LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april09.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَّجْدِيف فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/العقوبات على كل من هم حلفاء لحزب الله

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية ووجدانية في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

الياس بجاني/إيمان وإصرار ورجاء الأعمى أعدوا له بصره

الياس بجاني/أهلنا المغيبون في السجون السورية وذمية حكامنا والأحزاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من سكاي نيوز يتناول ادراج الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب ومقابلة مع برين هوك المكلف الملف الإيراني في أدراو ترامب

واشنطن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية/وزير الخارجية الأميركي يدعو المصارف الأجنبية لقطع أي علاقة معه

بوسطات الحرب/الياس الزغبي

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

مفوض الحكومة العسكري يدعي على “المعلومات”

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/4/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي: الإستفزازات السورية قد تكلف مرتكبيها ثمنا باهظا

إحالة حبيقة وكنج على المجلس التحكيمي 

الكابوس المالي يتعاظم.. والحلول بالغة القسوة/منير الربيع/المدن

الدواء والمعدات الطبية الأمريكية في مؤسسات حزب الله الصحية/أحمد الحسن/جنوبية

الوجود السوري في لبنان… نعمة وليس نقمة/وفيق الهواري/جنوبية

حزب الله يحتكر الخدمات الرسمية والخاصة لمحازبيه/علي الحسني/جنوبية

الوفد اللبناني الى واشنطن: رصد لعقوبات جديدة.. وعرض لملف النزوح/احمد شنطف/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية/وزير الخارجية الأميركي يدعو المصارف الأجنبية لقطع أي علاقة معه

أول رد إيراني على تصنيف أميركا "الحرس الثوري" منظمة إرهابية 

الحرس” يبيع أسهمه وقانون إيراني لإدراج الجيش الأميركي إرهابياً

رجوي للملالي: سيول غضب الإيرانيين سوف تجرفكم

تطمينات» عراقية لإيران بشأن الوجود الأميركي

نائب السراج يعلن استقالته ودعمه لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس

روسيا تعطل بياناً في مجلس الأمن يطالب حفتر بوقف النشاطات العسكرية

38 قتيلاً وجريحاً في معارك طرابلس... والسراج يطلق عملية «بركان الغضب»/الحاسي لـ «الشرق الأوسط»: لا نخوض حرباً نظامية ولكن نواجه عصابات

القذافي أخفى 30 مليون دولار بجنوب أفريقيا قبل اغتياله

أزمة الفيضانات تحاصر مدن الأحواز بعد مخاطر في السدود ومحنة في المناطق العربية إثر زيادة تدفق الأنهار

موغيريني تدعو لهدنة إنسانية في ليبيا ونزوح 2200 شخص وآخرون محاصرون جراء الاشتباكات

المحتجّون في السودان يناشدون الجيش مؤازرتهم «لتيسير انتقال السلطة»

البرلمان الجزائري يستعد لانتخاب رئيس والحراك يطالب باستبعاد البدائل التقليدية/تزايد الرفض في الشارع لتولي رئيس مجلس الأمة المنصب مؤقتاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

د. وليد فارس لموقع إيلاف: الإدارة الأميركية جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب والمطلوب فكفكته

تهديد أميركي لبرّي: الابتعاد عن حزب الله أو العقوبات/ميسم رزق/الأخبار

لماذا يحرص محور الممانعة وحلفاؤه على توفير فرص نجاح نتنياهو/علي الأمين/العرب

لبنان السقيم: عون يذمّ الربيع العربي وشبيحة "البعث" بالأشرفية/منير الربيع/المدن

زهور لرفات جندي إسرائيلي: ماذا عن الشعب السوري/سناء الجاك/الحياة

النظامُ يَفتقِدُ البيئةَ الحاضِنة/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

واشنطن نصحت باسيل بأخذ مسافة من «حزب الله»/جوني منير/جريدة الجمهورية

محاضرة/جنوب لبنان: مائة عام من الكفاح والعروبة والوطنية اللبنانية/توفيق شومان

إسرائيل: شكرا إيران/فارس خشّان/الحرة

الدولة والثورة في إيران تخدمان حزب ولي الفقيه/د. ماجد السامرائي/العرب

لماذا نريد انتصار حفتر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الهذيان الإيراني شيك بلا رصيد/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

نتنياهو والمشاهد المتغيرة والهدايا/غسان شربل/الشرق الأوسط

قطر التي تكره التدخلات الخارجية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إردوغان ونتنياهو والرقص على الحبل الروسي/سام منسى/الشرق الأوسط

الحبيبة «ب»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أزمة «بوينغ» من سيئ إلى أسوأ/بروك سذرلاند/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر خطة الكهرباء بالاجماع وسط اجواء ايجابية الحريري :الخطة ستنفذ وسيتم الاسراع في تشكيل الهيئة الناظمة

عون استقبل نائبة الامين العام للامم المتحدة: لبنان يتطلع الى التنسيق الكامل في عودة النازحين ودعم النهوض الاقتصادي

الحريري استقبل ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ورئيس المجلس العالمي للمياه

بري للجالية في قطر: لا أخفي عليكم العجز المالي لكن الإستقرار النقدي والأمني مستمر

كنعان من واشنطن: للفصل بين السياسات المالية وموضوع النازحين

سامي الجميل شارك في بروكسيل في اجتماع الجمعية العمومية لحزب الشعب الأوروبي

جعجع دعا بعد اجتماع الجمهورية القوية إلى اعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات: ما حصل في موضوع الكهرباء انتصار للحكومة جمعاء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَّجْدِيف فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة14/من14حتى23/”يا إخوَتِي، إِنِّي عَالِمٌ ووَاثِقٌ، في الرَّبِّ يَسُوع، أَنْ لا شَيءَ نَجِسٌ في ذَاتِهِ، إِلاَّ لِمَنْ يَحْسَبُهُ نَجِسًا، فَلَهُ يَكُونُ نَجِسًا. فإِنْ كُنْتَ مِنْ أَجْلِ الطَّعَامِ تُحْزِنُ أَخَاك، فَلا تَكُونُ سَالِكًا في المَحَبَّة. فَلا تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَاكَ الَّذي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ! إِذًا فَلا تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَّجْدِيف. فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس. فَمَنْ يَخْدُمُ المَسِيحَ هكَذَا فهوَ مَرْضِيٌّ لَدَى الله، ومَقْبُولٌ لَدَى النَّاس. فَلْنَسْعَ إِذًا إِلَى مَا هوَ لِلسَّلام، ومَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا. فَلا تَنْقُضْ عَمَلَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الطَّعَام؛ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ طَاهِر، ولكِنَّهُ يَنْقَلِبُ شَرًّا عَلى الإِنْسَانِ الَّذي يَأْكُلُ وَيَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيه. فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ لا تَأْكُلَ لَحْمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَتَنَاوَلَ شَيئًا يَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيك. وٱحْتَفِظْ بِرأْيِكَ لِنَفْسِكَ أَمَامَ الله. وطُوبَى لِمَنْ لا يَدِينُ نَفْسَهُ في مَا يُقَرِّرُهُ! أَمَّا المُرْتَابُ في قَرَارِهِ، فَإِنْ أَكَلَ يُدَان، لأَنَّ عَمَلَهُ غَيْرُ صَادِرٍ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَان. وكُلُّ عَمَلٍ لا يَصْدُرُ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَانٍ فَهُوَ خَطِيئَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

العقوبات على كل من هم حلفاء لحزب الله

الياس بحاني/07 نيسان/2019

العدل إن كان من عدل ان تفرض العقوبات ليس فقط على حزب الله، بل على كل من هم حلفاء لحزب الله وأيضا كل من دخل معه بصفقات وتسويات مقابل كراسي ومنافع شخصية وسلطوية. .وهنا كلون يعني كلون من داخل وخارج لبنان ومن الكبار ونزولاً دون استثناءات وإلا فالج لا تعالج

 

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية ووجدانية في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

الأحد السادس من الصوم الكبير..أحد شفاء الأعمى الشحاذ/07 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-3/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات ووجدانية إيمانية في عجيبة شفاء الأعمى الشاذ برطيما أبن طيما/07 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.blind miracle16.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات ووجدانية إيمانية في عجيبة شفاء الأعمى الشاذ برطيما أبن طيما/07 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.blind miracle16.wma

 

إيمان وإصرار ورجاء الأعمى أعدوا له بصره

الياس بحاني/07 نيسان/2019

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 39/09)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-3/

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة.غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا اليوم نذكره في كنائسنا المارونية في الأحد السادس من الصوم الكبير المسمى أحد شفاء الأعمى. هذا ويعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه.

هذه العجيبة وردت في ثلاثة من أناجيل العهد الجديد:

إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52).

انجيل القديس يوحنا 09(/01-41).

إنجيل القديس متى (20/29-34).

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

العجيبة كما وردت في انجيل القديس متى (20/من30حتى34): (وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!» فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا، فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!»فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟»قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!»فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.)

“العجيبة كما وردت في انجيل القديس يوحنا (09/01-41): وفيما هو (المسيح) مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته، فساله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟ اجاب يسوع لا هذا اخطا ولا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه. ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. ما دمت في العالم فانا نور العالم. قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل واتى بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى قالوا اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟

اخرون قالوا هذا هو واخرون انه يشبهه واما هو فقال اني انا هو. فقالوا له كيف انفتحت عيناك؟ اجاب ذاك وقال انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل فمضيت واغتسلت فابصرت. فقالوا له اين ذاك؟ قال لا اعلم. فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني واغتسلت فانا ابصر. فقال قوم من الفريسيين هذا الانسان ليس من الله لانه لا يحفظ السبت، اخرون قالوا كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات وكان بينهم انشقاق. قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك؟ فقال انه نبي. فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر، فسالوهما قائلين اهذا ابنكما الذي تقولان انه ولد اعمى فكيف يبصر الان؟ اجابهم ابواه وقالا نعلم ان هذا ابننا وانه ولد اعمى، واما كيف يبصر الان فلا نعلم، او من فتح عينيه فلا نعلم، هو كامل السن اسالوه فهو يتكلم عن نفسه. قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع، لذلك قال ابواه انه كامل السن اسالوه. فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى وقالوا له اعطي مجدا لله نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ فاجاب ذاك وقال اخاطئ هو لست اعلم انما اعلم شيئا واحدا اني كنت اعمى والان ابصر. فقالوا له ايضا ماذا صنع بك كيف فتح عينيك؟ اجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا العلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقالوا انت تلميذ ذاك واما نحن فاننا تلاميذ موسى. نحن نعلم ان موسى كلمه الله واما هذا فما نعلم من اين هو. اجاب الرجل وقال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عيني ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا. اجابوا وقالوا له في الخطايا ولدت انت بجملتك وانت تعلمنا فاخرجوه خارجا. فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده وقال له اتؤمن بابن الله؟ اجاب ذاك وقال من هو يا سيد لاومن به؟ فقال له يسوع قد رايته والذي يتكلم معك هو هو. فقال اومن يا سيد وسجد له. فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان؟ قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية، ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية.)

انجيل القديس يوحنا يعطينا المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل.

ورغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له.

رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات.

مشى الطريق لأنه كان في النور.

وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان.

ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم نحن كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أنه في زمننا الحالي البائس بإن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يُمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وسملوا قراره للمحتل وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أهلنا المغيبون في السجون السورية وذمية حكامنا والأحزاب

الياس بحاني/07 نيسان/2019

إسرائيل جندت العالم لإستعادة رفات جندي من جنودها وحكامنا وأحزابنا الذميون يتعامون بذل عن مصير أهلنا المغيبون قسراً في سجون الأسد.كم هو معيب مخزي وذمي موقف حكام لبنان واحزابه من ملف أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد الظالم والبربري. هؤلاء لا ضمير ولا حياء ولا وجدان عندهم وإلا لكانوا عملوا ليلاً نهاراً لمعرفة مصير أهلهم

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من سكاي نيوز يتناول ادراج الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب ومقابلة مع برين هوك المكلف الملف الإيراني في أدراو ترامب

http://eliasbejjaninews.com/archives/73647/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%8A-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2-%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7/

سكاي نيوز/08 نيسان/19

أدرجت الولايات المتحدة رسميا الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الرئيس ترامب اعترف بواقع موجود كون الحرس الثوري داعم للإرهاب.

https://www.youtube.com/watch?v=6ovZ8pS3rgQ&t=605s

 

واشنطن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية/وزير الخارجية الأميركي يدعو المصارف الأجنبية لقطع أي علاقة معه

كاليفورنيا: «الشرق الأوسط أونلاين»/08 نيسان/19/أدرجت الولايات المتحدة الأميركية رسمياً الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الأثنين). وأكد ترمب في بيان أن هذه الخطوة "غير المسبوقة" تؤكد "حقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم"، مضيفاً أن هذا الإجراء يسمح بزيادة "الضغط" على إيران. وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية يسري خلال أسبوع. وتابع بومبيو في مؤتمر صحافي اليوم (الأثنين) حول إيران في مقر وزارة الخارجية في واشنطن: "الحرس الثوري الإيراني يتحمل مسؤولية دعم حركة حماس وحزب الله". وذكر بومبيو أن الحرس الثوري الإيراني "قام ببث الرعب والفوضى منذ تأسيسه". وتابع: "قاسم سليماني مسؤول عن تصرفات الحرس الثوري". ودعا بومبيو المصارف الأجنبية إلى قطع أي علاقة لها بالحرس الثوري الإيراني. مؤكدا أننا: "لن نتحمل استمرار صعود حزب الله في لبنان".

 

بوسطات الحرب

الياس الزغبي/08 نيسان/19

"ملائكة" نظام البعث حاولوا أمس إيقاظ شياطين الحرب عبر الأشرفية. فطريق بوسطاتهم إلى الرملة البيضاء لا تمر إلّا في ساحة ساسين! كما مرت بوسطات أسلافهم في جونية وعين الرمانة،

في طريقها ل"تحرير القدس". فيا راكبي رؤوسكم وبوسطات الفتنة: لا تسلم الجرّة في كل مرّة...فارعووا واتعظوا.

 

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

08 نيسان/19

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، حسن عبود، حسين عطايا، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، علاء عبد الواحد، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، محمد سلام، محمود ابو خليل، مياد حيدر، نقولا ناصيف واصدر البيان التالي:

توقّف "اللقاء" أمام الانزلاق التدريجي للأوضاع العامة- السياسية والاقتصادية إلى أدنى المستويات، وتابع الاشتباك الحاصل حول كلّ شيء بين أهل "التسوية" في مواضيع المالية العامة والكهرباء والقضاء والفساد والخدمات حتى وضمن الفريق الواحد... ولحظ ضيق صدر بعض السياسيين أمام الاعلاميين بحيث أصبح لبنان محكوماً بطبقةٍ سياسية دون المستوى المطلوب لمواكبة الأحداث الجارية من حولنا.

ويلفت "اللقاء" أنظار الجميع إلى أننا نقترب من مرحلةٍ جديدة قد تنقل المنطقة بأسرها من حالٍ إلى حال، وستضع السياسيين في لبنان أمام خياراتٍ صعبة لها علاقة بالعقوبات الاميركية على شخصيات ومؤسسات تدور في فلك "حزب الله" أو حليفة له، وصولاً إلى أحداثٍ إقليمية لها انعكاسات أكيدة علينا.

وانطلاقاً من هذا التخوّف على المصير يدعو "لقاء سيدة الجبل" جميع اللبنانيين والمسيحيين خاصة إلى إعادة تجديد التزامهم بالعيش المشترك عبر التزامهم بالدستور بعيداً عن تحالف الأقليات، وبسلاح الجيش اللبناني وليس بسلاح "حزب الله"، وبحماية الوحدة الداخلية وليس بحماية روسيا أو ايران وبالعروبة الحداثوية وليس بمشرقية أقلّوية انفصالية.

 

مفوض الحكومة العسكري يدعي على “المعلومات”

بيروت ـ “السياسة”/08 نيسان/19/ ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس على “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي بجرم التمرد على سلطته، بوصفها ضابطة عدلية تعمل بإشارته وتحت مراقبته وليس العكس. كما ادعى عليها بجرم “تسريب معلومات عن مضمون تحقيقات أولية، وتحوير هذه التحقيقات وتشويه وقائعها، واحتجاز أشخاص وتوقيفهم خارج المهل القانونية”. وأحال الادعاء على قاضي التحقيق العسكري لإجراء التحقيقات اللازمة. إلى ذلك، غرد رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، بالقول إن ” لبنان على المفترق، هل نريد دولة قانون أم دولة أمنية؟ نرفض الدولة الأمنية وليتنبه الجميع”. على صعيد آخر، شهد معبر القاع- الجوسية الحدودي مع سورية عودة عشرات العائلات السورية النازحة، وسط إجراءات اتخذها الأمن العام بعد ان تجمعوا منذ ساعات الصباح، وتولت باصات خاصة سورية نقل النازحين إلى الداخل السوري.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/4/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حدث عالمي كبير تمثل بتصنيف الإدارة الاميركية، الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية، وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن هذا الاجراء الذي مهد له الإعلام الاميركي قبل ساعات عدة، وأكد وزير الخارجية الاميركي ان الاجراء يصبح ساري المفعول بعد أسبوع من الآن وقال إن على إيران وأذرعها في منطقة الشرق الاوسط الإقلاع عن التدخل في شؤون دول المنطقة ولاسيما حزب الله من ضمن هذه الأذرع واوضحت الادارة الاميركية ان إيران لها أذرع من أفغانستان الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن.

في المقابل نقلت وكالة رويترز عن التلفزيون الايراني أن مجلس الامن الايراني الأعلى صنف الجيش الأميركي منظمة ارهابية.

وفي الخاج ايضا

طرابلس الغرب بين مطرقة الجيش وسندان الميليشيات وإن كان الاول يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر والثاني رئيس الحكومة الوفاقية..

وقد طلبت واشنطن من حفتر وقف عملياته وهو ما عارضته موسكو في مجلس الأمن مصرة على دعوة الجميع الى وقف العمليات الحربية.

وفي اليمن معارك حول صنعاء وحرب طائرات عسكرية للتحالف وحرب طائرات مسيرة للحوثيين.

وفي السودان التظاهرات الشعبية تضغط من أجل تنحي البشير فيما الجيش متمسك بتطبيق المادة مئة واثنتين من الدستور.. وسيجتمع البرلمان من أجل ملء الفراغ الرئاسي مؤقتا الى حين إجراء الانتخابات..

وفي موسكو يبحث الرئيس التركي مع الرئيس بوتين في العملية العسكرية المقررة في شمال سوريا..

وفي فلسطين المحتلة انتخابات اسرائيلية ونتنياهو وغانتس وجها لوجه الاول يعتمد على السياسة الخارجية والثاني على الوضع الداخلي وما يعانيه نتنياهو من ملاحقة القضاء له..

داخليا خطة الكهرباء أقرت والبارز في الجلسة ان رئيس الجمهورية اكد انه لن يرفعها قبل الإقرار..

صحيح أن خطة الكهرباء موضوع إهتمام ونقاش مجلس الوزراء إلا ان الأصح هو ان الخطة بحاجة الى معبر المناقصات فاللجنة الوزارية جربت وانتهت مهمتها الى إقرار لكن التمويل والصرف المالي لا بد ان يعبرا المناقصات.

خارج هذا الإطار أطلق الرئيس نبيه بري نداء الى اللبنانيين للوقوف معا في سبيل الانقاذ مؤكدا من الدوحة حيث شارك في المؤتمر البرلماني الدولي ان الأمن والنقد في لبنان مستقران..

بداية من ادارج البيت الابيض الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية والرد الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بروزنامة الكيان الصهيوني يتحرك دونالد ترامب: دعم مطلق لبينامين نتنياهو انتخابيا حتى ساعة فتح صناديق الاقتراع غدا .. قد يعود نتنياهو الى رئاسة حكومة الاحتلال ولكن قرارات ترامب المتواصلة واخرها ضد الحرس الثوري الايراني تهدد استقرار العالم بالكامل، وهذا هو حديث السياق التوتيري الذي خبرت اجواءه المنطقة في السنوات الماضية قبل وخلال موجات الارهاب المصنوع اميركيا لتكون تل ابيب اكبر الخاسرين فيها بفعل انتصارات المقاومة.

اسرع الردود الايرانية حملته موافقة المجلس الاعلى للامن القومي الايراني على طلب وزير الخارجية محمد جواد ظريف ادراج القوات العسكرية الاميركية في غرب اسيا على لائحة الارهاب الايرانية وفق قانون مواجهة خرق حقوق الانسان والتجاوزات الارهابية الامريكية في المنطقة .. فهل لواشنطن تحمل نتائج ما تصنع بعد اكتواء يديها في عدة ميادين؟

في لبنان انشغال حكومي باصلاح ما امكن من الازمات قبل الانهيارات. وبعد اجتياز الف بائها في اللجنة الوزارية وصلت خطة الكهرباء الى خواتيمها السعيدة في جلستها الحكومية الخاصة بعد اقرار بعض التعديلات.

اقرار خطة الكهرباء ان نجا من المناكفات في التطبيق بين اللجان والادارات فإنه بوابة مفترضة الى انجازات الحكومة وما يبقى من تحديات فهو كبير واكثره استعجالا اقرار مشروع الموازنة بما فيها من خفض انفاق، وتقشف، وسد مزاريب الهدر، وترتيب اولويات الصرف امام عيون سيدر والبنك الدولي.

لا قدرة لاحد في الدولة اللبنانية على انكار الازمات المالية والاقتصادية. وارتفاع اصوات موظفي البلديات اشارة كافية على ذلك اما الفرصة للتصحيح فمتاحة بحسب رئيس مجلس النواب وكذلك حل قضية النازحين بالجملة وعدم ادارة الظهر ودفن الرؤوس في الرمال هربا من اجراء التفاهمات اللازمة لعودتهم مع الدولة في سوريا، والموقف للرئيس بري

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

من جديد، عاد حلم "كهرباء 24 ساعة على 24"... من جديد تقدم الـ "ON" على الـ"OFF".

مجلس الوزراء أقر خطة الكهرباء التي وضعتها الوزيرة ندى بستاني، وسيعهد التنفيذ إلى لجنة المناقصات واللجنة الفنية في وزارة الطاقة.

هكذا، يكون الذين طالبوا بدور لادارة المناقصات قد حققوا ما طالبوا به، والذين طالبوا بدور لوزارة الطاقة قد حققوا ما طالبوا به.

الرئيس الحريري الذي زف الخبر إلى اللبنانيين بعد جلسة مجلس الوزراء، أكد ان المشكلة الحقيقية هي مشكلة مالية وأن المطلوب هو السرعة... وكل من سيؤخر أو سيعرقل، سيتحمل مسؤوليته، إشارة إلى ان رئيس الجمهورية كان أشار إلى أن الجلسة لن ترفع قبل إقرار خطة الكهرباء.

وبينما سحب صاعق "الكهربة" من ملف الكهرباء، يبدو أن صاعقا آخر في طريقه إلى التفكيك، هو صاعق الإشتباك بين وزير الإقتصاد وحاكم مصرف لبنان، وفي هذا المجال علمت "أل بي سي آي" أن رئيس الجمهورية سيرعى الأسبوع المقبل حوارا ماليا نقديا يضم وزيري المال والإقتصاد وحاكم مصرف لبنان، خصوصا بعد الإشتباك الإعلامي حول الخيارات.

وفي هذا السياق، وليس بعيدا مما يجري الإعداد له، كانت لافتة تغريدة مستشارة رئيس الجمهورية ميراي عون التي اعتبرت أن الوضع المالي لا يحتمل التراشق والسجال، والمطلوب العمل الجدي والعملي ابتداء من خطة "رؤية لبنان" الاقتصادية.

وبهذه التغريدة، يكون قد أعيد الإعتبار لخطة ماكينزي...

تحدث كل هذه التطورات في وقت ترتفع فيه حرارة الملفات القضائية وملف الإشتباك الإعلامي بين بعض الأجهزة القضائية وقوى الأمن الداخلي وتحديدا شعبة المعلومات فيها.

التطورات الداخلية لا تخفي تطورات دقيقة بين واشنطن وطهران.

الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية... والرد الإيراني جاء سريعا، إذ اعتبر التلفزيون الإيراني أن "ليس لأي دولة أخرى الحق القانوني في اعتبار قوة مسلحة في دولة أخرى إرهابية".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفيزون الجديد"

هو يوم تردد فيه اسم بيتر جرمانوس كتقدم خليفة حفتر نحو طرابلس الغرب ..فالمشير الليبي أعلنها معركة " طوفان الكرامة" والجنرال اللبناني نفذ دهما قضائيا لاستعادة القرار الأمني من فرع المعلومات وجرمانوس القوة الضاربة بزرقة العينين. فتح العين الحمراء على شعبة تمردت وأعلنت العصيان وتجاوزت الضابطة العدلية فادعى عليها قضائيا بجرم التمرد على سلطته.

وطوفان كرامة جرمانوس على قوى الأمن وعمادها وفرع معلوماتها بدا معركة لا عودة عنها لاسيما أن مفوض الحكومة يثأر للتغيب والتسريب والصلاحيات المسلوبة وقد يكون جرمانوس نفسه طرفا في النزاع، نظرا الى مطالبته بموقوفين على صلة بقضايا تتعلق به لكن هذا لا يعني أن لفرع المعلومات الحق في التجاوز وإعلان " الفرعنة " الأمنية في ظل استسلام القرار القضائي من أعلى هرمه للمشيئة السياسية .

والظلام في العدلية .. يقابله نور للرعية. أضاءت أولى بشائره من مجلس الوزراء اليوم وبجهد وزيرة الطاقة ندى بستاني .

فعلى يدي امرأة أقرت أول خطة شاملة للكهرباء وأعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أن لا أحد يريد التعطيل في ملف الكهرباء، ومن سيعطل أو يتقاعس يتحمل مسؤوليته. وشدد على أن أحدا لم يعترض على دائرة المناقصات وأشار الحريري إلى أن الخطة سترضي الشعب اللبناني، لأنها تخفض العجز في الموازنة، فيما الكهرباء تصبح أربعا وعشرين على أربع وعشرين.

والخطة البستانية لاقت تضامنا وزاريا استثنائيا حيث جمعت التيار على القوات في موقف عكسته الوزيرة مي شدياق التي اعتبرت أنه لم ينتصر فريق على آخر في موضوع الكهرباء وقالت إن دور رئيس الجمهورية ميشال عون كان أساسيا في تصويب الأمور عندما تتعقد، والتضامن الداخلي يبدو أنه سوف يستدعي مزيدا من الاستنفار لتطويق رياح العقوبات الأميركية القادمة إلى بيروت من منافذ طهران. فمع إدراج الإدارة الاميركية اليوم الحرس الثوري الإيراني وفيليق القدس في لائحة الإرهاب.

أعلن وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو أن الحرس الثوري يدعم الإرهاب في لبنان والعراق وقال إن إدارته تقوم الوضع بالنسبة الى العقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري وشخصيات مالية مقربة إليه، لكن بومبيو اكتفى بالإشارة إلى أنه أبلغ بري في زيارته الأخيرة للبنان أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتسامح إزاء نشاطات حزب الله في لبنان

واستدعى الأمر إطلاق صفارات الإنذار لدى رئيس المجلس الذي أوفد النائب ياسين جابر ومستشاره الناطق بالانكليزية علي حمدان لاستطلاع الأفق الأميركية وسرعة الريح القادمة.

قدمة نشرة اخبار تلفيزون او تي في

خطة الكهرباء المحدثة التي أعدتها وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني أبصرت النور في مجلس الوزراء، واللبنانيون جميعا يتطلعون إلى تعاون القوى السياسية في المستقبل القريب لتطبيقها سريعا، حتى يبصر هدفاها المعلنان النور: كهرباء 24/24 في أسرع وقت ممكن، وخفض بات ضوريا للعجز المالي.

وفي الانتظار، صحيح أن العودة إلى الوراء في هذا الملف بالتحديد قد تكون مفيدة لتحديد المسؤوليات وربما أخذ العبر، لكن الأصح أن الوقت الآن ليس للسجال ولا للتراشق، ولا لتسجيل النقاط المتبادلة. فالأولوية اليوم واحدة: توحيد الجهود في سبيل انتشال لبنان من الوضع الذي أغرقته فيه سياسات مزمنة وأخطاء متراكمة، وهو ما دأب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على العمل في سبيله منذ اليوم الأول لعهده، ولا يخرج عن هذا السياق ما نوهت به وزيرة القوات اللبنانية مي شدياق من بعبدا بعد اقرار الخطة، حيث اشارت الى ان "دور فخامة الرئيس كان أساسيا في تصويب الأمور عندما تتعقد"، في وقت كان وزير الدفاع الياس بو صعب يغرد بالقول: "شهدت اليوم على نموذج جديد من حكمة فخامة الرئيس من خلال إدارة جلسة إقرار خطة الكهرباء، اذ نجح بحكمته بإدارة النقاش والحوار البناء بين الجميع وصولا إلى المنطق وحسم القرار، بالتفاهم مع رئيس الحكومة، لضمان منع أي عرقلة تنعكس سلبا على المواطنين".

هذا مع العلم أن التواصل قائم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإدراج اقتراح قانون معجل مكرر على جدول أعمال جلسة الأسئلة المقبلة لاقرار تعديل القانون 288 كما اتفق عليه. مع الاشارة الى أن الوزيرة البستاني تطل في سياق النشرة للحديث عن المرحلة المقبلة وما تم انجازه اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

بعد سنوات طوال مر بها ملف الاخطر والاكبر، الاكلف الذي واجهته الجمهورية اللبنانية والذي يمكن ان مواجهة اي جمهورية سلكت خطة الكهرباء دربها الى النور، والاخطر في هذا المسلسل كلف اللبنانيين اكثر من اربعين مليون دولار، ان معوقاته لا تعود الى عدم توفر الحلول الصحية البديلة بل اعاقة امران الاول ان مزارب الكهرباء ومشتقاته من الفيول والمازوت وصولا الى المولدات غير الشرعية، كان يدر المليارات ولا يزال على جيوب منظومة متكاملة من المستفدين في القطاعين الرسمي والخاص، والامر الثاني القلوب الملآنة والكيد الاسود بين الافرقاء السياسيين، وسعي البعض الى تجاوز المؤسسات والعمل بعيدا من الشفافية والحلول العلمية والعملية.

اما وقد اضاءت الحكمة العقول والضمائر فالمطلوب ترانسات سياسية تقنية تحول سطور الخطة الى النور. اما اسباب خروج ملف الكهرباء من عنق الزجاجة فيمكن اختصارها بأربعة الاول اصرار رئيس الجمهورية والرئيس الحريري بتتويج شراكتهما بإقفال هذا الملف المشين، الثاني الجمع بين اصرار القوات والاشتراكي وامل وحزب الله على ان تتسلم ادارة منلقصات الملف الذي هولها، الثالث الوعد القاطع بأن لا يتعرض الملف لأي عرقلة من اي جهة اتت والرابع الضغط القاهر لدول سيدر على الحكومة لانجاز ملف الكهرباء تحت طائلة الانسحاب منه وترك لبنان لمصيره.

توازيا يبدو وكأن حملة محاربة الفساد بدأت تنحرف عن غاياتها وها هو فريق من اهل الحكم ينقض على شعبة المعلومات الجهاز الذي اثبت معاليته وشفافيته وعدم انحيازه في قاعدة القضاء على كشف الفاسدين.

دوليا اعلن وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية واتهمه بأكبر عملية فساد في ايران وبتمويل الارهاب قادة وميليشيات في المنطقة ما سيؤخذ الصراع بين واشنطن وطهران الى مستويات جديدة عالية الخطورة خصوصا بعد ما ردت ايران بقرار يصنف فيه الجيش الاميركي منظمة ارهابية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

اربع ساعات من النقاشات على طاولة مجلس الوزراء انتهت بإقرارخطة الكهرباء مع بعض التعديلات. مجلي الوزراء اعتمد البند المتعلق بالمناقات بما يتوافق ومقتضياتا الخطة. رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اكد ان اقرار الخطة جاء بالاجماع وان الجو كان ايجابيان وهو انجاز لكل القوى السياسية املا ان تسلك الامور مسارها القانوني والعملي لتحقيق الهدف المنشود، وهي خطة واضحة وخطوة في اتجاه الاصلاح الحقيقي.

اقرار خطة الكهرباء يأتي في وقت تستمر الحملة على شعبة المعلومات ومدير قوى الامن الداخلي العماد عماد عثمان. مصادر معنية توقفت عند تلك الحملة بعد الانجازات التي تم تحقيقها في كشف ملفات الفساد التي احالها القضاء على الشعبة، وعمل اللواء عثمان المستمر في تنقية مؤسسة قوى الامن الداخلي من الشوائب داخلها.

في هذا الوقت بدأ العد العكسي لمعركة الانتخابات الفرعية في طرابلس المقرر اجراؤها يوم الاحد المقبل، وفيما وضعت وزارة الداخلية اللمسات الاخيرة على استعداداتها اللوجسنية، تواصل القوى في المدينة حث مناصريها للاقتراع بكثافة في هذه الانتحابات.

وعشية الانتخابات الاسرائيلية التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة غدا، تفاعلت تصريحات رئيس الاحتلال الاسرائيلي بشأن ضم اجزاء من الضفةالغربية، وسط مطالبة عربية برد حازم تجاه تلك التصريحات.

تلك التطورات تأتي على وقع اعلان البيت الابيض تصنيف للحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية اجنبية، لتكون تلك المرة الاولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا قوة عسكرية في بلد اخر جماعة ارهابية.

وفيما اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان بلاده ستواصل الضغط على ايران، قال وزير خارجيته مايك بامبيو ان ادارته ابلغت المسؤولين في بيروت انها ان تتحمل استمرار صعود حزب الله في لبنان فهو ليس حركة سياسية بل جماعة مسلحة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 نيسان 2019

النهار

يصرّ حزب بارز على شرط وحيد لاعادة التواصل مع حزب آخر وينتظر ذلك في الساعات المقبلة!

لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تضج بتفاعلات كلام لوزير شؤون المهجرين عن المسيحيين في الجبل وتسجل ‏أصداء سلبية مسيحية ضده.

استغرب مسؤول بارز سابق المطالبة باستقلالية القضاء من مجلس النواب فيما هناك اقتراح مشروع لهذه الغاية ينام في ‏الادراج منذ سنوات.

البناء

لاحظت مصادر مصرية دبلوماسية حملة إعلامية على الجيش الليبي وعمليته العسكرية من خلف الحدود الليبية تشارك ‏فيها قناة "الجزيرة" القطرية وإتحاد علماء المسلمين الذي يتبع لتركيا، وقالت المصادر إنّ خطاب مصر لا يستطيع ‏البقاء على الحياد في الحرب الدائرة في ليبيا بعدما تكشف انضمام حكومة فايز السراج إلى محور إقليمي يقوده الأخوان ‏المسلمون ويناصب مصر العداء، وتوقعت عدم تأخر الدبلوماسية المصرية عن إعلان الوقوف مع الجيش الليبي وقائده ‏خليفة حفتر

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن حزبا بارزاً كان يهاجم دولة كبرى في كل مناسبة بدأ بنزع اليافطات المنددة بها من شوارع ‏بيئته.

تنكب شخصية سياسية على إعادة تنظيم التيار الذي تترأسه وتفعيله مجدداً إستعداداً لإطالقه في حزيران المقبل بالتزامن ‏مع مناسبة تعني مباشرة هذه الشخصية.

إستغربت أوساط سياسية الإصرار في هذا الوقت على تنفيذ مشروع بالقوة تم تأجيله منذ فترة والمضي في إسكات ‏المواطنين عن المطالبة بحقوقهم وصحة أولادهم.

اللواء

أبدى وزير سابق للكهرباء خشيته من تضاعف خسائر الكهرباء عندما تصل إلى ??/??، في حال استمر الهدر وواقع ‏الجباية المتردّي، والعجز الراهن في شبكة التوزيع!

ينوي القائمون على تأسيس "التيار الوطني"، المستقيلين من "التيار العوني" إجراء سلسلة اتصالات ولقاءات مع ‏قوى سياسية معارضة لممارسات الوزير جبران باسيل ومواقفه المعروفة!

يجري تكتّم شديد حول التخفيضات المنوي تنفيذها على أرقام الموازنة والتي قد تطال إعادة النظر ببعض التقديمات ‏للموظفين، بمَن فيهم المتقاعدون!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي: الإستفزازات السورية قد تكلف مرتكبيها ثمنا باهظا

08 نيسان/19/شجب الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي تجوال مواكب سيارة لسوريين في منطقة الاشرفية بما تخللها من رفع صور وشعارات استفزازية، محذرا من أن كلفة هكذا اعمال قد تكون باهظة خصوصا أن القدرة على ضبط النفس قد لا تصمد طويلا.

 وجدد رياشي ثقته بالمؤسسة العسكرية لكون الجيش اللبناني الضامن الوحيد للأمن والاستقرار.

 

إحالة حبيقة وكنج على المجلس التحكيمي 

الاثنين 08 نيسان 2019/علمت "الجمهورية" ان الجهات المعنية في التيار الوطني الحر احالت كل من طانيوس حبيقة ورمزي كنج على المجلس التحكيمي بعد مشاركتهما في اجتماع المفصولين من التيار الذي عقد السبت الماضي، وذلك لاجراء المقتضى وفق النظام الداخلي للتيار.

 

الكابوس المالي يتعاظم.. والحلول بالغة القسوة

منير الربيع/المدن/الإثنين 08/04/2019

أن يتزامن الحديث عن قرب انهيار مالي أو اقتصادي، مع زيارة الوفد النيابي إلى واشنطن، فهذا ليس صدفة ولا تفصيلاً عابراً. السياسة في لبنان اليوم هي عبارة عن سؤال المال، فتُنحّى جانباً كل الملفات الخلافية القائمة على الانقسام السياسي التقليدي، وتتركّز الجهود على كيفية مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية، واتخاذ إجراءات سريعة من أجل الحصول على المساعدات الدولية المقرّرة في مؤتمر سيدر، لصالح تنفيذ مشاريع في لبنان.

العقوبات الأميركية

الزيارة التي يجريها الوفد للولايات المتحدة، والذي يضم النائبين ياسين جابر وابراهيم كنعان ومستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، هي عبارة عن زيارة روتينية سنوية، لكنها هذه المرّة أساسية ومفصلية، مع ترقّب الوضع المالي والإجراءات الخارجية حيال الوضع اللبناني. سيلتقي الوفد مسؤولين في صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومسؤولين آخرين في وزارة الخزانة الأميركية، خصوصاً أن لبنان مهدد بالمزيد من العقوبات على حزب الله وربما على حلفائه أيضاً. فقبل سنتين، تسرّبت معلومات تفيد أن واشنطن عازمة على فرض عقوبات على حلفاء حزب الله. وحينها، جرى تسريب أسماء لشخصيات محسوبة على الرئيس نبيه بري، وأخرى محسوبة على التيار الوطني الحرّ. تحرّكت هذه الشخصيات سريعاً تجاه واشنطن، من أجل توضيح نظرية الفصل ما بين العلاقة السياسية مع الحزب والعلاقة المالية، ونجح هؤلاء في تجنّب صدور عقوبات بحقهم. اليوم، يتكرر السيناريو نفسه، مع حديث متنام عن احتمال وقوع هزة اقتصادية أو مالية كبرى في البلاد. بالتأكيد، سيحاول الوفد التماس الإجراءات الأميركية المرتقبة، ومحاولة تجنّبها، بالإضافة إلى البحث مع المؤسسات النقدية والمالية الدولية في كيفية حماية لبنان من أي انهيار. لكن الشروط الدولية واضحة في هذا المجال، ومبتدأها أن الحلّ بيد لبنان، والمدخل هو اتخاذ الإجراءات الإصلاحية الأساسية.

استيراد المشتقات النفطية

يرتكز الاقتصاد اللبناني على مثلث متساوي الأضلاع: مصرف لبنان، والقطاع المصرفي الخاص، ومالية الدولة. هذه الأضلاع شكّلت الحصن الذي يحمي الاقتصاد اللبناني. وهذه القطاعات مرتبطة ببعضها البعض عضوياً. ولذلك، إذا ما انكسر أحد الأضلع، فسيتأثر تلقائياً الضلعان الآخران. التدبير الذي أجراه الوزير علي حسن خليل، بمنع الإنفاق على غير الرواتب، مثّل إنذاراً بأن أحد هذه الأضلاع متصدّع، وبحال لم تتم معالجته، سيصاب الضلعان الآخرين. ولذلك، المطلوب هو اتخاذ تدابير سريعة جداً، تتعلق بتخفيض الإنفاق على المحروقات، والعمل على إعادة إحياء الاتفاقية مع الجزائر والكويت، التي تتيح للدولة الاستيراد المباشر للفيول والنفط، ما يوفّر على الخزينة 500 مليون دولار سنوياً. فهي اتفاقية بشروط مراعية وبأسعار تشجيعية، للحصول على الغاز من الجزائر والنفط من الكويت. لكن وكما هو معلوم، لم يتم الإلتزام بهذه الاتفاقية بسبب أوليغارشية مالية تابعة للمحاصصة السياسية الطائفية، كانت هي "تشتري" المشتقات النفطية والغاز من السوق العالمي، ومن خارج هذه الاتفاقيات، لقاء أرباح وبدل سمسرات خيالية.

رياض سلامة والإجراءات القاسية

بعد إجراءات الوزير خليل، جاء الهجوم المركّز على حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الذي يختلف اللبنانيون في تفسير خلفياته. البعض يطلب من سلامة ترتيب هندسة مالية جديدة، تجنّب لبنان الكارثة، وابتكار أساليب للإلتفاف على العقوبات أو تأثيرتها، بالإضافة إلى توليف صيغة مع المصارف الخاصة، لإقراض الدولة اللبنانية بفائدة صفر. في المقابل، يتحدث المسؤولون عن إجراءات قاسية، لكن لا أحد يوضح ماهية هذه الإجراءات. والأكيد، حسب ما تشير مصادر متابعة، لا يمكن توقع سياسة مالية تقتطع من الرواتب أو تخفض الإنفاق أو تطال سلسلة الرتب والرواتب، إنما سيكون العمل على سلسلة تدابير تقشفية تتحايل على هذه المدفوعات. في السنة المقبلة أمام لبنان استحقاق عشرة مليارات دولار، لتسديد خدمة الدين. وكل مدخول الدولة هو عبارة عن عشرة مليارات. عندها ستكون خدمة الدين قد أصبحت مئة بالمئة من مدخول الدولة، الذي يتم صرفه نظرياً كالآتي: حوالى 40 في المئة خدمة دين، و35 في المئة رواتب وأجور، و25 في المئة لتشغيل مؤسسات الدولة وإداراتها. لكن عندما يصبح الاستحقاق يساوي عشرة مليارات، فلن يكون هناك إمكانية لتأمين المصاريف الأخرى. وهذه المشكلة الكبرى التي يتم العمل عليها منذ فترة.

ثلاثة حلول صعبة

لمواجهة هذه المشاكل هناك ثلاثة حلول، إما رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة ما بين 4 و 5 في المئة، أو تحرير سعر الدولار، بمعنى عدم تثبيت سعر الليرة. وعندها قد يرتفع سعر الدولار إلى ثلاثة آلاف ليرة، ما سيؤدي إلى أزمة كبرى، خصوصاً مع احتمال فقدان السيطرة والقدرة على ضبط سعر الليرة أو التحكم فيه، وسيفضي ذلك إلى سحب الودائع بالليرة اللبنانية. أما الحلّ الثالث فيتركز على إقراض الدولة ما بين 5 مليارات و7 مليارات دولار من المصارف بفائدة صفر. وهكذا يتم تقليص خدمة الدين بنسبة 50 بالمئة، بالإضافة إلى إجراءات تقشفية في بعض الإدارات والمؤسسات، كتخفيض عجز الكهرباء، والأبواب الإنفاق الأخرى. هناك إجراءات إضافية، كاستمرار وقف الصرف إلا في باب الرواتب، والضرورات الأساسية لاستمرار عمل الإدارة، والالتفات إلى ملف الأملاك البحرية، والعودة إلى حقوق الدولة المهدورة فيه، عبر تخمين الأراضي البحرية، وتشكيل هيئة خاصة بالتعاون بين وزارتي المالية والأشغال، لتحصيل الأموال من كل شاغلي الأملاك البحرية. وهذه قابلة لأن توفر حوالى 300 مليون دولار. وهناك أيضاً خطوات تتعلق بإعادة جدولة الضرائب، بغية تحصيل المزيد من الجبايات، التي ستكون قادرة على توفير مليار دولار. وهذه الخطة من المفترض أن تنفذ في فترة قصيرة، أقصاها ستة أشهر، بالتوازي مع تخفيض منسوب الهدر والفساد.

 

الدواء والمعدات الطبية الأمريكية في مؤسسات حزب الله الصحية

أحمد الحسن/جنوبية/8 أبريل، 2019

ما الذي عدا وما الذي بدا مما نرى من الشعارات العلنية والإعلامية لدى جماعة حزب الله في لبنان ضد أمريكا وكل ما هو أمريكي ومنها نعت أمريكا بالشيطان الأكبر وتكرار شعار: "الموت لأمريكا" في الاحتفالات والاجتماعات الدينية وغير الدينية، وفي مقلب آخر نرى وسط جمهور هذا الحزب دعماً واضحاً لكل ما هو أمريكي من صناعات وزراعات لا سيما - من باب المثال - في مجال الطب من أدوية ومعدات طبية؟ فأنت – من باب المثال لا الحصر – تدخل إلى المراكز الاستشفائية من مستوصفات وصيدليات ومستشفيات ومراكز العلاج الفيزيائي التابعة لهذا الحزب فتجد الدواء الأمريكي معززاً مكرماً وتجد المعدات الطبية الأمريكية في المقدمة! فما حقيقة الشعارات الفارغة ضد أمريكا التي يطلقها قادة ومسؤولو هذا الحزب؟ وهل هي مواجهة فعلية أم استعراضية؟ وهل هم محاربون عقائديون، أم انتهازيون حاضرون للانقلاب عند أقرب منعطف بعد إغراق الضعفاء والبسطاء والجهلاء بهذه الشعارات الجوفاء؟ونحن نعلم أن جميع قادة وكوادر وعناصر هذا الحزب يعززون التداول بالدولار الأمريكي في كل معاملاتهم التجارية واتفاقاتهم المالية وتحركاتهم الاقتصادية! وأين الجدية في المواجهة مع المنتوجات والصناعات الأمريكية ونرى السيارات والآليات الأمريكية وغيرها من المنتوجات والصناعات الأمريكية نرى كل هذه يُرجَّح استهلاكها بكثرة من القاعدة والقيادة في دائرة هذا الحزب؟ فأين ثقافة المقاطعة والمقاومة والممانعة الاقتصادية في المواجهة على كل الصعد والتي تعتبر الناحية الاقتصادية أهمها وفي مقدمتها؟ قد يكون الجواب أن يقال: كفى مخادعة وعدم انسجام مع الذات بين الشعارات المعلنة والممارسات العملية على أرض الواقع. وقد يكون الجواب : ليتوقف الجميع عن إغراق البسطاء والضعفاء والجهلاء في وهم الصراع والمواجهة الفعلية المباشرة مع أمريكا والاقتصاد الأمريكي ومع كل ما هو أمريكي. وقد يقال : لنكن موضوعيين وسياسيين في المواجهة كما كان يقترح المرجع الراحل السيد محمد كاظم شريعتمداري أستاذ المغيب السيد موسى الصدر، فهناك ما يقرب من ألف ومئتي شركة اقتصادية هي الأقوى في العالم منها سبع مئة شركة أمريكية. كفى كذباً ومغالطة وتناقضاً بين القول والعمل يا جماعة الخير، فابحثوا عن سبل للارتقاء بالأمة بدلاً من استنفاد طاقاتها في معارك خاسرة وصراعات غير مثمرة، أو انسجموا مع ما تقولون وما تفعلون حتى لا تكونوا من الذين يقولون ما لا يفعلون “كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.

 

الوجود السوري في لبنان… نعمة وليس نقمة

وفيق الهواري/جنوبية/8 أبريل، 2019

عند بدء الأحداث في سورية دار نقاش واسع في الوسط السياسي اللبناني عن كيفية التعاطي مع موجات اللجوء السوري إلى لبنان، اختلف الفرقاء اللبنانيون ولم يضعوا خطة وطنية سياسية لاستقبال الأخوة السوريين، والآن يختلفون أيضاً على كيفية "التخلص" منهم!!

يلعب النزاع بين أطراف المحاصصة اللبنانية داخلياً دوراً في تحديد مواقفهم من اللاجئين السوريين من دون الأخذ بعين الاعتبار أنهم بشر لهم حقوق أهمها الحق بالحياة والأمن والسلام. أنا مواطن لبناني تشكل لبنانيتي عنصراً أساسياً من تكون هويتي، لكن قبل أن أكون لبنانياً وقبل حصول أسرتي على الهوية اللبنانية وقف إحصاء 1932، كنت إنساناً وسأبقى، ومواقفي من الآخرين تنطلق من موقفي الإنساني أولاً. أنا ضد وجود أي لاجئ على الأراضي اللبنانية، أنا مع عودتهم إلى أوطانهم ليعيشوا مع عائلاتهم على أرضهم ولكن يعيشوا وفق شرعة حقوق الإنسان، يعيشوا بأمن وأمان وبكرامة. أنا مع عودة كل المغتربين واللاجئين اللبنانيين إلى بلاد الله الواسعة. ولكن أن يؤمن لهم نظامنا الطائفي القائم على المحاصصة العيش بكرامة. لا ينكر أحد أن لجوء نحو مليون ونصف مليون إنسان سوري أثر على البنى التحتية للبلد وأثر على الخدمات العامة في البلد واستهلك كميات من المياه والكهرباء وغيرها. لكن السؤال لكل السياسيين: هل هم أسباب الأزمة في لبنان؟ هل كانت البنى التحتية ممتازة قبل مجيئهم، لم تكن لدينا أزمة نقابات؟ هل كانت الكهرباء 24/24 والمياه تصل إلى جميع المنازل نظيفة صالحة للشرب والاستخدام؟ هل كانت فرص العمل مؤمنة للبنانيين وأتوا لسحبها من بين أيديهم؟ هل كان التعليم العام من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية مؤمناً للجميع وأتى السوريون لتدمير التعليم العام؟

لا أحد ينكر أننا كنا نعيش في أزمة بنوية عميقة، تطال مختلف نواحي الحياة، أتى اللجوء السوري ليفاقم الأزمة، ليس إلا. والسياسيون اللبنانيون يرغبون بمعالجة النتائج وليس الأسباب التي أدت إلى الأزمة البنوية العميقة، أزمة النظام الطائفي القائم على أساس المحاصصة.

دعونا نحلم، لو نمت الليلة واستيقظت غداً ولم أجد سورياً واحداً في لبنان، ماذا سأجد؟ سأجد القطاع الزراعي وقد توقف تماماً. الكلام ليس نظرياً، في زراعة الأفوكادو في الجنوب 98% من العمال سوريون الزراعة اللوزية في منطقة الوزاني تعتمد على العائلات السورية اللاجئة، زراعة الحمضيات والموز أيضاً. الزيتون بات اللبناني يؤجره للسوريين كذلك معظم الأراضي المعدة لزراعة التبغ هذا في الجنوب. أما في البقاع وفي جولة بين سهوله لم أجد سوى نساء سوريات تعمل في الأراضي الزراعية.

إذا رحل السوريون ماذا يبقى في قطاع البناء، من سيبني العقارات في اقتصاد بلد يقوم على الربع والعقار؟ وفي القطاع البيئي؟ من يعمل في مجال التنظيف؟ لم يجب أن مسؤولي معمل يعالج النفايات عن عدد اللبنانيين وعدد السوريين العاملين في العمل. لكن في برالياس أجاب المسؤول عن معمل فرز النفايات أن عدد العمال 44 عاملاً. فسألته كم عدد السوريين بينهم أجاب: كلهم. فسألته ومن سيعمل بعد إبعادهم عن العمل؟ لم يجب.

في قرية سرعين سألت صاحب أحد مناشر الصخور عن عدد العمال اللبنانيين الذين يعملون في المناشر، أجاب: لا أحد كلهم سوريين، ويتشدق المسؤولون اللبنانيون بأهمية التعليم، ويغضون الطرف عن أن التعليم الرسمي العام في لبنان يتعيش على الطلاب السوريين التي تدفع المفوضية العليا للاجئين مبالغ طائلة لوزارة التعليم لقاء استقبالهم في المدارس. في جولة على عدد من المدارس أفادنا المدراء أن التحسينات التي أدخلت عليها بسبب وجود تلامذة سوريين، وذلك في مناطق مختلفة. لا أعرف عدد الأساتذة المتعاقدين مع وزارة التربية لقاء تدريس التلامذة السوريين. هل يمكن أن يساعدني أحد عن عدد اللبنانيين واللبنانيات الذين يعملون في جمعيات ومؤسسات تقدم خدمات للاجئين السوريين في لبنان بأموال ممنوحون المجتمع الدولي؟

هل يمكن أن يشكف مسؤولو البلد عن المبالغ المقدمة لعدد من وزارات البلد لقاء الخدمات المقدمة للسوريين من دون التدقيق بجودة الخدمة وبحقيقتها. أستيقظ صباحاً لأرى أراض واسعة وقد خلع عنها آلاف الخيم البلاستيكية التي كان يسكنها لاجئون سوريون وأسأل عن أصحاب هذه الأراضي الذين وجدوا بالسوريين خير توظيف لأراضيهم بتقاضيهم أجور الأرض غير الصالحة للزراعة، أو الصالحة لكنها لا ترد التكاليف بسبب سياسة السلطة. ماذا سيحصل لعدد كبير من البلديات التي استفادت من وجود اللاجئين في أراضيها للحصول على مساعدات دولية أو لفرض رسوم على اللاجئين أنفسهم مثل رسوم جمع ونقل النفايات؟

هل أذكر أكثر من ذلك؟ سألت عدداً من اللاجئين: لماذا ما زلتم هنا ولم تعودوا إلى بلدكم؟ سؤالي من موقع الإنسان وليس المعادي أجابوني: بعضنا لا يستطيع العودة بسبب النظام السوري الذي لا يريد استقبالنا. البعض قال: “نريد العودة ولكن بأمان وسلام”! آخرون قالوا: “وماذا نأكل ونشرب هناك ولا أشغال واعمال لدينا؟ أننا بشر ولنا الحق بالغذاء”. ضحكت لاجئة وقالت: أنا من القصير، كيف أعود إلى بلدي وأرضي وبيتي مسكون من آخرين؟ فضّلت أن أعود إلى سريري وأنام. ربما أحلم أن بلدنا صارت بلد.

 

حزب الله يحتكر الخدمات الرسمية والخاصة لمحازبيه

علي الحسني/جنوبية/ 8 أبريل، 2019

منذ نشأة حزب الله وهو ينتهج النهج السياسي اليهودي في سياسته الخدماتية الاجتماعية وتحركاته الاقتصادية، فاليهود لا يشترون حاجياتهم إلا من بعضهم البعض ويختصون بالخدمات الاجتماعية أبناء الطائفة اليهودية دون غيرها.

هكذا هو حزب الله في التعاطي الاجتماعي والاقتصادي في الوسط الشيعي فهو يُعَمِّم لمناصريه لإنعاش مؤسسات تجارية وصناعية وزراعية تدين له بالولاء السياسي فيستطيع تشغيل المؤسسات هذه الموالية له في السياسة بهذه الطريقة والتي بدورها تقدم له الدعم المالي .. وهو كذلك لا يقدم الخدمة الاجتماعية لأي أحد إلا بعد التحقق من الانتماء السياسي لمن يُريد الخدمة وذلك عبر التحرِّي عنه باستخدام الأجهزة الأمنية المختلفة من أمن مضاد وسري وداخلي وخارجي لمعرفة الواقع السياسي لمن يُريد الخدمة ولا تتم خدمته إلا بعد دراسة أبعاد هذه الخدمة من ناحية مردودها الاجتماعي والتنظيمي والسياسي والاقتصادي، فإن كان من قوم المال يعجِّلون بخدمته طمعاً في حلب وجلب الدولارات من قومه وأقربائه. وإن كان من العائلات الكبيرة يبادرون للخدمة بهدف حصد الأنصار من هذه العائلات في الجبهات والانتخابات، وإن كان طالب الخدمة من الأسر المتدينة أو العلمائية يخدمونه لتحصيل الغطاء الديني ليخدعوا به هواة الدين وعلماء الدين من أبناء الطائفة الشيعية…وهكذا حتى أقنعونا من كل ذلك بالقطع واليقين بعدم وجود أي عمل لله عند هؤلاء الجماعة، وبتنا ندرك عدم إمكانية الاعتماد عليهم عند الشدة والمحنة والبلاء. أقصد نحن الشيعة المستقلين الذين يحلو للبعض تسميتنا بالشيعة المعتدلين ونحن نُشكل بالأرقام أكثر من ثلاثة أرباع عديد الشيعة في لبنان، ولكن أكثرنا لا يتعاطون الشأن السياسي العام والخاص ولا يتدخلون ولا يطالبون ولا يتابعون إما خوفاً أو إهمالاً أو جهلاً أو طلباً للسلامة والعافية في آخر الزمان، والشيعة المستقلون في لبنان اليوم في محنة فهم مطالبون بحماية الشيعة المحازبين كدروع بشرية ومادية واقتصادية عند كل مشكلة وبوجه كل الحروب والمواجهات التي يجرُّهم إليها الشيعة المحازبون فعليهم الغُرْم وليس لهم الغُنْم. فالذي يحصد ثمار كل ذلك الشيعة المحازبون ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وتخطأ إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهما من العرب عندما يظنون بأنهم بضرب كل الشيعة في لبنان بأنهم قد أصابوا حزب الله في مقاتله فالذين يقتلون ويتضررون غالباً هم من الشيعة المستقلين الذين هم يشكلون مكرهين ومغلوباً على أمرهم يشكلون مزرعة لحزب الله ولأهدافه المتعددة والذين يحتمي بهم الحزب في كل مواجهة ولا يستفيدون منه شيئاً فكل الخيرات بيد محازبيه يتنعمون بها ويحتكرونها بكل وقاحة.

 

الوفد اللبناني الى واشنطن: رصد لعقوبات جديدة.. وعرض لملف النزوح

احمد شنطف/جنوبية/08 أبريل، 2019

وصل الوفد اللبناني النيابي المكون من النائبين ياسين جابر وابراهيم كنعان بالإضافة الى مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان الى واشنطن، للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي، وللقاء عددا من المسؤولين الاميركيين، في ظل الكلام عن عقوبات جديدة مرتقبة، يسعى الجانب اللبناني ابعادها عن البلد.

تأتي هذه الزيارة بعد زيارات أميركية عديدة للبنان، كان آخرها زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو، التي شهدت خطاباً نارياً بوجه حزب الله وايران مع تحذيرات للبنان الرسمي بهذا الشأن، وهي ستكون محاولة ديبلوماسية لتجنيب لبنان المزيد من الضغوط الإقتصادية الأميركية وللوصول إلى مجموعة تفاهمات تجنبه بعض الضغوطات. وسيطرح الجانب اللبناني في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين مواضيع مرتبطة بالوضعين المالي والاقتصادي، إضافة الى ابراز تداعيات النزوح السوري وطلب المساعدة بهذا الملف، حيث سيتم إستغلال تصريحات بومبيو في هذا الشأن للبناء عليها ومحاولة إقناع الأميركيين بضرورة سحب الفيتو عن عودتهم إلى بلادهم. وسيبدأ الوفد لقاءاته ابتداءاً من يوم غد الثلاثاء، مستهلاً زيارته بلقاء مع أعضاء من مختلف الإتجاهات في الكونجرس الأميركي، اضافة الى مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية، وآخرين في وزارة الخارجية.

أما اليوم، فسيبدأ الوفد مناقشات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تتعلق بالوضع الإقتصادي المحلي، وستكون مسألة العجز في ملف الكهرباء احدى المسائل الأساسية التي ستناقش، وتكمن أهميته في كمية التخفيض للعجز القائم، في حال الوصول الى نتائج ايجابية به.

وسينضم الى الوفد، مساء الغد، وفداً لبنانياً آخر، يضم وزير الإقتصاد منصور بطيش والمدير العام لوزارة المالية ألان بيفاني، سيشارك بدوره بالإجتماعات المقرر انعقادها في واشنطن، إضافة الى نائب رئيس الحكومة الوزير غسان حاصباني الذي سيتواجد في العاصمة الأميركية للمشاركة في بعض الفعاليات. في اتصال مع النائب جابر، قال من مكان اقامته في واشنطن لجنوبية أن الزيارة غير مرتبطة بالأنباء عن عقوبات جديدة، بل تأتي تلبية لدعوة من الجانب الأميركي للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تعقد تقليدياً في نيسان بالعاصمة الأميركية. وأضاف أن الوفد سيستغل وجوده في أميركا لإجراء لقاءات على هامش هذه المشاركة مع مسؤولين أميركيين لشرح الوضع اللبناني والبحث في أمور المنطقة، أما فيما يخص العقوبات المرتقبة، قال: “لا معلومات لدينا عن حزمة جديدة، إلا أن العقوبات التي تطال الأشخاص الذين توجه إليهم اتهامات هي احتمال قائم دائماً، وهدفنا ألا تطال العقوبات هذه البلد بأكمله”. وأشار الى أن الزيارات السابقة أثرت ايجاباً بعدم وصول العقوبات الى البلد بأكمله، خصوصاً أن لبنان خلال هذه الزيارات دائماً ما يؤكد التزامه بالقوانين الدولية. وعن ما سينتج عن اللقاءات المرتقبة قال: “الزيارة إلى واشنطن واللقاءات فيها، ستكون مفيدة على المستويات كافة لأن العاصمة الأميركية مقر للسياسة المالية الدولية، وستكون مؤثرة على مستوى الحضور في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على وجه الخصوص، نظراً الى المصالح المشتركة بيننا”.

لا عقوبات على حركة أمل

بعد الكلام الذي أثير في الأيام القليلة الماضية عن أن العقوبات الجديدة ستطال حلفاء “حزب الله” في لبنان، لا سيما حركة أمل واللرئيس نبيه بري، نفت جهات عديدة صحة هذا التوجه. وقال السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى أن كل الأنباء التي تروج عن أن هناك عقوبات جديدة ستطال الرئيس بري والفريق المحيط به غير صحيحة. وأكد أنه أجرى اتصالات عديدة مع مختلف الجهات في الإدارة الأميركية تبلغ من خلالها بأن ليس هناك أي توجه الى هكذا قرار، ووضع كل ما يتم ترويجه بهذا الشأن في اطار المحاولة الى التشويش على زيارة الوفد اللبناني.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية/وزير الخارجية الأميركي يدعو المصارف الأجنبية لقطع أي علاقة معه

كاليفورنيا: «الشرق الأوسط أونلاين»/08 نيسان/19/أدرجت الولايات المتحدة الأميركية رسمياً الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الأثنين). وأكد ترمب في بيان أن هذه الخطوة "غير المسبوقة" تؤكد "حقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم"، مضيفاً أن هذا الإجراء يسمح بزيادة "الضغط" على إيران. وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية يسري خلال أسبوع. وتابع بومبيو في مؤتمر صحافي اليوم (الأثنين) حول إيران في مقر وزارة الخارجية في واشنطن: "الحرس الثوري الإيراني يتحمل مسؤولية دعم حركة حماس وحزب الله". وذكر بومبيو أن الحرس الثوري الإيراني "قام ببث الرعب والفوضى منذ تأسيسه". وتابع: "قاسم سليماني مسؤول عن تصرفات الحرس الثوري". ودعا بومبيو المصارف الأجنبية إلى قطع أي علاقة لها بالحرس الثوري الإيراني. مؤكدا أننا: "لن نتحمل استمرار صعود حزب الله في لبنان".

 

أول رد إيراني على تصنيف أميركا "الحرس الثوري" منظمة إرهابية 

سبوتنك/08 نيسان/19/قدم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف اقتراحا للرئيس حسن روحاني، بإدراج القوات الأميركية العاملة في منطقة غرب آسيا على قائمة المنظمات الإرهابية لإيران، وذلك رداً على تصنيف أميركا "الحرس الثوري" منظمة إرهابية. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية. وحسب وكالة "رويترز"، فقد أشار ترامب إلى أن "أميركا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران "لدعمها للأنشطة الإرهابية". ويحذر منتقدون من أن تلك الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة. وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، الولايات المتحدة الأميركية من أن جيشها لن ينعم بالهدوء في منطقة غرب آسيا، في حال أدرجت الحرس على قائمة الإرهاب.

 

الحرس” يبيع أسهمه وقانون إيراني لإدراج الجيش الأميركي إرهابياً

طهران – وكالات/السياسة/08 نيسان//19تواصلت تداعيات زلزال إدراج واشنطن “الحرس الثوري” الإيراني على لائحة الإرهاب، حيث استبق “الحرس الثوري” الخطوة، بعرض أسهمه في خمس بنوك ومؤسسات مالية عسكرية أخرى للبيع في سوق البورصة. وعرض “الحرس الثوري” أسهمه في بنوك “أنصار” و”مهر اقتصاد” و”قوامين” التابع للأمن الداخلي، ومؤسسة “كوثر” الائتمانية التابعة لوزارة الدفاع، وبنك “حكمت ايرانيان” التابع للجيش الإيراني، للبيع في سوق البورصة. من جانبه، كشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى حشمت الله فلاحت بيشه، تقديم مشروع قانون عاجل جداً للبرلمان لمواجهة الإجراء الأميركي المتوقع، موضحاً أن ثلاثة كتل نيابية رئيسية دعمت المشروع، الذي يقضي بإعلان القوات العسكرية الأميركية إرهابية، حالها حال داعش، وذلك فور قيام الولايات المتحدة بإدراج “الحرس الثوري” في قائمة الإرهاب.على صعيد متصل، رفضت إيران البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع بشأن أنشطتها الصاروخية ودورها الاقليمي، معتبرة أن بعض بنوده تتناقض مع الاتفاق النووي والتزامات الدول الأوروبية”، مطالبة فرنسا وبريطانيا وألمانيا بتقديم إيضاحات.

 

رجوي للملالي: سيول غضب الإيرانيين سوف تجرفكم

السياسة/08 نيسان//19أكدت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي أن الشعب الإيراني يعيش تحت حصار السيول والفيضانات والدمار، ولكن إرادته ومعنوياته مازالت قوية وحازمة للعصيان ضد الملالي، محذرة النظام الحاكم في إيران من ان سيول غضب الشعب سوف تجرف بيته الواهي.

وخلال مراسيم التضامن والمواساة مع المنكوبين بالفيضانات من جانب “مجاهدي خلق” في ألبانيا، قالت رجوي: إن “الهلال الأحمر” في نظام الملالي هو لتصدير ولاية الفقيه والإرهاب، ولجنة الإغاثة هي لسورية وأفغانستان، وجميع المؤسسات والامكانات في البلاد ليست لحماية الشعب، بل للحفاظ على نظام ولاية الفقيه. وقالت: “كما يقول أبناء شعبنا خلال انتفاضاتهم واحتجاجاتهم أن عدونا هنا. نعم، الشعب الإيراني ليس له عدو سوى الملالي الحاكمين”. وأضافت: “اجتمعنا للتضامن مع شعب شحذ عزمه وإرادته للنضال بقوة ضد نظام الملالي، وذلك بالرغم من أن أبناء الشعب محاصرون بالسيول والمحن والدمار، وهذا ما يجعل الملالي مذعورين من الشعب”، متعهدة إنقاذ الإيرانيين من مخالب هذا النظام الشرّير والمعادي للبشر.من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة محمد محدثين، إدراج “الحرس الثوري” إرهابيا ضروريا لمنع وقوع حرب كبيرة.

 

تطمينات» عراقية لإيران بشأن الوجود الأميركي

لندن: «الشرق الأوسط»»/08 نيسان/19/أكد رئيس الأركان العراقي عثمان الغانمي أن القوات الأميركية باقية في العراق، لكنه سعى إلى طمأنة الجانب الإيراني بأن وجود تلك القوات سيكون ضمن أطر محددة لتدريب القوات العراقية، على أن يضبط تحركها الجيش العراقي. وقال نظيره الإيراني محمد باقري إن طهران حصلت على طمأنة عراقية، على المستويين السياسي والعسكري، بعدم الامتثال للعقوبات الأميركية. وأشار بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى أنه أبلغ نائب الرئيس الإيراني بأن «العراق ليس ضمن منظومة العقوبات على إيران». وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، عقب مباحثات مع نظيره العراقي عثمان الغانمي، إن الجانب العراقي «طمأن» إيران بـ«ضبط» وجود القوات الأميركية، ونقل عن مسؤولين عراقيين أن «حضور القوات الأميركية سيقتصر على تدريب القوات العراقية» وأنهم «سيكونون تحت سيطرة الجيش العراقي»، بحسب ما نقلته وكالة «تسنيم»، الناطقة باسم «الحرس الثوري».

وتعد تصريحات الغانمي أول موقف عراقي غداة طلب المرشد الإيراني علي خامنئي من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي العمل على إخراج القوات الأميركية من العراق على وجه السرعة، معتبراً وجود القوات الأميركية خطراً على المجموعة السياسة الحالية، وعلى رأسها الحكومة والبرلمان العراقي.

وفي شأن متصل، أوضح باقري موقف العراق من العقوبات الأميركية، مؤكداً أن «مسؤولين سياسيين وعسكريين قدموا تطمينات بعدم مشاركة العراق في العقوبات الأميركية ضد إيران». كما نوه باقري بأنه توصل إلى اتفاق مع نظيره العراقي، بشأن التعاون ضد التهديدات الجوية، بعدما أبلغه قلق إيران إزاء «تهديدات جوية من الحدود الغربية». وأشار باقري إلى تفاهم لإقامة علاقات تعاون عسكري، تشمل تدريبات ومناورات مشتركة، وعزا ذلك إلى «التهديدات والرغبات المشتركة»، موضحاً أنه بحث مختلف القضايا الحدودية، مع التركيز على تجريف شط العرب، تحت حماية أمنية مشتركة بين البلدين. وبدوره، طمأن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الإيرانيين، بشأن عدم امتثال بلاده للعقوبات الأميركية، وقال تحديداً: «موقف العراق أنه ليس ضمن منظومة العقوبات على إيران». وزاد عبد المهدي أنه سيعمل على «وضع العراق في مكانة المناسب في العالم العربي والإسلامي»، مشيراً إلى أن غيابه «ليس مصلحة للأشقاء والجيران والأصدقاء، ونؤمن بأن المشتركات بين دول المنطقة أقوى وأبقى من الخلافات، وهذا هو موقفنا الصريح الواضح». وأجرى عبد المهدي، أمس، مباحثات مع نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، في ثاني أيام زيارته إلى طهران، معرباً عن عزم الجانبين على «بحث الملفات المهمة، بما يحقق مصالح الطرفين»، بما فيها شط العرب. وحرص عبد المهدي على توجيه رسالة واضحة إلى الجانب الإيراني، عندما «جدد موقف العراق بالانفتاح على جميع دول الجوار من أجل بناء منطقة مستقرة متعاونة، ورفض سياسة المحاور والاعتداء على أي دولة».

وبحسب بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء العراقي، فإن اللقاء «بحث ملفات الكهرباء والنقل، وتسهيل سفر المواطنين في البلدين، لتشجيع النشاط السياحي ومردوداته الاقتصادية، والتعاون في المجالات التجارية والمصرفية، بحضور الوزراء والمسؤولين من الوفدين». ومن جانبه، قال جهانغيري إن طهران تعمل على رفع الموانع من تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أنه أجرى مباحثات «مهمة للغاية لتنمية العلاقات الثنائية»، بحسب وكالة «إيسنا» الحكومية. وقال جهانغيري إن بلاده «أرسلت قوات استشارية، بطلب من الحكومة العراقية، لدعم السيادة والاستقرار وتنمية العراق»، مشيراً إلى أن «إيران تعتبر العراق جسراً للتعاون مع الدول التي تحترم السيادة العراقية». وزاد جهانغيري أن الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين «ستجلب آثاراً إيجابية لدول المنطقة»، لافتاً إلى استعداد الحكومة الإيرانية لنقل تجاربها إلى العراق ودول الجوار. واتهم جهانغيري الولايات المتحدة بالعمل على تقييد علاقات إيران والعراق «على خلاف مصلحة البلدين»، مشدداً على خطط ثنائية للوصول إلى تبادل تجاري بقيمة 20 مليار دولار حتى العام المقبل. كما دعا جهانغيري الدول الراغبة بالمشاركة في إعادة إعمار العراق إلى استخدام طريق الترانزيت الإيرانية «الآمنة والرخيصة والقريبة». وفي غضون ذلك، نقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن الوزير بيغن زنغنه قوله إن العراق وإيران توصلا إلى تفاهم بشأن تطوير حقلين نفطيين على الحدود المشتركة بينهما. وذكر زنغنه أن التفاهم يتعلق بتطوير حقلي نفت شهر وخرمشهر (المحمرة)، بحسب وكالة «رويترز». ويستورد العراق نحو 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً من إيران، عبر خطوط أنابيب في جنوب وشرق البلاد. وأشار زنغنه إلى أن العراق يدين لإيران بنحو مليار دولار، قيمة إمدادات غاز في السابق. وقال زنغنه: «في ظل افتقار قطاعي البتروكيماويات والغاز بالعراق إلى التطوير، ثمة آفاق مشرقة للتعاون بين البلدين». ونقل موقع شانا عن أمير حسين زماني نيا نائب وزير النفط الإيراني للتجارة والشؤون الدولية قوله اليوم إن إيران وافقت أيضاً على المساعدة في تطوير حقول مشتركة، وإعادة بناء مصافٍ قديمة، والمساهمة في بناء شبكة لإمدادات الغاز.

 

نائب السراج يعلن استقالته ودعمه لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس

طرابلس: «الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/أعلن علي القطراني نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، استقالته من المجلس، مؤكداً دعمه لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس. وقال القطراني في بيان، إن "سلوك السراج الذي تحركه الميليشيات، لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق". وثمن القطراني تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة، مؤكداً أن السراج خرق الاتفاق السياسي الليبي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه الميليشيات. وتعتبر استقالة القطراني هي الثانية من نوعها بعد استقالة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني وتأكيد عدة أطراف موقعة على الاتفاق السياسي ومشاركة في صياغته، بأن صفة الإجماع قد نُزعت منه.

 

روسيا تعطل بياناً في مجلس الأمن يطالب حفتر بوقف النشاطات العسكرية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/عطلت روسيا مشروع بيان اقترحته بريطانيا بدعم من كل من الولايات المتحدة وفرنسا على بقية أعضاء مجلس الأمن لمطالبة الجيش الوطني الليبي بـ“وقف كل النشاطات العسكرية“، ولا سيما قرب العاصمة طرابلس. وأفاد دبلوماسيون في مجلس الأمن أن "روسيا رفضت تسمية قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالإسم. واقترحت وضع عبارة كل القوات بدلاً من ذلك". ورفضت بريطانيا هذا المقترح الروسي. وجاء في نص مشروع البيان الذي حصلت "الشرق الأوسط"على نسخة منه أن أعضاء مجلس الأمن "يعبرون عن قلقهم البالغ من النشاط العسكري قرب طرابلس في ليبيا"، في ما اعتبروه "تهديداً للاستقرار الليبي ولآفاق وساطة الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل للأزمة". وإذ يطالب النص "قوات الجيش الوطني الليبي بوقف كل النشاطات العسكرية"، يدعوا "كل القوى إلى وقف تصعيد النشاط العسكري"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع". وكذلك يدعوا إلى "محاسبة من يقوضون السلام والأمن في ليبيا"، معبراً عن "التقدير لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل) في ظل ظروف صعبة". ويؤكد على "ضرورة سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة"، ويذكّر جميع الأطراف بـ"التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين"،"ويؤكد الدعم الكامل لجهود الأمين العام بما في ذلك زيارته الأخيرة لليبيا، ولممثله الخاص غسان سلامة، في سعيهما للتوسط في سبيل سياسي للتقدم في اتجاه انتخابات سلمية وموثوقة، ويحض كل الأطراف على "وقف الخطاب التصعيدي، واستئناف الحوار والوفاء بالتزاماتها بالمشاركة البناءة في الجهود التي تيسرها الأمم المتحدة"، ويرحب بـ"التقدم الذي أحرزته بعثة الأمم المتحدة في التحضير للمؤتمر الوطني" ويحض كل الأطراف على "تهيئة الظروف المناسبة لعقده على النحو المخطط له". ويعتبر أن هناك "فرصة حاسمة "يتيحها المؤتمر الوطني لجميع الليبيين من أجل "وضع خلافاتهم جانباً وممارسة ضبط النفس من أجل مصلحة البلاد ومن أجل الشعب الليبي“.  وكان سلامة واصل جهوده لوضع حد للنشاطات العسكرية والتقى رئيس المجلس الرئاسي رئيس الحكومة فائز السراج في طرابلس. وأكد على الأثر أن "الأمم المتحدة لن تترك الليبيين وحدهم، وستبقى في ليبيا للعمل باتجاه التوصل إلى حل سياسي وإسكات البنادق والتفاهم السياسي السلمي بين مختلف الأطراف".

 

38 قتيلاً وجريحاً في معارك طرابلس... والسراج يطلق عملية «بركان الغضب»/الحاسي لـ «الشرق الأوسط»: لا نخوض حرباً نظامية ولكن نواجه عصابات

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/ دشنت حكومة «الوفاق الوطني» الليبية برئاسة فائز السراج أمس، عملية عسكرية باسم «بركان الغضب» للقيام بما وصفه بـ«تطهير كل المدن من الخارجين عن الشرعية»، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، التي تخوض قتالاً ضارياً لبسط سيطرتها على مناطق في العاصمة طرابلس، تحت اسم عملية «طوفان الكرامة». وقال الجنرال عبد السلام الحاسي، رئيس مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، إن «الأمور تسير على ما يرام»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش تتقدم في كل المحاور المخصصة لها باتجاه طرابلس». ورفض الحاسي تحديد مدة لانتهاء العمليات العسكرية لتحرير طرابلس، قائلاً: «قوات الجيش لا تخوض حرباً نظامية كي نعرف متى ستنتهي الحرب... نحن نواجه عصابات»، في إشارة إلى الميليشيات المسلحة الموجودة في طرابلس. وأعلنت وزارة الصحة بحكومة السراج حصيلة ضحايا الأحداث الجارية في المنطقة الغربية، وأحصت في بيان أمس، 21 قتيلاً و27 جريحاً، فيما أعلن الجيش الوطني مقتل 14 من جنوده في المعارك التي دخلت أمس، يومها الرابع. ونعت إدارة شؤون الجرحى بحكومة السراج، أمس، طبيباً قتل أثناء تأديته واجبه الوطني في إنقاذ المصابين، بينما قالت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس، إنها أخلت عدداً غير معلوم من العائلات العالقة داخل مناطق الاشتباكات.

انسحاب أميركيين

وتزامنت هذه التطورات مع تأكيد قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)، أنها لم تتلقَ أي طلب للتدخل العسكري في ليبيا، قبل ساعات من إعلانها أنها أجلت أمس مجموعة من القوات الأميركية من طرابلس مؤقتاً، استجابة لما وصفته بالظروف الأمنية على الأرض. وتمت عملية الإجلاء بحراً بواسطة فرقاطات. وقال جون مانلي مسؤول الإعلام في «أفريكوم» لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتلقَ أي طلب للحصول على الدعم العسكري في ليبيا... ليس لـ(أفريكوم) اتصال مباشر مع حكومة الوفاق الوطني». وتابع: «نحافظ على علاقتنا الوثيقة مع المكتب المسؤول عن ليبيا بوزارة الخارجية الأميركية، وأي تنسيق مع شركائنا الليبيين يتم من خلال هذا المكتب». وأشار مانلي إلى أن «الوضع الأمني الحالي هو مصدر قلق... الأمم المتحدة تدعو إلى حل سياسي، وتفيد بأنه لا يوجد حل عسكري لإقرار الاستقرار الليبي».

وسبق أن أعلنت «أفريكوم»، وبسبب ما وصفته بالاضطرابات المتزايدة في ليبيا، نقل مجموعة من القوات الأميركية مؤقتاً، وأشارت إلى أن مهمة هذه القوات كانت في ليبيا الدعم العسكري للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكات وتحسين الأمن في جميع أنحاء المنطقة. ونقل البيان عن الجنرال توماس والدهاوسر قائد «أفريكوم» قوله إن «الحقائق الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيداً ولا يمكن التنبؤ بها... حتى مع تعديل القوة، سنستمر في الحفاظ على مرونة دعمنا لاستراتيجية الولايات المتحدة الحالية، كما ستواصل القيادة الأميركية الأفريقية القيام بدورها لدعم الحكومة والشعب الليبي». ويعد البيان أول اعتراف رسمي يصدر عن الجيش الأميركي بأنه كان يحتفظ بقوات أميركية غير معلنة داخل طرابلس. وأظهر فيديو التقطه بعض السكان زوارق حربية أميركية وهي تنقل الجنود عبر البحر.

نداءات لهدنة

واستمر القتال المحتدم على مشارف العاصمة ولم ينتقل إلى وسطها، فيما دعت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا عبر نداء وصفته بالمهم، جميع الأطراف العسكرية المتواجدة في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية إلى احترام هدنة إنسانية بين الساعة الرابعة والساعة السادسة من بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي، لتأمين إجلاء الجرحى والمدنيين من قبل أجهزة وطواقم الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر الليبي. وأعلن محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة السراج رسمياً في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس أمس، إطلاق عملية «بركان الغضب» لتطهير العاصمة وكل المدن الليبية من المعتدين والخارجين عن الشرعية. وتابع: «كلنا تصميم على حماية العاصمة... كل الليبيين»، لافتاً إلى أن السراج رفع درجة الاستعداد القصوى والنفير العام في جميع الوحدات العسكرية والأمنية، والتحرك الفوري لرد الاعتداء واستخدام القوة للمحافظة على الليبيين والمرافق الحيوية. وندد مجلس بلدية الزنتان بالقصف الذي تعرضت له حدوده الإدارية من قبل طيران حكومة الوفاق مساء أول من أمس، انطلاقاً من الكلية الجوية في مصراتة بغرب البلاد، لافتاً في بيان له إلى أن محلة القرية الشرقية تعرضت لغارة جوية لم تسفر عن أضرار بشرية.

غارة جوية

في المقابل، شارك سلاح الجو التابع للجيش الوطني في المعارك للمرة الأولى، حيث أغارت مقاتلاته على تمركزات للميليشيات المسلحة بالضواحي الجنوبية طرابلس، فيما أكدت مصادر بغرفة العمليات الجوية أن الغارات أصابت أهدافها بدقة بالغة بعد أن استخدمت الميليشيات الأسلحة الثقيلة بما يهدد المدنيين، حسبما أعلنت شعبة الإعلام الحربي التي أضافت في بيان لها أمس: «وبهذا نؤكد أننا قادرون على دك تمركزات العدو، وأننا القادرون على حماية المدنيين وأرواحهم وممتلكاتهم». كما أعلنت الشعبة تحرير مجموعة من الجنود التابعين للجيش وقعت في أسر ميليشيات موالية للسراج، تزامناً مع إعلان كتيبة «طارق بن زياد» أنها وبالتعاون مع الكتيبة 128 التابعتين لقوات الجيش، تمكنت من أسر عدد من الميليشيات الإرهابية في منطقة وادي الربيع، وآليات مسلحة. وكان السراج اتهم خصمه المشير حفتر بـ«نقض العهد» عبر شنّ هجوم على طرابلس، حيث مقرّ حكومة الوفاق، محذّراً من «حرب لا رابح فيها». وقال السراج في خطاب متلفز مساء أول من أمس: «مددنا أيدينا للسّلام، لكن بعد الاعتداء الذي حصل من قوّات تابعة لحفتر وإعلانه الحرب على مُدننا وعاصمتنا وإعلانه بذلك الانقلاب على الاتفاق السياسي، لن يجد منّا إلا الحزم والقوّة». واعتبر السراج في كلمته أنّ المؤتمر الوطني المقرّر منتصف هذا الشهر يُشكّل مساراً «نحو دولة مستقرّة لبناء دولة مدنيّة وديمقراطية». وقال إنّ حفتر «مدفوعٌ برغباتٍ شخصيّة ونزوات فرديّة»، متّهماً إيّاه أيضاً بأنّه يعمل من أجل تقويض «العمليّة السياسيّة (...) وإغراق البلاد في دوّامة من العنف والحرب المدمّرة». واعتبر فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج أن حكومته لمست تغييراً إيجابياً في دعم المجتمع الدولي لها، لافتاً في تصريحات تلفزيونية له مساء أول من أمس، إلى أن «بعض الدول الفاعلة شعرت بإهانة حفتر لها واستخفافه بجهود الأمم المتحدة لإرساء السلام، وترى أنه خطر على السلم الأهلي». وزعم مجدداً أن قوات حكومة السراج في وضع ميداني ممتاز، وستهاجم فور اكتمال تجهيزاتها حسب الخطط الموضوعة، مضيفاً: «سنتوجه لمصادر القوات الغازية (قوات حفتر) وسنؤمن عاصمتنا وكل بلادنا». وعبر فيديو مصور، توعد هيثم التاجوري الذي يقود ما يعرف باسم «كتيبة ثوار طرابلس»، الجيش الوطني بالهزيمة. وزعم التاجوري الذي كان يرتدي ملابس رياضية ويقود سيارة عسكرية بمحور عين زارة جنوب طرابلس، أن الميليشيات لم تستخدم إلا قليلاً من قوتها.

كما انضم إبراهيم الجضران الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، المدرج على قائمة العقوبات الدولية والأميركية، إلى السراج بعدما تحدث عن «النصر العظيم الذي حققته قواته في المنطقة الغربية على حساب قوات الجيش». وادعى الجضران في بيان مساء أول من أمس، أن هدف قوات الجيش محاربة الشعب الليبي بكل مكوناته وإجهاض ثورة 17 فبراير (شباط)، داعياً من وصفهم بشرفاء ليبيا إلى الوقوف معه ضد حفتر. ودخل القيادي المتطرف شعبان هدية رئيس «غرفة عمليات ثوار ليبيا»، على الخط بتلميحه عبر بيان مقتضب إلى «وجود خيانة في صفوف قوات السراج»، بعدما أعلنت داخلية السراج وجود متواطئين في صفوف أجهزتها الأمنية مع قوات الجيش. وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أعلن مقتل 14 جندياً حتى الآن، مؤكداً أن الجيش لم ينفذ أي طلعات جوية بخلاف العدو، مشدداً على أن مطار طرابلس تحت السيطرة التامة للجيش. وكشف المسماري، في مؤتمر صحافي ببنغازي، أن هناك أرتالاً كانت تتقدم من مصراتة لطرابلس حاولت التقدم لمسلاتة لكنها فشلت. وتابع: «قوات الجيش تقدمت ليلاً وتمركزت في السواني»، مشيراً إلى أن قصر بن غشير تحت السيطرة الكاملة للجيش وكذلك طريق وادي الربيع حتى الساحل ومطار طرابلس. وبعدما أوضح أن طريق المطار تحت سيطرة الجيش وكذلك كوبري المطار، قال إن قوات الجيش دخلت إلى منطقة ورشفانة من دون قتال. وأوضح المسماري أن الهضبة الخضراء جاهزة لاستقبال القوات المقبلة من صلاح الدين، مردفاً أنه سيتم تحرير عين زارة قريباً، ووضع كل المجرمين في سجن عين زارة، مضيفاً: «خلال الساعات المقبلة سنكون في ميدان الشهداء». ولفت المسماري إلى أنه جرى أول من أمس رصد 4 غارات على العزيزية وجندوبة، لكنها لم تسفر عن أي خسائر عسكرية. وأوضح أن هناك وحدات خاصة بتأمين البعثات الدبلوماسية ومؤسسات الدولة، مضيفاً: «نطمئن الجميع بأن الخطة لا تتعدى محاربة الإرهاب والهدف هو تأمين العاصمة طرابلس».

 

القذافي أخفى 30 مليون دولار بجنوب أفريقيا قبل اغتياله

لندن/الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/أشارت تقارير صحافية إلى أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قد خبأ ما يقرب من 30 مليون دولار أميركي، في مقر إقامة الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما، وذلك قبل وفاته في عام 2011. وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقريرها، أنه تم نقل هذه الأموال من منزل زوما بمدينة نكاندلا، شرق جنوب أفريقيا، إلى مملكة إسواتيني القريبة، والتي كانت تعرف سابقاً باسم «سوازيلاند». وأفادت الصحيفة بأن السلطات الليبية تطلب من رئيس جنوب أفريقيا الحالي سيريل رامافوزا، المساعدة في استرداد الأموال. وزار رامافوزا مملكة إسواتيني في مطلع مارس (آذار) الماضي، إلى جانب عدد من الوزراء، لإجراء محادثات مع الملك مسواتي الثالث، رئيس العائلة المالكة هناك. وأضاف التقرير أن رامافوزا عقد اجتماعاً ثانياً مع الملك في مطار تامبو الدولي في جوهانسبيرغ. وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات النفط في أفريقيا، وهي من بين أكبر عشرة منتجين في العالم. ويشير التقرير إلى أن القذافي جمع مليارات الدولارات من الثروة النفطية، وخبأها في مواقع سرية في أنحاء العالم. وبحلول عام 2010، كانت البلاد تحصل على أكثر من 30 مليار دولار من عائدات النفط في السنة، ولكن لديها معدل بطالة مرتفع، ويعاني معظم السكان من سوء الأحوال الاقتصادية. وذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أنه في عام 2010، باع القذافي خُمس احتياطيات ليبيا من الذهب مقابل مليار دولار، ويبدو أنه وضع الأموال في كثير من الحسابات السرية والشركات، بما في ذلك صندوق الثروة السيادية في ليبيا، وذلك قبل اغتياله بوقت قصير. ومنذ وفاته، تبحث السلطات عن الأموال التي نقلها القذافي خارج البلاد. وعلى الجانب الآخر، ذكر التقرير أن بشير صالح رئيس صندوق الثروة السيادية الليبي، قد زار جنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة عدة مرات، وأصيب العام الماضي في عملية سطو في أحد أحياء جوهانسبيرغ. وكان صالح قد تم القبض عليه خلال انتفاضة عام 2011، ولكن وسط ظروف غامضة تمكن من الفرار إلى النيجر، ثم سافر إلى فرنسا، قبل مجيئه إلى جنوب أفريقيا.

وكانت شرطة جنوب أفريقيا على علم بوجوده في البلاد منذ عام 2013. وفي ذلك الوقت، قال وزير الشرطة السابق ناثي مثيثوا، إن صالح الذي كان مدرجاً في قائمة المطلوبين لدى «الإنتربول»، لم يتم القبض عليه؛ لأنه لم تكن هناك معاهدة لتسليم المطلوبين بين ليبيا وجنوب أفريقيا. وذكر التقرير أن زوما كان من المؤيدين الرئيسيين للقذافي، وعارض تدخل «الناتو» العسكري في ليبيا عام 2011. ونشرت صحيفة «الغارديان» أنه تم إخبار وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في 2011، بأن زوما تلقى أموالاً من القذافي سراً. وزار زوما القذافي في عام 2011، عندما رتب القذافي مع رئيس جنوب أفريقيا السابق لنقل الأموال إلى خارج البلاد، وفقاً لتقرير «صنداي تايمز». ووفقاً لتقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أعد بشأن الوصول إلى تفاصيل أكثر دقة حول الأصول المسروقة من ليبيا، صدر في 2017، اعتبر صالح علي الشخص الذي يدير أموال النظام السابق. وفي عام 2011 قام بتحويل 800 مليون دولار من حساب «Standard Bank» في جنوب أفريقيا إلى فرع «CFC Stanbic Bank» في كينيا، حسب الأمم المتحدة. وفي عام 2013، قالت حكومة جنوب أفريقيا إنها ستعيد أموالاً ليبية تقدر بقيمة 5.5 مليون جنيه إسترليني، وذلك تماشياً مع قواعد الأمم المتحدة. وتضمن التقرير أن القذافي كان يسعى إلى شراء أسلحة ودبابات ومروحيات بتلك الأموال المخبئة.

 

أزمة الفيضانات تحاصر مدن الأحواز بعد مخاطر في السدود ومحنة في المناطق العربية إثر زيادة تدفق الأنهار

لندن/الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/فشلت جهود السلطات الإيرانية لتقليل أضرار الفيضانات ما أدى إلى اتساع أبعاد الأزمة في الأحواز الغنية بذخائر النفط والغاز وتواصل موجات المياه المتدفقة من سدود المحافظات اجتياح المدن واحدة تلو الأخرى لتزحف باتجاه محافظات العراق الشرقية عقب فيضانات مدمرة تركت وراءها خرابا بمحافظات إيران الغربية وشردت عشرات الآلاف في كرمانشاه وكردستان وإيلام ولرستان وسط اتهامات للحكومة الإيرانية بـ«سوء إدارة الأزمة». وقالت السلطات الإيرانية بأنها أجلت 12 مدينة وبلدة عربية إضافة إلى 182 قرية على امتداد نهري كارون والكرخة منذ وصول ارتفاع منسوب المياه وراء سدود شمال المحافظة منذ نحو عشرة أيام. وأفادت وكالة مهر الحكومية بأن السلطات رفعت حجم المياه المتدفقة إلى ما يعادل ألفي و500 متر مكعب في الثانية. ونقلت عن مسؤول في المحافظة أن نهر الكرخة «لا يستوعب هذا الحجم من المياه من الطبيعي أن يؤدي إلى فيضانات في بعض المناطق».

وعزا مدير محطة سد الكرخة محمد رضا يزادي تدفق كميات كبيرة من مياه سد الكرخة إلى «تجنب حدث كبير» في الأيام الأخيرة من شهر أبريل (نيسان) بحسب ما نقلت وكالة «فارس» الناطقة باسم «الحرس الثوري». ونفى المسؤول الإيراني صحة التحذيرات التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي على لسان خبراء بشأن انهيار السد الذي تفقد منشآته نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري وقائد الجيش أمير موسوي وقادة «الحرس الثوري». وبعد تراجع الفيضانات في المحافظات الغربية أدى تدفق المياه إلى تزايد منسوب الأنهار والسدود في الأحواز وتصر الجهات المسؤولة على قدرة السدود بوجه الفيضانات غير المسبوقة. وقال حاكم الأحواز بأن حجم المياه المتدفقة إلى سد الكرخة يفوق التوقعات بعد توقف الأمطار في المحافظات الشمالية. وتسببت الفيضانات بحالة ذعر وهلع في عموم إيران بعدما شكى أهالي المناطق المتضررة من الفيضانات في 26 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية من بطء الإمدادات. وتقول المصادر الطبية بأن الفيضانات أدت إلى مقتل 70 شخصا في 13 محافظة إيرانية. ولجأ ناشطون إلى شبكات التواصل الاجتماعي لنشر تسجيلات تظهر أوضاع المناطق المحاصرة والنازحين من الفيضانات في ظل تحفظ وسائل الإعلام على نشر معلومات عن أوضاع المناطق التي تحظى بأهمية استراتيجية بسبب وجود منشآت النفط وانتشار القواعد العسكرية. وأعلنت الحكومة وقف العمل في جميع دوائرها والبنوك في المناطق التي طلبت إجلاء السكان وأفادت تقارير محلية عن نقل مرضى المستشفى الوحيد في الخفاجية إلى مستشفيات الأحواز العاصمة. وأعلنت خلية الأزمة الإيرانية عن إقامة 43 مخيما في المناطق الآمنة تستوعب 25 ألفا من النازحين ونشرت قائمة تضم أغلب القواعد العسكرية التي تتخذ من المناطق المرتفعة في محيط المدن مقرا لها. وكلفت الداخلية الإيرانية من محافظات أصفهان وكرمان وفارس وطهران إرسال المساعدات العاجلة ومعدات وآليات إلى المتضررين من الفيضانات في الأحواز. ووصف المتحدث باسم الداخلية سلمان ساماني جحم الخسائر في الأحواز بالواسعة. وأشار منسق الجيش الإيراني الأدميرال حبيب سياري وهو أحد أعضاء خلية الأزمة في الأحواز، في تصريح للتلفزيون الإيراني إلى إجلاء بين 30 ألفا إلى 40 ألفا من مناطق الفيضانات مشددا على ضرورة إجلاء 200 ألف من مدن مجاورة لنهر الكرخة الذي ينتهي به المطاف في هور الحويزة الحدودي. ونشر «الحرس الثوري» تسجيلات في هور الحويزة والمياه تشق مسارها باتجاه أجزاء من الهور وتمنع السلطات الإيرانية إغماره بالمياه بسبب المنشآت النفطية. جاء ذلك بعد ما نشر ناشطون تسجيلات تظهر عدم إغمار الجانب الإيراني القريب من منطقتي الشلامجة والجفير الحدوديتين بالمياه.

ونقلت وكالة «إرنا» عن مدير دائرة شؤون المهاجرين عن تخصيص 6 مخيمات لأتباع الدول الخارجية المقيمين في الأحواز من دون التطرق إلى جنسياتهم أو أسباب فصل المخيمات.

الناس يفضلون خيار المقاومة

قال حاكم الأحواز للتلفزيون الرسمي ليلة السبت بأن سكان المدن يرفضون نداءات إجلاء السكان بعد ساعات من طلب إجلاء 6 مدن عربية تجاور نهر الكرخة الذي يشهد أوضاعا متأزمة بسبب ارتفاع منسوب المياه بسد الكرخة في ضواحي مدينة الصالحية (انديمشك). بدوره، نقل موقع انتخاب المقرب من الرئاسة الإيرانية عن ممثل المرشد الإيراني في مدينة الخفاجية أن سكان المدينة يرفضون ترك منازلهم رغم تحذيرات السلطات. ونقلت وكالات حكومية أول من أمس عن ممثل خامنئي وإمام جمعة الأحواز محمد علي موسوي جزائري أنه «من المؤسف أن الناس بسبب تخلي الحكومة عن وعودها في فيضانات 2017 فقدوا الثقة بالمسؤولين ويحاولون حفظ منازلهم والأراضي الزراعية رغم المخاطر».

ناشطون يطلقون حملة مناشدة للإغاثة

أطلق ناشطون عرب حملة لمطالبة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإغاثة المدن العربية والمحافظة العربية المحاصرة بالفيضانات وسط تقارير عن تصاعد الرفض الشعبي للحلول التي تقدمها الحكومة للمناطق المتضررة وفقدان الثقة بين الطرفين. وطالب الناشطون بالانضمام إليهم لمناشدة المنظمات الدولية بسبب مخاوف من تأخر الإمدادات في المناطق التي يشتكي أهلها من التمييز والحرمان رغم وجود غالبية ذخائر النفط الإيرانية على أراضيهم. أصدر المرشد الإيراني أوامر للقوات العسكرية لتعبئة إمكانياتها في المناطق الشمالية التي تضررت في بداية الفيضانات قبل أن تتسع الأزمة إلى محافظات غرب وجنوب غربي إيران. وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانية على مدى أسبوعين معلومات عن توتر الأوضاع بين الحرس والحكومة حول تقاسم الأدوار بعد اتهامات للحكومة بالإهمال والتقصير ما أدى إلى تدخل القضاء الإيراني الذي أعلن فتح تحقيق حول القضية. وبموازاة التوتر بين الحكومة والحرس وخروج التوتر في تصريحات مباشرة على لسان الرئيس الإيراني وقائد «الحرس الثوري» دعا المرشد علي خامنئي كبار المسؤولين في الحكومة وقادة القوات المسلحة إلى اجتماع طارئ وكان روحاني الغائب الأبرز. في أثناء ذلك، اشتكى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي من الهجوم الإعلامي الذي استهدف الحكومة وتوعد القضاء الإيراني بملاحقة ناشطين ينشرون معلومات من مناطق الفيضانات وقالت الشرطة الإلكترونية الإيرانية بأنها تراقب نشاط شبكات التواصل. وقال رئيس القضاء إبراهيم رئيسي لدى ترؤسه اجتماعا في محافظة غلستان شمال البلاد بأن القضاء «سيقوم بدوره في الحصول على ثقة الإيرانيين» مشددا على أن الدستور الإيراني «يوضح الإجراءات الوقائية لمثل هذه الأحداث مثل تجريف الأنهار وبناء السواتر التي تصد السيول» وقال «الجهاز القضائي يجب أن يتابع الإهمال في هذا الصدد عبر جميع خياراته القانونية».

 

موغيريني تدعو لهدنة إنسانية في ليبيا ونزوح 2200 شخص وآخرون محاصرون جراء الاشتباكات

لوكسمبورغ/الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/دعت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين)، إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد مواجهات مسلحة. وحثت موغيريني القادة الليبيين على تجنب أي تصعيد عسكري والعودة للتفاوض. وقالت إن من المتوقع أن يؤيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين يعقدون اجتماعاً عادياً اليوم في لوكسمبورغ، هذه الدعوة. وقال تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم، إن 2200 شخص نزحوا من ديارهم جراء الاشتباكات الدائرة إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 أبريل (نيسان) الحالي، مضيفاً أن كثيراً من المدنيين محاصرون ولا يستطيعون الوصول إلى خدمات الطوارئ. وقال التقرير: «النشر السريع المتزايد للقوات يمكن أن يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان». وأضاف أن وكالات الإغاثة على الأرض لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية الطارئة لعلاج ما يصل إلى 210 آلاف شخص والتعامل مع 900 حالة إصابة لمدة 3 أشهر.

 

المحتجّون في السودان يناشدون الجيش مؤازرتهم «لتيسير انتقال السلطة»

الخرطوم«الشرق الأوسط أونلاين»»/08 نيسان/19/دعا "تحالف الحرية والتغيير" المنظم للاحتجاجات في السودان اليوم (الإثنين) الى "تواصل مباشر" مع قيادة القوات المسلحة من أجل "تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة". وتضمن البيان الذي تلاه أحد قادة التحالف عمر الدقير خارج مبنى القيادة العامة للجيش في الخرطوم حيث يعتصم متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة أيام، "دعوة القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي"، عبر "التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة الى حكومة انتقالية". وقد انتشرت وحدات من الجيش منذ صباح اليوم في محيط مقر القيادة العامة في الخرطوم، فأغلقت طرقاً عدة مؤدية إلى المجمع المحصّن. وأقام الجنود حواجز في الشوارع القريبة من المجمع الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير لمنع السيارات من الاقتراب. ويتظاهر الآلاف منذ السبت خارج المجمع حيث يهتفون بشعارات مناهضة للحكومة. ودعوا الجيش إلى دعمهم في المطالبة باستقالة البشير.في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" عن رئيس لجنة متابعة الأزمة بحر إدريس أبوقردة قوله إن المرحلة الحالية تقتضي"إجراء ترتيبات انتقالية في البلاد تتطلب مواصلة الحوار بمشاركة كل القوى السياسية، سواء كانت قوى الحوار الوطني أو الممانعين أو الشباب في الحراك أو المسلحين في الخارج". وتحدث عن صدور توجيه من "اللجنة التنسيقية العليا" بقيادة البشير، لجمع "كل المبادرات المطروحة وتصنيفها والتعامل معها إيجابا لصناعة التحول في المستقبل".

 

البرلمان الجزائري يستعد لانتخاب رئيس والحراك يطالب باستبعاد البدائل التقليدية/تزايد الرفض في الشارع لتولي رئيس مجلس الأمة المنصب مؤقتاً

الجزائر«الشرق الأوسط/08 نيسان/19/بدأ البرلمان الجزائري، أمس (الأحد)، سلسلة خطوات لعقد جلسة، غداً (الثلاثاء)، لانتخاب رئيس مؤقت للبلاد، خلفاً لعبد العزيز بوتفليقة الذي تنحى عقب أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة. في الوقت ذاته، دعا المحامي مصطفى بوشاشي الناشط السياسي الذي يُلقّب بـ«أيقونة الحراك»، خلال محاضرة في جامعة بجاية، إلى التفكير في آليات مباشرة المرحلة الانتقالية في أسرع وقت، لتفادي ما يمكن أن يغير مسار الحراك، الذي اعتبره أكبر مكسب حققه الشعب الجزائري في الداخل والخارج. وركز بوشاشي في محاضرته التي استقطبت جمعاً غفيراً من الحضور، مساء أول من أمس، على الطابع السلمي للمظاهرات التي «أبهرت العالم». وقدم بوشاشي عرضاً مفصلاً عن كيفية تسيير المرحلة الانتقالية، واقترح أن تكون البداية بتنصيب رئاسة دولة فردية أو جماعية، مفضلاً أن تكون جماعية متكونة من أربعة إلى خمسة أشخاص من غير المتورطين في الفساد وسوء الإدارة، خلال السنوات العشرين الماضية، على أن يتم اختيار هؤلاء أساساً من المجتمع المدني. وتثير هذه المطالبات من جانب الحراك مخاوف لدى مراقبين من الخروج عن المسار الدستوري الذي يقتضي اتخاذ إجراءات من داخل البرلمان لانتخاب رئيس موقت للدولة. وقال بوشاشي إنه ضد سياسة الإقصاء، ودعا إلى حصر مطلب الإقصاء فيمَن وصفهم «عصابة النظام» السابق الذين اتهمهم بتفضيل مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب. واعتبر بوشاشي أن الجيش «مؤسسة قوية يمكنها أن ترافق الحراك والمرحلة الانتقالية، بشرط أن تواصل في الاستماع للشعب ولا تتدخل في السياسة وحتى تسهم في جعل الشعب هو مَن يختار الرؤساء وليس غيره».

وبرر موقفه من الجيش بإقدامه على المادة 102 من الدستور، وما تبعها من إجراءات، موضحاً رفضه في البداية للاقتصار على تطبيق المادة 102 المقترنة مباشرة بالمادة 104 التي تجعل «الباءات الثلاثة» يبقون في مناصبهم، وهو الأمر المرفوض شعبياً. وأضاف أنه متحفظ حتى على المادة 108 التي تتعلق بالمؤسسات المنتخبة التي لا تعبر اليوم عن رأي الشعب، وبالتالي وجوب حلها. كما تحدث بوشاشي عن المدة الزمنية للفترة الانتقالية، حيث أبدى معارضة شديدة لدعاة حصرها في ثلاثة أشهر، متهماً هؤلاء بالسعي لقتل الحراك، وقال إن «خطاب هؤلاء لا يستقيم، ولا بد أن يُعطى الوقت الكافي للمجتمع المدني لينظم نفسه من جديد حتى يساير الظرف الجديد». وحذر بوشاشي من إقدام الأحزاب التقليدية على سرقة الثورة الشعبية، لأنها ظلت لأكثر من عشرين سنة وهي في خدمة النظام. في غضون ذلك، يعقد البرلمان الجزائري بغرفتيه (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني)، عند الساعة التاسعة صباح الثلاثاء المقبل، جلسة خاصة للمصادقة على إثبات الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية. وقبل جلسة البرلمان، تجتمع اللجنة البرلمانية المشتركة المكلفة بإعداد مشروع النظام الداخلي لتسيير أعمال دورة البرلمان. وقد تم تنصيب «اللجنة البرلمانية المشتركة» من قبل رئيس البرلمان الجزائري عبد القادر بن صالح خلال اجتماع مكتبي غرفتي البرلمان يوم الخميس الماضي، ويرأسها نائب رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بصفته العضو الأكبر سنّاً. يُذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعلن استقالته من منصب رئيس البلاد، الثلاثاء الماضي، على خلفية موجة من الاحتجاجات الواسعة ضد حكمه انطلقت في 22 فبراير (شباط) الماضي إثر إعلان نيته الترشح للولاية الرئاسية الخامسة. وأعقب استقالة بوتفليقة إقرار المجلس الدستوري الجزائري، يوم الأربعاء، بشغور منصب رئيس الجمهورية، بموجب الدستور. ويتأهب الرئيس الحالي لمجلس الأمة عبد القادر بن صالح ليصبح رئيساً مؤقتاً للجزائر. لكن، شأنه شأن رئيس الوزراء نورالدين بدوي ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز الذي تلقى رسميا استقالة بوتفليقة، يواجه بن صالح ضغوطا من محتجي الحراك الذين يطالبون الرجال الثلاثة بالرحيل باعتبارهم من المؤسسة الحاكمة. ويريد الحراك هيكلاً سياسياً جديداً بالكامل، ويعتبر بدوي وبلعيز وبن صالح جزءاً من الحرس القديم الذي ساعد على بقاء بوتفليقة في الحكم لمدة 20 عاماً. وخلال الأسابيع التي سبقت الاستقالة، تآكلت الدائرة المقربة من بوتفليقة باستقالة كثير من أقرب حلفائه من مناصب مؤثرة بقطاعي السياسة والأعمال.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

د. وليد فارس لموقع إيلاف: الإدارة الأميركية جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب والمطلوب فكفكته

جواد الصايغ/ايلاف/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73633/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

إيلاف من نيويورك: بحال لم يحدث أي تغيير مفاجئ، سيُصنف الحرس الثوري الإيراني رسميا على لائحة الإرهاب الأميركية، في خطوة يعدها كثيرون بأنها غير مسبوقة لناحية التعامل مع جيش دولة أخرى.

وبانتظار الإعلان الرسمي الأميركي يوم غد الاثنين، تُطرح تساؤلات كبيرة حول جدوى التصنيف، وطريقة التعاطي الأميركية مع الحرس مستقبلا، ونظرة حلفاء واشنطن الأوروبيين الى هذه الخطوة، وما اذا كانت هناك خشية فعلا في واشنطن من حصول أي ردود فعل من قبل طهران بعد ارتفاع منسوب الضغط عليها.

تصعيد أكبر على النظام

في هذا الاطار، يقول وليد فارس، مستشار دونالد ترمب خلال الحملة الانتخابية، والخبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية "إن الإدارة جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، وبالأصل هناك اعتقاد سائد لدى الجميع بضرورة تصنيف هذا التنظيم على انه إرهابي".

وأشار "إلى أن التصنيف يعني أمورا كثيرة، فهو سيسمح لأجهزة الاستخبارات والامن القومي والحلفاء بجمع معلومات اكثر، ويمكن أيضا الاستعانة بقرارات الرئيس التنفيذية اذا كانت هناك حاجة لها في موضوع مواجهة الحرس في دول عديدة، وباختصار هذا نوع من التصعيد يهدف لممارسة ضغط أكبر على النظام الإيراني".

هل يُصبح كالقاعدة وداعش

هل يؤدي هذا التصنيف الى فتح المجال لواشنطن لتوجيه ضربات الى الحرس الثوري ومعاملته كالقاعدة وداعش؟ سؤال يرد عليه فارس بالقول: "ليس من الضروري ان يتم استخدام الاستراتيجية نفسها المتبعة ضد القاعدة وداعش مع الحرس الثوري، وللتذكير واشنطن سبق لها وان وضعت حزب الله على لائحة الإرهاب غير انه لم يتعرض لضربات اوتوماتيكية".

تنظيم مطلوب تفكيكه

وتابع: "لكن هذا التصنيف يعني ان الحرس الثوري اصبح في  خانة التنظيمات المطلوب تفكيكها وإزالة سلطتها في إيران والدول الأخرى، وعمليًا الضغط على نظام طهران لسحب قواته من المنطقة".  وفي موضوع اعتبار هذه الخطوة بأنها غير مسبوقة لناحية وضع جيش دولة على لائحة الإرهاب، يذكر فارس بوحدات إس إس أو شوتزشتافل وسيطرتها على الجيش الألماني خلال حكم ادولف هتلر، والنظرة المُعادية لها، ويردف "في ما يتعلق بالمؤسسات الإيرانية، فإن القرار لن يشمل الجيش الإيراني العادي، وهذه رسالة مهمة للجيش الإيراني، بل يشمل الحرس ومن خلاله فيلق القدس والتنظيمات الأخرى، مما يعني ان لا مواجهة عسكرية مباشرة بل فك ارتباط التنظيم –الحرس- بالمنطقة ثم بالمؤسسات الإيرانية الداخلية".

الموقف الأوروبي الصعب

ماذا عن الموقف الأوروبي حيال هذا التصنيف؟ يعرب مستشار ترمب السابق في هذا السياق عن اعتقاده "بأن القرار الأميركي سيكون له وقع معقد على الأوروبيين، فانسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي شيء يعارضه الاوروبيون، ولكن ان يضع الحرس على لائحة الإرهاب فكيف يمكن لهم ان يدافعوا عن موقفهم اذا قالوا لا ليس إرهابيا"... متابعا: "عليهم ان يختاروا تماما كما حدث يوم اعلان الانسحاب من الاتفاق النووي، اما الاقتصاد الاميركي او الإيراني، واما ان يتخذوا إجراءات شبيهة كتجميد أموال واصول للحرس الثوري، او ان يكونوا حلفاء له. نحن لا نعلم توجهاتهم حتى الآن، ولكن التصيف سيضع ضغوطا كبيرة على أوروبا".

الإدارة الأميركية وإيران

ويبقى السؤال المطروح، هل ذهبت إدارة ترمب بعيدا في مواجهة طهران، وهل هناك خشية من ردود فعل؟، الخبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية، يعتبر "ان إدارة ترمب لم تذهب بعيدا وانما غيرت الاتجاه السياسي الاستراتيجي وعندما تغير هذا الاتجاه هناك خطوات منطقية تقوم بها، فاذا قالت إن النظام عدواني يجب اتخاذ إجراءات وفق هذا الاتجاه، وبصراحة هناك من يعتبر ان الإجراءات الحالية تأخرت، وبالتالي الإدارة بما هو منطقي، والسؤال الكبير، لماذا لم تتخذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مثل هذه الإجراءات". وأضاف: "الإيرانيون لديهم مشاكل كثيرة في الداخل، وانهيار اقتصادي، وقبل الحديث عن ردة فعل عليهم سيقومون بتقييم أوضاع الرئيس ترمب، وباعتقادي هم قيّموا فعلا ترمب وفريقه المُحيط به الآن، واذا قرروا السير بعمل جنوني عسكري او امني سيحصدون عاصفة كبرى، وموقفهم لن يكون سهلاً على الاطلاق.

 

تهديد أميركي لبرّي: الابتعاد عن حزب الله أو العقوبات!

ميسم رزق/الأخبار/08 نيسان/19

لم يُعرف بعد ما إذا كانت المعلومات التي نقلتها صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية عن عقوبات أميركية على حركة أمل والرئيس نبيه بري صحيحة. مقربون من الأخير يؤكدون أنها «حملة تهويل ليس إلا»، وأن «دبلوماسيين أميركيين نقلوا رسائل بأن ما أشيع ليس صحيحاً». لكن، رغم ذلك، لا يمكن التعامل مع هذه التسريبات ببراءة. فهي، وإن لم تكشف عن معلومات، فإنها تستبطن تهديداً واضحاً من واشنطن لرئيس مجلس النواب

لم تفلَح مُحاولات الزائر الأميركي الأخير إلى لبنان في فرض رغبة واشنطن بعزل حزب الله. موِقف حلفاء المقاومة كان حاسماً لجهة أن الحزب هو مكوّن لبناني أساسي وجزء من الحياة السياسية في الحكومة والبرلمان، واستهدافه بالعقوبات يعني استهداف كل اللبنانيين. هذا ما سمعه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بوضوح من رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب ميشال عون ونبيه برّي، ووضَع المكونات السياسية في حالة ترقّب للسلوك الأميركي تجاه البلاد بعد الزيارة. وبعد نحو أسبوعين من مغادرته، كشفت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية أول من أمس، عن «خططٍ أميركية لفرض عقوبات على حركة أمل والرئيس نبيه برّي، بسبب علاقاته القديمة مع حزب الله وإيران». ونقلت الصحيفة المعروفة بصلاتها القوية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض» أن «بري وشركاءه الرفيعي المستوى هم حالياً تحت التدقيق الأميركي»، وأن «حزب الله وحركة أمل هما فريق واحد»، مُعتبراً أن «هذا الأمر يجب أن يتوقف. نبيه بري لا يزال رجل إيران في لبنان. إنه الخط الرئيسي للدعم السياسي لحزب الله. وسيزداد استهداف الولايات المتحدة الاقتصادي للبنان، وسيُفرض المزيد من العقوبات عليه، إلى أن يترك بري منصبه أو يغير سياسته، وهذا ما نستبعده حالياً. لذلك فطالما أن بري باقٍ في السلطة، ستُعاني البلاد».

حتى هذه اللحظة، ينتظر الجانب اللبناني تأكيد صدق المعلومة من عدمه. لكنها وإن صحّت فهذا يعني وفق أكثر من مصدر سياسي أن «واشنطن بدأت في رسم معادلة مضادة للموقف اللبناني الرسمي تجاه العقوبات وحزب الله». الولايات المتحدة تريد أن تقول: «بما أن الأحزاب الأساسية اختارت أن تقف إلى جانب الحزب وتدافع عنه، فإن مصيرها لن يكون أفضل من مصيره»، وتحاصر الجميع بين خيارين: «إما التخلي عن الحزب أو وضع الداعمين له في منزلة واحدة معه».

ليست هي المرة الأولى التي يلمّح فيها الأميركيون بشكل غير مباشر الى استهداف بري ومسؤولين في حركة أمل. منذُ أقل من عام أثيرت هذه المسألة بشكل عرضي. ثم ما لبثت أن غابت كلياً قبل أن تعود اليوم في توقيت حرِج. بحسب معلومات «الأخبار»، فقد عمدَ أكثر من موفد أميركي زار لبنان خلال العام الماضي إلى إثارة الموضوع مع الرئيس برّي في اللقاءات. إذ «استفسر هؤلاء بلغة مموّهة عن رأيه بالعقوبات وتأثيرها على لبنان، وتحديداً على حركة أمل»، وقد «حملت في طياتها نوعاً من التهديد». ماذا يعني ذلك؟ يبدو أن لدى الأميركيين إصراراً للضغط على الرئيس بري. فخطابه وأداؤه في موضوع المقاومة لم ولن يتغيّرا. لا داعي هنا للعودة الى كل تصريحات رئيس مجلس النواب في ما خص الصراع مع إسرائيل والتأكيد على خيار المقاومة. يكفي التوقف عند كلام بري أمام بومبيو حين سأله «هل تعرف تاريخي؟ أنا من أطلق المقاومة». وهذه جملة وحدها كفيلة بإزعاج الضيف الأميركي.

حتى اللحظة، لم يصدر أي موقف رسمي لبناني ولا من حركة أمل حول ما أشيع. لا خبر مؤكّداً باستثناء اللقاءات التي سيعقدها الوفد البرلماني اللبناني المؤلف من رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية ياسين جابر مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، على هامش الاجتماعات التي ينظّمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع الجاري لشرح الواقع في لبنان وتأكيد التزامه ومصارفه بالقوانين المتعلّقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. لكن سفير لبنان في الولايات المتحدة الأميركية غابريال عيسى، كتب على صفحته على موقع «فايسبوك» أن «الصحافة المرتهنة بدأت تهلل لعقوبات جديدة. هذه أخبار خاطئة منقولة عن المصدر الخاطئ نفسه». غيرَ أن مقربين من برّي وضعوا هذه المعلومات في إطار «التهويل»، وخصوصاً أن «دبلوماسيين أميركيين نقلوا رسائل بأن الجو الذي خرج ليس جدياً». وقد رجح هؤلاء بأن يكون توقيت نشر هذه المعلومات «مرتبطاً بزيارة الرئيس برّي الأخيرة للعراق، حيث أجرى جولة على مرجعيات سياسية ودينية حققت نجاحاً كبيراً»، معتبرة أيضاً أنه «ليسَ من باب الصدفة أن تكون الجهة التي نشرت المعلومات هي إماراتية، بالتزامن مع وجود برّي في قطر».

مهما تكن الخلفيات، فإن أكثر من جهة اعتبرت أن «مثل هذه الخطوة ــــ إذا تأكدت ــــ ستكون ضرباً من الجنون». واستغربت مثل هذا القرار، ولا سيما أنه «رغم متانة العلاقة الاستراتيجية بين بري وحزب الله، لطالما كان هناك إرادة غربية وعربية بالفصل بينهما، من أجل إبقاء جسور التواصل مفتوحة مع الطائفة الشيعية». وما وضع برّي في المنزلة نفسها مع الحزب إلا «محاولة لعزل طائفة بأكملها». كما اعتبرت أن «مثل هذه الخطوة لا يُمكن أن تضرب الحزب ولا الحركة، بل على العكس ستقويهما وستجعل حلفهما أمتن في وجه الولايات المتحدة». كما لا يُمكن أن تدفع «بحركة أمل ورئيسها الى التخلي عن دعم الحزب في مقاومته ضد إسرائيل والإرهاب، بل ستؤدي بهما الى التشدد أكثر في وجه الاستكبار الذي تمارسه الإدارة الأميركية».

وتوقفت المصادر عند العبارات التي نقلتها الصحيفة، وهي تقال للمرة الأولى، إذ وصفت «بري بأنه رجل إيران في لبنان». لا يُخفى على أحد في الداخل والخارج أن «بري لم ينكر يوماً أنه يحمل مسؤولية الطائفة الشيعية وهو ممثلها الأول في الدولة»، وهو «من الأوائل الذين نسجوا علاقات قوية مع إيران من قبل حزب الله». لكن الخطير في مثل هذا القرار (إذا صحّ وسلك مساره نحو التطبيق) أنه لا يستهدف تياراً أو حزباً وحسب، بل يطاول بالدرجة الأولى شخصاً هو رئيس لمجلس النواب، وتربطه علاقات متينة مع معظم الأطراف السياسية في البلد أصدقاء أو خصوماً. وأي تعامل معه خارج هذا السياق هو «دعسة ناقصة»، تعني إما «المغامرة بطرف شيعي استطاع الاحتفاظ بعلاقته بأطراف داخلية وخارجية عربية وغربية وإبقاء التواصل مفتوحاً معها في عزّ الخلافات مع لبنان، وخاصة أنه ليس هناك أي طرف خارج حزب الله وحركة أمل في البيئة الشيعية يُمكن التعويل عليه في أي دور»، وإما «اتجاه أميركي لضرب المؤسسات والدولة يُمكن أن يبدأ من مجلس النواب ويصل الى بعبدا»، فهل بلغ التهور الأميركي هذه الدرجة؟

 

لماذا يحرص محور الممانعة وحلفاؤه على توفير فرص نجاح نتنياهو

علي الأمين/العرب/09 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73659/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D8%B5-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AD/

رد الفعل البارد لدى إعلام الممانعة وصمت حزب الله وإيران تجاه صفقة تسليم رفات الجندي الإسرائيلي، يكشفان أن هذه العملية لم تكن مفاجئة، بل ثمة تنسيق بين أطراف المحور لإنجازها.

محور إيران لا يريد لنتنياهو أن يفشل

كل المؤشرات تدل أن ما يسمّى بمحور الممانعة والمقاومة وحلفائه، يوفر كل الشروط الملائمة لنجاح رئيس الحكومة الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو في انتخابات البرلمان، كي يعود مجددا على رأس ائتلاف حزبي إلى سدة رئاسة الحكومة. فما الذي يدفع هذا المحور إلى أن يعمل على إنجاح نتنياهو؟ وكما هو معلوم، فإن هذا الحلف يضم إيران وأذرعها ولاسيما حزب الله إلى جانب نظام الأسد، فيما تبدو حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، تتناغمان مع هذا المحور بشكل كبير، أما روسيا فيصفها إعلام هذا المحور بالحليف.

لقد شكلت صفقة تسليم رفات الجندي الإسرائيلي، زخاريا باومل، المفقود منذ معركة السلطان يعقوب التي جرت على الأراضي اللبنانية عام 1982، بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، العنوان الأبرز في هذا الاتجاه. فقد حرص الوسيط الروسي بين نظام الأسد وإسرائيل، على الإعلان عن النجاح في العثور على الرفات بالتعاون مع الجيش السوري، وذلك قبل أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، بل وتقصّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال نتنياهو في موسكو من أجل تظهير الهدية التي قدّمها للإسرائيليين عبر نتنياهو أمام العالم.

ورغم محاولة بعض المسؤولين في النظام السوري الإعلان عن أن النظام ليست له علاقة بهذه العملية، فإن نتنياهو وأجهزة الاستخبارات والإعلام الإسرائيلية، كانا يروجان لعمل أمني استخباري إسرائيلي دقيق، مكّن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى رفات الجندي الإسرائيلي بعد 37 عاما من اختفائه، وهي رواية تصب في سياق دعم الحملة الانتخابية لنتنياهو وتزيد من عدد المؤيدين له في الكيان الإسرائيلي.

إسرائيل في تعاملها مع الأزمة السورية حرصت على توفير كل الشروط اللازمة لتعميق الشروخ المذهبية والطائفية، فهي عندما غطت دخول حزب الله اللبناني إلى سوريا دون القيام بأي خطوة رادعة له، كانت بذلك تكتب آخر بند من بنود بوليصة تأمين حدودها الجنوبية

لم يصرّح أي مسؤول من حزب الله، بل لم يبد مسؤولو هذا الحزب ولا إيران، تعليقا على هذه الهدية المقدمة من قبل الأسد إلى العدو، فقد ساد الصمت في أوساط هذا المحور الذي يقيم إعلامه الدنيا ولا يقعدها، إذا ما أسفرت “القرعة” عن مقابلة أحد الرياضيين العرب لنظيره الإسرائيلي في إحدى المباريات العالمية، أما بالنسبة لما قام به الأسد عبر الحليف الروسي، فلم يظهر على مسؤولي محور المقاومة ما يشير إلى غضب أو استياء، وتعامل إعلام هذا المحور بطريقة باردة تكشف زيف الكرامة التي طالما تغنى بها هذا المحور وجلد بسوطها كل خصومه.

ورد الفعل البارد هذا لدى إعلام الممانعة وصمت مسؤولي حزب الله وإيران يكشفان أن هذه العملية لم تكن مفاجئة، بل ثمة تنسيق بين أطراف المحور لإنجازها، أو في الحدّ الأدنى ثمة علم مسبق بحصولها، ذلك أن الثقة التي طالما عبر عنها قادة حزب الله وإيران تجاه الرئيس الأسد، تحول دون الشك في أن العملية تمت بمعزل عن أطراف محور المقاومة، أو أن الأسد أخفى عن حلفائه الذين بذلوا الدماء والمال من أجل بقائه ما ينوي القيام به في شأن اتصاله بالعدو الإسرائيلي.

ما يعزز هذه الفرضية أو الجزم بهذه الحقيقة، هو أن لا إيران ولا حزب الله قاما بخطوة مباشرة أو غير مباشرة، يمكن أن يفهم منها الاعتراض أو الرفض، فلم يصدر عن محور المقاومة ما يزعج نتنياهو، أو يقلل من شأن استثمار الموقف الأميركي في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وقبلها القدس، ولا كل ما يقوله بنيامين نتنياهو عن ضم المستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل، ولا حتى الرد على تصاريحه المستفزة بشأن المحافظة على الانقسام الفلسطيني، وحرصه على حماية وجود حماس في غزة، التي قال إنه لن يسلمها لأبي مازن رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية.

كل المواقف تشير إلى أن محور المقاومة وحليفه الروسي يلتزمان الصمت لا بل يساهمان في تظهير نتنياهو أنه “الملك” ليس على فلسطين المحتلة فحسب، بل القادر على لجم محور الممانعة والمقاومة ومنعه من القيام بأي خطوة تظهره في موقع التحدي، أو المبادر في مواجهة خطط نتنياهو في ضم الأراضي وفرزها، وفي رسم الخطوط الحمر التي يلتزم بها المحور المذكور، بل فاق في التزامه السلطة الفلسطينية المقيدة أصلا باتفاقات مع إسرائيل بأشواط.

تجري الانتخابات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، لكن أمين عام حزب الله حسن نصرالله اختار يوم الأربعاء ليطلّ على الجمهور، بعد مرور أكثر من أسبوع على فضيحة تسليم الرفات لإسرائيل، وهي إشارة لا تخلو من دلالة أن نصرالله- حسب ادعاء إعلامه- “يتابع الجمهور الإسرائيلي خطابه ويتأثر بمواقفه وبمصداقيته” لا يريد أن يقول شيئا قد يُفهم منه محاولة تأثير في خيار الناخب الإسرائيلي، وهذا ما يؤكد مجددا أن محور إيران لا يريد لنتنياهو أن يفشل في هذه الانتخابات.

وكما أن روسيا أظهرت، إلى جانب الإدارة الأميركية، كل الدعم لنتنياهو، فإن إيران وحزب الله والنظام السوري، تسير على نفس النهج الذي رسمه دونالد ترامب وبوتين، في دعم خيار وصول نتنياهو إلى سدة الحكم.ولكن يبقى السؤال ما الذي يجعل محور الممانعة والمقاومة ملتزما بالتوجيهات الروسية في السعي لدعم نتنياهو؟

حزب الله التزم الصمت

الإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى الكثير من الغوص في التحليلات، فقضية بقاء الأسد على رأس النظام هي أولوية إيرانية، وقد قالت وزارة الخارجية الروسية غداة تسليم “الرفات” إلى إسرائيل، إن بقاء الأسد على رأس السلطة هو خارج النقاش، وكان المسؤولون الإسرائيليون قد أكدوا في أكثر من مناسبة أن إسرائيل ساهمت في دعم بقاء الأسد، وحاول بعضهم في سياق تأكيد هذا الموقف، القول إن هناك ندما إسرائيليا على حماية الأسد.

كما أن إسرائيل في تعاملها مع الأزمة السورية حرصت على توفير كل الشروط اللازمة لتعميق الشروخ المذهبية والطائفية، فهي عندما غطت دخول حزب الله اللبناني إلى سوريا دون القيام بأي خطوة رادعة له، كانت بذلك تكتب آخر بند من بنود بوليصة تأمين حدودها الجنوبية على مدى عقود قادمة، فهي وفرت أمنها الاستراتيجي من خلال إحداث شرخ مذهبي جعل من البيئة الشيعية في لبنان، وجنوبه على وجه التحديد ينظر إلى الخطر القادم من جهة سوريا متقدما بأشواط على خطر إسرائيل، والعكس بالعكس في ما يتصل بالمجتمع السوري الذي أصابه من حزب الله وإيران ما لم تقم به إسرائيل ضده من أذى وقتل وتهجير وتهديد وجودي.

نتنياهو الذي نفذ هذه الخطة كان يدرك أن فكرة تحالف الأقليات في المقلب اللبناني والسوري، تتطلب لنجاحها وبقائها وجود الأسد، فيما كان الرئيس اللبناني ميشال عون في زيارته قبل أسبوعين إلى موسكو، لا يجد ما يشكر عليه بوتين سوى مواقفه “المدافعة عن الأقليات المسيحية في المشرق”، وهذه هي العبارة الساحرة التي تجعل إسرائيل، كما الأسد كما حزب الله، وبمعزل عن الشعارات المتقابلة، يتقاطعون على مصلحة تهميش الأكثرية وتشتيتها، باعتبارها تشكّل الخطر الفعلي على الاحتلالات من أي جهة أتت على امتداد الدول العربية، وعلى إسرائيل وإيران في المشرق العربي.

 

لبنان السقيم: عون يذمّ الربيع العربي وشبيحة "البعث" بالأشرفية

منير الربيع/المدن/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73638/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B0%D9%85%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8/

يغلّف التناقض الأخلاقي والفصام الفكري، المنظومة السياسة اللبنانية. يدّعي لبنان دوره الريادي في الحريات والدفاع عنها، لكنه يصطف إلى جانب الديكتاتوريات والنظم العسكريتارية. هذا السلوك السياسي اللبناني يغلّب مبدأ الاستقرار وحماية ما هو قائم، على حساب إرادة الشعوب أو أي حراك احتجاجي أو تغييري. يتغنى سياسيو لبنان بالديموقراطية لكنهم يستكثرونها على الشعوب المجاورة. المنطق اللبناني هذا لا يبعد عن خطاب الطغاة والمستبدين، المشهود لهم بما فعلوه بالربيع العربي، من افتعال حروب دموية وثورات مضادة، ومن تغذية متعمدة لظواهر التطرف والإرهاب.

استهلاك المعاني

يتجلى الفصام اللبناني اليوم في كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان ذات يوم ثائراً على الأمر الواقع، وخصوصاً على جيش النظام السوري منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي وحتى منتصف العشرية الأولى. قال هناك في تونس، مهد الربيع العربي، أن هذا الربيع هو جهنم. ولسنا ندري إن كان سيصف الآن "حرب التحرير" أنها كانت "جهنم"، طالما أنها أيضاً طالبت بالحرية والديموقراطية وأدت إلى عنف وسفك دماء وفوضى. ولسنا ندري أيضاً ما رأيه بالانتفاضة التي حدثت عام 2005، طالما أنها أطاحت بـ"الاستقرار" الذي كان يوفره نظام الوصاية السوري. في سنوات منفاه ادّعى عون نضالاً لتحقيق الحرية والتحرر. كان يومها منفياً أو لاجئاً سياسياً كما حال عشرات الألوف من السوريين في فرنسا راهناً. نجح في تحقيق ما يريد، والعودة إلى ترؤس السلطة، التي لطالما رفضها من خلال رفضه لاتفاق الطائف، وأضحى اليوم المؤتمن عليه. ليس هذا الفصام تفصيلاً أو أمراً بسيطاً، إنه نتاج منظومة فكرية قادرة على استهلاك المعاني بالممارسة السياسية. يجد عون في مواقفه الإشكالية منذ سنوات إلى اليوم ما يبرّرها، فمثلاً يعتبر أن مجرد تحقيق عودته وانسحاب الجيش السوري كافيان لتطبيع علاقاته مع النظام السوري إلى حد التحالف والتناغم. وفي الأثناء يتناسى عمداً أفظع النشاطات التي استمر النظام السوري بها داخل لبنان، فقط لأنها لا تتلاءم مع مصلحته السياسية، ليس فيما يخص ملف المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري، بل أيضاً في كل أعمال التفجيرات الإرهابية والاغتيالات السياسية والعمليات الأمنية، التي استهدفت شخصيات سياسية في المرحلة ذاتها التي فتحت الباب أمام عودة عون إلى لبنان. وتناسى "فخامة الرئيس" ما حدث قبل سنوات قليلة وأشهر، مع مخطط سماحة - مملوك، وتفجيرات مسجديّ السلام والتقوى في طرابلس.

في حب فرنسا

يصف عون الربيع العربي بأنه "الجهنم العربي". وهذا صحيح إذا كان القصد هو النظر إلى المآسي التي أصابت الشعوب. لكنه يتحول هكذا وصف في لغة عون ومقاصده إلى إلقاء اللوم على الثورات نفسها، لا على الذين واجهوها بالحديد والنار.الأغرب أن مقابلته مع التلفزيون التونسي، حيث كان فيها أفضل نماذج ذاك الربيع "الجهنمي"، إذ لم يحل فيها الدمار والتهجير والقتل. ولا ندري إن شعر مواطنو محمد بوعزيزي بالإهانة لحظة أن قال رئيسنا اللبناني كلامه المناوئ للثورات. في المقابلة ذاتها، يعلن عون انسجامه مع فرنسا وعلاقته الشخصية وعلاقة لبنان الثقافية والعميقة معها، متناسياً أن الثورة الفرنسية التي ولّدت الجمهورية في فرنسا، لم تكن إلا جهنماً وجحيماً من توالي الانتفاضات الدموية، على نحو يجوز تشبيهها بما يحدث في بلادنا العربية في الوقائع وفي الشعارات، والثورة الفرنسية يا فخامة الرئيس استمرت طيلة مئة عام، زلزلت أوروبا كلها، حتى وصلت إلى صوغ وجه فرنسا الجديد الذي "تحبه"، فرنسا هذه هي نتاج "جهنم" الثورة الفرنسية سنة 1789.

حلف الأقليات

وصف الربيع العربي بأنه جهنّم، لا يمثّل إجحافاً فقط، وازدراء لإرادات الشعوب وطموحات شبابها وشاباتها، بل هو قراءة سلطوية عربية لا تنسجم بتاتاً مع التقاليد اللبنانية التي تعلي مبدأ الحرية فوق أي مبدأ آخر، وتضع حق الشعوب بتقرير مصيرها كأساس أخلاقي في السياسة. ونتأسف أن الصحافي الذي أجرى المقابلة، لم يسأل الرئيس عن أحوال تلك الشعوب قبل الثورات: هل كانت تعيش في النعيم وانقلبت حياتها جحيماً؟ على كل حال موقف عون المناهض للربيع العربي، لم يبرز إلا بعد أن اندلعت الثورة في سوريا. فقبل الثورة السورية كان "المحور" الذي ينتمي إليه عون، يهلل للربيع العربي، ويصفه بأنه ربيع الشعوب على الأنظمة المتواطئة والمرتبطة بالغرب، خصوصاً بأميركا وإسرائيل. لكن عندما حطّ الربيع في سوريا، أصبح "مؤامرة إسرائيلية وأميركية". وإذا كانت "مؤامرة" بالنسبة إلى إيران وحزب الله، فبالنسبة إلى عون هي "جهنّم" من منطق ديمغرافي وطائفي، وفق منطق "تحالف الأقليات"، الذي لا يتوانى هو وفريقه عن الحديث عن أهميته. وهو تحالف لا هدف له سوى كبح وكبت وقمع.. وسحق الأكثرية التي تقطن "المشرق العربي" تحديداً.

ليس صدفة أن يأتي كلام عون عن "الجهنم العربي" بعد موقف أطلقه خلال زيارته إلى موسكو، يعلن فيه أن روسيا هي "حامية الأقليات" (وللتذكير: "الأسد هو حامي الأقليات في سوريا"!). وقبله بسنة، دعا رئيس التيار الوطني الحرّ الذي أسسه عون، ويترأسه صهره الوزير جبران باسيل، إلى "التحالف المشرقي". وليس التحالف المشرقي إلا إحدى العبارات المنمقّة لمنطق تحالف الأقليات، خصوصاً أن تصريح باسيل من موسكو يومها، استتبع بموقف آخر حيال إسرائيل بأن ليس لديه خلاف أيديولوجي معها. وفي موقف آخر، قال بأنه يريد السلام معها، لأن لديها الحق في أن تعيش آمنة، ولكنه مع مقاومتها إذا ما اعتدت على لبنان. هنا بيت القصيد ومربط الفرس. وهذا هو الأساس التكاملي لنظرية حلف الأقليات، التي لطالما التقى عليها النظام السوري مع الإسرائيليين في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت. وهذا لا ينفصل عن التمزيق الجغرافي والديمغرافي الذي شهدته سوريا في سنوات الإنقضاض على الثورة وضربها. فلم يعد الهدف إجهاض الحراك الشعبي، بقدر ما أصبح يهدف لإنتاج سوريا جديدة، "سوريا المفيدة"، والتي تم افراغها من شعبها وإجراء إعادة فرز مذهبي على جغرافيتها، ما لا ينفصل أيضاً عن موقف رئيس النظام السوري بشار الأسد حول التجانس الإجتماعي والسياسي بين مكونات المجتمع السوري، ولا ينفصل عن منطق الرهاب اللبناني ولا سيما العوني من اللاجئين السوريين. إذ يعتبر عون وخلفه باسيل أن وجود اللاجئين يهدد لبنان كيانياً وديمغرافياً. كما أن ذلك لا ينفصل عن مبدأ رفض باسيل لمنح المرأة اللبنانية جنسيتها لزوجها وأبنائها إلا إذا كانوا غير عرب.

"البعث" في الأشرفية

وعون ليس بعيداً عن باسيل، إذ يؤكد في المقابلة ذاتها، أنه من دعاة السلام. وبالتأكيد السلام يكون مع العدو، فيما ينتقل بفكرة أخرى إلى السؤال عن سوريا معتبراً: "كانت توصف بأنها قلب العرب النابض، فماذا فعلنا بهذا القلب؟"، مشيرا إلى أن في سوريا نظام حكم وشعب، "فإذا كنت ضد النظام، لا يمكنك قتل الشعب"، معتبرا ان الشعب السوري هو الضحية. وهنا يبقى السؤال من ضد النظام ومن يقتل الشعب؟ أو من يهجره ولا يريد إعادته إلى أراضيه؟ صيغة الجملة توحي أن من هو ضد النظام قتل الشعب! وعلاوة عن تبرئة النظام من قتل الشعب، توحي العبارة -عملياً- أن الشعب السوري هو الذي قتل الشعب السوري!! هذا هو منطق عون، الذي عرفناه أصلاً بعد "تفاهم مار مخايل" حين صار المقتولون اغتيالاً في لبنان مذنبون كونهم قتلوا أنفسهم تقريباً. وللمفارقة أنه في اللحظة التي كان يسأل فيها عون عن سوريا، كان الردّ عليه يأتي في شوارع بيروت، بمسيرات سيارة وحافلات نقل محتفلة بذكرى تأسيس حزب البعث، وتجول في مناطق مختلفة من العاصمة بيروت رافعة صور بشار الأسد. والمفارقة الأكبر أن تلك المسيرات وصلت إلى الأشرفية، في مشهد إستفزازي لأهالي المنطقة. وفي مشهد يتقصّد القيمون عليه الردّ على منظومة سياسية لطالما كان عون تاريخياً جزءاً منها. ربما هذه الصورة هي أبلغ ردّ على مواقف مريدي النظام والساعين إلى تطبيع العلاقات معه. فلماذا لا يخرج هؤلاء مطالبين بإعادة المؤيدين للأسد إلى سوريا، الذين لا يتركون مناسبة إلأ ويخرجون فيها مستفزين، قبل معارضيه. مشهد الأمس يشبه إلى حد بعيد مشهد الانتخابات في السفارة السورية. ربما تشجع هؤلاء في عراضاتهم ببيروت من وحي كلام الرئيس عون الذي بدا شبيهاً ببعض ما يقوله الأسد أيضاً عن "الربيع العربي".

والمفارقة الأخطر في توقيت الكلام، وخصوصاً السؤال عن سوريا وضرورة إعادتها، يأتي في لحظة اضمحلال أي دور للدولة السورية، بينما هي خاضعة لوصاية دولية كاملة ومتضاربة من قوى مختلفة، وأبرز التجليات على إنهيار مفهوم الدولة في سوريا، هو عملية تسليم رفات الجندي الإسرائيلي من قبل روسيا قبل أيام، وبعد فترة وجيزة على الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، من دون ظهور أي بديل واضح لصالح النظام، إلا إذا كان البديل هو ضمانة إسرائيلية لبقائه. وهذا يضع المسألة أمام احتمالين، إما النظام مهمش ولا فعالية له، أو أنه متآمر مع الإسرائيليين وقضية تسليم الرفات، سيكون لها ما يشبهها في مراحل لاحقة، مادياً وسياسياً. كان ينقص في المقابلة أن يعلن عون عن حسرته على بوتفليقة وقلقه على عمر البشير.. وأسفه على مصير القذافي وعلي عبدالله صالح. ولما لا، حنينه إلى حافظ الأسد وصدام حسين. من يدري؟

 

زهور لرفات جندي إسرائيلي: ماذا عن الشعب السوري؟

سناء الجاك/الحياة/ 8 نيسان 2019 

نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الجيش الروسي بالتنسيق مع الجيش السوري هو الذي عثر على رفات الجندي الإسرائيلي زخريا باوميل الذي قُتل باشتباك مع الجيش السوري عام 1982". وأضاف الرئيس الروسي أن قواته عثرت على رفات الجندي الإسرائيلي "حتى يدفن في إسرائيل وتتمكن أسرته من وضع إكليل الزهور على قبره"، وفق تعبيره. بالطبع لم يعلّق أي مسؤول من "حزب الله" على الهدية التي قدمها حليفهم بوتين، حامي المسيحيين المشرقيين، كما وصفه رئيس جمهوريتنا، الى العدو الصهيوني الغاشم، في حين اعتبر احد ابواق النظام الاسدي ان إعادة الرفات هدفت الى تطهير الأرض السورية من الدنس الذي يحمله ما تبقى من جسد صاحبها.

في المقابل، نشط الاعلام الممانع في بيروت، تحديداً، على استنباط سيناريوات التبرير، كالقول ان النظام الاسدي لم يكن يعلم بالهدية البوتينية الى نتنياهو عشية الانتخابات. فالمصادر تحكي عن مساهمة ضباط سوريين في إنجاز الصفقة. وذلك بعد تنسيقهم مع الاستخبارات الروسية من دون العودة الى القيادة السياسية السورية، او ان ما حصل هو حصيلة خيانة مسؤول فلسطيني كان مقيماً في مخيم اليرموك وعلى خلاف مع النظام. لكن السيناريوات التي جهلت المصادر الممانعة، أكدت ان مثل هذه الواقعة لا تفسد للود قضية بين الدولة الروسية والنظام الأسدي. وفي غياب أي تصريح رسمي لهذا النظام او للممانعين الأشاوس من طهران الى بيروت، لم تتم إدانة الأداء الرسمي الروسي الذي لم يتغير منذ دخوله الحرب السورية بعد فشل طهران و"حزب الله" والميليشيات الأخرى المستقدمة معاً لمنع سقوط نظام بشار. ولم يتم انتقاد توطيد العلاقات الإسرائيلية - الروسية بالتزامن مع هذا الدخول. اذ لا يخفى على أي كان التنسيق الدقيق بين بوتين ونتنياهو، وكثافة الزيارات المتبادلة، منذ بداية التدخل العسكري الروسي، وصولاً الى تعويم بشار وإبقائه خدمة لإسرائيل، على ما يبدو.

لكن قمة إبداع الممانعة تجلت في محاولات تفهم البعد الاجتماعي والثقافي لمثل هذه العملية انطلاقاً من اختلاف الرؤية بين الروس والممانعين، وتفسيرها فقط من باب الإنسانية الروسية التي تختلف عن أبعاد الإنسانية الممانعة، وإن توحدت الرؤية في القضاء على الشعوب الرافضة مصادرة حريتها الى الأبد.

الإنسانية ذاتها، مع الأسف، لم تهز وجدان الروس حيال ما يتعرض له الشعب السوري في أيٍّ من السجون الاسدية. واذا سألتَ روسياً عما يفعله جنود بلاده في سوريا يجيب بأنهم يحاربون الإرهاب. لعل الروس لم يعلموا ان النظام عمد، قبل نحو تسعة أشهر، الى تبليغ أهالي سبعة آلاف مفقود بأن أولادهم توفوا في السجون، وبأن عليهم استكمال معاملات الوفاة من دون أي حق في المطالبة بالجثامين او معرفة مكان الدفن. لم يفكر المتعاطفون مع عائلة صاحب الرفات الذي كان يشارك في العدوان على لبنان بغية تصفية القضية الفلسطينية، لتتمكن من وضع إكليل زهور على قبره، بأهالي هؤلاء السبعة آلاف مفقود في السجون السورية خلال عامي 2011 و2012 فقط، الذين لا يحق لهم ان يسألوا عن مصير إبنائهم. ولم يتحرك حسهم الإنساني ليستكشفوا ويعرفوا ان هناك مئات الآلاف من المفقودين على امتداد التاريخ الأسدي.

او انهم يعرفون، والمصادر الممانعة تعرف. وعلى من انخرط في جريمة إبادة الشعب السوري ان يقبل بتسديد ثمن بقاء بشار في السلطة، الذي يبدو انه لن يتم الا برضى إسرائيلي، تماماً كما كان بقاء والده. وبتكريس ثمن الوصول من خلال التحايل على القانون الدولي وتشريع اغتصاب أرض الجولان.

مقابل هذ الإنسانية الروسية الاستنسابية، تتكثف في لبنان الحملات العنصرية الكفيلة بانتهاك إنسانية اللاجئين السوريين، وكأن حل هذه القضية لا يتم الا من خلال التحريض القائم على المذهبية بحججٍ تحمل أقنعة وطنية، في حين يعرف أصحاب الحملات ان عودة هؤلاء اللاجئين يحول دونها النظام الاسدي ذاته الذي دفع الجولان ثمناً لإستمراره، واستقدم الاحتلالات الى أرض سوريا لهذه الغاية، شرط تنظيف هذه الأرض من أهلها منعاً لإحتمال استكمال ثورتهم على رغم المؤامرات التي أجهضتها. ولعل دعوة جورج صبرا السياسيين اللبنانيين الى اخراج ميليشياتهم من سوريا ليعود السوريون الى بلدهم المحتل، توضح الصورة وتعيدها الى وضعها الطبيعي، عوضاً عن حرص قوات إحتلال سوريا الممانعة، ومعها راعيها الدولي، على قلب الحقيقة لتصوير الضحايا مجرمين إرهابيين ينهبون الثروة القومية اللبنانية ويسعون الى تهجير أصحاب أرض العسل والبخور واحتلالها. بالتالي، لا يتورع الممانعون ليس خدمة للنظام الأسدي، ولكن حفاظاً على السيادة اللبنانية، عن قتلهم مراراً وتكراراً ومنع ذويهم من معرفة أمكنة دفنهم لوضع وردة على قبورهم، أو إلقاء نظرة عليها.

 

النظامُ يَفتقِدُ البيئةَ الحاضِنة  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 نيسان 2019

النظامُ العامُّ، فلسفيًّا كان أو وطنيًّا، هو مجموعةُ عناصرَ متفاعِلةٍ مرتبطةٌ بمجموعةِ علاقاتٍ متكامِلةٍ ومتحرّكةٍ نحو هدفٍ مشترَك. قبلَ بَدءِ الحربِ سنةَ 1975، كان لبنانُ يَملِكُ، بشكلٍ متقطِّع، جُزءَين منه: مجموعةَ العناصرِ المتفاعِلةِ ومجموعةَ العلاقاتِ المتكامِلة. لكنّه فقدَهما قبلَ بلوغِ الجُزءِ الثالث: الهدفُ المشترك.

عدا أنَّ العنصرَين لا يَدومان أصلًا ما لم يَلتحِما بالجُزءِ الثالث، جاءت تَحوّلاتُ المجتمعِ اللبنانيّ حديثًا لتَقضيَ على مقوِّماتِ النظامِ المشترَك وتُنشئَ، بموازاةِ بُنيانِ النظامِ العامِّ، «كِياناتٍ» هجينةًــ في بيئةِ كلِّ جماعةٍ لبنانيّة. لم تُكوِّن هذه «الكياناتُ» مجموعةَ «لبناناتٍ صغيرة»، بل مجموعةَ لبناناتٍ نقيضةَ لبنان.

هكذا أصبح النظامُ اللبنانيُّ واجهةَ بناءٍ أثريٍّ شُيِّدَت ضِمنَ أسوارِه أبنيةٌ تَفتقِرُ إلى أصولِ الهندسةِ الوطنيّة. وحين يَخسَر النظامُ وِحدةَ بُنيانِه المتجانِس، يَعجِز عن ممارسةِ دورِه كرابطٍ حياةَ الجماعةِ ومُحرِّكِها، ومُشرفٍ على أمنِها وسلامتِها واستقرارِها وسعادتِها.

عمليًّا، لسنا مجموعةَ طوائفَ تتعايشُ، بل مجموعةُ مشاريعَ طائفيّةٍ تتناقض. وإلّا لماذا تسودُ نزعةُ الهيمنةِ والسيطرةِ والاستيلاءِ على الحكمِ والقرارِ الوطني؟ ما يُثير الغضبَ أنَّ هذه المشاريعَ هي مشاريعُ قياداتٍ نَبتَت في غَفلةٍ من الزمنِ أكثرَ مما هي مشاريعُ شعب. فالشعبُ اللبنانيُّ، بكلِّ مكوّناتِه التاريخيّةِ، طيّبٌ ومسالمٌ واتحاديٌّ. أَنِسَ الحياةَ المشتركَة وآمَن تدريجًا بلبنان وارتَضاه.

لكنَّ غريزةَ الانقيادِ الطائفيِّ تَدفع غالِبيَّته إلى التبعيّةِ العمياء، إلى فلسفةِ «بالروحِ بالدمّ نَفديك يا...» مَهما تَقلَّبَ الــــ«يا...» في مواقِفه. لقد حوّل بعضُ الزعماءِ طوائفَهم communautés طوائفَ مُغلَقةً sectes حيثُ يمارسون التنويمَ السياسيَّ والتَطييع. إنَّ للتاريخِ أحيانًا طعمَ الهزلِ القاتِل.

عِلاوةً على التطوراتِ الخارجيّةِ، تعودُ أسبابُ تلك التحوّلاتِ السلبيّةِ إلى أنَّ الفئاتِ التي قامت على «المارونيّةِ السياسيّة» بالتنسيقِ مع قِوى خارجيّة، أَخذَت في طريقِها النِظامَ اللبنانيَّ بِرمَّتِه وفَشِلت في إقامةِ نظامٍ تفاعليٍّ وتكامليٍّ جديدٍ من جهةٍ، وفي احتواءِ مجتمعاتِها من جِهةٍ أخرى. فَوقَع لبنانُ في قبضةِ الميليشياتِ، وقوى متطرّفةٍ، وأطرافٍ غريبةٍ عدوانيّة.

أضاعَ لبنانُ نظامَه الفكريَّ وفكرَه النظاميَّ اللذَين كان يُفترضُ أنْ يواكبَ من خِلالهما العولمةَ والتقدّم.

تأثيرُ هذه التحوّلاتِ اللبنانيّةِ، لاسيّما أنماطُ الحياةِ الجديدةِ المستورَدةِ، جاءَ أخطرَ من كلِّ التحوّلات التي شَهِدها لبنانُ عبر تاريخِه منذ قرنين. فَجَمْعُ سكانِ «لبنانَ الكبير» لم يَخلُقْ آنذاك فَجواتٍ قاطعةً كالتي برزت في العقودِ الثلاثةِ الأخيرة.

يوجد اليومَ فالِقٌ حضاريٌّ بين لبنانَ ما قبلَ تسعيناتِ القرنِ الماضي ولبنانَ ما بعدَها، ويقومُ حجابٌ اجتماعيٌّ بين لبنانيّي التقاليدِ اللبنانيّةِ الأصيلةِ ولبنانيّي أنماطِ الحياةِ المستورَدة. ليس هذا الشعبُ هو الذي تَواثَق على الحياةِ المشترَكة. لبنانيّو الميثاقِ أصبحوا مغلوبين على أمرهِم في البيئاتِ المسيحيّة والإسلاميّة. بات الميثاقُ يَفتقِرُ إلى بيئةٍ حاضِنة. التَهيْنا بالسِجالِ حول الوطنيّةِ وأَهملْنا الوطن.

في ما مضى، كان إذا حَصل ازدحامٌ مروريٌّ، تُلقى المسؤوليّةُ على «المارونيّةِ السياسيّة». على من تُلقى اليومَ مسؤوليةُ تَرنُّحِ لبنان وانحطاطِه وتعديلِ رسالتِه وتَصَدُّرِهِ قائمةَ الدولِ المتخلِّفة؟ على من تُلقى اليومَ مسؤوليةُ الدولةِ الضعيفةِ والديمقراطيّةِ المعلَّقةِ ودورِ لبنان المغيَّبِ والحدودِ السائبةِ والدويلاتِ المغمورةِ والسلاحِ المتفلِّت؟

على من تُلقى اليومَ مسؤوليةُ هذا السفولِ الحضاريِّ والثقافيِّ والفنيِّ والمنخَفَضِ الأخلاقيِّ وهبوطِ مستوى التعليمِ؟ على من تُلقى اليومَ مسؤوليةُ المديونيّةِ الزاحفةِ وتراجعِ الخدَماتِ وتوالي الكوارثِ الاقتصاديّةِ والضائقةِ المعيشيّةِ والأزمةِ الوطنيّةِ واللعبِ بالاستحقاقاتِ الدستوريّة؟ أين خُلفاءُ المارونيّةِ السياسيّة؟ المسيحيّون بَنوا دولةً حضاريّةً لجميعِ اللُّبنانيّين، لكنّها تَشوَّهَت وما عادت اليومَ للمسيحيّين ولا حتّى للمسلمين.

والإشكاليّةُ الكبرى أنَّ الجماعاتِ اللبنانيّةَ (مكوّناتِ الشعبِ) تواصِل مطالبةَ هذا النظامِ المجوَّفِ بخَدماتٍ وحاجاتٍ شتّى كأنّه نظامٌ قائمٌ، فيما هو بات من أصحابِ «الاحتياجاتِ الخاصّة».

تتجاهلُ هذه الجماعاتُ أنَّ قدراتِ النظامِ (الدولةِ) أَصبحت في عُهدةِ «منظوماتٍ» بديلةٍ (منظّمَة أو فوضويّة) ضَربت عن قصدٍ أُسُسَ النظام، وأوقَعته عن معرِفةٍ تحت مديونيّةٍ جَعلته عاجزًا عن تلبيةِ مطالبِ الناسِ إلا باستدانةٍ إضافيّة. فمنذ سنةِ 1990 والطبقةُ الحاكمةُ التي استولَت على الدولةِ تَسحَبُ كلَّ خيراتِ النظامِ المركزيِّ بِشكلٍ مَنهجيٍّ تحت غِطاءِ الشرعيّةِ والمؤسَّسات.

واللافتُ أنَّ الجماعاتِ اللبنانيّةَ تطالِبُ الدولةَ الفقيرةَ والعاجزِةَ بكلِّ ما هو اجتماعيٌّ وماليٌّ، وتُعطي المنظوماتِ الغنيّةَ والقادرةَ كلَّ ما هو سياسيٌّ ووطنيّ. مأساةٌ أن يَعتبر الناسُ الدولةَ خادِمتَهم، وهُم خُدّامُ السياسيّين.

هكذا، عدا الأزمةَ السياسيّةَ، نحن أمامَ أزمةِ خِياراتٍ وجوديّةٍ ناتجةٍ عن الصراعِ بين عقلِنا وغريزتِنا وبين طائفيّتِنا ووطنيّتِنا. وقبلَ أن نكونَ أمامَ عمليّةِ فسادٍ إداريٍّ، نحن أمامَ عمليّةِ سلبِ دولةٍ مستمرٍّ منذ ثلاثين سنةً على الأقل. لذلك، ما لم يَنتصِر العقلُ وتَتغيّر الطبقةُ السياسيّةُ وتَسقُط مشاريعُها، سيبقى «النظامُ العامُّ» تائهًا.

وأبرزُ ترجمةٍ دستوريّةٍ لهذا الواقع أنَّ لبنانَ يعيش في مرحلةٍ انتقاليّةٍ طال أَمدُها: ما عادَ في نظامٍ مركزيٍّ ولا صار في نظامٍ لامركزيّ. لا هو موَّحدٌ وطنيًّا ولا هو مُقسَّمٌ دستوريًّا. لا هو في حكمٍ توافقيٍّ صحيحٍ ولا هو في نظامٍ برلمانيٍّ طبيعيّ. لا هو حياديٌّ تجاه الصراعاتِ ولا هو مُنحازٌ كلّيًا إلى محورٍ خاصّ. انتصرنا على الأعداءِ وهُزِمنا أمامَ أنفسِنا. لبنان طائرةٌ فَقدَت توازنَها لأنَّ طيّارين كثرًا يقودونَها نحو وُجهاتٍ مختلفةٍ بتوجيهاتٍ متناقضةٍ من دونِ رادارٍ. لا هي تَسقطُ ولا هي تَهبِطُ، لكنّها تَسيرُ وعينُ الله تَرعاها. موقع الجمهورية

 

واشنطن نصحت باسيل بأخذ مسافة من «حزب الله»  

جوني منير/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 نيسان 2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": الغرامات لن تُدفع!خاص "الجمهورية": إقبال خليجيخاص "الجمهورية": باقٍ باقٍ...المزيدعندما انطلقت سفينة الأحلام «تايتانيك» في رحلتها الاولى عام 1912 الى نيويورك كان من المستحيل على أحد أن يفكر باحتمال غرقها، ففي الأساس قال مصمّمها الذي غرق في الرحلة «إنها السفينة التي لا تغرق». وفي ليلة 14 نيسان كان الهدوء يسكن المحيط ليجعل منه صورة أقرب الى بحيرة وسط مياه هادئة وسكون مريب، قبل أن تصطدم الباخرة بجبل الجليد وتقع إحدى أبشع الكوارث البحرية في التاريخ.

وفي نيسان 2019 هدوء غريب يلف ساحة الشرق الاوسط. وعلى رغم من توافر كافة اسباب الاشتباك والجلبة السياسية والامنية حتى، الّا أنّ هدوءاً غريباً يسود الشرق الاوسط، وهو قد لا يطول في انتظار الاصطدام بجبل الجليد الاول، والمقصود هنا نتائج الانتخابات الاسرائيلية، ومن بعده جبل جليد ثانٍ وهو الاعلان عن «صفقة القرن» بكل بنودها الصعبة، لا بل القاسية، ومن ثم جبل الجليد الثالث وهو المتعلق بالحزمة الجديدة من العقوبات على ايران والتي باتت صعبة على الاقتصاد الايراني وهو ما يثير جدلاً، لا بل انقساماً في الرأي داخل أروقة القرار الاميركي.

فمساء غد من المفترض أن تنقشع الصورة حول الخريطة السياسية الداخلية لإسرائيل. ولا بد من الإقرار أنّ هذه الانتخابات كانت الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية من الناحية السياسية، ولاقت موسكو واشنطن في تقديم الهدايا الانتخابية لبنيامين نتنياهو ما يعكس وجود مشروع اقليمي كبير يرتكز على نجاح نتنياهو في بقائه في رئاسة الحكومة الاسرائيلية. والتقاطع الاميركي ـ الروسي في الشرق الاوسط يعني انّ ثمّة قطاراً كبيراً سيطلق صفارته للانطلاق في مشواره الصعب بعد إعلان نجاح نتنياهو.

لكن المشكلة انّ الصورة الانتخابية لا تبدو واشحة وأنّ ضمان فوز نتنياهو ليس محسوماً على رغم من كل هذه الهدايا «التاريخية» الثمينة وهنا المشكلة.

فالرئيس الاميركي دونالد ترامب نفسه والذي وضع ثقله لمصلحة نتنياهو كان متردّداً في الامس حين اعترف أنّ الصورة غير واضحة، مثنياً على نتنياهو ومنافسة بيني غانتس على حد سواء. فعدا أنّ للشارع الاسرائيلي حساسيته تجاه التدخل الاميركي في شؤونه السياسية وهو ما ادى مثلاً الى سقوط شيمون بيريز عام 1996 وسقوط مشروع «الشرق الاوسط الجديد» معه، فهو اي الشارع الاسرائيلي يحمل انجذاباً تلقائياً تجاه الجيش ورجالاته ما جعل حزب «ازرق - ابيض» والذي يضم أربع رؤساء أركان سابقين يلقى تعاطفاً وتأييداً واسعين.

وفي الحسابات هنالك ما يقلق، ففي حال فوز حزب «الليكود» كونه الحزب الاكبر في اسرائيل متفوِّقاً على حزب «ازرق ـ ابيض» الحديث الولادة، فإن واشنطن ستساعد نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة مهمتها التسويق لصفقة القرن التي ستحدث زلزالاً في الشرق الاوسط، وعلى لبنان أن يستعدّ له من زاويتي توطين الفلسطينيين والانطلاق في ترسيم الحدود البحرية، وربما اكثر من ذلك في مرحلة لاحقة، ويكفي ما قاله وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي في الاردن لمعرفة ما ينتظر المنطقة من مشروع «صفقة القرن». فهو دعا حرفياً الى طمأنة اسرائيل وتبديد مخاوفها في محيطها العربي.

واضاف: «يجب أن نبحث في طريقة تشجيع اسرائيل لتشعر أنها جزء من منطقة الشرق الاوسط». والواضح انه يتحدث هنا عن تقديمات تريدها اسرائيل جغرافياً وامنياً.

أما في حال خسارة نتنياهو وتراجع حزب «الليكود» الى المرتبة الثانية بعد «أزرق ـ ابيض»، فإنّ ترامب سيندفع على الارجح في اتّجاه حلول حربية لدفع الأثمان التي تستوحب اعادة إمرار مشروعه، والأكثر رجحاناً أن يكون قطاع غزة هو ساحة العمليات، مع عدم استبعاد توجيه ضربات محددة قد تطاول مواقع معيّنة في لبنان والتي تعتقد اسرائيل انها للصواريخ الدقيقة التوجيه.

وخلال زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو لبيروت، قيل أن تحذيراً اميركياً تركّز حول ضرورة التخلص من هذا النوع من الصواريخ والذي يشكل خطاً احمر اسرائيلياً تؤيّده الادارة الاميركية وتتبنّاه.

وفي المعلومات التي ترددت انّ السفير ديفيد هيل والذي رافق بومبيو التقى بعيداً من الاعلام وزير الخارجية جبران باسيل فور وصول الوفد الى بيروت، وتحدث معه في الملفات المطروحة، اضافة الى موضوع الترسيم البحري، ناصحاً إياه بأخذ مسافة من «حزب الله» مع الاشارة الى انّ هيل هو من الديبلوماسيين الاميركيين المعدودين الذين احتفظوا بعلاقة جيدة مع باسيل. وقبل وصوله الى لبنان، طلب بومبيو من فريق عمله تحضير بيان عنيف ضد «حزب الله» وايران، ليعلنه من بيروت، وطلب الاستعانة بشخصيات اميركية من اصول لبنانية لوضع الافكار المطلوبة في هذا الاطار وهذا ما حصل. وخلال التواصل بين وزارة الخارجية والسفارة الاميركية في بيروت، كان للاخيرة رأي مختلف حيال الإدلاء بمواقف عنيفة ورفعها الى هذا المستوى.

والتباين في الرأي داخل «مطبخ» القرار الاميركي حيال التعاطي مع ايران و«حزب الله» اصبح اكثرَ وضوحاً. ذلك انّ هذا التباين ينقسم بين مَن يدعو الى رفع مستوى الضغط اكثر على ايران و«حزب الله» عبر مزيد من العقوبات القاسية في أيار المقبل، ومن انصار هذا التوجّه صقور إدارة ترامب مثل بومبيو ومستشار الامن القومي جون بولتن، في مقابل اعتماد سياسة متردّية وتخضع لدرس مشبع لكل خطوة تجنّباً لإيصال ايران الى مرحلة تحريك مخالبها في المنطقة واستهداف المصالح والقواعد الاميركية، ومن انصار هذا التوجّه الجيش والمخابرات اضافة الى ديبلوماسيين عريقين.

ومثلاً، يقول نائب وزير الخارجية الاسبق وليم بيرنز إنه لا يعتقد أنّ العقوبات ستؤدي الى تغييرات كبرى واستسلام النظام ورفع الراية البيضاء. واضاف منتقداً القرار الاميركي بالاعتراف بضم الجولان، أنّ هذا القرار سيفتح الطريق امام الرئيس الروسي لضمّ «القرم» اليه.

المهم أنّ القيادة العسكرية الاميركية تدرس احتمال رفع حال التأهّب لقواتها في المنطقة تداركاً لأيِّ تطورات في حال وضع حزمة عقوبات قوية وجديدة على إيران. وربما الاكثر صحة، في انتظار نتائج الانتخابات الاسرائيلية ومعرفة مصير نتنياهو ومن خلاله مصير المشروع السياسي لترامب في الشرق الاوسط، أنه فعلاً هدوءُ ما قبل العاصفة.

 

محاضرة/جنوب لبنان: مائة عام من الكفاح والعروبة والوطنية اللبنانية

توفيق شومان/08 نيسان/19

ـ المقاومة ـ الفكر ـ الأدب ـ الزجل ـ الفن والأغنية ـ أعلام سوريا والعراق وفلسطين وليبيا و السودان ابتكرها جنوبيون لبنانيون

اسمحوا لي بداية أن اتوجه إلى جمعيتي " البيئة " و" كتابي " اللتين شرفاتني بهذا اللقاء الذي يعزف على أوتار العقل والقلب والروح .

في هذا اللقاء سأتحدث عن جنوب لبنان، كهوية وانتماء وولاء ، هوية كفاح متعدد،وانتماء ثابت في الأرض و في فضاء الوطنية والعروبة ، وولاء لمسار بدأه الجنوبيون وتوارثوه جيلا بعد جيل .

في هذا اللقاء سأتحدث عما هو:

ـ كفاح بجانبه العسكري والمقاوم .

ـ كفاح بجانبه المرتبط ببلورة مفهوم القومية العربية وكيف كان الجنوبيون طليعيين في ذلك .

ـ كفاح في تشكيل الشخصية الوطنية اللبنانية وإسهام الجنوبيين في إنتاج لبنان الذي عرفناه في مرحلة ما قبل الحرب في العام 1975.

ـ كفاح في كيفية تصدر الجنوبيين للمواقع الأولى في الإعلام والصحافة ، والأدب والشعر والفن بفروعه المختلفة بما فيه الأغنية اللبنانية.

لكن قبل كل هذا : اسمحوا لي أن أوجه تحية إجلال وإكبار لثلاثة كبار من مدينة النبطية ، لولاهم ماكان لمقاومتنا الحالية جذور راسخة ، ولا للهوية العربية أصول واضحة ، ولا للوطنية اللبنانية أسس مستقرة .

هؤلاء الثلاثة الكبار : ـ الشيخ أحمد رضا ـ الشيخ سليمان الظاهر ـ العلامة محمد جابر آل صفا.

لا يمكن أن أتجاوز بطبيعة الحال : حسن كامل الصباح العالم الإستثنائي ـ ومحمد الفضل أحد رجالات الإستقلال ، وكثيرين غيرهم أنجبتهم هذه المدينة التي شكلت العقل الثقافي والسياسي والفني والإعلامي والعروبي واللبناني لجنوب لبنان ومحيطه العربي .

حسنا : من أين أبدأ :

سأبدأ من عبد الكريم الخليل ، إبن بلدة شحور، المولود في منطقة الشياح ، هو الشهيد الذي أعدمه القائد التركي جمال باشا في العام 1915، ويصفه المناضل والمفكر الفلسطيني الراحل عجاج نويهض بأنه عقل الثورة العربية في مطالع القرن العشرين .

عبد الكريم الخليل ، رئيس " المنتدى الأدبي " في اسطنبول في العام 1909 ، هونفسه الذي أسس و كان من مؤسسي جمعيات عربية عدة لإحياء الهوية العربية ومناهضة مشاريع التتريك والطورنة التي لجأت اليها السلطنة العثمانية في مراحلها الأخيرة.

سأضرب بعض الأمثلة التي تُظهر القامة الكبيرة والكبرى لهذا الرجل :

ـ كلنا يذكر بيت الشعر التالي لصفي الدين الحلي :

بيض صنائعنا سود وقائعنا / خضر مرابعنا حمر مواضينا

هذا البيت من الشعر بألوانه الأربعة ، الأبيض والأسود والأخضر والأحمر ، اقتبس

منه عبد الكريم الخليل علما ل " المنتدى الأدبي " الذي أسسه في اسطنبول .

ـ علم المنتدى الأدبي : أخذه الشريف حسين علما للثورة العربية ضد الأتراك ، ثم أخذه إبنه الملك فيصل علما للملكة السورية الهاشمية ( 1918ـ 1920 ) التي أسقطها الجنرال الفرنسي غورو .

ـ هذا العلم ، هو نفسه مع تعديلات معينة تم اعتماده أعلاما للأقطار العربية التالية : سوريا ـ العراق ـ فلسطين ـ الأردن ـ السودان ـ ليبيا قبل حكم العقيد معمر القذافي وبعد إسقاط حكم العقيد معمرالقذافي.

إذا ... أكثر الأعلام العربية الحالية ، خرجت من عقل عبد الكريم الخليل ، يعني من جنوب لبنان .

ـ تم إعدام عبد الكريم الخليل في آب 1915، بعدما تبين أنه كان يمهد الطريق للثورة العربية على الأتراك، من أين ؟ من دمشق، تنطلق الثورة من دمشق، ويواكبها في الوقت نفسه نزول التشكيلات العسكرية السرية التي كان أنشأها عبد الكريم الخليل ، من اللاذقية إلى طرابلس ـ بيروت ـ صيدا ـ صور ـ عكا ـ يافا ـ وهو كان زار هذه المناطق طوال السنوات السابقة على الحرب العالمية الأولى بهدف التحضير للثورة .

ـ كان مع عبد الكريم الخليل : الشيخ احمد رضا ـ الشيخ سليمان الظاهر ـ العلامة محمد جابر آل صفا ـ الشيخ احمد عارف الزين ( صاحب مجلة "العرفان" ) والشيخ عبدالكريم الزين ، وآخرون طبعا ، وتم اعتقالهم ، وكادت حبال المشانق تلتف حول رقابهم لولا قدرة قادر.

ـ طبعا إلى جانب هؤلاء كان قادة أساسيون وطليعيون من مدينة صيدا : رضا الصلح وابنه رياض الصلح ، وتم إعدام توفيق البساط من صيدا .

أعود إلى الثلاثي الذهبي : الشيخ احمد رضا ـ الشيخ سليمان الظاهر ـ العلامة محمد جابر آل صفا .

بعد إعدام عبد الكريم الخليل في الدفعة الأولى ، جاء اعدام الدفعة الثانية في العام 1916 ، هنا أعلن الشريف حسين ثورته ، التشكيلات العسكرية السرية التي كان أشرف على تكوينها عبد الكريم الخليل التحقت بالشريف حسين ، وبعدما رحل العثمانيون وجاء الفرنسيون ، أكمل الثلاثي الذهبي نضاله ضد الفرنسيين ، وأكملت التشكيلات العسكرية نفسها نضالها ضد الفرنسيين

ـ هنا يبرز أدهم خنجر الدرويش وصادق حمزة الفاعور وغيرهم .

قبل أن انتقل الى المرحلة الثانية من الكفاح العسكري ، اسمحوا لي أن أمر على ثلاث جوانب :

ـ البعد اللاطائفي في عقلية وذهنية الجنوبيين ـ البعد الوطني ـ والبعد العروبي ، وأتحدث عن ذلك بأمثلة ونماذج :

ـ 1: يعترض ضباط وجنود أتراك ، في العام 1915مطرانا من آل نعيم في جبل لبنان ، كان يرسل غلالا الى رعيته في فلسطين ، يعتقله الأتراك ويصادرون الغلال .

ـ تثور حفيظة عبد الكريم الخليل ، فيتصل بالمراجع العليا ، يتم إطلاق المطران والإفراج عن الغلال ، ويأتي المطران شاكرا فيقول له عبد الكريم الخليل: نحن عرب ، الطائفية لا تفرقنا ، من يعتدي على مسيحي كأنه اعتدى على كل المسلمين .

ـ 2: حادثة ثانية : الآب لويس شلالا ، تأتيه رسالة من الولايات المتحدة ، صاحب الرسالة يشتم الدولة العثمانية ، تقع الرسالة بقبضة الرقابة ، يُعتقل الأب شلالا ، ويأتي من يتوسط لدى عبد الكريم الخليل ، وينجح في الإفراج عنه ، فيسعى الأب شلالا لإهداء عبد الكريم الخليل عدة ليرات ذهبية لشراء عربة تجرها الخيول ، يرفض ويقول له : انفقها على الفقراء بإسم الدير .

وحول "المنتدى الأدبي" الذي أسسه عبد الكريم الخليل ، نظم الأديب والمفكر العراقي الشهير ، معروف الرصافي ، شعرا فقال :

وإن تكن عربي الأصل لا كذبا

فمت لإحياء مجد كان للعرب

دع المجامع في لهو وفي طرب

واجعل مقرك هذا المنتدى الأدبي

قبل هزيمة العثمانيين يستدعي الحاكم التركي رضا باشا أشخاصا جنوبيين ويزين له قتال المسيحيين ، فجمع الشيخ أحمد ضا بعضهم أوأكثرهم وقال لهم : نحن أبناء وطن واحد، نشرب من ماء واحد ونتنشق من هواء واحد.

ـ 3: بعد هزيمة العثمانيين : يستدعي الضابط الفرنسي شانتربيه الشيخين أحمد رضا وسليمان الضاهر ، بعدما أدرك أنهما من مؤيدي المملكة السورية والملك فيصل فيقول لهما :

ـ هذا سني وأنتما شيعة ، فيكف تؤيدان ملكا سنيا فقال له أحمد رضا : هذا سني حائز على كل الشروط ،ومن يحز على هذه الشروط لا فرق إذا كان شيعيا أوسنيا .

ـ 4: قبل هذه الواقعة ، اجتمع في مدينة صيدا أعيان منها في العام 1877، من ضمنهم محمد علي حشيشو ورضا الصلح وشبيب الأسعد وعبد الله عسيران ، عقدوا مؤتمرين ، وأرفقوهما بثالث في دمشق ، وكان الهددف من المؤتمرات الثلاث مبايعة عبد القادر الجزائري ملكا على الشام.

ـ 5: أدهم خنجر الدرويش : يعتقل بعض من كان معه مسيحيين من بلدة دير ميماس ، يحاول أحدهم التحرش بإمراة : فيقف أدهم خنجر الدرويش على طوله وينهره ويزجره ويقول له : نحن نقاتل من أجل الشرف ولا يمكن أن نقوم بأعمال تنافي الشرف.

ـ 6: في مؤتمر وادي الحجير اجتمع أعيان الجنوب وفي مقدمتهم السيد عبد الحسين شرف الدين وكامل الأسعد بتأييد وغطاء من السيد محسن الأمين ، وأخذوا على الثوار يمينا مغلظة بألا يتعرضوا لأي شخص على أساس طائفته أومذهبه ، ومما قاله السيد عبد الحسين شرف الدين : ".ألا وإن النصارى إخوانكم في الله وفي الوطن وفي المصير فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم ".

ـ حول مؤتمر وادي الحجير وأبعاده الوطنية واللامذهبية ، لابد أن أمر على واقعتين حدثنا مع السيد محسن الأمين : جاء شخص سوري يريد اعلان تشيعه فقال له السيد الأمين : ألا تنطق بالشهادتين؟ قال له الرجل : طبعا انا مسلم ، فرد عليه السيد الأمين قائلا : إذهب أنت شيعي .

ـ أهالي دمشق سعوا الى تعيين السيد محسن الأمين مفتيا على دمشق ، وهو المرجع الشيعي المعروف .

طبعا السيد محسن الأمين رفض ذلك.

وحيال هذا المناخ الوحدوي ، من الأهمية بمكان القول إن الشيخين أحمد رضا وسليمان الظاهر والعلامة محمد جابر آل صفا ، كانوا من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية .

نأتي الى المرحلة الثانية :

ـ نشأ في الثلاثينيات ما يعرف بالحركة العربية السرية المعروفة ب جماعة "الكتاب الأحمر " أسسها قسطنطين زريق و أركانها من صيدا : كاظم الصلح وتقي الدين الصلح وعادل عسيران ، ومضطفى الزين و محمد المجذوب وغيرهم ، طبعا معهم كثيرون من ضمنهم يوسف شديد من مرجعيون وعلي بزي من بنت جبيل.

كان لهذه الحركة دور كبيرفي تشكيل خلايا للمقاومة بين مدينتي حيفا وصيدا ، فمدينة صيدا كانت المركز الذي ينطلق منه التمويل والتسليح باتجاه الأراضي الفلسطينية لدعم الثوار .

وأيضا ، كان لهذه الحركة دور واسع في العراق بالإطاحة بانقلاب بكر صدقي في العام 1936وبإيصال رشيد عالي الكيلاني إلى السلطة في العام 1941.

خلال مرحلة الأربعينيات ، بدأت اتجاهات المقاومة والهوية العربية، وحتى الوطنية ، تأخذ منحى يساريا ، لذلك رأينا أشخاصا مثل هاشم الأمين ( بلدة شقرا ) وحسين مروة ( بلدة حداثا ) وعلي جابر، المولود في النبطية في العام 1923، أول المقبلين على دعوة حزب البعث وأول أمنائه القطريين ، وكذلك هي الحال مع جعفر شرف الدين في صور ، حيث شكلت الكلية الجعفرية في وقت من الأوقات معقلا للفكر القومي العربي .

في المرحلة الناصرية ، غدا الجنوب اللبناني ناصريا .

صحيح أن التنظيمات الناصرية عرفت انتشارا معقولا ، انما البيئة الناصرية كانت أوسع بكثير من أطر الأحزاب والتنظيمات الناصرية ، والولاء للرئيس جمال عبد الناصر كان واضحا وصاخبا ، و ما زلت أذكر لحظة الإعلان عن وفاة الرئيس عبد الناصر ، وكيف خرجت قريتنا والقرى المجاورة في جنازات وهمية مهيبة وعظيمة ، لم تعرفها هذا القرى لا سابقا ـ ولا ـ لاحقا ، حتى في مواسم عاشوراء .

مرحلة السبعنيات، والمد اليساري والمقاومة الفلسطينية ، ما زالت حية ، عشناها سويا ، لا ضرورة للتوسع بها ، يكفي أن نذكر الشهيد علي شعيب وبنك "اوف أميركا".

ما أريد قوله عن المرحلة التالية ، إن سماحة الإمام موسى الصدر حين أسس افواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) كان يرسخ ويكرس الطريق نفسه الذي سلكه الأولون من أبناء الجنوب ، ومع المقاومة الإسلامية استُكملت المسيرة حتى تحرير معظم أراضينا اللبنانية المحتلة في العام 2000.

ـ مسألة اساسية أود أن أختم بها هذا الجانب : وأعتبره مهما للغاية :

ـ أهالي الجنوب دافعوا عن مدينة دمشق ثلاث مرات :

ـ المرة الأولى في العام 1809 ، حين حاولت الجيوش النجدية المتأثرة بأفكار محمد بن عبد الوهاب ، اجتياح مدينة دمشق ، فتجند الجنوبيون للدفاع عن المدينة بالتنسيق مع والي عكا سليمان باشا الملقب بالعادل وخليفة أحمد باشا الجزار.

ـ المرة الثانية : 1918 ـ 1920 خلال مرحلة الدفاع عن المملكة السورية التي قادها الملك فيصل بن الحسين.

ـ المرة الثالثة ابتداء من العام 2012.

وسأقفل هذا الجانب بالقول إن الشيخ سليمان الظاهر له دراسة مهمة للغاية منشورة في مجلة " العرفان " بعنوان :" صلة العلم بين دمشق وجبل عامل ".

الدور الفكري :

ـ الآن ، آتي الى الدور الفكري ونعود الى الشيخين أحمد رضا وسليمان الضاهر كلاهما من مؤسسي "المجمع العلمي العربي" في دمشق في العام 1919، وهو أقدم مجمع علمي في المنطقة.

ـ الشيخ أحمد عارف الزين ، أسس أول مطبعة في الجنوب هي مطبعة "العرفان" في العام 1912.

ـ مجلة "العرفان"، هي واحدة من أهم المصادرالفكرية والثقافية والأدبية والسياسية في الربع الأول من القرن العشرين ، ( أغلب المثقفين والشعراء العرب تقريبا كتبوا فيها ،وخصوصا لبنان وسوريا وفلسطين والعراق).

ـ بعد "العرفان" أتى كامل مروة ، أصلا كان يكتب في "العرفان "، أنشأ جريدة "الحياة " في العام 1946 ، وهي أول صحيفة عربية بالمعنى التفصيلي لجهة سياسة تحريرها واهتمامها بالفضاء العربي ، وفي عقدي الخمسينيات والستينيات و حتى لحظة اغتيال كامل مرة في العام 1966، لم يكن في العالم العربي صحيفة تضاهي "الحياة " الا "لأهرام " المصرية.

الى جانب كامل مروة برز محمد قرة علي من برعشيت ، احد الصجافيين العرب الذي احتلوا واجهة العمل الصحافي العربي بجدارة عالية .

ـ "الحياة " بسياساتها المحافظة ، نشأ إلى جانبها لاحقا " صحيفة " المحرر" ، وصاحبا "المحرر" من الجنوب ايضا ، من مدينة صيدا وهما هشام ووليد ابوظهر .

ـ لكن قبل " الحياة " و " المحرر " ، كان هناك صحيفة " القلم الصريح " ، التي أصدرها الفريد ابو سمرا من مدينة مرجعيون الجنوبية في العام 1929 ، وهي إحدى أبرز الصحف اللبنانية الصادرة في تلك الفترة .

ـ وبعد "القلم " الصريح " ، أصدر تقي الدين الصلح وشقيقه كاظم ، وهما من صيدا ، جذرا وأصلا ، صحيفة " النداء " في العام 1931، وشكلت هذه الصحيفة ظاهرة مهنية وسياسية كبرى لدى صدورها ، خصوصا أنها كانت ناطقة بلسان حزب " النداء القومي " ، العروبي الإتجاه .

ـ ومن الأسبوعيات التي أنتجها الجنوبيون ، وأسهمت بقوة ، في تشكيل العقل السياسي اللبناني والعربي ، مجلة " الوطن العربي " لهشام ووليد ابوظهر ، وكذلك مجلة " الدستور " للصحافي الكبير علي بلوط ، إبن بلدة حومين التحتا الجنوبية ، فضلا عن سمير شاهين ، إبن بلدة النبطية ، وأحد أهم الذين أسهموا في إصدار مجلة " الأسبوع العربي " الرائدة ، وهي الأسبوعية الأولى التي اعتمدت موضوعاتها على صيغة " بان آراب ".

ـ على مستوى الإعلام المسموع : من منا لا يذكر شريف الأخوي ، من مدينة صور ،ومن لا يذكر جملته الشهيرة : سالكة وآمنة ، التي كان يسمعها اللبنانيون يوميا من الإذاعة اللبنانية خلال شهور الحرب الأولى في العام 1975، وكذلك الإعلامية اللامعة الهام علوية الجندي ، التي عرفت شهرة واسعة في برنامجها الإذاعي المعروف " البث االمباشر" الذي كانت الإذاعة اللبنانية تبثه .

سأقف عند هذه الأسماء ،وأنتقل إلى الفضاء الفكري والثقافي الجنوبي العام ، وتعالوا معا لإستحضار الأسماء التالية :

ـ الثلاثي النبطاني الشيخان أحمد رضا وسليمان الظاهر والعلامة محمد جابر آل صفا ، من مؤسسي "المجمع العلمي العربي " في دمشق في العشرية الثانية من القرن العشرين.

ـ الشاعر محمد علي الحوماني ، واحد من الأدباء الجنوبيين الذين غزت شهرتهم وقصائدهم الآفاق العربية ، مشرقا ومغربا ، وإذ كان كثيف الحضور في المجلات المصرية الصادرة في الثلث الأول من القرن الماضي ، وخصوصا مجلة " الزهراء " القاهرية ، فإنه الشاعر الذي نظم نشيدا لطلاب مدرسة "الصلت " في البلقاء الأردنية ، حيث يقول :

جردوا بيض الصفاح

والبسوا للحرب لامه

وبأطراف الرماح

ادفعوا كل ظلامة

ـ الشيخ علي الزين اسس عصبة "الادب العاملي" وكان معه كبار من مثل : عبد اللطيف شرارة و زهرة الحر و موسى الزين شرارة ، وتحضرني في هذا المجال قصيدة لموسى الزين شرارة ، حين عرضوا عليه مقعدا نيابيا فرفضه وقال :

قالوا النيابة قلت ليست مأربي

هي مأرب المتزلف المتملق

ومضيت أمشي حافيا وأنا الذي

ما اعتدت أمشي في حذاء ضيق

ومن هذه البيئة الجنوبية ، برز كبير من الكبار الجنوبيين ، هو بولس سلامة من جزين ، الذي كتب في الإمام علي ( ع ) ما لم يكتبه غيره ، وكذلك جورج جرداق من مرجعيون ، وسلام الراسي من ابل السقي المرجعيونية ، والثلاثة وغيرهم ، من القامات الشاهقة التي أنتجتها تربة جنوب لبنان وماء الجنوب وهواء الجنوب ، وأغنوا الثقافة العربية فكرا وأدبا وسياسة وعلوا وشأنا قل نظيره .

في المجال الأدبي ، ومن فروعه الزجل الشعبي ، يحتل الذاكرة سريعا ، أبو علي زين شعيب ، الذي خط بشعره وعنفوانه وموهبته الفذة مجد الزجل اللبناني .

في قامة زين شعيب كبار آخرون ، كبار كبار ، من مثل محمد المصطفى وأسعد سعيد وأحمد شعيب وجان رعد من بلدة لبعا في جزين وعبد المنعم فقيه وخليل شحرور وأحمد السيد، وغيرهم ، وهنا لا بد من القول والتساؤل : تخيلوا لو أسقطنا ملوك الشعر الواردة أسماؤهم قبل قليل ، من ذاكرة الزجل والشعر الشعبي اللبناني ، ماذا يبقى منه ؟.

تحية لهؤلاء جميعا .

ربما أطلت بعض الشيء ، وسأختم بإسهام الجنوبيين اللبنانيين في تشكيل الشخصية الوطنية اللبنانية من خلال الأغنية والفن عموما ، وأشير سريعا إلى اثنين من كبار المبدعين في الرسم والنحت ، الأول حسين ماضي من بلدة شبعا الملقب ب "بيكاسو الشرق "، والثاني عبد الحميد البعلبكي من بلدة عديسة .

في الإطار الغنائي يمكن القول إن الأغنية اللبنانية ، وحيدة من بين شقيقاتها العربيات التي نافست الأغنية المصرية ، ففي مصر كانت أم كلثوم وفي لبنان فيروز ، وفي مصر محمد عبد الوهاب وفي لبنان وديع الصافي .

أتيت على ذكر هذه الأسماء ، لأقول إن شاعرا من جنوب لبنان ، كتب أروع ما أنتجته المخيلة الشعرية والغنائية التي عرفتها الأغنية اللبنانية في عصرها الذهبي ، هذا الشاعر هو عبد الجليل وهبي من بلدة حاروف ، حيث كتب أكثر من خمسة آلاف أغنية لكبار المطربين والمغنين .

كتب لوديع الصافي أغنيات من بينها : بتروحلك مشوار ـ بالساحة تلاقينا ـ ويلي لويدرون ـ جنات ع مد النظر ـ للضيف مفتوحة منازلنا، وكتب لصباح : دخل عيونك حاكينا ـ يا طالعين ع الجبل ـ ولسميرة توفيق: يا هلا بالضيف ـ وضربني وبكى ـ ولطروب : يا حلاق اعملي غرة ـ ولموفق بهجت : بابوري رايح رايح.

ـ وأما سامي الصيداوي إبن مدينة صيدا ، فعدا عن كونه رأئد صناعة الأغنية اللبنانية ، فإن الإشارة إلى أغنية : بتندم ، التي غنتها وداد ، تكفي لإيجاز دوره الموسيقي والفني ، كذلك فإن الموسيقار وليد غلمية ، إبن مدينة مرجعيون ، يحتل مرتبة أولى بين آوائل الموسيقيين اللبنانيين والعرب ، ومن جزين أيضا كان لجوزيف عازار دور كبير في جعل الفن اللبناني رائدا ونموذجيا ، فيما محمد سلمان إبن بلدة كفر دونين ، فلا يمكن الحديث عن الفنون الموسيقية والغنائية والسينمائية اللبنانية من دون ان يكون لمحمد سلمان ذاك المقعد الأساسي بين المقاعد الأساسية ، وهو الذي أنشد وغنى إثر العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 هذا النشيد الشهير:

لبيك يا علم العروبة كلنا يفدي الحمى

لبيك واجعل من جماجمنا لمجدك سلما

وفي حرب العام 1973 أنشد محمد سلمان لسوريا هذا النشيد الذائع الصيت:

سوريا يا حبيبتي

أعدت لي هويتي أعدت لي كرامتي

أختم مع فيروز، ومع الشاعر جوزيف حرب إبن بلدة المعمارية الجنوبية في قضاء الزهراني، الذي كتب مجموعة من أروع الأغاني التي غنتها فيروز ، ومن بينها : حبيتك تنسيت النوم ـ ورقو الأصفرـ أسامينا ـ لما ع الباب ، ومن إبداعات ما كتب جوزيف حرب لفيروز : إسوارة العروس .

مع إسوارة العروس تتعطل لغة الكلام ، ولكن يبقى الجنوب ، يبقى الجنوب عامليا ومقاوما ولبنانيا وعربيا لا طائفيا ولا مذهبيا ، ويبقى آهالي الجنوب يغنون مع فيروز و مع جوزيف حرب :

اسوارة العروس مشغولي بالدهب

وإنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب

وشو ما إجا شعوب و شو ما راح شعوب

كلن راح بيفلو و بيبقى الجنوب

وبتضلك حبيبي يا تراب الجنوب

ـمحاضرة في جمعية " حماية البيئة والتراث " ـ مدينة النبطية ـ جنوب لبنان ـ 3ـ 4ـ 2019

 

إسرائيل: شكرا إيران

فارس خشّان/الحرة/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73635/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%AE%D8%B4%D9%91%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/

هذا الكلام الذي يتردد في هذه الأيام على كل الألسنة بمناسبة اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة إسرائيل على الجولان الذي خسرته سوريا في حرب العام 1967 ليس جديدا أبدا، بل هو تكرار كلاسيكي لهذه اللازمة التي تتكرر عند كل مفترق سياسي أو أمني أو عسكري أو استراتيجي.

وبفعل هذه اللازمة المتكررة في "أغنية" أزمات الصراع العربي الإسرائيلي، يفترض المنطق أن يترقب "مطربوها" دائما قرارات أميركية تترجم الانحياز لإسرائيل، وتاليا أن يتصرفوا دفاعا عن مصالحهم الاستراتيجية، وفق خطة تحول دون إقدام واشنطن على أي خطوة من شأنها أن توفّر مصلحة إسرائيل، على حسابهم.

إيران هذه لم تستطع، حتى تاريخه، من اتخاذ أي خطوة تنعكس إيجابا على الحقوق العربية

ولكن ما يحصل يتناقض مع المنطق، إذ أن المنددين بانحياز واشنطن لمصلحة تل أبيب، وبين كل قرار " ظالم" وآخر، يقدمون على خطوات جديدة تقصّر المسافة التي تفصل الإدارة الأميركية عن القيادة الاسرائيلية وتعمّق الهوة التي تبعد هذه الإدارة عن الحقوق العربية.

ففي سوريا، المعنية الأولى بالاعتراف الأميركي الذي تأخر أكثر من 38 سنة على قرار إسرائيل بضم الجولان، سفك النظام الأسدي دماء كثيرة في لبنان بداية، ومن ثم في سوريا نفسها، بسطا لسلطته على شعبين مقهورين، من دون أن يبذل أي مسعى جدي، أو يقبل بأي تسوية ـ وقد وصل بعضها إلى مستوى جدي للغاية ـ لاسترداد هذه الأرض المحتلة منذ 52 عاما.

وكان الانطباع دائما بأن النظام السوري يتوسل احتلال إسرائيل للجولان حجة لإبقاء سطوته الحديدية على السوريين واللبنانيين، على اعتبار أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

وهذا ما تكرر مع اللبنانيين، عند انسحاب إسرائيل من بلادهم، برفع لواء احتلال مزارع شبعا العالق ملفها القانوني، عند رفض سوريا تقديم وثائق للأمم المتحدة تثبت ملكية لبنان لهذه المزارع.

وتفاقمت الأمور مع دخول إيران إلى سوريا، إذ أن الحرس الثوري الإيراني، وفي محاولة لإعطاء بعد قومي لقيادته العمليات الحربية ضد القوى السورية المناهضة لنظام بشار الأسد، ومستفيدا من الدخول الروسي على الخط، عمل على وضع الجولان على لائحة الاهتمام، فأدخل العامل الإسرائيلي بقوة إلى الوضع السوري المأزوم.

تحريك إيران لموضوع الجولان والإيحاء بالعمل على جعله جبهة واحدة كامتداد لتلك الموجودة في جنوب لبنان، أدخل تغييرات على قواعد اللعبة الإقليمية.

ولم يأت رد إسرائيل على ذلك بعمليات عسكرية "هادفة" فتحت أمامها الأجواء السورية، إلا بمواكبة حركة دبلوماسية ناشطة هدفت إلى ترسيخ نفوذ تل أبيب على الجولان، باعتبار استهداف إيران له استهدافا لأمن إسرائيل الاستراتيجي.

وكان من البديهي، بعدما سلّمت بالدور الروسي "التاريخي" في سوريا، أن تعزز واشنطن حضورها في مناطق نفوذها "التاريخية"، فكان قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ولاحقا، عندما عجزت روسيا عن إخراج العامل الإيراني من سوريا، أقدمت واشنطن على تعزيز الحضور الإسرائيلي فيها، من بوابة الاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان.

وبمواكبة العمليات الحربية التي قادتها، إنهاء لآخر معاقل "داعش" في شمال سوريا، انطلقت حقبة إعادة رسم خارطة النفوذ في "بلاد الشام"، فكان هذا الهجوم المتجدد على سيطرة "حزب الله" على لبنان، وفق ما ترجمته أدبيات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو خلال زيارته لبيروت.

من الواضح أن الإدارة الأميركية الحالية، وبعيدا من التفسيرات الشخصية للخطوات المتخذة، تنخرط بأسلوب غير مسبوق في رسم مرحلة ما بعد "داعش".

ومرحلة ما بعد "داعش" هي مرحلة حسر النفوذ الإيراني في المنطقة، من خلال ترتيب أولويات جديدة، عمودها الفقري التصدي للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولحزب الله في لبنان.

ومن الواضح أيضا أن واشنطن لا ترهن هذه الخطة بتوافر شركاء محليين، بل هي تعتمد على ما تملكه من سطوة وأدوات "تاريخية"، فإسرائيل من "العدة" الدائمة، والخوف اللبناني من العقوبات وتداعياتها "سطوة".

إذن، ما المطلوب لإيقاف الخطوات الأميركية "المنحازة" لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط؟

مرحلة ما بعد "داعش" هي مرحلة حسر النفوذ الإيراني في المنطقة

إن إيران، مباشرة أو عبر أدواتها، لا تملك، وفق ما هو ظاهر حتى الآن، من أدوات المواجهة إلا لسان تهديدي، وميليشيات تهيمن على بعض الدول من داخلها، كما هي الحال في لبنان.

وإيران هذه لم تستطع، حتى تاريخه، من اتخاذ أي خطوة تنعكس إيجابا على الحقوق العربية؛ فهي منذ سنوات طويلة تفيد إسرائيل بتهديداتها بحيث تعطي مطالبها غير المحقة آذانا صاغية في الدولة التي تحتضنها، أي أقوى دولة في العالم، وتقرّبها، من الدول المؤثرة في الشرق الأوسط، أي مجلس التعاون الخليجي.

وبهذا المعنى، فإن اسرائيل، وبمناسبة أحدث مكتسباتها، تشكر بلسانها الرئيس دونالد ترامب، وفي "قلبها" تردد: شكرا... إيران.

 

الدولة والثورة في إيران تخدمان حزب ولي الفقيه

د. ماجد السامرائي/العرب/09 نيسان/19

نظرية ولاية الفقيه السياسية سقطت داخل إيران ومزقتها التظاهرات الشعبية وحالة الفقر الجوع والحرمان، والتشبث بأذيال الدولة الآن لن يلغي هذا التدهور بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية.

هناك خطان في النظام الإيراني أحدهما خط الثورة والآخر خط الدولة

يردد بعض متعاطي السياسة العراقيين ما يقال بأن هناك خطين في النظام الإيراني أحدهما خط الثورة والآخر خط الدولة، مستبشرين دون علم أو فهم بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة لبغداد بأنها تقع في إطار النمو المتصاعد لخط الدولة في إيران الذي يجب حسب ما يرون تشجيعه، وكأنهم قادرون على اختراق نظام ولي الفقيه عبر تفعيل هذه الجدلية، وهم يستسهلون بسذاجة مهارة القائمين على الحكم في طهران، وإنهم يحاولون الآن بسبب ظرفهم الشاق اللعب بقصة “إيران الدولة وإيران الثورة” وتسويقها إلى الدوائر الأميركية قبل الدول العربية ومن بينها العراق.

هؤلاء السياسيون العراقيون حينما يطلقون هذه الدعوة إنما يستقطعون نصف الحقيقة القائلة بوجود تيار إصلاحي داخل إيران، ويحاولون التعبير بنصف المجاملة لنظام ولي الفقيه في إيران خوفاً أو قصوراً عن فهم العقلية الحاكمة في طهران، وهذا ما يقع فيه الكثير من المثقفين العرب الذين كانوا من أشد المنادين بشعارات القومية العربية ومن أكثر المناصرين لقومية صدام حسين التي حاربت إيران، نجدهم اليوم يضعون النظام الإيراني قائداً لمحور الممانعة ضد محور أميركا وإسرائيل، ويدافعون عن خط الثورة للهيمنة على بلدان عربية رئيسية كالعراق وسوريا ولبنان، وهم في ذلك أكثر انسجاما مع حكام طهران، والأحرى بهؤلاء السياسيين المدعين للقومية العربية أن يمتلكوا الحد الأدنى من قيم الدفاع عن عروبة تلك البلدان لكنهم ليسوا أكثر من فاقدي “النعمة الصدامية” التي نشف نبعها برحيل نظامه، وانتقلوا إلى المال الإيراني الرخيص.

ولعل بعض مفسري نظرية انحسار “إيران الثورة” لصالح “إيران الدولة” يتوقعون بأن استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي جزء من عملية استدراج إيران لإخراجها من خانة الثورة إلى خانة الدولة في وثيقة الـ12 نقطة التي أعلنها وزير خارجيته مايك بومبيو العام الماضي. وقد يكون ما تقوم به إدارة ترامب في هذا الجانب صحيحا لكنها تعلم بأن رجال الدين الذي استولوا على السلطة عام 1979 هم أنفسهم الذين احتجزوا الرهائن الأميركان وفجروا قاعدة المارينز في لبنان، ومن المفترض أن تكون النخب السياسية العراقية غير المؤدلجة بالإسلام السياسي المنحاز لطهران من أكثر الناس دراية ومعرفة بطبيعة نظام ولي الفقيه، لكنهم للأسف يقعون في التفسيرات الاستهلاكية أو قصيرة النظر. ذلك أن مصدر تسويق خط “نظرية الدولة” ينطلق من داخل مؤسسات ترويجية لما يسمى التيار الإصلاحي ضمن مراكز صراع القوى داخل النظام الإيراني نفسه للمناورة في السياسة الخارجية، فحقيقة ولاية الفقيه هي حزب سياسي إيراني جوهره قومي توسعي على حساب جيران إيران من العرب يتصدرهم العراق المبتلى، وأمين عام هذا الحزب خامئني يعتقد بأنه خليفة الله في الأرض وأن الدولة الإيرانية هي الأداة الكبرى لهذا الحزب لما تمتلكه من عناصر القوة والسلاح والثروة.

من الصعب تمرير مثل هذه البدع على شعوب إيران وأوساطها المثقفة، لكنها نمت بين الأوساط الجاهلة والفقيرة. لقد قاومت هذه الشعوب التسلط الدكتاتوري والاضطهاد والتمييز العنصري للشاه، وثارت عليه لكن هذه الثورة اختطفت من قبل رجال الدين لتتحول إلى ثورة تمذهبت بالفكر الخميني المغطى بالإسلام الشيعي تحت ما سمي بولاية الفقيه التي أسست الجمهورية الإيرانية الإسلامية معتقدة بأن العالم الإسلامي يجب أن يكون تحت وصايتها، ووفق ذلك فإن الدولة تخدم ثورة ولي الفقيه.

لقد قاومت شعوب إيران النظام وحصلت سلسلة من الانتفاضات أبرزها الثورة “البيضاء” عام 2009 التي قمعت من قبل أدوات السلطة التي تعطل تحقيق الأهداف النهائية لانتفاضة هذا الشعب العريق ليعود له دولة مدنية تتجانس مع جيرانها وتختفي لغة العسكرة والتجييش والمكابرة.

النظام الحالي يستثمر الحالة النفسية الجمعية لشعوب إيران. يقول مفكر إيراني مغترب “إن أكثر ما يدفع الإيراني هو محاصرته بالأعداء من كل جانب على الكرة الأرضية، وهناك رغبة شعبية عارمة بالهروب من ذلك الحصار الذهني الذي فرضته الثورة الإيرانية على الإيرانيين منذ تولت السلطة عام 1979، ما دفعهم إلى رؤية الأعداء حولهم في كل مكان، مقابل نظام مستبد وسلطوي ديني منافق يتحدث عن النقاء والطهارة الثورية لكنه متخم بالفساد”.

لقد سقطت نظرية ولاية الفقيه داخل إيران ومزقتها التظاهرات الشعبية وحالة الفقر والجوع والحرمان، والتشبث بأذيال الدولة الآن لن يلغي هذا التدهور بسبب العقوبات الأميركية التي يحاول النظام استثمارها لتغيير وجهة العداء. كما سقط حزب ولاية الفقيه الإيراني وفشل في العراق لدى شعب العراق الشيعي قبل المكونات الأخرى وبين الكثيرين من بين الأوساط السياسية الشيعية وحتى القيادية منها، ولا بد أن تأتي اللحظة التي يتمزق فيها هذا الكابوس الأسود ويزول من العراق. الدولة والثورة في إيران وجهان لعملة واحدة هي حزب ولي الفقيه.

 

لماذا نريد انتصار حفتر؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

ليس مفاجئاً أن الليبيين يتطلعون إلى نهاية كابوس الاقتتال والفوضى الذي دام ثماني سنوات، ويتمنون دولة موحدة بحكومة مركزية واحدة وجيش واحد. هذا الحلم يبدو أقرب إلى الواقع اليوم لأول مرة مع تقدم الجيش الوطني الليبي السريع، الذي وصل إلى طرابلس، العاصمة وقلعة الميليشيات وحرر عدداً من الأطراف.

وليس الليبيون فقط من يريد نهاية كابوس الحرب، والتخلص من الميليشيات، وإقامة سلطة مركزية واحدة، بل هي رغبة العالم، وتحديداً معظم القوى الإقليمية والدولية. ومع أن كل الحكومات دعت إلى الحل السلمي ووقف العمليات العسكرية، إلا أن معظمها فعلياً لا يمانع من حل عسكري حاسم بقيادة قائد الجيش خليفة حفتر. لغة البيانات السياسية التي صدرت عن باريس، وواشنطن، وموسكو، والقاهرة لم تلجأ إلى التهديد بالعقوبات، بل اعتمدت لغة تحث على الحل السياسي، الذي تعرف أنه غير قابل للتحقيق في ظل توازن القوى السابق، قبل وصول طلائع قوات الجيش إلى طرابلس. فالمفاوضات كانت ستفشل طالما أن الميليشيات مصرة على الاحتفاظ بسلاحها وبترولها ومناطق نفوذها.

غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، الذي كان قد أعد طاولة الحوار، قال إنه يرفض التراجع نتيجة التطورات الجديدة، وإن التفاوض على الحل سيتم في مكانه وموعده المحددين. قال: «لن ألغيه بعد أن أمضينا عاماً حتى نصل إلى هذه المرحلة». الحقيقة يبدو أن الوقت صار أفضل للتفاوض الآن، حتى لو لم يستول الجيش على كل طرابلس، فميزان القوة تغير لصالح القيادة العسكرية ضد الميليشيات المسلحة التي أصبحت أحياؤها في مرمى مدفعية القوات المسلحة. الميليشيات المسلحة حرصت في الأيام الماضية على ترديد مصطلح الشرعية ضمن دعايتها السياسية، على اعتبار أنها حليفة «حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المعترف بها دولياً». هي تستعير الشرعية من حكومة الوفاق فقط لأنها تؤيدها، لكن الجيش نفسه، الذي يقوده الجنرال حفتر، مؤسسة شرعية ويحظى بدعم كامل من البرلمان الليبي، وهو الآخر، أيضاً، مؤسسة شرعية. الأهم، ماذا عن الشعب الليبي الذي يعيش حالة بائسة منذ ثورة عام 2011؟ لا شك أبدا أنه سيؤيد أي سلطة مركزية توحد البلاد، وتعيد خياطة الدولة الممزقة، وتثبت الأمن والاستقرار، وتقضي على الميليشيات، وينجلي هذا الظلام الطويل. وفي ظل فوضى السنوات الثماني لا يوجد هناك من يقدر على توحيد ليبيا أكثر من الجيش الوطني. فمعظم الميليشيات المسلحة بعضها جماعات متطرفة تتبع تنظيم القاعدة، وهناك حكومات تدعمها مثل قطر وتركيا، التي تساند جماعات مماثلة في الحرب الأهلية في سوريا. وعندما سوَّق القطريون مقولة أن السعودية هي من يدعم حملة الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس فإنها غير مقنعة ولا تخرج عن إطار المماحكة. قطر موجودة وداعمة للميليشيات الليبية منذ بداية الحرب وبشكل علني، ومستمرة. وليت أن «تهمة» دعم السعودية للقوات المسلحة الليبية صحيحة، لأنها تستحق الدعم بكل أشكاله لكنها ليست كذلك، فالسعودية مبتعدة عن مسرح الأحداث إلا في حرب اليمن، حيث تقود التحالف العربي هناك. وستكون معظم دول المنطقة سعيدة لو تم القضاء على الميليشيات المسلحة التي تروع الليبيين، وتهدد دول الجيران من تونس والجزائر وتشاد وهي مصدر خطر الإرهاب الأول على مصر. الموقف في ليبيا ليس فيه محاباة للجنرال حفتر، ولا اللواء أحمد المسماري، بل إنه حب في توحيد التراب الليبي والانتهاء من مرحلة الفوضى.

 

الهذيان الإيراني شيك بلا رصيد

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/08 نيسان/19

لم يكن مُستغرباً إعلان الولايات المتحدة الأميركية إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، بوصفه الفاعل الأساسي في كل العمليات القذرة التي نفذها عملاء إيران في المنطقة والعالم، وحتى في الداخل ضد مكونات إيرانية، وبالتالي فإن الخطوة الأميركية حاسمة في مواجهة الإرهاب المنظم، وهو ما كان يجب أن يحصل منذ زمن. اللافت للنظر هو الرد الإيراني الساذج الذي أطلقه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى حشمت الله فَلاحَت بيشه وهو: “إن إيران سترد على ذلك بإدراج القوات المسلحة الأميركية في اللائحة السوداء، إلى جانب تنظيم “داعش” وإنه تم إعداد مشروع قانون يعتبر القوات العسكرية والقواعد الأميركية في المنطقة إرهابية”. لا شك أن القرار الأميركي سيكون نافذاً، وستتقيد به مختلف دول العالم، فيما القرار الإيراني لو أعلن لا يعدو كونه مجرد كلام للاستهلاك الداخلي الذي لن يقدم أو يؤخر، لأن الإيرانيين، ومعهم مختلف شعوب العالم يدركون منذ زمن أن تهديدات نظام الملالي مجرد ظاهرة صوتية. منذ عام 1979 درج ملالي النظام الكهنوتي على إطلاق التهديدات، مرة بتدمير البيت الأبيض على رؤوس من فيه، ومرات بجعل مياه الخليج العربي مقبرة للجنود الأميركيين، وغيرها الكثير من التصريحات العنترية التي تنطبق عليها مقولة: أشبعونا صفعاً وأشبعناهم شتماً.

توهم قادة إيران في عهد الإدارة الأميركية السابقة أنهم يستطيعون الاستفادة من التساهل الذي أبداه الرئيس باراك اوباما، وانهم قادرون على العودة إلى المجتمع الدولي من بوابة الاتفاق النووي، فيما كان أوباما يرى أن التقاطع في المصالح بين إسرائيل وإيران في المنطقة العربية ربما يمهد لتل أبيب الطريق لاستكمال مشروعها في تدمير الدول العربية الكبرى، لاسيما العراق وسورية ومصر والسعودية، وهو ما اتضح من خلال التدخل الإيراني العسكري المباشر في العراق وسورية واليمن ولبنان، ومحاولة زعزعة استقرار السعودية.

لم يكن إعلان قادة نظام طهران السيطرة على أربع عواصم عربية إلا حلقة في مسلسل تقاطع المصالح ذاك، لكن الحقيقة أن مواجهة مشروعهم في اليمن والخليج العربي جعلهم يصابون بخبية كبيرة بعد فشلهم الذريع في إثبات سيطرتهم على تلك العواصم، إذ رغم إطالة أمد الحرب لم يحقق الحرس الثوري عبر الحوثيين أي تقدم على الأرض، بل لايزالون في مربع جغرافي ضيق.

في سورية ومنذ اتضحت أبعاد اللعبة الإيرانية عمدت دمشق إلى التحالف مع روسيا التي ليس لديها مشروع تغيير الثقافة الدينية للشعب السوري كما هي حال إيران، فيما العراق ها هو اليوم ينفض عنه أثقال التدخل الإيراني بالتوجه إلى العرب واستعادة عروبته.

ربما يكون لبنان هو النموذج الأكثر وضوحاً في لعبة التخريب الإيرانية، وخدمتها المصلحة الإسرائيلية، فالنصر الإلهي الذي تغنت به ميليشيا “حزب الله” ومن خلفها طهران بعد حرب عام 2006 تبين أنه العقاب الإلهي للمخطط الإيراني، والدليل على ذلك حجم الدمار وعدد القتلى الذين سقطوا جراء تلك الحرب.

نتيجة كل هذه الأحداث والوقائع فإن الجعجعة الإيرانية لن تسد رمق حاجة طهران إلى تسجيل انتصار ولو وهمياً في أي معركة، ولهذا فإن رد الملالي على القرار الأميركي سيكون مجرد شيك من دون رصيد، أو بالأحرى هذيان مصاب بحمى لا أكثر، فيما العالم كله سيتعاطى مع الحرس الثوري مستقبلاً منظمة إرهابية.

 

نتنياهو والمشاهد المتغيرة والهدايا

غسان شربل/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

يتوجّه الناخبون الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، في انتخابات يرجّح المتابعون ألا تسفر عن إعادة فتح باب البحث عن سلام نجحت في إغلاقه سياسات إسرائيلية متشددة، ومشاهد دولية متغيرة. ويميل المراقبون إلى الاعتقاد أن الانتخابات تدور حول موقع بنيامين نتنياهو على خريطة كبار اللاعبين الإسرائيليين أكثر بكثير مما تدور حول فرص السلام. ورغم صعوبة التكهن، في ضوء طبيعة النظام الانتخابي، فإن كثيرين يعتقدون أن استمرار نتنياهو في رئاسة الحكومة مرجح، سواء عبر تشكيلة يمينية أكثر تشدداً أو عبر حكومة «وحدة وطنية» ينادي بها دعاة استقبال «صفقة القرن» بموقف موحد يحظى بدعم واسع. وحتى لو حصلت مفاجأة لصالح تحالف «أزرق أبيض» الذي يوصف بأنه «يميني وسطي»، بزعامة بيني غانتس ويائير ليبيد، فإن المحللين يرجحون ألا تخرج حكومة من هذا النوع في موقفها من السلام عن القواعد العامة التي فرضها نتنياهو.

يساعد استذكار بعض المشاهد في العقود السابقة على إدراك حجم التدهور الذي أصاب فكرة قيام سلام عادل يستحق التسمية، ويوفر الحد الضروري من الحقوق الذي يجعله قابلاً للقبول والاستمرار. من حق الرئيس محمود عباس أن يتوقف عند الفارق الهائل بين مشهد قديم والمشهد الحالي. المشهد القديم هو صورة ياسر عرفات وإسحق رابين يتصافحان في 13 سبتمبر (أيلول) 1993، في حديقة الورود في البيت الأبيض، وبينهما الرئيس بيل كلينتون. مصافحة تاريخية بين رجلين يمتلك كل منهما شرعية كاملة في معسكره. مصافحة كانت ترمي، كما قيل يومها، إلى «هدم جدار العداء، والاعتراف بالآخر وحقوقه ومخاوفه». وبعد ذلك المشهد، لا بدَّ من تذكر اغتيال رابين، ولاحقاً مشهد عرفات محاصراً في مقره. ولا حاجة إلى الخوض في التفاصيل لإثبات المسافة الهائلة بين مشهد عرفات عائداً إلى أرضه وشعبه، والمشهد الفلسطيني الحالي الكئيب الموزع بين الانقسام العميق وتكاثر المستوطنات، وتراجع الاهتمام الدولي وانشغال دول المنطقة بجروحها ومخاوفها. وفي المسافة الفاصلة، واصلت إسرائيل اغتيال فرص السلام والتهام الأرض، ونجحت في توظيف الأحداث التي هزت العالم والإقليم في إضعاف الشريك الفلسطيني وشطبه.

مشهد آخر تساعد العودة إليه في إظهار حجم الفارق بين الماضي والحاضر. في 26 مارس (آذار) 2000، احتشد مئات الصحافيين في فندق إنتركونتيننتال في جنيف، لمتابعة وقائع اللقاء بين الرئيس بيل كلينتون والرئيس حافظ الأسد. كان لمجرد عقد اللقاء في جنيف معنى يتعلق بأهمية سوريا، وأهمية الالتفات إلى ثقلها وحقوقها. قبل اللقاء، اتفق على مجموعة مبادئ، بينها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان، وقيام علاقات سلام طبيعية بين البلدين. وثمة من يقول إنه تم الاتفاق على أن تكون السفارة الإسرائيلية في يعفور، خارج العاصمة السورية، لتفادي رفع العلم الإسرائيلي في دمشق نفسها. الجدل الذي دار خلال اللقاء دار حول شريط ضيق يتعلق بشاطئ بحيرة طبرية، خصوصاً بعدما شدَّد الأسد على أن الجنود السوريين كانوا يغسلون أقدامهم في مياهها قبل الاحتلال. تعثر اللقاء بسبب الشريط، وثمة من يقول إن الأسد الذي كان مريضاً، وفضل ألا يستهل وريثه عهده بالسلام مع إسرائيل وتبعاته.

لا حاجة إلى أي مقارنة بين ما كانت عليه سوريا التي ذهب رئيسها إلى جنيف لمفاوضة كلينتون وما هي عليه حالياً؛ سوريا التي تتوزع على أرضها أعلام غير سورية، وسط مشاهد الخراب والدمار وحرب لم يكتب فصلها الأخير بعد.

ثمة مشهد آخر لافت في بدايات القرن الحالي. فقد أقرت القمة العربية التي عقدت في بيروت في 2002 المبادرة العربية للسلام، التي تقوم على مبدأ الأرض في مقابل السلام وحل الدولتين. ولم يكن التوصل إلى صوغ المبادرة سهلاً، والأمر نفسه بالنسبة إلى تمريرها في القمة.

لا مبالغة في القول إن نتنياهو لعب في العقد الماضي دوراً بالغ الخطورة في اغتيال معاني المشاهد السابقة، وفي اغتيال ركائز السلام العادل.

ولا حاجة أيضاً للخوض في التحليلات، يكفي استرجاع بعض المشاهد في السنوات الأخيرة، وهي تحولت هدايا يسعى نتنياهو إلى تحويلها فرصة للبقاء في موقعه على رأس الحكومة. مشهدان أميركيان في هذا السياق: المشهد الأول إعلان الرئيس دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهي خطوة سعى أسلافه دائماً إلى تفاديها، في محاولة منهم للاحتفاظ بدور «الوسيط النزيه». وعلى مقربة من الانتخابات المقررة غداً، تلقى نتنياهو هدية استثنائية، تتمثل بإعلان واشنطن اعترافها بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، من دون التوقف عند مقتضيات القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.

وكاد نتنياهو يرتبك من تسارع الهدايا التي حلت بين يديه. ليس بسيطاً أن ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في أن يكون صديق البيت الأبيض والكرملين في آن، وأن يخترق حرمة المظلة الروسية فوق سوريا، لشن غارات متلاحقة على أهداف إيرانية. لم يبخل عليه الرئيس فلاديمير بوتين بالهدايا. فقبل أيام من الانتخابات، تسلم نتنياهو من روسيا رفات الجندي الإسرائيلي زكريا باوميل، الذي قتل خلال معركة مع الجيش السوري إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982. وقبل ثلاث سنوات، تسلم نتنياهو من روسيا دبابة إسرائيلية أسرتها القوات السورية في ذلك الاشتباك، وأهدتها لموسكو لفك أسرارها. وتدخل أيضاً في باب الهدايا زيارة الرئيس البرازيلي بولسونارو لإسرائيل، والتهدئة الأخيرة على الحدود مع غزة. دفعت الهدايا نتنياهو إلى الذهاب بعيداً، خصوصاً لتغطية تهم الفساد التي تلاحقه. آخر وعوده للناخبين كانت تعهده بالعمل لضم الكتل الاستيطانية في الضفة إلى إسرائيل، في حال ترؤسه الحكومة الجديدة. واضح أن الانتخابات الإسرائيلية تدور حول مستقبل نتنياهو، لا حول مستقبل السلام. فوزه بولاية حكومية خامسة سيمكنه من تخطي ديفيد بن غوريون نفسه، ليصبح صاحب أطول إقامة في مقر الحكومة الإسرائيلية، وهو ما عجز عنه كبار الجنرالات.

 

قطر التي تكره التدخلات الخارجية!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بالدوحة، قال أمير قطر تميم آل ثاني، وهو يقدم روايته الخاصة عن الحال العربي، بسوريا واليمن وليبيا مثلاً: «لو تصرفت الدول الإقليمية والدول الكبرى بمسؤولية ودفعت نحو التغيير السلمي والحلول السياسية، لوفرت الكثير من الألم والمعاناة على هذه الشعوب». ترجمة هذا الكلام عملياً، هي: لو ترك المشروع الإخواني يقطف ثمار الحكم، بدعم قطري تركي، تحت عنوان الحريات والشعوب الحرة... إلخ، هذه التعاويذ التي كان سحرة الإخوان يلقونها في الغرب، ومعهم مهاويس اليسار، من العارفين والساذجين... لو ترك الحال لكان الأمر أحسن، ولكان الدم محقوناً والسلام محفوظاً، هكذا يفهم الشيخ تميم، وحكام قطر الحكاية. الحال أن قطر، هي عنوان التدخل الصارخ في الأزمات وسبب إدامتها، عبر تمويلها الجماعات الإرهابية والفرق الإخوانية، وعبر الدعم الإعلامي والسياسي. وعلى فكرة «صديق» قطر، السياسي الإيراني علي صالحي، قال قبل أيام لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إنه اتصل بوزير خارجية قطر ورئيس وزرائها الأسبق حمد بن جاسم بن جبر، من أجل حث قطر على الاتصال بجماعتها «الإرهابية» بسوريا، وإطلاق سراح الزوار الإيرانيين لمقام السيدة زينب الذين اختطفتهم جماعة من جماعات قطر بسوريا. هذا على سبيل المثال السريع فقط! بل وصل الأذى القطري - الإخواني، إلى أبعد بكثير من حدود العرب، إلى قلب أوروبا. مؤخراً صدر كتاب صادم، لباحثين فرنسيين هما جورج مالبورنو وكريستيان شينو بعنوان «أوراق قطر» كشفا فيه النقاب عن عمق الإفساد القطري داخل فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى، من أجل «تمكين» جماعة الإخوان والذَّب عن السياسات القطرية التخريبية من داخل «السيستم» الأوروبي. الكتاب الفرنسي يرصد التمويل القطري الواسع لنشر فكر الإخوان المسلمين ليس فقط في فرنسا، وهو المحور الأساسي للكتاب، ولكن أيضاً في سويسرا وإيطاليا وألمانيا وبلدان البلقان. الكتاب يكشف النقاب عن 140 وثيقة تخرج للعلن للمرة الأولى وهو «ثمرة تحقيق شمل 6 بلدان، إضافة إلى الكثير من المدن الفرنسية». قطر، حسب التحقيق الفرنسي، موّلت «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» الإخواني الذي اتهمه رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق مانويل فالس بأنه يحمل «فكراً متطرفاً» وسعى لمنعه. هذا غيض من فيض الأذى القطري المتشعب، وبعد ذلك كله يحاضر الشيخ تميم عن عدم التدخل والتدويل؟! الذي ساهم في خراب ليبيا واليمن وسوريا - لا نقول يتحمل وحده المسؤولية، لكنه مساهم رئيس - هو الدور الإخواني والإيراني والتركي، وكل هؤلاء، في مكان ما، إما رضعوا من المال القطري أو تغطوا بعباءة الإعلام القطري، المباشر وغير المباشر. تلك هي الحقيقة.

 

إردوغان ونتنياهو والرقص على الحبل الروسي

سام منسى/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

شهدت المنطقة في الأسبوع المنصرم حدثين رئيسين؛ الأول هو تراجع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا بالانتخابات البلدية، بما يصح وصفه بشبه الهزيمة، وذلك وسط ضجيج شراء أنقرة صواريخ «إس 400» من روسيا وزيارة إردوغان إليها اليوم.

والحدث الثاني هو استعادة جثة جندي إسرائيلي فقد في معركة السلطان يعقوب مع الجيش السوري على الحدود اللبنانية عام 1982. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو لشكر الرئيس الروسي على دوره في العملية، وتسلم رفاته، وسط احتفالية مميزة.

القاسم المشترك بين الحدثين هو دور موسكو لدى حليفي الولايات المتحدة الرئيسين في المنطقة.

لعل هزيمة حزب «العدالة والتنمية» في مدن رئيسية كإسطنبول وأنقرة، وغيرها، تعبر عن عدم رضا الناخبين عن سياسات الرئيس إردوغان الداخلية والخارجية.

فعلى الصعيد الداخلي، تحول الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، وشهدت تضييقاً واضحاً على الحريات سبقته حملة اعتقالات واسعة في صفوف المعارضين المدنيين والعسكريين أعقبت انقلاب عام 2016، وعملية تطهير واسعة في الإدارة صبغتها بلون الحزب الواحد. وتعاني البلاد أيضاً من صعوبات اقتصادية مع انهيار الليرة التركية وحالة الركود وارتفاع مستوى البطالة.

على الصعيد الخارجي، تدهورت العلاقات الأميركية التركية جراء مواقف الرئيس التركي من بعض القضايا الإقليمية الحساسة: رفضه عام 2003 فتح الأراضي التركية أمام القوات الأميركية نحو العراق، ومواقفه النارية من إسرائيل، وتحالفه مع روسيا وإيران في الأزمة السورية، وخلافه مع واشنطن لدعمها المقاتلين الأكراد، إضافة إلى اتهامه بدعم الجماعات المتشددة في سوريا. وما قصم ظهر البعير، هو شراء أنقرة منظومة صواريخ «إس - 400» من روسيا، وهي العضو في «الناتو»، وما استتبعه من تعليق واشنطن مشاركة أنقرة في برنامج مقاتلات «إف - 35»، وتهديد نائب الرئيس الأميركي بفرض عقوبات عليها.

وسط هذه المشهدية، طفا التقارب السياسي الروسي التركي على السطح، بعد أن كان يحاك اقتصادياً عبر عدد من الاتفاقات؛ أهمها بناء خط أنابيب الغاز «السيل التركي» ومشروع محطة «أك كويو». مع ذلك، يبقى من المبكر الحديث عن نشوء تحالف استراتيجي بين الطرفين يبعد تركيا عن «الناتو»، لا سيما أن ما يفرقهما أكثر مما يقرب بينهما.

أما تسلم نتنياهو لرفات الجندي الإسرائيلي بوساطة روسية، فله دلالته، لا سيما أنه يأتي قبل ستة أيام فقط من الانتخابات الإسرائيلية. لعل الثمن الذي تريده روسيا من هذه الخطوة هو المزيد من التحصين لنظام بشار الأسد عبر رئيس حكومة في إسرائيل على شاكلة نتنياهو. كما ندرك أن رفات الرقيب زخاري بوميل هي ورقة جديدة يلعب بها نتنياهو على وتر الوجدان العسكري الإسرائيلي في مواجهة الجنرالات في الانتخابات. فهل كان فعلاً بحاجة إليها، وهو الذي حصل من الرئيس ترمب على ما لم يحصله أي رئيس وزراء إسرائيلي من الولايات المتحدة: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

يبدو أن كل ذلك لم يطمئنه على مصيره في الانتخابات، أو لعله يدرك أن مواقف ترمب تهدف إلى استمالة الداخل اليهودي الأميركي انتخابياً أيضاً، أكثر من إعطائه تأشيرة لفترة حكم أخرى. فترمب يدرك أن اليهود الأميركيين ينظرون بحذر شديد إلى تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين المتشدد في الانتخابات، معتبرين أن هذا الأمر يضر بمصالح إسرائيل العليا، كما أن مصداقية رئيس الحكومة باتت معدومة مع كل الدعاوى المثارة ضده. نتنياهو يدرك ذلك أيضاً، فكان اللجوء إلى روسيا والتسامح غير المبرر مع سياستها في سوريا، علماً بأنها فشلت في إبعاد الخطر الإيراني عن الحدود الإسرائيلية، كما من غير المتوقع أن تتمكن من لجم التمدد الإيراني الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وإبعاد نظام دمشق عن فلك طهران، فاتحة بذلك جبهتين على الحدود مع لبنان وسوريا.

لماذا تحاول إسرائيل وتركيا، وهما حليفتان للولايات المتحدة، نسج علاقات دافئة مع الروس؟

الجواب عن هذا السؤال يكمن في ضبابية السياسة الخارجية الأميركية، التي بدأت مع أوباما، وانسحاب أميركا، ليس فقط من الشرق الأوسط، بل من دورها كضابط إيقاع للنظام الدولي، لا سيما بعد شعار ترمب «أميركا أولاً».

منذ بداية الحراك الشعبي السلمي في سوريا، دعا إردوغان نظيره السوري إلى التجاوب مع مطالب المحتجين، كما كان واضحاً في مطالبته بالتنحي عندما جابه شعبه بالبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي. في المقابل، لم يجد موقفاً أميركياً واضحاً من الأزمة السورية بعامة، ومن الأسد بخاصة. يومها، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الأسد، بـ«الإصلاحي»، «لأنه علماني وضد الجماعات المتطرفة»، وبعد ذلك وقع أوباما أسير رغبته التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ليتراجع عن كل الخطوط الحمر التي أعلن عنها في مواقفه من عنف النظام، ووقف يتفرج على تدخل طهران العسكري في سوريا بعد توصيفها المعارضة السورية بالمنظمات الإرهابية والتكفيرية، واتخذ بعدها الموقف نفسه من تدخل روسيا بما يشبه تسليمها إدارة الملف السوري.

وعلى الرغم من التغيير في سياسة إدارة الرئيس ترمب من إيران، إلا أن سياسة أميركا من نظام الأسد والدور الروسي في سوريا، بقيت ضبابية، وتركزت على دحر «داعش». وجاءت قضية تحالف واشنطن مع الأكراد لتزيد «الطين بلة»، كما يقال. وعندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية، تُركت وحيدة في مواجهة موسكو مع تخلٍ أميركي وأطلسي عن مساندة دولة في «حلف الناتو».

سياسة أميركا الانسحاب من الشرق الأوسط بما سمته «القيادة من الخلف»، وتسليم الشأن الأمني والعسكري إلى أطراف إقليمية، شكلت أيضاً «نقزة» عند إسرائيل تفاقمت مع قرار ترمب الانسحاب من سوريا، وسط تقييد روسيا لحرية إسرائيل الجوية لأول مرة منذ نشأتها.

في المحصلة النهائية، الولايات المتحدة مسؤولة عن ميلان بوصلة المنطقة باتجاه روسيا، ومسؤوليتها فادحة على قدر أهمية موقعها كمايسترو للنظام العالمي.

الصفعة الانتخابية التي تلقاها إردوغان تأتي في سياق التأزم مع الغرب، وابتعاده عن سياسة صفر مشكلات مع سعيه لإعادة ساعة تركيا إلى العثمانية، مع ما يستتبع ذلك من استعلاء على جيرانه العرب، وتحريض بعضهم على بعض، ومواصلة سياسة قمع الأكراد. أما نتنياهو، فقد أعلى مصالحه الشخصية على مصالح الوطن العليا، في موقف نادر في دولة مغتصبة «تصارع للبقاء في محيط معاد». العبرة تبقى في أصوات الناخبين، فهل يحاسبون نتنياهو، كما حاسب الناخبون الأتراك إردوغان؟؟ أما مستقبل علاقة البلدين بروسيا فيبقى رهن تقلبات الإدارة الأميركية.

 

الحبيبة «ب»!

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

بعد السكين الذي طعنه عامل مرآب في عنق نجيب محفوظ، لم يعد أمير الرواية العربية قادراً على وضع تلك الملاحم الطويلة، ولم يبق له من القدرة على الكتابة سوى بضعة أسطر يمليها على سكرتيره. وسمى تلك المقاطع القصيرة «أحلاماً»، أو «أحلام فترة النقاهة» التي نشرتها «دار الشروق» في جزأين، وقدمت لها الرائعة سناء البيسي. يقع كل «حلم» من 497 حلماً في أسطر قليلة، لا تقل عن ثلاثة ولا تزيد على سبعة، وتبدو موزعة مثل دفتر نوتات من الموسيقى التي أحبها وتعلمها وعزفها على أرق الآلات الموسيقية، «البزق». لذا، يقتضي أن تقرأ هذه الأحلام كأنك تقرأ مقدمة عبد الوهاب لأغنية «أنت عمري». عشق لا يرتوي، ورفرفة بلابل كثيرة في عرس للطيور. وللمرة الأولى لا يختبئ حكواتي النيل خلف أبطاله. الحلم يمنحه الحرية على البوح. يعطيه الشجاعة على العودة إلى شبابه وصباه ومن أحب وبمن هام. وها هو العاشق الخفر والخفي يعطينا الحرف الأول من اسمها: (ب). وإليك هذا الحلم «رأيتني في الأرض التي أشجارها تثمر البخور والعطور، وثمة امرأة جميلة تغني لا دوام لشيء إلا الله، وأن الحب موسيقى الوجود وزينته، فيردد غناءها جميع الأحباب». الذين ليسوا في السياسة يشير إليهم بالحرف الأول: (ص) هو صلاح جاهين، و(س) سعاد حسني، ونهايتان صاعقتان. أما أحباؤه في السياسة فالاسم الصريح كاملاً: زعيمه الأحب هو سعد زغلول، ولذا، فهو يتراءى له في ثمانية أحلام. أما في الاستزادة، فهو يخبرنا أن «هؤلاء زعماء مصر، وهم بالتوالي: عمر مكرم، وأحمد عرابي، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وسعد زغلول، ومصطفى النحاس، ومكرم عبيد، ومحمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، وأنا أقوم بالخدمة فأقدم القهوة والشاي والسماء تقطر صفاء والجو غاية في الهدوء حتى يكاد يكون له عمق وأنغام» أم أن هذه الأحلام هي رسائل قصيرة فاته، لشدة رقته، أن يوردها في معاني رواياته من قبل؟: «وجدتني أعمل (مسحراتي)، فأدق الطبلة وأمر بالبيوت وأدعو سكانها للاستيقاظ والاجتهاد لعلهم ينجحون ويجبرون بخاطري». ثمة رجل عذب واحد يكتب هذه الرقائق الفكرية. مرة مسهبة، مرة مقتضبة، ودائماً بمفاتيح الموسيقى.

 

أزمة «بوينغ» من سيئ إلى أسوأ

بروك سذرلاند/الشرق الأوسط/08 نيسان/19

أصبح في حكم المؤكد أن كارثة سقوط الطائرة «737 ماكس» من إنتاج «بوينغ» ترجع في الجزء الأكبر منها إلى عوامل بشرية. والآن، بدأت الشركة تعاني من بعض تداعيات الكارثة.

كان من شأن سقوط طائرة من طراز «ماكس» تتبع شركة الخطوط الجوية الإثيوبية في مارس (آذار)، بعد خمسة شهور فقط من سقوط طائرة من الطراز ذاته تتبع شركة «ليون إير»، وضع الشركة المصنعة في قلب عاصفة سياسية قانونية مالية، شهدت طرح تساؤلات علنية حول سمعة الشركة بمجال السلامة. والمؤكد أن إصلاح نظام التحكم في الطيران، الذي من المعتقد أنه ضالع في الحادثتين، سيستغرق فترة أطول من المتوقع، في خضم تركز الأنظار على الشركة، بينما يتعذر على «بوينغ» تسليم الطائرات من دونه. وعليه، أعلنت الشركة في وقت متأخر الجمعة أنها ستحد من إنتاج الطائرة «ماكس» ليصبح 42 طائرة شهرياً، بدلاً عن المعدل الحالي البالغ 52. وقبل كل ذلك، كانت «بوينغ» تخطط لرفع معدل إنتاج «ماكس» إلى 57 شهرياً؛ هدف طموح كانت شركات التوريد تستعد له عبر الاستعانة بمزيد من الموظفين، وتوسيع نطاق قدرة التصنيع.

اليوم، تخطط «بوينغ» للعمل مع شركات التوريد من أجل تخفيف وطأة التداعيات المالية المترتبة على هذا التغيير. وأعلنت كل من «سبيريت إيروسيستمز هولدينغز»، و«سي إف إم إنترناشونال»، وهي مؤسسة مشتركة تعمل بمجال تصنيع المحركات وتتبع «جنرال إلكتريك كو.»، و«سافران إس إيه»، عزمها على الإبقاء على وتيرة الإنتاج الحالية. إلا أنه من غير الواضح ماذا ستفعل «بوينغ» بمثل هذا المخزون. وكلما طال أمد امتناع شركات الطيران عن تسيير رحلات باستخدام الطائرة «ماكس»، تراجعت احتمالات خروج شركات التوريد من هذه الأزمة دونما أضرار. وتواجه هذه الشركات مخاطرة فقدان عائدات بسبب تقلص الطلب، وتوجيه استثمارات إلى مشروعات ليست إليها حاجة. ومن ناحية أخرى، تتصاعد الشكاوى القانونية مع حث المحامي الممثل لحقوق المستهلكين، رالف نادر، على سحب طائرات «ماكس»، نيابة عن ابنة أخيه التي لقيت مصرعها في حادث سقوط الطائرة الإثيوبية. ومع أنه قد لا يحرز تقدماً كبيراً في مسعاه، فإن شركة الخطوط الجوية الإثيوبية أعلنت الجمعة أنها تعيد التفكير في خطط لشراء 25 طائرة «ماكس» إضافية بسبب «الوصمة» التي أصبحت مرتبطة بالطائرة.

ومن ناحيتها، شرعت شركة «بي تي غارودا إندونيسيا» في اتخاذ خطوات بالفعل لإلغاء صفقة بقيمة 4.8 مليار دولار، لأن عملاءها لا يثقون بالطائرة. ومن جهتهم، قال محققون هذا الأسبوع إن الطيارين العاملين لدى شركة الخطوط الجوية الإثيوبية حاولوا اتباع إجراءات لوقف تفعيل نظام السيطرة على الطيران الذي وضعته «بوينغ»، بعد حادث تحطم طائرة شركة «ليون إير». وقد عجز الطيارون عن استعادة السيطرة، مما يوحي بأن الإجراء لم يكن على القدر ذاته من البساطة الذي صورته «بوينغ»، ويقوض محاولاتها السابقة لدفع اللوم عن الحادث بعيداً عنها، عبر إصرارها على أن الطائرة لا تشوبها شائبة. وعلى ما يبدو، جاء تقرير المحققين بمثابة لطمة على وجه «بوينغ» التي أبدت فيما مضى تبلداً في ردود أفعالها تجاه حوادث تحطم طائرات من قبل، وأبدت رفضاً قاطعاً لأي تلميحات بأن تصميماتها أو عمليات تشغيل طائراتها معيبة.

وبغض النظر عن ذلك، تتحمل «بوينغ» مسؤولية إصلاح البرنامج الذي ثبت تعقيده. وأعلنت الشركة في وقت سابق هذا الأسبوع أن الأمر سوف يستغرق عدة أسابيع أخرى، قبل أن تتمكن من عرض تحديث البرنامج على إدارة الطيران الفيدرالية للحصول على موافقتها. ويبدو هذا الأمر مثيراً للحرج بعض الشيء، بالنظر إلى أن «بوينغ» عقدت بالفعل فعالية الأسبوع السابق للترويج للبرنامج المحدث بين الطيارين والصحافيين، وأعلنت أنها ستقدم آخر المستندات المطلوبة إلى إدارة الطيران الفيدرالية. وبالتأكيد، يتعين على «بوينغ» التأكد من أنها أدخلت جميع الإصلاحات المطلوبة هذه المرة. وأفادت تقارير بأن الشركة اكتشفت وجود مشكلة في دمج الإصلاحات الجديدة مع البنية التحتية الحالية المرتبطة بنظام السيطرة على الطيران، وأنها اكتشفت مشكلة جديدة بالبرنامج. ويسلط هذا الضوء على حقيقة أن هذه عملية لا ينبغي التعجل فيها، خصوصاً أن جهات تنظيمية دولية تشعر بأنها مضطرة إلى الاعتماد على إدارة الطيران الفيدرالية فيما يخص مراجعات السلامة، في خضم تساؤلات غير مريحة حول ما إذا كانت الإدارة تتساهل على نحو مفرط في تعاملها مع «بوينغ». والآن، يتعين على المستثمرين في «بوينغ»، وشركات التوريد المتعاونة معها، الشروع في الاعتياد على فكرة الانتظار لفترة طويلة، قبل أن تعود «ماكس» لتحلق في السماء.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر خطة الكهرباء بالاجماع وسط اجواء ايجابية الحريري :الخطة ستنفذ وسيتم الاسراع في تشكيل الهيئة الناظمة

الإثنين 08 نيسان 2019 /وطنية - اقر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة الرئيس العماد ميشال عون، خطة الكهرباء التي رفعتها اللجنة الوزارية، وسط اجواء ايجابية اثنى عليها جميع الوزراء.

وطمأن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد انتهاء الجلسة الى انه سيتم الاسراع في تشكيل الهيئة الناظمة، وان هذه الخطة ستنفذ ولن يكون مصيرها كالخطط السابقة التي وضعت، لانه "في ظل وجود فخامة الرئيس العماد ميشال عون ووجودي ووسط اجماع حكومي، سيتم انجاز هذه الخطة".

الرئيس الحريري

وبعد انتهاء الجلسة، تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال "" بعد اجتماعاتنا ضمن اللجان الوزارية الاسبوع الفائت، انتهينا من درس خطة الكهرباء، واليوم اقرها مجلس الوزراء بالاجماع وبكامل بنودها، وسط جو ايجابي جدا، وكان العمل جرى على كل المستويات لاقرار الخطة، من فخامة الرئيس ومن قبلي والوزراء، واتفقنا جميعا على تمديد العمل بالقانون 288، وستحال الخطة الى لجنة المناقصات واللجنة الفنية لوزارة الطاقة لوضع كل الشروط اللازمة كونها المرة الاولى التي تجرى فيها مناقصة وفقBOT او PPP في لجنة المناقصات. ولهذا السبب سيتضمن التمديد للقانون 288 بنودا اخرى ايضا لمنع حصول اي تضارب في القوانين."

واضاف: " نبشر اللبنانيين اننا اقرينا الخطة بشكل ايجابي جدا وهو انجاز لكل الفرقاء السياسيين الذين عملوا بروح ايجابية، واثني على الوزيرة ندى البستاني التي بذلت جهدا كبيرا خلال الاسابيع الماضية، وهو انجاز يسجل في خانة المرأة اللبنانية كونها استطاعت انجاز هذه الخطة، ونأمل ان يكون التنفيذ من قبل الوزيرة ايضا مماثلا لعملها في اللجنة الوزارية".

اسئلة و اجوبة

سئل: سبق وان بشرتم اللبنانيين بخطط مماثلة عامي 2010 و2017، فكيف يمكنكم تأكيد انجاز الخطة الحالية؟

اجاب: قلت لكم منذ البداية ان طراز سعد الحريري عام 2010 شيء، وطراز سعد الحريري عام 2019 شيء آخر. وفي ظل وجود فخامة الرئيس العماد ميشال عون ووجودي ووسط اجماع حكومي، سيتم انجاز هذه الخطة. صحيح اننا شكلنا عام 2010 حكومة وحدة وطنية، ولكنها لم تكن مماثلة للحكومة الحالية بالتناغم الذي يسودها، ولم يكن هناك من كسر للخلافات التي سادت. اليوم، وبعد الاتفاق على وضع خلافاتنا السياسية الكبرى خارج مجلس الوزراء والعمل لمصلحة المواطن، هذا ما تم اليوم في الجلسة.

سئل: قيل ان هناك ضمانات من اجل احالة الخطة الى دائرة المناقصات لفض العروض. هل هذه الضمانات سياسية؟

اجاب: نحن نسير وفق مفهوم يقضي بأن تقوم كل دائرة بعملها، ومن يخالف هذا المفهوم سيحاسب وفق القانون . وان التمديد للقانون 288 واضافة بعض المواد لحصر العمل بهذه الخطة هو الاساس، وليس هناك من احد يريد التعطيل، ومن يرغب بذلك سيتحمل المسؤولية.

سئل: ما الذي حصل ليوافق اليوم المعارضون على احالة الخطة الى دائرة المناقصات؟

اجاب: لم يكن من معترض على ادارة المناقصات، فالمشكلة كانت مالية، وعلينا تلزيم الكهرباء في اسرع وقت ممكن، ومن يتقاعس في الموضوع سيدفع الثمن، فمالية الدولة لا يمكنها تأجيل العمل بهذه الخطة ولو ليوم واحد. لذلك، اي ادارة ستتأخر في القيام بواجبها، تقع عليها مسؤولية هدر الاموال.

سئل: هل سيسلك مشروع الموازنة طريقا سهلة كما حصل مع خطة الكهرباء؟

اجاب: هناك عمل دؤوب في موضوع الموازنة، وهناك اجراءات علينا اتخاذها قلت سابقا انها صعبة سأتكلم عنها في مرحلة لاحقة، وعلينا الحديث مع المواطن عن وضعنا الحالي والاجراءات الواجب اتخاذها. ليس نحن من يتخذ هذه الاجراءات، فنحن لا نرغب في ذلك، انما الوضع المالي الذي نواجهه لا يبشر بنهاية سعيدة اذا وقفنا دون حراك، وعبر اتخاذ هذه الاجراءات نكون قد سلكنا في الاتجاه الصحيح لتقويم وتعديل طريقة عملنا.

سئل: هل ترضي هذه الاجراءات الدول المانحة، وماذا عن الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء؟

اجاب: ان هذه الخطة ترضي الشعب اللبناني لانها ستؤمن له الكهرباء 24/24 ساعة، ومن شأنها تخفيض العجز الذي ندفعه في الموازنة، وهذا امر ايجابي حتما، وكل المؤسسات الدولية على غرار "موديز" وSNT وغيرها المعنية بالتصنيف الدولي سيرى في الخطة انها واضحة وان لبنان يقوم بخطوات حقيقية للاصلاح في هذا المجال.

سئل: هل هناك من فترة زمنية محددة لدائرة المناقصات؟

اجاب: لن نترك مدة زمنية مفتوحة، ان كل الشركات التي ستتقدم بطلبات ستخضع لشروط قاسية كي نجذب شركات ضخمة تتمتع بإمكانات مالية كبيرة لانجاز الخطة.

سئل: متى ستشكل اللجنة الوزارية؟

اجاب: في الجلسة المقبلة.

سئل: وزير المال قال بأن الموازنة ستطرح هذا الاسبوع.

اجاب: ان شاء الله، انا اعمل معه والافرقاء السياسيين لتوحيد الموقف من موضوع الموازنة، ونعتمد المسار نفسه الذي سلكناه في خطة الكهرباء.

سئل: متى ستتم التعيينات؟

اجاب: ان العمل جار حاليا لتشكيل الهيئة الناظمة ومجلس الادارة. واود ان اشكر جميع الوزراء وبالاخص الوزيرة ندى البستاني لقيامها بعمل كبير.

الوزيرة شدياق والوزير ابو سليمان

ثم تحدث الوزير كميل ابو سليمان والوزيرة مي شدياق، فأثنت الوزيرة شدياق على الجو الايجابي الذي ساد داخل الجلسة، وقالت: " ان وجودنا هنا ليس من اجل الحديث عن انتصار احد على آخر، بل ان الاجواء كانت ايجابية وكان لا بد من السير بالاتجاه الصحيح كي نصل الى اقرار هذه الخطة، لان اللبنانيين تعبوا بالفعل. وكانت الخطة من الشروط الاساسية لكي تسير العجلة الاقتصادية".

اما الوزير ابو سليمان فقال: "لا نريد الدخول في حسابات الربح والخسارة، فنحن راضون بالخطة كما تم اقرارها، ونرغب في اقرار الهيئة الناظمة وتم البحث في الاسراع في هذا الامر. نحن مع تنفيذ الخطة في اسرع وقت وسنكون موجودين لمتابعة هذا الامر، لانه تم اقرار خطط في السابق لم تنفذ، ونرغب في التأكد من تطبيق هذه الخطة لمصلحة لبنان. نحن مرتاحون للجو الايجابي وطريقة التعامل وعمل اللجنة الوزارية".

سئل: هل تم الاخذ باقتراحاتكم؟

اجاب: الخطة تتحدث عن نفسها، ولا اريد الدخول في هذا الجدل . فالجو ايجابي، وجميعنا متفقون، ويبقى موضوع الهيئة الناظمة الذي سنبحث فيه.

واضافت الوزيرة شدياق: " النقاط التي كانت اثيرت في الاعلام وشهدت جدل اعلامي، باتت واضحة ومنها ادارة المناقصات وتوضيح مسألة الاستملاكات... ولكنني اعود واؤكد انه لم ينتصر اي فريق على آخر، فجميعنا كنا داخل الجلسة نتعاطى بشكل ايجابي ونتمنى ان يستمر هذا السياق في المسارات المقبلة لاننا كقوات لبنانية وسائر الفرقاء حريصون على انقاذ البلد من وضعه الراهن، انما ضمن الطريق المستقيم، واخذ الملاحظات من قبل الجميع بايجابية وتم اعتماد الصيغة التي اقرت."

سئلت: تجاوزتم المطب في العلاقة مع التيار الوطني الحر؟

اجابت: انا شخصيا ليس هناك من مطبات تعنيني، فعندما يتطلب الامر مواجهات نقوم بذلك، انما اعتماد وضع المطبات موجودة لاننا لسنا فريق سياسي واحد، بل حكومة توافق وطني ولو لم يكن هناك من اخذ ورد، لا يمكن تشكيل لجان لدرس المواضيع او طرحها على مجلس الوزراء، وشاهدتم في اي ساعة دخلنا واي ساعة خرجنا، وذلك كي يتم تمحيص كل النقاط ومن قبل كل الجهات: التيار الوطني الحر، المردة، حزب الله، حركة امل، القوات اللبنانية والمستقلين ولا يمكننا ان ننكر دور احد، وكان لفخامة الرئيس دور اساسي جدا بتصحيح المسار عند حصول تعقيدات . لا يسعنا الا القول مبروك للبنان، ونأمل ان نصل الى المبتغى عند التطبيق، والا يتأخر موضوع الهيئة الناظمة عبر العودة الى ما نص عليه البيان الوزاري".

وكان سبق الجلسة خلوة بين الرئيس عون والرئيس الحريري تم في خلالها استكمال البحث في موضوع خطة الكهرباء.

 

عون استقبل نائبة الامين العام للامم المتحدة: لبنان يتطلع الى التنسيق الكامل في عودة النازحين ودعم النهوض الاقتصادي

الإثنين 08 نيسان 2019 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائبة الامين العام للامم المتحدة أمينة محمد خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن "لبنان يتطلع الى التنسيق الكامل مع الامم المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة ولاسيما مسألة عودة النازحين السوريين من لبنان الى بلادهم، وكذلك في مجال دعم الخطة الاقتصادية والاصلاحات التي سوف يعتمدها في اطار عملية النهوض الاقتصادي التي تركز على تفعيل قطاعات الإنتاج".

وأشار الرئيس عون الى وجود مشاريع عدة يتم درسها حاليا للانطلاق في تنفيذها بعد اقرار الموازنة، منوها بما تقدمه الامم المتحدة من تعاون في هذا المجال، ولافتا الى أن "ملف النازحين السوريين يلقي بثقله على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، فيما لا يبدي المجتمع الدولي حماسة لتسهيل عودة النازحين الذين قدم لهم لبنان الاهتمام والرعاية يوم كانت الحرب مستقرة في سوريا، لكن الوضع الامني اختلف اليوم، ولا بد من عودة النازحين الى ديارهم".

بدورها أكدت السيدة محمد "دعم الامم المتحدة لكل الخطوات التي يتخذها لبنان من أجل تعزيز الاستقرار فيه وتحقيق الاصلاحات التي يراها مناسبة"، مشيرة الى أن الامم المتحدة "تتطلع الى العمل مع لبنان لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم كما تدعم الاقتراح الذي قدمه الرئيس عون الى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في بيروت لإنشاء مصرف لاعادة الاعمار والتنمية في الدول العربية، ولاسيما تلك التي شهدت أحداثا عسكرية في السنوات الاخيرة". ولفتت الى ان "هذا الملف يمكن أن يوضع في عهدة منظمة "الاسكوا".

ورافق السيدة محمد، وفد ضم الامينة التنفيذية لمنظمة "الاسكوا" الدكتورة رلى دشتي والمنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان السيد يان كيوبيش، والامين العام المساعد للشؤون السياسية السيد ميرو سلاف جينكا والمنسق العام لبرنامج الــUNDP فيليبو لازاريني وعدد من المعاونين.

وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وعدد من المستشارين.

المنسق الخاص للأمم المتحدة

وكان سبق الاجتماع الموسع، لقاء بين الرئيس عون وكوبيش الذي أطلع رئيس الجمهورية على المحادثات التي أجراها في نيويورك والمشاورات التي رافقت صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ القرار 1701 الذي عرض أمام مجلس الأمن قبل أسبوعين.

البستاني

إلى ذلك، كانت لعون لقاءات عدة تناولت شؤونا وزارية وثقافية وتربوية.

وزاريا، استقبل وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني وعرض معها الخطة التي وضعتها لتحسين قطاع الكهرباء في ضوء المداولات التي تمت في اللجنة الوزارية الفرعية التي تشكلت لهذه الغاية، وعقدت سلسلة اجتماعات برئاسة رئيس الحكومة.

المجلس الإداري لمتخرجي الأميركية

واستقبل الرئيس عون المجلس الإداري الجديد لجمعية متخرجي الجامعة الأميركية برئاسة المهندس هشام جارودي الذي أطلع رئيس الجمهورية على تشكيل المجلس الإداري الجديد للجمعية والذي فاز الأعضاء فيه بالتزكية، عارضا لبرنامج العمل الذي سيعتمد لمساعدة الخريجين وتقديم المساعدات للطلاب والقيام بنشاطات تعود بالفائدة على دعم المجلس، ولاسيما أن عمر الجمعية تجاوز المئة سنة.

ورحب عون بالوفد متمنيا لأعضائه التوفيق في مسؤولياتهم الجديدة، معتبرا أن "كل عمل جماعي يهدف إلى مساعدة الآخرين هو عمل إنساني ينمي العلاقات ويعزز الروابط الأساسية بين الخريجين وعائلاتهم". ووصف الرئيس عون مهمة جمعية متخرجي الجامعة الأميركية بأنها "مهمة نبيلة ولاسيما لجهة مساعدة الخريجين في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد".

وأكد الرئيس عون "العمل على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه لبنان حاليا"، لافتا إلى أهمية الاصلاحات التي ستتحقق واستمرار عملية مكافحة الفساد، وداعيا اللبنانيين إلى المساعدة في انجاحها.

وضم الوفد، الى جارودي، الامينة العامة منى كنعان، نائب الرئيس جورج عازار وامين الصندوق نور بيطار، والاعضاء: أكرم صعب، صلاح الحركة، فريد طليع، رولا دويدي، نخلة هاشم، نادر جابر، عامر ابو طعام، مارك دمرجيان، فراس ابو دياب، عبد الله درويش، كرم ضومط، درين نجم، مالك محمصاني.

ايمانويل بييار

وفي قصر بعبدا، الممثلة الفرنسية ايمانويل بييار ابنة المؤلف والمغني الفرنسي الراحل غي بييار وزوجها فريدريك شودير، والسفير خليل كرم، الذين أطلعوا الرئيس عون على الفيلم الوثائقي الذي تعده عن والدها الراحل، الذي كان من الشخصيات الفرنسية التي دعمت الرئيس عون خلال ترؤسه الحكومة في العام 1988، وهو زار قصر بعبدا خلال الحصار الذي تعرض له القصر في ايار 1989 حيث انشد اغنيته الشهيرة "لبنان الحر" "Liban Libre" وكان في حينه برفقة السفير دانيال روندو والكاتب جان دورميسون والنائب جان فرنسوا دونيو وزوجته فريديريك والنائب كلود مورياك.

ونوه الرئيس عون بمبادرة السيدة بييار في إعداد فيلم وثائقي عن حياة والدها الذي كان كثير التعلق بلبنان حيث عاش فيه حتى عمر السابعة عشرة، وزاره مرارا لدعم مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال التي كان اطلقها الرئيس عون في العام 1989. وأعرب رئيس الجمهورية عن عميق امتنانه مستذكرا مواقف غي بييار ودوره الفني والثقافي في تلك الفترة. يذكر أن السيدة ايمانويل بييار هي سفيرة الارادة الطيبة لدى منظمة "اليونيسيف".

 

الحريري استقبل ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ورئيس المجلس العالمي للمياه

الإثنين 08 نيسان 2019/ وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث مامي ميزوتوري التي هنأته على طريقة إدارته للازمات التي يمر بها لبنان، وعرضت معه سبل الوقاية والحد من الكوارث التي تشكل مسؤولية كبيرة، مؤكدة استمرار دعم الامم المتحدة لجهود الحكومة اللبنانية في هذا الخصوص.

كامل

بعدها التقى الحريري الامين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل الذي شكره على دعم لبنان لترشحه لهذا المنصب والدور الذي لعبه الى جانب الدول العربية في هذا الاطار، كما أطلعه على خطط الاتحاد في ما يتعلق بالتنمية البشرية والتنمية المستدامة في مجالات التجارة والطاقة والتعليم العالي. وأعرب كامل عن استعداد المنظومة التي تحظى بتأييد 43 دولة الى جانب دول الاتحاد الاوروبي ومؤسسات التمويل الاوروبية والدولية لدعم لبنان في كل ما يتصل بخطط دولة الرئيس الذي يعمل بجهد لرفعة لبنان اقتصاديا واجتماعيا.

المجلس العالمي للمياه

وفي الساعة الأولى والنصف، التقى الحريري رئيس المجلس العالمي للمياه لواك فوشون على رأس وفد من أعضاء المجلس في حضور مستشاره النائب السابق عمار حوري ورئيس مؤسسة ابراهيم النائب السابق ناصر نصرالله وفي حضور عضو المؤسسة النائب السابق محمد قباني وعدد من الاعضاء والمستشارين.

بعد الاجتماع قال فوشون: "نحن نمثل المجلس العالمي للمياه الذي يعقد اجتماعا لمجلس إدارته في بيروت، وإننا مسرورون للقائنا الرئيس الحريري الذي وجهنا اليه نداء نطلقه دائما الى جميع المسؤولين، وفحواه أن المياه اليوم في حاجة الى إرادة سياسية ولقرارات كبيرة تمكنها من أن تصبح اولوية في الاجندة السياسية والحكومية. وقد تمكنا خلال الزيارة من الاطلاع على اختبارات المهندسين والاختصاصيين في مجال المياه في لبنان وتبادل وجهات النظر في مواضيع تقنية، منها تخزين المياه وتمويلها بوجه التعديات التي تتعرض لها، سواء كان ديموغرافيا او بسبب التغيير المناخي. وبهذا المعنى فإننا نعمل في المكتب بهدف التوصل الى حلول لهذه المسألة بالتعاون مع اختصاصيين في لبنان في هذا المجال".

ثم تحدث النائب السابق نصرالله، فقال: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس باسم مؤسسة ابراهيم عبدالعال للتنمية المستدامة وهيئة مكتب المجلس العالمي للمياه الموجود في لبنان حاليا، والذي يعقد اجتماعه يوم الاربعاء المقبل في بيروت. وقد ناقشنا مع الرئيس الحريري رؤية المياه في العالم وفي المنطقة العربية خصوصا، ونأمل أن نتمكن من خلال التعاون بين المؤسسة والمجلس العالمي للمياه في المساعدة على وضع رؤى مستقبلية للبنان. كما نأمل أن يضع قانون المياه الذي يعاد النظر فيه اليوم من خلال بحثه في المجلس النيابي، في المستقبل، رؤية كاملة للمياه في لبنان للادارة الرسمية وللقطاع الخاص".

 

بري للجالية في قطر: لا أخفي عليكم العجز المالي لكن الإستقرار النقدي والأمني مستمر

الإثنين 08 نيسان 2019 /وطنية - اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الفرصة باتت مناسبة للشروع في حل قضية النازحين بالجملة ولا يجوز دفن رؤوسنا في الرمل بل اجراء التفاهمات اللازمة مع الدولة في سوريا على عودة النازحين".

وإذ أشار الى "وجود الأزمات المتعلقة بالعجز في مالية الدولة"، اكد "ان استقرار لبنان النقدي و الامني مستمر".

جاء ذلك في الكلمة التي القاها الرئيس بري خلال حفل الاستقبال الذي اقامه على شرفه السفير اللبناني في قطر حسن نجم والوفد المرافق، في حضور حشد من أبناء الجالية.

وألقى السفير نجم كلمة اشاد فيها بدور الرئيس بري الوطني في رعاية الحوار بين اللبنانيين مؤكدا أن "الكل يكمل لبنان و لبنان وطن للكل" .

بري

ثم لقى الرئيس بري كلمة قال فيها: "للمرة الثالثة التقى بالجالية العزيزة خلال زياراتي لهذا البلد الشقيق، وأتوجه بالشكر بالمناسبة الى دولة قطر وأميرها ومجلسها النيابي لعقدها هذا الاجتماع البرلماني الدولي النصفي للاتحاد البرلماني الدولي هنا على ارض عربية، ونادرا جدا ما حصل مثل ذلك، وانا اتشرف بتلبية هذه الدعوة الكريمة الى الاجتماع على رأس وفد برلماني واداري واعلامي ملبيا دعوة سفير لبنان الاستاذ حسن نجم واعضاء السفارة لوجودي بينكم". أضاف: "مجددا ومن على منصة هذا اللقاء أتوجه الى قطر حديقة البحر المكتوبة بالماء والملح والخبز واللغة والى قطر ملعب الشمس ودوحة الحب لؤلؤة المكان المعقودة على تاج الامارة ، والسماء المكان والزمان فيها التي فتحت ذراعيها لهذه الجالية العزيزه وفرصة الاعمال والعيش الكريم لاشخاصها، وكانت نعم الشقيق فعلا وقت الضيق، وساهمت دائما في ترسيخ سلام لبنان ونحن لا و لن ننسى اتفاق الدوحة الذي رسخ اتفاق الطائف من جهة وفتح الباب على حل الوقائع الضاغطة على لبنان آنذاك بين الفرقاء وعلى عمليات الإعمار بعد ان استهدفته اسرائيل خلال حروبها على لبنان وكان آخرها عام 2006، حيث ساهمت قطر كما تعلمون بشكل لا يقدر في اعادة اعمار ما دمرته اسرائيل خصوصا بلدات عيناتا وعيتا الشعب ، والخيام ، والى البلدة التي تتحول من عاصمة زراعية للماء والقمح واقصد بنت جبيل ، حيث اعيد بناء العمارة واسواقها وجرى استكمال بناء مستشفاها وتم افتتاحه بالحضور الشخصي لصاحب السمو امير قطر الاب واركان لبنان بسلطتيه التشريعية والتنفيذية". وتابع: "أحمل اليكم من لبنان تحيات الرئيس العماد ميشال عون وتحيات مجلس النواب الذي جدد الانتخابات وفق القانون الاخير الذي نأمل عصرنته وتحديثه ليتلاءم مع العصر، وليتمكن من تمثيل الاغتراب بشكل ملموس ، واحمل اليكم ايضا تحيات رئيس الحكومة وحكومته التي نالت ثقة المجلس الذي يفتح عيونه للرقابة على اعمالها ومساءلتها والتسريع في اصدار جملة تشريعات تتصل بالرقابة".

وأضاف: "لقد استكملنا في لبنان الاستحقاقات الدستورية جميعها، ولا أخفي عليكم وجود الازمات المتعلقة بالعجز في مالية الدولة الى جانب المطالبات البيئية والمتعلقة بالكهرباء وبتوليد فرص اللعمل في وطننا - الجامعة الذى تتكاثر على ارضه الجامعات، بيروت وحدها تتسع ل 45 جامعة و معهد عال و لكن و للاسف لا يوجد اي مجلس اعلى حتى يرسم خارطة طريق التعليم. اعتقد ان الفرصة باتت مناسبة للشروع في حل قضية النازحين بالجملة خصوصا الى المناطق المحرره من الارهاب . اذ لا يجوز ادارة ظهورنا ودفن رؤوسنا في الرمل بل اجراء التفاهمات اللازمة مع الدولة في سوريا على عودة النارحين وفتح معبر نصيب مع الاردن والخليج الى لبنان عبر سوريا ، كما ان الوقت قد حان لتموضع لبنان مع دول الشرق مصر وسوريا وغيرهما والبدء في استخراج النفط والغاز ، ووقف التلاعب في ترسيم حدود لبنان البحرية ، والاعتراف بحق لبنان في النقاط البرية المتحفظ عليها ، ونحن في لبنان لم نخف موقفنا عن وزير خارجية امريكا الذي زار لبنان مؤخرا".

وتابع: "ان استقرار لبنان النقدي والامني مستمر . ونحن اذ نؤكد موقفنا الثابت مع تحقيق الشعب الفلسطيني لأمانيه الوطنيه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس و حق سوريا الثابت في الجولان، كما اننا نركز على تحقيق التفاهمات السياسية بين الفصائل وتوحيد الخطاب السياسي ازاء الاحتلال وصفقة العصر ورفض اختزال الحلم الفلسطيني او الوطن البديل او التوطين. ان استعادة لبنان لسلامه الاقتصادي مرهون على استمرار دعم اشقائه واصدقائه وابنائه والمغامره بالاستثمار على مستقبله وليس على عقاره. انني هنا لا اخفي عليكم اننا في ذروة الاهبة الوطنية لمواجهة اي استحقاق ناجم عن الاستعدادات الوطنية والمناورات ونشر المنظومات القتالية الاسرائيلية الحديثة على امتداد جبهة العدو الشمالية. ان المعادلة الماسية المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة التي تمكنت من تحرير اغلب الارض سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر ، والتي يشير اليها القرار الدولي 1701 ، وهذه المعادلة التي حققت الانتصار تحقق ايضا معادلة الردع".

وقال: "عربيا، نرى اولا ضرورة العودة الى تطبيع العلاقات بين قطر وشقيقاتها الخليجيات ومصر، وبناء و صنع حلول سياسية في سوريا واليمن وليبيا ودعم سلام العراق واستقراره".

أضاف: "دوليا وبعد المجزرتين الدمويتين الارهابيتن التى شهدتهما نيوزلندا، إنني اعود الى فكرتي اصلا بأنه لا بد في المشرق والمغرب العربي وفي جميع انحاء العالم من تشكيل جبهة دولية لمكافحة الارهاب و لمحاربة هذا الارهاب المتجذر في اكثر من مكان. لقد اطلت عليكم ، ولكني المس الدور الذي يقوم به هذا البلد العزيز قطر في جميع القضايا العربية والدولية، وألمس الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه الجالية العزيزه لاعادة بناء الثقه بلبنان وادواره في نظام منطقته. وتشرفت بالامس بلقاء خاص مع سمو امير البلاد الذي ابدى تقديرا خاصا للجالية اللبنانية الموجودة هنا و قال بالحرف الواحد "أنا لا اريد العدد 23 أو 25 أو 26 الفا ، انا اريد عدد اللبنانيين ان يكون خمسين الفا على الاقل" و قال "سأدرس وضع الاقامة درسا معمقا".

وختم: "أجدد شكري لسعادة السفير على هذا اللقاء الحميم بكم ، وعلى الحضور البرلماني والاستشاري العربي المميز ، سائلا الله ان يكون اجتماعنا المقبل في لبنان او في قطر وقد استعاد ازدهاره وازدهار الانسان فيه".

 

كنعان من واشنطن: للفصل بين السياسات المالية وموضوع النازحين

الإثنين 08 نيسان 2019/وطنية - دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الى "الفصل بين السياسات المالية وموضوع النازحين". واكد كنعان في تصريح له من واشنطن، خلال المشاركة في مؤتمر البنك الدولي، "رفض ربط المشاريع الاستثمارية والمساعدات التي تعتبر حافزا للاصلاح، بوجود النازحين في لبنان".

 

سامي الجميل شارك في بروكسيل في اجتماع الجمعية العمومية لحزب الشعب الأوروبي

الإثنين 08 نيسان 2019 /وطنية - وصل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى بروكسيل في زيارة تستمر ثلاثة ايام. وشارك في اجتماع الجمعية العمومية لحزب الشعب الأوروبي، على ان يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية لتجمع احزاب الوسط العالمي، الذي يشغل حزب الكتائب منصب نائب الرئيس فيه. كما يلتقي كبار المسؤولين في حزب الشعب الأوروبي والبرلمان الأوروبي. وسيلتقي الكتائبيين من قسم بلجيكا. وكان في استقباله في مطار بروكسيل، السفير اللبناني في بلجيكا فادي حاج علي، ورئيس قسم بلجيكا السيد كميل ابو عاصي وعدد من الرفاق .

ويرافق الجميل في زيارته منسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله.

 

جعجع دعا بعد اجتماع الجمهورية القوية إلى اعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات: ما حصل في موضوع الكهرباء انتصار للحكومة جمعاء

الإثنين 08 نيسان 2019 /وطنية - عقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وحضور: نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنطوان حبشي، زياد حواط، جورج عقيص، وهبه قاطيشا، إيدي أبي اللمع، أنيس نصار، عماد واكيم، جان طالوزيان، جوزيف اسحق، فادي سعد، شوقي الدكاش وسيزار المعلوف، الوزيران السابقان: جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقون: فادي كرم، طوني زهرا، إيلي كيروز، طوني أبي خاطر وشانت جنجنيان، الأمينة العامة الدكتورة شانتال سركيس، رئيس جهاز "الإعلام والتواصل" شارل جبور وعضو "الهيئة التنفيذية" إيلي براغيد، فيما تغيب عن الاجتماع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، الوزراء: كميل أبو سليمان، ريشار قيوموجيان ومي الشدياق، النائب بيار بو عاصي، الوزير السابق ملحم الرياشي والنائب السابق جوزيف معلوف.

وعقب اللقاء، القى جعجع كلمة استهلها بتلاوة ورقة عن موضوع النازحين السوريين، قال فيها: "انطلاقا من الحاجة الملحة لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم من دون أي تأخير، وإنطلاقا من أن استمرارهم في لبنان بات يرتقي إلى مصاف المسألة الوجودية التي تتخطى كل السياسات والإصطفافات والإنقسامات، وانطلاقا من أن وضع لبنان الإقتصادي والإجتماعي والسياسي لم يعد يحتمل التأخير والإنتظار، وانطلاقا من المسؤولية الوطنية التي تتطلب الإرتقاء إلى مستوى المخاطر والبحث عن الحلول وليس تسجيل النقاط وتقاذف المسؤوليات، وانطلاقا من ربط المجتمع الدولي إعادتهم إلى مناطقهم وقراهم بالحل السياسي ورفض لبنان هذا الربط جملة وتفضيلا، وانطلاقا من إقرار موسكو أن عودتهم إلى مناطقهم وقراهم تتطلب توفير الظروف النفسية والإقتصادية للعودة، الأمر غير المتوافر حاليا بنظر موسكو، وانطلاقا من فشل أو عدم نجاح كل المبادرات السابقة بهذا الخصوص لإعتبارات موضوعية حينا وسياسية أحيانا، وانطلاقا من أن الحلول الجزئية لم تحقق سوى عودة الآلاف، علما أن حلفاء النظام وأصدقاءه لم يطرحوا في أي وقت من الأوقات أي خطة جدية للعودة، بل اكتفوا ببعض التصاريح الإعلامية، وانطلاقا من ذلك كله، فإن لا حل لأزمة النازحين من خلال إعادة طرح الأفكار نفسها، بل الحل الوحيد المتاح اليوم هو بجهد ديبلوماسي لبناني مركز مع روسيا، بصفتها القوة الدولية الوحيدة الموجودة في سوريا وعلى علاقة بإيران من جهة وبنظام الأسد من جهة أخرى، لإقامة مناطق آمنة في الداخل السوري، ثم نقل النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى تلك المناطق، على أن يستمر المجتمع الدولي بتقديماته لهم في تلك المناطق كما يقوم به اليوم في لبنان، بذلك نكون قد أنقذنا لبنان وضمنا عودة آمنة للنازحين السوريين وحياة بالظروف نفسها التي يعيشونها اليوم، ولكن على الأراضي السورية التي هي أراضيهم الوطنية بدلا من الأراضي اللبنانية".

أما في مسألة الكهرباء، فقال جعجع: "سمعنا بعض الأصوات سابقا التي تقول إن حزب القوات يعرقل خطة الكهرباء فيما لدينا وزيران في اللجنة الوزارية المكلفة دراسة ملف الكهرباء. ولقد طرحت علينا في هذا الإطار خطة فهل كانوا ينتظرون منا البصم عليها من دون الإطلاع عليها والمضي قدما؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الجميع رأى ما كان مصير كل أوراق الكهرباء التي كانت قد طرحت سابقا. ولذا، انكبينا على الخطة التي وضعت امامنا من أجل دراستها ووضع ملاحظاتنا عليها والنقاش في بعض النقاط من أجل الوصول إلى نتيجة إيجابية وهذا ما قد حصل تماما".

أضاف: "إن النقاط التي توقفنا عندها مطولا في خطة الكهرباء وناقشنا فيها ووصلت إلى مراميها هي في الدرجة الأولى تشكيل الهيئة الناظمة وتعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، فهل من يصدق أنه رغم وضع الكهرباء في لبنان ليس هناك من هيئة ناظمة لهذا القطاع، ومجلس إدارة كهرباء لبنان منتهي الصلاحية منذ سنوات خلت؟ ولذا، هناك أمور بديهية لم يكن في استطاعتنا السكوت عن تطبيقها، فالقضية ليست قضية عرقلة، وإنما تكامل من أجل سد مكامن الخلل ومن أجل الوصول إلى نتيجة أفضل من تلك التي وصلنا إليها في المرة السابقة".

وتابع جعجع: "إن النقطة الثانية التي تطرقنا لها في خطة الكهرباء هي أنه في كل المحاولات السابقة من أجل إصلاح الكهرباء كان التركيز على الطاقة الموقتة، إلا أننا رفضنا ذلك هذه المرة وحاولنا أن يتحول التركيز إلى الطاقة الدائمة وان تكون الطاقة الموقتة تفصيلا من ضمن خطة تأمين الطاقة الدائمة، شرط أن يكون الهدر التقني وغير التقني بمستويات مقبولة لا تؤدي إلى عجز في الموازنة العامة للدولة، وقد تم الأخذ أيضا في وجهة النظر هذه".

وأردف: "إن النقطة الثالثة التي توقفنا عندها هي مسألة الإستملاكات باعتبار أنه من غير المقبول ان يكون حجم الإستملاك من أجل إنشاء معمل معين يوازي نصف كلفة إنشاء هذا المعمل، وقد تمكنا من التوصل إلى تخفيض نسبة الإستملاكات إلى قرابة ال15% من القيمة التي كانت مطروحة سابقا. اما النقطة الرابعة، والتي لم نتمكن من حلها إلا منذ قليل خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم، فهي موضوع إدارة المناقصات باعتبار أن للدولة قانونا فكيف نريد من الدول المانحة والشعب اللبناني احترام هذه الدولة إن كانت هذه الأخيرة بالذات لا تحترم قوانينها؟ مسألة إحالة المناقصات إلى دائرة المناقصات ليست محط رأي سياسي لفريق ما، وإنما هناك قانون في الدولة اللبنانية اسمه قانون المحاسبة العمومية ينص على ذلك فإما أن نحترمه وإما نقوم بتعديله. وانطلاقا من هذا القانون، فأي مناقصة تكون قيمتها أكثر من مستوى معين يجب أن تحال إلى إدارة المناقصات، وكل المناقصات المطروحة في خطة الكهرباء بقيمة تفوق القيمة المذكورة في القانون. وبالتالي، يجب أن تحال إلى إدارة المناقصات فالقضية ليست خيارا شخصيا، وهذا هو سبب تمسكنا منذ اللحظة الأولى بان تحال هذه المناقصات كغيرها إلى إدارة المناقصات، ونشكر الله على أن هذا ما تم إقراره اليوم في مجلس الوزراء. ولذا، كل ما كان يشاع عن عرقلة غير صحيح على الإطلاق، وإنما جل ما كان نقاش بناء جدا أدى إلى سد كل الثغرات التي كان مشكو منها في خطة الكهرباء التي كانت مقترحة".

وتطرق جعجع إلى "الاتفاق بالتراضي الذي أقر في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المنصرم من أجل تسويق السياحة في لبنان، وقال: "لقد تلقى الإصلاح إنتكاسة من جديد في هذه الجلسة كنا بغنى عنها في الوقت الذي أصبح اللبنانيون جميعا على شفير فقدان الأمل بدولتهم والدول تترقب ما نقوم به في هذا الإطار بشكل دقيق، لذا أتأسف جدا أن توافق الأكثرية في مجلس الوزراء على إتفاق بالتراضي ما بين وزارة السياحة وشركة خاصة من أجل تسويق السياحة في لبنان في حين أن هذا البند تحديدا أتى مخالفا لمبدأين اساسيين تسير الدولة عن اساسهما في الوقت الراهن وهما: التقشف أولا باعتبار أنه لا يمكن أن ننفق ما يزيد على مليوني دولار من أجل تسويق السياحة في حين أننا لا نستطيع تسويق الخبز في البلاد والمبدأ الثاني والأهم هو أنه في حال سلمنا جدلا بأن هذا الأمر ضروري جدا اليوم فلماذا لم يتم إحالته إلى إدارة المناقصات ليتم في مناقصة علنية شفافة؟".

ولفت إلى أن المعنيين "ينبرون دائما للرد على مطلب إحالة المناقصات إلى دائرة المناصقات بالتذرع أن هذا الإجراء سيتطلب الكثير من الوقت، إلا أننا نقول في هذا المجال ما دام إحالة المناقصة إلى دائرة المناقصات يتطلب وقتا فلماذا لم تقم بإنجازها منذ 6 أشهر؟ يأتون في اللحظة الأخيرة إلى مجلس الوزراء ويطالبون بالإتفاق بالتراضي لضيق الوقت لذا اتمنى أن تكون هذه الإنتكاسة الأخيرة للإصلاح لأن لبنان لا يتحمل المزيد من الإنتكاسات".

وتناول جعجع ملف التعيينات الإدارية، وقال: "لهذه التعيينات طريقة واحدة فقط لا غير، وهي اعتماد الآلية وإن لم نطبقها نكون مرة جديدة ندفع لبنان نحو الأسفل أكثر فأكثر".

وذكر بوجود "آلية متفق عليها سابقا منذ الأعوام 2011 و2012، ويمكننا اعتمادها من أجل الإنتهاء من كل التجاذب الذي يترافق مع التعيينات، والذهاب باتجاه مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص بين جميع اللبنانيين"، وقال: "في هذا الإطار، أريد أن أنوه بأن هذه الآلية قد اعتمدت سابقا في اختيار بعض أعضاء المجلس الدستوري الحالي وفي تعيين رئيس لمجلس إدارة تلفزيون لبنان عبر الوزير السابق ملحم الرياشي، إلا أنه للأسف لم يقبلوا بإدراجه على جدول أعمال مجلس الوزراء حتى يومنا هذا".

أضاف: "عندما تم اعتماد الآلية في تلفزيون لبنان تقدم إلى الوظيفة 150 مرشحا، فهل من مركز في الدولة يتقدم له هذا الكم من المرشحين؟ إن هذه الآلية في حد ذاتها تخلق حركة وتعيد الثقة للدولة. وتم اختيار 18 من هؤلاء الـ150، ثم 3 أسماء رفعت إلى مجلس الوزراء إلا أنه للأسف قد أجهضت هذه المحاولة. ولذا، آمل ألا يتم إجهاض محاولات اعتماد الآلية في التعيينات، خصوصا أن لدينا اليوم وزيرة لشؤون التنمية الإدارية تستطيع أن تسهر على هذا الموضوع بكل تفاصيله".

وتناول جعجع موضوع "إعادة رفاة الجندي الإسرائيلي والتعاون الذي تم ما بين روسيا وسوريا في هذه المسألة، وقال: "لدينا بشكل موثق في الدولة اللبنانية، وتحديدا في قصر العدل، ما يزيد عن 280 حالة موجودين في السجون السورية، فضلا عن قرابة 300 أو 400 حالة كانت على طريق التوثيق، وأهاليهم يعرفون من اعتقلهم وزاروهم مرات عدة في السجون السورية. ولذا عندما يتعاون نظام الأسد من أجل إعادة رفاة جندي إسرائيلي قتل منذ 40 عاما أو ليس بالحري بأصدقاء وحلفاء هذا النظام الطلب منه لأسباب إنسانية فقط لا غير أن يعيد من لا يزالوا على قيد الحياة لأهلهم ورفاة من قتلوا كما فعلوا مع الجندي الإسرائيلي؟".

وسأل: "هل تعلمون المأساة التي يعيشها أهالي هؤلاء المفقودين؟ فإذا وضعنا جانبا الجانب الإنساني والوجع الشخصي، فإن هذا الإختفاء بحد ذاته يعقد حياة الأسرى بأكملها باعتبار ان ذويه لا يمكنهم القيام ببعض المعاملات الإدارية في ظل أن هناك فردا من العائلة لا وثيقة وفاة له وليس هناك إثبات أنه على قيد الحياة، وبالتالي يصبحون كأنهم أفراد ما بين الحياة والموت. لذا أتمنى على وزارة الخارجية اللبنانية أن تستدعي السفير السوري في لبنان لتبلغه أن هناك مئات من المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، ويجب على النظام مساعدتنا في الكشف عن مصيرهم كما فعل مع الجندي الإسرائيلي. كما أطلب من جميع الدوائر في الدولة اللبنانية سياسية كانت قضائية أو أمنية أن تضع كل الجهد اللازم مع نظام الاسد من أجل حل هذه الإشكالية الإنسانية بامتياز. وإننا سنستمر في طرح هذا الملف "بالطول وبالعرض" إلى حين إيجاد حل له بالشكل المناسب".

وردا على سؤال عما إذا كان ما تم إقراره اليوم من تعديلات على خطة الكهرباء يعد انتصارا ل"القوات اللبنانية"، قال جعجع: "ما حصل اليوم هو انتصار للحكومة جمعاء باعتبار أنه لولا تضافر جهود عدة أفرقاء في الحكومة لما كنا تمكنا من الوصول إلى ما وصلنا إليه، ف"القوات" لديه 4 وزراء من أصل 30 وزيرا، ولا أخفي في أن "القوات" لعب دور "الخميرة" التي عملت بكد كبير في هذا الإتجاه، إلا أنه لولا تعاون جميع الأفرقاء في مجلس الوزراء لما كنا استطعنا القيام بذلك".

وعما إذا كان من الممكن أن يخلق طرح "القوات" الذهاب باتجاه المساعي الديبلوماسية مع روسيا من أجل حل ملف النازحين، جدلا في لبنان، خصوصا أن هناك جهات تصر على التفاوض المباشر مع نظام الأسد، قال جعجع: "لو كان التفاوض مع نظام الأسد يؤدي إلى عودة اللاجئين، لكنا أيدناه، إلا أنه أصبح واضحا أمام المرجعيات الدولية ومراكز الابحاث في أن نظام الأسد لا يريد عودتهم. وفي هذا الإطار اريد أن أذكر بما صرح به وزير خارجية الفاتيكان أمام مجموعة من النواب اللبنانيين منذ 3 أشهر عندما كانوا يزورون الفاتيكان، حيث قال إنه أصبح من الواضح والجلي جدا أن بشار الأسد لا يريد عودة النازحين السوريين إلى سوريا. كما أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أكد عقب زيارته لسوريا أن هناك حالات اغتيال كثيرة بحق العائدين، إضافة إلى حالات اختطاف ودفع خوات ودفع جزية مقابل التخلف عن الخدمة العسكرية وحالات الإجبار على الإلتحاق بالتجنيد. ولذا، فإن هذه الأمور تدل على ان نظام الأسد لا يريد عودة النازحين عدا عن أنه بالمنطق يمكن أن نستنتج أنه لا يريد ذلك، وتجاه هذا الأمر لا يبقى امامنا كحل سوى محاولة التفاوض مع روسيا التي تشكل القوة الدولية الوحيدة الموجودة على الأراضي السورية والتي تربطها صداقة مع إيران ونظام الأسد ويمكنها إقناع نظام الأسد في إنشاء مخيمات كالتي في لبنان على الحدود اللبنانية - السورية من الناحية السورية ونقل النازحين إليها لأن لبنان لا يمكنه أن يتحمل أكثر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 08 و09 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 09/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73657/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-09-2019/

 

د. وليد فارس لموقع إيلاف: الإدارة الأميركية جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب والمطلوب فكفكته

جواد الصايغ/ايلاف/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73633/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

 

إسرائيل: شكرا إيران

فارس خشّان/الحرة/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73635/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%AE%D8%B4%D9%91%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/

 

لماذا يحرص محور الممانعة وحلفاؤه على توفير فرص نجاح نتنياهو

علي الأمين/العرب/09 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73659/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D8%B5-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AD/

 

لبنان السقيم: عون يذمّ الربيع العربي وشبيحة "البعث" بالأشرفية

منير الربيع/المدن/08 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73638/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B0%D9%85%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8/

يغلّف التناقض الأخلاقي والفصام الفكري، المنظومة السياسة اللبنانية. يدّعي لبنان دوره الريادي في الحريات والدفاع عنها، لكنه يصطف إلى جانب الديكتاتوريات والنظم العسكريتارية. هذا السلوك السياسي اللبناني يغلّب مبدأ الاستقرار وحماية ما هو قائم، على حساب إرادة الشعوب أو أي حراك احتجاجي أو تغييري. يتغنى سياسيو لبنان بالديموقراطية لكنهم يستكثرونها على الشعوب المجاورة. المنطق اللبناني هذا لا يبعد عن خطاب الطغاة والمستبدين، المشهود لهم بما فعلوه بالربيع العربي، من افتعال حروب دموية وثورات مضادة، ومن تغذية متعمدة لظواهر التطرف والإرهاب.

 

 

The Trump Administration's Designation Of The IRGC As A Foreign Terror Organization – Goals And Impact
 
أ. سافيون/ميمري: ادراج إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية... - الأهداف والنتائج المرجوة
 A. Savyon/MEMRI/April 08/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73654/a-savyon-memri-the-trump-administrations-designation-of-the-irgc-as-a-foreign-terror-organization-goals-and-impact%D8%A3-%D8%B3%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%8A%D9%85%D8%B1/

 

When Will Iran's Regime Finally Cave In?
 
جوليو ميوتي/معهد جيتستون: وأخيراً متى يستسلم وينهار النظام الإيراني
 Giulio Meotti/Gatestone Institute/April 08/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73640/giulio-meotti-gatestone-institute-when-will-irans-regime-finally-cave-in%D8%AC%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%88/

Opinion/How Netanyahu Saved Assad, Helped Russia and Gave Iran the Run of Syria
 
كايل أورتن/هآرتس: كيف أنقذ نتنياهو الأسد وساعد روسيا وأعطى إيران مجالاً لإدارة بسوريا
 Kyle Orton/Haaretz/April 08/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73644/kyle-orton-haaretz-how-netanyahu-saved-assad-helped-russia-and-gave-iran-the-run-of-syria-%D9%83%D8%A7%D9%8A%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%86-%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%83%D9%8A%D9%81/