المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april16.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذميون وجبناء الذين لا يسمون احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/بالصوت والنص/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قصّا عمرا ألفَين سني/موريس عواد/من كتاب "آخ" - 1974

في لبنان: 658 إصابة بـ"كورونا" بعد تسجيل 17 إصابة جديدة

"سرّي للغاية": لبنان يخضع بكل مجالاته لسيطرة حزب الله

طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة لـ«حزب الله» قرب الحدود السورية اللبنانية

موالو حزب الله يطالبون بالثأر وغموض يلّف مصير ركاب السيارة المستهدفة!

هجوم إسرائيلي على عناصر من حزب الله يكشف مراقبة دقيقة لكوادر الصفّ الثاني

الهجوم يوجه رسالة بأن إسرائيل تراقب بشكل دقيق تحركات كوادر الصف الثاني في حزب الله وليس فقط تحركات الكوادر العليا المعروفة.

تدخل “اليونيفيل” منع مواجهة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي

غارة إسرائيلية استهدفت قيادات لـ"حزب الله" عند معبر جديدة يابوس الحدودي مع سورية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/04/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 نيسان 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

توقيف إعادة المغتربين أسبوعين لتقويم الوضع و20 مستشفى مهدد بالإقفال

تعميم عن مصرف لبنان بشأن السحوبات النقدية من الحسابات الصغيرة... ماذا في تفاصيله؟

بيان جمعية المصارف حول سعر صرف الدولار... هذه التفاصيل

فضيحة الـ400 ألف: 50% من اللوائح "مدسوسة

لماذا حشرت غادة عون نفسها بين "درج" ورياض سلامة؟

النهار : مساعدات الفقراء تائهة… ومساعدات الجيش مستمرة

الجمهورية : الهيركات" تفجّر خلافات بين أهل السلطة… ومصرف لبنان يشنّ هجوماً مضاداً

الشرق الأوسط : الحكومة اللبنانية تحاول استيعاب أزمة المس بالودائع ‎ ‎

اللواء : مبارزة رئاسية على خشبة "الانقاذ".. دياب وحيداً! وقف رحلات المغتربين لأسبوعين.. والدولار يضرب عرض الحائط بالقرارات ويقفز فوق الثلاثة آلاف

الشرق: مصرف لبنان: مهمتنا حماية العملة الوطنية‎ ‎ ‎ ‎

الأنباء: الحكومة من فشلٍ لآخر في "مواجهة التحديات"... ‏والأزمة المقبلة أكثر خطورة: الدواء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الكاظمي: أسماء أعضاء حكومتي جاهزة... والنزاهة والكفاءة معياران وأكد أن أولوياته هي الاقتصاد و«كورونا» والانتخابات المبكرة

الصحة العالمية»: لا لقاح قبل 12 شهراً... والذروة لم تأتِ بعد/الإصابات في العالم تجاوزت مليونين... ونصف وفيات أوروبا في دور رعاية المسنين

صندوق النقد: الأثر السلبي لـ«كورونا» على نمو الشرق الأوسط سيفوق أزمة 2008

إحباط مخططات «داعشية» لمهاجمة منشآت عسكرية أميركية في ألمانيا

مصر: «تصفية خلية إرهابية» ومقتل ضابط في «عملية استباقية»

مدير منظمة الصحة: «لا وقت نضيعه» و«الهم الوحيد» إنقاذ الأرواح من الوباء

تنديد دولي بقرار ترمب تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية وموسكو تصف خطوة واشنطن بـ«المقاربة الأنانية»

البرلمان الإيراني: الوفيات بـ”كورونا” 8600 والمصابون750 ألفاً واتهم حكومة روحاني بالتكتم على الأعداد الحقيقية وحذّر من موجة جديدة مرجحاً إصابة 60 مليوناً

مصر تُحبط مخططاً لتفجير كنائس في عيد الفصح وتقتل 7 إرهابيين/الأمن فكك خلية إرهابية شرق القاهرة بعد معركة استمرت 6 ساعات أسفرت عن مقتل أحد الضباط

تركيا تستجدي أميركا مجدداً لحل الخلاف بشأن “أس 400”

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثلاثية الدولة والثلاثيات القاتلة/نوفل ضو

يكفينا تكاذب، الحلّ بالفدرالية/يوسف ي. الخوري

حسان دياب بعباءة سليم الحص/يوسف بزي/المدن

ملحم خلف يفعلها: الجامعات والمؤسسات التربوية ضد خطط الحكومة/نادر فوز/المدن

لبنان في ظلّ التغييرات الإقليمية الكبيرة/خيرالله خيرالله/موقع أساس ميديا

عن حظّ حسّان دياب.. بانتظار ثورة الجياع/زياد عيتاني/موقع أساس ميديا

أستاذ نبيه... أين "فعل الندامة"؟/بشارة شربل/نداء الوطن

مشاعات جبل لبنان القديم في خطر... هل يصلها "الهيركات"؟/ألان سركيس/نداء الوطن

عشرون عاما حكي فاضي/انطوان سعادة/الكلمة اولاين

أولوية الحكومة: شهادة حسن سلوك دولية/هيام القصيفي/الأخبار

لا تزني ولا تتصدّقي/نبيل بومنصف/النهار

خواطر «كورونية»/تركي الفيصل/الشرق الأوسط

العزلة تعيد الزمن الضائع/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

.. و«العمّال» إلى يسار أقلّ في بريطانيا/حازم صاغية/الشرق الأوسط

«كورونا»: الخطوة التالية/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون استقبل لازاريني مودعا

دياب استقبل سفير الاتحاد الاوروبي وماطوسيان

مخزومي من الصرح البطريركي: للجنة من المحامين تلاحق الفاسدين وتسترجع الأموال المنهوبة

اعلاميون من أجل الحرية : رسم الكاريكاتور في صحيفة الجمهورية في حق الفلسطينيين لا يمثل الاعلام اللبناني

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى18/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذميون وجبناء الذين لا يسمون احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/15 نيسان/2020

تلهي اصحاب شركات الأحزاب ببعضهم قدحاً وبانتقاد االحكم هو قمة في الذمية والجبن حزب الله يحتل البلد وكل التركيز يجب أن يكون عليه فقط.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني  بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

مع رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

*ملاحظة: المقالة في اعلى هي من الأرشف مع بعض التغييرات البسيطة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قصّا عمرا ألفَين سني

موريس عواد/من كتاب "آخ" - 1974

لمّن إجو عَ القبر قبل الصبح

حاملين الطيب، بَدُّن يدهنوك.

بلكي بعد ما مِتّ، بلكي هالجرح

بَعدو طَري، وتعيش، بلكي بياخدوك

عَ بيت مَرتا ومريم وعازار.

شافو القبر مفتوح

شافو الحجر مَشلوح

وناقيط الموت يبست عَ الحجار

وشافو قميص المَوت بَعدا ساكتي

والموت بعدو ماسِكا

ما بيتركا...

هَي ما إلا تخمين لَيلي تالتي؟

يَمّا الإجو بالليل نسيوها

يا هنّ خَلّوها

تَ يضَل مين يرِد عَ السوآل.

يَمّا الموت

الما إلو وجّ ولا صَوت

خَلاّ زكر بِالقبر، خَلاّ خْيال.

وحكيو الحكايي، قال دحرجت الحجر

تالت نهار. وقمت نص الليل.

بحب أعرف ليش نص الليل

ما زال عندَك ناس بترِّش الخبَر؟

وطارت القصّا، ومَيل خَبَّر مَيل..

وبعدين صار اللون يرسملَك صوَر.

وتخربط التاريخ سَمّوك المَلك

عَ الناس، عَ التاريخ كِلّو، عَ الفَلَك

عَ الهَون ، والمش هَون

إسمَك مَرَق باللون.

بالشعر، بِالأوتار. والأزميل

خَلاّ المقالع تبعت تماسيل

صار الزمان يدور

بحكايتَك، والحبر نَقطلَك سطور

وحَطّولَك نواطير تسهَر عَ الندور.

صرت الرنين ونحن صرنالَك وتَر

عَلَّمتنا سرّ البطولي والرنين

سَفَّرتنا بِالوَهم، يا وَهم السفَر.

بعدا الحكايي كارجي كرج السنين

وتالت نهار يدحرجو هاك الحجر.

 

في لبنان: 658 إصابة بـ"كورونا" بعد تسجيل 17 إصابة جديدة

مواقع ألكترونية/15 نيسان/2020

أفادت وزارة الصحة، في تقريرها اليومي، عن تسجيل 17 إصابة جديدة بـ"كورونا"، ليصل عدد الاصابات المثبتة مخبرياً الى 658.

 

"سرّي للغاية": لبنان يخضع بكل مجالاته لسيطرة حزب الله

أخبار اليوم /15 نيسان/2020

تبلّغت مراجع رسمية لبنانية تفاصيل تقرير أوروبي ذُيّل بعبارة "سري للغاية" يتناول وضع حكومة الرئيس حسان دياب وحجم تغلغل "حزب الله" وسيطرته عليها، ويشير التقرير الى خطورة ما تتعرّض له المصارف اللبنانية بالتوازي مع استهداف واضح لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتكشف المعلومات لوكالة "أخبار اليوم" عن أن فرنسا بالتحديد كانت قد طلبت إعداد هذا التقرير حول الأوضاع اللبنانية عشية إعادة الكلام عن مَنح المساعدات الى الحكومة اللبنانية خاصة وان مؤتمر "سيدر" تمّ تجميد كافة مفاعيله؟ ومن جهة أخرى، يتناول التقرير تحييد الجيش اللبناني خلال الفترة الأخيرة وكذلك تناول في شقٍّ منه ما آلت إليه اوضاع الجهاز القضائي في لبنان. ويختم التقرير بعبارة "ان لبنان بات يخضع بكل مجالاته لسيطرة حزب الله"

 

طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة لـ«حزب الله» قرب الحدود السورية اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2020

استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية اليوم (الأربعاء) سيارة تابعة لـ«حزب الله» اللبناني عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان من دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى، وفق ما أفاد مصدر مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر، مفضلاً عدم كشف اسمه كونه غير مخول له التصريح: «وجهت طائرة مسيرة إسرائيلية بداية ضربة قرب سيارة تقل عناصر من (حزب الله)». وأضاف «وبعدما خرج منها ركابها، تم استهدافها مباشرة بضربة ثانية»، مؤكداً عدم وقوع إصابات. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن «الطائرة الإسرائيلية استهدفت السيارة قرب معبر جديدة يابوس السوري» المواجه لنقطة المصنع اللبنانية في منطقة البقاع شرقاً. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها بأن السيارة التي جرى استهدافها «مدنية»، من دون أن تحدد هوية الجهة التي استهدفتها. وفي لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاه سيارة جيب شيروكي» واقتصرت الأضرار على الماديات. ويقاتل «حزب الله» في سوريا بشكل علني منذ العام 2013 دعماً لقوات النظام، وشارك في معارك أساسية عدة أسهمت في تغليب الكفة لصالح نظام بشار الأسد. وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للنظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله». وتُكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله».

 

موالو حزب الله يطالبون بالثأر وغموض يلّف مصير ركاب السيارة المستهدفة!

موقع جنوبية/15 نيسان/2020

ساعات مرت على استهداف درون إسرائيلية لسيارة تابعة لحزب الله على الحدود السورية، ولم ينتهِ معها التفاعل في مواقع التواصل ولا سيما على تويتر حول الاستهداف وسط ردة فعل واضحة من مواليي حزب الله الذين أبدووا غضبهم حول التعمد الإسرائيلي رغم ما وصفوه بتحذير حزب الله من استهداف أي عنصر تابع له. وسط ذلك تداول الناشطون كلمة “الثأر” كرد فعل على الاستهداف وربط بعضهم بين حادثة اليوم وعملية اغتيال القيادي عماد مغنية، في حين أشارت مصادر صحفية إلى استهداف قيادي في حزب الله يدى عماد كريمي بالعملية. وفي تفاصيل الحادث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بعد ظهر الأربعاء، سيارة جيب عسكرية عند معبر جديد يابوس الواقع عند الحدود السورية–اللبنانية، حيث جرى استهداف السيارة بصاروخين، ما أدى إلى أضرار جسيمة. في حين أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن عناصر “حزب الله” نجوا من الغارة بخروجهم من السيارة قبل لحظات من استهدافها. وأوضحت مصادر سورية مطلعة أنّ “الاستنتاج الأمني النهائي أكّد حصول الاستهداف عبر طائرة استطلاع ومن داخل الأجواء اللبنانية”. وأشارت المصادر إلى أنّ “الذي حصل كان محاولة اغتيال، ولم يكن ضربة تحذيرية كما يحصل مع شاحنات الأسلحة التابعة للحزب في سوريا”. واعتبرت أنّ “إسرائيل استخدمت أدوات “عسكرية” لتنفيذ عملية أمنية في عمق الأراضي السورية وهذا تطور نوعي وتمادي كبير وسيترتب عليه تداعيات”. ومن جانبهم ، قال سكان في جديدة يابوس إن استهداف السيارة جاء بعد خروجها من نقطة الحدود بحوالي 800 متر، وأن أربعة أشخاص كانوا على متن السيارة خرجوا دون إصابتهم بأضرار. فهل يفتح اغتيال اليوم الباب على تصعيد جديد في المنطقة رغم الحظر الذي تشهده الدول وأزمات كورونا المتلاحقة؟!  

 

هجوم إسرائيلي على عناصر من حزب الله يكشف مراقبة دقيقة لكوادر الصفّ الثاني/

الهجوم يوجه رسالة بأن إسرائيل تراقب بشكل دقيق تحركات كوادر الصف الثاني في حزب الله وليس فقط تحركات الكوادر العليا المعروفة.

العرب/16 نيسان/2020

تحت المنظار الإسرائيلي

بيروت - رجحت مصادر أمنية لبنانية أن يكون أربعة من الضباط الأمنيين في حزب الله نجوا من هجوم شنته إسرائيل الأربعاء عن طريق طائرة دون طيار. وذكرت هذه المصادر، مستندة إلى معلومات مستقاة من الحزب نفسه، أنّ الهجوم على سيارة من نوع “جيب شيروكي” وقع داخل الأراضي السورية في منطقة غير بعيدة عن نقطة الحدود السورية بين البلدين في جديدة يابوس. وكشفت أن الضباط الأربعة كانوا في طريق عودتهم إلى لبنان من سوريا عندما أطلقت طائرة إسرائيلية دون طيّار صاروخا في اتجاه سيارتهم. لكنّ الصاروخ أخطأ هدفه، فسمح ذلك لهؤلاء بإلقاء أنفسهم من السيّارة قبيل إصابتها بصاروخ ثان أطلقته الطائرة. وأفاد مصدر مقرب من حزب الله لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الطائرة الإسرائيلية المسيّرة استهدفت سيارة تابعة لحزب الله عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان، دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى. وقال المصدر، مفضلاً عدم كشف اسمه كونه غير مخول بالتصريح، “وجهت طائرة مسيرة إسرائيلية بداية ضربة قرب سيارة تقل عناصر من حزب الله”. وأضاف “وبعدما خرج منها ركابها، تم استهدافها مباشرة بضربة ثانية”، مؤكدًا عدم وقوع إصابات. ووصفت هذه المصادر الأمنية اللبنانية الهجوم الإسرائيلي بالتطور الخطير إذ يشير إلى رسالة إسرائيلية تفيد بأنّ هناك مراقبة إسرائيلية دقيقة لتحرّكات كوادر من الصف الثاني في حزب الله وليس فقط تحرّكات الكوادر العليا المعروفة فيه. وأشارت إلى أنّ الهجوم يظهر حال التسيّب على الحدود اللبنانية – السورية، إذ يؤكّد أن الإجراءات الطبّية التي تستهدف منع انتقال وباء كورونا إلى الأراضي اللبنانية من سوريا لا تشمل عناصر حزب الله الذين يعملون في الأراضي السورية إلى جانب عناصر إيرانية. وقال مصدر لبناني إنّ إسرائيل التي تراقب الأراضي اللبنانية والسورية عن طريق طائرات تجسّس، تحلّق على مدار الساعة، مستعدّة للذهاب بعيدا كي تضع حدّا للوجود الإيراني في سوريا، وهو وجود يشكل حزب الله عموده الفقري، خصوصا في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية وفي محيط دمشق وصولا إلى درعا والمناطق المجاورة لها. وكان عنصر أمني من حزب الله يدعى محمّد علي يونس اغتيل الأسبوع الماضي في جنوب لبنان في ظروف غامضة، في خطوة اعتبرت بمثابة إشارة إلى أن إسرائيل تتابع بطرق مباشرة أو عن طريق عملاء لها نشاط حزب الله في لبنان وسوريا في الوقت ذاته. ولاحظ اللبنانيون أنّ الأيّام الثلاثة الأخيرة شهدت تحليقا مكثفا لطائرات تجسّس إسرائيلية ليلا نهارا في سماء بلدهم. واعتبر سياسيون لبنانيون هذا التحليق بمثابة دليل على وجود قلق كبير من نشاطات معيّنة لحزب الله الذي يعمل على تكريس وجوده في منطقة الجولان السورية التي لا تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي. وكان ملفتا توزيع الجيش الإسرائيلي قبل أربعة أيّام، عبر إحدى القنوات التلفزيونية، شريطا يظهر فيه مسؤول من حزب الله وضباط كبار سوريون في جولة في منطقة غير بعيدة عن خط وقف إطلاق النار في الجولان.

 

تدخل “اليونيفيل” منع مواجهة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي

غارة إسرائيلية استهدفت قيادات لـ"حزب الله" عند معبر جديدة يابوس الحدودي مع سورية

بيروت ـ”السياسة” /الأربعاء 15 نيسان 2020

اضطرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة للسلام في لبنان “اليونيفل” إلى التدخل لتخفيف توتر برز بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني عند الحدود بين الدولتين ومنع تحوله إلى اشتباك مباشر. وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، بأن جرافة عسكرية إسرائيلية برفقة قوة مشاة مؤلفة من 24 عنصرا دخلت أول من أمس، لبعض الوقت الأراضي اللبنانية المحتلة المتحفظ عليها في خلة المحافر جنوبي بلدة العديسة، مضيفة أن العسكريين الإسرائيليين نصبوا في المنطقة خيمة بداخلها أجهزة. وأشارت الوكالة الرسمية، إلى أن هذه التصرفات الإسرائيلية دفعت الجيش اللبناني و”اليونيفيل” إلى “الاستنفار حتى انسحبت هذه القوة وعادت أدراجها وراء الجدار الأسمنتي”. ونشرت الوكالة صورة تظهر جنودا لبنانيين وإسرائيليين يصوبون أسلحتهم نحو بعضهم البعض وعناصر “اليونيفيل” يفصلون بينهم.

من جانبه، صرح المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، في حديث لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في معرض تعليقه على الحادث الذي وقع جنوبي الخط الأزرق: “التوتر ارتفع وقواتنا تدخلت بغية منع أي سوء تفاهم وتخفيف التوتر، وبعد وقت قصير عاد الوضع إلى طبيعته”.

إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية عن وقوع انفجار سيارة عند معبر جديدة يابوس بين لبنان وسورية، مشيرة إلى أن “المعلومات تتحدث عن استهدافها بطائرة مسيّرة، من دون وقوع اصابات”، حيث كانت تقل قيادات لحزب الله، كانوا في طريقهم إلى سورية. وبحسب معطيات صحافية، فإن غارة اسرائيلية بواسطة طائرة بدون طيار استهدفت سيارة تابعة ل”حزب الله” كانت في طريقها الى الداخل السوري، قرب حلويات الحيدري على الحدود اللبنانية السورية. واشارت مصادر امنية الى انه تم استهدافها بصاروخ لم يصبها، فحادت عن طريقها قليلا، ومن ثم بصاروخ ثان، ما حال دون وقوع اصابات.

في سياق أخر، قرّر مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان خفض معدلات الفائدة المرجعية في سوق بيروت BRR ابتداءً من 15 إبريل الجاري على النحو الآتي:

– معدل الفائدة المرجعية على الدولار الأميركي 5,75% بدلاً من 9,35% في مطلع السنة الحالية.

– معدل الفائدة المرجعية على الليرة اللبنانية 7,75% بدلاً من 12,45% في مطلع السنة الحالية.

وأوضحت في بيان أن “هذه التخفيضات الجوهرية والهامة في بنية الفوائد تندرج في إطار التجاوب مع تعاميم مصرف لبنان، وتهدف إلى التخفيف من أعباء التسليف على المدينين، وتحفيز الحركة الاقتصادية في الظروف الصعبة الراهنة”.

وكذلك أصدرت الجمعية بياناً أعلنت فيه أنه : “بناءً على التداول مع مصرف لبنان، وفي انتظار تجهيز وتشغيل المنصّة الإلكترونية التي ستتولّى تحديد أسعار صرف الليرة اللبنانية إزاء الدولار الأميركي في السوق اللبنانية، أوصت الجمعية باعتماد مبلغ 2600 ليرة لبنانية كمعدل صرف للدولار الواحد عند إتمام معاملات صغار المودِعين بمبالغ لا تتعدّى 3000 دولار أو 5,000,000 ليرة لبنانية استناداً الى تعميم مصرف لبنان رقم 148 الصادر بتاريخ 3 ابريل الجاري”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/04/2020

وطنية/الأربعاء 15 نيسان 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

وكأن اللبناني بات يعيش يومياته على وقع عدادين عداد الاصابات بكورونا وعداد سعر الدولار..

ففي ارقام كورونا سجلت اليوم سبع عشرة اصابة جديدة ليصل عدد الاصابات المثبتة مخبريا الى 658 فيما وصل العدد في العالم الى مليوني اصابة نصفهم في اوروبا مقابل تسجيل مئة وثلاثين ألف حالة وفاة.

وفي غمرة هذا الواقع أعلنت منظمة الصحة العالمية اختبار ثلاثة ادوية لعلاج هذا الوباء وتتابع مع جميع الشركاء سبل تسريع البحث العلمي فيما توقع الطبيب الفرنسي ديدييه راوول نهاية كورونا في الاسابيع المقبلة.

واذا كان عداد كورونا مضبوطا في لبنان ما دفع وزير الصحة حمد حسن الى القول إننا تفوقنا بالنقاط على كورونا لكن ليس بالضربة القاضية ونسير بالطريق الصحيح لتسجيل النصر".

إلا ان سعر الصرف الدولار بقي متفلتا وسجل اليوم مستويات مرتفعة.

وعشية جلسة ثانية هذا الاسبوع لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، لاستكمال البحث في الخطة الاقتصادية الانقاذية واصل الدولار تحليقه لدى الصرافين وكسر عتبة الـ3000 ليرة. وفي تداعيات ارتفاع الدولار وتفاقم الازمة الاقتصادية.

قفز واقع قطاع المستشفيات الى الواجهة بعد دق ناقوس الخطر وتحذير عدد منها من الاقفال اذا لم تعالج مشاكلها المالية ولم تسدد مستحقاتها أولى هذه المستشفيات مستشفى سيدة لبنان في جونية اتخذ قرار الاقفال واعلن التوقف عن العمل اعتبارا من 16 أيار المقبل..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

بانتظار توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة لعقد جلسة تشريعية لإقرار جملة من المشاريع والقوانين الملحة والتي من المفترض ان يكون موعدها قبل شهر رمضان المبارك بقيت الدعوة الأخرى لرئيس المجلس لقراءة الفاتحة والترحم على (الهيركات) تتردد أصداؤها من طاولة مجلس الوزراء حيث تحول هذا المشروع الى مشروع لقيط ومن هناك إلى كل المشهد الداخلي.

والى حين ان تعيد الحكومة صياغة خطتها الاصلاحية والاقتصادية لتقديم بدائل لسد الفجوة المالية المقدرة بتسعة وخمسين مليار دولار ستكون هذه المسألة محور كلمة يتوجه بها الى اللبنانيين يوم غد رئيس الحكومة حسان دياب.

عداد الإصابات بكورونا في لبنان سجل اليوم سبع عشرة حالة رفعت الحصيلة الى ستمئة وثمان وخمسين وبالتزامن فانه ينتظر ان يحدد موعد جديد للبدء بتوزيع المساعدات المالية للأسر الأكثر عوزا بعد ان كانت قد علقت بقرار من مجلس الوزراء لاعادة تنقيح اللوائح بعدما تبين ان بها شوائب كثيرة ومن هنا رفع السائقون العموميون الصوت اليوم مطالبين باعتماد اللوائح المقدمة من قبل اتحادات النقل البري.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

اصابات الكورونا تخطت المليونين عالميا. أما المقاومة الصحية اللبنانية، فلا تزال تؤتي ثمارها، أقله إلى الآن، حيث أكد وزير الصحة اليوم أن "لبنان يسجل نقاطا ايجابية، لكن العبرة بتسجيل الهدف النهائي". ولفت وزير الصحة إلى ان "ليس هناك من عدوى مجتمعية حتى تاريخه"، مشجعا على استمرار الالتزام بإجراءات الوقاية، وكاشفا عن رفع عدد فحوص الـ PCR يوميا إلى ما بين 1000 و1500 في اليوم الواحد اعتبارا من الاسبوع المقبل بعدما أمنت منظمة الصحة العالمية عددا وافرا منها للبنان، بناء على كتاب وصلها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفيما الجهد الرئاسي والحكومي منصب على الشأن الصحي، إلى جانب رسم خارطة طريق للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية، وشرحها في اجتماعات مستمرة في السراي، كرر خلالها رئيس الحكومة اليوم أن الهيركات غير مطروح... يواصل المتضررون من أي نجاح حكومي الحملات الاستباقية. وفي هذا الاطار، لفت اليوم الهجوم المباشر والشخصي الأول من نوعه من النائب السابق وليد جنبلاط على رئيس الحكومة حسان دياب، واصفا إياه بالحقود، ومتهما إياه بأنه موظف عن أحد الضباط السابقين... وجبران باسيل.

وفي الموازاة، تتوالى فضائح وزراء الشؤون الاجتماعية السابقين فصولا، خصوصا في موضوع المساعدات التي أكدت معلومات الـ OTV ان الجيش سيبدأ توزيعها غدا. والبارز في الاطار الفضائحي، ان الفريق السياسي الذي تنتمي اليه غالبية الوزراء الذين تعاقبوا على تلك الوزارة في السنوات الاخيرة دأب على المحاضرة بالعفة، والتبشير بمحاربة الفساد، مسلطا الاضواء على الوزارات التي تولاها خصومه السياسيون، لأهداف باتت اليوم مكشوفة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا وقت نضيعه، والشاغل الوحيد انقاذ الارواح من كورونا..

هو أبلغ رد من منظمة الصحة العالمية على الوباء العالمي دونالد ترامب، الذي اعلن وقف التمويل الاميركي للمنظمة الدولية في عز معركتها مع وباء كورونا.. الرئيس التائه بين تقصيره وقصر نظره فتح حربا اقل ما يقال فيها انها غير انسانية كما وصفتها موسكو..

اما الوصف لحال الاميركيين الواقعين بين الوباءين، فهو مزر مع تسجيل الفين واربعمئة حالة وفاة خلال اربع وعشرين ساعة، فيما الساعات الماضية شهدت حرب تصريحات بين ترامب وحكام الولايات الذين هددوا الرئيس الاميركي بعدم الامتثال لقراراته اذا اصر على فتح الاسواق، غير آبه بتحذيرات القطاعات الطبية المحلية والعالمية.

وهو المسكون بهاجس الخسائر الاقتصادية التي تصيب الاقتصاد الاميركي ان استمر الاغلاق، مع تزامن الكارثة ذات التأثير الانتخابي على بعد اشهر قليلة من فتح صناديق الاقتراع..

في لبنان غلبة بالنقاط على كورونا سجلها الممتثلون للاجراءات كما قال وزير الصحة حمد حسن، فالفحوصات لعينات عشوائية من المناطق جاءت نتائجها سلبية، ما يعني أن ايجابية كبيرة حققها اللبنانيون بمواجهة كورونا، والمطلوب الاستمرار بهذا التجاوب وتحمل المسؤولية لاتمام المهمة..

في المهمة الحكومية، محاولات لانعاش المستشفيات الخاصة، واخرى باعانة العائلات الاكثر فقرا، فيما السجال الاكثر افتقارا للموضوعية هو التصويب على الحكومة في عز معركتها مع الوباءين الصحي والاقتصادي. الخطة الاقتصادية للحكومة لم تكتمل بعد أكد الرئيس حسان دياب في ورشة اقتصادية في السراي، لكنها ستشمل اعادة هيكلة - ليس للدين العام فحسب - بل للقطاع المصرفي ومنه مصرف لبنان، وهو ما لم تجرؤ عليه كل الحكومات.

خطة لن تشمل شيئا اسمه الهيركات كما اكد الرئيس دياب، وكل ما قيل اشاعات بخلفيات سياسية للتصويب على الحكومة.. ومن منزل رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص، صوب الرئيس دياب ناره السياسية على الخصوم، مؤكدا انتماءه لمدرسة الرئيس الحص، مدرسة كل الاوادم واصحاب المبادئ الوطنية، المؤمنين بقيام الدولة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كشفت كورونا عوراتنا، فنحن حقيقة نعيش في بلد يعيش "عالهوارة".

ماذا تعني كلمة هوارة؟

هوارة تعني مجموعة من العسكر او الجنود غير المنظمين، وهذا ما نحن عليه فعلا، كلبنانيين.

عندما دقت كورونا ابوابنا في شباط الفائت، شكلت الحكومة لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية للفيروس، وهذه اللجنة بدأت رحلة البحث المستحيل عن الداتا المتعلقة بالمستشفيات الحكومية والخاصة ومدى جهوزيتها، وعدد الاسرة وغرف العناية الفائقة التي يمكن تخصيصها للكورونا فيها، وحجم الطاقم الطبي والتمريضي، الى ما هنالك من معلومات.

لم تأت اجابة مثل الثانية، واستنزف الوقت بحثا عن المعلومات، التي لم تحسم في شكل نهائي حتى الساعة.

وليزيد الطين بلة، جاءت صرخة المستشفيات الخاصة، التي تطالب الدولة بمستحقاتها، وعدنا جميعا الى البحث عن الداتا، لنكتشف هنا ايضا ان ليس هناك اجابة مثل الثانية.

فبين مليارات الليرات اللبنانية المستحقة للمستشفيات منذ عام 2012، وبين مطالبة وزير الصحة لها بإعداد ملفاتها كافة لدفع ما تبقى من مستحقات عام 2019، وبين المعلومات التي تتحدث عن فواتير وهمية لبعض المستشفيات، ضاعت "الطاسة"، حتى لوحت المستشفيات الخاصة بالتوقف عن العمل، في وقت جاهر بعض النواب مطالبأ بالخروج عن آليات التدقيق في الحسابات عبر ديوان المحاسبة، لان المهم اليوم انقاذ القطاع المنكوب.

المساعدة التي قررت الدولة منحها للعائلات الاكثر فقرا، ولمن أوقفت كورونا مدخولهم المادي اليومي، لم تسلم بدورها من نقص الداتا او التلاعب بها.

فبين اللوائح التي ضخمتها الاحزاب على مدى عشرات السنين في اكثر من وزارة، وبين تلك التي تلاعبت بها البلديات والقطاعات، توقفت المساعدات، واستنزف الوقت مجددا فيما العائلات الفقيرة حقا، تصرخ جوعا.

حتى في عالم المال والارقام، طمست الداتا، لتكشف حكومة المواجهة لاول مرة حجم الهوة المالية، التي تقارب الستين مليار دولار، ولتنطلق المواجهة بين المصارف من جهة، وبين السياسة من جهة اخرى، التي تقرأ بياني حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف بتأن ودقة تمهيدا للرد عليهما.

انها الادارة المهترئة، التي قصدت الابتعاد عن الاحصاءات والارقام، واعتمدت في كل حساباتها على التذاكي اللبناني، فأمعنت اللعب على حافة الهاوية، حتى سقطنا جميعا في قعر بلد مفلس، يحتاج اولا واخيرا للاصلاح والداتا الدقيقة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

الكورونا مضبوط ، الدولار غير مضبوط ، أما الحدود اللبنانية - السورية فمنتهكة جوا وسائبة أرضا.

ففيما اللبنانيون يواصلون حجرهم، ولو النسبي، على الأرض، إذ بإسرائيل تخرق الأجواء اللبنانية مستهدفة سيارة لحزب الله في منطقة جديدة يابوس.

طبعا لا حاجة للقول والتكرار إن الإستهداف مدان ويشكل خرقا للسيادة اللبنانية ولاسيما أنه يستهدف أشخاصا لبنانيين ، لكن الأسئلة التي توجه إلى الأجهزة الأمنية كثيرة ، منها: كيف تمر سيارة على الحدود اللبنانية - السورية غير السالكة على الخطين؟ فالدولة اللبنانية أصدرت قرارا، مبدئيا، بإغلاق الحدود، كذلك فعلت الدولة السورية وذلك حرصا على سلامة الناس في لبنان وسوريا، فلماذا وكيف ينتهك قرار الدولتين؟ وهل أصبح قرار حزب الله منفردا أقوى من قرار الدولتين اللبنانية والسورية مجتمعتين؟ إن الدولة اللبنانية مطالبة بالإجابة ، خصوصا أن آلاف اللبنانيين ينتظرون إعادة فتح الحدود الجوية أمام عودتهم الملحة ، فيما الحدود البرية تفتح أمام بعض السيارات غب الطلب.

ماليا الدولار لامس حدود ال 3020 ليرة، فيما الحكومة لا تزال منكبة على دراسة الخطة الاقتصادية! وبين تحليق الدولار ودراسات الحكومة سجل الكورونا رقما معقولا ومقبولا تمثل في تسجيل سبع عشرة اصابة، لكن غير المعقول وغير المقبول تمثل في ما اقدمت عليه وزيرة العدل ماري كلود نجم، فبعد مماطلة استمرت حوالى الشهر قررت نجم ان تفرج عن مرسوم التشكيلات، فوقعت عليه لينتقل من الجارور الى.. النور.

لكن المرسوم المنتظر كان حظه سيئا، اذ جزأته نجم الى مرسومين، ما يشكل بدعة قانونية غير مسبوقة، ففي تاريخ القضاء اللبناني لم يحصل ان جزئت التشكيلات القضائية بمرسومين، فمن اوحى لنجم السير بهذا الخيار؟ والا تعرف نجم انه لا يمكن تجزئة المرسومين لانهما متداخلان؟ فثمة قضاة نقلوا من القضاء العسكري الى القضاء العدلي، وبالعكس، وبالتالي فانها بعملها هذا تكون قد عرقلت التشكيلات ككل، هي قالت لل "أم تي في" قبل قليل ان المرسومين سيصدران بالنتيجة في مرسوم واحد.

فهل هذا ما تريده : ان توقف التشكيلات القضائية كلها بمرسومين وتوقيعين، بعدما عجزت عن مواصلة ايقاف التشكيلات بمرسوم واحد من دون توقيع؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

بين نادي المشاغبين ومدرسة الآدميين اختار حسان دياب أن ينال شهادة حسن سير الأمور من رجل سليم مر يوما على السراي، فكان عمادة رئاسة الحكومة وبمرتبة شرف من ضمير ما طلب سليم الحص شيئا لنفسه، لكن الجميع يلجأ إليه طلبا للنصح والمشورة،احتكم دياب إلى اكثر رجال الدولة نزاهة وسلك الطريق المستقيم الذي قاده إلى عائشة بكار، متخطيا الألغام السياسية وأضلاعها الثلاث جعجع الحريري وجنبلاط، ودياب المتأثر صوتا وحكما باداء سليم الحص سعى الى استيراد الحكمة من رأس حكمائها في أمس اللحظات مصيرية، والحاجة لاتخاذ قرارات بأبعاد وطنية لا طائفية ولا مذهبية، فكانت هذه الزيارة وكان لقاء العودة إلى المدرسة التي تربينا على ثوابتها.

والحص ليس فقط ضميرلبنان بل هو عنوان لفكرة الدولة ولا يمكن التفكير بالإصلاح من دون العودة لمبادئه، قال دياب كلامه وحمل تنويه الرئيس سليم الحص حول عمل الحكومة وطريقة تعاطيها مع وباء القرن، وانصرف إلى خلية العمل في السرايا الحكومية، ومن لقائه مع الهيئات الاقتصادية أجرى مسحا اقتصاديا شاملا، وأطلق سلسلة اقتراحات لبرنامج اقتصادي مبني على الصناعة والزراعة والقطاع المصرفي.

اما القطاع السياحي ففي وقته المناسب لتحريك الدورة الاقتصادية، رسم دياب ممرا آمنا لانتشال الاقتصاد من عجزه من خلال تخفيف الواردات وزيادة الصادرات للبلد، وقال هناك مقترحات عديدة في هذا الصدد وسيقوم الوزراء المختصون بدرس هذا الموضوع ويرفعون البرامج المقترحة، وقال دياب نحن الحكومة الاولى التي تجرأت على التحدث عن هذه الفجوة الكبيرة لأننا في اول الطريق قلنا إننا سنكون شفافين .

فإن أقصر الطرق الى ردم الفجوة تكون بحفظ أموال المودعين من خلال تنشيط الزراعة والصناعة، وجعل هؤلاء المودعين صغارا وكبارا شركاء مساهمين في إحياء القطاعات المنتجة وتوفير بدائل من مليارات تدفع للاستيراد في مقابل ملايين قليلة تستوفيها الخزينة من التصدير، وإذا ما تبنت الدولة سياسة الاكتفاء الذاتي زراعة وصناعة فإنها تتقدم خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة البطالة عن طريق الاستعانة باليد العاملة اللبنانية بدلا من استجداء تسعمئة ألف وظيفة عند أبواب سيدر وغيرها.

في زمن كورونا فإن اقتصادات كل الدول أصيبت بمقتل وما بعد كورونا يؤسس لأنظمة عالمية جديدة في الاجتماع والاقتصاد والمال وحتى الأمن ..لكن إسرائيل ما قبل الكورونا وما بعده ستظل العدو الذي لا يؤتمن جانبه وفيما الوباء يأكلها اقدمت على خرق قواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب تموز مرة أخرى.. فبعد اعتدائها الفاضح بالمسيرات على الضاحية الجنوبية الصيف الفائت أقدمت اليوم بلا وازع ولا رادع على ارتكاب جريمة جديدة عند الحدود السورية اللبنانية فاستهدفت مسيراتها بصاروخين سيارة تابعة لحزب الله أفرغت إسرائيل حقدها.. لكن العملية حفظت بملف "شي فاشل".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 نيسان 2020

وطنية/الأربعاء 15 نيسان 2020

صحيفة الأنباء

*وزير ضد وزارته

وزير معني بملف حياتي، يتصرف بطريقة لا تخدم وزارته إطلاقاً.

*غياب ثلاثة أحزاب

كان لافتاً غياب ثلاثة أحزاب عن لقاء قطاعات المهن الحرة الذي انعقد أمس وخرج ‏بموقف موحّد ضد اقتطاع الودائع.

صحيفة نداء الوطن

تردد في أروقة السراي الحكومي أمس ان حالة التعبئة العامة قد تستمر حتى عيد الفطر.

يبدي فريق أساسي داعم للحكومة انزعاجه من عدم منح القطاعين الصناعي والزراعي الاهتمام ‏الكافي في العمل الحكومي.

عُلم أن الضغط السياسي على المصارف سيرتفع في المرحلة المقبلة تحت عنوان: استعادة جزء ‏من الأموال التي تقاضتها على خلفية الهندسات المالية.

البناء

خغايا

قال‎ ‎مرجع‎ ‎نيابي‎ ‎إن‎ ‎الحكومة‎ ‎التي‎ ‎تملك‎ ‎حسن‎ ‎النية‎ ‎ولا‎ ‎تملك‎ ‎مصالح‎ ‎تكبلها‎ ‎ينقصها‎ ‎تقدير‎ ‎قيمة‎ ‎الوقت‎ ‎سواء‎ ‎باتخاذ‎ ‎القرار‎ ‎ومنع‎ ‎الضبابية‎ ‎التي‎ ‎تحيطها‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎قضية‎ ‎حساسة. وكذلك‎ ‎في‎ ‎تنفيذ‎ ‎قراراتها‎ ‎فبين‎ ‎القرار‎ ‎وتنفيذه‎ ‎مسافة‎ ‎كافية‎ ‎لقتل‎ ‎إيجابياته،خصوصاً‎ ‎عندما‎ ‎يكشف‎ ‎التنفيذ‎ ‎ثغرات‎ ‎كان‎ ‎ممكناً‎ ‎تداركها‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎الضائع.

كواليس

اعتبرت‎ ‎مصادر‎ ‎أممية‎ ‎أن‎ ‎أهم‎ ‎مؤشر‎ ‎يستحق‎ ‎المتابعة‎ ‎لرؤية‎ ‎مستقبل‎ ‎الوضع‎ ‎الدولي‎ ‎هو‎ ‎سعر‎ ‎النفط‎ ‎الذي‎ ‎يعكس‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎حجم‎ ‎النشاط‎ ‎الاقتصادي‎ ‎ودرجة‎ ‎سيطرة‎ ‎الركود،‎ ‎كما‎ ‎يعبر‎ ‎عن‎ ‎حجم‎ ‎التفاهمات‎ ‎السياسية‎ ‎الدولية‎ ‎للسيطرة‎ ‎على‎ ‎الخلافات‎ ‎وإخضاعها‎ ‎للمصالح‎ ‎المشتركة‎ ‎في مراحل‎ ‎الأزمات.

صحيفة اللواء

يُبدي سفير دولة "شرقية" كبرى ارتياحه لاتفاق نفطي دولي - إقليمي، نظراً لفوائده المباشرة على بلاده.

ترفض وزيرة تتولى حقيبة حساسة القيام بزيارات سياسية، ومعها ملف يعنيها بطريقة مباشرة، على منوال ما ‏كان يفعل سابقوها

يتصرّف رئيس تيار موالٍ، على أساس أن خيارات المرحلة باتت رهن توجهاته، بصرف النظر عن المتغيّرات ‏الحاصلة

صحيفة النهار

خلاف على الشرطة القضائية...

يشهد تعيين قائد جديد للشرطة القضائية بعد اقتراب إحالة القائد الحالي إلى التقاعد، عملية شد حبال بين المكونات ‏الدرزية حيث كان هذا الموقع تاريخيا من حصة المختارة، وثمة معلومات بأنّ العهد يدعم خصوم جنبلاط في هذه ‏المسألة التي لم تُحسم بعد

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

توقيف إعادة المغتربين أسبوعين لتقويم الوضع و20 مستشفى مهدد بالإقفال

بيروت – “السياسة” /15 نيسان/2020

في الوقت الذي تتفاوت فيه نسب الالتزام بـ”التعبئة العامة” بين منطقة لبنانية وأخرى، وفيما أوقفت الحكومة إعادة المغتربين أسبوعين لتقويم الوضع، أكد وزير الصحة حمد حسن خلال تفقده مستشفى معربس على “أننا سجّلنا بالنقاط تفوّقاً على فيروس كورونا لكن من دون ضربة قاضية، ومستمرون بالطريق الصحيح لنسجّل في المرمى النصر الأخير”. وبينما سجلت “الصحة” 12 إصابة جديدة ليرتفع العدد الى 658 حالة، قال المدير العام لمستشفى رفيق الحريري فراس الأبيض: “عالجنا نحو 200 مصاب ىبينهم 81 وصلوا الى الشفاء الكامل وقمنا بـ 7 آلاف فحص”. من جانبه، أعلن رئيس مجلس إدارة مستشفى بشري الحكومي أنطوان جعجع، أن الوضع في بشري تحت السيطرة. وشرح أن زيادة أعداد المصابين بسرعة سببها ملاحقة المرضى عبر خلية الازمة ومن كانوا على اتصال بهم بشكل مباشر وغير مباشر. وفي إطار السعي لحل مشكلة المستشفيات الصحية، أعلن وزير المال غازي وزني عن استعداد وزارة المالية للعمل على معالجة المشاكل المالية التي تعاني منها المستشفيات في ظل الظروف الصعبة، وذلك عبر دفع قسم من المستحقات المتوجبة، بينما طالب النائب فادي علامة بإيجاد آلية تسرّع تسديد المستحقات، خصوصاً ان هناك 20 مستشفى مسجلا في خانة التهديد بالإقفال.

 

تعميم عن مصرف لبنان بشأن السحوبات النقدية من الحسابات الصغيرة... ماذا في تفاصيله؟

مواقع ألكترونية/15 نيسان/2020

صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة البيان الآتي: "نودعكم ربطًا نسخة عن القرار الوسيط رقم 13218 تاريخ 15/4/2020 المتعلق بتعديل القرار الأساسي رقم 13215 تاريخ 3/4/2020 (إجراءات إستثنائية حول السحوبات النقدية من الحسابات الصغيرة لدى المصارف) المرفق بالتعميم الأساسي رقم 148،". وتنص المادة الأولى على ما يلي:

- بغية إستفادة العميل الواحد من أحكام المقطع "أولاً" أو/و "ثانيًا" من المادة الأولى أعلاه على المصرف التأكد على مسؤوليته، من: "إن مجموع أرصدة حسابات هذا العميل الدائنة كافةً لدى المصرف، مضافًا إليها الحسابات ذات الصلة التي يُشارك أو يكون طرفًا فيها أو يستفيد منها، وبعد تنزيل أيه ديون مستحقة على العميل لصالح المصرف، لا يتعدى مجموع مبلغيّ 5000000 ليرة لبنانية و 3000 دولار أميركي، أو ما يوازيهما بأية عملة أجنبية".

 

بيان جمعية المصارف حول سعر صرف الدولار... هذه التفاصيل

مرصد ليبانون فايلز/15 نيسان/2020

أعلنت جمعية المصارف في بيان أنه :"بناءً على التداول مع مصرف لبنان، وفي انتظار تجهيز وتشغيل المنصّة الإلكترونية التي ستتولّى تحديد أسعار صرف الليرة اللبنانية إزاء الدولار الأميركي في السوق اللبنانية، أوصت الجمعية باعتماد مبلغ 2600 ليرة لبنانية كمعدل صرف للدولار الواحد عند إتمام معاملات صغار المودعين بمبالغ لا تتعدّى 3000 دولار أميركي أو 5,000,000 ليرة لبنانية استناداً الى تعميم مصرف لبنان رقم 148 الصادر بتاريخ 3 نيسان 2020. "

 

فضيحة الـ400 ألف: 50% من اللوائح "مدسوسة

نداء الوطن/15 نيسان/2020

إذا كانت حكومة حسان دياب نموذجاً لحكومات التكنوقراط فبئساً للتكنوقراط وبئساً لحكوماتهم… هي شوّهت ‏مفهوم الاختصاصيين وجعلته رديفاً تابعاً للسلطة الحاكمة ومرادفاً للعجز والتردد و"اللف والدوران"، في حلقات ‏مفرغة من اللجان والاستشارات والمسودات والتسريبات والإنجازات الوهمية، التي تضرب على وتر الناس ‏وتحرق أعصابهم من دون تقديم أي خطوة ملموسة لهم لا في هذا الاتجاه ولا ذاك. حتى نسبة الـ90% التي يتباهى ‏رئيس الحكومة حسان دياب بأنها لن تُمس من الودائع فهي ليست أكثر من "لعب خبيث" على الكلام، باعتبار أنّ ‏هذه النسبة تتمحور في حقيقة الأمر حول عدد الحسابات المصرفية ولا تجسّد مالياً أكثر من 10% من قيمة ‏الودائع، ما يضع عملياً نسبة 90% من أموال الودائع في دائرة الخطر وليس العكس. ولأنّ حبل الخبث جرّار، ‏سارعت الحكومة إلى "لحس مبرد" الهيركات الذي كانت تُعدّ العدة كي تستخدمه كأداة جزّ لرؤوس أموال ‏اللبنانيين، بعدما فشل "بالون الاختبار" الذي أطلقته في فضاء السوق الإعلامي وخابت عملية تمريره وتبريره ‏سياسياً وشعبياً، فعادت إلى نغمة "فهمتونا غلط" الممجوجة التي تعزف على أوتارها كلما أرادت سحب يدها من ‏إحدى "الطبخات المحروقة".. ‎ ‎

فعلى خطى "الكابيتال كونترول" سار "الهيركات" أيضاً، بحيث ترحّم عليه رئيس المجلس نبيه بري وتبرأ منه ‏رئيس الحكومة على طاولة مجلس الوزراء أمس ووضعه في خانة "الفبركات" السياسية التي تطال حكومته ‏لإفشال جهودها. ونقلت مصادر وزارية لـ"نداء الوطن" أنّ الجزء الأكبر من النقاش تركز خلال جلسة السراي ‏على "الضجة التي أثيرت حول الهيركات في الأيام الأخيرة"، ناقلة عن دياب تشديده على أنّ "الخطة الإصلاحية ‏لن تتضمن أي هيركات وأنّ ما حُكي في هذا المجال، إنما يندرج في إطار الحملة المنظمة ضد الحكومة من قبل ‏المتضررين من ورقتها الإصلاحية".. ‎ ‎

ورداً على سؤال، نفت المصادر أن يكون رئيس الحكومة قد "سمّى أي طرف من أطراف هذه الحملة، لكنه أعرب ‏عن نيته التحدث قريباً بالتفصيل حول كل الأمور المتصلة بالخطة الإصلاحية وما أشيع حولها"، مشيرةً إلى أنّ ‏‏"الإجابات التي جاءت رداً على الاستفسارات المطروحة بهذا الشأن، اقتصرت خلال جلسة مجلس الوزراء على ‏تأكيد عدم المسّ بأموال المودعين، وأنّ ما أثير بهذا الصدد إما مرده إلى كون النقاط المطروحة في الخطة الحكومية ‏فُهمت خطأ أو أنه أتى نتيجة تعمّد تحوير الوقائع لخلق البلبلة".. ‎ ‎

وعن موضوع عودة المغتربين التي قررت الحكومة استئناف رحلاتها في 27 الجاري، أوضحت المصادر ‏الوزارية أنّ "هذا القرار اتخذ استناداً إلى تقييم المرحلة الأولى من العودة الآمنة ونتائجها الجيدة، فتمّ منح الوزارات ‏والجهات المعنية بهذا الملف مهلة أسبوعين إضافيين، لترتيب الأمور وتنظيم عملية إطلاق المرحلة الثانية بشكل لا ‏يتعارض مع المعايير الصحية الموضوعة، وفي الوقت عينه تؤمن هذه المهلة فسحة زمنية ريثما تكون وصلت ‏دفعة جديدة من فحوص الـPCR   والتي سيصل منها 3000 فحص جديد هذا الأسبوع كمساعدة صينية مقدمة إلى ‏لبنان، على أن تنطلق بدءاً من اليوم حملة فحوصات في كل المحافظات". وفي ما خصّ اللبنانيين الموجودين في ‏أميركا، كشفت المصادر أنه "تم الاتفاق على إعادتهم عن طريق أوروبا، لكنّ الفكرة تحتاج إلى مزيد من البلورة ‏قبل الشروع في تنفيذها".. ‎ ‎

أما في جديد فضيحة "تفخيخ" لوائح المساعدات المالية للمواطنين المنكوبين، فلم تجد الحكومة بشخص رئيسها ‏ووزير الشؤون الاجتماعية أمام افتضاح أمر هذه الفضيحة، سوى الإقرار بها بعدما ضُبطت بالجرم المشهود في ‏قبضة المؤسسة العسكرية، وسط تسجيل محاولات "ترقيع" للموضوع وتمييع حقيقة زج أسماء لغايات تنفيعية ‏حزبية وسياسية على اللائحة الأساس، المعتمدة في وزارة الشؤون للعائلات الأشد فقراً.

وأوضحت مصادر ‏مواكبة لمجريات هذه الفضيحة لـ"نداء الوطن" أنّ اللائحة المعتمدة سابقاً في وزارة الشؤون كانت قد أعدت بشكل ‏دقيق ومدروس، وهي تضم 44 ألف عائلة من بينهم 15 ألفاً تم استثناؤهم من قرار المساعدة المالية باعتبارهم من ‏حاملي البطاقات التموينية الغذائية، غير أنّ ما كشفه التدقيق الذي أجراه الجيش في اللوائح المقدمة إليه من الحكومة ‏لتنفيذ قرار مجلس الوزراء، بتوزيع 400 ألف ليرة على المدرجة أسماؤهم في هذه اللوائح، هو أنّ نسبة 50% من ‏مجمل اللوائح هي في حقيقة الأمر تشمل أسماء غير مستحقة وغير مطابقة للمعايير والمواصفات الموضوعة لتلقي ‏المساعدة الاجتماعية، كاشفةً في هذا الإطار أنّ "اللوائح المدسوسة" ضمت أسماء تجار مخدرات وموظفين ‏متقاعدين يتقاضون معاشات تقاعد ومواطنين من غير ذوي الحاجة والدخل المحدود، وهي أسماء أضيفت على ‏اللوائح المقدمة من الوزارات المعنية ولم يتمّ التدقيق بها، فعلى سبيل المثال اكتشفت المؤسسة العسكرية ضمن ‏اللوائح الجديدة التي تم تزويدها بها لائحة تضمّ 13 إسماً من بلدة رميش، من بينهم إمرأة متوفاة من آل بدين ‏وشخص من آل منصور موظف في وظيفتين ويتقاضى راتبين، وآخرين تبيّن أنّ عدداً منهم يعملون في شركة ‏‏"مدكو" ويتقاضون رواتبهم، حتى أنّ أحد المستفيدين في عداد هذه اللائحة من آل الحاج تبيّن أنه مالك لكميون ‏‏"قاطرة ومقطورة" ويعمل راهناً في المرفأ.

 

لماذا حشرت غادة عون نفسها بين "درج" ورياض سلامة؟

المدن/16 نيسان/2020

أمعنت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، في خرق الأصول القانونية، وتخطت دورها، لتنصّب نفسها "مدعي عام الجمهورية"، وتوسّع صلاحيتها لتشمل كافة الأراضي اللبنانية! فلم تكتف بفتح ملفات سابقة، وتسوّق لنفسها أنها "القوّة الخارقة" في مكافحة الفساد، بل ذهبت بعيداً عبر استدعاء الزميلين حازم الأمين وديما صادق، للاستماع إلى افادتيهما بشأن تقرير فرنسي نشره موقع "درج" الالكتروني، وينسب إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، إجراء عمليات مالية ضخمة لحسابه الشخصي.

استدعاء للمعلومات؟

فقد "تبلّغ الزميل حازم الأمين بصفته رئيس تحرير موقع "درج" كما الزميلة ديما صادق اليوم (الأربعاء) استدعاء عبر الهاتف من القاضية غادة عون مدعي عام جبل لبنان، للاستماع إلى إفادتيهما على سبيل "الشهادة" والمعلومات، حول التقرير الفرنسي الذي أعاد موقع "درج" نشره في 9 شباط (فبراير) 2020 مدققاً في بعض مصادره، والذي أشار إلى قيام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعمليات مالية ضخمة للمنفعة الشخصية، والذي كان الحاكم نفسه قد سبقنا في الكشف عنه". وأوضح الخبر أن القاضية عون "حددت موعداً في مكتبها الساعة الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء في 21 الشهر الحالي للاستماع إلى شهادتي الأمين وصادق".

أسوأ الاحتمالات

وأثار قرار القاضية عون استياء في الأوساط القضائية نفسها، بعدما أثبتت هذه السيدة وبالممارسة أنها "تعمل ضمن جزيرة منفصلة عن السلطة القضائية. وتنصّب نفسها الحاكم بأمره، في التفاف واضح على صلاحيات المرجع المختص". إذ أكد مصدر قضائي لـ"المدن"، أن القاضية عون "لجأت إلى إجراء ليس من اختصاصها، ولا يقع ضمن صلاحياتها الإجرائية والمكانية"، مشيراً إلى أن "هذا الملف وعلى فرض توفر شبهات جرمية حوله، فإن الاختصاص يعود للنائب العام المالي (القاضي علي إبراهيم) لأن العمليات المالية المزعومة، يفترض أن تكون ناجمة عن أموال عامة، لكونها من أموال البنك المركزي. وفي أسوأ الاحتمالات تعود صلاحية التحقيق للنائب العام الاستئنافي في بيروت، باعتبار أن مصرف لبنان يقع ضمن العاصمة بيروت. وكأنها بذلك تصادر أدوار ومهام النيابات العامة الأخرى".

رسالة سياسية

ويبدو أن القاضية عون المُقالة من منصبها بالتشكيلات القضائية، المجمّدة بقرار سياسي من فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، تحاول تعويم نفسها مرّة جديدة أمام الرأي العام، على أنها تتفرّد بجرأتها على فتح ملفات الفساد! لكنّ مرجعاً قانونياً قرأ في هذه الخطوة "كلام حقّ يراد به باطل". ورأى أن "هكذا قرار ينطوي على رسالة سياسية أكثر مما هي قضائية". وقال المرجع القانوني لـ"المدن": "من الواضح أن هناك فريقاً سياسياً يستكمل حملته على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ويحاول إعدامه معنوياً، لتسهيل الانقضاض عليه وعلى منصبه، الذي يبقى هدفاً أول للتيار البرتقالي، باعتبار أن حاكمية البنك المركزي هي من آخر المواقع التي يستميت هذا الفريق لوضع اليد عليها، لإحكام قبضته على كل المواقع المسيحية في الدولة".

معلومات مزورة

الكلام عن تسييس هذا الاتهام لا يأتي من فراغ. إذ أن المعلومات التي تطال رياض سلامة ليست حديثة، بل سيناريو قديم أعيد طرحه بإخراج جديد وفق المرجع القانوني، الذي ذكّر بأن "التقرير الفرنسي الذي طال رياض سلامة ليس جديداً، إنما بني على أنقاض تقرير قديم صدر في العام 2013 يتضمن المعلومات نفسها"، مشدداً على أن "النيابة العامة التمييزية أجرت تحقيقات مفصلة بشأنه، ومن ثم النيابة العامة المالية، وانتهت هذه التحقيقات إلى حفظ الملف بعدما ثبت أن المعلومات مزورة". وذهب المرجع أبعد من ذلك في هجومه على القاضية عون، قائلاً "بغضّ النظر عن عدم اختصاص القاضية عون للنظر في هكذا ملفّ، فإنها لا تمتلك أهلية إجراء تحقيق شفّاف أو جمع معلومات من موقع القاضي المحايد. ولكن للأسف تعمل بوحي الإخبارات التي تُقدّم إليها من قبل محامين في التيار الوطني الحرّ، معروفة أسماؤهم وغاياتهم. وهذا الأمر يعرفه أدنى موظف في قصر العدل في جبل لبنان".

لا إصلاح ولا مصلحون

قفزة النائبة العامة الاستئنافية، وإن جاءت في المجهول، فسّرها المراقبون على أنها "ردّ الجميل" لفريق الرئيس عون وللتيار الوطني الحرّ، الذي أوعز إلى وزيرة العدل ماري كلود نجم بتجميد مرسوم التشكيلات القضائية، التي أعدها مجلس القضاء الأعلى وأصرّ عليها رغم ملاحظات وزيرة العدل. والسبب، أن هذه التشكيلات أقصت معظم قضاة العهد من مناصبهم التي عينوا فيها في التشكيلات السابقة، غداة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وعلى رأسهم القاضية غادة عون، بعدما إخفاق هؤلاء القضاة في مهامهم، ورُسمت حول أدائهم الكثير من علامات الاستفهام. لكنّ تجميد التشكيلات القضائية، أثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ أن فريق "الإصلاح والتغيير" هو بارع في رفع هذه الشعارات، إنما يفتقر المصلحين".

 

النهار : مساعدات الفقراء تائهة… ومساعدات الجيش مستمرة

"النهار/الأربعاء 15 نيسان 2020

حتى المساعدات الاجتماعية للعائلات الاشد عوزاً واكثر فقراً، يدخلها السياسيون ومن لف لفهم من نقابات ‏ومؤسسات في زواريب السياسة الضيقة ليسرقوا منها ما امكن، بعدما قضوا على اموال الخزينة العامة، وافرغوا ‏الصناديق، وضيعوا ودائع الناس، وحرموهم التمتع باموالهم وتعليم ابنائهم في الخارج. المشكلة تكمن في ان ‏الاحزاب المشاركة في الحكومات المتعاقبة، اليوم وفي الامس القريب، تعمد الى التشكيك في الوزارات ومؤسسات ‏الدولة وفي الداتا الموجودة لديها، علما انها اذا كانت تحوي اخطاء فانها نتاج تراكم الاخطاء المقصودة والتوظيفات ‏العشوائية والمحسوبيات. والحال ان المواطن اللبناني، الفقير على وجه التحديد، يدفع باستمرار ثمن الاخطاء. واذا ‏كان قرار قيادة الجيش التمهل في اطلاق عملية بدء توزيع المساعدات التي كانت مقررة اليوم، الى تاريخ لاحق، ‏ريثما تتم تنقية اللوائح المختلفة المجمعة من اكثر من مصدر، فان اقحام الجيش في اللعبة التي تتجاوز دوره في ‏التوزيع لانه الاكثر صدقية وتنظيما، تدخله في الحسابات الصغيرة الحزبية والمذهبية، اذ ان كل عملية مماثلة لا ‏ترضي معظم الاطراف. التوزيع سيشمل 180 الف عائلة بمبلغ 400 الف ليرة لكل منها، علما ان "داتا" برنامج ‏الفقر في وزارة الشؤون الاجتماعية لا يضم الا نحو 20 الف اسم، اضيف اليها عدد مماثل بحيث لا يبلغ العدد ‏الخمسين الفا. وقد اضيف الى اللوائح في دوائر مجلس الوزراء اكثر من مئة الف من وزارات ومؤسسات ونقابات ‏لم يتم التدقيق فيها ما خلق مشكلة تحتاج بعض الوقت لتلافي الوقوع في فخاخها.‎‎ ‎ واذا كان الاعتماد قائما على الجيش في مساعدة الاكثر حاجة، فان المساعدات للجيش اللبناني لا تزال قيد المتابعة ‏والمراقبة، وتسعى اكثر من جهة سياسية في الداخل والخارج، الى "تعطيل" الامداد الاميركي للجيش لاخراجه من ‏الموقع الذي حدده لنفسه، واستقر في دائرته، فيلجأ الى طلب المساعدات والهبات من جهات اخرى تكون قادرة على ‏التحكم بقراره بطريقة مغايرة.‎‎ ‎

وفي هذا الاطار، يتحدث مصدر وزاري سابق قريب من مصادر اميركية مطلعة لـ"النهار" عن مصالح البعض ‏التي تلتقي مع الاهداف الاسرائيلية التي تعمل في هذا الاتجاه. ويشير الى فريقين لبنانيين الاول يراهن على ‏استمرار الدعم الاميركي للجيش لانه الامل الوحيد لانقاذ البلد، والثاني يدفع بالاتجاه المعاكس. ويؤكد استنادا إلى ‏مسؤولين حاليّين في البيت الأبيض والبنتاغون، ان الولايات المتحدة الاميركية قد تبادر في أي وقت إلى إعادة ‏النظر في المساعدات التي تقدّمها للجيش اللبناني. لكن مثل هذه الخطوة ستكون سلبية على الدور الأميركي في لبنان ‏والمنطقة، إذ ستطلق يد روسيا وإيران في لبنان ما يناقض استراتيجية واشنطن. كما أن أي مسّ بهذه المساعدات ‏يؤثر على دور الجيش اللبناني وعلى الرهان عليه في لحظة ما، وهو رهان يتزايد يوما بعد يوم.

‎ ‎ويضيف: تبعثُ وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان بتطميناتٍ دوريّة إلى قيادة الجيش اللبناني حول استمرارِ ‏الدعمِ العسكريِّ الأميركي، ويُرافق ذلك ثناءٌ على دورها وعلى تفوّقِ الجيش في استخدام الأنظمة العسكرية الجديدة ‏وتطويرها. فالإدارةُ الأميركيّةُ، على العموم، تعتبر أن الحفاظَ على الجيش هو ضمانُ بقاءِ الكيان اللبناني وخشبة ‏الخلاص في حال استمرّ انهيارُ المنظومة السياسيّة والمؤسّسات الأخرى. ويلتقي موقف وزارتي الدفاع ‏والخارجية مع موقف فريق السفارة الأميركية في لبنان، وإن كان موقفُ السفيرة الجديدة، دوروثي شيا، سيكون ‏أكثر تشدّداً في الفترة المقبلة. ‎ ‎رغم ذلك لا يرتدع الفريق المناهض للسلطة اللبنانيّةَ الحالية في الإدارة الأميركية عن استغلال أي حدث من أجل ‏الضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب لوقف برنامج المساعدات المالية والعسكرية للجيش اللبناني. ويعتقد هذا ‏الفريق أن ترامب سيعيد النظر في عدد من المساعدات التي تقدمها بلاده إلى دول صديقة بعد التكاليف التي تكبدتها ‏الخزينةُ الأميركية في مواجهة وباء كورونا (ألفا مليار دولار أميركي)، ويراهن على أن يكون البرنامجُ العائد إلى ‏الجيش اللبناني أحدَ ضحايا هذا التقشف.

‎ ‎يذكر انه منذ العام 2010 قدّمت واشنطن مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة مليار وثمانمئة مليون دولار. ‏لكن الإدارة تلمس أن الحكم في لبنان يتّبع سياسة لا تساعد البنتاغون في الدفاع عن الجيش اللبناني أمام إدارة ‏ترامب لأن هذه السياسة تكاد تتماثل مع "حزب الله" عوض أن تحدّ من سيطرته.

‎ ‎في المقابل، تتحرك إسرائيل كثيرا في هذه المرحلة لتعديل الموقف الأميركي الإيجابي، حتى الآن، تجاه الجيش ‏اللبناني. وتدّعي إسرائيل أن هذا الجيش لم يقم بأي جهدٍ لمنع وصول العتاد إلى "حزب الله" حتى صار يملك نحو ‏‏150000 صاروخ، وأنه تمكّن أخيرا من الحصول على أجهزة تقنية متطورة، لاسيما أجهزة التحكّم بقيادة ‏الصواريخ وتصويب إطلاقها لكي تصيب هدفها. ويذكر تقرير "وان ديفانس" أن عسكريّين أميركيّين زاروا ‏بيروت، قبل تفشي وباء كورونا، وأبلغوا الإدارة أن الجيش ينسق في الجنوب مع "حزب الله" ضد إسرائيل، وأن ‏عناصر الحزب يتحرشون دوريّا بالقوات الدولية. ‎ ‎وفيما يؤكد فريق في الإدارة الأميركية أن التنسيق كان على أشدّه بين الجيش و"حزب الله" في معركة الجرود سنة ‏‏2017، وضع مكتب المحاسبة الحكومي في واشنطن (Government Accountability Office) تقريرا في ‏كانون الأول 2019 يذكر فيه حرفيّا أن "لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي طرد داعش من أراضيه من ‏دون مشاركة القوات البرية الأميركية". كما أن الإدارة الأميركية قدّرت موقف الجيش من الانتفاضة الشعبية التي ‏حصلت في 17 تشرين الأول، وأنه لم يعطِ آذانه لـ "حزب الله" الذي كان يريد منه أن يقمع التظاهرات السلمية.‎‎ ‎ إذا كان مؤيدو الجيش اللبناني في البنتاغون ما زالوا أقوياء وضغطهم هو الراجح، فان التطورات المالية ‏والانتخابية في أميركا من شأنها أن تضعف موقفه خصوصا أن وتيرة تسليح إيران لـ "حزب الله" مستمرة. ففي ‏النصف الثاني من آذار الماضي وجد صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى صعوبةً في إقناع ‏الخزانة الأميركية بمساعدة إيران وسوريا ولبنان لتجتاز الأزمة الصحية، إذ وضعت واشنطن فيتو على طهران ‏ودمشق وشروطا على بيروت.

‎ ‎في السياق نفسه، ومن أجل تخطي شروط البيت الأبيض والخزانة، عمد البنتاغون إلى وضع البند التالي في ‏موازنة سنة 2020: "الهدف من المساعدات للجيش اللبناني هو تعزيز مهنيّته ليتمكن من خفض التهديدات ‏الخارجية والداخلية للقوى غير الشرعية ومنها حزب الله". واضحٌ أن ما يهم أميركا هو أن يكون الجيش قويّا ضد ‏‏"حزب الله" لا معه لأن الاستراتيجية الأميركية الحالية تقوم على الاتكال على الجيوش المحلية في المنطقة لحفظ ‏الاستقرار الشرعي لكي تتفرغ هي للصراع مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية. ‎ ‎واللافت أن هناك فريقا أميركيّا يريد أن يضع الجيش اللبناني في "بوز المدفع" في وقت وضع مركز الدراسات ‏الاستراتيجية والدولية في واشنطن (CSIS) دراسة تؤكد أن "حزب الله" هو أكبر قوة غير حكومية في العالم وأن ‏الإسرائيليين يعتبرون ان قدراته العسكرية تفوق قدرات بعض الدول الأوروبية.‎‎ ‎

الكورونا‎ ‎

كورونيا، وفي انتظار زيادة عدد فحوص PCR كما وعد وزير الصحة حمد حسن، لتحديد أرقام أكثر دقة ‏للإصابات في لبنان، سجلت أمس 9 اصابات جديدة بكورونا، من بينها إثنان من المغتربين العائدين ليرتفع عدد ‏الحالات المثبتة الى 641. كما سجلت حالة وفاة جديدة لترتفع الوفيات الى 21‏.‎‎ ‎

واذا كان مجلس الوزراء لم ينه بعد تقويم المرحلة الاولى من عودة المغتربين، أفيد أن المرحلة الثانية للعودة قد ‏تنطلق بعد نحو أسبوعين أي في 27 الجاري، إذ ترأس الرئيس حسان دياب في السرايا الحكومية أمس اجتماع ‏اللجنة الوزارية لعودة المغتربين، وأوصى المجتمعون برفع عدد فحوص الـPCR اليومية في لبنان، كما اتخذوا ‏قرار استئناف الرحلات إلى لبنان بعد أسبوعين. وستعمل وزارتا الخارجية والأشغال خلال الأسبوع المقبل على ‏وضع جدول الرحلات المقبلة

 

الجمهورية : الهيركات" تفجّر خلافات بين أهل السلطة… ومصرف لبنان يشنّ هجوماً مضاداً

الجمهورية/الأربعاء 15 نيسان 2020

على رغم الهم الطاغي نتيجة جائحة كورونا التي ما تزال تقضّ مضاجع اللبنانيين، فإنّ احداث امس كشفت عن ‏وجود فجوات عميقة بين اهل السلطة على مستويات عدة تتخفّى وراء الخلاف الناشب على كثير من الملفات وفي ‏مقدمها الملفين المالي والمصرفي وخطة الحكومة الاصلاحية الاقتصادية والمالية، والمساعدات المقررة للعائلات ‏المحتاجة، والتي على هزالها قد لا تصل الى أصحابها قبل زوال الوباء الكوروني. وفيما نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الهيركات داعياً الى قراءة الفاتحة عليها بعد دفن "الكابيتال كونترول"، ‏شنّ رئيس الحكومة حسان دياب هجوماً دفاعياً مستغرباً "الحملة السياسية التي تعرضت لها الحكومة تحت عنوان ‏رفض "الهيركات"، في الوقت الذي شنّ مصرف لبنان هجوماً مضاداً على جزء من الخطة الانقاذية التي وضعت ‏الحكومة مسودتها الاولى.‎‎ ‎ وعلمت "الجمهورية" أنّ البحث انطلق عن بدائل لـ"الهيركات" وانّ هناك مسعى جدياً لتشكيل نوع من تحالف ‏عابر للكتل السياسية للتصدي لأي احتمال  للاقتطاع من اموال المودعين وفي المقابل طرح بدائل للهيركات على ‏المجلس النيابي. ‎ ‎وقال مشارك بارز في هذه المبادرة لـ"الجمهورية": "انّ البدائل موجودة، وانّ اي خطة ستطرح يجب ان ترتكز ‏على إحصاء جدي ورسمي لموجودات الدولة ومصرف لبنان والمصارف قبل الشروع في اي اجراء تنفيذي". ‏وأضاف: "انّ الاكتفاء برفض الهيركات يبقى ناقصاً ما لم يطرح شيء بديل، وان على الدولة ان تتحمل المسؤولية ‏الاكبر، وان تتشارك مع مصرف لبنان والمصارف والمالية العامة لإنتاج الحلول وليس مصادرة اموال الناس ‏لأنها ترتكب بذلك مخالفة دستورية اولاً، وتقضي على اي إمكانية لاستعادة الثقة بلبنان وبالنظام المالي ‏والمصرفي، اضافة الى انها تدمّر ما بقي من اقتصاد، وبذلك يصبح خيار الهيركات المرفوض خياراً انتحارياً" وعلمت "الجمهورية" انّ رئيس الحكومة حسان دياب سيوجّه كلمة الى اللبنانيين غداً يتحدث فيها عن ازمة كورونا ‏وخطة الاصلاح المالي.

‎ ‎وقد استغرب دياب، خلال جلسة مجلس الوزراء برئاسته أمس "الحملة السياسية التي تتعرّض لها الحكومة تحت ‏عنوان رفض "الهيركات"، مؤكّداً أنه سيتناول "هذا الموضوع بشكل مفصّل في وقت قريب، ولن ندخل في سجال ‏لأننا سنردّ بطريقة علميّة من دون استنفار العصبيّات".

وقال: "يكفي اللبنانيين أزمات متراكمة وأزمات مستجدة، وهُم لم يعودوا يتحملون استخدامَهم متاريس بشريّة خدمةً ‏لمصالحَ شخصية". ‎ ‎وتناول دياب توزيع المساعدات المالية، مشيراً إلى أنّ "الحكومة استعجلت التحضيرات لتوزيع المساعدات المالية ‏على العائلات المحتاجة، لكن بعد عملية التدقيق التي قام بها الجيش اللبناني، تبيّنَ أنّ اللوائح التي قدّمتها بعض ‏القطاعات تتضمّن أخطاء كبيرة وكثيرة. لذلك، سنُضطر إلى تأجيل توزيع المساعدات في انتظار انتهاء الجيش من ‏تنقيح اللوائح".

‎ ‎بري

في هذا الوقت بَدت عين التينة متحفزة امام أولويتين:

ـ الأولى عقد جلسة تشريعية لإقرار جملة من القوانين الملحة، وثمة خيارات عدة تدرس لطريقة عقد هذه الجلسة إن ‏بالشكل التقليدي من خلال انعقاد الهيئة العامة في مبنى المجلس، او من خلال عقد جلسة عن بُعد، وفق التقنيات ‏المتاحة.

‎ ‎ـ الثانية، أولوية حماية أموال المودعين، وضرورة السعي لإعادتها إلى أصحابها بعيداً عن أي خطوات او ‏إجراءات تمس بها. ‎ ‎واذا كان بري قد أطلق الرصاصة الأخيرة على "الهيركات"، ونعاها نهائياً، إلّا أنه ما زال ينتظر من الحكومة أن ‏تبادر إلى اتخاذ الخطوات الإصلاحية المطلوبة في قطاعات عدة، وفي مقدمها قطاع الكهرباء، الذي ان استمر على ‏ما هو عليه فمعنى ذلك أننا نفتح المجال لعجز إضافي بنحو ملياري دولار، علماً انّ هذه الخطوات الاصلاحية لا ‏ينتظرها اللبنانيون فقط بل المجتمع الدولي والمؤسسات المالية، تبعاً للوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها. ‏وبالتالي، فإنّ الكرة في ملعب الحكومة.

‎ ‎ودعا بري امام زواره امس الى "قراءة الفاتحة على "الهيركات" والترحّم عليه مثلما جرى الترحّم على "الكابيتال ‏كونترول"، لافتاً الى أنّ "الأمور إذا سلكت طريقها الطبيعي يُمكن تحقيق الانقاذ، على رغم أنّه ليس سهلاً ولكنّه ‏ليس مستحيلاً"، ومشدداً على "وجوب السير في الإصلاحات وتطبيق القوانين على الجميع، خصوصاً في ‏موضوع الفساد ومكافحة الهدر وإصدار القوانين المطلوبة، شرط عدم المس بأموال المودعين التي هي قدس ‏الأقداس".

‎ ‎وإذ سأل عن "طريقة تغطية الفجوة المالية المقدرة بنحو 59 مليار دولار، وهل ستتم بأموال المودعين؟"، أشار ‏الى أنّ "هناك أموراً عدة يمكن اللجوء إليها من مكافحة الفساد وسدّ أبواب الهدر والحسم من الفوائد وضخ سيولة ‏جديدة بعد دمج المصارف وتنقيتها"، مؤكداً أنّ "هذه إجراءات وأفكار لا يمكن حتى صندوق النقد الدولي أن ‏يرفضها، وهي تعيد الثقة وتجعل الخارج ينظر إلينا بطريقة مختلفة". وأكد "ضرورة أن نخطو على المستوى ‏الداخلي خطوات تقنع الخارج وإلّا ستكون المساعدات على باب الله". وجزم بأنّ "الخطة الاقتصادية التي يتمّ ‏مناقشتها في مجلس الوزراء ليس وزير المال مَن اقترحها، وهو لم يقل أيّ كلمة في موضوع الهيركات".

‎ ‎وكان بري قد ترأس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس خُصّص لدرس القوانين المحالة من الحكومة والقوانين المعجلة ‏المكررة المتراكمة. وأشار نائب رئيس المجلس النائب إيلي الفرزلي، بعد الاجتماع، الى أنّ بري ينوي الدعوة الى ‏جلسة تشريعية إذا توافرت الظروف، وفقاً للمخطط المرسوم قبل شهر رمضان.

‎ ‎‎"القوات اللبنانية"

وفي غضون ذلك، قالت مصادر "القوات" لـ"الجمهورية" إنّ "من يتحمّل مسؤولية الفشل والإنهيار هو الدولة ‏والأكثرية الحاكمة، فكيف يمكن هذه الأكثرية أن تحمّل المواطن البريء الذي يعمل ويكدّ للعيش بكرامة مسؤولية ‏فشلها". وأكدت أنّ "القوات" ستتصدّى لأيّ خطوة أو تهريبة من نوع الهيركات".

‎ ‎ورأت هذه المصادر "انّ وضع آلية للتعيينات يوفِّر على الجميع تجنُّب الدخول في خلافات ومتاهات، والمشكلة ‏ليست في النظام السياسي الطائفي كما يتصوّر البعض، بل في الزبائنية السياسية. ولو افترضنا انّ النظام اللبناني ‏غير طائفي والطبقة السياسية هي نفسها كنّا سنصل إلى النتيجة ذاتها، لأنّ العلة الأساسية كامنة في طبيعة الطبقة ‏السياسية وليس في طبيعة النظام، لأنّ هناك دائماً من يريد تعيين المحاسيب والأزلام وليس من هو أكفَأ وأجدر ‏بالتعيين، والطوائف تزخر بالطاقات ولكن هناك من يستبعدها لمصلحة الولاءات. ولذلك، لا يجوز تحميل ‏الطوائف مسؤولية ممارسات قوى سياسية، ومن هنا إنّ لَجم هذه القوى يكون عن طريق إقرار آلية للتعيينات تعطي ‏كل مواطن حقه". ‎ ‎ولاحظت مصادر "القوات" انّ "هناك من يَستسهل الاعتداء على الناس و"يَستَوطي حيطها"، وبدلاً من ان تتحمّل ‏الدولة مسؤولية سياساتها الفاشلة التي أوصلت لبنان إلى الانهيار تريد تحميلها للمواطن اللبناني، الأمر الذي لا ‏يمكن ان يمرّ، فيما الناس لن تقبل أساساً المَس بجنى عمرها على يد سلطة حاكمة ومتحكمة وتواصل سياسة الفساد ‏ووضع اليد على مؤسسات الدولة، وأي مدخل الى مواجهة الانهيار يكون بخطوات عملية وسريعة تبدأ من المعابر ‏ولا تنتهي بتضَخُّم القطاع العام بسبب الأزلام والمحاسيب، وما بينهما ان تضع الدولة أصولها في مؤسسة قابضة ‏سيادية بما يؤمن انتظامها ويوفِّر الربحية المطلوبة بعد رفع يد القوى الفاسدة والمفسدة".‎‎ ‎

جابر

وقال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر لـ"الجمهورية" إنّ "الحكومة تفكّر بخطط وطروحات ‏على المدى البعيد، فيما يجب عليها أن تبادر الآن وتأخذ إجراءات فورية ملحّة"، مشيراً الى "أنّها حتى الآن لم تبدِ ‏أيّ اهتمام في موضوع إقفال المؤسسات والشركات وأرزاق الناس، وملازمة الناس منازلهم". وأشار الى أنّ ‏‏"الإجراء الأول الذي اتخذته دول عدة خلال أزمة "كورونا" كان خفض الفوائد على القروض المصرفية الى ‏حدود الصفر، فيما أنّ المواطن اللبناني يُذبح وهو جالس في المنزل بلا عمل، ويدفع فائدة تتخطّى في بعض ‏الأحيان الـ14 في المئة". وإذ سأل: "هل يتحمّل الإقتصاد اللبناني، الذي يعاني، هذه الفوائد المرتفعة؟"، لفت الى أنّ ‏‏"اقتصادات أكبر وأقوى بكثير خفّضت الفائدة على القروض الى واحد ونصف في المئة، على رغم أنّ أزمة شلل ‏الإقتصادات في الخارج بدأت في بداية آذار الماضي، فيما أنّها بدأت في لبنان منذ تشرين الأول 2019‏". ‎ ‎وإذ شدّد على أنّ "المطلوب خطوات سريعة لتخفيف الأعباء على المؤسسات والقطاعات والمواطنين"، تطرّق الى ‏إجراء يهدف الى إراحة جزء من المواطنين وهو التعميم الرقم 148 الذي أصدره حاكم مصرف لبنان، والذي ‏يقضي بتحرير المصارف أموال المودعين الذين يملكون ودائع تقلّ قيمتها عن 3 آلاف دولار أميركي أو 5 ملايين ‏ليرة لبنانية، والسماح لهؤلاء المودعين بسحب أموالهم بالعملة الوطنية وفق سعر صرف السوق لا سعر الصرف ‏الرسمي". وقال جابر إنّ "الخطير في هذا الإجراء هو فرض المصارف على أصحاب هذه الحسابات إغلاقها عند ‏سحب أموالهم، إذ إنّه يؤدّي الى إغلاق مليون و715 ألف حساب، ويدفع أصحاب هذه الحسابات إلى التعامل عبر ‏الإقتصاد النقدي والتبادل النقدي".

‎ ‎وتواصَل جابر مع مسؤولين في مصرف لبنان وجمعية المصارف وعدد من المعنيين، وحذّرهم من خطورة تقزيم ‏القطاع المصرفي وإخراج جزء كبير من الناس منه، طالباً منهم التعميم على المصارف بعدم إغلاق هذه ‏الحسابات.

‎ ‎‎"هجوم مضاد" لمصرف لبنان

الى ذلك، دخل مصرف لبنان امس على خط النقاشات والجدل الدائر حول الخطة الانقاذية التي وضعت الحكومة ‏مسودتها الاولى، من خلال هجوم مضاد شنّه على جزء من الخطة يرتبط بإعادة هيكلة البنك المركزي. ‎ ‎وفيما تحدثت الخطة عن "خسائر" ضخمة في مصرف لبنان ينبغي تعويضها، رفض الأخير هذا الكلام، وأكد في ‏بيان أصدره انّ هذه الارقام لا يمكن اعتبارها بمثابة خسائر، وفق المعايير المحاسبية العالمية المعتمدة في ‏المصارف المركزية، بل تدخل ضمن المطلوبات والموجودات، ويمكن تغطيتها من مخزونات مؤقتة أو محدّدة، يتم ‏ترحيلها إلى السنة أو السنوات التالية، وربما يتم تعويضها مقابل جزء أو كل الأرباح السنوية المستقبلية. وقد ينتج ‏عن ذلك حقوق ملكية سلبية بانتظار استكمال العملية. ‎ ‎وشرح مصرف لبنان انه "خلال الأزمات المالية، قامت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بعدد من العمليات ‏غير التقليدية ذات الحجم غير المسبوق". وبالتالي، اعتبر انّ ما يوصف بأنه خسائر يُسجّل "ضمن الاصول التي ‏تمثّل قيمة الحسم في التحويلات المستقبلية إلى الخزانة اللازمة لإعادة بناء الاحتياطات".

‎ ‎حمود لـ"الجمهورية"

وفي السياق، أشار الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود لـ"الجمهورية" الى انّ النظام ‏المحاسبي الخاص بالمصارف المركزية يسمح لها بتحويل أرباحها وخسائرها الى موجودات ومطلوبات، تظهر ‏في موازنتها العمومية، بحيث تصبح الخسائر موجودات لها والارباح مطلوبات لها. وشرح "انّ البنك المركزي ‏في موجوداته ومطلوباته هو ملك الدولة وجزء من وجودها. وبالتالي، مخطئ من يظنّ انه بشَطب مديونية الدولة ‏تجاه المركزي يعني انّ مديونية الدولة انخفضت، وبالتالي على الدولة ان تطلب من البنك المركزي المساعدة في ‏إيجاد الحل لمشكلتها، والتي تتمثّل بديونها الكبيرة وعدم قدرتها على الاستمرار في دفع خدمة الدين، على أن تبدأ ‏المعالجة أولاً من خدمة الدين، كما على الدولة ان تطلب من المالية تأمين التوازن في ماليتها".

‎ ‎كورونا

وفي جديد جائحة كورونا اعلنت وزارة الصحة امس تسجيل 9 اصابات جديدة مثبتة ليرتفع العدد الاجمالي ‏للاصابات الى 641، وذكرت ان 7 من الاصابات المسجلة هي للمقيمين في لبنان، بينما تم تسجيل حالتين من ‏اللبنانيين الوافدين الخارج. ولفتت الى تسجيل حالة وفاة ليرتفع عدد الوفيات الى 21 منذ انتشار المرض في 21 ‏شباط الفائت. وأعلنت أن الفحوص التي أجريت للركاب الذين وصلوا أمس في 13 نيسان في الرحلات الآتية من ‏كل من باريس وجدة والغابون جاءت كلها سلبية.

‎ ‎الاجتماع الامني

وفي سياق متصل قالت مصادر شاركت في الاجتماع الأمني الموسّع في السراي الحكومي برئاسة دياب، امس، ‏انه جرى تقويم التدابير المتخذة في مختلف المناطق تحت مظلة التعبئة العامة، وكان هناك توافق بين قادة الأجهزة ‏على أنّ مستوى التقيّد الشعبي بتلك التدابير مقبول، مع تسجيل نقطة ضعف أساسية، في الشمال.

‎ ‎وفي معرض التدقيق في الأسباب الكامنة خلف الخرق الواسع لقواعد التعبئة في الشمال، علم انّ المجتمعين توصّلوا ‏إلى استنتاج مفاده أنّ الوضع الاقتصادي السيئ جداً هو الذي يدفع كثيرين في تلك المنطقة الى تحدي أنفسهم ‏وكورونا والدولة والإجراءات سعياً الى تحصيل لقمة العيش.

واعتبر المجتمعون أنّ الحل ليس أمنياً فقط، بل انّ مدخله العريض يكون بمعالجة الواقع الاقتصادي والتخفيف من ‏وطأته الحادة على الناس. وتقرر الاستمرار في التدابير المتخذة، وفق الوتيرة الحالية، على أن يتقرر لاحقاً التخفيف منها او التشدّد بها، تبعاً ‏للمنحى الذي سيتخذه كورونا في الفترة المقبلة.

تعليق الرحلات

وعلمت "الجمهورية" انّ قرار تعليق الرحلات لمدة اسبوعين لم يأت على خلفية ارتفاع عدد الاصابات في صفوف ‏اللبنانيين القادمين من الخارج والذي اعتبر معدلاً مقبولاً، إنما لإفساح المجال امام الاختبارات العشوائية التي ‏ستحصل في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تقرر ان تبدأ هذه الاختبارات في 3 محافظات رئيسية هي: عكار ‏والشمال والبقاع حيث سيعطى لكل محافظة 500 فحص PCR يومياً على مدى اسبوع، ومن المتوقع ان تصل ‏دفعة من هذه الفحوص اليوم عبر طائرة مساعدات خاصة قادمة من الصين تحمل 3000 فحص PCR و200 ‏ميزان حرارة سيتم توزيعها، بحيث يصبح مخزون الـ PCR لدى وزارة الصحة 15000. والهدف من هذه الحملة ‏هو معرفة العدوى المجتمعية وتحديد نسبة الوباء في كل منطقة، تمهيداً لاتخاذ اجراءات اكثر تشدداً ولكي يتسنّى ‏للطواقم الطبية والفرَق الموجودة على الارض تنفيذ خطة الحكومة لعودة اللبنانيين من الخارج كي يرتاحوا ويتّبعوا ‏اجراءات الوقاية والحجر.

وفي معلومات "الجمهورية" انّ لجنة المغتربين لم تتخذ قراراً بفتح الحدود بين لبنان وسوريا، وأبقت على الحدود ‏البرية مقفلة أقله لمدة 14 يوماً، وهو تاريخ تعليق الرحلات الجوية

 

الشرق الأوسط : الحكومة اللبنانية تحاول استيعاب أزمة المس بالودائع ‎ ‎

الشرق الأوسط/الأربعاء 15 نيسان 2020

حاولت الحكومة اللبنانية استيعاب الأزمة التي أنتجتها اقتراحاتها لاقتطاع جزء من أموال المودعين في المصارف ‏اللبنانية لتمويل عجز الدولة، ونفت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بعد جلسة مجلس الوزراء، أن يكون هناك ‏‏"هيركات"، مؤكدة أنه "ستتضح الأمور مع المعنيين وبالصياغة النهائية لمشروع الخطة التي سيتم عرضها ‏الأسبوع المقبل على مجلس الوزراء، ومن المهم عدم فهمها بأنها هيركات". وعقدت الحكومة أمس جلسة في السراي برئاسة الرئيس حسان دياب، بحثت في مستجدات الوضعين المالي ‏والنقدي، وخطة الإنقاذ الاقتصادية. وأشارت عبد الصمد إلى أن دياب "اعتبر أن الحكومة استعجلت الإجراءات لتوزيع المساعدات، لكن بعد تدقيق ‏الجيش تبين أن أخطاء كبيرة تشوبها؛ لذلك سنؤجل توزيع المساعدات بانتظار الانتهاء من تنقيح اللوائح". وأكدت ‏أن رئيس الحكومة نـدد بموضوع رفض تحويل الأموال إلى الطلاب العالقين في الخارج. وقالت، إن دياب أكد أنه ‏تم إنجاز المرحلة الأولى من خطة إعادة اللبنانيين، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة كانت ممتازة، لافتاً إلى ‏‏"أننا أمام خيار استمرار الرحلات أو تجميدها مؤقتاً".

 

اللواء : مبارزة رئاسية على خشبة "الانقاذ".. دياب وحيداً! وقف رحلات المغتربين لأسبوعين.. والدولار يضرب عرض الحائط بالقرارات ويقفز فوق الثلاثة آلاف ‎ ‎

اللواء/الأربعاء 15 نيسان 2020

في غمرة المعركة المحتدمة ضد فايروس كورونا، انفجرت معركة من نوع آخر، داخل "البيت الحكومي". وحده ‏الرئيس حسان دياب حمل لواء المواجهة، لكن من زاوية عدم "الدخول في سجال في الوقت الحاضر"، متعهداً ‏بالرد على الحملة السياسية، وهو "الأمر المعيب جداً"، محذراً من استخدام اللبنانيين "متاريس بشرية خدمة ‏لمصالح شخصية". ولاحظت مصادر سياسية أن "التسييس" علامة من علامات "الفذلكات" اللبنانية، طرح الأمر ونقيضه، ‏والاعتماد على التذاكي، في وقت يتلهى فيه المسؤولون المعنيون، بما يحدث على صعيد إحتواء ومنع انتشار وباء ‏الكورونا، وتدور المعالجات الأساسية التي تشكّلت الحكومة على ضوئها على نفسها، مما يوجه رسالة سلبية ‏للمانحين من ان الائتلاف المؤلف للحكومة، عاجز عن الاتفاق على أية خطة إنقاذية، في وقت تجاوز فيه سعر ‏صرف الدولار الـ3000 ليرة، من دون حسيب أو رقيب.

‎ ‎وقبل ان يعلن الرئيس نبيه برّي وفاة الهيركات، بقوله: "إقرأوا الفاتحة وترحموا على الهيركات، كما ترحمتم على ‏الكابيتول كونترول"، كان الرئيس دياب، يعلن في مجلس الوزراء خلال نقاش دام أكثر من ساعة، انه لا يوجد ‏‏"هيركات" ضمن خطة الحكومة، وأن الموضوع فهم بطريقة خاطئة، أو ربما استخدمت تعابير في غير مكانها ‏الصحيح.

‎ ‎مجلس الوزراء

‎ ‎وكانت خطة الانقاذ الاقتصادية والمالية استحوذت على مناقشات مجلس الوزراء، الذي انعقد في السراي الكبير ‏برئاسة الرئيس دياب، وبحث في جدول أعمال من بندين:

‎ ‎‎1- مستجدات الوضعين المالي والنقدي، ومتابعة البحث في خطة الانقاذ الاقتصادية.

‎ ‎‎2- طلب وزير الدولة للتنمية الإدارية تمديد العمل بمشروع إدارة النفايات الصلبة، وإضافة مراكز جديدة على ‏لائحة المراكز التي يتم تمويل تشغيلها وصيانتها من خلال مكتب الوزير.

‎ ‎وحول البند الأوّل، وما صدر عن لسان الرئيس دياب، في خصوص الخطة الاقتصادية ومداخلات الوزراء، ‏والحرص على إنجازها في أسرع وقت، تعقد لقاءات اليوم وغداً مع القطاعات المنتجة والمجلس الاقتصادي - ‏الاجتماعي للوقوف على رأيهم ومقترحاتهم إزاء الخطة، التي يفترض وفقاً لمصدر وزاري أكّد لـ"اللواء" ان ‏إقرار الخطة، وإن احتاج لأكثر من جلسة لا يجوز ان يستغرق أسبوع واحد أو أسبوعين على أبعد تقدير.

‎ ‎وتخوفت مصادر وزارية من ان تغرق في تفاصيل فلا تصيب الهدف مع العلم ان الأنتقادات حول المسودة التي ‏سربت هي جوهرية في ما خص الهيركات المقنع. وقالت انه ربما يحضر الموضوع مجددا في مجلس الوزراء ‏غداً الخميس في قصر بعبدا حيث يعيد رئيس الجمهورية تأكيد موقفه الرافض للأمر.

‎ ‎واشارت المصادر الى انه حتى الأن لم يعد الرئيس دياب متحمسا للخطة التي وزعت ولذلك فإنه يدرس احتمالات ‏لخطة مالية اخرى ومن هنا تأتي لقاءاته الحوارية مع معنيين بالشق المالي ومن هنا يندرج لقاؤه امس مع الوزير ‏السابق رائد خوري حيث فهم انه سيلتقيه اليوم أيضا لأستكمال البحث بالأوضاع المالية والاقتصادية وخطة ‏ماكينزي بأعتبارها خطة متكاملة صناعيا زراعبا وماليا وسياحيا وامكانية تفعيلها وامكانات تطبيقها.

‎ ‎بالمقابل، اعتبر خبير اقتصادي بارز للواء ان تراجع الحكومة وغسل يديها من موضوع الاقتطاع من ودائع ‏المواطنين في المصارف "هير كات" لايفاء ديون الدولة يشكل انتكاسة جديدة للحكومة بعد الانتكاسات السابقة ‏التي تلقتها، أن كان في موضوع التعيينات أو "الكابيتال كونترول" وغيرها. وقال:لو ان الحكومة كانت جادة في ‏وضع خطة جدية للانقاذ لكانت ضمنتها الشروط؟ والمعايير الدولية اللازمة وتقدمت على اساسها لصندوق النقد ‏الدولي كما نصحها بذلك اكثر من خبير واستشاري محلي ودولي ولكنها من خلال طرح موضوع الاقتطاع من ‏الودائع لايفاء الديون، انما تحاول سلوك اقصر الطرق واكثرها ضررا على الإقتصاد الوطني والقطاع المصرفي ‏الذي يشكل احد اهم دعائم الإقتصاد.وقال: إن هذا الخيار هو كذلك لتفادي التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتجنب ‏التعهد باجراء الاصلاحات الجدية في القطاعات والمؤسسات الحكومية التي تستنزف مليارات الدولارات سنويا ‏من خزينة الدولة ولاسيما قطاع الكهرباء على وجه الخصوص. وختم قائلا:إن ماصدر من مواقف حكومية بعد ‏جلسة مجلس الوزراء بالامس ومحاولة تحميل الذين انتقدوا موضوع الاقتطاع انما يؤشر الى حال من التخبط ‏والعجز في الخطة وأن الامور عادت إلى بدايتها، مايؤدي الى إضاعة المزيد من الوقت دون جدوى وعودة الامور ‏الى بداياتها وتأخر حل الأزمة المالية والاقتصادية التي تكبر يوما بعد يوم وتتزايد تداعياتها على اللبنانيين. ‎ ‎وبالنسبة للبند الثاني، تم إقرار طلب وزير البيئة وشؤون التنمية الادارية دميانوس قطار في شأن تمديد العمل ‏بمشروع ادارة النفايات الصلبة، واضافة مراكز جديدة على لائحة المراكز التي يتم تمويل تشغيلها وصيانتها من ‏خلال مكتب وزير شؤون التنمية الادارية.بحيث يتم تمديد العمل بمعامل النفايات سنة او سنتين الى حين انتهاء ‏الخطة الشاملة. ‎ ‎ويعقد مجلس الوزراء جلسة يوم الخميس للبحث في جدول أعمال من تسعة بنود، لاتعيينات فيها، وابرزها ‏مشروع قانون بإلغاء قانون يتعلق بصرف الدواء بموجب التسعيرة الرسمية.

‎ ‎وقبل الجلسة، شارك الرئيس دياب صباحاً في اجتماع لجنة التدابير العسكرية، بحضور نائب رئيس مجلس ‏الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، وزير المالية غازي وزني، وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، قائد الجيش ‏العماد جوزاف عون، مدير عام القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير، امين عام مجلس الوزراء القاضي ‏محمود مكية، مدير عام الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير عام ‏امن الدولة اللواء انطوان صليبا، والعميدين بولس مطر ويوسف الخوري حنا. وتم البحث في الاجراءات المتعلقة ‏بالتدبير رقم 3 واخذ رأي الاجهزة العسكرية ووزارة المالية بهذا الخصوص.

‎ ‎ثم ترأس اجتماعاً امنياً، تم التداول فيه بنتائج التدابير الامنية خلال التعبئة العامة وضرورة الاستمرار بها، والتشدد ‏حيث تدعو الحاجة، كما تم البحث بموضوع الوقود المغشوش واهمية ضبط الوضع الامني على الحدود لاحباط ‏محاولات التهريب.

‎ ‎وقف الرحلات

‎ ‎وبعد الظهر، ترأس الرئيس دياب في السرايا الحكومية اجتماع اللجنة الوزارية لعودة المغتربين، في حضور ‏الوزراء زينة عكر، ناصيف حتي، محمّد فهمي، ميشال نجار وحمد حسن، ورمزي مشرفية، المدير العام للقصر ‏الجمهوري انطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء محمّد مكية والمدير العام لشركة "طيران الشرق الاوسط" ‏محمّد الحوت ومستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية بترا خوري. ‎ ‎وأوصى المجتمعون برفع عدد فحوصات الـPCR اليومية في لبنان، كما اتخذوا قرار استئناف الرحلات إلى لبنان ‏بعد أسبوعين. وستعمل وزارتا الخارجية والاشغال خلال الأسبوع المقبل على وضع جدول الرحلات المقبلة التي ‏تستأنف في 27 الجاري.

‎ ‎وانتقد النائب في كتلة لبنان القوي الياس أبو صعب القرار، داعياً إلى إعادة النظر فيه.

‎ ‎سعر قياسي

‎ ‎مالياً، سجل سعر الدولار الأميركي الشحيح في لبنان 3050 ليرة اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى في السوق الموازية ‏في البلد الذي يعاني أزمة مالية محت نصف قيمة العملة المحلية. ‎ ‎وأصبحت السوق غير الرسمية مصدراً رئيسياً للحصول على العملة الصعبة لمعظم الناس منذ أن هوى لبنان إلى ‏أزمة قبل حوالي 6 أشهر لتبتعد العملة عن سعر الربط الرسمي البالغ 1507.5 الساري منذ عقدين. ‎ ‎وقال مكتبان للصرافة، إن الدولار جرى تداوله اليوم عند 3050 ليرة، وهو ما قالا إنه يحدث للمرة الأولى، ‏ارتفاعاً من 2980 ليرة أمس الاثنين. ‎ ‎ووصفت محطة تلفزيون (ال بي سي) السعر بأنه "مستوى قياسي جديد" يتخطى حاجز 3000 ليرة عند بعض ‏المتعاملين. وقال مستوردان إنهما عرض عليهما أسعار أعلى من 3000 ليرة للمرة الأولى.‎ ‎ ويأتي هذا الانهيار المريع، في وقت أكّد فيه مصرف لبنان ان مهمته تقضي "بالمحافظة على سلامة النقد ويقوم ‏بدور المقرض الأخير".

‎ ‎الجلسة التشريعة

‎ ‎وكان الرئيس بري قد ترأس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس، حضره نائبه ايلي الفرزلي والنواب واعضاء مكتب ‏المجلس، وذلك لدراسة القوانين المحالة من الحكومة والقوانين المعجلة والمكررة والمتراكمة. ‎ ‎وقال الفرزلي: ان المشاريع المطروحة ستكون موضع نقاش في جلسة نيابية ينوي الرئيس بري تعيينها اذا ‏توافرت الظروف، قبل شهر رمضان. ‎ ‎وقال الفرزلي لـ"اللواء": ان جدول الاعمال الذي تم الاتفاق عليه يتضمن بنوداً كثيرة تفوق ثلاثين بندا هي كل ما ‏تم انجازه في اللجان النيابية، ابرزها قانون العفو، وتشريع زراعة الحشيشة، ومشروع قانون مكافحة الفساد، ‏ومشروع طريق ظهر البيدر، ومشاريع قوانين اتفاقيات. وبعض المشاريع والاقتراحات التي كانت واردة من ‏الجلسة التي تم الغاؤها قبل اشهر بفعل الحراك الشعبي وقتها. اضافة الى ما يمكن ان يرد بصفة معجل مكرر وهذه ‏يستغرق بحثها وقتاً بسبب التصويت على صفة العجلة.

‎ ‎وحول مكان الجلسة؟ قال الفرزلي: يُعلن عن مكان انعقاد الجلسة بعد تهيئة الظروف والامور اللوجستية له.

‎ ‎سجال المساعدات

‎ ‎وتحول تأجيل توزيع المساعدات الى حين التدقيق في اللوائح المقدمة من البلديات والسلطات المحلية الى سجال بين ‏السياسيين والوزير رمزي مشرفية الذي آثر عدم السجال، واصفاً الانتقادات بالوقاحة، وقال: "اننا نعمل بالفتات ‏الذي أبقوه لنا". ‎ ‎وفي السياق، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر لـ "اللواء" ان "الحكومة تأخرت في تقديم ‏المساعدات"، مضيفاً: "منذ ثلاثة اسابيع وهم في حيرة في ما يمكن وضعه في السلة ومن ثم أتت فكرة توزيع ‏المال وكانت الحيرة في موضوع الدفع النقدي الى ان حصل ما حصل".‎‎ ‎ المشكلة تكمن في ان الجوع لا ينتظر"، هذا ما يؤكده جابر الذي أشاد بالقطاع الأهلي وبجهود الميسورين في عدد ‏من المناطق الذي وعلى الرغم الوضع الصعب قدم المساعدات وكان ليقدم الكثير لولا مشكلة الدفع النقدي للبضائع، ‏محذرا من تفاقم الوضع في الفترة المقبلة جراء خسارة الناس لوظائفها، متوقفا في هذا الشأن عند تعاميم حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة حول الزام المودعين الصغار بسحب اموالهم، ويقول: "إن اقفال الحسابات ‏المصرفية خطأ وأدعو الى التراجع عن هذه الخطوة اذ قد يكون المودع ورث شيئا او حصل على اموال غير ‏متوقعة"، مشيرا الى ان "المطلوب تغيير النموذج الاقتصادي والعودة الى الزراعة وتشجيع الصناعات التي يمكن ‏ان تحل مكان تلك التي نستوردها".

‎ ‎تقرير Covid- 19

‎ ‎على صعيد الوضع المتعلق بفايروس "كورونا"، أعلنت وزارة عن تسجيل?9 اصابات جديدة بهذا الوباء، ليرتفع ‏عدد الحالات المثبتة الى 641‏.  وقالت في احد بياناتها "ان الفحوصات التي اجريت للركاب الذين وصلوا الاثنين (13 نيسان) على متن رحلات ‏باريس وجدة والغابون، كلها جاءت سلبية.

‎ ‎كما تصل طائرة صينية الى بيروت اليوم تحمل ثلاثة الاف فحص كورونا pcr و200 ميزان حرارة من ضمن ‏دفعة مساعدات الى لبنان تصل تباعاً، وقد اصبح مخزون وزارة الصحة من الفحوصات نحو 15الفاً. ‎ ‎واعلن وزير الصحة حمد حسن بعد جلسة مجلس الوزراء ان خطة الفحوصات الشاملة في لبنان تبدأ اليوم ‏بخمسمائة فحص يومي وعلى فترة اسبوع من اجل احتواء المرض، وستوزع الفحوصات على ثلاث محافظات ‏اساسية لحصر عدد الاصابات

 

الشرق: مصرف لبنان: مهمتنا حماية العملة الوطنية‎ ‎ ‎ ‎

الشرق/الأربعاء 15 نيسان 2020

الشرق " تقول : أصدر مصرف لبنان بياناً يتعلق بميزانيته العامة، إنطلاقاً من المعايير المحاسبية الجديدة المعتمدة في البنوك ‏المركزية العالمية، وأكد فيه أنّ مصرف لبنان "مكلف بالمهمة العامة لحماية العملة الوطنية من أجل ضمان أساس ‏النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام (المادة 70 من قانون النقد والتسليف)".

‎ ‎وهنا ترجمة البيان باللغة العربية:

‎ ‎يعتمد مصرف لبنان، على غرار البنك المركزي الاوروبي والعديد من المصارف المركزية الأخرى معايير ‏محاسبة جديدة منذ العام 2007‏.

‎ ‎إنّ المعايير الدولية للتقارير المالية IFRS قد أعدت أصلاً من أجل الكيانات التجارية، لذا لا يمكن تطبيقها مباشرة ‏على المصارف المركزية، وهذا كان السبب الرئيس وراء إنشاء معايير محاسبية منفصلة محدّدة في المبادئ ‏التوجيهية، الصادرة عن البنك المركزي الاوروبي حول الإطار القانوني للمحاسبة والتقارير المالية ضمن الجهاز ‏الاوروبي للبنوك المركزية.‎‎ ‎

إنّ مصرف لبنان مثله مثل العديد من المصارف المركزية، اعتمد بشكل جزئي المعايير المتعلقة بعرض التقارير ‏والإفصاح عنها، إذ ان تطبيقها الكامل يتعارض مع الإفصاح عن الأنشطة المؤثرة في السوق. من هنا اختار ‏مصرف لبنان، كما العديد من المصارف المركزية الأخرى، استبعاد بعض المعايير والمعالجات المحاسبية في ‏سياق تطبيقه الجزئي لمعايير الـIFRS، وليس مصرف لبنان ملزماً بتطبيق المعايير المحاسبية الدولية تحديداً، فهو ‏معترف به قانوناً وبموجب القرار 9172 تاريخ 24 تشرين الأول 2005 كشخص معنوي من القطاع العام يتمتع ‏بالإستقلالية، تقضي مهمته بالمحافظة على سلامة النقد ويقوم بدور المقرض الأخير.‎‎ ‎

الخسائر المدوّرة‎ ‎

قد تستمر الخسائر لعدة سنوات، ومن السبل المتاحة لتغطيتها استخدام الاحتياطيات المتراكمة، وفي حال استنفاد ‏تلك الاحتياطيات معاوضة الخسائر المدوّرة بالأرباح المستقبلية وذلك الى حين تصفية تلك الخسائر، والخسائر ‏المدوّرة أي الخسائر المتبقية المسجلة، والتي لا يمكن تغطيتها بواسطة إحتياطات خاصة أو عامة، تدوّر الى السنة ‏أو السنوات اللاحقة. ‎ ‎إنّ البنك الفدرالي الاميركي والبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الاوروبي والمصارف الوطنية في ‏أوروبا، واجهت جميعها سلسلة من الأزمات الاقتصادية والمالية. وفي لبنان، أدّت الظروف السياسية المتفلتة ‏المصحوبة بتوتر إقليمي وبأعباء الأزمة السورية، الى إضعاف وإنهاك الاقتصاد اللبناني لسنوات عديدة، غير أنّ ‏لبنان لا يزال يتميّز بقدرته الفريدة على الصمود والإستمرار‎ ‎ وفي لبنان يتم طوال السنة تدوير كلفة الفائدة على الأدوات المالية وتسجيلها كأصول في حسابات موقتة، على أن ‏تتم معاوضة جزء منها في نهاية السنة.

‎ ‎إنّ مصرف لبنان لا يعتبر ما يسمّى بالخسائر "خسائر"، بل هي مبالغ مدوّرة بمداخيل مستقبلية. إنّ مصرف ‏لبنان مؤتمن على الحفاظ على العملة الوطنية بهدف تأمين أساس نمو إجتماعي واقتصادي دائم (المادة 70 من ‏قانون النقد والتسليف).

 

الأنباء: الحكومة من فشلٍ لآخر في "مواجهة التحديات"... ‏والأزمة المقبلة أكثر خطورة: الدواء

الأنباء/الأربعاء 15 نيسان 2020

 بعد سقوط "الهايركات" بالضربة القاضية وسحب الحكومة يدها منه ليلقى المصير ‏نفسه الذي لقيه مشروع "الكابيتال كونترول"، جدد رئيس الحكومة حسان دياب محاولة ‏تبرير فشله باتهام المعارضة بشنّ حرب ضد حكومته، مستنسخاً بذلك أسلوب الأوصياء ‏على حكومته الذين لدى كل فشل يرتكبونه يلقون باللوم على "حروب كونية" ضدهم. ولم يدرك دياب أنه بتكرار اتهاماته هذه انما يضع بنفسه حكومته في خانة التصنيف ‏السياسي بعدما كان بحّ صوته وهو يعلن مرارًا أنه "رئيس حكومة مستقلين". أما خطة الحكومة التي ماتت قبل أن تولد، فقد أطلق رصاصة الرحمة عليها رئيس ‏المجلس نبيه بري الذي كان دعا أمس إلى قراءة الفاتحة والترحم على "الهايركات" ‏و"الكابيتال كونترول". في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الجلسة التشريعية المرتقبة أيام الثلاثاء والأربعاء ‏والخميس من الأسبوع المقبل، أي في الفترة الواقعة بين عيد الفصح المجيد وحلول شهر ‏رمضان المبارك في 25 من الجاري، وقد بحثت هيئة مكتب المجلس امس جدول ‏الأعمال من دون الوصول إلى قرار نهائي ما إذا كانت هذه الجلسة ستنعقد إلكترونياً أو ‏ضمن حرم المجلس بشرط احترام الشروط الصحية وتطبيق مبدأ التباعد وتطبيق كل ‏وسائل الوقاية.

أوساط عين التينة كشفت عبر "الأنباء" أن لا شيء محسوم بعد حول ما إذا كانت ‏الجلسة ستدار عن بعد بطريقة الـvideo call أو بحضور النواب شخصياً إلى المجلس ‏وحينها يمكن عقد الجلسة في القاعة العامة على أن يتضمن جدول الأعمال كل مشاريع ‏القوانين التي أنهت اللجان النيابية دراستها، بالإضافة إلى مواضيع صحية وأخرى تتعلق ‏بتحديد المهل ومواضيع الهبات وغيرها من المشاريع التي تتطلب قوانين لإقرارها كي ‏تصبح نافذة. وكشفت الأوساط أنه في حال الانعقاد إلكترونياً فالمسألة تستدعي ضوابط وتقنية خاصة ‏بموضوع التصويت. مصدر نيابي لفت عبر "الأنباء" إلى أن اجتماع هيئة المكتب كان مخصصاً لدراسة ‏مشاريع القوانين المحالة من قبل الحكومة إلى المجلس بالإضافة المشاريع المتراكمة ‏ومواكبة ما هو مطلوب على الساحة المحلية، ومن بينها ما هو بحاجة إلى صفة المعجل ‏المكرر، كما تداعيات أزمة كورونا ودعم المستشفيات الحكومية والعائلات الأكثر فقراً.

وفيما رحبت مصادر التيار الوطني الحر بالدعوة إلى جلسة تشريعية مع تشديدها على ‏إقرار القوانين الأكثر أهمية، فإن مصادر "كتلة المستقبل" شددت على اهمية انعقادها ‏لوجود العديد من المشاريع التي تتطلب إقرار قوانين بشأنها.

وفيما تحاول المؤسسات الدستورية القيام بالحد الأدنى من دورها في ظل الاقفال العام، ‏فإن اللبنانيين لا زالوا كما كل العالم رهينة أزمة كورونا وتداعياتها. وقد أشارت مصادر حكومية عبر "الأنباء" إلى ارتياحها للاجراءات المتخذة لمواجهة ‏كورونا والجهود المبذولة في هذا السياق في قبل وزارة الصحة. لكنها حذرت من أزمة ‏النقص بالأدوية والمواد الغذائية التي لا تزال سبل تأمينها غير ناجزة، وهو ما يضع ‏الحكومة امام تحدّ جديد ممنوع الفشل فيه لأن ذلك يطال صحة مئات آلاف اللبنانيين ‏الذين يضطرون لأخذ الأدوية للأمراض المزمنة والمستعصية.

على صعيد آخر، وبعدما انتظر اللبنانيون أن تصلهم المساعدات المالية الموعودة من ‏الحكومة، جاء قرار الجيش اللبناني بتأجيل التوزيع ليؤكد ما كان أول المحذرين منه ‏الحزب التقدمي الإشتراكي حول ضرورة اعتماد معايير شفافة في وضع لوائح ‏المستحقين، كي لا يتحول الملف الى بازار سياسي.

وأعربت مصادر مطلعة على الملف عبر "الأنباء" عن ارتياحها لتأجيل التوزيع لما ‏تضمنته اللوائح من أسماء غير مستحقة او لمتوفين او لتنفيعات حزبية. وتمنت المصادر على قيادة الجيش ان تعتمد سياسة المسح الميداني بالطريقة نفسها التي ‏كانت تعتمدها في تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحروب.

واستغربت المصادر عدم اصرار وزير الاجتماعية رمزي مشرفيه على وضع هذا ‏الملف بيد البرنامج المخصص حصرياً لذلك ضمن وزارته، لما يملكه هذا البرنامج من ‏أهلية للعمل في هذا المجال، بدل الالتفاف وتصعيب المهمة. أما امتعاض المشرفية من الأصوات التي كشفت ما كان يجري، فقد كان محل استهجان ‏المصادر المعارضة، التي اشارت إلى أن كل المواقف التي صدرت كان تصر على منح ‏الدور لوزارة الشؤون، فإذ بوزير الشؤون نفسه ينتقد ذلك، وهو ما يترك أكثر من ‏علامة استفهام. ولفتت المصادر إلى أن الصرخة التي أطلقها عدد من السياسيين كانت هي السبب في ‏وقف عملية التوزيع العشوائية التي كادت أن تحصل لو لم تتخذ قيادة الجيش القرار ‏الحكيم قبل ساعات قليلة من بدء عملية التوزيع كما كان مقرراً صباح الأمس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكاظمي: أسماء أعضاء حكومتي جاهزة... والنزاهة والكفاءة معياران وأكد أن أولوياته هي الاقتصاد و«كورونا» والانتخابات المبكرة

بغداد: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2020

بدا رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي واثقاً من نفسه وهو يعرض أولويات حكومته في حال نالت الثقة من البرلمان العراقي عند لقائه أمس عدداً من الكتاب والإعلاميين العراقيين وحضرته «الشرق الأوسط». الكاظمي الذي جاء تكليفه أواخر الأسبوع الماضي بعد تكليفين انتهيا بالاعتذار لكل من محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، أكد أن «أسماء أعضاء الكابينة الحكومية أصبحت جاهزة الآن وأنا بصدد التفاوض مع الكتل السياسية بشأن ذلك من أجل تمريرها داخل قبة البرلمان بأسرع وقت حتى أتمكن من بدء العمل طبقاً للأولويات الضاغطة»، داعياً الكتل السياسية إلى التعاون معه لكي يعبر الأزمة الحالية طالما أن «حكومتي لها هدف محدد وهو التهيئة للانتخابات المبكرة، بالإضافة إلى التصدي بحزم إلى التحديات الطارئة التي لم تكن متوقعة حتى قبل شهرين وهي فيروس كورونا، وما بات يشكله من تهديد حقيقي لكل شعوب العالم، والأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط، وهو ما يتطلب منا اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة». وأكد الكاظمي أن «ما وصلنا إليه الآن من مشاكل وأزمات إنما يعود بالأساس إلى التأسيس الخاطئ للعملية السياسية بعد عام 2003»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الأميركي للبلاد نجح في تدمير بنية الدولة العراقية دون أن تحصل عملية إعادة تأسيس صحيحة». وبشأن ما يمكن أن يتوقع منه تحقيقه خلال فترة ترؤسه الحكومة الموصوفة بأنها مؤقتة، قال الكاظمي: «إنني ومثلما يعرف الجميع لست منتخباً ولم آتِ إلى هذا المنصب نتيجة لصناديق الاقتراع بل هي مسؤولية انتدبتني إليها الكتل السياسية، وهو ما يضاعف مسؤوليتي حيال ما نتعرض له من تهديدات وتحديات، وبالتالي أستطيع القول إنني رئيس وزراء أزمة ولا أملك لا أنا ولا غيري عصا سحرية لما نواجهه من تحديات تحتاج إلى تضافر جهود الجميع». وحول طبيعة الموقف من الولايات المتحدة وإيران وتحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات، أكد الكاظمي: «سيكون لدينا حوار جاد مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن طبيعة وجودهم في العراق، والأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات، مع التأكيد على أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي، وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة، وهو ما يتطلب منا عملاً جاداً في هذا الاتجاه، خصوصاً لجهة الاقتصاد والاستثمار وتهيئة الأرضية المناسبة لذلك، لأننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على النفط بوصفه مصدراً وحيداً للدخل الوطني». وأوضح الكاظمي أن «الأمر المهم الذي سوف أوليه اهتماماً كبيراً هو فتح حوار وطني حقيقي داخلي، لأننا افتقدنا خلال السنوات الماضية إلى مثل هذا الحوار الجاد على كل الأصعدة، الذي يمكن أن يؤسس لرؤية وطنية نستطيع من خلالها بناء مؤسسات الدولة بناء سليماً، إذ لا خيار أمامنا سوى المشروع الوطني العراقي الشامل والعابر للهويات الفرعية سواء العرقية أو المذهبية». وحول موضوع حصر السلاح بيد الدولة قال، الكاظمي إن «هذا الموضوع بات من الأولويات الضاغطة التي تتطلب بالفعل حلولاً حقيقية، وهو ما سوف نعمل عليه بطريقة سليمة وجادة، سواء كان هذا السلاح بيد الأفراد أو العشائر أو بيد الفصائل المسلحة، التي تعتقد أن هذا السلاح مرتبط بالوجود العسكري الأجنبي في البلاد وهو ما يحتاج هو الآخر إلى حوار جاد معها بهذا الشأن، خصوصاً أننا جادون في إنهاء أي مظاهر للوجود الأجنبي غير المبرر في البلاد». وبشأن المعايير التي سوف يعتمدها في اختيار الوزراء، قال الكاظمي إن «أهم معيار وضعته هو النزاهة والكفاءة، ورغم أن كلتا المفردتين أصبحتا مستهلكتين لكنني سوف أفاوض جميع الكتل السياسية على هذا الأساس».

 

الصحة العالمية»: لا لقاح قبل 12 شهراً... والذروة لم تأتِ بعد/الإصابات في العالم تجاوزت مليونين... ونصف وفيات أوروبا في دور رعاية المسنين

جنيف: «الشرق الأوسط»»/15 نيسان/2020

قالت منظمة الصحة العالمية، أمس (الثلاثاء)، إنها لا تتوقع لقاحاً لفيروس كورونا (كوفيد -19) قبل 12 شهراً، مشيرة إلى أن عدد الإصابات الجديدة يتراجع في بعض مناطق أوروبا، بينها إيطاليا وإسبانيا، لكن الأعداد لا تزال في ازدياد في بريطانيا وتركيا. وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة، خلال إفادة صحافية في جنيف، «فيما يتعلق بالتفشي العالمي في المجمل، فإن 90 في المائة من الحالات تأتي من أوروبا والولايات المتحدة. ومن ثم فإننا قطعاً لم نشهد الذروة بعد». وأضافت في إشارة لأحدث البيانات إلى أنه فيما يتعلق بالصين فإن «الخطر الأكبر هو الحالات الواردة من الخارج». وأردفت قائلة: «لا ينبغي أن نتوقع لقاحاً قبل 12 شهراً أو أكثر». وحسب إحصاء أجرته جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، فإن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد تجاوز عتبة مليوني إصابة على مستوى العالم. وأظهر الإحصاء أن عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها حول العالم تضاعف تقريباً منذ الثاني من أبريل (نيسان)، بينما استقر عدد الوفيات العالمية عند 119 ألفاً و483 حالة. وسجلت الولايات المتحدة معظم حالات الإصابة، بأكثر من 33 في المائة من إجمالي الحالات في العالم، تليها إسبانيا ثم إيطاليا والصين. وحلت ألمانيا في المرتبة الخامسة بأكثر من 130 ألف حالة مؤكدة. كما سجلت الولايات المتحدة أكثر من 23 ألف وفاة، تليها إيطاليا وإسبانيا. وقال باحثون، أمس، إن حوالي نصف الوفيات التي سجلت في أوروبا نتيجة «كورونا»، وقعت في دور لرعاية المسنين، إلا أن الكثير منها غير مدرج في البيانات الرسمية، أو تم تسجيلها على أنها مرتبطة بالوباء. وقدّر فريق من الباحثين من كلية الاقتصاد في لندن، أن نسبة حالات الوفاة المسجلة ضمن حالات «كورونا» للمسنين في دور الرعاية في خمس دول أوروبية، تتراوح بين 42 في المائة في بلجيكا، و57 في المائة في إسبانيا. كما فحص الباحثون، من «الشبكة الدولية لسياسة الرعاية طويلة الأجل»، التقديرات الرسمية والتقارير الإخبارية في إيطاليا وفرنسا وآيرلندا. وقالوا: «يبدو أن هناك عدداً قليلاً من الدول التي تقوم بفحص المقيمين في دور الرعاية والعاملين بها، بطريقة منهجية، مما يجعل تقديرات معدلات الإصابة والوفيات صعبة». وأشار الباحثون إلى أن البيانات التي تم تسجيلها «غير قابلة للمقارنة» بين الدول، بسبب وجود فجوات في المعلومات، واستخدام أنظمة تسجيل مختلفة. إلى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، منظمة الصحة العالمية، لدعم الصين في إعادة فتح الأسواق الرطبة (تُباع فيها الحيوانات الحية والأسماك والمنتجات والسلع الأخرى القابلة للتلف في الهواء الطلق). وقال موريسون، أمس، إنه «من المستحيل فهم» دعم أسواق الحيوانات الحية، حيث يعتقد أن فيروس كورونا المستجد نشأ في مدينة ووهان بوسط الصين. وأضاف: «أنا في حيرة كاملة من هذا القرار». وقال: «نحتاج إلى حماية العالم من المصادر المحتملة لتفشي هذه الأنواع من الفيروسات... لقد حدث ذلك مرات عديدة». وتردد أن منظمة الصحة العالمية قالت، الأسبوع الماضي، إنه من الممكن أن تباع الأطعمة بشكل آمن في الأسواق الرطبة، إذا كانت هناك مرافق كافية وتنظيم مناسب وممارسات صحية مناسبة. وبدأت الصين في أوائل أبريل تخفيف الإغلاق الذي فرضته على مدار شهور لمنع تفشي فيروس كورونا. ومنذ ذلك الحين، أعيد فتح سوق ووهان الرطبة، لتباع فيها الأسماك واللحوم والفواكه والخضروات.

 

صندوق النقد: الأثر السلبي لـ«كورونا» على نمو الشرق الأوسط سيفوق أزمة 2008

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/15 نيسان/2020

قال صندوق النقد الدولي، اليوم (الأربعاء)، إن دولاً في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا ستشهد انكماشاً هذا العام يفوق ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية في 2008 وصدمة أسعار النفط في 2015؛ وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الصندوق في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي 3 في المائة خلال 2020 في ظل انهيار للأنشطة الاقتصادية ناجم عن فيروس «كورونا»، مما سيمثل أكبر تراجع منذ «الكساد العظيم» في الثلاثينات من القرن العشرين. وأشار الصندوق إلى أنه بصفة عامة، من المتوقع أن ينخفض النمو في المنطقة من 1.2 في المائة في 2019 إلى انكماش بـ2.8 في المائة العام الحالي، لكنه يتوقع أيضاً أن يتعافى النمو لاحقاً إلى 4 في المائة العام المقبل مع انحسار المخاطر من الوباء. وتسعى إيران، أكثر دول الشرق الأوسط تضرراً من المرض، لاقتراض 5 مليارات دولار من تمويل الطوارئ للصندوق فيما تحاول تحقيق التوازن بين إجراءات احتواء الفيروس والتحرك لدعم الاقتصاد الذي تضرر بالفعل جراء العقوبات الأميركية. وقال الصندوق في توقعاته الاقتصادية للمنطقة: «إجراءات الاحتواء اللازمة لوقف تفشي الفيروس أثرت على القطاعات الغنية بالوظائف في المنطقة، مع آثار سلبية على الثقة والنشاط غير النفطي». وعقب ركود حاد في 2019، يتوقع الصندوق انكماش الاقتصاد الإيراني 6 في المائة هذا العام.

 

إحباط مخططات «داعشية» لمهاجمة منشآت عسكرية أميركية في ألمانيا

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2020

أحبطت السلطات الألمانية مخططات لاعتداءات ضد منشآت عسكرية أميركية، وأوقفت خمسة طاجيكستانيين يشتبه في أنهم كانوا يعدُّون لتنفيذها باسم تنظيم «داعش»، في وقت لا يزال تهديد المتطرفين كبيراً في البلاد، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوقف أربعة مشتبه بهم صباح الأربعاء في رينانيا شمال فيستفاليا بغرب البلاد. وقالت النيابة العامة الفدرالية الألمانية (وهي المرجع المختص في قضايا الإرهاب) إنهم كانوا ينوون شن «هجمات قاتلة» على أشخاص، بينهم أحد منتقدي الإسلام كانوا يتجسسون عليه. وجرت توقيفات في عدد من مدن المنطقة بينها مدينة إيسن. أما المشتبه به الخامس «رافسان ب.» فقد أوقف في 15 مارس (آذار) 2019، وهو مذَّاك قيد التوقيف الاحتياطي. والمشتبه بهم الآخرون هم: «عزيزجون ب.»، و«محمد علي ج»، و«فرهود شاه ك.»، و«سنة الله ك.»، وسيمثلون الأربعاء في وقت لاحق أمام قاضي التحقيق. وأوضحت النيابة أنهم خلال إعداد خططهم «كانوا على اتصال مع قياديين في (داعش) في سوريا وأفغانستان أعطوهم توجيهات»؛ مشيرة إلى أنهم قاموا بعملية رصد «لمنشآت لسلاح الجو الأميركي في ألمانيا». ويعتقد أنهم انضموا إلى تنظيم «داعش» في يناير (كانون الثاني) 2019، وأسسوا «خلية في ألمانيا»، وكان هدفهم الأول التوجه إلى طاجيكستان للمشاركة في معارك ضد الحكومة في «إطار الجهاد المسلح» بحسب النيابة العامة. وبعدما عدلوا عن هذا المشروع ركزوا خصوصاً على أهداف عسكرية أميركية في ألمانيا. وقالت النيابة إن «الخلية» اشترت عبر الإنترنت «أسلحة ثقيلة» وذخائر، وكذلك مكونات لإنتاج متفجرات. كما جمع أفرادها مبلغاً من المال في ألمانيا، وقاموا بتحويله إلى التنظيم عبر تركيا. وكان «رافسان ب.» قد وافق على تنفيذ عملية قتل في ألبانياً مقابل 40 ألف دولار. وعلى الرغم من توجهه إلى ألبانيا مع أحد المشتبه بهم، فإن العملية فشلت وعادا إلى ألمانيا. والسلطات الألمانية في حالة تأهب لدرء أي تهديد لمتطرفين في البلاد؛ خصوصاً منذ تبني «داعش» عملية الدهس بواسطة شاحنة أوقعت 12 قتيلاً في سوق ميلادية في برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016، في أفدح حصيلة ضحايا لهجوم إرهابي على الأراضي الألمانية. وتفيد تقديرات أجهزة الاستخبارات الألمانية بوجود نحو 11 ألف متشدد في البلاد، بينهم 680 يشكلون خطراً داهماً، وقادرون على ارتكاب أعمال عنف.

ومنذ ديسمبر 2016 أحبطت السلطات تسعة مخططات لاعتداءات من هذا النوع، وفق أرقام المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية. وبالإضافة إلى عملية الدهس في برلين، تبنى تنظيم «داعش» عملية طعن في هامبورغ، وهجوماً بالقنبلة في أنباخ، أوقع 15 جريحاً، وقُتل منفِّذه، كما نفذ هجوماً بالفأس على متن قطار في بافاريا أوقع خمسة جرحى، وقتلت الشرطة منفِّذه. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أوقفت الشرطة في أوفنباخ قرب العاصمة المالية فرانكفورت، ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم كانوا يعدُّون هجوماً بقنبلة باسم تنظيم «داعش». وبعض الاعتداءات أو محاولات الاعتداء نفَّذها طالبو لجوء من تونس وسوريا وأفغانستان، وصلوا إلى ألمانيا إبان أزمة تدفق المهاجرين في عام 2015.

 

مصر: «تصفية خلية إرهابية» ومقتل ضابط في «عملية استباقية»

القاهرة: محمد عبده حسنين ووليد عبد الرحمن/15 نيسان/2020

بينما كان المصريون في انتظار النشرة اليومية لوزارة الصحة بإحصاءات فيروس «كورونا»، تبدل الشريط الأحمر للأخبار العاجلة في التلفزيون، مشيراً إلى هجوم أمني على مجموعة «إرهابية» في حي الأميرية (شرق القاهرة)، وسط تنبيهات للمقيمين في المنطقة للابتعاد من المكان وتجنب فتح النوافذ.

وداهمت القوات الخاصة بوزارة الداخلية، مساء أمس، «خلية إرهابية داخل عقار مكون من 10 طوابق» بعد معلومات من قطاع الأمن الوطني عن اختبائها في إحدى الشقق السكنية، «واتخاذها وكراً لتخزين الأسلحة». وأوضحت المصادر أن عناصر الخلية تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة، «قبل أن يتم تصفيتهم جميعاً»، فيما قُتل المقدم محمد فوزي الحوفي خلال الهجوم. وأظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات محلية لحظة تبادل إطلاق النار في المنطقة، ومناشدة قوات الأمن السكان، عبر مكبرات صوت، الابتعاد. وجاء الهجوم الأمني وسط انشغال السلطات المصرية بمكافحة انتشار «كورونا»، فيما يعتقد أن عناصر الخلية كانوا يخططون لارتكاب عملية إرهابية خلال وقت حظر التنقل الجزئي، مستغلين انشغال الدولة بمواجهة الفيروس، كما يشير الخبير الأمني فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق. وقال المقرحي لـ«الشرق الأوسط» إن الكشف عن الخلية «يأتي في إطار الضربات الاستباقية للأجهزة الأمنية، وهناك عمليات أخرى تقوم بها قوات الأمن لا يتم الإعلان عنها، لأنه لا يوجد فيها مقاومة من قبل الإرهابيين، إذ تقود المعلومات إليهم، ثم يتم القبض عليهم، واستجوابهم للتعرف على باقي التشكيل الإرهابي»، لافتاً إلى أن الحي نفسه شهد قبل أشهر تبادلاً لإطلاق نار بين قوات الأمن و«إرهابيين».

 

مدير منظمة الصحة: «لا وقت نضيعه» و«الهم الوحيد» إنقاذ الأرواح من الوباء

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2020

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق التمويل الأميركي لها: «لا وقت نضيعه» و«(الشاغل الوحيد) هو إنقاذ الأرواح من وباء (كوفيد - 19)»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس على حسابه على «تويتر»: «لا وقت نضيعه... الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد» دون ذكر لقرار ترمب. وأعلن الرئيس الأميركي، الثلاثاء، تعليق المساهمة المالية الأميركية في منظمة الصحة العالمية، معتبراً أنها ارتكبت «أخطاء» كثيرة في أزمة تفشّي فيروس «كورونا» المستجد، وأنها تبالغ في تقربها من الصين. ووجّه ترمب لائحة اتّهام مطوّلة إلى المنظمة الدولية، قائلاً إن «العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات» الناجمة عن وباء «كوفيد - 19». وأُحصيت حتى الآن ما لا يقل عن مليونين و1204 حالات إصابة بالفيروس حول العالم، بينها 126 ألفا و898 وفاة.

 

تنديد دولي بقرار ترمب تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية وموسكو تصف خطوة واشنطن بـ«المقاربة الأنانية»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2020

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق المساهمة المالية الأميركية في منظمة الصحة العالمية بسبب ما وصفه بـ«سوء إدارتها» الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد موجة تنديد واسعة في العالم، اليوم (الأربعاء).

فيما يلي أبرز ردود الفعل، حسبما رصدتها وكالة الصحافة الفرنسية:

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية اليوم (الأربعاء) بعد إعلان ترمب «لا وقت نضيعه» و«الشاغل الوحيد» إنقاذ الأرواح من وباء «كوفيد – 19».

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس على حسابه على «تويتر» «لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد» دون ذكر قرار ترمب.

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «هذا ليس وقت خفض موارد» مثل هذه المنظمة الأممية المنخرطة في الحرب ضد وباء «كوفيد – 19».

وقال غوتيريش في بيان «هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. أنا مقتنع بأنه يجب دعم منظمة الصحة العالمية؛ لأن أهميتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد (كوفيد – 19)».

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن «هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوض التعاون الدولي ضد الوباء».

وحث تشاو الولايات المتحدة على «تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية».

وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على «تويتر» «علينا العمل بتعاون وثيق ضد (كوفيد – 19)». وأضاف، أن «أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة، وخصوصاً منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلاً لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات». وأضاف الوزير، أن «إلقاء اللوم لا يفيد» في الظروف الصحية الحالية، موضحاً أن «الفيروس لا يعرف حدوداً». أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «أسفه العميق» لتعليق المساهمة الأميركية... وكتب بوريل في تغريدة «ليس هناك أي سبب يبرر» هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية «ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي». وأضاف «فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها». وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة «تاس» العامة للأنباء «إن إعلان واشنطن بالأمس تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية يثير قلقاً كبيراً في رأينا. إنه يعكس المقاربة الأنانية جداً للسلطات الأميركية في مواجهة ما يحصل في العالم».

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، أن فرنسا «تأسف» لقرار ترمب. وقالت سيبت ندياي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء «إنه قرار مؤسف»، موضحة أن باريس تأمل «عودة الأمور إلى طبيعتها» لتتمكن المنظمة من مواصلة عملها. واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، الأربعاء، في تغريدة أن القرار الأميركي «مؤسف للغاية».

 

بومبيو: مليارات خامنئي تغنيه عن المزيد

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/15 نيسان/2020

 اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن لدى النظام الإيراني ما يكفي من المال لمكافحة فيروس كورونا، وأن لدى المرشد علي خامنئي احتياطات بمليارات الدولارات. وجدّد بومبيو معارضته منح صندوق النقد الدولي، إيران قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار، مشيرا إلى أن بلاده عرضت مساعدات إنسانية حقيقية للشعب، وإنما الأموال المرسلة إلى إيران سيتم إنفاقها على أهداف فاسدة على حد تعبيره. في المقابل، توقع أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، تفكك الولايات المتحدة الأميركية، في مرحلة ما بعد فيروس “كورونا”. وقال رضائي: من المحتمل أن تتحول أميركا إلى رابطة دول مستقلة في مرحلة ما بعد فيروس كورونا، زاعما أن “نفقات تجييش القوات العسكرية وفشل الحكومة الأميركية في أدائها وعدم ثقة الولايات بها، تعمل كلها كقنبلة موقوتة”. من جانبها، أعلنت لجنة مكافحة المخدرات الإيرانية، ضبط نحو 34 طنا من مختلف أنواع المخدرات في أنحاء إيران خلال الأسبوعين الماضيين. وقال مساعد الأمين العام للجنة شؤون مكافحة التوزيع والشؤون الدولية ناصر أصلاني، إن نحو 80 في المئة من المضبوطات كانت من مخدر الأفيون.

 

البرلمان الإيراني: الوفيات بـ”كورونا” 8600 والمصابون750 ألفاً واتهم حكومة روحاني بالتكتم على الأعداد الحقيقية وحذّر من موجة جديدة مرجحاً إصابة 60 مليوناً

طهران، عواصم – وكالات/15 نيسان/2020

 رجح البرلمان الإيراني أن يكون عدد الوفيات بفيروس “كورونا” في إيران، ما بين 8 إلى 10 أضعاف الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، وقال إن الوزارة تتكتم عن نحو 80 في المئة من الإصابات، مضيفا أنها لا تأخذ بالحسبان المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، ولا يراجعون المشافي أو يبقون في المنازل. وقدم مركز الأبحاث التابع للبرلمان صورة مختلفة عن تلك التي تقدمها الحكومة، مقدرا في تقرير عدد الوفيات بسبب “كورونا” بأنه يبلغ 8609، بينما يتراوح عدد المصابين بالفيروس ما بين 600 و750 ألفا. ووفقا للتقرير، فإن 60 مليون شخص من أصل 85 مليونا في إيران سيصابون بالفيروس دون أي تدخل حكومي، مضيفا أنه “في هذه الحالة، سيبقى فيروس كورونا في البلاد لمدة 400 يوم وستصل ذروته بحلول نوفمبر المقبل”، وأضاف أن إيران على مسافة بعيدة من التحكم بالوباء. ووفقا للتوقعات التي أوردها تقرير مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني، “إذا كانت العزلة 40 في المئة في إيران، فمن المتوقع أن يصاب 811 ألف شخص بفيروس كورونا فيما يموت 6000 شخص، وفي حالة العزل بنسبة 25 في المئة، سيصاب نحو مليون و160 ألفا بفيروس كورونا فيما يموت 13 ألفا و450 شخصا”. وأضاف أنه “إذا تم تطبيق نسبة العزلة أو التباعد الاجتماعي بنسبة 10 في المئة، فسيصاب مليونان و400 ألف بكورونا فيما سيموت 30 ألفا و700 شخص”. وأشار التقرير إلى التجربة الصينية في الحجر الصحي الكامل وتجربة كوريا الجنوبية في الفحص الشامل للمواطنين، مضيفا أن إيران لم تطبق أيا من التجربتين بشكل صحيح وكامل، واصفا إجراءات الحكومة في بداية تفشي الفيروس بالضعيفة، لكنه قال: إن الخدمات الصحية التي تقدمها في الوقت الراهن مقبولة. وحذر تقرير البرلمان من موجة جديدة للإصابات بفيروس كورونا، قائلا: إنه “ستكون هناك موجة جديدة من تفشي الفيروس، لكن لا يمكن تحديد موعدها وحجمها”. من جانبه، أعلن وكيل وزير الصحة والعلاج إيرج حريرجي، أن الاصابات سلكت منحنى تنازليا في 16 محافظة، مضيفا أن معدل الإصابات بالفيروس في 25 في المئة من محافظات البلاد يتراوح بين 0 و10 أشخاص، وفي 25 في المئة أخرى بين 10 و20 شخصا. بدورها، أعلنت وزارة الصحة إن حصيلة الوفيات بفيروس كورونا ارتفعت إلى 4777 شخصا، بعد وفاة 94 شخصا، فيما بلغ عدد المصابين 76,389.

على صعيد متصل، أزيح الستار بحضور القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، عن منظومة “مستعان” الذكية المحلية للتشخيص السريع لفيروس “كورونا”، التي تم تصنيعها محليا للمرة الأولى من قبل خبراء منظمة التعبئة “الباسيج”، وتكشف الفيروس عن بعد 100 متر وبدقة 80 في المئة.

 

مصر تُحبط مخططاً لتفجير كنائس في عيد الفصح وتقتل 7 إرهابيين/الأمن فكك خلية إرهابية شرق القاهرة بعد معركة استمرت 6 ساعات أسفرت عن مقتل أحد الضباط

القاهرة- وكالات/15 نيسان/2020

 أحبطت سلطات الأمن المصرية مخططاً إرهابيا، كان يستهدف تفجير كنائس خلال احتفالات عيد القيامة، وقتلت سبعة إرهابيين في معركة تواصلت ست ساعات، وأسفرت عن استشهاد أحد الضباط. وشهدت منطقة الأميرية شرق القاهرة، مساء أول من أمس، صخبا غير معتاد، وسط حظر التجول الليلي الذي يفرض صمتا يوميا في شوارع العاصمة المصرية في إطار مواجهة وباء كورونا، وذلك عندما اندلع تبادل إطلاق نار بين خلية إرهابية وقوات الأمن المصري لدى ورود معلومات عن اختباء عناصر مسلحة في أحد المساكن. وبدأت العملية عندما ذهبت مجموعة من عناصر الأمن الوطني لإجراء عملية استطلاعية، في منطقة الأميرية، بعد ورود معلومات عن اختباء خلية إرهابية مسلحة تخطط لتنفيذ هجمات بالتزامن مع الأعياد المسيحية. وتعرضت المجموعة الاستطلاعية لإطلاق نار من المسلحين، وعلى إثر ذلك، عززت قوات الأمن من تواجدها في محيط المكان، لتدخل في معركة مدتها 4 ساعات مع الإرهابيين، نجحت بعدها بالقضاء عليهم. وفي بيانها بشأن العملية، أعلنت الداخلية المصرية مقتل 7 عناصر إرهابية في الاشتباكات، وأفادت بمقتل ضابط برتبة مقدم، وإصابة 3 من قوات الأمن. كما أكدت العثور على بنادق وكميات كبيرة من الذخيرة في مكان اختباء الخلية الإرهابية.

وناشدت قوات الأمن بمكبرات الصوت، سكان المنطقة، بالبقاء في منازلهم، وعدم فتح النوافذ، خلال عملية المداهمة. وتمكنت قوات الأمن من دخول شقة، كان يتحصن بها المسلحون في بناية سكنية من عشرة طوابق، وسيطرت على البناية بالكامل، وذلك بعد نحو أربع ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجانبين. وأصدرت الكنيسة المصرية بيانا نعت فيه شهيد الشرطة المقدم محمد الحوفي. وجاء في البيان أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، تتضامن مع القوات المسلحة والشرطة والقوى الوطنية كافة، في معركتهم مع الإرهاب الغاشم، والتمسك بالحفاظ على وحدة النسيج الوطني.

وفي بيانٍ له، قال مكتب النائب العام المصري إن النائب العام أمر بإجراء تحقيق عاجل في الحادث الإرهابي، ومعاينة مسرح الحادث في منطقة عزبة شاهين، بحي الأميرية شرقي القاهرة وأصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بيانا أكد فيه دعمه لقوات الجيش والشرطة، مطالبًا جموع الشعب المصري بالوقوف وراء رجال الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب. وأكد، في بيانه، رفضه القاطع لكافة أشكال العنف والإرهاب، مشددًا على أن “مثل هذه الأعمال الإرهابية تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة، وترفضها كافة الأديان السماوية، وتأباها التقاليد والأعراف الإنسانية”. من جانبه، أشاد مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، ببطولات وتضحيات أبطال أجهزة الشرطة في مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تسعى “لنشر العنف والدمار والتخريب”. وكان الضابط الحوفي، تخرج من كلية الشرطة في العام 2004 وعمل برتبة ملازم أول بوزارة الداخلية، والتحق بالأمن الوطني في الجيزة بمكافحة التطرف الديني، وأثبت كفاءة كبيرة في هذا الملف، وهو أب لطفلتين، مريم وخديجة، 7 و4 سنوات، وينتمي إلى عائلة عريقة تمتد جذورها لقرية الصفاصيف التابعة لمركز دمنهور في محافظة البحيرة وكان الابن الوحيد لوالديه بالإضافة إلى شقيقتين.

 

تركيا تستجدي أميركا مجدداً لحل الخلاف بشأن “أس 400”

أنقرة – وكالات/15 نيسان/2020

 عرضت تركيا مجدداً، على الولايات المتحدة، تأسيس مجموعة عمل فنية بمشاركة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، للمساعدة على حل الخلاف بشأن شرائها منظومة دفاع صاروخي روسية أثارت غضب واشنطن. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، خلال مناسبة للمجلس الأطلسي عبر الإنترنت، إن موقف تركيا بشأن حل القضية لم يتغير، مضيفاً أنها ما زالت مستعدة لشراء بطاريات صواريخ “باتريوت” الأميركية إذا قدم لها عرض جيد. من ناحية ثانية، توفي زعيم حزب “تركيا المستقلة” حيدر باش، أول من أمس، نتيجة اصابته بفيروس “كورونا”، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصحية التركية عن 107 وفيات جديدة بالفيروس لترتفع إلى 1403 حالات، فيما ارتفعت الإصابات إلى 65111 حالة. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء، أن باش (73 عاماً) كان يتلقى العلاج في وحدة العناية المركزة بمستشفى طرابزون الحكومي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثلاثية الدولة والثلاثيات القاتلة

نوفل ضو/الأربعاء 15 نيسان 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85153/%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7/

*مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والأبحاث

عاش لبنان منذ خروج اتفاق الطائف عن مساره العربي والدولي، ونجاح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في احتكار الإشراف على تنفيذه ووضع اليد على لبنان، أزمة كيانية أفقدته سيادته على أرضه وقراره، وصادرت قراراته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأحكمت قبضتها على مفاصل إدارته وقضائه، وتحكمت بمؤسساته، واستنزفت مقدراته المالية، وسطت على ثرواته الوطنية، وأحدثت تحولات بنيوية في علاقات لبنان العربية والدولية.

وعلى الرغم من كل ذلك، فقد ارتضت المنظومة السياسية التي جاء بها النظام السوري أن تكون واجهة للاحتلال، وأن تتحول الى سلطة تحكم باسمه، وتنفذ مصالحه، وتدافع عن ارتكاباته، وتؤمن له الغطاء السياسي والقانوني والدبلوماسي المحلي والعربي والدولي.

في تلك المرحلة، احتمى الاحتلال السوري شكلا بمنظومة “الترويكا” الرئاسية التي كانت تعبيراً واقعياً عن إفراغ دستور الطائف من مضمونه. واحتمى سياسياً بأكثر من نظرية ابتدعها حلفاؤه اللبنانيون لترسيخ أقدامه وتعميق سيطرته.

ثلاثية الاحتلال السوري: “شرعي وضروري وموقت”

وفي هذا الإطار، إبتدع رئيس مجلس النواب نبيه بري ثلاثية “شرعي وضروري وموقت” لتبرير الاحتلال السوري للبنان ولبقاء الجيش السوري على أرضه خلافاً لاتفاق الطائف الذي كان ينص على اعادة الانتشار باتجاه البقاع بعد سنتين من إقرار وثيقة الوفاق الوطني، تمهيداً للانسحاب الكامل.

وتبنت ال “ترويكا” الرئاسية، ومن بينها الرئيس رفيق الحريري، هذه الثلاثية التي نص عليها البيان الوزاري لأول حكومة لبنانية بعد انتخابات العام 2000 التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، والبيان الشهير لمجلس المطارنة الموارنة في ايلول عام 2000 الذي دعا لتطبيق اتفاق الطائف لناحية انسحاب الجيش السوري، فشكلت بذلك الواجهة السياسية للاحتلال السوري، في موازاة “ترويكا” أمنية – قضائية – إدارية أمسك بها رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في الجيش السوري غازي كنعان، ومن بعده رستم غزالة، اللذين أحكما السيطرة على الأرض ومفاصل الدولة وقراراها.

وفي تلك المرحلة، برزت الى الواجهة نظرية الرئيس رفيق الحريري التي حاول من خلالها التمايز ب”هدوء وخجل” عن شركائه في “الترويكا” والتي تقول بفصل الاقتصاد عن السياسة والأمن، من منطلق وجهة نظر تعتبر بأن لبنان الذي لم يكن يستطيع استعادة سيادته بشكل فوري، يمكن أن يركز جهوده على إعادة الاعمار والازدهار والتنمية للخروج من تداعيات الحرب ونتائجها، في انتظار ظروف إقليمية ودولية مناسبة لخروج الجيش السوري من لبنان واستعادة السيادة.

ورضي الحريري بهامش محدد من حرية العمل الاقتصادي والاعماري، مع حفظ حصة الاحتلال السوري وأدواته المحليين، وغض الطرف عن القرار العسكري والأمني، وحافظ على هامش مهم من العلاقات السياسية العربية والدولية، ولو أنه في كثير من الأحيان سخر هذه العلاقات في خدمة السياسة السورية وحزب الله، كما حصل في “تفاهم نيسان 1996” عندما ساعد الرئيس رفيق الحريري، من خلال علاقاته العربية والدولية، حزب الله على الحصول على نوع من “الشرعية” للعمليات العسكرية التي كانت تنفذ ضد إسرائيل على الأراضي اللبنانية بحجة “المقاومة”. كما ساهم من خلال علاقته بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، وخصوصا من خلال ترتيب زيارة شيراك الى لبنان، وكلمته في مجلس النواب اللبناني عام 1996 في إضفاء “شرعية” على الدور السوري في لبنان، وفي الحصول على نوع من “الاعتراف” الدولي بهذا الدور الذي كان يركّز على تحويل لبنان الى ورقة مساومة وضغط وتفاوض لاستخدامها مع المجتمعين العربي والدولي في تعزيز دور سوريا الإقليمي.

لكن في النهاية، لم تتمكن نظرية الرئيس رفيق الحريري من قلب القواعد وتعديل الثوابت العلمية التي يستحيل معها فصل الاقتصاد عن السياسة والأمن، فسقطت هذه النظرية مع اغتيال الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 على يد المنظومة السورية – الإيرانية التي كانت تمسك بالقرار السياسي والأمني في لبنان، والتي حاول الرئيس الحريري الوقوف في وجه إرادتها بالتمديد للرئيس إميل لحود، دولياً من خلال القرار 1559، وداخلياً من خلال التحضير لخوض الانتخابات النيابية في حزيران 2005 من خلال تحالف لبناني عابر للطوائف، معارض للنظام الأمني اللبناني – السوري الذي كان يتحكم بلبنان!

ثلاثية الاحتلال الإيراني: “الجيش والشعب والمقاومة”

ومع خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، على أثر انتفاضة 14 آذار رداً على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سقطت ثلاثية “الشرعي والضروري الموقت” التي حكمت لبنان على مدى خمس عشرة سنة، ليدخل لبنان “زمن” ثلاثية جديدة هي ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” التي تبنتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد انتخابات حزيران 2005، والتي نجح حزب الله في انتزاعها من “قوى 14 آذار” وفرضها كمظلة تغطي ممارسات حزب الله الداخلية على حساب الدستور والقانون، وتسمح له بالتفلّت من تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي ينص ليس فقط على انسحاب الجيش السوري من لبنان، وإنما كذلك، على نزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، ومن بينها حزب الله، وبسط سلطة الدولة اللبنانية كاملة بقواها الشرعية الذاتية حصراً على أراضيها كافة.

ومع هذه الثلاثية المدمرة، دخل لبنان “زمن” أزمة كيانية أخرى بدأ حزب الله من خلالها تدريجياً بلعب الدور الذي كان يلعبه الاحتلال السوري في التحكم بمفاصل الدولة اللبنانية وقراراتها السيادية، فباشر باحتكار القرار الأمني والعسكري في مرحلة أولى (من حرب تموز 2006 الى 7 ايار 2008) ومن ثم القرار السياسي (من اتفاق الدوحة، مرورا بإسقاط نتائج الانتخابات النيابية لعام 2009 من خلال إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2010، ومنع إعادة تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة بالقوة، وتشكيل حكومة القمصان السود عام 2011، وصولاً إلى فرض انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية عام 2016، والتحكم بالأكثرية النيابية عام 2018 من خلال قانون للانتخاب مفصل على قياس مصالح حزب الله الاستراتيجية، وعلى قياس قصر النظر السياسي والاستراتيجي للجهات السياسية والحزبية التي وافقت عليه)… وها هو حزب الله يدخل اليوم صلب معركة السيطرة على القرار المالي والاقتصادي للدولة اللبنانية من خلال تكريس اقتصاده الموازي، ومصادرة قسم كبير من عائدات الدولة اللبنانية ومواردها المالية، والأهم من خلال معركة السيطرة على مصرف لبنان وإخضاع القطاع المصرفي الخاص لشروطه تحت طائلة تدميره نهائياً!

في كل هذه المراحل منذ العام 2005 الى اليوم، شكلت نظرية “الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في مقابل التساهل في السيادة”، التي هي استنساخ لاستراتيجية الرئيس رفيق الحريري في الفصل بين الاقتصاد من جهة والسياسة والأمن من جهة مقابلة، الحجة لقبول الطبقة السياسية، أو لتغاضيها عن الأمر الواقع الذي فرضه المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة ولبنان من خلال حزب الله وسلاحه، فخسر اللبنانيون السيادة ولم يربحوا الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، بدليل عشرات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال، والمواجهات الداخلية السياسية والأمنية والعسكرية، والحروب الخارجية التي ورط حزب الله لبنان فيها، وصولا الى ما يعيشه لبنان اليوم من افلاس الدولة وانهيار الاقتصاد والعملة الوطنية على نحو لم يشهده اللبنانيون من قبل، حتى في أسوأ أيام الحروب!

لقد شبه ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي الذي تمّ التوصل اليه في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، باتفاق ميونيخ في 30 أيلول 1938، بين ألمانيا النازية من جهة وكل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا من جهة مقابلة، عندما حاول الثلاثي الأوروبي تفادي الحرب مع ألمانيا من خلال الاعتراف لهتلر بضم المناطق الفاصلة بين ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا بحجة حماية الألمان فيها. لكن النتيجة كانت أن ألمانيا استغلت هذا الاتفاق وانطلقت من الأراضي التي ضمتها، لاجتياح بولونيا، وكانت الحرب العالمية الثانية في العام 1939 بعد سنة على اتفاق ميونيخ!

وعلى الرغم من أن المسؤولين اللبنانيين الرسميين والحزبيين تلقوا نصيحة الأمير محمد بن سلمان بضرورة الاتعاظ من تجربة “اتفاق ميونيخ”، إلا أنهم كرروا الخطأ الذي ارتكبه الأوروبيون في العام 1938، وفضلوا التسوية مع إيران بحجة ضمان “الاستقرار”، على “التضامن العربي” في مواجهة مشروعها… فسقط الاستقرار… ويكاد يسقط معه الكيان اللبناني في القبضة الكاملة للمشروع الإيراني في الشرق الأوسط!

ثلاثية الدولة: “الأرض والشعب والقانون”

وهكذا يتبين أن ثلاثية “الشرعي والضروري والموقت” التي غطت الاحتلال السوري للبنان بين 1990 و 2005، وثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” التي غطت وتغطي الاحتلال الإيراني للبنان من خلال سلاح حزب الله منذ 2005 ولغاية اليوم، دمرتا مقومات الدولة اللبنانية، ونسفتا الثلاثية الحقيقية والعلمية التي تقوم عليها أي دولة في العالم وهي ثلاثية “الأرض والشعب والقانون”.

وبذلك، تثبت وقائع السنوات الثلاثين الماضية أنه في غياب السيادة الكاملة والناجزة للدولة اللبنانية على أرضها وشعبها وقراراتها، وفي غياب الديموقراطية الحقيقية، فإنه يستحيل التحقيق الفعلي والترجمة العملية على أرض الواقع لأي من العناوين الاقتصادية والمعيشية والخدماتية والاجتماعية كتطوير البنى التحتية، وتأمين الخدمات العامة والحقوق الاجتماعية والصحية والاستشفائية والتعليمية للمواطنين، وضمان الشيخوخة، وإطلاق خطط التنمية الاقتصادية والبشرية، وتطبيق الإصلاح الإداري والسياسي والضريبي، ومحاربة الهدر والفساد وبناء القضاء المستقل وغيرها من العناوين التي تدغدغ طموحات اللبنانيين!

وبالتالي فإن كل ما يحكى في هذا المجال اليوم، في غياب السيادة الكاملة والناجزة للدولة اللبنانية، وفي غياب ديموقراطية حقيقية وفعلية في إنتاج السلطة وعملها، لا يعدو كونه قنابل دخانية وشعارات فارغة من مضمونها لإلهاء الناس، وكسب الوقت، لترسيخ الاحتلال وتعميق الهوة التي تفصل اللبنانيين عن الدولة الحضارية التي يطمحون لبنائها والعيش فيها.

ثلاثية السيادة: “أمن واقتصاد وسياسة”

تقوم سيادة الدول على ثلاثة مرتكزات:

1- السيادة السياسية التي تنظم العلاقات الداخلية والخارجية للدولة، ورمزها الدستور والقوانين المتفرعة عنه (تنظيم العلاقة بين المؤسسات التي تدير النظام السياسي للدولة وتنظيم العلاقات بين المواطنين) والدبلوماسية التي تدير علاقات لبنان الخارجية (معاهدات – اتفاقات ثنائية – عضوية المنظمات الإقليمية والدولية الخ… التي تحدد التموضع الجيو – سياسي للدولة).

2- السيادة الأمنية والعسكرية التي تحمي الحدود والداخل، ورمزها الجيش والقوى الأمنية الشرعية التي تستمد هويتها وتوجهاتها من طبيعة النظام السياسي.

3- السيادة الاقتصادية التي تؤمن مقومات الدورة الاقتصادية للدولة ومقومات الحياة لمؤسساتها وشعبها، ورمزها العملة الوطنية والنظام الاقتصادي الذي يستمد هويته وتوجهاته من النظام السياسي.

بكلام آخر، فإن الهويتين الأمنية والاقتصادية للدولة لا يمكن أن تُناقضا هويتها السياسية. فالنظام السياسي الديموقراطي، لا يمكن أن يعيش في ظل الاحتلال العسكري الأجنبي، ولا في ظل منظومة عسكرية وأمنية قمعية داخلية تعمل باستقلالية عن القرارات والتوجهات السياسية للدولة وبعيداً عن إمرة مؤسساتها الدستورية، وإلا بطُل النظام أن يكون ديموقراطياً.

كما أن النظام السياسي الديموقراطي لا يمكن أن يعيش في ظل منظومة اقتصادية ومالية موجهة ومقيّدة، لا تحترم حق الملكية الفردية، والتنافس الشريف، ومبادىء الاقتصاد الحر، وإلا بطُل النظام السياسي أن يكون ديموقراطياً!

من هنا، تُفهم الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبت على مدى السنوات الثلاثين الماضية في محاولة تجاوز سيادة الدولة السياسية والأمنية والعسكرية في قراراتها الداخلية والخارجية المبنية على نصوص الدستور اللبناني وعلى مكونات القانون الدولي وفي مقدمها قرارات مجلس الأمن الدولي، لا سيما منها تلك المتعلقة بلبنان، من أجل إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية والخدماتية والادارية والقضائية الخ… التي يرزح تحت ثقلها لبنان واللبنانيون.

وبطبيعة الحال، فإنه لا يجوز بعد اليوم التمسك بنظريات وتجارب أثبتت فشلها على مدى ثلاثين عاماً مضت، إذا أردنا فعلاً تلمّس طريق الحلول المنطقية والطبيعية والعلمية لما أرهق كاهل الدولة والشعب، ولما يهدد حاضر اللبنانيين ومستقبلهم!

وعليه، فمن غير المنطقي أن يمضي اللبنانيون قدماً في الخلط بين الأسباب والنتائج، وفي هدر الجهد والنضال والامكانات في غير مكانها الصحيح. فالأزمة الاقتصادية الاجتماعية بكل أشكالها ومظاهرها هي نتيجة الأزمة السياسية – الأمنية – العسكرية المتمثلة بفقدان الدولة اللبنانية سيادتها على قراراتها السيادية السياسية والأمنية والعسكرية، وبسعي حزب الله الى وضع اليد على مواقع القرار السيادي الاقتصادي.

فكما غيّر حزب الله هوية لبنان السياسية والأمنية والعسكرية لمصلحة المشروع الإيراني، فإنه اليوم وانسجاما مع دوره في المشروع الإقليمي لإيران يعمل لتغيير الهوية الاقتصادية للدولة اللبنانية. وبالتالي فإنه من العبث معالجة الأسباب والعوارض التقنية المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية والمصرفية قبل معالجة جذرية للاسباب الجوهرية السياسية والأمنية والعسكرية.

ومن المؤسف أن يبدو حزب الله أكثر انسجاما مع الواقع العلمي في تنفيذ مشروعه بحيث يتمسك بأن يكون الاقتصاد كما الأمن شبيهين لمشروعه السياسي، في حين لا يزال معارضو الحزب يتلهون في البحث عن سبل وحجج وذرائع لتبرير الفصل غير المستند الى أي منطق بين المعالجات الاقتصادية والحياتية والمعيشية من جهة وبين المعالجات السياسية والأمنية والعسكرية من جهة مقابلة.

إن هذا الواقع يضع لبنان واللبنانيين أمام عملية انتحار جماعي أبطالها:

1- سلطة سياسية ملحقة بمشروع حزب الله العامل على تقويض الدولة بوضع اليد على مؤسساتها، ومصادرة مقدراتها، تمهيداً لتغيير هويتها التاريخية بسلخها عن عمقها العربي والشرعية الدولية!

2- قيادات سياسية وحزبية مشتتة، ضعيفة، مستسلمة أو مرتهنة!

3- شعب يتصرف بدافع من غريزة البقاء ووجع الجوع والعوز، يفتقد الى قيادات حكيمة ترشده الى الطريق الصحيح للخروج من الأزمة، ويرفض الاستماع الى كلام العقل والمنطق، على قلّته، إما لأنه كفر بتجاربه السابقة مع الذين أغرقوه في الفشل والغش، أو لأنه يئس من “كماليات” السيادة والحرية والاستقلال وبات غارقاً في البحث عن “أساسيات” المأكل والصحة واللباس والسكن!

إن ما وصلنا إليه اليوم من “كفر” شعبي بالسياسة، ورفض الاعتراف بدورها في حل الأزمات النقدية والمالية والمصرفية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، هو نتيجة طبيعية لعمل كل احتلال ولغياب الديموقراطية الحقيقية.

فكل محتل أو حاكم متسلط عبر التاريخ يعتمد الأسلوب ذاته للوصول الى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم في لبنان، من خلال التسلسل الآتي:

1- احتلال الأرض بالقوة العسكرية.

2- إيجاد واجهة سياسية محلية للحكم على المستويات كافة، مهمتها تنفيذ مشروع المحتل او الحاكم المتسلط.

3- ولاء تلقائي من معظم أصحاب رؤوس الأموال للسلطة حفاظاً على مصالحهم.

4- بروز طبقة من “الأغنياء الجدد” مهمتها “تخويف” أصحاب رؤوس الأموال القدامى من مغبة فقدان دورهم وثرواتهم وامتيازاتهم في حال عدم الولاء للسلطة، ونهب الثروة الوطنية لمصلحة الاحتلال او الحاكم المتسلط، وتوظيفها في مشاريع القمع والتسلح والتوسع والحروب.

5- تركيز الثروة بيد أقلية حاكمة أو ملحقة ومنتفعة، مما يؤدي الى زوال الطبقة المتوسطة التي تتشكل عادة من المثقفين والمتعلمين وقادة الرأي وتعتبر ركيزة العمل السياسي والحزبي والديموقراطي في المجتمع، ورأس الحربة الفكرية والشعبية لأي “تغيير”.

6- قمع من تبقى من قادة الرأي والإعلام بالملاحقات القضائية والسجن والاغتيالات لقطع الطريق على نمو أي فكر نقدي وديموقراطي وتغييري في المجتمع.

7- ازدياد الهجرة الاقتصادية والسياسية بحثاً عن حياة كريمة، أو هرباً من القمع، مما يحول المجتمع الى مجتمع فقير ومعوز، لا همّ لأبنائه إلا البحث عن لقمة العيش، فيستفرد الاحتلال او النظام القمعي بالسلطة ومقدراتها من دون حسيب أو رقيب.

في ظل هذا الواقع، تغيب مقومات الثورات السياسية في المجتمعات المقموعة، وتتحوّل الانتفاضات الشعبية، في حال حصولها، الى مجرد تحركات “مطلبية” على علاقة بلقمة العيش ومتطلبات الحياة البديهية لا بالحريات والحقوق السياسية!

وهذا ما هو عليه لبنان اليوم!

ثورة 17 تشرين الأول 2019

في 17 تشرين الأول 2019، وبعدما تمادت المنظومة السياسية التي فرضها حزب الله على اللبنانيين في قراراتها العشوائية لتمويل الخزينة المرهقة بالعجز والديون والفساد والهدر والصفقات المشبوهة، إنفجرت في لبنان تظاهرات شعبية مفاجئة سرعان ما تحولت الى بركان غطى انفجاره كل الأراضي اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، ومن البقاع الى العاصمة بيروت وجبل لبنان. واللافت في هذه التحركات أنها شملت للمرة الأولى عمق المناطق التي يسيطر عليها حزب الله وحركة أمل ورُفعت في خلالها شعارات منددة بالحزب والحركة وبمسؤوليهما كاسرة حاجز الخوف المفروض منذ سنوات طويلة على “البيئة الحاضنة” لأمل وحزب الله!

لكن حزب الله نجح بعد ايام في استيعاب “الضربة الأولى” للثورة التي استهدفت منظومته الحاكمة. فعلى الرغم من الإرباك الذي طبع ردة فعله في الأيام الأولى، فقد عاد ونجح في خطته لإضعاف التحركات الشعبية باختراقها حيناً، وبالاعتداء عليها أحياناً، وباستنزاف قدراتها وطاقاتها على الصمود، وبتأليب قسم من الرأي العام ضد أقفال الساحات وقطع الطرقات وشل الحركة، وعرقلة التنقل بين المناطق.

وعمد حزب الله الى تسخيف الأهداف الحقيقية للثورة، مستعيناً بمجموعات عقائدية ويسارية وأمنية تدور في فلكه أو تعمل لمصلحته، فعمل على تحوير الشعارات والأهداف، ووضع المتظاهرين في مواجهة مع الحكومة ومكوناتها، لا مع خياراتها الاستراتيجية، مانعاً استهدافه بالشعارات المرفوعة واعتباره شريكاً في المسؤولية عما آلت إليه الأمور، وساهم في تحضير الأجواء للمواجهات العنفية مع القوى العسكرية والأمنية من خلال المندسين الذين كان يحركهم أو يسهل تحركاتهم لافتعال أعمال الشغب والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة مما تسبب بسقوط مئات الإصابات وبخسائر مادية فادحة، وركز الاستهداف على مصرف لبنان والمصارف التجارية بعد انفجار أزمة السيولة الخ…

وهكذا، فقد نجح حزب الله في شن هجوم مضاد على الثورة وأهدافها، وحوّل الخطر الذي كان يهدد مشروعه ومنظومته، الى إعادة إنتاج لحكومةٍ أكثر مطواعية له، محاولاً إخفاء ذلك بتبنٍّ شكلي لشعارات المتظاهرين المطالبين بحكومة من الاختصاصيين المستقلين، فإذا بالحكومة مجموعة ممثلين للأحزاب والقوى السياسية الدائرة في فلك حزب الله، وإذا بوعود الحلول الإقتصادية والمالية من خلال خطة إنقاذية تتحول الى محاولة لوضع اليد على ودائع اللبنانيين وغير اللبنانيين عبر التمنع عن دفع سندات الدين المستحقة على الحكومة، ومشاريع لتقييد حرية المودعين في التصرف بودائعهم (كابيتال كونترول)، وأخرى لاقتطاع نسبة كبيرة منها (هيركات)، والى مشاريع لتأميم مبطن للمصارف من خلال شطب رؤوس أموالها لإطفاء قسم من دين الدولة، ودراسات لرفع الرسوم والضرائب وغيرها من التدابير التي تلبي المتطلبات التمويلية والتحاصصية والسلطوية للمنظومة الحاكمة بدل أن تلبي مطالب الشعب اللبناني!

ويترافق المضي المضي قُدُماً في التلزيمات المشبوهة، والتعيينات التحاصصية، وعرقلة التشكيلات القضائية، مع غطاء كثيف من الحملات المركزة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف التجارية لتحميلهم مسؤولية الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية والمصرفية التي يعاني منها اللبنانيون، كما لم يعانوا من قبل!

الدين العام: أسباب ومسؤوليات

يركز حزب الله ومنظومته على الترويج بأن سبب الأزمة المالية والنقدية والمصرفية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها اللبنانيون اليوم هو الأرباح الطائلة التي جنتها المصارف التجارية نتيجة سياسة مصرف لبنان في الاقتراض لتمويل عجز الدولة، وبأن أصحاب المصارف وضعوا يدهم على أموال المودعين وأقرضوها للدولة أو هربوها الى الخارج.

وقد نجح حزب الله، في التسويق لهذا الاتهام في الأوساط الشعبية، وفي تصوير المشاكل المالية والنقدية والمصرفية كسبب لأزمة لبنان واللبنانيين، على الرغم من كونها عملياً نتيجة للأسباب الحقيقية التي يتحمل مسؤوليتها الاحتلالان السوري والإيراني للبنان على مدى 30 سنة.

فجوهر المشكلة النقدية والمالية والمصرفية هو في عجز الدولة، والبحث يجب أن يتركز على الظروف والسياسات والقرارات التي تسببت في هذا العجز، والجهة المسؤولة عن هذه الظروف والسياسات والقرارات منذ العام 1990 الى اليوم.

وفي هذا المجال لا بد من التوقف عند ما يلي:

1- كلفة الحروب الداخلية والخارجية وما تسببت به من دمار وخسائر مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد اللبناني. وبجردة سريعة على هذه الحروب يتبين أن لبنان عاش سلسلة من الحروب والحوادث الأمنية الكبيرة أبرزها: عملية تصفية الحساب بين اسرائيل وحزب الله (1993)، عملية عناقيد الغضب بين اسرائيل وحزب الله (1996)، معارك جرود الضنية (1999-2000)، سلسلة محاولات الاغتيال والاغتيالات التي بدأت باستهداف النائب مروان حمادة (2004) واستمرت مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه (2005) وتواصلت حتى اغتيال اللواء وسام الحسن (2012)، حرب تموز بين اسرائيل وحزب الله (2006)، اقفال حزب الله لوسط بيروت (2007)، معركة مخيم نهر البارد (2007) احتلال حزب الله لبيروت ومهاجمة الجبل (7 أيار 2008)، تدخل حزب الله في الحرب السورية وما تسبب به ذلك من تفجيرات ومواجهات في عمق لبنان وعلى الحدود الشرقية، ومن حركة نزوح للسوريين الهاربين من المناطق التي تدخل فيها حزب الله في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد (2011 الى اليوم).

2- كلفة الأزمات السياسية على الاقتصاد اللبناني. ومن أبرز محطات هذه الأزمات: شطب القوى المسيحية الفاعلة من الحياة السياسية في لبنان في الانتخابات التشريعية التي قاطعها المسيحيون (1992)، فرض التمديد للرئيس الياس الهراوي(1995)، فرض انتخاب العماد اميل لحود واعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة (1998)، فرض التمديد للرئيس إميل لحود (2004)، منع حزب الله انتخاب رئيس للجمهورية (2007)، إقفال مجلس النواب وتعطيله (2007-2008)، أزمة إسقاط حكومة الرئيس الحريري وعملية “القمصان السود” لمنع إعادة تسميته لتشكيل الحكومة(2010)، تشكيل حكومة اللون الواحد (2011)، تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية (2014)، بالإضافة الى الأزمات الطويلة التي رافقت تشكيل معظم الحكومات في لبنان منذ 2005 الى اليوم نتيجة للشروط وعمليات الابتزاز التي غالباً ما كان يفرضها حزب الله أو أحد حلفائه لتعزيز حضورهم في الحكومة!

أما على الصعيدين العربي والدولي فقد تسببت مواقف حزب الله المعادية للدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتصريحات التي تستهدف قادة هذه الدول، والدعم اللوجستي والإعلامي والعسكري والأمني للجهات المعادية لهذه الدول، في تحميل لبنان خسائر مالية باهظة من خلال وقف معظم أشكال الدعم المالي والاقتصادي وتراجع الاستثمارات وتصفية لبعض ما كان قائما منها، وانخفاض كبير في تحويلات اللبنانيين العاملين في الخليج والعالم الى لبنان.

وأدت بعض الاختراقات التي قام بها حزب الله للمنظومة المصرفية الدولية من خلال عمليات مالية وتحويلات عبر المصارف اللبنانية الى تفعيل العقوبات الاميركية على هذه المصارف مما أدى إلى بيع أحدها (اللبناني – الكندي) وتصفية آخر (جمال ترست بنك) وهو ما أثر سلباً على القطاع المصرفي ككل، وجعل هذا القطاع تحت رقابة مشددة أخافت المودعين والمستثمرين.

3- كلفة تضخم الإدارة اللبنانية نتيجة تحويلها الى مكان لاحتواء المحازبين والمناصرين على مدى أكثر من ثلاثين سنة. فبعض التقارير يشير الى 260 الف موظف في الدولة اللبنانية بينهم مئة الف موزعة بين وظائف غير منتجة أو وظائف لمن يتقاضى راتباً من دون الحضور الخ… من دون إغفال “جيوش” المستشارين والمتعاقدين والمياومين وغيرهم! وجاء إقرار سلسلة الرتب والرواتب عام 2017 ليضاعف من كلفة الإدارة وبالتالي من الهدر والعجز!

4- كلفة الفساد والرشوة وسوء الإدارة وفي مقدمها قطاع الكهرباء (47 مليار دولار) وقطاع استيراد النفط (الوزارة كانت من حصة حلفاء سوريا وحزب الله منذ التسعينات الى اليوم)، والرشاوى والغش والسمسرات في مشاريع البنى التحتية، وتمويل القوى الحزبية من خلال الصناديق والمجالس وغيرها، والإشغال غير الشرعي للأملاك البحرية والنهرية والأملاك العامة الأخرى…

5- كلفة التهرب الضريبي والتهريب الذي يديره حزب الله ويشرف عليه لتمويل مؤسساته وحروبه (1،5 مليار دولار سنويا).

مسؤولية مصرف لبنان:

في ظل ما سبقت الإشارة إليه من ظروف سياسية وأمنية وعسكرية وإدارية واقتصادية، كان على مصرف لبنان إدارة أزمة الدين العام الذي تسبب به تراكم عجز الموازنات الحكومية بعد إقرارها في مجلس النواب على مدى نحو من ثلاثين عاما، بالتزامن مع الحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية بحسب القرارات السياسية الدائمة للحكومات اللبنانية المتعاقبة، وتأمين التمويل المطلوب لخزينة الدولة، والحفاظ على الدورة الاقتصادية، فأطلق أكثر من سلة محفزات للقطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية والإسكانية وغيرها، بفوائد مدعومة ومتدنية، ساهمت في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي… واعتمد هندسات مالية كانت موضع جدل على الرغم من أنها أدت الى تلافي تعثر بعض المصارف الكبرى في لبنان وبالتالي الى انهيار كبير في القطاع المصرفي، وساعد الحكومة على تأمين ما تحتاج إليه لتمويل عجز الموازنة من خلال سندات الخزينة التي تكثر الانتقادات في شأن الفوائد المرتفعة نسبياً التي اعتمدت لتسويقها بسبب المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية المرتفعة التي رافقت أصدارها. وانتقد الكثيرون حاكم مصرف لبنان على الكلفة المرتفعة التي تحملها المصرف من أجل تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية على الرغم من أنه كان ينفذ سياسات حكومية واضحة تم التعبير عنها في كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة منذ تولي رياض سلامة حاكمية مصرف لبنان في العام 1993.

ويبدو واضحاً أن حرب تقاذف المسؤوليات الدائرة في لبنان في شأن الأزمة المالية والنقدية والمصرفية والاقتصادية، تقوم على اعتبارات سياسية وعلى خلفيات تستند الى الاستغلال والمصالح وتصفية الحسابات والانتقام، أكثر مما تستند الى العلم والمنطق والأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية التي عاشها لبنان خلال السنوات الثلاثين الماضية.

فالتعاطي مع الملفات الاقتصادية والمالية والنقدية والمصرفية من دون الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية والعسكرية التي ترافقها وتنعكس عليها، يفتقد الى المهنية والحرفية، ويندرج في إطار المزايدات والمناكفات وتزوير الحقائق في إطار الصراع على السلطة.

فهل يمكن، على سبيل المثال، لأفضل حاكم مصرف مركزي في العالم حل مشكلة إيران أو فنزويلا الاقتصادية ما لم تتغير سياسات الحكومتين الايرانية والفنزويلية التي استجلبت لهما العزلة الدولية والعقوبات المالية والمصرفية والاقتصادية على الرغم من أن إيران وفنزويلا هما من أكبر الدول النفطية في العالم ومن أغنى الدول من حيث الثروات الطبيعية التي تختزنها أرضهما؟

وهل كان يمكن لحاكم المصرف المركزي اليوناني أن يعالج مشكلة إفلاس الدولة اليونانية لو لم تتخذ الحكومة اليونانية القرارات السياسية والمالية والاقتصادية المطلوبة؟

وهل كان يمكن لحاكم المصرف المركزي القبرصي أن يتجاوز أزمة إفلاس بعض المصارف القبرصية لو لم تكن حكومته جزءا من منظومة الاتحاد الأوروبي وتوجهاته السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية؟

وهل كان يمكن لحاكم المصرف المركزي في الاتحاد السوفياتي السابق أن يطبق سياسات نقدية ليبرالية في ظل النظام الشيوعي الذي كان يعمل في ظله؟ وهل يمكن لحاكم المصرف المركزي الأميركي أن يتخذ قرارات تناقض النظام الرأسمالي وتحد من الحرية الاقتصادية التي يقوم عليها النظام الأميركي؟

وهل يمكن لحاكم المصرف المركزي الأوروبي أن ينفذ سياسات مالية ونقدية مخالفة لمتطلبات الوحدة الأوروبية وقواعدها ومستلزماتها؟

إن التركيز على مسؤولية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف عن الأزمة النقدية والمالية والمصرفية والاقتصادية الحالية، وكأنهما خالفا السياسات الحكومية، يفتقد الى الحد الأدنى من المنطق السياسي والقانوني والاقتصادي المطلوب للحل، خصوصا في ظل وضع لبنان الواقع تحت الاحتلال منذ العام 1990.

فبين العامين 1990 و2005 تحكمت سلطة الاحتلال السوري بكل القرارات السيادية للدولة اللبنانية، ومنذ العام 2005 وحتى اليوم يتحكم حزب الله بهذه القرارات، في غياب الديموقراطية الصحيحة التي هي ركيزة أساسية من ركائز الشفافية والمحاسبة.

مسؤولية المصارف التجارية:

تُوجَّه أصابع الاتهام الى المصارف التجارية ب:

1- التسبب بعجز الدولة اللبنانية من خلال الأرباح الكبيرة التي جنتها من سندات الخزينة التي اشترتها لتمويل العجز المتراكم للموازنات الحكومية.

2- تبديد أموال المودعين من خلال استثمارها في المكان الخطأ، وتحديداً في تمويل الدولة على الرغم من معرفتها بارتفاع مخاطر عدم قدرة الدولة على التسديد.

أما في الواقع، فمن الطبيعي أن تحقق المصارف كمؤسسات تجارية أرباحاً. فالمصارف لم تتأسس لتخسر. والمصارف لم تكن هي من جرّت بسياساتها الحكومة اللبنانية الى الاستدانة، وإنما العكس. والمصارف سددت للدولة اللبنانية الضرائب المتوجبة عليها لقاء أرباحها، مما يعني أن الدولة كانت مستفيدة بدورها من أرباح المصارف لتمويل خزينتها. والمصارف أمنت وتؤمن الحياة الكريمة لألوف العائلات من موظفيها، وتؤمن لهم الخدمات الاجتماعية التي يفترض بالدولة ان تؤمنها لشعبها من بدلات طبابة واستشفاء ودراسة وغيرها من المساعدات الاجتماعية.

والقول بأن المصارف قد حققت أرباحاً من سندات الخزينة هو وجه من أوجه الحقيقة، لأن الوجه الآخر هو أن المودعين الذين وظفت المصارف قسماً من ودائعهم في سندات الخزينة استفادوا من الفوائد المرتفعة لجني أرباح مكنتهم من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة على مدى سنوات طويلة، وسمحت للدورة الاقتصادية بأن تتحرك على مدى سنوات وهو ما أدخل الى خزينة الدولة المليارات من الرسوم والضرائب وإن كانت الحكومة قد اساءت استخدامها وتوظيفها في الأماكن الصحيحة.

إن اتهام المصارف بالتسبب بعجز الدولة نتيجة لفوائد الدين كان يمكن أن يكون صحيحاً لو أن الحكومة توصلت الى مرحلة ألغت معها العجز في موازنتها، وبقيت ترزح تحت عبء فوائد الدين فقط. لكن المشكلة الحقيقية تمثلت في أن الحكومات المتتالية لم تعمد الى معالجة الفجوات في موازنة الدولة وبقيت نسبة العجز ترتفع سنوياً بمعزل عن كلفة خدمة الدين العام.

ثم أن المصارف سبق لها بعد مؤتمر باريس-2 أن وظفت 3،6 مليار دولار في سندات الخزينة بفائدة صفر بالمئة كمساهمة منها في مساعدة الحكومة على خفض عجز الموازنة كما وعدت الدول المانحة يومها. والمصارف كانت على استعداد السنة الماضية لتوظيف 3 مليارات دولار أخرى في سندات الخزينة بدون فائدة ملاقاة لمؤتمر “سيدر” في مساعدة الدولة اللبنانية لو أن الحكومة وفت بتعهداتها بإقرار موازنة تعالج الهدر والفساد وتخفف العجز كما وعدت!

لكن مع إصرار الحكومة على إبقاء موازنتها مصدراً لتمويل الحياة السياسية والحزبية للمنظومة الحاكمة ولخزينة حزب الله، وامتناعها عن اتخاذ التدابير الكفيلة بوضع حد للاقتصاد الموازي غير الشرعي الذي يرعى التهريب والتهرب الضريبي والمضاربات غير المشروعة، ومع عدم قيام الحكومة بأي خطوة لتصحيح العلاقة مع الدول العربية والمجتمع الدولي، رفضت المصارف أن تضخ أموالا جديدة في سندات الخزينة!

أما في الشق الثاني المتعلق بتبديد أموال المودعين، فإن المصارف لم تخرق قاعدة توزيع المخاطر التي تعتبر قاعدة ذهبية في علم الاستثمار.

فهي وظفت أقل من ثلث ودائعها فقط في سندات الخزينة لتتمكن الدولة من تسيير شؤونها، في حين وظفت الثلث الثاني لإقراض القطاع الخاص فسمحت للشباب بتملك عشرات ألوف الشقق، وشراء السيارات، وزيادة الإنتاج الصناعي والزراعي، وتطوير القطاعات السياحية والخدماتية، ووظفت الثلث الأخير في استثمارات أخرى متنوعة بعد الاحتفاظ بملاءة تزيد عن ال 12% وبعد الاحتياط الإلزامي المفروض إيداعه في مصرف لبنان.

من هنا، يصبح اتهام المصارف بتبديد أموال المودعين من خلال توظيفها لدى الدولة اللبنانية، اتهاماً للدولة وليس للمصارف!

ففي كل دول العالم تعتبر الدولة هي الضامن والناظم للعلاقة بين الناس، وبين المؤسسات، وبين الناس والمؤسسات، وهي بحكم كونها، مبدئياً، الحاكم والحَكَم، يفترض أن تسهر على تطبيق القانون وصون حقوق المؤسسات والناس لا على إهدارها وتبديدها.

وبما أن العجز المتراكم هو – باعتراف السلطة السياسية نفسها- نتيجة للهدر والفساد وسوء استخدام السلطة، وهي كلها مخالفات قانونية تدين القائمين بها، فإن المنظومات السياسية التي تشكلت منها الحكومات على مدى السنوات الثلاثين الماضية هي التي يجب أن تكون في قفص الاتهام لا المصارف!

وما يؤكد مسؤولية الحكومة عن الوصول الى حافة الإفلاس لا مسؤولية المصارف، نموذجان:

1- القطاع الاستشفائي الذي يرزح تحت عجز يهدد بإقفال الكثير من المستشفيات وتوقف بعضها الآخر عن العمل بسبب امتناع الدولة اللبنانية عن تسديد عشرات المليارات المتوجبة عليها من مستحقات للمستشفيات المهددة بالإفلاس!

2- الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث يودع العمال وأصحاب العمل الأموال المخصصة لتعويضات نهاية الخدمة بعد سن التقاعد. وقد تمّ توظيف أكثر من 80 بالمئة من أموال هذا الصندوق في سندات الخزينة التي أعلنت الحكومة تمنعها عن دفعها! فهل المسؤولية في تبديد هذه الأموال تقع على عاتق المصارف أم على عاتق الدولة؟

بين المحاسبة السياسية والمحاكمة القضائية:

في ظل سلطة احتلال، أو في غياب الممارسة الديموقراطية الصحيحة لا يمكن الحديث عن محاسبة سياسية أو محاكمة قضائية، بل عن استخدام القانون وتوظيفه لتحويل القضاء الى “محاكم عرفية” مهمتها الفعلية هي القمع والترويض والإخضاع.

فسلطة الاحتلال والسلطة غير الديموقراطية إن حاكمتا، فللتخلص من المعارضين ورافضي مسايرتهما والخضوع لهما والمواجهين لمشاريعهما والمتصدين لتمريرها، أو لتقديم ضحية وكبش فداء وتحميله مسؤولية لا يتحملها، لامتصاص نقمة الناس وتضليلهم وحماية الاحتلال او الحاكم وتبرئته من المسؤولية الحقيقية!

لذلك، فإن اللجوء الى القضاء في هذه المرحلة، لا يبدو مفيداً، في ضوء تجارب السنوات الثلاثين الماضية من “محاكمات” بحجة محاربة الفساد والفاسدين، بينما لم تكن في الحقيقة والواقع سوى عمليات انتقام سياسي قامت بها سلطة الاحتلال ومن يتعاون معها ضد المعارضين، أو ضد الخارجين عن وصايتها.

ولنا على سبيل المثال لا الحصر أمثلة عدة.

فمحاكمة النائب السابق يحيى شمص بتهمة الاتجار بالمخدرات، بعد رفع الحصانة النيابية عنه، لم تكن قراراً من الحكومة اللبنانية بالقضاء على هذه الآفة، وعلى التهريب، بدليل أنها لا تزال متفلتة حتى اليوم، بل ذريعة لتأديب شمص الذي اختلف يومها مع رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في الجيش السوري العامل في لبنان غازي كنعان.

ومحاكمة الوزير السابق شاهي برصوميان بتهمة بيع الرواسب النفطية لم تكن لاستعادة المال العام المنهوب كما قيل يومها، بدليل استمرار فضائح هذا القطاع حتى اليوم بأشكال مختلفة، بدءا بالمحروقات وانتهاء بصفقات الكهرباء، ومحاكمة النائب السابق حبيب حكيم بتهمة هدر المال العام في محرقة برج حمود للنفايات لم تضع حدا لمشكلة الفساد والهدر في ملف النفايات المفتوح على مصراعيه حتى اليوم، ولكنهما كانتا نموذجين من النماذج التي اعتمدها عهد إميل لحود للانتقام من خصومه المحليين المحسوبين على تركيبة سورية كانت في طريقها الى الأفول لتحل مكانها تركيبة بشار الأسد في الإمساك بالملف اللبناني.

وفي قضية “بنك المدينة” الشهيرة، تمت ملاحقة الأخوين عياش والأخوين قليلات، بتهمة تبديد أموال المودعين، ولكن أحداً لم يقترب من البطل الحقيقي لهذه الفضيحة رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في الجيش السوري في لبنان اللواء رستم غزالة، ولم يُسأل إسم واحد من الأسماء الواردة على قائمة طويلة من السياسيين وغير السياسيين اللبنانيين التابعين لغزالة عن مصير الأموال التي نهبوها من المصرف المذكور.

ثلاثية الحل: “التحرير الديموقراطية القانون”

بالاستناد الى كل ما تقدم، فإن المطالبة بمحاسبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو محاكمة أصحاب المصارف وكبار المساهمين فيها، وبمعزل عن مدى مسؤوليتهم أو عدمها عن الأزمة الحالية، لا تعدو كونها، في ظل الظروف السياسية القائمة التي يمسك فيها حزب الله بالقرارات السيادية للدولة اللبنانية، وبمفاصلها الحيوية، وفي ظل غياب مؤسسات ديموقراطية حقيقية:

1- دعوة الى الانتقام من النظام المصرفي الذي لا يزال يقاوم محاولات حزب الله لإرضاخه وإخضاعه واستعماله خلافاً لقواعد عمل النظام المصرفي العالمي.

2- تسهيلاً، ولو عن غير قصد، لاستيلاء حزب الله على مواقع القرار في السلطة النقدية مع ما يعنيه ذلك من سيطرة على رمز سيادي أساسي إضافي من الرموز السيادية السياسية والأمنية والعسكرية التي وضع حزب الله يده عليها خدمة للمشروع الإيراني.

أما الحل الحقيقي فيبدو مستحيلاً في ظل غياب المحاسبة السياسية، وفي ظل استمرار تحويل الانتخابات، كما منذ ثلاثين سنة، غطاء شكلياً يسمي من خلالها الاحتلال وشركاؤه من منظومة السلطة والنفوذ السياسي والمالي من يريدونهم للتشريع ولاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومنح الحكومة الثقة ومراقبة اعمالها ومحاسبتها!

إن التعاطي مع الأزمة الراهنة، كما لو أنها أزمة تقنية، لا يوصل الى حل. فالأزمة هي أزمة بنيوية – كيانية – سياسية، لا يمكن معها تجاوز ترتيب الأولويات المطلوبة لبناء الدولة.

فخريطة الطريق لبناء الدولة واضحة:

تحرير لبنان من سلاح حزب الله والوصاية الإيرانية هو المدخل الإلزامي الى الديموقراطية. والديموقراطية هي المدخل الإلزامي الى القانون والعدالة. أما قلب الأولويات، ولو عن حسن نيّة، فينسف كل المعادلة:

فالقانون بلا ديموقراطية أداة تعسف ووسيلة انتقام.

والديموقراطية بلا تحرير غطاء لسلطة الاحتلال!

*نوفل ضو

صحافي وسياسي لبناني

منسق التجمع من أجل السيادة

مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والأبحاث

 

 

يكفينا تكاذب، الحلّ بالفدرالية!

يوسف ي. الخوري/15 نيسان/2020

نسمع كثيرًا في الآونة الأخيرة أن لبنان يمرّ في أصعب مرحلة في تاريخه، وباتت الأسباب المتراكمة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، معروفة من الجميع وتتكرّر عشرات المرّت يوميًا. تقول القاعدة العلميّة أنّ حلّ المعضلات يبدا بتحديد الأسباب، لكن مشكلتنا تخرج عن المألوف، إذ أن أسبابها واضحة لكن حلولها مستعصية. فقبل الإصلاح، واستعادة الأموال المنهوبة، والـ Haircut والـ Capital Control، هل باستطاعة أحد أن يُخبرنا؛ من أين سنأتي "غدًا" بالخبز لنحيا، والبنوك تحجز على أموالنا وأعمالنا متوقّفة؟! ومن أين ستأتي دولتنا المُفلسة بالموارد التي تُخرجها من عجزها لتعود دولة؟ أو كيف ستنهض باقتصادنا؟ أو ما السبل التي ستُعيد الثقة ببنوكنا السائرة نحو الانهيار؟...

تساؤلات وتساؤلات، وغيرها الكثير من التساؤلات ولا جواب واحد يُطمئن. وكلما تتبعتُ أكثر تحاليل الخبراء لاستنتاج أجوبة شافية، كلما ازددتُ تشاؤمًا من النتائج التي ستوصلنا إليها المعضلة التي نحن بها.

وبينما أنا غارق في تشاؤمي، مرّت ببالي فكرة ربما تكون هي الحلّ السحري لشدّة ما هي بسيطة، الفدرالية. وفجأة استفاق "الأخْوَت" القابع في داخلي ليسألني بلهجته الكسروانية الظاهرة:

الأخوت اللي فيّي: معقولي ما حَدَش منتبه إنّو أفيش غير الفدراليي بتخلّص البلد؟

عقلي الواعي : مش وقت خْوات هلّأ، بتعرف منيح إنّو الفدرالية بعدا Tabou!

الأخوت اللي فيّي: لما تصيروا تسترجوا تحكوا فيها بتبطِّل Tabou.

عقلي الواعي : ما إذا حكينا بدّك مين يسترجي يسمع!

الأخوت اللي فيّي: بكرا بس يجوع الشعب بيسمعوا "الكبار"!

عقلي الواعي : عم بتفكّر متلي؟

الأخوت اللي فيّي: أكيد لَهْ (لا)، أنا بفكّر عا صوت عالي، إنت أوقات أبتسترجيش تفكّر...

عقلي الواعي : فكّر تا نسمع قبل ما يسمعنا حدا.

الأخوت اللي فيّي: أول شي لازم الكل يعرفوا إنّو الفدراليّي مش معناتو تقسيم، الفدراليّي "اتّحاد"..

عقلي الواعي : شو يعني هلأ!؟ عم تترجم للعربي كلمة فدرالية؟

الأخوت اللي فيّي: مش إنت قلت إنّو الفدرالية منِلْ المحرّمات، قَرِبلُن ياها عا عقلن واستعمل كلمة "اتحاد"، أزبط..

عقلي الواعي : اعطيني الزبدي وبعدين منشوف كيف نقرِّبا عا عقلن.

وراح "الأخوَت" الذي في داخلي يستعرض أهميّة تحويل النظام اللبناني إلى نظام فدرالي، فأوضح أن كل جماعة طائفية تكوّن بيئتها ضمن إقليم (ولاية) خاص بها، حيث يكون لها الحق بقوانين وثقافة وقضاء مستقلّين عن باقي المناطق وعن الحكومة المركزيّة. وأضاف أن ثلاثة شؤون تبقى موحّدة بين كل الأقاليم هي سياسة النقد، والأمن القومي (الدفاع)، والسياسة الخارجية.

"أخْوَت يحكي وعاقل يفهم" كَم ستكون نافعة هذه التركيبة الفدراليّة:

- أولًا: قانون الأحوال الشخصيّة في لبنان هو علّة العلل، في الفدرالية سوف يكون لكل إقليم قانون موحّد يناسب أهله.

- ثانيًا: في الفدرالية لا يعود هناك من مبرّر لتدّعي الأحزاب الطائفية الدفاع عن مصالح طوائفها، كون هذه الطوائف ستستقلّ عن بعضها ضمن الاتّحاد.

- ثالثًا: في الفدراليّة ستتخلى الأحزاب عن نزاعاتها الطائفية لتتحوّل إلى أحزاب تتنافس في الإنماء والإبداع، فتنشط في البلاد حياة سياسيّة وطنيّة، ويزدهر الإنتاج الصناعي والزراعي على حساب الريعية.

- رابعًا: في الفدرالية سيتاح المجال لأهل الخبرة والاختصاص الجديرين وليس للـ "متزلّمين".

- خامسًا: في الفدراليّة سيتفرّغ الناس للعلم والشعر والفنون، وسينبذون الأحقاد الطائفية، إذ سيُزال التماس من بين الطوائف.

- سادسًا: في الفدرالية ستزول المحاصصة، ولا يعود هناك وزارات سياديّة واخرى أقلّ شأنًا، ولن تتعطّل الإدارة بحجّة تطبيق قاعدة الـ 6 و 6 مكرّر...

- سابعًا: في الفدرالية لن يخاف المسيحي من خسارة امتيازاته نظرًا لتقلّص عدد أبنائه، ولن يكترث السنة والشيعة بنفوذ أوسع كون أعداد مواطنيهم إلى ازدياد وتفوّق.

- ثامنًا: البنوك لن تستعيد ثقة اللبنانيين – مهاجرين ومقيمين – بأقل من عقد من الزمن أو ربما اثنين، في الفدراليّة ستكون هناك فرصة ليشكّل كل إقليم نظامه المصرفي الشفاف الذي يتناسب مع تطلعات أبنائه، فيجذب الودائع ويُحيي الاستثمارات.

- تاسعًا: في الفدرالية سيتحرّر لبنان من الضغوطات الدولية والتأثيرات الإقليميّة، لا بل سيُصبح في قائمة الاهتمام والعناية الدولييّن، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نحن اليوم ميؤوس من امكانيّة منحنا هبات وقروض لننهض من أزمتنا، لأن الغرب يعتبر حزب الله "منظمة إرهابيّة"، والخليج السنّي غير مستعد لمساعدة لبنان الواقع نحت السيطرة الإيرانيّة، وحزب الله الشيعي والأحزاب اليسارية العقائديّة عاجزون عن تقليص سطوة النظام المصرفي الليبرالي الذي يعتبرونه عميلًا للغرب، لأن السنّة والمسيحيّين والدروز– ولو تستّتر بعضهم – هم داعمون لليبراليّة المصارف (وليس للمصارف نفسها)! في الفدرالية سيستقّل المسيحيّون والسنة والشيعة والدروز عن بعضهم، عندها لن تمانع دول الخليج من مساندة المنطقة السنيّة، وستستمر ايران بدعم المناطق الشيعيّة، ولحفظ موطئ توازني له في الشرق الأوسط سيهّب الغرب لمساندة المسيحيّين شرط أن يساند هؤلاء بعضهم. إذًا بالفدرالية سيأتي لبنان الدعم والاستثمارات من جهّات مختلفة ومتناقضة عوض أن يبقى مجمّدًا، وستدور العجلة الاقتصاديّة بنشاط وحيويّة، ويعمّ الازدهار والبحبوحة.

- أخيرًا وليس آخرًا: في الفدرالية يستطيع مَن يُريد تحرير القدس وشنّ الحروب على إسرائيل، ان يفعل ذلك بإرادته وعلى حساب ملّته ومن دون أن يزعج الآخرين، وليتعاطى بهذا الخصوص مع سلطة البلاد المركزية بعيدًا عن أي نزاع طائفي بين الأقاليم.

لأخوت اللي فيّي: معي حق ولا لأ؟

عقلي الواعي : خمنت بدّك تسألني إذا عم تحلم ولا لأ؟

الأخوت اللي فيّي: فيك تشوف غير حل؟

عقلي الواعي : في واحد بس...

الأخوت اللي فيّي: (متعجبًا)...

عقلي الواعي : إذا فدراليتك مستحيلي، مصيرنا جمهوريّة الملالي الإسلاميي...

الأخوت اللي فيّي: (صارخًا) شو عم تحكي يا اخوِت؟!!!

عقلي الواعي : واحد متلك أخوِت... انضب وما بقا تسمّعني صوتك!

الأخوت اللي فيّي: شو رايَك أعرض أفكاري عالرئيس متل ما عَمَل أخوت شاناي مع المير بشير؟

عقلي الواعي: انضب!

 

حسان دياب بعباءة سليم الحص

يوسف بزي/المدن/16 نيسان/2020

باكراً، عرفنا أن حسان دياب يرغب بالتماثل مع صورة سليم الحص في المخيلة الشعبية. أن يبدو الحص "أباً روحياً" للبروفسور التكنوقراطي. بل وباكراً أظهر دياب أنه آت من هناك، من الهامش البيروتي الميكروسكوبي الذي يشبه مثلاً شخصيات "تجمع اللجان والروابط الشعبية"، كمعن بشور أو عصام نعمان.. الذين ازدهروا بمعية "الممانعة" والمخابرات السورية. وربما أيضاً هو أقرب ما يكون إلى حلقات وشخصيات "جمعية المشاريع" (الأحباش) ومنطوقها السياسي الذي تجلى ذات مرة في تظاهرة السواطير عام 2001. باكراً أيضاً، بثّ دياب إشارات كثيرة عن انتمائه وانحيازه إلى "معسكر" الذين أطاح بهم انتخابياً وشعبياً وسياسياً رفيق الحريري، حتى قبل إجراء أي انتخابات. ويبدو دياب أنه لم ينسَ بعد المرارة التي ذاقها أسلافه، طالما أنه يومياً لا إنجاز له ولحكومته سوى ترداد النغمة التي تطرب ميشال عون شخصياً، أي إعلان الرغبة بالتخلص من "تبعات 30 سنة الماضية". وهي عبارة لا تفسير ثانياً لها عنده سوى: الثأر من رفيق الحريري.

فهذه العبارة تحديداً، تختلف بمعناها جذرياً إن قالها متظاهرو 17 تشرين، ولها معان أخرى عند الحزب الشيوعي مثلاً، وربما لـ"المجتمع المدني" قصد مغاير إن قالها. أما فحواها عند الدوائر التي ينتسب إليها دياب، وتتنكب اليوم السلطة، فهي وحسب الانتقام من الحريري الأب، من تاريخه وإرثه. وهي للأسف مهمة باتت أسهل كثيراً بفضل ما اقترفه سعد الحريري (وسائر الورثة) في السنوات الأخيرة. عندما أتى دياب إلى رئاسة الحكومة، بدا أشبه باليتيم، شبه مكتوم القيد، مجهولاً بلا نسب سياسي، بلا حزب ولا جماعة، وتقريباً بلا ماض. بدا وكأنه على قياس شرطيّ "المستقل" و"التكنوقراطي" اللذين راجا كمطلب عمومي و"ثوري". لكن أيضاً كان واضحاً أنه خيار حزب الله – جبران باسيل. خيار يتمم الخدعة التي أنعشت السلطة وأظهرت فيها مرونتها الفائقة. لكن اليوم، أضحى دياب أكثر انتباهاً إلى نفاد فعالية "اليتيم". وأنه بحاجة إلى شجرة عائلة سياسية، إلى سلالة تمنحه شرعية السلطة، وديمومته فيها.

تلك هي أهمية الزيارة التي قام بها إلى منزل الرئيس سليم الحص يوم الأربعاء 15 نيسان. فعند عتبة المنزل سيقول: "لا يمكننا التفكير بإصلاح من دون العودة إلى الرئيس الحص". معلناً مرجعيته ونسبه، وخطه السياسي. منذ هذا اليوم، خلع حسان دياب البدلة التنكرية، "التكنوقراطي المستقل"، ليتحول إلى طامح سياسي على المعنى الانتخابي المديد. أي بلغة أخرى سائدة: مشروع زعيم بيروتي، تقوم زعامته على أنقاض الحريرية تحديداً.

اختيار الحص، ليس بوصفه صاحب قاعدة شعبية. فهذا غير موجود. ولا بوصفه صاحب "عباءة" الطائفة وعمامتها وصولجانها. فهذا أيضاً ليس في خزائن الحص. إنما هو اختيار لـ"خرافة" سياسية، لها الآن في زمن القحط مفعول سحري. خرافة "الآدمي" الفقير الذي هو في الاعتقاد الشعبي على طول الخط نقيض "الفاسد" الثري. والتجسيد السياسي المحلي لهذه الخرافة هو: الحص – الحريري. بهذا المعنى، وإذا تحقق لدياب مراده سنعود إلى ما قبل رفيق الحريري فعلياً.. إلى ما يشبه الحال في زمن سليم الحص وميشال عون معاً (هل تذكرون؟)، حين كان الدولار يساوي ثلاثة آلاف ليرة، و"المقاومة" تسجل انتصاراتها المتتالية.

 

ملحم خلف يفعلها: الجامعات والمؤسسات التربوية ضد خطط الحكومة

نادر فوز/المدن/16 نيسان/2020

يوم انتخب ملحم خلف نقيباً للمحامين في بيروت، عمّت الفرحة في ساحات الثوار في كل لبنان. سارعت قوى سياسية إلى تأكيد دعمها للنقيب المنتخب، وحاولت أخرى اللحاق بهذا المركب. لكن موقف خلف، قبل وبعد الانتخابات ظلّ نفسه: نعم لحقوق الناس وثورتهم، ومطالبهم وحمايتهم بكل الأشكال القانونية اللازمة. الرجل في موقعه، آتٍ من مكان آخر، من بين الناس التي عمل معها في مختلف الظروف والأصعدة. وإذ بنقيب محامي بيروت، يلعب شوطاً إضافياً إلى جانب المواطنين. وعنوان هذه المباراة ضمان حقوق الناس في المصارف، ومنع السلطة من وضع اليد على صناديق المؤسسات والجمعيات والنقابات، وكل المواطنين.

الجامعات الخاصة

في ظل الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي الذي تشهده البلاد وخطة الحكومة الاقتصادية، استكمل خلف اجتماعاته واتصالاته. وجمع مساء الأربعاء رؤساء الجامعات الخاصة في لبنان ورؤساء المؤسسات التربوية، للتعبير عن الرفض المطلق المساس بالودائع المصرفية العائدة للمؤسسات التعليمية وأساتذتها وطلابها والعاملين فيها. فسياسات الحكومة من شأنها أن تطال أكثر من 500 ألف عائلة، إن كان نتيجة تطبيق الهيركات أو الكابيتال كونترول. لكن الأهم أنّ هذه الجامعات الخاصة والمؤسسات التربوية الكبرى، أعلنت انضمامها إلى تجمع نقابات المهن الحرة والصناديق المنشأة بقانون. وهذه ما لم تضرب لها السلطة حساباً.

كرة ثلج

باتت الجامعات الخاصة جزءاً من تجمّع نقابي واسع يضم أغلب نقابات المهن الحرة. انضمّت إلى كل من نقابتي المحامين والمهندسين والأطباء، في بيروت وطرابلس، ونقابات الصيادلة والمحررين وخبراء المحاسبة والمعلمين والمعالجين الفيزيائيين والممرضات والممرضين، وصندوق التعويضات وتقاعد أعضاء الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، إضافة إلى ممثلين عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. هذا الجيش من النقابات يرفع صوتاً واحداً رافضاً المساس بأمواله في المصارف، وأموال صناديق الخاصة لحماية أعضاء النقابات فيها وتأميناتهم. صنع ملحم خلف كرة ثلج، وكبرت.

المشاركة في القرار

وإن كان رفض المساس بأموال الناس، العاديين والمنتسبين إلى هذه القطاعات والنقابات، من المسلّمات، فإنّ تجمّع نقابات المهن الحرّة يطالب بأمر بديهي آخر: المشاركة في صناعة القرار. يريد التجمّع، وفق المنطق، أن يكون طرفاً في المداولات والمفاوضات التي تقوم بها الحكومة لحلّ الأزمة الاقتصادية وإعادة هيكلة الدين العام. فلا تأتي هذه الحلول على حساب المواطنين وعلى حساب المؤسسات التي تضمن لقمة عيشهم، وتحميهم من باب التأمين الصحي والاجتماعي وصناديق المدّخرات، أو حتى صناديق المنح الجامعية (في قطاع التعليم).

صنع ملحم خلف كرة ثلج، وبدأت تكبر. قد تتدحرج في وقت قريب، وعندما تنزلق لا بد أن تصطدم بأسوار السلطة. هذه من إنتاجات ثورة 17 تشرين، حتى لو أصرّ أعداؤها على العكس.

الاجتماع والبيان "الصادم"

وكان رؤساء الجامعات الخاصة واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان، عقدوا اجتماعاً في "بيت المحامي"، بناء لدعوة نقيب المحامين في بيروت، ملحم خلف، حضره إلى خلف، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور فضلو خوري، رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الأب البروفسور سليم دكاش، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو العدوي، رئيس جامعة الحكمة الأب الدكتور خليل شلفون، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزيف جبرا، رئيس جامعة هايكازيان القس الدكتور بول هايدوستيان، رئيس جامعة الروح القدس الاب الدكتور طلال الهاشم، رئيس الجامعة الأنطونية الأب الدكتور ميشال الجلخ، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب الدكتور بيار نجم، رئيسة الجامعة الإسلامية في لبنان البروفسورة دينا المولى، ورئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الوراق.

كما شارك في الاجتماع ممثل رابطة جامعات لبنان الدكتور جورج نعمه، وعن اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، الأب بطرس عازار ومحمد سماحة والدكتور نبيل قسطه.

وفي نهاية اللقاء، أكد المجتمعون في بيان، أن "التعليم العالي والتعليم ما قبل الجامعي في لبنان كان ولا يزال رسالة وحاجة وطنية ماسة وإن المحافظة على مستوى هذا التعليم هو من الأمور الحياتية التي لا يمكن التضحية بها، بحيث أن أي حل مالي يكون على حساب طلاب لبنان وتلامذته وشبابه، أو على حساب المستوى التعليمي والجامعي والأمن الاجتماعي، هو مرفوض رفضا مطلقاً وكلياً وسلفاً".

وأصروا على "وجوب إشراكهم في أي قرارات اقتصادية أو مالية أو اجتماعية تتخذها الحكومة في ما خص المؤسسات التعليمية، لما تضم من طاقات علمية، ولما لها من دور أساسي ليس فقط في إنقاذ الاقتصاد في لبنان لا بل في إنقاذ الإنسان فيه".

كما حذروا من "المس بالمدخرات الاجتماعية الودائع المصرفية العائدة للمؤسسات التعليمية ولأساتذتها وطلابها والعاملين فيها، والذي من شأنه، لو حصل، أن يعرض استمرار عملها ويهدد بشكل أكيد مستوى التعليم فيها ورسالة لبنان التربوية، وذلك من أجل حمايتها وضمان مستواها التعليمي تحقيقا للأهداف التي نشأت من أجلها هذه المؤسسات".

وأعلنوا "الانضمام إلى تجمع نقابات المهن الحرة والصناديق المنشأة بقانون، في إصراره بأن يكون طرفاً أساسياً في المداولات والمفاوضات الدائرة على المستوى الرسمي، لجهة إعادة هيكلة الدين العام والمصرف المركزي والمصارف التجارية حيث تتواجد المدخرات الاجتماعية والودائع المشار إليها أو لجهة خطة النهوض التي تعمل الدولة على إعدادها".

 

لبنان في ظلّ التغييرات الإقليمية الكبيرة

خيرالله خيرالله/موقع أساس ميديا/الخميس 16 نيسان 2020

في المدى الطويل وفي ما يتعلّق بالشرق الأوسط والخليج والمنطقة ككلّ وصولاً الى شمال أفريقيا، سيتبيّن بالملموس أنّه سيكون لهبوط أسعار النفط والغاز انعكاسات تفوق بسلبياتها وخطورتها تلك التي سيخلّفها انتشار وباء كورونا. هناك مستقبل دول عدّة بات على المحكّ. على المحكّ، مستقبل كلّ من ايران والعراق وسوريا، وهناك تشظّ لليمن. ثمّة أسئلة كثيرة يمكن طرحها أيضاً في شأن مستقبل لبنان الذي يمرّ حالياً في أسوأ مرحلة من تاريخه الحديث الذي بدأ في الثالث عشر من نيسان 1975 يوم اندلاع الحرب الأهلية المستمرّة إلى اليوم والتي هي في الوقت ذاته حروب الآخرين على أرضه.

تبدو إيران مقبلة على انفجار داخلي كبير، وذلك ليس بسبب كورونا فحسب، بل بسبب أسعار النفط والغاز والعقوبات الأميركية أيضاً. لعلّ أكثر ما يدلّ على درجة السوء التي بلغها الوضع الاقتصادي الإيراني اضطرار المسؤولين إلى وقف العمل بالإجراءات المتخذة للحماية من كورونا في كلّ أنحاء البلد، باستثناء طهران. يحدث ذلك في ضوء العجز عن معالجة الهموم المعيشية في ظلّ انتشار كورونا الذي أصبحت "الجمهورية الإسلامية" احدى بؤر تصديره ونشره في المنطقة. لم يعد من خيار أمام النظام الإيراني سوى التضحية بعدد لا بأس به من أبناء شعبه من أجل الحفاظ على نفسه. هذا ما تكشفه تصرّفات "الحرس الثوري" الذي يتحكّم بالفعل بمصير إيران والإيرانيين ودول عدّة في المنطقة من بينها لبنان، بطريقة مباشرة أو عبر أذرعه.

ليس معروفاً إلى متى يمكن أن يبقى نظام "ولاية الفقيه" ومعه المشروع التوسّعي الإيراني، لكنّ الأكيد أن إيران التي عرفناها في السنوات الـ41 الماضية قد تغيّرت. لم تتغيّر طموحاتها بمقدار ما تغيّرت قدرتها على تنفيذ هذه الطموحات. هذا يظهر في العراق وسوريا ولبنان وحتّى في اليمن حيث لم يعد الحوثيون يعرفون ما الذي يمكن عمله بالانتصارات التي حققوها على الأرض وشملت الاستيلاء على محافظة الجوف المهمّة. ماذا تفعل بانتصارك عندما لا تكون لديك القدرة على استثماره في السياسة، وعندما يكون شعبك جائعاً، وليس لديك ما تطعمه أو تروي به ظمأه سوى شعارات فارغة من نوع "الموت لاميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود".

لم تجد إيران سوى القبول بتكليف مصطفى الكاظمي تشكيل الحكومة العراقية. لا يمكن اعتبار الرجل معادياً لها، لكنه ليس خيارها الأصلي. يبقى السؤال ما الذي يستطيع المدير السابق للاستخبارات العراقية عمله على رأس الحكومة في بلد مفلس؟ ليس سرّاً أن العراق يعتمد بنسبة تسعين في المئة على دخله من النفط. من أين سيأتي الكاظمي بالمال لدفع رواتب نحو تسعة ملايين موظّف حكومي؟ ليس هذا السؤال سوى أحد التحديات الكثيرة التي تواجه العراق حيث يتبيّن يومياً انّ الأحزاب الشيعية التي حكمت البلد منذ 2003 لا تستطيع بناء دولة أو مؤسسات قابلة للحياة. كلّ ما تستطيعه، مثلها مثل أي حزب مذهبي (سنّي او شيعي)، هو أخذ البلد الى طريق مسدود كلّيا بدل بناء اقتصاد قابل للحياة.

سيكون لهبوط سعر برميل النفط انعكاساته على سوريا أيضاً. هناك انهيارات كبيرة على الأرض بعدما ضعفت الإمكانات المالية لدى الإيراني ولدى الروسي أيضاً. تتدهور الأوضاع المعيشية يومياً في مناطق سيطرة النظام الأقلّوي المدين بوجوده للإيراني الذي أنقذه في 2012 وللروسي الذي هبّ إلى نجدته في أيلول 2015. زاد أخيراً تقنين الكهرباء فيما تكرّس الاحتلال الإسرائيلي للجولان ووضع اليد التركية على جزء من الشمال السوري... بموافقة روسية ورضا أميركي.

لا مفرّ من الاستعانة بصندوق النقد الدولي في محاولة لتعويم المصارف وإعادة الحياة إلى النظام المصرفي، وذلك بغضّ النظر عن الشروط التي سيفرضها الصندوق. لبنان في نهاية المطاف مصرف

لم تعد المسألة سوى مسألة وقت كي يحصل التغيير الكبير في سوريا، وهو تغيير كان مفترضاً أن يتمّ في 2012  أو 2015، لكن إيران استطاعت منعه مباشرة أو عن طريق الروس وإن بالقوة، قوّة البراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي.

ماذا سيفعل لبنان في ظلّ التغييرات الاقليمية الكبيرة المتوقّعة؟ الأكيد أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله لم يعد يمتلك وعوداً مرتبطة بالاستثمارات الصينية أو السوق العراقية. الأكيد أيضاً أن الدول العربية القادرة، في مقدّمها المملكة العربية السعودية لن تكون مستعدّة لمساعدة بلد مفلس مثل لبنان تشكّلت فيه "حكومة حزب الله" في "عهد حزب الله". لن تساعده حتّى لو رغبت بذلك. على الدول العربية القادرة التكيّف بدورها مع مرحلة هبوط أسعار النفط والغاز، المنتظر أن تستمرّ طويلاً!

مؤسف أنّه لا يوجد في لبنان رجال دولة. مؤسف أكثر أنّ ليس هناك، بين الذين يشاركون في الحكومة، من يعي أنّ هذا ليس وقت الهرب من الاستحقاقات التي باتت مفروضة على البلد في حال كان مطلوباً إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ماذا يعني هذا الكلام؟  إنّه يعني شيئا واحداً. لا مفرّ من الاستعانة بصندوق النقد الدولي في محاولة لتعويم المصارف وإعادة الحياة إلى النظام المصرفي، وذلك بغضّ النظر عن الشروط التي سيفرضها الصندوق. لبنان في نهاية المطاف مصرف. إذا انهار المصرف انهار لبنان وأفلس البلد ومواطنوه في الوقت ذاته، وغاب كلّ من يستطيع توظيف دولار واحد في البلد. الخيار واضح بين الانضمام إلى الدول المرشحة للانهيار من جهة والإقدام على الخيار الصعب من جهة أخرى. هل الحزب التابع لإيران الذي يتحكّم بالبلد وبكلّ تفصيل فيه على علم بوجود مثل هذا الخيار الذي يعني أوّل ما يعني الانحياز إلى ثقافة الحياة التي تهدّد وجوده من الأساس؟    

 

عن حظّ حسّان دياب.. بانتظار ثورة الجياع

زياد عيتاني/موقع أساس ميديا/الثلاثاء 14 نيسان 2020

محظوظ الرئيس حسان دياب لأربعة أسباب، الأوّل أنه ينتسب لطائفة لا تحاسب في السياسة، كما أنها لا تجيد العداء. فهي لم تحاسب الكثيرين من أبنائها، الذين كانوا في سُدّة المسؤولية قبله، وهكذا، من غير المتوقع أن تحاسبه. أما السبب الثاني، فإن الرئيس دياب وفي صفاته الشخصية، إضافة لصفة النسيان التي يتمتع بها كلّ إنسان، فقد مُنِحَ صفة عدم المبالاة بما يحصل من حوله، والقدرة على أن يحاور نفسه بنفسه، دون الحاجة لآخر يتحاور معه. أما السبب الثالث، أنّ من سبق الرئيس دياب في السراي الحكومي عبر سوء إدارته، جعل أيّ عمل، صغيراً كان أم كبيراً، يُصوّر على أنّه إنجازٌ كبير. فالناس عادة تقارن الحالي بما سبقه. أما السبب الرابع للمحظوظية هو أن الرجل، الذي كان يرتعب من الثورة والمجتمع الدولي، جاءت جائحة الكورونا، لتعطّل الأولى وتُلهي الثاني. وأكثر من ذلك، فالرجل، وبالاستعانة بالسبب الثاني الموجود بصفاته الشخصية، يستعدّ للاحتفال وإعلان الانتصار على الفيروس الخطير، كثاني دولة في العالم بعد الصين. رضى والدة الرئيس دياب عليه، وهو المتعلّق بها كثيراً – وكلنا يذكر الرسالة التي وجّهها اليها عبر إحدى الصحف عندما سُمّي وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي – هو السبب الرئيسي لهذا الحظ الكبير والمتراكم. إذ سُخّرت كلّ الظروف، المؤلم منها والمفرح، السيء والخيّر فيها، لمصلحته ومصلحة حكومته. جائحة الكورونا ستنحسر، وعاجلاً أم آجلاً سيعود اللبنانيون إلى حياتهم الطبيعية. وسنشهد مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي، إن "سمح" الرئيس ميشال عون بعقده هناك، ليعلن الرئيس دياب، وعن يمينه وزير الصحة حمد حسن، وعن يساره وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، أنه انتصر على الفيروس، وقد حقّق للبنانيين ما عجز عنه دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية وأنجيلا ميركل في ألمانيا وإمانويل ماكرون في فرنسا. وسيتوّج الرئيس دياب نفسه تحت أنظار وابتسامات مستشاريه بطلاً لبنانياً قومياً حقّق الانتصار على الكورونا. ولِمَ لا؟ فكثيرون هم الأبطال في التاريخ اللبناني تُوّجوا من دون أن يحقّقوا أيّ إنجاز، من معركة الاستقلال وصولاً إلى معركة استخراج النفط من المياه الاقليمية. لقد استبق الرئيس دياب عبر وزيرة الاعلام كلّ ذلك عندما أعلن أن حكومته حققت 57% مما وعدت به..!

الرئيس دياب وكما يبدو مطمئن إلى فائض الحظ الذي يملكه، بخاصة أنّه، ولكلّ الأسباب والظروف التي ذكرت سابقاً، تمكّن من دمج فائضه مع فائض القوة الذي يملكه حزب الله، الحامي الأول للحكومة، والذي باتت المسافة بينه وبين الرئيس سعد الحريري تفوق المسافة الطبية بين الناس، بسبب الكورونا، والمقدّرة بمترين. فما كان يرفض حزب الله إعطاؤه للرئيس الحريري بات يُعطى للرئيس دياب، ليس كيدية سياسية ضد الحريري، بل على قاعدة "مُكره أخوك لا بطل".

قد تكون الأجهزة الأمنية نجحت بفكّ ساحات الثورة بحجج متنوّعة من ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النور. إلا أن ما لا يمكن تفكيكه هو جوع الناس ومستوى البطالة الذي بلغناه قبل كورونا وسيتضخّم إلى حدّه الأقصى بعد كورونا

اطمئنان الرئيس دياب، لا يستند على معطيات صلبة، كي يُبنى عليه ضمان استمرار الحكومة. فما يجب أن يدركه أن ما بعد كورونا ليس كمثل ما قبل كورونا على كافة الصعد الاقتصادية والنقدية والسياسية والطبية. فالأرقام التي تصدر عن المؤسسات الدولية عن الوظائف التي سيخسرها الناس بعد كورونا تثير الهلع. والانكماش الاقتصادي الدولي لن يكون لبنان بمنأى عنه. وكلّ هذه المعطيات تؤسّس لواقع يفوق فائض الحظ عند دياب ومعه فائض القوة عند حزب الله.

قد تكون الأجهزة الأمنية نجحت بفكّ ساحات الثورة بحجج متنوّعة من ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النور. إلا أن ما لا يمكن تفكيكه هو جوع الناس ومستوى البطالة الذي بلغناه قبل كورونا وسيتضخّم إلى حدّه الأقصى بعد كورونا.

على الرئيس دياب وحكومته، ومعه كلّ من يدعمه، أن يدركوا أنّ بعد كورونا الموجة الثانية من الثورة آتية، هي ثورة الأمعاء الفارغة، والصرخات الجائعة. وسيشترك فيها الجميع، من الخندق الغميق مروراً بالطريق الجديدة وصولاً إلى جل الديب والذوق وجونية وطرابلس، وانتهاءً بعكّار والبقاع وصور.

ولكي نصدق الرئيس دياب وحكومته القول: "فالأمر لا يدعو للاطمئنان إلى الحظّ".

 

 

أستاذ نبيه... أين "فعل الندامة"؟

بشارة شربل/نداء الوطن/15 نيسان/2020

آخر ما وضعه الظرفاء على وسائل التواصل الاجتماعي صورة للرئيس بري والملكة اليزابيت، هو بلباس دوق ادنبره الأمير فيليب، وهي بمنديل السيدة رندة، مع تعليق بسيط هو انهما باقيان في السلطة "إلى أبد الآبدين".

لقب "أمير" قليل على الرئيس بري كونه مستحقاً لقب "ملك اللاعبين". فجُرأته للوصول الى قيادة حركة الامام الصدر امتزجت بمهارة وقدرة على تثبيت الأقدام والمواجهات وتحمل عبء الدماء مع الخصوم والأشقاء، حتى أضحى رقماً صعباً في معادلة داخلية اقتطع فيها المناصب والتعيينات والحصص، فيما سلّم القرار الاستراتيجي لـ"حزب الله" ضارباً صفحاً عن حرب "اقليم التفاح".

لا يُلقي الرئيس بري الكلام على عواهنه. فحين قال لا للكابيتال كونترول، عاد وزيره للمال غازي وزني عن الاقتراح مجرجراً أذيال الخيبة وضعف الاستقلالية، في حكومة ادعى رئيسها يوم سمي بغفلة من ثورة 17 تشرين انه سيجهد لاثبات اختصاصها واستقلالها على السواء. وحين قال ساكن عين التينة أمس "اقرأوا الفاتحة على الهيركات" كاد التكبير يصل الى دارة المصيلح. فإذا كانت تمنيات "الأستاذ" أوامر لدى مناصريه وحلفائه في اليوم العادي، فكيف للجزم ألا يكون له وقع السيف في زمن الشدائد؟

منذ أنشأت الوصاية السورية "الترويكا" الرئاسية عقب اتفاق الطائف كان ابو مصطفى حلّال المشاكل والمنشار في آن، لكنه مع انكشاف التركيبة السياسية التي شكل عمودها الفقري يجد اليوم نفسه أسير ردات الفعل. يستطيع دائماً الفخر بتحقيق مكاسب لطائفته وحركته واعتبار رأيهما ممراً الزامياً وعنصراً حاسماً في اي قرار، أو رأس حربة لمنع التغيير، لكنه يعجز عن سؤال بسيط: لماذا وصلنا الى هذه الحال؟

لا يمكن للرئيس بري انكار أنه كان شريكاً أساسياً في السلطة والمكاسب والسياسات التي أوصلتنا الى افلاس الدولة والانهيار. ولأن حجم نفوذه كبير، فهو مطالب بالكثير. ولأنه شديد الفعالية وَضَعَ معظم الشيعة ثقتهم بإدارته للسلطة وبقدرته على تحقيق ما يعجز عنه الآخرون، وارتأت الطوائف الأخرى أنه المحاور "المدني" الأساسي في تلك الطائفة والشريك في نمط العيش الذي لا غنى عن التفاهم معه لبناء دولة لا تستمر أداة في محور اقليمي.

يقرأ الرئيس النبيه الفاتحة اليوم على الهيركات مثلما وارى الكابيتال كونترول الثرى قبل اسبوع، من غير ان يدلنا الى خريطة طريق لانقاذ أموال المودعين. تعاطفه مع الطبقات الشعبية والمتوسطة مشكور وأكيد، لكنه حتماً ليس الطرف القادر على انتشالنا من البئر الذي ساهم طوعاً في اسقاطنا فيها.

نقرأ معك الفاتحة دولة الرئيس. ونعوذ معك بالله من الشيطان الرجيم. لكن حبذا لو تقنع الطبقة السياسية التي تحكم منذ مطلع التسعينات بتلاوة "فعل ندامة" حقيقي، فتستغفرون الله جماعةً، والله غفور رحيم.

 

مشاعات جبل لبنان القديم في خطر... هل يصلها "الهيركات"؟

ألان سركيس/نداء الوطن/15 نيسان/2020

النزاع العقاري تفجّر في العاقورة

ما زال القيّمون على الدولة اللبنانية ومصالح الشعب لا يتجهون إلى الإجراءات الحقيقية التي تنقذ الدولة من الإفلاس، بل إنهم يبحثون عن حلول سهلة تضرب المواطن أولاً وأخيراً.

ثلاث سنوات ونصف السنة مرّت من عهد الرئيس ميشال عون ولم يسمع الشعب أن هناك فاسداً وضع في السجن أو سارقاً تمت معاقبته، أو بملف تفوح منه رائحة الفساد والسمسرات وصل إلى خواتيمه السعيدة قضائياً، في حين أن المواطن لا يزال يدفع ثمن الإستهتار الحاصل والإستمرار بسياسة المحاصصة والفساد.

لا شكّ أن الحكومة تبحث عن بطولات لتقول إنها فعلت شيئاً، لكن التصويب على مصالح الناس وودائعهم ومحاولة سرقتهم مرة أخرى سقطت بالضربة الشعبية، إذ إن "الهيركات" طار وتم الإنتقال إلى البحث عن حلول أخرى.

وفي السياق، فإن بعض المسؤولين يطرحون الإستفادة من أملاك الدولة من أجل سد جزء من العجز، لكن الجميع يعلم أن الهدف ليس إجراء إصلاحات جذرية وإعادة النظر بالقيمة التأجيرية للأملاك البحرية، بل البحث عن مصادر تمويل أخرى، وفي هذا الإطار هناك تخوّف من وضع اليد على أملاك البلدات التي ينطبق عليها نظام جبل لبنان القديم، أي المتصرفية الممتدة من جزين مروراً بجبل لبنان الحالي وصولاً إلى تنورين وبشري وإهدن، علماً ان هذه المشاعات هي ملك البلدات وأهاليها وليس الدولة، وتمتد على طول سلسلة جبال لبنان الغربية.

كان صيف العام 2016 حاراً جداً على الجبهة العقارية، فقد انفجر النزاع العقاري بين أهالي العاقورة ووزير المال السابق علي حسن خليل، عندما كان يريد مسح المشاعات باسم الدولة متخطياً القانون العقاري الذي يستثني جبل لبنان القديم، عندها قامت القيامة وكادت أن تتحول الأمور إلى صراع مسيحي - شيعي بعد الإشكالات المتنقلة بين أهالي العاقورة واليمونة الذين يسيطرون على قسم كبير من مشاعات العاقورة وتنورين بالقوة.

والجدير ذكره أن بلدات جبل لبنان القديم لا تخضع الأراضي والمشاعات فيها إلى قانون الأملاك العموميّة الرقم 3339 الصادر في 12/1/1930، في حين أن خليل كان أصدر مذكرة وتراجع عنها تحت وطأة الضغط وتهدف إلى تسجيل المشاعات العائدة للبلدات والقرى على اسم الجمهورية اللبنانية بدلاً من البلديات أو عموم أهالي القرى المعنية.

إذاً بعكس المشاعات في بقية لبنان، فإن المشاعات في جبل لبنان القديم هي ملك البلديات وعموم الاهالي وليس ملك الدولة، وبالتالي يطرح هنا السؤال الكبير وهو هل تستطيع الدولة وضع يدها على تلك الأراضي تحت حجة الظروف الطارئة والوضع المعيشي الصعب والأزمة الإقتصادية التي تهدد البلاد، وهل تخضع لـ"هيركات" بدل ودائع الناس؟

قانونياً، يجيب الوزير السابق زياد بارود على هذه التساؤلات، ويشير لـ"نداء الوطن" إلى أن البلديات شخصيات مستقلة وأملاك البلديات ليست لها علاقة بأصول الدولة التي يتمّ التحدّث عنها.

لكن في المقابل، يلفت بارود إلى أن أملاك البلديات الخاصة المسجلة باسمها لا تشمل المشاعات التي تكون ضمن نطاقها، بل هي تديرها أو تكون تحت إدارة لجنة مشاعات أو اتحاد بلديات أو قائمقام، وهنا تكمن الخطورة.

ويشير إلى أنّ وضع الدولة يدها على تلك المشاعات في جبل لبنان القديم ليس بالأمر السهل، لأن ذلك يتطلب قانوناً من مجلس النواب، فالقرار 3339 الذي صدر العام 1930 صدر عن هيئة تشريعية ويحتاج تعديله إلى مجلس نواب، وهذه كانت "غلطة" حسن خليل بالنسبة إلى مشاعات العاقورة، مؤكداً في المقابل ان مثل هكذا قرار لن يمرّ في المجلس لأن هناك قوى اساسية ترفضه ولا تستطيع الموافقة عليه، لأنه يسلخ مشاعات بلدات جبل لبنان القديم ويحرم الأهالي منها ويضعها في عهدة الدولة.

إذاً قدّ يؤدّي مثل هكذا قرار إلى انتفاضات بلدات جبل لبنان والشمال المسيحي التي لديها مشاعات، والتي لن تقبل أن تضيع أملاكها وتذهب إلى إدارة الدولة التي تسرق المواطنين.

في المقابل، فإن الكنيسة تؤكد التصدّي لمثل هكذا خطوة إن تمت مثلما تصدّى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لمحاولة وضع اليد على أملاك العاقورة، فلا مزاح في هذه القضية، فالمطلوب من المسؤولين القيام بإصلاحات جذرية ووقف النهب والصفقات واسترجاع الأموال المنهوبة لا بيع أراضي البلدات التي دافع أهلها بالدم عنها، وبالتالي فإن مجرد التفكير بهذا الأمر غير وارد ولن يقبل أحد به والمسألة ليست إسلامية أو مسيحية بل وطنية.

 

عشرون عاما حكي فاضي

انطوان سعادة/الكلمة اولاين/15 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85134/%d8%a7%d9%86%d8%b7%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d8%b4%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%8a/

عشرون عاما هي المدة الزمنية التي قضيتها في السوق المصرفي والمالي اللبناني أبيع ما تنتجه هذه المصارف من برامج.

وقد كان لي الشرف بإنتاج بعضا منها موجها خصيصا للأعمال الصغيرة، ولدعم الأرياف والمجتمعات خارج العاصمة.

عشرون عاما كانت كافية لحفظ التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان والقوانين المالية في النقد والتسليف، ومحاولة شرحها وافهامها للناس وتحديدا لطالب القرض الذي يريد التعامل مع هذه المصارف.

عشرون عاما ونحن نقول للناس اذا أردت قرضا من المصرف عليك ان تستوفي ثلاثة شروط أساسية ، واذا شرط من هذه الشروط لم يكن مستوفيا فلا قرض.

الشروط الثلاث هي:

١-ملاءة عقارية

٢-حركة حساب مصرفية مناسبة لقيمة القرض مع تاريخ مصرفي.

٣-معلومات ممتازة عن السيرة المصرفية.

عشرون عاما دون التنازل عن فكرة ان مصرف لبنان والقطاع المصرفي هما من الأمتن والأكثر مصداقية في العالم.

لكن تبين ان هذه المنظومة تفتقر الى ابسط القواعد التقنية والمهنية والمصرفية.

للمفارقة لقد قامت هذه المنظومة نفسها بنسف القواعد الثلاث التي كانت تلزم بها اي طالب لقرض مصرفي.

ما يعني انه عندما يتقدم اي شخص بطلب قرض مصرفي نقوم بتأسيس ملف لدرس وضعه ونسلم بعدها الملف الى المصرف الذي بدوره يدرس الوضع من كافة نواحيه:

المهنية، المالية، العقارية ويقوم حتى بدراسة وافية للسوق، بعدها يصدر له موافقة مشروطة مقابل ضمانات عقارية او مالية.

وكل ذلك للمحافظة على أموال المودعين.

الا ان المصارف بتعاطيها مع الدولة لم تقم بأية دراسة للوضع ولم تقيم المخاطر ولم تطلب ضمانات لحماية أموال المودعين التي هي أمانة لديها ولدى مصرف لبنان الذي هو قيم على هذه المصارف.

من هنا نستطيع القول ان هذه المصارف مع كل المنظومة المالية اللبنانية (مصرف لبنان، وزارة المالية، وزارة الاقتصاد وكل الدولة) كانت تعي ماذا تفعل وكانت عن سابق تصور وتصميم تستنسخ طريقة مادوف لجمع الأموال، معتمدة على فوائد مرتفعة، مما انهك الاقتصاد ونحر الأسواق الاستهلاكية وترجم انكماشا في النمو العام.

كل ذلك من دون اية رقابة او محاسبة.

الأخطر ان مادوف لبنان ما زال حرا طليقا، وبيرني مادوف الأصلي يقبع بالسجن.

من هنا يجب على كل من لديه قرض مصرفي التوقف عن الدفع لان الدولة ليست أفضل منه، بل يجب عليه المطالبة باسترداد ضمانته تشبها بدولته او القيام بالادعاء على دولته ومصارفها والحجز على أملاكهم جميعا.

بعد عشرين عاما لستم أفضل من الناس.

 

أولوية الحكومة: شهادة حسن سلوك دولية

هيام القصيفي/الأخبار/15 نيسان/2020

تتصرّف الحكومة في لبنان وكأن الانتصار المرحلي على انتشار فيروس كورونا، يعني انتصاراً على المدى الطويل، فيما لا تزال الضبابية تلف هذا الوباء عالمياً، وسط توقعات علمية وطبية بأن تمتد مرحلة «التعامل» معه في صورة واضحة الى نهاية العام الحالي. تختلف مقاربة لبنان مثلاً عن محاولات دول كألمانيا والسويد وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، الساعية الى إجراءات تمهيداً لفكّ العزل وعودة الحياة الى بعض مرافقها، في موازاة استمرار استنفارها الطبي واستنهاض مختبراتها ومصانعها لتأمين الأجهزة اللازمة كافّة.

ففي لبنان، لا تزال الحصيلة الطبية، بحسب الارقام الرسمية، مقبولة وطبيعية. ومع ذلك لا يمكن قراءة حرص الحكومة والأجهزة الرسمية الأمنية على صحة المواطنين، وانتشار حواجز أمنية لتطبيق العزل المنزلي، على أنه لأسباب طبية فحسب. تحاول الحكومة نيل «شهادة حسن سلوك» من المجتمع الدولي، ولا سيما من الدول المعنية بتأمين مساعدات للبنان مستقبلاً. ففي موازاة إقدامها على دراسة خطة مالية تريد حكماً من هذه الدول المصادقة عليها لتأمين أموالها، تسعى الى تقديم نموذج جيد في إدارة الأزمة الصحية، ما جعل لبنان الذي يفتقر الى الخدمات الاساسية، في مرتبة مقبولة عالمياً لجهة عدد الإصابات والوفيات. ورغم ما جرى من محسوبيات في استقدام المغتربين وتوزّعهم حصصاً سياسية، فإن الحكومة أيضاً أظهرت نفسها أمام المجتمع الدولي بأنها راعية لمواطنيها وطلابها، الذين لم يؤمِّن لهم مصرف لبنان مستحقاتهم وهم في الخارج. هي الحكومة نفسها المطوّقة خارجياً على المستوى السياسي، وتعمل على اجتذاب أي نوع من المساعدات الخارجية، رغم ما تلاقيه حتى الآن من تضييق، تحاول كسب الوقت من خلال إجراءات العزل المتوقع تمديدها مرحلة جديدة الى ما بعد نيسان الجاري، لاستكشاف آليات العمل لامتصاص النقمة الداخلية من جرّاء الانهيار المالي: أي حين يعود اللبنانيون من فترة العزل ويخفّ انشغالهم بالعدوى، فلا يجدون وظائفهم، أو يتلمسون فعلياً انخفاض قيمة رواتبهم الى أكثر من النصف، وحين يعودون الى الاستهلاك اليومي فيجدون أن أسعار المنتجات باتت أعلى ممّا يستطيعون تأمينها. وهي بذلك تسعى الى تمديد مهلة السماح التي تعطى في المبدأ الى أي حكومة، من خلال استثمار عاملين: واحد عن غير قصد وهو انتشار الفيروس، والثاني عن قصد في «تفريق المواطنين والمتظاهرين» في ظل أزمة مالية بدأت تظهر حدتها بقسوة، ما جنّبها حتى الآن عنصر المواجهة المباشرة مع المعترضين على أدائها. وهؤلاء ليسوا قلة، والأزمة المالية والاجتماعية المتفاقمة زادت من شعور أكبر شريحة مجتمعية بواقع الفقر والجوع، وهو ما لم يحصل في عزّ سنوات الحرب الاهلية، إذ ليس أمراً عابراً أن تكون الحكومة والأجهزة الأمنية مستنفرة، تماماً كما رئاسة الجمهورية مباشرة أو عبر المجلس الاعلى للدفاع، لتمديد فترة العزل، فيما كل هؤلاء غير قادرين بعد على لجم إجراءات مصرف لبنان والمصارف كافة، في موازاة ارتفاع جنوني لسعر الدولار، كما حصل أمس. وليست مفهومة المبالغة في الإجراءات الأمنية ضد الناس وتحميلهم المسؤولية عن تفشي المرض، بعدما تأرجح التطبيق العملاني للتعبئة بين عدم إعطاء الجيش مهام ضبط الوضع لأسباب سياسية، وتكليف قوى الأمن بفعل قرار وزير الداخلية بتطبيق قرارات إدارية، وأخيراً نصب أمن الدولة حواجز لتنفيذ أوامر التعبئة.

كذلك لا يفهم التغاضي في الوقت ذاته عن ممارسات بعض القطاع الخاص الاستشفائي والتجاري والصناعي والتربوي والمصرفي، فلا تتحرك الوزارات المعنية لمواجهة ارتكاباتها اليومية ضد المواطنين. وكذلك لا يمكن لحكومة تحاول إنقاذ ماء وجهها، بتبريرات غير مقنعة، أن تقع في فخ المحسوبيات السياسية والتنفيعات، الذي لغّم اللوائح في شكل فاضح، ما تسبّب في تأخير المساعدة النقدية للمواطنين ذوي الحاجة الماسة إليها، فيما تدنّت قيمة البدل المالي منذ إقراره، بسبب ارتفاع سعر الدولار والحاجيات الضرورية. ولماذا كُلّف الجيش بتنفيذ مهمة إعطاء البدل المالي، وأوكلت اليه مهمة التدقيق مجدداً في اللوائح؟ ألا يُعدّ اقحام الجيش في عملية من نوع المساعدات المالية، دلالة على عدم الثقة بأجهزة الإغاثة الكثيرة والادارات والوزارات المعنية والفساد المعشّش فيها؟ وإذا كانت هذه كلّها لا تؤتمن على 400 ألف ليرة لتضعها في المكان الصحيح، فهل يجوز إبقاؤها من دون محاسبة أو حتى استمرارها في العمل والصرف عليها من دون طائل، بعدما تبيّنت مسؤوليتها طوال أعوام عن محاصصات وتوزيع مساعدات وإغاثة بحسب الانتماءات السياسية؟ كل ذلك يضع الحكومة أمام استحقاق تحسين صورتها في الداخل، لأن مهمتها الأساسية لا تكمن في تصنيع دواء أو لقاح، بل في تأمينِ مستلزمات الحياةِ اليومية للناس، من غذاء وماء ودواء وكهرباء وأموال مستحقة لهم من المصارف. وكلّ ذلك لا يزال معلّقاً في انتظار انتهاء أزمة الحجر الصحي.

 

لا تزني ولا تتصدّقي!

نبيل بومنصف/النهار/15 نيسان/2020

لو لم تتعرض حكومة الرئيس حسان دياب في الأيام الأخيرة لـ”مغطس” مزايدات فائضة ممن يفترض انهم أهلها ومكوناتها واولياء وجودها ونعمة تمتعها بالسلطة واستحضارها الى نادي الحكومات، لقلنا إن الضجة الفائضة “لفلول” المعارضين والمعارضات والتحالف “المتحلل” لقوى 14 آذار ومعهم هذه المرة كل أصحاب الاتجاهات اليسارية والشعبية، ولا سيما منهم الطبقة التي كانت وسطى وتتجه بسرعة صاروخية نحو الإندراج في الفئات الفقيرة وما دون خط الفقر… كل هؤلاء وسواهم لا يملكون سوى التربص بحكومة أدمنت السهر والأرق بحثاً عن الخطط الإنقاذية للبنان.

اما وقد افتضح على نحو مبكّر ذاك الأسلوب الارتجالي الذي ينمّ عن افتقار فادح الى الرؤية السياسية وخفّة في التعامل مع الأساليب التجريبية لمسائل من شأنها ان تحرق لبنان تكراراً كمسألة الودائع المصرفية وجنى الأعمار، من خلال قلة تجربة هائلة في سوق بالونات الاختبار، فان الحكومة ولو نجت الآن من تداعياتها فلا يعني ذلك انها لم تسقط في أسوأ اختباراتها اطلاقا. سمعنا وسنسمع على الأرجح في قابل الساعات مزيداً من التبريرات والشروح والإيضاحات والتكذيبات الطائرة صعوداً ونزولاً حيال مسألة الاقتطاعات المالية المشؤومة لودائع اللبنانيين، سواء كانوا من صغار المودعين او كبارهم او متوسطيهم، والتي بات يجري الكلام عنها كأنه القدر الساقط علينا اسوة بذاك الفيروس الشريرالذي يهدد البشرية الواجمة امامه صاغرة لقدر لا مردّ له.

وبصرف النظر عن التبعة الهائلة التي يتعين على الحكومة ان تتحملها في الإفصاح عن الخطأ الفادح الذي أدى الى تفجير عاصفة رفض “الهيركات”، ترانا نتساءل ربما بسذاجة من لا يملك المعرفة الكافية: هل لأي جهة مسؤولة ومعنية ومختصة ان تطلع علينا أولاً بتصنيف واضح ومرقّم ومقنِع للمودعين في طبقاتهم الثلاث هذه، ووفق أي معايير يجري التصنيف لكي يبني الناس على الشيء مقتضاه؟ ثم واستتباعاً للإجراء الأول، هل لأي جهة مسؤولة في الدولة اللبنانية بدءاً برأس الهرم الرسمي ومروراً بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ان يعلنوا صراحة وجهاراً للبنانيين بأي مسوغ دستوري وقانوني وأخلاقي يجري التخويف والترهيب والتمهيد لخطط من شأنها زعزعة ما تبقّى من ثقة لدى الناس بان حقوقهم البديهية بودائعهم لن يحرقها الفشل التاريخي للدولة اللبنانية في الحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي؟ لكان من غير المعقول لو لم نكن في المحنة الوبائية ان تمر عاصفة تفلّت وبلبلة تسببت بها الحكومة وبنفسها في ظروف خيالية بدراميتها كتلك التي يرزح تحتها لبنان من دون ان تشعل ما يفوق انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وهذه المرة على نحو اشد خطورة من كل ما سبق. ولسنا نقيم على وهم او نتغنى بسذاجة بان السقوط الدعائي واللفظي لخطط الاقتطاعات المصرفية وإفقار الناس يعني ان خروج خطط مماثلة من الباب سيحول دون عودتها من النوافذ. لا نثق اطلاقا بان ودائع اللبنانيين سواء كانت مالية او معنوية ووطنية في خزائن الجمهورية العليلة، لا تزال في أمان لان زمن الأمان والاستقرار في لبنان سقط وزال مستبقاً عاصفة الوباء الذي اسقط الأمان العالمي. ولئلا نكبر الحجر نتساءل: لماذا لا تبدأ الحكومة التي حمَّلت نفسها وتحملت وزر الارتجال والمزايدات باعتماد التواضع المفيد على قاعدة “لا تزني ولا تتصدّقي”؟

 

خواطر «كورونية»

تركي الفيصل/الشرق الأوسط/15 نيسان/2020

أصابَ «كورونا» البشرية في أحشائها؛ فمن سارع إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية؛ فقد استطاع أن يخفف من سوء آثاره، وأما من استهان به، وقلل من خطورته، وتأخر في الاحتراز منه؛ فإن إصابته له كانت مميتة. ونحمد الله، فقد سارعت قيادتنا إلى تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج، واتخذت إجراءات شجاعة وبصيرة في آن واحد. والعبرة بالنتائج.

ومما حل بنا في وقت «كورونا» كذلك ما كان من انخفاض الطلب على النفط، ورفض روسيا الاتفاق مع «أوبك» على خفض الإنتاج لكيلا تتدهور الأسعار. ويبدو أن حسابات القيادة الروسية بُنيت على اعتقاد أن «أوبك» سوف تخضع لها وتخفض إنتاجها من دون مشاركة روسية. ولكنَّ القيادة السعودية كانت أدرى بمصالحها ومصالح سوق النفط؛ فكان أن أطلقت العنان لـ«أرامكو» لزيادة إنتاجها من النفط والغاز، ولم يكن ذلك لتحافظ على زبائنها في السوق فحسب؛ وإنما لكي تكشف نوايا روسيا وأطماعها، وأطماع غيرها من منتجي النفط خارج «أوبك» الذين راهنوا على أن المملكة ستتحمل وحدها مسؤولية خفض الإنتاج للحفاظ على سعر البرميل. وانطلقت وسائل الإعلام وما يُسمى خبراء النفط للتكهن بنوايا المملكة تجاه منتجي النفط الآخرين. فهناك من أكد أن المملكة تريد معاقبة روسيا بتخفيض السعر بحيث يؤثر ذلك على دخلها، وهناك من قال إن المملكة {اتخذت قراراً أهوج سيضر بها}، بل إن هناك من روَّج فكرة أن المملكة تريد تدمير منتجي النفط الصخري الأميركي. وتنامت هذه الفكرة لدى أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الولايات الأميركية المستفيدة من النفط الصخري؛ فكان أن وجهوا – للأسف - رسائل غير ملائمة.

لقد نسي هؤلاء ومن طنطن لهم أنه عندما انطلق إنتاج النفط الصخري الأميركي في عامي 2013 و2014، تدهورت أسعار النفط وتضررت مصالح منتجي النفط جميعاً، ولم يلتفت هؤلاء الشيوخ ومنتجو النفط الصخري لمعاناة المملكة وغيرها من منتجي النفط. لا، بل كان منتجو النفط الصخري الأميركي، هم من يبطلون ما تتفق عليه دول «أوبك» والمنتجون من خارج «أوبك» من سعر وإنتاج بزيادتهم لإنتاج النفط الصخري، غير مبالين بتأثير ذلك على السعر المتفق عليه. بل تمادى بعض هؤلاء إلى دعوة المملكة إلى ترك منظمة «أوبك» على أساس أنها (كارتل) يتعارض مع مبدأ الرأسمالية وحرية التجارة. الطريف هنا، هو أنه في ولاية تكساس، ومنذ ثلاثينات القرن الميلادي الماضي، أنيط بمجلس خطوط سكك حديد الولاية مسؤولية العمل كأول كارتل لضبط أسعار وإنتاج النفط؛ ليس في تكساس وحدها؛ وإنما في الولايات الأميركية كافة، ولا يزال هذا المجلس قائماً حتى يومنا هذا. فالأحرى بهم أن يطلبوا من مجلسهم هذا القيام بضبط إنتاج وسعر نفطهم لكيلا يربك أو يتعارض مع ما تتفق عليه «أوبك» والمنتجون الآخرون. ويبدو أن الاتفاق الذي تم بين «أوبك» وباقي المنتجين يضمن ذلك بالفعل. وهذا نصرٌ مبينٌ، ودليل ناصع على سلامة رأي القيادة السعودية، التي أصرت على أن يكون الاتفاق جامعاً للمنتجين كافة.

من جهة أخرى، عرّت «كورونا» زيف مواقف وادعاءات من ناصبوا المملكة العداء. فها هي القيادة الإيرانية تضحي بأرواح الإيرانيين بتعمُّدها تجاهل «كورونا» أولاً، ثم بإخفاء حقيقة الكارثة التي أصابت ضحايا المرض. وها هي القيادة التركية تتخبط في مواجهة «كورونا»، بعد أن استهزأت بالإجراءات التي اتخذتها المملكة؛ لا، بل إنها تتباهى بأنها تقدم المساعدة لإسرائيل وتُظهر نفسها على أنها نصيرة الشعب الفلسطيني، ثم تتهم المملكة زوراُ وبهتاناً بأنها تُطبِّع العلاقات مع إسرائيل. وأمّا قطر فالأرقام تفضح قيادتها.

أضحكني صديقٌ لي ثمانيني العمر عندما هاتفني ليبلغني أنه عزم على الزواج، ويريدني شاهداً على ذلك، فأخذته على محمل الصدق، وسألته على من سيكون العقد؟ فأجاب ضاحكاً: على «كورونا». وبهذا أستودعكم الله، راجياً منه أن يُفرّج عنا ما نحن فيه، وأن يرزقنا ما فيه خيرٌ لنا.

 

العزلة تعيد الزمن الضائع

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 نيسان/2020

ربما هو، كما يقول معظم النقاد، أهم أديب في تاريخ فرنسا. وربما يكون صاحب أهم عمل روائي أُنجر في العزلة. وربما كان صاحب المدرسة الروائية الأكثر أثراً في الغرب. من وليم فوكنر في أميركا، إلى جيمس جويس في آيرلندا، إلى ماركيز في أميركا اللاتينية، ثمة مسحة من مارسيل بروست في كل عمل.

ليست «البحث عن الزمن الضائع» أو «البحث عن الزمن المفقود» رواية تماماً، أو سيرة ذاتية، أو تأملات في الزمن والحياة. أي ليست هذه فحسب، لكنها عمل ساحر كيميائي راح يستعيد تفاصيل حياته حتى عام الثامنة والثلاثين عندما دخل إلى غرفة معزولة الجدران بالفلين، خوفاً من تسرب الغبار إلى سرير المصاب بالربو. ولم يعد يخرج، إلى أن انتهى من استعادة «الزمن المفقود» حرفاً حرفاً ومشهداً بعد مشهد.

كان مصاباً بالوسواس الخنّاس، لا يقرب أحداً ولا يلمس شيئاً لمسه سواه، وكأنه يعيش في تعليمات «كورونا» اليوم. مثل أدباء كثيرين، لم نكتشف فرادته على الفور. ورفض أحد الناشرين الجزء الأول من «الزمن المفقود» على أنه حشو لا معنى له، فمن يكتب ثلاثين صفحة ليصف كيف نام على جانبه الأيمن، قبل أن ينقلب على الأيسر، ومن ثم ينتقل، صفحة بعد صفحة، إلى تأملاته الفلسفية في التاريخ والفن، بأسلوب شاعري، حزين أحياناً، مرح أحياناً، ساخر على الدوام. كل شيء يجب تدوينه. فنجان الشاي في الزيارات الاجتماعية والدراما والحزن. قيل إن بروست (1871 - 1922) عاش النصف الأول من حياته، من أجل أن يمضي النصف الثاني في الكتابة عنها. وكان شديد التعلق بأمه، لا يثق بأحد سواها. لكنه عثر في ماضيه على 2000 شخص يضمهم إلى الرواية. جميعهم خضعوا للقلم المحلل والمؤلف الذي لا يأمن ضعف الطبيعة البشرية. 2000 شخص في 8 ملايين كلمة من بديع النثر. حتى الساعات الأخيرة في حياته كان لا يزال يصحح ويعيد كتابة ذلك النص الفريد. وعند وفاته قال جان كوكتو: «كان غائباً في حياته، أما الآن فهو حاضر مثل ساعة في معصم جندي قضى في المعركة وهي لا تزال تتحرك».

كان أديب فرنسا الآخر، أندريه جيد، هو من نصح الناشر غاليمار برفض الجزء الأول من رواية بروست، وسوف يقول فيما بعد «لقد كان ذلك أسوأ حكم أصدرته في حياتي».

هل تريد إضافة أخرى إلى المشابهات بين عزلة بروست وعزلة «كورونا» اليوم؟ لقد كان والده من أشهر الأطباء وعلماء الجراثيم في فرنسا!

 

.. و«العمّال» إلى يسار أقلّ في بريطانيا

حازم صاغية/الشرق الأوسط/15 نيسان/2020

جِدّيّ. مصمم. شغّيل. هذه بعض الصفات التي تُلصق بالقائد الجديد لحزب العمّال، كاير ستارمر. الصفات تتناول الكيفيّة، لكنّها لا تغطّي الموصوف تماماً: آيديولوجيّته وسياساته تبقى على شيء من الغموض. «الغارديان» قالت عنه: غامضٌ، لكنّ شيئاً واحداً مؤكّد، أنّه ليس شعبويّاً.

ستارمر، على ما يبدو، مهجوس، قبل أي شيء آخر، بتوحيد الحزب الذي جعله قائده السابق جيريمي كوربن أشبه بأحزاب متعايشة، ومتعايشة بصعوبة. هاجس التوحيد يمتدّ أيضاً إلى استعادة القواعد العمّاليّة في اسكوتلندا وويلز، وأيضاً في إنجلترا، التي قضمها الشعبويّون.

الحفاظ على أجندة ضرائب وإنفاق والتعهد بعناوين كوربِنيّة مُحقّة، كإلغاء الأقساط التعليميّة وزيادة الضرائب على الـ5 في المائة الأغنى، هي وجه الاستمراريّة مع الفترة السابقة. ستارمر قال إنّ على الأغنياء أن يدفعوا «حصّة عادلة» لبناء مجتمع ما بعد «كورونا». كذلك سلّم، في حكومة الظلّ، اليساريّة الكوربِنيّة ريبيكّا لونغ بايلي حقيبة التعليم. لونغ بايلي نافسته كمرشّحة للكوربنيين على القيادة، وجاءت الثانية البعيدة جدّاً. هو حقّق فوزاً كبيراً بنيله 56 في المائة من الأصوات. بين من أيّدوه الاتّحاد النقابي الأكبر في البلد «يونيسون» (1.4 مليون عضو). هذا ما يغطّيه عمّاليّاً.

الكوربنيّون عموماً غير مرتاحين. معظمهم أُبعدوا عن حكومة الظلّ الحاليّة، وهم يتخوّفون من وقوع الحزب في يد «الوسطيين». الصحف تحدّثت عن اتّجاههم إلى تأسيس «جماعة الحملة الاشتراكيّة» كلوبي داخل الحزب يرعاه جون ماكدونيل، وزير الخزانة في حكومة الظلّ السابقة وشريك كوربن الأبرز في الانعطاف يساراً. بعضهم يتوجّس: إنّه توني بلير آخر - «نائب لندني متأنّق» و«يميني في ثوب يساريّ».

توجّسهم ربّما كان بعضه في محلّه. حكومة الظلّ الحاليّة تضمّ 15 فابيّاً، أي أنّها تعود إلى الينابيع: إلى الجماعة التي أُسّست في 1884 وكانت من آباء حزب العمّال.

ستارمر اعتذر من الطائفة اليهوديّة. تعهد بأن يجتثّ من الحزب اللاساميّة التي نمت في العهد الماضي. أعاد إد ميليباند، القائد السابق للحزب، إلى الضوء. سلّمه حقيبة الطاقة والصناعة والبيزنس. ميليباند ناشط في «العقد الجديد الأخضر»، البيئوي والعابر للبلدان والأحزاب.

حقيبة الخارجيّة في حكومة الظلّ ذهبت لليزا ناندي التي انتقدت كوربن لأنّه رفض إدانة السياسات الروسيّة وطالبت حزبها بموقف جذري لصالح البقاء في الاتّحاد الأوروبيّ. سمّى أنيليس دودس للخزانة، وهي بدأت حياتها العامّة في البرلمان الأوروبيّ، وتركّز معظم نشاطها على مكافحة التهرّب الضريبيّ. نِك ثوماس سايموندز الذي سُمّي لحقيبة الداخليّة، هو كاتب سيرة كليمنت أتلي الذي يعتبره قدوته. أتلي حقّق النصر الانتخابي الكاسح على «بطل الحرب» تشرشل عام 1945 ثمّ بنى دولة الرفاه. نُسب إلى ستارمر كذلك أنّه سيوقف عمليّة التشهير بتوني بلير التي تصاعدت في عهد كوربن.

كاير ستارمر من مواليد 1962، نائب منذ 2015 عن هولبورن وسانت بانكراس في لندن. أبوه صانع أدوات يدويّة وأمّه ممرّضة (مرضت باكراً). الأبوان سمّياه تيمّنا بكاير هاردي، القائد الأوّل للحزب. إذن، الخلفيّة العائليّة عمّاليّة في موقعها الاقتصادي وخياراتها السياسيّة. لكنّ عمّاليّة النجل استفادت من الحراك الطبقي المفتوح نسبيّاً في السبعينات والذي لم تستطع الثمانينات الثاتشريّة إغلاقه كلّيّاً.

بالجدّ والعمل تخرّج في بعض أفضل جامعات البلد (ليدز ثمّ أكسفورد). صار محامياً لامعاً لحقوق الإنسان، وبصفته هذه عُيّن عضواً في «مجلس الملكة» عام 2002، وفي 2008 بات «المدير العامّ للملاحقات القضائيّة»، ومكافأة على أدواره هذه نال في 2015 لقب «سِيْر» الذي بات لاحقاً موضع استغراب في قائد عمّاليّ.

هذه السيرة نزعت الحدّة الصراعيّة عن اشتراكيّته. التشريع البرلماني إذن يتقدّم على النضال في المصنع، كما يطال جوانب غير اقتصاديّة (حقوق إنسان، قتل رحيم، زواج الجنس الواحد...).

سياسياً، شكّلت ستارمر هزيمتان وانتصار: هزيمتا العمّال المدوّيتان في 1983 في ظلّ مايكل فوت، وفي 2019 في ظلّ كوربن، وانتصار بلير الساحق في 1997 الذي أبقى المحافظين 13 سنة في المعارضة (أطول فترة لهم كمعارضين). الهزيمتان ارتبطتا بتغليب النقاء الآيديولوجيّ، والانتصار ارتبط بتغليب السلوك البراغماتيّ. بلير أقنع البريطانيين بأنّ الحزب صار «جديداً». فوت وكوربن ذكّراه بماضي الثورة الصناعيّة.

هكذا صارت الأولويّة لإحراز انتصار برلمانيّ. حين سئل عن القائد العمّالي الذي يقتدي به أجاب: هارولد ويلسون. الأخير أعاد الحزب إلى السلطة في 1964 بعد 13 سنة في المعارضة، وارتبط اسمه بالتحديث واعداً بـ«بريطانيا جديدة... تتشكّل في اللهب الأبيض للثورة التقنيّة».

وحدة الحزب ظلّت هدفه لبلوغ الانتصار. ومع أنّ ستارمر ضدّ «بريكست» وإجراء استفتاء ثانٍ، تجنّب الاستفزاز حفاظاً على وحدة الحزب. في المقابل، ولقطع الطريق على «بريكست» والشعبويين، دافع عن مواقف تحدّ من حركة الهجرة دون أن تشمل «الحركة الحرّة للعمل».

هو، إذن، من براغماتيي «اليسار الوديع» (soft left)، لا يسار كوربن الآيديولوجي الصلب، بل المصفّح. وبهذه الصفة سيقود حزبه إلى الانتخابات المقبلة في 2024، علماً بأنّ البلد، ما بعد «كورونا»، سيكون حتماً غير ما كان قبلها. الأحزاب والبرامج ستكون كذلك.

 

«كورونا»: الخطوة التالية

فايز سارة/الشرق الأوسط/15 نيسان/2020

لعله من الضرورة، ألا تغيب عن البال حقيقة، أن فيروس كورونا، انطلق من مدينة ووهان الصينية، ذلك أمر مهم، وخاصة عند رجال الساسة وقادة الرأي والمتابعين الذين يقاربون أو يتحدثون عن الفيروس وما يسببه من آثار مدمرة، وعما يبذله المجتمع الدولي من جهود هدفها إلحاق الهزيمة بالفيروس، ولعل من المهم تأكيد، أن الإصرار على تذكر المعلومة، لا يرتبط بما يرد من أحاديث واتهامات لا معنى لها عن خطأ أو دور صيني أو حرب يشهدها العالم، تتواصل إحدى جولاتها باستخدام الفيروس، وهي تقولات، أعتقد أنها أقل من أن تناقش، ولهذا فإن استذكار المعلومة، يبدو مهماً من ناحيتين، أولهما فكرة انتشار الفيروس من مدينة ووهان إلى بقية أنحاء العالم، والثانية التدقيق في سياسات الدول وأشكال تعاملها مع الفيروس، والأمر في الحالتين لا يتصل بما حصل في الماضي فقط، وإنما بما يرتبط باحتمالات ما سيحصل.

لقد أظهر الانتشار السريع والواسع للفيروس - رغم ما تم من إجراءات واحتياطات - هشاشة جدران العزلة في عالمنا المعاصر، وأكد أن الدول بما لديها من مؤسسات وأجهزة وإمكانيات مادية وقدرات علمية، وما عندها من سياسات، لا توفر قدرات كافية ومناسبة للتصدي لجائحات عامة مثل «كورونا»، الذي وضع العالم على بوابة كارثة إنسانية، تفاوتت قدرات الدول واختلفت في مسارات التعامل معها، في وقت كان فيه من المطلوب تنسيق القدرات ومسارات العمل من أجل هدف، تتفق أغلب الدول على قول، إنه هدف مشترك.

غير أن تحقيق التشاركية الدولية في مواجهة «كورونا» كان أمراً صعباً، ليس بسبب اختلاف أنظمة الدول، والأسس التي تقوم عليها سياساتها فقط، بل لأن الأمر كان جديداً، وأجزم، أن التوقعات بصدده، كانت أقل مما صار، وهذه جميعها، تندرج في عداد الدوافع نحو تشاركية دولية في مواجهة الجائحة، التي تنوعت أنماط مواجهتها في الأشهر الماضية، لكن يمكن ترتيبها في أربعة:

النمط الأول، يجسده النمط الصيني، وهو مثال لنمط الدولة الأمنية المتقدمة علمياً، وتتمتع بقدرات كبيرة، وقد تكتم نظامها في البداية إلى حد ما عاد بالإمكان تجاهل الفيروس أو إنكاره بعد سيطرته على ووهان، فكشف بعضاً مما يحيط بالجائحة، وأغلق المدينة، وعمم في أنحاء مختلفة من الصين أنماطاً متشددة للحماية والمعالجة، بحيث أمكن وضع الفيروس تحت السيطرة، كما قالت الحكومة الصينية، ولو أن هذا القول تحيطه شكوك كثيرة.

النمط الثاني، تمثله الدول الديمقراطية الغربية، وغالبيتها دول متقدمة وبينها مستويات من العلاقات، وتملك قدرات كبيرة جداً، وقد اتبعت نمطاً مفتوحاً في التعامل مع الجائحة، معتمدة على وعي ومسؤولية شعوبها إلى جانب قيامها بالمراقبة والمتابعة، لكنه ومع الافتراق في نتائج تلك السياسات إلى حالتين: الحالة الإيطالية، وقريب منها الإسبانية والفرنسية والأميركية، التي تزايد فيها انتشار الفيروس، وزادت معه أعداد المصابين والأموات، وتصاعدت فيها سياسات الحجز والتشدد. والحالة البريطانية، والتي تقاربها السويد وأغلب دول الشمال الأوروبي، وقد اتبعت معاً سياسات أقل تشدداً، وسط آمال في إصابات محدودة، وأعداد موتى أقل.

النمط الثالث، وهو نمط هجين، يستمد أساسه من نمط الصين - الأمني، ويسعى في الظاهر لتمثل النمط الديمقراطي الغربي، وتعتمده أغلب دول العالم، لكن مع تمايزات بين دوله، التي لا تستند فقط إلى تمايزها في تغليب «الأمني» أو «الديمقراطي»، بل إلى شبكة علاقات إقليمية - دولية، وإلى ظروف وشروط محلية متعددة، وكلها عوامل تجعل من تعامل هذه الدول مع «كورونا» محاطاً بالالتباس والاختلاط في السياسات والممارسات.

النمط الرابع: والذي تمثله أكثر الأنظمة تردياً في العالم، وأغلبها موصوف بأنه «نظام ديكتاتوري - دموي»، غارق في الفساد وسوء الإدارة، ويخضع لعقوبات دولية، وبعضها ينخرط في صراعات إقليمية وسباق تسلح، وآخر يعيش حروباً مدمرة، وكلها جعلت السياسة الأمنية الأساس الذي يحكم تعاملها مع الجائحة، مما جعلها تنكر وجودها، ولا تفرض أي إجراءات احترازية تجنباً لتكلفتها، وعندما تعترف بوصول الجائحة، تضعها في أدنى حدود الاهتمام، وتزعم أنها تحت السيطرة، وأن سياسة الحكومة فعالة، وأن المنظومة الصحية تعمل بكل كفاءة، رغم ما هو معروف عن تلك الدول من غرق في المشاكل وتدهور في أوضاعها، وبؤس منظوماتها وخاصة الصحية منها، وللحق فإن الإنكار والكذب والادعاءات، تمثل السياق الذي تسير عليه سياسات هذه الدول في تعاملها العام ومع «كورونا» بشكل خاص.

لقد تجنبت الحكومة الكورية الشمالية الإفصاح ولو عن إصابة واحدة، وهي التي ترتبط من زوايا مختلفة بأكبر بؤرتين لـ«كورونا» في القارة الآسيوية هما الصين وكوريا الجنوبية، ومنعت جمهورية تركمانستان السوفياتية السابقة، تداول واستخدام كلمة «فيروس كورونا»، وأنكرت الحكومة السورية وصول «كورونا» قبل أن تعترف بوجودها المحدود، وما زال القول الرسمي في لبنان والعراق عند الحد الأدنى من الاعتراف بوجود الجائحة، رغم ارتباط البلدين إلى جانب سوريا بشكل وثيق مع إيران، التي تشكل بؤرة «كورونا» الرئيسية وصاحبة أعلى رقم في الإصابات وحالات الموت بسببه في الشرق الأوسط بعد إنكار ومراوغة وكذب.

وأدت الأنماط الأربعة في تعاملها مع الجائحة إلى نتائج مختلفة، راوحت بين مواجهة حادة مع الجائحة، كما في النمط الصيني، وكذب مع إهمال متعمد مع الجائحة من جانب أنظمة الاستبداد الدموي، التي لن يكون مستغرباً منها استعمال وجود «كورونا» وآثارها سلاحاً لمفاوضات مع الآخرين، وهو وضع لا يمكن استمراره ولا القبول به، خاصة في ظل أمرين أولهما تصاعد تهديدات الجائحة، التي صارت حاضرة في كل دول العالم تقريباً، وأصابت أكثر من مليون وربع مليون شخص، وأدت إلى وفاة أكثر من سبعين ألفاً غيرهم، إضافة إلى ما تركته من آثار اقتصادية واجتماعية مدمرة، والثاني تصاعد التضامن والتآزر الإنساني والدعوات لتشارك دولي في مواجهة الجائحة ومعالجة آثارها.

ويضع ما سبق من وقائع ومعطيات المجتمع الدولي أمام ضرورة الوحدة أو التنسيق الفعال في الحد الأدنى لمواجهة «كورونا»، وسيكون من الممكن للأطراف الدولية الرئيسية ممثلة بالصين والولايات المتحدة ومعها الدول الغربية وفقاً لوعي ومسؤولية كل منها، وحجم معاناتها، والتهديدات الماثلة، أن تبلور سياسات مشتركة وجهوداً منسقة تواجه فيها الجائحة، ويمكن أن تنضم لهذه الجهود معظم دول النمط الثالث مثل بلدان جنوب شرقي آسيا وبلدان الخليج العربية وأميركا اللاتينية، مما يعني توافق الأكثرية الدولية في خط واحد، لن يخرج عنه إلا قليل من دول النمط الرابع، وبخاصة كوريا وإيران، والسائرين في فلك الأخيرة في سوريا والعراق ولبنان واليمن الذين سيجدون ألف سبب وسبب للهروب من أي تعاون يتطلب التزامات علنية واضحة، حتى لو تعلق الأمر بالحفاظ على حياة سكان تلك البلدان وحمايتهم من الأخطار.

إن الطريق إلى الخطوة التالية، يبدأ بمفاوضات بجدول زمني، وإذا تعثر، فينبغي الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات بسياسات وإجراءات أممية ملزمة في مواجهة الجائحة، وإن خطر لطرف ما تعطيل مثل هذه الجهود ونجح، فإنه ليس أمام المجتمع الدولي من طريق سوى تحالف خارج مجلس الأمن، ليس من أجل خطة دولية في مواجهة الجائحة فقط، بل لمواجهة أنظمة مارقة، اعتادت التعيش على آلام الشعوب بما فيها شعوبها، وعملت بعض القوى الكبرى على حمايتها من أجل مصالح ذاتية وأنانية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون استقبل لازاريني مودعا

وطنية - الأربعاء 15 نيسان 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا المفوض العام الجديد ل"الاونروا" فيليب لازاريني في زيارة وداعية، لمناسبة تعيينه في منصبه الجديد.

وخلال اللقاء الذي حضره الوزير السابق سليم جريصاتي وممثل الاونروا في لبنان كلاوديو كوردوني والمستشارة القانونية للمنظمة ماري شبلي، تمنى الرئيس عون للازاريني "التوفيق في مسؤولياته الجديدة"، شاكرا له "الجهود التي بذلها خلال عمله في لبنان كمنسق للامم المتحدة للشؤون الانسانية لتعزيز العلاقات بين لبنان ومنظمات الامم المتحدة العاملة فيه". بدوره شكر لازاريني للرئيس عون "الدعم الذي لقيه منه خلال عمله في لبنان"، مؤكدا "انه سيبقى يعمل من خلال منصبه الجديد لخدمة لبنان".

 

دياب استقبل سفير الاتحاد الاوروبي وماطوسيان

وطنية - الأربعاء 15 نيسان 2020

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية النائب الكسي ماطوسيان، وجرى التداول بآخر التطورات.

كما استقبل دياب سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف.

 

مخزومي من الصرح البطريركي: للجنة من المحامين تلاحق الفاسدين وتسترجع الأموال المنهوبة

وطنية - الأربعاء 15 نيسان 2020

زار رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي ترافقه المستشارة السياسية الدكتورة كارول زوين، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، مهنئا بعيد الفصح المجيد. وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان.

إثر اللقاء، قال مخزومي: "إن الزيارة هي لتهنئة غبطته بعيد الفصح، والبحث معه في أوضاع البلد الداخلية، في ظل الازمات الصحية والاقتصادية والمالية المتصاعدة". وأكد "أهمية دور رجال الدين في المساعدة على تخطي الأزمات وحث الحكومة على تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين في هذه الظروف الصعبة على كل الصعد". وقال: "إن مسؤولية الحكومة تجاه الناس في ظل قرار التعبئة العامة مضاعف إذ عليها واجبات تجاه المياومين والعاطلين عن العمل والمحجورة أموالهم عند المصارف".

وإذ شدد على أن "دعم صمود الناس في وجه الضائقة المعيشية التي يمرون بها، من واجب الحكومة"، قال: "من غير المقبول أن يفرض على اللبنانيين أن يسددوا من مدخراتهم الخاصة أموال الدولة المنهوبة التي تمت سرقتها من قبل المنظومة السياسية التي حكمتهم لمدة 30 عاما". وعبر عن رفضه "كل أنواع "السلبطة" على أموال الناس من هيركات وأشباهها على ودائعهم المحجوزة بطريقة غير قانونية". وحذر الحكومة من أن "عدم محاسبة السارقين سيؤدي الى الفوضى"، مؤكدا "ضرورة تحقيق مطالب ثورة 17 تشرين باستعادة الأموال المنهوبة"، معتبرا أنه "لو كان هنالك نية باستعادة هذه الأموال لكان مصرف لبنان كشف عن أسماء المتورطين في هذه العمليات"، داعيا "المحامين الشرفاء إلى تشكيل لجنة قانونية لملاحقة الفاسدين واسترجاع هذه الأموال". وأعلن انه يقوم بزيارات للمراجع الروحية استهلها بدار الفتوى واليوم بكركي، "من أجل تضافر الجهود للوقوف أمام اللبنانيين في هذه الظروف العصيبة".

 

اعلاميون من أجل الحرية : رسم الكاريكاتور في صحيفة الجمهورية في حق الفلسطينيين لا يمثل الاعلام اللبناني

ا وطنية - لأربعاء 15 نيسان 2020

-صدر عن " إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي: "للمرة الثانية يكرر رسام الكاريكاتور في صحيفة الجمهورية، رسم كاريكاتور يحض فيه على التمييز والعنصرية، وقد طاول هذه المرة، اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بطريقة مقززة وخارجة عن كل القيم الإنسانية.

إننا نطالب صحيفة الجمهورية التي تتميز بالرصانة والانفتاح والموضوعية، والتي لم يسجل عليها أي إساءة أو خرق للمعايير العالمية للصحافة والنشر، أن تتراجع بكل شجاعة عن هذا الخطأ الفادح، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة،التي تحمي صورتها وصورة الإعلام اللبناني،الذي تميز دائما بالريادة والحرفية والمناقبية. إن كتابة التاريخ بشكل مشوه، من خلال إثارة الضغائن هو أمر مرفوض، لاسيما بعد إتمام المصالحة اللبنانية الفلسطينية، وبعد مبادرة القيادة الفلسطينية إلى الاعتذار من لبنان،عما حصل في الحرب، وهذا كاف للخروج من ماضي الأحقاد والدماء،إلى حاضر ومستقبل واحد ينظم العلاقة اللبنانية الفلسطينية، بما يؤمن سيادة لبنان، وفي الوقت نفسه الدعم لحق الشعب الفلسطيني، في إنشاء دولته المستقلة وعودة اللاجئين. إن هذا الرسم الكاريكاتوري الذي ينتمي إلى الماضي المظلم، لا يمثل الإعلام اللبناني، ونحن على ثقة بأن إدارة صحيفة الجمهورية، سوف تكون على قدر المسؤولية، وعلى قدر ما يفترض بصحيفة رصينة أن تتصرف".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 14-15 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

ثلاثية الدولة والثلاثيات القاتلة

نوفل ضو/الأربعاء 15 نيسان 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85153/%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7/

*مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والأبحاث

 

 

يكفينا تكاذب، الحلّ بالفدرالية!

يوسف ي. الخوري/15 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85136/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%a7%d8%b0%d8%a8%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%91-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%81/

 

عشرون عاما حكي فاضي

انطوان سعادة/الكلمة اولاين/15 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85134/%d8%a7%d9%86%d8%b7%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d8%b4%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%8a/

 

The Islamic Revolution vs. Donald Trump

Reuel Marc Gerecht (Part one)/FDD/April 14/2020

روال مارك كاريشت/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية/الثورة الإسلامية في إيران بمواجهة دونلد ترامب

 

Iran vs. Trump: Suleimani’s Legacy, and Khamenei’s Ambitions (Part 11)

Reuel Marc Gerecht/FDD/April 15/2020

روال مارك كاريشت/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية/الثورة الإسلامية  في إيران بمواجهة دونلد ترامب…اسطورة سليماني وطموحات الخامنئي

http://eliasbejjaninews.com/archives/85120/reuel-marc-gerecht-fdd-the-islamic-revolution-vs-donald-trump%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b4%d8%aa-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84

 

Iranian regime facing a three-dimensional crisis
 Dr. Majid Rafizadeh /Arab News/April 15, 2020
 
د.ماجد رافيزادا: الحكم في إيران يواجه أزمة ثلاثية الأبعاد
 http://eliasbejjaninews.com/archives/85166/%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d8%a3%d8%b2/