المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april14.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المَرَّةٌ الثَالِثَةٌ التي ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

الياس بجاني/بالصوت/تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقطع من كتابي "الجنوب ... جرحنا وشفانا" بمناسبة ذكرى 13 نيسان/الكولونيل شربل بركات

١٣_نيسان_١٩٧٥_ما_ماتت_فينا_الشجاعة_إنما_نحنا_متنا_بشجاعة./موقع المقاومة اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 13/4/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

من الذاكرة تصحيح للتاريخ: الواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر.

من كتاب حرب السنتين وبعد .. للإعلامي والكاتب عادل مالك

الأحد 13 نيسان 1975/نبيل يوسف

روجيه اده: رصيد لبنان في الحريات السياسية والإقتصادية والديمقراطية/نالسي جبرايل يونس/اللواء

لبنان: المواد الغذائية في مهبّ «كورونا» ونقص الدولار ونفاد بعضها بات قريباً... والاستيراد يواجه صعوبات مضاعفة

النهار: المواجهة المالية الاقسى: الاستشاريان الدوليان على الخط… ضارب في الرأي على المصارف واتفاق على صندوق النقد

مستشفيات لبنان مهددة بالإقفال بسبب ديون الدولة العالقة وارتفاع تكلفة التشغيل والإصابات إلى 632 والحكومة تحوّل مليون دولار لطلاب الخارج

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية تحذر من تخفيف الحظر: الخطر قائم

منظمة الصحة: وقف انتشار «كورونا» يتطلب لقاحاً

أكثر من 10 آلاف وفاة بفيروس «كورونا» في ولاية نيويورك

ترمب: موعد فتح الاقتصاد قراري.. وليس قرار حكام الولايات

ماكرون: لم نكن مستعدين لـ«كورونا» والحظر في فرنسا مستمر حتى 11 مايو

الوباء يقتل 15 ألفا في فرنسا.. ويتراجع في إسبانيا

أميركا تثبت نفوذها شرق الفرات وتلم قوات قسد

عاصفة تمرد تضرب السجون… والإيرانيون لروحاني: عهدك أفقرنا/مارس شهر العصيان والاحتجاجات شهد 216 حركة احتجاجية ضد الملالي في 65 مدينة

الكاظمي يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وسط تصاعد الصراع بين أميركا وإيران والتحالف عائد لاستئناف تدريب "البشمركة" بعد رمضان

الميليشيات الإيرانية وراء ارتفاع الإصابات بالوباء في سورية إلى 25

“نيويورك تايمز”: الموساد يعتبر أن إيران لم تعد خطراً

رفض التمديد لغانتس يعقّد جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية

مجهول طعن جنديين داخل قاعدة عسكرية في النقب... و"حماس": تل أبيب غير جادة بشأن اتفاق تبادل الأسرى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحكومة اللبنانية ترتكب "مجزرة" مالية تحت جنح الجائحة/علي الأمين/العرب

لحظة التسابق بين أزمات بلد وأزمات كوكب/وسام سعادة/أساس ميديا

عن حظّ حسّان دياب.. بانتظار ثورة الجياع/زياد عيتاني/أساس ميديا

ضجيج "الدرون" الإسرائيلية وصمت حزب الله المطبق/يوسف بزي/المدن

"حزب الله" الاشتراكي/مهند الحاج/المدن

رسالة جنبلاط لدياب: الانتقام والإفقار "حرب جبل" جديدة/منير الربيع/المدن

غوص في الوضع/الأب سيمون عساف

ماذا حصل نهار١٣ نيسـان ١٩٧٥ وقبل وبعد هذا التاريخ..لوقف تزوير الحقائق والتاريخ وقول الحقيقة مهما كانت صعبة/ميشال فرح/فايسبوك

سلطة تُكثر الطبل والزمر، وتقلّل من العمل... أين الشعب؟/يوسف ي. الخوري

قرار مجلس القضاء "إلزامي" ومخالفته تلزم بالمحاسبة/المحامي عبد الحميد الأحدب

ما قبل الوباء وما بعده: العلم والعولمة الرشيدة/سام منسى/الشرق الأوسط

«كورونا» يحطم حواجز الطب عن بُعد/فيرجينيا بوستريل/الشرق الأوسط

كآبة الجدران التي تتكرر/غسان شربل/الشرق الأوسط

حرب كورونا السياسية في أميركا/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس اثنين الفصح على نية فرنسا: مدعوون لنكون شهودا للقيامة بمسلك حياتنا

لقاء سيدة الجبل: للجنة تحقيق دولية مالية تكشف الحقيقة للبنانيين

دريان: لن نقبل بأي تدبير أو موقف يتناول مدخرات الناس وأموالهم

الدائرة الاعلامية في القوات ترد على أسود: سندعي عليه لانه لا يجوز السكوت عن مروجي الفتن

الكتائب أضاء 2020 شمعة في ساحة الشهداء: بصمودنا وتضامننا يحيا لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

المَرَّةٌ الثَالِثَةٌ التي ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات

إنجيل القدّيس يوحنّا21/من01حتى14/بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!». فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك. فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة. أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع. ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن». فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك. هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني  بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

مع رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

*ملاحظة: المقالة في اعلى هي من الأرشف مع بعض التغييرات البسيطة

 

المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

الياس بجاني/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85055/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%b5%d9%84%d8%a8-%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%ab%d9%85-%d9%82%d8%a7%d9%85/

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: “من آمن به لن يُخّزى”.(روميه 10-08 و90)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: “إنه ليس ها هنا، بل قام”.

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: “المسيح حيٌّ فيّ”.

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي من أجل أن يلهم الله الأطباء والعلماء ويقود خطاهم ليجدوا دواءً ولقاحاً لوباء الكورونا فيرس.

فلنصلي من أن يسكن الرب أوراح ضحايا الكورونا فيرس جنته ويسكنهم في منازلة الأبدية ويغفر خطاياهم.

فنصلي من أجل شفاء المرضى في كل دول العالم حيث الخوف والإضطراب والضياع في مواجهة جائحة الكورونا فيرس.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم، وفي وطننا الغالي المعذب والمحتل لبنان.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي سلم يسوع للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن بأن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال “المسيح حيّ فينا” ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18753/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac-2/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقطع من كتابي "الجنوب ... جرحنا وشفانا" بمناسبة ذكرى 13 نيسان

الكولونيل شربل بركات/13 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85109/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

لم تكن البوسطة التي أقلت مجموعة من الفلسطينيين المدججين بالسلاح لتجتاز الشارع الرئيسي في عين الرمانة في ذلك الأحد من نيسان 1975 بالصدفة، لأن طرقا أسهل وأكبر وأقل ازدحاما كانت متوفرة للوصول إلى مخيم تل الزعتر، والكل قد علم بالحادثة التي كانت وقعت صباحا في الحي المذكور وذهب ضحيتها أربعة كتائبيين بينهم جوزيف أبو عاصي حيث مرت سيارة مسرعة أطلق من فيها النار على الكتائبيين المحتفلين بتدشين الكنيسة بحضور الشيخ بيار الجميل رئيس حزب الكتائب، ولكن الهدف الرئيسي من مرورها كان تحدي الكتائبيين وفرض وهرة المنظمات من خلال حادث معزول على الشارع المسيحي ككل، فمن هم هؤلاء الكتائبيون ليتجرأ زعماؤهم على الوقوف بوجه "الثورة" التي ترهب العالم؟.. وما حدث يومها كان الشرارة التي بدأت الحرب وليس أبدا السبب في اشتعالها.

كانت المنظمات الفلسطينية قد أعدت خططها للسيطرة على الشارع وقد انتشر عناصرها فورا وتوزعت الآليات والأسلحة في الأحياء ونصبت الحواجز وبدأ الخطف والتوقيف. وبالرغم من محاولات الدولة للتحقيق بالحادث واتخاذ الإجراءات إلا أن المطالب الفلسطينية كانت تكبر ما يؤدي إلى مزيد من التنازلات تحت التهديد. ثم تدخل عناصر جديدة وأسلحة من سوريا، ويستمرّ التوتر وتبدأ عملية الخوف من ردود الفعل الفلسطينية في الأحياء المسيحية وسط عدم الثقة والقدرة التي تظهرها الدولة لحماية المواطنين، ويصبح الأمن الذاتي هو الحل الوحيد المتوفر.

وفي الجنوب يزيد القلق والخوف من ردات الفعل الفلسطينية على القرى المنعزلة البعيدة والتي جاهرت بتأييدها للجيش، فيهرب المنظورون من أبنائها إلى الجانب المسيحي من بيروت تجنباً للخطف والقتل أو التوقيف والتنكيل، ولكن القرى الحدودية حيث أنشأ الجيش فرق الأنصار بقيت صامدة كون الجيش بقي محافظا على تواجده في المنطقة ولو أن سيطرة المنظمات زادت أكثر فأكثر.

 

١٣_نيسان_١٩٧٥_ما_ماتت_فينا_الشجاعة_إنما_نحنا_متنا_بشجاعة.

موقع المقاومة_اللبنانية/13 نيسان/2020

هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد.

١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو.

تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا.

كان درس للعالم كلّو.

كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور،

إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي،

إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو.

١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا.

وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا.

الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان،

نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم.

"ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة.

وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض".

(بشير الجميّل في تلّة المير، نيسان ١٩٨٠)

"شارع المراية"، قد لا يعني هذا الإسم شيئاً لكثيرين، وخاصة للأجيال الجديدة، ولكنه يعني ما يعنيه لأبناء عين الرمّانة ولجيل الحرب."شارع المراية"، عنوان صمود عين الرمّانة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 13/4/2020

وطنية/الإثنين 13 نيسان 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كاد عبء الملفات الثقيلة يغيب ذكرى 13 نيسان 1975 المشؤومة. ولكن، وعلى قاعدة المأساة بالمأساة تذكر، فإن البعض دخل بمقارنة بين كورونا 2020 وكورونا الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر القرن العشرين، وفي الحالين الخلاصة واحدة والرجاء هو هو: تنذكر وما تنعاد!.

بعيد منتصف الليلة تنتهي المرحلة الأولى من الخطة الحكومية لإجلاء اللبنانيين الراغبين بالعودة من الخارج، مع وصول الطائرة العائدة من لندن. على أن يحط الملف غدا على طاولة مجلس الوزراء، لإجراء تقييم للمرحلة الأولى، وأخذ القرارات المناسبة لناحية استكمال الخطة وتلبية مناشدات اللبنانيين العالقين في الخارج، وجديدها اليوم من 64 لبنانيا موجودين في سوريا.

واعتبارا من يوم غد ينصرف الاهتمام الرسمي إلى الملف الأكثر سخونة، أي الوضع المالي والنقدي وخطة الانقاذ الاقتصادية، اللذين أدرجا كبند أول على جدول عمل جلسة مجلس الوزراء في السرايا.

وفي تطورات كورونا محليا، كان ملفتا تراجع عدد الاصابات المسجلة في الساعات الماضية بالفيروس، إلى إصابتين فقط، ليبلغ إجمالي الإصابات 632 إصابة. وفي الاطار جولة لوزير الصحة حمد حسن على مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت لتفقد جهوزيتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

اليوم الثالث عشر من نيسان.

في لبنان كما كل العالم، الحرب مستمرة، ولكن مع فارق أن اللبناني يخوضها هذه المرة كي يثبت الأهلية.

بالأمس كانت على متن بوسطة، واليوم على شكل كائنات مجهرية. الحرب مستمرة، ولكن في مواجهة ديكتاتورية "كوفيد التاسع عشر" الذي احتل العالم في أسابيع معدودة. أما أقانيم المعادلة فهي: حجر ووقاية، تضامن وأمل.

في الثالث عشر من نيسان، تغير المشهد، لم يتغير أبطاله. إسعاف "كشافة الرسالة الإسلامية" مازالت على جهوزيتها، تبلسم الجراح، تحضن كل من يلجأ اليها، من مجزرة بلدة المنصوري على يد الحقد الصهيونية، إلى مطار الحريري بفعل الغزوة الكورونية.

وفي 13 نيسان، العدوان الصهيوني تواصل على السيادة الوطنية بطائرات إستطلاع لم تترك سماءنا منذ ساعات فجره الأولى.

ولكي "ينذكر وما ينعاد"، ذكرنا الثالث عشر نيسان 1975، ولكن لن نخصص في نشرتنا أي تقرير حوله، على أمل أن يكون إستخلاص العبر قد تم. واليوم سيكون حصرا لاستذكار شهداء مجزرة المنصوري ولمتابعة الفيروس التاجي.

السياسات المالية المعنونة بمد اليد لتغطية العجز المالي من جيوب الفقراء، باعتماده الصيغة الأسوأ المسماة "هيركات"، دفعت حركة "أمل" إلى إعادة تأكيد رفضها ورفض أي مساس بأموال المودعين وتضييع جنى عمرهم تحت أي ظرف أو مسمى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الثالث عشر من نيسان من العام 1975، تاريخ طبع بذاكرة اللبنانيين رصاصا ودما، وبوسطة نقلت البلاد إلى حرب ودمار وتاريخ من الاقتتال. ومنذ توقف أزيز الرصاص، واللبنانيون يحيون الذكرى بعبارة: "تنذكر وما تنعاد". أما اليوم الواقع فيه الثالث عشر من نيسان، فإن بوسطة من نوع آخر "تتفتل" في شوارعنا، تتربص بأمننا الصحي، تدهس اقتصادنا المصاب أصلا، وتلاحق واقعنا الاجتماعي والانساني المرهق، بوسطة لم تميز بين راكبيها ومطلقي النار عليها، إنها بوسطة كورونا.

البوسطة التي تجوب العالم الواقع في عجز أمام عجلاتها، وهي المدججة بالوباء العصي على البشرية وتقدمها إلى الآن، مقدمة نموذجا من الموت السريع الذي عم المعمورة دون استئذان من بلاد قوية أو أخرى ضعيفة، ومن بلاد غنية أو أخرى فقيرة. أما يفتقر إليه العالم مع هذا الوباء، فهو الاعتبار من هذه الجائحة، وهو العالم الذي ما زال بحسب منظمة الصحة العالمية واقعا تحت خطر الانتشار السريع لهذا الوباء.

في لبنان الذي يقف أهله جميعا شركاء لشفائه، كما قال وزير الصحة حمد حسن من مستشفيي السان جورج وبهمن في الضاحية الجنوبية لبيروت، هو وطن لم يصب بالصميم من الوباء الخبيث، كما قال الوزير، والمطلوب مواصلة المقاومة المجتمعية، والعمل يدا بيد لخدمة الناس، والتطلع بأمل إلى مستقبل مشرق للبنان.

لبنان الذي لم يسجل اليوم سوى إصابتين فقط بوباء كورونا، في خبر مفرح، لكنه يجب ألا يصيب اللبنانيين بالطمأنينة ويدفعهم إلى التفلت من الاجراءات، فكورونا متربص بالجميع، وموجاته تجول فضاءنا، ولا مجال للنجاة إلا إن أكملنا الالتزام بالاجراءات.

أما ما يجري على ضفاف كورونا من مناكفات، والتقاط البعض لفرصة ملامح الخطة الاقتصادية للحكومة ليثير سجالا، فهو أمر معيب كما أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار، الذي دعا الدولة من جهة أخرى إلى وضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لأنها 13 نيسان، ولأن الذاكرة أقوى من الذكرى، ولأن التاريخ يعيد نفسه في هذا الشرق التاعس، لأن أغبياء كثرا لا يتعلمون، ونحن تعلمنا ولا نريد له أن يتكرر.

على مسافة أميال من بيروت، عند ما يعرف بنهر الكلب أو نهر الذئب كما كان الرومان يسمونه، طريق روماني قديم يستطيع المرء حتى يومنا أن يقرأ نقشا على صخرة ما زال ظاهرا، رغم عتق الزمان وقرون النسيان وإهمال الإنسان.

الامبراطور ماركوس أوريليوس انطونيوس أوغسطس. هو الامبراطور الذي وسع هذه الطريق فشق الجبل الصخري المشرف على النهر. مذاك الحين أصبح للتاريخ طريق. طريق داستها أقدام الفاتحين وتراجعت عليها أقدام المغلوبين المنهزمين. طريق الأمم من صور إلى انطاكيا العظيمة. مدينة الله العظمى وايقونة أورشليم العليا. طريق للفينيقيين والآشوريين والمصريين والفرس والاغريق والرومان والصليبيين والمماليك والعرب والغرب. انتصروا وانكسروا. جاؤوا ورحلوا. بقيت الطريق وبقي البحر وبقي الجبل.

في 13 نيسان لم ندعهم يمرون. لكننا اليوم نغفر ونسامح لشقيق انقلب عدوا وشريك تحول خصما. اليوم لم نعد نرى أعداء ولا نريد عداوة. ضربنا كشحا عن الماضي وتركنا للمحبة أن تمحو الصور البشعة من لوح ذاكرتنا.

لكن في 13 نيسان وإلى ملء الزمان، لن ننسى الدماء والشهداء، شموع جنازاتنا ودموع أمهاتنا، نعوش شبابنا إلى القبر ونقوش أحزاننا على الصخر، قوافل الأرجوان ومواكب الغار وشلوح الأرز.

لم يعرف اللبنانيون راحة ولا استراحة منذ قرون، ولا عرفوا الاستقرار إلا لماما ونادرا في لبنان الكبير. ضروب تآمر وهبوب فتن وروائح عفن وندوب شجن. مئات 13 نيسان ونحن وطن على بساط كفن. كنا بالحرب العسكرية وانتقلنا إلى ضرب المعادلة الديمغرافية وفرض انقلابات سياسية وصرنا بالعاصفة الاقتصادية.

في الحرب تهجير وتدمير، في السلم المزيف تهويل وتقتيل، في الاقتصاد الكاذب دجل وفشل، ازدهار خائب ونجاح كاذب.

أخذوا منا حياتنا وصحتنا وسرقوا مستقبل أولادنا، سطوا على أحلام شبابنا، "طفشوهم" وهجروهم ونصبوا أولادهم وحاشيتهم وزبانيتهم وأزلامهم "باش بزق" على هيكل الفساد و"انكشارية" على بيوت المال.

اللبناني الآدمي المثابر، الصابر، المجالد، المكابد على صنوف الدهر وأصناف العهر، يواجه اليوم أسوأ كوابيسه. ادخر بعضا من مال لليوم العصيب خشية غدرات الزمان وعثرات الحرمان، يأتيه من يقول له إنه سيكون هناك اقتطاع من مدخراته وتطيير لحساباته. شائعات ينفونها وخبريات يتنصلون منها.

"هيركات" لن تمر قط. هذه المرة سيقاتل الشرفاء وظهورهم إلى الحائط، وصدورهم إلى في مواجهة الزعران.

الحكومة التي فيها نأمل، عليها أن تذهب إلى أوكار الأفاعي وقصور العقارب والحدائق المعلقة ل"دبيحة" الحرب و"شبيحة" الطائف، إلى الأملاك البحرية والنهرية، إلى التهرب الضريبي، إلى رش مبيدات الفساد وحشرات السرقات، إلى القبض على القبابيط والجلابيط الذين تحولوا من سلاطعين إلى سلاطين ومن سمك بزري إلى قرش وحوت، دخلوا الادارة والمؤسسات حفاة عراة وخرجوا منها إلى اليخوت والناطحات. فلتذهب إلى المحروقات والنفايات والاتصالات والهندسات والاحتكارات، إلى مخبر عند أحد "الأبوات" صار من أصحاب المليارات. اذهبوا إلى أبناء الضلال واتركوا أبناء الحلال. اذهبوا إلى الذين أقاموا احتفالات بالملايين في وقت يتضور الناس جوعا ويئنون ألما. اسحبوهم من مواخيرهم ومناخيرهم. افضحوهم وزجوهم في السجن مع أننا نطالب بأكثر. وعندها، عندها فقط، فلتفعل الحكومة ما تشاء لكن ليس قبل ذلك.

أموال اللبنانيين وجنى عمرهم ليس مزحة، وليس ألعابا نارية استعراضية ومفرقعات خطابية وعنتريات لفظية. المس بأموال اللبنانيين الشرفاء الكرام، هو جريمة واعتداء مباشر على حقوق اللبنانيين المصانة بالدستور. أي خطوة من هذا النوع هرطقة وانتحار وسقوط في المحظور. حتى الآن يعول اللبنانيون على حكمة الحكومة ورزانة رئيسها، ورفض رئيس البلاد لأي مس بمدخرات اللبنانيين.

في 13 نيسان، كما وقفنا بالأمس، نرفض اليوم أن يتحول الوطن إلى كفن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

13 نيسان 1975- 13 نيسان 2020. خمسة وأربعون عاما انقضت على بوسطة عين الرمانة، والحرب في لبنان وعلى لبنان لم تنته بعد.

بعد ظهر ذاك الأحد الأسود اندلعت الشرارة. كانت تحتد حينا وتهدأ أحيانا، لكن جذوتها لم تنطفىء فبقيت إلى اليوم مستمرة. فإلى متى سيبقى الوطن الصغير معلقا على صليبه الكبير؟، حتى الآن لا جواب. لكن الأكيد أن التحولات الكبرى التي سيشهدها العالم كله في مرحلة ما بعد كورونا، ستسهم في تغيير المشهد في لبنان. كما أن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية البنيوية التي تنهش جسد الوطن والدولة ستعجل، ولا شك، في تحقيق التغيير المطلوب.

طبعا، المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة، خصوصا أن الطبقة السياسية المتحكمة لن تتخلى عن مكتسباتها بسهولة، ولن تستسلم أمام موجة التغيير. وهو ما تجلى بوضوح في أزمة كورونا، حيث حاولت قوى سياسية كثيرة تعويم نفسها من خلال المساعدات الاجتماعية التي قدمتها. لكن التغيير الكبير آت حتما، فما كتب قد كتب، والشعب سيدحرج حجر التبعية والخنوع والاستسلام والاستزلام ليدخل لبنان من جديد في زمن القيامة.

في اليوميات، الحكم والحكومة يتخبطان. فالخطة الاقتصادية علقت بعدما ووجهت بتحفظات واعتراضات، وبعدما تبرأ منها معظم الذين شاركوا في إعدادها. في المقابل، فإن خطة توزيع المساعدات الاجتماعية التي سيباشر بها غدا، تواجه بانتقادات حتى من أطراف تشارك في الحكومة، وذلك تحت عنواني الاستنسابية والتسييس. كذلك، التعيينات المالية مؤجلة لخلاف على الحصص والتحاصص. أما التشكيلات القضائية فنائمة في درج وزيرة العدل تنتظر توقيعها.

فقط المعالجة الحكومية للكورونا تبدو موفقة، حتى الآن على الأقل. فاليوم سجلت إصابتان، وهو رقم ايجابي في انتظار توسع دائرة الفحوص ابتداء من الغد. لكن المؤلم هو وضع اللبنانيين في الخارج. ففي ساحل العاج توفي أمس لبنانيان هما ابراهيم جابر ويوسف الزوقي. الزوقي تريد عائلته المفجوعة أن تستعيد جثمانه لتراه قبل أن يدفن ولتشيعه. لكن دوائر الدولة اللبنانية لا تزال عاجزة عن تحقيق الأمر. إنها مأساة اللبناني في ظل دولة كهذه، إذ يولد مديونا، ويعيش محروما، ويموت مقهورا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بدأ اليوم أسبوعان جديدان من التعبئة العامة، اللذان ينتهيان في السادس والعشرين من هذا الشهر، وما يكاد الأسبوعان ينتهيان حتى يكون لبنان والعالم الإسلامي قد دخلا في شهر رمضان المبارك.

التعبئة العامة الممدد لها وحلول شهر رمضان، يأتيان في وقت يواصل فيروس كورونا تمدده وتفشيه، حاصدا المزيد من الإصابات والضحايا، بنسب متفاوتة، ففي لبنان سجلت اليوم إصابتان جديدتان ليرتفع العداد إلى 632 إصابة، في وقت يستمر خط عودة لبنانيين من الخارج شغالا.

قلة الإصابات في لبنان ليست مشابهة لإصابات العالم التي لامست اليوم مليوني إصابة، وإن انحسرت في دول وتصاعدت في دول أخرى.

هذا على مستوى كورونا، أما على مستوى الملفات الداخلية الداهمة، فإن غدا مزدحم بالاستحقاقات: مجلس وزراء يتوقع أن يواصل مناقشة الخطة المالية أو ما اصطلح على تسميته "الأفكار المالية"، وإن كان الرأي العام يتعاطى مع هذه الأفكار على أنها خطة متكاملة، وما التراجع عنها إلا بعد الرفض العالم لها.

في مجال آخر، وفي معلومات للـLBCI أن وزيرة العدل ستحيل مشروع التشكيلات القضائية مع ملاحظاتها عليه، إلى وزيرة الدفاع المعنية به بموجب المادة 13 من قانون القضاء العسكري، على أن يحال بعدها إلى وزير المال ثم إلى رئيس الحكومة ومنه إلى رئيس الجمهورية، وما يحكى عن التداول به في جلسة مجلس الوزراء غدا غير دقيق، لأنه أصلا مرسوم عادي لا يتخذ قرارا في شأنه في محلس الوزراء.

اليوم كان رفض من المفتي عبد اللطيف دريان، الذي اعتبر أن هناك حربا اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل من المصارف. وسأل: بأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين أن هناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأين التحقيقات في هذا الأمر؟.

ورفع المفتي سقف الاعتراض ليقول: إن دار الفتوى لن تقبل بأي تدبير أو موقف أو قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال وبعرق الجبين، ودور الدولة أن تحمي الناس وتحمي مدخراتهم.

"حزب الله" على الموجة ذاتها في الاعتراض، نائب كتلة "الوفاء للمقاومة" علي عمار رأى ضرورة وضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس عبر جمعية المصارف وغيرها، "خصوصا إذا ما أضفنا لها دورا شيطانيا لما يسمونه حاكما للمال في لبنان".

وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، يعقد غدا اجتماع لهيئة مكتب المجلس، وأهمية هذا الاجتماع أنه سيحدد جدول أعمال الجلسة العامة التي إذا ما انعقدت تكون الأولى في الدورة العادية التي بدأت منتصف الشهر الفائت، أي منذ شهر تقريبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تجري الحكومة غدا فحصا مخبريا لقدرتها على استيعاب مزيد من المغتربين اللبنانيين. لكن اللبنانيين المقيمين يفحصون بدورهم قدرة مجلس الوزراء على الاستمرار في ورقة اقتصادية تقصف جنى العمر. وإذا كان الرئيس حسان دياب لا يزال يتمسك بطروح ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول"، فعلى الارجح أنه سيعدل عن فكرته بعد "أمر إنهاء" أصدرته دار الفتوى، وحرمت فيه سلب أموال الناس بالباطل.

وقد ثبت لدى مفتي الجمهورية بالوجه الشرعي، إعلان الرفض لأي تدبير أو موقف أو قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال وبعرق الجبين. وقال المفتي عبد اللطيف دريان إن دور الدولة حماية المدخرات والحقوق، لأن حرمانهم إياها سيسبب دمار المجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى. وسأل دريان: بأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين أن هناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن؟.

وحق النقد للخطط الحكومية، لم يعد محصورا بالرأي العام والمؤسسات الدينية وقوى سياسية معارضة، بل تعداه إلى قلب مجلس الوزراء حيث ظهرت عوارض الرفض من الداخل، ويتقدم الجبهة وزير الصناعة عماد حب الله الذي سبق وأكد ل"الجديد" أنه ضد ال"هيركات"، داعيا أولا إلى كف يد السارق قبل مد اليد إلى الودائع. وإذ كشف حب الله أنه تعرض لتهديدين ناعمين من زملائه في الحكومة، رأى أن فتح المصانع مسألة مهمة لكي نعتمد على المقومات الداخلية مضاعفة لإنتاج السلع المستهلكة وحماية للانتاج.

وصوت حب الله من داخل الملاك الوزاري، يؤازره كلام النائب علي عمار من منصة الحدث، مطالبا الدولة بوضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس. وكان عمار في خطابه الراعد، يرافق جولة وزير الصحة حمد حسن على مستشفيات بين الضاحية وبعبدا.

الجولات في ضواحي بيروت، والشكر من معراب وبشري المعزولة، حيث أطل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من منصة افتراضية، موجها راجمات الشكر إلى رئيس الحكومة حسان دياب على استجابته السريعة، واستهدف بعبارات الامتنان أيضا وزير الصحة على كل الجهود التي بذلها حيث وضع نفسه في خطر وزارالمدينة.

ومن تسنى له متابعة جعجع اليوم، فقد يقاضيه على تصريحه قبل أقل من شهر، عندما أعلن أنه سيقاضي جزائيا رئيس الحكومة ووزير الصحة إذا تطورت الأمور إلى الأسوأ. وقد أثبتت الوزارات المعنية أنها تتعامل بمسؤولية مع خطر كورونا، سواء في تعاملها مع تنظيم عودة المغتربين، أو في معالجة المقيمين ممن أصيبوا بالوباء، وسجل لبنان انخفاضا نسبيا اليوم في عدد المصابين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

من الذاكرة تصحيح للتاريخ: الواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر.

من كتاب حرب السنتين وبعد .. للإعلامي والكاتب عادل مالك صفحة ٤٣ -٤٤

وفي اليوم التالي ( لحادثة بوسطة عين الرمانة) كثفت الاتصالات اكثر. اصر الرئيس فرنجية على تسليم الفاعلين . يعني كل الدولة من دون استثناء تتصرف وكأن الكتائب هي المسؤولة ، وقد تبين فيما بعد بأن لا علاقة للكتائب بالحدث كما حصل، والتحقيق العسكري الذي جرى فيما بعد - متأخر جداً - اثبت بأن لا علاقة للكتائب بهذا الحادث. ورأت التقارير الأولية التي ارسلت من قبل الدرك وبالتالي من قبل وزارة الداخلية، ( اي من قبل رشيد الصلح - ومن قبل المكتب الثاني ) - ومن قبل قيادة الجيش ،الاثنان ارتكزا الى مظهر القضية: وجود الشيخ بيار الجميل ومقتل كتائبي وردة الفعل .. كانت هناك حلقة مفقودة وهي توريط الاوتوبيس لإشعال النار , وأن الاوتوبيس كان يجب الا يمر من عين الرمانة ، لا بل منع من المرور وطلب منه عدم التوجه من هذه الطريق التي لم يعتد الفلسطينيون سلوكها. دخول الاوتوبيس كان مخططاً لأن يقتل ركابه... هذه عملية اصبحت معروفة.

اثبت التحقيق ان السيارة الصغيرة التي اطلقت النار على الكتائبي قبيل وصول البوسطة كان فيها شخصان احدهما قومي سوري والآخر من منظمة العمل الشيوعي. وفي اليوم. التالي، استمرت الضغوط نفسها وجاء ضغط الرئيس فرنجية بالذات ليطلب من الشيخ بيار تسليم أياً كان ولو ظاهرياً مع الوعد القاطع باخراجهم بعد فترة وجيزة . كان لا بد من تمثيلية لتنفيس الوضع. وهذا ما حصل في اليوم الثالث " عندما سلمنا شخصين كتائبيين اخذهما العقيد انطوان دحداح من بيت الكتائب مع الوعد القاطع بإخراجهم في اقرب وقت " والواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر.

*الكتاب صادر عن دار سائر المشرق.

 

الأحد 13 نيسان 1975

نبيل يوسف/13 نيسان/2020

أوردت مجلة النهار العربي والدولي في عددها رقم 363 الصادر في 16 نيسان 1984 تحقيقاً واسعاً عن حادثة عين الرمانة، وجاء فيه أنه ليل ذلك الأحد وبعد ساعات عما جرى في عين الرمانة باشرت مجموعات فلسطينية قادمة من مخيم تل الزعتر بمحاولة اقتحام عين الرمانة، فتصدى لها الأهالي، وبعد ساعات من التراشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تراجعت المجموعات الفلسطينية إلى داخل مخيم تل الزعتر، تاركة في أرض المعركة عدة جثث لمقاتليها قام رجال قوى الأمن بسحبها.

يضيف التحقيق أنه وجدت في ثياب أحد القتلى الفلسطينيين خريطة مفصلة لعين الرمانة مع أمر عمليات باقتحامها من 3 محاور:

الأول من كنيسة مار مخايل – قصر الطيار

الثاني من شارع أسعد الأسعد باتجاه شارع مارون مارون

الثالث من مشاتل شمص نحو الطيونة.

في التحقيق أنه بعد عدة سنوات على حادثة عين الرمانة حصلت مراجع لبنانية عليا على تقرير سري رفعه مساء 13 نيسان 1975 رئيس محطة الاستخبارات الأميركية في بيروت إلى قيادته يشير فيه إلى أن المقاتلون المسيحيون لن يتمكنوا من الصمود سوى أيامٍ معدودة وبالتالي فسقوط الحكم اللبناني سيتم في اليوم الثامن بعد 13 نيسان 1975 على أبعد تقدير، واعتبر المسؤول الأميركي في تقريره أن الحصار الفلسطيني المحكم المضروب على عين الرمانة وفرن الشباك وسن الفيل والدكوانة سيؤدي إلى سقوطها سريعاً في أيدي المنظمات الفلسطينية وبالتالي سقوط العاصمة بيروت بكاملها وسقوط الحكم اللبناني.

يختم التحقيق: بعد مدة قصيرة نقل المسؤول الأميركي من بيروت.

 

روجيه اده: رصيد لبنان في الحريات السياسية والإقتصادية والديمقراطية

نالسي جبرايل يونس/اللواء/13 نيسان 2020

دعا رئيس حزب السلام الللبناني المحامي روجيه اده الى فائدة صفر على النقد اللبناني وفائدة لا تتجاوز فوائد سندات_الدين الأميركية على الدولار . وقال لكن لا يمكن تحميل الودائع ضرائب! لأن هذه مصادرة ما لم تحرر الودائع فيُخير المودع بنقلها!

واضاف في سويسرا الفوائد سلبية ٢ في المئة تحت الصفر بفضل ثقة المودعين! بالمقابل تُخفّض فوائد قروض المصارف وسندات دين الدول‏. فالرجاء التفكير بما ينقذ حقاً الإقتصاد اللبناني،لأن أساس قيمة الليرة الشرائية، وأساس تمويل هو القطاع المصرفي الحيوي مثل الأسواق المالية، وثقة العالم اللبناني! وتشجيع القطاع الخاص على توظيف طاقات مالية وإنسانية حتى في البنى التحتية‏. ووصف اده حاكم المصرف المركزي، ب "رئيس الأوركسترا"، وأدهاهم على الإطلاق!إنه بيلاطس البنطي يصلبنا يومياً، منذ عقود، عن يدهم! هم عملاءُه، والشركاء، في توزيع الأدوار، والمغانم، وما أدراك؟

لعنة لبنان عليهِم جميعاً كلن يعني كلن أركان المافيوقراطية وثورة لبنان أملناوأشار اده ان إعفاء لبنان من ديونه، لا يعني المجتمع الدولي، لأن هذه الديون ليست ديون دولية، بل هي ديون مصارف لبنانية، يتعين ان ينقذها أصحابها، الذين خسروا رأسمالها، وهرّبوا أرباحهم وثرواتهم، من حقوق المودعين عليهم!

مشروعي، ان نخيرهم بين إعادة رسملة مصارفهم١٠٠٪او تطبيق القانون على تهريبهم ثروتهم‏. لا نريد لبنان فنزويلا أخرى، يعاني البؤس مهما بلغت ثروته من البترول والغاز! رصيد لبنان في الحريات السياسية والإقتصادية والديمقراطية!

 

لبنان: المواد الغذائية في مهبّ «كورونا» ونقص الدولار ونفاد بعضها بات قريباً... والاستيراد يواجه صعوبات مضاعفة

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/13 نيسان/2020

منذ أشهر، وقبل ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان، وما تلاه من إجراءات مثل التعبئة العامة والحجر الصحي، كان المستوردون والتجار اللبنانيون يحذرون من احتمال نقص المواد الغذائية في الأسواق المحلية بسبب أزمة الدولار. هذه التحذيرات التي بدأت قبل تحول «كورونا» إلى وباء عالمي، باتت أقرب إلى التحقق في ظلّ الإغلاق الكامل الذي فرضته بعض الدول الموبوءة والموردة إلى لبنان. هاني بحصلي نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان، يقول إنه «لا يمكن نفي وجود مشكلة تتعلق باستيراد المواد الغذائية، وأن هذه المشكلة قد تتفاقم مع الوقت»، لكنّه يستبعد في الوقت نفسه «الوصول إلى وضع كارثي يتمثل بنفاد المواد الغذائية الأساسية من السوق اللبنانية». ويقول بحصلي لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «دورة الاستيراد متعثرة في ظلّ كورونا، وهناك الكثير من المعوقات التي يواجهها المستوردون، منها قرار بعض الدول تقليل نسبة التصدير لتكفي سوقها المحلية، وتوقف أو تراجع إنتاج بعض المصانع في دول موبوءة بسبب التدابير الاحتياطية التي اتخذتها هذه الدول، وتأخر الشحنات بسبب صعوبة التنقل، إضافة أيضاً إلى أنّ المرافئ في لبنان تعمل بنصف دوام، والدوائر الحكومية لا تعمل بشكل طبيعي تماشياً مع قرار التعبئة العامة». ويؤكد بحصلي أنّ المواد الغذائية مثل الحبوب والأرز والحليب والزيوت متوافرة بكميات تكفي لمدة تصل إلى شهرين في حال توقف الاستيراد، ولكنّ الاستيراد لم يتوقف ولن، وإنما يواجه صعوبات. ويضيف: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه أو ساء، فلن نصل إلى كارثة في شهر، ولكن بعد مرور هذا الشهر سنعاني من نقص في بعض المواد الغذائية غير الأساسية، إلا أن هذا النقص أيضاً لن يكون كارثياً وسيلاحظه المستهلك». ويتابع: «إذا بقي الوضع كما هو ثلاثة أشهر من الآن، فعندها قد نتحدث عن أزمة في استيراد المواد الغذائية الأساسية، ولكن الأمر لا يمكن حسمه من الآن»، مؤكداً أنه يجب ألا نغفل أنّ توافر المواد الغذائية في لبنان الذي يستورد بحدود 80 في المائة من مواده الغذائية، سيتأثر طالما منحى «كورونا» في أميركا وأوروبا في صعود، وطالما عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس يزداد. وفي الإطار نفسه، يشير بحصلي إلى أنّ «الصورة ليست بهذه السوداوية طالما استطاعت الصين واليابان احتواء الأزمة، وطالما المواد الغذائية بحد ذاتها موجودة، ولم تنقطع في أي بلد من البلدان الموردة، بالإضافة إلى أنّ عدد سكان لبنان القليل قد يكون عاملاً إيجابياً، ما يعني إمكانية توفير احتياجاته الغذائية الأساسية أسهل بكثير من غيره من الدول».

المواد الغذائية المصنعة في خطر

بدوره، يعبّر نبيل فهد نقيب أصحاب السوبر ماركت، عن مخاوف من نفاد بعض المواد الغذائية، وذلك لأنّه حتى الـ20 في المائة من المواد الغذائية المنتجة محلياً بحاجة إلى مواد أولية مستوردة من الخارج. ولكنه يستبعد في الوقت نفسه نفاد المواد الغذائية الأساسية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «إذا استمرت أزمة (كورونا) فسنصل إلى مرحلة تنفد فيه بعض الأصناف، لا سيما المصنعة بشكل كامل أو جزئي مثل المعلبات والبسكويت والشوكولا، أما المواد الغذائية الأساسية فيستبعد نفادها. ويعتبر فهد أنّ «ما قد يخفف من احتمال حدوث أزمة في المواد الغذائية أيضاً أننا مقبلون على أشهر تتوافر فيها المحاصيل والمنتجات الزراعية المحلية التي ستلبي الطلب المحلي، هذا طبعاً إضافة إلى بوادر تعافي آسيا من الوباء، ما يعني أن ما يصعب استيراده من أوروبا وأميركا سيستورد من آسيا». وعن إمكانية نفاد الطحين، يجيب فهد: «آخر ما يمكن أن ينفد من الأسواق هو الطحين، لأنّ استيراد القمح مستمر من قبل الدولة، ولن يتوقف، وكذلك المطاحن اللبنانية تستمر بإنتاج الطحين». وفي حين يؤكد فهد أنّ التخزين في السوبر ماركت لا يكون لأكثر من شهر (بين ما هو على الرفوف وفي المستودعات)، يوضح أنّ تزويد المستوردين للسوبر ماركت بالمواد الغذائية، الذي غالباً ما يكون أسبوعياً، مستمر.

نقص الدولار «أخطر»

عند الحديث عن إمكانية نفاد المواد الغذائية، يؤكد التجار والمستوردون أنّ أزمة الدولار أخطر من «كورونا»، فالمستوردون، لا سيما في ظل انتشار «كورونا» عالمياً، بحاجة إلى الدولار لحجز المواد التي يريدون استيرادها، خصوصاً مع تقلّص إنتاج المصانع في البلدان الموردة، والأمر نفسه يسري على التجار الذين باتوا مجبرين على الشراء بالدولار من المستورد، نظراً إلى صعوبة حصول الأخير على الدولار من السوق. وفي هذا الإطار، يقول فهد إنّ النقص في بعض المواد الغذائية غير الأساسية بدأ قبل «كورونا» بسبب نقص الدولار، ومع «كورونا» زاد حجم المشكلة، فالدولار، وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لم يكن متوافراً بشكل كافٍ حتى عند الصرافين، وهذا بطبيعة الحال أثّر على حجم الاستيراد المتأثر أصلاً بأزمة «كورونا».

الاستهلاك لم يرتفع في زمن الحجر

وفي حين يتخوف البعض من تأثير لجوء الناس إلى التموين في المنازل على توافر المنتجات الغذائية على رفوف الدكاكين والسوبر ماركت، يلفت فهد إلى أنّ نسبة الاستهلاك لم ترتفع خلال الشهر الماضي تحديداً في السوبر ماركت، وربما كانت أقل من الأشهر الماضية، فما حصل هو إقبال كبير في أيام محددة منها منذ ثلاثة أسابيع، أي قبل التعبئة العامة، ومنذ يومين عندما تداول البعض إشاعات عن منع التجول يومي السبت والأحد، ولكن هذا الإقبال تلاه إحجام عن التسوق في أيام أخرى، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية لعدد كبير من المستهلكين، وربما الاعتماد على الدكاكين المحلية بسبب التخوف من «كورونا». وإذا كانت المواد الغذائية الأساسية لا تزال متوافرة، فارتفاع أسعارها جعلها غير متاحة لعدد كبير من الناس، لا سيّما الذين فقدوا وظائفهم أو جزءاً من راتبهم بسبب حال التعبئة العامة التي فرضتها الحكومة. لكنّ غلاء الأسعار لا يرتبط، لا من قريب ولا من بعيد، بـ«كورونا» أو بقلة الموردين، كما يقول بحصلي، بل هو نتيجة طبيعية لفرق سعر صرف الدولار، فأسعار السلع، حسب تعبيره، لم ترتفع بشكل كبير على أساس الدولار، فما كان سعره 10 دولارات، ربما أصبح 11، ولكن الـ10 دولارات كانت تساوي 15 ألف ليرة لبنانية، واليوم هي تساوي 26 ألفاً أو أكثر.

 

النهار: المواجهة المالية الاقسى: الاستشاريان الدوليان على الخط… ضارب في الرأي على المصارف واتفاق على صندوق النقد

النهار/الإثنين 13 نيسان 2020

يبدو ان التأزم المالي يتجه الى الوجهة الاقسى بعد التباعد في وجهات النظر والرؤى لكيفية معالجة الازمة المالية الاقتصادية العميقة، فالحكومة الغارقة في الملف الموروث لا تجد سبيلا الى الخروج منه الا عبر اجراءات احلاها مر، وتفضل اللجوء الى صندوق النقد الدولي، فترفع عنها جزءا كبيرا من المسؤولية، وتوفر على نفسها عناء المواجهة مع شرائح سياسية واسعة تكون وافقت على الخطوة قبل اللجوء اليها. لكن الحكومة لا تجرؤ على الافصاح عن هذا التوجه في ظل رفض "حزب الله" من جهة، واعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري على خطوات غالبا ما يلجأ اليها الصندوق الدولي، وفي طليعتها اقتطاع اموال من الودائع في المصارف، اي ما يعرف بالـ "هيركات" من جهة ثانية، وثالثا في بلد لم يكد جزء من شعبه يخرج من الشارع بعد انتفاضة شعبية امتدت منذ 17 تشرين الاول الماضي، وركزت في جانب منها على رفض السياسة المالية في لبنان، وعكست هذا الرفض بمحاصرة المصارف والاعتداء على فروع كثيرة في غير منطقة. واذا كان اللبنانيون يطالبون قبل اي خطوة مالية تطاولهم، البدء باستعادة الاموال المنهوبة من الخزينة العامة، وتحصيل عائدات الدولة من الاملاك البحرية، وايضا الاملاك البرية المصادرة، ومن التهرب الجمركي والضريبي، فانهم يعرفون ان في الامر شبه استحالة لان "حاميها حراميها"، وبالتالي لا يمكن للطبقة الحاكمة ان تحاسب نفسها، وازلامها. ففي جردة على مصادري الاملاك البحرية قائمة طويلة من السياسيين وافراد عائلاتهم تحول دون تحصيل الرسوم والضرائب التي اقرت سابقا ولم تسدد حتى تاريخه، وهي ارقام هزيلة اصلا لا تطابق القيمة الفعلية لهذه الاستثمارات. اضف الى ذلك ان التهريب عبر المعابر غير الشرعية يتم بغطاء رسمي من اجهزة امنية، لاحزاب فاعلة في السلطة، ولسياسيين يشاركون امنيين في لبنان وسوريا هذه المصالح.

من جهة ثانية، واذا كانت المصارف شريكة الطبقة السياسية في كثير من المفاصل، وقد حققت ارباحا طائلة من السياسات المالية المغطاة من اهل السياسة، فيبدو ان عشاق الامس بدأوا يتفرقون. فالمصارف وقعت في شرك طمعها، ولم تعد قادرة على تحصيل اموالها المودعة لدى مصرف لبنان لقاء فوائد مرتفعة، لان الاخير صرفها على رواتب واجور القطاع العام، وعلى ديون الكهرباء، وعلى مشاريع وهمية لم ينفذ معظمها، او انها نفذت دون المواصفات بتكلفة خيالية. الدولة غير قادرة اليوم على سداد ما عليها لمصرف لبنان، وتبحث عن مداخيل اضافية من ضرائب ورسوم تشل القطاعات الانتاجية كلها. ومصرف لبنان بات عاجزا عن الايفاء بالتزاماته للمصارف، فوقعت الاخيرة في المحظور حيال المودعين الذين يريدون اموالهم المستحقة. حلقة مفرغة لم تجد حلا الا في الاستقواء على الناس العاديين، بعدما هرب كبار المودعين اموالهم واستثماراتهم الى الخارج على دفعات وفي اوقات مختلفة. شركة "لازار" للاستشارات المالية اقترحت على الحكومة وضع اليد على الودائع، وتحويلها اسهما تعطى للمودعين، من ضمن اقتراحات كثيرة ركزت على القطاع المصرفي، من دون التركيز على تفعيل الانتاج، واعادة تحريك قطاعات صناعية وزراعية مهملة.

جمعية المصارف، التي استاءت من الاستشارة المالية، ردت بالطريقة عينها، اي خرجت من البيان المحلي، الى شركة "هوليهان لوكي" المستشار المالي للجمعية اللبنانية في نيويورك التي وجهت رسالة الى الحكومة اللبنانية مؤرخة في 9 نيسان، اي بعد يوم واحد من تسريب خطة "لازار" للنهوض الإقتصادي، ووقعها أحد رئيسي الاستشاري القانوني ‏لشركة ‏‏"هوليهان لوكي" للشرق الأوسط وشمال افريقيا جوزف جوليان. وقد ظهرت في هذه الرسالة نقاط خلاف كثيرة بين ‏الجانبين حول مسودة ‏خطة الحكومة المالية.‏

وعبّرت الرسالة عن خيبة أمل جمعية المصارف الشديدة من نهج الحكومة التي اختارت بوضوح استراتيجية إلقاء اللوم في الأزمة المالية على القطاع المصرفي وفرض العبء المالي لحل هذه المشكلة على الجمهور اي المودعين.

وتابعت "هوليهان لوكي" أنه كان ينبغي على الحكومة القيام بدراسة شاملة ومستقلة للوضع المالي الحالي، ومشاركة هذه الدراسة كجزء من جهد بنّاء يعبّر عن حسن نية للعمل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، وذلك بهدف الوصول إلى خطة شاملة وعادلة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة المالية.

وانتقدت اللجوء إلى أساليب تقليدية مثل الـ "هيركات" التي لا تعالج المشكلة بشكل جذري لأن الدين الأجنبي في لبنان يشكّل نسبة صغيرة من إجمالي الدين العام. وتابعت: يعتبر القطاع المصرفي السليم جزءًا لا يتجزأ من أي خطة انتعاش ناجحة بالنظر إلى أنه سيكون ‏وسيظل كذلك المصدر الوحيد لتمويل الاقتصاد الحقيقي. اليوم، لدى البنوك التجارية، بشكل إجمالي، تقريبا ‏46 مليار دولار من مطالبات القطاع الخاص اللبناني (100? من الناتج المحلي الإجمالي). ‏المصارف التجارية اللبنانية هي أكبر دائرة من حاملي سندات اليورو، والتي ينبغي استخدامها لصالح الحكومة والبلد ككل لوضع خطة إعادة هيكلة موثوقة تضمن معالجة عبء الديون الثقيل ‏مع حماية صحة القطاع المصرفي، والأهم من ذلك، أموال المودعين". وأكملت أن الحل المقترح بفرض "هيركات" على الودائع، يهمل حقيقة أن المودعين، ومن خلال المصارف التجارية، كانوا يقدّمون التمويل للحكومات المتعاقبة، وبدلاً من قيام هذه الحكومات بالإستثمار المنتج وتحقيق النمو، تم استخدام الأموال بشكل أساسي لتمويل العجز. ولذلك، وقبل مطالبة المودعين بتحمّل المسؤولية مباشرة عن أي جزء من هذه المشكلة، يجب القيام بمراجعة كاملة ومستقلة للنفقات والتمويلات الحكومية ونشرها.

ويتفق "هوليهان لوكي" مع "لازار" حول ضرورة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي من أجل تأمين حل فعّال، وتحذر من أن هذا التمويل الخارجي لن يتحقّق أبداً ما لم تتّبع الحكومة سياسة شفافة تشارك من خلالها جميع البيانات والمعلومات حول المالية العامة، بالإضافة إلى البدء بإصلاحات مالية واقتصادية وإدارية، وتقديم خطة شاملة ومستدامة لتمويل القطاعين العام والخاص، وأن تثبت الحكومة أنه سيتم الإلتزام بسداد المستحقّات التي تتوجّب على الدولة للدائنين.

 

مستشفيات لبنان مهددة بالإقفال بسبب ديون الدولة العالقة وارتفاع تكلفة التشغيل والإصابات إلى 632 والحكومة تحوّل مليون دولار لطلاب الخارج

بيروت ـ”السياسة” /13 نيسان/2020

في حمأة المعركة التي يخوضها لبنان ضد وباء كورونا المستجد “كوفيد ـ19 الذي بلغ عداده حتى أمس، 632 إصابة، برزت إلى الواجهة ما بدأ يعانيه عدد من المستشفيات من نقص في المعدات، إلى مشكلات مالية سترغم في حال استمرارها، عدد من المستشفيات إلى الإقفال، الأمر الذي يستوجب من وزارة الصحة المبادرة إلى إنقاذ هذه المستشفيات قبل تفاقم الأمور على نحو أسوأ . وجال وزير الصحة حمد حسن في مستشفى بهمن، يرافقه وزير الصناعة عماد حب الله، مؤكداً اننا “نعمل في الحكومة لمتابعة القرارات كافة، وليس هناك اي من عائق مالي امام الحفاظ على صحة المواطن”.

وشدد على ان “عقود المستشفيات جاهزة ومتّفقون جميعاً على أن نكون في خدمة المواطن بصحته وحضانته الإجتماعية وكرامته الإنسانية”.

وأشارت المعلومات إلى أن مستشفى سيدة لبنان في جونية، مهدد بالإقفال، كما أُفيد، أن هناك عدداً آخر من المستشفيات سيتبع “سيدة لبنان” إذا لم يتم سريعاً حل مشكلة الديون العالقة للمستشفيات من الدولة والتي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات!. وحذر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان، من أن ” هذا الأسبوع ينذر بكارثة في القطاع الاستشفائي الخاص، حيث بلغت ديون الدولة للقطاع ذروتها وارتفعت كلفة التشغيل مع ارتفاع الدولار وتوقف كامل عن الدفع، ليخيم شبح الإقفال على عدد من المستشفيات في كسروان، المتن وبيروت، والحل بقانون برنامج يعالج الأزمة بتقسيط الدفعات”.

وجرى اتصال بين كنعان وكل من وزير المال غازي وزني ونقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون، حيث تمّ الاتفاق على اعداد تصور للحل لعرضه على مجلس الوزراء في الساعات الـ24 المقبلة، انطلاقا من طرح تقسيط الدفعات.

وفي الإطار، غرد وزير الصحة السابق غسان حاصباني، على “تويتر”، بالقول: “مستشفيات لبنان بدأت بالإقفال بسبب عدم سداد الدولة مستحقاتها لها”.

وفي إطار مكافحة “كورونا”، أعلنت بلدية بلاط – مستيتا وقرطبون في قضاء جبيل، في بيان، أنها ستقوم باجراء فحوص ال PCR عند مدخل البلدية مجانا لاهالي البلدة بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية LAU عبر المختبر النقال، وبإشراف الطاقم الطبي في مستشفى رزق. ودعا رئيس البلدية عبدو العتيق المواطنين الذين يشعرون بأي أعراض او التقوا بأي من أبناء البلدة العائدين من الخارج الاتصال بالبلدية لتسجيل أسمائهم من أجل إحالتهم على طبيب خلية الازمة في البلدية لتشخيص حالة كل واحد لمعرفة ما إذا كان بحاجة الى فحص ال PCR. من جانبه، شدد وزير الخارجية ناصيف حتي، على أن ” التجربة الاولى من الرحلات كانت ناجحة وقد نبطىء أو نؤخر العودة وهذا يعود للتقييم الذي سنجريه”، مشيراًَ الى انه “ولو تأمن الشق المالي للطلاب اللبنانيين في المكان الموجودين فيه لما ارادوا العودة الى لبنان”. ولفت حتي الى أنه “من الطبيعي بعد اسبوع من الرحلات أن يتم تقويم التجربة فنحن نعمل في ظل ظروف ضاغطة ومن حق اي لبناني العودة الأمنة الى بلده”. وأشار الى أنه “تم تحديد مبلغ مليون دولار لتحويلها إلى الطلاب اللبنانيين في الخارج”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية تحذر من تخفيف الحظر: الخطر قائم

دبي - العربية.نت/13 نيسان/2020

حذرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، من تخفيف الحظر بالتزامن في كل الدول الأوروبية، موضحة أن تراجع الإصابات المحالة للمستشفيات لا يعني انتهاء خطر وباء كورونا الذي حصد أرواح 115 ألف وفاة في العالم. إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وقف انتشار وباء كوفيد-19 بشكل كامل يتطلب لقاحاً، مشيرة إلى أن فيروس كورونا المستجد أكثر فتكاً بعشر مرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا إتش1 إن1 التي ظهرت في نهاية آذار/مارس 2009 في المكسيك. وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من جنيف إن "البيانات التي تم جمعها في عدة بلدان تعطينا صورة أكثر وضوحا لهذا الفيروس وسلوكه وطريقة وقفه. نعرف أن كوفيد-19 ينتشر بسرعة ونعرف أنه فتاك، أكثر بعشر مرات من الفيروس المسبب لوباء الإنفلونزا عام 2009، داعيا إلى رفع الحجر الصحي في العالم "ببطء".

دعوات لتحريك عجلة الاقتصاد

وتزايدت الضغوط في الأيام الأخيرة لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد. وقال مدير منظمة الصحة أن "على الدول أن توجد توازنا بين تدابير مكافحة الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 وعن أمراض أخرى ناتجة عن استنفاد طاقات الأنظمة الصحية، وبين الوطأة الاجتماعية والاقتصادية" للوباء. وأوضح غيبريسوس "نعرف أنه في بعض الدول، تتضاعف الأرقام كل ثلاثة أو أربعة أيام. وفيما ينتشر كوفيد-19 بسرعة كبيرة، فهو ينحسر ببطء أكبر".

115 ألف حالة وفاة

ويعمل الباحثون بأنحاء العالم على تطوير علاجات محتملة أو لقاحات للمرض الذي يصيب الجهاز التنفسي وأودى بحياة ما لا يقل عن 114,539 شخصا في العالم، منذ ظهوره نهاية ديسمبر في الصين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، استناداً إلى مصادر رسمية، الاثنين. وقد تم تشخيص أكثر من مليون و780 ألفا و750 إصابة في 193 دولة ومنطقة منذ بداية الوباء. وهذا العدد لا يعكس سوى جزء من عدد المصابين فعلياً، إذ تبقى الفحوص للكشف عن الإصابات محصورة في عدد من الدول بالحالات التي تتطلب رعاية في المستشفى. ومن بين المصابين، تعافى ما لا يقل عن 359 ألفا و200 شخص.

وتعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا من جراء الفيروس، سواء من حيث عدد الوفيات أو عدد الإصابات.

 

منظمة الصحة: وقف انتشار «كورونا» يتطلب لقاحاً

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2020

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الإثنين)، أن وقف انتشار وباء كوفيد-19 بشكل كامل يتطلب لقاحاً، مشيرة إلى أن فيروس كورونا المستجد أكثر فتكا بعشر مرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا إتش1 إن1 التي ظهرت في نهاية مارس (آذار) 2009 في المكسيك.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من جنيف، إن «البيانات التي جُمعت في بلدان عدة تعطينا صورة أكثر وضوحا لهذا الفيروس وسلوكه وطريقة وقفه. نعرف أن كوفيد-19 ينتشر بسرعة ونعرف أنه فتاك، أكثر بعشر مرات من الفيروس المسبب لوباء الإنفلونزا عام 2009». ودعا إلى رفع الحجر الصحي في العالم ببطء.

 

أكثر من 10 آلاف وفاة بفيروس «كورونا» في ولاية نيويورك

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2020

بلغت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في ولاية نيويورك، اليوم (الاثنين)، 10 آلاف و56 وفاة، وفق ما أعلن الحاكم أندرو كومو، مع تسجيل 671 وفاة إضافية في الساعات الـ24 الأخيرة. وقال كومو: «لقد مر الأسوأ»، شرط مواصلة التقيّد بتدابير العزل، وأضاف أن الأرقام ستعاود الارتفاع إن «ارتكبنا حماقة»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وتبقى نيويورك الأكثر تضرراً بالوباء في الولايات المتحدة، رغم أن الحاكم أفاد بأن تباطؤه في الولاية يتأكد. وحصيلة الوفيات في ولاية نيويورك، بما فيها مدينة نيويورك، هي الأعلى في الولايات المتحدة، لا بل في العالم، باستثناء إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

إلا أن إصابات «كوفيد - 19» التي تستدعي دخول المستشفى تشهد تراجعاً، وبلغت في الساعات الأربع والعشرين الماضية 118 حالة مقابل أكثر من ألف حالة في 3 أبريل (نيسان)، والأيام التي سبقت. أما الوفيات اليومية، وإن كانت حصيلتها لا تزال مرتفعة مع 671 حالة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، فقد تراجعت إلى أدنى مستوى منذ أسبوع (5 أبريل). وقال كومو: «نحن في طور السيطرة على تفشي» الفيروس. وأشار إلى أنه سيتواصل مع حكام ولايات أخرى، للبحث في رفع تدريجي لقيود الإغلاق المفروضة. ولفت إلى أنه «يمكننا حالياً سلوك طريق العودة إلى الحياة الطبيعية، وإعداد خطة تلحظ إعادة إطلاق بعض الأنشطة». لكنّه استدرك: «لن أكذب على الناس»، وقال إن الأرقام والوقائع لا تكذب، مؤكداً ضرورة أن يثق الناس بعمل السلطات. وقال إن إعادة الفتح ستتم تدريجياً، ويمكن أن تبدأ بتحديد الموظفين الأكثر أهمية للاقتصاد، موضحاً أن ذلك سيتطلب زيادة في الاختبار لرصد معدلات الإصابة. وصرّح كومو أن إعادة فتح الحياة الاجتماعية والاقتصادية ينبغي أن تتم «بعناية وبطء وذكاء». وحض سكان نيويورك على الاستمرار في اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، قائلاً إن «يومين أو ثلاثة أيام من السلوك المتهور» يمكن أن تعيد الحرب ضد الوباء لنقطة البداية.

 

ترمب: موعد فتح الاقتصاد قراري.. وليس قرار حكام الولايات

دبي - العربية.نت/13 نيسان/2020

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن موعد فتح الاقتصاد قراري أنا وليس قرار حكام الولايات. وكتب ترمب على تويتر "إنه قرار رئيس البلاد... الإدارة وأنا نعمل بشكل وثيق مع حكام الولايات وهذا سيستمر. سأتخذ قريبا قرارا بالتشاور مع حكام الولايات وآخرين". ويوم الجمعة الماضي قال ترمب إنّ قراره بشأن موعد فتح الاقتصاد الأميركي بعد إغلاق البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا سيكون أصعب قرار يتوجّب عليه اتّخاذه. وأضاف "يتعيّن عليّ أن أتّخذ قرارا، وأنا آمل فقط من الله أن يكون القرار الصائب. لكنّي أقول دون أيّ شك إنّه سيكون أصعب قرار توجّب عليّ اتّخاذه".

ترمب الذي يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني يحرص على إعادة فتح الاقتصاد الأميركي بعد أسابيع من تطبيق إجراءات حازمة أغلقت الأعمال وجمّدت النقل في جميع أنحاء البلاد لإبطاء انتشار الفيروس. ويُواجه الرئيس الأميركي أيضا تحذيرات من أنّ إعادة فتح مبكرة للاقتصاد قد تعرّض حياة الناس للخطر.

وتكافح الإدارة الأميركية وحكام الولايات ومسؤولو الصحة للسيطرة على تفشي وباء كورونا، مع تزايد عدد الإصابات والوفيات هذا الأسبوع. وأبدى المسؤولون تفاؤلهم لنجاح إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي في تقليل الإصابات، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال أسوأ بقعة ساخنة في العالم لتفشي وباء كورونا، مع ارتفاع حالات الإصابة والوفيات وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز. وتعاني ولاية نيويورك من أسوأ حصيلة في البلاد. وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إن ولايته يمكن أن تستقر في معدلات الإصابة والوفيات في غضون أسابيع إذا استمرت سياسات التباعد الاجتماعي، لكنه استبعد أن تعود الحياة اليومية إلى طبيعتها خلال هذه الفترة. وكانت وزارة العمل الأميركية قد أعلنت صباح الخميس الماضي أن أكثر من 6.6 مليون شخص قدموا طلبات للحصول على إعانة البطالة خلال الأسبوع الماضي ليرتفع عدد الأميركيين الذين يسعون للحصول على إعانات بطالة إلى أكثر من 16 مليون أميركي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع تزايد الخسائر الاقتصادية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا. ويؤثر ارتفاع معدلات البطالة وتوقعات ارتفاعها خلال الأسابيع المقبلة على الاقتصاد الأميركي بشكل كبير.

 

ماكرون: لم نكن مستعدين لـ«كورونا» والحظر في فرنسا مستمر حتى 11 مايو

باريس: ميشال أبو نجم/13 نيسان/2020

فيما بلغ عدد الوفيات في فرنسا بوباء «كوفيد - 19» 15 ألف ضحية، أعلن رئيس الجمهورية تمديد العمل بحالة الحظر حتى 11 مايو (أيار) ألمقبل.

وقال إيمانويل ماكرون في كلمة متلفزة مساء اليوم إن فرنسا «حققت نجاحات عديدة» في محاربة الوباء، وإن «الأمل عاد». لكنه في الوقت عينه نبه إلى أن أمراً كهذا لن يتحقق إلا إذا استمر الفرنسيون باحترام القواعد والإجراءات المقررة بالتوازي مع تراجع الوباء. وأبدى الرئيس الفرنسي مخاوف واضحة من التسرع في العودة إلى الحياة الطبيعية، لأن ذلك قد يفتح الباب لموجة جديدة من وباء «كورونا»، مستشهداً بما حصل في بلدان جنوب شرقي آسيا التي عادت إلى الإغلاق بعدما كانت قد قررت العودة التدريجية إلى الحياة السابقة. وفي الكلمة عينها، أعلن ماكرون أن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي سوف تبقى مغلقة، ما يعني استحالة دخول مواطني الدول التي لا تنتمي إلى فضاء «شنغن». وبالمقابل، أفاد بأنه ابتداء من 11 مايو ستُفتح المدارس لعودة التلامذة إليها بمن فيهم الصغار. إلا أن هذا التدبير لن يسري على التعليم الجامعي، إذ لن تعاود الجامعات عملها إلا في الصيف من غير أن يعطي تاريخاً محدداً. وانتقد ماكرون بشكل غير مباشر المدن التي تفرض قواعد إضافية على السكان مثل إلزام وضع الكمامات كما في نيس وكان (جنوب فرنسا) أو سو (جنوب باريس)، معتبراً أن الإجراءات التي أقرتها الحكومة كافية شرط الالتزام بها. ورداً على أرباب العمل الذين يطالبون بالعودة السريعة إلى الدورة الإنتاجية، ربط ماكرون ذلك بتاريخ 11 مايو، وباتخاذ كل الإجراءات التي تضمن سلامة الموظفين والعمال. وتجدر الإشارة إلى أن 8 ملايين موظف وعامل يعانون اليوم من البطالة «الجزئية»، ما يعني أن الحكومة تتكفل بنسبة كبيرة من رواتبهم وغرضها بذلك المحافظة على الشركات بكادراتها وموظفيها وتمكينها من العودة إلى الدورة الإنتاجية حالما تسمح الظروف بذلك.وبحسب ماكرون، فإن العودة إلى هذه الدورة ستتم بشكل «تدريجي». لكنه حرص على الإشارة إلى أن المقاهي والمطاعم والفنادق ودور السينما ستبقى مقفلة إلى ما بعد 11 مايو. لهذا السبب وعد بخطة حكومية لمساعدة القطاع السياحي الذي يعاني بقوة من الإغلاق. كما وعد بمد يد المساعدة للطلاب المحتاجين وللعائلات بالغة الهشاشة.

وأقر ماكرون بأن فرنسا «لم تكن على استعداد كافٍ» لمواجهة أزمة «كورونا» التي كشفت «ثغرات». وقال: «حصلت نقاط قصور كما في كل بلدان العالم. واجهنا نقصاً في القمصان والقفازات والسائل المطهر، ولم نتمكن من توزيع كمامات بالمقدار الذي كنا نوده»، داعياً إلى «استخلاص كل العبر في الوقت المناسب»، ووعد بأن الأمور سوف تُتدبر بفضل عشرات الشركات الفرنسية التي تساهم بذلك وبفضل المشتريات الخارجية. وأكد أنه بعد 11 مايو سيكون بالإمكان إجراء اختبار لكل من تظهر عليه علامات الإصابة بالفيروس. وستعمد الحكومة بعد 15 يوماً إلى الكشف عن خطة متكاملة للتعامل مع الوباء ولكيفية الخروج من الحظر، وذلك خلال 15 يوماً. يبقى أن ماكرون يريد إشراك البرلمان في النقاشات الجارية حالياً في فرنسا وخارجها حول استخدام الوسائل الرقمية والتطبيقات الممكنة لمراقبة الوباء والمصابين به، ولكن شرط عدم المساس بالحرية الفردية وقواعد الديمقراطية.

وخلال كلمته، أراد ماكرون أن يكون متفائلاً وأن يعيد العزة إلى نفوس الفرنسيين، مؤكداً أن بلاده سوف تنتصر على الوباء بفضل وحدتها والتزام المواطنين وانضباطهم.

 

الوباء يقتل 15 ألفا في فرنسا.. ويتراجع في إسبانيا

دبي - العربية.نت/13 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة في فرنسا، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد بعد تسجيل 574 حالة جديدة، وقاربت الحصيلة الـ 15 ألفا.

إسبانيا تخفف إجراءات الإغلاق

على الرغم من أنها على قائمة الدول الأكثر تضررا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، محتلة المرتبة الثالثة عالميا والثانية أوروبيا، إلا أن اسبانيا بدأت، الاثنين، في تخفيف إجراءات الإغلاق العام الصارمة التي أبقت الناس في المنازل لأكثر من شهر وعطلت النشاط الاقتصادي. في التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي عدد الوفيات بالفيروس في إسبانيا ارتفع إلى 17489 حالة الاثنين، بزيادة 517 شخصا مقارنة بأمس الأحد. وبلغ إجمالي الإصابات المؤكدة 169496 حالة ارتفاعا من 166019 حالة أمس. فيما تعد هذه أقل نسبة زيادة يومية بالبلاد في أعداد الوفيات والإصابات. ومع ظهور بوادر تحسن مبدئي، فقد سمحت السلطات لبعض القطاعات، منها الإنشاءات والصناعة، بالعودة للعمل، فيما لا يزال أغلب السكان في منازلهم كما ستظل المتاجر والحانات والأماكن العامة مغلقة حتى 26 أبريل/نيسان على الأقل. بدوره، قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي-مارلاسكا لإذاعة كادينا سير اليوم الاثنين "ينبغي ضمان صحة العاملين، إذا تأثرت بأدنى قدر فلن يمكن إعادة بدء النشاط". وأسهمت إجراءات الإغلاق في تراجع حالات الوفاة التي بلغت ذروتها في أوائل أبريل نيسان كما اختبرت صلابة الناس المحبوسين في منازلهم.

"بعيدون عن الانتصار"

يأتي هذا في وقت قامت فيه الشرطة في مدريد بتوزيع أقنعة وجه على الركاب القلائل الذين يستخدمون وسائل النقل العام للوصول إلى مقار عملهم في الساعات الأولى من صباح الاثنين. وأعربت ماريا مارتينيز العاملة في مركز صحي عن سرورها لحصولها على قناع قبل الصعود إلى القطار "لأن الأقنعة باتت نادرة أو باهظة الثمن، أعمل في المجال الصحي وبالكاد نحصل على أقنعة للعمل. بالتالي لم يكن لدي قناع للتنقل". وتعتبر السلطات الصحية أنه تم تجاوز ذروة الأزمة منذ تسجيل 950 وفاة في الثاني من الجاري، لكن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز حذر الأحد الإسبان من أن البلاد ما زالت بعيدة عن الانتصار على وباء كوفيد-19. إلى ذلك ارتفع عدد الأشخاص الذين غادروا المستشفى إلى 64727 من أصل 169496 مصابا وبدأت المستشفيات تتنفس الصعداء.

الموت يعاود الإرتفاع في إيطاليا

بينما في إيطاليا، ارتفع عدد وفيات وباء كوفيد-19 بواقع 566 حالة اليوم الاثنين بعدما بلغ 431 في اليوم السابق لكن عدد الإصابات الجديدة تراجع إلى 3153 بالمقارنة مع 4092 أمس. وبذلك تسجل البلاد أقل عدد لحالات الإصابة الجديدة منذ السابع من أبريل نيسان.

وقالت وكالة الحماية المدنية إن العدد الإجمالي للوفيات منذ ظهور التفشي يوم 21 فبراير شباط ارتفع إلى 20465 وهي ثاني أكبر حصيلة وفيات بالمرض على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة. وقفز عدد حالات الإصابة المؤكدة رسميا في إيطاليا إلى 159516 وهي ثالث أكبر حصيلة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وإسبانيا. وتراجع عدد المصابين في وحدات العناية المركزة إلى 3260 اليوم الاثنين مقابل 3343 أمس الأحد لتسجل البلاد بذلك تراجعا لليوم العاشر على التوالي. كما ارتفع عدد من تعافوا من المرض بين المصابين إلى 35435 مقابل 34211 في اليوم السابق.

 

أميركا تثبت نفوذها شرق الفرات وتلم قوات قسد

دبي - العربية.نت/13 نيسان/2020

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بأن القوات الأميركية استدعت جميع العاملين معها سابقا من عناصر قوات سوريا الديمقراطية ويفوق عددهم المئات للعودة والعمل معها. وأشارت مصادر المرصد إلى أن القوات الأميركية تعمل على إعادة تثبيت نفوذها بشكل كبير ضمن منطقة شرق الفرات. فيما التحق مئات العناصر من قسد بالقواعد العسكرية الأميركية في كل من دير الزور والحسكة على وجه التحديد للعمل مجددا مع القوات الأميركية. وعرضت بدورها أميركا على العائدين مستحقات شهرية أكبر من تلك التي كانوا يتقاضونها سابقا.

أميركا ملتزمة بدعم الأكراد

يشار إلى أن أميركا كانت أكدت مرارا العام الماضي، أن انسحاب الجيش الأميركي من سوريا لا يعني وقف الدعم لقوات سوريا الديمقراطية. وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر حينها، إن الولايات المتحدة لا تزال على دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، مؤكدا على الشراكة التي تجمع بلاده بقوات سوريا الديمقراطية. إلى ذلك لفتت أميركا إلى أنها ستستمر بدعم الأكراد وتقديم المساعدة لهم مهما حصل، مشيرة إلى دور القوات في المساعدة على منع ظهور تنظيم داعش المتطرف مرة أخرى.

 

عاصفة تمرد تضرب السجون… والإيرانيون لروحاني: عهدك أفقرنا/مارس شهر العصيان والاحتجاجات شهد 216 حركة احتجاجية ضد الملالي في 65 مدينة

طهران، عواصم – وكالات/13 نيسان/2020

 من جانبه، كشف محمد نوري زاد، أحد الموقعين على البيان الداعي إلى استقالة المرشد علي خامنئي، أن شبح التمرد يخيم على عدد من السجون في البلاد.

وقال نوري زاد في رسالة من السجن، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية: “لقد أعادونا من مركز تعذيب الاستخبارات إلى سجن وكيل آباد في مشهد”، مضيفا أنه “بسبب حصول عمليات تمرد في سجون أخرى، أخذونا إلى مركز تعذيب الاستخبارات، خوفاً من التمرد في السجن”. في غضون ذلك، كشفت شبكة منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية أنه على الرغم من أن جميع المحافظات ومعظم المدن في إيران، تعاني من تفشي فيروس “كورونا” وعدم إكتراث نظام الملالي بصحة المواطنين وسبل عيشهم، وفرض حظر التجول في جميع المدن الإيرانية، إلا أن مختلف طبقات المجتمع قامت في مارس الماضي فقط بـ 216 حركة احتجاجية في 65 مدينة، بمعدل سبع حركات احتجاجية في المتوسط كل يوم. وذكرت أن نصيب العمال كان 117 احتجاجاً، والمعلمين ستة احتجاجات، والمزارعين احتجاجين، والتجار مثلهما، فيما توزع 51 احتجاجًا على الطبقات الأخرى، حيث قام السجناء بـ 21 احتجاجًا في ثلاثة مدن، 12 احتجاجًا منها تتعلق بالتمرد في مختلف السجون، ونفذ السجناء 17 إضرابا عن الطعام، منها 13 إضرابا فرديا وأربعة إضرابات جماعية. وفي مارس قام السجناء العاديون المحكوم عليهم بأحكام مشددة مثل السجن المؤبد والإعدام، بالعصيان في 12 سجن هي سجون بارسيلون في خرم آباد واليكودرز وتبريز المركزي وسقز وألوند وهمدان وطهران الكبير (فشافويه) ومهاباد وعادل آباد في شيراز وبيربنو وسبيدار (الأهواز) وشيبان في الأهواز ويزد المركزي، احتجاجًا على امتناع النظام عن منحهم إجازات مؤقتة أو إطلاق سراحهم لمواجهة فيروس كورونا في السجون. على صعيد متصل، ومع تزايد أعداد العاطلين عن العمل وارتفاع أسعار بعض المواد الصحية، وإقفال آلاف الشركات أبوابها، تعالت الصرخات والانتقادات في بعض القطاعات في البلاد. فقد بعث عدد من عمال المعادن رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، أعربوا فيها عن غضبهم من ارتفاع أسعار المواد الصحية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، مؤكدين أنهم في عهده باتوا أكثر فقرًا. وانتقدوا مطالبتهم بالبقاء في المنازل، معتبرين أنه “لا يمكن الدعوة إلى البقاء في المنازل دون إعارة الفقراء الاهتمام”. على صعيد آخر، أجرى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وذلك في ثاني اتصال بينهما في غضون 24 ساعة. وركز الاتصال على جهود وقف إطلاق النار في اليمن، كما تطرق إلى التقدم في عملية السلام في أفغانستان، وذلك بعد أن بحثا في الاتصال الهاتفي السابق العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

 

الكاظمي يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وسط تصاعد الصراع بين أميركا وإيران والتحالف عائد لاستئناف تدريب "البشمركة" بعد رمضان

بغداد – وكالات/13 نيسان/2020

 أجرى رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، سلسلة مشاورات مع الكتل والتيارات السياسية ومكتب الأمم المتحدة في العراق، بهدف الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة في إطار المهلة الدستورية البالغة 30 يوماً. وذكرت رئاسة الحكومة، في بيان، ليل أول من أمس، أن الكاظمي اجتمع مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت لبحث تطورات تشكيل الحكومة وجهود مواجهة جائحة “كورونا” واستمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين. العراق والأمم المتحدة. وأعرب الكاظمي عن “ارتياحه لسير مشاورات تشكيل الحكومة وتطلعه لتعاون الجميع وتمكين الحكومة من العمل على تلبية احتياجات المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة”. وفي السياق، اجتمع الكاظمي مع وفد يمثل “ائتلاف الوطنية”، الذي يقوده اياد علاوي، لبحث آلية تشكيل الحكومة الجديدة. وأكد النائب عن الائتلاف كاظم الشمري، ضرورة ترك حرية اختيار الحكومة للكاظمي، وإبعاد الضغط عليه الهادف إلى الإبقاء على المحاصصة المقيتة، مطالباً بضرورة أن يشترك المتظاهرون السلميون والاتحادات والنقابات في هذه الحكومة. من جانبه، قال رئيس مركز “الكلمة” للدراسات السياسية مهدي خزعل، إن” المشهد السياسي العراقي معقد بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن القوات الأميركية نشرت منظومة “باتريوت” وفعلتها، نتيجة استشعارها خطر “يهدد سلامتها من قبل المجموعات المسلحة التابعة لإيران في العراق، أو كما تسميها واشنطن أذرع إيران”. وأضاف إن العراق يمر بمخاض تشكيل حكومة، ومواجهة “كورونا”، وأزمة اقتصادية، بالتالي لن تعطى تحركات الولايات المتحدة في العراق أهمية كبيرة، خصوصاً مع وجود مشكلة حقيقية دفعت القوات الأميركية إلى هذا الاتجاه. وبشأن تأثير تلك المستجدات على مهمة الكاظمي، أشار إلى أن “الفصائل المسلحة في العراق لازالت تصرح وتهدد بأشكال مختلفة، ورئيس الحكومة الجديد يمر بمرحلة صعبة فى ظل توسع وتمدد النفوذ الأميركي والإيراني داخل البلاد، ما أدى إلى حالة أضطراب كاملة داخل العراق”. وأوضح أن الكاظمى يحاول أن يوازن بين الطرفين من أجل التهدئة والنأي بالعراق عن الصراع بين طهران وواشنطن. على صعيد آخر، أثار قرار وزير الدفاع نجاح الشمري نقل مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في الوزارة العميد يحيى رسول، إلى دائرة شؤون المحاربين، ضجة في العراق، سيما على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، واعتبر عدد من المحللين السياسيين أنه قرار تعسفي، ينم عن عدم مهنية وحسد، رغم أن رسول اعتبر قرار نقله “أمراً طبيعياً”، مشدداً على “احترامه القرار الصادر عن وزير الدفاع”. من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كاغينز، أن التحالف سيستأنف تدريب قوات “البشمركة” بعد شهر رمضان، بإشراف حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وقال “قررنا الانسحاب من قواعدنا شمال العراق، بعد تمكن القوات العراقية بعد العام 2014، من تحقيق انتصارات كبيرة واستعادة قوتها، حيث باتت قادرة على مسك الأرض”.

وأضاف “نخطط لاستئناف تدريب البشمركة نهاية شهر رمضان، غالبية مدربينا من إيطاليا وهنغاريا وفنلندا، وهؤلاء مستعدون للعودة”.

 

الميليشيات الإيرانية وراء ارتفاع الإصابات بالوباء في سورية إلى 25

دمشق – وكالات/13 نيسان 2020

 أعلنت وزارة الصحة السورية، تسجيل ست إصابات جديدة بفيروس “كورونا”، ليرتفع عدد الإصابات في البلاد إلى 25 حالة. وعبر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبدالنصير أبوبكر عبر عن قلقه من نقص حالات الإصابة بالفيروس المبلغ عنها في سورية، مضيفاً “قد نتوقع انفجاراً في الحالات”. من جانبه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر طبية موثوقة، قولها، إن “تعداد السوريين المصابين بكورونا ارتفع إلى 72 حالة، فيما ارتفع عدد الأشخاص الذين وضعوا بالحجر الصحي إلى 410، نتائج 180 منهم كانت سلبية وجرى إخراجهم”. وأشار إلى أن أعداد المصابين السوريين في اللاذقية بلغت 26 حالة، وفي طرطوس 16 حالة، في حين هناك 30 حالة مؤكدة في كل من حلب ودمشق وحماة وحمص ودرعا. وأضاف، إن حصيلة المصابين بالوباء من القوات الإيرانية وميليشيا “فاطميون”، والميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، وصلت إلى 116 حالة مؤكدة على الأراضي السورية. في غضون ذلك، حذرت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، أول من أمس، من كارثة إنسانية في حال تفشي “كورونا” في مخيمات النازحين السوريين بمدينتي إدلب وحلب.

 

“نيويورك تايمز”: الموساد يعتبر أن إيران لم تعد خطراً

واشنطن – وكالات/الثلاثاء 14 نيسان 2020

 أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” استخلص أن إيران لم تعد تشكل خطرا أمنيا وشيكا على إسرائيل، بسبب تفشي كورونا فيها. وأضاف التقرير نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن هذا الأمر مكّن الموساد من الانخراط في مساعي مواجهة الوباء في إسرائيل، حيث أصبح من أهم أولويات تل أبيب الحصول على معدات طبية وتكنولوجيا التصنيع من الخارج. تجدر الإشارة إلى أن تقييمات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن عدد ضحايا وباء كورونا في إيران، يزيد بثلاثة أو أربعة أضعاف عن البيانات التي تعلنها السلطات الإيرانية.

 

رفض التمديد لغانتس يعقّد جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية

مجهول طعن جنديين داخل قاعدة عسكرية في النقب... و"حماس": تل أبيب غير جادة بشأن اتفاق تبادل الأسرى

رام الله، عواصم- وكالات/الثلاثاء 14 نيسان 2020

 فتح الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، الباب أمام سيناريوهات عدة لتشكيل الحكومة في البلاد، وعقّد جهود التشكيل بعد إعلانه رفضه طلب رئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، منحه مهلة إضافية. وتقدم غانتس بطلب مد فترة التكليف لتشكيل الحكومة بعد انتهاء فترة الـ28 يوما، القانونية لتشكيل الحكومة، حيث أفادت القناة العبرية الـ”20، بأن ريفلين رفض التمديد لغانتس 14 يوما إضافية. وأوضح بيان صادر عن مكتب ريفلين، أن “الظروف الحالية لا تسمح بتمديد فترة تشكيل الحكومة”، لافتا إلى أنه اتخذ القرار بعد محادثة أجراها مع نتانياهو الذي أبلغه بأن الحزبين “أزرق أبيض” و”الليكود” لم يتوصلا إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة. وفي حال عدم تشكيل الحكومة، فإن الباب سيظل مفتوحا أمام سيناريوهات أخرى، غير السيناريو السابق ذكره، والقاضي بالتبادل بين نتانياهو وغانتس. ويعني الرفض أيضا أن هناك سيناريو آخر يتعلق بتخلي نتانياهو عن فكرة الوحدة مع غانتس، أي أن رئيس حكومة تسيير الأعمال سيخون غانتس، ويشرع في تشكيل حكومة بعيدا عنه. ويشار إلى أنه في حال لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة، فإن التفويض يحال إلى الكنيست لمدة 21 يوما، للاتفاق على مرشح جديد. في غضون ذلك، تعرض جنديان إسرائيليان للطعن على يد متسلل، نجح في التسلل إلى قاعدة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال في النقب ليل أول من أمس. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن المتسلل كان يرتدي معطفا وكان مسلحا بسكين وقطاعة، واشتبك مع جنديين أثناء حراستهما القاعدة، قبل أن يلوذ بالفرار، مضيفة أن إصابة الجنديين طفيفة. وحسب التحقيقات الأولية، فإن الجنديين لاحظا دخول شخص إلى القاعدة، وصرخا عليه أن يقف قبل اقترابه منهما، إلا أنه استمر بالاقتراب وطعنهما. ولم تعرف خلفية الهجوم أو هوية المهاجم. في سياق آخر، نددت حركة “حماس”  باعتقال الجيش الإسرائيلي نائبا عنها في المجلس التشريعي الفلسطيني من الضفة الغربية. وقالت الحركة، إن قوات الجيش اعتقلت من محافظة “رام الله والبيرة” النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس محمد أبو طير بعد اقتحام منزله. وقال مسؤول “حماس” موسى دودينا، إن الحركة “لم تلمس جدية عملية” من إسرائيل بشأن إبرام اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين. إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس البطش والغطرسة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ويحاول ضرب المناعة الوطنية والصحية، مضيفا أن “كل هذه الانتهاكات موثّقة”. ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من الضفة، فيما أصيب ثلاثة آخرون بينهم طفلان خلال مواجهات في سلوان بالقدس المحتلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحكومة اللبنانية ترتكب "مجزرة" مالية تحت جنح الجائحة

علي الأمين/العرب/14 نيسان/2020

استغلال جائحة كورونا لمزيد خنق اللبنانيين

صحيح أن جائحة كورونا يطفو همها على ما عداها من الأولويات، إلا أن مستقرها يحمل خطاً استغلاليا لها في لبنان ربما خلافاً لكل الكرة الأرضية. فالعهد وحكومته وساسته يتركون الشعب يواجه مصيره على “ما يقدر الله”، ما عدا بعض الإجراءات الشكلية المسيسة، والعبثية والفوضوية التي لا يُركن إليها، وتتفرغ تحت جنح الوباء إلى محاولة خنق انتفاضة اللبنانيين إثر سكونها المؤقت لاضطرار الشباب إلى الانسحاب من الشارع تحت وطأة الفايروس. السياسيون الذين عرّتهم الانتفاضة وفضحت سرقاتهم لمقدرات الدولة وخزينتها، ظنوا أنه الوقت المناسب لخروجهم من القمقم الذي حشروا أنفسهم فيه تحت صيحات المنتفضين، وأنه آن الأوان للاقتصاص منهم وشفط ودائعهم وبالقانون.. “ما أدراك ما القانون”.

إذاً فإن عملية الانقلاب على انتفاضة 17 أكتوبر مستمرة في لبنان، حيث وفرت جائحة كورونا فرصة لاستكمال هذا الانقلاب من خلال استثمار إجراءات مواجهة هذه الجائحة في المزيد من تفعيل عملية الانقضاض على مطالب التغيير والمحاسبة عبر تعزيز سلطة القضاء من جهة، ولجم الهدر والفساد واستعادة ما تم نهبه من أموال عامة سواء كانت منقولة أو غير منقولة.

بداية الانقلاب تمثلت في الإتيان بحكومة، قيل إنها من مستقلين، لكن الواقع كشف مدى طواعية الحكومة للسلطة الحاكمة والمتحكمة بمفاصل السلطة والقرار، وبدا رئيسها حسان دياب، شديد الحرص على كسب رضا الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي حرص في المقابل، على رمي فتات الرضا في كل إطلالة من إطلالاته المتعددة خلال الشهرين الماضيين، فيما أكدت الحكومة في سلوكها السياسي والإداري، أنها تعمل وتتحرك تحت سقف التوجيه السياسي “للثلاثي غير المرح” بحسب توصيف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، للحلف الذي يديره حزب الله والذي يضم إضافة إليه رئيس الجمهورية ميشال عون وملحقاته ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحركته.

يترافق هذا الانقلاب المستمر مع أزمة غير مسبوقة معيشيا واقتصاديا، ترسّخت في عجز المودعين عن سحب ودائعهم من البنوك، وفي انخفاض قيمة العملة الوطنية إلى حدّ النصف مقارنة بما كانت عليه، بحيث كان سعر صرف الليرة اللبنانية خلال النصف الأول من العام الماضي يساوي ما يزيد قليلاً عن ألف وخمسمئة ليرة، ولامس اليوم سعره في السوق غير الرسمي نحو ثلاثة آلاف ليرة لبنانية. وأضف إلى هذا الانخفاض الذي أدى عملياً إلى سرقة نصف قيمة أموال المودعين بالليرة اللبنانية، فقد أدى انخفاض سعر العملة إلى “تشليح” موظفي القطاع العام والخاص إلى حدّ كبير نحو نصف رواتبهم.

لم تكتف الحكومة بالوقوف كشاهد على هذه المجزرة، التي كانت سببت المزيد من إغلاق أبواب المؤسسات الاقتصادية والتجارية الخاصة، وأدت إلى انضمام عشرات الآلاف من المواطنين العاملين، إلى صفوف العاطلين عن العمل، وجاءت جائحة كورونا لتضيف على البلاءات اللبنانية بلاءً من نوع جديد، وإنْ كان في مواصفاته وخصائصه من حيث الانتشار والإيذاء يشبه تلك السياسات السلطوية المتمادية في لبنان، والتي أدت إلى إفقار اللبنانيين وإلى تعطيل الحياة العامة والاقتصادية، وتصديع بنيان الدولة في سبيل تعزيز المافياوية كنموذج للحكم على حساب الدستور والقانون، وبالطبع على حساب الشعب.

لعل أخطر ما يطال لبنان اليوم، إلى جانب سياسة إدارة الظهر التي تمارسها الدول العربية تجاهه، هو ما يمكن أن يوصف بعملية انقضاض من قبل السلطة على أموال المُودعين، وهو سلوك يعكس ذهنية السلطة التي تأبى أن تنحو نحو إصلاح حقيقي، أي الذهاب نحو مكامن الفساد والنهب، لتتجه مجددا نحو الشعب في سبيل المزيد من نهبه ودائما بغاية حماية السلطة.

ما يمكن أن يُسمى انقلاباً أيضاً، يتمثل في سعي السلطة التي يديرها حزب الله إلى رسم معالم صراع سياسي وهميّ، بغاية الانقلاب على الاصطفاف الذي فرضته انتفاضة اللبنانيين، بين سلطة وشعب، فيما السلطة اليوم تفتعل رسم اصطفاف وهمي، بين سلطة سياسية حاكمة يمثلها “الثلاثي غير المرح”، في مقابل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف.

هذا الاصطفاف المصطنع، يجري تحميله أبعاداً دولية، بحيث يتم الترويج على أنه يمثل جبهتي واشنطن وطهران في لبنان، وهو توصيف يفتقد إلى الدقة؛ ذلك أن حاكم مصرف لبنان كما المصارف، لَيْسَا خارج السلطة ونفوذها، فالمصارف تكتسب قوتها ونفوذها من كونها تمثل تحالفاً عميقا بين رجال السلطة ورجال المال، فيما الحاكم ليس إلا مُنفذا لتوجهات الحكومة والسلطة التي طالما كان مستجيباً لمتطلباتها في توفير الاستدانة لها من أموال المصارف التي هي في الأصل أموال المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين في هذه المصارف.

إعادة رسم معادلة الاصطفاف السياسي على هذه القاعدة الوهمية، تستبطن في جوهرها، ضرب الانتفاضة كما بدا واضحاً، واستكمال الانقلاب عليها، واستدراج تسوية مع الأميركيين تتيح استمرار قبضة إيران على المعادلة السلطوية في لبنان.

يبقى أن ما تحاول إيران فعله من خلال حزب الله، هو إعادة إنتاج معادلة السلطة شكلاً، أي المحافظة على نفوذ ولو محدود للقوى السلطوية الطائفية، ولكن من دون المسّ بدور الوصاية والنفوذ الإيرانيين. وهذه محاولة تعني أن خيارات الإصلاح في لبنان غير مطروحة على بساط البحث، فأقصى ما يمكن أن يقدمه حزب الله للبنانيين، هو وعود التخفيف من مستويات النهب للمال العام، والمزيد من الإفقار، على قاعدة أن البقاء في السلطة هو أثمن ما يمتلكه الحزب اليوم، والإفقار هو أحد وسائل السيطرة، بل سبيل لاستمرار النفوذ، وسلطة لا تقوم على قواعد الدستور والقانون والانتماء الوطني، بل على الاستئثار ومصادرة القرار والاستفراد. من هنا يبدو واقعياً في أهداف السلطة خيار الاقتطاع من الودائع في المصارف، بعدما تمّ تهريب أو سحب 18 مليار دولار تقريبا خلال العام 2019 من الحسابات إلى الخارج، وهي في معظمها لكبار المودعين، أي من الذين أدركوا أن الانهيار المالي حاصل في لبنان، على الرغم من التطمينات الكاذبة التي كان يطلقها حاكم مصرف لبنان عن وضع الليرة المستقر. الأموال التي أُخرجت من لبنان هي التي تحظى برعاية السلطة وأقطابها وبشراكة منها أيضاً، وما بقي من ودائع في لبنان جرى تجميده، وتحوّل إلى رهينة بيد السلطة التي قررت الاقتطاع منه وهي اليوم تنظم هذه العملية من خلال إكراه الشعب على التسليم بنهبه مجدداً، لصالح وصاية خارجية وإدارة “مافياوية” لا تنتمي في تفكيرها وسلوكها إلى نموذج الدولة، ولا إلى فكرة الدستور والقانون.

 

لحظة التسابق بين أزمات بلد وأزمات كوكب

وسام سعادة/أساس ميديا/الثلاثاء 14 نيسان 2020

حتى الساعة، ما زال فيروس كورونا "المستجد سابقاً" يتطوّر بشكل بطيء في لبنان، مقارنة بخارطة تفشّيه العالمية. هذا على رغم الاكتظاظ السكّاني الهائل في البلد.

الدور الأساسي في هذا يعود للناس، عامّة الناس، لأنّها تعي قبل أيّ شيء آخر حدود النظام الصحيّ والاستشفائي اللبنانيّ، وطبيعته اللا اجتماعية بامتياز، وهشاشته كلّما ابتعدنا عن "المركز" نحو الأطراف.

علماً أنناً في بلد، تنشب فيه "مدينة واسعة"، غير مُعرّفة، تمتدّ ساحلاً من طرابلس حتى صور، وتصعد جبلاً بشكل مدهش إلى المتنين وكسروان.

مع هذا الاكتظاظ، ومع هذه "المدينة الواسعة والمتمدّدة" جداً، التي تتخطّى التحديدات السابقة لـ"بيروت الكبرى"، إلى الافتقاد لبنية تحتية صناعية قويّة، ولسكة حديد وترامواي ومترو وباصات نقل مشترك وزوارق نقل الركاب من محطة بحرية إلى أخرى في هذه "المدينة الواسعة"، كلّ هذا لعب دوراً ايجابياً على صعيد تباطؤ تفشي فيروس كورونا، فكان إقفال المدارس والجامعات، زائد إقفال المطاعم، والمقاهي كفيلاً بانجاز اللازم. ولا يلغي هذا دور وزير أو وزارة الصحّة الحيوي في الفترة الأخيرة، وبخاصة أنّه دور يوحي بأنه استطاع بلورة تصوّر شامل حول كيفية مواجهة وعرقلة حركة الفيروس.

يبقى أنّ المسافة شاسعة، بل مطلقة، بين عدم امتلاك وزارة أو وزير الصحّة لتصوّر في هذا المجال، بالتقاطع مع وزارة الداخلية، على صعيد عرقلة حركة السكان بقصد عرقلة حركة الفيروس، وبين عدم امتلاك الحكومة ككلّ، والمنظومة الحاكمة اللبنانية الرسمية وغير الرسمية ككلّ، لأيّ تصوّر يتعلّق سواء بسواء، بكيفية مواجهة الكارثة الاقتصادية المالية السابقة على كورونا والمتأجّجة معها، والتحدّي الصحي المتمثّل بفيروس كورونا وتمدّده، في وقت واحد.

وحتى الآن، فإنّ انطباعاً قوياً للغاية يسود الرأي العام بأنّ المصارف وأحزاب "الجمهورية الثانية" كلّها، تتعامل مع الكورونا كما لو أنّه "في صفّها"، تستطيع استثماره "فوق طاقته".

صحيح أنّ القومة الشعبية تراجعت حتى قبل ظهور موسم الكورونا، ويعود هذا إلى حدّ كبير لعدم وجود قوة قادرة على طرح المسألتين الطبقية والطائفية في وقت واحد، وبشكل متكامل، وتقديم منظار تجاوزي لـ"الجمهورية الثانية" نحو نموذج بديل، ليس فقط عن النظام السياسي الحالي، بل عن نموذج الدولة الطائفية المركزية المنحازة لكبار الأغنياء والتي تربط تسرّب الجزء الأقل من الثروة إلى الطبقات الشعبية بالتأطير الطوائفي للمنتمين إلى هذه الأخيرة. فالطائفية هي في نفس الوقت شكل ظهور الرأسمالية والحداثة في بلدنا، وهي شكل "العدالة الاجتماعية" المعتمد من لدن الناس.

وعلى كثرة ما في هذا الشكل من هشاشة وزيف، فإنّ شرائح واسعة من الناس مقتنعة، بالملموس، بأن الطوائف قنوات حماية اجتماعية لها، وهي انتفضت عندما أخذت تتلمّس أنّ هذا قد انحسر للغاية، لكن حدود انتفاضتها كانت حدود عدم امكانية تأمين الانتفاضة لمشروع حماية اجتماعية بديلة بالملموس وبالمنظور لها، والشطط الذي تملّك قسماً كبيراً من الناشطين، من أنّ تجذير الاحتجاج، أي "تسييسه"، يكون باعتبار أنّ أساس المشكلة سياسية، وحلّ المشكلة الاجتماعية – الاقتصادية يستتبع لزاماً الحلّ الجذري للمشكلة السياسيّة "المستعصية".

في الواقع، فإنّ تسييس الاحتجاج بالشكل المناسب لتجذيره وتوسيعه يفترض نقد تصوّر يقدّم السياسة كمفتاح سحريّ، وليس العكس. "التسييس الزائد" مثل التسييس الناقص: فصل للسياسي عن الاجتماعي. فصل السياسي عن الاجتماعي، بحجة أن الاجتماعي حلّه يصبح تحصيل حاصل حين يضبط السياسي بالشكل الصحيح، كان فاتحة لتراجع الزخم ثم لضمور الانتفاضة حتى قبل موسم الكورونا. وترافق ذلك مع ميل إلى انفراد كلّ نفر بـ"همّه" الخاص، ما دامت الناس التي لم تعد تشعر بأنّ طوائفها تحميها اجتماعياً حتى بالشكل الجزئي والمزاجي والمتقلّب الذي كان يحصل قبل سنوات قليلة (وهو شعور متفاوت بمقدار تفاوت الوقائع من طائفة إلى أخرى، ومن جمهور يتبع حزباً إلى جمهور يتبع حزباً طائفياً آخر في الطائفة الواحدة) لم تشعر أيضاً بأنّ عرس "الثورة" يقيها من بطالة وجوع وعوز.

لكن الأمور سجال في هذا الصدد، وهي مقرونة أيضاً بأنّ كفر الناس بالانتفاضة لن يعيد الطوائف إلى دورها الحمائي اجتماعياً في وقت سابق، ولن يفرج للناس عن ودائعها الصغيرة والمتوسطة في المصارف، ولن يُلغي السؤال المركزي حول من يدفع فاتورة الكارثة الاقتصادية والاجتماعية، بالدرجة الأولى، الأكثر غنى أو الأكثر فقراً؟ هناك وزير صحّة لديه تصوّر بيانيّ حول كيفية معالجة أزمة الكورونا، ويجتهد على أساسه، إنما في حكومة أقل ما يقال إنّ لديها شعوذة في شكل خطة اقتصادية

الأمور سجال، لكن الجماهير ليست غبّ الطلب، لا قبل ولا أثناء ولا بعد موسم الكورونا، وأيّ إعادة استفهام عن دورها في هذه المرحلة لا قيمة له ما لم يكن مقروناً بالنظر في أمر ومآل شبكات الأمان والحماية الاجتماعية التي تندرج ضمنها أو التي تبنيها بنفسها، وحتى عندما يكون كلّ نفر يحاول بناء شبكة أمان له أو لعائلته دوناً عن بقية القوم، فإنه يسهم بشكل أو بآخر ببلورة شبكة أمان وحماية اجتماعية تتخطّى حدود وعيه المباشر. فكرة أنّه لم تعد هناك شبكات أمان وحماية اجتماعية هي فكرة خاطئة جداً. وحتى بالنسبة إلى تعطّل شبكات الحماية الطوائفية، وهو ما حصل بشكل متفاوت بين الطوائف مطلع الخريف الماضي، فإنّ هذا الأمر تبقى له حدوده، وسيعود فتظهر "واقعية" هذه الشبكات عندما تكون الناس قد استوعبت درجة معينة من تراجع شروطها المعيشية وقدرتها الشرائية، لكنها تبحث عمّا يقيها من موجات تراجع مزيدة. هذه الشبكات تعود فتطرح "واقعيتها اللئيمة" عندما يصير همّ شرائح واسعة من الناس هو في نطاق الأود، والبقاء على الحياة، ليس أكثر.

هناك وزير صحّة لديه تصوّر بيانيّ حول كيفية معالجة أزمة الكورونا، ويجتهد على أساسه، إنما في حكومة أقل ما يقال إنّ لديها شعوذة في شكل خطة اقتصادية. أساس هذه الشعوذة بسيط، وهو أن الحكومة تحسب أنّ هناك في عالم اليوم من هو قادر وراغب في اقراضها ولو قرش واحد. هذا في وقت هناك سباق عالمي لمعرفة أين ومتى سيتسبّب ارتفاع كاهل المديونية بتفجير صاعق أزمة اقتصادية عالمية، ان لم يكن مجاعة كوكبية (واذا ما عدنا لأعمال جيريمي ريفكين سنرى أنّ هناك مجاعة قاساها عشرات ملايين الناس عبر العام بعد أزمة 2007-2008 المالية العالمية ولم يجر الالتفات اليها، على غرار تسليط الضوء على المجاعات المرتبطة بأقوام دون سواهم). فالدول الغربية، وهي تواجه الوباء، تموّل هذه المواجهة، لتسند الشركات الصناعية الكبرى لتدفع لعمالها وموظفيها، ولتجنّبها الانهيار، وترفع نسبة تمويلها للبحث العلمي، والنظام الصحي، ومراقبة حركة السكان. وكلّ هذا يتطلّب مصدراً للتمويل، والمصدر يكون إما الضريبة وإما الإقراض. وهكذا تزداد بشكل مخيف المديونية العالمية في الدول الغربية اليوم، وفي مقدّمتها الدين العام للولايات المتحدة الأميركية، فيما تزداد على نحوٍ مستفحل أيضاً ديون الشركات الكبرى شرق آسيا، من الصين إلى تايوان وكوريا الجنوبية. إنما الحلقة الأضعف في هذا المجال تبقى شركات الاستثمار العقاري الخاصة في الصين. وكلّ هذا، تراكم سابق لسنوات على الكورونا، لكنه يتنامى بشكل متسارع ومخيف اليوم.

أن تُوقف دفع ديون سابقة، ثم تُعرض خطة لاقتراض ديون جديدة، في وضع كهذا اليوم، فهذا بكلّ بساطة يدخل في عالم الشعوذة. إنما هي شعوذة مبنية على تقدير "واقعي" واحد، وهي انتظار أن تنفجر الأزمة الاقتصادية و"الجوعية" العالمية للقول من بعدها إنّ بلاءنا جزئي ونسبي أمام هول المصاب الكوكبي البشريّ، وأنّ كلّ هذا من طبيعة الأشياء، أو من غيبياتها لا فرق. والحال أن اللحظة الحالية، تبدو هكذا: إنها لحظة تسابق بين أزمات بلد وبين أزمات كوكب. هناك خطة بلورتها وزارة الصحة، ويعكف عليها وزير الصحة، لكن ليس هناك لا خطة للحكومة ككلّ لا في مواجهة كورونا، ولا في مواجهة المصارف، ولا في مواجهة الأزمة الاقتصادية الداخلية، ولا في استشراف الأزمة الاقتصادية العالمية المقبلة .. اللهم إلا من باب، انتظارها، للاحتماء بها.

 

عن حظّ حسّان دياب.. بانتظار ثورة الجياع

زياد عيتاني/أساس ميديا/الثلاثاء 14 نيسان 2020

محظوظ الرئيس حسان دياب لأربعة أسباب، الأوّل أنه ينتسب لطائفة لا تحاسب في السياسة، كما أنها لا تجيد العداء. فهي لم تحاسب الكثيرين من أبنائها، الذين كانوا في سُدّة المسؤولية قبله، وهكذا، من غير المتوقع أن تحاسبه. أما السبب الثاني، فإن الرئيس دياب وفي صفاته الشخصية، إضافة لصفة النسيان التي يتمتع بها كلّ إنسان، فقد مُنِحَ صفة عدم المبالاة بما يحصل من حوله، والقدرة على أن يحاور نفسه بنفسه، دون الحاجة لآخر يتحاور معه. أما السبب الثالث، أنّ من سبق الرئيس دياب في السراي الحكومي عبر سوء إدارته، جعل أيّ عمل، صغيراً كان أم كبيراً، يُصوّر على أنّه إنجازٌ كبير. فالناس عادة تقارن الحالي بما سبقه. أما السبب الرابع للمحظوظية هو أن الرجل، الذي كان يرتعب من الثورة والمجتمع الدولي، جاءت جائحة الكورونا، لتعطّل الأولى وتُلهي الثاني. وأكثر من ذلك، فالرجل، وبالاستعانة بالسبب الثاني الموجود بصفاته الشخصية، يستعدّ للاحتفال وإعلان الانتصار على الفيروس الخطير، كثاني دولة في العالم بعد الصين. رضى والدة الرئيس دياب عليه، وهو المتعلّق بها كثيراً – وكلنا يذكر الرسالة التي وجّهها اليها عبر إحدى الصحف عندما سُمّي وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي – هو السبب الرئيسي بهذا الحظ الكبير والمتراكم. إذ سُخّرت كلّ الظروف، المؤلم منها والمفرح، السيء والخيّر فيها، لمصلحته ومصلحة حكومته. جائحة الكورونا ستنحسر، وعاجلاً أم آجلاً سيعود اللبنانيون إلى حياتهم الطبيعية. وسنشهد مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي، إن "سمح" الرئيس ميشال عون بعقده هناك، ليعلن الرئيس دياب، وعن يمينه وزير الصحة حمد حسن، وعن يساره وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، أنه انتصر على الفيروس، وقد حقّق للبنانيين ما عجز عنه دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية وأنجيلا ميركل في ألمانيا وإمانويل ماكرون في فرنسا. وسيتوّج الرئيس دياب نفسه تحت أنظار وابتسامات مستشاريه بطلاً لبنانياً قومياً حقّق الانتصار على الكورونا. ولِمَ لا؟ فكثيرون هم الأبطال في التاريخ اللبناني تُوّجوا من دون أن يحقّقوا أيّ إنجاز، من معركة الاستقلال وصولاً إلى معركة استخراج النفط من المياه الاقليمية. لقد استبق الرئيس دياب عبر وزيرة الاعلام كلّ ذلك عندما أعلن أن حكومته حققت 57% مما وعدت به..!

الرئيس دياب وكما يبدو مطمئن إلى فائض الحظ الذي يملكه، بخاصة أنّه، ولكلّ الأسباب والظروف التي ذكرت سابقاً، تمكّن من دمج فائضه مع فائض القوة الذي يملكه حزب الله، الحامي الأول للحكومة، والذي باتت المسافة بينه وبين الرئيس سعد الحريري تفوق المسافة الطبية بين الناس، بسبب الكورونا، والمقدّرة بمترين. فما كان يرفض حزب الله إعطاؤه للرئيس الحريري بات يُعطى للرئيس دياب، ليس كيدية سياسية ضد الحريري، بل على قاعدة "مُكره أخوك لا بطل".

قد تكون الأجهزة الأمنية نجحت بفكّ ساحات الثورة بحجج متنوّعة من ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النور. إلا أن ما لا يمكن تفكيكه هو جوع الناس ومستوى البطالة الذي بلغناه قبل كورونا وسيتضخّم إلى حدّه الأقصى بعد كورونا

اطمئنان الرئيس دياب، لا يستند على معطيات صلبة، كي يُبنى عليه ضمان استمرار الحكومة. فما يجب أن يدركه أن ما بعد كورونا ليس كمثل ما قبل كورونا على كافة الصعد الاقتصادية والنقدية والسياسية والطبية. فالأرقام التي تصدر عن المؤسسات الدولية عن الوظائف التي سيخسرها الناس بعد كورونا تثير الهلع. والانكماش الاقتصادي الدولي لن يكون لبنان بمنأئ عنه. وكلّ هذه المعطيات تؤسّس لواقع يفوق فائض الحظ عند دياب ومعه فائض القوة عند حزب الله. قد تكون الأجهزة الأمنية نجحت بفكّ ساحات الثورة بحجج متنوّعة من ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النور. إلا أن ما لا يمكن تفكيكه هو جوع الناس ومستوى البطالة الذي بلغناه قبل كورونا وسيتضخّم إلى حدّه الأقصى بعد كورونا. على الرئيس دياب وحكومته، ومعه كلّ من يدعمه، أن يدركوا أنّ بعد كورونا الموجة الثانية من الثورة آتية، هي ثورة الأمعاء الفارغة، والصرخات الجائعة. وسيشترك فيها الجميع، من الخندق الغميق مروراً بالطريق الجديدة وصولاً إلى جل الديب والذوق وجونية وطرابلس، وانتهاءً بعكّار والبقاع وصور. ولكي نصدق الرئيس دياب وحكومته القول: "فالأمر لا يدعو للاطمئنان إلى الحظّ".

 

ضجيج "الدرون" الإسرائيلية وصمت حزب الله المطبق

يوسف بزي/المدن/علي/13 نيسان/2020

الصمت الثقيل الذي يميز ليلنا في هذا الربيع الكئيب. الهدوء المهيب المخيم على نهاراتنا ومساءاتنا، إلى حد أن نسمع قرقعة ملعقة على صحن من بناية مجاورة. السكون المقلق المصاحب لتواري الناس وانزوائهم المنزلي، ولا علامة على وجودهم سوى "لمبات" الغرف والصالونات، وبعض الإضاءات الفضية المتقطعة الطالعة من تلفزيوناتهم.. كل هذا الاختباء والهمود يجعل أي صوت واسع الصدى، واضحاً، قوياً.

في اليومين الماضيين، لم تهدأ سماء بيروت وضاحيتها الجنوبية. طنين ميكانيكي رتيب ومثابر. صوت واحد لا يتغير ولا ينقطع. صوت مثابر ومتواصل في حضوره، قوي في صداه. مثير للأعصاب في تدفقه المستمر على نغمة آلية حادة ونحيلة.

نعرف تماماً ماهية هذا الصوت الذي يتوتر ليلنا. نعرف أنه متأتٍ من طائرات مسيّرة. إنها "الدرون" الإسرائيلية. تحوم بلا كلل فوق رؤوسنا، مهيمنة على السماء المظلمة.

طائرات لا يوقفها شيء، لا يردعها سلاح. حرّة تجوب الأجواء كيفما ومتى شاءت. وهي هنا لا تغادرنا، مواظبة على عملها، وعلى إزعاجنا. هنا علناً بصوتها، وخفاءً بشبحيتها. غير مرئية ومسموعة حتى النخاع. وكأنها هنا فقط لتبث صوتها، مدركة فعاليتها "النفسية"، أثرها المعنوي المضخم في هذا الأيام حيث لا تلوث صوتي ينافس طنينها، منفردة وحدها في ذبذبة الهواء وتوتيره. كان الجيش الهتلري قد تعمّد أن يضيف إلى طائرة ستوكا الأسطورية قطعة معدنية، تصدر الصوت الأكثر رعباً في لحظة انقضاضها.

الصوت سلاح إذاً. والطائرات الإسرائيلية بلا طيار تبدو وكأنها مزهوة بطنينها المرهق للأعصاب. كأنها تطير فوقنا لتقول لنا "نحن هنا"، كبيان عسكري – سياسي، لا يخلو من الاستفزاز والتحدي.

هي لا تتسلل خفية وسراً وتجسساً ومراقبة محمومة وحسب، بل إنها تأتي وتحوم على مدار الليالي بكل صخب ممكن، واثقة مطمئنة.. بل متجبّرة ووقحة، ساخرة من "عجزنا" وانكشافنا. عجز قديم ينفضح أكثر عندما يتلفظ حسان دياب بكلام مجاني من نوع "لن نسكت بعد اليوم على الخروقات" بما يذكرنا ببيانات النظام السوري عن "الرد في الوقت والمكان المناسب".. طنين "الدرون" الإسرائيلية يستحضر إلى ذاكرتنا الحادثة الغامضة في آب المنصرم، حين سقطت طائرتان مسيرتان في الضاحية الجنوبية، وما تلاها من توعّد حسن نصرالله بالتصدي لكل محاولة شبيهة "متى استطاعت المقاومة". كان توعداً ناقصاً، أو مشروطاً بالقدرة أو بتوفر الإمكانيات.. أو "القرار". وعلى هذا، طغيان الطائرات على ليلنا الأبكم يوحي بتهديدنا على الجبهتين، أي أن يفقد حزب الله أعصابه فندفع الثمن، أو أن يتطور الطنين إلى انفجارات هنا وهناك.. والبلد لا ينقصه مصائب إضافية، ناهيك عن اعتداء إسرائيلي في عز كورونا.

المفارقة، أن الصمت الوبائي الثقيل يخرقه الدرون الإسرائيلي.. فيقابله صمت حزب الله المطبق. وهو فعلاً صمت غير اعتيادي و"يقول" الكثير.

 

"حزب الله" الاشتراكي

مهند الحاج/المدن/علي/13 نيسان/2020

في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي، وأمام التحديات المالية الملحة، يتولى "حزب الله" تحت ستار الحكومة، اتخاذ قرارات مصيرية في تاريخ البلاد من إعادة هيكلة الديون وقص الودائع، إلى الحديث عن تبني سياسة دعم لقطاعات منتجة مثل الصناعة والزراعة، بدلاً من الخدمات التي ارتكز عليها الاقتصاد اللبناني منذ الاستقلال. والخدمات هنا تتعرض للذوبان وباتت صعبة في ظل التنافس والتبدلات الاقتصادية والإقليمية، ونتيجة سياسات "حزب الله" والعقوبات المرافقة لها.

في الوقت ذاته، يُكوّن التنظيم هويته الاقتصادية تحت تأثيرات داخلية وخارجية. وهذا المضمار جديد عليه. ذلك أن الحزب ركز لعقود على الصراعات العسكرية والأمنية محلياً واقليمياً، وتنحى غالباً عن القضايا الداخلية، بل تنازل فيها عن مواقعه لمصلحة الحلفاء مقابل التسليم بدوره العسكري الأهم كحركة مقاومة. ولأنه عرّف نفسه من هذه الزاوية، وحصر مهامه فيها، لم تكن الرؤية الاقتصادية محسومة داخل التنظيم نفسه حتى بدأت تتشكل خلال السنوات القليلة الماضية.

في الوثيقتين الأساسيتين للتنظيم، وتفصل بينهما 24 عاماً، وهما "الرسالة المفتوحة" عام 1985 و"الوثيقة السياسية" عام 2009، إشارات متناقضة لرؤية اقتصادية، وتركيز غالب على القضايا الخارجية والمقاومة. في الوثيقة السياسية، يستعير الحزب من القاموس اللينيني في وصف الولايات المتحدة أو "الاستكبار" العالمي، ويشير إلى "الرأسمالية المتوحشة" ومنظومة "الاحتكارات". لكنه وفي إطار الرؤية الاقتصادية، يضع اللغة اللينينية جانباً ويتحدث بلغة مختلفة، كأنه منظمة غير حكومية أو إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، عن "مكافحة الفقر" والتركيز على القطاعات المنتجة مثل الصناعة والزراعة من أجل زيادة الوظائف وبخاصة في الأرياف. لا رؤية هنا ولا حديث عن إعادة توزيع الثروة، أسوة بالاشتراكيين والشيوعيين، بل عن تدخل كينزي للدولة لرفع البطالة. كما أن نقد السياسات الاقتصادية الحريرية لم يُفارق الكلام العمومي عن ضرائب عادلة وتنمية في الأرياف.

لكن البرنامج الانتخابي لعام 2018 كان المحاولة الأكثر جدية في بلورة نظرة اقتصادية عامة. عندما اضطر الحزب إلى تقديم برنامج انتخابي أسوة بأحزاب أخرى، تحدث عن شعارات تُرددها أغلب القوى السياسية بعضها، مثل إقرار ضريبة تصاعدية عادلة لا تنال من الطبقات الأكثر فقراً، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية للمواطنين. لكن مجموعة السياسات المطروحة تُمثل سوية انعطافة باتجاه تكامل في تمثيل الطبقات الأكثر فقراً و"حمايتها" ورفع المستوى المعيشي لها من خلال نطاق أوسع للخدمات الحكومية. مثّل البرنامج خطوة إضافية باتجاه تشكيل الهوية السياسية للتنظيم، اقتصادياً.

ذلك أن الاقتصاد للإسلاميين (سنة وشيعة) مثار جدل، والميل العام هو لتبني اقتصاد السوق، مع تشجيع المساهمات لمساعدة الفقراء. مراجع الشيعة في العراق وايران عارضوا مشاريع الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على صغار الفلاحين. وأقطاب "الجمهورية الإسلامية" في إيران، لم يحسموا خلافاتهم في هذا الشأن، بل أحالوها للتنافس في السياسة الداخلية، وبرز رأسماليون وملاك أراضٍ على رأس الهرم مثل علي أكبر رفسنجاني، الرئيس الإيراني السابق للجمهورية ولمجمع تشخيص مصلحة النظام. رغم أن النظام الإيراني لم يكن يوماً اشتراكياً، لكنه تبنى سياسات دعم لصناعات ثقيلة، بعضها غير ناجح في التصدير مثل السيارات، أدت إلى ولادة وظائف (مدعومة). والأمر سيّان في الزراعة ومجال التغذية. وهذه الصناعات، رغم معاناتها من قلة التصدير، إلا أنها تكفي أغلب الحاجات الداخلية للبلاد، وتوفر مئات آلاف الوظائف، والأهم أنها تُساعد ايران في مواجهة العقوبات والعزلة الدولية، وهما سمتان ملازمتان للنظام نتيجة سياسته الخارجية. بكلام آخر، لهذا التوجه الاقتصادي الداخلي، أهداف خارجية لها علاقة بالمواجهات الدائرة خارج البلاد، وضرورة بناء منظومة داخلية قادرة على التحمل.

"حزب الله" اليوم يُقارب الاقتصاد اللبناني من هذا المنظار لكن وفق أسباب متعددة، أحدها الخارجي طبعاً. أولاً، في لبنان أزمة مالية واقتصادية ملحة، تتطلب انتقالاً للإنتاج المحلي نظراً لشح العملات الصعبة. ثانياً، للعقوبات الأميركية انعكاسات على بيئة "حزب الله"، وتحديداً إبعاد البورجوازية الشيعية التي اتسعت صفوف الحزب ومؤيديه لها أخيراً. فالحزب لم يضم في أطواره الأولى (الثمانينات والتسعينات)، أثرياء مثلما فعل خلال العقدين الماضيين (وكان لهؤلاء أثر في تكوين آراء اقتصادية أكثر حذراً لدى ساسة التنظيم). والحقيقة أن التنظيم هو الأكثر تمثيلاً للطبقات الوسطى والفقيرة في قياداته العسكرية والسياسية، إذ يضم نواباً غالبيتهم الساحقة من خريجي المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية. وهم في ذلك يُشبهون العناصر والكوادر، ويفهمون لغتهم، بما يُفسر جزئياً القدرة على الاستقطاب وشد العصب، مقابل فشل المعارضة البورجوازية في تشكيل أي تحدٍ يُلحظ. حركة "أمل"، على الجانب الآخر، بنت علاقات أكثر قرباً مع البورجوازية الشيعية، واحتضنت قيادات تقليدية من ملاك الأراضي مثل آل الزين وعسيران، وفي صفوف نوابها خريجون من مدرسة "انترناشونال كوليدج" البيروتية الخاصة وجامعات أميركية وأوروبية.

العقوبات الأميركية أسهمت دون قصد في مصالحة الحزب مع ذاته، بعدما تعرض لضغوط داخلية نتيجة صعود الرأسماليين الجدد في التنظيم، وهي موجة بلغت ذروتها مع فضيحة صلاح عز الدين، وما تلاها من تقارير عن البذخ. بكلام آخر، بات التنظيم اليوم أقرب الى يساريي "الجمهورية الإسلامية"، من دون منافسة تُذكر من أقطاب أخرى.

من هذه البوابة، يُقارب التنظيم الملف الاقتصادي في البلاد. يريد إعادة صياغة الملف الاقتصادي والمالي بعيداً عن النموذج التأسيسي، وباتجاه يُصالح بين المقاربة الخارجية (المقاومة ومواجهة الامبريالية ومعهما العقوبات) من جهة، وبين الاقتصاد الداخلي (مصارف محدودة وضعيفة، واقتصاد منتج يُخفف من الاعتماد على العملات الصعبة). والخطوط العامة لهذه السياسة وردت على لسان أكثر من مسؤول كان آخرهم رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله" هاشم صفي الدين  عندما صرح أخيراً بأن "خطوطنا واضحة، فنحن نريد إقتصاداً وحركة مالية ونقدية في خدمة الناس، لا سيما الفقراء وذوي الدخل المحدود".

قص الودائع وتحجيم القطاع المصرفي هما الخطوة الأولى، وباتت شبه مقرّة رغم معارضة الأقطاب الداخلية. لكن من أين سيأتي الحزب بالأموال المطلوبة لدعم الإنتاج المحلي والفقراء وذوي الدخل المحدود؟ وكيف سيتعامل مع حلفائه الرافضين لهذه السياسة؟

البلاد أمام معركة جديدة لتحديد الهوية الاقتصادية الجديدة للبلاد، لتتوافق مع السياسة الخارجية المتبعة منذ سنوات.

 

رسالة جنبلاط لدياب: الانتقام والإفقار "حرب جبل" جديدة

منير الربيع/المدن/علي/13 نيسان/2020

لم يغادر اللبنانيون حروبهم الأهلية. ما زالوا مقيمين فيها، أو على مسافة أمتار منها. وضعوا البنادق جانباً، أزالوا السواتر الرملية والترابية، ولم تعد قائمة بينهم جبهات عسكرية. لكن معاركهم التي يسمونها سياسية، تسير على منوال حروبهم الأهلية، وعلى صورتها ومثالها، بطائفيتها وحزبياتها ورسم مساراتها.

حكومة حرب مقنّعة

تستمر اليوم دوامة الحروب الأهلية "السياسية" اللبنانية، وتستعر بقوة، وتبلغ ذروة من ذراها منذ ما بعد 17 تشرين الأول 2019. اليوم، في هذه العزلات الكئيبة، يبدو زمن 17 تشرين نموذجاً للفرح ابتكره اللبنانيون في سعيهم إلى الانفتاح والتفتح الوطنيين، بعيداً من حسابات الطوائف والمذاهب والأحزاب والكانتونات والزعامات. ولتحطيم ذلك النموذج وتدميره، عملت القوى والزعامات الطائفية على استعادة زخمها. وهي نجحت أثناء انتفاضة تشرين ذاك في اختراق الانتفاضة وشق صفوفها وشرذمتها، وصولاً إلى السيطرة عليها، والسطو باسمها على الحكومة الجديدة التي تدّعي أنها حكومة الثورة أو الانتفاضة. وهي في الحقيقة ليست سوى حكومة حرب مقنّعة عليها.

وحكومة انتقام

أتاح دفن 17 تشرين عودة الحزبيات الطائفية إلى متاريسها في صراعاتها السياسية. وعاد الانقسام بين ما يسمى موالاة ومعارضة. واختفى من المشهد ما كانت انتفاضة 17 تشرين انجزته من تخالط وتداخل بين فئات من اللبنانيين، ليعود الانقسام الأهلي إلى ما كان عليه في مرحلة 8 و14 آذار، على الرغم من انتهاء تلك المرحلة. جاءت حكومة الموالاة هذه، حكومة حسان دياب التكنوقراطية المزيفة، في وضع سياسي حرج، لتعمل على وضع سياسات وخطط اقتصادية ومالية هدفها، قبل الاصلاح، الانتقام من القوى التي كانت ممثلة في الحكومة السابقة، ولم تشأ المشاركة في حكومة حسان دياب. وهي بهذا المعنى حكومة تصفية حسابات سياسية مع الخصوم والاقتصاص منهم. وهذا ما تسميه الاصلاح المنشود. بدأ ذلك في آلية تشكيل الحكومة، والعناوين التي طرحتها، وصولاً إلى التشكيلات القضائية وتعطيلها، والتعيينات المالية وتأجيلها، فإلى الخطة الاقتصادية والهيركات المقترح. القوى الحزبية والسياسية والطائفية تتفاهم بالإيماءات والإشارات. الهواء الذي تتنفسه لا تفصله عن السياسة. كل خطوة يُفترض أن تخطوها الحكومة، تنظر إليها تلك القوى من منظورها السياسي الفئوي المغلق. والحكومة برئيسها ومكوناتها وداعميها، لا يخفون ميلهم (وخصوصاً التيار العوني وحزب الله) إلى تحميل مسؤولية ما جرى للبنان منذ ثلاثين سنة لفريق واحد، هو الفريق الذي أصبح خارج حكومة دياب الحالية.

إفقار "بني معروف"

وفق هذا المنظار، تقرأ القوى المعارضة الخطة الاقتصادية والهيركات باعتبارهما كناية عن فتح أو كشف ملفات يستهدفان فريقاً سياسياً بعينه. وهذه ليست سوى أساليب إنتقامية تحت ستار واهٍ يسمونه الاصلاح المالي والاقتصادي. وفي هذا السياق غرّد وليد جنبلاط مصعّداً، معلناً رفض الخضوع لمحاولات التطويع التي يُراد تحقيقها منذ اتفاق 17 أيار 1984، ليستمر الرفض ما بعد إسقاطه وحتى اليوم: "لن نقبل بأي حجة لتطويع بني معروف ومحاولة إذلالهم، أياً كانت الظروف". أطلق وليد جنبلاط رسالته التحذيرية، معتبراً أن ما يجري يهدف إلى تطويقه ومحاصرته. فهو الوحيد الذي يستمر في المواجهة. فجعجع يبتعد وينأى بنفسه عن المواجهة الجدية. والحريري أيضاً لا يبدو أنه مستعد وجاهز لخوض غمار معارضة جدية وحقيقية. على الرغم من أن موقف جنبلاط حفز الحريري على إطلاق موقف يتيم لم يرفقه بأي خطوة عملية. يعرف جنبلاط جيداً عقلية ميشال عون. فهما كانا أعداء حروب في ثمانينات القرن الماضي، على خلاف الحريري الابن الذي لا خبرة لديه بأحقاد عون والعونية. فعون لا ينام ولا يغمض له جفن على ضيم، ويسعى دوماً لتحقيق ما يريد. ولذلك لا مجال عنده للمهادنة. قرأ جنبلاط ما يجري على أنه استهداف موصوف له ولدوره. وبعد كل محاولات تطويعه ومحاصرته التي فشلت في مراحل سابقة، يأتي اليوم ظرف جديد لضرب حاضتنه الشعبية بالإفقار والتجويع، تحت عنوان ما يُسمى هيركات وتحميله مسؤولية السنوات الماضية.

حرب جبل جديدة

بعد تلك التغريدة، تحرّكت اتصالات باتجاهات مختلفة، وصلت إلى حدود إيصال رسالة مباشرة إلى رئيس الحكومة حسان دياب حول ما يفعله والسياسة التي يتبعها. الخطوط العريضة للرسالة التحذيرية تنطوي على عرض سياسي كامل لعمل الحكومة منذ تشكيلها، وهي لم تتمكن من إنجاز أي ملف من ملفاتها. فكل ما طرحته عادت وتراجعت عنه أو جمدته. ومن ما ألمحت إليه الرسالة: ما يجري في ما يسمى الخطة الاقتصادية، وما يترافق معها من كلام سياسي في الكواليس، يهدفان إلى ضرب مكونات سياسية أساسية في البلاد، وإلى الإخلال بالتوازنات. وهذا لا يمكن السكوت عنه. أما الاستمرار فيه فسيؤدي إلى انفجار طائفي، وليس فقط إلى انفجار إجتماعي. انفجار قد يعيد التذكير بمخاطر حرب الجبل ومساوئها. وهذا ما تتحمل الحكومة مسؤوليته، ومسؤولية ضرورة تجنّبه. لذلك يجب مراجعة آلية عمل الحكومة، تحسباً من حصول الأسوأ والأخطر. نفى دياب، أي سعي للانتقام أو الاقتصاص. لكن "الرسول" الذي أبلغه الرسالة كان موقفه حاسماً: ما يجري يؤدي إلى حرب أهلية في لبنان، إذا لم تحسن الحكومة قراءة التوازنات، وتستمر في محاولة القفز فوقها. وتلقى الرجل وعداً من دياب بأن يعلن بنفسه التراجع عن خططه من على طاولة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء أو يوم الخميس، وخصوصاً عن الهيركات بما يمثله من استهداف لقوى سياسية.

طبعاً هذا لا يعني أن المواجهة السياسية ستقف عند هذا الحدّ، بل ستكون هناك صولات وجولات جديدة في المستقبل، تبقي الوضع السياسي في حال توتر مستمر. وقد لا ينتهي ذلك إلا بصدام سياسي يؤدي إلى أزمة عميقة، أو إلى انفجار شعبي عارم، بعد السأم من هذه السياسات العقيمة.. وربما، على أمل أن تستعيد قوى 17 تشرين المبادرة من جديد.

 

غوص في الوضع

الأب سيمون عساف/13 نيسان/2020

زمن ضِيقٍ اسودٌ بامتياز، جعل الكون مدينة حزن واشباح، لفَّ هولُه عالم الإنسان بالكامل، تاركا اياه بازمة صراع مصيري على شفا تتحدّى الحياة نفسَها. ربما لم تتعوّد الإنسانية على هذا الشكل من العقاب عبر تاريخها الطويل، لكنه عقابٌ مبيد لا مزح معه ولا عفو عنده، غير انه ضروريٌّ مفيد.

أليس لأن روح العالم السفلي طغى على روح العالم العُلوي من جرَّاء سلوكياتنا في اليوميات؟

أليس لأنا أبتعدنا عن حقيقة المواجهة مع النهايات ولجأنا الى اساليب مخجلة تهين عظمة الخالق؟

أليس لأن هياكل الدجى تستوحش للصلاة، ومواطن الطاعة تتوق إلى العبادة.

ويحَنا، أعمارنا تُنهبُ، وأيامنا تَذهب، وآثامنا تُكتب والمتاهة فاتحة ابوابها لانزلاق المهاترين والمستهترين.

لماذا لم نُعِر بالا الى انتظار القادم فنعتبره قصي، بينما وصوله سريعا للسطو على اعناقنا والارزاق، فهل يجدي دفاع؟

ايها الناس الحيارى، لماذا هذا الطيش وهذا الاستخفاف بالباقي والتهافت على الفاني؟ انه النموذج للاتعاظ.

نمط العيش هذا بسطحية فارغة واهمال ضارب بعرض الحائط، مردُّه الى رفض التامل المؤدي الى الرحيل.

نعم لم نحسب حساب ضياع البوصلة. بوصلة الاهتداء من تَيَهانٍ عرض بحر مدنية متلاطمة الأمواج تنجذب الصور صوبها، وان لم يكن كذلك، فهناك غلط بل عُطْل في تركيب مُحرَّكات الادمغة.

من اين المجيء والى اين الذهاب سوآل مطروح لا يأبه به ولا يقارب فيه الانسان منطق وضعه المأسوي، فيتهرَّب جهلا من لوعة عراكه المُدمِّر وغُصَصه المُمِض، وينصرف الى انشغالاته التافهة غباءً. صحيح ان المال ضرورة لتامين اللقمة لكن الله اكثر الحاحا من المال الذي استحوذ على تفكير عالم اليوم فحذف اولوية علة وجوده، ليتعاطى مع ربوبية المادة الرخيصة التي تفقده إدراك انه منذور للأهم. هذا الانشغاف بتقلبات دنياه صفعه وصرف انتباهه عن ثوابت المرجع الحق.

بمعزل عن فضائل الأخلاق الرجاء وعن العلاقة بالله، نبقى عبر رحلتنا توَّاقين الى الأسمى النائم في مؤخرة وعينا، لذلك لن نطمئن او نرتاح لأن الأصل والجوهر فقيد. في الأزمات نغدو باحوج ما يكون الى الاستنارة بالبوصلة التي درسنا عنها ونحن صغار ورمينا بها بعيدا في سن الكبر، هي وحدها تعيد ميزانية المقاييس والمعادلات في مسيرتنا الى نصابها. فلا نتعذب ونتساءلَن لماذا اتى الوباء ومن اين اتى وكيف والى متى؟ اهو تأديب الهي ام تدبير بشري. في الحالتين هو قصاص. اذا كان من السماء، يكون بسبب التلهي بسفالات العالم ونسيان الاشتياق الى عناق الأسمى، فنستحق ان ينسحق الضمير ويدعو الى العودة لحظيرة المصدر والمصير؟

اما اذا كان من الأرض فيكون ذلك بسبب اعطاء ابليس مكانا ليشتغل على هواه ويخرب على الله مشروع الخلاص البشري مُزلزلا نظام التكوين. هنا تذر الكوارث بقرنها فينصرع ابن البشر ويبدأ بالصراخ والعويل، ويبدأ مأزق احراج خانق للضمير. وحده الإلتزام بوصايا العهد والعدل الإلهيين.

 

ماذا حصل نهار١٣ نيسـان ١٩٧٥ وقبل وبعد هذا التاريخ..لوقف تزوير الحقائق والتاريخ وقول الحقيقة مهما كانت صعبة

ميشال فرح/فايسبوك/13 نيسان/2020

ماذا حصل نهار١٣ نيسـان ١٩٧٥ وقبل وبعد هذا التاريخ

في ٩ اذار ١٩٧٥ قاموا أهالي عين الرمانة باضراب سلمي، يطالبون الدولة بحد وضبط التجاوزات الفلسطينية، خاصة عندما يمرون داخل عين الرمانة واطلاق النار في الهواء داخل احيائها وشوارعها.

في ٢ نيسان ١٩٧٥ عقد اجتماع في وزارة الدفاع، ضم أربعة ضباط فلسطينيين عن:

منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية

جبهة التحرير الفلسطينية التابعة للمخابرات العراقية

حركة فتح الفلسطينية

الجبهة الشعبية الفلسطينية

وأربعة ضباط من الجيش اللبناني

اتفق الجانبين ألّا تمر سيارات الفدائيين العاملة بين مخيم تل الزعتر وجسر الباشا ومخيمات العاصمة بعين الرمانة و شارع مار مارون

اتفق الجميع على التبليغ عن اي حادثة تقع وتطويقها وحلها وضبط الوضع..

سجل وقائع الاجتماع في محضر رسمي، ووقع عليها جميع الحاضرين.

في ٥ نيسان ١٩٧٥ وجهت مطرانية الروم الكاثوليك دعوة الى الشيخ بيار الجميل لتدشين كنيسة سيدة الخلاص بتاريخ ١٣ نيسان ١٩٧٥ في عين الرمانة، وتقع الكنيسة في وسط شارع مار مارون.

في ٧ نيسان ١٩٧٥ اجتمعت:

منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية

جبهة التحرير الفلسطينية التابعة للمخابرات العراقية

حركة فتح الفلسطينية

الجبهة الشعبية الفلسطينية

في مخيم تل الزعتر عمدت على اقامة مهرجان لشهداء الخالصة بتاريخ ١٣ نيسان ١٩٧٥ في سينما بيروت على طريق كورنيش المزرعة.

كلف الضابط في جبهة التحرير الفلسطينية التابعة للمخابرات العراقية المدعو منتصر أحمد ناصر وهو من الجنوب اللبناني بتحضير مجموعة مسلحة وارسالها الى هذا المهرجان والتي سميت لاحقا شهداء مجزرة عين الرمانة.

في ١٣ نيسان ١٩٧٥ تم تعبئة البوسطة بمسلحين فلسطينيين تابعين لجبهة التحرير العربية الفلسطينية ومن سكان مخيم تل الزعتر وإرسالهم الى سينما بيروت

سلكت البوسطة خط سن الفيل جسر الواطي باتجاه المتحف.

كانة يقود البوسط مصطفى رضا علي حسين من بلدة جباع وسكان المصيطبة.

عند الساعة العاشرة صباحا وصلت سيارة فولكسفاغن الى عين الرمانة حيث يقام الاحتفال بتدشين كنيسة سيدة الخلاص في شارع مار مارون - عين الرمانة، عليها لوحة تابعة الى الكفاح المسلح الفلسطيني يقودها منتصر أحمد ناصر، وهو ينتمي الى جبهة التحرير الفلسطينية التابعة للمخابرات العراقية..

عمد منتصر أحمد ناصر بسيارته شق الصفوف المحتشدة امام الكنيسة عنوة، ومستفزاً الجميع.

حاول رجال السير من الدرك وقوى الامن الداخلي اللبناني منعه من المرور..

ولكنه تجاوزهم فاذا به يصطدم بمرافق الشيخ بيار الجميل المدعو جوزف أبو عاصي الذي تصدى له لمنعه من المرور

ولكن منتصر أحمد ناصر أصر على الاقتحام شاهرا سلاحه ومطلق النار باتجاه الناس، وتبادل اطلاق النار مع جوزف أبو عاصي، فاصيب منتصر أحمد ناصر في كتفه، ونقل الى مستشفى القدس الفلسطينية، بواسطة فرقة الطوارىء التابعة لقوى الامن الداخلي.

هذه الحادثة لم تطوق من قبل قوى الامن الداخلي والفلسطنيين.

بعد نصف ساعة من الحادثة الاولى، وصلت الى أمام كنيسة السيدة سيارة فيات حمراء اللون تابعة لمنظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية، وبداخلها اربعة مسلحين فلسطنيين، تجاوزت سيارة الدرك ثم اطلقت النار فورا على مجموعة من الناس كانت تقف امام الكنيسة قتل كل من:

جوزف ابو عاصي

أنطوان ميشال الحسيني

ديب عساف

سلمان ابراهيم ابو خاطر

واصابة سبعة اخرين من المصلين.

ورد المسلحون الكتائب عليهم وقتل فلسطيني وأصيب أثنين من الذين كانوا بداخل السيارة، ونقلت فرقة الطوارىء التابعة الى قوى الامن الداخلي الجرحى والقتيل الفلسطيني الى مستشفى القدس الفلسطينية، اما الرابع هرب بالسيارة متوجها الى مخيم تل الزعتر.

وفي نفس الوقت، طلب من البوسطة التي كان يقودها اللبناني مصطفى رضا علي حسين من بلدة جباع والتي كانت تنتظر امام سينما بيروت على كورنيش المزرعة منذ أكثر من ساعتين، أن تتوجه فورا الى مخيم تل الزعتر عبر عين الرمانة شارع مار مارون.

وعند وصول البوسطة الى مصلبية المرايا، حصل تبادل النار ما بين الذين كانوا في البوسطة واهالي وشباب الكتائب في عين الرمانة ادت الى مقتل ٢٨ شخصا داخل البوسطا.

ملاحاظة:

لقد نجى من البوسطة ثلاثة ركاب هم السائق مصطفى رضا علي حسين من بلدة جباع والفدائيين شريف زيان وعبدالله علي علوش.

من بعد الحادثة اختفى السائق مصطفى رضا علي حسين حيث تعرض لاحقا وفي خلال ٤٨ ساعة لمحاولتين اغتيال من قبل منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية لاخفاء حقيقة ما حصل.

اما الفدائيين شريف زيان وعبدالله علي علوش تم تصفيتهم من قبل منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية بعد ٢٤ ساعة من الحادثة لاخفاء حقيقة ما حصل.

سنة ٢٠٠٣ سائق البوسطة مصطفى رضا علي حسين توفي في ضيعته جباع جراء فشل الكلي حيث كان يخضع لغسيل الكلي منذ اكثر من ١٠ سنوات وقد دفن في قريته جباع.

في ١٣ نيسان ١٩٧٥

عقد اجتماع عاجل للاحزاب والقوى التقدمية واليسارية والاسلامية والمراجع الدينية الاسلامية في منزل الاستاذ محسن دلول حضره:

كمال جنبلاط - محسن دلول - فريد جبران - توفيق سلطان - داوود حامد - عبدالله شيا عن الحزب الاشتراكي.

نقولا الفرزلي - رغيد الصلح عن حزب البعث العراقي.

أسامة فاخوري - عزت حرب - عصام نعمان عن الهيئة الاسلامية.

انعام رعد - علي قانصو - اسعد حردان عن حزب السوري القومي الاجتماعي.

جورج حاوي عن حزب الشيوعي.

محمد قانصو - عاصم قانصو عن حزب البعث العربي الاشتراكي – فرع لبنان (تابع لسوري).

حكمت السيد عن منظمة العمل الشيوعي.

كمال شاتيلا - نجاحا واكيم عن التنظيم الناصري.

صدر بيان من المجتمعين ينتقد المجزرة التي نفذها حزب الكتائب بحق ابناء الشعب الفلسطيني، والمخطط الاستعماري الصهيوني الذي ينيط بحزب الكتائب ضد المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وتحمل الكتائب المجزرة التي قامت بها بحق الشعب الفلسطيني وبحق المقاومة الشريفة، ونؤكد تضامننا مع المقاومة وحمايتها من عبث عصابة الكتائب، لذلك نطالب الحكومة اللبنانية ان تحزم امرها وتضرب بيد من حديد على محترفي الاجرام السياسي وتدعو الى:

١-معاقبة مخططي المجزرة والفتنة الطائفية الكتائبية.

٢-اقتحام المناطق التي تتواجد بها ميليشيا الكتائب واعتقال المجرمين جميعا

٣-حل حزب الكتائب.

٤-طرد وزراء ونواب الكتائب من الحكم ومقاطعة هذا الحزب وطنيا وسياسيا وقطع كل الحوار معه.

ماذا حصل في ١٣نيسان ١٩٧٤بعد حادثة البوسطة:

- تفجير بيت الكتائب في الشياح عند الساعة ٨:٣٠ مساء، المنفذ منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة للمخابرات السورية.

- أطلاق قذيفة أر. ب. ج. على مدرسة حارة حريك الرسمية، المنفذ منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة للمخابرات السورية.

- الساعة ١١:١٥ مساء قيام منظمات الفلسطينية كل من:

جبهة التحرير الفلسطينية التابعة للمخابرات العراقية

منظمة الصاعقة الفلسطينية التابعة الى المخابرات السورية

حركة فتح الفلسطيني

الجبهة الشعبية الفلسطينية

من بعد قصف مدفعي مركز على الدكوانة

شنت هذه المنظمات قدر عددهم ب ٥٠٠ مسلح هجوم واسع على الدكوانة من اربعة محاور هي:

محور كنيسة مار الياس راس الدكوانة

محور حي الاشهبية راس الدكوانة

محور تلة مار يوسف السلاف

محور شارع البلدية باتيسوري صيداوي

أستمر الهجوم لغاية الثانية صباحا

أسفر الهجوم على مقتل ٣٩ فلسطينيا واصابة ٤١ وتراجع المهاجمين الى داخل المخيم..

من الجهة المدافعين من شباب الدكوانة فقد اصيب ١٩ شخصاً.

في ١٤ نيسان ١٩٧٥

تولى التحقيق في حوادث عين الرمانة المدعي العام في جبل لبنان الشيخ كميل جعجع والمحامي العام السيد صباح حيدر وكشفا على مكان وقوع الحادثين في حضور رجال الامن والادلة الجنائية.

وكلف اربعة من الاطباء الشرعيين في بيروت وجبل لبنان وهم أديب طعمه وتوفيق الاعور والياس الصايغ ومحمد قليلات بمهمة معاينة جثث القتلى والجرحى.

قتلى البوسطة نقلوا الى مستشفى الكرنتينا.

عاين الدكتور الياس الصايغ في مستشفى الحياة القتيل الكتائبي جوزف كميل أبوعاصي وتبين أنه أصيب برصاصة قاتلة واحدة من رشيش اخترقت رأسه ونفذت من تحت أذنه اليسرى.

في ١٤ نيسان ١٩٧٤

توجه المدعي العام في جبل لبنان الشيخ كميل جعجع والمحامي العام السيد صباح حيدر، الى مستشفى القدس للتحقيق مع منتصر أحمد ناصر، والعناص الثلاثة الذين كانوا في سيارة الفيات، وسائق البوسطة مصطفى رضا علي حسين من بلدة جباع والفدائيين شريف زيان وعبدالله علي علوش فلم يجدوا احد!

أنكرت ادارة المستشفى علمها بالاشخاص وانها منذ يومين لم يدخل الى المستشفى اي حالة طارئة، ولم يصل لعندها أي جثة..

مع العلم بان فرقة الطوارىء التابعة لقيادة الدرك التي نقلتهم الى مستشفى القدس قدمت افادتها خطيا بما شاهدت وكيف تم نقل منتصر أحمد ناصر والجرحى الخمسة مع جثة القتيل الفلسطنيين الى مستشفى القدس وعلى مرحلتين.

 

 

سلطة تُكثر الطبل والزمر، وتقلّل من العمل... أين الشعب؟

يوسف ي. الخوري/13 نيسان/2020

قالت أشجار الغابة لأشجار البستان لماذا لا يُسمع لأغصانك حفيفًا؟ فأجابت: لأنّي أستغني عن ذلك بنموِّ أثماري التي تشهد لي. ثمّ سألت أشجار البستان أشجار الغابة: وأنتِ لماذا نسمع لأغصانك هذا الصوت القوي؟ فأجابت أشجار الغابة: كي يشعر الناس بوجودي. (مأخوذة من كتاب "التلمود")

تُطالعنا أخيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيونات عجقة مقالات وتقارير تُتني وتمدح نشاط حكومة حسّان دياب والوزراء فيها. هذه العجقة التي أظنّها مفتعلة، وهي مفتعلة، كوّنت لدي انطباعًا بأن هذه الحكومة والأجهزة التابعة لها يرومون إلهاءنا عن شيء كبير وخطير قد يتمّ تمريره على حساب الشعب في الأيّام القليلة المقبلة، ومتى حصل ما أنا متخوّف منه؛ "انشالله ينفع تتذكروني"!

إن الضجيج حول حكومة دياب يُشبه صوت أبواق في "نَوْبةٍ" لدفن الموتى، يُصمّ أذاننا ونحن نطرب به عِوض أن نحزن على الفقيد! ما بالنا نحتفي بوزير جُلّ ما قام به هو دوره كوزير للصحة ليس أكثر؟ ما بالنا عادت تبهرنا الاطلالات الإعلامية لوجوه هي نفسها منذ زمن الوصاية السوريّة، "تفهم" بكل شيء ولا تفهم شيء إلّا أن تكرّر علينا املاءات الأجهزة لغسل أدمغتنا بالباطل؟! ما بال محطّات التلفزة تفتح أبوابها من جديد لأزلام السلطة التي قمعت الشعب سنين وسنين وللبنوك التي سرقت أمواله؟! أين الشعب؟!! أين الشعب من سلطة تنام عن التعيينات القضائيّة وعن تحرير أوجاع الناس في المحاكم؟! أين الشعب من تمرير هذه السلطة للمشاريع المشبوهة تحت جناح الحجر؟! أردناها سلطة اختصاصيّين مستقلّين لتخلّصنا مما أوصلنا إليه تحالف أهل السلطة مع أهل المال من نهب للمال العام؛ وسرقة لأموال الشعب؛ وتردِّ في أوضاعنا الاقتصادية، وفتحنا لها الباب بوسعه بعدما كشفنا في ثورة 17 تشرين الأول، عن المستور تحت هذا التحالف المصطنع، ووسّعنا الشرخ بين قطبيه وأضعفناه، فإذا بهذه السلطة تجعل من نفسها حلقة لتوثيق هذا التحالف من جديد على حساب الناس، فلا همّ عندها إلّا تلميع صورة البنوك وانقاذها من ورطتها، وإرضاء اقطاعيّات الأحزاب بالعمل بحسب مشيئتها وعلى رأس هذه الأحزاب الحزب الإلهي!...

ويلٌ لسلطة كهذه تنام عن الثعالب وتضحّي بالنعاج.

ويلٌ لسلطة تعمل بمشيئة الجاني وتزدري بإرادة المقهور.

ويلٌ لسلطة تسجن شعبها في البيوت للتستر على معاصيها، وليس لتحميه بالحجر من الوباء القاتل.

ويلٌ لسلطة شعبها مسروقة أمواله، وموارد رزقه مقطوعة، وهي لا تنظر لجوعه الوشيك.

ويل لسلطة تلهث خلف العطايا الأجنبية لغسل شرورها ومأثمها وليس لازدهار مستقبل شعبها.

ويلٌ لسلطة تُكثر من الطبل والزمر، وتقلّل من العمل.

ربّي وإلهي يسوع المسيح،

السجن المنزلي أعطاني الفرصة في الأسبوع الفائت لأتأمّل بحياتك؛ وآلامك عنّا حتّى الموت؛ وقيامتك، فوجدت أن رسالتك مفقودة! لا يوم الرب موجود ولا أعيادنا، فكنائسنا مغلقة! صحيح أنّنا لا نحلف باسم الربّ بالباطل، لكنّنا نحلف بالكذب! قلت لنا "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، لكن لم يعد لدينا خبز لنحيا به! قلت لنا "حبّوا بعضكم كما أنا أحببتكم"، أما نحن فلم نعد نلتقي لنحبّ بعضنا! قلت لنا "مَن ضربك على خدّك الأيمن دُر له الأيسر"، تعبت رقابنا من كثرة ما أدرناها من اليمين إلى اليسار، وصار أهون علينا رفع الأيسر (السيف)! قلت لنا "متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك"، وها نحن لا نُكرِم الفقير إلّا ونُذله لنصنع دعاية لأنفسنا!

ربّي وإلهي،

نحن نعيش في بلدٍ لا يقوم إلّا بالضجيج والجَلَبة كشجر الغاب، ولا يُساس إلّا بالخداع والشعوذة. عرّونا من المحبة والإخاء، وسلخوا عن روحنا العِزّة، وشوّهوا التبصّر في عقولنا، فصرنا نضع ضميرنا في جيوبنا ونسير خلف الجمع إلى حيث يسير، ومردّدين كالبّبغاوت ما يهتف به!

ما هذا يا ربّي؟! أهي ساعة مجيئك الثاني تحلّ في زماننا؟ أم هي ثورة الأنقياء قادمة؟

بالانتظار، أردّد معك يا Goethe: "الضوء مزيدًا من الضوء". وأقول معك يا Tolstoï: "الحب مزيدًا من الحب"، للحريّة. ومنك يا صديقي الثائر موريس عوّاد أستعير ما قالته أماريس لزوجها الحاكم: "ليش إنتو خلّيتو شعب!؟ يلعنكن ويلعن اللي ما بيلعنكنن، لدَعوِسْكن متل العشب البرّي". وسأظلّ أصدح بالعبارة الأخيرة حتى ينتفض شعبي من جديد، وأشهد عليه يُسقط هؤلاء المتوّجين بتيجان الجهل والطغيان، ومعهم أولئك الجالسين على عروش القداسة الكاذبة.

في اليوم التاسع والسبعين بعد المئة لانبعاث طائر الفينيق.

 

قرار مجلس القضاء "إلزامي" ومخالفته تلزم بالمحاسبة

بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/13 نيسان/2020

هل سيقبل اللبنانيون اقتطاع نصف جنى عمرهم المودع في المصارف لتغطية العجز الناجم عن سياسة الفساد خلال ثلاثين عاماً والتي نهبها الفاسدون في السلطة؟

الوزير زياد بارود قال على شاشة التلفزيون ان اللبنانيين سيقبلون شرط ان يشاهدوا وراء القضبان اللصوص الذين نهبوا أموالهم وان ينهض قضاء مستقل جريء يعيد هذا المال المنهوب لتغطية العجز!

اذاً، فإن علاج الأزمة الاقتصادية لن يكون الا بالقضاء الصالح والجريء والعادل!

التشكيلات القضائية التي تحقق استقلالاً قضائياً عن السياسة والتي وصفها بالنظافة والإصلاح شرفاء يتميزون بالجرأة، هذه التشكيلات واقفة عند وزيرة العدل! فهل يحق لوزيرة العدل ماري كلود نجم ان تعلق على الرف التشكيلات القضائية إذا لم تعجبها؟ او لم تعجب القوى السياسية التي كانت وراء الفساد خلال ثلاثين عاماً؟

بانتظار صدور قانون استقلال القضاء قال البروفسور فايز الحاج شاهين للنقيب ملحم خلف حين زاره مهنئاً بانتخابه وشاكراً تحيته لأستاذه في الكلمة التي ألقاها يوم انتخابه!!! قال البروفسور فايز الحاج شاهين للنقيب خلف: "اتركوا قانون استقلال القضاء في الوقت الحاضر، لأنه يحتاج الى وقت طويل، ولكن القانون الحالي يفي بالغرض!!! تعالوا الى تطبيقه!". واقتنع النقيب ملحم خلف الرجل الذي افرزته ثورة 17 تشرين وأصدر بياناً يدعم فيه قرار مجلس القضاء الأعلى في التشكيلات القضائية! فكيف توقف ماري كلود نجم التشكيلات القضائية وتسيس القضاء؟ وما هو القانون الذي يحقق استقلال القضاء؟

ماري كلود نجم أستاذة في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف يشهد عميد الكلية البروفسور الحاج شاهين الذي عيّنها على كفاءتها لاسيما وانها مُتوَّجة بشهادة Agrégé من فرنسا وهي اعلى شهادة في القانون، وعلى الصعيد الاجتماعي خالها الوزير السابق ناجي البستاني وهذه شهادة أخلاقية واجتماعية ثانية تتوجها الى جانب شهادتها القانونية وعُرفت في كلية الحقوق باستقلاليتها السياسية وعدم انتسابها لأي حزب، ولا ميلها الى أي اتجاه سياسي!!! عُرفت بأخلاق رفيعة وبجدية في عملها! وحين عينت وزيرة للعدل قيل انها جاءت من الثورة الى الوزارة! هذه ماري كلود نجم! فما عدا ممّا بدا؟ وما هو القانون الساري المفعول الذي يدعو البروفسور الحاج شاهين الى تطبيقه ويعتبره كافياً في الوقت الحاضر لتأمين استقلال القضاء عن السياسة؟ انه المادة الخامسة من المرسوم الاشتراعي رقم 150 تاريخ 16/9/1983 ونصه: "... عند حصول اختلاف في وجهات النظر بين وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى تعقد جلسة مشتركة بينهما للنظر في النقاط المختلف عليها. اذا استمر الخلاف ينظر مجلس القضاء الأعلى مجدداً في الأمر للبت فيه ويتخذ قراره بأكثرية سبعة أعضاء، ويكون قراره في هذا الشأن نهائياًوملزماً". وهذا ما حصل! فقدأصرّ مجلس القضاء على قراره ليس بسبعة أصوات بل بالإجماع. اذاً فإن قرار مجلس القضاء الأعلى العالق لدى وزيرة العدل التي قالت عن حالها انها ليست "بوسطجي" هذا القرار العالق ملزم للسلطة التنفيذية ان تصدره بمرسوم، لأنه قرار "ملزم ونهائي" وكان وراء هذا القانون القاضي السابق منيف حمدان الذي قام "بثورة" القضاة في التسعينات وظل يقاتل حتى تم إقرار هذا القانون ثم استقال بعد ذلك ليذهب الى المحاماة!

البروفسور فايز الحاج شاهين لا يقسو على الوزيرة ويقول ان الوزيرة ماري كلود نجم قد وعدت بأن تترك قرار التشكيلات القضائية يسلك طريقه كقرار "ملزم ونهائي"، وَوَعْد الحُرّ دَيْن! ومن المفروض ان تفي الوزيرة بوعدها! فإذا لم تفِ الوزيرة بوعدها وبقي قرار مجلس القضاء الأعلى عالقاً كما هو منذ ثلاثة أسابيع، فإن الوزيرة لا تكون قد أخلّت بوعدها فحسب، بل تكون قد خالفت القانون وصارت خاضعة للمحاسبة القضائية لأنها خالفت قانوناً ملزماً.

وإذ نقول محاسبة فإن القانون نص في المادة 340 عقوبات على المحاسبة، فقد ورد في المادة 340 ما يلي: "يستحق التجريد المدني الموظفون الذين يربطهم بالدولة عقد عام اذا اقدموا متفقين على وقف أعمالهم او اتفقوا على وقفها او على تقديم استقالتهم في أحوال يتعرقل معها سير إحدى المصالح العامة".

ويُعَرِّف قانون العقوبات الموظف ومن هو بمثابة الموظف بقوله في المادة 351: "كل موظف وكل شخص نُدِب الى خدمة عامة سواء بالانتخاب او بالتعيين وكل امرءٍ كُلِّف بمهمة رسمية كالحكم والخبير والسنديك التمس او قَبِل لنفسه هدية او وعداً...".

اذاً فقانون العقوبات اذ يحاسب الموظف في المادة 340 فإنه يعود فيُعَرِّف الموظف في المادة 351 نبذة أولى بقوله: "كل موظف وكل شخص ندب الى خدمة عامة سواء بالانتخاب او بالتعيين..." وهذا ينطبق على الوزيرة ماري كلود نجم.

في حين ان اول تصريح لوزيرة العدل عند تعيينها انها لن تتعاطى مع التشكيلات القضائية لتؤكد استقلال القضاء وتدعمه! وقتها قال لها الوزير السابق وئام وهاب بل يجب ان تتدخل الوزيرة لتمنع السياسيين من التدخل! فهل تفي الوزيرة بوعدها؟ ام تخل بالوعد؟ واذا اخلت بالوعد فهي أدرى الناس بأنها ترتكب مخالفة للقانون لأنها مُتوَّجة بأعلى شهادة في القانون وكانت أستاذة جامعية محاضرة، هي أدرى الناس بأن من يخالف نص قانوني "ملزم ونهائي" يضع المخالف في موضع المساءلة القضائية لأنه يرتكب مخالفة قانونية تستوجب المحاسبة!

فهل تفي الوزيرة بالوعد ام تضع نفسها في قفص المحاسبة والاتهام؟

عند صدور التشكيلات القضائية عقدت القاضية غادة عون مؤتمراً صحفياً صرحت فيه ان التشكيلات القضائية هي انتقامية!!! والكل يعرف ان القاضية عون ليست هي من يعطي التشكيلات القضائية علامة! ولكن تصريح القاضية عون أكد ان التشكيلات ذاهبة الى معركة استقلال القضاء عن السياسة وان الطبقة السياسية الفاسدة التي جاءت بالوزارة الحالية ذاهبة الى معركة مع التشكيلات القضائية وقرار التشكيلات القضائية الذي يلزم السلطة التنفيذية بإصداره بمرسوم لأنه قرار "نهائي وملزم" مرتبط ايضاً بالأزمة المالية والاقتصادية.

اذا صدر القرار الإلزامي بمرسوم واخذت التشكيلات القضائية مجراها، اذ ذاك تفتح أبواب السجون ويدخل السياسيون الذين قادوا السياسة المالية خلال ثلاثين عاماً فأفلسوا الخزينة بالسرقات والفساد، اذ ذاك يقبل الناس اقتطاع جزء من ودائع جنى عمرهم. اذاً فإن صدور مرسوم بقرار التشكيلات القضائية التي اقرها مجلس القضاء يحل مشكلتين القضاء المستقل الجري وقبول الناس باقتطاع جزء من جنى عمرها لتغطية ما نهبته الطبقة السياسية التي حكمت خلال ثلاثين عاماً.واذا أبقت وزيرة العدل القرار عالقاً ولم تفِ بوعدها، فإن انفجاراً اكبر من ثورة تشرين ينتظر انتهاء الكورونا. وستنفجر الثورة من جديد، اكبر واكثر مما رآه السياسيون الذين حكموا ثلاثين عاماً.

ان الشوارع الآن وليست القصور هي التي تقرر المصائر في عصر جديد. ان هناك لحظات في التاريخ تصبح فيها الميادين المفتوحة اقوى من القلاع المحصّنة وتصبح فيها المظاهرات السلمية سلاحاً افعل من عتاد الجيوش، وتصبح فيها الفكرة اعلى دوياً من القنابل حتى ولو كانت... ذرية.

ان الذين يتصورون ان ثورة تشرين قد انتهت هم جماعات تركت امانيها تصور حقائقها.

ان جهاز الدولة والأحزاب ظلت لثلاثين سنة تمارس سلطتها خارج القوانين وخارج الدستور، وقد جاء الوقت لتأسيس دولة قائمة على العدل والقانون.

 

ما قبل الوباء وما بعده: العلم والعولمة الرشيدة

سام منسى/الشرق الأوسط/13 نيسان/2020

يجتاح العالم سيلٌ من التحليلات والتوقعات لما بعد مرحلة «كورونا» وما سوف تحمله من تداعيات على أكثر من صعيد، حتى طغت في أحيان كثيرة على ما يعد اليوم الأكثر أهمية، وهو رصد الجهود التي تُبذل علمياً وطبياً للقضاء على المرض والتركيز على واجب تعزيز التعاون الدولي لتشكيل سياج حماية مستقبلي يقي البشرية شرور الأوبئة والكوارث. ولا بد من الملاحظة أن جزءاً من هذه التوقعات يمكن وصفه بالمنطقي والمقنع، فيما بعضها الآخر متسرع ويقرب من الاستطراد أو مبني على قناعات وأفكار مسبقة، وقد يكون من الأجدى توصيف بعض الظواهر التي أنتجتها هذه «العاصفة الصحية» عبر مقاربة واقعية وموضوعية لاستجابة الدول لها كما لأنماط السلوك التي ظهرت عند الناس كرد فعل عليها.

لا شك أن هذا الفيروس المستجد الذي صعق العالم غيّر علاقة الناس بعضهم ببعض، وعلاقة الناس بالحكومات كما علاقتهم مع العالم الخارجي. فالتغيير الأول الذي ظهّرته هذه الأزمة هو ذاك الذي طرأ على العلاقة بين الناس والسلطة لجهة الأهمية المتجددة التي استعادتها الحكومات لدى الشعوب. فالمجتمعات كافة حتى الليبرالية منها لجأت إلى حكوماتها الوطنية لحمايتها، كما أدركت هذه الأخيرة أن مؤسساتها بحاجة إلى خبراء لا مجرد سياسيين ليتخذوا قرارات منطقية وسريعة مبنية على العلم والمعرفة. وأدركت أيضاً أن ثقة الناس أمر بالغ الأهمية، وأن هذه الثقة تعتمد على قول الحقيقة والشفافية. لا شك أن هذا التغيير حميد إنْ بقي ضمن الأطر الديمقراطية، إذ يُخشى من أن الإجراءات الطارئة التي تبنّتها هذه الحكومات لإدارة الأزمة مَدَّتها بسلطات جديدة قد تكره التخلي عنها عند انتهاء الأزمة.

التغيير الثاني هو قديم جديد ويتعلق باستعادة الدولة الوطنية زخمها في ظل التراجع عن العولمة المفرطة الذي نشهده وما يُتوقع من تراجع معظم الحكومات عن الالتزام بمعالجة المشكلات الإقليمية والعالمية والتركيز على ما يجري داخل حدودها بدلاً من الاهتمام بما يجري خارجها، بالنظر إلى الحاجة لتكريس الموارد لإعادة بناء البيت الداخلي والتعامل مع العواقب الاقتصادية والاجتماعية للجائحة. وفي محاولة للاستقلالية والتحكم بالمصير قد تتدخل الدولة في تحديد أولويات إنتاج الماكينة الصناعية، لا سيما ما تعدها صناعات استراتيجية، فارضة على الشركات خططاً لاستمرار توفر احتياطيات منها. سيؤشر أمر كهذا لمرحلة جديدة من الرأسمالية العالمية أبرز معالمها تحجيم حرية التجارة وفرض قيود على تصدير ما تعدّ إمدادات استراتيجية لتأمين مخزون وطني منها يسمح بمواجهة أي اضطراب مستقبلي.

النقطة الثالثة التي ظهرت هي أنه على الرغم من التقدم العلمي والتقني الكبير الذي وصل إليه العالم، فهو بقي عاجزاً عن توقع مثل هذه الكارثة الصحية، وهي جزء من الكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير والجفاف وغيرها الكثير. لا يمكن لوم العالم على وقوع هذه الكوارث، لكنّ العالم بعامة، وما يسمى الأول منه بخاصة، يتحمل قطعاً مسؤولية سوء إدارتها الناتج عن سياسات أقل ما يقال فيها إنها متعجرفة وضعيفة النظر. فالتنافس على قيادة العالم دفعها إلى الإفراط في موازنات التسلح والتفوق التكنولوجي على حساب موازنات التنمية والبحث العلمي، ولا يمكننا إغفال حقيقة رفض المجتمعات الغربية التراجع قيد أنملة عن حياة الرفاهية ومطالبها (تقليص ساعات العمل وسنوات الخدمة، إلى المطالبة بتعويضات صحية أكثر وضمانات نهاية الخدمة)، فاعتمدت حكوماتها سياسات تقشف جاء معظمها على حساب الشؤون الصحية أو الطبية أو العلمية أو التربوية.

هذه النقاط الثلاث وغيرها دفعت بالعديد من المراقبين إلى التبشير ببداية فترة انعزال دولي تحاكي ما شهده العالم إثر الأزمة الاقتصادية عام 1929 وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى مرحلة انكماش اقتصادي عالمي، محمّلين العولمة وزر ما جرى وما ستؤول إليه الأمور. فهل معادلة فيروس قاتل وحوكمة غير رشيدة في التعامل معه وقيادة غير كفؤة ستجعل البشرية تتجه إلى عالم أقل انفتاحاً وازدهاراً وحرية؟

بدايةً، لا ينفع الحنين إلى زمن ما قبل العولمة ظناً أن الإنسانية كانت آنذاك محمية من الأوبئة أو أن الطب والصيدلة كانا أنجع في الوقاية والمعالجة، أو أن يقتنص بعضهم استفحال الوباء للعودة إلى أنظمة اقتصادية بائدة ويتمادوا في الانطواء والانكفاء.

كما لا ينفع جَلْد مراكز الأبحاث لعجزها بعد نحو 100 يوم على إيجاد دواء للفيروس ومصل ضده ونتجاهل أن التطور العلمي الذي شهدته الدول المتقدمة سمح وبفترة قصيرة نسبياً وغير مسبوقة في التاريخ، بمعرفة طبيعة فيروس «كورونا» وكيف يفتك بجهازنا التنفسي، وصولاً إلى تجارب علاجية عديدة يمكن أن تكون الخلاص، ولن يأتي هذا الخلاص إلا من المختبرات وعبر التكنولوجيا.

ولا ينفع أيضاً أن ننسى أن التكنولوجيا، التي نصبّ عليها اليوم جامّ غضبنا، سمحت من جهة بتقدم علمي في المجال الصحي عزّز مناعة الإنسان وأطال عمره، وقرّبت من جهة أخرى ولا سيما عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بين الثقافات والحضارات لتخلق إنساناً عالمياً جديداً يجسده الجيل Z ومن بعده الجيل Alpha. وهذه التكنولوجيا شئنا أم أبينا جاءت في سياق مباشر أو غير مباشر من الاختراعات في المجالات العسكرية والأقمار الصناعية والرحلات إلى خارج الكوكب، وغيرها الكثير مما قامت به المؤسسات العسكرية، لا سيما المؤسسة العسكرية الأميركية.

ولا ينفع أن نرى العزلة ونشير إلى الاستجابات الوطنية ولا نرى احتمال أن يدفع «العدو المشترك» الذي يجسده «كوفيد - 19» الناس والدول إلى تجاوز خلافاتهم، وأن يدفعهم وقعُ الصدمة إلى الخروج من قوقعتهم وإدراك أن مصلحتهم الحقيقية هي في التعاون المتعدد الأطراف بشأن القضايا العالمية الكبرى التي تواجهنا وإن جاء على شاكلة أممية جديدة براغماتية وحمائية.

ولا ينفع أن نغيّب عن أنظارنا إيجابيات غير مباشرة تأتّت عن هذه الجائحة، كالاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الحديثة وإعادة النظر في بعض الوسائط المستعملة في التعليم أو في الطب، أو فوائد العمل من المنزل على البيئة والحدّ من استهلاك النفط، وصولاً إلى تمكن الإنسان من التمييز بين ما يحتاج إليه فعلاً والكماليات. ولعل الأهم هو التغيير الذي طرأ على مفهوم البطولة الوطنية وكسر حصرية العسكر في حمله لينضم إليهم كوادر الأطباء والممرضين والصيادلة والعلماء الباحثين ووصولاً إلى عمال النظافة وعمال محال التموين بالغذاء.

في المحصلة وفي خضم هذه العاصفة الهوجاء التي نعيشها، يصعب تكوين رؤية واضحة لما بعد هذه الأزمة، ولكن ما ندركه هو أن الحاجة ليست بالضرورة إلى المزيد من العولمة ولا إلى نقصان فيها، بل إن عين الحكمة تستدعي أولاً توحيد الجهود للقضاء على هذا الوباء، وثانياً النظر في أولويات العولمة، وخصوصاً أولويات الآلة الصناعية الإنتاجية، وأولويات الضرورات والاحتياجات الإنسانية في مجتمعات ما بعد هذه الجائحة بالنسبة إلى الأمن الصحي للإنسان.

لا شك أن العالم سيخرج من هذه الجائحة منهكاً، لكننا لسنا أمام نهاية العالم المترابط ولا يجوز المبالغة في السيناريوات الكارثية والإغراق في السوداوية، ولا بد من التطلع إلى الإيجابيات التي كشفتها، لعل في ذلك راهناً الدواء الشافي الوحيد للبشرية جمعاء.

 

«كورونا» يحطم حواجز الطب عن بُعد

فيرجينيا بوستريل/الشرق الأوسط/13 نيسان/2020

في ظل الظروف العادية، كانت الطبيبة الباطنية جيني ليفي تُجري المكالمات المنزلية، وتتابع حالات المرضى الذين يعانون من الحالات المزمنة، وتوفر ما يُعرف بخدمات الرعاية الطبية العاجلة والمستمرة. وهي تعمل لدى شركة «لاندمارك هيلث»، التي توفر الزيارات المنزلية الاستكمالية من المشتركين في خدمات «ميديكير أدفانتيج»، ومن ذوي المخاطر الكبيرة التي تستلزم دخول المستشفى. علمت الدكتورة ليفي حال انضمامها إلى فريق العمل بشركة «لاندمارك» أنهم يعملون على تطبيق خدمات الطب عن بُعد. وبعد مرور عامين ونصف العام، لم تشهد أي تنفيذ فعلي لمثل هذه الخدمات في الواقع. واتضح بعد ذلك أن تطوير البرمجيات الاحتكارية التي تتوافق مع أحكام الخصوصية الصارمة من قانون قابلية التأمين الصحي للنقل والمساءلة – المعروف إعلامياً باسم «قانون هيبا»، هي من العمليات التي تستغرق الكثير من الوقت. وحتى الآن، تملك الشركة بعض البرامج التجريبية التي تعمل في بعض الأسواق القليلة فقط.

أما الآن، وفي ظل الظروف الأكثر استثنائية، بدأت الدكتورة ليفي وزملاؤها –وعلى نحو مفاجئ– في متابعة حالات المرضى عبر تطبيق «فيستايم» أو «واتساب». وفي استجابتها لانتشار وباء «كورونا» الراهن، خففت الجهات الرقابية الأميركية اعتباراً من الشهر الماضي من التفسير المحكم الصارم لـ«قانون هيبا» فيما يتصل بالطب عن بُعد. وعوضاً عن المنصات الصحية الخاصة المتوافقة تماماً مع «قانون هيبا»، يمكن لموفري خدمات الرعاية الصحية، من الذين يعملون بحسن النية، الاستعانة بأدوات التواصل اليومية، ما دامت ليست مفتوحة على المجال العام. بمعنى أنه لا ضير من استخدام تطبيق «فيستايم» في تلك الخدمات، ولكن يُحظر استخدام تطبيق «تيك توك» لنفس الأغراض. وقالت الدكتورة ليفي إن التغييرات الجديدة سهّلت عليهم الشروع في تنفيذ الوسيلة التي كنا نحاول تطبيقها منذ فترة طويلة.

وحتى وقت قريب، كان الطب عن بُعد يبدو مثل تلك الوعود التكنولوجية الحالمة التي كنا نتصورها في المستقبل فقط وليس في الواقع الراهن. وفي حين أنها من الممارسات الجيدة من الناحية النظرية، إلا أنها واجهت العديد من العقبات الاقتصادية والعوائق الرقابية، وربما المقاومة من بعض الأطباء والمرضى على حد سواء. بيد أن شيوع فيروس «كورونا» على النحو المشهود قد أسفر عن تغيير جذري في البيئة المحيطة بنا. وعلى الرغم من أهواله الفتاكة، وفّر ذلك الوباء الفرصة الذهبية المنتظرة لكسر الروتين القاتم، الذي يعيق التقدم في المجال الطبي.

وبغية إبقاء المرضى بعيداً عن غرف الانتظار في العيادات والمستشفيات، مع الحد من انتشار الوباء قدر الإمكان، يحاول الأطباء، وشركات التأمين، والجهات الرقابية الحكومية، والوكالات الفيدرالية التوسع في استخدام التقنيات التي كانت من قبل مقصورة على المنافذ الإعلامية والبيانات الصحافية المتفائلة.

وفي الولايات المتحدة، تهاوت الحواجز الرقابية، مع زيادة معدلات سداد التكاليف، وارتفاع معنويات الأطباء المتشككين إثر حالة الارتياح التي انتابتهم من تحول الاستشارات الطبية إلى التواصل المرئي عن بُعد. ويتعيَّن على الأطباء والمرضى والشركات، التغيير من طريقة تفكيرهم في ممارسات الطب عن بُعد. وإن كنا قد تعلمنا الدروس الصحيحة من الأزمة الراهنة، مع تجنب العودة إلى الأوضاع السابقة بعد انقضاء الجائحة الحالية، فربما تكون النتيجة المنتظرة هي توفير الرعاية الطبية الممتازة بأقل التكاليف الممكنة، ومن دون تقويض الموارد المالية الشحيحة لدى الأطباء الذين يقدمون الرعاية الطبية الأولية لمختلف فئات المرضى.

وبمناسبة التخفيف من أحكام «قانون هيبا» المذكور، عندما أقر الكونغرس الأميركي تمرير القانون في عام 1996 لم يكن أحد يفكر في كيفية تطبيقه على زيارات خدمة «فيستايم» الطبية، حيث كنا لا نزال نعيش في عصر ماكينات الفاكس، والخطابات المكتوبة، والمكالمات الهاتفية المكثفة –بمعنى التقنيات التي كان القانون يتناولها في غياب أزمة طاحنة مثل وباء «كورونا». وكشفت حالات الطوارئ الراهنة عن مدى سوء القيود التي تستند إليها أحكام القانون القديم.

ومن شأن السماح للأطباء باستخدام البرمجيات المتاحة على نطاق كبير، وربما المجانية لدى الجميع، في فحص المرضى عن بُعد، أن يوسع بصورة كبيرة من عدد الممارسات التي تشتمل على تقنيات الطب عن بُعد. ولا يتطلب الأمر بعد ذلك وجود المؤسسات الكبيرة القادرة مالياً على بناء أو شراء الـنظم المتخصصة. كما ليس عليك أن يتحول الطب عن بُعد إلى الممارسة الرئيسية للخدمات الطبية، إذ يكفي تعيين الممرضين أو الممرضات المكلفين بتلقي المكالمات من أنحاء البلاد كافة. ويمكن أن تكون عيادة صغيرة للغاية مع الرغبة في توفير وسائل الراحة المناسبة للمرضى المعتادين الذين يعانون من الوعكات الصحية الشديدة أو الذين يعيشون في أماكن بعيدة للغاية فلا يمكنهم الوصول إلى العيادة بسهولة.

وهذا بدوره يؤدي إلى تغيير الاقتصاد السياسي للمفهوم ذاته. فالعديد من أطباء الرعاية الأولية قد قاوموا ممارسة الطب عن بُعد، الأمر الذي يؤيّد قيود الولايات التي ترغب في الحد من نطاق تطبيقه. وهم يخشون –بصورة مبررة– من أن الاستشارات الطبية الافتراضية تقضي على الحالات المربحة وتحيلها إلى خارج نظام العمل تماماً. وحتى إذا كانت الممارسات الصغيرة يمكنها توفير الزيارات الطبية عبر الإنترنت، يصبح الطب عن بُعد وسيلة من وسائل توسيع نطاق الرعاية الطبية مع الزيادة المحتملة للدخل. وهي من الوسائل الرخيصة والمريحة، ولكنها لم تتحول بعد إلى بديل أساسي للعلاقة المباشرة والمستمرة مع طبيب الرعاية الأولية.

ولكن، إذا طلبت الجهات الرقابية العودة إلى القواعد التنظيمية القديمة على منصات الطب عن بُعد، كما يُحذر غرادي غيبس، مستشار التكنولوجيا، الذي يقر باهتمامه الذاتي بهذه التقنية تحديداً، نظراً لأن عملاءه من ممارسي الرعاية الطبية الأولية، فإنه من شأن ذلك تقويض ممارسات الطب عن بُعد –ولا أعني القضاء عليها تماماً، ولكن سوف تجعل من الممارسات أكثر صعوبة على المتعاملين معها، ذلك لأن العيادة الصغيرة التي تضم طبيباً واحداً من المستوى المتوسط، لن يكون قادراً على الذهاب والحصول على منصة جيدة تكون متوافقة مع «قانون هيبا».

واللوائح التنظيمية ليست الحاجز الوحيد أمام انتشار ممارسة الطب عن بُعد. يقول ستيف سبيرمان، الخبير لدى مجموعة «هورون» الاستشارية والمختص في قضايا الرعاية الصحية: «المشكلة الكبرى التي أعاقت انتشار تلك الممارسة حتى الآن، كما هو الحال في كثير من الأحيان، كانت سداد التكاليف». ومرة أخرى، غيّرت أزمة الوباء الراهنة من الوضع القائم. ويغطي برنامج «ميديكير»، الذي اعتاد تقديم معدلات سداد أدنى بكثير بالنسبة لممارسة الطب عن بُعد، مجموعة واسعة من خدمات الطب عن بُعد بنفس معدلات السداد التي تقدمها العروض الشخصية. وتتبع شركات التأمين الخاصة توفير الخدمات على نحو طوعي أو بناءً على طلب من الجهات الرقابية الحكومية.

بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

كآبة الجدران التي تتكرر

غسان شربل/الشرق الأوسط/13 نيسان/2020

* بماذا تشعرُ في هذه الأيام؟

- حين يصبح الموت البندَ الأول على جدول الأعمال لا يبقى للإنسان غير هدف وحيد وهو أن يبقى حياً. إذا تحقق هذا الهدف فسيتسع الوقت لاحقاً للتفسيرات والقراءات وإحصاء الخسائر. إذا لم يتحقق فتكون اللعبة قد انتهت.

* لكنك لم تجب عن السؤال؟

- لا أخفي عليك أنه سؤال صعب لرجل مثلي. أنا رجل متفائل وقد اعتادت أن أجاهر بذلك رداً على هذا السؤال. الظرف مختلف الآن. هذا الوقت الذي أمضيه في الدوران داخل المنزل يصيبني بشيء من الكآبة. ليس بسيطاً أن تستيقظ، وترى نفسك شاهداً على أكبر عملية لاحتجاز رهائن في التاريخ. احتجاز رهائن على مستوى العالم برمته ومن دون أن يكون لديك خاطف واضح تفاوضه حول شروطه للإفراج عنك. هذا الشعور بأنك وقعت، مع سكان العالم، في قبضة يد سوداء لا ترحم يزعزع ثقتك.

* يزعزع ثقتك بمن؟

- بكل شيء. يكفي أنك لا تستطيع الاتصال بأحد لمساعدتك. العدو الغامض هو أشد الأعداء ضراوة. مخيف أن تجد نفسك أمام قاتل سري ومتسلسل لا يستطيع العلماء فك أسراره وكبح جنونه. كنا نعتقد أن الإنسان بلغ مرحلة من القوة لم تعد تسمح لفيروس غير مرئي أن ينشر هذا العدد الرهيب من النعوش والمقابر في مختلف أصقاع الأرض. نحن أبناء التقدم العلمي والتكنولوجي. كنا نعتقد أن مختبراتنا استعدت لأكثر المفاجآت هولاً. وأن زمن الأوبئة التي تبيد مدناً وتنكب شعوباً ودولاً قد انقضى إلى غير رجعة. وأن هذا الإنسان الذي يرتاد الكواكب ويفك أزرار المجهول لن يكون عاجزاً عن ضبط قاتل وقح ومنع انتشاره. كانت ثقتنا مطلقة بالمختبرات والجامعات والعلم والعلماء، خصوصاً بعدما شعرنا أن «القرية الكونية» تستعد لتسليم كثير من شؤونها وهمومها للروبوتات في عصر الذكاء الصناعي والثورات المتتالية والاكتشافات المتلاحقة. لا أريد أن أنعي التقدم العلمي والتكنولوجي، فلو فعلت لشعرت أن الإنسان عاد إلى الوقوف عارياً أمام دسائس القدر وغضب الطبيعة، كما كان في أيام الغابة والفرار من البرق والرعد إلى عتمة المغاور.

ضرب الزلزال أيضاً الثقة ببعض الدول وتحديداً بمؤسساتها. بدت ثقيلة وقديمة وغير مجهزة لمفاجأة من هذا النوع. كأن العالم أفرط في الطمأنينة أو الجشع. لا نريد الانجراف إلى المراثي. لم يكن العالم يوماً جمعية خيرية. كان دائماً أقرب إلى الغابة ثم راح التقدم يوفر القوانين والكوابح لخفض وحشية الإنسان ضد أخيه الإنسان، وتمكينه من اتقاء وحشية الطبيعة ومصائبها.

* هذا يعني أنك تعيش أزمة ثقة؟

- وهي تتجاوز قرارات الفرد والمؤسسات. هز الزلزال صورة الأقوياء في العالم. حين تستمع إلى دونالد ترمب يتحدث عن عدد الوفيات من دون أن يستطيع وقف العداد، تهتزُّ في داخلك صورة أميركا بجامعاتها وأساطيلها والدم التجاري الذي يركض في مصارفها. ليس بسيطاً أبداً أن تنجحَ جرثومة صغيرة في تركيع نيويورك الحية الصاخبة الصارخة بنجاحاتها وألوانها، وأن يشاهد العالم مواراة ضحايا الوباء في مقابر جماعية. لم يهز الزلزال صورة ترمب وحده. هزَّ أيضاً صورة الإمبراطور الجالس على عرش ماو في إقامة مفتوحة وصورة جيمس بوند الجالس في مكتب جوزف ستالين. لن نتحدث عن أوروبا. مزّق الوباء هالتها وروحها واغتال شعور أي دولة بقدرتها على الاحتماء بالحضن الأوروبي. أصيبت أوروبا بهزيمة متعددة الأوجه. أغلب الظن أننا سنرى أوروبا أخرى في عالم مختلف. وحين تهتز ثقتك بمن كنت تعتقد أنهم أقوياء تنكفئ إلى مشاعر القلق، وتغرق في أسئلة لم تعتد طرحها أو التفرغ لها.

* أسئلة من أي نوع؟

- لم يكن لدينا الوقت لطرح بعض الأسئلة على أنفسنا وعن أنفسنا. هذه العزلة أخذتنا إلى مناخ آخر. الجدران التي تتكرر تدفعك إلى فتح ملفات لم تكن تقاربها حين كان الأفق مفتوحاً وفرص النجاح متوافرة، ولم يكن الخوف جزءاً من وجبتك ولم يكن القلق عالقاً بثيابك وجدران روحك.

* لكن الحياة لم تبخل عليك؟

- هذا صحيح. عملت في مؤسسات مالية وأمضيت السنوات بين المطارات والاجتماعات. سنوات النجاح والركض بلا رحمة. تنسى جسدك وتنسى روحك. وحين تشعر بتراكم النجاحات، وأنك تملك ما يفوق حاجتك يأتي شيء ما ويذكرك بضعفك ويعيدك إلى دائرة القلق. يصعب أن تحتفظ برباطة جأشك حين تعرف أن خسائر ما بعد الزلزال ستكون كارثية. عشرات ملايين العاطلين عن العمل. مؤسسات مفلسة وحكومات متصدعة. غضب عارم واحتجاجات صاخبة. شاخت المؤسسات التي كانت توزع الخوف لضمان الهدوء. شاخت أيضاً الوصفات التي كانت تهدئ وترجئ. إننا في الطريق إلى عالم سيرتفع فيه منسوب البطالة والفقر واليأس. ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العالم أوضاعاً كارثية. لكن المؤلم هو أن النكبة الكبرى جاءت على يد فيروس خفي سيترك آثاره على مستقبلنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

* وكيف تمضي وقتك؟

- أوزع الساعات على الكتب والأفلام والدوران الممض داخل المنزل. اهتزت أيضاً ثقتي بالكتب. «كورونا» أبرع منها في تغيير ملامح العالم. تراجع إعجابي بالأفلام. مخيلة الوباء أغنى من مخيلة مخرجيها. أعتذر عن رائحة الكآبة في كلامي لكنها الحقيقة. العزلة تجردك من دفاعاتك. تجعلك مجرد عصفور يسافر في عاصفة. المصارف التي أنفقت فيها عمرك مقفلة ومقفرة. والساحات التي أحببتها تأكلها الوحدة. العالم معطل. إنها أكبر أزمة رهائن في التاريخ.

* ماذا تريد؟

- أن يفرج «كورونا» عن رهائنه. قتلتنا هذه الجدران التي تتكرر.

 

حرب كورونا السياسية في أميركا

د. وليد فارس/انديبندت عربية/13 نيسان/2020

العادة أن يحظى الرؤساء بدعم من الحزبين خلال الأزمات الكبرى لكن الديمقراطيين يريدون إسقاط الرئيس

على غرار جميع التطورات الكبرى في الولايات المتحدة، تتحرك الساحة السياسية فوراً لتعبئة الصفوف واستخدام القضايا، في ما يُعرف بـ"المعركة الأكبر"، بين معارضة الحزب الديمقراطي وإدارة الرئيس دونالد ترمب وحلفائها في الكونغرس.

وعلى الرغم من تهديدها ملايين المواطنين الأميركيين وتسبّبها بوفاة أكثر من 24 ألفاً، لم تغير جائحة كورونا الانقسام السياسي في البلاد، وهي مرشّحة لتصل إلى الذروة، لتصبح ما أسمّيه "كورونا السياسة" منذ الآن وحتى الانتخابات المقبلة.

وكما هو منتظر، فالمعارضة الديمقراطية برئاسة جو بايدن ومعه الأكثرية النيابية في مجلس النواب بقيادة نانسي بيلوسي ومن خلفها الرئيس السابق باراك أوباما كرئيس أمر واقع لحكومة الظل، تقوم بتنسيق نغمة أن الرئيس ترمب وفريقه أخفقا في مواجهة انتشار كورونا. بالتالي، هو مسؤول عن النتائج بما فيها وفاة عشرات الآلاف من الأميركيين وانهيار الاقتصاد.

في المقابل، فإنّ الرئيس عبر تغريداته ومؤتمراته الصحافية، مسعوفاً بالأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ وجيش من رواد تويتر المؤيدين له، يتّهم المعارضة بأنها عرقلت عمل الإدارة، ولا سيما في المراحل الأولى. بالتالي، الاتهامات الموجهة إليه بخصوص كورونا، تُعدُّ "غير أخلاقية".

وإذ تنعقد هذه المواجهة السياسية، علينا أن ننظر إلى الوقائع كما حصلت منذ أن انتشر الوباء في ووهان بالصين وما لحقها من تطورات، أدت إلى وصول كورونا إلى أوروبا وبعدها إلى أميركا.

في البداية، انتشر الوباء في القلب الاقتصادي والصناعي للصين، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بحسب الخبراء. ويعبّر المراقبون، بغض النظر عن سياساتهم، أنّ عدم إبلاغ الصين المجتمع الدولي بشكل عام ومؤسسات الأمم المتحدة أن هذا البواء ينتقل بين الأشخاص، وعدم اتّخاذها قررات سريعة لوقف الرحلات مع العالم الخارجي حتى احتواء الوباء، هو أساس المشكلة وقلبها.

بعدما وصلت التقارير إلى البيت الأبيض في بداية العام الجديد، تحرّك ترمب وطلب أولاً إجلاء الأميركيين من الصين وسائر الدول الأخرى، وبعدها قرّر إقفال المطارات في وجه الرحلات الآتية من الصين. عندها، قامت قيامة الحزب الديمقراطي سواء كان في مجلس النواب أو في الإعلام. وذهب إلى وصف قرار ترمب بأنه "عنصري". وجدير بالذكر أن السلطات الصينية سمحت لملايين من سكان مقاطعة ووهان بالسفر إلى خارج البلاد وليس إلى بكين أو شانغهاي أو مناطق أخرى في الداخل، ما يعني أن القيادة الصينية حمت مصالح نظامها، غير آبهة بما تتعرض له الدول الأخرى. وهذا ما دفع الرئيس ترمب إلى حماية الأميركيين بمنع الرحلات الآتية من الصين. وعند اشتداد وطأة الوباء في إيطاليا وامتداده إلى فرنسا وبريطانيا، أغلق البوابات الجوية من أوروبا أيضاً.

من الواضح أن الإدارة الأميركية دخلت الحرب بأسرع وقت، على الرغم من عدم إبلاغها من الصين والانتقادات الشديدة من جانب المعارضة التي كانت وقتها تنتقل من جلسة إلى أخرى في حملة ما سُمّي بـ"عزل الرئيس ترمب". فبينما كان الرئيس يحاول عزل المرض ومنعه من دخول أميركا، كانت المعارضة تحاول عزله من البيت الأبيض.

انتقل بعدها الرئيس ترمب برفقة مجموعة عمل البيت الأبيض لمواجهة كورونا وطلب التعبئة الشاملة ودعوة المواطنين إلى فكّ الارتباط الاجتماعي وتوفير المعدات لمختلف الولايات. وتعاون مع الحكام الديمقراطيين والجمهوريين. أما المعارضة، فأطلقت حملة مركزة لانتقاد أداء الإدارة، حتى عندما عبّر عدد من حكام الولايات الديمقراطيين في كاليفورنيا وأوهايو وواشنطن وكونيكتيكت ونيويورك عن رضاهم عن طريقة عمل البيت الأبيض  وترمب في المساعدة، كانت القيادات السياسية المركزية للحزب في مجلس النواب وحلفاؤها في الإعلام يوجهون اللوم إلى الإدارة. وعندما قرر ترمب الإقفال الشامل، انتقدته المعارضة. وعندما صارح الشعب الأميركي بنيته رفع الإقفال في المناطق غير المتأثرة، انتقدته أيضاً. وبعدما أصبح يطلّ ليصارح الشعب الأميركي عبر المؤتمرات الصحافية، انتقدته المعارضة، لكونه يستخدم وقتاً طويلاً لتعزيز صورته لدى الرأي العام. وعندما لا يخرج على الإعلام، كانت تسأل أين ترمب، ما يعني أن للمعارضة هدفاً أول، وهو إضعاف ترمب كي لا يستفيد من أي محاولة بغرض تقويض إرثه الرئاسي خلال الصيف.

ما يحصل اليوم، يُعدُّ ظاهرة فريدة وجديدة في أميركا. فالعادة جرت أن يحظى الرؤساء، سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين، بدعم من الحزبين خلال الأزمات الكبرى. وهذا ما رأيناه خلال الحرب العالمية الثانية وأزمة الصواريخ مع كوبا. غير أنه في السنوات الماضية وتحديداً منذ حرب العراق والمواجهات في سوريا، نرى أن هناك نهجاً جديداً من جانب الديمقراطيين يتركّز على إسقاط الرئيس وليس انتقاده لتصحيح موقف سياسي معين. وهذا له أسباب داخلية وخارجية. غير أنّ هذه الأزمة القومية كانت لتحتاج إلى وحدة موقف فولاذية، وهو ما لم يحصل حتى الآن، لا بل إنّنا نرى بوادر صراع بين المعارضة والإدارة على السياسات الخارجية حتى في ظل أزمة الصحة في الداخل. وهذا ما ظهر جلياً بعد قيام السيناتورة ديان فاينستاين بتوجيه رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو لتعليق العقوبات على إيران بسبب كورونا. وقد غرّدتُ على حسابي على تويتر بالقول إن هذا موقف خاطئ، فعوضاً عن استفادة إيران من هذه الأزمة وإقناع سياسيين أميركيين بمساعدتها، على الإدارة التواصل مع الشعب الإيراني والضغط على نظامه، فإذا أرادت إيران الحصول على مساعدة، عليها أولاً تغيير حكومتها وتشكيل حكومة اتحاد وطني تشترك فيها المعارضة في الداخل والخارج وتفتح حدودها وتعطي المواطنين حرية أكبر للتواصل مع المجتمع الدولي.

الحرب السياسية الداخلية في أميركا ستستمر، على الرغم من كورونا، في الأشهر المقبلة، وستصل إلى الذروة في الأسابيع التي تسبق الانتخابات الرئاسية، وسيكون القرار لدى المواطن الأميركي لحسم الخيار بين ترمب وبايدن بناء على ما ألمّ به السياسيان وتصريحاتهما في النصف الأول من 2020. وممّا لا شك فيه هو أن أزمة كورونا ستلعب دوراً أساسياً في إقناع المواطنين الأميركيين بخياراتهم الرئاسية، ويجب ألّا نستعجل، فالرئيس البريطاني ونستون تشرتشل وقف متحدياً هجمات النازيين على بلاده وأصبح بطلاً وطنياً، لكنه خسر انتخابات بعد الحرب. هذه هي الدول الديمقراطية، والرئيس ترمب بذل كل الجهود التي يمكن بذلها، بينما ركزت المعارضة على انتقاده من دون تقديم سياسة بديلة حقيقية. ولكن الإعلام قادر على تفسير وقائع التاريخ كما حدث في الماضي، وسننتظر الأشهر المقبلة لتحدّد مسار السياسة. ويجب القول إنّ ما يجري اليوم هو تقليد جديد في السياسة الأميركية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس اثنين الفصح على نية فرنسا: مدعوون لنكون شهودا للقيامة بمسلك حياتنا

وطنية - الإثنين 13 نيسان 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اثنين الفصح، على نية فرنسا، في الصرح البطريركي في بكركي.

وألقى عظة بعنوان "فجر الأحد، قام يسوع فتراءى" (مر9:16)، جاء فيها: "في اليوم الثالث قام يسوع من الموت، بحسب الكتب وبحسب وعده، واكتشف التلاميذ ذلك عندما رأوا القبر فارغا، وراح يسوع القائم من الموت يتراءى لهم، فيما هم ظلوا غير مصدقين لقساوة صدمة الصلب عليهم. فوبخهم يسوع على قلة إيمانهم. إنجيل اليوم يعدد شهود القيامة، الذين تراءى لهم الرب القائم، ولم يصدقوا بعضهم بعضًا. ولكن بعد حلول الروح القدس يوم العنصرة جعلوا من كرازتهم بالقيامة أساس الإيمان المسيحي، لكونها الضمانة لثمار الفداء بموت المسيح، الذي به صالح العالم مع الله، ولثمار قيامته التي هي الحياة الجديدة بالروح القدس. وهذه أصبحت رسالة الكنيسة فيما المسيح حاضر فيها ومعها بكلامه وبسر جسده ودمه وجماعاته المصلية. كان التقليد التاريخي أن البطريرك والأسرة البطريركية بأساقفتها وكهنتها وراهباتها والعاملين فيها، يقدمون ذبيحة القداس الإلهي على نية فرنسا بحضور سفيرها في لبنان والطاقم الديبلوماسي في السفارة. لكن قرار التعبئة العامة والحجر المنزلي، بسبب تفشي فيروس كورونا، حال دون إمكان حضور السفير الفرنسي ومعاونيه إلى الكرسي البطريركي للمشاركة. فأبقينا الاحتفال بهذه الليتورجيا الإلهية على نية فرنسا كما اتفقنا مع سعادة السفير. وقد كتب لنا في هذا الشأن رسالة المعايدة.

إننا نصلي على نية فرنسا، رئيسها السيد Emmanuel Macron والشعب الفرنسي، ونرجو من سعادة السفير Bruno Foucher أن ينقل إليهم تهانينا وتمنياتنا بالعيد. كما نعرب عن هذه التهاني والتمنيات له ولمعاونيه في السفارة الفرنسية في بيروت.

أود في المناسبة أن أعرب باسم كنيستنا المارونية والكرسي البطريركي وباسمي الشخصي، مع الشعب اللبناني والمسؤولين، عن الامتنان والشكر لما قدمته فرنسا للبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما في المجال الطبي المرتبط بفيروس كورونا. فمنذ التاسع من آذار، وهو بداية ظهور وباء corona المعروف بCOVID 19، قدمت فرنسا هبات لحماية الجهاز الصحي العامل دونما انقطاع في المستشفيات اللبنانية من أجل معالجة المصابين، وتجنب حالات جديدة. كما قدمت كمية كبيرة من الأدوية وفقا لما تقدره منظمة الصحة العالمية لمعالجة ما بين 45 و50 الف شخصا، وسبعة عشر الفا منهم يدخلون المستشفى. وبما ان قطاع الصحة العامة هو من اولويات التعاون مع لبنان، قررت الوكالة الفرنسية للانماء تخصيص قسم من برامجها الانمائية لحالات الطوارئ المرتبطة بوباء كورونا، ولا سيما في اطار المشروع الذي تتبعه اللجنة الدولية للصليب الأحمر لصالح مستشفى رفيق الحريري في بيروت. كما ان ثمة مساعدات فرنسية اخرى قيد التحضير. وتواصل فرنسا دعم اللاجئين الى لبنان عبر منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين (UNRWA) والوكالة الدولية العليا في ما يختص بمعالجة المصابين بوباء كورونا. ومعلوم ان فرنسا من جهتها تعاني من تفشي فيروس كورونا على ارضها لكنها تعتبر ان بالتعاون الدولي يمكن الحد من انتشار هذا الوباء. اننا اذ نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نية فرنسا، نعرب لرئيسها وشعبها وسفيرها عن عميق امتناننا وشكرنا، راجين لفرنسا صديقة لبنان دوام الخير والنجاح والازدهار. بالعودة الى إنجيل اليوم، إننا كمسيحيين، وبحكم المعمودية والميرون، مدعوون لنكون شهودا لقيامة الرب يسوع بمسلك حياتنا الجديد، وثقافتنا الانجيلية، وحضارة الالفي سنة التي كانت دائما لخير الانسان والبشرية جمعاء. إنها حضارة المحبة المعززة للحقيقة والعدالة وحرية أبناء الله، والسلام وللأخوة بين الناس.

فلله الآب والابن والروح القدس، الذي استودعنا هذه الشهادة نرفع المجد والتسبيح، الآن والى الابد، آمين".

 

لقاء سيدة الجبل: للجنة تحقيق دولية مالية تكشف الحقيقة للبنانيين

وطنية - الإثنين 13 نيسان 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل"، اجتماعه الأسبوعي عبر وسائل التواصل بمشاركة أسعد بشارة، أنطوان قسيس، إيلي الحاج، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، بهجت سلامة، توفيق كسبار، خليل طوبيا، أيمن جزيني، حسن عبود، فارس سعيد، ربى كبارة، حسان قطب، سعد كيوان، طوني حبيب، طوبيا عطالله، مياد حيدر.

وأصدر المشاركون، بيانا استذكروا فيه "يوم 13 نيسان والأحداث التي عاشتها أجيال من اللبنانيين، لقد شهدوا على انقسامهم بين مسلمين ومسيحيين، ودخلوا في دوامة العنف التي دمرتهم ودمرت بلدهم. كما شهدوا لحظات التلاقي والوحدة الداخلية كتلك التي انطلقت مع انتفاضة الاستقلال في العام 2005، وأزهرت في ما بعد انتفاضات مطلبية مباركة، وتعلموا أنه في كل مرة تنكسر الوحدة الداخلية ينكسر معها مبدأ السيادة والاستقلال". وأكدوا ان "الوحدة الداخلية شرط إلزامي للحفاظ على الاستقلال، وأي تنازل لصالح جهة خارجية مقابل مكاسب فئوية داخلية ينسف الاستقلال ويفسد الشراكة. إذ أن الاستقلال لا يتجزأ، كما أنه لا مكاسب خاصة على حساب الشريك الداخلي. هناك من تعلم من الوسط السياسي المسيحي من تجارب الاستقواء بالخارج دروسا مرة أدت الى تراجع دور المسيحيين قبل أن يستدركوا ويدعموا اتفاق الطائف، مغلبين المصلحة الوطنية على المصلحة الفئوية. وهناك من تعلم من قادة المسلمين واليساريين القدامى من تجارب الاستقواء بمنظمة التحرير، واكتشفوا ان لبنان اولا يحمي الجميع". وأعربوا عن حرصهم في "المحافظة على ودائع اللبنانيين، كما على القطاع المصرفي ونظام الاقتصاد الحر"، داعين الى "برنامج انقاذي من صندوق النقد الدولي لحل الازمة المالية، التي تطل على أزمة وطنية تشمل الجميع، وتستحق تشكيل لجنة تحقيق دولية مالية تأخذ على عاتقها كشف الحقيقة للبنانيين".

 

دريان: لن نقبل بأي تدبير أو موقف يتناول مدخرات الناس وأموالهم

وطنية/الإثنين 13 نيسان 2020

وطنية - دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح، لمناسبة ذكرى 13 نيسان القوى السياسية والمواطنين الى "الاتعاظ من حروب الفتنة واخذ العبر والدروس من التجارب التي مر بها الوطن".وقال: "ما نراه على الساحة اللبنانية هو أشبه بالحروب العبثية التي حصلت سابقا ولكنها اليوم حرب اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل من المصارف، وبأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين ان هناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأين التحقيقات في هذا الأمر، ولا يجوز ان يكون المواطن هو الضحية، بل المطلوب حمايته والمحافظة على مدخراته، وهذا من واجبات الحكومة، وندعو الى تلافي أسباب هذا الانزلاق كي نحفظ جنى المواطن الذي حققه بكسبه الحلال". أضاف: "دار الفتوى لن تقبل بأي تدبير أو موقف او قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال وبعرق الجبين، ودور الدولة أن تحمي الناس وتحمي مدخراتهم وحقوقهم بكل إمكاناتها وطاقاتها، لا ان تحرمهم من جنى عمرهم، لان هذا سيسبب بدمار المجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى".

 

الدائرة الاعلامية في القوات ترد على أسود: سندعي عليه لانه لا يجوز السكوت عن مروجي الفتن

وطنية - الإثنين 13 نيسان 2020

صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "في خضم كل ما يعيشه الوطن من أزمات صحية ومالية واقتصادية ومعيشية، وفي خضم أزمة فقر ومجاعة غير مسبوقة في لبنان منذ مجاعة العام 1914، وفي خضم مخاوف الناس وهواجسها حيال كيفية تأمين لقمة عيشها لإطعام أولادها والعبور عبر هذه الأزمة بسلام، وفي خضم الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد، وفي خضم كل ذلك وغيره ينبري النائب زياد أسود ومن معه من أصحاب القلوب السوداء والدور الفتنوي المعروف في مواصلة النهج الأسود الذي اعتادوا عليه في فبركة الأخبار وتلفيق الاتهامات وترويج الاشاعات وتحوير الحوادث وتشويه الحقائق ونسف الوقائع وتضليل الرأي العام والافتئات بحق حزب القوات اللبنانية، وبدلا من أن يكون هذا البعض جزءا من النسيج اللبناني المستنفر من أجل مواجهة الأزمات الخطيرة والكارثية التي يعيشها المواطن اللبناني، وبدلا من أن يصب جهده على بلسمة جراح الناس وأوجاعها، وبدلا من أن يتعظ من المؤديات المأسوية للمواجهات المفتوحة التي خاضها وأوصلت لبنان إلى الانهيار، نرى هذا البعض يستحضر محطات مؤلمة من الحرب من قبيل انتحار سيدة وطفلها بغية اتهام القوات اللبنانية خلافا للتحقيقات القضائية التي أكدت واقعة الانتحار وأظهرت وجود رسالة من السيدة نفسها وفي ظل سلطة قضائية نأسف ان نقول بانها كانت معادية للقوات ومن مصلحتها اتهام القوات لا العكس". وتابعت: "رغم كل ذلك يمعن أسود ومن معه في زرع الشقاق في النفوس ووضع السكاكين في الجراح واستحضار صورا مشوهة عن حروب الماضي التي يجب إقفالها من أجل بناء المستقبل، ولكن، ويا للأسف، لا يجد هذا البعض سوى نبش القبور للتغطية على فشله في إدارة البلاد نحو الاستقرار والطمأنية والأمان والسلام، ولذلك، ستدعي القوات على أسود وكل من روج لهذه الأكاذيب، لأنه لا يجوز السكوت عن مروجي الفتن، أصحاب القلوب السوداء والنيات السيئة الذين يريدون مواصلة تدمير المجتمع اللبناني".

 

الكتائب أضاء 2020 شمعة في ساحة الشهداء: بصمودنا وتضامننا يحيا لبنان

وطنية - الإثنين 13 نيسان 2020

أعلن "حزب الكتائب اللبنانية"، في بيان، أنه لمناسبة 13 نيسان وجه رسالة إلى اللبنانيين "في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن"، عبر "اضاءة 2020 شمعة رسمت على أرض ساحة الشهداء عبارة: بصمودنا وتضامننا يحيا لبنان، وإلى جانبها تم بسط العلم اللبناني العملاق الذي كان وقعه آلاف اللبنانيين في خلال الثورة، وذلك في تعبير عن السلام والتضامن والأمل بالعبور من هذه المرحلة العصيبة إلى لبنان أفضل في أسرع وقت".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 13-14 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

سلطة تُكثر الطبل والزمر، وتقلّل من العمل… أين الشعب؟

يوسف ي. الخوري/13 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85102/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%8f%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%85%d8%b1%d8%8c/