المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو الذبيحة الالهية وقداس الفصح المجيد الذي احتفل به اليوم برئاسة البطريرك الراعي  في الصرح البطريركي - بكركي

استحداث نقطة مراقبة عسكرية لقوات العدو في الجهة الجنوبية لموقع العباد

نوفل ضوّ: من حمى المتهمين غير مؤهل للاتهام والمحاسبة

صرخة مالية شيعية في وجه «الثنائي».. أكلونا في زمن الإنتخابات ورمونا في عِزّ «الكورونا»!

تحليق إسرائيلي كثيف في أجواء الضاحية وبيروت!

حزب الله يبحث عن طريقة لتهريب كوثراني بعد تحوله إلى هدف اصطياد أميركي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/4/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دولاران في لبنان... أحدهما وهمي والآخر شحيح لدى الصيارفة/27 مليار دولار خرجت من البلاد

حذر دولي من تغيير الوجه الاقتصادي والمصرفي للبنان

النهار: الهيركات يلاقي الكابيتال كونترول إلى عدم الإقرار؟

الأنباء: ما بعد العيد قيامةٌ على الحكومة.. وبري: لتسمية الأشياء بأسمائها

التعبئة تقيّد حركة النازحين السوريين في لبنان وتقلّص عائداتهم المالية

فرنسا ترفع يديها عن جبران باسيل.. ترفض ترشحه للرئاسة وتراه هدم البيت الداخلي اللبناني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قداسة البابا يحتفل بعيد الفصح وحيداً بدون مصلين ودعا إلى وقف نار «فوري وشامل» في النزاعات حول العالم

نداء أممي للتفاوض على وقف غير مشروط للقتال في الشرق الأوسط دعا إلى التوصل لحلول طويلة الأجل للنزاعات

كورونا يقتل 100 ألف شخص.. والعالم يسجل وفاة ثانية بإيبولا

المقابر تكذب طهران.. 10 آلاف حفرة جديدة لضحایا الفيروس

مجلس الأمن يطالب الحوثيين بالتزام وقف النار من دون تأخير

أطباء العالم يتصدرون الصفوف الأمامية في الحرب على «كوفيد ـ 19»/طواقمهم تعاني من نقص المعدات الوقائية... وغوتيريش يدعو إلى الاعتراف بجهودهم

جونسون يغادر المستشفى ولن يعود للعمل على الفور

منظمة دولية تطلق حملة للإفراج عن الأطفال الأسرى لدى إسرائيل

الرئيس الإسرائيلي يدرس خيارات «فشل تشكيل الحكومة»/المهلة الممنوحة لزعيم حزب «أزرق ـ أبيض» تنتهي غداً

الكاظمي يبدأ أولى خطوات تشكيل الحكومة العراقية وانقسام الفصائل المسلحة حياله مقابل الإجماع السياسي

إثيوبيا متمسكة باستكمال «سد النهضة» بعد تقارب مصري ـ سوداني

«الفشقة» تعود لحضن السودان بعد توافق مع إثيوبيا على ترسيم الحدود

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نتائج الحرب اللبنانية المستمرّة.. منذ 45 عاما/خيرالله خيرالله/العرب

هل إنتهى عصر «الحاكم» بأمر المال.. والسياسة؟!/علي الأمين/نداء الوطن

لبنان محجور في "كرنتينا" حزب الله/نديم قطيش/موقع اساس ميديا

 في ذكرى سمير فرنجية: نيّالك ... يا بَيك/إيلي الحاج/اساس ميديا

أيحتاج لبنان إلى عقد اجتماعي جديد حقا؟/منى فياض/الحرة

هل كان يدرك الأب ميشال حايك/ميشال دويهي/ فايسبوك

طفولة بلا وسادة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

من يلعب بمن؟... نحن أم «كورونا»؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الصين والمصداقية/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

خدعة تمرير الإخوان/كرم جبر/أخبار اليوم

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس الفصح شكر لرئيس الجمهورية اتصاله للتهنئة: نناشد الشعب التزام التعبئة العامة والحجر المنزلي

رحمة في رسالة الفصح: للعودة الى الرب والتأمل بقيمة حياتنا

منصور في رسالة الى أبناء عكار لمناسبة الشعانين: ما نقدمه لمن ضاقت به الدنيا إنما نقدمه ونعامل به السيد له المجد

القوات: لا صلة للمتهم شربل ضومط بالحزب لا من قريب ولا من بعيد

مستشفى الرسول: لا صلة لنا بالفيديو المتناقل وسنلاحق المفبرك قانونيا

وفاة مهندس لبناني في ساحل العاج وتضارب المعلومات حول السبب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 فجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

إنجيل القدّيس مرقس16/من09حتى14/فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة.

وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

الياس بجاني/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85055/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%b5%d9%84%d8%a8-%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%ab%d9%85-%d9%82%d8%a7%d9%85/

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: “من آمن به لن يُخّزى”.(روميه 10-08 و90)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: “إنه ليس ها هنا، بل قام”.

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: “المسيح حيٌّ فيّ”.

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي من أجل أن يلهم الله الأطباء والعلماء ويقود خطاهم ليجدوا دواءً ولقاحاً لوباء الكورونا فيرس.

فلنصلي من أن يسكن الرب أوراح ضحايا الكورونا فيرس جنته ويسكنهم في منازلة الأبدية ويغفر خطاياهم.

فنصلي من أجل شفاء المرضى في كل دول العالم حيث الخوف والإضطراب والضياع في مواجهة جائحة الكورونا فيرس.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم، وفي وطننا الغالي المعذب والمحتل لبنان.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي سلم يسوع للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن بأن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال “المسيح حيّ فينا” ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18753/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac-2/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المسيح قام حقاً قام. عيد مبارك على الجميع وينعاد على البشرية جمعاء بالسلام والمحبة والأخوة والإيمان والرجاء.

فيديو الذبيحة الالهية وقداس الفصح المجيد الذي احتفل به اليوم برئاسة البطريرك الراعي  في الصرح البطريركي - بكركي

https://www.youtube.com/watch?v=8tygOlJgg4A

 

استحداث نقطة مراقبة عسكرية لقوات العدو في الجهة الجنوبية لموقع العباد

وكالات - الأحد 12 نيسان 2020

افادت وكالة الأنباء أن قوات الجيش الاسرائيلي تستحدث نقطة مراقبة عسكرية في الجهة الجنوبية لموقع العباد العسكري المشرف على بلدة حولا، حيث تفرغ شاحنات مادة البسكورس والاتربة في هذه النقطة، وتعمل آلية بوكلن على رفع الاتربة بشكل سواتر.

 

نوفل ضوّ: من حمى المتهمين غير مؤهل للاتهام والمحاسبة

المركزية/الأحد 12 نيسان 2020

اعتبر منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أن "المحاسبة الحقيقية عما وصلنا إليه من أزمات نقدية ومالية ومصرفية واقتصادية تتطلب رفع يد العملاء المأجورين ومنعهم من لعب دور "المدعي العام"!. وسأل ضو: من فبرك ملف كنيسة سيدة النجاة؟ واتهم ثوار 7 آب بالعمالة لإسرائيل؟ وأمر بطمر مسرح جريمة اغتيال الحريري؟ وحمى المتهمين غير مؤهل للاتهام والمحاسبة؟".

 

صرخة مالية شيعية في وجه «الثنائي».. أكلونا في زمن الإنتخابات ورمونا في عِزّ «الكورونا»!

موقع جنوبية/12 نيسان/2020

"الهير كات" الذي سيطال 50 مليار دولار من ودائع كبار المتمولين الشيعة والتي هي جنى عقود من التعب والغربة، سيولد ثورة في وجه "الثنائي الشيعي" الذي اكل الاغتراب لحماً في زمن الانتخابات ويرميه اليوم عظماً في عز "الكورونا"!

الغليان الذي يسود لبنان كله من العريضة الى الناقورة مروراً بالبقاع والضاحية والنبطية وصور في وجه التجويع والافقار، وفي وجه تسلط “الثنائي الشيعي” على رقاب مناصريه وبيئته وحتى محازبيه وابتزازهم بكرتونة الاعاشة، ليست الا غيض من فيض سينفجر مع إقرار ما يسمى بـ”الهيركات” المقنع مع تحضير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبإيعاز مباشر من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، لحل مشكلة لبنان المالية وتأمين الـ20 مليار الدولار المسروقة، من مال اللبنانيين والدولة، وتم تهريبها في الاشهر التي سبقت ثورة 17 تشرين الاول الى سويسرا وغيرها وفق ما تقول مصادر شيعية متابعة.

سرقة موصوفة لتعب المغتربين

وتكشف المصادر لـ”جنوبية” وهي تتحدر من منطقة النبطية، ولها باع طويل في التجارة في غرب ووسط افريقيا وداعمة لمسيرة الاغتراب اللبناني عموماً والشيعي خصوصاً، وعانت ما عاناه كل الشيعة في الخارج بسبب دعم “حزب الله” و”حركة امل” مالياً واغترابياَ. إقرأ أيضاً: بالفيديو: أمن الجنوب الإجتماعي في الواجهة..سرقتان خلال 12 ساعة: ليلية من الجدار ونهارية من الباب! وتوضح المصادر ان ما يحكى عن تعميم جديد لسلامة بعد لقائه بري ويشمل الفئة ما فوق الـ100 الف دولار واقتطاع نسبة 61 في المئة من الودائع التي تتجاوز الـ100 الف دولار، يعني ان اموال الشيعة والمستثمرة في البنوك اللبنانية وقيمتها 50 مليار دولار، سرقت في المرة الاولى لتغطية السياسات الخاطئة وبدل ان ترد الى اصحابها، يعاد سرقتها مرة جديدة ولكن المؤسف انها بتغطية ورضى واوامر “الثنائي الشيعي

تبرعات رمضان وعاشوراء للسياسة!

وتؤكد المصادر، ان معظم التبرعات التي كانت تأتي للثنائي في شهر رمضان وموسم عاشوراء، وفي اوقات كثيرة من السنة، كانت تذهب مباشرة للعمل الحزبي، وكل المساعدات التي قدمها المغتربون الشيعة صبت لخدمة السياسة للتنظيمين، ولم يستفد منها الشيعة والفقراء خصوصاً، وربما استفاد منها المحازبون. وتتابع المصادر والتي ساهمت في تمويل انتخابات الحزب الاخيرة جنوباً، ان الغلطة الكبيرة كانت تصديق هذا “الثنائي”، وخصوصاً ان افريقيا لم تعد في خيراتها واعمال كل المغتربين متضررة منذ سنوات، والامور ليست جيدة. ولكن دعم الثنائي انتخابياً امر مفروض على المغتربين، وكذلك المساعدات فللثنائي وسائل كثيرة لفرض بعض الامور وللسلبطة المالية على الاغتراب.

عطب العصب الشيعي المالي

وتؤكد ان اذا قامت الحكومة بدعم “الثنائي” بقص رساميل المودعين فإنها ستعطب العصب الشيعي المالي وخصوصاً العائلات التي افنت حياتها في افريقيا لتجمع مئات الملايين وبعض المودعين الشيعة امضوا اكثر من 50 سنة في الاغتراب.

نواة انتفاضة شيعية تتكون وستكون كبيرة هذه المرة مع شعور كل شيعي بالجوع والقهر والحرية المصادرة وتجربة 17 تشرين الاول خير مثال عندما خرج 90 في المئة من الشيعة الى الشارع ومن ثم ضغط عليه للعودة

وتشير الى ان نواة انتفاضة شيعية تتكون وستكون كبيرة هذه المرة مع شعور كل شيعي بالجوع والقهر والحرية المصادرة وتجربة 17 تشرين الاول خير مثال عندما خرج 90 في المئة من الشيعة الى الشارع للتعبير عن الغضب من السياسة الاقتصادية والتي يشارك فيها “الثنائي الشيعي”. وتقول ان الضربة القاسية التي تلقاها لبنان في حرب تموز 2006 والجنوبيين خصوصاً لا تقل قساوة عن الضربة التي وجهها صلاح عزالدين للمتمولين الشيعة وصولاً الى الاجهاز الكامل بدعم من “الثنائي” على ما تبقى من ودائع شيعية لتتحول الامور الىتطبيق المثال القائل اكلوا لحم ودائعنا في زمن الانتخابات ورمونا عظمة في زمن الـ”كورونا”

 

تحليق إسرائيلي كثيف في أجواء الضاحية وبيروت!

جنوبية/12 نيسان/2020

وسط تلهّي اللبنانيين بأزماتهم المتلاحقة، من إقتصادية، إجتماعية وصحّية، تحلق طائرة تجسس معادية بشكل مكثف في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. مع العلم أن الخروقات الإسرائيلية المعادية، تكررت كثيراً في الأيام الماضية.

 

حزب الله يبحث عن طريقة لتهريب كوثراني بعد تحوله إلى هدف اصطياد أميركي

العرب/13 نيسان/2020

الإدارة الأميركية تسعى إلى تحييد الشخص الثاني على مستوى التأثير الإيراني في الملف العراقي، بعد تصفية قاسم سليماني.

عين حزب الله في العراق

بيروت – كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة أعلنت عن مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن ممثل حزب الله اللبناني في العراق محمد كوثراني، بعدما تحققت من وجوده في بغداد حاليا، لمتابعة تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وكشفت عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عن إمكانية تعاون الكثير من العراقيين مع الولايات المتحدة، ضد النفوذ الإيراني المقيت في بلادهم، ما يرجح تحول كوثراني إلى هدف ثمين لجامعي المعلومات وصيادي المكافآت.

وتقول المصادر إن واشنطن اختارت التوقيت المناسب لاتخاذ قرار تحديد مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن كوثراني، كي تمنع الأخير من مواصلة التدخل في مفاوضات تشكيل حكومة الكاظمي، التي يحاول المعمم اللبناني الإمساك بجميع خيوطها.

محمد كوثراني :لبناني من بلدة كوثرية السيّاد في الجنوب، ممثل حزب الله في العراق، يقيم في المنطقة الخضراء،صار هدفا لصيادي المكافآت

وتكشف المصادر أن كوثراني يقيم حاليا في منزل بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، بعدما فرض حرسه الشخصي قيودا كبيرة على حركته إثر الإعلان الأميركي، مؤكدة أن أطرافا عراقية عدة تبحث عن سبيل مناسب لنقل كوثراني إلى بيروت أو دمشق.

ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة تحيد الشخص الثاني على مستوى التأثير الإيراني في الملف العراقي، بعدما قتلت الشخص الأول، قاسم سليماني، مطلع العام الجاري.

ويمكن أن يستغل الكاظمي ضعف تأثير طهران على الملف السياسي العراقي، ليشكل حكومة ربما تنأى بنفسها عن الهيمنة الإيرانية على المشهد العراقي.

ولم تتوفر أي معلومات حتى الساعة عن خليفة كوثراني على رأس الملف العراقي، وسط ترجيحات بأن يباشر قائد فيلق القدس الإيراني العميد إسماعيل قآني الأمر بنفسه.

واعتبرت مصادر سياسية عربيّة أنّ وضع الإدارة الأميركية جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن كوثراني يشير إلى أنّ واشنطن باتت تربط بشكل عضوي بين حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق.

وتولّى كوثراني، وهو من بلدة كوثرية السيّاد في جنوب لبنان، ملفّ العراق لدى حزب الله اللبناني بالتنسيق مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون مطلع هذه السنة بُعيد مغادرته مطار بغداد.

وكان لافتا ما تردّد في البداية مِنْ أنّ كوثراني كان برفقة سليماني لحظة اغتياله نظرا إلى أنّه من أقرب مساعديه، لكنّه تبيّن لاحقا أن من قُتل مع قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني كان أبومهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي في العراق الذي كان أيضا من بين مساعدي سليماني.

وأوضحت المصادر السياسية العربية أنّ التركيز الأميركي على كوثراني مجدّدا يعكس وجود سياسة جديدة لدى واشنطن.

وقالت إنّ هذه السياسة تقوم على الربط بين مختلف الأذرع الإيرانية في المنطقة من خلال ولادة قناعة بأنّ حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق هما جسم واحد في خدمة الحرس الثوري في إيران.

وربطت المصادر ذاتها بين الاستهداف الأميركي لكوثراني ومحاولة مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة عراقية جديدة في ضوء اعتذار عدنان الزرفي عن عدم قدرته على تشكيل مثل هذه الحكومة بسبب ضغوط مارستها عليه فصائل وأحزاب عراقية موالية لإيران.

وذكرت أن الهدف الأميركي توجيه رسالة إلى كل السياسيين العراقيين، بما في ذلك التشديد على أنّ هذه السياسة الهجومية لم تتوقفْ ولن تتوقفَ بمجرد الانتهاء من قاسم سليماني.

وقالت إن فحوى الرسالة أنّ الوضع العراقي تحت المراقبة الأميركية وأنّ إيران ليست اللاعب الوحيد في العراق. وأضافت أنّ واشنطن تريد التأكيد أيضا على أنهّا ما زالت تعتمد سياسة تركّز بشكل خاص على التخلّص من الرموز الإيرانية في العراق أو تحييدها.

ومن بين هذه الرموز محمّد كوثراني الذي يتمتّع بنفوذ قوي في بغداد على الرغم من أنّه مواطن لبناني وممثل لحزب لبناني في العراق.

وأفادت بأنّ هناك وعيا أميركيا بما يمثّله التعاون بين حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق وبضرورة الحدّ من النفوذ الإيراني في العراق، ما يسمح للكاظمي بتشكيل حكومة تأخذ في الاعتبار مصالح العراق قبل مصالح إيران في العراق.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/4/2020

وطنية/الأحد 12 نيسان 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فرض كورونا إيقاعه الرهيب على طقوس عيد الفصح المجيد، فغاب المؤمنون وعقدت الصلوات في ذكرى قيامة السيد المسيح، على رجاء قيامة جديدة للعالم من محنة الوباء الفتاك.

فكما في بكركي، كذلك في بيت لحم والفاتيكان وسائر أنحاء العالم، عيد القيامة حزين. فالبطريرك الراعي رفع الصلاة لتعافي المصابين بالكورونا، ودعا المواطنين للالتزام بقرار التعبئة العامة. فيما قال البابا فرنسيس: إن هذا ليس الوقت المناسب للتصنيع والاتجار بالأسلحة، داعيا لإنهاء الحرب التي دمرت سوريا والعراق واليمن، ولم يغب لبنان عن صلاة البابا.

اليوم وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب العالمية المفتوحة ضد الوباء، نشرت حقائق وأرقام أقل ما يقال ببعضها أنه صادم:

أولا: وفيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الاصابات لم تتخط المليون و700 ألف شخص حول العالم، كشفت دراسة ألمانية عن أن عدد الاصابات الحقيقي بالفيروس هو عشرات الملايين. ما يطرح شكوكا حول شفافية الحكومات في التصريح عن مصابيها.

ثانيا: بالرغم من انتشاره في جميع القارات، إلا أن كورونا كان أكثر فتكا في القارة العجوز أوروبا، حيث حصد حتى الآن خمسة وسبعين ألف ضحية من أصل 100 ألف في العالم، ثمانون بالمئة منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.

ثالثا: الصين التي ظهر الفيروس في إحدى مدنها، قررت إعادة فتح مدارسها بدءا من 27 نيسان الجاري، في وقت تتجه باقي الدول إلى الاغلاق.

رابعا: حددت رئيسة المفوضية الأوروبية نهاية العام الجاري، موعدا محتملا لتطوير لقاح ضد الفيروس المستجد.

أما لبنان فسجل إحدى عشرة إصابة جديدة بين المقيمين، ليبلغ مجموع الاصابات ستمئة وثلاثين. وبلدة بشري تحاول التقاط أنفاسها من جديد، بعد تسجيل تسع وخمسين إصابة من أبنائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عيد مجيد.

بعد الجمعة الحزينة وسبت النور، أحد القيامة، على أمل القيامة من المآسي، وما أكثرها على هذا الكوكب المعلق منذ أشهر على خشبة الخلاص من كورونا.

ولبنان الذي يستلهم من الفصح قيم الرجاء بالخلاص، يمضي في التصدي لتداعيات الفيروس المتوحش، مستندا إلى خطط وبرامج منسقة نالت شهادات حسن سلوك في الداخل والخارج. وعلى هذا الأساس يستقر عداد الإصابات على نسب لا تخرج عن الهوامش المتوقعة، وجديدها اليوم احدى عشرة اصابة وصفر وفيات.

ومن وحي الخطط المرسومة عينها، تشددت الإجراءات الوقائية اليوم، من أهمها منع تحرك جميع الآليات والسيارات إلا العمومية منها.

وعلى الخط نفسه، ينجز لبنان غدا المرحلة الأولى من الجسر الجوي الذي أقامه لنقل آلاف اللبنانيين من الخارج، لتستريح الرحلات حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهي فترة مكرسة لتقييم تلك المرحلة قبل تحديد الخطوة التالية، علما بأن الدفعة الأخيرة للعائدين جاءت نتائج فحوصاتها جميعا سلبية.

أبعد من لبنان، يجهد العالم لوقف زحف الوباء الأخطر من دون جدوى، إذ يستمر في حصد الأرواح بحيث تجاوزت الوفيات مئة وثمانية آلاف، والاصابات مليونا وثمانمئة ألف. إلا أن اللافت هو تجاوز الولايات المتحدة إيطاليا، لتسجل أعلى نسبة وفيات في العالم، ولتدفع دونالد ترامب إلى إعلان كارثة كبرى في جميع الولايات الأميركية الإثنتين والخمسين، للمرة الأولى في التاريخ.

في المقابل، كانت مقاطعة هوباي الصينية، أول بؤرة تفشي كورونا في العالم، تسجل الرقم صفر وفيات وإصابات.

أما البابا فرنسيس فكان يعظ خلال قداس الفصح في الفاتيكان، بتخفيف العقوبات الدولية والغاء الديون التي تثقل كاهل الدول وخصوصا الأكثر فقرا. فهل تلقى صرخة رأس الكنيسة الكاثولوليكية آذانا صاغية لدى من يفرضون هذه العقوبات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أحد غير مسبوق ربما على الطرقات اللبنانية. كبحت فرامل السيارات الخصوصية بشقيها المفرد والمزدوج، واستثنيت النمر الحمراء. التزام شبه تام في مختلف المناطق، في خطوة تهدف إلى تعزيز اجراءات الحجر المنزلي، "ما في داعي" لنزهة نهاية الأسبوع بالسيارة في زمن كورونا، والزيارت الافتراضية أسلم، إلا أن الرهان على أن يتحلى اللبنانيون بالنفس الطويل، وأن لا يضيفوا في أجواء الفصح إلى آلامهم الاقتصادية آلاما بفقد عزيز أو قريب، وعلى أمل أن يقوم لبنان من محنة الكورونا قريبا، بفضل تجاوب وطني مع سياسة صحية سليمة.

سليمة كانت طائرات أمس السبت، التي نقلت المغتربين إلى مطار بيروت. وزراة الصحة أكدت أنه لم تسجل اصابات في صفوف المغتربين، الذين يستقبل الوطن المزيد منهم غدا، مع قدوم أربع طائرات جديدة من الخليج وإفريقا وأوروبا.

القارة التي زاد فيها عدد الوفيات عن خمسة وسبعين ألفا، في طليعتهم إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة. أما الولايات الأميركية الخمسون، فقد دخلت في حالة الكارثة الجامعة للمرة الأولى في التاريخ.

الاعلان من الرئيس الأميركي، بعدما تصدرت بلاده أعداد الاصابات في الفيروس، إلا أن ما يهم دونالد ترامب هو عودة الحياة الاقتصادية، وفتح البلد لأن كل ما بناه في سنوات سقط بضربة كورونية قاضية. فملايين الأميركيين يفقدون أعمالهم، ما يهدد في نهاية المطاف مستقبل ترامب السياسي في انتخابات 2021 التي من غير المحسوم حتى الآن إذا ما كانت ستجري عبر البريد أو بالحضور المباشر.

فصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عنونت "أميركا تنهار"، وذكرت في افتتاحياتها أن حجم الضرر الاقتصادي الذي لحق بأميركا جراء كورونا مذهل. فنصف العاملين تحت سن الخامسة والأربعين فقدوا وظائفهم أو تقلصت ساعات عملهم.

إلى روما وكاتدرائيتها التي تقلص فيها الحضور إلى بضعة اشخاص بعدما كانت تعج بالمصلين. وعظة للبابا فرنسيس يدعو فيها لالغاء ديون الدول الأكثر فقرا ووقف الحروب في العالم. فهل يوقف كورونا هذه الحروب التي إن تتبعنا شرارتها الأولى توصل بالمباشر أو غير المباشر إلى واشنطن وأدواتها؟. الأدوات التي تشن حربا على اليمن، والميدان يكذب مزعم وقف العدوان. زحوفات للعدوان السعودي ومرتزقته تصدى لها الجيش واللجان، بحسب المتحدث العسكري اليمني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المسيح قام... حقا قام.

لولا استثنائي جوهر الإيمان من جهة، والحرتقات السياسية التقليدية من جهة أخرى، لأمكن القول إن عيد القيامة 2020 لا يشبه أي عيد قيامة، أقله منذ نشأة لبنان الكبير عام 1920.

فالكنائس خلت بالكامل من المؤمنين، والطرقات فرغت بشكل تام من السيارات والمشاة، وعم الهدوء النسبي الربوع اللبنانية كافة، لتحل محل الضجيج ترانيم الاحتفالات الليتورجية التي بثتها مكبرات الصوت في مختلف المناطق، رافعة الصلوات، ليس فقط على نية التخلص من الوباء الذي يعم العالم، بل من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ لبنان، والتي كادت أهوال كورونا تنسي اللبنانيين أهوالها، وأهوال تداعياتها على مختلف مستويات الحياة.

لكن، بعيدا من الشكليات، تبقى القيامة جوهر الإيمان، ولعل العبرة من الظرف الصحي هذا العام، هي في أن نتذكر دائما بأن ما بين جدران القلوب هو الأساس، لا ما بين جدران الحجر.

أما الحرتقات السياسة التقليدية، فبات واضحا أن لا الأزمات الاقتصادية والمالية الخطيرة كالتي يمر بها لبنان، ولا المآسي الصحية كالتي يمر بها العالم ومن ضمنه لبنان، قادرة على وضع حد لما يلازمها من فجور.

فجور، بات يشكل تحديا واضحا، ليس فقط لحكومة بات تعويل الناس عليها أكبر، بعدما أعجبهم أداؤها الصحي، بل لشعب كامل، سئم قوى سياسية معروفة بالإسم، ومحددة بالدور والتاريخ، لا هم لها، حتى في عز الكارثة، إلا السلطة، وتأبيد وجودها في مراكزها، حتى ولو كلف الأمر حياة الناس، ونحن في المناسبة عشية الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الحرب عام 1975، وحتى ولو جاء الأمر على حساب جنى الأعمار، كما هو الحال اليوم.

إنها حقا قوى سياسية يصح فيها بتصرف قول سعيد تقي الدين: "ما أفصح قحباء السياسة عندما تحاضر بالعفة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المسيح قام حقا قام. لكن قيامة العالم من كارثة الكورونا لا تزال بعيدة. معظم الدول تعيش في الخوف والترقب، وأكثر من نصف سكان الكرة الارضية يعيش في الحجر. إنه أمر غير مسبوق في تاريخ البشرية، باستثناء ما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية. من هنا يمكن اعتبار ما يحصل بمثابة حرب عالمية ثالثة. لكن الفرق أنه في الحربين الأولى والثانية كان العالم مفروزا ومنقسما يقاتل بعضه بعضا، وكانت جيوش الحلفاء والمحور في حرب واضحة، ظاهرة. أما في الحرب العالمية الثالثة فلا حلفاء ولا محور. العالم كله مجند ليقاتل عدوا خفيا، خبيثا، يتسلل إلى الأشخاص ليقضي على من يعاني مشاكل صحية أو نقصا في المناعة.

ولتربح الانسانية حربها ضد كورونا، فإنها تنتظر اكتشاف دواء مناسب. وفي آخر المعلومات أن الكلية الأميركية لأمراض الحساسية والربو والمناعة، توصلت إلى دواء للمرض يحتاج ربما بين 6 أشهر إلى سنة ونصف السنة ليصبح قيد الاستعمال. فهل قدر العالم أن يبقى معلقا على الصليب حتى ذلك الوقت؟.

في لبنان الأزمة مزدوجة. فهناك أزمة الكورونا، وهناك الأزمة السياسية- الاقتصادية. في الكورونا أولا، معدل الاصابات ثابت تقريبا. لكن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين، إذ سيحددان مدى تطور الاصابات، مع تزايد أعداد الفحوصات والبدء بدراسة وضع الكورونا في مناطق محددة انطلاقا من فحصوصات تجرى على عينات ممثلة للمنطقة. في المقابل وضع اللبنانيين في بعض الدول يتدهور. يكفي أن نذكر أن لبنانيين ماتا اليوم في ابيدجان، ما أثار حالة هلع وغضب لدى الجالية اللبنانية. الخبر المؤسف يستدعي من الحكومة أن تعجل في الاجراءات الآيلة إلى عودة المغتربين، مع مراعاة الشروط الضرورية للعودة.

سياسيا: إجازة العيد تستمر حتى الثلثاء، علما أن الحكومة ستكون فور انتهاء العطلة، أمام ثلاثة استحقاقات مطلوب أن تواجهها لتعالجها، وهي: زوبعة التعيينات، عرقلة التشكيلات القضائية، وفضائح الكهرباء. فهل تبدأ الحكومة مرحلة اتخاذ القرارات، بعدما استنفدت مرحلة اللجان والدراسات؟. وهل الطبقة السياسية التي أنتجت حكومة حسان دياب، ستسمح لها بأن تتخذ قرارات جذرية اصلاحية؟. حسان دياب وحكومته على المحك. فلننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فصح مجيد وشعانين مباركة. المسيحيون في لبنان، كما المسيحيون في العالم، مارسوا طقوس العيد من منازلهم لأنهم يريدون أن يقطعوا الطريق على كورونا لكي لا يتمكن منهم على الطريق.

الفصح في المنازل، والشعانين لدى الأرثوذكس في المنازل. ومنع التجول بالسيارات تم التزامه واحترامه بحذافيره، ما يدل على أن الوعي لدى اللبنانيين بدأ يترجم عمليا، خصوصا أن كورونا لا يهادن ولا يعطي فرصة، بل هو ماض في اصطياد البشر سواء في لبنان أو في العالم، ولا دواء له إلى اليوم سوى ملازمة المنازل والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط.

فحتى الدول العظمى، كسر كورونا من عظمتها وحولها إلى مجرد عداد تعد الإصابات اليومية، من الوفيات إلى الإصابات إلى التعافي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار البروفسور ديدييه راوول في مختبره في مارسيليا، واطلع منه على العلاج الذي بدأ باستخدامه، يوجه غدا مساء إلى الشعب الفرنسي خطابا هو الرابع منذ تفشي كورونا في فرنسا، فيما تدابير العزل في فرنسا ستمدد إلى العاشر من أيار المقبل. ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعافى وخرج من المستشفى، بعدما عاشت بريطانيا ساعات عصيبة إثر إصابته. أما الولايات المتحدة الأميركية ففي سباق بين ابطاء الإصابات وتسارعها، فيما أعداد الوفيات تزداد.

في ظل هذه الأجواء بصيص أمل من الداخل اللبناني، فقد غردت مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري فكتبت أن المنحى لدينا لجهة الإصابات والوفيات بدأ يتخذ وضعا ثابتا، علما أن لبنان لم يكثف بما فيه الكفاية عدد الإختبارات اليومية.

في الموازاة، لبنان يدخل اعتبارا من غد أسبوعين جديدين من التعبئة العامة، لكن التحدي سيكون أكبر. صحيح أن توزيع مساعدات الـ 400 ألف ليرة سيبدأ، لكن الحاجات تتضاعف في ظل ملازمة المنازل وفقدان العمل والتهاب الأسعار.

يأتي كل ذلك في ظروف مالية ونقدية صعبة، فالسلطة التنفيذية أمام تحدي انجاز الخطة المالية، وهي تمارس تكتيك "جس النبض" فإذا ما ارتفع يأتي جوابها: "هذه مجرد أفكار وليست خطة"، ولكن حتى في الأفكار هناك أرقام لا تختلف عما هو موجود في الخطط. فعلى سبيل المثال لا الحصر، رقم الـ 83 مليار دولار كخسائر مصرفية حتى الشهر الفائت، لا يتغير إذا ما ورد في فكرة أو في خطة. والتقشف الشديد في الموازنة العامة بماذا يتغير إذا ورد في فكرة أو في خطة؟.

ما هو مؤكد أن الحكومة لديها خطة لكنها تسميها أفكارا، وحين ترى التوقيت ملائما تغير العنوان من "أفكار" إلى "خطة". فلماذا هذا التذاكي؟، ولماذا لا تعتمد الخط المستقيم فتشخص المشكلة وتذهب إلى الحلول لدى من سببوا المشكلة، لا لدى من وقعوا ضحاياها؟. من سببوا المشكلة هم أركان الطبقة السياسية بالتكافل والتضامن مع الإدارات المالية، فما ذنب المودعين، صغارا كانوا أم كبارا، لتقع عليهم أعباء أثمان الحل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا تخافوا، لا تستسلموا للخوف، عبارات غزتها دموع البابا فرنسيس عشية القيامة، وهو افتتح قداس الفصح اليوم بسن قوانين روحية وإنسانية عابرة للقوى العظمى، مقترحا إلغاء الديون على الدول الفقيرة، تضامن أوروبا في وجه كورونا وتخفيف العقوبات الدولية.

نداء قد يكون تحقيقه أصعب من إيجاد لقاح لكورونا، لأن أوروبا بالكاد اتحاد عاجز، وأميركا ستمنع تخفيف العقوبات عن دول محاصرة بالأمراض، والعالم لن يلغي ديونا بل يتطلع إلى رهنها لصناديق دولية.

وليس لبنان في منأى عن عمليات الرهن، والتي ترمز إليها الورقة الإصلاحية الاقتصادية عند كل باب مالي وإصلاحي، وهذا ما أنشأ قوة معارضة كان أبرزها في الساعات الأخيرة محور الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب "التقدمي" وليد جنبلاط، على اعتبار أن الزعيمين آنفي الذكر كانا قد أغرقا اللبنانيين في جنة ضريبية منزوعة الضرائب والرسوم، ولم يخلفا وراءهما ديونا مع بقية الطبقة الحاكمة التي أدارت البلد ثلاثين عاما.

والمسار التصاعدي لكلام "المستقبل"، تحدده خطوات الحكومة لاحقا، إذ رأى الوزير السابق غطاس خوري أن رد الحريري كان محدودا وسيكون له قريبا كلام آخر، وقال: لقد سبق وأعطينا مهلة سماح للحكومة لاتخاذ إجراءات إنقاذية، لكنهم ابتدأوا بالتصويب على مرحلة الثلاثين سنة الماضية، ثم تعرضوا لأسس النظام الاقتصادي الحر عبر تسديد الديون من حسابات المودعين، ما يضعف الثقة بالنظام المصرفي اللبناني.

وإذا كان "المستقبل" أو "الاشتراكي" أو حواجز الرئيس نبيه بري لل"كابيتال كونترول"، ليسوا جميعهم المرجع الصالح لتقديم الفتاوى المالية، طالما أنهم من الذين "خربوها وقعدوا على تلا"، فإن رئيس الحكومة حسان دياب أيضا ليس مخولا فتاوى: إعادة الهيكلة، ودمج المصارف المتعثرة، ووضع المراهم المبلسمة لجراحة ال"هيركات" وتشريع ال"كابيتال كونترول"، لا في ورقة اقتصادية ولا في أوراق للاستعمال الآخر.

ويأتي أيضا من خارج جدول أعمال رئيس الحكومة، تخويف الناس بأن تسعين في المئة من أموال المودعين مضمونة، ما يعني أن هناك عشرة في المئة لاتزال غير مضمونة، ولا يعرف من قصد بها وأي فئات استهدفت. وفي حده الأقصى، فإن دور الحكومة ورئيسها طمأنة كل المودعين أن أموالهم بخير من دون زيادة أو اقتطاع نسب. وعوضا عن طرحه إعادة الهيكلة في المصارف، فإن هناك حلا آخر يقضي بالطلب إلى حاكم المصرف المركزي فرض رفع رأسمال المصارف من جديد، لاسيما أنه سبق للحاكم رياض سلامة أن خاض هذه التجربة مع البنوك في بداية العام، فارضا نسبة عشرين في المئة على الرأسمال ومن يتعثر يدمج. وبقراره آنذاك دخلت البلاد أربعة مليارات دولار.

ومع التعميم الأخير لسلامة، بدأت الأموال "الكاش" تدخل في حسابات خارجية، لكن الحديث اليوم عن ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول"، هرب ما تبقى من أمان مالي، وعليه لبنان في غنى عن إجراءات جديدة تقضي على آخر فلس، ويمكنه الاستعاضة عنها بالطلب مجددا من المصارف إعادة رفع رأسمالها عشرين في المئة إضافية، وهذا ما سيؤمن السيولة، عوضا عن طرح حلول ونظريات تستسلم وتسلم البلاد إلى صناديق ومؤسسات دولية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دولاران في لبنان... أحدهما وهمي والآخر شحيح لدى الصيارفة/27 مليار دولار خرجت من البلاد

بيروت: محاسن مرسل/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

فَقَدَ القطاع المصرفي اللبناني أداة أساسية كانت لتؤمِّن له الاستمرار والنمو، تتمثل في ثقة المودعين والمتعاملين معه.

كانت أواخر عام 2019 فترة السقوط الكبير للقطاع المصرفي، بوصف المتابعين والمحللين لتسارع الأحداث والتطورات المالية والنقدية والاقتصادية، وحتى السياسية. الكل يعي أن لا حل إلا بإعادة هيكلة هذا القطاع، ومعه مصرف لبنان (البنك المركزي) بالطبع، من ضمن إعادة هيكلة شاملة لديون لبنان الخارجية والداخلية، التي تحمل منها المصارف الجزء الأكبر، وهي هيكلة شاملة، يرى الخبراء أنها سترتب خسائر كبيرة على القطاع المصرفي، وعلى مصرف لبنان، ما يطرح تساؤلاً أساسياً عن الآلية التي ستعتمد لتوزيع عادل لهذه الخسائر. تشير الأرقام الصادرة في فبراير (شباط) الماضي، عن جمعية مصارف لبنان، إلى أن المصارف وظفت في مصرف لبنان، 76 مليار دولار. وفي المقابل، تبلغ الأموال القابلة للاستعمال لدى مصرف لبنان 20 مليار دولار، بحسب حاكم المصرف المركزي. أي أن الفجوة بين الرقمين تبلغ 56 مليار دولار. بمعنى آخر، أن 56 مليار دولار تبخرت، هي أموال المودعين التي أودعتها المصارف في مصرف لبنان، وإن كان الهدف في حينه دعم مالية الدولة. كما أظهرت أرقام الجمعية خروج ودائع بقيمة 27 مليار دولار، عائدة لكبار المودعين في المصارف اللبنانية. واتضح أنه لم تعد هناك دولارات نقدية في المصارف، وما بقي منها مجرد أرقام دفترية. حتى أن حاكم مصرف لبنان نفسه تكلم عن دولار محلي في أحد مقابلاته التلفزيونية، ما يفتح النقاش حول الفارق بين الدولار المحلي والدولار النقدي؟ بحسب خبير الأسواق المالية دان قزي، فإن الدولار المحلي أو ما يعرِّفه بـ«اللولار»، هو «الدولار الذي تقبض عليه المصارف اللبنانية، وهو عملياً رقم على شاشاتها، لا قيمة فعلية له. وبالتالي لا توجد إمكانية لإنجاز عمليات شرائية خارجية، على غرار ما كنا نقوم به من خلال الدولار النقدي، من عمليات شراء وتحويل إلى الخارج».

ويشرح قزي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بالدولار الداخلي أو (اللولار) لا نستطيع شراء سيارة أو إجراء اشتراكات على الإنترنت، أو حتى القيام بعمليات دفع خارج لبنان عبر بطاقات الائتمان. ما يعني أن التسوق بالتجزئة خارج لبنان ممنوع بهذا الدولار، ويقتصر التداول به داخل الأراضي اللبنانية، كإقفال لديون للمصارف من ضمن عمليات حسابية داخلية، أو شراء عقارات، أو تملك شقق سكنية عبر شيكات تودع لدى المصارف، أو حتى سداد القروض المصرفية، على سعر صرف 1500 ليرة». ويتوقع قزي أن تنتهي ظاهرة الدولار المحلي أو «اللولار» خلال عام أو أكثر على أبعد تقدير، بعد الاتجاه رسمياً إلى تحرير سعر صرف الليرة اللبنانية، وهو الذي أشار إليه برنامج الحكومة الإصلاحي، عن تحرير تدريجي لسعر صرف الليرة، اعتباراً من السنة المقبلة ليصبح 3 آلاف ليرة في 2024. ويلفت قزي إلى أن الدولار الحقيقي اليوم هو الدولار الكاش، أو البنكنوت، الموجود لدى محال الصيرفة فقط، ويتم شراؤه اليوم على سعر يلامس 3 آلاف ليرة.

وعن تأثير وجود دولارين في سوق القطع اللبنانية، أحدهما محلي، هو إلى حد ما دولار وهمي، والآخر دولار نقدي حقيقي لدى الصيارفة، على ثقة المستثمرين الأجانب أو حتى اللبنانيين، يقول قزي إن «ثقة الاستثمار في لبنان اليوم، لم تعد تتعلق بهذا الأمر فقط. فالثقة فقدت بسبب تخلف لبنان عن السداد من جهة، وبسبب ما آلت إليه الظروف الاقتصادية عموماً. لم يعد أمام لبنان خيار للخلاص سوى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، والسعي من أجل الحصول على أموال مؤتمر (سيدر)». والواقع أن لبنان بأمسّ الحاجة إلى دولارات جديدة، أو ما يعرف بالـfresh money، وإلى أموال مغتربيه لإعادة الحياة إلى اقتصاده الراكد والمنكمش، الذي يقدر بأن يبلغ نسبة سلبية هذا العام بواقع 12 في المائة. وما كان ينقصه إلا أزمة «كورونا»، إذ حذرت وكالة «بلومبرغ» أن تؤثر هذه الجائحة سلباً على أموال المغتربين والتحويلات إلى لبنان الذي يحتاج «أكثر من أي وقت مضى» إلى العملات الصعبة.

 

حذر دولي من تغيير الوجه الاقتصادي والمصرفي للبنان

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

قوبلت مسودة خطة الإنقاذ الاقتصادي التي يناقشها حالياً مجلس الوزراء بردود فعل دولية غلبت عليها الريبة والحذر لئلا يؤدي إقرارها من دون إخضاعها إلى تعديلات جذرية إلى تغيير الوجه الاقتصادي والمصرفي للبنان القائم على النظام الاقتصادي الحر، وبالتالي يفتح الباب أمام إقحام لبنان في سجالات يمكن أن تعيق استدراج العروض للحصول على دعم خارجي. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية في بيروت أن عدداً من السفراء الأوروبيين المعتمدين لدى لبنان بادروا إلى إعلام من يعنيهم الأمر من خلال قنوات التواصل بأن الخطة الإنقاذية لا تصلح كإطار عام لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي.

وفي هذا السياق استغربت المصادر نفسها كيف أن حكومة تتشكّل من اختصاصيين تسمح بوضع مسودة إنقاذية لا تفي بالغرض ويمكن لفريق لا يتمثل فيها أن يتعامل معها على أنها تهدف إلى تصفية حساباتها السياسية مع خصومها في المعارضة.

ورأت أنه من غير الجائز لحكومة إنقاذية، كما ورد في بيانها الوزاري، أن تتقدم من المجتمع الدولي والمؤسسات النقدية العالمية بهذه الخطة التي لن تقود إلى استعادة الثقة الخارجية بلبنان بمقدار ما ستدفع باتجاه المزيد من زعزعة هذه الثقة. وقالت المصادر إن الدول الأوروبية التي واجهت في السابق أزمات اقتصادية تلقّت دعماً مالياً من دول الاتحاد الأوروبي أتاح لها اقتطاع بعض الودائع من أموال المودعين في مقابل توزيع أسهم عليهم يمكن لأصحابها تداولها في الأسواق المالية المحلية. أما بالنسبة إلى لبنان فإن الحكومة تواجه مشكلة مستعصية على الأقل في المدى المنظور تتعلق بعدم قدرتها على الحصول على مساعدات نقدية بالعملات الصعبة يمكن أن تضخّها في السوق أو التعويض على أصحاب الودائع بأسهم قابلة للتسييل والتداول فيها بدلاً من أن تكون ورقية. وأكدت المصادر أن الحكومة ستواجه مشكلة محلية وخارجية في حال قررت السير في اقتطاع نسبة من أموال المودعين الكبار أو متوسطي الحال لاستخدامها في حل مشكلة الدين العام بذريعة إشراكهم في عملية توزيع خسائر الدولة عليهم بلا أي مبرر. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية أن وزير المال غازي وزني المحسوب على حركة «أمل» ليس في وارد الموافقة على اقتطاع أموال المودعين على اختلاف ودائعهم في المصارف، وقالت بأنه سجّل تحفّظه على كل ما يتعلق بوضع اليد على الودائع. وسألت إن كان لوزيرة ومن يدعمها اليد الطولى في وضع اللمسات الأخيرة على المسودة الإنقاذية؟ وأين يقف رئيس الجمهورية ميشال عون من اقتطاع الودائع، خصوصا أن فريقه السياسي كان شارك في إنجازها؟

 

النهار: الهيركات يلاقي الكابيتال كونترول إلى عدم الإقرار؟

النهار/ الأحد 12 نيسان 2020

إذا كان انشغال لبنان بكورونا، اسقط الملفات الاخرى الى حين، فان ذلك لا يعني اطلاقا ان الاهتمامات المالية سقطت، وان عملية امتناع المصارف عن اعطاء المودعين اي عملات اجنبية، اضافة الى الكابيتال كونترول المعتمد، يمكن ان يشكلا طريقا امنة لتنفيذ الهيركات اي اقتطاع اجزاء كبيرة او صغيرة من ودائع اللبنانيين، اذ ان الشارع الذي ينتظر تخفيف اجراءات حالة التعبئة العامة، سيتحرك حتما رافضا كل ما يسرب من خطط تهدف الى السطو مجددا على امواله، بعدما تم السطو على حقوقه في عيش آمن وكريم. واللافت في هذا المجال، هو تحرك عدد من السياسيين، في رفض "الهيركات" بعد تصديهم لـ"الكابيتال كونترول"، وربما يلاقي الثاني مصير الاول الذي رفع بوجهه الرئيس نبيه بري الفيتو ما دفع وزير المال غازي وزني الى طلب سحبه من جدول اعمال مجلس الوزراء، وتتعثر اعادة جدولته. وقد انبرى سياسيون في مواقف متقدمة، هدفها حماية كبار المودعين، من ذويهم ربما، او شركائهم، بعدما اعلن رئيس الحكومة حسان دياب ان الهيركات لن يطاول 90 في المئة من الودائع، في محاولة لطمأنة معظم المودعين الصغار ومتوسطي الحال، وسحب فتيل التفجير. وتقول مصادر نيابية مطلعة لـ"النهار" ان المشروع لن يمر في مجلس النواب، لانه سرقة موصوفة. ولا يمكن الدولة ان تبدأ خطتها بالسطو على الودائع، خصوصا المغتربين الذين وضعوا ثقتهم بالنظام المصرفي اللبناني. واعتبر ان على الدولة تخصيص بعض القطاعات وبيع اخرى اي استعمال كل امكاناتها، والا فعلى لبنان السلام. انهم يغيرون وجه لبنان الاقتصادي والمالي والاجتماعي.

وأكد وزير المال غازي وزني أن "اعادة هيكلة القطاع المصرفي تحت عنوان الحفاظ على أموال المودعين لن يبدأ قبل اتمام المرحلة الاولى"، موضحاً أن "كل ما يحكى عن الـhaircut غير دقيق وهو يحتاج الى قانون وبالتالي لم تتطرق له الحكومة لا من قريب ولا من بعيد".

وأمس غرد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل فقال: "أموال الناس في المصارف حق وستعود لهم بشكل او بآخر انه أمر محسوم، أي كلام آخر هو للمزايدة لكن هل تعود للمصارف والناس والدولة الأموال المنهوبة والموهوبة والمهربة على يد من تحكم بالمال والاقتصاد منذ الـ90 أم ستبقى مع المزايدين؟ الجواب بعد العيد مع القيامة لتكون القيامة ". بدوره، وصف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل، "خطة الحكومة الإنقاذية التي يدرسها مجلس الوزراء" بأنها "سرقة القرن"، معتبرا أنها "تخالف مقدمة الدستور، وتضرب الهوية الدستورية للبنان، وتغير من الهوية الاقتصادية للبنان".

وقال الخليل أن الحكومة جاءت تحت عنوان الاختصاص ومواجهة التحديات، واستعادة الأموال المنهوبة، فإذا بها تسطو على أموال المودعين ولم تبادر حتى الآن إفتح أي ملف إصلاحي حقيقي لوقف الهدر ومكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة. فالمودعون ليسوا هم من ارتكبوا السرقات، والهدر في الوزارات وليسوا هم من هرّبوا الأموال إلى الخارج. وكان الرئيس نبيه برّي يكرر منذ فترة إن أموال المودعين هي حقوق مقدسة مصانة لأنها حقوق وملكيات فردية.

اما الرئيس سعد الحريري، فغرد اول من امس: "فترة السماح التي أعطيناها لا تعني بأيّ شكل من الأشكال السماح للحكومة ومن يقف خلفها، تغيير طبيعة نظامنا الإقتصادي المصان بالدستور أو وضع اليد على جنى أعمار الناس، لتعفي الدولة نفسها من أيّ مساهمة في الجهد المطلوب من الجميع. وسيكون لنا قريباً كلام آخر، إذا لم يتم تدارك الأمر". كورونياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن 10 حالات جديدة ترفع العدد الاجمالي للإصابات بكورونا الى 619. فيما لم تسجل اي حالة وفاة . اما حالات الشفاء فبلغت 76.

أما مدينة بشرّي، فدخلت منذ السادسة صباحا في العزل تنفيذا للقرار الصادر عن البلدية، من قبل القوى الأمنية، ومنع الدخول والخروج اليها. وبدأت عملية اجراء فحوص الـ PCR بأعداد ستصل الى 500، وفي رأس اللائحة أصحاب المؤسسات التجارية والصيدليات والعاملون فيها. وصدر عن مستشفى بشري الحكومي بيان عن اصابتين جديدتين من أصل 46 فحصا. وتم امس أخذ 100 عينة ويتوقع أن تظهر نتائجها الاثنين، وستتابع العملية الأثنين والثلثاء على ان تؤخذ 150 عينة كل يوم. وانطلقت أمس المرحلة الرابعة من عملية إجلاء المواطنين اللبنانيين من دول الاغتراب. وعندالرابعة بعد الظهر ، وصلت طائرة لشركة طيران الشرق الاوسط من دولة الكويت تقل على متنها 123 راكبا معظمهم من العائلات، ومواطنين يعاني معظمهم من حالات صحية ومادية خاصة، اضافة الى اخرين انتهت مدة إقامتهم. ووصلت طائرة دبي في السادسة مساء، تلتها رحلة من العاصمة الايطالية روما عند التاسعة، ثم لوندا عند منتصف الليل.

 

الأنباء: ما بعد العيد قيامةٌ على الحكومة.. وبري: لتسمية الأشياء بأسمائها

الأنباء/الأحد 12 نيسان 2020

الانشغالات الصحّية بتطورات فيروس كورونا وبالجهود التي تقوم بها وزارة الصحة والتدابير المتخذة من أجل الاستمرار في التعبئة العامة والإبقاء على الحجر المنزلي الى ?? نيسان الجاري واستئناف الرعاية بالمغتربين اللبنانيين العائدين، لم تحجب المواقف وردود الفعل المستمرة على الخطة المقترحة للحكومة التي تعني مدّ اليد إلى أموال اللبنانيين الذين تزيد ودائعهم عن ??? ألف دولار. في هذا السياق حذرت أوساط مُعارضة عبر "الأنباء" الحكومة من مغبة الإقدام على ما أسمته بهذه الدعسة المتهورة التي تضعها في مواجهة مع مختلف شرائح المجتمع دون استثناء، لأن المس بأموال المودعين من المحرمات، وكل شرائح المودعين مستعدة لمواجهة محاولة الاستيلاء هذه بكافة الوسائل المتاحة لأن الخوف ليس فقط على كبار المودعين، بل إن تمرير هكذا إجراء يطال أموال متوسطي الدخل كما صناديق نهاية الخدمة والتعويضات، ما يشكل سرقة تحت ذريعة سدّ العجز، وهذا سيؤدي بالطبع الى خسارة لبنان للثقة في نظامه المالي وفي سياسته النقدية، وفي نظامه المصرفي الذي كان محط جذب للمتمولين العرب والأجانب طوال عقود من الزمن. تزامنا كانت لافتة تغريدة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي حاول الدفاع عن خطة الحكومة بالقول إن "أموال الناس في المصارف حق وستعود لهم بشكل آو باخر وهذا أمر محسوم"، معتقدات معارضي الخطة، وقال: "الجواب بعد العيد"، ما يؤشر الى احتمال أن الحكومة مقبلة بعد عيد الفصح على إجراءات بهذا الصدد، وفق ما أشارت مصادر مراقبة عبر "الأنباء".

ورداً على باسيل علّقت مصادر تيار المستقبل عبر "الأنباء" بالقول: "أعلى ما بخيلك اركبه"، مضيفة: "باسيل الذي نصّب نفسه وصياً على العهد يحاول دائما أن يعيّرنا بمرحلة التسعينات، هذه المرحلة الذهبية من عمر لبنان، مرحلة وقف الحرب وإعادة الإعمار التي قادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والقول ليس خافيًا على أحد بأن ذلك تطلّب بالطبع أموالا دفع القسم الأكبر منها الرئيس الشهيد الحريري، وهذا هو الفرق بين رجل الإعمار والبناء وحماية السلم الأهلي وبين من يسرق المال العام".

وتابعت مصادر "المستقبل" في ردهاعلى باسيل: "بعد عودتهم إلى لبنان في العام ???? شاركوا في الحكم، وكان لهم النصيب الكبير في هدر المال العام، ويكفي المال الذي هُدر على الكهرباء ليقدم البرهان القاطع حول من المسؤول عن الفساد والتهريب وسرقة المال العام وتحويله الى المصالح الخاصة".

وتوجهت المصادر الى باسيل بالقول: "العدالة تنتظركم بعد القيامة، ولو أن عهدكم يجرؤ على محاسبة الفاسدين لكنت في أولهم". من جهتها، مصادر تيار "المردة" فضّلت في اتصال مع "الأنباء" عدم النزول إلى هذا "المستوى من الإسفاف الكلامي وهذه المعزوفة التي يتقن التيار الوطني الحر اعتمادها؛ لكنها لن توصلهم الى مكان. وإذا كانوا يغارون على سمعة العهد فعليهم تغيير هذا الخطاب الممجوج" ورأت مصادر "المردة" أن "هناك أزمة مالية تتخطى حدود المصالح الضيقة"، مضيفة: "نصيحتنا للعهد وللحكومة البحث عن مصادر لتمويل الخزينة غير المس بحسابات المودعين، لأنهم بذلك يخوضون معركة خاسرة ستجعل كل الشعب اللبناني ضدهم، وهذه الخطوة ليست لمصلحتهم فالمشكلة هي بمكان آخر". بدورها، عبّرت مصادر عين التينة في حديث مع "الأنباء" عن انزعاجها من الأجواء السائدة التي استجدت بعد الحديث عن "الهايركات"، مؤكدة ان كتلة التنمية والتحرير ضد هذا المشروع، داعية الحكومة الى التفتيش عن حل لهذه الأزمة غير المس بودائع الناس. وكشفت المصادر ان وزيري الكتلة نقلا رفض الرئيس نبيه بري لمشروعي "الهايركات" و"الكابيتال كونترول" الى الرئيسين ميشال عون وحسان دياب مع ترحيبه بأي مبادرة تعيد الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة "لكن مع تسمية الأمور بأسمائها".

 

التعبئة تقيّد حركة النازحين السوريين في لبنان وتقلّص عائداتهم المالية

البقاع (شرق لبنان): حسين درويش/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

علت صرخة سكان أبناء المخيمات من النازحين السوريين، بعد ستة أسابيع من توقف الزيارات اليومية للوفود الأممية والهيئات الدولية والإنسانية مع تفشي وباء «كورونا»؛ ما حال دون الوقوف عند احتياجاتهم من تأمين للمياه والخدمة المنزلية، وما رافقها من مساعدات.

وانعكس غياب الزيارات على تأمين مستلزمات النظافة، وبالتالي بات يهدد صحة أبناء هذه المخيمات مع الخشية من تفشي الأمراض الوبائية. كما انعكس سلبا على التقديمات الاجتماعية الخدماتية والصحية للنازح السوري. ويشكو النازحون من تأخير المساعدات المالية والغذائية وبدلات المحروقات التي كانت تُصرف لكل أسرة كل شهر، وحتى نهاية الأسبوع الثاني منه، وتبلغ قيمتها أربعين ألف وخمسمائة ليرة عن كل فرد (27 دولارا بحسب سعر الصرف الرسمي) بعدما فقدت العملة نحو خمسين في المائة من قيمتها، ولم يعد بمقدور النازح تأمين ما يحتاج إليه من الضروريات.

يقول حميد أحد النازحين إلى وادي البقاع: «عام 2014 كانت قيمة الحصة لكل فرد ثلاثين دولارا وفي عام 2015 انخفضت إلى سبعة وعشرين دولارا»، ويضيف: «تدني قيمة الليرة اللبنانية جعلت الوضع المعيشي أكثر صعوبة في ظل الحجر الصحي ومنع التجول ومنع العمال من الذهاب إلى أشغالهم». ويشكر النازح علي ذياب بلدية الطيبة على رش المطهرات في المخيم، لكنه يقول إن ذلك غير كافٍ. ويقول: «نحن بحالة عزلة منذ أكثر من شهرين، العمل متوقف والأمم المتحدة لم تزرنا منذ ذلك الحين، والقوى الأمنية تمنعنا من التحرك من على مداخل المخيم». ويشير النازح حسن خلف إلى أن البطاقة التموينية كانت بقيمة 260 ألف ليرة «تكفيني وعائلتي طوال الشهر، لكنها اليوم لا تكفينا أكثر من أسبوع، وما هو أسوأ لقد أتانا الكورونا الذي بات يهدد كل المخيمات بسبب نقص المستلزمات من كمامات وقفازات ومطهرات وصابون». وتوضح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المساعدات التي تقدمها، وتشير الناطقة باسمها في لبنان ليزا خالد في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أحدث تقرير نشرته الأمم المتحدة. وتقول إن المفوضية تعمل على خطة استجابة خاصة بالكورونا، أما بالنسبة للمساعدات النقدية فهي لم تتغير و«نحن نعمل على زيادة المساعدات للعائلات من النازحين السوريين وزيادة عدد المستفيدين تماشيا مع الوضع المستجد». ونفت المعلومات عن توقف الزيارات، مؤكدة أننا لم نوقف مساعدتنا، ما زلنا نعمل على توزيع الصابون والمطهرات ومواد التعقيم إلى المخيمات، أما موضوع الحفر الصحية فهو ضمن خطة الرعاية الصحية من قبل منظمة اليونيسف. ويشير تقرير مفوضية شؤون اللاجئين إلى أنها تعمل إلى جانب المنظمات الأخرى في العمل الإنساني، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية، مع جميع السلطات اللبنانية المعنية من أجل احتواء ومنع تفشي الفيروس بين اللاجئين. وشمل ذلك حملات إعلامية جماعية حول تدابير الوقاية والنظافة، وتوزيع المواد المتعلقة بالنظافة الصحية والصرف الصحي، وتجريب وحدات العزل في مختلف المخيمات والمآوي الجماعية، والأعمال التمهيدية لتعزيز القدرة الاستيعابية للمستشفيات ووحدات العناية المشددة من أجل تفادي إنهاك القدرات المحدودة الحالية. وهذه الجهود كلها جارية بشكل متواصل.

 

فرنسا ترفع يديها عن جبران باسيل.. ترفض ترشحه للرئاسة وتراه هدم البيت الداخلي اللبناني

عربي بوست/12 نيسان/2020

دعا رئيس الجمهورية اللبناني ميشيل عون لاجتماع مع سفراء مجموعة الدول الصديقة للبنان في إطار حاجة عون وتياره السياسي المأزوم، لمحاولات إعلامية ودبلوماسية ليثبتوا أنهم حاضرون في المعادلة السياسية الداخلية في بلد يرزح تحت تهديد الانهيار الاقتصادي منذ تولي عون رئاسة الجمهورية.

حاول الرجل مراراً إعادة تلميع صورة صهره الوزير السابق جبران باسيل، محاولات كان آخرها إعلان عون البدء في استخراج النفط، حين شكر باسيل واصفاً إياه بالمسؤول الأول عن وصول لبنان لتلك النهايات السعيدة في ملف النفط والغاز. وعلى الرغم من محاولة باسيل المتكررة إعادة إبراز حضوره السياسي كشريك رئيسي في الحكم وبوابة مفصلية في الوجود المسيحي الشرقي، لكن يبدو أن الأوان قد فات. حصل “عربي بوست” على معلومات تفيد برفع فرنسا يديها عن تأييد جبران باسيل للوصول إلى الرئاسة، بل وعدم رغبتها في وصول الرجل إلى المنصب. وعلاوةً على رفض فرنسا، فلا رغبة أمريكية في وصوله، وهذا ما بدا خلال المرحلة الماضية باستثناء المسؤولين الأمريكيين الذين حطت رحالهم في بيروت من لقاء الرجل أو التواصل معه، وحتى وزير خارجية الفاتيكان. التقى باسيل منذ أشهر في هنغاريا خلال مؤتمر الاضطهاد الديني مساعد وزير الخارجية ديفيد هيل، الذي قال له إن هناك سخطاً دولياً على أدائه وخطابه وسياسة تياره في الحكم، لكن باسيل لم يغير من أدائه بل كان سبباً رئيساً في إجبار سعد الحريري على الخروج من المشهد الفعلي اللبناني بسبب تمسّكه بمعادلة أنا والحريري خارج الحكومة أو نحن سوياً داخلها، ما سبّب مجدداً أزمة سياسية.

خطوات سبقت الموقف الحاسم

يشير مصدر قيادي في تيار المستقبل لـ”عربي بوست” إلى أن باريس تشترط على المسؤولين اللبنانيين منذ عام 2018 تنفيذ الإصلاحات ليظهروا جدية في اتجاه تحرير الليرة اللبنانية، وهو أمر ما زال لبنان يتردد كثيراً في تنفيذه. أما المطلب الثاني فكان معالجة “ترشيق القطاع العام”، والذي تم بتوظيف المئات من الموظفين في المؤسسات الرسمية، غالبيتهم لاعتبارات انتخابية وطائفية. والمطلب الثالث كان معالجة أزمة الكهرباء والنفايات، إذ لا يُمكن أن تمنح فرنسا الدعم للبنان وتبقى تلك القطاعات على هذه الحالة المزرية. هذا الموقف تم إبلاغه  لبيروت إما عبر مواقف لوزير خارجيتها، أو لمسؤولين لبنانيين وعرب التقوا مسؤولين في الإدارة الفرنسية وأعربوا عن استيائهم من عدم تنفيذ الحكومات المتعاقبة لبند الإصلاحات المتفق عليها بمخرجات سيدر، وبدا في مؤتمر سيدر الذي عُقد في باريس في أبريل/نيسان 2018 حبراً على ورق. حصل حينها لبنان على وعود بمبلغ 11 مليار دولار على شكل قروض ومنح، مقابل جملة من الإصلاحات، لكن الإدارة الفرنسية رأت أن الأموال ذهبت لجيوب المسؤولين ومشاريعهم وشركاتهم الوهمية، في حين أن قطاعات الكهرباء والاتصالات والنفايات لا تزال تُمنى بالوعود الفارغة بإنجاز مشاريع لم تؤتِ ثمارها حتى اليوم. ثمة اتهامات تشير إلى باسيل ومستشاريه والتيار الوطني الحر بالمسؤولية عن هذا الفساد، إذ  تعاقبوا على تلك الوزارات خلال السنوات التي تلت خروج الوصاية السورية من لبنان، والتي كان المسؤولون اللبنانيون يتحججون فيها لعدم إجراء أي إصلاح في بنية الدولة وخدماتها، ما ولَّد قناعة عند الإدارة الفرنسية أن فريق باسيل يمارس نوعاً من تدمير الدولة وأخذها نحو المجهول.

فرنسا.. حاضرة في بيروت

هناك حرصٌ واضح على إيصال الرسائل المستمرة من باريس إلى لبنان بهذا الصدد، حاجة فرنسا للحضور السياسي في بيروت كراعية للمسيحيين خصوصاً في ظل محاولات روسيا لأخذ المبادرة بحكم حضورها المستجد في سوريا منذ سنوات ما أسس لإعادة موسكو لخارطة اللاعبين المحتملين في المشهد المحلي اللبناني. باتت هذه حجة للمسؤولين اللبنانيين لتسويق أنفسهم لدى القيصر بوتين الحالم باسترجاع الإمبراطورية الروسية على أرض الشرق، وتمت ترجمتها بإعطاء امتياز لشركة نفطية روسية لبناء خزانات النفط في مدينة طرابلس شمال لبنان، إذ شهدت موسكو منذ سنوات زيارات مسؤولين لبنانيين غابوا عقوداً عن التواصل مع الكرملين آخرهم المرشح الأبرز للرئاسة اللبنانية سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم داخلي أوسع من باسيل.

تمرير التعيينات الإدارية بسبب كورونا

ومع تزايد المناكفات المستمرة كانت هناك محاولات من الوزير جبران باسيل لتمرير التعيينات القضائية والمالية في ظل انشغال اللبنانيين في أزمة كورونا وانحسار الثورة لتصبح ثورة إلكترونية. ويرى مصدر مطلع على مجريات ملف التعيينات أن باسيل كان ينوي الاستحواذ على الحصتين المسيحية والسُّنية وجزء من الشيعية لشخصيات مقربة من فريقه السياسي، لكن هذا الأمر اصطدم بمواقف عالية النبرة لحلفائه في الحكومة، وهم حركة أمل وتيار المردة، وهدد بفرط عقد الحكومة عبر استقالة وزراء المردة وأمل من الحكومة. أدى ذلك لتدخل حزب الله والمعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل الذي تواصل مع باسيل وسحب ملف التعيينات من التداول في جدول أعمال حكومة حسان دياب. لكن ما أزعج باريس هو محاولات باسيل محاصرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يحظى بدعم فرنسي منذ 25 عاماً كونه حارس الخزان المالي اللبناني، الذي تدعمه واشنطن ولندن وباريس عبر محاولات باسيل تطيير نواب الحاكم المركزي المحسوبين على الحريري وبري، ما اعتبرته الإدارة الفرنسية تنفيذاً لسياسة حزب الله العدو اللدود للحاكم المركزي للمصرف وللمصارف اللبنانية. ويحاول الحزب تصفية حسابه معها بسبب تنفيذها القرارات الأمريكية في حصار حزب الله وحلفائه مالياً. وأمام هذه الأحداث وجدت فرنسا أن باسيل بات العائق الأساسي في الحفاظ على التركيبة اللبنانية والمحافظة على التوازن حتى داخل البيت المسيحي بسبب عداء حزبي القوات والمردة لباسيل، وصراعه مع حليفها سعد الحريري.

الفرنسيون: لا نريده رئيساً

أراد رئيس الجمهورية ميشيل عون عقد الاجتماع الدولي في الذكرى السنوية الثانية لانعقاد مؤتمر “سيدر” الفرنسي الذي تعهدت فيه مجموعة الدعم بتقديم 11 مليار دولار لمساعدة لبنان. وهذا ما ذكّر به الرجل المجتمعين، متجاهلاً أن مخرجات “سيدر” طواها الزمن بسبب عدم إجراء الإصلاح المالي والإداري.

لكن السبب الرئيسي لعقد الاجتماع هو ما وصل لعون على لسان المبعوثين الفرنسيين بتأكيدهم أنهم لا يريدون ولا يؤيدون وصول جبران باسيل للرئاسة اللبنانية، وأنه غير مناسب للمرحلة المقبلة. يدرك عون خطورة الموقف الفرنسي، الفرنسيون هم مَن أقنعوا واشنطن في عام 2016 بالقبول بعون رئيساً بسبب دعم الحريري وجعجع له بالوصول لسدة الرئاسة حينذاك، واليوم يأتي الموقف الفرنسي الذي وجدت فيه تيارات لبنانية انفراجة في طيّ صفحة باسيل المسؤول عن تراكم الأزمات وسكوت حزب الله المتكرر عنه على حساب حلفاء آخرين، ما يعزز حظوظ شخصيات أخرى تنتظر دورها بالصعود لقصر بعبدا.

الوطني الحر: ليس لدينا معلومات عن موقف فرنسي

يرفض التيار الوطني الحر الكلام عن مواقف خارجية من ترشيح باسيل للرئاسة، ويؤكد أن قرار لبنان يجب أن يكون داخلياً بعدم تدخل الدول في القرارات والمواقف، وهذا ما يحاول التيار تعزيزه منذ سنوات بحسب مصدر رفيع المستوى في التيار لـ”عربي بوست”.

ويؤكد المصدر أن هذا الكلام يندرج في إطار محاولات بعض القوى لتسجيل نقاط على التيار “حسب وصفه”، مشيراً إلى أن ترشيح الوزير باسيل أو غيره يعود لقرار داخلي في التيار الوطني الحر وحده، وأن علاقة تياره مع باريس والدول الأخرى جيدة ومبنية على أساس احترام متبادل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قداسة البابا يحتفل بعيد الفصح وحيداً بدون مصلين ودعا إلى وقف نار «فوري وشامل» في النزاعات حول العالم

روما/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

أعطى البابا فرنسيس، اليوم (الأحد)، بركته التقليدية لمدينة روما والعالم بمناسبة عيد الفصح داخل كاتدرائية أخلاها وباء «كوفيد - 19» من المصلين، بعيداً عن الاحتفالات الحاشدة التي شهدها العام الماضي، حين تقاطر سبعون ألف مصلّ ليستمعوا إليه في الهواء الطلق.

ويحيي البابا عادة قداس عيد الفصح، أهم الأعياد المسيحية الذي يحتفي بقيامة المسيح، في ساحة القديس بطرس الشاسعة التي تغص عادة بالناس، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. ثم عند الظهر (10.00 ت غ)، يعطي عادة بركته «للمدينة والعالم» من القصر الرسولي، خاصاً بالذكر في كل مرة مناطق النزاعات في العالم. لكن البابا التزم هذه السنة بالحجر المفروض في إيطاليا والفاتيكان، وبقي في كاتدرائية القديس بطرس برفقة عدد ضئيل من الأشخاص، فيما يتابع المسيحيون الطقوس عبر شبكة «موندوفيجن» أو على الإنترنت.

ودعا البابا إلى وقف إطلاق نار "فوري وشامل" في النزاعات الجارية في العالم لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد. وتضرع البابا في رسالته بمناسبة عيد الفصح من أجل أن «يتحلى الذين يتحملون مسؤولية في النزاعات، بالشجاعة لتأييد الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري وشامل في جميع أنحاء العالم».

وقال البابا في عظة ألقاها مساء أمس (السبت) في الكاتدرائية عشية عيد الفصح، إن «الظلمة والموت لن ينتصرا»، مؤكداً أن عيد الفصح هو «إعلان رجاء». وقال «كلّ شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرارٍ في هذه الأسابيع، متمسّكين بجمال إنسانيّتنا (...) لكن مع مرور الأيّام وتزايد المخاوف، فإنّ أكبر الآمال قد يتبخَّر». لكنه شدد على أنّه «يمكننا ويتوجّب علينا أن يكون لدينا أمل» على الرغم من «الأيّام الحزينة». كان البابا الأرجنتيني ضمّ صوته مؤخّراً إلى نداء الأمم المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار في مختلف مناطق النزاعات، بهدف حماية المدنيّين من فيروس كورونا المستجدّ.

وقال البابا في عظته السبت في كاتدرائية القديس بطرس، التي لم يحضرها سوى حوالى عشرة مصلين، «دعونا نسكت صرخة الموت، كفى حروباً! فليتوقف إنتاج الأسلحة وتجارتها، لأننا بحاجة إلى خبز وليس إلى بنادق». وتخطت حصيلة فيروس كورونا المستجد في العالم مائة ألف وفاة، وأرغم الوباء نصف البشرية على لزوم منازلها، غير أن تأثير الأزمة الصحية على الحروب في الشرق الأوسط لم يتضح بعد. وفي هذا السياق، سجّل اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم وسط حرب مستمرة منذ خمس سنوات، أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، الجمعة، في حين يبدو أن وقفاً لإطلاق النار من طرف واحد أعلنه التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يقوم بتدخل عسكري في هذا البلد دعماً للسلطة المعترف بها دولياً، لن يصمد. أما في سوريا، فتدور معارك شديدة في ريف حمص الشرقي بوسط البلاد. وتحاط احتفالات عيد الفصح منذ سنوات بتدابير أمنية لمنع وقوع اعتداءات، وهي تتزامن عادة مع تدفق كثيف للسياح إلى روما. لكن هذه السنة، تبقى شوارع المدينة مقفرة تماماً، فيما كلفت قوات الأمن بتعزيز انتشارها ودورياتها لردع سكان العاصمة الإيطالية عن الخروج من منازلهم. وفي القدس، لأول مرة منذ أكثر من قرن، تبقى كنيسة القيامة التي تعتبر من أقدس المواقع لدى المسيحيين، مغلقة أمام الجمهور طوال عيد الفصح في إسرائيل، وسيقام فيها قداس لهذه المناسبة بدون أن يحضره مصلون. تلتزم الكنيسة الكاثوليكية بالتعليمات التي تحظر التجمعات الدينية، ويتبارى الكهنة للخروج بحلول مبتكرة تسمح بمواصلة الطقوس ولو معدلة. وعرض كهنة كاثوليك في أكابولكو، المنتجع الساحلي الشهير، في جنوب المكسيك، الخميس، على المؤمنين، الاعتراف بدون الخروج من سياراتهم لتفادي انتقال العدوى. من جهتها طلبت رعية في شمال مانيلا من المؤمنين إرسال صور لهم ولأفراد عائلاتهم عبر البريد الإلكتروني، وتم تعليق ألف منها على مقاعد الكنيسة. وأوضح الأب مارك كريستوفر دو ليون في مدينة أنجيليس، «هذه الصور تمثل الناس الذين يتابعون القداس مباشرة عبر الإنترنت، والذين نشعر بحضورهم». لكن في بعض الولايات الأميركية، دعت بعض الكنائس البروتستانتية أتباعها إلى التجمع لتقديم صلوات مع اقتراب عيد الفصح، متحدية النصائح الداعية إلى لزوم الحيطة والحذر. وفي بلغاريا، ستفتح الكنائس الأرثوذكسية أبوابها في عيد الفصح الذي يصادف بعد أسبوع على عيد الفصح لدى الكاثوليك والبروتستانت، إذ ترفض الحكومة، كما الكنيسة، فرض حجر منزلي صارم على السكان.

 

نداء أممي للتفاوض على وقف غير مشروط للقتال في الشرق الأوسط دعا إلى التوصل لحلول طويلة الأجل للنزاعات

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

دعا مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط كل الأطراف في المنطقة إلى المشاركة بحسن نية ومن دون شروط مسبقة في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية، والحفاظ على وقف النار الراهن، والتوصل إلى وقف مستدام وشامل للنار، والتوصل إلى حلول طويلة الأجل للنزاعات المستمرة في أرجاء المنطقة. وشارك في هذه الدعوة الأممية، التي صدرت في بيان وزع السبت في نيويورك، كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش ومبعوثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس - بلاسخارت والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. واستهل المبعوثون بيانهم بالتذكير بالنداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أجل «وقف فوري لإطلاق النار في كل أنحاء العالم»، داعياً الأطراف المتحاربة إلى «ترك الأعمال العدائية، ووضع مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبا، وإسكات بنادقهم»، ملاحظين استجابة «العديد من الأطراف بإيجابية» لنداء الأمين العام. وأشاروا إلى أنه «لا يزال هناك المزيد لترجمة هذه الكلمات إلى أفعال».

وقالوا: «عانى الكثيرون في الشرق الأوسط الصراعات والحرمان لفترة طويلة جداً. وتتفاقم معاناتهم الآن بسبب أزمة فيروس كوفيد 19 وآثارها المحتملة على المدى الطويل في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي». ودعوا جميع الأطراف إلى «المشاركة، بحسن نية ومن دون شروط مسبقة، في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية المستمرة، والحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، ووضع وقف إطلاق نار أكثر ديمومة وشمولا، والتوصل لحلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في جميع أنحاء المنطقة». وناشد النداء الجميع «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتخفيف حدة التوترات والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار أو التفاوض أو الوساطة أو الوسائل السلمية الأخرى. كما ندعو الجميع إلى الامتناع عن أي نشاطات يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التدهور في الاستقرار والأمن في أي بلد أو في المنطقة ككل». وحضوا الأطراف على «التواصل عبر خطوط النزاع والتعاون محلياً وإقليمياً وعالمياً لوقف الانتشار السريع للفيروس، وتقاسم الموارد، حيثما أمكن، والسماح بالوصول إلى المرافق الطبية عند الحاجة». وطالبوا كل الأطراف بـ«تسهيل الوصول والمساعدات الإنسانية إلى النازحين داخلياً واللاجئين، والمجتمعات المحاصرة، وجميع الذين دمرتهم الحرب والحرمان، دون تحيز أو تمييز. ويتطلب توفير ذلك تتبعاً سريعاً لتنقل العاملين الصحيين والإغاثة على الحدود وداخل البلاد وضمان حمايتهم»، داعين إلى «تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والمشردين داخلياً إلى منازلهم من خلال إجراءات وتدابير عاجلة وفعالة وذات مغزى». وكذلك طالبوا بـ«إيلاء اهتمام خاص لمحنة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، وللإفراج الإنساني، ولحرية وصول المنظمات الإنسانية، ولخطوات عاجلة لضمان رعاية طبية كافية وتدابير وقائية في جميع أماكن الاحتجاز». وأفاد النداء بأنه «في وقت يواجه فيه الجميع تحديات وطنية هائلة، ندعو جميع الشركاء للعمل مع الأمم المتحدة على خطط الاستجابة الدولية العاجلة وإجراءات التعافي. لا يمكن لأي دولة أو منطقة أو مجتمع أن يواجه تحدي فيروس كوفيد - 19 لوحده». وقالوا إن «التضامن مطلوب اليوم وسوف تكون هناك حاجة ماسة إليه غداً». وأضافوا: «ستواصل فرقنا التركيز على الدبلوماسية الوقائية، وعلى مساعدة جميع الجهود للاستجابة للعواقب الصحية والاجتماعية الاقتصادية للأزمة، ودعم التعاون الشامل لمصلحة السلام ورفاهية الجميع، والعمل بلا هوادة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفاً، والانخراط بحزم في تحقيق هذه الأهداف». وحذر المبعوثون من أن «أيا من هذه الجهود لن تنجح إذا لم يتم إسكات أسلحة الحرب والصراع»، معتبرين أنه «في وقت كهذا، يجب أن تتراجع الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الأكبر ومصالح الشعب». وكرروا دعوة الأمين العام لجميع الأطراف في الشرق الأوسط للعمل مع الأمم المتحدة حتى نتمكن من «التركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا».

 

كورونا يقتل 100 ألف شخص.. والعالم يسجل وفاة ثانية بإيبولا

دبي - العربية.نت/12 نيسان/2020

في الوقت الذي سجل فيه العالم، الأحد، 109 آلاف و133 شخصاً على الأقل كضحايا لفيروس كورونا المستجد، منذ انتشاره قبل أشهر وحتى اليوم، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جمهورية الكونغو الديمقراطية سجلت حالة وفاة ثانية بفيروس الإيبولا في غضون أيام بعد أكثر من 7 أسابيع خلت دون تسجيل حالة جديدة. فقد كان من المقرر أن تعلن الكونغو، الأحد، انتهاء ثاني أخطر تفشّ لفيروس الإيبولا منذ بدء التسجيل إلى أن تأكدت حالة وفاة بالمرض الجمعة، في مدينة بيني بشرق البلاد.

في التفاصيل، كشف أبو بكر ديالو، نائب المدير المسؤول عن مكافحة الإيبولا في منظمة الصحة العالمية، عن أن أحدث حالة وفاة هي لرضيعة تبلغ من العمر 11 شهرا، وكانت تُعالج في نفس المركز الطبي الذي كانت تُعالج فيه حالة الوفاة السابقة، التي كانت لرجل يعمل كهربائيا عمره 26 عاما.

فيما يقول مسؤولون إنه لم يتضح بعد كيف أُصيب الكهربائي بالإيبولا، بل أوضحت الحكومة الجمعة، أنه لم يُعرف عنه أنه خالط مرضى إيبولا آخرين، كما لم يكن متعافيا من المرض وحدثت له انتكاسة، بينما حددت منظمة الصحة العالمية 215 شخصا خالطوا الكهربائي منهم 53 عاملا صحيا في 3 منشآت تردد عليها الرجل قبل وفاته.

2200 شخص ضحايا إيبولا

يشار إلى أن الحالات التي تظهر فجأة أو عدوى المرة الواحدة تشيع مع قرب انتهاء تفشي الإيبولا، كما أن ظهور حالة جديدة لا يعني بالضرورة أن الفيروس سيخرج عن نطاق السيطرة مرة أخرى. وأودى فيروس الإيبولا بحياة أكثر من 2200 شخص منذ أغسطس/آب 2018 في منطقة من البلاد تعاني من عنف الميليشيات مما عرقل جهود احتواء المرض.

75 ألف ضحية لكورونا في أوروبا

أما كورونا، فمازال الوباء المستجد ينهش القارة الأوروبية بما يقارب 75 ألف ضحية، 80% منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الأحد. وتبقى إيطاليا في طليعة أكثر الدول تأثراً، مع 19468 وفاة، ثم إسبانيا مع 16972 وفاة، أما فرنسا فأحصت حتى الآن 13832 وفاة، والمملكة المتحدة 9875. أما ألمانيا، فقد وصل عدد الوفيات إلى ما لا يقل عن 2678 حالة، والمصابين وصلوا 121324إصابة، فيما توفي عدد من الألمان أيضا خلال تواجدهم في الخارج على خلفية الإصابة بالفيروس. وهناك في بلجيكا، أصاب المستجد 28 ألفاً وقتل 3346 آخرين من سكانها، وهم بأقل من 11 مليونا و500 ألف. أما في أميركا، فقد سجلت الولايات المتحدة مساء السبت 1920 وفاة جديدة خلال 24 ساعة من جراء فيروس كورونا المستجدّ. يأتي ذلك بعد أن أظهر إحصاء لوكالة رويترز أن حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في أميركا تجاوزت 20 ألف حالة، وهي أعلى حصيلة يتم تسجيلها عالميا. وأعلنت روسيا تسجيل 2186 إصابة جديدة بالوباء، بعد أن كانت إلى وقت قريب، بعيدة عن تفشي الفيروس، وذلك في أكبر زيادة يومية منذ بداية تفشي المرض، ليصل بذلك إجمالي الحالات المؤكدة في البلاد إلى 15770 حالة، كما عدد الوفيات ارتفع بواقع 24 إلى 130 وفاة.

وفي إيران، فقد سجلت الأحد، وفاة 117 شخصاً بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الوفيات في إيران إلى 4474 حالة. أما الصين، بلد المنشأ، فقد سجلت الأحد قفزة جديدة في عدد الإصابات. حيث أظهرت بيانات رسمية نشرت في وقت سابق الأحد أن بر الصين الرئيسي سجل 99 حالة إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس المستجد في 11 أبريل وهو ما يزيد مرتين عن اليوم السابق ليصل لأعلى مستوى له خلال شهر، لتبلغ حالات الإصابة في بر الصين الرئيسي حتى الآن 82052 حالة في حين يبلغ عدد الوفيات 3339 حالة. كما أظهرت الإحصاءات الرسمية التي نشرتها وكالة الصحة العامة الكندية الأحد، ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في البلاد بنسبة تتجاوز 12% لتصل إلى 674. وبحلول الساعة 11:00 بالتوقيت الشرقي (1500 بتوقيت غرينتش) ارتفع عدد الذين شخصت حالتهم بالإصابة بفيروس كورونا إلى 23719 وذلك مقارنة مع 22559 إصابة و600 حالة وفاة السبت.

لتغدو بهذه الإحصائيات، قارة أوروبا حزينة بإجمالي 75 ألفا و11 وفاةً من بين 909 آلاف و673 إصابة، أكثر قارات العالم تضرراً من وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 109 آلاف و133 شخصاً على الأقل في العالم.

 

المقابر تكذب طهران.. 10 آلاف حفرة جديدة لضحایا الفيروس

دبي – مسعود الزاهد/12 نيسان/2020

تزامناً مع تأكيد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، أن المشاغل والأعمال التي وصفها بـ"قليلة الخطورة من الناحية الصحية" ستستأنف في محافظة طهران، اعتبارا من يوم السبت القادم 18 أبريل/ نيسان، وفي الوقت الذي لم تتخذ السلطات إجراءات صارمة من قبيل الحجر الصحي الكامل، كشف مساعد عمدة العاصمة عن إعداد 10 آلاف قبر جديد لضحايا جائحة كورونا في مقبرة "بهشت زهراء" بطهران وحدها.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، قال مجتبى يزداني في اجتماع لمجلس بلدية مدينة طهران، الأحد، إنه سيتم إضافة عدة ثلاجات جديدة وحاويتين مبردتين بطول 12 متراً إلى معدات مقبرة "بهشت زهراء"، الأمر الذي ينذر بخروج الأزمة الصحية الناجمة عن كورونا عن التحكم، خاصة أن الرئيس الإيراني أشار في جلسة للمركز الوطني لمكافحة كورونا، إلى إلغاء منع السفر بين المدن داخل حدود المحافظة الواحدة، كما سيُلغى منع السفر بين المحافظات المختلفة، اعتباراً من يوم العشرين من أبريل نيسان الجاري. ورغم إعلان يزداني عن حفر 10 آلاف قبر جديد في مقبرة بطهران وحدها، ليس من الواضح عدد الوفيات في العاصمة الإيرانية نظرا لامتناع السلطات منذ فترة عن الإعلان عدد الوفيات حسب المحافظات في إيران البالغ عددها 31 محافظة. وحين يتحدث يزداني عن حفر 10 آلاف قبر في طهران وحدها، إلا أن آخر إحصائية رسمیة أعلنها المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية "کیانوش جهان بور" اليوم الأحد تفيد بأن عدد الوفيات منذ ظهور الفيروس في يناير الماضي في إيران إلى اليوم بلغ 4474 حالة في كافة المحافظات الإيرانية فقط.

شكوك حول الإحصائيات الرسمية

وتحوم شكوك حول الإحصائيات التي تعلن السلطات في بلد يعد البؤرة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط، حيث سبق وأن أعلنت إذاعة "فردا" (الغد) الأميركية الناطقة بالفارسية استنادا لتصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين المحليين، أن حوالي 10 أشخاص لقوا حتفهم في 31 محافظة إيرانية نتيجة لإصابتهم بفيروس كورونا حتى الآن. كما أعلنت منظمة مجاهدي خلق الأسبوع الماضي، وفقاً لمصادرها أن عدد الضحايا بلغ حوالي 9 آلاف شخص.

العدد أعلى بكثير

وذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، يوم الثلاثاء 31 مارس/ آذار، أن الإحصاءات غير المنشورة تشير إلى أن هناك أكثر من 104 آلاف اختبار إيجابي من فحوص كورونا أصدرتها الوزارة، في حين أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن عدد الإصابات في إيران بلغت يوم الاحد 12 أبريل / نيسان حوالي 71 ألف إصابة فقط.

والتشكيك في الإحصائيات الحكومية لا يقتصر على وسائل إعلام مستقلة أو معارضة فحسب، حيث اتهم بعض النواب، السلطات بإخفاء الأرقام الحقيقية للوفيات والإصابات نتيجة لتفشي جائحة كورونا. ووزارة الصحة الإيرانية نفسها حذرت المواطنين بأن عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات حتى الأسبوع الأول من شهر مايو / أيار إلى 30 ألف حالة. وأعرب مسؤولو وزارة الصحة الإيرانية مرارا وتكرارا عن قلقهم إزاء الزيادة الأخيرة في حركة المرور في المدن الإيرانية.

مقابر قرب الأحياء السكنية

وقال حسن خليل آبادي، عضو مجلس بلدية طهران، يوم الأحد، إن بعض ضحايا كورونا في مدينة الري المتلاصقة بطهران العاصمة فقد دفنوا في مقابر "شاه عبد العظيم" و"ابن بابوية" القريبتين من المناطق السكنية. ويرى المراقبون أن حكومة روحاني تفضل المصلحة الاقتصادية على أرواح الناس كما أنها تحاول تسييس الوضع الصحي الذي يعاني منه الإيرانيون بغية ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة عبر حلفاء واشنطن لإلغاء العقوبات لأسباب إنسانية دون أن تخضع طهران للشروط الأميركية، بخصوص أنشطتها النووية والصاروخية ودعمها للميليشيات الموالية لها.

مجلس الأمن يطالب الحوثيين بالتزام وقف النار من دون تأخير

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

رحب مجلس الأمن بقرار وقف النار، الذي أعلنه تحالف دعم الشرعية في اليمن، من جانب واحد، لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبتجاوب الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، مع نداء الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، لوقف الأعمال العدائية فوراً. وطالب جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير. ووفقاً لبيان تلاه رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي المندوب الدومينيكاني الدائم خوسيه سينغر وايزينغر، عبر الفيديو، مساء الجمعة، اتفق أعضاء المجلس بالإجماع على «تأييد» الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 25 مارس (آذار)، إلى المتحاربين في اليمن «لوقف الأعمال العدائية على الفور، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل كل جهد ممكن لمواجهة وباء (كوفيد 19)». ورحبوا بإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وقف إطلاق النار، من جانب واحد، في اليمن، لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ودعوة الأمين العام. وكذلك رحبوا بتجاوب الحكومة اليمنية مع نداء وقف إطلاق النار، مطالبين الحوثيين بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير. وشجعوا الطرفين على «مواصلة تعاونهما مع المبعوث الخاص للأمين العام لليمن مارتن غريفيث، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية يمنية وشاملة للجميع، تعالج الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين»، مجددين تأييدهم القرارات السابقة لمجلس الأمن، منها القرار 2216 لعام 2015. وشددوا على دعمهم لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأكدوا على «الحاجة إلى عملية سياسية جامعة تشمل المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة». وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى «الأزمة الإنسانية التي تجعل اليمن عرضة بشكل استثنائي لوباء (كوفيد 19)»، مشددين على أن «المزيد من التصعيد العسكري في اليمن سيعيق وصول العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوافر مرافق الرعاية الصحية اللازمة لمواجهة تفشي المرض». وكرروا دعوتهم إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية والعودة العاجلة إلى وقف التصعيد»، مؤكدين «دعمهم الكامل» لجهود المبعوث الدولي. ورأوا أنه «لا يوجد حل عسكري يمكن أن يحقق السلام المستدام في اليمن»، مشددين على «التزامهم القوي وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه».

 

أطباء العالم يتصدرون الصفوف الأمامية في الحرب على «كوفيد ـ 19»/طواقمهم تعاني من نقص المعدات الوقائية... وغوتيريش يدعو إلى الاعتراف بجهودهم

لندن/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

من الطبيب الصيني الذي دق ناقوس الخطر من وباء «كورونا»، إلى الممرضات والأطباء في مستشفيات أوروبا وأميركا، تحارب طواقم العالم الطبية جائحة «كوفيد - 19» من الصفوف الأمامية، مفتقدة في العديد من الأحيان لأبسط المعدّات الوقائية. ووجّهت نقابات طبية نداء استغاثة في مختلف دول العالم، مطالبة حكوماتها بضرورة توفير الكمامات والبدلات الوقائية، والمعقمات، وأجهزة الكشف عن الفيروس. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس إلى الاعتراف بجهود الأطباء والممرضات الذين يكافحون جائحة فيروس كورونا، والتفكير في الأشخاص الأكثر ضعفاً. وأضاف غوتيريش في رسالة مصوّرة: «دعونا نفكر بشكل خاص في الأبطال العاملين بالمجال الصحي على الخطوط الأمامية لمحاربة هذا الفيروس المروع، وفي كل أولئك الذين يعملون على الحفاظ على سير الحياة بمدننا وبلداتنا». وتابع: «دعونا نتذكر الأشخاص الأكثر ضعفاً حول العالم... أولئك الذين هم في مناطق الحروب ومخيمات اللاجئين والأحياء الفقيرة وجميع الأماكن الأقل تجهيزاً في مكافحة الفيروس».

غضب بريطاني

برزت في الأيام الماضية انتقادات حادة للحكومة البريطانية، على خلفية ندرة المعدات الوقائية في مستشفيات البلاد. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، أمس، إنها تأسف إذا كان العاملون الصحيون يشعرون بأن هناك إخفاقات في الحصول على معدات الوقاية الشخصية خلال قيامهم بمكافحة فيروس كورونا.

واشتكى أطباء وممرضون رسمياً من أن هناك نقصاً في معدات الوقاية الشخصية للعاملين في المكافحة المباشرة للمرض، وعندما سئلت وزيرة الداخلية مباشرة إن كانت تعتذر عن ذلك قالت: «متأسفة إذا كان الناس يشعرون بأن هناك إخفاقات». وأضافت: «من المحتم أن الطلب والضغوط على معدات الوقاية الشخصية ستكون استثنائية، وستكون عالية بشكل متزايد»، كما نقلت وكالة «رويترز». جاء ذلك بعد ساعات من تحذير نقابات الأطباء والتمريض في بريطانيا من أن أفرادها الذين يعالجون المصابين بمرض كوفيد - 19 مهددون بالعدوى بسبب نقص معدات الوقاية. من جهته، قال وزير الصحة مات هانكوك، أول من أمس، إن هناك معدات كافية لكن الأمر يتطلب جهداً لوجيستياً «ضخماً» بدعم من الجيش لضمان وصول معدات الوقاية الشخصية إلى العاملين في طليعة مكافحة الفيروس.وأضاف أنه تم تسليم 761 مليون قطعة من معدات الوقاية حتى الآن. وقالت الجمعية الطبية البريطانية، التي تمثل الأطباء، إن الإمدادات الحالية في لندن ويوركشير في شمال إنجلترا غير كافية، مضيفة أن الأطباء يواجهون قراراً «يفطر القلب» بشأن ما إن كان عليهم علاج المرضى دون وقاية كافية، وبالتالي يعرضون أنفسهم للخطر. وتوفي 19 من العاملين في هيئة الصحة الوطنية، منهم 11 طبيباً، جراء الإصابة بكورونا. وقال هانكوك إن الحكومة ليس لديها أي علم بوجود صلة بين حالات الوفاة المذكورة ونقص المعدات. في المقابل، كشف مسح أجرته الجمعية الطبية البريطانية هذا الشهر أن أكثر من نصف الأطباء البريطانيين أبلغوا عن نقص أو عدم توفر الكمامات الواقية. وقال هانكوك إن معدات الوقاية الشخصية ينبغي أن تعامل على أنها «مورد ثمين» وألا تهدر دون داع، وناشد المصنعون البريطانيون استخدام خطوط إنتاجهم لصناعة المزيد منها. وقالت كلية التمريض الملكية إن تلميح هانكوك بشأن تبديد معدات الوقاية الشخصية «يثير الغضب». فيما اعتبر زعيم المعارضة العمالية، كير ستارمر، على «تويتر» أنه «من المهين جداً التلميح بأن العاملين على الخطوط الأمامية (لمكافحة الفيروس) يبددون معدات الوقاية الشخصية».

«ساحة حرب» أميركية

يشعر الأطباء وطواقم التمريض بالولايات المتحدة، الذين يتصدرون المعركة ضد فيروس كورونا المستجد بالصدمة من الضرر الذي يلحقه الفيروس بالمرضى وأسرهم، وبأنفسهم. ووصف أطباء وأفراد من طواقم التمريض إحباطهم من نقص المعدات ومخاوفهم من نقل العدوى إلى أسرهم، ولحظات اليأس الشديد التي مروا بها وانهمرت فيها دموعهم. وشبّهت أرابيا موليت، طبيبة الطوارئ المتخصصة في الأمراض الباطنية، في حديث مع «رويترز» مكان عملها بـ«ساحة حرب طبية». وقالت: «نحاول الاستمرار دون أن نغرق. نحن خائفون. نحاول أن نحارب من أجل حياة الآخرين، لكننا نحارب من أجل حياتنا أيضاً». وهناك شح في إمدادات أسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، فضلاً عن مستلزمات الحماية الشخصية. من جهتها، روت ممرضة في سياتل أنها لا تتحدث عن عملها الجديد في المنزل حتى لا يشعر أطفالها، وهم في سن الذهاب إلى المدرسة، بالقلق، مضيفة أن زوجها لا يفهم طبيعة عملها ويطلب منها رفض المهام التي قد تعرضها للخطر. وقالت: «ما أفكر فيه هو أن الأمر ليس آمناً بالفعل في رأيي». لكنها تخشى عزلها عن أسرتها إذا أصيبت بالفيروس. وقالت: «سأعيش في سيارتي إذا اضطررت لهذا. لن أنقل المرض لأسرتي». في هذا السياق، أكّد محققون تابعون لوزارة الصحة الأميركية أن «المستشفيات أبلغت عن نقص كبير في معدات الحماية الشخصية مما يعرض العاملين والمرضى للخطر»، وأضافوا: «المستشفيات تبلغ باستمرار عن انتظار يصل إلى سبعة أيام أو أكثر لظهور نتائج التحليلات».

إيطاليا تفقد 100 طبيب

أودى فيروس كورونا المستجد في إيطاليا بحياة حوالي مائة طبيب في هذا البلد الذي تجاوزت حصيلة الوفيات بالمرض فيه 18 ألفا، حسبما أعلنت نقابتهم لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس. وقال المكتب الإعلامي للاتحاد الوطني لنقابة أطباء الجراحة والأسنان: «لدينا عدد الأطباء الذين توفوا بسبب كوفيد – 19، يبلغ مائة وربما 101 حاليا للأسف». ووضع الموقع الإلكتروني للاتحاد شريطاً أسود تعبيراً عن الحداد، وذكر أسماء كل الأطباء الذين توفوا، وبينهم عدد من المتقاعدين الذين تم استدعاؤهم لمساعدة الخدمات الصحية التي فاق عدد المرضى قدرتها. وكتب رئيس الاتحاد فيليبو أنيلي: «لا يمكننا أن نسمح بعد الآن بإرسال أطبائنا وعاملينا الصحيين لمكافحة الفيروس بلا وسائل حماية». وأضاف: «إنها معركة غير متكافئة تؤلمنا وتؤلم مواطنينا وتضر بالبلاد». إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإيطالية بأن حوالي ثلاثين ممرضاً وممرضة ومساعداً طبياً توفوا بالفيروس أيضاً. وقال المعهد العالمي للصحة إن حوالي عشرة في المائة من المصابين هم من أفراد الطواقم الطبية. وقالت رئيسة نقابة الممرضين بربارا مانجاكافالي إن «هدفنا هو مساعدة المرضى (...) ونحن نبرهن على ذلك في هذا الوباء». وأضافت أن «الممرضين يمثلون 52 في المائة أو أعلى نسبة مئوية بين المصابين بالمرض من المعالجين الصحيين». وتابعت أن «بين الممرضين هناك من يموتون جراء كوفيد - 19 بسبب تقربهم من المرضى، وهم يفعلون ذلك بلا تردد».

إضراب باكستاني

دخل أطباء باكستانيون يعملون بمستشفيين في مدينة كويتا جنوب غربي البلاد في إضراب اليوم هذا الأسبوع، بعد لجوء الشرطة إلى استخدام القوة لتفريق واعتقال أطباء وطواقم طبية كانوا يتظاهرون احتجاجاً على نقص معدات الحماية من فيروس كورونا المستجد. وتجمع مئات الأطباء والمسعفين الاثنين الماضي للاحتجاج على ما وصفوه بتقاعس الحكومة عن تسليمهم الإمدادات التي تعهدت بها، وفق «رويترز». واعتقلت شرطة مكافحة الشغب 30 طبيباً على الأقل لتحديهم حظر التجمعات العامة الذي فرض خلال فترة مكافحة انتشار الفيروس.

إغلاق مستشفى هندي

تم إغلاق مستشفى خاص كبير في بومباي أمام مرضى جدد، وأُعلن منطقة يتم فيها احتواء فيروس كورونا المستجد بعد أن أكّدت فحوص إصابة 26 من الممرضين وثلاثة من الأطباء بالفيروس القاتل. ومنذ بدء انتشار الفيروس في الهند الخاضعة لإجراءات عزل منذ 25 مارس (آذار)، يشتكي أفراد الفرق الطبية من نقص في مستلزمات الوقاية الضرورية. وقال المتحدث باسم سلطة مدينة بومباي، فيجاي خابالي - باتيل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن مستشفى ووكهارت أُعلن «منطقة احتواء الوباء» بعد تأكيد الحالات. وأضاف: «وُضع 300 موظف في الحجر الصحي، وتم إغلاق المستشفى».

واتهمت نقابة الممرضين المتحدين في بومباي إدارة المستشفى بالإخفاق في حماية الطواقم، برفضها السماح لهم بارتداء لوازم الحماية الضرورية. وقال أكاش بيلاي أمين عام النقابة عن ولاية ماهاراشترا التي تضم بومباي: «أوعزوا لأفراد الفرق الطبية بارتداء كمامات (طبية) عادية... والانصراف للعناية بالمرضى». وأضاف للوكالة الفرنسية: «كانوا يظنون أنه إذا ارتدى أفراد الطواقم مستلزمات الحماية، سيشعر أفراد عائلات مرضى كوفيد - 19 بالخوف». وتابع: «العديد من المستشفيات المعروفة في بومباي وبيون تعرض فرقها للمخاطر نفسها». وتابع أن مستشفى ووكهارت تأخر كثيرا قبل أن يبدأ بإجراء الفحوص على موظفيه ما زاد من احتمال انتشار العدوى.

- تدهور الصحة النفسية

وسط النقص في المعدات الطبية ومعدل الوفيات المرتفع بين المرضى، يطال الإحباط الطواقم الطبية التي تخوض معركة شرسة ضد وباء كوفيد - 19. ولخص رئيس قسم الإنعاش في مستشفى «أفيسين» بضاحية باريس، إيف كوهين، الوضع بالقول: «نواجه كل يوم بيومه». لكنه يخشى منذ الآن «نهاية الأزمة»، حين «يزول الضغط عن العاملين في الرعاية الصحية» بعدما عملوا بأكثر من طاقتهم في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجدّ. من جهته، تحدث أمين عام نقابة «سود - سانتي» في مستشفى فرساي سيباستيان بوان عن «المعاناة النفسية للزملاء الذين يتحتم عليهم إغلاق الأغطية على جثمان مريض لفظ أنفاسه». وأضاف: «حتى في أقسام الإنعاش، يكون الأمر قاسياً مهما كانوا مهيّئين له»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. فيما روت ناتالي (تم تغيير اسمها) الممرضة في مستشفى «كرملين - بيسيتر» بجنوب باريس: «ثمة كثيرون ينهارون، وكثيرون يبكون». ورأت أن «الأضرار النفسية ستكون كبيرة. وخصوصاً على الطلاب». وقالت الممرضة: «أعتقد أن بعض (الطلاب) سيتخلون عن هذا الاختصاص. نضعهم في مواجهة وضع صعب وهم في التاسعة عشرة، ليسوا مهيئين».

 

جونسون يغادر المستشفى ولن يعود للعمل على الفور

لندن/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم (الأحد) أنه غادر مستشفى في لندن ليواصل مرحلة التعافي من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وقال متحدث باسم جونسون: «بناء على نصيحة فريقه الطبي، لن يعود رئيس الوزراء إلى العمل على الفور. وهو يود توجيه الشكر للجميع في مستشفى سانت توماس على الرعاية الفائقة التي تلقاها». وقال جونسون في بيان موجز صدر مساء السبت: «لا أستطيع أن أشكرهم بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بحياتي». وأمضى السياسي المحافظ البالغ من العمر 55 عاماً، والذي دخل المستشفى يوم الأحد الماضي وهو يعاني من حمى شديدة، ثلاثة أيام في وحدة العناية المركزة في مستشفى «سانت توماس» بعد تدهور حالته الصحية.

 

منظمة دولية تطلق حملة للإفراج عن الأطفال الأسرى لدى إسرائيل

رام الله/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

أطلقت منظمة «No way to treat a child»، حملة للتوقيع على عريضة، تطالب أميركا والعالم بالضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراح الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجونها، وحمايتهم من وباء «كورونا» المنتشر في إسرائيل وفي شتى أنحاء العالم.

وقال مرجان أبو محمود، أحد القائمين على الحملة من تكساس، بأنها تهدف إلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، للإفراج الفوري عن جميع الأسرى الفلسطينيين الأطفال في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية في هذا الوقت الحرج بالتحديد، في ظل التفشي السريع لفيروس كوفيد - 19 عبر العالم. وأضاف أن الحملة تطالب أيضا سلطات الاحتلال، بحماية حق هؤلاء الأسرى الأطفال في الحياة والبقاء والنمو والصحة بموجب القانون الدولي. وتشير بيانات جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فرع فلسطين، إلى أنّ هؤلاء الأطفال يعانون من قلة الوصول إلى الموارد اللازمة للحفاظ على الحد الأدنى من النظافة.

وقالت منظمة «No way to treat a child»، إنّ تأثير جائحة كورونا يتفاقم بفعل هذه الظروف المعيشية، فهي تعرّض الأطفال الفلسطينيين في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية لخطر متزايد، خاصة أنه لا يمكن لمصلحة السجون أن تضمن صحتهم طالما أنهم لا يزالون في وضعية الاعتقال.

وأكدت المنظمة أن القانون الدولي يعتبر اعتقال الأطفال الإجراء الأخير، في حين تعتبر إسرائيل اعتقال الأطفال الفلسطينيين قبل محاكمتهم، هو القاعدة. وتسعى المنظمة كذلك إلى الضغط على الحكومة الأميركية، لوقف الدعم المادي الذي تقدمه لإسرائيل، أو أن تجعله مشروطا بعدم استخدامه لانتهاك حقوق الطفل الفلسطيني. كما تدعم المنظمة مشروع القرار الذي قدمته النائب بيتي ماكولوم للكونغرس الأميركي، والذي يدعو إلى «تعزيز حقوق الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت قانون الاحتلال العسكري الإسرائيلي»، وهو مشروع قانون يحظر تمويل دافعي الضرائب الأميركيين للاحتجاز العسكري للأطفال من قبل أي دولة، بما في ذلك إسرائيل. ويوجد بحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في السجون الإسرائيلية نحو 200 طفل وقاصر، موزعين على معتقلات «عوفر»، و«مجدو»، و«الدامون». وتتهم السلطة، إسرائيل، بتعريض الأطفال إلى انتهاكات لم تحصل في تاريخ الحقوق والأمم المتحدة. واعتقل منذ عام 2000 ما لا يقل عن 17000 قاصر فلسطيني، تتراوح أعمارهم ما بين 12 - 18 عاما، وسُجّل العديد من حالات الاعتقال والاحتجاز لأطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وتقول السلطة بأن ثلاثة أرباعهم تعرضوا لشكل من أشكال التعذيب الجسدي، فيما تعرّض جميع المعتقلين للتعذيب النفسي خلال مراحل الاعتقال المختلفة، بحسب آخر الإحصاءات والشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال. ويوجد في السجون الإسرائيلية حوالي 5000 أسير بينهم الأطفال الـ200 و42 امرأة.

 

الرئيس الإسرائيلي يدرس خيارات «فشل تشكيل الحكومة»/المهلة الممنوحة لزعيم حزب «أزرق ـ أبيض» تنتهي غداً

رام الله/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن جهود تشكيل حكومة جديدة تمر بمخاض عسير، نظراً إلى أن الوقت الممنوح للجنرال بيني غانتس من أجل تشكيلها، ينتهي غداً (الاثنين). وقالت القناة «12» العبرية، إن السيناريوهات الممكنة لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة مع قرب انتهاء تفويض بيني غانتس زعيم حزب «أزرق - أبيض»، تبدو صعبة. وجاء في التقرير أن تفويض تشكيل الحكومة الممنوح لغانتس سينتهي أغلب الظن من دون تشكيل الحكومة، وهو ما يجعل الموقف معقداً أمام الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين الذي بدأ يدرس خياراته لـ«فشل تشكيل الحكومة».

وقالت القناة إنه للمرة الثانية خلال عام يفشل غانتس في تشكيل الحكومة، كما فشل بنيامين نتنياهو زعيم حزب «الليكود» مرتين خلال المدة نفسها. ويواجه ريفلين وضعاً غير مسبوق، فهو لا يستطيع منح غانتس تمديداً جديداً إلا في حالة طلب غانتس ونتنياهو معاً تمديد فترة المفاوضات بينهما، للاستمرار في جهود تشكيل الحكومة وحل الخلافات بينهما؛ خصوصاً فيما يتعلق بعمل لجنة القضاة، وفي هذه الحالة يمكن أن يمنح غانتس مهلة 14 يوماً إضافية.

ورجح الموقع في حال لم يتم التمديد والاتفاق بين نتنياهو وغانتس، فإن ريفلين قد يتجه لإعادة التفويض للكنيست، وليس لنتنياهو، على أن يختار أغلبية أعضاء الكنيست بـ61 مقعداً، شخصية أخرى لتكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة، وسيكون ذلك في غضون 21 يوماً.

لكن هذا قد يثير خلافات أكبر، ويتجه بإسرائيل إلى خوض انتخابات رابعة، ستكون معقدة في ظل انتشار فيروس «كورونا». وكانت المفاوضات الائتلافية بين حزبي «الليكود»، بزعامة نتنياهو، و«كحول لفان» برئاسة غانتس، استؤنفت الجمعة، عبر مكالمة هاتفية، وتقرر أن تعود طواقم التفاوض الرسمية إلى الجلوس اليوم لمواصلة الحديث في التفاصيل، بغرض إنهاء الأزمة السياسية، والتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة بينهما.

وتوقفت سابقاً هذه المفاوضات، بعدما تراجع نتنياهو عن مسودة اتفاق في اليوم التالي، وطلب إجراء تعديلات على الاتفاق. وراح الطرفان يتبادلان الاتهامات التي تشير إلى عودة قريبة لصناديق الاقتراع وانتخابات رابعة.

وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو يرى أن استطلاعات الرأي تعطيه تفوقاً واضحاً على غانتس وكل خصومه الآخرين، في حال التوجه إلى انتخابات رابعة الآن.

وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى أن نتنياهو سيستطيع تشكيل حكومة يمين بأكثرية 64 نائباً من مجموع 120 نائباً في البرلمان، ما يعني أنه يستطيع تشكيل حكومة يمين ثابتة وذات أغلبية مستقرة، وقد لا يحتاج إلى غانتس أو غيره. لذلك فقد تراجع عن الاتفاق مع غانتس في مطلع الأسبوع، وراح يطرح عليه مطالب جديدة.

ولكن مقربين من نتنياهو قالوا إنه جاد للغاية في إقامة حكومة وحدة مع غانتس، ويستدلون على ذلك بأنه دخل في صدام مباشر مع وزير دفاعه نفتالي بنيت، رئيس حزب «يمينا».

وتستأنف المفاوضات وسط جو من الشك والاتهامات.

وتنافس غانتس ونتنياهو في ثلاث جولات انتخابية خلال العام الفائت، وحصل كل منهما في كل مرة مع أعضاء حزبه وحلفائه على عدد متقارب جداً أو مساوٍ من المقاعد داخل الكنيست (البرلمان)، وبالتالي لم يستطع أي منهما تشكيل حكومة، ما أدى إلى خلق أزمة سياسية عميقة. ورفض غانتس الانضمام إلى حكومة تقاسم السلطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأصر على أنه لن ينضم إلى حكومة على رأسها متهم بالفساد (نتنياهو)؛ لكنه عاد وغير رأيه.

 

الكاظمي يبدأ أولى خطوات تشكيل الحكومة العراقية وانقسام الفصائل المسلحة حياله مقابل الإجماع السياسي

بغداد/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

ليس تماماً على خطى سلفه عدنان الزرفي المكلف السابق لتشكيل الحكومة العراقية بدأ مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي المكلف الجديد أولى خطوات تشكيل حكومته بلقاء مع وزير المالية والقيادي الكردي فؤاد حسين. الزرفي الذي لم يحظَ بإجماع وطني كان حاول أن يسلك طريقاً يجعل من الإجماع حوله أمراً واقعاً، لكنه على ما يبدو تجاوز الخطوط الحمراء للكتل والقوى السياسية من مختلف الأطراف. ومع أن الفصائل المسلحة لم ترتبك في رؤيتها لترشيح الزرفي برغم عدم وجود إجماع إقليمي ودولي عليه فإن رؤيتها تناقضت بشأن ترشيح الكاظمي الذي بدا واثقاً من خطواته. فمن جانبه وفي أولى خطواته التقى أمس وزير المالية فؤاد حسين، حيث تم البحث بشأن تشكيل الحكومة المقبلة التي عبر الكرد والسنة عن موقفهم الإيجابي حيالها قبل يوم من تكليف الكاظمي رسمياً. وكتب حسين في تغريدة له على «تويتر» إنه التقى «رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وفي جلسة أخوية وصريحة ناقشنا خطوات تشكيل حكومته والتحديات التي يواجهها البلد». وأضاف: «أعربنا للكاظمي عن أمنياتنا له بالنجاح في مهمته وتقديم كابينته الوزارية بأسرع وقت ممكن».وفي الفلوجة بدأ الرئيس العراقي برهم صالح زيارة خاصة إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في منزل الأخير حيث تركز النقاش بين الرجلين حول الخطوات الأساسية لتشكيل أول حكومة عراقية بعد عدة حكومات سابقة تحظى بهذا التوافق الإقليمي والدولي. ومع أن الكاظمي ضمن في جيبه موافقة كل من الخصمين اللدودين الولايات المتحدة الأميركية وإيران فإنه يتحرك في منطقة قد تبدو رمادية إلى حد ما، بين مواقف متضاربة من الفصائل المسلحة غير المشاركة في الحكومة وفي العملية السياسية والقريبة من إيران وبين مختلف الكتل السياسية الشيعية التي بدأت تضع ملاحظاتها على خطاب التكليف المتلفز للكاظمي. على صعيد الفصائل المسلحة فإنه في الوقت الذي جاء موقف «كتائب حزب الله» حاداً من الكاظمي فإن موقف «كتائب الإمام علي» جاء موقفاً مؤيداً له إلى حد كبير من منطلق أنه لا ينبغي الوقوف بالضد من الإجماع الشيعي. «كتائب حزب الله» أصدرت بياناً عبرت فيه عن رفضها لتكليف ما وصفته «شخصية مشبوهة» لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

لكن «كتائب الإمام علي» وفي بيان مماثل لها عبرت عما أسمته دعمها واحترامها لخيارات القوى السياسية. وقال أمينها العام شبل الزيدي إنه «على مر الوقت، ومنذ تبلور العملية السياسية كفصيل مقاوم، لم نكن جزءاً منها، برغم تحفظنا على الأداء، إذ كان همنا الأساسي تقوية وإسناد العملية السياسية، وعدم التقاطع معها، وحفظ مصالح الأغلبية والعملية الديمقراطية بإطارها الدستوري، من أجل عزة ورفعة العراق». وأضاف: «اليوم نؤكد أننا نحترم وندعم خيارات القوى السياسية بما يؤمن وحدة وسياسة البلد ورد الاحتلال، لأن سياسة التخوين والتكفير والمناكفات لا تبني بلداً، علينا ألا نكون حجر عثرة أمام عجلة التوافق والبناء».

وبشأن مواقف الفصائل المسلحة يقول أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة العراقية والإجماع الشيعي - الشيعي عليه ومباركة القوى السياسية الوطنية على صعيد المكونات جعل هذا الموقف السياسي لا يتوازى مع مساحة عمل الفصائل المسلحة الخاصة». وأضاف علاوي: «من الطبيعي أن تجد اختلافاً في المواقف السياسية للفصائل المسلحة التي وضعتها كتلة الفتح وكتلة (سائرون) ودولة القانون والحكمة والنصر والكتل الأخرى في موقف مندهش لأن الرهان كان يسير نحو أن نبقى من دون حكومة، وتبقى حكومة تصريف الأعمال اليومية الضعيفة أمام الفصائل». وأوضح علاوي أن «موقف القوى الإقليمية وخصوصاً إيران التي بدأت تدرك خطورة الوضع في العراق عليها جعلها تؤيد تكليف السيد الكاظمي وهذا ما جعل موقف الفصائل مرتبكاً». ورأى علاوي أن مشكلة العراق الآن «مع التيار المتشدد والخط المسلح في إيران والذي يقود فصائل (المقاومة الإسلامية) في العراق وسوريا واليمن ولبنان»، موضحاً أن «الموقف سيتغير عندما يدركون أن هنالك قيادة حكومية عراقية قادرة على فصل العراق عن الصراع الأميركي - الإيراني». وأكد علاوي أن «على الفصائل المسلحة أن تقرر ترك السياسة وإعادة النظر بالاندماج في المجتمع كوّن العراق مقبل على تفعيل مفاصل الدولة والوهن القديم الذي ترك مساحة جيدة للعمل للفصائل الخاصة سيتحجم كلما تقوى أذرع الدولة العراقية عبر الجهاز الحكومي وإدارته». من جهتها، فإن الكتل المؤيدة للكاظمي والتي تملك بعضها أجنحة مسلحة عبرت عن تحفظات بشأن خطاب الكاظمي. حيث أبدت كل من كتل «العصائب» و«سائرون» و«الحكمة» ملاحظات حول خطاب الكاظمي سواء لجهة عدم وضوح موقفه حيال الوجود الأميركي في العراق أو عدم تحديده وقتاً زمنياً لإجراء الانتخابات المبكرة.

 

إثيوبيا متمسكة باستكمال «سد النهضة» بعد تقارب مصري ـ سوداني

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

بعد يومين من توافق مصري - سوداني، على مرجعية «مسار واشنطن» التوافقي بشأن آلية بناء سد النهضة الإثيوبي، جددت أديس أبابا تمسكها باستكمال العمل في مشروعها العملاق الذي تخشى القاهرة من تأثيراته على تدفق مياه النيل الذي يعد المورد الرئيسي لاحتياجاتها المائية.

ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ»، أول من أمس، عن وزير الدولة الإثيوبي للشؤون المالية أيوب تيكالين، قوله، إن «استكمال وملء أكبر خزان للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وإنتاج الكهرباء منه، أولوية أولى بالنسبة لإثيوبيا»، وأوضح أن «فيروس كورونا المستجد قد يعيد ترتيب أولويات مشروعات بسبب هذه الأزمة، لكن سد النهضة الإثيوبي العظيم، ليس واحداً منها... ونحن ماضون في الالتزام بالجدول الزمني، وسنملأ السد وسنبدأ في توليد الطاقة». ومثلت قضية استكمال بناء وملء السد دون التوافق، مشكلة جوهرية ضمن مسار المفاوضات الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي، خلال أواخر العام الماضي ومطلع السنة الحالية، وتخلفت أديس أبابا عند حضور الجولات الختامية، فيما وقعت مصر على مسودة اتفاق بالأحرف الأولى، ودعت الخرطوم وإثيوبيا إلى النهج نفسه، وشدد بيان أميركي على ضرورة التوافق قبل المضي في ملء السد.

وكان السودان ومصر أكدا التمسك بمسودة واشنطن، الخاصة بقواعد الملء الأول، وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ، الموقع بين الدول الثلاث بالخرطوم في 2015. والتقى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الخميس الماضي، بالخرطوم، وفداً مصرياً ضم وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وحضر اللقاء من الجانب السوداني وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، ومدير المخابرات العامة جمال عبد المجيد. وذكر بيان صادر عن اللقاء أن الجانبين أكدا التمسك بما تمّ التوافق عليه، بمرجعية مسار واشنطن لقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة. بدوره، رأى عميد «معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل» الدكتور عدلي سعداوي، أن «التمسك الإثيوبي بالتحرك المنفرد والمواقف المتشددة محاولة للضغط على طرفي المفاوضات، خصوصاً بعد تقارب المواقف بين القاهرة والخرطوم، وزيادة مساحات التنسيق وإعلان التمسك بمسار واشنطن الذي تحاول أديس أبابا التملص من مخرجاته، والتي من أهمها ضرورة التوافق بين أطراف القضية الثلاث قبل البدء في الملء والتخزين للمياه». وقال سعداوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «التلويح الدائم خلال الأيام الماضية من جانب أديس أبابا بالمواقف المتشددة والاستمرار في تشييد السد، لا يمكن تفسيره بمعزل عن ضعف الموقف التفاوضي خصوصاً أمام عواصم عربية وأوروبية تمكنت مصر من التواصل الجيد معها وبيان حقيقة المفاوضات، وحشد الدعم لموقفها». وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مطلع الشهر الحالي، بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاق العمل في السد، إن الملء «سيبدأ في موسم الأمطار المقبل يبدأ في يونيو (حزيران)، رغم تحديات وباء كورونا». وأعلنت مصر من قبل «رفضها التام» لاعتزام إثيوبيا المضي في ملء الخزان، مع استمرار الأعمال الإنشائية للسد دون اتفاق، واعتبرته «مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية».

 

«الفشقة» تعود لحضن السودان بعد توافق مع إثيوبيا على ترسيم الحدود

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

ينتظر أن ينهي كل من السودان وإثيوبيا، النزاع الحدودي الممتد بينهما لعدة سنوات، وتعود بموجبه منطقة «الفشقة» المتنازع عليها بين البلدين، الحضن السوداني في غضون أسبوعين.

وخطا البلدان خطوات عملية في البدء بعمليات ترسيم الخط الفاصل بين البلدين ووضع العلامات الحدودية، وانسحاب قوات الجانبين، كل إلى حدوده الدولية في غضون أسبوعين، في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة الإثيوبية كيفية التعامل مع الموقف السوداني الجديد من النزاع على «سد النهضة»، والذي يبدو فيه الميل لصالح القاهرة. وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، زيارات متتالية لكل من وزير الري ورئيس المخابرات المصريين، أعقبتها في اليوم التالي مباشرة زيارة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الإثيوبي الجنرال آدم محمد.

وأحيطت زيارة المسؤولين المصريين بسياج منيع من التكتم، ورجحت التحليلات الصحافية أن يكون الهدف «كسب السودان» للجانب المصري في مباحثات سد النهضة. وفي الجانب الآخر ورغم أن رئيس هيئة الأركان الإثيوبي قال إن مباحثاته مع القادة السودانيين تناولت قضايا الحدود ومحاربة الجريمة العابرة، والتهريب والاتجار بالبشر، فإن مصدرا إثيوبيا قال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن زيارة رئيس هيئة الأركان، يهدف جزء منها لمعالجة النزاع بين البلدين على منطقة «الفشقة» السودانية الخصيبة، والتي استولت عليها قوات محسوبة على حكومة إقليم «أمهرا» الإثيوبي، بعد أن طردت المزارعين السودانيين منها إبان حكم نظام المعزول عمر البشير. وبحسب المصدر، فإن رئيس الأركان الإثيوبي اتفق مع المسؤولين السودانيين على خطة تعود بموجبها قوات البلدين لحدودها الدولية في غضون أسبوعين، على أن تباشر لجان ترسيم الحدود وضع العلامات الحدودية على الفور، وذلك عقب لقاء ينتظر أن يجمعه غدا مع رئيس الوزراء آبي أحمد، لتقديم تفاصيل اجتماعاته في الخرطوم.

وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، عقب لقائه كلا من وزير الري محمد عبد العاطي ورئيس المخابرات عباس كامل المصريين بالخرطوم، الخميس، إن بلاده متمسكة بمرجعية مسار واشنطن الخاص بقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، وإعلان المبادئ الموقع بين رؤساء الدول الثلاث في الخرطوم 2015. وتعد تصريحات حمدوك تغيراً في الموقف السوداني تجاه مفاوضات سد النهضة الجارية بواسطة واشنطن. فقد رفض السودان توقيع المسودة المقدمة من وزارة الخزانة الأميركية في فبراير (شباط) الماضي، ووقعتها مصر ورفضت إثيوبيا توقيعها، بل ألغت السفر إلى واشنطن في اللحظة الأخيرة. وتحفظ السودان أيضا على مشروع قرار مقدم من مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية لمساندة ودعم مصر في مفاوضات سد النهضة، متذرعا بأن مثل هذا القرار قد يدفع إثيوبيا للجوء للاتحاد الأفريقي وخلق اصطفاف أفريقي معها، بمواجهة الاصطفاف العربي لصالح مصر.

وتضع إثيوبيا ألف حساب لهذا المتغير الجديد والذي طرأ على الموقف السوداني، وينتظر بحسب المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن يقوم مسؤولون إثيوبيون كبار بزيارة قريبة للسودان لبحث الأمر، وكيفية التعامل معه. وللسودان نزاعات حدودية مع كل من مصر وإثيوبيا، على مثلث «حلايب»، ومنطقة «الفشقة» الزراعية الخصيبة. وتسيطر القوات الإثيوبية على المنطقة السودانية الواقعة «نحو 600 كيلومتر مربع» من الأراضي الزراعية شديدة الخصوبة، والتي انتزعت فيها مشاريع زراعية سودانية بواسطة مزارعين إثيوبيين.

ولم تتوقف المفاوضات بين البلدين من أجل التوصل لحل نهائي للنزاع الحدودي على المنطقة طوال العقود الماضية، لكن التصعيد الأكبر الذي شهدته المنطقة، حين استغل الجيش الإثيوبي «محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والتي اتهمت بها الحكومة السودانية»، وسيطرت على المنطقة مجدداً عام 1993. وتعترف إثيوبيا الرسمية بتبعية المنطقة الزراعية للسودان، لكنها لم تتخذ خطوات عملية لترسيم الحدود، فسمحت للمزارعين الإثيوبيين بزراعة المنطقة ووفرت لهم الحماية، ومعظمهم من عرقية أمهرا المحادة للسودان، ويزيد الأمر تعقيداً بسبب النزاعات الحالية بين القوميات الإثيوبية.

وشهدت الخرطوم الجمعة مباحثات عسكرية رفيعة المستوى، أثناء زيارة رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي الجنرال آدم محمد للسودان، ولقائه كلا من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعقد العسكري الإثيوبي البارز جولة مفاوضات مع رصيفه السوداني الجنرال محمد عثمان الحسين. ونقلت «الشرق الأوسط» أول من أمس، أن الطرفين بحثا العلاقات الأمنية والعسكرية المتعلقة بالحدود بين البلدين، واتفقا على تنسيق العمل بين قوات البلدين لمكافحة الجريمة العابرة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة، ومحاربة العصابات التي تنشط في المنطقة الحدودية المشتركة. وأثناء زيارة كل من وزير الري ورئيس المخابرات المصريين للسودان الخميس الماضي، اتفق البلدان على التمسك بمسودة وزارة الخزانة الأميركية المتعلقة بقواعد الملء الأول لسد النهضة وتشغيله، وإعلان المبادئ الموقع بين رؤساء الدول الثلاث في 2015 بالخرطوم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نتائج الحرب اللبنانية المستمرّة.. منذ 45 عاما

خيرالله خيرالله/العرب/13 نيسان/2020

انهيار النظام المصرفي

قبل 45 عاما، في مثل هذا اليوم من العام 1975، استفاق لبنان على أنّه في حال حرب. كثيرون رفضوا تصديق ذلك… إلى أن تبيّن أن بيروت التي عرفوها، بيروت التي تضمّ أناسا من كلّ الأديان والجنسيات يعيشون في وئام تام، لم تعد مدينتهم!

كانت حرب لبنان حربا أهليّة، لكنّها كانت أيضا حرب الآخرين على أرض لبنان. في الثالث عشر من نيسان – أبريل 1975، وقعت حادثة “بوسطة عين الرمّانة”. كمن يومذاك مسلّحون ينتمون لإحدى الميليشيات المسيحية وآخرون من أبناء المنطقة لأوتوبيس كان ينقل مسلّحين فلسطينيين، من “جبهة التحرير العربيّة” الموالية للعراق، لدى دخوله حيّ عين الرمّانة المسيحي غير البعيد عن وسط بيروت. قُتلَ معظم المسلّحين الفلسطينيين الذين كانوا في طريق عودتهم من مخيّم فلسطيني إلى مخيّم آخر يقيمون فيه.

ليس معروفا إلى اليوم ما الذي دفع هؤلاء المسلّحين الفلسطينيين إلى المرور بعين الرّمانة بعد وقت قليل من وقوع جريمة فيه ذهب ضحيتها أحد المنتمين إلى حزب الكتائب اللبنانية (المسيحي). لكنّ الأكيد أن الحرب اللبنانية بدأت في ذلك اليوم، ولا تزال مستمرّة بطرق أخرى.

في الواقع، بدأت الحرب اللبنانية في خريف العام 1969 بعد توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي يعني تخلي لبنان عن جزء من أراضيه لمسلّحي منظمة التحرير الفلسطينية كي يشنّوا منها عمليات تستهدف إسرائيل. إلى الآن، يصعب فهم كيف يمكن للبنان الإقدام على مثل هذه الخطوة التي لا يمكن تفسيرها سوى بالرغبة في الانتحار. لكنّ الثابت أن معظم المسؤولين اللبنانيين، وقتذاك، سقطوا في الفخّ الذي نصبوه لأنفسهم، أو الذي نُصب لهم. من الصعب تبرير موقف جمال عبدالناصر الذي رعى الاتفاق الذي وقّعه ياسر عرفات عن الجانب الفلسطيني من جهة، وقائد الجيش اللبناني إميل البستاني، الماروني الطامح إلى رئاسة الجمهورية، من جهة أخرى.

ما لم يتحقّق في ذلك اليوم، يتحقّق حاليا بسبب الحسابات الخاطئة لبشّار الأسد الذي لم يدرك معنى تغطية اغتيال رفيق الحريري، وأن ثمن تغطيته الاغتيال المعروف من نفّذه سيكلّفه الخروج من لبنان عسكريا وأمنيا

مرّت الحرب اللبنانية المستمرّة بمراحل عدّة. كانت هناك حرب السنتين (1975 – 1976)، ثم دخول الجيش السوري بغطاء عربي ودولي وإسرائيلي من أجل ضبط الانفلات الفلسطيني، وهو انفلات صار بعد ذلك برعاية سورية، خصوصا بعد رحلة أنور السادات إلى القدس في تشرين الثاني – نوفمبر 1977، ثمّ توقيع اتفاقي كامب ديفيد في أيلول – سبتمبر 1978، وصولا إلى معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية في آذار – مارس 1979. صار لبنان ورقة سورية بعدما أصبحت له منافع عدّة. من بين هذه المنافع الإمساك السوري بالورقة الفلسطينية أيضا. سهّل ذلك إصرار ياسر عرفات على امتلاك وجود مسلّح في لبنان، حتّى لو كان هذا الوجود مرتبطا بتلبية رغبات حافظ الأسد الذي لم يتوقف عن وصف “القرار الفلسطيني المستقل” بأنّه مجرّد “بدعة”.

من بين المحطات الأساسية في الحرب اللبنانية الاجتياح الإسرائيلي صيف العام 1982، وهو اجتياح تُوّج بخروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان تمهيدا لحلول الوجود المسلّح الإيراني مكانهم… برعاية سورية أيضا. أدار حافظ الأسد اللعبة السياسية والعسكرية في لبنان ببراعة. استطاع، في كلّ وقت، الاستفادة من أي خطأ يرتكبه الأطراف اللبنانيون، خصوصا بعد تخلّصه من الزعيم الدرزي كمال جنبلاط. وما أكثر هذه الأخطاء اللبنانية التي تراكمت في مرحلة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي وما بعده، وهي مرحلة شهدت انتخاب بشير الجميّل رئيسا للجمهورية، ثمّ اغتياله عن طريق عميل سوري.

لم يتردّد حافظ الأسد في تصفية خصومه. كان هدفه في غاية الوضوح ويتمثل في بقاء لبنان ورقة سورية. هناك خطّ لم يحد عنه في أي وقت. يقوم هذا الخط على إضعاف المسيحيين كي يكونوا في كلّ وقت تحت رحمته. لذلك كان لا بد من التخلّص من بشير الجميّل، ثم من رينيه معوّض الذي انتخب رئيسا للجمهورية بعد توقيع اتفاق الطائف في خريف العام 1989. كانت الانقسامات المسيحية الحليف الأوّل لحافظ الأسد الذي استغلّ إلى أبعد حدود وجود قائد الجيش ميشال عون في قصر بعبدا، كرئيس لحكومة موقتة، بين أيلول – سبتمبر 1988 وتشرين الأوّل – أكتوبر 1990 كي يضع لبنان كلّه تحت الوصاية السورية. أقدم ميشال عون، على ما رفضه الرئيس الجميل دائما في عهده بين 1982 و1988، عندما دخل في مواجهة مباشرة مع “القوات اللبنانية”.

إضافة إلى التركيز على الانقسامات المسيحية، ركّز النظام السوري على الزعامات السنّية. اغتيل المفتي حسن خالد جسديا، واغتيل الرئيسان صائب سلام وتقيّ الدين الصلح سياسيا. ولمّا حاول رفيق الحريري إعادة لبنان إلى خارطة المنطقة وإعادة الحياة إلى بيروت تعرّض لعملية تفجير في 2005 تبيّن في نتيجتها أن ليس مسموحا للبنان الاستمرار في المقاومة، وأن عليه الخضوع لما بعد انتهاء الوصاية السورية وبداية الوصاية الإيرانية.

لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم ثمن اتفاق القاهرة، وثمن القضاء على المحاولة الأخيرة من أجل إنقاذه، وهي مرحلة قادها رفيق الحريري ودفع ثمنها غاليا. دفع ثمنها وصولا إلى يوم لم يعد فيه لبنان على علاقة بلبنان الذي عرفناه قبل الثالث عشر من نيسان – أبريل 1975.

ما لم يتحقّق في ذلك اليوم، يتحقّق حاليا بسبب الحسابات الخاطئة لبشّار الأسد الذي لم يدرك معنى تغطية اغتيال رفيق الحريري، وأن ثمن تغطيته الاغتيال المعروف من نفّذه سيكلّفه الخروج من لبنان عسكريا وأمنيا…

بعد 45 عاما على “بوسطة عين الرمّانة”، كما يقول اللبنانيون، يلفظ لبنان في السنة 2020 أنفاسه الأخيرة. أخطر ما في الأمر أنّ “حزب الله”، أي إيران، بات يقرّر من هو رئيس جمهوريته الماروني، ومن هو رئيس الحكومة السنّي. فوق ذلك، لم يعد لبنان يهمّ أحدا. ليس هناك أي طرف عربي مهتمّ بما يحل بلبنان الذي أصبح بلدا مفلسا في ضوء انهيار النظام المصرفي فيه. لم يعد في واشنطن من يسأل هل يؤثر الوضع في لبنان على الاستقرار في المنطقة؟

هناك لبنانيون لا يريدون أخذ العلم بما حلّ ببلدهم الذي لم يعد فيه مكان لشخص يمتلك مؤهلات حقيقية بمواصفات عالمية. بات على كل لبناني يريد أن يجد لنفسه مكانا تحت الشمس الهجرة إلى أوروبا أو أميركا. أسّس اتفاق القاهرة في 1969 لانفجار 1975. أسّست التغييرات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك انحياز لبنان لإيران في ظلّ هبوط أسعار النفط لعزلة عربية ودولية للبلد.

إنّها المرّة الأولى في تاريخ البلد التي تظهر فيها نتائج حرب مستمرّة منذ 45 عاما فقد خلالها لبنان أيّ توازن على الصعيد الداخلي في غياب المسيحيين والسنّة والدروز، وفي ظل صعود “حزب الله” الذي أقصى ما يستطيع أن يفعله هو تحويل بيروت إلى ضاحية فقيرة من ضواحي طهران.

 

 

هل إنتهى عصر «الحاكم» بأمر المال.. والسياسة؟!

علي الأمين/نداء الوطن/12 نيسان/2020

لعله حان الوقت لعرض الجزء الأخير من المسلسل اللبناني الطويل والممل “السلطة والمال”، الذي لطالما إكتوى اللبنانيون بنار شجع “أبطاله” الكثر وجبروتهم وسطوتهم.

حلقات فضائحية تكشف المكشوف أصلا، من التلاعب بعقول وأموال ومصير جزء كبير من “الشعب المسكين”، عبر روايات مغلوطة ووقائع مفبركة لتقاذف المسؤوليات التاريخي، تجري معظم احداثها في أروقة الحكومات والبرلمان.. ومصرف لبنان!.

بداية، لا يمكن الفصل بين حاكمية مصرف لبنان والسلطة السياسية لجهة السياسات النقدية التي اعتمدت طيلة السنوات الماضية، والتي قامت في جوهرها على تأمين القروض للحكومة لتغطية النفقات للدولة اللبنانية، في ظل سياسة اتسمت بالهدر المالي وغياب اي خطة اقتصادية ومالية تحدّ من العجز في الموازنة.

على مدى سنوات استمر مصرف لبنان في تلبية طلبات الحكومة، على رغم المخاطر التي كانت تحيط بهذا المسار، الذي وصل بلبنان الى ما نحن عليه اليوم، من تهديد حقيقي يطال اموال المودعين صغارهم بالدرجة الاولى وبعض كبارهم الذين لم يحالفهم الحظ في اخراج اموالهم من دائرة الخطر، كما فعل آخرون.

لم يكن حاكم مصرف لبنان بمنأى عن هذا الانهيار الذي طال العملة الوطنية، ولا حجز اموال المودعين، ولا التهديد الفعلي الذي يطال النظام المصرفي، بسبب جشع المصارف من جهة وسياسة اركان السلطة التي استسهلت الاستدانة والاستدانة لتمويل نفوذها الفئوي وحماية الفساد وتمويله.

لم يكن حاكم مصرف لبنان الاّ الموظف المطيع لهذه السلطة، وهذه الطاعة التي تجعل من اتهام الحاكم في التواطؤ مع السلطة امرا موضوعيا، طالما أنه قرر تغطية هذه السياسات بتمويلها، وطالما انه لم يتوقف عن الخروج على اللبنانيين بطمأنتهم زورا باستقرار سعر الصرف وثبات العملة الوطنية.

الهندسات المالية التي ادارها حاكم مصرف لبنان، اجراء مالي نفذه مصرف لبنان، بطلب من السلطة، التي لم تولي اي اهتمام بتداعياتها، في ظل اصرارها على عدم وقف مزاريب الهدر والفساد، وقطاع الطاقة نموذج ومثال صارخ على هذا الهدر والفساد، وليس استثناء.

مسؤولية حاكم مصرف لبنان لا تتصل بالسياسات الاقتصادية، ولا في الخيارات السياسية التي اعتمدتها السلطة على مستوى السياسة الخارجية وأدت الى تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولا تقع مسؤولية الحاكم في كل هذا المسار السياسي الذي قام على الفساد والمحاصصة والاستهانة في المال العام والذي تتحمل السلطة السياسية المسؤولية الأولى في رسوخه واستمراره، لكن الحاكم لم يكن خارج المسؤولية ولا القطاع المصرفي الذين رضخوا لمتطلبات بقاء السلطة واستمرارها في مقابل منافع فئوية أو طموحات سياسية، كانت اشبه بالمقامرة التي جعلت النظام المصرفي اليوم على المحك، بل في حالة انهيار سيصعب لجمها، و”يستحيل اعادة الثقة لهذا القطاع في مدى عشر سنوات مقبلة” على حد تعبير الرئيس فؤاد السنيورة.

السلطة السياسية والمصارف وحاكم المصرف، هم في نفس المركب، ولكن من دون ان يُسقط ذلك في وهم ان الحاكم هو اكثر من منفذ لتعليمات السلطة، ولا أن الحاكم ايضاً هو خارج التواطؤ معها، كذا المصارف التي في جوهرها هي حصيلة تزاوج بين الطبقة السياسية الحاكمة ورجال المال والأعمال، غير ان ما يجري اليوم هو عملية البحث عن كبش فداء، من الواضح ان الحاكم هو الحلقة الأضعف، كبش الفداء هنا يتمثل في محاولة تحميل تبعات السياسات الحكومية وتداعيات سياسات السلطة على شخص الحاكم وعلى المصارف، وهو سلوك ينطوي على محاولة اعادة تبييض ما أمكن من صفحات السلطة السوداء، اكثر مما هو “تسويد” لصفحة الحاكم او المصارف، واعادة اللعبة السياسية الى مساحة تستطيع السلطة التحكم بها، بعدما هددت ثورة ١٧ تشرين قواعد اللعبة السياسية، فمحاولة اظهار ان الصراع بين فئة تقف وراء السلطة التي يديرها حزب الله وفئة اخرى خلف حاكم مصرف لبنان والنظام المصرفي، هو المشهد الذي يراد تظهيره، ومحاولة اصطناع خلاف بين الفئتين هو من قبيل الافتعال الى حدّ كبير، ولكن افتعال يستهدف حصر الصراع هنا وليس بين الشعب والسلطة.

العلاقة بين “حزب الله” وحاكم مصرف لبنان، ليست متناقضة، والاتصالات والخدمات المتبادلة لم تتوقف، والمصارف الشريكة في اسباب الأزمة التي تطال المودعين ووجودها، تستجيب لمتطلبات السلطة، وهي جاهزة حتى اليوم لتنفيذ أوامر رأس السلطة اي “حزب الله” الى حد كبير، فالحزب يحرص على ان يكون هو من يتخذ القرارات كما حصل في شأن المودعين الصغار وتحويل الأموال الى الطلاب اللبنانيين في الخارج، وان لا يعطي الحكومة التي شكلها ان تكون هي من تصدر عنها القرارات، ليس لأن الحكومة رافضة لها، او غير راغبة في اتخاذها، بل بسبب بات واضحا هو الشعبوية من جهة وقول “حزب الله”.. نحن من يقرر.

حاكم مصرف لبنان يستجيب لهذه اللعبة ويخدم سياسة السلطة كما كان ويبقى، وبقاؤه حاكما يشكل حاجة للسلطة طالما انه صار يتوهم البعض انه مركز سلطة في وجه “حزب الله”، هذا الوهم الذي يجري ترسيخه يشكل فرصة لترسيخ السلطة القائمة ومجالا لانجاز تسوية مع الخارج تحفظ بقاءها وتحمي وجودها، تسوية بين اطراف السلطة واللعبة التي قامت انتفاضة ١٧ تشرين بشعار “كلن يعني كلن”. كفى الله لبنان شر المال!

 

لبنان محجور في "كرنتينا" حزب الله

نديم قطيش/موقع اساس ميديا/الإثنين 13 نيسان 2020

لنبدأ أولاً بإسقاط فكرة أن حزب الله يمتلك خطة ممنهجة واعية مفصلة للإمساك بالاقتصاد اللبناني وتغيير النموذج الليبرالي.. حزب الله، كبقية أحزاب السلطة السياسية في لبنان، يتخبّط منذ 17 تشرين الثاني 2019، ويصارع لالتقاط اللحظة السياسية.

كغيره تسابقه لكمات متتالية. بعد الثورة جاء الانهيار المصرفي، وبعده حلّ وباء كورونا لينتهي ما بقي من اقتصادات صغيرة وهشّة.

ولوحده يرتبك كارتباك محاولات التموضع الإيراني منذ اغتيال القائد العسكري الميداني والأمني للمحور الحاج قاسم سليماني.

منذ 17 تشرين الثاني 2019 لا يشبه خطاب الأمين عام الحزب حسن نصرالله الخطاب الآخر. تبدّل توصيفه للثورة وعلاقاتها بالسفارات والمؤامرات الخارجية بظرف خطابين. تبدّلت قراءته لتداعيات الأزمة المالية على حزبييه بظرف خطابين أيضاً. حاول في الأول أن يكابر أن المقاومة "ستظلّ تدفع رواتب"، فانتبه أن جمهوره أوسع بكثير من "الباي رول" وأن ما سينوبه من أوجاع الانهيار لا يعالج بخطابات المكابرة. كابر في مسألة الحكومة التي لن تسقط وإذ بها تسقط بلا أدنى التفاتة لتحذيراته أن سنوات قد تمرّ قبل تشكيل بديل عنها. ثم تشكّل البديل. حاول تثبيت معادلة أن الجميع معنيّ بمواجهة الانهيار الاقتصادي وإذ به يواجه عبر حكومته وحيداً..

لنضع جانباً، إذاً فكرة أن الحزب هو الفحل البهيّ، مدخّن "لاكي سترايك" في الإعلان الشهير والآفل.. "مدرك طريقه واثق من نفسه"..

لشدة ما يبدو ذلك جلياً في موقف حزب الله السلبي من الخطة الاقتصادية "لحكومته". تلحّ الحكومة على اعتبار أن خطتها الاقتصادية هي خطة "صنعت في لبنان"، أي إنها خطة بريئة من تهم الإملاءات الخارجية وتحديداً شروط صندوق النقد الدولي. هي ليست خطة شركة "لازارد" أيضاً بل خطة الحكومة اللبنانية. الحكومة نفسها التي سمّاها حزب الله وأعطاها الثقة وأطلّ نصرالله مراراً لتمتين عودها والدفاع عنها، ويرفض اليوم خطتها..

في البروباغندا الساذجة سيطلّ علينا من يجعل من هذا الموقف السلبي لحزب الله علماً على استقلال الحكومة وحدود قدرة حزب الله وأن الحزب، لا سمح الله، لا يمسك بقرار الدولة، وإلا كيف تخرج "حكومته" بما لا يرضيه..

يشعر حزب الله، عن حق، أن هذه الخطة تتعارض مع كلّ ثوابت خطابه الاقتصادي الاجتماعي، ولا أقول الأيديولوجي، لأن ولاية الفقيه لم تنتج نظاماً اقتصادياً، بل بنت على النموذج الرأسمالي لنظام ما قبل الثورة مع ضوابط سياسية له وتأميم عشوائي وفوضى فكرية، تارة تقدّم معيار النمو وتارة تقدّم معيار العدالة الاجتماعية لتحديد سياساتها.

تتحدّى خطة دياب اللغو السطحي لخطاب حزب الله عن الحقوق والعدالة الاجتماعية والفقراء وذوي الدخل المحدود كما حول السيادة والاستقلال والرهاب الثوري من الخارج وشروطه.

الخطة باختصار تقوم على إقرار علني بأن لبنان لا يمتلك مقومات محلية ذاتية للنهوض، وأنه لا مناص من الاتكال على الخارج للخروج من الأزمة.

ثانياً لا تحمي الخطة ذوي الثروات الصغيرة والمتوسطة من مقصّ "الهيركات"، وهي ولو كانت شريحة عابرة للمناطق والطوائف إلا أنها في الوسط الشيعي، شريحة هائلة، حيث يسود اقتصاد الكاش أكثر من سيادته في بيئات أخرى، على الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة تدعم هذا "الانطباع"!

ثالثاً، تنبئ الخطة ذوي الدخل المحدود وموظّفي القطاع العام أن رواتبهم ستنقص بشكل تصاعدي لتخسر مع حلول العام 2024 من قيمتها نحو 50?، نتيجة تثبيت سعر الصرف عند 3000 ليرة للدولار، مع حرمانهم من أيّ تصحيح أجور أو زيادات غلاء معيشة خلال السنوات الخمس المقبلة.

كلّ ما يرشح عن حزب الله يفيد برفض الخطة في جوانبها هذه.. أي رفض إجراءاتها العملية والتمسّك بوعودها الإنشائية بالمعالجة وتخفيض العجز وخفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي وغيرها من المعايير. في الواقع لم يبقَ أحد مع هذه الخطة، بما فيها ذلك رئيس الحكومة الذي بات ينقل عنه أنه غير متمسك بها، وأن وظيفة الخطة لا يتجاوز وضع مادة تكون بداية حوار مع المجتمع الدولي..

لم يصل الانهيار اللبناني إلى ما وصل إليه صدفة. في لبنان أزمة سياسية كبرى أنتجت أزمة اقتصادية أدّت الى أزمة مالية ونقدية

لكن أبعد من الرفض لا يملك حزب الله الكثير ليقدّمه للبنانيين. ما كان حتى الأمس القريب يملك تصوّراً دقيقاً للمشكلة ولا يملك بالتالي تصوّراً للحل أبعد من لعبة تبادل اللوم والاتهامات وتعيين الأعداء والشياطين. حاله كحال الأعمى إذ يطلب منه أن يصف الفيل، كلّ مرة بملامسة جزء مختلف من جسمه الضخم، فيأتي وصفه مختلفاً كلّ مرة عن التي سبقها.

الأساس أن لا أحد يملك تصوّراً عمن سيدفع ثمن المشكلة الكبيرة.. في الاقتصاد وفي السياسة.

هل هي المصارف ونهمها لأرباح بلا مخاطر وبلا جهود، بعد التشوّهات التي أصابت دورها وانتقالها من مموّل للدورة الاقتصادية إلى مُرابٍ عند القطاع العام؟ هل هو مصرف لبنان الذي موّل من جيوب الناس تثبيت سعر الصرف وتمويل نفقات الدولة مدركاً حجم فسادها ومتغافلاً عنه لأغراض في نفس يعقوب؟ هل هي الدولة التي تحكمها طبقة من السارقين وعرّابي الزبائنية الذين بدّدوا أموال الناس على تمويل القطاع العام المهترئ والمتضخّم وعلى مافيا الكهرباء والمحروقات ومافيات الشراكة مع حفنة من رجال أعمال استحوذوا وحيدين على الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي في البلاد؟

ومن سيدفع الأكلاف السياسية للمعالجة؟

لم يصل الانهيار اللبناني إلى ما وصل إليه صدفة. في لبنان أزمة سياسية كبرى أنتجت أزمة اقتصادية أدّت الى أزمة مالية ونقدية.

وهذه الأزمة اسمها حزب الله بمشروعه وحجمه، وكلّ الحلول المطروحة ستعيدنا في ختامها إلى المربع الأول. خطة الحكومة تنطلق من رؤية علمية صحيحة. معالجة أيّ اقتصاد في حالة سقوط حر (Free Fall)، تتمّ عبر وقف السقوط وتثبيته عند مستوى معيّن أقل من مستوى ما قبل الأزمة، ثم إعادة تحفيزه لبدء النمو، خلال سنوات عدّة.

ماذا نكون فعلنا لو صنعت الحكومة كلّ شيء وبقي حزب الله كما هو الآن؟ وحين أقول حزب الله، فأنا لا أعني التنظيم فقط، بل حزب الله النظام الذي تدور غالبية الطبقة السياسية في فلكه. من أين سيأتي النمو؟ وكيف؟ ووفق أي آليات ومن خلال أيّ علاقات؟ ومع من؟

كلّ محاولات الالتفاف على أنّ حزب الله هو المشكلة، في المبتدأ والخبر، هو تأجيل للنقاش الضروري، ووصف للفيل ينتجه عُميان.

 

 في ذكرى سمير فرنجية: نيّالك ... يا بَيك

إيلي الحاج/اساس ميديا/الإثنين 13 نيسان 2020

حظّنا قليل يا بَيك، كلّ عمرنا في هذه البلاد حظّنا قليل. الآن بعد ثلاث سنين أقول: لو كنتَ سياسياً أمّياً، محتالاً نصّاباً، بلا ذمّة ولا وفاء ولا أخلاق، وجائعاً للوجاهة والسلطة والمال، لكنتَ بقيت معنا، كما هم باقون هؤلاء الحكّام، هؤلاء السياسيون المتألقون في زمن الإنحطاط العميق هذا.

لا بل حظّنا أقل في هذه البلاد مما كنا نعتقد يا سمير بيك. لم يعد فيها مكان، ولو ضيّق، لنبيل. كان يجب أن ترحل، فلا ترى عيناك ولا تسمع المأساة التي أوصل لبنان إليها قادة – زعماء كبار، كانوا يقفون "حدّك" على منصّة "انتفاضة الاستقلال"، التي لطالما حلمتَ بها ونظّرتَ إليها وناضلتَ لتستمرّ حتَى انتصارها، فيما الخيانات تطوّقها بين الأرجل، والغباء يرفع راياته فوق شعبها الطيّب، المسكين، وقد ظنّ أنه يصنع قدره، يستجيب لتحريضك المبتسم الجميل ويمسك مصيره بيديه، لمرّة، لمرّة واحدة في تاريخه، ويمضي في حربه الى السلام حتى الآخر.

كلّ شيء كان سيخيّب أملك يا "بيك" – كم كان يُضحكك أن يناديك أصدقاؤك بهذا اللقب تحبّباً، وأنت الثائر "الأحمر"! – إلا أنّك ما كنتَ ستهدأ وتستريح وترفع يديك مستسلماّ. الأكيد كنتَ أطلقتَ نظرياتٍ ومواقفَ لا حصر لها، واعتبرتَ المعركة مستمرّة والانتصار فيها مضموناً ما دمتَ تسير في وجهة التاريخ، بعكس القابضين اليوم على القرار في السلطة وخارجها، هؤلاء الذين صاروا من الماضي، فدعونا نفكر بمرحلة ما بعدهم وكيف نقيم لبنان من هُوّة دفعوه إليها.

ليت لنا تفاؤلكَ، شجاعتكَ، استقامتكَ، وكبركَ يا "بيك"، فلا تتلوّث أيدينا ولا أرواحنا، ولا نشكّ ببقاء لبنان بعدما تكالب وباءان عليه في مئويته: صغارة نفوسٍ متحكّمين فيه، وجرثومةً ورثت الطاعون والكوليرا والملاريا وسائر ما أرهب البشرية عبر التاريخ من أمراض مُعدية جماعية.

في ذكرى غيابك الثالثة، ما عاد ينقص المشهد غير الجراد.

نيّالك، ما رأت عيناك ما نرى، وما سمعتَ ما نسمع. حظّك كبيرٌ ونحن قليل

 

أيحتاج لبنان إلى عقد اجتماعي جديد حقا؟

منى فياض/الحرة/12 نيسان/2020

يكثر الحديث في المنطقة العربية، بعد تفجر الثورات المتزامنة في عدد من الدول العربية، عن تجديد العقد الاجتماعي. فنجد منها من يعدد شروط العقد الذي يرسي أنظمة ديمقراطية، فيؤكد على الحرية والعدالة والإنصاف والحق في المشاركة في صياغة أطر الحياة السياسية والمجتمعية؛ من أجل تفاهم بين المواطن والدولة على الأهداف العليا للوطن، يعيد النظر في دور الدولة على أساس هذه الأهداف. ونجد في لبنان أيضا من يرفع شعار العقد الاجتماعي الجديد هذا. مسوغهم في هذا ما أوصلتنا إليه الحكومات المتعاقبة من فشل موصوف ومفضوح حتى للعالم الخارجي. من بعض نتائجه التردي الخطير على المستوى الاقتصادي ـ المالي من جهة، إلى حد إعلان إفلاس الدولة؛ إضافة إلى الفساد المستشري في كافة مرافق الدولة والناتج عن المحاصصة والزبائنية والطائفية، بعد أن تم تعطيل آليات الحكم الديمقراطي عبر القفز فوق الدستور والقوانين. ما يجعل البعض يقفز إلى الاستنتاج المتسرع بأن "زمن الطائف انتهى". ومن هنا طرح مقولة الجمهورية الثالثة.

هل انتهى زمن الطائف حقا؟

دعونا نراجع أين كنا وكيف وصلنا إلى هنا.

ضمّت الدولة اللبنانية عند نشوئها في العام 1920 مناطق وجماعات متعددة ذات انتماءات دينية وسياسية مختلفة.

قامت الهوية الوطنية لهذه الدولة الوليدة على "صيغة تعاقدية" هدفها العمل على تسوية المتناقضات وما قد يفرق بين مختلف الجماعات، وكل ما يمكن أن يتعارض مع العمل بتلك الصيغة التعاقدية بين مجموعاتها الطائفية المتنوعة.

من هنا كانت القوانين والأعراف التي وضعت في بدايات تأسيس لبنان والمتعلقة بالطائفية السياسية منذ تطبيقها كتعبير عن البحث عن نوع معين من المساواة. وذلك كنتيجة لتقاطع الإصلاح العثماني والتدخل الغربي والفاعلية المحلية.

قامت فلسفة الصيغة اللبنانية إذن على تجمع الأقليات وإشراكها في نموذج مبتكر غير موجود في أي بلد آخر. وقد أعطيت مضمونا فلسفيا وقانونيا سُمّي فيما بعد بالميثاق الوطني، ضمن صيغة "لا شرق ولا غرب". أي يتخلى المسيحيون عن المطالبة بالانضمام إلى فرنسا ويتخلى المسلمون عن المطالبة بالانضمام إلى سوريا الكبرى.

استدرج المواطن كي يتنازل عن حقوقه ويتحول إلى زبون وتابع وأُخضع للسلطة المطلقة لرؤساء الطوائف والميليشيات

وتعريف النظام اللبناني كما يصيغه أنطوان مسرة: "الإدارة الديمقراطية للتعددية السياسية، إضافة إلى التعددية الثقافية والاجتماعية، بالمعنى الديمقراطي العام"١.

اتسم النظام السياسي اللبناني بالطابع الديمقراطي منذ انطلاقه بسبب هذه الركيزة الأساسية من التعددية ونظامه البرلماني. إضافة إلى مبدأ الحريات، الشخصية منها والعامة، وحرية المعتقد والرأي والتعبير. والسعي الدائم لحفظ العيش المشترك بين مكوناته الدينية.

يعد لبنان، بهذا المعنى، نموذجا فريدا في المنطقة، والدستور اللبناني، كما بيّنا، من أوائل الدساتير في المنطقة ومن أفضلها، لجهة حفظ التوازن التعددي من منطلق عقد اجتماعي، يحتاج إلى تعديل وإصلاحات، في زمن هادئ ومستقر، وليس في زمن خضوعه لإرادة خارجية مهيمنة بالسلاح.

بينما مطلب الجماهير الأساسي والمحق في الدول العربية، دستور ديمقراطي تعددي وعقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة. ولا أجد شبها بين الوضعين، اللبناني والعربي.

المشكلة في لبنان، كما صاغها البعض، أن الطبقة السياسية حولته من نظام ديمقراطي برلماني تعددي إلى "نظام طائفي عميل"، بمعنى أن ولاءات نخب الطوائف تذهب مباشرة إلى الخارج، أي إلى دول خارجية وأولياء أمر خارجيين؛ أحيانا بشكل محتشم وعلى شكل ولاء سياسي، وأحيانا بشكل فج ومفضوح وبواسطة القوة.

وقد لجأت هذه النخب إلى افتعال النزاع الطائفي ـ السياسي دوريا كوسيلة للحكم والتحكم بمصير الشعب اللبناني. فتم تعطيل الدولة بما يقرب السبع سنوات كي يتاح للسلاح العميل بوضع اليد على الدولة ومؤسساتها.

لبنان المفلس انتصر على "كورونا"!

استيقظ النظام على هدية اسمها "كورونا". حقائق ما بعد كورونا تنتظرنا. أعداد العاطلين من العمل ستتضاعف، والمصارف ستزيد من إجراءاتها بحق المودعين، وما تبقى من قطاعات إنتاجية هو اليوم في طريقه نحو الهاوية

وفي هذه الأثناء تحول النظام التعددي المشار إليه إلى نظام توافقي يخضع للفيتو الذي لا يستطيع استخدامه إلا طرف واحد، القوي والممتلك للسلاح. وصار يمنع انتخاب الرئيس أو اجتماع البرلمان أو تكليف رئيس حكومة، إلا بموافقة "حزب الله". وهذا انتهاك موصوف للنظام اللبناني والدستور والقوانين.

وتم حشو أجهزة الدولة ومؤسساتها بأكبر جيش من موظفي القطاع العام، غير مضبوطي العدد، لضمان حسن سير آليات الزبائنية والاستتباع وتمرير انتخابات صورية بقانون هجين مفصل على قياس "الشركة المساهمة" الحاكمة لتحوز على أغلبية ضامنة، مع إضعاف الشركاء، خاصة السنة. ما ضغط على الشارع السني وحوله إلى الوريث الشرعي للشعور "بالمظلومية والحرمان" المشهور.

المشكلة في لبنان إذن، أن من هم في السلطة أخلّوا بالعقد الاجتماعي ولم يطبقوا اتفاق الطائف أصلا كي يعلنوا انتهاء صلاحيته. الثورة قامت لعجز السلطة عن تقديم الخدمات الأساسية والبديهية. وأصبحت مطالب الثورة هي المعيار الذي تقاس عليه سلامة السياسات. وتتعلق بتأمين المشاركة السياسية والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وكرامة العيش في دولة تؤمن الخدمات العامة لجميع المواطنين.

الإشكالية المطروحة اليوم أمامنا هي: هل نعيد النظر بالعقد الاجتماعي الموجود أو نطرح عقدا اجتماعيا جديدا وما هي ملامحه؟ أم أن المشكلة بالممارسة ومخالفة أحكام الدستور تحت تأثير الفساد الملتحف بالعوامل الإقليمية؟

يشير أندريه سليمان٢ أن الهدف من العقد الاجتماعي هو تأمين الحماية، لجميع المواطنين، وتوفير الخدمات والمشاركة (PPP). ويُعترف بشرعية الدولة إذا تحققت هذه المبادئ الثلاثة. لكن هذه المبادئ لا تطبق في الدولة الهشة.

بالنسبة إلى الحماية، تحتكر الدولة بالمطلق العنف وتحمي من الإرهاب والتعدي على الملكية والسلامة الخاصة؛ وتفرض سيادة القانون عبر إنفاذ القوانين وصون الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. ومن نافل القول إن هذه الشروط لا تطبق في لبنان.

مطلب الجماهير الأساسي والمحق في الدول العربية، دستور ديمقراطي تعددي وعقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة

بالنسبة للمبدأ الثاني، أي توفير الخدمات العامة والوصول العادل إلى الموارد وتوفير البنى التحتية والخدمات الاجتماعية كالتربية والصحة والرعاية الاجتماعية، فهي أيضا غير متوفرة في لبنان.

أما المشاركة بعدالة بعملية صناعة القرار فتبدأ بعدالة التمثيل عبر المشاركة في الانتخابات وآليات تشاركية أخرى. وهي أيضا غير متوفرة في لبنان.

في كل الدول يوجد مجموعات متعددة كما يوجد عقد اجتماعي يؤمن إضافة إلى التوافق العمودي توافقا أفقيا. فعلى جميع مكونات المجتمع أن تعي عدم إمكانية أي مكون من الحصول على كل ما يريده، وبالتالي؛ ينبغي العمل على إيجاد صيغة ترضي الجميع.

في لبنان مشكلة العقد الاجتماعي، كما أصبح يمارس مؤخرا، أنه جعل بين زعماء طوائف ينوبون عن أفرادها، وأي أنه ليس قائما بين مواطنين أحرار.

أي أفق بعد ثورة 17 أكتوبر؟

يعطي العقد الاجتماعي عادة شرعية سلطة الدولة على الأفراد. وتعتبر نظرية العقد الاجتماعي بالتحديد أن الأفراد يقبلون ضمنا أو صراحة أن يتخلوا عن بعض حرياتهم ويخضعوا لسلطة الحاكم (أو لقرار الأغلبية) مقابل حماية بقية حقوقهم. ومن هذا المنظار يمكن محاسبة السلطة القائمة في لبنان ومدى شرعيتها التي فرطت بحقوق المواطنين.

يعتبر توماس هوبس أنه في غياب القانون والنظام السياسي، ستغدو لدى الجميع حريات طبيعية لا حد لها، بما في ذلك حق الوصول إلى كل شيء. في لبنان تمكنت الطبقة السياسية المهيمنة من تكريس ممارسات غير خاضعة لسلطة الدستور أو القانون؛ فأصبح بإمكان هذه الفئة حصرا ممارسة الحريات الفالتة التي قصدها هوبس. فانفلت الفساد على غاربه متفلتا من أي رقابة ومحاسبة.

الآن، هناك حاجة إلى إعادة تصويب العقد الاجتماعي في لبنان. لقد استدرج المواطن كي يتنازل عن حقوقه ويتحول إلى زبون وتابع وأُخضع للسلطة المطلقة لرؤساء الطوائف والميليشيات المتعاونة ضد مصالحه وحقوقه.

وبما أن الحكومة، بحسب هوبس، ليست طرفا في العقد الأصلي، فالمواطنون ليسوا ملزمين بالخضوع للحكومة عندما تكون أضعف من أن تتصرف بحزم لتمنع التحزب والاضطراب المدني. ووفقا لمنظرين آخرين حول العقد الاجتماعي، أنه في حال فشل الحكومة في تأمين الحقوق الاجتماعية (كما عند جون لوك)، أو فشلها في تلبية أهم اهتمامات المجتمع (ما يسميه جان جاك روسو "الإرادة العامة")، يمكن للمواطنين حينها أن يمتنعوا عن طاعة الحكومة، أو أن يغيروا القيادة عبر انتخابات أو عبر وسائل أخرى.  وهذا ما تهدف إلى تحقيقه ثورة 17 تشرين عندما تنتهي جائحة كورونا.

**1. أنطوان نصري مسرة: النظرية الحقوقية في الأنظمة البرلمانية التعددية، بيروت، المكتبة الشرقية، 2017.

**2. المسألة الاجتماعية في زمن التقشف: الجمعة، 28 فبراير 2020\فندق لانكستر بلازا – بيروت

 

هل كان يدرك الأب ميشال حايك

ميشال دويهي/ فايسبوك/12 نيسان/2020

هل كان يدرك الأب ميشال حايك ان إحدى عظاته في يوم الجمعة العظيمة ستتحول إلى وثيقة نادرة تتناقلها الأجيال؟

هل كان يدرك بان عظته التي لخّص فيها تاريخ المسيحيين ومعاناتهم وسلّط الضوء على دورهم ورسالتهم ستعتمد كخريطة طريق لكل مناضل وصاحب قضية؟

هل كان يدرك بأن كلماته ستشكل الزوادة لكل انسان حر يريد العيش بحرية ومرفوع الرأس؟

هل كان يدرك بان كلماته ستحفر عميقا في العقل والوجدان وتشهد على تاريخ مجيد لجماعة نذرت نفسها من أجل الإنسان؟

هل كان يدرك بأن كلماته هي بمثابة الضوء في عتمة الليل، والأمل في لحظات اليأس، والطمأنينة في زمن الخوف، والعنفوان والانتصار بدلا من الإحباط والإستسلام؟

هل كان يدرك بان كلماته هي مخطوطة قديمة مكتوبة بحبر الدم والإيمان والوجع والتجربة والدموع؟

هل كان يدرك بان كلماته ستكون كتلك النجمة التي دلت المجوس إلى مكان ولادة المسيح والتي ستدل كل مسيحي إلى حقيقة دوره كـ"شهادة على التعدّد الإنساني، ودعوة مستمّرة إلى الحرّية، وإرادة للتجدد والإبداع".

كل التحية إلى روح الأب ميشال حايك، وقد أردنا في زمن القيامة ان نتأمّل وإياكم في بعض ما جاء في عظته-الرسالة:

"عاش المسيحيون تاريخهم، في كل زاوية من هذا الشرق، عاشوه بالعرق والدمع والدم، عانوا فيه بالجسد والفكر والروح.

لا ملك ولا مجد لنا، ولا عظائم في تاريخنا، بل حُفر ومغاور في الوديان، وصوامع ومناسك في الجبال،

وكتب صلاة مشلّعة في الأديار، عليها اصفرار الشمع والدمع من تلك العصور.

لم يحفظ التاريخ ذكرى شعب أصابه من المحن ما أصابنا، طوال هذا الزمن وعلى مدّ هذا المشرق. لا نريد تعويضاً من أحد عن الأمس، ولا نبغي ضماناً للغد من أحد.

تربطنا بالمسيح صلة قربى دمويّة، لذلك، طلب إلينا أن نكمل في البقعة الجغرافية نفسها، سيرة تجسّده،

فنظلّ نتمرّس بموته، ونختبر بقياماتنا فعل التجديد والقيامة، حتى يطلع من الشرق، العهد الجديد، ويشرق حقّاً الشرق.

ولإرتباطنا بأعتق ما في الشرق، وبأحدث ما في الغرب، تنازعتنا رياح التناقضات.

وأحكمت عقدها حول عنقنا، فكلٌّ يريدنا تغريباً وتشريقاً:

هذا يغرّبنا وذاك يشرّقنا.

هذا يعرّبنا وذاك يجرّبنا.

هذا يجرّنا إلى اليمين وذاك إلى اليسار...

بينما نحن طامعون دائماً بأن نكون نحن نحن.

هذه هي أوراق إعتمادنا، ممهورة بالدم والدمع:

إما أن نمزقها وننفض غبار أرجلنا عن المشرق، ونرحل إلى غير دار،

و إما أن نطويها ونستقيل من هذا الهمّ الروحي المبرح...

هذان الرأيان قائمان في ذهنيّة المسيحيّة.

ولكن، لا هذا، ولاذاك. لا الرحيل، ولا الإستقالة.

علينا أن نبقى هنا، هذه أرضنا، هنا هويتنا، هنا رسالتنا.

أن نبقى رسالة، حتى لو تتصل منها كثيرون،

رسالتنا هي علة وجودنا ومبرّر إستمرارنا.

رسالتنا هي أرضنا الأولى ووطننا وذاتنا.

من دونها، نحن عراة من أي أرض ووطن وذات.

نحن هنا في هذا الشرق لنبقى، لأن الشرق، كما يعترف أشرف أبنائه لنا، يحتاج إلينا.

لم يضطهدنا، بالحقيقة، بغضاً بنا، لا بل قصاصاً على تفاهتنا، كل مرة كنا فيها تافهين.

لأنه يريدنا شيئاً آخر وينتظر منا شيئاً آخر، يكون في مستوى القضيّة التي يفرضها وجودنا الشامخ، وعقيدتنا المميّزة، وتراثنا الواسع.

يريدنا أن نأتي ببرهان، يبرر أن شواذنا، هو ضرورة من ضرورات الحياة.

على هذا البرهان، يكون الرهان، أي على الرهان الإبداع.

الإبداع وحده يساوي البرهان، وأي شواذ لا يكون إبداعاً، ترفضه القاعدة عن حق، أو يسقط إستعماله فيزول.

نحن هنا لنبقى، ولا حاجة بنا إلى حماية مشبوهة وضمان مسوس،

لأننا نعرف أن من إدّعوا حمايتنا، كانوا حماة لمصالحهم.

لا ضمان في هذا العالم العقوق، غير ذلك الذي نحمله في وجودنا، ونحققه بأعمالنا، ونظهره بإبداعنا.

وفي كل حال، لسنا زبائن أحد، بل نحن أناس، يساهمون في عملية إنقاذ المشرق.

ونحن منه، ومن خلافاته وعصبياته وأوهامه،

ليسترد المشرق نفسه وأرضه ومكانه الحقيقي في العالم،

وليستعيد رسالة الشرق كله إلى العالم.

نحن هنا في المشرق لنبقى، لا غرباء فيه بل أبناء.

لا مقيمين، نصفهم غرباء عن هذه الأرض، ولا مهاجرين، نصفهم مقيمون فيها.

نحن هنا لنبقى شهادة للشرق،

شهادة على التعدّد الإنساني ودعوة مستمّرة إلى الحرّية،

واختباراً للقاء الروحي وإرادة للتجدد والإبداع،

لا إمتيازات لنا إلا بما نتميّز به من مبرّرات في تجميل الأرض والفكر والروح.

 

طفولة بلا وسادة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

عندما أُعلنت ولادة الطفل رقم مائة مليون في مصر، لا أدري أبداً لماذا أخذتني ذاكرتي إلى طه حسين. فأنا لا أحتاج إلى مناسبة أو حدث كي أتذكّره. وأعود دائماً إلى ما كتب، أو إلى ما كُتب عنه، متحيّراً إلى اليوم إن كان الإعجاب به إعجاباً مجرّداً بنتاجه الأدبي الفائق، وهي الصفة التي كان يحبّ استخدامها في أقصى المديح، أم لأنّ الشخصية، صاحبة ذلك النتاج، كانت حياة درامية مذهلة في البؤس والكفاح والصمود والعطاء. لم يسمح طه حسين لأحد بأن يشفق عليه. فقد تحدّى الضرير إصابته، وطلب من العلم ما لم ينهله بصير. ولم يتوقّف في الأزهر أو في مصر، بل ذهب إلى فرنسا متّكئاً على عبقريته وإرادته، طالباً المزيد ثم المزيد، إلى أن عاد ومعه تلك الدكتوراه التي سوف تسبغ عليه لقب عميد الأدب العربي.

ترك لنا صاحب «حديث الأربعاء» مجموعة متنوّعة من الأعمال، كان بين أجملها رواية «دعاء الكروان»، ذلك الطائر الذي أحبّه الأعمى الصغير، وشعر بفرح نادر وهو يصغي إلى تغريده، وينام على ألحانه من دون وسادة، لأنّ شقيقه البكر قد انتزع الوسادة من تحت رأسه.

كان طه سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه، وخامس أحد عشر من أشقّائه. في هذه العائلة الضخمة، كان الجميع أصحّاء إلا هو فضرير فقد نظره عندما أُصيب برمد العينين، فجيء إليه بحلّاق القرية يعالجه، فكان أن أعماه. بدل أن يُحاط الطفل الضرير بالرفق والحنان، أحيط بالقسوة من أبيه، وبالقسوة من الأمّ، وبالازدراء من الإخوة جميعاً. وسوف يقول لزوجته بحزن: «كنت أقلّ الجميع اعتباراً في نظر أسرتي، كنت مهمَلاً محتقراً». وحتى في المدرسة الأزهرية، تعرّض الفتى للاضطهاد، فكان الشيوخ يخاطبونه بمثل «أقبِل يا أعمى» و«انصرف يا أعمى» و«اسكت يا أعمى»، كما روى لنا في تحفته «الأيام». ولعلّه قصد بهذا العنوان ما تقوله العرب في «الأيام»، في معنى الوقائع والحروب. فحياة الفتى لم تكن أقلّ على الإطلاق. بدأت بالقول إنّني تذكّرت طه حسين، وتلك الأسرة الكبيرة الضخمة، والفقر الذي تعيش فيه. ومن بين هذا العدد، برز فائق واحد تجاوز حياة العوَز والعذاب والقهر، وأولئك الذين كانوا ينادونه «أقبِل يا أعمى». هل تجوز العائلات الضخمة في مثل هذا الفقر الكبير؟ ألا يجعل الفقر الأبّ والأمّ أقلّ رحمة بهذه الكثرة من الأبناء؟ فقط في هذا الإطار نظرت إلى المولود رقم مائة مليون في مصر. إنّها لا تحتاج إلى أشقياء وفقراء ومواليد لا مستقبل لهم، ولا عمل، ولا حياة كفيّة. وقد فاض فيها عدد «أطفال الشوارع» الذين يولدون ويعيشون ويموتون من دون أن يعرفوا ما الحياة الطبيعية. لقد حرمت كثرة الإخوة الطفل طه حسين من وسادة يسند رأسه إليها، أو بالأحرى أقلّ من وسادة، فقد كان يسمّيها «حشية».

 

من يلعب بمن؟... نحن أم «كورونا»؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

في مجابهة العالم بأسره محنة وباء «كوفيد - 19» (كورونا)، تُفتح معارك جانبية لا علاقة لها بالجهود المشتركة والأبحاث المتسارعة من أجل إيجاد لقاحات وعلاجات.

وكما لو كانت المعاناة الإنسانية الفظيعة لا تكفي، وكان الانهيار الاقتصادي مسألة فيها نظر، نجد أن ثمة مَن يريد فتح جبهات جانبية تتراوح بين اللوم والتشكيك والتغطية على التقصير هنا وهناك.

أعتقد أن الكلمة الآن يجب أن تترك إلى العلماء، لأن الساسة وأهل المصالح الاقتصادية احتكروا الساحة طويلاً، ونالوا ما لا يستحقونه من النفوذ، وحان الوقت – إلى أن تنقشع سحابة الوباء الداكنة – لكي يفسحوا المجال لغيرهم من أهل العلم والاختصاص... والضمير طبعاً.

نعم، بينما يجعجع الساسة، فيزايد بعضهم على بعض، ويتسابقون على إخفاء أخطائهم وإهمالهم... يعكف علماء من مختلف الجنسيات، بصمت وصبر، على العمل في مختبراتهم ومستشفياتهم من أجل إنقاذ ملايين البشر.

المدافن الجماعية في مدينة نيويورك أبلغ من أي تعليق. ومشاهد جادة الشانزيليزيه في «مدينة النور» باريس خالية موحشة... صورة سوريالية لا تصدق. وصمت لندن «قطب» التجارة والخدمات في ظل تقييد التجول... كآبة مجسّدة.

في الشرق كما في الغرب، في آسيا كما في أفريقيا والأميركتين... لا كبير ولا صغير، ولا غني ولا فقير أمام خطر الوباء.

الخسائر في كل قطاع، في كل الدول الصناعية، بلغت عشرات المليارات من الدولارات. وتدابير الإغاثة والتعويضات تكاد تعادلها، وسط علامات استفهام حول طول فترة الانتظار والتداعيات المحتملة على المدى البعيد، وأي مجتمعات ستخرج من هذا الامتحان الإنساني العسير.

المسألة إذن أكبر بكثير من مناكفة وتسجيل نقاط متبادل. ولنبدأ من حيث بدأ كابوس الوباء. لنبدأ من الصين.

أنا آخر مَن يزعم أن النظام الصيني نموذج عالمي يُحتذى...

سواءً من حيث الحجم أو طبيعة المجتمع أو الفكر السياسي أو منظومات القيَم والمُثُل، أستبعد أن يكون بمقدور الصين أن تروي ظمأ الذين اعتادوا على مبادئ الحريات الشخصية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية. وفي موضوع الشفافية بالذات، أتفهم تماماً سبب التشكيك الدائم في الأرقام التي تعطيها السلطات الصينية عن الإصابات وأرقام الوفيات ونسب الشفاء.

أيضاً أتفهم سلبيات الميل القمعي الذي هو إحدى سمات العديد من المجتمعات في الشرق... والغرب أيضاً. وأعرف جيداً أن الانتقال من بيئات ريفية إلى نظام شيوعي شمولي – عسكريتاري، يعتبر مفاهيم الديمقراطية الغربية دخيلة على تراثه، إنما هو جزء لا يتجرأ من هوية العملاق الصيني.

هذا العملاق الخارج من سباته متعجل على لعب دور كوني يرى أنه تأخر أكثر مما ينبغي.

ولمن لا يزال ينظر إلى الصين، وأيضاً إلى روسيا، على أنهما نصيرا المستضعفين في هذا العالم، وأنهما لا تتحركان إلا بهدي المثالية الاشتراكية، عليه ألا ينظر أبعد من «الفيتوهات» التي استخدمتها كل منهما إبان محنة الشعب السوري منذ 2011. صحيح روسيا كانت في الواجهة، لكن الصين كانت معها في خندق واحد دفاعاً عن النظام ضد شعبه. والشيء نفسه، يقال عن موقفي بكين وموسكو الداعمين للنظام الإيراني الثيوقراطي الكاتم لأنفاس شعبه، بينما تعلنان أنهما في طليعة القوى المناوئة للتشدد الديني والإرهاب!

في المقابل، أتفهم أن صعود الصين مقلق للقوى العالمية المنافسة. وفي صراع توسيع النفوذ تغدو «الصداقات» تعبيراً تكتيكياً واهياً، يصدق في مكان ولا يطبق في مكان آخر. للصين وروسيا مصالح مشتركة عديدة في عدد من مناطق العالم في وجه عدو مشترك اسمه الولايات المتحدة. لكن لدى واشنطن وموسكو، أيضاً، أهداف ومصالح مشتركة ضد بكين في مواضع ومجالات أخرى. اللاعبون الثلاثة الكبار ليسوا «حلفاء» بالمعنى الدقيق للكلمة، بل متنافسون بمعايير ومقادير تفرضها المصالح. ولعل خير الأدلة وأبسطها المواقف التي دأب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «ترويجها» لجمهوره عن أن «الخطر الحقيقي على أميركا يأتي من الصين وليس من روسيا»، وهذا حتى في عز حملة اتهام الديمقراطيين لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لمصلحة ترمب والجمهوريين.

ترمب، الذي يمارس السياسة كمُضارب بورصة يعيش حملة انتخابية لا تنتهي، يخوض فعلياً حرباً مباشرة ضد الصين. وفي هذه «الحرب» يقف معه طيف واسع من تيارات اليمين العالمي وساسته وإعلامييه، خصوصاً، بعدما رفع السقف كثيراً في سنة انتخابية استثنائية سيكون وباء «كوفيد - 19» ناخباً مؤثراً جداً.

بدايةً، يصر ترمب على وصف الوباء بـ«الوباء الصيني»، مع أن لا أحد – حسب علمي – وصف «الإيدز» بالوباء الأفريقي أو الأميركي مثلاً.

ثانياً، فتح الرئيس الأميركي معركة مباشرة ضد شخص مدير منظمة الصحة العالمية، واتهمه بمحاباة الصين والتواطؤ معها في التستر على بداية انتشار الوباء. مع أن الرجل، ولو كان وزير خارجية أفريقياً سابقاً، ولديه خطه السياسي المعروف، مدير هيئة دولية تضم خبراء واختصاصيين من مختلف دول العالم. بل، بين كبار معاونيه وكانت دائماً تظهر بجواره في مؤتمراته الصحافية خبيرة صحة عامة أميركية مرموقة.

ثالثاً، صحيح أن الصين تأخرت شهراً كاملاً عن إبلاغ المجتمع الدولي بعد ظهور الوباء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، علماً بأنها ما كانت تعرف عنه الكثير. لكن الصحيح أيضاً أن دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة عرفت عن الوباء ما فيه الكفاية منذ يناير (كانون الثاني) واستخفت به، فلم تتخذ قرارات العزل والإغلاق، إلا بعد تفاقم الكارثة.

رابعاً، أن ترمب، شخصياً، ما كان ليتحرّك جدياً لولا ارتفاع عدد الإصابات والوفيات وشجاعة بعض مستشاريه الذين خالفوه علانية، مثل الدكتور أنتوني فاوتشي.

أخيراً، العالم بحاجة ماسة للوحدة والتضامن وصدق النيات في مثل الظرف الحالي. وهو أيضاً بحاجة لإبقاء التعاون الدولي والمؤسسات الدولية بمنأى عن تجاذبات السياسة الشعبوية. وبقاء منظمة الصحة العالمية خارج المُناكفات أكثر من ضرورة مع احتمال توسع رقعة انتشار الوباء في مناطق شاسعة فقيرة ومكتظة سكانياً من العالم. يكفينا مقاطعة اليونيسكو وتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي وإدمان التسلي بـ«الفيتو».

لا حاجة لجعل الوباء القاتل أيضاً... لعبة سياسية. إن شعوب العالم - بعد هذا الوباء - بحاجة حقاً إلى عالم أكثر إنصافاً وعطفاً وصدقاً وإنسانية.

 

الصين والمصداقية

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/12 نيسان/2020

تأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو (تموز) 1921، ويبلغ عدد أعضائه 80.269 مليون. قاد الحزب الشيوعي الشعب الصيني في نضالات شاقة مريرة وأسقط حكم الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية، وبعد تأسيس الجمهورية، قاد الحزب الشيوعي الشعب الصيني بقومياته إلى استقلال البلاد وأمنها، ليتحول المجتمع الصيني من المرحلة الديمقراطية الجديدة إلى المرحلة الاشتراكية والقيام بالبناء الاشتراكي المخطط على نطاق واسع وتدمج العلاقة بين ماركس وماو الشيوعيين بالصين، وتتصدر الاقتصاد العالمي الرأسمالي، وتتفوق في صراع العولمة، وتتمسك بآيديولوجيات القرن العشرين الماركسية.

وفي الموضوع نفسه نُشر لفيرنون سميث كتابات عديدة في الصحف الأكاديمية، عن الاقتصاد ونظرية الألعاب والمخاطرة، و«المقايضة وسلوك السوق»، ثم كتب عن أخلاقيات الرأسمالية وتناول الصين كمثال، قائلاً: «إن الصين لها خطوات عظيمة على طريق الحرية الاقتصادية، ومنذ ما يربو على عام، عدلت الصين من دستورها لتسمح لشعبها بامتلاك الممتلكات الخاصة وبيعها وشرائها»، ويقصد الكاتب منذ عام 2012 وهو تاريخ إصدار الكتاب، تساؤلاً واقعياً، لماذا؟ لأن إحدى المشكلات التي كانت تواجه حكومة الصين هي أن الناس يشترون الممتلكات ويبيعونها.

ورغم عدم اعتراف الحكومة بمثل هذه المعاملات، دعا ذلك المسؤولين المحليين إلى أخذ الرشاوى ممن يتاجرون بالمخالفة للقانون، وبالاعتراف بحقوق الملكية، حيث تحاول الحكومة المركزية أن تزيل مصدر الطاقة التي تدعم الفساد البيروقراطي المحلي، ويعدّ هذا التحول المؤسسي، كما رآه الكاتب، وسيلة عملية للحد من الفساد المستشري بالحكومة والتدخل السياسي في التنمية الاقتصادية.

لا شك أنه بعد تعميم الاقتصاد الرأسمالي يعتقد سميث أن الصين تغلبت على الشيوعية وظهرت معها النظريات والأدوات وسادت كل المجتمعات، وأن العولمة أزالت جميع الحواجز التي تفصل بين دول العالم، بحيث إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تدفقت وتحررت من التجارة العالمية، ورغم ذلك وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بأنه «التهديد الرئيسي في عصرنا» الذي يتحدى المبادئ الغربية، خلال لقاء مع نظيره البريطاني دومينيك راب في لندن.

أيضاً يأتي اعتبار بومبيو أن «الحزب الشيوعي الصيني يمثل التهديد الرئيسي في عصرنا» في ظلّ توتر بين لندن وواشنطن، وذلك بعدما سمحت السلطات البريطانية لشركة هواوي الصينية بالمشاركة في تطوير شبكة الجيل الخامس على أراضيها، وهذا يناقض كلام المؤلف عن الصين والعولمة والشيوعية.

وبينما يؤكد بومبيو من ناحيته أن الصين «اقتصاد هائل، يرتبط به الاقتصاد الأميركي بشكل وثيق، وهذه فرصة هائلة لنا للعمل معاً»، إلا أنه يضيف أن «النظام الشيوعي الصيني في ظل حكم الرئيس شي جينبينغ لديه أهداف لا تتوافق مع القيم الغربية»، واتهم الحكومة الصينية بأنها «حكومة معادية» للولايات المتحدة و«لديها رؤية سلطوية جديدة». فهل السياسة تكذب أهل الاختصاص الاقتصادي؟ أم هي حلقات متصلة كل منها يتصل بالحلقة الأخرى؟ فالصين تسير مع العالم بانفتاح كبير تجارياً، لكنها ما زالت على نفس نمط الحكم الشيوعي بطريقة سرية، بمعنى أن الصين منفتحة تجارياً منغلقة سياسياً، وجائحة «كورونا» كشفت بعض تلك الرموز باحتوائهم للفيروس وكيف أعلنت الصين نجاحها في احتوائه، إذ لم تعد الأرقام الرسمية تظهر بأي إصابات جديدة محلية في ووهان البؤرة، التي كانت تسجل آلاف الإصابات الجديدة يومياً في ذروة الأزمة، وبات العدد بين عشية وضحاها صفراً، فأين الحقيقة؟

إن العالم بقدر ما يرى الصين مهمة اقتصادياً، ما زالت بعيدة سياسياً عن القرن الحالي وأيضاً بعيدة عن الشفافية المطلوبة، ونقلت معظم المنابر الإعلامية، الانتقادات الغربية الواسعة ضد الحكومة الصينية التي سعت في بداية ظهور الوباء إلى التستر على الوقائع وطمسها. واستشهدت بعض المواقع بوفاة الطبيب لي وين ليانغ الذي حذر مبكراً من تفشي الفيروس المستجد، لكن السلطات أجبرته على التوقف عن نشر «الإشاعات». وانتقد الموقع الرقابة المفروضة على المنشورات والتقارير النقدية في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، ما يُلقي ظلالاً من الشكوك بشأن مصداقية الأرقام والبيانات الرسمية التي تعلن عنها الحكومة الصينية. فهل حان وقت عزل الصين كما يقال عنا؟

 

خدعة تمرير الإخوان

كرم جبر/أخبار اليوم/12 نيسان/2020

لا أنسى أبداً منظر كمال الهلباوي، وهو يبكى بشدة على الهواء فى أحد البرامج الصباحية، عندما فوجئ بمشهد طرد بعض العناصر الإخوانية الإرهابية من قطر، وفضحته دموعه بينما كان يهاجم الإخوان بطريقة الثعالب.

أمثاله هم الأخطر، لأنهم يحاولون التسلل لعقول الناس واختراق وعيهم، بالمنطق الزائف والأكاذيب المعسولة، ويستخدمون قواعد الضمير والأخلاق والمواطنة، لإعادة إحياء جماعة قامت باغتيال كل القيم النبيلة. وتتعدد الخدع الخفية والظاهرة، لفتح ثغرات جديدة ينفذ منها الإخوان من جديد إلى المجتمع.

آخرها: الدعوة إلى إطلاق سراح السجناء بسبب كورونا، رغم حرص وزارة الداخلية الشديد على تعقيم وتطهير السجون، والأخذ فى الاعتبار أن كورونا إذا أصابت، فلن تستهدف الإخوان المسجونين وحدهم، فلماذا الإخوان دون غيرهم من المساجين الذين يطلق سراحهم؟

فى حياة الدول والشعوب، لا يمكن تطبيق قاعدة «عفا الله عما سلف»، إلا إذا كان «ما سلف» يقبل العفو، فهل يمكن هدم قوانين الدولة وأحكام القضاء، لإعادة إحياء جماعة كادت أن تهدم الدولة وتعصف بالقضاء؟ التاريخ يقول أن هذه الجماعة كانت مسماراً فى ظهر كل أنظمة حكم البلاد، سواء قبل ثورة يوليو أو بعدها، ولم تتخل يوماً عن سياسات العنف والاغتيالات، ولم تضع يدها فى يد حاكم إلا وخانته. الإخوان يبدأون عهدهم بالتحالف وسرعان ما ينقضون العهود ويخونون، فعلوا ذلك مع الملك فاروق وجمال عبدالناصر والسادات ومبارك، ولم يدم شهر عسل بينهم وبين المجتمع أكثر من شهور قليلة.

أخطر من الإخوان، من يحاولون «تمرير الإخوان»، وهم متأكدون أن مجيئهم من جديد، تهديد لاستقرار البلاد، فلن يهنأ لهم بال، إلا إذا صعدوا من جديد فوق الأنقاض والخراب. فى زمن كورونا، تصطف الدول والشعوب، وتتقارب المشاعر والأحاسيس، وتعانى البشرية من أوجاع مشتركة.. إلا الإخوان. المثل الحى هو دعوتهم للخروج ليلاً وتكثيف الازدحام، وقالوها دون مواربة: حتى ينتقم الله من الشعب الذى لم يقف بجوارهم. وعندما أعلنت الدولة قرارها بمساعدة العمالة غير المنتظمة، أشاعوا بين الناس أن البنوك بدأت الصرف، وعندما ذهب الغلابة والمحتاجين ولم يجدوا شيئاً، عادوا مكسورى الخاطر، لأن الدولة بالفعل لم تنته من الإجراءات التى تضمن وصول الفلوس إلى أصحابها دون ازدحام. الشيطان أهون من الإخوان، والمصريون وصلوا إلى درجات من الوعى والاقتناع، تجعل من يرتدى ثياب زائفة لـ«تمرير الإخوان»، شيطان مثلهم. فمصر لها دولة واحدة وقانون واحد ومؤسسات، وقوانينها أساسه المواطنة والعدالة والمساواة، وشعبها يعيش تحت مظلة دولته دون تفرقة أو مخاصصة أو حقوق إلهية. من أراد أن يعيش مثل سائر المصريين، فلن يعترض سبيله أحد، أما أن تسبغ جماعة غير شرعية على نفسها حقوقاً شرعية، وتضع نفسها فى مرتبة أعلى من كل المصريين، وتناطح الدولة فى سلطاتها وهيبتها، وتريد حق الامتياز فى الحقوق والواجبات، فهذه هى الجرائم التى ثار ضدها المصريون، واستردوا دولتهم.

فى زمن كورونا تتحد القلوب وتتجه الأيدى إلى السماء بالدعاء بالخير والرحمة.. إلا الإخوان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس الفصح شكر لرئيس الجمهورية اتصاله للتهنئة: نناشد الشعب التزام التعبئة العامة والحجر المنزلي

وطنية - الأحد 12 نيسان 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة والراهبات. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "إنه قد قام"، جاء فيها: "1. عندما جاءت النسوة صباح الأحد باكرا، حاملات طيوبا ليحنطن جسد يسوع وجدن الحجر قد دحرج عن باب القبر، وتفاجأن بشاب لابس أبيض جالس عن اليمين، فقال لهن: لا تخفن! أنتن تطلبن يسوع المصلوب! إنه قد قام وليس ههنا" (مر16: 5-6). هذا هو أساس إيماننا المسيحي أن المسيح الذي مات من أجل فداء خطايانا وخطايا كل الجنس البشري، قام ليبررنا جميعا، ويبعث فينا وفي كل إنسانٍ الحياة الجديدة، حياة القيامة. هذا ما عناه بولس الرسول بقوله: لو لم يقم المسيح، لكانت كرازتنا باطلة، وإيماننا باطلا أيضا، وما زلنا في خطايانا (1كور15: 14 و 17).

 2. وكون المسيح الرب قام من الموت منتصرا على الألم والخطيئة والموت، فقد زرع السلام في القلوب والنفوس، بدءا من تلاميذه، وصولا إلينا، وإلى كل إنسان من جيل إلى جيل. ولهذا نحتفل برتبة السلام في ليتورجيا العيد، لنتقبله ونحمله كرسالة من الله إلى عائلاتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. نتقبله مع البركة فيما نبارك بالصليب جهات الأرض الأربع ، ونقول: فليكن سلام الآب، وأمان الإبن، وشركة الروح القدس، معنا وبيننا جميع أيام حياتنا.

3. كانت العادة أن يشارك معنا في قداس العيد فخامة رئيس الجمهورية، لكنه أراد أن يلتزم قرار التعبئة العامة والحجر المنزلي. فاستعاض صباح اليوم بالاتصال الهاتفي مشكورا، مقدما التهنئة بالعيد. فيطيب لي مع إخواني السادة المطارنة والآباء وأسرة الكرسي البطريركي أن نبادله التهاني والتمنيات راجين له النجاح في قيادة سفينة الوطن. كما نشكر ونبادل هذه التهاني والتمنيات دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء ونبادلها مع السادة المطارنة والشخصيات المدنية. ونهنئ بالعيد جميع المسيحيين ومواطنينا من مسلمين وسواهم في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. نصلي كي يتكاتف جميع المسؤولين في عملية النهوض بلبنان اقتصاديا وماليا ومعيشيا وإصلاحيا، متفانين في البناء، موحدين في بذل الجهود، مبتعدين عن التشكيك والمواقف السلبية. ونناشد الشعب التزام قرار التعبئة العامة والحجر المنزلي من أجل منع انتشار فيروس كورونا وزواله. وفي المناسبة، نصلي من أجل شفاء المصابين وحماية المعتنين بهم من أطباء وممرضيبن وممرضات وأهالي.

4. على صخرة حقيقة موت المسيح لتحريرنا من الخطيئة، وقيامته لإدخالنا في مسيرة حياة جديدة، نبني سلامنا ورجاءنا وتضامننا. فنتجاوز صعوبات الحياة ونعمل على بناء مجتمع أفضل وعالم سلامي لمجد الآب والابن والروح القدس، آمين.

المسيح قام! حقا قام!".

 

رحمة في رسالة الفصح: للعودة الى الرب والتأمل بقيمة حياتنا

وطنية - الأحد 12 نيسان 2020

وجه راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة رسالة إلى أهالي المنطقة واللبنانيين بمناسبة عيد الفصح المجيد، من دار مطرانية دير الأحمر، قال فيها: "المسيح قام، حقا قام. تعودنا أن نلتقي في هذا الصالون بمطرانية دير الأحمر، لنتمنى لبعضنا أعيادا سعيدة وخيرا وبركة، وأنا اليوم من خلال الصوت والصورة، أحب أن آتي إليكم لأحييكم وأحيي كل أبناء المنطقة مسلمين ومسيحيين، وجميع اللبنانيين في العالم كله، لأقول لكم، في هذا الوباء العالمي علينا أن ننتبه إلى أنفسنا، وأن نصلي ونعود إلى الرب، نتأمل بعمق قيمة حياتنا وقيمة هذا الوجود والكون". وتابع: "أتمنى لكم كل خير وبركة، انتبهوا على حالكم، وإن شاء الله في القريب العاجل نلتقي مجددا، ونكون جميعا بألف خير وبركة، ينعاد عليكم، وربنا يحميكم ويبارك عائلاتكم وبيوتكم، ويبارك وطننا وجميع اللبنانيين والعالم كله".

 

منصور في رسالة الى أبناء عكار لمناسبة الشعانين: ما نقدمه لمن ضاقت به الدنيا إنما نقدمه ونعامل به السيد له المجد

وطنية - الأحد 12 نيسان 2020

وجه متروبوليت عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران باسيليوس منصور رسالة الى أبناء الابرشية في احد الشعانين، وفي زمن الفصح المجيد، جاء فيها: "في غمرة الأعياد المجيدة، والأصوام المقدسة أخط إليكم بعض الكلمات والتعابير لعلي في ذلك أجد بعض الفرج من الضيق الذي يغطي نفسي ومشاعري، لعدم تمكني من الإلتقاء معكم في رعاياكم، والإطمئنان شخصيا عن أحوالكم رغم أنني زرت الكثير من الرعايا. ولكن الظروف غير المعتادة، والتي أرادها الشرير، ومعاونوه من عظماء هذا العالم، أن تكون غير اعتيادية وقاهرة، ومعرقلة للكثير من العادات والعبادات المحببة على نفوسنا. لأننا بسبب هذا الوباء حرمنا من تلك التهنئة والحلاوة التي تعطى، وينالها الإنسان المؤمن باجتماعه مع الإخوة ما أحلى، وما أجمل أن يجتمع الإخوة معا إنه كالطيب المسكوب على اللحية لحية هارون النازل على جيب قميصه، وقول النبي داود أيضا: فرحت بالقائلين لي الى بيت الرب نحن ذاهبون، وتوج ذلك كلام السيد له المجد: حيث، اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون بينهما". وتابع: "إن الصعوبة في هذه الأيام قد أخرجتنا مما ارتاحت له نفوسنا، وطريقة التعبير عنه، ولأجل الصحة العامة، والمصلحة وفائدة المجتمع قد اضطررنا أن نعود أدراجنا الى بيوتنا لندخل مخادعنا لنؤكد له سبحانه وتعالى أننا له في جميع الظروف لا تفصلنا عن محبته لا الضيقات، ولا المعوقات مهما تنوعت، ونعبر اضطهادات هذا الزمن، لأجل اسمه، وكأنها برد وسلام، ولا شيء يحرفنا أو يوهن عزيمتنا عن محبة المسيح، وهذه العزيمة المباركة، والهمة الطيبة، والغيرة المقدَّسة هي صرخة من صميم أعماقنا أن المسيح قام، ولا أحد في القبر. المسيح قام، وطرد الخوف. المسيح قام، ونور قيامته يضيء الجميع. المسيح قام، والكون كله عائلة واحدة. نعم معاني كثيرة ومجيدة يعنيه استجابتكم لتنبيهات المجمع المقدس، وطلب الجهات الرسمية، لأن كلا الجهتين يسران بأن تكونوا دائما ممتلئين صحة، وعافية، واطمئنانا، وسلامة، ويزعجهم في أي وقت أن تكونوا متضايقين لأي سبب من الأسباب. ولكن القيمة التي يأخذها الإنسان ليس مما يحصله، ولكن بما يحققه من أنواع الفضيلة ومن الجهاد الذي يتحمله".

أضاف: "هذه الأيام تعلمنا أن لله كنائس، ومعابد قد سر بها، وارتضاها علانية وصراحة. فكم ذكرت الكنائس التي في البيوت، وكم ذكر من الأسر الخادمة وهم في بيوتهم، ولكن الهيكل الأهم لله هو أنتم، أنتم هياكل الروح القدس، وكم شدد الآباء القديسون على أهمية الشخص كهيكل للروح القدس، وأنه هيكل الله الحي، وتفوق هذا الهيكل على الهياكل، والكنائس الجميلة العظيمة التي تشاد هنا وهناك. وأنا أقولها بصراحة إذا لم تتقدس الهياكل الحجرية بنعمة الروح القدس، ومواظبة المؤمنين على ارتيادها، ورفع أدعيتهم بين جنباتها تكون كالقبر الفارغ معلنة قيامة المسيح، ولكنه ليس فيها. ولا يتفوق عليها اية من عبادات تتم في الكنيسة الا القداس الالهي لان فيه مناولة الجسد والدم الطاهرين". وختم: "إنها أيام نعلن فيها، وبطرق عديدة بتعدد مرابع محبتكم وميادينها بعدم نسيانكم القول الرسولي: من أحب فقد عرف الله، ومن لم يحب لا يعرف الله، الله محبة. وأسمع الكثير عن غيرتكم واندفاعكم بأنكم تتقاسمون الطعام في ما بينكم، ويزود بعضكم بعضا بما يحتاجه، إن غيرتكم من أهم مفاعيل القيامة وأنوارها، وانعكاس هذه الأنوار في ميادين الحياة البشرية، فما نقدمه لمن ضاقت به الدنيا إنما نقدمه ونعامل به السيد له المجد، ومنه المكافأة، وما نقوم به إنما هو ردة فعل لمبادرته بمخاطبة ضمائرنا. فهذه هي القيامة من قبور حاجتنا لما يستملكنا ويكبل إرادتنا من الذي نملكه. هذه الأعمال، والصلوات البيتية ليست من هذا العالم، بل هي صلوات مقدَّمة مباشرة أمام مذبح الله بنظر محبتنا لبعضنا البعض فيبتهج لمرأى هذه المحبة في عائلته المؤسسة على أساسات قيامته ووعده بأن يكونوا واحدا. يبدو، وكأن الشرير لا يريد أن نعلن هذه المحبة، لا دفعة واحدة ولا على دفعات متتالية. فكما أنه أبعدنا عن كنائسنا فقط مكانيا، ولكننا نتجاوز ذلك، إذ إننا نحن جسد المسيح أي كنيسته، نجتمع معا أينما كنا، وعلى هذا الرجاء، وأمل اللقاء معكم كما اعتدنا، أعلن أننا في أبرشية عكار وتوابعها في كافة أقسامه لن نتلقى التهاني بالعيد للأسباب التي تعرفونها جميعا، وأسألكم أن تذكروني في صلواتكم وأدعيتكم، وأنا أعانق محبتكم رافعا إليه سبحانه وتعالى أن يرفع عنا البلاء، وأن يحفظكم وعائلاتكم، وما يخصكم، ويختص بكم بنعمته الإلهية، لنصرخ أينما كنا مهللين وفرحين المسيح قام حقا قام".

 

القوات: لا صلة للمتهم شربل ضومط بالحزب لا من قريب ولا من بعيد

وطنية - الأحد 12 نيسان 2020

نفت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان، "ما يتناوله البعض على صفحات التواصل الاجتماعي، بأن المدعو شربل ضومط المتهم بانتحال صفة طبيب وفبركة أحد الفيديوهات هو من المنتسبين لحزب القوات اللبنانية"، معتبرة "أن هذا الاتهام هو محض افتراء وتضليل، حيث لا صلة للمتهم ضومط بالقوات لا من قريب ولا من بعيد، وتؤكد بأنها ستلاحق وتدعي على كل من يروج لهذا الاتهام الكاذب بحق القوات اللبنانية".

 

مستشفى الرسول: لا صلة لنا بالفيديو المتناقل وسنلاحق المفبرك قانونيا

المركزية/الأحد 12 نيسان 2020

أصدرت إدارة مستشفى الرسول الأعظم البيان الآتي: “من الواضح ومما لا يغيب عن بال الجميع، أن مستشفى الرسول الأعظم، ومنذ بدء خطته في مواجهة فيروس كورونا، يتعرض إلى حملة تشويه إعلامية، معروفة الخلفيات والحسابات، كان آخرها فيدو مفبرك انتشر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، يدعي مفبركوه أنه مصور في حرم المستشفى، ويعود لطبيب يعمل في المستشفى، لذلك، وانطلاقا من واجب إدارة المستشفى الأخلاقي والمهني، في إظهار الشفافية والمصداقية، نقول:

أولا: هذا الفيديو قطعا لا يمت أبدا بصلة إلى مستشفى الرسول الأعظم، لا من حيث المكان، أو المضمون، أو الشخصية الموجودة فيه.

ثانيا: إن الدكتور المدعو حسين صفي الدين، الذي قيل إنه الطبيب المقصود في الفيديو، لا يعمل إطلاقا في مستشفى الرسول الأعظم، ويمكن لأي كان، أن يتأكد من هذا.

ثالثا: إن مستشفى الرسول الأعظم، منشأة استشفائية عامة، ويمكن لأي مواطن لبناني، أو غيره، أن يدخل حرم المستشفى، ويتجول في أي قسم فيه، من دون أي اعتراض، أو مانع، ويعاين عن كثب، وهذا ما يعرفه الجميع، وتعرفه نقابة المستشفيات ووزارة الصحة، وأي مؤسسة تعنى بالشأن الصحي.

رابعا: إن مستشفى الرسول الأعظم، لا يستقبل أي مريض كورونا، والسبب بكل بساطة، أنه جرى تجهيز مستشفى سان جورج لهذا الأمر.

أخيرا: نقول لناشري هذا الفيديو، نحن نعرف الخلفية، التي خلفكم وتدفعكم لهذا التجني والتلفيق، والتي وصلت للأسف إلى هذا المستوى المتدني من التزوير، حتى إن كان الأمر يتعلق بالإنسان وصحته وصحة أهله ووطنه، ونستغرب أنه ومن اللحظات الأولى لإعلان إصابة أول حالة في لبنان، بدأ الصيادون بالماء العكر أمثالكم، ومن يشغلكم، ببث الإشاعات لتصنيف هذا الوباء طائفيا ومذهبيا، وتناسيتم أن هذا الفيروس ليس له طائفة أو دين، لكن الحقد والكره والنفاق الذي يجثم داخلكم دائما، يكون هو الدافع لكم ولما يصدر منكم.

كنا بغنى عن أي رد على هذه التفاهات الخبيثة، ولكن المصداقية والشفافية، تدفعنا لإظهار الحق ودفع كل ماهو مشبوه.

وبناء على كل ما تقدم، سيتعرض جميع من له صلة من قريب أو بعيد، للملاحقة القانونية اللازمة، أمام القضاء المختص، بتهمة التضليل والتزوير.

ولا يسعنا إلا أن ندعو لشفائكم من وباء الكراهية والنفاق والضغينة، فهذا الذي لا دواء له، إلا عند الخالق سبحانه”.

 

وفاة مهندس لبناني في ساحل العاج وتضارب المعلومات حول السبب

وطنية - الأحد 12 نيسان 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في حاصبيا، أن المهندس المغترب يوسف خليل الذوقي (31 عاما) من بلدة راشيا الفخار، توفي في ساحل العاج، وتضاربت المعلومات حول سبب الوفاة، إذ انه كان يعاني سابقا من الملاريا وذكر اليوم أنه مصاب بفيروس كورونا.

وذكر مندوبنا أن لا أقارب للمغترب الفقيد في ساحل العاج، للتأكد من سبب الوفاة وكيفية نقل جثمانه إلى لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 12-13 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

المسيح قام حقاً قام. عيد مبارك على الجميع وينعاد على البشرية جمعاء بالسلام والمحبة والأخوة والإيمان والرجاء.

فيديو الذبيحة الالهية وقداس الفصح المجيد الذي احتفل به اليوم برئاسة البطريرك الراعي  في الصرح البطريركي - بكركي

https://www.youtube.com/watch?v=8tygOlJgg4A

 

 

أيحتاج لبنان إلى عقد اجتماعي جديد حقا؟

د. منى فياض/الحرة/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85080/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a3%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d8%a7%d8%ac-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b9%d9%82%d8%af-%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a/

 


 
ريموند إبراهيم/معهد كايتستون/ جدول بإرتكابات واعتداءات تعرض له المسيحيون خلال شهر شباط لعام 2020
 “Jihadists Martyred Him for Refusing to Renounce Jesus Christ”: The Persecution of Christians, February 2020
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/April 12/2020
 http://eliasbejjaninews.com/archives/85077/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a8%d8%a5%d8%b1/