LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april06.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس  بجاني/زيارة وزير خارجية فنزويلا للبنان يؤكد احتلال حزب الله للبنان

الياس  بجاني/ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

بالصوت والنص/الياس بجاني/عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس  بجاني/عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أبوأرز/نراقب بشغف واعجاب ثورة الشعب في الجزائر واصراره

هل يغيّر "حزب الله" إستراتيجيته؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 5/4/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ما سر الهجوم على حاكم مصرف لبنان؟

وزير المال متفاهم مع الحريري على إجراءات لخفض عجز الموازنة/تلازُم الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد ضروري لتمديد الإفادة من «سيدر»

الحكومة اللبنانية تطلق دورة تراخيص ثانية للاستثمار في الغاز البحري وأقرّت تشكيل لجنة وزارية لدراسة خطة مكافحة الفساد

الحكومة اللبنانية تطلق دورة تراخيص ثانية للاستثمار في الغاز البحري وأقرّت تشكيل لجنة وزارية لدراسة خطة مكافحة الفساد

20 مليون دولار التكلفة السنوية لتعويضات الرؤساء والنواب السابقين ونواب يعترضون على اقتراح وزير المال خفض رواتبهم

"تململ" سعودي ــ اميركي من نبيه بري.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الخارجية الأميركية تشرح العقوبات:حرمان إيران من مليارات الدولارات

روسيا: رحيل بشار الأسد أصبح من الماضي

نتنياهو طلب من بوتين مواصلة «الضغط لإخراج إيران» من سوريا/رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقدم «خطة مكتوبة» في الكرملين

إسرائيل: استطلاعات الرأي ترجّح بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء بعد الانتخابات

إردوغان: أنهينا صفقة «إس – 400» ونواصل دفع الأقساط

حزب إردوغان «يصحح» آلاف الأصوات ويحذر من {سيناريو فنزويلا}

إريتريا تتهم قطر وتركيا بـ{أعمال تخريبية}

هل بات خيار الحسم العسكري في الحديدة أمراً واقعاً؟ والشرعية اليمنية متيقنة من عدم التزام الحوثيين وتنتظر المجتمع الدولي

الجزائر: مسيرات مليونية اليوم... والجيش يقترح بن بيتور رئيساً للمرحلة الانتقالية وتحضيرات برلمانية لتثبيت شغور منصب الرئيس بعد استقالة بوتفليقة

قوات حفتر لاقتحام طرابلس... والسراج يعلن «النفير العام»/قلق أممي من تفاقم المواجهات... وداخلية حكومة الوفاق ترفع حالة الطوارئ إلى «الدرجة القصوى»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روسيا و"الممانعة" وتابعهما الأسد في خطب ودّ إسرائيل/منير الربيع/المدن

حزب الله ضعيف الأثر في الانتخابات الإسرائيلية/سامي خليفة/المدن

"أنا الحكومية"... والزّير أبو ليلى/جوزف الهاشم/الجمهورية

متى تنتهي مهلة دوكان/طوني عيسى/الجمهورية

واشنطن: مبادرة روسيا للنازحين السوريين لتعويم النظام/جورج شاهين/الجمهورية

تبرئة ترامب وانعكاساتها على سياساته الشرق أوسطية/راغدة درغام

مقابل روسي وسوري للجندي الإسرائيلي/وليد شقير/الحياة

استعادوا الرفات.. هكذا فقدت إسرائيل جنودها عام 1982/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

النفاق توأم الممانعة/مهند الحاج علي/المدن

الفيضانات والملالي وسندريلا/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مئوية الإجماع/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العرب والمبادرات الجديدة في الدولة والدين/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع كنعان وغطاس الخوري الاوضاع: امارس صلاحياتي على اكمل وجه ولبنان تجاوز الانقسام الحاد والأخطار تأتي من الخارج

احياء اليوم العالمي للصحة في قصر بعبدا بمشاركة 500 طالب وطالبة وعون أكد ثقته للنهوض بالقطاع الصحي: نحو مشروع صحي للفقراء قبل الاغنياء

رئيس الجمهورية استقبل وزير الدفاع وقائد الجيش واعضاء المجلس العسكري

بري اختتم زيارته إلى العراق بلقاء علاوي والتيار الصدري وكتلة المحور الوطني وأبرق الى المسؤولين الايرانيين معزيا

بري شارك في قطر باجتماع المجموعة البرلمانية العربية تمهيدا لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي

كنعان من بكركي عشية زيارته لواشنطن: لمست الدعم لعملنا الرقابي ولبنان غير مفلس اذا توافرت ارادة الاصلاح

الراعي زار مدرسة العائلة المقدسة ساحل علما: الرب أرادنا في هذه المنطقة ولا يمكن ان نترك رسالتنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

إنجيل القدّيس لوق17/من07حتى10/“قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «مَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟

وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زيارة وزير خارجية فنزويلا للبنان يؤكد احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/02 نيسان/19

استقبال لبنان وزير خارجية فنزويلا أمر مؤذي واستفزاز للمجتمع الدولي ويؤكد هيمنة حزب الله على قرار الحكم والحكومة..لبنان بلد محتل.

 

ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/02 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73495/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%B2%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7-2/

الوطن الذي لا يكون أهله على استعداء دائم لتقديم أنفسهم قرابين على مذبحه يزول ويتحولوا هم إلى عبيد أذلاء.

أهل زحلة ومعهم كل أحرار لبنان تحت رايات المقاومة اللبنانية بقيادة شهيد وطن الأرز الشيخ بشير الجميل قالوا في 2 نيسان 1981 لا كبيرة صارخة ومدوية ومزلزلة للمحتل السوري ولم يخيفهم إرهابه وإجرامه وبربريته.

صمدوا ودافعوا عن زحلة بعنفوان وكبرياء وإيمان وقدموا مئات الشهداء.

ردوا الهجمة البعثية الهمجية ببطولة وبقيت زحلة ولا تزال حرة وأبية.

يقول القديس الرسول في رسالته إلى العبرانيين عن المسيح وموته الخلاصي: “كان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير الجميع”.

في التأمل بموت المسيح وغايته، يمكّننا قبوله وتجاوز أسبابه الظالمة، طمعا بغايته السامية، ويمكّننا على النحو نفسه أن نفهم موت شهدائنا في مدينة زحلة وفي كل لبناننا الغالي والحبيب ونقبله ونتخطى أسبابه الظالمة وصولا إلى غايته السامية، وهي غاية خلاصية”.

شهداء زحلة كالمسيح، كان عليهم أن يذوقوا الموت، وقد فعلوا ذلك لخيرنا جميعا،

استشهدوا من اجل أن نبقى وتبقى مدينة زحلة ويبقى لبنان،

فصحّ فيهم مثل حبة الحنطة الإنجيلي، والقيمة التي يموت من اجلها إنسان لا تموت بزوال جسده، بل تتضاعف”.

في مساء يوم 2 نيسان سنة 1981 توجه الشيخ بشير الجميل إلى المقاتلين في زحلة مفوضا إياهم الصلاحيات باستمرار المقاومة آو مغادرة المدينة، وقال:” لان الطريق لا تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم تحافظون على حياتكم ويصبح سقوط المدينة حقيقة محتمة وهذه تشكل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم ستجدون أنفسكم بلا ماء وبلا دواء وبلا طعام وبلا ذخيرة وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية والمحافظة على هوية البقاع اللبنانية وتعطون معنى لحربنا طيلة ست سنوات”. وأضاف:” إذا قررتم البقاء فاعلموا شيئا واحد، هو أن الأبطال يموتون ولا يستسلمون”، فرد الجميع سنبقى وولد الشعار وبقيت زحلة حرة وبقي لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*ملاحظة: المقالة في أعلى هي من أرشيف عام 2018

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين

http://eliasbejjaninews.com/archives/73451/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين/31 آذار/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias al mkalah sunday.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين/31 آذار/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias al mkalah sunday.wma

 

عجيبة شفاء المخلع ومفهوم وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/31 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/73451/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84/

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (02/10-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع:

(“ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم”).

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم أحمل فراشك وأذهب”.

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له” (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. وقال القديس يعقوب في رسالته (05/15): “وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له”.

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/01-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نراقب بشغف واعجاب ثورة الشعب في الجزائر واصراره

أبو أرز/05 نيسان 2019/نراقب بشغف واعجاب ثورة الشعب في الجزائر واصراره، ليس فقط على الاطاحة برئيس الجمهورية، ولكن بكل بطانته ورموزه ايضا، وبأحالتهم على القضاء الذي بدأ للتو بملاحقتهم بتهم تتعلق بالفساد.

هكذا تكون الانتفاضات، جذرية المطالب والحلول، او لا تكون ابداً.

تحية لشعب الجزائر .

لبيك لبنان

 

هل يغيّر "حزب الله" إستراتيجيته؟

Lebanon24/05 نيسان 2019/علِم "لبنان 24" من مصادر مطلعة أن "حزب الله" تلقى رسالة من أحد حلفائه الأساسيين يطلب منه تبديل إستراتيجيته في مكافحة الفساد. وأشارت المصادر إلى أن بعض حلفاء الحزب أكدوا له أنهم لا يستطيعون السير معه في هذه الوتيرة من المعركة، لأسباب عديدة. ورأت المصادر أن الملفات المالية التي نقلها النائب حسن فضل الله قبل مدّة إلى القضاء لا يمكن السير فيها بالشكل الذي يتمناه الحزب. ولفتت المصادر إلى أن "حزب الله" يتجه إلى إعتماد إستراتجية في مكافحة الفساد تشبه إلى حدّ كبير إستراتيجيته في المقاومة ما قبل العام 2000، حيث كان يضرب نقاط الضعف العسكرية، ويواكبها بتغطية إعلامية الأمر الذي يخلق ردعاً من جهة، وحافزاً من جهة أخرى، وهذا ما قد يبدأه إذ سيفتح ملفات متفرقة لا يمكن لأحد الدفاع عنها لتحقيق إنجازات صغيرة يمكن تزخيمها تدريجياً.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 5/4/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

وفد نيابي لبناني الى واشنطن في الساعات المقبلة، غداة زيارة بومبيو بيروت والرئيس عون موسكو.

قبل ذلك كانت اتصالات اميركية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول الوضع النقدي اللبناني وانعكاسات الأزمة الاقتصادية عليه.

ترافق ذلك مع تأكيد المدير العام للأمين العام اللواء عباس ابراهيم تلازم الأمن والاقتصاد مشيرا الى بروباغندا سياسية لاستغلال الأزمة الاقتصادية.

وفيما أجرى نتنياهو محادثات في موسكو تبقى المراصد الدبلوماسية مركزة على الوضع الحدودي في جنوب لبنان.

وتسعى قيادة اليونيفيل بحذر الى معرفة النيات الاسرائيلية في ما يتعلق بورقة التصعيد عند الخط الأزرق في سياق استعداد نتنياهو للانتخابات الاسرائيلية هذا الشهر.

وفي المنطقة تصادم بين قوات حفتر وميليشيا طرابلس الغرب في ليبيا ومواجهات الحديدة في اليمن ودور الجيش في الأزمة الدستورية في الجزائر والتحذير الاميركي لتركيا إزاء الوضع في شمال سوريا ودور القوات الكردية حليفة واشنطن.

وبالعودة الى الداخل اللبناني نشير الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد تجاوز لبنان حال الانقسام معربا عن اعتقاده بأن المخاطر تأتي من الخارج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من وراء التيار والخطة وتدابير سيرها نحو مجلس الوزراء "بطش" العهد منصورا.. وفتح حرب الحاكمية بنوابها الأربعة بواسطة وزير الاقتصاد الذي أعلنها معركة على رياض سلامة قبل مغادرته إلى واشنطن بالتزامن مع وفود تستطلع الاقتصاد والكونغرس والعقوبات، ووضع لبنان في البنك الدولي لا تلازم مع حرب منصور بطيش باتجاه حاكم مصرف لبنان سوى قرب استحقاق التجديد لنواب الحاكم الأربعة الذين يرى العهد ضرورة تنقيتهم وإبعادهم عن التبعية.

وإذ يسافر وزير الاقتصاد إلى الولايات المتحدة لكنه يترك في بيروت اسما دخل البورصة السياسية ممثلا عن التيار الوطني الحر، فيما أعلن نائب التيار الان عون للجديد أن ما شهدناه هو دعوة الى الاصلاحات المالية وليس رسائل سياسية باتجاه أحد غير أن نواب القوات اللبنانية فتحوا النيران بغير اتجاه على العهد، وسجل النائب زياد حواط أعنف هجوم منذ وصوله الى النيابة قائلا نحن لا نريد إنقاذ العهد بل إنقاذ لبنان، واليوم نرى مزيدا من الفساد والوقاحة والفجور وعائلة مالكة تحكم البلد"، وكسروان ساندت جبيل برمي الرشقات النارية إذا قال النائب فريد الخازن "لا أعتقد أن الرؤوس الكبيرة التي تنهب البلد، وكونت ثروات مالية هائلة على حساب المال العام انقلبت على ذاتها وباشرت محاربة الفساد أي محاربة ذاتها"، وأشار الخازن إلى أن "كل ما نراه اليوم لا علاقة له بالإصلاح فهو ضجيج إعلامي لذر الرماد في العيون".

وزحلة لم تكن دار سلام بدورها فشحنت "الاسودة" تعابيرها مع النائب جورج عقيص الذي رأى أن كل ما تقوم به الآن في مكافحة الفساد، هو مجرد تمثيلية على المجتمعين المحلي والدولي، وأحد فصول التمثيلة تجسد في خطوة رئيس الحكومة سعد الحريري أمس الذي ظنناه يسحب بند الغرامات المالية على الشركات من غيرته على الإصلاح، لكنه اتضح أنه يسعى لتأمين الإجماع السياسي على هذا البند فأي إجماع ينشده رئيس الحكومة على شركات تسرق المدينة،اعتقدناه جاء بقلب مفتوح ومقسطر وصاف يريد مصلحة البلد..

لكن ما اتخذ من قرارات جاء لينهب وسط البلد أو ليؤسس لتفاهمات سياسية يجري بموجبها الإعفاء الضريبي وذلك بتمهيد من وزير المال المؤسس للخطة علي حسن خليل والحريري الذي سحب خفض الغرامات.. نأى بنفسه أيضا عن أي غرامات سياسية قد تفرض عليه اذا ما استقبل وزير خارجية فنزويلا خلال جولته على السياسيين في لبنان وبدا أن نصائح عدم الاستقبال وصلته من وزير الخارجية الأميركي مارك بمبيو الذي اتصل برئيس الحكومة مطمئنا إلى صحته، لكنه أراد أن يطمئن إلى جدول أعمال زواره وما اذا كان بين الوافدين زائر من فنزويلا مادورو لم يغضب الحريري الاميركي ولا السعودي في السابق، عندما دفعته المملكة إلى اتخاذ موقف من كندا لمواساتها في معركتها لكننا اليوم امام دولة فنزويلا العظمى التي تضم على أراضيها نحو نصف مليون لبناني من المغتربين.. المنتشرين الذين يوازون مجموع لبنانيي الخليج قاطبة وبذلك يسير الحريري غب الطلب.. يقطع مع كندا بأمر ملكي.. ويقاطع فنزويلا بأمر أميركي.. وينأى بنفسه عن سوريا بموجب الأمرين معا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

بعد ساعات من إنتهاء اللجنة الوزارية من درس خطة الكهرباء تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء الاثنين المقبل، كشف رئيس الجمهورية ميشال عون أن ملف الكهرباء وحده رتب على خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار. وقال: إننا نحاول رد الوطن إلى الخيارات الإقتصادية والإبتعاد عن الكيدية لأن الانماء لاعلاقة له بالأحزاب، معتبرا أن لا خوف على الوحدة الوطنية.

مصادر متابعة أكدت أن إتصالات ولقاءات ستجري في اليومين المقبلين، لبلورة المواقف النهائية من خطة الكهرباء، قبل إقراراها في مجلس الوزراء.

أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فأكد أمام زواره أن العمل في المرحلة المقبلة هو تسهيل دخول الشباب في سوق العمل و الإستثمار، فيما كانت وزيرة الطاقة والمياه تعلن عن إطلاق دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية التي وافق عليها مجلس الوزراء. واعلنت عن عرض البلوكات واحد، إثنان، خمسة، ثمانية ، و عشرة للمزايدة.

قضائيا، وبعدما اصدر مجلس هيئة التفتيش القضائي قرارا بإحالة قاض الى المجلس التأديبي الخاص بالقضاة، إتخذ وزير العدل قرارا وفقا لصلاحياته القانونية، بوقف القاضي المذكور عن العمل موقتا، لحين البت بوضعه من قبل المجلس التأديبي. وكان النائب العام المالي ادعى اليوم على ثمانية أشخاص في الدوائر العقارية في جبيل وجونية، وعلى معقب معاملات ، بجرم الإهمال الوظيفي وإساءة الأمانة.

إقليميا المشهد في ليبيا الى مزيد من التصعيد العسكري. فمع وصول الجيش الوطني الليبي الى مشارف العاصمة طرابلس لتطهيرها من المسلحين دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق للتصدي لأي هجوم بالتزامن مع استنفار المجالس العسكرية في مصراتة والزنتان لمؤازرة قوات حكومة الوفاق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

معاناة الخروج من عنق الزجاجة تلف لبنان، رغم تكثف النوايا للتهدئة وتكاتف محاولات تخطي الازمات.

خطة الكهرباء، الموازنة، مطاردة المفسدين، وتغريم المخالفين او اعفاؤهم، كلها حقول مرصوفة بالالغام، وحبل العبور منها الجدية الحكومية، واطلاق يد المؤسسات والادارت المعنية.

نفطيا، وزارة الطاقة اعلنت رسميا اطلاق الدورة الثانية لتراخيص البحث في المياه اللبنانية، حيث تتزاحم البلوكات مع التحديات:اخطرها محفوف بالتربصات المعادية جنوبا، واكثرها الحاحا ياتي من الشمال، حيث يفترض التنسيق مع سوريا، وفتح مسار تواصل مع دمشق بموازاة المسار المطلوب لانهاء ازمة النازحين.

ليس الوضع على ما يرام ، يتفق اللبنانيون، لكن وحدتهم لا خوف عليها لانهم لم يختلفوا على الوطن كما اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي حمل الكيد السياسي تداعيات استمرار ازمة الكهرباء وغيرها…

ولحل هذه الازمات لا بد من عقلية جديدة بعدما ثبت فشل العقلية السابقة في التعاطي مع الواقع اللبناني بحسب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي رأى أن المطلوب حاليا تعاون جميع اللبنانيين للوصول الى خطط فعالة للخروج من ازماتهم .

الوصول الى تحرير ما تبقى من ارض لبنانية محتلة هو خيار لا لبس فيه، مشاه اليوم بعض اللبنانيين من اهالي شبعا، متحدين الاجراءات الصهيونية، ومطالبين بتحرير ارضهم بكل الوسائل المتاحة، واولها المقاومة، فكانت صرخة ارقت الاحتلال الذي استنفر جنوده ومدرعاته.

في فلسطين ، مسيرات غزة على ثباتها في كل جمعة تؤكد الاصرار على فك الحصار ومقارعة خطط الاحتلال المتسارعة بدفع اميركي لاكساب بنيامين نتنياهو ولاية حكومية جديدة.

في ليبيا، تتسارع الاحداث بين معسكرين بنيران المصالح الدولية، في مشهد يلهب هذاالبلدالعربي، ويؤرق جيرانه لا سيما تونس والجزائر اللتين اعلنتا اعلى درجات الاستنفار لمواجهة التداعيات المباشرة وغير المباشرة لحرب الاخوة الاعداء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

غدا السادس من نيسان، الذكرى السنوية الأولى لمؤتمر " سيدر ". ذكرى، بأي حال عدت يا ذكرى؟ يكاد لم يتحقق شيئ مما تعهد به لبنان أمام مؤتمر " سيدر " . تعهد بإصلاحات لم يتحقق منها شيئ بعد،أو فلنقل لم يبدأ منها شيئ بعد. تعهد بإصلاح الكهرباء، ولكن لم ينجز منها شيئ بعد، بدليل أن مجلس الوزراء سينعقد الإثنين المقبل لبت خطة وزيرة الطاقة. تعهد بإقرار موازنة عام 2019 في المدة القانونية، لكن الموازنة لم تنجز بعد، ولا يتوقع أن تنجز قبل شهرين.

هذا غيض من فيض عن القدرة على الوفاء بالتعهدات، فماذا سيقول غدا للدول والمنظمات والهيئات التي اجتمعت في باريس تحت عنوان " سيدر " منذ سنة تماما ؟ قد يقول : " تأخرنا "، ولكن هل من مهلة استلحاق ؟ هناك وعود، وهناك مؤشرات واعدة ... من الوعود أن الإصلاح الإداري سيبدأ، ومن الوعود أن خطة الكهرباء ستوضع على سكة التنفيذ اعتبارا من الإثنين المقبل.

ومن المؤشرات الواعدة ان مكافحة الفساد بدأت رحلة الألف ميل. ففي القضاء نفضة، واليوم توقيف قاض عن العمل بعد اتهامه بمخالفات خطيرة وكبيرة، كصرف نفوذ او تحقيق منافع.. تجدر الإشارة إلى ان بعض القضاة الذين طاولهم التوقيف عن العمل، سبق وخسر درجات نتيجة تحقيقات التفتيش القضائي لكن معايير المحاسيب أعادته إلى بعض المواقع في التشكيلات القضائية .

وفي الدوائر العقارية نفضة، واليوم ادعى النائب العام المالي على ثمانية موظفين في الدوائر العقارية في جبيل وجونيه ... والإثنين يستمع قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان إلى محامية في ملف الموقوف م.م

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يتجلى انقسام اللبنانيين بأوضح صورة، بين أكثرية وأقلية.

قد يكون هذا الكلام مفاجئا للبعض، خصوصا الذين اعتقدوا أن الوطن الصغير تجاوز أزماته السياسية الكبرى التي شتتت أبناءه لسنوات، ووزعتهم بين تجمعات وتحالفات وتكتلات متناحرة، قبل التوصل إلى التسوية الوطنية الأخيرة، التي أعادت خلط الأوراق.

غير أن مفعول المفاجأة لدى هذا البعض يبدأ بالتلاشي، عند التدقيق بالمعنى المقصود، وإدراك المفهوم الجديد للانقسام اللبناني في المرحلة الراهنة.

ففي لبنان اليوم، لم يعد موضوع السلاح والعلاقة مع سوريا وسائر الملافات الخلافية السابقة عنوان الانقسام الأول بين أكثرية وأقلية، فقد تجاوز الجميع ذلك مرحليا ربما، نحو عناوين تمس الناس أكثر في حياتهم اليومية، وفي مستقبل أبنائهم على أرض الوطن.

في لبنان اليوم مثلا، أكثرية مع عودة النازحين، وأقلية تعرقل. أكثرية مع تفعيل الاقتصاد، وأقلية لا تساهم في اتخاذ ما يلزم من اجراءات معروفة من الجميع لتحقيق الهدف. أكثرية مع مكافحة الفساد، وأقلية من معظم الأحزاب وكل الطوائف والمذاهب والمناطق، تغطي الفاسدين، وتفتعل الأزمات لتأخير يوم الحساب.

في لبنان اليوم مثلا، أكثرية تدفع في اتجاه كهرباء ونفط وسدود وقضاء منزه ومؤسسات فاعلة ومجتمع منتج ومشاريع كثيرة أخرى، وأحلام لا تعد أو تحصى، وفي المقابل، أقلية لا" شغلة الا ولا عملة"، سوى بث الشائعات على مواقع التواصل، والتفاعل معها، حتى كاد الكاذب أن يصدق الكذبة التي اطلقها.

وفي هذا السياق، لفت كلام الرئيس عون اليوم عن ترسبات ورثناها منذ العام 1990، وهمنا الاول ازالة آثارها. فوحده ملف الكهرباء رتب على خزينة الدولة اكثر من 40 مليار دولار، وسببه الاساسي الكيد السياسي. اليوم، قال رئيس الجمهورية، نحاول رد الوطن الى الخيارات الاقتصادية والابتعاد عن الكيدية لأن الانماء لا علاقة له بالأحزاب. أما الخلاصة، فهي التالية:لا خوف على الوحدة الوطنية لأن لا خطر علينا من الداخل، بل الأخطار تأتي من الخارج، فلبنان تجاوز حالة الانقسام الحاد، لأننا اختلفنا في السياسة لكننا لم نختلف على الوطن، فربح الوطن في النهاية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

رئيس مجلس النواب نبيه بري في قطر حاليا للمشاركة في أعمال مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح أعماله غدا.وفي إجتماعه المجموعة البرلمانية العربية، شدد الرئيس بري على حماية الشعب الفلسطيني وعلى الجولان.يأتي ذلك عقب زيارة عراقية ناجحة بامتياز أختتمها رئيس مجلس النواب.

مسك الختام كان مزيدا من اللقاءات مع القيادات والتيارات السياسية العراقية على تنوعها في مقر إقامته في بغداد. من التقاهم الرئيس بري في آخر جولات الزيارة، حرصوا على وصفه بالشخصية التاريخية والرجل المعتدل، الباحث عن الخير لعموم البلدان العربية، والمناضل العربي

باستحقاق، وهو الذي قاد المعارك ضد إسرائيل عندما كانت حركة أمل هي الوحيدة التي تقاتله خلال غزوها لبنان، فكان للرئيس بري موقف مميز ولا يزال على حد ما عبر رئيس الحكومة العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي.

في الداخل اللبناني يستريح الحراك الرسمي الدسم اليوم وغدا وبعده ليستأنف الاثنين المقبل في جلسة لمجلس الوزراء تعقد على نية خطة الكهرباء التي انجزت اللجنة الوزارية درسها وظلت بعض نقاطها عالقة فهل تنجح الحكومة في التغلب عليها خلال جلستها المزمعة في قصر بعبدا؟ علما بأنه في الفترة الفاصلة عن يوم الأثنين يجري رئيس الحكومة مشاورات حول هذه النقاط ومن بينها عقدة المناقصات.

وفي المزايدات عرض للبلوكات النفطية الخمسة من جانب وزارة الطاقة غداة موافقة مجلس الوزراء على دورة التراخيص الثانية موضحة ان آخر يوم في العام 2020 هو الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في هذه الدورة.وسط كل هذه الإنتظارات انشغلت أوساط سياسية واقتصادية بأبعاد الهجوم المباشر الذي شنه وزير الاقتصاد على سياسات مصرف لبنان وحاكمه وهندساته المالية.

وفيما لاذ المصرف المركزي بالصمت حاولت تلك الأوساط الاستقصاء عما اذا كان موقف الوزير منصور بطيش ذاتيا ام انه يعكس موقف كتل لبنان القوي الذي يتنمي اليه أو يعبر عن المرجعية التي يدعمها التكتل بالمطلق؟على خط المواقف السياسية اليوم كلام لرئيس الجمهورية فيه طمأنة الى ان لا خوف على الوحدة الوطنية وان لبنان تجاوز حالة الإنقسام الحاد وفيه بالمقابل تشديد على أن الأخطار تأتي من الخارج.

وعلى الخط عينه كلام للمدير العام للأمن العام يعتبر فيه أن ما يدور داخل لبنان فيه نوع من البروباغندا السياسية التي تستخدم الأزمة الاقتصادية ولقمة المواطن لغايات سياسية.كل هذا والعين على الإصلاح في القضاء والإدارات إذ تتكشف كل يوم حقائق حول تجاوزات وسوء إستخدام الأمانة ورشاوى وفساد يسكن في الغرف وخلف الأبواب التي فتحت مضبوطة على ساعة المحاسبة والمحاسبة لدى القضاء ليست موسمية فهي مستمرة حتى أقصى الحدود على ما أكد وزير العدل للـNBN .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون م تي في"

طريق تفعيل العمل الحكومي محفوفة بالمطبات المطب الأول الاثنين مع انعقاد مجلس الوزراء بصورة استثنائية لإقرار خطة الكهرباء، ورغم كل الكلام المعسول الهادف الى تدوير الزوايا فالثابت ان الموضوعين الخلافيين الأساسيين أي إدارة المناقصات والهيئة الناظمة رحل الى اللجنة الوزارية الى مجلس الوزراء لدقتها.

فهل يكهرب الموضوعان المذكوران ما تبقى من علاقة طبيعة بين مكونات الحكومة، المطب الثاني المؤجل يتعلق بتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان ولا شيء يوحي ان التعيين سيمر الاسبوع المقبل وخصوصا ان جلسة مجلس الوزراء قد لا تنعقد لأن لبنان الرسمي سيكون مشغول الخميس بزيارة رئيس اليونان الى لبنان.

المطب الثالث يتعلق بتداعيات المواقف التي فجرها وزير الاقتصاد أمس بالوزير قطيش وجه انتقادات مباشرة الى حاكم مصرف ما أثار أسئلة كثيرة وفي السياق أكدت أوساط مصرف لبنان ان قطيش أخطأ التوقيت والصلاحية والهدف فلبنان بحسب هذه الأوساط لا يحتمل استهداف مؤسسة أمنت الاستقرار النقدي طوال ربع قرن كما تعتبر الأوساط عينها ان مصرف لبنان غير معني إطلاقا بما قاله وزير الاقتصاد لأنه غير مخول أصلا مساءلة المصرف المركزي وبالتالي فإذا كان قطيش يملك أدلة فما عليه إلا تقديمها الى النيابة العامة المالية أما بالنسبة الى الهدف فتعتبر أوساط المركزي ان حملة قطيش سببها قد يكون شخصيا لأنه كان يطمح لأن يكون حاكما للمصرف أما إذا كان الهدف سياسيا فإن المصرف لا يتعاطى بالسياسة ولا يتدخل في تفاصيلها وشؤونها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 نيسان 2019

النهار

تُبدي جهات سياسية واقتصادية استغرابها لما يُطرح حول إقفال ملف المهجرين من الوزير المعني وتياره، فيما خزينة الدولة فارغة ولا يلحظ مشروع الموازنة الأموال الكافية لانهاء هذا الملف.

يُنقل عن أحد القريبين من مرجع رئاسي أن الظروف الاقتصادية الصعبة تحول حتى دون تأمين أموال إعلانات لمحطة تلفزيونية قريبة من هذا المرجع.

لم يسلك اقتراح تحديد أعداد المتخرجين في اختصاصات طبية وصحية طريقه في اللجان النيابية المختصة بسبب لوبي من الجامعات واعتراض نيابي.

الجمهورية

إستغربت جهة دبلوماسية حال التناقض الشديد بين الأقوال والأفعال في قضية داخلية حسّاسة على رغم خطورتها.

تخوفت مصادر إقتصادية أن يذهب الصالح بجريرة الطالح في موضوع إلغاء الإعفاءات الجمركية، لأن الأعصاب مشدودة والقلق يشلّ التفكير المنطقي.

ذكّرت دولة كبرى لبنان مجدداً عبر مسؤوليه بضرورة تلبية لائحة مطالبها حول تبييض الأموال.

اللواء

يتردّد مرجع روحي في التدخل للحدّ من تداعيات الاشتباك بين حزبين من طائفته، لاعتبارات تكتّم عليها!

امتنع موظف كبير عن المشاركة في مؤتمر إقليمي حضره زملاء له في الدول المجاورة، دعا إليه وزير سيادي، من دون تقديم تسويغ مقبول.

ما يزال خلط الأوراق يحيط بالانتخابات الفرعية في طرابلس، على الرغم من الانسحابات والتموضعات!

الاخبار

علمت "الأخبار" أن دولة الإمارات ستموّل إفطارات رمضانية برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، في منطقة الطريق الجديدة ببيروت، على أن تتولى تنظيمها شركة "بيست" التي فازت بأكثر من "عقد" سخيّ من بلدية بيروت في السنوات الماضية.

كما ستتم الاستعانة بشباب من المنطقة لتولّي حماية الدخول والخروج، على أن تنقل هذه الإفطارات يومياً على شاشة "المستقبل" التابعة للحريري، فيما ستتولى السفارة توجيه الدعوة الأولى للمشاركة.

التقى نائب القوات اللبنانية عماد واكيم، أول من أمس، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لاستكمال النقاش في دفتر الشروط المتعلق بمعالجة النفايات الصلبة في بيروت بتقنية التفكك الحراري (المحارق). وقالت مصادر بلدية إنه "تم وضع اللمسات الأخيرة" على دفتر الشروط الخاص بالصفقة، لكن أعضاء البلدية لم يطّلعوا بعد على التفاصيل أو الملاحظات التقنية التي وضعتها "القوات" على دفتر الشروط، الذي سيُعرض على المجلس البلدي لمناقشته وإقراره. ورجّحت المصادر ألّا يمر "الدفتر" بالإجماع على طاولة المجلس البلدي، بل سيخضع للتصويت.

تزداد الاحتجاجات الوزارية على أداء وزير الاتصالات محمد شقير، خارج وزارته. فالأخير يقوم بنشاطات اقتصادية تدخل ضمن مهمات وزارة الاقتصاد، ولا يزال يتصرّف كونه رئيساً للهيئات الاقتصادية ويترأس وفوداً اقتصادية باسم لبنان الى خارج البلاد، حيث سيزور روسيا في غضون أيام. وبحسب المعلومات، فقد عمد أكثر من وزير إلى لفت نظر زميلهم في الحكومة، لكن شقير "لم يرتدع".

بدأ المقاولون منذ يوم أمس تنفيذ "إضراب" عن المناقصات التي تجريها الدولة لتنفيذ أشغال لمصلحتها، احتجاجاً على عدم دفع وزارة المال مستحقاتهم منذ أشهر. ويؤكد "المضربون"، الذين هددوا بهذه الخطوة قبل أيام، أنهم سيستمرون بتنفيذ أعمال العقود التي سبق أن أبرمتها الوزارات والمؤسسات والمجالس المعنية معهم، لكن من دون المشاركة في أي مناقصات مستقبلية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ما سر الهجوم على حاكم مصرف لبنان؟

النهار/05 نيسان 2019/لعل السؤال بالعبارة المستعارة الذي طرحته "النهار" قبل يومين هل "البلد ماشي؟" تتظهر الأجوبة عنه يوماً بعد آخر في اتجاه سلبي، ذلك ان اتفاق مجلس الوزراء على قرارات ايجابية تسبق اقرار خطة الكهرباء، لا يلغي الصورة السوداوية لواقع الحياة السياسية والاقتصادية، اذ يتبين من الممارسة السياسية ان كل الملفات ستبقى خاضعة للتجاذبات بما يؤخر كل انطلاق فعلي لتحقيق انجازات منتظرة. أمس وبعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي نجحت في الموافقة على اطلاق الدورة الثانية لتراخيص التنقيب عن النفط واضافة بلوكين على الثلاثة السابقة، اطل وزير الاقتصاد منصور بطيش ليشن هجوماً مباشراً وغير مسبوق على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، منتقداً اجراءاته وهندساته المالية. وقال إن "واقعنا الاقتصادي الحالي هو نتيجة التوجهات الخاطئة منذ أكثر من ربع قرن، وما عاد يكفي الاقتراض من الخارج والترقيع ولا التذاكي على حساب الناس والبلد". وفيما لاذ مصرف لبنان بالصمت، وسيستمر في ذلك على الارجح، تخوفت مصادر نيابية عبر "النهار" من "تداعيات هذا الاشتباك المفتعل في هذه الظروف الضاغطة اقتصادياً ومالياً، وفي ظل ضغوط دولية لتنفيذ اصلاحات مالية وادارية". وبينما ربطت التأخير في تعيين نواب الحاكم بالمستجد، نفت علمها بـ"وجود اي خطة لتغيير الحاكم حالياً". وفضلت المصادر الانتظار لاتضاح الموقف وما اذا كان رداً موضعياً على الحاكم الذي قال قبل أسبوعين: "تشكل الادارة الحكيمة وسيلةً لخفض عجز الموازنة، لا سيما أنه بعد شهرين من تشكيل الحكومة، لم تَبحث في برامجَ إصلاحية تضع لبنان على مسار إصلاحي، مع أن الأسواق تترقب ذلك، ما أثار ردود فعل سلبية تجسدت بارتفاع الفوائد." ورجحت ان تكون "زوبعة في فنجان" لأن الوقت غير مؤات لاحداث تغييرات تكون لها ارتدادات غير مناسبة، كما ان لا اتفاق على اجراء تعديل أو تغيير في الحاكمية.

أما اللجنة الوزارية للكهرباء، فلم تتوصل الى حسم كل نقاط الخلاف، واستمر الصراع بين وزراء "القوات" من جهة ووزيرة الطاقة ندى بستاني من جهة اخرى، خصوصاً في ملفي ادارة المناقصات والهيئة الناظمة للكهرباء. وتم الاتفاق مساء على جلسة خاصة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس ميشال عون الاثنين في قصر بعبدا لاقرار الخطة وسط تحفظات ورقابة شديدة ستفرض على مضامينها. وأعلنت بستاني انه "في العام 2020 سيرى اللبنانيون أنه تم البدء بالحل الموقت في خطة الكهرباء". أما مصادر "القوات اللبنانية" فنظرت بإيجابية إلى التقدم الذي أحرز في اللجنة لجهة الملاحظات التي أخذ بها على رغم وجود بعض النقاط العالقة. وقالت إنه تم إقرار المبادئ العامة للخطة وفق الملاحظات التي كانت "القوات" قد أدرجتها ولا سيما لناحية الربط بين الحل الدائم والحل المؤقت والربط بين الانتاج والهدر، وسوف تحرص على النظر في تفاصيل التطبيق لكل مرحلة على حدة.

وفي شأن متصل بالعمل الحكومي، واكبت تحركات مطلبية جلسة مجلس الوزراء، فشهدت ساحة رياض الصلح اعتصاماً للجنة متابعة الناجحين في مجلس الخدمة المدنية لمصلحة المديرية العامة للطيران المدني، رفضاً للمماطلة في توقيع مراسيم تعيينهم، والمطالبة بحل هذا الملف وتعيين الناجحين في الوظائف التي نجحوا فيها. كذلك نظّم متطوعو الدفاع المدني المعتصمون منذ أيام في ساحة الشهداء، وقفة في ساحة رياض الصلح، مطالبين بالاسراع في إصدار مرسوم تثبيتهم. وعمد عدد منهم الى تقييد أيديهم بسلاسل حديد، وأقفلوا مداخل السرايا بأجسادهم لمنع الوزراء من دخولها. وتجمهر عدد من الناشطين المناهضين لإنشاء مشروع سد بسري. وفي سياق المواقف التصعيدية التي تقودها نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء في لبنان للحصول على المستحقات المتأخرة، قاطع متعهدو الأشغال العامة مناقصة انشاء مبنى الجمارك لدى مجلس الانماء والاعمار، وذلك بناء على قرار مجلس إدارة النقابة الذي دعا الى مقاطعة كل المناقصات المعروضة بتمويل محلي.

ويذكر ان الرئيس سعد الحريري لفت في مستهل الجلسة الحكومية الى انه "لا يجوز تسريب جدول اعمال مجلس الوزراء والبدء بمناقشته في الاعلام"، وذلك رداً على الضجة التي اثيرت حول موضوع اعفاء شركات مالية ومصرفية من غرامات كبيرة متأخرة ما استدعى تأجيل البند المطروح الى الاسبوع المقبل. وصرح وزير الإعلام جمال الجراح بان "تسوية الغرامات تسمح لوزير المال بجباية المال، وبالتالي فإنه مطلب حق أن نحاول إدخال مال إضافي إلى الخزينة، نتيجة هذه الغرامات والرسوم. وتأجل هذا البند إلى الأسبوع المقبل، وحتى وزير المال أحب أن يوضح بعض الأمور بخصوصه، وهو سيكون على جدول أعمال جلسة الأسبوع المقبل. لكني أردت أن أشرح للرأي العام أنه ليس صحيحاً ما تم تداوله في الإعلام من إعفاء مؤسسات من الرسوم والضرائب، بل إن الإعفاء المطلوب هو من الغرامات فقط". وعلم من مصادر وزارية ان التوجه العام كان الى حسم هذا الملف الذي يجرجر أذياله منذ نحو عشر سنين، ويحال القانون الرقم 662 الصادر في تاريخ 4/2/2005 الذي ينص على تعليق اجازة تسوية أي غرامة يتجاوز معها الخفض المليار ليرة على موافقة مجلس الوزراء، دون متابعة إجراءات التحصيل الجبري الى حين بت طالبات خفض الغرامات.

 

وزير المال متفاهم مع الحريري على إجراءات لخفض عجز الموازنة/تلازُم الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد ضروري لتمديد الإفادة من «سيدر»

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/لم يتردّد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في تعاطيه بجدية إلى أقصى الحدود مع التحذير الذي أطلقه نائب رئيس البنك الدولي فريد بلحاج، في جولته على أركان الدولة، من عدم ارتقاء الحكومة إلى المستوى المطلوب في تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية التي تشكل الممر الإلزامي لوضع لبنان على السكة الصحيحة للإفادة من مقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدته للنهوض من أزماته الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما ظهر جلياً من خلال اللقاءات الماراثونية التي عقدها الحريري مع وزير المال علي حسن خليل، من أجل الوصول إلى تفاهم غير قابل للنقض يدفع في اتجاه ترشيق الموازنة للعام الحالي بغية خفض العجز فيها الذي يؤدي إلى خفض تدريجي لخدمة الدين العام.

ومن نتائج هذه اللقاءات ما قاله وزير المال أخيراً إنه ورئيس الحكومة على موجة واحدة في نظرتيهما إلى التدابير والإجراءات الرامية إلى خفض العجز في الموازنة، إنما حسابياً هذه المرة وليس ورقياً. لكن التفاهم بين الحريري وخليل يبقى في حاجة إلى تكريسه في مشروع الموازنة الذي يستدعي، كما قال مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، الارتفاع إلى مستوى المسؤولية وصولاً إلى إعلان حالة من التضامن الوطني يشارك فيها الجميع بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والمزايدات الشعبوية التي لا تخدم الالتفات إلى التحذير الذي أطلقه بلحاج.

ويلفت المصدر الوزاري إلى أن التعامل بمسؤولية مع ما قاله بلحاج من شأنه أن يقطع الطريق على تفويت الفرصة المتاحة للبنان للإفادة من مؤتمر «سيدر»، خصوصاً أن المجتمع الدولي لا يمانع ولو لمرة واحدة وبصورة استثنائية في تمديد هذه الفرصة لفترة زمنية محدودة. ويشدد المصدر على أهمية التلازم بين مكافحة الفساد ووقف الهدر وبين الإصلاحات المالية والإدارية، ويؤكد أنه لا إمكانية للفصل بينهما لأنهما يصبّان أولاً وأخيراً في الاتجاه الصحيح لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان. ويرى أن الحكومة اللبنانية تقف حالياً أمام استحقاق مصيري يتطلب منها اتخاذ إجراءات وتدابير موجعة يراد منها تهيئة البلد للدخول في مرحلة جديدة عنوانها شد الحزام، شرط ألا يقتصر دفع الأثمان على السواد الأعظم من اللبنانيين بغية تفادي الاقتراب من الهاوية بدلاً من توفير الشروط لمنعه من السقوط لاحقاً فيها.

ويتوقف المصدر الوزاري أمام الصحوة المفاجئة التي يراد منها مكافحة الفساد ووقف الهدر لمصلحة تشديد الرقابة على الإنفاق العام، ويقول إن هذه الصحوة ضرورية وإن جاءت متأخرة، لكنه يحذّر من إقحام المؤسسات والإدارات العامة في مبارزةٍ أقل ما يقال فيها إنها استعراضية لا لزوم لها. ويشدد على دور الأجهزة الأمنية والقضائية والرقابية في هذا المضمار بعيداً عن العراضات الأمنية والعسكرية التي لم يكن بعض الأجهزة الأمنية في حاجة إليها. في إشارة إلى أنه لم تكن هناك ضرورة لما حصل أخيراً في دائرة الميكانيك وتسجيل السيارات في الدكوانة، وكان الأجدى التقيُّد بالأصول وملاحقة المشتبه بهم بصمت بعيداً عن الأضواء. ولا يتردد المصدر في التنويه بدور «شعبة المعلومات» التابعة لقوى الأمن الداخلي وبفاعليتها في إعداد الملفات الموثّقة والتحقيقات المقرونة بالأدلة تمهيداً لإحالتها إلى النيابات العامة المالية المسؤولة عن تحديد المسؤول عن هدر المال العام. ويؤكد أن «شعبة المعلومات» كغيرها من الأجهزة تعمل من دون ضجة لتحقيق الأمن الاجتماعي بعد أن نجحت في وضع اليد على معظم الشبكات الإرهابية والتفجيرية وإحالتها إلى القضاء المختص.

ترشيق الموازنة وإصلاحات

وبالنسبة إلى ترشيق الموازنة، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية أن لقاءات الحريري - خليل أدت إلى التوافق على إعداد رزمة من الإصلاحات المالية يُفترض أن تتلازم مع إصلاحات إدارية لئلا يتعامل معها البعض وتحديداً المجتمع الدولي على أنها موسمية للإفادة من توظيف مقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والاجتماعية.ويعتقد المصدر أن الاجتماعات المفتوحة التي تعقدها اللجنة الوزارية برئاسة الحريري لمناقشة خطة الكهرباء التي أعدتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، يجب أن تنتهي إلى تفاهم، وتقول إنّ الحريري وإنْ كان يحرص على ضرورة تأمين التوافق حولها، فإنه في المقابل لا يحبّذ الإبقاء على بعض النقاط من الخطة عالقة لإحالتها إلى مجلس الوزراء للبت فيها، خصوصاً أن جميع المكونات التي تتشكل منها الحكومة ممثَّلةٌ في اللجنة. ويرى أن التوصل إلى إنجاز خطة الكهرباء يشكل أول اختبار ميداني لجدية الحكومة في خفض العجز في هذا القطاع الذي سيُدرج في صلب التدابير التي يراد منها ترشيق الموازنة التي تتيح للبنان أن يتقدّم للمجتمع الدولي بأوراق اعتماده التي تدفع في اتجاه إطلاقه الضوء الأخضر للدول والمؤسسات التي كانت وراء القرارات التي صدرت عن «سيدر».

ومع أن المصدر نفسه يستبعد، من خلال ما توفر له من معطيات، أن يأتي مشروع الموازنة على إعادة النظر في التدبير رقم «3» الذي تستفيد منه الأسلاك الأمنية والعسكرية لجهة منح العاملين فيها ثلاثة أشهر كتعويض في مقابل سنة خدمة، وأيضاً في سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام من دون أن يعني المس ببعض التقديمات التي يمكن لجميع هؤلاء أن يتحمّلوها، لكنه يتوقّع إعادة النظر في رواتب أركان الدولة والوزراء والنواب الحاليين والسابقين ممن يتقاضون تعويضات مالية شهرية تخضع لعدد الدورات النيابية التي أمضوها تحت قبة البرلمان، إضافة إلى إمكانية خفض عدد السفارات اللبنانية في الخارج سواء بالنسبة إلى العاملين فيها أو إلى بعض السفارات التي لا ضرورة لوجودها، ويمكن لسفارات أخرى تقع في دول قريبة منها أن تقوم بمهامها.

كما يتوقع المصدر الوزاري خفض الزيارات إلى الخارج، وتحديداً للوزراء للمشاركة في مؤتمرات تُعقد هناك شرط أن تبقى محصورة بالضروري منها وأن ينوب عنهم السفراء لتمثيل لبنان فيها. ويشدّد أيضاً على تعزيز دور أجهزة الرقابة وتفعيل دور القضاء في إعادة الانتظام لمؤسسات الدولة وإداراتها خصوصاً، وأمام مجلس القضاء الأعلى مسؤولية في محاسبة من يثبت ضلوعهم في الاتهامات الموجّهة حالياً إلى المشتبه فيهم بهدر المال العام، ويرى أن هناك أكثر من ضرورة لدور دائرة المناقصات في تلزيم المشاريع، وأنه لا مانع من تعديل بعض القوانين التي ترفع منسوب مراقبتها لها، لقطع الطريق على الرشى والتأكد من إنجازها وفقاً للمواصفات الواردة في دفاتر الشروط. ويسأل المصدر عن دوافع الإبقاء على الإعفاءات الجمركية بشكل فضفاض لأن البعض يوظّفها لحسابه الخاص تحت ستار خدمة المنفعة العامة، ويكشف أن عدم وضع ضوابط صارمة لها يؤدي إلى خفض واردات الخزينة على كل ما هو مستورد من الخارج على خلفية عدم سريان إلزام هؤلاء المستوردين بدفع ضرائب ورسوم بذريعة أنها تابعة لجمعيات خيرية وينطبق عليها ما ينطبق على الهبات التي تقدّم للدولة من مؤسسات ودول. ويرى أن هناك ضرورة للتدقيق في تحصيل الضريبة على القيمة المضافة (T.V.A) لأن هناك من يلتفّ على تطبيقها بذريعة إعادة تصدير ما استورده من الخارج وأحياناً بعيداً عن التدقيق في البيانات. وأخيراً يشدد المصدر الوزاري على ضبط استيراد البضائع سواء عبر مطار بيروت أو المرفأ لوقف عمليات التهريب، إضافة إلى ضبط الحدود اللبنانية المتاخمة لسوريا وتحديداً في البقاعين الشرقي والشمالي، إضافة إلى إعادة النظر في الجسم الإداري العامل في القطاع العام نظراً لوجود فائض بات يكبّد الخزينة تكاليف مالية باهظة زادت أخيراً بنسبة عالية بسبب معظم التوظيفات التي سبقت إجراء الانتخابات النيابية في مايو (أيار) الماضي. ويبقى السؤال: هل تُترجَم الصحوة حتى لو جاءت متأخرة ويراد منها ترشيق الموازنة إلى خطوات ملموسة أم تبقى حبراً على ورق ما يُنذر باقتراب لبنان من الكارثة؟

 

الحكومة اللبنانية تطلق دورة تراخيص ثانية للاستثمار في الغاز البحري وأقرّت تشكيل لجنة وزارية لدراسة خطة مكافحة الفساد

بيروت/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/أطلقت الحكومة اللبنانية في جلسة عقدتها أمس، دورة تراخيص ثانية للاستثمار بالغاز البحري في المياه الاقتصادية اللبنانية، وحددت 31 يناير (كانون الثاني) 2020 موعداً نهائياً لتقديم العروض. وأعلنت وزيرة الطاقة ندى بستاني على «تويتر»، أمس (الخميس)، أن الحكومة «وافقت على إطلاق دورة تراخيص الغاز البحري الثانية»، وذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي عُقِدت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، وكان على جدول أعمالها 26 بنداً، ليس بينها بند تعيين نواب حاكم مصرف لبنان الذي لم يُطرح خلال الجلسة، علماً بأن هناك خلافاً على نائب الحاكم الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية. ومنح لبنان أول ترخيص للتنقيب عن النفط والغاز في البحر وإنتاجهما العام الماضي لكونسورتيوم يضم شركات «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية، الذي يسعى لحفر أول بئر بنهاية العام الحالي. وأوصت هيئة إدارة قطاع البترول الحكومية بإدراج أربع مناطق بحرية للتنقيب في الجولة الثانية من تراخيص الغاز. وأعلن وزير الإعلام جمال الجراح بعد جلسة مجلس الوزراء أن الحكومة عرضت «بلوك بحرياً» إضافياً على دورة التراخيص، فأصبح هناك بلوكان، إضافة إلى الثلاثة السابقة. وأعلن الجراح، إثر انتهاء الجلسة، أن «جدول الأعمال أُقرّ بمعظمه، وأرجئت بعض البنود البسيطة إلى الأسبوع المقبل»، مشيراً إلى أنه ستعقد الآن جلسة للجنة المكلفة دراسة ملف الكهرباء». وقال: «الجو جيد ومعظم البنود أُقرت، ويمكن عقد جلسة غداً (اليوم) في قصر بعبدا إذا انتهينا من لجنة خطة الكهرباء». وأشار إلى أن المجلس أقرّ تأليف لجنة وزارية لدراسة مشروع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

وفي وقت كان يُتوقّع أن يثير فيه بند تسوية الغرامات أخذاً وردّاً، قرر الرئيس سعد الحريري، بالتوافق مع وزير المال علي حسن خليل، سحب هذا الموضوع، وإرجاءه إلى الجلسة المقبلة لمزيد من الدراسة. وأبرز البنود المؤجلة بند «الإعفاء من الغرامات المالية». وأوضح الجراح أن «الأمر ليس إعفاءً من الرسوم المترتبة على الشركات أو المؤسسات، بل إعفاء على الغرامات المترتبة كما يحصل لدى إقرار كل الموازنات، إذ يُصار إلى إعفاء 80 أو 90 في المائة من الغرامات، حسبما يصدر في قانون الموازنة، وما هو مطروح الشيء نفسه، أي الإعفاء من الغرامات». وقال الجراح: «وزير المالية لديه سلطة الإعفاء لغاية 99 مليوناً، وما يفوق هذا المبلغ بحاجة إلى إقراره من قبل مجلس الوزراء، وقد شهد هذا الموضوع لغطاً كبيراً، في حين أن الأمر هو مشروع إعفاء من الغرامات المترتبة عن عدم دفع الرسوم، فاقتضى التوضيح». وقال الجراح: «تسوية الغرامات تسمح لوزير المالية بجباية المال، وبالتالي، فإنه مطلب حق أن نحاول إدخال مال إضافي إلى الخزينة، نتيجة هذه الغرامات والرسوم. وقد تأجل هذا البند إلى الأسبوع المقبل، وحتى وزير المالية أحب أن يوضح بعض الأمور بخصوصه، وهو سيكون على جدول أعمال جلسة الأسبوع المقبل». وشدد الجراح على أنه «ليس صحيحاً ما تم تداوله في الإعلام من إعفاء مؤسسات من الرسوم والضرائب، بل إن الإعفاء المطلوب هو من الغرامات فقط». وتجنبت الحكومة النقاش في ملف زيارة وزير الزراعة حسن اللقيس إلى سوريا، مطلع الأسبوع. ولدى سؤاله قبل اجتماع مجلس الوزراء عن موافقة الحكومة على زيارته إلى سوريا، قال: «منتهية»، في إشارة إلى أنه لن يكون هناك سجال حولها.

وبالتزامن مع اجتماع الحكومة، شهدت «ساحة رياض الصلح» سلسلة تحركات مطلبية، إذ نفّذت لجنة متابعة الناجحين في مجلس الخدمة المدنية لصالح المديرية العامة للطيران المدني، اعتصاماً رفضاً للمماطلة في توقيع وإصدار مراسيم تعيينهم ولمطالبة المسؤولين بحل هذا الملف وتعيين الناجحين في الوظائف التي نجحوا بها بكفاءتهم. كما نظم متطوعو الدفاع المدني المعتصمون في «ساحة الشهداء» وقفة في «ساحة رياض الصلح»، كذلك تجمع بعض الناشطين ضد مشروع سد بسري.

 

وفد برلماني لبناني إلى واشنطن الأسبوع المقبل لبحث الوضع الاقتصادي/النائب ياسين جابر قال لـ «الشرق الأوسط» إن الزيارة غير مرتبطة بالأنباء حول «عقوبات جديدة»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/يزور وفد برلماني لبناني واشنطن، الأحد المقبل، للمشاركة في اجتماعات ينظمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وينتظر أن يلتقي أعضاء الوفد، على هامش الزيارة، مسؤولين وشخصيات مؤثرة في الإدارة الأميركية «لشرح الواقع اللبناني»، وسط توقعات بأن تضيف واشنطن شخصيات أخرى على لوائح العقوبات التي تطال «حزب الله» وشخصيات قريبة منه، في إطار تشديد العقوبات على إيران وحلفائها. وتكتسب هذه الزيارة التي يقوم بها رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية النائب ياسين جابر، ورئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان، إلى جانب نواب وشخصيات لبنانية أخرى، أهميتها من أنها الأولى بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت في الشهر الماضي، وتصريحاته التصعيدية ضد إيران و«حزب الله»، وما تلاها من تحليلات حول ضغوط إضافية على لبنان. كما أنها تأتي في ظل وضع اقتصادي لبناني ضاغط، ومطالب لبنانية من الدول الكبرى بالمساعدة في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ومساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين، وفي ظل تشدد أميركي في العقوبات على «حزب الله» وإيران. وسيطرح الجانب اللبناني في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين مواضيع مرتبطة بالوضعين المالي والاقتصادي.

وقال النائب ياسين جابر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة غير مرتبطة بالأنباء عن عقوبات جديدة؛ بل تأتي «للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تعقد تقليدياً في أبريل (نيسان) بالعاصمة الأميركية، ونحن مدعوون إليها»، لكنه لم ينفِ أن الوفد سيعدّها فرصة لإجراء لقاءات على هامش هذه المشاركة مع مسؤولين أميركيين «لشرح الوضع اللبناني والبحث في أمور المنطقة»، وهي من ضمن اللقاءات التي يجريها المسؤولون اللبنانيون «ليبقى الحوار مستمراً حول الملفات كافة».

وأضاف جابر أنه لا يملك معلومات عن حزمة عقوبات جديدة، لكنه رأى أن العقوبات التي تطال الأشخاص الذين توجه إليهم اتهامات «هي احتمال قائم بشكل دائم»، وأشار إلى «أننا نشدد دائماً على ألا تطال العقوبات البلد بأكمله، وتنحصر في الأشخاص المستهدفين بالعقوبات بصفتهم أفراداً فقط». ولفت إلى أنه «في الرحلات الماضية، وبجهدنا وجهود نوابنا، وزيارات حاكم (مصرف لبنان) رياض سلامة وجمعية المصارف، استطعنا التأثير بألا تكون هناك عقوبات جماعية تطال البلد بأكمله أو فئات بأكملها، بل تبقى محصورة بأشخاص توجه إليها اتهامات»، موضحاً أنه خلال تلك الزيارات واللقاءات في العاصمة الأميركية «أكد لبنان وقطاعه المالي والمصرفي الالتزام بالقوانين الدولية». وإذ أكد جابر أن واشنطن تدعم الجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية، أشار إلى أن لبنان يحتاج إلى هذا الدعم المادي والمعنوي في ظل المأزق الاقتصادي القائم والمتاعب والتحديات التي يواجهها على كل المستويات، لذلك «من المفيد اللقاء مع شخصيات أميركية مؤثرة في الشؤون الخارجية والمساعدات، ليستمعوا مباشرة من اللبنانيين إلى شروح حول الوضع».

وبالإضافة إلى ذلك، عدّ جابر أن الزيارة ستكون مؤثرة على مستوى الحضور في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بالنظر إلى أن للبنان مصالح مع البنك الدولي الذي يقدم قروضاً ميسرة وطويلة الأمد للبنان، وبعضها قروض بلا فوائد. وقال: «الزيارة إلى واشنطن واللقاءات فيها، ستكون مفيدة على المستويات كافة لأن العاصمة الأميركية مقر للسياسة المالية الدولية». وأصدرت واشنطن في أوقات سابقة؛ بدءاً من عام 2015، حزمات عقوبات على أفراد مرتبطين بـ«حزب الله». وتطال هذه الإجراءات المؤسسات المالية الأميركية في حال تعاونت مع مؤسسات لبنانية تتعامل مع هؤلاء الأشخاص.

وأكد جابر التزام لبنان وقطاعاته بالقوانين والإجراءات الدولية المرتبطة بالعقوبات، مشدداً على أن مصلحة لبنان أن تكون مؤسساته المالية شفافة، مشيراً إلى أن لبنان «منذ عام 2015، تكيف مع العقوبات، وأقر قوانين صارمة، وأكد التزام المؤسسات اللبنانية بالمواثيق الدولية، وتقيد بالقرارات الدولية والإجراءات حيال أي شخص يدرج على لوائح العقوبات». وقال جابر إن اللبنانيين أحياناً يستبقون الأمور، لكن «حين نجري حوارات مباشرة مع المعنيين والمؤثرين، يتم إيضاح الالتباسات». وقال: «في عام 2016، زرت الولايات المتحدة بعد حزمة العقوبات الشهيرة في 2015، ولم يكن هناك وفد نيابي زار الكونغرس منذ فترة. كانت الأجواء قبل الزيارة مضطربة، لكن بالحوار الهادئ والرصين خلال لقاءات مع شخصيات مؤثرة، شرحنا الموقف اللبناني وأكدنا أننا أقررنا رزمة قوانين مشددة متعلقة بتبادل المعلومات وبمكافحة تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب، وأن لبنان لم يترك أي إجراء مطلوب منه على المستوى الدولي إلا عالجه، كما أن القطاع المصرفي اللبناني يجتهد بما يتخطى المطلوب منه». وقال: «من خلال الزيارات واللقاءات المتكررة، كان واضحاً أن الجانب الأميركي تفهم أن هناك ضرراً للعقوبات الجماعية على لبنان ومؤسساته، ولم تدرج أي عقوبات على فئات بأكملها، بل على أشخاص فقط».

 

20 مليون دولار التكلفة السنوية لتعويضات الرؤساء والنواب السابقين ونواب يعترضون على اقتراح وزير المال خفض رواتبهم

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/انقسم النواب والوزراء في لبنان حول اقتراح وزير المال علي حسن خليل حسم خمسين في المائة من رواتبهم لخفض العجز في الموازنة، ففيما رحب قسم منهم بالموضوع وكان بعضهم سباقا في طرح اقتراحات قوانين في هذا المجال، اعتبر آخرون أن الموضوع بحاجة لمزيد من الدرس لأننا بذلك نكون نحصر النيابة والوزارة بأصحاب رؤوس الأموال. وكان النائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» بلال عبد الله أول من خرج ليعلن صراحة رفضه اقتراح وزير المال قائلا: «لن أوافق على تخفيض مخصصاتي كنائب، فقبل ذلك يجب تخفيض رواتب بعض موظفي الدولة ومؤسساتها وتعويضاتهم التي تفوق أحيانا بأضعاف رواتب الوزراء والنواب». وتساءل: «هل المطلوب حصر النيابة والوزارة بأصحاب رؤوس الأموال والعائلات الميسورة، أم دفع الجميع للدخول إلى منظومة الفساد؟». واللافت أن موقف عبد الله لا ينسجم مع موقف رئيس الحزب الذي ينتمي إليه، إذ كان النائب السابق وليد جنبلاط تحدث مطلع الأسبوع عن «جملة شروط من البنك الدولي لتخفيض الإنفاق»، داعيا للبدء من رواتب الوزراء والنواب. قائلا: «يجب إيقاف المال الذي يذهب هدراً، فعلى سبيل المثال أنا استقلت من الندوة البرلمانية، ولي تعويض لمدى الحياة يبلغ ستة آلاف دولار شهرياً، وهذا أحد أسباب الهدر».

وأكد عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه عبّر عن رأيه الشخصي في هذا المجال وليس عن موقف الحزب، لافتا إلى أن هناك أكثر من 500 وظيفة في القطاع العام يتقاضى الذين يشغلونها رواتب تفوق رواتب النواب. وأضاف: «اعتراضي الأساسي هو من منطلق أن النائب يتفرغ بالعادة للعمل التشريعي ولعلاقاته مع الناس وبالتالي إذا لم يكن لديه مدخول آخر فلا شك أن حسم 50 في المائة من راتبه لن يكون مناسبا على الإطلاق له». ورجح عبد الله أن يكون طرح وزير المال ينطلق من سعيه للبدء بالوزراء والنواب كي تلحظ التخفيضات باقي موظفي الدولة.

ويتقاضى رئيس الجمهورية نحو 8300 دولار شهريا فيما يتقاضى كل من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة 7883 دولارا ويصل راتب النائب لحدود 7400 دولار، علما بأن مخصصات وتعويضات السلطات العامة لم تدخل عليها أي زيادة منذ العام ١٩٩٨. لكن الإشكالية الأساسية ليست برواتب النواب والوزراء، بحسب الباحث في الشركة «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، إنما بمخصصات وتعويضات الرؤساء والنواب السابقين. إذ يصل مجموع ما يتقاضاه الرؤساء والنواب السابقون وعائلات المتوفين منهم نحو 20 مليون دولار سنويا، ويستفيد من هذه المخصصات والتعويضات ٢١٠ رؤساء ونواب سابقين و١٠٤ من عائلات رؤساء أو نواب متوفين. ويشير شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك ١٢٠ موظفا في مؤسسات عامة يتقاضون رواتب تفوق رواتب النواب، ويعمل هؤلاء في مصرف لبنان والكازينو وقطاع البترول ومجلس الإنماء والإعمار والمرفأ ومؤسسة اوجيرو وشركة «طيران الشرق الأوسط». ويُعتبر حاكم مصرف لبنان الموظف الذي يتقاضى أعلى راتب في القطاع العام إذ يبلغ راتبه الشهري أكثر من 26 ألفا و600 دولار أميركي، علما بأنه يقبض عن كل سنة 16 شهرا وليس 12 شهرا، هذا إضافة على حصوله عن كل يوم سفر على ألف دولار أميركي. ويشير شمس الدين إلى أن هناك سفراء للبنان في الخارج يتقاضون نحو ١٥ ألف دولار شهريا. وكان رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل تقدم باقتراح قانون لإلغاء تعويضات النواب السابقين مدى الحياة، إذ بدل حصول النائب السابق على راتب كامل لمدى الحياة، يقضي الاقتراح المقدّم بأن يحصل النائب على 75 في المائة من الراتب لسنة واحدة فقط، وبعدها يتوقّف راتبه. كما تقدمت النائبة بولا يعقوبيان بـ3 اقتراحات يقضي الأول بإدخال تعديلات إلى مخصصات الوزراء والنواب بما يتناسب مع مستوى المعيشة والأوضاع الاقتصادية والمالية، فيما يتضمن الثاني حسم مبالغ مالية في حال التغيب عن الجلسات التشريعية، ويلحظ الاقتراح الثالث خفض مخصصات النواب والوزراء السابقين وتعويضاتهم. ويعتبر أحد النواب الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أن اقتراح وزير المال كما كل الاقتراحات التي تتحدث عن وجوب خفض رواتب النواب والوزراء ليست بمكانها خاصة إذا كانت تتحدث عن اقتطاع 50 في المائة من الرواتب، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الطروحات بحاجة للبحث في اللجان النيابية أولا، مضيفا: «قد يكون الحديث عن تخفيض مخصصات وتعويضات الرؤساء والنواب السابقين منطقيا لكن الانطلاق من خفض رواتب النواب الحاليين قد لا يكون في مكانه، فصحيح أن هناك نحو 40 نائبا من أصحاب رؤوس الأموال، لكن ذلك لا ينطبق علينا جميعا».

 

"تململ" سعودي ــ اميركي من نبيه بري.

  Lebanon24/05 نيسان/19/ اتخذت زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى العراق ابعادا اقليمية تتجاوز بعدها الثنائي اللبناني ـ العراقي، وعلمت "الديار" ان ردود فعل سلبية سعودية - اميركية تم التعبير عنها عبر قنوات دبلوماسية، نقلت هذه الاعتراضات الى اطراف معنية بهذا الملف، وجاءت على شكل "رسائل تململ" مفادها ان واشنطن والرياض لا تنظران "بعين" الارتياح لتوقيت هذه اللقاءات الواسعة بين القيادات العراقية الدينية والزمنية مع الرئيس بري،والمحت الى ان "الرجل" قادر من خلال خبرته السياسية وعلاقاته الجيدة مع الايرانيين على التاثير المباشر في الحد من الاندفاعة العراقية باتجاه السعودية، خصوصا انه كان واضحا في تصريحاته العلنية لجهة "ربطه" بين تعزيز هذه العلاقة ودور العراق المطلوب "كجسر" للتواصل بين طهران والرياض، اي انه "صوب" مباشرة على المحاولات السعودية "لجذب" العراق الى معسكرها ودفعه "لفك" اواصر التعاون مع طهران...

وفي هذا السياق، تشير وساط نيابية مطلعة الى ان "تغريدة" رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي دعا فيها الى ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، تاتي في سياق الحملة المضادة المطلوبة سعوديا على الساحة العراقية "للتشويش" على الزيارة، والتاكيد بان للعراقيين خيارات اخرى بعيدا عن التعاون "الوثيق" القائم حاليا بين الحكومة العراقية وكل من دمشق وطهران، وهو امر مرتبط "بالهجوم الناعم" الذي تشنه السعودية بدعم اميركي للدخول مجددا الى الساحة العراقية... فبعد زيارة الصدر قبل مدة الى الرياض، ومن بعده الرئيس برهم صالح، يجري التحضير لزيارة يقوم بها رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، ولا يرغب الاميركيون والسعوديون باي تاثيرات خارجية على القادة العراقيين، خصوصا ان "رؤية" الشيعة اللبنانيين وتصورهم الاستراتيجي في المنطقة اكثر اتساعا من نظرائهم العراقيين، ويملكون فهما اكثر عمقا لمتطلبات المرحلة، وهي رؤية يحملها في "جعبته" الرئيس بري، وهي تؤرق الرياض وواشنطن، وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية خليجية، امام زوارها في بيروت ان الاميركيين والسعوديين باتوا حذرين جدا في هذه المرحلة ويعانون من "حساسية" مفرطة لدرجة انهم يعتقدون بان بري قادر على "حرق الطبخة" التي يعمل عليها "لتطويع" العراق، من خلال نقله في المرحلة الاولى الى منطقة "وسطية" تخرجه من "العباءة" الايرانية، تمهيدا لتوسيع نقاط التعاون الاقتصادي والسياسي التي تجعله قادراً على الاستغناء عن "الشريك" الايراني، وقد بدأت السعودية، بايعاز اميركي، عملية "ملء" الفراغ الذي تركه العرب، وذلك عبرخطوات دبلوماسية متسارعة بعدما نجحت طهران "بملئه" خلال السنوات الماضية..وفي السياق نفسه كان لافتا كلام احدى الشخصيات السياسية البارزة التي تحدثت عن اتصالات اجرتها السفارة الاميركية في بيروت ببعض "المطلعين" للاستفسار منهم عن طبيعة زيارة بري واهدافها...!

ووفقا لتلك الاوساط، "الحساسية" المفرطة من الزيارة، سببها الرئيسي تحول نوعي في الاستراتيجية الاميركية - السعودية في المنطقة، بعدما اصيب الطرفان «بنكسات» متتالية في سوريا وعلى الساحة اللبنانية بفعل عوامل عديدة ادت الى "احراق" كامل "الاوراق" السياسية وغير السياسية التي كانت متاحة سابقا، ففي دمشق "اليد العليا" للروس تجعل من تحقيق المكاسب امرا صعبا بعدما باتت موسكو "اللاعب" الاقوى هناك، وفي بيروت نجح حزب الله "باسقاط" كافة المحاولات المتعددة لاضعافه، وقد لمس وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو "ضيق الخيارات" الاميركية خلال زيارته الاخيرة، وتماشى مع "ضعف" حلفائه اللبنانيين وذلك بالاكتفاء "بالصمود" وترك مهمة محاصرة الحزب ماليا على بلاده، ولذلك تبدو الساحة العراقية مرشحة كساحة اختبار "لموازين القوى" بين طهران «وخصومها» بفعل تضارب مصالح "الشركاء" في السلطة، والتعقيدات الكبيرة السائدة هناك، ولذلك يمكن فهم هذا "التململ" السعودي - الاميركي الذي قد يتبلغه بري عند عودته الى بيروت، مع العلم ان اوساط نيابية بارزة ترى الكثير من المبالغة في ردة الفعل هذه، مع تقديرها "لحساسية" موعد هذه الزيارة، لكنها تشير ايضا الى ان الرهانات الاميركية - السعودية على اخراج بغداد من «العباءة» الايرانية تبدو متفائلة اكثر من اللزوم...

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الخارجية الأميركية تشرح العقوبات:حرمان إيران من مليارات الدولارات

المدن - عرب وعالم | الجمعة 05/04/2019

نشرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً بعنوان "حملة الضغط الأقصى على النظام في إيران"، ألقت الضوء فيه على مدى تأثر قطاعات الاقتصاد الإيراني بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بالإضافة إلى عدد من الحلفاء والشركاء.

وقال البيان الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الجمعة: "لقد قطعت العقوبات الأميركية طريق إيران للحصول على مليارات الدولارات من الإيرادات النفطية وخفضت صادراتها أكثر من أي وقت مضى"، لافتةً الى أنه تمّ سحب 1.5 مليون برميل من النفط الإيراني الخام من السوق منذ أيار/مايو 2018 و"ستصل مشتريات النفط الإيراني الخام إلى معدل الصفر عما قريب". وبحسب البيان، حرمت العقوبات النظام الإيراني من الوصول المباشر إلى ما يصل إلى 10 مليارات دولار من الإيرادات النفطية منذ أيار. وأشار إلى توقف أكثر من 20 دولة عن استيراد النفط الإيراني، فيما سبق أن بلغت واردات ثلاث دول منحت إعفاءات، من النفط الإيراني معدل الصفر. وأضاف البيان أنه جرى إدراج أكثر من 970 كياناً وفرداً إيرانياً في خلال أكثر من 26 جولة من العقوبات في خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، لافتاً إلى أن هذا العدد يفوق نظيره في أي إدارة في تاريخ الولايات المتحدة. كذلك تم فرض عقوبات على شبكة واسعة من شركات الواجهة المتمركزة في إيران والإمارات وتركيا الأسبوع الماضي بسبب توريد ونقل أكثر من مليار دولار ويورو إلى الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف البيان أن 100 شركة خرجت من السوق الإيراني وسحبت معها استثمارات بمليارات الدولارات، بعدما قام نظام سويفت بفصل كافة المصارف الإيرانية الخاضعة للعقوبات وفصل مصرف إيران المركزي حتى.

وقال البيان إن الولايات المتحدة تواصل "تعطيل شحنات النفط غير الشرعية التابعة لفيلق القدس والتي تفيد مجموعات إرهابية مثل حزب الله وكذلك نظام الأسد". وتابع: "تمّ حرمان أكثر من 75 ناقلة نفط ضليعة في خطط الشحن غير الشرعي من الأعلام التي تحتاج إليها للإبحار".

من جهة ثانية، سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على ما قالت إنه تحول في السياسة الإيرانية على أعلى المستويات باتجاه القومية الفارسية، وسط التململ الشعبي من "الإسلاموية".

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب محمد طبار بعنوان: "فيما تضمر الإسلاموية.. إيران تذهب نحو القومية"، إن الإسلاموية أنهكت نفسها بصفتها قوة تمنح الشرعية للجمهورية الإسلامية في إيران، فيما تبين دراسات دعمتها الحكومة الإيرانية أن الاستياء من الرموز الدينية للدولة وصل ذروته. وبحسب مركز البحث التابع للبرلمان الإيراني، فإن حوالي 70% من النساء الإيرانيات لا يطبقن الإملاءات الرسمية بحذافيرها بخصوص ارتداء الحجاب. فيما  تحولت المشاعر ضد رجال الدين إلى العنف، وبغض النظر عن علاقتهم بالحكومة، فإن رجال الدين يهاجمون ويطعنون في الشارع من أشخاص معارضين للنظام غاضبين".

ويقول الكاتب إن إيران تتعامل مع هذا الوضع من خلال التقليل بحذر من التركيز على الإسلاموية والتشديد على القومية والتهديدات الأجنبية لكسب المواطنين الغاضبين.. ويعترف الزعماء الإيرانيون بهذا التحول الاجتماعي عن الإسلاموية، بالإشارة بشكل غير مسبوق إلى القومية وإظهار تصميمهم على تضمين مشاعر وطنية في عقيدة الدولة خلال احتفالات الذكرى الأربعين للثورة في شباط/ فبراير. ويضيف أن الحرس الثوري يصور نفسه الآن على أنه حارس الأمة ورمز القوة الإيرانية في وجه العدوان الأجنبي، بالإضافة إلى أن صور آثار بيرسيبوليس، والإشارات إلى بلاد فارس قبل الإسلام أصبحت تطغى على الإعلام الحكومي الرسمي. ويربط الكاتب بين هذا التحول في استراتيجية الحكومة وبين إظهار الايرانيين حنيناً للقومية، وتحديهم النظام السياسي الديني.. وفوجئ المراقبون والحكومة بالتظاهرات الشعبية تتم عفويا حول قبر مؤسس الإمبراطورية الفارسية قورش، المعروف بتسامحه مع البلدان التي غزاها ومع الأديان الأخرى. ويرى طبار أنه بسحب ورقة الضغط النووي من إيران، وإعادة فرض العقوبات، وتسليح المنافسين الإقليميين، فإن الولايات المتحدة تسببت بزيادة المخاوف الإيرانية على الأمن القومي، ما أنتج خطاباً أمنياً قومياً يوحد الشعب والنخبة معا، وإدارة دونالد ترامب توفر المصداقية لهذا الخطاب.

 

روسيا: رحيل بشار الأسد أصبح من الماضي

موقع سوريا/05 نيسان/19/قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، إنّ مستقبل رأس النظام بشار الأسد، لم يعد يتم مناقشته في المحادثات حول سوريا. وأضافت المسؤولة الروسية خلال حديث مع إذاعة "صدى موسكو" الروسية أن موضوع رحيل الأسد "أصبح من الماضي"، ولفتت إلى أنّ "الجميع تجاوزوه، فهو الرئيس الحالي لدولة ذات سيادة، وينبغي على الشعب السوري أن يقرر من سيحكم". وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين قد قال في تشرين الأول الماضي إن "مسألة رحيل الأسد" تم تجاوزها ولم تعد مطروحة للنقاش في أروقة الأمم المتحدة. وترفض موسكو طرح مصير رئيس النظام بشار الأسد ضمن المفاوضات مع المعارضة السورية، التي تطالب بتنفيذ القرار 2254 والذي ينص على تحقيق انتقال سياسي عبر إجراء انتخابات برعاية أممية في سوريا. وتسعى روسيا إلى خلق مسار سياسي يركز على الدستور السوري بدعم أممي، من خلال مؤتمرات سوتشي التي نتجت عنها "اللجنة الدستورية" المؤلفة من النظام والمعارضة. وقتلت روسيا منذ تدخلها العسكري لحماية النظام من السقوط عام 2015، أكثر من 6239 مدنياً بينهم أطفال، مستخدمة أسلحة شديدة التدمير من بينها الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة، لا سيما في المناطق المأهولة بالمدنيين.

 

نتنياهو طلب من بوتين مواصلة «الضغط لإخراج إيران» من سوريا/رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقدم «خطة مكتوبة» في الكرملين

موسكو: رائد جبر تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جلسة مناقشات مطولة أمس، في الكرملين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ركزت على الوضع في سوريا، وآليات تعزيز التنسيق بين الطرفين، وأكدت الرئاسة الروسية أن البحث تطرق إلى «تفاصيل دقيقة» يعتقد أن لها علاقة بنشاط إيران في سوريا؛ فيما قال مسؤول اسرائيلي ان نتانياهو طلب دفع إيران إلى إخراج قواتها «بالضغط الجسدي المعتدل».  واستهل بوتين اللقاء بالترحيب بزيارة نتنياهو، التي تعد الثانية لموسكو منذ مطلع العام، وشدد على الأهمية الخاصة التي توليها موسكو لـ«مواصلة الاتصالات» بين الطرفين. وخاطب نتنياهو بالإشارة إلى أن اللقاءات بينهما «مطلوبة دائماً، ورغم أننا التقينا منذ فترة قصيرة، فإن اتصالاتنا تحظى بأهمية خاصة، مع الأخذ في الاعتبار حجم العلاقات الثنائية». وقال بوتين إنه يذكر «دعوة رئيس الوزراء لزيارة إسرائيل، والمشاركة في افتتاح نصب تذكاري لضحايا حصار لينينغراد خلال الحرب الوطنية العظمى»، في إشارة عكست رغبة بوتين في القيام بالزيارة التي يمكن أن تتم الشهر المقبل. ورغم أن الجانبين لم يعلنا في ختام اللقاء عن تفاصيل النقاشات؛ فإن مصادر الكرملين أشارت إلى التركيز على ملف التعاون الأمني العسكري في سوريا. ولفتت إلى أن الوفد المرافق لنتنياهو يضم رئيس الأمن الوطني الإسرائيلي مائير شابات، ومسؤول الاستخبارات الإسرائيلية مائير كوهين، بالإضافة إلى المسؤول العسكري تامير خايمان، ما يعكس طبيعة الملفات التي تم التركيز عليها.

وفي وقت لاحق، أعلن مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، أن بوتين ونتنياهو «ناقشا سوريا بدقة، وبالتفاصيل، وعلى نطاق واسع». وأضاف أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقدم خطة على الورق لحل الوضع في سوريا».

وجاء تعليق أوشاكوف رداً على سؤال الصحافيين حول ما إذا كان الكرملين تلقى «خطة إسرائيلية» للتسوية في سوريا، وفقاً لتسريبات سابقة، وأكد المسؤول أنه «نوقشت سوريا بدقة ومن جوانب مختلفة، من دون طرح خطة على الورق».

وكان الكرملين قد أعلن قبل يومين استعداد بوتين لمناقشة الخطة الإسرائيلية إذا عرضت عليه، في حين استبق نتنياهو اللقاء بالتأكيد على أنه سيناقش الأحداث في سوريا، والتنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في سوريا. وبرزت معطيات إعلامية، أشارت إلى أن نتنياهو طلب من بوتين خلال اللقاء تحذير لبنان من بناء مصنع لإنتاج الأسلحة الدقيقة. ووفقاً لمصادر صحافية فإن نتنياهو طلب من بوتين نقل «تحذير شديد اللهجة» إلى لبنان، حول نية إيران و«حزب الله» إقامة مصنع لإنتاج الأسلحة الدقيقة سراً. إلى ذلك، قال الناطق باسم نتنياهو، إنه بحث مع بوتين قضايا لم تكتمل في لقاءاتهما السابقة، حول الأوضاع في سوريا والخطة الروسية لإخلائها من القوات الأجنبية، والمقترحات الإسرائيلية لدفع إيران إلى إخراج قواتها «بالضغط الجسدي المعتدل».

وقال نتنياهو قبل سفره، إنه سيبحث مع بوتين «الأحداث المتراكمة في سوريا، والتنسيق المتواصل والخاص أيضاً بين جيشينا، ومواضيع أخرى مهمة لدولة إسرائيل». وتوقع مسؤولون أن يطالب نتنياهو بوتين بعدم تفعيل منظومة صواريخ «إس 300» لاعتراض الطائرات، الموجودة بحوزة جيش النظام السوري، ولكن لم يتم تفعيلها بعد. وأضاف نتنياهو أن بحوزة الوفد المرافق له مواد استخبارية جديدة سيتم عرضها على الجانب الروسي، وأن إخراج الإيرانيين من سوريا، ومجمل القوى الأجنبية، هي غاية معلنة من جانب روسيا، المعنية بإعادة الوضع في سوريا إلى ما كان عليه قبل الحرب.

وبحسب المحلل العسكري لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، الذي رافق نتنياهو إلى موسكو، فإن «الموضوع الأهم الذي ناقشه نتنياهو وبوتين هو: حقيقة أن الإيرانيين يواصلون جهودهم لإقامة بنية عسكرية تتيح لهم فتح جبهة شمالية شرقية أخرى ضد إسرائيل».

وبحسبه، فإن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، استجاب للضغوطات الروسية، ونقل نشاطه إلى المناطق البعيدة عن الحدود مع إسرائيل، بناء على تفاهمات بوتين مع نتنياهو في لقاءات سابقة. وبناء عليه فإن طائرات الشحن الإيرانية التي تنقل مقاتلين وصواريخ لـ«حزب الله» والقوى العراقية والأفغانية الموالية لإيران، لا تهبط في مطار دمشق، وإنما جرى نقل النشاط الإيراني في سوريا من دمشق إلى منطقة حلب، التي قصفتها إسرائيل الأسبوع الماضي، وفقاً لمصادر خارجية. في غضون ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية عن مصدر مطلع، أن الجولة التالية للمفاوضات حول سوريا في إطار «مسار آستانة» سوف تعقد يومي 25 و26 أبريل (نيسان) الجاري، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، وهي الجولة الأولى التي تعقد بعد تغيير اسم العاصمة في كازاخستان أخيراً. وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قد قال إن الجولة ستعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية. وأعلن أمس، نائب وزير الخارجية الكازاخي، مختار تليوبيردي، أنه لا يستبعد مشاركة المبعوث الأممي الجديد الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، في مفاوضات آستانة حول سوريا، موضحاً أن هذا «يتوقف على الدول الضامنة؛ لكنني كنت مؤخراً في بروكسل في مؤتمر حول سوريا، نظمته الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، وقد أعرب المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا عن رغبته في المشاركة في عملية آستانة، وهو شيء ليس مستبعداً، بالطبع». إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة صحافية نشرت أمس، إن «الحرب في سوريا لم تنته بعد». مؤكداً ضرورة «القضاء نهائياً على بؤر الإرهاب هناك». وأوضح لافروف أن «ما يثير القلق هو الوضع في إدلب؛ حيث لا يزال هناك آلاف من الإرهابيين، بمن فيهم أشخاص من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، ومنها روسيا. ونعمل بشكل جاد مع تركيا، وبالطبع مع حكومة بشار الأسد. جيشنا يقوم باتصالات مكرسة لذلك. لقد أنشأ إرهابيو (جبهة النصرة) هيكلاً هناك يحمل اسماً جديداً، يحاولون من خلاله إخضاع جميع الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك الجماعات التي تعتبر معتدلة ومنفتحة للحوار مع الحكومة. هذه عملية سيئة، والآن وأخيراً، بدأت دوريات مشتركة من قبل الجنود الروس والأتراك في مناطق معينة من منطقة إدلب الأمنية». وزاد الوزير الروسي أن «البؤرة الثانية على الضفة الشرقية من الفرات. يوجد نحو ألف إرهابي رهن الاحتجاز تحت إشراف الأكراد الذين يتعاونون مع الأميركيين. معظمهم مجنسون من دول أوروبا الغربية. إنه أمر مزعج للغاية أن ترفضهم دولهم، وهي تخطط لحرمانهم من جنسيتهم، وقال الأميركيون إنهم سيطلقون سراحهم إذا لم تستقبلهم دولهم، وهذا يعني أن التعاون في مجال الإرهاب، للأسف، ليس شاملاً، وأن كل فرد يتصرف بشكل أناني في مثل هذه الحالات». وقال لافروف إن «اقتراح الرئيس الروسي بوتين، في حديثه أمام الأمم المتحدة عام 2015، بإنشاء جبهة عالمية حقيقية لمكافحة الإرهاب، لا يزال هدفاً بالغ الأهمية» مشيراً إلى أنه «الآن استؤنف الحوار حول مكافحة الإرهاب مع الأميركيين، عقب محاولاتهم الطويلة للتهرب منه، كما إننا نستعيد هذا الحوار مع الاتحاد الأوروبي، وكأحد المقترحات المحددة للغاية، نقدم فكرة انضمامهم إلى بنك البيانات الذي أنشأه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الذي يجمع المعلومات حول جميع تحركات المقاتلين الإرهابيين الأجانب». في السياق، أعلنت الخارجية الروسية أمس، أن لافروف سيبحث في الأردن «ضبط المواقف» حيال منطقة التوتر في التنف، وكذلك عودة اللاجئين من مخيم الركبان.

 

إسرائيل: استطلاعات الرأي ترجّح بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء بعد الانتخابات

تل أبيب/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/تشير استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي تجرى الثلاثاء إلى تعادل لائحتي بنيامين نتنياهو ومنافسه الأبرز الجنرال بيني غانتس، لكنها تفيد بأن رئيس الوزراء المنتهية ولايته هو الأوفر حظا لتأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وترجح معظم الاستطلاعات حتى اليوم (الجمعة) حصول اللائحة الوسطية لغانتس على عدد من المقاعد يفوق العدد الذي سيشغله الليكود. لكن النتائج التي قد تحققها الأحزاب الأخرى التي يمكن أن تتحالف مع الليكود تشير إلى أن نتنياهو سيكون في موقع أفضل لتشكيل ائتلاف حكومي. بيد أن ثمة عوامل عديدة تدفع المحللين إلى الحذر، بدءا بالدور المهم الذي يلعبه تقليدياً الناخبون المترددون قبل أيام من التصويت، وتعدد اللوائح الانتخابية. ويمكن أن تخفق العديد من اللوائح التي قد تدخل في كتلة نتنياهو اليمينية بتحقيق نسبة 3.25 في المائة الضرورية لدخول البرلمان. وبحسب خمسة استطلاعات للرأي، قد تنال لائحة غانتس بين 28 و32 مقعداً، مقابل 26 أو 27 مقعداً لليكود، فيما يتوقع استطلاع وحيد نيل حزب رئيس الوزراء 31 مقعداً في البرلمان. وفي إسرائيل، يختار الناخبون نوابهم، لكن ليس بالضرورة أن يختار رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة تلقائياً رئيس اللائحة المنتصرة.واليوم هو الأخير الذي يسمح القانون بأن تُنشر فيه استطلاعات للرأي.

 

إردوغان: أنهينا صفقة «إس – 400» ونواصل دفع الأقساط

أنقرة/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الجمعة) إن بلاده لا تزال تسدد دفعات مالية بموجب اتفاقها لشراء منظومة الدفاع الصاروخي" إس-400" من روسيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم شروطا مماثلة عندما عرضت على أنقرة بيعها صواريخ "باتريوت".

وأجاب الرئيس التركي الموجود في اسطنبول عندما سئل عن المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع المقبل: "تحتل منظومة إس-400 حيزاً مهما من محادثاتنا. الحجج الأميركية خاطئة للغاية. لقد أنهينا صفقة إس-400 ونواصل دفع الأموال".

جدير بالذكر أن واشنطن تهدد بإلغاء صفقة بيع تركيا مقاتلات من طراز "إف 35" تصنعها شركة لوكهيد مارتن إذا وصلت صفقة صواريخ "إس – 400" إلى خواتيمها، بحجة أن هذه الصواريخ تهدّد سلامة المنظومات الدفاعية لحلف شمال الأطلسي الذي تعتبر تركيا عضواً أساسياً فيه.

 

حزب إردوغان «يصحح» آلاف الأصوات ويحذر من {سيناريو فنزويلا}

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/أعلن حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عملية إعادة فرز الأصوات في الانتخابات المحلية التي خسرها الأحد الماضي في أكبر 3 مدن في البلاد، أدت إلى «تصحيح» أكثر من 11 ألف صوت لمصلحته في إسطنبول. وقال نائب رئيس الحزب علي إحسان ياووز إنه «اتضح أيضاً أن هناك 1641 صوتا لصالح حزب العدالة والتنمية، في مجموع 5857 صندوقاً، في إطار إعادة فرز الأصوات الباطلة... تم تصحيح كل هذه الأصوات، وهناك أصوات أخرى سنعمل من أجل تصحيحها». وكانت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت الاثنين الماضي تفوق مرشح حزب «الشعب الجمهوري» المعارض أكرم إمام أوغلو، على مرشح «العدالة والتنمية» رئيس البرلمان رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم. وفي حين واصل إمام أوغلو، الذي اعترض على إعادة الفرز واعتبرها «سرقة للنتائج»، جولاته الاحتفالية في المدينة، اتهمه يلدريم، أمس، بـ«محاولة ممارسة ضغط دولي يغضب الشعب التركي»، محذراً من «محاولات لتكرار سيناريو فنزويلا». وقال إمام أوغلو، أمس، إنه لا يزال متقدماً على يلدريم بعد إعادة فرز أكثر من نصف الأصوات، على خلفية طعون {العدالة والتنمية}. وأشار إلى أن هامش تقدمه تراجع إلى 19552 صوتا من 25 ألفا في بادئ الأمر، {وهو هامش ضئيل للغاية في مدينة تعداد سكانها 15 مليوناً}، لكنه لا يزال واثقا من أنه سيصبح رئيس بلدية اسطنبول. وأضاف: {النتائج لن تتغير. الوقت يمر وإسطنبول في انتظار من يخدمها، لذلك كل ما نريده هو أن نتسلم المسؤولية في أسرع وقت ممكن».

 

إريتريا تتهم قطر وتركيا بـ{أعمال تخريبية}

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/اتهمت الحكومة الإريترية رسمياً تركيا وقطر، أمس، بالسعي إلى «تخريب وعرقلة مسار السلام مع إثيوبيا، وفي منطقة القرن الأفريقي». وقالت وزارة الإعلام الإريترية، في بيان، أمس: إن «أعمال التخريب المتقطعة التي قامت بها الحكومة التركية تحت رعاية حزب العدالة والتنمية الحاكم ضد إريتريا معروفة جيداً، ويتم تنفيذها من خلال دعم وتمويل من قطر». وأشارت إلى أن «تصاعد حدة هذه الأعمال التخريبية ظهر جلياً خلال العام الماضي؛ بهدف عرقلة مسار السلام مع إثيوبيا بشكل خاص، وفي منطقة القرن الأفريقي بشكل عام»، منددة باحتضان تركيا كيانات «مشبوهة» ترفع لافتات دينية وتطلق «تصريحات علنية تحريضية ضد إريتريا وإثيوبيا، كانت خارجة عن أي حدود وسياق». وقال مدير برنامج تركيا والمشرق العربي في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» محمد عبد القادر خليل، لـ«الشرق الأوسط»: إن «التحرك التركي - القطري يستهدف توسيع مساحة نفوذهما على الساحة الأفريقية بشكل ملحوظ، على خلفية توتر علاقتهما مع دول المقاطعة الأربع (السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين)، واستغلال أوضاع هشة في دول مثل ليبيا، والسودان، والصومال». ورأى الخبير في الشؤون الأفريقية في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور أيمن عبد الوهاب، أن «خريطة التوازنات في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا على وجه الخصوص، فيها حالة واضحة من التنافس الدولي، والمصالحة بين إثيوبيا وإريتريا تعيد الكثير من التوازن في المنطقة، وتواجه بعض التدخلات من قوى مثل قطر وتركيا، وهذا مرتبط في جزء منه بملف الصومال، والتنافس على الموانئ في البحر الأحمر». ووصف رد الفعل الإريتري بـ«الجريء»، مشيراً إلى أنه «رد فعل قوي».

 

هل بات خيار الحسم العسكري في الحديدة أمراً واقعاً؟ والشرعية اليمنية متيقنة من عدم التزام الحوثيين وتنتظر المجتمع الدولي

/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/بعد مرور نحو 15 أسبوعاً على «اتفاق استوكهولم» بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية دون تنفيذ بات يغلب على يقين الشرعية في اليمن، كما تعكسه تصريحات كبار المسؤولين فيها، أن الميليشيات الحوثية غير جادّة في تنفيذ الاتفاق، وأنها وافقت فقط على الذهاب إلى السويد لتجنب سقوط الحديدة عسكرياً. ورغم أن هذا اليقين أصبح جلياً في أروقة الحكومة الشرعية، فإن الأنظار لا تزال متعلقة بالمجتمع الدولي والضغوط التي يمكن أن تُمارَس على الجماعة الحوثية للقبول بالاتفاق، الذي يعني تنفيذه الولوج إلى مرحلة جديدة من مراحل اتفاق الحل النهائي.

ولعل حالة اليأس من مراوغة الميليشيات وصلت إلى أعلى ذروتها أخيراً بعد تلكؤ الجماعة الموالية لإيران عن القبول بالخطة المعدلة، التي وضعها كبير المراقبين الدوليين ورئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد، بخصوص تنفيذ المرحلة الأولى من «إعادة الانتشار من ميناءي رأس عيسى والصليف».

وفي هذا السياق، يشير رئيس فريق الحكومة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء الركن صغير بن عزيز، في سلسلة تغريدات تابعتها «الشرق الأوسط» على «تويتر» إلى أن «جلّ وقت كبير المراقبين مايكل لوليسغارد ذهب في الطريق بين صنعاء والحديدة منذ مباشرته لمهمته لمراجعة مشرفي الميليشيات في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، مؤكداً أن لوليسغارد لم يحظَ بلقاء مشرّف يلبي مطالبه حتى اليوم.

وفي الوقت الذي تناور فيه الجماعة الحوثية من أجل الالتفاف على «اتفاق الحديدة»، والإبقاء على المدينة والموانئ الثلاثة تحت سلطاتها الانقلابية إدارياً وأمنياً ومالياً، يقول اللواء بن عزيز في تغريدة أخرى إن «القرار الأممي (2451) الخاص بتنفيذ (اتفاق ستوكهولم) أشار إلى المرجعيات الثلاث، وكل القرارات الدولية التي صدرت ضد الميليشيات الحوثية، بما يعني أن الميليشيات ملزمة بالخروج من جميع مرافق الدولة وتسليمها للحكومة الشرعية في كل المحافظات وليس الحديدة فقط». وفي أعلى ذروة من اليقين يصل بن عزيز إليها يعود فيقول: «إن من يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى حل سياسي مع الكهنوت الحوثي لا يعرف هذه الميليشيات وحقدها وعدم التزامها بالعهود والوعود وحبها لتدمير أي سلام». وفي تلميحه إلى الحل المثالي للتغلب على مراوغات الجماعة الحوثية يوجه بن عزيز الحديث إلى مكونات الشرعية بقوله: «علينا جميعاً أن نؤمن بأن الجميع يجب أن يصطف في مواجهة الكهنوت الحوثي، وأن نتقبل بعضاً، لأن اليمن يتسع لنا جميعاً، وذلك هو الحل الوحيد والقريب والسلاح القوي للقضاء على الكهنوت الحوثي، وعودة الأمن والاستقرار لليمن». من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك في أحدث تصريحاته الأربعاء أثناء لقائه في عدن المنسقة الأممية لشؤون الإغاثة في اليمن ليز غراندي: «إن الميليشيات الحوثية غير جادة في الوصول إلى سلام حقيقي، وإن مشاركتها في (مشاورات السويد) والتوقيع على الاتفاق، جاءت بعد أن شعرت باقتراب هزيمتها عسكرياً في الحديدة، وذلك لكسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفها».

ولأن الجزء الأكبر من أوراق الحديدة بات على طاولة المجتمع الدولي، شدّد معين عبد الملك على «وجود موقف قوي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على ميليشيات التمرُّد والانقلاب الحوثية المدعومة من إيران، لتنفيذ ما نصّت عليه (اتفاقات استوكهولم)، والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي»، وقال: «إذا لم يجد الحوثيون موقفاً دولياً وإقليمياً حازماً سيتمادون في غيِّهم وطيشهم غير مكترثين بحجم الأزمة الإنسانية التي يحدثها انقلابهم على الدولة». وفي أحدث بيان لمجلس الوزراء، وقفت الحكومة اليمنية على «استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في منع موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى صوامع مطاحن البحر الأحمر، منذ خمسة أشهر، والمخاطر المترتبة على هذا الفعل بتعريض آلاف الأطنان من القمح للتلف في ظل تردي الوضع الإنساني والغذائي، جراء حربها المتواصلة ضد الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية».

وطالبت الحكومة الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فعلية ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية بدلاً مما وصفته بـ«البيانات الكلامية بإدانة الميليشيات، التي تستمرّ في تماديها وتحديها السافر للإرادة الشعبية والمجتمع الدولي».

وفي الوقت الذي تعتبر فيه الدوائر الأممية والغربية أن تأخُّر تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة لا يزال في مجراه الطبيعي، بسبب كمِّ التعقيدات الميدانية، يسعى المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى ممارسة الضغوط على الحكومة وعلى الحوثيين لإنجاح الاتفاق الذي يرى فيه كثير من الناشطين اليمنيين «أنه وُلِد ميتاً».

وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن اليماني خلال لقائه بغريفيث، في الرياض، أول من أمس (الأربعاء)، ناقش عوائق تنفيذ «اتفاق استوكهولم»، وأكد على الموقف الحكومي الملتزم بضرورة تنفيذ بنود «اتفاق استوكهولم»، مع تذكيره بالتنازلات التي قدمتها الحكومة من أجل تحقيق تقدم في بناء السلام.

وأكد اليماني أن «التعنُّت والمماطلة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران قد يؤديان لإفشال الاتفاق، وهو ما سينعكس سلباً على جهود إحلال السلام في اليمن، وسيحدّ من فرص الذهاب إلى جولة مشاورات الحل السياسي كون (اتفاق استوكهولم) يعطي صورة حقيقة عن مدى جدية الحوثيين في التعامل مع الحل السياسي الشامل»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «التنفيذ مرهون بالضغط الدولي على الميليشيات الانقلابية». وتقول قيادات الجيش اليمني والقوات المشتركة المرابطة في الحديدة إن الميليشيات الحوثية عملت خلال الهدنة القائمة بموجب «اتفاق السويد» على تعزيز نفوذها الأمني والعسكري، واستقدمت الآلاف من مقاتليها إلى مختلف مناطق الحديدة، ما يدلّ على عدم جدوى الحوار معها. ولأن قرار الحسم العسكري الذي سيكون في النهاية هو آخر الحلول البديلة لاستعادة سيطرة الحكومة الشرعية على الحديدة وموانئها، فإن عنصر الورقة الإنسانية لا يزال هو حاجز الصدّ الذي تضعه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عند تقديرها للكلفة التي يمكن التغاضي عنها عند اللجوء للحل العسكري.

 

الجزائر: مسيرات مليونية اليوم... والجيش يقترح بن بيتور رئيساً للمرحلة الانتقالية وتحضيرات برلمانية لتثبيت شغور منصب الرئيس بعد استقالة بوتفليقة

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/فيما تستعد مدن الجزائر لمسيرات مليونية غدا الجمعة، للمطالبة برحيل باقي فلول نظام بوتفليقة بعد استقالته، قالت مصادر من الحراك الجاري منذ 7 أسابيع، إن الجيش اقترح على رئيس الوزراء سابقا أحمد بن بيتور، رئاسة المرحلة الانتقالية، ضمن هيئة من الشخصيات تتولى تسيير شؤون البلاد لمدة 6 أشهر، بعدها يتم تنظيم انتخابات رئاسية. وفي غضون ذلك، اجتمع مكتبا غرفتي البرلمان لتحضير اجتماع له لتثبيت حالة الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية، عقب استقالة بوتفليقة الثلاثاء الماضي.

وذكرت مصادر الحراك لـ«الشرق الأوسط» أن بن بيتور دخل في مشاورات مع مقربين منه ليطلب رأيهم في عرض الجيش، وأوضحت أن رئيس الوزراء سابقا (2000 - 2001) غير متحمس كثيرا لأداء دور سياسي في المرحلة المقبلة، ونقلت عنه أنه كان يرغب في وقت سابق بإنشاء حزب سياسي لكنه عدل عن الفكرة، وأنه كان ينوي اعتزال السياسة والابتعاد عن أضواء الإعلام. وبحسب نفس المصادر، فقد فكرت قيادة الجيش في بعض رموز الحراك ليكونوا في مقدمة المشهد خلال المرحلة المقبلة، مثل المحامي مصطفى بوشاشي، ورئيس الوزراء سابقا علي بن فليس، وزبيدة عسول رئيسة حزب «التغيير والرقي». مبرزة أن حظوظ بن فليس ضئيلة، بذريعة أنه كان أحد رجال بوتفليقة الأوفياء خلال ولايته الأولى، حيث شغل منصب مدير حملته الانتخابية في رئاسية 1999. وقد عينه بوتفليقة بعدها أمينا عاما للرئاسة، ثم رئيسا للوزراء. لكن اختلف الرجلان عشية رئاسية 2004 لما ظهرت على بن فليس رغبة في الترشح، مسنودا من قائد أركان الجيش آنذاك، محمد العماري.

ويقول مراقبون إن الجيش يبحث عن «شخص يحقق حدا أدنى من الإجماع»، ليحل محل مسؤولين يعدون من رموز نظام بوتفليقة، ويصر الحراك على تنحيهم من الواجهة فورا، وأولهم عبد القادر بن صالح رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، الذي يمنحه الدستور صلاحية رئاسة الدولة لمدة 90 يوما، في حالة استقالة رئيس الجمهورية، والذي كان من أشد الموالين لبوتفليقة، ومن المطالبين بترشحه لعهدة خامسة. أما الشخصية الثانية فهو الطيب بلعيز، رئيس «المجلس الدستوري»، الذي يعطيه الدستور صلاحية رئاسة الدولة لنفس الفترة، في حال اقترن شغور منصب الرئيس بمانع يواجهه رئيس «مجلس الأمة»، يحول دون توليه هذه المهمة، وقد ظل بلعيز طيلة 20 سنة من أشد رجال بوتفليقة ولاء، وتسلم ملف بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة في 10 من فبراير (شباط) الماضي، من يدي مدير حملته الانتخابية، بينما القانون يلزم المترشح أن يودع أوراق ترشحه بنفسه. وكان بوتفليقة في تلك الفترة بسويسرا بغرض العلاج. أما الشخصية الثالثة فهي رئيس الوزراء نور الدين بدوي، الذي كان وزيرا للداخلية قبل الحراك، وهو متهم بـ«قمع» مظاهرات عدة فئات مهنية، كالأطباء وأساتذة التعليم، وبرفض الترخيص لأحزاب معارضة جديدة. إلى ذلك، أعلن مكتبا «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) و«مجلس الأمة»، عن اجتماعهما أمس بغرض التحضير لاجتماع البرلمان بغرفتيه، وذلك عقب تبليغه من طرف المجلس الدستوري بشهادة التصريح بالشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، وفقا لما تنص عليه المادة 102 من الدستور، التي تقول بأنه «في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، وتبلغ فورا شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان، الذي يجتمع وجوبا». ورجحت مصادر برلمانية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، التئام الغرفتين بعد غد الأحد ليبدأ بن صالح مهامه مباشرة. ويشار إلى أن رئيس «المجلس الشعبي»، معاذ بوشارب، وهو منسق حزب الأغلبية، منبوذ شعبيا لأنه أطاح برئيسه المنتخب سعيد بوحجة قبل ستة أشهر، في انقلاب أمرت به رئاسة الجمهورية. من جهة أخرى، نفى حزب «تجمع أمل الجزائر»، الذي كان مواليا لبوتفليقة، مشاركة رئيسه، الوزير السابق عمر غول في اجتماع مفترض، أثار ضجة كبيرة ونددت به قيادة الجيش، عقده مدير المخابرات الحالي اللواء بشير طرطاق ومدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين، مع عناصر من المخابرات الفرنسية، والسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق، كما حضر الاجتماع، بحسب ما جاء في تصريحات أستاذ الإعلام المعروف عبد العالي رزاقي، لفضائية خاصة، عمارة بن يونس، الوزير السابق ورئيس حزب «الحركة الشعبية الجزائرية». والغرض من هذا الاجتماع هو «تشويه سمعة الجيش بشن حملة إعلامية ضده»، بحسب ما جاء على لسان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، في خطاب ناري السبت الماضي.

وقال حزب غول في بيان إنه «ينفي قطعيا هذه الإشاعات، ويؤكد أنه لا علاقة له بأي شكل بمثل هذه اللقاءات». وصرح بن يونس أنه «ينفي هذا الأمر جملة وتفصيلا، بل أكثر من ذلك عدم علمي به أصلا. كما لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أجتمع خارج الأطر النظامية والقانونية للجمهورية الجزائرية، متآمرا على سيادة بلادي، التي دفع الشعب الجزائري من أجلها أكثر من مليون ونصف شهيد، والدي، رحمه الله، واحد منهم». وأضاف موضحا «لا يمكنني اليوم في مثل هذه الظروف، التي تمر بها الجزائر، إلا أن أقف ضد أي متآمر على سيادة بلادي، لا سيما الذين يريدون التآمر مع أعداء الجزائر، سواء من الداخل أو الخارج». وتبين في النهاية أن اللقاء المثير للجدل، جمع مدين بالرئيس السابق اليمين زروال، الذي تلقى منه عرضا لرئاسة الدولة في المرحلة المقبلة. وهذه الفكرة صدرت عن السعيد بوتفليقة، بحسب ما ذكره زروال في بيان.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد شعر قائد الجيش صالح أنه مستهدف بهذا اللقاء شخصيا، لأنه خصم لدود لمدين والسعيد بوتفليقة، وكان وراء إبعاد الأول من قيادة المخابرات عام 2015. ولهذا السبب هاجم صالح جماعة الرئيس السابق بحدة، وطالب بوتفليقة الثلاثاء الماضي بالاستقالة فورا، وهو ما تم في نفس اليوم.

إلى ذلك، اتضح أمس عدم صحة خبر نشرته وسائل إعلام، مفاده أن شقيق الرئيس المستقيل ناصر بوتفليقة، ليس في الإقامة الجبرية. ونشرت وزارة التكوين المهني بصفحتها بـ«فيسبوك» صورا، ظهر فيها ناصر، وهو أمين عام الوزارة، بمناسبة بدء الوزير الجديد موسى بلخير مهامه. كما جاء في نفس الأخبار أن السعيد في الإقامة الجبرية أيضا، وأن قرارا بمنعه من السفر مع ناصر، صدر عن النائب العام.

 

قوات حفتر لاقتحام طرابلس... والسراج يعلن «النفير العام»/قلق أممي من تفاقم المواجهات... وداخلية حكومة الوفاق ترفع حالة الطوارئ إلى «الدرجة القصوى»

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/05 نيسان/19/انتقلت الأزمة في ليبيا إلى مستوى سياسي وعسكري ينذر بتوتر الأوضاع من جديد، وذلك بعد أن أمر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، قواته أول من أمس، بالتحرك لقتال الجماعات الإرهابية في المنطقة الغربية التي تشمل العاصمة طرابلس، وهو ما رد عليه فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، بإعلان حالة النفير العام بين قواته العسكرية والأمنية للدفاع عن العاصمة، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من اندلاع معارك ضارية، داعيا الفصائل الليبية إلى ضبط النفس.

وبدا أن قوات الجيش تتجه إلى تطويق العاصمة طرابلس من الاتجاهات كافة، بعد أن دخلت أمس مدينتي صرمان وغريان جنوب وغرب المدينة، كما اقتربت أيضا من محيط مدينة سرت، دون أن تواجه مواجهة حقيقية من القوات التابعة لحكومة السراج في هذه المناطق. لكن فصائل من مدينة مصراتة الموالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس أعلنت استعدادها للتصدي لتقدم القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، التي تسيطر على شرق ليبيا. وفي كلمة وجهها مساء أمس إلى قواته، أعلن المشير حفتر عن إطلاق عملية تحرير العاصمة طرابلس، تحت اسم «الفتح المبين»، بعدما وصل إلى مقر غرفة العمليات الرئيسية التابعة للجيش لمتابعة تقدم قواته، والعمليات العسكرية بالمنطقة الغربية. وقال حفتر مخاطبا جنوده المرابضين على تخوم طرابلس: «حان الأوان لدخول العاصمة، سنكمل مسيرة النضال والاستجابة لنداء أهلنا في العاصمة كما عاهدناهم، واليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين». مضيفا: «لا تعتدوا على مؤسسات الدولة، ادخلوها بأمان سالمين... لا ترفعوا السلاح إلا على من رفعه في وجوهكم، ومن ترك سلاحه فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن... ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن... وسلامة أهلنا وممتلكاتهم وسلامة ضيوفنا الأجانب ومؤسساتنا أمانة بأيديكم».

وكرد فعل على هذه التطورات، أكدت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم»، ضمنيا، في معرض ردها على أسئلة لـ«الشرق الأوسط»، أنها لن تتدخل لدعم حكومة السراج في مواجهة الجيش، إذ قال الميجور ويست كارل، الناطق باسم «أفريكوم»، إن «القيادة الأميركية في أفريقيا تدرك التقارير المتعلقة بالوضع الحالي في ليبيا. ويمكنني أن أخبركم أننا نواصل دعم جهود الوساطة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتقدم نحو الانتخابات الوطنية لإنهاء فترة الانتقال السياسي». من جهتها، نددت السفارة الأميركية في ليبيا بشدة، التصعيد، وقالت في بيان لها إنها تكرر دعوة الأمم المتحدة إلى ضبط النفس. وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه بريطانيا، إذ قال فرانك بيكر، السفير البريطاني لدى ليبيا، إن بلاده «تشعر بقلق عميق تجاه التحركات العسكرية في ليبيا، والبيانات التصعيدية التي تساهم في تفاقم الأوضاع».

وبعدما حث جميع الأطراف على ضبط النفس، اعتبر بيكر أنه يجب التركيز الآن على المؤتمر الوطني المقبل بوصفه أفضل وسيلة لتحقيق مستقبل أفضل لجميع الليبيين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أجرى أمس محادثات في العاصمة طرابلس مع فائز السراج، قد أعرب في تغريدة من طرابلس عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر المواجهات في ليبيا، واعتبر أنه «لا يوجد حل عسكري في ليبيا... الحوار بين الليبيين هو وحده الذي يمكنه حل المشكلات الليبية». داعيا إلى «التهدئة وضبط النفس، بينما استعد للقاء القادة الليبيين في البلاد». في غضون ذلك، أكد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، أن «الجيش ملتزم مع الشعب الليبي بتحرير البلاد من الإرهاب»، مضيفا أن «أهالي طرابلس سيسعدون حينما يسمعون أزيز مقاتلات سلاح الجو في سماء العاصمة». وحذر المسماري من «بث الإشاعات حول نيات القوات المسلحة من تحركاتها العسكرية الأخيرة»، مؤكدا أن الجيش «أصبح قويا وجاهزا بكل المعايير والمقاييس الدولية». وأمام هذه التطورات المتسارعة، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبي، أمس، رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى. وأصدرت تعليماتها لـ«كل الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن العاصمة طرابلس، واتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لذلك». وقالت الوزارة في بيان لها أمس، إنه «في ضوء التصعيد المسلح الخطير، الذي يهدد أمن العاصمة طرابلس، ويعرض سلامة المدنيين للخطر، فإنها تؤكد التزامها الكامل بأداء واجباتها الوطنية بالتصدي بقوة وحزم لأي محاولات بائسة لزعزعة الأمن والاستقرار». وأوضحت الوزارة أن «القوات المهاجمة للعاصمة طرابلس لا تعي حجم الخطيئة، التي ترتكبها في حق الوطن والمواطن، ولا يكون بعد ذلك من سبيل إلا مواجهة هذا الهجوم الغاشم دون أدنى تردد أو مواربة». وحملت الوزارة في بيانها «المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم»، وطالبت المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والإفصاح الصريح عن موقفه تجاه الخروقات الجسيمة، التي ما انفك الطرف المهاجم عن اقترافها إجهاضا لأي أمل في التوافق والسلام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روسيا و"الممانعة" وتابعهما الأسد في خطب ودّ إسرائيل

منير الربيع/المدن/الجمعة 05/04/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73549/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%87%D9%85%D8%A7/

الموقف الذي أطلقه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول تسليم رفات الجندي الإسرائيلي إلى تل أبيب، يعرّي النظام السوري، ويحرجه. في اللحظات الأولى لتسريب الخبر، بدأ المقربون من النظام الإيحاء بأن الجماعات الإرهابية هي التي وجدت الرفات في إحدى المقابر. وهي النظرية التي لطالما لجأ إليها النظام للتهرب من مسؤولياته، وإحالة كل اقترافاته إلى ما يسميه جماعات إرهابية. حتى مسعاه واستراتيجيته في إجهاض الثورة السورية، ارتكزت على تعميم مفهوم الإرهاب والتطرف، قبل أن وجود هكذا التطرف. لا بل هو من أسهم في استيلاده لضرب الحراك المدني والانتفاضة الشعبية. ولكن أن يقول بوتين: "إن أفراد الجيش الروسي هم من وجدوا رفات الجندي الإسرائيلي، زاخاري باوميل، في سوريا بالتنسيق مع السوريين"، فهذا يعّري كل نظريات النظام.

تبادل الهدايا

والأسوأ من ذلك كلّه، أن يأتي تسليم الرفات بعد الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وقبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية. ما يوضح بلا شك، تبادل الهدايا ما بين النظام السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. صحيح أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان هو هدية من دونالد ترامب لنتنياهو، وصحيح أيضاً أن تسليم الرفات هدية من بوتين إلى نتنياهو، لكن الهدايا الأبرز تبقى تلك المتبادلة ما بين بشار الأسد ونتنياهو. وللإسرائيليين باع طويل في إسداء الخدمات وتبادلها مع النظام السوري، ليس آخرها المواقف من الثورة، ومن ضرورة الحفاظ على الأسد ونظامه، وتأمين بقائه بناء على اتفاقات معروفة. بالعودة إلى لحظة الخسارة السورية للجولان المحتل عام 1967، وبالدخول في تفاصيلها الشائكة سياسياً وعسكرياً، يمكن الوصول إلى خلاصة، مفادها أن النظام هو من ضحّى بالجولان، لقاء تفاهم غير مباشر مع الإسرائيليين تضمن بقاء النظام. حينها، قالها النظام السوري وعممها بكلّ وضوح، بأنه خسر الأرض مقابل استمرار النظام، لا سيما مع العودة التاريخية لما وقع حينها، يبدو أن الجيش السوري لم يخسر المعركة، والانسحاب حدث بناء على أوامر من القيادة، فكان الانسحاب من دون لا معركة و"لا هزيمة"، ما يدفع إلى الاستنتاج بـ"التسليم"، بلغة تقاطع المصالح.

الأسد وأمن إسرائيل

اليوم، يخسر النظام السوري الجولان دولياً، بمعزل عن كل مواقف الدول الرافضة للقرار الأميركي، لأن ما ينطوي عليه القرار، هو نتاج ثمرة عمل مشترك ما بين الروس والأميركيين، يُجرّ إليها النظام السوري، الذي يجد نفسه غير ممانع لتسليم الأرض والاستراتيجيا، مقابل الحفاظ على وجوده، مع بعض التجميلات، بلجنة دستورية من هنا أو مواقف سياسية من هناك. وتلك الثمرة تتضح أكثر في الإنسجام مع مواقف نتنياهو الذي أصبح ضامناً لفوزه في الإنتخابات، بالاستناد إلى الدعم الأميركي الروسي، والتنافس بين الطرفين على إرضائه وإسداء الخدمات له، بالإضافة إلى لغته التصعيدية تجاه إيران وحزب الله، والتعهد باستمرار العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية على المواقع الإيرانية. ولطالما أكد الإسرائيليون في الفترة السابقة أن بقاء النظام، والأسد تحديداً، يمثّل ضمانة لأمن إسرائيل. وهذا الموقف يلاقي استراتيجياً موقفاً لافتاً لرامي مخلوف في أوئل أيام الثورة بأن أمن إسرائيل من أمن سوريا، وأكثر من مسؤول إسرائيلي أبدى حرصه على بقاء النظام، الوحيد القادر على ضبط الحدود وحماية أمن إسرائيل. والتنافس التكاملي بين الروس والأميركيين على إرضاء الإسرائيليين، يؤكد مجدداً غياب أي أفق للصراع بين القوتين في المنطقة، بل أدوارهما متكاملة بمعزل عن الاختلافات التفصيلية في بعض الملفات، بينما العلاقة بين قوى الممانعة وروسيا تؤكد بشكل لا لبس فيه، أن الصراع لا يتعلّق بالقضاء على إسرائيل، أو تدميرها، أو الدخول في حروب معها، بل يدور حول من يبرم التفاهم معها، ويضمن نفوذه بموجب هذا التفاهم. وليس بالضرورة أن ينتج التفاهم تحالفاً أو توقيع إتفاقيات، بل بإعادة تجديد التفاهم الإسرائيلي السوري الذي ساد منذ ما بعد حرب العام 1973، على قاعدة تأمين الإستقرار الإسرائيلي، وضبط تحركات الخصوم أو الأعداء. وهنا، يمكن إدراج الضغط الأميركي على إيران لضبط تحركاتها أو جماعاتها، بما يتلاءم مع توفير أمن إسرائيل الحدودي.

الأرض السائبة

تأتي الخطوات الروسية مترافقة مع تحركات متصادمة وعديدة على الساحة السورية، وفي ظل العمل على هز الثقة ما بين الإيرانيين والروس. وهذا تجلى في زيارة الأسد إلى طهران والاتفاقيات التي وقّعت فيما بعد بين الطرفين، بينما في المقابل، هناك حديث عن توافق أميركي روسي إسرائيلي على وجوب تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وصولاً إلى إنهائه. حالة فقدان الثقة تُبقي سوريا أرضاً سائبة، ومتنازع عليها بين قوى متخاصمة ومتوافقة في آن، ومن يمانع اليوم يهدف إلى التطبيع غداً، وفق هذه الاتفاقيات التي عنوانها حماية إسرائيل. والنظام السوري، الخاضع لهذه التجاذبات، لا يعنيه سوى الحفاظ على بقائه ووجوده، وهو الذي دمّر سوريا ومزّق جغرافيتها وديموغرافيتها وفق ما يتلاءم مع الحلم التاريخي لإسرائيل، بينما لم يقرب يوماً من الجولان أو من الحدود الجنوبية، لا بل التزم مع الروس في إبعاد الإيرانيين من الجنوب. لم تكن مبادرة تسليم رفات الجندي الإسرائيلي بنت ساعتها أو لحظتها، ولن تقف عند هذا الحد. روسيا ستضطلع بدور أوسع، في المرحلة المقبلة، ما بين الإسرائيلي والسوري، على قاعدة الأرض والأمن الحدودي مقابل أمن النظام، وتركيزه على "سوريا الجديدة"، بحدودها الحالية من دون الجولان، بمعزل عن بقاء شعار استعادته، كأداة من أدوات النظام للحفاظ على ماء الوجه.

تحدث كل هذه التطورات، والعيون تتركز على إيران ودورها ونفوذها، في ضوء العقوبات الأميركية الآخذة بالتشدد تجاهها، والإدعاءات التي تتعلق بإخراجها من سوريا.

رون آراد وإيران

الأكيد أن إيران لن تخرج، ولديها ما يزيد من الأوراق لاستخدامها، وأبرزها الإمساك بورقة أمن إسرائيل أو تهديدها، وهذه الورقة سيتم التلويح بها في الفترة المقبلة، خصوصاً في مرحلة دخول الحزمة الثانية من العقوبات القاسية عليها حيز التنفيذ، في الأسبوع الأول من شهر أيار. وكما لدى الروس أوراق يتم تسليمها للإسرائليين، فلدى طهران ورقة رون آراد أيضاً، إلى جانب ورقة تهديد أمن إسرائيل. هذه الورقة قد يحين وقتها في هذه الظروف، للتمهيد لدخول العلاقة منقلباً جديداً في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن هناك معلومات تؤكد بأن المفاوضات السرية بخصوص آراد قد تحرّكت قبل فترة. استحضار هذه الورقة ستكون ضرورة لدخول بعض القوى في بازار التفاهم الضمني مع الإسرائيليين. فكما الأسد يريد الحفاظ على نظامه، هناك من يريد الحفاظ على نفوذه. لا شك أن تقديم رفات الجندي سيكون له مقابل لصالح النظام السوري، ويكشف في مكان ما، هشاشة الإدعاءات الممانعتية، وضعف إدعاءات المحور بكامله، الذي خيّم عليه صمت مطبق حول الموضوع. وترتيب العملية من دون تشاور مع شركاء المحور، يعني أن هناك مصيبة أو فقدان للثقة. فبحال كان هناك استشارة فالمصيبة عظيمة والآتي سيكون أعظم، في ضوء ما يحكى عن عقوبات على إيران هادفة إلى جرّها نحو التفاوض، وإخراج القضية من عنوان مواجهة إسرائيل.

 

حزب الله ضعيف الأثر في الانتخابات الإسرائيلية

سامي خليفة/المدن/الجمعة 05/04/2019

مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان الحالي، لا يحتل ملف لبنان وحزب الله حيزاً مهماً في التراشقات الانتخابية الأخيرة بين أبرز المتنافسين، حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وحزب "كاحول لفان" برئاسة الجنرال بيني غانتس. فالمواضيع الأساسية لاستقطاب الناخبين تتمحور حول الأوضاع الداخلية، والخطر الداهم الآتي من غزة.

أولويات الشارع الإسرائيلي

دأبت وسائل الإعلام الإسرائيلية، منذ فترة، على التركيز على خطر حزب الله. ونقلت عشرات التقارير والتصريحات، التي تشرح خطر الحزب على الدولة العبرية. لكن شهدنا منذ أواخر آذار الماضي تراجعاً في الاهتمام بالملف اللبناني، مع الإشارة بأن أولويات الشارع الإسرائيلي تركز على مستويات الفقر، التي قفزت في السنوات الأخيرة، حين بات 24 في المئة من سكان إسرائيل تحت خط الفقر. يُقابل ذلك، ارتفاع في أسعار الغذاء وإيجارات المساكن، في حين أن الأجور منخفضة، بالنسبة للغالبية العظمى من القوى العاملة. كما هو الحال في الانتخابات الإسرائيلية السابقة، لا يزال الأمن يمثل أولوية للجمهور الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن الدولة العبرية لم تشهد عملية عسكرية طويلة منذ حرب 2014 مع حماس في غزة، إلا أن الصواريخ الثلاثة التي أُطلقت من غزة على تل أبيب الكبرى، خلال الأسبوعين الماضيين، جعل خطر غزة يتقدم على القلق من الجبهة اللبنانية. عندما ينتخب الإسرائيليون رؤساء حكومتهم، فإن المعيار الأهم يكون إذا كانوا مؤهلين للتعامل مع البيئة الأمنية، مع حماس في الجنوب، لبنان من الشمال، سوريا والضفة الغربية. لكن الكفاءة الأمنية ليست معرضاً للنقاش في هذه الانتخابات، لأن تحالف "أزرق - أبيض"، الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لليمين، ونشأ مؤخراً عن اتحاد حزب "حصانة إسرائيل" (وسط)، و"هناك مستقبل"، المنافس الرئيسي لحزب الليكود، يرأسه ثلاثة رؤساء أركان سابقين في الجيش الإسرائيلي. كما أنه لا يوجد فارق أيديولوجي حقيقي في الطريقة التي يتعامل بها المرشحون مع إيران وسوريا وحزب الله في لبنان.

حملة نتنياهو

على الرغم من توالي الشبهات بتورط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قضايا فساد، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات العامة، التي يعقبها مداولات قانونية قد تستغرق شهور طويلة، قبل قرار تقديمه للمحاكمة. فإن آخر الاستطلاعات أظهرت بوادر تحول في قوة حزب الليكود برئاسته، وارتفاع عدد المقاعد التي يحصل عليها، مقابل تراجع قوة حزب "كاحول لفان". استخدم نتنياهو، خلال الأشهر القليلة الماضية، ملف لبنان بشكلٍ مكثف لحملته الدعائية. إذ قام بتصوير ما اعتبره انجازاً في الكشف عن مشروع إيران الصاروخي في لبنان، وصولاً إلى موضوع الأنفاق على الجبهة اللبنانية، وما تبعه من تسريبٍ لتفاصيل سرية تُظهر، حسب وجهة نظرة حملته الانتخابية، مدى الجهد الذي يبذله نتنياهو للحد من مخاطر الحزب الأمنية. إلا أنه على أعتاب الانتخابات، بدأت حملة نتنياهو تركز أكثر على قضية الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، وعلاقة نتنياهو الوثيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي صنعت إنجازاتٍ للدولة العبرية، كان آخرها الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

تحالف "أزرق - أبيض"

لا يختلف رئيس أركان الجيش الأسبق، بيني غانتس، مع نتنياهو في مقاربة موضوع حزب الله، فقد كرر غانتس غير مرة، بأنه يرى الحزب كأخطر منظمة إرهابية في العالم، منتقداً سلوك نتنياهو الحذر تجاه لبنان، وعدم اتخاذ تدابير أكثر قساوة. لكن الدواعي الانتخابية، واحتدام الصراع مع غزة، حتّم على غانتس ترتيب أولوياته، فقد بان انتقاد نتنياهو على فشله في غزة هو محور الاهتمام الأول، مع عدم الالتزام بإيجاد طريق للخروج من المأزق الإسرائيلي الفلسطيني، واستبعاد أي شراكة مع الأطراف العربية. وفي الواقع، يبدو أن حملة غانتس تتبع نتنياهو إلى اليمين - بل وتستخدم قتل الفلسطينيين كدليل على صلابة الجنرال السابق. في عام 2006، عندما اندلعت الحرب في لبنان، كانت الصواريخ تتساقط على المدن الإسرائيلية. وكانت الخسائر الإسرائيلية تتصاعد. لذلك، بحث الجنرالات الإسرائيليون عن بعض الأدلة على النجاح. لقد وضعوا في الاعتبار "صورة النصر"، وهي صورة رمزية لساحة المعركة تمثل أفضل القيم للهوية الإسرائيلية (الشرف والشجاعة والمرونة) وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يفوز. وفي نهاية المطاف، تم العثور على صورة النصر لجندي، مشوش وجريح، ويعطي علامة النصر وهو متمدد. والملفت في حملة غانتس أنه أعاد استخدام الأفكار ذاتها في حملته، للترويج لنفسه عندما كان يقود الجيش الإسرائيلي في غزة، بأنه القائد القادر على الحسم والمواجهة، من خلال فيديو ترويجي لحملته تحت شعار "الأقوياء فقط هم المنتصرون".

ما بعد الانتخابات

طبعاً، ستشهد مرحلة ما بعد الإنتخابات عودة الاهتمام المكثف بالملف اللبناني. فإذا استطاع غانتس الفوز سيعود ليتناول الصراع مع الحزب كأولوية أمنية. أما إذا تمكن نتنياهو من الاحتفاظ  بمنصبه، فإنه سيواصل سياسته التي اعتدنا عليها، بتقديم خطر إيران وحزب الله على كل شيء آخر. وسيستغل علاقته القوية بالإدارة الأميركية الحالية، لتحصيل المكاسب على الساحة اللبنانية، وفرض المزيد من الضغوط.

 

"أنا الحكومية"... والزّير أبو ليلى  

جوزف الهاشم/الجمهورية/الجمعة 05 نيسان/2019

مثلما كان الملوك في القرون الوسطى يعتبرون أنَّ من شأن المملكة أن تـؤمِّن لهم حياة بذْخٍ وعربدةٍ وتبذير حتى ولو تعرَّضت الخزينةُ للعجز، لأن الملك هو الدولة... «أنا الدولة..» هكذا، يعتبر علم السياسة أنَّ هناك ما يُعرف بـ«أنا الحكومية»، التي يشعر معها الحكوميون بأنّهم بها يرتفعون من «مدينة» الشعب الى «مدينة» الأمر. و«أنا الحكومية» في علم السياسة تصبح «أنا الملكية» في علم السياسة اللبنانية، فالنائب هو الوزير، والوزير هو النائب، والنائب هو الذي يحاسِب، وفوق كلّ نائب ووزير يتسلّط الزّيـر أبو ليلى المهلهل.

وبهذه الهيكلية الحاكمة تصبح السلطة طغمةً أحديّة طاغية، وفيلقاً من الجـنّ غير الملموس يُـرى ولا يُـرى، وهي السلطات التي يصفها الفيلسوف سقراط بأنها أكثر أشكال الحكم فساداً، حين تستخدم الأنظمة والقوانين وسائلَ خادعة للسيطرة والنهب، وسلب أبسط حقوق الشعب، واحتكار موارده الحياتية وفق المعادلة التي عبّر عنها الشاعر بقول: منكَ الدقيقُ ومنّي النارُ أُضرِمُها والماءُ مني ومنكَ السمنُ والعسلُ.

ويقولون: إن هناك خطة إصلاحية، وعلى قاعدة مكرهٌ أخوك لا بطل، قد نلمس تفاؤلاً خجولاً للحدّ من الفساد، لا تعود أسبابه الى طهارةٍ بعد دنَس، والى عفّة بعد عهـر، بل لأنّ «أنا الحكومية» قد انفصل بعضُها عن بعضها في مرَّبعات وزارية متواجهة، ينْصبُ كلٌّ منها «كاميرات» لمراقبة الأخرى، وإنَّ العدسات اللاَّصقة على عيون وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي باتت تفضح ما تخبِّـئهُ عيون اللصوص من فضائح. وثمة مَنْ ينظر الى موقفٍ منتظر من الرئيس نبيه بري بعد قوله: «إن وضع البلد لم يعد يحتمل المزيد من الهدر والسرقات، ودعا الى إسقاط الحصانات الطائفية والمذهبية...»

ولكن، ماذا عن الآلية المعتمدة لمحاكمة الوزراء والرؤساء، والتي تشكّل براءة مسبقة للمرتكبين منهم، كأنما يحقّ لهم ما لا يحق لغيرهم حتى ولو كانوا من أصحاب الشعر الذليل الذي يتوسل التكسب والإرتزاق.

لعلَّ أبرز ما قرأت في هذا المجال عن كمال جنبلاط في كتاب «التحدّي الكبير»: (ص. 105) «أنه في المدة الأخيرة من حياته كان يجمع مبالغ كبيرة من أجل أن يرّد الى مجلس النواب جميع ما ناله من تعويضات بسبب شعوره بأنه لم يقم بواجبات هذه النيابة ولا تسمح له نفسه بأن ينال قرشاً واحداً من دون مقابل ...»كمال جنبلاط كان يريد أن يعيد الى صندوق المجلس التعويضات النيابية وهو أفضل من يستحقها ولم تتلوِّث يـدُه بقرشٍ بالحرام، فما هو شأن الذين ما تركوا صندوقاً لمجلس إلا سرقوه، وما أبصروا فلْساً في يد أرملة إلاّ سلبوه، وما خُصِّص اعتماد لمشروع إلاّ نهبوه.

يا أيها الذين آمنوا بمحاربة الفساد، ها همُ الفاسدون أمامكم، أسماؤهم مطبوعة على شفاه الناس، وحولكم ينتشرون كالنمْل... فـ«هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين...» (سورة النمل – 64).

 

متى تنتهي مهلة دوكان؟  

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 05 نيسان 2019

في زيارته الأخيرة لبيروت، أبلغ الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان الى الذين التقاهم، بأنّ المهلة الممنوحة للبنان لكي يلتزم الإصلاحات المطلوبة، هي في حدود الشهرين. لاحقاً، عندما ارتفع الضجيج حول هذه النقطة، قال علناً، بعد لقائه وزير المال علي حسن خليل: "بعض المانحين يريد أن يتمّ الإصلاح كله في يوم واحد. طبعاً لا يمكن تحقيق ذلك. ولكن، سيكون مؤسفاً أَن لا ينطلق العمل خلال شهرين أو ثلاثة". إذاً، هناك مهلة يلوِّح بها الفرنسيون، وإلاّ فإنهم لا يتحمَّلون المسؤولية عن ضياع كثير من مكتسبات "سيدر". والمساعدات الموعودة هي في معظمها قروض ميسَّرة ومشاريع تحتاج إلى متابعة حثيثة في التنفيذ. وهي لا تعني فرنسا وحدها، بل أيضاً الشركاء الآخرين في المؤتمر. وبعض هؤلاء الشركاء قد يسحب يده تدريجاً من عملية الدعم، ما دام مستعجلاً، ويريد الإصلاحات في يوم واحد، كما قال دوكان. وقد يسحب البعض يده لأنّ عناصر الثقة في جدّية الإجراءات التي سيتخذها اللبنانيون ليست كافية.

ولذلك، على رغم من الاستنفار "الصاروخي" المُفتعل، الذي لجأ إليه أركان السلطة، لتظهير التزامهم بنود الإصلاح، والاستفادة من المساعدات لمنع الانهيار، فلا شيء يضمن أنّ الجهات المانحة ما زالت في انتظار لبنان ورهن خاطر المسؤولين فيه.

في أي حال، الجهات المانحة هي التي ستشرف على إدارة هذه الأموال التي تشكِّل في معظمها ديوناً إضافية. وهذه هي المرّة الأولى التي يبدي فيها المانحون هذا المقدار من التشكيك بنزاهة الطاقم السياسي والإداري والمالي في لبنان.

يقول المطلعون: "إنّ رائحة الصفقات التي تفوح من التلزيمات المدعومة من الجهات المانحة لم يَعُد ممكناً إخفاؤها. فعلى مدى عشرات السنين، كان الطاقم المُمسك بالمؤسسات في لبنان يبتزّ المكاتب والخبراء المتعهدين الذين يكلّفهم البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي أو سواهما، ويستخدم أساليب الترغيب المختلفة.

وعادةً، يضطر هؤلاء إلى القبول بتمويل المشاريع مع علمهم أنّ الشفافية معدومة في طريقة إدارة اللبنانيين للأموال. ومع الوقت، اعتاد هؤلاء على فساد اللبنانيين وتعايشوا معه. وقصة الموافقة على تمويل سدّ بسري تُشكّل نموذجاً على رضوخ البنك الدولي لإرادة المنتفعين في لبنان.

فالدراسات الأولى أوصت بعدم ملاءمة المنطقة لبناء السدّ. ولكن، بسحر ساحر، أرسل مجلس الإنماء والإعمار إلى البنك الدولي دراسة مناقضة، فتمّت الموافقة على الدعم وإقامة السدّ، على رغم من كل الاعتراضات الهندسية والبيئية على أرفع المستويات. واليوم، انكشفت العلاقة المشبوهة بين طاقم المتعهدين في الداخل والخارج، وبات البنك الدولي مضطراً على الأقل إلى الاستماع إلى الاعتراضات بجدّية.

مبدئياً، من جهة المؤسسات الدولية، لم يعد ممكناً أن تستمر هذه العلاقة، بسبب افتضاحها. ولكن، مَن يَضْمن أنّها ستتوقف من الجانب اللبناني حيث الفساد المتجذِّر يصعب اقتلاعه ومحميّ سياسياً وطائفياً ومذهبياً. فاقتلاع الفساد اللبناني مستحيل ما لم يتم اقتلاع الطبقة التي توفِّر له الحماية.

وفي العادة، يتواطأ أركان هذا الطاقم لإنقاذ رؤوسهم كلما واجهوا المخاطر. والأرجح أنهم اليوم يقومون بهذا الأمر، من خلال الإيحاء بأنهم يلتزمون شروط الإصلاح التي يفرضها عليهم "سيدر".

لقد استمرّ هذا الطاقم في إغراق لبنان في الفساد والديون على رغم من الوعود المتتالية في مؤتمرات باريس الثلاثة. وفي "سيدر" قبل عام تعهّد لبنان بالتزامه شروط الإصلاح من خلال ورقة العمل التي تقدَّم بها إلى المؤتمر، وعلى أساسها تعهَّد المانحون بالمساعدة.

ولكن، انتظر القيّمون على "سيدر" تجاذبات الطاقم السياسي 9 أشهر حول حسابات فئوية ونفعية أخَّرت تأليف الحكومة التي ستنفّذ التوصيات. وفجأة، شكَّلوا الحكومة عندما وصل البلد إلى مشارف انهيار مالي، وتبلَّغوا أن لا مساعدات من دون حكومة فاعلة.

والأسوأ، أنّ "حكومة سيدر" سارعت إلى طلب المساعدات فيما أركانها والكتل السياسية التي تحميهم يتبادلون الاتهامات بالفساد، من دون محاسبة أحد، ويخوضون المعارك المشبوهة للدفاع عن منافعهم، واستمروا في الإنفاق بلا موازنة ولا قطع حساب!

في زياراته السابقة، كان دوكان قاسياً جداً في طروحاته. ويُقال إنّه دعا إلى درس خيار خفض سعر الليرة. فردّ عليه المعنيون بالرفض. وفي المؤتمر، تمّت الموافقة على طروحات لبنان التي وُصِفَت بالمعتدلة، لأنّ فيها الحدّ الأدنى من متطلبات الإصلاح.

لكن ما أثار الفرنسيين هو استخفاف لبنان حتى بالطروحات التي التزمها. وكأنّه يخدع الجهات المانحة بوعود الإصلاح لكي يحصّل المساعدات، لا أكثر، فيما الانهيار بات وشيكاً. وأبرز الدلائل هو أنّ تصنيف لبنان السيادي يتراجع نحو أدنى الحدود على الإطلاق.

ويشكّك كثيرون في رغبة المسؤولين الحقيقية في إصلاح الاقتصاد والإدارة لسببين: الأول هو العجز عن التحرّر من التراكمات الثقيلة جداً. والثاني هو الرغبة المتمادية في الانتفاع من الفساد.

وستكون الحكومة اللبنانية في مأزق كبير إذا أصرّت الجهات المانحة على تنفيذ البرنامج المطلوب كاملاً وبشفافية، لأنّ النظام السياسي والإداري يحول دون ذلك. ويدرك الفرنسيون هذا الواقع، وكذلك مسؤولو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وسائر الجهات المانحة.

وعليه، أصبح المعنيون دولياً أمام أحد خيارين:

1- أن يوافقوا على دعم لبنان مرّة أخرى، على رغم من عدم اقتناعهم بأنه ذاهب إلى الإصلاح والشفافية، وأنه سيحتاج بعد فترة إلى دعم أكبر ليبقى على قيد الحياة. وهذا هو سيناريو مؤتمرات باريس 1 و2 و3.

2- أن يرفضوا هذا السيناريو ويجمّدوا المساعدات الموعودة إلى أجل غير مسمّى. وهذا يعني وقوع انهيار مالي واقتصادي ونقدي في لبنان، له مستتبعاته السياسية أيضاً، وربما الأمنية.

كلٌّ من الخيارين أشدّ مرارة من الآخر ويقود إلى سقوط الدولة اللبنانية، الآن أو بعد حين. ولذلك، يصبح للأزمة مغزى أعمق بكثير، لأنه يمسّ استقرار لبنان ضمن المنظومة الشرق أوسطية.

على مدى أكثر من ربع قرن، اعتمد السياسيون اللبنانيون نظرية تقول إنّ المجتمع الدولي يحتاج إلى الاستقرار في النظام اللبناني، ولذلك هو يغطّي كل الموبقات التي يرتكبها أركانه، مهما كبرت وتمادت. بل إنّ بعض هؤلاء اعتقدوا في فترات معينة أنّ المجتمع الدولي سيتولّى وفاء ديون لبنان كلها عندما يأتي الحلّ في الشرق الأوسط، من خلال المقايضة التي ستُجرى، والتي سيُطلب فيها من لبنان أن يتحمَّل حصته من الحلّ. والبعض قال إن توطين الفلسطينيين واقعٌ ضمن هذه الحصّة. من هنا السؤال: هل "تهديد" دوكان جدّي أم هو للضغط من أجل أن يحصل من اللبنانيين على أكبر تجاوب ممكن، وإن لم يكن كاملاً؟ وما سقف المهلة الزمنية التي يمنحها للبنان؟ وهل هي مهلة إصلاح مالي وإداري أم لها أبعادها السياسية؟

الخبثاء يذهبون إلى السؤال: هل كل ما يجري هو لتبرير إدخال لبنان تحت الوصاية الدولية، على أبواب الحلول في الشرق الأوسط، حيث موعد المقايضات الموعودة قد اقترب؟

 

واشنطن: مبادرة روسيا للنازحين السوريين لتعويم النظام  

جورج شاهين/الجمهورية/الجمعة 05 نيسان 2019

يُخطئ مَن يعتقد أنّ واشنطن التي وضعت لبنان تحت المجهر رصداً لكل جديد أنها تجاهلت وأهملت القمة الروسية - اللبنانية وما سبقها وما رافقها وما تلاها من مواقف وتحديداً من المبادرة الخاصة بإعادة النازحين السوريين الى بلادهم. فقد سبق لها أن اعتبرتها محاولةً روسيةً لإحياء الإعتراف المفقود بالنظام وخطوةً لتمويل إعادة الإعمار قبل الحلّ السياسي. فما الذي تغيّر؟ يعترف زوار واشنطن عند رصدهم المواقف التي شهدتها الساحة اللبنانية من ملفات عدة تعني لبنان واللبنانيين وأبناء المنطقة بكاملها أنها كانت وما زالت موضع رصد ومتابعة وتحليل بحثا عن خلفياتها وسعياً الى إستشكاف اللاعبين الإقليميين والدوليين على الساحة اللبنانية وادوارهم ومراميهم تمهيداً لإتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. وإن توقف هؤلاء الزوار امام ملف النازحين خصوصاً يتكشف لديهم كثير من المواقف الأميركية التي لم تتبدل بعد على رغم من سعي البعض الى ترجمة بعضها على غير مراميها، سواء عن قصد أو عن رغبة في ان تكون هذه المواقف اكثر تفهّما للوضع اللبناني نتيجة المعاناة التي يعيشها لبنان الرسمي والشعبي بمختلف شرائحه ومناطقه. فالترددات الكبيرة التي عكستها ازمة وجود اكثر من مليون ونصف مليون سوري بين نازح أمني وإقتصادي أو من ايّ نوع كان، لا يستطيع لبنان استيعابها وتحمل تبعاتها الى النهايات الخطيرة المتوقعة والتي تتكشف جوانب منها يوما بعد يوم بنحو لا يقوى لبنان على تحمل نتائجها.

ولذلك يصرّ زوار واشنطن على ضرورة مقاربة هذا الملف من جوانب مختلفة عن تلك التي يدار من خلالها اليوم، فالإشادة بموقف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو امام لجنة فرعية من لجنة الشؤون الخارجية الأميركية في الكونغرس الأميركي لا تستأهل التعليق «المُرحِّب» الذي اطلقه وزير الخارجية جبران باسيل وردده كثيرون من خلفه وصوروه على انه تطور مهم في الموقف الأميركي نتيجة ما سمعه بومبيو من المسؤولين اللبنانيين. ولذلك فهم يرون ان موقف بومبيو لا يحمل اي إشارة الى تغييرات في الموقف الأميركي، فهو كان وما زال يتطلع بقلق الى النتائج التي ترتبت على ما عاناه لبنان من حجم النزوح ونوعيته ومدى تأثيره على النسيج الإجتماعي اللبناني واقتصاده وأمنه.

ذلك انه امر تدركه الإدارة الأميركية قبل زيارة بومبيو لبيروت وبعدها وقد قامت بواجباتها عبر كل أشكال الدعم الذي تقدمه المؤسسات الأميركية في مختلف المجالات. فهي لم تفصل يوما بين حجم الدعم العسكري والأمني الذي حظي به الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى في مواجهة الإرهاب وما تقدمه مؤسساتها الإنمائية والإنسانية وتلك التي تُعنى بشؤون النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة في آن. لكن والحال على ما هي عليه، فإنّ واشنطن لم تتردد يوماً في تأكيد ضرورة توفير البيئة التي تضمن عودة آمنة ومستقرة ومستدامة للنازحين في بلادهم وهو امر لم يتوافر الى الآن قبل ولوج الحل السياسي في سوريا. وان الإدارة الأميركية تدرك ان الحل السياسي في سوريا هو المفتاح لمثل هذه العودة سواء كانت طوعية او آمنة، فهي لم ولن تتوقف يوما عند توصيفات لا تغير في واقع الأمر لا على مستوى النازحين حيث هم ولا في ما يجري في الداخل.

فواشنطن ومعها الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يدركان جيدا ان مثل هذه العودة الشاملة لا يمكن ان تتحقق اليوم. وما يقوم به لبنان على مستوى ترتيب برامج العودة التي تنظمها المديرية العامة للأمن العام وبعض هيئات المجتمع الأهلي والمدني مهم جدا ويشكل الحد الأقصى الذي يمكن القيام به في الوقت الراهن. فلا النظام قبل حتى الآن بعودة النازحين الى المناطق الأصلية لسكنهم لألف سبب وسبب، وخصوصا ان بعضها ما زال مدمراً او أنها باتت من خريطة «سوريا القديمة» وجغرافيتها ـ على ما نُقِل عن قياديين سوريين وحلفائهم - ولا هم قادرون على العودة اليها، خصوصا انها لا تشهد على أي وجه من وجوه الحياة الطبيعية. ولذلك، يضيف زوار واشنطن، ان كل المواقف التي تحدثت عن جديد يمكن تطبيقه في المبادرة الروسية لم تتوافر ظروفه بعد، وان موسكو تدرك اكثر من غيرها حجم المصاعب التي تواجهها. فهي تدير الأرض والمؤسسات في مناطق عدة من سوريا وتدرك تماماً ان ما تمنّته على النظام في سوريا لم يتحقق بعد. لا على مستوى الغاء القانون الرقم 10 ولا الإعفاء من الخدمة العسكرية لسنتين كما اقترحت موسكو. وهي بالإضافة الى هاتين المعضلتين تواجه معارضة سلبية قوية في مناطق عدة من سوريا وان مواقف المسؤولين الإيرانيين المكلفين الملف السوري ومعهم شركاءها من غير السوريين يساهمون في زياة التصلب الرسمي السوري في وجه موسكو، عدا عن المعضلة الكبرى التي يواجهها محور أستانة ومعه الأمم المتحدة التي فشلت حتى الآن في تشكيل اللجنة التي ستضع الدستور السوري الجديد.

وعليه، يضيف الزوار أنفسهم، انّ واشنطن قالت كلمتها في المبادرة الروسية منذ إطلاقها ولم تعدّلها الى الآن، فهي مبادرة تحتاج أولاً الى اكثر من 6 او 7 مليارات من الدولارات حسب تقدير هيئة التنسيق الروسية التي وضعت خطوطها العريضة وحددت اماكن توزع النازحين في العالم، واشارت الى الحاجة لأكثر من 960 رحلة طيران لإعادة النازحين من 40 دولة غير دول الجوار السوري.

والى هذه المعطيات التي لم تجد مَن يموّلها لا من واشنطن ولا من اوروبا ولا من دول الخليج العربي فكيف إذا كانت المبادرة الروسية تهدف الى «تعويم» النظام السوري واستعادة الإعتراف العربي والدولي المفقود به وفق معادلة لم تعد قابلة للنقاش. فلا الجامعة العربية يمكن ان تعيدها الى أحضانها ولا العالم الذي يطالب بتغيير النظام السوري بكامله يمكن ان يشارك في مثل هذه الورشة. والى أن تتغيّر الظروف ما على اللبنانيين سوى اعتماد ملف النازحين مادة للجدل الداخلي.. ولكن الى متى؟!

 

تبرئة ترامب وانعكاساتها على سياساته الشرق أوسطية

راغدة درغام/05 نيسان/19

 ستتأثر سياسات الرئيس دونالد ترامب نحو منطقة الشرق الأوسط بِزهّوه نتيجة استنتاج تقرير روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية 2016، ان ترامب وحَملته الانتخابية لم يرتكبوا جريمة "التواطؤ" مع روسيا وان لا أدلة كافية لإثبات ارتكاب ترامب جريمة "عرقلة" سير العدالة بدون ان يبرئ ساحته من تلك التهم. بعد عامين من التحقيق والملاحقات القانونية والإعلامية وانصباب الحزب الديموقراطي على تهيئة الملفات والذات لاقتناص فرصة إسقاط ترامب – أو على الأقل الأمل بحجب ولاية ثانية عنه – يبدو دونالد ترامب واثِقاً جاهِزاً متأهِباً للتباهي وتلقين الدروس للذين ابتهجوا باحتمال ادانته. الذين يراهنون على سياسات ترامب الخارجية نحوهم، مثل الدول الخليجية العربية، ارتاحوا كثيراً لنتيجة التحقيق لأن الرئيس رقم 45 انقلب على سياسات سلفه رقم 44 باراك أوباما الذي تبنّى الجمهورية الإسلامية الإيرانية شريكاً شبه بديل عن الحلفاء الخليجيين العرب ودعم ما سُمي بـ"الربيع العربي" الذي اقتنصه "الإخوان المسلمين" اعتقاداً منه انهم يُمثلون الإسلام المعتدل ويؤمنون بقواعد اللعبة الديموقراطية. فدول مجلس التعاون الخليجي ومصر لا تتمنى حكم الحزب الديموقراطي في أميركا لأن هذا الحزب أحبطها، ولأنه يشن حملات متتالية ضدها، ولأن دونالد ترامب أوضح التزامه بأمن هذه الدول والشراكة الاستراتيجية معها. الجمهورية الإسلامية الإيرانية أُصيبت بالخيّبة نتيجة تقرير مولر لأنها بَنَت جزءاً من صبرها الاستراتيجي على انتكاس مفترض لرئاسة ترامب وتهيّأت لحكم الحزب الديموقراطي بعد سنتين، ان لم يكن أقرب بناءً على أملها بعزل دونالد ترامب لو أثبتت عليه تهمة "التواطؤ" مع روسيا. فالرئيس الجمهوري عازم على كسر ذراع "الحرس الثوري" الحاكم عملياً في طهران، وهو جاهز لشد الخناق الاقتصادي – النفطي بالذات – لإركاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطويق مشاريعها الاقليمية. الخيارات الإيرانية محدودة، ما لم يمسك "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" زمام الأمور ويختار التصعيد عسكرياً على جبهات سوريا ولبنان والعراق واليمن لجرّ الولايات المتحدة الى العمل العسكري المباشر الذي لا يريده شعبها. الواضح ان اسرائيل هي في صدارة المستفيدين من الرئيس رقم 45 وهي واثقة ان الشعب الأميركي معها وان هناك جهوزية أميركية ودولية لأية صفقة كانت طالما تضع حداً للنزاع العربي – الإسرائيلي بغض النظر إذا كانت الصفقة متحاملة على الفلسطينيين. الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون مرتاحاً لأن النقلة النوعية النفسية والعملية في العلاقات الأميركية – الروسية ما بعد استنتاج تقرير مولر ستؤدي الى توطيد بعض التفاهمات بين واشنطن وموسكو على العناوين الكبرى حتى وإذا ازدادت رياح العواصف الباردة المارة. فالأسد أقل ثباتاً في موقعه مما كان عليه لأن سياسات إدارة ترامب ستطوّقه ولن تُريحه. انهزام "داعش" في سوريا لن ينقلها الى التماسك ووحدة الأراضي وانما ستبقى سوريا مفككة بالذات في أعقاب الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المُحّتل ضمن سياسة أميركية متماسكة عكفت منذ سنوات على الغاء صفة "الاحتلال" عن إسرائيل للأراضي السورية والفلسطينية على السواء. ثم هناك تركيا وسيّطرتها على أراضٍ سورية حيث تشن حربها على الأكراد واستمرار انعدام الثقة بين الرئيس ترامب ونظيره رجب طيب أردوغان وما لهذه العلاقة من انعكاسات أبعد من الساحة السورية.

الأوروبيون سيهّمسون استياءً من "فشل" تقرير مولر إدانة دونالد ترامب لأنهم لا يحترمون هذا الرئيس ويعتبرونه خطِراً على حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى العلاقات الأميركية – الأوروبية. فهم يعتبرون أنفسهم أكثر ثقافةً وعمقاً ورقيّاً من هذا الرئيس الشعبوي الذي ينظرون اليه بفوقية. والأهم، انهم يعتبرونه خطيراً على العلاقات التحالفية التقليدية عبر الأطلنطي.

معظم العالم يستهجن لطريقة حكم الرئيس رقم 45 ليس فقط لأنه استطاع النجاة من المحاسبة ومن التطويق الإعلامي له، بل لأنه يتبنى أساليب مذهلة في تعامله مع النظام العالمي التقليدي الذي يُعتَبر صمّام الأمان دولياً. سيزداد الاستياء مثلاً من الهند بعدما توقف إدارة ترامب استثناءها من العقوبات المفروضة على إيران مع حلول شهر أيار (مايو). فالهند لربما افترضت أن إعفاءها من الالتزام بالعقوبات ضد إيران سيبقى قائماً كأمر واقع لكنها ستصطدم قريباً بعزم إدارة ترامب على الغاء استثناء الإعفاءات التي شملت الصين أيضاً. وسيكون لإلغاء هذا الإعفاء تداعيات على علاقات مهمة في المعادلات الاستراتيجية.

فالهند تقف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما باكستان أقرب الى الدول الخليجية العربية. الصين لا تختار بين الاثنين لكنها براغماتية وهي تندفع نحو علاقات أفضل مع الدول العربية الخليجية وتحاول التعويض عن خساراتها بعدما يتم إلغاء الإعفاءات من العقوبات الأميركية على إيران.

روسيا التي تعارض علناً تضييق الخناق الاقتصادي على إيران قد لا تكون حقاً مستاءة كما يبدو. ذلك أن روسيا التي تحالفت ميدانياً مع إيران في سوريا تعطي الأولوية لمصالحها الاستراتيجية بما فيها تلك المتعلّقة بالنفط والغاز – السلعتان المهمتان جداً في اعتبارات موسكو الشرق أوسطية فإذا انحسرت أهمية طهران في موازين النفط والغاز، لن تذرف موسكو الدموع سيما وهي توطّد موقعها وتموضعها بالذات في مسألة الغاز الشرق أوسطي وامداداته الأوروبية.

ما قد يخشاه البعض هو أن يقرر المعسكر المتشدد في طهران ان الوقت حان للانتقام من منع إيران تصدير نفطها عبر إجراءات إغلاق مضيق هرمز الحيوي للملاحة الدولية. فإذا اعتبرت طهران الإجراءات الأميركية "إعلان حرب" وقررت خوض المعركة وتبني الانتقام، يخشى البعض الانتقال الى عتبة جديدة من المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من الدول الخليجية العربية. الرأي الآخر يشير الى أن لجوء إيران الى هذا الخيار قد يكون انتحارياً وليس انتقامياً فحسب، وهو ينذر بعواقب وخيمة إذا لجأت طهران الى اغلاق مضيق هرمز. ذلك لأن دونالد ترامب، الرئيس المتعافي في تقرير مولر والذي يشعر بأنه فوق المحاسبة، لن يتردد بتلقين ملالي طهران وعسكريي "الحرس الثوري" دروساً حتى وان عارض الشعب الأميركي التدخل العسكري المباشر. فالرئيس الأميركي سيتشدد أكثر في مواقفه بعدما تمت تبرئته، حسب رأيه، بلا عودة. والعالم يأخذ عِلماً. فبغض النظر عمن يأخذ دونالد ترامب بجدّية أو بسخرية، هذا رئيس الولايات المتحدة الأميركية وهو رجل عنيد وواثق من نفسه ويتصرف بفوّقية انطلاقاً من العظمة الأميركية.

سيتشدد دونالد ترامب مع الصين التي يفاوضها على العلاقات التجارية وينافسها ويواجهها كي لا تقترب من موقع أميركا المميز المستفردة حالياً بمكانة العظمة. سيضرب بعرض الحائط انتقادات الأمم المتحدة وسيستهزأ بـ"الأُسرة الدولية" لأنه مقتنع تماماً أن ما تفرضه الولايات المتحدة هو فوق القانون الدولي وان كل ما سيحدث بعدما يُفرض هو مجرد العِواء والندب والتنديد والإدانة، بلا إجراءات. دونالد ترامب مقتنع أن الجولان لن يُعاد الى سوريا مهما احتجت الجمعية العامة للأمم المتحدة أو أصدرت القمة العربية الثلاثين في تونس من احتجاجات وإدانات وتمسّكت بالسيادة السورية على الجولان.

دونالد ترامب متأكد أن بشار الأسد لن يطلب من الأمم المتحدة الغاء "فك الاشتباك" مع إسرائيل الذي بموجبه تتواجد القوات الدولية (أندوف) في مرتفعات الجولان، ذلك لأن طلب دمشق تفكيك أندوف يعني ان الأسد جاهز لخوض الحرب ضد إسرائيل – وهو ليس جاهزاً. وبالتالي لن يمس الأسد ترتيبات فك الاشتباك أو ولاية أندوف المعززة في الجولان لصالح إسرائيل. هذا هو اقتناع الرئيس الأميركي الذي راهن ليس فقط على ذلك وإنما أيضاً على انصياع روسي للأمر الواقع لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يواجه دونالد ترامب وبنيامين نتانياهو في الجولان من أجل بشار الأسد. دونالد ترامب مقتنع أيضاً أن إيران لن تلجأ الى المواجهة العسكرية مع إسرائيل بسبب الجولان. مقتنع أن لا الحكّام العرب ولا الشارع العربي سيتحرك بسبب الجولان لأنه سبق وبقي هامداً حتى عندما أعلن دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الرئيس رقم 45 يعتقد أنه سيصنع التاريخ بـ"صفقة القرن" بين العرب وإسرائيل بإلغائه مرجعية السلام التي لم تأتِ بنتيجة. في رأي المقربين منه أن ما سيقدمه للفلسطينيين هو أكثر مما يملكونه اليوم وسيخسرونه غداً إذا استمروا بالتمسك بـ"عملية السلام" وبـ"حل الدولتين" كما تصوّرته تلك العملية. سيفرض رقم 45 سلاماً مفيداً من وجهة نظره مهما تحامل على الفلسطينيين فهو ينفّذ لإسرائيل ما سعت وراءه لعقود وهو: إلغاء صفة الاحتلال عنها. دونالد ترامب يجرأ لأنه واثق أن غيره لن يجرأ. أنه ينطلق من إيمانه بالعظمة الأميركية وبقوة الشعبوية التي هذّبها وهو رجل متكبّر ومغرور وفخور بأنه تمكّن من اختراق تقاليد السياسة الأميركية الداخلية. وانه واثق بأنه سيفوز بولاية ثانية وينوي خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة من منطلق قوّته المحلية والعالمية ومن اقتناعه بأنه فوق المحاسبة.

 

مقابل روسي وسوري للجندي الإسرائيلي؟

وليد شقير/الحياة/05 نيسان/19

بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو أن الجيشين الروسي والسوري عثرا على جثة الجندي الإسرائيلي المفقود منذ حرب لبنان عام 1982، توالدت الأسئلة المحيطة بلغز الكشف عن جثمان أحد الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين كان تردد أنهم أُسروا أحياء، في معركة السلطان يعقوب في منطقة البقاع الغربي المحاذية للحدود مع سورية، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان. فعلى رغم المحاولات الإسرائيلية لاسترداد الجنود الثلاثة في السنوات الماضية، لم تكشف دمشق عن مكان وجودهم إلا بالأمس، نتيجة طلب روسي بناء لتحرك من قبل بنيامين نتانياهو. وإذا كانت الأسئلة البديهية التي تفرضها هذه الصفقة تتعلق بالثمن الذي ستناله روسيا من وراء تلبية طلب نتانياهو، فإن أسئلة لا تقل أهمية عن مغزى الدور السوري في الكشف عن مكان دفن الجندي الإسرائيلي، والمقابل الذي سعت إليه دمشق في تلك العملية، خصوصاً أنها لم تحصل في إطار تبادل للأسرى كما حصل في آخر عملية تبادل عام 1984، وكانت تخص سورية، إذ أطلقت إسرائيل سراح 311 أسيراً سورياً مقابل ستة إسرائيليين في مدينة القنيطرة، من مخلفات معارك حرب 1973.

وإذا كانت عمليات التبادل تتم عادة في شكل معزول عن استمرار العداوة السياسية والعسكرية بين دولتين وقوتين، لأنها تشمل استرجاع أسرى من الطرفين، كما حصل عشرات المرات حتى الآن ومنذ عام 1948 بين العرب والمنظمات الفلسطينية و«حزب الله»، وإسرائيل، فإن «تسليم» جثمان أسير من دون الإفراج عن أسرى في المقابل يعني أن هذا المقابل سياسي، سواء أكان لروسيا أم لسورية في الحالة الأخيرة.

المؤكد، في إطار لعبة الأثمان السياسية بين الدول، وفي حالة تسليم جثمان السرجنت الإسرائيلي زخاري بوميل، الأميركي الجنسية، أن نتانياهو سيستفيد من العملية في الانتخابات العامة الإسرائيلية التي ستجري بعد أسبوع تحديداً، إذ إن المنافسة محتدمة بينه ورئيس الأركان السابق في الجيش بني غانتس زعيم حزب «أزرق أبيض» الجديد. إنها هدية تشبه تلك التي سلّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنتانياهو قبل أيام في واشنطن، حين أعلن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، بعدما كان أعلن ذلك وزير خارجيته جورج بومبيو من القدس المحتلة قبل أسبوعين، في ظل ميزان القوى المختل بفعل الضعف العربي والاضمحلال السوري، مهما كان رفض قمة تونس العربية قبل أربعة أيام قوياً وعالياً. موسكو تسابق واشنطن على تفضيل نتانياهو على منافسيه في اليمين المتطرف أو الأكثر تطرفاً.

كان يمكن للهدية الروسية أن تكون أقل أذية للعرب وحقوقهم في الأراضي المحتلة، لو لم تأتِ بعد الهدية الأميركية في الجولان. وقد ترمز هذه الهدية إلى المزيد من الأدلة على التقاطع في المصالح بين الكرملين والبيت الأبيض هذه الأيام في سورية، والذي يشمل الموقف من استمرار الوجود الإيراني فيها. هذا على رغم أن كثراً يعتقدون أنها هدية لإيران في الوقت نفسه، لأنها تبرر لها مواصلتها بناء بنية تحتية عسكرية في المناطق السورية الجنوبية الواقعة بمحاذاة الحدود مع الجولان، تحت شعار مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

قد يكون الثمن الروسي بالمقابل مزيداً من الانضباط الإسرائيلي في توجيه الضربات العسكرية الجوية والصاروخية ضد الوجود الإيراني في الميدان السوري، وآخرها في 28 آذار (مارس) لمستودعات أسلحة وذخائر، في ريف حلب الشمالي في العمق السوري، والتي لم تستثنِ الجيش السوري. ذلك أن مطلب موسكو الدائم من إسرائيل هو تجنب جيش النظام، بحجة أنها تعيد تنظيمه وترتيب أموره كي يلعب دوراً في مرحلة الحل السياسي عندما يحين. بذلك تكون موسكو أصابت أكثر من هدف سياسي، وسبق لبوتين أن سلّم إلى نتانياهو عام 2016 إحدى الدبابات الإسرائيلية التي كان غنم الجيش السوري خمساً منها في معركة السلطان يعقوب، بعد أن أهدتها دمشق إلى بوتين.

لكن ما المقابل السياسي لنظام دمشق طالما أن بوتين أعلن أن الجيش السوري ساعده في العثور على جثمان الجندي الإسرائيلي المدفون؟

على رغم أن لا شكوك بقدرة موسكو على الاستعانة بمن تمون عليهم من الجيش السوري لإتمام العملية، فإنها ليست المرة الأولى التي يرسل فيها النظام السوري الإشارات الإيجابية إلى إسرائيل، وتحديداً عبر موسكو. سبق للأخيرة أن أسرّت إلى أصدقاء لها بأن «النظام» طلب إليها استمزاج رأي الجانب الإسرائيلي (عام 2015) حول إمكان سيطرته على مناطق محاذية للحدود معها، مقابل الاطمئنان إلى أمنها. في الحلقة الضيقة الحاكمة في عاصمة الأمويين من يعتقد أن الضمانات الأمنية لإسرائيل عنصر مساعد على التخفيف من غلواء الموقف الأميركي ضد بشار الأسد. فهل أن تسليف نتانياهو جثمان زخاري بوميل، يرمي إلى تشجيع إسرائيل على إقناع واشنطن بتخفيف الحصار الأميركي المتصاعد، المضروب على الأسد، والإقلاع عن الإصرار على حل سياسي انتقالي وفق قرار مجلس الأمن الرقم 2254؟

 

استعادوا الرفات.. هكذا فقدت إسرائيل جنودها عام 1982

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الجمعة 05 نيسان 2019

من كتاب معارك سوريا وإسرائيل في لبنان

كان لافتاً خبر استعادة إسرائيل رفات أحد جنودها المفقودين من سوريا بعد أيام من خبر ضمّها الجولان المحتلّ، وقد كان لروسيا الدور الأساس في عملية إعادة الرفات بعد 37 سنة على معركة ضارية حصلت بين الجيشين السوري والإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.

وإليكم ما حصل يومها وكيف قتل وأُسر الجنود الإسرائيليون في 10-11 حزيران عام 1982 في معركة السلطان يعقوب، التي اعتبرت المعركة الوحيدة في خلال اجتياح لبنان التي خاضها السوريون وتفوّقوا فيها على إسرائيل التي سقط لها عشرات القتلى والجرحى وفقدت عدداً من الجنود والمدرّعات.

في 9 حزيران 1982 هاجم سلاح الجوّ الإسرائيلي منصات صواريخ "سام 6" السورية في وادي البقاع، وتمكَّن من تدميرها، وأسقط 29 مقاتلة ميغ سورية في اشتباك جويّ هو الأضخم، شارك فيه 160 طائرة (90 إسرائيلية و 70 سورية). إثر ذلك أصبح الجيش السوري تحت مرمى النيران الإسرائيلية وبدون أي غطاء جوي. وشوهدت قوافل من الدبابات والشاحنات السورية تحترق في ضهر البيدر وصوفر وبحمدون وعاليه... وضربت الكتيبة السورية المدرّعة رقم 47 ودمَّرت بالكامل.

في تلك الأجواء، طلب الرئيس حافظ الأسد إرسال فرقة مدرّعة من القوات الخاصة مع دبابات "ت 72" المتطوّرة جدًّا لإيقاف تقدّم الإسرائيليين باتجاه البقاع لأنَّ سقوطه يعني انكشاف العمق السوري بكامله. وتخوَّف الأسد من إمكان تقدّم إسرائيلي مستقبلي على جبهة الجولان ما يعني أن العاصمة دمشق أصبحت محاصرة بالكامل.

أرسل الأسد برقية إلى الكتيبة الخاصة قال فيها: "على الرغم من تفوّق سلاح الجو الصهيوني، عليكم التشبّث بالأرض والصمود وعدم التراجع مهما كان الثمن، لأنّ سوريا كلها ستكون بخطر، إذا كانت طائرات العدو قد امتلكت السماء، فالأرض لنا، تمسّكوا بها ودافعوا عنها بكل ما أوتيتم من قوة وعزيمة وإصرارٍ لأنه لا مجال للتردّد ولا مجال للتراجع، فسيروا على بركة الله وإن ينصركم الله فلا غالب لكم".

خوف الأسد جاء بناء على توجّه وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون الذي قال في مذكراته: "شرحت للحكومة أهميّة وجودنا على طريق بيروت دمشق في الوقت الذي يسري فيه وقف إطلاق النار لكي نؤمِّن لأنفسنا موقعاً قوياً جداً في المفاوضات المقبلة ونكون بذلك قد أنجزنا مناورتنا على الجناح السوري في البقاع، وهو وضعٌ سيمنع السوريين من إقامة حكومة ألعوبة في بيروت خلال الانتخابات اللبنانية في الخريف، كما سيجعل وجودهم العسكري في لبنان لا يُطاق... وبهذه الطريقة سنحاصر آلاف الإرهابيين الذين تواروا في قطاع بيروت..."

كان قائد القوات الإسرائيلية في القطاع الشرقي اللواء أفيغدور بن غال "بانوش" أمر نائبه أيهود براك (أصبح رئيساً للحكومة الاسرائيلية في ما بعد) بنقل إحدى الكتائب من قرية مشكي إلى مثلَّث الطرق جنوب السلطان يعقوب. طلب باراك تحرّك الكتيبة بسرعة وأثناء الليل، مفترضاً أن القوات السورية في المنطقة قد انهارت.

الساعة الثامنة ليلاً، تقدَّم الإسرائيليون بإتجاه مثلّث الطرق الذي يؤدّي إلى كامد اللوز وجب جنين. وقد استعدَّت الكتيبة السورية وتمركزت مموّهة على رؤوس التلال المحيطة، وعندما أصبحت متمكّـنة من الآليات الإسرائيلية المتوغّلة، إنهالت عليها بصواريخ "الساغر" فخسرت كتيبة "عيرا" أول خمسة جنود بعد أن أُصيبت دبابتهم بشكل مفاجئ ..

ويروي أحد ضباط الكتيبة الإسرائيلية: "قال لنا القائد "عيرا" إننا ذاهبون لاحتلال مثلّث طرق.. ولم أتلقَّ أية معلومات من ضابط إستخبارات اللواء حول ما ينتظرنا في المنطقة، بل قالوا لنا إن السوريين يفرّون. بدأت الكتيبة تتحرّك الساعة الثامنة ليلاً وفي الساعة الحادية عشرة حلَّت الكارثة، حين أُصيبت دبابتان فوراً، واتّضح بعد ذلك أن المثلّث كان نقطة تتمرّكز فيها قوّة سورية خاصة، فتح جنودها نيران أسلحتهم وقاذفاتهم ومدافعهم عندما أصبحت دبابات كتيبتنا على مقربة منهم، وتحت سيطرة نيرانهم في الأسفل".

وأضاف "مع الصباح، أدركت أننا حوصرنا وظهرت أفضلية المواقع التي تمرّكز فيها الجيش السوري، وبدأت الدبابات تُصاب الواحدة تلوَ الأخرى وتقدّم مشاة سوريون وضربوا الدبابات عن بعد عشرات الأمتار فقط... "

لم يستطع سلاح الطيران الإسرائيلي قصف القوى الملتحمة لأن مجموعة من الجنود كانت عالقة بين السوريين.. عند الساعة 8.45 من صباح 11 حزيران، بدأ ما تبقّى من الكتيبة الإسرائيلية بالانسحاب الخلفي وصراع البقاء، بعدما قصفت المدفعية الإسرائيلية بعنف المنطقة السورية، فيما كانت القوات السورية المتمرّكزة على مسافة 20 م من الطريق تُطلق النار عليهم، وكان المطلوب 16 دقيقة فقط لإتمام الانسحاب.. وفي الساعة 9 أعلن "عيرا" أنه خارج الكمين".

سقط للإسرائيليين خلال معركة السلطان يعقوب أكثر من 20 جندياً، وأُصيب العشرات وفُـقد ستة جنود كان لا يزال ثلاثة منهم مجهولي المصير وهم "يهودا كاتس "و"تسفي فيلدمان" و"زخاريا باومل" الذي استعادت إسرائيل رفاته اليوم.

بقيت في المنطقة 8 دبابات حَوَتْ الكثير من المعدّات السرية ولم يقصفها الطيران الإسرائيلي خوفاً من وجود الجنود المفقودين في داخلها.

ويقول اللواء سامي الخطيب الذي كان قائد قوات الردع العربية في كتابه "في عين على الحدث": "كان المطلوب من الجنرال بن غال الوصول إلى المصنع وقطع طريق دمشق.. إندفعت الدبابات الإسرائيلية باتجاه الشمال وما أن اجتازت مفرق الفالوج المؤدي إلى بلدتَي كامد اللوز وجب جنين، حتى خرجت الدبابات السورية الحديثة من مخابئها المموّهة في حفر، وهاجمت الكتيبة الإسرائيلية بهجوم التحامي الأنف على الأنف، وذلك لتعطيل دور الطيران، ما أدَّى إلى تدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية وأسر خمس دبابات ميركافا صالحة للعمل، وهي موجودة حتى الآن في المتحف الحربي في دمشق. وتوقّف الهجوم الإسرائيلي في بيادر العدس شرقي السلطان يعقوب."

وقد أثارت معركة السلطان يعقوب جدلاً واسعاً داخل الجيش الإسرائيلي ما زال قائماً حتى اليوم. وما استعادة رفات الجندي زخاريا باومل المولود في الولايات المتحدة والذي كان في عداد المفقودين مع اثنين من رفاقه إلا دليل واضح على أن إسرائيل لم تنس تلك المعركة...

المصدر: كتاب معارك سوريا وإسرائيل في لبنان.

 

النفاق توأم الممانعة

مهند الحاج علي/المدن/05 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73561/%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D9%88%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9/

أيام فقط تفصل بين اعتبار الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، المقاومة خياراً وحيداً "لاستعادة الجولان"، وبين تسليم النظام السوري وروسيا رُفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل إلى الاستخبارات الإسرائيلية. لنُعد صياغة هذه الجملة. سلّم أو شارك النظام السوري الذي بذل "حزب الله" الغالي والنفيس لإنقاذه من السقوط الحتمي عام 2011، في تسليم رُفات جندي إسرائيلي إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعزيز موقعه في الإنتخابات الإسرائيلية. الصحافة الغربية وصفتها بأنها "هدية ثمينة" جداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي قبل الانتخابات المقبلة. ذلك أن هذا انجاز نوعي عجزت عنه الإدارات الإسرائيلية المتعاقبة.

طبعاً، الرد الأولي والطبيعي لإعلام الممانعة هو الكذب. أحد تلفزيونات الممانعة في بيروت بث تقريراً كاملاً بعنوان "دور المسلحين في تسليم رفاة الجندي الإسرائيلي". هو دور "بدأ بالقنيطرة وقرب شريط الفصل ووصل إلى دور المسلحين بالعثور على الرفات". إعلام الممانعة يُريد إقناعنا بالقوة بأن عشرات المسلحين في القنيطرة باتت لديهم قدرات خارقة لا تقتصر فقط على انتزاع الرفات من النظام السوري بكل سلاسة، بل أيضاً بنقلها إلى الجانب الإسرائيلي.

لكن لم يكن هذا الرد الممانعجي وحيداً. أيضاً سرّب "حزب الله" بأن هناك استياءً كبيراً في صفوفه حيال تسليم موسكو رفات الجندي الإسرائيلي المفقود في لبنان منذ 37 عاماً. وبحسب هذا التسريب، فإن "تراكم أفعال موسكو بات يُؤثر كثيراً على علاقتها بإيران والحزب". تجنّب التنظيم أي حديث عن دور النظام السوري في تسليم الرُفات إلى الروس والإسرائيليين، وهو دور أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بوتين قال بوضوح إن الجانبين الروسي والسوري وجدا سوية رُفات الجندي الإسرائيلي المفقود. وهذا تأكيد لا بأس فيه ويُظهر بوضوح دور النظام. لذا علينا التعاطي بكوميدية مع إعلان وزير الإعلام السوري عماد سارة، عدم علم سوريا "بقضية رفات الجندي الإسرائيلي على الإطلاق ولا بتفاصيل العثور عليها ولا حتى التسليم"، وأن العملية برُمتها "تمت بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية".

النظام السوري يكذب على مستوى صناعي، تماماً كما يقتل ويُعذب في أقبية إستخباراته. لكن وعلى عكس ما جاء في بيان استياء "حزب الله"، التعاون في مسألة اعادة رفات الجندي الاسرائيلي، سياسة سورية عمرها عقود، قبل دخول روسيا إلى سوريا.

أمن النظام وديمومته أساس السياسة الخارجية السورية، كما هو في الداخل أيضاً. النظام الذي لا يتوانى عن ضرب المدنيين السوريين بالكيماوي والبراميل الحارقة، بهدف الحفاظ على نفسه، سيتحالف طبيعياً مع الأقوى على الساحة الدولية، ويُقدم الخدمات له. المصلحية المطلقة نفسها في سياسة النظام تنطبق على الخارج كما الداخل. عند لاح انهيار الاتحاد السوفييتي في الأفق في النصف الثاني من الثمانينات، بدأت سوريا تميل إلى الغرب للحفاظ على بقاء النظام. حينها، ارتفع منسوب التوتر بين النظام وبين "حزب الله" على الأراضي اللبنانية، رغم التعاون مع الإيرانيين لإنشائه عام 1982. تحول النظام السوري من مُسهل لعبور الحرس الثوري الى لبنان، إلى حامي المخطوفين الغربيين لدى الحزب. وتولى الضغط عليه أمنياً وعسكرياً بغية الافراج عنه. مجزرة "فتح الله" الشهيرة سبقت مؤتمر مدريد ومشاركة سوريا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت. الحزب حينها اتهم النظام السوري علناً بتنفيذ الأجندة الإسرائيلية. وعندما تظاهر أنصار الحزب في أيلول عام 1993 احتجاجاً على اتفاق أوسلو، سقط له عشرات القتلى والجرحى برصاص القوى الأمنية الموالية للنظام الحديدي السوري في لبنان حينها.

كان "حزب الله" للنظام السوري، تماماً مثل "حماس"، أشبه بورقة وازنة في أي مفاوضات مع اسرائيل وراعيها الدولي الولايات المتحدة. للحزب وظيفة عند النظام، وكل الحديث عن "محور المقاومة" و"الممانعة" وغير ذلك، كلام فارغ لا طائل منه. في المفاوضات بين فاروق الشرع وايهود باراك بشأن الجولان، كان "حزب الله" و"حماس" على الطاولة. وأيضاً في عهد الرئيس السوري بشار الأسد، كان الحزب عام 2007 على طاولة مفاوضات ضمت من الجانب السوري رجل الأعمال ابراهيم سليمان، ومن اسرائيل الأمين العام السابق للخارجية الإسرائيلية ألون ليال. لم يرَ النظام مشكلة في التفاوض على رأس حزب كان يُقدم التضحيات السياسية والمعنوية لدعم الأسد. الأولوية لحياة النظام.

في سياق تبريره تدخل "حزب الله" في سوريا قبل سبع سنوات، تحدث نصر الله عن نظام الأسد بوصفه "ظَهر المقاومة" وسندها. هذا غير صحيح. والحقيقة أن الأسد ليس سنداً سوى لنفسه وعائلته ونظامه. كل ما عدا ذلك أدوات لها وظائف مُحددة. وتسليم دمشق رُفات الجندي الإسرائيلي الى نتنياهو، بعد أيام على اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية، يفضح نفاقاً كان لسنوات طويلة توأم السياسة الخارجية السورية وقوى الممانعة المتحالفة معها.

 

الفيضانات والملالي وسندريلا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 نيسان/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/73555/amir-taheri-asharq-al-awsat-the-floods-the-mullahs-and-the-cinderella-in-boots-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%88/

ربما يستغرق الأمر أسابيع، إن لم يكن شهوراً، قبل أن تتكشف كامل الحقائق بخصوص الفيضانات التي تجتاح مختلف أرجاء إيران. ومع هذا، فإننا نعلم بالفعل أن الفيضانات الحالية تشكّل واحدة من كبرى الكوارث الطبيعية التي عانتها إيران على امتداد نصف قرن.

وتبعاً للبيانات الأولية الصادرة عن منظمة الصليب الأحمر، ضربت الفيضانات ما يزيد على 300 مدينة داخل 22 محافظة من إجمالي 31 محافظة إيرانية، ما تسبب في تضرر 18.5 مليون شخص يمثلون قرابة ربع إجمالي السكان. وأصبح 1.2 مليون شخص مشردين، على الأقل بصورة مؤقتة.

ولا تقل الأضرار التي أصابت البنية التحتية للبلاد فداحةً، ذلك أن حالةً من الفيضان تسود 141 نهراً ووقعت 500 حالة انزلاق أرضي على امتداد مساحة 3.000 كيلومتر من الطرق العادية والسريعة تربط آلاف القرى، إضافة إلى تعرض 78 مدينة متوسطة أو كبيرة الحجم لتدمير جزئي أو كلي.

كما تشمل قائمة الأضرار 87 جسراً و160 سداً وما يزيد على 1000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية. أيضاً، تسببت الفيضانات في تعطيل أكثر عن 18 ألف مصنع وورشة، بينما تصف التقديرات الأضرار التي أصابت قطاع الزراعة بأنها «لا تقدَّر بثمن».

ومن منظور أوسع، ربما كشفت هذه الكارثة الطبيعية النقاب عن بعض أوجه الضعف الجوهرية في نظام يعاني خللاً وظيفياً، وكرّس الجزء الأساسي من موارده وكثيراً من طاقته للترويج لآيديولوجيا غريبة، ويبدو عاجزاً عن التكيف مع المهام الأساسية لأي دولة قومية طبيعية.

اللافت أن الأمر استغرق من السلطات الموازية القائمة في طهران أكثر عن 48 ساعة كي تدرك حقيقة ما يجري وإعطاء وسائل الإعلام الرسمية الضوء الأخضر للحديث عنه.

بعد ذلك، استغرق الأمر يومين آخرين قبل أن تقرر أذرع الدولة الكثيرة مَن يُفترض منه الاضطلاع بماذا. أما الرئيس حسن روحاني الذي كان يقضي عطلة لمدة أسبوع في منتجع بجزيرة قيشم، فبدا من المتعذر الوصول إليه، في الوقت الذي كان المرشد آية الله علي خامنئي مشغولاً للغاية في تجمع شعري وظل غير متاح لعدة أيام، بل ووجد الأمر لا يستحق عناء إصدار تعليق بشأنه.

من جهته، وجد «الحرس الثوري»، الذي غالباً ما يتفاخر بفتوحاته الوهمية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ويعد برفع لواء الخمينية في واشنطن، نفسه مضطراً إلى التدخل ليس لإنقاذ المواطنين المتضررين، وإنما لحماية بعض عناصر البنية التحتية التي بناها ويديرها كمشروعات تجارية.

وسرعان ما اتضح أن تلك البنى التحتية، بما في ذلك خطوط السكك الحديدية التي بُنيت في مسارات طبيعية للسيول وسدود جرى تشييدها بسرعة في أماكن خاطئة وعلى أنهار خاطئة، أسهمت في تفاقم كارثة الفيضانات.

كان الحرس الثوري قد بني ما يزيد على 300 سد لتحويل مسار مياه العديد من الأنهار باتجاه أراضٍ استولى عليها ونقل ملكيتها إلى ضباط حاليين أو متقاعدين.

وفي استراتيجية تحمل أصداء التشافيزية في فنزويلا، ساعد «الحرس الثوري» كذلك الكثير من المزارعين الذين يجري النظر إليهم باعتبارهم جزءاً من قاعدة تأييد النظام، على القضاء على مساحات واسعة من الغابات، ما تسبب في تفاقم مخاطر الفيضانات.

وبعد أكثر من أسبوع على وقوع الكارثة، وباستخدام كلمات مبهمة بعض الشيء، ألقى روحاني باللوم على المشروعات «الاجتماعية» التي شيدها «الحرس الثوري» ونشاطات التربح التي خاضها. ورد قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي عزيز جعفري، على ذلك باتهام حكومة روحاني بالافتقار إلى الكفاءة والمهارات القيادية المناسبة. وكان من شأن إخفاق الحكومة الرسمية بقيادة روحاني والأخرى غير الرسمية بقيادة الجنرال جعفري، وكلتاهما تحت قيادة خامنئي، نظرياً على الأقل، إفساح المجال أمام عناصر أخرى للقفز إلى داخل المشهد.

كان أول مَن فعل ذلك الجيش الوطني الذي منذ سيطرة الملالي على السلطة عام 1979، جرى التعامل معه على نحو أشبه بسندريلا. وتابع الإيرانيون في انبهار فرقاً خاصة من الجيش النظامي تتحرك لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون تقدم الفيضانات نحو مساحات أكبر، وإعادة فتح الطرق، بل والشروع في إصلاح بعض المنشآت المتضررة. وشجع وجود وحدات من الجيش النظامي آلاف المتطوعين على التدفق على المناطق المنكوبة للمعاونة في التصدي للكارثة. ويصف الكثيرون بمختلف أرجاء البلاد روح التضامن التي أبداها المواطنون العاديون بأنها شكّلت «نموذجاً يُضرَب به المثل»، في إشارة ضمنية إلى أن إيران تستحق حكومة أفضل. من جهته، استجاب «الحرس الثوري» لذلك عبر نشر العشرات من «المداحين» الذين يلقون أناشيد دينية ويعتبرون خامنئي الأب الروحي لهم. وقفز «المداحون» في مياه الفيضانات وهم ينشدون «المعاناة تجعلنا أقوياء!» و«لا نخشى الموت»، بينما يضربون صدورهم بأيديهم مثلما يفعلون لدى إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين في شهر محرّم.

وفي بعض الأماكن، رافقتهم سيدات ممن يشاركن في جلسات العزاء في محرّم وينخرطن في الندب والبكاء.

علاوةً على ذلك، دخلت الحكومات المتوازية في جدال حول ما إذا كان ينبغي طلب مساعدة أجنبية. وفي الوقت الذي انتظرت وزارة الخارجية التعليمات فيما يخص التواصل مع منظمة «الصليب الأحمر» ووكالات الإغاثة الأخرى، قررت وزارة الخارجية غير الرسمية التي يوجد مقرها في مكتب خامنئي أن «من يعرفون كيفية إظهار الحداد على الحسين» ليسوا بحاجة إلى إذلال أنفسهم عبر التسول من «عبدة الصليب والصهاينة».

جدير بالذكر أنه في خضمّ كارثة زلزال بام عام 2003، سارع أكثر من 60 دولة لمعاونة إيران على التصدي للكارثة. في ذلك الوقت، رحبت الحكومة الواجهة آنذاك بقيادة الرئيس محمد خاتمي، بالمساعدات الأجنبية، الأمر الذي أغضب المرشد خامنئي الذي تساءل: «كيف يمكن أن نذلّ الإسلام أمام الكفار؟».

إلا أنه هذه المرة، لم تجرؤ حكومة الواجهة بقيادة روحاني على تحدي المرشد. من جانبه، صرح المساعد الأول لروحاني إسحاق جهانغيري بأن «دولة في ثراء الجمهورية الإسلامية ليست بحاجة إلى مساعدات أجنبية».

ومع هذا، ألقى محمد جواد ظريف، الذي كان يتولى دور وزير الخارجية، باللوم على الولايات المتحدة عن نقص المساعدات الأجنبية وعدم إظهارها ولو حتى التعاطف.

وقال المتحدث الرسمي باسم ظريف، الاثنين الماضي: «تمنع العقوبات الأميركية وصول المساعدات لإيران». ويأتي ذلك على الرغم من أن الجميع يعرفون أن المساعدات الإنسانية والطعام والدواء ومواد تجارية أخرى ليس لها استخدام عسكري محتمَل، لا تندرج تحت مظلة العقوبات التي تفرضها أيٌّ من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة. على أي حال، ليست هناك عقوبات ضد زعيم أجنبي مثل الرئيس فلاديمير بوتين تمنعه من الاتصال هاتفياً بمسؤول في طهران ليعرب عن تعازيه وتعاطفه. إلا أن المشكلة تكمن في أن بوتين لن يدري مَن يتعين عليه الحديث إليه في طهران: روحاني، الملا الذي يلعب دور الرئيس، أم خامنئي الذي ربما يشعر بالإهانة إذا أخبره بوتين أن ثمة «كارثة» تعصف بجنته «الإسلامية»؟

 

مئوية الإجماع

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 نيسان/19

اختلف المصريون حول قادتهم وزعمائهم في حياتهم وما بعدها. من عرابي إلى فاروق إلى عبد الناصر إلى السادات إلى مبارك. وفي مئوية عبد الناصر، ثم في مئوية السادات العام الماضي، تنادى المؤيدون والمعارضون، بكل حماس وإخلاص، وغالباً بكل موضوعية، في مدح الصفات، أو في نقد الإخفاقات.

وقد برهن الجدل، ليس من على حق ومن على تحيُّز، بل عن علاقة المصري، دون سواه، بتاريخه ومعرفته بذلك التاريخ وفهمه له، وعلى قدرته على المحاسبة ولو بعد حين. وفي نهاية المطاف، يتبين من عروض المحاسبة هذه، أنه كان لكل زعيم دور ما، لا يختلف عليه، مهما اشتدت الخلافات حول أدواره أو سياساته الأخرى. بدأت منذ فترة مئوية ثورة 1919. أو ثورة سعد زغلول. أو ثورة الوفد. أو ثورة 8 مارس، أو باسمها الشعبي الموحد «ثورة سعد». يوم نفي سعد، ويوم عاد سعد، ويوم أطل سعد، ويوم خطب سعد. ويوم ظهرت على الناس صفية، أم المصريين.

لا نقاش في سعد. لا قبل ولا بعد. لا تحليلات ولا زائد ولا ناقص ولا فيما عدا ولا لكن. سعد.

وحتى الدكتور يوسف زيدان لم يخرج علينا - حتى الآن - بواحد من تلك التعابير التي خص بها عرابي وصلاح الدين. وأتمنى عليه ألا يفعل. لأن سعد زغلول هو ذلك الجزء من التاريخ غير القابل للنقاش، وخصوصاً ليس للفذلكة. سعد زغلول إجماع نادر في مجتمع حيوي أتقن الحياة في التاريخ. يتمتع بذاكرة كلما تعبت قامت لها آثار جديدة في أسوان أو الأقصر. تتجدد مصر على الدوام. تحب وتنسى. تحب وتشقى. تندفع وتتراجع. إلا سعد. رائد الحرية ضد الاستعمار. الرجل البسيط الذي خافته بريطانيا فأرسلته إلى المنفى. وبذلك، كتبت بالأحرف الأولى نهاية العصر الاستعماري، بل في الهند أيضاً. وفي رسائله إلى ابنته أنديرا من السجن كتب نهرو لها عن الحركة الوطنية في مصر قائلاً إن «سعد زغلول هو أهم زعيم مصري». رغم الشعبية الهائلة التي تمتع بها، تميزت زعامة سعد بأنه أبقى الرجال الكبار من حوله، خلافاً لما حدث في العالم. وتقاسم مع رفاقه أفكار الحكم وإدارة السلطة. وكان «الوفد» يمارس ديمقراطية ربما أرقى وأوسع من ديمقراطية حزب المؤتمر في الهند. كان التحرر الوطني هو الأولوية عند سعد زغلول. فمن دونه لن يستطيع تحقيق العدالة الاجتماعية التي يحلم بها. أو خفض الفروقات الطبقية الهائلة في البلاد. مائة عام زمن كثير في حياة الأمم. لم يبقَ حياً سوى تلك الذكرى العطرة وصورة القلب الذي احتضن كل مصر. ما خافه أحد وما هابه أحد، الجميع أحبوه ووقّروه.

 

العرب والمبادرات الجديدة في الدولة والدين

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 نيسان/19

شهدت الأعوام الخمسة الأخيرة هجمة شرسة إقليمية ودولية على العرب في الدولة والدين. في الدولة شهدنا النتائج المفجعة لحالة الفراغ أو الخواء الاستراتيجي. وقد ظهر ذلك في شيوع الاضطراب والتفكك في عدة دولٍ عربية بالمشرق والمغرب، فاقم منها التدخل الأجنبي الإقليمي والدولي في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وفاقم منها الإصرار من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على إنهاء القضية الفلسطينية بضمّ القدس، وخنْق السلطة الفلسطينية، وتخليد الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري. في العراق ميليشيات «الحشد الشعبي» الموالية لإيران، وفي لبنان ميليشيا «حزب الله» إحدى أدوات إيران في المنطقة، وفي سوريا إلى الروس والإيرانيين والأتراك هناك ميليشيات إيرانية وغير إيرانية، وفي اليمن إلى الميليشيات الحوثية، أسلحة ومدرِّبون إيرانيون.

أما في الدين، فقد صعدت ميليشياتٌ متطرفة وإرهابية باسم الدين، قتلت وهجَّرت، وأتاحت للأميركيين والروس والإيرانيين وميليشياتهم التدخل في كل مكان باسم مكافحة الإرهاب، ونشر الممارسات الطائفية، وتهجير الملايين. والأهمّ من هذا وذاك اضطرار الدول والمجتمعات إلى الانصراف الكلي للدفاع عن النفس والدين والأوطان، والسَوَحان في العالم معتذرين مما جنته الميليشيات الإرهابية عليهم وعلى العالم. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الظواهر المفزعة تنتشر وتتهدد كل شيء؛ انصرف المشككون واليائسون إلى رفع مزاعم الخضوع من جانب الأنظمة والمجتمعات للهوامات الأميركية والصهيونية، وإعطاء ميزات الأمانة والثقة للإيرانيين والأتراك وغيرهم من الشعبويين باعتبارهم الأكثر دفاعاً عن القدس ونُصرة للفلسطينيين، وباعتبار أنّ العرب ما عاد عندهم همٌّ غير الهمّ الإيراني والتركي!

وبالطبع فإنه لا يجوز التقليل من خطورة التدخلات والتخريبات الإيرانية والتركية، والتي تهدّد الدول وسيادتها، والمجتمعات ووحدتها. كما أنه لا يجوز التقليل من خطورة انكسار الثورة السورية، ومن خطورة ظاهرة «داعش» وأخواته.

لكنْ يكونُ علينا ألا ننسى أنّ المبادرة العربية إلى مواجهة هذه الأخطار المحدقة ما عادت متأخرة، وفي الدولة كما في الدين. فمنذ عام 2015 ظهرت مقولة المبادرة ذات الثلاث شُعَب: استنقاذ الدولة الوطنية، واستعادة السكينة في الدين، وتصحيح العلاقات بالعالم.

قبل سنتين قام الملك سلمان بن عبد العزيز بعقد «قمة القدس» في الظهران، والتي اختطّت مساراً، ظهرت نتائجه في قمة تونس الأخيرة وإعلانها. فقد حضر قمة تونس معظم الرؤساء العرب، وذكر إعلانُها كل المشكلات التي يصمم الجميع على التصدي لها بل وقد بدأوا ذلك: الإجراءات الأميركية والإسرائيلية في فلسطين، وتجاه الجولان، والتدخلات الإيرانية والتركية، ومكافحة التطرف والإرهاب. كما ذكر الإعلان التضامن لإنهاء النزاع الليبي، والحلّ السياسي في سوريا، والانتصار للشرعية في اليمن. والوقوف مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من أجل حلّ الدولتين والمبادرة العربية للسلام. سيقول كثيرون: لكنّ العرب قالوا الأمور ذاتها من قبل، وبخاصة بشأن القدس وفلسطين؛ فما الذي يجعل من إعلان تونس أمراً مختلفاً؟ الذي يجعل منه أمراً مختلفاً الحضور الكثيف الذي لم يحدث مثله من قبل، والإجماع على كشْف الأخطار القديمة والطارئة، والإعلان عن التضامُن والإجراءات العملية، والتصريح بالمواجهة من دون اختلافٍ أو تردد. هي حملة كشف حسابٍ بالواجبات، والاستعداد للقيام بها.

أما المبادرة في الشأن الديني، وفي شأن تصحيح العلاقة بالعالم، فتتمثلان في العبور من استنكار التطرف والإرهاب، والاستمرار في العمل على مواجهتهما، إلى طرح البدائل. كان القادة الدينيون في الأزهر ومجلس الحكماء، وفي رابطة العالم الإسلامي، ومبادرة الملك عبد الله، ومنتدى تعزيز السلم، ووزارة الأوقاف المغربية والرابطة المحمدية للعلماء، يجتمعون فيما بينهم، أو مع القادة من الديانات الأُخرى للحملة على التطرف والإرهاب؛ أما في الأعوام الأخيرة، فقد تطورت مؤسساتٌ للتأهل والتأهيل، وهناك إعلاناتٌ مشتركة عن شراكاتٍ مع الآخر العالمي على قدم المساواة مثل وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا وشيخ الأزهر رئيس مجلس الحكماء في دولة الإمارات، وهناك إعلان مراكش، وهناك مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة عن الوحدة ومخاطر التصنيف والإقصاء. وهناك إعلان الرباط بين الملك محمد السادس والبابا فرنسيس أخيراً. وفي الإعلان حديثٌ عن شراكة الإيمان، والتعاون بشأن حقوق الجوار والضيافة للمهاجرين، ومكافحة الفقر وفساد البيئة والإسلاموفوبيا. بل ويصاحبُ إعلانُ الرباط وثيقة عن القدس باعتبارها داراً للإيمان واللقاء بين الديانات، وليست داراً للاحتكار والإقصاء، ومنع الناس من ممارسة حقهم في العبادة. وإلى ذلك كله يأتي خطاب العاهل المغربي الرائع باللغات الأربع، وخطاب البابا بمنع التبشير.

إن العرب وبعد عقدٍ بل عقدين من الامتحان بالغزو والحصار والاتهام والاعتذارات والإسلاموفوبيا، وفي الدولة والاستراتيجية والدين والعلاقات مع العالم، يبادرون إلى تجديد الإيمان بوحدتهم وحقهم في الحياة مرفوعي الرؤوس: حقهم في أوطانهم وفي أرضهم ومقدساتهم، وفي قوميتهم، وفي أديانهم، لا يريدون أن يخيفوا العالم، ولا أن يخافوا منه؛ بل يريدون المشاركة في صنع سلامه وأمنه وتقدمه. لا تستطيع التدخلات الأميركية والروسية والإيرانية والتركية والإسرائيلية أن تصنع الحلول بعد أن تسببت في المشكلات. وها هي القوى الدولية تعود لتصنع مع العرب البدائل وليس مع الغزاة الإقليميين وناشري الخراب والقتل والتهجير.

ما نشهده، كما تجلّى في قمة تونس، وفي لقاء العاهل المغربي بالبابا، هو بداية نهوض. وهو نهوضٌ ثقيل التبعات بعد انتكاسات وتخلياتٍ عن المسؤوليات من جهة، وغلبة للقوة القاهرة من جهة ثانية. إنّ ثقافة الحقّ ثقافة محمودة إذا اقترنت بالعمل على استحقاق الحقّ. يقال لنا منذ عقود: إنكم لا تملكون مشروعاً! فما هو المشروع إذا لم يكن حماية الأرض والكرامة، والانضباط في إنجاز ذلك مهما بلغت الصعوبات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون عرض مع كنعان وغطاس الخوري الاوضاع: امارس صلاحياتي على اكمل وجه ولبنان تجاوز الانقسام الحاد والأخطار تأتي من الخارج

الجمعة 05 نيسان 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن "لا خوف على الوحدة الوطنية لأن لا خطر علينا من الداخل، بل الأخطار تأتي من الخارج"، مشيرا إلى أن "لبنان تجاوز حالة الانقسام الحاد، لأننا اختلفنا في السياسة لكننا لم نختلف على الوطن، فربح الوطن في النهاية"، وشدد الرئيس عون على أنه يمارس صلاحياته "على أكمل وجه".

ابي نصر

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر الذي ألقى كلمة، فقال: "لاول مرة في تاريخ الرابطة المارونية تتفق المرجعيات والاحزاب المسيحية على التعاون مع الرابطة المارونية، من خلال مجلسها التنفيذي لائحة الاصالة والتجدد، مما يجعل قراراتها واقتراحاتها ودراساتها ومشاريعها قابلة للدرس والتنفيذ من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية من خلال النواب والوزراء الموارنة، بحيث لا تبقى حبرا على ورق. سنعمل على ان تكون الرابطة مؤسسة تعتمد العلم والكفاءة والاختصاص في اداء مهامها. تعتني بالشأن الاجتماعي وابعاده المصيرية، تتعاطى الشأن السياسي والوطني، دون ان تكون حزبا، فهي ضمير ينبه وشريان يؤمن التواصل والحوار والتفاعل بين مختلف المكونات السياسية داخل الطائفة المارونية".

اضاف: "إننا على اقتناع تام بان وجود لبنان المميز في هذا الشرق مرتبط بوجود المسيحيين فيه. فهم ضمانة تنوعه ووحدته. لا يتأمن استقرار لبنان اذا كانت الشراكة منقوصة او اذا اختل توازنها في البناء الوطني".

وتابع: "للرابطة المارونية دون سواها من المؤسسات المارونية باستثناء غبطة البطريرك، الصفة والمصلحة في الاعتراض والطعن بالمراسيم والقرارات التي تصدر عن السلطات الرسمية اذا ما اضرت بمصالح الطائفة المارونية، كرس هذا الحق القرار الصادر عن مجلس شورى الدولة بالاجماع نتيجة الطعن الذي قدمناه بمرسوم التجنيس تاريخ 7/5/2003".

واكد "سنتصدى لسياسة التغيير الديموغرافي ونتائجها السلبية على الكيان اللبناني، عن طريق التجنيس والتوطين والتهجير وعدم معالجة اسباب الهجرة ومعضلة النزوح السوري التي هي مسألة وجودية بامتياز بالنسبة للبنان. وهنا نحييكم وسياسة وزارة الخارجية ممثلة بمعالي وزيرها الاستاذ جبران باسيل للجهد المضني الذي تقومون به في هذا السبيل. لا يمكن ان يرتاح لبنان، اذا كان المسيحيون عامة والموارنة خاصة، مغيبون مبعدون عن مراكز القرار الوطني. ومن غير المسموح ان يتراجع حضور الموارنة في المؤسسات والادارات العامة ومراكز القرار، وكأنهم غرباء عن الدولة. وهم علة وسبب وجودها. علينا ان نعمل لمصالحتهم مع ذاتهم ومع الدولة وانخراطهم فيها. سندافع عن الشراكة المتوازنة في حكم لبنان وادارة دولته بحيث لا تتغلب فئة على اخرى في ادارة البلاد"، وشدد أبي نصر على "وقوف الرابطة إلى جانب رئيس الجمهورية في المواقف التي يتخذها والمبادرات الإصلاحية التي يقوم بها ولا سيما مكافحة الفساد".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مهنئا المجلس التنفيذي الجديد للرابطة على انتخابه، وقال: "قبل الانتخابات الرئاسية، مر لبنان بحالة انقسام حاد، اما اليوم فباتت الامور مقبولة جدا. وهذا شيء حفظ لبنان من كل الاخطار التي كانت محيطة به، لأن الانقسام ظل على المستوى السياسي فقط. اختلفنا في السياسة ولم نختلف على الوطن، والوطن هو الذي ربح في النهاية. كان هناك نوع من رهانات على من سيربح الحرب حولنا وقد تخطينا ذلك من خلال الجيش اللبناني". اضاف: "هناك ترسبات ورثناها منذ العام 1990، ونحن نعاني منها، وهمنا الاول ازالة آثارها. فوحده ملف الكهرباء رتب على خزينة الدولة اكثر من 40 مليار دولار، وسببه الاساسي الكيد السياسي. فبالرغم من اننا انجزنا سابقا خطة للكهرباء وتم التوافق عليها، الا انها تعرضت للعرقلة. اليوم نحاول رد الوطن الى الخيارات الاقتصادية والابتعاد عن الكيدية لأن الانماء لا علاقة له بالأحزاب". وعرض رئيس الجمهورية الخطوات التي يقوم بها لمعالجة ملف النازحين السوريين "الذي يشكل عبئا كبيرا على لبنان"، داعيا الى "الالتفات الى الانجازات التي تحققت، ومنها اصدار قانون جديد للانتخابات وقانون استعادة الجنسية وغيرها". وقال: "لا تخافوا على الوحدة الوطنية، وليس هناك خطر من الداخل علينا، الاخطار تأتي من الخارج لكن القرار 1701 يحاصرها". وخلال الحوار مع الوفد، اشار الرئيس عون إلى أن "صلاحيات رئيس الجمهورية محفوظة، وامارسها على أكمل وجه"، معددا قسما من هذه الصلاحيات "كحق الاعتراض على القوانين واصدار بعض المراسيم مع الوزير المختص وغيرها". وضم وفد الرابطة إلى رئيسها، نائب الرئيس البروفسور مطانيوس الحلبي، والأعضاء: ابراهيم جبور، جورج الحاج، جوزف كريكر، دوري صقر، ريشار فغالي، ريمون عازار، سندريلا أبو فياض صقر، السفيرة سيلفي فضل الله، طوني منعم، عبده جرجي، كريم طربيه، مسعد فارس، نبيل كرم وندى عبد الساتر أبو سمرا.

كنعان

سياسيا، استقبل الرئيس عون رئيس لجنة المال والموازنة امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان عشية سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومن ثم المشاركة ضمن الوفد النيابي اللبناني في اجتماعات مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، تتركز حول "العقوبات الأميركية ومسألة النازحين السوريين".

الخوري

سياسيا أيضا، التقى الرئيس عون، المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الوزير السابق الدكتور غطاس الخوري، وأجرى معه جولة أفق تناولت "التطورات الراهنة والمستجدات السياسية"، كما تناول البحث "عمل الحكومة والاستحقاقات التي تواجهها والخطوات المطلوب انجازها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".

وقال الخوري أنه شكر الرئيس عون على الدعم الذي لقيه منه خلال توليه وزارة الثقافة، لا سيما رعايته للمشاريع التي انجزت في عهده.

نقابة الفنانين المحترفين

وفي قصر بعبدا، وفد من نقابة الفنانين المحترفين في لبنان برئاسة النقيب جهاد الأطرش الذي ألقى كلمة بإسم الوفد، فقال: "الشعوب العظيمة تقاس بحضارتها وعلومها، بثقافتها وفنونها، وقادتها، فماذا عنا نحن شعب لبنان؟ ألسنا من أطلق الحرف واللون والشراع؟ ألسنا نحن من خاطبتنا يا صاحب الفخامة، وأطلقت صرخة لا يزال صداها يتردد بين جدران هذا القصر، وفي ساحات النضال، وفي وعينا. يا شعب لبنان العظيم. نعم، نحن هذا الشعب. وكما في بعلبك أعمدة للشمس والزمن والتاريخ يوجد في نقابتنا، نقابة الفنانين المحترفين وفي هذا الوفد الكريم الذي يمثلها، امراء الشعر، وفرسان الأوتار والألحان، ونجوم المسارح والإذاعات والشاشات وأسياد الكلمة والحوار والرؤيا وعبقرية الأصوات. ويوجد فيها أيضا كما يوجد في كل لبنان وجوه مشرقة، وعلم وأدب وقيم وأخلاق وعطاء وإبداع". أضاف: "جئنا نحمل لفخامتكم تحيات الزميلات والزملاء والدعاء لكم بالتوفيق والنجاح للسير بالوطن إلى شاطئ الأمان، ودفعه إلى كل تقدم وازدهار وتوطيد الأمن والسلام، هذا الوطن الذي جبت العالم والمحافل الدولية تدافع عن سيادته وشعبه. هذا الشعب المؤمن بك، والذي حملك إلى هنا عرينك. وجئنا كي نستمد من حرصكم على الوطن محبة وتشجيعا، وأبوة... ومن شفافيتكم إيجابية وثقة بالمستقبل. فالفنان يا فخامة الرئيس صوت الشعب والوطن. بالريشة واللون، والازميل والصخر. وبالكلمة واللحن والوتر والصوت. ومن على خشبة المسرح، ومن وراء المايكروفون والشاشات يساهم بفعالية ببناء وطن العلم والاشعاع، وطن العطاء والابداع. وطن قطعة سما، وطن عمرّ يا معلم العمار. ووطن بكتب إسمك يا بلادي وأنا لبناني وشايف حالي. يا سيد النضال، أضرب بسيف الاصلاح والتغيير. وطهر المواقع التي أهملت الوطن والانسان، لتطمئن أرواح سعيد عقل ويونس الإبن وعاصي ومنصور ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح. وبقدر محبتكم للفن، عزمت على أن يكون في مجلس النواب فنانون كبار بحجم الوطن، وبالتحديد انتخابات عام 2009".

وتابع: "يا أب الكل، بات كثيرون من الشعب يخافون الحاضر والمستقبل ونحن منهم. أمنياتنا نحن الفنانين مثل كل الناس والشباب والأجيال، حياة آمنة، عيش كريم ووطن متقدم مزدهر لا تضيع فيه حقوق الانسان وكرامته".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن تقديره "للجهود التي يبذلها الفنانون في لبنان في مختلف اختصاصاتهم"، مركزا على "ضرورة توحيد النقابات التي تعنى بالشؤون الفنية ضمن اتحاد واحد، حتى تتمكن من تحقيق مطالب الأعضاء فيها، لا سيما ما يتصل بالرعاية الاجتماعية والصحية وهي من الحقوق المكتسبة للفنانين اللبنانيين". وأكد الرئيس عون تصميمه على "استمرار العمل لمكافحة الفساد وتعزيز عمل أجهزة الرقابة القضائية والادارية ومتابعة التحقيقات الجارية مع المتهمين بارتكاب أعمال مخالفة للقوانين، لتعطيل أي ضغوط يمكن أن يتعرض لها القائمون على هذه التحقيقات، لأنني لن أسمح لأي جهة بالوقوف في وجه عملية الاصلاح ومكافحة الفساد".

 

احياء اليوم العالمي للصحة في قصر بعبدا بمشاركة 500 طالب وطالبة وعون أكد ثقته للنهوض بالقطاع الصحي: نحو مشروع صحي للفقراء قبل الاغنياء

الجمعة 05 نيسان 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه "يقوم بدراسة، بالتعاون مع وزير الصحة، لكيفية النهوض بالقطاع الصحي الذي يحتاج الى زيادة بسيطة في الموازنة"، مبديا ثقته "بإمكان تحقيق ذلك هذا العام او على الاكثر في الموازنة المقبلة". ولفت الى "وجود مخالفات في مؤسسة الضمان الاجتماعي، ونحن نواجهها للقضاء على الفساد وللمحافظة على الاموال واعادتها لاصحابها. ونعمل على تطوير هذا القطاع لتنفيذ مشروع الصحة العامة لتكون الصحة للجميع، للفقراء قبل الاغنياء". كلام الرئيس عون جاء في خلال لقاء مع طلاب من كلية الطب في جامعة القديس يوسف الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم ضمن برنامج خاص اقامه القصر الجمهوري لمناسبة "اليوم العالمي للصحة"، وفي اطار رعاية اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون حملة "أحرام بلا تدخين" التي اطلقتها الجامعة اليسوعية وتستمر مئة يوم لتشمل مختلف كلياتها في معظم المناطق اللبنانية. وتخلل البرنامج الذي شارك فيه 500 طالبة وطالب من الجامعة اليسوعية، نشاطات توعوية نظمها عدد من الجمعيات والمراكز الصحية والطبية المتخصصة للاضاءة على اهمية المحافظة على صحة الفرد والمجتمع من مختلف الجوانب.

وقائع النشاط

وكان القصر الجمهوري بدأ منذ التاسعة صباحا باستقبال الطلاب الذين جالوا على قاعاته، لاسيما قاعتي الاعلام ومجلس الوزراء، ومن ثم شاركوا في نشاطات توقفوا خلالها في عدة محطات توعوية صحية تضمنت، محطة "لا للتدخين"، من تنظيم جامعة القديس يوسف، تم في خلالها اختبار معلومات الطلاب حول خطورة التدخين، وذلك من ضمن نشاط حملة "أحرام بلا تدخين" التي ستختتم لاحقا بعدة نشاطات داعمة، ومنها سباق "رالي" إضافة الى طاولة مستديرة ستنظم الاسبوع المقبل في الجامعة تحت رعاية اللبنانية الاولى. وللتوعية على الاورام والامراض السرطانية محطة خاصة تعرف خلالها الطلاب على سبل الوقاية منها ومعالجتها، وذلك من قبل قسم الاورام السرطانية في "مستشفى اوتيل ديو"، حيث شارك "مركز الاقلاع عن التدخين" التابع له بشرح طرق الاقلاع عن الادمان على التدخين. وخضع بعض الطلاب المشاركين لفحص "CO" (آحادي الكاربون) للاطلاع على طريقة عمل المركز. واطلع الطلاب كذلك على معاني وهب وزرع الاعضاء والانسجة، من قبل "الهيئة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء والانسجة" وأهمية هذا الفعل في انقاذ حياة الاخرين مع الاستماع الى شهادات حية من قبل اشخاص خضعوا لزراعة أعضاء. مع الاشارة الى ان عدد الاشخاص الذين يحملون بطاقة وهب اعضاء وصل الى 22 الف شخص، و102 هو عدد المرضى الذين استفادوا من عمليات الزرع.

أما التوعية على امراض القلب عند الشباب واعراض توقف القلب المفاجئ، فكانت لها محطة ايضا من خلال مشاركة جمعية "YOHAN" التي شجعت الطلاب على إجراء تخطيط للقلب وأجرت لهم تدريبا على كيفية انعاش القلب الرئوي. وقدمت "سيناكل دو لوميار - CDLL" معلومات حول اساليب مواجهة آفة المخدرات والادمان على الكحول وذلك لمساعدة الشباب على حماية انفسهم كما مجتمعهم من هذه المخاطر، وقد استمع الطلاب الى شهادات حية قدمها عدد من الذين تعافوا. أما ال"جمعية الفرنكوفونية للمرضى النفسيين" فقد اطلعت الطلاب على عملها في كيفية مساعدة المرضى على العلاج، وزودتهم بكتيبات مصورة "bandes dessinées" لرسامين لبنانيين قدموا على طريقتهم وبشكل مبسط شرحا لعدد من الامراض النفسية وطرق معالجتها. وشارك الرسام أرمان حمصي بنشاط الجمعية، حيث قام بتوقيع الكتيب الخاص به وإهدائه للطلاب. وكان ل"الصليب الاحمر اللبناني" جناح خاص حول التوعية من مخاطر الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، كما الاجراءات الوقائية والاحترازية الواجب اتباعها قبل، وأثناء وبعد وقوع الكارثة. وسلطت جمعية "Right to play" على اهمية ممارسة الرياضة في السير بنمط حياة صحي وتنمية مهارات الحياة عند الاطفال والشباب، لا سيما لناحية تفعيل العمل الجماعي والتواصل.

التبرع بالدم

واقامت جمعية "العطاء بلا مقابل - Donner Sang Compter" منصة لها في بهو القصر للتبرع بالدم حيث تقدم عدد من الموظفين والعاملين في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بالتبرع بالدم بهدف دعم روح التعاون والخدمات الانسانية التي تتولى الجمعية القيام بها. وكان للجمعية ايضا جناح خاص لتوعية الطلاب عبر نشاطات تفاعلية حول اهمية التبرع بالدم التلقائي.

والتقطت في خلال النشاط صور تذكارية لرئيس الجمهورية مع مجموعات من الطلاب والجمعيات المشاركة.

لقاء مع طلاب الطب

وفي ختام الحفل، التقى الرئيس عون طلاب كلية الطب في الجامعة، حيث القى عدد من المسؤولين كلمات ركزت على أهمية استضافة القصر الجمهوري لهذا النشاط المميز بمناسبة اليوم العالمي للصحة.

نصار

في مستهل اللقاء القى الطالب داني نصار كلمة باسم رفاقه في كلية الطب، شكر الرئيس عون على استضافتهم في "بيت الشعب"، تأكيدا على دورهم الريادي والاجتماعي والوطني بنشر التوعية وثقافة الصحة السليمة، والتي "لا يجب أن تقتصر فقط على الحملة التي اطلقتها جامعة القديس يوسف، بل يجب أن تشكل نقطة انطلاق لمشاريع اوسع ترسخ هذه الثقافة عند كل افراد الشعب اللبناني".

طنب

ثم القى عميد كلية الطب في الجامعة البروفسور رولان طنب كلمة، عبر فيها عن سعادته "باستضافة القصر الجمهوري لهذا النشاط الصحي"، مشيرا الى "دور الأطباء الانساني في المجتمع، ودور الشباب الممثلين بالمجموعة الطلابية التي حضرت الى القصر الجمهوري، في بناء مستقبل أفضل". وشكر "كل الذين ساهموا في تنظيم هذا النشاط في رحاب القصر الجمهوري "قصر الشعب".

دكاش

وألقى بعدها رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش كلمة، نوه فيها "بتشريع القصر الجمهوري أبوابه امام الطلاب للاحتفال بيوم الصحة العالمي وتحوله الى قاعة للتدريس الجامعي"، وقال: "أنتم تعرفون يا فخامة الرئيس كم أن الصحة غالية ومهمة للانسان، خصوصا لأولئك المهمشين والمتروكين والذين لا تغطية لهم".

وتوجه بالشكر الى "كل الهيئات الضامنة ووزارة الصحة العامة التي تؤمن الضروري لمن هم في عوز وبحاجة إلى دعم وتأمين في المستشفيات ومراكز التأهيل".

رئيس الجمهورية

وفي الختام، تحدث الرئيس عون مرحبا بالحضور، وقال: "أعبر عن سعادتي اليوم بلقائي بكم والتحدث الى جيل المستقبل، فأنتم ستستلمون بعد سنوات مسؤولية الوطن، وسيترتب عليكم الكثير من الواجبات. أود أن أبدأ كلمتي بموضوع يعنيكم بشكل مباشر وهو آفة المخدرات. فأنا أتابع آخر الاحصاءات حولها، ومع الاسف إن هذه الآفة تتغلغل بسرعة في صفوف الجامعيين. وأنتم مسؤوليتكم مزدوجة انطلاقا من دراستكم للطب ومن كونكم أطباء المستقبل. عليكم ليس فقط عدم الانجرار وعدم الوقوع في هذه التجربة الخطيرة، وأنتم تعلمون جيدا مدى خطورتها، بل أيضا ان تكونوا مرشدين لزملائكم في المجتمع وفي اي مكان كان كي يتفادوا هذه "المصيبة" ولا يقعوا في براثنها، لا سيما وأن نهايتها مأساة لهم ولعائلتهم".

واشار الرئيس عون الى ان "الطب يتضمن اضافة الى المعرفة التقنية، امورا كثيرة خصوصا الناحية الإنسانية"، وقال: "أنتم خلال ممارسته تكونون الى جانب الناس في ضعفهم وتقدمون المساعدة لهم، طبيا وأيضا من خلال انسانيتكم وعبر رفع المعنويات والتعامل بعطف مع المريض، ما يساعد في بعض الاحيان على شفائه. وفي عملكم في المستشفيات وميدان الادوية، عليكم أن تتعاطوا بمهنية عالية ومسؤولية. فنحن اليوم نحارب الفساد، وهناك فساد طال اسعار الادوية وفواتير المستشفيات وغيرها، فأنتم ستكونون جزءا من هذه المستشفيات وعملكم سيكون بحسب ضميركم".

ولفت رئيس الجمهورية الى أنه يقوم بدراسة "بالتعاون مع وزير الصحة الحالي (الدكتور جميل جبق)، لكيفية النهوض بالقطاع الصحي الذي يحتاج الى زيادة بسيطة في الموازنة"، وقال: "إن الامر يعود الى إدارة تعمل بشكل سليم وإن شاء الله نتمكن من تحقيق ذلك هذا العام او على الاكثر في الموازنة المقبلة، لأن هناك تقشف في الموازنة الحالية ومع ذلك سندرس إمكانية مساعدة وزارة الصحة". وتطرق الرئيس عون الى موضوع الفساد في الضمان الصحي الاجتماعي، فاشار الى أن "هناك تجاوزات، نواجهها للقضاء على الفساد وللمحافظة على الاموال واعادتها لاصحابها. فنحن نعمل على تطوير هذا القطاع لتنفيذ مشروع الصحة العامة ولتكون الصحة للجميع للفقراء قبل الاغنياء".

رئيس الجمهورية استقبل وزير الدفاع وقائد الجيش واعضاء المجلس العسكري

الجمعة 05 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعيدا، في حضور وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب، المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش العماد جوزف عون وعضوية رئيس الاركان العامة اللواء الركن امين العرم، والمدير العام للادارة في وزارة الدفاع اللواء الركن مالك شمص، والمفتش العام في وزارة الدفاع اللواء الركن ميلاد اسحق، وعضو المجلس العسكري اللواء الركن الياس الشامية، والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر. وتمنى الرئيس عون للاعضاء الجدد في المجلس العسكري التوفيق في مهامهم الجديدة، مشددا على اهمية المجلس ودوره لاسيما بعد اكتمال عدد اعضائه.

 

بري اختتم زيارته إلى العراق بلقاء علاوي والتيار الصدري وكتلة المحور الوطني وأبرق الى المسؤولين الايرانيين معزيا

الجمعة 05 نيسان 2019 /وطنية - اختتم رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته الرسمية إلى العراق، بعقد المزيد من اللقاءات مع القيادات والتيارات السياسية العراقية المتنوعة، في مقر إقامته في دار ضيافة رئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء في بغداد. وقد استقبل رئيس كتلة "المحور الوطني النيابية" احمد الجبوري، الذي قال بعد اللقاء: "اللقاء مع دولة الرئيس بري إيجابي ومميز وان كانت الزيارة قد تأخرت خصوصا بالنسبة لشخصية تاريخية ذي عقل كبير وإنجازات عالية. وزيارته لبغداد ستكون لها نتائج إيجابية على الملفات كافة، ان لجهة استكمال تشكيل الحكومة او على صعيد العلاقات بين لبنان والعراق ومع دول الاقليم. وتناولنا مع دولته ملفات عديدة ومنها ما لدينا هنا من ملفات شائكة وسيكون له دور في حلحلتها ان شاء الله. ونحن نعتبره أبا للبرلمانات العربية او للسياسيين العرب على الأقل، وهو مرحب به في العراق، فهو رجل معتدل يبحث عن الخير لعموم بلداننا وهو يرى ان العراق يحتاج لحكومة معتدلة كي يفعل موارده وبإمكانه استقطاب عموم دول العالم وليس دول الخليج او الدول العربية او الاقيليمية.

ثم استقبل الرئيس بري وفد الهيئة السياسية ل"التيار الصدري" برئاسة الدكتور نصار الربيعي، ودار الحديث حول الاوضاع في العراق والعلاقات بين البلدين.

واستقبل رئيس مجلس النواب، رئيس الحكومة العراقية الاسبق ورئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي على رأس وفد من الإئتلاف، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في المنطقة والتعاون بين البلدين. وقال علاوي بعد اللقاء: "الرئيس بري رجل متميز في عطائه وصديق عزيز وأخ كريم وهو مناضل عربي باستحقاق، وهو الذي قاد المعارك ضد اسرائيل عندما كانت حركة "امل" هي الوحيدة التي تقاتل اسرائيل عندما غزت لبنان واحتلته، فكان للأستاذ بري موقف متميز ولا يزال. ولهذا نحن دائما نلتقيه خصوصا في هذه الظروف المصيرية لأمتنا العربية المهددة من أقصاها، فبإذن الله تعالى سنستطيع تجاوز هذه الازمات في أقرب فرصة ممكنة، وتحقيق ما يصبو اليه العرب وإستقرار دولهم ورفاهية الشعوب. ونحن مسرورون لهذا اللقاء ولنا لقاءات اخرى في لبنان والعراق".

برقيات

من جهة اخرى ابرق الرئيس بري الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي معزيا بضحايا الفيضانات.

كما بعث ببرقيتين مماثلتين الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني.

 

بري شارك في قطر باجتماع المجموعة البرلمانية العربية تمهيدا لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي

الجمعة 05 نيسان 2019 /وطنية - وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم الى الدوحة، للمشاركة في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح اعماله غدا، ويرافقه النواب: ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان ورولا الطبش. وعصرا، شارك الرئيس بري والوفد المرافق، في اعمال اجتماع المجموعة البرلمانية العربية تمهيدا للمؤتمر. وجرت مناقشة العمل من اجل توفير الدعم للمقترح العربي المقدم كبند طارىء للمؤتمر والذي قدمته الكويت لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ورفض الاعتراف بضم الجولان لاسرائيل. مع الاشارة الى تقديم المغرب اقتراحا مماثلا يرمي الى ضمان آلية لحماية دولية للشعب الفلسطيني. وتكلم الرئيس بري، فأكد على "توحيد المقترحات العربية في اقتراح واحد والتركيز على حماية الشعب الفلسطيني وعلى الجولان، والاتفاق على صياغة موحدة لدعم الموقف العربي في المؤتمر". وبعد مداخلات لعدد من رؤساء وممثلي المجالس، أقر المجتمعون توحيد الاقتراحين الكويتي والمغربي والاقتراحين التركي والاندونيسي في اقتراح واحد ينص على "حماية الشعب الفلسطيني ورفض الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب والاديان في العالم".

 

كنعان من بكركي عشية زيارته لواشنطن: لمست الدعم لعملنا الرقابي ولبنان غير مفلس اذا توافرت ارادة الاصلاح

الجمعة 05 نيسان 2019 وطنية - زار رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عشية توجهه الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين وتلبية دعوة "البنك الدولي" للمشاركة في مؤتمر مالي واقتصادي.

كنعان

عقب اللقاء، قال كنعان: "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة، لا سيما قبل زيارة واشنطن، وتداولت معه بالكثير من الملفات، لا سيما المالي والاقتصادي منها، والذي يأخذ حيزا من عمل لجنة المال والموازنة التي ارأسها ومن اهتمام اللبنانيين". اضاف: "اكدنا في هذه الجلسة على مسلمات اساسية، وهي، اولا، ان لبنان غير مفلس ولديه كل الامكانات لمعالجة وضعه المالي والاقتصادي ويحتاج لارادة سياسية صادقة. فنحن كما الناس شبعنا عناوين وشعارات ونحتاج لاجراءات". واعتبر ان "هناك ملفين، الاول الكهرباء التي ترتب على الخزينة ملياري دولار كعجز سنوي، وهو ما يشكل ثلث العجز في الموازنة. واذا عالجنا هذا الملف من خلال خطة الكهرباء التي نتوافق عليها جميعا نصل الى صفر عجز خلال سنتين. فلا يمكن الاستمرار بالتقاتل على جنس الملائكة، فمصيرنا بات معلقا بماليتنا العامة". وتابع: "الملف الثاني هو الموازنة، ولا يجوز بعد الجهد الذي بذل لتكون لدينا موازنة ضمن المهل الدستورية مع الاصلاحات المطلوبة لتخفيف الهدر من انفاق جار وجمعيات وايجارات وسواها، الا تكون هناك موازنة مع التخفيضات المطلوبة الى جانب خطة الكهرباء والحسابات المالية التي تمنحنا شفافية تامة على المستويين المحلي والدولي واستعادة ثقة بالدولة والنظام". واعتبر كنعان ان "الانقاذ يكون على هذا المستوى، لا بملاحقة الزواريب التي لا تشكل واحد بالمئة من الأزمة، بل من خلال مكافحة الفساد البنيوي لتحصين وضعنا"، وقال: "على الادارة السياسية ان تغير منهاجها، وعلينا كسياسيين ان نتحمل مسؤولياتنا". واردف: "لمست كل الدعم من بكركي ومن غبطة البطريرك للعمل الاصلاحي والرقابي الذي نقوم به، واجدد في هذه المناسبة التكامل والتواصل كما الثقة بأن لبنان سينتصر في النهاية، لأن رسالته هي رسالة حرية في المنطقة، ومجتمعنا وشبابنا يتميزون هنا وفي العالم، ولا ينقصنا سوى ان نصهر الطاقات ونخرج بالمشروع الذي نسعى لتحقيقه في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ليكون لنا في السنتين المقبلتين مناخ وارضية واقتصاد قوي يفيد الجميع. من هنا، سنستمر بهذا العمل وبالتواصل مع صاحب الغبطة، وستكون لنا لقاءات بعد العودة من واشنطن، بالتنسيق مع القوى السياسية التي تلتقي معنا على هذه الفكرة".

 

الراعي زار مدرسة العائلة المقدسة ساحل علما: الرب أرادنا في هذه المنطقة ولا يمكن ان نترك رسالتنا

الجمعة 05 نيسان 2019/وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، مدرسة راهبات العائلة المقدسة السيدة في ساحل علما، بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها، والتقى طلاب الصفوف الثانوية، وكان حوار حول عدد من المواضيع المتعلقة بالشأنين الروحي والتربوي.

ونظمت ادارة المدرسة استقبالا للراعي، بحضور الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري انطوانيت سعادة، الأخت غابريل بو موسى ومديرة المدرسة الأخت داليدا الحويك، الهيئتين التعليمية والإدارية، لجنة الأهل، والطلاب من مختلف الصفوف الذين رفعوا الأعلام اللبنانية وصور البطريرك الماروني الذي منحهم بركته الرسولية.

الحويك

استهل اللقاء بكلمة شكر وترحيب القتها الحويك قالت فيها: "حضرة رئيس كنيستنا المارونية، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق مار بشاره بطرس الراعي، لك ننحني وأمام غبطتك نؤدي خضوعنا البنوي. خرج الزارع ليزرع وخرج مؤسسنا منذ حوالي 125 عاما فسمع ورأى حاجة بلادنا لمؤسسات تربوية فأنشأ جمعيتنا. وها نحن في ساحل علما حيث وقع حب الزرع فكانت المدرسة لخمسين عاما في تربة غادير، وبعدها في أرض ساحل - علما. مئة عام رافقتنا من خلالها يد الله، ففاضت عنايته تلامذة تفوقوا في الحياة وكانوا مواطنين صالحين. وظهرت بركته بحياة مسيحية زرعت وأثمرت في الرعايا والجامعات والمؤسسات الكنسية. وكان لنا رضاه من خلال هيئة تربوية كفوءة وعائلات تضامنت وتتضامن يوما بعد يوم وتنمو في الأزمات كما في أيام النعمة". أضافت: "ها نحن نصل اليوم إلى عتبة المئة عام. مئويتنا اخترناها لهذه السنة معا عودة إلى جذور إيماننا لننشىء شبيبتنا على معنى التزامهم الكنسي والوطني والعالمي. يوبيل مدرستنا استوحيناه من معنى اليوبيل في الكتاب المقدس. يوبيل إصغاء لحاجات العصر، يوبيل تحرير لكل مظلوم، يوبيل تجديد وعودة إلى الأصول والأساس، إلى القيم التي تعمر البلدان والعائلات والمدارس. وما نتمناه هو أن يعلنه لنا الرب سنة رضى، حضوركم معنا هو علامة هذا الرضى. رضا على تلامذتنا الذين ينتظرون بشوق كلمة راعيهم الروحي وهم الذين حضروا برغبة وحماسة لهذا اللقاء. لأنك يا غبطة البطريرك، وكما يقول الإرشاد الرسولي "المسيح يحيا" الذي صدر منذ ثلاثة أيام "إنك كما يسوع، شاب بين الشباب مثال للشبيبة تكرسهم للرب".

وختمت: "أهلا وسهلا بك تبارك يوبيلنا وعائلتنا المدرسية وعائلاتنا وشبيبتنا. فبركتك هذه تجعلنا ننفض عنا هرم المئة عام وتجعلنا نجدد شبابنا بشفاعة مريم شفيعة مدرستنا الساهرة بصمت على الرجاء في قلوبنا. كما يقول الإرشاد الرسولي "المسيح يحيا"، وها نحن كلنا في صمت انتظار لما سيقدمه تلامذتنا ولما سنسمعه من غبطتك، فأهلا وسهلا بك",

عرض طلابي

ثم عرض عدد من الطلاب لأهمية "الإصغاء الى صوت الله ونداءاته" من خلال وثائقي مصور يجسد "الإيمان المسيحي الذي تسلح به المسيحيون منذ نشأتهم وواجهوا به الإضطهادات على مر العصور". واوجزوا لسيرة مؤسس الجمعية البطريرك الياس الحويك ولهدفه من تأسيسها وهو "الإعتناء بالأولاد والمرضى والمسنين من اجل مجد الكنيسة". واشاروا الى "تمدد هذه الجمعية التي باتت تضم اليوم نحو 200 راهبة واكثر من 40 مركزا". كما تطرقوا الى الإرشاد الرسولي الذي خص به البابوات الشباب في الكنيسة ولا سيما الإرشاد الرسولي الأخير "المسيح يحيا" لقداسة البابا فرنسيس الذي صدر منذ ثلاثة ايام وهو يركز على دور الشباب وحياتهم في الكنيسة.

بعد ذلك، قدم قسم من الطلاب لوحة تعبيرية ترنيما وعزفا ورقصا للتعبير عن ايمانهم بالمخلص الفادي.

وتسلم الراعي من الطالبة نور خيرالله لوحة زيتية "مريم المجدلية" بتوقيعها، تجسد معنى "التوبة والعودة عن الخطيئة واكتشاف نور الحياة الحقيقي والخلاص".

وكانت شهادات حية لكل من الأخت لارا الخوري وادمون برهوش عن اهمية "الإصغاء لصوت الله والإستسلام لمشيئته".

كلمة الطلاب

ثم ألقت الطالبة غيدا حكيم كلمة باسم الطلاب، قالت فيها: "أهلا بكم يا صاحب الغبطة في المدرسة الأقرب الى بكركي مسافة ومحبة، راعيا للشباب والشابات وموجها اياهم في خياراتهم المستقبلية على الصعيدين الروحي والوطني، وداعما لبقائهم في وطنهم وتشبثهم بأرض آبائهم واجدادهم، حاثا المغتربين منهم حيثما التقيتهم في بلدان الانتشار على العودة الى بلادهم والاستثمار فيها. أهلا بالبطريرك السابع والسبعين للطائفة المارونية والكاردينال الرابع في الكنيسة الكاثوليكية، اهلا ببطريرك "الشركة والمحبة" الذي لحق بأبنائه الى كل بقاع الأرض وزارهم في لبنان في مدنهم وقراهم، وشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وكان معهم في رسائله الرعوية، وفي دروس التنشئة المسيحية على وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وفي عظاته الأسبوعية التي يخاطب فيها أهل السياسة وعامة الناس بالكلمة الصادقة والتوجيه القويم".

أضافت: "صاحب الغبطة والنيافة، لا تستطيع الكلمات ان تعبر عن فرحنا العميق وسعادتنا الكبرى بحصول هذا اللقاء، لذا نستغل المناسبة للدعاء لكم بطول العمر ونصلي الى الله كي يهبكم من لدنه مثال الصبر والحكمة والعافية لتستمروا في أداء رسالتكم لخدمة الموارنة وسائر اللبنانيين".

الراعي

بدوره شكر الراعي المدرسة ادارة واساتذة وطلابا، على تنظيم "هذا الإستقبال المميز والرائع مع ما حمله من محبة وايمان واندفاع ظهر على وجوه الجميع"، وقال: "بتأثر كبير اعبر عن فرحتي بلقائكم اليوم ولا سيما اننا شعرنا ايضا بحضور البطريرك الياس الحويك الذي تكنون له كل الحب والوفاء، ونسأل الله ان يرفعه طوباويا على مذابحه فهو في السماء يشاهد طبعا هذا المشهد الرائع بنظره وعطفه ورؤيته النبوية التي تمتع بها منذ مئة سنة. ففي سنة 1919 عندما اسس المدرسة التي نحتفل اليوم بيوبيلها كان يعيش في نفس الوقت معركة لبنان حيث ترأس الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر فرساي بعد انهيار السلطنة العثمانية وارادة الدول تقاسم هذه السلطنة فكان الحويك على مثال البطاركة الذين سبقوه والذين حافظوا كمار يوحنا مارون على وديعتين: الإيمان الكاثوليكي واستقلاليتهم. لذلك كانوا احيانا يعيشون في اعالي الجبال واحيانا في الوديان او السهول. والمراكز البطريركية لم تكن كما ترونها اليوم كالصرح البطريركي في بكركي او في الديمان الذي اسسه البطريرك الحويك، لقد كان البطاركة يعيشون في ما يعرف بالقلايات وينتقلون من مكان الى آخر للحفاظ على الوديعتين، من هنا مقولة عروشهم على ظهورهم".

أضاف: "لقد انهمك الحويك كثيرا في دفاعه عن لبنان وانشائه كدولة سنة 1919 واسس في نفس الوقت مدرسة السيدة تحت نظره. وكما ذكرتم لقد كانت الأقرب له لأنه كان يهتم بالجمعية الفتية التي اسسها سنة 1895 وكان لا يزال نائبا بطريركيا. والعناية شاءت ان ينتخب بطريركا بعد ثلاث سنوات وهو يحمل في قلبه هذه الجمعية التي اسسها من اجل خدمة العائلة. لقد آمن ان مستقبل الأوطان ومستقبل الكنيسة ومستقبل المجتمع هو الشبيبة. لقد آمن انه اذا كانت الشبيبة سليمة هذا يعني وجود عائلة سليمة واكليروس سليم ومواطنين كما يجب، لذلك اراد كما العناية الإلهية ان تبقى هذه الجمعية الفتية تحت نظره. وما نشرته الجمعية من كتابات له ورسائل تشكل وثائق اساسية في حياتنا". وتابع: "ما اود قوله للشباب ولكم انه لديكم مكانة خاصة في قلب البطريرك الحويك. لقد اسس عدة مدارس وسلم الراهبات المسيرة. لقد اعجبت كثيرا بما رأيته اليوم وسمعته منكم، لقد حضرتموه بكثير من البساطة ولكن بعمق كبير. في المجتمع نرى الكثير من الشباب الضائع بين حياة لا طعم لها وبين من بات مستثمرا للمخدرات ومن فقد معنى لوجوده، في المقابل ننظر اليكم ونشكر الله على وجود اكثر من خميرة. شكرا لأخواتنا الراهبات والمعلمين والمعلمات والأهل الذين اختاروا لكم هذه المدرسة على الرغم من كل الصعوبات المالية والإقتصادية، الأهل لا يزالون يدفعون الغالي ليعطوا النفيس لأولادهم. التربية علم واخلاق وايمان وهي ثقافة وطنية وروحية واجتماعية". وقال: "ما رأيناه اليوم ليس بأمر بسيط وانما هو امر كبير أظهر مقدرة واقتناعا. أنتم لم تمثلوا، فقد أبصرت في وجوهكم عيشكم للكلمات التي نطقتم بها. الراهبات يسمين البطريرك الحويك رجل العناية الإلهية وانا اسميه نبي القرن العشرين لأن كل ما صنعه كان نبويا من تأسيس للجمعية الى المدارس ومن ثم تأسيس لبنان. في ايلول المقبل بداية المئة سنة على تأسيس دولة لبنان الكبير وسيكون لكم المجال لتعرفوا كم ان البطريرك الحويك قد عانى وتحمل كي تنطلق دولة لبنان. لقد دافع بوجه الجميع، بوجه فرنسا وانكلترا، وهذه امور منشورة وتظهر ايمان هذا الرجل بدعوته الإلهية. نصلي لكي يظهر الرب قداسته". أضاف: "كشباب علينا متابعة الطريق، وانا كبطريرك علي ايضا متابعة الطريق التي بدأها اسلافي ولا سيما البطريرك الحويك. الشباب هم الأساس وان فقدناهم فقدنا كل شيء. الصديق الكبير للشباب البابا القديس يوحنا بولس الثاني يقول ان الشباب ليس بعمر عابر وانما هو سن وعمر القرار الكبير لأن الشباب تكون قراراتهم صافية ومن القلب. من اجل ذلك اراد البابا فرنسيس الدعوة الى سينودس من اجل الشبيبة، وشاءت العناية الإلهية بشفاعة رجل العناية البطريرك الحويك ان يصدر الإرشاد الرسولي منذ يومين".

وإذ منح الشبيبة بركته، قال: "أنتم في صلاتي دوما لأنكم تنتمون الى تاريخين: عالم الأرض اي الإنتماء الى عائلاتنا واوطاننا، وايضا عالم ثان وهو تاريخ الخلاص، عالم الله. لذلك علي ترك نافذة لله في حياتي لأصغي اليه والى مشيئته، وان اسأله دائما ماذا تريد مني. لكل منا شخصيته وفرادته ووحده ربنا يقول لي ماذا يريد مني".

ثم كان حوار بين الراعي والتلامذة تخلله طرح عدد من الأسئلة تركزت حول صورة الشاب المسيحي المثالي، ودور الكنيسة في تأمين حاجات شبابها، ووضع المسيحيين في الشرق، فأكد البطريرك الماروني ان "على الشاب المسيحي ان يعيش القيم الأخلاقية والروحية والإجتماعية وان يوظف عقله لمعرفة الحقيقة وارادته لفعل الخير وحريته لاختيار الأفضل وقلبه للحب". وعن تأمين الكنيسة لحاجات الشباب، قال: "الإنسان هو من اولويات اهتمام الكنيسة وهي تحمل همه روحيا وكيانيا وتربويا وصحيا، لذلك انشأت له المؤسسات التي تهتم به على مختلف الصعد، ولكن هذا لا يعني ان الكنيسة تحل محل الدولة التي هي المسؤول الأول عن حياة المواطن وعن مساعدته. كل الدول تهتم بمواطنيها وبخيرهم العام ولا تتخلى عن مسؤوليتها حيالهم كما يحصل اليوم للأسف. وعلى الرغم من هذا، فالكنيسة تتابع عملها وتساعد ابناءها. وفي هذا الإطار اضطررت العام الفائت الى اصدار رسالة "خدمة المحبة الإجتماعية" مزودة بأرقام تفصيلية عن قيمة ونوع وعدد المساعدات التي تقدمها الكنيسة لأبنائها الذين تريدهم ان يبقوا في ارضهم ووطنهم لأظهر بالارقام مساعدة الكنيسة في ظل تراخي الدولة عن دفع ما يتوجب عليها. لقد اراد الحويك ان يكون لكم وطن لذلك عليكم الا تتركوه والكنيسة معكم".

وعن وضع المسيحيين في الشرق، قال: "المسيحيون اصيلون في هذا الشرق، ولقد فرضت الحرب في هذه المنطقة بهدف تقسيمها وجعلها دويلات، وللأسف تأثر الحضور المسيحي بهذه الحروب فتضاءل كثيرا في هذا الشرق الذي وجد فيه منذ الفي سنة. ونحن اليوم نطالب بعودة جميع النازحين سواء كانوا مسلمين ام مسيحيين، لكي يحافظوا على ارضهم وتاريخهم وحضارتهم. الرب أرادنا في هذه المنطقة فلا يمكن ان نترك رسالتنا. لاهوتيا نحن جسد المسيح السري المنتشر حول العالم، وتاريخيا عمرنا 2000 سنة في هذا العالم المشرقي، وسنحافظ على وجودنا على الرغم من ألم كنيستنا".

وعن امكانية زيارة البابا فرنسيس للبنان، قال: "تم توجيه دعوة رسمية لقداسته من فخامة رئيس الجمهورية واخرى من مجلس البطاركة والأساقفة في لبنان، وعندما يحين الوقت أعتقد ان قداسته سيزورنا". وفي الختام قدمت سعادة هدية تذكارية الى الراعي الذي دون كلمة في السجل الذهبي للمدرسة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 05 و 06 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 06/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73568/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-06-2019/

 

مهند الحاج علي/المدن/05 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73561/%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D9%88%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9/

 

الفيضانات والملالي وسندريلا/The Floods, the Mullahs and the Cinderella in Boots

Amir Taheri/Asharq Al Awsat/April 05/19/أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73555/amir-taheri-asharq-al-awsat-the-floods-the-mullahs-and-the-cinderella-in-boots-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%88/

 

The Floods, the Mullahs and the Cinderella in Boots
 Amir Taheri/Asharq Al Awsat/April 05/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73555/amir-taheri-asharq-al-awsat-the-floods-the-mullahs-and-the-cinderella-in-boots-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%88/

 

 

الفيضانات والملالي وسندريلا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 نيسان/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/73555/amir-taheri-asharq-al-awsat-the-floods-the-mullahs-and-the-cinderella-in-boots-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%88/

 

 

وكالة انباء إيرانية تابعة للحرس الثوري تقول بأن الفيضانات في إيران سببها تلاعب اجنبي من ضمن خطة أميركية للسيطرة على الطقس في العالم
Iranian IRGC-Affiliated News Agency Tasnim: Iran's Recent Rains, Flooding Are Caused By Foreign Manipulation – As Part Of U.S. Plan To Control Global Climate
MEMRI/April 05/19
http://eliasbejjaninews.com/archives/73552/%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%a8%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b3%d9%86%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1/

Analysis/Netanyahu Has Cunningly Navigated the Mideast. Israeli Voters Will Reward Him
 
عاموس هاريل/صحيفة الهآرتس: نيتنياهو ببراعة ومكر توغل في الشرق الأوسط ولهذا سيكافئه الناخبون الإسرائيليون
 Amos Harel/Haaretz/April 05/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73558/%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A8%D8%A8/