المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/4/2020

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 14 نيسان 2020

لبنان يسجّل أدنى حصيلة من الإصابات منذ انتشار الوباء

كوبيتش: أطلعت غوتيريس على مجالات يحتاج لبنان فيها للمساعدة

قوةٌ إسرائيليةٌ عبرت إلى لبنان... والجيش يستنفر!

أعنف إنذار فرنسي واوروبي واميريكي… ضد الطبقة السياسية اللبنانية “مجموعة فاسدين وسارقين”

 فضيحة "مدوية".. "أموات" في لوائح دعم الأسر الأكثر عوزاً

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: الهيركات" بالضربة القاضية والمعارضة ‏نحو"الإنعاش"

نداء الوطن : صندوق السلبطة"… تأميم الودائع والأصول!‎ ‎فضيحة "اللوائح المفخّخة" ترجئ الـ400 ألف… ودياب يشرح خطته "في 60 دقيقة"‎ ‎ ‎

اللواء : خطة الإنقاذ الإقتصادي تترنح.. فمتى خطة رفع الحجر الصحي؟

رياض سلامة اليتيم... والطب النفسي

خسائر مصرف لبنان ليست بخسائر.. بيانٌ يوضّح!

تعليقا على تطورات اليوم في العديسة ... تيننتي: أي خرق للخط الازرق لم يحصل

لبنان: مهدئات الأعصاب «ضرورة» بعد التعافي من الفيروس

رئيس «المصارف» اللبنانية: لا مفر من طلب دعم صندوق النقد

صفير أوضح لـ «الشرق الأوسط» أن المالية العامة أولى بإعادة الهيكلة و«الثقة مفتاح الإنقاذ»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

منظمة الصحة: لم نشهد ذروة «كورونا» بعد... ولا لقاح قبل 12 شهراً

أوروبا تبدأ تخفيف «قيود كورونا»/الوباء يتراجع في إيطاليا وإسبانيا... وفرنسا وبريطانيا في «عين العاصفة

صندوق النقد: 9 تريليونات دولار خسائر الاقتصاد بسبب كورونا/قال إن خسارة الاقتصاد العالمي توازي حجم اقتصادي ألمانيا واليابان

ترحيب دولي بالكاظمي وإعلان الحكومة العراقية خلال أيام

خبراء يحضون الولايات المتحدة على تبني “حرب ظل” ضد إيران

بابا الفاتيكان يصلي من أجل النساء

ليبيا: ميليشيات “الوفاق” تعلن سيطرتها على 8 مدن غرب طرابلس وجيش حفتر توعّد بقلب الموازين

الرئيس الإسرائيلي يمهل غانتس ونتانياهو 48 ساعة لتشكيل حكومة

الاستطلاعات تعزز فرص نتنياهو للبقاء رئيساً للحكومة/65 % معجبون بإدارته أزمة «كورونا»... و64 مقعداً أكثرية برلمانية

مقتل 7 "إرهابيين" في تبادل إطلاق نار مع الشرطة المصرية/صنعوا متفجرات لتنفيذ هجمات بالتزامن مع الأعياد المسيحية

مصر: رسائل «فيسبوكية» لشيخ الأزهر وبابا الأقباط لمواجهة «كورونا»/من الأقصر ودير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وتدعو للبقاء في المنازل

ترمب: سنوقف تمويلنا لمنظمة الصحة العالمية

فرنسا تستدعي سفير الصين احتجاجا على كورونا

بومبيو: واشنطن تسعى لإحداث تغيير جذري في منظمة الصحة

موسكو وأنقرة تسيّران دورية جديدة في ريف الحسكة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تفاهم نيسان.. يوم أجاز «حزب الله» التعامل مع إسرائيل/يوسف مطر/جنوبية

الكوثراني «يحاور» رغم القرار الأميركي بتصفية نفوذ إيران في العراق/وسام الأمين /جنوبية

ثنائي "التسوية" الذي دمر الدولة.. والليرة اللبنانية/منير الربيع/المدن

نقابة المحامين تنشط لاستعادة الأموال المنهوبة/أكرم حمدان/المدن

جرحى وقسائم تموين مزورة في طرابلس: من يصدّق السياسيين/جنى الدهيبي/المدن

حزب الله في الجنوب: استعراض ضخم ومناورة ضد كورونا/حسين سعد/المدن

الحكومة اللبنانية ترتكب "مجزرة" مالية تحت جنح الجائحة/علي الأمين/العرب

الوحوش الجدد/النهار/جهاد الزين

نعم هناك بدائل/بشارة شربل/نداء الوطن

«قِمِع» تصفير الخسارة يبدأ من فــوق/ نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان والسطو على أموال المودعين/مصطفى عبد السلام/العربي الجديد

 «هندسة مالية» فاشلة تطــيح الـ«هيركات»/جورج شاهين/الجمهورية

هل يعيد لنا «كورونا» عقولنا؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

خارج السباق واللحاق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الطبيعة والطفرات والإنسان/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

ما بعد «كورونا»: الدولة والمؤسسات والبيانات/يوسف الديني/الشرق الأوسط

«كورونا» والقانون الدولي الشرق الأوسط/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

شيء ما تعدّه إسرائيل لعرب 1948/خيرالله خيرالله/العرب

أخيراً ثمة جديد في العراق/عبد الوهاب بدرخان/الاتحاد

عظمة كورونا/راشد فايد

عادات حليمة القديمة لم تعد نافعة/مروان المعشّر/مركز كارنيغي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عبد الصمد بعد مجلس الوزراء: دياب اكد ان الاجراءات بملف كورونا ممتازة والحملة علينا تسعى لاستدراجنا إلى سجال

بري استقبل عكر ووزني وترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس: للترحم على الهيركات كما تم الترحم على الكابيتال كونترول

شريم: التريث في توزيع المساعدات ناجم عن الثغرات في اللوائح المسلمة للجيش من وزارة الشؤون الاجتماعية

لبنان القوي: الأولوية لاقتراحات القوانين المتعلقة بالكورونا ونرفض المس بأموال المودعين ولبدائل في معالجة الخسائر المتداولة

"الكتّاب اللبنانيين": لاعتماد المكاشفة الكاملة مع الشعب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

إنجيل القدّيس يوحنّا21/من15حتى19/:”بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي! أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد». قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني  بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

مع رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

*ملاحظة: المقالة في اعلى هي من الأرشف مع بعض التغييرات البسيطة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/4/2020

وطنية/الثلاثاء 14 نيسان 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حتى في زمن الكورونا القاهر يبقى ثمة بعض ممن لا يحزنون ولا يحترمون ولا يأبهون بالذين يعانون.

الجيش اللبناني موضع ثقة أكثر من تسعين بالمئة من الشعب اللبناني (لأن ليس في الطبيعة البشرية مئة في المئة) اضطر الجيش استنادا الى بيان ومعلومات وزارة الشؤون الإجتماعية الى تعليق تسليم المساعدات للبنانيين الأكثر حاجة بسبب خلل وأخطاء وثغرات إذا لم نقل تلاعبات باللوائح خصوصا أن ثمة بعضا من الأكثر حاجة أبقي خارج لوائح المساعدة وثمة من ليس في حاجة أدخلهم فيها -من طريق الخطأ أو العمد- هؤلاء الذين لا يأبهون الى ترنح الناس العاجزين تحت وطأة الأزمات.

معلوم أن استقصاءات استخبارية واجتماعية من جهة ومن جهة ثانية انتقادات تصويبية كانت قد صدرت من الحزب التقدمي الإشتراكي ثم من حزب الكتائب ليل أمس أشارت الى خلل فاقع أو فاضح في اللوائح...وزير الشؤون الاجتماعية أكد قبيل مساء اليوم على أننا سننطلق من المعلومات الأكثر دقة" في مسار المساعدات للأكثر عوزا".

الحكومة التي تغوص وتمحص عبر مجلس الوزراء وباستمرار في دراسة الخطة الاصلاحية الاقتصادية الانقاذية كما باجتماعات أخرى بحسب وزيرة الإعلام د. منال عبد الصمد تعكف رئاسة الحكومة الآن على دراسة اللوائح وأسماء المواطنين ذوي الحاجة الملحة وستحدد موعدا جديدا غير غد الأربعاء للشروع في توزيع المساعدات للأكثر حاجة".

في الغضون الخط البياني لكوفيد 19 في لبنان لم يكن اليوم مستعرا نسبيا ولا يزال معقولا عالميا:

فمنذ العشرين من آذار حتى اليوم 641 إصابة مسجلة... هناك شفاءات عدة... والوفيات مستقرة منذ أربعة أيام على 20... في العالم الإصابات تناهز المليونين والوفايات تتخطى المئة والثلاثين ألفا...

هناك محليا" وفيات من نوع آخر تسجل عبر مراسيم دفن بدأت بقراءة الفاتحة على الهيركات وأولى القراءات كانت من عين التينة حيث أكد رئيس البرلمان نبيه بري" أن مصريات الناس الوادعين المودعين قدس المقدسات إنها جنى عمرهم ولن تمس..وعلى غرار دفن الكابيتول كونترول تأكدوا الآن من دفن الهيركات".

الرئيس بري سيحدد موعدا لجلسة تشريعية قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وعلى خط مواز أوساط القصر الجمهوري في بعبدا لفتت الى أن الهيركات من الأساس غير واردة مطلقا لدى الرئيس العماد ميشال عون.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون " nbn "

حيوية برلمانية ضبطت في اجتماع لهئية مكتب مجلس النواب على نية التحضير للجلسة البرلمانية المقبلة التي ينوي الرئيس نبيه بري تعيينها قبل شهر رمضان المبارك على اعتبار أن التشريع لن يستسلم للاجتياح الكوروني.

أقرأوا الفاتحة على الهيركات وترحموا عليه متل ما ترحمتو على الكابيتال كونترول.

بهذه الصراحة قالها الرئيس بري أمام زواره اليوم.

قبل دعوته للترحم أكد رئيس المجلس أن البرلمان

لن يشرع النصب والسطو على اموال المودعين ومدخراتهم.

نحن من أشد المعارضين لهيركات والخطة المطروحة ليست خطة وزير المال ونحن لسنا موافقين عليها ... أضاف رئيس المجلس حازما قبل أن يوضح: أنا لست مع ضرب القطاع المصرفي لكن كل من أخطا أو كان جزءا من منظومة الفساد والهدر وتهريب الأموال يجب ان يتحمل المسؤولية عما قام به.

على إيقاع هذه المواقف الحاسمة إلتأم مجلس الوزراء في السرايا وتناول مجموعة من الملفات على رأسها الشأن المالي والنقدي والاقتصادي فضلا عن العنوان الدائم : كورونا فيما تم الإعلان عن تأجيل توزيع المساعدات على الأسر الأكثر عوزا بانتظار انتهاء الجيش من تنقيح اللوائح المتعلقة بها لكونها تتضمن أخطاء كبيرة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد ظلت وتيرة الفيروس في شقه اللبناني تحت السيطرة في ظل تراجع عدد الإصابات اليومي وجديده تسع إصابات فقط أعلن عنها ظهرا.

على أن الحفاظ على هذه الوتيرة أو خفضها يتطلب إمعانا في التمسك بأهداب موجبات التعبئة والحجر المنزلي.

على أي حال التعبئة العامة مستمرة والسلطات المعنية تعكف على دراسة الخطوة التالية بعد إنجاز المرحلة الأولى لعودة لبنانيي الخارج بنجاح.

أما المساعدات النقدية التي كان يفترض أن يقلع قطارها اليوم فقد تعرضت للفرملة موقتا إذ أرجىء توزيعها على مستحقيها الفقراء بسبب اخطاء واردة في اللوائح.

ويعكف الجيش حاليا على التدقيق في هذه اللوائح على أمل إنجاز المهمة سريعا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بين زحمة الافكار والمقترحات، وفعل الشائعات والافتراءات، يبقى المواطن ملاحقا من وباء كورونا الذي تعمل الدولة على مجابهته، ووجع الاقتصاد الذي يعمل مسببوه على الاستثمار به بوجه الحكومة، مطوبين انفسهم باسم الشفافية حراسا للانسانية..

على ثقل الوجع الذي يصيب الجميع، ما زال البعض يتربص عند كل شاردة او واردة لرفع الصوت قائلا من خلاله انه موجود، خوفا من أن تطفئه الايام وتداعيات الجائحة كورونا..

وبالعودة الى المهم، اي اوجاع الناس واولوياتهم فان الحكومة المحكومة بما ترك لها، تعمل لرتق المفتوق بل الممزق، محاولة الوصول الى شيء يحد من ظمأ العائلات الاكثر فقرا، فأعدت لوائح على عجل، أضيفت الى تلك التي كانت قد اكتنزتها ادراج الوزارات المعنية وما حوته من اسماء ومحسوبيات وبلايا مرتكبة باسم الفقراء، والعائلات الاكثر فقرا.

ومع اختلاط القديم بارباكات الجديد خلط الحابل بالنابل، فتم تأجيل المهمة الاكثر الحاحا الى حين ترتيب الامور، مع وعد من الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية والوزارات المعنية بالتدقيق السريع لتأمين لوائح شفافة وتوزيع المساعدات لمن يستحقها..

وفي الاستحقاقات أكدت الحكومة نجاح المهمة الاولى على طريق عودة المغتربين، وطالب رئيسها المصارف بعدم ابتزاز الطلاب العالقين في الاغتراب عبر تسهيل تحويل الاموال لهم الى حين تأمين عودتهم.

وعودة الى الاستحقاقات المالية والخطط الاقتصادية المرجوة، فان الحكومة ما زالت تعمل على بلورة خطتها التي لا تشمل فعل “الهيركات” كما صدر في مقررات جلستها التي عقدتها اليوم في السراي..

اما مضامين جلسة الرئيس نبيه بري مع الاعلاميين فكانت أكثر وضوحا: نعي للـ”هيركات” كما الـ”كابتل كنترول”، مع تأكيده على قداسة اموال المودعين، وضرورة استعادة الاموال المنهوبة والمهربة..

اما العالم الذي لم يستطع الى الآن استعادة انفاسه من وباء كورونا، فهو ذاهب نحو ركود عميق بحسب صندوق النقد الدولي، مع تقديراته الخاصة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي سجلت اسوأ اداء اقتصادي بحسب الصندوق الدولي بسبب كورونا وانهيار اسعار النفط..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

إنه زمن العدادات في لبنان، بعضها أرقامها متوقعة... بعضها صادمة... بعضها يصح فيها القول: لم العجب ؟ أنت في لبنان!

عداد كورونا سجل تسع إصابات جديدة ، ما رفع العدد الإجمالي إلى 641 إصابة.

عداد الدولار سجل قفزة تاريخية تجاوزت الثلاثة آلاف ليرة للدولار الواحد، ووصل لدى بعض الصيارفة الى ثلاثة آلاف وتسعين ليرة.

عداد العائلات الأكثر الحاجة والتي تحتاج إلى مساعدات بلغ حدا فضائحيا حيث تحدثت معلومات عن وجود أسماء متوفين في اللوائح، بما يذكر بلوائح الشطب في الإنتخابات النيابية، قبل بدء مرحلة التنقية، وكان المطلوب "لطش" مساعدة المتوفي، على غرار "تنخيب" المتوفي.

عداد المستشفيات التي دقت ناقوس الخطر بسبب حاجتها إلى المال فيما مستحقاتها محتجزة او غير متوافرة بشكل كاف لدى وزارة المال.

عداد الأيام التي مرت على باخرة الفيول المغشوش، فعلى رغم مرور اكثر من اسبوع على كشف الفضيحة، وعلى رغم مرور أكثر من شهر على وصول الفيول المغشوش إلى أحد خزانات معمل الذوق، وعلى الرغم من كتاب مؤسسة كهرباء لبنان لكشف الملابسات، فإن هناك محاولة للفلفة القضية، وكأنه من غير المسموح الذهاب بعيدا في قضية يبدو انها ليست الأولى.

عداد أيام التعبئة العامة الممتدة إلى السادس والعشرين من هذا الشهر، فيما الصرخات بدأت تتعالى من وراء الجدران حيث الحجر إلزامي فيما المحجور، ولاسيما المياوم، لا يستطيع تأمين "يوميته"، اما كيف يعيش؟ فهذا أمر لا يستحوذ على اهتمام المعنيين.

عدادات العالم ليست افضل حالا... عداد إصابات كورونا قفز عن المليوني إصابة... عداد الشهور ليصبح اللقاح متوافرا، يصل إلى آخر هذه السنة... عدادات الإقتصادات العالمية تسجل تراجعات مخيفة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في "

بين ليلة وضحاها، سارع كل من ذئاب السياسة اللبنانية إلى التنكر بزي حمل وديع، وراح يكيل الهجاء لتعليق العمل بالمساعدات التي أقرها مجلس الوزراء، مكررا كلمات الاستنكار ومجترا عبارات الدهشة من فضيحة الفساد التي ضبطها الجيش اللبناني، عاملا على تنقيح اللوائح، كما أعلن رئيس الحكومة اليوم.

فتماما كما لو أن تلك الذئاب لم تفترس يوما أي وزارة، ولم تزور أي لائحة، أو تسرق أي مال، أو تهدر أي مقدرات... راحت تتبارى في ما بينها على القاء المواعظ المتجددة بمحاربة الفساد والاصلاح، لتقف الحكومة الحالية التي لم يمض على استلامها الحكم ثلاثة أشهر تقريبا موقف المصدوم من الوقاحة الممارسة ضدها، التي بات الشعب اللبناني متنبها لتفاصيلها، ساخرا من القائمين بها، ومدركا غاياتهم السياسية المفضوحة، وتنمنياتهم الاكيدة بالفشل، ليس فقط بالملف الاقتصادي والمالي، فضلا عن السياسي، بل بالمسألة الصحية، التي يسجل فيها للمعنيين القيام بالواجب، بدليل الارقام المشجعة التي يجب ان تستمر باستمرار التزام الاجراءات الوقائية من دون اي استخفاف مستجد.

غير ان المزايدات السياسية المعتادة، في موضوع المساعدات وغيره، خرقها اليوم موقف عالي السقف للرئيس نبيه بري، الذي اختصر الجدل حول الهيركات ومصير الودائع بالقول: "اقرأوا الفاتحة وترحموا على الهيركات كما ترحمتم على الكابيتول كونترول".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" ام تي في "

بإعلان الحكومة والطبقة السياسية جمعاء عدم معرفتهما بالملعون المدعو هيركات ، سقط الهيركات والتحق بالشهيد الأول الذي كان يدعى كابيتال كونترول . لكن يخطىء من يعتقد أن الحكومة ، وبعكس ما توحي ، تملك خطة بديلة لا تتناسل أو تتصاهر مع المشروعين الراحلين .

ونحن ننبهها وبكل محبة، ألا تغامر في الذهاب الى مشروع استثمار أملاك الدولة ، حتى ولو احسنت إدارته من ضمن صندوق سيادي كما ينصح الخبراء ، لأن جماعة الخط الممانع لا يوافقون عليه وقد باشروا بإطلاق نار استباقية كثيفة عليه ، علما بأنه باب الإنقاذ الوحيد الذي يضع البلاد على سكة الإنقاذ ويسرع فترة تعافيها، ولا يرهنها للغريب . إذا ، أحرى بالحكومة ، أن تسأل المرشدية العليا اي مشروع تريد ، كسبا للوقت وصونا لما بقي من كرامتها وكرامة الدولة.

وفي مسار التراجعات ، أضيف اليوم الى سجل الحكومة إنجاز جديد ، إذ أوقـف الجيش مشروع المساعدات المالية للعائلات الأكثر فقرا ، لاكتشافه بصمات فساد وقح عليه ، إذ حرفته ايادي السوء لتوظفه في إشباع المحسوبين المتخمين ، وقد ابدع وزير الشؤون عندما اعتبر , وعلى طريقة ماري انطوانيت , ان الفقراء يلمون بالثقافة الرقمية ويملكونها , فدعاهم الى تصحيح اللوائح عبر الانترنت والهواتف الذكية .

التراجع الثاني غير المعلن بعد ، يتمثل في وقف عملية إعادة اللبنانيين العالقين في الخارج ، بحجة ضرورة درس الطاقة الاستيعابية .

أما الملف الذي صار مزمنا وتفوح منه رائحة غير طيبة فيتمثل في ,الإستنقاع الوقح , لملف التشكيلات القضائية في الأدراج ، وقد نقل من سجن وزيرة العدل الى سجن وزيرة الدفاع .

في الأثناء ، محليا المعركة ضد الكورونا متواصلة ، والعدد المنخفض للمصابين اليوم ايضا ، يشير الى إمكانية كبيرة للسيطرة عليه إذا توفر شرطان : زيادة عدد الفحوص ، واحترام الناس التعبئة العامة .

اما عالميا ، فالسباق على اشده بين الصين والولايات المتحدة لإيجاد اللقاح المناسب للفيروس القاتل ، بعدما كان السباق بين الدولتين ، ولعقود طويلة ، يدور حول التسلح والسيطرة على اقتصادات العالم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

شيع رئيس مجلس النواب نبيه بري جثمان الهيركات طالبا قراءة الفاتحة عن روحه، كما جرى الترحم على الكابيتال كونترول من قبل لكن الضرب في الميت حرام، لأن هذين المشروعين ولدا بلا روح، وأحدهما أجهضه بري شخصيا وقيصريا على الرغم من تلقيحه من وزير المال غازي وزني، ومراسم دفن الهيركات أقيمت اليوم في عين التينة حيث أكد بري أن أموال المودعين هي قدس الأقداس، غير أن رئيس الحكومة حسان دياب لم يشأ تقبل التعازي في السرايا الحكومية، لا بل حول جلسة مجلس الوزراء الى جبهة دفاع، وقال إن حكومته تتعرض لحملة سياسية تحت عنوان رفض الهيركات، واتهم هذه الحملة باستدراجه الى سجالات لن يدخل فيها راهنا، وأعلن أنه سيرد لاحقا بطريقة علمية ومن دون استنفار العصبيات التي حاول البعض استخدامها سياسيا وهذا امر معيب جدا قائلا كفى لان اللبنانيين لم يعودوا يحتملون استخدامهم متاريس بشرية خدمة لمصالح بشرية

وإذا كان يحق لرئيس الحكومة الاحتفال بصموده في زمن الكورونا وتجاوزه حواجز السقوط والمراحل الصعبة اداريا وصحيا، فإن حرصه هذا وجب استكماله بحرص أكبر على رهن لبنان لصناديق ومؤسسات دولية وفقا للورقة الاقتصادية المقترحة .

فلبنان الذي يوزع " فهما " على العالم .. وكفاءاته منتشرة من بلدان عظمى الى جزر صغرى .. واطباؤه اليوم هم عناوين شفاء في دول الاغتراب .. ولبنان المختزن خبرات اقتصادية ومالية مع خبراء أرفع شأنا من شركات عالمية لم يكن في عوز الى إرشادات " لازار " التي جيرتنا الى صندوق النقد والبنك الدولي واعتبرتنا شعبا ومواطنين وخبراء وحكومة ووزراء لا نصلح لإدارة شؤون البلاد إلا إذا لجأنا إلى الاستدانة .

من حق دياب أن يرفض المتاريس السياسية ، لكن للناس عليه حق ايضا بأن يرفضوا تحويلهم الى عربة خاسرة تجرها مؤسسات خارجية، وهم باتوا اليوم اسرى التمويل والديون ، فيما لم تبدأ الحكومة لتاريخه طرق أبواب اموالهم المنهوبة أو وضع آلية لاستعادتها، فأي ورقة اقتصادية مستجدة ستكون معرضة للسقوط ما لم يسبقها استعادة المال المنهوب .

اما تبديد خوف اللبنانيين عبر اقتراح انشاء صندوق سيادي لادارة املاك الدولة ودعوة المودعين الى المساهمة به فهو " من تحت الدلفة لتحت المزارب "، لأن الصندوق السيادي سيتألف من حرامية البلد ونكون قد " وكللنا القرد بنعف الطحين " .. فهم حكموا وسرقوا .. ثم انشأوا صندوقا سياديا وترأسوا مجلس ادارته وعضويته وتقاسموه وتحاصصوه ثم استولوا على امواله بالمعجل المكرر .

وبموجب ما تقدم فإن الخدمات التي قدمتها " لازار " وجب ادخالها ايضا في مراسم دفن الموتى .. والصندوق السيادي في عداد المفقودين .. اما اعادة احياء الاموال في المصارف فلن تكون الا عبر المصارف نفسها .. والطلب اليها من حاكم البنك المركزي زيادة رأسمالها مرة جديدة لعشرين او ثلاثين في المئة اضافية وعندها.

تتزود السوق بنحو ستة مليارات دولار يضاف اليها المليارات الاربعة السابقة معطوفة على نحو مليار من اموال المودعين التي عادت الى البنوك .. لنصبح امام رقم احد عشر مليارا وهو يساوي سيدر بأمه وابيه .

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 14 نيسان 2020

وطنية/الثلاثاء 14 نيسان 2020

صحيفة النهار

ـ أبدى عائدون لبنانيون في رحلات الاجلاء انزعاجهم من تقديم وجبات افطار لهم في الفنادق في علب كرتونية ‏عليها شعارات حزبية تحاول استغلال الانجاز الكبير للدولة اللبنانية.

ـ يشكو اللبنانيون بطء الانترنت في معظم المناطق وخصوصاً للتعلم من بعد بعدما كانوا وعدوا بسعة أكبر وسرعة ‏أكبر.

ـ لوحظ أنّ التصعيد السياسي عاد على الساحة الدرزية بين المختارة وخصومها من خلال ملف التعيينات ‏ومساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية، والأمور مرشحة نحو مزيد من هذا التصعيد في المرحلة المقبلة.

ـ عُلم أنّ بعض السياسيين والمسؤولين غادروا إلى دول أوروبية لساعات معدودة على متن طائرات خاصة وعادوا ‏إلى بيروت، وذلك لتخليص بعض أعمالهم، واصطحب عدد منهم افرادا في عائلاته كانوا محتجزين في الخارج.

- أرجأت كنائس سينودساتها الخاصة بالمطارنة مطلع الصيف لعدم تمكن مطارنة دول الاغتراب من الحضور ‏بسبب اقفال المطارات وتجنبا للقاءات التي يحضرها عدد كبير خصوصاً من الطاعنين في السن.

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر حكومية إن ودائع اللبنانيين لن تمسّ وفقاً للخطة المالية الاقتصادية وإن ما تم تداوله حول نيات بهذا ‏الاتجاه لدى الحكومة هو حرب نيات تم بناؤها على فرضيات لا أساس لها. وأضافت المصادر أن كلاماً حكومياً ‏سيصدر قريباً يتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

ـ كواليس

تشكلت في منظمة الصحة العالمية خليّة متابعة لوضع السويد وانتشار فيروس كورونا في ضوء الخطة المغايرة ‏للحكومة التي لا تلتزم معايير المنظمة بالعزل وتبقي دورة الحياة شبه طبيعية، وتحقق رغم ذلك نتائج أفضل من ‏الدول المشابهة بالظروف وعدد السكان التي اعتمدت سياسة العزل وحظر التجول.

صحيفة الجمهورية

ـ من المرتقب أن يصدر حاكم مصرف لبنان قبل نهاية الشهر الحالي تعميما الى المصارف يقضي بصرف ‏الدولار حسب سعر السوق لأصحاب الودائع بالدولار.

ـ تبلغ أحد الوزراء الجدد بأن عليه القيام بكثير من الجهد لترتيب علاقاته التي اهتزت بمرجعية محلية سمته الى ‏الجنة الحكومية.

ـ سعى مرجع مسؤول الى استعادة عدد من المستشارين القدامى الذين تابعوا عدداً من الملفات الحيوية طيلة السنوات ‏الماضية دون جدوى.

صحيفة اللواء

ـ تشكو شخصية عربية، تُشرف على مجموعة من المشاريع المنتجة والإنمائية في المنطقة، من ضغوطات ‏الكورونا، والأحوال الأمنية على تنفيذ هذه المشروعات!

ـ لوحظ أن نسبة الالتزام بالحجر المنزلي في بعض الأرياف تفوق المتوقع.

ـ تأخذ الريبة سفير دولة كبرى من سكوت الجسم السياسي اللبناني، على مهزلة المصارف، الخاضعة لبعض ‏الرعايات الدولية المشبوهة.

صحيفة نداء الوطن

ـ نقل مزارعو القمح عن وزير الاقتصاد أنه ولدى مراجعته للمطالبة بمستحقاتهم قال لهم "إزرعوا القمح الطري ‏بدلاً من القاسي" لكنه لم يوضح السبب وراء هذا الطلب.

ـ تردّد أن حالتي وفاة لمصابين لبنانيين بـ"الكورونا" سُجّلتا في دولة كبيرة في أميركا الشمالية لكن لم يُعلن بعد ‏عنهما بانتظار تبلّغ أهاليهما رسمياً في لبنان.

ـ يواجه سفراء محسوبون على جهة سياسية حاكمة انتقادات لاذعة من الجسم الديبلوماسي بسبب استنسابيتهم في ‏التعاطي مع اللبنانيين الراغبين بالعودة إلى وطنهم.

‎ ‎صحيفة الأنباء:

تجاوب مطلق

تتعامل جهة سياسية مُوالية مع "رغبات" سفارة أجنبية بتجاوب مطلق.

ارتفاع كبير

عبّر سفير لبناني في بلد اغترابي عن قلقه من الارتفاع الكبير في أعداد الراغبين بالعودة إلى لبنان بعد وفاة أحد المغتربين.

 

لبنان يسجّل أدنى حصيلة من الإصابات منذ انتشار الوباء

بيروت: «الشرق الأوسط»/14 نيسان/2020

في أدنى حصيلة يومية منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» في لبنان، أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل إصابتين فقط، بعدما كانت تتراوح في الأيام الأخيرة بين 7 و12 إصابة. أتى ذلك في الوقت الذي انتهت فيه المرحلة الأولى من إجلاء المغتربين، بوصول طائرة آتية من جدة في المملكة العربية السعودية، بعد ظهر أمس، وعلى متنها 128 راكباً. وفي هذا الإطار، قال رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي إنه خلال جلسة الحكومة اليوم «سيكون هناك تقييم، لتحديد ما إذا كنا سنقوم بجولة ثانية لإجلاء اللبنانيين من الخارج»، مرجحاً أن يُتخذ قرار باستكمال المرحلة الثانية. وأتى كلام عراجي ذلك خلال جولة قام بها في مطار رفيق الحريري برفقة عضوي اللجنة، النائبين فادي علامة وعلي المقداد، ورئيس المطار فادي الحسن، ورئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، للاطلاع على التدابير المتخذة لمواكبة عودة اللبنانيين من الخارج، في إطار مكافحة وباء «كورونا». وأوضح «أن الإصابات التي ظهرت على متن الطائرتين القادمتين من روما وباريس كانت أقل مما كانت تتوقعه اللجنة الوطنية لكورونا، لذلك فأنا أعتقد أن هناك إمكانية لتجديد عملية نقل اللبنانيين من الخارج وفتح مطار بيروت، وهذا ما أتمناه، لأنه يوجد كثير من الطلاب اللبنانيين، سواء في جورجيا أو أوكرانيا وبيلاروسيا يعانون من صعوبة وضعهم، إذ هناك صعوبة في وصول الأموال إليهم، وفي الوقت نفسه هم خائفون إذا أصيب أحدهم وهم خارج بلدهم وبعيدون عن أهلهم». بدوره، أشار الحسن إلى أن «عملية إجلاء اللبنانيين من الخارج لا تتم إلا عبر شركة طيران الشرق الأوسط أو الطائرات الخاصة التي تأتي إلى لبنان، أما الطائرات الكويتية أو الإماراتية أو القطرية فهي تأتي لإجلاء رعاياها أو رعايا أجانب».

 

كوبيتش: أطلعت غوتيريس على مجالات يحتاج لبنان فيها للمساعدة

المركزية/14 نيسان/2020

 أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، عبر حسابه على موقع "تويتر"، أنه "أطلع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالأمس على المجالات ذات الأولوية التي يحتاج لبنان فيها للمساعدة الدولية الطارئة لمحاربة فيروس كورونا وتداعياته، بما في ذلك دعم اللبنانيين الأكثر احتياجا ودور الأمم المتحدة في تسهيل نشاطات مساعدة اللاجئين السوريين والفلسطينيين". وشدد كوبيتش على أن "الوقت لتفعيل بيانات التعاطف والتضامن الدولي عبر العمل الملموس".

 

قوةٌ إسرائيليةٌ عبرت إلى لبنان... والجيش يستنفر!

وكالات/الثلاثاء 14 نيسان 2020

‏عبرت جرافة عسكرية اسرائيلية برفقة قوة مشاة مؤلفة من 24 عنصرًا من القوات الاسرائيلي لبعض الوقت الى الأراضي اللبنانية ( المتحفظ عليها ) في "خلة المحافر" جنوبي بلدة العديسة ونصبوا خيمة بداخلها أجهزة. وعلى الفور، استنفر الجيش اللبناني واليونيفيل حتى انسحبت هذه القوة وعادت ادراجها وراء الجدار الاسمنتي.

 

أعنف إنذار فرنسي واوروبي واميريكي… ضد الطبقة السياسية اللبنانية “مجموعة فاسدين وسارقين”

كن مواطن/14 نيسان/2020

إعطاء مهلة وإذا حصلت ثورة شعبية فممنوع قمعها والرد الفرنسي والاوروبي عنيف

الخارجية الأميركية تنذر لبنان في حال عدم الإصلاح بعقوبات شديدة جدا بلهجة غير دبلوماسية وجه وزير خارجية فرنسا بيانا هو انذار للطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة وغير الحاكمة اتهمتهم بالفاسدين والسارقين والذين نهبوا الأموال من ضرائب الشعب الفرنسي وأموال الشعب اللبناني. وأبلغهم ما لم تجر الإصلاحات بسرعة وانه في حال حصلت ثورة شعبية ثانية وقامت السلطة بقمعها فإن فرنسا مع 54 دولة اوروبية و89 شركة دولية وعالمية ستقاطع لبنان وسيتم فرض حظر على مطار بيروت ومرفأ بيروت وسيتم فرض عقوبات على لبنان حتى تسقط الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة الحاكمة وغير الحاكمة ومجموعة الفاسدين. وعند الساعة العاشرة الا ربع صدر بيان عن وزارة الخارجية الأميركية مثل البيان الفرنسي والاوروبي و89 شركة عالمية ودولية تعلن فيه واشنطن بإصلاح سريع لاقتصاده ومنع السرقة والفساد وتنظيم المؤسسات ومنع استغلال السلطة للسرقة من قبل الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة فإن الولايات المتحدة الأميركية ستتخذ إجراءات ضد لبنان وبالتحديد ضد الطبقة السياسية الحاكمة وغير حاكمة وفرض عقوبات قاسية جداً ستؤدي لاسقاط الحكم الحالي والسابق واسمتهم مجموعة فاسدين وسارقين نهبوا أموال الشعب اللبناني وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة وربما جلب الذين سرقوا أموال الشعب اللبناني لمحكمة دولية لاستعادة أموال الشعب اللبناني.

 

 فضيحة "مدوية".. "أموات" في لوائح دعم الأسر الأكثر عوزاً

الكلمة أولاين/14 نيسان/2020

“قرار مسؤول وحكيم”، اتخذته قيادة الجيش اللبناني إرجاء توزيع المساعدات لحين انتهاء الجيش من التدقيق في الأسماء، بعد بروز فضيحة كبيرة في الأسماء وتلاعب واضح بالمعايير التي يفترض ان تتم على أساسها تقديم معونة بقيمة 400 ألف ليرة لبنانية لعائلات بوضع اجتماعي صعب ولاسيما بعد إجراءات التعبئة العامة الناتجة عن فايروس كورونا. وفي التفاصيل أعلن الجيش اللبناني الذي أوكلت اليه مهمة توزيع المساعدات عن توقيفها مرحلياً لإعادة النظر والتدقيق بالأسماء بعدما تضمنت اللوائح كم هائل من اسماء “أموات” يحتاجون لمساعدات نقدية اضافة الى عدد كبير من موظفين حاليين ومتقاعدون في القطاع العام وردت اسمائهم كعاطلين عن العمل.هذه اللوائح “الفضيحة” تدل بوضوح انه من جديد الأحزاب التي تقف خلف هذه الحكومة دست سمومها في حفة أموال بالكاد تسد رمق المواطن المحتاج لتحولها الى أموال سياسية وحجب “حق” اسر وأطفال ونساء وعجزة باتوا تحت خط الفقر وهم بحاجة ماسة الى أدني حدٍ من الدعم الإنساني والاجتماعي، فكيف تجرأتم على سلب رغيف الخبز من أطفال يتضورون جوعاً، وأين ضميركم تجاه فلس الارملة؟ ولماذا يدفع المواطن المسكين ثمن المحسوبيات والتي أطاحت بالمساعدات المادية التي كانت مخصصة لدعم الأسر الأكثر عوزا للصمود في منازلهم بسبب تحويلها الى لوائح حزبيين؟ والى متى سيبقى وباء الزبائنية ما زال يفتك باللبنانيين أكثر من وباء الكورونا؟ هذه الفضيحة المدوية تشكل ادانة كبيرة للحكومة اللبنانية التي تحاول صبغ نفسها بلون “المحايد” و”المستقل” في حين ان لونها الأصفر بات واضحاً ويزيد وجهها “شحوباً” كل يوم حتى باتت مكفهرة تقترب من نهايتها الحتمية، فهي وان استفادت من ازمة كورونا التي فرضت هدنة قصرية مع الثوار، فهذا لا يعني ان الثورة استكانت او هدأت. والقضاء هنا مطالب الضرب بيد من حديد وقطع يد من سولته “حقارته” وجشعه الى هذا الحد من الدناءة، والقضاء مطالب بوقف هذه السلطة عند حد معين، وعليه وقف مشروع “صفقة” سد بسري وتحويله لسد جوع المواطنين، وعليه سد كل صفقات الهدر والتي تحاول السلطة تهريبها تحت جنح ازمة كورونا وبقناع حكومة “المستقلين”. الثلاثي الحاكم في لبنان أي الثنائية الشيعية المتحالفة مع التيار الوطني الحر، تدفع بالحكومة لإقرار ما لم تستطع فعله بالمباشر في الحكومات السابقة من صفقات وتعينات كذلك مشروع الـ Hair Cut، وهي تدرك ان تبعات هذه القرارات ستكون لاحقاً فوضى عارمة في الشارع نتيجة خسارة الناس لجنى عمرهم وتعبهم، لكن بالنسبة إليهم يعتقدون انه بعد ان تقر هذه الحكومة ما يريدون يتركونها تسقط في الشارع وباعتقادهم انهم سيعودون كمنقذين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: الهيركات" بالضربة القاضية والمعارضة ‏نحو"الإنعاش"

النهار/الثلاثاء 14 نيسان 2020

لم يكن اللبنانيون يحتاجون الى مناسبة او محطة وطنية او ذكرى لكي تتاح لهم المقارنات ‏بين ظروفهم القاهرة والشديدة القتامة راهنا والظروف التي رافقت وواكبت تلك ‏المحطات. ومع ذلك لا يمكن الانكار ان مرور الذكرى الـ 45 لتاريخ 13 نيسان 1975 امس ‏مرورا كاد يكون هامشيا لم يكن تفصيلا عابرا، اذ ان هذه الذكرى التاريخية لاندلاع شرارة ‏الحرب في لبنان بدت للمرة الأولى بهذه المقدار كأنها في المرتبة الخلفية لاهتمامات ‏اللبنانيين نظرا الى تفاقم الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية في البلاد على نحو ينذر ‏باوخم العواقب وسط إجراءات التعبئة العامة والحجز المنزلي الذي تفرضه عاصفة الاجتياح ‏الوبائي لفيروس كورونا.

واذا كانت موجبات التعبئة والحجز المنزلي الإلزامي تبدو مرشحة ‏للاستمرار فترة إضافية غير قصيرة خلافا للانطباعات المتسرعة التي تحتاج الى تصويب ‏سريع لدى الذين يبنون تفاؤلهم على انخفاض عدد الإصابات بكورونا في حصيلة يوم ‏الاثنين، فان وقائع الازمة المالية والاقتصادية لا تقل تأزما واثارة للشكوك والحسابات ‏المتسرعة أيضا خصوصا متى انكشف الوضع الحكومي عن تخبط وارتجال وتضارب في ‏المصالح والحسابات بين القوى نفسها التي يضمها التحالف الحكومي. وبدا واضحا تبعا ‏للتطورات المتصلة بالخطة الحكومية الجاري استكمال نقاشها في جلسات متعاقبة لمجلس ‏الوزراء تعقد في السرايا برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب وستكون من ضمنها الجلسة ‏التي ستعقد بعد ظهر اليوم ان الحكومة وصلت الى الاصطدام بطريق مسدود حيال هذه ‏الخطة او اقله حيال نقاط حيوية فيها بسبب تفجر الملف الملتهب والمشتعل المتعلق بما ‏سرب عن الاقتطاعات المقترحة من ودائع اللبنانيين في المصارف أي اعتماد عمليات ‏الـ"هيركات". وتشير المعطيات التي اتضحت عقب موجة الرفض الواسعة التي شهدتها ‏الأيام الأخيرة لاعتماد عمليات "هيركات" او أي مس بالودائع في المصارف ان الحكومة لن ‏يكون في قدرتها المضي قدما في نقاش الخطة الموصوفة بانها انقاذية ما لم تلجأ الى ‏واحدة من خطوتين:

اما الإعلان بمنتهى الوضوح والشفافية اليوم عقب الجلسة وعلى لسان ‏رئيس الحكومة ما يبدد نهائيا وفي شكل حاسم كل الشكوك التي أثارها التسريب المقصود ‏الذي حصل لاقتراحات اعتماد الاقتطاعات من الودائع بما يهدئ موجات الرفض والحملات ‏الحادة التي شنت على الحكومة، واما تصويب هذا الخطأ السياسي والمالي والإعلامي ‏الفادح الذي ارتكبته الحكومة او جهات محددة فيها من خلال تصويب جدي وجوهري للخطة ‏يعيد النقاش الى محاور بديلة ومجدية وإسقاط أي بحث من شأنه الإيحاء بان تعويض ‏الإفلاس والانهيار سيأتي من طريق التضحية تكرارا بحقوق اللبنانيين البديهية. والحال ان ‏تراجع الحكومة او اضطرارها الى إعادة تصويب النقاش الحكومي الداخلي والنقاش العام ‏حول خطتها المالية لم يعد امرا احتماليا وانما تمليه أولا موجات الرفض السياسية والشعبية ‏الواسعة لمسألة الاقتطاعات المالية من الودائع.

وثانيا لان الحكومة باتت تواجه وضعا ‏داخليا شديد الهشاشة والاهتزاز عقب غسل معظم القوى يديها من تبعة الخطة وإعلان ‏ابرزها مواقف رافضة لها. وثالثا لان المفاعيل السياسية لهذه الخطة وخصوصا في ‏موضوع الـ"هيركات" أدت الى نشوء معالم إعادة التماسك والتنسيق وإنعاش تحالف ثلاثي ‏للمعارضة أطرافه الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ‏ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع. وتفيد المعطيات المتصلة بالموضوع الأخير ‏ان اتصالات وجهودا تجري لاحياء التحالف المعارض وتذليل عقبات سابقة باعدت بين ‏الأركان الثلاثة او بين بعضهم وتحديدا الرئيس الحريري وجعجع، وان الفترة المقبلة ستشهد ‏تسخينا لهذه الجهود نظرا الى الضغوط الكبيرة التي تملي إعادة ابراز وجود معارضة ‏متماسكة. ولا يقتصر الامر على الابعاد الداخلية اذ ان أي رهان على مساعدات خارجية او ‏دعم خارجي للبنان لن يكون مجديا ما لم تقم معارضة برفع الصوت الذي يحدث توازنا ‏سياسيا ويجعل الخارج يقدم الدعم لئلا تصبح صورة السلطة الأحادية اللون مختصرة للوضع ‏امام المجتمع الدولي. وقد جاء موقف لـ"حزب الله " امس على لسان نائبه علي عمار ‏ليشكل مؤشرا جديدا من المؤشرات المثيرة للتوجس حيال امكان خضوع الحكومة لضغوط ‏الحزب في الملف المالي والاقتصادي، اذ شن عمار هجوما شرسا على القطاع المصرفي ‏وحاكم مصرف لبنان بلغ حدود شيطنته تحت ستار دفاعه عن ودائع الناس. وجاء ذلك في ‏معرض مطالبة عمار الدولة بضرورة "وضع يدها على من استساغ ان ينال من ودائع الناس ‏عبر جمعية المصارف او غيرها خصوصا اذا ما أضفنا اليها دورا شيطانيا لما يسمونه حاكما ‏للمال في لبنان".‎‎ ‎

في كل حال وبعدما سقطت الـ"هيركات" بالضربة السياسية القاضية جاءتها ضربة أخيرة ‏نزعت عنها أي مظلة من خلال موقف رافض لرئيس الجمهورية ميشال عون اعلن عنه ‏عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم. وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة على موقف ‏الرئيس عون "انه ليس في وارد القبول بمسألة الهيركات وانه ابلغ المعنيين موقفه الرافض ‏منذ فترة لكنه لا يدخل في الجدل القائم حول هذه المسألة او في الحملات التي تستهدف ‏الحكومة لانه لا يتخذ مواقف شعبوية خصوصا ان موضوع الهيركات لم تطرحه الحكومة ‏ولم تقدم أي اقتراح في شأنه والهيركات ليست واردة عند الرئيس عون في المطلق ".

‎ ‎في كل حال، يشكل هذا اليوم يوما اختباريا دقيقا لقرارات حكومية تبدأ بالملف المالي ‏والاقتصادي وخطواته المقبلة ويستكمل بالقرار الذي سيتخذ حول مصير الرحلات الجوية ‏لاعادة اعداد من اللبنانيين الموجودين او المقيمين في الخارج بعد انتهاء المرحلة الأولى من ‏هذه الرحلات امس. وقد اكتملت المرحلة الأولى المقررة من الرحلات التي نظمتها شركة ‏طيران الشرق الأوسط بأربع رحلات نظمت امس من باريس ولندن وجدة وليبرفيل. وبلغ ‏عدد اللبنانيين الذين أعيدوا عبر هذه المرحلة الأولى من الرحلات نحو 1845 لبنانيا، ذكر ان ‏مجموع المصابين منهم بحالات كورونا بلغ 25 مصابا فقط. وينتظر ان يبحث مجلس الوزراء ‏في تقويم نتائج هذه المرحلة واتخاذ القرار الملائم حيال ما اذا كانت الرحلات ستستمر في ‏مرحلة ثانية ام ستعلق او ستتوقف. وافادت معلومات ان القرارسيتوقف على موقف وزير ‏الصحة حمد حسن في ظل معطيات الوزارة عن حال الانتشار الوبائي في لبنان ولم يستبعد ‏بعض المصادر ان يتخذ قرار بتعليق الرحلات الجوية لفترة أسبوعين الا ان أي معطيات ‏مؤكدة لم تثبت بعد.

‎ ‎وكان التقرير اليومي لوزارة الصحة سجل امس إصابتين فقط رفعتا مجمل عدد حالات ‏الاصابات المثبتة الى 632 إصابة فيما ارتفعت حالات الشفاء الى 80 حالة ولم تسجل أي ‏حالة وفاة. وعزت وزارة الصحة العدد المنخفض للإصابات امس الى ان اقفال معظم ‏المختبرات نهار الاحد علما ان مجموع الفحوص التي أجريت في اليوم السابق بلغ 240 ‏فحص. وحذرت الوزارة من انه يجب الانتباه الى ان الامر لم ينته بعد وواجب الجميع التزام ‏الإجراءات التي حددتها الوزارة والتي تندرج ضمن التعبئة العامة. وفي غضون ذلك خضعت ‏مدينة بشري طوعا للحجر والعزل الشاملين لليوم الثالث فيما اعلن مستشفى بشري ‏الحكومي نتائج 123 فحصا إضافيا بحيث بلغ مجموع الإصابات الإجمالي في قضاء بشري 64 ‏إصابة.

 

نداء الوطن : صندوق السلبطة"… تأميم الودائع والأصول!‎ ‎فضيحة "اللوائح المفخّخة" ترجئ الـ400 ألف… ودياب يشرح خطته "في 60 دقيقة"‎ ‎ ‎

نداء الوطن/الثلاثاء 14 نيسان 2020

تقول : تبدو السلطة وكأنها تدور حول نفسها في مقاربتها لمختلف زوايا الأزمة، لا هي قادرة على ‏الإصلاح لأنه "يٌقصقص أجنحتها" ولا هي قادرة على المجاهرة بنيّتها تدفيع الناس ثمن نهبها ‏للخزينة… وبين البينين تحاول اجتراح الخطط وتمارس سياسة "جسّ النبض" بتسريبات تبدأ ‏على شكل مسوّدات حكومية وتنتهي بالتنصل من مضامينها عند افتضاح نواياها الخبيثة. ‏وجديدها في هذا المجال ما رشح عن اتجاهها إلى إنشاء "صندوق اقتصادي" تضع فيه ‏بعضاً من أصول الدولة في محاولة لابتداع مخلوق هجين مهمته ابتلاع أموال المودعين ‏وتأميم ودائعهم مع ما تبقى من مؤسسات وقطاعات مدرارة للمال العام. ‎ ‎هذا الصندوق الذي تصفه أوساط اقتصادية بأنه أشبه بـ"صندوق سلبطة" يؤمن هروب ‏السلطة إلى الأمام في خطة الحكومة المالية، الغاية الأساس منه هي محاكاة "الخصخصة" ‏بشكل مشوّه ومشبوه لا يمتّ إلى خصخصة قطاعات الدولة ولا إلى الشراكة بين القطاعين ‏العام والخاص بأي صلة علمية، إنما هو حسبما أكدت هذه الأوساط لـ"نداء الوطن" مجرد ‏صندوق "تمّت هندسة فكرته، من جهة للسطو رسمياً ونهائياً على أموال المودعين من دون ‏الإضطرار إلى إعلان "الهيركات"، ومن جهة أخرى لقطع الطريق على مطالب صندوق النقد ‏الدولي وعلى توصياته الإصلاحية المرتقبة". وتوضح الأوساط أنّ "صندوق النقد قد يوصي ‏فعلاً بخصخصة بعض أصول الدولة لكن وفق قواعد النظام الاقتصادي الحر بما فيه من ‏تحقيق لشروط المنافسة وضخ السيولة عبر اجتذاب المستثمرين وتطوير القطاعات، في ‏حين أنّ الصندوق اللبناني المطروح ضمن خطة الحكومة غرضه "الاحتكار والتأميم" ولا ‏يستجلب أي سيولة بل يغطي دفترياً على العجز المصرفي ويقتطع من أموال المودعين ‏مقابل التعويض على الكبار منهم، وفق صيغة تستهدف السطو على أملاك الدولة التي ‏تعود ملكيتها بالأساس إلى كل المواطنين اللبنانيين دون تمييز بين مودع وغير مودع، ولا ‏تملك السلطة أي صك ملكية يتيح لها توزيع أسهم القطاع العام على بعضهم دون بعضهم ‏الآخر".

‎ ‎وإذ تشدد على أنّ "الخصخصة ضرورية في الحالة اللبنانية إذا تمت بهدف معالجة ‏الاستنزاف الحاصل في قطاعات الدولة"، تشير الأوساط في الوقت عينه إلى أنّ "الشراكة ‏مع القطاع الخاص تقوم على مبدأ المنافسة وحماية حقوق المستهلكين أما ما يُطرح راهناً ‏فهو أبعد ما يكون عن الخصخصة والشراكة وأقرب ما يكون إلى صندوق تديره مافيا الحكم ‏ويؤمن جرعة "أوكسيجين" جديدة تمدّ بعمر نظام المحاصصة وتتيح له فرض سطوته على ‏كل ما هو خاص وعام في البلد وتحويله إلى صندوق مغانم ومحاصصة جديد في قبضة ‏السلطة"… وليس بعيداً من هذه النزعة المتحكمة بالطبقة الحاكمة، انتهت عملية صندوق ‏إعالة المواطنين الأشد فقراً إلى ما يشبه "الفضيحة" ليل أمس مع إعلان إرجاء تقديم ‏مساعدة الـ400 ألف ليرة إلى الأسر الأشد فقراً التي كان مقرراً البدء بها اليوم إلى وقت ‏لاحق تحدده المؤسسة العسكرية بعد انتهائها من إعادة التدقيق باللوائح الإسمية ‏المستفيدة من هذه المساعدات المالية، وأوضحت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" أنّ هذا ‏الإرجاء فرضته معطيات تكشّفت خلال الساعات الأخيرة وأظهرت وجود أسماء منتفعة ‏ضمن هذه اللوائح دفعت بها جهات سياسية وحزبية وهي في واقع الحال غير مستحقة ‏للمساعدة، وعندما اكتشفت قيادة الجيش هذا الموضوع آثرت على نفسها عدم التورط في ‏هكذا "لوائح مفخخة" وطلبت إعادة التدقيق بكل الأسماء قبل شروعها في تنفيذ قرار ‏مجلس الوزراء. ‎ ‎وعلى وقع توالي مسلسل الفضائح، يترقب اللبنانيون ما سيحمله إليهم رئيس الحكومة ‏حسان دياب خلال إطلالته الإعلامية المرتقبة هذا الأسبوع من "مخرجات حلول" عملية ‏للأزمة البنيوية الضاربة في جذور الوضع الاقتصادي والنقدي في البلد. وبينما يخشى بعض ‏المراقبين ألّا تكون سوى مجرد إطلالة "نرجسية" تقتصر على التباهي بإنجازات مفترضة ‏للحكومة وبأدائها في مواجهة "كورونا" مقابل تقديم "وعود وردية" للناس على شاكلة تأكيد ‏العزم على النهوض الاقتصادي وإعادة هيكلة الدين العام وعدم المسّ بصغار المودعين ‏مصرفياً وعدم المسّ بصغار المكلفين ضرائبياً، تحرص دوائر السراي الحكومي من ناحيتها ‏على إحاطة الإطلالة الإعلامية الموعودة لدياب بشيء من "التشويق" والتكتم بانتظار بلورة ‏صورتها النهائية شكلاً ومضموناً، وهي إذ آثرت عدم الخوض في تفاصيلها اكتفت بالتأكيد ‏لـ"نداء الوطن" أنّ الموعد المبدئي للمقابلة هو مساء غد الأربعاء، موضحةً أنّ "3 إعلاميين ‏سيتولون إدارتها (عُرف منهم سمر بو خليل وألبير كوستانيان)، على أن تكون مدتها 60 ‏دقيقة يقدّم خلالها رئيس الحكومة أكبر قدر ممكن من الإجابات على الأسئلة والاستفسارات ‏المطروحة على الساحتين الداخلية والخارجية حيال جدول أعمال الحكومة، لا سيما ما يتعلق ‏بخطتها الإصلاحية والمالية، سواءً لجهة شرح ركائز هذه الخطة وجوهرها أو لناحية تبديد كل ‏ما أحاطها من شائعات وفبركات".

 

اللواء : خطة الإنقاذ الإقتصادي تترنح.. فمتى خطة رفع الحجر الصحي؟

اللواء الثلاثاء 14 نيسان 2020

ثمة أسئلة مفيدة، وبعضها محرج، لكنه ليس خطيراً: إجراءات التعبئة العامة، التي قررها مجلس الوزراء في 15 ‏آذار كخطوة باتت بالغة الضرورة لمواجهة انتشار وباء فايروس كورونا، ومددت تباعاً لمرات، وآخرها بدءاً من ‏يوم أمس، وحتى منتصف ليل 24 نيسان الجاري، بمعدل أسبوعين، مع قرارات اتخذها وزير الداخلية، من ضمن ‏التعبئة، وتقضي للحد من الازدحام في الشوارع باعتماد نظام السير المفرد والمزدوج طوال أيام الأسبوع، باستثناء ‏السير يوم الأحد، إذ عاد وسمح فقط لسائقي السيّارات العمومية التي تخرج للعمل، وسط شكاوى ملموسة من انعدام ‏الركاب، وحركة الانتقال.. من الاسذلة المفيدة، وغير المحرجة، وغير الخطيرة؟

1- إلام سيستمر اجراء التعبئة العامة؟

2- إلى حدّ يمكن للبنان تحمل تعطيل دورة الإنتاج، على محدوديتها، سواء في الزراعة (وهذا موسمها) أو في ‏الصناعات المحلية، التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في مواجهة الفايروس القاتل؟

3- إلام يمكن تحمل تعطيل الدورة المالية، وتغذية الخزينة بالضرائب وسداد الرسوم، مع شلل تام في عمل المصارف، ‏وترك الحرية الكاملة لمدراء وموظفي المصارف، للعمل بطريقة، كيفية، تسلطية، متذرعة بإجراءات التعبئة العامة؟

واسئلة وراء أسئلة، ودائماً حسن النية هو الأصل، في تداولها، ماذا عن المساعدات المتواضعة التي اوقف الجيش ‏اللبناني توزيعها الذي كان مقرراً على المحتاجين اليوم، وسط تلاعبات، يؤمل ان تكون محدودة، من قبل نافذين أو ‏سلطات محلية، لا شأن للقوى المكلفة التوزيع بها، وإلام يمكن ان تدوم، في بلد تنهشه الأزمات، قبل الكورونا، وبالطبع ‏بعدها.

وماذا عن الذين يفقدون أعمالهم من جرّاء الكساد، أو أولئك الذين عادوا من بلاد الاغتراب، والمهددين بخسارة اشغالهم ‏وأعمالهم؟

والأنكى، في ظل الوباء الذي صار أزمة، ان المواطن اللبناني، بصرف النظر عن منطقته، أو لونه الديني أو المذهبي ‏بات تحت ضغوطات بالغة الصعوبة، مثلثه الاضلاع:

1- نار المصارف، وانهيار الليرة وارتفاع الأسعار.. والغلاء المريع، الذي تجاوز حدوده، حتى في ظل الأزمات ‏السابقة، بما فيها الحروب والاعتداءات والغزوات الإسرائيلية.

2- نار كورونا، والحبس المنزلي، بمعنى "الحجر الصحي" الضروري والمفيد، بلا أدنى شك.

3- البطالة، والعجز المالي لدى العائلات، والموت البطيء للرواتب والأجور، التي ما يزال أصحابها يتقاضونها..

في الوضع هذا، وفي ظل أزمة كونية، ترتبت على الفايروس الكوني، الذي ضرب العالم (والكل يتابع تفاصيل ‏تداعياته على الاقتصاد والأعمال، والبطالة، والخسائر المالية بالمليارات، فضلاً عن القتلى والمصابين بالفوبيا ‏الكورونية، في الأوقات المقبلة. وفي ظل التوجهات الدولية، على الحكومة اللبنانية، ان تبدأ خطوة الألف ميل في فك ‏الحجر المنزلي، وإعادة الحياة إلى الدوران الطبيعي، ولو ببطء وبخطوات مدروسة، انطلاقاً من:

1- إعلان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أوهاتوم غيبريسوس من جنيف ان الكورونا أشدّ فتكاً من H1N1 ‎‎2009، وان وقفه يحتاج إلى لقاح، داعياً إلى رفع الحجر الصحي، في العالم ببطء..

2- إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ان قرار إعادة فتح الاقتصاد الأميركي قيد الدرس "وسأتخذ قريباً قراراً ‏بالتشاور مع حكام الولاية وآخرين".

3- إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فايروس كورونا بدأ يتباطأ في فرنسا، وسيتم تمديد الحجر المنزلي ‏حتى 11 أيّار والبالغ الصرامة مشترطاً التحلي بالحس المدني والمسؤولية واحترام القواعد المفروضة، وإذا واصل ‏انتشار الفيروس فعلياً تباطؤه، معلناً عن إعادة فتح تدريجية لدور الحضانة والمدارس في فرنسا في 11 أيّار..

وبدأت اسبانيا، باستئناف بعض انشطتها الاقتصادية مع عودة عمال البناء والمصانع إلى عملهم اثر توقف استمر ‏أسبوعين..

في الوقائع اللبنانية، مع اكتمال عمليات اجلاء اللبنانيين المغتربين من البلدان التي كانوا فيها، سواء البلدان العربية أو ‏أفريقيا أو أوروبا، تتضح مسارات احتواء أو انتشار كورونا..

وانطلاقاً، من تباطؤ الفايروس في لبنان، واذا ما حافظت العملية على تباطؤها (اصابتان فقط يوم امس)، فإنه يتعين ‏على الحكومةان تقيم موضوعياً، وفي ضوء تجارب دولية، مثل تجربة السويد وسواها، لإعادة النظر بالتعبئة العامة ‏ومندرجاتها، بعد تاريخ 24 نيسان الجاري..

وذكرت مصادر متابعة ان خطة حكومية قيد الاعداد ستقدم بعد انتهاء التعبئة.

ومع ان التباطؤ لا يجوز ان يدفع النّاس إلى الاستسهال وعدم الالتزام والتفلت خشية من مفاجآت مرضية مفاجئة، مع ‏الإشارة إلى ان الوباء الخبيث، لم يصب البلد بالصميم، والمطلوب مواصلة المقاومة المجتمعية له، على حدّ تعبير ‏وزير الصحة حمد حسن.

مجلس الوزراء

مع هذه الصورة، ذات الصلة بتداعيات الفايروس، والمشكلات الناجمة عنه، يستأنف مجلس الوزراء عند الاولى ‏والنصف من ظهر اليوم الثلاثاء في جلسته في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس حسان دياب، البحث في مستجدات ‏الوضعين المالي والنقدي، والبحث في خطة الانقاذ الاقتصادي، بالاضافة الى طلب وزير التنمية الادارية البحث في ‏مشروع إدارة النفايات الصلبة وإضافة مراكز جديدة على لائحة المراكز التي يتم تمويل تشغيلها وصيانتها من خلال ‏مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية.

وقد اثارت الخطة الاقتصادية المنسوبة الى الحكومة والتي سربت وكالة "رويترز" قبل ايام قليلة مضمونها وقالت ‏انها من اقتراح الاستشاري المالي للحكومة "لازارد"، ردود فعل رافضة خاصة لجهة ما تضمنته من اقتراح اقتطاع ‏اموال المودعين في المصارف بمبالغ فوق المائة الف دولار"الهيركات"، "بما يؤدي الى جمع ما بين 62 و63 مليار ‏دولار اميركي تشكّل نصف قيمة الودائع المقدرة بـ120 مليار دولار".

وعشية الجلسة، صدرت جملة من المواقف الرافضة، بوصفها حملات استباقية:

1 - فقد اكدت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون لـ"اللواء" انه ليس في وارد القبول بمسألة الهيركات وانه ابلغ ‏المعنيين بموقفه الرافض منذ فترة لكنه لا يدخل في الجدال القائم حول هذه المسألة او في الحملات التي تستهدف ‏الحكومة لانه لا يتخذ مواقف شعبوية ، خصوصا وان موضوع الهيركات لم تطرحه الحكومة ولم تقدم اي اقتراح في ‏شأنه. واضافت المصادر ان الهيركات ليست واردة عند الرئيس عون بالمطلق.

2 - ومن ابرز الرافضين الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني ‏الحر جبران باسيل اضافة الى تيار المستقبل والقوات اللبنانية وسواهم من قوى سياسية.

وقد اكد نواب في هذه الكتل ان مشروع اقتطاع اموال المودعين لن يمر، ودعوا الى البحث عن ابواب اخرى متوافرة ‏لتمويل عجز الخزينة والاسراع في أنجاز خطة انقاذ لا تقوم على حساب جيوب الناس.

كما اعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رفضه اقتطاع اموال المودعين وقال في بيان له لمناسبة ذكرى ‏الحرب في 13 نيسان: ما نراه على الساحة اللبنانية هو أشبه بالحروب العبثية التي حصلت سابقاً، ولكنها اليوم حرب ‏اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل من المصارف، وبأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين ان هناك أموالاً ‏منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأين التحقيقات في هذا الأمر، ولا يجوز ان يكون المواطن هو الضحية، بل ‏المطلوب حمايته والمحافظة على مدخراته، وهذا من واجبات الحكومة، وندعو الى تلافي أسباب هذا الانزلاق كي ‏نحفظ جنى المواطن الذي حققه بكسبه الحلال.

وأضاف: ان دار الفتوى لن تقبل بأي تدبير أو موقف او قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال ‏وبعرق الجبين، ودور الدولة أن تحمي الناس وتحمي مدخراتهم وحقوقهم بكل إمكاناتها وطاقاتها، لا ان تحرمهم من ‏جنى عمرهم، لان هذا سيسبب بدمار المجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى.

وقال رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد على حسابه عبر "تويتر":مسودة خطة الحكومة سربت ‏بمثابة اختبار وجس نبض. حددت حجم الخسائر ومن دون وجه حق من سيتحملها. تغاضت عن مسؤولية القوى ‏السياسية المتعاقبة على السلطة. لم تقدم محفزات وآليات لإعادة رسملة وإطلاق الاقتصاد. الأهم قاربت بخجل الواقع ‏الاجتماعي المأزوم بغياب مسار واضح لإرساء سياسة اجتماعية عادلة.

3 - ووصف الرئيس سعد الحريري الخطة بالانتحار الاقتصادي، وفي السياق استغربت مصادر نيابية محاولات ‏الحكومة للتملص من مشروع ماسمي بخطة الإنقاذ التي تحضرها لمعالجة المشكلة المالية والاقتصادية التي يواجهها ‏لبنان حاليا واتهامها للمعارضة باختلاق عملية الاقتطاع من اموال اللبنانيين في المصارف"haircut"، في حين أن ‏من ابلغ الصحافيين شمول الخطة الاقتطاع امام وسائل الاعلام عن هذه العملية هو الرئيس دياب بعد جلسة مجلس ‏الوزراء الأسبوع الماضي عندما قال بالحرف الواحد ان عملية الاقتطاع لن تشمل تسعين بالماية من هذه الأموال، وهذا ‏يعني انها ستطال العشرة بالماية الباقية وتساءلت:ماذا تعني نسبة العشرة بالماية الباقية ،وأي مبالغ ستطالها؟ولماذا ‏تتهرب الحكومة من الخطة التي سربتها الى وسائل الإعلام ام انها تحاول جس نبض الناس لمعرفة كيف تتصرف ‏حيالها. واعتبرت المصادر انه بدلا من أن يهاجم من في الحكومة المعارضة التي انتقدت موضوع الاقتطاع، على ‏هؤلاء أن يتوجهوا الى الوزراء الذين اعترضوا على الخطة والأطراف السياسيين المشاركين بالحكومة نفسها ومن ‏ضمنهم فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيار المردة. وختمت بالقول: أما إذا كانت الحكومة تحاول ان تخبىء ‏ترددها وعجزها عن اعداد الخطة بالتهجم على المعارضة وتحميلها مسؤولية الفشل فهذا لن يفيدها بشيء بل ‏سينعكس سلبا عليها بالنهاية.

حزب الله والخطة

وأعلن حزب الله على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رفض الحزب لمشروع "كابيتال كونترول" ‏الذي كان يهدف إلى منع تحويل الدولار إلى الخارج، والآن لم يعد مطروحاً، والمصارف أقدمت على اجرائه.

امّا بالنسبة إلى HairCut، فميز الشيخ قاسم في أموال المودعين بين مال خاص، لايجوز التعرّض له، ومال اتى من ‏خلال الفوائد يُمكن اقتطاع بعضه ضمن دراسات لا بد منها.

وحول أداء المصارف وحاكم مصرف لبنان، أعلن رفض الحزب عدم تقديم أي تقييم لعمل المصارف والحاكم، كي لا ‏يؤثر على النقد، مؤكداً على تحمل الحاكم والمصارف مسؤولية في طريقة الإدارة.. داعياً إلى إعادة الأموال المنهوبة، ‏ووقف الفساد، وهي تكشف النتائج والأطراف المتورطة، معتبراً ان المهم هو العمل، والوصول إلى نتيجة.. وكل ‏شيء يظهر لاحقاً.. داعياً إلى الجدية بالتعاطي مع سعر صرف الدولار من خلال تسيير دوريات، كذلك بالنسبة ‏لمواجهة الأسعار وارتفاعها..

وفي ما خصّ خطة الحكومة، أعلن الشيخ قاسم ان الحزب يرفض ان يكون تحت ضغط صندوق النقدالدولي، لكن لا ‏مشكلة بالتشاور معه، معتبراً ان الاستدانة من الخارج تحتاج إلى درس وتدقيق، امّا الطريق الداخلي، بالنسبة للخطة، ‏فهي يتعين ان تبدأ باستعادة الأموال ومكافحة الفساد.

الى ذلك، يرأس رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الثلاثاء، اجتماع هيئة مكتب المجلس لبحث امكانية عقد جلسة ‏تشريعية وجدول اعمالها ومكانها، فيما رجحت مصادر هيئة المكتب ان تكون الجلسة بعد عيد الفصح لدى الطوائف ‏الشرقية الاسبوع المقبل.

واوضحت المصادر ان هناك مشاريع واقتراحات قوانين جاهزة ومؤجلة من الجلسة التشريعية التي تم الغاؤها، ابرزها ‏قوانين الاصلاح ومكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب، والسلطة القضائية المستقلة، فيما اعيد مشروع قانون العفو ‏الى اللجان النيابية، وهناك مشاريع واقتراحات لا زالت قيد الدرس في اللجان النيابية.

وقالت المصادر ل "اللواء": ان هيئة المكتب ستبحث في رد الرئيس ميشال عون الى مجلس النواب في 25 تموز من ‏العام الماضي، القانون الذي كان قد اقره المجلس النيابي في 27 حزيران، والرامي إلى "مكافحة الفساد في القطاع العام ‏وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد"، وذلك لإعادة النظر فيه بعدما اورد العديد من الملاحظات عليه.وسيتقرر خلال ‏الاجتماع التوجه لاتخاذ القرار او التوجه المناسب، إذ انه - حسب الدستور- اذا اصر المجلس على القانون كما هو ‏يصبح نافذاً وإلاّ يعقد جلسة تدرس ملاحظات الرئيس وتثجري التعديلات اللازمة بناء لهذه الملاحظات، علماً أن ‏الرئيس عون لم يرفض القانون بالمطلق.

يُشار الى ان امام مجلس النواب عدداً من اقتراحات ومشاريع القوانين المنجزة ابرزها: -اقتراح قانون باسترداد الدولة ‏للاموال المنهوبة.

-اقتراح قانون لرفع السرية المصرفية عن الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الفئة الاولى الحاليين والسابقين.

-اقتراح قانون لانشاء محكمة خاصة بالجرائم المتعلقة بالمال العام.

-اقتراح قانون برفع الحصانات عن الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى بالشأن العام".

هذا اضافة الى عدد من المشاريع والاقتراحات التي لا زالت تدرسها اللجان النيابية ومنها اقتراح قانون العفو الذي ‏جرى رده الى اللجان بعد صدور ردود فعل وملاحظات عليه.

على صعيد إعادة المغتربين، استؤنفت امس الإثنين الرحلات الجوية التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل ‏ايست) التي سيرت ? رحلات من كل من جده ،باريس ، ليبرفيل في الغابون ولندن ?ناقلة على متنها نحو ??? راكباً ‏معظمهم من العائلات والطلاب اللبنانيين من تلك البلدان بعد تفاقم اخطار وباء كورونا وانتشاره مما حتم اتخاذ ‏الإجراءات والتدابير الصحية اللازمة تفادياً لوقوع اصابات في صفوف اللبنانين في الخارج لا سيما في ضوء الضائقة ‏المالية والإقتصادية التي بات يعاني منها الجميع وفي ظل عدم توفر السيولة والتحويلات من المصارف في لبنان الى ‏الخارج .

من هنا استنفرت كل الطاقات والإمكانات وتكثفت الإتصالات على اعلى المستويات وعبر وزارة الخارجية والمغتربين ‏والبعثات الدبلوماسية والقنصليات العامة في الدول التي يتواجد فيها مغتربون لبنانيون لوضع آلية لعودتهم الى لبنان ‏بطريقة آمنة ومنظمة عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وعلى متن طائرات الميدل ايست بمواكبة لوجستية ‏من قبل طواقم طبية وبإشراف من قبل وزارة الصحة العامة وذلك للحد من اي اصابات قد يتم نقلها من خارج لبنان الى ‏الداخل وهذا ما يتم من خلال الفحوصات الطبية خاصة PCR ان خارج لبنان او لدى وصول العائدين الى المطار قبل ‏انتقالهم الى الحجر المنزلي ? او من يحتاج منهم لنقله الى المستشفيات الحكومية وغيرها خاصة مستشفى رفيق ‏الحريري الجامعي في بيروت.

وعلى مدى الساعات الماضية شهد المطار استنفاراً كما هو الحال مع وصول الرحلات الجوية التي تقل على متنها ‏المغتربين والطلاب من الخارج واتخذت كل الإجراءات الإحترازية اللازمة لهذه الغاية منذ لحظة وصول كل طائرة ‏ونزول الركاب منها وتوزيعهم على القاعات واجراء الفحوصات الطبية المطلوبة وتعبئة الإستمارات الخاصة العائدة ‏لكل منهم وحتى صعودهم الى الباصات المخصصة لنقلهم من المطار الى الفنادق لتطبيق معايير الحجر الصحي فيها ‏بإنتظار نتائج فحوص PCR، على ان تتخذ الحكومة اللبنانية اليوم الثلاثاء برئاسة الرئيس حسان دياب القرار المناسب ‏للمرحلة القادمة في ضوء عملية التقييم التي ستتم من قبل المسؤولين والمعنيين بالشأن الصحي لا سيما وزارة الصحة ‏العامة تمهيداً للسماح لإستئناف الرحلات الجوية ونقل المغتربين والطلاب من الخارج او التريث لأيام معدودة تتابع ‏بعدها عملية الإجلاء وفق خطة جديدة تعتمد على كل المعايير الصحية اللازمة تتلاءم مع توجيهات منظمة الصحة ‏العالمية في هذا السياق.

التقرير اليومي

وفي بيان مقتضب، يحمل دلائل طبية، أعلنت وزارة الصحة تسجيل إصابتين جديدتين بكورونا، ليرتفع عدد الحالات ‏المثبتة الى 632‏.

وأعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، في تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا Covid- 19، ‏أن مجموع الحالات التي ثبتت مخبريا إصابتها بالفيروس والموجودة حاليا في منطقة العزل الصحي في المستشفى، ‏وصل إلى 28 إصابة، وأنه "ما زال مجموع الحالات التي شفيت تماما من الفيروس منذ البداية حتى تاريخه 80 حالة ‏شفاء".

كما أعلن أنه "بناء لتوجيهات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة، تم إخراج حالة واحدة مصابة بفيروس ‏كورونا من المستشفى إلى الحجر المنزلي، وذلك بعد تأكيد الطبيب المعالج على شفاء المريض سريريا، وإبلاغه بكل ‏التدابير والإرشادات المتعلقة بالحجر المنزلي، لجهة التعامل مع الآخرين والنظافة الشخصية وكيفية تناول الطعام ‏وكيفية التخلص من القمامة ومراقبة الحرارة يوميا".

وعكس التقرير اليومي لفيروس كورونا الاثنين 13 نيسان، هذه الوجهة، إذ لا وفيات جديدة (العدد السابق 20) ‏والاصابات اثنتان فقط (العدد 632) والشفاء (3 حالات) والاجمالي (80 حالة).

 

رياض سلامة اليتيم... والطب النفسي

الكلمة اونلاين/14 نيسان/2020

يميل معظم البشر للتفرج على الضحية، ويجدون سقوطها ممتعا لهم ويتلذّذون في ذلك، فكيف اذا كان هنالك مسؤولون لبنانيون من "شاربي الدم" زمن الحروب التي شهدها لبنان. وقديما، كان الجمهور يحزن عندما تتمكن "الضحية المؤكدة" من النجاح في قتل الحيوان المفترس الذي تواجهه داخل الحلبة.

حتى زمن داعش وجرائمه المستمرة، كما القوى الفاسدة والمجرمة في لبنان، كانت شريحة من البشر الرافضة لهذا التنظيم الإجرامي، تتمعن في التفرج على عمليات الذبح والتفنن في القتل الذي يمارسه هؤلاء، وتوزع على بعضها أفلاما تحمل مشاهد الإجرام عن عفوية، لانها تحمل واقعا نفسيا لدى بعضهم، يقول عنه البروفسور سامي ريشا، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو، في رده على سؤال حول هذا الواقع النفسي:

١- ان الطبيعة الإنسانية لدى معظم البشر تميل نحو هذا الواقع، حيث انها تحب على سبيل المثال، ان تشاهد أفلام رعب وما يتخلل ذلك من صدمات وقطع للجثث وما شابه من تعذيب وقهر.

٢- ان هذه الشريحة من البشر تفرح بأن للآخرين صدمات وازمات اكثر منهم، بحيث يرتفع لديها منسوب "الادرينالين" في هذه اللحظة التي يبحثون عنها حيث يرتاحون نفسيا.

المنطق السياسي

وبعيدا عن ذلك، تتفهم معظم القوى السياسية اللبنانية المرتكبة اجراما وفسادا هذا الواقع، وهي تعتمده مع الشعب اللبناني الذي اتهمها بسرقة البلد وإفلاسه وطالب بمحاسبتها، حيث لم تكن تتوقع هذه الصحوة او الانتفاضة، فتسعى لتصويب النقمة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لهذه الأسباب:

١- تريد هذه القوى ان توجه الأنظار نحو سلامة على انه المسؤول عما وصلت اليه البلاد، وهو الذي كان يزود الدولة بالأموال من مصرفها، لتدفع رواتب السياسيين، المدنيين، العسكريين وكذلك الوزارات وعبر رأسها حقيبة الطاقة التي كبدت البلاد نحو ٤٠ مليار دولار، وفي ذلك تبرئ ذاتها امام الشعب.

٢- تريد هذه القوى ان تقول للمواطنين انه لا يمكن محاسبتها، بحيث انها تدفعهم لليأس من احتمال تطبيق القانون على زعماء ورؤساء احزاب فاسدين، فيستسلم الشعب لهذه الطبقة ولا يحلم بمستقبل أفضل.

٣- ان تحويل رياض سلامة المتهم الى مرتكب، من شأنه ان يروي ربما عطش الشريحة الناقمة التي قد تتلذذ في محاسبة هذه الضحية المبتكرة، وتظهر القوى هذه على انها انصاعت لمطالب الشعب، حيث تكون "نفدت بريشها" وبقيت مليارات ثرواتها محمية، ومن غير الممكن إعادتها الى الخزينة.

الترهيب الإعلامي

وأيضا وأيضا، من غير المسموح لرياض سلامة ان يبدي رأيه، حيث يعمد إبراهيم الأمين وعدد من القوى اليسارية والممانعة الى ممارسة الترهيب الإعلامي عبر جريدته لكل من يستضيف سلامة، اذ بعد ان كان يهدد معارضي سياسات الممانعة بتحسس رقابهم في السابق، بات حاليا يشن الحملات على الإعلاميين الذين يمارسون دورهم، شاملا في ذلك مؤسسات إعلامية وإعلاميين، من الممكن القول انهم في فلك الممانعة وخارجها، رغم ان حقد الأمين على سلامة لا يعود لأسباب عقائدية ولا ايديولوجية، حيث شن سابقا حملات على مصارف وتصالح معها بعد "تنقية الأفكار الخلافية"، حيث كان يصله حقه اذا ما تفهم أفكاره مالك المصرف، على غرار الحملة التي يشنها حاليا على رئيس جمعية المصارف سليم صفير، لخلفيات عقائدية محض. لكن أيضا، الأمين وحلفائه، يجيدون اختيار الهدف ولا سيما اذا كان مسيحيا على ما تدل مسيرته، ولحسن حظ الأمين ان رياض سلامة مسيحي، يتيم في طائفته، التي تمارس معظم قواها، بتنوع مذاهبها، الذمية امام الممانعة.

 

خسائر مصرف لبنان ليست بخسائر.. بيانٌ يوضّح!

وكالات/14 نيسان/2020

أوضح مصرف لبنان أنه "يعتمد على غرار البنك المركزي الأوروبي والعديد من المصارف المركزية الأخرى، معايير محاسبية جديدة منذ سنة 2007".

ولفت في بيان الى أن "المعايير الدولية للتقارير المالية IFRS قد اعدت أصلا من أجل الكيانات التجارية، لذا لا يمكن تطبيقها مباشرة على المصارف المركزية (سرمون، 2005). وهذا كان السبب الرئيسي وراء إنشاء معايير محاسبية منفصلة محددة في المبادئ التوجيهية الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي حول الإطار القانوني للمحاسبة والتقارير المالية ضمن الجهاز الأوروبي للبنوك المركزية". وأشار مصرف لبنان، الى أنه "مثله مثل العديد من المصارف المركزية، اعتمد بشكل جزئي المعايير المتعلقة بعرض التقارير والإفصاح عنها، إذ إن تطبيقها الكامل يتعارض مع الإفصاح عن الأنشطة المؤثرة في السوق. من هنا، اختار مصرف لبنان، كما العديد من المصارف المركزية الأخرى، استبعاد بعض المعايير والمعالجات المحاسبية في سياق تطبيقه الجزئي لمعايير الـIFRS. وليس مصرف لبنان ملزما بتطبيق المعايير المحاسبية الدولية تحديدا، فهو معترف به قانونا وبموجب القرار رقم 9172 تاريخ 24 تشرين الأول 2005 كـ"شخص معنوي من القطاع العام يتمتع بالاستقلالية"، تقضي مهمته بالمحافظة على سلامة النقد ويقوم بدور المقرض الأخير". وأضاف المصرف في بيانه، "قد تستمر الخسائر لعدة سنوات. ومن السبل المتاحة لتغطيتها استخدام الاحتياطيات المتراكمة، وفي حال استنفاد تلك الاحتياطيات، معاوضة offset الخسائر المدورة بالأرباح المستقبلية، وذلك إلى حين تصفية تلك الخسائر. ووفقا لدراسة أعدها البنك المركزي الأوروبي حول قواعد توزيع الأرباح وتغطية الخسائر لدى المصارف المركزية، تم تحديد المعالجتين أدناه ضمن عيّنة شملت 131 مصرفا:

- الخسائر المدورة، أي الخسائر (المتبقية) المسجلة في سنة معينة، والتي لا يمكن تغطيتها بواسطة احيتاطيات خاصة أو عامة specific or general buffers، تُدور إلى السنة (السنوات) اللاحقة مع احتمال معاوضتها بكل أو بجزء من الأرباح السنوية المستقبلية، ما قد يتسبب بأموال خاصة سلبية بانتظار استكمال العملية ( 28 مصرفا).

- المطلوبات مقابل الأرباح المستقبلية، وهذا مماثل لمعالجة الخسائر المدوّرة، مع اختلاف في طريقة العرض ضمن الميزانية بحيث تسجّل الخسائر كمطلوبات على الدولة، فلا يتمّ بالتالي تسجيل أي أموال خاصة سلبية (9 مصارف).

وأكمل بيان المصرف، "إن البنك الفدرالي الأميركي والبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي والمصارف المركزية الوطنية في أوروبا، واجهت جميعها سلسلةً من الأزمات المالية، ولو كانت مختلفة المنشأ. وقد لجأت هذه المصارف المركزية أيضا إلى تدابير غير تقليدية هي أوسع وأخطر ماليا من أي تدابير اتخذتها سابقا". وقال أنه "إبان الأزمة المالية، قام معظم المصارف المركزية في كافة أنحاء العالم بعمليات غير معيارية وبحجم غير مسبوق. نتيجة لذلك، توسعت ميزانية العديد من المصارف المركزية بشكل ملحوظ، فتغيّرت سمات وخصائص مخاطرها للغاية. كما أدّت هذه الأحداث إلى وضع المعلومات المالية التي تنشرها المصارف المركزية في متناول الجمهور وإثارة التساؤلات حول سلامتها المالية". وتابع البيان، "في لبنان، أدت الظروف السياسية المتقلبة المصحوبة بتوتر إقليمي وبأعباء الأزمة السورية، إلى إضعاف وإنهاك الإقتصاد اللبناني لسنواتٍ عديدة. غير أن لبنان لا يزال يتميز بقدرته الفريدة على الصمود والإستمرار في ظلّ ضغوطات اجتماعية وسياسية واقتصادية تتّسم بصعوبة استثنائية". وأكد مصرف لبنان أنه "طوال السنة، يتم تدوير كلفة الفائدة على الأدوات المالية وتسجيلها كأصول في حسابات مؤقتة؛ على أن تتم معاوضة جزء منها في نهاية السنة وإطفاء ما تبقى بأرباح مستقبلية متأتية من عدة مصادر دخل يعترف بها مصرف لبنان كالقيمة الإبرائية لسك وطباعة العملة وعمليات السوق المفتوحة والأصول غير المادية".

وأشار المصرف الى انه "من الأمثلة على الحالات التي تم فيها تسجيل الخسائر كأصول أو مطلوبات سلبية وليس كتخفيضات في الأموال الخاصة، نذكر دولة كوستا ريكا في مستهل ثمانينيات القرن الماضي والبيرو في الثمانينيات أيضا، وتايلاند إثر أزمة 1997، والمجر في التسعينيات. في كلّ من هذه الحالات، لم يكن الدخل المستقبلي مؤمنا. وغالبا ما تحوّلت هذه الأصول الخاصة إلى مكوّنات أساسية في الميزانية (أكثر من 50% في كوستا ريكا و25% في البيرو؛ أما في المجر، فالمطلوبات الإسمية على الدولة تجاوزت رأس المال بـ20 ضعفا)". كما لفت الى أن "هذه المعالجات قد أثّرت على مسار تحليل الأوضاع الاقتصادية وأسهمت مباشرة في تأزّم مالية المصارف المركزية، إذ إنها سمحت باستمرار التوزيعات للدولة بالرغم من ضعف مالي كبير متفاقم". وأردف البيان، "لقد أوضح البنك الفدرالي الأميركي مؤخرا بأن الخسائر التي تؤدي إلى نقص في الاحتياطيات (الفائض) نسبة إلى مستواها المطلوب، ستسجَّل كأصول تمثل قيمة تدني التحاويل المستقبلية إلى الخزينة واللازمة لإعادة تكوين الإحتياطيات. وبفضل هذه الممارسة التي تجيزها المبادئ المحاسبية المتعارف عليها عموما GAAP ( افتراضا أن الأرباح المستقبلية تكفي بشكل مؤكد لتحقيق القيمة المطلوبة لهذه الأصول )، فإن الأموال الخاصة لن تتراجع في وجه أي صدمة سلبية مؤقتة في الأرباح. لقد سبق لمصارف مركزية أخرى أن استخدمت هذه المعالجة، كالبنك المركزي الألماني في سبعينيات القرن الماضي".وختم مصرف لبنان، مؤكدًا أنه "لا يعتبر أن هذه المبالغ هي خسائر. فهي مبالغ مدورة ومطفأة بمداخيل مستقبلية. إن مصرف لبنان مؤتمن على الحفاظ على العملة الوطنية بهدف تأمين أساس نمو اجتماعي واقتصادي دائم (المادة 70 من قانون النقد والتسليف)".

 

تعليقا على تطورات اليوم في العديسة ... تيننتي: أي خرق للخط الازرق لم يحصل

وكالات/14 نيسان/2020

أكد الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي، في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" أن "أي خرق للخط الازرق لم يحصل". وأتى تصريح تيننتي تعليقا على التطورات التي حصلت اليوم، في منطقة العديسة. واضاف ان "القوات المسلحة اللبنانية والجيش الاسرائيلي كانا متواجدين هناك (في المنطقة المتحفظ عليها)، ولكن الجيش الاسرائيلي كان جنوب الخط الازرق"، لافتا الى ان "اليونيفيل تدخلت فورا لمنع اي سوء فهم وللجم التوتر في المنطقة، والوضع الان هادئ".

 

لبنان: مهدئات الأعصاب «ضرورة» بعد التعافي من الفيروس

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

«قد أكون شفيت من إصابتي بفيروس كورونا، لكنني أصبحت مريضاً بالأعصاب، وأتناول أدوية المهدئات نتيجة ما أتعرض له أنا وعائلتي من المجتمع»، بهذه الجملة يختصر رجل لبناني أصيب بمرض كورونا وتم التناقل باسمه في وسائل الإعلام، وضعه الحالي مجرد محاولة الاستفسار أو سؤاله عن إصابته بالفيروس. يرفض إعطاء المزيد من التفاصيل، رغم أنه لم يكن يعاني من الأعراض، ولم يبق فترة طويلة في المستشفى قبل أن يتماثل للشفاء ويعود إلى منزله. وضع هذا الرجل يتشابه مع حالة الكثير من مصابي فيروس كورونا المستجد الذين يتعرضون للتنمّر في لبنان. وهو ما يفسّر رفض معظمهم الحديث عن تجربتهم، باستثناء عدد قليل منهم استطاعوا تجاوز هذه المرحلة كما وأنهم على العكس، يبدون تجاوباً كاملاً في هذا الإطار، معتبرين أن كلامهم قد يشكّل نوعاً من التوعية والراحة النفسية لكل مريض أو من يخاف الإصابة بالفيروس. ويشكل غصوب فرنجية، (50 عاماً) من زغرتا، شمال لبنان، مثالاً على هذا النموذج، من دون أن ينفي أنه تعرض لمضايقات من المجتمع عند الإعلان عن إصابته وعائلته بالفيروس، لكنه استطاع تجاوزها، بل لم يكترث لها، بحسب ما يقول لـ«الشرق الأوسط». ويعتبر أن المشكلة تكمن في من ينظر إليه نظرة خاطئة وليس في مرضه الذي شفي منه، ويشدد في الوقت عينه أن تعاطي المريض نفسه مع وضعه ينعكس أيضاً على كيفية تعامل المجتمع معه. ويوضح «في البداية لاحظنا أن هناك حذراً في التعامل معنا، أنا وعائلتي، وبدأ تناقل الأخبار الصحيحة وغير الصحيحة المتعلقة بصحتنا، علماً بأنني تلقيت العلاج في المستشفى، لكن أفراد عائلتي الذين تبين أنهم يحملون الفيروس من دون أعراض أمضوا أسبوعين في الحجر المنزلي مع متابعة ومراقبة صحية». ويضيف «لكن ومن خلال مقاربتي أنا لهذا المرض وبعد الصور والفيديو التي كنت أحرص على نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لأؤكد للجميع أنني بصحة جيدة ووضع نفسي جيّد، لاحظت أن هذا الأمر انعكس إيجاباً على تعامل المجتمع معي بحيث بدأ الناس يتصلون بي للاطمئنان عني ويتواصلون معي بشكل طبيعي، باستثناء البعض الذين لم يبدلوا سلوكهم وانطباعهم الأول، وهؤلاء أعتبر أن المشكلة تكمن فيهم وليس بمن أصيب بالمرض وشفي». وبين هذا وذاك، يشرح الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع، عبدو قاعي، سلوك التنمّر وأسبابه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا السلوك الذي يمارسه المجتمع على مريض «كورونا» يعود إلى الخوف في الطبيعة الإنسانية، خاصة أنه من المعروف أن هذا الفيروس ينتقل بالعدوى. لكنه في المقابل، يحمّل قاعي الإعلام ليس فقط في لبنان إنما في مختلف أنحاء العالم المسؤولية نتيجة مقاربته لهذا الموضوع.

 

رئيس «المصارف» اللبنانية: لا مفر من طلب دعم صندوق النقد

صفير أوضح لـ «الشرق الأوسط» أن المالية العامة أولى بإعادة الهيكلة و«الثقة مفتاح الإنقاذ»

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

أكد رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير، أن إعادة بناء الثقة تشكل المعبر الإلزامي لإنقاذ لبنان، وينبغي أن تكون العنوان الأبرز لأي خطة معالجة شاملة تكفل انتشال الاقتصاد من أزمته العاتية، ومعالجة الفجوات المالية والنقدية التي تنذر بتداعيات أكثر إيلاما اجتماعيا ومعيشيا... وهذه مهمة ذات أولوية على رجال الدولة اعتمادها، بدلا من حصر التوجهات بإعادة الهيكلة لمؤسسات استراتيجية كالبنك المركزي والقطاع المصرفي. وقال صفير لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام أن نواة الأزمة تكمن في المالية العامة، فإنه ينبغي توجيه الاهتمام وصوغ الاقتراحات الملائمة لمعالجة أصل المشكلة، ومن ثم التعامل مع ما أنتجته من فجوات وتداعيات على الاقتصاد وقطاعاته المنتجة. فعندما يتم الإصلاح الهيكلي للمالية العامة ويستقيم حساب الموازنة بين المداخيل والإنفاق، يمكن السعي إلى تحقيق فائض أولي يغطي أقساط المستحقات المتوجبة على الدولة، وتنتفي تدريجيا عوامل التهيب من إدارة الدين العام، وتتمكن الدولة من تسديد موجباتها تدريجيا لدائنيها، ويعود التوازن تلقائيا إلى ميزانيات البنك المركزي والجهاز المصرفي». ونبه إلى ضرورة حسم الخيارات الحكومية بشأن أولوية ضخ سيولة جديدة من العملات الأجنبية عبر مصادر خارجية، وعدم الاعتماد على احتياطيات البنك المركزي فقط لسد الاحتياجات التمويلية الملحة. فـ«شراء الوقت» المتاح حاليا من خلال استعمال مخزون العملات الأجنبية في تغطية مستوردات السلع الأساسية كالمحروقات والقمح والدواء، سيصبح تباعا أكثر صعوبة مع استنزاف هذا الاحتياطي، الذي يمكن استثماره بفاعلية وقيمة مضافة أعلى في حال العمل على فتح قنوات الدعم المالي الخارجي وتعزيز رصيد «الثقة» المحلية والدولية. ويقر صفير بأنه لا مفر من اللجوء إلى صندوق النقد الدولي الذي يتيح لأي بلد تعظيم حصته الاقتراضية في الظروف الاستثنائية، على أن يتم في مرحلة لاحقة إعادة إنعاش وتسريع التزامات مؤتمر «سيدر» البالغة نحو 11.6 مليار دولار على هيئة قروض ميسرة لصالح القطاعين العام والخاص ولمشاريع البنى التحتية. وهذا المسار هو الأفضل والممكن في ظل تعذر طرق أبواب الدعم الإقليمي والدولي التقليدية التي اعتادها لبنان في أزماته السابقة بسبب عراقيل محلية وخارجية. وقد ازدادت الأمور صعوبة بفعل الوقائع التي أفرزها «فيروس كورونا» على الملاءة المالية للدول والأسواق العالمية، حيث يتم توجيه جزء كبير من الاحتياطيات لحماية الاقتصادات والأسواق في أغلب دول العالم.

وإذ تقدر الفجوة التمويلية ما بين 20 إلى 25 مليار دولار، فإن تأمين نصف هذا المبلغ أو أكثر عبر برنامج خاص مع الصندوق، سيمنح لبنان فرصة كبيرة لإعادة تصويب مجمل الأوضاع المالية والنقدية، فإن أي دعم مالي خارجي -كما يعتقد صفير- سيشترط أن تقوم الدولة بتنفيذ خطة إصلاحية شاملة إداريا وماليا، والخروج نهائيا من مشكلة الكهرباء التي تكبد البلاد نحو ملياري دولار سنويا. ويوضح أن «قرار الإصلاح منوط بالسلطات، وهي تكرر قناعاتها بأولويته، كما التزمته الحكومة في بيانها الوزاري. ومع الأخذ بالاعتبار المعطيات المستجدة بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما رفعته من مطالب مشروعة، فإنه من السهل اعتماد برنامج متكامل من خلال جمع وتنسيق برامج الإصلاحات المتعددة، وبينها اقتراحات مقدمة سابقا من الصندوق وبرنامج يحظى بموافقته سبق أن قدمته الحكومة السابقة إلى مؤتمر المانحين في باريس. إضافة إلى الدراسة المستفيضة التي أعدتها الشركة الاستشارية «ماكينزي» والتقارير الدورية الخاصة بلبنان التي يصدرها البنك الدولي».

رسالة الاستشاري المصرفي

في سياق متصل، عبرت جمعية المصارف، عبر رسالة وجهها الاستشاري الأميركي «هوليكان لوكي» ردا على مسودة الخطة التي أسهمت شركة «لازارد» بإعدادها بصفتها المستشار الأجنبي للحكومة، عن خيبة أمل كبيرة حيال المقاربة الحكومية لعملية الإصلاح، وخصوصا لجهة التوجه إلى اعتماد استراتيجية قوامها تحميل القطاع المصرفي مسؤولية الأزمة المالية، وبالتالي فرض العبء المالي لحل المشكلة المالية على المودعين اللبنانيين. فيما كان «من واجب الحكومة أن تجهز تحليلا متكاملا ومستقلا للوضع النقدي الحالي، وأن تعلن هذا التحليل ليكون جزءاً من جهد بناء وحسن النية للتعاون مع الأطراف الرئيسيين المعنيين من أجل صوغ خطة متكاملة وعادلة تعالج جذور المشكلة». ولفتت إلى أنه بعكس عمليات إعادة الهيكلة للديون السيادية في بلدان أخرى، يمثل الدين الخارجي في لبنان نسبة صغيرة نسبياً من إجمالي المستحقات على الحكومة ولا تحل من خلال مقاربات تقليدية مثل اقتطاع جزء من الديون. ولذا ينبغي نشر كل المعلومات الضرورية المتوافرة لبناء تشخيص كاف وشامل للمشكلة، وبالتالي إطلاق نقاش تعاوني وشفاف بين الأطراف الرئيسيين المعنيين للتوافق على الممارسات والمقاربات المثلى والتوصل إلى الحلول البناءة والمنصفة.

واعتبر الاستشاري الدولي أن «قطاعاً مصرفياً متعافياً يمثل عنصراً أساسياً في أي خطة إنعاش اقتصادي، لأنه كان ويبقى دائماً المصدر الوحيد لتمويل الاقتصاد الحقيقي. وحالياً، تبلغ مطلوبات المصارف من القطاع الخاص اللبناني ما مجموعه 46 مليار دولار (تعادل مائة في المائة من إجمالي الناتج المحلي). وتمثل المصارف اللبنانية الطرف الرئيسي الذي يحمل سندات «يوروبوندز»، وهو شأن يتعين على الحكومة - وعلى لبنان ككل - أن يستفيدا منه لصوغ خطة إصلاحية تتمتع بالمصداقية، وتستطيع حل مشكلة الدين مع الحفاظ على سلامة القطاع المصرفي، وخصوصاً الحفاظ على أموال المودعين».

ونبه إلى أن «الحل المقترح والمتمثل في تحميل المودعين اللبنانيين القسط الأكبر من الأعباء المالية اللازمة لإعادة الهيكلة، يتناقض مع حقيقة أن هؤلاء المودعين هم من كان يمول الحكومة من خلال المصارف (بشكل مباشر، أو غير مباشر عبر مصرف لبنان). وبدلاً من أن تستثمر الحكومة هذه الأموال في مبادرات منتجة وموجهة تنموياً، وظفتها لتمويل حسابات جارية غير منتجة، فأكثر من 50 في المائة من العوائد الحكومية مرصودة لخدمة الدين العام ولتمويل شركة كهرباء لبنان التي لا يتسم عملها بالكفاءة... وقبل الطلب من اللبنانيين المساهمة في حل المشكلة، ينبغي التدقيق في التمويل والإنفاق الحكوميين، ونشر الخلاصات بشفافية». وخلص الاستشاري الدولي «في اعتقادنا، لا مفر من الحصول على تمويل خارجي من صندوق النقد الدولي (و/أو من مصادر أخرى متوافرة) لإيجاد حل فعلي للمشكلة. إلا أن هذا التمويل لا يمكن أن يتم إلا بعد إصدار البيانات المطلوبة، وتحليلها ونشرها. وبناء على المحادثات الجارية حتى اللحظة، فإن هذه الخطوة لم تتم بعد. إضافة إلى ذلك، لن تحصل الحكومة على أي تمويل إن لم تبدأ بتنفيذ إصلاحات أساسية، وإن لم تقدم خطة مستدامة ومتكاملة لتمويل القطاعين العام والخاص، تؤكد أن الدائنين سيستعيدون أموالهم».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

منظمة الصحة: لم نشهد ذروة «كورونا» بعد... ولا لقاح قبل 12 شهراً

جنيف/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020»

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء)، إن عدد الإصابات الجديدة بمرض «كوفيد19» يتراجع في بعض مناطق أوروبا، وبينها إيطاليا وإسبانيا، لكن الأعداد لا تزال في ازدياد في بريطانيا وتركيا، مشيرة إلى أنها لا تتوقع لقاحاً للفيروس قبل 12 شهراً. وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فقد قالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، خلال إفادة صحافية في جنيف: «فيما يتعلق بالتفشي العالمي في المجمل، فإن 90 في المائة من الحالات تأتي من أوروبا والولايات المتحدة. ومن ثم فإننا قطعاً لم نشهد الذروة بعد». وأضافت، في إشارة لأحدث البيانات، أنه فيما يتعلق بالصين، فإن «الخطر الأكبر هو الحالات الواردة من الخارج». وأردفت قائلة: «لا ينبغي أن نتوقع لقاحاً قبل 12 شهراً أو أكثر». وكانت المنظمة قد أعلنت أمس (الاثنين) أنه من الضروري التوصل إلى لقاح «آمن وفعال» من أجل وقف انتشار «كورونا» بشكل كامل. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من جنيف، إن «عهد العولمة يعني أن مخاطر معاودة ظهور وانتشار (كوفيد19) ستستمر. وفي نهاية المطاف، سيكون من الضروري التوصل إلى لقاح دائم وفعال، وتوزيعه، لوقف انتشار العدوى بشكل كامل». وتم تسجيل إصابة 1.88 مليون شخص بفيروس «كورونا» المستجدّ في جميع أنحاء العالم؛ بينما بلغ عدد الوفيات 119 ألفاً و168.

 

أوروبا تبدأ تخفيف «قيود كورونا»/الوباء يتراجع في إيطاليا وإسبانيا... وفرنسا وبريطانيا في «عين العاصفة»

مدريد: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

بعد مائة يوم على ظهور «كوفيد - 19» في مقاطعة ووهان الصينية، ووقوع 114 ألف ضحيّة في العالم، ورغم الارتفاع السريع في عدد الإصابات، خلال الأسبوعين الأخيرين، في الولايات المتحدة، ما زالت أوروبا تستقطب أكثر من 65 في المائة من عدد الوفيات العالمية، فيما يواصل الوباء انتشاره في جميع البلدان الأوروبية، بعد أن بدأ يتراجع في بؤرتيه الرئيسيتين إيطاليا وإسبانيا اللتين تحوّلتا مرة أخرى إلى مختبر لتجارب الاحتواء والمكافحة والنهوض من هذه الكارثة، التي لم يشهد لها العالم مثيلاً في الأزمنة الحديثة. وحبست إسبانيا أنفاسها منذ صباح أمس (الاثنين) بعدما بدأت أول تجربة في أوروبا لتخفيف تدابير العزل التام ضمن خطة احتواء «كوفيد 19»، وسمحت باستئناف بعض الأنشطة الإنتاجية التي كانت توقّفت كلياً نهاية الشهر الماضي مع بداية مرحلة الحظر الشامل التي فرضت حالاً من السبات العام في العجلة الاقتصادية. وتتزامن بداية هذه التجربة مع تراجع نسبة الإصابات الجديدة والوفيّات إلى أدنى مستوى منذ بداية الأزمة، وسط تحذيرات ومخاوف من عودة نسبة انتشار الوباء إلى الارتفاع ومواجهة موجة ثانية أعتى من الأولى التي أوقعت حتى الآن أكثر من 17 ألف ضحيّة.

وتفيد مصادر بأن القرار لا يحظى بالإجماع داخل الحكومة التي تدرك خطورة المجازفات التي أقدمت عليها في هذه الخطوة، فيما تتضارب الآراء حول ضرورتها في هذا التوقيت وما تنطوي عليه من تسرّع أو تهوّر، خصوصاً وأن إسبانيا ما زالت تحتلّ المرتبة الأولى في العالم من حيث نسبة الوفيّات من العدد الإجمالي للسكّان، وتعاني منظومتها الصحّية من ضغط هائل اضطرها منذ شهر إلى تهميش كل الحالات المرضية غير المتصلّة بـ«كوفيد - 19». ويدافع رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز، عن قراره بالقول إن إطالة الشلل الاقتصادي ستكون لها تداعيات أخطر من الفيروس على صحة مئات الآلاف من الذين يفقدون فرصة عملهم وموارد رزقهم بين ليلة وضحاها، ويشدّد على ضرورة الامتثال لتدابير الوقاية، ويراهن على روح المسؤولية والسلوك الفردي للمواطنين. ويؤكد سانتشيز أن القرار لا يعني إطلاقاً إنهاء مرحلة الحظر الذي فرضته الحكومة نهاية الشهر الماضي، بل عودة إلى تدابير العزل التي كانت سارية قبل ذلك بأسبوعين مع إعلان حالة الطوارئ. ويقول عضو اللجنة العلمية المشرفة على متابعة الوباء البروفسور طوني تريّا الأخصائي في علم الأوبئة، «منذ ثلاثة أشهر والأوساط العلمية تتحرّك على بساط من التقديرات والتخمينات، وتستخلص نتائج غير نهائية حول سلوك الفيروس وطرائق انتشاره وأسبابها، لكن أحداً لا يعرف بعد إذا كان تمديد الحظر التام أسبوعاً إضافيّاً ستكون منافعه أكبر من الأضرار الاقتصادية وتبعاتها على صحة المواطنين».

وفيما يرى آخرون أن القرار متهوّر، ومن شأنه أن يدفع البلاد نحو كارثة أكبر في حال عودة الوباء إلى الانتشار بكثافة، يقول رئيس قسم الأمراض السارية في «مستشفى برشلونة الجامعي» بنيتو آلميرانتي: «إن الجدل حول هذا الموضوع سياسي أكثر منه علمي. المواطنون استوعبوا تدابير الوقاية والعزل، ويمتثلون لها بروح عالية من المسؤولية والانضباط والتضحية، والوباء خفّت كثافة سريانه مقارنة بالأيام الأولى. المهم الآن هو تحديد مصدر الإصابات اليومية الجديدة التي تزيد عن 4 آلاف: إن كانت في دور العجزة لا بد من اتبّاع وسيلة أخرى غير العزل لاحتوائها، وإذا كانت الأسر هي بؤرتها، فإن العزل هو التدبير الأسوأ في هذه الحالة، أما إذا كانت بين العمّال الذين يقومون بالخدمات الأساسية فليس من سبيل لوقفها».

أما نقابة الممرضين، التي تحفظت عن قرار الحكومة، فحذّرت من كارثة في صفوف الطواقم الصحية التي زادت الإصابات على 20 ألفاً حتى الآن في صفوفها، وطالبت بالإسراع في تأمين معدات الوقاية التي ما زالت تفتقر إليها معظم المستشفيات.

لكن أوساطاً طبّية أخرى مؤيدة لخطوة تخفيف تدابير الحظر حذرّت من أن عدد الوفيّات الناجمة عن أمراض غير «كوفيد 19» زاد عن عدد الوفّيات بسبب الفيروس، وأن المشكلات الصحّية التي ستنجم عن إطالة فترة السبات الاقتصادي يرجّح أن تكون أصعب بكثير من المشكلات الصحيّة، خصوصاً بين الأطفال والمراهقين الذين لم يبرحوا منازلهم منذ أكثر من شهر. وتقول هذه الأوساط إن العزل وحده لن يقضي على الفيروس، وإن التحدّي الأكبر الآن أمام المنظومة الصحيّة هو الاهتمام بالمرضى الذين أقصتهم الأزمة عن المستشفيات لمتابعة علاجاتهم. وتقف إيطاليا أيضاً أمام قرارها الأصعب منذ بداية الأزمة، التي بعد مائة يوم على بدايتها خلّفت أكثر من مائة ألف ضحّية، عشرها في إقليم لومبارديّا الإيطالي وحده، تلتقط أنفاسها بعد التراجع المتواصل منذ أيام في أعداد الوفيات والإصابات الجديدة، وتستعدّ لمهمة شبه مستحيلة على الجبهة الاقتصادية التي أوقعت فيها الأزمة دماراً واسعاً يتراكم فوق الركود الذي تجرّه منذ أكثر من 10 سنوات. وما يزيد من صعوبة مرحلة النهوض في المرحلة الإيطالية أنه عندما بدأ الفيروس بالانتشار في 21 فبراير (شباط) الماضي، كان الاقتصاد الإيطالي في غرفة العناية الفائقة، ويسجّل أدنى معدّل للنمو منذ سنوات في منطقة اليورو. ويقول خبراء إن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل أي تمديد لوقف العجلة الإنتاجية، بعد أن أصبح كابوس الانهيار على الأبواب، ونفد وقت الانتظار للخروج منه، خصوصاً وأن الشركاء الأوروبيين لن يمدّوا الشريك الإيطالي بالعون الذي يلحّ منذ أسابيع على طلبه منهم.

في غضون ذلك، تراقب الدول الأوروبية الأخرى، عن كثب، تطورات الوضع في إيطاليا وإسبانيا لوضع اللمسات الأخيرة على خططها لاستئناف النشاط الاقتصادي، والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، التي تحذّر منظمة الصحة العالمية من عواقب التسرّع فيها.

وبينما تراوح الوفيات والإصابات الجديدة عند أرقام معتدلة في بلجيكا، حيث قارب عدد الضحايا 4 آلاف من أصل حوالي 30 ألف إصابة، دعت الحكومة إلى الحذر والتروّي، وقالت إنها بصدد إعداد خطة من 10 نقاط للعودة إلى الحياة الطبيعية ستعلن عنها غداً الأربعاء، بعد مناقشتها مع مجلس الأمن القومي.

ألمانيا، من جهتها، ورغم النسبة المتدنية من الوفّيات مقارنة بعدد الإصابات، تتريّث هي أيضاً في تحديد موعد لاستئناف النشاط الاقتصادي الكامل، الذي توقّعت بعض الأوساط الرسمية ألا يبدأ قبل نهاية الشهر الحالي. وصرّح مصدر علمي صباح أمس بأن أحد المختبرات الألمانية قد يكون على شفا اختراق كبير في تجارب علاج «كوفيد 19» بالأدوية، مستبعداً أن يكون أي لقاح جاهزاً قبل مطالع السنة المقبلة. وتتجه الأنظار منذ أيام بشكل خاص إلى فرنسا وبريطانيا اللتين أصبحتا، حسب تقديرات منظمة الصحة، في عين العاصفة الأوروبية، التي يرجّح الخبراء أن تبدأ انحسارها أواسط الشهر المقبل. ومع تجاوز الوفيّات عتبة الـ15 ألفاً، واقتراب الإصابات من المائة ألف، تستعدّ فرنسا لتمديد فترة الحظر، مع احتمال العودة إلى الحياة الطبيعية اعتباراً من مطلع الشهر المقبل. وفي بريطانيا تتعرّض الحكومة لانتقادات شديدة بسبب تدنّي عدد الاختبارات التي تجرى لتحديد الإصابات، فيما توقّعت أوساط علمية ارتفاعاً سريعاً في عدد الوفيّات قد ينتزع المرتبة الأولى من إيطاليا قبل نهاية الشهر الحالي. وقالت وزارة الصحة البريطانية، أمس، إن 11329 شخصاً توفوا في المستشفيات بأنحاء المملكة المتحدة بعد إصابتهم بفيروس كورونا، بزيادة 717 عن اليوم السابق. وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة 4342 حالة، لتصل الحصيلة في البلاد إلى 88621.

 

صندوق النقد: 9 تريليونات دولار خسائر الاقتصاد بسبب كورونا/قال إن خسارة الاقتصاد العالمي توازي حجم اقتصادي ألمانيا واليابان

العربية.نت/14 نيسان/2020

أعلن صندوق النقد الدولي الثلاثاء أن وباء كوفيد-19 يدفع بالاقتصاد العالمي في اتّجاه ركود عميق هذا العام متوقعا تراجع الناتج العالمي بنسبة 3%. وبحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد سيكون بإمكان الاقتصاد العالمي تحقيق انتعاش بنسبة 5.8% في 2021 إذا تم احتواء الفيروس وعادت الحركة الاقتصادية إلى طبيعتها. ولتقريب حجم الخسارة قال الصندوق "خسارة الاقتصاد العالمي توازي حجم اقتصادي ألمانيا واليابان". وتوقّع التقرير انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 5.9%، لكنه توقّع في الوقت ذاته تعافيه العام المقبل مع نمو نسبته 4.7%.

مخاطر كبيرة

مع ذلك، حذّر صندوق النقد الدولي من "وجود مخاطر كبيرة من نتيجة أسوأ" جرّاء "الضبابية الشديدة حيال مدى قوّة التعافي" في وقت فرضت إجراءات إغلاق في معظم دول العالم في ظل الجهود الرامية لاحتواء الوباء ومنع انهيار أنظمة الرعاية الصحية.

وذكر الصندوق أن الاقتصاد العالمي قد يخسر 9 تريليونات دولار خلال عامين بسبب كورونا. وأصيب نحو مليوني شخص في العالم بوباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد لقي 120 ألفا منهم حتفهم، بينما توقّفت حركة السفر بشكل شبه كامل وأجبرت الأعمال التجارية والمتاجر والمطاعم على إغلاق أبوابها.

ويعد "الإغلاق الكبير"، وهو المصطلح الذي استخدمه صندوق النقد الدولي للإشارة إلى الركود العالمي الحالي، الأسوأ منذ "الكساد الكبير" في ثلاثينات القرن الماضي. وفيما يتعلق باقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توقع الصندوق انكماشا بنسبة 3.3%، هذا العام على خلفية إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار النفط، في أسوأ أداء منذ أربعة عقود. وقال صندوق النقد إن الضرر سيكون أكبر بكثير من الأزمة المالية الأخيرة في المنطقة عامي 2008-2009، عندما تمكنت الدول من تحقيق نمو متواضع. والتوقعات لعام 2020 هي بمثابة أسوأ أداء اقتصادي للمنطقة، بما في ذلك جميع الدول العربية وإيران، منذ عام 1978 عندما انكمش الاقتصاد بنسبة 4.7 فيي ظل اضطرابات إقليمية، وفقًا لبيانات البنك الدولي.

اقتصادات الدول العربية

وقال صندوق النقد الدولي إن جميع الدول العربية باستثناء مصر ستهبط اقتصاداتها إلى المنطقة الحمراء (الانكماش الاقتصادي) هذا العام، فيما يتجه الاقتصاد في السعودية إلى انكماش بنسبة 2.3%. وقال الصندوق في تقريره إنّ "التدهور السريع للتوقعات الاقتصادية العالمية مع انتشار الوباء، وانهيار اتفاق أوبك بلاس بين موردي النفط، أثّرا بشكل كبير على أسعار السلع". وتم إعداد التقرير قبل أن تتوصل مجموعة "أوبك بلاس" التي تضم كبار منتجي أوبك وحلفاءها، إلى اتفاق الأحد لخفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم، وهو أكبر خفض انتاج في التاريخ.

أسعار النفط

ومن منتصف يناير/كانون الثاني وحتى نهاية مارس/آذار، انخفضت أسعار النفط بنسبة 65%، أو 40 دولارا للبرميل، بينما تراجعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 38%. ويتوقّع الصندوق أن تظل الأسعار دون 45 دولارًا للبرميل حتى عام 2023 ، أي حوالي 25%، أقل من متوسط العام الماضي.

ولجأت الدول العربية التي سجّلت أكثر من 20 ألف حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى جانب أكثر من 700 حالة وفاة، إلى عمليات الإغلاق الشامل وحظر التجول لمنع انتشار الوباء، ما أدى إلى تعطيل الاقتصادات المحلية. وتعتمد العديد من دول الشرق الأوسط، ولا سيما الخليج بالإضافة إلى العراق وإيران، بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل ميزانياتها.

الأكثر تنوعا

ومن المتوقع أن ينكمش اقتصاد الإمارات، الأكثر تنوعا في المنطقة، بنسبة 3.5%، في حين ينكمش في قطر بنسبة 4.3 %. وقد ينكمش الاقتصاد الإيراني، ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط ، بنسبة 6.0%، في عام 2020 في ثالث انكماش له على التوالي. ففي 2018 و2019، انكمش بنسبة 3.6%، و 7.6%، على التوالي. وقد تضررت إيران بشدة من الفيروس وأبلغت عن أكثر من 73 ألف إصابة وأكثر من 4500 حالة وفاة. ومن المتوقع أن ينكمش النمو الاقتصادي في لبنان الذي تخلف عن سداد ديونه، بنسبة 12 %، في حين يتجه العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، إلى معدل سلبي بنسبة 4.7 %.

انتعاش في 2021

ويبدو أنّ مصر وحدها ستبقى في المستوى الإيجابي مع نمو بنسبة 2.0 %، على الرغم من أن هذا المعدل أقل بكثير من نسبة 6.0 %، التي كانت متوقعة قبل أن تضرب أزمة فيروس كورونا المستجد. وبحسب التقرير، فإنه من المتوقع أن ينتعش اقتصاد الشرق الأوسط الذي نما بنسبة 1.0 %، العام الماضي، بنسبة 4.2 % عام 2021. لكن صندوق النقد الدولي شدّد على أن "عدم اليقين الشديد" يحيط بتوقعاته لأن التداعيات الاقتصادية للوباء تعتمد على عوامل يصعب التنبؤ بها، بما في ذلك مسارات المرض وإجراءات احتوائ

 

ترحيب دولي بالكاظمي وإعلان الحكومة العراقية خلال أيام

بغداد – وكالات/14 نيسان/2020

وسط ترحيب دولي بتكليف مصطفى الكاظمي تشكيل الحكومة العراقية، وبعدما أعرب تحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، أنه سيمنح الكاظمي صلاحية اختيار وزراء حكومته بكل حرية، توقع تحالف “القوى العراقية” تقديم الكاظمي تشكيلته الوزارية خلال عشرة أيام. وأشار النائب عن تحالف “القوى العراقية” حيدر الملا، إلى أن هناك توافقاً وطنياً ليس فقط شيعياً وإنما من مختلف الكتل سواء الكردية أو السنية على تكليف الكاظمي. وقال إن “تحالف القوى، وكذلك الكتل الكردستانية، لديهم تقاربات كبيرة مع الكاظمي على مستوى البرنامج الحكومي ومنهاج التشكيلة الوزارية”، موضحا أن “الرئيس المكلف قد لا يحتاج إلى موعد شهر لطرح تشكيلته الوزارية بل ربما يحتاج أياماً”. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ترحب باتفاق القوى الشيعية والسنية والكردية في العراق على تشكيل حكومة جديدة. وأضاف إن الحكومة ينبغي أن تكون قادرة على التصدي لوباء فيروس “كورونا” ودعم الاقتصاد والسيطرة على الأسلحة. ورحب بـ”توصل الزعماء السياسيين الشيعة والسنة والأكراد إلى توافق على ما يبدو بشأن تشكيل حكومة، ونأمل أن تضع هذه الحكومة مصالح العراق أولاً وتلبي احتياجات الشعب العراقي”. وأشار إلى أن الشعب العراقي يطالب بإصلاح حقيقي وقادة جديرين بالثقة وهي مطالب تستحق الاهتمام بها دون عنف أو قمع. وشدد على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب العراقي في سعيه نحو بناء دولة مزدهرة ذات سيادة خالية من الفساد والإرهاب. من ناحية ثانية، أفادت خلية الإعلام الحربي، في بيان، ليل أول من أمس، بمقتل 23 من عناصر تنظيم “داعش” في عملية نفذتها القوات العراقية بالتعاون مع طيران التحالف الدولي، حيث تم استهدفت أوكاراً ومغارات يتحصن فيها مسلحو التنظيم في مناطق بمحافظة كركوك. ونفت الأنباء بشأن اختطاف “داعش” لجنود عراقيين في منطقة وادي روخانة بكركوك، مضيفة إن “العملية الأمنية عثرت خلالها على وكر للإرهابيين وجرى اشتباك معهم، وقدم طيران الجيش والقوة الجوية إسناداً رائعاً في دك هذا الوكر، وهو عبارة عن مغارة يختبئ فيها عناصر من عصابات داعش”. وأضافت “كما نفذ طيران التحالف الدولي ضربات إسنادا للقوات الأمنية، وقد انتهت هذه العملية بتدمير الوكر وقتل ثلاثة وعشرين إرهابيا، كما استشهد مقاتل، وجرح أربعة آخرون في العملية ذاتها”.

 

خبراء يحضون الولايات المتحدة على تبني “حرب ظل” ضد إيران

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/14 نيسان/2020

 دعا مركز الأمن الأميركي الجديد، واشنطن، إلى اتخاذ الحملة العسكرية الإسرائيلية غير المعترف بها ضد أهداف إيرانية في سورية نموذجا، في وقت تكافح لاحتواء شبكة طهران من وكلاء مسلحين في أنحاء الشرق الأوسط. ونقل المركز عن خبراءه في شؤون الشرق الأوسط التأكيد في تقرير أمني، أن حملة “المنطقة الرمادية” غير المعلنة التي قامت بها إسرائيل في سورية في السنوات الأخيرة، والتي تجاوزت نحو 200 غارة جوية بنحو 2000 صاروخ على أهداف تابعة لإيران، أدت إلى الحد من القوة العسكرية الإيرانية من دون إحداث تصعيد كبير. واعتبر التقرير أن “اتباع نهج مماثل سيكون أكثر فعالية من الستراتيجية الأميركية الحالية، التي تناوبت بين تجنب العمل الحركي بعد الهجمات الإيرانية على أهداف أميركية وحليفة، وشن هجمات دعائية على أهداف مرتبطة بإيران، بما في ذلك الغارة التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني”. من جانبها، نفت محكمة في لوكسمبورغ الإفراج عن 1.6 مليار دولار من أصول طهران، التي كانت مجمدة، مؤكدة عدم صحة ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني ومحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همّتي. في غضون ذلك، طالب آلاف الناشطين العماليين والمدنيين، بإعادة التفاوض بشأن قرار الحد الأدنى للأجور الذي أعلنته الحكومة في 9 أبريل الجاري، والذي تضمن تعديلًا في رواتب العمال، مؤكدين الحاجة لضعف ما طرحته الحكومة لمواجهة أعباء المعيشة. من جانبه، بحث وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي، مع نظيره الهندي سوبرا مانيام جايشانكار، مستجدات انتشار فيروس “كورونا” في المنطقة والعالم وسبل المكافحة الجماعية للوباء، وآخر التطورات السياسية في أفغانستان، لا سيما عملية السلام. كما بحث ظريف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الأزمة السياسية وعملية السلام في أفغانستان، وآخر التطورات على الساحة اليمنية، كما ناقشا آخر المستجدات حول انتشار فيروس “كورونا”.

 

بابا الفاتيكان يصلي من أجل النساء

الفاتيكان- وكالات/14 نيسان/2020

 وجه بابا الفاتيكان فرنسيس نداء من أجل النساء، وصلى لأجل البلدان التي تضررت بعد أن اجتاحها فيروس كورونا، موقعا أعدادا كبيرة من المصابين والوفيات. وقال البابا، بعد تلاوته صلاة “إفرحي يا ملكة السماء”، في الفاتيكان: “أريد أن أتذكر معكم ما تقوم به العديد من النساء في زمن حالة الطوارئ الصحية هذه لكي يعتنين بالآخرين”. وأضاف: “هناك نساء طبيبات، وممرضات وضباط في قوى الأمن والسجون وموظفات”، وكذلك “العديد من الأمهات والأخوات والجدات اللواتي يقمن في بيوتهن مع العائلة والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهن أحيانا عرضة للعنف من أجل تعايش يتحملن أعباءه الكبيرة”. ودعا فرنسيس: “لنصلّ من أجلهن لكي يمنحهن الرب القوة ولكي تتمكن جماعاتنا من مساعدتهن مع عائلاتهن”، كما ابتهل لكي “يمنح الرب النساء الشجاعة ليسرن قدما على الدوام”

 

ليبيا: ميليشيات “الوفاق” تعلن سيطرتها على 8 مدن غرب طرابلس وجيش حفتر توعّد بقلب الموازين

طرابلس- وكالات/14 نيسان/2020

 بينما أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، عن إسقاط طائرة تركية مسيرة أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية بالعاصمة طرابلس، أعلنت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق سيطرتها على 8 مدن غرب العاصمة طرابلس، وذلك على امتداد نحو 3 آلاف كلم مربع للساحل الغربي لليبيا. وأحكمت تلك الميليشيات المدعومة من تركيا سيطرتها على كامل الطريق الممتدة من الحدود التونسية غرباً إلى منطقة أبو قرين شرقاً وقال المتحدث باسم “الوفاق” محمد قنونو: “سيطرت قواتنا على مدينتَي صرمان وصبراتة، ودخلت مدن العجيلات ومليتة وزلطن ورقدالين والجميل والعسة، والتحمت بأهلها الذين استقبلوها بالترحاب”. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج: “نهنئ المواطنين في صرمان وصبراتة وكل المدن الليبية بيوم الانتصار”. في المقابل، توعد الجيش الليبي بقلب الموازين، وقال في بيان، إن سيطرة ميليشيات الوفاق على صرمان وشرق صبراتة مؤقتة، مضيفاً أن المعركة لم تكتمل معالمها، وستتغير موازين القوى خلال الساعات القادمة. كما أكد أن الجيش حريص بالدرجة الأولى على حياة المدنيين، خاصة بعد ورود أنباء عن اختطاف عائلات بأكملها داخل مدينة صبراتة لاستخدامهم كرهائن. في سياق متصل، نفت الخرطوم مجددا، مشاركة أي قوات سودانية في القتال الدائر في ليبيا، بما فيه حول العاصمة طرابلس، أو غيرها. إلى ذلك، وجهت الحكومة الليبية المؤقتة المتمركزة في شرق البلاد، رسالة عاجلة إلى الشعب التركي، مؤكدة أن “حزب العدالة والتنمية الحاكم أضر بالعلاقة التاريخية بين الشعبين”. واضافت إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتهك كل الأعراف والقوانين، بدعم الجماعات الإرهابية التي ينتمي إليها، لاحتلال العاصمة طرابلس”، واصفة أردوغان بأنه “عراب للإرهاب”.

 

الرئيس الإسرائيلي يمهل غانتس ونتانياهو 48 ساعة لتشكيل حكومة

تل أبيب- وكالات/14 نيسان/2020

 منح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي زعيم تحالف “أزرق- أبيض” بيني غانتس، مهلة 48 ساعة إضافية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، في محاولة لوضع حدّ لأزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخ الدولة العبرية فاقمتها جائحة “كوفيد-19”. وقال نتانياهو وغانتس في بيان صدر في أعقاب محادثات أجرياها في القدس، إنّه “تمّ إحراز تقدّم كبير نحو تشكيل حكومة طوارئ وطنية”. وكان غانتس، قال مخاطباً غريمه، نتانياهو، “لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة (…)، إنّ الإسرائيليين يتوقّعون منّا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن نعمل معاً من أجلهم (…) التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ننجح”. وأضاف غانتس، الذي اتّهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته قبل بضعة أسابيع بالفساد، “لقد أجبرني الوضع الطارئ على التخلّي عن التزامي عدم المشاركة في حكومة يقودها نتانياهو”، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه الدولة العبرية احتواء كوفيد-19، الجائحة التي بلغ عدد المصابين بها لغاية اليوم حوالى 11.600 شخص توفي منهم 116. وشكّكت الصحافة الإسرائيلية في أن يكون نتانياهو، راغباً فعلاً في التوصّل لاتفاق على تقاسم السلطة مع غانتس، ورجّح عدد من كتّاب المقالات في أن يعمد نتانياهو إلى المماطلة والتسويف بهدف جرّ الدولة العبرية إلى انتخابات رابعة ترجّح استطلاعات الرأي أنّ الغلبة ستكون له فيها بفضل الطريقة التي أدارت بها حكومته أزمة كورونا.

 

الاستطلاعات تعزز فرص نتنياهو للبقاء رئيساً للحكومة/65 % معجبون بإدارته أزمة «كورونا»... و64 مقعداً أكثرية برلمانية

تل أبيب: نظير مجلي//الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مدة تكليف بيني غانتس، رئيس «كحول لفان» وفشله في تشكيل حكومة، أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعزز مكانته الجماهيرية أكثر من أي وقت للبقاء في رئاسة الحكومة لدورة أخرى. ولذلك ظل متردداً بين التقدم نحو تشكيل حكومة مع غانتس، والانتظار لمفاوضات أخرى خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. أظهرت هذه النتائج أن نحو 56 في المائة من الجمهور معجبون بطريقة نتنياهو في إدارة أزمة «كورونا»، عادّين أنه يدير الأزمة بمسؤولية وموضوعية، في حين عدّ 41.8 في المائة من الإسرائيليين أنه يدير الأزمة بناء على حسابات سياسية تخدم مصالحه الشخصية. وعندما سئل المواطنون عن كيف سيصوتون فيما لو جرت انتخابات رابعة، حصلت كتلة أحزاب اليمين برئاسة نتنياهو على 64 مقعداً، مما يمكنها من تشكيل ائتلاف حكومي من دون الحاجة إلى انضمام قائمة «كحول لفان»، برئاسة غانتس.

أجرى الاستطلاع مركز «دايركت بولسي» الإسرائيلي، ونشرت نتائجه في صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة في القدس الغربية باللغة الإنجليزية، وجاءت نتائجه على النحو التالي:

معسكر اليمين: 40 مقعداً (يوجد له اليوم 36 مقعداً)، حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين يحافظ على قوته (9 مقاعد)، وحزب «يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز المتدينين (8 مقاعد)، وتحالف أحزاب اليمين الراديكالي «يمينا» (إلى اليمين) برئاسة وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يرتفع إلى 7 مقاعد. المجموع: 64 مقعداً. المعسكر الآخر: «كحول لفان» بالشراكة مع «العمل» حصل على 16 مقعداً (لهما الآن 17)، «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية 15 مقعداً (عدد مقاعدها نفسها الآن)، حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان 8 مقاعد (له الآن 6 مقاعد)، ميرتس 5 (له الآن مقعدان). المجموع: 54 مقعداً. وبحسب هذه النتائج، لا تتمكن قائمة يمينية يقودها عضوا الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوزر، اللذان انسحبا من «كحول لفان»، من تجاوز نسبة الحسم؛ إذ تحصل على 2.85 في المائة من أصوات الناخبين، كما يفشل حزب «غيشر» برئاسة أورلي ليفي أبيكاسيس من عبور نسبة الحسم (0.93 في المائة)، وكذلك قائمة «عوتسما يهوديت» الكاهانيّة برئاسة إيتمار بن غفير.

ويرى المراقبون أن هذه النتائج وضعت نتنياهو في حيرة من أمره. فهو من جهة يتشجع على التوجه لانتخابات جديدة، ومن جهة ثانية لا يضمن بقاء هذا الزخم في معركة الانتخابات. وقد اختلف مساعدو نتنياهو حول حسم هذه المسألة، فبعضهم يراها مناسبة لتحطيم منافسيه تماماً. فقد تمكن من تشتيت «كحول لفان» إلى قوائم. ولكن بعضهم يحذرون من احتمال عودة غانتس لتشكيل تحالفه السابق من جديد، خصوصاً أن موشيه يعلون دعاه أمس إلى الاعتراف بالخطأ والعودة إلى تشكيل المعسكر من جديد. وقال يعلون: «لن تكون مشكلة إذا اعترف بالخطأ وقال للجمهور إنه وثق بنتنياهو ولم يتوقع أن يغدر به. ولذلك يعلن الطلاق التام منه». لكن غانتس اختار مواصلة الجهد لتشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو، وألغى جلسة الهيئة العامة للكنيست، أمس، لكي يطمئن نتنياهو بأنه ليس مصرّاً على سنّ قانون يمنع نائباً متورطاً في لائحة اتهام من تشكيل حكومة. كما تعهد بألا يسعى لتعيين رئيس النيابة السابق، شاي نتسان، غريم نتنياهو الذي أصرّ على محاكمته، قاضياً في المحكمة العليا. وأصدر بياناً مشتركاً مع حزب الليكود، أكدا من خلاله أن المسؤولين في الحزبين سيمتنعون عن الإدلاء بتصريحات صحافية حول المفاوضات الائتلافية، في محاولة لإنجاح فرص «تشكيل حكومة طوارئ وطنية».

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد أصدرت قراراً، مساء أول من أمس الأحد، ترفض فيه دعوى لمنع تكليف نتنياهو تشكيل حكومة. ورفع هذه الدعوى 117 شخصية عامة في إسرائيل، بينهم 3 رؤساء سابقين للشاباك (جهاز الأمن العام)، عامي ايلون وكرمي جيلون ويوفال ديسكين. وقد طالبوا بإصدار قرار قضائي يمنع تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة حتى لو حصل على تأييد 61 نائباً من أصل 120 نائباً في الكنيست. وطالبوا بأن تلزم المحكمة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، بأن يصدر رأياً قانونياً حول الوضع الدستوري الحالي في إسرائيل فيما يخص تكليف نتنياهو، بعد أن كان مندلبليت رفض في الماضي إعلان رأي قانوني رسمي بهذا الخصوص. وجاء في طلب الالتماس أن نتنياهو يدير أزمة فيروس «كورونا» وسط تضارب وتناقض مصالح بين واجب العمل من أجل الصالح العام لجميع مواطني إسرائيل، وبين مصلحته الشخصية، بوصفه متهماً بمخالفات جنائية يسعى إلى تخليص نفسه من المحاكمة. وقررت المحكمة أن هذه المسألة لا تزال نظرية حتى هذه المرحلة، ولم يجرِ اتخاذ أي خطوات عملية، إذ لم ينقل رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، التفويض لنتنياهو.

 

مقتل 7 "إرهابيين" في تبادل إطلاق نار مع الشرطة المصرية/صنعوا متفجرات لتنفيذ هجمات بالتزامن مع الأعياد المسيحية

 اندبندنت عربية/14 نيسان/2020

بعد نحو أربع ساعات من الاشتباكات، تمكنت قوات الأمن المصرية من مقتل 7 أعضاء في "خلية إرهابية" بمنطقة الأميرية، شرق القاهرة، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات بشوارع العاصمة واستهداف قوات الشرطة. وقالت وزراة الداخلية المصرية في بيان لها إنه تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر "إرهابية"، عثر بحوزتهم على أسلحة وذخائر، وتم تحديد موقع مخزن للأسلحة والذخيرة في نفس المنطقة، كانوا ينوون استخدامها في تنفيذ "العمليات الإرهابية". وذكرت أن المواجهات أسفرت عن مقتل المقدم محمد فوزي الحوفي، وإصابة ضابط آخر، وعنصرين من قوات الشرطة. وأشار مصدر أمني مصري إلى أن الخلية كانت تقوم بتصنيع متفجرات في الحي السكني لاستخدامها في تنفيذ عمليات "إرهابية" ضد قوات الشرطة خلال تنفيذها حظر التجول الليلي المفروض لمواجهة تفشي وباء كورونا، بالإضافة إلى استهداف أعياد المسيحيين خلال الأيام المقبلة. وذكر المصدر، أن العملية جاءت كضربة استباقية لـ "الخلية الإرهابية" بعد رصد نشاطها على مدار الأيام الأخيرة. وبحسب وسائل إعلام محلية، جاءت العملية بعد أن وردت معلومات لجهاز الأمن الوطني بوجود خلية إرهابية، لديها مخزن أسلحة في شقة سكنية بمنطقة الأميرية.  وفور بدء المداهمة، أطلق المسلحون النار على قوات الأمن، فاندلعت مواجهة مسلحة، تمكنت خلالها قوات الأمن من قتل جميع عناصر المجموعة الإرهابية، فيما أصيب ضابطان من القوة الأمنية، توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بإصابته. وخلال الاشتباكات، أخلت قوات الأمن عدداً من المنازل بالحي، وشددت على السكان تعليمات بالابتعاد عن النوافذ.

 

مصر: رسائل «فيسبوكية» لشيخ الأزهر وبابا الأقباط لمواجهة «كورونا»/من الأقصر ودير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وتدعو للبقاء في المنازل

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

رسائل «فيسبوكية» يُطلقها يومياً البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، تدعو المصريين لمواجهة فيروس «كورونا المستجد»، وتقدم نصائح بـ«ضرورة التكافل بين الجميع، والالتزام بالإجراءات التي وضعتها الحكومة بالبقاء في المنازل». ودشن شيخ الأزهر مع بداية أزمة الفيروس صفحته الرسمية على «فيسبوك» من منزله بالأقصر جنوب البلاد، بحسب بيان لمشيخة الأزهر؛ ليحث من خلالها على ضرورة «الالتزام بالتعاليم والإرشادات الطبية». ويقدم بابا الأقباط رسائل يومية على الصفحة الرسمية لمتحدث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ«فيسبوك»، من مقره بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (100 كيلومتر شمال غربي القاهرة). وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، إن «البابا يوجه رسالة للأقباط صباح كل يوم، تُبث على صفحة الكنيسة بالفيديو، وتترجم الكنيسة الرسالة لجميع اللغات، حتى يتمكن أقباط المهجر من متابعتها».

وأعلنت الكنيسة في وقت سابق، أن «البابا تواضروس سوف يصلي صلوات المناسبات الكنسية خلال الفترة المقبلة، بدءاً من صلوات (الجمعة العظيمة أو الحزينة) حتى (عيد الفصح) أو (عيد القيامة) الذي يوافق 19 أبريل (نيسان) الحالي، بمقره بدير الأنبا بيشوي، بلا حضور قبطي، وسيتم نقلها عبر القنوات القبطية».

وقال البابا في رسالته أمس، إن «البقاء في المنزل يحمي الشخص ويحمي غيره من الفيروس». وقدم في رسالة أخرى التحية إلى «الطاقم الطبي الذي يعمل على علاج المصابين ومرضى الفيروس بمصر»... ويشار إلى أن الصفحة الشخصية للبابا تواضروس على «فيسبوك» مُغلقة منذ أغسطس (آب) 2018، عقب قرارات وضعتها الكنيسة على ضوابط «الرهبنة» داخل الأديرة. في حين حملت رسالة الدكتور الطيب، أمس، تأكيدات على أن «مظاهر (التنمر) والسخرية من مصابي (كورونا) وضحاياه، أمر خطير ومرفوض شكلاً وموضوعاً». وقال في رسالة أخرى، إن «الشعب المصري يُقدر تماماً معنى التضامن والتكافل والأخوة، خاصة في مثل هذه الظروف». كما دعا في رسالة سابقة إلى «الالتزام بالتعاليم والإرشادات الطبية وكل ما تقره الدولة من إجراءات احترازية، وفي مقدمتها (التباعد الاجتماعي) الذي يعد فرضاً واجباً». تعليقاً، قال الكاتب الصحافي أحمد الصاوي، رئيس تحرير صحيفة «صوت الأزهر» الناطقة باسم مشيخة الأزهر، إن «المؤسسات الدينية في مصر إسلامية أو مسيحية، ضربت المثل والقدوة، في الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي قررتها الدولة والأجهزة الصحية، وتوافقت على جواز تعطيل الصلوات الجماعية، حيث قرر الأزهر ووزارة الأوقاف تعطيل صلوات الجمع والجماعات بالمساجد، استناداً إلى فتوى هيئة كبار العلماء بالأزهر... كما قررت الكنائس بجميع طوائفها وقف الصلوات والقداسات الجماعية، واعتمدت الكنائس على بث الصلوات (لايف عبر الإنترنت) في فترة الأعياد الحالية». وأضاف الصاوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «شيخ الأزهر أظهر تفاعلاً مع الوضع العام في البلاد، بتقديمه رسائل مباشرة عن التزامه بالبقاء في منزله بالأقصر، وأداء الصلوات بالمنزل، واعتماد آليات تقنية لإدارة منظومة العمل في الأزهر عبر (الفيديو كونفرانس) وبرامج (الإنترنت) المعروفة، إلى جانب إطلاق صفحة شخصية على (فيسبوك) للتواصل»، موضحاً أن «الدكتور الطيب استثمر صفحته الرسمية في توجيه رسائل مباشرة للمصريين، حول الالتزام بالإجراءات الصحية، والدعوة للتكافل والتضامن ورعاية الأطراف الأضعف، ودعم الطواقم الطبية، وتصحيح المفاهيم الشرعية، وانتقاد السلوكيات المستهجنة، كـ(التنمر) على مرضى وضحايا الفيروس».

 

ترمب: سنوقف تمويلنا لمنظمة الصحة العالمية

المصدر: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده ستوقف التمويل لمنظمة الصحة العالمية، متهما المنظمة بالإخفاق في القيام بواجبها في أزمة فيروس كورونا المستجد. وأكد أن المنظمة فشلت كليا في تقديم معلومات شفافة حول الفيروس. وقال الرئيس الأميركي إن منظمة الصحة العالمية تأخرت في إعلان حالة الطوارئ بسبب كورونا. وأشار إلى أن اعتماد المنظمة على المعلومات التي قدمتها الصين تسبب في تضاعف الإصابات. وتابع الرئيس الأميركي: "كان يمكن إنقاذ الكثير من الأرواح لو أن منظمة الصحة أرسلت مبكرا خبراء إلى الصين".

 

فرنسا تستدعي سفير الصين احتجاجا على كورونا

باريس - فرانس برس/14 نيسان/2020

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء إنها استدعت السفير الصيني احتجاجا على سلسلة من التعليقات المثيرة للجدل من قبل سفارة بكين في باريس بشأن وباء كوفيد-19.

وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان في بيان صادر عن الوزارة: "أوضحت رفضي لبعض التعليقات الأخيرة عندما تم استدعاء السفير هذا الصباح"، مضيفا أن التصريحات لا تتماشى مع "نوعية العلاقات الثنائية". وتشير تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ضمنيا الى الحملة التي شنتها السفارة الصينية للإشادة "بنجاح" الحكومة الصينية في مكافحة فيروس كورونا المستجد وانتقاد الطريقة التي استجابت بها البلدان الغربية للجائحة. والأحد نشرت السفارة الصينية في فرنسا على موقعها الإلكتروني نصّاً مطوّلاً بعنوان "استعادة الحقائق المشوّهة - مشاهدات دبلوماسي صيني في باريس". ويتّهم النص الغربيين بتشويه صورة الصين على نحو غير عادل بعدما صنّفت مرض كوفيد-19 بأنه "انفلونزا طفيفة" في بدايات تفشّي الوباء كما ينتقد الأميركيين بسبب إقالة قبطان حاملة طائرات أصيب قسم كبير من طاقمها بالفيروس. ويتّهم النص، من دون إعطاء أي دليل، الطواقم الطبية الفرنسية في دور رعاية المسنين بأنّهم "تخلّوا عن مهامهم بين ليلة وضحاها (...) وتركوا المسنين يموتون من الجوع والمرض". وكانت أميركا قد اتهمت الصين بالمسؤولية عن انتشار فيروس كورونا. وقالت إدارة الرئيس الأميركي دونال ترمب في هذا السياق إن منظمة الصحة العالمية اعتمدت بشكل كبير على التصريحات الرسمية الصينية بعد ظهور فيروس كورونا أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية. وفي الأسابيع الأولى من انتشار المرض، قالت المنظمة، استناداً إلى تصريحات أطباء صينيين، إنها لا تملك معلومات عن انتقال الفيروس بين البشر، وأشادت بشفافية الصين. ويقول المدافعون عن منظمة الصحة العالمية إنها لو تحدت الصين لكان تم حجب المعلومات عنها. ومن جانبها، اعتبرت بكين أن ترمب يحاول إلقاء مسؤولية وفيات كورونا في بلاده على مصادر خارجية، بعد أن قلل كثير من خطر الوباء في بداياته، وهو ما نفاه الرئيس الأميركي.

 

بومبيو: واشنطن تسعى لإحداث تغيير جذري في منظمة الصحة

واشنطن – فرانس برس/14 نيسان/2020

قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى إحداث "تغيير جذري" في منظمة الصحة العالمية، وسط تهديداتها بحجب مساهماتها المالية للمنظمة فيما يشهد العالم وباء فيروس كورونا. ووعد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بإصدار إعلان هذا الأسبوع بشأن التمويل الأميركي للمنظمة الدولية التي تتصدر التصدي للوباء القاتل. وتُعتبر الولايات المتحدة المتبرع الأكبر للمنظمة إذ قدمت لها 400 مليون دولار العام الماضي. وصرح بومبيو لـ"إذاعة فلوريدا": "لقد قامت منظمة الصحة العالمية خلال تاريخها بعمل جيد. ولكن للأسف، فإنها لم تبلِ بلاء حسناً هذه المرة".

وأضاف: "نريد بذل جهود لإحداث تغيير جذري"، مشيراً إلى "اتخاذ قرار مختلف" لضمان تنفيذ الالتزامات المهمة المتصلة بالصحة العالمية. كما شدد على "الحفاظ على سلامة الأميركيين". وأدى فيروس كورونا إلى وفاة أكثر من 23500 شخص في الولايات المتحدة، التي تتصدر الدول المتضررة من الوباء. وتقول إدارة ترمب إن منظمة الصحة العالمية اعتمدت بشكل كبير على التصريحات الرسمية الصينية بعد ظهور فيروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية. وفي الأسابيع الأولى من انتشار المرض، قالت المنظمة، استناداً إلى تصريحات أطباء صينيين، أنها لا تملك معلومات عن انتقال الفيروس بين البشر، وأشادت بشفافية الصين.ويقول المدافعون عن منظمة الصحة العالمية إنها لو تحدت الصين لكان تم حجب المعلومات عنها.

 

موسكو وأنقرة تسيّران دورية جديدة في ريف الحسكة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

سيّرت القوات التركية والروسية، أمس، دورية مشتركة جديدة في ريف الدرباسية التابعة لمحافظة الحسكة، في إطار «اتفاق سوتشي» الموقّع بين البلدين في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية التي استهدفت وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية؛ أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في شمال شرقي سوريا. وانطلقت الدورية، التي شاركت فيها 6 مدرعات روسية و4 تركية، من معبر شيريك الحدودي غرب الدرباسية برفقة مروحتين روسيتين حلّقتا على ارتفاع منخفض، وتجولت في عدد من القرى قبل عودتها إلى النقطة التي انطلقت منها.

وسيّرت القوات التركية والروسية الجمعة الماضي دورية مماثلة في ريف الحسكة انطلقت من منطقة ديرونا آغي وتجولت بالقرب من آبار النفط في منطقة تربة سبية. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، عبر أحد المتحدثين باسمها الأسبوع الماضي، أن الجانبين التركي والروسي يواصلان منذ توقيع «اتفاق سوتشي» في أكتوبر الماضي، تسيير الدوريات المشتركة، وأنه جرى منذ ذلك الوقت تسيير 40 دورية. من ناحية أخرى؛ أرسلت الأمم المتحدة 34 شاحنة مساعدات إلى محافظة إدلب عبر تركيا، أمس. ودخلت الشاحنات إلى الأراضي السورية، عن طريق معبر جيلفة جوزو في ولاية هطاي جنوب تركيا، الذي يقابله من الجانب السوري معبر باب الهوى، لتوزيعها على المحتاجين في إدلب وريفها. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تسيير الدورية، وقال: «انطلقت 6 عربات روسية و4 تركية من معبر شيريك الحدودي غرب الدرباسية، وتجولت في قرى دليك وملك وظهر العرب والكسرى، قبل أن تعود مجدداً إلى شيريك، في حين رافقت الدورية (طائرتين مروحيتين روسيتين) حلّقتا على علو منخفض». وكان «المرصد السوري» سجّل تسيير دورية مشتركة بين القوات الروسية ونظيرتها التركية؛ حيث انطلقت 6 عربات روسية ومثلها تركية من منطقة ديرونا آغي وتجولت بالقرب من آبار النفط في منطقة تربة سبية في ريف الحسكة.

وأكدت مصادر تركية فكّ اعتصام في ريف إدلب. وقالت إن ذلك جاء في إطار الإجراءات التي تجري لإزالة العقبات أمام تسيير الدوريات المشتركة مع القوات الروسية على طريق حلب - اللاذقية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع في 5 مارس (آذار) الماضي.

وكان الاعتصام، الذي انطلق منذ ما يزيد على شهر، يستهدف منع تسيير الدوريات المشتركة لرفض المعتصمين الوجود الروسي والاتفاقات والتفاهمات الموقّعة بين أنقرة وموسكو سواء في آستانة أو سوتشي أو موسكو. وعرقل المعتصمون استكمال 3 دوريات مشتركة على طريق «إم 4» منذ بدء انطلاقها في 15 مارس الماضي، حيث أقاموا سواتر ترابية وعلى مسار الدوريات كما قاموا برشق المدرعات الروسية التي تشارك في الدوريات بالحجارة لمنع تنفيذ الدوريات. وكانت روسيا أكدت أن مسؤولية فتح الطريق «إم 4» تقع على عاتق تركيا بموجب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في موسكو والذي يتضمن إنشاء ممر آمن بعمق 6 كيلومترات في شمال وجنوب الطريق. وسبق للقوات التركية أن أزالت السواتر الترابية والحواجز التي أقامها المعتصمون، كما أنشأت العديد من نقاط المراقبة العسكرية في إطار الإجراءات الرامية لفتح الطريق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تفاهم نيسان.. يوم أجاز «حزب الله» التعامل مع إسرائيل!

يوسف مطر/جنوبية/14 نيسان/2020

نعيش في هذه الأيام ذكرى عملية عناقيد الغضب الحاقدة التي شن فيها العدو الصهيوني في نيسان عدوانه الآثم على قرى وبلدات ومدن الجنوب اللبناني، هذا الجنوب الصامد في وجه التحديات بكل أطيافه وفئاته وأحزابه وقواه السياسية والمجتمعية وطوائفه وأديانه، فلا يحق لأحد أن يحتكر إنجازاً في هذا الجانب ...

وفي زمن الأزمات المالية والصحية وخصوصاً في العصر الكوروني، وفي الوقت الذي يكافح فيه اللبنانيون للدفاع عن حقوقهم المشروعة ويناضلون للحيلولة دون ضياع جنى أعمارهم بسياسة المصارف التجارية الظالمة، لا بد من النضال – أيضاً – للحد دون ضياع جنى أعمارهم في سنوات الكفاح ضد الصهيونية وعدوانها والاحتلال الإسرائيلي واجتياحاته المتكررة للبنان والذي يحاول البعض أن يلغي أي دور لغيره في هذا الجانب في إعلامه وبرامجه الثقافية والتعبوية ونشراته الإخبارية!

عدوان نيسان

وفي عدوان نيسان وعناقيده الحاقدة عام 1996، انتهت المعركة بمجازر المنصوري والنبطية وقانا الجليل وغيرها من النقاط الساخنة، ليتفاهم حزب الله وإسرائيل على قواعد جديدة من الاشتباك يتم فيها تحييد المدنيين نظرياً، والتركيز على المواجهات العسكرية بين الجنود والنقاط التي تتمركز فيها القوى المسلحة، وقد يكون بهذا التفاهم قد توقف عدوان حرب نيسان يومها، ولكن هذا التفاهم لم يمنع من استهداف المدنيين من قبل الطرفين في جولات الحروب اللاحقة، فهو لم يصمد طويلاً ليخالف الطرفان بعدها قواعد اللعبة في الحروب اللاحقة بحيث لم يتمكن التفاهم من حماية المدنيين! ففي حرب تموز 2006 تجاوز الجميع قواعد اللعبة، كما تم تجاوزها في أكثر من محطة..

تفاهم نيسان: أول اتصال بين حزب الله وإسرائيل

وهنا سؤال مفاده: ما دام التعامل مع إسرائيل حرام وإسرائيل شر مطلق في الثقافة التي أسسها مؤسس المقاومة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كيف تجاوز حزب الله ثقافة المقاومة بإبرام تفاهم نيسان الذي لم يتمكن من تحييد المدنيين في الحروب والخروق  اللاحقة؟ بل استفادت منه إسرائيل فقط بفتحها باب التفاوض غير المباشر مع لبنان بواسطة حزب الله! وقد تطورت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين إلى مفاوضات علنية في أكثر من ملف في فترة لاحقة، كملف استرداد جثامين شهداء المقاومة بعد تحرير عام 2000، وملف تبادل الأسرى في عملية سمير القنطار ورفاقه الشهيرة، ولا ندري شيئاً عن أخبار مفاوضات سرية قد تكون قد جرت وراء الكواليس في ملفات أخرى سياسية وأمنية وعسكرية!

ما دام التعامل مع إسرائيل حرام وإسرائيل شر مطلق في الثقافة التي أسسها مؤسس المقاومة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كيف تجاوز حزب الله ثقافة المقاومة بإبرام تفاهم نيسان؟

والذي يثير حفيظة المتتبع، هو لو أن أحداً غير حزب الله تواصل مع العدو بنفس الأسلوب لرجمه الحزب برجم العمالة، وهدم عليه بنيانه، ولفتح له ملفات الخيانة العظمى، فباء حزب الله تَجُر وباء غيره لا تجر!

ونحن لا نشجع على التواصل مع العدو بشكل من الأشكال، ولكن المستغرب والعجيب هو إقدام حَمَلَة ثقافة المقاومة على التعامل مع العدو بوجه من وجوه التعامل، في الوقت الذي يصدرون فيه لائحة يخونون فيها مجموعة من منتقديهم من أصحاب الرأي والمنبر والقلم متهمين إياهم علناً بالعمالة والخيانة، وصولا الى الفضيحة الشهيرة التي حدثت الشهر الماضي، باطلاق سراح العميل عامر فاخوري وتسليمه للسفارة الاميركية التي أجلته بواسطة طائرة هليكوبتر تحت سمع وأبصار حزب الله وحلفائه الشركاء في حكومة لونه الواحد!  فحتى متى يبقى الكيل بالمكيالين في ثقافة دعاة المقاومة الشريفة والنزيهة؟!

 

الكوثراني «يحاور» رغم القرار الأميركي بتصفية نفوذ إيران في العراق!

وسام الأمين /جنوبية/14 نيسان/2020

القرار الاميركي باستعادة العراق يبدو انه جارٍ على قدم وساق، فبعد ان قامت بالنيل من الرمز العسكري والقائد العام لمحور الممانعة الجنرال الايراني قاسم سليماني، ومعاونه مسؤول الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس، واغتالتهما في مطار بغداد مطلع العام الحالي، فان الخارجية الاميركية لم تتأخر قبل يومين بعرض 10 مليون دولار ثمنا لمعلومات عن الشيخ اللبناني محمد كوثراني، المسؤول السياسي في حزب الله عن ملف العراق.

وزارة الخارجية الأميركية في إعلانها عن هذه الجائزة قالت إن الكوثراني “تولى مسؤولية التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران”، التي كان ينظمها سابقا سليماني. وأضافت في بيان “بهذه الصفة كان يسهل تحركات الجماعات التي تعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية والتي قمعت بشكل عنيف الاحتجاجات وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع”. اقرأ أيضاً: 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات عن ممثل «حزب الله» في العراق! وقالت الوزارة إنها تعرض هذا المبلغ مقابل الحصول على معلومات بشأن أنشطة وشبكات ومساعدي الكوثراني، في إطار جهود لتعطيل “الآليات المالية” لـحزب الله.

كوثراني يدعم تكليف الكاظمي

المعلومات التي استقاها موقع “جنوبية” من بغداد، أن الشيخ كوثراني اقنع القيادة الايرانية بجناحيها السياسي والعسكري، ان المرحلة القادمة في العراق لا ينبغي ان تكون مرحلة صدام بين ايران والولايات المتحدة، على الرغم من قتل اميركا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، وما يمثله هذا من اعتداء “سافر” على الدولتين ايران والعراق، والخسارة الفادحة التي المت بهما.

أميركا بصدد تحجيم النفوذ الايراني وإخراجه نهائياً من العراق، وهي بدأت بتنفيذ ذلك عملياً بقتل الجنرال سليماني ومعاونه العراقي المهندس

وتضيف المعلومات ان الشيخ كوثراني بذكائه وحنكته السياسية العالية تمكن من كشف بديل لرئيس الحكومة المكلّف عدنان الزرفي المدعوم أميركياً والمرفوض إيرانيا، وهذا البديل الذي ستوافق عليه واشنطن هو رئيس المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي، وأقنع كوثراني قيادة الحرس الثوري بوجهة نظره، فقام الجنرال قاآني الذي حلّ مكان سليماني بزيارة بغداد الاسبوع الماضي واعطى موافقته على تكليف الكاظمي، ثم بدأ الشيخ كوثراني بتدوير الزوايا بين مكونات الاحزاب والقيادات الشيعية والسنية والكردية، فوافق سريعا رئيس الجمهورية برهم صالح على الطرح الاخير، وكذلك رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي الذي كان اول الداعمين الشيعة للكاظمي، فاقنع المرشح عدنان الزرفي بسحب ترشيحه خصوصا ان الزرفي ينتمي لكتلة النصر النيابية التي يتزعمها العبادي، وكذلك وافق رئيس المجلس النيابي محمد الحلبوسي على الحلّ وسمى الكاظمي لتكليفه برآسة الحكومة للخلاص من الازمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ 6 شهور. هذه الورقة الاميركية المستورة التي كشفها الشيخ كوثراني يقول مراقبون، جعلت واشنطن تستشيط غضبا، فقد ادركت ان لعبتها مكشوفة في العراق، وان المناورات السياسية التي يقودها كوثراني متطوّرة بما يكفي ان تجعل من العهد الجديد الذي سيقوده الكاظمي لا يخرج عن طوع معسكر ايران، حتى وان قدّم أداء وطنيا لم يعارض فيه الارادة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة.

ماذا تريد أميركا من إيران في العراق؟/

أميركا لن تسمح لإيران وحلفائها بالعودة لمعادلة الشراكة ولو عبر سياسة تدوير الزوايا وتبادل المصالح التي يتقنها مسؤول الملف العراقي في حزب الله الشيخ كوثراني

المحللون العراقيون يعتقدون ان اميركا ترامب لم تعد مقتنعة ببقاء النفوذ الايراني في العراق، وهي القناعة التي ارست شراكة على مدى 15 عاما في بلاد الرافدين منذ عام 2003، لحين قرار الجنرال الراحل قاسم سليماني عام 2018 باستبعاد رئيس وزراء تلك التسوية حيدر العبادي بسبب طموحاته الوطنية، مع انه نجح بتوحيد البلاد وطرد داعش واستطاع قيادة العملية السياسية بشكل متوازن تمهيدا للاصلاحات المرتقبة، وقد دفع سليماني مكانه بعادل عبد المهدي الذي أدخل النفوذ الايراني الى جميع مفاصل الدولة العراقية والقوات المسلحة، ضاربا تلك الشراكة عرض الحائط ورابطا الملف العراقي بالملف الايراني وبالخلاف حول تعديل الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران.

وبالنهاية تقول مصادر هؤلاء المحللين، ان اميركا بصدد تحجيم النفوذ الايراني وإخراجه نهائياً من العراق، وهي بدأت بتنفيذ ذلك عمليا بقتل الجنرال سليماني ومعاونه العراقي المهندس، وبالتالي لن تسمح لايران وحلفائها بالعودة لمعادلة الشراكة ولو عبر سياسة تدوير الزوايا وتبادل المصالح التي يتقنها مسؤول الملف العراقي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني، اذ ان عملية حصر السلاح بيد الدولة الذي تعهّد الكاظمي بالسير فيها، وهو مطلب شعبي عراقي مدعوم دوليا واميركيا، معناه تجريد الحشد الشعبي من نفوذه السياسي والعسكري وهو في أوجه، وهذا سوف يؤدي حتما الى مواجة مباشرة مع ايران والحرس الثوري راعي الحشد، لن يستطيع الشيخ كوثراني رغم تجاربه وخبراته تفاديها او تدوير زواياها.

 

ثنائي "التسوية" الذي دمر الدولة.. والليرة اللبنانية

منير الربيع/المدن/15 نيسان/2020

قبل انفجار الأزمة الاقتصادية، وانتشار وباء كورونا، كان هناك في لبنان من يعيش ترفاً سياسياً، ويحاول مزجه بأبعاد فكرية تنسجم مع طموحاته وتطلّعاته.

نشوة فئتي التسوية

تجلّى ذلك الترف في نشوة انتصار ثنائية التسوية الرئاسية، التي لم تكن أكثر من اتفاق سياسي محدود، لكن بتشعبات وتشابكات اقتصادية - اجتماعية كثيرة، تجمعها رؤية مشتركة للدولة ومؤسساتها: المحاصصة في كل شيء. وجه من ذينك الترف ونشوة الانتصار، تكرس في محطات عدة حققت فيها التسوية الثنائية نجاحاً. وتنقسم تلك الثنائية إلى فئتين: الأولى ليبرالية إلى حدّ بعيد. ونجاح أي نموذج اقتصادي في رؤيتها يقوم على خصخصة المرافق العامة والمنتجة، من المطار والكهرباء والاتصالات، وصولاً إلى خصخصة البيئة ربما. والفئة لثانية ينطوي تفكيرها على اعتبار لبنان قطاعاً مصرفياً ومالياً وشركات ومؤسسات مالية واقتصادية منتجة، والمطلوب "تركيب" دولة ونظام سياسي له. ولبنان هذا، أي "المصرف والشركة والمعبر والترانزيت"، هو لبنان أصحاب رؤوس الأموال المسيحيين الذين "خُلق لبنان الكبير لأجلهم".

الخصخصة حرباً وتسوية

قبل التوافق بين طرفي الثنائية، كان الصراع بينهما محموماً. الطرف الثاني يعيب على الأول إصراره على الخصخصة، ويتهمه بإفساد الدولة والمجتمع، وصولاً إلى إفلاسهما في سبيل الخصخصة. كانت غاية المعركة الوصول إلى السلطة. وبعد وصول الطرف الثاني إليها بواسطة الطرف الأول، سلكت الثنائية طريقها في المضي بوئام على طريق الخصخصة. تجلّى ذلك في ملفات متعددة. أبرزها الكهرباء، التي لم ولن تجد لها حلّاً إلا بمعجزة، سواء باعتماد خيار البواخر، أو التذرع بالنزاع المذهبي الطائفي المناطقي لبناء المعامل. إلى جانب الكهرباء كان هناك ملف الاتصالات، وصولاً إلى الهندسات المالية المشتركة التي استفاد منها الطرفان. وعلى هامشيهما استفادت قوى سياسية أخرى مختلفة. والذهاب إلى منتديات ومؤتمرات دولية، على رأسها مؤتمر "سيدر" طلباً للمساعدات، لم يكن بعيداًعن فكرة الخصخصة من بوابة البنى التحتية.

المنتصر والإفلاس

صدامات سياسية إقليمية ودولية انعكست محلياً، فحالت دون استكمال المشروع، فتوقف وتعرقل، وكذلك مؤتمر "سيدر". وفي الأثناء التقت تداعيات الصدام الدولي والإقليمي مع انفجار ثورة 17 تشرين في وجه القوى السياسية اللبنانية كلها. فأسهم ذلك في خلخلة ثنائية التسوية، ثم أسقطها. خرج منها طرف ضعيف وأصبح خارج تركيبة الحكومة الجديدة. الطرف الثاني احتفظ بقوته وتمكن من تشكيل حكومته والتحكم بها. أما المشروع نفسه فلا يزال مستمراً، في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية المستفحلة. الأزمة هذه لا يبدو أن هناك أفقاً لحلّها، إلا بالرهان على معجزة. الخطط التي قدمتها الحكومة لم تقدم أية بقعة ضوء. الاقتراحات كلها سقطت حتّى الآن. حتى الهيركات سقط، لأن ليس من أموال أساساً للاقتطاع منها. الودائع أرقام على الورق. والدولة تتصرف مع المصارف على قاعدة: "لكم معنا، لكن ليس معنا لنعطيكم". والقاعدة هذه تسري على العلاقة بين المصارف والمودعين.

بيع أملاك الدولة

هنا يبرز خيار الطرف الأول في التسوية المنهارة: الخصخصة. وهي في ظل الإفلاس الراهن تعني تسييل ممتلكات الدولة اللبنانية. أي طرح أملاكها للبيع لسد ديونها وترتيب أوضاعها. هذا الخيار سيغّلف بشعارات برّاقة كثيرة: حماية الناس والمودعين، والحرص على وقف الانهيار. خيار بيع أملاك الدولة ومرافقها وخصخصتها، هو الأوحد في ظل عدم الاتفاق على خطّة وتقديمها لصندوق النقد الدولي، الذي استجدت لديه مشكلات مالية هائلة بسبب أزمة كورونا. وهو لن يكون قادراً على مساعدة لبنان كما كان قبل تفشي الوباء العالمي. الأزمة مستمرة. الليرة ماضية في انهيارها، والدولار ماض في ارتفاعه. مصرف لبنان بعد تحريره أموال أصغر صغار المودعين، سيمضي في إصدار تعاميم جديدة تحرر أموال من لديهم أكثر من خمسة ملايين أو أكثر من 3 آلاف دولار. وربما سيصدر أيضاً تعاميم أخرى مكمّلة للتعميمين السابقين. وهذا سيؤدي إلى تضخم كبير في السوق المالية، مقابل زيادة الطلب على الدولار الذي سيحلق إلى ذرى جديدة.

 

نقابة المحامين تنشط لاستعادة الأموال المنهوبة

أكرم حمدان/المدن/15 نيسان/2020

بينما ينشغل العالم بمواجهة جائحة كورونا، تحاول الحكومة اللبنانية وضع خطة اقتصادية للإصلاح، يبدو حتى الآن أنها لم تصل إلى البند أو العنوان الذي كان ولا يزال مطلب الغالبية الساحقة من اللبنانيين: استعادة الأموال المنهوبة.

حماية حقوق المواطن

وشكل هذا العنوان محور عمل واجتماعات لجان المجلس النيابي الأساسية والفرعية التي عملت، قبل تفشي وباء كورونا، على درس سلة من اقتراحات القوانين المتعلقة بالإثراء غير المشروع، ورفع السرية المصرفية، واستعادة الأموال المنهوبة.

وبما أن ثورة 17 تشرين الأول 2019 تمكنت من تحويل هذه العناوين إلى قضية مطلبية من الدرجة الأولى، كان من الطبيعي والبديهي أن تكون نقابة المحامين في بيروت، بعدما أتت بـ"نقيب الثورة" ملحم خلف على رأسها، أن تواكب هذا الملف وغيره من الملفات التي تعني حماية حقوق المواطن. وفي هذا السياق تعمل نقابة المحامين على أكثر من جبهة، لتشكيل لجنة خاصة بناء على طلب النقيب خلف، لمتابعة ملف استعادة الأموال المنهوبة. وتضم اللجنة مجموعة من المحاميات والمحامين بدأوا/بدأن العمل لتحضير الملفات والدراسات منذ فترة مدة، وتحديداً عندما زار بيروت القاضي الفرنسي شارل براتس، الذي يعتبر من أهم القضاة العاملين على استعادة الأموال المنهوبة، بعدما تمكن من إعادة مليارات الدولارات للخزينة الفرنسية كانت في عداد الأموال المهدورة. ونظمت النقابة في بيت المحامي في بيروت لقاء مع براتس، فعرض تجربته وخبرته في مجال استعادة الأموال المنهوبة، مبدياً استعداده التام لمساعدة القضاء اللبناني في هذا المجال.

إستقلال القضاء

وبموازاة معركة إستقلالية القضاء التي يعتبرها النقيب خلف معركته الأولى، إلى جانب رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، فإن تفعيل دور نقابة المحامين في الميادين المرتبطة بالتشريعات والقوانين وحقوق الإنسان، هي السمة التي تطبع عمل خلف ومن معه من المحامين. فلجنة التشريع في نقابة المحامين التي يرأسها البروفسور فايز الحاج شاهين، يتفرع عنها مجموعة من اللجان التي تواكب "ثورة" النقابة. وهناك لجنة المصارف والعلاقة مع المصارف، لجنة قانون الإيجارات، ولجنة إستقلالية القضاء، ولجنة قانون التجارة، واللجنة المهتمة بمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة. يقول الإستاذ المحاضر في قانون الضرائب وعضو اللجنة التشريعية واللجنة المكلفة من نقابة المحامين متابعة ملف الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، المحامي كريم ضاهر لـ"المدن": "هذه اللجنة التي شكلت بناء لطلب النقيب ورغبته، وبمتابعة من اللجنة التشريعية في النقابة، تضم عدداً لا يستهان به من الزميلات والزملاء المحامين الذين لديهم من الخبرة والإقدام والتفاني، ما يجعلني أقول بأن قطار استرداد الأموال المنهوبة قد انطلق، ولن يتوقف ولو أن النتائج لن تكون سريعة زمنياً". ويؤكد ضاهر أن "العمل الذي يجري في هذا المجال سيؤدي حكماً إلى نتائج إيجابية، خصوصاً للأجيال القادمة. فنحن كنقابة لدينا دراسة متعددة وقيمة حول استرداد الأموال المنهوبة. وهناك العديد من الزملاء لديهم دراسات في هذا المجال. فإلى جانب دراسة أعددتها أنا شخصياً، هناك دراسات للبروفسور نصري دياب والدكتور علي زبيب وغيرهم، كلها تفيد في هذا الملف. وبالتالي سنكون، لجنة ونقابة، حاضرين في كل الميادين لمواكبة هذا الملف".

محامون في خلية الأزمة

ويُشدد ضاهر على أن "تفعيل دور النقابة وحضورها سيُساهم في هذا الملف وغيره. فالمال العام ليس سائباً، ونحن نقول للفاسدين ستتوقفون، وإلا ستدفعون الثمن. والاسترداد سيرفد الخزينة ويُساهم بتعزيز مالية الدول ومعالجة مشكلة العجز. والاسترداد سيكون إما بالمبادرة الذاتية أو بالطرق القضائية والقانونية". ويلفت ضاهر إلى أن "دور نقابة المحامين أساسي في متابعة هذا الملف في اللجان النيابية، من خلال تكليف الزميل والنائب السابق غسان مخبير تمثيل النقابة في اجتماعات اللجان المعنية بهذا الملف. على أن يكون معه أحد الزملاء المحامين من لجنة التشريع وفقاً للظروف وأنا منهم. وقد شاركنا باسم النقابة في اجتماعات لجنة المال والموازنة، وكذلك في اجتماعات اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان المشتركة، والمعنية بهذا الملف، والاقتراحات المرتبطة بالإثراء غير المشروع واسترداد الأموال المنهوبة". تجدرالإشارة إلى أن حضور النقابة سيكون أيضاً في لجنة أو خلية الأزمة التي تتابع الملف المالي والاقتصادي، إذ طلب النقيب خلف من وزيرة العدل أن يكون هناك ممثل للنقابة في الخلية، لأن المؤسسات الدولية ليست على إطلاع على تفاصيل القوانين اللبنانية كحال النقابة. فهل تحذو مختلف نقابات المهن الحرة حذو نقابة المحامين في مواكبة أزمات البلد، للمساهمة في اقتراح الحلول، علنا نصل يوماً إلى بناء الدولة الحقيقية؟

 

جرحى وقسائم تموين مزورة في طرابلس: من يصدّق السياسيين؟

جنى الدهيبي/المدن/15 نيسان/2020

احتدم السجال الشعبي في طرابلس، بعد الاجتماع الذي عقده نواب المدينة وفاعلياتها، الثلاثاء في 14 نيسان، في معرض رشيد كرامي الدولي، بين مؤيد ومعارض للتوصيات التي خرج بها المجتمعون تحت شعار "طرابلس الخيّ لخيو".

حول اجتماع النواب

هذا السجال، اندرج في إطار ما كان ينتطره أهالي المدينة من نوابهم، بعد أن بلغت الأزمة الاقتصادية في لبنان عمومًا ذروتها، إضافة إلى الخسائر الناتجة عن الشلل العام الذي رافق حالة التعبئة العامة، لتضاف إلى ما قبلها من أزمات معيشية وسياسية ومالية. وما خلُص إليه نواب المدينة بتنوع أطيافهم من كُتل "العزم" و"المستقبل" و"كرامي"، هو بتأسيس "لجنة متابعة وتنسيق مهمتها إطلاق حملة للتكافل الاجتماعي"، إلى جانب توجيه توصيات لكل من السلطتين التنفيذية والبلدية دعمًا للمدينة. في الشكل، لم تشهد أيّ مدينة أو محافظةٍ في لبنان، هذا النوع من الاجتماعات لنوابها، سوى في محافظة عكار. وكان الأخير قد انتهى بإشكالٍ كبير أمام مبنى بلدية حلبا. ورغم رفع المواطنين في طرابلس لسقف توقعاتهم مما سينتج عن اجتماع نوابهم، لكنّ من يعرف بطبيعة العلاقات التي تربط الكتل النيابية في الإطار المناطقي الضيّق، يُدرك أنّ اجتماعًا مماثلًا لن يخرج بنتائج أفضل من ذلك، نظرًا لكونه اجتماعًا سياسيًا متنوعًا، ولكل كتلةٍ حساباتها وأطرها التنظيمية الخاصة. وفي الواقع، أعطى نواب طرابلس لاجتماعهم طابعًا ينسجم مع دورهم التشريعي وحسب، في توجيه التوصيات للحكومة من جهة، وللسلطة المحلية (البلدية) من جهةٍ أخرى. وبدا ذلك انطلاقًا من أمريين رئيسيين:

أولًا، عدّاد الإصابات بفيروس "كورونا" في طرابلس لا يزال منخفضًا، ولم تعش المدينة حتّى اللحظة حالة "تفشي الوباء"، مقارنةً مع مدنٍ ومناطق أخرى، في وقت لم يتعدَ عدد الإصابات الـ 15 إصابة. ثانيًا، "التكافل الاجتماعي" والمساعدات في طرابلس بدأت تنشط في الآونة الأخيرة، مع مبادرات المؤسسات والجمعيات والمجتمع الأهلي بنطاقٍ واسع وكبير، رغم أنّها لا تغطي كل الحاجات إطلاقًا مقابل ما هو مطلوب، نتيجة عجز الدولة وتقصيرها بحق المدينة وكلّ لبنان. وحسب معلومات "المدن"، ثمّة مبادرة خاصة في طرابلس يؤسس لإطلاقها رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، في مطلع شهر رمضان المقبل، ضمن إطار مؤسساته، من دون أن يتضح شكلها التعاوني بعد.

البلدية والكشافة

على مقلبٍ آخر، شهدت طرابلس في موازاة اجتماع نوابها، خضّةً كبيرة، زعزعت مسار توزيع القسائم الشرائية التي خصصتها البلدية بقيمة 3 مليارات ليرة لبنانية، قيمة نحو 40 ألف قسيمة، توزّغ تدريجيًا على المناطق الأكثر فقرًا. وقبل الانطلاق الثلاثاء لتوزيع القسائم في منطقتي الزاهرية وأبي سمراء، وقع إشكال بين عناصر شرطة بلدية طرابلس وعناصر الجمعيات الكشفية التي تتولى مهمة توزيع القسائم، فأصيب ثلاثة كشفيين بجروح، ثمّ تطور وحصل عراك بين الشرطة والمحتجين ما عطل مسار توزيع القسائم.

لاحقًا، عقدت الجمعيات الكشفية في طرابلس اجتماعاً استثنائياً في مقر "جمعية الكشاف العربي"، وبحضور رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، الذي استنكر الاعتداء على الكشفيين، على أن تشكل البلدية لجنةً للتحقيق في الحادث. أمّا اللافت، فكان توجه الجمعيات الكشفية إلى تقديم إخبار للنيابة العامة الاستئنافية في الشمال، "لكشف الجهة التي قامت بتوزيع خبر فتنوي على وسائل التواصل الاجتماعي عن إشكال حصل مع الشرطة البلدية وتشويه صورة الكشافة وعطاءاتهم وتضحياتهم، وذلك قبل حصول الاعتداء بساعة على الأقل، وقبل ظهور أي بوادر له"، مع التشديد على استكمال توزيع ما تبقى من قسائم بالتعاون مع البلدية.

أما المفاجأة، فكانت بوجود جهات مجهولة تسعى لاستغلال مرحلة توزيع المساعدات لتحقيق أرباح غير شرعية، عبر التزوير والغشّ. وكانت بلدية طرابلس لفتت إلى "وجود قسائم شرائية مزورة، تشبه إلى حد ما القسائم الموزعة من قبل البلدية"، وطلبت من "أصحاب المحال التجارية والسوبرماركات ضرورة التأكد من صحة القسيمة وطلب الهوية ومطابقة القسيمة بالأصل المتفق عليه". استشفائيًا، أشار رئيس مجلس إدارة المستشفى الحكومي في طرابلس ناصر عدرا لـ"المدن"، أن المستشفى أصبح جاهزًا لإجراء فحوص الـ PCR مجانًا، وقد أجرى حتى الآن نحو 45 فحصًا، تصدر نتائجها خلال 24 ساعة في مختبره، فيما تنتظر المستشفى في اليومين المقبلين إصدار تعميم لاعتمادها من قِبل وزارة الصحة، لإصدار نتائج الفحوص رسميًا، بشكلٍ يومي. هذا، ولا تزال حالة التعبئة العامة في طرابلس مستمرة، مع تسجيل خروقات كبيرة في المناطق الشعبية والأسواق وبعض الأماكن العامة، أمّا انهيار العملة مقابل الدولار بعد أن وصل إلى 3000 ليرة، فهو الحديث الشاغل في طرابلس، وتحديدًا أمام محلات الصرافين المكتظة، كما الحال في كلّ لبنان.

 

حزب الله في الجنوب: استعراض ضخم ومناورة ضد كورونا

حسين سعد/المدن/15 نيسان/2020

وعد حزب الله جمهوره بمناورة حية قريباً، تحاكي انتشار وباء كورونا وإجراءات مجابهته والحد من انتشاره. والمناورة، حسب مصادر الحزب الشيعي، لا شبيه لها في لبنان والدول المحيطة. وتظهر ضخامتها الميدانية قدرات طوارئ حزب الله، وخصوصاً في القرى والبلدات النائية ليطمئن أهلها.

خطة مسبقة

هذه هي خلاصة الجولة التي نظمها حزب الله للإعلاميين في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون الجنوبية، لإطلاعهم على جهوزية الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية في المنطقة الأولى، وهي تضم الأقضية المذكورة، حسب التقسيمات الجغرافية - الأمنية التي يعتمدها حزب الله. في مركز مؤسسة جهاد البناء بقرية دردغيا، وقد تحول مقراً لخلية أزمة لمواجهة وباء كورونا، عرض مسؤول المنطقة الأولى في الحزب عبدالله ناصر جملة من الإجراءات والتدابير التي يقوم بها حزبه بناء لتوجيهات أمينه العام السيد حسن نصرالله. فأكد ناصر أن خطة جهوزية حزب الله موضوعة مسبقاً ومركزياً، وهي معدة للحرب ضد إسرائيل. وقال ناصر: "نحن في حزب الله، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية والشرعية في الحرب على وباء كورونا، قمنا بإعداد خطة وسننفذها على أكمل وجه في منطقة الجنوب الأولى، التي يقطن فيها حوالى 500 ألف شخص و12 ألف عنصر من اليونيفيل، على مساحة 1300 كيلو متر مربع. ويتعاون حزبنا مع حركة أمل والقوى والفصائل الفلسطينية التي تواكب الانضباط والالتزام في المخيمات. ونحن لسنا بديلا عن الدولة ولا عن وزارة الصحة. والإجراءات والاستعدادات التي نقوم بها تحت سقف وزارة الصحة، ولمساندتها ومساعداتها في مواجهة هذا الوباء، الذي أظهرت غالبية الدول عجزاً وضعفاً في مواجهته حتى الآن".

20 ألف عائلة متضررة

وأعلن ناصر عن تجهيز 6 مراكز لعزل المصابين (تكون حالتهم مستقرة) بوباء كورونا، لتخفيف الضغط عن المستشفيات الحكومية وسواها. وتوزعت مراكز العزل هذه بين جويا وبنت جبيل وكفرا والخيام والحوش. المراكز تحتوي 203 أسرة، إلى جانب عدد من مراكز التشخيص الأولي للوباء. وكشف ناصر عن أن حزبه أحصى تضرر 20 ألف عائلة اقتصادياً من وباء كورونا في منطقته الأولى. وقد وزع حزب الله للعائلات المحتاجة الأشد فقراً أكثر من 17 ألف حصة تموينية، بلغت قيمتها مليار 132 مليون ليرة لبنانية.

150 سيارة إسعاف

وسبق زيارة الإعلاميين دردغيا، مشاهدتهم مناورة صحية لسيارات الإسعاف. فقد جمّع حزب الله في إحدى باحات آثار مدينة صور التاريخية، حوالى 150 سيارة إسعاف، بينها 55 سيارة للعزل تماشياً مع متطلبات كورونا، تابعة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية.

وقد استقدمت السيارات من مراكز القرى والبلدات الجنوبية، في إشارة إلى بدء التعبئة الصحية العامة لمواجهة الوباء. السيارات جميعها عادت إلى مواقعها، بعد الانتهاء من مناورتها، على وقع إطلاقها صافراتها في أرجاء مدينة صور. وهذا للإعلان أن طواقمها مجهزة تجهيزاً كاملا ومستعدة لما قد يكون الأسوأ. وتحدث عبدالله نور الدين، مدير الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية، عن وظيفة هذه السيارات الإسعافية وطواقمها في التصدي لوباء كورونا بكل الإمكانات المتوفرة. أما مركز التشخيص الأولي الذي استحدثته الهيئة في منطقة العباسية، فمجهز بطواقم طبية وتمريضية وسيارات إسعاف. وقد تولت إحدى الممرضات قياس حرارة الوافدين وتزويدهم بالكمامات والقفازات، قبل دخولهم إلى المركز، فيما تولى الطبيب المشرف عليه، فادي الأطرش، عرض لمحة عن جهوزية المركز للقيام بمهام التشخيص الإولي للمصابين.

ترابط الأزمات

وفي بلدة جويا جرى موقتا تحويل مركز العلاج النفسي وحالات الإدمان التابع للهيئة الصحية، إلى مركز للحجر الصحي للمصابين. وتولى الطبيب المسؤول عن المنطقة الأولى محمد سليمان، الشرح عن استعدادات المركز السريعة لاستقبال مصابي كورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة. وعرض دور الحزب في متابعة المحجورين القادمين من الخارج، وتوفير متطلبات النقل والاهتمام والمتابعة. ولأن الوضع الصحي وتداعياته مرتبطة بالوضع الاجتماعي، أطلع المسؤولون الحزبيون الإعلاميين على عمل اللجان الاجتماعية في مجمع الإمام الحسين في صور، والتي يعمل أفرادها على توضيب الحصص الغذائية والتموينية لتوزيعها على المحتاجين.

 

الحكومة اللبنانية ترتكب "مجزرة" مالية تحت جنح الجائحة

علي الأمين/العرب/15 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85124/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8-%d9%85%d8%ac/

استغلال جائحة كورونا لمزيد خنق اللبنانيين

صحيح أن جائحة كورونا يطفو همها على ما عداها من الأولويات، إلا أن مستقرها يحمل خطاً استغلاليا لها في لبنان ربما خلافاً لكل الكرة الأرضية. فالعهد وحكومته وساسته يتركون الشعب يواجه مصيره على “ما يقدر الله”، ما عدا بعض الإجراءات الشكلية المسيسة، والعبثية والفوضوية التي لا يُركن إليها، وتتفرغ تحت جنح الوباء إلى محاولة خنق انتفاضة اللبنانيين إثر سكونها المؤقت لاضطرار الشباب إلى الانسحاب من الشارع تحت وطأة الفايروس.

السياسيون الذين عرّتهم الانتفاضة وفضحت سرقاتهم لمقدرات الدولة وخزينتها، ظنوا أنه الوقت المناسب لخروجهم من القمقم الذي حشروا أنفسهم فيه تحت صيحات المنتفضين، وأنه آن الأوان للاقتصاص منهم وشفط ودائعهم وبالقانون.. “ما أدراك ما القانون”.

إذاً فإن عملية الانقلاب على انتفاضة 17 أكتوبر مستمرة في لبنان، حيث وفرت جائحة كورونا فرصة لاستكمال هذا الانقلاب من خلال استثمار إجراءات مواجهة هذه الجائحة في المزيد من تفعيل عملية الانقضاض على مطالب التغيير والمحاسبة عبر تعزيز سلطة القضاء من جهة، ولجم الهدر والفساد واستعادة ما تم نهبه من أموال عامة سواء كانت منقولة أو غير منقولة.

بداية الانقلاب تمثلت في الإتيان بحكومة، قيل إنها من مستقلين، لكن الواقع كشف مدى طواعية الحكومة للسلطة الحاكمة والمتحكمة بمفاصل السلطة والقرار، وبدا رئيسها حسان دياب، شديد الحرص على كسب رضا الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي حرص في المقابل، على رمي فتات الرضا في كل إطلالة من إطلالاته المتعددة خلال الشهرين الماضيين، فيما أكدت الحكومة في سلوكها السياسي والإداري، أنها تعمل وتتحرك تحت سقف التوجيه السياسي “للثلاثي غير المرح” بحسب توصيف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، للحلف الذي يديره حزب الله والذي يضم إضافة إليه رئيس الجمهورية ميشال عون وملحقاته ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحركته.

يترافق هذا الانقلاب المستمر مع أزمة غير مسبوقة معيشيا واقتصاديا، ترسّخت في عجز المودعين عن سحب ودائعهم من البنوك، وفي انخفاض قيمة العملة الوطنية إلى حدّ النصف مقارنة بما كانت عليه، بحيث كان سعر صرف الليرة اللبنانية خلال النصف الأول من العام الماضي يساوي ما يزيد قليلاً عن ألف وخمسمئة ليرة، ولامس اليوم سعره في السوق غير الرسمي نحو ثلاثة آلاف ليرة لبنانية. وأضف إلى هذا الانخفاض الذي أدى عملياً إلى سرقة نصف قيمة أموال المودعين بالليرة اللبنانية، فقد أدى انخفاض سعر العملة إلى “تشليح” موظفي القطاع العام والخاص إلى حدّ كبير نحو نصف رواتبهم.

لم تكتف الحكومة بالوقوف كشاهد على هذه المجزرة، التي كانت سببت المزيد من إغلاق أبواب المؤسسات الاقتصادية والتجارية الخاصة، وأدت إلى انضمام عشرات الآلاف من المواطنين العاملين، إلى صفوف العاطلين عن العمل، وجاءت جائحة كورونا لتضيف على البلاءات اللبنانية بلاءً من نوع جديد، وإنْ كان في مواصفاته وخصائصه من حيث الانتشار والإيذاء يشبه تلك السياسات السلطوية المتمادية في لبنان، والتي أدت إلى إفقار اللبنانيين وإلى تعطيل الحياة العامة والاقتصادية، وتصديع بنيان الدولة في سبيل تعزيز المافياوية كنموذج للحكم على حساب الدستور والقانون، وبالطبع على حساب الشعب.

لعل أخطر ما يطال لبنان اليوم، إلى جانب سياسة إدارة الظهر التي تمارسها الدول العربية تجاهه، هو ما يمكن أن يوصف بعملية انقضاض من قبل السلطة على أموال المُودعين، وهو سلوك يعكس ذهنية السلطة التي تأبى أن تنحو نحو إصلاح حقيقي، أي الذهاب نحو مكامن الفساد والنهب، لتتجه مجددا نحو الشعب في سبيل المزيد من نهبه ودائما بغاية حماية السلطة.

ما يمكن أن يُسمى انقلاباً أيضاً، يتمثل في سعي السلطة التي يديرها حزب الله إلى رسم معالم صراع سياسي وهميّ، بغاية الانقلاب على الاصطفاف الذي فرضته انتفاضة اللبنانيين، بين سلطة وشعب، فيما السلطة اليوم تفتعل رسم اصطفاف وهمي، بين سلطة سياسية حاكمة يمثلها “الثلاثي غير المرح”، في مقابل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف.

هذا الاصطفاف المصطنع، يجري تحميله أبعاداً دولية، بحيث يتم الترويج على أنه يمثل جبهتي واشنطن وطهران في لبنان، وهو توصيف يفتقد إلى الدقة؛ ذلك أن حاكم مصرف لبنان كما المصارف، لَيْسَا خارج السلطة ونفوذها، فالمصارف تكتسب قوتها ونفوذها من كونها تمثل تحالفاً عميقا بين رجال السلطة ورجال المال، فيما الحاكم ليس إلا مُنفذا لتوجهات الحكومة والسلطة التي طالما كان مستجيباً لمتطلباتها في توفير الاستدانة لها من أموال المصارف التي هي في الأصل أموال المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين في هذه المصارف.

إعادة رسم معادلة الاصطفاف السياسي على هذه القاعدة الوهمية، تستبطن في جوهرها، ضرب الانتفاضة كما بدا واضحاً، واستكمال الانقلاب عليها، واستدراج تسوية مع الأميركيين تتيح استمرار قبضة إيران على المعادلة السلطوية في لبنان.

يبقى أن ما تحاول إيران فعله من خلال حزب الله، هو إعادة إنتاج معادلة السلطة شكلاً، أي المحافظة على نفوذ ولو محدود للقوى السلطوية الطائفية، ولكن من دون المسّ بدور الوصاية والنفوذ الإيرانيين. وهذه محاولة تعني أن خيارات الإصلاح في لبنان غير مطروحة على بساط البحث، فأقصى ما يمكن أن يقدمه حزب الله للبنانيين، هو وعود التخفيف من مستويات النهب للمال العام، والمزيد من الإفقار، على قاعدة أن البقاء في السلطة هو أثمن ما يمتلكه الحزب اليوم، والإفقار هو أحد وسائل السيطرة، بل سبيل لاستمرار النفوذ، وسلطة لا تقوم على قواعد الدستور والقانون والانتماء الوطني، بل على الاستئثار ومصادرة القرار والاستفراد.

من هنا يبدو واقعياً في أهداف السلطة خيار الاقتطاع من الودائع في المصارف، بعدما تمّ تهريب أو سحب 18 مليار دولار تقريبا خلال العام 2019 من الحسابات إلى الخارج، وهي في معظمها لكبار المودعين، أي من الذين أدركوا أن الانهيار المالي حاصل في لبنان، على الرغم من التطمينات الكاذبة التي كان يطلقها حاكم مصرف لبنان عن وضع الليرة المستقر.

الأموال التي أُخرجت من لبنان هي التي تحظى برعاية السلطة وأقطابها وبشراكة منها أيضاً، وما بقي من ودائع في لبنان جرى تجميده، وتحوّل إلى رهينة بيد السلطة التي قررت الاقتطاع منه وهي اليوم تنظم هذه العملية من خلال إكراه الشعب على التسليم بنهبه مجدداً، لصالح وصاية خارجية وإدارة “مافياوية” لا تنتمي في تفكيرها وسلوكها إلى نموذج الدولة، ولا إلى فكرة الدستور والقانون.

 

الوحوش الجدد

النهار/جهاد الزين/14 نيسان/2020

ليس لدينا آل روتشيلد بين أصحاب المصارف اللبنانيين. أفترض لو كانت هناك عائلة أو تكتل مالي مسيطر ويكون معنياً بمستقبل دولة لبنان، وليس أسيراً لمصالح ضيقة على طريقة" أضرب واهرب" كما هي حال أصحاب المصارف اللبنانية حاليا، لو كان لدينا آل روتشيلد لما كانوا سمحوا بأن تستمر اللعبة الفضائحية الحالية الجارية بين أغلبية الشعب اللبناني المنهوبة ثرواته وبين هذه الحفنة غير العريقة التي ترقص لتدويخ اللبنانيين العاديين الذين يريدون إنقاذ مدخراتهم.

أسمح لنفسي بأن أضيف عامل غياب العراقة في التركيبة الراهنة للرأسمالية اللبنانية، وتكتل المصارف أقواها على الأرض اللبنانية، كعامل اقتصادي في المعالجة الراهنة لأزمة تهريب أموال اللبنانيين إلى الخارج لصالح حفنة معدودة من السياسيين والمصرفيين. أضيف هذا العامل، غياب العراقة عن البيوت المالية اللبنانية الحالية، حتى لو أثرتُ غضب أصدقائي من المحللين الاقتصاديين.

كان التحليل القديم لليساراللبناني أن البورجوازيةاللبنانية هي بورجوازية غير وطنية لأنها بورجوازية خدمات للخارج. هذا كلام مضى عليه الزمن. اليوم البورجوازية اللبنانية هي بورجوازية لا تحمل أي مشروع بعكس ما حمل أمثال ميشال شيحا وإميل إدّه وهنري فرعون وإميل البستاني وغيرهم مشروع الكيان اللبناني واقتصاده الليبرالي. من هم هؤلاء الطفيليون الذين سيطروا على القطاع المصرفي في غفلة من الحرب الأهلية وأنشأوا ما سيتبين أنها دكاكين لا مصارف. كان آل روتشيلد في أوروبا عنوان النفوذ العابر للدول - الأمم الناشئة. لكنهم وهم يدعمون القوى الحاكمة الجديدة، لاسيما بعد إطلاق شرعة مساواة اليهود بالمواطنين الآخرين إثر الثورة الفرنسية، كانوا يساهمون في زيادة الثروة الوطنية في الدول التي يعملون فيها. إلى حد أنهم اتُهِموا بتمويل بعض حروب التوسع الإمبريالي خارج حدود الدول العظمى التي قامت بهذا التوسع. وإذا كانت لا تجوز المقارنة بسبب الفارق الضخم للأحجام، يمكننا في هذا السياق استذكار - لا مقارنة - الرواد اللبنانيين من المستثمرين الذين فتحوا أسواق الخليج وإفريقيا في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم.

لا يمكن فصل انحطاط النشاط المصرفي عن انحطاط السياسيين. المصرفي الكبير (غير الموجود الآن) يعمل لمواجهة رجل السياسة حين يتجاوز حدوده ويصبح مسيئا للمصلحة العامة. في لبنان يلجأ المصرفيون للاختباء وراء حماية السياسيين لهم. فتحت غطاء القانون، ومسرحية التدويخ الدائرة، تجري حماية أكبر عملية نهب، على الأقل في تاريخ الشرق الأوسط ضحاياها في الواقع ليس فقط اللبنانيين من أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة (بتنا نحتاج إلى إعادة تعريف حجم الوديعة الصغيرة) بل أيضا هم سوريون وعرب.

كل ما يحدث حالياً من بهلوانيات، وآخرها "الخلاف" على مصير الودائع قبل أن تتضح الخطة الرسمية وقبل ذلك فرز "صغار المودعين" وتوليد فئة تحت الثلاثة آلاف دولار هم عموما الذين وطّنوا رواتبهم ولم يودعوا مدخرات، هدفه تغطية الهروب الشهير لأموال السياسيين والمصرفيين إلى الخارج ولاسيما في أيلول المنصرم. المدهش أن شعباً بكامله لم يستطع الوصول إلى لائحة المهربين لأموالهم- أموالنا لأن أحداً من كبار المسؤولين لا يريد كشفها. يريدون إقناعنا أن حاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف يستطيعان عدم كشف لائحة المهربين لأموالهم لو أراد السياسيون إرغامهم على الكشف.

خسر اللبنانيون الوسطُ ودون الوسطِ ودائعَهم في لحظة اكتمال تشكّل فيروس مصرفي قاتل. اليوم من يعينهم على استرداد حقوقهم، وكل ما يدور يرمي إلى استنباط تغطيات مالية للنهب؟

المفارقة الكبيرة أن تفشي فيروس كوفيد 19 قد خلق نوعاً من الانضباط في البلد يشارك فيه الضحايا واللصوص معاً. توقفت الثورة. وجدت المصارف حجتها لشبه الإقفال العام. حجة "التباعد الاجتماعي" الصحيحة صحيّاً، لكي تخفف أو تلغي الضغط الشعبي عليها. خلق كورونا قضية عامة ملحة لبلد ضعيف منهوب.

 

نعم هناك بدائل

بشارة شربل/نداء الوطن/14 نيسان 2020

ليس صحيحاً ان كل الحلول للأزمة المالية الاقتصادية توجب قصّاً من ودائع المواطنين أو توزيعَ خسائر يطال الجميع. ومن نَكَد الدهر أن المتسبّبين بالكارثة التي وقع فيها الشعب اللبناني يتصدرون اليوم مهمة معالجة ما اقترفته أيديهم، عبر أداة فرضوها بالقوة على الناس متنكّرين لشرعية ثورة 17 تشرين.

تطلق حكومة حسان دياب (لصاحبتها قوى "8 آذار") البالونات، وتختبر ردود الفعل، لكن الأكيد ان مسوَّدة خطتها انعكاسٌ لسواد نيتها تجاه المواطنين الصالحين الذين أودعوا المصارف جنى تعبهم، في مقابل ذُلها ازاء السارقين الناهبين سياسيين ومصرفيين وفاسدين الذين يجب ان يعيدوا ما سرقوه مباشرة أو عبر الصفقات و"الهندسات" والخزعبلات. الثقة ثم الثقة، شرط أي نهوض اقتصادي. فأزمة كورونا ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، وسيعود الاقتصاد اللبناني مراهناً وبشكل أساسي على تحويلات المغتربين وعلى نشاطه السياحي. أما "زراعة العدس والفاصولياء" لتعديل موازين الموازنة والانتقال من الريع الى الانتاج، فهي رغم ضرورتها، وَهْمية الى حد كبير. لن تعود الثقة، إذا سُلب أي جزء من أموال المودعين، وسيغرق لبنان مجدداً في دوامة الاستدانة والعجز والركود من غير نور في نهاية النفق. فالدول التي استعانت بصندوق النقد الدولي أو بمؤسسات الاقتراض العالمية لحل أزمات شبيهة قامت أولاً وقبل كل شيء بإصلاحات جوهرية اقتصادية ومالية ونقدية تحت عين وعباءة قضاء نزيه.

لا يحتاج اللبنانيون الى زحمة شركات عالمية وخبراء ومستشارين ليتبينوا الطريق الذي يجنبهم كأس "السطو" على أموال المودعين وليدركوا ان الإصلاحات الجدية هي البديل. وإذا كان الحديث عن وجوب ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية والجمارك وإلغاء التوظيف غير الشرعي وغيرها من مناحي الهدر بات مكروراً، فإنّ عملية الانقاذ لا بدّ من أن تعتمد على تحريك الأصول الجيدة والموجودة التي تملكها الدولة والمهملة أو المتروكة نهباً لشذاذ الآفاق وقوى الأمر الواقع، كونها ذات قيمة قابلة لإدخال مردود أو للتسييل.

الخصخصة، وصفة مجرَّبة وصالحة بالتأكيد. لكنها لا تعني أبداً وضع اليد بالمحاصصة على أي مُلك عمومي. هي الخصخصة المعتمَدة في بلدان كثيرة والمتمثلة بالشراكة الفعلية مع القطاع الخاص، وعندنا ممكنةٌ في مجالات الكهرباء والاتصالات والكازينو والميدل ايست وربما الأملاك البحرية، وهي مجالات منتجة وقادرة على إدخال أموال تعدل العجز وتحرك الدورة الاقتصادية. نعم هناك بدائل. ويعرف المختصون أصنافاً منها أكثر مما ذكرناه بكثير. لكن إرادة السلطة غائبة وتدور في حلقة مفرغة. فكيف لمن استأثر ونهب وفصَّل قوانين انتخاب واحتل المناصب وأثرى على حساب الشعب ان يغيّر عاداته ويتوقف عن التنعّم بمكاسبه؟ وكيف لمن باع السيادة والحدود مقابل النفوذ والشراكة بالفساد ان يقبل بالعودة الى حجمه الطبيعي؟ وكيف لمن يعمل لمحور إقليمي ان يعود الى لبنان والحضن العربي؟ انها معركة كل اللبنانيين اليوم، وعنوانها إفشال سرقة ودائعهم وفرض الإصلاح الحقيقي. واللبنانيون قادرون على خوض هذه المعركة، ليس لأنهم أقوياء بحقهم فحسب، بل لأن خصمَهم سلطةٌ، مشروعُها تشريع السرقات، ومشروعيتُها مسوَّدة تثير الاشمئزاز.

 

«قِمِع» تصفير الخسارة يبدأ من فــوق

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 14 نيسان 2020

يعود مجلس الوزراء اليوم الى مناقشة «خطة الإصلاح المالي»، بعد جلسة الخميس عُرضت فيها خطوطها العريضة. في الجلسة الأولى طُلب من الوزراء وضع ملاحظاتهم عليها، استكملت جمعها أمس الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على أن تبدأ مناقشتها اليوم

من غير المؤكد أن مناقشة «خطة الإصلاح المالي» ستنجز في مجلس الوزراء اليوم، وقد تحتاج الى أكثر من ثلاثاء وخميس لبتّها. كان قد اقترح على رئيس الحكومة حسان دياب، بعدما عرض الخطة على المجلس، تأليف لجنة وزارية تجوجل ملاحظات الوزراء وتستخرج منها قواسم مشتركة. بيد أنه فضّل وضع الخطة برمتها مع الملاحظات على طاولة مجلس الوزراء مجتمعاً، ومناقشتها بنفسه توصلاً الى الصيغة النهائية.

في وقت سابق، في جلسة الخميس الفائت (9 نيسان)، تذمر بعض الوزراء من عدم إطلاعهم على المسوّدة، بعدما أعدّها فريق ضم وزير المال غازي وزني والمدير العام للوزارة آلان بيفاني ومستشارون وخبراء بإشراف رئيسَي الجمهورية والحكومة. في مراحل إعدادها حضر وزراء وغاب آخرون أو لم يُدعوا أو لم يأخذوا علماً بها، فتململوا وأبلغوا الى دياب استياءهم من عدم مشاركتهم في صوغ المسودة. بينهم مَن عدَّ ما سمّاه إبعاده، كأنه يستهدف فريقاً سياسياً أو طائفة، وتالياً فرض الخطة عليه. انتهى الأمر برئيس الحكومة الى التأكيد لوزراء حردوا أنه سيضع المسوّدة أمام مجلس الوزراء كي يناقشها أعضاؤه فرداً فرداً.

رغم أن أكثر من جهة رسمية تجزم بأن العناوين المعلنة للخطة لا تعدو كونها مسودة، بيد أن المشاركين في وضعها يتحدثون عن السجال الأكثر تعقيداً واستعصاءً على الحل، حتى الآن على الأقل، وهو: مَن يقتضي تحميله القسط الأوفر من الخسارة المالية والنقدية التي تكبّدتها الدولة؟

في ما هو شائع منذ الكشف عن الخطة، وقد ترك سلفاً تداعيات سلبية واعتراضات بالجملة، أن المودعين الصغار سيكونون كبش محرقة فعلياً، نيابة عن المودعين الكبار والطبقة الحاكمة نفسها، بغية تحميلهم هم الخسارة الفادحة المقدرة بـ 90 مليار دولار وتصفيرها. وهو ما عناه اللجوء الى «haircut».

لم يفضِ الجدل داخل حكومة دياب وخارجها ــــ وكانت النبرة الأعلى لرئيس مجلس النواب نبيه بري في رفض قصّ الودائع الصغيرة ــــ الى حسم الخيارات المتاحة. يحمل هذا الجدل المشاركين في وضع الخطة على القول إن المطلوب الجدي في المعالجة استخدام أسلوب «القِمِع» في توسّل القص الذي لا بد منه للتصفير، بحيث يُحمّل القسط الأكبر من الخسارة الجهة الأكثر تسبباً فيها وهي السلطة نفسها بالطبقة الحاكمة ذاتها التي لم تتغير منذ عقود. كان قد طرأت تعديلات على أوزان الطبقة تلك نجمت عن تعديل في موازين قوى داخلية ترتبت على ما حدث عام 2005: دخول حزب الله للمرة الأولى في الحكومة، وكذلك حزب القوات اللبنانية بحصة أصغر، وحزب الكتائب بحصة أصغر فأصغر، تبعه التيار الوطني الحر عام 2008 كشريك فعلي كامل المواصفات في المحاصصة والانضمام الى لعبة الإهدار والتقاسم. مذذاك توالت حكومات الى أن أعلنت ــــ أو أوشكت ــــ الدولة اللبنانية إفلاسها وإفلاس مصرف لبنان مع انهيار شبه كامل للاقتصاد والليرة. على نحو كهذا، تبعاً لأصحاب هذا الرأي، يقتضي إلقاء هذه الطبقة في الفوهة العريضة لـ«القِمِع» كي تتحمّل القسط الأوفر من تصفير الخسائر، كونها تمثل أصحاب الأموال المنهوبة وأصحاب الأموال المهرّبة، من ثم في الوسط توضع المصارف بمساواتها نحو 21 مليار دولار لم يخلُ أداؤها من ارتكابات مشينة، انتهاءً بالقعر الضيق لـ«القِمِع» كي يرقد فيه بالحصة الصغرى المودعون الصغار. عبّر عن وجهة النظر هذه رئيس الجمهورية ميشال عون في اجتماعات مغلقة، مبدياً انزعاجه لتحميل عهده تداعيات ثلاثة عقود من الإهدار المنظّم والارتكابات والفساد والسرقات. الى اللحظة ليس الرئيس في وارد «بلع» أي فكرة قصّ يطاول الودائع الصغيرة، وبكثير من القلق ينظر الى الفئة الأكثر تأثراً التي هي الطبقة الوسطى وأكثر من يمثلها الأسلاك العسكرية والأمنية والعاملون في المهن الحرة، ناهيك بالطبقة الفقيرة.

في الجانب الإيجابي من الخطة، وفق هؤلاء المشاركين، أن الركائز الست الأساسية التي تعتمدها، وهي إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف والديون والإصلاح المالي والخطة الاقتصادية للقطاعات المنتجة وشبكة الأمان الاجتماعي، مضافاً إليها خفض سعر الليرة اللبنانية، كفيلة بإقناع الدائنين الخارجيين والداخليين (سندات اليوروبوند وسندات الخزينة) بالموافقة على «قصّ» من الديون المترتبة على الدولة اللبنانية التي تطمح الى الأقصى ــــ وقد لا يحظى بالقبول ــــ وهو شطب 70% منها. وهو العنوان الرئيسي الذي تتوخاه الخطة، بغية إظهار سعي الحكومة اللبنانية الى إصلاح جدي موثوق به.

الطبقة المسيطرة بصفتها أصحاب الأموال المنهوبة والمهرّبة أجدر من يتحمّل الحجم الأكبر من التصفير

كانت الخطوة الأولى إعلان لبنان تعليق تسديد السندات الدولية المقدرة بـ 30 مليار دولار، تستكمله خطة الإصلاح التي يدافع عنها واضعوها انطلاقاً من أخذها في الاعتبار الأرقام المالية المتوافرة، زائداً الملاحظات التي أبداها الاستشاريان المالي والقانوني، زائداً بعض اقتراحات عرضها وفد صندوق النقد الدولي عندما زار لبنان الشهر المنصرم. لم تأخذ الخطة باقتراحات أخرى لصندوق النقد، عندما تحدث عن إجراءات بالغة الصرامة لسنتين بغية تعويم الوضع النقدي اللبناني، قابلها المسؤولون اللبنانيون الذين قابلوه، وأخصهم عون ودياب ووزني، بتعذر تطبيقها ــــ وإن لسنتين شاقتين فحسب ــــ جراء القدرات المتهالكة للبنانيين، ولا سيما منهم الطبقتين الفقيرة والوسطى. مع ذلك، لا يسع واضعي الخطة إهمال الإشارة إلى صندوق النقد، على أنه «المرجعية الدولية الوحيدة القادرة على مدّ لبنان بمساعدات مالية، وضخّ سيولة كبيرة فيه، هو ما يحتاج إليه في الوقت الحاضر».

 

لبنان والسطو على أموال المودعين

مصطفى عبد السلام/العربي الجديد/14 نيسان/2020

كأن المتعاملين مع البنوك اللبنانية يحتاجون إلى أسباب ومحفزات إضافية لتهزّ ثقتهم أكثر وأكثر بقطاعهم المصرفي، وتوسّع الهوة بينهم وبين هذا القطاع الحساس الذي من المفروض أن يكون الحارس الأمين لمدخراتهم وأموالهم و"تحويشة" عمرهم.

وبدلاً من أن تفك البنوك القيود الشديدة المفروضة على عملية سحب مدخرات العملاء وتعيدها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، ويتوقف مصرف لبنان المركزي عن السطو على جزء من الودائع عبر إرغام المودعين على سحب أموالهم التي تقلّ عن 3 آلاف دولار أو أقل بالليرة اللبنانية وبسعرها الذي فقد نحو 50% من قيمته، راحت حكومة حسان دياب تسكب الزيت على النار عبر التلويح بالسطو على جزء من الودائع، في إطار ما سمّته بخطتها لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي المتردي، الذي دفعها إلى التوقف عن سداد كل الديون الخارجية.

حسب مسودة خطة حكومية كشفت عنها وكالة رويترز نهاية الأسبوع الماضي، يحتاج لبنان تمويلاً خارجياً من 10 إلى 15 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لمساعدته على اجتياز أزمته المالية الحادة، إضافة إلى "مساهمة استثنائية من كبار المودعين في المصارف"، في إطار إجراءات للتعامل مع خسائر فادحة في النظام المالي.

وهذه الخطة، كما تقول الحكومة، تأتي ضمن إجراءات أخرى صعبة لإعادة هيكلة مصرف لبنان المركزي والبنوك التجارية وتأسيس صندوق خاص لتعويض خسائر المودعين الناجمة عن إعادة الهيكلة. وفي تفاصيل الخطة أيضاً، فإن الحكومة اللبنانية ستصادر 10% من أموال كبار المودعين، فيما ستبقى أصول 90% من المودعين محفوظة، كما ذكر رئيس الوزراء.

تأتي هذه الخطة "الجهنمية" للحكومة بعد أيام قليلة من تأكيد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لمحافظ البنك المركزي رياض سلامة إن ودائع الناس في البنوك "من المقدسات" ويجب عدم المساس بها. لبنان هنا يكرر تجربة قبرص حينما سطت حكومتها قبل 7 سنوات على نحو نصف أموال المودعين. فعندما واجهت الدولة الأوروبية أزمة مالية عنيفة في عام 2013، أدت إلى تعثرها في سداد ديونها الخارجية، قرر البنك المركزي القبرصي اقتطاع نسبة 47.5% من أموال المودعين في بنك قبرص، الذين تتجاوز أرصدتهم 100 ألف يورو، في إطار تنفيذ خطة أطلق عليها ساعتها "خطة الإنقاذ الأوروبية"، وكان الاقتطاع إجراء غير مسبوق في منطقة اليورو. لم يقف الأمر لدى حكومة قبرص وقتها عند حدود مصادرة نصف الودائع، فمقابل الحصول على قرض بقيمة 10 مليارات دولار عرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وافقت حكومة قبرص على تصفية "بنك لايكي"، البنك الثاني في البلاد، وإعادة هيكلة بنك قبرص، البنك الأول.

ما تفعله حكومة دياب في لبنان هو نوع من الانتحار المصرفي والاقتصادي والمالي قد يقضي على ما بقي من صدقية للقطاع المصرفي اللبناني ويهزّ الثقة به، وقد يؤدي إلى سرعة وتيرة تهريب الأموال إلى الخارج في حال فكّ القيود المفروضة على عمليات السحب.

بل ما تفعله الحكومة من مصادرة جزء من أموال أصحاب المدخرات هو نوع من المكافأة للنخبة الحاكمة الفاسدة التي نهبت أموال البلاد وهربتها إلى الخارج، وعندما تحين لحظة العلاج، وبدلاً من استرداد الحكومة الأموال المنهوبة والمهربة من قبل النخب الحاكمة، تضع السلطة الحاكمة يدها في جيب المودعين وتسطو على جزء من أموالهم. ما يحدث في لبنان أمر في غاية الخطورة، فهو يكسر القاعدة المتعارف عليها وهي أن البنوك المركزية ضامنة لأموال المودعين، أصحاب المدخرات قد يتفهمون وضع قيود على أموالهم، أو حدود لعمليات السحب النقدي في حال حدوث أزمات مالية كما حدث في اليونان والأرجنتين وغيرها، لكن أن تسطو الحكومة على جزء من أموالهم، فهذا يعد هز ثقة في القطاع المصرفي بالكامل.

 

 «هندسة مالية» فاشلة تطــيح الـ«هيركات»

جورج شاهين/الجمهورية/14 نيسان/2020

أدى الاهتمام بجائحة «كورونا» الى مقاربة الملفات الأخرى بقليل من الاهتمام، وهو ما أوقع البعض في أكثر من منزلق. فالنقاش الذي دار حول حجم «الهير كات» المطروح في الورقة الاقتصادية للحكومة أو في تقرير «لازارد» تسبّب باللغط الحاصل، وهو ما سيسمح للحكومة بالتنصّل من اقتراحها لتلقي التهمة على التقرير. وعليه، هل انّ ما حصل كان نتيجة هندسة حكومية مالية ناجحة أم فاشلة؟ قد يكون من غير المنطقي أن يختلط على البعض ما هو مطروح من عملية "هير كات" واسعة النطاق بين ما تقول به الحكومة في برنامجها الاقتصادي الذي تعدّه من جهة وما اقترحته مؤسسة "لازارد" المالية الدولية. لكن ما هو منطقي انّ هناك مَن أتقنَ نصب "الفخ" بين الكشف عن بعض ما هو مقترح في الورقة الاقتصادية من مخارج وحلول للأزمة المالية في لقاء للاعلاميين الاقتصاديين أعَدّت له السراي تزامناً مع تسريب تقرير "لازارد" لإجراء عملية جس نبض لردّ فعل اللبنانيين تجاه ما هو مطروح من اشكال "الهير كات" والعمليات المالية المشابهة، من أجل معالجة عجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها الداخلية والدولية تجاه دائنيها والتعويض عن الخسائر التي مُني بها مصرف لبنان أملاً في تحقيق التوازن المالي المفقود في المالية العامة واعادة رسملة المصارف المهددة بالتعثر.

وبعيداً من منطق المؤامرة، فإنّ الحديث عن إحياء فكرة "الهير كات" رغم طمأنة المراجع المالية والنقدية المعنية ومن رعى تشكيل هذه الحكومة، الى استبعادها على اساس انّ ودائع اللبنانيين خط أحمر، وجب الانطلاق من مشروعين حديثين طرحا الفكرة، وهما:

- الأول تجلّى بما تضمنته الورقة الإقتصادية التي قدمتها الحكومة للصحافيين الاقتصاديين عصر الجمعة الماضي في السراي الحكومي. فقد تجرّأت في مكان ما، وتحديداً في صفحتها الـ19، على التمييز بين 90 % من المودعين الذين لا يمكن المَس بودائعهم ونسبة الـ 10 % التي يمكن البحث في فرض قطع محدّد منها وللاحتفاظ بها أمانة لقاء سندات لإعادة رسملة المصارف ربما او إشراكهم في رأسمال "الصندوق الوطني" المزمع تشكيله، ليجمع املاك الدولة اللبنانية لإدارة المرحلة المقبلة بكتلة نقدية وازنة يمكن ان تشكّل سنداً تعوّض الخسائر التي منيت بها الدولة اللبنانية.

- الثاني تجلى بما تضمنه التقرير الذي أعدّته مؤسسة "لازارد" المستشار المالي للحكومة اللبنانية المكلفة الدفاع عنها في المفاوضات المزمع إجراؤها مع حاملي سندات "اليوروبوندز"، والذي سرّبته جهات رسمية قبل يوم على جلسة مجلس الوزراء، والحديث عمّا تضمنته ورقة الحكومة. فقد اقترح تقرير المؤسسة الذي رفع الى المسؤولين سراً تنفيذ عملية "هير كات" قاسية تتناول 60 % من ودائع 10 % من اللبنانيين هم اصحاب الحسابات المصرفية التي تزيد على 100 ألف دولار اميركي او ما يماثلها من العملات الأجنبية، والذين يمتلكون 90 % من رأسمال المصارف اللبنانية وموجوداتها المسجلة في اجهزة المعلوماتية او على الورق بعد افتقاد ما يفيض عن 70 % منها نقداً. ولم تحدد الورقة المدى الذي يمكن تطبيق هذه العملية فيه كحد أقصى، ما يعني انها ربما ستكون لأجل غير مسمّى والى حين اعادة تكوين المؤونة المالية الكافية لترميم الوضع الاقتصادي والمالي للدولة اللبنانية ومؤسساتها.

ورغم سعي بعض أهل الحكم والحكومة الى نفي التهمة التي ألصقت بها جرّاء اللجوء الى عملية "هير كات" عبر بعض السياسيين والمسؤولين، فقد سعى بعض المراجع الرسمية الى إحالة التهمة بارتكاب "الجريمة الكبرى" في ورقتها الاقتصادية، فحاولت تجييرها الى تقرير مؤسسة "لازارد" رافعة عنها مسؤولية البحث في الفكرة. ولمّا دعا البعض منهم المنتقدين الى إثبات وجود كلمة "هير كات" في ورقتها الاصلاحية، فقد تناسوا او لم ينتبهوا الى مضمون الدردشة التي جرت على هامش جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي بين رئيس الحكومة والصحافيين عندما كرّر القول انّ 90 % من الودائع لن تمس، وهو ما يقود تلقائياً ومن دون ذِكر عبارة "هير كات" الى انّ العملية المحتملة ستطاول الـ 10 % الأخرى منها.

والى هذا التناغم في شكل ورقتي الحكومة و"لازارد" ومضمونهما وتوقيت نشرهما وتسريبهما معاً، فقد ظهر للخبراء الماليين في وضوح توحيد الأرقام في ما بينهما. فالورقتان تحدثتا عن أرقام الخسائر عينها تقريباً وبفوارق ضئيلة. فهما تحدثتا عن تقدير اولي للخسائر في القطاع المصرفي تُقارب 82 او 83 مليار دولار. وان كانت موجودات المصارف وما يمكن ان يؤمّنه مالكوها بما يقارب الـ20 ملياراً منها، فإنّ الخسائر التي يجب جمعها من اصحاب الودائع تتراوح بين 62 و63 ملياراً من الدولارات. ولذلك، أليس غريباً ان تلتقي الورقتان عند القراءة عينها؟ فالأرقام الموحدة لها قراءة واحدة تقود الخبراء الى اكتشاف محاولة اهل الحكم تَعمية اللبنانيين وجَس نبضهم حيال عملية الـ"هيركات" التي تعد الأكثر سهولة لإعادة لملمة خسائرها من دون اللجوء الى خطوات قد تكون أصعب.

فقد كان واضحاً انّ البحث في الـ"هيركات" ومصادرة اموال اللبنانيين الذين وضعوا على جدول واحد بين من تَعب للحصول على ماله ومن سَرق المال العام، لا تجوز قبل استنفاد الوسائل الأخرى التي يمكن ان تستعيد من خلالها المال المهرّب والمنهوب تزامناً مع إقفال أبواب الهدر المفتوحة في مشاريع مجلس الانماء والاعمار والصناديق المشبوهة والكهرباء والطاقة وضبط الحدود ووقف أعمال التهريب والتسرّب الضريبي وإعادة جمع الرسوم المتوجبة على شاغلي الأملاك العمومية قبل البحث في مَس ودائع الناس. ما يُجمع عليه اللبنانيون، خبراء ومراقبين، يقول انه وفي ظل الإمكانات المحدودة التي تمتلكها الحكومة تبدو انها عاجزة عن القيام بالحد الأدنى مما هو مطلوب منها لحماية الامن الغذائي للبنانيين ولمواجهة ما هو متوقع من استحقاقات مالية واقتصادية تَلي تطويق ازمة "كورونا". وإن برّر لها البعض الفشل المقدّر من اليوم نتيجة ولادتها في ظروف الحصار الإقتصادي والديبلوماسي والمالي الذي يتعرّض له لبنان، فإنه ليس من السهل السكوت على محاولتها التهرّب من تهمة اللجوء الى الـ"هير كات" في خطة سريعة ظَنّتها عن خطأ انها سهلة لحصاد ما تحتاجه من مال. ولَمّا ظهرت محاولة الربط لتعمية اللبنانيين والمجتمع الدولي بين تقريرها وتقرير "لازارد" تبيّن انها كانت "هندسة مالية فاشلة" وما عليها سوى البحث عن سواها.

 

 

هل يعيد لنا «كورونا» عقولنا؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

هل يفتح وباء «كوفيد- 19» الباب لإعادة الاعتبار للعقلانية في العالم؟

إذا كانت من ميزة للعقد الماضي؛ فهي تمكن الشعبويات والوطنيات العصبية والعداء الحار للنخب وأهل الاختصاص وللنخب الحزبية التقليدية والدولة وأجهزتها عموماً؛ من الرئيس دونالد ترمب إلى «بريكست»، ومن ناريندرا مودي في الهند إلى جايير بولسونارو في البرازيل.

الافتراض الأعمّ في العالم اليوم أن الفيروس يصبّ مياهاً كثيرة في طاحونة الشعبويين. مَن كان متأكداً من «لوثة» الغرباء والمهاجرين، فسيزداد قناعة بمحاسن الانغلاق على الذات. وبعض مَن كان على حافة الإيمان؛ فسيقفز بحماس ملتهب إلى أديان الشعبوية ومذاهبها الشتى. الأزمات الاقتصادية المتوقعة في أعقاب الجائحة، والاضطراب المهول في آليات الإنتاج والتجارة، تشجع على الافتراض أن ما كان سائداً قبلها سيتفاقم. ترمب لم يتردد في إسقاط الجنسية الصينية على الفيروس. والاعتداءات التي سُجلت ضد آسيويين في أكثر من مدينة صارت مادة للتشاوف على منصات «السوشيال ميديا» ومادة تعبئة في حرب حضارات افتراضية. أما ازدهار نظريات المؤامرة، فلم تبقَ عند حدود الحكايات الشعبية؛ بل استلّتها دول وحكومات من جعبها ووظّفتها في الحروب السياسية والجيوسياسية المتفرعة عن الجائحة.

ذهبت الصين إلى حد اتهام واشنطن بالمسؤولية المباشرة عن إنتاج الفيروس ونشره. مثلها فعلت إيران. أما روسيا فاتهمت دولاً عدة من التي انشقت عن الاتحاد السوفياتي السابق بالمسؤولية عن الفيروس. أمام هذا السيل؛ كيف يمكن الافتراض أن العقلانية ستجد لنفسها مسارب إلى الشأن العام وإلى سلوك الناخبين؟

الجواب المختصر يكمن في صورة الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري الصحة في الولايات المتحدة و«القائد الأممي» للحرب على «كورونا». صارت صورة الرجل الضئيل المتواضع صورة القوة والطمأنينة للعالم، وتحولت مؤتمراته الصحافية وتعليقاته إلى مادة لعناوين الأخبار حول الأرض... الرجل الضئيل الذي يصحح على الملأ أخطاء «قائد العالم الحر» وهفواته، والخبير المروّض للرئيس الأميركي الذي يخاطب الدول والعواصم بأعلى مستويات الفوقية، حتى بات يحتاج إلى حراسة أمنية فيدرالية مشددة من اعتداءات محتملة قد يتعرض لها من قبل أنصار ترمب.

سبق لفاوتشي أن كان صورة البطل الأميركي في الثمانينات، حين قاد الحملة العلمية والإعلامية ضد مرض الإيدز. لكن إعلام اليوم، والهواتف الذكية، ومنصات التواصل الاجتماعي، أخرجته من المسرح الأميركي إلى العالم، ومنحته سمعة وسطوة كونيتين.

فاوتشي ليس رئيساً لدولة أو حزب أو قائداً لتيار أو ثائراً أممياً أو إرهابياً عالمياً ممن كانت صورهم تملأ الصحف وشاشات التلفزة.

فاوتشي هو الخبير الذي تمقته الموجة الشعبوية وتمقت علمه ونخبويته وتكيل لمن مثله كل أشكال التهم، وهو النقيض الموضوعي لـ«آيديولوجيا الحقائق البديلة» أو «ما بعد الحقيقة»؛ المصطلح الذي حاز مرتبة «مصطلح العام» بحسب قاموس «أكسفورد» عام 2016. وهو أيضاً ممثل المجموعة التي شهدت التراجع الأكبر في تاريخ الحداثة بوصفها مجموعة العقل في مقابل مجموعة العاطفة والسلوك. على ضفتي هذا السجال كتابان؛ «التنوير الآن» لستيفن بينكر، و«الدول العصبية» لويليام دافيس. يساجل بينكر بأن التنوير البادئ منذ القرن السابع عشر والقائم على تحديد معايير علمية صارمة للحقيقة والدور المركزي للعقل، صيرورة مستمرة. غالباً ما توضع مساهمة بينكر في خانة التفاؤل الليبرالي الذي يميز رواد «الأصولية العقلانية». بيد أن بينكر يجتهد لرفض حشره في هذه الزاوية مفضلاً تجاوز ثنائية التفاؤل والتشاؤم إلى تكوين فهم عملي بارد لـ«الحقائق» التي برأيه تميز الواقع الإنساني اليوم. ويستفيض في كتابه، كما في مساهماته الأخرى، في مراكمة الأدلة على تقدم شروط العيش، من التحسن المهول في توزيع الدخل والثروات، إلى تراجع الأمراض القاتلة والأوبئة والحروب، وارتفاع معايير الرفاه والمعدلات العمرية، وتدني مستويات الجهل والأمية ووفيات الأطفال... والعشرات من المعايير الأخرى. ويُرجع بينكر طغيان التصورات التشاؤمية حول أحوال العالم ومآلاته إلى تقاطع غريزتين؛ غريزة البقاء عند البشر التي تجعل الإدراك مشدوداً أكثر إلى المخاطر بغية تفاديها أو تجاوزها، وغريزة الصحافة المشدودة بدورها إلى المثير والدموي والأحداث المفاجئة التي تتميز في الغالب بفائض السلبية والذعر، في حين أن الأحداث الإيجابية نتاج صيرورات بطيئة وحصيلة تنامٍ وتراكم قليل الإثارة.

ويضيف أن الانحياز الأخلاقي للصحافة بوصفها حامية للتقدم الاجتماعي يلزمها بأولوية الغوص حول الفضائح والفساد على حساب التبشير بالإيجابي والجيد. في المقابل، يقدم دافيس توصيفاً نقدياً جباراً لما آلت إليه البنية الفلسفية للتنوير بركنيها؛ توماس هوبس ورينيه ديكارت. مساهمتا هوبس وديكارت وضعتا البنيان الفلسفي للخروج من هيمنة العقل الديني الذي أنتج حرب الثلاثين عاماً التي مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648. أقام هوبس فصلاً حاداً بين الحرب والسلام وشروطهما، ممهداً لفكرة العقد الاجتماعي الذي يحكم علاقات البشر. وأقام ديكارت فصلاً مماثلاً بين العقل والجسد، ليؤسس منهجاً لفهم العالم بالاستناد إلى الشك، في عالم كان يتصارع فيه البشر على اليقينيات اللاهوتية وامتلاك أسرار الوجود. يخلص دافيس إلى أن التكنولوجيا والاقتصاد ألغيا الفارق بين سلوك السلام وسلوك الحرب، ووضعا الإنسانية في حالة تأهب وقلق دائمين؛ إذ تحاصرها الحروب الصامتة والدائمة حتى في عزّ وَهْم السلام، كأن تصحو مدينة آمنة مثل نيويورك على «11 سبتمبر (أيلول)» بلا سابق إنذار! كما ألغى تطور علم النفس الحدود الفاصلة بين العقل والجسد، واضعاً فكرة الخيارات العقلانية للبشر على المحك في مقابل ما للعاطفة والغريزة من دور في إنتاج هذه الخيارات. وفي مقابل دور الإعلام وسرعة الأحداث وأنماط الاستهلاك المعلوماتي التي يعدّها بينكر عوارض طفيفة على مسار التنوير، يعدّ دافيس أن لهذه العوارض مساهمة استراتيجية في تشكيل ردود الفعل وخيارات البشر، وبالتالي إنتاج السياسات والسلطات والشرعيات حول العالم. حين ثارت الضجة حول أعداد الذين حضروا خطاب تنصيب ترمب في مقابل الذين حضروا خطاب سلفه باراك أوباما، عدّ ترمب أن السجال ليس بين رقمين يمكن تعيينهما بطرق قياس موضوعية علمية، بل هو سجال بين عاطفتين؛ بين من يحبه ومن يكرهه. ترمب نفسه يقف كالتلميذ النجيب أمام ملاحظات فاوتشي. فاوتشي الذي يحيي الأمل بأن يعيد حضوره في مشهد «كورونا» الاعتبار لأولوية العقل.

 

خارج السباق واللحاق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

لسنا وحدنا شعب خرافات وأساطير ووصفات «طبية» وضعها جدودنا. وكما عادت إلى الظهور مع «كورونا» العقاقير السحرية وخلط البقدونس بعصير الجزر ودبس الخروب، ظهرت أيضاً علاجات خرافية في بلدان كثيرة. وعاد أميركيون كُثر إلى «الطب الهندي»، واستشار أستراليون طبابة أهل البلاد الأصليين بدل الطب المتقدم في جامعاتهم. وغاب عن بال الجميع أنهم يتعاطون مع وباء جديد لم يُعرف مثله من قبل. وإذا كان البقدونس المغلي قد نفع البعض في القرن الثالث عشر، فليس من الضروري أن يكون مفيداً في هذا القرن. والحقيقة أن الفارق الوحيد في الخرافات الشعبية هو مدى بعدها، ليس عن الواقع، بل عن الخيال.

ترتكب الشعوب خطأ مشتركاً: تزرع الخرافة في الطفل، ثم تحاول بصعوبة نزعها منه. في الماضي كانت الأمهات تهددن أطفالهنَّ «بالغول» إذا ما عصوا، وما إن يكبر قليلاً حتى يلَقن في المدرسة أن ثمة ثلاثة لا وجود لهم: الغول والعنقاء والخِل الوفي. وسرعان ما يقنع بأنه لا وجود للعنقاء والخل الوفي، أما الغول...

ألغى «كورونا» الخل الوفي والعنقاء وحلّ محل الغول. في كل حكايات العالم. والسباق قائم بين الخرافة والعلم. والمحزن أنه لا وجود لنا في الأخير. وهذه مشكلتنا الكبرى ليست في «كورونا»، بل قبلها، والأرجح بعدها. لقد أصبح لدينا أطباء من الدرجة الأولى ومستشفيات ممتازة، لكن لا موقع لنا بعد في صفوف العلماء.

أعاد البعض إلى الذاكرة ما أورده ابن سينا، شيخ العلماء، في محاربة وباء شبيه بـ«كورونا». وهذا يضعنا في موقف صعب: هل نفاخر لأن ابن سينا قد دوَّن تلك السابقة العلمية قبل ألف عام، أم نخجل لأننا منذ ألف عام بلا علماء؟ باستثناء أحمد زويل، لا نوبل لأحد في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب.

ووفق ما يشكو أهل العلم في مصر ولبنان فإن وضع التعليم في العالم العربي يشكو من التدني، مقارنة بالماضي. أما مقارنة بالدول الأخرى، ومنها إسرائيل، فإن محنة مثل «كورونا» تكشف عن خلل بنيوي خطير. وقد يقال، ماذا عن بلدان العلم في أميركا وأوروبا واليابان؟ صحيح. لكنها جميعاً في السباق بحثاً عن لقاحات أو أدوية. ووفق وزارة الصحة المصرية التي أظهرت وزيرتها هالة زايد بلاءً ممتازاً، فإن اليابان أرسلت إلى مصر - وإلى إسرائيل، دواء يسهّل العلاج من «كورونا» خلال أربعة أيام.

ليس المطلوب أن نكون في السباق إلى الفضاء. ذلك سباق يمكنه الانتظار. لكن علينا أن ندخل دائرة العِلم الحقيقي. الأوبئة قد تكون تحدياً عادياً أمام التحديات الأكثر أهمية وخطراً مثل المياه، والغذاء، ودخول هذا العالم المجهول الذي يعرف بالذكاء الصناعي الذي لا يزال مداه المستقبلي أكثر غموضاً من لا مرئية «كورونا».

 

الطبيعة والطفرات والإنسان

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

الإنجليزي تشارلز داروين؛ عالم الأحياء والجيولوجيا والأدب والقانون واللاهوت، برع وذاع صيته من خلال مدوناته؛ التي أصبحت مقالاتٍ، ثم كتباً جدلية حول تطور الأنواع، وحديث المجتمع والعلماء في كل العالم، خصوصاً فيما يتعلق بأبحاثه حول أنواع وأجناس الطيور والكائنات البحرية والنباتات.

وُلد داروين في بداية القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت؛ لم يكن الإنسان قد اكتشف الجينات أو المادة الوراثية المعروفة باسم «DNA» أو «RNA»، وكانت كل البراهين والدلائل التي قدّمها في كتبه المثيرة؛ أهمها كتاب «أصل الأنواع»، ترتكز على شيء واحد؛ هو التأمل. التأمل هو زاد المعرفة. لذلك ظلت نظرياته موضع جدل بين مؤيد ومعارض حتى منتصف القرن العشرين حينما اكتشف الإنسان تركيب ال«ـDNA» وفهم بعد سنين طويلة من وفاة داروين أن نظريته صحيحة.

تشارلز داروين كان يحمل محبرة وريشة وورقة ويسافر إلى أستراليا وأميركا الجنوبية، يجوب العالم لسنوات يدوّن ملاحظاته حول أشكال الطيور وحجمها، وطول سيقان السناجب، وتباين الكائنات البحرية، وتبدُّل مظهر النباتات... كل ذلك قياساً على التغير في المناخ والتضاريس. بوضوح؛ فسّر داروين التباين والتغير الذي يطرأ على الكائنات الحية، بمقارنتها بأحافير قديمة تختلف في شكلها، بأن التغير جاء ليضيف صفات جديدة تسمح للكائن الحي بالبقاء في الطبيعة التي تصطفيه لأنه متكيِّف معها. سجّل داروين ملاحظاته، وبدأ في نشرها بين أصدقائه العلماء، ثم بدأت في الانتشار بين العامة الذين شككوا فيها، لكن ظل داروين محل تقدير واحترام من النخب العلمية. أهم ما ورّثه لنا داروين من عقله الفذّ أن الانتقاء الذي تقوم به الطبيعة هو العامل الرئيسي للتطور. وبعيداً عن التعقيدات التفصيلية؛ أقول إن داروين دوّن التباين في الكائنات الحية بالتفصيل، وأرجع هذا التباين إلى حدوث تغيّر جعلها تتطور إلى أنواع جديدة حتى تتمكن من النجاة في ظل ظروف بيئية متغيرة. أي إن الكائن الحي يستجيب للتغيّر في البيئة المحيطة حتى يستطيع أن يتكيّف معها، مثل أوراق النباتات التي تتحور إلى أشواك في المناخات الجافة حتى تقلل من نسبة المياه التي تتبخر من الأوراق. وعلى هذا النحو نقول إن البقاء ليس للأقوى، ولا للأكثر شجاعة، بل للذي يملك القدرة على التكيف مع البيئة، وليست كل الكائنات الحية تملك هذه المقدرة، لذلك تَفنَى وتنتهي.

أصبح مصطلح «الطفرات» على رأس قائمة المصطلحات العلمية للدارسين في حقل علم الوراثة والجينات، وهو ببساطة يعني حدوث تغيّر في بعض الجينات في نوع معيّن من الكائنات، بعد هذا التغير لا يعود الكائن الحي كما كان في السابق؛ لأن شفرته الوراثية تغيرت، لهذا نقول إن التغير أدى إلى تكوين سلالة جديدة من النوع نفسه. وكل الكائنات الحية؛ من أبسط الخلايا وأقدمها، إلى أكثرها رقياً مثل الإنسان، تحدث لها طفرات. ولكن الطفرة الطبيعية نسبتها قليلة جداً تتراوح بين واحد إلى مليون، وواحد إلى مائة مليار خلية. والفيروسات بشكل عام من الكائنات التي تحدث فيها الطفرات بمعدل أعلى، خصوصاً فيروسات ال«ـRNA»؛ مثل «كورونا»؛ لأنه شريط بسيط لا يملك آلية تصحيح أي خطأ يطرأ عليه مقارنة بفيروسات الـ«DNA».

أسمع كثيراً مصطلحات يتداولها الناس حول أن «كورونا المستجدّ» هجين، أو أنه مُصنّع! مصطلح «فيروس هجين» غير دقيق؛ لأن التهجين له معنى علمي مختلف، ومصطلح «فيروس مركّب» أيضاً غير صحيح. في الواقع؛ إن قدرة الفيروس على تحوير نفسه، أي حدوث الطفرات فيه، عالية. الهدف كما قال داروين هو البقاء، وخلال صراع الفيروسات للبقاء؛ تُحوِّر في شفرتها الوراثية لتتمكن من اكتساب صفات تعينها على التطفل على العائل المضيف لتعيش وتتكاثر. وللتوضيح أكثر، فإن فيروس (سارس)، «SARS»، الذي أدى إلى وفاة 700 شخص بين عامي 2002 و3003، هو الأقرب نسباً إلى «كوفيد19»، لكن أهم الفوارق بينهما هو أن الأخير تطور ليصبح التصاقه بخلية العائل المضيف أكثر قوةً وثباتاً، وهذا رفع نسبة شراسته مقارنته بقريبه «سارس». لذلك قيل إن الشفرة الوراثية التي أعلنت عنها الصين ونشرتها للعالم تختلف في بعض الجينات عن سلالة من الفيروس نفسه وُجدت في أميركا وأستراليا، بل حتى في الصين نفسها ظهرت سلالتان للفيروس، وهو دليل آخر على أن حدوث الطفرات في الفيروسات أمر طبيعي. لكن حينما نقرأ أن الاختلافات بين السلالات للفيروس نفسه كبيرة؛ فهذا لا يعني أن الخطورة كبيرة، لأن معظم الطفرات ليست لها أهمية طبية، وبمعنى آخر؛ فإن الطفرات الخاصة بـ«الإمراضية» هي المهمة، مثل آلية التصاق الفيروس بالمستقبلات على خلية العائل المضيف.

أما معظم الطفرات الأخرى فليس لها دور يذكر، عدا أنها توضح التباين في تسلسل الشفرة الوراثية من موقع جغرافي إلى آخر. ما دور الإنسان هنا؟ دوره بصفته باحثاً أو طبيباً هو التصدي لتكتيك الفيروس الذي نكتشفه من خلال شفرته الوراثية، مثل أن نسلب قدرته على الالتصاق بخلية الإنسان، وبالتالي نمنع اختراقه لها، وهكذا... نراقب ونرسم الخطط الدفاعية. ببساطة فيروس «كورونا المستجدّ» أحدث تغييراً في بنيته الوراثية حتى يكتسب صفات تساعده على التطفل السريع. العلماء اليوم يقولون إنه من المستبعد أن فيروس الخفافيش انتقل للإنسان مباشرة، بل إنه تطور مرحلياً ليصيب حيواناً وسيطاً، ومن هذا الحيوان الوسيط انتقل إلى الإنسان. هذا يذكّرني بمعضلة داروين التي مات قبل أن يحلّها، وهي حيرته من وجود نباتات مزهرة لم يجد لها أصولاً أو آباء، وكان متأكداً من أن هذه النباتات لا يمكن أن تظهر فجأة، لكنه لم يعشْ ليثبت نظريته. وبعدما توفي وجد علماء الحفريات بقايا لنباتات تسبق النباتات الزهرية؛ أي من أسلافها، أثبتت أن النباتات الراقية لم تظهر فجأة؛ بل هي محصلة تطور وتغير حدث لآبائها في تركيبها الوراثي.

إن ما يحدث مع «كورونا» اليوم هو ببساطة تفعيل واقعي لما ذكره داروين قبل قرنين من الزمان.

 

ما بعد «كورونا»: الدولة والمؤسسات والبيانات

يوسف الديني/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

من الطبيعي أن تتجه معظم التحليلات والموضوعات والمحتوى الإعلامي نحو تداعيات أزمة «كورونا»، التي ما زال العالم عالقاً فيها، إما على مستوى الحالة اليومية وإدارة الأزمة، وإما على مستوى التداعيات الاقتصادية والأمنية والقلق من التراجعات الحادّة في مفهوم الاتصال البشري، «حجر الأساس» في منظومة العالم الحديث، الذي كان قبل عاصفة «كورونا» غير المتوقعة وأزمتها السحيقة يوصف بـ«القرية الصغيرة المتشابكة»، التي باتت مشتبكة بعد «كورونا» على نحو فككّ قواعد اللعبة وتبعات التواصلية الإنسانية على مستوى النقل والحدود والأولويات، التي باتت سواء على مستوى الدول أو الأفراد وما بينهما من منظومات متنوعة، تتجه نحو مزيد من الانكفاء على الذات والتفكير في أولويات مرحلية شديدة التعقيد ومليئة بالتحديد.

وربما أيضاً بإزاء الحالة الطبيعية في تتبع وترقّب مآلات «كورونا» اليومية، أن تتجه مراكز الأبحاث والتخطيط وصناعة الرؤية المستقبلية باتجاه «ما بعد كورونا»، لا على طريقة التفاؤل غير المسؤول، بل في محاولة لتجاوز اللحظة الآنية وتبعات اللحظة إلى ما بعدها، وهو ما يعرف بالدراسات الاستشرافية أو علم المستقبليات Futurology المختص بالبحث في الممكنات والاحتمالات القادمة ذات التأثيرات البالغة على حياتنا. وعادة تهتم شركات الأعمال بهذا النوع من الدراسات، رغم عدم يقينيتها Uncertainty، لكنها تعطي مؤشرات مهمة جداً على مستوى ملفات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية، مثل معدلات استهلاك الطاقة، والإنترنت، وانتشار البطالة، وبالطبع الآن مدى تأثيرات الأوبئة، ومنها جائحة «كورونا»، على مسائل كبرى كمفهوم الدولة وحدودها وسلطتها وقدرتها على إدارة الأزمات وأولوية المؤسسات التنظيمية المتصلة بشكل مباشر، على مصالح المواطنين، كالصحة والتعليم والاقتصاد، إضافة إلى أولويات واتجاهات السوق ما بعد «كورونا»، وصولاً إلى برامج مجتمعية متخصصة، سواء على مستوى التطوّع الإنساني في الكوارث أو ما يتم الحديث عنه الآن «التجنيد الصحي» أو التدريب على الإسعافات الأولية والتمريض وأساسيات الإنقاذ، في مقابل التجنيد العسكري الذي تفرضه بعض الدول كإجراء استباقي.

من المهم جداً في قراءة المستقبل بناء على معطيات معينة تجنب أي انحياز آيديولوجي، والانطلاق من المسلّمات والافتراضات المتفق عليها من مختلف اتجاهات البحث العلمي والفكري والعقائدي والتكنولوجي. على مستوى وباء «كورونا»، فالتحديات ليس كما يتم الحديث عنها بشكل مباشر هي تحديات الأزمة الصحية والمؤسسات التي تكشفت عنها دول كانت ذات تصنيف عالٍ من حيث التصور السائد، لكنها أبانت عن ارتباكات حادة وعميقة ساهمت في تعطيلها أيضاً مفاهيم شديدة الالتصاق بمفهوم وحدود الدولة والسلطة والحريّات العامة، لذا من الطبيعي أن تكون تحديات ما بعد «كورونا» تطال تلك المفاهيم خارج الخدمات الصحية، وأبرزها التحديات السياسية الكبرى وأزمات التكلس الاجتماعي وحالة الانحسار والتراجع الاقتصادي وصعود مستويات حالة البطالة والفقر وتحولات السوق ونقصان الفرص، إضافة إلى أزمات الهوية والبطالة وتحديات الأمن؛ خصوصاً مع وجود أزمة حقيقية فيما يمكن تصنيفه تحت معضلة عصر «فوضى المحتوى» بما تقذفه أقانيم ومنصات الإنترنت والوسائط الجديدة من أسئلة عادة لا تفيد الإجراءات الاحترازية أو الأمنية من علاجها على المدى الطويل، في ظل غياب محتوى بديل، بل تطرح مزيداً من التحديات مع نظريات المؤامرة وصعود وسائل الإعلام المغرضة التي تمارس أعمالاً حربية في زمن التضليل الإعلامي المجاني سريع الانتشار، وبغضّ النظر عن موجات الإعجاب والانبهار التي نشهدها اليوم، حتى في صفوف مفكرين غربيين كبار، بالتجربة الصينية في إدارة أزمة «كورونا»، إلا أن كثيراً من تلك القراءات كان سطحياً ومبتسراً، فما حدث كان تفعيلاً لمفهوم السلطة في أقصى وأقسى حدودها الممكنة للسيطرة على الوباء، في ظل ارتباك وتردد، بلغ حد الفوضى في عدد من الدول الغربية، حتى تلك التي تتمتع ببنية صحية مؤسساتية مزدهرة. ما حدث في الصين من تفعيل دور السلطة لم يكن بالقوة المسلحة، كما يظن البعض، بل باستخدام أهم سلاح مستقبلي تملكه الدول، وهو «المعلومات»، أو بحسب تعبير يوفال هراري، نجم القراءات المستقبلية الشاب في عبارته الأثيرة التي أطلقها في مؤتمر بـ«السيليكون فالي» قلب التقنيات العالمية، وضمنها كتابه الأخير: «من يملك قواعد البيانات سوف يملك العالم». ما فعلته الصين كمثال صغير، وقراءة تجربتها في إدارة الأزمة، بحاجة إلى مقالات ودراسات كثيرة، أنها فعّلت تطبيقات الدفع مثل Alipay وWeChat لتتبع تحركات المستخدمين، وأعادت فرز هواتف مستخدمي الاتصالات وفقاً لترميز خاص بأزمة «كورونا» بحيث تحمل ألواناً كالأحمر والأخضر والأصفر، وكل لون يشير إلى مستوى وخطر الإصابة المحتملة، التي تم التحقق منها بعد ذلك من قبل الحراس في محطات القطار.

وبفضل تلك التطبيقات التي تسيطر عليها الدولة، وتمنع استخدام تطبيقات غربية مماثلة شهيرة، يتم الإبلاغ عن كل من قاموا بكسر الحجر الصحي بشكل تقني ومباشر للسلطات، في مقابل ذلك تقوم منصات التواصل الاجتماعي المشابهة لـ«تويتر» و«فيسبوك»، وهي صينية محضة بالمناسبة، مثل Weibo وWeChat بأدوار رقابية شديدة لمواجهة نظريات المؤامرة والشائعات والترهيب المجتمعي للصينيين، وبغض النظر عن تعارض تلك الإجراءات أو الحكم عليها وفق منظومة قيمية سائدة غربية بشكل أساسي، إلا أنها كانت إحدى الوسائل الأكثر نجاعة في إعادة الاعتبار لمفهوم ودور السلطة والدولة حتى في نظر الخبراء الغربيين في قراءتهم لتداعيات «كورونا» على المفاهيم الإنسانية الكبرى.

والحال أن الأزمات الاقتصادية ستضيف عمقاً جديداً لمشكلات المنطقة طبعاً بغض النظر عن ظلال انهيار أسعار النفط، الذي يخضع لمقاربات متباينة جداً، سواء في الدوافع وعلاقتها بالأوضاع السياسية، حتى في حرص السعودية على إيصال رسالتها النفطية للعالم بصيغة جديدة تعيد تعريف واعتبار ومكانة النفط التقليدي، في ظل موجات وصَرعات التخلي عن النفط، التي ستذوب في ظل إخفاق الشركات الكبرى الباحثة عن نفط بديل عن الوصول لبدائل مقنعة سعراً وكماً وجودة وربما خسارة كثير منها وإغلاقها.

أزمة تعاظم وصعود طبقة الشباب وتحولهم إلى قوة ضاغطة وكتلة اجتماعية هائلة بلا محطات استيعاب، ما يجعلهم في ظل «فوضى المحتوى» فرائس سهلة لتنظيمات متطرفة سياسية حتى على مستوى العمل المسلح، وهو ما يشكل كابوساً للمراقبين في ظل غياب استراتيجية شاملة لمعالجة ملف التحديات الأمنية ذات البعد الثقافي والفكري والسياسي، التي تحتاج إلى آليات عمل وأدوات وخطاب ومنتجات تختلف عن المواجهات الأمنية التي استطاعت الجهات الأمنية في الخليج والسعودية تحديداً تحقيق إنجازات كبيرة وحاسمة فيه، ولا يفترض أن تنوء وحدها بحمل الشق الثقافي والفكري.

لا شيء يدعو للضحك أو البكاء، بل كل ما يمسّ البشر يستلزم الفهم، كما يقول سبينوزا، أحد أهم فلاسفة عصر الأنوار، لأنه يبقى للبشرية كثير من التفاؤل والأمل لدى الإنسان رغم الفقد والألم الكثير لمنسوب الحب الغريزي للحياة، والرغبة في العيش بشكل أفضل، والذي سيبقى - مهما تصاعدت الانقسامات والأزمات الكبرى - الدافع للخروج من حالة الدوران حول الذات المرتبكة بين تحديات ومخاطر أمنية وبين تطلعات لعيش الرفاه وتقدم اقتصادي يقود إلى مستقبل مختلف وطموح في تجاوز أي سنوات عجاف عابرة.

 

«كورونا» والقانون الدولي الشرق الأوسط

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/14 نيسان/2020

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريح له، أن «جائحة كوفيد 19 هي أسوأ أزمة عالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاماً»، معرباً عن قلقه من أن تتسبب تداعياتها في تأجيج النزاعات والحروب في العالم.

وقد يتساءل البعض عن علاقة «كورونا» بالقانون الدولي الذي اخترناه عنواناً للمقالة، وهل تصريح الأمين العام للأمم المتحدة فيه مبالغة، حين اعتبر أنَّ هذا الوباء قد تتسبب تداعياته في تأجيج النزاعات والحروب في العالم، ما قد يعني ذلك في إطار هذا السياق أن مجلس الأمن الدولي نفسه كهيئة أممية مهمتها الحفاظ على السلم والأمن الدوليين سترى نفسها معنية أيضاً بتداعيات كورونا؟

فجائحة فيروس كورونا هي جائحة عالمية لمرض اكتشف في ديسمبر (كانون الأول) 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، واجتاح العالم أجمع، وهذا يعني أن هذا المرض له علاقة بصحة الفرد وبالصحة العامة، ما يتطلب ذلك تعريف معنى عبارة «الصحة».

عرفت ديباجة دستور منظمة الصحة العالمية أن «الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز. وهي أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان… فصحة جميع الشعوب أمر أساسي لبلوغ السلم والأمن، وهي تعتمد على التعاون الأكمل للأفراد والدول، «ويتضح من هذا النص علاقة القانون الدولي بمسألة فيروس كورونا».

فهو مرتبط بحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ومسؤولية الدول في حماية مواطنيها من تداعيات مختلف الكوارث الطبيعية أو بفعل سياسات الدولة، ومرتبط أيضاً بفروع من القانون الدولي مثل قانون الحرب والقوانين الدولية المتعلقة بالبيئة وحمايتها وبفرع قانون البحار... إلى آخر ذلك من فروع القانون الدولي المتعددة وذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بالصحة العامة للدول والأمن الصحي الدولي.

فالصحة تتطلب تعاون عدة أشخاص قانونيين دوليين، لأنها تدخل في صلب السيادة التي تتمتع بها الدول، ولهذا لكي تنجح في وضع سياسة دولية للصحة العامة يستدعي ذلك بالضرورة التعاون بين الدول نفسها وبينها وبقية الفاعلين الدوليين من المنظمات الدولية؛ مثل منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية غير الحكومية؛ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر وأطباء بلا حدود، والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية ومنظومة الأمم المتحدة نفسها، وربما قد يندهش البعض أن نشير بهذا الصدد إلى مجلس الأمن الدولي وكيف يكون له دور، وهو الذي يعتقد أنَّ مسؤوليته الرئيسية تنصبُّ على صون السلم والأمن الدوليين.

وبما أننا قد ذكرنا أن منظمة الصحة العالمية هي بحكم اختصاصها المعنية بالدرجة الأولى بالصحة العالمية، قامت بوضع اللوائح الصحية الدولية في عام 2005 الهادفة إلى الحيلولة دون انتشار المرض على الصعيد الدولي والحماية منه، ومكافحته ومواجهته باتخاذ تدابير في مجال الصحة العمومية التي لا تقتصر على أمراض بعينها، وإنما تنطبق على المخاطر الصحية العمومية الجديدة والمتغيرة على الدوام.

وانطلاقاً من ذلك، فإن بداية انتشار أي مرض وبائي في دولة معينة، يجب ألا تقتصر مواجهته في إطار الدولة الواحدة وفق قوانينها الوطنية من إعلان حالة الطوارئ وقفل الحدود، بل يتطلب ذلك عملاً جماعياً على المستوى الدولي، خصوصاً إذا كان هذا الوباء مثل وباء «كورونا» يشكل خطراً عالمياً، وله تداعيات على جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والبيئية.

ومن هنا تتطلب المواجهة والعلاجات الارتقاء من المستوى الوطني إلى المستوى الدولي، وبمعنى آخر من تطبيق نصوص التشريعات الوطنية التي تختلف قواعدها من بلد لآخر إلى العمل على تفعيل مبادئ القانون الدولي بتفرعاته المختلفة التي سبقت الإشارة إليها.

وتجسيداً لذلك، سنشير إلى سابقة إعلان مجلس الأمن الدولي تفشي فيروس «إيبولا» في منطقة غرب أفريقيا يشكل تهديداً للأمن وللسلم الدوليين في قراره رقم 2177 لعام 2014، عبر التعبير عن مخاوفه من أن يؤدي تفشي فيروس «إيبولا» إلى تقويض استقرار البلدان المعنية الأشد تضرراً في حالة عدم احتوائه إلى مزيد من القلاقل المدنية والتوترات الاجتماعية، وإلى تدهور الأحوال السياسية والأمنية.

ودعا المجلس أعضاءه بالإجماع إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى الدول المتضررة من المرض، وأعلن عن تشكيل هيئة طوارئ أممية تتعاون مع منظمة الصحة العالمية لمكافحة المرض.

والمستغرب له في حالة تفشي «كورونا» كونياً لم يستطع مجلس الأمن الدولي حتى الآن عند كتابة هذا المقال، الاجتماع لبحث أزمة «كورونا» الأكثر انتشاراً جغرافياً، مقارنة بفيروس «إيبولا» الذي انحصر في غرب أفريقيا والأكثر فظاعة في تداعياته على الصحة العالمية، ناهيك عن الخسائر البشرية والمالية والاقتصادية التي تسبب فيها (عشرات التريليونات) حتى الآن.

وكانت تونس العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي قد تقدمت بمشروع قرار، يدعو إلى «تحرك دولي عاجل» للحد من تداعيات فيروس كورونا المستجد، ولقي هذا المشروع وفق مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة موافقة الأعضاء العشرة غير دائمي العضوية في المجلس. واقترحت في هذا المشروع أن يعبر المجلس عن «القلق إزاء التداعيات على الأمن الغذائي والاقتصادات، في كل أنحاء العالم بسبب القيود المفروضة على العمل والتنقل والأنشطة التجارية وإجراءات العزل ووقف الأنشطة الصناعية».

ويبدو أن تعارض مصالح واختلاف اهتمامات كل من الصين والولايات المتحدة وروسيا، من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي أدَّى إلى إحباط هذا المشروع.

فالولايات المتحدة سعت إلى الضغط من أجل تحديد الصين مصدراً للفيروس، الذي في أحد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصفه بالفيروس الصيني، ما سيعني حينها استخدام الصين حق الفيتو.

وروسيا من جانبها أرادت أن يتضمن مشروع القرار إلغاء العقوبات لمكافحة الوباء بشكل أفضل، وهو ما تعترض عليه الولايات المتحدة.

تاريخياً حين يحدث انسداد في إمكانية تبني مجلس الأمن الدولي قرارات في شأن موضوع ما كما جرى في فترة الحرب الكورية تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدور «البديل» عن مجلس الأمن، ولهذا بادرت في يوم الخميس الماضي 2 أبريل (نيسان) ست دول؛ منها سويسرا وإندونيسيا وسنغافورة والنرويج بالتوافق على قرار يدعو إلى «التعاون الدولي» لمكافحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، ويندد بكل أشكال التمييز والعنصرية وكره الأجانب في الاستجابة للوباء.

وقد وافق على هذا القرار 188 عضواً من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة والدول الخمس الباقية التي لم توافق عليه؛ هي روسيا وكوبا ونيكاراغوا وأفريقيا الوسطي وفنزويلا، وهذه الدول فضلت ألا تحدد الجمعية العامة موقفها في شكل «قرار»، وإنما عبر «بيان» عرضته موسكو يطرح للتوافق عليه من قبل أعضاء الجمعية العامة، ويتضمن طلباً غير مباشر برفع العقوبات الدولية التي تعيق مواجهة فيروس كورونا وما تقصده روسيا من موقفها هذا رفع العقوبات عنها المرتبطة بأزمة أوكرانيا، ونددت روسيا بالقرار الأممي من نوعه الذي اعتبرته ذات طابع سياسي بحت.

وكما رأينا أيضاً توافق الموقفين الروسي والصيني إزاء تولي مجلس الأمن الدولي إصدار قرار حول فيروس «كورونا»، بحجة أن مهام المجلس تنحصر في الأمن والسلم الدوليين وليس بموضوع يتعلق بشكل أساسي بالصحة والاقتصاد!

وربما تناسوا تصويتهم بالإجماع فيما يخص فيروز «إيبولا» في القرار 2177 لعام 2014!!

 

شيء ما تعدّه إسرائيل لعرب 1948

خيرالله خيرالله/العرب/15 نيسان/2020

همه الوحيد عزل فلسطينيي الداخل

في ظلّ وباء كورونا وانشغال العالم به، تحصل في المنطقة أمور كثيرة تمرّ مرور الكرام بسبب حال التخبط التي تسود الكرة الأرضية ومطاراتها المغلقة في معظمها.

من بين ما يحصل في هذه الأيّام الكئيبة والبائسة عودة بنيامين نتانياهو إلى الواجهة في إسرائيل بعد قبول منافسه بني غانتس بجائزة ترضية تكون بديلا من تشكيل حكومة برئاسته. تمثّلت الجائزة في انتخاب غانتس، وهو رئيس سابق لأركان الجيش، رئيسا للكنيست خلفا لأحد أنصار “بيبي” ويدعى يولي يوئيل أدلشتاين.

فجأة، من دون مقدّمات، مهّد غانتس لبقاء نتانياهو في موقع رئيس الوزراء. تراجع رئيس الأركان السابق عن كلّ ما وعد به في حملاته الانتخابية في ما يخص الانتهاء من زعيم تكتل ليكود “الفاسد” و”المرتشي” الذي لا يمتلك مؤهلات تسمح له بالبقاء في موقع رئيس الوزراء، خصوصا بعد توجيه العدالة اتهامات واضحة وصريحة إليه وتحديد موعد لمباشرة محاكمته. تأجل هذا الموضوع بسبب انتشار كورونا في إسرائيل بشكل غير متوقّع.

بين نيسان – أبريل 2019، وآذار – مارس 2020، أجريت في إسرائيل ثلاثة انتخابات نيابية. كانت المنافسة في هذه الانتخابات أساسا بين تكتل ليكود الذي يتزعمّه “بيبي”، وحزب أزرق وأبيض المعروف بتسمية “حزب الجنرالات” بزعامة غانتس. يضم هذا الحزب ثلاثة رؤساء سابقين للأركان، هم غانتس وغابي أشكينازي وموشي يعلون. ركّز الثلاثة في الحملات الانتخابية الأخيرة لأزرق وأبيض على ضرورة إخراج “بيبي” من الحياة السياسية في إسرائيل.

ليس معروفا ما الذي جعل غانتس يتراجع لمصلحة نتانياهو، علما أنّه كان مكلّفا من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتشكيل حكومة. كانت لديه الأصوات الكافية لتحقيق هدفه، إلى أن تبيّن أن الهدف الحقيقي بالنسبة إليه عدم تشكيل مثل هذه الحكومة مع ما يعنيه ذلك من إبعاد لـ”بيبي” عن الحياة السياسية الإسرائيلية نهائيا. ثمّة أولوية أخرى لغانتس غير إنهاء الحياة السياسية لنتانياهو. تتمثّل هذه الأولوية باستبعاد عرب إسرائيل، وهم الفلسطينيون الذين بقوا في أرضهم بعد 1948، من أيّ دور سياسي، حتّى لو كان هذا الدور مجرّد دعم في الكنيست لحكومة برئاسة غانتس.

بعد انتخابات آذار – مارس الماضي، استطاعت الأحزاب العربية التي شاركت في الانتخابات بقائمة واحدة، هي “القائمة الموحّدة” من الحصول على خمسة عشر مقعدا في الكنيست. هذا رقم قياسي يحققه فلسطينيو 1948، إذ أن الكنيست يضم 120 عضوا. هناك نجم صاعد بين النواب العرب في الكنيست هو أيمن عودة. يمتلك الرجل عقلا براغماتيا إلى حدّ كبير، علما أنّ بين النواب العرب الـ15، نائبين إسلاميين أو ثلاثة يرفضون أيّ تعاون مع حزب غانتس. قبلت كتلة النواب العرب، بأكثرية أعضائها، دعم حكومة برئاسة غانتس. قبلت أيضا عدم المشاركة في هذه الحكومة. كلّ ما تريده هو إزاحة نتانياهو الذي لم يخف في السنوات الأخيرة أنّ همّه الوحيد هو استمرار الاستيطان، رافضا أيّ رغبة في أيّ مفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

تبيّن على أرض الواقع أن الحزبين الكبيرين في إسرائيل، أي تكتل ليكود وأزرق وأبيض، يلتقيان عند أولوية تهميش عرب إسرائيل، أي تهميش كلّ فلسطيني من عائلة بقيت في أرضها وتمسّكت بها بعد 1948 لدى إعلان قيام دولة إسرائيل. هؤلاء الفلسطينيون موجودون في كلّ المناطق، في الجليل والمدن الساحلية مثل حيفا ويافا، وفي الناصرة. تبلغ نسبة هؤلاء21 في المئة من عدد سكان إسرائيل حسب آخر إحصاء رسمي.

تدلّ إعادة الاعتبار إلى “بيبي”، في هذه الظروف بالذات، على أنّ هناك شيئا ما يحضّر في إسرائيل. يمكن الكلام أوّلا عن إصرار على بقاء فلسطينيي الداخل مهمّشين على الرغم من أنّهم مواطنون إسرائيليون يتمتّعون بكلّ حقوقهم. هذا يعني، بكلّ بساطة، أن إسرائيل ليست الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، كما تحاول أن تسوّق نفسها في العالم، خصوصا في الولايات المتحدة.

لم يكترث غانتس إلى الانقسام الذي وقع داخل حزبه في ضوء قبوله أن يكون رئيسا للكنيست. المهمّ بالنسبة إليه عزل فلسطينيي الداخل. يلتقي في ذلك مع نتانياهو. يلتقي معه أيضا في شأن كلّ ما له علاقة بأيّ تسوية مع الفلسطينيين. يبدو رئيس الأركان السابق مستعدّا لكل شيء، بما في ذلك لإعادة تعويم “بيبي” من أجل بقاء إسرائيل على خط تكريس احتلالها للضفّة الغربية، فيما قطاع غزّة عزل نفسه بنفسه عن العالم بعدما فضّلت “حماس” الحصار الإسرائيلي على التخلّي عن إمارتها الإسلامية.

عرب إسرائيل مهمّشين على الرغم من أنّهم مواطنون إسرائيليون يتمتّعون بكلّ حقوقهم

كشف وباء كورونا إسرائيل. هذا على الأقلّ ما يؤكّده إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق الذي وجه انتقادات شديدة إلى كل من نتانياهو وغانتس في مقال نشره في صحيفة “جيروزالم بوست” قبل أيّام قليلة تحت عنوان “أزرق وأبيض؟ إنّه أسود”. رسم أولمرت صورة قاتمة للوضع الداخلي. ركّز على أن نتانياهو الموجود على رأس الحكومة منذ سنوات عدّة استخدم عبارات قاسية لمنع غانتس من أيّ تعاون مع الأحزاب العربية. لاحظ أولمرت أنّ “بيبي” ذهب إلى حد وصف فلسطينيي الداخل بـ”الخونة الذين يدعمون الإرهاب والذين يسعون إلى تدمير إسرائيل”. لاحظ أيضا أنّ قادة حزب أزرق وأبيض تجاهلوا في الحملات التي سبقت الانتخابات الثلاث الأخيرة كلّ القضايا المهمّة. تجاهلوا العلاقة بالفلسطينيين وفرص عودة المفاوضات معهم. تجاهلوا أيضا المشاكل التي تواجه القطاع التعليمي الذي بنت إسرائيل عليه الكثير وزيادة عدد الفقراء والهوّة بين الريف والمدينة وتراجع النظام الصحّي. ظهر هذا التراجع بوضوح من خلال انتشار وباء كورونا وعجز النظام الصحّي عن مواجهته بشكل فعال، وصولا إلى الاستعانة بجهاز الموساد (المخابرات) من أجل تأمين المعدات الصحية من دول العالم المختلفة، بما في ذلك كوريا الجنوبية والصين!

بعيدا عن كلام أولمرت الذي لم يقدم على أيّ خطوة في خدمة التسوية المعقولة مع الفلسطينيين، من الواضح أنّ همّ الحزبين الكبيرين في إسرائيل تكريس الاحتلال والذهاب إلى أبعد من قيام كيان فلسطيني شبه معزول في الضفّة الغربية. يريد الحزبان التجاهل التام لفلسطينيي الداخل تمهيدا ليوم تحدث فيه هجرة جديدة بالقوّة. ستطال مثل هذه الهجرة ما يقارب مليوني فلسطيني يقيمون حاليا داخل “الخط الأخضر” أي داخل خط حدود إسرائيل بعد 1948.

شكّل بنيامين نتانياهو حكومة جديدة أم لم يستطع ذلك. لا تبشّر التطوّرات السياسية التي تشهدها إسرائيل بالخير. هناك شيء ما يُعدّ لفلسطينيي الداخل، لعرب إسرائيل، كما هناك حلف غير مقدّس يقوم على فكرة أنّ المخاض في المنطقة سيؤدي إلى ولادة إسرائيل الكبرى من دون حاجة إلى أيّ حروب جديدة.

 

أخيراً ثمة جديد في العراق

عبد الوهاب بدرخان/الاتحاد/14 نيسان/2020

المحاولة الثالثة قد تكون الثابتة لتشكيل حكومة جديدة، بعد توافق المكوّنات الثلاثة على ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاستها، وإذا تمكّن من العمل بشروطه في اختيار الوزراء، وهذا ممكن، فمن شأن ذلك أن يوسّع هامش استقلالية حكومته، ويؤسس لتجربة أولى من نوعها، منذ سقوط النظام السابق وتقلّبات النظام الجديد بين احتلال أميركي وهيمنة إيرانية. ما يمكن أن يساعده، بالإضافة إلى اقتناعاته، أن السبعة عشر عاماً من التخبّط والصراعات الداخلية ومحاربة الإرهاب واستفحال الفساد، أوصلت الجميع إلى آفاق مسدودة. يشبه الكاظمي بنظرته إلى العراق، عدداً محدوداً جداً من الذين تولّوا المسؤولية في بدايات النظام الجديد، ولا سيما إياد علاوي، لكنه يختلف عنهم جميعاً، بكونه تولّى رئاسة جهاز المخابرات منذ 2016 ورغم عدم خبرته، استطاع أن يديره بمهنيّة ويحقّق أفضل أداءً خلال الحرب على «داعش» وما بعدها، لكنه حافظ على صداقاته في وسط المثقفين والحقوقيين والإعلاميين، وكان يصارحهم بحنينه للعودة إلى البحث والكتابة بعد مغادرة الجهاز. وحين كان يُسأل كيف يتدبّر أموره بين الأميركيين والإيرانيين ومن يواليهم من أحزاب وميليشيات، كان يجيبهم بواقعية مَن يعمل لدرء أذى التناقضات لا مَن يديرها، وبواقعية مَن يعتقد أن الأوضاع الشاذة لن تدوم لأن ظروفاً داخلية تتراكم ببطء، لكن بثبات، لتتيح تغييرها.

يغادر الكاظمي جهاز المخابرات إلى المعترك الأصعب، كان اسمه مطروحاً منذ اضطرّ عادل عبد المهدي للاستقالة تحت ضغط الانتفاضة الشعبية، ومع أنه لم يسعَ عملياً إلى المنصب، فقد بدا مرشحاً مقبولاً من الشارع، خلافاً لآخرين راغبين، لكنهم رُفضوا. كانت أحزاب «البيت الشيعي» الموالية لإيران تعتبره «رجل أميركا» لتبرر استبعاده، ولما أخفقت في التوافق على مرشح لها، بادر رئيس الجمهورية برهم صالح إلى تكليف عدنان الزرّفي الذي انقسمت مواقف تلك الأحزاب منه، إلى حدّ أن بعضاً من الميليشيات وصفه بـ «مرشح الاستخبارات الأميركية»، أما الأحزاب فتخوّفت من نعرته «العراقية» وإنجازاته المحلية في محافظة النجف، وبالأخص من العصبية الداخلية التي راحت تتبلور حوله، متلاقيةً مع التوجهات المعادية لإيران في الوسط الشيعي نفسه. عند هذا الحدّ من التشرذم والعبث، اضطرّت طهران لقبول الكاظمي الذي عرفته من خلال العمل معه في الجهاز. واستطراداً، اضطرّت الأحزاب الشيعية لقبوله، وإن بقيت متوجّسةً منه لسببين: أولاً، لأنه سيكون رئيس الوزراء الأول الآتي، بعد علّاوي، من خارج منظومتها السياسية والإيديولوجية. وثانياً، لأنه بحكم علاقاته وكتاباته السابقة يريد العمل بعقلية رجل الدولة، وبشروط لا تخرج عن منطوق الدستور وسيادة الدولة. وهذا في حدّ ذاته مشكلة بالنسبة إلى العقلية الميليشياوية.

ليس سرّاً أن الكاظمي يناوئ أي سلاح خارج سلطة الدولة، لكنه لن يعالج تفلّت «الحشد الشعبي» بالصدام معه، بل بالقانون الذي «شرعن» وجود هذا «الحشد»، ولم يسمح «الحشد» نفسه بتطبيقه. وليس سرّاً أن الكاظمي لا يعادي الوجود الأميركي لأن العراق يحتاج إليه، لكنه لا يعادي إيران كدولة جارة، بل يتطلّع إلى أن يكون نفوذها عامل استقرار للعراق. ومن هذا المنطلق، فإن مسألة بقاء الأميركيين أو انسحابهم تنظّم بمقاربة من دولة إلى دولة، وليس بصواريخ تطلقها ميليشيات على القواعد العسكرية.

 

عظمة كورونا

راشد فايد/14 نيسان/2020

"لا يصح ونحن في قلب المعركة مع كورونا ان نتشاجر، وأن تتناحر الأحزاب على قضايا سياسية". كلام يليق بالأب بيار، أو بالأم تيريزا، اللذين اشتهرا بحسهما الإنساني، وتعاطفهما مع الناس، والشعوب. لكن هذا الرأي صدر على لسان نائب "حزب الله" علي عمار في مستشفى السان جورج، في حدث بيروت، وهو يضع يدا في جيبه، ويمسك المذياع بالثانية، على طريقة نجوم الأفلام الأميركية، عند زيارة جنود بلادهم في الجبهات، إبان الحرب العالمية الثانية. ما هم من يشبه. فالمهم أنه إستيقظ اليوم على هذا الترفع الإنساني الذي فاته، وحزبه، في التعاطي في الشأن الداخلي، فيما لبنان في قلب المعركة مع اسرائيل، أو فيما تضامن اللبنانيون معه في مواجهة تموز 2006، فأجابهم في أيار 2008. وهو اليوم يختار تخطي الجدل، في الوضع المالي – الإقتصادي. الملاحظة هذه لا تستحق كثير اهتمام، لأن حكمة اليوم المستجدة لا تحول دون إنقلاب عليها غدا إذا حتمت مصالح الحزب. فسبحان مغير الأحوال الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء. ما يستحق الإهتمام، أن غزوة كورونا ليست الحرب العالمية الثالثة، بل هي الحرب الكونية الأولى. فالحربان السابقتان كانتا قتالا بين البشر شغلت كل منهما نحو 40 دولة، فيما الراهنة حرب ضد عدو لا يجرؤ طرف اليوم على الحسم في معرفة كل قدراته، وتواجهه زهاء 174 دولة (دول الأمم المتحدة 195) فيما لا يزال العلم يتردد تجاه سؤال: هل ينتقل بالهواء أم لا؟ وهو جعلنا في حضرته كالفأر جيري قدام الهر طوم، علما أن الأخير ذو بدن، ولو كرتوني، فيما خصمنا المستجد غير مرئي يربك أيامنا ويقعدنا في البيوت، ويجعلنا نشك في الآخر، ونجافي القرب من الجار والجارة، وحتى الأخ والإبن والحفيد، ذكورا وإناثا.

"عظمة" كورونا ليست في عدد ضحاياه. فالأنفلونزا الإسبانية التي أصابت دول أوروبا، حصدت بين شهري نيسان وتشرين الثاني من العام 1918، نحو 21 مليون و640 ألف نسمة، فيما انفلونزا هونغ كونغ (1968) التي شملت سنغابورة وفيتنام وامتدت إلى الفلبين والهند وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، قضت على مليون شخص، نصفهم من هونغ كونغ. عظمة الفيروس الجديد أنه أظهر، بعد شهرين على تفشيه، أن المجتمع المدني أصلب من النظام في تكاتفه، ومبادراته، بينما السياسيون، إلا ندرة منهم، غائبون عن السمع والبصر، فيما انتهازيو الفرص غير غافلين عنها، من حديثي نعمة، وأحزاب، لا سيما الساطين منها على مقدرات الدولة باسم الدويلة، والجامعين بين الدفاع عن الشرعية تحت قبة مجلس النواب، والصمت عن التهريب خارجه. وإلا من أين لمهربي 25 طنا من المخدرات وعشرات آلاف صناديق الدخان المهرب هذا الإطمئنان إلى سهولة تحقيق أهدافهم؟

النائب عمار على حق: لا يصح الشجار بينما نواجه كورونا، لكن لا يصح أيضا الإستخفاف بالدولة وتهريب الدخان والمخدرات، فيما هي مشغولة بمصير الودائع.

 

عادات حليمة القديمة لم تعد نافعة

مروان المعشّر/مركز كارنيغي/14 نيسان/2020

الدول العربية ستعاني من مضاعفات فيروس كورونا، والإحاطة الكلية وحدها قادرة على تحقيق الإبلال.

بديهي للغاية أن يركّز العالم على الإجراءات قصيرة المدى لمكافحة وباء كوفيد-19. بيد أن حفنة فقط من البلدان، هذا إن وُجدت، لديها القدرة، أو الشهية، لمباشرة التفكّر حول كيفية التعاطي مع التأثيرات بعيدة المدى لهذا المرض. وهي بالمناسبة تأثيرات كبرى. فنحن نسمع اليوم عن تقديرات تدور حول نسبة انكماش هائلة في الاقتصاد العالمي تبلغ 11 في المئة، وحول احتمال خسارة 25 مليون وظيفة، وحول انخفاض دائم بمعدل 2-3 في المئة في الدخل المحلي الإجمالي العالمي. والحبل على الجرار.

بالطبع، لن يكون الوضع مُختلفاً في العالم العربي. بيد أن الأزمة أزفّت في وقت كانت فيه منطقة الشرق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني أصلاً تحديات اقتصادية واجتماعية جمّة وخطيرة.  فهذه هي ثالث موجة تضرب المنطقة خلال العقد الأخير (الموجتان الأولى والثانية كانتا الانتفاضات العربية التي اندلعت في العام 2011، وهبوط أسعار النفط بدءاً من العام 2014). وقد سجّلت الموجة الثانية بداية نهاية الحقبة الريعية التي اعتمد خلالها بعض البلدان على النفط لتحقيق النمو الاقتصادي والسلام الاجتماعي. والآن، فإن تقاطع هذه الموجات الثلاث خلال عقد واحد، يمكن أن تكون له تبعات كارثية، مالم تتم معالجة تأثيراتها على نحو ملائم وعلى جناح السرعة.

ثمة بلدان قليلة في المنطقة حائزة على مدى مالي لتوفير ملاءات حفز اقتصادية جدّية. كما ولّت تلك الأيام التي كانت دول الخليج تستخدم فيها عائدات النفط لإنقاذ دول في المنطقة تعاني من المتاعب. فتدهور أسعار النفط من 140 دولاراً للبرميل إلى نحو 25 دولاراً اليوم، يعني على وجه الخصوص أن الدول غير المصدّرة للنفط بات عليها أن تُواجه أقدارها بنفسها، ولن يكون في وسعها الاعتماد على الهبات الخليجية. كما سيتحتم عليها أن تتنافس مع البلدان الأخرى في العالم على الموارد العالمية.

سيكون كل على البلدان العربية، مثلها مثل بقية دول العالم، سواء خلال أسابيع أو أشهر مقبلة أن تطوّر خططاً متوسطة المدى للتعاطي مع مضاعفات الوباء. فالبطالة في المنطقة، التي هي أصلاً ضعف المعدل العالمي، ستحلّق عالياً، والعديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ستخرج من السوق، والقطاعات الأضعف من السكان ستعاني بقسوة. وبالتالي، أي خطط اقتصادية لمواجهة هذه التحديات ولمحاولة إعادة عجلة الاقتصاد إلى قدر من الحالة الطبيعية والاستقرار، ستحتاج إلى وقت، وتنطوي على تضحيات اقتصادية مؤلمة للغاية ستقع على عاتق المواطنين العاديين.

إذا ما كان ثمة وقت للإصلاح السياسي وسد شيء من فجوة الثقة بين المواطنين والدول، فأوانها أزف. إنه الآن. بيد أن أدوات الحوكمة القديمة، التي تُقرر فيها الحكومات ويستجيب لها الشعب بالرضوخ والإذعان، لم تعد تنقع. فالمسألة الرئيسة التي يجب أن تتطرق إليها الحكومات العربية الآن لا تكمن في ما إذا كانت قادرة على بلورة خطط اقتصادية، إذ هي قادرة تماماً، بل إذا ما كانت أي من هذه الخطط ستكون مقبولة من لدّن المواطنين الذين سيقبلون بتنفيذها، أو ما إذا كانت ستشعل اضطرابات اجتماعية.

لهذه الأسباب بالتحديد، يجب أن يشارك أولئك الذين سيعانون أكثر من الأزمة، أي مواطنو المجتمعات العربية، في صياغة هذه الخطط. ما قد يطرحه هؤلاء على طاولة المفاوضات ليس بالضرورة الخبرة التقنيّة، بل الشعور بأنه تتم مشاورتهم وبأنهم، في الواقع، جزء من الحل. وهذا عنصر حاسم تشتد الحاجة إليه لنيل المقبولية من المواطنين العرب.

مرّ الأردن بتجربة معبّرة في أواخر الثمانينيات، حين ضربته أزمة اقتصادية ضارية أسفرت عن خسارة الأردنيين نصف صافي قيمة الأصول بين ليلة وضحاها. آنذاك، لم تكن المساعدة المالية في طريقها إليه من دول الخليج، ولم يكن ثمة خطة اقتصادية قادرة على تحقيق الإنقاذ السريع. بيد أن الحل الذي طرحه الملك الراحل حسين انطوى على عنصر سياسي قوي: فهو نظّم أول انتخابات عامة وحرة منذ 30 سنة، ما أسفر عن ولادة برلمان شعر الأردنيون أنه يمثلهم. كما شكّل لجنة وطنية لوضع عقد اجتماعي جديد للبلاد. والنتيجة كانت رائعة وإعجازية: فعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الضخمة التي بقيت لسنوات بعد الأزمة، تم الحفاظ على السلام الاجتماعي بفضل مثل هذه الإحاطة الكلّية وثقة الشعب بالحكومات المتعاقبة.

وبالتالي، وفيما تجهد البلدان العربية للعودة إلى سكة السلامة، لن يكون في مقدور أحد الإطلالة على مفاهيم كالثقة والإحاطة الكلية على أنها من بنات أفكار نخب سياسية منقطعة الصلة بمجتمعاتها. فهذه الأفكار أضحت ضرورية وحاسمة لأي طرف يريد الخروج من الأزمة. وفي ظل غياب مثل هذه المفاهيم، سينزلق العالم العربي إلى مرحلة مقبلة في غاية الصعوبة.

من نافلة القول إن السجل التاريخي يقف ضد هكذا محاججة. فهذه المفاهيم نادراً ما كانت جزءاً من أدوات الحوكمة في المنطقة. بيد أن العالم تغيّر. وعادات حليمة القديمة التي تم تبنيها في المنطقة- الإجراءات الأمنية والموارد المالية للحفاظ على السلم الاجتماعي- لم تعد متوافرة. ووباء كوفيد- 19 قد يوفّر فرصة ذهبية لإطلاق بداية جديدة: بداية تقود فيها الحوكمة الحميدة ومشاركة الرأي العام مسيرة تحقيق الإبلال والنهوض.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عبد الصمد بعد مجلس الوزراء: دياب اكد ان الاجراءات بملف كورونا ممتازة والحملة علينا تسعى لاستدراجنا إلى سجال

وطنية - الثلاثاء 14 نيسان 2020

عقد مجلس الوزراء، جلسة في السرايا الحكومية، انتهت قرابة الخامسة والنصف عصرا، تلت بعدها وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد المقررات التالية: "إنعقد مجلس الوزراء اليوم في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس الدكتور حسان دياب الذي استهل الجلسة بالإشارة إلى أن الحكومة تتعرض لحملة سياسية تحت عنوان رفض "الهيركات"، وقال إنه من المستغرب أن كل هذه الحملة مبنية على قولنا أن ودائع أكثر من 90 بالمائة من الناس لن تمس. أضاف: على كل حال، سأتناول هذا الموضوع بشكل مفصل في وقت قريب، لكن، من اللافت أن الحملة السياسية علينا تسعى لاستدراجنا إلى سجال، ولكننا لن ندخل في سجال في الوقت الحاضر، سنرد بطريقة علمية من دون استنفار العصبيات التي حاول البعض استخدامها في حملته السياسية على الحكومة، وهذا أمر معيب جدا. وقال الرئيس دياب: يكفي اللبنانيين أزمات متراكمة وأزمات مستجدة، وهم لم يعودوا يحتملون استخدامهم متاريس بشرية خدمة لمصالح شخصية.

واوضح فيما يتعلق بملف الكورونا، أنه تم إنجاز المرحلة الأولى من خطة إعادة اللبنانيين الموجودين في الخارج"، مشيرا إلى أن "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة كانت ممتازة". ونوه "بالجهد الذي بذله ولا يزال كل من السادة وزراء الصحة والخارجية والأشغال والداخلية، لتأمين أفضل الظروف والإجراءات الخاصة بخطة الإعادة. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن النتائج المبدئية للفحوصات التي أجريت للعائدين كانت مقبولة من حيث عدد الإصابات، وقال: في الوقت الحاضر، نحن أمام خيار استئناف الرحلات أو تجميدها مؤقتا. وهذا القرار ينبغي أن يكون مدروسا بشكل جيد من دون أي تأثيرات، حتى نتابع سياسة الاحتواء الناجحة.

واوضح بالنسبة إلى انتشار الوباء في لبنان، أننا لا نزال ضمن السقف الجيد، على الرغم من حالة الانتشار في منطقة بشري والتي نعالجها بعناية، إضافة إلى ملامح انتشار الوباء في منطقة عكار"، مشددا على أن ذلك "لا يعفينا من مسؤولية الاستمرار في تطبيق الإجراءات المتشددة في كل المناطق، لأن أي تراخ سيسمح بتسلل الوباء إلى مناطق عديدة. وتناول دياب توزيع المساعدات المالية التي قررتها الحكومة، مشيرا إلى أنه في موازاة الإجراءات، كانت الحكومة قد استعجلت التحضيرات لتوزيع المساعدات المالية على العائلات المحتاجة، لكن للأسف، وبعد عملية التدقيق التي قام بها الجيش اللبناني، تبين أن اللوائح التي قدمها بعض القطاعات تتضمن أخطاء كبيرة وكثيرة. لذلك، سنضطر إلى تأجيل توزيع المساعدات بانتظار انتهاء الجيش من تنقيح اللوائح.

واعتبر بالنسبة للطلاب اللبنانيين في الخارج، أنه لا يجوز أن يكون أهالي الطلاب غير قادرين على التحويل من أموالهم الموجودة في المصارف إلى أولادهم في الخارج، الذين يعانون، خاصة في ظل الكورونا، مؤكدا أنه ينبغي على المصارف تسهيل هذه التحويلات، وإيقاف مسلسل تعذيب الطلاب واهاليهم معا.

واشار الرئيس دياب في قضية مستحقات المستشفيات المتراكمة واحتمال عدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين، إلى مشروع تسوية يحضره وزير المالية وينص على دفع جزء من هذه المستحقات، وتقسيط الباقي". واعنت عبد الصمد ان "مجلس الوزراء وافق على طلب وزير الدولة للتنمية الإدارية على تمديد العمل بمشروع إدارة النفايات الصلبة لمدة سنتين، وإضافة مراكز جديدة على لائحة المراكز التي يتم تمويل تشغيلها وصيانتها من خلال مكتب الوزير". كما عرضت وزيرة الاعلام ل"خطة اللقاءات بين الوزراء المعنيين وممثلين عن هيئات المجتمع لمناقشة مشروع برنامج الحكومة الانقاذي المالي المقدم من وزارة المالية في 31 اذار أمام مجلس الوزراء. وإن اللقاء الأول سوف يعقد مع وزير المالية والوزراء المعنيين ظهر غد في 15 نيسان في السراي الحكومي مع ممثلين من الهيئات الاقتصادية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي. واللقاء الثاني يعقد بعد غد مع ممثلين عن مجالس ونقابات ومهن حرة. على أن نحدد اجتماعات أخرى الاسبوع المقبل مع خبراء اقتصاد ومال واكاديميين وغيرهم من اصحاب الاختصاص".

حوار

وسئلت عبد الصمد عن انجاز الخطة الاقتصادية؟ فأجابت: "كان ضروريا انجاز الخطة الاقتصادية بأسرع وقت، ولكن في ظل ضرورة اشراك الجمهور واقامة هذه اللقاءات الحوارية التشاركية مع المجتمع، كان من الواجب ان نمددها الى الاسبوع القادم، حتى يتسنى لنا مزيد من الوقت لاقامة هذه اللقاءات المفيدة، وهنا سيكون دور وزارة الاعلام اساسيا في تأمين هذا الربط والتواصل بين الجمهور والحكومة".

واضافت: "لن تقتصر خطة الانقاذ المالي واللقاءات فقط، على هذه الخطة واي مواضيع خلافية او مشاريع تحضرها الحكومة، مبدئيا، سنعتمد هذا الاسلوب التشاركي والحواري مع اصحاب الاختصاص والمجتمع ككل، وهذه يمكن أن تكون باكورة هذه الاجتماعات، لا يوجد شيء اسمه "هير كات" وهي ليست اكثر من تسمية تم تداولها ولكن ستتوضح مع الاشخاص المعنيين وبالصياغة النهائية، لمشروع الخطة التي سيتم عرضها على مجلس الوزراء الاسبوع القادم حتى لا تفهم وكأنها في اطار الـ "هيركات" لأنه لم يتم التطرق الى هذا الموضوع".

سئلت: هناك عدد كبير من الاقتصاديين انتقدوا بشدة هذه الخطة؟

اجابت: "يمكن ذلك لوجود سوء فهم لبعض النقاط التي سيتم توضيحها، وهذا دور التواصل والحوار الذي يؤمن ايصال المعلومة بشكل صحيح، او سوء فهم او سوء تعبير في بعض الاماكن يمكن ان يتم توضيحها والنقاشات ستكون في هذا الاطار".

سئلت: وزير المال تكلم عن مشاركة لاصحاب الودائع برأس المال؟

اجابت: "هي ليست مشاركة بل مساهمة ستتوضح غدا، ولكنها ليست في اطار الـ "هيركات" هناك عدة اشكال أو سيناريوهات لهذا الموضوع، ولكن من المؤكد انها ستتوضح وسيدور نقاش حولها، ومشاركة في الاقتراحات، فنحن نهدف من خلال هذه الاجتماعات التي ستعقد، ليس طرح المشكلة فقط من دون وضع الحلول لها، فاذا طرحنا المشاكل من دون طرح الحلول، لن نصل لأي خطة بديلة. وهدفنا ان تكون هذه النقاشات خارج أي اطار سياسي او شخصي او انحيازي معين، وبنفس الوقت تعرض اقتراحات افكار يتم تداولها حتى نصل الى الحل الامثل، فاذا كان عرض لبعض الثغرات والمشاكل من دون طرح الحلول لا نصل الى اي نتيجة".

اضافت: "لا يمكننا ان نقول اننا لسنا خاسرين، بل علينا انقاذ البلد من خسارة اضافية، فالخسارة الآن موجودة ونعمل للخروج منها، وبالتالي علينا جميعا ان نعمل ونتعاون لان مصلحتنا واحدة".

سئلت: ألم يطرح النقاش بموضوع صندوق النقد الدولي؟

اجابت: "لم يطرح بشكل مباشر ولكن بحسب حيثيات الامور، والى اين سنصل؟ وهل يوجد ضرورة لذلك ام لا؟ وهذا يؤخذ بقرار يتخذ على ضوء المعطيات التي نملكها، والمعطيات اليوم ليست نهائية".

سئلت: اين اصبحنا بالنسبة لموضوع المساعدات المالية؟

اجابت: "معالي وزير الشؤون الاجتماعية كان في مؤتمر صحافي مباشر تحدث خلاله عن هذا الموضوع، ولم يتم تعليقها ابدا، ولكن ليس اكثر من مزيد من الشفافية وتصحيح لبعض الامور لانه حصل خلل معين، وهذا يحدث طبعا عندما نتعامل مع لوائح كبيرة، وتتم معالجة الموضوع بسرعة كبيرة، حتى لا يحصل تأخير على الناس الذين هم بحاجة للمساعدة".

 

بري استقبل عكر ووزني وترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس: للترحم على الهيركات كما تم الترحم على الكابيتال كونترول

وطنية - الثلاثاء 14 نيسان 2020

دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وفق ما نقل عنه زواره، الى "قراءة الفاتحة والترحم على الهيركات كما تم الترحم على الكابيتال كونترول"، لافتا الى ان "الامور اذا سلكت طريقها الطبيعي يمكن الانقاذ رغم انه ليس سهلا وليس مستحيلا". وفي الموضوع الاصلاحي، نقل الزوار عن رئيس المجلس تأكيده ان "المطلوب المعالجة للاسباب والنتائج التي تسببت بالازمة التي نعاني منها على المستويين المالي والاقتصادي"، مجددا التأكيد على "وجوب السير بالاصلاحات وتطبيق القوانين على الجميع خاصة بموضوع الفساد ومكافحة الهدر واصدار القوانين المطلوبة بشرط عدم المس بأموال المودعين التي هي قدس الاقداس"، سائلا عن "كيفية تغطية الفجوة المالية المقدره بنحو 59 مليار دولار هل تغطى بأموال المودعين؟ هناك عدة امور يمكن اللجوء اليها من مكافحة الفساد وسد ابواب الهدر والحسم من الفوائد وضخ سيولة جديدة بعد دمج المصارف وتنقيتها، هذه اجراءات وافكار لا يمكن حتى لصندوق النقد الدولي ان يرفضها وهي بالتالي تعيد الثقة وتجعل الخارج ينظر إلينا نظرة مختلفة". وعن التعيينات والضجة التي أثيرت، نقل الزوار عن الرئيس بري انها "ضجة محقة وسببها عدم تطبيق القوانين". وعمن يعطل الاصلاحات، نقلوا عن الرئيس بري قوله ان "تعطيل الاصلاحات مرده الى التلكؤ بتطبيق القوانين"، مذكرا بوجود "54 قانونا لم تطبق حتى الآن". وفي موضوع الاصلاحات ورؤيته لحل الازمة الاقتصادية، قال الرئيس بري لزواره: "المطلوب خطوات تعيد تحريك عجلة الاقتصاد وهيكلة الدين، وهناك الكثير من الافكار التي تطرح حيال الموضوع المصرفي والمالي. المطلوب في النهاية ايجاد حل واضاءة شمعة". وأكد ان "الخطة الاقتصادية التي يتم مناقشتها في مجلس الوزراء ليس وزير المال من اقترحها وهو لم يقل اي كلمة بموضوع الهيركات". وعن المساعدات الخارجية، نقل الزوار عن رئيس المجلس قوله: "المطلوب ان نخطو على المستوى الداخلي خطوات تقنع الخارج وإلا ستكون المساعدات على باب الله".

وعن العلاقة مع رئيس الحكومة، نقل الزوار تأكيده ان العلاقة مع الرئيس حسان دياب "علاقة قديمة منذ ان كان وزيرا للتربية، وهي اكثر من جيدة كما هي العلاقة مع فخامة الرئيس ميشال عون"، وقال: "لقد بذلت كل جهد مستطاع من اجل ان تنال الحكومة الثقة ومن اجل ان يكون للبنانيين حكومة برئاسة حسان دياب".

وأكد الرئيس بري ان "السلطة التشريعية ليست سلطة حكم بل هي سلطة رقابة ومحاسبة"، مشددا على ضرورة "استعادة الاموال المنهوبة من خلال تطبيق القانون"، قائلا ان "الاموال المنهوبة والمهربة قبل وبعد 17 تشرين يجب ان تعاد".

وعن التعيينات القضائية، نقل الزوار عن الرئيس بري قوله: "أنا مع مجلس القضاء الاعلى فلا يوجد في موضوع القضاء ثقة او نصف ثقة، عيب كبير ألا تصدر التشكيلات القضائية. وأكرر ما كنت اقوله عندما كنت وزيرا للعدل: اعطوني قاضيا مستقلا وخذوا دولة".

اجتماع

وكان رئيس المجلس قد ترأس في مقر الرئاس الثانية في عين التينة، اجتماعا لهيئة مكتب المجلس حضره نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: الان عون، مروان حمادة، سمير الجسر، هاغوب بقرادونيان وميشال موسى وامين عام مجلس النواب عدنان ضاهر ومدير عام الادارة المشتركة في المجلس محمد موسى.

وبعد اللقاء، قال الفرزلي: "الاجتماع كان مخصصا لدراسة القوانين المحالة من الحكومة والقوانين المعجلة المكررة المتراكمة والتي كان لا بد للمجلس النيابي، شعورا منه بالمسؤولية، ان يواكب الواقع المطلوب على الساحة. طبعا درست هذه القوانين واتخذ القرار المناسب بالنسبة لوضعها على جدول الاعمال وما يحتاج الى صفة المعجل المكرر سيطرح وهو ملك الهيئة العامة، ومشاريع القوانين المطروحة ستكون موضوع نقاش في جلسة مجلس النواب التي ينوي دولة الرئيس بري تعيينها بشكل اكيد اذا توافرت الظروف، وفقا للمخطط المرسوم ان شاء الله، قبل شهر رمضان المبارك".

عكر

على صعيد آخر، عرض الرئيس بري الاوضاع العامة وآخر المستجدات الامنية والسياسية، خلال استقباله نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر.

وزني

كما استقبل وزير المال غازي وزني، وكان عرض للوضعين المالي والاقتصادي.

 

شريم: التريث في توزيع المساعدات ناجم عن الثغرات في اللوائح المسلمة للجيش من وزارة الشؤون الاجتماعية

الثلاثاء 14 نيسان 2020

وطنية - قالت ‏وزيرة المهجرين غادة شريم في مقابلة على قناة الotv ضمن برنامج بدبلوماسية: تبين ان لوائح الاسماء التي تم تسليمها للجيش من وزارة الشؤون الاجتماعية مليئة بالثغرات، لذلك تم التريث بتوزيع المساعدات، والوزير مشرفية لا يتحمل مسؤولية الخطأ". اضافت : "هناك من استلم الدولة لعقود ولم يصل لنتيجة نحن اليوم نسعى لتغيير الأداء وتصحيح المسار، لذلك لا يحق لهؤلاء التنظير علينا. بدل التنظير فليقدموا لنا الاقتراحات. وتيرة العمل في الحكومة ممكن ان تكون اسرع ولكن ما من ملف في الدولة نفتحه الا وفيه فساد. نعمل جاهدين لمعالجة كل الملفات وهاجسنا الاول والاخير هو المواطن اللبناني". ‏واشارت الى ان " الخطة الاقتصادية تلحظ اكثر من وسيلة لمعالجة الازمة الاقتصادية منها وقف مزاريب الهدر وغيرها. اما في ما خص اموال المودعين لا اقتطاع من اموالهم ابدا". وتابعت الوزيرة شريم :" عندما يرى الخارج اننا جديون في معالجة الازمة وان خطتنا الاقتصادية واضحة وشفافة ستعود ثقة الدول الاجنبية بلبنان وسيزيد الاهتمام الخارجي". واوضحت "ان باب وزارة المهجرين مفتوح لكل الاحزاب، ونعمل على اقفال ملف المهجرين كخطوة اولى، وتحويل الوزارة الى وزارة للانماء الريفي كخطوة ثانية وذلك لتثبيت الناس في قراها". ودعت "من يملك اي برهان لعملية فساد ان يقدمها لي او للقضاء واعد انني سأتابع الملف، ولن اغطي اي موظف فاسد في وزارة المهجرين.واذا واجهت اي مشكلة او اعترضني اي حاجز في الوزارة، سأضطر لرفع الصوت ولن اسكت، لأن هذا يدخل في اطار الفساد او وضع جهة ما يدها على الملف. اتمنى الا نصل الى هذه الحالة لأنني لن اسكت عن أحد". وختمت " في ذكرى الحرب اللبنانية اقول تنذكر وما تنعاد".

 

لبنان القوي: الأولوية لاقتراحات القوانين المتعلقة بالكورونا ونرفض المس بأموال المودعين ولبدائل في معالجة الخسائر المتداولة

وطنية - الثلاثاء 14 نيسان 2020

اجتمع تكتل "لبنان القوي" الكترونيا وبحث جدول أعماله، وناقش بحسب بيان، "المستجدات على صعيد الكورونا والمعالجات الحاصلة مركزيا ومناطقيا، واطلع باهتمام على ما اثاره امين سره في اليوم الأخيرين بموضوع المستشفيات الخاصة وخطر الاقفال الذي يداهمها، واطلع منه على الاتصالات واقتراحات الحلول التي يشارك فيها، وقرر مطالبة الحكومة باتخاذ الاجراءات الفورية لمعالجة هذا الوضع، كما عن تحضيره لاقتراح قانون معجل لتقديمه قبل الجلسة التشريعية في حالة التأخير الحكومي". ورحب ب"عودة المجلس النيابي الى الانعقاد استثنائيا بجلسة تشريعية متوقعة الاسبوع المقبل وعلى جدول أعمالها الرزمة التشريعية التي تقدم بها التكتل لمعالجة تداعيات الكورونا اقتصاديا واجتماعيا وماليا، وتمنى في هذا المجال على دولة الرئيس نبيه بري إعطاء اقتراحات القوانين المتعلقة بالكورونا الأولوية على غيرها، نظرا للوضع الاستثنائي والخطير الذي تمر به البلاد". وبحث التكتل في "المواقف الصادرة من مسودة الخطة الحكومية الاقتصادية" واعلن ان "موقفه منها سيعلنه بعد بلورتها بصيغتها النهائية، ولكن ومنعا للتأويلات والمزايدات السياسية يكرر التكتل موقفه المبدئي والحاسم والذي كان قد أعلنه وعمل لتحقيقه ولا يزال والموضوع ضمن حدين: الاول رفض التعرض لحقوق المودعين والمس بودائعهم كما معالجة موضوع الخسائر المتداولة من خلال معادلة تتشارك فيها الدولة والمصارف ومصرف لبنان المسؤولية من خلال موجوداتهم واستعادة الأموال المنهوبة. وسيتقدم التكتل باقتراحات عملية في هذا المجال في الأيام المقبلة". وتداول التكتل ب"موضوع التعيينات، لاسيما ما تردد عن خلل لحق بالتوازنات المذهبية"، وأكد حرصه المطلق الحفاظ على معيار التوازن الطائفي والمذهبي التي يكفلها الميثاق والدستور مقرونا بالكفاءة الغنية في كل مذهب، وذلك لحين إلغاء الطائفية بالكامل والذهاب الى الدولة المدنية الواردة كأحد الأهداف الأساسية للتيار في شرعته التأسيسية".

 

"الكتّاب اللبنانيين": لاعتماد المكاشفة الكاملة مع الشعب

المركزية/14 نيسان/2020

تمنى اتحاد الكتاب اللبنانيين على جميع المعنيين "إدراك خطورة المرحلة إزاء صعوبة الأوضاع على غير صعيد، وضرورة وضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة". وناشد في بيان، "الحكومة اعتماد المكاشفة الواضحة في معالجة كل القضايا، لكي تحصن نجاحها في معالجة الهم الصحي، من خلال دقة المقاربة في القضايا المعيشية والاقتصادية والنقدية". ورأى انه "ليس خافيا على كل المتابعين للشأن العام، أن لبنان في خضم ازمة كبرى، تقتضي من المسؤولين الشجاعة في الإفصاح عن مكوناتها، وطرح الحلول للخروج منها". ولفت "إلى خطورة المس بحقوق المودعين الشرفاء والسعي الحثيث إلى إرجاع الأموال المنهوبة، من سماسرة المال، والطغمة الفاسدة التي أثرت على حساب الوطن والمواطن، وإلى ضرورة الاهتمام بأسس الأمن الاجتماعي، بالابتعاد عن منهج الاستسهال في جمع المال كيفما اتفق، استجابة لبعض الآراء التي لا يرى أصحابها في الناس، سوى ارقام وحسابات".

وتمنى على "الجميع إدراك خطورة المرحلة، من خلال التحلي بأعلى قدر من المسؤولية، فالوضع لا يحتمل ترف المناكفات، فكينونة الوطن محل اختبار بين الموت والحياة". ورأى "أن الأفق ليس مسدودا، رغم خطورة المعاناة، لكنه يتطلب مجابهة ليست يسيرة، وعلى الحكومة قبل سواها أن تبادر إلى هذه المواجهة، في المجالات كافة، ولعل تأخر الإفصاح عن المشروع الاقتصادي المالي للحكومة يسهم في إرباك الناس وتخويفهم من المستقبل الغامض". وطالب الاتحاد الحكومة بالمسارعة إلى عرض مشروعها للحل في أقرب فرصة متاحة، كما دعاها "الى طمأنة أصحاب الكفاءات، بأنهم لن يكونوا ضحايا المحاصصات"، معولا "على كل القوى الحية في المجتمع، ولا سيما النخب المثقفة، بالتعاضد لما فيه مصلحة الوطن".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 13-14 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

The Islamic Revolution vs. Donald Trump/Reuel Marc Gerecht/FDD/April 14/2020

روال مارك كاريشت/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية/الثورة الإسلامية في إيران بمواجهة دونلد ترامب

http://eliasbejjaninews.com/archives/85120/reuel-marc-gerecht-fdd-the-islamic-revolution-vs-donald-trump%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b4%d8%aa-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84/