المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سبت النور: لقد جَعَلتَ هذه الّليلة المقدّسة تسطع بمجدِ قيامة الرّب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

الياس بجاني/أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تعزيزات أمنية إلى بشري لمواكبة قرار عزلها.. 6 اصابات جديدة و500 فحص كورونا غدا

لبنان: ارتفاع الإصابات بـ«كورونا» إلى 609 وتسجيل وفاة جديدة

لبنان: تدابير صارمة ومراقبة شديدة للحجر المنزلي/مستشار وزير الصحة لـ«الشرق الأوسط»: اتخذنا أفضل سبل الوقاية لحماية المغتربين

فيديو باقة صلاة وترانيم لمجموعة من المرنمين العين ابليين الموجودين في كافة انحاء العالم في ذكرى إحياء صلب المسيح و الجمعة العظيمة

عذاب القيامة/الأب سيمون عساف/10 نيسان/2020

صلبوا الحياة/الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أولاين/10 نيسان/2020

مسودة البرنامج الإصلاحي للحكومة: "المعجزة" على الورق فقط!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/4/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 10 نيسان 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

«موقع جنوبية» ينشر «الحقيقة الصادمة» لمقتل القيادي في «حزب الله» علي يونس..صراع أجنحة وتصفية داخلية!

من هم أغنى 6 لبنانيين ضمن قائمة "فوربس"؟

الحريري: يبدو أن الحكومة تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي

لبنان: تجميد التشكيلات يؤسس لمواجهة بين العهد والسلطة القضائية

اعتراض رفع عتب على تعيينات باسيل... ودياب يرمي أموال الناس على سلامة! مغارة السلطة والمال... إفتح يا سمسم"

الحكومة تنقسم على نفسها.. بري وفرنجية يرفضان محاصصة باسيل دياب

لبنان يحبط أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخه

هنا أكثر أماناً»... مواطنون أميركيون في لبنان يرفضون العودة إلى بلدهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

“العفو الدولية”: مقتل سجناء على أيدي قوات الأمن الإيرانية بسبب كورونا

وباء «كورونا» يحصد 100 ألف ضحية في العالم

اجتماع غير مسبوق لمجلس الأمن بحثاً عن «علاج جماعي» للفيروس القاتل

مشروعان فرنسي وتونسي لمواجهة «كوفيد ـ 19» في ظل خلافات أميركية ـ صينية

معنويات رئيس وزراء بريطانيا «مرتفعة جداً» بعد خروجه من العناية المركزة

إجماع عراقي على الكاظمي بعد انسحاب الزرفي/رئيس الوزراء المكلف الجديد يتعهد وضع مطالب الشعب في مقدمة أولوياته

اتفاق تاريخي لمنتجي النفط بعد 7 ساعات من المباحثات/توافق على خفض يبدأ بـ10 ملايين برميل في مايو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجالية العين ابلية في كندا تودع ابنها مارون الحداد..اليوم عُلّق على خشبة… الذي علّق الأرض على المياه/الكولونيل شربل بركات

جمهورية السطو والإعاشة/منير الربيع/المدن

العوز والجوع: المبادرات المدنية تتسع والحكومة تملأ استمارات/رانيا حمزة/المدن

أَنْزلنا الصليبَ وأَبقَينا لبنانَ مصلوبًا/سجعان قزي/جريدة النهار

خطة الحكومة: انفصال عن المتغيرات الداخلية/هيام القصيفي/الأخبار

تخفيف العقوبات ليس ضرورياً لمساعدة إيران في مواجهة فيروس كورونا/كاثرين باور و دانا سترول/”ذي هيل

مدينة بعيدة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مزالق السلام الهش في أفغانستان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إلى أين يتجه العالم؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

كسينجر وتحولات النظام العالمي/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

هل الصين مسؤولة؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

الديكتاتورية وعشق... كورونا/فارس خشّان/الحرة

إيران في زمن كورونا: الحرس الثوري وحسن روحاني وإدارة ترامب/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي ترأس رتبة سجدة الصليب: نتذكر آلام المسيح ونضم إليها آلام المصابين بكورونا

دياب اتصل بالأطباء اللبنانيين في فريق البروفيسور ديدييه راوو: بتكبروا القلب

عبد الصمد: قصدت بتغريدتي اليوم أن نكون مسؤولين من خلال التباعد الجسدي وليس الإعلامي

حزب الوطنيين الأحرار: ننظر بتقدير لنشاط بعد الوزراء

الفرزلي: لوقف مهزلة التعيينات

نجم: لن نقبل أن تكون الطائفة الارثوذكسية مكسر عصا

التقدمي نعى أسامة فاخوري: مثل في البرلمان حقوق الناس التي تسعى بعض الجهات اليوم إلى قضمها تحت ذرائع الإصلاح المزعوم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سبت النور: لقد جَعَلتَ هذه الّليلة المقدّسة تسطع بمجدِ قيامة الرّب

إنجيل القدّيس متّى27/من62حتى66/في الغَد – أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت – ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس، وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم. فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون». فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18753/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac-2/

 

أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

الياس بجاني/08 نيسان/2020

عملياً وفي الواقع المعاش على أرض الحقيقة فإنه لا وجود في لبنان لأحزاب بالمفهوم الديمقراطي الغربي حيث تداول للسلطة، وشفافية مصادر التمويل وعلنية الموازنات، وحرية قرار، ووضوح أهداف ورؤيا وانتخابات ومحاسبة.

في لبنان حالياً شركات أحزاب تجارية وعائلية ومذهبية محلية تعمل 100% على خدمة مصالح ونفوذ أصحابها..

وفي هذه الخانة “الإقطاعية”  تندرج كافة الأحزاب المحلية المرجعية بنسب كبيرة.

كما توجد في وطن الأرز المحتل أحزاب عقائدية ودينية هي وكلاء للخارج وتعمل كلياً غب إرادته وتعليماته، ولنا في هذه الخانة مثال حزب الله الفاقع حيث أنه 100% إيراني بكل شيء.

المنتمون للأحزاب في سوادهم الأعظم هم عملياً إما منتفعين ووصوليين وانتهازيين، أو باحثين عن أدوار أو حماية، أو أتباع غنميين..

وكل هؤلاء لا فرق بينهم وبين العبيد في حرية القرار حيث ينفذون ولا يقررون.. ويساقون إلى المسالخ دون .حتى “معمعة”..!!!

في الغالب فإن الحزبي في لبنان يعبد صاحب شركة الحزب ويؤلهه “ويهوبر له” ويسير خلفه على عماها حتى لو ساقه إلى جهنم..

الحزبيون في لبنان وبما يقارب نسبة ال 99% يعتبرون بعدائية موصوفة أن كل من يعارض صاحب شركة حزبهم إما هو حاقد أو حاسد أو جاهل.. ودائماً بالطبع عميل وخائن!!

من المستحيل أن تناقش وتتحاور مع حزبي وتصل إلى نتيجة مجدية، وإن أخطئت وفعلت “فدق المي مي” وفالج لا تعالج.

الحزبيون هؤلاء حتى في بلاد الانتشار حيث الأنظمة الديمقراطية والأحزاب المنظمة فهم لا يختلفون بطباعهم وممارساتهم وثقافتهم الغنمية وعمى تبعيتهم وغشاوة بصرهم عن أقرانهم في الوطن الأم..

من يدخل على صفحات معظم الحزبين على الفايسبوك والتويتر والإنستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي يرى أن إخواننا وأخواتنا هؤلاء يزينون مواقعهم وبفخر واعتزاز إما بصور لهم مع أصحاب شركات أحزابهم في حال كانوا من المحظوظين بهكذا صور، أو بصور لمعبوديهم هؤلاء مع القديسين.

في المحصلة فبؤس هكذا أحزاب وبؤس هكذا حزبيين..

وبؤس هكذا تبعية وعبودية وبالتأكيد بؤس هكذا غنمية.

في الخلاصة فإن سرطان الأحزاب هو كارثة والعبرة التي من الضرورة أخذها من الكارثة هذه للتخلص منها والتغلب عليها تلخص في القول المأثور، “من لا يعترف بعلته، علته تقتله”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تعزيزات أمنية إلى بشري لمواكبة قرار عزلها.. 6 اصابات جديدة و500 فحص كورونا غدا

المركزية/10 نيسان/2020

أعلن مستشفى بشري الحكومي أن نتائج فحوصات الـ PCR التي أجريت أمس 9 نيسان 2020، أظهرت 6 حالات ايجابية جديدة مشيرا الى أن حالة واحدة كانت ايجابية أصبحت سلبية. وكان  رئيس بلدية بشري فريدي كيروز قد اعلن في  تصريح عن  "إقفال بشري ابتداء من السادسة صباح غد، وبالتالي سيمنع الدخول إليها والخروج منها، وسيجرى غدا 500 فحص PCR والاثنين 300 فحص. وفي ضوء النتائج، يتخذ القرار بالإبقاء على منع الدخول والخروج أو عدمه". وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن تعزيزات من قوى الأمن وصلت إلى بشري، لمواكبة تنفيذ قرار البلدية بعزل بشري اعتبارا من صباح غد ولغاية صدور نتائج 800 فحص كورونا ستجرى غدا ويوم الإثنين المقبل. وكانت بلدية بشري قد بدأت بالتعاون مع خلية الأزمة والمستشفى الحكومي في البلدة، تنفيذ خطةٍ إستباقيةٍ لمحاصرةِ فيروس كورونا، ومنعِ تمدُّدِهِ والحدِّ من نشاطهِ، وطلبت البلدية من الأهالي “ملازمة الحجر المنزلي التام لمدة 14 يوماً، واضعةً خط إتصال ساخن هو 70/001585”.حصرون: وفي هذا الاطار توجه رئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني، إلى أهالي البلدة قائلا لهم في بيان: "أهلنا في حصرون، بعد ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، في قضاء بشري، نعلن ما يلي:

1- تتكفل بلدية حصرون، من حساب صندوق التبرعات، بتعرفة الفحص الخاص بكورونا PCR، لمن يشعر بأي عوارض، أو اختلط مع أي شخص مصاب.

2- يطلب من أهالينا الالتزام التام بالمنازل، وعدم التجول، إلا عند الضرورات القصوى.

3- يطلب من أهالينا عدم الخروج خارج نطاق حصرون، إلا عند الضرورات القصوى.

4- يطلب من أهالينا الموجودين في قرى قضاء بشري، أو الأقضية الأخرى، الالتزام بالمنازل، وعدم التجول، إلا عند الضرورة القصوى.

وستتخذ البلدية كافة التدابير القانونية بحق المخالفين، حفاظا على السلامة العامة. حمى الله حصرون وقضاء بشري ولبنان".

 

لبنان: ارتفاع الإصابات بـ«كورونا» إلى 609 وتسجيل وفاة جديدة

بيروت/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

ارتفع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد- 19) في لبنان اليوم (الجمعة) إلى 609 إصابات، بزيادة 27 إصابة جديدة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 20. جاء ذلك في التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأضافت الوزارة في تقريرها تسجيل وفاة واحدة اليوم، ليصبح عدد الوفيات 20.وبلغ عدد الحالات الحرجة 28 حالة، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الإعلام المخصص لمتابعة أخبار فيروس «كورونا»، بينما بلغ عدد حالات الشفاء 67 حالة. واتخذ مجلس الوزراء سلسلة قرارات تطبيقية لإعلان التعبئة العامة، أبرزها إقفال مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، وجميع المرافئ الجوية والبحرية والبرية، اعتباراً من 18 مارس (آذار) حتى 26 أبريل (نيسان) الحالي. وقررت وزارة الداخلية تخصيص أيام الاثنين والأربعاء والجمعة لسير السيارات والشاحنات ذات الأرقام المفردة، وأيام الثلاثاء والخميس والسبت للأرقام المزدوجة، وذلك لتخفيف الحركة في فترة التعبئة العامة. وبدأ تطبيق هذا القرار منذ الاثنين الماضي.

ويقوم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام بتسيير دوريات وتنفيذ انتشار على الطرقات الداخلية في مختلف المناطق اللبنانية، بهدف تطبيق مقررات مجلس الوزراء القاضية بالتزام جميع المواطنين حالة التعبئة العامة، والبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.

 

لبنان: تدابير صارمة ومراقبة شديدة للحجر المنزلي/مستشار وزير الصحة لـ«الشرق الأوسط»: اتخذنا أفضل سبل الوقاية لحماية المغتربين

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

تستمر عودة المغتربين إلى لبنان بعد إقفال الحدود جراء انتشار وباء كورونا، إذ استقبل مطار بيروت أمس أربع رحلات آتية من لندن وفرانكفورت والدوحة وأكرا. عودة المغتربين أثارت المخاوف من تزايد انتشار هذا الوباء محليا وخاصة بعد ظهور 12 إصابة بـ«كورونا» المستجد في صفوف المغتربين الذين عادوا الثلاثاء الماضي، إذ أعلنت وزارة الصحة أنه تم التأكد من إصابة سبعة ركاب بالفيروس من أصل 108 كانوا على متن الطائرة التي أقلت مغتربين من مدريد، وأربعة ركاب من أصل 118 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من باريس، وإصابة من بين 122 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من إسطنبول، فيما لم ترد حتى اللحظة أي إصابات في صفوف العائدين من بلدان أخرى. مستشار وزير الصحة الدكتور رياض فضل الله أكّد أنه منذ اللحظة الأولى لبدء تنفيذ قرار عودة المغتربين اتخذت الوزارة أفضل سبل الوقاية والإجراءات لحماية المغتربين أنفسهم وعدم تسببهم بانتشار العدوى في لبنان، إذ تعاملت الوزارة وخلال كلّ خطوة من نقل المغتربين وكأن كلّا منهم مصاب بالفيروس. وإذ يؤكد فضل الله أنه لا يُسمح لأي مغترب ثبتت إصابته بـ«كورونا» الصعود على متن الطائرة التي خصصت لعودة المغتربين، يقول في حديث مع «الشرق الأوسط» إن فحصا أوليا يُجرى للمغتربين على «كاونتر» شركة طيران الشرق الأوسط في بلد الاغتراب، ولا يصعد على الطائرة من تتأكد إصابته بالفيروس، وبالتالي لم يتم نقل أي شخص تأكدت إصابته قبل عودته إلى لبنان. وعن التدابير المتبعة يشرح أن فريقا من وزارة الصحة يرافق كل طائرة متجهة من مطار رفيق الحريري الدولي إلى بلد الاغتراب، مؤكدا أن هذا الفريق والمكون عادة من 3 أشخاص مدرب بشكل جيّد ويتخذ كامل إجراءات السلامة. وعند وصول الطائرة إلى أي دولة يقوم هذا الفريق بمساعدة الركاب على اتخاذ أكبر قدر من الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات والقفزات والتأكد من التعقيم، مع مراقبة التباعد الاجتماعي على متن الطائرة، إذ إنه وحسب فضل الله ومن ضمن إجراءات «ميدل إيست» يكون الحد الأقصى لعدد الركاب على متن الطائرة الكبيرة 120 راكبا وعلى الطائرة الصغيرة 80. أي خفض الطاقة الاستيعابية للطائرة إلى 50 في المائة. وفي هذا الإطار يشير فضل الله إلى أنّ وزارة الصحة تتابع المحجورين منزليا من العائدين متابعة نفسية واجتماعية بشكل يومي، وفي حال ظهور أي عوارض على أي منهم تستدعي نقله إلى المستشفى تتواصل الوزارة مع الصليب الأحمر وينقل المريض إلى المستشفى.

ويضيف أنّ من تأتي نتيجة اختبار الـ«بي سي آر» الذي أجراه إيجابية، يتم التعامل معه حسب حالته الصحية، فإذا كان بحاجة إلى نقله إلى المستشفى يتم ذلك، وإذا كان يشكو من عوارض بسيطة يخضع أيضا لحجر ذاتي، مع التشدّد في الإجراءات مع الدائرة القريبة منه.

الإجراءات المتبعة في المطار تتابعها أيضا لجنة الأشغال النيابية، إذ يقول رئيس اللجنة عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم أن اللجنة تتابع بشكل حثيث عملية عودة المغتربين وأنها تأكدت من أن العملية تسير بشكل آمن.

ووصف نجم في حديث مع «الشرق الأوسط» الإجراءات بالممتازة ولا سيما أن التعاون بين الوزارات المعنية وإدارة المطار وشركة «ميدل إيست» كان ناجحا، إذ يقوم كل طرف بواجبه على أكمل وجه.

الإجراءات الوقائية المتبعة لاقت أيضا ثناء من العائدين أنفسهم، وفي هذا الصدد يقول سلمان علي مروة والذي عاد على متن الطائرة التي وصلت إلى لبنان الاثنين الماضي آتية من أبيدجان، إن الإجراءات التي اتبعت كانت صادمة لناحية جودتها، إذ إن المغتربين لم يتوقعوا هذه الإجراءات من بلد لا يملك الإمكانيات مثل لبنان.مروة والذي جاءت نتيجة اختبار «بي سي آر» الذي خضع له سلبية يخضع حاليا لحجر ذاتي في منزله الكائن في بلدة الزرارية الجنوبية، ويؤكد أنه يلتزم هذا الحجر انطلاقا من مسؤوليته تجاه عائلته ومجتمعه، مع الإشارة إلى أن الوزارة تتابعه عبر البلدية بشكل يومي للتأكد من التزامه بالحجر وما إذا كانت حالته الصحية مستقرة. إيلي فينيانوس العائد من مدريد اعتبر بدوره أنه يمكن وصف الإجراءات الوقائية خلال رحلة العودة بالجيدة وكذلك تعاون الأمن العام وفريق وزارة الصحة، ولكنه يعتبر أن ما يجب الحديث عنه هو ثمن التذكرة 1200 دولار بينما كان هو اشترى تذكرة قبل نحو 20 يوما بـ240 دولارا (ذهابا وإيابا)، هذا بالإضافة إلى عدد العائدين الذي كان قليلا جدا برأيه. فينيانوس حاليا يعيش حجرا صحيا في منزله الكائن في إهدن، ويؤكد في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه يلتزم الحجر بشكل كامل ليس فقط لأنه وقع على تعهد بذلك، بل انطلاقا من واجبه تجاه عائلته ومجتمعه، ويوضح أنه توجه إلى منزله بعدما جاءت نتيجة فحص «بي سي آر» الذي أجراه سلبية، مؤكدا أن وزارة الصحة تتابعه بشكل مستمر. يشار إلى أنّه من المقرر أن تصل يوم غد 4 طائرات من دبي وروما والكويت ولوندا (أنغولا)، كما من المقرر أن تصل الاثنين المقبل 4 طائرات أخرى من لندن وباريس وجدة وليبروفيل (الغابون).

 

فيديو باقة صلاة وترانيم لمجموعة من المرنمين العين ابليين الموجودين في كافة انحاء العالم في ذكرى إحياء صلب المسيح و الجمعة العظيمة

http://eliasbejjaninews.com/archives/85016/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85-%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85/

أهلنا واحبائنا في لبنان و المهجر، بأسبوع الآلام وقبل قيامة يسوع المسيح، نحن مجموعة من المرنمين العين ابليين الموجودين في كافة انحاء العالم حبينا نقدملكن باقة تراتيل  لإحياء ذكرى صلب المسيح و الجمعة العظيمة، ونتشاركها معكن وين ما كنتوا.

منتمنى منكن ان تحضروا هالفيلم المصور و تسمعوا كل التراتيل الموجودة.

تحية من القلب لكل من ساهم في انجاح هذا العمل وهم :

الفنان راجي حداد في  السويد (اليوم علق على خشبة)

هيفا اللوس في عين ابل (خليني قرب الصليب)

شربل بركات ( المختار)في كندا (يا يسوع الحياة)

سامية ماري خريش في دبي (واحبيبي واحبيبي)

حنة سليمان في عين ابل (قامت مريم )

فيفيان اندراوس في الكويت (يا سيدي كم كان قاسياً)

لارا خريش في عين ابل (يا من احتويتني)

الأخت جوزفين برغيل في عين ابل (من راهبات القلبين الاقدسين (نحن عبيدك- طقس البيزنطي)

جوانا الجشي و سامر منصور في بيروت ( تهادت وللدمع في مقلتيها)

ساندي الأشقر دياب في عين ابل (كامل الأجيال )

مايا هاني دياب في كندا ( يا شعبي وصحبي)

شربل غابي عنتر دياب و بيرلا غابي عنتر دياب في عين ابل (تحت الصليب)

زينة مارون شكرالله بركات في كندا( طلبة الآلام انا الأم الحزينة)

المقدمة بصوت جويل عماد اللوس في عين ابل.

انتاج و اعداد رنين كميل اندراوس في ابوظبي.

مدة الفيديو ٤٥ دقيقة.

 

عذاب القيامة

الأب سيمون عساف/10 نيسان/2020

بِحَقِّ عَذَابِك فَوْقَ الصَلِيبِ إِلَهَ السَمَاحِ

فَيَا لَيْتَ أَهْلَ الجُحُودِ دَرَوا أَنَّكَ الذَنْبَ مَاحِي

تَغُوصُ بِدَمِّكَ تلقى سِياطَا وَزَجَّ رِمَاحِ

تَمَادى الحَقُودُ أَمَا مِنْ لِجَامٍ لِهَذا الجَماحِ؟!

لَأَكْبَرُ عيدٍ بِأَرْضِ البَرَايا انْتِصَارُ القِيَامَهْ

لَنا فَوقُ في رُحْبِ فِردَوسِ مَجْدٍ يُقِيمُ خِيَامَهْ

فَيَا قَبْرَ رَبِّي خَزَاكَ الخُلُودُ وَرَوَّى هُيَامَهْ

طواها بِصًبْرٍ وَوَدَّعَ جوعُ الرَجاءِ صِيَامَهْ

نُعَلِّي الرُؤُوسَ بِفَخْرٍ ونَمْشٍي بِزَهْوِ المُظَفَّرْ

وَنَخْتَالُ تِيهاً فَمَا مِن جَبِينٍ نَرَاهُ مُعَفَّرْ

قِيَامَةُ يَسُوعَ عَهْدَ العَتِيقِ الى المَوْتِ سَفَّرْ

وَسَلَّمَ آدَمَ عَهْداً جَدِيدَاً بِغَارٍ مُضَفَّرْ

نِقَاطُ دِمَائِكَ دُرٌّ على خَشْبَةِ الصَلْبِ سالتْ

وَمَا أَنْ أَمَالَ العَذَابُ بَهَاكَ الطَبِيعَةُ مَالَتْ

بِهَا كانَ سِعْرُ الشَرَاءِ تُرَاها المُفَدَّى اسْتَمَالَتْ

أَمِ العُقُّ أَنْكَرَ فَضْلاً؟! ومِنَّا البَتُولُ اسْتَقَالَتْ؟!

نُنَادِيكِ أُمَّ الإِلَهِ اسْمَعِينا أَيَا بِكْرُ رِقِّي

لِحَالِ بَنِيكِ عَسَاهُمْ يَنَالَوا نَوَاصِي التَرَقِّي

فَكُلٌّ يَدُقُّ على شَفْعِ عُوْدٍ وَصَنْجٍ ورَقِّ

بِلُطْفِكِ حِنَّي بِعَطْفٍ على عبدِ تقوى ورِقِّ

أَتَأْنَفُ مِنِّي وأَنتَ الغَفُورُ؟! الدِما تَتوَسَّلْ

لأَلْحَقَ خَطْوَ الفِدَى مَا كُنْتُ يَوْمَاً وَنِيْ أَتَرَسَّلْ

أَهَلاَّ بِطُهْرِكَ نَدَّى شَذَاكَ؟ الحَشَا يَتَغَسَّلْ!

قِيَامَتُكَ الخَلَّ عَبّتْ أَحَالَتْهُ خَمْرَاً مُعَسَّلْ

فَلَا مَوْتَ بَعْدُ لِمَنْ بِالقِيَامَةِ آمَنَ رَجَّى

مَسِيحٌ مَلِيكٌ بِرِجْلِهِ داسَ ضَرِيحَاً مُدَجَّى

وَرَاءَهُ كَانَ النُهُوضُ يُخَلِّفُ مُوتَاً مُسَجَّى

وَأَرْضُ المَمَاتِ اشِتَرَاهَا، منَ المَوتِ آدَمَ نَجَّى

 

صلبوا الحياة

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أولاين/10 نيسان/2020

” أُصلُبهُ، أُصلُبهُ” هي صَرَخات أبناء أورشليم، الَّذين استقبلوا المسيح المَلِك، مُتَّكلين عليه أن يمنحهم الخلاص من نير الحُكم الرُّوماني، خاب ظنّهم، إذ أنّهم اعتبروا الخلاص زمنيّ وماديّ فقط، وفاتهم أنّ الخلاص الحقيقيّ، الَّذي أتى من أجله إبن الإنسان، هو خلاص الذَّات، والتحرُّر الداخليّ،والحدّ من الخطيئة، والانتصار قدر المستطاع على الضُّعف، للإستعداد إلى الدُّخول إلى ملكوت السَّماوات.

قبْلَ الحُكم على يسوع بالموت، صَدَحَت أصوات النَّاس وصُراخهم، في أرجاءِ ساحاتِ أورشليم، فتلقَّفها أصحاب السُّلطة والسُّلطان، وحكموا عليه بالموت.

كم يطالب وينفّذ إنسان هذا العصر “بصَلب أخيهِ على الصَّليب فوق الجلجلة يوم الجمعة العظيمة.

هذا المشهد الرَّهيب صنع حدثًا تاريخيًّا وزمنيًّا، طَبَعَ حياة البشريّة، بشتّى أنواع حالات التَّقارب الإنسانيّ – الإلهيّ. إنّها حقيقة تمَّت على الصَّليب من قِبَل المصلوب، من أجل خلاص الإنسان، كلّ إنسان يؤمن بقُدرة المسيح المائت على الصَّليب، ولكنّه المُنتصِر على الموت بالموت.

هذا المشهد الرَّهيب يوم “الجمعة الحزينة” أو “العظيمة”، عبَّر من خلاله إبن الإنسان عن تضامنه وحضوره وقُربِه وحبّه للبشريّة، عندما قَبِلَأن يكون “التَّضحية” والفِداء، أيّ سَفَكَ دمَهُ من أجل مغفرة الخطايا، وإعطاء الخلاص لأبناء الأرض. أَلا يحقّ لنا أن نردّد “نسجدُ لكَأيّها المسيح ونباركُكَ، لأنّكَ بصليبكَ المقدَّس خلَّصتَ العالم”؟ أَوَليس هذا أصدق وأجلّ تعبير عن حبّ الله للبشريّة؟ أَلا تُقاس المحبّة بالعطاء والبَذل والتَّضحية وتحمُّل الألم والحضور الدائم؟” هكذا أَحبَّ الله العالم، فبَذَلَ إبنه الوحيد” (يو٣: :١٧).

أينَ إنسان هذا العصر، أينَ المؤمنين بيسوع المسيح، من هذا الفِداء والحبّ في زمن إنتشار كلّ أنواع الأوبئة؟ هل لدى كلّ مؤمن الجرأة للوقوف أمام ذاته، ومواجهة نفسه لا سيّما في هذه الظروف العصيبة والخطرة، الَّتي تمرّ بها الكرة الأرضيّة؟ هل المؤمن على استعداد بأن يكفّر عن خطاياه و”رذائله”، وأن يقرّر التَّعويض بالنَّدامة الصَّادقة والتَّوبة العميقة والجدّية، والتَّعويض الظَّاهر، المُعبَّر عنه بتغيير السُّلوك والتَّفكير والأداء، وفعل الخير والرَّحمة والعدل؟ أَم سيبقى متمسّكًا “بحالته” التَّعيسة والمُزرية، بسبب خطواته الشِّريرة والسَّيِّئة، الَّتيتضرب حالة الإنسانيّة بالصَّميم، والعلاقة مع الله.

صلبوا “الحياة”، وأشبعوها موتًا بسبب جَهلِهم، لكن المسيح انتصرَ على الموت، بإعطاء الحياة، لكلّ مُحتاج “أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.( يو١٢ : ٢٣). مات الله، لكنّه أعطى الحياة “فكما أنّ الآب له الحياة في ذاته، فكذلك أعطى الابن أن تكون له الحياة في ذاته وأَولاه سلطة إجراء القضاء لأنّهابن الإنسان[…] أمّا الَّذين عملوا الصَّالحات فيقومون للحياة وأمّا الَّذين عملوا السَّيّئات فيقومون للقضاء” (يو ٥: ٢٦-٢٨).

مات الله، ومع هذا لم تَمُت من حياة الإنسان، الضَّغينة والحقد والكراهية والإزدراء والبغض والانتقام والاستغلال، وكلّ أنواع الشُّرور، المُتربّصة بحياة كلّ شخص يرفض حبّ الله ووصاياه، من أجل حياة سلامٍ وأمانٍ. نَعَم، مات الله، ويبقى الإنسان يبحث عن ملذّاته الفانية، وتعلّقهالمُستمرّ في حفنات الماديّات، الَّتي جلبت له التعاسة، والأنانيّة، أكثر من الرّاحة والطمأنينة والأمان.

نَعَم، مات الله، ليُعطي الحياة لخليقته. أخذَ “موت الإنسان” “وخطاياه”، ليعطيه حياته. فهل يعي هذا الحبّ الكبير والمجّاني والكامل؟ أَلا يجب أن يستيقظ الضَّمير الإنسانيّ، لا سيّما في هذه الظروف القاهرة، بالتَّعاضد والتَّعاون، من أجل عيش الأخوّة الإنسانيّة، للحدّ من الإحباطوالخوف واليأس والقنوط، والموت النفسيّ والجسديّ؟ هل يمكن للإنسان تحمّل آلام وعذابات وجروح الحياة اليوميّة؟ هل يمكن للمؤمن أن يرى آلام السيّد المسيح، أليمة وخيّرة، قاتلة ومُحيِيَة، هوان ومجد؟

أَعطِ يا ربّ المؤمن الشَّجاعة والقُدرة على التَّحمّل، والصَّبر وعدم الجحود.

“أعطِ يا ربّ الَّذين يشاركونكَ مصير الصَّليب، أيّ الَّذين يتعرَّضون للإضطّهاد والظُّلم، ويعانون آلامًا مُختلفة، وقد قَسَت عليهم الحياة، من قِبَل قساوةِ قلوبِ البشر، فما من راحمٍ ومعين. نَعَم، يا ربّ وحّد آلامهم بآلامِكَ. وهَبهم نعمة التحمّل والصَّبر على معاناتهم، مُرسلاً لهم المُعزّي، وإخوتهم المؤمنين العاملين باسمِكَ”.

أَلَم يحن الوقت كي يشكر الانسان الله على نِعَمِه وعطاياه، بالرُّغم ما يحّل ويحصل بالعالم؟ أَلَم يحن الوقت كي يحدّ النَّاس من الثَّرثرة والنَّقد اللاّذع، والنَّميمة، والانتقال إلى الصَّمت والصَّلاة والعمل؟ أَلَم يحن الوقت كي ينظر الإنسان إلى الحياة بطريقةٍ جديدةٍ ومختلفةٍ؟

نَعَم، صلبوا” الحياة”، لكنّ الله أعطى “الحياة…”

 

مسودة البرنامج الإصلاحي للحكومة: "المعجزة" على الورق فقط!

المدن/11 نيسان/2020

أطلقت الحكومة اللبنانية مسودة برنامجها الإصلاحي (النص الكامل بنسخته الانكليزية)، مؤكدة أنها مسودة للنقاش. علماً أن الحكومة نشرت المسودة باللغة الانكليزية، على أن تنشرها باللغة العربية، بعد نحو أسبوع. تسلّط المسودة الضوء على البرنامج الاقتصادي الشامل للحكومة، والذي يهدف إلى حل المشاكل العميقة الجذور للمالية وللاقتصاد الكلي. كما تهدف إلى استعادة الثقة وتعزيز النمو الاقتصادي والنظام المالي. وأكدت الحكومة في المسودة أنها ملتزمة بتعزيز تعاون لبنان مع المجتمع الدولي. ويقوم البرنامج على ثمانية أركان مترابطة:

1- إستراتيجية شاملة لإعادة هيكلة الديون، تتعامل بشكل حاسم مع تراكم الديون.

2- إعادة هيكلة شاملة للنظام المالي، وإعادة تركيز النظام المصرفي الذي تم تغيير حجمه.

3- تعديل مالي مرحلي قوي يركز على تحسين الامتثال الضريبي وتبسيط الإنفاق وإصلاح القطاع العام بما في ذلك الإصلاح في مؤسسة كهرباء لبنان.

4- الانتقال إلى سياسة سعر صرف أكثر مرونة على المدى القريب لتخفيف الضغط على ميزان المدفوعات وتحسين القدرة التنافسية.

5- إصلاحات معززة للنمو تشمل تدابير وقوانين من شأنها زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، ما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد اللبناني.

6- أجندة إصلاح القطاع الاجتماعي لتحسين المؤشرات الاجتماعية، وتعزيز أو تطوير شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الشرائح الأكثر ضعفاً من السكان.

7- استراتيجية وطنية طموحة لمكافحة الفساد، تتصدى لجذور معوقات النمو والعدالة الاجتماعية.

8- المساعدة المالية الدولية بشروط مواتية، لسد فجوة التمويل الخارجية الكبيرة، وتمويل تطوير البنى التحتية الجديدة.

وترى الحكومة في المسودة، بأن النجاح يرتبط بضرورة تنفيذ تلك الإصلاحات في وقت واحد، كشرط مسبق للنجاح.

وكانت "المدن" قد نشرت تقريراً صادراً عن وكالة بلومبيرغ، عرضت فيه أبرز توجهات خطة الحكومة، وذلك قبل إعلان الحكومة مسودة الخطة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/4/2020

وطنية/الجمعة 10 نيسان 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مصير الودائع المالية في المصارف والخطة الحكومية للمعالجات الاقتصادية، حديث الصالونات. أما تتبع مسار كورونا فهاجس يومي في لبنان والعالم.

الوباء وحد المعاناة الانسانية في زمن الرجاء، لكنه لم يوقف حروب التفوق العلمية، وتتسابق الدول ليس فقط في أبحاثها بل بمصادرة قوافل المعدات الطبية، وثمة قائل إن زمن المرض ليس كزمن النجاة، وإن عالما جديدا سيولد بعد كورونا.

مراحل الانتشار ما زالت متبدلة، فالوباء يقفل على انخفاض تدريجي في بقعة، ليطل بشراسة في بقعة ثانية، ما يعني وفق الخبراء أن التعاطي معه يحتاج إلى نفس زمني طويل، قد يمتد لأشهر للتغلب عليه بشكل كامل.

ولبنان تفوق على ذاته اليوم، بتفوق أطبائه وطلاب الطب اللبنانيين على نظرائهم، ما استحق ثناء الرئيس الفرنسي وفخر الرئيس دياب. والتجربة اللبنانية سجلت تفوقا على دول عدة، ما دفع بالعديد من المغتربين للمطالبة بتكثيف رحلات العودة المنظمة تحت سقف الاجراءات والحجر.

وزارة الصحة أعلنت أن عدد الاصابات ارتفع إلى ستمئة وتسع إصابات، أي بزيادة سبعة وعشرين إصابة عن أرقام الأمس، ما يستدعي التشدد في الاجراءات المتعلقة بالتعبئة العامة، والاجراءات الوقائية والطبية المرافقة. وأوضحت الوزارة في بيانها أن هناك 28 حالة حرجة، 20 حالة وفاة و67 حالة شفاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أتمت الحكومة عودة الدفعة الثالثة من لبنانيي الخارج، على متن أربع طائرات من قطر وألمانيا وغانا وبريطانيا، خضع جميع ركابها الذين تجاوزوا الخمسمئة إلى فحوصات الـ PCR المعتادة، سجل منها اصابة ايجابية لمسافر آت من قطر وثلاث عشرة إصابة لقادمين من لندن، ليرتفع عدد الإصابات إلى ستمئة وتسع، فيما سجل محليا أيضا حالة وفاة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات عشرين حالة.

وبموازاة الإجراءات المتخذة في المطار مع عودة المغتربين، والتي ستشهد أيضا على يومين إضافيين هما السبت والاثنين، لتجري بعدها عملية التقييم لها قبل اطلاق المرحلة الثانية، تقرر في الداخل اللبناني تمديد حالة التعبئة لأسبوعين إضافيين.

وعلى متن القرارات الحكومية، تعيينات ادارية مع تسجيل بعض الوزراء اعتراضات على عملية التعيين، انطلاقا من عدم مراعاتها مبدأ الشفافية، أو أنها لم تأت ضمن آلية قانونية موحدة للتعيينات. وهو ما أثار أيضا اعتراض نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الذي رأى فيها نية انتقام من الطائفة الأرثوذكسية، وناشد كلا من رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني المبادرة فورا لوقف ما وصفها بالمهزلة، ووضع حد زاجر لهذه التفاهة التي لن تؤدي إلا الى تعميق الشعور المذهبي، وفق ما قال الفرزلي.

أسبوع الآلام حل هذا العام بآلام مضاعفة، والعالم بأسره يتضرع بالصلوات لخلاص البشرية من وباء أربك العالم بأسره، وبات لا يعرف سوى تعداد ضحاياه، فعسى أن تحل المعجزة ويخرج إلى النور عقار يخلص العالم ويعم السلام والصحة المفقودان، فمن يدري، فقد بات جميع سكان الأرض ينتظرون هذه المعجزة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هزيمة كورونا معركة لجيل كامل، كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، الخائف على السلم الدولي من سوء حسابات البعض المدمرة.

لم يكن يقصد الأمين العام للأمم المتحدة الصومال أو تايوان، بل انها الحقيقة المستخلصة من أسابيع لتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع هذا الوباء العالمي، في المحافل الخاصة وعلى وسائل الاعلام، حتى وصل الحال بمندوب البيت الأبيض في الأمم المتحدة للمطالبة ببيان أو قرار من مجلس الأمن يتضمن فقرة تشير إلى أن أصل الوباء صيني. ما يؤكد أن أصل البلاء المعاصر هو الادارة الأميركية التي تريد النزال السياسي وربما أكثر على حساب اوجاع الناس، بل تريد الهروب من فشلها بمواجهة كورونا عبر رمي المسؤولية على غيرها. والنتيجة أن شعوب العالم تدفع الثمن، ولم يسلم الشعب الأميركي الذي سجل لليوم الثاني على التوالي أعلى نسبة وفيات في العالم، كما حصلت نيويورك على لقب: عاصمة كورونا.

أما في لبنان، فيمكن أن تكون مواجهة كورونا مناسبة للخروج من بعض العادات اللبنانية، ومن الوباء السياسي الذي يعطي لكل شيء أبعادا سياسية في غير محلها، كما قال رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين في حديث لاذاعة "النور"، مؤكدا أن خطة "حزب الله" لمواجهة كورونا هدفها خدمة الناس، والقول لجميع اللبنانيين إننا بامكاننا التغلب سويا على وباء كورونا بعيدا عن الأحقاد والأهداف السياسية.

وفي الأهداف الاقتصادية ل"حزب الله" وخطوطه الواضحة، أكد السيد صفي الدين أن الحزب يريد اقتصادا وحركة مالية ونقدية في خدمة الناس، وأنه لا يقبل أن يتحكم بمصير لبنان لا صندوق النقد الدولي ولا أي دولة في العالم، مضيفا انه لا تجوز العودة إلى التجربة الاقتصادية الفاشلة. أما الحكومة الحالية فهي خشبة الخلاص الوحيدة، بحسب السيد صفي الدين، وليس أمام اللبنانيين إلا الالتفاف حولها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

اعتبارا من السادسة من صباح سبت النور 2020، بشري قضاء معزول. ممنوع على سكانه الخروج منه، وممنوع على أبنائه المقيمين في أقضية أخرى الدخول إليه، على أن يجرى خمسمئة فحص تقريبا بين الغد وإثنين القيامة، وعلى أساس النتائج، يتخذ القرار في شكل أسبوعي: أما الاستمرار في الاجراءات الحالية، أو اللجوء إلى أخرى أقسى.

وفي الجمعة العظيمة 2020، كل لبنان صلى من أجل بشري، ومعها من أجل كل لبنان، الذي بلغ عدد المصابين بكورونا فيه اليوم ال 609. فبشري مار شربل، وبشري وادي القديسين، وبشري أرز الرب، وبشري جبران خليل جبران، وبشري ببناتها وأبنائها المؤمنين الصادقين الطيبين، ستنتصر. ستنتصر وسينتصر معها كل لبنان: بالعقل والعلم ستنتصر، وبالايمان والتقوى ستنتصر. والنصر حتمي في زمن القيامة الآتية حتما بعد الآلام.

ومن بشري إلى مرسيليا: حقا، لبنان واللبنانيون "بيكبروا القلب"، تماما كما قال رئيس الحكومة اليوم. فليس أمرا عابرا أن يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون البروفسور ديدييه راوول، الذي أصبح أحد أشهر الأسماء العاملة على خط علاج كورونا، وأن يسأل معاونيه: "من أين أتيتم"؟ ليأتيه جواب الغالبية: "من لبنان"!.

فوحده العالم هو حدود لبنان، وليست حدوده ممارسات بعض من سياسييه ومواطنيه، الذين امتهنوا الفساد واتقنوا الزبائنية ومارسوا التبعية، فوصلوا إلى الفشل، وأوصلوا البلاد كلها معهم إلى الافلاس.

لكن، مهما بلغ شأن الباطل، النصر دائما للحق.

وأبناء لبنان، بتعبير ابن بشري جبران خليل جبران، هم الذين يتغلبون على محيطهم أينما حلوا، ويجتذبون القلوب إليهم أينما وجدوا. فمن كان هؤلاء أبناء لبنانه، لن ينهكه مرض، ولن يهزمه فساد، وسيبقى دائما ابن القيامة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا كان مجلس الوزراء، بالتكافل مع بعض السلطة، نجح في تكرار فعلته بإمرار تعيينات تجاوز فيها حصة طائفة الروم الأرثوذكس، ورغم تبرير رئيس الحكومة المخالفة بأن حكومته عابرة للطوائف، وسط اعتراض شكلي من وزراء الطائفة في الحكومة، فإن مشروع "الهيركات" الذي تعده السلطة يبدو أنه لن يمر في المجلس النيابي، كما أنه لن يمر شعبيا.

فالناس الذين ثاروا على زيادة ستة سنتات على فاتورة اتصالاتهم في 17 تشرين، سيثورون مجددا، رغم الكورونا ورغم الجوع، إذا ما سولت الحكومة لنفسها مد يدها إلى جيوبهم الفارغة لإطفاء بعض من ديونها. ولسان حال الرافضين يقول: فلتقفل الدولة أبواب الإهدار المفتوحة في إداراتها وخزائنها، بدلا من أن تستسهل القضاء على الفقراء وإفقار الأغنياء، إرضاء لصندوق النقد أو أي مرجعية محلية أو خارجية.

وليس مستغربا أن ترتفع الأصوات عالية متألمة يوم الجمعة العظيمة، والناس يصلبون ويجري الاقتراع على ثيابهم وأموالهم، شأنهم شأن المسيح المصلوب، ولكن من دون رجاء بقيامة قريبة.

وكان الدكتور سمير جعجع حذر الحكومة من المس بمدخرات الناس قبل إقفال مزاريب الهدر، في ما أعلن رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط، أن حكومة اللون الواحد تنوي مصادرة أموال الناس وفق معايير غير قانونية، متهما إياها بسلوك خط سياسي طائفي مذهبي يريد اطاحة الطائف.

في انتظار نتائج هذا الكباش غير المتكافىء بين السلطة وشعبها، تتواصل المعركة الأخرى ضد الكورونا، ويمكن وصف مسارها حتى الساعة بأن الحكومة والسلطات الصحية لا تزال في موقع الدفاع الشرس، في ما يواصل الفيروس قضمه المزيد من المساحة الوطنية من خلال الارتفاع اليومي، البسيط ولكن الثابت لعدد المصابين. كما يمكن الملاحظة بأن الدولة لا تزال تتمسك بتكتيك المواجهة نفسه، أي أنها لم تستقدم بعد تجهيزات الفحوص السريعة لتوسيع قاعدة الكشف المبكر على المصابين، كما أنها لم تشدد تدابير التعبئة العامة ل"ضبضبة" الناس.

في السياق، لفت قرار بلدية بشري التي قررت منع الدخول إلى البلدة والخروج منها ورفع كمية الفحوص، في سعي منها للقضاء على الفيروس نهائيا، وذلك بعد أن تمكنت من حصره جغرافيا في نقاط معروفة ومحددة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لبنان في مرحلة بالغة الدقة والجدية في موضوع كورونا. هذه المرحلة لا تحتمل الخطأ أو المسايرة أو تقديم أي اعتبار، على اعتبار السلامة العامة للجميع والوقاية للجميع، والتدابير الصارمة على الجمعي.

ما استجد في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة استدعى إجراءات صارمة، ولكن ضرورية، لأن أي استسهال أو استنسابية سيجعل كورونا يطيح كل التدابير التي اتخذت منذ العشرين من شباط الماضي، والتي جاءت مقبولة وأثبتت فاعليتها.

ما تخوف منه لبنان بدأ يحصل. الكورونا الذي وصل جوا بدأ يرفع عداد الكورونا أرضا، فالرحلات الأخيرة، ولاسيما رحلة لندن، رفعت المجموع إلى مستوى قياسي، وهذا ما يمكن أن يستدعي إجراءات على مستوى الفحوصات التي تسبق الصعود إلى الطائرة، على الأقل بالنسبة إلى الرحلات الآتية من لندن، والقرار هو على الشكل التالي: ينصح بإجراء فحوصات الـ pcr قبل التوجه إلى المطار والصعود إلى الطائرة.

داخليا، حتم ارتفاع الإصابات في بلدة بشري، حجرا تاما اتخذته البلدية، وقضى بملازمة أبناء البلدة منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، كما عدم الخروج من البلدة أو الدخول إليها.

في هذا السياق، وزير الصحة كشف للـLBCI أنه أثناء جولة الفريق الطبي في بشري أمس، أجري أربعة وخمسون فحص pcr عشوائيا بهدف الاستقصاء الوبائي، وقد بينت النتائج التي ظهرت هذا المساء أن كل الفحوصات سلبية.

في أي حال، قرار التعبئة العامة قضى بالتمديد اعتبارا من بعد غد الأحد حتى الأحد في السادس والعشرين من هذا الشهر. أما بالنسبة إلى السيارات يوم الأحد، فقد اتخذ وزير الداخلية قرارا بالسماح للسيارات العمومية بالسير يوم الأحد 12 نيسان والأحد 19 نيسان، فيما القرار المتعلق بسائر السيارات يبقى من دون تعديل.

هم آخر يقض مضاجع اللبنانيين، الخطة المالية وما تضمنه من تعديل في سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي وسيناريوهات "الهيركات". وفي هذا الإطار، بدأت الأصوات ترتفع تحت عنوان: إذا كان هناك من "هيركات" فيجب أن يتجه إلى ناهبي الأموال والمتسببين بالديون والمستفيدين من الأرباح، وفي مقدمهم سياسيون كانوا شركاء مع أصحاب مصارف ومساهمين فيها، فأين الحق في معاقبة مودعين سواء أكانوا صغارا أو كبارا؟، أليس الأجدر التوجه نحو كبار السياسيين الذين غطوا الفاسدين والناهبين ومهربي الأموال وأصحاب مصارف أفادوا من أرباح هائلة؟، فأي قانون يتجه إلى المودعين قبل أن يتجه إلى فاسدين لملاحقتهم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

جمعة عظيمة لشعوب حزينة، وعالم يناهز مئة ألف قتيل، ويتقدم نحو مليوني إصابة بوباء ينتظر المخلص.

هي الجمعة الأكثر حزنا، الرافعة أياديها إلى السماء، متضرعة لشفاء أهل الأرض الذين يخوضون أقوى اشتباك من نوعه مع فيروس يعلق أكاليل الشوك على رؤوس الدول. وللمرة الأولى يقوم عدو مستبد بمحاصرة الكنائس، فتسقط روما، ويجري أسر الفاتيكان، وتنحني نوتردام على بقايا حريقها، وتقرع أجراس بيت لحم سائلة القيامة.

من بين الأمراض، واقع فرضه كورونا، أنهك قدرة الأنظمة على التحكم السريع، أعفى دولا واستخبارات وجند المختبرات. ومن بين الجنود البيض: أطباء لبنانيون زارهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مستشفى الدكتور ديدييه راوول في مرسيليا، ظهروا في الخطوط الأمامية من ضمن صفوف تحارب هذا الوباء. وقد أجرى رئيس الحكومة حسان دياب اتصالا عبر الفيديو مع الأطباء اللبنانيين، انتهى بعبارة "بتكبروا القلب".

والقلب الكبير خان الطبيب اللبناني نبيل شرابية، ابن بكفيا، الذي قضى بفيروس كورونا خلال عمله في معالجة مصابي مستشفى إيطالي.

أطباؤنا كبروا هذا القلب، لكن ماذا عن الأطباء وحكماء السياسة الذين يقفون حاجزا أمام دوران العجلة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية؟. وإذا كان رئيس الحكومة قد اجتاز بالأمس عتبة التعيينات بمعارضة سياسية ناعمة، فإنه غدا يسأل عن مصير التشيكلات القضائية، وما إذا كانت قد دخلت فعلا الأدراج السياسية، وجرت محاصرتها أسيرة توقيع وزيرة العدل، لتؤسس لحرب بين القضاء والعهد.

فبتاريخ الخامس عشر من آذار الماضي، أعلنت الوزيرة ماري كلود نجم عبر "الجديد" أنها لن ترد التشكيلات القضائية مرة أخرى بعد ردها الأول، وهي كانت وضعت مجموعة أسئلة في كتابها العلني إلى مجلس القضاء، الذي أجاب على هواجسها في لقاءات خلف الاعلام. لكن مضى لليوم نحو شهر على هذه المداولات، ولم يتبين مصير التشكيلات، فهل نحن أمام معارك صامتة تدور خلف القضبان القضائية، بين مجلس قضاء اعلى تجرأ على إزاحة عدد من المواقع، وعهد تلتف حوله قوى وزعامات سيطرت لسنوات على استقلالية الجسم العدلي؟.

وفي خلاصة الحكم، اننا أمام حلبة مصارعة، ولم تعد القضية تحتمل التأجيل ولا الدفوع السياسية، لأنها خرجت عن مسارها القضائي وأصبحت في عهدة: عهد يواجه مجلس قضاء أعلى.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 10 نيسان 2020

وطنية/الجمعة 10 نيسان 2020

البناء - خفايا:

قالت مصادر نيابية إن القرارات التي صدرت حول المساعدات المالية للعائلات الأشد فقراً تفقد قوة تأثيرها، كلما تأخّر التنفيذ ونفس الشيء بالنسبة لسعر الصرف وتحرير الودائع الصغيرة موضوع تعاميم مصرف لبنان. فالتباطؤ بعد الإعلان يثير الشكوك ويزيد النقمة.

كواليس:

قالت مصادر دبلوماسية إن وقف النار في اليمن سيثبت في النهاية بعد إضافة تعديلات عليه تضيف قضايا مثل فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة بمراقبة أممية وتبادل الأسرى، وإضافة إعلان يمني بوقف استهداف العمق السعودي، لأنه من دون فك الحصار لن يقبل اليمنيون بمنعهم من دخول مأرب باسم وقف النار.

النهار

قانون العفو اولاً

تجتمع هيئة مكتب مجلس النواب الثلثاء المقبل لوضع جدول اعمال جلسة عامة لم يتحدد موعدها بعد ويعمل عدد من النواب لادراج مشاريعهم على جدول الاعمال الذي اساسه قانون العفو عن عدد من المحكومين منذ زمن بعيد.

الامتحانات الرسمية ؟

لا تستبعد مصادر وزارية بارزة أن يُحسَم موضوع الامتحانات الرسمية بين ليلة وضحاها لاعتبارات عدة، خصوصاً بعد قرار تمديد حال التعبئة العامة.

الهيركات مرفوض

يؤكد مصدر مسؤول ان الهيركات مرفوض قبل تخصيص قطاعات الدولة الانتاجية والخاسرة منها على وجه التحديد وامكان استعادة أموال مهربة في السنة 2019 أقله.

اللواء

همس

تساءل نواب سابقون وهم محامون: لماذا إقحام البلد في قوانين جديدة، في ظل أزمة خطيرة، ما دامت القوانين النافذة لا تزال صالحة لمعالجة المستجدات على اختلافها؟!

غمز

تخضع التقديمات المالية والاجتماعية إلى آلية قيد التطوير، خشية من التلاعب، من قبل الجهات المحلية والإدارية.

لغز

سألت جهات معنية عن الجهة التي ستدفع نفقات إقامة المغتربين العائدين، للفنادق التي حلّوا فيها نزلاء؟

الجمهورية

فشلت الوساطات لترتيب إجتماع بين رئيس تيار ومجموعة تهدد بالإنفصال عنه بعد اعتبار أن انتسابهم الى التيار كان بقرار منهم بالتخلي عن انتمائهم المذهبي.

سرب بعض المغتربين الموجودين في بلجيكا أخباراً من السفارة اللبنانية في بلجيكا أن ثلاث طائرات آخرها يصل الاثنين الى لبنان وسيتم تأجيل الرحلات المتبقية الى 27 الجاري.

يقول نائب في تيار مسيحي إن الذين بّزكيهم تيار مسيحي آخر ليتولوا وظائف عامة مهمة هم غير كفوئين.

نداء الوطن

خلافات مستجدة بين نائب "التيار الوطني الحر" في عكار أسعد درغام ورئيس بلدية رحبة فادي بربر الذي كان من أشد داعميه في الانتخابات، والسبب يعود إلى نية بربر الترشح للانتخابات في 2022.

يقود أحد نواب تكتل نيابي كبير مبادرة مع رئيس مجلس النواب بالتنسيق مع رئيس الحكومة لإعادة صياغة قانون "الكابيتال كونترول" وتقديمه لمجلس النواب.

يتردد أنّ النقاش مع شركة "سيمنز" هو الأكثر تقدماً على طاولة البحث قياساً على عروض بقية الشركات الراغبة في دخول سوق الطاقة اللبنانية.

الانباء

جبهة عريضة

تستعدي الحكومة في بعض مما تعتزم إقراره مالياً، جبهة عريضة تضمّ المنتسبين لنقابات المهن الحرة والمنتسبين إلى الضمان الاجتماعي.

التوفيق بين الحلفاء

يضطر حزب بارز بشكل متكرر أن يسعى للتوفيق بين حلفائه الذين تزداد خلافاتهم وتبايناتهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«موقع جنوبية» ينشر «الحقيقة الصادمة» لمقتل القيادي في «حزب الله» علي يونس..صراع أجنحة وتصفية داخلية!

موقع جنوبية/10 نيسان/2020

في رواية ثانية مناقضة لرواية “حزب الله” الاولى حول مقتل القيادي علي يونس في وادي زوطر، تشير معلومات الى مقتل يونس على يد مرافقه بعد اشكال لم تحدد طبيعته ولكنه يمثل قراراً واضحاً بتصفيته داخلياً.

يبدو ان مقتل القيادي والمسؤول الامني في “حزب الله” علي يونس في خراج زوطر لم تكتمل فصولاً، بعد ان تم دفنه بهدوء وصمت بعد تأخير يومين. فقد كشفت مصادر عليمة لـ”جنوبية” عن رواية جديدة تؤكد أنها “جريمة قتل بدوافع شخصية، خلافاً لما روج له “حزب الله”، من أنه أغتيل “غيلة” على يد الموساد، ووفق ما يتداول في بلدة الضحية يونس جبشيت، وداخل البيئة الامنية الضيقة لـ”حزب الله”. وتتوسع المصادر في تفاصيل الرواية الجديدة التي تفضي بأن مقتل يونس: جنائي وليس اغتيالاً من قبل مجموعة من ثلاث سيارات قامت بمطاردته مع مجموعة يقودها من عنصرين وكانت تلاحق هدفاً ما لم تحدد طبيعته”.

خلاف شخصي

وتشير الى ان “قاتل يونس هو احد مرافقيه، وذلك بعد خلاف شخصي وتضارب وعراك نجم عنه رصاص وطعنات سكين في جسده ومن دون ايضاً تحديد اسباب الخلاف، و ان القاتل وجد جريحاً ايضاً وفي حالة هستيرية وفي كريزة عصبية وتمت مداواته وهو معتقل لدى “امن حزب الله” لغاية اليوم”. وتذهب المصادر بعيدا وتقول ان “قتل يونس تصفية داخلية وناجمة عن صراع اجنحة امنية وسياسية داخل “حزب الله”. وهو مستمر منذ فترة طويلة، لكنه يخفت ويعود بالظهور مجدداً”.

تسريبات مغالطات

هذه الرواية المناقضة تماماً لرواية “حزب الله”، والتي قالت ان يونس ومرافقيه تعرضوا لكمين “موسادي” وذهب هو ضحيته، بقيت صالحة لايام عدة، الى ان وري جثمان الضحية وسط غضب شديد من عائلته وغليان في بلدته الامر، الذي دفع وفق المصادر الى ترويج فكرة “الاغتيال” لتبرير اعلانه شهيدا وتسويق هذه “الشهادة” سياسياُ وشعبياً واعلامياً. حتى ان “تسجيلات” عبر “الواتس اب” نشرها مسؤولون امنيون في القرى لتبرير هذه الرواية و”تثبيتها”.

غموض في الروايتين

الا ان اللافت وفق المصادر هو الغموض الذي يكتنف كل من الروايتين اذ ان رواية الاغتيال الاولية التي تشير بأصابع الإتهام إلى وقوف جهاز الموساد خلفها، لم يتم “حبكها” جيداً رغم تصدر خبر مقتله الاعلام الاسرائيلي وكذلك اعلان وكالة فارس الايرانية المقربة من الحرس الثوري الايراني انه اغتيل.

ولكن صمت الحزب وعدم اعلانه عن هذه الرواية الجديدة ، وعدم تبني اعلامه باستثناء خبر كتب على الصفحة الاولى لصحيفة “الديار” التي تمول من “حزب الله” ويقول إن مقتل يونس له خلفية جنائية وليس “موسادية”.

رواية اغتيال يونس لم “تطنطن” لها “قناة المنار” و”الاعلام الحربي” كما العادة ولو انه سقط “شهيد موساد” لقامت الدنيا ولم تقعد من الحلفاء والمزايدين والمحتفين بالشهداء وصولاً إلى تقديم شكوى ضد إسرائيل!

ولفتت المصادر إلى ان نصرالله تجنب التطرق الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، وكذلك لم “تطنطن” لها “قناة المنار” و”الاعلام الحربي” كما العادة. وكذلك ايضاً ولو انه سقط “شهيد موساد” لقامت الدنيا ولم تقعد من الحلفاء والمزايدين والمحتفين بالشهداء وصولاً إلى تقديم شكوى ضد إسرائيل! وأكدت المصادر ان “الفيديو المصور و السريع لجثة يونس، لم يكن ليتسرب الا بالقصد لايصال رسالة ما من امن “حزب الله” وهو كان اول الواصلين الى مكان الحادث. اذ لم يحدث ولا مرة في تاريخ “حزب الله” ان صور مقتل احد قادته باغتيال اسرائيلي واظهر جثته مثلما ظهرت جثة يونس المضرجة بالدماء وشبه عارية في منطقة البطن والصدر. كما ان طريقة القتل وفق المصادر لا تشير الى حرفية وطريقة “الموساد” الذي عادة ما يقتل بتفجير عن بعد او تفخيخ وليس بالطريقة التي مات بها يونس. وتشدد على ان كلاً من الروايتين مع تكتم “حزب الله” المقصود والهادف، سيبقى غامضاً وغير واضح مع قرار الحزب بطمس القضية واغلاقها ولكن هذا التضارب والغموض ليس بريئاً او عفوياً.

اغتيالات داخلية

وتنقل المصادر عن مسؤول امني سابق في الحزب ان العديد من القيادات الامنية في جهاز “حزب الله” السري قد وجدوا مقتولين بطريقة غامضة وماتوا و”سرهم معهم” ولن يكون اخرهم يونس والمسؤول السابق للقطاع الثاني في “حزب الله” ببرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الشيخ علي حاطوم، الذي وجد مقتولا بالرصاص ولم تعرف حتى الساعة اسباب مقتله انتحر ام أُنتحر؟ وتشير المصادر الى ان مقتل يونس سيكون له تداعيات على البنية الامنية لـ”حزب الله” جنوباً، لا سيما انه ترجمة لصراع واسع سينعكس حتماً داخل القرى وخصوصاً القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة في وقت يجب ان تكون الجهوزية للعدو وليس لتصفية الحسابات الداخلية.

 

من هم أغنى 6 لبنانيين ضمن قائمة "فوربس"؟

الكلمة أولاين/10 نيسان/2020

كعادتها، عودتنا مجلة "Forbes" الأميركية ان تصدر لوائح تثبت فيها أرقام موثوقة حول مواضيع عدة، تتمتع بميزة "الأرقام والإحصاءات المباشرة" بحيث تتغير كل يوم هذه الأرقام حسب تفاوت المراتب لحظة بلحظة.

أما اليوم بتاريخ 10 نيسان، فقد نشرت المجلة الأميركية قائمة بأغنى رجال حول العالم أو ما يعرف بالـ "بيليونيرية". وعلى عكس كل التوقعات، لم يرد اسم اللبناني كارلوس غصن فيها، لكن أسماء جديدة ظهرت بالمراتب التالية:

طه ميقاتي التي تبلغ ثروته 2.2 مليار دولار في المرتبة 1047 عالمياً

نجيب ميقاتي التي تبلغ ثروته 2.2 مليار دولار في المرتبة 1073 عالمياً

بهاء الحريري التي تبلغ ثروته 2,0 مليار دولار في المرتبة 1168 عالمياً

روبير معوض التي تبلغ ثروته 1,5 مليار دولار في المرتبة 1562 عالمياً

أيمن الحريري التي تبلغ ثروته 1,3 مليار دولار في المرتبة 1734 عالمياً

فهد الحريري التي تبلغ ثروته 1,1 مليار دولار في المرتبة 2033 عالمياً

 

الحريري: يبدو أن الحكومة تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي

المركزية/10 نيسان/2020

 غرد الرئيس سعد الحريري، عبر حسابه على "تويتر" قائلا "منذ تشكيل هذه الحكومة وهي تعد اللبنانيين والعالم بخطة إنقاذ اقتصادي. وبناء عليه قررنا فترة سماح بانتظار أن نحكم على الخطة الموعودة. لكن يبدو أنها تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي، مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين المودعة في المصارف".

أضاف: "فترة السماح التي أعطيناها لا تعني بأي شكل من الأشكال السماح للحكومة ومن يقف خلفها تغيير طبيعة نظامنا الاقتصادي المصان بالدستور، أو وضع اليد على جنى أعمار الناس، لتعفي الدولة نفسها من أي مساهمة في الجهد المطلوب من الجميع. وسيكون لنا قريبا كلام آخر، إذا لم يتم تدارك الأمر".

 

لبنان: تجميد التشكيلات يؤسس لمواجهة بين العهد والسلطة القضائية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

تستمر وزيرة العدل ماري كلود نجم، في إصرارها على تجميد مرسوم التشكيلات القضائية الذي أنجزه مجلس القضاء الأعلى، واعتبره «ثورة إصلاحية» في السلك القضائي، يفترض أن تشكِّل مدخلاً لمحاربة الفساد المستحكم بمفاصل الدولة.

ولم تكتفِ وزيرة العدل بوضع مرسوم التشكيلات في الدرج؛ بل استتبعت ذلك بهجوم على مجلس القضاء الأعلى، واتهمته بـ«الخضوع للضغوط السياسية، والابتعاد عن مبدأ الحيادية ومبدأ استقلالية القضاء». وقالت مصادر سياسية معارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن كلام وزيرة العدل لا يعكس قناعاتها الشخصية. ورأت أن نجم «تحدثت بلسان فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، المعترض على التشكيلات القضائية التي طالت بشكل أساسي القضاة المحسوبين على العهد». واعتبرت أن هذا التوجه «يؤسس لمعركة مفتوحة بين القضاء وفريق العهد، ما لم يتدارك هذا الفريق خطورة محاولة الهيمنة على القضاء».

وبينما لم تحدد وزيرة العدل في مقابلة تلفزيونية، كيفية حصول التدخل السياسي في التشكيلات القضائية، قالت إن «تعيين رئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى من قبل السلطة السياسية وعلى قاعدة المحاصصة، يكفي للدلالة على خضوع المجلس للتدخلات السياسية». واستدعى هذا الكلام رداً من مجلس القضاء الأعلى الذي أصدر بياناً عبر فيه عن خيبته مما ذهبت إليه نجم، وقال: «إن من المؤسف جداً أن توجه السيدة وزيرة العدل الاتهام إلى مجلس القضاء الأعلى بالمحاصصة والتسييس». ورأى أنه «من المستغرب جداً أن تصبح آلية تعيين أعضاء المجلس المنصوص عليها في القوانين النافذة المرعية الإجراء، مأخذاً على مجلس القضاء الأعلى، بقصد اتهامه جزافاً بالتبعية للسلطة... علماً بأن المجلس كان قد انكب على إعداد مشروع التشكيلات القضائية ما يزيد على ثلاثة أشهر، بكل التزام وجدية في دراسة ملف كل قاضٍ، وإجراء مقابلات مع عدد منهم عند الضرورة، وذلك بعيداً عن أي تدخلات». ودعا المجلس وزيرة العدل إلى «إعطاء مشروع التشكيلات القضائية مساره القانوني الواجب التطبيق، من خلال توقيعه وإحالته على المراجع المختصة، مرفقاً بأسبابه الموجبة وبالملاحظات والرد عليها». في المقابل، أوضح مصدر في وزارة العدل لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزيرة «لم تخرق القانون، ولم تصادر التشكيلات القضائية، إنما تقوم بدورها الذي يجيزه القانون»، مشيراً إلى أن وزير العدل «له الحق بموجب القانون أن يدرس التشكيلات، ويبدي ملاحظاته عليها ويطلب تصحيحها»، لافتاً إلى أن وزير العدل أياً كان هذا الوزير «هو صاحب صلاحية ويستطيع أن يمارس صلاحياته كاملة، وليس مجرَّد ساعي بريد».

وأكد مرجع قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «التشكيلات هي الأفضل، ومجلس القضاء الأعلى أعدها بصورة مستقلة». وشدد على أنها المرة الأولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها تشكيلات قضائية بمعزل عن التدخلات السياسية. وقال: «لقد طبق المجلس أعلى المعايير الموضوعية، بعد دراسة ملف كل قاضٍ لجهة الكفاءة والنزاهة والإنتاجية، ومدى تحرره من الضغوط الخارجية». وبدا أن عرقلة التشكيلات مرتبطة بشكل مباشر بنقل عدد من القضاة المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون و«التيار الوطني الحر» من المناصب التي يشغلونها، ومنهم النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، التي أصدرت أمس بياناً هاجمت فيه مجلس القضاء الأعلى، وقالت: «هذه التشكيلات تجعلنا نترحَّم على زمن الوصاية السورية».

 

اعتراض رفع عتب على تعيينات باسيل... ودياب يرمي أموال الناس على سلامة! مغارة السلطة والمال... إفتح يا سمسم"

نداء الوطن: الجمعة 10 نيسان 2020

بمعزل عن قضية رياض سلامة والتقرير الفضائحي الذي طاوله على خلفية الوثائق التي تحدثت عن تحويله ملياري دولار إلى حسابات خارجية بمعاونة المعاونة "الممتازة" في المصرف المركزي ماريان الحويك وشقيقه رجا، وبغض النظر عن سجال "التأكيد والتأكيد المضاد" و"النفي والنفي المضاد" والمسارات الإعلامية والقانونية والقضائية التي ستسلكها القضية بين لبنان وفرنسا... يبقى أنّ مجرد دخول حاكم المصرف المركزي بقعة الشك والشبهة عبر تقارير دولية وصفحات معنيّة بكشف الفاسدين كحساب "أنونيموس" عبر "تويتر"، هو بحد ذاته منعطف مفصلي يؤشر على المستوى الدولي إلى كون "أسطورة" الحاكم و"القبة الحديدية" الغربية فوق رأسه بدأت تتداعى لا سيما مع دخول أجهزة أمنية خارجية على خط التسريبات التي طالته، بينما على المستوى المحلي يدل على أنّ منظومة السلطة والمال التي حكمت وتحكّمت بالدولة وهندست ماليتها "غب الطلب" بدأت أيضاً تتهاوى لتتكشف معها تباعاً أسرار مغارة "علي بابا" لنهب المال العام على مرّ العقود والعهود وصولاً إلى يومنا هذا حيث أتت تفليسة الدولة لتكون بمثابة "إفتح يا سمسم" لسبر أغوار هذه المغارة النقدية والمالية والسلطوية في البلاد.

صحيح أنّ سلامة راعي "الخزعبلات" المالية التي استفاد منها أهل الحكم ومن لفّ لفّ "البلاط" في شتى المجالات والميادين، لكنه لا يعدو كونه ذراعاً مالية لمنظومة حكم ارتكبت "السبعة وذمتها" فنهبت وعاثت هدراً وفساداً بالدولة ومؤسساتها، ولن تجديها مسرحية "الخصم والحكم" التي تلعبها اليوم على خشبة السلطة الحالية التي لم تكن ولن تكون بنظر الناس براء من "دم ابن يعقوب" إنما هي شريكة غارقة من رأسها حتى أخمص قدميها في مستنقع النزيف النقدي والمالي والاقتصادي، بدءاً من رئيس الجمهورية وفريقه السياسي الذي كان ولا يزال أحد المشاركين الفاعلين في تسيير دفة منظومة الحكم اللبناني منذ أكثر من 15 عاماً، مروراً برئيس مجلس النواب وفريقه السياسي الذي شكّل ولا يزال، بالتكافل والتضامن مع "حزب الله"، العمود الفقري لهذه المنظومة منذ أيام الوصاية السورية، وصولاً حتى إلى رئيس الحكومة حسان دياب مذ كان برتبة وزير في حكومة "القمصان السود" الفاشلة. لا شيء يؤهل هذه السلطة لأن تكون في موقع المحقق والمدقق والمصلح والحامي للمال العام، ولا يمكنها التنصّل من المسؤولية عما آلت إليه أمور الدولة، فلا الناس تثق بها ولا المجتمع الدولي، وها هي لا تزال تجمع وتطرح وتضرب لمحاولة إيجاد تخريجة ما للأزمة المالية تقوم على نهب المودعين بعد مصادرة أموالهم لسد "فجوة" الخزينة من دون المسّ بكبار المتمولين الذي أثروا على حساب الناس. وكما ثبت بالواقع المعاش أنّ كل تطمينات سلامة إلى متانة الليرة وملاءة القطاع المصرفي وضمان الودائع وحصانة الاقتصاد الوطني كانت مجرد تطمينات "خلّبية"، أغلب الظن اليوم أنّ لازمة عدم المسّ بـ 90% من المودعين (دون سقف مئة ألف دولار) التي لا ينفك دياب يكررها هي أيضاً بمثابة "إبرة بنج" للناس قبل أن يسلك مقص السلطة طريقه نحو الاقتطاع من جنى أعمارهم... وليس أدل على ذلك سوى تنصّل رئيس الحكومة نفسه "حامي الودائع" من المسؤولية عن تحديد مصير هذه الودائع رامياً الكرة إلى ملعب حاكم المركزي بقوله: "لا نملك جواباً عن توقيت حصول المودعين على أموالهم... إسألوا الحاكم". وبينما كان أجدى بدياب أن يسأل هو نفسه سلامة حين حلّ ضيف شرف بالأمس على طاولة مجلس الوزراء بدل إحالة الناس إلى سؤاله عن أموالهم، كان على ما بدا الهمّ الحكومي منصباً خلال الجلسة على تمرير طلائع تهريبات التعيينات على وقع تسجيل اعتراضات "رفع عتب" من ثنائية "أمل - المردة" على إقرار ثنائية "عون - دياب" سلة تعيينات إدارية مدموغة ببصمات رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، بغطاء واضح من "حزب الله" لسحب فتيل "الثلث المعطل" ومنع تفجير الحكومة عبر فرزه الوزير حمد حسن للتصويت مع إقرار السلة مقابل فرز الوزير عماد حب الله ليكون في عداد المعترضين عليها، في وقت ترددت معلومات عن أنّ أجواء الجلسة لم تخلُ كذلك من "حساسيات طائفية" على خلفية تعيين ماروني في موقع درجت العادة على أن يتولاه أرثوذكسي في التفتيش المركزي، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة إلى تبرير الموضوع بفتوى "الحكومة العابرة للطوائف".

 

الحكومة تنقسم على نفسها.. بري وفرنجية يرفضان محاصصة باسيل دياب

الأنباء/الجمعة 10 نيسان 2020

أزمة جديدة معطوفة على كمّ الأزمات التي تبرع الحكومة في إضافتها إلى مسيرتها التي تترنّح خبط عشواء. فعيّنة التعيينات الإدارية التي خرج بها مجلس الوزراء أمس في مجلس الخدمة المدنية والتفتيتش المركزي أعطت نموذجاً عمّا تؤول إليه أمور إدارة الدولة، يضاف ذلك إلى التحضير لخطة مالية أشبه بانقضاض على المال العام والخاص. وبصرف النظر عن كفاءة من تم تعيينهم أو عدمها، فإن الأمر لم يمر مرور الكرام، إذ إن الوزراء المحسوبين على رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سليمان فرنجية أعربوا عن اعتراضهم لعدم اتباع الآلية، خصوصاً وأن الحكومة اعتمدت مبدأ التصويت بالغالبية، فيما رئاسة مجلس الوزراء بررت بأن أي تعديل في الآلية المعتمدة يتطلب تعديلا في النصوص القانونية، غير أن الوزراء المحسوبين على بري وفرنجية لم يقتنعوا بهذا التبرير وتمسكوا بمعارضتهم، وألمحوا الى تقاسم حصص بين التيار الوطني الحر وفريق رئيس الحكومة.

عين التينة غير مرتاحة

في هذا السياق أعربت مصادر الرئاسة الثانية لـ"الأنباء" عن عدم إرتياحها لما جرى أمس في مجلس الوزراء كونه يؤشر على "توافق ضمني بين فريق رئيس الجمهورية وفريق رئيس الحكومة على تقاسم التعيينات من دون الاخذ برأي القوى الأخرى التي تتشكل منها الحكومة، وبالتالي ما جرى بمثابة خرق واضح للقانون المتفق عليه في التعيينات التي تتطلب آلية معينة"، ولفتت الى أن التبرير الذي ساقه رئيس الحكومة لم يكن مقنعًا. وتخوّفت مصادر بري من أن ينسحب هذا التوافق الضمني بين الرئاستين الأولى والثالثة على التعيينات المالية. ورأت أن هناك كباشاً كبيراً داخل مجلس الوزراء، لكنها لن تسمح بعد اليوم باعتماد هذه الطريقة في التعيينات المقبلة، حتى ولو كلف الأمر إيقاف كل التعيينات كما هو حاصل مع تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان وأعضاء هيئة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية. وشددت مصادر بري على أن لا تراجع عن موقفها الرافض للأسلوب الذي اتبع في مجلس الوزراء مهما كلف الأمر.

"المردة" ينصح

مصادر تيار المردة أكدت بدورها معارضتها أسلوب المحاصصة وتقاسم المغانم بين التيار الوطني الحر ورئيس الحكومة حسان دياب، ونصحت الحكومة بعدم العودة الى هكذا أسلوب لأنه سيواجه بمعارضة شديدة "حتى ولو إقتضى الأمر تعليق مشاركة وزيري المردة في الحكومة، لأن موضوع التعيينات لا يمكن أن يمر بهذه الطريقة، فيما عيون العالم شاخصة نحو لبنان وقد آن الآوان للخروج من إسلوب المحاصصة وكسب المغانم، وبالمقابل إعتماد مبدأ الكفاءة والشفافية، بغض النظر عن الإنتماء السياسي لهذا الموظف أو ذاك. فإما أن نبني إدارة شفافة بمعيار وطني كما يتطلع الينا العالم، أو أن نستمر بتقاسم الحصص فنقوّض ما تبقى من دعائم الدولة".

رد على باسيل

في سياق آخر، ردّت مصادر معارضة على تغريدة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي هاجم فيها من سمّاهم بـ"مفبركي الشائعات والأخبار الكاذبة" ضده حول "الصفقات والسمسرات" وإتهامه بالتدخل لدى السفراء والقناصل لإعادة اللبنانيين المغتربين الذين ينتمون لتياره دون غيرهم كما حصل بطائرة "لاغوس". وقالت المصادر المعارضة: "ليت الوزير باسيل لم يعلق على هذه الإتهامات التي تدينه إدانه موثّقة، بعد المعلومات التي كشفها مدير المطار من أن طائرتين خاصتين حطتا في مطار رفيق الحريري الدولي قادمة من إحدى الدول الافريقية بطلب من باسيل وعلى متنها عائلات لبنانية إحداها من آل باسيل".

أما في ما يتعلق باتهامه بموضوع الصفقات والسمسرات ومطالبته باعتماد "الحجر" على الكذب كما يقول، فقد ردت المصادر على هذا الكلام بالقول: "عندما يوقف باسيل مزراب الهدر والفساد والسمسرات ينتهي الأمر ولا نعود بحاجة لأي حجر، لأن الحقيقة لا يمكن حجرها عن أحد". وختمت المصادر "لا دخان بدون نار". الى ذلك وفي جديد الإجراءات المتخذة للحد من انتشار كورونا وتمديد خطة التعبئة العامة الى السادس والعشرين من الشهر الجاري، كشفت مصادر مطلعة لـ"الأنباء" أن الحكومة كانت بصدد التخفيف من إجراءات التعبئة العامة والسماح للمؤسسات بالعمل بأوقات محددة، لكن عدم إقبال اللبنانيين على إجراء فحص PCR وظهور عوارض كورونا في عدد من المناطق وخاصة بعد تسجيل إصابات في صفوف المغتربين العائدين الى لبنان، دفعها الى تمديد خطة التعبئة أسبوعين إضافيين تداركا لما قد ينتج في حال رفع الحظر وعدم التزام الناس بالحجر الطوعي ومنع الاكتظاظ. ورأت المصادر أن تمديد مدة الحظر يساعد اللبنانيين على وقف مخاطر إنتشار هذا الوباء، كما يفسح المجال لإعادة تقييم شاملة له من كافة النواحي، لاسيما أن الإجراءات المتخذة أعطت نتيجة ايجابية لإبقاء الأمور تحت السيطرة، كما أن الإقبال على فحص PCR وإرتفاع العدد لأكثر من ألف شخص يعطي مؤشرًا إيجابيا على إرتفاع نسبة الوعي لدى اللبنانيين للتأكد من عدم إصابتهم بهذا المرض. وشددت المصادر على أهمية التدابير الأمنية وعدم التراخي فيها، وأن خطة سير المركبات بحسب أرقامها حدّت كثيرا من تنقل المواطنين ورفعت نسبة الالتزام بالحجر المنزلي. أما في ما يتعلق باستكمال خطة إعادة المغتربين فأوضحت المصادر أن الحكومة في جلسة الثلاثاء المقبل ستجري تقييمًا شاملا للمرحلة الأولى من هذه العودة وفي ضوئها ستقرر الخطوات اللاحقة.

 

لبنان يحبط أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخه

بيروت/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اليوم (الجمعة) عن ضبط أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان بعد إحباط إخراج 25 طناً من حشيشة الكيف عبر مرفأ بيروت إلى دولة أفريقية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوردت في بيان أن مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية، وبعد متابعة لنحو شهر «ضبط قافلة مؤلّفة من 8 شاحنات كانت متّجهة إلى حرم مرفأ بيروت، على متنها حاويات بداخلها آلاف الأكياس من النايلون، تحتوي على أتربة زراعية». وجرى، بعد الانتهاء من تفتيش الحاويات في المرفأ في 24 مارس (آذار): «ضبط كميات كبيرة من حشيشة الكيف بلغت زنتها نحو 25 طناً، كانت موضّبة... بطريقة محترفة داخل أكياس التراب»، وفق البيان. وتعد الكمية المضبوطة، التي كانت في طريقها إلى دولة أفريقية لم تسمّها قوى الأمن، «الأضخم بتاريخ لبنان، وكانت مجهّزة ومعدّة للتجارة والترويج والبيع والتهريب إلى الخارج». وذكرت أن «التحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص، والعمل مستمر لتوقيف المتورطين». ويُعد لبنان، وفق الأمم المتحدة، ثالث منتج لعجينة الحشيشة في العالم. ويجد المنتج اللبناني بشكل أساسي أسواقاً له تحديداً في منطقة الشرق الأوسط. وشكّلت الحشيشة اللبنانية المعروفة بـ«نوعيتها الجيدة» صناعة مزدهرة خلال الحرب الأهلية (1975 - 1990)، وكانت تدرّ ملايين الدولارات، قبل أن تقوم الدولة بحملات للقضاء عليها، واعدةً بزراعات بديلة، الأمر الذي لم يتحقق. وتعمل القوى الأمنية على إتلاف المحاصيل التي تُزرع في منطقة البقاع شرقاً وتلاحق المزارعين. ووقعت مواجهات دامية أحياناً بينها وبين العائلات التي تعمل في هذا المجال، كما حصلت تدخلات سياسية لوقف الحملات والملاحقات.

وفي السنوات الأخيرة، ضبطت القوى الأمنية كميات كبيرة من الحشيشة وحبوب الكبتاغون معدّة للتصدير وتم توقيف العديد من شبكات التجارة الدولية. كما تمّ ضبط كميات من الكوكايين والمخدرات الصناعية المستوردة إلى لبنان.

 

هنا أكثر أماناً»... مواطنون أميركيون في لبنان يرفضون العودة إلى بلدهم

بيروت/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

كانت كارلي فوغلي برفقة مجموعة من أصدقائها الدنماركيين في بيروت الشهر الماضي، عندما فكرت في العودة إلى الولايات المتحدة. وكانت المجموعة تستعد لمغادرة لبنان، وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا هناك، وحاولوا إقناعها بالقيام بالشيء نفسه.

لكن المستشارة بالقضايا الإنسانية، البالغة من العمر 28 عاماً، من مونتانا، قررت البقاء. وبعد أن أغلق لبنان حدوده في 19 مارس (آذار) لوقف انتشار الوباء العالمي، بدأت في وضع المفروشات على شرفة منزلها، حيث أدركت حينها أن مدة بقائها في بيروت ليست معروفة بعد، وقد تمتد، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

وتقول فوغلي: «لقد اتخذت هذا القرار لمجموعة من الأسباب الشخصية والحسابات حول الفيروس... أعتقد أن الوضع أكثر أماناً هنا». وفوغلي ليست الوحيدة من الجالية الأميركية في لبنان التي اتخذت هذا القرار، حيث إن كثيراً من المواطنين الأميركيين في بيروت، الذين تحدثت إليهم شبكة «سي إن إن»، أظهروا المخاوف نفسها، مستشهدين بعدد الإصابات والوفيات الذي يرتفع بشكل صاروخي في الولايات المتحدة. وعندما قالت الحكومة الأميركية، الأسبوع الماضي، إنها ستنقل مواطنيها والمقيمين الدائمين إلى الولايات المتحدة على متن طائرة مقابل 2.500 دولار لكل تذكرة، لجأ بعض الأميركيين إلى «تويتر» لرفض العرض علناً. وكتبت الصحافية المستقلة في بيروت آبي سيويل، في تغريدة، رداً على إعلان السفارة الأميركية: «لا... أمي وأنا لن نرغب في العودة». وأخبرت سيويل شبكة «سي إن إن» أنها لم تفكر قط في قبول العرض. وأضافت: «من كل ما أقرأه، فإن الوضع أسوأ في الولايات المتحدة، من حيث عدد الحالات وإجراءات الوقاية، أو الافتقار إليها، ومدى إرهاق النظام الصحي». وتابعت: «أيضاً، لأنني أعيش في الخارج منذ سنوات، ليس لديّ تأمين صحي في الولايات المتحدة الآن، لذلك إذا أصبت بالفيروس هناك، فسأضطر لدفع كثير من الدولارات لتلقي العلاج». وفي صباح 5 أبريل (نيسان) الحالي، نقلت السفارة الأميركية 95 مواطناً أميركياً من لبنان، وفقاً لمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية. ويقدر أن آلاف الأميركيين يعيشون في لبنان، وكثير منهم يحملون الجنسية اللبنانية. وقال المسؤول لـ«سي إن إن»: «ليس لدى وزارة الخارجية أولوية أكبر من سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في الخارج... نحن نعمل لمواجهة التحدي التاريخي الذي يمثله وباء (كوفيد-19) كل يوم في جميع أنحاء العالم». وعندما سُئل عن الأميركيين الذين يشيرون إلى أن بيروت أكثر أماناً من الولايات المتحدة، رفض المسؤول التعليق. وقالت دارين هاولاند، الأميركية البالغة من العمر 27 سنة، المحتجزة في شقتها في بيروت، وهي تغوص في عملها بصفتها مستشارة: «خطتي هي البقاء هنا لوقت غير محدد». وتابعت: «حقيقة أن الأمور سيئة للغاية في الولايات المتحدة تعني أنها واحدة من المرات الأولى التي يكون فيها لبنان أكثر أماناً من الولايات المتحدة». وأضافت هاولاند: «رغم الوضع السياسي والاقتصادي السيئ في لبنان... أعتقد أن هنا أفضل، لذلك قرر جميع أصدقائي الأميركيين البقاء».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

“العفو الدولية”: مقتل سجناء على أيدي قوات الأمن الإيرانية بسبب كورونا

وكالات/10 نيسان/2020

ذكرت منظمة العفو الدولية أن نحو 36 سجيناً في إيران قتلوا على أيدي قوات الأمن بعد استخدام قوة مفرطة للسيطرة على احتجاجات بشأن مخاوف تتعلق بتفشي كورونا في سجون متعددة بالبلاد. ووفق الموقع الرسمي للمنظمة، نظم الآلاف من السجناء في ثمانية سجون على الأقل في جميع أنحاء البلاد احتجاجات بسبب مخاوف من الإصابة بالفيروس المميت، مما أثار ردود فعل عنيفة من ضباط السجن وقوات الأمن، وتم استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لقمع الاحتجاجات، مما أسفر عن مقتل حوالي 65 سجينًا وإصابة مئات آخرين. وفي ذات السياق، قالت ديانا الطحاوي، نائبة المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، إنه “من البغيض أنه بدلاً من الاستجابة لمطالب السجناء المشروعة بالحماية من COVID-19، لجأت السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى قتل الناس لإسكات مخاوفهم”. وأضافت: “هناك حاجة ملحة إلى إجراء تحقيق مستقل في التعذيب والوفيات في الحجز بغية تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة”. ونوهت: “يجب إصدار تعليمات لقوات الأمن بالوقف الفوري لاستخدام القوة المميتة غير القانونية، والامتناع عن معاقبة السجناء الذين يطالبون بحقهم في الصحة”. في غضون ذلك، دعت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء المحتجزين لمجرد ممارستهم حقوقهم سلمياً. وشددت المنظمة، أنه على الرغم من بعض عمليات الإفراج الأولية، فإن السلطات الإيرانية فشلت في إطلاق سراح الغالبية العظمى من سجناء الرأي، الذين لا يزال مئات منهم في السجن. ونوهت أنه ييتوجب على السلطات التفكير في الإفراج عن السجناء المحتجزين قبل المحاكمة أو أولئك الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

مخاوف

في الأسابيع الأخيرة، كان السجناء وعائلاتهم يدقون ناقوس الخطر من أن السلطات الإيرانية فشلت في توفير الحماية الكافية لنزلاء السجون خلال جائحة COVID-19. وأفادت وسائل الإعلام المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان أن نزلاء سجون عديدة أثبتت إصابتهم بالفيروس. ونتيجة لذلك قام العديد من السجناء بالإضراب عن الطعام احتجاجًا على عدم استجابة السلطات لمطالبهم بالإفراج عنهم أو إجراء اختبار للكشف عن الإصابات بالفيروس.

معلومات

في 30 مارس / آذار و 31 مارس / آذار ، طبقاً لمصادر مستقلة بما في ذلك أسر السجناء، استخدمت قوات الأمن القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات في سجن “سيبيدار” وسجن “شيبان” في مدينة الأحواز بمقاطعة خوزستان. واعترف رئيس قوة الشرطة في محافظة خوزستان بأن أعضاء من الحرس الثوري وقوات الباسيج شبه العسكرية قمعوا الاحتجاجات بعد أن أشعل بعض السجناء سلال القمامة. وتوقعت منظمة العفو الدولية، أن الاحتجاجات في سجن سيبيدار ربما اندلعت بعد أن تخلت السلطات عن وعودها السابقة بإطلاق سراح السجناء الذين ليس لدى السلطات مخاوف أمنية محددة كإجراء وقائي لمنع انتشار COVID-19. وتظهر العديد من مقاطع الفيديو التي تم التقاطها من خارج السجون ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي دخانًا يتصاعد من المباني، في حين يمكن سماع أصوات إطلاق النار والصراخ. وتشير التقارير الواردة من عائلات السجناء، والصحفيين ونشطاء ومنظمات حقوقية عربية أحوازية، إلى أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لإنهاء الاحتجاجات في سجن سيبيدار، مما تسبب في إصابات وحوالي 15 حالة وفاة. وأخبر قريب لسجين قُتل في سجن سيبيدار منظمة العفو الدولية، بشرط عدم الكشف عن هويته، أنه بعد عدة أيام من الاحتجاجات، اتصل بهم أحد أفراد قوة الشرطة وأمرهم بأخذ جثة قريب له، زاعمة أنه مات بسبب جرعة زائدة من المخدرات على الرغم من أن الأسرة تصر على أنه لم يتعاطى المخدرات قط. كما رفضت السلطات تزويد الأسرة بشهادة وفاة أو بأي تأكيد خطي آخر لسبب الوفاة. وبما أن السجين المتوفى لم يكن يعاني من أي حالات صحية موجودة من قبل، تشك عائلته في وفاته نتيجة استنشاقه للغاز المسيل للدموع أثناء الاحتجاج.

مذبحة

في سجن شيبان، أفاد صحفيون ونشطاء أنه بعد احتواء الاضطرابات من قبل قوات الأمن، تم تجريد السجناء الذين شاركوا في الاحتجاجات وضربهم في فناء السجن الأمر الذي أدى إلى مقتل حوالي 20 سجينًا على أيدي قوات الأمن، وفقًا لتقارير من عائلات السجناء والصحفيين ونشطاء ومنظمات حقوقية عربية أحوازية. وتؤكد منظمة العفو الدولية، أنه تم نقل الناشط في مجال حقوق الأقليات محمد علي عموري والعديد من الآخرين خارج سجن شيبان بعد الاضطرابات ولا يزالون محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في مكان مجهول. وتخشى منظمة العفو الدولية من أنهم قد يتعرضون لخطر التعذيب. كما توفي “دانيال زينولابديني”، الذي كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بشأن جريمة ارتكبها عندما كان دون سن 18، في ظروف مريبة الأسبوع الماضي. وكان قد شارك في الاحتجاجات في سجن “مهاباد” بإقليم أذربيجان الغربية عندما تم نقله إلى سجن “ميانبواد” في المقاطعة نفسها. وكان دانيال زينولابديني اتصل بأسرته في 30 مارس، مؤكدا أنه تعرض للضرب المبرح على أيدي حراس السجن وتوسلهم طلباً للمساعدة. وفي 3 أبريل / نيسان، تلقت عائلته مكالمة من السلطات تدعي أنه انتحر طالبة أن يتم تسلم الجثمان. ومع ذلك، اعترضت عائلته على هذا الادعاء، مؤكدة أن جسده كان مغطى بالكدمات والجروح. وقالت منظمة العفو الدولية، إنها فحصت صورة جثة دانيال زينولابديني وتعتقد أنها تظهر علامات تتوافق مع التعذيب. وأعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الخميس، تسجيل 117 وفاة نتيجة فيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، وهو ما يرفع حصيلة الضحايا في البلاد إلى 4110. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهنبور، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إحصاء 1634 إصابة جديدة، لترتفع معها الحصيلة الإجمالية للإصابات المؤكدة إلى 66220 إصابة.

 

وباء «كورونا» يحصد 100 ألف ضحية في العالم

باريس/الشرق الأوسط ووكالات/10 نيسان/2020

أسفر انتشار فيروس كورونا المستجد عن 96344 وفاة على الأقل في العالم منذ ظهوره في ديسمبر (كانون الأول) في الصين، وفق حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية اليوم (الجمعة)، الساعة 11.00 ت غ. وتم تشخيص ما يزيد عن 1605250 إصابة رسمياً في 193 دولة ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء العالمي، غير أن هذه الحصيلة لا تعكس سوى جزء من الإصابات الحقيقيّة لأنّ عدداً كبيراً من الدول لا يُجري فحوصاً إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. ومن أصل هذه الإصابات، شفي ما لا يقل عن 331 ألف شخص.

وتبقى إيطاليا التي سجلت أول وفاة نتيجة فيروس كورونا المستجد في نهاية فبراير (شباط)، الدولة الأكثر تأثرا بالوباء من حيث عدد الوفيات الذي بلغ 18279 من أصل 143626 إصابة، فيما أعلنت السلطات الإيطالية شفاء 28470 مريضاً.

والبلد الأكثر تأثرا بعد إيطاليا هو الولايات المتحدة التي تسجل 16686 وفاة من أصل 466299 إصابة، ثم إسبانيا مع 15843 وفاة من أصل 157022 إصابة، وفرنسا مع 12210 وفاة من أصل 117749 إصابة، وبريطانيا مع 7978 وفاة من أصل 65077 إصابة.

أما الصين القارية (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) التي ظهر فيها الفيروس أواخر ديسمبر (كانون الأول )، فأحصت 81907 إصابة بعد تسجيل 42 إصابة جديدة بين الخميس والجمعة، من ضمنها 3336 وفاة (وفاة واحدة جديدة)، يقابلها شفاء 77455 شخصاً.

ومن حيث عدد الإصابات، تأتي الولايات المتحدة في الطليعة إذ تسجل رسميا 466299 إصابة، من بينها 16686 وفاة، فيما شفي 26522 شخصاً. وبلغت الحصيلة في أوروبا الجمعة 67247 وفاة من أصل 826389 إصابة، وفي الولايات المتحدة وكندا 17212 وفاة من أصل 486992 إصابة، وفي آسيا 4603 وفاة من أصل 130415 إصابة، وفي الشرق الأوسط 4493 وفاة من أصل 91327 إصابة، وفي أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي 2090 وفاة من أصل 50589 إصابة، وفي إفريقيا 640 وفاة من أصل 12260 إصابة، وفي أوقيانيا 59 وفاة من أصل 7282 إصابة.

 

اجتماع غير مسبوق لمجلس الأمن بحثاً عن «علاج جماعي» للفيروس القاتل

مشروعان فرنسي وتونسي لمواجهة «كوفيد ـ 19» في ظل خلافات أميركية ـ صينية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

بعد أسابيع من الانقسامات، لا سيما بين الصين والولايات المتحدة، وجد أعضاء مجلس الأمن أنفسهم بعد ظهر الخميس أمام وضع لا سابق له، إذ عقدوا جلسة مغلقة طال انتظارها عبر أثير الفيديو، وتداولوا فيها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كيفية التعامل مع جائحة «كوفيد 19» التي تشل حركة العالم، وفي البحث عن «علاج جماعي» للفيروس القاتل. وفي ظل تردد واضح من كل من الصين وروسيا استمر أسابيع، طلب هذا الاجتماع تسع من الدول العشر الأعضاء المنتخبين في المجلس: تونس وإستونيا وألمانيا وإندونيسيا وبلجيكا وجمهورية الدومينيكان وسانت فنسنت وغرينادين والنيجر وفيتنام، ولم تشارك الدولة العاشرة، وهي جنوب أفريقيا، هذا الطلب باعتبار أن فيروس «كورونا» مشكلة صحية واقتصادية عالمياً، وليست تهديداً للأمن والسلم الدوليين. ووفقاً لدبلوماسيين في نيويورك، ركز الاجتماع على نداء الأمين العام للمنظمة الدولية من أجل وقف عالمي لإطلاق النار، وعلى مناقشة تأثير الوباء على جدول أعمال مجلس الأمن نفسه، بما في ذلك عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة والاستجابات الإنسانية. وعقدت الجلسة بينما لا يزال أعضاء مجلس يناقشون مشروعي قرارين منفصلين بشأن جائحة «كورونا»، مشروع القرار الأول بقيادة فرنسية تمت مناقشته حصراً بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى روسيا والصين، بالإضافة إلى مشروع قرار آخر قدمته تونس لبقية الأعضاء من أجل التفاوض. وبحث أعضاء المجلس في الجلسة إصدار بيان عادي، على غرار جملة من البيانات التي صدرت منذ باشروا عقد جلسات عبر الأثير خلال الشهر الماضي، بسبب التفشي الواسع لوباء «كورونا» في ولاية نيويورك.

ومع تفاقم الجائحة، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة نداءً من أجل وقف عالمي فوري لإطلاق النار في 23 مارس (آذار) الماضي، بغية «التركيز معاً على الكفاح الحقيقي في حياتنا». وفي تقرير أصدره الأسبوع الماضي، قدم غوتيريش تحديثاً حول ندائه العالمي لوقف إطلاق النار، واصفاً الجائحة بأنها «أعظم اختبار واجهه العالم منذ تشكيل الأمم المتحدة»، محذراً من «عواقب عميقة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، بما في ذلك ما يتعلق بالسلم والأمن الدوليين». وأشار إلى الطرق التي يمكن أن يصبح بها الوباء مزعزعا للاستقرار، ومنها «تأجيل الانتخابات أو فرض القيود على القدرة على التصويت، والقيود المستمرة على الحركة والوصول إلى الغذاء والموارد الأخرى، فضلا عن تصاعد البطالة والسخط على قدرة المؤسسات العامة على الرد، مما يمكن أن يزيد التوترات السياسية». وبالإضافة إلى دعوته لوقف إطلاق النار، ركز غوتيريش خلال إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن على تأثير الوباء والمخاطر على جدول أعمال المجلس. في ندائه العالمي، سلط الضوء على التحديات الخاصة التي تواجه البلدان المتضررة من النزاع حيث «انهارت النظم الصحية» وصار «المهنيون الصحيون قليلي العدد وغالباً ما كانوا مستهدفين»، فضلاً عن اللاجئين والنازحين الذين باتوا «ضعفاء بشكل مضاعف». وكما لاحظ في تقريره الأخير، أفاد بأن بعض الجهات قد تسعى إلى الاستفادة من حالة عدم اليقين التي يسببها الوباء، مما يؤدي إلى زيادة العنف، لافتاً إلى احتمال أن تحاول الجماعات الإرهابية استغلال الوضع. وحذر من أن يخاطر الوباء بصرف الانتباه الدولي عن الوساطة وأعمال منع النزاعات. وناقش غوتيريش أيضاً تأثير الوباء على عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة وقدرتها على تنفيذ الأنشطة المكلفة بها بشكل كامل، علماً بأن المنظمة الدولية علقت عمليات تناوب القوات الدولية حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل، إلا في ظروف استثنائية. وتعمل هذه البعثات على وضع تدابير لحماية سلامة وصحة حفظة السلام، بينما تحاول أيضاً دعم استجابات الحكومات المضيفة للوباء. وذكر ببعض الردود الإيجابية على ندائه من قبل عدد من أطراف النزاع، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وكان آخرها إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الذي أعلنته الأطراف في الكاميرون والفلبين والسودان. ولم تترجم المبادرات الإيجابية الأولية للنداء بعد في أماكن أخرى مثل ليبيا. وشدد غوتيريش على أن ممثليه الخاصين ومبعوثيه الخاصين - وفي بعض البلدان من المنسقين المقيمين - يتلقون كامل الدعم من الأمانة العامة في تعاملهم مع الجهات الفاعلة في الصراع لتحقيق اتفاقات وقف إطلاق النار. وكان أعضاء مجلس ناقشوا تأثير الوباء حتى الآن فقط في سياق حالات الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا وسوريا والشرق الأوسط وأفغانستان ومالي. وأصدروا بيانات تدعو البعثات إلى العمل مع السلطات الحكومية لمنع انتشار الوباء عبر وقف التصعيد أو الوصول إلى وقف للنار وضمان وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة وأمن أفراد بعثة الأمم المتحدة. لكن الأعضاء لم يتفقوا بعد على بيان أو قرار بشأن الأزمة الصحية العالمية الأوسع.

واقترحت إستونيا أولاً بياناً في 18 مارس، أعرب على أثره بعض الأعضاء بما في ذلك جنوب أفريقيا والصين، عن مخاوف بشأن النص الذي يتجاوز نطاق ولاية المجلس في معالجة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان. ويبدو أن العائق الرئيسي لأي موقف من المجلس يرتبط بالتغلب على الاختلافات داخل الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، ولا سيما الانقسامات بين الصين والولايات المتحدة حول تحديد أصل الفيروس واسمه. ورأى دبلوماسيون أن «المواقف تسير في الاتجاه الصحيح»، وقد تتخلى واشنطن عن إصرارها على تضمين أيّ بيان أو قرار يصدر عن مجلس الأمن فقرة تشير إلى الأصل الصيني للوباء، وهو التعبير الذي يثير غضب الصين. وأوضح دبلوماسي أن «الهدف هو العمل وتوحيد المجلس وحل الخلافات وإعادة التأكيد على ضرورة المضي نحو قرار في أسرع وقت ممكن». وترى فرنسا أنه يتعين تسوية الخلافات بين «الخمسة بلدان الكبار» قبل الشروع بالمباحثات بين الدول الـ15، وإلا فلن تفضي النقاشات إلى نتيجة. ومن أجل التوصل إلى ذلك، تسعى باريس منذ أسبوعين إلى تنظيم اجتماع عبر الفيديو يضم قادة الدول الخمس، إلا أن الأمر تعقد بسبب دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المستشفى والتحفظ الذي تبديه الصين إزاء الالتزام بموعد من دون توضيح محتوى الجلسة.

وقال سفير غربي فضل عدم الكشف عن هويته: «في كل الأحوال، نحن نحتاج إلى بعضنا البعض». وأضاف «لا تستطيع الدول الدائمة العضوية تمرير نص دون تصويت الدول غير الدائمة، كما لا تستطيع الدول غير الدائمة العضوية فرض نص على الدول الأخرى التي تتمتع بحق النقض. يجب التوصل بالضرورة إلى اتفاق. يجب أن نتفق». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت بإجماع أعضائها الـ193 قبل أسبوع قرارا يدعو إلى «التعاون». ويتعين الحصول على تسعة أصوات من أصل 15 لاعتماد قرار في مجلس الأمن، من دون أن يستخدم أي من الأعضاء الدائمين حق النقض.

 

معنويات رئيس وزراء بريطانيا «مرتفعة جداً» بعد خروجه من العناية المركزة

لندن/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم (الجمعة)، إن معنويات جونسون «مرتفعة جدا» بعد إعادته إلى غرفة بالمستشفى عقب خروجه من العناية المركزة لكن تعافيه من فيروس كورونا المستجد ما زال في مرحلة مبكرة. وأضاف المتحدث، للصحافيين، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «عاد رئيس الوزراء إلى غرفة ويواصل تعافيه الذي لا يزال في مرحلة مبكرة، ولا تزال معنوياته مرتفعة جدا». وردا على سؤال عن موعد عودة جونسون للعمل قال المتحدث: «يبدأ رئيس الوزراء مرحلة تعافيه للتو وسيأخذ النصائح من فريقه الطبي»، وأضاف: «أُبلغت أنه كان يلوح شاكرا لجميع الممرضين والأطباء الذين شاهدهم أثناء إعادته إلى الغرفة من وحدة العناية المركزة، وقال إن معنوياته كانت مرتفعة للغاية الليلة الماضية». وفي سياق متصل، قال ستانلي جونسون، والد رئيس الوزراء البريطاني، إنه لا يتصور عودة نجله سريعا لمباشرة مهام منصبه. وتابع ستانلي جونسون لمحطة «بي بي سي راديو 4»: «يجب أن يأخذ وقتا. لا يمكنني أن أفكر في أنه سيخرج من المستشفى ليعود مباشرة إلى داونينغ ستريت، ليباشر العمل دون فترة نقاهة». وكان جونسون قضى ثلاثة أيام داخل الرعاية المركزة بمستشفى سانت توماس في لندن بعدما تدهورت صحته. وبوريس جونسون هو أول زعيم عالمي يدخل المستشفى مصابا بفيروس كورونا، وأجبره ذلك على تسليم مهام منصبه لوزير الخارجية دومينيك راب مع اقتراب تفشي الوباء في بريطانيا من ذروته الأشد فتكا. وسجلت بريطانيا 881 حالة وفاة أخرى مرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا، أمس (الخميس)، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى نحو ثمانية آلاف.

 

إجماع عراقي على الكاظمي بعد انسحاب الزرفي/رئيس الوزراء المكلف الجديد يتعهد وضع مطالب الشعب في مقدمة أولوياته

بغداد - لندن/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

أكد مصطفى الكاظمي، مدير جهاز المخابرات العراقي الذي كلفه الرئيس برهم صالح أمس بتشكيل الحكومة خلفا لمحافظ النجف السابق عدنان الزرفي الذي اعتذر عن التكليف، أنه سيلبي تطلعات العراقيين. وأضاف الكاظمي: «مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية أتعهد أمام شعبي الكريم بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق». وأكد على أن الحكومة الجديدة ستعمل على «حل الأزمات وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام». وحتى أول من أمس كان جدول أعمال الزرفي مزدحما بمختلف أنواع الالتزامات. لقاءات مجدولة مع كبار المسؤولين في الدولة وزراء ورؤساء قطاعات ومنظمات واتحادات نقابية، وكذلك زيارات إلى الكتل السياسية بهدف إقناعها بالانضمام إلى حكومته. وحتى مع بدء توافد الموفدين له من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح لغرض الاعتذار طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر موثوقة فإن الزرفي الموصوف بعناده بقي يرفض من جهة دون أي خط رجعة وينتظر في المقابل أن تعلمه رئاسة البرلمان بموعد جلسة نيل الثقة التي طلبها. لكن لا الوفود توقفت عن المجيء إليه لكي يغير رأيه ولا رئاسة البرلمان أعلنت عن موعد وشيك لعرض كابينة الزرفي التي لم يقدم أيا من أعضائها إلى هيئة المساءلة والعدالة طبقا لما أبلغ به «الشرق الأوسط» صلاح الجبوري، عضو الهيئة، قائلا إن «المساءلة والعدالة حتى يوم الأربعاء لم تتسلم السير الذاتية للوزراء الذين يفترض أن يكون المكلف قد ضمهم إلى حكومته» مبينا أن «موافقة المساءلة والعدالة وهيئة النزاهة شرط ضروري قبل عرض أي وزير على التصويت».

مساء الأربعاء، واستنادا إلى المصادر العليمة، تغيرت المواقف حيث دخل تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري على الخط مباشرة وبوساطة من التيار الصدري قادها نصار الربيعي رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري الذي اصطحب الزرفي معه إلى اجتماع في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وبحضور العامري حيث تم إقناع الزرفي بالانسحاب من التكليف من منطلق أن القضية لا تتعلق به بقدر ما تتعلق بالسياقات الدستورية التي يرون إنها خاطئة وجرت بموجبها عملية التكليف.

الزرفي الذي أورد عبارة غامضة في رسالة الاعتذار التي وجهها إلى العراقيين وأرسل نسخة منها إلى رئيس الجمهورية برهم صالح تتمثل في رأيه بأن هناك أسبابا «داخلية وخارجية» تقف خلف عدم إكمال المهمة. لكنها من وجهة نظره «لن تمنعني من المضي في خدمة شعبي عبر موقعي النيابي الحالي وسوف أواصل العمل والاستعداد معكم للانتخابات القادمة المبكرة لاستكمال المشروع الوطني وتطوير أسسه الاقتصادية». من جهته فإن الرئيس العراقي الذي كان خياره منذ البداية وعند استقالة عادل عبد المهدي هو المجيء بالكاظمي لمنصب رئاسة الحكومة أعلن في خطابه أثناء مراسم تكليف الكاظمي بحضور معظم قادة الخط الأول من الزعامات العراقية (محمد الحلبوسي رئيس البرلمان، فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى،، عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية العليا، حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق، هادي العامري زعيم تحالف الفتح وسواهم) قال: «إننا أضعنا فترة طويلة والشعب العراقي ينتظر منا الكثير والكثير وكان الواجب علينا أن نتقدم بتشكيل في أسرع وقت». وعد صالح ما حصل من إجماع غير مسبوق في تكليف الكاظمي «إنما هو إنجاز مهم وتقدير مهم»، مشيدا في الوقت نفسه باعتذار الزرفي عن المضي في تشكيل الحكومة عبر ما عده صالح «التزاما وتقديرا من قبله للمصلحة الوطنية ومواقفه الشجاعة في هذه الظروف».

كما أشاد صالح بشدة بالكاظمي وقال إنه «شخصية مناضلة ومثقفة معروف عنه النزاهة ومعروف عنه الاعتدال ومعروف عنه الحرص على الحقوق العامة للعراقيين». وبشأن حظوظ الكاظمي في إكمال مهمته، يقول عضو البرلمان العراقي عن حركة إرادة حسين عرب لـ«الشرق الأوسط» إن «الكاظمي كان مرشحنا أصلا لرئاسة الوزراء وكان أحد الأسماء الخمسة الذين وقعنا عليها كنواب وأعطيناها إلى رئيس الجمهورية»، مضيفا أن «الكاظمي هو من الجيل الثاني من القيادات السياسية وهو كما نعتقد لديه إمكانيات كبيرة لقيادة البلد وبالتالي لسنا معترضين وكنا داعمين له غير أن الإخوة في بعض القوى السياسية أعلنوا رفضه له في البداية غير أن الأمور اختلفت اليوم وبالتالي فإن دعمنا له مؤكد وسوف نصوت له داخل قبة البرلمان». في السياق نفسه أكد عبد الله الخربيط عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية دعم «التحالف للكاظمي لأنه من وجهة نظرنا قادر على إشغال هذا المنصب في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ بلدنا». وأضاف الخربيط لـ«الشرق الأوسط» أن «دعمنا للكاظمي يأتي كونه يمتلك مواصفات ملائمة لما يجري الآن كما أن الكاظمي يعد هو الأقل قربا لأي من الأحزاب النافذة الآن وبالتالي لا يعتبر تكليفه هزيمة لأي حزب أو طرف على حساب آخر».

 

اتفاق تاريخي لمنتجي النفط بعد 7 ساعات من المباحثات/توافق على خفض يبدأ بـ10 ملايين برميل في مايو

لندن: /الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

بعد 7 ساعات من المفاوضات، التي امتدت عبر «فيديو كونفرنس» حتى منتصف ليل أمس، اتفقت «أوبك» ومنتجو النفط المتحالفون معها، في إطار ما يعرف بمجموعة «أوبك+»، على خفض الإنتاج بـ10 ملايين برميل يومياً في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) المقبلين، من أجل رفع الأسعار المنهارة جراء أزمة فيروس كورونا، حسبما ذكرت المجموعة في بيان. وقالت «أوبك» إن التخفيضات ستتقلص بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) إلى 8 ملايين برميل يومياً، ثم يجري تخفيفها مجدداً إلى 6 ملايين برميل يومياً بين يناير (كانون الثاني) 2021 وأبريل (نيسان) 2022، موضحة أنها ستعقد مؤتمراً آخر عن بعد في 10 يونيو المقبل لتقييم السوق. ولم يُشر بيان «أوبك+» إلى اشتراط أن تخفض دول خارج المجموعة إنتاجها النفطي، وفي تسريبات حول مسودة المناقشات، أشارت وكالة «رويترز» إلى أن هناك تفاهماً بين السعودية وروسيا على حساب التخفيضات من خط أساس يبلغ 11 مليون برميل يومياً لكلا البلدين.

وفي مستهل الاجتماع، الذي انطلق في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، استعرضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الوضع المقلق لسوق النفط، واصفة حالة العرض والطلب بأنها «مروعة». وقال الأمين العام للتكتل، محمد باركيندو، في كلمة نشرتها المنظمة على موقعها، إن «صناعتنا تنزف، ولم يتمكن أحد من وقف النزف». وجاء في تغريدة لمنظمة «أوبك»: «بدأ الاجتماع التاسع (الطارئ) بين وزراء (أوبك) ونظرائهم في الدول غير الأعضاء»، وقد أُرفقت التغريدة بصورة لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، والروسي ألكسندر نوفاك خلال اجتماع عبر الفيديو.

ودعت السعودية التي بادرت إلى تنظيم الاجتماع بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى «اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق». وبحثت بلدان منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركاؤها في «أوبك+» خفضاً كبيراً للإنتاج العالمي للنفط، وهو سلاحها الرئيسي في مواجهة تدني الطلب العالمي على الذهب الأسود.

وكان يبدو أن هناك توافقاً على اقتطاع 10 ملايين برميل على الأقل في اليوم من الإنتاج المشترك، ما سيمثل 10 في المائة من الإنتاج العالمي، وهو رقم طرحه ترمب في تغريدة الخميس الماضي.

وقبل الاجتماع أظهرت روسيا، ثاني أكبر منتجي النفط في العالم، استعداداً لخفض الإنتاج بعد انهيار محادثات مماثلة لخفض الإنتاج في مارس (آذار) الماضي. وقالت وزارة الطاقة، حسب ما نقلت عنها وكالة «تاس»، إن موسكو جاهزة لخفض الإنتاج بـ1.6 مليون برميل.

ورحّبت مصادر أميركية بالاتفاق، وتدفع الولايات المتحدة، المنتج الأول للنفط في العالم، في اتجاه اتفاق يخفف الضغط عن قطاعها، إذ إن تكلفة النفط الصخري المستخرج في هذا البلد مرتفعة، ولا يكون إنتاجه مربحاً مع مستوى الأسعار الحالي.

وبعدما كانت الشركات الأميركية تستخرج حتى الآن كميات قياسية من النفط، بدأ إنتاجها يتراجع مع انهيار الأسعار، فبلغ الأسبوع الماضي 12.4 مليون برميل في اليوم، بالمقارنة مع 13 مليون برميل قبل أسابيع قليلة. ومن المتوقع ألا يتخطى 11.8 مليون برميل في اليوم كمعدل سنوي، وفق آخر تقديرات صدرت عن الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة. وترغم قدرات تخزين الخام التي تكاد تصل إلى أقصى حدها الدول المنتجة على الحد من إنتاجها. وخلافاً لدول أخرى، تقول واشنطن إنها لا يمكن لها إملاء قرارات على منتجي النفط الأميركيين، في ظل قوانين المنافسة، التي تمنع الشركات من التنسيق بينها.

ويعتبر الاجتماع الذي تقرر في مهلة قياسية استثنائياً على أكثر من صعيد. وكدليل على جسامة المهمة، وسّعت كل من الرياض وموسكو دائرة المشاركين فيه، بدعوة كثير من المنتجين من خارج «أوبك+». وفي مستهل كلمته، رحّب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، بحضور كندا والنرويج ومصر والأرجنتين وكولومبيا وإندونيسيا وتشاد والإكوادور وترينيداد وتوباغو. وسيلي الاجتماع، الجمعة، اجتماع ثانٍ حول الموضوع نفسه، دعت إليه السعودية أيضاً، يشارك فيه هذه المرة وزراء الطاقة من دول مجموعة العشرين. وعُقد الاجتماع في وقت تواجه فيه الصناعة النفطية العالمية «صدمة غير مسبوقة في تاريخها»، بحسب تعبير الوكالة الدولية للطاقة. ويسود العالم وضع غير مسبوق نتيجة التدابير البالغة الشدة المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع سعياً لاحتواء فيروس كورونا المستجد، ما سيؤدي إلى فائض نفطي في السوق قد يصل إلى 25 مليون برميل في اليوم في أبريل، بحسب «راشتاد إينرجي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجالية العين ابلية في كندا تودع ابنها مارون الحداد..اليوم عُلّق على خشبة… الذي علّق الأرض على المياه…

الكولونيل شربل بركات/10 نيسان/2020

اليوم وفي زمن “القرية العالمية” وحربها الشعواء ضد عدو غير منظور هو، كالخطيئة ربما، يهدد وجود البشرية برمتها ويترك آثاراً قاتلة أينما حل. وكما كان لنا حصة في كل حدث، ها نحن “نتوج” بك مارون “تقدمة” عين إبل على مذبح الانسانية التائهة التي لم تستفق بعد من وهل الضربات المتكررة في كل أنحاء جسدها الهرم…اليوم وفي ذكرى موت الرب على الصليب الذي نحتفل به في كل عام لكي نحاول تجسيد سر ذلك الصراع المتجدد بين الخير والشر، بين جموح الانسان الطامح للتقدم وواقع الامكانات المحدودة بضعفه، ها نحن نودعك مارون بالدموع والنحيب لغياب القدرة على تغيير الواقع المرير والاعتراف بمحدودية الوسائل التي نمتلك…

اليوم وعين إبل المنتشرة حول العالم تتشارك في صلوات الحزن على فاديها الحبيب وترتل مع الأم الحزينة متأملة بيوم القيامة المجيد، يختطفك الموت من بيننا ونحن المنتظرين بالرجاء والأمل أن تقوم مع الرب يوم الأحد من هذه التجربة الصعبة… والأصعب علينا وانت الذي كنت تشارك الجميع أن لا يقدر أحد منا على المشاركة في وداعك الأخير…

مارون أيها الصديق المحب… أيها الرجل المناضل بكل معنى الرجولة والنضال… لقد كنت من أوائل أبناء جيلنا في خوض مجال العمل والانتاج وكنت أصغر متعهد في مجال عملك الحر يوم كنا لا نزال على مقاعد الدراسة نتباهى إن عملنا بضعة ايام في فصل الصيف. وسافرت إلى الخليج تعمل في حر الصحراء بدون تذمر أو تعب. وجاهدت ونجحت كما كبار المتعهدين متحملا أعباء العائلة بعد موت الوالد بينما كان من في سنك لا يزال ينتظر “الخارجية” من والده.

مارون كم حلمنا ولعبنا وغامرنا سوية ايام فرقة الكشافة ومخيماتها في كل أنحاء لبنان من رحلات السير اليومية في أراضي عين إبل إلى الصالحاني وتسلق الشقيف وأخطاره إلى مخيمات بكاسين والباروك وغيرها… كنت صديقا لكيروز ومساعده في الطليعة وكنت الأقرب إلينا يوم حاول البعض تقسيمنا فرقا لإضعاف تقدم مسيرتنا وقد وضعت عين إبل ومصلحتها فوق كل نظرية وتماسك أبنائها فوق كل شعار. وها أنت تعود إليها وقبل أن يقف صوت المدافع لتفتح مصلحة فيها وتبني العائلة وتدخل معترك الحياة من بابه الواسع مستندا إلى آليات حديثة استقدمتها من الخليج فكنت هنا ايضا من أوائل المغامرين الجديين في مجال الحفر والنقل والبناء وحتى أحيانا في مجال التجارة يوم قطعت الطرق ولم يبق لنا سوى البحر وسيلة نقل…

مارون… كم كانت جميلة الأيام والسهرات التي أمضيناها سوية هنا في كندا يوم بعدنا عن البلدة والأحبة فيها وكم كانت الذكريات تستفيق في كل جلسة ولقاء يغمرنا فيه كرم انطوانيت وسفرتها الغنية واصرارك دوما على أن يكون اللقاء مزينا بكاس يرفع التكليف ويضفي نوعا من الفرح ينعكس حتى على الصغار…

في هذه الفترة وقد بدأنا نحس بتقدم العمر ها نحن نفرح معك بزواج يارا ويمنى في الصيف الماضي ونشارك معك في بعض التحضيرات للعرس لنشعر بتلك الروح الحلوة تتجدد لتعطينا مزيدا من الزخم والاندفاع. وقد كررنا بعدها اللقاءات على فنجان قهوة مع جورج والعديل بهيج ما حرك مجددا تلك الذكريات الحلوة…

في آخر لقاء وكان الكورونا بدأ يضرب في العالم تحدثنا عن أخطاره وقلت لي بأنك مجهز لتفادي انتقاله فعملك على المطار يقع ضمن أكبر دائرة خطر بالنسبة للقادمين من الخارج. ولم يصح لنا أن نلتقي بعدها بالرغم من المحاولة وتفاجأت بعد موت جورج بأنك دخلت المستشفى واعتقدت بأن الله لن يسمح بضربة جديدة وأن هذه التجربة ستكون جزءا من اسبوع الآلام الذي سنعيده ولكنك بالطبع ستتحسن مع قيامة الرب…

عزاؤنا بأنك تركت سمعة طيبة وعائلة يفتخر بها وبأن كل من عرفك أحب تكرار اللقاء ولذا فانك تغادرنا وقد قمت بواجبك على أحسن وجه وسوف تتقدم بكل فخر أمام الرب لأن وزناتك مضاعفة…

سوف يفرح بك الكثيرون من الاحبة وخاصة جورج الذي لا أعلم إن كنت عرفت برحيله أم لا لأنك كنت دخلت المستشفى في يوم رحيله. وسيستقبلك كيروز ومن سبقك من الرفاق بالتأكيد…

تعزيتنا إلى العزيزة أنطوانيت التي ستكون أكثر من يفتقدك وسوف يؤلمها رحيلك بدون شك ودعاؤنا إلى الله أن يساعدها على تخطي هذه المرحلة والاستمرار في رعاية العائلة التي ستكبر بإذن الله فتفرح بالأحفاد يملأون عليها البيت مجددا. تعازينا ايضا للأولاد يارا ويمنى وعائلتيهما وجيمينا التي ستكون العون للوالدة بدون شك في هذه اليام العصيبة. وعمر الذي سيحمل مسؤوليات أكبر منذ اليوم. تعازينا ايضا لأوجيني وأولادها وعائلاتهم وللخال بولس ولاخوة مارون وعائلاتهم في لبنان خاصة حنا وموسى وللعزيز شارل في أميركا ولكل عائلة حداد والعينبليين والأصدقاء هنا وفي كافة اصقاع المعمورة. ونرجو من المسيح الذي سيقوم من بين الأموات أن يرحم شعبه مرة أخرى ويبعد هذه الأخطار التي تضرب البشرية جمعاء فنردد مع المرنمين:

ليقم الله وليتبدد جميع أعدائه… وليفرح المؤمنون بخلاصه… إن الله يفتدي جميع ابنائه…

الله يرحمك يا مارون…

 

جمهورية السطو والإعاشة..

منير الربيع/المدن/11 نيسان/2020

لو أقرت الحكومة اللبنانية مشروع العفو العام، الذي طالب به نوح زعيتر قبل أيام، وأحالته إلى المجلس النيابي ليصبح قانوناً نافذاً، لتحول زعيتر نسخة عن الضابط في الجيش الياباني، مؤسس شركة JVC. الأحرف الثلاثة هذه هي الأولى من كلمات: شركة النصر اليابانية. والشركة واحدة من النماذج التي اتبعتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، للخروج من الدمار، وحثّ اليابانيين على تحمّل الصعاب وصولاً إلى بر الأمان. فـ "قانون نوح" قد يحفظ هيبة الدولة الساعية إلى فرض اقتطاع مالي من ودائع الناس المصرفية، باقتطاع من ثروات نوح وأمثاله. تريد حكومة حسان دياب والتي سبقتها، حفظ "الهيبة" بضرب كل ما له علاقة بالاقتصاد. وهيبتها مثل هيبة نوح، الذي لا يمس ويستنسخ نموذجه في مناطق أخرى، وفي إدارات ووزارات. وصورة "روبن هود"، وإن ممسوخة، مغرية لأصحاب الهشاشة الشعبوية والضحالة الفكرية والسياسية: أحدهم يريد الاقتداء بعلي شعيب وعملية بنك أوف أميركا عام 1973. وآخرون لم يخرجوا من رواسب الانقضاض على بنك إنترا وتدميره. وبعد إفلاسه الممنهج دخل لبنان في حال انهيار اقتصادي. وهناك ثالث يستهويه "كازا دو بابل" بعملية سطو على مصرف مركزي.

روبن هود والمرشد

يجمع لبنان أمجاد التناقضات. تحلّ فيه الحالة ونقيضتها. وهذا ما يمارسه المصرف المركزي في هندساته المالية، خدمةً للسياسيين: بتشريع سياسي - قانوني يقوم بعملية سطو على "الآلية البديهية للاقتصاد"، برفعه الفوائد وتجميده الأموال، ثم يوقف الاستثمار، وصولاً إلى هندسات مالية تدرّ أرباحاً من أموال المودعين.

ومع الحكومة الحالية والسابقة، تتصدّر الروبنهودية مخيلة أصحاب القرار: من وعد بتوفير 900 ألف فرصة عمل ينام اليوم ملء جفونه عن شواردها، إلى بلاغة فارغة تتخطى النرجسية، فيتحدث رئيس الحكومة الحالي عن إنجاز 57 في المئة من الإصلاحات، وأنه صاحب القوة الخارقة، حامل كرة النار، والمثال الذي تحتذيه دول العالم أجمع في مواجهة جائحة كورونا. وفي لبنان مرشد يستهويه الذهاب نحو الشرق، والاقتداء بالصين، بماو تسي تونغ ربما، واشتراكية الجمهورية الشعبية التي لم تعد إلا إمبريالية أوتوقراطية غير ليبرالية. أو التمثّل بروسيا التي قال لينين عن اتحادها السوفييتي ذات يوم، إنها دولة فاسدة ومفسدة، يجب تغييرها، لكن ستالين أوصل فسادها إلى ذروته القصوى.

بلادة حكومية

لا تعرف الحكومة من أين تبدأ. تسلك الطريق الأسهل: الاقتطاع من ودائع الناس بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وفق ما هو مقترح. وذلك بدل التفكير بقطاعاتها الأساسية المنتجة وغير المنتجة: من المطارات والمرفأ والمرافق، إلى شركة التبغ والتهريب على المعابر، ومغاور الكهرباء والفيول والمقاولات. وكأن الفلسفة التي تستند إليها، ترتد على أصحابها الذين يحمّلون مسؤولية الانهيار لسنوات ثلاثين سلفت. وهذا لا يؤدّي إلا إلى انتاج فلسفة حكومية جديدة بليدة: على الناس التعود على الفقر. أما السردية الاشتراكية التي توقظ الحنين في نفوس الاشتراكيين، وتجد مبرراً للاقتطاع والإفقار، فتعكس اعوجاج مفهوم اليسار أو مفهوم الاشتراكية القائمة على مبدأ العدالة الاجتماعية. وهي عدالة يأملها الناس لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، ولا تعني التساوي في الفقر والإفقار. تقول الحكومة للبنانيين: "لن نحسّن وضع الفقير، بل سنفقر الغني". هذه الفلسفة تناقض تماماً الفلسفة البشرية، التي تطمح دائماً للأفضل، والكسب، وتحسين الأوضاع. ما تطرحه الحكومة اليوم معاكس تماماً لطباع البشر وسنتهم الطبيعية. سياسة الإفقار التي تريد السلطة تكريسها في لبنان وتعزيزها بتوزيع إعاشة العائلات الفقيرة، تؤسس إلى ما هو أصعب وأسوأ في المقبل من الأيام. ومع افتقادها الحدّ الأدنى من سياسات وتشريعات تحمي المواطنين وودائعهم، تضع الحكومة اللبنانيين أمام واقع بالغ السوء والتردي. واقع قد تكون نتائجه أسوأ بكثير من نتائج الحربين العالميتين على مواطني الدول المتقاتلة. خرجت ألمانيا واليابان مدمرتين الحرب العالمية الثانية. لكن  التشريعات القاسية جاءت في سياق خطة  اقتصادية - اجتماعية عامة متكاملة، شجعت الناس على الانخراط في ميادين العمل 16 ساعة في اليوم، بهدف إعادة البناء. في لبنان كل الطروحات القاسية لا هدف منها سوى ما أصبح يقيناً لدى اللبنانيين: اقتطاع، بل سلبهم نصف ثرواتهم من دون أي ضمانة أو ثقة باستثمارها واستعداتها في ما بعد. 

الطاقة نموذجاً

يرفض وزير المال السير بالهيركات لأن ذلك يؤدي إلى انهيار المنظومة اللبنانية بكاملها، ولن يدخل بعدها دولار واحد إلى لبنان، وينهار النموذج الاقتصادي والمصرفي اللبناني. من يواجهون وزير المال لديهم مشاريع أخرى لاستنساخ قطاع الكهرباء في المصارف والنفط، بحيث يفقد اللبنانيون أدنى مقومات الثقة بدولتهم، وبهذه الحكومة التي لم تبرع أصلاً بغير فنّ تلاوة البيانات والصور. وهي أطلقت النار على قدميها في موضوع التشكيلات القضائية والتعيينات المالية، وستطلق النار على رأسها في السياسات المالية والاقتصادية، وصولاً إلى وضع مماثل لوضع الصومال، أو للمشاريع الصينية في أفريقيا: تقدم الصين عشرات المشاريع لإحدى الدول هناك، فتفشل مؤسساتها في إدارتها، لتأتي الشركات الصينية مجدداً وتشتري المشاريع الخاسرة فتتملك البلد بأسره. وهذا ما قد يحصل في لبنان.

 

العوز والجوع: المبادرات المدنية تتسع والحكومة تملأ استمارات

رانيا حمزة/المدن/11 نيسان/2020

باتت الآلاف من العائلات ترزح تحت ثقل العوز والفاقة والجوع. وهي تعيش في صراع يومي بين السعي وراء لقمة العيش والالتزام بإجراءات الوقاية من وباء كورونا والحد من انتشاره، لتبدو حياتها درامية بين الجوع والمرض.

مخاتير وبلديات

وجاء المورفين من الحكومة اللبنانية: 400 ألف ليرة لكل من الأسر الأشد فقراً. وظل الخبر بين تأكيد ونفي، إلى أن أطلق وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية نهار الاربعاء 8/4/2020 "برنامج التكافل الاجتماعي" لمعالجة تداعيات كورونا. وطلب من العائلات المحتاجة التواصل مع المخاتير ورؤساء بلديات ليقدموا البيانات المطلوبة. "جميع العائلات المحتاجة" تعبير فضفاض جداً، إذ لا يخلو حي أو مبنى من أسرة محتاجة. والاستعانة بالبلديات والمخاتير قد تبعث بعض الروائح الكريهة التي تعيدنا إلى عملهم أثناء الانتخابات، التي تحولهم ماكينات حزبية تلبي طلبات المؤيدين. وتساءل البعض: لماذا تقديم بيانات وشهادات "بالفقر"، طالما لدى وزارة الشؤون الاجتماعية برنامج لدعم "الأسر الأكثر فقراً" جاهزة لوائحه بأسماء العائلات الأكثر فقراً؟

الجيش وداتا الوزارة

مصدر مطلع في وزارة الشؤون الاجتماعية، قال لـ"المدن" إن البرنامج الذي أطلقه الوزير يسير على مرحلتين: 75 مليار ليرة للمرحلة الأولى لتوزيع مبلغ 400 ألف على الأسر الاشد فقراً. وهذا يعني أن عدد المستفيدين هو نحو 200 ألف شخص فقط. وذلك اعتماداً على داتا الوزارة التي تضم نحو 45 ألف اسم يضاف إليهم الآن، 23 ألف اسم جديد، سبق أن تقدموا بطلبات إلى الوزارة وصنفوا على أنهم "على حافة الفقر" وليسوا من "الأشد فقراً". ويضاف إلى الداتا سائقو التاكسي وصيادو السمك، الذين حصلت الوزارة على أسمائهم من نقابتيهم. إضافة إلى موظفين وعمال تركوا أشغالهم، وأخذت أسماءهم من قبل وزارة الصناعة. وأهالي ضحايا كورونا سينالون مساعدة أيضاً. وسترسل هذه اللائحة إلى لجنة التكافل الاجتماعي في القصر الحكومي، لتعمل على "فلترة" الأسماء وتحديد من يستحق حقاً المساعدة. وأكد المصدر نفسه أن "توزيع المساعدات المالية (400 ألف ليرة)، سيقوم به الجيش اللبناني الذي سيوزعها ليلاً على المنازل".

وهل سينجح الجيش في هذه المهمة؟ وإن نجح في القرى، هل يتمكن المدن؟ إذ يمكن أن يكون البعض يعيش في خيم أو مشردين.

لا مال للجدد

المرحلة الثانية من البرنامج، يتضمن إرسال استمارة عبر تطبيق application إلى هواتف السلطات المحلية من بلديات ومخاتير، ليملأها المستفيدون أو المختار لتحول إلى وزارة الداخلية والبلديات التي "تفلترها" وتحولها إلى القصر الحكومي. لكن لا مبلغ مرصوداً للمرحلة الثانية. والـ 400 ألف ليرة تدفع لمرة واحدة أم أكثر؟ أجاب المصدر: "لا نعلم حتى الآن. والأمر مرهون بيتوقف الحجر". أما التسجيل في برنامج "الأسر الأكثر فقراً" ففي مراكز الشؤون الاجتماعية في المناطق، حيث تُملأ الاستمارات، وترسل إلى الوزارة لتقييم الحالات، وترسل البطاقات لمن يستفيد. وتسمى بطاقة وزارة الشؤون الإجتماعية "بطاقة حياة" يستفيد حاملها لدى دخوله المستشفى، ويحصل على مساعدة تعليمية في المدارس والمهنيات الرسمية. وحامل هذه البطاقة لا يحصل على حصص غذائية مخصصة للأسر الأشد فقراً، بينما الأسر الفقيرة جداً هي التي تحصل على حصص غذائية. وهنا قد تتدخل الواسطة والمحسوبيات. لكن أزمة كورونا تكاد تنتهي قبل سماعنا أن أحداً قبض مبلغ الـ 400 ألف ليرة. وبدأ تسجيل المحتاجين لدى المخاتير، الذين غالباً ما يوزعون الاستمارات على معارفهم، وربما من يتقاسم معهم انتماءً سياسياً.

مباردات سريعة

قد يكون مصدر المساعدة الحقيقية والفعلية حالياً للجياع والمحتاجين هو التكافل والتضامن الاجتماعي. بعض الجمعيات الخيرية في المناطق تحركت ونشأت مبادرات شبابية.

"مبادرة ع قدنا" أطلقها مجموعة من الممثلين: عبدو شاهين، بديع أبو شقرا، أنجو ريحان بالتعاون مع بعض الناشطين في المجتمع المدني. في البداية أمنت الخبز، وتالياً الحصص الغذائية. لكن عملها اصطدم بالبنوك، التي رفضت صرف شيكات المتبرعين. ويروي علي حيدر الناشط في هذه المبادرة معاناتها: "يمكننا تأمين 500 حصة، مقابل نحو 5000 طلب. لذا لا يشعر الناس بما نقوم به. فماذا يعني أن نوزع 200 حصة في طرابلس فيما عدد المحتاجين يناهز المليون في الشمال؟". وأضاف: "ماذا تفعل 400 ألف ليرة في ظل ارتفاع الأسعار المتزايد؟ المساعدة الحقيقة للناس تبدأ بتثبيت سعر السلع والمنتجات".

فرح أبي مرشد قامت مبادرة صغيرة، وقالت: "جمعنا مدخرات الجمعية (جفرا) ووزعناه سلعاً ملحة لمحتاجين في بيصور وكيفون". "نحن لبعض" مبادرة شبابية، منظموها مجموعة صبايا وشبان تمكنوا في اسبوعين من تأمين المساعدة لنحو 70 عائلة في ضاحية بيروت الجنوبية. ويسعون لتأمين مساعدات في الجنوب. ويبذلون جهداً لتأمين الأدوية لمحتاجيها. هناك متبرعون يساعدون المبادرة: "أثناء توزيعنا المساعدات تدب الحماسة بالبعض فيرمون لنا من على الشرفات نقوداً يربطونها بملاقط الغسيل"، يقول أحد الناشطين في المبادرة. ويتحدث أيمن زين الدين عن مبادرة "سرفيسك عالبيت" التي تعنى بسائقي التاكسي، الذين توقفت أعمالهم تماماً بسبب الحجر المنزلي: "بدأنا قبل أسبوعين بالشراكة مع المرصد الشعبي لمحاربة الفساد. جمعنا أسماء السائقين في مناطق مختلفة. وزعنا 300 حصة غذائية. ونعتمد السرية التامة في التوزيع". بدأت مبادرة "الناس لبعضا" بأشخاص ستة جمعوا مبلغ من المال لـ 20 حصة غذائية ثم لـ70 حصة والآن هدف الحملة الوصول إلى 180 حصة. البداية كانت من الجنوب والآن تحاول المبادرة التوزيع في صيدا وطرابلس. منذ نحو سبع سنوات بدأت سيمارد حرب مبادرتها من منزلها في الضاحية الجنوبية. وبات الناس ينادونها المختارة. لا تحتاج أن يتصل بها أحد. هي تعرف المحتاجين وتبادر لمساعدتهم. هي مدرسة لغة إنكليزية. ورثت مساعدة الناس عن والدها. وتقول: "منذ 18 آذار كثفت جهدي بالتعاون مع مجموعة من الأصدقاء لتأمين المساعدة لمن يحتاج. نرسل المساعدة ليلاً إلى منازل المحتاجين". لم تقصر مساعداتها على الضاحية، فوصلت الى ميس الجبل وعكار. وأطلقت جمعية "دنيا للتنمية المستدامة" مبادرة خلال ثورة 17 تشرين في طرابلس. رئيسة الجمعية ناريمان الشمعة قالت: "في الأساس نعمل على قضايا التوعية والتمكين والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر. وقمنا بحملة مساعدات لتمكين الناس من الصمود والاستمرار في نطاق اتحاد بلديات الفيحاء وبعض قرى عكار والضنية. ومع أزمة كورونا ارتفع عدد الأسر المحتاجة، فاستطعنا تأمين ملابس ولوازم تدفئة وأدوية. والأولوية لكبار السن، الأرامل، المطلقات، المعوقين، وأصحاب الأمراض المزمنة. ونحن نساعد ما يزيد على ألف عائلة".

تعبئة استمارات

هذه المبادرات وسواها ممن اتصلت "المدن" بمطلقيها، واستطلعت نشاطاتها في مناطق لبنانية كثيرة، تتجنب البلديات وكذلك المخاتير الموكلون من "برنامج التكافل الاجتماعي" التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، التعاون معها. بل إن الناشطين والناشطات في المبارات كافة يجزمون أن ما يقوم به المخاتير والبلديات يقتصر على تعبئة الاستمارات.

 

أَنْزلنا الصليبَ وأَبقَينا لبنانَ مصلوبًا

سجعان قزي/جريدة النهار/09 نيسان 2020

أفكّر بوطني في مناسباتِ الأعيادِ الحزينةِ والسعيدة لأنَّ في دورِ لبنان رسالةَ الأديان. فلبنانُ هو جدليّةُ وجودٍ وموتٍ وقيامةٍ مع فارقٍ أساسيٍّ عن المسيح: نُمِيتُ لبنانَ مرّاتٍ ونُقيمُه مرّات. فريقٌ يُمِيتُه وآخَرُ يُقيمُه، حتى تَعِب منّا الموتُ وضَجِرت منّا القيامة، وبقي الصليب.

بين الجمعةِ العظيمة، موتِ المسيح الموقّت، وعيدِ الفصح، قيامةِ المسيح الأزليّة، يجتازُ المؤمنُ أعمقَ تجلّيات الإيمان وأَشَقَّ حالاتِ الشك. الإيمانُ بعظمةِ المسيحيّةِ وتمايزِها: اللهُ يَفتدي البشر. والشكُّ في مُبرِّر الصَلْب وشموليّةِ القيامة. أبناءُ الأديانِ الأخرى يشاركون المسيحيّين في إيمانِهم وشَكّهِم لأنَّ حدثَ الموتِ والقيامةِ يَتعدّى الانتماءَ المسيحيَّ إلى الانتماءِ الإنسانيّ. فـمَن لا يشاركُ المسيحيّين في الإيمانِ يشارِكهم في الشكّ. وهذه بدايةُ اليقينِ واللقاء. هذا هو لبنان.

عابقةٌ المسيحيّةُ بالأحداثِ التي تستدعي الشك. المسيحُ أراد ذلك لكي تكونَ المسيحيّةُ فعلَ تجربةٍ وامتحانٍ وتجدّد. كم مرّةٍ امتحَن المسيحُ تلاميذَه بطرس وتوما ولوقا؟ كم مرّةٍ نَعتَهم بقِلّةِ الإيمانِ من دونِ أن يَسحَبَ ثقتَه منهم؟ الشكُّ ملازِمٌ المسيحيّةَ مثلما الخطرُ ملازِمٌ الحركة.

إذا فَقدَت المسيحيّةُ شكّها فَقدَ الإيمانُ فضولَه. وإذا فَقدَت المسيحيّةُ أسرارَها وسحرَها تَفقِدُ وضوحَها وشفافيّتَها. تتميَّز المسيحيّةُ عن غيرِها بالأسرارِ لأنّها دينُ تَجسُّدِ الإله. من السِحرِ تُولد العظمةُ، ومن السِرّ يُوحى السؤالُ، ومن السؤالِ يأتي الجوابُ، ومن الجوابِ يَثبُت الإيمان. ولا إيمانَ، إذن، من دونِ عظمةٍ وسرٍ وسحرٍ.

ترك لنا المسيحُ عَمْدًا أسرارًا لنكتشفَها: الحبَلُ بلا دنس، الثالوثُ الأقدس، طبيعتُه ومريم العذراء، الصلبُ والقيامةُ، وعجائبُه، إلخ… أوْدعَنا إيّاها لنُكمِلَ صياغةَ إيمانِنا.

أبقى لنا حريّةَ مناداتِه: يسوع أو المسيح أو الناصريّ أو عمانوئيل.

وزّعَ علينا أوراقًا بيضاءَ لنكتبَ الإنجيلَ الخامس، إنجيلَ المؤمنين الرافدَ في أناجيلِ الرُسل فيكون جُزءًا من المسيحيّة.

وَضع لنا المسيحُ التصميمَ وتَرك لنا بناءَ الصَرحِ الإيمانيّ. لم يَدَع المسيحُ إنجازَ التتمّةِ للفلاسفةِ امتيازًا، بل للأطفالِ والناسِ الطيّبين الباحثين عن حقيقةِ العالمِ لا عن الحقيقةِ في هذا العالم. هكذا صار الإيمانُ المسيحيُّ خلاصةَ مفهومِ البشرِ للأسرارِ الإلهيّة. شراكةٌ بين الله والإنسان.

كلُّ مؤمنٍ أضاف إلى الإيمانِ إيمانَه، وإلى المسيحِ مسيحَه، وإلى العذراءِ عذراءه، وإلى الأسرارِ أسرارًا أخرى وإلى عظمةِ المسيحيّةِ عظمةً جديدة.

هكذا وُضِعَ اللاهوتُ المسيحيُّ وتَعدّدَت تفسيراتُه، ولم يَشعُر أيُّ صاحبِ تفسيرٍ أنّه أساءَ إلى اللهِ وأَضْعف إيمانَه. علاوةً على ذلك، ترك يسوع للشعوبِ التي أتَت لاحِقًا أن تَلتزِمَ معتقداتٍ أخرى وتَتَّبعَ طوائفَ ومذاهب، فلا بدّ لها جميعًا من أن تبلغَ الملكوتَ أو الفردوسَ أو الجنّة. آمَنَ يسوع بالتعدديّة المقرونةِ بمركزيّةِ الغاية النهائيّة.

الاستثناءُ الوحيدُ هو اليهوديّة. فالمسيحُ لم يَقتبِل الصليبَ ليُنقذَ الإنسانَ من الخطيئةِ الأصليّةِ فقط. هذا تفسيرٌ لاهوتيّ. بل ليَحسِمَ العلاقةَ مع اليهوديّةِ أيضًا، ويؤكدَ أنْ مع مجيئِه انتهَت صلاحيّةُ دورِها الدينيَّ.

لا تعددّيةَ مع اليهوديّةِ لأنّها تَنقُض مجيءَ المسيح. بعدَ المسيحِ لم يَعُد العهدُ القديمُ المرجِعَ الإيمانيَّ الأساسيَّ بقدْر ما صارَ فَهرَسًا تاريخيًّا.

صحيحٌ أنَّ المسيحَ جاء ليُكمِلَ لا ليَنقُضَ، لكنَّ اليهودَ نَقضوه ما أجازَ له أن يَنقُضَ في “عظةِ الجبل” عمومَ تعاليمِ العهدِ القديم. وعلى خطى المسيح، نَنقُض مَن يَنقُضنا.

لذلك، لو لم أكن مسيحيًّا لاخْترتُ المسيحيّةَ ديني. لحسدتُ المسيحيّين على يسوعَ المسيح والرُسل، على مريمَ العذراء ويوسف، على الإنجيلِ ورسائلِ مار بولس، على القدّيسين والطوباويّين، وعلى المبشّرين والشهداء. لحَسَدتُهم على عظمةِ الحضارةِ المسيحيّةِ وعمقِ ثقافِتها وغنى تراثِها الأرضيّ أيضًا. لحَسدتُهم على التقدّمِ الذي أحْرزوه مدى التاريخِ، ونجاحِهم أخيرًا في الفصلِ بين الكنيسةِ والدولة.

ولأنّي مسيحيٌّ اخترتُ لبنانَ التعدديَّ للحياةِ مع الآخَر، بل مع ذاتي الأُخرى، مع المسلمِ والدُرزي. هؤلاء وَجْدي ومَشرِقي. تَخطيتُ مجازرَ القرنِ التاسع عشَر، وذِمّيةَ القرونِ السابقة. رغم كلِّ الاضطهادِ الذي عاناه جيلي والأجيالُ المسيحيّةُ السابقة (على أيدي مسيحيّين أحيانًا) لم تَعِنّ على بالي جِديًّا الدعوةُ إلى وطنٍ قوميٍّ مسيحيّ. كلما كانت التجربةُ تناديني أثناءَ الحرب، صَرختُ: “إلهي أَبعِد عنّي هذه الكأس”. نحن المسيحيّين اللبنانيّين والمشرقيّين جُزءٌ من بيئةِ الإسلامِ، والإسلامُ جُزءٌ من إيمانِنا.

مثلُ المسيحيّةِ، في لبنانَ سِحرٌ وأسرارٌ وعظمة. أغوانا اللقاءُ في الحرّيةِ والديمقراطيّة والاستقلالِ والكرامة، جَذَبَنا جِوارُ الكنائسِ والجوامعِ والخَلوات، شَدّنا مجدُ التاريخ أكثرَ من أحداثِه، عَقدْنا ميثاقًا مع المستقبلِ والتحضّرِ وراهَنّا على موتِ الغرائز مع الوقتِ وقيامةِ المحبة.

لبنانُ التعدديُّ ليس حالةً وطنيّةً فقط بل حالةٌ إيمانيّةٌ أيضًا. الدين المنعزِلُ والمنزوي مثلُ الدينِ التوسّعيِّ والمتسلِّط. فارقٌ كبيرٌ بين الانتشارِ التبشيريِّ الشرعيّ والتوسّعِ العسكري القابلِ النقض. بَيدَ أنَّ خِيارَ لبنان التعدّديِّ حَملَ تحدّيَين: قدرةُ الأديانِ على التعايشِ من دونِ هيمنةٍ، وقُدرةُ المواطنين على الولاءِ للوطنِ من دون إشراك. فيكون ولاؤنا جميعًا للبنان وحده؛ ومَن اشَتهى نظامَ قريبه ارتَكَب الزِنى الوطنيّ.

نحن اللبنانيّين أهلُ الشرقِ وشروقُه، نحن حضارتُه وحَرفُه، نحن عقلُه وقلبُه. وَضعْنا في هذا الشرقِ استثماراتِنا العقليّةَ وتعاليمَنا الروحيّة. زَرعنا في هذا الشرقِ محبّةَ الآخَر، ومفهومَ الشراكةِ، وتلازمَ الأمنِ والحرية. أنْبتنا في هذا الشرقِ روحَ الصمودِ والمقاومة. ما خَشِينا مملكةً ولا اجتياحًا ولا سلطنة. ما رَهِبنا مُدجَّجًا ولا مُدرَّعًا ولا مُكفِّرًا. ما تَهيَّبنا هيمنةً ولا وصايةً ولا احتلالًا.

نحن أورشليم قبلَ الفاتيكان، والقدسُ قبل رام الله. نحنُ الشامُ قبل معاوية، ومعاويةُ قبل العثمانيّين. نحن المدائنُ الفينيقيّة قبل بيروت، وبيروت قبلَ كلِّ المدائنِ العربيّة. نحن الإمارةُ والجُمهورية. نحنُ الوطنُ “الموضوعُ على جَبل” والمنشورُ على الشاطئ. عظيمٌ أن نكونَ فخورين بأنفسِنا، لكنَّ الأهمَّ أن نَبنيَ دولةً، وأن يكونَ لبنانُ فخورًا بسلوكِنا.

 

خطة الحكومة: انفصال عن المتغيرات الداخلية

هيام القصيفي/الأخبار/10 نيسان/2020

التعامل مع الخطة المالية للحكومة له أيضاً رؤية سياسية، بصرف النظر عن لغة الأرقام والمعطيات المالية والاقتصادية، وفكرة الخطة في ذاتها. ففي النهاية لا يمكن التعامل معها من غير الأخذ بالواقع السياسي لأي حكومة وبلد.

لا يناقش سياسيون الخطة المالية للحكومة بحرفيتها العملانية فحسب، ولا سيما أن خبراء اقتصاديين أدلوا بدلوهم في ما تقدمه، وفنّدوا إيجابياتها وسلبياتها. هناك قراءة سياسية للخطة، بالمعنى العملي والواسع، انطلاقاً من سؤال: هل يحتاج لبنان الى خطة مالية جامدة، أم ان الأوضاع الاستثنائية تحتاج الى مشروع متحرك؟منذ التسعينيات والجدل بين رؤيتين لواقع البلد الاقتصادي والمالي. حين تزعّم الرئيس الراحل رفيق الحريري المشروع الاقتصادي للبنان، لم تكن الرؤية التي وضعها، سواء ثبت فشلها في السنوات اللاحقة أم العكس، رؤية جامدة محصورة بعناوين وبنود، لا يمكن القفز فوقها. كان الحريري، بحسب عارفيه، يرفض ما يسمى «خطة»، بالمعنى الذي يُمنح عادة هوية «يسارية»، ولا سيما أن بعض المنظرين الليبراليين كانوا يعتبرون أن اعتماد سياسات الخطط المقفلة، أسهم في انهيار دول الاتحاد السوفياتي الذي كان أول من اعتمد الخطط الخمسية. فالخطة المكتوبة كنص جامد، تخالف في العام والخاص مبدأ الحريات والمتغيرات الاقتصادية المرنة. وتطبيقاً على الواقع المحلي، لا يمكن تجاوز التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في منطقة كالشرق الأوسط ولبنان بكل ما يحمل من عناصر متغيرة ومتفجرة أحياناً كثيرة. رغم الظروف التي كانت قائمة حينها وبعض سنوات التهدئة في ظل الوجود السوري بعد الطائف، ظل الإطار العام للمشروع الاقتصادي، على كثافة المعترضين عليه، قابلاً للتحول والتبدّل، وفق المعطيات المستجدة، فيتحول الى نقاش عام تتبلور من جرّائه مشاريع جديدة. ولم تخرج الحكومات المتتالية اللاحقة عن هذا الإطار، من دون أن يعني ذلك أن مشاريعها كانت تحمل عناصر ملائمة وجيدة في معظم الأحيان، لكنها سارت على المنوال نفسه الذي سلكته حكومات الحريري الأب: من خلال مشاريع وبرامج عمل وأفكار تخص وزارات ومؤسسات، لمعالجة قضايا اقتصادية وإنمائية ومالية واجتماعية، ومن خلال لجان شكلت ولم تعمل، ودراسات بعضها أنتج بأكلاف عالية أكثر من مرة، وبعضها رمي من دون إلقاء أي نظرة عليها، أو استبعد بعد شهور من طرحها للبحث، والاستعانة باستشاريين آخرين، حتى خلال العهد نفسه، كما حصل مثلاً مع دراسة ماكينزي.

اليوم تقدم حكومة الرئيس حسان دياب خطة بالمعنى الواسع والمطاط، لكنها في الوقت نفسه تعبر عن إطار ضيق وجامد، من دون الأخذ في الاعتبار حقيقة المتغيرات التي حصلت في لبنان، ليس منذ 17 تشرين الأول وحسب بل قبله بشهور كثيرة. يكفي السؤال، ليس عن الكلفة المالية وشروط صندوق النقد، بل أبسط من ذلك: هل الخطة الحالية تعاملت مع البنود الاقتصادية والمالية بخلفية ما يمكن أن تخلقه أزمة صحية - اجتماعية مكلفة بشراً ومالاً، في الشهور المقبلة كأزمة كورونا؟ أو أي مصير يمكن أن تلاقيه هذه الخطة لو طرحت قبل أسابيع من انفجار الوباء العالمي؟ واستطراداً، هل ان تحديد الخطة ببرنامج زمني، خمس سنوات، يلحظ أي تطور دراماتيكي داخلي، بدءاً بنتيجة الانهيار المالي وانعكاسه على الفئة الأكثر تضرراً بانهيار سعر الليرة، وصولاً الى انهيار القطاعات الزراعية والصناعية والبطالة وانفجار العنف الاجتماعي. لا يمكن التكهن بأن خطة كالتي وضعت، خلال مهلة زمنية قصيرة، بعقلية المستعجل لتقديم جرعة إيجابية ليس إلا، قياساً الى الضرورات التي يجب معالجتها، تناولت حقيقة كل ما أفرزته تظاهرات 17 تشرين الاول وما كشفته من حقائق تتعلق بالتركيبة الحاكمة والهدر والفساد.

هذا إذا حصرنا الاهتمام بالداخل من دون الالتفات الى أي معطى إقليمي، كما حصل في حرب 1996، وتأثيرات القصف الإسرائيلي على قطاع الكهرباء كمثل أوّليّ، وحرب تموز 2006 ومن ثم الحرب السورية، وما خلقته من سلبيات على القطاعات اللبنانية. حتى الآن، ظهر من خلال الإطار العام لرؤية الحكومة أن هناك أمرين لا يمكن المس بهما: الحفاظ على مواقع أساسية في التركيبة القائمة مالياً واقتصادياً، وحماية كل ما يتعلق بالرؤوس المسؤولة عن المال العام. أبعد من ذلك، لا يتعلق الأمر بخطة تلامس المتغيرات الاجتماعية والشعبية الملحة للسنوات المقبلة. وإذا كانت الحكومة لم تتمكن من وضع خطة واضحة وعادلة لصرف مساعدات للفقراء، فهل هي قادرة على التعامل مع خطة مرنة على مستوى مواجهة الانهيار الحتمي الذي يعيشه لبنان؟ ولا يجوز هنا نسيان عاملين: أعداء الداخل للحكومة ومشروعها أكثر من أصدقائها، وبعضهم من أهل العهد والبيت. أما العامل الثاني فهو أن هذه الحكومة لم تبدأ مع العهد، بل إن عمرها مرتبط بإجراء الانتخابات النيابية، بعد عامين، إن لم يكن أقل، إذا أعيد فتح ملف الانتخابات النيابية المبكرة. وهذا يعني أن أي خطة إصلاحية من هذا النوع «الطموح» لا يمكن أن تؤتي ثمارها مبكراً. وإذا «قلّعت» الحكومة في ظرف مناسب، وخضعت «سياسياً» لصندوق النقد، فإن مصيرها يبقى معلقاً على حبل حسابات داخلية مرتبطة بوقائع نيابية ورئاسية مقبلة. وهذه الحسابات ستكون في صلب نقاش أي خطة تلزم سياسياً كل الطامحين حكومياً ورئاسياً، لأنها ستكون إما نعمة لهم أو نقمة، ولا خيار ثالثاً بينهما.

 

تخفيف العقوبات ليس ضرورياً لمساعدة إيران في مواجهة فيروس كورونا

كاثرين باور و دانا سترول/”ذي هيل/09 نيسان/2020

يشكّل الانتشار السريع لفيروس كورونا في إيران أمراً مقلقاً للغاية، وكذلك الصعوبات الشديدة التي تواجه الحكومة الإيرانية – التي لا تزال تسيء إدارة ردها – في التعامل مع تفشي الوباء ومعالجة المرضى واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وتحتل إيران المركز السادس عالمياً من حيث عدد الإصابات المؤكدة بوباء “كوفيد-19” والمركز الرابع من حيث عدد الوفيات من الفيروس. لكن من المرجح أن يكون الواقع أسوأ بكثير، بسبب نقص القدرة على الاختبار وميل الحكومة إلى الكذب. وبالنظر إلى ما يتوقعه الخبراء في الصحة العامة حول المسار الفتاك لهذا الفيروس، فيمكن تماماً فهم الغريزة الإنسانية لمساعدة دول أخرى – كإيران – في جهودها لتسطيح المنحنى.

غير أنه في حالة إيران وصراعها لاحتواء الفيروس ومعالجة المرضى، لا يُعتبر تخفيف العقوبات العلاج الشافي. فضلاً عن ذلك، إن الفساد الممنهج للقادة الإيرانيين وضعف قدرة حكومتهم يعني أنه من المشكوك فيه أن رفع العقوبات قد يترجَم إلى رد فعل قوي يحتاجه الشعب الإيراني ويستحقه.

ومع ذلك، هناك خطوات يمكن للولايات المتحدة اتخاذها – دون رفع العقوبات – للمساعدة في الاستجابة الإنسانية في إيران. ودون تغيير هيكلية العقوبات بشكل أساسي، يمكن للإدارة الأمريكية أن تقدم مزيداً من الوضوح بشأن التجارة ذات الأغراض الإنسانية المسموح بها والتفويضات للمنظمات غير الحكومية لتوسيع عملها في إيران.

وتتمتع إيران بإمكنية النفاذ إلى الأموال لدفع تكاليف الإمدادات الطبية والإنسانية. وهي لا تحتاج إلى قروض طوارئ أو إعفاءات من العقوبات لتمويل المشتريات الإنسانية من الخارج. وعلى الرغم من أن إدارة ترامب فرضت عقوبات على “البنك المركزي الإيراني” في أيلول/سبتمبر 2019 لدعمه الإرهاب، إلّا أن وزارة الخزانة الأمريكية اتخذت مؤخراً خطوات للسماح بقيام معاملات تجارية إنسانية بمشاركة “البنك المركزي الإيراني”. بإمكان وزارة الخزانة إبلاغ البنوك بوضوح بأن إيران مخوّلة باستخدام العملات الأجنبية الموجودة في حسابات “البنك المركزي الإيراني” في الخارج، بما في ذلك عائدات النفط الإيراني العالقة في حسابات الضمان في الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية، لتمويل استيراد السلع التي ستساعد الحكومة على الرد على تفشي فيروس كورونا.

وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية، توجد آليات تُمكّن إيران من استيراد السلع الطبية والإنسانية، وقد يتم فرض آليات إضافية قريباً. وفي 23 آذار/مارس، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنها تدرس سبل لتقديم الإغاثة الإنسانية لإيران. ويمكن أن يشمل ذلك إنشاء آلية مثل القناة السويسرية، التي تم افتتاحها الشهر الماضي بالاتفاق بين الولايات المتحدة وسويسرا لتسهيل التجارة من قبل الشركات السويسرية المتعلقة بالشؤون الإنسانية مع إيران. وتم تصميم القناة السويسرية، جزئياً، كحل بديل لـ “البنك المركزي الإيراني” الخاضع للعقوبات. لذا فإن الهدف الأساسي هو عدم احتياج كوريا الجنوبية حتى إلى إنشاء نسختها من القناة السويسرية لمساعدة إيران.

لكن إيران لا تزال تكافح من أجل الحصول على الإمدادات على الرغم من التغييرات الفنية التي من شأنها أن تسهل على إيران الوصول إلى حساباتها الخارجية، ورغم وجود آليات مصممة خصيصاً لضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى الشعب الإيراني.

وتشكّل البنوك الأجنبية العقبة الأكثر أهمية، حيث تشعر بالقلق من العقوبات الأمريكية وتميل إلى تجنب خطر تسهيل هذه المعاملات بدافع وفرة من الحذر. كما أن عودة إيران إلى القائمة السوداء لـ «مجموعة العمل المالي» في شباط/فبراير، تمثّل عقبة إضافية. وتتضمن العقوبات الأمريكية استثناءات إنسانية مدمّجة واسعة النطاق، كما يُسمح بمعدات الحماية الشخصية وأجهزة الإنعاش الرئوي على وجه التحديد. وعلى الرغم من أن وزارة الخزانة الأمريكية تسمح ببيع الأجهزة الطبية ذات الصلة، لإيران وستوفر تأكيدات للبنوك التي تسهل هذه المعاملات، إلا أن الخوف من العقوبات الأمريكية يشكّل رادعاً. وهناك ارتباك وقلق على نطاق واسع بشأن عدم مخالفة العقوبات الأمريكية حول إيران.

وبالتالي، يمكن لإدارة ترامب أن تفعل المزيد على صعيد الدبلوماسية العامة للإشارة إلى عدم نيتها وقف التعامل مع الشركات والمؤسسات لتعاونها مع إيران من أجل مواجهة تفشي فيروس كورونا. ويمكن لوزارة الخزانة الأمريكية إصدار توجيهات إضافية توضح السلع الإنسانية المسموح بها. وخلال هذه الأيام من العمل عن بُعد، يُعتبر تنظيم اجتماعٍ افتراضي يضمّ كبار المسؤولين خياراً بديهياً من أجل توضيح أن الإدارة الأمريكية لن تعرقل إمداد أو تمويل الأجهزة الطبية الضرورية لمعالجة مرضى الكورونا وتسليمها إلى إيران. ويمثل توسيع نطاق التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى إصدار بيان مقتضب من على منصة البيت الأبيض خلال جلسات الإحاطة اليومية التي يدلي بها “فريق عمل البيت الأبيض لمواجهة تفشي فيروس كورونا”، خطوات من السهل اتخاذها.

ويمكن للبيت الأبيض أيضاً أن يُظهر حسن نية تجاه الشعب الإيراني، بشكل منفصل عن سياسته القائمة على تغيير سلوك النظام، من خلال الدعم العلني لتسليم الإمدادات الإنسانية وعمل المنظمات غير الحكومية. وهناك سابقة لذلك. ففي عام 2003، أصدرت إدارة بوش تصريح عام لمدة 90 يوماً سهل عمل المنظمات غير الحكومية في إيران للمساعدة في جهود التعافي في أعقاب الزلزال الذي ضرب مدينة بم وأودى بحياة أكثر من 26 ألف شخص. وفي عام 2012، أصدرت إدارة أوباما “تصريح عام” لمدة 45 يوماً للسماح للمنظمات غير الحكومية بإرسال ما يصل إلى 300 ألف دولار إلى إيران للقيام بأنشطة إنسانية وإعادة الإعمار في أعقاب الزلازل الذي أودى بحياة أكثر من 260 شخصاً.

لقد رفضت إيران أساساً عروض المساعدات الأمريكية، ولكن على الإدارة في واشنطن مواصلة إيجاد سبل لإبلاغ قادة إيران بأن العرض حقيقي وثابت، إن لم يكن من خلال المساعدة المباشرة، فمن خلال الإشارة إلى استعداد الإدارة الأمريكية لتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية. وقد أصبح العديد من عناصر هذه التصاريح المؤقتة للاستجابة للكوارث وأنشطة المنظمات غير الحكومية دائمة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، لن يكون من غير المسبوق أن تُصدر وزارة الخزانة الأمريكية تصريح جديد يجمع التفويضات الحالية لتوضيح أنها تنطبق على الظروف الراهنة، أو لتوسيع بعض التفويضات، حتى لو لفترة زمنية محدودة. ويمكن لأعضاء الكونغرس الأمريكي المساعدة في ذلك، وهو الأمر بالنسبة للمنظمات الدولية وغير الحكومية التي تساعد إيران أساساً.

لقد تغيّر هيكل العقوبات الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل كبير منذ أن نفذت إدارتا بوش وأوباما سياساتهما القائمة على الاستجابة للأزمات من منطلق إنساني وحسن نية، ليس فقط بسبب حملة الضغط الأقصى التي تشنها إدارة ترامب، بل من خلال إجراءات تشريعية أيضاً. ففي عام 2017، أقرّ الكونغرس “قانون مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات”، الذي دفع بالإدارة الأمركية إلى فرض عقوبات على «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني» بموجب سلطات مكافحة الإرهاب. ومثّل ذلك توسعاً كبيراً في العقوبات المفروضة على إيران والمتعلقة بالأنشطة الإرهابية. وتُعتبر التقارير عن انخراط «الحرس الثوري» الإيراني مع وزارة الصحة الإيرانية في إنشاء عيادات متنقلة وإنتاج معدات طبية، تعقيداً إضافياً بالنسبة للولايات المتحدة والجهات العالمية الأخرى التي تريد مساعدة إيران.

ويركّز المجتمع الدولي بشكل صحيح على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للرد على وباء “كوفيد-19” وسط اتخاذ خطوات للاستعداد للرد على الموجة المقبلة. وفي حالة إيران، هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة القيام بها وينبغي لها اتخاذها – إن القيام بذلك يُعتبر قضية أمنية وواجباً أخلاقياً على حد سواء. ولكن تخفيف العقوبات لا ينبغي أن يكون على رأس قائمة هذه الإجراءات العلاجية.

كاثرين باور هي زميلة “بلومنستين كاتس فاميلي” في معهد واشنطن ومسؤولة سابقة في وزارة الخزانة الأمريكية عملت كملحقة مالية للوزارة في القدس والخليج. وهي أيضاً أستاذة مساعدة في “برنامج الدراسات الأمنية” في “كلية إدموند والش للخدمات الخارجية” بجامعة جورجتاون.

دانا سترول هي زميلة أقدم في “برنامج غيدولد للسياسة العربية” في معهد واشنطن وكانت سابقاً أحد كبار الموظفين في “لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي” لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، وعملت سابقاً في شؤون سياسة الشرق الأوسط في مكتب وزير الدفاع الأمريكي.

*المقالة نشرت في 31 أذار/2020/Initially posted on March 31/2020

 

مدينة بعيدة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

فجأة، تصبح أكثر الأشياء بساطة أصعبها منالاً، وتصير المسلّمات مستحيلات. وتقفل الأبواب وتهبط الأسوار. وترنّ أسماء الشوارع القريبة كأنها في مدن عالم سحيق. وتؤجل الزيارة اليومية إلى المكتبات فلا تعود طقساً من طقوس النهار. وتصبح المطاعم والمقاهي ذكرى. وزيارة الأصدقاء حظراً. والحديقة العامة أطلالاً. فجأة، شيء يسمى الإغلاق العام: من باب منزلك إلى آخر العالم. المطار كأنه مرآب سيارات. والقطار واقف كأن السكة لم يعد فيها حديد. وتحمد الله على الهاتف المرئي لأنه خفف من وحشة ولديّ. وهو خيارهما لا خياري، لأنني لا أتمالك أن أراهما من دون أن أعطر روحي بعبقهما.

لطالما استشهدت من قبل ببيت الشاعر الفرنسي ألفرد دو فيني: تعتقد كائناً واحداً فإذا العالم قفر. لكنك الآن في هذا القفر لا تفتقد كائناً واحداً. تفتقد الناس والأشياء والعادات. لقد خلت الصحف حتى من الإعلانات المبوبة التي كانت تعطي فكرة عن حركة الحياة. حتى الإعلانات الكبرى غابت: المصارف، وبيع السيارات، وقاعات الأعراس، والمفروشات. فقط إعلانات الاتصالات وبرامج التلفزيون. ارتفع عدد الصحف اليومية التي أقرأها. لكن العدد المضاف لن يدوم. إنه لا يُقرأ إلا في الأسر. كلام منقول عن كلام منحول عن كلام مزغول. والصبر جميل. وقد علّمنا طارق بن زياد، أنه عندما لا يكون أمامك سوى خيار واحد فأحسن استخدامه. اِجعل من عزلتك المديدة ضعف ما تفيد عادة من عزلتك المألوفة. خذ نفساً عميقاً وأعد التمتع بالقراءات الممتعة. إذا كانت ممنوعة، عليك شوارع بيروت، تنقل في شوارع القاهرة مع نجيب محفوظ. وإذا كنت غير قادر على الطلوع إلى القرية، أعد للمرة العشرين قراءة «يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق الحكيم. اسمع مني. المدن يصنعها الكتّاب والروائيون. أنت لا تعرف اسم مهندس واحد في لندن لكنك تعرف أسماء شوارعها من روايات ديكنز. ولا تعرف ربما مدينة دبلن، لكنك تعرف شوارعها اسما اسما من كتب جيمس جويس. وحاراتها أيضاً. وحدها باريس أشهرت اسم محدثها وباني جاداتها البارون هوسمان ولكن لسبب مهم: لم يبق لديها من الأسماء والشعراء توزعهم على بقية المدينة. عليك بالانتظار. إلى متى؟ لا أدري. فالعِلم عند ربّ العالمين. ولعلك انتبهت إلى أنها كلمة واحدة في اللغة لا تتغير مهما تغير موقعها، لا ترفع ولا تفرد ولا تثنى ولا تجمع. لا هي «العالمون» ولا «العالمان» ولا «العلماء» ولا «العالم». و«العالمون» جميعهم اليوم، في دائرة واحدة، وأهل كوكب واحد، وأرض واحدة.

 

مزالق السلام الهش في أفغانستان

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

صرح دونالد ترمب، حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض بأنه – كرئيس للولايات المتحدة – سوف ينأى بنفسه تماماً عن السياسات التي أدت إلى إخفاقات سلفه الرئيس باراك أوباما الشهيرة على صعيد السياسة الخارجية. ومع ذلك، يبدو أنه يتأهب استعداداً لمتابعة إحدى تلك السياسات الفاشلة - بحماسة بالغة - من خلال الشروع فيما يمكن أن يسفر عن فك الارتباط المبكر من أفغانستان. وإثر انبهاره الشديد بمصطلح «إبرام الصفقات»، أطلق ترمب على سياسته الراهنة اسم «صفقة السلام» مع حركة «طالبان» أو مع حفنة من الشخصيات الذين يقدمون أنفسهم على اعتبار أنهم زعماء الحركة التي كانت تهيمن – ذات يوم – على ربوع أفغانستان. وبموجب «الصفقة» الجديدة، تتعهد حكومة الولايات المتحدة بسحب قواتها المتبقية في أفغانستان في غضون 135 يوماً في مقابل وعد من حركة «طالبان» بمحاربة الجماعات الإرهابية التي ربما تهدد مصالح الولايات المتحدة وأمنها القومي. وهناك الكثير من المشكلات الأساسية ذات الصلة بهذه «الصفقة» تلك التي وصفتها الإدارة الأميركية بأنها «تذكرة السلام» إلى الأرض التي مزقتها الحروب منذ سبعينات القرن الماضي. بادئ ذي بدء، ليس من المؤكد على الإطلاق أن مجموعة الشخصيات التي تفاوضت بشأن «الصفقة» تمثل فعلياً حركة «طالبان». بل في واقع الأمر، وصلت إلينا عشرات البيانات، وأغلبها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، صادرة عن شخصيات تزعم أن «صناع الصفقة» مع الولايات المتحدة لا يمثلون ولا يتحدثون باسم الحركة الأفغانية.

والأهم من ذلك، أنه من المحتمل أن ما يُعرف باسم «حركة طالبان»، ربما لم يعد لها وجود فعلي على أرض الواقع كمنظمة واحدة متماسكة، هذا إن كانت موجودة في المقام الأول. حتى في تسعينات القرن الماضي، عندما أوجدت الاستخبارات العسكرية الباكستانية تلك الجماعة (التنظيم) كإحدى أدوات التأثير على السياسات الداخلية في أفغانستان في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي، كانت حركة «طالبان» عبارة عن علامة للتطرف والإرهاب الإسلاموي بأكثر من كونها منظمة حقيقية ذات وجود على أرض الواقع في البلاد.

أيضاً اشتملت حركة «طالبان» في أفغانستان على عدد كبير من «العائلات» التي تضافرت لإقامة كيان موحد، تحت قيادة ضباط وضباط صف باكستانيين منتدبين، وقاموا بالاستيلاء على العاصمة كابل لإقامة إمارة أفغانستان الإسلامية.

وبعد الإطاحة بحكم «طالبان»، بفضل التدخل العسكري الأميركي في عام 2001، تفتت حركة «طالبان» مرة أخرى. واليوم، يمكننا الوقوف على عشرات الجماعات من مختلف الأعداد والأحجام التي تزعم تصدرها المشهد الأفغاني.

ومن بين هذه الجماعات، هناك «مجلس كويتا» الموجود في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الذي يمكن اعتباره ذراعاً من أذرع إسلام آباد لتنفيذ السياسات الإقليمية. وهناك جماعة أخرى، تحمل مسمى «دوست شيوخ محمد» موجودة في الأراضي الإيرانية المتاخمة للحدود الأفغانية، ويتعين على المرء الافتراض بتنسيق السياسات مع الحكومة الإيرانية. فضلاً عن جماعة ثالثة، تنتمي بدرجة كبيرة إلى ما يُعرف بشبكة جلال الدين حقاني، ولها تمثيل دبلوماسي معروف في العاصمة القطرية الدوحة. ثم هناك حركة «طالبان» الباكستانية الخالصة، والتي يتحدر عناصرها من جنوب وزيرستان ووادي سوات الذين يعتبرون الاستيلاء على العاصمة كابل خطوة على طريق الاستيلاء على السلطة في إسلام آباد. وبالإضافة إلى الجماعات سالفة الذكر، هناك الكثير من الجماعات والعصابات الأخرى التي تركز أعمالها على أنشطة السوق السوداء، وصفقات المخدرات، والاختطاف بغرض الفدى، وغسل الأموال. كما تتخصص جماعات أخرى عدة في أعمال تهريب العملات الأجنبية إلى إيران التي أسفرت عن أزمة التدفق النقدي الكبيرة إلى حالة من التعطش الشديد للدولار الأميركي بصرف النظر تماماً عن مصدره.

ثم هناك عدد من الجماعات الإرهابية، ولا سيما تنظيم خراسان وتنظيم «القاعدة» الإرهابيين، فضلاً عن تنظيم «داعش»، والتي تتطابق أجنداتها مع حركة «طالبان» في بعض الحالات وتتعارض معها في مناسبات أخرى. والأمر الوحيد الذي يوحد أعضاء هذه الجماعات هو الحلم المشترك باستعادة السيطرة على العاصمة كابل واستعادة «الإمارة» التي سمحت لهم بالسيطرة والحكم على مساحات شاسعة من الأراضي على النحو الذي يروق لهم. وتعتبر «الصفقة» المذكورة في حد ذاتها نموذجاً من نماذج السذاجة الخطيرة للغاية. وهي تهدف إلى مبادلة أمر ملموس ويمكن التحقق بسهولة منه – وهو انسحاب القوات الأميركية، في مقابل أمر غير ملموس ولا يمكن التحقق بسهولة منه، وذلك في صورة التعهد بمنع أعمال العنف الإرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أنه ليست هناك آلية واضحة تضمن مساءلة أو محاسبة زعماء «طالبان» على عدم احترام والالتزام ببنود «الصفقة» المبرمة. وبمجرد انتهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، سوف يكون بمقدور حركة «طالبان» القيام بما تشاء بشأن «الصفقة» المذكورة، إثر يقينها من أن فكرة تسويق الغزو العسكري الثاني لأفغانستان إلى الشعب الأميركي الساخط على الحروب الخارجية لن تكون من الأمور التي يمكن تصورها على المدى البعيد.

وكان حلم إبرام «الصفقة» مع حركة «طالبان» قد داعب مخيلة الإدارة الأميركية منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي أرسل مستشار الأمن القومي في حكومته بيل ريتشاردسون إلى كابل من أجل عقد جلسة مباحثات «مثمرة» مع الملا محمد عمر زعيم الحركة آنذاك، والذي رحب بالأموال الأميركية وانطلق إلى إصدار الضجيج اللازم لاسترضاء الرئيس ومستشاره للأمن القومي مع غض الطرف تماماً عن استعدادات تنظيم «القاعدة» لشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) لعام 2001. وقبل أسابيع قليلة من هجمات سبتمبر، وصلتنا أنباء موثوقة من مصادر مطلعة أنه بعد اعتماد سياسة بيل كلينتون في أفغانستان، كانت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش على استعداد للاعتراف بنظام حكم «طالبان»، بل وتبادل السفراء بين واشنطن وكابل في تلك الأثناء.

ومع الانتقال إلى فترة ولاية باراك أوباما، جرى عقد سلسلة من مؤتمرات السلام، بدعم واضح من الولايات المتحدة، في فرنسا والمملكة المتحدة، فضلاً عن إنشاء صندوق للتمويل الائتماني بقيمة 200 مليون دولار حمل اسم «طالبان ترست – صندوق طالبان»؛ بهدف إقناع الجماعة للتحول من جماعة متمردة إلى حزب سياسي مع تقاسم السلطة مع الحكومة في كابل. وفي خاتمة المطاف، ورغم كل شيء، لم يتمكن النمر من الانسلاخ عن جلده. وكان المسؤولون الأميركيون، ومن بينهم الجنرال ستانلي ماكريستال، ممن لم يؤيدوا المقامرة المشار إليها مع «طالبان»، ارتأوا أن حياتهم المهنية باتت على منحدر الزوال. ولا بد من إيضاح نقطتين في هذا المقام:

أولاً، هناك طيف من الجماعات التي تحمل العلامة التجارية المعهودة لحركة «طالبان»، لكنها لا يمكن اعتبارها ممثلة للأمة الأفغانية بأي حال من الأحوال. وينبغي لأي اتفاق للسلام هناك أن يخلق لهم مكاناً معتبراً داخل أفغانستان الجديدة، وليس العكس. ويتعين عليهم نزع سلاحهم، وقبول الإطار الدستوري الجديد، مع السعي للحصول على نصيب من كعكة السلطة عبر صناديق الاقتراع.

ثانياً، على الرغم من التعرجات الواضحة، فإن أفغانستان الجديدة، على الرغم من إرهاقها وإنهاكها الشديد، وفسادها المستشري، والفوضى العارمة التي صارت من أبرز سماتها، لا تزال تتعثر على طريقها نحو المستقبل، وهي على حالها المزري الراهن أفضل بكثير، أو هي أقل سوءاً، من أي شيء تتعهد به حركة «طالبان» أو يمكن أن تقدمه في يوم من الأيام.

لقد انتصرت الولايات المتحدة في تلك الحرب وخسرتها حركة «طالبان». وأصبح السبيل الوحيد نحو السلام، منذ بداية التاريخ، بأيدي أولئك الذين فقدوا الخضوع لإرادة المنتصرين.

 

إلى أين يتجه العالم؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

أذكر أنني عندما كنتُ أقرأ كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق» أول صدوره عام 1977 لاحظتُ نفوره من المستشرق البريطاني هاملتون غب Gibb، وعطفه على المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون. قال سعيد إنّ غب ارتبط بالمؤسسة وعلْمها الاستعماري، بينما ظلَّ ماسينيون مستقلاً (روحياً) رغم عمله في شبابه لصالح الدولة الفرنسية في أقطار المشرق! ولأنني كنتُ أعرف كتاب ماسينيون عن الحلاج؛ بينما لا أعرف لغب غير مقالاته عن الماوردي؛ فقد استعرتُ من مكتبة الجامعة عدة كتب لغب، عنوان أولها: إلى أين يتجه الإسلام، وهو صادرٌ في خمسينات القرن العشرين. والطريف أنّ غب رأى في ذلك الكتيّب أنّ مصائر الإسلام تتوقف على أمرين: التجديد الديني دونما قطيعةٍ مع الموروث، والنجاح في إقامة دولٍ وطنيةٍ حديثة. وقد تابع غب فيما أذكر مطالعته مستنتجاً أنّ محاولات إقامة الدولة الحديثة، تبدو أكثر نجاحاً، من مشروعات ومحاولات الإصلاح الإسلامي. وقد استشهد على ذلك بنماذج الدول الوطنية في تركيا وإيران ومصر. وقد انتهى إلى أنّ الأمر إذا استمرّ على هذا النحو في التفاوُت، فسيحدث صراعٌ بين الطرفين الديني والسياسي، فيسيء ذلك إلى هذين الركنين اللذين لم يشهدا افتراقاً قوياً في الأزمنة الكلاسيكية. وما كان من الصعب الوصول إلى ذلك لأنّ الصراع بين الدولة المصرية و«الإخوان» يومها كان قد بدأ. إنما الطريف مرةً اُخرى أنه لم ير في انقلاب البريطانيين والأميركيين على مصدَّق ونُصرة الشاه، ما يمكن أن تكون له آثارٌ سلبيةٌ باقيةٌ على نجاح المشروع الوطني الإيراني الحديث! وعلى أيِّ حال؛ فإنه وبعد الانسدادات التي شخّصها الأستاذ نزيه الأيوبي في كتابه «تضخيم الدولة العربية» (1994)، ثم ما كان بعد العام 2011 ألقى ظلالاً قويةً من الشكّ على مصائر الطرفين: الإسلامي والدولي. فإلى أين يتجه الإسلام، وإلى أين يتجه مشروع الدول الوطنية في كثيرٍ من بلدان العالمين العربي والإسلامي؟

إنّ التساؤل الذي ظلَّ ملحاحاً عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين، صار اليوم تساؤلاً عالمياً. وقد بدا هذا التساؤل ملحاحاً أيضاً بعد عقدٍ وليس أكثر على سقوط الاتحاد السوفياتي ومنظومته عام 1990 وصعود الهيمنة الأميركية والغربية. كانت فترة التفاؤل لدى الاستراتيجيين الغربيين قصيرة، وظهرت في استطلاعاتٍ رؤيوية وفلسفية لدى أمثال هنتنغتون وفوكوياما وسائر كتّاب اليمين. فنظام الدولة الليبرالية انتصر، وأُضيف إليه سرّ نجاحها الذي لم يقتصر على الحرية بل شمل أيضاً نظام السوق الحرة، وقطاعات الأعمال، ووسائل الاتصال. ويختلف الاستراتيجيون والاقتصاديون منذ عشر سنواتٍ وحتى اليوم ( بعد «كورونا») في أسباب القِصَر والقصور في نظام الدولة، ونظام العولمة. فمنهم من ينسب ذلك للحروب التي اندلعت بعد هجمات العام 2001 على الولايات المتحدة، ومنهم من ينسب ذلك إلى فقاقيع السوق والتي تجلت في الأزمة المالية والاقتصادية في عامي 2008 و2009. وملخَّص التشخيص، بغضّ النظر عن الاختلاف في العِلَل والأسباب أنّ نظام الدولة، والنظام العالمي، وقد قام كلاهما على كواهل الغربين الأوروبي والأميركي أفكاراً وقيماً وتنظيمات، يتّسمان بنيوياً بعدم المناعة بل والهشاشة. ونقص المناعة والهشاشة يبدوان في إمكان مهاجمتهما رغم القوة العسكرية الهائلة، وإمكان انهيارهما المالي والاقتصادي رغم قيام النظام المالي - الاقتصادي العالمي عليهما - وأخيراً عدم قدرة دول العالم المتقدم في أميركا وأوروبا على حماية مواطنيها من الوباء الذي انتشر في الأرجاء؛ بحيث أشبهت ردود الفعل الذعر من الطواعين في العصور الوسطى!

إلى أين يتجه العالم؟ هناك الرؤية المتشائمة والتي رأت قبل «كورونا» وخلال انتشاره أنّ أزمات الدولة السيادية والنظام العالمي ستؤدي إلى تصدعاتٍ وانهياراتٍ ظهرت في الاحتباس الحراري، والتكلسات البيئية المتعاظمة، واضطراب التوازن الكوني، واجتياحات المجاعات والفقر المدقع وهجرات عشرات الملايين. ولا مخرج منها إلاّ بنظامٍ عالميٍ أو حكومةٍ عالمية تتجاوز نظام الدولة السيادية بإلزاماتٍ في القطاعات الأساسية الحافظة لوجود الإنسان وعيشه. ولأنّ ذلك صعب التصور وليست لتحققه القريب إمكانياتٌ واقعية، فالمنتظر حالات كبرى من الفوضى تتدرج من مجتمعات الهامش إلى مجتمعات المركز، وتفرض لجوءاً إلى ديكتاتوريات وشموليات تشبه النظام الصيني من دون أن تتمكن من ضبط الاختلالات الوطنية والعالمية، كما لم تتمكن الصين من ذلك، بل ربما كان نظامها الشمولي هو العلّة في وباء «كورونا» المخيف.

بينما يرى استراتيجيو الاتجاه الواقعي، كما يسمونه، أنّ «عقل العالم» يقتضي تقوية نظام الدول الوطنية وليس إضعافه، والانصراف إلى دعم النظام العالمي القائم لتكون له مهمتان أساسيتان: ضبط الأمن على مستوى العالم أكثر بكثير مما يقوم به مجلس الأمن حالياً، والانصراف إلى إقامة نوعٍ من عدالة التوزيع وإنصافه، بحيث لا تتفشى بقع الفوضى والاضطراب. وقد شجّع على اعتبار هذا التصور ممكناً عمل منظمة الصحة العالمية الكبير والمؤثر خلال جائحة «كورونا»، وعمل منظمة الأغذية والزراعة في معظم أنحاء العالم، ووكالات الأمم المتحدة الأُخرى ومهماتها. وقد قال المندوب الكندي لدى الأمم المتحدة قبل أشهُر: لو أنّ مجلس الأمن يعمل بفاعلية وكالات الأمم المتحدة ومفوضياتها، لكان العالم اليوم أكثر هدوءاً واستقراراً!

وسط الاضطراب العالمي بسبب انتشار الوباء، وتصدُّع الاقتصاد، وسوء معيشة الناس؛ خرج عندنا وفي العالم المشعوذون والشامتون. المشعوذون يدّعون امتلاك وسائل لمكافحة الوباء بالتعاويذ وبالخطرات وبالتمائم والتماثيل. والشامتون شامتون بالأميركيين وبالأوروبيين المتقدمين والمتعجرفين، والذين ما عادوا يستطيعون توفير مستشفى لمُصابيهم. وبحسب هؤلاء فإنّ المتقدمين الذين يعجزون عن إيجاد أسِرّةٍ للمرضى في المستشفيات، ويتركون كبار السن يموتون في دُور العجزة أو في بيوتهم، لا يستحقون زعامة العالم ولا تقديره!

إنّ هذه الأحداث والوقائع صحيحة لسوء الحظّ، وهي لا تتعلّق بدولةٍ أو شعبٍ أو نظام، بل تتعلّق بالخوف الإنساني من المرض والموت. وقد حدث مثلها في العديد من بلداننا، كما حدث العكس في مظاهر التضامن مع المصابين ومع الذين يفقدون لقمة العيش. ونحن نرى والعالم يرى ما يحدث في سوريا من سنواتٍ وسنوات، ولا متعاطف مع ضحايا تلك المأساة غير العاملين الدوليين في مخيمات اللجوء، وساحات المعارك والسجون، في حين تتكالب جهاتٌ دوليةٌ وإقليمية على استغلال هذه الانهيارات السياسية والأخلاقية، لمدّ نفوذها وسط الخراب الإنساني والعمراني!

بعد أنّ وصف ابن خلدون في مقدمة تاريخه أهوال طواعين العام 749هـ - 1348م على الإنسان والعمران، ختم بالقول: «وإذا تبدلت الأحوالُ جملةً، فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحوّل العالم بأسره، وكأنه خلقٌ جديدٌ، ونشأةٌ مستأنفةٌ، وعالَمٌ مُحدَث». نعم، لن يعود العالم بعد «كورونا» كما كان قبله. إنما في الحدود الممكنة للاستشراف لا بديل عن نظام الدولة الوطنية القوي والنزيه والعادل لحفظ الاجتماع الوطني والإنساني.

 

كسينجر وتحولات النظام العالمي

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

يتوقع هنري كسينجر تحولات في النظام العالمي وهو المنخرط به تبويباً وتأريخاً ونقداً. في كتابه «النظام العالمي»، حاول كسينجر رصد التحولات الأساسية التي جعلت العالم على ما هو عليه حتى اليوم، يمكن التذكير بها قبل التطرق إلى مقالته الأخيرة.

من منعطفات التحول في تاريخ البشرية: «اختراع نمط الطباعة القابل للنقل في منتصف القرن الخامس عشر؛ الأمر الذي وفَّر إمكانية تقاسم المعرفة على نطاق لم يكن متخيلاً من قبل. كان المجتمع القروسطي قد درج على عادة تخزين المعرفة عبر الاستظهار أو عن طريق النسخ اليدوي المضني للنصوص الدينية، أو بواسطة فهم التاريخ بالإفادة من الشعر الملحمي. في عصر الاستكشاف، كان لا بدَّ لما يجري اكتشافه من أن يُفهم، وأتاحت الطباعة فرصة نشر المعلومات. كذلك أدَّى استكشاف عوالم جديدة إلى الحفز على السعي لإعادة اكتشاف العالم القديم وحقائقه، مع تكيد خاص لمركزية الفرد. وراح الاحتضان المتزايد للعقل كقوة تنوير وتفسير موضوعية يهزُّ أسس المؤسسات القائمة، بما فيها الكنيسة الكاثوليكية العصية على أي هجوم من قبل».

ثم يعتبر صلح ويستفاليا أساسياً في تطور منطق الدولة، باعتباره الاتفاق الأول في العصر الحديث، يقول: «في كتابه التنين (Leviathan) المنشور عام 1651 بعد سلام ويستفاليا بثلاث سنوات قام توماس هوبز بتوفير مثل هذه النظرية. تصور (حالة طبيعية) في الماضي حين كان غياب السلطة يتمخض عن نوع من (حرب الجميع ضد الجميع). وهرباً من مثل هذا الانعدام الأمني الذي لا يطاق بادر الناس، حسب تنظير هوبز، إلى التنازل عن حقوقهم لسلطة سياسية مقابل قيام الأخيرة بتوفير الأمن لجميع من هم داخل حدود الدولة. واحتكار الدولة السيادية للسلطة تم ترسيخه بوصفه الأسلوب الوحيد للتغلب على الخوف الأبدي من الموت العنيف والحرب».

ثم يرى في التنوير ذروة التحولات في العصر الحديث، وبخاصة ما قدمه روسو في نظريته السياسية الثورية، ومن ثم تطوير كانط لمونتسكيو في نظرية «السلام الدائم»، يعتبر هنري أن: «الفترة النابليونية كانت عنوان تمجيد التنوير وتأليهه. كان مفكرو تلك الفترة، مستلهمين مثالَي اليونان وروما، قد جعلوا التنوير مساوياً لقوة العقل، بمعنى انتقال السلطة من الكنيسة إلى نخب علمانية. ما لبثت هذه الطموحات أن تقطرت أكثر وباتت متركزة في قائد واحد، بوصفه التعبير عن السلطة العالمية. تجلى مثال ساطع على تأثيره في الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول) 1806، قبل معركة يينا بيوم واحد، تلك المعركة التي هُزم فيها الجيش البروسي هزيمة حاسمة. لدى مغادرة نابليون لاستكشاف أرض المعركة بصحبة أركانه، قام جورج فلهلم فريدريك هيغل، الذي كان محاضراً جامعياً (وكان فيما بعد سيؤلف كتاب فلسفة التاريخ الذي كان مصدر إلهام عقيدة ماركس)، بوصف المشهد بعبارات إطرائية وهو يصغي إلى طقطقة حوافر الخيول على الحجارة المرصوفة قائلاً: «رأيت الإمبراطور - روح العالم هذا - خارجاً من المدينة للاستعراض راكباً. إنه إحساس رائع حقاً أن يرى المرء فرداً كهذا متركزاً هنا في نقطة واحدة ممتطياً جواداً، يبسط ظله على العالم ويسوده».

ومع اشتداد الأزمة اليوم، وتحدي الوباء، كتب كسينجر مقالة في «وول ستريت جورنال»، وفيها قال: «الظروف الاستثنائية المصاحبة لفيروس كورونا، استدعت إلى ذاكرته، شعوره عندما كان جندياً في معركة الثغرة، إبان الحرب العالمية الثانية أواخر عام 1944؛ إذ يطغى حالياً الإحساس بالخطر المحدق الذي لا يستهدف شخصاً بعينه، وإنما يضرب بشكل عشوائي ومدمر. إن الاختلاف بين تلك الفترة البعيدة، وزمن بلاده الحالي، يتمثل في قدرة التحمل الأميركية التي عززها الارتكاز على غاية وطنية عليا، بينما الآن في بلد منقسم، يُعد وجود حكومة فعالة ذات رؤية ثاقبة، عاملاً ضرورياً للتغلب على العقبات غير المسبوقة من حيث الحجم والنطاق». وأما على مستوى النظام العالمي وتحولاته، فيقول: «الجهود المبذولة لوقف الوباء، يجب ألا تعرقل المهمة العاجلة المتمثلة في إطلاق مشروع موازٍ، يهدف للانتقال إلى نظام ما بعد (كورونا)»، ويمهد لدعوته إلى مشروع عالمي موحد للقضاء على «كورونا» بقوله: «القادة يتعاملون مع الأزمة على أساس وطني، لكن آثار الفيروس على تفكك المجتمع لا تعترف بالحدود، وبينما يُؤمَّل أن يكون ضرره على صحة الإنسان مؤقتاً، فإن الاضطرابات السياسية والاقتصادية قد يمتد تأثيرها إلى أجيال»، ويتابع: «لا يمكن لأي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، التغلب على (كورونا) من خلال جهد وطني محض، يجب أن تتحد الجهود الحالية في رؤية وبرنامج مشتركين عالميين، إذا لم نتمكن من القيام بالأمرين معاً، فسوف نواجه أسوأ ما في كل منهما». هذا التحول يعني أن مفهوم الدولة، والنظام العالمي سيمر بتحولاتٍ صعبة، والأخطر دخول البشر إلى «الحالة الطبيعية» في دولٍ تكاد يفلت منها زمام التحكم في المؤسسات، وقد يؤسس ذلك لصراعٍ على الغذاء، أو انتشار للجريمة، أو خوف من المستقبل وغزو للآخر، وبخاصة أن العلاقة بالآخر تشهد تحولاتٍ كبرى مع انتشار هذا الوباء، وصيحة كسينجر جديرة بالنقاش والتداول والدرس.

 

هل الصين مسؤولة؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/10 نيسان/2020

فيما تسعى حكومات العالم جاهدة لمحاربة الوباء الذي يقضي على المئات من أبناء شعوبها كل يوم، ويدمر اقتصادها ويخنق مظاهر الحياة الطبيعية في شوارعها وساحاتها، لم يفكر أحد من قادة هذه الدول، أو لنقل لم يتجرأ أحد على توجيه إصبع الاتهام أو التفتيش عن المسؤول عن تفشي هذه الكارثة، مثلما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب. يمكن أن يكون لك الرأي الذي تراه في الرئيس الأميركي، ولكنك لا تستطيع أن تنكر أنه رجل يقول ما يفكر فيه بشجاعة ومن دون خوف من عواقب ما يقول أو من ردود الفعل. من هنا جاء اتهامه للصين ولمنظمة الصحة العالمية بالمسؤولية عن انتشار هذا الوباء القاتل بالشكل الذي ينتشر به، وهو اتهام يمكن أن يدور في أذهان كثيرين من مسؤولين ومواطنين عاديين حول العالم حول أصل هذا الوباء والنقطة التي بدأ انتشاره منها، من دون أن يجرؤ أحد على التصريح بذلك كما فعل ترمب.

قد تكون لدى الرجل أسبابه ودوافعه، ومنها مثلاً الهمّ الاقتصادي الذي يشكل عامل قلق بالنسبة إليه في هذه السنة الانتخابية. فهو يرى الآن أن الصين، ومقاطعة هوباي تحديداً وعاصمتها ووهان التي انطلق منها الوباء، تعود إلى الحياة وتستعيد حركتها الاقتصادية، فيما مدن أميركية كبرى مثل نيويورك وشيكاغو وديترويت غارقة في كابوس من الركود الاقتصادي الطويل. يشاهد ترمب على شاشات التلفزيون مظاهر عودة الحياة إلى ووهان ويفكر في قدرة الصين على استعادة قوتها الاقتصادية العالمية، فيما الدولة الصناعية الكبرى مهددة بأعوام مقبلة من الكساد والبطالة والانهيار الصناعي. ويجد الرئيس الأميركي أن هذه العواقب تبرر تحميل الصين مسؤولية ما حصل للعالم، ولا يتردد في وصف «كورونا» بـ «الوباء الصيني»، لأنها أخفت مدى انتشار المرض ولم تتخذ الإجراءات السريعة المناسبة لمحاصرته ومنع مواطنيها من مغادرة المقاطعة المنكوبة، وهي من أكبر المقاطعات ذات الثقل التجاري والاقتصادي في الصين والمتصلة بسائر أنحاء العالم. كما أخفت السلطات الصينية حقيقة الإصابات الأولى في سوق بيع الأسماك واللحوم في ووهان، في اليوم الأول من السنة الجديدة، فيما كان العالم غارقاً في احتفالاته، آملاً في سنة جديدة واعدة.

عمد المسؤولون الصينيون إلى إخفاء ما يجري في ووهان، رغم أن شرطة المدينة كانت قد بدأت بإرغام المحلات في هذه السوق على إغلاق أبوابها، كما أخذت تتكاثر الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تتحدث عن انتشار تقارير طبية عن عوارض استثنائية من ضيق التنفس وأمراض الرئة يعاني منها المرضى في المستشفيات، مع تعليمات من نوع: اغسلوا أيديكم... البسوا الكفوف والأقنعة؛ كل هذا فيما الأجهزة الأمنية في المدينة تقوم باعتقال أشخاص بتهمة ترويج شائعات بشأن الوباء، من بينهم الطبيب لي ونليانغ، الذي باتت قصته معروفة، إذ كان أول من تحدث عن «داء ووهان الرئوي»، ثم كان هذا الطبيب بين أول ضحايا الوباء في الصين.

لم تكن الأخطاء الصينية أخطاء طبية. السلطة السياسية هي التي تتحمل المسؤولية. فمنذ الأسابيع الأولى لانتشار الوباء كان الأطباء الصينيون يؤكدون حالات انتشار الوباء بين البشر، أي أنه تجاوز مرحلة الانتقال من الحيوانات كما حصل في سوق اللحوم. لكن السلطات الصينية ظلت تؤكد أنه لا يوجد دليل على انتقال الوباء من شخص إلى آخر، وتخفي حقيقة أرقام الضحايا، أما منظمة الصحة العالمية فقد أصدرت نشرة إعلامية في 13 يناير (كانون الثاني) تقول فيها إنها مطمئنة إلى طريقة تعامل الحكومة الصينية مع الوباء!

أخذ «كورونا» ينتشر خارج الأراضي الصينية، من اليابان إلى كوريا الجنوبية وصولاً إلى مقاطعة لومبارديا الإيطالية ومدينة واشنطن التي سجلت فيها أول إصابة لشاب في الخامسة والثلاثين من العمر كان عائداً من ووهان. ثم انتشر الوباء في سائر بقاع الكرة الأرضية.

وفيما أعلن الرئيس الأميركي منع الأجانب الذين سبق أن زاروا الصين من دخول الولايات المتحدة، لقطع الطريق على تفشي الوباء، كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس يؤكد أن انتشار الوباء حول العالم «بطيء ومحدود»، ولا حاجة لوقف الأعمال التجارية ورحلات السفر... احتاجت منظمة الصحة العالمية مرور شهرين ونصف الشهر منذ ظهور أول أعراض الوباء في ووهان لتعلن في 11 مارس (آذار) ما كان العالم كله قد أصبح على علم به أن (كوفيد - 19) أصبح جائحة عالمية. وليتبع ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محذراً من أن العالم في حالة حرب مع «كورونا».

الآن تقوم الصين بتوزيع الكمامات وألبسة الوقاية الطبية على المستشفيات الأوروبية. وتتلقى الشكر على ذلك من حكومات مختلفة مثل الحكومة الإيطالية التي شكت من غياب الدعم الأوروبي فيما أغرقت الرئيس الصيني شي جينبينغ بعبارات الثناء. وكثيرون من المعلقين في الصحف العالمية باتوا يرون في تلك المكرمات الصينية محاولة للتكفير عن ذنب، إذ كان يمكن تفادي هذه الكارثة العالمية لو أن السلطات الصينية اتخذت منذ البداية الإجراءات والاحتياطات الوقائية الضرورية التي اتخذتها في فترة لاحقة بعد أن انتشر الوباء داخل الصين نفسها وانطلق منها ليحصد ضحاياه حول العالم.

لا أحد يتهم الصين بأنها قامت بنشر وباء «كورونا» عمداً. الاتهام الموجه لها على لسان الرئيس ترمب علناً وفي أذهان مسؤولين آخرين ضمناً أن محاولة طمس الحقيقة وإسكات الأطباء الذين حذروا منذ البداية من مخاطر الوباء سهّلا انتشاره ولم يمنحا الحكومات حول العالم المعلومات الضرورية للمواجهة المبكرة ولإقفال الحدود ومنع السفر في الوقت المناسب للحد من انتقال العدوى. هذه مسؤولية تتقاسمها الصين مع منظمة الصحة العالمية التي تأخرت هي أيضاً في إعلان «كورونا» وباءً عالمياً وفي مطالبة الحكومات باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وإذا كان كثيرون يرون أن الوقت الآن ليس وقت الحساب ولا وقت قطع التمويل عن هذه المنظمة، كما هدد الرئيس ترمب، فإن وقت الحساب سوف يأتي حتماً عندما يخرج العالم من هذه الظلمة ويبدأ بفتح الدفاتر ومراجعة الأكلاف التي ستترتب على خطط النهوض من هذه الكارثة.

 

الديكتاتورية وعشق... كورونا

فارس خشّان/الحرة/10 نيسان/2020

هناك شبه إجماع أن العالم بعد جائحة كوفيد-19 لن يكون كما كان عليه قبلها.

كثر يخشون "التغيير المرتقب"، لأنّ مقدماته التي بدأت تتكوّن غير مشجّعة على الإطلاق، بل... مرعبة.

الخائفون من التغيير يشعرون بعجزهم عن تصحيح المسار والتحكم بمجرى الأمور، فيلجؤون إلى استنباط أي فكرة حتى يخففوا عن أنفسهم عناء التوجس من الآتي.

يدفع هؤلاء الخائفون إلى المقدمة مفهوم "النسيان" لدى الإنسان. في اعتقادهم أن هذه "النعمة" قد تعيد العالم، رويدا رويدا، إلى ما كان عليه قبل انتشار فيروس كورونا المستجد. حجة هذا البعض على ذلك أنّ التأملات الفردية، في أثناء مراسم دفن قريب أو نسيب أو صديق، عن سخافة الطموح وعبثية الصراع، سرعان ما تتلاشى مع عودة المرء إلى يومياته.

لكنّ أصحاب "النبوءة التغييرية"، ومن بينهم مخضرمون ومجرّبون وخبراء وعلماء ومؤرخون، لا يقيمون وزنا للتجارب الفردية في استنباط ما سيكون عليه المستقبل، لأن الفرد، مهما كانت فرادته، فمنطقه ووجدانياته وتفاعلاته مع الحوادث، تختلف كليا عن آليات صناعة القرار في الدول، وهي التي تفرض نفسها وإيقاعها على الأفراد والجماعات والشعوب.

إذا تُركت الدول لمنحاها الحالي، فإن شعوبا كثيرة تضطر حاليا أن تعيش في "الحَجر"، ستجد نفسها، غدا بين خيارين: العبودية أو الموت

إذن، فالتغيير، في عرف هؤلاء، ليس خيارا، بل قدرا. العوامل المتحكمة به كثيرة وقوية وضاغطة، من بينها: التدهور الاقتصادي، الأزمة المالية، ارتفاع المديونية، نمو البطالة، انخفاض الاستهلاك، الاستياء من "العولمة"، سيئات الـ"نيوليبرالية"، وعدم فاعلية التجمعات الإقليمية.

بناء عليه، أي مستقبل ينتظرنا؟

المشهد "أبوكاليبسي": سيقضي فيروس كورونا على ما تبقى من عقبات أمام ازدهار "الشعبوية" التي بيّنت تجارب التاريخ أنها "رحم الحروب"، وسيُنقذ أعتى الديكتاتوريات، في ظل تعويم النظريات المعادية لكل أشكال الديمقراطية.

في واقع الأمر، إن عوارض "وباءي" الشعبوية والديكتاتورية سبقت ظهور "كورونا فيروس"، لكنّ الديمقراطية كانت تملك ما يكفي من مناعة للصمود، وليس للتصدّي.

و"الشعبوية" كانت قد دخلت، على سبيل المثال، إلى "الاتحاد الأوروبي" من بوابة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، كما على البرازيل من بوابة رئيسها جايير بولسونارو. وتعزّزت النظم القمعية مع الصمت الكوني على إعلان الرئيس الصيني نفسه "رئيسا مدى الحياة"، فيما كاد يسلّم الجميع ببقاء النظام السوري، على الرغم من الأدلة الوافرة على حجم الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه.

ومع انتشار جائحة "كوفيد-19"، تعزّزت الشعبوية والديكتاتورية، فبات، مثلا، مقبولا هذا التزوير وتداعياته الخطرة مستقبلا، في بعض الدول والأنظمة، بخصوص مدى التفشي الفعلي لفيروس كورونا بين السكان، في إطار ادّعاء الشعبويين بطولات وهمية وقدرات خارقة، يدعمها إعلام "ممسوك" وجماهير مرعوبة تلهث وراء "حبل النجاة"، حتى لو كان خادعا وكاذبا، كما بات متاحا، وعلى سبيل المثال أيضا وأيضا، حتى في الأنظمة التي ترفع لواء الديمقراطية، وبحجة الخوف على حياة المواطنين، أن يتم رصد حركة جميع الناس، من خلال التحكم بداتا الاتصالات، في مشهد كوني أعاد إلى الأذهان، وبقوة، نهج "الأخ الأكبر" في رواية جورج أورويل "1984".

أمام "الفقر" هنا و"الانعزال" هناك، سوف تنتعش الديكتاتورية من جديد، ويعود زمن الصمت على سحق الشعوب

والأدهى أن هذه الاتجاهات يكثر مؤيدوها والمدافعون عنها والمروّجون لها. وهذا بديهي، لأنه من النتائج المباشرة، للتعامل مع جائحة "كوفيد-19" على أساس أنها عدو وليست مرضا، وأن مواجهتها هي حرب وليست مكافحة.

وإعلان الحرب على العدو، يحتاج إلى عقيدة، إلى بروباغندا، والأهم إلى... جنرالات. ومن يظهر أنه الأقوى والأفعل يفرض وجهة نظره على الآخرين.

وفي هذا السياق "الحربي"، يتميّز الشعبويون لأنهم الأكثر حرفية في البروباغندا، ويتعاظم الديكتاتوريون لأنهم الأكثر أهلية لاستغلال شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، فيما يُرهق الديمقراطيون الذين يخضعون لقواعد أنظمتهم حيث الشفافية، الانتقاد، التهجّم، تسخيف الإنجاز، تضخيم نقاط الضعف، المساءلة البرلمانية، انطباعات الرأي العام، الاستحقاقات الانتخابية، استطلاعات الرأي المستقلة، ومروحة واسعة من الحريات ومن بينها حرية الإعلام والتعبير.

هذا المسار المساند للديكتاتوريات، والذي بدأ يتبلور في حمأة أزمة كورونا، سوف يترسخ ويتطوّر في المستقبل، فالدول التي تدافع عن الديمقراطية ومبادئها، ستجد نفسها "منعزلة" عن مشاكل الكون، لتركّز اهتمامها ومواردها في محاولاتها تعويض ما لحق بها من خسائر فادحة، كما هي حال فرنسا التي تتحدّث عن إمكان وصولها إلى تلك الوضعية التي كانت عليها في العام 1945، أي بعد سنوات من الاحتلال النازي وبعيد تحريرها بأضخم العمليات العسكرية في التاريخ.

أما الدول الفقيرة والمأزومة، فسوف تشهد تفاقما في أزماتها المالية والاقتصادية والاجتماعية، مما يرفع نسبة الفقر إلى مستويات تاريخية، ويقدّم هموم الرغيف على مبادئ الحرية والأنظمة الناشئة عنها.

وأمام "الفقر" هنا و"الانعزال" هناك، سوف تنتعش الديكتاتورية من جديد، ويعود زمن الصمت على سحق الشعوب.

وآفة الصمت التي ستزدهر مجددا، سبق واختبرت شعوب كثيرة تأثيراتها القاتلة، ولعلّ سوريا، في ظل نظام آل الأسد، أكبر الشواهد عليها.

فمن يتصفّح "الشق السوري" من كتاب الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية السفير برنار باجوله "الشمس لا تشرق أبدا في الشرق" يصيبه الإحباط من الديمقراطية وحاملي ألويتها.

هذا الدبلوماسي ـ الأمني لم يكن هامشيا في مركز صناعة القرار في فرنسا، إذ كان مقربا من أربعة رؤساء فرنسيين تعاقبوا على قصر الإليزيه، وكان آخرهم فرانسوا هولاند.

ماذا تحتاج الأنظمة القمعية أكثر من هذه النتائج الباهرة، حتى تقع في عشق كورونا؟

في كتابه الصادر قبل سنة، يروي باجوله مستندا إلى ما عاشه كرقم 2 في السفارة الفرنسية في دمشق ومن ثم ما عرفه كرئيس لجهاز المخابرات الخارجي، (يروي) أمورا من المخجل أن تكون قد مرّت على فرنسا وحلفائها في "العالم الحر" مرور الكرام، كنوعية الاعتقالات والابتزاز والتشليح والاغتيالات والمجازر والطائفية والعائلية والسرقة والفساد و"العقد النفسية" و"الإتجار" بالعداء لإسرائيل والإرهاب.

هذه الوقائع المدوّنة في السجلات الرسمية، بالتفاصيل والأسماء والحقائق، مرّت كأنها أحداث رواية متخيّلة، عندما كانت الدول منشغلة بالتفتيش عن "عظمتها" وغارقة في "الواقعية السياسية" ولاهثة إلى تقاسم "الجبنة الاستثمارية"، فماذا تراه سوف يحصل، عندما "تعزل" الدول نفسها، بعد مرور عاصفة كورونا، من أجل لملمة خسائرها الفادحة؟

ليس من فراغ أو عن عبث، أنّ المخضرم هنري كيسنجر، ومن خلال مقاله الأخير (3 أبريل) في صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد دعا "الديمقراطيات في العالم إلى الدفاع والمحافظة على القيم التي ورثتها من عصر الأنوار"، مشددا على "وجوب أنّ يعالج قادة العالم الأزمة الراهنة، فيما هم يبنون المستقبل".

إذا تُركت الدول لمنحاها الحالي، فإن شعوبا كثيرة تضطر حاليا أن تعيش في "الحَجر" حتى تحفظ حياتها، ستجد نفسها، غدا بين خيارين: العبودية أو الموت.

والحالة هذه، ماذا تحتاج الأنظمة القمعية أكثر من هذه النتائج الباهرة، حتى تقع في عشق كورونا؟

 

إيران في زمن كورونا: الحرس الثوري وحسن روحاني وإدارة ترامب

د. خطار أبودياب/العرب/11 نيسان/2020

تعد إيران بؤرة الانتشار الأساسية لفايروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط. وأصاب الوباء إيران إصابة قاسية. فقد تجاوز عدد الحالات المسجلة حتى التاسع من أبريل 66 ألفا، بينما تجاوزت حالات الوفاة 4100 شخص (بالرغم من أن كثيرين في إيران يعتقدون أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير)، مما يضعها في المرتبة الخامسة عالميا. وبرز منذ فبراير الماضي التخبط في إدارة الأزمة ولوحظ قفز الحرس الثوري ليلعب الدور المركزي على حساب حكومة الرئيس حسن روحاني. وللوهلة الأولى كان يصعب التكهن بمدى تأثير انتشار الوباء على الشؤون الدولية. ومنذ أواسط مارس أخذ الحكم الإيراني يمارس سياسته المزدوجة في مسعى لكسر العقوبات الأميركية إذ طلب روحاني وللمرة الأولى منذ ستين عاما مساعدة صندوق النقد الدولي لبلاده مع توجيه إشارات إيجابية نحو واشنطن، فيما كان آية الله علي خامنئي يتهمها بشن “حرب بيولوجية”.

وهذا يطرح التساؤل عن إمكانية تغيير سلوك دولتين خصمتين – الولايات المتحدة وإيران في هذه الحالة – تحت ضغط الأزمة الطارئة. يتوقف الأمر في المقام الأول على مسار الوضع داخل إيران والتجاذب الحالي في العراق وتطورات الوضع الداخلي الأميركي في هذه السنة الانتخابية التي هيمنت عليها كارثة كورونا.

على خلاف غالبية الدول الأخرى التي تحركت بسرعة لمواجهة انتشار الجائحة بشفافية وحزم، تؤكد مصادر إيرانية متطابقة عن بدء الانتشار في النصف الثاني من يناير الماضي، في موازاة استمرار خطوط الرحلات الجوية مع الصين تبعا للصلات المميزة بين البلدين. وهكذا بالرغم من علم السلطات بحقيقة الموقف تجاهلت السلطات التحذيرات و”ضللت الجمهور عمدا لمنع تداعيات الوباء من التأثير على احتفالات الذكرى السنوية للثورة في 11 فبراير، والانتخابات البرلمانية في 21 فبراير”.

ومن الواضح أن التأخر في اتخاذ إجراءات سريعة ومنها الإغلاق من قم إلى طهران ساهم في المزيد من الانتشار وكما في العديد من دول العالم لكن بشكل صارخ تبيّن عدم وجود البنية التحتية الصحية الضرورية والهيكلية الإدارية الفعالة نتيجة التركيز على أولويات أخرى وأبرزها الميزانيات العسكرية في الداخل والخارج. ولا تكمن المشكلة في نقص المال والموارد بسبب العقوبات الأميركية حصراً كما يدعي النظام، لكن هذا لا يغفل سوء توزيع الموارد الموجودة وأساليب استخدامها.

والغريب أنه بينما يتحرك العالم لمكافحة الجائحة، تتهم المعارضة الإيرانية السلطات بإخفاء حجم الكارثة والتقليل من عدد الضحايا وتتفق مصادر طبية إيرانية محايدة مع هذا الاتهام وتتحدث عن حوالي عشرين ألف ضحية حتى الآن. ومن أجل الهروب إلى الأمام وتوظيف أزمة الوباء سياسيا، يتم التركيز على أن العقوبات الدولية هي السبب الجذري لنقص إيران في الموارد الطبية والمعدات، وكذلك خيارات العلاج والأدوية.

وكل ذك يهدف إلى خلق تصدعات في جدار العقوبات والتصويب على واشنطن خاصة أنه ستكون للولايات المتحدة، التي هي عضو مهم في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، كلمة قوية في قرار منح إيران أو عدم منحها القرض المطلوب، وهو بالنسبة للكثير في إيران مجرد مسعى للتخفيف من مشكلة التدفق النقدي، ويمثل ذلك رهانا لفريق روحاني – ظريف "المعتدل" عله يمكنه من تسجيل نقاط في الصراع الخفي مع الفئة الأكثر تشددا المتحلقة حول المرشد الأعلى علي خامنئي ونواتها الصلبة الحرس الثوري الإيراني.

ومشكلة الحكم الإيراني مع السيولة النقدية زادت مع انهيار أسعار النفط مما سيعرض النفقات الأساسية للتهديد ومنها الميزانيات العسكرية والأمنية في الداخل والدعم المرصود لمجمل أنظمة وجماعات “المشروع الإمبراطوري الإيراني” في الإقليم. ومن الأسباب الأخرى لمسعى طلب القرض الدولي ومحاولة “إغراء” الترويكا الأوروبية (ألمانيا – فرنسا – بريطانيا) كي يتم تفعيل فتح خط ائتمان سنوي بقيمة 15 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي لإيران تحت حجة تخفيف آثار العقوبات الأميركية.

لكن ذلك يمثل بالفعل احتياطا لتأمين الحد الأدنى الاجتماعي والاقتصادي ولتفادي عودة الاحتجاجات الشعبية بزخم بعد انتهاء زمن كورونا. ومن المناورات الإيرانية في هذا المضمار إبراز تناقض في المواقف حيال الصين التي يتهمها البعض في وزارة الصحة بإخفاء حجم الكارثة وسرعان ما ينبري الحرس الثوري للدفاع عن دورها ومساعداتها، وينطبق الأمر أيضا على روسيا التي اكتفت بعرض بيع ميسر لمنتجات روسية، وكل ذلك من أجل توجيه رسائل حول تنوع البدائل والشركاء إلى الحزب الديمقراطي وآخرين في واشنطن ودول أوروبية. وهذا اللعب على الوتر الإنساني لا يقنع كثيرا من الأطراف ويثير “حذر” إسرائيل التي عبرت عن مخاوفها من أن "تستغل إيران الجائحة في تطوير البرنامج النووي". لكن على ضوء ما يجري في العراق تحديدا تقر مصادر أوروبية وأميركية بزيادة “العدوانية الإيرانية” للتغطية على المتاعب الداخلية، ويشير باحث مختص بالعلاقات الصينية – الإيرانية إلى “احتدام الصراع العالمي حول إيران نظرا لهشاشة الوضع فيها بالرغم من قدرات النظام القمعية”.

وما يعطي مصداقية لمثل هذا التصور مراقبة صدور أصوات خبراء في الولايات المتحدة تدعو إلى منح إيران ما تحتاجه، بل تحض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتباع نهج أكثر رأفة في التعامل مع أزمة الوضع الصحي في إيران بصفة عامة، ووصل الأمر بديمقراطيين بارزين بينهم نائب الرئيس السابق والمرشح الرئاسي السيناتور جو بايدن والوزيرة السابقة مادلين أولبرايت للمطالبة بتخفيف الضغط على طهران. ومن المبررات المطروحة من قبل هؤلاء كما من قبل أنصار الانفتاح على إيران في أوروبا أن الضغوط القصوى سيكون أثرها سلبيا وخاصة استنتاج تتقاسمه هذه الأوساط يقول إن “الحرس الثوري الذي يشرف على مواجهة فايروس كورونا وبناء المنشآت الصحية في البلاد، سيزداد قوة على قوة. وستتحول إيران رويدا من دولة دينية في ثوب جمهوري إلى دكتاتورية عسكرية”.

وهذا الوضع الدقيق ربما يفسر تحمل الرئيس حسن روحاني مخاطر تفاقم الكارثة الصحية وقبوله ببدء رفع إجراءات الحجر والإغلاق من أجل إنقاذ الاقتصاد المتداعي وتفادي عودة غضب الشارع أو مزايدة المتشددين. لكن مصادر أوروبية مطلعة على الوضع الإيراني تجزم بأن “الحرس الثوري حسم الوضع لصالحة إن في مواجهة تيار روحاني أو إزاء مكتب خامنئي الذي يعتبر نجله مجتبى لولبه”. هكذا بعد الضربة الكبرى التي تلقاها النظام مع خسارة قاسم سليماني، وتفاعلات حادث الطائرة الأوكرانية والانتخابات التشريعية الفاشلة واحتجاجات نوفمبر 2019، أتت أزمة كورونا لتعمق من أزمة النظام البنيوية ولم يجد المرشد علي خامنئي للتبرير إلا قوله: “سجل الشعب الإيراني تألقا في اختبار كورونا” مع التشديد على أن “قرصنة المساعدات الإنسانية والتمييز بمعالجة المرضى تعكس ثقافة الغرب”. بينما تطالب حكومته بالمساعدات من الغرب عبر صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي. وهذا يبرهن على السياسة المزدوجة للحكم في طهران، ولعبه على كل الحبال من أجل استمرار الإمساك بالسلطة والسيطرة على الشعب الإيراني بمكوناته والترويج للتوسع في الإقليم. ما بين الحرس الثوري وروحاني وإدارة ترامب ستستمر لعبة من دون قواعد لأننا لسنا أمام دولة عادية في إيران بل أمام منطق “الثورة” التي يقول أحد الذين عاصروها إنها “أكلت أبناءها وتهدد الاستقرار العالمي” .

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي ترأس رتبة سجدة الصليب: نتذكر آلام المسيح ونضم إليها آلام المصابين بكورونا

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب في بكركي.

وجاء في عظته: "نحتفل برتبة السجدة للصليب، نتذكر فيها آلام المسيح وموته بقراءة الأناجيل الأربعة كما يرويها الإنجيليون. نتذكرها لأن الرب افتدى خطايانا وخطايا البشرية جمعاء، لكي نتصالح كلنا مع الله ونعود اليه بالتوبة. ونتذكرها لكي نضم اليها آلامنا وآلام المتألمين جسديا ونفسيا ومعنويا، وحاليا آلام المصابين بفيروس كورونا، لكي يعطيها الرب يسوع قيمتها الخلاصية، ويجعلها مساهمة في فداء العالم وهدايته. ونقوم بالتطواف بالصليب المحاط بزهور محبتنا وإخلاصنا وعرفاننا بالجميل لآلامه وموته لفدائنا. ثم نؤدي السجود للصليب، عربون خضوعنا وامانتنا له، قبل ايداعه في قبره ممجد الى يوم الأحد لنحتفل بقيامته وبرتبة السلام الذي اشاعه في العالم. وفيما نستمع الى قراءة الأناجيل، سنسمع من فم يسوع المصلوب 7 كلمات هي بمثابة تكملة لعظة الجبل التي افتتح بها رسالته العامة، وأرادها دستورا للحياة المسيحية. والآن يكمل تعليمه الالهي من على عرش صليبه:

- "يا أبت إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون". يعلمنا ان الغفران هو ذروة للمحبة.

- "يا امرأة هذا ابنك، يوحنا هذه أمك". يعلمنا ان الأمومة والأبوة الروحية الشاملة تولد من الألم الشخصي.

- "اليوم تكون معي في الفردوس". يعلمنا ان التوبة هي باب الخلاص.

- "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟. يعلمنا اختبار صمت الله في الضيق، والتغلب على اليأس.

- "أنا عطشان". يعلمنا العطش الى المحبة والرحمة والعدالة".

- " لقد تم كل شيء". يعلمنا إتمام الغاية من حياتنا الشخصية كما يريدها الله.

- "يا أبت بين يديك أستودع روحي". يعلمنا تسليم وديعة الحياة عند مماتنا الى الآب الذي خلقها وسلمنا اياها يوم ولادتنا".

وختم الراعي: "نتأمل اليوم بكل هذه الافكار ونسجد للصليب المقدس مرددين: "نسجد لك ايها المسيح ونباركك، لانك بصليبك المقدس خلصت العالم".

 

دياب اتصل بالأطباء اللبنانيين في فريق البروفيسور ديدييه راوو: بتكبروا القلب

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء، في بيان، أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب أجرى اتصالا عبر الفيديو مع الأطباء اللبنانيين من فريق البروفيسور ديدييه راوو في فرنسا، واطلع منهم على الأبحاث التي يقومون بها في إطار مكافحة فيروس كورونا، واطمأن إلى وضعهم في ظل ظروف عملهم الصعبة. وقال دياب للأطباء: "الثروة الحقيقية للبنان تتمثل بجيل الشباب الذي يؤمن استدامة للمستقبل، وأتمنى أن يعود الشباب إلى لبنان لنبني بلدنا من جديد". وختم قائلا: "بتكبروا القلب".

 

عبد الصمد: قصدت بتغريدتي اليوم أن نكون مسؤولين من خلال التباعد الجسدي وليس الإعلامي

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

أكدت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبدالصمد نجد في حديث إلى قناة "الجديد" أنها لم تقصد أحدا في تغريدتها التي أطلقتها اليوم، لأنها ومنذ بداية مسيرتها، تقول "الأمور كما هي وبعفوية" وأن هدفها الدائم "هو رسالة إيجابية غير سلبية، وغير موجهة، لا إلى جهة ولا إلى شخص محددين، بل التحسين وخدمة الجميع ومنفعتهم". وقالت: "إننا جميعا شركاء في هذه قضية مكافحة انتشار فايروس كورونا، من خلال إيجاد الأبواب والطرق التي تساعد في هذا الأمر"، مشددة على أن من واجباتها أن تكون "إلى جانب الجسم الإعلامي العزيز على قلبي، من أجل إيصال رسالة موحدة تخدم المجتمع".

وعن إجراءات وزارة الإعلام لتوجيه الجسم الإعلامي في التعاطي مع قضية كورونا، أكدت أن "هذا الجسم يلعب دورا كبيرا في هذا المجال، وهو الجندي المجهول، لأنه يقوم بتغطية الحدث بشكل دائم، ويعرض نفسه للمخاطر، التي تختلف بحسب الظروف والأزمات التي نمر بها، ففي زمن الحروب كان الفريق الإعلامي يتعرض للخطر، واليوم يواجه خطر التعرض لكورونا". وتوجهت بالشكر والدعم الكبيرين إلى "كامل الفريق الإعلامي في لبنان، من محررين وإعلاميين وصحافيين ومصورين وتقنيين، وإلى كل من يقوم بدوره، لإيصال الخبر الصحيح في الوقت، الذي يلتزم الناس فيه بيوتهم"، مشيرة إلى أنه في المقابل "واجبنا أن نتشارك لإيصال المعلومة الصحيحة، وأن ننظم هذه الأمور في ظل هذه الأزمة". وقالت: "دور وزارة الإعلام توعوي وتنظيمي وتشاركي، لأن هناك وحدة حال بيننا وبين القطاع الإعلامي، وتغريدتي اليوم، إنما قصدت منها، أن نكون جميعا مسؤولين، من خلال التباعد الجسدي وليس الإعلامي، وعليه، علينا أن نبدأ بتطبيق هذا الأمر على أنفسنا، وأن نبقى على المسافة الآمنة بين الإعلامي وبين الشخص المسؤول، لأن عدد الإعلاميين الحريصين على إيصال المعلومات والصورة إلى الجمهور، يكون في بعض الأحيان كبيرا، ما قد يشكل خطرا عليهم، ولذلك ينبغي تطبيق موضوع التباعد الجسدي بين بعضهم بعضا، وبين المسؤول، فتصل رسالته بوضوح مع المحافظة على سلامة الموجودين". أضافت: "كما يخاف الإعلاميون على سلامة غيرهم، يجب عليهم أن يحرصوا على سلامتهم، وأن يقوموا بتأمين هذا التباعد". ولم تستبعد أن تصدر وزارة الإعلام "تعميما خلال اليومين المقبلين، حول أماكن وقوف الصحافيين والمصورين، في أماكن الاكتظاظ"، معتبرة أن "التعاون قائم في هذا المجال، من أجل نقل صورة معبرة، وأن هذا التعاون بين الوزارة وكل وسائل الإعلام ضروري لتأمين طريقة منتظمة لهذا القطاع، وكيفية السير به بشكل حريص وآمن للجميع".

 

حزب الوطنيين الأحرار: ننظر بتقدير لنشاط بعد الوزراء

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

أعلن "حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان، أن مجلسه الأعلى توقف في اجتماعه الأسبوعي الذي عقده إلكترونيا برئاسة رئيسه النائب السابق دوري شمعون ومشاركة الأعضاء، "عند إجراءات الحكومة المتجددة لمواجهة الأزمات المتراكمة من صحية واجتماعية واقتصادية وأمنية"، مؤكدا أنه "ينظر بتقدير وايجابية لنشاط بعض الوزراء في متابعة ملفاتهم وانجازها، بالرغم من ضحالة موارد الدولة وعجز الحكومة وتخبطها في تبني خطة انقاذية عملية مبنية على اصلاحات جذرية في الادارة العامة بعيدة عن المحاصصة والزبائنية والفساد، وبعيدة عن إملاءات المصالح الخاصة لمن شكلها وارتباطاتهم، آخذة بعين الاعتبار مطالبات الدول المانحة والصناديق الدولية القادرة على مساعدة لبنان، بضرورة إجراء هذه الاصلاحات وفي مقدمها احترام استقلالية القضاء". واستطرد: "وهنا نسأل، هل بالمماطلة في اقرار التشكيلات القضائية، التي أقرها وأصر عليها مجلس القضاء الأعلى والتشكيك بها، ما يوحي بأن الحكومة في صدد احترام استقلالية القضاء؟". أضاف: "ينظر الحزب بعين الريبة تجاه ما يعلن ويتردد عن إجراءات مالية تودي بمدخرات اللبنانيين من صغار المودعين وكبارهم، ان المطلوب استعادة الأموال المنهوبة والمهدورة في صفقات الحكومات المتعاقبة وفسادهم وأصحاب المصالح المتعاونين معهم". وتابع: "نذكر المسؤولين عن ازالة خيم الانتفاضة من ساحات الثورة، ان جذوة الانتفاضة تنمو في نفوس اللبنانيين وقلوبهم، حتى تحقيق أهدافها في التغيير وانجاز الاصلاحات الضرورية في النظام العام ومحاسبة المسؤولين عن الفساد ونهب المال العام". وختم متوجها إلى اللبنانيين "بأحر التمنيات بمناسبة الأعياد المجيدة، راجيا من الإله القائم من الموت أن يزيل عن لبنان ثقل الوباء والفساد والتسلط والانانية، وان يهدي اللبنانيين جميعا لعمل جدي وموحد نحو قيامة لبنان السيد الحر والمستقل".

 

الفرزلي: لوقف مهزلة التعيينات

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

وطنية - علق نائب رئيس مجلس النواب النائب ايلي الفرزلي، في بيان، على التعيينات التي تمت أمس في جلسة مجلس الوزراء، وقال: "بينما تكون غارقا في تأملات وطنية وشؤون انسانية، واذ في اجتماعات لمجلس الوزراء تحمل في طياتها ذلك النفس الحاقد السخيف، بنية انتقام من الطائفة الارثوذكسية غير آبهين لدورها وتاريخها، وغارقين في استتباع واهم لهذه الطائفة وإستمرارية سكوتها عن الاستخفاف بها وبدورها التأسيسي في النظام اللبناني". وناشد رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني أن "يبادرا فورا لوقف هذه المهزلة، ووضع حد زاجر لهذه التفاهة التي لا سقف لها، والتي لن تؤدي الا الى تعميق الشعور المذهبي الذي نحن بغنى عنه في زمن كورونا".

 

نجم: لن نقبل أن تكون الطائفة الارثوذكسية مكسر عصا

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب نزيه نجم انه "من منطلق الحق والحقوق نتكلم لا من منطلق طائفي ضيق، فطالما ان لبنان يدار بمنطق الحصص الطائفية والمذهبية، لن نقبل ان تكون الطائفة الارثوذكسية مكسر عصا". وقال في بيان: "لن نرضى ان يتم السطو على مراكز مخصصة لها مقابل وعود بالمبادلة لا تصرف في مكان. وبالتالي، فما صدر من تعيينات في مجلس الوزراء امس مدان ومرفوض". ورأى "انه شكل انتهاكا فاضحا لحقوق طائفة أساسية لها تاريخها العريق وتضحياتها الكبيرة وجذورها الضاربة في جذور لبنان وأسسه".

 

التقدمي نعى أسامة فاخوري: مثل في البرلمان حقوق الناس التي تسعى بعض الجهات اليوم إلى قضمها تحت ذرائع الإصلاح المزعوم

وطنية - الجمعة 10 نيسان 2020

نعى "الحزب التقدمي الإشتراكي"، في بيان وزعته مفوضية الإعلام في الحزب، النائب السابق أسامة فاخوري، الذي توفي أمس عن عمر 92 عاما وشيع في مدافن العائلة في الباشورة. وجاء في بيان الحزب: "يفقد لبنان اليوم المناضل الدكتور أسامة فاخوري، في مرحلة أكثر ما تحتاج فيها البلاد إلى شخصيات تدرك معنى العمل الوطني وأهمية الترفع عن الحسابات الفئوية والمصالح والكيديات، للخروج من الأزمات المستفحلة في كل صعيد. إن الحزب التقدمي الإشتراكي ينعي الراحل أسامة فاخوري الذي عمل في مجالات عديدة لخدمة بلده، وتنقل في النضال الوطني في أكثر من موقع في الحركة الوطنية إلى جانب المعلم الشهيد كمال جنبلاط، ورئيسا للمجلس السياسي لمدينة بيروت، كما في الندوة البرلمانية ممثلا لحقوق الناس التي تسعى بعض الجهات اليوم إلى قضمها تحت ذرائع الإصلاح المزعوم. رحم الله المناضل الراحل، وخالص التعازي باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط إلى عائلته ورفاقه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 10-11 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 11/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85018/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-lebanese-related-global-news-editorials-for-april-11-2020/

 

 

فيديو باقة صلاة وترانيم لمجموعة من المرنمين العين ابليين الموجودين في كافة انحاء العالم في ذكرى إحياء صلب المسيح و الجمعة العظيمة

http://eliasbejjaninews.com/archives/85016/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85-%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85/

 

 

 

 

الجالية العين ابلية في كندا تودع ابنها مارون الحداد..اليوم عُلّق على خشبة… الذي علّق الأرض على المياه…

الكولونيل شربل بركات/10 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85010/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d8%a8/

 

 

The domestication of Hezbollah in the time of coronavirus

Basem Shabb/Al Arabiya/April 10/2020

النائب السابق باسم الشاب: تدجين حزب الله في زمن انتشار وباء الكورونا

http://eliasbejjaninews.com/archives/85012/85012/