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولاً إلى الترويج لركوب الدراجات الهوائية..إلخ.

نذير شؤم

جاءت ديما جمالي، حسب الرواية الشائعة، تعرض "مشاريعها" على الحريري. وكانت بيده سيرتها الذاتية. فاقترح عليها فوراً الترشح للانتخابات. كمن وجد بالضبط ما يوائم تصوره الجديد لفريق عمله. فمن منا لن تسحره جملة ألقاب وصفات من نوع: "بروفسورة في إدارة الأعمال" أو "حائزة على دكتوراه في السياسة الاجتماعية والإدارة"، أو "مستشارة للأمم المتحدة.."، مضافاً إليها ذاك الحضور اللطيف والأنيق! لم يسعفنا الوقت القليل لنيابتها الأولى في معرفة جدارتها، أو في تكوين انطباع سليم عن حضورها وأدائها البرلماني. ولا هي أثارت أمراً يلفت النظر سلباً أو إيجاباً، فلم تمتحن نفسها ولا استطعنا امتحانها. بدت دوماً مبتهجة في مجيئها إلى مجلس النواب أمام عدسات المصوّرين، كما لو أنها أمام طقس "الريد كاربت" (السجادة الحمراء) لمهرجان فني. لكن حتى في ذاك الوقت، كان ثمة نذير شؤم يحوم حول هذه الوجوه البرلمانية والوزارية الجديدة، التي اختارها الحريري أو الزعماء الآخرون. فهؤلاء "الجدد" أتى بهم ناخبون ذهبوا للاقتراع بعصبية سياسية مشحونة بالصراع العميق بين الجماعات اللبنانية، و/أو مدفوعة بخيبات سياسية مؤلمة، خصوصاً في بيروت وطرابلس. تم اختيارهم لانتمائهم السياسي المفترض لا لسيرتهم الذاتية المهنية والعلمية. وهذا الفارق الهائل بين التمثيل الأهلي – السياسي، وبين "تأسيس الشركات" أو "المنظمات غير الحكومية"، إتضّح سريعاً مع ظهور علامات "الغربة" بين ديما جمالي وأهل طرابلس.

التروما

كان قرار المجلس الدستوري ببطلان نيابتها بمثابة "تروما" لجمالي. منذ تلك اللحظة، فقدت توازنها تماماً. فطراوة سيرتها وسلاسة حياتها كشابة مجتهدة في الدرس، تتدرج من شهادة إلى أخرى، ومن وظيفة مرموقة إلى مناصب عليا، ومن جوائز تقديرية إلى مكافآت أكاديمية، ليست معتادة على معترك حياة عامة قاسية ومكشوفة على إعلام لئيم (وسوشيال ميديا فاحش)، ويسودها الضواري من مخضرمي السياسة والإدارة. استحوذت عليها التروما فأضحت إمرأة مرتجفة، مجروحة، تداري حزنها وشعورها بالمهانة. وهي في مداراتها لمشاعرها المضطربة وارتجافها الدائم ونزيف جرحها النرجسي.. راحت تراكم الهفوات والأخطاء كمن يحاول إعادة تركيب الزجاج المهشم، لتتزايد الجروح ويتضاعف النزيف. وإذا أضفنا هذا إلى "الغربة" التي راحت تتزايد بينها وبين أهل طرابلس، كما غربتها التامة عن السياسة وانعدام حيلها في السجال العام، وافتقادها لسرعة البديهة في التعبير والتصريح، وجدنا ديما جمالي بعد فقدان مقعدها النيابي وأثناء إعادة ترشيحها كذبيحة مطروحة وسط وحوش كاسرة. وفي هذه الحال، كل نواياها الحسنة لن تسعفها من المخالب والأنياب. ما عادت هي نفسها الفرحة والمنطلقة، ولا أظهرت عوارض شفاء من الرضّة العنيفة. ومن زلة لسان إلى حركة خاطئة إلى أفكار مشعثة إلى مبادرات سيئة.. هكذا، حتى اضطر تيارها السياسي ورفاقها إلى لجمها وشلّها وإخفاء صوتها. تحولت إلى عبء لا يجوز التهرب منه، إلى كائن تعوزه العناية والعطف والإرشاد، كما لو أنها كانت ضحية فضيحة شائنة وظالمة. ضعفها الذي لا يُطاق أبان عن افتقار مريع لغريزة الكائن السياسي وهشاشة معيبة ولو بدرجة بروفسورة. وفي محنتها هذه، انكشف عطب اختيارها من قبل الحريري، لا لشخصها و"كفاءاتها"، بل لخطل مزاجه الجديد في السلطة، كمن ينتقي الأصحاب المناسبين لرحلة سياحية.

ضمير الغائب

في بداية حملتها لاستعادة مقعدها "المسلوب"، ولنتجاوز هنا الفيديو المسرّب وكلامها المسيء فيه للمجلس الدستوري ومن ثم اعتذارها، بل ولنتجاوز كل زلاتها، ولنقرأ وحسب تغريدتها على تويتر: "لدعم واجهة طرابلس الحضارية تعمل النائبة جمالي مع السفارة الإماراتية على تأهيل حديقة الشيخ زايد التي ستحمل اسم منتزه الشيخ زايد للتسامح". ولنتخيل سكان طرابلس والبلايا والكوارث التي هم فيها ويقرأون السيدة اللطيفة ما تبتدئ به حملتها الانتخابية. كأن أهل طرابلس لن يعرفوا النوم قبل إعادة تأهيل حديقة! لكن ما يلفت النظر في تلك التغريدة، وما يشبهها كثير، هو التحدث عن نفسها بضمير الغائب: "تعمل النائبة جمالي..". مطلق العجرفة بنبرة التواضع. نرجسية فاقعة "بفعل الخير". وعلى هذا كان بؤس امتحانها الاجتماعي والسياسي مع الناخبين، وكانت القطيعة المتبادلة بينها وبينهم. ومن هنا يكون بطلان النيابة.. وليس في قرار المجلس الدستوري وحسب. أي في لا مشروعية "التمثيل" أصلاً.

 

برّي يجزم: الأولوية للموازنة ولا مسّ بسلسلة الرواتب

أكرم حمدان/المدن/الثلاثاء 16/04/2019

ما هي الإجراءات المؤلمة والقاسية والتقشفية.. وغيرها من التوصيفات، التي بدأ الحديث عنها وسيتضمنها مشروع موازنة العام 2019؟ ومن هي الفئات التي ستطالها هذه الإجراءات؟ وهل ما طرحه وزير المالية علي حسن خليل، لجهة تخفيض 50 في المئة من رواتب النواب والرؤساء والوزراء الحاليين والسابقين، كافٍ؟ وهل التخفيض من باب الكهرباء أو النفقات غير الضرورية سيوفي بالغرض؟ أم أن التوجه سيكون لفرض ضرائب جديدة أو تخفيض لرواتب القطاع العام؟ وماذا عن رواتب ومخصصات بعض رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة في مؤسسات عامة ومصالح مستقلة تتجاوز أحياناً رواتب الرؤساء والنواب والوزراء؟ وماذا أيضاً عن الازدواجية في التعويضات لبعض من لديهم أكثر من وظيفة في الدولة؟ هذه الأسئلة وغيرها يجري بحثها ومناقشتها في الجلسات والاجتماعات المغلقة، التي تجري بين القوى السياسية والكتل النيابية ورئيس الحكومة ووزير المالية، ويساهم فيها بشكل مباشر وغير مباشر كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

اتجاهات برّي

يتحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري في أكثر من اتجاه، وعلى أكثر من جبهة في الملف الاقتصادي، فهو يعتبر أن الوضع الاقتصادي للبلاد يتطلب اتخاذ خطوات جذرية توقف حال التدهور. وأولى هذه الخطوات، برأي رئيس البرلمان، تبدأ من الموازنة. تقول أوساط بري وعين التينة لـ"المدن" إن الأولوية بالنسبة لرئيس المجلس الآن هي في دراسة وإنجاز الموازنة من قبل الحكومة، وإحالتها إلى مجلس النواب لينكب على دراستها وإقرارها في أسرع وقت ممكن، وقبيل انتهاء دورته العادية في 31 أيار المقبل. وتشير هذه الأوساط إلى أن بري "يساعد" الحكومة عبر عقد سلسلة اجتماعات مع وزارات وجهات عدة، لتسهيل إنجاز الموازنة، وتخفيض العجز لنسبة تصل إلى 9 بالمئة. وهذا ممكن بتنفيذ مجموعة إجراءات، يُقال إنها موجعة وقاسية وصعبة. لكنها، حسب أوساط بري، لن تطال ذوي الدخل المحدود. ويجزم رئيس المجلس أمام زواره وسائليه، أن لا مس بسلسلة الرتب والرواتب للموظفين. وأن الإجراءات القاسية ستطال رواتب الرؤساء والنواب والوزراء الحاليين والسابقين، وكذلك بعض الموظفين الكبار في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة، من أصحاب الرواتب والمخصصات العالية والكبيرة. وتلفت المصادر نفسها إلى أن الاجتماع الذي عقد بين الرئيسين بري والحريري بعيد جلسة الأسئلة الأخيرة، والذي شارك فيه وزير المالية علي حسن خليل ودام نحو أكثر من ساعة، بحث في كل هذه الملفات والعناوين. وأن رأي بري الثابت "إنجاز الموازنة يفرمل عملية الإنحدار الجارية الآن".

الجلسة التشريعية

دعوة بري للجلسة التشريعية يوم الأربعاء في 17 نيسان الحالي، وما يتضمنه جدول الأعمال، الذي أقرته هيئة مكتب مجلس النواب، يأتي في سياق المواكبة والمتابعة السريعة من قبل مجلس النواب لما تقره الحكومة، سيما وأن خطة الكهرباء استكملت بمشروع قانون تعديل القانون 288\2014 الذي درسته لجنة الأشغال العامة والنقل وأدخلت عليه بعض التعديلات يوم الإثنين. وإذا ما أقرت الخطة وبدأ العمل بها مع المتممات القانونية اللازمة، فإن فكرة تخفيض العجز في الكهرباء، بقيمة 250 مليون دولار في السنة الأولى، أمر ممكن حسب ما أبلغ الرئيس بري هيئة مكتب مجلس النواب قائلا: "في موضوع الهدر نستطيع أن نوفر في السنة الأولى على الأقل 250 مليون دولار إذا جرى تنفيذ دقيق للجباية ولمعالجة الهدر التقني والإداري" . ويفترض أن يتضمن جدول أعمال الجلسة التشريعية  نحو 18 مشروعاً واقتراح قانون من المشاريع والاقتراحات الملحّة، وفي مقدمها المشروع المتمم لخطة الكهرباء، ومشروع المحميات، واقتراح فتح المهل للترشح لعضوية المجلس الدستوري، إضافة إلى بروتوكولات مالية وإدارية مع الإتحاد الأوروبي، ومشروع يتعلق بالتنوع البيولوجي، ومشاريع تتعلق بالبيئة وبعض التعديلات.

الكهرباء وتعديل الـ288

لا شك أن نجم الجلسة التشريعية سيكون مشروع تعديل القانون 288\2014، الذي خضع للنقاش، ولبعض اقتراحات التعديلات.

ولكن ماذا تقول هذه الصيغة؟

المادة الأولى: يمدّد العمل بأحكام القانون 288 تاريخ 30/4/2014 لمدة ثلاث سنوات.

المادة الثانية: تلزيم مشاريع بناء معامل تعتمد طريقة التصميم والتمويل والإنتاج والتشغيل والتسليم إلى الدولة بعد فترة زمنية بشروط تحدد بتفاصيلها الإدارية والتقنية والمالية الكاملة في دفتر شروط خاص تعده وزارة الطاقة والمياه.

ب- يستثنى في مراحل إتمام المناقصات تطبيق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة بأصول التلزيم التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها.

المادة الثالثة: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية .

هذه الصيغة طرحت جملة من التساؤلات من قبل بعض القوى السياسية، عبر بعض خبراء الدستور، ومنها أن التعديل المقترح يلغي العمل بمجموعة من الإجراءات التي التزمت بها الحكومة، خصوصاً لجهة تعطيل أدوات المراقبة والمحاسبة، كذلك بالنسبة إلى تأجيل البت بالهيئة الناظمة للقطاع إلى أجل غير محدد، في ظل فقدان مجلس إدارة كامل المواصفات لمؤسسة كهرباء لبنان.

ولماذا لم تُنشأ هيئة تنظيم قطاع الكهرباء المنصوص عليها في المادة 7 من القانون رقم 462 الصادر سنة 2002؟ وتغييب هذه الهيئة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ليحل محلها مجلس الوزراء بناءً على إقتراح وزيري الطاقة والمال؟

وما هو مدى انسجام المادة الثانية من القانون 288 مع النص الدستوري، خصوصاً لجهة تولي وزارة الطاقة والمياه صلاحيات مشاريع معامل إنتاج الطاقة بعد فترة زمنية؟

وألا يتعارض تعبير "بعد فترة زمنية" مع المادة 89 من الدستور التي تنص على أنه (لا يجوز منح أي إلتزام أو إمتياز لإستغلال مورد من موارد ثروة البلد الطبيعية أو مصلحة ذات منفعة عامة أو أي إحتكار، إلا بموجب قانون وإلى زمن محدود)؟

ألا يشكل مشروع التعديل المقترح من قبل الحكومة حالياً مخالفة دستورية، ربما تكون موضع طعن أمام المجلس الدستوري؟

كل هذه التساؤلات ربما تلقى الأجوبة عليها في جلسة يوم الأربعاء. ويبقى التنفيذ في هذا المجال وغيره هو المعيار. ويبقى السؤال هل نحن فعلا قادمون على أيام يجب على الجميع شد الأحزمة فيها، كي نخرج من الأزمة بقرارات أساسية؟ أم سنجبرعلى إجراءات تفرض علينا من الخارج قد تكون صعبة ومؤلمة؟ وما الذي كان يمنع السلطة الحاكمة وقواها المتنوعة عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ زمن لوقف التدهورالاقتصادي والمالي في البلاد؟

 

زيارة باسيل بالتوقيت المناسب: موسكو تنسج تسوية كبرى

منير الربيع/المدن/الأربعاء 17/04/2019

مرّ أقلّ من شهر على زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل، إلى روسيا. تلك الزيارة التي وصفتها دوائر مقرّبة من الرجلين بأنها استراتيجية، يبدو أنها احتاجت زيارة ثانية من قبل باسيل للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. فخلال الأيام التي فصلت ما بين الزيارتين جرت تطورات عديدة في المنطقة، من بينها زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى لبنان، ولقائه مختلف المسؤولين فيه، والتأكيد على ضرورة إنجاز توافق في ترسيم الحدود البرية والبحرية، ربطاً بملف النفط. وكان الوزير الأميركي قد استبق زيارته إلى لبنان بلقاء جمعه بنظرائه اليوناني والقبرصي والإسرائيلي في تل أبيب. وهذا ما يوجب الربط ما بين هذا اللقاء والزيارات التي اجراها وزيرا خارجية اليونان وقبرص إلى لبنان الأسبوع الفائت.

تمتين الصلات بروسيا

ملف ترسيم الحدود والتسوية النفطية هو الطاغي في المرحلة المقبلة، إلى جانب جملة ملفات أخرى، تتعلق بأمن اسرائيل، وبالمبادرة الروسية لإعادة اللاجئين، المتعثرة باعتراف الروس، وفق البيان الصادر عن الكرملين بعيد اللقاء بين عون والرئيس فلاديمير بوتين. وإذا ما كانت الزيارة الأولى هدفها التعارف وفتح آفاق علاقات باسيل مع الروس للمستقبل، خصوصاً في ضوء المعطيات التي تحدّثت عن سعي باسيل مركّز لنسج صلات متينة مع الروس، انطلاقاً من قناعته أنهم سيكونون أصحاب التأثير الكبير في مجريات المنطقة وأحوالها مستقبلاً، وبالتالي فأي طموح رئاسي ومشروع سياسي لا بد أن يمرّ عبر تنسيق مع الروس... فإن الزيارة الثانية تأتي في إطار تعزيز هذه العلاقات، ووضع أسس عملانية لها، وفق برنامج محدد. لا شك أن جملة التطورات التي شهدها لبنان والمنطقة مؤخراً، حتّمت ترتيب باسيل لزيارته الثانية، وربما كانت تطورات أفادته وخدمته في الشق الخاص بأجندته الشخصية. مع ذلك، الزيارة تنطوي على أهميتها الخاصة من ناحية التوقيت والظرف، لا سيما تلك المرتبطة بجملة الأحداث التي كانت روسيا لاعباً أساسياً فيها، على غرار العلاقة بين إسرائيل والنظام السوري، التي تستمر روسيا بالعمل على تنظيمها وترتيبها وتحسينها، بل ووضع أسس توافقية لها، ما بعد الاعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، وما بعد تسليم رفات أحد الجنود الإسرائيليين إلى نتنياهو برعاية روسية، بالإضافة إلى استمرار المفاوضات لتسليم المزيد من الرفات، ومنها الحديث عن العثور على ساعة يد إيلي كوهين، والتفاوض حول إعادة رفاته أيضاً. هذه الأحداث تقدّم روسيا بصورة الناجح في إدارة العلاقة السورية الإسرائيلية، والتي ستدفع بالكثيرين إلى التعويل عليها، لحلّ العديد من أزماتهم العالقة. وهذا ينسحب بالتأكيد على لبنان.

التسوية الحدودية

منذ مدة ليست بالقصيرة، تلقى لبنان جملة رسائل روسية تبدي الاستعداد للعب دور أساسي في ترسيم الحدود وتنظيم الوضع مع الإسرائيليين، وربما كل النقاط التي تسجلها موسكو في سجلّها ستدفع إلى الركون إليها كوثيق موثوق من لبنان وسوريا وحزب الله وإيران واسرائيل. وهذا لا شك دافع مهم لزيارة باسيل الثانية إلى موسكو. وإذا ما كان الالتقاء الأميركي الروسي استراتيجي في حماية أمن اسرائيل، وفي تقديم الهدايا إلى نتنياهو ما قبل الإنتخابات، فبالتأكيد أن لذلك تبعات عديدة، قد تنسحب على التوافق بين الطرفين حول إنجاز تسوية حدودية بين لبنان واسرائيل برعاية روسية. واذا ما كانت واشنطن تندفع في تقديم كل ما يريده الاسرائيليون، واسرائيل تحصل من النظام السوري على كل ما تريد، وتقدم له أسباب إعادة تعويمه، فهذا كله يرتبط بالوصول إلى صفقة القرن التي توافق عليها أميركا وروسيا.

مبادرة فرنسية

عملية ربط هذه النقاط ببعضها البعض، تقود إلى خلاصة واحدة تفسّر هدف زيارة باسيل إلى موسكو، وهو زيادة التنسيق معها أولاً، ووضعها في أجواء المحادثات التي أجراها مع نظيريه القبرصي واليوناني، حول ترسيم الحدود والاتفاق على خطوط النفط والغاز. لا سيما أن باسيل يعوّل على دور روسي فاعل في هذا الملف، ويعتبر أن احداً لن يكون قادراً على حلّه إلا روسيا، التي لديها شركات نفطية مشاركة في عمليات التنقيب عن النفط. وإلى جانب روسيا، تستعد فرنسا ايضاً للدخول في مبادرة تتعلق بترسيم الحدود وإنجاز هذه العملية. وهذا يمكن التقاطه من خلال الجولة التي أجراها السفير الفرنسي برونو فوشيه على مختلف المسؤولين في الأيام الماضية. وعلى الرغم من أن جولة السفير ارتطبت بمندرجات مؤتمر سيدر، ووضع مهلة زمنية لتنفيذ الإصلاحات لينال لبنان ما قرره سيدر، فقد كان واضحاً أن فرنسا تبدي اهتماماً لافتاً بترسيم الحدود، بل وهناك معلومات تؤكد بأن باريس قد تربط ما بين إنجاز هذا الملف والوصول به إلى تسوية، وبين تطبيق مؤتمر سيدر والحصول على المساعدات. والمبادرة الفرنسية ليست بعيدة عن مبادرة خط هوف الأميركية، بينما باسيل يحاول أن يبحث مع الروس كيفية تحسين شروط لبنان، كي لا يظهر وكأنه عارض المبادرة ومن ثم عاد وسار بها.

العامل الإيراني

وليس بعيداً عن هذه الملفات كلها، لا بد من السؤال عن موقف حزب الله وإيران من هذه المحاولات أو المبادرات. وهنا يعود الدور الأساسي للضغوط الأميركية على إيران والعقوبات على حزب الله، والتي قد تكون عاملاً مساعداً في تليين الموقف الإيراني، لا سيما إذا ما دخلت روسيا على الخط، والتي ستمثل خطوة إيجابية بالنسبة إلى طهران، الرافضة لتقديم أي تنازل مباشر لإسرائيل أو أميركا. فروسيا تدخل إلى المبادرة مستندة إلى نجاحها في العديد من المهام بين النظام السوري وإسرائيل. وهناك من يذهب أبعد من ذلك، معتبراً أن الجيش السوري لم يكن ليلجأ إلى تسليم الرفات من دون موافقة إيرانية على نحو أو آخر. وهذه قد تستخدمها طهران على سبيل الإيحاء برسالة غير مباشرة لتخفيف الضغوط الأميركية، وتوفير طريق للإلتفاف على العقوبات، أو فتح باب موارب للتفاوض. لا ضرورة هنا للتفاؤل المستعجل، فأي خلل قد تتعرّض له دقة هذه التوازنات، قد يؤدي إلى انفجار.

 

صحافي لحزب الله في ديربورن يفبرك مقالات ضد فارس

الشيخ محمد الحاج حسن/رئيس منظمة التحالف الاسلامي الاميركي

16 نيسان/19/INN

http://eliasbejjaninews.com/archives/73919/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a/

نشر الناشط المؤيد لحزب الله في الولايات المتحدة الاميركية علي منصور في موقع صدى الوطن من ولاية ميشيغن مقالا هجوميا جديدا ضد الدكتور وليد فارس بعد يومين من اعلان الرئيس ترامب وضع تنظيم الباسدران الايراني على لائحة الارهاب الاميركية، واحتوى المقال على سيل من المغالطات والارتكابات والقصص الملفقة التي نشرها نفس الكاتب في نفس الموقع الالكتروني قبل اشهر وهو ان دلّ على شيء فيدل على افلاس وغضب ميليشيا حزب الله والقيادة الايرانية من ادارة الرئيس ترامب ومن خبرائها ومستشاريها سواء كانوا داخل الادارة او خارجها. فعندما تتحرك ادارة الرئيس ترامب بإتجاه وضع عقوبات على ايران تتحرك شبكة الدعاية التابعة لايران وحزب الله لتنفيذ هجمات اعلامية على الادارة الاميركية وخبرائها وابرزهم الدكتور وليد فارس.

لم تغب المصداقية والواقعية عن مقال منصور وحسب ولكنه يوحي ايضا بأن كاتبه كان مفتقدا لتوازنه الفكري والنفسي وهو يكرر ويستجر ذات الروايات الملفقة التي دأبت اذرع ايران وحزب الله الاعلامية على فبركتها في سنوات ماضية وكانت موضع استهزاء بعد ان اثبتت الوقائع عدم صحتها ليعود “علي” الى اجواء حملات شنت على الدكتور وليد فارس عندما تم اختياره مستشارا للامن القومي من قبل المرشح الرئاسي ميت رومني في العام ٢٠١١ وبعد ذلك عندما عُين مستشارا للشؤون الخارجية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب في العام ٢٠١٦، والحملتان كم يرى متابعون تم الترويج لهما من خلال خلية عمل يديرها حزب الله في لبنان وعبر شبكة تضليل اعلامية ايرانية تنشط في منطقة الشرق الاوسط واوربا والولايات المتحدة.

ولاحظ متابعون ان مقال علي منصور المنشور عبر موقع الكتروني يبث اخباره من ولاية ديترويت الاميركية تمت هيكلته ونشره بأوامر ايرانية عبر حزب الله وذلك للاسباب التالية:

اولا: انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي.

ثانيا: وضع تنظيم الباسدران الايراني على لوائح الارهاب.

ورأى المراقبون ان السبب الثالث والذي دعا علي منصور للاستعجال في اعادة نشر تلك الارتكابات مرة اخرى ان الدكتور وليد فارس كان قد دعا الادارة الاميركية قبل يومين لاطلاق تحقيق يضاهي التحقيقات المتعلقة بالاختراق الروسي المحتمل للانتخابات الاميركية ولكن التحقيق هذه المرة لكشف حجم التأثير الايراني وادواته داخل الولايات المتحدة الاميركية. وقال المراقبون ان دعوة الدكتور فارس قد تحرك الادارة الاميركية ووزارتي العدل والخارجية واعضاء الكونغرس ليبدأوا بحملة تمشيط داخل الولايات المتحدة بحثا عن اموال قد تكون دفعت من قبل النظام الايراني لشبكات اعلامية ومجموعات ضغط وان تلك الاموال ليست الا جزءا من ال ١٥٠ مليار دولار التي دفعتها ادارة الرئيس اوباما للنظام الايراني على اثر التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران. ويعتبر بعض المحللين ان دعوة الدكتور فارس للادارة الاميركية بالبدء بهكذا تحقيق قد يؤدي الى فتح ملفات كل من استفاد من الاتفاق النووي داخل الولايات المتحدة وخارجها على اعتبار ان النظام الايراني قام بإستعمال تلك الاموال لشراء ذمم صحفيين ومواقع الكترونية وقنوات تلفزيونية واكاديميين وسياسيين وموظفين سابقين. تغريدة الدكتور فارس فجرت ردا من ايران وحزب الله لتحريك ادواتهم في الولايات المتحدة ومن بينهم علي منصور. وكان منصور قد نشر مغالطات مماثلة قبل نحو عام ونصف حيث زعم ان الدكتور فارس كان وراء الترويج لتعيين سفير اميركي من اصول لبنانية في بيروت وتبين فيما بعد ان الدكتور فارس لا علاقة له بالامر لا من قريب او بعيد. لكن قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية كان يهمها ان تجهد في تعطيل تعيين اي سفير اميركي من اصل لبناني يفهم قدرة حزب الله للسيطرة على الارض في لبنان وبالتالي ان يكون هناك سفيرا اميركيا في بيروت قادر على توجيه ومساعدة الادارة الاميركية في مواجهة حزب الله.

هذا المقال المفبرك الذي نسجه علي منصور بالتعاون مع شبكة من نشطاء حزب الله ونشر في موقع صدى الوطن زعم ان الدكتور وليد فارس هو من يقف وراء مجموعة الضغوط في واشنطن من اجل وضع بعض الشخصيات اللبنانية على لائحة العقوبات الاقتصادية الاميركية على اساس علاقة تلك الشخصيات بحزب الله. وحسب مصادر موثوقة فإن الدكتور فارس لا علاقة له بالامر لا من قريب ولا من بعيد في كل مشروع العقوبات ولا سيما بما يتعلق بالسياسيين اللبنانيين. فهو يتعاطى في الاستراتيجيات العامة التي تتعلق بموقع الولايات المتحدة في مواجهة الانظمة والقوى المتطرفة في المنطقة وايجاد افضل العلاقات مع الدول التي تواجه المتطرفين. فهو لا يهتم في تفاصيل العقوبات ولم يهتم في السابق وليست لديه كتابات في هذا الاتجاه. الا ان طهران والضاحية تحاولان تحميل وليد فارس هكذا امور تفصيلية صغيرة من اجل ان يهيجوا ويعبئوا قواعدهم الشعبية ضده وضد ما يمثله.

من بين الاسباب التي استفزت “علي” ان الدكتور فارس كان قد القى خطابا اثناء تواجده في دولة الامارات كشف فيه حقيقة الالة الدعائية الايرانية- الاخوانية مما جعل الايرانيون وحزب الله في موقع الدفاع وبالتالي ذهبوا الى فبركة رواية المؤامرة المنسقة بين الدكتور فارس ودول الخليج.

من مغالطات “علي” ايضا انه ذكر ان الدكتور فارس لم يتمكن من الدخول في ادارة ترامب وهو – اي الدكتور فارس- يعمل جاهدا للحصول على موقع له داخل تلك الادارة متناسيا ان الدكتور فارس مرتبط بالعديد من العقود سواء الاكاديمية، الاستشارية او الاعلامية ناهيك عن اعلان الدكتور فارس من خلال عشرات التصريحات التي مازالت موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي العديد من المناسبات واللقاءات ومنذ فوز الرئيس ترامب بالانتخابات انه لن يحبذ شغل اي موقع داخل الادارة في الفترة الرئاسية الاولى لكن مهمة “علي” ومن خلفه حزب الله هدفها التشويه والتحريض عبر الفبركة وتحريف الحقائق المتعلقة بالدكتور وليد فارس لما يمثله من قامة سياسية واكاديمية باتت معروفة في لبنان والعالم العربي. وما يغيض حزب الله وممثلهم الاعلامي في ديترويت ان الدكتور فارس يحظى بتأثير فكري واستراتيجي على قرارات وعمل الادارة ومجلس الامن القومي وعدد غير قليل من اعضاء الكونغرس والاعلام الاميركي وجزء كبير من الجاليات العربية والشرق اوسطية في الولايات المتحدة. ويزعجهم ايضا تأثير الدكتور فارس على شريحة واسعة من مجتمعات العالم العربي لا سيما في الخليج العربي وشمال افريقيا والمعارضات في لبنان وسوريا والعراق.

لهذه الاسباب مجتمعة كان مقال المدعو علي منصور مرآة لغضب وغيض طهران والضاحية مجتمعة.. اما علي منصور الذي بات معروفا للجاليات العربية والشرق اوسطية في الولايات المتحدة فيتحرك من ديترويت مع شبكة المؤيدين لايران وحزب الله ويستهدف شخصيات في الجالية وفي النخبة السياسية الاميركية وهو على علاقة مباشرة بالشبكة الاعلامية لحزب الله في لبنان وقد نشر مقاله في موقع صدى الوطن الذي ييدو وكأنه جزء من اعلام حزب الله.

من المفارقات ايضا ان المقال اعتبر ان الدكتور فارس يملك تأثيرا على وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الامن القومي جون بولتون وربما يكون ذلك صحيحا ومن ناحية ثانية يحاول صاحب المقال ان يصور الدكتور فارس شخصية منبوذة ولا يملك حضورا في اروقة السياسة الاميركية، هذا التناقض انما يكشف تخبط وضياع حزب الله وعدم استيعابه لحقيقة تنامي الواعي داخل الولايات المتحدة الاميركية من الخطر الذي بات يشكله توسع النفوذ الايراني في الشرق الاوسط. ثم يسترسل “علي” في حياكة اكاذيبه ويقول ان الدكتور فارس كتب سيرة جديدة له على موقع ويكيبيديا وهو يعلم ان رفاقه في خلايا حزب الله كانوا قد هاجموا صفحة الدكتور فارس على ويكيبيديا ونشروا فيها ذات الاكاذيب التي يرددها هو وهناك تقارير واثباتات تؤكد ان الاختراق حصل من اجهزة كومبيوتر في لبنان وتحديدا من منطقة “بئر حسن” في الضاحية.

ساق علي ايضا ما اعتقده دليلا يستعرض به مهاراته الصحفية عندما استند الى مقال منشور في الواشنطن بوست عام ٢٠١٦ عندما كان الدكتور فارس مستشارا للشؤون الخارجية في حملة الرئيس ترامب ولم يكن ذلك المقال سوى استجرارا لذات الفبركات التي نشرها عملاء حزب الله هنا وهناك ابتداء من العام ٢٠١١ على قاعدة اكذب حتى يصدقك الاخرون، وبنيت تلك الفبركات على تصريحات منسوبة لريجينا صنيفر التي طردت من حزب القوات اللبنانية في وقت سابق وهي تصريحات لا تستند لاي دليل او برهان وتم نفيها مرارا من قبل مراجع سياسية وحزبية لبنانية. واعاد “علي ” في مقاله تلفيق دور عسكري مزعوم للدكتور فارس في الحرب اللبنانية وبالرغم من دحض كل تلك الفبركات والقصص الخيالية في السنوات الماضية الا ان علي لا يريد لقرّائه ان يصدقوا بأن الدكتور فارس لم يكن حينها قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره وكان بدأ ممارسة مهنة المحاماة بعد تخرجه من الجامعة ولديه كتب ومقالات منشورة في حينها ومازالت موجودة ومتوفرة ويمكن الاطلاع على محتواها وتوجهاتها الفكرية ولكن هيهات! علي ومشغليه في حزب الله يصرون على ان الدكتور فارس كان من كبار قادة المنطقة الشرقية والقادة العسكريين الامر الذي يجعل من تلك الادعاءات سخيفة ولا قيمة لها.

اما الاكذوبة الكبرى التي يرددها اعوان حزب الله هي ان الدكتور فارس عاش في اسرائيل وعمل ونشر كتبا ومقالات فيها قبل انتقاله منها الى الولايات المتحدة الاميركية وهذا الامر من نسج خيال حزب الله، فالدكتور فارس انتقل الى الولايات المتحدة الاميركية قادما من بيروت وعاش خلال العقدين الماضيين بين فلوريدا وواشنطن وللرجل نشاطات معروفة وموثقة وسيرته تدحض خيالات ومزاعم وفبركات حزب الله واعوانه.

في الخلاصة، لحزب الله شبكة تضليل اعلامي وما علي منصور وموقع صدى الوطن الا جزء من تلك الشبكة التي لن يتم تفكيكها وتدمير خطرها وتضليلها الا من خلال الاستجابة لدعوة الدكتور وليد فارس نفسه واعضاء داخل الكونغرس الاميركي لاجراء تحقيق عميق وموسع في الخطر الذي يشكله تضليل حزب الله وايران داخل الولايات المتحدة الاميركية.

http://www.inn.news/archives/3161?fbclid=IwAR2cL-Awgl2gGjjZJaBNixwncG-hmxvElPJyXOqNNcGQ9XpyEM0BfBXL2VA

 

ما حدود التطمينات الأميركية للبنان؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 نيسان 2019

ما يخشاه بعض الخبراء هو أن يلتفّ المسؤولون اللبنانيون مرّة أخرى على التحذيرات الدولية ويعتمدوا أسلوب المخادعة والتخدير، بهدف تأجيل الانهيار مرّة أخرى... على زغل. ففي ظل هذه السياسة، سيتعاظم حجم الإنهيار المنتظر منذ سنوات. فالسقوط اليوم أكثر إيلاماً ممّا كان قبل عام، وباتت تداعياتُه كارثية. وبعد عام، سيكون السقوطُ أكثرَ إيلاماً ممّا هو اليوم... وستكون تداعياتُه مصيرية بالنسبة إلى الدولة والكيان اللبناني.

يبدو المسؤولون وكأنهم يخبّئون شيئاً ما عن الناس، ويفرجون عنه تدريجاً لتخفيف وقع الصدمة. ولم تتضح بعد ملامح التدابير المالية والإدارية والاقتصادية التي سيتم اعتمادُها «قسراً» استجابةً لمتطلبات مؤتمر «سيدر». ويتأخّر إصدار الموازنة بسبب الإرباك. وكل ما يرشح عنها هو أنها ستتضمّن «إجراءاتٍ مؤلمة». وما يرشح من هذه التدابير يمكن وضعُه في 3 خانات:

1 - تدابير يمكن أن تكون مناسبة، ولكن لا أحد يكفل تنفيذها، كما هو الحال بالنسبة إلى خطة الكهرباء.

2 - تدابير غير كافية أساساً، كالاقتطاع المتوقع من الرواتب والتقديمات والتعويضات في القطاع العام، أو المسرحية الاستعراضية المتوقعة في ما يخصّ رواتب النواب والوزراء.

3 - تدابير في غير محلّها كفرض الضرائب والرسوم الجديدة.

إذاً، الخطوات اللازمة لتحقيق الإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي الحقيقي غير مطروحة. فلا شفافية، ولا أُطلٍقَت يد القضاء وأجهزة الرقابة، ولا إعتُمِد الحزم لاستيفاء المتوجبات للدولة من ضرائب ورسوم ورفع التعديات على الأملاك والمرافق العامة، ووقف الهدر والسمسرات، وإخضاع المؤسسات لآليات العمل الدستورية والقانونية.

وطبيعي أن تتجاهل الطبقة السياسية هذه الخطوات الجدّية لأنها تمسّ بمصالح أركان السلطة أنفسهم، كالتهرب الضريبي والتعديات والصفقات بالتراضي.

ويؤجّل الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان زيارته للبنان، انتظاراً لما ستنتهي إليه الجوجلة الإصلاحية. والجميع في سباق مع الوقت. ولكن، على رغم من التشدّد الذي يبديه الفرنسيون رعاة مؤتمر «سيدر»، ومعهم الجهات الدولية المانحة، فإنهم أخيراً قد يفرجون عن جانب من المساعدات الموعودة في شكل قروض لبعض القطاعات، ما قد يجنّب لبنان انهياراً حتمياً آتياً.

وفي عبارة أخرى، إنّ تحريك المساعدات سيؤجّل وقوع الكارثة، ولكن إلى حين، كما تأجّل وقوعها على مدى ربع القرن الفائت بالوعود والتسويف ومخادعة الجهات المانحة. وفي الموازاة، يتحرَّك المسؤولون لتجنّب استحقاق العقوبات الأميركية على «حزب الله»، واحتمال شمولِها حلفاءه أيضاً أو الدولة اللبنانية ككل. ويقول الوفد اللبناني الذي فاوض الإدارة الأميركية والبنك الدولي إن لا توسيع للعقوبات وبأنّ الدولة اللبنانية ذاتها ليست مستهدَفة.

في المبدأ، لم تُظهِر واشنطن في أيِّ يوم رغبتها في اتخاذ أيّ خطوة تزعزع الاستقرار اللبناني. وعلى العكس، إنّ هذا الاستقرار، سياسياً ومالياً وأمنياً، مرهونٌ منذ سنوات عديدة بمدى الدعم الأميركي.

ولكن، بعد النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية الأخيرة وتشكيل حكومة يحظى فيها «حزب الله» بمزيد من النفوذ، هزّ الأميركيون العصا للبنان. وأقاموا سدّاً لمواجهة انزلاق «الحزب» بلبنان الرسمي نحو إيران، وانزلاق الرئيس ميشال عون نحو روسيا.

ويعتقد المتابعون أنّ التحذيرات الأميركية نجحت. والدليل هو أنّ الضغط الإيراني الذي مورس قبل أشهر لخرق الساحة اللبنانية قد تراجع، ولو ظرفياً. وأما الروس الذين حصلوا، خلال زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو، على وعود بتعزيز استثماراتهم في المرحلة المقبلة، فإنهم لم ينجحوا في إبرام التعاون العسكري الذي كانوا يطمحون إليه. ومردُّ ذلك هو الضغط الأميركي على لبنان في اتجاهين: الإغراء والتحذير.

فلبنان يحتاج بالتأكيد إلى الدعم الذي يقدِّمه الأميركيون إليه، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. كما أنّ تغطية استقراره المالي تعتمد على واشنطن في شكل أساسي، ولا يمكن أيُّ دولة أخرى أن تعوِّضه فقدان هذه التغطية. وإذا وضع اللبنانيون أنفسهم في خانة التحدّي مع واشنطن، فلا بدّ من أنّ العواقب ستكون قاسية ولا يمكن تَحمُّلها.

والدليل إلى ذلك هو الوفود اللبنانية المتلاحقة إلى واشنطن، على مدى الأعوام الأخيرة، لـ»القوطبة» على أيِّ موقف أميركي مفاجئ. وفي هذا السياق، جاءت المهمّة الطارئة التي قام بها الوفد اللبناني أخيراً… والتي انتهت، وفق تأكيداته، بالتطمين إلى أن «لا شيءَ يشغل البال حتى الساعة».

والمقصود بالتطمين هو أنّ «الشائعات» التي ظهرت أخيراً، في واشنطن وبيروت، والتي تحدثت عن احتمال توجيه واشنطن ضربة سياسية - مالية للبنان، أو لبعض أركان السلطة فيه، بسبب تحالفاتهم مع «حزب الله»، ليست صحيحة.

لكنّ المتابعين يعتقدون أنّ من الخطأ أن يبالغ اللبنانيون في الاتكال على كلام التطمين. فمن المحتمل أن يرتدي طابعاً ديبلوماسياً، كما كان طوال سنوات مضت، إذ كانت واشنطن ترسل إشارات التطمين إلى لبنان فيما العقوبات تتصاعد تدريجاً.

وفي المقابل، يطلب الجانب اللبناني من الأميركيين مزيداً من التفهّم لخصوصيات الوضع والتركيبة في لبنان. ويراهن عدد من القوى اللبنانية على متغيّرات إقليمية تنعكس داخلياً، وتسمح لـ»الحزب» بفك ارتباطه بساحات القتال الإقليمية، ما يريح الوضع الداخلي.

ووفق بعض المتابعين، قد تكتفي واشنطن في هذه المرحلة بمقدار من التحذيرات ولا تذهب بعيداً في معاقبة لبنان الرسمي. لكنها بالتأكيد تنتظر من أركان السطة أن يفكّوا ارتباطهم السياسي بـ»حزب الله». والرسائل التي نقلها الموفدون الأميركيون إلى لبنان كانت كلها تحمل هذا المغزى. وهي تنتظر منهم خطوات تثبت رغبتهم في التجاوب.

وقبل أيام، ردّ نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلنغسلي على سؤال يتعلق باحتمال أن تفرض واشنطن عقوبات على مسؤولين لبنانيين، بالقول: كان وزير الخارجية مايك بومبيو واضحاً عندما أكد للبنانيين أنّ واشنطن ترفض سيطرة «حزب الله» على الاقتصاد اللبناني. هذا يعني أنّ واشنطن ليست في وضعية المهادنة في ما يتعلق بهذا الملف. ولكن، على الأرجح، سينتظر الأميركيون كثيراً إذا كانوا يريدون من القوى اللبنانية أن تبتعد عن «حزب الله». وفي الموازاة، سينتظر الفرنسيون والجهات المانحة كثيراً إذا كانوا سينتظرون الإصلاح الحقيقي والشفافية. وفي المعنى الحقيقي، لبنان ليس مقبلاً على تغيّرات حقيقية، لا في ملف الإصلاح والشفافية ولا في ملف «حزب الله».

إذاً، سيصمد الاستقرار اللبناني ما دامت التغطية الدولية متوافرة له… إصطناعياً. وتبقى الصدمة واردة في أيّ لحظة. وكلما تأخَّر وقوعُها ستكون أكبر.

 

عون على طاولة «المجلس الأعلى»: طبِّقوا القانون!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 نيسان 2019

للمرّة الأولى منذ انفجار الخلاف بين جهات قضائية وأمنية على خلفية التحقيق في ملفات «الفساد القضائي»، حطّ هذا الملف بنداً على جدول أعمال المجلس الأعلى للدفاع أمس، تحت عنوان «تنسيق العمل بين القضاء والأمن»، إضافة الى بندَي النازحين السوريين وتهريب البضائع والأشخاص عبر المعابر غير الشرعية. و»توصية» رئيس الجمهورية ميشال عون في هذا السياق واضحة: طبّقوا القانون! لم تنتهِ بعد المواجهة المفتوحة بين مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس وقوى الأمن الداخلي، واستطراداً «شعبة المعلومات». فقد استبق جرمانوس إجتماع المجلس الأعلى للدفاع بتوجيه كتاب الى قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، كلّفه فيه بإيداعه الأذونات المعطاة منذ العام 2015 بحفر آبار أرتوازية، ومخالفات البناء على أنواعها، وذلك ضمن مهلة أسبوع، إضافة الى إيداعه «صورة عن المحاضر التي نُظّمت في حق الذين لا يملكون الأذونات».

أتت هذه الخطوة من جانب جرمانوس إستتباعاً لاستنابة أصدرها الى الأجهزة الأمنية في 8 نيسان الجاري لإبلاغه عن رشاوى تقاضاها عسكريون في ملف الأذونات، وبالتزامن وفي اليوم نفسه كان ادّعى على «شعبة المعلومات» في جرم «التمرّد على سلطته وتسريب معلومات عن مضمون تحقيقات أوّلية، وتحوير هذه التحقيقات وتشويه وقائعها، واحتجاز أشخاص وتوقيفهم خارج المهل القانونية».

هذا «الإدّعاء» تحديداً لم يُطرح على طاولة المجلس الأعلى للدفاع. وعلى رغم تخصيص وقت للنقاش في مسألة «الجبهات المفتوحة» بين القضاء والأمن على خلفية ملفات الفساد المفتوحة، إلّا أنّ النقاشات ذهبت أكثر نحو العموميات، ولم يُصر بالتالي الى «محاكمة» «الشعبة» على تجاوزها صلاحياتها «باحتجاز اشخاص وتوقيفهم خارج المهل القانونية»، أو دخولها على خط ملف مكافحة الفساد «الذي لا يدخل ضمن مهماتها الأمنية»، في رأي راصديها.

وبعدما تناوب المعنيون بملف تحقيقات ملف الفساد في العدلية على الكلام وعرضوا ما لديهم من وقائع، كانت توصيات عون واضحة: العودة الى النصوص والأصول، وضرورة تطبيق القانون في ما يخص مراحل الاستدعاء والتحقيق والتوقيف، على أن لا يحصل أيُّ توقيف إلّا بإشارة النيابة العامة، وبحيث لا يتخطّى التوقيف الـ 48 ساعة، إلّا إذا صدرت مذكرة توقيف في حقّ الشخص المعني وفي هذه الحال يتمّ الالتزام بالمهل القانونية التي تتيح التوقيف لمدة أطول، على أن يكون الأمن في خدمة القضاء وليس العكس.

وشدّد عون على أهمية التنسيق بين الأجهزة القضائية والأجهزة الأمنية كضابطة عدلية، وذهب الى حدّ تأكيد ضرورة عدم تصادمها، فيما قدّم المدّعي العام التمييزي سمير حمود مطالعة قانونية في شأن الاجراءات المتّبعة في سياق ملفات الفساد المفتوحة، كذلك فعل وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الوزير سليم جريصاتي. وفيما يجزم البعض أنّ تحرّك جرمانوس أتى من ضمن النزاع المفتوح مع «شعبة المعلومات»، والذي يطاول مباشرة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي سار على درب مَن سبقه في منح الأذونات الاستثنائية في حفر الآبار وأعمال البناء، فإنّ مطّلعين يؤكدون في المقابل أنّ «خطوة جرمانوس، إن كان في موضوع الإدعاء على «المعلومات» أو فتح «ملف الأذونات»، تهدف الى وضع حدٍّ للتمادي في مخالفة القانون. فالتوقيف له أصوله وأيُّ توقيف يتخطّى المهل هو مخالفة صريحة للقانون، أما في موضوع الأذونات المعطاة من جانب المدير العام فهي تأخذ من درب الوزارات المختصة وتُخسِّر خزينة الدولة أموالاً، وهي مخالفة للقانون ولها تأثيراتها السلبية على أكثر من مستوى، خصوصاً البيئي، حتى لو دَرَج عليها المدراء العامون».

عملياً، «توليفة» الأذونات، شاركت جميع القوى السياسية في التعامل معها أمراً واقعاً منذ سنوات، و»النهل» من خيراتها. فالصلاحيات الاستثنائية التي جُيّرت للمدير العام لقوى الامن الداخلي، والتي غالباً ما كانت تُمنح بغزارة على أبواب الانتخابات النيابية، شرّعها في السابق غياب البلديات، و»كوما» الوزارات المختصة عن ممارسة صلاحياتها، وبقيت في يد المدير العام حتى بعد إنتخاب مجالس بلدية جديدة، لكن، ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة، باشرت قيادة «التيار الوطني الحر» مشروع إستعادة هذه الصلاحيات.

وقد بادرت وزيرة الطاقة ندى البستاني، وبتمهيد من الوزير جبران باسيل خلال جلسة طويلة جمعته قبل أسابيع مع عثمان في مقرّ «التيار» في سنتر ميرنا شالوحي، الى الطلب من عثمان التوقف نهائياً عن إعطاء هذه الأذونات، وبالتالي المطالبة بسحب هذه الصلاحية، التي لا يجيزها القانون، وإعادتها الى «أصحاب الاختصاص» الأمر الذي سيؤدي، في رأيهم، الى دخول رسوم الى خزينة الدولة والبلديات مجدداً، ولأنّ مهمّة قوى الأمن هي ضبط المخالفات وليس تكريسها وتعميمها.

ولا يمكن تجاهل واقع أنّ الاستنابة ركّزت على المخالفات في قضاء المنية، وبدا ذلك كإشارة غير مباشرة الى التمييز المناطقي الذي اعتمده عثمان في منح هذه التراخيص.

لكنّ مصادر مواكِبة تشير الى أنّ الحديث عن رشى في هذه الحال يبدو غير منطقي، خصوصاً أنّ هذه التراخيص كانت تُمنح بموجب أذونات صادرة عن «مكتب اللواء» وتوقيعه، ويتمّ إعلام قيادة المنطقة المعنية بالأمر، وعلى هذا الأساس يُسمح بحفر الآبار أو تنفيذ تسويات بناء معينة، ما يطرح سؤالاً عن المغزى من الإدعاء بتلقّي عسكريين رشى في هذه الحال. مع العلم، تضيف المصادر، أنه عند حصول أيّ مخالفة عبر حفر آبار أو تسوية بناء بلا ترخيص، فإنّ «شعبة المعلومات» هي الجهاز المكلّف، من خلال الدوريات في المناطق أو بناءً على معلومات، بقمع المخالفين وإزالة المخالفات، مؤكدة أنّ كتاب جرمانوس غير منطقي كون صلاحية المدير العام تقتصر على إعطاء تراخيص استثنائية لحفر آبار أرتوازية وتشييد سقوف فقط، ولا صلاحية له في إعطاء أذونات أخرى في مجال البناء والمقالع والكسارات والزفاتات...

 

بعد الفرعيّة... هذا ما يقوله «المستقبل»

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 نيسان 2019

بعد ما إعتبر البعض نتائج الانتخابات الفرعية في طرابلس «هزيمةً» لتيار «المستقبل» على رغم من فوز مرشحته ديما جمالي، يعترف «مستقبليون» أنّ «تراجع التيار على المستوى الشعبي في طرابلس مرتبطٌ بتراجعه في كلّ لبنان، وأنّ أمام رئيسه رئيس الحكومة سعد الحريري 3 سنوات حاسمة، فإمّا الإنقاذ وإمّا سيحكم الناس على التيار أنه مشروعٌ غيرُ قابل للحياة». تسري أسبابُ نسبة المقترعين الضئيلة في إنتخابات طرابلس الفرعية التي أُجريت الأحد، على مختلف القوى السياسية، وكذلك على معظم الشعب اللبناني الذي يعاني من الوضع الإقتصادي والإجتماعي السيّئ نفسه.

أمّا على صعيد تيار «المستقبل» تحديداً، والذي شهد ذروة النجاح والتمدد مع المؤسّس الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حياته وإستشهاده في 2005، فتُشكِّل نتائج هذه الإنتخابات إشارة جديدة إلى تراجع «التيار» المستمر تدريجاً منذ 2009 وظهر في محطات أساسية عدة.

فالإنتصار الذي حققه تيار «المستقبل» وقوى 14 آذار في الانتخابات النيابية عام 2009 لم يُترجَم إنتصاراً سياسياً كاملاً، بل أتى بعد التفاهمات في الدوحة عام 2008 التي أدت إلى إضعاف قدرة التحرك لدى المجموعة المنتصرة وكذلك لدى الحكومة التي ترأسها الحريري. وتجلّت نتائج هذه التفاهمات بذهاب الحريري إلى سوريا، ما أدى إلى إحباط جمهوره الذي طرح حينها علاماتِ إستفهامٍ عدة، وسأل كثيرون: «إذا كنتَ ستزور بشار الأسد فلماذا كنا نناضل ونقاوم كل ذلك الوقت؟ ولماذا استشهدت خيرة رموزنا؟».

لكنّ للوجود في السلطة فوائده، فشهد لبنان حينها فترة إستقرار وشعر الناس بحراك إقتصادي، ووصل النموّ الإقتصادي خلال عامين إلى 8 في المئة، إلى حين الإنقلاب على الحريري عام 2011 واضطراره الى مغادرة لبنان.

بدورها، شكّلت هذه المرحلة إنتكاسةً كبيرة بالنسبة إلى «المستقبل» بسبب وجود قيادته خارج لبنان، فشعرت القاعدة بالحيرة والتململ خصوصاً عند ظهور علاماتٍ متضارِبة بين إيجابية وسلبية حول مستقبل الحريري... أبرزها من «حليفه الجديد» الذي أرسل له «one way ticket».

إلى ذلك، كانت لـ«الثورة السورية» منذ انطلاقتها تداعياتها على الشارع السني في لبنان، فتفاعل السُنة عموماً معها وتحمّس بعضهم في البداية إلى حدِّ المطالبة بدعم كامل لهذه الثورة وبمختلف أشكالها، المتطرّفة والمدنية، حتى إنّ البعض اعتبر أنه يجب التفاهم مع «جبهة النصرة» لمواجهة حلفاء النظام السوري في لبنان، ولقد اضطر قياديو «المستقبل» حينها الى خوض كثير من الحوارات والنقاشات القاسية مع هؤلاء، واتُهموا خلالها بالردة وهوجموا كثيراً لأنّ «التيار» رفض التحالف مع التطرف بغض النظر عمّا إذا كان إسلامياً أو غيرَ إسلامي.

أمّا الضربة الأكبر لـ«المستقبل» في الشارع الشعبي السني الطرابلسي فكانت حين رفض «التيار» الدخول في ما عُرف بـ«معارك المحاور»، وكانت المدينة تشهد أوضاعاً صعبة جداً، إلى حين اتخاذ قرار سياسي بإنهاء هذه المعارك والفلتان الأمني في المدينة الشمالية.

وعلى المستوى السياسي، إضافةً إلى المهادنة أو «ربط النزاع» مع «حزب الله» التي «لا يُمكن أن يتقبّلها جمهور التيار»، أثار التحالف مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحديداً رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، حفيظة جمهور «المستقبل» بنحوٍ كبير. وعلى رغم مرور نحو 3 سنوات على التسوية الرئاسية ما زال كثيرون من مؤيّدي «التيار الأزرق» يعبّرون يومياً عن إمتعاضهم من هذه التسوية ومن التحالف مع باسيل «الشخصية غير المُستحَبة لدى هذا الجمهور».

كذلك، لعب إنفصالُ إبن طرابلس الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عن «التيار» دوراً أساساً على مدى السنوات الماضية في هزّ شعبية «التيار» في عاصمة لبنان الثانية، ولم تؤثّر عودتُه أخيراً إلى «المستقبل» ومصالحتُه مع الحريري بنحوٍ واسع على دعم «المستقبل» شعبياً وتخفيف نقمة الناس عليه، خصوصاً أنّ الوضع الإقتصادي لم يتغيّر وهناك إنطباع لدى كثيرين أنّ «حزب الله» هو الرابح من كل التسويات والمصالحات. ويشعر السنة عموماً، والطرابلسيون منهم خصوصاً، أنهم أقلية سياسية وإجتماعية وإقتصادية.

وفي هذا المجال، يشكّل الدعم المالي الذي كان يضخّه «المستقبل» بأشكال مختلفة دوراً أساساً على المستوى الشعبي، خصوصاً في منطقة تشهد النسب الأعلى من الفقر والبطالة في لبنان، ويظهر في السنوات الأخيرة، حسب «مستقبَليّين»، أنّ هذا «السخاء» انتهى عملياً لأسباب تتعلّق بوضع الحريري المالي. أمّا في هذه الانتخابات النيابية الفرعية تحديداً، فلا يُخفي «مستقبليون» أنّ خيار المرشح لم يكن شعبياً. ومثلما يعاني لبنان للنهوض وإنقاذ نفسه من الإنهيار، كذلك يعاني تيار «المستقبل»، وعلى الحريري لعب الدور الإنقاذي على الصعيدين الخاص والعام.

ويقول مسؤولون في «المستقبل» لـ»الجمهورية»: «إذا أردنا أن تكون لدينا فرصة جدية في الانتخابات النيابية المقبلة في 2022، علينا إجراء دراسة معمقة وتبيان مكامن الخلل ومعالجتها وأن نجد شعارات سياسية يتقبّلها الناس ويتفاعلون معها جدياً ولكن بعيداً من الشعبوية، إضافةً إلى العودة إلى الخيارات المناسبة بالنسبة إلى ممثلي «التيار» إن على مستوى أمانته العامة ومكتبه السياسي أو على مستوى نوابه ووزرائه». ومن المُرتقب أن ينكبّ «التيار» على هذا النقاش في أول إجتماع يعقده مكتبه السياسي.

ويرى هؤلاء أنّ «هذه التحسينات إذا ترافقت مع نجاح إقتصادي وسياسي للحريري قبل الانتخابات المقبلة فحينها تتحسّن نتائج «المستقبل». أمّا في حال الفشل الإقتصادي فلن تتطوّر النتائج على المستوى الشعبي مهما حسّن «التيار» من مظهره وخطابه، فمن المُرجح في هذه الحال أن يعتبر الناس مشروع الحريري وتياره السياسي غير قابل للحياة».

لكنّ الحريري «بشَّر» اللبنانيين بإجراءات وقرارات صعبة، أفلن يؤدّي ذلك إلى مزيد من التراجع على الصعيد الشعبي؟

تجيب مصادر «المستقبل»: «حتى لو اتّخذت الحكومة خيارات غير شعبية في المرحلة الحالية، ستظهر نتائجُها خلال سنتين، وإذا كانت إلى الأفضل فسيلمس الناس تغييراً جدياً ويقرّون بصحة هذه الخيارات، أمّا إذا استمر الوضع على ما هو عليه ولم تُتخذ إجراءات صعبة فنحن ذاهبون إلى الهاوية بسرعة كبيرة، وبالتالي النتائج ستكون سلبية».

 

صرخة «المستقبل» العكّارية... إحذروا سيناريو طرابلس

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 نيسان 2019

إنتهت انتخابات طرابلس الفرعية بفوز مرشحة تيار «المستقبل» ديما جمالي كما كان متوقعاً، في وقت انصرف البعض الى درس أسباب نسبة التصويت المنخفضة وخلفياتها والرسائل السياسية من ورائها. تشكّل طرابلس أبرز معاقل تيار «المستقبل»، وهذه الدائرة بنوابها الثمانية ساعدت قوى «14 آذار» على نيل الغالبية النيابية في انتخابات 2005 و2009. وبغضّ النظر عن نتيجة إنتخابات الأحد والقراءات المتعدّدة لها، إلّا أنّ الناظر الى الخريطة الإنتخابية السنية عام 2018 يلاحظ أنّ تيار «المستقبل» خُرق في كل الدوائر ذات الغالبية السنية باستثناء دائرة واحدة. وفي نظرة سريعة الى نتائج إنتخابات 2018، يظهر أنّ تيار «المستقبل» خسر نائبين سنيين من أصل 6 في دائرة بيروت الثانية، وفاز الحزب التقدمي الإشتراكي بنائب سني في إقليم الخروب، وخسر «المستقبل» نائباً سنياً في صيدا مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أما في دائرة مرجعيون- حاصبيا فلم يستطع الخرق، وخسر مقعداً سنياً من أصل إثنين في دائرتي البقاع الغربي - راشيا، وبعلبك - الهرمل.

وشمالاً كما بات معلوماً، احتفظ «المستقبل» بثلاثة نواب سُنة من أصل 5 في طرابلس، بينما خسر نائباً في الضنية لمصلحة النائب جهاد الصمد.

وحدها دائرة عكار بقيت عصيّة على الخرق، إذ نجح «المستقبل» في الإحتفاظ بمقاعدها السنية الثلاثة وفاز فيها كل من وليد البعريني وطارق المرعبي ومحمد سليمان، فيما فاز النائب هادي حبيش عن المقعد الماروني. لم تبخل عكّار على تيار «المستقبل» وقوى «14 آذار» منذ عام 2005، وقد احتفظا بنوابها السبعة في دورتي 2005 و2009، لكنّ هناك صرخة كبيرة بدأت تتصاعد ويعبّر عنها بعض نواب «التيار الأزرق». ولا يختلف وجع أهالي عكّار عن بقية المناطق اللبنانية التي تعاني سوء الأوضاع الإقتصادية، لكن الجديد حسبما يُعبّر أحد نواب «المستقبل» لـ«الجمهورية» «أننا لا نستطيع الحصول على الخدمات للمواطن العكاري، لا من الوزارات ولا من تيار «المستقبل». ويقول: «في السابق كان «المستقبل» يغطي عجز الدولة وغيابها عن منطقتنا، ويؤمّن بعض الخدمات للمواطنين، خصوصاً في نطاق الإستشفاء والتعليم، أما اليوم فالجميع يعلم وضعنا، وبالتالي فإنّ الأمور تتجه نحو الأسوأ، وهذا الأمر يطاول كل الشرائح العكارية وليس فقط جمهور تيار «المستقبل».

وفي جردة على المطالب العكارية، فإنّ نواب «المستقبل» وزملاءهم لا يستبشرون خيراً في الموازنة العامة التي ستُقرّ، إذ إنّ خفض الموازنات للوزارات بات أمراً واقعاً، في حين أنّ عكار، وفي عزّ تدفّق الخير على الوزارات الخدماتية لم تنل حصّتها من المشاريع، وبالتالي يطالبون الرئيس سعد الحريري ووزراءَ «المستقبل» بالنظر الى منطقتهم المحرومة. وفي سياق درس الموازنة، معلوم أنّ عكّار هي منطقة زراعية تعاني، كذلك فإنها خزّان الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وأيُّ مَسٍّ برواتب العسكريين وموظفي الدولة سيؤثّر على البيئة العكّارية، ما سيزيد من نقمة المواطن على النواب والسلطة في عكار وكل لبنان.

ومن هذا المنطلق، يتخوّف بعض قيادات «المستقبل» من تكرار سيناريو طرابلس في عكار، وذلك من الناحية الخدماتية، إذ إنّه معلوم ولاء جمهور «المستقبل» في عكار لقيادته، لكنّ الأوضاع الإقتصادية وصلت الى حدود غير مقبولة في المحافظة المُحدثة وفي كلّ لبنان.

ولا يمكن الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» معالجة الوضع الإقتصادي في عكّار أو طرابلس أو الضنية بمعزل عن بقية المناطق، إذ إنّ مشكلة هذه المناطق ليست فقط في السياسة، إنما في تأمين أبسط مقومات الحياة والصمود، وهنا يسأل نواب المنطقة وفاعلياتها عما خُصّص لتلك المناطق من مؤتمر «سيدر1»، وهل ستنحصر المشاريع فقط في بيروت وبعض الضواحي؟

يعلم تيار «المستقبل» أنّ الوضع في الشارع السني ليس على ما يرام، فعدم الرضى ظهر في إنتخابات 2018 وليس في الإنتخابات الفرعية أمس الأول، ويعود أساساً حسب قيادييه الى شعور جمهوره أنّ «حزب الله» إنتصر، وأنّ مشروع «14 آذار» قدّ هُزِم، إضافة الى سوء الأوضاع الإقتصادية التي تفاقمت في كل مناطق لبنان ولم تُفرّق بين مذهب أو آخر. وتؤكّد مصادر مستقبليّة لـ«الجمهورية» أنّ الحريري «يعلم أنه يلتقط كرة نار بين يديه، وهو في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان، خصوصاً في حال إضطُّرت الحكومة الى اتّخاذ قرارات موجعة مثل خفض الرواتب مثلاً، مع أنّ الأمر سابق لأوانه، لذلك يتطلّب الأمر تكاتف جميع الأفرقاء من أجل اجتياز المرحلة الصعبة وإنقاذ الوضع، لا الغرق في المزايدات.

 

خطة الكهرباء... عودة الامرة إلى إدارة المناقصات

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 نيسان 2019

وتبقى البطولات الوهمية في تبنّي «الحلّ السحريّ» لأزمة الكهرباء المستعصية، غير مفهمومة. قالها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إنّ الخطة التي تقدمت بها وزيرة الطاقة ندى البستاني إلى مجلس الوزراء بعد جوجلتها في اللجنة الوزارية المصغّرة، هي نفسها التي قدمها عام 2010. ومع ذلك، استعجلت القوى السياسية عرضَ عضلات «أبوّتها» للمشروع الذي لا يزال حبراً على ورق، وقد يبقى كذلك، إذا لم يقترن بإرادة جدّية للتنفيذ. حسب «التيار الوطني الحر»، جديدُ الخطة هو دمج المرحلتين الدائمة والموقتة ضمن مناقصة واحدة، وعلى أساس سعر واحد. أما الهدف فهو نفسه: 24/24 ساعة تغذية مقابل صفر عجز. ما يميز 2010 عن 2019 هو «الجيبة الممزّقة» التي لم تعد تسمح لخزينة الدولة بهدر أكثر من مليارَي دولار سنوياً لتغطية عجز مؤسسة كهرباء لبنان، وبالتالي ثمة مصلحة مشتركة لدى كل القوى السياسية في سدّ هذا «الثقب الأسود».

المفارقة الثانية هي السرعة التي تتسلّح بها السلطة، بعد مماطلة عشرات السنوات، لوضع قطار الكهرباء على السكة، حيث تلقّف مجلس النواب خطة الحكومة وسارعت لجنة الأشغال العامة إلى معالجة الخلل القانوني الذي يعتري الاقتراح الذي وضعته الحكومة في جلستها الشهيرة.

حسب ميزان الأخذ والرد حول «قانونية» مسار الخطة، يتبيّن أنّ للمعترضين أربع ملاحظات أساسية: مخالفة قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مخالفة قانون المحاسبة العمومية، تجاوز إدارة المناقصات في المضمون حتى لو تمّ احترامُها في الشكل، تغييب الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة.

حشد نيابي شارك أمس في اجتماع لجنة الأشغال العامة التي وضعت يدها على الاقتراح الوارد من الحكومة من باب «شدشدته»، إلى جانب وزيرَي الطاقة ندى البستاني والمال علي حسن خليل. الهدف كان التصدي لأيِّ «ميوعة» قد تلحق بعمل الشركات خلال تولّيها انتاج الطاقة، كما يقول أحد النواب المشاركين، خصوصاً أنّ النقطة «ب» من الاقتراح الذي وضعته الحكومة عُدّت مخالفة لقانون المحاسبة القانونية واستهدافاً لدور إدارة المناقصات لتصير بمثابة «صندوق بريد» لا أكثر.

وتنص المادة «ب» على أنّه: «يُستثنى في مراحل إتمام المناقصات تطبيق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة بأصول التلزيم، التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها».

ولهذا تركّز نقاش اللجنة التي شارك فيها أكثر من ثلاثين نائباً من مختلف الكتل السياسية، على وضع ضوابط شديدة تعيد «الأمرة» إلى قانون المحاسبة العمومية، لتبقى صلاحية التدقيق المالي والإداري في يد إدارة المناقصات.

وتوزّعت التساؤلات على أربعة محاور:

- هل يُعتبر عقد الـBOT بمثابة امتياز؟

- ما هي مواد قانون المحاسبة العمومية المفترض استثناؤها من الاقتراح لكي لا تتعارض مع طبيعة المشروع؟ وهل يُفترض تعدادها لمزيد من الضبط؟

- لماذا إحجام الدور الفني عن إدارة المناقصات والمتمثل بإعداد دفتر الشروط؟

- ماذا وراء تمديد القانون 288 ثلاث سنوات؟ هل هو حجّة لعدم تشكيل الهيئة الناظمة؟

قاد «الهجوم» نواب «القوات»، «الاشتراكي»، اسامة سعد، جميل السيد، جهاد الصمد، مع حرصهم على التشديد على أنّهم لن يعرقلوا الخطة لكنهم يسعون إلى تأكيد «سيادة» قانون المحاسبة العمومية.

أكثر من نائب أكدوا أنّ جوَّ الاجتماع كان إيجابياً، وتركز حول الآليات القانونية التي تحمي الشفافية والرقابة الرسمية، ولهذا اقترح بعض النواب تعداد المواد القانونية المفترَض استثناؤها، إلّا أنّ وزير المال ساند وزيرة الطاقة في الخشية من اصطدام النص بالممارسة، فتمّ التفاهم على إبقاء النص عمومياً.

حسب المعلومات فقد تمّ استبدال النقطة «ب» من الاقتراح الحكومي بعبارة تقول «تطبّق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة بأصول التلزيم للمناقصة، باستثناء تلك التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها، في مراحل إتمام المناقصات لجهة عقد شراء الطاقة PPA».

في نهاية الجلسة تبيّن أنّ الاقتراح هو الحلّ الوسطي بين فريقي «الهجوم» و»الدفاع»، ولكن مع مغادرة معظم «لاعبي الهجوم» قبل التصويت على الاقتراح، عُلم أنّ المعترضين سيعيدون إثارة هذه المسألة خلال الجلسة العامة غداً الأربعاء.

وفي ما يتصل بدور إدارة المناقصات الفني، كان وزير المال من المؤكدين أيضاً أنّه عادة ما تتولّى الوزارات المعنية إعداد دفاتر الشروط، وقد أكد النص المقترح دور ادارة المناقصات الرقابي ويمكن لها تسجيل ملاحظاتها، وفي حال وقع الخلاف بين وزارة الطاقة وادارة المناقصات، تكون العودة الى مجلس الوزراء.

أما بالنسبة الى الهيئة الناظمة فقد حَسمت البستاني الجدل مؤكدةً أنّ تمديد العمل بالقانون 288 غير مرتبط أبداً بالهيئة، داعية الى التفاهم على التعديلات في القانون لقطع الطريق على أيِّ تأويلات، مشيرة إلى أنها تعهّدت أمام مجلس الوزراء في تشكيل الهيئة سريعاً.

وفي هذا السياق يقول نائب من قوى الثامن من آذار إنّ ما قامت به اللجنة هو بمثابة إضافة الزيت على الزيتون على نحو يحول دون التحايل على دور ادارة المناقصات الأساسي لا الشكلي، وهو تعديل منطقي، يؤكد طبيعة الاستثناء ولا يحوِّله قاعدة كما جاء في النص الذي وضعته الحكومة، خصوصاً أنّ الحكومة متفاهمة على دور إدارة المناقصات، وهذا ما أكده وزير المال أمام اللجنة.

 

لبنان: صورة أغنى رجل على منزل أفقر رجلٍ

حازم الأمين/موقع درج/16 نيسان/19

 أن تكون صورة عملاقة لأغنى سياسي لبناني قد وُضعت على منزل أفقر رجل في لبنان، فهذا يستدرج كثيراً من التأمل بأحوال الرجلين، الأغنى والأفقر. صورة نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة الأسبق، معلقة على منزل أحد أهالي باب التبانة في مدينة طرابلس في شمال لبنان، المنطقة الأفقر في لبنان.

ومناسبة انتشار الصورة وتجديدها بعد موسم شتاء أضعف ملامح أصحاب الصور، هي الانتخابات النيابية الفرعية، التي تحالف فيها ثلاثة من “كبار” السياسيين من الطائفة السنية، وثلاثتهم جاءوا إلى السياسة من ثرواتهم، وهم رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس الأسبق نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي. الأول تولى إفقار آلاف الموظفين العاملين في مؤسساته بعد امتناعه عن سداد مستحقاتهم المالية، ولم يقدم لفقراء طرابلس إلا مزيداً من الفقر، ولم يكترث لتمثيلهم، والثاني نشر صوره الباذخة على بيوتهم المتآكلة والمتداعية، والثالث اختار لهم زوجته لكي تمثلهم في مجلس الوزراء.

في كل مرة يزور فيها المرء مدينة طرابلس سيرصد مستويات جديدة من الفقر والعوز أصابت أهلها. نحن هنا نتحدث عن عوزٍ غير مسبوق. فأن يقول لك رجل أنه أخرج أبنه من المدرسة لأنه لا يملك  ٥٠٠ ليرة (أقل من نصف دولار) ليعطيه اياها يومياً للانتقال عبر الحافلة، فعليك أن تصدقه. هذا الرجل قال إن سياسياً في المدينة، غير ميقاتي، يدفع له ألف ليرة يومياً لقاء وضعه صورته على شرفة منزله. يتقاضى الرجل من السياسي ٣٠ ألف ليرة (٢٠ دولاراً أميركياً) في الشهر.

١١ في المئة من الطرابلسيين شاركوا في الانتخابات الفرعية. ويعيد أحد الطرابلسيين انخفاض نسبة الاقتراع إلى أن الحريري لم يكن سخياً ما يكفي ليشجع الفقراء، وميقاتي لم يشعر أن هذه الانتخابات معركته، وبالتالي لم يمول الماكينة الانتخابية للمرشحة التي دعمها، والصفدي أيضاً. فالانتخابات بالنسبة لفقراء المدينة هي محطة تَزود ببعض أسباب العيش، تكون منعدمة طوال السنوات الأربع التي تفصل بين انتخابات وأخرى. واذا كانت معادلة صورة الرجل الأغنى على منزل الرجل الأفقر، هي ذروة الابتذال والصفاقة في المشهد اللبناني، إلا أنها ليست لوحدها ما يبعث على الذهول وعلى الاشمئزاز. في ساحة ساسين في الأشرفية لافتات جديدة يبدو أنها عُلقت بمناسبة زيارة “رئيس التيار الوطني الحر” وزير الخارجية وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل للمنطقة. في واحدة من هذه اللافتات وُصف جبران بأنه “بطل الحرب على الفساد، وأنه معيد حقوق المسيحيين التي سُلبت”! في حين يعلم الجميع أن “الحرب على الفساد” ليست من هموم جبران على الأقل، وأن الرجل جزء من طبقة سياسية لم يشهد لبنان فساداً كما شهده في عهدها، أما أنه معيد حقوق المسيحيين، فهذه نكتة لم تعد تستدرج ابتسامة، ذاك أن جبران باسيل حوّل هذه الحقوق إلى حصص انتفع منها مقربون منه، وهو بهذا المعنى مبدد حقوق المسيحيين عبر قبوله ب”رشوة” قدمها له حزب الله من خلال تثبيته ممثلاً للمسيحيين.

وسط هذا المشهد المتداعي، تبقى صورة “الرجل الأغنى معلقة على بيت الرجل الأفقر” أكثر تمثيلاً لمرحلة الاختناق في لبنان

الحرب في سوريا في مرحلة كمون، والحرب مع إسرائيل معلقة. لبنان في ظل هذا الاستعصاء يبحث عن معنىً لوجوده. الفساد يخنقه، ومستويات الفقر وصلت إلى حدود الادقاع. السياسة عاجزة عن تحويل الإفلاس إلى نقاش عام. وزير العهد وصهر الجمهورية جبران باسيل يدعو إلى التقشف وإلى قبول اللبنانيين بتخفيضات على رواتبهم في القطاعين العام والخاص تفادياً للانهيار. الحلول المقترحة أقرب إلى مهزلة سياسية. يلتقي زعماء الطائفة السنية في تحالف انتخابي يكشف مستوى استخفافهم بفقراء طائفتهم. ميقاتي المبتسم في صوره المعلقة على منازل فقراء طرابلس يستدرجك للتساؤل، عما إذا كان يعرف أين نشر ابتسامته، وما هي مناسبة هذه الابتسامة! وجبران الذي استقبله أهالي ساحة ساسين لم يقل لهم أنه قايض “حقوقهم” بموقعه. إنهم الخاسرون، في طرابلس وفي ساسين، وهذه ليست حال الرابحين. الفساد هناك لم يترافق مع تعاظم في الفقر. حزب الله وحركة أمل ليسوا خارج الطبقة السياسية الفاسدة. هم في صلبها وأحياناً هم في صدارتها. هذا لم يفضِ إلى مزيد من الفقر في بيئاتهم الطائفية. اقتصاد الحرب في سوريا ساعدهم، وتصدرهم السلطة في لبنان أفضى إلى توسع طبقة المستفيدين. لكن يبدو أن أياماً صعبة قادمة. العقوبات الأميركية على ايران بدأت تظهر ملامحها على الدورة الاقتصادية لحزب الله وعلى آلته الخدماتية والاجتماعية، وحُزم العقوبات بدأت تصيب اقتصاد الاغتراب الشيعي أو هي في طريقها إلى ذلك. وسط هذا المشهد المتداعي، تبقى صورة “الرجل الأغنى معلقة على بيت الرجل الأفقر” أكثر تمثيلاً لمرحلة الاختناق في لبنان، ذاك أن صاحبها المبتسم حين التقطت صورته لم يكن يعرف أين سترتسم تلك الابتسامة، والمفارقة الهائلة التي ستخلفها. إنها صورة ولا يمكن مساءلة الصورة. أما صاحبها فسيشيح بوجهه لأيام قليلة، على عادته عندما يخذله الناخبون، وسيمضي أياماً قليلة في منزله في لندن، سينسى خلالها ثقل صورته وثقل الابتسامة.   

 

المدخل الى الإصلاح وقف السرقة الجماعية

 علي حمادة /النهار/16 نيسان/19

في حلقة نقاشية خاصة يوم أمس، جمعت مراقبين سياسيين مرموقين، وتلت الانتخابات الفرعية في طرابلس، انقسمت الآراء بين فريقين، الأول اعتبر ان المشاركة الضئيلة التي لامست المقاطعة الشعبية بنسبة توازي الثمانية والثمانين في المئة، كانت رسالة اعتراض صارخة بوجه كل القوى السياسية بشكل عام على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الرديء الذي يعانيه المواطن اللبناني العادي، وشعوره باليأس الكبير من مختلف القوى السياسية، فبقي المواطن في منزله، ليس بالضرورة تلبية لقرار مقاطعة فئوية دعا اليها فريق سياسي، وانما لان المواطن شعر حقيقة بأنه ما كان معنيا بالانتخابات، ولا بالحياة السياسية كما هي اليوم.

اما الفريق الثاني فقد اعتبر ان نتائج الانتخابات الفرعية، وإن كانت تمخضت عن خسارة جماعية لكل الأفرقاء المعنيين، وحتى المعنيين في مناطق أخرى من لبنان، جاءت ناقصة لا بل قاصرة لناحية الوسيلة التي عبر فيها الناس عن قرفهم من الواقع المرير الذي يعيشونه. فاعتبر أصحاب وجهة النظر هذه ان المشكلة، قبل ان تكون في السياسيين والحكام، تكمن في قدرة هذا الشعب على القبول بالمهانة والمذلة إزاء الطريقة التي تدار بها البلاد عبر النهب والسرقة واستعباد المواطن الضعيف، كما انها تكمن في الخدر الذي يعانيه اللبنانيون عموما.

ويقولون في هذا المجال مثلا انه كان من الاجدى بعشرات آلاف المشاركين في طرابلس ممن بقوا في منازلهم ليعاقبوا القوى السياسية دون تمييز، أن ينزلوا الى أقلام الاقتراع ويوصلوا الرسالة المدوية بطريقة أكثر وضوحا وقوة، فيقلبوا إذا استطاعوا المعادلة هناك!

هذه عيّنة من النقاشات الدائرة في كل مكان في زمن الازمة المتسارعة الخطوات التي توشك ان تدرك البلاد عموما، لتقلب حياة اللبنانيين الى جحيم اقتصادي ومعيشي. فقد وصلت بنا الأمور الى نهايات المناورة، وكسب الوقت، وما عادت أمامنا حلول للخروج من الازمة الاقتصادية التي نحن فيها، والتي تتفاقم يوما بعد يوم، سوى البحث عن جراحات مؤلمة، وعن تدابير تشبه الى حد بعيد التدابير التي طبقت في بلدان سبقتنا الى الوقوع في أزمات من هذا النوع، مثل الارجنتين واليونان وغيرهما.

والحال أن المفارقة الغريبة التي نعيشها في لبنان تتلخص في أن “الطبيب” الذي أوكلت اليه مهمة إنقاذ “المريض” هو نفسه المجرم الذي أطلق النار على الأخير!

نعم، إنها مفارقة، ولا سيما عندما نسمع أن التدابير التي تطرح على طاولة البحث تبدأ من الغرف من جيوب الفقراء، بدل ان تبدأ من مكان آخر.

والمكان الآخر الذي يستأهل أن تبدأ به المعالجات، ليس بالضرورة جيوب الأغنياء المستقيمين في أعمالهم، بل جيوب السارقين، أفرادا وجماعات على جميع المستويات.

فإذا كان الإصلاح يبدأ من أعلى الدرج وأسفله، فإن معالجة الهدر وخفض الإنفاق العام في البلاد يبدأ من وقف السرقات الفلكية الأرقام، ثم البحث في أماكن الخلل على المستويات الأخرى، مثل النفقات الاجتماعية كالرواتب والتعويضات.

ثمة بون شاسع بين اهل الحكم في لبنان والشعب، ونحن لا نشك لحظة في ان الشعب لا بد انه سيستفيق ذات يوم ويقلب الطاولة على الجميع، متجاوزا الحاجز الطائفي والمذهبي الذي يخضع له اليوم!

 

عن البوسطة وركابها

د.مصطفى علوش/الجمهورية/16 نيسان/19

«من علائم الجنون الأكيد تكرار الأمور بتفاصيلها وانتظار نتائج مختلفة!» (ألبرت أينشتاين)

يقول أمين معلوف في كتابه «هويات قاتلة» ما هو أشبه بالحلم السوريالي: «لا أحلم بعالم لا مكان للدين فيه، وإنما بعالم تنفصل فيه الحاجة إلى الروحانية عن الحاجة إلى الإنتماء. بعالم لا يستشعر فيه الإنسان بالحاجة إلى الإنضمام إلى اخوته في الدين، وإن بقي متعلقاً بمعتقداته وعبادته وقيمه الأخلاقية المستلهمة من كتاب مقدس. بعالم لا يُستخدم فيه الدين وشيجة بين اثنيات متناحرة. وإذا كنا نريد حقاً تجنّب أن يستمر هذا الخليط المسموم بتغذية التعصب، والرعب، والحروب الإثنية، يجب التمكن من اشباع الهوية بطريقة أخرى».

إهمال الحالة الشاذة

ما زالت تجول بخاطري جملة قالها لي أستاذي في جراحة زراعة الأعضاء في جامعة ميامي في الولايات المتحدة الأميركية. كنا يومها نناقش قضية أدت إلى وفاة مريض مصاب بقصور كلوي بعد ارتفاع حاد في مادة البوتاسيوم في دمه، ما أدى إلى توقف عضلة القلب عن العمل. معلمي الذي أذكره دائماً بالخير وبفضله على تعليمي، اسمه جوشوا ميلر وهو لا يزال يعمل في الأبحاث حتى اليوم بعد أن أصبح ثمانينياً، يهودي عتيق، ومتدين بعض الشيء.

قلت له إن الوفاة حصلت فجأة ومن دون إنذار فقال لي «اسمع يا مصطفى، أنا أؤمن بالقدر، لكن الكارثة تقع حتماً عندما تترك وضعاً شاذاً من دون علاج.

عند دخول المريض منذ البارحة كان مستوى البوتاسيوم على أعلى حدود الطبيعي، ونعلم أن مرضه قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في هذه المادة، لماذا لم نُعد فحص الدم للمتابعة؟ أما كنا عالجنا الخطأ قبل وقوع الكارثة؟ سبب الوفاة الأساسي ليس توقف القلب بل هو عدم علاجنا لارتفاع البوتاسيوم».

تزوير اتهام البوسطة

فليعذرني المؤرخون لحروبنا الملعونة! لم تكن بوسطة عين الرمانة سبب اندلاع الحرب الأهلية، ولا كان اغتيال معروف سعد، ولا يمكن اتهام حدث معين في إطلاق شرارة الحرب الأهلية سنة 1975، ولم يكن اغتيال نسيب المتني سبب الحرب سنة 1958 ، ولا الخلاف بين أولاد سبب فتنة 1860، فكلها كانت نتائج وتفاصيل هامشية، وإن أصبحت رمزيات أشبه بالعنزة السوداء، يُشار إليها لتغطية أمراض القطيع. لا ينقصنا في لبنان عنزة سوداء، فلم أسمع من أي لبناني حتى الآن إلا كلمات الهجاء الشديدة اللهجة لوصف الطائفية، وبعضهم يستعمل الشتائم التقليدية فيقول مثلاً: «يلعن أبو الطائفية، هي أصل البلا!» أو «الله يلعن الغريب اللي فرّقنا» وكل يغني على ليلاه، ولكل منا غريبه الخاص المختلف عن غريب جاره. وفي الوقت نفسه يعرّفك شاتم الطائفية نفسه بطائفته قبل حتى أن يعرّفك باسمه، ويقول لك يا أخي المسلم أو يا أخي المسيحي، وأيضاً يا أخي الشيعي والدرزي والسني، واضعاً الناس في خانات ومعسكرات رغماً عن قناعاتها، ليعني مسبقاً بأنك غير هو! ناسباً إليك أفكاراً ومواقف مسبقة على أساس معسكرك الطائفي!

لعنة هواجس الطوائف

ظننا تفاؤلاً أن يوم الرابع عشر من آذار كان بداية تحول رعايا الطوائف في لبنان إلى مواطنين لبنانيين! لكن سرعان ما زال سحر ذلك اليوم التاريخي وعدنا إلى نغمة الهواجس الطائفية والإحباط الطائفي والتهميش الطائفي والاستقواء الطائفي والتعسكر المذهبي والهيمنة المذهبية. وحتى من كان منا في الأصل علمانياً، وربما ملحداً، عاد وتقوقع في معسكره الطائفي تحت شعارات لا تمّت إلى المنطق بصلة، وأصبح عشرات الآلاف من حملة شهادات الدكتوراه في العلوم والآداب والاقتصاد، والمتكلمين بلغات عدة والليبراليين إلى أقصى الحدود متى سافروا إلى بلد غربي، متعسكرين في طوائفهم. كل هؤلاء عادوا اليوم لطرح الفرضيات المغرقة في الطائفية «لمعالجة الشعور بالإحباط الطائفي؟!». إفرحوا يا رواد الحديث عن الإحباط المسيحي فقد لاقاكم من يتحدث عن الإحباط الإسلامي، وبالتحديد الإحباط أو التهميش أو الحرمان السني في السياسة والاقتصاد، والمصيبة أن هؤلاء، كما في الجانب المسيحي، يلومون المعتدلين في طوائفهم ويتهمونهم بتفريطهم بحقوق الطائفة! لمجرد أنهم يتحدثون عن الوطن والمواطنة ويرفضون عسكرة طوائفهم.

تصوروا أن بعض هؤلاء، ومنهم علمانيون ولا يمارسون أي نوع من الشعائر، اعتبر يوماً أن «جبهة النصرة» السورية هي المنقذ والمخلص! كل هذا في ظل تنافس سلبي، ضرب من جهة أخرى القوى السياسية المسيحية فأصبح معيار الشعبية هو المزايدة في الحفاظ على حقوق الطائفة واستعادة حقوقها، وممّن؟! بالتأكيد من الطوائف الأخرى! وهذه اللوثة طالت حتى النخب العلمية بحيث أن أحد زملائي الأطباء الناجحين والمميزين مهنياً قال لي يوماً «نريد أن نستعيد حقوقنا منكم!» وتعذرت عليه الإجابة عندما سألته عن أية حقوق سلبتها أنا شخصياً منه حتى أعيدها له! الإيحاء من صديقي، والذي وصل إليه من جملة من الخطابات الشعبوية أثنا حملات انتخابية رئاسية، هو أن مجلس الوزراء استولى على جزء من سلطات الرئيس الماروني، فالمعني هو أن رئيس الوزراء السني استول على حقوق المسيحيين! غريب عجيب هذا المنطق، فالكل يعرف أن استيلاء السنّة المزعوم على حقوقهم لم يترجم لا بحبوحة ولا مشاريع ولا ازدهاراً في المناطق ذات الأكثرية السنيّة، ويكفي أن نرى وضع طرابلس والضنية والمنية وعكار لنرى أن المن والسلوى لم يهبط عليها من جنة السلطة التي سرقوها! العكس هو الصحيح فلم نعد نسمع اليوم كسياسيين إلا اللوم والحنق وحتى التخوين من مواطنين في هذه المناطق يتهموننا بالتفريط بحقوق طائفتهم ومسايرة الآخرين!

وما يزيد في جروح هؤلاء هو الإتهام الدائم بأن السلطات تم الاستيلاء عليها بمساعدة الاحتلال السوري متناسين مأساة طرابلس وتنكيل المخابرات السورية بأهلها ومتناسين سلاح «حزب الله» وتهديده المستمر لحقوق الجميع في السياسة والاستقرار والأمان الاجتماعي.

بغباء حطمنا كل الأحلام التي بنيناها في الرابع عشر من آذار وهدرنا كل الدماء التي بذلها شهداء لم تفرقهم طوائفهم، هذه الدماء التي اعتقدنا أنها كانت ستكفر عن خطايانا الأصلية لنقوم في اليوم الثالث مواطنين فقط دون طوائفنا! تعود ذكرى نيسان وما زلنا غارقين في الكوابيس نفسها التي تسببت بحروبنا السابقة، وستكون سبباً لحروبنا اللاحقة، وبدل الذهاب إلى علاجها، نمعن في زيادة خطورتها إما بالتجاهل وإما باللامبالاة وكأننا نحن الأغبياء لم نعرف طعم مرارة الحرب، أو أننا نبحث عن بوسطة جديدة نبرر بها فشلنا في علاج أمراضنا؟

 

«الحرية»… فرصة شعوبنا الأخيرة من الجزائر إلى السودان وباقي البلدان

علي الأمين/جنوبية/ 16 أبريل، 2019

في المشهدين السوداني والجزائري اليوم، ما يحفز على القراءة والتحليل لا سيما للنخب والمهتمين على امتداد العالم والدول العربية على وجه التحديد والخصوصية.

ليس خافياً على أحد أن الثورات العربية التي شهدها العالم العربي منذ نهاية العام 2010 في اكثر من دولة عربية، احدث نوعاً من الخيبة تجاه التغيير الذي تطمح اليه الشعوب العربية في إدارة الشأن العام، وفي توفير العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وفي تحقيق مطالبها في الحرية والديمقراطية وما الى ذلك من عناوين تشكل معبراً نحو التقدم في هذا العالم الذي تخلفت فيه الدول العربية عن ركاب الدول الديمقراطية وعن الحداثة في هذا العالم.

في السودان كما في الجزائر نحن أمام مشهد مسبوق بخيبات عربية في دول الربيع العربي، باستثناء تونس التي لم تسقط في فخ الصراعات الدموية، ولا في إغراء احتكار السلطة من قبل قوى حزبية أو الجيش، ومن هذا المنطلق برز في المشهدين العربيين الافريقيين أي السودان والجزائر، نزوع واضح لدى المتظاهرين والمعترضين على السلطة في كلا الدولتين الى اعتماد الوسائل السلمية في التعبير عن مطالبهم، وأمكن بعد موجات شعبية متتالية من فرض الاستقالة أو الإقالة على رئيسي البلدين عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر، وعمر البشير في السودان. لكن الحراك الشعبي يبقى على رغم سماته الحضارية في التعبير والتحرك والشعارات، الا أن آلية الانتقال من حكم الحزب الواحد أو النظام الديكتاتوري، الى نظام ديمقراطي تعددي، لم تزل مجهولة وغير واضحة وتثير المخاوف من ارتكاس هذا الحراك سواء في الجزائر او السودان.

وقبل هذا السؤال حول الآلية التي تتيح تجاوز فخ الصراعات الداخلية في أوجهها المختلفة، ثمة واقع فرضه الحراك في هاتين الدولتين، هو أن إرادة التغيير في العالم العربي، هي إرادة حيّة وتعبر عن نفسها، وتستفيد من التجارب التي سبقت، بل أن التغيير الذي تنشده الشعوب العربية في إدارة الشأن العام، بما هو شأن متصل مباشرة بتحدي بناء دولة المواطنة، ليس ترفاً أو مؤامرة دولية أو إقليمية، أو تحرك تديره أجهزة استخبارية وتموله دول غنية، فما بات معروفا في معظم الدول العربية، ومنها الجزائر والسودان على وجه الخصوص، هو أن نحو خمسين في المئة من السودانيين أو الجزائريين هم دون سنّ الخمسة والعشرين، وأن البطالة في نسب عالية تتجاوز ربع اليد العاملة، بل أن قوافل المهاجرين تزداد نحو الخارج، على رغم الثروات الهائلة التي يتمتعان بها، فضلا عن المساحة الجغرافية التي تتجاوز 1,800,000 كم² في السودان، فيما يبلغ عدد السكان بعد الانفصال نحو 34 مليون نسمة، وكذلك الجزائر تحوز على مساحة جغرافية تبلغ 2,382,000 كم² وهي الدولة الأولى عربيا من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها نحو 37 مليون نسمة.

باختصار لكي لا نطيل في تفصيل الثروات الطبيعية والامكانيات البشرية سواء على مستوى النفط او الأراضي الزراعية، فان ما يميز الحراك في السودان والجزائر، الى جانب الطابع المدني الجامع، والبعد عن النزاعات المذهبية أو الطائفية والاثنية، أنه حراك ليس مأخوذا بشعارات كبرى، فالمطالب والشعارات تتركز على مبدأ أساسي هو الحرية والديمقراطية، ومبدأ اخر متصل به يتعلق بتوزيع عادل للثروة وحسن استثمارها، أي توفير فرص العمل والإنتاج بما يكفل الحدّ الأدنى من الحياة الحرة والكريمة.

لم يخرج لا أهل السودان ولا أبناء الجزائر، من أجل مواجهة الاستعمار أو النظام العالمي الجديد، ولم يحملوا أوزار فشل أنظمة حكمهم الى الاستعمار أو لهذه الدولة الكبرى أو تلك، كما لم يشفع للرئيس الجزائري أو السوداني أنهما يقفان الى جانب القضية الفلسطينية، او ما الى ذلك من شعارات قومية وايديولوجية طالما استثمرتها أنظمة الاستبداد في سبيل تخدير شعوبها ومن أجل السلطة ولا شيء غيرها، ذلك أن الأنظمة الشمولية ولا سيما التي وصلت باسم الثورة والوحدة العربية وباسم الاشتراكية وباسم محاربة الامبريالية والصهيونية، خلصت الى أنها أنتجت أنظمة زادت في فقر شعوبها، وقصارى أحلام شبابها البحث عن فرص للحياة خارج الحدود، والتطلع الى الدول الغربية كقبلة للعيش كريم.

التخلف الذي وصلت اليه هذه الدول على مستوى إدارة الدولة وتحقيق التنمية، وتوفير شروط العدالة، يطرح إشكالية البون الشاسع الذي بات يفصل هذه الدول عن الركب الحضاري الذي حققته الدول الغربية والديمقراطية على وجه العموم، لم تتحقق الثورة الزراعية ولا الصناعية ولا الثورة التكنلوجية، في هذه الدول، كما كان الحال في الدول الغربية على وجه العموم، وهذه مسؤولية تقع في الدرجة الأولى على تلك الأنظمة التي حكمت لعقود طويلة وزادت في تخلف دولها تخلفاً، وبالتالي فان لذلك تداعيات لا يمكن تفاديها، بعد أن أمكن تأجيل انفجارها، في السودان كما في الجزائر، نحن أمام نموذجين، يؤكدان أن تحديات النهوض تفرض نفسها بقوة، وأنّ فرص اللحاق بركب الدول الحديثة ليس مستحيلاً، على رغم التخلف الاقتصادي والتنموي، ثمة وسيلة باتت هي الوحيدة بعدما استنفدت الوسائل الأخرى خلال العقود الماضية، هذه الوسيلة هي “الحرية”، تلك التي يمكن من خلالها أن نستعيد فرصة المبادرة باتجاه التطور والتقدم، فالديكتاتوريات وحكم الحزب الواحد، والاستحواذ على السلطة، نتائجه واضحة في الجزائر والسودان وقبل ذلك في بقية الدول التي طالها “الربيع العربي“.

ما يمكن أن نجاري فيه الدول الحديثة، هو إحقاق الحرية، بعدما سبقتنا تلك الدول بسنوات ضوئية في قطاعات الزراعة والصناعة والتكنلوجيا، فالحرية هي المدخل المتبقي من أجل تحمل مسؤوليات النهوض بالدولة والمجتمع، من خلال توريط الجميع في مسؤولية البناء، وفي سبيل تحقيق العدالة بين الافراد وبين مكونات المجتمع والسلطة.

ما يمكن أن يتلمسه المراقب في خضم الحراك المستمر في السودان والجزائر، هو أن الدول الغربية التي تعاني من رهاب الهجرة والنزوح، ومن قلق تهديد الهويات الوطنية، هي اليوم صاحبة مصلحة في أن توقف تدفق المهاجرين اليها، لذا فان النخب معنية بالتقاط هذه الفرصة من أجل تحقيق التغيير نحو نظام ديمقراطي وعادل، فالدول الغربية عموماً، باتت متطلبة لجهة قيام دول مستقرة على تخومها وفي الشرق الأوسط وافريقيا في وجه عام، والاستقرار المقصود ليس أمنياً فحسب، بل اجتماعياً واقتصادياً، بما يتيح قيام أنظمة جاذبة لبقاء مواطنيها في وطنهم لا أنظمة طاردة لشعوبها باتجاه أوروبا وأميركا وغيرها من الدول المستقرة والغنية في هذا العالم.

 

من حمص إلى الخرطوم: صرخة الحرية

الياس خوري/القدس العربي/16 نيسان/19

في اللحظة التي بدا فيها وكأن النظام العربي القديم قد استعاد السيطرة، وسط حملات إعلامية منظمة من أجل تشويه صورة الربيع العربي ومحوه من الحاضر والذاكرة، انفجر البركان بشكل مفاجئ في السودان والجزائر.

انكشفت حدود جميع التحليلات السياسية التي رافقت الموجات الثورية الشعبية المتتابعة التي امتدت من تونس إلى مصر وسوريا والبحرين وليبيا، وتم إغراقها بالدم والقمع، وبدا وكأن مؤسسة القمع العسكرية نجحت في إعادة تأسيس نفسها فوق الأشلاء والمآسي والدماء.

صار نجاح النظام السوري في تحويل المدن إلى ركام والشعب إلى مئات الألوف من النازحين والتائهين في بحر الموت، بعبعا يجب أن يردع أي محاولة شعبية للتمرد، كما صارت الحرب الأهلية والدمار والتفكك في ليبيا واليمن عنوانا لفشل الربيع العربي وبؤس مشروعه السياسي، كما أصبح النموذج الذي قدمته الديكتاتورية العسكرية المصرية خشبة خلاص من الموت بالموت، وإلى آخره… ورغم ذلك، انفجر البركان الشعبي في السودان والجزائر، وهو مرشح للانفجار من جديد في أي مكان من العالم العربي.

سوف يأتي علماء السياسة ليطلبوا منا التمهّل في إطلاق الأحكام، مشددين على مسألتين:

الأولى أننا يجب أن ندرس كل حالة عربية بمفردها، وأن لا نسقط في التعميم القومي أو «القومجي»، كما يقولون، وأن نتمهل في إطلاق الأحكام.

والثانية هي أن هذه الانتفاضات الشعبية لا تملك قيادة سياسية ولا مشروعا متكاملا، ما جعل ويجعل من سقوطها فريسة البترو دولار والتدخل الخارجي والأصولية الوحشية أمرا شبه حتمي.

ولكن ما فات الجميع ملاحظته هو أن العالم العربي يشهد ظاهرة جديدة عصية على التصنيف، نستطيع أن نطلق عليها اسم انفجار التعبير الذي يسبق السياسة ويرسم أفقها الأخلاقي.

تعالوا نقرأ الربيع العربي من منظور آخر، يحلل ظاهرة المظاهرات والاعتصامات الشعبية الهائلة التي أطلقت الحناجر بالهتاف والأغاني الشعبية، وملأت الأمكنة بالرقص واليافطات والكلمات الجديدة التي تمزج الفكاهة بالجدية، وتشير إلى الأعماق الإنسانية التي انفجرت في مواجهة آلات القمع العربية الرهيبة.

«كنداكة» السودان ومظاهرات الجزائر بالأهازيج التي حملتها أعادتنا إلى لحظة الانفجار في ميدان التحرير وفي حمص وحماة، وإلى حلقات الرقص السورية التي كانت أول الثورة. هذه العودة تدعونا إلى وضع المستوى السياسي جانبا، بشكل مؤقت، من أجل أن نكتشف ملامح هذا الربيع المرشح للبداية الدائمة.

نقطة الانطلاق هي الشعور العارم الذي انفجر فينا بأننا بشر، يحق لنا أن نتمتع بالحرية والعدالة. وكانت شرارة صغيرة واحدة اشتعلت في تونس كافية كي يشتعل بركان الغضب والأسى المتراكم ويتحوّل إلى لحظات متتالية تنتقل من بلد عربي إلى آخر.

عاد الناس إلى بداية التعبير، إلى الأغاني الشعبية التي توحدهم، انفجرت حنجرة إبراهيم القاشوش، وارتفع صوت عبد الباسط الساروت، ومعهما تشكلت ظاهرة يافطات كفرنبل، كأن ميدان التحرير بأغانيه ويافطاته وشعاراته وجد معادله السوري.

كان الناس يكتشفون قدرتهم على التعبير وحقهم في التعبير، هذا هو جوهر الربيع العربي الذي حجبته الدماء وحاول الأسى تحطيمه، وجرى إغراقه في مستنقع الكاز العربي الآسن.

وأمس أعاد السودان رفع صوت المرأة العربية بصفتها حاملة نبض الحرية، وطليعة التحرر من القمع، وغدا سوف ترتفع أصوات أخرى من أمكنة لا نتوقعها، كي تشير جميعها إلى حقيقة لم يعد تجاهلها ممكنا، وهو أن العالم العربي لا يشبه سوى بركان يتحين الفرص للانفجار على مساحة هذه القارة العربية الشاسعة. لم يكن الربيع مؤامرة كما يحاول العسكر والمستبدون شيطنته، لكنه قام بتفجير كل الأوساخ العالقة في الجسد العربي القابع في الغيبوبة منذ نصف قرن.

في الانفجار سال لعاب قوى العتمة والظلام في ممالك النفط ومشيخاته، كما اعتقدت الدول الإقليمية القوية أنها تستطيع النفاذ من ثغرة وحشية المستبد وتمسكه الجنوني بالسلطة إلى قلب الجسد العربي، كما اتخذ الصراع الدولي شكله الحاد عبر التدخلين الروسي الكبير والأمريكي المتصاغر.

فجأة، وفي لحظة بداية اكتشاف العرب لحقهم في التعبير، انقضت عليهم جميع قوى العتمة كي تكشف مواطن الخلل في الجسد العربي الذي أنهكه الاستبداد ووقع في أسر خطاب أصولي أعمى.

ومع ذلك، فالبركان الذي يجري إخماده وتهشيمه في مكان، يعود إلى حيويته في أماكن أخرى، مؤسسا لعروبة جديدة لا تحمل الرطانة الفاشية والقومية والعسكرية، إنها عروبة الحرية.

ما يجب التوقف عنده هو هذا التوق إلى التعبير الأولي، إنه تعبير من أجل التعبير، أي من أجل تأكيد إنسانية البشر، «أنا إنسان مش حيوان»، صرخ السوريون. وكان لا بد من أن ننتظر ثمانية أعوام كي نسمع صدى هذه الصرخة من حنجرة النساء السودانيات، ونراها ترفرف عاليا مع العلم الجزائري.

هذه ليست دعوة إلى التفاؤل، فالتفاؤل والتشاؤم دفنا من زمان في فلسطين، وكان لأستاذنا إميل حبيبي الفضل في بناء ضريح كبير لهما في روايته «المتشائل».

هذه دعوة للانطلاق من البدهيات والبناء عليها. نعرف أن حقنا في التعبير وفي الوجود مغمس بالدماء والأسى والخيبات وما بعد اليأس، ونعرف أيضا أن علينا أن نعيد تأسيس الوعي والعقل والرؤية، لكن هذه المعرفة لم تكن متاحة قبل أن ينفجر فينا بركان التعبير الذي جاء كمفاجأة صاعقة، ولا يزال محمّلا باحتمالات شتى. هذا الربيع العربي المغدور هو موعدنا الذي يجدد نفسه، فيجبرنا على أن نبدأ كل يوم من جديد.

 

عاش ليروي كل شيء: حسين... المشادات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 نيسان/19

«البطل» الآخر في مذكرات جلال أمين هو شقيقه حسين، الأقرب إليه سنّاً وعاطفة، ولكن أيضاً «كان حسين، بلا شك، لغزاً آخر كبيراً من ألغاز العائلة، تتعاقب عليه فترات من السعادة الفائقة، والشقاء الشديد، مما لا أظن أن أحداً من الإخوة الباقين كان يمرّ به». وقد كان حسين يعتقد أنه الأكثر فهماً وذكاءً بين الناس، وأنه دائماً على حق فيما يقول وفيما يفعل. ولذلك لم يصمد في وظيفة أكثر من سنة، إذ سرعان ما يتشاجر مع رئيسه وزملائه. وهكذا أمضى حياته متنقلاً من مكان إلى مكان، رغم كفاءته وطاقته وثقافته: «هكذا أصبح حسين بالفعل من أكبر مثقفي مصر، كما حقق درجة كبيرة من الشهرة، ووُصف بأنه كاتب فحل، جريء، وذو أفكار هامة وثاقبة وثورية، وصاحب أسلوب بالغ الجمال. لا أظن أني عرفت في حياتي، (أو سمعت عن أحد)، جمع مثل هذا الجمع بين الثقافتين العربية والغربية مثل أخي حسين، ولا كان هذا الجمع سطحياً، بل نفذ إلى أعماق كلتا الثقافتين، فاستوعب أوجه الجمال في كلٍّ منهما، واستطاع أن يفهم الكثير من أسرارهما، في ضوء ما قرأ عن الظروف التي نشأت وتطوّرت في كل منهما، فضلاً عن إجادته التامة للّغتين العربية والإنجليزية».

كان حسين أحمد أمين من أدباء مصر أيضاً، يتمتّع بصداقة أكثرهم وأبرزهم، ومنهم يوسف إدريس وأحمد عباس صالح، وقد بلغ ذروة الشهرة في كتابه «دليل المسلم الحزين»، وبعدما تنقّل في أعمال كثيرة، استقرّ أخيراً في وزارة الخارجية «ولكن لم يكن من المتوقّع أن يصبر أحد من رؤسائه، سواء في الخارجية أو غيرها، على رجل لديه مثل هذه الفكرة عن نفسه. لم تكن المشكلة في أنه كان يجاهر بها أمام رؤسائه، ولكن في أنها كانت تمنعه منعاً باتاً من أن يقبل ما يقبله الآخرون، كتنفيذ الأوامر أو إنهاء عمل معيّن في وقت بعينه، وعلى الأخصّ، القيام بمهمة لا يشعر القائم بها أنه شخص مهم وفريد من نوعه». اشتغل حسين في المحاماة، وفي الإذاعة المصرية، وفي الإذاعة البريطانية، وفي مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، وعمل مع مراد غالب، سفير مصر في موسكو، حيث اكتشف السفير عشق حسين للأدب الروسي، فجمعت بين الاثنين صداقة قوية: «وفيما عدا هذه العلاقة المدهشة، لا أكاد أعرف مثلاً واحداً لرئيس آخر من رؤساء حسين، ارتاح كلّ منهما للآخر، فلا نهاية لقصص المشادات التي حدثت بين حسين وسفير، أو مستشار في الخارجية، أو مسؤول من مسؤولي الإذاعة المصرية، أو موظف كبير في مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، ولا يمكن تفسير ذلك في رأيي إلا بهذه الخصلة الثابتة في حسين التي لم يكن من الممكن لأحد أن يخلّصه منها». إلى اللقاء...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي استقبل ابراهيم وبحثا في عودة النازحين السوريين

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - إستقبل البطريرك الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي وضع البطريرك في صورة العمل المستمر من أجل عودة النازحين السوريين الى بلادهم إضافة الى عمل جهاز الأمن العام.

من جهته أثنى البطريرك على جهود اللواء ابراهيم أكان على رأس جهاز الأمن العام، أم في المهمات الوطنية الموكلة إليه، متمنيا له النجاح فيها.

 

اللقاء الديمقراطي اجتمع برئاسة تيمور جنبلاط ابوالحسن: نرفض المس بالسلسلة ومنحازون للطبقات الشعبية والعمالية

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - عقدت كتلة "اللقاء الديمقراطي" اجتماعا استثنائيا برئاسة النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، خصص للبحث في الوضع المالي وجدول أعمال الجلسة التشريعية، بحضور وزير التربية أكرم شهيب والنواب: نعمة طعمة، مروان حمادة، بلال عبدالله، هادي أبو الحسن، وفيصل الصايغ، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، عضو مجلس قيادة الحزب المهندس محمد بصبوص ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. بعد الإجتماع قال أبو الحسن: "لم نتنكر لخطة الكهرباء وقلنا ان العبرة تبقى في التنفيذ، خصوصا أنها ليست الخطة الأولى في هذا الملف، وأبدينا ملاحظاتنا حيث يجب وغدا ستكون لنا ملاحظاتنا داخل الجلسة، لكن نؤكد أننا سنكون من الداعمين لهذه الخطة مع التأكيد على ثوابتنا الأساس وهي التمسك بتطبيق القوانين، والتمسك بتعيين مجلس إدارة، وبالرغم من التمديد للقانون 288 لكن لا بد من إجراء تعديلات على القانون 462، ونصر على تعيين الهيئات الناظمة لكل القطاعات بما فيها قطاع الكهرباء وسيكون لنا رأينا الموضوعي والبناء، لكن سنكون العين الساهرة في مجلس الوزراء وفي اللجان الوزارية والنيابية". أضاف: "نشدد على الرفض المطلق والتام للمس بالحقوق المكتسبة للموظفين في القطاع العام، وبما أن السلسلة أصبحت حقا مكتسبا فنحن مع العمال والمتقاعدين والقوى الأمنية في مطالبهم المشروعة ونرفض المس بالسلسلة لا من قريب ولا من بعيد، ونطالب بمقاربة الأبواب الأخرى لتحسين الوضع المالي في الدولة وتصحيحه"، داعيا لـ "وضع سقف محدد للانفاق في قطاع الكهرباء". وشدد أبو الحسن على "ضرورة وضع حد للتهرب الضريبي على كافة المستويات، على المستوى الجمركي والضريبة على القيمة المضافة والضرائب العقارية والضريبة التصاعدية"، داعيا لـ "عدم التذاكي في التهرب من هذا الامر".

وأشار الى ضرورة "اعادة هيكلة الرواتب في القطاع العام دون المس بالحقوق المكتسبة للموظفين، بما يحقق المساواة في الرواتب بين الفئات المتساوية"، وشدد على "ضرورة الحفاظ على مرتكزين أساسسيين هما الجيش اللبناني والقوى الأمنية أولا والنظام المصرفي ثانيا"، لافتا إلى انه "بالحوار والتفاهم مع النظام المصرفي لا بد من إعادة النظر بالفائدة بما يسهم بتخفيف العجز في الموازنة وتخفيض نسبة العجز". وأعلن أن اللقاء الديمقراطي "سيستكمل جولاته على القوى السياسية، بهدف استكمال البحث في المقترحات الإنقاذية التقشفية التي طرحها قبل أشهر"، داعيا "جميع القوى السياسية للتفاعل والمساعدة في اجتراح الحلول، "وهذا الامر يحتاج إلى إرادة وقرار ونوايا صادقة وعمل جدي". وإذ استغرب ان "يتم الحديث عن كل شيء واستبعاد الأملاك البحرية وكأن هذه الأملاك قد تحولت إلى محميات طائفية"، طالب بـ "الشروع بتسوية الأملاك البحرية وبداية أعمال الجباية فيها في ظل معلومات مؤكدة عن توفير حوالي ملياري دولار من الأملاك البحرية"،  داعيا لـ "استنفار الدولة بكامل أجهزتها ومؤسساتها والعمل ليل نهار من أجل اختصار الوقت والبدء بعملية تحسين المالية العامة دون المس لا من قريب ولا من بعيد بجيوب الفقراء والطبقات الشعبية"، ومعلنا "انحياز اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي للطبقات الشعبية والعمالية".

كتلة المستقبل: لسياسات واضحة تعالج اسباب الهدر وتحدد الآليات الصحيحة لضبط الانفاق

الثلاثاء 16 نيسان 2019/وطنية - عقدت كتلة المستقبل النيابية عصر اليوم، في بيت الوسط، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، استعرضت خلاله آخر التطورات والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب هنري شديد، رحبت فيه الكتلة بعودة "الزميلة ديما جمالي الى صفوفها وتجديد الثقة بنيابتها ومواصلة عملها في خدمة طرابلس واهلها"، مؤكدة أن "الانتخابات الفرعية التي جرت في طرابلس شكلت فرصة للتأكيد على أهمية اجتماع المواقع السياسية الرئيسية للنهوض بالمدينة والتضامن على معالجة مشكلاتها الانمائية والاجتماعية واعادة الاعتبار لمكانتها الاقتصادية في الحياة اللبنانية".

اضافت: "بالرغم من الملاحظات التي أحاطت سير الانتخابات والحملات غير البريئة التي تقصدت القفز فوق محدودية المنافسة ومتطلبات التعبئة الانتخابية، لتركز على إنخفاض نسبة الاقتراع ووجوه المقاطعة لدى احد المكونات، فإن الكتلة تبدي ارتياحها للنتائج التي آلت اليها وتعتبرها قيمة مضافة الى الرصيد السياسي لتيار المستقبل، وتعبيرا صادقا عن قرار المدينة باعادة الامور الى نصابها الحقيقي". واعتبرت ان "طرابلس انتصرت للرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، بالقدر الذي انتصرت فيه لوحدتها وارادة قياداتها وفعالياتها بفتح صفحة جديدة من التنسيق والتعاون وتضافر الجهود، على صورة الزيارات التي شهدتها المدينة في الايام الأخيرة، وأعادت الاعتبار لمركزية عاصمة الشمال في المشهد السياسي اللبناني". ورأت الكتلة "ان الرمزية التي طبعت الانتخابات الفرعية في طرابلس، تقدمت على مفاعيل التحشيد الانتخابي وشروط المنافسة المتعارف عليها"، مشددة على "التزامها الكامل بمقتضيات تلك الرمزية وما توجبه من تعاون وتواصل دائمين مع قيادات المدينة ونوابها وفعالياتها ومجالسها البلدية والتنسيق بشأن كافة الخدمات والمشاريع التي تعنيها". واشارت الى ان "طرابلس خرجت من الاستحقاق الانتخابي بعافيتها السياسية الكاملة، والكتلة مؤتمنة على حماية هذه العافية، وعلى الاستماع لكل صرخة تصدر من طرابلس لتطالب النواب وأهل السلطة ومرجعياتها السياسية بحق المواطن في حياة كريمة، ورفع الضيم والضيق والعوز عن أحياء وفئات وجماعات تعاني غياب الدولة وخدماتها في مختلف المجالات. إن حق طرابلس وسائر المناطق في الشمال وكل لبنان على الدولة مسألة لا تخضع للنقاش والمزايدة، وقد آن الأوان للخروج من نفق المراوحة في اطلاق الوعود والمباشرة في اطلاق الحلول ووضع برنامج الحكومة موضع التنفيذ". واكدت الكتلة ان "الأثر الايجابي الذي نشأ عن إقرار خطة الكهرباء، لا بد من أن يتكامل مع سائر الاجراءات الاصلاحية التي وردت في البرنامج الحكومي، الأمر الذي يستدعي الانتهاء من اعداد الموازنة والتوافق على الخطوط العريضة للسياسة المالية والاقتصادية في البلاد". ورأت ان "التوجهات التي تشير الى ضرورة التوصل الى اجراءات جريئة، تتطلب مروحة واسعة من الضمانات والتغطيات السياسية، التي تشكل القاعدة الصلبة لحماية الموازنة والاصلاحات المرتقبة من سوق المزايدات الاعلامية والشعبوية، وضمان الانتقال الى سياسات واضحة تعالج اسباب الهدر وتحدد الآليات الصحيحة لضبط الانفاق".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: نتمسك بالعودة الآمنة لا الطوعية للنازحين وسنحرص على الحقوق وعملية الاصلاح المتكامل وضبط الهدر

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي برئاسة أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان في مركزية "التيار الوطني الحر" في "سنتر ميرنا شالوحي" في سن الفيل. عقب الإجتماع، تحدث كنعان فقال "انفتاح لبنان على العالم من الولايات المتحدة الى روسيا وأوروبا والدول العربية تأكيد على رسالة لبنان التاريخية، اذ هو ومنذ نشأته نقطة تواصل والتقاء بين مختلف الحضارات، ولا سيما الشرق والغرب. ولم يكن يوما متقوقعا او معزولا، بل يحمل رسالة الحرية في هذه المنطقة، السياسية والاقتصادية منها، واي تواصل يحصل بخلفية وطنية لبنانية، وهو موقفنا كتكتل، وهو الموقف الرسمي لفخامة الرئيس العماد ميشال عون والحكومة والمجلس النيابي". واكد "اننا نحمل بانفتاحنا خلفيتنا الوطنية والاستقرار، ووحدتنا الوطنية التي يتزعزع الاستقرار من دونها، والمصالح المالية والاقتصادية للبنان، التي نسعى لتعزيزها وازالة الشكوك والأشواك من أمامها، ان على صعيد الالتزام بالاصلاحات، على غرار ما فعلنا في واشنطن، وكما يحصل في موسكو اليوم، وهو ليس التزاما لا بمحور ولا بسياسة ولا بخلفية خارجية، غير الخلفية الوطنية اللبنانية والموقف اللبناني الرسمي الذي عبرت عنه الحكومة مرارا وتكرارا، والمنطلق من تعزيز المناعة الداخلية، واخراج لبنان عن التأثيرات السلبية".

وقال: "نجدد التمسك بالرؤية اللبنانية الواحدة في ملف النازحين السوريين، تتحدث عن العودة الآمنة لا الطوعية، فالتنازل عن سيادة لبنان في هذا الملف غير مطروح، أما الالتزام بالمبادىء الانسانية فهو ما فرضناه على انفسنا قبل ان تطلب منا. ولبنان دولة ذات سيادة ونتمسك بممارسة هذه السيادة تحت سقف المبادىء الانسانية التي ترعى وجود النازح السوري في لبنان، وسقف القوانين اللبنانية لما يتعلق بوجودهم في لبنان". واضاف كنعان "بضوء الايجابية التي لمسناها في واشنطن وموسكو بالمشاريع التي تطرح علينا، لا سيما من البنك الدولي وصندوق النقد، نتلقف بايجابية البرامج الاستثمارية، التي أكدنا أن العامل اللبناني هو الاساس في شأنها، ومشروع تأهيل الشباب يتعلق حصرا بالشباب اللبناني لخلق فرص عمل وتنمية العنصر البشري والاقتصاد وهو ما نبحث عنه وندعمه". وعلى صعيد الجلسة التشريعية، قال: "بحثنا بجدول الاعمال بخلفية منتجة وايجابية. وفي ضوء الحديث عن الاصلاح، فنحن غدا امام قوانين مالية، منها ما يتعلق بالكهرباء ونحن مع القانون المدرج على جدول الاعمال، ومع النقاش الايجابي الذي يؤدي الى تنفيذ خطة الكهرباء والاصلاحات المطلوبة، ولا مشكلة لدينا، لا سيما اننا مع مبدأ الشفافية والتعاطي مع القوانين بشكل كامل بلا استنسابية". وشدد كنعان على انه " كما أن خطة الكهرباء ضرورة، فالموازنة يجب ان تتضمن الاصلاحات التي نتحدث عنها منذ العام 2010، فالاصلاح ضروري، وهو ليس موجها ضد احد، لا سيما المواطن اللبناني، ولسنا بهذا الصدد، بل بصدد الاصلاح المتكامل وخفض العجز وضبط الهدر والشفافية الكاملة في الانفاق، وهو ما سيكون مدار متابعة من قبلنا حكوميا ونيابيا، حيث سنحرص على الحقوق وعلى عملية الاصلاح وخفض الهدر قبل اي امر آخر".

 

التيار المستقل: قطع دابر الهدر في وزارات ودوائر وقطاعات يوفر مئات المليارات

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة. وأعلن المجتمعون في بيان أنهم ناقشوا سير العملية الانتخابية الفرعية التي جرت يوم الاحد في طرابلس "وما اسفر عنها من نتائج متوقعة نتيجة مقاطعة 87 في المئة من الناخبين بفعل الازمات الاقتصادبة والاجتماعية الخانقة التي أوصلت البلاد الى حافة الانهيار، وهي ارقام جديرة بالتوقف عندها واخذ العبر من المسؤولين قبل الانهيار الشامل". وأبدى خشيتهم من "تداعيات دفع الطبقة الفقيرة الى الثورة الاجتماعية دفاعا عن لقمة العيش في وطن يصارع كل انواع الازمات الامنية والسياسية والطائفية والمالية، فما زلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، وقد جاع المواطن واولاده مما يدفع الى الخشية من ثورة اجتماعية لا تحمد عقباها". وكرروا المطالبة "بفصل النفط عن الطاقة والمياه واستحداث وزارة خاصة للنفط والغاز، وكم من خطة ومشروع استنزفت 32 مليار دولار لتأهيل قطاع الكهرباء منذ العام 1990 حتى اليوم، فيما ازمة الكهرباء تراوح مكانها". وطالب المجتمعون "بقطع دابر الهدر في عشرات الوزارات والدوائر والقطاعات ما يوفر مئات المليارات للخزينة عوض اقتطاع جزء من رواتب الفقراء في عز ازمة خانقة تهدد لبنان بإفلاس حتمي".وعلى الصعيد الاقليمي، توقفوا عند "صفقة تسليم رفات الجاسوس ايلي كوهين الى اسرائيل فيما لم يعمد النظام السوري الى إماطة اللثام عن مأساة خطف المطرانين واعتقال سائر المعتقلين في السجون السورية، رغم اشادة المسؤولين في لبنان بتطبيع العلاقات بين النظامين اللبناني والسوري".

 

عون خلال الاحتفال بمئوية نقابة المحامين: القضاء السلطة ليس القضاء المستتبع سياسيا ولن يكون في عهدنا منظومات مرتهنة لأحد

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن العدل هو الركيزة الأساس للحكم، والمحامين أحد أهم مداميك العدل وجناح من أجنحته، معتبرا أن القضاء هو الحجر الأساس لقيام دولة الحق والقانون، وقال: "لا دولة بدون سلطة قضائية مستقلة نظيفة تنشد العدالة والحقيقة".

وشدد في كلمة ألقاها في الاحتفال بمئوية نقابة المحامين الذي أقيم قبل ظهر اليوم في قصر العدل، على أن تطهير الجسم القضائي "كان أولى أولويات حربنا على الفساد الذي نخر كل مؤسساتنا"، معتبرا أن القضاء يجب أن يبقى فوق الشبهات، وسلطة دستورية مستقلة، تنقي ذاتها بذاتها وفق الاليات المعتمدة قانونا، من دون تشهير او ابتزاز او استغلال من اي كان". وأضاف: "القضاء لن يكون في عهدنا منظومات مرتهنة لأحد بل سلطة تمارس رسالتها بوحي من ضمير القاضي الحر والنزيه والمحايد فتتوافر معه ضمانات المتقاضين كاملة وغير منقوصة".

ولفت رئيس الجمهورية إلى دعوته لمؤتمر يبحث شؤون القضاء في لبنان سيعقد قريبا في القصر الجمهوري تحت عنوان "من أجل عدالة أفضل"، هدفه إطلاق حوار وطني صريح بين جميع المكونات المعنية بالعدل والعدالة، للإضاءة على مكامن الخلل في الوضع القضائي الحالي وأسبابه وكيفية استنهاض السلطة القضائية المستقلة.

وقائع الاحتفال

وكان الاحتفال بمئوية نقابة المحامين الذي رعاه رئيس الجمهورية، بدأ عند العاشرة صباحا في قاعة "الخطى الضائعة" في قصر العدل، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والرئيس أمين الجميل، والرئيس تمام سلام، ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ووزير العدل البرت سرحان، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وعميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري، والسفير الفرنسي برنار فوشيه، والسفير البريطاني كريس رامبلينغ، والسفير القطري محمد حسن جابر الجابر، والسفير الايراني محمد جلال فيروزنيا، إضافة الى عدد من الديبلوماسيين العرب والاجانب، وعدد من النواب الحاليين والوزراء والنواب السابقين، ونقيبي وأعضاء مجلس نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، ونقباء المحامين السابقين، ورئيس وأعضاء المجلس الدستوري، ورئيس واعضاء مجلس القضاء الأعلى، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس مجلس شورى الدولة، رئيس وأعضاء هيئة التفتيش القضائي، رئيس التفتيش المركزي، رؤساء المحاكم في المحافظات، رئيس مجلس الخدمة المدنية، رئيس الهيئة العليا للتأديب، وعدد كبير من القضاة والمحامين والشخصيات والفعاليات السياسية والتربوية ورؤساء الجامعات، ونقباء المهن الحرة وكبار موظفي الدولة.

كذلك حضر عدد من المدعوين الاجانب من حقوقيين وأكاديميين، من بينهم نقباء المحامين في باريس والهوت دو سين وليون وكاين والسنغال، وأعضاء مجلس نقابة محامي باريس، والمجلس الوطني لنقابات المحامين في فرنسا.

الشدياق

وبعد النشيد الوطني، ألقى عريف الحفل الاعلامي ماجد ابو هدير كلمة، عرض بعدها فيلم وثائقي عن تاريخ نقابة المحامين، ثم ألقى نقيب المحامين في بيروت وطرابلس أندره الشدياق كلمة النقابة.

وقال: "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إن الديار والقلوب تهتف لقدومكم، وترحب وترحب، لتطيب اللقيا برعايتكم وحضوركم إحتفالية اليوبيل المئوي لنقابة المحامين في بيروت، متكلفين مشكورين بالمجئ هذه الصبيحة، إلى قصر العدل، " كأب لكل اللبنانيين"، إلى "أم النقابات"، أقدم وأعرق نقابة في هذا المشرق، تسمعونها كعادتها تشهد للحق. ليس في هذا الترحيب غلو، لا بل كلام متصاعد من العقل قبل اللسان، ومن وجدان السادة النقباء السابقين وزملائي أعضاء مجلس النقابة، فلكم في الصدر الصدارة.

هي نقابة الحق طبعا، وهي أيضا نقابة الحرية، الحرية الواجب إبقاؤها تحت سقف الحقيقة، على النحو الذي أوضحه كلامكم في 7 ايلول 2018 لدى منحكم الدكتوراه الفخرية من جامعة اللويزة، وجوهره متوافق مع قسمِ المحامي. فالمحاماة لا تتساكن والعبودية وإلا أصبحتا سلبيتين تتلاغيان وضدان لا يتلاقيان. والحرية ليست منة مخلوعة ولا منحة مغدقة، إنما الحرية تنال إثر جلجلة من الشقاء والتضحيات. ومن أدرى منكم، صاحب الفخامة - ولا أكاثر- بفقه معاني ومغازي هذه الكلمات؟ انتم من، لمجرد مناداتكم بالحرية - ولسخرية القدر- مِن على نفس اليم الماخرة الأبجدية عبابه إلى العالم، ومن ذات البلدة التي ولدت فيها "عامية أنطلياس"، أقلكم زورق حربي إلى بارجة عسكرية، في ليلة دامسة الظلمة من ليالي الأسبوع الثالث من آب 1991، تنفيذا لإبعاد غير منصوص عليه أصلا في قانون العقوبات غلف بنفي قسري تلته عودة، فنضال متجدد متوج بإنتخابكم لتولي السدة الرئاسية الأولى. بتم رجل كل الألقاب، لا بل إن الألقاب عدت عدوا إليكم لتجتمع في رجل أوْلى دوما الدور، لا الموقع، أعلى المراتب في سلم قيمه، حتى لدى إتحاد الدور والموقع معا بلغتم الذروة في التصميم والعزم والحكمة، فأضفيتم على رئاسة الدولة، المؤسسة الدستورية العليا الأسمى، هالة من مهابة وقورة ومكانة مرموقة.

دولة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري، الزميل الفذ، اللامع في دنيا المحاماة، والمكرم منذ أعوام ستة من قِبل نقابتنا لمضي خمسين من سني عمره على إنتسابه إليها والمقلد لهذه الغاية ميدالتيها، لا يغيب عن ذاكرتنا ما قلتم عام 1994 بمناسبة يوبيلنا الماسي: "معجزة المحاماة أنه من بين جناحيْها تتولد الديمقراطية، وهذه تبقى أم المحاماة دائما. أرأيت وليدا يصبح حاضنا وحضنا ؟ ان المحامين في عالمنا الشرق أوسطي والعربي على الخصوص سيرعون قضية شعوبهم في سلوك الطريق إلى بناء أنظمة ديمقراطية برلمانية، وفي سلوك طريق السلام الأهلي في مجتمعاتهم، لأنهم اولا وأخيرا ودائما كلمة الحق أمام سلطان جائر". ولا زلتم، دولة الرئيس، في الحياة البرلمانية فقيه لغة وقانون، تبرعون بالكياسة والسياسة تلمعون بالقول والتلميح. فإليكم، أعطر التحيات المقرونة، عند إنتهاء سنتنا اليوبيلية هذه في تشرين الأول المقبل وبالتزامن مع إنطلاق إنعقاد دورة المجلس النيابي، بباقة من إقتراحاتِ قوانين مؤلفة من مادة واحدة وحيدة ترتدي صفة المعجل المكرر تشق طريقها مباشرة أمام الهيئة العامة لمجلس النواب، عربون إسهام منا بالدور التشريعي للنقابة وأنتم ما انفككتم يوما عن إيلاء ملاحظاتها على مشاريع واقتراحات القوانين كل إهتمام، أسوة بما فعلتم منذ أشهر، عندما تلوْتم حرفية رأيي كنقيب للمحامين في الجلسة العامة لمجلس النواب يوم أقر قانون المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي.

دولة رئيس الحكومة الأستاذ سعد الدين الحريري، أطلت علينا هذه المناسبة والسعد منها وفيها، فيا سعد اللبنانيين بكم تعملون من أجل طمأنينتهم ورخائهم، والأبن سر أبيه، نستذكر معكم ما كتبه والدكم، الرئيس الشهيد في الكتاب الماسي ليوبيلنا سنة 1994، وحرفية كلامه: "فيا أصحاب الرسالة محامي لبنان أعتز بكم مسؤولا ومواطنا، فأنتم الذين مارستم الديمقراطية يوم تعطلت الديمقراطية في هذا البلد، أنتم الذين أكدتم الحرية يوم تعذرت الحرية فيه، انتم الذين تمسكتم بسيادة القانون يوم كاد القانون أن يغيب عنه. أفخر بكم كأي لبناني، لأنكم ما أنقطعتم عن العطاء"...

دولة الرئيس، بإزاء سعيْكم المبرور لجلب الرساميل والإستثمارات لرفْدِ إقتصاد الوطن وماليته العامة بما يعزز النهوض من الركود وضخ جرعة من الأمل في النفوس، أكرر ما نقلته إليكم، باسم النقابة في مثل هذه الأيام من العام المنصرم، بأن لكم منها وافر الإستعداد للمشاركة إلى جانبكم في إعداد مختلف النصوص القانونية سبيلا لإنجاح مؤتمر سيدر الذي تسعون إلى تحقيق مفاعيله.

معالي وزير العدل الرئيس الدكتور ألبرت سرحان، صاحب المسيرة القضائية الطويلة في مجلس شورى الدولة المستقيمة رأيا ونصاعة وإجتهادا، أراح نقابة المحامين تصريحكم منذ عشرة أيام، بأن "لا غطاء لأحد في موضوع مكافحة الفساد" وتأكيدكم بأنه " لا وجود لسلطة قضائية مستقلة بدون وجود قضاة مستقلين وهم الأكثرية"، وأيضاحكم إن "خضوع القاضي لأي ضغوط لا يبرر مخالفته للقانون وعدم قيامه بوظيفته على النحو الأفضل"، وإنبعثت طمأنينة لدى زملائي بفعل إصراركم ان "الإمتيازاتِ المتمتع بها القاضي يقتضي أن تكرس في سبيل أداء مهمته في إحقاق العدل بين المواطنين بحيث يستحيل تبرير أي جنوح في العمل القضائي"، معالي الوزير، تجربتكم المديدة لن ترضى على دوْر عدل متصدعة ومهملة، وفي بعضها شمعة تضاء في زاوية يجلس فيها على القوس من يحكمون بإسم الشعب اللبناني.

حضرة رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس الأول جان فهد، رأس السلطة الدستورية القضائية المستقلة، دستورا وقانونا، كما ان العقد حجران يلتقيان ليؤلفا قوسا، إن أقواس المحاكم لا تكتمل إلا بتلاقي القاضي والمحامي، فالمحاماة تهدف إلى تحقيق رسالة العدالة بإبداء الرأي القانوني والدفاع عن الحقوق، وتساهِم في تنفيذ الخدمة العامة ولذا يمنح من يمارسها الحقوق والحصانات والضمانات. والنقابة، لا سيما في القضايا المتعلقة بالفساد، كانت سباقة في التصدي لمسألة الإثراء غير المشروع واجتثاث جذوره، وكيف لا وزميلان طلاعان وضعا تشريع " من اين لك هكذا ؟ " تحت قبة البرلمان منذ عام 1953. وان مجلس النقابة سينصرف كعادته إلى دراسة كل طلب إذن بالملاحقة الجزائية يرِده بالصدد بدقة متناهية وبمسؤولية كاملة، بما يحفظ حقوق المحامي في ممارسته المهنة، وبقدْر ما يرفض تغطية أي زميل مرتكب يأبى في الوقت عينه أي محاولة قد تجنح إلى التحامل عليه.

أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، السادة القضاة، السادة النقباء، ضيوفنا النقابيين من مشارق ومغارب، أيتها الزميلات، أيها الزملاء، أيها الكرام، مئة عام مرت كأنها إغماضة عين، أو سرحة خيال، فمئوية النقابة معني بها كل محام، مهنيا، ووطنيا كوكيل طوعي عن قضايا الأمة.

على الصعيد المهني، إن السنين نقشت على جبين زملائي أماجيد الرؤوس المضفورة بأكاليل العلم والخلق، يتراكم فيها الوقت وضاء وينقضي معها الزمان تقادما علاماتِ ثبات وشهاداتِ إنتصار لتغلبهم على صعاب نهشت من عمرهم وما قضت على حلمهم. وإذا رحل عنا من رحل، فلْننْهل من حكمة Auguste Comte القائل أن "الأموات يحكمون الأحياء": "les morts gouvernent les vivants "، فكأنهم يرحلون عنا ولا يرحلون منا. هامات غابت، وخلفت بعدها هالات من نور. وموعدنا اليوم لقاء جامع لأهل القانون تتمثل فيه أجيال متعددة، من نقباء، ومحامين كبار، إلى نسور المحامين الجدد يقتحمون المحراب والصعاب على أحصنة من علم وثقافة وقيم. فالمحامي يطيب جرحا، يهدئ روعا، يرفع جورا، يلطف مصابا، ويسترد حقا، يمضي على الدوام وفي وجدانه إيمان الرسل وشجاعة الفرسان وعلى لسانه ينهمر المنطق ويتفجر البركان. محامو نقابتي بحاثون في النهار ومؤرقون في الليالي، غيارى على حال من أؤتمنوا على أماناتهم ووكالاتهم، على كرامات وعلى سلامة حياة. هم الذين جعلوا أجسادهم حواجز، وأصواتهم أسوارا، ومكاتبهم معاقل وروباتِهم متاريس دفاع شرس نصرة للحق وللحقيقة. يودِعهم الناس همومهم والأسرار والمخاوف، فيصْحبون الأوراق الجافة المتجهمة، يتصفحون المستندات يقلبوها، باحثين عن بصيص أمل في زواياها والخفايا.

من بيروت هم، أو إلى بيروت قدِموا، من ساحل، من ريف، من جبل، من حدود جنوبية وشمالية وشرقية، من لبنان، من كل دولة لبنان الكبير التي أعلنت في الأول من أيلول 1920 ضمن الحدود الطبيعية للوطن المستعادة في تتويج للمرحلة الأخيرة من تكوينه التاريخي ككيان دستوري وسياسي. وعلى غرار "العسكري عباس" المنقول إلى بعلبك، في مسرحية " فخر الدين" للأخوين رحباني الخالديْن المحاكيين أسطورة وطن محفورة ذاكرته في الوجدان، والمجيبِ إبنته فيروز "عطر الليل": " العسكري ما بيسأل بيتو البارودة بيحملا وبيرحل"، إن المحامين لا يسألون، بيتهم ثوب المحاماة يرتدونه ويرحلون. وفي ذلك، أنتم قدوتهم، صاحب الفخامة، بتنقلكم إبان حياتكم العسكرية ذودا عن حياض الأمة، من بعلبك إلى القطاع الشرقي في الجنوب وأقاصي عكار في مشتى حسن فإلى مختلف موقِعات المعارك الهادفةِ إلى إسقاط الشرعية اللبنانية. وفيما الخواطر والتأملات تدركني وانا أنظر إلى براكين الإختراعات تنفجر في كل ميدان وتفور من كل حدب وصوب في زمن بات فيه كوكبنا مختبرا تثور فيه الإكتشافات، وفيما يرى أصحاب أبحاث، إستشرافا للأعوام العشرين القادمة، إن ثلاثين إلى أربعين بالماية من المهن الحرة قد تكون مهددة بالإندثار، من نحو أول، وفي ضوء ما كتبه، من نحو ثان، البروفسور الفرنسي Louis Assier-Andrieu منذ أعوام قليلة:"Les avocats sont ΰ la croisιe des chemins, tiraillιs entre l'hιritage toujours vivace de la dιfense des libertιs publiques et l'emprise croissante des logiques ιconomiques et des progrθs technologiques ".

وانطلاقا من تاريخ نقابي عريق ومن الدور الطليعي للمحامين كرواد فكر وأسياد مهنة تنهل من تراثها لاحقة بركب الحداثة، ومواجهة لكل من الذكاء الإصطـناعي l'intelligence artificielle وظاهرةِ الإنسـان الآلـــي la robotisation وتشريع الحقوق الرقمية le droit du numιrique، بادرت إلى قيام لجنة تعنى بغدِ المهنة ووضعِ استراتيجية مهنية تطويرية تحديثية عصرية كفيلة، بمواجهة التحديات المتربصة بنقابتنا.

أما على الصعيد الوطني،

حيثما هم المحامون، هم وكلاء طبيعيون للوطن بنعمة الهوية وميثاق الحياة. محامون ساهموا في إعداد التشريعات عندما إنفجرت أزمة بنك إنترا على خلفية محاولة الإنقضاض على السرية المصرفية اليافعة وإحدى لآلئ الوطن التشريعية، بهدف إرساء ثلاثية أقتصادية مالية ذهبية قائمة على مرتكزات متانة القطاع المصرفي، وتغطية العملة الوطنية بالمعدن الأصفر، وحرية التحاويل النقدية بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. محامون كانوا، ونقابتهم في الطليعة، المرحبين بإقرار المجلس النيابي أواخر الثمانيات القانون المحظِر بيع أو رهن إحتياط السبائك الذهبية إلا بموجب صك تشريعي. ولا يزالون لغاية هذه اللحظة يقاربون بوعي وعناية التكيف مع المحاولات الخبيثة والمشبوهة الرامية إلى ضرب المقومات الإقتصادية والمالية للدولة والمتمظهرة بضرورة إقرار تشريعات متعلقة بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال توسلا لفرض عقوبات على النسيج اللبناني الإجتماعي الواحد. زملاء أيضا من أصحاب الإختصاص، لما وقعت " إتفاقية قاهرة " بتاريخ الثالث من تشرين الثاني 1969 حاروا في تصنيفها من زاوية القانون الدولي العام، فألغاها مجلسنا النيابي الضام أكثر من ثلاثين محاميا منتصف الثمانيات، فيما، من جملة الويلات التي استجرتها، التخلي عن جزء من السيادة الوطنية، وخلق statut d'extra-territorialitι للشعب الفلسطيني المشرد قهرا من أرضه المحتلة، وتعارضها مع آخر إتفاقية هدنة موقعة في 23 آذار 1949 بين لبنان وإسرائيل في جزيرة رودس من أصل أربع سقطت في حزيران 1967، مما عبد الطريق أمام تسلح مخيمات اللاجئين الفلسطينين المحيطة بالعاصمة وبعض البلدات اللبنانية.

فخامة الرئيس، رمز الوطن والساهر على المصلحة العليا للبلاد، متوافقا مع ركنيْ الدولة المحيطيْن بكم، إن النقابة التي شهدت على كل من تحرير أول أرض عربية غزاها الكيان العبري حتى بيروت عام 1982، والإنسحابِ الإسرائيلي دون أي قيد أو شرط إلى ما وراء الحدود الجنوبية المرسمة، ما عدا النقاط المتحفظ عليها، وبإزاء إستمرار رزوح مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر وقرية النخيلة تحت إحتلال العدو، تعلن بالفم الملآن:

أولا: تمسكها بعزم لا يلين وبتصميم لا حيْد عنه، بإتفاق الهدنة الموقع بين لبنان وإسرائيل بمساعي مبعوث الأمم المتحدة آنذاك رالف بانش:

1- لكون هذه الإتفاقية المتصدرة معظم القرارات الدولية بدءا من القرار 425 وصولا إلى القرار 1701 تنص في مادتها الخامسة على ان الحدود النهائية للبنان هي تلك الفاصلة بينه وبين دولة فلسطين المحتلة، الأمر الذي يستفظعه العدو الإسرائيلي لما له من تبعات قانونية بالغة المدلولات من جهة، ولتضاربها، من جهة أخرى، والنظرية العبرية بإنتفاء وجود حدود جغرافية نهائية لكيانها التوسعي المتحول اليوم إلى دولة قومية - يهودية، بدليل ضم الكنيست الإسرائيلي بموجب قانونين صادرين على التوالي في 1980 و1981 القدس الشرقية وثلثي مرتفعات الجولان إلى أرض إسرائيل.

2- لإستحالة التخلي أو التنازل عن " أحد أقسام الأراضي اللبنانية " على ما جاء في حرفية المادة الثانية من الدستور.

3- لإرتداد كل المفاهيم القانونية هذه إلى مقدمة الدستور التي تحظر التوطين والتقسيم، بما يعزز مشروعية قراريْ الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الأول رقم 181 الذي يولي مدينة القدس نظاما خاصا برعاية دولية بإدارة الأمم المتحدة والمعروف باللاتينية بنظام Corpus separatum، والثاني رقم 194 الذي يكرس حق عودة الشعب الفلسطيني إلى دياره.

4- لاعتبار الخط الأزرق خطا وهميا تحاول إسرائيل أن تتخذه منه قاعدة إنطلاق عند النقطةBP23 على بعد عدة أمتار من الحدود، إنتهاكا السيادة البحرية الأقليمية اللبنانية حيث المكتشفات النفطية والغازية المعتبرة بمثابة مورد من مواردِ ثروة البلاد الطبيعية التي هي بحمى الدستور.

ثانيا: إثْر إقامة علاقات ديبلوماسية مع سوريا وإنزياح الأيام السود التي شابت الوشائج بين البلدين، ومع ارتقاب العودة الآمنة للنازحين السوريين، وعِقب إنتهاء الجيش اللبناني من نزع الألغام المزروعة من قبِل التنظيمات الإرهابية وإنبلاج فجر جديد على اللبنانيين كافة بعد النصر المبين لعملية " فجر الجرود"، وتحقيقا للمادة الأولى من الدستور التي تحدد بدقة متناهية خط الحدود بين لبنان وسوريا، من المأمول أن تعاود المحادثات بالصدد بين الدولتين من النقطة التي توقفت عندها لجنة الغزاوي-الخطيب مطلع السبعينات لإنجاز الترسيم النهائي لحدودنا الشرقية.

ثالثا وأخيرا: ان النقابة التي تحتضن رسالة المحاماة والوطن - الرسالة وقضايا حقوق الإنسان، تشد على أيديكم، صاحب الفخامة، لإنشاء " أكاديمية الأنسان للتلاقي والحوار"، تلك المبادرة التي أطلقتم في خطابكم أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول 2017.

أما كلمتي الأخيرة، فهي لكم أيها الزملاء، تعالوا نستولد همما، من صوم الفصح الآتي عند المسيحيين قيامة مجيدة، ومن صوم مقبل آخر عند المسلمين في شهر رمضان المبارك ننْشده مكللا بفطر سعيد، لنهب هبة واحدة من أجل الإبقاء على نقابتنا التي غدت لنا أما وأبا ومنزلا، نقابة قوية قادرة مقتدرة متوهجة، وبغية الحفاظ على سيادة وإستقلال الوطن وقراره الحر ووحدة أراضيه. السلام على سالكي درب الحق والحرية، الهدف يستحق، إنها نقابة المحامين، إنه لبنان".

فهد

ثم ألقى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد الكلمة الآتية:

"فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يطيب لي، أن أرحب بكم في قصر العدل، تحلون فيه، وأنتم القاضي الأول، للمرة الثانية منذ انتخابكم على رأس الدولة، ومعكم دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، ودولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الدين الحريري، تشاركون مع أركان الدولة والجسم القضائي، نقابة المحامين في يوبيلها، فتعطون للمناسبة بعدها الوطني. هنا، في رحبات دار الحرية، ومدرسته العلى وقلعة الوطنية... يلوح للمستذكر ماض رافل بالمآثر والقيم، ويلوح للمتبصر غد يستلهم المنجزات، ويعد بأن يمضي قدما في العطاء وفتنة الإبداع وحلاوة التميز ومقتضى الحداثة. كانت صاحبة المئوية الغراء، على امتداد العقود، وبلا كلل، حارسة أمينة من حراس الحق. داعية متقدمة من الدعاة الى التكامل والانفتاح. مناضلة مستبسلة في ساحات الدفاع عمن لحق بهم حيف. راعية من رعاة حكم القانون ونشر المساواة في ظلاله. وكانت على الأخص الأخص، شريكة أصلية في بلورة مفهوم العدالة وفي الحرص على توسيع دائرتها، وعلى جعلها تسود وتثمر وتسهم في توطيد الأمان الاجتماعي. وكانت المحتفى بمئويتها سباقة الى الموقف الشجاع والرأي الصواب كلما لاح في الأفق خطر يهدد رموزا وقيما وصروحا نذرت العمر للدفاع عنها.

عقود تلي عقودا، ومواقف تتزاحم مع مواقف... في ميدان الحريات... في ميدان الوطنية والمواطنة.. في ميدان استقلال القضاء... حيث كان المحامون يثبتون أنهم في ذروة الحكمة إذا بسطت موائد الحوار، وفي ذروة الشجاعة إذا تفاقمت الأخطار. في ذروة الانتباه إذا كان المنطق هو السيد، وفي ذروة التنبيه إذا كانت السيادة للتعمية والتضليل. في ذروة السكون إذا صلحت الأحوال، وفي ذروة الغليان إذا دعا داعي النضال. أمامكم وأمامنا، يا رفاق الدرب وشركاء التطلع، ومستظلي السقف الواحد حجرا ورمزا وتوقا وقلما، ونصا لكم فيه من عمائر الفقه مثلما لنا من خمائر الاجتهاد... أمامكم وأمامنا-والزمن ليس هينا- تحديات، تواكبها انتظارات. يرنو الناس إلى عدالة أسرع، وأفعل، وأشمل. ينشدون تيسير الوصول الى القضاء. لا يفهمون كيف تواجههم عقبات الشكل في حين أن الأساليب العصرية ترجح الجوهر على العرض. يتهامسون حول استقلال السلطة القضائية، واستقلال القاضي، في حين أنهما من المسلمات، أو هكذا ينبغي أن يكونا. يعرفون أن مسؤولية المحامي تضاهي مسؤولية القاضي في تسريع المحاكمات. يحلمون بألا يكون طرفا العدالة، أو ركناها، في قلعتين متواجهتين، لأن في أنظمتهما المناقبية، وفي تقاليدهما ما يقصي هذا الخيار... هذه الحقائق، والانتظارات، تستحيل تحديات واجهناها وسنستمر في مواجهتها. لم يتخل المحامون يوما عن دورهم، ولم يتخل القضاء كذلك. وإنه لا خوف من أزمة تظهر، أو عاصفة تهب، إذا أحسن القيمون على أي مرفق التعامل معها، وواجهوها بالتصميم على صدها، يدا بيد، إرادة بإرادة، ومسؤولية بمسؤولية.

فليكن العام الجاري، اليوبيلي بامتياز، عام الأمل بعقود أفضل، بل بقرن كامل أفضل. يوبيل مئوي للبنان الكبير، ولمحكمة التمييز التي نحتفل في حزيران القادم بمرور المئة على إنشائها، ولهذه النقابة الجليلة التي نحفو بها. وسيشهد هذا العام كذلك انعقاد مؤتمر بعنوان "نحو عدالة أفضل"، بمبادرة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في سبيل إطلاق حوار وطني شفاف وصريح فيما بين المكونات المعنية باستنهاض القضاء، وبرصد مكامن العلل في الوضع القضائي الراهن تمهيدا للمعالجات المؤاتية.

إن العلاقات التاريخية بين القضاء والمحاماة، بحتميتها، ومتانتها، وأبعادها الأخلاقية السامية، ودعائمها المستمدة من كتاب الحق ومن يقظة الجناحين وسهرهما على مسار العدالة... إن هذه العلاقات الجوهرية، الطيبة، المنزهة... كفيلة بأن ترسخ ثقة المتقاضين بالمؤسسات الفاعلة في تقرير مصائرهم، على الصعد كافة، من الحرية المقدسة حتى أصغر حق من الحقوق. وإن لمتانة هذه العلاقات دورا بينا في تسديد السهام الى مواطن الفساد الذي بات الهدف الأول والهاجس الاكبر في معركة الشفافية والمساءلة التي اخذت، هي أيضا، حيزا أوسع ، في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون. إنني، باسم السلطة القضائية، وباسمي الشخصي، أشارككم، حضرة النقيب وأعضاء مجلس النقابة والأساتذة المحامين، الحفاوة والإعتزاز بهذا اليوم الجلل. إنه من محطات الكرامة والعزة في تاريخ لبنان".

سرحان

وألقى بعدها الوزير سرحان الكلمة الآتية:

"فخامة الرئيس، دولة رئيس مجلس النواب، دولة رئيس مجلس الوزراء، يشرفني أن أشارك كوزير للعدل في احتفالية اليوبيل المئوي لنقابة المحامين في بيروت تلبية لدعوة كريمة من حضرة النقيب وأعضاء مجلس النقابة، هذه النقابة التي أثبتت خلال كل تلك السنين أنها مثال للوطن يتطلع إليها اللبنانيون دائما كحصن منيع للديموقراطية وللحريات. إن هذا الإحتفال برعاية فخامتكم وحضوركم شخصيا مع أركان الدولة، يتجاوز المعنى الإحتفالي لهذه المناسبة، إذ يدل على اهتمامكم بالعدالة بجناحيها: القضاء والمحاماة، اهتماما كبيرا عبرتم عنه في خطاب القسم، وفي مناسبات أخرى عديدة. ولا عجب في ذلك، فأنتم فخامة الرئيس، بحكم مركزكم على رأس الدولة، وبوصفكم رمزا لوحدة الوطن وحاميا للدستور، أنتم القاضي الأول الذي يدرك أن حال البلاد والعباد لا تستقيم إلا باستقامة القضاء الذي هو حجر الزاوية في بناء الدولة، لأن دوره يقوم على توزيع العدالة بين الناس والحفاظ على حقوقهم وحرياتهم وكراماتهم، إذ عبثا نتكلم عن قيام الدولة إذا لم يكن قضاؤها سيد نفسه، مستقل الإدارة والقرار، بعيدا عن التجاذبات السياسية، منزها عن كل الأهواء، متمتعا بكفاءة عالية، متسلحا بالقانون وبالضمير، قائما بواجبه دون أن يخشى أحدا.

إننا لا ننظر إلى هذه المناسبة كاحتفال يقام في مكان وزمان محددين وإنما كنقطة انطلاق لورشة إصلاح كاملة متكاملة في القضاء، ليست مكافحة الفساد فيه سوى الخطوة الأولى باتجاهه، ولا بد أن تتبعها خطوات أخرى وصولا إلى إصلاح جذري يتناول الأشخاص والنصوص في آن معا، ويكون لنقابة المحامين وعلى رأسها سعادة النقيب شدياق المعروف عنه بالخبرة والعلم والوطنية، فيه دور طليعي في مواكبة الخطوات الإصلاحية المطلوبة على هذا الصعيد. من هذا المنطلق، نعلن تمسكنا الصريح بمبدأ استقلال السلطة القضائية الذي كرسه الدستور، وهو مبدأ يفترض قبل كل شيء توفر الإرادة السياسية التي تلمسنا بشائرها في رغبة فخامة الرئيس وصاحبي الدولة، والتي تحتاج، لكي تترجم عمليا إلى اقتناع راسخ لدى جميع اللبنانيين بأن العدل هو فعلا أساس الملك، وأن لا عدل بدون سلطة قضائية مستقلة، وأن هذا الإستقلال ليس ضمانة لفئة من المواطنين فقط بل للجميع دون استثناء. وإذا كنا في هذا المقام نأسف كبير الأسف لما يتعرض له الجسم القضائي بين الحين والآخر من تشهير وإساءة، فإننا نرى أن اكتساب القضاة لثقافة الإستقلال وممارستهم له ونزاهتهم وكفاءتهم في إدارتهم لمهامهم، هي الحصانة الكبرى التي تحميهم من كل تجريح، فضلا عن أن استعادة الناس لثقتهم بقضائهم من شأنها أن تجعل أي تعرض للقضاء، أمرا يرفضه الرأي العام. على الرغم من كل شيء، تلوح لنا، بفضل دعمكم، فخامة الرئيس، صاحبي الدولة، بشائر رجاء لا مفر لنا من التعلق بها وبضوء الأمل المنبعث منها، مؤمنين بأن هذا الضوء سينمو ويملأ العتمة، وستشرق على لبنان شمس قضاء مستقل، عند ذلك يصير في مقدورنا أن نتنعم كلنا بدفء العدالة وأن نطمئن إلى مستقبل وطننا".

الرئيس عون

ثم القى الرئيس عون كلمة قال فيها:

"العدل أساس الملك"

وإذا كان العدل الركيزة الأساس للحكم فأنتم أيها المحامون أحد أهم مداميك العدل وجناح من أجنحته، تجدون وتتعبون من أجل إحقاقه، ولعل تعبكم الأكبر هو في إرساء التوازن بين حقوق موكلكم وبين تحقيق العدالة. فحق الدفاع المقدس يدخل ضمن مفهوم ضمانات المتقاضي المنصوص عنها في المادة 20 من الدستور اللبناني، وهو يتساوى مع ضمانة القاضي كي يستقيم ميزان العدالة. قليلة هي المهن التي تفرض قسم اليمين قبل المباشرة بها؛ في الجندية تقسم يمين الذود عن الوطن وحماية الأرض، في الطب تقسم يمين صون حياة الانسان والعناية بالصديق كما بالعدو، أما في المحاماة، فأنتم تقسمون يمين المحافظة على سر المهنة والعمل بأمانة والتقيد بالقوانين والأنظمة والالتزام بالأخلاق لاستحقاق الثقة والاحترام. والقسم ليس مجرد كلمات تتلى في مناسبة وتنسى في ما بعد، بل هو حارس الضمير وهو التزام يرافق صاحبه على الدوام ويرسم طريقه، وقسمكم الذي تؤدونه يوم تنتسبون الى نقابتكم يرسم لكم الطريق الصحيح للنجاح المهني وأيضا الأخلاقي، وهو حصانتكم، ولا أعني هنا الحصانة القانونية بل تلك الأخلاقية التي تحمي وتصون من الانزلاق، من الخطأ، ومن كل أنواع الفساد.

فالمحاماة هي أقرب الى الرسالة منها الى المهنة، وهذا ليس بكلام شاعري بل واقعي، لأن السعي الى إظهار الحقيقة وإحقاق العدالة قد يكون مكلفا، وهو جوهر عملكم.

إن سيرة لبنان مع الحقوق طويلة تعود الى القرن الثاني حيث احتضنت بيروت أول وأهم مدرسة للحقوق، وأضحت بحق أم الشرائع، ونقابتكم التي تأسست في بيروت والشمال، في العام 1919 أي قبل أن يرى لبنان الكبير النور يمكن أيضا أن نسميها وبحق، أم النقابات. ولعله من أهم ومضاتها تبنيها الدائم للقضايا الوطنية الكبرى والدفاع عن الحريات العامة. إن أركان القضاء ثلاثة من أرباب الحقوق، يكملون بعضهم البعض لإجلاء الحقيقة بكل جوانبها، وأعني القاضي والمدعي العام والمحامي، ولا يكتمل إحقاق الحق بدونهم أو إذا أصاب الخلل أي ركن منهم.

والقضاء هو الحجر الأساس لقيام دولة الحق والقانون، فلا دولة بدون سلطة قضائية مستقلة نظيفة تنشد العدالة والحقيقة، وأعيد التذكير هنا بما قاله ونستون تشرشل إبان الحرب الثانية وعندما كانت لندن تحت قصف الطائرات: "طالما القضاء لم يزل بخير فإن بريطانيا بألف خير".

لذلك كان تطهير الجسم القضائي أولى أولويات حربنا على الفساد الذي نخر كل مؤساستنا، فالقضاء يجب أن يبقى فوق الشبهات، كامرأة قيصر، كالملح الذي لا يجوز أن يفسد... قضاء يتصدى لكافة اشكال الفساد ويقف سدا منيعا بوجهه. وباستقلاله ونزاهته يحرس العدالة ويحميها فيطمئن له المواطنون ، إذ كيف يمكننا أن نحتكم الى من لا ثقة لنا به؟

القضاء- السلطة الذي نرنو اليه ليس حتما قضاء السلطة السياسية، اي القضاء المستتبع سياسيا والذي يصبح فيه القاضي أسير المرجعيات، في حين ان القضاء يجب ان يكون سلطة دستورية مستقلة بمفهوم المادة 20 من الدستور، تنقي ذاتها بذاتها وفق الاليات المعتمدة قانونا، من دون تشهير او ابتزاز او استغلال من اي كان فتكون المساءلة المسلكية او الجزائية من صلب هذه السلطة وليس من خارجها. والقضاء لن يكون في عهدنا منظومات مرتهنة لأحد بل سلطة تمارس رسالتها بوحي من ضمير القاضي الحر والنزيه والمحايد فتتوافر معه ضمانات المتقاضين كاملة وغير منقوصة.

وإيمانا مني بأن القضاء هو ركن من أركان الدولة التي إن فقدت ركنا اصابها الوهن والاندثار، دعوت لمؤتمر يبحث شؤون القضاء في لبنان ، ويجري الإعداد له حاليا وسيعقد قريبا في القصر الجمهوري تحت عنوان "من أجل عدالة أفضل" هدفه إطلاق حوار وطني صريح بين جميع المكونات المعنية بالعدل والعدالة، للإضاءة على مكامن الخلل في الوضع القضائي الحالي وأسبابه وكيفية استنهاض السلطة القضائية المستقلة وفقا لمفهوم المادة 20 من الدستور اللبناني".

وتوجه الى المحامين: "رسالة المحامي هي أن يدافع أمام القضاء إما عن متقاض بين متقاضين وإما عن متهم بجريمة، وفي كلتا الحالتين تقضي قدسية رسالته أن يدافع عنه بكل الوسائل القانونية والإنسانية ويقدم كل ما يتوفر لديه من حجج وأدلة لتوضيح الصورة أمام القاضي ليتمكن من الحكم وفقا للضمير والقانون ودون التباس أو غموض. إن ضياع العدالة يدمر الفرد والمجتمعات، فالظلم حليف الباطل، ومهما كان ثمن العدل مرتفعا فإنه يبقى أقل كلفة من الظلم".

وختم: "تقديرا لجهود نقابة المحامين المستمرة منذ مئة عام في ميدان احقاق العدالة أمنحها وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الأولى، كما أمنح النقيب اندريه الشدياق وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديرا لتفانيه في خدمة الوطن والعمل النقابي".

وبعدها، تسلم النقيب الشدياق باسم النقابة، وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، فيما قلده الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة ضابط، بينما قدم النقيب الشدياق الى رئيس الجمهورية درعا تذكاريا للمناسبة.

واختتم الاحتفال بالتقاط الصورة التذكارية.

 

باسيل من موسكو: ليست مسؤولية روسيا وحدها مساعدة لبنان على تحقيق العودة أعيدوا سوريا الى الجامعة العربية ولنعمل معا لإعادة النازحين

الثلاثاء 16 نيسان 2019 /وطنية - ألقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، كلمة خلال اللقاء العربي-الروسي للتعاون في دورته الخامسة، في موسكو، فقال: "ما أحوجنا اليوم الى التوازن في العلاقات الدولية، في هذا الزمن الذي تمنح فيه دولة ما أرضا تخص دولة الى دولة أخرى، وفي زمن تهب دولة ما عاصمة تاريخية تعود لشعب الى شعب آخر، وذلك كرمى لحملة إنتخابية لمن قتل النساء وضرب الأطفال وترك العزل دون مأوى في فلسطين، وفجر حقده في أشجار الزيتون وقبب الكنائس ومآذن المساجد".

اضاف: "ما أرخص دماءنا، تستعمل لحشد الأصوات، وتهدر حقوقنا في سبيل رافضي السلام. هذه حالنا وحال العالم، نشكو من آحادية ظالمة ليس بحقنا فقط، بل بحق بشرية بات عليها أن تدفع ثمن هذه الآحادية تطرفا وإرهابا.

واكد انه "لم يعد مقبولا اليوم هذا التمادي في إهدارالحقوق العربية تمهيدا للإعلان عن صفقة العصر، التي إنتظرناها حلا وتمنيناها أفقا جديدا للأجيال الجديدة لتعيش بأمن وسلام، فوجدناها سلسلة تلف حول عنق القضية لخنقها، فتضيع معها القدس والجولان وشبعا وتنتهي القضية، شعبا مشردا وأرضا مسلوبة ونظاما دوليا منهارا بضياع الحقوق وتكريس مفهوم الإغتصاب بدل العدالة، وكأن بنا نعود قرونا لنعيش نظام العبودية بدل أنظمة حقوق الإنسان".

وتابع: "من الممكن أن يخاف البعض من طموح دولة ما، أو من تمدد طائفة ما، ولكن تهدئة المخاوف لا تبرر التعاطي مع الشيطان. زملائي، لا يجوز أن نخطىء في العدو ولا أن نضيع البوصلة، فالعدو هو إسرائيل والبوصلة هي فلسطين، وكل ما يشتت من تركيزنا عن هدف إعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو إلهاء لنا عن مصالحنا ومصالح شعوبنا. وأنا أدعو الى مراجعة الحسابات وإعادة تحديد الأهداف. أقول هذا للتاريخ ولتسجيل موقف فيما نحن على وشك ضياع القضية وضياع الأرض والقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة. وإذا إرتضى أحد اليوم بذلك فنحن على ثوابتنا باقون، فلسطين عربية، وعاصمتها مدينة القدس، والجولان سورية، وسكانها عرب سوريون، وشبعا لبنانية وصكوكها عائدة لنا، كما كرامتنا لا يأخذها أحد منا".

وقال: "قد يرى البعض في طرح هذه القضية خروجا عن موضوع إجتماعنا، أما الحقيقة فهي أن أحد أهم أوجه التعاون العربي-الروسي هو المجال السياسي، وذلك لإعادة التوازن الى منطقتنا في وقت دفعت فيه ثمن الأحادية وغياب مرجعيات القانون والعدالة والسلام"، مؤكدا ان "تعزيز تعاوننا ليس موجها ضد أحد ولا يجب أن يقلق أحد، لأن الهدف الأساس من وراء هذا الإجتماع هو التنسيق والتعاون وإيجاد السبل الى حياة أفضل في منطقتنا العربية. فالتعاون العربي مع الصين أو روسيا أو اليابان أو الهند أو أميركا أو الإتحاد الأوروبي، هو لمصلحة الشعوب العربية، وتعزيز رخائها وإزدهارها، وهو ليس تحالفا عسكريا أو سياسيا موجها ضد أحد". أضاف: "كل تعاون مرحب به، وبالتحديد نحن داعمون للتعاون العربي -الروسي وداعون الى تعزيزه لما فيه من خير لشعوبنا ودولنا على كافة الصعد دون حصره بالشق السياسي بل إمتداده ليشمل الإقتصاد وكل قطاعاته، من نفط وغاز حيث الشركات الروسية رائدة، والصناعة الروسية متطورة، والتكنولوجيا والعلوم متقدمة والزراعة عضوية، والسياحة ممتعة".

وقال باسيل: "مؤتمرنا اليوم للحوار، وكل حوار عليه أن يكون منتجا، وكل عمل ما بين الدول يجب أن يكون مثمرا، ونحن مؤتمنون على مستقبل أجيالنا، ولزام علينا فتح الأسواق الجديدة لمنتجاتنا، وإستقدام السواح لفنادقنا، وجلب الإستثمارات لأسواقنا، والتعاون التكنولوجي مع جامعاتنا، وتبادل الخبرات مع مؤسساتنا، فالتعاون بين الدول لا أفق له ولا تحده حدود سوى إستقلال كل دولة ومصالحها وخضوعنا جميعا للقانون الدولي؛ والتواصل الإنساني بفضل تطور الإتصالات وتطور الفكر لم يعد أمامه أي عائق، فلا تقيده تأشيرة دخول ولا يعيقه شرطي حدود، فالدول والشعوب يجب أن تتواصل وتتلاقى من دون ضوابط أو قيود. وعلينا اليوم وضع الإطار لتنظيم وتسهيل عملية التواصل بين شعوبنا، وخلق مساحات إستراتيجية مشتركة في ما بيننا".

وتابع: "في كل مرة نجتمع فيها، هناك كرسي شاغر ينغص جمعتنا العربية، فلا يجوز أن تبقى سوريا خارج الحضن العربي. تاريخيا، لقد كانت لكل منا ملاحظات على النظام في سوريا وقد كنت شخصيا أنا وما ومن أمثل من المناهضين للوجود السوري في لبنان، ولكن حين إنسحبت الجيوش السورية الى سوريا، إرتضينا أن نكون على أحسن العلاقات معها. اليوم الأزمة السورية على شفير الإنتهاء، ونحن مع تعزيز المصالحة في ما بين المكونات السورية، ومع وضع لجنة لتعديل الدستور، ومع الحل السياسي الذي سوف يوافق عليه ويختاره السوريون، ومع الإنتخابات الديموقراطية، ومع إعادة الإعمار ومع عودة النازحين السوريين الى أرضهم، وذلك من دون ربطها بأي شرط سوى الأمن والكرامة".

وقال: "لا أريد تكرار ما تحمل لبنان من تبعات للأزمة السورية، فالكل يعرف هذا جيدا، ولكن أريد أن ننحاز هنا في روسيا الى مصلحة لبنان ونؤيد جميعا المبادرة الروسية القاضية الى عودة النازحين الى بلدهم، بدلا من الإكتفاء بشكر لبنان على إستضافته الكريمة لهم. فلبنان لم يعد يحتمل، وهو بحاجة الى الأفعال قبل الأقوال والأموال؛ هو بحاجة الى حل مستدام وليس الى مساعدات دائمة".

واعتبر باسيل "ان لبنان اليوم مسؤولية عربية ودولية، وليست مسؤولية روسيا وحدها مساعدته على تحقيق العودة. وهو يناشدكم لمساعدته، فلا حل بمعزل عن الحضن العربي؛ أعيدوا سوريا الى الجامعة، ولنعمل معا لإعادة النازحين الى سوريا، ولتكن الجامعة العربية أم الصبي والمبادر الأول لمعالجة المشاكل العربية ونطلب عندها مساعدة روسيا، ومن يريد مساعدتنا، على إيجاد الحلول وليس على خلق المشاكل. ولتكن سوريا أول الحلول، ولنبدأ بعلاج الجرح السوري وختمه نهائيا لأن لائحة مشاكلنا طويلة وصعبة، فليبيا واليمن تنتظرانا وعلينا المبادرة، وفلسطين على شفير الضياع وعلينا المبادرة، والسودان والجزائر ليسا بأفضل الأحوال". وقال: "شعوبنا العربية تعول علينا وتنتظر أن تلعب الجامعة العربية دورا أساسيا في جمع الصف العربي وحل مشاكلنا الكثيرة. فلنبرهن عن الرشد العربي، الذي به نقيم تفاهماتنا الإستراتيجية مع أصدقائنا وعلى رأسهم روسيا، عوض أن نعيش القصور العربي الذي يظهر تبعيتنا لأصدقائنا أو أعدائنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 15 و16 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو وبالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي: قراءة سيادية شاملة في كل الملفات اللبنانية الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية حالياً

http://eliasbejjaninews.com/archives/73887/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7-2/

 

 

بيان صادر عن رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز: إن تهجّم البعض وعلى غرار النسق "العضومي" وتهديد اللبنانيين في الخارج بأنهم يسهمون في دفع الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على اللبنانيين المتورطين، هي سياسة أثبتت فشلها مع عضوم وجماعته سابقا ولن تكون أفضل منها اليوم

مكتب الرئيس/واشنطن/06 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73923/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9/

 

صحافي لحزب الله في ديربورن الأميركية يفبرك مقالات ضد د. وليد فارس

الشيخ محمد الحاج حسن/رئيس منظمة التحالف الاسلامي الاميركي

16 نيسان/19/INN

http://eliasbejjaninews.com/archives/73919/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a/

في الخلاصة، لحزب الله شبكة تضليل اعلامي وما علي منصور وموقع صدى الوطن الا جزء من تلك الشبكة التي لن يتم تفكيكها وتدمير خطرها وتضليلها الا من خلال الاستجابة لدعوة الدكتور وليد فارس نفسه واعضاء داخل الكونغرس الاميركي لاجراء تحقيق عميق وموسع في الخطر الذي يشكله.

 

قومي من رمادك.. كاتدرائية نوتردام..

الصحافية زينة منصور/الكلمة أولآين

16 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73906/73906/

 

أمام هول حريق كنيسة نوتردام.. اصوات عنصرية حاقدة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/16 نيسان 2019

 بعض الأصوات الحاقدة والشامتة بحريق كنيسة نوتردام، تبعث على الخزي من أصحابها، ولا تستحق سوى الاستنكار وإدانة مُطلقيها، مع وصمهم بعار الإنسانية جمعاء

http://eliasbejjaninews.com/archives/73910/%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%87%D9%88%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%AF%D8%A7/

 

MEMRI: Jihadis Celebrate Notre Dame Cathedral Fire, Dub It A Punishment And Good Omen
 
موقع ميمري: الجهاديون يحتفلون بحريق كاتدرائية نوتردام الفرنسية، ويصفونه بأنه عقاب وفأل خير
 MEMRI/April 16/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73893/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%88/
 The following report is now a complimentary offering from MEMRI’s Jihad and Terrorism Threat Monitor (JTTM).
 
https://www.memri.org/reports/jihadis-celebrate-notre-dame-cathedral-fire-dub-it-punishment-and-good-omen

 

 

The US Must Stop Iran's Takeover of Yemen
 
د. ماجد رافيزادا/معهد جيتستون
 
يجب على الولايات المتحدة أن توقف سيطرة إيران على اليمن/16 نيسان/19
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/April 16/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/73897/majid-rafizadeh-gatestone-institute-the-us-must-stop-irans-takeover-of-yemen-%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A/

 

 

How Likely Will Be Lebanon’s Introduction of Urgent Economic Reforms?
 
مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط : كيف سيكون الوضع المحتمل لإصلاحات لبنان الاقتصادية العاجلة؟
 Michael Young/Carnegie Middle East Center/April 16/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73914/%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%BA-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%B3%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%A5%D8%B5/

 

 

Hezbollah's Desperate Crowdfunding Reflects Trump's Tough Stance on Iran
 
كون كوغلين: أزمة التمويل اليائس لحزب الله تعكس موقف ترامب الصارم من إيران
 Con Coughlin/The National/April 16/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73917/%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A6%D8%B3-%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84/