LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april14.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد الشعانين ودخول يسوع إلى أورشليم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

أحد الشعانين: المعاني والعبر/جمع وتنسيق الياس بجاني

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نزار زكا لاهل طرابلس: باقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم بوجه من يتاجر بحقوقكم المسلوبة وبالسيادة واللقمة

نزار زكا: على المرجعيات السياسية عدم المزايدة في التصدي لإيران

تنبَهوا واستفيقوا ايها الموارنة/عبدالله قيصر الخوري

مرة أخرى تضرب إسرائيل في العمق السوري/الياس الزغبي

ضبط شاحنة فيها حبوب مخدرة بقيمة 12 مليون دولار على الأقل

باسيل يواجه انشقاق العونيين داخل "التيار الوطني الحر"/منير الربيع/المدن

فؤاد ابو ناضر: لولا الشهداء لكانت صفقة العصر حصلت في 1975

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/4/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كيروز في ذكرى الحرب: فرضت علينا

وفد من الكونغرس زار الحدود في مرجعيون

44 عاماً… «بوسطة عين الرمّانة» في مكانها/أحمد ياسين/جنوبية

١٣ نيسان: هكذا بشرنا استاذ التاريخ بالحرب الأهلية/وسام الأمين/جنوبية

شمعون بحث مع السفير السعودي في الاوضاع المحلية والاقليمية

طلاب القوات عن ذكرى 13 نيسان: نؤكد الاستمرار في النضال بالطرق السلمية وتحت سقف القانون لبناء الدولة الحاكمة الحقيقية

الولايات المتحدة تحذر رعاياها من حالات خطف في 35 دولة بينها لبنان

جروح عائلات المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية مازالت مفتوحة

المحامي طارق شندب ينشر حكم ادانة ضد اللواء المتقاعد جميل السيد بجرم الكذب والافتراء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في حماة

بومبيو: الخيار العسكري في فنزويلا غير مستبعد

البرهان يتعهد تشكيل حكومة مدنية بالتشاور مع القوى السياسية/رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان أعلن إلغاء حظر التجول والإفراج عن جميع المعتقلين

الشرطة السودانية تؤكد مقتل 16 متظاهراً بأعيرة نارية بعد الإطاحة بالبشير

استقالة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني

الجزائر: «الحراك الشعبي» يفرز اضطرابات داخل أحزاب السلطة والمعارضة/قضاة يقررون مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية.. وقلق دولي من تعنيف الشرطة للمتظاهرين

خليفة بوتفليقة في عين العاصفة واحتجاجات حاشدة في الجزائر وصدامات مع الشرطة

معركة طرابلس تعيد خلط الأوراق ... وتربك ردود الفعل الدولية وتحذيرات من أزمة إنسانية وتخوّف من حرب أهلية

حكومة أشتية الفلسطينية تؤدي اليمين الدستورية/16 وزيراً جديداً وتأجيل حسم حقيبتين واستبعاد «حماس»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السنيورة لـ«الجمهورية»: للخروج من الطرق الجانبية الى الأوتوستراد/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

هل يستعيد دير ما مارون مكانته في الهرمل/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

هكذا يطيح التوافق السياسي - الكهربائي بالدستور/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

في البلمند.. لاصوت يعلو فوق فرح الأطفال وعودة المطرانين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

التخلّف السيادي والتاريخي منذ آلاف السنين/بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

وليد جنبلاط وحزب الله وثالثهما معمل ماهر الأسد/منير الربيع/المدن

13 نيسان ـ ومفهوم ذاكرة الشعوب/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

عثمان الدنا شاهداً: لا قضاء مستقلاً في لبنان... لا قبل، ولا الآن/نقولا ناصيف/الأخبار

13 نيسان 1975... ودخل أبي حاملاً السيمينوف/يوسف بزي/موقع سوريا

هل خرج البشير حقاً؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«الرامبو» السوداني/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الحل في الأحزاب السياسيّة/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

ثورات ضد الانقلابات/حازم صاغية/الشرق الأوسط

عاش ليروي كل شيء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لماذا سقط البشير وبقي بشّار/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل وفدا من الكونغرس الأميركي

فضل الله في ذكرى 13 نيسان: على القيادات الكف عن تغطية الارتكابات

البطريرك بدروس ازاح الستارة عن نصب للصداقة اللبنانية الارمنية في جونيه: لبنان امانة بين أيدينا علنا نتعظ من الماضي من أجل مستقبل أفضل لأولادنا

باللغتين العربية والإنكليزية: وقائع الإحتفال الكتائبي في يوم الشهيد وافتتاح متحف الاستقلال في ذكرى انطلاقة المقاومة اللبنانية في مجمع البلاتيا جونية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد الشعانين ودخول يسوع إلى أورشليم

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من12حتى22/لَمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل». ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان». ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا لاقَاهُ الجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!». وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/MP3/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/WMA/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

جمع وتنسيق/الياس بجاني/14 نيسان/19

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”.

دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) .

في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح.

وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات.

فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) .

تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب.

فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9).

وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

 

رسالة بالصوت من نزار زكا لأهل مدينة طرابلس

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

الياس بجاني/13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73809/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1-%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع لرسالة نزار زكا التي وزعت اليوم على وسائل الإعلام.

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/zaka13.4.18.mp4

اليوم ونحن نتذكر بداية الحرب على لبنان وعلى هويته وكيانه وتاريخه ورسالته ودستوره من قبل القوى الفلسطينية الغازية، والنظام السوري البربري والهمجي، وجماعات الجهاديين المتحجرين الذين يعيشون في عقولهم وثقافتهم وممارساهم في غياهب عصور ما قبل الحجرية… اليوم لا بد من تذكير الجميع في لبنان وخارجه بملف أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد الكيماوي والبراميلي، وأيضاً لا بد من حك ضمائر حكام لبنان المتحجرة إلى جبنهم وتخاذلهم بالدفاع عن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل منذ العام 2000.

وفي هذا السياق الوطني والإنساني نرفع الصوت مع كثر من أحرار لبنان مطالبين بضرورة حمل حكام لبنان وأحزابه ورجال أديانه ملف اللبناني المعتقل دون محاكمة وظلماً وعدوانياً في سجون إيران، المواطن نزار زكا.

نسأل كيف يبرر رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي يجول اليوم في عاصمة الشمال، طرابلس مسوقاً لمشرحته في الانتخابات الفرعية، في حين أن من ينافسها هو نزار زكا؟

نعم نزار زكا الذي لم يبدي الحريري ولا تياره ولا المؤيدين الكثر له في طرابلس أي اهتمام جدي وفاعل في مصيره منذ اعتقاله الظالم واللاقانوني في إيران.

علماً أن الحريري كان استقبل العديد من الرسميين التابعين لنظام الملالي في دارته ومن بينهم وزير خارجية ذلك نظام الإرهابي وكما تبين حتى يومن هذا هو لم يكن لا جدياً ولا متابعاً معهم فيما يخص ملف اعتقال زكا.

أما حكام لبنان وأصحاب شركات أحزابه النرسيسيين، ودون استثناء فلا أمل ولا رجاء منهم بما يخص ملف زكا لأنهم أصلاً تخلوا وعن سابق تصور وتصميم وبذمية وجبن عن ملف أهلنا المغيبين في السجون السورية وعن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل عام 2000 خوفاً على حياتهم من إرهاب حزب الله الذي جاء علناً من قبل امينه العام السيد حسن نصرالله.

نحث كل أصحاب الضمائر في مدينة طرابلس أن يقترعوا غداً الأحد لنزار زكا لأنهم بالاقتراع له هم يقترعون للحرية ولكل ما عدل وقانون وإنسانية وشرعة حقوق..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني بأي شيء بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع قول رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نزار زكا لاهل طرابلس: باقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم بوجه من يتاجر بحقوقكم المسلوبة وبالسيادة واللقمة

الجمعة 12 نيسان 2019/وطنية – اعلن المكب الاعلامي للمرشح الى الإنتخابات النيابية الفرعية في قضاء طرابلس، نزار زكا، انه وجه نداء توجه فيه الى أهل طرابلس مبديا ثقته “بخياراتهم وحسهم الوطني وتجذرهم في مدينتهم ولبنانيتهم وعروبتهم”. وقال: “إنكم في 14 نيسان ستختلون مع ضميركم ووجدانكم الشخصي والوطني خلف العازل الإنتخابي لكي تقترعوا بكل حرية الى من ترونه يمثل خياركم الإنتخابي – السيادي، الى من يشبهكم قلبا وقالبا، الى من ذاق مثلكم، ولا يزال، المر الشديد في زمن الشدائد، وما أكثرها وأغلبها”. اضاف: “إجعلوا هذه الإنتخابات منبرا صارخا في وجه كل من يتاجر بالسيادة والحرية واللقمة، بحقوقكم المسلوبة. إجعلوها مدوية، رسالة الى الظالم، كل ظالم في العالم. كم كنا نتمنى ان يكون نادي المليارات أكثر إنسجاما مع خيارات قياداتهم وقواعدهم وأهلنا في طرابلس، وأنا منهم، بدلا من ان يتوافدوا زرافات الى المدينة عشية الانتخابات للتعويض عن بدل ضائع. فلنثبت أننا نقترع كلنا بضميرنا الحي، للسيادة والإستقلال، للاعتدال والإنفتاح، للحرية، للعدالة، للتعددية، للانماء المتوازن”. وتابع: “الأخلاق السياسية الحميدة كانت تفترض بالمسؤولين، أن يأخذوا في الإعتبار التضحيات الجمة التي قدمناها من أجل لبنان والحرية والسيادة والإعتدال. لكنهم غفلوا عن كل ذلك. فضلت قوى المال الإئتلاف فيما بينها ضد شعبها، فتناست التضحيات، تناست الدماء التي أهرقت على مذبحها، من محمد شطح، شهيد الإعتدال، الى وسام الحسن ووسام عيد شهيدي الأمن، وأنا نزار زكا الشهيد الحي لحرية التعبير”. بإقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم، لكل واحد منكم، لأننا نتقاسم الهم نفسه، المأساة نفسها، الدماء ذاتها، والثورة على الظلم والتجاهل والتنكر لأبسط حقوقنا، نحن المواطنين العاديين. بإنتخابكم لي سيؤرق كرسيكم الفارغ في مجلس النواب كل مسؤول عن وعد فارغ قدمه لكم عشية الانتخابات، كل مسؤول قدم صلاحياته على واجباته تجاهكم”.

 

نزار زكا: على المرجعيات السياسية عدم المزايدة في التصدي لإيران

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية – وزعت عائلة المرشح للانتخابات الفرعية في قضاء طرابلس نزار زكا، تصريحا له قال فيه: “إني إذ أكن كل احترام لجميع المرشحين، تماما كما لمرجعياتهم السياسية، وإذ أكرر تمسكي بحرية التعبير واحترام معتقد كل شخص، أستحلف تحديدا هذه المرجعيات السياسية بأن يحترموا مشاعري ومشاعر عائلتي واهلي في قضاء طرابلس، سائلا إياهم عدم المزايدة علينا في موضوع التصدي لايران وحزب الله، لأنه لم يعد في استطاعتي بعد اليوم التجاهل او السكوت عن اي مزايدة”. أضاف: “تجاهرون بالتصدي لإيران، بينما أفعالكم تتعارض لا بل تنقض تماما أقوالكم، وإلا كيف تبررون سكوتكم وتجاهلكم التام (…) بعد أربعة أعوام من خطفي، ولم تصدروا بيانا واحدا يدين هذه العملية أو تخطوا خطوة عملية واحدة للضغط من أجل تحريري؟ لذلك اتوسلكم الا تلجأوا الى المزايدة، فيما كان ولا يزال في إمكانكم مواجهة المحور الايراني وصنع التاريخ، بتصحيح مواقفكم وتعديل البوصلة قبل فوات الاوان، وتاليا الذهاب نحو انجاز الانتصار المدوي طرابلسيا ولبنانيا وعربيا وحتى دوليا. لكن على ما يبدو هذا الانجاز ليس ضمن اهدافكم او حتى اولوياتكم”. وختم زكا: “في اي حال، اتمنى عليكم عدم الاستخفاف بعقولنا وتجنب هذا الخطاب الاستفزازي لجهة إدعائكم التصدي المزعوم لايران، بينما الحقيقة واضحة وضوح الشمس التي لا أراها سوى ساعة يوميا بالتزامن مع موعد الغداء، عندها علي ان اختار بين وجبة الغداء ورؤية نور الشمس. هل في استطاعتكم مساعدتي في هذا الخيار؟”

 

تنبَهوا واستفيقوا ايها الموارنة!

عبدالله قيصر الخوري/14 نيسان/2019

من أرشيف السياديين/نشرت في 23 حزيران/2010

http://eliasbejjaninews.com/archives/73799/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%82%D9%8A%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%8E%D9%87%D9%88%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%82%D9%88/

في رسالته الى الموارنة العام 1974 اشار الدكتور شارل مالك الى انهم يشكلون الجسم المسيحي الحر الاول في لبنان، وبأنهم يحرصون اشد الحرص على المسيحية الحرة، فإذا سقطت في لبنان – ولبنان آخر معقل لها في المشرق – انتهى امرها في الشرق الاوسط كله.

أُعطي الموارنة تاريخاً موحداً، منفصلاً ، قائماً في حدّ ذاته، محدَّد المعالم بالدّقة والتفصيل والتواصلية التاريخية العريقة غير المنقطعة، أما هذا التاريخ فيُبقيك في لبنان، على الأقل بعد نزوح مار مارون واتباعه اليه، وما عُرف عن الموارنة قبل لبنان كمٌُ مهمَلٌ نسبياً إزاء ما نعرفه عنهم في لبنان، كون الموارنة لهم بطريرك واحد، وكون مقرّه في لبنان، إن هذا أمرٌ حاسم.

إنعطف تاريخ الموارنة الحديث في العام 1990 نحو هزيمةٍ كاسحة يوم استداروا بمدافعهم على بعضهم البعض، آخذين بجريرتهم معظم الشرائح المكوِّنة للحضور المسيحي في لبنان، فتدنّت المناعة الكيانية لمقاومتهم آذنةً لجحافل الجيش السوري بالتسلل من تلك التشققات البليغة، ومسديةً الضربة القاضية للجسم المترنح المُثقَل بأحقاد أعضائه، وعطشهم السقيم الى السلطة والإمرة.

توالت عليهم بعد ذلك السنوات العِجاف فقلّصت من حركتهم عن طريق النفي والسجن والقمع لحرية الفكر والموقف، وترافقت أنماط التقهقر تلك مع الإتيان بمن يمثّلهم وينوب عنهم في الشأن العام بعيدين كل البعد عن القوعد العقائدية، والمبادئ الكيانية التي يصطفيها الموارنة بشكل خاص والمسيحيون بشكل عام، فأمسوا قابعين مرغمين في ظل مسؤولين إعتمروا العباءات المفصلة من نسيج الاحتلال واختلاقاته.

انفرجت مجدداً أسارير زمن الموارنة والمسيحيين في العام 2005 بعد عهودٍ من التداعيات المكفهرّة والأليمة، فولج قادةٌ منهم واحة الحرية، وجرى اكتساحٌ للمقاعد النيابية مبنيٌّ على التزام واستحسان الخطاب السياسي المرتفع الوتيرة سيادياً وكيانياً ، لكن الذود عن هذا الخطاب تلاشى بعد عبور الانتخابات وخوضها، آخذاً بالتموضع والرسو في الموانئ المجافية لإبحار سفن المسيحيين، ومعاكساً لهبوب رياحهم الفكرية ومنجزاتهم التاريخية.

تمحورت فلسفة الوجود والحضور لدى الموارنة بين نهجين تباينت فيهما مقاربة الشؤون السياسية والإجرائية الى مدارك شديدة الخطورة على مستوى القرار الوطني العام، ومدى ارتباطه بانخراط لبنان بالاسرة الدولية وتلقّف قراراتها:

اولهما انتهاج ” الموقف الكريم ” وناصيته صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، تؤازره بديهياً وتاريخياً القوى السيادية المسيحية بالرغم مما عانته من تضييقٍ واغتيالٍ وترهيب.

ثانيهما أصحاب ” الموقف الذكي والمتذاكي” الممهور بالبراغماتية السياسية تروّج له الحالة العونية، تناصرها بشكلٍ متقطع بعض الاحزاب العقائدية ذات الحضور الباهت في الجسم السياسي المسيحي، ويشاركها قلةٌ من الزعامات المناطقية المغلقة والمحدودة الانتشار.

استولدت شريحة ” الموقف المتذاكي ” بالتزاوج مع حزب الله ما سمّي بوثيقة التفاهم التي احتلّت بفعل كثافة تسويقها، مرتبةً تفوق تلك التي يندرج فيها المعتقد الايماني المسيحي.

تماهت تلك الشريحة التي اعتنقت وثيقة التفاهم سبيلاً لتمنين المسيحيين، بتقديمها كدرع حمايةٍ لهم، وضمانةٍ فريدة وناجعة لاستمرارهم وديمومتهم في وطنٍ هم مؤتمنون تاريخياً على حريته واستقلاله، فكان ان استثنت مفاعيل الوثيقة على سبيل المثال لا الحصر منطقة عين الرمانة والشياح، التي تعرّضت مرات متتالية لاعتداءاتٍ دمويةٍ لم تفلح بدرئها جماعة الاصلاح والتغيير التي تصدّع تبشيرها المستفيض امام رياح الواقع العاتية.

أسرف المنتسبون الى “الموقف الذكي” في انتقاد البطريرك الماروني لأشاراته المتكررة الى مفهوم السيادة الوطنية، وحصريّة السلاح في حوذة الشرعية اللبنانية، كما وأسدوا اليه النصح بالابتعاد عن السياسة والانعتاق الى الشؤون الرعوية حصراً، حتى بلغت بهم الغلواء ذروتها فشدّوا الرحال الى ناحية “براد” في سوريا يتقدمهم بطريرك شممٌ ، فأقاموا القداديس واستطلعوا القبور ونبشوا هنالك التاريخ الأصم الذي لا نطق له ولا حياة فيه، في الوقت عينه كانت شواهد ذلك التاريخ النابض وتجلياته الحيوية تصدح في كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت، حيث نظّم الموارنة وأحبارهم قداساً احتفالياً بمناسبة ستة عشر قرناً على ظهور القديس مارون، شاركهم في ذلك جميع اللبنانيين.

أوكلت جماعة ” الموقف المتذاكي ” لنفسها حصرية التمثيل المسيحي المشرقي برمته، وحجزت لها فيه المرجعية الفريدة مستبيحةً بذلك أنماط التواضع جميعها، ومختصرةً أدوار المرجعيات الروحية كافةً ، غامزةً بذلك من قناة بكركي التي استطاعت سابقاً وما زالت أن تكون العامل الحاسم في مصير لبنان وبمنتهى الحكمة والحزم والإقدام والتضحية والتواضع.

اعتمدت الجماعة عينها مفردات وألفاظ لم يألفها معجم المسيحيين من قبل، ولم يتعايش مع مضمونها مزاجهم السياسي وسعيهم الحضاري الذي يأبى الذميًة على انواعها، في الوقت الذي دأبت الجماعة إياها الى الترغيب بنجاعة وثيقة التفاهم والالتحاق بركبها والتهويل بعظائم الامور إن تمّ الإعراض عن ذلك.

تتسلسل الاحداث وكأنهم بالمسيحيين والموارنة أصحاب رقابٍ طريئة يسهل جزّها، وأرجلٍ هزيلة يحلو كسرها، وذاكرةٍ بلهاء يمكن طمسها، تلك الذاكرة التي تدرّجت بين الاعوام 2005 و2007 و 2009 وتبلورت لأنها جرّبت فخبِرت، وخبِرت فبشّرت في صناديق الاقتراع مقلّصةً من حضور الجماعة المتذاكية في المواقع الانتخابية النقابية و الجامعية والنيابية والبلدية والاختيارية كما حصل في العام 2010 ، هذا الحضور الذي رمّمه شريكهم حزب الله عن طريق الاقتراع الكلي والمتراص في اقضية بعبدا وجبيل وكسروان وزكاه حليفهم حزب الطاشناك بكثافةٍ اقتراعية جارفة وغير مسبوقة في قضاء المتن.لأن زمن الوصاية يعود ويذرّ بقرنه بعوامل رديفة، قوّضت الديمقراطية وتجلياتها في انتخابات العام 2009 وانتجت بدَعاً مدعومةً بازدواجية اخذ القرارات المصيرية بين مفهوم الدولة وتشريع الاسلحة الرديفة التي خاضت نماذج تجريبية في بيروت والجبل.

ولأن الديمقراطية اصبحت تنوء تحت وطأة التقليد المزيّف لمفاعيلها مثل الديمقراطية التوافقية وحكومات الوحدة الوطنية التي تتصف بذاتية التعطيل والعرقلة، عبر التحايل لأخذ ما لم يتم اخذه بتهويل السلاح.

ولأن التهديد بمقاربة المواضيع او عدمها اصبح سهلاً وانسابياً ، يترافق مع لائحةٍ من الممنوعات أمضى وأفعل من مثيلاتها لسنوتٍ خلت.

يترتب على المسيحيين ومن خلالهم الموارنة التدقيق في إعطاء الفرص ومنح الثقة، فلا تحمل اليهم الصُدَف عبدة الذات، ومقتبسي الاصنام، ومَهووسي الكراسي الاولى، مما يجعلهم مسؤولين عن استشراء الخلايا الشاردة في جسدهم السياسي والاجتماعي فتقوى عليه التجارب ويغفل عنه التاريخ.

ملاحظة: المقالة في أعلى كانت نشرت في 23 حزيران/2010

 

مرة أخرى تضرب إسرائيل في العمق السوري،

الياس الزغبي/13 نيسان/19

مرة أخرى تضرب إسرائيل في العمق السوري، فلا صواريخ موسكو تحركت، ولا "الحرس الثوري الإيراني" استيقظ، ولا "جهاديو حزب الله" زلزلوا... فمتى تستأهل الإجراءات الأميركية والإسرائيلية

الرد الذي وعد به نصراللّه قبل بضعة أيام؟ الواضح أنهم يدرسون "الزمان والمكان المناسبين". مرحبا جرجي!

 

ضبط شاحنة فيها حبوب مخدرة بقيمة 12 مليون دولار على الأقل

السبت 13 نيسان 2019/وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "في إطار التعاون الأمني المشترك والمثمر بين جهازي مكافحة المخدرات في لبنان والمملكة العربية السعودية، توافرت معلومات لمكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية من مكتب اتصال مكافحة المخدرات السعودي، عن التحضير لعملية تهريب شاحنة (براد) مزودة بلوحات لبنانية، مخبأ بداخلها بطريقة احترافية يصعب اكتشافها كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، مجهزة لنقلها إلى احدى الدول العربية عبر البر. على الأثر، وبعد التنسيق بين المكتب المذكور ومكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في البقاع، أسفرت الاستقصاءات والتحريات إلى تحديد مكان وجود الشاحنة، حيث وضعت تحت المراقبة المستمرة تمهيدا لضبطها في الوقت المناسب. بتاريخ 9/4/2019، نصبت قوة من المكتبين كمينا للمشتبه به في اثناء محاولته نقل الشاحنة، وتمكنت من توقيفه، ويدعى: م. م. (مواليد عام 1987، سوري). بتفتيش الشاحنة تم ضبط 142,5 كلغ أي ما عدده حوالي 814,000 حبة مخدرة عليها علامة "الرولكس" تقدر قيمتها ب12 مليون دولار على الأقل، داخل جسر حديدي عدد 2 مستحدثين ومثبتين بين جسري هيكل براد الشاحنة وأرضيتها.التحقيق جار بإشراف القضاء المختص، والعمل مستمر لتوقيف كامل أفراد العصابة".

 

باسيل يواجه انشقاق العونيين داخل "التيار الوطني الحر"

منير الربيع/المدن/الأحد 14/04/2019

كانت خطوة رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، بتوزير غسان عطاالله في الحكومة الجديدة، قراراً "ذكياً". أراد باسيل بتوزير عطالله كسر صورة نمطية صاغها المعارضون له، داخل التيار وخارجه، أنه يهمّش المناضلين لصالح تمكين رجال الأعمال. وُجّهت اتهامات عديدة لباسيل منذ تسيّده على التيار، أنه يغلّب كفّة المتمولين على حساب "المناضلين". وللحكاية تفاصيل كثيرة ومديدة. ويعود الإشكال الأساسي إلى أيام انتخابات رئاسة التيار، التي فاز فيها باسيل بالتزكية، بعد تدخّل الرئيس ميشال عون. فلو استمرّت المعركة الانتخابية، لكانت حظوظ باسيل بالفوز منخفضة جداً، وفق ما يؤكد أكثر من ناشط في التيار، خصوصاً أن الحركة الاعتراضية عليه كانت بارزة، وتضم شخصيات لها تاريخها النضالي.

مؤسسو التيار

كان في مواجهة باسيل يومها، كل من النواب آلان عون، زياد أسود، سيمون أبي رميا، وحتى إبراهيم كنعان، الذي حاول أن يلعب دور الوسيط في مرحلة من المراحل. وهؤلاء كانوا يتحالفون مع "مناضلين" آخرين، كغسان عطالله مثلاً، الذي كانت لديه مواقف اعتراضية ضد باسيل. لكن، بعد تدخّل عون وحسم الرئاسة لصالح باسيل، بدأ الأخير السير بين النقاط، وأخذ في التقرب من بعض الرموز والمناضلين الشباب، لا سيما الذين تعرضوا لما تعرّضوا إليه في أحداث 7 آب 2001. فيما بعد، التف كل المعارضين النواب خلف باسيل، وعمل هو على استقطاب عطالله مثلاً وصولاً إلى توزيره، لا سيما أن باسيل يعلم دينامية عطالله ونشاطه وفاعليته. بخطوة التوزير هذه أراد باسيل الموازنة تحالفه مع المتمولين، وحرصه على أدوار المناضلين. لكن كل المسار الذي انتهجه باسيل لم يرض المعارضين في التيار، والذين عملوا على تأسيس تجمّع إعتراضي على ما هو سائد، تحت عنوان "مؤتمر مؤسسي التيار"، مؤكدين الانتقال إلى مرحلة جديدة من التنظيم والاستعداد، بمزيد من الإصرار والتحدي.

قضية كنج وحبيقة

قبل حوالى الأسبوع، تم فصل رمزي كنج وطانيوس حبيقة من التيار. وتعزو رئاسة التيار سبب ذلك إلى مشاركتهما في اجتماع المعارضة. أُحيلوا إلى المجلس التحكيمي، بعد المشاركة في اجتماع المفصولين أو المعارضين المنشقين، مع العلم أن كنج لم يكن مشاركاً في هذا الاجتماع، الذي عقد يوم السبت في السادس من نيسان. الغرفة الأولى في محكمة التيار، أجرت اتصالاً بكل من كنج وحبيقة، للمثول أمامها، ولكن عدم حضورهما أدى إلى اتخاذ قرار فصلهما. وهناك من يشير إلى أن رمزي كنج، والذي لم يكن حاضراً اجتماع المعارضة، كان في حالة حداد على والده، ويوم الاتصال به من محكمة التيار كان يوم الدفن. وعند تلقي كنج الإتصال، أبلغ المتصلين بأنه يواري والده الثرى. وعلى الرغم من ذلك صدر قرار بفصله. أما بالنسبة إلى طانيوس حبيقة، فهو الذي أسس هيئة التيار في كلية العلوم بالفنار، وكان من أبرز الوجوه التي تحفّز شباب التيار على التحركات الاحتجاجية ضد الوصاية السورية، وكان أبرز الذين حضّروا ونظموا هذه التحركات. كما أن اسمه كان مطروحاً للترشح في الانتخابات النيابية الأخيرة، عن دائرة المتن. وقد خاض الانتخابات التمهيدية داخل التيار، وحصل على عدد أصوات مرتفع جداً. لكن لم يتم تبنّي ترشيحه، من أجل تبنّي ترشيح سركيس سركيس. ولهذا حسابات انتخابية، فوفق القانون لم يكن بالإمكان ترشيح 4 حزبيين، لأن ذلك قد يؤثر سلباً على الحاصل الانتخابي. وكان حبيقة، عضو مجلس هيئة قضاء المتن في التيار الوطني الحرّ، وفاعلاً جداً، على الرغم من استشعار المسؤولين في التيار من قربه من المعارضة.

بانتظار نهاية العهد

منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، لم تعد الحركة الاعتراضية في التيار كما كانت سابقاً. فأصبح كل من يريد الإعتراض على أي خطوة أو فكرة، يفكّر أكثر من مرّة، بخلاف ما كان يحدث سابقاً. وهذا أيضاً ثمة إجماع عليه من قبل المعارضين، الذين يعتبر بعضهم أنه لا يجوزالاصطدام برئيس الجمهورية. ولدى سؤالهم عن المبادئ أو الأفكار التي سيطرحونها، يجيب أحدهم بأنه لا يمكن وضع أفضل مما وضعه "الجنرال". وهناك من يعتبر بأن غاية تأسيس هذه الحركة الاعتراضية، لن تدخل حيز التنفيذ حالياً، طالما عون في سدّة الرئاسة، إنما الهدف من ذلك هو التحضير للمرحلة المستقبلية، وتجميع كل المعترضين "الحريصين على القضية" لبعضهم البعض، تمهيداً لما يمكن أن يحدث لاحقاً، ولعدم ترك باسيل يقرر وفق ما يريد أو يشتهي. يعلم المعارضون أنهم لن يكونوا قادرين على فعل أي تأثير حالياً، طالما أن عون رئيساً للجمهورية، وباسيل في موقع القوة المقررة في مختلف مفاصل السياسة اللبنانية.

يهدف المؤسسون إلى إنقاذ روحية التيار: مواجهة سياسة السلطة بتعزيز روحية القوانين. معتبرين أن اللحظة الآن قد حانت، فلم يعد هناك أي استحقاقات حزبية أخرى أو خارجية كاستحقاق الانتخابات النيابية، يعملون بمبدأ أن "الصمت أصبح خيانة". وينطلق المعارضون من مبادئ التيار الأساسية، لكنهم يريدون التطلع إلى المستقبل، خصوصاً أن تصرفات الوزير باسيل لا تشبه التيار ولا المبادئ التي تأسس عليها. يبدون متيقنين أن تحركهم ليس إلا رأس جبل الجليد، والقاعدة واسعة جداً.. وإن كانت صامتة.

 

فؤاد ابو ناضر: لولا الشهداء لكانت صفقة العصر حصلت في 1975

 موقع الكتائب/السبت 13 نيسان 2019 /توقّف مستشار رئيس حزب الكتائب فؤاد ابو ناضر عند احياء حزب الكتائب "يوم الشهيد" لافتا الى ان الهدف من الاحتفال ان نتذكر الشهداء ونقدّر التضحيات التي قدّموها في سبيل لبنان. وأضاف:"اقول لكل المشككين ان ليس صحيحا ان دماء الشهداء ذهبت هدرا واؤكد انه بمجرد ان اصبح كل لبنان ينادي بلبنان اولا فهو انتصار".  واكد انه لولا الشهداء الذين سقطوا لكانت صفقة العصر حصلت في 1975 واليوم تُحضّر في مكان آخر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/4/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحمل الساعات المقبلة- صبيحة الأحد، مشهدية سعف النخل والزيتون في أحد الشعانين، وبشائر رجاء بانفتاح الوطن على التجدد والقيامة المؤسساتية والاقتصادية والمعيشية، كما يحمل صباح لبنان وتحديدا من الشمال، تجدد فعل الإيمان بالديمقراطية التي تتمثل بالإنتخاب النيابي الفرعي على مقعد دائرة طرابلس، حيث يتنافس ستة مرشحين، في مقدمتهم الدكتورة ديما جمالي التي كانت قد خضعت نيابتها للطعن. وقد اكتملت الاستعدادات الإدارية واللوجستية وكذلك الإحاطة الأمنية لضمان أمن مسارها.

تزامنا، توسعت الإهتمامات الرسمية خصوصا الوزارية في الساعات الماضية، لتشمل كل المناطق ومعظم الملفات.

في أي حال، سيشهد مطلع الأسبوع اجتماعا يرأسه رئيس الجمهورية العماد عون للمجلس الأعلى للدفاع، وينتصف الأسبوع على جلسة تشريعية أبرز ما فيها مشروع قانون معجل يخص خطة الكهرباء، وفي بحر الأسبوع أيضا جلسة لمجلس الوزراء.

أما في المنطقة، فيبدو أن تداول السلطة ديمقراطيا، دونه صعوبات ومخاطر، ومنه على سبيل المثال لا الحصر في السودان، حيث يرتقب تنفيذ خطة عمل الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، في وقت يسجل رفض لتسليم الرئيس عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، مع التشديد على محاكمة محلية.

وفي الجزائر، الشعب مازال في الشارع مطالبا بانتخابات رئاسية عاجلة. وفي ليبيا المعارك مستمرة في محيط طرابلس الغرب، بين جيش حفتر والقوات الحكومية.

وفي المنطقة المتاخمة للبنان، وتحديدا في بقعة الجولان المحتل، سلاح الجو في جيش الاحتلال الاسرائيلي، قصف أهدافا في غرب سوريا، وأصاب عددا من المباني، بحسب ما بث التلفزيون الاسرائيلي.

وكانت وكالة "سانا" السورية، قد نقلت عن مصدر عسكري أنه في الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم، قام الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية، بتنفيذ ضربة جوية على أحد المواقع العسكرية في اتجاه مدينة مصياف بريف حماه الجنوبي الغربي، وعلى الفور تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري للصواريخ المعادية وأسقطت بعضها قبل الوصول إلى أهدافها، وقد أسفر العدوان عن تدمير بعض المباني وإصابة ثلاثة مقاتلين بجروح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

13 نيسان 2019، إنها الذكرى الرابعة والأربعون للحرب، ذكرى واحدة من أقسى وأفظع مراحل عاشها لبنان، يجب أن تبقى ساكنة في عقول اللبنانيين ووجدانهم، ليس لنبش مآسيها، بل لأخذ العبر منها "حتى تنذكر وما تنعاد".

في "13 نيسان" الفرعي، صمت انتخابي ليس في الدائرة الصغرى (طرابلس) فقط، بل على مستوى كل لبنان حتى إقفال صناديق الاقتراع مساء غد.

كل الاستعدادات السياسية والتعبوية واللوجستية اكتملت لليوم الانتخابي، الذي يبدأ صباح الأحد، وتبقى العين على نسبة المشاركة.

من طرابلس إلى بيروت حيث يفترض أن يشهد الأسبوع المقبل حراكا ناشطا على خطي خطة الكهرباء وموازنة العام 2019. الخطة تحط الأربعاء على مشرحة مجلس النواب من باب مشروع القانون 288 الذي تتفحصه لجنة الأشغال والطاقة الاثنين.

في هذا الموضوع رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الدخول في تفاصيل خطة الكهرباء، وما إذا كانت تعتريها ألغام كما يتردد، لكنه أشار إلى أنه بمعزل عن هذه الخطة ومضمونها، فمن حيث المبدأ فإن المجلس النيابي سيد نفسه ويستطيع أن يصدق على المشاريع التي تحال إليه من الحكومة كما هي، ويستطيع ايضا أن يدخل التعديلات التي يريدها عليها، ما يعني أنه ليس مقيدا.

من جانبه، أعلن الوزير علي حسن خليل أن وجهة نظر الرئيس نبيه بري بشأن الكهرباء تم الأخذ بها بالكامل.

وعلى صعيد الموازنة، أوضح وزير المال أنه لم يعد هناك مجال لكي تتأخر، كما أن النقاش فيها إذا طرحت على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لا ينبغي أن يستغرق وقتا طويلا، معربا عن أمله في أن تكون الموازنة في عهدة مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة.

بينما يعمل اللبنانيون على ترتيب أوضاعهم الداخلية، أطل العامل العدواني الاسرائيلي مرة جديدة، إذ دب الذعر في نفوس المواطنين في العديد من المناطق اللبنانية التي حلق الطيران المعادي فجر اليوم في أجوائها على علو منخفض، منفذا غارات وهمية ومطلقا الصواريخ على الأراضي السورية.

المعلومات الرسمية السورية أشارت إلى أن العدوان استهدف موقعا عسكريا في مصياف بريف حماه، حيث تصدت له الدفاعات الجوية وأسقطت بعض الصواريخ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في مثل هذا اليوم من العام 1975 اندلعت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، التي يستذكر اللبنانيون كل عام مآسيها والآلام، آملين أن يبقى بلدهم محصنا في مواجهة شرور الحروب التي يشهدها عدد من دول المنطقة في ظل تعدد أسبابها والخلفيات.

وفيما تلاحقت المواقف رفضا لويلات الحروب، فإن الأسبوع السياسي يقفل غدا على معركة الانتخابات الفرعية في طرابلس. التحضيرات اللوجستية والأمنية اكتملت، فيما أعلنت غرفة العمليات المركزية أنه تم استلام 416 صندوقا من رؤساء الأقلام ومساعديهم، وتم إيداعهم المراكز الانتخابية المعنية.

وبانتظار أن يقول أهل طرابلس كلمتهم، تعود البلاد الأسبوع المقبل إلى دورة الاهتمام الرسمي بشؤون مفصلية، من بينها موازنة العام 2019 وما تحمله من اجراءات تقشف، من شأنها أن تخفض العجز وتستجيب للاصلاحات المدرجة في مؤتمر "سيدر"، وخطة الكهرباء التي تحدثت عنها اليوم الوزيرة ندى البستاني لتكون على طاولة البحث في المجلس النيابي بعد اقرارها في مجلس الوزراء.

إقليميا، وفي السودان، وفي أول خطاب له بعد توليه منصبه خلفا لعوض بن عوف، تعهد عبد الفتاح البرهان بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه. كما أعلن عن إلغاء حظر التجوال وأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد أربعة وأربعين عاما على اندلاع حرب لبنان الأهلية، وتسعة وعشرين عاما على اطفاء شرارتها، حروب المنطقة تحيط ببلدنا، وعبورها نحوه مرفوض بكل منطق وشريعة.

اليوم، يتطلع اللبنانيون إلى مناعة وطنية أفضل من قبل، متمسكين بانجازات حققوها بوجه عواصف المنطقة وموجات الارهاب والعدوان، وباستثمار موقفهم الرسمي والوطني الذي اختبر وحدتهم مؤخرا أمام ضغوط ادارة ترامب وافتراءات وزير خارجيته من بيروت، وصولا إلى تأكيد التمسك بالأراضي اللبنانية المحتلة وبحق تحريرها واستعادتها، وحماية ثروات لبنان النفطية أمام الأطماع الصهيونية.

حرب الفتنة والاقتتال ينبذها اللبنانيون قطعا، أما الحرب على الفساد فهي أول مطالبهم، ولا صبر طويلا في انتظار تفعيلها. لهذه الحرب مسارات يتقدمها تنظيم ادارة الدولة الخاضع حاليا لاختبار البحث عن الموازنة التي تحمل في صفحاتها- بحسب وزير المال- تخفيضا من ثلاثة في المئة، وحفظا للرواتب وحقوق الموظفين.

الدولة اللبنانية بوزاراتها واداراتها إلى "الموازنة در" في الأسبوع المقبل، ولا مجال بعد لتضييع الوقت ولا لفرض العراقيل، بعد تجاوز قطوع خطة الكهرباء، واختبار الاجماع الحكومي، ونيل التصفيق الدولي على الانتهاء من أعقد شروط مؤتمر "سيدر". وللتذكير، فإن الوضع الاقتصادي يبقى دقيقا جدا، كما صرح قبل يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

في المنطقة، سيناريوهات متقلبة بين ساعة وأخرى. السودان يتصدر الأحداث المتدحرجة، والانتقال السياسي فيه بعد عمر البشير يبقى بيد العسكر، أما وصول الشارع إلى مطالبه بحكومة مدنية فهو مستهدف بغزارة الوعود والدعوات إلى الحوار وإعلان إلغاء قانون الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في مثل هذا اليوم منذ 44 عاما، بدأت حرب الأغراب على لبنان بمساعدة غربان الداخل. حاول البعض تسميتها بغير ما تستحق ومن دون وجه حق. من حروب الآخرين إلى حروب الطائفيين إلى مخططات الانعزاليين والأميركيين والاسرائيليين وبعض العرب، الذين دفعوا مالا كثيرا وفيرا لابعاد حملة البنادق وحروب الخنادق عنهم، إلى معجم كامل من التفنن اللغوي والتلاعب الكلامي والتحريض الغرائزي والكذب الطائفي.

كانت حرب التوطين أولا وأخيرا. وكل ما عدا ذلك فهو تضليل وتعمية وحرف للحقائق. بعد أقل من نصف قرن، بدأت الحقيقة تظهر: عشرات الكتب التي تتحدث عن تلك المرحلة تقول إن مخابرات عربية وأجنبية هي من نفذ بوسطة عين الرمانة وليس "الكتائب" أو "الأحرار" أو سكان عين الرمانة.

تحقيقات الأجهزة الأمنية اللبنانية حينذاك والتي يكشف عنها اليوم، تقول إن من طالب برأس اللبنانيين الذين تصدوا للمخطط الشيطاني يومها، كان يعلم علم اليقين أن المسيحيين والمسلمين استدرجوا ل13 نيسان، وأن المطلوب بعد اتفاقية الكيلومتر 101 في سيناء بين مصر واسرائيل برعاية أميركية، أن تحرك الساحة اللبنانية للتعمية ورمي القنابل الدخانية. لا بل أكثر: اغتيال المناضل الصيداوي الناصري معروف سعد، كان هدفه اتهام الجيش وضربه وتفتيته، تماما كما اتهم المسيحيون بعين الرمانة لتبرير الهجوم على مناطقهم واخضاعهم وتهجيرهم واستسلامهم، كما حلم أحدهم.

نظرية كسينجر يومها أن في المنطقة 5 شعوب و4 دول، هي بحد ذاتها اعتراف بمن أشعل الحرب. خمسة شعوب: سوري، أردني، فلسطيني، لبناني، اسرائيلي، وأربع دول: سوريا، لبنان، الأردن والكيان الاسرائيلي. إذا ماذا نفعل بالفلسطينيين؟، فلنذهب بهم إلى لبنان وليذهب لبنان إلى الحرب وليذهب اللبنانيون إلى الاستسلام أو الهجرة وإلى الجحيم لا فرق، المهم ان لا يبقوا في أرضهم.

لم يستسلم الشرفاء المقاومون اللبنانيون ولم يهاجروا. بقوا في أرضهم، بقوا على ايمانهم، بقوا في الأرز وبشري ودير الأحمر والقاع واهدن وزغرتا ومجدليا وشكا وحامات والعاقورة وبسكنتا وعيون السيمان وصنين وجزين ومرجعيون، قاتلوا في الأسواق والهايكازيان والهوليدان ان والأشرفية وعين الرمانة وفرن الشباك والحدث وقنات وزحلة والغرفة الفرنسية وبحمدون ودير القمر والمطلة والشحار والاقليم وشرق صيدا.

في كل ساحات الشرف وميادين الكرامة. لم يتوقع لهم أحد أن يصمدوا في وجه جيوش الشر الزاحفة عليهم من الرمال النازلة عليهم من الجبال، لكنهم صمدوا وتصدوا وانتصروا لأنهم رجال. قاتلوا مثل جدعون وليونايدس وهنيبعل وفخر الدين ويوسف بك كرم ودانيال الحدشيتي، ولم يكونوا- ولن يكونوا- مثل ابن الصبحا.

في 13 نيسان 1975، انتصر اللبنانيون وانكسر التوطينيون. عندما فشل التوطين في حجز مكان له بعد عام على نشوب الحرب، فتحوا للفتنة مسربا للطائفية، فكان السبت الأسود، وتحولت الحرب طائفية منذ ذاك الحين بجهود التوطينيين ومن معهم.

بعد 44 عاما، ما زال اللبنانيون موحدين رافضين للتوطين مسلمين ومسيحيين. وبعد 44 عاما تطل مؤامرة جديدة: توطين النازحين، لكنها ستسقط ولن يكون هناك حرب ولن يتقاتل اللبنانيون هذه المرة، لأنهم اعتبروا وتعلموا ولن يكونوا وقودا ولا كبش محرقة ولا أضحية ولا قرابين على مذبح المنافقين ولعبة الأمم. المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ولبنان بلد الايمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه الثالث عشر من نيسان، ذكرى الحرب المشؤومة، لن نغرق في النصائح والوجدانيات، لكن نستعير من البابا فرنسيس الذي قبل أقدام زعماء جنوب السودان راجيا إياهم المحافظة على السلام، فننحني مثله على أقدام بعض القيادات في لبنان نتوسلها جديا العمل على صناعة سلامنا الوطني.

وربما قائل أن الحرب توقفت في لبنان العام 1990، ونجيب بأن الحرب اتخذت شكلا آخر وهي مستمرة عبر استمرار الفساد وإعارة القرار السيادي وغياب الرؤية الإستراتيجية. ولا يخفى على أحد أن عورات مماثلة أدت إلى حرب عام 1975، وهنا نفتح هلالين لمثلين فاقعين، الأول عن الهيئة الموقتة لإدارة مرفأ بيروت التي بات عمرها حوالي ربع قرن، والتي لم تحول إلى خزينة الدولة سوى 900 مليون ليرة، فيما مدخولها السنوي يتجاوز 600 مليون دولار. والمثل الثاني عن تخلي الدولة عن قرار السلم والحرب ل"حزب الله"، وهذا ما ارتكبته قبلها الدولة زمن الجمهورية الأولى، عندما تخلت للفلسطيني عن قرار الحرب والسلم، فوقعت الكارثة، فهل من يتعظ؟.

ولعل ما نشهده اليوم من محاولات لتحفيز الدولة كي تنهض من كبوتها وتلملم شتاتها عبر مؤتمر "سيدر"، والضغوط الأميركية والأوروبية على الدولة كي تستعيد قرارها السيادي، هي خير دليل على أن القيمين على الدولة يرتكبون ما يمكن أن يكرر حادثة بوسطة عين الرمانة أو ما يعادلها في الإقتصاد أو المال.

لكن ولنعطي أنفسنا فسحة أمل بغد أفضل، نشير إلى أن أهل الحكم جادون في ورشة تصحيح المسار، وجهدهم يرتكز الأسبوع الطالع على وضع مشروع الموازنة، بعد الكهرباء، على طاولة مجلس الوزراء لإنجازه. كما يشهد الأسبوع المقبل أيضا إنعقاد الإجتماع المالي المنتظر في بعبدا لبحث الشأن المالي والشأن الإقتصادي المتفرع منه، ووضع تصور واضح للخروج من الأزمة الضاربة في القطاعين.

توازيا، طرابلس تنتخب الأحد لملء المقعد السني الذي شغر إثر الطعن بنيابة ديما جمالي، وقد دخلت المعركة تحت مظلة الصمت الإنتخابي بحسب القانون، تاركة الكلام لصناديق الإقتراع، هل تعيد الثقة بجمالي، أم يختار الطرابلسيون أحد منافسيها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

نحن لم نخرج من الحرب. حقيقة بشعة يجب أن نواجهها وبكل جرأة، علنا نصلح ما يمكن إصلاحه.

في مثل هذا اليوم من العام 1975، دخل لبنان حربا دامت خمسة عشر عاما، قضت على الدولة وعلى الحجر والبشر، وكشفت أن بيننا أناسا، تربوا على خلفية طائفية ومذهبية، أفسدوا في الأرض ما أفسدوه، حتى تحكموا بالحرب، وبما بعد الحرب وصولا إلى يومنا هذا.

صحيح أن أدوات الحرب صمتت، فلم نعد نسمع أزيز الرصاص أو هدير المدفع، إلا أن طبول الحرب تقرع دائما، واللبنانيون يبدون على أهبة الاستعداد للغرق مجددا في ما سبق وصنعت أيديهم، لأن التاريخ لم يعلمهم.

فعند كل مفترق خطير، سياسي أو أمني أو حتى مالي أو اقتصادي، تنبش دفاتر الحرب وأحقادها، ويلوح كل فريق للفريق الآخر بورقة التهديد، والأبشع في كل ذلك كيف يصطف اللبنانيون بلحظات بعيدة من الوطنية، وراء هذا الزعيم أو ذاك أو وراء هذا الحزب أو ذاك.

بعد تسعة وعشرين عاما على وقف الحرب، نستذكرها كل ثالث عشر من نيسان، وندرك سنة بعد سنة أننا لم نخرج منها، فآثارها موجودة في يومياتنا، وفي الصور المعلقة على حيطان مدننا، إما لأحزابنا وإما لزعمائنا وإما حتى لشهدائنا.

آخر آثار الحرب شهدتها مدينة طرابلس في السنوات الماضية، حيث خيضت معارك شوارع بين أحيائها. هذه المدينة ستشهد تحديا من نوع آخر غدا، وسترفع فيها متاريس وهمية لمعركة انتخابية فرعية، فيما المطلوب واحد: من سينقذ طرابلس، المدينة الأكثر فقرا على شاطئ المتوسط؟.

مع فجر الغد، ستتحرك الماكينات الانتخابية وتشحن النفوس، وستفتح صناديق الاقتراع لتغلق مساء، وسيكون لطرابلس نائب ثامن، ولكن ماذا عن فجر الاثنين والثلثاء وسائر الأيام، وماذا عن حاجات المدينة وأهلها؟.

صوت الطرابلسيين سيصل غدا، فإما يكون مرتفعا من حيث نسبة المشاركة، وإما يكون صاخبا من حيث نسبة اللامبالاة. وفي الحالتين، من له أذنان للسماع من السياسيين فليسمع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عملا بسريان مفعول الصمت الانتخابي وفقا للقانون، فإن هيئة الإشراف لن تجد ما يكسر هذا الصمت، لأن الأمن الانتخابي مستتب، والمرشحة المعنية محظورة عن التصريح، فهي محجوبة الصوت والتصويت معا، لكونها مسجلة في نفوس الباشورة- بيروت، وليس في مسقط رأسها الانتخابي طرابلس. وما خلا ذلك، فإن بوسطة التصويت تسير غدا، ورئاسة الحكومة ترعاها مع ثلة من الحرس السياسي لإنفاذ مهمة الرابع عشر من نيسان.

وعلى توقيت الثالث عشر من نيسان، ذكرى أول الرصاص اللبناني، بادرت اليوم مجموعة حرب معتزلة، إلى تسيير بوسطة حرب سلمية على خط عين الرمانة- الشياح. محاربون قدامى افتتحوا صباح اليوم الأسود بالورد، والجلوس جنبا إلى جنب من يمين ويسار في بوسطة الندم، لإرشاد الأجيال "ما تعملوا متلنا". بعضهم يذكره التاريخ بالقتال الشرس، وبعضهم الآخر كان يظن أنه يدافع عن الوطن من أخيه في الوطن، قناصون ومحترفو سلاح، اقتنصوا الذكرى وأطلقوا عليها النار حتى لا تعود.

وعلى مرمى بيت من صار اليوم ذاكرة للحرب في السوديكو، كانت الصور الفوتوغرافية لأيام الحرب، ترتفع على جدران بيت منتصف المدينة، الذي كان المقاتلون يستخدمونه شرفة للقتال والحرب. مئة صورة للعبرة عن زمن ينزف، تم عرضها بمبادرة من نقابة المصورين.

وفي الحروب السياسية الباردة التي استخدمت فيها "الغارات الحبية" بين "حزب الله" و"الحزب الاشتراكي"، رد وزير الصحة جميل جبق اليوم، ومن عرسال، على وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي كان انتقد "اغارة" جبق مستشفى راشيا. وجاء رد وزير الصحة مدروسا بعناية فائقة، قائلا: "لم أكن أعلم أن دخولي المستشفى يحتاج إلى فيزا". أما قوة الإسناد الناري، فقد سددها وزير التجارة الخارجية حسن عبد الرحيم مراد، فتوجه إلى أبو فاعور بضرورة علاج بعض الأمراض الطائفية المستعصية على نفقة وزارة الصحة.

وسرعان ما دفعت هذه الراجمات باتجاه إعادة الانتشار السياسي وتصحيح المواقف، فأكد وزير الصناعة عدم مطابقة مواصفات تصريحه على الوزير جميل جبق، وقال: أنا رحبت به في منطقته وبين أهله وكل المستشفيات تحت وصايته. وتحدث أبو فاعور عن محاولة البعض استغلال زيارة وزير الصحة، وقد أجهضت هذه المحاولة.

وفي الإجهاض المالي، رمى وزير الخارجية جبران باسيل بقنبلة ستسقط موظفي الدولة بين مصاب وجريح، وهو أعلن أننا مقبلون على تحد كبير في الموازنة وخفض الإنفاق، وكشف عن قرارات صعبة لا يجرؤ أحد على إعلانها، وبموجبها فإن على موظفي الدولة أن يقبلوا بخفض رواتبهم، وإلا "ما رح يطلعلن شي بقى".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 نيسان 2019

النهار

حصل اجتماع بين قطبين سياسي وحزبي اتفقا خلاله على المضي في مشروع مكافحة الفساد ومتابعته الى النهاية ورفع الغطاء عن كل متورط من مناصريهما.

يتردّد أن احد المصارف أقام ما يشبه الصندوق الأسود يوزع من خيراته على سياسيين وأحزاب.

يتوقع مصدر وزاري أن تقدم الحكومة على تعيينات واسعة في المرحلة المقبلة في كل القطاعات الادارية والأمنية والقضائية.

اللواء

تهتم قيادات لبنانية رفيعة في بيروت، بالمجريات التي ترافق الانتخابات الفرعية في طرابلس.

بقيت خطوط التواصل مفتوحة بين الوفود اللبنانية في واشنطن، ومرجعياتها في بيروت، لمتابعة مجريات النقاشات الدائرة هناك.

يتصرف مسؤول كبير غير مدني، ببرودة أعصاب، إزاء حملة تستهدفه وكأن شيئاً لم يكن.

البناء

تساءلت مصادر أمنية عربية عن درجة دقة الحسابات التي أقامها المجلس العسكري السوداني والقيادة العسكرية الجزائرية ومثلهما الجيش الليبي في قرارات كبيرة بحجم إعلان حرب بدأت تظهر نقاط الضعف ودرجات المخاطر فيها، وقالت إنّ الأرجح وجود معلومات مضللة وضعتها مصادر أمنية دولية بتصرف القيادات المعنية بهذه القرارات وترتب عليها التورّط بمواقف وخطوات يصعب التراجع عنها ووضعتها في منتصف طريق صاعد حيث التراجع كارثة والتقدّم إجباري لكن بلا أفق واضح.

الجمهورية

قال موظف كبير سابق في وزارة حسّاسة إن البحث عن حرمان اللبنانيين من بعض الامتيازات في قطاع حيوي لا يساوي مصروف ما هو موضوع بتصرُّف مكتب الوزير من القطاع نفسه.

جرى إتصال مطوّل بين أحد الوزراء وسفير دولة أوروبية إعترض فيه الأخير على نَسب مواقف لدولته حول استحقاق لبناني لا علاقة لها به.

لوحظ في الآونة الأخيرة حصول لقاءات عديدة بين مسؤول كبير وحزب بارز تجمعهما خصومة شديدة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كيروز في ذكرى الحرب: فرضت علينا

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - شدد النائب السابق إيلي كيروز، في بيان اليوم، في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب في 13 نيسان 1975، على أن "الحرب فرضت فرضا على لبنان والمسيحيين الذين كان عليهم أن يواجهوا كل مشاريع السيطرة الخارجية"، وقال: "أؤكد اليوم، بعد 44 سنة رفضنا لكل ديناميات العنف والكراهية". وختم: "نؤكد قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، هذه القضية التي ما زالت تشكل جرحا نازفا في الجسم اللبناني. ونؤكد مفهوم بناء الدولة، السيدة الحرة والعادلة، التي تعلي شأن الإنسان فوق أي شأن آخر ضد منطق تمجيد القوة والحرب".

 

وفد من الكونغرس زار الحدود في مرجعيون

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - تفقد وفد من الكونغرس الأميركي مؤلف من 14 شخصا، الحدود اللبنانية الفلسطينية في قضاء مرجعيون. ووصل الوفد إلى موقع قوات "اليونيفيل" في تل نحاس عبر مروحية حطت في المقر المذكور، وانتقلوا بعدها بواسطة عدد من الاليات وبمواكبة من قوات اليونيفيل والجيش اللبناني الى الحدود، حيث جالوا على الحدود مقابل طريق عام كفركلا عديسة، وتوقف الوفد عند محلة المحافر خراج بلدة عديسة واطلع على أعمال بناء الجدار الأسمنتي ضمن الأراضي المتحفظ عليها لبنانيا باعتبارها محتلة.

وعاد الوفد إدراجه إلى موقع اليونيفيل في تل نحاس على أن يكمل جولته بواسطة المروحية إلى مزراع شبعا قضاء حاصبيا.

 

44 عاماً… «بوسطة عين الرمّانة» في مكانها

أحمد ياسين/جنوبية/13 أبريل، 2019

أربعة وأربعون عاماً مضى على الحرب الأهلية اللبنانية، وهي التي أُطلقت على أحد أيامها المروِّعة، تسمية "السبت الأسود". أربعة وأربعون عاماً مضى، على لعنة هذه الحرب، تلك اللعنة التي، لا نزال نغرق في لجج تداعياتها، لا يزال شبحها الغرائزيّ يراود مخيّلات اللبنانيين، بجثومه، وبكل ثقله، على صدر واقعهم المعنوي، كرمالٍ متحركة، لا يمكن التخلص من جاذبية ابتلاعيّتها إلا بمعجزة، لأن طموح تجاوز طائفية النظام السياسي، حلم قد أضحى في حكم المستحيل، قطعاً على ما يبدو. أربعة وأربعون عاماً مضى على الحرب التي فتحت – وربما إلى الأبد كما تُثبت كل شواهدنا التجريبيّة – أبواب الجحيم الأهلي على مصاريعها. ذلك لأن أبواب سِلْمهم الأهلي، والتي تخلّعت في 13 نيسان 1975، قد جرى الإمعان في زيادة تخلُّعها إلى حدّ جعلها غير صالحة على الإطلاق، وصولاً إلى إلغائها، بل محوها التامّ. فأربعة وأربعون عاماً مضى على الحرب الأهلية وما زالت تترصّد اللبنانيين أشباح سوداوية متمثلة بأشباح: “القتل على الهويّة”، و”التدمير”، و”الاقتلاع المناطقي”، و”التهجير الجماعي”، وما إلى ذلك. أربعة وأربعون عاماً مضى على تلك الحرب المشؤومة، واللبنانيون لا يزالون منفيّين، عن مواطنيّتهم، عن انتمائهم المجرد من الطائفية والمذهبية. أربعة وأربعون عاماً، والجحيم اللبناني، الذي أصبح جحيماً بارداً منذ ما توقّفت تلك الحرب في العام 1991، ما زال يُراكم جبال جليده المعنوي، ما بين الطوائف والمذاهب اللبنانية، لحظة بلحظة، حتى أفقد اللبنانيين دفء إرادة المواطنة الحقّة. أربعة وأربعون عاماً، وما زال جمر الفتنة يلوح تحت رماد سِلْمٍ وطنيّ، لا لون له ولا طعم ولا رائحة، لأنه قطعاً، هو ليس إسماً على مسمى، ذلك لأنه سِلْمٌ موهوم، فهو لا يني يذكّر بشهدائها ومعوَّقيّها وأيتامها وأراملها ومفقوديها ومقابرها الجماعيّة… فاللبنانيون يحنّون – رغماً عنهم – وليس بإرادتهم، إلى سِلْمٍ أهلي خالٍ من: الفساد، ومن الكيد السياسي، ومن المحاصصة الطائفية، ومن التمترس وراء المذهب والطائفة، على حساب المواطنة المجرَّدة من المذهبية والطائفية، ذلك لأن كل ذلك، كانت له تداعياته التي استطاعت أن تُبقي في مخيّلة اللبنانيين، أن “بوسطة عين الرمانة”، التي أطلقت شرارة تلك الحرب الأهلية، لا تزال متوقّفة في مكانها، تُرسل شرارات وقودها، لامعة بارقة، وكل فريق سياسي لبناني، ومن لفّ لفَّهُ، يستلهم منها، ما يريد استلهامه هو بالذات، وهذا ما أبقى الانقسام العامودي الحاد بين اللبنانيين، قائماً أبداً، وإلا ما هو سبب جميع هذه المصائب التي تنوء بها حياة اللبنانيين، فردية كانت أو جماعية، والتي تفوق الوصف حقّاً لأنها عصيّةٌ على الاحتمال حتى أصبح حالنا، نحن اللبنانيين كشعبٍ مغلوبٍ على أمره كحال تلك الأعرابيّة، التي أُعطيت أن تُطلق آهاتان، عصمتاها حقاً من الجنون المحتّم، وذلك بسبب من طغيان إجراميّة واقعها المعيش الذي كان قد بلغ حدّاً لا يُطاقُ:

 

١٣ نيسان: هكذا بشرنا استاذ التاريخ بالحرب الأهلية!

وسام الأمين/جنوبية/13 أبريل، 2019

كنت في الصف الرابع ابتدائي بالمدرسة صباح يوم عندما دخل استاذ التاريخ علينا مبتهجا، حتى انه لم يستطع ان يكتم فرحته امام اطفال يعيشون في ديركيفا وهي قرية جنوبية كانت تعد نائية منتصف السبعينات، فقال الاستاذ:  هل سمعتم ماذا حصل أمس في بيروت بمنطقة عين الرمانه؟ هل سمع احد منكم الاخبار؟ لم يجب احد منا نحن التلاميذ الاطفال على سؤاله، وجميعنا لم يبلغ العشرة أعوام بعد، فتابع الاستاذ والابتسامة تعلو محياه: “لقد بدأت أمس الثورة ضد النظام اليميني الماروني المعادي للمقاومة ضد اسرائيل”. وتابع: “حزب الكتائب المعادي للمقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل، اطلق عناصره النار أمس على بوسطه يستقلها شبان فلسطينيون ولبنانيون فقتل منهم العشرات في منطقة عين الرمانة، والجيش والقوى الأمنية لم تفعل شيئا، فحمل شبابنا السلاح وبدأوا بالحرب ضد الكتائبيين وضد النظام الماروني المتحالف مع اميركا، وسوف ننتصر كما انتصر الشعب الفيتنامي على اميركا، هل تعرفون كيف انتصر الفيتناميون على اميركا؟!”. نظرنا نحن الاطفال وحدق بعضنا ببعض مذهولين، أحد منا لم يسمع قبلا بفيتنام، اما اميركا فقد كان هذا الاسم لا نسمعه الا عند اقترانه بكلمة الافلام، أي الافلام الاميركية الشيقة التي لا نشاهدها الا في ليالي العطل والأعياد، لان عرضها يكون بأخر الليل على تلفزيون محطة قناة ال١١، في حين ان القناة ٧ كانت بنفس الموعد تعرض فيلما عربيا، وهو عادة اكثر شعبية، تفضله الامهات ربات البيوت، المستحوذات على حقوق المشاهدة ونوعية الأفلام والمسلسلات التي ينبغي ان يشاهدها اطفالهن. وبالعودة الى سؤال استاذ التاريخ الفرح باندلاع الثورة، السؤال الذي علم هو نفسه عندما طرحه علينا اننا لا نملك جوابه، كيف انتصر الفيتناميون على اميركا؟! فأجاب نفسه ليسمعنا: “لقد انتصر عليهم الشعب الفيتنامي بالارادة والفدائية، وهو لا يملك الا الرشاشات مقابل المدافع  والدبابات والطائرات الأميركية، لقد كانوا يسقطون الطائرة الاميركية بواسطة الأشجار، أشجار الغابات!”. أيضا لم يستطع خيالنا القاصر ان يتصور كيف يمكن ان تسقط طائرة حربية سريعة كالطائرة الاسرائيلية بهديرها المرعب التي قصفت قرية الغندورية القريبة من قريتنا قبل عام او عامين، فحدث دوي هائل وعبق الجو بالدخان وقيل ان مزرعة  الغندورية التي كانت تضم عشرة منازل حينها وموقعا للجيش اللبناني، دمرت بشكل كامل وهجر اهلها. ايضا الجواب حول كيفية اسقاط الطائرة الاميركية المرعبة بواسطة الأشجار كان حاضرا عند استاذ التاريخ، فشرح لنا بكل جدية: ” كان الفيتناميون يربطون رؤوس الأشجار في الغابات بالحبال ويشدونها الى الارض، فيصبح جذعها مقوسا، وعندما تأتي الطائرة الاميركية لتقصفهم كانوا يفلتون الحبال فتنتصب الاشجار فحأة وتطيح بالطائرة وتسقطها”!! خرج استاذ التاريخ من الصف وتركنا مذهولين، لم يشرح درسه ولم يسمع لنا كعادته، حتى اننا لم نعد نراه الا قليلا ، وكان المدير يأتي متثاقلا ليشرح لنا درس مرغما، وذلك بعد ان انخرط الاستاذ العقائدي الشيوعي في القتال وغادرنا الى بيروت، ليعود جريحا بعد اسابيع، مصابا بشظايا قذيفة هاون في ساقيه، فكنا نراه في ساحة الضيعة احيانا متعكزا هو والشباب الحزبيين من اقرانه، يتابعون بشوق بواسطة راديو صغير، اخر اخبار معارك الحرب الاهلية في بيروت.

 

شمعون بحث مع السفير السعودي في الاوضاع المحلية والاقليمية

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، السفير السعودي في لبنان وليد البخاري. حضر اللقاء عضو المجلس السياسي في الحزب كميل دوري شمعون وأمين العلاقات الخارجية بيار جعارة. وبحث المجتمعون في المستجدات السياسية على الساحتين المحلية والاقليمية. وبحسب بيان عرض الجانبان للعلاقات التاريخية بين المملكة ولبنان وما كان للرئيس شمعون من دور ريادي مميز في صياغة هذه العلاقة القائمة على التعاون والأخوة بين الشعبين الشقيقين. كما استذكرا العلاقة التاريخية التي جمعت الرئيس شمعون بآل سعود والتي استمرت في احلك الظروف التي مر بها لبنان سيما "أن المملكة العربية السعودية بقيت خير سند للبنانيين في مختلف الظروف التي مر بها وطنهم".

 

طلاب القوات عن ذكرى 13 نيسان: نؤكد الاستمرار في النضال بالطرق السلمية وتحت سقف القانون لبناء الدولة الحاكمة الحقيقية

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - اصدرت مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" البيان الاتي: "لم تبدأ الحرب في 13 نيسان 1975، بل أطلقت شرارتها، فالحقيقة أن جملة تجاوزات وأحداث هيأت ساحة الحرب لبنانيا بعد إضعاف الدولة. شجاعة الشباب اللبناني، الحريص على الكيان يومها، وقفت في وجه تغيير معالم لبنان وجعله وطنا بديلا. هذه الشجاعة كانت المدماك الأساسي للوطن يوم سقطت الدولة. كرت سبحة من الشهداء في وجه حروب جيوش عديدة على أرضنا. كلفتنا الحرب ووطننا الكثير، وهي ذكرى أليمة، علينا جميعا باختلاف انتماءاتنا وتوجهاتنا أن نستخلص منها العبر، لنبني غدا أفضل لوطننا. وطن يجمعنا تحت رايته ويضمن حقوقنا جميعا. لذا، علينا ألا نسمح بسقوط الهيكل من جديد لئلا نعيش 13 نيسان ثانية. وبهذه المناسبة، تؤكد مصلحة طلاب القوات استمرارها في النضال بالطرق السلمية وتحت سقف القانون لبناء الدولة الحاكمة الحقيقية، التي لا سلطة لأي طرف خارجها. وندعو جميع الأفرقاء لمد يد التعاون ولتغليب المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار لصناعة مستقبل يليق بشبابنا".

 

الولايات المتحدة تحذر رعاياها من حالات خطف في 35 دولة بينها لبنان

وكالات/13 نيسان/2019/حذرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، رعايا بلادها من "حالات الاختطاف" في 35 دولة حول العالم، بينها لبنان. وقدمت الوزارة مؤشرا جديدا "للمخاطر إلى مستشاري السفر العموميين، من أجل إبلاغ المواطنين الأميركيين بمزيد من الوضوح، عن مخاطر الاختطاف، وأخذ الرهائن، من قبل جهات إجرامية وإرهابية في جميع أنحاء العالم". وقالت: "إن المؤشر "K الجديد، يعد جزءا من الالتزام المستمر بتوفير معلومات واضحة وشاملة، حول سلامة السفر للمواطنين الأميركيين، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات سليمة للسفر"، مشيرة إلى أنها "تقدم مؤشرات المخاطر المحددة، مثل: الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والكوارث الطبيعية والصحة وغيرها، من المخاطر المحتملة". ولفتت إلى أن القائمة التي تحمل مؤشر "K" لخطر الاختطاف، تضم 35 دولة بينها 8 دول عربية، وهي: أفغانستان، الجزائر، أنغولا، بنغلاديش، بوركينا فاسو، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، كولومبيا، جمهورية الكونغو، إثيوبيا، هايتي، إيران، العراق، كينيا، لبنان، ليبيا، ماليزيا، مالي، المكسيك، النيجر، نيجيريا، باكستان، بابوا غينيا الجديدة، الفلبين، روسيا، الصومال، جنوب السودان، السودان، سوريا، ترينيداد وتوباغو، تركيا، أوغندا، أوكرانيا، فنزويلا واليمن. وأشارت إلى أن "مكتب الشؤون القنصلية يعمل عن كثب، مع مكتب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، وكل الوكالات الأميركية لخدمة وحماية الأميركيين في الخارج، ومنع وحل حالات الاختطاف وأخذ الرهائن"، مؤكدة أنها "ستستمر في تحديث معلوماتها العامة، كجزء من الالتزام المستمر، بخدمة المواطنين الأميركيين أثناء سفرهم إلى الخارج".

 

جروح عائلات المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية مازالت مفتوحة

العرب/14 نيسان/19

أسئلة طال البحث عن أجوبة لها

بيروت - للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تحيي عائلات المفقودين والمخفيين قسرا الذكرى الـ44 لاندلاع الحرب الأهلية، بينما يحدوها الأمل في معرفة مصير أحبائها بعد إقرار قانون قبل أشهر عدةّ ينصّ على تشكيل هيئة وطنية مستقلّة لتقفّي أثرهم. وأقر البرلمان في نوفمبر هذا القانون بموافقة القوى السياسية، بينما يعود لمجلس الوزراء تعيين الهيئة وإصدار المراسيم الخاصة بذلك، لكن نجاحها في عملها مستقبلا يعتمد بالدرجة الأولى على ضوء أخضر تمنحه الأحزاب التي شاركت في الحرب (1975-1990) لمقاتليها، من أجل الإفصاح عما بحوزتهم من معلومات عن مفقودين ومقابر جماعية. وتخللت سنوات الحرب فصول مرعبة من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والخطف على الهوية (بحسب الانتماء الطائفي) التي لجأت إليها الأطراف المتحاربة كافة، وقوى عسكرية غير لبنانية تدخلت في النزاع. وخلّفت سنوات الحرب وفق تقديرات أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود.

نص قانوني ولكن..

تقول وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، “إنها أول ذكرى للحرب تحلّ وبين أيدينا نص قانوني كرس حقّ المعرفة، وبالتأكيد يزيد هذا الأمر من أملنا في الوصول إلى حقيقة كل الأشخاص الذين فقدوا، الأحياء منهم والأموات”. ومنذ العام 2005، تشارك حلواني، التي خطف زوجها من منزلهما في العام 1982، مع العشرات من النساء في اعتصام مفتوح في خيمة منصوبة في حديقة أمام مقر الأمم المتحدة في وسط بيروت، تزيّنها صور لمفقودين ومخطوفين من أقاربهن ويطالبن بمعرفة مصيرهم.

معرفة مصير أبنائهم

وأقرّ مجلس النواب في نوفمبر قانونا هو الأول من نوعه، ينصّ على تشكيل هيئة وطنية للمفقودين والمخفيين قسرا. ومن صلاحياتها جمع المعلومات والاستماع إلى الشهود والتعامل مع مسألة المقابر الجماعية. ويعطي القانون عائلات المفقودين “الحق في معرفة مصير أفرادها وذويها المفقودين أو المخفيين قسرا وأمكنة وجودهم أو إمكان احتجازهم أو اختطافهم وفي معرفة مكان وجود الرفات واستلامها". وتوضح حلواني “إنه أمر مهم جدا لأهالي المفقودين حتى يتمكنوا من متابعة حياتهم، كما كل الناس، لا أن نقضي حياتنا في الانتظار”، مضيفة “أعتقد أننا نستحق كأهالي مفقودين أن نخرج من هذه الحالة المتأرجحة”. ويعود إلى مجلس الوزراء تعيين الهيئة المؤلفة من 10 أعضاء بعد تسمية جهات مستقلة، بينها نقابتا المحامين والأطباء، مجلس القضاء الأعلى وجمعيات المفقودين وناشطين حقوقيين، أسماء ممثليها. على أن تعمل لاحقا على وضع نظامها الداخلي ومباشرة عملها. ويقول النائب السابق غسان مخيبر، وهو أحد معدي مشروع القانون، إن “القرار السياسي بصدور قانون يجب أن يتثبّت اليوم في تعيين هيئة ويُترجم بتسهيل عملها”. وعلى الهيئة أن تستهل عملها بإعداد قائمة موحّدة بأسماء كافة المفقودين وفق مخيبر بعد “تقفي أثرهم والتحقق من وجود من هم على قيد الحياة والسعي إلى عودتهم، وإلا فعودة رفات المقتولين أو الموتى، وبالتالي نبش المقابر المختلفة” التي دفنوا فيها. وفي بلد كلبنان، حيث الانقسامات السياسية والطائفية حكمت سنوات الحرب وتحكم سنوات السلم، فإن حصول العائلات على أجوبة لطالما انتظرتها لا يبدو وشيكا. ويسأل مخيبر “في أي مقبرة جماعية ستبدأ البحث؟ أماكن الدفن موجودة على كامل الأراضي اللبنانية، وكل منطقة كانت تحت تحكم جهة عسكرية أو أمنية معينة”، وبالتالي فإن “اختيار الأماكن وكيفية التعامل مع نبش هذه المقابر في المناطق يحتاجان إلى الكثير من الحكمة والجرأة”. ورغم تشديده على طابع عملها “الإنساني”، لكنه يعتبر أن “عددا من الأحزاب التي كانت ميليشيات سابقا وتخبئ جماجم في خزائنها ولديها ماض في جرائم الحرب، باتت تخشى، بشيء من الحذر وبالحد الأدنى، من عمل هذه الهيئة في المستقبل”.

واصطدمت كل الحملات السابقة المطالبة بكشف مصير المفقودين بعدم تعاون الأحزاب التي تورّطت في الحرب وتقاعس السلطات. يرى الباحث لقمان سليم، مدير جمعية أمم للأبحاث والتوثيق، التي تُعنى بتوثيق ذاكرة الحرب في لبنان وعملت لسنوات على جمع بيانات عن المفقودين، أن الآمال في التوصل إلى نتائج ملموسة ضئيلة. ويقول “أن تصوّت سلطة سياسية أيديها ملطخة بالدم على قانون من هذا القبيل يعني بكل بساطة أنها لا تخشى من مفاعيله، وتعرف جيدا أنه كما الكثير من الأمور في لبنان، سيبقى هذا القانون حبرا على ورق”. وأنهى اتفاق سياسي في مدينة الطائف السعودية سنوات الحرب في لبنان. وفي العام 1991، استفاد زعماء الحرب والعديد من المتورطين فيها من عفو عام أثار انتقادات عدة. ويجزم سليم بأنه “في مجلس النواب والحكومة ودوائر القرار الملحقة بالزعماء، هناك العشرات ممن يملكون التفاصيل لما نحتاج إليه من معلومات للكشف عن مصير بعض المفقودين أو للتعرف إلى مواضع المقابر الجماعية”.

وينتمي هؤلاء إلى “أحزاب وتنظيمات مختلفة” تمّ في وقت لاحق “تبييض” صفحاتهم وفق سليم، الذي يشكك في قدرة القانون على “إعادة الساعة إلى الوراء ودفع اللبنانيين إلى التفكير مجددا.. بما أدى بهم إلى الدخول في نزاع دموي دام 15 سنة”. وبالنسبة إلى عائلات المفقودين والمخطوفين، فالمطلوب من السلطات والأحزاب والأفراد والمؤسسات أمر واحد وهو الدفع إلى تطبيق القانون. وتقول حلواني “المجتمع بأكمله معني بمعرفة الحقيقة لأنها المدخل الفعلي والإلزامي للمصالحة الحقيقية بين أبناء الشعب اللبناني”. وتضيف “لطالما اتهمتنا السلطات المتعاقبة بنكْء الجراح، لكن ما نريده نحن هو أن نبلسمها، لأنها لم تندمل بعد”.

 

المحامي طارق شندب ينشر حكم ادانة ضد اللواء المتقاعد جميل السيد بجرم الكذب والافتراء

جنوبية/13 نيسان/19/غرّد المحامي طارق شندب عبر صفحته الخاصة فكتب: “حكم إدانة ضد اللواء المتقاعد جميل السيد بجرم الكذب والافتراء”. وعلق: “جميل السيد بيطلع كل يوم بيعمل تصريح كاذب ليظهر نفسه بمظهر الفهمان. عزيزي جميل السيد هذا حكم قضائي صادر بحقك عن القضاء اللبناني يلزمك به بوقف الكذب والافتراء ويقوم بتغريمك بعد منحك الأسباب التخفيفية (مراعياً وضعك النفسي) لإقدامك المستمر على الكذب والافتراء وتأليف الاخبار الكاذبة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في حماة

بيروت: «الشرق الأوسط/13 نيسان/19/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارات إسرائيلية استهدفت اليوم (السبت) مواقع عسكرية عدة في مدينة مصياف بمحافظة حماة السورية، من بينها مركز تطوير صواريخ متوسطة المدى ينتشر فيه مقاتلون إيرانيون. وأسفرت الغارات، وفق المرصد، عن سقوط قتلى في صفوف المقاتلين الإيرانيين، فضلا عن 17 جريحاً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها. وأوضح المرصد أن القصف استهدف «مدرسة عسكرية تابعة لقوات النظام في مدينة مصياف ومركزين آخرين تابعين لمقاتلين إيرانيين في ريف المدينة هما مركز تطوير صواريخ متوسطة المدى في قرية الزاوي ومعسكر تدريب في قرية الشيخ غضبان». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك أيضاً قتلى في صفوف المقاتلين الإيرانيين إلا أننا لم نتمكن من تحديد عددهم حتى الآن». وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أعلنت تصدي الدفاعات الجوية لقوات النظام، فجر اليوم، لـقصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة مصياف وأسقطت صواريخ عدة، وتحدثت عن جرح ثلاثة مقاتلين. من جانبه، رفض ناطق باسم الجيش الاسرائيلي التعليق على هذه المعلومات. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف منطقة مصياف، إذ اتهمت دمشق إسرائيل مرات عدة بقصف مواقع عسكرية فيها.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لميليشيا «حزب الله» اللبناني. واستهدف القصف الإسرائيلي مؤخراً مدينة حلب، إذ أعلنت دمشق في نهاية مارس (آذار) عن تصدي دفاعاتها الجوية لـ«عدوان» إسرائيلي استهدف شمال شرق المدينة. وأسفر القصف الذي طال، وفق المرصد مستودعات ذخيرة تابعة لمقاتلين إيرانيين عن مقتل سبعة مقاتلين. وأعلن الجيش الإسرائيلي في 21 يناير (كانون الثاني) توجيه ضربات طالت مخازن ومراكز استخبارات وتدريب قال إنها تابعة لـ«فيلق القدس» الإيراني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي. وتسببت الضربات وفق المرصد بمقتل 21 شخصاً بينهم عناصر من القوات الإيرانية ومقاتلون مرتبطون بها.وتكرر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى ميليشيا «حزب الله».

 

بومبيو: الخيار العسكري في فنزويلا غير مستبعد

الجمهورية 13 أبريل، 2019/أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الجمعة أن خيار التدخل العسكري في فنزويلا لا يزال مطروحاً على طاولة السياسة الأميركية. وفي حديث لقناة “ميغا” التشيلية قال: “الولايات المتحدة تدعم بحزم الشعب الفنزويلي الذي سنعيد له الديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد عملنا على ذلك عبر وسائلنا السياسية والدبلوماسية، لكن كل الخيارات مطروحة”.وحول ما إذا كانت واشنطن مستعدة للعمل العسكري رغم أن مجموعة ليما، وهي إطار للعمل المشترك لدول أميركا اللاتينية تعارض ذلك، قال إنه يقوم حاليا بجولة في المنطقة لإيجاد حل سياسي لأزمة فنزويلا و”حشد الدعم للجهود الجماعية الرامية إلى جعل (الرئيس الفنزويلي) نيكولاس مادورو يكف عن قتل الناس وينهي معاناة شعبه”.وتشهد فنزويلا في الأسابيع الأخيرة تفاقماً خطيراً في أزمتها السياسة والاقتصادية، بعد أن أعلن رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد في خطوة أيدتها معظم الدول الغربية، في حين تؤكد روسيا والصين وكوبا وعدد من الدول الأخرى على شرعية مادورو وترفض بشكل قاطع محاولات التدخل الخارجي واستخدام القوة لتغيير النظام في كاراكاس.

 

البرهان يتعهد تشكيل حكومة مدنية بالتشاور مع القوى السياسية/رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان أعلن إلغاء حظر التجول والإفراج عن جميع المعتقلين

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان اليوم (السبت)، إلغاء حظر التجول الليلي والإفراج عن جميع المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم بموجب حالة الطوارئ في الاحتجاجات الأخيرة. كما تعهد البرهان، خلال خطاب أذاعه التلفزيون الرسمي السوداني، بأن تستمر الفترة الانتقالية لعامين كحد أقصى يتم في نهايتها أو خلالها تشكيل حكومة مدنية بالتشاور مع القوى السياسية.  ودعا البرهان كافة المكونات السياسية إلى الحوار، مشدداً على أنه ستتم محاربة الفساد وتفكيك كل الواجهات الحكومية وغير الحكومية الحزبية. وأعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقف إطلاق النار في أرجاء السودان، داعياً السودانيين، مواطنين وأحزابا، العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية. ووعد البرهان بـ«اجتثاث» نظام الرئيس السابق عمر البشير. وقال إن المجلس سيعمل على Jإعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة بما يتفق مع القانون ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه». وكان البرهان قد أدى مساء أمس (الجمعة) اليمين الدستورية رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي وبث التلفزيون الرسمي مراسم أداء اليمين. وبعد ساعات من سعي المجلس العسكري لتهدئة الغضب الشعبي بتعهده بأن تكون الحكومة الجديدة مدنية، أعلن وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض بن عوف أمس أنه سيتنحى من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد يوم واحد فقط له في المنصب. ويطالب محتجون بتغيرات سياسية أسرع في السودان في أعقاب إطاحة القوات المسلحة بالبشير.

 

الشرطة السودانية تؤكد مقتل 16 متظاهراً بأعيرة نارية بعد الإطاحة بالبشير

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/أكدت الشرطة السودانية في وقت متأخر من يوم أمس (الجمعة)، مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً يومي الخميس والجمعة "بأعيرة نارية طائشة في الاعتصامات والتجمهرات" بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وأضاف المتحدث باسم الشرطة السودانية هشام علي، إن مباني حكومية وخاصة تعرضت لهجمات أيضاً. وتظاهر مئات الآلاف من المحتجين في شوارع الخرطوم يوم أمس، لمطالبة الجيش بتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية وذلك بعد يوم من إطاحته بالرئيس عمر البشير.

 

استقالة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/صادق الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، علي الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول صلاح قوش من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني مساء أمس (الجمعة)، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية. وكان الرئيس السوداني السابق عمر البشير قد أصدر قرارا جمهورياً في فبراير (شباط) 2018، بتعيين قوش مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، خلفاً للفريق محمد عطا الذي تمت إقالته من المنصب. وكان البشير قد أقال قوش من المنصب نفسه في عام 2011، وعين مكانه نائبه الفريق محمد عطا، وفي عام 2013 اتهم قوش ومجموعة من الضباط بمحاولة قلب نظام الحكم، ولكن أطلق سراحه بعد ذلك بعفو رئاسي. وتأتي استقالة قوش استجابة لتجمع المهنيين السودانيين (تجمع نقابي غير رسمي) وحلفائة في قوى الحرية والتغيير الذين يرهنون فض الاعتصام وبحث ترتيبات الفترة الانتقالية بحزمة مطالب بينها إقالة مدير الأمن والمخابرات صلاح قوش. كان الفريق أول البرهان قد أدى مساء أمس، اليمين الدستورية لرئاسة المجلس الانتقالي الذي أطاح بالرئيس عمر البشير من السلطة.وخلف البرهان الفريق أول عوض بن عوف في رئاسة المجلس بعد أن تنحى الأخير استجابة لمطالبات الشارع السوداني الذي رفض بن عوف وكان يشغل منصبي نائب أول للرئيس المعزول عمر البشير ووزير الدفاع.

 

الجزائر: «الحراك الشعبي» يفرز اضطرابات داخل أحزاب السلطة والمعارضة/قضاة يقررون مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية.. وقلق دولي من تعنيف الشرطة للمتظاهرين

الجزائر: بوعلام غمراسة/ الشرق الأوسط أونلاين»/14 نيسان/19/أفرز الحراك الشعبي الجاري منذ شهرين في الجزائر اضطرابات داخل أحزاب في السلطة وحتى في المعارضة، وهي الاضطرابات التي قد تفضي، حسب مراقبين، إلى رحيل قياداتها، وأولهم رئيس الوزراء المستقيل أحمد أويحيى، الذي أصبح يواجه معارضة شديدة داخل الحزب الذي يرأسه (التجمع الوطني الديمقراطي». وفي غضون ذلك حاول عشرات الأشخاص في بشار (جنوب غربي)، أمس، منع وزراء الداخلية والري والسكن الجدد من زيارة المنطقة، تعبيرا عن عدم اعترافهم بالحكومة، التي شكلها الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.

ووجد أعضاء حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي عشرات المحتجين بانتظارهم في مطار بشار، الليلة قبل الماضية، رافعين لافتات تطالبهم بـ«العودة من حيث أتيتم، فأنتم تحتلون مناصب غير شرعية، والشعب يرفض حكومتكم».

ورغم حالة الرفض المحلي، تنقل الوفد الوزاري في عدة أحياء بولاية بشار، حيث عاينوا مشروعات مرتبطة بقطاعاتهم. وكانوا محاطين بتعزيزات أمنية كبيرة في كل النقاط التي توقفوا عندها. لكن وزير الأشغال العمومية اضطر إلى إلغاء زيارته للعاصمة الأسبوع الماضي، عندما احتشد عدد كبير من الأشخاص لمنعه من زيارة موقع تابع للوزارة.

ويفترض دستوريا، أن تعرض الحكومة الجديدة «مخطط عملها» على البرلمان، قبل أن ينزل الوزراء إلى الميدان. لكن ذلك لم يكن متاحا لبدوي بسبب هجرة النواب غرفة التشريع «المجلس الشعبي الوطني»، وذلك في سياق الانخراط مع مطالب الحراك، الذي يعتبر البرلمان «وليد تزوير على أيدي رجال نظام بوتفليقة». كما استقال غالبية نواب المعارضة من هيئة التشريع. وقال علي بن فليس، رئيس الوزراء سابقا بهذا الخصوص: «الشعب لا يريد الدخول في المرحلة الجديدة بالوجوه القديمة، وأكثر من هذا... الشعب لا يريد أن تقود هذه الوجوه القديمة المرحلة الجديدة، لأنه يرى في بقاء هذه الوجوه مناورة لإجهاض وثبته واستنساخ النظام القديم. الأمر لم يعد متعلقا فقط برحيل الوجوه المنبوذة، واستبدال وجوه محبوبة بها، بل أصبح اختبارا لصدق النية في التوجه نحو تغيير النظام السياسي، أو الإبقاء على النظام السياسي القديم في ثوب جديد».

وبحسب بن فليس، فإن الطبقة السياسية «لا تنتظر من الجيش أن يكون الآمر والناهي في البحث عن الحل، بل أن يسهل ويرافق ويحمي مسار الحل المنشود»، وذلك في سياق ترقب رد فعل قيادة الجيش على مسيرات أول من أمس، التي طالبت بتنحي رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.

من جهة أخرى، أطلق بلقاسم ملاح، كاتب الدولة للشباب سابقا «هيئة وطنية لعقد مؤتمر استثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي»، بغرض الإطاحة بأويحيى، الذي يتحصن داخل مقر الحزب بأعالي العاصمة، محاطا بقياديين أوفياء له، يصدون حملات استهدافه منذ تنحيه من رئاسة الوزراء في 10 من مارس (آذار) الماضي، في سياق «مليونيات التنديد بالنظام».

ويعد ملاح، وهو برلماني سابق بـ«التجمع»، من أشد معارضي أويحيى منذ سنين طويلة، لكن منصبه الكبير في الدولة حال دون نجاح محاولات خلعه. وعلى خلفية الحراك الناقم على رموز النظام، بعث ملاح مساعيه القديمة، وأصبح يلتقي يوميا المناضلين والقياديين، الذين ابتعدوا عن الحزب في أوقات سابقة، لخلافات مع أويحيى بهدف تجسيدها على أرض الواقع. كما يتعرض أمين عام «التجمع» لحملة أخرى، تبدو أكثر قوة، يشنها ضده المتحدث باسم الحزب صديق شهاب، الذي دخل في صراع قوي معه، على أثر تصريحات أطلقها في الإعلام في بداية المظاهرات، وانتقد فيها بوتفليقة وشقيقه بشدة، وهو ما أثار حفيظة أويحيى، الذي أصدر بيانا تبرأ فيه من شهاب. وتطور الصراع بين الرجلين إلى تبادل اتهامات خطيرة، انتهت بعزل شهاب من الحزب. غير أنه رفض «الخضوع للأمر الواقع». وهو يعتزم جمع عدد كبير من المناضلين الأوفياء له لتنظيم احتجاج أمام مقر الحزب للمطالبة برحيل أويحيى.

على صعيد آخر، استغربت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، من تحذيرات مديرية الشرطة أول من أمس، من «أشخاص أجانب تم اعتقالهم والكشف عن مخططاتهم، وقد جاءوا خصيصا لإذكاء التوترات، ودفع الشباب للجوء إلى أنماط متطرفة في التعبير، قصد استغلال صورهم عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». كما قالت الشرطة إنها «وضعت حدا لمخططات إجرامية واسعة النطاق، تمثلت في اعتقال إرهابيين مدججين بالأسلحة والذخيرة، كانوا يخططون لأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلين الكثافة البشرية للحراك».

وقال نور الدين بن يسعد، رئيس «الرابطة»، إن السلطة «تحاول إجهاض الحراك الذي زلزلها من خلال التخويف من عمل إرهابي محتمل... إنها حيلة قديمة لا تنطلي على أحد».

في غضون ذلك، أعلن قضاة جزائريون أمس في العاصمة قرارهم مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في 4 من يوليو (تموز) المقبل، في خطوة داعمة لحركة الاحتجاجات في البلاد. ونفذ أكثر من مائة قاضٍ وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة العدل في الجزائر العاصمة أمس، بدعوة من نادي القضاة، وهي هيئة قيد التشكيل، يقول القائمون عليها إنها تضم أكثرية القضاة غير المنتمين إلى النقابة الوطنية للقضاة القريبة من السلطة. وقال قاضي التحقيق في محكمة الوادي (شمال شرقي) سعد الدين مرزوق: «دعما لمطالب الشعب، نحن أعضاء نادي القضاة قررنا مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية».

ويؤدي القضاة دوراً محورياً في تنظيم الانتخابات في الجزائر، إذ إنهم مكلفون خصوصاً بالإشراف على القوائم الانتخابية، وهي نقطة خلاف دائم بين المعارضة والسلطة. وأعربت منظمات من المجتمع المدني الجزائري أمس، عن قلقها الشديد لتشدد الشرطة حيال المتظاهرين بعد ساعات قليلة من انتهاء اعتصام الجمعة، وشددت على الطابع السلمي الذي ظل يميز الحراك الذي بدأ قبل شهرين. ونزل الجزائريون مجدداً بأعداد كبيرة أول من أمس في كل أنحاء البلاد للتعبير عن رفضهم لاقتراح السلطات الانتقالية، والمطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية في 4 يوليو (تموز) المقبل. وسارت مظاهرات أول من أمس، دون حوادث في معظم المدن. لكن المظاهرة التي بدأت في أجواء أكثر توتراً من المعهود انتهت بصدامات بين مئات الشبان وعناصر الشرطة، التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع. لكن المواجهات بدأت هذه المرة حتى قبل انتهاء المظاهرة.

 

خليفة بوتفليقة في عين العاصفة واحتجاجات حاشدة في الجزائر وصدامات مع الشرطة

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/عاشت الجزائر أمس جمعة ثامنة من الاحتجاجات، هذه المرة ضد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي تولى منصب الرئيس الانتقالي خلفاً للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. ونزلت حشود ضخمة إلى الشوارع في مختلف المدن الكبرى, وشكّلت مسيرات أمس اختباراً لموقف الحراك الشعبي من انتقال السلطة إلى بن صالح، واختباراً مماثلاً للعلاقة مع المؤسسة العسكرية التي تبدو الآن تحت ضغط للنزول عند إرادة الشارع وتغيير الشخصيات التي تسلّمت قيادة المرحلة الانتقالية بعد تنحي بوتفليقة. ورغم إغلاق مداخل الجزائر العاصمة وبإحكام شديد، منذ يومين، للحؤول دون التحاق أعداد كبيرة من خارجها بالحراك، عجَّت الساحات العامة، أمس، كعادتها بالحشود من كل الفئات المهنية ومن كل الأعمار. ورفع محتجون لافتات تنتقد موقف رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الذي أكد في خطاب، الأربعاء الماضي، دعمه لابن صالح رئيساً للمرحلة الانتقالية.

وقالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع إن الفريق قايد صالح، الضابط العسكري الثمانيني، قد يغيّر موقفه من الفترة الانتقالية والشخصيات التي ستشرف عليها وذلك بناء على مدى قوة المحتجين وإصرارهم على تنحية بن صالح. وكان قائد المؤسسة العسكرية قد تعهد مرتين في وقت سابق بـ«النزول عند مطالب الشعب كاملة»، وأعطى مؤشرات على عدم اعتراضه على اللجوء إلى حل سياسي بدل التقيّد بـ«المادة 102» من الدستور التي تتحدث عن تولي رئيس مجلس الأمة رئاسة الدولة لمدة 90 يوماً، في حالة استقالة رئيس الجمهورية. وتنتهي الفترة الانتقالية بتنظيم انتخابات رئاسية في 4 يوليو (تموز) المقبل، بحسب ما وعد الرئيس الانتقالي في كلمة له قبل أيام.

 

معركة طرابلس تعيد خلط الأوراق ... وتربك ردود الفعل الدولية وتحذيرات من أزمة إنسانية وتخوّف من حرب أهلية

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/يأمل قادة مؤثّرون في «الجيش الوطني» الليبي أن تنتهي عمليتهم الدائرة حالياً لـ«تطهير» طرابلس باستقبال حافل «تنثر فيه الورود وتفوح فيه روائح الحنّة»، لكن «حكومة الوفاق» تظهر العزم على استمرار المواجهة، مستندة إلى دعم كتائب وميليشيات مسلحة متغوّلة في العاصمة ومناطق أخرى بشمال غربي ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة التي أسقطت الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. وبينما تتأرجح ردود الفعل الدولية، وتراوغ أحياناً، تحدث خسائربشرية ومادية، التي يرى داعمو العملية، التي بدأت في 4 أبريل (نيسان) الحالي، أنها ضرورية لـ«وحدة البلاد وأمنها»، كما قد تكون «آخر الخسائر والقلاقل المؤثرة». وأمام احتدام المعركة على الأرض، التي حصدت في أسبوع واحد 56 شخصاً من الجانبين، اضطرت البعثة الأممية لدى ليبيا إلى تأجيل الملتقى الوطني الجامع، الذي كانت تحضر له منتصف الشهر الحالي في مدينة غدامس (أقصى غرب البلاد)، ورأت أنه «لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تُضرب والغارات تُشن، دون التأكد من تأمين سلامتهم وحريتهم بالتعبير عن رأيهم». وما بين المؤيدين للعملية العسكرية والمعارضين لها، يُوجه بعض الذين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» اللوم لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ويتهمونه بـ«الفشل» في لجم تحركات الميليشيات، التي كانت سبباً في اندلاع اشتباكات كثيرة، أريقت فيها دماء كثيرة خلال الأعوام الماضية، على مرأى ومسمع منه، منذ اعتلائه السلطة عبر «اتفاق الصخيرات».

لم تغادر العاصمة الليبية طرابلس، طيلة السنوات الثماني التي تلت «انتفاضة 17 فبراير»، أصوات الرصاص، ودوي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في اشتباكات متكرّرة تدور رحاها بين المجموعات المسلحة، وتعلو خلالها استغاثات المواطنين «طلباً للحماية». وفي تلك الأثناء كانت أبرز الأسئلة المطروحة: متى يُنجز «تطهير» العاصمة من الميليشيات؟ ومن يمتلك القدرة على ذلك، لا سيما في ظل سيطرتها على مناحي الحياة بداية من التكسب من المال العام، ووصولاً إلى أروقة القضاء؟

أنظار غالبية القوى السياسية والنيابية الليبية اتجهت إلى «الجيش الوطني»، الذي كان قد فرغ أخيراً من «تحرير» مدينة درنة (شمال شرقي ليبيا)، ما دفع بقائده العام المشير خليفة حفتر إلى الاستجابة للنداءات التي أطلقها ساسة ونواب برلمانيون من شرق البلاد، متعهداً بالتحرّك نحو طرابلس «في الوقت المناسب وفقاً لخطة دقيقة ومدروسة». وهذا ما حصل منذ بداية الأسبوع الماضي، عندما أعطى حفتر أوامره إلى القوات المسلحة بالتوجّه إلى العاصمة «لتحريرها من الإرهابيين»، وأطلق على العملية اسم «طوفان الكرامة».

 المشهد الانقسامي

تتنازع على الحكم في ليبيا راهناً سلطتان؛ هما «حكومة الوفاق الوطني» برئاسة السراج التي شُكلت في نهاية 2015 بموجب «اتفاق الصخيرات» الذي رعته الأمم المتحدة وتتّخذ من طرابلس مقراً لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من مجلس النواب وداعمة لـ«الجيش الوطني» بقيادة حفتر. ومنذ سقوط نظام القذافي، تشهد ليبيا نزاعات داخلية مختلفة، لكن العملية العسكرية التي أطلقها حفتر يراها متابعون أنها عمّقت الأزمة في البلاد. واللافت أن العملية العسكرية المستمرة أظهرت مفارقات كثيرة واتهامات متبادلة بين الجانبين. إذ اصطفت غالبية تنظيمات المُسلحين خلف السراج، بعد إخراجهم من العاصمة، لعل أبرزهم صلاح بادي قائد ما يسمي «لواء الصمود»، الذي وقف أمام مطار طرابلس الدولي عام 2014 بعد إضرام النيران به، وهو يكبر «الله أكبر ولله الحمد». غير أن قوات السراج التي أطلقت عملية «بركان الغضب» في مواجهة «طوفان الكرامة» ورأت أنها في «موضع دفاع عن النفس»، اتهمت «الجيش الوطني» بـ«استخدام الأطفال في الحرب، بدلاً من تركهم لمقاعد الدراسة». هذه التهمة رفضها الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الليبي تنظمه القوانين العسكرية والتشريعات واللوائح المتعلقة بالتجنيد والتوظيف والاستخدام، التي تحدد سن الالتحاق بالجندية بما لا يقل عن 18 سنة». واستطرد العباني: «لا يتصور أحد وجود قُصَّر في الجيش الوطني، اللهم إلا إذا كان ذلك في خيال الفاسدين أعداء الجيش» (حسب تعبيره). وللعلم، يتلقّى حفتر دعماً سياسياً من سلطة مجلس النواب، الموجود في شرق ليبيا. وفي الآونة الأخيرة، بسط «الجيش الوطني» سيطرته على مدن وبلدات في الجنوب الليبي، بينما يحظى المجلس الرئاسي لـ«حكومة الوفاق» بدعم دولي منذ توقيع «اتفاق الصخيرات» في المغرب نهاية عام 2015.

- الورود والحرب

ومنذ بداية العملية العسكرية، قبل 8 أيام، تشهد كل محاور القتال جنوب طرابلس، كرّاً وفرّاً بين الجانبين على المستوى الميداني، ونفياً متبادلاً لكثير من التقارير. وهذا، وسط نزوح واسع للمواطنين، وتصاعد شكاواهم من تضرّر منازلهم، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب عنهم، بحسب رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة محمد المُبشر لـ«الشرق الأوسط». بيد أن الناطق باسم «الجيش الوطني» اللواء أحمد المسماري يكرّر تطميناته إلى المواطنين بأن الجيش «لن يذهب إليهم غازياً أو محتلاً، بل يهدف إلى حمايتهم». من جهة أخرى، يلاحظ أن «الجيش الوطني» يحقق مكاسب على الأرض، بعدما تموضع على أطراف العاصمة وضواحيها، زاحفاً نحو طرابلس عبر وادي الربيع وعين زارة، التي تبعد نحو 16 كيلومتراً عن قلبها. وبعدها سيطر على معسكر اللواء السابع بالعزيزية، بعد معارك شرسة خاضها في مواجهة القوات الموالية لحكومة السراج، فضلاً عن استحواذه على 14 آلية عسكرية، وهو ما عبر عنه اللواء عبد السلام الحاسي، الذي عينه حفتر رئيساً لمجموعة عمليات المنطقة الغربية أخيراً، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، بأن «النصر بات قريباً، والجيش يحقق تقدّماً مطرداً على الأرض... وأعتقد أن السكان سيستقبلون الجيش بالورود، وربما سيستوردون الزهور للاحتفالات».

هذا التفاؤل من جانب قيادات «الجيش الوطني» ردّت عليه قيادات قوات حكومة السراج بأنها هي الأخرى تواصل سيطرتها على مناطق «انتزعتها من قوات الخصم» الذي أراد «الانقلاب» على سلطة معترف بها دولياً، و«أسرت مجموعات كبيرة من المجندين للقتال بلغت 190 جندياً، غالبيتهم دون السن القانونية».

سلاح «الشرعية»

تداعيات الأمور وتسارع وتيرتها والمعركة الحامية على جميع محاور القتال حجزت مكاناً شاسعاً على طاولة السياسيين، خصوصاً المؤيدين للعملية العسكرية. إذ عاد مجلس النواب إلى التذكير بـ«أن لا شرعية لحكومة الوفاق»، و«يبارك عملية تحرير طرابلس». وحقاً، ارتفع عدد النواب المؤيدين للعملية العسكرية إلى 46 عضواً، ذهبوا إلى مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكل الدول الفاعلة «برفع الاعتراف عن حكومة الوفاق». واعتبر هؤلاء أن السراج «أصبح طرفاً في النزاع بدعمه الإرهابيين الذين يقاتلون الجيش»، وأن مجلسهم هو من «أعطى الشرعية للقوات المسلحة لمحاربة الإرهاب وتخليص البلاد من هيمنة وسيطرة الميليشيات». وانتقل التلويح باستخدام سلاح «الشرعية» إلى مطالبة وزارة الخارجية التابعة لـ«الحكومة المؤقتة» في شرق ليبيا، البعثات الدبلوماسية الليبية، بإخطار الدول المعتمدة لديها بأن «الحكومة المؤقتة»، برئاسة عبد الله الثني، هي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها.

وفي تعميمٍ حمل توقيع حبيب الميهوب، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بـ«المؤقتة»، خاطب في نهاية الأسبوع الماضي، جميع السفارات والقنصليات والمندوبيات والبعثات الدبلوماسية الليبية، بتفعيل قرار سابق للبرلمان صوت عليه غالبية النواب، بلا شرعية «حكومة الوفاق». ومن ثم، انعكست الانقسامات داخل ليبيا على سفاراتها وقنصلياتها في الخارج خلال السنوات السابقة، بين البعثات الدبلوماسية الموالية لـ«الوفاق» من جهة و«المؤقتة» من جهة ثانية، وكانت السفارة الليبية في القاهرة مسرحاً لكثير من تبادل الاتهامات، والاشتباكات التي وصلت إلى استخدام الرصاص ذات مرة.

تهم «إرهاب» و«جرائم حرب»

كذلك، الكر والفر على محاور القتال، قابله تلاسن وتوعّد بالحساب والمعاقبة. إذ تعهد السراج «بإحالة ملفات مرتكبي جرائم الحرب» في ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأبلغ في اتصال هاتفي مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة، أن «الأجهزة القضائية الليبية ستقدم للمحكمة ملفات متكاملة بجرائم الحرب وانتهاكات القانون وأسماء وصفات الأفراد المتهمين بارتكابها». وعبّرت بنسودة، من جانبها، عن «أسفها للهجوم الذي تتعرّض له العاصمة، وأكدت إدانتها استهداف المنشآت المدنية وتعريض المدنيين للخطر». وزادت متعهدة بأن «المحكمة الجنائية الدولية لن تتهاون ولن تتردد في مقاضاة الأفراد المتهمين بجرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية، وفقاً لتعريفات القانون الدولي». ولكن في مواجهة توعّد السراج للمهاجمين، وجهت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» المدعي العام العسكري للقبض وإحضار 23 شخصاً من العسكريين والمدنيين، لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم أو دعم الإرهاب في ليبيا». وشمل أمر القبض، الذي كشف عنه اللواء المسماري، الناطق باسم القيادة، أسماء عسكريين، منهم لواءات بعضهم موالٍ لحكومة السراج، وبعض آخر يتبع قوات «فجر ليبيا»، بالإضافة إلى رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الذي عيّنه «المجلس الوطني الانتقالي»، اللواء متقاعد يوسف المنقوش.

بل تضمن قرار الضبط، السراج نفسه، و3 من نوابه، بالإضافة إلى عبد الرحمن السويحلي الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى للدولة» وخليفة الغويل رئيس «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«المؤتمر الوطني العام» (المنتهية ولايته) والصادق الغرياني، المفتي الليبي المعزول، الذي يقيم في تركيا.

 المواقف الدولية

ولم يبتعد الموقف المحلي كثيراً عن ردود الأفعال الدولية، التي بدت في العلن متأرجحة، بل مراوغة أحياناً، على عكس ما يجري في الكواليس. فبينما كانت قوات حفتر في طريقها من شرق ليبيا إلى غربها، سارعت بريطانيا إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد.

واقترحت صدور بيان رئاسي عن المجلس وليس بياناً صحافياً (البيان الرئاسي يتمتع بصفة رسمية أكثر من البيان الصحافي) يدعو حفتر لوقف هجومه، لكن روسيا اعترضت على ذلك، فغاب الإجماع وسقط الاقتراح البريطاني.

ورغم أن الموقف الفرنسي جاء مماثلاً للموقف الروسي، فإن باريس عادت بعد يومين من انعقاد جلسة مجلس الأمن ونفت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، أن تكون بلادها قد عرقلت بياناً للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر إلى وقف زحفه.

لكن رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني، بدا أكثر حسماً، وأعلن أن ثمة خلافاً بين فرنسا وإيطاليا بشأن السياسة تجاه ليبيا، رغم وحدة الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد. وحثّ تاجاني، وهو إيطالي، دول الاتحاد الأوروبي على «التكلم بصوت واحد» فيما يتعلق بالصراع في ليبيا، مذكراً بدور فرنسا وبريطانيا في الإطاحة بالقذافي، وهو التحرّك الذي وصفه بـ«الخطأ» وتسبب في «إشاعة الفوضى» في ليبيا. وتوالت المواقف الإيطالية للتأكيد على أن الوضع في ليبيا «هشّ للغاية». واستند رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، على توقعات الأمم المتحدة، قائلاً إنها أكدت «احتمالية تفاقم الأزمة الإنسانية في الساعات والأيام المقبلة... وبالتالي، علينا العمل أولاً باتجاه وقف إطلاق النار وإنهاء فوري للمواجهة العسكرية المتصاعدة». وذهب نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو أبعد من ذلك، قائلاً إنه ليس لدى إيطاليا أي نية لاستخدام القوة العسكرية للتدخل في الصراع الليبي.

وفي هذه الأثناء، على الأرض، دفع احتدام المعركة تونس إلى التخوّف من سقوط ليبيا في أتون الحرب الأهلية. واضطر الاتحاد الأوروبي إلى إجلاء أفراد بعثته المساعدة من طرابلس المكوّنة من 20 فرداً، والعودة بها ثانية إلى تونس، حيث مقر البعثة.

مع هذا، ورغم كل ما يحدث في العاصمة، لم يفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأمل، إذ إنه رأى «أن الوقت ما زال متاحاً لوقف العنف وتجنب الأسوأ في ليبيا».

 

حكومة أشتية الفلسطينية تؤدي اليمين الدستورية/16 وزيراً جديداً وتأجيل حسم حقيبتين واستبعاد «حماس»

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/19/أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة اليمين الدستورية، أمس، أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله في الضفة الغربية، معلنةً بذلك انتهاء حقبة يُفترض أنها مثّلت كذلك حركة «حماس» من خلال حكومة التوافق الوطني المنحلة.

وأدى رئيس الوزراء الجديد محمد أشتية، وهو عضو لجنة مركزية لحركة «فتح»، اليمين، ثم تبعه الوزراء، وهم في غالبيتهم جدد. وضمت الحكومة المعروفة باسم «حكومة منظمة التحرير» باعتبارها تضم فصائل من المنظمة فقط، الدكتور أشتية رئيساً لمجلس الوزراء، وزياد أبو عمر نائباً لرئيس الوزراء، ونبيل أبو ردينة وزيراً للإعلام نائباً لرئيس الوزراء، وشكري بشارة وزيراً للمالية والتخطيط، ومحمد الشلالدة وزيراً للعدل، وأحمد مجدلاني وزيراً للتنمية الاجتماعية، ورولا معايعة وزيرة للسياحة والآثار، ورياض المالكي وزيراً للخارجية، وفادي الهدمي وزيراً لشؤون القدس، وإسحق سدر وزيراً للاتصالات والمعلومات، وآمال حمد وزيرة لشؤون المرأة، وخالد العسيلي وزيراً للاقتصاد الوطني، ورياض عطاري وزيراً للزراعة، وعاصم سالم وزيراً للنقل والمواصلات، وعاطف أبو سيف وزيراً للثقافة، ومجدي الصالح وزيراً للحكم المحلي، ومحمد زياره وزيراً للأشغال العامة والإسكان، ومحمود أبو مويس وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، ومروان عورتاني وزيراً للتربية والتعليم، ومي كيلة وزيرةً للصحة، ونصري أبو جيش وزيراً للعمل، وأسامة السعداوي وزير دولة للريادة والتمكين. واحتفظ أشتية مؤقتاً بمنصبي الداخلية والأوقاف إلى حين تعيين وزراء بعد خلافات حالت دون الاتفاق على أسماء مَن يشغلهما.

كما أعلن عن تعيين أمجد غانم أميناً عاماً لمجلس الوزراء بدرجة وزير. وبهذا يكون قد أجرى أشتية تغييراً كبيراً على الحكومة، مع دخول 16 وزيراً جديداً إليها، فيما احتفظ 5 وزراء بمناصبهم هم زياد أبو عمر نائب رئيس الوزراء، ونبيل أبو ردينة وزير الإعلام نائب رئيس الوزراء، وشكري بشارة وزير المالية والتخطيط، ورولا معايعة وزيراً للسياحة والآثار، ورياض المالكي وزيراً للخارجية. كما تم فصل وزارتي التعليم العالي عن التعليم واستحداث وزارة جديدة هي وزارة التمكين. وضمت الحكومة أغلبية فتحاوية وفصائل من منظمة التحرير فيما قاطعتها الجبهتان «الشعبية» و«الديمقراطية» ولم تُدع إليها حركتا «حماس» و«الجهاد».

وستحاول «فتح» إقناع جميع الفصائل بالمشاركة في الحكومة التي تتشكل في فترة حساسة في عمر السلطة الفلسطينية. وتريد «فتح» الآن استعادة الدور في قيادة العمل الحكومي بعدما حرمت منه منذ 2007.

وكان الرئيس عباس قد كلّف في 10 مارس (آذار) الماضي أشتية بتشكيل حكومة جديدة، بعد نحو شهر ونصف السهر من استقالة حكومة رامي الحمد الله، وهي حكومة التوافق الفلسطيني التي فشلت في المهمة الأساسية الموكلة إليها وهي استعادة الوحدة. وقبِل عباس استقالة حكومة الوفاق يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، وكلّفها بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة. وجاءت هذه الخطوة بعد قرار للمحكمة الدستورية الفلسطينية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحل المجلس التشريعي الذي كانت «حماس» تسيطر على غالبية مقاعده، وإجراء انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر. وشكّل حل «التشريعي» ضربة لـ«حماس» التي سيطرت على المجلس التشريعي المعطل منذ 11 عاماً، بعدما فرضت بالقوة حكمها على قطاع غزة. وأرادت «فتح» توجيه ضربة إلى «حماس» بعد إفشالها حكومة التوافق، واتهامات لها بمحاولة فصل القطاع. وستكون من مهمات الحكومة الحالية استعادة قطاع غزة، وهي مسألة تبدو معقدة وبعيدة المنال. وطلب عباس من محمد أشتية دعم جهود استعادة الوحدة الوطنية، وإعادة غزة إلى حضن الشرعية، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة وبالسرعة الممكنة، لإجراء الانتخابات التشريعية، وترسيخ الديمقراطية والتعددية السياسية. ورفضت «حماس» تكليف أشتية بتشكيل الحكومة، كما رفضت سابقاً حل المجلس التشريعي الفلسطيني وإجراء انتخابات تشريعية فقط، مطالبةً بانتخابات عامة تشمل الرئاسة. وعزز رفض «حماس» هذا إصرار «فتح» على تشكيل حكومة تقودها الحركة، وتسمح لها باستعادة الدور الذي فقدته منذ 2007. ولا يُتوقع حدوث تغيير جوهري على سياسة الحكومة في العلاقة مع «حماس»؛ لكن يُتوقع أن تشهد العلاقة مع الفصائل الأخرى وقوى المجتمع المدني والنقابات، وحتى مع الرئيس ومنظمة التحرير، فيما يخص السياسات الاقتصادية والاجتماعية، تغييرات كبيرة، في ظل أن أشتية هو جزء من الحلقة الضيقة حول عباس. وأكد أشتية أن حكومته ستخدم كل الفلسطينيين، وأن برنامجها يلبي أولويات مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني، وهو برنامج الرئيس وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية. واستعرض أشتية الخطوط العريضة لبرنامج حكومته، المتمثلة في «تحقيق الوحدة الوطنية، والتحضير للانتخابات التشريعية، ودعم عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، وتعزيز صمود المواطن على أرضه، والدفاع عن القدس، والنهوض بالاقتصاد الوطني، وتعزيز الشراكة ما بين القطاع العام والخاص والأهلي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السنيورة لـ«الجمهورية»: للخروج من الطرق الجانبية الى الأوتوستراد  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 13 نيسان 2019

«أشرف صريح جداً»، هكذا علّق الرئيس سعد الحريري على كلام اللواء أشرف ريفي أثناء استقبال الحريري. إذاً، لم تقتصر المصالحة على مد اليد بل أضيفت اليها المصارحة، خصوصاً عندما تأتي من خلاف مستحكم استمر 3 سنوات، وانتهى في منزل الرئيس فؤاد السنيورة بلقاء، استتبع بلقاءات وزيارات متبادلة، على أن يكون الاثنين موعد الفوز المتوقع لديما جمالي، يوماً آخر. ثلاثة أيام في طرابلس، بَدت فيها المدينة كأنها تستقبل توافقاً بين قواها السياسية الاساسية، بترحيب مشوب بالمطالبة الدائمة بتفعيل الانماء، ورفع الحرمان، وقد باتت هذه اللغة أكثر اولوية من اولويات وطنية أخرى، وهي ستكون العامل الحاسم في تحديد نسبة التصويت، على رغم من الفوز المتوقع لجمالي.

روى السنيورة لـ«الجمهورية» فصولاً من تولّي الرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومة، تصلح لأن تُستعاد اليوم، وتحدّث عن «ضرورة الاصلاح الذي كان يفترض ان يتم قبل زمن طويل، ولكنه وبسبب التقاعس والمماطلة عن القيام به في ذلك الوقت باتَ للأسف إصلاحاً إجبارياً، ما يعني انه بات أكثر كلفة وأكثر إيلاماً، اذ هناك فارق كبير بين وقف الهدر في وضع شبه سليم، ووقفه تحت وقع أزمة كبيرة تطل برأسها». يستعمل السنيورة الأمثال ليدعم المعادلة التي يطرحها، مرة يورد المثل ويكتفي تاركاً لتحليل المستمعين أن يُكمِل المهمة، ومرة يشرح وقلائل من السياسيين يستعينون بالأمثال (كان الرئيس الاميركي التاريخي لينكولن يستعمل هذا الاسلوب). يستذكر رفيق الحريري ومؤتمرات باريس لدعم لبنان، ليصل الى «سيدر» فيصفه كالآتي: «المجتمع الدولي قرر مساعدة لبنان، ملمّحاً الى انّ مساعدات مؤتمر «سيدر» وكأنها موجودة في الطبقة العشرين من مبنى كبير، لا يوجد فيه مصعد.

وبالتالي، فإنه يتوجب على لبنان ان يصعد الدرج، فإذا تبيّن أن لديه ارتفاعاً في الضغط يجب أن يعالج هذا الارتفاع، واذا تبين في الطابق الرابع انه مصاب بداء المفاصل، فيجب ان يعالج الامر، وهكذا دواليك، ليصل الى الطبقة العشرين. وقد قام بواجبه في تنفيذ الإصلاحات التي تأخر تنفيذها وطال الامر على الالتزام بها، كل ذلك من اجل التأكيد أنّ المساعدة ستُمنَح لجسم سليم، فلا تذهب سدى». كان تركيز السنيورة على الدستور و«اتفاق الطائف» أساسياً، ولهذه المعادلة مثل معبّر أيضاً: «نحن الآن ندخل جرّاء هذا المس المتمادي بصورة الدولة، في طرق جانبية، كل طريق منها يؤدي بنا الى طريق آخر يبعدنا عن الهدف المنشود، فيما المطلوب العودة الى الأوتوستراد الاساسي الذي يعني ضرورة العودة الى المبادئ الأساسية والى تصويب البوصلة نحو الاتجاه الصحيح الذي يتم من خلاله الحفاظ على الدولة وصورتها وهيبتها وحضورها، منعاً لاستمرار الخسارة على الجميع».

كذلك شدد السنيورة على «الوحدة والتضامن لدعم الرئيس الحريري في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من بعض القوى التي تتوسّل العصبيات الطائفية والمذهبية والميليشيوية»، داعياً الى «واجب التصويت الكثيف في انتخابات طرابلس لكي تعطي المدينة الرسالة للوطن كله ولجميع اللبنانيين ولأشقائه العرب وللمجتمع الدولي، وهي أنّ الكثرة الكاثرة من اللبنانيين متمسّكة بـ«اتفاق الطائف» وبالدستور ومنطق الدولة القادرة وسلطتها العادلة على كل مرافقها وأراضيها، وكذلك بإعادة الاعتبار للكفاية والجدارة والانجاز في تَسلّم المناصب في إدارات الدولة ومؤسساتها».

ساهمت زيارة السنيورة في تحريك العصب الطرابلسي لترجمته في استفتاء الغد، «دعماً للحريري وتدعيماً لمنطق الدولة»، وعلى طريقته أعطى الأمل بالصمود، وبالتقدم ولو خطوة خطوة، نحو استعادة الدولة. ترافق مع ريفي، وتبادل مع الرئيس نجيب ميقاتي عبارات الترحيب والمودة، في مأدبة أقامها الوزير السابق رشيد درباس تكريماً لمَن رعى المصالحة، وغادر طرابلس الى حيث تنتظره مهمة صَون المصالحة، تلك المصالحة التي كانت أيضاً طبقاً رئيساً في لقاء جمعَ الحريري وريفي والصفدي عند ميقاتي، والخلاصة دينامية سنيّة جديدة تستثمر وحدة الصف في مشروع يحمي الدولة.

 

هل يستعيد دير ما مارون مكانته في الهرمل؟  

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/السبت 13 نيسان 2019

هل يستعيد دير مار مارون العاصي دوره الديني الذي بدأه منذ 1500 عام، والذي كان منطلقاً للمارونية الى كل لبنان؟ وهل تنشط معه السياحة الدينية على اختلاف مِللها في البقاع، وتوضع خطة وخريطة سياحية للمنطقة تنهض بها، أم يبقى الإهمال يسيطر على هذا المكان وغيره؟

في عيد مار مارون هذا العام وعلى بعد 1500 عام ميلادي أطلّت الذكرى حاملةً معاني عدة تضفي على العيد بهجة وفسحة محبة وتلاقٍ. فأقيمت القداديس للمرة الاولى في التاريخ الحديث في «قصر البناة» في الهرمل مرقد رهبان مار مارون، الذين هربوا من اضطهاد بطريرك اليعاقبة ودفع 350 منهم حياتهم ثمناً لعدم الخنوع. ومن هذا الكهف المحفور في الصخر، إنطلقت المارونية الى كل لبنان وأصبح يمثل محجاً دينياً يقصده الزائرون للتبرّك، حيث شهد عذاب النسّاك والرهبان وآلامهم التي قدّموها في سبيل خدمة الناس.

على كتف العاصي في مدينة الهرمل وعلى ارتفاع 1000 متر عن ضفة النهر وفي عام 425 ميلادي، كافأ الملك مورقيان، رهبان مار مارون لمقاومتهم اليعاقبة، فوهبهم «قصر البناة» الصخري ليسكنوا فيه، حيث قاموا بتوسعته وزادوا عليه عدداً كبيراً من الصوامع وحولوه الى دير للصلاة والعبادة وحفروا بئراً في داخله يصل الى مجرى العاصي ليتسنى لهم الحصول على المياه دون الخروج من الدير، مخافة أن يكتشف اليعاقبة الدير ويلاحقوا الرهبان.

وفي العام 517 ميلادي استشهد 350 راهباً من أتباع القديس مار مارون على يد لساويروس بطريرك اليعاقبة، وذلك أثناء توجّههم من مغارة الراهب ( قصر البناة) الى كنيسة القديس سمعان العمودي في جبل بركات شمال حلب، حيث أصبح 31 تموز من كل عام مناسبة لإحياء ذكرى الإستشهاد.

اليوم، وبعد 1000 عام على أول قداس في الدير، وبعد ان استعادت مطرانية بعلبك للرهبنة المارونية المغارة، وبعد سنوات على الإهمال الذي عاناه الدير، حيث كان زريبة للمواشي، وحال الطريق المؤدية إليه غير مؤهّلة، يُنتظر اليوم من مطرانية بعلبك ودير الأحمر للموارنة، أن تقوم بالدور المطلوب منها في تفعيل هذا الصرح ووضعه على خارطة السياحة الدينية للمنطقة، كذلك دور المديرية العامة للآثار، لأنّ عجائب الدير وصخوره المنحوتة، وأقنية جرّ مياه العاصي إلى داخله تكاد تكون من العجائب ولغزاً لا يُحل.

راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة، وفي حديث لـ «الجمهورية» يقول: «إنّ الدير موجود من أيام الفينيقيين، حيث كانوا يعبدون آلهة الخصب على منابع الأنهار، كما يوجد في أفقا واليمونة. والعبادة عند الفينيقيين كان للموارنة دورٌ كبير في تحويلها من عبادة آلهة الخصب إلى عبادة الإله الحقيقي خالق السموات والأرض وهو الله. المسيحية أخذت من المسيح فكرة أنّ الله هو نبع الحياة، وهو الذي يعطي الحياة والمياه وخالق ما عليها. وبهذه الفكرة أقنعوا الفينيقيين الذين كانوا يعبدون المياه، وحيث تخرج تكون الحياة حين جاء تلامذة مار مارون إلى منطقة العاصي».

ويضيف المطران رحمة: «بعد نجاح تلامذة مار مارون برسالتهم على نهر العاصي، نجحوا على أنهار اليمونة وأفقا وقاديشا، لذلك الموارنة عند إنتشارهم في لبنان بدأوا من تلك الأماكن، وهذا النجاح حتّم عليهم تغيير الديانة الفينيقية كاملةً بعد أن صمدت أمام الديانة المسيحية حوالى 400 سنة حتى آمنوا بعبادة الله».

ويلفت الى، «أنّ الدير كان ملكاً للرهبان العباد على العاصي، ثم ملكاً للرهبنة المارونية لمدة طويلة. وخلال تلك المرحلة أقيمت دعاوى على ملكية العقار الذي يقع عليه الدير، وربح الدعوى في حينه آل دندش، وفي ما بعد إشتراه أسد الأشقر وأولاده، ثم استملكت الدولة اللبنانية العقار، ليعود بعدها إلى ملك أبرشية بعلبك دير الأحمر للموارنة بمساحة 8432 متراً، بعد أن استملكت الأراضي التي تحيط به. ومنذ سنة تقام فيه القداديس كل يوم أحد بعد اتفاق بين الرهبانية المارونية والأبرشية ليُعاد إليه تاريخه وهويته ودوره».

وينشد المطران رحمة التعاون بين كل القيمين لترميم هذا الدير بما فيها مديرية الآثار لأنه مكان أثري، وتكمن أهميته، بحسب رحمة، في السياحة الدينية. مخاطباً كل الموارنة في العالم لزيارته، كونه المكان الأول لانطلاق الموارنة في لبنان.

وأضاف، أنّ الدير مرّ بمراحل إهمال كبيرة، لكن دوره في المنطقة مهم يوازي دور سيدة بشوات وسيدة رأس بعلبك، ويعود بالخير على كل الناس، والسياحة على نهر العاصي ستكتمل هويتها برجوع الدير إلى دوره ورسالته.

 

هكذا يطيح التوافق السياسي - الكهربائي بالدستور؟!  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 13 نيسان 2019

لم يكن ناقصاً سوى إعلان الإثنين الثامن من نيسان 2019 «يوماً وطنياً عظيماً» لمناسبة إقرار خطة الكهرباء. فيما الحقيقة تقول إنها خطة بديهية وليست معجزة. فهي تُختَصر بزيادة الإنتاج ورفع التعرفة وقمع المخالفات ووقف الهدر، وكل ما عدا ذلك «صفّ حكي» و«شعارات رنّانة». وعلى رغم ذلك وجد الساعون اليه حاجةً الى التوافق السياسي لخرق الدستور مرة أخرى؟ كيف ولماذا؟ يعتقد البعض أنّ الإحتفالات وما رافقها من ادّعاءات بإنجازات لم يسبقهم اليها أحد عند البتّ بخطة الكهرباء في الجلسة الإستثنائية انها كافية لإقرارها. لكن لم يلحظ هؤلاء الحاجة الى بعض الإجراءات الدستورية والتشريعيىة التي تشكل مفاتيح للبوابات الإجبارية الى المراحل والإجراءات التنفيذية التي تحتاجها الخطة.

وقبل بلوغ هذه المراحل لا بد من إلقاء الضوء على بعض الجوانب الدستورية التي تتحدث صراحة عن اجراءات تتجاهل ما يقول به الدستور، وهو ما سعى اليه التوافق السياسي الذي تمّ التوصل إليه والذي لن يكتمل ما لم يبتّ المجلس النيابي بالتعديلات المقترحة على مشروع القانون المعجل الرقم 288/2014 المقدّم لمجلس النواب والذي أحاله رئيس المجلس إلى لجنة الأشغال العامة والطاقة بعد 48 ساعة على إقراره في مجلس الوزراء الاثنين الماضي، تمهيداً لإحالته إلى الهيئة العامة للمجلس للبتّ بالصيغة النهائية في الجلسة التشريعية الأربعاء المقبل.

وعليه، توقّف خبراءُ دستوريون امام المخالفات المرتكبة في بعض ما هو مقترح في شأن تعديل هذا القانون (288) في إشارة واضحة الى معادلة لم تعد استثنائية بمقدار ما باتت دورية، ترجمها التوافق السياسي لوقف العمل ببعض المواد الدستورية وتجميدها لسنوات إضافية.

علماً أنّ التعديل المقترح يلغي العمل بمجموعة من الإجراءات التي التزمت الحكومة بها، وخصوصاً لجهة تعطيل أدوات المراقبة والمحاسبة، كذلك بالنسبة الى تأجيل البتّ بالهيئة الناظمة للقطاع الى اجل غير محدَّد في ظلّ فقدان مجلس إدارة كامل المواصفات لمؤسسة كهرباء لبنان.

وقال الخبراء إنّ مشروع القانون المعجّل ينطوي على خرق للمادة 89 من الدستور بـ«إعطاء إجازة لوزارة محدَّدة بمنح التزامات لمدة غير معروفة». فيما مقتضى هذا النص الدستوري أن «يوافق مجلس النواب على كل إلتزام بمفرده مع معرفة مدته وموضوعه وشروطه لكي يتمكن من ممارسة رقابته البرلمانية».

مع الإشارة الى «أنّ التفويض، ولو أعطي للسلطة التنفيذية وليس لوزارة او إثنتين، ولم يكن محدداً بالمدة والموضوع والشروط يُعتبر في فقه القانون الدستوري إخلالاً بمبدأ توازن السلطات الدستورية ويكون عرضة للإبطال في المجلس الدستوري» إن وُجد مَن يراجع امامه.

فالمادة 89 من الدستور تنصّ حرفياً: «لا يجوز منح أيّ التزام أو امتياز لاستغلال مورد من موارد ثروة البلد الطبيعية أو مصلحة ذات منفعة عامة أو أيّ احتكار إلّا بموجب قانون والى زمن محدود».

كذلك ينطوي المشروع على «صيغة ملتبسة في موضوع دفتر الشروط قد يساء تفسيرها لتقليص مهمة التدقيق الشاملة لملف الصفقة في كل النواحي الإدارية والفنية والمالية».

وهو ما يستدعي إضافة عبارة «مع التأكيد على التدقيق الشامل الذي تجريه إدارة المناقصات وفقا لأحكام المادة 17 من المرسوم التنظيمي الرقم 2866/59» وذلك إلى الفقرة «أ» من المادة الثانية».

ويقول الخبراء: «يبدأ هذا المشروع في الفقرة «ب» من المادة الثانية باستثناء عقود الـ (BOT) من أحكام قانون المحاسبة العمومية والنصوص ذات الصلة فيما لا يتفق مع طبيعة هذه العقود. فمن المؤكد أنّ البدءَ بالقاعدة أي خضوع هذه الصفقات للقواعد الإجرائية المنصوص عليها في قانون المحاسبة العمومية في مرحلة التلزيم ثمّ ذكر الاستثناء في حال وُجد ما يبرّرُه.

وعند الدخول في عملية تحليل للمخالفات المرتكبة في كل مادة من مواد القانون 288 يقول الخبراء إن المادة الأولى نصت على أن «يمدد العمل بأحكام القانون الرقم 288/2014 تاريخ 30/4/2014 لمدة ثلاث سنوات» وهو ما يعني «تغيب الهيئة الناظمة لمدة لا تقل عن 3 سنوات ليحل محلها مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزيرَي الطاقة والمال». وتقول المادة الثانية من القانون المقترَح بفقرتيها «أ» و «ب» أن تُلزّم مشاريع بناء معامل تعتمد طريقة التصميم والتمويل والإنتاج والتشغيل والتسليم إلى الدولة اللبنانية بعد فترة زمنية، بشروط تحدَّد تفاصيلها الإدارية والتقنية والمالية الكاملة في دفتر شروط خاص تُعدّه وزارة الطاقة والمياه. ويُستثنى في مراحل إتمام المناقصات تطبيق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة بأصول التلزيم التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها.

وفي تعليقهم على مضمون هذه المادة يقول الخبراء «يخشى أن تكون هذه المادة أداةً لضرب صلاحيات التدقيق الواسعة المعطاة بمقتضى المادة 17 من المرسوم التنظيمي 2866/59 المحال إليه بموجب قانون المحاسبة العمومية، والتي تولي الإدارة التدقيق الشامل في دفتر الشروط الخاص من النواحي الإدارية والمالية والفنّية للتأكد من انطباقه على أحكام القوانين والأنظمة واحترامه لمبادئ العلنية والمساواة والشفافية».

علماً «أنّ حرية المنافسة ناتجة عن مبادئ المبادرة الفردية وحرية التجارة والصناعة المكرّسة في الدستور وأيّ قانون يتعارض معها سيكون عرضة للإبطال».

ولذلك فإنّ من «شأن هذه المادة في حال اعتُمدت بالصيغة الواردة فيها استثناء صفقات الـ (BOT) من الأحكام الإجرائية المنصوص عليها في قانون المحاسبة العمومية، وهذا المسار يتعارض مع كل التشريعات التي تنظّم الصفقات العمومية في الدول العربية والأوروبية والاتحاد الأوروبي التي تخطت مفهوم الصفقات العمومية إلى مفهوم الطلب العمومي، لإخضاع كل العقود العامة الإدارية للإجراءات المطبقة على الصفقات العمومية حفاظاً على المال العام وخصوصاً لجهة المنافسة والشفافية والعلنية وتكافؤ الفرص.

وسأل الخبراء: «لماذا هذه الصياغة المعكوسة أي الاستثناء ثمّ القاعدة؟ ولماذا لا نبدأ بالقاعدة بالنص على أنّ هذه العقود تخضع لآليات إجراء الصفقات المنصوص عنها في قانون المحاسبة العمومية، ثم نذكر الاستثناء إن وُجد ما يبرّرُه».

وعلى رغم من هذه القراءة الدستورية التي فنّدت المخالفات، ثمّة مَن يعترف أنّ ما يجري اليوم ليس جديداً، فلولا اللجوء الى هذه الإجراءات لما أُنجزت الشبكة الخلوية في لبنان ولما تمّ تلزيمُ المشاريع الخاصة بالمعاينة الميكانيكية الإلزامية وهو ما يؤدّي الى أنّ خرق الدستور ليس جديداً فهو آلية معتمَدة منذ سنوات ومتى حضر التوافقُ السياسي وُضع الدستور على الرف.

 

في البلمند.. لاصوت يعلو فوق فرح الأطفال وعودة المطرانين  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 13 نيسان 2019

لم يشأ الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس اختتامَ جولته الى لبنان من دون المرور بدير سيدة البلمند البطريركي ولقاء بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي وإجراء مباحثات معه في الشؤون الدينية والوطنية.

لدير البلمند الواقع على تلة الكورة المشرفة على بحر طرابلس والشمال علاقات طويلة مع اليونان، ولا يغيب عن بال القيمين على الدير تلك المراحل، فمن جهة هناك علاقات دينية وتربوية، ومن جهة أخرى فإنّ هذا الدير نال نصيبه من التنكيل أثناء الثورة الاستقلالية اليونانية عام 1821 ضد الأتراك، حيث نُفِّذت عمليات انتقامية ضد الدير الأرثوذكسي رداً على التمرد اليوناني.

من الأوتوستراد الساحلي الى دير البلمند زُيِّنت الطريق بالأعلام اللبنانية واليونانية والبطريركية الأرثوذكسية، تخرق الطريق صعوداً وسط جمال الطبيعة والأحراج الخضراء، في مشهد معاكس تماماً لما تعيشه المسيحية المشرقية.

الطريق المفتوحة الى الدير تقابلها طريقُ هجرة مفتوحة أيضاً لمسيحيّي الشرق بأعداد كبيرة الى الغرب، شجرُ السنديان الواقف والمخضرّ في فصل الربيع يقابله خريفٌ عربيّ لم يرحم لا الأكثريات ولا الأقليات، الصرح التعليمي في البلمند الذي يخرّج أهم العقول تقابله حربٌ ضروس دمّرت الحجر وقضت على أحلام البشر.

لا شكّ أنّ يوم أمس كان يوماً جميلاً في البلمند، أطفال المدرسة حضروا منذ الصباح الباكر لاستقبال الضيف اليوناني، وهم الذين بدأوا بالتحضير للمناسبة منذ أيام، منهم مَن يسأل مَن يكون هذا الزائر وآخرون عرفوا هويته ويريدون التقاط الصور معه ومع البطريرك.

ولا تغيب عن جدران الدير ونفوس الرهبان والمطارنة صورة مطراني حلب المخطوفين ابراهيم اليازجي ويوحنا ابراهيم، فكل صورة تُذكّر بنيسان الأسود من العام 2013، 6 سنوات مرّت ولا أحد يعرف مصيرهما، داعش هزمت وانتهت في سوريا والعراق ولم يظهر أيُّ أثر لهما، كل رحلات البطريرك اليازجي الى الخارج والمطالبة بكشف مصيرهما لم تؤدِّ الى أيّ نتيجة، فلم يعد ينفع إلّا الصلاة حسب رهبان الدير.

عند الساعة التاسعة صباحاً اكتملت الترتيبات، الأطفال اصطفّوا مع اساتذتهم على طول طريق الدير يحملون الأعلام، فيما وقف قسمٌ منهم ناحية الشرفة المطلّة على البحر، وصل الرئيس اليوناني بالهليكوبتر، ترجّل ومشى على وقع قرع الأجراس، وقد استقبله البطريرك اليازجي.

حرص الرئيس بافلوبولوس على إلقاء التحية على الأطفال متخطّياً كل البروتوكولات، لم يسر على السجادة الحمراء، وتقصّد أن ينزل الى الشرفة ليسلم على القسم الثاني من الأطفال الواقفين في استقباله ويلتقط الصور معهم.

دخل الرئيس والبطريرك الكنيسة، ولحظة دخوله قبّل الأيقونة من ثمّ رُفعت الصلاة.

وفي الكلمات، ركّز اليازجي على العلاقات مع اليونان ووحدة الكنيسة الأرثوذكسية وأهمية بطريركية أنطاكيا ودورها، ولم ينسَ الأم المسيحية المشرقية وما تعانيه، والمطالبة بكشف مصير مطراني حلب المخطوفين، ولم تغب عن بال اليازجي حروب المنطقة حيث قال: لقد مرّت منطقتُنا بحروب كثيرة وأزمنة صعبة تحدّت وجود الكنيسة وشهادتها في الشرق المسيحي. لكنّ نورَ الإنجيل ما زال يضيء ههنا، ويشهد للعالم أنّ شعلة الإيمان الحقيقي لا تنطفئ بل تزداد تألّقاً حين تدخل الكنيسة في أتون التجارب. وكان لإخواننا في بلاد اليونان إسهامٌ حقيقي في الحفاظ على ألق الكنيسة الأرثوذكسية في العالم وأصالة شهادتها ورسالتها للعالم».

كما أضاء اليازجي على الأزمات التي تمرّ بها الكنيسة، وشدّد على «أننا مقتنعون بأنّ دولة اليونان والكنيسة اليونانية المبارَكة يمكنهما أن تلعبا الدورَ الريادي في لمّ الشمل ورص صفوف العائلة الأرثوذكسية عبر العالم». وأكد «أننا باقون كمسيحيين في الشرق الأوسط وأنّ وجهَ المسيح لن يغيب عن مهد المسيحية في بلادنا». وتقديراً للضيف اليوناني منحه اليازجي وسامَ مار بطرس وبولس، فاعتبر الرئيس أنّ هذا الوسام هو للشعب اليوناني، مفضّلاً في كلمته الابتعاد عن السياسة.

وأشاد ببطريركية أنطاكيا، معتبراً أنّ جذور المسيحية خرجت منها، ومستشهداً بقول القديس بطرس على هذه الصخرة أبني مملكتي وأبواب الجحيم لن تقوى ابداً علينا.

وذكر بأنّ أنطاكيا، عبر تاريخها الطويل، كانت لها مكانتُها في الحضارة اليونانية. وهذا التقليد الذي لا يثمَّن يستمر فيه كرسي أنطاكية الرسولي، الجامع تراث الفلسفة في الأزمنة الهلينستية، وآباء الكنيسة العظام، وناظمي تسابيح الأرثوذكسية الكبار، لافتاً الى أنّ «البلمند هي امتداد لأنطاكية والأرثوذكسية في العالم».

وتمّ تبادل هدايا وصور تذكارية ووقّع الرئيس على سجلّ الدير قبل المغادرة. إنتهى اللقاء وغادر الرئيس اليوناني بعد إجراء مباحثات مع اليازجي والمسؤولين اللبنانيين، لكنّ الهموم المسيحية ستبقى تُثقل كاهل البلمند وكل البطريركيات المشرقية، خصوصاً أنّ الشرق يتّجه الى أن يصبح أرضاً خالية من المسيحيين، باستثناء لبنان الذي لا تملك قياداته المسيحية رؤية واضحة للمستقبل.

 

التخلّف السيادي والتاريخي منذ آلاف السنين  

بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/السبت 13 نيسان 2019

يبدو انّ للحكومات تاريخاً طويلاً في الاقتراض وعدم سداد الديون، وأول تسجيل لهكذا عملية حدث في القرن الرابع قبل الميلاد عندما تخلفت 10 مدن يونانية ولم تَف بقروضها لمعبد ديلوس. لا تزال هناك قواعد غير واضحة لِما يحدث عندما تتخلف الدول عن دفع ديونها السيادية، علماً انه، وفي فترة سابقة، أصدر صندوق النقد الدولي خطة لتطوير سياسات الاقتراض مما يساعد في المدى البعيد على توفير بعض الوضوح لهذه العملية. منذ العام 1970 استطاعت 70 حكومة إعادة هيكلة ديونها للمصارف وحاملي السندات، وهذه العملية لها كلفتها حيث انها تبعد الحكومات هذه عن رؤوس الأموال، وبالتالي تفرض عليهم فوائد أعلى. إنما، وفي كثير من الاحيان، هذه العواقب قصيرة الأجل، لاسيما في اليونان، حيث أصدرت سندات بعد سنتين فقط من انهيارها الافتراضي، كذلك دولة الاكوادور التي رفضت الوفاء بديونها في العام 2008 وعادت الى الاسواق في غضون أشهر.

والاهم من ذلك انّ الأدلة تشير الى انّ هناك «Reprofiling» للدين، بما معناه إعادة رسم ملامح بشكل دقيق نسبياً حيث يمتد نضج السندات، على انّ المبالغ المستحقة وفوائدها تبقى كما هي أمراً أقل ضرراً على عوائد السندات والوصول الى الاسواق في المستقبل، كذلك لعملية تصنيف الدول.

وفي بعض الاحيان تتخذ الحكومات اجراءات يائسة لتتجنّب إعادة الهيكلة، كإصدار سندات قصيرة الاجل وبفوائد كبيرة جداً. وكثيراً ما باركَ صندوق النقد الدولي هكذا عملية، وهو الآن يدفع لأوكرانيا مليارات الدولارات في خدمة سنداتها الخارجية، ومعظمها قصيرة الاجل وبفوائد مرتفعة جداً.

لذلك، قد تكون عملية إعادة رسم ملامح الديون خطة عقلانية في تسوية أزمات الدول، وعلى ما يبدو قد تكون الطريقة العقلانية الوحيدة لتصفية هكذا أزمات.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما هو دور البنك المركزي وقدرته في تفادي أزمة الديون السيادية؟ والجواب الأكيد على هذا السؤال يبقى انّ دوره محدود نسبياً، علماً انّ خبرة اوروبا في هكذا اوضاع تعكس الجواب هذا، لاسيما عندما تدخّل البنك المركزي الاوروبي لإنقاذ منطقة اليورو من الانهيار في وقت أبكر بكثير من العام 2012، بما معناه في العام 2010 عندما تخلّفت اليونان عن الايفاء بالتزاماتها وتعرضت للخروج من منطقة اليورو، لاسيما انّ ذلك سوف يشكّل اول حجارة الدومينو. وعلاوة على ذلك سيعرّض المصارف الفرنسية والألمانية والبنوك الاخرى الى نكسات وقد يؤدي الى انهيار مالي (تضاربت الآراء بشأن هذا الأمر بين النخَب السياسية في أوروبا). والأمر قد يكون مقلقاً والنتيجة موضوعية، اذ انّ البنك المركزي الاوروبي قد يعجز في حال نشوب أزمة ديون سيادية واسعة عبر منطقة اليورو، بنفس الطريقة التي يعجز فيها الفدرالي الاميركي او بنك اليابان عن تجنّب أزمة الديون في بلدانهم، وقد تفقد معه البنوك المركزية السيطرة على ديونها. وضع ارتفاع الديون السيادية في جميع أنحاء العالم المستثمرين والحكومات في خطر Sovereign Default، وأثار ذعر تكرار الأزمة المالية 2007 - 2008 وأزمة الديون في منطقة اليورو وما أعقب ذلك من تراجعات اقتصادية. لكنّ عدم إمكانية الدول من دفع استحقاقات ديونها هو أمر شائع، وقد لا يؤدي الى أسوأ السيناريوهات كما يتوقع الكثير.

وهنا بعض الحقائق عن التخلفات السيادية التي قد تجعلك تعيد النظر في العديد من الأمور، لاسيما التالية:

1 - العديد من الدول لها سجل ناصع ودفعت التزاماتها بشكل ملتزم، لاسيما كندا والدنمارك وفنلندا والنروج وسنغافورة وسويسرا وانكلترا. وهذا لا يعني انّ هذه الدول لم تتعرّض لمشاكل مالية وانّ الازمات المصرفية امر شائع على سبيل المثال لا الحصر، فإنكلترا عانت 12 ازمة مصرفية منذ عام 1800 في متوسط يبلغ حوالى واحدة لكل 17 عاماً، مما يعني انّ أزمة الديون السيادية ليست الوحيدة التي يمكن ان تعانيها الدول.

2 - وضعيه دول PIIGS، وهي البرتغال وايرلندا وايطاليا واليونان واسبانيا، والتي هي على قائمة المراقبة كونها الاكثر عرضة لأزمة ديون. وتجدر الإشارة هنا الى انّ البرتغال تخلّفت 4 مرات عن التزامات الديون الخارجية في اوائل تسعينات القرن الماضي، كذلك اليونان تخلفت 6 مرات منذ تحقيق الاستقلال في العشرينات من القرن التاسع عشر، وتحتلّ اسبانيا المرتبة الاولى مع تخلفات عديدة.

وإذا ما تطلّعنا الى التاريخ القريب، نرى انّ اليونان لم تدفع 15,5 مليار يورو مستحقات صندوق النقد الدولي في العام 2015، وقد اعتبره الجانبان تأخيراً في الدفع وليس تخلفاً عن الدفع.

3 - أميركا اللاتينية كونها ارض خصبة لهكذا سيناريو. ويكفي النظر الى دول اميركا الجنوبية والوسطى، وآخرها كانت فنزويلا التي تخلفت عن دفع سنداتها في العام 2017، إضافة الى عدد تخلفات البرازيل وكوستاريكا والاكوادور في آخر 200 سنة.

4 - الولايات المتحدة الأميركية وهي في تخلف افتراضي تقني، وإذا كان التاريخ لا يعتبر انّ الولايات المتحدة تخلفت يوماً، إنما وفي بعض الاحيان وحسب تعبير دقيق لهكذا عملية فإنها تخلفت في الواقع، وآخر هذا التخلف كان في العام 1979 حيث لم تستطع الحكومة أن تسدد المدفوعات في حينها على أجزاء ثلاثة من سندات الخزينة، بسبب مشاكل تشغيلية في وزاره المالية، إنما عادت ودفعتها لحاملها.

5 - التخلف قد يكون في بعض الاحيان متعمداً، وليس بالضرورة نتيجة نقص في الموارد المالية. وهكذا كانت وضعية الاتحاد السوفياتي في العام 1918 حيث تبرّأت الحكومة من جميع الديون التي أصدرتها الحكومة القيصرية السابقة، وقد استمرت هذه الحالة حتى عام 1986.

قد تبدو الاوضاع مخيفة للعديد من المستثمرين، نظراً للتطورات الأخيرة التي شهدتها الاسواق المالية في أواخر عام 2018 واوائل عام 2019. ولكن، وفي دراسة اكثر عقلانية ومتابعه لسياق الاحداث، قد تكون الامور قاتمة للغاية إنما النظام المالي العالمي قد نجا من ذلك سابقاً.

أخيراً، بالنسبة الى دور المصارف المركزية وبعيداً عن الهندسات المالية والتي هي موضع جدل، فإنّ عملية Reprofiling قد تكون تجميلية وضرورية، وحتماً بمساعدة القطاع المصرفي المحلي كونه يملك معظم هذه السندات.

 

وليد جنبلاط وحزب الله وثالثهما معمل ماهر الأسد

منير الربيع/المدن/السبت 13/04/2019

يعرف وليد جنبلاط أن ليس بإمكان أي طرف لبناني تغيير موازين القوى. قرأ باكراً تلك الخلاصة، وقبل أن يقتنع بها الآخرون. تكوّنت لديه هذه القناعة في العام 2015، استناداً إلى معطيات محلّية وخارجية. دعا أكثر من مرّة إلى إبرام تسوية، لأن لا مجال للمواجهة ولا أفق لها. كانت النتيجة عصارة مراجعة  أجراها رئيس التقدمي الإشتراكي، وعبّر عنها بموقف لافت حينها. إذ اعتبر أن بشار الأسد "على ما يبدو، باق في الحكم". طوال سنوات الثورة السورية، كان جنبلاط من أشد المؤيدين والمناصرين لها، لكنّه رتّب العلاقة مع حزب الله على أساس أن الخلاف والانقسام حول الملف السوري، لا يجب أن ينسحب على لبنان، ولا بد من إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، كلّ من موقعه ومن مبدأ احترامه للرأي الآخر.

تسوية مفيدة للجميع

عند لحظة اقتناع الآخرين بأن لا مناص من التسوية مع حزب الله، رحّب جنبلاط بذلك، وصولاً إلى لحظة سيره بالتسوية الرئاسية، التي قضت بانتخاب الرئيس ميشال عون، وبقيت توجهاته الأساسية على حالها. استمرار العلاقة مع حزب الله، بغض النظر عن الاختلاف بوجهات النظر أو بالمواقف حيال التطورات. وقد اتخذ جنبلاط موقفاً صريحاً، ذات يوم، إذ قال "لهم رأيهم ومواقفهم، ولي رأيي ومواقفي. وأتمنى أن يبقى هذا التفاهم والتفهّم سائدين". من مندرجات التسوية الرئاسية، تكريس انتصار حزب الله واعتراف الجميع به. وهذا أنتج تفاهماً غير مباشر بين الحزب وتيار المستقبل. فلم يعد هناك من اشتباك بين الطرفين. القوات اللبنانية بدورها ارتأت مهادنة الحزب ومسايرته، وعدم الإقتراب من إثارة ملف السلاح أو نزعه، وعدم اتخاذ مواقف مستفزّة للحزب. للحريري مصلحة في هذا التطبيع والتفاهم، فهذا ما أتى به إلى رئاسة الحكومة، وأعاد تعزيز وضعه في السلطة. القوات اللبنانية أيضاً تجد مصلحة في العلاقة مع الحزب، سواء ما يتعلّق بطموحات رئاسية، أو بالحصول على ما يشبه صك غفران من قبل الحزب، فلا يتوانى مسؤولون قواتيون عن الإشادة بحزب الله، ويسعون باستمرار للحصول من الحزب على اعتراف، ولو بسيط، أو بشكل غير مباشر، بأن القوات حزب غير متورط بأعمال فساد، ما يعني أن المردود المعنوي يهمّ القوات أكثر من أي مردود آخر.

وجها المهادنة والاعتراض

عرف حزب الله كيف يدير مواقفه، فأصبح المتحكم بكامل المفاصل السياسية، وتحوّل إلى حاجة وضرورة لمختلف القوى، التي تسعى إلى التقرّب منه. وجنبلاط كان من بين هذه القوى، ولكن على طريقته، يهادن حيناً ويمرّر مواقف اعتراضية أحياناً أخرى. صحيح أنه عند مقارنة موقف جنبلاط مع مواقف القوات والمستقبل، يسارع هؤلاء إلى تحميله كل المسؤوليات، واعتباره الساعي الأول إلى التنازل والتسوية.

على الرغم من المهادنة التي أصر جنبلاط على إرسائها، إلا أنه استمرّ في تمرير المواقف الاعتراضية، تارة تجاه إيران، وتارة أخرى تجاه الحزب، بينما لم يتراجع قطّ عن مهاجمة النظام السوري. لكن بالاستناد دوماً إلى موازين القوى. فربما قد يعتبر حزب الله أن لا أحد يمكنه توجيه رسائل اعتراضية، طالما أن الجميع سلّم بانتصاره. وقد عبّر جنبلاط ذات مرّة بأنه من غير المسموح التعبير أو الاعتراض. هذه الإشارات الإشكالية في العلاقة بين الطرفين تجلّت في أكثر من محطّة. ولها أكثر من وجه. للإشكال بين جنبلاط والحزب، أسباب عديدة، سياسية وغير سياسية. يصل بعضها إلى حدود فرض خناق مالي على جنبلاط، بمسعى من قبل النظام السوري، الذي يتشدد بمواجهة جنبلاط. تلك المواجهة فُتحت منذ ما بعد الانتخابات النيابية، وصولاً إلى أحداث الجاهلية وما تلاها من ضغوط سورية على حلفاء النظام، لاستنهاض القوى المناهضة لجنبلاط. واستثمرت أحداث الجاهلية لتجميع هذه القوى وتنظيمها تحرّكات في الشوف. التقط جنبلاط الرسائل، وشعر أن الآتي سيكون أسوأ. فاعتبر أن ما يجري لا يصب فقط في خانة محاصرته، إنما أيضاً لا يُسمح له بالتعبير عن رأيه أو اعتراضه، إذ مع كل موقف اعتراضي كان يتخذه كان يحصل تحرك معين على الأرض. تماماً كما عندما وجه انتقاداً للجمهورية الإسلامية، معتبراً أنها تؤخر تشكيل الحكومة، فجاءه الردّ من السيد حسن نصر الله بشكل مباشر. فأيقن جنبلاط أن التعبير عن رأيه أصبح ممنوعاً، بموجب موازين القوى.

معمل عين داره

في موازاة ذلك، تلقى جنبلاط أكثر من رسالة سورية تؤشر إلى السعي للإنتقام منه على مواقفه. وهذا ما ربطه بكل محاولات الحصار السياسي الذي يتعرّض له. وليتجلى الإشكال مؤخراً في قضية معمل الإسمنت في عين داره. ولهذا الإشكال روايته التفصيلية والطويلة، حين طلب حزب الله لقاءً مع الوزير وائل أبو فاعور، خلال زيارة ديفيد ساترفيلد إلى لبنان. كان حزب الله قد سمع بأن أبو فاعور يريد إلغاء ترخيص المعمل. وظنّ أبو فاعور أن الحزب يريد اللقاء للبحث بزيارة ساترفيلد. لكنّه تفاجأ خلال الاجتماع بمطلب حزب الله عدم إلغاء الترخيص. عندها قال ابو فاعور بأن ملف المعمل فيه مخالفات، والهدف ليس إلغاء قرار كان وقّعه قبله وزير الحزب حسين الحاج حسن، كما أن للحزب معمل آخر في جنتا، لا أحد يريد الإقتراب منه. لكن حزب الله أصر على عدم إلغاء الترخيص. اتفق الطرفان على إجراء اتصالات والعودة إلى التواصل فيما بعد. لكن وفد الحزب ذهب ولم يعد بأي إجابة، وحاول أبو فاعور الاستفهام من الحزب، فلم يلق جواباً. فاضطر إلى التوقيع على إلغاء الرخصة، في الساعة الأخيرة التي يمكن لتوقيعه أن يكون نافذاً، لأن هناك مهلة قانونية أمام الوزير للإلغاء. بالتزامن مع تلك الخطوة، كان يفترض أن يتم لقاء بين جنبلاط والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل، وحسب الاتفاق كان من المفترض أن يزور الخليل كليمنصو يوم الأحد، منذ حوالى أسبوعين. لكن الخليل اعتذر بسبب وجوده خارج بيروت، وتم الاتفاق على التواصل في اليومين المقبلين لتحديد الموعد. لكن الخليل اعتذر معترضاً على مواقف جنبلاط والإشتراكي. اعتبر جنبلاط حينها أن هناك رسالة سياسية يريد حزب الله توجيهها، إلى جانب الاهتمام البارز لدى الحزب بتسيير أعمال معمل فتوش، خصوصاً أن جنبلاط يشير إلى أن ماهر الأسد شريك في هذا المعمل، وجزء أساسي من الأموال ستكون لصالحه. ولذلك هذه الشراسة بالتمسك بالمعمل.

نحو ترتيب جديد للعلاقة

وتزامن الإشكال حول المعمل، بسلسلة مواقف أطلقها جنبلاط حيال إيران وحزب الله، معتبراً أنه لا بد من بحث الاستراتيجية الدفاعية، ودمج سلاح الحزب بسلاح الجيش، وبأن الإمرة العسكرية والأمنية يجب أن تكون بيد الجيش وحده، كما اتخذ مواقف ترفض عروض إيران للكهرباء وأمور أخرى، معتبراً أن إيران تصدّر صواريخ. وهذا ما أزعج الحزب أكثر. لذلك طلب جنبلاط مجدداً بأن يحترم الحزب الانتقادات أو الاعتراضات. لا يريد جنبلاط الدخول في مواجهة مع الحزب، جلّ ما يريده هو الحفاظ على تمايزه، واستمراره في إطلاق تعليقاته، التي لا تتعلٌّق بالمسار السياسي.

حدثت في الأيام الأخيرة اتصالات جديدة بين الطرفين، سعياً لتحديد موعد للقاء. وكان يُفترض أن يحصل اللقاء في كليمنصو، لكن الحزب عاد وطالب جنبلاط أن يزور الضاحية، لكن الأخير رفض ذلك، لأن المتفق عليه أن يكون المضيف لا الضيف في هذا اللقاء.

حتى الآن، الاتصالات مستمرّة باتجاه عقد اجتماع بين مسؤولين من الطرفين، لإعادة ترتيب العلاقة.

 

13 نيسان ـ ومفهوم ذاكرة الشعوب  

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/13 نيسان/19

«سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين حولا لا أب لك يسأم

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله

ولكنني عن علم ما في غد عمِ»

(زهير بن ابي سلمى)

عن الذاكرة الجماعية

تعبير الذاكرة الجماعية أدرج لأول مرة سنة 1940 على لسان «هلبواشز» في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يعني جملة من الأفكار والرؤى والأحاسيس المحفوظة من الماضي، يتشارك فيها ويجمع عليها عادة معظمُ أفرادِ مجتمعٍ ما.

وتُعتبر هذه الذاكرة جزءاً من عملية بناء المعنى والعبر من الماضي. وتدخل عادة في بناء هذه الذاكرة عوامل عدة، منها التجربة والدين والطبقة الاجتماعية... بالإضافة الى الجغرافيا والثقافة، ليتحول مجمل هذه «الأحاسيس» الى نوع من الإيمان أو القيم أو التقاليد التي تصبح من أهم روابط الفرد مع المجتمع.

وتكون الذاكرة الجماعية عادة جزءاً لا يتجزأ من مسار الحياة اليومية بحيث تصبح أقوى من قدرة الأفراد على تجاوزها، ويدخل الكثير منها في عالم الأساطير التأسيسية للمجموعة. وتتراكم هذه الذاكرة بشكل بطيء وتدريجي، ولكنها صعبة التغيير الى درجة الاستحالة في بعض الأحيان، حتى بالانتقال من جيل الى جيل.

وتأخذ الأحداث الكارثية على المستوى الجماعي كالحرب والزلازل والفيضانات موقعاً مركزياً في الذاكرة الجماعية، ولكن تفاصيلها تزول مع الوقت من واجهة الفكر وتصبح الأساس لمعظم التحليلات والمخاوف والآمال للفرد، وهكذا تحتفظ هذه الذاكرة بالعبر والمعاني في وقت تندثر فيه التفاصيل الدقيقة.

وأحد أهم أسباب فقدان التفاصيل هو تعاقب الأجيال وفقدان الحس الفردي بوقع الأحداث وتفاصيلها.

والجدير ذكره في هذا المجال هو وجود ذاكرة موروثة بيولوجياً من خلال العوامل الوراثية، وقد تكون الغرائز في الأساس جزءاً من الذاكرة الجماعية البيولوجية للمخلوقات الحية.

هل للبنانيين ذاكرة جماعية؟

على الرغم من الكوارث والتجارب المرة والحروب المتكررة التي مرت على اللبنانيين، فقد بقيت كل مجموعة منهم تحتفظ بذاكرتها الجماعية الخاصة، وهذا ما كان واقع حال الحرب الأهلية سنة 1975 التي طحنت الوطن على مدى عقد ونصف، فعشية 13 نيسان 1975، اليوم الذي شكل الانطلاقة الرسمية لمسلسل التدمير اللبناني الذاتي، انقسم اللبنانيون الى ثلاث فئات من دون الخوض بالتفاصيل:

الفئة الأولى تضم مَن لقبوا أنفسَهم بالقوميين اللبنانيين، وإن في الحقيقة كانوا يقصدون ضمان استمرار المجتمع المسيحي، الذين اعتبروا أنّ لبنان فُصل على قياسهم وُوجد لأجلهم، فتعاملوا معه كأنه ملكية خاصة، وعندما طالب باقي اللبنانيين بالشراكة والمساواة، فضلت هذه الفئة أن تدمر الوطن على أن تتشارك فيه مع الباقين بناءاً على القول: «نحنا يا بدنا لبنان مثل ما بدنا يا أما عمرو ما يكون!».

الثانية ضمت من لم يقتنعوا أصلاً بحق لبنان بالوجود كوطن مستقل وكيان محدد، وشملت غلاة القومية العربية التي سترت على الإسلاموية، فتعاملوا معه على أساس أنه حالة موقتة، ونتاج لمؤامرة خبيثة (سايكس ـ بيكو) لا بد أن تزول يوماً. فتعاملوا مع الوطن والدولة على هذا الأساس، وشرّعوا الأبواب لكل ما أمعن تخريباً بمقومات الدولة، وكانوا مشاركين أو متفرجين بتجاهل مريب وشماتة كافرة.

أما الفئة الثالثة، فقد ضمت فوضويين وعقائديين وعبثيين من يمين ويسار وثوريين ومهمشين أعلنوا فشل التجربة اللبنانية فقرروا هدمها لإعادة بنائه كل حسب رؤيته، ولم يكن لدى أي منهم تصور لكيفية البناء.

قد يكون من قبيل التبسيط حصر تحليل أسباب انهيار الدولة بما سبق وبالتالي انطلاقة مأساة وطأة الحرب الأهلية، فقد كان للظروف الدولية والاقليمية دور خطير خصوصاً في فترة خاصة في السبعينات من القرن الماضي.

ولكن من المؤكد أنّ أحد أهم أسباب الانهيار هو فقدان إيمان أبنائه بتركيبته، وفقدانهم لذاكرة جماعية وطنية موحدة، وهذا ما شرع الأبواب للتدخلات الخارجية المتواطئة مع الشهوات الداخلية.

14 آذار وبناء الذاكرة

على الرغم من الآلام والمآسي المتشابهة على طرفي «الخط الأخضر» الذي فصل المناطق عن بعضها أثناء الحرب الأهلية، لم تتمكن هذه التجربة الجماعية من بناء عبر وطنية كافية لصناعة ذاكرة وطنية عامة، كما أن الظروف المتعمدة التي دبرها النظام الأمني بعد اتفاق الطائف ساهمت في استمرار الخط الأخضر الاجتماعي-السياسي، على الرغم من الزوال المادي لخطوط التماس.

لقد احتاج لبنان الى زلزال بحجم اغتيال رفيق الحريري كي يتمكن معظم أبنائه من بناء ذاكرة جماعية وطنية لأول مرة في تاريخهم، وهذه الذاكرة اليوم هي ما جمع مواطني 14 آذار من خلال الاستفادة من تجارب الحرب والأحلام الفئوية المرة، ومن خلال التطلع مجدداً الى لبنان كوطن مستقل وحر وسيد وآمن، ولكن بالوقت نفسه ديموقراطي ومتعدد.

وطن قادر على أن يكون جزءاً من العالم العربي من دون أن يفقد شيئاً من لبنانيته، وقادراً على أن يكون وطناً لبنانياً من دون أن يفقد شيئاً من عروبته، وقادراً على أن يكون ملتزماً الى أقصى الحدود بقضايا العرب ولكن محتفظاً بحقه بأن لا يكون ساحة الصراع الوحيدة.

وطن قادر على بناء علاقات وطيدة وحميمة ومفيدة مع العرب وغير العرب ولكن من دون أن يكون تابعاً أو مرتهناً بقراره السياسي والاقتصادي أو الأمني لأي منهم.

قادر على أن يكون واجهة العرب أمام العالم وواجهة العالم أمام العرب، والأهم أن يكون مساحة للحرية والتلاقي بين المسيحية والإسلام كما حلم مؤسسوه الأوائل.

قد يبدو كلامي اليوم نابعاً من رجل غلبه النعاس منذ سنوات فنام ولم يشهد ما حل بالمنطقة بأكملها، لكنه بالرغم من المصائب التي حلت بنا وبالمنطقة، لا يزال جزء منا متمسكاً بذاكرته الجماعية الخاصة وأحيناً المسلحة حتى الأسنان والمؤمنة حتى التعصب الأعمى بشمول هذه الذاكرة شعوباً ومجتمعات بعيدة لمجرد التشابه الطائفي معها.

ولا يكفي أبداً، مع جمال الفكرة، أن نصور أن الحرب أصبحت وراءنا بمجرد إقامة الحديث عن الشراكة الوطنية، فالواقع اليوم أخطر وأسوأ مما كان عشية 13 نيسان 1975.

 

عثمان الدنا شاهداً: لا قضاء مستقلاً في لبنان... لا قبل، ولا الآن

  نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 13 نيسان 2019

 في الخامسة والتسعين من العمر، يشعر النائب والوزير السابق عثمان الدنا كأن الكثير لم يتغيّر عندما يراقب القضاء اليوم. القاضي الآتي الى السياسة بعد 13 عاماً من مكوثه في ذلك السلك، يشهد على قضاء كان يشبه رجال المرحلة تلك، شأن قضاء اليوم يشبه رجال مرحلته

دخل عثمان الدنا الى القضاء عام 1947، واستقال منه عام 1960 كي يترشّح للنيابة ويمسي نائب العاصمة، حليفاً للرئيسين صائب سلام وعبدالله اليافي تارة وخصماً لهما طوراً. الرجل من رعيل قضاة اضحوا نواباً كسامي الصلح وسليم تقلا وجان عزيز وفؤاد بطرس وانور الخطيب وعبده عويدات وسليم حيدر ورشيد الصلح وبشير الاعور وكثيرين سواهم، اختبروا التجربتين غير المطابقتين تماماً. لكنه يكتشف، كما كثيرون قبلاً وكثيرون الآن، انهما تتشابهان احياناً. يحلو لكثيرين كذلك - وربما الغالبية - ان يجدوا في السياسة على الدوام وجهاً بشعاً. بيد ان الامر ليس سهلاً عندما يبصرون في بعض الاحيان وجهاً بشعاً للقضاء. عثمان الدنا من اولئك الذين خبروا الوجوه المتعددة لبعض القضاء، والتدخّل السياسي في شؤونه. لكن ايضاً حينما يكون في خير.

على ابواب المئة. يقول انه مولود عام 1924. الا ان بطاقة الهوية تورد انه من مواليد 1921. في كل حال الرجل، في النصف الثاني من العقد التاسع، لا تزال تقيم في ذاكرته - وهو يراقب اليوم ما يُثار عن حملات مكافحة الفساد وخصوصاً في القضاء - صوَر ما جرّبه، قبل ان يستخلص عبارة مقتضبة قيلت حينذاك وهي في عزّها اليوم: «لا قضاء مستقلاً في لبنان. لا قبل ولا الآن».

ليست القاعدة قاطعة الا بمقدار ارتباطها بالرجال. هم المسؤولون الذين يتورّطون في شؤونه، او ينزّهونه عنهم. تكاد لا تفارق الدنا حادثتان حصلتا في وقت متقارب، حينما عُيّن في منصب معاون المدّعي العام في بيروت في ظل المدّعي العام احسان بيك المخزومي، وفي الوقت نفسه مستشاراً في المحكمة العسكرية (1952 - 1959). من بين المستشارين الضباط الذين رافقوه في المحكمة العسكرية جميل الحسامي ويوسف شميّط واسكندر غانم.

يروي: «عندما تصدر المحكمة العسكرية قراراً لا تعلله، وليست ملزمة تعليله. بريء او مذنب. في احد الملفات المطروحة امامي عام 1953 وجدت الرجل مذنباً، بينما قال الضباط المستشارون في المحكمة انه بريء. قلت لهم: اتخذوا القرار الذي تريدونه وانا اخالف. أرجئَ الحكم اسبوعاً للتشاور. في هذه الاثناء زارني رئيس الشعبة الثانية انطون سعد في مكتبي في المحكمة العسكرية، وفاجأني الاستقبال المهيب له عند المدخل. سألني عن الملف. قلت: الرجل مذنب. قال: ماذا يعني؟ قلت: الادانة. الآخرون يقولون انه بريء. افعلوا ما تريدون لكنني سأخالف القرار. قال: الرجل يخصنا. دبّرها. قلت: يخصكم انتم ولا يخصني انا، ولا يخص العدالة التي امثلها. تعرف موقفي. إفعل ما تريد وأفعل انا ما اريد. برِّئوه اذا بدكن. قال: نريد البراءة بالاجماع. عندما حان اوان الجلسة التالية للحكم، فاجأني ان الضباط المستشارين غيّروا رأيهم، ووافقوني على قرار الادانة. وهذا ما حصل. لم افهم سرّ التحوّل بعدما اتى انطون سعد. علمتُ لاحقاً ان قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب علم بما حصل، وتدخّل وأنّب سعد على ما فعل معي. كان الجنرال يستقبلني مرة واحدة في السنة للاطلاع على احوال المحكمة العسكرية. طوال ساعتين يسألني عن شؤونها وتصرّف الضباط وماذا يجري فيها. في المقابلة التي تلت حكم الادانة، انتهزت الفرصة كي اسأله كيف عرف بما حدث. اجابني باختصار: لدينا عيون وآذان في كل مكان».

شهد تدخّل الشعبة الثانية ووزير العدل والقصر الجمهوري في القضاء

في الحادثة الاخرى المعبّرة، لم يكن رجال الشعبة الثانية هم المتدخّلون فيها. بل السياسيون وخصوصاً الوزير المختص، ورأس هرم القضاء منحازاً الى الوزير ضد القاضي: «عام 1955 لاحقت رئيس الضابطة الجمركية وآخر معه، واحلت التحقيق معهما على قاضي التحقيق جورج نجيم. درس الملف وأعاده إليّ وتداولت معه فيه، على الاثر ادّعيت على الرجلين وأوقفتهما. بعد ظهر ذلك اليوم تلقيت مكالمة هاتفية، قيل لي انها من القصر الجمهوري في القنطاري. خُيّل اليّ ان الرئيس كميل شمعون يريد التحدث معي. المفاجأة ان وزير العدل شارل حلو هو الذي كان على الخط الآخر. سألني عن الموقوفين وقال انه يتكلم من القنطاري، كأنه يوحي بتغطية الرئيس للمكالمة. سأل ايضاً: هل اوقفتهما؟ رددت بالايجاب. سأل: كيف؟ اجبت: مذنبان. قال: دبّرها. حاول الضغط عليّ لاطلاقهما، فلم أستجب. قلت: القضية ليست نظيفة ولا مصلحة لنا في التدخّل فيها. لم يُجب. بعد خمس دقائق خابرني المدّعي العام التمييزي فرنان ارسانيوس: لماذا زعّلتَ الوزير؟ شرحت له ما حدث، فردّ بعبارة مماثلة لعبارة شارل حلو: بدنا ندبّرها. رفضت، فقال: ما رأيك في ان ارسل اليك المرتكب الفعلي. قلت: هذا امر آخر ومختلف. هاته. اذا كان ثمة مرتكب حقيقي لم نعرف به، وحصل خطأ منا في الاتهام، نصححه. أرسِله. بالفعل حضر في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم نفسه ضابطان. استدعيت جورج نجيم، الملم بالتحقيق، وطلبت منه الاستماع اليهما. للفور تأكد انهما كبش محرقة، يجهلان الكثير من تفاصيل المشكلة، فأدليا باعترافات مغلوطة مرتبكة، مناقضة لمسار التحقيق بسبب جهلهما الملف. ادعيت عليهما واوقفتهما لمحاولتهما تمويه الفاعل الرئيسي الذي هو رئيس الضابطة الجمركية. لم ينقضِ اسبوع علمت بوجود مرسوم نَقلٍ لي وجورج نجيم من منصبينا».

لا يفوت الدنا القول وهو يسرد وقائع شتى: «القضاء هو نفسه في كل زمان واوان. فيه اوادم. لكن ليسوا كلهم اوادم. من فوق الى تحت».

 

13 نيسان 1975... ودخل أبي حاملاً السيمينوف

يوسف بزي/موقع سوريا/13 نيسان/2019

هناك، في الضاحية الشرقية لبيروت، في حيّ "النبعة" عام 1975، وكان عمري ثماني سنوات، أقضي جلّ نهاراتي بصحبة فتيان الحيّ شغباً ولعباً، أثناء عطلة الربيع المدرسية، لم أدرِ ما حدث بعد ظهر 13 من نيسان. لكن أتذكر أن الأمهات خرجن هكذا إلى الشوارع أو وقفن على الشرفات، ورحن يلملمن أولادهن بلهفة، فيما الآباء بدأوا يعودون على نحو أبكر من المعتاد من أعمالهم. دبيب الناس وإيقاع حركاتهم، ومرور السيارات مسرعة، وإقفال الدكاكين على عجل، وارتفاع أصوات الراديو من كل مكان، أشعرني أن أمراً بالغ الأهمية يحدث في العالم. لم أفهم من أحاديث الأمهات اللواتي ربضن عند مدخل البناية، جامعات أطفالهن حولهن، إلا كلمات قليلة، من نوع "حادثة البوسطة" (باص، بالعامية اللبنانية)، رصاص، الفلسطينيون، الكتائب. ويومها سمعت لأول مرة بـ "عين الرمانة"، مكان ما قرب بيروت.

ظللت طوال ذاك النهار ومسائه مندهشاً كيف يمكن لحادثة بوسطة أن يسبب كل هذا الاضطراب. ففي ظني أن كلمة "حادثة" كانت تعني اصطدام سيارات وحسب. كنت أعرف أن "الفلسطينيين" هم "الفدائيون" الذين يحبهم أبي. أما "الكتائب" فهم ذاك البيت القديم المجاور لكنيسة السيدة، الذي كلما مررت بالقرب منه قرأت تلقائياً تلك الكلمات الثلاث: الله، الوطن، العائلة. أمر يشبه كلمات المدرسة وكتبها.

كنت أستأنس الجلوس الصباحي ملاصقاً أبي وهو يقرأ الجريدة. ورأيت صورة البوسطة وزجاجها الأمامي الممزق بثقوب الرصاص. قرأت رقم القتلى والجرحى. وتذكرت حينها المرة الأولى التي اصطحبني أبي إلى المقهى، وجلست بجانبه أنظر إلى الجريدة، وفيها صورة صواريخ سام 7 (عرفت لاحقاً أنها تعود إلى أيام حرب تشرين 1973). بعد أيام قليلة، دخل أبي المنزل، مزهواً وهو يحمل بندقية من نوع سيمينوف. طويلة جداً ومزودة بحربة أسفل السبطانة. كانت ملفوفة بحرام، حين أخرجها واستعرضها أمامي. قال شيئاً يشبه عبارة "سنقتل أولئك الأغنياء الكلاب". كانت أمي غير مبالية تقريباً، صامتة، فيما أخي يتحسس ملمس البندقية اللامعة، وأختي الصغيرة بالكاد تفهم ما يجري حولها. كان شعوري لحظتها أن أبي أضاف شيئاً ثميناً لمقتنيات البيت، نحن العائلة المدقعة بفقرها، لأب يعمل سائق شاحنات نقل.

كان الحيّ مسكوناً بأناس لا عد لتنوعهم واختلاف منابتهم وأصولهم، لكن يجمعهم الفقر وذاك التحفز العميق للانتماء إلى بيروت، المدينة وحياتها ووعودها الخلابة. في بنايتنا، ومقابل بابنا يسكن "أبو جان". مسيحي أرثوذكسي من شمال لبنان، رب أسرة من سبعة أطفال، والعامل في أحد المصانع. وبجانبه شقة أبو مهدي الشيعي الآتي من جرود بعلبك – الهرمل وأولاده الأربعة، الذي يشتغل في صب المعادن. وما أذكره عائلة أبو خالد الكردية الآتية من تركيا. وفي الطابق الأخير أبو ميشال، المسيحي الماورني وابنه الوحيد وزوجته الدائمة التأنق، سائق التاكسي الذي يحمل "البون بون" دوماً في جيبه. في البناية الملاصقة أبو مارون المسيحي الآتي من الدامور، وأولاده الشبان الذين وضعوا علم الكتائب على نافذة منزلهم. أذكر أيضاً أبو صلاح من البقاع، العتال في مرفأ بيروت. أم حنا الأرملة وابنها "المجنون" الذي دهسته شاحنة وظل حياً، يقضي نهاره جالساً على الكرسي في الشارع يكر "كبكوب" صوف ويضع عود كبريت في فمه مقلداً حركة المدخنين، صائحاً بين الفينة والأخرى "عائشة.. عائشة" ابنة أبو خالد الكردي، متيماً بعشقها. أذكر أيضاً عائلة حلبية كانت تبيع حلويات الملبن والفاكهة المجففة. أيضاً، العائلة القبطية التي كان ولدها يضحكنا كلما تكلم بتلك اللهجة المصرية. نسيت كنية العائلة الدرزية التي تسكن فوق بيت أم حنا، الذين لا يكلمون أحداً تقريباً ويملكون سيارة أميركية تدل على حال أرقى من أحوال بقية السكان. ثم تلك العائلة الإيرانية الغامضة ببناتها الثلاث الساحرات. والأغرب هي أم الياس التي تأتي لأمي بالأطعمة، كما كانت العادة بين ربات البيوت، وكنا نعرف خبلها إذ كانت تكوي باستمرار "الكلسات" (الجوارب) والألبسة الداخلية لابنها المتوفي منذ زمن. تخرجها من الخزانة كل مرة وتغسلها وتعيد كيّها.. إلى أن سقطت أول قذيفة على النبعة: أصابت منزلها ومزقتها أشلاء.

وكنا نعرف خبلها إذ كانت تكوي باستمرار "الكلسات" (الجوارب) والألبسة الداخلية لابنها المتوفي منذ زمن. تخرجها من الخزانة كل مرة وتغسلها وتعيد كيّها.. إلى أن سقطت أول قذيفة على النبعة: أصابت منزلها ومزقتها أشلاء

أغرب تلك البيوت ذاك المهجور الذي تظلله شجرة النخيل. مسكن الجنيات والعفاريت، الذي كنا نركض تلقائياً ما إن نحاذيه.

بعد 13 من نيسان يأيام قليلة، بدأت تحيط بالنبعة أصوات الرصاص. اختفى أبو مارون وعائلته. اختفت العائلة الإيرانية. قام أبو مهدي بعد مقتل ابن أخيه، بخطف جاره أبو ميشال وقتله.. توالى على مدى أسابيع مشهد العائلات التي تأتي بشاحنات صغيرة (بيك آب) لتحمل عفشها وتغادر.

تحولت مدرستي إلى "مركز" – هكذا راحوا يسمونها - يجلس أمامها مسلحون. قلت إنهم "الفدائيون" لأني أعرفهم من الكوفيات. أبو حسين، جارنا الجنوبي (من قرية حولة على ما أظن) الذي كان يعمل في مخمر الموز، كان يقف معهم حاملاً الكلاشينكوف. قال لي أبي "إنه شيوعي". شرح لي أن الشيوعيين مع الفقراء لكنهم لا يؤمنون بالله. ولم أستوعب هذه الفكرة، لأني كنت أظن أن الله هو أيضاً مع الفقراء.

وفي ذاك الصباح، بعد "الترويقة"، يأتي رفاق أبي وهم بكامل أسلحتهم فيخرج حاملاً السيمينوف ويغادرون إلى هناك حيث المعارك في منطقة "ظهر الجمل"

بعد أيام، صار الرصاص يصل إلى مفترق الطريق العلوي الفاصل بين النبعة وسن الفيل. أزّت رصاصات فوق رأسينا، أنا وأبي، عندما كنا عائدين من الفرن نحمل مناقيش الزعتر. وفي ذاك الصباح، بعد "الترويقة"، يأتي رفاق أبي وهم بكامل أسلحتهم فيخرج حاملاً السيمينوف ويغادرون إلى هناك حيث المعارك في منطقة "ظهر الجمل". في ذاك الوقت، كان مجتمع النبعة قد تمزق كلياً. انتهى ذاك الاجتماع النادر للمنابت والأصول والجنسيات والطوائف، لأناس أتوا قسراً أو اضطراراً أو طوعاً بحثاً عن نصيبهم من الوعود الخلابة لبيروت الستينات والسبعينات وللبنان "الاستثناء" عيشاً وثقافة ونمط حياة على شبهة بالسينما والشعر. انتهى ذاك الاختلاط العجائبي لفقراء وصلوا إلى تخوم عاصمة متلألئة، كان أبي يمنحنا في الكثير من الأمسيات نزهة بسيارته المرسيدس 190 لـ "نتفرج" عليها: الروشة والحمرا ومنطقة الفنادق وساحة البرج.. عاصمة كانت بالنسبة لسكان تلك الضواحي فرجة حيّة، مفعمة بالسحر وممتنعة عنهم.

خرج أبي مع رفاقه ذاك اليوم، وعاد قتيلاً. وكان علي بعد سنوات قليلة أن أرث تلك البندقية والحرب كلها.

 

هل خرج البشير حقاً؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/13 نيسان/19

التغيير المستحيل في السودان صار، ومع هذا أجد من الصعب الحكم على الأحداث من الوجوه والوعود. تشكيكي ربما مبالغ فيه، لكنه ينبع من وحي الواقع الذي نراه حولنا. فأنا لا أنسى اليوم التالي للانقلاب الذي وقع في 30 يونيو (حزيران) عام 1989 عندما تولى الحكم عميد في الجيش مغمور اسمه عمر البشير. دخلت في الصباح عند الرئيس المصري حينها، حسني مبارك، مع زميلي الأستاذ عبد اللطيف المناوي، في لقاء مرتب مسبقاً. وحضر اللقاء أيضاً أسامة الباز، مستشار الرئيس، وصفوت الشريف، وزير إعلامه. بطبيعة الحال، الانقلاب في السودان ومن خلفه كان بداية حديثنا. سألت مبارك صراحة إن كان لمصر يد في التغيير، مستدلاً بأن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية هي أول من أذاع الخبر أمس. مع أن مبارك حول الإجابة إلى مزحة، لكنه كان متيقناً أن الانقلاب في الخرطوم محسوب عليهم، وهو نبأ سعيد، ولم يخفِ ترحيبه به! والحقيقة أن الحكومة المصرية ظلت لبضعة أيام تظن أن الانقلابيين من المحسوبين عليها. فقد كانت حكومة الصادق المهدي، التي جرى الانقلاب عليها، المنتخبة شعبياً، لا تقدر عواقب قراراتها السياسية، وارتكبت جملة أخطاء من بينها التقارب مع إيران الذي أغضب أهم ثلاثة حلفاء لها: مصر والسعودية والولايات المتحدة، إضافة إلى أنها قررت التفاوض مع الجنوبيين قبل أن تضمن ما يكفي من تأييد بين أقطاب السياسة في الداخل.

ثم اتضح لاحقاً أن القاهرة كانت آخر من يعلم حقيقة ما جرى في الخرطوم، وأن الانقلاب أخطر مما سبقه. تبين أن من ظنوا أنه مجرد عسكري غاضب ليس إلا جماعة متفرعة عن «الإخوان المسلمين» وهي عدوة لمصر ومبارك، كان اسمها «الجبهة القومية الإسلامية» وتزعمها الراحل حسن الترابي. اختارت الجماعة العميد البشير لأنه من كوادر الحركة، وأدارت الحكم من الخلف لفترة من الزمن، وقد روى الترابي نفسه هذه التفاصيل لاحقاً، بما في ذلك أنه طلب من البشير ليلة الانقلاب أن يدخله السجن لذر الرماد في العيون حتى لا تفتضح مؤامرته. حكم البشير السودان ثلاثين عاماً مظلمة، ارتكب فيها كل الجرائم التي لا تخطر على بال بشر، ورغم كثرة الزعماء السيئين الذين حكموا في منطقتنا فإن البشير الوحيد المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. من أجل البقاء في الحكم، باع البشير كل شيء، النفط والجنوب، واستضاف عتاة الإرهابيين مثل: بن لادن وكارلوس و«حزب الله» وإيران. تحت حكم البشير زاد السودان فقراً، وتمزقاً، وتحزباً، وحروباً، فهل البلاد ستكون في حال أفضل اليوم بعد رحيله؟ ليس لنا إلا أن نتفاءل، وننتظر. وعندما رويت في بداية المقال قصة كيف خدع ثنائي الترابي - البشير العالم، من حق السودانيين أن يتشككوا ويخافوا من تكرار اللعبة. المظاهرات الشعبية التي داومت بإصرار على مطالبها لأسابيع أقصت البشير، وتبقى على العسكر المهمة الأساسية، إقامة حكم مدني. عليهم أن يثبتوا أنهم على مستوى وعودهم بالانتقال وتسليم السلطات للمدنيين لاحقاً. وقد أصدروا جملة قرارات إيجابية بينها إلغاء الواجهات الحزبية في الحكومة، التي عشش داخلها الحزب الحاكم السابق، فالجماعة الإسلامية لا تزال الحكومة العميقة في الخرطوم.

 

«الرامبو» السوداني

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/13 نيسان/19

أتابع باهتمام وشغف ما يحصل في السودان. أحب هذا البلد وأعشق أهله. إنه شعب كريم وأصيل ومضياف تظهر معادنه وقت الصعاب والشدائد، ظهر ذلك بشكل جلي وواضح خلال أحداث الثورة السورية باستضافة السوريين بلا شرط أو قيد وبلا سقف عددي، وطبق عليهم نفس شروط المواطن السوداني.

السودان بلد ثري وغني ومتنوع، تخلص من نظام البشير الذي جاء على مطية الإخوان المسلمين بانقلاب عسكري على حكومة منتخبة وديمقراطية، نظام لعب على كل الحبال، وكان عرضا أشبه بالسيرك السياسي، تقارب مع إيران ضد دول الخليج، وتقارب مع نظام الانقلاب في قطر وتركيا مهدداً مصر والسعودية.

في عهد هذا النظام فقد السودان «جنوبه» ودمر «دارفوره»، وهدد مناطق كثيرة أخرى. اتهمت رموزه وقياداته بدعم الإرهاب ورئيسه ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية. تحول السودان بالتدريج إلى مقبرة، قتل فيها الاقتصاد، ودمر فيها الجنيه السوداني، وارتفعت فيها نسبة البطالة لمعدلات قياسية ولحقها ارتفاع عظيم في معدلات التضخم، ولكن الأهم كانت هناك منهجية متواصلة لمحو الهوية السودانية الطيبة والمتسامحة بتعصب «عرقي» و«ديني» جديد على السودان وأهله.

يقول لي آلان بيضار وهو سويسري من أصول سودانية لأسر هاجرت للسودان من بلاد الشام قديماً، إن السودان لم يعرف في حياته التعصب الديني، وكان مثلاً حياً للتسامح والحريات والإبداع الفكري، وعاش فيه المسلمون بجوار المسيحيين بمختلف طوائفهم في سلام، بل إن يهوداً وأرمنا وهندوساً عاشوا في السودان لسنوات طويلة في أمان وسلام واطمئنان. هذا المناخ ولد مناخاً إبداعياً في كافة المجالات فأخرج في الفن الطربي «البلابل» و«محمد وردي» و«سيد خليفة»، وفي الأدب الطيب صالح والهادي آدم، وفي كره القدم علي قاقارين ومصطفى النقر ومعتمد خوجلي ومازدا، والمسرحي السوداني علي مهدي، وأسماء لا حدود لها في عوالم الطب والاقتصاد والتعليم الأكاديمي، والمصارف والمحاسبة والقانون في شتى أنحاء العالم.الشعب السوداني نزل الشارع بشكل متحضر وسلمي وعامل رموز النظام السابق بأخلاق الشعب. شعب لا مكان فيه للتكفير ولا التخويف. شعب لم ينشغل بمن لديه عقيدة أفضل من غيره، ولا من هو صاحب الأصول الأنقى، شعب احترم مكانة المرأة، وظهرت أيقونة الحراك الكنداكة آلاء صلاح لتقود هتافاته لتلهم الناس. حراك وطني وصادق لم يسمح لأحد باختراقه. هناك حذر شعبي في السودان اليوم، حذر مبني على قاعدة من التفاؤل والأمل في قيادة عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن القائد الانتقالي الجديد خوفاً من أن يكون «نميري» أو «بشير» جديدا، إلا أن الرهان أنه قد يكون سوار الذهب نسخة 2019. هناك مثل سوداني قديم: «القارصو الدبيب يخاف من جر الحبل» الشعب السوداني هو البطل.

 

الحل في الأحزاب السياسيّة

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/13 نيسان/19

الشائع اليوم أن مكانة الأحزاب السياسيّة تراجعت ولم تعد الشعوب تؤمن بجدواها بدليل انخفاض نسبة المشاركة السياسيّة حتى في البلدان ذات التجارب العريقة في الديمقراطية. هذا صحيح إلى حد كبير، وكثيرة هي الدراسات التي حاولت فهم ظاهرة العزوف عن المشاركة السياسيّة بشكل عام. ولكن السؤال: هل نحن كعرب ومسلمين مررنا بتجربة قوة الأحزاب السياسية واستفدنا من دورها في تعزيز الديمقراطية؟ أم أننا قفزنا مباشرة إلى تراجع الأحزاب في بلداننا قبل أن تحقق فترة مجد يذكرها التاريخ القريب في مرحلة ما بعد الاستقلالات، أي في النّصف الثاني من القرن الماضي؟

إننا نطرح هذا السؤال في هذه اللحظة الدقيقة بالذات التي يعرفها الفضاء العربي الإسلامي: في الجزائر الجيش يؤطر مرحلة ما بعد بوتفليقة ولا ندري آفاق هذا التأطير وطموحاته، وفي السودان الجيش يمسك حالياً بزمام الأمور ويؤطر ما بعد عمر البشير... باختصار الحراك القوي والعاصف قد آل إلى تدخل الجيش ووضع قبضته، وهو أمر يمكن التعامل معه بارتياح كبير لو أن المؤسسات الدستورية أثبتت نجاعتها وأظهرت وجود خريطة طريق واضحة وجاهزة لانتقال السلطة وتوفر تشريعات دقيقة تحسب حساب كل السيناريوهات.

مع الأسف غالبية الأنظمة السياسية وإن كانت في ظاهرها ذات نظام جمهوري، فإنها لم تؤمن ما يكفي من تشريعات سياسية تتناسب والحكم الجمهوري؛ ذلك أنها أنظمة لم تفكر فيما بعدها، فكان الارتباك سيد الموقف وتدخل الجيش بشكل أو بآخر هو الحل الأمثل لضمان أمن البلاد وحمايتها من الفوضى.

إنّ الفكرة التي نود التوقف عندها في ظل ما يحدث في الفضاء العربي الإسلامي، هي أن الحاجة إلى أحزاب سياسية قوية اليوم باتت ضرورة أكثر من أي وقت مضى. ولما كان دور الأحزاب على امتداد نصف القرن الماضي شكلياً بالأساس في أنظمة ذات حكم شمولي غالباً، فإن الأحزاب لم تجد الظروف المناسبة التي تمكنها من أداء وظيفتها النقدية أولاً ومن التغلغل في الشعب ثانياً ومن المشاركة السياسية الفعالة التي تمنحها الخبرة ثالثاً.

من هذا المنطلق وأمام انسداد الأفق وغموض الواقع في أكثر من بلد عربي اليوم، فإن الفرصة سانحة جداً للأحزاب السياسية كي تؤدي ما لم تستطع القيام به في السابق. طبعاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن الأحزاب الإسلامية هي الأكثر التقاطاً للفرص وهي الأكثر لهثاً وراء الحكم ولقد تمكنت من الفوز سواء في تونس أو في مصر، لا بفضل كفاءة خاصة وامتلاك مشروع حقيقي وواعد في التنمية والرخاء، بل بسبب ضعف الأحزاب الموصوفة بالتقدمية والحداثية. لا شك في أن هذه الأحزاب نفسها فوجئت بالحراك الشعبي الاحتجاجي ولم تستعد لمثل هذا الحراك ولم تخطط لكيفية التفاعل الناجح مع مثل هذه اللحظات التاريخية النادرة، ولكن مع ذلك فإن هذه الأحزاب بتقاعسها وفشلها في مصر وتونس فتحت الباب سريعاً لمؤسسة الجيش لاختصار الوقت وتأطير اللحظة دون انتظار أحزاب تتعاطى مع السياسة من باب الهواية وعن طريق شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي مغيبة آليات العمل السياسي الحقيقية وقوية التأثير.

ولكن مع ذلك فإننا نظن أن شعوبنا تحتاج إلى تجديد الأمل في الأحزاب السياسية ومنحها فرصة كتابة تاريخ يحفظ للأجيال القادمة اضطلاعها بالوظيفة المنوطة على عهدتها. لا أمل غير الأحزاب السياسية رغم أنها لم ترسل رسائل إيجابية ولم تظهر مؤشرات جدية.

وإذ نركز على الأحزاب فلأن بقية السيناريوهات ستهتم بأهداف الحراك الشعبي في البلدان التي تعرف مثل الحراك الاحتجاجي كالجزائر والسودان حالياً. ولا نعتقد أن طموح شعوبنا في الديمقراطية يتماشى مع سيناريوهات غير سيناريو دوران النخب السياسية على الحكم وتأمين الانتقال الديمقراطي بمشاركة سياسية من الأحزاب أولاً وأخيراً. لذلك، فإننا يجب أن نتسلح بالصبر والتدرج في الطموح السياسي والديمقراطي وضخ الأحزاب بأكثر ما يمكن من الثقة كي تستطيع شق طريقها والالتزام بوظيفتها في المحافظة على الحكم ليكون شأن الحقل السياسي وحده. في مقابل ذلك من المهم أن تحسن الأحزاب التقدمية التعامل مع هذه الثقة وتجنيد إطاراتها لصياغة برامج واقعية حقيقية تجمع بين الإلمام بالواقع ورسم الأمل ووضع خطة براغماتية واضحة لتحقيقه. بمعنى آخر ليس المطلوب من الأحزاب كي تؤثر في القاعدة الانتخابية أن تبني الأوهام وأن تعطي وعوداً زائفة فذلك يأخذها نحو طريق عدم المصداقية والموت سياسياً والتأسيس لحياة سياسية مقبلة مليئة بالفراغ واليأس في الأحزاب.

 

ثورات ضد الانقلابات...

حازم صاغية/الشرق الأوسط/13 نيسان/19

ما عدا التقارب في عدد السكان (40 - 42 مليوناً)، ليس هناك الكثير مما يجمع السودان بالجزائر. حتى اللغة «المشتركة» تغدو أقلّ اشتراكاً حين يقرّر سوداني وجزائري أن يتفاهما. أحد البلدين غني بالنفط والغاز، والثاني فقير على رغم ثرواته الطبيعية الضخمة. لقد صدّر السودانيّون النفط منذ 1999، لكنّ هذا لا يجعلهم بلداً نفطيّاً. والجزائريون استقلّوا عن فرنسا بعد حرب ملحمية رسمها حكامهم اللاحقون مصدراً للشرعية. السودانيون استقلوا عن البريطانيين من دون ملاحم.

والجزائر المستقلة أسّسها عسكري واحد، هو هواري بومدين، موطّداً نظامها ومُحكِماً إخضاع مجتمعها، فيما السودان المستقلّ صنعه عسكريّون ثلاثة تولّوا «تأديبه»: إبراهيم عبّود وجعفر نميري وعمر البشير. ولأنهم ثلاثة، وبسبب الانقطاعات فيما بينهم، جاءت النتيجة أقلّ تجانساً وأضعف تماسكاً من مثيلتها الجزائرية. كذلك حافظت السياسة الجزائرية، مع بعض التذبذبات، على توجّهات عامّة لم تعرفها السياسة السودانيّة. ففي الخرطوم نعثر عند كلّ واحد من الرؤساء الثلاثة على توجّهات متضاربة ومتناقضة في الداخل والخارج. والسودان عرف فترتين ديمقراطيتين ازدهرت فيهما الأحزاب والنقابات والصحف، إبّان 1964 - 9 و1986 - 9، جزائر «المليون شهيد» لم تعرف ذلك. ما يجمع بين البلدين، على أي حال، قد لا يكون واضحاً وضوح عناصر الخلاف. إنّهما خاضعان لسلطتين حوّلتا الحرب إلى نظام: في الجزائر، حرب التسعينيات المُرّة، وفي السودان، حرب دارفور شرقاً، وحرب الجنوب حتّى 2011. والنظام الحربي له دائماً امتداداته الخارجية، وإن تعدّدت أشكالها: الجزائر وجدت في نزاع الصحراء الغربية شرطاً لاستقرار نظامها، ولهذا اندلعت حربها مع المغرب في 1976. وبدورها استضافت الخرطوم أسامة بن لادن، كما رعت أطرافاً إرهابية متعددة الجنسية. تتويج ذلك كان في شخصية البشير نفسه بوصفه مطلوباً دولياً. لكنّ الأكثر ديمومة وثباتاً في نظام الحرب هو استهداف المجتمع بمصادرة الحريات المصحوبة بالقهر الاقتصادي، خصوصاً مع تراجع قدرة النظام الجزائري على ممارسة الرشوة بعائدات النفط والغاز المتراجعة. فمنذ الثمانينيات تأدّى عن هبوط الأسعار هبوط اقتصادي ضاعف البطالة والفقر والركود والمديونية. ذاك أنّ النفط والغاز يشكّلان 95 في المائة من عوائد الصادرات. في السودان، عُشر السكّان يعيشون تحت خطّ الفقر.

انتفاضتا الأيام الأخيرة أظهرتا قاسماً مشتركاً إضافياً بين الحركتين الشعبيتين في البلدين: الإصرار المدني المثير للإعجاب على إطاحة النظامين، وعدم «الاتّعاظ» باستخدام المصائر التي آلت إليها الثورات العربية حجة ضدّ الثورة. يصحّ هذا خصوصاً في الشبيبة التي باتت تعلم أن لا حلّ أمامها إلا التغيير، بعدما انكسرت قبضة الأنظمة على المعلومات ومعرفة العالم. لقد تكهّن البنك الدولي مؤخّراً بأنّ استمرار الوجهة الديموغرافية الحالية سوف يعني أنّ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيحتاجان، عام 2050، إلى خلق 300 مليون فرصة عمل. والحال أنّ الآباء الذين جُرّبوا لسنوات مديدة لا يسعهم غير إنقاص تلك الفرص، فيما الأبناء، الذين يُعامَلون بوصفهم قاصرين، هم وحدهم الذين يمكنهم أن يتدبّروا أمورهم بعد أن يمتلكوا حرياتهم وحقّهم في الحرية. وقد يكون مبكراً الحسم بقدرة الجيشين على وضع نواياهما موضع التنفيذ، لكنّ المؤكد أنّ نواياهما، التي تطاردها الحركتان الشعبيتان في البلدين، عنصر مشترك آخر.

بيد أنّ المشترك الأعظم بين الجزائر والسودان وعدد آخر من البلدان العربية أنّ ثوراتها ثوراتٌ ضدّ الانقلابات، أي ضدّ تولّي الجيش والأجهزة الأمنية السياسة وقضمها للمجتمع وللمستقبل. صحيحٌ أنّ هناك ثورات استهدفت أنظمة غير انقلابية، وأنّ النظام الجزائري ليس وليد انقلاب عسكري. لكنّ الأصحّ أنّ تلك الأنظمة اعتنقت شكلاً أو آخر من الانقلاب على الإرادة الشعبية. وهي اليوم مأزومة لأنّ الحكم من طريق الانقلاب مأزوم، عوراتُه لم تعد تسترها قضايا المصير المزعومة. هكذا يضعنا النظامان العسكريان في السودان والجزائر أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن يجلو العسكر، ومعه أزمته، عن السياسة، أو أن يصرّ على البقاء حاكماً وعلى مقاومة الحركة الشعبية بما يجعل الوطن نفسه مشروعاً مستحيلاً.

 

عاش ليروي كل شيء

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/13 نيسان/19

اشتهر الدكتور جلال أمين بأنه أحد علماء الاقتصاد في العالم العربي، وكان من أبرز أساتذة هذه المادة في الجامعة الأميركية في القاهرة، كما عمل خبيراً في مؤسسات كثيرة من ضمنها صندوق التنمية العربي في الكويت، وقد ترك مؤلّفات ومحاضرات لا حصر لها، في الإنجليزية والعربية معاً. لكن إذ تعود إلى مراجعة أعمال ذلك الحيوي الكبير وحياته، تجد دون أي شك أنه - مثل غابريال غارسيا ماركيز - إنما وُلد ليروي. ولم تكن الأستذة في الاقتصاد سوى ذريعة ومهنة للعيش، وها هو يقول ساخراً من نفسه، كما سخر من الجميع، إن الذي لا يجيد فهم مادة ما، فإنه يكلّف بتدريسها. بعد وفاة الدكتور أمين قبل أشهر، رأيت أن أفضل مراجعة لسيرته هي العودة إلى كتابه «شخصيات لها تاريخ» (دار رياض الريّس للنشر)، لأنها تضيء على فهمه للمرحلة التي عاشها وعاشتها الأمّة معه.

عثرت بعد ذلك على صفحات أكثر حميمية في حياة الدكتور بعنوان «مكتوب على الجبين» (دار الكرمة). في هذا الكتاب يتأكّد لك أن نجل أحمد أمين لم يكن يريد شيئا في الحياة سوى أن يكتب. وأن يكتب عن كل شيء. وبالطبع أن يكون ناقداً في كل شيء. فهو قلّما يلاحظ الحسنات في الناس، أو أنه لا يعتبر ذلك من مهامه، فهي واضحة في البشر ولذا توجب عليه أن يبحث في خبايا طباعهم وأن يدرس سلوكهم بعين الحقيقة. هكذا يجلس إلى مكتبه ويروح يروي بلا انقطاع أو استراحة، بادئاً في منزله، أو بالأحرى في منزل أحمد أمين الأبوي، ليرسم لنا بأقصى حد ممكن من الصراحة والمحبة والعطف والنقد، صور شقيقاته وأشقائه، في البيت الذي كان فيه ثمانية من الإخوة.

يبدأ الدكتور جلال في قصة أخيه الأكبر عبد الحميد، ذلك الرجل الطيب، الشديد الذكاء، الذي يحمل دكتوراه من لندن في الهندسة ولا يكتفي بها، فيحصّل دكتوراه أخرى من ألمانيا. لكن هذا الرجل المحب للدعابة والمفاكهة، يعود إلى مصر فيصبح رجلاً منطوياً على نفسه لا يخرج من البيت ولا يبتسم لأحد، ويتحدّث كثيراً عن الذهاب للعمل في العراق، ولا يخفي على عائلته شعوره بالخوف وأن هناك من يتجسّس عليه، وأن جهاز المخابرات يتعقّبه. ويترك عبد الحميد عمله في مجلس البحوث وهو في الأربعين من العمر ويظل في حالة انهيار عصبي حتى وفاته في الثمانين. ويوحي إلينا جلال أمين أن شقيقه كان على علاقة بمشروع نووي، لكنه لا يفيض في الشرح أكثر من ذلك. إلى اللقاء.

 

لماذا سقط البشير وبقي بشّار؟

خيرالله خيرالله/العرب/14 نيسان/19

جاء سقوط عمر حسن البشير تتويجا لحراك شعبي مستمر منذ خمسة اشهر تقريبا، أي منذ بداية كانون الاول- ديسمبر 2018. بدأ الحراك بمطالب ذات طابع معيشي، من نوع الاحتجاج على زيادة سعر الخبز وانتهى برفع شعارات تطالب باسقاط البشير الموجود في السلطة منذ ثلاثين عاما.

في الواقع، ان هذا الحراك مستمرّ منذ سنوات عدّة وقد استطاع البشير القضاء عليه عن طريق القمع كما حدث طوال العام 2018، لكن الذي حصل هذه السنة انّ حدّة الانقسامات داخل النظام زادت وكانت النتيجة انّ وجد البشير نفسه معزولا بعدما استنفد كلّ الأساليب التي كان يعتمدها في الماضي من اجل البقاء في السلطة. كان البشير يظنّ ان هناك هامشا يستطيع التحرّك في اطاره. من الواضح انّ الرئيس السوداني المخلوع كان يجهل ما يدور على الأرض السودانية حيث في اساس الازمة الحقيقية التي يمرّ بها السودان طبيعة الذين يشاركون في التحرّك ضدّ نظامه منذ ديسمبر - كانون الاوّل 2018.

يجهل البشير كلّ شيء عن الشباب السوداني الذي لديه تطلعات مختلفة عن تلك التي لديه ولدى أبناء جيله والمدرسة التي ينتمي اليها. تقع اعمار هؤلاء الشبان بين 16 و 35 عاما. لا يدري البشير انّ عددهم يقترب من 25 مليونا، أي انهم يشكلون أكثرية في السودان الذي يبلغ عدد سكّانه 43 مليونا. لا وجود لايّ علاقة بين البشير وهؤلاء الشبّان الذين باتوا على علم بما يدور في العالم. مثله مثل عبد العزيز بوتفليقة لا يبدو البشير، الذي لا يزال يستطيع خلافا للرئيس الجزائري المستقيل السير على رجليه، على علم بما يدور في البلد.

لم يأخذ علما بان المواطن السوداني مثله مثل الجزائري لا يستأهل مثل هذه الاهانة المتمثّلة في وجود بوتفليقة او البشير في موقع الرئيس. يستأهل الجزائري والسوداني افضل من ذلك بكثير في بلدين لا ينقصهما الرجال من ذوي الكفاءات. المضحك – المبكي ان البشير راح، قبل سقوطه، يتحدث عن الاستعانة بكفاءات تتولى الوزارات والمواقع المهمّة. غاب عن باله ان هذا بمثابة اعتراف منه بانّه وضع في المواقع الحساسة رجالا لا يتمتعون بالمؤهلات اللازمة للنهوض ببلد مليء بالثروات مثل السودان. هل من حاجة الى ثلاثين عاما في السلطة كي يكتشف البشير ان هناك حاجة الى كفاءات تدير بلدا مثل السودان؟

لا تُحصى المرات التي استطاع فيها البشير انقاذ رئاسته منذ 1989. لجأ الى كلّ الالاعيب، بل المناورات التي كانت في متناول يده. الدليل على ذلك، ذهابه الى النهاية في قضية انفصال الجنوب. عندما احتاج الى ورقة الانفصال، شجع عليه وذلك من اجل التغطية على حكم المحكمة الجنائية الدولية التي قررت ملاحقته بسبب جرائم ارتكبها في دارفور.

قبل ذلك، باع البشير فرنسا الإرهابي الفنزويلي "كارلوس". وتخلّص، عندما تبيّن له ان ذلك في مصلحته، من إرهابي آخر اسمه أسامة بن لادن. انتقل بن لادن من السودان الى أفغانستان التي خطط منها لـ"غزوتي نيويورك وواشنطن" او ما عرف باحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001. لعب البشير في كلّ الحلبات ومارس كل البهلوانيات. كان مع ايران في مرحلة معيّنة. كان السودان محطة لتهريب أسلحة إيرانية الى غزّة لمصلحة "حماس". في مرحلة معيّنة، انفتح على إسرائيل. وقبيل اندلاع الاحداث الأخيرة في السودان أواخر العام 2018، زار دمشق ليكون اول رئيس عربي يلتقي بشّار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس 2011. ليس معروفا الى الآن ما الذي ذهب يفعله في دمشق، لكنّ الأكيد انّه لم يدرك ان لا شيء يمكن ان ينقذ النظام السوري. بقيت مشكلة عمر حسن البشير مع شعبه اوّلا. لو كان لديه أي حلّ لاي مشكلة، لما كان حصل انفصال الجنوب حيث أكثرية مسيحية. كان الفشل الاوّل للبشير في عجزه عن تقديم نموذج لدولة عصرية تسودها ثقافة التسامح. كان همّه في مرحلة معيّنة إيجاد طريقة لاسترضاء إسرائيل التي ساعدها استقلال جنوب السودان في إيجاد موطئ قدم آخر في القارة الافريقية.

من اهمّ الأخطاء التي ارتكبها البشير تجاهل تاريخ السودان الحديث. في العام 1964 طفح الكيل في السودان ونزل الناس الى الشارع واسقطوا قائد الانقلاب العسكري الفريق إبراهيم عبود الذي بقي ست سنوات في السلطة.

كان الشعار الذي رفعه المتظاهرون والهتاف الذي اطلقوه وقتذاك: "الى الثكنات يا حشرات". عاد العسكر بالفعل الى الثكنات. تكررت تجربة 1964 في 2019. الفارق ان البشير رحل مع إراقة قليل من الدم فقط. امّا السؤال الذي سيطرح نفسه مجددا هل يعود العسكر الى الثكنات ام يحاولون إيجاد بشير آخر بعدما لمسوا ماذا تعني السلطة وما هي الثروات التي يمكن لضابط جمعها من خلال ممارسته السلطة؟ سيكون الصراع على السودان بين الجيش والشعب. هذا عنوان المرحلة المقبلة في السودان، سودان ما بعد عمر حسن البشير.

يبقى سؤال يطرحه كثيرون هذه الايّام. لماذا سقط عمر حسن البشير وقبله عبد العزيز بوتفليقة وقبلهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح في حين لا يزال بشّار الاسد في دمشق؟

يعود الفارق بين الشارع السوري والشارع السوداني الى الاختلاف بين طبيعة النظامين في سوريا والسودان. النظام السوري نظام اقلّوي لديه عصبية وأجهزة امنية تابعة لهذه الاقلّية تدافع عنها بشراسة. في المقابل، ان الخلافات الداخلية، بما في ذلك الانقسامات داخل القوات المسلّحة، ميّزت نظام البشير منذ اليوم الاوّل لوصوله الى السلطة في 1989 بغطاء من الاخوان المسلمين ومن الراحل حسن الترابي بالذات.

ما هو اهمّ من ذلك كلّه، ان سوريا على حدود إسرائيل وانّ هناك التقاء في المصالح بين ايران وروسيا وإسرائيل عند بقاء بشّار الأسد في دمشق أطول مدّة ممكنة نظرا الى ان كل طرف من هذه الأطراف الثلاثة لديه هدفه الخاص من وجود بشّار في دمشق... وان كان هذا الوجود شكليا. ايران تريد السيطرة على جزء من سوريا، دمشق ومحيطها والحدود مع لبنان تحديدا، لذلك دعمت النظام بميليشياتها المذهبية، على رأسها "حزب الله"، كي تتمكن من تحقيق ما تصبو اليه وإبقاء الجسر البرّي مع لبنان. امّا روسيا، التي تبيّن انّها تنسق في العمق مع إسرائيل، فهي معنية بإيجاد موطئ قدم في المنطقة وحماية مصالح خاصة بها، بينها خطوط انابيب الغاز التي يمكن ان تمر في الأراضي السورية والتي يمكن ان تشكل منافسا للغاز الروسي الذي تتزود به أوروبا... امّا إسرائيل، فانّ همها الاوّل والأخير تفتيت سوريا. هل افضل من بقاء بشّار الأسد في دمشق لتحقيق هذا الهدف وضمان الّا تقوم لسوريا قيامة في ايّ يوم من الايّام؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري استقبل وفدا من الكونغرس الأميركي

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب آدم كينزنغر، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس الخوري، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

 

فضل الله في ذكرى 13 نيسان: على القيادات الكف عن تغطية الارتكابات

السبت 13 نيسان 2019/وطنية - رأى العلامة السيد علي فضل الله لمناسبة ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في 13 نيسان 1975 "ان إيماننا كبير بوعي اللبنانيين لضرورة نبذ لغة الحرب التي حفرت بآلامها عميقا في الذاكرة والوعي والضمير وهي التي تجعلنا نرجح عنصر الأمل في إمكانية أن نستعيد لهذا الوطن وحدته الراسخة ودولته القوية العادلة". وقال في بيان: "إذ لا يسعنا إلا أن نقدر للبنانيين بجميع فئاتهم إيمانهم بحفظ هذا الوطن رغم كل ما يعيشونه من معاناة في جميع صعد الحياة، نريد منهم الحفاظ على ما قدموه من تضحيات وفرت الحماية لبلدهم وساهمت في تحريره من الاحتلال الصهيوني ومواجهة الإرهاب، والاستمرار في هذا التعالي والرفض لكل أبواق الفتن ولكل ألوان التحريض الداخلية والخارجية التي أرادت العودة بهم إلى أجواء الحرب المشؤومة، فأبقوا بلادهم بعيدة عن نيران الحروب المشتعلة في الجوار، على الرغم من ارتفاع حدة السجال الداخلي حول العديد من القضايا، وتوافر الظروف والمعطيات والإغراءات والضغوط التي كانت تدفع نحو الانخراط فيها".ورأى "أن التحدي الأبرز الذي يشكل النجاح في مواجهته نقلة نوعية في حياة الوطن، هو في قدرتنا على مراجعة الذات التي صنعت الحرب سابقا وتكاد تدفعنا إلى الهاوية راهنا، وذلك بالتخلص من الذهنية الفئوية والعصبوية التي تهيمن على تفكير الكثير من القوى السياسية وتوجهاتها، وهي التي تبعث وتزرع الهواجس بين اللبنانيين بعضهم تجاه بعض". وطالب القيادات السياسية ب"الكف عن تغطية الارتكابات وأن تبذل كل ما في وسعها لتدارك ما فات من قيامها بمسؤولياتها تجاه شعبها، وبأن تلتزم بما وعدت به في اعتماد النزاهة والشفافية في إدارة موارد البلاد، وإعادة تفعيل كل مؤسسات الدولة الرقابية، والتمسك بقاعدة الحاجة والكفاءة في التوظيف، وتعزيز استقلالية السلطة القضائية وتطهيرها من كل شائبة، وقبل كل شيء التخفيف من ثقل الأزمات الاجتماعية والمعيشية، فلا نحمل الناس ضريبة البناء بعدما دفعوا غاليا ضريبة ما حدث من ارتكابات". إنطلاقا من حبه وتعبيرا عن إيمانه بهذا الوطن الحبيب الذي يجمع في أحضانه أبناء له بدون تمييز بين عرق أو لون أو طائفة. أنه لبناننا، لبنان الجميع، لبنان المحبة ولبنان السلام، حافظوا عليه فهو أرض القديسين وأرض لم تقو عليه الشياطين أنه أمانة بين أيدينا علنا نتعظ من الماضي من أجل مستقبل أفضل لأولادنا". تخلل الاحتفال عزف للعازف همبروسوم جابوريان على آلة الدودوك للحنين من التراث الأرمني، واختتم بحفل كوكتيل.

 

البطريرك بدروس ازاح الستارة عن نصب للصداقة اللبنانية الارمنية في جونيه: لبنان امانة بين أيدينا علنا نتعظ من الماضي من أجل مستقبل أفضل لأولادنا

السبت 13 نيسان 2019 /وطنية - أزاح بطريرك الأرمن الكاثوليك لبيت كيليكيا كريكور بدروس العشرون الستارة عن النصب التذكاري للصداقة اللبنانية - الارمنية الذي نفذه النحات بوغوص طاسلاكيان، وتم وضعه على اوتوستراد جونيه في إتجاه الشمال، في حضور وزير السياحة افيديس كيديان، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، السفير البابوي المونسيور جوزف سباتيري، المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النواب: جان طالوزيان، هاغوب طرزيان، هاغوب بقردونيان، السفير الأرمني في لبنان فاهكن اتابيكيان، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش ولفيف من الكهنة ورؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وممثلي الأحزاب والجمعيات المدنية وألاهلية. بعد تلاوة الصلاة، انتقل الجميع الى دار بلدية جونيه حيث أقيم احتفال استهل بالنشيدين اللبناني والأرمني، ثم كلمة ترحيبية لعريف الحفل كريكوار كالوست رأى فيها ان "احتفالنا اليوم تعبير وجداني كياني لتبقى شعلة الصداقة اللبنانية الأرمنية الممهورة بدماء شهدائنا الأرمن المليون ونصف المليون، وآهات اجدادنا وامهاتنا على سفوح جبال لبنان ووديانها ضحية الاضطهادات والمجاعات العثمانية راسخة مترسخة في ضمائر أجيالنا اللبنانية الأرمنية الصاعدة - فخرا للبنان ومجدا لشعبنا الأرمني".

موراديان

واعتبر النائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية والنائب البطريركي العام لابرشية بيروت المونسيور غبريال موراديان ان هذا "إحتفال أردناه أرمني التعبير لما للشعب اللبناني الارمني من حضور فاعل وفعال على ارض لبنان وفي تاريخ لبنان المعاصر، وطن القيم الحضارية والثقافية والإنسانية والدينية".

ولفت الى "ان اجدادنا وآباءنا الذين اضطهدوا، وجدوا في لبنان ملاذا آمنا لحرية العيش والمعتقد. فأرمن لبنان ليسوا جالية أم تابعية، هم مواطنون لبنانيون من أصل أرمني، تمسكوا بهذا الوطن وبذلوا ما في وسعهم من أجل تطوير لبنان وبنائه وازدهاره، فأمسوا شركاء كاملين في المواطنة على كافة الصعد الروحية والثقافية والسياسية والإقتصادية والصناعية والإعلامية والفنية والرياضية". وقال: "إندماج الأرمن في المجتمع اللبناني هو واقع أساسي وجوهري في إزدهار لبنان. ويأتي هذا الإندماج من قناعة كل مواطن أرمني بضرورة الإلتفاف حول الوطن والإبتعاد عن كل الإصطفافات الحادة والتحالفات الخارجية غير البناءة والمصلحة الفردية الضيقة والتركيز على جميع المقومات التي تنهض بهذا البلد. ان تاريخ الشعب الأرمني المعاصر هو تاريخ لبنان نفسه في بعض فصوله (شارل الحلو). هي قضية وجود وإيمان. فقد عرف الشعب اللبناني والأرمني معاناة مشتركة ومسارا جدا متقارب من الإضطهاد على يد السلطنةالعثمانيين الرجل المريض، إضطهاد لم يرحم مليون ونصف المليون من الشعب ألارمني بواسطة المجازر والتنكيل، وآلاف من الشعب اللبناني على مدى 400 عام". اضاف: "إن الشعب اللبناني والأرمني اللبناني يستمدان قوتهما للاستمرار في هذا الشرق من قديسيهم وشهدائهم. شعبان يعرفان جيدا معنى الصداقة الحقيقية. صداقة تسمو إلى درجة الأخوة الإنسانية. وهذه الأخوة الإنسانية مصدرها الله الخالق. صداقة تختلف بشكل كبير عن المصالح الآنية والمكاسب المادية والسلطة الدنيوية. صداقة إرادتها متجزرة عند الرب ومحلقة إلى الأبدية". وشدد موراديان على "التمسك أبدا بتربة لبنان وأرضه، فهو الوطن الذي لا بديل منه، وصيغة تعايشه لا غنى عنها مهما كبرت الإملاءات الخارجية وتعاقبت الصعوبات الداخلية، فلبنان كان وما زال وسيبقى لكل منكوب ومضطهد وطن الرسالة، وطن الشهادة والتعايش. هذا الدعاء نرفعه إلى سيدة لبنان وسيدة بزمار العجائبية اللتين نلتجئ إليهما دائما، ولشهداء الشعب اللبناني والأرمني ولا سيما المطران الشهيد إغناطيوس مالويان".

وختم بالقول: "شكرا لبنان، إننا نحبك ونطلب منك المسامحة عن كل ألم سببناه لك ونعدك ان نعمل على المحافظة عليك وطن الرسالة وطن المحبة ووطن العيش المشترك".

حبيش

واشار حبيش الى "تاريخ عمره قرون بين العائلة الأرمنية وأرض لبنان، كما العلاقة بين كافة العائلات الأخرى والأرض اللبنانية، وكلنا التجأنا إلى هذه الأرض وتجذرنا فيها، منذ عشرات ومنذ مئات ومنذ الآف السنوات. لم استطع ان أميز كثيرا بين الأرمن واللبنانيين إلا من حيث العلاقة بين الدولة اللبنانية والدولة الأرمنية، لأنني اعتبرت اننا جميعا عائلة لبنانية واحدة. أما العلاقة الاجتماعية والثقافية والسياسية بين جماعة الأرمن والجماعات الأخرى في لبنان فهي علاقة طبيعية ومستمرة ومتطورة وهي ركيزة في بناء المجتمع اللبناني". ولفت إلى "خاصية العلاقة بين جونيه والأرمن فهي تتبلور في كل العلاقات الإنسانية، في قرانا الأربع ساحل علما وحارة صخر وغادير وصربا، وفي قرى الجوار بزمار وغزير ودرعون وحريصا وغيرها، وفي الكنائس والمدارس والأوقاف، في النوادي والنشاطات الاجتماعية والثقافية، في العلاقات الاجتماعية والزيجات، في العلاقات السياسية المحلية ومع الأحزاب الناشطة لاسيما حزب الطاشناق والنشاطات السياحية برعاية معالي الأستاذ أفيديس كيدانيان".

سفير ارمينيا

بدوره، أعرب السفير اتابيكيان عن سروره للمشاركة في تدشين النصب التذكاري الذي "يمثل الصداقة الارمنية اللبنانية"، ولفت الى "ان الروابط التي توحد بين أرضينا، تعود الى ازمنة بعيدة واستمرت الى ايامنا".

واشار الى "ان هذا النصب ليس الرمز الوحيد للصداقة بين بلدينا اذ توجد علامات اخرى على كل الاراضي اللبنانية، مثل وجود الكنيسة الكاثوليكية الارمنية منذ اكثر من قرنين وبطريركية الأرمن الكاثوليك، وجامعة هايكزيان الجامعة الارمنية الوحيدة خارج ارمينيا، اضافة الى تكريس الأرمن كل حبهم ومواهبهم في بناء هذا البلد الجميل وتطويره عرفانا منهم بالجميل لاستقباله اهلهم وأجدادهم الذين هربوا من المجازر". وتوجه اتابيكيان بالشكر الى السطات اللبنانية والشعب اللبناني على موقفهم من الشعب بلاده.

جابوريان

بدوره، القى كريكور جابوريان الذي مول المشروع، كلمة شكر فيها كل من أسهم في تحقيق هذا الحدث، وقال: "كان لا بد لي من أن ألبي طلب المثلث الرحمات البطريرك الكاثوليكوس نرسيس بدروس التاسع عشر الذي عمل جاهدا وحتى الرمق الأخير من حياته على تحقيق هذا الحلم الذهبي، عرفانا بالجميل نحو لبنان الذي احتضن شقاءنا ومآسينا، نحن الأرمن".

البطريرك بدروس

وللمناسبة، القى البطريرك بدروس كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في موقع جغرافي مميز يعبر عن حال التلاقي حيث بحر مدينة جونيه يلامس أقدام أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وسيدة بزمار !! وللموقع عبرة ورمزية خاصة لاسيما أننا نقف على بعد عدة أمتار من شاطئ البحر ! هذا البحر الذي يحمل مفهوم الرحالة والتنقل والغربة من أحضان هذا البلد واليه. هذا البلد الذي كان منطلقا للحياة الإنسانية وللتنوع فكان لبنان مركز إستقطاب كما كان منطلقا لهجرة أجيال لم تعرف سوى البحر وسيلة للإنتقال إلى بلاد الله الواسعة حيث أثبت اللبنانيون على إختلاف إنتماءاتهم قدرتهم على فرض الذات والوجود والإندماج في كيانات مختلفة لحد الإنصهار في المجتمعات الجديدة مع حفاظهم على الهوية والتاريخ، وهذا ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون خلال زيارته الأخيرة إلى أرمينيا قائلا أن لبنان هو وطن كوني وليس بلد إستيطان وذلك تعبيرا عن واقع الإندماج الإجتماعي القائم بين الشعبين اللبناني والأرمني سواء اكانت هذه الصورة موجودة في لبنان أو معكوسة في أرمينيا حيث الوجود اللبناني يجسد حقيقة التقارب والتآلف بين هذين الشعبين". اضاف: "في هذه المناسبة أذكر أن الوجود الأرمني في لبنان ليس وليدة الإبادة الأرمنية التي يمر على ذكراها المئة عام، بل أن هذا الوجود يعود إلى عهود غابرة قديمة، لاسيما ما يجمع الشعب الأرمني والشعب اللبناني هو البيئة الجغرافية المشتركة في الشرق الأدنى منذ زمن بعيد يوم كان التعارف والتقارب في أشدهما بين هذين الشعبين حتى أنهما كانا موجودين في حالة الإتحاد وتحديدا مع الشعب العربي عامة يوم كانت بلاد ما بين النهرين وسوريا ولبنان (فينيقيا) وفلسطين، أي معظم دول الشرق الأدنى وحتى حدود مصر، تؤلف قسما من المملكة الأرمنية في عهد الملك ديكران العظيم. كما كانت أرمينيا خلال القرون 7 - 9 ضمن دولة الخلافة العربية. وحتى أنه في القرون الثلاثة الأخيرة، يأتي تأسيس الكرسي البطريركي لطائفة الأرمن الكاثوليك وجمعية كهنة بزمار البطريركية التي مضى على وجودهما في لبنان وتحديدا في بلدة بزمار ما يزيد عن ال270 عاما في مثابة شهادة على هذا الوجود الأرمني في لبنان وفي كسروان تحديدا حيث مهد البشارة بالمسيحية وإنطلاقة للكهنة الذين أدوا ويؤدون رسالتهم بما يتماهى وينسجم مع ثقافة المجتمع اللبناني وتنوعه ونخص بالذكر الشهيد الطوباوي إغناطيوس مالويان الذي ترعرع وتتلمذ في إكليريكية دير سيدة بزمار وإستشهد في صحراء دير الزور السورية"!. وتابع: "من هنا نقول أن علاقة الشعب الأرمني بالشعب اللبناني ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة مسار ومصير لشعوب مزجت دماءها بتراب الأرض وتعانقت أرواحها بشغف الإيمان حتى إنصهر مفهوم المواطنة لدى هذين الشعبين بحس الإنتماء إلى الوطن الواحد، فكان لبنان بالنسبة للشعب الأرمني ليس مجرد بلد إستيطان بل معقلا لإحتضان الإنسانية على إختلاف أنواعها وأشكالها وهذا الواقع يعكسه التعدد الطائفي والتنوع بين مختلف المذاهب والأديان التي وجدت في هذا البلد الحبيب موطئا للتآلف والإندماج بين مختلف أطياف النسيج الإجتماعي. وهذا النسيج يبقى هو أساس وغنى هذا البلد الذي صح فيه قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي أن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش المشترك السوي بين المسلمين والمسيحيين وحتى بين المذاهب على إختلاف تنوعها. وليس غريبا عنا هذا الوصف الدقيق والصائب في ظل ما يشهده العالم من إنغلاق على الذات والتعصب والحقد والكراهية وهي جميعها عناصر تؤدي بطبيعة الحال إلى الجرائم بحق الإنسان أولا وبحق رسالته التي هو مؤتمن عليها ككائن بشري خلقه الله على صورته ومثاله".

وختم بالقول: "نجتمع اليوم لنتذكر ونذكر ونشهد على عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والأرمني وأسمح لنفسي بالقول أن هذه العلاقة لا يحدها مفهوم الصداقة بل أقل ما يقال فيها أنها عنوان وتجسيد لفعل المحبة. محبة الأخوة ضمن البيت الواحد والعائلة الواحدة. نجتمع اليوم لنرفع الستارة عن نصب تذكاري يمثل عربون الصداقة بمشاركتكم جميعا وبمشاركة العزيز السيد كريكور دجابوريان الذي قدم هذا النصب

 

باللغتين العربية والإنكليزية: وقائع الإحتفال الكتائبي في يوم الشهيد وافتتاح متحف الاستقلال في ذكرى انطلاقة المقاومة اللبنانية في مجمع البلاتيا جونية/

Kataeb Party Commemorates ‘Martyrs Day’ on 44th Lebanese Resistance Anniversary

http://eliasbejjaninews.com/archives/73828/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-

حذّر رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل من أن الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ هو التصرف نفسه الذي اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975، مشدداً على ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان. وقال "اخذوا لبنان الى سياسة خارجية لا علاقة لتاريخنا بها وادخلونا في سياسة المحاور وحولوا الدولة الى دولة بوليسية".

كلام الجميّل جاء في خلال إحياء "يوم الشهيد" وافتتاح "متحف الاستقلال" في ذكرى انطلاقة "المقاومة اللبنانية" في مجمع البلاتيا جونية.

وحضر الإحتفال: الرئيس أمين الجميّل وعقيلته السيدة جويس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وعقيلته السيدة كارين، السيدة باتريسيا الجميّل ونجلاها امين والكسندر، السيدة نيكول الجميّل، النواب: نديم الجميّل، روجيه عازار، شوقي الدكاش، ايدي ابي اللمع، فادي سعد، الياس حنكش، جان طالوزيان، نقولا نحاس، انيس نصار. اللواء عصام ابو جمرة. الوزراء السابقون زياد بارود، جو سركيس، منى عفيش، النواب السابقون: فادي الهبر، فارس سعيد، سامر سعاده. المطارنة جورج صليبا، مخايل شمعون، الاب أنطوان سلمان ممثلا مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس سلوان موسي، نائب رئيس جامعة اللويزة الاب سمير غصوب، رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، رئيس المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر، العقيد داني بشراوي ممثلاً قائد الجيش جوزف عون، العقيد جورج منصور ممثلا مدير عام قوى الأمن اللواء عماد عثمان، النقيب جاد مكنا ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، كميل شمعون ممثلا رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، نواب رئيس حزب الكتائب جوزف ابي خليل، سليم الصايغ مستشار رئيس الحزب فؤاد ابو ناضر، الأمين العام نزار نجاريان، توفيق انطوان غانم، بشير ابو عاصي، المحامي أنطوان صفير، المهندس هشام جارودي، وعائلة بطرس خوند.

رئيس الكتائب إستهلّ كلمته بالقول "في 19 نيسان 1976 عند السادسة صباحا خرج شاب لبناني من نافذة البيت كي لا يراه اهله وقفز من الطابق الاول ونزل ليلاقي رفاقه لانه علم بخسارة مواقع عدة في الوسط التجاري واعتبر ان وجوده بين الرفاق سيعطيهم الدفع والقوة، وبعد ساعة او ساعتين سمعوا اصوات رصاص وهم يتحدّثون اليه وبعد نصف ساعة ما عاد يجيب بسبب قذيفة ب10 في الغرفة الموجود فيها واستشهد مع 19 رفيقاً كتائبياً، كان شاباً قوياً طالب في مدرسة الجمهور، إنه امين أسود".

وتابع الجميّل "قصة أمين التي كبرنا عليها شكّلت دافعا لي للمقاومة والشهادة للحق واعطتنا الشجاعة للنضال، ولو من شبابنا امثاله لما كنا هنا كما قال سيدنا البطريرك الراعي".

وأكّد أن هؤلاء لم يكونوا هواة حرب انما هدفهم العيش بسلام وكرامة على ارضهم وهدف الكتائب سيبقى ان يعيش الشعب اللبناني بسلام وكرامة على ارضه، مشدداً على ان تجربة الكتائب فريدة فهناك جيل الحرب الذي قاوم وواجه وجيل وُلد بعد الحرب يناضل لتحقيق احلام من استشهد قبله، ومشيراً الى ان هذه التجربة تمكّننا من ان نقيّم ونعطي حلولاً.

وأعلن الجميّل "ان هدفنا باحياء يوم الشهيد ومتحف الاستقلال دعوة الجميع الى التفكير والاتعاظ من تجارب الماضي، كي لا تتكرر، وتكريم الرفاق ومنع تزوير التاريخ وهذا الاهم"، وتابع "لن يزوّر تاريخنا بعد اليوم ولن تزوّر هوية شهدائنا بعد اليوم". واكد ان اسماء الشهداء في متحف الاستقلال حُفرَت وستبقى.

وشدد رئيس الكتائب على ان التاريخ سيؤكد ان اول نقطة دم في 22 تشرين 1937 كانت كتائبية، واول يد حاكت علم الاستقلال واليد الثانية التي وقعت عليه كتائبية، واول شهداء السيادة اللبنانية سنة 1958 كانوا 54 شاباً كتائبياً، وان في 13 نيسان الكتائبي جوزف ابو عاصي الذي تلقى رصاصة بدلاً من الشيخ بيار على باب الكنيسة استشهد وترك وراءه ولدين، وهو الشهيد الاول، وسيؤكد التاريخ ان في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اخذ المكتب السياسي الكتائبي قرار المقاومة وسمى قياداته من وليم حاوي الى فؤاد ابو ناضر مرورا بالشيخ بشير الذي استشهد رئيساً كتائبياً للجمهورية اللبنانية في بيت الكتائب في الاشرفية.

وأكد ان التاريخ سيشهد لأمين الجميّل، الرئيس الكتائبي، بدفاعه عن السيادة اللبنانية عبر الغاء اتفاق القاهرة واتفاق 17 ايار، وقال "كتائبيون كنا عندما دفعنا ثمناً غالياً في حرب الاخوة التي هدرت انتصارات المقاومة وادت الى دخول الجيش السوري قصر بعبدا، وسنبقى نناضل من اجل قضية بطرس خوند الذي خطف على يد النظام السوري مع غيره من الكتائبيين في السجون".

وتابع "كتائبون كنا بمواحهة الاحتلال السوري في التسعينيات واوائل 2000 بتجمّع قرنة شهوان والمقاومة الطالبية وصولاً الى وضع أول خيمة في ساحة الشهداء في انتفاضة الاستقلال، كتائبي كان الوزير والقائد الشهيد بيار امين الجميّل الذي استشهد دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان، وكتائبي كان الرفيق النائب انطوان غانم الذي استشهد حاملاً راية الحرية في لبنان".

وقال "البعض يتذكّر نضال الماضي ليبرر مساومات الحاضر، لكن بالنسبة لنا تاريخ لبنان الحديث يشهد ان في زمن التسويات والتقلبات والمقايضات بقيت الكتائب صامدة مقاومة وفية للبنان وشهدائها، وكما يُظهر تاريخنا الذي سترون كامل تفاصيله في المتحف ان هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها الجميع عزل الكتائب، ولكن التاريخ يظهر كل مرة عاد الكل واعترف بأحقية نضال الكتائب ولو بعد حين".

وأكد الجميّل ان الكتائبيين ما ارادوا يوما الحرب وحمل السلاح والموت، انما احبّوا لبنان وهم ابناء المجتمع،تخلت عنهم دولتهم وارادوا الدفاع عن بيوتهم ودفعوا الثمن غاليا بسبب غياب الدولة.

وقال "اليوم في 13 نيسان 2019 هدفنا الوحيد ان لا يوضع اي لبناني آخر في المستقبل، بالموقع الذي وضعنا فيه في 13 نيسان 1975 عندما تخلت الدولة عنا، والسؤال الاساسي "هل كانت حصلت الحرب لو كانت الدولة قوية سيدة على اراضيها، والجيش الوحيد من يمتلك السلاح، دولة تطبّق القانون وتمنع التعدي على اللبنانيين، الجواب هو طبعا لا".

وتابع "لو كانت الدولية متواجدة في العام 1975 لما وُجد أي تنظيم مسلح على ارض لبنان ولما سُمح لاي لبناني بأن يحمل السلاح بوجه لبناني آخر."

واعتبر الجميّل ان الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة ويضع يده على السلطة بالترهيب واستعمال السلاح في شوارع بيروت واداته الاخيرة الترغيب، وهو فتاك اكثر من التعطيل او السلاحـ فاغراء الاخصام بالحصص والوعود الرئاسية تبيّن انها افعل، وبذلك سيطروا على قرار لبنان الذي يحاولون اليوم تغيير هويته."

واضاف "ادخلوا عبادة السلاح ونسمع اليوم باقتصاد مقاوم وكأنه محكوم علينا ان نعيش بخوف وادخلوا لبنان بلائحة الدول المهددة بالعقوبات، كما ادخلوا البلد في لغة الدولة البوليسية من خلال استدعاء الناشطين وفرضوا علينا رقابة مشددة على الكتب والافلام والفنانين وهذا ليس لبنان الذي نعرفه".

واعلن رئيس الكتائب ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وانطلاقا من 83 سنة نضال ان نكون العامود الفقري لمعارضة سياسية حرة تواجه وضع اليد على لبنان لاعطاء اللبنانيين خياراً بديلاً لقلب المعادلة وتصحيح مسار الامور.

وتابع "مشروعنا سهل ان نعيش بسلام في لبنان ونرد ثقافة السلام الى لبنان ونعيش في بلد ديمقراطي حيادي لا مركزي فيه احترام للنظام وبلد الثقافة والتطوّر، بلد نظيف يحكمه الاوادم والاكفاء، وبلد يخلق فرص عمل ويؤمّن الاسكان. وشدد على ان هدفنا العيش في بلد حضاري حدوده 10452 كلم2.

وقال "كثيرون شوّهوا العمل السياسي في لبنان على حساب مصلحة البلد والكتائب موجودة لتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان".

وأردف الجميّل "علّمنا المؤسس ان الكتائبي لا يساوم ولا يناور ولا يستسلم ولا يخاف ويقول الحقيقة ويواجه ويرفض الامر الواقع ويختار قضيته على مصلحته وهذه الكتائب في 1936 وفي 2019".

وفي الختام قال رئيس الكتائب "الى اصحاب الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ اقول ان هذا التصرف هو نفسه ما اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975 عبر تأجيل حلّ المشاكل وطمر الرؤوس في التراب ما ادى الى دمار لبنان".

 فؤاد ابو ناضر: نعشق الحرية حتى الاستشهاد

المستشار العام لرئيس الكتائب فؤاد ابو ناضر لفت الى ان ولادة لبنان سنة 1920 لم تكن صدفة تاريخية بل نتيجة صمود أبائنا واجدادنا في الظروف الصعبة.

وقال في كلمته:"ولد لبنان على اساس الحرية واجدادنا ارادوا لبنان يعيش فيه المسيحيون مع الشريك ولكن للاسف هناك الكثيرون ممن لم يفهموا الامر واعتبروا ان فكر الديمقراطية والحرية "فيروس" ولكن في نهاية المطاف كل الجيوش الغريبة والغزاة رحلوا وبقينا نحن".

وأضاف ابو ناضر:"لقد تركنا أثر كبيرا في كل الشعوب العربية ثقافيا وحضاريا وبعد 1967 بدأ الفلسطينيون يخلقون دولة داخل دولة لبنان وفرضت علينا الدول العربية اتفاق القاهرة فتكررت بعدها الصدامات بين الجيش والفلسطينيين وفي العام 1974 كان اول اشتباك رسمي بين الكتائب والفلسطينيين في الدكوانة،  اعدناهم الى المخيم ولاول مرة في تاريخنا انتهت الامور بلجان مشتركة بين الكتائب والفلسطينيين ويومها شعرت ان الحِمل بات كبيرا وباتوا اكبر من الدولة وفي 74 رئيسنا وليام حاوي اعتبر اننا ذهبنا دون اذن الى الدكوانة فحكم علينا". وتابع:" في العام 75 حصلت حملة كبيرة على الكتائب لعزلها وتحجيمها لانهم يعلمون انه اذا حجّموا الكتائب وضربوها يستطيعون السيطرة بسهولة على لبنان ونذكر خطاب رشيد الصلح وبعدها عندما اعاده الرئيس أمين الجميل ليسمع ما ستقوله الكتائب وبدل عزل الكتائب ركضت الناس اليها  كما نذكر خطاب الشيخ بيار عندما دعا الى قرع الاجراس ونذكر اتحاد القوى بالجبهة اللبنانية ومن راهن على عزل الكتائب لم يعلم ان ال10000 مقاتل باتوا مئة الف".

واعتبر ابو ناضر ان السوريين كادوا ان يفشلوا بالسيطرة على لبنان الى حين ان قدّمنا المنطقة الحرة اليهم على طبق من فضة بسبب صراعاتنا الداخلية  ولكن نسي السوريون ان نبض الحرية بقي ينبض في عروقنا واننا نعشق الحرية حتى الاستشهاد . واذ اكد ان المقاتلين بذلوا حياتهم دون مقابل وهم صانعو التاريخ ومجد المقاومة اللبنانية، ذكّر بأنه "في حرب الاسواق التجارية، ما عدنا نجد من يقاتل وكانت هناك صعوبة للقتال وكان بشير يفتّش عمن يستلم فلم يجد الا حلمي الشرتوني وبعد ساعات عاد الشباب المقاتلون ما عدا حلمي فالتحقنا به واكد انه لن يغادر كما وعد بشير".     

وفي مثل آخر للمقاتلين الاقوياء، لفت ابو ناضر الى ان جوسلين خويري والنظاميات كسرن الهجوم وحمين بيت الكتائب .

وأضاف:"في معركة زحلة كنا نخشى حرب إلهاء مع السوريين وبشير اتصل بجو اده وكان الياس الزايك المسؤول الميداني وكان جواب اده لبشير انهم قرروا الصمود وهذا ما حصل اذ حوّل 3000 شاب زحلة الى قلعة وكان الحل ". وقال متوجهاً الى اهالي زحلة:" انتم حولتم القوات اللبنانية من ميليشيا الى موقع اقليمي كبير ورقم صعب وأحد لم يعد يستطيع تخطينا واخذتم بشير وحولتموه الى مشروع رئيس".     

واستذكر جرحى الحزب مشيرا الى ان 80% من المصابين طلبوا العودة الى الخدمة واهّلنا مراكزنا لاستيعابهم.   ابو ناضر اكد ان الكراسي والسلطة لا تستأهل قطرة دم ولولا الشهداء ووقوفنا لكانت صفقة العصر حصلت في 1975 وعلى حسابنا ولولا صمودنا لما كانت ثورة الارز مشددا على ان شعار "لبنان اولاً" الذي ينادي به الجميع هو انتصار للكتائب.   وختم: "كي لا يذهب دم الشهداء هدرا اكملوا التحدي والمسيرة ".

مدير المتحف جوي حمصي: متحف الإستقلال دعوة للجميع لبداية نقاش للوصول لكتاب تاريخ موحد

مدير المتحف جوي حمصي قال في كلمته "ان منذ 6 سنوات، شرّفني فخامة الرئيس الجميّل بتكليفي لجمع أرشيف حزبي للقيام بمعرض أو متحف صغير لكي نخبر قصتنا، قصة الكتائب وقصة لبنان. 6 سنوات من العمل على كيان عمره 6000 سنة، مات من أجله 6000 شهيد كتائبي، من مشروع إلى بضعة غرفة في شقة صغيرة، وصلنا لمتحف من 3 طوابق بمبنى السفينة لقسم حارة صخر الكتائبي."

وتابع "لماذا كبر المشروع؟ لأنه من غير السهل إختصار تاريخ حزب الإستقلال، حزب المؤسسات والدولة وحزب المقاومة اللبنانية حزب الـ10452 كلم٢ بمتحف مساحته الف متر مربع. أكتر من 10000 صورة، 20000 مستند: مئات الساعات من الفيديو والكثير من ذكريات أخوة ونضال وشهادة، ما هو معروض في المتحف ما هو الا قسم صغير من الذي حصلنا عليه، وما حصلنا عليه ليس سوى قسماً صغيراً من الموجود عند الرفاق الذين ما زالوا يتصلون بنا كل يوم مشكورين لتقديم صورة او غرض او وثيقة قيّمة للمتحف". واشار حمصي الى ان بظل غياب كتاب تاريخ موحّد ومنصف للذاكرة الجماعية، يأتي متحف الإستقلال ليقفل ثغرة في جدار بناء شعب موحّد، على أمل أن يكون عملنا هذا الحجر الأساس لمصارحة ومصالحة حقيقية بين اللبنانيين. وشدد على ان متحف الإستقلال هو دعوة للجميع لبداية نقاش للوصول لكتاب تاريخ موحد يجمع تضحيات كل اللبنانيين ونظرتهم المختلفة للبنان.

حمصي شكر الفريق الصغير الذي عمل معه على المتحف، الرفيقة صوفي عقل، والرفاق وسيم جبر وفالدمار فضول، كما شكر أيضاً اعضاء "جمعية متحف الاستقلال" وكل الحرفيين الذين عملوا معنا.

وتابع حمصي: "شكر كبير لكل الرفاق من كل المناطق اللبنانية الذين تجاوبوا معنا ووثقوا بنا واعطونا الأغراض والوثائق والصور التي كانت معهم، والشكر الأكبر لفخامة الرئيس الشيخ أمين الجميّل صاحب فكرة المتحف، والمتابع لأدق تفاصيله، وثق بنا وواكبنا بكل المراحل". وأردف "وقفة إجلال للـ 6000 شهيد في يومهم، وللشهداء الأحياء من مصابي الحرب، المفقودين والمعتقلين بالسجون السورية الذين زادونا إيماناً وعزيمة وعنفوانا، نعم! لولاهم لما كنا هنا اليوم.. ماتوا لنحيا".

وختم حمصي: "تحية لك غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نشكرك على مباركتك للمتحف، كلماتك حفرت بضمير وعقل كل واحد منا".

ربيع بطرس خوند: نريد اعادة كل المعتقلين وعلى رأسهم بطرس خوند

ربيع بطرس خوند قال من جهته، "في ذاكرة الاستقلال صور وقصص واسماء، من كل بيت احداث وتواريخ رسمت التاريخ، في ذاكرة الاستقلال قصص نضال ومقاومة، قصص ابطال رفضوا الاستسلام، قصص رجال ونساء تمسّكوا بأرضهم، حملوا السلاح ودافعوا عن وطنهم ووجودهم، في ذاكرة الاستقلال، حفرت بالدم اسماء شهداء، لا يمكن ان ننسى تضحياتهم، شهداء ماتوا لنحيا نحن".

وتابع خوند: "وفي ذاكرة الاستقلال، كثر خُطفوا لنبقى نحن، آلاف المفقودين خلال الحرب اللبنانية لم نعرف حتى اليوم اين هم، وآلاف من المخطوفين ما زالوا خلف قضبان السجون السورية ينتظرون من يردّهم. ومعتقل بطل، بزمن صار فيه دولة لبنانية، خُطف من أمام منزله من قبل جهة معروفة، ما زال ينتظر وما زلنا ننتظر ان يخرج الى الحرية التي ضحى بها عندما هددوه وقالوا له خذ عائلتك وغادِر لكنه لم يقبل". واردف: "حرّية شخصيّة، زوجية، عائلية، ابويّة، فضّل ان يخسرها لتبقى الحرية في هذا الوطن  بطرس خوند. منذ ان كان عمره 15 سنة كان يصل الى المنزل، يترك حقيبته المدرسية، ويتوجّه ركضاً الى حزب الكتائب الذي كان يحلم به،  فانتسب للحزب سنة 1956 ومن هنا بدأ المشوار".

واشار الى ان كل الرفاق الذين وقف جنبهم ووقفوا الى جانبه، يعرفون كم كان بطرس خوند رجلا مناضلا وعصامياً، وكم كان يحبّ لبنان ويؤمن بالقضية التي قدم لها فكره وقلبه. ولان بطرس خوند كان رجل حق، خطفوه ليصبح بعد 26 سنة رقماً صعباً بجدول الحرية،اخذوا اغلى ما عندنا ولم يتركوا اماننا الا حلّين إما الاستسلام او النضال". وقال خوند: "26 سنة وخيارنا كان واحداً، النضال ثم النضال،تمسّكنا بكل الخيوط، زرنا غالبية المسؤولين، طرقنا كل انواع البواب لنرجّع الامل على أمل عودة الغالي والرفيق لكن دائماً كانت الاجوبة قاسية، وبالرغم من هذا الامر لم نستسلم ولن نقبل ان نسكت عن حقّ اهلنا".

ولفت الى ان النظام السوري يرفض الإعتراف بمسؤوليّاته تجاه هذا الملف، هذا الأمر كلنا نعرفه لكن نحن مؤمنون ان الحقيقة والحق ستظهران، ولكن ما لا ولن نتمكّن من فهمه هو كيف ان الشعب والمسؤولين في هذا الوطن، باستثناء البعض منهم طبعا، قبلوا وما زالوا يقبلون كذبة ظالم اعتبر ويعتبر انه لم يعد يوجد أحد من ابنائنا واهلنا في سجنه؟؟" وسأل "كيف تمكّنوا من السكوت عن حق اخواتهم بالوطن والانسانية، كيف يمكن ان نؤمن بدولة حرّة مستقلة وما زال هناك آلاف من اللبنانيين في قلب السجون السورية؟ كيف نكمل الحياة التي نحن فيها اليوم بسببهم من دون ما نشعر بهم؟ من دون ما نشعر بوجعهم وقهرهم وعذابهم داخل ابشع سجون العالم وتحت اقسى ظروف التعذيب المناهضة للحق والانسانية؟"

وقال خوند: قبل ان نحرر أرضهم، حرروا لنا اهلنا، ردّوا اباءنا وإخوتنا، ردّوا للامهات أولادهم  قفوا معنا وقفت رجال، تمثّلوا برجالات الدولة الذين سبقوكم، برجال المقاومة اللبنانية الذين دافعوا عن ارضكم".

ولفت خوند الى ان "صحيح انتهت الحرب، ولكن لم تفكّروا يوماً ان هؤلاء الاسرى ما زالوا جزءاً من المعركة التي لم تنته، بسكوتكم تقبلون الخسارة بأبشع انواعها، نحن لا نترك رجالنا بالمعارك ولا نرضى ان نتخلى عنهم". وطالب الدولة اللبنانية الى رفع هذه القضية بالعالي على مستوى القانون الدولي وحقوق الانسان، وجعل من هذا الملف قضية وطنية سيادية اساسية لنبقى نؤمن بلبنان حرّ ومستقل، مؤكداً ان من حق جميع الاهالي ان يعرفوا مصير ابنائهم من الطرفين، المفقودين اللبنانيين خلال حرب اللبنانيين من جهة والمعتقلين اللبنانيين بالسجون السورية من جهة اخرى".

وجدد التأكيد ان قضية بطرس خوند من اخطر القضايا في هذا الملف لان بطرس خوند خُطف سنة 1992، في زمن كان فيه دولة لبنانية.

وختم "بالارادة والوحدة والعزيمة يمكننا سوياً ان نعيد الغائبين ونردّ كرامة الوطن، لا تخذلونا ولا تخذلوا لبنان، نريد اعادة كل المعتقلين وعلى رأسهم بطرس خوند، نحن لم نستسلم وأنتم لا تسلّموا قضيتنا لذاكرة النسيان".

المناضل الكتائبي سليم رعيدي: لولا الكتائب لما كانت هناك معارضة

المناضل الكتائبي سليم رعيدي قال في كلمته "اسمعوا من الكتائب ولا تسمعوا عنها! لقد شرّفتني رئيس الحزب وقيادة الحزب بهذه الإطلالة، من حارس أمين ومحارب قديم كما سماني فخامة الرئيس، انا الشاهد على تأسيس الحزب وشاهد على نضاله وشهادة شبابه".

وتابع "تخرّجت من المدرسة الكتائبية وما خرجتُ لا منها ولا مشاريعها، وها هي الكتائب بعد 84 عاماً مقلعٌ لا تنضب صخوره ولا تلين شوكته ولا تهمد عزيمته، لا تنسوا أن الكتائب متعددة الروح لا تنتهي ولا تنكسر، متعددة المواهب في الحرب والسلم وفي المجتمع خدام له في لبنان وبلدان الاغتراب".

واضاف رعيدي: "نشأت الكتائب كشفياً رياضياً، وترعرت إجتماعياً، وناضلت سياسياً، وواجهت عسكرياً في الملمات والمهمات الصعبة، الكتائب حزب الرجال وحزب السيدات وامهات الشهداء، حزب الطلاب، حزب الموالاة والمعارضة".وقال "حزبكم ايها الرفاق غيّر المعادلة ورفض المؤامرت الداخلية والاقليمية والخارجية وهمنا كان الدفاع عن الشعب، يكفي أن تكون كتائبنا عام ١٩٣٦ وكتائبكم عام ٢٠١٩ كتائب واحدة، حزبكم اليوم شاخص الى رئيس سامي وهو سامي". وأردف رعيدي: "لبنانك اليوم يا شيخ بيار ليس موجوداً لقد قسّموه الى أكثر من قسم وتتناتشه الأحزاب، كل الجيوش احتلتنا ونحن نتلهى ببعض". وشدد على انلولا الكتائب لما كانت هناك معارضة او من يقول كلا، بل كان الجميع يتقاسمون الجبنة.

وتوجّه رعيدي للنائب سامي الجميّل بالقول: "اكمل الطريق يا رئيس ونحن معك لو كنا اصبحنا بعمر 92 فنحن نحبك، نؤيدك، نحترمك، ونصلي لك".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 13 و14 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

 

Click onthe link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 14/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73826/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-14-2019/

 

Palm Sunday: Hosanna! Blessed is He who comes in the name of Yahweh
 
Elias Bejjani/April 14/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73792/elias-bejjani-palm-sunday-hosanna-blessed-is-he-who-comes-in-the-name-of-yahweh/
 (Psalm118/26): “Hosanna! Blessed is He who comes in the name of Yahweh! We have blessed You out of the house of Yahweh”.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/MP3/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/WMA/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

جمع وتنسيق/الياس بجاني/14 نيسان/19

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

 

رسالة بالصوت من نزار زكا لأهل مدينة طرابلس

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

الياس بجاني/13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73809/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1-%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع لرسالة نزار زكا التي وزعت اليوم على وسائل الإعلام.

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/zaka13.4.18.mp4

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

باللغتين العربية والإنكليزية: وقائع الإحتفال الكتائبي في يوم الشهيد وافتتاح متحف الاستقلال في ذكرى انطلاقة المقاومة اللبنانية في مجمع البلاتيا جونية/

Kataeb Party Commemorates ‘Martyrs Day’ on 44th Lebanese Resistance Anniversary

http://eliasbejjaninews.com/archives/73828/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-

 

تنبَهوا واستفيقوا ايها الموارنة!

عبدالله قيصر الخوري/14 نيسان/2019

من أرشيف السياديين/نشرت في 23 حزيران/2010

http://eliasbejjaninews.com/archives/73799/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%82%D9%8A%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%8E%D9%87%D9%88%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%82%D9%88/

في رسالته الى الموارنة العام 1974 اشار الدكتور شارل مالك الى انهم يشكلون الجسم المسيحي الحر الاول في لبنان، وبأنهم يحرصون اشد الحرص على المسيحية الحرة، فإذا سقطت في لبنان – ولبنان آخر معقل لها في المشرق – انتهى امرها في الشرق الاوسط كله.

 


 EU's Collusion with Iran
 
جوديث بيرجمان/معهد جيتستون: تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع إيران
 Judith Bergman/Gatestone Institute/April 13/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73819/%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A4-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/