LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april13.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

الياس بجاني/هوية لبنان لبنانية وفقط لبنانية

الياس بجاني/الملالي وحزب الله على قوائم الإرهاب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 12/04/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 12 نيسان 2019

نزار زكا لاهل طرابلس: باقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم بوجه من يتاجر بحقوقكم المسلوبة وبالسيادة واللقمة

نزار زكا: على المرجعيات السياسية عدم المزايدة في التصدي لإيران

بعد خطفه... الافراج عن اللبناني شربل طوني عقيقي في نيجيريا

خدعة الهدوء/الياس الزغبي

إدارة ترامب لن تقبل بهذا الأمر في لبنان

استقرارُ لبنان ومطاردةُ حزب الله وداعميه.. مرادفان في القاموس الاميركي

لبنان المأزوم اقتصاديا يبحث عن تحالفات غازية بعيدا عن إسرائيل

الرئيس اللبناني ميشال عون يرفض انضمام بلاده الانضمام إلى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل، لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط.

على أمل نقلة نوعية في العلاقة اللبنانية اليونانية

التلويح بفرض عقوبات أميركية على بري يستهدف داعمي «حزب الله» من طوائف أخرى/محمد شقير/الشرق الأوسط

تفكيك "شيفرة" نصرالله: "حزب الله" يتحرّك.. ومصائب إيران عند "النمر" فوائد!

غسيل أموال وتجارة مخدرات... عقوبات أميركية على قاسم شمص لارتباطه بحزب الله

"الموساد" يهدد بكشف رجل نتنياهو السرّي في الدول العربية!

حزب الله يعيش "أصعب ضائقة" في تاريخه

مصرف لبنان يبيع قرية «الطفيل» الى نظام الأسد!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قوات النخبة تستعدّ للحرب!

 عن الود بين مي شدياق وحزب الله

ما حقيقة التفويض الذي طلبته شدياق؟

هل بات حكم المحكمة الدولية قريباً؟

لبنان و... هاوية الإفلاس/فادي عيد/ليبانون ديبايت

وليد جنبلاط يتصل بحزب الله

الأحرار: اننا امام فرصة يجب الإفادة منها لوقف النزف الاقتصادي والمالي

أكاديمية بشير الجميّل تنطلق  في جامعة الروح القدس-الكسليك

كنعان بعد لقاء بلنغسلي: لا عقوبات تستهدف مسؤولين لبنانيين

محمد شقير يخسر "جولة" إلغاء «الدقائق المجانية» في الخلوي

الشيخ محمد الحاج حسن… من خِرًّيجي حوزة «حزب الله»/أحمد الحسن/جنوبية

الإدارة الأميركية تحاصر حزب الله في الداخل والخارج

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

جون أبوزيد نقطة تحوّل في العلاقة الأميركية السعودية/أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية

البنتاغون يعيد تصحيح أخطاء ارتكبتها الخارجية الأميركية في المنطقة، وأبوزيد عسكري عمل في المنطقة ومتخصص في الشأن السعودي

تسريبات إسرائيلية: ترمب سينشر «صفقة القرن» بعد تشكيل نتنياهو حكومته وأربعة أشخاص يحق لهم الاطلاع على تطوراتها

 الجنود يمنحون نتنياهو مقعداً إضافياً على حساب حلفائه من اليمين المتطرف والرئيس الإسرائيلي يقرر فتح جلسات المشاورات للإعلام

 زوارق بحرية إسرائيلية تهاجم مراكب صيادين فلسطينيين

رئيس المجلس العسكري السوداني يتنحى بعد أقل من 48 ساعة

 بعد أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات... السودان في انتظار رئيس جديد

الجيش عزل البشير وأبقاه في الإقامة الجبرية... والمعارضة تعتبره إعادة إنتاج للنظام القديم

طلب أميركي ـ أوروبي لعقد جلسة لمجلس الأمن حول السودان

تباين ردود الفعل الدولية على إطاحة البشير في انقلاب عسكري

 محكمة الجنايات الدولية تطالب باسترداد البشير

 بروفايل: عوض بن عوف... الاستخباراتي والأمني/ضمن قائمة الممنوعين من زيارة الولايات المتحدة

 الرئيس العراقي: لا نقبل أن يكون العراق منطلقاً لإيذاء جيرانه والسفير الإيراني يبلغ العراق موقف طهران بعد تصنيف «الحرس»

مظاهرات حاشدة في الجزائر احتجاجاً على بن صالح والانتخابات الرئاسية

56 قتيلاً في معركة طرابلس... والجيش يراهن على تأييد السكان والبعثة الأوروبية تغادر بحراً إلى تونس وسط تزايد ارتفاع عدد النازحين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حول الجزائر والسودان: سيتحدثون عن مؤامرة و”أم المؤامرات”/توفيق شومان

«حزب الله»... بين جرمانوس و«شعبة المعلومات/ملاك عقيل/الجمهورية

الحدود البحرية: ما أنجزه السنيورة بدّده حزب الله وباسيل/منير الربيع/المدن

لبنان ... الذي سرقوه/ جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

نيسان 1975: ربيع لبنان المكسور/أحمد جابر/المدن

المفاجأة السعودية - الإيرانية ممكنة... ولكن/طوني عيسى/الجمهورية

العقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني تضع «قواعد الاشتباك» على المحك!/رلى موفّق/اللواء

الإتصالات لا تزال مجمّدة بين الضاحية والمختارة/كلير شكر/الجمهورية

المشاريع الاميركية للمنطقة فجّرت حروباً اهلية في لبنان/كمال ذبيان

الدولة اليتيمة بعد سنتين على غياب سمير فرنجية/ كلّما ابتعد تفاقمت حاجة المعايير المتعاظمة إليه/عقل العويط/النهار

تهشيم الأمن والقضاء في مرحلة المواجهة الأميركية/هيام القصيفي/الاخبار

ما بعد نتنياهو: حرب على حزب الله في لبنان/شادي علاء الدين/العرب

 الصدام آت../عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

إسرائيل ولبنان والحرب.../نبيل هيثم/الجمهورية

إنقلابُ السودان وأوهام البطولات اليسارية/أحمد خواجة/ لبنان الجديد

السودان ينقلب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران: نص جديد لدمية التكلم البطني/أمير طاهري/الشرق الأوسط

بيان عائلة خاشقجي... والميديا الهزيلة/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عندما يكون العسكريون هم المشكلة... والحل!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الجولان... وإهمال النظام بناء الجيش الوطني/حسن عبد العظيم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لوفد اميركي: نرفض جعل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سيادة اسرائيل ومن حقنا استعادتها بكل السبل المتاحة

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس حمادة: قرارات موجعة نعمل لتكون عادلة ونافعة

بري استقبل وفدا من الكونغرس وعرض الوضع الامني مع ابراهيم

ابي نصر:الحوار هو السبيل القويم للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته

الرئيس اليوناني زار دير سيدة البلمند ويازجي قلده وسام القديسين بطرس وبولس: مركز محوري في انطاكيا

رئيس جمهورية اليونان غادر مختتما زيارته الرسمية للبنان

لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في رسالة الى ماروتي: نضم صوتنا الى برلمانكم في دعوة حكومتكم للاعتراف بالابادة الارمنية

عمار الموسوي عرض مع كوبيش التطورات المحلية والاقليمية: لايجاد الحلول لاعادة النازحين السوريين

الراعي نقلا عن عون: مشروع الموازنة سيدرس الاسبوع المقبل ومسيرة مكافحة الفساد مستمرة ونعمل للخروج من الضائقة الاقتصادية

الراعي بعد مباركته متحف الاستقلال: علينا المحافظة على المواطنة السياسية لا المذهبية كي لا نضيع قيمة الوطن الجميل: اليوم الطرقات مفتوحة لكن لا تلاقي ولا تواصل ولا عمل دؤوب لإعلاء مصلحة الوطن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله

“رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة06/من12حتى23/: “”يا إخوَتِي، لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ. وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة. فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا! أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ. فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه.وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ. وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ ٱجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة. فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ. فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا المَوْت. أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. لأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيئَةِ هِيَ المَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في المَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني بأي شيء بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع قول رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هوية لبنان لبنانية وفقط لبنانية

الياس بجاني/11 نيسان/19

لا يمكن للسيادي والإستقلالي والدستوري اللبناني الذي هو مواطن بلد الرسالة والتعايش وقبول الآخر والإنفتاح والحريات والتاريخ والشهداء إلا أن يكون لبناني الهوية..ونعم نحترم كل هويات الغير ولكن هوية لبنان هي لبنانية وفقط لبنانية ومن يتخلى عنها يتخلى عن ذاته وكيانه ويفقدهما وينتهي تابعاً وعبداً.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

حلفاء الملالي و”حزب الله ” على قوائم الإرهاب/الياس بجاني/11 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

 

الملالي وحزب الله على قوائم الإرهاب

الياس بحاني/10 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73717/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84/

العدل إن كان من عدل دولي وعربي وأخلاقي هو ان تُفرض العقوبات الصارمة والرادعة، ليس فقط بحق كيانات وتفرعات وأذرع حزب الله والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، بل على كل من هم حلفاء لحزب الله وإيران ولمشروع الملالي التوسعي والاستعماري والمذهبي، وأيضا يجب أن تطاول وبشدة كل من دخل معهم وبنفس المعيار القانوني الردعي من سياسيين وأفراد وتجار ودول وجماعات في صفقات وتسويات مقابل كراسي ومنافع مالية شخصية وسلطوية، كما هو للأسف حال غالبية طاقمنا السياسي والحزبي والإعلامي اللبناني الوصولي والانتهازي والنرسيسي والإسخريوتي بعقله وممارساته وثقافته. وهنا "كلون يعني كلون" من داخل وخارج لبنان، ومن الكبار بمناصبهم ونزولاً دون استثناءات، وإلا فالج لا تعالج.

فنظام الملالي هو سرطان قاتل ينخر بسوسه وفجوره وبكل لوثاته الجنونية والمذهبية والواهمة ومنذ 40 سنة ليس فقط لبنان والدول العربية، بل كل ركائز ومقومات السلام والأمن والاستقرار والحريات والقوانين والشرعة الدولية في كافة الدول الغربية والعربية والإفريقية.

وتحديداً، فإن سرطان حزب الله القاتل في لبنان قد غير وجه البلد الحضاري والسلمي والتعددي والمسالم، وضرب ضرباً مدمراً وقاضياً كل أسسه الكيانية والدستورية والثقافية والتعايشية والمعيشية، وفرض بقوة السلاح والإرهاب طاقماً سياسياً وحزبياً مجرداً من كل القيم والأخلاق والوطنية، همه الوحيد مصالحه المالية والسلطوية.

أما هرطقة ما يسميه الطاقم السياسي والحزبي في بلدي لبنان الحبيب المحتل "بالاستقرار"، فهي أداة نفاق وكذب ودجل الغاية منها تبرير الركوع والخنوع والاستسلام للمحتل الإيراني المتمثل بذراعه الإرهابية، حزب الله، مقابل حصص في السلطة المهترئة التي هي عملياً فتات لا أكثر ولا أقل.

استسلام وتهميش مصحوبين بالتنازل الكامل والشامل عن كل ما هو هوية وتاريخ وإستراتجية وطنية واستقلالية وكيانية ودستورية ومواقع قرار على كل المستويات وفي كل المجالات.

فغالبية الطاقم السياسي والحزبي اللبناني أدمن العبودية بأبشع صورها وفقد عن سابق تصور وتصميم وعلى خلفيات إبليسيه كل كرامة وعزة وعنفوان.

فغالبية الطاقم السياسي والحزبي اللبناني تاجر يقفز بفجور وجحود وعلى مدار الساعة على دماء وتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز.

فغالبية الطاقم السياسي والحزبي اللبناني لا أمل ولا رجاء منه لا اليوم ولا في أي يوم، وبالتالي بات مطلوباً بدائل من الشرفاء والأحرار لا يريدون أي شيء لأنفسهم وكل همهم استعادة السيادة المنتهكة، والاستقلال المغيب، والقرار المصادر، وإنهاء احتلال حزب الله، وتحرير لبنان من شروره، وإخراج إيران والمساعدة بالتضامن والتكافل مع كل الدول العربية لإرجاع إيران إلى إيران.

اليوم شعب لبنان هو إما مع لبنان الكيان والهوية والحريات والدستور والتعايش، وضد كل الحكام والأحزاب والأطقم السياسية المستسلمة والخانعة بذل لاحتلال وإرهاب حزب الله، أو أنه من المستسلمين له والراضين بالذمية والتقية والعبودية والهوان.

يبقى، فإن لا خياراً ثالثاً، ولا مجالاً لا للذمية، ولا للرمادية، ولا للتشاطر والباطنية واللعب على الحبال البهلوانية.

ومن هنا فإن إي تجمع سياسي لبناني مذهبي أو عابر للمذاهب هو في طور التحضير حالياً لن يكون لظهوره ودوره أية فائدة أو قيمة وطنية وسيادية وكيانية، وكذلك لن يستمر وينجح، إن لم تكن أولى أولوياته العلنية والشجاعة هي مواجهة حالة حزب الله الإرهابية والإحتلالية والفارسية بكل الوسائل المتوفرة والتي في مقدمها الالتزام الواضح والجلي بالقرارات الدولية (1559 و1701) وبالدستور اللبناني وبالشرعية الدولية... وكذلك، ودون مواربة عدم مشاركة حزب الله في الحكم تحت أي ظرف.

كما أن خيار السعي لإعلان الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة وغير قادرة على حكم نفسها هو خيار لا يجب أن يغيب عن أجندات الأحرار والسياديين في حال استمر الوضع الدركي على حاله.

وبالخلاصة فان التركيز الكلي يجب أن يكون أولاً وأخيراً على تحرير لبنان من إرهاب واحتلال حزب الله، والتخلص من كل آفات تمدد وإنفلاش المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والاستعماري، ومن كل شعارات الملالي و"محور الممانعة" الكاذبة والخادعة في تجارة المقاومة والممانعة والتحرير.

*ملاحظة: رابط المقالة في جريدة السياسة الكويتية/11 نيسان/19/اضغط هنا لقراءة المقالة

*الكاتب وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 12/04/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

من غير الواضح بعد ما إذا كان يراد لربيع السودان ألا يثمر زهره تحقيق مطالب المحتجين طوال ثلاثة أشهر ونيف أي سلطة مدنية تمثل تطلعاتهم بمعايير الحدود الدنيا من الديمقراطية.

لكن من شبه الواضح أن المجلس العسكري الانقلابي الذي لم يثلج صدور السودانيين أوصل رسالة سلبية الى المجتمع الدولي عبر اعلانه عدم تسليم البشير للمحكمة الدولية ملوحا بمحاكمته محليا علما أن المجلس العسكري هو صنيعة البشير نفسه.

الخوف نفسه يتملك الجزائريين من استمرار تركة نظام بو تفليقة في القرار السياسي بالرغم من تحديد موعد لانتخاب الخلف فشهد اليوم كغيره من أيام الجمعة حشودا كبيرة من المتظاهرين في العاصمة ومدن أخرى.

محليا وفد من الكونغرس الأميركي يجول في لبنان مستطلعا الرأي حول التطورات السياسية وملف الغاز، هيئة مكتب المجلس النيابي رتبت لجلسة الأربعاء التشريعية. وفي طرابلس يتحرك الرئيس الحريري داعما ديما جمالي في انتخابات الأحد.

إذا الرئيس عون الذي التقى وفد الكونغرس الأميركي شدد على رفض ضم الجولان لإسرائيل لأن فيه مزارع شبعا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بين أحد السباق الإنتخابي وأربعاء العمل التشريعي توزع المشهد اليوم.

حمى التنافس الفرعي دفعت الرئيس سعد الحريري لزيارة طرابلس، حيث رفع الصلوات في أحد مساجدها وجال على فعاليات المدينة مؤديا كل واجباته السياسية بعدما بات الإستحقاق الشمالي بمثابة إستفتاء على الشعبية بالأصالة عن الحريري نفسه، وعبر منح الوكالة لديما جمالي دون غيرها من المرشحين الآخرين.

في النصف الآخر من المشهد الداخلي كان المطبخ التشريعي المتمثل بهيئة مكتب مجلس النواب يعد مكونات الجلسة التشريعية التي دعا إليها الرئيس نبيه بري الأسبوع المقبل، ومن بينها مشاريع دسمة كالمشروع المتمم لخطة الكهرباء الذي ينتظر أن تبت به لجنة الأشغال والطاقة مطلع الأسبوع المقبل قبل عرضه على الهيئة العامة.

وربطا بالتشريع فإن البحث في الموازنة يحرز تقدما مهما بين الكتل مع ترقب إجتماعات إضافية مرتقبة على أن يتم درس مشروع هذه الموازنة في مجلس الوزراء الأسبوع المقبل وفق ما نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي عن رئيس الجمهورية.

المشهد الداخلي لم يخرقه سوى زيارة لوفد من الكونغرس الأميركي هي الأولى إلى لبنان بعد قرار دونالد ترامب حول الجولان.

وفيما لم يدل الوفد بأي تصريح في عين التينة سمع في بعبدا رفض لبنان لوضع الجولان السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية وبالتالي رفض وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت هذه السيادة أيضا والتأكيد على حق لبنان من أجل إستعادتها بكل الوسائل المتاحة.

في المنطقة لا تزال السودان هي نجمة الأحداث حيث عقد المجلس الانتقالي العسكري مؤتمرا أكد فيه على الاحتفاظ بوزارتيْ الدفاع والداخلية في التشكيلة الحكومية المقبلة معربا عن استعداده لتسليم السلطة لحكومة مدنية في فترة عامين أو خلال شهر إذا توافقت جميع الأطراف هذا في وقت استمرت فيه الاحتجاجات الشعبية الرافضة للمجلس الانتقالي مع إعلان تجمع المهنيين السودانيين أنه سيقاوم اجراءات هذا المجلس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

إذا كان المعلوم أن نسبة المشاركة في الانتخابات الفرعية في طرابلس الأحد المقبل ستتصدر العناوين اعتبارا من صباح الاثنين، لاسباب لا تخفى على احد، فالمجهول اليوم هو سبب التناقض الواضح في مواقف بعض الافرقاء،الذين يطبلون ويزمرون يوميا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعناوين الإصلاح والشفافية والحرص على المال العام، ولكن عندما تدق ساعة الحقيقة في المؤسسات، تتكشف الحقائق، وتظهر الخلفيات، ويضاف سؤال إلى أسئلة كثيرة، عن الغاية من توتير الأجواء، والتصعيد المستمر، فيما المطلوب توحيد الجهود لإنقاذ البلاد ومنع تحولها إلى يونان ثانية، كما حذر رئيس الحكومة قبل يومين، إذا لم تتخذ إجراءات.

فبعد ما أثير حول خطة الكهرباء، وما تخيَّله البعض من أدوار وهمية لنفسه، أتت مجريات جلسة مجلس الوزراء أمس لتنكأ الجرح السياسي، عبر طلب التوظيف غير المباشر الذي أدرج في البند التاسع من جدول الأعمال، والذي جوابه ليس بالرفض المطلق لمجرد الرفض، بل بسيل من الاستفسارات، خصوصا أن الجهة التي طرحت التوظيف المذكور، رفضت مثله في الجلسة نفسها، وقبل دقائق معدودة.

وكما أن كلام الليل لا يمحوه النهار، كذلك المواقف داخل جلسات مجلس الوزراء ولدى الخروج منها، لا يلغيها بيان مقتضب لوزير يصدر بعد الجلسة، لأن "من يدق الباب... سيسمع الجواب"، كما أكد وزير الدفاع الياس بو صعب للـ OTV.

وفي كل الأحوال، لعلَّ الأخطر من مجريات الجلسة، التفاصيل المحيطة بطلب التوظيف غير المباشر نفسه، فيما اللبنانيون يتطلعون بأمل إلى الخطوات الموعودة على مستوى الإصلاح، والتي لا تشبه في شيء ممارسات البعض، التي تسوَّق على غير ما هي عليه.

في كل الأحوال، حكومتنا تعمل. هذا ما يستخلص من مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي جال اليوم في طرابلس، وهو بالضبط ما يرجوه اللبنانيون، حتى لا تنزلق البلاد نحو ثالث عشر من نيسان اقتصادي ومالي، فيما المطلوب تجاوز مفاعيل الثالث عشر من نيسان السياسية نحو وضع أفضل على مختلف المستويات، وفي أقرب وقت ممكن.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

شهر دقيق كما وصفه الرئيس نبيه بري، لن تقف حدود دقته عند الوضع اللبناني المختنق بين سوء ادارة الاقتصاد الوطني الموروث منذ امد، وبين الحبال الاميركية التي تضغط على المالية العامة، بل الدقة في شتى الساحات التي تحضر فيها البصمات الاميركية المصحوبة بتوابعها العربية، ودائما خدمة للحكومة الصهيونية..

دقة مع ارهاصات الضيق الذي يطبق على انفاس المعتدين على اليمن، ومعه ارق المحتلين الصهاينة من مسيرات العودة عند حدود غزة فضلا عن فدائيي الضفة..

دقة لن تعفى منها تطورات السودان والانقلاب المرفوض من الشعب الذي انتبه لحركة التفافية على مطالبه بحسب ما تقول فئاته المهنية التي تقود التظاهرات الشعبية، ولن تغيب حراجة المشهد عن الجزائر وتونس، فضلا عن ليبيا التي تقاتل نفسها باجندات القوى المحركة لمكوناتها السياسية..

هل يعتبر اللبنانيون من هذا المشهد فيمضون بسياسات حكيمة لانقاذ البلاد ولم الشمل، والعناية بالواقع الاقتصادي ضمن سياسات حكومية لا تحتكم الى ترف بعض الطروحات الوزارية، والغوص في عملية ضبط للانفاق والهدر ليس عبر خطوط المواطنين الخلوية او كاميرات مراقبة الامتحانات الرسمية..

فالرقابة تفرض الاطباق على تلك المقترحات عند اصحابها، والذهاب إلى التعهدات الحكومية بتعديل الانفاق في الموازنة وتحسين الجبايات من الاملاك البحرية والجمارك وغيرها، لا من المواطن الذي يدفع فاتورة اتصال هي الاغلى في العالم، فيما تطالب الحكومة باعفاءات ضريبية لكبرى الشركات والمؤسسات المعروفة الوجهة في البلاد..

فحزب الله اعلن عبر نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم انه لا يمكن القبول بفرض ضرائب على المواطنين، مؤكدا ان حزب الله رسم قواعد العمل لأمرين هما: مكافحة الفساد، والاصلاح الاداري والمالي..

اما الامر المرسوم بقناعة كل اللبنانيين، فقد ابلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوفد اميركي: للبنان الحق بالعمل لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكل السبل المتاحة..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المسستقبل"

بعد غد عاصمة الشمال طرابلس على موعد مع اجراء الانتخابات النيابية الفرعية عن المقعد السني الخامس، وعلى مسافة يومين من موعد الانتخابات حل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ضيفا على طرابلس واهلها.

الرئيس الحريري الذي ادى صلاة الجمعة في مسجد السلام الذي كان تعرض لتفجير ارهابي جال على قيادات وفعاليات المدينة والمفتي مالك الشعار واطلق من الفيحاء سلسلة مواقف سياسية واقتصادية وانمائية.

الرئيس سعد الحريري كشف ان حصة "طرابلس والشمال تفوق العشرين في المئة من مشاريع سيدر التي تقدر كلفتها في المرحلة الأولى عشرة مليارات وثمانمئة مليون دولار واكد ان المنطقة الإقتصادية الوحيدة هي في طرابلس وكل لبنان سيستفيد منها كذلك تطرق الى موضوع الموقوفين الاسلاميين مؤكدا العمل على موضوع العفو العام وكل القوى السياسية أصبحت مقتنعة بان ظلما قد لحق بهؤلاء الموقوفين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الرئيس الحريري في طرابلس، والعين على صناديق الإنتخابات الفرعية في عاصمة الشمال لتكون المشاركة كثيفة بعدما باتت النتيجة شبه محسومة.

ينتهي اليوم الطرابلسي ليعود الرئيس الحريري إلى بيروت، والعين على الخزينة العامة لتكون نسبة العجز فيها أقل من السابق، وبما يتلاءم مع شروط " سيدر ".

وبين صناديق الإنتخابات وخزينة الموازنة العامة، ينتظر المواطن وضع الموازنة العامة على جدول إعمال مجلس الوزراء.

التحدي الأكبر هو خفض العجز، والأبواب التي من خلالها سيتم الدخول إلى بدء الخفض: هل هي من باب التوظيفات وتكلفتها؟ أو هل هي من باب الكهرباء وتكلفتها؟ أو هل هي من باب فوائد الدين وتكلفتها؟ في اي حال، وأيا تكن الأبواب التي من خلالها سيكون الدخول إلى الخفض، فإن هذه العناوين الثلاثة دونها عقبات وتعقيدات، فهل ستتمكن السلطة التنفيذية من أن " تقوي قلبها " لتتخذ الإجراءات الموجعة؟ وأين تكمن هذه الإجراءات؟ هل في الرواتب؟ هل في خفض الرواتب المرتفعة لكبار الموظفين؟

الجلسة لناظرها قريب، ولكن ماذا عن مجلس النواب؟ هل سيوافق على ما سيتم إقراره في مجلس النواب؟ مؤشرات تتحدث عن أن هناك توافقا رئاسيا على "تقشف الضرورة" بما يشكل قطعا للطريق على أي اعتراضات أو احتجاجات، سواء السياسية أو في الشارع، ولكن على الرغم من هذا التوافق فإن العبرة تبقى في التنفيذ.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

خطة الكهرباء على نار حامية الاربعاء المقبل في مجلس النواب اما حكوميا فالموازنة صارت الاولوية والهدف واذا كانت طريق خطة الكهراء سيمر بهدوء اشتراعي باعبتار انه اشبع درسا في اللجنة الوزارية ثم في مجلس الوزراء فان الامر سيكون مختلفا بالنسبة الى الموازنة (موازنة عام 2009 لن تكون كسابقاتها لان الوضع الاقتصادي يزداد تدهورا ما يفرض اتخاذ قرارات غير شعبية.

النائب مروان حمادة وصف من عين التينة هذه الاجراءات الموجعة متمنيا ان تكون عادلة ونافعة. في المقابل اعتبر البطريرك الراعي من بعبدا ان التقشف لا يؤدي حكما الى تشليح الناس حقوقهم لكن بين التمنيات والمواقع مسافات شاسعة في لبنان اذ من يضمن ان لا يدفع الناس ثمن فساد معظم الطبقة الحاكمة مرتين.

في هذا الوقت وفدان يستأثران بالاهتمام ويستحقان المتابعة الوفد الاميركي الموجود في لبنان والفد اللبناني الموجود في اميركا والمعلومات تشير الى تداخل مباشر وغير مباشر بين مواضيع الوفدين فالتطورات الاخيرة هي الطاغية بدءا من تشديد العقوبات على حزب الله وحلفائه وصولا الى ملف النازحين السوريين.

انتخابيا الانظار بدءا من الليلة مشدودة الى طرابلس ومعركتها فالرئيس الحريري زارها اليوم والتقى معظم فاعلياتها في محاولة لشد العصب قبل يومين من فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين. والواضح من تتبع نشاط الماكنة الانتخابية المستقبلية ان الهدف رفع نسبة الاقتراع حتى لا يكون الفوز الثاني لديما جمالي مطعونا شعبيا هذه المرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الى جانب عراقة خان الصابون ورهبة تاريخ مسجد المنصوري الكبير وجامع طينال وهندسة قلعة طرابلس، وعطفا على أسواق العطارين ودعسات أقدام الأتراك وإبراهيم باشا وحمامات الفيحاء والتكايا والزوايا، فإن التاريخ قرر أن يدخل ديما جمالي إلى فهرسه لكونها أول امرأة نجحت "بصمت"، جندت رئاسة الحكومة لخاطرها ووضعت في تصرفها كل الفرقاطة الانتخابية لتيار المستقبل وديار العزم والصندوق الأبيض لمحمد الصفدي، واهب النفط الانتخابي في مقابل الغذاء الوزاري، صلى لها سعد ودعا لها نجيب وآمن فؤاد وسلم أشرف، وقدم محمد صندوق زكاة وسبقتهم بهية إلى الابتهال في أربعاء المدينة.

ارتفع رئيس الحكومة لأجلها إلى السماء وطار في طوافة عسكرية نحو طرابلس وانضم الى فيلق الشيخ أحمد لإجراء الهندسة الانتخابية لمعركة فرعية ليس لها أعداء سياسيون والحشد السياسي إلى طرابلس بلغ أشده عندما صدحت مواقف المبايعين تاييدا لمرشحة المستقبل.

ويحكى أن فؤاد السنيورة رأى أن انتخاب ديما جمالي يشكل دعما لبسط سلطة الدولة وأن الرئيس الحريري قرر أن يتطوع في الماكينة الانتخابية مستخدما صفته كزعيم لتيار المستقبل تاركا رئاسة الحكومة في بيروت متعاونا مع اللواء ريفي "لانو الدم ما بصير مي".

لديما كل هذا الجمال السياسي الطبيعي والمصطنع معا لكن المرشحة التي قامت الدنيا من أجلها "لم تنبس ببنت شفة" لم يسمع الطرابلسيون صوتها تقدمت الجولات لكبار الزوار السياسيين ابتسمت وصمتت لأنها إن تفوهت ارتكبت العجائب وراكمت رفع الدعاوى فهل كانت المنازلة مع المستقل الوحيد يحيى مولود تستلزم إنزال النورماندي على شواطئ طرابلس ؟ والقيام بمعركة واترلو فرع الفيحاء ؟ وضخ الوعود في مدينة لا يزورونها إلا على التوقيت الانتخابي؟

واذا كانت هذه المعركة ضد "الفرس" كما روجت المستقبل سابقا فلماذا لم يدعم التيار الأزرق المرشح المعتقل في إيران نزار زكا ابن طرابلس كيف قضت داخلية ريا الحسن برفض طلب ترشح زكا ثم انتزع الرجل قرارا بالإجماع من مجلس شورى الدولة يثبت ترشحه.

فهذا القابع في سجن ايراني كان سيشكل عنوان معركة ضد الفرسنة لكن المستقبل اليوم وجدت نفسها في خندق واحد مع الحرس الثوري الايراني ضد نزار زكا وديما ما زالت لا تنطق تجول متبعة الصمت الانتخابي قبل أوانه وذلك لعدم الانزلاق.

فيما الداعمون الكبار للمستقبل يبيعون الطرابلسيين وعودا في الهواء وكل على ليلاه يغني ويؤلف مواويل الانتخاب.

على توقيت "جمعة جمالي" في طرابلس كانت العواصم والمدن العربية الثائرة تأخذ مسمياتها غزة خرجت ضد التطبيع الجزائر تظاهرت رفضا "للباءات الثلاث" رئيس المجلس الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز وهؤلاء هم رجال "الباء الرابعة" عبد العزيز بوتفليقة في السلطة.

وإذا كانت قيادات الجزائر الحاكمة قد عينت بقرار عسكري فترة تسعين يوما فإن قيادات السودان سبقتهم ومددت حكم العسكر عامين متتاليين بعد عزل عمر البشير لكن ثورة السودان مستمرة وتظاهراتها عمت الخرطوم اليوم رفضا لانقلاب الجيش على البشير وعلى الشعب معا المتظاهرون رفضوا قلب الأدوار وتكرار تجارب عربية سابقة حيث الشعب يثور ويريد فيحكم العسكر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 12 نيسان 2019

النهار

تردد أن مرجعاً رفيعاً وحزباً فاعلاً وعدا أحد خصوم رئيس التقدمي بحصة في التعيينات الادارية في الفئتين الاولى والثانية.

يدعي حزب ناشئ أنه أعاد نحو ألفي نازح سوري الى بلادهم من دون أن يشير الى أي دور للأمن العام اللبناني المعبر الحصري لعودة السوريين.

انطلقت حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسأل السيد حسن نصرالله عن تجاهله موضوع "إهداء" حلفائه اسرائيل رفات أحد جنودها عشية الانتخابات ما شكّل دعماً لنتنياهو.

الجمهورية

قال سفير سابق في دولة غربية إنه حتى الآن لا ضوء أخضر أميركياً لقيام إسرائيل بشن عدوان على لبنان.

تلقّى أحد الوزراء لوماً من فريقه السياسي على خلفية "ذوبانه" في حضن وزير آخر.

توقف مراقبون أمام إصرار بعض القيادات اللبنانية على إستذكار حدث أليم وبين إصرار آخرين على تجاهُله تماماً.

اللواء

لم يبدِ مرجع حماساً لفكرة تتعلق باتخاذ إجراءات قاسية إزاء المخططات والرواتب، بصرف النظر عن مستوياتها.

اتخذ حزب يميني قراراً بألا يكون رأس حربة بمواجهة حزب، يختلف عقائدياً معه، لكنه يلتقي معه في أكثر من ملف داخلي.

يرجح مصدر دبلوماسي "مشرقي" كفة التفاوض بين دولتين كبرى وإقليمية، مهما تصاعد التوتر الإجرائي بينهما!.

البناء

قال مسؤول عربي سابق تعليقاً على أحداث السودان إنّ الغموض السياسي في الخيارات الكبرى للحراك الشعبي وقادته كما للانقلاب العسكري وقادته يكشف أنّ التبديل في المواقع تفادياً للخسارة وهم وسراب، فلو سلك الرئيس عمر البشير الطريق التي سلكتها سورية أمام التهديد بأن تشمله موجة الهجوم الخليجي بـ "الربيع العربي" ربما كان تخطى الأزمة، وما يجري يقول إنّ في المنطقة لعنتان واحدة هي لعنة سورية تلاحق من تآمروا عليها وواحدة هي لعنة اليمن تلاحق من تورّط في الحرب وما فيها من جرائم.

الاخبار

تضغط بعض الجهات السياسية على محافظ بيروت زياد شبيب ورئيس بلدية العاصمة جمال عيتاني من أجل ترقية عدد من العاملين في فوج الإطفاء والحرس البلدي، من غير مستحقي الترقية.

بعد قطع حزب الله علاقته بالنائب السابق وليد جنبلاط بسبب مواقفه من سوريا وإيران، ومن ثمّ إصدار الوزير وائل أبو فاعور قراراً يلغي فيه قرار وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن بمنح ترخيص لإنشاء مجمع صناعي في عين دارة لآل فتوش، بادر جنبلاط إلى التواصل مع قيادة "الحزب" من أجل تسوية الوضع بينهما. وبحسب معلومات "الأخبار"، فإنّ لقاءً سيُعقد الأسبوع المقبل بين مسؤولين من حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.

رغم المذكرة الإدارية التي عممها وزير الصحة جميل جبق بتاريخ 28 آذار 2019 على المستشفيات الحكومية للتقيد بالقوانين، ومن ضمنها إلغاء جميع الموافقات الاستثنائية الممنوحة لرؤساء وأعضاء مجالس إدارة المستشفيات ومديريها، بما فيها الموافقة الاستثنائية على ممارسة المهمات الطبية داخل المؤسسات العامة، يستمر رئيس مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي أحمد الصمدي بالتطبيب داخل المستشفى من دون أن يُتَّخذ بحقه أي إجراء لمخالفته الأنطمة المرعية.

يؤكد مسؤولون في تيار "المستقبل" أن النائب السابق عقاب صقر طلب من معنيين في التيار دعم النائبة بولا يعقوبيان، لمواجهة "الحملة" التي تعرضت لها بعد هجومها على الوزير جبران باسيل والمدير الأسبق لمكتب رئيس الحكومة، نادر الحريري. ونصح صقر، عبر إحدى المجموعات على تطبيق "واتساب"، بمساندة يعقوبيان، واضعاً ذلك في إطار التكتيك السياسي الناجح. لكن مسؤولي التيار الأزرق عارضوا اقتراح النائب السابق.

 

نزار زكا لاهل طرابلس: باقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم بوجه من يتاجر بحقوقكم المسلوبة وبالسيادة واللقمة

الجمعة 12 نيسان 2019/وطنية - اعلن المكب الاعلامي للمرشح الى الإنتخابات النيابية الفرعية في قضاء طرابلس، نزار زكا، انه وجه نداء توجه فيه الى أهل طرابلس مبديا ثقته "بخياراتهم وحسهم الوطني وتجذرهم في مدينتهم ولبنانيتهم وعروبتهم". وقال: "إنكم في 14 نيسان ستختلون مع ضميركم ووجدانكم الشخصي والوطني خلف العازل الإنتخابي لكي تقترعوا بكل حرية الى من ترونه يمثل خياركم الإنتخابي - السيادي، الى من يشبهكم قلبا وقالبا، الى من ذاق مثلكم، ولا يزال، المر الشديد في زمن الشدائد، وما أكثرها وأغلبها". اضاف: "إجعلوا هذه الإنتخابات منبرا صارخا في وجه كل من يتاجر بالسيادة والحرية واللقمة، بحقوقكم المسلوبة. إجعلوها مدوية، رسالة الى الظالم، كل ظالم في العالم. كم كنا نتمنى ان يكون نادي المليارات أكثر إنسجاما مع خيارات قياداتهم وقواعدهم وأهلنا في طرابلس، وأنا منهم، بدلا من ان يتوافدوا زرافات الى المدينة عشية الانتخابات للتعويض عن بدل ضائع. فلنثبت أننا نقترع كلنا بضميرنا الحي، للسيادة والإستقلال، للاعتدال والإنفتاح، للحرية، للعدالة، للتعددية، للانماء المتوازن". وتابع: "الأخلاق السياسية الحميدة كانت تفترض بالمسؤولين، أن يأخذوا في الإعتبار التضحيات الجمة التي قدمناها من أجل لبنان والحرية والسيادة والإعتدال. لكنهم غفلوا عن كل ذلك. فضلت قوى المال الإئتلاف فيما بينها ضد شعبها، فتناست التضحيات، تناست الدماء التي أهرقت على مذبحها، من محمد شطح، شهيد الإعتدال، الى وسام الحسن ووسام عيد شهيدي الأمن، وأنا نزار زكا الشهيد الحي لحرية التعبير". بإقتراعكم لي تقترعون لأنفسكم، لكل واحد منكم، لأننا نتقاسم الهم نفسه، المأساة نفسها، الدماء ذاتها، والثورة على الظلم والتجاهل والتنكر لأبسط حقوقنا، نحن المواطنين العاديين. بإنتخابكم لي سيؤرق كرسيكم الفارغ في مجلس النواب كل مسؤول عن وعد فارغ قدمه لكم عشية الانتخابات، كل مسؤول قدم صلاحياته على واجباته تجاهكم".

 

نزار زكا: على المرجعيات السياسية عدم المزايدة في التصدي لإيران

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - وزعت عائلة المرشح للانتخابات الفرعية في قضاء طرابلس نزار زكا، تصريحا له قال فيه: "إني إذ أكن كل احترام لجميع المرشحين، تماما كما لمرجعياتهم السياسية، وإذ أكرر تمسكي بحرية التعبير واحترام معتقد كل شخص، أستحلف تحديدا هذه المرجعيات السياسية بأن يحترموا مشاعري ومشاعر عائلتي واهلي في قضاء طرابلس، سائلا إياهم عدم المزايدة علينا في موضوع التصدي لايران وحزب الله، لأنه لم يعد في استطاعتي بعد اليوم التجاهل او السكوت عن اي مزايدة". أضاف: "تجاهرون بالتصدي لإيران، بينما أفعالكم تتعارض لا بل تنقض تماما أقوالكم، وإلا كيف تبررون سكوتكم وتجاهلكم التام (...) بعد أربعة أعوام من خطفي، ولم تصدروا بيانا واحدا يدين هذه العملية أو تخطوا خطوة عملية واحدة للضغط من أجل تحريري؟ لذلك اتوسلكم الا تلجأوا الى المزايدة، فيما كان ولا يزال في إمكانكم مواجهة المحور الايراني وصنع التاريخ، بتصحيح مواقفكم وتعديل البوصلة قبل فوات الاوان، وتاليا الذهاب نحو انجاز الانتصار المدوي طرابلسيا ولبنانيا وعربيا وحتى دوليا. لكن على ما يبدو هذا الانجاز ليس ضمن اهدافكم او حتى اولوياتكم". وختم زكا: "في اي حال، اتمنى عليكم عدم الاستخفاف بعقولنا وتجنب هذا الخطاب الاستفزازي لجهة إدعائكم التصدي المزعوم لايران، بينما الحقيقة واضحة وضوح الشمس التي لا أراها سوى ساعة يوميا بالتزامن مع موعد الغداء، عندها علي ان اختار بين وجبة الغداء ورؤية نور الشمس. هل في استطاعتكم مساعدتي في هذا الخيار؟"

 

بعد خطفه... الافراج عن اللبناني شربل طوني عقيقي في نيجيريا

ليبانون فايلز/الجمعة 12 نيسان 2019 /افرج عن الشاب اللبناني شربل طوني عقيقي(27 عاما) من كفرذبيان والذي كان اختطفته عصابة مسلحة من يومين، في نيجيريا وطلبت فدية لاطلاق سراحه. وفي التفاصيل انه في خلال الليلة الماضية افرجت العصابة عن عقيقي في احدى غابات نيجيريا، وتم نقله في سيارة اسعاف الى مستشفى في لاغوس بمواكبة من سيارة الشرطة. اشارة الى ان عقيقي كان في طريقه الى عمله برفقة زميله شربل جبور حين هاجمتهما عصابة، حاولا الهرب منها الا انها وجهت اسلحتها الى المركبة التي يستقلانها، واطلقت النار عليهما، لينتهي المكمن المسلح بإصابته وخطفه اضافة الى إصابة زميله الذي تمكن من الهرب

 

خدعة الهدوء

الياس الزغبي/12 نيسان 2019

يجب ألّا يخدعنا هدوء ١٣ نيسان ٢٠١٩، فلبنان "المحيّد" في الشكل عن غليان المنطقة، معرّض، في أي وقت، للغرق في وحولها، طالما أن "حزب اللّه" يشكّل ضلعاً من ضلوع الحرب العتيدة، وطالما أن هناك بين الحكّام من يغطّي هذا الضلع ويحميه.

هناك فرصة وحيدة أمامنا للنجاة: أن "يقذف الله في صدره" نور الحياد! هل يرغب؟ بل، هل يستطيع؟! فكل ما عدا ذلك بناء على هواء.

 

إدارة ترامب لن تقبل بهذا الأمر في لبنان

المركزية/12 نيسان 2019 /صحيح ان التطمينات الى عدم فرض عقوبات اقتصادية على شخصيات لبنانية اضافية، تتوالى من واشنطن، وتنقلها الوفودُ النيابية والوزارية الموجودة حاليا في الولايات المتحدة، وهي تُجمع على التأكيد ان الاستقرار اللبناني أولوية أميركية، الا ان هذا الموقف "المرن" اذا جاز القول، لا يعني ان إدارة الرئيس دونالد ترامب، في وارد "التراخي" مع حزب الله، أو مع أي حركة سياسية او مالية، ترى انها يمكن ان تشكّل دعما له، ولا يعني ايضا أنها في صدد "التصالح" مع فكرة توسّع نفوذ "الحزب" على الساحة اللبنانية من خلال وجوده في البرلمان وفي الحكومة حيث يدير وزارات مهمّة أبرزها "الصحة".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن استقرار لبنان في المنظار الاميركي، لا يمكن، في اي شكل من الاشكال، ان يكون مرادفا لغضّ طرف الدولة اللبنانية او الادارة الترامبية عن ممارسات حزب الله وحلفائه ولا عليها، بل على العكس تماما. وهذا ما يفسّر "الازدواجية" في الموقف الاميركي، وقدرةَ واشنطن على الجمع بين دعمها الهدوء في بيروت، وذهابها قدما في مسار تضييق الطوق حول عنق "الحزب". في هذه الخانة، يصبّ فرضُ وزارة الخزانة الأميركية منذ ساعات، عقوبات على اللبناني قاسم شمس بتهمة نقل الأموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات و"حزب الله". وهي قالت في بيان على موقعها على الانترنت إن "شمس وشبكته العالمية لتبييض الاموال ينقلان عشرات ملايين الدولارات شهرياً من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن عصابات المخدرات ويسهلان حركة الأموال لـ"حزب الله". من جهته، اشار وكيل وزارة الخزانة للإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكر الى "اننا نستهدف البنية التحتية المالية لمهربي المخدرات هؤلاء، كجزء من الحملة غير المسبوقة لإدارتنا لمنع حزب الله وأتباعه الإرهابيين حول العالم من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدرات"، مضيفا "وزارة الخزانة تواصل استخدام أدواتها بقوة لقطع شبكات الدعم العالمية التي يستخدمها حزب الله لتمويل نشاطاته الشائنة". وتابع "مبيّض الأموال اللبناني قاسم شمس صاحب شركة "شمس للصرافة"، التي تتاجر في المخدرات في جميع أنحاء العالم نيابة عن منظمات تهريب المخدرات، تسهّل نقل الأموال التابعة إلى "حزب الله". وأوضح أن "شمس يقوم بتحويل الأموال من وإلى أوستراليا وكولومبيا وإيطاليا ولبنان وهولندا وإسبانيا وفنزويلا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، كجزء من نشاطاته المتعلقة بغسل أموال المخدرات". ومع ان شمس سارع اليوم الى "غسل يديه" من التهم الموجّهة اليه، الا ان ما كُتب في حقّه أميركيا قد كتب، والتصميمُ الاميركي على "الإجهاز" على اي فرد او "مصلحة" تشتمّ فيها دعما للضاحية، غير قابل للكسر، دائما وفق المصادر.

إزاء هذا الواقع، وفي وقت تردد اليوم ان واشنطن دعت مواطنيها الى مراجعة حساباتهم قبل السفر الى لبنان، تقول المصادر ان على الحكومة اللبنانية عدم النوم على "أمجاد" التطمينات التي سمعها النائبان ابراهيم كنعان وياسين جابر أو وزير الاقتصاد منصور بطيش في بلاد "العم سام"، بل لا بد لها من "إبقاء" السياسة الاميركية الاقليمية "العريضة"، حاضرة دائما في ذهنها، لتفادي "الأسوأ" أميركيا، فتعتمد النأي بالنفس فعلا لا قولا، وتُشرع في درس استراتيجية دفاعية تحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وتُواصل التزامها التام بالقوانين الدولية لمكافحة تمويل الارهاب، وتبادر ايضا الى إصلاحات سريعة... فهل تتحلى بالحكمة والحنكة الكافيتين للتوفيق بين المقتضيات الدولية ومتطلبات الحزب؟

 

استقرارُ لبنان ومطاردةُ حزب الله وداعميه.. مرادفان في القاموس الاميركي!

المركزية/12 نيسان/2019/صحيح ان التطمينات الى عدم فرض عقوبات اقتصادية على شخصيات لبنانية اضافية، تتوالى من واشنطن، وتنقلها الوفودُ النيابية والوزارية الموجودة حاليا في الولايات المتحدة، وهي تُجمع على التأكيد ان الاستقرار اللبناني أولوية أميركية، الا ان هذا الموقف "المرن" اذا جاز القول، لا يعني ان إدارة الرئيس دونالد ترامب، في وارد "التراخي" مع حزب الله، أو مع أي حركة سياسية او مالية، ترى انها يمكن ان تشكّل دعما له، ولا يعني ايضا أنها في صدد "التصالح" مع فكرة توسّع نفوذ "الحزب" على الساحة اللبنانية من خلال وجوده في البرلمان وفي الحكومة حيث يدير وزارات مهمّة أبرزها "الصحة".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن استقرار لبنان في المنظار الاميركي، لا يمكن، في اي شكل من الاشكال، ان يكون مرادفا لغضّ طرف الدولة اللبنانية او الادارة الترامبية عن ممارسات حزب الله وحلفائه ولا عليها، بل على العكس تماما. وهذا ما يفسّر "الازدواجية" في الموقف الاميركي، وقدرةَ واشنطن على الجمع بين دعمها الهدوء في بيروت، وذهابها قدما في مسار تضييق الطوق حول عنق "الحزب". في هذه الخانة، يصبّ فرضُ وزارة الخزانة الأميركية منذ ساعات، عقوبات على اللبناني قاسم شمس بتهمة نقل الأموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات و"حزب الله". وهي قالت في بيان على موقعها على الانترنت إن "شمس وشبكته العالمية لتبييض الاموال ينقلان عشرات ملايين الدولارات شهرياً من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن عصابات المخدرات ويسهلان حركة الأموال لـ"حزب الله". من جهته، اشار وكيل وزارة الخزانة للإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكر الى "اننا نستهدف البنية التحتية المالية لمهربي المخدرات هؤلاء، كجزء من الحملة غير المسبوقة لإدارتنا لمنع حزب الله وأتباعه الإرهابيين حول العالم من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدرات"، مضيفا "وزارة الخزانة تواصل استخدام أدواتها بقوة لقطع شبكات الدعم العالمية التي يستخدمها حزب الله لتمويل نشاطاته الشائنة". وتابع "مبيّض الأموال اللبناني قاسم شمس صاحب شركة "شمس للصرافة"، التي تتاجر في المخدرات في جميع أنحاء العالم نيابة عن منظمات تهريب المخدرات، تسهّل نقل الأموال التابعة إلى "حزب الله". وأوضح أن "شمس يقوم بتحويل الأموال من وإلى أوستراليا وكولومبيا وإيطاليا ولبنان وهولندا وإسبانيا وفنزويلا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، كجزء من نشاطاته المتعلقة بغسل أموال المخدرات". ومع ان شمس سارع اليوم الى "غسل يديه" من التهم الموجّهة اليه، الا ان ما كُتب في حقّه أميركيا قد كتب، والتصميمُ الاميركي على "الإجهاز" على اي فرد او "مصلحة" تشتمّ فيها دعما للضاحية، غير قابل للكسر، دائما وفق المصادر.

إزاء هذا الواقع، وفي وقت تردد اليوم ان واشنطن دعت مواطنيها الى مراجعة حساباتهم قبل السفر الى لبنان، تقول المصادر ان على الحكومة اللبنانية عدم النوم على "أمجاد" التطمينات التي سمعها النائبان ابراهيم كنعان وياسين جابر أو وزير الاقتصاد منصور بطيش في بلاد "العم سام"، بل لا بد لها من "إبقاء" السياسة الاميركية الاقليمية "العريضة"، حاضرة دائما في ذهنها، لتفادي "الأسوأ" أميركيا، فتعتمد النأي بالنفس فعلا لا قولا، وتُشرع في درس استراتيجية دفاعية تحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وتُواصل التزامها التام بالقوانين الدولية لمكافحة تمويل الارهاب، وتبادر ايضا الى إصلاحات سريعة... فهل تتحلى بالحكمة والحنكة الكافيتين للتوفيق بين المقتضيات الدولية ومتطلبات الحزب؟

 

لبنان المأزوم اقتصاديا يبحث عن تحالفات غازية بعيدا عن إسرائيل

الرئيس اللبناني ميشال عون يرفض انضمام بلاده الانضمام إلى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل، لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط.

على أمل نقلة نوعية في العلاقة اللبنانية اليونانية

العرب/12 نيسان/2019

لبنان الذي يواجه صعوبات اقتصادية يتجه نحو تعزيز الاستثمار في المجال الطاقي عبر عقد تحالفات مع دول مثل اليونان وقبرص اللتين تبديان رغبة مماثلة خلال اللقاءات المتواترة التي جرت وآخرها الخميس، ويبقى التحفظ اللبناني على عدم الدخول في أي تعاون يشمل إسرائيل، التي يخوض معها صراعا على الحدود البحرية. بيروت - يعوّل لبنان على الاستكشافات الغازية والنفطية وتعزيز التعاون مع دول شرق المتوسط وخاصة قبرص واليونان للاستثمار في مجال الطاقة، كإحدى الخطوات الضرورية لمعالجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتخبط فيه البلد منذ سنوات، وسط مخاوف جدية من حدوث أزمة شبيهة بتلك التي عايشها اليونان في العام 2010.

ويبقى التعاون، الذي يأمل فيه لبنان مع اليونان وقبرص أو غيرهما من البلدان الواقعة شرق المتوسط، محكوما بجملة من الشروط أهمها عدم الانضمام إلى أي حلف توجد فيه إسرائيل التي يخوض معها نزاعا على الحدود البحرية. ويدور صراع بين إسرائيل ولبنان منذ سنوات على منطقة في شكل مثلث على الحدود البحرية تصل مساحتها إلى 854 كيلومترا مربعا تقع ضمن حقل غاز ضخم اكتشف شرق المتوسط في العام 2009، وتقدر مساحته بـ83 ألف كيلومتر مربع.

وتدعي إسرائيل أحقيتها في هذا المثلث الذي تم تقسيمه إلى عشر مناطق أو بلوكات. الأمر الذي يرفضه لبنان بشكل مطلق معتبرا أنه يقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة التابعة له. وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس في بيروت الخميس رفض بلاده الانضمام إلى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل.

وشدد الرئيس عون، على حق لبنان في استخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة، مؤكدا “رفض الانضمام إلى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل، لاسيما منتدى غاز شرق المتوسط”.

وكانت العاصمة المصرية، احتضنت في يناير الماضي اجتماعا دوليا بمشاركة إسرائيل، أعلن فيه عن توافق لإنشاء “منتدى غاز شرق المتوسط”، تكون القاهرة مقرا له. ويشارك في المنتدى كل من مصر وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن وفلسطين، على أن تكون العضوية مفتوحة لمن يرغب بذلك.

ويعد منتدى غاز شرق المتوسط فرصة للدول المتوسطية لتحقيق تعاون أشمل في ما بينها، خصوصا مع وجود احتياطات كبيرة من الغاز في هذه المنطقة، حيث تقدر بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. ووفق البيان التأسيسي يهدف المنتدى إلى إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.

ويرى مراقبون أن الموقف اللبناني الرافض للانضمام إلى هذا المنتدى ليس فقط وليد النزاع الحدودي مع إسرائيل، بل أيضا لوجود قوى تتحكم في المشهد السياسي في لبنان، على غرار حزب الله، ترفض بالمطلق هكذا خطوة، وتتعاطى من منطلق مصالح رعاتها الإقليميين (إيران) وليس من مصلحة لبنان العليا.

نيكوس كريستودوليديس: قبرص لن تشارك في أي عمل من شأنه أن يخرق السيادة اللبنانيةنيكوس كريستودوليديس: قبرص لن تشارك في أي عمل من شأنه أن يخرق السيادة اللبنانية

وتسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد تسوية للنزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان، وشكل هذا الملف أحد المحاور الرئيسية التي قادت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت في مارس الماضي، بيد أن العروض الأميركية إلى حد الآن لا تلقى استجابة من المسؤولين اللبنانيين الذين يرون أنها تصب في صالح إسرائيل. وكانت واشنطن عرضت على لبنان مقترحا يقضي بتقاسم البلوك 9 بنسبة 60 بالمئة للبنان و40 بالمئة لإسرائيل. ويرى البعض من الفاعلين السياسيين اللبنانيين أن الوضع قد يتغيّر خاصة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن النزاع الحدودي، بيد أن ذلك لن يحصل على المدى القريب.

وقال الرئيس اللبناني خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره اليوناني “نتطلّع إلى لقاء القمة بين لبنان واليونان وقبرص الذي ستستضيفه العاصمة القبرصية لتوطيد مختلف أوجه التعاون، وهو تعاون توطد مع اللقاء الوزاري الثلاثي في بيروت ويواكبه ممثلون عن القطاع الخاص في الدول الثلاث، ما يشكل جسر تواصل خصوصا إذا ما تشاركنا الخبرات في مجال قوانين البحار”. وبالتزامن مع لقاء الرئيسين اللبناني واليوناني، جرت مباحثات بين وزيري خارجية لبنان جبران باسيل وقبرص نيكوس كريستودوليديس، الذي أكد أن بلاده لن تشارك في أي عمل يخرق السيادة اللبنانية، فيما بدا ردا على رسائل باسيل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة الجمعية العامة، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وإلى وزراء خارجية قبرص، واليونان، وإيطاليا بخصوص مشروع مد خط أنابيب غاز بين إسرائيل، وقبرص، واليونان، ومن ثم إلى إيطاليا.

ونبّه باسيل في رسائله إلى “عدم المس بحقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخاصة، ووجوب الاحتكام إلى القوانين الدولية الخاصة بالبحار والإحداثيات التي أرسلها لبنان إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة”. وأكد أن “لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته”.

وعلى ضوء التطمينات القبرصية أعلن باسيل في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي أن بلاده ترغب في تعزيز التعاون مع قبرص ليصل إلى “حلف نفطي”. وأوضح باسيل خلال المؤتمر الذي حضره أيضا وزيرا الطاقة في البلدين، أن “هناك حاجة لعدم تفويت المزيد من الفرص في ملف الغاز والنفط، خاصة أن لبنان أطلق الدورة الثانية من التراخيص (النفطية) وقبرص بدأت بالدورة الثالثة وهي في مرحلة استكشافات”. وكان لبنان أطلق قبل نحو أسبوع دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط في المياه البحرية اللبنانية، في خمس بلوكات، ثلاث منها محاذية لرقع قبرصية.

وأوضح باسيل أن لبنان “يمكن أن يطلق في العام 2020 حفر بئر استكشافي عند الحدود القبرصية اللبنانية الأمر الذي يستوجب الاستعجال في الاتفاقات الثنائية التي بدأنا بالعمل بها عام 2019”، مشيرا إلى “أننا حددنا موعدا أوليا في 7 مايو، لعرض أولي ثم في يونيو، لتقييم أكثر دقة، ونأمل بأن نصل إلى نتيجة في أول سبتمبر”. وأضاف باسيل “تربطنا علاقات صداقة أكثر من ودية مع قبرص التي هي جارتنا الأقرب في أوروبا، ونأمل بعلاقات استراتيجية، واقترحنا أن يتم استثمار أي اكتشاف غازي أو نفطي بيننا في مشاريع مشتركة”. وختم باسيل “لقد أضعنا فرصا ووقتا، ولم يعد هناك مجال لأي خسائر إضافية، وسنسعى إلى تعزيز تعاوننا مع قبرص، وصولا إلى حلف نفطي وغازي كما نأمل”.

ووقعت حكومة سعد الحريري العام الماضي للمرة الأولى عقودا مع ثلاث شركات دولية هي “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في منطقتين في المياه الإقليمية رغم النزاع مع إسرائيل. ويرى مراقبون أن تسريع لبنان لوتيرة الاستثمار في القطاع الطاقي من شأنه أن يساعد في تعافي اقتصاده المتدهور، بفعل التشوهات في منظومته الاقتصادية منذ عقود وتغلغل الفساد، إلى جانب الأزمات التي تعصف بالمنطقة وخاصة في الجارة سوريا، والتي أضرت كثيرا بالمبادلات التجارية، فضلا عن اضطراره إلى احتضان 1.5 مليون لاجئ سوريا، الأمر الذي شكل عبئا ثقيلا عن بنيته التحتية وخزينة الدولة.

 

التلويح بفرض عقوبات أميركية على بري يستهدف داعمي «حزب الله» من طوائف أخرى

محمد شقير/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73765/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%AD-%D8%A8%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/

التلويح أو التهويل بوجود نية لدى وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يؤخذ على محمل الجد حتى من قبل الأطراف اللبنانية التي هي على خلاف سياسي معه، وبأقل حدة عن خلافها مع «حزب الله»، ويكمن السبب في أن الإدارة الأميركية لم تصدر أي إشارة في هذا الخصوص يمكن التأسيس عليها على أنها تحضّر لمثل هذه العقوبات.

ويؤكد عدد من الوزراء والنواب ممن واكبوا عن كثب الأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو مع أركان الدولة اللبنانية وآخرين خلال زيارته الأخيرة لبيروت أنه قال بصراحة إن واشنطن لن تتسامح مع الذين يدعمون «حزب الله» ويتعاونون معه.

ويلفت الوزراء والنواب الذين تواصلت معهم «الشرق الأوسط» إلى أن بومبيو لمح إلى أن العقوبات ستشمل شخصيات من طوائف أخرى من غير الطائفة الشيعية في حال ثبت تعاونهم مع «حزب الله» ودعمهم له. ويؤكدون أن بومبيو قصد الأشخاص الذين يحاولون الالتفاف على القرار الأميركي بفرض عقوبات على «حزب الله» بذريعة أنه يشكّل الذراع العسكرية لإيران التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويشارك في النزاعات العسكرية التي يشهدها عدد من الدول.

ويقول الوزراء والنواب أن واشنطن لم تضع فيتو على إسناد وزارة الصحة في حكومة الرئيس سعد الحريري إلى الوزير جميل جبق المقرّب من الحزب، لكنّها حذّرت من استغلال وجوده على رأس حقيبة خدماتية لتمرير صفقات أبرزها شراء أدوية من صنع إيراني. ويعتقد هؤلاء أن الهدف من تسريب وجود نية أميركية لفرض عقوبات على الرئيس بري يكمن في تمرير رسالة ضاغطة تتجاوزه إلى من يتموضع سياسيا وربما مالياً في خندق واحد مع الحزب، وهذا لا ينطبق على بري الذي يلتقي باستمرار موفدين أوروبيين وأميركيين إلى بيروت وبناءً لطلبهم، وإن كانت محادثاتهم معه تنطلق من موقع الخلاف حول قضايا تتخطى لبنان إلى ما هو قائم في المنطقة.

ويرون أيضاً أن واشنطن تقدّر الخصوصية والتعدّدية السياسية التي يتمتع بها لبنان، وبالتالي لن تُقدم على مثل هذه الخطوة حيال الرئيس بري بأمر عمليات من شأنه أن يُحدث انقساماً في الداخل، خصوصاً أن من يصنَّفون على خانة أصدقاء الولايات المتحدة لن يغامروا بعلاقتهم به. كما أن واشنطن التي تستقبل حالياً رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني النائب ياسين جابر المنتمي إلى كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري والمستشار الإعلامي للأخير علي حمدان ليست في وارد التسرّع في خوض مثل هذه العقوبات من دون سابق إنذار، إضافة إلى أن بري الذي يقف الآن على رأس السلطة التشريعية كان رعى التشريعات ذات الصلة المباشرة بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال وأدخل تعديلات على بعض نصوصها وقوبلت بارتياح من قبل المجتمع الدولي.

لذلك يعتقد الوزراء والنواب أن لا مصلحة لواشنطن بفرض ما يهلّل له البعض من عقوبات تقود حتماً إلى مقاطعة مكوّن أساسي في الطائفة الشيعية أي حركة «أمل»، لأن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى مقاطعة طائفة بكاملها تُعتبر من كبرى الطوائف في لبنان.

ويضيف هؤلاء أن الرئيس بري يشكّل نقطة ارتكاز لتحقيق الحد المطلوب من التوازن الداخلي ويرون أنه كان أول من نأى بنفسه عن مشاركة «أمل» ميدانياً في الحرب في سوريا كما فعل «حزب الله»، وتجنّب أيضاً إصدار أي موقف يُشتمّ منه بأنه مع هذه المشاركة ولو بالواسطة من خلال الحزب.

كما أن الرئيس بري المتحالف مع «حزب الله» كان أول من عارض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والتزم بذلك في جلسة انتخابه بخلاف موقف النظام السوري، إضافة إلى أنه يحرص على تمايزه عن الحزب ويصرّ على توثيق علاقته بالدول العربية، وهذا ما دفع النظام السوري إلى تمرير رسائل له يعبّر فيها عن انزعاجه من مواقفه، ناهيك أن رئيس المجلس لم يتوجّه إلى دمشق منذ اندلاع الحرب فيها مع أن البعض حاول تسريب معلومات عن قيامه بزيارات سرّية ما دفعه إلى التعليق بقوله إنه لن يتردد في الإعلان عن زياراته في حال حصولها، فيما زار أخيراً العراق ودعا أركان الدولة فيها للعب دور بين الرياض وطهران. فزيارة بري إلى العراق لم تقتصر على الشأن السياسي وشملت زيارة المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم السيد علي السيستاني الذي إن دلّ على شيء فإنه يؤشر إلى أن مرجعيته الدينية عربية وليست إيرانية أي اتباع «ولاية الفقيه».

وعليه، فإن بري يبقى من وجهة نظر خصومه بيضة القبّان في المعادلة السياسية، وبالتالي لا مصلحة في تبديل هذه المعادلة وصولاً إلى إلغاء التمايز في الطائفة الشيعية الذي من شأنه أن يؤمّن ورقة مجانية لـ«حزب الله» للسيطرة عليها، وهذا يقود إلى التفريط بالتنوّع الشيعي.

وفي المقابل يرى البعض أن حدود التهويل على بري تتعلّق بالضغط لانتزاع موافقته على وساطة واشنطن لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل استناداً إلى الخط الذي رسمه فريدريك هوف، وهذا يستدعي منه تعديل موقفه لإعادة الاعتبار لهذه الوساطة.

 

تفكيك "شيفرة" نصرالله: "حزب الله" يتحرّك.. ومصائب إيران عند "النمر" فوائد!

ترجمة "لبنان 24" - The National - العربية - الشرق الأوسط/12 نيسان 2019

تزامناً مع تقارير "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي" التي تحدّثت عن انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% وتقلص الناتج المحلي بنسبة 3.8% بعد عام على إعادة فرض العقوبات الأميركية، وانطلاقاً من خطاب الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، الذي تطرّق فيه إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصنيف "الحرس الثوري الإيراني" منظمة إرهابية، حذّرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية من "اتجاه "حزب الله" وحلفائه إلى رفع منسوب العنف في المنطقة".

وفي تقريرها، انطلقت الصحيفة من كلام نصرالله الذي قال: "في الوقت المناسب وعندما يحتاج الإجراء إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب قطعاً وحتماً"، ناقلةً عن محلل لبناني، فضّل عدم الكشف عن هويته، توقعه أن "تشهد المنطقة شكلاً من أشكال العنف". وألمح المحلل إلى إمكانية تنفيذ "مجموعات تعمل (لدى إيران) بالوكالة اعتداءات على مصالح أميركية في المنطقة. وعلى الرغم من أنّ "حزب الله" لن يتبنى هذه الاعتداءات، سيكون من الواضح جداً أنّه وراءها".

كما نقلت الصحيفة عن محللين ترجيحهم أن يضعف الوجود الإيراني في العراق وسوريا ولبنان بشكل ملحوظ من دون أن ينحسر كلياً، وذلك خوفاً من حصول ضربات إسرائيلية جوية، على حدّ قولها. وبدوره، توقع الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية السورية، عبدالله الموسى، أن يضعف الحرس الثوري الإيراني، الذي تتوزع عناصره على المنشآت الحيوية السورية وتنخرط في الصفوف العسكرية السورية، وأن ينحسر تأثيره، في ظل المساعي الرامية إلى تجفيف مصادر تمويله الخارجية. من جانبه، توقع المحلل العسكري، أحمد رحّال، أن يتأثّر "حزب الله" خلال أشهر، بحيث يوضع سقف على النفقات التي تخصصها طهران له.

على مستوى أزمة الوقود التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، ألمح رحّال إلى أنّها ستشتد هذا العام، مفترضاً إمكانية عمل الشركات السورية التي تتعامل مع الحرس الثوري أو إيران إلى تحجيم عملياتها خشية من العقوبات الأميركية.

وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن بلاده عازمة على "تصفير" صادرات النفط الإيراني بأسرع ما يمكن من جهة، والذي قال فيه المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، أنّ "العقوبات على إيران حرمتها من إيرادات بنحو 10 مليارات دولار منذ 2017" من جهة ثانية، كشفت الصحيفة أنّ الرابح الأكبر من العقوبات الأميركية على الحرس الثوري ستكون روسيا.

ونقلت الصحيفة عن الموسى قوله: "ستبسط روسيا سيطرتها بسلاسة، مستغلةً الاقتصاد الإيراني المحاصر. كما ستتمكن روسيا من الاستثمار بشكل أكبر إلى جانب حلفائها المحليين لتعزيز موقعها في سوريا"؛ علماً أنّ المنافسة على السيطرة على المرافق السورية اشتدت مؤخراً بين روسيا وإيران، حيث بدأت طهران محادثات مع دمشق لنقل ميناء الحاويات في اللاذقية (اعتبرته صحيفة "التايمز" البريطانية بوابة دخول لمنطقة الشرق الأوسط) التي تبعد 150 ميلاً شمال غربي دمشق إلى الإدارة الإيرانية، ابتداءً من تشرين الأول المقبل.

إلى ذلك، تناولت الصحيفة الدعم الذي توفره روسيا وإيران لبعض المجموعات المسلحة المحلية، محذرةً من أنّ ضعف طهران سيؤثر على عملياتها العسكرية الميدانية، و"ربما سيرجح كفة "قوات النمر" المدعومة روسياً"، والتي يقودها العميد سهيل الحسن.

وفي هذا الإطار، علّق رحّال: "ستتمكّن "قوات النمر" من فرض الشروط التي من شأنها أن تعزز شعبية روسيا بين السوريين (...)". في المقابل، شدّد المحلل فيليب سميث على أهمية التحالف الروسي-الإيراني، مشيراً إلى أنّ موسكو ما زالت بحاجة إلى المقاتلين المدعومين إيرانياً لتأمين مكاسبها في سوريا.

ما جديد العقوبات على إيران؟

قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنّ واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاعات جديدة من الاقتصاد الإيراني في أيار.

وأدت العقوبات الأميركية إلى خفض صادرات إيران من النفط إلى النصف تقريباً أي إلى حوالى مليون برميل يومياً. وبينما تدرس واشنطن السماح ببعض الاستثناءات لبعض الدول لشراء النفط الإيراني بشكل محدود جداً بعد انتهاء مهلة الإعفاءات (أعفى ترامب كلاً من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان)، ذكرت وكالة "رويترز" أن المصافي اليابانية والهندية قد أوقفت بالفعل شراء النفط الإيراني في انتظار قرار بشأن الإعفاءات. وتتوقع بعض التقارير أن تسمح واشنطن في قرارها الجديد لخمس دول باستيراد 850 ألف برميل فقط من النفط الإيراني. ويفيد تقرير "البنك الدولي" الجديد بأن الاقتصاد الإيراني سينكمش بشكل أكبر خلال عام 2019 بين جميع دول المنطقة.

 

غسيل أموال وتجارة مخدرات... عقوبات أميركية على قاسم شمص لارتباطه بحزب الله

وكالات/ترجمه موقع "ليبانون فايلز"/12 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، اليوم، اللبناني قاسم شمس ومنظمة "شمس" لغسيل الأموال على أنها متخصصة في التجارة بالمخدرات (SDNT) وفقا لقانون تسمية مخدرات الأجانب. وحددت الخزانة أيضا شركة شمس للصرافة، وهي شركة خدمات مالية تقع في شتورة - لبنان. كما حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قاسم شمس ومنظمة شمص لغسل الأموال، كشبكة تابعة لـ"حزب الله" وفقا لقانون تعديلات منع تمويل حزب الله الدولي (HIFPAA) . "ينقل قاسم شمس وشبكته الدولية لغسل الأموال عشرات الملايين من الدولارات شهريا من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن أصحاب المخدرات ويسهلون تحركات الأموال لحزب الله". وقال وكيل وزارة الإرهاب والمخابرات المالية سيغال ماندلكر "إننا نستهدف البنية التحتية المالية لمهربي المخدرات هؤلاء كجزء من حملة غير مسبوقة لهذه الإدارة لمنع حزب الله وشركاته الإرهابية العالمية من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدرات"، موضحا: "تواصل وزارة الخزانة استخدام أدواتها بقوة لقطع شبكات الدعم العالمية التي يستخدمها حزب الله لتمويل أنشطته الشائنة".

اللبناني المتهم بغسل الاموال قاسم شمص هو صاحب بورصة شمص، التي تغسّل عائدات المخدرات في أنحاء العالم نيابة عن منظمات تهريب المخدرات وتسهل حركة الأموال لحزب الله.

يحول شمس الأموال من وإلى أستراليا وكولومبيا وإيطاليا ولبنان وهولندا وإسبانيا وفنزويلا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، كجزء من أنشطته المتعلقة بغسل الأموال.

وتنقل منظمة شمس لغسل الأموال عشرات الملايين من الدولارات شهريا لتجار المخدرات مثل الجماعة الإجرامية الكولومبية La Oficina De Envigado واللبناني المتهم بغسيل الاموال أيمن سعيد جمعة.

تم تسمية جمعة بموجب قانون Kingpin عام 2011 لغسل عائدات الأنشطة المتعلقة بالمخدرات وغيرها من الأنشطة غير المشروعة - بما يصل إلى 200 مليون دولار شهريا - من خلال قنوات مختلفة، بما في ذلك عمليات تهريب الأموال بالجملة ومحلات الصرافة اللبنانية. وترتبط شبكة جمعة بتمويل حزب الله. تم تعيين La Oficina de Envigado بموجب قانون Kingpin عام 2014. ويؤدي العاملون في La Oficina دورا رئيسا في النشاط الإجرامي المنظم، بينها الاتجار بالمخدرات داخل كولومبيا وخارجها.

وأصبحت الجماعات الإجرامية العابرة للحدود من خارج كولومبيا، بما في ذلك كارتل المكسيك، تعتمد على عملاء تابعين لـLa Oficina لدعمهم في الاتجار بالمخدرات في أنحاء العالم.

الى ذلك، تشكل عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية جزءاً من جهد مشترك مع مشروع كاساندرا التابع لإدارة مكافحة المخدرات، والذي يستهدف شبكات الدعم الجنائي العالمية التابعة لحزب الله والتي تعمل كذراع لوجستي ومشتريات وتمويل للحزب وتشارك في الحركة العالمية لكميات كبيرة من المخدرات وعائدات مبيعاتها. وحددت إدارة مكافحة المخدرات أن شركة شمص المتهمة بغسيل الأموال تغسل جزء كبير من عائدات المخدرات عبر لبنان، مما يفيد حزب الله.

وتعمل Chams Exchange بموجب ترخيص البنك المركزي اللبناني (BdL) وإشرافه، على رغم أن السلطات الأميركية تشتبه منذ فترة طويلة في أنها عملية غسيل أموال مهمة من طرف ثالث.

ووزارة الخزانة ملتزمة بالعمل مع البنك المركزي اللبناني لمنع تجار المخدرات وغاسلي الأموال والجماعات الإرهابية مثل حزب الله، من الوصول إلى النظام المالي اللبناني.

اجراءات وتسميات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تم بالتنسيق مع مركز مكافحة المخدرات التابع لشعبة العمليات الخاصة التابعة لإدارة مكافحة المخدرات، وقسم مكافحة المخدرات في نيو جيرسي، فضلا عن مكتب مكافحة الإنفاذ العالمي التابع لإدارة مكافحة الإرهاب، وذلك بمساعدة شبكة مكافحة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة. تعد هذه الإجراءات جزءا من الجهود المستمرة بموجب قانون Kingpin لتطبيق التدابير المالية ضد تجار المخدرات الأجانب البارزين وشركائهم الماليين في أنحاء العالم. ومنذ حزيران 2000، تم تعيين أكثر من 2100 من الكيانات والأفراد بموجب قانون Kingpin لدورهم في الاتجار الدولي بالمخدرات.

وتتراوح العقوبات المفروضة على انتهاكات قانون Kingpin من العقوبات المدنية التي تصل إلى 486 465 1 دولارا لكل انتهاك إلى عقوبات جنائية أشد. قد تشمل العقوبات الجنائية لموظفي الشركات ما يصل إلى 30 عاما في السجن وغرامات تصل إلى 5 ملايين دولار.

وقد تصل الغرامات الجنائية للشركات إلى 10 ملايين دولار، وقد يواجه الأفراد الآخرون عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن وغرامات وفقًا للمادة 18 من قانون الولايات المتحدة بسبب الانتهاكات الجنائية لقانون الملك.

وتواصل وزارة الخزانة إعطاء الأولوية لتعطيل النطاق الكامل للنشاط المالي غير الشرعي لحزب الله، وقد عينت أكثر من 40 فرداً من المنتسبين لحزب الله

 

"الموساد" يهدد بكشف رجل نتنياهو السرّي في الدول العربية!

 لبنان 24 /12 نيسان 2019/هدد الموساد الاسرائيلي بكشف رجل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الدول العربية، المكلف بنسج علاقات وطيدة مع الأنظمة العربية، وذلك بسبب استنكاف هذا الرجل السرّي عن التنسيق مع الاستخبارات، وفق ما كشفت "القناة العبرية الـ13"، لافتة الى وجود خلافات حادة بين جهاز الموساد  ومجلس الأمن القومي، فيما يتعلق بإدارة العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية الساعية لإقامة علاقات مع تل أبيب والتي توصف بالمعتدلة في المنطقة. ووفقا للقناة، أوضح مسؤولون كبار في الموساد بأن مجلس الأمن القومي برئاسةمائير بن شبات، يدير قنوات اتصال وعلاقات غير مباشرة مع الدول العربية والإسلامية المعتدلة دون التنسيق مع الموساد. من الجدير ذكره، أن الحديث يدور عن نائب رئيس مجلس الأمن القومي وهو شخص سري ملقب باسم "معوز" يستخدمه نتنياهو كرجل ظل ويرسله سرا لنسج علاقات مع الدول العربية والإسلامية، بحجة أنها دول معتدلة ترغب أنظمتها في التعاون مع إسرائيل. ووفقا للتقرير وصل الخلاف لدرجة تهديد الموساد بكشف هوية رجل الظل الملقب باسم "معوز" إذا ما استمر بعمله في نسج العلاقات مع الدول العربية دون تنسيق مسبق مع الموساد.

 

حزب الله يعيش "أصعب ضائقة" في تاريخه

سكاي نيوز عربية/الجمعة 12 نيسان 2019/لم تعد أزمة حزب الله المالية أسيرة الأرواق الحزبية والسياسية، حيث صارت تداعيتها تضج بها ضاحية بيروت الجنوبية وكل المدن والقرى التي تشكل بيئة حاضنة له. فقبل صدور عقوبات أميركية جديدة على حزب الله وإيران، تخيم ريبة وقلق على أجواء العاملين في الهيكلية الحزبية خوفا على مصيرهم ومستقبل حزب يواجه حاليا أصعب أزمة مالية في تاريخه. ومنذ بداية العام الجاري لمس العاملون في مؤسسات الحزب، المدنية والعسكرية، تراجعا في القدرات المالية لمؤسساته بسبب اقتطاع رواتبهم، للمرة الأولى. وتكشف مصادر مطلعة أن الحزب بدأ إجراءات تقشفية صارمة للحد من انعكاس أزمته المالية على قواعده، وتقول المصادر إنه تم الاستغناء عن جميع العاملين في عقود جزئية أو مرحلية، وتم الاستغناء عن خدمات عدد من متفرغيه في قطاعات مدنية.

وتشير المعلومات إلى أن الموظفين المتفرغين فوجئوا بإلغاء العلاوات على رواتبهم، وسط تأكيد تجميد كل المكافآت والتحفيزات التي كانت تلحق بأساس الراتب عادة، لا سيما رواتب المتفرغين في قطاعات غير عسكرية. وتشير المعلومات إلى أن الحزب حافظ على البنية القتالية الأساسية عبر إعطائها الأولوية بالرواتب التي استمرت في شكل ثابت، لكن معلومات غير مؤكدة تقول إن خفضا لحق بها بنسبة 20 بالمئة، علما أن رواتب المقاتلين المتفرغين في شكل دائم مرتفعة نسبيا عن الآخرين في شبكات حزب الله وقطاعاته المختلفة.كما ألغى الحزب عمل المئات ممن كانوا يتطوعون للخدمة العسكرية لقاء مبالغ مالية محددة، واستعاض عنهم بعدد معين من الأشخاص على قاعدة التطوع بلا رواتب في أكثر من منطقة لبنانية وفي سوريا، وذلك دعما للمقاتلين المتفرغين، الذين لا يستطيع وفق المصادر أن يقتطع مبالغ كبيرة من رواتبهم، ولا خفض عدادهم في المهمات التي يكلفهم بها.

التقشف الذي استهله الحزب في الرواتب انسحب على المقرات والمراكز الحزبية، حيث عمل القياديون على تنفيذ عملية دمج واسعة لضم نقاط ومراكز مع بعضها البعض، حدا من المصاريف.

ودرجت العادة أن يستأجر الحزب محلات ويحولها إلى مقاه أو أماكن للألعاب الإلكترونية، بما يعزز من تواجده الميداني المقنع في الأحياء والمناطق المناصرة أو تلك التي يستدعي واقعها تواجده فيها للاستطلاع والسيطرة مستقبلا. وأسفرت هذه العملية عن إلغاء عقود استئجار المئات من الشقق والعقارات التي شكلت مراكز حزبية بقناع استثماري أو تجاري، أو حتى سكني. الإجراءات التقشفية في لبنان اتخدت مثيلاتها في سوريا، حيث أفادت مصادر عن ضم ودمج مراكز حزبية في أكثر من منطقة، ولفت استغناء الحزب عن استئجار عدد من الشقق في منطقة السيدة زينب التي يتواجد فيها عناصره بكثافة، الأنظار بشأن سياسة الحزب التقشفية.

وتفيد المصادر أيضا أن الأزمة المالية جراء العقوبات الأميركية على إيران وميليشيات حزب الله، والتضييق على الداعمين للحزب في عدد من دول العالم، اشتدت وبلغت ذروتها أخيرا، وهو ما أدى إلى تراجع الملاءة المالية للحزب، لكنها لم تنته. فوفق المعلومات المتاحة، عمل حزب الله على تجميع مبالغ مالية احتياطية يستخدمها وقت الأزمات، وكي لا تجف هذه المبالغ التي تراكمت بعد تدخل الحزب في الأزمة السورية، بدأ حملة تبرعات بين جمهوره، وصلت إلى حدود تقديم أولاد قتلاه مساعدات مالية وعينية لبرنامج "تجهزي مجاهد". وتفاخر المواقع الإلكترونية المناصرة للحزب بخطوة طفلين فقدا والدهما في سوريا قبل أعوام، تبرعا بقرط ذهب ومبلغ زهيد لا يتجاوز الخمس دولارات جمعاه في حصالتهما. مبادرة الطفلين ومثيلاتها تأتي لتلبي نداء الاستغاثة الذي أطلقه الأمين العام لمليشيات حزب الله حسن نصر الله، حين استحدث ما أسماه "جهاد المال"، داعيا مناصريه إلى التبرع لـ"هيئة دعم المقاومة"، وذلك في أوضح تعبير عن حجم الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب. ولا تقل أزمة الرواتب في حزب الله عن تخبطه في ملف عائلات القتلى والجرحى من عناصره. إذ يتعثر في تسديد المبالغ المالية والمساعدات لأهالي الضحايا وعائلاتهم والجرحى والمعوقين، وتشير الأجواء ضمن هذه القطاعات إلى أن الحزب بات أمام مواجهة مع شريحة كبيرة من جمهوره. وتتحدث المعلومات عن تململ كبير من عدم سداد الحزب المستحقات المطلوبة، وسط أنباء تشير إلى أن مؤسسة القرض الحسن التابعة له تولت تسديد مستحقات شهر مارس الماضي لعائلات قتلاه وجرحاه. وحتى الآن لم تعكس الأزمة المالية تفككا في بنية الحزب، وهو الذي احتسب لأزمة التمويل، لكن الخناق اشتد حول أعناق جمهوره وقد بات الأخير يخسر تباعا مستحقات وتقديمات مالية وصحية. وتؤكد مصادر أن موظفي مؤسسات الحزب أو المؤسسات الممولة من إيران محرومون من الاستفادة من أي تأمين صحي من الشركات الخاصة، وقد يبرر هذا الواقع تمسك حزب الله منذ بداية مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية، بتولي وزارة الصحة.

 

مصرف لبنان يبيع قرية «الطفيل» الى نظام الأسد!

جنوبية 12 أبريل، 2019/بعدما تعرضت قرية الطفيل الحدودية التي تقع في محافظة بعلبك الهرمل الى تهجير لأهلها بعد حملة عسكرية عنيفة على قرى القلمون السورية شنها الجيش السوري الى جانب حزب الله، عاد أبناؤها اليها بتسوية قادها تيار المستقبل عام 2017، إلا أنها اليوم تعرضت للبيع الى شخصية سورية مقربة من نظام بشار الأسد، مما يطرح الكثير من التساؤلات عن مصير الأهالي وممتلكاتهم. تعتبر القرية ملكاً للبنك المركزي، وتبلغ مساحتها 52 كيلو متر مربع، يسكنها حوالي 5 آلاف نسمة، يحملون الجنسية اللبنانية بغالبية سنية، إلا أن الأهالي يحصلون على مواردهم الأساسية من سوريا، ويتعاملون بالليرة السورية، نتيجة اهمال الدولة اللبنانية لها، حيث لم يتذكرها المعنيون إلا قبيل الانتخابات النيابية السابقة. في حديث لجنوبية، كشف الناشط عبدالناصر دقو الى أن القرية تم بيعها من قبل البنك المركزي الذي يملك 1100 سهم، ومحمود علي خنافر الذي يملك 600 سهم، الى شخصية سورية لها علاقات مباشرة بشخصيات مقربة من النظام السوري، وقال: “منذ فترة بدأ الكلام عن أن شخصاً من الجنسية السورية اشترى الأرض”، مضيفاً: “القرية لا تملك بلدية ولكن هناك مختار للبلدة، وهو مشارك بعملية البيع”. وأشار الى أن أهالي الطفيل ولدوا فيها، ويعيشون فيها منذ 300 سنة، إلا أنهم لا يملكون أوراق ملكية، وأن المشتري مقرب من رئيس جهاز المخابرات الجوية السورية جميل الحسن، وبلغت قيمة الصفقة 22 مليون دولار. وقال: “بعد تهجيرنا خلال الأحداث في سورية، عدنا بقرار حكومي، إلا أن المخاوف اليوم تعود حول اعادة تهجيرنا مجدداً”. مضيفاً: “منذ أسبوع، طلبنا موعد من الرئيس سعد الحريري، وزودنا مكتب الرئيس بالمعلومات اللازمة، إلا أنه لحد الآن لم يتم الإجابة على ما عرضناه، ولكننا سنتابع الأمر مع الوزير جمال الجراح ولدينا موعد قريب معه”. وأوضح أن هناك تأكيدات بأن الصفقة تمت، إلا أنه لا وضوح لحد الآن بالهدف منها وكيف سيتم التعامل مع الأهالي بعد البيع.

ماذا يقول القانون؟

في هذا الشأن، أكدت مصادر قانونية لجنوبية أن القانون ينص على أن من يقيم بأرض لمدة 15 سنة ولم يطالب بها من قبل أحد، تصبح ملكيتها للشخص المقيم بها، وفي ما يخص الطفيل فإن الأهالي مقيمون بأراضيها لمدة 300 سنة وليس 15 فقط.

المختار جاهز للبيع

تشير مصادر البلدة أن المختار علي محمود الشوم، شارك بعملية البيع، وهو مقرب من الجهة السياسية التي اشترت الأرض، وهو ليس منتخب بل ممدد له من قبل الوزير السابق نهاد المشنوق. وتضيف المصادر أن الشوم لا يملك أي أرض أو بيت في الطفيل، وأن الأهالي لجؤوا اليه عندما كانوا محاصرين بهدف تسيير أمورهم، إلا أنهم اصتدموا بطريقة التعامل معهم، وأن هناك دعاوي سرقة بحقه. وللاستفسار عن موضوع البيع، تواصلنا معه، حيث أكد أنه لا معطيات لحد الآن لديه بأن البلدة قد بيعت، وأنه لا ينف ولا يؤكد ذلك، وقال: “من يملك المال ويستطيع شرائها فليشتريها ولا نمانع ذلك”. وعن مصير الأهالي في حال تمت الصفقة، قال: “ليس هناك تهجير، فهم نفوسهم بالطفيل ومن لديه أراض وبيوت في السجلات، ستتم عملية تسوية معهم”. وتعليقاً على نص القانون قال: “البلدة بالأساس مرهونة، فهل يستطيع الأهالي فك الرهن؟”. وأشار الى أن هناك أراض مزروعة وكان يؤخذ رسوم عليها بنسبة 35% من انتاج الأرض. وأكد أن من يريد الشراء عليه بالحديث معه، لأنه لا بلدية في البلدة وأنا كمختار أعلى سلطة فيها، وقال: “أنا هنا رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، ويحق لي التصرف بها”. وعن امكانية بيعها لشخص من جنسية غير لبنانية، ناقض قوله بأن لا معطيات عن بيعها، بقوله: “المشتري ليس سورياً بل هو من أهالي البلدة أباً عن جد”. بانتظار تطورات القضية، نتيجة المحادثات التي ستتم مع الحكومة، يبقى مصير البلدة وأهاليها معلقاً فهل نشهد عملية تهجير جديدة باطار “قانوني”؟

 

 تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قوات النخبة تستعدّ للحرب!

 ليبانون فايلز/الجمعة 12 نيسان 2019/يُشير عائدون من العاصمة الأميركية إلى قلقٍ من إمكان اندلاع حرب إقليميّة خصوصاً أنّ القيادة المركزيّة الأميركيّة كثّفت من تدريباتها مع قوات النخبة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر الماضية.

 

 عن الود بين مي شدياق وحزب الله

ليبانون ديبايت/الجمعة 12 نيسان 2019 /لاحظَ متابعون على هامش جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، حصول تناغم واضح بين الوزيرة عن حزب القوات اللبنانية مي شدياق ووزير الشباب والرياضة المحسوب على حزب الله محمد فنيش، الى حدود التماهي في المواقف بين الجانبين في اكثر من ملف. وقد نقل الحاضرين معاينتهم لتبادل احاديث ونقاشات جانبية "وديّة" بين وزراء القوات، تحديداً شدياق، ووزراء حزب الله وبالاخض "فنيش"، وقد لمس هؤلاء حصول تنسيق بين الجانبين تجلى بشكل واضح خلال جلسة نهار الاثنين الماضي الاستثنائية التي خصصت لخطة الكهرباء، من دون ان يرتقي ذلك بعد الى حصول تعاون مشترك.

 

ما حقيقة التفويض الذي طلبته شدياق؟

المركزية/12 نيسان 2019 /رفض مصدر مسؤول في "القوات"، عبر "المركزية" الإنجرار إلى سجالات عقيمة في وقت تحتاج البلاد إلى استغلال واستثمار كل الطاقات والجهود لبذلها في المكان الصحيح بما يعزز ثقة المجتمع الدولي بقدرة الحكومة اللبنانية على القيام بواجباتها تماماً كما أوصل البحث الجدي والعلمي في خطة الكهرباء إلى إقرار خطة خالية من الشوائب نتيجة تضافر جميع القوى السياسية التي تشكّل مجلس الوزراء وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومع تشديد المصدر القواتي على عدم الرغبة في سبر خفايا وخلفيات الوزير الياس بو صعب، وكي لا يلتبس الأمر على الرأي العام أوضح المصدر بديهيات طلب التفويض الذي قدّمته وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق ليؤكد أن الطلب روتيني تقدّم به جميع وزراء الدولة السابقين وحصلوا على التفويض من مجلس الوزراء لتعيين فرق العمل في الوزارة، بينما يستطيع الوزراء الذين يشغلون حقائب تعيين فرق عمل وأخصائيين دون العودة لمجلس الوزراء. وتابع المصدر القواتي أن طلب الوزيرة شدياق لا يرتّب أية أعباء إضافية على الخزينة كون بدل خدمات ملحوظ في موازنة الوزارة أصلاً من بند التعويضات المختلفة (بند رقم 13)، وطلب التفويض يتعلّق بلجان قصيرة الأمد ينتهي عملها بنهاية مهمتها دون أن يترتب على الخزينة أي موجبات وحقوق أو تعويضات مستقبلية على عكس عمليات التوظيف التي حصلت سابقاً، كما أن هذه اللجان لا تشكّل تخمة موظفين عاطلين عن الإنتاجية، بل لديهم مهمة متابعة برامج محددة المهام والمدة. وختم المصدر القواتي بأنه يكتفي حالياً بهذه المعلومات آملاً أن يعي الجميع دقة المرحلة وعدم رغبة المواطنين اللاهثين خلف لقمة العيش في إثقال كاهلهم بهموم الحكومة التي يأملون منها أن تعالج همومهم وشؤونهم، وأن الحكومة لم تعد تمتلك فعلاً ترف السجالات وتسجيل النقاط.

 

هل بات حكم المحكمة الدولية قريباً؟

المركزية/12 نيسان 2019 /أعلنت الناطقة الرسمية باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة النظر في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وجد رمضان أن غرفة الدرجة الأولى في المحكمة المكلفة النظر في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه تحلل بعناية في الحكم الذي ستصدره، الأدلة والحجج المتنافسة للأطراف والممثلين القانونيين للمتضررين. وهي تواصل العمل بأسرع ما يمكن. وستصدر حكمًا معللاً بأكثرية القضاة  في كل تهمة في القرار الإتهامي تعلن فيه إما براءة أو إدانة المتهم وذلك بموجب حقوق المتهم بالمحاكمة العادلة المعترف بها عالميًا وقواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بالمحكمة الخاصة بلبنان التي ستقوم بإبلاغ وسائل الإعلام والرأي العام بتاريخ وتوقيت النطق بالحكم.

كلام رمضان جاء في حديث لـ"المركزية" على النحو الاتي:

* عند إصدار الحكم النهائي، كيف ستنفذ المحكمة الحكم لجهة جلب المتهمين، مع العلم انها  شكلّت تحت الفصل السابع؟ وهل سيتصرف مجلس الأمن الدولي بناء لهذا الفصل ومندرجاته؟

- من المبكر جدًّا التطرّق الى  تنفيذ أي عقوبة في قضيّة عياش وآخرين. حيث الحكم لم يصدر بعد، وفي حالة الإدانة، عندئذ تحدّد العقوبة ويصدر قرار بشأنها. ووفقاً للمادة 24 (1) من النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، تفرض غرفة الدرجة الأولى عقوبة السجن مدى الحياة أو لسنوات محددة على الشخص المدان، كما يجوز الشروع في إجراءات استئناف أمام غرفة الاستئناف لدى المحكمة الخاصة بلبنان عقب تقرير الإدانة أو تحديد العقوبة.

أضافت: ان تنفيذ الإحكام يخضع للمادة 29 من النظام الأساسي والقاعدة 174 من قواعد الإجراءات والإثبات، حيث ينص كلاهما، بشكل مناسب، على أن عقوبة السجن تنفذ في الدولة التي يعينها رئيس المحكمة من قائمة الدول التي أعربت عن استعدادها لقبول أشخاص مدانين.

* لقد ضمت المحكمة جرائم اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي  جورج حاوي، النائب مروان حمادة والوزيرة مي شدياق الى جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، فهل الحكم النهائي في هذه الجرائم سيصدر مع الحكم النهائي لجريمة الحريري ؟

- لا يوجد إلا ثلاث قضايا مرتبطة باعتداء 14 شباط 2005 هي: محاولات اغتيال الوزراء مروان حمادة والياس المرّ واغتيال جورج حاوي. هذه القضايا لا تزال حاليّا في مرحلة التحقيق وتمت إحالتها إلى المحكمة من قبل السلطات اللبنانية، بناءً على قرار قاضي الإجراءات التمهيدية، في ١٩ آب ٢٠١١. وبالتالي إن إنشاء الاختصاص القضائي في القضايا الثلاث المرتبطة يوسع نطاق عمل المحكمة وقد يؤدي أو لا إلى قرارات اتهامية جديدة أو إلى محاكمات إضافية. وفي الوقت الحالي، تبقى كل القضايا الأخرى خاضعة لاختصاص السلطات القضائية اللبنانية المسؤولة عنها حاليًا. أما في ما يتعلق بقضية الوزيرة مي شدياق ليست في عهدة المحكمة الخاصة بلبنان ولا تزال في عهدة السلطات اللبنانية.

والحكم المتوقع في المحكمة الخاصة بلبنان يتعلق فقط بقضية عياش وآخرين المتعلقة باعتداء ١٤ شباط ٢٠٠٥.

متى يتوقع صدور الحكم وما هي أسباب التأخير وعدد الصفحات؟

- بعد انتهاء المحاكمة في قضية ذات طابع معقد استمرت أربع سنوات ونصفا، تقوم غرفة الدرجة الأولى حاليا بمراجعة وتقويم الأدلة التي تلقتها على مدار 406 أيّام من الجلسات نتج عنها أكثر من 38000 صفحة من المحاضر باللغة الإنكليزية، والمذكرات الختامية من الأطراف والممثلين القانونيين للمتضررين التي تتجاوز 1400 صفحة ، وأكثر من 3000 بيّنة. تتداول الغرفة في التهم التسع في القرار الإتهامي لتحديد ما إذا كان الادعاء قد أقام الدليل الذي يثبت قضيته ضد المتهمين الأربعة إثباتاً لا يتخلله شك معقول.

أضافت:  إن قضية عياش وآخرين معقدة بلا شك، ويجب على غرفة الدرجة الأولى في حكمها أن تحلل بعناية الأدلة والحجج المتنافسة للأطراف والممثلين القانونيين للمتضررين. وهي تواصل العمل بأسرع ما يمكن. وستصدر حكمًا معللاً بأكثرية القضاة  في كل تهمة في القرار الإتهامي تعلن فيه إما براءة أو إدانة المتهم وذلك بموجب حقوق المتهم بالمحاكمة العادلة المعترف بها عالميًا وقواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بالمحكمة الخاصة بلبنان التي ستقوم بإبلاغ وسائل الإعلام والرأي العام بتاريخ وتوقيت النطق بالحكم.

* علم أن هيئة المحكمة أوفدت بعثة أمنية دولية إلى بيروت كُلِّفت برصد ردود الفعل فور صدور الحكم المتوقع قريباً.وأن فريق البعثة يعقد لقاءات مع أقارب الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار، كمل يتواصل مع عدد من أنسبائهم والشهود الذين تعذّر على البعثة الاجتماع بهم مباشرة. كما التقت البعثة " أنسباء جورج حاوي، حمادة ونائب رئيس الحكومة السابق إلياس المر؟

- لن نعلّق على "التكهنات" بأن المحكمة الخاصة بلبنان ترصد حاليًا لدى الرأي العام ردود الفعل المتوقّعة عند صدورالحكم،  لكن وفقًا للقواعد والممارسات، وكذلك في المحاكم الأخرى، بما في ذلك المحكمة الخاصة بلبنان، من الطبيعي تمامًا وتماشياً مع الممارسات الدولية الفضلى والدروس المستفادة أن تبقى المحكمة على اتصال بالشهود والأشخاص الآخرين وأن تناقش المسائل المتعلقة بسلامة وراحة المتضررين والشهود من جميع الأفرقاء في الإجراءات وعقد اجتماعات معهم. في الواقع، وفقًا لقواعدها القانونية، من واجب المحاكم، بما في ذلك المحكمة الخاصة بلبنان، حماية الشهود والمتضررين الذين يشاركون في الإجراءات، وعند الاقتضاء، الآخرين المعرضين للخطر بحكم تفاعلهم مع المحاكم التي توفر أيضًا المساعدة الإدارية واللوجستية اللازمة للشهود الذين يمثلون أمامها، بما في ذلك إبلاغهم بأي مسألة تتعلق بأمنهم وسلامتهم وطبيعة إجراءات قاعة المحكمة. ويشمل ذلك  البقاء على اتصال مع المتضررين والشهود الذين مثلوا أمام المحكمة، في مراحل مختلفة من الإجراءات. لن ندخل في التفاصيل لأن الآليات المتبعة للمتضررين والشهود سرية.

 

 لبنان و... هاوية الإفلاس

فادي عيد/ليبانون ديبايت/الجمعة 12 نيسان 2019

إن الخلاصة التي برزت على سطح المشهد المحلي في الساعات الماضية، تؤشّر إلى تمايز واضح بين المرجعيات السياسية الداخلية على خارطة الطريق الإقتصادية الواجب اتباعها في الإدارة والمؤسّسات الرسمية لتخفيض الإنفاق والعجز في المالية العامة، وذلك لتفادي الوصول إلى النموذج اليوناني الذي حذّر منه رئيس الحكومة سعد الحريري. ويرسم هذا التمايز الكثير من علامات الإستفهام حول طبيعة المناخ الذي يحكم العلاقات السياسية وتأثيره على الحراك الداخلي الذي تقوم به الحكومة من أجل الخروج من الأزمة الإقتصادية، وذلك بالنسبة للإرتدادات غير المناسبة على الفرصة الثمينة التي تمتلكها هذه الحكومة من أجل إثبات جدّيتها في تخفيض عجز الموازنة بالنسبة للبنانيين كما للدول المانحة. ويرى نائب مخضرم، أن ما تحقّق على صعيد إنجاز خطة الكهرباء قد يكون له انعكاس محدود على المسار الإصلاحي عموماً، وذلك لأن ملفات أخرى، وهي على نفس القدر من الأهمية والخطورة، ما زالت مؤجّلة أو تجري مناقشتها بطريقة عمومية، من دون الذهاب نحو جوهر الأزمات الراهنة، وذلك على قاعدة التجاذبات السياسية، وليس أية اعتبارات أخرى، ولا سيما تلك التي تتصل بالوضع المالي والسياسات الرسمية المتّبعة في هذا المجال، أو التوجّهات المعتمدة من قبل مصرف لبنان. ويشير النائب المذكور، إلى أن الإنطباع الأول الذي يقفز إلى الواجهة بنتيجة ما تقدّم هو التخبّط والعجز عن ترميم جسور الثقة بين كل القوى السياسية الفاعلة على الساحة الداخلية، وبالتالي، انعدام الموضوعية وانكشاف الحساسيات الطائفية والمذهبية في كل ملف مطروح لإنقاذ الإقتصاد وانتشال لبنان من هاوية الإفلاس.

 

وليد جنبلاط يتصل بحزب الله

الأخبار/الجمعة 12 نيسان 2019/بعد قطع حزب الله علاقته بالنائب السابق وليد جنبلاط بسبب مواقفه من سوريا وإيران، ومن ثمّ إصدار الوزير وائل أبو فاعور قراراً يلغي فيه قرار وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن بمنح ترخيص لإنشاء مجمع صناعي في عين دارة لآل فتوش، بادر جنبلاط إلى التواصل مع قيادة «الحزب» من أجل تسوية الوضع بينهما. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنّ لقاءً سيُعقد الأسبوع المقبل بين مسؤولين من حزب الله والحزب التقدمي الاشتراك

 

الأحرار: اننا امام فرصة يجب الإفادة منها لوقف النزف الاقتصادي والمالي

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب السابق دوري شمعون وحضور الأعضاء. واعتبر المجلس في بيان إثر الاجتماع أن "إقرار خطة الكهرباء لاقى ارتياحا لدى المواطنين الذين اعتبروه إنجازا يسجل للحكومة فيما هو في الواقع عمل عادي". وقال: "هذا من مفارقات الوضع الحكومي الراهن حيث تتحكم الخلافات وتكثر التجاذبات. المهم اليوم المبادرة الى وضع الخطة بكل بنودها موضع التنفيذ للوصول الى النتيجة المتوخاة. ونلفت في هذا السياق الى ضرورة وقف الهدر والبدء ببناء معامل الانتاج والتصميم على الانتهاء من العمل في أقصر مدة ممكنة وذلك من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص وهذا ليس بجديد اذ كان معمولا به منذ عهد الرئيس كميل شمعون. ونحذر من عودة الخلاف ليتحكم بتطبيق الخطة انطلاقا من السجالات وادعاء الانتصار التي شهدناها غداة إقرار الخطة والتي تشي بوجود اجواء غير إيجابية بين مكونات الحكومة وهذا ما يجب تفاديه". ودعا المجلس الى "تبني موازنة تحت عنوانين: التقشف وإعطاء الأولوية للمواضيع التي يجب مراعاتها في شكل استثنائي كونها تنعكس على الأوضاع الانسانية"، لافتا الى أن "هذا يتطلب تجردا وتحليا بالمسؤولية الوطنية بعيدا عن الاعتبارات الأخرى حيث يسعى كل وزير او مسؤول الى زيادة موازنته ويعتبر عدم تحقيقها استهدافا له ولخطه السياسي". ورأى أن "المطلوب إذن ان تتم مقاربة الموازنة انطلاقا من الصعوبات المالية التي تفرض نفسها ومن انتظارات أصدقاء لبنان الذين يتطلعون الى أخذ هذه الصعوبات بالاعتبار"، قائلا: "نؤكد اننا امام فرصة يجب الإفادة منها لوقف النزف الاقتصادي والمالي من خلال مؤتمر سادر والدعم المتوقع على شتى الصعد". وختم بيان "الأحرار": نهيب باللبنانيين في ذكرى 13 نيسان الأليمة التشبث بالثوابت والمسلمات وفي مقدمها بناء دولة سيدة حرة مستقلة يحكمها القانون وتطبق فيها حقوق الانسان. كما نهيب بهم العمل في سبيل المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن الانحياز الى اي طرف خارجي وعدم قبول تدخله في الشؤون الداخلية. وفي هذا المنحى ندعو حزب الله الى فك ارتباطاته الإقليمية والخروج من مستنقع النزاعات الخارجية والى العودة الى كنف الدولة ومؤسساتها. كما ندعو الى وضع استراتيجية دفاعية لتسهيل هذه العودة على ألا يبقى هنالك سلاح غير شرعي وان تتمكن الدولة من بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية بأدواتها الأمنية الذاتية".

 

أكاديمية بشير الجميّل تنطلق  في جامعة الروح القدس-الكسليك

وكالات/12 نيسان/19/انطلقت اكاديمية بشير الجميل في جامعة الروح القدس الكسليك باولى حلقاتها مع رفاق بشير الذين عايشوه في كل مراحل نضاله :الاستاذ انطوان نجم والوزير السابق سجعان القزي والمحامي نعوم فرح بحضور اكاديمي وجامعي وعدد من المتعطشين للاطلاع على حياة ومسيرة ونضال الرئيس بشير الجميل. تمحورت الحلقات حول فكر بشير الانسان المناضل منذ نشأته ومسيرته من المقاومة العسكرية وصولا الى رئاسة الجمهورية اللبنانية. كذلك اشاد المحاضرون بالدور والبصمة التي زرعها بدءا من المقاومة التي حافظت على الكيان اللبناني والمسيحي وحضارة شعب عمرها ٦٠٠٠ سنة ، مرورا بالعلاقات المميزة التي خلقها مع الاغتراب والدول الغربية والعربية حيث فرض نفسه رقما صعبا، وصولا الى انتخابه رئيساً للجمهورية وفترة ال٢١ يوم الحلم ، وما تضمنتها من القضاء على الفساد واضعاً اسس لبناء الدولة القوية.

وسوف تستكمل الحلقات عن بشير الجميل في جامعة الروح القدس الكسليك كل يوم ثلاثاء عند الساعة الثانية عشرة ونصف.

 

كنعان بعد لقاء بلنغسلي: لا عقوبات تستهدف مسؤولين لبنانيين

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - يتابع الوفد اللبناني الذي يضم رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب ياسين جابر ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان، لقاءاته في واشنطن، وكان آخرها ليلا بتوقيت بيروت مع مساعد وزير الخزانة الأميركي لمكافحة الارهاب والجرائم المالية مارشال بلنغسلي. وأكد النائب كنعان بعد اللقاء ان "لا عقوبات جديدة تستهدف مسؤولين رسميين لبنانيين والاستقرار اللبناني أولوية".

 

محمد شقير يخسر "جولة" إلغاء «الدقائق المجانية» في الخلوي

الاخبار/12 نيسان 2019/جلسة «هادئة» عقدها مجلس الوزراء في السراي الحكومي أمس، وأقر خلالها معظم بنود جدول الأعمال. كما أُعلن أن الموازنة ستكون الخطوة الثانية بعد إقرار خطة الكهرباء. أما طلب وزير الاتصالات إلغاء الدقائق الستين المجانية لأصحاب الخطوط الثابتة في الهاتف الخلوي، فقد جوبه بالرفض، إذ دعا الوزراء إلى استبدالها بإجراءات تنظيمية للقطاع. وعلى سكة النفط والغاز، خطا لبنان أمس خطوة متأخرة لتفعيل التواصل مع قبرص، حيث أعلن من وزارة الخارجية عن مساع لبناء حلف غازي ونفطي معها مع إمكانية بناء أنبوب مشترك، فيما أعلن وزير الخارجية القبرصي أن بلاده لن تشارك في أي مشروع ينتهك حقوق لبنان. لم ينجح وزير الاتصالات محمد شقير في إقناع مجلس الوزراء بجدوى طلبه إلغاء الدقائق الستين المجانية التي أقرت في العام 2014 للمشتركين في الخطوط الخلوية «الثابتة» (لاحقة الدفع Postpaid). حتى الرقم الذي قدّمه عن إمكانية أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة الإيرادت بنحو 25 مليون دولار، لم يكن مقنعاً لزملائه. فبعضهم أيّد ما كان ورد في رسالة شركة «ألفا» إلى الوزارة، وتشير فيها إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى انتقال مشتركين إلى الخطوط المسبقة الدفع، ما يلغي الجدوى الاقتصادية لهذه الخطوة. والأهم أن الرقم المقدر للتوفير مبني على فرضية عدم تغيير المشتركين لعادات الاتصال، علماً أن دراسة «ألفا» التي اطلع عليها الوزراء، تشير بوضوح إلى أنه من أصل 268,560 مشتركا في الخطوط لاحقة الدفع، فإن 211 ألفاً سيغيرون عاداتهم، ويخفّضون استعمال الاتصالات الصوتية إلى معدل 28 دقيقة في الشهر، بما يعني أن مجموع العائدات سيرتفع 7.8 مليون دولار لشركة «ميك 1» («ألفا»)، وبشكل أقل لـ«ميك 2» (»أم تي سي تاتش»)، علماً بأن عدد مشتركي الخطوط الثابتة في تاتش هو 234,528 ألفاً، أي أن الإيرادات يمكن أن تنخفض إلى 14 مليون دولار. وحتى مع افتراض أن مبلغ الـ25 مليون دولار هو المبلغ الدقيق، فقد اعتبر الوزراء أنه يمكن توفيره عبر تنظيم القطاع. علماً أن وزارة الاتصالات طلبت، في البند 27، من كل الوزارات والإدارات، وكذلك أمن الدولة، تحويل فواتير الخطوط المستعملة من قبلها إلى موازنتها. وبدوره شدد وزير الخارجية جبران باسيل على ضرورة وضع خطة شاملة لوقف الهدر في قطاع الاتصالات والخلوي، مؤكداً أن «ثمة إجراءات وقرارات يمكن أن تؤمن وفراً كبيراً».

وفيما خلص الوزراء عملياً إلى رفض طلب وزير الاتصالات، فإن الاتفاق قضى بأن يعود شقير إلى مجلس الوزراء بدراسة جديدة لكيفية تعزيز الإيرادات وضبط الهدر في الهاتف الخلوي. ولهذا، لم يشر في المقررات الرسمية التي أعلنها وزير الاعلام جمال الجراح إلى رفض الطلب، بل أُعلن عن «إرجاء البند المتعلق بطلب وزارة الاتصالات إلغاء الـ 60 دقيقة المجانية لمزيد من الدرس».

لكن اللافت أن وزير الاتصالات، وقبل انعقاد مجلس الوزراء، كان سعى إلى حرف الموضوع عن وجهته، متخطياً واقع أن قطاع الاتصالات لا يمكن العودة به إلى الوراء، فأصدر بياناً أوضح فيه أن طلبه الغاء الـ60 دقيقة مجانية المعطاة للمشتركين للخطوط الخلوية اللاحقة الدفع (الثابتة)، إنما يطال الميسورين لا أصحاب الدخل المحدود أو متوسطي الدخل. وجاء في بيانه أنه «يوجد اليوم حوالي 4 ملايين و400 الف خط خلوي، منها 600 ألف خط ثابت معظمها لأشخاص ميسورين وأحوالهم جيدة»، مشيراً إلى أنه «من بين الـ600 الف يوجد فقط 3 في المئة أو 4 في المئة أصحاب دخل متوسط، فيما الغالبية الساحقة هم من الميسورين». وقال: «نسأل من انتقد هذه الخطوة، هل الدعم يوجه لهذه الفئة أو لمن يحتاج فعلا الدعم من أصحاب الدخل المحدود والفقراء وطلاب المدارس والجامعات، والذين يستخدمون خطوطاً مسبقة الدفع وعددها حوالي 3 ملايين و800 ألف؟». واعتبر شقير أن خطوته هذه خطوة أولى تساهم في تحقيق وفر مالي من مكان ما، «كي أتمكن في مرحلة لاحقة من توفير الدعم لهذه الشريحة العريضة والتي هي أحق من غيرها بأي دعم ومهما كان حجمه».

بالعودة إلى جلسة مجلس الوزراء، التي وصفت بالهادئة، فقد أجّلت فيها المادة التاسعة، التي تطلب فيها وزارة شؤون التنمية الإدارية بإعادة التفويض لتأليف لجان عمل من الاختصاصيين. إذ اعتبر وزراء تكتل لبنان القوي أن هذا الطلب هو طلب غير مباشر للتوظيف العشوائي من قبل الوزيرة مي شدياق. وعند طرح البند، أبدى وزير الدفاع الياس بو صعب اعتراض التكتل على هذا البند، مطالباً بدراسة دقيقة وبآلية واضحة لتحديد الحاجات، خاصة أن البند المعروض لا يحدد عدد أو خبرة المطلوب توظيفهم او حتى المبلغ المالي المتوجب من موازنة الوزارة لهذا الغرض. أضاف: «إذا اقتنعنا، قد نوافق على الطلب». كذلك، شدد باسيل على معرفة الآلية التي ستتبع لهذا التوظيف، هل هو مجلس الخدمة المدنية أم لجنة وزارية وكم الكلفة وكم العدد؟ وبعد نقاش حول الموضوع واتهامات بالنكايات السياسية، تدخّل وزير العمل كميل أبو سليمان معلناً تفهم المطلب.

في مسألة الأضرار التي نتجت عن العواصف المتلاحقة، قدّم وزير الأشغال يوسف فنيانوس تقريراً بهذه الأضرار وكلفتها، التي قدّرت بـ25 مليار ليرة. وقد تريّث المجلس بإقرارها.

في مستهل الجلسة، لفت الرئيس الحريري إلى «الإيجابية التي أرخاها إقرار خطة الكهرباء على الأسواق المالية والنقدية، وعلى ثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد اللبناني، بصفته الإشارة الأولى على جدية الحكومة في خفض العجز في الموازنة ومكافحة الهدر في المال العام، وتنفيذ ما التزمنا به في مؤتمر سيدر». وقال: «إن أفضل قرار اتخذناه في لبنان هو القيام بإجراءات معالجة العجز والتقشف في الموازنة، قبل أن تقع الأزمة، بينما اضطرت دول أخرى إلى اجراءات اصعب وأقسى وأكثر ألما، لأنها انتظرت وقوع الأزمة قبل البدء بالمعالجة. فكلمة السر هنا هي اتخاذ الإجراءات لتفادي الأزمة، والتمكن من إدارة الخطوات بطريقة تحمي الإقتصاد والمواطنين». أما بشأن الموازنة، فقد أعلن وزير الاعلام أن الرئيس الحريري ووزير المالية يضعان اللمسات الاخيرة عليها، وهي وصلت الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، متوقعاً أن تكون هناك جلسات قريبة لدرسها.

 

الشيخ محمد الحاج حسن… من خِرًّيجي حوزة «حزب الله»

أحمد الحسن/جنوبية/12 أبريل، 2019

يكثر في الأيام الأخيرة عرض مواقف فكرية ذات بعد عقائدي ذوقي خاص لأحد خِرِّيجي إحدى حوزات حزب الله في لبنان التي طالما نبَّهنا من نوعية خِرِّيجيها بكثير من النقد في مقالات عدة . وخِرِّيجنا اليوم هو الشيخ محمد الحاج حسن والذي كثر تناوله والتداول باسمه في وسائل إعلام حزب الله وغيره وذلك في السنوات الخمس عشرة الأخيرة ، سيما بعد حادثة شفاء والدته من مرض عضال على يد طبيب مسيحي قال لها بعد إجرائه لعملية جراحية ناجحة لها : ” إن الذي أجرى لك العملية ليس أنا بل القديس شربل ” والقديس شربل هو رجل دين مسيحي من تراث لبنان ويقدسه الموارنة عموماً…

ولا نريد التوقف عند مصداقية هذا الطبيب من عدمها، فالأمر على عهدة الراوي. ولكن الملفت هو تسليم الشيخ بكلام الطبيب ومبادرته لزيارة مرقد القديس شربل وإطلاقه جملة من الأفكار عبر الإعلام لا تنسجم مع الزي الذي يرتديه، حتى قال البعض: ” فلينزع الزي وليقل ما يشاء فنحن لسنا ضد حرية المعتقد ولكننا مع أن يتلبَّس المرء بزي ما يقول ويعتقد فلا يناقض نفسه بين ما يقول وما يظهر به من مظهر “. فما خلفية هذا التناقض في سلوك الشيخ المذكور؟ ومن أين أتى بهذا الفكر المتناقض مع مظهره ؟

ولسنا في مقام الدفاع عنه ولا تبرير مواقفه السياسية القريبة من الإدارة الأمريكية بحكم زواجه من إمرأة أمريكية ومساعيه للحصول على الجنسية الأمريكية، فهو عندما يُقبِّل العلم الأمريكي يُقبِّله كمواطن أمريكي وعندما يستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامپ فإنه يستقبله كمعارض لإيران وحزب الله من جهة، ومن جهة أخرى يقوم باستقباله كرئيس أمريكي يستقبل أمريكياً. فما حقيقة هذا الشيخ؟ ومن أين جاء؟ ومن الذي جعله معمماً وبزي علماء الشيعة؟ وما الذي دفعه لمواقفه المتشنجة من حزب الله؟

لو أردنا اختصار الإجابة فهذا الشيخ هو من خِرِّيجي حوزة حزب الله في البقاع اللبناني وهي حوزة الإمام المهدي عجل الله فرجه في بعلبك، وهي عين الحوزة التي درس فيها أمين عام حزب الله في لبنان بعد طرده من النجف الأشرف. وقد درس الشيخ المذكور في هذه الحوزة وقضى في الدراسة فيها سنوات عدة وأكمل دراسته بعدها عند بعض العلماء بطريقة حُرَّة ومنهم الفقيه الشيخ يوسف حسن كنج صاحب موسوعة “مستند منهاج الصالحين”، وقد شجَّع هذا الشيخ المقيم في بيروت شجَّع الشيخ محمد الحاج حسن على متابعة الدراسة وعلى ارتداء العمامة الشيعية.

ويظهر من خلال التواصل معه فإن مجموع ما درسه الشيخ محمد الحاج حسن يكفي ليرتدي عمامة الشيعة فقد بلغ مجموع سنوات درسه الحوزوي عشر سنين بين ما درسه حراً على أيدي العلماء، وما درسه في حوزة حزب الله وإن الحزبيون لا يعترفون له بذلك كما هو حال الكثيرين غيره ممن لا يعترف المجلس الشيعي والأحزاب بهم وبعلمهم وبعمائمهم وهذا الواقع أوجد انفصاماً كبيراً في النظر إلى كل المعممين في لبنان من علماء معممين ومن طلاب معممين. فعدم الاعتراف بالبعض يؤدي إلى عدم الاعتراف بالكل وقد سئل المرجع الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي فيما لو أخطأ أحد المعممين هل يجوز التشهير به؟ فقال : ” لا لحفظ النوع”، وهذا ما لم يلتفت إليه المجلس الشيعي الذي كان وكيلاً مطلقاً للسيد الخوئي في لبنان. ولما وقع الشيخ محمد الحاج حسن في ضائقة مالية بسبب حاجته للزواج وتكوين أسرة ولم يمد حزب الله له يد المساعدة وضع يده على بعض أموال الحقوق الشرعية التي يقول الفقهاء إنه من مستحقيها من الناحية الشرعية لفقره، ولكنه عوقب على فعلته وتدخل الحزب متأخراً لاخراجه من المأزق بدفع فدية عنه قُدِّرت بتسعة آلآف دولار أمريكي. فأزمة الرجل مع حزب الله بدأت مالية، لتنقلب بعد موقف الحزب منه إلى أزمة سياسية تفاقمت بحيث تعرضت زوجته الأمريكية الجنسية للعدوان من قبل بعض المحازبين عندما كان يقيم في منطقة برج البراجنة، ليضطر بعد هذا الانتهاك السافر لحرمة بيته وزوجته اضطر لهجرة المنطقة لينتقل إلى منطقة النبعة، وهنا بدأت الحرب الضروس السياسية والإعلامية بينه وبين حزب الله وما زالت مستمرة إلى الآن!

وقد اتخذت هذه الحرب مؤخراً أشكالاً متعددة عبر النشرات الإعلامية الممنهجة والمدروسة ضد هذا الشيخ والتي يتم توزيعها عبر جنود جيش الواتس أپ الإلكتروني التابع لأجهزة أمن الحزب. فالشيخ محمد الحاج حسن هو خِرِّيج حوزة حزب الله ولهذا فهم من أحرجوه فأخرجوه …

 

الإدارة الأميركية تحاصر حزب الله في الداخل والخارج

العرب/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على اللبناني قاسم شمس بتهمة نقل الأموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات وحزب الله.

طوق العقوبات يضيق على حزب الله

تحاصر العقوبات الأميركية الجديدة حزب الله وتضيق عليه الخناق داخل لبنان وخارجه، حيث تنشط شبكاته في تجارة المخدرات وتبييض الأموال، لتوفير الدعم المادي الذي يحتاج إليه الحزب اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسكات عائلات المجندين الذين أرسلهم للقتال في سوريا وتمويل أنشطته خاصة مع تضييق الخناق على إيران المحاصرة بإستراتيجية أميركية تحد من تحركاتها في المنطقة وبعقوبات اقتصادية تثقل أزماتها الداخلية.

واشنطن – تمضي الإدارة الأميركية قدما في إستراتيجيتها للضغط على إيران وحزب الله وفق خارطة طريق تحاصر أنشطتهما، العسكرية كما التجارة غير المشروعة وتبييض الأموال، في لبنان ودول عديدة من الشرق الأوسط والعالم.

ويأتي القرار الأميركي وضع شبكة شمس اللبنانية على قائمة الإرهاب ضمن هذه الخارطة التي تتضمن طرقا ومسارات طويلة لمحاصرة كافة شبكات تمويل حزب الله وإيران. وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت عن فرض عقوبات على اللبناني قاسم شمس بتهمة نقل الأموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات وحزب الله.

وقالت في بيان لها إن “شمس وشبكته العالمية لتبييض الأموال ينقلان العشرات من ملايين الدولارات شهريا من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن عصابات المخدرات ويسهلان حركة الأموال لحزب الله”.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في شأن الشبكة اللبنانية الجديدة، إن مبيّض الأموال اللبناني قاسم شمس هو صاحب شركة “شمس للصرافة” التي تتاجر بالمخدرات في جميع أنحاء العالم نيابة عن منظمات تهريب المخدرات وتسهّل نقل الأموال لحزب الله.

وكانت صحيفة “غلوبال نيوز”  الكندية كشفت الشهر الماضي عن تمكن الولايات المتحدة بالتعاون مع أجهزة مخابرات دولية، لاسيما كولومبية وكندية وأسترالية، من تفكيك شبكة مرتبطة بعصابة “لا أوفيسينا” الكولومبية، تعمل على تهريب أموال بالمليارات من الدولارات، تجري لتمويل أنشطة حزب الله العسكرية.

وتندرج العقوبات الأخيرة، وفق تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية سيغال ماندلكر، ضمن “الحملة غير المسبوقة للإدارة لمنع حزب الله وأتباعه الإرهابيين العالميين من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدّرات”، فيما أكّد مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي أن “النبرة التي يتحدث بها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تؤكد نجاح العقوبات الأميركية في تجفيف مصادر التمويل”. وأضاف المسؤول الأميركي أن منظمة إرهابية داخل كولومبيا تهرب المئات من ملايين الدولارات لصالح حزب الله.

ويتولى شمس تحويل الأموال من وإلى أستراليا وكولومبيا وإيطاليا ولبنان وهولندا وإسبانيا وفنزويلا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، كجزء من نشاطاته المتعلقة بغسل أموال المخدرات.

وأصدر بيانا، صباح الجمعة، نفى فيه علاقته بحزب الله وأنكر التهم الموجهة إليه، كما أنكر أية علاقة له بأيمن جمعة الذي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عليه العقوبات عام 2012. وقال شمس إنه “يمكن التأكد من كل التحويلات التي تثبت عدم صحة هذه الاتهامات” لرد تهمة تبييض الأموال.

ورأى مراقبون في بيروت في بيان شمس أنه نموذج حالي ومقبل لعملية ابتعاد متصاعدة ستلجأ إليها شرائح ودوائر سياسية واقتصادية لأخذ مسافة من حزب الله، والتبرؤ من أي علاقة معه. وأضافوا أنه أمر جديد ولافت، ذلك أن كل هذه الدوائر كانت تجاهر بتمسكها بالعلاقة مع حزب الله حين كانت العقوبات تفرض عليه قبل سنوات.

ويبدو أن الإدارة الأميركية تتعامل مع مسألة حصار حزب الله بشكل جدي غير مسبوق، فإلي جانب تحركات الخزانة الأميركية، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية في 9 أبريل توجيهات جديدة لمواطنيها بشأن السفر إلى بلدان العالم. وأضافت الوزارة خانة جديدة تحذر فيها مواطنيها من خطر تعرضهم للاختطاف في 35 دولة بينها لبنان.

واتخذ هذا القرار الجديد بعد أسبوعين على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت، ما أثار تكهنات حول الانطباع السلبي الذي تشكل عند الوزير الأميركي والوفد المرافق له جراء هذه الزيارة، خصوصا إثر التقائه برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وتتنزل جولة بومبيو إلى باراغواي هذا الأسبوع-في أحد جوانبها- في سياق محاصرة حزب الله وشبكاته في تبييض الأموال وتجارة المخدرات. وتمثل باراغواي محورا رئيسيا للتمويل غير المشروع في المنطقة. يتمركز نشاط حزب الله في أميركا الجنوبية في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي.

ويقول  الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إيمانويل اوتولانغي إن باراغواي تعاني من مشكلة تتعلق بحزب الله. وينكر العديد من كبار مسؤوليها نفوذه، ويرجع ذلك إلى الرشاوى التي تلقوها مقابل الصمت على تحركات حزب الله. ويمكن للولايات المتحدة الاستفادة من تشريع العقوبات الحالي، بما في ذلك قانون منع التمويل الدولي لحزب الله، لتعطيل شبكاته الخارجية واستهداف الأطراف الموجودة في باراغواي وغيرها من الدول التي تسهل نشاطه.

وبالتزامن مع التحركات الخارجية لمحاصرة شبكات حزب الله، تعمل الإدارة الأميركية على تضييق الخناق عليه في الداخل اللبناني. وتدعم الإدارة الأميركية موقفها، بتأكيدها مواصلة دعم المؤسسات اللبنانية لتقوية الدولة اللبنانية وإضعاف دولة حزب الله. وقد شهدت السنوات الأخيرة تنسيقا عالي المستوى بين الإدارة الأميركية ومؤسستي الجيش اللبناني ومصرف لبنان.

وقد أكد بيان وزارة الخزانة الأميركية على أنها “مصمّمة على العمل مع مصرف لبنان لمنع تجار المخدرات ومبيّضي الأموال والجماعات الإرهابية مثل حزب الله من ولوج النظام المالي اللبناني”، الأمر الذي يدعم ما تردد بشأن تحضير الإدارة الأميركية لرزمة جديدة من العقوبات ضد حزب الله تستهدف الدوائر القريبة والمتحالفة مع الحزب، بما في ذلك رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.

ورغم أن هذه الأنباء لم تحظ بتأكيدات أميركية رسمية صادرة عن الإدارة في واشنطن، إلا أن بومبيو، حين سئل عن الموضوع، لم يؤكد الموضوع لكنه لم ينفه أيضا.

حملة أميركية غير مسبوقة ضد حزب الله وأتباعهحملة أميركية غير مسبوقة ضد حزب الله وأتباعه

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وفي محاولة لطمأنة حلفائه في لبنان، قال في آخر إطلالة له، الأربعاء إن لا معطيات جادة حول احتمال تعرض “بري والأخوة في حركة أمل” للعقوبات الأميركية.

بالمقابل توجه وفد برلماني لبناني مؤلف من رئيسي لجنة المال والموازنة النيابية النائب إبراهيم كنعان (المقرب من عون) ولجنة الشؤون الخارجية ياسين جابر ومعهما مستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان (المقربيْن من بري) إلى واشنطن للقاء المسؤولين الأميركيين ومسؤولين من البنك الدولي للتباحث في مسائل تتعلق بالوضع الاقتصادي والمالي اللبناني.

ولا يستبعد أن تكون مهمة الوفد الأساسية توضيح موقفي بري وباسيل وفريقهما السياسي وإقناع الإدارة الأميركية بعدم شمولهم داخل مروحة عقوباتها ضد حزب الله. وتقول مراجع سياسية لبنانية مطلعة إن بري، وبعد اجتماعه بالوزير بومبيو، أدرك جدية التحوّل الذي تمثله إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن التعامل مع ظاهرة حزب الله في لبنان، وأن واشنطن عازمة على الذهاب بعيدا لقطع الطريق أمام الحزب وحلفائه.

ولا تنفصل زيارة بري إلى العراق عن محاولته أخذ مسافة من حزب الله وإيران. كما تأتي موافقة المرجع الشيعي آية الله السيستاني على لقاء بري أيضا ضمن سعي المرجعية إلى توسيع خيمتها لتشمل الشخصيات والتيارات السياسية الشيعية العربية البعيدة عن مرجعية الولي الفقيه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

جون أبوزيد نقطة تحوّل في العلاقة الأميركية السعودية/أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية

البنتاغون يعيد تصحيح أخطاء ارتكبتها الخارجية الأميركية في المنطقة، وأبوزيد عسكري عمل في المنطقة ومتخصص في الشأن السعودي

العرب/12 نيسان/2019/

لندن - عُدّ تثبيت مجلس الشيوخ الأميركي، الجنرال الأميركي المتقاعد جون أبوزيد سفيرا لبلاده لدى المملكة العربية السعودية، نقطة تحوّل في كون الخارجية تعتمد على عسكري سابق، مما يفتح الطريق أمام البنتاغون لتصحيح وضع طالما تذمر منه العسكريون، حيث إن الخارجية تتبنى سياسة تميل إلى الإخوان في حين أن العسكريين هم من يدفعون الثمن على الأرض لتخبّط السياسات. ومما يساعد أبوزيد في مهمته الجديدة أنه متخصص أكاديميا في الشأن السعودي، وسبق وأن رأس القيادة المركزية الأميركية في الفترة من 2003 إلى 2007. ويعرف أبوزيد جيدا ملف الإرهاب سواء من خلال عمله في المنطقة بشكل عام أو مواجهة التمرّد بعد احتلال العراق بشكل خاص. وكان الرئيس دونالد ترامب قد اختار أبوزيد، في نوفمبر 2018، غير أن مداولات داخل الكونغرس أخرت تثبيت هذا التعيين ما أبقى المنصب شاغرا منذ أن غادره جوزيف ويستفال في يناير 2017 مستقيلا.

ويعتبر أبوزيد، وهو من أصول لبنانية، من الشخصيات المتخصصة في الشؤون السعودية مما سلط الضوء على تعويل ترامب على سفير يطوّر العلاقات الأميركية السعودية في وقت مرّت فيه العلاقات بين البلدين بمرحلة حرجة. وتعرضت علاقات الكونغرس مع السعودية إلى توترات على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وما تبع ذلك من موقف منتقد من قبل أعضاء الكونغرس الأميركي.

ويبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ وجهوا أسئلة للسفير المرشح تتعلق بقضية خاشقجي. ونقل عنه قوله إنه “لا يجب أن نقبل بهذه القضايا المثيرة للغضب”، مضيفا أن “هذه قضايا قصيرة المدى ويجب حلها، وتحتاج إلى حوارات جدية، وأنا جاهز لإجرائها”.

ونال أبوزيد تصديق مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة بلغت 92 صوتا مؤيدا مقابل 7 أصوات رفضت هذا الترشيح. ويتمتع السفير الجديد بتأييد معظم مسؤولي الإدارة الأميركية، إذ يرى هؤلاء أنه أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية. وسبق له أن تناول في أطروحته لنيل شهادة الماجستير، التي أعدها في جامعة هارفارد، القرار السعودي بشأن الإنفاق الدفاعي. الأمر الذي يدفع المراقبين إلى عدّ هذه المسألة أنها ستبرز خلال مهمته كسفير في الرياض. ونالت أطروحته إعجاب وتقدير نداف صفران، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد. الجنرال الذي يعرف تفاصيل المنطقةالجنرال الذي يعرف تفاصيل المنطقة

ووصف صفران الأطروحة المؤلفة من مئة صفحة، بـ”أفضل ما رأيت منذ مسيرة عملي في هارفارد منذ أكثر من 30 عاما”. ولد جون فيليب أبوزيد عام 1951، في أسرة لبنانية مسيحية، وهاجر أجداده من قرية مليخ بقضاء جزين في جنوب لبنان إلى كاليفورنيا في أواخر القرن التاسع عشر.

وتقلد أبوزيد مناصب سياسية وعسكرية، حيث تولى عام 1991، قيادة فرقة من المظليين نفذت عمليات أمنية في إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب صحيفة “فاينانشال تايمز، قام أبوزيد بتحويل فرقة عسكرية مدربة من أجل القتال إلى فرقة لحفظ السلام في المناطق الكردية التي كانت تشهد مواجهات بين الجنود العراقيين والبيشمركة الكردية.

وكُلف أبوزيد من قبل الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن بقيادة قاعدة العديد في قطر عام 2003، وكان ذلك قبل يومين فقط من الغزو الأميركي للعراق، ما جعله بمثابة الرجل الثاني في القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط أثناء غزو العراق عام 2003.

تخرج من الأكاديمية العسكرية الأميركية المرموقة في ويست بوينت في نيويورك، عام 1973، وحصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، كما درس في جامعة عمان في سبعينات القرن الماضي، وتخرج منها وهو يتحدث العربية بطلاقة. ويعرف بين زملائه بـ”العربي المجنون” والخبير بشؤون الشرق الأوسط.

 

تسريبات إسرائيلية: ترمب سينشر «صفقة القرن» بعد تشكيل نتنياهو حكومته وأربعة أشخاص يحق لهم الاطلاع على تطوراتها

تل أبيب – واشنطن/الشرق الأوسط/12 نيسان/19/أفادت مصادر سياسية في تل أبيب بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، سينشر خطته لتسوية الصراع الإسرائيلي العربي، فقط بعدما ينهي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تشكيل حكومته الجديدة، المتوقع نهاية شهر مايو (أيار) أو مطلع يونيو (حزيران).

وحسب تسريبات من واشنطن إلى أوساط سياسية يمينية في إسرائيل، فإن خطة ترمب ستطرح بشكل متكامل، وستسلم للطرفين العربي والإسرائيلي في آنٍ واحد. وقالت إن واشنطن أطلعت كلاً من نتنياهو وعدد من القادة العرب على بعض اتجاهاتها، وأصغت لردود فعلهم، وأخذت كثيراً منها بعين الاعتبار قبل صياغتها النهائية. ولكن النص الدقيق لها ما زال سرياً، لا يعرفه إلا الرئيس نفسه، ومستشاراه جاريد كوشنير وجيسي غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومستشار كوشنير، آفي بيركوفتش. وأضافت المصادر أن الأسئلة التي وجّهها مستشارو ترمب للمسؤولين في إسرائيل والعالم العربي دلت على بعض جوانب هذه الخطة، ويتضح منها أنها تتحدث عن دولة فلسطينية محدودة السيادة، على 90 في المائة من الضفة الغربية وشرقي القدس، يمكن أن تضاف إليها أراضٍ من إسرائيل 1948، ونشر قوات إسرائيلية في مواقع حساسة من الضفة الغربية، مثل غور الأردن ورؤوس الجبال. وستكون أحياء القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة من القدس، التي ستبقى خاضعة أمنياً للسيادة الإسرائيلية، مع إدارة أردنية فلسطينية مشتركة للأماكن المقدسة لدى المسلمين. وفي إطار هذه الخطة، ستضم إسرائيل المستوطنات الرسمية وبعض البؤر الاستيطانية، وسيتم إخلاء البؤر الأخرى، وضمها إلى مستوطنات قائمة.

وتتضمن الخطة بنداً يرفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويتيح حل قضيتهم، في تثبيت وجودهم في الدول العربية التي يقيمون فيها، ويعرض التعويض على من يقبل الانتقال إلى بعض الدول الغربية. وعلى سبيل المثال، يتم منح اللاجئين في الأردن، ويقدر عددهم بمليون نسمة، الجنسية الأردنية. وستتلقى الأردن لقاء ذلك ميزانية من 40 مليار دولار، لمنحهم الأرض والمسكن.

وبالإضافة إلى إرضاء إسرائيل بالاعتراف بضم المستوطنات، سيتم «تعويضها» بمنحها منطقة الباقورة الأردنية، التي تعتبر اليوم «أردنية تؤجرها لإسرائيل». ومقابل ذلك، يحصل الأردن على تعويض ملائم مادي أو بالأرض.

وقد ردّت على هذا النشر، دنئيلا فايس، إحدى قادة حزب اتحاد اليمين المتطرف، الذي يعتبر من شركاء نتنياهو في الحكم، فقالت: «سنطرح على الحكومة الجديدة خطة لرفد مشروع الاستيطان بمليون ونصف مليون يهودي، ليصبح عدد المستوطنين مليوني يهودي». وأضافت: «لقد نجح الليكود واليمين في الانتخابات، والآن علينا أن نشمر عن السواعد، ونوسع المستوطنات. على الشبان والشابات اليهود في بلادنا والعالم أن يدركوا أن أرض إسرائيل كلها لنا. نحن لن نكتفي بتوسيع المستوطنات القائمة، ونريد أن يصبح مسموحاً البناء اليهودي في كل مكان في الضفة الغربية». وعندما سئلت عن خطة ترمب، أجابت: «ترمب يتفهم احتياجاتنا. وعلينا أن نوضح له أهدافنا. إننا على قناعة بأنه لن يقف حائلاً أمام سكنى اليهود في أرض إسرائيل». المعروف أن نتنياهو سيكلف بتشكيل الحكومة الجديدة يوم الأربعاء المقبل. وسيكون معه 28 يوماً لإنجاز مهمة عرض حكومته. فإذا لم يستطع، يتم تمديد الفترة 14 يوماً إضافياً.

وبقاء خطة السلام طي الكتمان أمر لافت للنظر في البيت الأبيض الذي تجد فيه مسودات الأوامر التنفيذية والحوارات السرية والمداولات الداخلية، طريقها إلى الصفحات الأولى للصحف.

وقد قصر كوشنر وجرينبلات عدد من يحق لهم الاطلاع على الخطة طوال العامين اللذين عكفا فيهما على وضعها. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنها ظلت سرية «لضمان أن يتناولها الناس بذهن مفتوح» عند الكشف عنها. وأضاف المسؤول أن أربعة أشخاص فقط هم الذين لهم الحق في الاطلاع على تطوراتها بانتظام، وهم كوشنر وجرينبلات والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وآفي بركويتس مساعد كوشنر. ويتم إطلاع ترمب بانتظام على فحوى الخطة لكن ليس من المعتقد أنه قرأ الوثيقة المؤلفة من عشرات الصفحات بالكامل. وقال المسؤول «يتم إطلاعه إذا كان هناك شيء ذو بال يحدث أو طرأت فكرة يريدان عرضها عليه». وكوشنر مطور عقاري في نيويورك وزوج إيفانكا ابنة ترمب، أما جرينبلات فمحام كان يعمل في السابق لحساب ترمب. وقد انخرط الاثنان في العملية دون أن يعلما شيئا يذكر عن تاريخ البحث عن السلام بين العرب وإسرائيل على مدى عشرات السنين، بحسب تقرير لـ(رويترز) أمس.

وتتناول الخطة قضايا سياسية أساسية مثل وضع القدس، وتهدف من جانب آخر إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم. ومن الجوانب التي تطوقها السرية ما إذا كانت الخطة ستقترح إنشاء دولة فلسطينية بما يلبي مطلب الفلسطينيين الأساسي.

ويوم الأربعاء قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الخطة ستطرح قريبا، لكنه امتنع عندما سئل عن قول ما إذا كانت الإدارة تؤيد حل الدولتين الذي مثل منذ فترة طويلة أساس مساعي السلام في الشرق الأوسط.

بل إن ترمب نفسه، المعروف بإفشاء الأخبار دون تفكير كلما شاء، لم تبدر منه أي تفاصيل عن خطة السلام بسبب حساسيتها. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن ترمب يقول لمبعوثيه في الشرق الأوسط «إذا استطعتم أن تنجزوا هذا الأمر فستصبحون أعظم مفاوضين في التاريخ».

وقال مسؤولان آخران إنه يتم إطلاع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وبومبيو وجون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، على تطورات خطة السلام لكنهم لا يتدخلون فيها نزولا على رغبة كوشنر. وقد مثلت السرية التي أحاط بها كوشنر وجرينبلات الخطة أثناء تعديلها وصقلها، نوعا من التحدي لحكومات تريد معرفة التفاصيل قبل أن تلتزم بتخصيص موارد لصندوق فلسطيني. وقال دينيس روس المبعوث صاحب الخبرة الطويلة في الشرق الأوسط ويعمل الآن زميلا مرموقا بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الفريق الأميركي ما زال «أمامه الكثير من العمل لضمان ألا يفاجأ القادة العرب بما سيطرح، وهم بحاجة للاطلاع عليه مكتوبا لا شفاهة»

 

 الجنود يمنحون نتنياهو مقعداً إضافياً على حساب حلفائه من اليمين المتطرف والرئيس الإسرائيلي يقرر فتح جلسات المشاورات للإعلام

تل أبيب: نظير مجلي الشرق الأوسط/12 نيسان/19/بعد حرب أعصاب دامت طيلة ساعات النهار من يوم أمس (الخميس)، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل النتائج شبه الرسمية، ومنها يتضح أن الجنود في الجيش الإسرائيلي منحوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مقعداً إضافياً ليصبح 37 مقعداً، لكن معسكر اليمين خسر مقعداً لصالح معسكر الوسط واليسار، وذلك لأن الجنود منحوا مقعداً أيضاً لحزب «ميرتس» اليساري الراديكالي، الذي يعارض الاحتلال ويؤيد حل الدولتين.

وبناء عليه، تكون نتائج الانتخابات الإسرائيلية على النحو التالي: الليكود الحاكم بقيادة نتنياهو 37 مقعداً، وتحالف «أزرق أبيض» (حزب الجنرالات بقيادة بيني غانتس) 36 مقعداً، حزب اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» 8 مقاعد، حزب اليهود الغربيين المتدينين 7 مقاعد، حزب العمل 6 مقاعد، «تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» بقيادة أيمن عودة 6 مقاعد، «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان 5 مقاعد، «اتحاد أحزاب اليمين وتحالف والحركة الإسلامية»، برئاسة منصور عباس، وحزب «التجمع» برئاسة مطانس شحادة، وحزب «كولانو» برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، 4 مقاعد لكل منها.

وبحسب هذه النتائج، فإن معسكر اليمين يحصل على 65 مقعداً ومعسكر الوسط واليسار والعرب 54 مقعداً. ومع ذلك، أكدت اللجنة أن هناك مشكلات لم تنتهِ في 30 صندوق اقتراع، بسبب خلل تقني، وإن هذه النتائج يمكن أن تتغير مع ساعات الليل.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد عاشت ساعات طويلة ومريرة، منذ فجر أمس (الخميس)، في أعقاب توجيه بعض قادة اليمين اتهامات لها بالفوضى والإخفاقات وتخلُّف وسائل عملها. وبسبب ذلك عاش كثير من النواب والوزراء على أعصابهم. ففي الصباح قيل إن «القائمة العربية» التي تضمّ «الحركة الإسلامية» و«حزب التجمع الوطني» سقطت بعد فرز أصوات اليمين، ثم قيل إن حزب «اليمين الجديد» برئاسة وزير التعليم نفتالي بنيت، ووزيرة القضاء أييلت شكيد تجاوزت نسبة الحسم بفضل أصوات الجنود، ثم قيل إن «الليكود» حصل على مقعد إضافي على حساب حزب «ميرتس» اليساري، ثم إن حزب «يهدوت هتوراة» خسر مقعده الثامن، وإن من يحتل هذا المقعد، وبدأ، أمس، الاحتفالات بانتخابه نائباً اضطر إلى وقف احتفالاته. وهكذا، يحسب أحد المرشحين أنه أصبح نائباً، ثم يُبلغ بعد ساعات بأنه سقط أو العكس. ويبلغ حزب بأن لديه أربعة نواب، ثم يفهم أنه خرج من الملعب السياسي.

وقال بتصلئيل سموتريتش، المرشح لنيل حقيبة وزارية عن حزب الاتحاد اليميني المتطرف، إن لجنة الانتخابات تعمل في عهد «السايبر» بأسلوب قديم مهترئ يكلف الديمقراطية ثمناً باهظاً. وأشار إلى عدد من الأخطاء الفاحشة، التي دلَّت على أن عملية إدخال المعطيات من التقارير الورقية الخطية إلى الحواسيب شابها خلل مريع، فقد تبين أن نسبة التصويت في عدة مواقع زادت عن 100 في المائة، من أصحاب حق الاقتراع، وأن القائمتين العربيتين حصلتا على بضع عشرات من الأصوات في مستوطنات يهودية لا يسكنها أي عربي في الضفة الغربية. وقال: «هذه مسخرة»!

وأفاد مصدر في لجنة الانتخابات بأن عمليات تزييف عدة تم اكتشافها في عدد من التجمعات، خصوصاً في البلدات العربية وبلدات اليهود المتدينين، وكذلك في المستوطنات. ولذلك فإن بعض هذه الصناديق سيتم إلغاؤها. يُذكر أن النتائج الرسمية للانتخابات الإسرائيلية ستنشر فقط يوم الأربعاء المقبل. وعندما يتسلمها رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، سيبدأ في إجراء مشاورات مع رؤساء الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، حسب تلك النتائج، عمن يوصي كل منهم التكليف بتشكيل الحكومة. ووفقاً للنتائج، فإن أحزاب معسكر اليمين ستوصي جميعها برئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو لهذا التكليف، إذ تلتف حوله أحزاب تشكل أكثرية 65 مقابل 55 نائباً. وسيعطى نتنياهو مدة 28 يوماً للانتهاء من هذه المهمة، فإذا لم يفلح يستطيع أن يطلب تمديد الفترة بأسبوعين آخرين، وإذا فشل يتم تكليف نائب آخر في «الكنيست» بهذه المهمة، لكن نتنياهو يبدو واثقاً جداً من النجاح.

وقد أعلن رفلين، أمس، أن المشاورات التي سيجريها ستكون مفتوحة أمام وسائل الإعلام. والسبب يعود لخوفه من أن يتهمه الليكود، حزبه السابق، بالتحيز ضد نتنياهو. فهو يريد أن يعرف المواطنون كم عدد النواب الذين أوصوا تكليف نتنياهو، وكم أوصوا بتكليف بيني غانتس.

 

 زوارق بحرية إسرائيلية تهاجم مراكب صيادين فلسطينيين

غزة الشرق الأوسط/12 نيسان/19/هاجمت زوارق بحرية إسرائيلية، أمس الخميس، مراكب لصيادين فلسطينيين في بحر منطقة السودانية، شمال غربي مدينة غزة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن جنوداً من «بحرية الاحتلال أطلقوا الرصاص على مراكب الصيادين، وفتحوا خراطيم المياه صوبهم، وهم على بعد نحو ثلاثة أميال بحرية، قبالة بحر منطقة السودانية، شمال غربي المدينة، ما اضطرهم للهروب إلى شاطئ البحر». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مؤخراً توسيع مساحة الصيد البحري على سواحل قطاع غزة إلى 15 ميلاً بحرياً، وذلك بعد موجة من التوترات بين إسرائيل وفصائل القطاع، والتي نجحت الوساطة المصرية في احتوائها. ولم تعقب مصادر إسرائيلية على تقرير الأمس؛ لكن الجيش الإسرائيلي عادة ما يبرر استهداف الصيادين من قطاع غزة بتجاوزهم مساحة الصيد المسموحة لهم، والتي تقول إسرائيل إن الهدف من تقييدها هو منع أي عمليات تهريب عبر البحر.

 

رئيس المجلس العسكري السوداني يتنحى بعد أقل من 48 ساعة

العرب/13 نيسان/19/الخرطوم - أعلن الفريق أول ركن عوض بن عوف، الذي تولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، تنازله عن منصبه لصالح الفريق عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن، مفتش عام الجيش. ولم يفت على تولي بن عوف رئاسة المجلس سوى 24 ساعة بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير إثر احتجاجات شعبية واسعة النطاق ومازالت متواصلة في السودان. وقال بن عوف في بيان بثه التلفزيون السوداني الرسمي إنه اختار الفريق عبدالفتاح عبدالرحمن المفتش العام للجيش خلفا له في رئاسة المجلس العسكري. كما أعلن إعفاء كمال عبدالمعروف، من منصبه نائبا لرئيس المجلس. وتأتي الخطوة استجابة لمطالبات الشارع السوداني، الذي رفض بن عوف والذي كان يشغل نائب أول للرئيس المعزول ووزير دفاع بجانب نائبه كمال عبدالمعروف، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان. ويأتي إعلان تنحي بن عوف بعد أقل من يوم على أدائه اليمين الدستورية رئيسا للمجلس العسكري، بعد أن تحرك الجيش لعزل و"اقتلاع النظام ورأسه والاحتفاظ به في مكان آمن". وكانت اللجنة الأمنية العليا التي ترأسها بن عوف قد أعلنت مساء الخميس عن بدء فترة انتقالية لعامين يتحمل المسؤولية فيها الجيش وتنتهي بإجراء انتخابات، إلا أن إجراءات الجيش قابلها احتجاجات من قبل القوى السياسية حيث تواصلت الاحتجاجات بشكل كبير في المدن السودانية. كما أعلن بن عوف حينها عن فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر وفرض حظر تجوال ليلي لمدن شهر. ودافع المجلس العسكري الانتقالي على لسان الفريق أول عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية للمجلس عن إزاحة البشير من السلطة، وقال أثناء لقاء مع دبلوماسيين عرب وأفارقة تم بثه عبر التلفزيون الرسمي "هذا ليس انقلابا عسكريا. هذا انحياز إلى جانب الشعب، انه ليس انقلابا عسكريا". كما طلب المجلس العسكري مساعدات مالية من دول المنطقة لمواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد. وقال زين العابدين خلال اللقاء مع الدبلوماسيين "نريد إعانتكم في بعض الأشياء الاقتصادية. لدينا نقص في أساسيات مثل الدقيق والوقود". بدوره، قال سفير السودان لدى الأمم المتحدة ياسر عبدالسلام أمام مجلس الأمن الجمعة إن المجلس العسكري "لن يحكم، بل سيكون ببساطة الضامن لحكومة مدنية سيتم تشكيلها بالتعاون مع القوى السياسية والأطراف المعنيين".

وأضاف "يمكن إلغاء تعليق الدستور في أي وقت، كما يمكن تقليص الفترة الانتقالية حسب التطورات على الأرض واتفاق الأطراف المعنيين". وكان المجلس العسكري قد أكد في وقت سابق أنه لن يسلم الرئيس عمر البشير المطلوب بمذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية "إلى الخارج"، مشيرا إلى أن البشير لا يزال محتجزا من دون أن يحدد مكانه. وقرب مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، لا يزال آلاف السودانيين متجمعين، يهتفون يغنون ويرقصون ويتبادلون القهوة والطعام، مصرين على مواصلة احتجاجهم. وكان زين العابدين قال إن الحكومة المقبلة ستكون "مدنية ونحن لن نتدخل فيها، سنبقى بعيدين". وأضاف أن المجلس لن يطرح أسماء لعضوية الحكومة، مضيفا أن "وزير الدفاع سيكون من القوات المسلحة، وسنشارك في تعيين وزير الداخلية". وأكد زين العابدين العزم على "إجراء حوار مع كل الكيانات السياسية (...) لتهيئة المناخ للتبادل".

 

 بعد أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات... السودان في انتظار رئيس جديد

الجيش عزل البشير وأبقاه في الإقامة الجبرية... والمعارضة تعتبره إعادة إنتاج للنظام القديم

الخرطوم: أحمد يونس - لندن: مصطفى سري الشرق الأوسط/12 نيسان/19/إثر ضغوط شعبية، واحتجاجات لأشهر عدة، واعتصامات أمام قيادة الجيش استمرت خمسة أيام ولياليها، وضع وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف نهاية درامية، لنحو 30 عاماً، من حكم الرئيس السابق عمر البشير، بعزله، و«التحفظ عليه في مكان آمن». وأعلن عوف في بيان تعطيل الدستور، وتكوين مجلس عسكري انتقالي يحكم البلاد لعامين، وفرض حال الطوارئ لثلاثة أشهر، ومنع التجوال ليلاً.

وفور إعلان البيان، سارعت المعارضة إلى رفضه، واعتبرته «انقلاب قصر»، مطالبة بتنحي النظام بأكمله، وتكوين حكومة مدنية، داعية المواطنين إلى مواصلة الاحتجاجات حتى إكمال الثورة. وقالت لجنة الأطباء المركزية، إحدى مكونات «تجمع المهنيين السودانيين» الذي يقود الاعتصام: «الثورة مستمرة».

بدورهم، سارع المعتصمون إلى رفض البيان، وأعلنوا استمرار اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم الممثلة في وثيقة «الحرية والتغيير»، وتنص على تكوين حكومة مدنية انتقالية، توقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، وتعد دستوراً دائماً، وتقيم انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة. لكن الجيش عاد وهدد المحتجين من خلال تصاريح على وكالة الأنباء الرسمية، بأنه سيفض الاعتصامات بالقوة. وقال ابن عوف الذي يشغل في الوقت ذاته رئيس اللجنة الأمنية العليا، التي كوّنها البشير لمواجهة الأزمة، في بيان تأخر كثيراً عن موعده أمس: إن القوات المسلحة اضطرت إلى تنفيذ ما يتحسب له رأس النظام، وتحمّلت المسؤولية؛ استجابة لطلب الشعب السوداني بـ«اقتلاعه» والتحفظ عليه في مكان آمن، وتكوين مجلس عسكري انتقالي يحكم البلاد.

وأعلن ابن عوف حل مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء وحكومات الولايات، وأن يتولى وكلاء الوزارات وولاة الولايات تسيير العمل بالدولة، والبرلمان الاتحادي ومجالس الولايات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتهيئة المناخ للانتقال الديمقراطي السلمي للسلطة. وعلق ابن عوف الدستور الانتقالي لعام 2005، وفرض حال الطوارئ في البلاد لمدة عامين، وفرض حظر تجوال في البلاد لمدة ثلاثة أشهر من الساعة العاشرة إلى الرابعة صباحاً. ولم يعلن ابن عوف أسماء المجلس العسكري الانتقالي ولا رئيسه، ووعد بإعلان ذلك في بيان تالي يعلن خلال اليوم.

ومنذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شهد السودان احتجاجات ومظاهرات واسعة، بدأت احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، قبل أن ينقلها «تجمع المهنيين السودانيين» للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته.

ومنذ يوم السبت الماضي الموافق لذكرى ثورة أبريل (نيسان) 1985، دخل ملايين السودانيين في «اعتصام مفتوح» أمام قيادة الجيش بالخرطوم، دام خمسة أيام، واجهته القوات الأمنية بعنف مفرط أدى إلى مقتل 21، بينهم جنود في الجيش وجرح وإصابة أكثر من 150.

بيد أن ضباطاً من رتب وسيطة في الجيش السوداني، حالوا بين القوات الأمنية، واستخدموا الرصاص للتصدي لقوات الأمن التي كانت تهاجم المواطنين ليلاً؛ ما أدى إلى جرح عدد منهم، مخالفين الأوامر التي صدرت لهم بترك المحتجين السلميين ليواجهوا الغاز المسيل للدموع والرصاص الذي كانت تطلقه عليهم.

وقال وزير الدفاع عوض بن عوف، أمس: إن قيادة الجيش «اقتلعت» نظام الحكم، وتحفظت على الرئيس عمر البشير في مكان آمن، دون تقديم تفاصيل إضافية. وتابع في بيان تأخر بثه كثيراً: «أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله»، وانتقد فشل النظام في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المستمرة في البلاد طوال أربعة أشهر للمطالبة بتنحيته، وإصرارها وتعنتها على استخدام «المعالجات الأمنية» لمواجهتها.

وأوضح وزير الدفاع، أن «اللجنة الأمنية العليا» قررت إغلاق المجال الجوي للبلاد لأربع وعشرين ساعة، إضافة إلى إغلاق المداخل والمعابر الحدودية البرية حتى إشعار آخر.

وتناقلت تقارير إخبارية، أن الرئيس البشير موضوع تحت الحراسة المشددة في القصر الرئاسي بالخرطوم، إضافة إلى التحفظ على عدد من قادة نظام الرئيس البشير الحزبيين والتنفيذيين وأعضاء بالحركة الإسلامية «حركة الإخوان السودانية».

ومنذ وقت مبكر من صباح أمس، نشر الجيش عدداً من الآليات العسكرية المتوسطة، حول القيادة العامة، وقوات أخرى حول الجسور والطرق الرئيسية، ومركز المدينة. وفور إعلان بيان الجيش السوداني بتنحية البشير، تدفق مئات الآلاف من المواطنين إلى شارع الجيش، وأعلنوا رفضهم للبيان وأكدوا على مواصلة الاعتصام حتى يستجيب «الانقلاب» لمطالبهم بتنحي نظام الإنقاذ ورموزه المدنية والعسكرية، وتكوين حكومة انتقالية مدنية.

من جهته، رفض «تجمع المهنيين السودانيين» ما وصفه بـ«الانقلاب العسكري» الذي يقوده الجنرال عوض بن عوف، وما صدر منه من إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال.

واعتبر التجمع الذي قاد ونظم الاحتجاجات السودانية ضد نظام البشير مع حلفائه في قوى الحرية والتغيير، ما حدث استمراراً لنظام الرئيس السابق عمر البشير، وأبدى تمسكه بميثاق «الحرية والتغيير»، وطلب من المتظاهرين مواصلة الاعتصام أمام قيادة الجيش وقال: «الثورة مستمرة».

وقال عضو التجمع منتصر أحمد في تصريحات أمس: «إن ما حدث إعادة إنتاج لنظام البشير» عبر نائبه الأول ووزير دفاعه عوض بن عوف، وتابع: «عوض بن عوف يمثل نسخة نظام الإنقاذ رقم 2، وأكبر دليل على إعادة إنتاج النظام، يتمثل في الإبقاء على ولاة الولايات العسكريين المعينين بواسطة البشير».

ووصف أحمد «نظام الانقلاب» بأنه امتداد للدولة العميقة، في الوقت الذي يطالب فيه التجمع الذي يمثله بـ«تنحي النظام كاملاً»، وأضاف: «لا نريد أن يتجه الحراك إلى أي اتجاه آخر، ونحن نتمسك بنظام ديمقراطي؛ لأنه أكبر ضامن للتأكيد على المواثيق الدولية».

وانتقد فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وتعليق الدستور وحكم البلاد بالعسكريين، وتابع: «شعبنا سيواصل الاعتصامات؛ لأن الانقلاب محاولة لإعادة إنتاج النظام القديم».

أما تحالف «قوى الحرية والتغيير» المعارض، فقد رفض هو الآخر «الانقلاب»، ودعا جماهيره للاستمرار في الاعتصامات، كما دعا بحسب بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، الشعب للمحافظة على اعتصامه أمام قيادة الجيش، وفي بقية مدن الولايات وشوارع السودان، وقال: «نتمسك بالميادين والطرقات التي حررناها عنوة واقتداراً، حتى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة، هذا هو القول لفصل، وموعدنا الشوارع التي لا تخون»؟.

وأضاف: «سلطات النظام نفذت انقلاباً عسكرياً، لتعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار عليها الشعب. يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها ليسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان». في حين قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، وهو الحزب الذي أسسه زعيم الإسلاميين حسن الترابي، ويشارك في الحكومة: «البيان العسكري، لم يعبر عن تطلعات الشعب في الحرية والسلام والديمقراطية».

وأضاف: «هذا البيان غير مقبول شكلاً وموضوعاً، وهو صادَر الدستور الانتقالي، وسيحكم لفترة انتقالية لمدة عامين، ولم يتطرق إلى القوى السياسية؛ لذلك سنظل في الشارع حتى تتحقق مطالب الشعب، لأنه لا يمكن أن نصدق هذا الانقلاب».

وأوضح عمر، أن البيان مبهم ولم يشر إلى مجلس عسكري، ولم يفصح عن خطته للتحول الديمقراطي والحريات، وأضاف: «نحن لا نحتاج إلى الانقلابات العسكرية والحكم الشمولي مرة أخرى، بل نحتاج إلى حكم ديمقراطي يقيم العدالة والمساواة ويحقق السلام».

وشدد رئيس الجبهة العريضة المعارضة، المحامي علي محمود حسنين، في تصريحات على رفض الانقلاب بشدة، وقال: «رئيس الانقلاب عوض بن عوف هو نائب البشير الأول».

ويواجه البشير البالغ من العمر 75 عاماً اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وتطالب بالقبض عليه وتسليمه لها، على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقي في إقليم دارفور أثناء تمرد بعض سكان الإقليم، ومقتل أكثر من 300 ألف من سكانه المدنيين.

واستولى البشير على الحكم في السودان في 30 يونيو (حزيران) 1989، بانقلاب نظمته الجبهة القومية الإسلامية، وهي الاسم السوداني لتنظيم «الإخوان المسلمين»، ومنذ ذلك الوقت تمسك البشير بمقعده في القصر الرئاسي الواقع على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق، على الرغم من فشله في تقديم حلول جدية لمشاكل السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتزايدت حدة المعارضة الشعبية لحكم الرئيس عمر البشير بصورة متسارعة بداية الأسبوع، خرج خلالها المواطنون في مظاهرات مناوئة له استمرت أشهراً عدة، قبل أن تتحول إلى «اعتصام» استمر خمسة أيام شل الحياة في البلاد، لم تجد له سلطته حلاً.

وفاقم من حدة الغضب الشعبي ضد البشير، محاولاته المستميتة في استخدام قوات الأمن وميليشيات «إخوانية» موالية لقمع المعتصمين؛ ما تسبب في اشتباكات بين جنود من الجيش وبين أجهزة أمنية، كانت تحاول فض الاعتصام بالقوة.

- أهم ما جاء في بيان الجيش السوداني

> أولاً:

1- تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان.

2- تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005.

3- إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلى الرابعة صباحاً.

4- قفل الأجواء لمدة 24 ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر.

5- حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين، وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل.

6- حل المجلس الوطني ومجلس الولايات.

7- حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم.

8- يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة.

9- دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للانضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه.

10- المحافظة على الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو اعتداء أو انتقام، أو اعتداء على الممتلكات الرسمية والشخصية، وصيانة العرض والشرف.

11- الفرض الصارم للنظام العام، ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها.

12- إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان.

13- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً.

14- تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية، وإجراء انتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، ووضع دستور دائم للبلاد.

> ثانياً:

1- الالتزام بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية.

2- استمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالسودان وسفارات السودان الخارجية والمنظمات.

3- صون وكرامة حقوق الإنسان.

4- الالتزام بعلاقات حسن الجوار.

5- الحرص على علاقات دولية متوازنة، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

> ثالثاً:

الإجراءات:

1- تأمين الوحدات العسكرية والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة.

2- تأمين واستمرار المرافق والاتصالات والموانئ والحركة الجوية.

3- تأمين الخدمات بكل أنواعها.

شعبنا الكريم، ونحن في المجلس العسكري الانتقالي، الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني، إذ نتحمل هذه المسؤولية نحرص على سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسؤولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة، شراكة منه في أمن وسلامة الوطن.

 

طلب أميركي ـ أوروبي لعقد جلسة لمجلس الأمن حول السودان

تباين ردود الفعل الدولية على إطاحة البشير في انقلاب عسكري

عواصم عربية وغربية الشرق الأوسط/12 نيسان/19/تباينت ردود الفعل على الانقلاب الذي وقع في السودان، أمس، وتراوحت بين دعوات بأن يعبر السودان هذه المرحلة بسلام وحكمة، وقالت مصر إنها تدعم خيارات الشعب السوداني، في حين دعت دول غربية إلى عقد جلسة طارئة مغلقة لمجلس الأمن حول السودان، وطالبت بأن تستجيب السلطات الجديدة في السودان لمطالب القوى المدنية والتحول الديمقراطي. وقالت وزارة الخارجية المصرية، أمس، إن «مصر تتابع عن كثب وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث... وتؤكد في هذا الإطار دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة المهمة، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني».

وأعربت مصر، خلال بيان صادر عن وزارة الخارجية «عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار والرخاء والتنمية... كما تؤكد مصر عزمها الثابت على الحفاظ على الروابط الراسخة بين شعبي وادي النيل، في ظل وحدة المسار والمصير التي تجمع الشعبين الشقيقين، وبما يحقق مصالح الدولتين الشقيقتين». وأكد بيان الخارجية أن «مصر تدعو المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني، وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة»، كما «تناشد الدول الشقيقة والصديقة مساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم». وأضاف البيان أن «مصر ستظل شعباً وحكومة سنداً ودعماً للأشقاء في السودان، وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من استقرار ورخاء».

- الدول الغربية

طلبت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية، أمس، عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان عقب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير. وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن يعقد المجلس جلسة مغلقة اليوم لبحث الوضع في السودان تلبية للطلب الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا. وطالبت واشنطن بأن يُسمح لمؤسسات المجتمع المدني بأن تشارك في المرحلة الانتقالية التي تفضي إلى تحول ديمقراطي، وحضّت السلطات السودانية على السماح للسودانيين بالتظاهر دون عنف آملةً في ألا تطلق قوات الأمن النار على المتظاهرين.

وكتب تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا، على «تويتر»، قائلاً: «ندعو السلطات السودانية إلى احترام حقوق جميع السودانيين في التعبير عن شكواهم بشكل سلمي».

كما أعلن وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت أن ما حدث في السودان لا يلبي مطالب الحراك الشعبي الذي تواصل في السودان على مدى الأشهر الأربع الماضية، مطالباً بإشراك الأحزاب السياسية في إدارة البلاد.

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه يتابع عن كثب تطورات الوضع في السودان، مطالباً جميع الأطراف بالامتناع عن العنف وإطلاق عملية سلام. وخلال المؤتمر الصحافي اليومي بمقر المفوضية في بروكسل، أمس، قالت المتحدثة باسم منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيديريكا موغيريني، إن الاتحاد يراقب التطورات المتسارعة في السودان عن كثب. وقالت مايا كوسيانيتش: «نحن ناشدنا جميع الأطراف الامتناع عن العنف والتصعيد، والعمل على إطلاق عملية سلام تأخذ بعين الاعتبار آمال الشعب السوداني في تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية».

وفي موسكو، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أمس، ما يجري في السودان بأنه «شأن داخلي»، معرباً عن أمله في عودة الأوضاع إلى الأطر الدستورية في السودان.

وقال بيسكوف في حديث للصحافيين: «نراقب الوضع عن كثب، ونأمل أولاً ألا يكون هناك تصعيد في الوضع يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية. ونأمل كذلك أن يعود الوضع في السودان، في القريب العاجل، إلى الإطار الدستوري». وأكد ممثل الكرملين، أن روسيا تعتبر ما يجري في السودان حالياً من الشؤون الداخلية لهذه الدولة، قائلاً: «بالطبع، وبغضّ النظر عما يحدث، فما حدث هو شأن داخلي للسودان ويجب أن تحل الأمور هناك وفقاً لما يقرره السودانيون أنفسهم». وأعرب بيسكوف عن ثقته في أنه مهما كانت نتيجة ما يجري، فإن العلاقات الروسية السودانية ستكون من الاتجاهات الثابتة في سياسة السودان الخارجية.

وفي أنقرة، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى مصالحة وطنية في السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في انقلاب عسكري. وقال إردوغان، الذي وسّع نطاق الاستثمارات التركية في السودان في الآونة الأخيرة، إن البلدين لديهما علاقات وطيدة تريد أنقرة الحفاظ عليها. وأضاف في مؤتمر صحافي بأنقرة: «أتعشَّم أن ينجح السودان في هذا الأمر بهدوء... وأعتقد أن عليه البدء في تفعيل عملية ديمقراطية طبيعية».

وانتقد الاتحاد الأفريقي الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني ضد الرئيس البشير، داعياً إلى الهدوء وضبط النفس. وقال رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فقي، في بيان، إن «سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه». وأضاف أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سيجتمع «بسرعة، لبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة». ودعا فقي «كل الأطراف المعنية إلى الهدوء والتزام أكبر قدر من ضبط النفس واحترام حقوق المواطنين والرعايا الأجانب والملكية الخاصة، بما فيه صالح البلد وشعبه».

وحثّ رئيس المفوضية الأفريقية أيضاً كل الأطراف على «الانخراط في حوار شامل لتهيئة الظروف التي تتيح تلبية تطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية، والحكم الرشيد والرخاء، واستعادة النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن».

 

 محكمة الجنايات الدولية تطالب باسترداد البشير

لندن الشرق الأوسط/12 نيسان/19/طالبت المحكمة الجنائية الدولية السلطات السودانية بتسليم الرئيس عمر حسن البشير، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يلزم السلطات السودانية بالتعاون مع المحكمة، حسبما صرح به فادي العبد لله، المتحدث باسم المحكمة التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً لها. ومع إقالة الجيش السوداني البشير واعتقاله، أمس، بعد ثلاثة عقود من إمساكه بالسلطة بقبضة حديدية، فتح الباب واسعاً أمام ملف قديم - جديد، هو إمكانية مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه منذ سنوات بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، قبل عقد من الزمن مذكرتي توقيف بحقه، وطلبت عبثاً من دول كثيرة زارها البشير في السنوات الأخيرة اعتقاله. ففي مارس (آذار) 2005، كلف مجلس الأمن الدولي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق بشأن جرائم يُحتمل أن تكون ارتكبت في دارفور، الإقليم الشاسع في غرب السودان.

أُنشئت المحكمة الجنائية الدولية في 2002 لمحاكمة المتهمين بارتكاب أفظع الجرائم في العالم، ولكنها لا تملك قوة شرطة خاصة بها للقبض على المتهمين الذين تلاحقهم. وبسبب نقطة الضعف هذه، تجد المحكمة نفسها رهن حسن نيات الدول فيما يتعلق بتنفيذ أوامر الاعتقال التي تصدرها. ومنذ 2003 يشهد الإقليم، الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، نزاعاً مسلحاً بين قوات الخرطوم من جهة ومتمردين من أقليات إثنية يتهمون نظام البشير بتهميشهم. وخلّفت الحرب الدائرة في الإقليم أكثر من 300 ألف قتيل و2.5 مليون مشرد، وفقاً للأمم المتحدة. وخلص التحقيق الذي أجرته المحكمة إلى أن الرئيس البشير ومعه «قادة سودانيون كبار آخرون، اعتمدوا خطة مشتركة لشن حملة لمكافحة التمرد»، الذي خاضته ضد الخرطوم جماعات مسلحة كثيرة في دارفور. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 2009 و2010 مذكرتي توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وكذلك أيضاً إبادة جماعية، وهي التهمة الأخطر على الإطلاق في القانون الدولي، وذلك خلال النزاع في دارفور بين عامي 2003 و2008. والبشير هو أول رئيس دولة في العالم تصدر بحقه المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف خلال مزاولته مهام منصبه، كما أنه أول شخص على الإطلاق تتهمه المحكمة بارتكاب إبادة جماعية. ومن بين الجرائم المتهم بها البشير القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب والترحيل القسري. وخلصت المحكمة على وجه الخصوص إلى أن «هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن عمر البشير تصرف بنية محددة هي القضاء» على جماعات عرقية مختلفة. ولكن الرئيس المخلوع، البالغ من العمر 75 عاماً، نفى على الدوام وبشدة اتهامات المحكمة.

وخلال العقد الماضي، رفضت دول كثيرة أعضاء في «معاهدة روما» التي أُنشئت بموجبها المحكمة تنفيذ أمر الاعتقال الصادر بحق البشير واعتقاله، مما أتاح للرئيس السوداني مواصلة السفر إلى دول كثيرة من دون أن يساوره أي قلق.

ونظرت المحكمة خصوصاً في حالتين بهذا الشأن تتعلقان بزيارتين قام بهما البشير إلى جنوب أفريقيا والأردن، وهما عضوان في معاهدة روما، من دون أن يعتقله أي من هذين البلدين. وفي 2017 أصدرت الجنائية الدولية قرارين منفصلين اعتبرت فيهما أن بريتوريا وعمان لم تفيا بالتزاماتهما بقرارهما عدم اعتقال البشير عندما كان على أراضيهما، في حكم استأنفه الأردن. وعندما رفضت جنوب أفريقيا والأردن اعتقال البشير، تذرع البلدان يومها بالحصانة الرئاسية التي يتمتع بها، كونه رئيساً لا يزال في الحكم. ونظرياً، يفترض أن يساهم خلع البشير في تعزيز فرص تسليمه إلى «الجنائية الدولية» لمحاكمته أمامها في لاهاي. وفي الواقع فإن مصير البشير يتوقف الآن على القادة الجدد للبلاد، بحسب ما تقول فريدريك دي فلامينغ، الباحثة في القانون الجنائي الدولي في جامعة أمستردام. وتوضح الباحثة القانونية بأن القادة الجدد للبلاد «قد يقررون حتى محاكمته» في السودان، وفي هذه الحالة لن يكون للمحكمة الجنائية الدولية أي دور على الإطلاق.

 

 بروفايل: عوض بن عوف... الاستخباراتي والأمني/ضمن قائمة الممنوعين من زيارة الولايات المتحدة

لندن: مصطفى سري الشرق الأوسط/12 نيسان/19/ولد عوض محمد أحمد بن عوف في الخمسينات من القرن الماضي، بقلعة «ود مالك» قرية «قرِّي» في شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية في الخرطوم، الدفعة 23 مدفعية. ثم تلقى تدريبات في مصر، قبل أن يصبح معلما بكلية القادة والأركان. ثم تدرج في صفوف الجيش وأصبح قائداً لسلاح المدفعية. وتم تعيينه مديراً عاماً لجهاز المخابرات الخارجية في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، ثم رئيسا لهيئة الاستخبارات والأمن، ثم رئيساً لهيئة الأركان المشتركة. وبسبب دوره في تحسين العلاقات السودانية الإريتيرية بعدما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات بين الدولتين، اختير بن عوف لتولي منصب مدير إدارة الأزمات في وزارة الخارجية، ومنح لقب سفير بعد تقاعده من الجيش عام 2010. واستكمل بن عوف مسيرته الدبلوماسية، فتم تعيينه في منصب القنصل العام للسودان بمصر، ثم مثل دولته كسفير لدى سلطنة عمان.

وبعد 5 سنوات من العمل الدبلوماسي، عاد بن عوف إلى الاحتكاك المباشر بالجيش، بعدما أصدر البشير مرسوما جمهوريا في أغسطس (آب) 2015 بتعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزيرا للدفاع. وفي 23 فبراير (شباط) الماضي، قرر البشير تعيين وزير الدفاع نائبا أول لرئيس الجمهورية، ليحل محل نائب الرئيس السابق بكري حسن صالح، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع. وتقول سيرته وسط الجيش السوداني إن في عهده شهد سلاح المدفعية طفرات كبيرة حيث أدخلت منظومات الصواريخ مما صنف وقتها أن السودان صاحب أطول الأنظمة الصاروخية في القارة الأفريقية. كما حصلت بلاده في عهده على مدفع الهاوترز الصيني PLZ54 والمدفع الروسي MSTA. عمل مديراً لمكتب سكرتير الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي وهو الحزب الحاكم في نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري (1969 - 1985) ثم انتقل للعمل مديراً لجهاز المخابرات الخارجية عندما كان منفصلا عن الأمن الداخلي.

برز اسم عوض ابن عوف أكثر عندما وضعته لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن إقليم دارفور في العام 2005 ضمن القائمة المتهمة بالتسبب في سوء الأوضاع في هذا الإقليم الذي شهد حرباً أهلية في العام 2003 أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف مواطن، وكان وقتها يعمل رئيساً للاستخبارات العسكرية. وأصدرت الولايات المتحدة حظراً عليه من دخول بلادها وحجزت أمواله، بالتزامن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السابق عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في دارفور.

 

 الرئيس العراقي: لا نقبل أن يكون العراق منطلقاً لإيذاء جيرانه والسفير الإيراني يبلغ العراق موقف طهران بعد تصنيف «الحرس»

لندن الشرق الأوسط/12 نيسان/19/جدّد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، موقف بلاده الثابت بعدم القبول أن يكون العراق منطلقاً لأي عمل، من شأنه إيذاء جيرانه أو توتير الوضع الإقليمي، فيما نقل السفير الإيراني إيرج مسجدي «موقف» و«طلبات» طهران بعد تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية.

ودعا الرئيس العراقي، خلال استقباله أمس سفير إيران لدى العراق إيرج مسجدي، إلى «ضرورة تخفيف التوتر في المنطقة، والتأكيد على المشتركات في محاربة التطرف والإرهاب، وضمان مستقبل زاهر لشعوب المنطقة». وأكد «على الأهمية التي يوليها العراق لتعزيز علاقاته الثنائية مع إيران، منطلقاً من الوشائج الاجتماعية والثقافية والمصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال صالح إن «العراق حريص على أن يكون ساحة لتلاقي مصالح دول وشعوب المنطقة، ولن يقبل أن يكون منطلقاً لأي عمل من شأنه إيذاء جيرانه أو توتير الوضع الإقليمي».

ونقلت وكالة «أرنا» الإيرانية عن مسجدي أنه بحث مع مسؤولين وشخصيات سياسية عراقية تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. وكان مسجدي مستشاراً لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قبل تعيينه سفيراً لدى العراق الصيف الماضي.

واستخدم مسجدي مفردات وردت بصورة مشتركة في بيانات وردود كبار المسؤولين وقادة الأجهزة العسكرية، بعدما وضع ترمب الجهاز العسكري الموازي للجيش الإيراني على قائمة الإرهاب. وقال إن «الخطوة الأميركية ضد (الحرس الثوري) غير حكيمة وجاهلة».

وردّ مسجدي على أسئلة الصحافيين، عقب مشاورات أجراها أمس حول تصنيف «الحرس»، مع الرئيس العراقي، والرئيس السابق فؤاد معصوم، ورئيس «تحالف الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم.

وأبلغ مسجدي المسؤولين العراقيين بالموقف الإيراني من الخطوة التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد «الحرس»، فضلاً عن تقرير إيراني للمسؤولين العراقيين حول تفاصيل «لقاءات وتفاهمات وقرارات»، توصل إليها مسؤولون إيرانيون ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارة إلى طهران الأسبوع الماضي.

وأوضح مسجدي: «كان ضرورياً أن ننقل الموضوع إلى أصدقائنا العراقيين حول القرار الأميركي»، مبدياً استغراب بلاده من أن يكون القرار في الولايات المتحدة «بيد شخص لا يلتزم بقواعد ولا بأسلوب».

سياسياً، يرعى «الحرس الثوري» ميليشيات وفصائل مسلحة موالية لإيران، ما ساعد على توسع النفوذ الإيراني في المشهد السياسي العراقي. وطلب المرشد علي خامنئي من رئيس الوزراء العراقي، العمل على إخراج القوات الأميركية من العراق على وجه السرعة، وهو ما ينذر بتصعيد إيراني - أميركي في العراق.

ورداً على طلب إيران، أعلن قائد الأركان العراقي عثمان الغانمي ضمناً بقاء القوات الأميركية في العراق، ونُقل عنه قوله خلال مباحثات جرت مع نظيره الإيراني محمد باقري، إن «القوات الأميركية ستكون بإشراف الجيش العراقي»، مشدداً على أن الحضور الأميركي «سيقتصر على تدريب القوات العراقية».

على الصعيد الاقتصادي، لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم النشاط الاقتصادي لـ«الحرس الثوري» الإيراني، في العراق، لكن عباد الله عبد اللهي، القائد السابق لمجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس» قال في لقاء بخامنئي في سبتمبر (أيلول) 2016 إن استثمار الجهاز العسكري في العراق، وتحديداً مدينة النجف، تتجاوز قيمته مليار دولار، وتحدث حينذاك عن نية «الحرس» تنفيذ 30 مشروعاً في العراق، تتجاوز قيمتها ملياري دولار. وأنشأ «الحرس الثوري» مجموعة «خاتم الأنبياء» في 1988، وتنامى دورها في زمن الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ويفوق عدد شركاتها 800، تنشط في الاقتصاد الإيراني، ويقدر عدد العاملين فيها بـ135 ألف موظف دائم، إضافة إلى 500 ألف آخرين بعقود مؤقتة، وتقول الشركة إنها تنفذ عشرات الآلاف من المشروعات الاقتصادية في إيران، كما يقدر حجم النشاط الاقتصادي لـ«الحرس» بنحو 40 في المائة من الاقتصاد الإيراني.

ووصف مراقبون إيرانيون حينها إعلان «الحرس الثوري» بالمفاجئ؛ لأن مجموعة «خاتم الأنبياء» تواجه عقوبات دولية مشددة، بسبب دعمها فيلق «القدس» الإيراني، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية.

يأتي ذلك وسط تطلعات لـ«الحرس الثوري» بالحفاظ على «حصته» في مشروع إعادة إعمار العراق وسوريا. وفي أغسطس (آب) 2011، قبل تصنيف «الحرس الثوري»، أدرج الاتحاد الأوروبي قوات «فيلق القدس» على قائمة العقوبات، بسبب دعمه قوات النظام السوري في قمع المتظاهرين، كما ذكر بالاسم قادة «فيلق القدس» سليماني ومساعده محسن تشيذري. وفي أغسطس 2018، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتل، عبر حسابه في شبكة «تويتر»، إنه «من الواضح لي أن قوات فيلق (القدس) تشكل محور حملة الأنشطة المخربة والتوسعية والمكلفة في المنطقة، بما فيها سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن»، مضيفاً أن «الأنشطة المخربة والمزعزعة للاستقرار والأمن في المنطقة تهدد أمن المنطقة، ولا تخدم الإيرانيين». وكانت طهران أدرجت قوات القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» على قائمة المجموعات الإرهابية رداً على تسمية «الحرس» الإيراني منظمة إرهابية.

 

مظاهرات حاشدة في الجزائر احتجاجاً على بن صالح والانتخابات الرئاسية

الجزائر الشرق الأوسط/12 نيسان/19/احتشد آلاف المتظاهرين في الجزائر العاصمة في أول يوم جمعة بعد تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية، رافضين ما يعتبرونه مسبقاً انتخابات مزورة لا تخدم سوى وجوه الفترة الانتقالية الذين يطالبونهم بالرحيل باعتبارهم جزءا من النظام. وحدّد رئيس الدولة للمرحلة الانتقالية عبد القادر بن صالح (77 عاماً)، وهو أحد وجوه نظام بوتفليقة، موعد الانتخابات الرئاسية في الرابع من يوليو (تموز)، أي في ختام المرحلة الانتقالية من 90 يوماً التي ينص عليها الدستور. ومنذ تعيين بن صالح رئيساً للدولة بحكم الدستور، انتقلت الشعارات من استهداف الرئيس المستقيل إلى مهاجمة بن صالح.

وقبل ساعتين من الموعد المقرر لانطلاق المسيرة، تجمع الآلاف في وسط العاصمة، في حين يتابع الجانبان الوضع عن كثب لمعرفة حجم التحرك. فمن جهة يعتزم النظام مواصلة العمل في إطار الدستور لانتخاب رئيس جديد خلال 90 يوماًـ في حين يطالب المتظاهرون والمجتمع المدني بتشكيل مؤسسات انتقالية لضمان انتقال فعلي. ويتم كذلك رصد موقف الشرطة التي بدت أقل تساهلاً خلال الأيام الماضية مع التجمعات التي تنظم في العاصمة. وللمرة الأولى خلال ثمانية أسابيع، طوقت الشرطة التي تسلحت بأدوات مكافحة الشغب ولعدة ساعات ساحة البريد الكبير لمنع المتظاهرين من التجمع في الساحة، قبل أن تفسح لهم المجال، وفق صحافيي فرانس برس. وكان المئات من المتظاهرين قد وصلوا قبل عناصر الشرطة منذ الفجر وتمركزوا فوق سلالم الدرج العريض أمام المبنى التاريخي للبريد، وبعضهم أتى من مدن بعيدة عبر الطرق التي أقامت عليه الشرطة حواجز تفتيش. وأخفق الشرطيون الذين لم يستخدموا القوة في إخلاء ساحة البريد قبل الظهر إذ أحاط بهم المتظاهرون الذين فاقوهم عدداً وهم يهتفون "سلمية سلمية" ويدعونهم للانضمام إليهم. ثم تنحى المتظاهرون ودعوا الشرطيين ينسحبون دون حوادث.

والخميس، وللمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات التي كانت في الإجمال هادئة، طوقت عربات الشرطة الساحة ومنعت المتظاهرين من الوصول إلى ساحة البريد.

وسيتم رصد موقف الشرطة الجمعة بعد أن حاولت الثلاثاء تفريق تظاهرة سلمية للطلاب في الجزائر العاصمة.  وكان ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوا إلى التظاهر مجدداً، اليوم (الجمعة)، تحت الشعار المتداول منذ أسابيع «ليرحل الجميع!». وقال وليد (21 سنة) الذي شارك في مظاهرة أمس (الخميس)، مع بضع مئات من الأشخاص في وسط العاصمة الجزائرية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذه الجمعة سنظهر لهم معنى كلمة ارحل»، قبل أن يؤكد: «لن أدلي بصوتي في الانتخاب، لا فائدة من ذلك». أما ياسين (23 عاماً) فصرح قائلاً: «يوم الجمعة ستكون أعدادنا كبيرة، كبيرة جداً. هم لا يعرفون ما الذي ينتظرهم، ولن يستطيعوا فعل شيء ضدنا». ومن جهتها، قالت لويزة دريس آيت حمادوش، أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3: «ستكون المظاهرة حاشدة وبأعداد هائلة». وأضافت: «الانتفاضة الشعبية أعطت بالفعل رداً على تنصيب بن صالح في 9 أبريل (نيسان)، رئيساً للمرحلة الانتقالية».

ويرى محرز بويش، أستاذ الفلسفة بجامعة بجاية، «أن انتخابات 4 يوليو مرفوضة من الشعب الذي يرفض أيضاً تعيين بن صالح». وأعدت السلطات الأمنية، اليوم، إجراءات مشددة لأول مرة منذ انطلاق الاحتجاجات في 22 فبراير (شباط)؛ حيث وضعت الشرطة طوقاً من عرباتها، للحيلولة دون الوصول إلى ساحة البريد المركزي في وسط العاصمة، ملتقى كل المظاهرات التي تحصل عادة. وبالنسبة للمتظاهرين، لا يمكن أن تكون هذه الانتخابات الرئاسية التي تنظم بعد 3 أشهر، حرة ونزيهة، لأنها ستنظم في إطار قانوني وضعته المؤسسات والشخصيات الموروثة من حكم بوتفليقة، والتي وجهت إليها اتهامات على مدى العشرين سنة الماضية بالتزوير، بحسب ما تقوله المعارضة. ويطالب المتظاهرون وبعض أصوات المجتمع المدني بإنشاء مؤسسات مخصصة لعملية انتقال حقيقية للسلطة في مرحلة ما بعد بوتفليقة. ويحظى بن صالح بدعم ضمني من الجيش الذي عاد إلى محور اللعبة السياسية الجزائرية منذ أن تخلى رئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح، عن بوتفليقة، ما جعل استقالته حتمية.وحذّر رئيس أركان الجيش الجزائري، الأربعاء، من حدوث «فراغ دستوري» في الجزائر، معتبراً أنّه من «غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية» خارج المؤسسات. وذكر أنّ الجيش «سيرافق عملية التحضير للانتخابات الرئاسية، وسيسهر على متابعة هذه المرحلة في جو من الهدوء، وفي إطار الاحترام الصارم لقواعد الشفافية والنزاهة وقوانين الجمهورية».

 

56 قتيلاً في معركة طرابلس... والجيش يراهن على تأييد السكان والبعثة الأوروبية تغادر بحراً إلى تونس وسط تزايد ارتفاع عدد النازحين

القاهرة: خالد محمود الشرق الأوسط/12 نيسان/19/وسط عجز مجلس الأمن الدولي، وانقسام الاتحاد الأوروبي حول العملية العسكرية التي أطلقها المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، لـ«تحرير» العاصمة طرابلس، تصاعدت حدة المعارك، أمس، بين قوات الجيش، والقوات الموالية لحكومة «الوفاق الوطني» التي يترأسها فائز السراج، ما أسفر عن مقتل 56 شخصاً، وإجبار آلاف آخرين على النزوح من ديارهم في العاصمة، على مدى الأسبوع المنصرم، بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية، أمس. وانتقد السراج في رسالة وجّهها إلى كريستوف هيوسغن، رئيس مجلس الأمن الدولي، «فشل المجلس في إصدار أي قرار يدين عملية (تحرير) طرابلس»، مشيراً إلى أنه «حذر من تطور الأوضاع في ليبيا إلى وضع تصعب السيطرة عليه بسبب إصرار بعض الأطراف الليبية على البحث عن مصالح شخصية». وحثّ السراج مجلس الأمن، في رسالة نشرتها وسائل إعلام محلية، على «الوقوف بجدية وحسم في مواجهة أي طرف يشكل سلوكه خطراً على العملية السياسية السلمية وعلى حياة المدنيين وممتلكاتهم». ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أن الوقت ما زال متاحاً لوقف العنف في ليبيا وتجنب الأسوأ، مؤكداً عدم وجود حل عسكري للصراع الدائر هناك.

ونقل بيان للبعثة الأممية عنه إشارته، في تصريحات للصحافيين بعد مشاورات مغلقة، قدّم خلالها إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول زيارته الأخيرة لليبيا، إلى ما قاله عند مغادرة ليبيا بشأن شعوره بالقلق، إزاء احتمالات اندلاع مواجهات خطيرة في طرابلس وما حولها، وقال إن هذا الشعور قد تأكد الآن.

ورغم احتدام المعارك، أكد غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة عقب اجتماعه مساء أول من أمس، في طرابلس مع السراج وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، لبحث تطورات الأحداث والجوانب الأمنية والإنسانية، بقاء البعثة في ليبيا لدعم الليبيين بكل السبل الممكنة في هذه الأوقات العصيبة.

في السياق ذاته، أجلى الاتحاد الأوروبي، أمس، من العاصمة أفراد بعثته المكونة من 20 شخصاً، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن تقارير إعلامية في تونس، أمس، وصول موظفين ودبلوماسيين يتبعون بعثة الاتحاد الأوروبي بليبيا إلى السواحل التونسية عبر مركبين.

وفى تصعيد سياسي جديد، أعلن السراج تلقيه مكالمة هاتفية مساء أول من أمس، من المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة، التي قالت بحسب بيان أصدره مكتبه، إن «المحكمة لن تتهاون ولن تتردد في مقاضاة الأفراد المتهمين بجرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية، وفقاً لتعريفات القانون الدولي». وأكد السراج أن الأجهزة القضائية الليبية ستقدم للمحكمة ملفات متكاملة بجرائم الحرب وانتهاكات القانون وأسماء وصفات الأفراد المتهمين بارتكابها، مضيفاً أن «طرابلس تتعرض لعدوان غاشم، ولقد أعطانا القانون الحق في الدفاع عن أنفسنا».

كما أعلن السراج أن فيدريكا موغريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، أبلغته خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أول من أمس، توافق الموقف الأوروبي على ضرورة وقف المشير حفتر لعملياته العسكرية في طرابلس فوراً.

وطبقاً للبيان، عبّرت موغريني عن «بالغ القلق من تداعيات التصعيد العسكري في طرابلس»، مؤكدة أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية». لكن فرنسا طلبت من الاتحاد الأوروبي تعديل وتعزيز بيان بشأن موقفه من زحف قوات الجيش الوطني صوب طرابلس، ونفت أيضاً أن تكون قد عرقلت بياناً للاتحاد بشأن ليبيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، أمس، إن فرنسا تريد تعزيز نص بيان الاتحاد في 3 مجالات. هي وضع المهاجرين، ومشاركة جماعات خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالإرهاب في القتال في ليبيا، وسبل التوصل لحل سياسي تدعمه الأمم المتحدة.

ويشير الموقف الفرنسي، بحسب مراقبين، إلى تجدد الخلاف بين فرنسا وإيطاليا حول كيفية التعامل مع تجدد الصراع؛ حيث طالبت إيطاليا، وهي المستعمر السابق لليبيا، فرنسا، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، بالامتناع عن مساندة أي فصيل، وذلك بعدما قال دبلوماسيون إن باريس عرقلت إصدار بيان للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر لوقف الهجوم.

ميدانياً، اندلع قتال عنيف، أمس، بالأسلحة الثقيلة في منطقة السواني جنوب العاصمة، فيما قال «الجيش الوطني» إنه قتل العشرات من عناصر الميليشيات المسلحة ودمر مدرعاتهم وآلياتهم المسلحة. وأعلن الجيش عن وصول ما وصفه بتعزيزات عسكرية كبيرة وضخمة من المنطقة الشرقية إلى قواته التي تخوض معارك في طرابلس لليوم التاسع على التوالي ضد قوات السراج. وقالت شعبة الإعلام الحربي، الموالية للجيش، في بيان، مساء أول من أمس، إن «الحرب بدأت بموعد، ولا نعلم كم ستستغرق، وكم التكلفة، ولكن حملنا لواء الجهاد منذ انبلاج ثورة الكرامة»، مشيرة إلى تقدم قوات اللواء التاسع «ترهونة» بمحور الخلة، وفرار قوات مصراتة، وغنم سيارة القيادي الملقب بالدامونة. وتتقدم قوات الجيش باتجاه طرابلس عبر محورين، من الجنوب ومن الجنوب الشرقي، بينما تدافع من الجهة الغربية للعاصمة قوات موالية لحكومة السراج عن الطريق الساحلي، فيما تسعى قوات الجيش في الشرق لاحتواء مقاومة مقاتلي مصراتة الموالين لحكومة السراج.

كما تشهد مناطق تقع على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب شرقي طرابلس أيضاً معارك؛ حيث سمع دوي قصف مدفعي في منطقة عين زارة، بينما تحدث بعض السكان عن إقامة قوات حكومة السراج سواتر ترابية لقطع الطرق والتقاطعات الرئيسية، مانعين المدنيين من مغادرة بيوتهم للاختباء في مكان آخر.

وتحدثت شعبة الإعلام الحربي أيضاً عن أن «مجموعات كبيرة من الشباب الذين كانوا منضمين للميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية فتحوا قنوات اتصال مع الجيش، تلبية لنداء المشير حفتر من خلال إلقائهم سلاحهم والتزامهم بيوتهم، وهم بالتالي وفقاً للأوامر العسكرية آمنون».

وأشادت بجميع المنشقين عن هذه الميليشيات المسلحة التي عاثت في البلاد فساداً، وتمنت من «جميع المغرر بهم أن يحذوا حذو هؤلاء، ونحن عليهم برداً وسلاماً». من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء أول من أمس، أن المعارك قرب طرابلس أسفرت عن مقتل 56 شخصاً، وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة، في وقت تعمل الأمم المتحدة من أجل دعم المستشفيات المكتظة في البلاد. وقال بيان للمنظمة إنه «خلال الأيام الستّة الأخيرة، أسفرت عمليات قصف عنيف وإطلاق نار» قرب العاصمة الليبية عن «266 جريحاً، و56 قتيلاً، بينهم سائق سيارة إسعاف، وطبيبان»، لكنه لم يحدد ما إذا كان بقية القتلى من المدنيين أم المقاتلين، مشيراً إلى أن «آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع، وتستقبل المستشفيات داخل وخارج المدينة (طرابلس) يومياً ضحايا». في المقابل، بلغت خسائر قوات الجيش الوطني 28 عسكرياً، و95 جريحاً، منذ بدء الاشتباكات حول طرابلس، يوم الخميس الماضي، حيث أوضح اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش في مؤتمر صحافي بمدينة بنغازي، مساء أول من أمس، أن الإحصائية تشمل الأيام الستة الماضية منذ بداية العمليات العسكرية حول وباتجاه طرابلس. وأدت المعارك إلى إصابة عدد من الدوائر الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 14 منطقة سكنية نتيجة استمرار الاشتباكات بجنوب طرابلس. وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط، القصف الذي قالت إنه استهدف مقرّ شركة تابعة لها بمنطقة قصر بن غشير في ضواحي طرابلس، مشيرة إلى أن غارة جوية استهدفت المنطقة أدت إلى انهيار أحد جدران مبنى المقر الرئيسي، وحرق 6 وحدات سكنية خاصّة بالموظفين الأجانب.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حول الجزائر والسودان: سيتحدثون عن مؤامرة و”أم المؤامرات”

توفيق شومان/12 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73762/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%aa%d8%ad/

سيقول بعض العرب إن ما يجري في السودان والجزائر مؤامرة

وسيقول بعض ثان: إن ما يجري “أم المؤامرات”

وسيقول بعض ثالث: إن ما يجري مؤامرة ولا كل المؤامرات

هذا سيقول مؤامرة غربية وذاك سيقول مؤامرة شرقية وثالثهم سيقول مؤامرة اقليمية.

سيتفننون في نظرية المؤامرة وسيبتكرون من جموح خيالاتهم أخبارا وأحداثا وأفكارا ما أنزل الله بها من سلطان.

وسيبدعون في تركيب الأوهام  وفي تزويج الذكر للذكر والأنثى للأنثى.

سيقولون كل شيء إلا الحقيقة

سيتحدثون عن كل شيء إلا الحقيقة

سيخبرون عن كل شي إلإ الحقيقة.

لا أحد سيتحدث عن ملايين الناس الموجودين في الساحات

لا أحد سيتحدث عن آلام الناس

ولا عن جوع الناس

ولا عن الذين لا يجدون عملا

ولا عن الذين يأكلون يوما ولا يأكلون في اليوم التالي

ولا عن الذين يموتون في الطرقات وفي الشوارع وأمام أبواب المستشفيات ولا يجدون علاجا ولا دواء

أهلكتنا نظرية المؤامرة

دمرتنا وخربتنا

عطلت عقلنا

أعمت عيوننا

منعتنا من الرؤية

وحجبت عنا كل حق وحقيقة وكل صحيح وصواب وكل محاولة للتصويب والحؤول دون الإنزلاق الى النار والخراب.

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

لا نعرف غيرها

لا نردد غيرها

لا نحفظ غيرها

لا نرى من حروف أبجديتنا العظيمة إلا حروف المؤامرة

أسقطنا كل حروف الأبجدية وحافظنا على حروف المؤامرة

كل ما عداها خيانة

كل ماعداها خروج عن الهوية ومن الجماعة.

سحلتنا هذه النظرية

أحرقتنا وأخرقتنا

بلد عظيم مثل العراق تسلط عليه معتوه مثل صدام حسين وجره من حرب الى حرب، فدمره وأفقره ومزقه، فحولناه قائدا شهيدا وعظيما مثل صلاح الدين الأيوبي.

بلد عظيم مثل ليبيا يعوم على النفط وخيرات الله، وأنجب عظيما مثل عمر المختار، حكمه مجنون مثل معمر القذافي، فصلب شعبه وقهره أربعة عقود، حولناه قائدا شهيدا في مواجهة الإمبريالية اللعينة والصليبية الجديدة.

بلد عظيم مثل الجزائر أنتج أشرف ثورة عظيمة تصدت للإستعمار وهزمته شر هزيمة، ويختزن خيرات وطاقات يصعب حصرها، حكمه أقليون عسكريون وأقليون أوليغارشيون، فقمعوه وقهروه وأفقروه، وحين خرج الشعب الجزائري العظيم مناديا أين حقي؟ …

جاء من يقصفه بالمؤامرة أو بنظرية الدمار الشامل والقاتل.

بلد عظيم مثل السودان ،يمكن أن تُطعم خيراته كل العرب، لا يجد أهله رغيفا، حكمه جنرال تلو جنرال، فنهبوه وجوعوه، وكانوا يخرجونه من حرب ليدخلونه في أخرى، فوضعوه في قاع الدول والبلدان، مع أن مكانه فوق/فوق ـ في أعلى الصدراة، ولما صرخ الشعب كفى !!!

جاء من يقول لماذا (كفى) الآن؟ ولماذا (كفى) ( ليست في الأمس؟، إذا هي المؤامرة ولا شيء غير المؤامرة.

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

حسنا : ماذا عن الناس؟

ماذا عن ملايين الناس؟

قد يكون من هم “فوق” أو بعض من هم “فوق” مرتبطون ومأجورون وخونة وعملاء.

ولكن: هل تلك الملايين عميلة؟

هل تلك الملايين مضللة؟

خائنة ؟ مأجورة؟

كيف يمكن تضليل كل هذا العدد وكل هذا الرقم وكل هذه الجماعة وكل هذه “الجماهير” الغفيرة؟

كيف تنطلي المؤامرة على الملايين؟

ولماذا تخرج هذه الملايين إلى الميادين؟

ولماذا كل هذه الهوة وكل هذه الفجوة بين الحاكمين وبين المحكومين؟

ولماذا يخرج الفقراء والجوعى والمرضى متألمين وهاتفين وصارخين: من حقي العمل ومن حقي الرغيف ومن حقي الدواء.

هل المشكلة في الناس أو في من يتولى أمر الناس؟

هل المشكلة لدى المرؤس أم لدى الرئيس؟

هل المشكلة في الجوعانين أم في المتخمين؟

هل المشكلة لدى العوام أم لدى النظام ؟

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

لا شيء غيرها

لا شيء إلاها وسواها

لا شيء إلا هي وحدها كأنها وحيدتنا الغالية

لم ننجب نظرية في السياسة إلا المؤامرة

لم ننتج فكرا في السياسة إلا المؤامرة

نأكل مؤامرة ونشرب مؤامرة ونصبح مؤامرة ونغدو مؤامرة ونمسي مؤامرة ونبيت مؤامرة.

ولامرة فكرنا: ما الحل؟

ولا مرنا سألنا: ما العمل؟

ولا مرة قلنا: ماذا علينا أن نفعل؟

ولا مرة تعلمنا من تجارب ذواتنا ولا من حرائق بيوتنا ولا من خرابات أوطاننا ومجتمعاتنا.

ولا مرة تعلمنا من درس مضى ومن فعل انقضى

ولا مرة تعلمنا من حريق بيت الشقيق أو من حريق بيت الصديق

ولا مرة تعلمنا من نار أكلت بيت الجار

ولا مرة تعلمنا من شهب نشب في غرفة من غرفنا

الجواب جاهز دائما: هي المؤامرة

الرد المحكم جاهز سلفا: هي المؤامرة

الرأي المفحم جاهز أبدا: هي المؤامرة

هي المؤامرة : يعني: لا تفكروا

هي المؤامرة : لا تتعبوا أنفسكم في التحليل

هي المؤامرة: لا ترهقوا عقولكم في التفكير

هي المؤامرة: لا تحركوا ألسنتكم عبثا فثمة مهمة عُليا لتحريك الألسنة وهي مضغ الطعام فذاك أنفع وأجدى من عبث الكلام ولغوه.

هي المؤامرة: لا تبحوا حناجركم بفارغ القول وفراغه وخوائه.

لا تصدقوا أن شعبا يثور.

لا تصدقوا أن حراكا شعبيا لا تحركه محركات المتآمرين

لا تصدقوا أن داخلا ينتفض لا يكون للخارج فيه دخل ومداخل ودواخل وقبضات وأصابع.

لا تصدقوا أن النائمين يستقيظون

لا تصدقوا ان الجوعى يصرخون فعلاج هؤلاء كسرات خبز

لا تصدقوا أن العطاشى يهتفون فعلاج هؤلاء قطرات ماء

لا تصدقوا ثورة ولا انتفاضة ولا تمردا ولا حراكا

فتلك تعبيرات عن مؤامرات

وتلك مظاهر خيانات وليس تظاهرات

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

مؤامرة مؤامرة مؤامرة مؤامرة

حسنا وحسنا مرة ثانية وحسنا إلى آخر الأرقام والأعداد:

من الواجب الحذر

من الفطنة الترقب

من الحكمة الإنتظار

ولكن ليس سوء الظن صوابا

وليس قبح الأحكام حقا

وليس تأثيم الناس فضلا

وليس تخوين الناس نضالا

ما يمكن أن يقال لأهل الجزائر:

كونوا جزائريين فقط وفقط وفقط

العنف منبوذ والقوة مرذولة

لا ينفع العنف ولا تنفع القوة

وما يمكن أن يقال لأهل السودان:

كونوا سودانيين فقط وفقط وفقط

العنف منبوذ والقوة مرذولة

لا ينفع العنف ولا تنفع القوة

لا ينفعكم الخارج القريب ولا الخارج البعيد

الجزائر للجزائريين والسودان للسودانيين

عاشت الجزائر بشعبها وجيشها

وعاش السودان بجيشه وشعبه

عاش السودان وعاشت الجزائر.

 

«حزب الله»... بين جرمانوس و«شعبة المعلومات

ملاك عقيل/الجمهورية/12 نيسان/2019

ما مصير إدّعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس على «شعبة المعلومات»؟ لا شيء. عملياً، كل ما يحصل في العدلية من «خضّات» متتالية في ملف «الفساد القضائي» يجعل من هذا التطور غير المسبوق في تاريخ القضاء مجرّد تفصيل أمام السؤال الأساس: هل ستسقط الرؤوس الكبيرة الفاسدة «الحاكِمة» بأمرها في القضاء؟ إحالة جرمانوس الإدّعاء الى قاضي التحقيق العسكري لم يكن كافياً لاستكمال الإجراءات «العقابية» بحق «المعلومات». الأدق القول، إنه لن يؤدي الى مكان، حيث لم يحصل أي إستدعاء بعد على خلفية هذا الإدّعاء، خصوصاً أنّه شمل «شعبة المعلومات»، التي لا تتمتع بالشخصية المعنوية، ولم يدعِّ بالأسم على ضباط. وحتى لو هناك وجهات نظر قانونية «تفتي» بأنّ قاضي التحقيق العسكري له صلاحية التوسّع في التحقيق للكشف على أسماء الضباط الذين «تمرّدوا» على سلطة النائب العام العسكري وتعمّدوا تسريب التحقيقات، ثم في استدعائهم للمثول أمامه وسماع إفادتهم وصولاً الى الإدّعاء عليهم وتوقيفهم، فإنّ الوقائع تتقاطع عند حدّ التأكيد أنّ «ثورة» جرمانوس، في ظل غياب المساندة السياسية، قد هَمدت.

موقف الوزير جبران باسيل قبل أيام لم يكن مجرّد تفصيل عابر، وهو يعكس مباشرة موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، «نحن لا نغطي أحداً في مسألة القضاة، وليس هناك قضاة للعهد وقضاة لغير العهد». يصبح لهذا الموقف أهمية مضاعفة حين يكون جرمانوس، من المحسوبين مباشرة، باللغة السياسية «الدارجة»، على «قضاة العهد»، كما غيرهم ممن شملتهم التشكيلات القضائية الماضية، على رأسهم المدّعي العام لجبل لبنان غادة عون. هي التركيبة اللبنانية المتعارف عليها: كل عهد له «ضباطه وقضاته ورجالاته الكبار في الادارات»... عهد عون لم يشذّ بالتأكيد عن هذه القاعدة!

لكن ما يحصل فعلياً، انّ انفجار المواجهة بين جرمانوس، ومن خلفه قضاة باتوا يعبّرون مباشرة عن استيائهم من «تجاوز الحدود» معهم، وبين «شعبة المعلومات» وصولاً الى «نشر الغسيل» المُتبادل على السطوح، لم يحظ بأي تغطية سياسية من رئيس الجمهورية وقيادة «التيار الوطني الحر»، الجهتان المعنيتان بالدفاع عن قاضٍ يخوض مواجهة مع جهاز أمني، ويُصادف أنّ هذا القاضي كان خياراً عونياً خالصاً لتبؤّ المركز الذي يشغله اليوم. وتقول مصادر سياسية بارزة في «التيار الوطني الحر»: «لا أحد في وارد فتح معركة مع «شعبة المعلومات»، ولم يقم القاضي جرمانوس بما قام به بدفع منا، وبالتأكيد ما حصل لا يأخذ أبداً شكل المواجهة بين عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، بل محصور فقط على مستوى قاضٍ وجهاز أمني، وله أطره للمعالجة».

وفيما يلتزم «حزب الله» الصمت التام حيال المواجهة بين القضاء والأمن، فإنّ للصمت دلالاته السياسية، خصوصاً أنّ الحزب غارق في ورشة «مكافحة الفساد» بين «الشغل» الحزبي الداخلي ومجلس النواب ونشاط نوابه الملحوظ، ويُفترض أن يعنيه ما يحدث في قصور العدل. عملياً، لا موقف من «حزب الله» في ما يتعلق بالملفات المفتوحة في القضاء، والتي بدأت تطاول قضاة يُحالون تباعاً الى المجلس التأديبي، ولا حتى في شأن المواجهة المفتوحة بين جرمانوس و»الشعبة». لكن العارفين يصفون الوضع بكلمتين: «حزب الله» «يتفرّج ويستمع». وتذهب مصادر مواكبة الى أبعد من ذلك «انّ عدم إطلاق «حزب الله» أي موقف في ما يتعلق بالإتهامات الموجّهة الى جهاز أمني «بتجاوز صلاحياته»، تحديداً «شعبة المعلومات»، هو موقف في حدّ ذاته، خصوصاً أنّ ضباط «الشعبة» لا يخطون أي خطوة إلاّ بإشارة قضائية، ولا يبقى أي موقوف في زنزاناتهم إلاّ بإذن القضاء».

الموقوف ج. ع. الذي شكّل أحد الأسباب الرئيسية لانفجار الخلاف بين جرمانوس و»الشعبة»، لا يزال قيد التوقيف في نظارة «الشعبة» في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وباستثناء، جرمانوس وبعض القضاة، الذين يعتبرون أنّ ج.ع تجاوز مدة التوقيف لدى «الشعبة» ومطلوب تسليمه، مع موقوفين آخرين من السماسرة، فإنّ أجوبة حاسمة قد وصلت، وفق المعطيات، ومنها الى وزارة العدل ورئاسة الجمهورية، بأنّ إستمرار التوقيف لا تشوبه شائبة قانونية، وهناك ما يكفي من الحيثيات التي تبرّر هذا التوقيف. وفيما يجزم مطلعون أنّ ج.ع قد ظهر في إفادته أنه كان على علاقة وثيقة بأكثر من قاضٍ، فإن «تفريغ» هواتفه الخلوية كشف كثيراً من المعطيات التي تدينه وتضع قضاة في إطار الشبهات أيضاً، مع العلم أنّ بعض الموقوفين من سماسرة العدلية بتهم فساد من أصحاب السوابق وفي حقهم مذكرات توقيف!

 

الحدود البحرية: ما أنجزه السنيورة بدّده حزب الله وباسيل

منير الربيع/المدن/الجمعة 12/04/2019

أثناء جولة وزير الخارجية الأميركي في المنطقة، جمع مايك بومبيو في إسرائيل وزيري خارجية اليونان وقبرص مع المسؤولين الإسرائيليين. وكانت الغاية من ذلك الاجتماع التوافق على تفاصيل ملف النفط والغاز، خصوصاً أنه جرى توقيع اتفاق بين هذه الدول الثلاث لترسيم الحدود البحرية ومد أنبوب التصدير المشترك. استكمل بومبيو جولته تلك بزيارة إلى لبنان، ولقائه المسؤولين فيه، عارضاً عليهم السير في هذه الترسيمات لضمان حقّ لبنان في منطقته الاقتصادية الخالصة، وكي لا يكون هذا الأنبوب مضرّاً في مصالحه. لكن بومبيو لم ينجح بإقناع اللبنانيين في الموافقة على المبادرة الأميركية، المعروفة بخطة هوف لترسيم الحدود، وتنص على تقاسم مساحات بحرية بين لبنان وإسرائيل.

تعويض الوقت الضائع

الموقف اللبناني الرافض للسير بالخطّة الأميركية، يعتريه انقسام بين المسؤولين. ولذلك، أصرّ حزب الله على إيكال الملف إلى الرئيس نبيه برّي، طالما أن هناك من يظن أن الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل لا يمانعان في الترسيم بموجب الخطّة الأميركية، مع تحسين بعض الشروط، ومع الفارق في طريقة عمل الرجلين. فالحريري يعتبر أن لا مناص من الخطّة الأميركية، وهو يوافق عليها. بينما باسيل يتعاطى معها بأسلوب لا يخلو من المناورة، بالنظر إلى معطيات أخرى: موقف حزب الله، الحسابات السورية، ووجهة نظر الروس وغيرهم.. لتحسين شروط لبنان. فيلعب باسيل على الحبلين، إن صح التعبير، مع الأميركيين ومع حزب الله في الوقت ذاته. وفيما أعلن اللبنانيون فشل مسعى بومبيو، تأتي زيارة وزيري خارجية اليونان وقبرص، وبعدها زيارة الرئيس اليوناني ولقائه رئيس الجمهورية، مؤشراً لافتاً على العلاقات ونوعية التنسيق بين لبنان وهاتين الدولتين، لا سيما أن أساس اللقاءات يتركز على البحث في ملف النفط والغاز. وكان باسيل واضحاً حين قال: "أضعنا فرصاً ووقتاً، ولا مجال لأي خسائر إضافية. وسنسعى إلى تعزيز تعاوننا مع قبرص، وصولا إلى حلف نفطي وغازي كما نأمل". بدوره، أكد وزير الخارجية القبرصي أن "قبرص لن تشارك في أي عمل يخرق السيادة اللبنانية". وشدد على أن "قبرص ماضية بدعم لبنان في مواجهة التحديات، وخصوصاً في موضوع اللاجئين السوريين. وسنقف إلى جانبكم".

اتفاقية السنيورة

أما رئيس الجمهورية ميشال عون، فأكد أن "للبنان الحق باستخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، وشددتُ على رفض الانضمام إلى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل، لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط". موقف عون لافت، لجهة رفض أي تنسيق مباشر أو غير مباشر مع الإسرائيليين. ولكن بالعودة إلى أرض الواقع، فإن اليونان وقبرص يرتبطان باتفاقية واضحة مع الإسرائيليين. وأي خطوة للبنان في هذا الصدد، لا بد أن تحصل بعد توافق معين، وبالإستناد إلى جهة تحكيمية دولية، للترسيم مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كان لبنان قد استبق عمليات الترسيم القبرصية الإسرائيلية، وأبرم اتفاقاً مع قبرص في العام 2006، أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ووقعت الاتفاقية في العام 2007. وحينها ألزم لبنان قبرص بعدم إجرائها لأي ترسيم للحدود البحرية والاقتصادية، مع العدو الإسرائيلي، من دون توافق مع لبنان. والمادة الثالثة من تلك الاتفاقية تنص على أنه: "إذا دخل أي طرف من الطرفين في مفاوضات، تهدف إلى تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع دولة أخرى، يتعين على هذا الطرف إبلاغ الآخر والتشاور معه قبل التوصل إلى اتفاق نهائي مع الدولة الأخرى، إذا ما تعلق التحديد بإحداثيات النقطتين 1 أو 6".

يومها كان لبنان يعيش انقساماً سياسياً. وفيما كان المطروح مبدأ ترسيم أو تحديد الحدود، بين لبنان والأراضي الفلسطينية، وبين لبنان وسوريا، كان الفريق المحسوب على قوى 8 آذار يرفض ذلك الترسيم، فاضطر لبنان إلى ترسيم الحدود البحرية مع قبرص فقط. وبعد ذلك الاتفاق، دخلت قبرص في مفاوضات الترسيم مع الإسرائيليين. واستمرّت المفاوضات بينهما طوال عامي 2010 و2011. حينها كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وحسب المعلومات فإن الجهات القبرصية المعنية، حاولت التواصل مع الخارجية اللبنانية آنذاك، لكنها لم تلق أي استجابة. فذهبت إلى الترسيم من خارج نص المادة الثالثة في الاتفاقية المعقودة أيام السنيورة. وهذا أدى إلى ثغرة أساسية، استطاع الإسرائيليون التسلل منها لقضم حقوق لبنان وحدوده.

النقاط المؤقتة وخط هوف

في اتفاقية الترسيم مع قبرص، لجأ لبنان إلى نقاط مؤقتة جرى الترسيم فيها، ومعنى النقاط المؤقتة هنا، أن لبنان أراد تجنّب الذهاب إلى أقصى الحدود البحرية الجنوبية أو الشمال، وبقي بعيداً عن مناطق التماس مع المناطق المحتلة جنوباً أو غير المرسّمة شمالاً مع سوريا، واعتبر لبنان أنه لا يمكن الترسيم في تلك المناطق المحاذية قبل إيجاد رعاية أممية لعملية الترسيم هذه. وبما أن الحكومة في العام 2011، لم تستجب للمطالب القبرصية، وبعد ذهاب قبرص إلى الترسيم مع الإسرائيليين، اعتبر الإسرائيليون أن النقاط التي لم يقرب لبنان من ترسيمها هي نقاط إسرائيلية، وجرى الترسيم على هذا الواقع، الذي يمنح إسرائيل حصة في البلوك رقم 9 مثلاً، وفي أماكن أخرى. وعلى هذا الأساس، ولد خطّ هوف الذي يقسّم المخزون النفطي 60 بالمئة لصالح لبنان و40 لصالح العدو الإسرائيلي. لكن لبنان يومها تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن، حول هذا الاعتداء الإسرائيلي.

استحقاق الترسيم الداهم

إذاً، ليست صدفة أن تتحرك المفاوضات بين لبنان وقبرص حالياً، ومشاركة اليونان أيضاً، لأن أساس ما يجري في هذه المرحلة، هو ترتيب الاتفاقات على خطوط النفط ما بين هذه الدول. ولا بد للبنان من ترسيم الحدود، لضمان أمن عمليات التنقيب. وتأتي اللقاءات بعد إقرار لبنان دورة التراخيص الثانية، للتنقيب عن النفط في البلوكات 1، 2، 5، 8 و10. وهذه ستكون مرتبطة بترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص وفي الشمال مع سوريا. وحسب المعلومات، فإن لبنان قد حصل على ضمانات روسية بما يخص البلوكات الشمالية، ما قد يسّهل عملية الترسيم، طالما أن روسيا تسيطر على الساحل السوري.

يعرف اللبنانيون، أنه لا يمكن إنجاز ترسيم الحدود البحرية في الجنوب من دون رعاية دولية، تجد حلّاً للإشتباك مع العدو الإسرائيل.، ولذلك، يراهن لبنان على دور روسي وآخر أوروبي، كما يريد التعاون مع قبرص واليونان في هذا المجال. وترجح بعض المعطيات الخارجية، أن مسار ترسيم الحدود في لبنان سيكون جزءاً أساسياً من قضايا المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد القرار الأميركي بشأن الجولان. وسيكون هذا المسار محكوماً بالتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة. أو هذا ما يراهن عليه لبنان بقوة، كما تبين في دعوة وزير الخارجية جبران باسيل الشركات الاميركية للمشاركة بمناقصات التنقيب عن النفط إلى جانب الشركات الروسية.

قضية اللاجئين أيضاً

يبدو أن ملف ترسيم الحدود وخطوط الغاز يرتبط مباشرة أو مداورة بملف اللاجئين أيضاً. فهناك رؤية دولية تنظر إلى الملفين كموضوعين مرتبطين ببعضهما البعض. هذا ما دلت عليه المباحثات بين المسؤوليين اللبنانيين ونظرائهم اليونانيين والقبارصة. إذ كان التركيز على ضرورة مساعدة لبنان بملف اللجوء. وكان باسيل واضحاً حين اعتبر أن لبنان لن يكون قادراً أن يبقى "سداً منيعاً بوجه تسرّب اللاجئين إلى أوروبا". هذا المنطق يفرض اهتماماً أوروبياً بالوضع اللبناني، عبر تقديم المساعدات أو بالحفاظ على الاستقرار. الحرص الأوروبي على الاستقرار منبعه الخوف من دفع الثمن بأنفسهم، إذا ما حدث تسرّب جماعي للاجئين. وباسيل يعرف جداً كيفية اتخاذ مواقفه، المتلائمة مع هذا المسار، من ترسيم الحدود إلى ملف اللاجئين، والتخوف من تغيير ديموغرافي، وحماية أوروبا أو ابتزازها. وهذا كلّه من وحي "مناورات" باسيل تحت سقف "التحالف المشرقي"، أو وفق معتقد "حماية روسيا للأقليات".

 

لبنان ... الذي سرقوه

 جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/12 نيسان/19

ماذا نقول بعد للَّذين حكموا ويحكمون ...؟

منـذُ أن كانوا حكموا ... في البـدْء كانوا نسْلاً ، والنسلْ أصبح سلطة ، والسلطة أصبحت سلعة ...

منـذُ أن كانوا ، خُلعَتْ عليهم العباءات وباسم عباءات المراهقة حكموا ... ويحكمون بلداً عمره ستة آلافٍ من السنين ... منـذ أن كانوا حكموا ... ومنـذ أن حكموا سرقوا ، وما زالوا يحكمون ويسرقو ن ...

سرقوا الصفاء من الفضاء ، والنقاء من الهواء ، والأزرق من البحر ، والأخضر من البرّ ... سرقوا النور من الشمس ، "وسرقوا النوم من عيون" فيروز ، والشدوَ من زغردة البلابل ..

سرقوا الدين من الله والدعوة من الأنبيـاء والشموع من المصلّين ...

بالسماء تاجروا ، وبالدماء والشهداء وكلّ مكتنزات الوطن ، وطرحوا تراثـه التاريخي في المزاد العلني كالآثار المحنّـطة ... ولبنان ، ليس صناديق نقد ، ولا خزائن دنانيـر ، ولا رنيـن ذهب ...

إنه رنـينُ حضارة في آذان التاريخ ، وأبجديةٌ تنكَّبتِ المجذافَ في بحر الظلمات مشعلاً يعمّـم النورَ لألاءً على العالمين . لبنان ليس بنوك مال ... هو بنك أدمغة ، مورد ثقافة وفكر وعلم وصحافة وأدب وشعر وقامات ومقامات وقـيم ... هو لبنان الرسالة والفرادة والريادة والطليعة في الشرق ، وزارع التفوّق والمواهب تحت كلّ الفضاءات الكونية في الدنيا وتحت كل السماوات ...

هذا هو لبنان الذي سرقتموه ، وصنّفتموه في الدرجة الخامسة والثلاثين بعد المئـة في جدول الأمم المتخلفة ودول الإنحطاط والفساد .

سرقتم لبنان الحرية والسيادة والكيان ، فإذا الأرض كالرمال المتحركة ، والوطن يطوف على ظهور الإبل ، وأنتم تتسلّلون إليه حكاماً من على المعابر الدولية ، ومن المسالك الحدودية المخصّصة للتهريب .

أنـتم .. نعم أنـتم .

سمّـوا لنا مرفقاً واحـداً ، موقعاً واحداً ، قطاعاً واحداً ، لا يـزال قائماً معافى ...

سمّـوا لنا مؤسسة لم تُسرَق ، وخزينة لم تُـرهَق ، وأموالاً لم تُـهرق ، وأرضاً لم تُحرق ، ووطناً لم يغرق بالنازحين ...عدّدوا معنا مغانم الأثـراء من موارد الأزمة الإقتصادية ومكاسب التلزيمات والمناقصات ، والزواريب الجمركية والدوائر العقارية ، وتجارة المستشفيات ، وكواليس الجامعات ، وتزوير الشهادات ، وارتكابات القضاة والضباط ، وتمويل الجمعيات ومهرجانات الرقص ، والناس على دين ملوكهم يرقصون ، وملوكهم من أين لهم هذا ...؟

رئيس الجمهورية كاد يسمّي ، "الذين أنفقوا مبلغ أربعين مليار دولار هدراً على الكهرباء بسبب "الكيد السياسي ..." وهناك مبلغ يضاهيه في مسيرة النهب السياسي والفساد .

وما أدراك ما يخـبِّيءُ لنا أصحاب "الكيد السياسي" في السنين الآتية .؟ وأصحاب الكيد السياسي ، منذ أن كانوا حكموا ، وما زالوا يحكمون ...

ومنذ أن حكموا سرقوا .. وما زالوا يسرقون ...

وكانوا .. وما زالوا ، وكنا ولا نزال من زوالٍ الى زوال ...

وهؤلاء الذين كانوا ولا يزالون ... متى .. متى .. يزولون ..؟

 

نيسان 1975: ربيع لبنان المكسور

أحمد جابر/المدن/الجمعة 12/04/2019

يتذكر اللبنانيون نيسانهم الذي كان في صيغة احتفالية. ويذكرون ذلك اليوم من عام 1975 بصفته يوماً للمأساة العامة، ويمررون بين ثنايا التذكر المأساوي بعض "رومانسيات الزمن الجميل". نعم هذا انطباع صادق لدى الذين عاصروا الحرب الأهلية اللبنانية، ولدى الذين كانوا جزءاً من أدواتها المستعملة في الصراع.

زمن اللبنانيين الماضي هذا، ما زال ممتداً في ذهنهم، وهو موجود في متن الكلام الذي تبدلت عباراته، وحاضر في نصوص ونفوس الذين غيَّروا الجملة والكلمة، لكنهم ظلّوا سياديين حيث كانوا، ولبنانيين "أقحاح"، على المعنى الذي نسبوه إلى أصالتهم اللبنانية، وظل الآخر غريباً ولو في السر، وهو لم يصل إلى مرتبة المواطنة الكاملة، أي اللبنانوية الجذرية، حتى عندما يكون تبادل المجاملات السياسية والاجتماعية معلناً، أو على منابر الجهر.

الأهداف الضائعة

الأجيال التي تسمع عن الحرب الأهلية الداخلية، أو تقرأ بعض ما كتب عنها، لا تبدو معنية كثيراً بذلك التاريخ، ولا تعير انتباهاً ذا معنى للقراءات السياسية والاجتماعية التي تناولت أسباب النزاعات المحلية عموماً، أو تلك التي عدَّدت الأسباب الخاصة لاندلاع نزاع الثالث عشر من نيسان، في الربع الثاني من القرن العشرين. يتوقف أبناء الحرب الأهلية عند مشاعر تندغم فيها المأساة الشخصية بالبطولات الفردية بالحسرة على أهداف ضاعت.. بعد أن كانت حسب أولئك في متناول اليد، وعلى مسافة قليلة من مرمى البصر السياسي، الذي تسلح بقراءته الأحادية، واطمأن إلى الغلبة الداخلية بعد أن توفرت لها عناصر الدعم الخارجي. يشترك في الوقفة الواحدة أطراف النزاع، الذين أخذوا لبنان إلى ما هو عليه اليوم. الفريق الذي قال أنه الوطنية اللبنانية والعروبة والإصلاح.. استقوى بالوضع العربي الذي كان سلاحه في المحيط منوعات من الدعم السوري غير المستقر، والذي عاد فانقلب على حلفائه، لأن مفكرته اللبنانية كانت، ولنقل ما زالت، انتزاع الغلبة على كل اللبنانيين، والسيطرة على قرار وسيادة وتوجهات "الشقيق الأصغر"، لبنان، الذي آن له، ودائماً وفقاً للمفكرة السورية، أن يعود إلى "أرضه الأصلية"، التي ابتعد عنها لظروف استعمارية قاهرة. كانت العروبة النضالية، والثورية الداخلية، والطموحات التغييرية، تشكل مجتمعة روح الخطاب الذي اعتمدته الحركة الوطنية اللبنانية، التي شكَّل عماد قراراتها رئيسها الزعيم الراحل كمال جنبلاط، والشيوعيون اللبنانيون بطرفيهم، الحزب الشيوعي اللبناني، ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان. فريق العروبة هذا انخرط في حملة التصدي للإمبريالية والصهيونية، ولم يجد ضيراً في استعمال لبنان ممراً ومستقراً لكل من يرفع راية هذا التصدي، على سبيل الحقيقة، أم على سبيل الزور والبهتان.. وكان أهل الزور والتزوير كثرة كاثرة، من الناطقين بالضاد الرسمي إلى من يرطن بكل اللغات واللهجات الأجنبية. على ضفة اللبنانية التي لم تكن يوماً صافية، وقف فريقٌ آخر قدم لبنانيته هديةً لمن أتى في ثوب دعمٍ خارجي. تنقل الدعم بين العربي والإسرائيلي، وكان الوهم السائد لدى الذين استظلوا ما سموه الانتصار الخارجي لهم، أن البلد سيقدَّمُ لهم كهدية مقابلةٍ بعد هزيمة خصومهم الداخليين، لكأنَّ سياسة المجان تحكم العلاقة بين المتآزرين.

افتراق الأجيال

بين الفريقين لم يكن النظام حَكَماً بل كان الخطّاء الأول الذي أوصد الأبواب في وجه كل محاولات إصلاحه، فآزره اليمينُ الذي من ثوبه، وتصدَّى له اليساريُ الذي خُيِّل إليه أنه قادرٌ على تمزيق ما توارثه البلد من أثواب.

أين يقف الجيل الحالي، والأجيال التي سبقته من رؤية "أجدادهم" المغامرين؟ وما قولهم في أقوالهم؟ وما نظراتهم المختلفة إلى لبنان الذي عرفوه إسماً في التاريخ، ويعيشونه مسمّى في الواقع؟ الأجوبة على الأسئلة السالفة وعلى سواها، وجدت بعض إجاباتها في السنوات غير البعيدة التي تلت اتفاق الطائف، الذي أعلن رسمياً وقف الحرب الأهلية، كذلك جاءت أجوبة إضافية من السنوات القريبة، خاصة تلك التي شهدت تحركات اجتماعية صاخبة عُرفت بأيام الحراك المدني.. لكن السؤال الأهم الذي ما زال ملقياً على الأذهان ما زال سؤال المحصلة، السؤال الذي يختصر زمنين: سؤال ماذا الآن وماذا بعد الآن، في المستقبل القريب وفي الزمن غير البعيد من هذا المستقبل.

السياسي والمدني

استعراض الماضي من قبل أبناء الحاضر يظهر مفارقة جليّة لا يكفي القول باختلاف الزمنين لتفسيرها أو تبريرها. ما هو غير قابل للتبرير هو نفض اليد من السياسة، على مختلف أوجهها ومعانيها من قبل الحاضرين، الذين اتجهوا "مدنياً". نفض اليد المشار إليه أسقط مصطلحات اجتماعية كاملة، واستبعد نظريات وتجارب سياسية ملأت حقبات زمنية طويلة، وكانت لها الكلمة المدوِّية أثناءها. لم يُعرّض أبناء الحاضر ذلك الزمن الحافل بأحداثه وأناسه وتجاربه لعملية نقدية. بل هم أسقطوه من الحساب، وقاموا بشطبه من التداول، وخصصوا له خانة وحيدة هي خانة الفشل. فأُفرد العمل السياسي والأحزاب بناء على ذلك، "إفراد البعيد الأجرب". هذا القطع بين الأزمان ليس عملاً اجتماعياً، وما يُخيل لأبناء "المدني" أنه مدني صرف، هو السياسة بأشكال أخرى، أما الإخفاق في تبيُّن السياسي من خلال المدني، والفصل الوهمي بين هدف التحرك الاجتماعي ووسائله، وجعل الضغط الشعبي فعلاً "خيرياً" لا يبتغي أصحابه إلا مرضاة "ضمير الجمهور".. كل ذلك يقع في خانة العجز النظري والعملي، لدى "المدني" الذي يتخبط بين شعاراته المتبدلة، وبين حركاته غير المضبوطة دائماً. بعيداً من المدني ومن الحزبي، جدَّد النظام الطائفي البالي وسائل سيطرته. تبدل ميزان القوى الداخلي، وتبدل اللاعبون السياسيون، وثبت النظام الذي خاض أول امتحانٍ عربيٍّ ضد محاولة إصلاحه وتغييره، ثم أثبت وما زال يثبت، أنه النظام الأرسخ قدماً والأعمق جذوراً بين سائر أقرانه. يطيب لكل المتذمرين من هذا النظام اليوم، أن يسألوا: ما العمل؟ هو سؤالٌ صعب على الرغم من أن الكثرة المدنية والحزبية تستسهل طرحه ولا تمل من تكراره!

 

المفاجأة السعودية - الإيرانية ممكنة... ولكن

طوني عيسى/الجمهورية/12 نيسان/2019

المغزى السياسي الأساسي لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للعراق هو أنها تتقاطع مع المناخ العراقي الرامي إلى التقريب بين المملكة العربية السعودية وإيران. فالعراقيون واللبنانيون هم الأكثر تضرّراً من نزاعات المحاور، ويريدون أن يرتاحوا. في نهاية الأسبوع المنصرم زار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي طهران. وهو يستعدّ لزيارة مماثلة للسعودية، خلال الشهر الجاري، بعد أيام من زيارة وفد سعودي على مستوى الوزراء ورجال الأعمال لبغداد. ويحاول عبد المهدي تقريب وجهات النظر بين المملكة وإيران. وقد بدأت هذه الوساطة بزيارته للقاهرة في آذار الفائت. وهي تنطلق من رغبة العراق في أن يستعيد الثقل المعنوي، ما يسمح له بتحييد نفسه عن نزاع المحاور الإقليمية، بعدما دفع ثمنه غالياً. اليوم، تتصرّف القيادة العراقية براغماتياً. هي لا تريد أن يكون العراق كاليمن، ساحة حربٍ مدمِّرة بين الإيرانيين والسعوديين. وعلى العكس، تريده ساحةَ جذبٍ وتنافسٍ إيجابي للقوتين الإقليميتين، ويستفيد منهما للإعمار واستعادة الموقع الإقليمي المفقود منذ العام 2003. السعوديون والإيرانيون يتهافتون حالياً على تفعيل استثماراتهم في العراق، خصوصاً في مجالات إعادة الإعمار والبنى التحتية كالكهرباء والمواصلات. وقد أثار الهجوم السعودي الإيجابي في اتجاه العراق حفيظة طهران. لكن ما يطمئنها هو ثقتها في أنّ القيادة العراقية لن تذهب بعيداً في العلاقة مع الرياض، بما يخالف مصالحها. أكثر من ذلك، تردّدت معلومات عن لقاء سعودي - إيراني غير معلن حصل في بغداد قبل شهر، على مستوى رسمي. وبناءً عليه، يلاحظ بعض المتابعين أنّ الحملات السياسية المتبادلة تراجعت إلى مستوى متدنٍّ، ولم يخرقها سوى انتقاد إيران للسعودية بسبب دعمها القرار الأميركي تصنيف الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية. في هذه المسألة، العراق أكثر حكمةً من لبنان. فهو يخطط ببرودة أعصاب للحياد بين السعوديين والإيرانيين، على رغم من أنّ المعطيات التي تتحكّم به أكثر صعوبة. فهو على حدودٍ مع إيران تزيد عن 1450 كيلومتراً، وحدودٍ مع السعودية تقارب الـ840 كيلومتراً. فيما لبنان البعيد نسبياً في الجغرافيا يبدو أكثر تورُّطاً في النزاعات.

والتحدّي المطروح على لبنان هو الدخول مع العراق في «محور القوى المحايدة» إقليمياً. وتقليدياً، كان لبنان يحافظ على حدّ مقبول من الحياد. ولكن منذ أن اندلعت الحروب في سوريا والعراق واليمن، وتورّط فيها، إندفع لبنان تدريجاً إلى موقع آخر وبات عرضة لمخاطر داهمة.

وكما يتفهّم الإيرانيون خصوصية الموقف العراقي، فإنهم على الأرجح يتفهّمون الموقف اللبناني، إذا قرّرت بيروت انتهاج خط محايد. فالجميع يدرك أنّ هناك خصوصيات لبنان أكثر حساسية من خصوصيات العراق سياسياً وطائفياً ومجتمعياً.

وإذا كان الحيادُ ضرورةً سياسية للعراق، فإنه للبنان مسألة حياة أو موت. ومن هذه الزاوية، يصبح التلاقي العراقي - اللبناني على تكريس المحور الإقليمي المحايد خياراً حيوياً. ومن هذه الزاوية يمكن أن تتّخذ زيارة بري للعراق أهميتها.

ولكن، هل يجد الطرفان المعنيان، السعودية وإيران، مصلحة في التقارب؟ وإذا وجدا المصلحة، هل القوى الإقليمية والدولية ستدعم تقاربه أم تعمل لتعطيله؟

المتابعون يعتقدون أنّ إيران هي الأكثر حماسة للمصالحة مع السعودية. فهي تمنحها القدرة على مواجهة الخناق الأميركي المتنامي، بحيث تكون علاقاتها مع العرب هي المتنفَّس سياسياً واقتصادياً.

وعلى الأرجح، حظيت مبادرة رئيس الوزراء العراقي بالمباركة الإيرانية قبل انطلاقها. ويهمّ طهران أن تقلّص من الجبهات المفتوحة عليها إقليمياً لتتفرّغ للمواجهة مع واشنطن.

وفي الموازاة، ترى السعودية أنّ من مصلحتها التقدم خطوة نحو التسوية مع إيران. فذلك يريح خاصرتها اليمنية من نزفٍ مفتوح، ويجنِّبها مخاطر التوغّل الإيراني في عدد من الدول الخليجية والمسّ باستقرارها. كذلك تمهِّد المصالحة لإراحة السعودية في ساحات عربية أخرى، كلبنان وفلسطين وسوريا والعراق وسواها.

ولكن، في ظلّ الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران، والتي تزداد سخونة إلى حدود غير مسبوقة، ثمّة مَن يعتقد أنّ من الصعب على القوى العربية الحليفة لواشنطن أن تذهب في اتجاهٍ مُهادن، خصوصاً عندما تساورها الشكوك بأنّ إيران لا تريد المصالحة حالياً إلّا من أجل إمرار المرحلة الصعبة لا أكثر، وأنها لن تتخلّى عن نفوذها التوسعي في الشرق الأوسط. ولذلك، قد تتردّد المملكة في الذهاب بعيداً في المصالحة، فيما هي تَعتقد أنّ الفرصة السانحة لإضعاف النفوذ الإيراني في الخليج والشرق الأوسط ككل.

ولكن، إذا استنتج السعوديون، في لحظة ما، أنّ صفقة أميركية - إيرانية قد تحصل فجأة، وفق الطريقة التي يفضّلها الرئيس دونالد ترامب، فإنهم سيسارعون إلى حفظ مصالحهم قبل فوات الأوان، إذا استطاعوا، لأنّ هذه الصفقة - إذا تمّت- ستكون بمثابة زلزال سياسي.

 

العقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني تضع «قواعد الاشتباك» على المحك!

رلى موفّق/اللواء/12 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

أحدث إدراج واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية صدمة في المحور الإيراني، رغم أن توجّه «البيت الأبيض» هذا ليس جديداً، وبالتالي ليس مفاجئاً. مردّ عنصر الصدمة يعود إلى الاعتقاد الذي كان سائداً بأن الإدارة الأميركية لن تذهب إلى حدود تجاوز ما يعتبره «المحور» خطوطاً حمراء. دونالد ترامب وصف هذه الخطوة بـ«غير المسبوقة»، ووضعها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في خانة الـ«سابقة» كون «الحرس الثوري» الإيراني ليس تنظيماً أو حركة، بل هو مؤسسة عسكرية رسميّة قانونيّة في دولة – هي إيران - مُعترف بها وعضو في الأمم المتحدة.

المقاربة الأميركية تنطلق من أن «الحرس الثوري» يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة، لكنها في الواقع ليست مقاربة جديدة. يقول متابعون لهذا الملف إن واشنطن اعتمدت على نظرية أنه بالإمكان ضبط «إرهاب الدول» والوصول إلى توافقات وضمانات، لكن من الصعب تحقيق ذلك مع إرهاب المنظمات والحركات. كان المقصود آنذاك التنظيمات السنيّة المتطرّفة، التي جسّد «تنظيم القاعدة» نموذجها الأبرز، في ظل الاقتناع بأن التنظيمات الشيعية لها مرجعيتها المرتبطة بـ«الحرس الثوري».

هذا المفهوم شهد تبدّلاً مع إدارة ترامب، فهي اعتبرت أن القضاء على التنظيمات الإرهابية المتشددة والتي يُنظر إليها على أنها تنظيمات سنية، لا يمكن أن يؤتي ثماره ويؤول إلى خلق بيئة مستقرة ما لم يتم القضاء على التنظيمات الشيعية التي تُشكّل أذرع إيران العسكرية، حيث أفضت «الثورة الإسلامية» إلى بروزها كجسم عقائدي ديني اخترقت به ساحات عدّة، واستولدت تطرّفاً مقابلاً.

ما يحاول المطلعون على الاستراتيجية الأميركية قوله هو أن هذا التبدّل عبارة عن قناعة ثابتة وليس مناورة أو ورقة من أوراق المساومة في الضغط على إيران. إضعاف أذرعها العسكرية الخارجية، وفي مقدمها «حزب الله»، وإضعافها وشل قدرتها، سياسة لا رجوع عنها وهي ماضية بخطوات متصاعدة. الذهاب إلى إدراج «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب من شأنه أن يُجفّف قدرته الاقتصادية والمالية، لا سيما وأن تمويله لا يمرّ عبر الدولة وموازنتها بل لديه شبكاته الاقتصادية والمالية الموازية. في هذا السياق، يتم إضافة حلقة مؤثرة من حلقات الحصار والضغط على إيران، بما يوجّه ضربة قوية لهذه المؤسسة المنفصلة عن الجيش الإيراني. العين الأميركية تتجه نحو تصعيد المواجهة على «جبهة اللاحرب»، حيث تُمسِك واشنطن بأطراف اللعبة، نظراً لأن أدوات «اللاحرب» بيدها وهي فاعلة وموجعة. ويُقر الخصوم بحجم الخناق المفروض عليهم مالياً واقتصادياً، ويتحدثون عن «الصبر وشدّ الأحزمة لإدارة الوضع». لكن إدارة ترامب تدرك أن إيران ومَن معها يلعبون لعبة شراء الوقت لتمرير مرحلة السنة وثمانية أشهر الفاصلة عن الانتخابات الأميركية المقبلة، التي ستحوّل الرئيس الحالي إلى مجرّد مرشح في وجه مرشح الحزب الديمقراطي، الأمر الذي سيدفعه إلى درس خطواته بتأنٍ واتخاذ قرارات يُراعي فيها مصلحته الانتخابية، وإلا فإنه سيخسر الانتخابات.

هذا الإدراك يقف وراء اندفاعة «البيت الأبيض» نحو حلفائه في المنطقة للانخراط معه بقوّة خلال الأشهر المقبلة من أجل إحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط، سواء عبر إنجاز «التحالف العربي - الدولي»، الذي عليه أن يقوم بمسؤولياته في الدول التي تحوّلت إلى ساحات صراع، أو من خلال دعم خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يُفترض أن تُنهي هذا الصراع المزمن الذي استنزف الدول العربية. فتحت عباءة «الدفاع عن فلسطين» اجتذبت إيران الشباب العربي ووسّعت نفوذها باتجاه الكثير من الدول العربية، مؤثرة على معيار الاستقرار والأمن فيها، لا سيما في ظل اندلاع الحرب المذهبية.

فمعالم تسارع الخط التصاعدي في أدوات «اللاحرب» جليّة، وهي السبب في خلق هذا المناخ المقلق الذي يُخيّم على لبنان والمنطقة. فنصرالله بنى كلامه في «يوم الجريح» على بَيّنة أن الإجراءات الأميركية مستمرة، وأن لوائح الإرهاب والعقوبات ستطول. وهو حين وجّه رسالة إلى الأميركيين، مفادها أن يد وخيارات كل محور المقاومة بدولِه وأنظمته وجيوشه وشعوبه وحركاته وفصائله المقاومة مفتوحة، كان يرسلها بوصفه المتحدث باسم «محور المقاومة»، على حد تعبير لصيقين بأجواء «الحزب»، الذين يعتبرون أن الرسالة المذيّلة بالتوقيع أُرسلت بالبريد المضمون، وهي رسالة تَفهَم معانيها الجهة المُرسِلة لها.

فحوى الرسالة يتمحوّر حول أن تجاوز الخطوط المرسومة قد بدأ مع إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة الإرهاب، وهذا يعني أن الاستمرار في هذا المنحى سيؤدي حتماً إلى تغيير «قواعد الاشتباك» التي جرى إرساؤها سابقاً مع الأميركيين. ما يقصده هؤلاء أن «قواعد الاشتباك» هذه أمّنت مظلة أمان للقوات الأميركية المتواجدة في الساحات التي يتواجد فيها نفوذ إيراني، وأمّنت كذلك القواعد الأميركية ومصالحها في الأماكن التي تصل إليها يد إيران وأذرعها. لكن ذلك لن يعود مضموناً بعد اليوم إذا استمرت واشنطن في انتهاج مزيد من الضغوط التي أضحت تمسّ بكينونة النظام الإيراني ومؤسساته والتنظيمات التابعة له.

نصر الله لم يكن مضطراً للإشارة إلى الميادين المقصودة، فقد تولى ذلك مسؤولون إيرانيون، حين أشاروا إلى غرب آسيا، في رسالة أن ثمة خواصر رخوة لدى الأميركيين في نقاط كثيرة من تلك المنطقة الممتدة من جبال أفغانستان إلى البحر المتوسط. والميادين تشمل بالطبع دول الخليج العربي والممرات المائية واليمن والعراق وسوريا ولبنان وغزة وإسرائيل، وأن الاستهداف قادر على أن يطال المصالح الأميركية على أنواعها. ما يوحي به لصيقون بـ«الحزب» أن قراراً بحجم إدراج «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب لا يمكن أن يمرّ من دون ردّ.

الأنظار تتّجه، بالدرجة الأولى، نحو أفغانستان حيث اليد الإيرانية طويلة ونفوذها مؤثر، كما إلى العراق. ورغم أن وتيرة المخاوف من حرب بين إسرائيل و«حزب الله» ترتفع مع كلام عن تعبئة يقوم بها «الحزب»، ومواقيت الثالث من أيار حيث موعد تشديد العقوبات على تصدير النفط، فإن مطلعين يدورون في فلك «حزب الله» يتحدثون عن جهوزية وتحسب طبيعي لـ«الحزب» لا يخرج عن المألوف، وأن لا شيء يشي باستعدادات للحرب على طرفي الحدود، إذ أن أي حرب مقبلة لن تعتمد على عنصر المفاجأة، بل على مَن سيضغط على الزناد أولاً!.

 

الإتصالات لا تزال مجمّدة بين الضاحية والمختارة

كلير شكر/الجمهورية/12 نيسان/2019

قبيل استذكاره «ربيع 14 آذار» على وقع الأحداث في السودان والجزائر، بدا وليد جنبلاط في إطلالته التلفزيونية الأخيرة عروبياً أكثر من جمال عبد الناصر. أعاد الكوفية الفلسطينية إلى كتفيه، وراح يلوّح بها يمنة ويسرة أمام مشاهديه، لتصير «القضية المركزية» ملاصقة لأيّ موقف يطلقه. يُسأل عن «صفقة القرن» فيعود إلى فلسطين، ويَسأل عن الشباب في مشهدية 2030 فيعود أيضاً إلى فلسطين. بدا جنبلاط يسارياً، وكأنه قرر العودة إلى جذوره، في لحظة تشتدّ فيها نغمة التوترات الاقليمية ولغة التهديدات العابرة للمحيطات والمربّعات النفطية. تنقصه «حدفة» اضافية ويرفع بندقية المقاومة!

وحين دنا من «حزب الله»، «اعترف له كثيراً» حسب تعبيره، ذاكراً حرب 2006 خصوصاً، محاذراً التصويب على السلاح إلّا من زاوية القول إنّ «إبن الجنوب يعتبر أنّ «حزب الله» ضمان وأتمنى أن يترجم هذا الضمان في الخطة الدفاعية».

وعلى رغم من طغيان العناوين الكبيرة على حديثه، قرر جنبلاط فجأة «النزول» إلى درك «التفاصيل اليومية»، متوجّهاً إلى «حزب الله» قائلاً: «لا أسمح أن يُصادَر قراري، وعليهم أن يسمعوا الانتقاد»، مضيفاً: «صار في طلاق على حساب معمل ترابة! ليك ملا آخرة».

يسلّم جنبلاط جدلاً أنّ معمل الترابة أشبه بـ»آخرة العلاقة» مع حزب الله، ما معناه أنّ ما يجمعه بالحزب هو أهم بكثير من «أطنان ترابة» التي قدّ تدرّ «أطناناً من الدولارات». ولهذا بدا مستاءً من «الطلاق». وهنا قمّة المفارقة.

تُظهِر مقاربة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» مدى انقلاب المشهد اللبناني. جنبلاط الذي كان يشكل على مدى سنوات رأس حربة المواجهة ضدّ «حزب الله»، صار «يشكو» من «أسباب تافهة»، قد تعرض تفاهمه «المكتوم الصوت» مع الحزب لاهتزاز غير مرغوب.

وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على حراجة وضعية زعيم المختارة في هذه الظروف بالذات، وعلى حالة الإرباك التي يعيشها. اذ بينما تتبادل واشنطن وطهران «التصنيفات» و»التهديدات» على وقع تبدّل موازين القوى الاقليمية التي جعلت من ايران لاعباً مؤثراً، وتحولت في نتيجتها ذراعها اللبنانية «حزب الله» قوة أساسية في المعادلة اللبنانية، يبدو جنبلاط كمن يبحث عن بوصلة حماية وإنقاذ.

على رغم من الهدوء الذي بدا «البيك» متسلّحاً به، فهذا لا يحجب الواقع المأزوم الذي يطرق أبواب المختارة. إذ إنّ ضبابية المشهد في الاقليم، مقرونة على «خبيصة» المشهد في الداخل، وتضاف إليهما «سلحفاتية تقليعة» تيمور جنبلاط لوراثة الزعامة التاريخية، تراكم الهموم في ذهن البيك الدرزي، وخشيته على المستقبل. ومع ذلك، لا يبدو أنّ توصيف «الطلاق» فيه كثير من الدقّة، حسب مطلعين على موقف «حزب الله». يقرّون أنّ «الحزب» مزعوج من قرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور، ولكن ليس بسبب الخشية على معمل الترابة أو دفاعاً عنه، وإنما لتصوير قرار وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن وكأنه كان مخالفاً للقانون، فصوّب الوزير الخَلَف الأمور، ما اعتُبِر تشويهاً للحملة التي يقودها «حزب الله» تحت عنوان مكافحة الفساد، وتشويشاً عليها.

يضيفون أنّ مَن يعرف مجريات الأمور يدرك جيداً أنّ حيثيات قرار أبو فاعور تثير الشكوك بسبب الخلفيات السياسية الكامنة وراء الخطوة. يؤكدون أنّ مسؤولين في «حزب الله» كانوا على علم بما سيقدم عليه وزير الصناعة وقد طلب منهم مراجعة جنبلاط لمعالجة المسألة، ويدركون جيداً أنّ قرار الحاج حسن ما كان ليتعرض للطعن لو أنّ آل فتوش مالكي المعمل تفاهموا مع جنبلاط. ويؤكدون أنّ المشكلة تكمن في رفض السوريين إدخال «حبّة» ترابة إلى سوريا اذا كانت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي «يد فيها».

يشير هؤلاء إلى أنّ «حزب الله» تلقّف قرار أبو فاعور، وقرر إقفال الباب وراءه، رافضاً أيّ محاولة لمعالجة الأزمة سواء مع الوزير المعني أو «البيك»، على قاعدة القبول بتسويةٍ ما كونها ستجرّ تسويات اضافية، يرفض «حزب الله» الدخول في زواريبها.

لا ينفي هؤلاء تجميد العلاقة في الوقت الراهن، حيث أدّى التوتر إلى تعليق موعد كان محدداً في وقت سابق للمعاون السياسي للأمين العام حسين خليل في كليمنصو، وبالتالي تأجيله، على رغم من محاولات استيضاحية قادها بعض الاشتراكيين لتذليل اللبس.

حسب مطلعين على موقف «حزب الله»، فإنّ عتب «الحزب» على جنبلاط كبير، بمقدار سياسة الاستيعاب والتفهّم التي كان يمارسها تجاهه، على رغم من اصرار رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» على المضي قدماً في مواقفه التصعيدية سواء في الملف السوري أو في ما يتصل بأزمة النازحين، وعلى رغم من اعتراض حلفاء «الحزب» الدروز والمسيحيين على حدّ سواء على «تغنيج» الاشتراكيين. حتى الآن، الاتصالات مجمّدة تنفيذاً لقرار «حزب الله»، في انتظارِ تطوّرٍ ما من شأنه أن يحلحل الأزمة، ولو أنّ بعض الاشتراكيين يلمّحون إلى «قطبة مخفية» كامنة وراء «تكبير» الحزب حجر أزمة «معمل عين دارة»، ويقولون إنّ مَن يحمل لواء مكافحة الفساد يُفترض عليه عدم الاعتراض على قرار «تبيّن أنّه غير قانوني».

 

المشاريع الاميركية للمنطقة فجّرت حروباً اهلية في لبنان

كمال ذبيان/12 نيسان/2019

 مع كل مشروع اميركي للمنطقة، يتأثر به لبنان سلبيا، وينعكس عليه صراعا سياسيا داخلياً، ما يلبث ان يتحول الى اقتتال اهلي، ومعارك عسكرية، وهو ما شهده في مراحل عدة من تاريخه خلال نصف قرن واكثر، والبداية كانت مع مشروع الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور لمحاربة الشيوعية في منتصف خمسينات القرن الماضي، ثم حصلت التسوية الاميركية - المصرية وتمّ انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئىسا للجمهورية، الذي سانده الرئىس المصري جمال عبد الناصر الذي كان اصبح رئيسا للجمهورية العربية المتحدة، بعد الوحدة المصرية - السورية.

والانفجار الثاني في لبنان، الذي تأثر بالمشروع الاميركي للمنطقة، هو الذي حمله وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر الى الرئىس سليمان فرنجية في العام 1974، ليقبل بحل للمسألة الفلسطينية، لا وجود فيه لعودة اللاجئىن الفلسطينيين، فرفضه الرئىس فرنجية، بعد ان كان لبنان شهد توترات بين الجيش والفصائل الفلسطينية بدأت في العام 1969 وتجددت اشتباكات في العام 1973، لتنفجر حربا اهلية بدأت العام 1975 (13 نيسان). ولتتوقف بعد عامين، وتتجدد مع ذهاب الرئىس المصري انور السادات الى القدس، في نهاية العام 1977، فتجتاح القوات الاسرائىلية شمال الليطاني في آذار 1978 وتبعد القوات المشتركة اللبنانية - الفلسطينية منها وتقيم «شريطا حدوديا وهو ما اعاد اشعال خطوط التماس الداخلية، الى ان تقدم الرئيس الاميركي رونالد ريغان بمشروعه «للسلام» وانهاء الصراع العربي - الاسرائىلي، بعد ان وقع السادات على «اتفاق كامب دايفيد» مع رئىس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن الذي تحضّر لغزو لبنان عام 1982، لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية ومنع تواجدها جنوب نهر الاولي على مسافة 45 كلم، الا ان اجتياحه وصل الى بيروت، وقد ادى مشروع الرئيس الاميركي ريغان للمنطقة الى غزو اسرائىلي للبنان، نتج عنه، معارك عسكرية طاحنة، تركزت في الجبل الذي شهد مجازر طائفية.

هذا العرض للمشاريع الاميركية من الخمسينات الى مطلع الثمانينات، ادى الى زعزعة الامن والاستقرار في لبنان، وفق مرجع حزبي مخضرم عمل في العمل الوطني، لينطلق منه، الى المشروع الاميركي الذي يعرضه الرئيس دونالد ترامب بعنوان «صفقة القرن» للصراع الاسرائىلي - الفلسطيني، والذي بدأه بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائىل ثم بسيادتها على الجولان السوري المحتل، وسيلحقها الاقرار بالضفة الغربية على انها من «ارض اسرائىل» وهذه القرارات لترامب، لا بدّ انها ستكون لها انعكاسات سلبية في المنطقة، وان لبنان سيكون المساحة التي قد يفجرها الاميركيون، من خلال مخططات، قد تكون بافتعال فتنة داخلية، والتشجيع على اقتتال اهلي، او محاصرة لبنان اقتصاديا وماليا، وتحت عنوان عقوبات على حزب الله او بدعم اسرائىل للقيام بعدوان على لبنان، كما حصل في صيف 2006، عندما قرر الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش تطبيق مشروعه «للشرق الاوسط الكبير» والذي بدأ باغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي سبقه صدور القرار 1559 عن مجلس الامن الدولي في 2 ايلول 2004، والذي طالب برفض تعديل الدستور لمنع التمديد للرئيس اميل لحود، ونزع سلاح الميلشيات والمقصود حزب الله وخروج القوات السورية من لبنان، وهو ما ادى الى انقسام اللبنانيين، وحصول حرب اهلية باردة بينهم.

والاشارات التي توحي بان لبنان، مستهدف سياسياً وامنياً وعسكرياً واقتصادياً من «صفقة القرن»، هي الزيارات المكثفة للموفدين الاميركيين، خلال عام الى بيروت، يقول المرجع والذي قرأ فيها انها تحمل رسائل تهديد للمسؤولين اللبنانيين، ان يقصوا حزب الله من الحكومة، وينفذوا العقوبات الاميركية عليه، وينزعوا سلاحه، وهو ما سبق ان طلبته ادارات اميركية سابقة ولم ينفذ، حيث كشفت زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى لبنان مؤخراً، بانه طلب من المسؤولين محاصرة حزب الله لكنه سمع جواباً سلبياً، لا سيما من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، بان حزب الله هو من نسيج المجتمع اللبناني وممثل في الحكومة ومجلس النواب، لكن الوزير الاميركي خرج بتصريح يتحدث فيه عن مصنع اسلحة لحزب الله في بيروت، وهو ما سبق لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ان تحدث عن هذا الموضوع قبل سنة، وعن وجود مصانع اسلحة او مخازن صواريخ، قيل انها في ملعب لنادي العهد القريب من حزب الله.

فاعلان بامبيو عن وجود مصنع اسلحة، يتطابق مع نتنياهو، وقد يكون ذلك ذريعة لشن عدوان اسرائيلي على لبنان، يقول المرجع، بعد ان سبق لمسؤولين اسرائيليين ان اعلنوا، ان المستهدف في العدوان سيكون لبنان بأشمله، والحكومة بمقراتها، ولن تحيّد بيروت كما حصل في العام 2006، وان تسريب اخبار عن ان حركة «امل» ستصنف ارهابية كما حزب الله، ليس بريئاً، وفق المرجع الذي يخشى ان يترجم الاميركيون والاسرائيليون تهديداتهم ضد حزب الله في الشهرين المقبلين، بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية، وفرض عقوبات جديدة على ايران مطلع ايار المقبل، وتصنيف «الحرس الثوري الايراني» منظمة «ارهابية» بحيث لن تقتصر العملية العسكرية على لبنان، وقد تتوسع نحو الجولان الذي باتت فيه قواعد للمقاومة، كما ان الجيش السوري سيتفرغ للحرب، وقد تكون مناسبة لتحرير الجولان، كما كاد ان يحصل في حرب تشرين الاول 1973، بعد ان اعترض ترامب بانه تحت السيادة الاسرائيلية.

كل التصريحات الاميركية والاسرائيلية، تؤشر الى حرب مقبلة، وان الغارات التي تشنها الطائرات الاسرائيلية على مواقع ومراكز في سوريا، سواء كانت للجيش السوري، او «للحرس الثوري الايراني»، او لحزب الله، تنبئ بان الاحتقان العسكري موجود، وهو جاهز للانفجار، لا سيما بعد القرار الاميركي بشأن الجولان والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

 

الدولة اليتيمة بعد سنتين على غياب سمير فرنجية/ كلّما ابتعد تفاقمت حاجة المعايير المتعاظمة إليه

عقل العويط/النهار/12 نيسان/19

قبل عامين، في 11 نيسان 2017، غادرنا سمير فرنجية، على مضضٍ عميقٍ منه. لم يكن الرجل يطيق الرضوخ لسرطانات جسده المتواصلة، ولا كان يريد إلقاء سلاح الحوار والعقل، والتسليم بانتصار سرطان لبنان الأبكم على لبنان الفكرة والمعنى، لبنان الضرورة، لذاته، وللمنطقة العربية الظلماء. كان في مقدور هذا الرجل الضئيل الصلب، وهو على فراشه المتواضع، أن يظلّ يستنبش أغوار العقل، بحثًا عمّا يمكن أن يمثّل كوّة ضوء، ونافذةً مطلّةً على الأمل، على أفق العيش المنشود، والدولة المصادَرة. الآن، بعد عامين على الغياب، كلّما ابتعد سمير فرنجية، تفاقمت الحاجة المتعاظمة إلى معاييره.

لماذا تزداد الحاجة إلى رجلٍ كهذا، في زمنٍ لبنانيٍّ – عربيٍّ، هو زمن الجدار الغرائزيّ المتوحّش العقيم، الذي لا تعتري إسمنته المسلّح هشاشةٌ ولا لحظة ضعف؟ تزداد الحاجة إلى سمير فرنجية، اليوم، لأن لبنان الضرورة الإنسانوية الدستورية الديموقراطية المدنية العلمانية، لا ينهض، في رأيه، كدولةٍ للحقّ والعدل والمساواة والتنوّع، إلاّ على العقل، أي على المشترك العقليّ، وليس على القوّة الغشيمة، أو على التفاهة المتخلّفة الغشيمة، أو على جور العصبيات التكوينية والطائفية والمذهبية، "المتألقة"، و"المزدهرة"، و"الحاكمة" سعيدةً في لبنان اليوم. تزداد الحاجة إليه، لأن لبنان الدولة هو يتيم هذا الحوار اللامتناهي المفقود. فكم من المفجع حقًّا أن يكون لبنان يتيمًا، بلا آباء للحوار، وبلا أمّهات. رجاله، حكّامه، قادة أحزابه، وزعماء طوائفه ومذاهبه، ليسوا أهلًا لتنكّب هذه المهمّة التاريخية، الشاقّة. لأنهم أقلّ بكثير من لبنان هذا.

اليوم، في هذا الزمن الوجوديّ الخطير، مَن يفهم لبنان هذا؟ مَن يقدر على استيعاب فكرته، لبلورة انوجادها في دولةٍ حرّةٍ، سيّدةٍ، مستقلّة، حاكمةٍ ذاتَها بذاتها، فاهمةٍ كينونَتها الوجودية في هذه المنطقة المعذّبة بأنظمتها الاستبدادية، عسكريةً أكانت أم عائليةً، أمنيةً أم دينية؟

 أخشى أني أعترف بغضبٍ غير سلبيّ، لكنْ بمرارةٍ فادحة، أننا – يا لعارنا ويا لعار لبنان فينا - قومٌ (أقوامٌ) لا نبحث إلاّ عن ألعابنا، عن الدمى، عن فئوياتنا المسمومة، وعن مكوّناتنا المفخّخة الصغرى. لهذا، نخشى الانوجاد في الدولة، في الآخر، في الكلّ، في القوام الوطني، الذي هو وحده الخلاص للجزء في الكلّ، وهو الخلاص بالكلّ. نحن نخشى التحاور بالعقل، ولا نستحسن إلّا التحاور في المرايا الذاتيّة، لئلّا نعثر فيها على ظلالٍ بآخرين، وعلى آخرين. يضيق حكّامنا، ونضيق معهم، بالدولة، كما نضيق بكلّ آخر. لذا يعمل الحكّام، ونعمل معهم، على الحؤول دون الدولة، وعلى الحؤول دون كلِّ آخر. هذا بالذات، عقلٌ استئثاريٌّ أفضى بنا، ولا يزال يفضي بنا إلى اللاعقل، إلى اللافهم، وإلى الجدار. أعني إلى اللادولة، بما هي تذرّراتٌ وحروبٌ ومضاضاتٌ لا تنتهي. هذه اللعنة، لن تكفّ، في ضوء اللاعقل هذا، عن التوالد والتكاثر، حتى لا يبقى في لبنان شيءٌ من لبنان. فيا لخراب لبنان!

كان سمير فرنجية في هذا المعنى، رجلَ عقلٍ وتعقّلٍ بامتياز. أقصد أنه كان رجل العقل. وكان رجل دولةٍ بامتياز. أقصد رجل الدولة. وهو، في هذا المعنى الدقيق، بل في هذا المعنى البالغ الدقّة بالذات، لم يكن رجل سلطة. البتّة. إطلاقًا. مش خرج سلطة. هذا ليس عمله. السلطة شيءٌ آخر، رجالُها "موظّفون"، "مأمورون"، مهمّتُهم أن يطبّقوا مفاهيم العقل والعدل والحقّ والرويّة والرحابة والأنسنة والحكمة لدى رجال الدولة، وأن يجسّدوا معايير هؤلاء في دولة العقل، وأن يسيّلوا هذه المعايير في شرايين الحكم والحكومة، في أوردة السلطة التشريعية، وفي خلايا السلطة القضائية. لم ينصت أحدٌ من هؤلاء إلى سمير فرنجية، بصفته رجل دولة، رجل الدولة تحديدًا وتخصيصًا. كانت آذانهم، وقلوبهم، وعقولهم، منشغلةً بأمور كثيرة أخرى: دون الدولة. تحت الدولة. خارج الدولة. ضدّ الدولة. أقول بصوتٍ جهوريٍّ عالٍ: إنهم ضدّ الدولة. هل يجب أن أتذكّر قول المسيح، وأُسقِطه عليهم: مرتا مرتا أنتِ مهتمةٌ بأمورٍ كثيرة، والمطلوب هو واحد؟! نعم، يجب. يجب تذكّر ذلك. يا لعار التذكّر!

عارنُا عظيمٌ وفادحٌ، لأننا يتامى. يتامى الدولة، ويتامى رجال الدولة. كان سمير فرنجية بيننا، ولم ينصت إليه أحدٌ، لا في "معسكره"، ولا في "المعسكرات" الأخرى. ولا أيضاً وخصوصًا في معسكر السلطة، معسكر "الموظّفين" الحكّام والحاكمين. كانوا أقلّ منه، وكانوا أقلّ من لبنان. فكيف لا نكون نقيم في نظام اللادولة، وفي نظام اللاعقل؟! وكيف لا نكون نصطدم بزجاج مرايانا، زجاج مرايا الذوات المريضة بذواتها، وكياناتها الفئوية الصغيرة، ورؤاها التراجيدية الطفيلية؟!

سنتان على غياب سمير فرنجية، ونحن لا نزال نتدحرج من عارٍ إلى عار، ومن هاويةٍ إلى هاوية. قد نصل قريبًا إلى قعر اللادولة، وقعر اللاعقل. لماذا لا تتذكّرون معايير هذا الرجل ومفاهيمه، وتستنجدوا بها؟! هو لا يمثّل "خطرًا" على السلطة، ولا على رجالها وحكّامها. تذكّروا: كلّما ابتعد هذا الرجل، كلّما ابتعد سمير فرنجية تفاقمت الحاجة إليه!

Akl.awit@annahar.com.lb

كادر 1

كان سمير فرنجية رجل الدولة. لم يكن رجل سلطة. البتّة. إطلاقًا. هذا ليس عمله. السلطة شيءٌ آخر، رجالُها "موظّفون"، "مأمورون"، مهمّتُهم أن يطبّقوا مفاهيم رجل الدولة ومعاييره!

كادر 2

لم ينصت إليه أحدٌ، لا في "معسكره"، ولا في "المعسكرات" الأخرى. ولا أيضاً وخصوصًا في معسكر السلطة، معسكر "الموظّفين" الحكّام والحاكمين. كانوا أقلّ منه ومن لبنان!

كلام الصورة:توليف للفنان منصور الهبر.

 

تهشيم الأمن والقضاء في مرحلة المواجهة الأميركية

هيام القصيفي/الاخبار/12 نيسان 2019

من الطبيعي أن يثير تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أجواء تساؤلية حول الاحتمالات المطروحة من كلا الجانبين. فنصر الله حدد بوضوح رؤية الحزب، وواشنطن قالت بوضوح أيضاً برنامجها المعلن تجاه إيران والمنطقة. وبين المعادلتين أين موقع السلطة وأجهزتها، وهل تتعاطى بجدية مع المرحلة المقبلة؟

تتقاطع معلومات رسميين وسياسيين حول موقع المواجهة المنتظرة. فقد سمع الأميركيون خلال الزيارات الديلوماسية المتعاقبة ردوداً واضحة، ليس من جانب السلطة الرسمية بكل مواقعها فحسب، بل أيضاً من حلفاء واشنطن، بأن لا أحد يمكنه أن يذهب الى الوقوف الى جانب واشنطن في سعيها الى تضييق الخناق على الحزب لأن أي عقوبات ستطاول لبنان كله وليس الحزب فقط. ومن الطبيعي ألا تغير واشنطن برنامجها التصعيدي على إيران والحزب لمجرد أن لبنان لن يكون في موقع المواجهة الى جانبها. جاء قرار تصنيف الحرس الثوري خطوة متقدمة على طريق المسار الذي تريد الإدارة الأميركية من خلاله تأكيد تصميمها على سياسة عزل إيران على طريق فرض الاشتباك المباشر أو الحوار. رغم أن نسبة ترجيح الحل التفاوضي مرتفعة، إلا أنه لا أحد يستبعد خيار المواجهة. لكن الاعتقاد أنها ستكون في سوريا، وليس في لبنان. فعدّة المواجهة مكتملة لدى الجانبين، وساحة سوريا حالياً أرض خصبة أكثر من لبنان، في ظل تداخل الدورين الروسي والإيراني أخيراً وتشابك مصالحهما. صحيح أن ثمة محاولة لصرف النظر عن دور روسيا في صفقة تسليم رفات الجندي الإسرائيلي الى تل أبيب والتنسيق المتنامي بينهما والذي سيتعزز بعد فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة، إلا أن ذلك لا يستوجب غض النظر أيضاً عن أن موسكو المستاءة من طهران، تمدّ يدها الى واشنطن في ملفات المنطقة. وهذا يعني أن الأفق مفتوح على كثير من الاحتمالات.

خطورة ما يحصل في مرحلة التجاذب الحاد والتصعيدي، يفترض في المبدأ أن يدفع لبنان الى الحفاظ على الاستقرار الداخلي، بعيداً عن هزة داخلية، في انتظار جلاء الصورة الإقليمية في الأشهر المقبلة. لكن المشهد الداخلي مغاير تماماً لأنه بات يحمل الكثير من الذبذبات التي تمس الاستقرار. فانفلاش المواضيع المالية والأمنية والقضائية، دفعة واحدة، تحت عناوين مختلفة، لا يساهم في تعزيز صورة البلد المستقر، ولو كانت الأسباب الموجبة محقّة مئة في المئة. فحملة مكافحة الفساد والهدر وقمع المخالفات على المستويات كافة وفي كل الوزارات المعنية، تعطي لبنان صورة جديدة وشفافة. لكن الأيام الأخيرة حملت تطورات لا ترى فيها مصادر رسمية إيجابيات. فالحملة المطلوبة تحولت إلى صراع بين الأجهزة القضائية والأمنية وباتت أطراف من كلا الموقعين تهاجم المواقع الأخرى. والمواجهة بين هذه الأجهزة وشن حملات متبادلة تساهم في تهشيم المؤسستين الضروريتين لتأمين الحصانة للبلد والنظام. صحيح أن خلفيات موضوعية يتذرع بها المعنيون كمحاربة الفساد ومعالجة الثغَر القائمة في المؤسستين، لكن كان يمكن حل هذه الإشكالات بعيداً عن تشهير بعضهما بالبعض الآخر، بما يخدم الغاية المرجوة، من دون تعريض القضاء والأمن للمساءلة وللحملات السياسية. ففي مرحلة التهدئة التي تعتمدها القوى كافة، وفي ظل تجانس المؤسسات تحت سقف السلطة السياسية، يبدو مستغرباً اللجوء الى إثارة الضجيج حول مواقع رسمية يفترض أن تكون محيّدة تماماً، ولو كانت تخوض معارك لوقف الهدر وملاحقة المرتكبين. وهذا كله ينعكس سلباً على السلطة، ويأتي في توقيت سيئ وملتبس، ولا سيما أن أي حركة من هذا النوع مرصودة بدقة على المستويات الدولية كافة، وخصوصاً على مستوى القضاء والأمن. حتى مالياً، كل الاعتراضات الوزارية التي سيقت في الآونة الأخيرة كان يمكن أن تعالج داخل البيت الواحد، رغم صحتها وأهميتها، وخصوصاً أن المعترضين على أداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أصبحوا أكثر من ذي قبل، لكن المشكلة بحسب أحد السياسيين المعارضين لسلامة وأدائه، أن الطبقة الحاكمة هي التي مددت له وأبقته في الموقع نفسه لسنوات طويلة، حتى باتت أسيرة له، وتتعاطى معه على أنه لا يمكن استبداله وأن سياساته باتت الشر الذي لا بد منه. من دون أن يعني ذلك أن الكلام على الموضوع المالي في الأوساط الرسمية لن يكون من دون ارتدادات، ما يفترض التمييز بين كشف الحقائق إعلامياً، وشن سياسيين حملات لا تخدم نهج السلطة في مرحلة المواجهة مع واشنطن التي تضع لبنان تحت الرقابة المشددة في كل الملفات المالية والقضائية والأمنية، التي فتحت دفعة واحدة، ولا قدرة للسلطة الحالية على امتصاص صدماتها في وقت واحد.

 

ما بعد نتنياهو: حرب على حزب الله في لبنان

شادي علاء الدين/العرب/12 نيسان/19

لم يكن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية سوى استكمال لسياقات كبرى تتضح معالمها يوما بعد يوم. هذا الفوز المتوقع والمسبوق بمجموعة من الهدايا الأميركية والروسية في ما يخص القدس والجولان، وتسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، وما تلاها من تصنيف أميركا للحرس الثوري الإيراني  للمرة الأولى كمنظمة إرهابية، يفتح على المرحلة التالية المتعلقة بالحرب العسكرية على إيران وحزب الله. استعمال إيران للمجال اللبناني بوصفه مستودع ذخيرة وصواريخ ليس جديدا، ولكن النظر إلى هذا الأمر والتعامل معه يشهد تطورا لافتا

 طبول الحرب على حزب الله في لبنان وفي المنطقة لا بد أن تقرع قريبا، لأن النتائج المتوقعة منها قد تكون ميالة إلى الحسم أكثر من أي وقت مضى

لناحية تقدير الخطر المترتب عليه على أمن إسرائيل، كما أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية يعني أن موضوع إيران وأذرعها قد بات جزءا من منظومة الأمن الأميركي. تاليا فإن جملة المحاذير التي كانت تتعلق بتحفظات أميركية حول قيام إسرئيل بإجراءات رادعة قد سقطت.

يشير هذا المناخ إلى أن طبول الحرب على حزب الله في لبنان وفي المنطقة لا بد أن تقرع قريبا، لأن النتائج المتوقعة منها قد تكون ميالة إلى الحسم أكثر من أي وقت مضى. لم يسبق أن تيسر لإسرائيل مثل هذا المناخ الذي يعطيها الضوء الأخضر الأميركي المرفق بتفهم روسي وتغطية عربية.

جدية مشروع الحرب انعكست على تعامل حزب الله مع المسائل الداخلية ونزوعه إلى التهدئة وتمرير المشاريع، فيلاحظ أن نبرة الحرب على الفساد العالية بما تعنيه من اصطدام مع باقي المكونات قد انخفضت، كما شهدت الحكومة حاليا ورشات عمل لإنفاذ خطط الكهرباء، والعمل على استيلاد موازنة والسعي إلى تطبيق الشروط التي تتيح الشروع في تطبيق مؤتمرات الدعم الدولية من قبيل مؤتمر سيدر وغيره.

يتعامل حزب الله مع المؤشرات التي تشي بنضوج ظروف الحرب الجدية ضده في لبنان بتقديم مشهدية بلد يتعافى، ويمتلك بنية مؤسساتية وينسجم مع المعايير الدولية، ولكن لا أحد في العالم مستعد لتصديق هذه الكذبة بعد الآن فقد أبرزت زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو الأخيرة مدى التصاق الدولة بحزب الله. تاليا فإن عملية الفصل المستحيلة بينهما تعني أن المشهدية التي تقدم بوصفها مشهدية دولة وبناء واستثمار لا تعدو كونها في نظر العالم، وحتى بالنسبة لأقدم أصدقاء لبنان مثل فرنسا، سوى مشهدية تمكين لسيطرة حزب الله وتغطية عليها.

بناء على هذا الواقع المستجد، وبما أن الدولة اللبنانية قد أعلنت رسميا أن حزب الله جزء منها، لا بل ذهبت تصريحات المسؤولين الكبار الذين التقوا بوزير الخارجية الأميركي في زيارته الأخيرة إلى الدفاع عنه، فهذا يعني أن المحرمات التي كانت تتهيب ضرب حزب الله لما في ذلك من أثر على الدولة قد سقطت، وأن الدولة قد أعلنت نفسها رسميا أنها ليست سوى حزب الله.

هكذا فإنه لم يعد أمام أي طرف من حجة للدفاع عن لبنان أو رد السيناريوهات المرعبة المرسومة له، وكان لافتا أن إسرائيل في الفترة السابقة اجتهدت في تصوير لبنان وكأنه دولة مارقة لا تحترم الاتفاقيات والمعاهدات، ونجحت في ذلك من خلال تصويرها موضوع الأنفاق على أنه خروج على اتفاقات كان لبنان قد وقعها وصادق عليها. حاليا يمسك حزب الله بالدولة ويلوح بها في وجه العالم قائلا له أنا هنا أو ربما يقول هذا أنا، ولكن تحت الصورة الزاهية لدولة تحاول استعادة عافيتها تجري الأنفاق ومعامل الصواريخ وتتمدد، وكأن حزب الله يعلن مشروعا للتفاوض عنوانه الحفاط على المشهد المزيف الذي فوق مقابل غض النظر عن استهداف عالمه التحتاني السفلي. هذه المقايضة لم تعد تثير سوى السخرية فصواريخ الحزب لم تعد مشكلة إقليمية فقد أدرجت في إطار الحرب على إيران، والتي باتت متحركة على امتداد

حربا إسرائيلية عليه في لبنان وسوريا لم تعد تحمل معنى محدودا، بل إن إسرائيل نجحت في انتزاع تكليف بتنفيذ مهمة ذات طابع دولي

الخريطة الدولية، وتدخل فيها الأطراف الأكثر قوة وفاعلية في العالم وفي المنطقة، فعلى سبيل المثال لا يمكن النظر إلى تدفق الأموال السعودية إلى العراق إلا من خلال منظور الحرب على نفوذ إيران.

من هنا فإن المقاربات المحلية والإقليمية لمسألة صواريخ حزب الله لم تعد ناجعة، فلاصفقة يمكن أن تطرح عليه انطلاقا من خصوصيات مرتبطة بهذين المجالين، ولذا فإن حربا إسرائيلية عليه في لبنان وسوريا لم تعد تحمل معنى محدودا، بل إن إسرائيل نجحت في انتزاع تكليف بتنفيذ مهمة ذات طابع دولي، وهذا تحول خطير يجب إدراجه في الحسبان. بعد ذلك كله يبقى السؤال هل يحتمل لبنان كلفة ضرب حزب الله والتي تشير مقدماتها إلى بوادر انهيار مالي تتجلى أولى معالمه في رفع الفائدة على القروض المصرفية بنسبة خمسين في المئة؟

لقد سمحت القوى السياسية جميعها لحزب الله أن يكون البلد وأن يختصره، واجتهدت في أن تنتزع لنفسها مواقع في سلطة بائسة من خلاله، ما أسس لمقاربة دولية تعتبر أنه لا تمايز ممكنا بين البلد وبين الحزب. هكذا انفجرت مفارقة من ماركة شر البلية ما يضحك، مفادها أن دفاعنا الآن عن البلد سيتحول تلقائيا، وعلى الرغم من أنوفنا، إلى دفاع عن حزب الله.

 

 الصدام آت..

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الجمعة 12 نيسان 2019

مجموعة موضوعات أرخت بثقلها على المشهد الحالي:

١. إدراج الحرس الثّوري الإيراني على قوائمِ الإرهاب الأميركيّة ثمّ الرّد عليه بضم الجيش الأميركي في غرب آسيا إلى لائحة «إرهاب إيرانيّة»، وما سيتبعُ هذا الإجراء.

٢. فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بولاية خامسة ما يُعد إنجازاً له، وعلى الهامش تربّعَ اليمين الإسرائيلي على العرش السّياسي ، مع ما يحمله ذلك من ترجمات نافرة في السّياسة سيأتي تفسيرها في الميدان لاحقاً.

٣. كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله خلال يوم «الجريح»، الذي أعدّه مراقبون «مأسسة لـشكل المواجهة القادمة» في المنطقة.

للمرّة الأولى منذ الهجمة الأميركيّة على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وحزب الله، يخرج السيّد حسن نصرالله بخطاب عالي النبرة خلى من القفّازات. تحدّث عن «الخيارات المفتوحة التي لن تكون محصورة في الاستنكار»، وكان واضحاً في ما يصبو إليه حين لجأ إلى خطاب عسكري بامتياز ضمّنه تهديدات مبطّنة فيها شيء كبير من الوضوح، وقد حدّده في حال لجأت الولايات المتّحدة أو إسرائيل إلى أي مواجهة أو اعتداء.

نصرالله انطلقَ من كلامه، من جملة معطيات مستجدّة أرخت بثقلها على الساحة، بدأت من ضم الجولان إلى حدودِ إسرائيل المصطنعة، وقد لا تنتهي بالتبدّلات والتغيّرات التي دخلت على خرائط سياسيّة في المنطقة خلال الأسبوعين الأخيرين.

طبائع المواجهة التي لمحّ إليها نصرالله، كانت خرجت أوّلاً عن لسان وزير الخارجيّة الأميركيّة مايك بومبيو، الذي لم يخفِ خلال حديثه أمس الأوّل، وجود علامات لديه تدل إلى حساسية الوضع بين إسرائيل وحزب الله، محاولاً التأسيس إلى تبريرات بالاعتداء على شكل استدعاء وجود الحرس الثوري في بيروت، من دون ذكر أي أدلّة.. من هنا، يمكن تلمّس الأسباب التي دفعت نصرالله للخوض بخطاب «تعبوي - حربي» من الدرجة الأولى.

فوز نتنياهو في ولاية جديدة حتّم اتخاذ طابع متشدّد، وهذا واضح إذا ما جرى الأخذ بالمواقف السياسيّة التي أعلنها الأخير قبل الانتخابات والسياق الذي اتبعه، واوحى أنّه يسير في مشروع «صفقة القرن» وضم الأراضي التي تحتلها إسرائيل. وللعلم، فإنّ الأخير فازَ على ظهر رتل من «الشاحنات اليمينيّة» التي اقتحمت صناديق الاقتراع.

لكن أكثر من يعطي لمحة عن طبائع التشدّد التي تتكوّن في المنطقة، هو إدراج واشنطن الحرس الثوري الايراني على قوائم الإرهاب ورد الأخير بإدراج الجيش الأميركي المتواجد في منطقة غرب آسيا على لائحة الإرهاب، ما يعنيه هذا من تحوّل قد يخلط الأوراق على الأرض.

وليس سرّاً، أنّ الحرس الثّوري الإيراني، دخلَ في «تفاهمات مرعيّة من أطراف أخرى» في مناطق وجوده في سوريا والعراق مثلاً من خلال الأذرع الحليفة له، وهذه التفاهمات التي انطوت على مصالحٍ مشتركة، أدّت إلى إبعادِ الاحتكاكات قدر الإمكان بين الحركات المسلّحة المتحالفة مع الحرس، وبين الجيش الأميركي، إلى حدودِ الصفر، وقد تخلّلَ ذلك تقاسم حدود مناطق السيطرة و الدوريات، من دون أنّ تنسحب «التفاهمات» إلى أبعد من حدود الترتيبات الميدانيّة التي ترعى سلامة العسكر.

خلالَ هذه الفترة ، تجنّب الطرفان حصول أي احتكاك مباشر أم غير مباشر بينهما خشية أنّ يتحوّل إلى مواجهةٍ غير محدودة، وعلى ما تؤكّد المعلومات، جرى إحترام التموضعات بصفتها أمراً واقعاً، وقد خلقَ هذا الأمر نوعاً من أنواع التوازن بالنسبة إلى الإيرانيين الذين استخدموا مناطق وجودهم كنوع من انواع الورق الرابح.

أمّا وبعد الإعلان الأميركي الصريح الذي جعلَ من «الحرس» فرقة إرهابيّة، مع ما يعنيه ذلك من أضرارٍ قد تلحق به، تبدو التفاهمات المعقودة بشكل غير مباشر و المرعيّة من اطراف اخرى، اكثر من ستتحمّل تبعات القرار الأميركي، بحيث يصبح الإيراني في حلٍ من أي اتفاقات موضوعيّة، إنّ في سوريا والعراق أو أفغانستان أو غيرها، ما قد يرشّح قواعد الاشتباك المعمول بها حالياً للتبدل.

وفي هذا السّياق، بدا لافتاً ما حصل قرب العاصمة الأفغانيّة «كابول» قبل أيّام، إذ إنفجرت عبوة ناسفة بدوريّة أميركيّة ذهب ضحيتها 3 جنود أميركيين. ما يحمل على الانتباه، ان التفجير اتى بعد ساعات من الإعلان الأميركي، ثم أنّه وقع قرب قاعدة جويّة تُعد من أكثر القواعد تحصيناً، كذلك اتى بعد فترة هدوء طويلة عاشتها العاصمة الأفغانيّة.

وعلى قدرٍ من الأهمية، حضرت في السّاعاتِ الماضية معلومات تشيرُ إلى قرار أبلغه الإيرانيّون إلى الطرف الراعي قضى بتجميد العمل بتلك التّفاهمات، ترافق مع معلومات دلّت إلى حصول إعادة تموضع عسكري في منطقة البادية السوريّة، نفذته قوات «فاطميّون»، التي تتألف من نخبة مقاتلين أفغان شيعة مدعومين من الحرس الثوري، علماً أنّ منطقة البادية التي تمتد إلى حدود العراق، تتواجد فيها قاعدة أميركيّة أساسيّة في «التنف».

على هذا النحو، يمكنُ قراءة أنماط من التشدّد السّاخن تلوح بأفق المنطقة تبنى على زيادة قيمة الضغوطات الأميركيّة.

 

إسرائيل ولبنان والحرب...

نبيل هيثم/الجمهورية/12 نيسان/19

فور صدور نتائج الانتخابات في إسرائيل، راحت التساؤلات تتجدد حول ما يمكن أن يحمله هذا الاستحقاق من أثر على خيارات اسرائيل، واحتمالات ذهابها نحو تصعيد يقود الشرق الأوسط بأكمله إلى الحرب.

هذه التساؤلات، على ما يقول أحد الخبراء في الشأن الاسرائيلي، تبدو مشروعة، ففوز نتنياهو، بما يمثّله من تكريس لسيطرة اليمين المتشدد في إسرائيل، يأتي ليعزّز حضوراً داخلياً لم تقوّضه ملفّات الفساد والملفات الداخلية الأخرى، التي دفعته نحو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، غداة استقالة وزير الدفاع افيغدور ليبرمان.

تقول هذه الشخصية انّ اسرائيل حسمت في الانتخابات خيارها بتبنّي الخيارات الأكثر تطرفاً ونجح نتنياهو بتقديم نفسه بصورة «الحامي» لقوة إسرائيل، متلقياً جرعات خارجية تدعمه، ولاسيما من الرئيس الأميركي دونالد ترامب (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،وبالسيادة على الجولان)وايضا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين( هدية» رفاة جندي معركة السلطان يعقوب).

ماذا يعني فوز نتنياهو؟

يعني، كما تقول الشخصية نفسها، أنّ الكلمة في إسرائيل باتت لمعسكر الحرب المتحمّس لانتصار حاسم ضد إيران و»حزب الله». وواضح انّ رموز هذا المعسكر يستحضرون مقولات شعبوية من قبيل الحديث عن «الخطر الوجودي» الذي يتطلّب، بنظرهم، الذهاب إلى مواجهة عسكرية تتخذ شكل حرب قصيرة الأمد، تمنع «حزب الله» من استنزاف إسرائيل في حرب طويلة الأمد. علما انّ هذا المعسكر حقّق «إنجازاً» داخلياً من خلال تعيين أفيف كوخافي، المعروف بتشدده ودمويته، رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي. والذي سارع فور تعيينه، لإطلاق «ورشة الانتصار»، والهدف منها البحث في «مفاهيم الانتصار» وكيفية هزيمة العدو» وتجاوز السنوات الماضية التي ازدادت خلالها صعوبة تحقيق انتصار واضح، وتحديداً على «حماس» و»حزب الله». وينتظر أن تنبثق عن هذه الورشة خطة عمل بحلول تموز المقبل.

واذ تتحدث الشخصية عن «مخاطر موضوعية» لاندلاع حرب، تقول إنّ «حزب الله» يتعامل على أساس توقّع السيناريو الأخطر، ومن هنا تأتي التلميحات بأنّ الاستعداد لحرب مع إسرائيل أمر مستمر ومتواصل، بصرف النظر عمّا إذا كانت مؤكدة أو مجرّد احتمال.

الواضح، والكلام للشخصية عينها، انّ كفة الميزان باتت تميل اليوم نحو «معسكر الحرب» في الداخل الإسرائيلي، خصوصاً انه يحظى اليوم بجرعات «دعم» من واشنطن، التي يتماهى خطابها مع خيارات هذا المعسكر، وهو ما تبدّى في ما حمله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من تهديدات صريحة خلال زيارته للبنان، وفي شهادته امام مجلس الشيوخ بأنّ «إيران قد تلجأ لوضع أنظمة صواريخها داخل لبنان وخطر التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل حقيقي»، فضلاً عن التسريبات بشأن احتمال فرض مزيد من العقوبات تطال حلفاء «حزب الله».

ولكن، تلفت الشخصية المذكورة، إلى انّ التصعيد تدريجي، ويوحي وكأنّ الحرب واقعة لا محال. لكن يجب ألّا نغفل ما يواجهه هذا المعسكر في إسرائيل، حيث يوجد أيضاً ما يمكن أن يسمّى «معسكر التبريد»، فهو يملك قدرة ممارسة ضغوط لكبح جماح «معسكر التصعيد»، ويمتلك ايضاً ما يكفي من مؤشرات للتشكيك في قدرة الجيش الاسرائيلي على تحقيق «انتصار واضح»، خصوصاً أنّ ثمة مخاوف اسرائيلية جدية، حتى على مستوى المُغالين في خيار الحرب، بشأن احتمالات انجرار إسرائيل نحو معركة طويلة تستنزف قواها التي تسعى لترميمها منذ حرب تموز 2006، وافتقاد الجبهة الداخلية الى الحصانة الكاملة التي تبعدها عن صواريخ «حزب الله»، أو حتى تجنّب سيناريو اقتحام الجليل.

والأكيد، في رأي الشخصية، انّ ثمة قناعة راسخة لدى اكثرية المستويات السياسية والعسكريةالإسرائيلية بأنّ تل ابيب لم تعد قادرة على المخاطرة بحرب ضد «حزب الله» ما لم يقترن ذلك بتقديرات عالية لفرص تحقيق «الانتصار الواضح»، وهو أمر غير مؤكد بالنسبة إلى الإسرائيليين حتى هذه اللحظة، وخصوصاً في ظل القدرات المتعاظمة لدى «حزب الله» وجهوزيته لمواجهة احتمال الحرب. من هنا، يمكن افتراض أنّ إسرائيل لن تبادر إلى شن حرب، ما لم تكن متأكدة من عدم تكرار سيناريو العام 2006، وهو أمر لا يزال موضع شكوك، بانتظار ما سيتبدّى من الخطة العسكرية التي سيقدمها أفيف كوخافي لحكومة نتنياهو الجديدة.

علاوة على ذلك، فإنّ أي قرار بالحرب لا بد أن يقترن بضوء أخضر أميركي، لا تزال واشنطن مترددة في إعطائه للإسرائيليين، كونها ليست متأكدة من القدرة على تجنّب سيناريوهات خطيرة تتراوح بين حرب شاملة في المنطقة تتجاوز لبنان وسوريا وتصل إلى ايران، وبين احتمال استفادة روسيا من هذه الحرب، لكي تدخل بثقلها للعب دور وسيط يؤهلها لتصبح مرجعية كاملة في الشرق الأوسط، حتى لدى الإسرائيليين الذين سيضطرون في حال طالت الحرب للجوء إلى فلاديمير بوتين، الذي ستصبح له اليد الطولى في إدارة النزاعات والتوازنات في الشرق الأوسط.

 

إنقلابُ السودان وأوهام البطولات اليسارية

أحمد خواجة/ لبنان الجديد/12 نيسان 2019

سنسمع الكثير من العنتريات اليسارية الطفولية، والتي لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولا تُطعم السودانيين خبزاً، فالبلاد تبقى بحاجةٍ ماسة إلى نظامٍ يخلف النظام السابق

 لا يملك أي مؤمن بحرية الشعوب وقُدسية أمانيها بالتقدم والرخاء، إلاّ أن يغتبط بازاحة ديكتاتور آخر من على سدّة الرئاسة في البلاد العربية، وذلك بعد الإطاحة بحُكّام ليبيا وتونس ومصر واليمن، وارغام الرئيس بوتفليقة على مغادرة المسرح السياسي في الجزائر، وهاهو ديكتاتور السودان عمر البشير خارج السلطة بعد انقلابٍ عسكريٍّ أبيض. وحسناً فعل الانقلابيون بحلّ مجلس النواب وإقالة الحكومة واعتقال بعض رموزها، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، ووقف إطلاق النار في البلاد كافةً، مع تحديد فترة انتقالية لمدة سنتين(طويلة نسبيّاً)، إلاّ أنّها على ما يبدو تبقى ضرورية لإنهاء فترة استبدادية طالت لأكثر من ثلاثة عقود، إلاّ أنّنا سنشهد على الأرجح، كما سيشهد السودانيون بعض الأصوات الاعتراضية على الزمرة العسكرية الجديدة التي وضعت يدها على السودان صبيحة الحادي عشر من نيسان الجاري، وسنسمع الكثير من "جعجعة" العنتريات اليسارية "الطفولية"، والتي لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولا تُطعم السودانيين خبزاً، فالبلاد تبقى بحاجةٍ ماسة إلى نظامٍ يخلف النظام السابق، كما بات جليّاً أنّ الانقلابات العسكرية بحلوها ومُرّها هي المتاحة في عمليات التغيير في بلادٍ هجرتها الممارسات الديمقراطية منذ أيام ثورة يوليو المصرية عام ١٩٥٢، وترسيخ حكم العسكر(حتى عندما ينزعون البزّة العسكرية ويرتدون البدلة المدنية)، ويقال أنّ وزير الدفاع السوري داوود راجحة مع نائبه العماد آصف شوكت مع زملائهم في "خلية الأزمة" كانوا على وشك تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس السوري بشار الاسد، ممّا استدعى تفجير مبنى الأمن القومي بهم واغتيالهم في تموز عام ٢٠١٢، أي في بداية اندلاع الحرب السورية، ولا يمكن التكهن بما كانت ستؤدي حركة انقلابية ضد نظام الرئيس بشار الأسد على مسار الأحداث في سوريا، والتي ما زالت تُنزل بالسوريّين كافة الجرائم الإنسانية البشعة. أمّا اليوم، فحبذا لو يتكرّم المُحلّلون "الاستراتيجيّون" الذين يُوزّعون "حلوى" الديمقراطية وأوهام البطولات اليسارية التي تتغنّى بنسائم الحرية واستلام الشعوب العربية والإسلامية مقاليد الحكم، بصحوة بهلوانية دون العبور في مراحل انتقالية ضرورية، تتمكّن خلالها هذه الشعوب من التقاط أنفاسها والبدء بالسعي الدؤوب والشاق لحلّ مشكلاتها المتراكمة، والتّطلّع نحو مستقبلٍ واعد، حتى لو طالت الفترة الانتقالية بعض الزمن.

قديماً قيل: من أخلاق الجاهل الإجابةُ قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحكمُ بما لا يعلم.

 

السودان ينقلب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

عندما بدأت الاحتجاجات في السودان، قام عمر البشير بجولة على السعودية وقطر وسوريا. وبصرف النظر عما قاله في الدوحة عن السعودية، لأنه مضحك جداً، فإن خريطة الرحلة في حد ذاتها، أكدت أن «الرئيس المزمن» قد فقد حسن التوازن السياسي. شاهد الملايين يهتفون ضده في الخرطوم، فجاء يطلب الإنقاذ في الدوحة.

غريبة الحالة البشرية: البلد الذي أعطى سوار الذهب، أعطى عصا البشير. لا شيء أقنعه أن الصلاحية انتهت. لا أول مليون ولا ثاني مليون. ظل يراهن على المتغيرات: يوم يحالف أسامة بن لادن، ويوم يطرده. ويوم يؤوي كارلوس، ويوم يسلمه، ويوم مع حسن الترابي، وغداً يسجنه. كما سجن خصومه من قبلُ. لا شيء أقنعه بأن كفى. كفى. عندما تزوج من أرملة وزير دفاعه أقام عرساً حضره 10 آلاف مدعو في بلد متقشف، وفي بلد كثير الأحزان في دارفور، وكبير الفقدان في الجنوب، ويوزع معارضيه على المنافي والسجون. وعندما كان ينتقد كان يحمل عصاه ويرقص في وجه الجميع.

فقد البشير حس الفرق. لم يعد قادراً بعد 30 عاماً من الإدمان على الكرسي، على أن يفرق بين إنه رئيس وليس هو السودان. وإذ وقع تحت تأثير سيدة القصر في الخرطوم، لم يستطع أن يرى مئات آلاف النساء يهتفن في الشوارع بسقوطه. لقد جعل السودانيون لأنفسهم «سيدة أولى» أخرى عندما أخذوا يؤدون رقصة العزل خلف «الكنكدة». ثمة الكثير من التشابهات في النهايات السياسية العربية: رجل يفقد العلاقة بالمنطق، ثم بالواقع، ثم بالمعقول. ومعه، أو من خلفه، ما سماه بيان عزل بوتفليقة: «عصابة» من المنتفعين. وما من متعظ. وما من دروس. وما من سوار الذهب يحترم نفسه وشعبه وجيشه. حتى الجزائر المحاذية، لم يتعلم منها عمر البشير. ولا ما قبلها. ولا من قبله. ومثل جميع الديكتاتوريين، أثبت أنه لم يعرف الشعب السوداني، ولم يحب سوى نفسه، ولم يرَ سوى نفسه. وبرغم خروج الملايين عليه، حتى في ظل الطوارئ، ظل متمسكاً بانتخابات 2022 كأنما هناك حق من يصدق ذريعة الانتخابات في البلدان المعذبة بقوانين الصفيح ومساخر الأقنعة الديمقراطية. أو كأنما ثلاثون عاماً من الاعتقالات والحروب، وفشل الحكم، وتردي الاقتصاد، وحدة البطالة، وسوء العلاقات مع الجوار، وسقوط العملة الوطنية، ورقاعة الفساد وصدأ المحسوبية، كلها لا تكفي.

مأساة عمر البشير أنه وضع نفسه في مواجهة مثال آخر. مثال الذهب. وها هو يسقط، مع عصاه، على وقع الرقص في الشوارع. الملايين الذين لم يدعهم إلى عرسه.

 

إيران: نص جديد لدمية التكلم البطني

أمير طاهري/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

رغم أنه لا يزال من المبكر للغاية تقييم تأثير قرار الرئيس دونالد ترمب تشديد السياسة الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران، ثمة أمر يبدو واضحاً: أن خطاب ترمب وإعادة تفعيله عقوبات كان الرئيس باراك أوباما قد جمّدها، بجانب اتخاذ إجراءات جديدة ضد «الحرس الثوري» الإسلامي، خلقت جميعاً صعوبة أكبر أمام طهران في اتباع دبلوماسيتها المزدوجة الساعية لكسب تعاطف قلوب الليبراليين في الغرب، وفي الوقت نفسه تأجيج نيران الكراهية داخل المعسكر العالمي المناهض للغرب. تبدو هذه السياسة أشبه بالممثلين الذين يوهمون الجمهور بأنهم يتحدثون من بطونهم، واعتمدت على أصحاب أصوات مرتفعة مثل د. حسن عباسي (المعروف بلقب «كيسنجر الإسلام») في الترويج لنسخة شبه إسلامية من الخطابات المعادية للولايات المتحدة التي ابتدعتها شخصيات مثل ناعوم تشومسكي ولويس فرخان داخل الولايات المتحدة، وجان لوك ميلونشون ومارين لوبان في فرنسا.

على الطرف الآخر، اعتمدت إيران في سياسة التكلم البطني على أشخاص مثل محمد جواد ظريف لخداع الليبراليين في منطقة الساحل الشرقي والمعادين لأميركا داخل أوروبا.

وشكّل ظريف الدمية النموذجية للاضطلاع بهذا الدور، فقد قضى نصف حياته تقريباً داخل الولايات المتحدة، جزء منها كطالب في كلية محلية في وايلد ويست، الأمر الذي أكسبه براعة كبيرة في استخدام الكلام لطمأنة الجماهير داخل فروع مجلس العلاقات الأجنبية من نيويورك حتى بلدة بيوريا النائية. ويتقن ظريف كيفية استخدام «كليشيهات» أميركية مثل «هات وخذ» و«الفوز لكلا الطرفين» و«خريطة الطريق» و«حوار الحضارات»، بغض النظر عما تعنيه هذه التعبيرات. وخلال فترة عمله الطويلة في صفوف وفد الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تعلّم ظريف كيفية استغلال كُتّاب خفيين في كتابة مقالات رأي لخداع الأميركيين. وعلى امتداد سنوات كثيرة، عمد إلى اختصار اسمه إلى جواد، لاعتقاده أن اسم محمد قد يثير انطباعات سلبية للغاية لدى البعض. كما حرص على التوقيع باعتباره «سفير إيران»، دون ذكر «الجمهورية الإسلامية»، وحاول أن تبدو تصريحاته لطيفة وعقلانية كما لو كان وزير خارجية سويدياً مرشحاً لنيل جائزة نوبل للسلام. من جانبه، عاون أوباما ورفيقاه جون كيري وجو بايدن نجل تاجر السجاد في أصفهان على الترويج لبضاعته.

وجاء دخول ترمب هذا المشهد الشاعري أشبه بثور هائج يقتحم متجراً لبيع الأواني الخزفية. وشيئاً فشيئاً، أصبح خطاب الدمية الإيرانية أشبه بحديث مهرّج كوميدي بدأ نجمه في الأفول.

وحاولت الدمية ابتكار نص جديد يركز على وهم أن الاتحاد الأوروبي سيكبح جماح الثور الأميركي وسيسمح للجمهورية الإسلامية بالمضي في مغامراتها دون أن تتكبد ثمناً لذلك. وفي كل خطاب كان ظريف يلقيه، كان يستخدم كلمة «أوروبا» كتعويذة، في الوقت الذي سعى بجدٍّ لخطب ودّ فيديريكا موغيريني، المسؤولة الأولى عن الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي والتي ترعرعت على خطابات العداء للولايات المتحدة.

إلا أنه في الأسبوع الماضي، أدرك ظريف أخيراً أنه حتى الاتحاد الأوروبي لو تمكن من صياغة سياسة خارجية متناغمة، فإنه سيبقى عاجزاً عن تحدي الولايات المتحدة بمفرده على نحو يعين الملالي على «تصدير» ثورتهم عبر القتل.

وقد وردت إشارة عن هذا الأمر في ثنايا البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري لدول «مجموعة الـ7» في دينار بفرنسا، في إطار الاستعدادات للقمة التي سيستضيفها الرئيس إيمانويل ماكرون في أغسطس (آب).

كان البيان قد أقرّ المطالب الـ12 التي حددها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، دون ذكر اسمه. الأسوأ من ذلك من وجهة نظر إيران، أن البيان بث بعض الروح في قرارات الأمم المتحدة المعنية بالمشروع الإيراني لبناء الصواريخ وتدخلات طهران العنيفة في دول أخرى.

وسرعان ما حاولت الدمية الإيرانية إعادة تعديل النص. وعبر سلسلة من التغريدات والتصريحات، لمّح ظريف إلى أنه تخلى عن أوهامه الأوروبية. على سبيل المثال، قال ذات مرة بحسرة: «لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الأوروبيين». أيضاً، حذّر الأوروبيين من «انتقام» لم يحدده. كما تخلى ظريف عن مصطلحاته المستوحاة من التيار الليبرالي الأميركي، وشرع في استخدام مصطلحات نارية على غرار زراق خان، المشهور بلقب «خواند سوات»، والملا «المجنون» حسن، ناهيك بالخميني.

ومع هذا، لا ينبغي أن يسارع أحد لتهنئة ظريف على تخلصه من أوهامه الأوروبية، ذلك أنه سرعان ما سقط في بئر وهم جديد: بناء تحالف مناهض للغرب مع الصين وروسيا وتركيا والعراق. وأشار ظريف بفخر إلى أن صادرات إيران إلى العراق تبلغ 10 أضعاف صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي، وتفاخر كذلك بأن الصين وروسيا بمقدورهما «دوماً تقديم يد العون لنا»، بينما من المفترض من وجهة نظره أن تركيا تخلّت عن واشنطن كي تقترب من طهران. في الواقع، هذا التحليل الذي يعبّر عنه ظريف يبدو شديد الحمق، بل والخطورة على مصالح الأمن الوطني الإيرانية.

جدير بالذكر أن قيمة الواردات العراقية من إيران سنوياً تبلغ نحو 10 مليارات دولار، منها مليارا دولار في صورة كهرباء وغاز. أيضاً، استفاد العراق من انهيار العملة الإيرانية عبر استيراده سلعاً تستوردها إيران ذاتها من أوروبا والصين تبعاً لقيمة عملتها المنخفضة والمدارة من جانب الحكومة في مواجهة الدولار الأميركي. وأدى هذا النظام المجنون كذلك إلى أزمات نقص حادة داخل إيران نفسها، ما دفع أسعار سلع مثل البصل والبطاطا نحو ارتفاع صارخ (الأسبوع الماضي، حظرت الحكومة أي تصدير لهاتين السلعتين). وفي خضمّ ما يشبه سياسة حرق أسعار، زادت إيران كذلك من صادراتها إلى تركيا وأفغانستان.

من ناحيتهما، من المحتمل أن تدعم الصين وروسيا الملالي في إيران عبر حق «الفيتو» داخل الأمم المتحدة، إذا لزم الأمر. ومع هذا، تحرص الدولتان كذلك على عدم السماح بتضخم قوة الملالي على نحو مفرط. جدير بالذكر أن الصين لا تزال ترفض الإفراج عن أصول إيرانية مجمّدة بقيمة 22 مليار دولار، وتصر على شراء إيران سلعاً صينية بها. أيضاً، تشعر الصين بالغضب إزاء تحالف إيران مع الهند في تطوير مركز تجاري في منطقة المحيط الهندي ينافس المركز الذي تبنيه الصين في كوادر بباكستان. أما روسيا، فقد فرضت «معاهدة قزوين» التي أمْلت بنودها، لكنها ترفض انضمام إيران إلى «العائلة الاقتصادية» الأورو-آسيوية و«مجموعة شنغهاي». كما ترى روسيا أن مصلحتها في إبقاء إيران خارج سوق الغاز الطبيعي العالمية، وبالتالي تبقي على سيفها مسلطاً على عنق الاتحاد الأوروبي. فيما يخص تركيا، فإن مصلحتها الرئيسية المرتبطة بـ«الجمهورية الإسلامية» تكمن في ضمان الحصول على دعم الأخيرة في قتل الأكراد، الأمر الذي يتعارض مع المصالح الوطنية الإيرانية. وبالعودة إلى أوهام ظريف، نجد أن أولها كان «البداية الجديدة» مع أوباما. بعد ذلك، انتقل إلى وهم موغيريني. واليوم، يبدو أنه بدأ في الانجذاب نحو وهم «التحالف». ومع هذا، لا ينبغي توجيه اللوم كله إلى هذا الرجل المسكين، فهو في نهاية الأمر يحاول لعب دور الدبلوماسي نيابةً عن نظام يمقت الدبلوماسية. وما دام ظل لدى الجمهورية الإسلامية اعتقاد بأن بإمكانها فعل ما يحلو لها دون التعرض لعقاب، فإنها لن تأبه كثيراً بهوية الدمية التي ستمارس التكلم البطني.

 

بيان عائلة خاشقجي... والميديا الهزيلة

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

هل ردّ أبناء وعائلة الصحافي السعودي القتيل جمال خاشقجي على مزاعم صحافية نشرتها «الواشنطن بوست» الأميركية وبعض المنصات الغربية حول «تسوية» مالية مع أبناء جمال، بما يعني «لملمة» الموضوع، وتضييع المحاسبة؟ هل يكفي ردّ العائلة لإفحام جماعة «البوست» ومن لفّ لفّهم؟

صلاح خاشقجي، نجل جمال، وهو يعمل في المجال البنكي ويكتب فيه، نشر بياناً عبر حسابه في «تويتر»، أكدّ فيه: «لم يسبق لنا أن ناقشنا، لا سابقاً ولا حالياً، أي نوع من أنواع التسوية المزعومة». أما المستشار معتصم خاشقجي محامي عائلة جمال، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن البيان جاء رداً على المزاعم التي أثيرت مؤخراً. وأضاف معتصم: «إجراءات المحاكمة تسير بشكل ممتاز». وحول القصص الصحافية الغربية الأخيرة عن «التسوية» المالية مع عائلة جمال، قال محامي العائلة: «لم يتصل بنا أحد، أخذوا من مصادر غير معروفة أو مصادر تدعي أنها على اطلاع».

قصة كبيرة عريضة، لم يتكلف أحد صحافيي «الواشنطن بوست» ومن تلقف عنهم، عناء سؤال المصدر الأساسي، أبطال القصة، خاصة أن بعض أبناء وبنات جمال يقيمون في أميركا نفسها! معتصم خاشقجي، المحامي، وصف سلوك بعض الإعلام الغربي وغير الغربي وبعض النشطاء بأنهم «يتاجرون بالموضوع ويستغلونه استغلالاً عبر رفع الشعارات». لن يقف الأمر عند هذا الحد، فحلب قضية جمال خاشقجي في محلب السياسة والدعايات السوداء ضد الدولة السعودية كاملة، وضد المسار السعودي، وضد المستقبل السعودي، هو أمر جوهري لدى أعداء السعودية، قبل وبعد وأثناء قضية جمال خاشقجي المأساوية. إذا كان الهدف محاسبة الفعلة، فالنيابة السعودية العامة قد طالبت في يناير (كانون الثاني) الماضي بإعدام 5 من الموقوفين، لضلوعهم في جريمة قتل جمال خاشقجي بقنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 وتم إيقاف 21 شخصاً على ذمة التحقيق. لكن الهدف لدى مشعلي النار المجوسية الخالدة في فرن القضية، ليس القصاص لجمال وإجراء العدالة، بل استهداف الدولة السعودية، خاصة في هذا الوقت الذي تفعل الدولة فيه فعلها الواضح في التصدي لجماعات الخراب، وسلاطين العصمنلية الجدد، وشاهات الفرس المعممين، ومعهم فلول «الإخوان» والخمينية وموتورو اليسار، العربي والإفرنجي. تلك هي قضيتهم، وليست قضية أبناء وعائلة جمال خاشقجي المحصورة فقط في تحقيق العدل والقصاص ولا غير. ليست هذه أول نكسة مهنية لـ«الواشنطن بوست»، وأشباهها، ولن تكون الأخيرة، بسبب سيطرة غريزة الكراهية والانتقام على معايير العمل المهني وأخلاقياته، كما يقول أهل العلم من صناع الصحافة.

 

عندما يكون العسكريون هم المشكلة... والحل!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

أراد الأستاذ عبد الرحمن الراشد («الشرق الأوسط» 9-4) إقناعنا (ونحن مستعدون للاقتناع) بأن المتظاهرين اليوم في الجزائر والسودان مختلفون عن متظاهري عام 2011، كما أنّ العسكريين في الجزائر وليبيا والسودان لا يحكمون اليوم مثلما كانوا يحكمون في عام 2011. وأنا أرى أن الشِقّ الأول من المقولة صحيح. فقد أفاد المتظاهرون الجدد من تجربة عام 2011 وما بعده، لجهة السلمية الشديدة، ولجهة عدم السماح بأن يتسلل إلى صفوفهم الحزبيون الإسلاميون وغير الإسلاميين. أما الشق الثاني من المقولة التي نسبتُها إليه (على سبيل المزاح!) فتحتاج إلى تفصيل لأنّ الحالات في البلدان الثلاثة مختلفة. فنحن لا نعرف ماذا كان يحدث في الجزائر منذ إصابة الرئيس بوتفليقة عام 2013، إذ إنّ الانطباع نتيجة التبديلات الكثيرة في القيادات العسكرية والأمنية في السنوات الأخيرة أن بوتفليقة استطاع في سِنيِّ صحته ومرضه إخراج عسكر الجزائر من دوائر السيطرة في الدولة وعليها. لكنْ عندما ترشح الرئيس للعهدة الخامسة، ورفض المتظاهرون ذلك، وبدأوا يتحدثون عن «العصابة» وصولاً إلى الاعتراض على الرئيس المؤقت الذي اعتبروه أحد أعضاء العصابة، عرفنا أنّ هناك أُناساً من حول الرئيس كانوا يحكمون باسمه وبالتنسيق مع قيادات عسكرية ومن بينهم أُناسٌ خرجوا من دائرة الضوء. المهم أنّ موقف الجيش حتى الآن سليم، ويبدو أنه يريد الاقتصار على حراسة أمن البلاد، دونما تدخلٍ في العملية السياسية. ولا يزال المتظاهرون يطالبون بتغيير النظام دونما وجود آلياتٍ لذلك أو مرحلة انتقالية. المخاوف مشروعة إذن، لكنّ هذا التحشد الهائل الذي بدأت تظهر فيه قيادات واعدة، يغلّب جانب الرجاء على الخوف: فليس بعيداً أن يظهر شخصٌ أو أكثر مثل المفاجأة التي حصلت في فرنسا بماكرون!

إنّ التعقيد أو المشهد المركَّب في الجزائر لا يتوافر مثله في السودان. فحكم البشير العسكري والأمني الذي أدى إلى انقساماتٍ وحروبٍ في البلاد، وتردّيات في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية هو سبب الأزمة أو علّتها الرئيسية. والمتظاهرون في السودان (بخلاف الجزائر) لجأوا أخيراً إلى الجيش اعترافاً منهم بالعجز عن التغيير بحراكهم وحده. والجيش موقفه مُشكِل: سمح ببقاء المتظاهرين متحشدين أمام مركز قيادته، وقال إنه لن يفضّهم بالقوة، ولن يسمح للقوى الأمنية بممارسة العنف ضدهم، ومن جهة أُخرى قال إنه لم ولن يُجري مفاوضات مع أي طرفٍ سياسي، وإنّ الرئيس البشير هو القائد العام للقوات المسلحة. وبخلاف المشهد الجزائري مرة أُخرى، ورغم أنّ عنوان حراك السودان «تجمع المهنيين»؛ فإنّ كلَّ القوى السياسية المعارضة مشاركة في الحراك والتظاهر: فمَن الذي يعلِّق الجرس؟ هل لا تزال لدى الجيش الوطني استقلالية تسمح بتنحية البشير وإقامة حكم مؤقت يمهّد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وعودة للسلطة المدنية، كما حدث في عامي 1965 و1985؟ أم أن البشير يعتمد كالعادة على المطاولة، وخلال ذلك تعود الحركات المسلّحة والفوضى خارج الخرطوم وأمّ درمان؟ الموقف قد يحتاج إلى مبادرتين لا إلى مبادرة واحدة: أن يُظهر البشير استعداداً للتنحّي، وأن يُظهر الجيش قدرة على إقامة سلطة مؤقتة تُجري انتخابات وتخرج من المشهد كما فعل الفريق عبد الرحمن سوار الذهب عام 1985. الشعب السوداني شعبٌ مسالمٌ جداً. لكنّ السلطات العسكرية المتدثّرة برداء «الإخوان» وأشباههم، أظهرت منذ عام 1989 حرصاً على البقاء في السلطة غير آبهة بوحدة السودان واستقراره، ولو لم يبقَ بيدها غير الخرطوم وأمّ درمان.

ولنذهب إلى ليبيا حيث الموقف الأصعب. الدوليون كثيرو التدخل هناك. وتهمهم ليبيا لأنها دولة بترولية، ولأنّ المهاجرين يعبرون منها إلى أوروبا، ولأنّ الاضطراب في الجوار الأفريقي صار يستفيد من الفوضى فيها. وقد سلّم الدوليون (رغم التفاوت في المصالح ووجهات النظر) بحكومة الوفاق في طرابلس، رغم التشارك بينها وبين الميليشيات المسلحة المتأخونة وغير المتأخونة. بينما سيطر في الشرق والجنوب المشير حفتر ومعه البرلمان وحكومة أخرى. وقد ارتأى المبعوث الدولي الدكتور غسان سلامة، أخيراً إقامة حوار وطني جامع في غدامس يمهّد بالتوافق لانتخابات. والليبيون الذين نعرفهم يقولون: مع الميليشيات لا انتخابات وإنْ جرت فلن تكونَ لها نتائج مثلما حدث مرتين أو ثلاثاً. إنما لا أحد يدري بالضبط لماذا قرر المشير حفتر (ومعه ثلثا الجيش الليبي القديم) مهاجمة طرابلس الآن ولم ينتظر نتائج مؤتمر الحوار. لقد قدم الرجل في السنوات الماضية تجربة جيدة: نشر الأمن في الشرق والجنوب، وأخرج الإرهابيين، والعصابات التي كانت تهدد الآبار النفطية والشواطئ، وتعاون مع الأمن المصري لضبط الحدود، كما تعاون مع الدول الأفريقية لمنع تحركات الإرهابيين بين البلدان في تلك المناطق الصحراوية. أما خصومه فيشكون من تفرده وعناده، وأنه لا يفي بالاتفاقيات التي يعقدها مع السراج وقد اجتمعا خمس مرات آخرها في أبوظبي بدولة الإمارات. الدوليون والأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي، هؤلاء جميعاً، مصرُّون على أن يوقف حفتر هجومه، وأن يعود الجميع للحوار، وللمؤتمر الوطني الجامع. أما حكومة الوفاق فقد بدت ضعيفة، واستعانت بالميليشيات من مصراتة وغيرها لوقف هجوم المشير أو إحباطه. كل الأطراف تريد الآن وقف النار، كما حصل قبل شهرين عندما اشتبكت الميليشيات فيما بينها!

لقد تحدثنا عن الجزائر وعن السودان، وهما بلدان يريد الجيش فيهما، حسب الظاهر، الخروج من السلطة. أما في ليبيا فإنّ الجيش يريد استعادة السيطرة في سائر أنحاء البلاد، ويقول إنه يهدف لاستعادة وحدة الأرض والشعب والاستقرار، وألا تظل ليبيا مهدِّدة لدول الجوار، وللأمن الأوروبي والعالمي. لكنّ المجتمع الدولي لا يقف معه أو مع طريقته في تحقيق ذلك. وهذه مهمة يحتاج تنفيذها إلى قدراتٍ كبرى وإلى علاقاتٍ تبعث على الثقة في أواسط الدول البعيدة قبل القريبة، والأمران غير متوافرين بالدرجة الكافية.

في عام 2013 وصلت الأحوال في دول الأنظمة العسكرية والأمنية إلى موقف، استدعت مني كتابة مقالة بعنوان: الخوف من الدولة والخوف عليها. وقد تدخل الجيش المصري بسبب الخوف على الدولة. وها نحن نجد جيشين عربيين آخرين يريان عدم التدخل من أجل وحدة البلاد وسلامتها. بينما يرى الجيش الوطني الليبي أن تدخله في هذه الظروف أكثر ضرورة. إنّ استقبال المتغير المدني الجديد ضرورة عربية وعالمية. لكنّ أوضاعنا نحن العرب لا نُحسدُ عليها. أولم يقل زياد بن أبيه للعراقيين: لأجعلنّ لكلٍّ منكم شغلاً في بدنه! نعم، كلٌّ منا مشغولٌ بما لا يتعدى حاجات بدنه وعيشه. لكنّ هذه الشعوب الهائلة من اليمن إلى ليبيا والجزائر والسودان والصومال، تحتاج إلى عيشٍ أيضاً، سواء أرادت ميليشيات الفوضى والجريمة والمجتمع الدولي أم لم يريدا.

 

الجولان... وإهمال النظام بناء الجيش الوطني

حسن عبد العظيم/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

تؤكد التطورات الدولية منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في ظل انفراد أميركا بقيادة النظام الدولي، أن هذا العصر هو عصر الأقوياء وأن حقوق الشعوب العربية والإسلامية وغيرها من العالم الثاني ستبقى مهدورة لأن الحق الذي لا تحميه القوة مهدد بالضياع.

إن تغريدة الرئيس الأميركي في 25 مارس (آذار) الماضي بالموافقة على قرار إسرائيل ضم هضبة الجولان والتأييد الفوري من وزير الخارجية الأميركي مع تجاهل مطلق لجميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، ما كانت لتحصل إلا لأن تغريدته السابقة في الذكرى 101 لوعد بلفور، لم تواجَه إلا ببيانات إدانة من النظام السوري أو من النظام العربي. لقد أهمل النظام الحاكم المسيطر على الدولة واجبه ومسؤوليته الوطنية في بناء الجيش الوطني، وإعداده لوجيستياً وتسليحاً لتحرير الجولان بعد احتلاله في 9 يونيو (حزيران) 1967 وانشغل بالصراع الداخلي على السلطة، بتصفية الجناح القومي اليساري من حزب البعث بتاريخ 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 تحت شعار «الحركة التصحيحية» وتنكر لوعوده التي أطلقها في بيان 16 نوفمبر حول الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والوحدة الوطنية وبناء الحركة العربية الواحدة، واحترام حقوق الإنسان، لكسب حلفاء من الوطنيين والقوميين واليساريين ما لبث أن أحرجهم فأخرجهم من «الجبهة الوطنية التقدمية» بعد إصراره على حشر المادة 8 من دستور 1973 التي تحصر «قيادة الدولة والمجتمع» في حزب واحد ورئيس قائد.

كما دفع الجبهة إلى الخلف تحت قيادته لتتحول إلى جبهة شكلية، فأفرغها من مضمونها، وخاض حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 بجبهة داخلية مفككة، وأبرم مع إسرائيل اتفاقية فك الاشتباك في عام 1974. وحرم وجرّم أي محاولة من الشعب السوري أو من أبناء الجولان لمقاومة قوات الاحتلال، وما زال حتى اليوم مشغولاً بالصراع الداخلي والحل الأمني العسكري رغم اتفاق سوتشي بين الاتحاد الروسي وتركيا في العام الماضي الذي حصل على التأييد الدولي والإقليمي، وما زال يصر على خرق اتفاق خفض التصعيد في إدلب للسيطرة عليها من دون أن يدرك أن الشباب السوري المطلوب لخدمة العَلَم الإلزامية أو الخدمة الاحتياطية يتهرب منها باللجوء إلى الخارج وأوروبا، لكي لا يكون وقوداً في حرب عبثية بين السوريين معارضة وموالاة والجميع فيها خاسر، ولو كان الهدف تحرير الجولان لالتحقوا من تلقاء أنفسهم، مع عشرات آلاف من المتطوعين.

ومع أن الظروف مهيأة للعملية السياسية وفق بيان جنيف والقرار الدولي 2254 وثمة إجماع دولي عليها واللجنة الدستورية التي تمثل المعارضة والنظام والمجتمع المدني تم إنجازها، كما صرح بذلك المبعوث الأممي بيدرسون، غير أن الرحلة الرئاسية إلى طهران والتحالف الإيراني العراقي السوري في اجتماع رؤساء الأركان ووزير الدفاع السوري هي محاولة لتعطيل العملية السياسية التفاوضية في جنيف بموافقة الاتحاد الروسي، تشكل محاولة لوضع عقبة جديدة أمام حل نهائي للأزمة السورية وإنقاذ البلاد والعباد من خطر الإرهاب وتوفير الظروف لاجتثاثه والقضاء عليه، وإنهاء الاستبداد من جهة، وإخراج القوات العسكرية الأجنبية والإقليمية، والجماعات المتدخلة والميليشيات المسلحة التي وصلت إلى سوريا إلى جانب السلطة أو المعارضة من جهة أخرى وتهيئة الظروف لتوفير البيئة الآمنة في سوريا لتشكيل هيئة الحكم، وصياغة الدستور المؤقت والاستفتاء عليه، وتعديل القوانين وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإنجاز الحل السياسي في سوريا، كمدخل لحل أزمات المنطقة في ليبيا واليمن والعراق.

كما أن الوضع العربي الراهن غير مؤهل للمواجهة، بخصوص القدس والضفة الغربية والجولان، بسبب الضعف والانقسام والتفكك، فالجامعة العربية في اجتماع المجلس الوزاري، وفي اجتماع القمة، لم تتمكن من الاتفاق على خطوات وإجراءات وقرارات في مستوى خطورة التحديات التي طرحها الرئيس ترمب، ولم تتخذ قراراً بوقف التطبيع، كما لم تتخذ قراراً بسحب المبادرة العربية للسلام على أساس الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967. وحل الدولتين، وقد تجاهلها رئيس الوزراء الإسرائيلي تماماً، واستمر في السيطرة على الضفة الغربية، والعدوان على قطاع غزة، والاستمرار في هدم البيوت في القدس الشرقية، وطرد السكان، والتوسع في استيطانها، والعدوان على المسجد الأقصى، وعلى قطاع غزة، وأصدر قانون التحول إلى كيان يهودي، ويطالب بضم الضفة الغربية، لإنهاء حل الدولتين، واتخاذ الرئيس ترمب قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بكونها عاصمة «الدولة اليهودية».

نستخلص من ذلك عدم الرهان على الوضع العربي الحالي والجامعة العربية في دفع الإدارة الجمهورية للتراجع عن قرارها بالنسبة للقدس، أو بالنسبة للجولان.

يبقى الأمل في صمود الشعب الفلسطيني، ونضاله المتواصل في فلسطين بما في ذلك الأراضي المحتلة عام 1948. وفي الشتات وتمسكه بحق العودة وتحرير فلسطين، ومتابعة مسيرات حق العودة والأمل في الشعب السوري الصامد في التمسك بالجولان وتحريره بجميع الوسائل المشروعة بما فيها مقاومة الاحتلال، بعد الحل السياسي والأمل في ثورات الربيع العربي، التي تجددت في السودان، وفي الجزائر، وفي ليبيا. وعلى القوى الثورية من التيارات الوطنية والقومية واليسارية، والليبرالية، في العمل والتنسيق لبناء حركة عربية واحدة تتجاوز حدود «سايكس - بيكو» وتهدم أسوار التجزئة والتخلف للحاق بسياق العصر، وسباق الأقوياء.

* المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطني» السورية

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون لوفد اميركي: نرفض جعل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سيادة اسرائيل ومن حقنا استعادتها بكل السبل المتاحة

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "قسما من هضبة الجولان السورية المحتلة يضم اراضي لبنانية وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يرفض لبنان رفضا قاطعا جعلها تحت السيادة الاسرائيلية، ومن حقه العمل على استعادتها بكل السبل المتاحة".

واذ اكد الرئيس عون "التزام لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701"، نوه ب"التعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل"، ما حقق استقرارا على طول الحدود الجنوبية ما زال قائما منذ 13 عاما". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم وفدا اميركيا، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والوزير السابق بيار رفول والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعدد من المستشارين. وضم الوفد الذي أتى الى لبنان في زيارة للاطلاع على اوضاعه وعلى موقف الدولة اللبنانية من التطورات الاخيرة، لا سيما في مجال معالجة ازمة اللاجئين السوريين، كل من: نائب رئيس مؤسسة الامم المتحدة بيتر ييو واعضاء من الكونغرس الاميركي آدم كيزينجر وفسنت كونزاليز وكلاهما من لجنة الشؤون الخارجية وتوم غرافيس من لجنة الاعتمادات في الكونغرس الاميركي.

رئيس الجمهورية

وبعدما رحب الرئيس عون باعضاء الوفد، اجاب على اسئلتهم التي تناولت مواضيع الساعة، ومنها مسألة النازحين السوريين، حيث جدد رئيس الجمهورية تأكيد "موقف لبنان من ضرورة عودة هؤلاء النازحين الى المناطق الامنة في سوريا والتي باتت مساحتها كبيرة"، شارحا "التداعيات السلبية التي احدثها تدفق النازحين الى لبنان على مختلف القطاعات"، مؤكدا "عدم جواز انتظار عودتهم الى حين التوصل الى حل سلمي للازمة السورية الذي قد يأتي وقد لا يأتي، كما حصل حتى الان في ما يتعلق بالقضيتين الفلسطينية والقبرصية اللتين لا تزالان من دون حلول سياسية". وشدد الرئيس عون ردا على سؤال على ان "لبنان مهتم بموضوع الامن السيبيراني وهو شكل لجنة وطنية لمعالجة هذه المسألة وتم تفعيل عمل الاجهزة الامنية التي تحتاج الى مساعدة تقنية ليأتي عملها متكاملا"، مشيرا الى ان "المحاكم اللبنانية تلاحق في لبنان وخارجه الدعاوى الناتجة عن الخروقات التي تقع في مجال المعلوماتية". وردا على سؤال قال الرئيس عون: "عندما اطلق لبنان المرحلة الاولى من عملية التنقيب عن النفط والغاز فيه، لم تشارك الشركات الاميركية فيها، ومنذ اسبوعين اطلقت المرحلة الثانية ويمكن للشركات الاميركية المعنية تقديم عروضها اليها".

 

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس حمادة: قرارات موجعة نعمل لتكون عادلة ونافعة

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، اجتماع هيئة مكتب المجلس في حضور النواب: مروان حمادة، ميشال موسى، الان عون، واغوب بقرادونيان، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر والمدير العام محمد موسى.

وبعد الاجتماع قال حمادة: "كالعادة كانت جلسة سلسة مع دولة الرئيس بري تطرقنا فيها الى المشاريع واقتراحات القوانين التي ستكون مدرجة على جدول اعمال الجلسة التشريعية يوم الاربعاء، والتي دعا اليها دولته. طبعا عدد مشاريع القوانين قليلة لكنها مهمة، منها مشروع ينتظر ان تبته لجنة الاشغال يوم الاثنين هو المشروع المتمم لخطة الكهرباء. هناك ايضا مشروع المحميات وهو مهم جدا، وبروتوكولات مع الاتحاد الاوروبي وأمور تتعلق بالتنوع البيولوجي. وبين اقتراحات القوانين، ما تيسر منها خلال الجلسة في ضوء مناخ النواب وتلقفهم لهذه الاقتراحات نتصرف، ومنها اقتراح قانون يعيد فتح المهل بالنسبة الى الترشيح للمجلس الدستوري، لأن إحدى الطوائف لم يعد لديها إلا مرشح واحد باعتبار أن المرشح الثاني أصبح وزيرا للعدل. سنعيد فتح المهل لشهر، وسيطرح الاقتراح على مجلس النواب والزملاء. كذلك هناك مشاريع تتعلق بالبيئة وبعض التعديلات، وأعتقد ان كل ما يتداخل مع امور ستبتها الموازنة العامة، وكما فهمنا من دولة الرئيس بري ان هناك تقدما مهما لبحثها بين الكتل السياسية، واجتماعات اضافية ستعقد. وطبعا هناك قرارات موجعة لكنها قرارات نتمنى، وسنعمل على ان تكون عادلة ونافعة، بمعنى انها توفر على لبنان أي أزمة اقتصادية. إن شاء الله تكون كل الجلسات مثل هذه الجلسة، سريعة وايجابية في مجلس الوزراء ومجلس النواب".

سئل: بالنسبة الى مشروع قانون 88، هل تتوقع ان تنتهي منه اللجنة ويعرض نهار الاربعاء على الجلسة؟

أجاب: "أتصور ان العجلة ستفرض على لجنة الاشغال ان تتطرق اليه ساعة او اثنتين او ما يحتاج اليه من وقت، وتنتهي منه، لأن هناك ملاحظات عليه ويحتاج الى "شدشدة". ولكن علينا ألا ننسى ان هذا المشروع هو جزء من خطة الكهرباء، ونريد ان يكون فكرة من ضمن الفكرة التي تهدف اليها خطة الكهرباء والتي هي التوفير والرقابة والشفافية. وما سمعناه من الرئيس بري في موضوع الهدر أننا نستطيع ان نوفر في السنة الاولى على الاقل 250 مليون دولار إذا جرى تنفيذ دقيق للجباية ولمعالجة الهدر التقني والاداري".

سئل: كان في جلسة الاسئلة والاجوبة حوار ايجابي ولم يحصل تشنج، هل يرى الرئيس بري ان هذا سينعكس في الجلسة التشريعية؟

اجاب: "علينا الا ننسى ان الاسئلة التي وردت في هذه الجلسة وجهت الى الحكومة السابقة، وهناك جزء كبير من الوزراء لا علاقة لهم بهذه الاسئلة وغير ملمين بها، واعتقد ان الجلسات التالية ستكون أكثر فاعلية".

وردا على سؤال قال: "هناك اقتراحات قوانين تقدم بها نواب للجلسة التشريعية تتعلق بتوفيرات وتخفيضات وغيرها، وأعتقد أن هذه الاقتراحات سنتركها تأتي في رزمة الموازنة لأن هناك الآن ورشة كبيرة، ولن ندخل اقتراحا من هنا او هناك يعطل العمل الجبار الذي يقوم به معالي وزير المال ومعه كل القوى السياسية والحكومة".

سئل: متى تصل الموازنة الى المجلس؟

اجاب: "يجب ان تصل قبل ذلك الى الحكومة، وهناك اجتماعات ستعقد خلال الايام القليلة المقبلة بين القوى السياسية الكبيرى ووزير المال، نتمنى ان تكون سريعة".

 

بري استقبل وفدا من الكونغرس وعرض الوضع الامني مع ابراهيم

ابي نصر:الحوار هو السبيل القويم للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر على رأس وفد من المجلس التنفيذي للرابطة. وقال ابي نصر بعد اللقاء: "تشرفنا كمجلس تنفيذي للرابطة المارونية بزيارة دولته، اولا لشكره على التهنئة، ولتأكيد الثوابت الوطنية للرابطة المارونية، وثقتها بالنظام الديموقراطي البرلماني الذي يشكل المجلس النيابي ركيزته الاولى".

اضاف: "اغتنم المناسبة لنؤكد ان من اهداف الرابطة المارونية:

- الدفاع عن حقوق الانسان في لبنان، سياسية كانت ام اقتصادية ام اجتماعية، والوقوف بحزم ضد التعرض للحريات الشخصية والعامة بما فيها حرية التعبير وإبداء الرأي والإعلام والتعليم والعمل النقابي والنشر والتظاهر.

- توثيق روابط التكاتف والتضامن مع أية مجموعة لبنانية تؤمن بلبنان سيدا، حرا، مستقلا ونهائيا لجميع ابنائه، وتعمل في سبيله، أيا كان انتماؤها الطائفي او خيارها العقائدي.

- العمل على تثبيت الشراكة المتوازنة بين اللبنانيين على المستويات التنفيذية والادارية في الدولة، كما أننا مؤمنون بأن الحوار واحترام الحقوق الاساسية بين اللبنانيين هو السبيل القويم للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله". وتابع: "اننا نقدر دولة رئيس المجلس النيابي في المجلس كما في الحياة الوطنية لجهة تكريس الاعتدال، والانفتاح، ونعول عليه في استكمال مسيرة التشريع التي تثبت الهوية الوطنية، وتعزز القيم التي تجمعنا، وترمز الى تاريخنا المشترك". واردف: "تعيدني الذاكرة إلى شهر تشرين الثاني 2010 يوم ناشدت دولة رئيس مجلس النواب إدراج على جدول أعمال المؤتمر الإستثنائي لإتحاد البرلمانات الإسلامية، بحث المخاطر الكبيرة الناجمة عن ارتكاب المجازر بحق المسيحيين في العراق ومصر، فتجاوب فورا واقترح إضافة إدراج مسألة تقلص الوجود المسيحي في فلسطين. وهكذا عقد المؤتمر وحضر لبنان وصدرت التوصيات والمقررات اللازمة والمطلوبة. لكن للأسف، داعش وإسرائيل كانا الأقوى".

وختم: "تحدثنا ايضا عن معضلة النزوح السوري والمشاريع التي اعدتها وتعدها الرابطة المارونية ومنها تعديل قانون تملك الاجانب لجهة تنفيذ المادة 11 حيث ان الاجنبي غير اللبناني الذي يشتري الارض عليه ضمن خمس سنوات ان ينفذ الغاية التي اشترى من اجلها هذه الارض. هناك 24 مليون متر اراض مباعة لاجانب انقضت خمس وعشر سنوات ولم ينفذوا الغاية التي من اجلها منحوا الترخيص بالتملك. تحدثنا ايضا عن ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير في المئوية المقبلة. وتوقفنا عند ذكرى المجاعة، وكان يرغب دولته ونحن معه ان نبدل ذكرى المجاعة بذكرى مآسي وويلات الحرب الكونية الاولى على لبنان وهي تشمل المجاعة والهجرة ونحن نعرف ان ثلث الشعب اللبناني مات وثلث هاجر ونحن احفاد الثلث الذي صمد وبقي".

وفد الكونغرس

ثم استقبل الرئيس بري وفدا من الكونغرس الاميركي برئاسة النائب آدم كينزنغر وعضوية النائبين توم غرايفز وفيسانتي غونزاليس، ونائب رئيس مؤسسة الامم المتحدة بيتر يو و ماورا غيليسبي.

ابراهيم

واستقبل بعد الظهر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وعرض معه الوضع الامني.

 

الرئيس اليوناني زار دير سيدة البلمند ويازجي قلده وسام القديسين بطرس وبولس: مركز محوري في انطاكيا

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - الكورة - زار رئيس جمهورية اليونان بروكوبيوس بافلوبولوس دير سيدة البلمند البطريركي، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى لبنان. وكان في استقباله بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي.

بداية، رفع اليازجي صلاة الشكر بمشاركة المطارنة والاساقفة أعضاء المجمع الانطاكي، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت رومانوس الحناة، وفي حضور وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة فيوليت خيرالله الصفدي، السفير اليوناني في لبنان فرانسيسكوس فاروس، سفيرة لبنان في اليونان دونا الترك، النواب: جورج عطالله وانيس نصار، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، مدير ثانوية البلمند عطية موسى، والاسرة البلمندية. بداية، كانت كلمة للبطريرك يازجي، قال فيها:"منذ قديم العصور عانق أجدادنا أرض اليونان وحملوا إليها في سفنهم ورق الكتابة وحرف الأبجدية. واستمر التبادل الحضاري بين أوطاننا مع مجيء الإسكندر الكبير إلى نواحينا ونقله إليها ذخيرة لا تثمن صبغت ثقافة المنطقة والمدن الساحلية على شواطئ المتوسط، وهي اللغة اليونانية وما تكتنزه من نفائس حكمة الفلاسفة وخطابتهم ومنطقهم وفكرهم الاجتماعي والسياسي والإنساني الشامل. هكذا اغتنت الحواضر العريقة في بلادنا بعلوم أثينا وهندستها وأخلاقياتها ورقيها، وباتت مدنا كبرى تشهد للميراث الثقافي والحضاري الهلينستيين. فكانت أنطاكية مدينة الله العظمى بوابة البشارة إلى العالم. وقد مرت منطقتنا بحروب كثيرة وأزمنة صعبة تحدت وجود الكنيسة وشهادتها في الشرق المسيحي. لكن نور الإنجيل ما زال يضيء ههنا، ويشهد للعالم أن شعلة الإيمان الحقيقي لا تنطفئ بل تزداد تألقا حين تدخل الكنيسة في أتون التجارب. وكان لإخواننا في بلاد اليونان إسهام حقيقي في الحفاظ على ألق الكنيسة الأرثوذكسية في العالم وأصالة شهادتها ورسالتها للعالم".

أضاف: "الغنى اللاهوتي والروحي لكنيسة اليونان يجعل منها بحق قلب الأرثوذكسية النابض. إذ قد عرف أجدادكم كيف يقاومون كل من حاول العبث بقيمهم الشريفة أو المساس بمكانة الكنيسة في حياتهم ومجتمعهم. وهذا ما جعل لدولة اليونان مكانة فريدة في عالمنا المعاصر.

نحن مقتنعون بأن دولة اليونان والكنيسة اليونانية المباركة يمكنهما أن تلعبا الدور الريادي في لم الشمل ورصف صفوف العائلة الأرثوذكسية عبر العالم.

لطالما اشتركت بلادنا في احتمال الألم والنضال من أجل الحرية والكرامة. أنتم تعرفون جيدا أن للاستقلال ثمنا باهظا من التضحيات لا بد من دفعه. هذا ما خبره شعبكم ودولتكم الكريمة في اليونان، وهذا ما اختبره شعبنا، عبر تاريخ منطقتنا الصعب. ونحن ما زلنا منذ ستة أعوام ننتظر برجاء عودة مطراني حلب بولس ويوحنا مع سائر المخطوفين والمفقودين. وعلى الرغم من صعوبة الرعاية وعمل الكنيسة في هكذا ظروف، نؤكد لكم أننا باقون كمسيحيين في الشرق الأوسط وأن وجه المسيح لن يغيب عن مهد المسيحية في بلادنا".

وتوجه الى الرئيس اليوناني بالقول: "إن حضوركم اليوم في رحاب كنيستنا وفي لبنان، في بلد العيش الواحد، لهو خير تعبير عن التضامن الأخوي. له رمزيته وله وقعه وتأثيره في عملنا وفي رسالتنا في هذه المنطقة. هذه التلة المباركة المنحنية تحت أجراس دير السيدة في البلمند لطالما كانت مركز إشعاع علمي ولاهوتي في كل أرجاء الكرسي الأنطاكي في العالم. قدمت للكنيسة لاهوتيين ورعاة حفظوا وديعة الإيمان ونقلوه إلى الأجيال اللاحقة. وكان لدولة اليونان وكنيستها وجامعاتها وكبار لاهوتييها وأساتذتها إسهامات في تعليم معهدنا اللاهوتي والتعاون التاريخي المثمر ما بين مؤسساتنا التربوية والتعليمية. لذا يفرح دير سيدة البلمند، وكنيسة أنطاكية كلها، بكم وبالإخوة الكرام المرافقين لكم. إننا نصلي لكي يحفظ الله بلاد اليونان قلبا نابضا بالمسيحية ونورا مضيئا للأمم من جيل إلى جيل. أهلا وسهلا بكم في بيتكم.

هذا ويشرفني أن أقدم لكم باسم كنيستنا الأنطاكية وسام القديسين بطرس وبولس بأعلى رتبة عربون شكر وتكريم وتقدير على عطاءاتكم وإسهامات بلادكم لما فيه خير كنيستنا وشعوبنا".

بافلوبولوس

وألقى الرئيس اليوناني كلمة قال فيها: "بتأثر ورع وفخار وطني، أزور، بصفة رئيس الجمهورية، دير رقاد السيدة المقدس، هذا المركز المحوري للبطريركية التاريخية القديمة في مدينة الله العظمى أنطاكية. وأذكر بأن أنطاكية، عبر تاريخها الطويل، استعلنت مركزا للحضارة اليونانية له مكانته. وهذا التقليد الذي لا يثمن يستمر فيه كرسي أنطاكية الرسولي، الجامع تراث الفلسفة في الأزمنة الهلينستية، وآباء الكنيسة العظام، وناظمي تسابيح الأرثوذكسية الكبار. من واجبي أن أعترف علانية لغبطتكم، باسم الدولة والشعب اليونانيين، أنكم بصفتكم القائد المتمايز لبطريركية أنطاكية التاريخية القديمة تدافعون عن التقليد المذكور أعلاه بالكامل، مؤازرين، في الوقت عينه، عمل بطريركية القسطنطينية المسكونية. وبناء على هذه المعطيات، تحرسون كما يليق، مع رؤساء الكهنة المكرمين، والإكليروس المقدس، وفي ظروف هي في غاية الصعوبة، شهادات التقليد التاريخي لهامتي الرسل". وختم: "أخيرا، لدي إدراك كامل للشرف الرفيع الذي تحيطونني به، بتقليدي وسام الرسولين بطرس وبولس. كونوا واثقين بأني سأفعل كل ما بوسعي لكيما أظهر مستحقا لهذا الشرف الكبير". وتم بعد صلاة الشكر، استقبال للرئيس اليوناني في قاعة الدير حيث عبر البطريرك يازجي عن فرحته بوجود الرئيس اليوناني في البلمند والكورة. بدوره، شكر الرئيس اليوناني البطريرك على الاستقبال معبرا عن فرحته بتقليده وسام القديسين بطرس وبولس، لافتا الى أن "البلمند هي امتداد لانطاكية والارثوذكسية في العالم". وتم تبادل هدايا وصور تذكارية ووقع الرئيس على سجل الدير قبل المغادرة.

 

رئيس جمهورية اليونان غادر مختتما زيارته الرسمية للبنان

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - غادر رئيس جمهورية اليونان بروكوبيوس بافلوبولوس وقرينته السيدة فلاسيا بافلوبولو عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم مطار رفيق الحريري الدولي، مختتما زيارة رسمية للبنان استمرت يومين، التقى في خلالها رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، واجرى محادثات تناولت العلاقات اللبنانية - اليونانية وسبل تطويرها في المجالات كافة، كما تطرقت المحادثات الى الاوضاع في المنطقة. واقلعت طائرة الرئيس اليوناني وقرينته والوفد المرافق من مطار رفيق الحريري الدولي الساعة الثانية عشرة ظهرا، حيث كان في وداعه على ارض المطار رئيس بعثة الشرف وزير العدل البرت سرحان، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، قائد منطقة جبل لبنان في الجيش اللبناني العميد الركن زخيا خوري، قائد جهاز امن المطار العميد الركن جورج ضومط وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العقيد جهاد الاسمر.

 

لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في رسالة الى ماروتي: نضم صوتنا الى برلمانكم في دعوة حكومتكم للاعتراف بالابادة الارمنية

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - بعثت "لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في لبنان" رسالة الى السفير الايطالي ماسيمو ماروتي، جاء فيها: "لقد تبنى البرلمان الايطالي في تاريخ 10 نيسان 2019، وبغالبية اعضائه الساحقة، قرارا يدعو فيه الحكومة الايطالية الى الاعتراف بالابادة الارمنية ورفع الصوت على مستوى دولي. ويشير نص القرار الى وصف البابا فرنسيس الابادة الارمنية بأنها "الابادة الاولى في القرن العشرين". ففي 17 تشرين الثاني عام 2000، وافق البرلمان الايطالي، وبغالبية ساحقة، على قرار يعترف بالابادة الارمنية ويدعو الحكومة التركية الى الاعتراف بها ورفع الحصار المفروض على أرمينيا.

ان لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في لبنان تعرب عن تقديرها العميق لاعتماد هذا القرار التاريخي، والذي يعيد تأكيد القرار الذي اتخذه البرلمان الايطالي في تشرين الثاني عام 2000 ويجدد تفاني ايطاليا، شعبا وحكومة، في الوقوف الى جانب العدالة وحقوق الانسان والحق.

ان الاعتراف بالابادة الارمنية وكذلك التعويض واستعادة حقوق الشعب الارمني بناء على حكم الرئيس الاميركي وودرو ولسن، هي من احدى الشروط والدوافع الاساسية لمنع تكرار ابادات جماعية في المستقبل. ان لجنة الدفاع عن القضية الارمنية تحيي البرلمان الايطالي وتضم الصوت اليه في دعوة الحكومة الايطالية الى الاعتراف بالابادة الارمنية ورفع الصوت الى مستوى دولي".

 

عمار الموسوي عرض مع كوبيش التطورات المحلية والاقليمية: لايجاد الحلول لاعادة النازحين السوريين

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - استقبل مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش، وتم استعراض الأوضاع والتطورات على الصعيدين المحلي والاقليمي.

بيان

وأفاد بيان لمكتب العلاقات الدولية في "حزب الله"، انه "تم التطرق الى تطورات المنطقة والاجواء التصعيدية التي تفاقمها سلسلة القرارات التي قام باتخاذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب سواء في ما يتعلق بالجولان السوري المحتل وضمه الى السيادة الاسرائيلية، أو بشأن ادراج الحرس الثوري الايراني، وهو يمثل قوة عسكرية رسمية لدولة ذات سيادة، وهي عضو في الاسرة الدولية على ما يسمى بلائحة الارهاب الاميركية، وقبل كل ذلك قرار ترامب بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على القدس، وانعكاسات هذه الخطوات على الاوضاع بما يزيد من احتمالات التصعيد على اكثر من صعيد. ومن جانب آخر، تمت مناقشة الاوضاع الداخلية والخطوات التي تم اتخاذها خصوصا لناحية التوافق في مجلس الوزراء على خطة الكهرباء، اضافة الى العمل المتواصل لإقرار الموازنة، وكذلك الاجراءات المنوي القيام بها من اجل تحريك عملية الاصلاح ومكافحة الهدر والفساد، حيث نقل كوبيش دعم المجتمع الدولي للبنان ولاستقراره وللخطوات التي تقوم بها الحكومة.وعبر الطرفان عن الضرورة القصوى للتحرك الفعال من أجل ايجاد الحلول التي تمكن من البدء بعملية اعادة النازحين السوريين الى بلدهم، وقد ذكر كوبيش أن الامم المتحدة هي على تواصل مستمر مع الحكومة السورية من اجل استطلاع الظروف والفرص لعودة آمنة وكريمة للنازحين".

 

الراعي نقلا عن عون: مشروع الموازنة سيدرس الاسبوع المقبل ومسيرة مكافحة الفساد مستمرة ونعمل للخروج من الضائقة الاقتصادية

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغه خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "الاسبوع المقبل سيشهد درس مشروع موازنة العام 2019 ومسيرة مكافحة الفساد مستمرة والمشاريع التي تشكل اساسا للنهوض الاقتصادي ستنفذ تباعا بهدف الاستفادة من الاموال الموعودة في مؤتمر "سيدر"، سواء كانت هبات او قروض".

ونقل البطريرك الراعي عن الرئيس عون تأكيده "العمل للخروج من الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب والامور تسير في الاتجاه الصحيح".

واعتبر الراعي ان "الاجراءات التقشفية المنوي اعتمادها في الموازنة لا تعني تشليح الناس حقوقهم، ولكن وقف الهدر". وأكد ان الرئيس عون ابلغه انه "تفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على معالجة ازمة النازحين السوريين"، وقال: "الحمد الله ان رئيسنا لا يسكت ابدا في هذا الموضوع، وهو يقول الحقيقة امام كل دول العالم". وكان البطريرك الراعي وصل في العاشرة قبل ظهر اليوم الى قصر بعبدا، حيث ادت له ثلة من لواء الحرس الجمهوري التحية، واستقبله الرئيس عون وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة، اضافة الى المستجدات على صعيد معالجة الاوضاع الحياتية.

الراعي

وبعد اللقاء، ادلى البطريرك الراعي بتصريح للصحافيين، فقال: "لقد سعدت جدا بزيارة فخامة الرئيس وكانت الغاية الاولى والرئيسية، دعوته الى قداس عيد الفصح، حيث سيشرفنا بحضوره في الصرح البطريركي في بكركي يوم احد العيد. وقد هنأت فخامته بخطة الكهرباء التي تم تبنيها في الحكومة، وقد طمأننا ان الاسبوع المقبل سيتم درس الموازنة، وان مسيرة مكافحة الفساد مستمرة والمشاريع التي ستكون في اساس النهوض الاقتصادي ستسير تباعا، ونبدأ هكذا بالافادة من الاموال الموعودة في مؤتمر "سيدر" ما بين هبات وقروض".

اضاف: "نشكر الله اننا نعيش زمن الاستعداد لعيد الفصح ونهنئ الجميع به. انه عيد الفرح والرجاء. ونحن نقول للجميع ان ما تم انجازه وما سيتم تحقيقه من الخطة الموجودة، يدفعنا الى الانشراح من ان الامور تسير في المسار الصحيح. وعلينا ان نعرف جميعا كيف نتعاون ونتساند مع بعضنا البعض، كل من موقعه، ذلك ان الدولة لا تقوم برئيسها والمسؤولين فيها فحسب، بل تقوم بشعبها. كل فرد منا مسؤول في هذا الاطار. وانا سعيد اليوم مما سمعته من فخامة الرئيس، الذي يطمئن اللبنانيين. صحيح اننا نعاني من ضائقة اقتصادية ومعيشية، لكن هناك بالمقابل حلولا لها. ونحمد الله ان فخامة الرئيس والحكومة والمجلس النيابي يسيرون في هذا الاتجاه". وردا على سؤال، اوضح الراعي: "لقد كنا نعيش في ظل مشكلة الجمود. وانتم تعرفون ان العناوين الاساسية للاصلاحات ومنها المرتبطة بمؤتمر "سيدر" وقضايا الكهرباء ومحاربة الفساد ومسألة النهوض الاقتصادي والموازنة، كلها كانت عالقة، لكنها انطلقت الآن، والباقي من امور سيسير ايضا. علينا ان نشد الاحزمة اكثر قليلا. نعرف ان هناك ضائقة كبيرة، وهناك فائض كبير إضافة الى عوز ومشاكل كثيرة لكن الامور تسير في الاتجاه الصحيح".

وسئل عن الاجراءات التقشفية المنوي اتخاذها في الموازنة، فاجاب: "من الاكيد ان هناك هدرا في بعض الاماكن، والتقشف لا يجب ان يعني "تشليح" الناس حقوقهم، لكن ايقاف الهدر. نحن مثلا اذا ما قررنا في منزلنا ان نعتمد التقشف فالمقصود به عدم الاسراف في الصرف في المطاعم وشراء الملابس، بل محاولة العيش في مسار متقشف. وبالنسبة الى الدولة، فالأمر لا يعني انتزاع حقوق الناس منهم كما ينادي به البعض بل ان نغلق ابواب الهدر، إذ هناك هدر كثير وتصرف بالمال العام بصورة خارجة عن المسؤوليات. هذا ما يجب على الدولة ايقافه، الى جانب دفع ما يتوجب دفعه فقط. وعلى سبيل المثال، فهناك اليوم مؤسسات اجتماعية بحاجة الى ان تدفع لها الدولة متوجباتها تجاهها، وهناك مستشفيات ومدارس مجانية ومتعهدو الاغذية للجيش... جميعهم يصرخون. ولا تستطيع الدولة او وزارة المالية ان تحجب عنهم المال تحت ستار التقشف. هذا ليس بتقشف لأنه يوقف المصالح. لذلك فالمطلوب ان نعرف التمييز بين ما هو هدر يجب ان نوقفه، واين يجب ان ندفع المتوجب علينا. من هنا على الدولة ترشيد الانفاق".

وعن مسيرة مكافحة الفساد، قال البطريرك الراعي: "اليوم يعرفون كيف يعالجون الامور في هذا الاطار. ليس لدي تفاصيل بخصوص ما يجري، ولكن حيثما هناك فساد يجب مكافحته. ونحمد الله ان آلية مكافحة الفساد انطلقت".

وعن زيارة الرئيس عون لروسيا، وما اثير في الاعلام على اثرها بالنسبة الى مسألة النازحين، قال: "الواقع مغاير كليا عما صدر في الاعلام. لقد سألت فخامة الرئيس عن الموضوع وعما اثير في الاعلام. لقد كان هناك تفاهم تام بين الرئيس بوتين ورئيسنا العماد عون بشأن مسألة عودة النازحين، وهو الموضوع الاساسي. وانا اكرر انه عندما ننادي بضرورة ووجوب عودة النازحين السوريين، بعددهم الاكبر عندنا، فهذا ليس ببغض ولا بحقد ولا بكره، انما اولا من اجلهم، فهذا وطنهم وهذه دولتهم وثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم، فاذا لم يرجعوا اليها فأنهم يكونون يقومون بالحرب الثانية بأيديهم. الحرب الاولى كسرت الحجر ودمرته، والثانية تستهدف تدمير هويتهم وثقافتهم بأيديهم. وبالنسبة الينا ايضا، فإن لبنان لا يستطيع ان يتحمل بعد، لا اقتصاديا ولا معيشيا ولا ديموغرافيا ولا اجتماعيا ولا مدرسيا ولا سياسيا. لذلك فإن المسألة تهمهم وتهمنا، وعلينا ان نبقى اصدقاء واحباء. لذلك نحن نركز على هذا الموضوع. ونشكر الله انه كان هناك تفاهم تام بين الرئيسين، مثلما فهمت من فخامته. ورئيسنا لا يسكت ابدا، وهو يقول هذه الحقيقة امام كل العالم. فلا نضحك على انفسنا، ولا ندع احدا يأتي ليجعل لها وجها سياسيا او شعبويا، فالموضوع ليس هنا".

الاباتي نعمة الله هاشم

وفي الاطار الروحي ايضا استقبل الرئيس عون الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله هاشم، يرافقه امين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقة ورئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الاب البروفسور جورج حبيقة الذين عرضوا معه الاوضاع العامة في البلاد وعمل الرهبانية، ووجهوا اليه دعوة والى اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون لحضور رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة في جامعة الروح القدس - الكسليك في 19 نيسان الجاري الساعة العاشرة والنصف".

جرجورة حردان

وفي قصر بعبدا الممثل الشخصي للرئيس عون في المنظمة الدولية للفرانكوفونية الدكتور جرجورة حردان، الذي أطلع رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية لفتح المكتب الاقليمي للمنظمة في بيروت السنة المقبلة.

ونقل الدكتور جرجورة إلى الرئيس عون رسالة من المديرة العامة للمنظمة السيدة لويز موشيكيوابو أعلمته فيها عن تعيين اللبنانية الدكتورة زينة مينا مديرة للألعاب الفرانكوفونية في المنظمة والتي سيكون مقرها في باريس، وقد اختيرت بين مجموعة من المرشحين لهذا المنصب الأساسي في المنظمة.

وأشار الدكتور جرجورة إلى "ترحيب المنظمة الفرانكوفونية بمشروع الرئيس عون بإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، وارتياحها للأجواء المستقرة التي تسود لبنان". ولفت إلى أن "لبنان بدأ ترتيباته للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الفرانكوفونية التي تصادف سنة 2020 ويتخللها مؤتمر قمة للدولة الفرانكوفونية في تونس".

 

الراعي بعد مباركته متحف الاستقلال: علينا المحافظة على المواطنة السياسية لا المذهبية كي لا نضيع قيمة الوطن الجميل: اليوم الطرقات مفتوحة لكن لا تلاقي ولا تواصل ولا عمل دؤوب لإعلاء مصلحة الوطن

الجمعة 12 نيسان 2019 /وطنية - بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متحف الاستقلال الذي سيفتتحه حزب الكتائب غدا. وكان وصل البطريرك الراعي الى المتحف يرافقه المطران أنطوان نبيل عنداري، وكان في استقباله الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والنائبان فريد هيكل الخازن والياس حنكش ونواب رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل، سليم الصايغ، امين عام الحزب نزار نجاريان وأعضاء المكتب السياسي، السيدة باتريسيا بيار الجميل، عائلة النائب الشهيد أنطوان غانم توفيق أنطوان غانم وريمون غانم، وعدد من عائلات الشهداء.

ولدى وصوله قطع البطريرك الشريط مع الرئيس أمين الجميل ودخل إلى قاعة الشهيد حيث دونت كل أسماء الشهداء على الحائط فدقيقة خشوع وإضاءة الشعلة، فبركة البطريركية للمتحف بعدها دون البطريرك كلمة على السجل الذهبي.

كلمة الرئيس الجميّل

وفي المناسبة القى الرئيس امين الجميل كلمة قال فيها:"نيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكيه وسائر المشرق الكلّي الطوبى، برعايتكم إفتتاح "متحف الإستقلال" تكتمل فرحتنا، وأنتم الجالسِ على كرسي صرحٍ يجسّدُ هو الآخرُ معلماً من معالمَ نضالِ هذا البلد في سبيلِ تحقيقِ رسالتِه الثلاثية الأبعاد: حريةُ الإنسانِ وكرامتُهُ، استقلالُ الأرضِ والسيادةُ عليها، والتمسكُ بالتعدديةِ الثقافيةِ والدينيةِ والانفتاحُ على الآخر. وكان سلفكم غبطة البطريرك أنطوان عريضه الساعي الدؤوب لهذا الإستقلال، والمدافع عنه، شهَـدَ أيضاً على مسيرة وتضحيات الكتائب اللبنانيّة ورئيسها، الشيخ بيار الجميّل، ورسائله الخطيّة من أهم أمانات "متحف الإستقلال". ومما جاء في إحداها بتاريخ 15 آذار 1955 : "أملنا أنكم تبقون سياجاً للبنان ودروعه في الملمات وتصمدون في إيمانكم به حقيقة أصيلة ما إنحرفت لها نفس على جورِ مستبد ولا تبدًل لها إطار على طغيان فاتح وما تعثّرت خطى إنسانيتها في غياهب الزمن".

أضاف:"أهلاً وسهلاً بكم في هذه المناسبةِ لافتتاحِ "متحف الإستقلال"، لأنه بقدرِ ما يستعرضُ تاريخَ لبنانَ الحديث، يستعرضُ تاريخَ حزبِ الكتائب. قد تكون التسميةُ اللغويةُ والرسميةُ لهذا المكانِ "متحف الإستقلال" لكنَّ بالنسبةِ للكتائب، هو شاهدٌ ومذكّرٌ ومحذّرٌ. شاهدٌ على تاريخِ لبنانَ الثقافيِّ كمخترعٍ للأبجديةِ التي ما تزالُ رموزُها محفورةً على ناووسِ أحيرام، وكحجرِ زاويةٍ في النهضةِ المشرقيةِ مع احتضانِهِ لأولَى المراكزِ العلميَّةِ في الشرقِ الأوسط، مدرسةُ الحقوقِ في بيروت والمعهدُ العلمي في صيدون اللذين تأسسا في القرن الثالث، وكجسر تواصل بين الشرق والغرب. وشاهد على تاريخ لبنان السياسي، لبنان الذي اعتبر واحة الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة، لبنان الباحث أبداً عن الحرية، ولبنان العين التي قاومت المخرز، مخرز الانتداب والاحتلال والوصاية.

وهو مذكّر بلبنان الفكرة، لبنان النموذج والرسالة، لبنان الحوار والتواصل، لبنان المدرسة والجامعة، لبنان الأدب والشعر والفن، لبنان الشباب والتطلعات، لبنان الحداثة والحضارة، لبنان صانع الأفكار والأحلام.

وهو محذّر من مغبة انفصالنا عن كل ذلك، عن هذا التاريخ وعن هذه الفكرة وخطورة اغترابنا عن لبنان الذي عرفناه، لبناننا الذي وصف خصوصيته أحد قامات النهضة الأدبية اللبنانية المعاصرة، عمر فاخوري، بـ "الإشعاع اللبناني"، الذي "يصعُبَ معها الإدعاء بأن لبنان منحصِرٌ ضمن حدوده الجغرافية". لبنان كيانٌ كوني لا تَغيبُ عنه الشمس. البارحة كنت في أستراليا واستقبلني رئيس المجلس التشريعي في ولاية New South Wales جان عجّاقة، محاطاً بنخبة من النواب المتحدّرين من أصل لبناني؛ كما استقبلنا بالماضي ميشال تامر رئيس أكبر دولة في أميركا اللاتينيّة، البرازيل، والسلسلة طويلة من أهل الفن والثقافة وعالم المال والأعمال".

وتابع:"هذا هو لبنان الذي نحب والذي نريد، لبنان الإبداع والطموح بلا حدود.

قال ميشال شيحا: " لأننا صلة الوصل، سنصاب عند كل انسلاخ بالوجع". وكم كانت الانسلاخات كثيرة وكم أصبنا بأوجاع وألمت بنا المآسي. ومع ذلك، وحتى في أحلك أيام الحرب، لم ينقطع يوماً التواصل بين اللبنانيين شعباً وقادة سياسيين وزعماء روحيين. يومها كانت الطرقات مقطوعة لكن قنوات التواصل لم تنقطع لأن إرادة التواصل كانت قائمة. كانت أصوات الصواريخ والقنابل والرصاص تملأ سماء لبنان وأرضه، لكنها لم تعل على صوت الحكمة والضمير. فوق الطاولة، كان كل طرف متمترساً في منطقته، وتحت الطاولة لم يهدأ يوماً العمل لإخراج البلاد من مأزقها والتخلص من كل أشكال الاحتلالات والوصايات. اليوم، الطرقات مفتوحة ووسائل التواصل لا تعد ولا تحصى ولكل طرف مقعد في الحكومة أو في مجلس النواب، ومع ذلك لا تلاقي ولا تواصل ولا عمل دؤوب لإعلاء مصلحة الوطن، بل عناد وكيدية وفدان كامل للشفافية والحوكمة الرشيدة وأصولها ومؤسساتها، واستبدال الحكمة بالتهور ودوران في حال من الفراغ، الفراغ السياسي والفكري والثقافي والتربوي والنضالي والاجتماعي. أين مدارسنا وأين جامعاتنا وأين أحزابنا وأين حركاتنا الطلابية والنقابية؟ أين لبنان الحيوية والدينامية، أين أفكارنا وبرامجنا؟ لماذا تقزيم هذا الوطن وهو الكبير بدوره ورسالته؟ أين لبنان الفكرة ولبنان تجربة الاختلاط والتنوع والتعددية؟ أين لبنان الرسالة؟

لقد حولنا هذه الفكرة إلى مجرد متخيّل يعكس حلماً أكثر مما يعكس واقعاً معاشاً. وتحذيرنا اليوم هو من مغبة التطبيع مع الوضع الراهن وخطورة الاستسلام إليه.

بافتتاح هذا الصرح، أرادت الكتائب، بقيادتها الشابة أن تعرّف أجيالاً من الشباب اللبناني على لبناننا الذي لم يكتب لهم أن يعاصروه. أرادت الكتائب أن تذكر من عاصره بالكنز الذي كان بين أيدينا والذي نخشى عليه الآن. أرادت الكتائب التذكير بأنه من المعيب على اللبنانيين الذين "ملئوا الدنيا وشغلوا الناس" وحازوا عبر تاريخهم على شرف النضال من أجل الحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال، أن يفشلوا في حاضرهم بحيازة شرف ممارسة الحرية والديمقراطية والتمسك بالسيادة والاستقلال. بهذا الزمن الصعب، أتوجّه الى رئيس الكتائب المقدام، الشيخ سامي الجميّل، وأشدّ على يده، وأذكّره بقول علي بن أبي طالب: "لا تستوحش طريقَ الحق، من قلّة السائرين فيه".

وختم:"نقف اليوم على قاب قوسين من مئوية قيام لبنان الكبير، لنذكر عبر "متحف الإستقلال" أن صفة "الكبير" لا تعني فقط المساحة الجغرافية بل تعني، بالنسبة "للبنان الرسالة" أيضاً مساحة الحرية ومساحة الديمقراطية ومساحة التعددية ومساحة العيش الواحد والهوية الواحدة. "متحف الإستقلال" شاهد على تاريخ عمره من عمر تاريخ الإنسانية ويُذكّـر بوطن ليس كسائر الأوطان ويحذّر من الاغتراب عن هذا التاريخ وعن هذا الوطن".

كلمة الراعي

وبعدما بارك المتحف، القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "اختصر ما قاله الرئيس الجميّل في أننا عندما نقول الكتائب نقول استقلال لبنان فهي التي هيأته منذ سنة 1936، وهي التي ولدت رسميا في الدولة اللبنانية وأقر بها في سنة الاستقلال عام 1943، وهي حتى الساعة تناضل من أجل لبنان السيد الحر المستقل".

أضاف:" إذا كان الحزب اختار أن يكون معارضا فحفاظا على استقلال لبنان وكرامته ورسالته وقيمته ولهذا نحن نخشع أمام 5000 شهيد اعطتهم الكتائب من اجل لبنان، نعم لولاهم لما كنا هناك اليوم، ماتوا لنحيا وناضلوا وضحوا بحياتهم ليستمر شعب لبنان على ارض لبنان."

وتوجه الراعي إلى الكتائب قائلا: "هذا المتحف فكرة رائعة منكم لأنه امثولة للتاريخ ليتعلم أجيالنا تاريخنا وبداياتنا ومعنى حضورنا، مذكرا بقول أحد المفكرين: إذا أردت أن تبيد شعبا فأنسه تاريخه واخترع له تاريخا آخر واشغله في حاضره فيعجز عن صناعة مستقبله، مضيفا: كل قيمة لبنان لا يمكن أن ننساها ولا يمكن ان نهدرها فهي صاحبة رسالة عظيمة لهذا الشرق وللغرب".

وأكد الراعي:" إن لبنان  هو رسالة والاستقلال بني على الوفاق الوطني فلا انفصال بينهما"، مشيرا الى" أن الحقيقة نسيت اليوم لأننا نعاني من ولاءات وانتماءات من أجل بلدان أخرى ولهذا تناضل الكتائب واختارت الخط ولو كان على حسابها لأن الشهيد ضحى بنفسه ولا بد من التضحية من اجل الحقيقة الثابتة".

وشدد على أن علينا المحافظة على المواطنة السياسية لا المذهبية كي لا نضيع قيمة الوطن الحبيب.

وتابع الراعي: "هذا المتحف جاء ليذكرنا بكل هذا، إن الشهداء الذين سقطوا حتى آخر واحد منكم وانتم اعطيتكم من بيتكم ودمكم ولحمكم لا نستطيع الا ان نخشع لجميع الشهداء، خصوصا الرئيس بشير بيار الجميّل وليس صدفة وربما هذا ما أرادوه ان يكون استشهاد الشهيد بيار امين الجميّل يوم عيد الاستقلال".

وختم الراعي: "أمر محزن صحيح لكنه يحمل الدلالات الكثيرة وهذا ما جعلكم تشددون العزيمة فمن اجل لبنان وكرامته وعزته واصلوا الطريق، فالمتحف يشجع كل أجيالنا لمواصلة الطريق لأننا نحتاج إلى أشخاص محبين ليبقى لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 12 و13 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

الإدارة الأميركية تحاصر حزب الله في الداخل والخارج

العرب/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

 

 

غسيل أموال وتجارة مخدرات... عقوبات أميركية على قاسم شمص لارتباطه بحزب الله

وكالات/ترجمه موقع "ليبانون فايلز"/12 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

 

العقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني تضع «قواعد الاشتباك» على المحك!

رلى موفّق/اللواء/12 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

 

 

حول الجزائر والسودان: سيتحدثون عن مؤامرة و”أم المؤامرات”

توفيق شومان/12 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73762/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%aa%d8%ad/

 

غسيل أموال وتجارة مخدرات... عقوبات أميركية على قاسم شمص لارتباطه بحزب الله

الإدارة الأميركية تحاصر حزب الله في الداخل والخارج

العقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني تضع «قواعد الاشتباك» على المحك!

http://eliasbejjaninews.com/archives/73775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

 

 

 Mohamed Choucair/Possible US Sanctions Against Non-Shiite Hezbollah Allies Possible

التلويح بفرض عقوبات أميركية على بري يستهدف داعمي «حزب الله» من طوائف أخرى

محمد شقير/الشرق الأوسط/12 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73765/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%AD-%D8%A8%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/

 

Possible US Sanctions Against Non-Shiite Hezbollah Allies
 
Mohamed Choucair/Asharq Al-Awsat/April 12/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73765/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%AD-%D8%A8%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/