المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّة، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سرطان احتلال حزب الله هو وراء كل مصائب لبنان ولا حلول قبل حله

الياس بجاني/الثورة العنفية تخدم مخطط حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/حزب الله وراء فوضى ارتفاع سعر الدولار وهدفه إسقاط الدولة واستلام الحكم

الياس بجاني/حزب الله لا يفهم لغة السلم ، بل لغة القوة والردع

الياس بجاني/حزب الله يحتل لبنان وباسيل وعمه وكل 08 آذار هم أدوات..البوصلة يجب أن تكون على المحتل وليس على ادواته

الياس بجاني/مسرحية إقالة رياض سلامة هي قمة في ضياع البوصلة عن واقع احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

موقف حكومتي من الاحداث في لبنان/د. وليد فارس

فيديو المؤتمر الصافي لحاكم بنك لبنان المركزي/اضغط على الرابط في أسفل

فيديو حلقة نديم قطيشDNA  لليوم:  سلامة على دياب

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر: "سلامة تعاون معنا.. وحزب الله جلب كورونا إلى لبنان"

4 إصابات جديدة بـ«كورونا» في لبنان ووزير الصحة يحذّر من التراخي

معلومات عن تسلل مجموعات ارهابية من سوريا للمشاركة في احتجاجات طرابلس؟

مطرانية بيروت للموارنة: معايير جديدة في تسديد الرواتب اعتبارا من آخر نيسان

مدير الأخبار في إذاعة دمشق: نبيه بري هو من عتاة حلف الفساد في لبنان

مصدر مسؤول بحركة أمل: ما ورد على لسان أحمد رفعت يوسف لا يمكن أن يعبّر عن موقف سوريا وقيادتها

مقتل لبناني في سيدني وأسباب الجريمة لم تتضح بعد

السلطة اللبنانية تختبئ وراء المُندسين لإحراق المصارف وقتل الثوار ومخاوف جدية من استمرار "حزب الله" في العبث بالاستقرار الأمني وتوسيع نطاق التخريب

"انتفاضة المولوتوف" الليلية مستمرّة.. بقاعاً وجنوباً

واشنطن ستواجه محاولة “حزب الله” وضع يده على “المركزي”

“ها آرتس”: الانسحاب الاسرائيلي من لبنان لا يزال جرحاً غائراً

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 29/04/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 نيسان 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"بعد الإتهامات".. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سلامة يردُّ بالأرقام...و يطمئن اللبنانيين: ودائعكم موجودة وتُستعمل!

أبرز ما جاء في بيان حاكم المصرف رياض سلامة عن أموال المودعين والبيانات المخفية والهندسة المالية

النهار: الإنتفاضة ثورة جياع… تحرق المصارف أولاً  ‎ ‎

نداء الوطن: ثورة الجياع" اندلعت… والسلطة تشهر سلاح ‏‏"المندسين"!‎ ‎‎دياب "يستسمح" سلامة ويوسّط ابراهيم… والحكومة تعمل على "تثبيت سعر الصرف"‎ ‎ ‎

الجمهورية: باريس لدياب: سنجمع مجموعة ‏‏"سيدر".. . وواشنطن للتعاون مع ‏‏"الصندوق"‏

اتصال "لو دريان- دياب".. ما نُشر لبنانياً مختلف عما نُشر فرنسياً

عجز الحكومة اللبنانية عن حل الأزمة يزيد المخاوف من تدهور أمني

«كرّ وفرّ» بين محتجين والجيش في طرابلس وبيروت... وحرق مصارف وآليات عسكرية

سباق بين الاحتجاجات الشعبية ومحاولات الإنقاذ الاقتصادي في لبنان

الحكومة اللبنانية تلقت نصيحة دولية بأولوية الإصلاح

الفيروس يرجئ «نصيب العزّاب» في لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو: لن نسمح لإيران بشراء أسلحة تقليدية عند رفع حظر السلاح

الولايات المتحدة تتّجه إلى ركود تاريخي في 2020

انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 4.8 % خلال الربع الأول

ارتفاع حصيلة وفيات كوفيد19 في بريطانيا إلى 26097

منظمة العمل الدولية: «كورونا» يهدد أرزاق نصف القوة العاملة في العالم

تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا

موسكو وبروكسل تعارضان «الخطوات الأحادية»... وبرلين تعتبر الاتفاق الأممي «سارياً»

داود أوغلو يطلق حملة العودة للنظام البرلماني  والرئاسة التركية تطالب برفع حصانة نواب معارضين لمحاكمتهم

روسيا تكثّف تحركاتها العسكرية في إدلب لدعم الاتفاقات مع تركيا/أوساط في موسكو تتحدث عن «نفاد صبر» بوتين حيال الأسد

روحاني يصعّد ويتحدى: الخليج سيبقى فارسياً إلى الأبد وصراع بين المتشددين حول رئاسة البرلمان الإيراني الجديد

أميركا لا تريد العراق دولة تابعة لإيران وضوء أخضر شيعي للكاظمي لتقديم حكومته للبرلمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/الكولونيل شربل بركات/28 نيسان/2020/الحلقة الأولى

الحلقة الثانية/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/الكولونيل شربل بركات/الحلقة الثانية/29 نيسان/2020

ماذا بعد الجلاء الجيش السوري من لبنان؟/الكولونيل شربل بركات/ من أرشيف العام 2005

مئوية لبنان بين الحاكم والحزب الحاكم/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الاستقطاب الطائفيّ ينقضّ على اللبنانيّين وثورتهم/حازم صاغية/الشرق الأوسط

لبنان أمام سيناريو كارثي.. سامر سلامة لـ «جنوبية»: الليرة انتهت والدولار ينذر بأرقام/سهى جفّال/جنوبية

دياب "التكنوقراطي": البلد يضيع وهو يفتش عن المدسوسين/منير الربيع/المدن

مثلّث المكابرة الذي خرّب البلد/وسام سعادة/موقع اساس ميديا

هل النظام السوري مجنون؟/خيرالله خيرالله/موقع اساس ميديا

عهد الكوارث والهزائم ، يعود بلبنان الى العصر الحجري/سيزار معوض

دُول ضمن الدُول/بكر عويضة//الشرق الأوسط

رواية الخلاف على إقالة سلامة/عماد مرمل/الجمهورية

لبنان: الفساد بين الرئيس الموظف وحاكم المصرف المُمِل/حازم الأمين/موقع درج

صدامات طرابلس... مـحرقة لقائد الجيش؟/ألان سركيس/نداء الوطن

و"حزب الله" في المأزق/وليد شقير/نداء الوطن

سلطة لمشروع كبير أم سلطة للسلطة بلا حلّ؟/رفيق خوري/نداء الوطن

جميل السيد والإنقلابات/نجم الهاشم/نداء الوطن

نهاية الحضارة العربية/حسين عبدالحسين/الحرة

مغيّرون في التاريخ: لحية حمراء أيضاً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حكايات رمضانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر: واشنطن تدعم اتفاق الرياض ووحدة اليمن/بيير غانم/العربية نت

النص الكامل لمقابلة ديفيد شنكر مع "العربية" و"الحدث"

*لكي يكون لبنان في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه ان يثبت انه مستعد لإتخاذ خيارات صعبة وقرارت تثبت مئة في المئة التزامه بالاصلاح

*لبنانيأ شنكر ألقى باللوم على تراكم القرارات الخاطئة خلال سنوات وفي حكومات متعاقبة، وقال إنها "قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وأيضاً الفساد وسياسات التنفيع

*نعتقد ان حزب الله تأثّر فعلاً بذلك وايران تقدّم كل يوم اموالاً أقل واقل لحزب الله.

"نحن لا نرهب من يخالفوننا الرأي، ونعم، اعتقد ان الناس في لبنان يرون فائدة في علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاغلبية الساحقة من اللبنانيين هم اصدقاؤنا".

عون استقبل السفير البريطاني رامبلينغ: الظرف الراهن يحتم تعاون كل القوى

المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة: ما يروج له في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ليس الخطة المالية

دياب في جلسة مجلس الوزراء: الانتفاضة ضد الفساد والفاسدين طبيعية

كوبيتش زار باسيل في اللقلوق

اللجان المشتركة درست قانون العفو العام الفرزلي: اتفقنا على تأليف لجنة لدراسة عميقة

جميل السيد: نطالب الحريري بالاعتذار من الضباط الاربعة مثلما اعتذر من الأسد ولدى حاكم المصرف فرصة فليسم الاشخاص

الكتائب: ثلاثي الانهيار مسؤول بالتكافل والتضامن عما آلت اليه الأمور

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

إنجيل القدّيس مرقس10/من35حتى45/”دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سرطان احتلال حزب الله هو وراء كل مصائب لبنان ولا حلول قبل حله

الياس بجاني/29 نيسان/2020

لا معني لأي ثورة أو جبهة معارضة ما لم يكن هدفها فقط مواجهة احتلال حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية وانهاء الدويلة واستعادة الدولة

 

الثورة العنفية تخدم مخطط حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/28 نيسان/2020

العنف وحرق السيارات والتعدي على الجيش واستعمله للقوة المفرطة ضد المتظاهرين يخدم مخطط حزب الله الإرهابي الهادف لتعميم الفوضى

 

حزب الله وراء فوضى ارتفاع سعر الدولار وهدفه إسقاط الدولة واستلام الحكم

الياس بجاني/27 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85496/85496/

عشرات التقارير الموثقة ومنها تقارير مصورة كلها تؤكد وبالوقائع والإثباتات أن الصيارفة التابعين مباشرة لحزب الله هم وراء ارتفاع سعر الدولار الجنوني والهدف إفقار الناس ودفهم للفوضى ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض، وفي مواجهة القوى الأمنية كافة.

وفي هذا السياق الشيطاني الملالوي الخبيث يأتي الهجوم الساحق والماحق والمركز على حاكم البنك المركزي رياض سلامة وذلك بهدف التعمية وتقليب الناس ضد القطاع المصرفي وتخويفهم ودفعهم إلى الشوارع للإصطدام بالجيش.

وطبقاً لمخطط حزب الله فإنه ويوم يحدث هذا الأمر المراد الوصول إليه وتعم الفوضى الشاملة وتسقط كل المؤسسات ومنها المؤسسات الأمنية تحديداً يتحرك الحزب عسكرياً ليسقط الدولة ويعلن دولته الملالوية الإسلامية الصرف ويعلق المشانق.

يشار هنا إلى أن هذا هو المخطط بالكامل الجهنمي والممنهج الذي اتبعه الخميني للسيطرة على حكم إيران واسقاط الشاه والدولة.

يبقى أن المستفيد الوحيد من الفوضى الشعبية العارمة والفقر والمظاهرات واعمال العنف وخوف الناس ووضعهم في مواجهة القوى الأمنية وضياع بوصلتهم وابعادها عن الأحتلال وتصويبها على الجوع ..المستفيد هو حزب الله..

هنا مكن الخطورة القاتلة على كل ما هو لبنان ولبنانيين ودولة ونظام ومؤسسات، في حين أن اوباش السياسة وأصحاب شركات الأحزاب التعتير كافة ال 14 و08 آذاريين ومعهم اداوات الحكم المحكوم والتابع والطروادي في حالة غيبوبة وغباء ويتلهون بمسرحيات مهاجمة بعضهم البعض..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله لا يفهم لغة السلم ، بل لغة القوة والردع

الياس بجاني/27 نيسان/2020

سياسة اجر بالفلاحة واجر بالبور فشلت وها نحن نحصد مواسمها مزيداً من هيمنة حزب الله على مفاصل البلد وكل مؤسساته ومواقع القرار فيه وجره بالقوة إلى الأيرنة الكاملة والمطلقة..حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وهو يهزئ ويستخف ولا يحترم من من يواجه بالكلمة وبالطرق السلمية تماماً كما هي ثقافة اسيادة ملالي إيران.

 

حزب الله يحتل لبنان وباسيل وعمه وكل 08 آذار هم أدوات..البوصلة يجب أن تكون على المحتل وليس على ادواته

الياس بجاني/26 نيسان/2020

عنتريات الحريري والمعرابي وجنبلاط وأبواقهم ع باسيل هي قمة في النفاق..وجهوا سهامكم إلى المحتل الإيراني أو اخرسوا وضبضبوا..قرفتونا

 

مسرحية إقالة رياض سلامة هي قمة في ضياع البوصلة عن واقع احتلال حزب الله

الياس بجاني/25 نيسان/2020

“ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”. (سفر النبي اشعيا33/01و02/

بداية رياض سلامة هو مُعيِّن من قبل الحريري الأب وبمباركة المحتل السوري، وكان دائماً ينفذ لمن عينه ولقوى الاحتلال ولأزلامهم المحليين كل فرماناتهم ولهذا أبقوه لولايات خمسة.

إذا الرجل لا هو عبقري ولا هو صاحب انجازات حقيقية ووطنية، بل هو وبامتياز مجرد أداة طروادية لقوى الإحتلالين السوري والإيراني وللمافيات وأصحاب شركات الأحزاب المحلية رغم كل هالة دعاية الإنجازات والنياشين التي يحيطونه بها ويسوّقون لها بين الحين والآخر بهدف التعمية والتغطية.

فلو كان سيادياً ومارونياً لبناناوياً حقيقياً ويخاف الله ويوم حسابه الأخير لما كان ارتضى دور الأداة والتابع، ولكان رفض تنفيذ رغبات وفرمانات قوى الشر والمافيات والاحتلال وبجرأة استقال وشهد للحق وللحقيقة.

لكنه لم يستقل، وبالتالي الأداة هذا هو مثله مثل كل الذين غطوه مقابل خدمات مالية غير شرعية.. وهنا لا استثناء واحد.

صاحب شركة حزب الرئيس “القوي” وباقي كل أصحاب شركات الأحزاب ال14 و08 آذارية على حد سواء وما بينهم وفي مقدمهم المحتل الإيراني (حزب الله) هم المسؤولين عن الوضع المالي “الزفت” الذي أوصلوا البلاد والعباد إليه بعد سرقوا بفجور مال ومدخرات الناس من البنوك بفجع وحيوانية وإبليسية وجحود.

عهد عون بكل رموزه والودائع، وأصحاب شركات القوات والمستقبل والاشتراكي كلهم بمباركة بري وحزب الله جددوا لسلامة ولايته الخامسة وبالإجماع.

من هنا فليخجل “ويضبضب” سعد الحريري ومعه جنبلاط والمعرابي الباطني..جعجع، وبري وكل الطاقم الحزبي والسياسي والرسمي العفن والنتن ويوقفوا مسرحيات بياناتهم قدحاً ومدحاً لأنهم شركاء 100% في كل كوارث وبلاوي ومصائب ومآسي البلد وعلى كل الأصعدة.

لهذا فإن تلهي الطاقم السياسي والحزبي الإسخريوتي والطروادي بمسرحية إقالة سلامة من عدمها لا تخدم غير المحتل الملالوي والإرهابي حزب الله حيث أن جميع هؤلاء القداحين والمداحين يحابونه وبذمية يبلعون ألسنتهم ويتعامون عن احتلاله وعن دويلته وسلاحه وحروبه.

يبقى أن المشكلة في لبنان هي الاحتلال الإيراني السرطاني وكل ما عدى ذلك هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال.

حزب الله وبعد أن سيطر بالكامل على مجلسي النواب والوزراء ومعهما رئاسة الجمهورية وخصَى (Castrated) سيادياً ووطنياً وضميرياً الثلاثي التاجر الذي داكش السيادة بالكراسي (جنبلاط والحريري وجعجع) ها هو ودون مقاومة يحاول جاهداً تفكيك القطاع المصرفي وإخراجه من النظام العالمي كما هو حال القطاع المصرفي عند أسياده في إيران.

في الخلاصة فإن إقالة سلامة من عدمها هي ملهاة ومجرد مسرحية هزلية لا تخدم غير أجندة المحتل الإيراني كونها كباقي المسرحيات هدفها إضاعة البوصلة عن واقع احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

موقف حكومتي من الاحداث في لبنان

د. وليد فارس/29 نيسان/2020

سألني البعض عن الموقف الامريكي من "تكسير" المؤسسات التجارية والاقتصادية في بعض المناطق اللبنانية فلهم أقول انني أؤيد بيان سفيرة بلدي الولايات المتحدة في بيروت تماماً. فالمؤسسات هي جزء من الاقتصاد اللبناني الذي يجب حمايته في خضم الانهيار الحاصل حتى انتهاء الازمة السياسية والمالية. فيمكن اصلاحها وازالة الفساد من البلاد. وبنفس الوقت أؤيد سياسة وزير خارجية ورئيس بلادي امريكا، الداعية الى تطبيق القرار ١٥٥٩ ونزع سلاح حزب الله وتطبيق العقوبات عليه وعلى من يسهل له اعماله.

 

فيديو المؤتمر الصافي لحاكم بنك لبنان المركزي/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Nc8MezIWWOo

 

فيديو حلقة نديم قطيشDNA  لليوم:  سلامة على دياب

*فشل  صبينة وجهل حساب وحسابات ومنطق ومقاربات حسان دياب القناع ووج البربارة الملالوي..وضياع وتخبط صنوج وأبواق اعلام سرطان الممانعة. الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=eMQeQZVdMGs

 

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر: "سلامة تعاون معنا.. وحزب الله جلب كورونا إلى لبنان"

موقع ليبانون ديبايت/الاربعاء 29 نيسان 2020

علّق مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، على ما يحدث في لبنان مؤخرًا من إحتجاجات، مُعتبِرًا أنّه "نتيجة منطقية لسياسات سيئة متتالية". وعبر حديثٍ إلى "الحدث"، شدّد شنكر أنّه "على لبنان القيام بالإصلاحات للحصول على مساعدات مالية دولية". وفي سياقٍ مُنفصل، أعلن شنكر أنّنا "عملنا بشكل جيد مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قضايا العقوبات على المصارف"، مُشيرًا إلى أنّ "سلامة تعاون معنا في إغلاق حسابات لحزب الله". هذا وأكّد المسؤول الأميركي، أنّ "حزب الله لم يتوقف عن إرسال الطائرات إلى إيران وجلب كورونا إلى لبنان".

 

4 إصابات جديدة بـ«كورونا» في لبنان ووزير الصحة يحذّر من التراخي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الأربعاء)، تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا الأمر الذي رفع مجموع المصابين الى 721. ولم تسجَّل حالات وفاة جديدة فبقي الرقم عند 24. وتبيّن أن ثلاثاً من الإصابات الجديدة هي لمقيمين، فيما الرابعة هي لأحد العائدين من الخارج. أما عدد حالات الشفاء المثبتة فبلغ 150، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. في موازاة ذلك، أكّد وزير الحصة حمد حسن أنّ «المستشفيات في لبنان تعاني، والقطاع الصحي العام مُحارَب منذ 30 عاما». ولفت في كلمة له خلال لقاء تشاوري بين قطاعات الإنتاج في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إلى ضرورة «التضامن والتكافل» في الأشهر المقبلة، لافتا إلى «من يريد أن يضحّي، يجب أن يكون واثقا أن المستقبل الّذي نحن ذاهبون إليه لا مكان فيه للفساد». وأضاف أنّ «الشعار الأساسي في وزارة الصحة العامة هو أن نقوم بواجبنا ولا ننغشّ بالأرقام والثناء، فأي هفوة غير محسوبة ممكن أن تأخذنا إلى مشهد كارثي» في ما يخص انتشار كورونا. وكرر التحذير من «الاستخفاف أو الإستهانة بالوباء الكامن في الكثير من الناس ومن دون أعراض». وأشار حسن إلى أنّ «رئيس الحكومة حسان دياب طلب منّا القيام بجردة لمصروفنا على القطاع الصحي خلال الـ3 أشهر الأخيرة، فقلت له إنّنا لم نصرف شيئا بعد، لأنّنا نقاتل باللحم الحيّ»، موضحاً أنّ «الخطّة الّتي نعمل عليها هي مسار الاستجابة ورفع الجهوزية، ونعمل ضمن الضوابط المطلوبة. لا نريد أن نرافع شعار مكافحة الفساد، وأن نمارسه بالمقابل».

 

معلومات عن تسلل مجموعات ارهابية من سوريا للمشاركة في احتجاجات طرابلس؟

مواقع الأكترونية/29 نيسان/2020

كشفت مصادر مطلعة للوكالة المركزية، ان اجهزة مخابرات غربية حذرت لبنان والمعنيين بالشأن الامني فيه، ان مجموعات صغيرة من العناصر الارهابية قدمت من سوريا في اطار محاولة الانتقال الى دول اخرى، اندسّت بين الثوار في طرابلس واسهمت في اعمال الشغب والعنف، ويخشى ان تُشكل سبباً رئيسياً لانفجار واسع. واشارت الى ان الضمانات التي قدمتها اجهزة المخابرات اللبنانية سابقا في ملاحقة هؤلاء حيث يتواجدون ومنعهم من دخول لبنان، قد تنعدم في ظل انتقال الوضع الى حال من الفوضى العارمة في الداخل، ما ينذر بمخاطر واسعة. واوضحت المصادر، ان الاجهزة الغربية المشار اليها طلبت من نظيرتها اللبنانية معلومات عن هؤلاء، مشيرة الى انهم ينتمون الى جنسيات مختلفة، بعضهم من فرنسا ودول اوروبية اخرى، شاركوا في عمليات "داعش" الارهابية في سوريا، ويسعون راهناً الى العودة الى بلدانهم عبر لبنان. وتبعا لذلك، اكدت المصادر وجوب رفع درجات اليقظة الى الحدود القصوى لمنع تنفيذ المآرب الارهابية في لبنان تحت ستار الثورة وكشف المندسين بين الثوار، وهي وظيفة اثبتت مخابرات الجيش اللبناني انها متميزة ومجلّة فيها.

 

مطرانية بيروت للموارنة: معايير جديدة في تسديد الرواتب اعتبارا من آخر نيسان

النشرة/الأربعاء ٢٩ نيسان ٢٠٢٠ 

أعلنت مطرانية بيروت المارونية في بيان أنه ابتداءً من آخر شهر نيسان 2020 ستعتمد معايير جديدة في تسديد الرواتب والأجور بحيث سيتمّ إقتطاع نسبة مئوية تصل الى حدّ الخمسين في المئة من الرواتب. وأوضحت ان "هذه الخطوة تأتي من اجل الاستمرار لاطول فترة ممكنة في دفع الرواتب للجميع، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، ومع تنفيذ هذا القرار، سيتم الملاحظة ان النسبة التي سيتم اقتطاعها من الرواتب لا تقارن مع ما يحصل داخل المؤسسات والجامعات والمدارس في البلد، كما وان المطران عبد الساتر حريص تماماً على حقوق العاملين والاوضاع التي يمرون بها".

 

مدير الأخبار في إذاعة دمشق: نبيه بري هو من عتاة حلف الفساد في لبنان

النشرة/الأربعاء ٢٩ نيسان ٢٠٢٠ 

اعتبر مدير الأخبار في إذاعة دمشق أحمد رفعت يوسف، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري في لبنان هو من عتاة حلف الفساد وشريك الحريرية السياسية ومتلازمتها الفساد التي دمرت لبنان وتأثرت بها سوريا"، مضيفا :"يخطئ من يعتقد أن بري من حلف المقاومة وهو عبء عليها رغم أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحاول استثماره كواجهة سياسية".

 

مصدر مسؤول بحركة أمل: ما ورد على لسان أحمد رفعت يوسف لا يمكن أن يعبّر عن موقف سوريا وقيادتها

النشرة/الأربعاء ٢٩ نيسان ٢٠٢٠ 

اعتبر مصدر مسؤول في حركة أمل أن ما ورد على لسان أحمد رفعت يوسف والذي يزعم أنه مدير الأخبار في إذاعة دمشق، لا يمكن أن يعبّر عن موقف سوريا وقيادتها، وهو كلام يسيء إليها بالدرجة الأولى وللعلاقة مع حركة أمل التي لا تحتاج الى شهادة في المقاومة والالتزام الوطني.

وفي وقت سابق، اعتبر مدير الأخبار في إذاعة دمشق أحمد رفعت يوسف، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري في لبنان هو من عتاة حلف الفساد وشريك الحريرية السياسية ومتلازمتها الفساد التي دمرت لبنان وتأثرت بها سوريا"، مضيفا :"يخطئ من يعتقد أن بري من حلف المقاومة وهو عبء عليها رغم أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحاول استثماره كواجهة سياسية".

 

مقتل لبناني في سيدني وأسباب الجريمة لم تتضح بعد

النشرة/الأربعاء ٢٩ نيسان ٢٠٢٠ 

قتل اللبناني كليم صليبا (من بلدة بان الشمالية) في منزله في منطقة شيري بروك شمال غرب سيدني. وأوضحت الشرطة الاسترالية أن رجلين اقتحما منزل صليبا (86 عاما) فقتلاه حين حاول الدفاع عن زوجته (84 عاما) خلال الجريمة التي وقعت بعد منتصف ليل امس.

ولم تتضح حتى الساعة أسباب الجريمة فيما تحاول الشرطة القبض على الفاعلين.

 

السلطة اللبنانية تختبئ وراء المُندسين لإحراق المصارف وقتل الثوار ومخاوف جدية من استمرار "حزب الله" في العبث بالاستقرار الأمني وتوسيع نطاق التخريب

بيروت ـ “السياسة”/29 نيسان/2020

مع اتساع رقعة الاحتجاجات المعيشية التي بدأت تتخذ أشكالاً أكثر عنفاً، تزداد المخاوف من دخول لبنان في الفوضى الشاملة هذه المرة المفتوحة على كل الاحتمالات، مع دخول أطراف مندسة تعمل لحسابات أجندات خارجية، هدفها الإمعان في محاولات التقسيم والشرذمة، تحت غطاء دعم المطالب المحقة للشعب اللبناني، حيث أشارت المعلومات المتوافرة لـ “السياسة” من وجود معطيات تشير إلى أن هناك من يعمل لاستغلال ثورة اللبنانيين ضد الفساد، من أجل العبث بالاستقرار الداخلي والعمل على زعزعة الأمن وتوسيع نطاق التخريب في بيروت وعدد من المناطق، على غرار ما حصل في وسط بيروت وطرابلس ومناطق أخرى، بعدما تبين أن لا علاقة للثوار بعمليات التخريب وإحراق المصارف التي حصلت في عاصمة الشمال ومناطق أخرى. واعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، أنَّ “حق التظاهر مضمون، أما أعمال الحرق فهي تضر بالمطالب وبالمتظاهرين”، لافتًا الى أنَّ “هذا العمل إما أنه فردي أو مدسوس، ونحن ندينه لأنه يضر بمصلحة طرابلس والثورة”. وقال علوش: “حزب الله هو حزب مسلّح ويملك دعمًا ماليًا من ايران”، مشيرًا إلى أننا “نواجه ميليشيات مدعومة بالمال من إيران”.

ورأى أن “المفيد هو تلاشي قبضة حزب الله على البلد، لإصلاح العلاقة مع الخارج”. وكانت أعمال العنف انتقلت إلى مدينة النبطية في جنوب لبنان، على نحو بات ينذر بأن الوضع سائر إلى مزيد من التدهور، حيث أقدم مجهولون على إلقاء قنبلة مولوتوف على مدخل أحد المصارف في شارع محمود فقيه في مدينة النبطية، وتسبَّب بحريق بسيط في المدخل. وألحقت أعمال الشغب التي حصلت في شارع المصارف في صيدا اضرارا فادحةً، حيث تحطمت غالبية واجهات المصارف وتناثر الزجاج في الطرق، فلم يَسْلم “بنك عودة وبنك البحر المتوسط عند إشارة ايليا ومستديرة مرجان من التكسير وكذلك المصارف قبالة سنتر القطب عند ساحة النجمة في المدينة”. وفي طرابلس التي لم تتوقف فيها الاحتجاجات، سقط جريحٌ في إطلاق نار في ساحة النور في طرابلس، من مسلّحٍ مجهول، وعبر أحد المباني المطلّة على الساحة. وشهدت المدينة مواجهات عنيفة وعمليات كر وفر بين المحتجين وعناصر الجيش، التي أطلقت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين لتفريقهم. كما طاردت وحداتٌ من الجيش عددًا من الاشخاص الذين قاموا باعمال شغب واعتدوا على الاملاك الخاصة والآليات العسكرية، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين، ونقلوا بواسطة سيارات الاسعاف الى مستشفيات المدينة.

وفيما عمد محتجون على تحطيم واجهة مصرف فرنسبنك في المنية، سجلت توترات أمنية ومواجهات متكررة وعنيفة، خصوصًا أمام قصر الرئيس نجيب ميقاتي. وعمد عدد من المحتجين الى رمي الحجارة على القصر، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش والقوى الامنية المولجة حمايته، والذين ألقوا قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين. ونفذ المحتجون وقفة أمام فرع مصرف لبنان في صيدا في اطار تحركاتهم المستمرة تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.

 

"انتفاضة المولوتوف" الليلية مستمرّة.. بقاعاً وجنوباً

المدن/30 نيسان/2020

استمرّت التحرّكات الليلية العنيفة لليوم الرابع على التوالي. وبعيداً عن ليالي طرابلس الملتهبة نتيجة الأزمة المعيشية التي يعيشها المواطنون، احتشد العشرات أمام صرف لبنان في شارع الحمرا حيث أكدوا استمرارهم في مطالبهم لإسقاط سياسة المصرف والسلطة والفاسدين. وعند قرابة منتصف الليل، وصل موكب سيّار إلى ساحة الشهداء رافعاً الأعلام اللبنانية تضامناً مع طرابلس وما تتعرّض له من بطش. وكان الموكب قد انطلق من خلدة وضمّ عشرات السيارات. مع العلم أنه تمّ تسجيل إلقاء قنبلة مولوتوف على مبنى بنك بيبلوس في الشويفات أدى إلى أضرار مادية في واجهة المصرف.

صيدا تشتعل

لكن المشهد الأبرز كان في صيدا، التي سجّل فيها إحراق الطابق الأول من فرع مصرف لبنان. فاحتشد المئات من المنتفضين في المدينة وعمدوا على إمطار الفرع بقنابل المولوتوف لليلة الثانية على التوالي، وتمكنّوا من إيصال نيرانها إلى داخل المبنى. وعملت بعدها فرق الإطفاء على محاصرة النيران ومنع تمدّده في أرجاء المبنى. وبعدها جالت مسيرة في شوارع المدينة، حيث حصلت مواجهة بين المنتفضين والجيش اللبناني، تمّ خلالها رمي العناصر الأمنية بالمفرقعات والحجارة. وفي شارع المصارف في المدينة، نجحت مجموعة من المحتجّين في إلقاء القنابل الحارقة والحجارة على واجهات عدد من المصارف التي تم تكسيرها ليل الثلاثاء-الأربعاء. ومن المصارف التي تحطمت واجهاتها، بنك لبنان والخليج، لبنان والإمارات كلوب والبنك الفرنسي.

النبطية وصور

وجنوباً أيضاً، احتشد عشرات المحتّجين أمام فرع مصرف لبنان في مدينة النبطية، حيث ردّدوا شعارات الثورة وإسقاط سياسة المصارف التي أدّت إلى إفقار الناس وتجويعها، كما أكدوا وقوفهم إلى جانب الثوار في مدينة طرابلس. وفي صور، نفّذ ناشطون وقفة احتجاجية في خيم ساحة العلم احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار، وأضاءوا الشموع تكريماً لروح شهيد لقمة العيش في طرابلس فواز السمّان الذي استشهد قبل يومين في طرابلس، ورددوا هتافات تدعوا الى محاسبة المتلاعبين في الدولار.

حاصبيا تنتفض

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أنه العشرات من أبناء حاصبيا والمنطقة نفذوا وقفة احتجاجية في سوق الخان، حاملين الأعلام اللبنانية. واستنكر المحتجّون تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي وصلت إليها البلاد، مطالبين بمحاسبة الفاسدين وسارقي المال العام.

وقفات أخرى

ولم يتغيّر المشهد بقاعاً أيضاً، لكن الجديد فيه أنّ عشرات المحتجّين حاصروا منزل نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، في جب جنّين ورموه بالحجارة والقنابل الحارقة وحاولوا الدخول إليه. أما في الشمال، فقطع عدد من المحتجّين السير على أوتوستراد البداوي بالاتجاهين، وتكرّر المشهد نفسه في منطقة المنية عند نقطة العبدة.

 

واشنطن ستواجه محاولة “حزب الله” وضع يده على “المركزي”

بيروت ـ”السياسة” /الأربعاء 29 نيسان 2020

 دخلت الولايات المتحدة الأميركية بقوة على خط الاحتجاجات المطلبية في لبنان، في رسالة واضحة إلى حكومة حسان دياب، على ما قالته أوساط دبلوماسية ل”السياسة”، بالتوازي مع التحرك اللافت الذي تقوم به السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا باتجاه المسؤولين اللبنانيين، في ظل استياء واشنطن من تهديد السلطة السياسية بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو ما تخشاه الإدارة الاميركية وترفضه، مشددة على أن الإدارة الأميركية ستواجه محاولة “حزب الله” وضع يده على مصرف لبنان. من جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شنكر، ما يحدث في لبنان من إحتجاجات، “نتيجة منطقية لسياسات سيئة متتالية”، مشدداً على أنّه “على لبنان القيام بالإصلاحات للحصول على مساعدات مالية دولية”. وقال شنكر “عملنا بشكل جيد مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قضايا العقوبات على المصارف”، مُشيرًا إلى أنّ “سلامة تعاون معنا في إغلاق حسابات لحزب الله”. وأكد أنّ “حزب الله لم يتوقف عن إرسال الطائرات إلى إيران وجلب كورونا إلى لبنان”. وكانت الخارجية الأميركية أسفت للتقارير عن الخسائر في الأرواح والممتلكات، وحضت الجميع على الامتناع عن العنف، وقالت السفارة الأميركية في لبنان، إن “إحباط اللبنانيين من الأزمة الاقتصادية مفهوم، ومطالبات المحتجين لها ما يبررها”.

 

“ها آرتس”: الانسحاب الاسرائيلي من لبنان لا يزال جرحاً غائراً

تل ابيب- وكالات/الأربعاء 29 نيسان 2020

 كشفت صحيفة صحيفة “ها آرتس” العبرية، النقاب، عن تفاصيل جديدة حول الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، في العام 2000. وذكرت الصحيفة العبرية، أنه رغم مرور عشرين عاما على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، في الخامس والعشرين من مايو 2000، فإن هناك أسبابا حقيقية وراء هذا الانسحاب. وأفادت الصحيفة بأنه بعد مرور عشرين عاما كاملة على الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من لبنان، ما يزال يمثل جرحا غائرا في نفوس الإسرائيليين. وأكدت أنه من بين الأسباب التي دفعت لمغادرة إسرائيل من لبنان، صعوبة إيجاد منطقة آمنة في الجنوب اللبناني للإسرائيليين، والقيام بعمليات عديمة الفائدة، فضلا عن انعدام الثقة في أي عمليات أو مهمات إسرائيلية فيها.واشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر الانسحاب الأحادي الجانب من الجنوب اللبناني، في الخامس والعشرين من مايو 2000، بعد أوامر مباشرة من رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 29/04/2020

وطنية/الأربعاء 29 نيسان 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

رد رياض سلامة على الاتهامات الموجهة اليه وكيف صرفت الخمسة فاصل تسعة مليارات دولار وأكد ان المصرف المركزي قام بتمويل الدولة لكنه ليس مسؤولا عن طريقة صرفها موضحا للبنانيين ان ودائعهم موجودة في القطاع المصرفي ومازالت تستعمل.

وفيما كان الحاكم يتلو بيانه كان مجلس الوزراء ينهي البحث في الخطة المالية والنقدية التي ستقر غدا في بعبدا.

الخطة لم يحسم فيها موضوع التحرير التدريجي لسعر صرف الليرة..فيما يحسم غدا القرار بشأن نسبة ال2 في المئة للمودعين الذين تفوق ودائعهم ال500 ألف دولار.

الرئيس دياب الذي تريث قبل الرد على سلامة ابدى ارتياحه لاعلان وزير الخارجية نية فرنسا دعم لبنان عبر مؤتمر دولي الذي ربطته بسلة اصلاحات سريعة.

وتوقف عند ما يحصل في الشارع، معتبرا انها انتفاضة طبيعية ضد الفاسدين الذين اوصلوا الى الانهيار الا انه اشار الى تقارير عن جهات تحرض على الشغب وإذا استمرت بالتحريض سنقول الأشياء بأسمائها.

غليان الشارع دفع جامعة الدول العربية الى التحذير من انزلاق لبنان الى المجهول في وقت دعا مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد شينكر الى القيام في لبنان بالاصلاحات للحصول على مساعدات مالية.

البداية من جلسة مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

قبل النقاش الأخير تمهيدا للتصويت عليها في بعبدا... خضعت خطة الإصلاح المالي لمراجعة أخيرة في السراي مع تسجيل معارضة بعض القوى الحكومية على عدد من الإجراءات التي تتضمها ولا سيما تحديد سعر الصرف على سبيل المثال لا الحصر.

قبل نقاش الخطة على طاولة مجلس الوزراء اليوم توقف رئيس الحكومة حسان دياب عند مخطط خبيث رصد مؤشراته من خلال محاولة وضع الناس في مواجهة الجيش.

خطة اقتصادية مالية أخرى تعدها جمعية المصارف وستتقدم بها إلى الحكومة خلال 15 يوما وفق ما أبلغت رئيس الحكومة الذي أعلن من ناحيته أن الجمعية ستطلع على خطة الإصلاح المالي بنسختها الحكومية بعد الإقرار.

وعلى الخط المالي والنقدي أيضا أطل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عارضا لسياسة المصرف والتعاميم التي يصدرها والهندسات المالية التي أجراها. أما في خلاصة كلام سلامة فلا معلومات مكتومة ولا أحادية في قرارات الإنفاق على حد قوله معلنا ان سيولة لبنان من الدولار تبلغ عشرين مليار دولار فيما أموال المودعين موجودة ولا داعي للهيركات.

وبعد تفنيد بأرقام المصارفات والإنفاق خلص سلامة إلى إبداء الاستعداد للعمل مع الحكومة مع تسجيله أن لا قانون يجبر المصرف المركزي على التنسيق مع الحكومة عند إصدار التعاميم.

في مجلس النواب وعلى وقع التحركات الشعبية تابعت اللجان المختصة دراسة اقتراحات العفو العام كما وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيدا للخروج بصيغة خلال 15 يوما قبل العودة إلى الهيئة العامة.

أما عداد كورونا فسجل أربع أصابات جديدة في لبنان ما يرفع العدد الإجمالي إلى 721 إصابة وسط تحذير من نقابات الأطباء والصيدلة والممرضين من التجمعات التي تشهدها المناطق وخطر تفشي كورونا بشكل خطير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

ربما هي المرة الوحيدة، التي يتوجه فيها حاكم مصرف لبنان الى اللبنانيين بكلمة مباشرة ،السبب الظاهر معروف، وهو للرد على الهجوم المباشر الذي شنه عليه رئيس الحكومة الجمعة الفائت، فحسان دياب طبق في هجومه الشهير النظرية التي تقول إن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، وهو حاول أن يتنصل من المسؤولية وأن يبرىء الطبقة السياسية التي يمثلها، راميا تردي الوضع الإقتصادي والمالي على رياض سلامة.

لكن السحر، إذا كان هناك من سحر في كلام دياب، إنقلب عليه وعلى الطبقة السياسية التي هو نتاجها، فسلامة رد على دياب في مؤتمر صحافي مفصل وتقني بامتياز، فند فيه بالوقائع وبالأرقام الإتهامات التي ساقها الأخير ضده، وبعكس دياب الذي بدا متوترا ومنفعلا بدا سلامة هادئا وتكلم بلغة علمية بعيدة عن الإنفعال والإنشائية والشعبوية، والأهم أنه وجه مضبطة الإتهام الى حيث يجب أن توجه : أي إلى الطبقة السياسية والسلطة السياسية المسؤولتين الحقيقيتين عن المآسي التي حلت بالوطن والناس.

ان الغضب الذي يعم الشارع طبيعي مبرر. فمعظم الناس في كل المناطق، ومن كل المذاهب والطوائف، افتقروا وضاع جنى عمرهم وصاروا تحت خط الفقر وعلى مشارف الجوع. والمسؤول المباشر عن كل ذلك أركان السلطة السياسية الذين تحكموا بالبلد في مرحلة ما بعد الطائف. فهؤلاء هم الذين نهبوا اموال اللبنانيين، وركبوا الصفقات، وشرعوا الكوميسيونات، وراكموا الثروات، واستباحوا المقدرات.

وهؤلاء هم الذين فشلوا في تأمين الكهرباء للبنانيين، ونشروا النفايات على الطرقات، وفشلوا في بناء دولة حديثة متطورة، وهؤلاء هم الذي منعوا ولا يزالون يمنعون تحقق المساءلة والمحاسبة، وعدم قيام دولة الشفافية. لذا فان الغضب الشعبي اليوم يجب ان يتركز على الطبقة السياسية لا على المصرف المركزي والمصارف. فماذا ينفع ان نهدم بأيدينا قطاعا هو من أنجح القطاعات في لبنان؟

وهل بحرق المؤسسات وهدمها وتخريبها نبني لبنان المستقبل؟ ان السياسيين والسلطة السياسية هم أصل المشكلة، بل هم رأس الافعى. فليتركز الغضب الشعبي عليهم، و"كلن يعني كلن" لأن باستمرار هذه المنظومة الحاكمة الفاسدة لا قيامة للبنان ولا حياة للبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

سؤال بعد طول كلام : ماذا اضافت اطلالة حاكم مصرف لبنان ؟ هل ارست سعر الدولار على حد ثابت ؟ هل فتحت المصارف ابوابها واخذ المودعون بعضا من اموالهم لسد جوع اولادهم ؟ وهل فككت ارقام الحاكم الغاز الهندسات والقرارات ، وكشفت اسماء من سرب وهرب المليارات؟.

في الشكل حاول حاكم المصرف الوقوف فوق كفة الميزان الاخرى مقابل رئيس الحكومة ، والدليل في اخر ثلاث جمل من اطلالته التي قاربت الساعة : نتعاون مع الحكومة ولكن تعاميمنا لا تمر عبرها ، قال سلامة.

هذه الايام، مربط الخيل في التعاميم، وعلى اي مسافة يجب ان تكون منها الحكومة. التعاميم التي تنشر تحت عناوين الضرورة، في الليل والنهار واحيانا في ساعات الفجر تستبدل قرارات بأخرى واسعار صرف باسعار.

وماذا عن الهندسات المالية التي لم يبق خبير الا وحذر منها قبل وبعد اعتمادها ؟ سلامة قال انها كانت لكسب الوقت الى ان تقوم الدولة باصلاحاتها . فلمصلحة من اذا ضلل اللبنانيين وطمأنهم بأن ليرتهم بخير والوضع النقدي بخير؟..

لم تات اطلالة سلامة ولا سرده الارقام الا بعد ان طلب منه رئيس الحكومة ذلك ، كما قال ، فهل ظن الحاكم انه هكذا يصارح اللبنانيين؟.

سعر صرف الدولار، اعاده سلامة لسوق العرض والطلب ، لكن الا يؤثر المصرف المركزي بحجم المعروض في السوق؟ . الجواب اتى ايضا من جانب الحاكم : نحبس الدولار في شركات التحويل ، ونسحبه من السوق بنية شراء المواد الغذائية بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد. فهل هذا اقتراح ؟ ام مسعى ، ام مخرج ؟ ام هي هندسات كلامية كالهندسات المالية التي اغرقت البلاد؟

في السراي ، تريث بالرد من جانب رئيس الحكومة ، وانشغال باخر تفاصيل الخطة الاصلاحية ، قبل جلسة قد تكون الاخيرة لها غدا في قصر بعبدا.. الخطة التي رحب الجانب الفرنسي بها ، ويجعل الاميركي انتظارها شماعة لمواصلة الضغط ، في وقت تمارس سفيرة عوكر كل اشكال التدخل لتطويق تداعيات خروج بعض سيناريوهاتها عن سكته المرسومة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

تقدم حاكم مصرف لبنان بدفوعه المصرفية في مطالعة قابلة للاستئناف والتمييز من قبل شورى الدولة السياسي ظهر رياض سلامة بمفرده على شاشات التلفزة بلا وكلاء الحق العام من الإعلاميين.

وحده مع جدار أسود لكنه خلص إلى شركاء: لم أكن وحدي.. أنا مولت الدولة وهناك من أنفق الأموال وبخط سير البحث عن الإنفاق المنهوب، فإن سلامة أرشد السلطات إلى أول الخيط وقال هناك مؤسسات دستورية وإدارية لديها مهمة الكشف عن كيفية الصرف أما الأموال المهربة إلى الخارج فصوب حاكم مصرف لبنان لرئيس الحكومة الرقم الأدق، موضحا أن هناك خمسة مليارات وتسعمئة مليون دولار خرجت من لبنان استعملت منها ثلاثة مليارات وسبعمئة مليون لتغطية القروض، وملياران ومئتا مليون دولار سحبت نقدا من حسابات الزبائن في المصارف في الداخل والسوق المحلية ما يعني انها بقيت هنا وبالإرشاد المالي بمفعول رجعي لخمس سنوات إلى الوراء.

كشف سلامة عن ستة وخمسين مليار دولار خرجت من لبنان لتمويل مشاريع الاستيراد من عام ألفين وخمسة عشر إلى ألفين وتسعة عشر، لكن الهدر في هذا المبلغ جاء بنسبة أربعة مليارات دولار سنويا، ما يعني أن هناك عشرين مليار دولار ذهبت فرق عملة أو عمولة من دون ان تدقق السلطات فيها، وبهذا الكشف يقود سلامة الحكومة اليوم الى ثقب من الثقوب السود التي على حسان دياب التحقق منها بموجب خطة إعادة المال المنهوب ولن يضيع دياب بوصلة الحساب, فالناهبون ما زالوا زعماء يسترزقون.

والسنوات الخمس الماضية واضحة المعالم والرجالات، وإن طاب لبعضهم اليوم الجلوس في كرسي المعارضة هم موجودون لكن حاكم مصرف لبنان لم يقدم على تسمية واحدة والمليارات العشرون المثقوبة أو المهربة أو "الملطوشة" أو الموزعة حصصا على المرجعيات باسم الاستيراد وجبت إعادة تصديرها إلى لبنان عبر استنطاق كل من حكم تلك المرحلة، من التيار الوطني إلى الرئيس نبيه بري فوليد جنبلاط وسعد الحريري وضمنا إلى القوات اللبنانية، فأين كانت تلك الزعامات وما فائدة أرباحها.

أين وزارة المال بوزيرها ومديرها العام، إضافة الى المدير العام لوزارة الاقتصاد والذين ما كانت لتتم أي عملية صرف من دون موافقتهم واذا كانت نقمة الناس وأوجاعهم وغضبهم مبررة لدى الحاكم بفعل فصلهم عن جنى عمرهم فإن النقمة لا بد أنها تشمل وزارة المال التي اتضح أن أرقامها من وحي الخيال، وأنها أعدت موزانات بسيناريو وحوار افتراضي لا ينطبق على أرض الواقع.. من سلسلة الرتب والرواتب إلى المداخيل وهنا يشير سلامة الى أنه مول الدولة بستة عشر مليارا وفق القانون.. لكن على أساس أنها ستعيد هذه المبالغ وأن مداخيلها ستكفي لسد الثقوب وإذا بوعود الإصلاح تتبخر.

ويتضح أن الدولة لم تف بما وعدت وما شكاه حاكم مصرف لبنان ينطبق على مؤتمر سيدر الذي ذهب مع الريح عندما اصطدمت السلطة بتحقيق اي من المشاريع الإصلاحية، أدلى سلامة بما لديه واستند إلى قانون النقد والتسليف في الصرف على الدولة.. دافع عن هندسات كلفته ثمانية مليارات دولار للبنوك.. وجدد إعلان أن الودائع موجودة وتستعمل.

لا إفلاس لأي من المصارف.. لا هيركات.. استمرار في دعم القمح والمازوت والدواء.. إيداع مئة مليون دولار للصناعة.. تعاميم من ضمن استقلالية المركزي.. أما سعر الدولار فهو مسؤولية الدولة كلام قد لا يقنع الرأي العام.. وربما يزيد نقمته.. فهل يكون للحكومة حق النقض؟

فالشعب لن يكون مضطرا لسماع منازعة بين حاكم وحكومة.. الناس تريد الاطمئنان على ودائعها.. على مصير معيشتها.. على سعر صرف لن ينتظر الردود ويواصل تحليقه وإذا كانت عبارة "الليرة بخير" قد غابت للمرة الاولى عن مؤتمر لحاكم مصرف لبنان.. فإن على الدولة اليوم انتزاع هذا الخير من اشرار ما زالوا على قيد التصريف.. وان تحاسب جميع من تسبب في اهدار دم المال العام.. سواء اكان حاكما او متحكما وكل من ارتكب الجرم المالي سيكون ممنوعا من التصرف بأملاكه واصوله.. من الزعيم الى احفاده وفروعه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

على ضوء موقف دولي مقبول، ولاسيما على المستوى الفرنسي، وفي وقت غابت التحركات على الأرض بسحر ساحر اليوم، تبصر الخطة الانقاذية للحكومة اللبنانية غدا النور في قصر بعبدا، بعد تذليل البنود العالقة على طاولة مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في وقت فند حاكم مصرف لبنان ارقام الوضع المالي ودور المصرف في هذا الاطار.

اما رئيس الحكومة حسان دياب، فواصل اعتماد نبرة عالية في مقاربة التحريض الذي تتعرض له الحكومة.

وبعد رده القاسي، لكن غير المباشر أمس، على النائب السابق وليد جنبلاط الذي وصف رئيس الحكومة بأنه "لا شيء"، رأى دياب اليوم ان نزول الناس الى الشارع بعدما اكتشفوا أن السياسات الماضية أدت إلى الانهيار ليس غريبا، لكن الغريب أن هناك جهة، أو جهات، تحاول التحريض وركوب الموجة، مؤكدا أنه إذا استمرت الجهات تلك بالتحريض سنسمي الأشياء بأسمائها.

وقال رئيس الحكومة: ما يحصل غير بريء، فهناك من يريد الفوضى ويسعى إليها لأنها تحميه، وهناك من لديه رغبة أن يجوع الناس أكثر.

وكشف رئيس الحكومة أن لديه تقارير كاملة عن الجهات التي تحرض على الشغب، وأن لدى الأجهزة أسماء كل الأشخاص الذين يحرقون المؤسسات والمحلات ويدمرون الأملاك العامة والخاصة وسيتم تحويلهم إلى القضاء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

بلغة الارقام تحدث حاكم مصرف لبنان الى اللبنانيين، وعبرهم اعطى رئيس الحكومة، على الاقل بالنسبة للحاكم ، الاجوبة التي يحتاج اليها، للشروع في خطة الانقاذ المالية.

اللغة المعقدة هذه، تُدرس رسميا بدقة، اما الاجابة عليها فقد تأتي او لا تأتي، فيما اللبنانيون باتوا يعرفون ان دولتهم مفلسة لسببين:

الاول، السياسات المالية التي اتبعتها الحكومات منذ سنين طويلة حتى اليوم ، وارفقتها بوعود اصلاحية منذ عام 92 ، لم تنفذ منها شيئا .

والثاني لان المصرف المركزي، حارس الهيكل المالي، وتحت عنوان تطبيق قانون النقد والتسليف، غطى سياسة الاستدانة التي امتهنتها الحكومات المتعاقبة، وهو كان يعلم تماما نتيجتها، في غياب الاقتصاد غير المنتج .

امام هذا الواقع، لم تعد كل هذه الارقام تنفع ، فلبنان مفلس، ولا سبيل للخروج من الثقب الاسود، سوى عبر خطة اصلاحية حقيقية، ذات صدقية وقابلة للتنفيذ .

هذه الخطة وُضعت لمساتها الاخيرة اليوم، وينكب عدد من الوزراء على صياغتها النهائية الليلة، كي تُعرض على مجلس الوزراء في بعبدا غدا، لتُستتبع بكلمة للرئيس دياب، ويبدأ فعليا درب الانقاذ الطويل.

درب تدعمه فرنسا، المستعدة لمساعدة الحكومة في الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بحسب البيان الفرنسي الرسمي، الذي صدر اثر الاتصال الاول بين وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان والرئيس حسان دياب، في وقت جاء البيان الرسمي اللبناني موسعا، فصل، بحسب مصادر السراي، تفاصيل الحديث والدعم، من امكان عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية، وصولا الى مساعدة لبنان مع صندوق النقد الدولي.

الموقف الفرنسي المتوقع، تقاطع مع موقف اميركي لافت في التوقيت، دعا الحكومة الى الاسراع في وضع رزمة إصلاحات, ما يتيح للمؤسسات الدولية العمل وتقديم المساعدة المشروطة لها .

في المحصلة، اعطى الموقفان الدوليان حكومة الرئيس دياب، جرعة دعم مشروطة بالاصلاحات، فانهيار لبنان الاقتصاديُ الكلي ممنوع، وكذلك سقوط البلد في نفق لا عودة منه .

اما المطلوب واعتبارا من الغد ، اعلانُ خطة الانقاذ المالية ، لتقترب الحكومة من شروط صندوق النقد الدولي ، وتبدأ المفاوضات معه ، لا سيما ان لا عرقلة محلية لهذه المفاوضات .

فحزب الله لن يقف ضدها، وكل ما يهمه ان لا تكون شروط الصندوق سياسية، مرتبطة بترسيم الحدود او استخراج النفط ، او اقتصادية اجتماعية تفرض ضرائب على الفقراء، فتشعل الشارع .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 نيسان 2020

الأربعاء 29 نيسان 2020

صحيفة النهار

ـ علق وزير سابق على تسجيل صوتي لزميل له يتوجه فيه الى احد الكهنة في بكركي معاتبا البطريرك الراعي على ‏موقفه من حاكم مصرف لبنان فقال: اظنه يتوجه إلى نفسه في المرآة فقد احب على الدوام ان يسمع صوته.

ـ يقول احد النواب ان موقف رئيس حزب مسيحي انما يرتبط بحسابات خارجية ومحاور انطلق بها منذ فترة ولكنها ‏غير واضحة الرؤية.

ـ انقطعت خلال الأيام الماضية مادة المازوت في عدد من المناطق الجبلية حيث يكثر استهلاكه للتدفئة فرفع التجار ‏سعره علماً أن التسعير الرسمي خفضه.

ـ بعد المواقف الأخيرة لقادة 14 آذار السابقين، يقول نائب واكب الاتصالات بينهم إنّ هناك تفاهماً على خصوصيات ‏كل منهم مع الاتفاق على الخطوط العريضة من دون صيغة جبهوية.

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر أمنية إن السفارات الغربية مهتمة بتجميع معلومات عن الخريطة السياسية والأمنية في الشمال في ‏ضوء التصعيد الذي يشهده الشارع وأن عملية تجميع ملفات عن رموز المواجهات في الشارع وحدود تأثيرها ‏وولاءاتها تقوم بها جمعيات في المجتمع المدني مشاركة في النزول إلى الشارع لحساب هذه السفارات.

ـ كواليس

قال دبلوماسي فرنسي إن تشاوراً جرى عبر الفيديو بين الرئيسين الأميركي والفرنسي جرت خلاله عملية تقييم ‏للوضع في الشرق الأوسط ودرجة المخاطر والحاجة لمبادرات سياسية، وأن الرئيس الفرنسي لمس للمرة الأولى ‏وجود استعداد أميركي للتجاوب مع المساعي الفرنسية للتوصل إلى نوع من التفاهمات مع إيران خارج الحديث عن ‏شروط أميركية مسبقة.

صحيفة الجمهورية

ـ لم يُحبذ رئيس حزب بارز فكرة طرحها رئيس حزب وسطي للشراكة في الإقدام على خطوة سياسية نوعية لأن ‏مخاطرها أكثر من إيجابياتها.

ـ إعترف مسؤول سابق أمام حلقة ضيقة من أصدقائه بأن إمكانية إسقاط الحكومة صعبة جداً في هذه المرحلة.

ـ وجه زعيم حزبي رسالة الى كوادره يدعوهم فيها إلى الإستعداد لمواجهة حرب إلغاء جديدة.

صحيفة اللواء

ـ تهتم جهات دولية بما يرشح عن خلافات داخل "البيت الشيعي" على الرغم من تكرارات النفي، المباشر وغير ‏المباشر..

ـ مدير عام في وزارة خدماتية أحيل على التقاعد حكماً، ما يزال يتردّد على وزارته، ولم يعرف بأية صيغة، ‏قانونية، أم بقوة الاستمرار!

ـ يجري تداول سيناريوهات، وفيديوات عن مرحلة أمنية مقبلة على البلاد، وسط لجوء "ميليشيات سابقة" إلى ‏التأهب!

صحيفة نداء الوطن

ـ يقوم سفير دولة أوروبية بحركة مكوكية بعيداً من الأضواء من أجل مساعدة لبنان في حل ملف الطاقة لكن من ‏دون أن تصل حركته إلى نتيجة نهائية بعد.

ـ عُلم أنّ الأجهزة الأمنية ترصد نحو 20 شخصاً متهمين بالقيام بأعمال شغب وتضعهم في خانة "المندسين" بين ‏المتظاهرين لغايات سياسية.

ـيتردد أنّ وزيرة سابقة لا تزال تقوم بدور أساسي في وزارة خدماتية، حيث أنها تطلع على الكثير من الملفات ‏الحيوية في الوزارة قبل إحالتها إلى الوزير الحالي ليتخذ فيها القرارات.

صحيفة الأنباء

أثبت الاتهامات

موقفٌ أدلى به قيادي حزبي، أثبت بشكل حاسم الاتهامات الموجّهة إلى حزبه حيال ‏الأزمة مع موظف كبير.

أجندة سياسية

تسعى مجموعات تنفّذ أجندة سياسية لفريق سلطوي، إلى تعميم أجواء تحت عناوين ‏‏"الثورة" ضد حزب مُعارض، وذلك للرد على نجاح هذا الحزب في فضح الحكومة أمام ‏الرأي العام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"بعد الإتهامات".. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سلامة يردُّ بالأرقام...و يطمئن اللبنانيين: ودائعكم موجودة وتُستعمل!

وكالات/29 نيسان/2020

شدّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أنّه "يلتزم القانون ويتحدَّث بالأرقام، لذلك وبناء على رغبة رئيس الحكومة حسان دياب سأضع بين ايديكم الحقائق والارقام، ويهمني في البداية ان اشرح الاسس التي يعمل عليها مصرف لبنان"، مُوضحًا بأن "المصرف المركزي لديه مجلس مركزي ولا ينعقد المجلس في حال غاب مدير عام الاقتصاد أو مدير عام المالية".​​​​ سلامة وفي كلمةٍ مُتلفزة تناول فيها واقع مصرف لبنان، والاحوال النقدية والمالية،لفت الى ان "المجلس المركزي يقرر موازنة المصرف وقطع الحساب وهذا ما كان يحصل وهذا الامر مهم، ويجب ان اذكره لكي تعرفوا ان في مصرف لبنان ولحماية استقلاليته هناك قواعد للاشراف على الحسابات وهي تشير الى الحوكمة والشفافية".

وذكَّر بأنّ "قرارات المجلس المركزي تبلغ الى مفوض الحكومة الذي يبلغها الى وزارة المالية ما يعني ان الحسابات ليست مخفية على أحد"​​​​​​​، لافتًا الى انّ "التدقيق يحصل نظرًا لما هو موجود في النظام المالي الخاص الموجود في كل المصارف المركزية لتمكين المصرف المركزي من لعب دوره لتأمين الاستقرار التسليفي وامور اخرى"​​​​​​​. وأكّد سلامة، ان "ميزانية مصرف لبنان متطابقة مع المعايير الدولية للمصارف المركزية في الخارج​​​​​​​، وفي مصرف لبنان لا معلومات مكتومة ولا احادية في قرارات الانفاق يمكن ان يتمتع بها حاكم مصرف لبنان والقول بالعكس افتراء يهدف الى تضليل الرأي العام من اجل تعزيز الحملة المبرمجة على الحاكم شخصيا​​​​​​​ً، ونحن نضع ملاحظات من اجل الشفافية ومنها عن الاصول المختلفة التي اعتبرت وكأننا نخفي شيئا في ميزانية البنك المركزي​​​​​​​". وأوضح، بأنّ "المصرف المركزي ينشر أسبوعيًا الكتل النقدية وفي الجريدة الرسمية ينشر نتائج حساباته ويمكن العودة اليها منذ 2006". وأعلن سلامة، أنّ "المصرف المركزي ينشر أسبوعياً الكتل النقدية وينشر في الجريدة الرسمية نتائج الحسابات ويمكنكم العودة لها وستجدون كل ما تريدونه"، وتابع قائِلًا: "أعتذر أنني أكرر لكنني بسبب الاتهامات انني لا انشر حسابات المصرف أنا مضطر لأثبت عكس ذلك، سلّمت شخصياً رئيس الحكومة في آذار 2020 حسابات المصرف إضافة لحسابات التدقيق ومصرف لبنان لديه شركتين دوليتين تدقق في حساباته من 1993 وحتى اليوم كما سلمته حساب التدقيق لسنوات 2015 - 2016- 2017 وأيضًا هذه الحسابات تم تسليمها لوزير المالية واجتمعوا مع 5 مدراء من المصرف لشرح هذه الحسابات، ومن هنا لا يوجد شيء غير مسلّم للدولة".

وكشف الحاكم، انه "في 24 نيسان 2020 في ميزانيتنا هناك سيولة تزيد عن 20 مليار دولار، علماً أن المصرف كان يملك أكثر لكن هناك انفاق حصل على استيراد المواد الأولية ودفع ديون ومصاريف على الدولة وهذا الموضوع يشكل 863 دولار للقطاع الخاص لإراحة اللبنانيين في البنزين والمازوت والأدوية و843 مليون دولار للفيول وغير أمور، وأقرضنا المصارف ما يساوي 8 مليار دولار والفرق في الميزانية هو اليوروبوند".

وأضاف، "كما ساهم مصرف لبنان بتخفيض دين الدولة في مؤتمر باريس 2 ونحن أخذنا واستعملنا فروقات الذهب لتخفيف الدين، وكل هذه الأوراق تم تسليمها إلى الحكومة ليعلم الجميع ما يحصل في مصرف لبنان".

وفيما يخص تمويل الدولة، اشار سلامة الى ان "التمويل أخذ شكلاً بأن يصبح لدينا سندات بـ5 مليار يوروبوند وحساب مكشوف، دفعنا بالدولار بقيمة 16 مليار دولار عن الدولة على امل اعادته، وقد ساهمنا بتخفيض كلفة الدين من خلال اقراض الدولة بفوائد ادنى من السوق تصل احيانا الى 1% لكن في الوقت نفسه لدينا مهمة اخرى وهي ان نبقى قادرين على تأمين التمويل للقطاع الخاص بفوائد مقبولة ما يخلق خسائر على مصرف لبنان". وذكّر بأن "لبنان يعيش بأزمات متتالية منها سياسية ومنها له علاقة بتطور سلبي بميزانيات الدولة"، واوضح بأن "معدل الفوائد على الودائع بالليرة هي 10.15% وعلى الدولار 5.6%، وما نقوم به لعدم خلق تضخم والأداء للمصرف المركزي هدفه توقيف العجز والفوائد كانت تنخفض في السنوات الأخيرة. الفوائد المرتفعة والهندسات المالية التي تعتبر مؤشرات سلبية بالفعل أكلافها بالنسبة للفوائد في مصرف لبنان مقبولة وكنا مضطرين للهندسات المالية للحصول على وقت كي لا ينهار لبنان وكنا نريد اعطاء وقت للدولة للوصول إلى مؤتمر سيدر".

ولفت الى ان "مصرف لبنان وزع أرباحاً على الدولة وكان دوره مهماً في الاستقرار التمويلي في البلاد، وعجز الموازنة في 5 سنوات كان 25 مليار دولار ومجموع العجز هو 81 مليار دولار في لبنان هي الفجوة وليس حسابات مصرف لبنان واقتصاد لبنان بحاجة إلى 16 مليار و200 مليون دولار ليستمر ويفيد الاقتصاد، وقد عمل مصرف لبنان على ايجاد الدولار لان اقتصادنا "مدولر"، فمن ناحية هناك تمويل الدولة وهناك تمويل الحساب الجاري، ومن ناحية التدخل في السوق للتمكن من استقرار الليرة اللبنانية".

اضاف سلامة "نحن كمصرف لبنان مقتنعون بأهمية استقرار سعر الصرف، ونجد اللعب بهذا السعر كيف أثر على قدرة الناس الشرائية. هناك من صرف الأموال وليس مصرف لبنان، هناك دولة ومؤسسات دستورية عليها أن تكشف طرق الإنفاق. وبالتالي أن يحملوا حاكم مصرف لبنان مسؤولية التمويل ومراقبة التمويل هو عنصر من عناصر التعبئة للحملة الممنهجة على مصرف لبنان وحاكم مصرف لبنان".

وتابع، "من ناحية أخرى ان لم نمول الدولة كيف تؤمن الكهرباء والمعاشات في لبنان والخدمات أيضاً؟ في العالم كله أي مصرف مركزي لم يموّل دولته أو ترك دولته تفلس وتتعثر في مصارفيها ونحن لسنا وحيدين من مول الدولة، بل المؤتمرات الدولية وكل ذلك كان وسط وعود بالاصلاح من الدولة لم تترجم لأسباب سياسية".  كما اشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى انه يلتزم القانون ويتحدث بالارقام، لذلك وبناء على رغبة رئيس الحكومة حسان دياب ساضع بين ايديكم الحقائق والارقام، ويهمني في البداية ان اشرح الاسس التي يعمل عليها مصرف لبنان، موضحا بأن المصرف المركزي لديه مجلس مركزي ولا ينعقد المجلس في حال غاب مدير عام الاقتصاد او مدير عام المالية. ولفت الى ان المجلس المركزي يقرر موازنة المصرف وقطع الحساب وهذا ما كان يحصل وهذا الامر مهم، ويجب ان اذكره لكي تعرفوا ان في مصرف لبنان ولحماية استقلاليته هناك قواعد للاشراف على الحسابات وهي تشير الى الحوكمة والشفافية. وذكر بأن قرارات المجلس المركزي تبلغ الى مفوض الحكومة الذي يبلغها الى وزارة المالية ما يعني ان الحسابات ليست مخفية على احد. ولفت الى ان التدقيق يحصل نظرا لما هو موجود في النظام المالي الخاص الموجود في كل المصارف المركزية لتمكين المصرف المركزي من لعب دوره لتأمين الاستقرار التسليفي وامور اخرى.

واكد سلامة في مؤتمر صحفي، الى ان ميزانية مصرف لبنان متطابقة مع المعايير الدولية للمصارف المركزية في الخارج، وفي مصرف لبنان لا معلومات مكتومة ولا احادية في قرارات الانفاق يمكن ان يتمتع بها حاكم مصرف لبنان والقول بالعكس افتراء يهدف الى تضليل الرأي العام من اجل تعزيز الحملة المبرمجة على الحاكم شخصيا​​​​​​​، ونحن ضع ملاحظات من اجل الشفافية ومنها عن الاصول المختلفة التي اعتبرت وكأننا نخفي شيئا في ميزانية البنك المركزي​​​​​​​. واكد سلامة بأن المصرف المركزي ينشر اسبوعيا الكتل النقدية وفي الجريدة الرسمية ينشر نتائج حساباته ويمكن العودة اليها منذ 2006.

وشدد سلامة على ان المصرف المركزي ينشر أسبوعياً الكتل النقدية وينشر في الجريدة الرسمية نتائج الحسابات ويمكنكم العودة لها وستجدون كل ما تريدونه. أعتذر أنني أكرر لكنني بسبب الاتهامات انني لا انشر حسابات المصرف أنا مضطر لأثبت عكس ذلك. سلّمت شخصياً رئيس الحكومة في آذار 2020 حسابات المصرف إضافة لحسابات التدقيق ومصرف لبنان لديه شركتين دوليتين تدقق في حساباته من 1993 وحتى اليوم كما سلمته حساب التدقيق لسنوات 2015 - 2016- 2017 وأيضا هذه الحسابات تم تسليمها لوزير المالية واجتمعوا مع 5 مدراء من المصرف لشرح هذه الحسابات، ومن هنا لا يوجد شيء غير مسلّم للدولة. وكشف سلامة انه في 24 نيسان 2020 في ميزانيتنا هناك سيولة تزيد عن 20 مليار دولار، علماً أن المصرف كان يملك أكثر لكن هناك انفاق حصل على استيراد المواد الأولية ودفع ديون ومصاريف على الدولة وهذا الموضوع يشكل 863 دولار للقطاع الخاص لإراحة اللبنانيين في البنزين والمازوت والأدوية و843 مليون دولار للفيول وغير أمور، وأقرضنا المصارف ما يساوي 8 مليار دولار والفرق في الميزانية هو اليوروبوند. كما ساهم مصرف لبنان بتخفيض دين الدولة في مؤتمر باريس 2 ونحن أخذنا واستعملنا فروقات الذهب لتخفيف الدين. وكل هذه الأوراق تم تسليمها إلى الحكومة ليعلم الجميع ما يحصل في مصرف لبنان. وطمأن سلامة اللبنانيين قائلا: ": نطمئن اللبنانيين ونؤكد لهم ان ودائعهم موجودة في القطاع المصرفي وتُستعمل."

 

أبرز ما جاء في بيان حاكم المصرف رياض سلامة عن أموال المودعين والبيانات المخفية والهندسة المالية

صوت بيروت/29 نيسان/2020

بعد غياب وصمت طويل عن آخر تصريحاته بأن الليرة بخير! وبعد سجالات وردود بينه وبين الحكومة، اطل علينا اليوم حاكم مصرف لبنان في بيان مصور تحدث فيه بالأرقام عما أراد توضيحه للرأي العام.

 حاكم المصرف استهل بيانه بالتأكيد على أن لا بيانات مخفية في مصرف لبنان.

وقال سلامة أن صلاحية الحاكم من جهة الانفاق لا تتعدى ال 150 مليون ليرة وكل قرار أعلى من ذلك يبلغ إلى المجلس المركزي للمصرف ولوزارة المال

واكد سلامة بأنه سلم شخصيا في 9 آذار 2020 حسابات البنك لرئيس الحكومة، وكذلك سلمه التقارير المدققة السابقة لمصرف من قبل أرنست أند يونغ EY كذلك سلمت التقارير لوزير المالية

وأشار انه  في تقارير 24-04-2020 هناك سيولة ب 20 مليار دولار علما أن المصرف كان لديه أموال أكثر لكنه استخدم منها للاستيراد ومصاريف للدولة. فقد مولنا 864 مليون دولار للقطاع الخاص و843 مليون دولار صرفت على المحروقات وأمور أخرى للدولة. كذلك أقرضنا 5 مليار دولار للمصارف.

أما بالنسبة لتمويل الدولة وردا على أسئلة من يسأل لماذا مولتم الدولة وأنتم تعرفون أن هناك عجزا؟، يقول سلامة: هناك قوانين تطلب مداخيل تأتي من مصرف لبنان. إذا عدنا لقانون النقد والتسليف والمادتين 91 و 96 تجيزان لنا طلب سندات مقابل التمويل.

فنحن نحمل 5 مليار دولار يوروبوندز كذلك دفعنا بالدولار 16 مليار دولار عن الدولة اللبنانية ونحن قادرون على تحمل هذه المبالغ وما زلنا قادرين. وإذا أعيدت هذه المبالغ لمصرف لبنان تصبح قدراتنا أكبر.

وبرر سلامة سياسته في الهندسة المالية قائلاً: الفوائد المرتفعة والهندسات المالية بالفعل أكلافها بالنسبة لنسب الفوائد لدى مصرف لبنان مقبولة. وهذه الهندسات كنا مضطرين عليها بانتظار قيام إصلاحات وبانتظار مؤتمر سيدر.

أما الأزمة فهي نتيجة العجز بميزان المدفوعات من 2015 إلى 2019 وقيمته 56.230 مليار دولار وهي أموال خرجت لتمويل الاستيراد. مصرف لبنان لا إمكانيات ولا صلاحيات له للتدقيق بالمستوردات.العجز الثاني هو عجز الموازنة بنحو 4 مليار دولار سنويا. المجموع نحو 80 مليار

وتابع سلامة قائلاً: عندما يحملون الحاكم لوحده المسؤولية أعتبرها جزء من الحملة الممنهجة على المصرف. إذا لم يمول المصرف المركزي الدولة كيف تدفع المعاشات؟ أعطونا مثالا واحدا. نحن لم نمول الدولة بل مولنا جزءا. المصارف التجارية وبيوت المال ومؤتمرات باريس المتتالية مولت.

وشدد على أن سعر الصرف مستقراليوم في التعاملات بين البنوك ويستفيد منها اللبنانيون، ونطمئن اللبنانيين أن ودائعهم موجودة

أما قول سلامة “اللي بروح ممكن يرجع يجي”  فقد فسره مراقبون أن هذه هي الخطة الوحيدة التي يتم  عرضها على اللبنانيين: “إعادة تكوين ودائع جديدة ينبغي أن تأتي إلى البلد ليكون عندنا سيولة”

نحن أعطينا القطاع المصرفي أكثر مما أخذنا منه، وصل ذلك إلى 5 مليار دولار ولا خطأ في ذلك بل ساهمنا بإعادة تكوين الودائع، ونرى ألا ضرورة لحصول هيركات. ولم يحصل هيركات على الودائع في العالم كله.

أما ما ورد بتصريح رئيس الحكومة أن مصرف لبنان خسر 7 مليار دولار خلال 3 أشهر ونصف،

فيقول سلامة:يهمنا التوضيح أن هناك 772 مليار ليرة دفعت للدولة اللبنانية فوائد، يبقى 9700 مليار ليرة جزء منها دفع فوائد ومقابلها قبضت فوائد والصافي 4000 مليار ليرة أعباء على مصرف لبنان أي 2.65 مليار دولار.

وسنحافظ على استقلالية مصرف لبنان ولا شيء يلزم مصرف لبنان بأن أي تعميم يجب أن توافق عليه الحكومة مسبقا، وهذا مخالف لقانون النقد والتسليف.

ويؤكد سلامة أنه مستمر بالتعميم الذي ينص على تمويل المحروقات والقمح والأدوية وهذا يستفيد منه اللبنانيون عبر عدم رفع الأسعار. ونحن عبر هندسات مالية جمعنا دولارات ضرورية لهذه الأيام السيئة.

و نحن اتخذنا قرارا بعدم تفليس البنوك لحماية ودائع اللبنانيين وطلبنا من المصارف رفع رؤوس أموالها.

وكان لافتاً كلام سلامة عن الإنتاج والتصدير في لبنان فقل أنه يجب أن يكون عندنا انتاج في لبنان لنصدره ولا يمكن أن نحصل على كل شيء من.

أم عن سعر الصرف عند الصرافين فقال سلامة انه يتأثر بالعرض والطلب وبالصدمات، و نحن لم نقف متفرجين بل حاولنا ضبط تحرك الدولار عند الصراف.

وفيما يخص غلاء الأسعار أكد سلامة أنه تواصل مع وزارة الاقتصاد لمعرفة المواد الاساسية التي يحتاج التجار لتمويلها بالدولار ولتأمين الدولار عبرنا وليس عبر الصرافين لضبط أسعار بعض المواد

 

النهار: الإنتفاضة ثورة جياع… تحرق المصارف أولاً  ‎ ‎

النهار/الأربعاء 29 نيسان 2020

الجوع كافر. عبارة صحيحة قد تجد تجلياتها الكاملة قريبا في الشارع اللبناني المنتفض بقوة ‏قد تجنح الى العنف والفوضى، فما كان بالأمس محسوباً، وربما مبرمجاً، وما اعتبرت ‏القيادات السياسية ان في امكانها الامساك به تارة، او ترهيبه تارة اخرى لضبطه، لن يكون ‏كذلك غداً مع ازدياد الغلاء المعيشي، واستمرار الدولار في الصعود في مقابل سقوط الليرة ‏اللبنانية من دون القدرة على ضبط انهيارها، وتعثر المؤسسات وقطاعات الاعمال ‏المختلفة، في ظاهرة عالمية، وقعها الأشد على الدول الاكثر فقراً، او التي في ازمات خانقة، ‏ومنها لبنان. 

امس كان يوماً حارقاً، اشتعلت فيه نيران الغضب الشعبي فأحرقت المصارف اولا، واليات ‏للجيش والقوى الامنية ثانيا، في مشهد جديد سقطت معه المحرمات والخطوط الحمر، ما ‏ينذر بتصعيد يذكر ببدايات الحرب الاهلية العام 1975 وما قبلها باعوام، عندما بدأ الفلتان ‏الامني يتسلل الى كل المواقع والاماكن.

‎ ‎طرابلس كانت امس قبلة الانظار، لكنها ليست الوحيدة، ولن تكون كذلك، مع تمدد حالات ‏الفقر تباعا الى كل المناطق. لكن الانفجار بدأ في الاحياء الاكثر فقرا، والتي لن يكون ضبطها ‏ممكنا في الايام المقبلة. وبرز خوف من الانزلاق الى الشارع المحترق، ما لم توفر السلطة ‏السياسية الحلول الانسب للمرحلة المقبلة. ويتحدث وزير سابق لـ"النهار"، وقد التقى اخيرا، ‏وقبيل اقفال المطارات، مسؤولين اميركيين، فيحذر من موجة عنف مقبلة على لبنان، ‏ويتخوف من ان يؤدي الامر الى مواجهات حقيقية مع الجيش تهدف الى اغراقه في ‏المستنقعات، وبالتالي اضعافه، كما يحصل حاليا مع مصرف لبنان وحاكميته، بعد ‏الانقضاض على القطاع المصرفي، لضرب كل اسس التركيبة والصيغة والنظام الاقتصادي ‏للبنان، لدفعه الى المحور الاخر الايراني - السوري. ويعتبر ان هذه المعطيات والتي بلغت ‏البطريرك الماروني، هي ما دفعته الى موقفه التصعيدي الاخير، محذرا من ممارسات ‏هدفها ضرب النظام لتغييره في ظل عدم تكافؤ في القوى مرحليا، ما يدفع البلد الى ‏احضان "حزب الله" وشركائه الاقليميين. ويرى ان تصريحات رئيس الحكومة عن موت ‏النظام الاقتصادي الذي قام عليه لبنان يحمل في طياته هذا المعنى، سواء كان مقصودا ‏منه بالمعنى السياسي ام غير مقصود.

‎ ‎ويمكن تسمية امس بـ"يوم الغضب على المصارف" التي تشكل مرآة السياسات التي ‏دفعت الى الواقع الراهن وعلى تماس مباشر مع المواطن، خصوصا بعد سريان "اخبار" او ‏‏"شائعات" عن تهريب المصارف في الاشهر الاخيرة نحو خمسة مليارات دولار بعضها ‏بالتحويل المصرفي، وبعضها الاخر نقدا عبر مرفأ سياحي في العاصمة، وامتناعها عن اعطاء ‏المودع القليل من دولاراته المؤتمنة عليها. وتتطلب هذه الشائعات التي يتناقلها ‏المواطنون توضيحات صريحة وواضحة من جمعية المصارف، تماما كما سيفعل مبدئيا ‏حاكم مصرف لبنان رياض سلامه اليوم، اذ لم تثمر الضغوط عليه لتأجيل مؤتمره الصحافي، ‏في ظل اتصالات ووساطات عمل عليها اكثر من طرف، ابرزها المدير العام للامن العام ‏اللواء عباس ابرهيم.

‎ ‎واكدت المصادر المطلعة لـ"النهار" قيام ابرهيم بمسعى بين رئيس الحكومة والحاكم، وان ‏استئناف المسعى للقاء بينهما ترك الى ما بعد إطلالة سلامة اليوم عبر الفيديو وما ‏سيقوله.

‎ ‎وفق المصادر ان ابراهيم زار رئيس الحكومة مرتين والاتصالات جارية على مدار الساعة ‏لمعالجة ذيول الازمة التي نشأت بعد كلام دياب من بعبدا، وهو يطلع رئيس الجمهورية ‏على تفاصيل الاتصالات.

وعلم من المصادر ان الحاكم لن يصعد في رده التوضيحي بل سيعرض بالارقام كل ما تم ‏إنفاقه بناء على طلبات الحكومات المتعاقبة التي كانت تنفق من دون موازنة قبل العودة ‏الى اقرار الموازنات، ومن خلال سلف الخزينة التي كانت تطلبها ويصادق عليها مجلس ‏النواب. وانه كان يطلع المسؤولين على كل السياسات المالية التي اتبعها للحفاظ على ‏استقرار سعر الليرة حتى في ظل ازمات سياسية انعكست سلباً على الاستقرار المالي.

‎ ‎وفي موضوع خروج ودائع من المصارف الى خارج لبنان، تقول المصادر المطلعة ان هذه ‏مسألة لا يمكن لحاكم المركزي ان يوقفها لأن القانون يسمح للمصارف بنقل ودائع من ‏فروعها في بيروت الى فروع لها خارج لبنان.

‎ ‎وبالعودة الى الانتفاضة برز امس موقفان بارزان الاول لممثل الامين العام للامم المتحدة ‏في لبنان يان كوبيتش الذي غرد بعد لقائه الرئيس ميشال عون أن "الحوادث المأسوية في ‏طرابلس والتي تواجه فيها المتظاهرون غير السلميون مع الجيش اللبناني وأدت إلى ‏استشهاد متظاهر ووقوع إصابات من الطرفين، ترسل إشارة تحذير الى القادة السياسيين ‏في لبنان".

‎ ‎بدورها، غردت السفيرة الأميركية درورثي شيا قائلة " ان احباط الشعب اللبناني من الازمة ‏الاقتصادية امر مفهوم كما ان مطالب المحتجين مبررة. لكن حوادث العنف والتهديدات ‏وتدمير الممتلكات تبعث على القلق العميق ويجب ان تتوقف. نحن نشجع على السلوك ‏السلمي وضبط النفس من الجميع وكذلك على اليقظة المستمرة في التباعد الاجتماعي ‏في مواجهة جائحة كورونا."

‎ ‎وسياسيا، كان لافتا تلقي رئيس مجلس الوزراء حسان دياب اتصالا من وزير الخارجية ‏الفرنسي جان - إيف لودريان، أعرب فيه الاخير عن "تأييد فرنسا لبرنامج الحكومة الإصلاحي، ‏واستعدادها لمساعدة لبنان مع صندوق النقد الدولي". كما شدد لودريان على "نية فرنسا ‏عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان فور انتهاء إجراءات الحظر المتعلقة بوباء ‏كورونا".

‎ ‎وفي السياق، أصدرت السفارة اللبنانية في فرنسا البيان الآتي: "بجهد مشترك بين السفارة ‏اللبنانية في فرنسا ومكتب طيران الشرق الأوسط في باريس وجمعيات مدنية لبنانية وعدد ‏من الخيّرين، تحمل كل من الطائرتين القادمتين من باريس اليوم (امس) مفاجأة.

‎ ‎تنقل الأولى 240 فحص "PCR"مقدَّمة من بروفسور لبناني لصالح وزارة الصحة، وتعمل ‏البعثة على إخضاع جميع المسافرين على الرحلات القادمة قبل إقلاعها، لفحص "PCR"، ‏بعدما باتت الفحوصات متوفرة في فرنسا.‎ ‎

وتحمل الطائرة الثانية زهاء نصف طن من الأدوية والمستلزمات الطبية التي قامت بجمعها ‏أكثر من 25 جمعية لبنانية بإشراف الجمعية الطبية الفرنسية - اللبنانية، أكبر الجمعيات ‏اللبنانية في فرنسا، والتي تمثل جميع الأطباء والعاملين في المجال الطبي في فرنسا، ‏لصالح مستشفى بيروت الحكومي لمؤازرة جهود القيّمين عليه في حربهم ضد وباء كورونا".

 

نداء الوطن: ثورة الجياع" اندلعت… والسلطة تشهر سلاح ‏‏"المندسين"!‎ ‎‎دياب "يستسمح" سلامة ويوسّط ابراهيم… والحكومة تعمل على "تثبيت سعر الصرف"‎ ‎ ‎

نداء الوطن/الأربعاء 29 نيسان 2020

على دارج عادة الأنظمة القمعية التي ما أن تستشعر تعاظم غضب الناس حتى تسارع إلى ‏التلطي خلف مصطلحات خشبية، تبرر لها قمع شعوبها فتضع المنتفضين منهم إما في ‏مصاف "الجراثيم" أو "المتآمرين" أو "المندسين"… وعلى هذه الخطى تسير السلطة ‏الحاكمة في لبنان وتدفع أكثر فأكثر نحو "لعبة الدم" من خلال الإمعان في تسليط الجيش ‏والقوى الأمنية على التصادم مع أفواج المتظاهرين المتنقلة والمتمددة بين المناطق ‏والأحياء، بذريعة التصدي لـ"مندسين" يعيثون خراباً وتخريباً في الأملاك العامة والخاصة، ‏فكانت النتيجة خلال الساعات الأخيرة أن سالت دماء المواطنين في طرابلس على مذبح ‏دفاع القوى العسكرية عن طبقة حاكمة فاسدة، تتوارى خلف حكومة "ماريونيت" تُحرّكها عن ‏بُعد وتستخدمها مطيةً لتخدير أوجاع المواطنين وتدجين مطالبهم. غير أنّ مجريات الأمور ‏ميدانياً بيّنت أمس أنّ "ثورة الجياع" اندلعت لتبدأ معها أمواج "النهر الجارف" بالتشكل ‏وستأخذ مداها خلال الأيام المقبلة، لتبلغ امتدادات عابرة للطوائف والمناطق على مستوى ‏الخارطة الوطنية.‎‎ ‎

وتحت وطأة تسارع عمليات الكر والفر في العاصمة ومختلف المناطق بين الجيش والثوار، ‏تعمد الحكومة إلى تسريع خطواتها الآيلة إلى وضع خطتها الإصلاحية على السكة التنفيذية، ‏تمهيداً لإقرارها على طاولة مجلس الوزراء غداً الخميس، مستهلةً بسلسلة تدابير اتخذتها ‏أمس على الطريق نحو "مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة"، وفق الآلية التي ‏وضعتها وزارة العدل وترمي إلى البدء في تطبيقاتها الأسبوع المقبل، في حين سيعقد ‏مجلس الوزراء اليوم جلسة استثنائية في السراي لاستكمال دراسة الورقة الإصلاحية المالية ‏ووضع اللمسات الأخيرة عليها عشية جلسة بعبدا غداً. وكشفت مصادر وزارية لـ"نداء ‏الوطن" أنّ هذه الورقة ستتضمن توجهاً نحو إعادة تثبيت سعر صرف الليرة عند حدود لا ‏تتجاوز الـ3000 ليرة للدولار، لافتةً إلى أنّ المساعي المبذولة في هذا المجال تطمح إلى ‏الوصول بسعر الصرف إلى مستويات أقل قد تصل إلى ما يقارب الـ2600 ليرة للدولار، ‏بغية إحداث صدمة إيجابية في الشارع تبرّد أرضية الأزمة المستفحلة مع الالتزام بوضع ‏جدول زمني تطبيقي لذلك لا يتخطى العشرة أيام، وأشارت إلى أنّ هذا الموضوع يتم ‏التنسيق بشأنه بين الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف، التي تولّت لجان تقنية ‏منها خلال اليومين الماضيين عقد اجتماعات مع فريق رئيس الحكومة حسان دياب، لوضع ‏ملاحظاتها على الورقة الإصلاحية المالية المنوي إقرارها، على أن يزور وفد من الجمعية ‏برئاسة سليم صفير اليوم السراي للاجتماع مع دياب للغاية نفسها.

‎ ‎واليوم، تتجه الأنظار عند الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الكلمة المتلفزة التي سيلقيها حاكم ‏المصرف المركزي رياض سلامة، لوضع الرأي العام أمام حقيقة مسببات الهدر والخسارة ‏في خزينة المصرف، مفنداً بالأرقام والوقائع الأسباب السياسية التي أوصلت الوضع ‏النقدي في البلد إلى ما وصل إليه، من شغور رئاسي وتعطيل للمؤسسات وتوظيفات ‏عشوائية وقرارات شعبوية كبدت الخزينة أعباء مضاعفة أبرزها سلسلة الرتب والرواتب. ‏وعشية إطلالة سلامة حاول أركان الحكم استمالته عبر وسطاء دخلوا على خط إعادة تفعيل ‏التواصل بينه وبين دياب الذي سعى، بحسب مصادر مواكبة لهذه الاتصالات، إلى إيصال ‏رسائل "تستسمح" حاكم المركزي عما بدر من رئيس الحكومة من هجوم لفظي عليه إثر ‏جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، وتطلب منه عقد لقاء بعيد من الإعلام في السراي لشرح ‏حقيقة الموقف وإيضاح الأسباب التي دفعته إلى ما قاله، غير أنّ سلامة آثر عدم اللقاء مع ‏دياب قبل إطلالته المتلفزة اليوم بينما نجحت الاتصالات والوساطات في ضبط هذه ‏الإطلالة تحت سقف "الخطاب التقني"، علماً أنّ المصادر أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ المدير ‏العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لعب دوراً محورياً في هذا المجال، وهو سيزور ‏السراي الحكومي اليوم لوضع دياب في حصيلة المشاورات التي أجراها في سبيل إعادة ‏قنوات التنسيق الحكومي مع سلامة.

وفي السياق نفسه، أكد مصدر سياسي رفيع لـ"نداء الوطن" أنّ الحكومة صرفت النظر عن ‏موضوع إقالة حاكم المصرف المركزي، وقد تقاطعت الرسائل بهذا الخصوص للتأكيد على ‏كون رئيس الحكومة اكتشف مدى فداحة الخطأ الذي ارتكبه في استهداف واتهام سلامة، ‏في حين تولى "التيار الوطني الحر" إيصال رسالة إلى الأميركيين يؤكد فيها أنه لم يعد معنياً ‏بعملية الإطاحة بالحاكم، وكذلك فعل "حزب الله" الذي أبلغ المعنيين عبر وسطاء بأنه لم ‏يكن وراء هذه الفكرة أساساً، إنما كل ما يصبو إليه هو تعديل الأداء في سياسات المصرف ‏المركزي النقدية، وكشف المصدر أنّ الحكومة قطعت وعوداً بأن تشهد الفترة المقبلة إعادة ‏وضع ملف تعيين نواب حاكم مصرف لبنان والتعيينات المالية الأخرى، على طاولة مجلس ‏الوزراء لإقرارها.

وفي الغضون، لوحظت خلال الساعات الأخيرة "طحشة" غربية باتجاه إعادة تصويب بوصلة ‏الحكومة نحو عملية الإصلاح ومكافحة الفساد بعيداً من المنزلقات السياسية الكيدية ‏والانتقامية، وفي هذا المجال برز الدخول الأميركي والفرنسي بقوة على خط التواصل مع ‏الحكومة لدفع عجلة الإصلاح قدماً، فكانت النصيحة الفرنسية بتسريع الاتصال والتنسيق مع ‏صندوق النقد الدولي لمساعدة الدولة اللبنانية على وضع الأسس السليمة للخروج من ‏أزمتها الاقتصادية والمالية، في وقت استرعت الانتباه زيارة السفيرة الأميركية إلى السراي ‏الكبير حيث اجتمعت مع دياب على مدى ساعة من الوقت. وحول مجريات اللقاء، أكدت ‏مصادر السراي لـ"نداء الوطن" أنّ الاجتماع تناول موضوع حاكم مصرف لبنان، فشرح رئيس ‏الحكومة ملابسات هذا الموضوع وما رافقه إعلامياً، بينما ركزت السفيرة الأميركية في ‏أسئلتها على ملف الخطة الإصلاحية والرؤية المالية للحكومة والموعد المقرر لإقرارها

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

الجمهورية: باريس لدياب: سنجمع مجموعة ‏‏"سيدر".. . وواشنطن للتعاون مع ‏‏"الصندوق"‏

الجمهورية الأربعاء 29 نيسان 2020

بَدا من المواقف والتطورات أمس أنّ بعض عواصم القرار الغربية ‏بدأت تتحسّس خطورة ما آلت إليه الأوضاع اللبنانية في ضوء الأزمة ‏الإقتصادية والمالية وتفجّر الغضب في الشارع وما يرافقه من اعمال ‏عنف، في الوقت الذي اقتربت الحكومة من إقرار خطتها الإصلاحية ‏حيث ستضع اللمسات الأخيرة عليها في جلسة استثنائية اليوم تمهيداً ‏لإقرارها في جلسةٍ لمجلس الوزراء غداً، والذي كان انعقد أمس باحثاً ‏في هذه الخطة. في الوقت الذي ينتظر الجميع ما سيعلنه حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة اليوم من مواقف في ضوء الحديث عن ‏إقالته، وكذلك في ضوء ما طلبته الحكومة منه من ارقام ومعلومات ‏حول موجودات المصرف والاموال التي حُوِّلت الى الخارج بعد 17 ‏تشرين الاول الماضي وقبله، وساهمت في الازمة المالية والاقتصادية ‏الراهنة.‏ ‏ ‏توقف المراقبون باهتمام أمس عند استقبال رئيس الحكومة حسان ‏دياب السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا على وقع الغضب ‏الشعبي الذي يشهدها الشارع في بيروت ومختلف المناطق إحتجاجاً ‏على تدهور قيمة العملة الوطنية إزاء العملات الاجنبية. وبحسب ‏معلومات رسمية انّ اللقاء تخلله بحث في "آخر المستجدات المحلية"، ‏وانّ شيا عبّرت عن استيائها من الطابع غير السلمي الذي يطغى على ‏التظاهرات، وجددت "التأكيد على وجوب التعاون مع صندوق النقد ‏الدولي". وأعلنت عن مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة للبنان ‏لمساعدته في مكافحة وباء كورونا، وذلك عن طريق الجامعة الأميركية ‏في بيروت.‏ ولاحقاً، غرّدت شيا عبر حساب السفارة الأميركية في بيروت على ‏‏"تويتر" حيث اعتبرت أنّ "الإحباط الذي يعيشه الشعب اللبناني بسبب ‏الأزمة الإقتصادية أمرٌ مفهومٌ، وما يقومون به له مبرّراته. لكن حوادث ‏العنف، والتهديدات، وتحطيم الممتلكات هي أمور مقلقة للغاية ‏وعليها أن تتوقّف". وقالت: "انّنا نشجع الجميع على السلوك السلمي ‏وضبط النفس، وكذلك اليقظة المستمرة في التباعد الاجتماعي في ‏سياق جائحة فيروس كورونا"، وأرفقت شيا تغريدتها بهاشتاغ "في ذلك ‏معاً".‏

‏ ‏لودريان

وكان سبق زيارة شيا لدياب اتصال تلقّاه من وزير الخارجية الفرنسي ‏جان - إيف لودريان، الذي أعرب له عن "تأييد فرنسا لبرنامج الحكومة ‏الإصلاحي، واستعدادها لمساعدة لبنان مع صندوق النقد الدولي"، ‏مؤكداً "نية فرنسا عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ‏فور انتهاء إجراءات الحظر المتعلقة بوباء كورونا".‏ وفي هذا السياق غرّد وزير المال غازي وزنة، عبر "تويتر"، الآتي: ‏‏"تلقيت اتصالاً هاتفياً من وزير المالية والاقتصاد الفرنسي ‏Bruno Le Maire‏ الذي أكد دعم فرنسا للبنان في خطته المالية والاقتصادية، ‏مشدداً على ضرورة تنفيذ الخطوات الإصلاحية المطلوبة منه".‏

‏ ‏مجلس الوزراء

وكان مجلس الوزراء الذي انعقد أمس في السراي الحكومي برئاسة ‏دياب قرر، في إطار إجراء التحقيقات لتحديد الحسابات التي أجريت ‏منها تحويلات مالية الى الخارج، "تكليف وزارة المال الطلب من ‏مصرف لبنان إعداد لوائح تتضمن الآتي:‏

أولاً: مجموع المبالغ التي جرى تحويلها إلى الخارج اعتباراً من تاريخ ‏‏1/1/2019 ولغاية تاريخه، مع تبيان نسبة المبالغ التي جرى تحويلها ‏من قبل أفراد يتعاطون الشأن العام وتلك التي حوّلت لأسباب تجارية.‏

ثانياً: مجموع المبالغ التي سحبت نقداً في الفترة عينها المُومَأ إليها.‏

ثالثاً: مجموع المبالغ التي جرى تحويلها في فترة إقفال المصارف ‏استناداً إلى قواعد الامتثال والتعاميم ذات الصلة".‏

كذلك أقرّ المجلس 4 تدابير آنية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة ‏الأموال المتأتية عنه، وهي: تفعيل التدقيق الضريبي، التحقيق ‏المحاسبي، تطبيق المادة الخامسة من قانون السرية المصرفية، ‏الرقابة المؤخرة لديوان المحاسبة.‏

‏ ‏تضارب الصلاحيات

وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ "نقاشاً عميقاً وطويلاً حصل ‏عند البحث في البندين الرابع والخامس من التدابير الآنية لاستعادة ‏الاموال المنهوبة، وخصوصاً لجهة الصلاحيات في ملاحقة الاثراء غير ‏المشروع والاستقصاء عنه، إذ بموجب التدبيرين يتحول مجلس الوزراء ‏ضابطة عدلية للتحقيق والملاحقة ما يعتبر تعدياً على السلطة ‏القضائية".‏

واضافت المصادر انّ عدداً كبيراً من الوزراء، وهم وزراء "حزب الله" ‏وحركة "امل" و"المردة" إضافة الى وزيري الاتصالات طلال حواط ‏والداخلية محمد فهمي صَوّتوا مؤيدين الأخذ برأي هيئة التشريع ‏والاستشارات في وزارة العدل للبَت بالموضوع وتوافقوا على انّ ‏المادتين ? و?? يعطيان للقضاء صلاحيات تطبيق قانون الاثراء غير ‏المشروع، ولا يمكن مجلس الوزراء هنا ان يلعب دور الضابطة العدلية، ‏وحذّروا من تضارب في الصلاحيات بين السلطتين التنفيذية ‏والقضائية.‏

وعلمت "الجمهورية" انّ وزيرة العدل ماري كلود نجم اعترفت امام ‏مجلس الوزراء بأنّ تنفيذ التدابير السبعة لاستعادة الاموال المنهوبة ‏‏"أمر صعب وغير فعّال، وأن الورقة غير نافذة قانوناً". لكنها اعتبرت ‏‏"انها يمكن ان تمهّد لاتخاذ قرارت ترضي الشارع".‏

وقالت نجم لـ"الجمهورية": "لا احد مستهدفاً في هذه التدابير وهي ‏ليست شعبوية، إنما المقصود منها البدء جدياً في مكافحة الفساد. ‏وما اريد قوله انّ هناك مجموعة قوانين فلنفعّلها، وقانون التهرب ‏الضريبي سيساعد على استرجاع اموال الدولة". وأكدت "انّ هذه ‏التدابير لا تحتاج الى تشريع في مجلس النواب".‏

‏ ‏الاثراء غير المشروع

وعلمت "الجمهورية" أنه اثناء البحث في القانون 154 المتعلق بالاثراء ‏غير المشروع، سأل بعض الوزراء عن تفاصيله القانونية، وتبيّن انّ ‏وزيرة العدل لم تكن على اطّلاع على معظم النصوص القانونية ‏الواردة في هذه التدابير ما اضطرّها الى الخروج اكثر من مرة من ‏الجلسة واجراء بعض الاتصالات، حتى انّ رئيس الحكومة سألها عما إذا ‏كانت عرضت هذه التدابير على نقيب المحامين؟.‏

وهنا علّق الوزيرميشال نجار فقال لها: "يجب ان نحافظ على صدقيتنا، ‏ولا يمكن لنا مصادرة قوانين وتَبنّي قوانين ليست من صلاحياتنا ‏وتتضارب مع السلطة القضائية، فإذا أعلنّاها الى الناس وتبين انها ‏غير صحيحة ولا يمكن تطبيقها نصبح محط انتقاد كما حصل معنا في ‏الاسبوع الماضي"، فسأله دياب: ماذا حصل الاسبوع الماضي؟ فأجاب: ‏‏"عندما اطلقت مواقف بعد جلسة مجلس الوزراء لم تكن لمصلحتنا ‏وأدّت الى ردود فعل معاكسة في الشارع". فرد دياب: "التحرك ‏العفوي الذي كان في الشارع كان لمصلحتنا بسبب الازمة الاقتصادية، ‏امّا التحرك الذي هدف الى زعزعة الاستقرار فكان بخلفيات سياسية ‏ونيات خبيثة". فردّ نجار: "المهم الّا نقوم بدعسة ناقصة حتى لا تنقلب ‏الامور علينا، ويجب ان نتخذ قرارات قابلة للتنفيذ وليس فقط من اجل ‏إسكات الشارع".‏

وهنا قالت نجم: "يمكن ان تكون هناك امور غير قانونية في هذه ‏التدابير، ولكن مجرد اعلانها الى الشارع سيشعر اننا نقوم بالاصلاحات ‏وهذا شيء جيد وسيفتح باباً للنقاش". فعلّق نجار قائلاً لها: "مش ‏شغلتنا نكذب عالناس، يجب ان نقوم بما هو مُتاح لنا ضمن ‏صلاحياتنا".‏

‏ ‏سلامة يرد اليوم

وعلى صعيد الأزمة السائدة بين الحكومة وحاكم مصرف لبنان، لفتت ‏وزيرة الاعلام منال عبد الصمد الى انّ مجلس الوزراء لم يبحث أمس ‏في موضوع إقالة سلامة "لأنّ هذا الأمر يتطلب جملة من المعطيات ‏التي تتم دراستها بتَروٍّ في مجلس الوزراء". وعلمت "الجمهورية" ان ‏سلامة سيردّ اليوم في بيان يصدره او يذيعه تلفزيونياً على سلسلة ‏المواقف التي تناولت سياساته في الفترة الأخيرة، ولا سيما منها ‏الموقف الذي عبّر عنه رئيس الحكومة الجمعة الماضي، وتشكيكه في ‏اجراءات مصرف لبنان، وتساؤله عمّا اذا كان ذلك مقصوداً او عاجزاً".‏

وقالت مصادر مطلعة في مصرف لبنان لـ"الجمهورية" انّ سلامة ‏سيعرض لمجريات ما تعرّضت له الليرة اللبنانية من ضغوط في ‏السنوات الأخيرة، وخصوصاً انّ السنوات الثلاث الأخيرة شهدت ‏عمليات تحويل اموال الى الخارج بمعدل يتراوح بين 3 و5 مليارات ‏دولار سنوياً نتيجة ضعف الثقة بالدولة في مرحلة تَلت عامين ونيّف ‏من الشغور الرئاسي. كذلك سيتناول كلفة الدعم المقدّم للدولة ‏اللبنانية، ولا سيما منها مؤسسة كهرباء لبنان التي بلغت كلفتها سنوياً ‏ومنذ اكثر من عقدين من الزمن نحو مليار ونصف مليار من الدولارات ‏سنوياً.‏

ولفت المصادر الى "انّ المناكفات السياسية التي عاشها لبنان في ‏السنوات الثلاث الماضية زادت من فقدان الثقة والتردّد في مساعدة ‏لبنان، ما زاد كلفة تثبيت سعر الليرة اللبنانية التي كان تم تثبيتها ‏لسنوات عدة بكلفة عالية تنفيذاً لقرار سياسي، إنفاذاً لِما للحاكم من ‏صلاحيات ومهمات حددها قانون النقد والتسليف".‏

‏ ‏أرقامه غير مفاجِئة

وقالت المصادر انّ سلامة يضع بيانه بنفسه ويختار كلماته وارقامه ‏بدقة، ولم يشرك احداً حتى مساء امس في مضمونها، ولم يقرر بعد ما ‏إذا كان سيعممه ام انه سيذيعه صوتاً وصورة. واشارت الى أنّ الأرقام ‏إذا فاجأت بعض المواطنين، فإنه لن يكون هناك اي مفاجأة مستغربة ‏في الحديث عن فقدان الارقام الدقيقة، وانها حجبت عن كبار ‏المسؤولين". وأكدت ان "الأرقام التي سيتحدث عنها سلامة اليوم هي ‏في عهدة عون ودياب منذ فترة، فهو يطلعهما على كل من يعنيه ‏الأمر دورياً".‏

‏ ‏الدولار بـ4200 ليرة

إتّسَمت التعاملات النقدية في السوق الموازية امس بالهدوء، بسبب ‏التزام الصرّافين قرار الاغلاق احتجاجاً على ما تعرّضوا له من توقيفات ‏وإقفال محال بسبب عدم التزامهم بتعميم مصرف لبنان بوضع سقف ‏‏3200 لسعر الدولار.‏

وفي المقابل، استمرت الحركة لدى الصرافين غير الشرعيين، وجرى ‏تداول الدولار امس في حدود الـ4300 ليرة. فيما حدّد مصرف لبنان ‏سعر تسليم التحاويل عبر الشركات المالية بـ3200 ليرة للدولار.‏‏ ‏

المصارف متوجّسة

وفي الموازاة، ومع تواصل اعمال العنف والتخريب ضد الفروع ‏المصرفية في مناطق مختلفة، أعربت أوساط مصرفية لـ"الجمهورية" ‏عن تخوّفها من أن تكون الحملات المُمنهجة التي نظّمها البعض ضد ‏المصارف، وشاركت فيها الحكومة من حيث تدري او لا تدري، هي التي ‏تؤدّي اليوم الى هذا الفلتان ضد المصارف. ولم تستبعد الاوساط ‏نفسها "وجود مُندسّين يقومون بأعمال التخريب والشغب عن سابق ‏تصوّر وتصميم، وبإيعاز من جهات مشبوهة تتربّص بالقطاع وتسعى ‏الى تدميره". وخلصت الى الاستنتاج "أنّ ما يجري اليوم لن يساهم ‏في حلحلة الأزمة المالية، ولا في الأزمة المعيشية للناس، بل قد يزيد ‏الوضع تعقيداً، بما ينعكس مزيداً من الويلات التي سيتحمّل وزرها ‏المواطن الفقير".‏

‏ ‏‏"القوات"‏

الى ذلك، قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" انّ عودة ‏التحركات إلى الشارع على رغم الأزمة الصحية دليل ساطع الى انّ ‏الناس لم تعد تتحمل الضائقة الاقتصادية، وعندما تظاهرت في ‏المرحلة التي أعقبت 17 تشرين الأول كان الدولار ما زال في معدلاته ‏المعروفة، فيما البلاد بين 17 تشرين واليوم تراجعت "سنوات ضوئية" ‏إلى الوراء. وبالتالي، الناس لا تُلام في اعتبار انها تبحث عن لقمة عيش ‏لها ولأولادها، إنما المَلامة تقع على السلطة التي لم تبادر بعد إلى ‏إعلان الخطة المالية.‏

وشدّدت المصادر على "ضرورة ان تكون الخطة المالية عملية لا ‏تنظيرية، لأنّ عامل الوقت يعمل ضد الجميع، ونزول الناس إلى ‏الشارع هذه المرة لا يشبه المرة السابقة بسبب الوضع المعيشي ‏والاحتقان الاجتماعي، ولا يجوز إطلاقاً إرهاق الجيش اللبناني والقوى ‏الأمنية التي يشكّل وجودها ودورها الضامن الأساس لبقاء الدولة ‏والاستقرار، ومن هنا الحاجة ملحّة جداً إلى خطوات عملية سريعة ‏تؤدي إلى تَرييح الجيش وتنفيس احتقان الناس واستعادة بعض الثقة ‏في الداخل والخارج".‏

ودعت المصادر إلى "ضرورة تركيز الجهود على الإنقاذ المالي كسبيل ‏وحيد لتجنيب لبنان الفوضى التي بدأت تطلّ برأسها بسبب الغضب ‏الشعبي والقلق على المصير وغياب الأفق، إذ لم يعد للناس ما ‏تخسره بعدما فقدت وظائفها وباتت مَتروكة لقدرها، كذلك دعت ‏المصادر إلى عدم التأخير في عقد الاتفاق بين الحكومتين اللبنانية ‏والإلمانية لحلّ أزمة الكهرباء من خلال شركة "سيمنز" بعيداً من أي ‏حجج وذرائع وأعذار تخلق في اللحظات الأخيرة من أجل إبقاء الوضع ‏الكارثي على ما هو عليه، لأنّ إقفال هذا الملف يؤدي إلى ترييح ‏الخزينة من عبء يتحمّل الجزء الأكبر من العجز والمديونية". وأكدت ‏‏"انّ الخطوات العملية يجب ان تبدأ من الكهرباء والاتصالات وإقفال ‏المعابر غير الشرعية، ولا تنتهي بضبط المرفأ والجمارك والقطاع ‏العام".‏

‏ ‏غضب طرابلس

وكان مجلس الوزراء قد انعقد على وقع استمرار تظاهرات الغضب في ‏بيروت والمناطق، وقد اتّسمت هذه الاحتجاجات بعنف شديد في ‏طرابلس لليوم الثاني على التوالي، وساهَم في تأججها أكثر فأكثر ‏وفاة أحد المحتجّين الجريح فواز فؤاد السمّان الذي كان قد اصيب ‏أمس الاول.‏

وقد شيّع السمّان وسط اجواء من الغضب، فيما أعربت قيادة الجيش ‏‏- مديرية التوجيه، في بيان، عن بالغ أسفها لسقوط السمّان، مؤكدةً ‏‏"انها فتحت تحقيقاً في الحادث".‏

وجددت القيادة تأكيدها "احترام حق التعبير عن الرأي شرط الّا يأخذ ‏التحرك منحى تخريبياً يطال المؤسسات العامة والخاصة"، ودعت ‏‏"المواطنين للالتزام بالاجراءات الامنية".‏

ومع انتهاء التشييع، إستؤنفت المواجهات حيث شهدت المدينة ‏تحرّكات شعبية، وأضرم المحتجون النيران بعدد من فروع المصارف في ‏منطقة التل مقابل مستشفى شاهين، وأقدموا على تكسير بعض ‏واجهاتها. كذلك، عمد بعضهم الى رمي الحجارة في اتّجاه الجيش الذي ‏ردّ بالقنابل المسيّلة للدموع.‏

وعصراً، نظّم عدد من الناشطين المحتجين في ساحة الشهداء في ‏وسط بيروت، مسيرة نحو شارع المصارف احتجاجاً على الاوضاع ‏المعيشية والتردي الاقتصادي والمالي، وعمد عدد من المحتجّين الى ‏قطع الطريق من ساحة الشهداء باتجاه مبنى النهار مُرددين هتافات ‏‏"مش سلمية مش سلمية هيدي ثورة شعبية".‏

‏ ‏الجيش

وإلحاقاً لبيانها السابق حول قيام مندسّين بأعمال الشغب والتعرّض ‏للأملاك العامة والخاصة، أعلنت قيادة الجيش إصابة "40 عسكريّاً من ‏بينهم 6 ضباط في إطار أعمال الشغب في طرابلس أمس الأول".‏

‏ ‏كورونا

وعلى صعيد كورونا، فقد أغلق عدّادها أمس على 717 حالة بعد ‏تسجيل 7 حالات جديدة، 6 منها لمقيمين وحالة واحدة لوافد، علماً أنّ ‏عدد فحوص الـPCR‏ العشوائية التي أجرتها وزارة الصحة أمس بلغ ‏‏1449، وأظهر تقرير غرفة إدارة الكوارث ارتفاع حالات الشفاء من ‏الفيروس في البلاد إلى 145 حالة.‏

 

اتصال "لو دريان- دياب".. ما نُشر لبنانياً مختلف عما نُشر فرنسياً

مواقع الأكترونية/29 نيسان/2020

كشف موقع "لبنان 24 " أن هناك اختلافاً بين البيان الفرنسي الصادر عن وزارة أوروبا والخارجية الفرنسية تعقيباً على الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان-إيف لو دريان برئيس الحكومة حسان دياب أمس الثلاثاء من جهة، والبيان الذي أصدرته رئاسة الحكومة اللبنانية من جهة ثانية.

في ما يتعلق بالبيان الفرنسي، يُلاحظ أنّه ركّز على 3 جوانب، تناول الأول الدعم الطبي الفرنسي للبنان، أمّا الثاني فتطرق إلى ضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة، في حين شدّد الجانب الثالث على استعداد فرنسا دعم لبنان على هذا الصعيد.

وجاء في القسم الأول: "خلال الاتصال الأول هذا، استعرض الوزير (لو دريان) الدعم الطبي الفرنسي للبنان في إطار الأزمة الصحية (وباء كورونا)". على مستوى الجانب الثاني، فجاء في البيان الفرنسي: "ذكّر، بناء على العمل الذي قامت به السلطات اللبنانية، بالتدابير الملموسة وذات المصداقية الواجب اتخاذها على وجه السرعة، للاستجابة لتوقعات الشعب اللبناني وإعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني".

ثالثاً، أي على مستوى الدعم الفرنسي، جاء في بيان الخارجية الفرنسية ما يلي: "شدّد (الوزير) على استعداد فرنسا، على هذا الأساسي، لمواكبة لبنان والحكومة اللبنانية لإجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية استجابةً للأزمة التي تعيشها البلاد، وذلك بما يخدم مصلحة اللبنانيين جميعاً".

في المقابل، انقسم بيان رئاسة الحكومة اللبنانية إلى شقيْن، تمحور الأول حول استعداد فرنسا دعم لبنان مع صندوق النقد الدولي، وهو ما لم يرد في البيان الفرنسي، أمّا الشق الثاني، فتناول نية باريس عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، الذي لم يرد أيضاً في النص الفرنسي.

في ما يلي نص البيان المنشور على حساب رئاسة الحكومة على "تويتر" وعلى الموقع الإلكتروني أيضاً: "تلقى رئيس الحكومة حسان دياب اتصالًا من وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان الذي أعرب عن تأييد فرنسا لبرنامج الحكومة الإصلاحي، واستعدادها لمساعدة لبنان مع صندوق النقد الدولي. كما شدّد لو دريان على نيّة فرنسا عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان فور انتهاء إجراءات الحظر المتعلقّة بوباء كورونا". كما يُلاحظ أنّ البيان اللبناني تحدّث عن دعم باريس لبرنامج الحكومة الإصلاحي، في حين أغفل البيان الفرنسي هذه النقطة.

https://twitter.com/grandserail/status/1255182417100443650

 

عجز الحكومة اللبنانية عن حل الأزمة يزيد المخاوف من تدهور أمني

«كرّ وفرّ» بين محتجين والجيش في طرابلس وبيروت... وحرق مصارف وآليات عسكرية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

اتسع نطاق المواجهات، أمس، بين المتظاهرين والمحتجين على الغلاء وانهيار قيمة الليرة، فشمل بيروت وطرابلس في شمال لبنان ومناطق أخرى، ما زاد المخاوف من تدهور الوضع الأمني في البلاد، وسط تحذيرات من «تدحرج كرة النار» و«توسع الاحتجاجات» التي لم تستطع الحكومة تطويقها بالإجراءات العملية حتى الآن. ومع أن جانباً أساسياً من أسباب اندلاع الاحتجاجات يعود إلى الفقر والبطالة وارتفاع سعر الدولار في السوق مقابل الليرة اللبنانية، فإن حكومة الرئيس حسان دياب لم تتخذ بعد أي إجراء يخفف من تلك التحديات، وتحديداً خفض سعر صرف الدولار الذي فاقم الأزمات ورفع أسعار البضائع أكثر من 100 في المائة. ووعد دياب أمس بالقول: «إننا ماضون في تلبية مطالب الناس بمكافحة الفساد»، كما أن «العبث بالاستقرار ممنوع»، مشيراً إلى أن «ما حصل في بعض المناطق من اعتداء على الممتلكات واستهداف للجيش يؤشر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهزّ الاستقرار الأمني، وهذا لعب بالنار».

وأسفرت المواجهات بين المتظاهرين والجيش في طرابلس عن سقوط قتيل وجرحى في صفوف المتظاهرين وجرحى في صفوف الجيش وإحراق آلية له. وأعربت قيادة الجيش عن «بالغ أسفها لسقوط شهيد خلال احتجاجات الاثنين»، مؤكدة «أنها فتحت تحقيقاً بالحادث». وجددت القيادة في بيان صادر عن مديرية التوجيه «تأكيدها احترام حق التعبير عن الرأي شرط ألا يأخذ التحرك منحى تخريبياً يطال المؤسسات العامة والخاصة»، ودعت المواطنين للالتزام بالإجراءات الأمنية. وأكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش يكفل حرية التعبير، لكنه يؤكد أن «التعدي على الأملاك العامة والخاصة ممنوع، كما أن التعرض للجيش ممنوع، ولن يقبل المس بالأمن وبعناصره».

وتجددت المواجهات بعد تشييع الشاب فواز السمان حيث شهدت المدينة تحرّكات شعبية اتسمت بالعنف، وأطلق الجيش القنابل المسيّلة للدموع لتفريق المتظاهرين بعد أن أضرموا النيران بعدد من فروع المصارف في منطقة التل وأقدموا على تكسير بعض واجهاتها. وعمد بعض المحتجين إلى رمي الحجارة في اتّجاه الجيش الذي ردّ بالقنابل المسيّلة للدموع. كما أحرق محتجون آلية لآمر فصيلة التل في قوى الأمن الداخلي بطرابلس، وأخرى للشرطة القضائية، فيما تواصلت عمليات الكر والفر. وحذرت مصادر لبنانية مواكبة للتطورات من أن «الوضع الأمني غير مطمئن»، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن التقارير الأمنية تشير إلى «مخاوف من تفاقم الوضع الأمني، بسبب تفاقم الجوع والعوز والحاجة، كما تشير إلى أن استغلال الناس ومطالبة الفقراء قد يزيد أيضاً، ما قد يرفع مستوى العنف في ظل غياب أي أفق سياسي واقتصادي من شأنه أن يثبت الحلول، وبغياب بوادر لحلحة المعضلات الاقتصادية القائمة».

وفي غياب أي معطيات حول ما إذا كانت هناك جهات راعية للتحركات، أكد وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي أن الأمور في طرابلس باتت متشابكة؛ حيث يشترك فيها طرفان، الجائعون، إلى جانب آخرين هم منظمون في تلك التحركات، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأجواء المواتية لهذه الاحتجاجات باتت موجودة نتيجة الجوع. وقال: «من خبرتي الأمنية، أؤكد أن الجائعين أكثر من المدسوسين، لكن من يحرق ويكسر ويهاجم ويستخدم العنف، بالتأكيد هو منظم».

وقال ريفي: «لقد بدأنا مرحلة مختلفة الآن عما سبق، فالجائعون والأبرياء يزداد عددهم، وهم يتحركون الآن مطالبين بحلول لواقعهم المعيشي»، مشدداً على أنه «لا أفق للحل إلا بتأمين حياة كريمة وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية، ورفع اليد الإيرانية عن لبنان»، مضيفاً: «طالما يدور لبنان بالفلك الإيراني، فإن أزماته ستتفاقم بالنظر إلى أن الأزمة ناتجة عن قطع أوصال البلد العربية والتاريخية وهو يتغذى من هذه الرئة، الرئة العربية والغربية، ولن ينفع إلحاقنا بالمشروع الإيراني، لأن طهران عاجزة عن إطعام شعبها».

واتسمت الاحتجاجات في طرابلس أخيراً بوتيرتها العنفية بما يتخطى التجربة الماضية مع دخول عاملين جرى رصدهما، أولهما أن التحركات كانت منظمة بانطلاقتها، وشاهد المتابعون وجوهاً جديدة كانت غائبة عن الاحتجاجات في المرة الماضية بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أن الوجوه القديمة لم يكن لها أي دور قيادي حتى بعد ظهر أمس، ولم يظهر كثير منها في الاحتجاجات، والثاني يتمثل في أن دائرة المشاركة بدأت تتوسع لتشمل مناطق وتيارات أخرى، بحسب ما تقول مصادر ميدانية في طرابلس لـ«الشرق الأوسط». ولا يخفي المشاركون في الاحتجاجات أن هناك عملاً منظماً، لكنه غير سياسي، إذ قالت ناشطة في الحراك أن العمل «تم التحضير له منذ 4 أشهر»، مضيفة: «الوجوه التي تقولون إنها جديدة، هي موجودة من الأساس، لكن العمل المنظم استدعى أن يتحرك كل منهم في مكانه وموقعه». وقالت: «إننا نعمل على تحقيق 4 أهداف، هي إيجاد قضاء نزيه وعادل وغير مسيس، وانتخابات نيابية مبكرة، وتشكيل حكومة تكنوقراط تعيد بناء مؤسسات الدولة، وإعادة البحث بعقود استخراج الغاز والنفط واسترجاع الأموال المنهوبة». وإلى جانب طرابلس، تجددت الاحتجاجات في بيروت وسط إجراءات أمنية مكثفة في شارع المصارف، وسط معلومات عن التحضير لاستهداف المصارف، تكراراً لإحراق فرع أحد المصارف في بيروت صباحاً، ومصارف أخرى في الشمال. وبموازاة الدعوات للتحرك أمام مصرف لبنان وإضاءة شموع على روح الشاب فواز السمان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن عدداً من الناشطين المحتجين بدأوا بالتجمع في ساحة الشهداء في وسط بيروت، استعداداً للانطلاق بمسيرة نحو شارع المصارف احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والتردي الاقتصادي والمالي. وعمد عدد من المحتجين إلى قطع الطريق من ساحة الشهداء باتجاه مبنى النهار بالحجارة، فيما حضرت قوة من الجيش إلى ساحة الشهداء معززة بآليات، وعمد بعض المحتجين إلى رشق الجيش بالحجارة. ووصلت لاحقاً قوة من مكافحة الشغب إلى ساحة الشهداء في بيروت؛ حيث تجمع المحتجون ورددوا هتافات «مش سلمية مش سلمية هيدي ثورة شعبية».

 

سباق بين الاحتجاجات الشعبية ومحاولات الإنقاذ الاقتصادي في لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

شهد لبنان ليل الثلاثاء – الأربعاء احتجاجات صاخبة، وأحياناً عنيفة، على المصاعب الاقتصادية المتفاقمة، خصوصاً في مدينة طرابلس الشمالية، مع إضرام النار في عدد من البنوك، وفق وكالة «رويترز». وذكرت مصادر أمنية وطبية أن محتجاً يدعى فواز السمّان قتل في أعمال الشغب ليل الاثنين في طرابلس. وفيما ذكرت مصادر أنه أصيب برصاصة حية، أكدت مصادر أمنية أنه أصيب برصاصة مطاطية في الوريد. وعادت الاحتجاجات إلى الشوارع بعد فترة هدوء فرضها انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وساهم انهيار الليرة اللبنانية في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع البطالة في إنزال المحتجين إلى الشوارع، في استعادة لما حصل منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول). وأضرم المحتجون في مدينة طرابلس النار في بنوك عدة وحطموا واجهاتها ليل أمس، مما دفع الجيش إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية. واحتشد المتظاهرون الثلاثاء في الساحة الرئيسية للمدينة، فيما رشق البعض الجنود بالحجارة في الشوارع والأزقة الجانبية. وفي مدينة صيدا عاصمة الجنوب ألقى محتجون قنابل حارقة على فرع المصرف المركزي وأضرموا النار في واجهة المبنى قبل أن يحطموا واجهات بنوك أخرى. وفي العاصمة بيروت، نظم العشرات مسيرة في أرجاء المدينة بينما كانوا يرددون شعارات ضد النظام المصرفي ويدعون لبنانيين آخرين للانضمام إليهم. وفي وقت لاحق، رشقت الحشود قوات الأمن التي تمركزت أمام مقر المصرف المركزي بالحجارة. في غضون ذلك، حض رئيس الوزراء حسان دياب اللبنانيين على الامتناع عن العنف وقال إن «نوايا خبيثة في الكواليس» تهز الأمن والاستقرار. وصباح الأربعاء، التقى دياب وفداً من جمعية المصارف، وقال إن الخطة الاقتصادية والمالية للحكومة ستنتهي هذا الأسبوع، موضحا أنه سيتم إطلاع جمعية المصارف عليها بعد إقرارها. وفي المقابل، قال الوفد المصرفي إن «الجمعية سوف تقدم للحكومة خطتها للحلول الإقتصادية والمالية خلال 15 يوماً كحد أقصى من تاريخه». وأعربت جمعية المصارف عن شجبها «الشديد للتعديات المستمرة على الأملاك الخاصة والعامة لا سيما مقرات وفروع المصارف»، لافتة إلى أنها «تصرفات غير مقبولة وغير مبررة بكل المقاييس»، كما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.وتنذر الاضطرابات بعودة البلاد إلى العنف في الوقت الذي تتطلع فيه الحكومة للدخول في مفاوضات مع الدائنين الأجانب بعد التخلف عن سداد قسط من ديونها الضخمة الشهر الماضي.

 

الحكومة اللبنانية تلقت نصيحة دولية بأولوية الإصلاح

 محمد شقير/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

مع أن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير السابق جبران باسيل، هو أول من حرّض رئيس الجمهورية ميشال عون، على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وطالبه بعزله واصطدم في حينه برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فإنه أراد التراجع إلى الخطوط الخلفية، تاركاً لرئيس الحكومة الحالي حسان دياب، مهمة الهجوم على سلامة في سياق حملته على مكافحة الفساد، ظناً منه أنه يستوعب الشارع. باسيل حصر حملته على سلامة بأنه ليس وحده المسؤول عن الانهيار، لكنه ليس وحده من ترك لدياب مهمة الهجوم، وكان سبقه «حزب الله»، الذي كان تزعّم الحملة على سلامة بذريعة عدم تصدّيه للعقوبات الأميركية المفروضة على الحزب، إلا أن لكل من باسيل و«حزب الله» حساباته الخاصة، فالأول يسعى لتطبيع علاقاته مع واشنطن في ضوء ما تردّد بأنها تعد لائحة بأسماء أشخاص تمهيداً لشمولهم بالعقوبات الأميركية.

وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، أن السماح للمتعامل السابق مع إسرائيل عامر فاخوري، بالسفر إلى واشنطن ما هو إلا مؤشر على عزم باسيل السير في تطبيع علاقته بالولايات المتحدة، وإن كانت «الصفقة» حصلت في الأسابيع الأولى من ولادة حكومة دياب.

وتلفت المصادر نفسها إلى أن «حزب الله» أدار ظهره لإتمام الصفقة فيما لم يحرّك الحكم والحكومة ساكناً، وإن كان وزير الخارجية ناصيف حتي، بادر من باب رفع العتب إلى استدعاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا، لهذا الغرض، مع أنه يدرك أن الجواب على سؤاله من اختصاص أهل السلطة، وتعتقد أن تصرّف «حزب الله»، وكأنه آخر من يعلم، يكمن في أنه يريد توفير حماية للحكومة من جهة، وإعلام الخارج بأنها ليست حكومته، كما تزعم جهات دولية وعربية. وتقول المصادر إن الحكومة راهنت على أن الصفقة ستفتح الباب لتنقية العلاقات اللبنانية - الأميركية، لكنها سرعان ما اكتشفت أن باسيل هو المستفيد منها، وعمل على توظيفها لتسوية مشكلته مع واشنطن. وتكشف المصادر أن هجوم دياب على سلامة شكّل نقزة لدى واشنطن ودول في الاتحاد الأوروبي، ليس من باب الدفاع عنه، وإنما لشعور هؤلاء بأنه يأخذ البلد إلى المجهول، وهذا لم يكن في حسبان رئيس الحكومة. وتقول بأن سفراء أوروبيين أبلغوا دياب بأن على الحكومة أن تستعجل إقرار ورقة الإنقاذ المالي والاقتصادي مقرونة برزمة من الإصلاحات المالية والإدارية كشرط للتوجه إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، طلباً للمساعدة، خصوصاً أن وزير المال غازي وزني، كان باشر بإجراء مفاوضات مع الصندوق. وتنقل عن السفير الفرنسي برنار فوشيه، قوله أمام زواره، بأن من أولويات الحكومة الإسراع في إعداد الورقة الإصلاحية، وأنها في غنى عن تعميق الأزمة في الداخل، في إشارة إلى الحملات التي لا تستهدف المعارضة فحسب، وإنما تطاول «أهل البيت»، تحديداً رئيس البرلمان نبيه بري، وزعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي كان التقى السيدة شيا، وعقد معها اجتماعاً مهماً من موقع اختلافهما حيال الأزمة في سوريا.

لذلك، فإن دياب تسرّع في إصدار الحكم على سلامة، وكان يُفترض أن ينتظر الحصيلة التي ستتوصل إليها الشركات التي كُلّفت التدقيق في حسابات مصرف لبنان، مع أنه كان في وسعه أن يطلب من الوزير وزني أن يوافيه بتقارير الشركتين اللتين تتولّيان حالياً التدقيق في حساباته، أو أن يعود إلى مدير عام وزارة المال آلان بيفاني، الذي هو عضو في المجلس المركزي لمصرف لبنان منذ 21 سنة، ويتقاضى راتباً إضافياً.

وتقول المصادر السياسية، إنه كان في وسع هذه الحكومة أن تصدر التعيينات لملء الشواغر في منصب نواب الحاكم ومفوض الحكومة لدى «المركزي»، ولجنة الرقابة على المصارف، وإن كان لا مانع من التمديد لها، وتؤكد أن التعيينات ستتيح القدرة لمراقبة سلامة، وبالتالي فإن الحكومة تتحمل مسؤولية التلكؤ في تأمين النصاب في المجلس المركزي. ولم تعرف المصادر نفسها ما إذا كان سلامة سيبادر إلى تنعيم ردّه على دياب، الذي اكتشف أن «طحشته» ليست في محلها، وقد يكون البديل التفرُّغ لفتح ملفات خصومه في المعارضة بدعم من عون، وبناء لأجندة وضعها، كما تقول جهات نافذة في «قوى 14 آذار» سابقاً، الوزير السابق سليم جريصاتي، بدلاً من التفات الحكومة إلى معالجة الهموم المعيشية للبنانيين في ضوء عودة الانتفاضة إلى التحرك، وسط مخاوف من تفلّت الوضع الأمني الذي من مؤشراته مضي البعض في مخططه باستهداف المصارف من دون التصدّي لها كما يجب.

 

الفيروس يرجئ «نصيب العزّاب» في لبنان

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

لم تقتصر تداعيات فيروس «كورونا» على صحة اللبنانيين واقتصادهم المتداعي أصلاً؛ إذ فتك الوباء أيضاً بعاداتهم وتقاليدهم سواء المرتبطة بعلاقاتهم العائلية أو المجتمعية. رغم كل الحديث عن ارتفاع نسب الطلاق بعدما وجد الأزواج أنفسهم قبالة بعضهم بعضاً 24 ساعة في اليوم الواحد؛ ما فاقم المشاكل فيما بينهم، إلا أن إقفال المؤسسات الرسمية منذ إعلان التعبئة العامة حال دون إمكانية تحديد النسب والأرقام. وقال رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان المدير العام الشيخ الدكتور محمد أحمد عساف لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع الحالي لا يحول دون إتمام الزيجات، إلا أنه ورغم ذلك فقد تراجعت معدلاتها كثيراً في الشهرين الماضيين، أما بالنسبة لحالات الطلاق فلا يمكن تحديدها رغم كل ما يتم التداول به باعتبار أن المحاكم الشرعية مغلقة، لذلك يمكن أن يتم الطلاق صورياً على أن يتم تسجيله عندما تفتح المؤسسات الرسمية، وعندها يمكن تبيان صحة ما يتم تداوله في هذا المجال. وكانت الانتفاضة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأدت إلى إقفال المؤسسات لأسابيع كما انفجار الأزمتين والمالية والاقتصادية وفرض المصارف قيود على السحوبات سواء داخل أو خارج لبنان، أثرت على الحياة اليومية للبنانيين الذين اعتادوا ارتياد المطاعم والتسوق بكثرة، ليأتي «كورونا» ليفاقم من أزمتهم. هذا ما أشارت إليه الدكتورة منى فياض، الأستاذة في علم النفس في الجامعة اللبنانية في بيروت التي اعتبرت أن عادات اللبنانيين كانت بدأت أصلاً تتغير منذ مطلع العام وقد زاد الفيروس الطين بلة. وأضافت فياض في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الأرجح أنه بعد انحسار (كورونا) سيصبح الناس أفقر وأكثر تحفظاً. فكل وباء يفاجئ العالم يغير بعاداته بشكل كبير، لكن التغييرات تختلف بين مجتمع وآخر، وما سيحصل في لبنان سيكون أكبر لأنه مرتبط بالأزمات المتلاحقة التي عصفت بالبلد»، مرجحة أن يصبح الاعتماد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أكبر في مجالات العمل والاتصال بعد «كورونا». كذلك تفاقمت ظاهرة العنف الأسري في لبنان بسبب الفيروس، إذ سجّل الخط الساخن المخصّص لتلقي شكاوى العنف الأسري في قوى الأمن الداخلي ارتفاعا بنسبة 100 في المائة في عدد تبليغ الحالات لشهر مارس 2020 مقارنة بعدد الحالات التي وصلت في مارس 2019.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو: لن نسمح لإيران بشراء أسلحة تقليدية عند رفع حظر السلاح

العربية.نت، وكالات/29 نيسان/2020

تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بشراء أنظمة أسلحة تقليدية عندما يتم رفع حظر السلاح، مؤكدا ‏أنهم سيعملون مع الأمم المتحدة لتمديد حظر الأسلحة على إيران. وقال وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحافي إن الطائرات الإيرانية تواصل نقل المقاتلين في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى طالب وزير الخارجية الأميركي الزعماء العراقيين بالتخلي عن نظام المحاصصة الطائفية والتوصل إلى توافقات لتشكيل حكومة. وكشفت رسالة موجهة من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، ورد الصين عليها أن الأخيرة تسعى إلى مساعدة طهران، ليس فقط في مكافحة فيروس كورونا، بل في رفع العقوبات أيضاً. ففي رسالة إلى وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، أعلن محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، عن استعداد الحزب الشيوعي الصيني لإرسال بعض "الأدوية الجديدة المضادة لكورونا" إلى إيران. ودعا رضائي وزير الصحة إلى وضع المساعدات التي تلقاها من الصين بما في ذلك عقار كورونا "قيد مراجعة الخبراء" وإخطار مجلس التشخيص بالنتيجة. وكان رضائي وجه رسالة في وقت سابق إلى وزير الإدارة الدولية للجنة المركزية بالحزب الشيوعي الصيني، سونغ تاو، يطلب منه المساعدة في مكافحة الوباء، وكذلك العمل على تعليق العقوبات الأميركية. فما كان من الوزير الصيني، بحسب ما أكدت شبكة "إيران إنترناشيونال" إلا أن رد قائلاً "إن بكين تحاول التبرع إلى مجلس التشخيص بكمية من دواء Chloroquine Phosphate وأقنعة N-95 والأقنعة الطبية التي تستخدم لمرة واحدة".

كما أكد أنه أبلغ السلطات المختصة بتوقع طهران تدخل بكين من أجل رفع العقوبات الأميركية. ذيذكر أنه في ظل انتشار الفيروس وتفشيه في إيران، ازداد اعتماد الأخيرة على الدعم الصيني، على الرغم من أن الوباء تسلل إلى البلاد بحسب ما أكد عدة مسؤولين عبر البوابة الصينية، وطلبة الحوزات الدينية في قم، ورحلات الطيران إلى الصين.

انتقادات وتراجع/وحين انتقد كيانوش جهان بور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، في 5 إبريل تصرف الصين وتعاملها مع هذا الملف لاسيما في ما يتعلق بأعداد الإصابات، جوبه بموجة حادة من الانتقادات من قبل مسؤولين في البلاد. ورد السفير الصيني في طهران في حينه على الفور على هذه التصريحات ونصح جهان بور بمتابعة المؤتمر الصحافي لمسؤولي وزارة الصحة الصينية عن كثب.

 

الولايات المتحدة تتّجه إلى ركود تاريخي في 2020

واشنطن/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

ستشهد الولايات المتحدة عام 2020 ركودا تاريخيا ناجما عن تأثير فيروس كورونا المستجد، بعد عشر سنوات من النمو المستمر، وسيُستشف حجمه اليوم (الأربعاء) مع نشر قيمة الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول وتوقعات البنك المركزي.

ويتوقع المحللون انخفاضا سنويا بنسبة 4.3% في الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ويبدو مكتب الميزانية في الكونغرس، وهو هيئة مستقلة، أقل تشاؤماً. ويتوقع انخفاضا بنسبة 0.9% للفترة نفسها. وحذر كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء) عبر شبكة «سي إن إن»، من أن هذا التراجع ليس «سوى نزر يسير من مشكلة أكبر». وأضاف أن الأشهر المقبلة ستشهد تقهقراً «لا يشبه أي شيء رأيتموه من قبل على الإطلاق».

وسيظهر، اعتبارا من أبريل (نيسان)، حجم الضرر الذي ألحقه فيروس كورونا المستجد بالاقتصاد الأميركي، إذ اتُّخذت تدابير عزل واسعة النطاق لمنع انتشار الفيروس في النصف الثاني من مارس (آذار). وتوقف النشاط الاقتصادي بعدما أغلقت المدارس والمقاهي والمطاعم ومؤسسات الترفيه وكذلك معظم المتاجر غير الأساسية، في حين أرغمت شركات عديدة على تعليق نشاطها أو خفضه إلى حد كبير. وخلال خمسة أسابيع، قدم أكثر من 26 مليون شخص طلبات للحصول على إعانة بطالة، وهو أمر غير مسبوق في الولايات المتحدة.

أما في الفصل الثاني، فقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11.8%، بتراجع نسبته 39.6% عن مستواه في الفصل الثاني من العام 2019، بحسب ما ذكرت هيئة الميزانية المستقلة. ولا يُعرف بعد مدى انتعاش النشاط الاقتصادي الموعود. وستُخفَّف تدابير الاحتواء في كل ولاية حسب ظروفها، وقد سمحت بعضها، مثل جورجيا وتكساس، بإعادة فتح المحلات التجارية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد تستغرق العودة إلى مستوى 2019 بالنسبة لبعض القطاعات المتأثرة بشكل خاص بتوقف الاقتصاد، مثل النقل الجوي، سنوات عدة. ويعود آخر أكبر انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي إلى الربع الرابع من عام 2008، عندما انخفض بنسبة 8.4%. وبعد عام ونصف عام من الركود، عاد النمو في أواخر عام 2009. وتنتظر الأسواق بلهفة ما سيصدره مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأربعاء، في نهاية جلسة لجنة النقد، من توقعات للاقتصاد العالمي الأول.

وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى مجموعة «جي بي مورغان» مايكل فيرولي: «أعتقد أنهم سيقولون إن الاقتصاد يتدهور بسرعة فائقة والآفاق غير واضحة بتاتا». وأبدى خشيته من ألا يغامر أعضاء لجنة النقد «باتخاذ موقف حازم من التوقعات الاقتصادية التي تتوقف بشكل ما على عناصر الصحة العامة الخارجة عن سيطرتهم». ولن يتطرق البنك المركزي الأميركي الذي تجتمع لجنته النقدية كل ستة أسابيع، ألى أسعار الفائدة هذه المرة، علماً أنه كان قد خفضها إلى الصفر في منتصف مارس، وهو إجراء لم يتخذه منذ الركود الأخير عام 2009. كما أطلق الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من التدابير، من أدوات معتادة أو مبتكرة، لطمأنة الأسواق وإراحة الشركات والأسر. وبالنسبة لعام 2020، قد يبلغ انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 5.6%، بفضل بدء التعافي اعتبارا من الصيف، بحسب مكتب الميزانية. فيما يتوقع صندوق النقد الدولي، من جهته، انكماشاً بنسبة 5.9%.

 

انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 4.8 % خلال الربع الأول

واشنطن/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

أعلن مكتب التحليل الاقتصادي أن إجمالي الناتج المحلي الأميركي انكمش بنسبة 4.8 في المائة خلال الربع الأول على أساس سنوي. وقال المكتب إن نسبة الانكماش جاءت أسوأ من التوقعات. وكان الاقتصاد، خلال الأسابيع الأخيرة من شهر مارس (آذار) الماضي بصورة خاصة، قد تضرر بسبب فيروس «كورونا»، حيث تم إغلاق مجالات عديدة من الاقتصاد للحد من تفشي «الفيروس». وكان الاستهلاك هو الأكثر تضررا من فيروس «كورونا». وأشار المكتب إلى أنه ليس من الممكن حساب المدى الكامل للتداعيات الاقتصادية لفيروس «كورونا» بالنسبة لتقديرات إجمالي الناتج المحلي الحالي. وتظهر هذه الأرقام أسوأ انكماش للاقتصاد الأميركي منذ الأزمة المالية العالمية في الربع الأخير من عام 2008. وحذر كيفي هاسيت، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع من أن الربع الثاني قد يسجل «سالب 20 إلى سالب 30 في المائة». وكان الكونغرس قد مرر حزمة تحفيز بقيمة 3 تريليونات دولار للمساعدة في الحد من تداعيات فيروس «كورونا»، كما خفض بنك الاحتياط الاتحادي معدلات الفائدة إلى قرب الصفر. ومن المقرر أن يصدر بنك الاحتياط الاتحادي قراره اليوم بشأن معدلات الفائدة. وقد بدأت بعض المجالات في استئناف نشاطها في أمريكا، ومن المتوقع أن يستأنف مزيد من الولايات عمل القطاعات المتوقفة في اقتصاداتها على مراحل خلال الأيام والأسابيع المقبلة. وكانت طلبات إعانة البطالة في أميركا قد ارتفعت إلى 26 مليونا منذ منتصف مارس الماضي. ومن المقرر أن تصدر أحدث البيانات الأسبوعية غدا الخميس.

 

ارتفاع حصيلة وفيات كوفيد19 في بريطانيا إلى 26097

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

ارتفعت حصيلة الوفيات بكوفيد-19 بشكل مفاجئ في المملكة المتحدة اليوم، لتبلغ 26 ألفا و97، وتصبح ثاني أكبر حصيلة في أوروبا بعد إيطاليا، وذلك بسبب احتساب الوفيات في دور المسنين، وفق السلطات الصحية.

وكانت حصيلة امس بلغت 21 الفا و678 وفاة، إلا أنّها لم تكن تشمل سوى الوفيات في المستشفيات.

 

منظمة العمل الدولية: «كورونا» يهدد أرزاق نصف القوة العاملة في العالم

جنيف/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

ذكرت منظمة العمل الدولية، اليوم الأربعاء، أن وباء «كورونا» يهدد أرزاق 1.6 مليار عامل في القطاع الاقتصادي غير الرسمي أو نصف القوة العاملة في العالم. ومن بين إجمالي القوة العاملة العالمية التي يبلغ قوامها 3.3 مليار شخص، هناك مليارا شخص مما يسمون بالعمالة غير الرسمية يعملون في شركات غير مسجلة. وقالت الهيئة الأممية إن هذا القطاع يتضرر بشدة بسبب إجراءات الإغلاق، ونظراً لأن هؤلاء الأشخاص غالباً ما يعملون في نوع من الشركات هي الأكثر تضرراً، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأوضح الرئيس التنفيذي للمنظمة، جاي ريدر، أنه «مع تطور الوباء وأزمة الوظائف، فإن الحاجة لحماية الفئات الأكثر تضرراً تُصبح أكثر إلحاحاً». وأضاف: «بالنسبة لملايين العمال، فإن عدم وجود دخل يعني عدم وجود غذاء ولا أمن ولا مستقبل». وتشير تقديرات المنظمة إلى أن دخل العمال غير الرسميين في العالم تراجع بالفعل بواقع 60 في المائة بسبب الوباء. وأودى الفيروس بحياة أكثر من 217 ألف شخص في العالم، مع تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين و104 آلاف و330 إصابة رسمياً في 193 بلداً ومنطقة.

 

تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا

موسكو وبروكسل تعارضان «الخطوات الأحادية»... وبرلين تعتبر الاتفاق الأممي «سارياً»

موسكو: رائد جبر بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

أكدت موسكو معارضتها «أي خطوات أحادية» تقوم بها الأطراف الليبية، وشددت على أن «التسوية الوحيدة الممكنة في ليبيا يجب أن تقوم على أساس التوافق بين كل الأطراف».

وتوالت أمس ردود الفعل الروسية بعد إعلان قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، الانسحاب من اتفاق الصخيرات، و«قبول تفويض» الشعب الليبي، إذ قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا تواصل اتصالاتها مع جميع الفرقاء المشاركين في العملية السياسية في ليبيا، مشدداً على أن «حل الأزمة في هذا البلد سياسي دبلوماسي، وليس عسكرياً»، وأن «التسوية الممكنة الوحيدة في ليبيا يمكن أن تقوم على مسار التواصل السياسي والدبلوماسي بين جميع الأطراف، وخاصة الأطراف المتصارعة». وزاد موضحاً: «نعتقد أنه ليس هناك خيارات أخرى للحل في ليبيا».

وفي غضون ذلك، أعرب مصدر في وزارة الخارجية الروسية عن «دهشة» موسكو بسبب إعلان حفتر حول نقل السلطة في البلاد، مشدداً على «عدم وجود حل عسكري للنزاع». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن المصدر قوله: «هذا أمر مدهش. فهناك قرارات قمة برلين، والأمر الرئيسي قرار مجلس الأمن رقم (2510) الذي يجب تنفيذه أولاً وقبل كل شيء من قبل الليبيين أنفسهم، بمساعدة المجتمع الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة»، مجدداً دعوة الأطراف الليبية إلى إطلاق حوار شامل. وبدوره، أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، موقف بلاده من الإعلان، بقوله إن «موسكو لا تؤيد تصريحات قائد الجيش الليبي»، مبرزاً أن بلاده سبق أن حذرت أكثر من مرة من أن غياب الحوار سوف يؤدي إلى تصعيد، على خلفية هشاشة الاتفاقات القائمة، وأن «ما نشهده اليوم أثبت صحة التحذيرات التي أطلقناها».

وتابع لافروف موضحاً أن موسكو «لم توافق في السابق على أي خطوات أحادية، وهي تعارض حالياً إعلان أي طرف خطوات من هذا النوع»، مذكراً في هذا السياق بأن بلاده «لم توافق على ما أعلنه السيد السراج الذي رفض الحديث مع المشير حفتر، ولا نوافق على ما أُعلن بشأن قيام المشير حفتر وحده بتقرير كيف يعيش الشعب الليبي».

وأكد في الوقت ذاته أنه «لا يمكن هنا الحديث عن وجود أي أدوات ضغط لدى روسيا... نحن على اتصال مع كل الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية دون استثناء... وهذا يشمل المشير حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي (فائز) السراج، ورئيس البرلمان في طبرق عقيلة صالح، وغيرهم من المسؤولين، بمن فيهم قادة مجلس الدولة، حيث تم تأسيس كثير من الهيئات في ليبيا بموجب (اتفاق الصخيرات) عام 2015». وفي غضون ذلك، دعا لافروف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة «المسارعة بتعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، خلفاً للمبعوث السابق غسان سلامة الذي استقال من منصبه قبل شهرين»، وقال إن «ثمة اتفاقاً على أن يكون المبعوث الدولي من أفريقيا، ونعرف عدداً من المرشحين، وكلهم لديهم قدرات جيدة، والمهم اتخاذ القرار من جانب الأمين العام بسرعة».

وفي سياق ذلك، قال الاتحاد الأوروبي، أمس، إن تصريحات المشير حفتر الأخيرة، بخصوص قبوله تفويضاً شعبياً لتسلم السلطة «لا تقدم حلاً للوضع في البلاد»، مشدداً على أن «التصرفات والتصريحات المدفوعة بالقوة، والأحادية الجانب، لا يمكن أن تخرج البلاد من الصراع، وتعيدها لطريق السلام، ومثل هذه التصريحات لا يمكن قبولها»، بحسب تعبير بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، من مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، أمس. ورداً على سؤال حول المفاوضات الجارية بين دول الاتحاد الأوروبي، بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي حول آلية عمل والمساهمات في عملية «إيريني» قبالة سواحل ليبيا لمراقبة حظر الأسلحة، قال المتحدث إن المشاورات «مستمرة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الصدد». وأكد المتحدث الأوروبي أن المؤسسات والدول الأوروبية تتابع ما يجري في ليبيا، خاصة لجهة تصاعد العنف، بقلق بالغ. وأعاد التأكيد على النداءات المتكررة للاتحاد، بضرورة أن تعمل الأطراف المنخرطة في الصراع الليبي على نبذ العنف، وسلوك طريق الحوار للتوصل إلى حل سياسي يؤمن سلاماً مستداماً واستقراراً للبلاد، معتبراً أن اتفاق الصخيرات «يظل الركن الأساسي لأي حل سياسي في ليبيا، بانتظار توصل الأطراف المعنية إلى حل بديل يمر عبر عملية سياسية شاملة تحت راية الأمم المتحدة». ومن جهتها، اعتبرت الخارجية الألمانية، في بيان لها، أمس، أنه «لا يمكن حل الصراع في ليبيا عسكرياً، من وجهة نظر الحكومة الألمانية، ولا من خلال إعلانات أحادية الجانب، بل عبر عملية سياسية بمشاركة كل المناطق وفئات الشعب»، وقالت إن هذا يتطلب أيضاً «هدنة بشكل عاجل»، ورأت أن المجتمع الدولي يعتبر «اتفاق الصخيرات» سارياً حتى يتم التوصل إلى حل تفاوضي نهائي.

 

داود أوغلو يطلق حملة العودة للنظام البرلماني  والرئاسة التركية تطالب برفع حصانة نواب معارضين لمحاكمتهم

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

أطلق أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي الأسبق رئيس حزب «المستقبل» المعارض حملةً لتوحيد مواقف الأحزاب في البرلمان التركي «لخدمة البلاد ونبذ الخلاف والعودة إلى نظام برلماني قوي بدلاً من النظام الرئاسي الذي أظهر هشاشة واضحة في إدارة شؤون الدولة». جاء هذا تزامناً مع طلب الرئاسة التركية رفع الحصانة عن عشرات النواب المعارضين في البرلمان لمحاكمتهم. ويروج حزب «المستقبل» لحملته، التي ستستمر حتى نهاية العام الحالي، بِوَسْم «المستقبل في البرلمان». ونشر داود أوغلو مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي شدد فيه على أن مستقبل تركيا يكمن في البرلمان «من أجل دولة قوية تحت مظلة واحدة، ولا يحاكم بعضها بعضاً من أجل مطامع شخصية، ولا تخوِّن رغم الاختلافات الفكرية والعرقية والآيديولوجية». من ناحية أخرى، طلبت الرئاسة التركية من البرلمان رفع الحصانة عن 30 نائباً معارضاً؛ بينهم 21 نائباً عن «حزب الشعوب الديمقراطي» الكردي المعارض، تمهيداً لمحاكمتهم بتهم يتعلق أغلبها بدعم الإرهاب. ويتعرض «حزب الشعوب الديمقراطي» لضغوط شديدة من جانب الحكومة، حيث تشنّ السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة في صفوف أعضائه لاتهامه بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور.

 

روسيا تكثّف تحركاتها العسكرية في إدلب لدعم الاتفاقات مع تركيا/أوساط في موسكو تتحدث عن «نفاد صبر» بوتين حيال الأسد

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

بدأت موسكو تحركاً نشطاً على مسارين دبلوماسي وعسكري، بعد مرور أيام قليلة على اجتماع لوزراء خارجية بلدان «مسار آستانة» هدف إلى تقليص مساحات الخلاف، والتوافق على آليات التحرك في المرحلة المقبلة. وتزامن ذلك، مع تواصل السجالات حول طبيعة وأهداف الحملة الإعلامية الروسية القوية على الرئيس السوري بشار الأسد، والتي رغم تراجع حدتها أخيراً ما زالت تداعياتها متواصلة لجهة إثارة أسئلة حول مستقبل العلاقة الروسية مع النظام. وبرز التحرك الدبلوماسي في الاتصالات التي أجراها نائب وزير الخارجية الروسي المكلف بالملف السوري سيرغي فيرشينين مع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن. وأعلنت الخارجية الروسية أن الطرفين بحثا آفاق التسوية السياسية والوضع على الأرض وملف المساعدات الإنسانية. وجاءت المحادثات عشية جلسة دورية لمجلس الأمن حول سوريا. لكن الجانب المهم في المحادثات ظهر مع تأكيد دبلوماسيين روس رغبة موسكو في إطلاق سريع لعمل اللجنة الدستورية فور توفر الظروف الملائمة لذلك، في إشارة إلى أن موسكو تريد أن تبني سريعاً على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي حول آليات عمل اللجنة، وتخشى من أن المماطلة بسبب تداعيات تفشي فيروس «كورونا» قد تسبب أضراراً لما تم تحقيقه حتى الآن على هذا الصعيد.

لذلك، لم تستبعد مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن يتم إطلاق فكرة خلال الفترة المقبلة لتدشين عمل اللجنة «افتراضياً» لحين التمكن من عقد اجتماعات مباشرة لأعضائها.

ميدانياً، حمل التحرك الروسي رسائل عدة إلى الحكومة السورية وإلى تركيا في الوقت ذاته، إذ نقلت وسائل إعلام حكومية عن ضباط في سلاح الجو الروسي في سوريا أن موسكو بدأت تسيير مروحيات عسكرية في المناطق التي تشن فيها تركيا عمليات في إدلب لإجبار أطراف متشددة على فتح الطريق «إم 4».

وتعكس المواكبة الروسية للعمليات التركية ليس فقط أهدافاً ميدانية كون هذا التحرك متفقاً عليه بين موسكو وأنقرة، بل تحمل أيضاً إبعاداً سياسية على خلفية مواصلة دمشق حملات إعلامية وسياسية على تركيا. وقال دبلوماسيون روس إن موسكو تريد أن تؤكد التزامها بالاتفاق مع تركيا وارتياحها لأن أنقرة تقوم بخطوات عملية في طريق تنفيذ الاتفاقات. بالتوازي مع ذلك، بدا أن تداعيات الحملة الإعلامية القوية على الأسد في روسيا، لم تنتهِ، رغم تراجع لهجة المؤسسات الإعلامية التي شاركت فيها. وكانت سلسلة مقالات قد انتقدت الأسد بقوة أثارت نقاشات واسعة حول ما وُصف بأنه «تبدل في الموقف الروسي حيال الأسد»، وهو أمر أكدت مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أنه «من السابق لأوانه الحديث عن تغيير أو تبدل في سياسة روسيا في سوريا». لكن في المقابل يُجمع محللون على أن الحملة أظهرت أن «صبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ ينفد إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يُظهر عرفانه لروسيا التي ساعدته للبقاء في السلطة». ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مصادر مطلعة على النقاشات الدائرة في الكرملين أن بوتين -الذي تعاني بلاده من صدمتي انهيار أسعار النفط وتفشي وباء «كورونا المستجد»، بالإضافة إلى حرصه على إنهاء التحركات العسكرية في سوريا بإعلان تحقيق النصر- يصر على أن يظهر الأسد المزيد من المرونة في المحادثات مع المعارضة السورية بشأن التوصل إلى تسوية سياسية. ورأى محللون أن «رفض الأسد التنازل عن أي من صلاحياته مقابل الحصول على مزيد من الاعتراف الدولي، وربما مليارات من الدولارات في شكل مساعدات لإعادة الإعمار، أثارت فورات غضب روسية نادرة ضده».

وقال ألكسندر شوميلين، وهو دبلوماسي روسي سابق يدير «مركز أوروبا والشرق الأوسط» الذي تموّله الحكومة في موسكو: «على الكرملين التخلص من الصداع السوري». وأضاف: «تتعلق المشكلة بشخص واحد، وهو الأسد، وحاشيته».

ووفقاً لمحللين فإن «عناد الأسد يسلّط الضوء على المعضلة التي تواجهها روسيا، خصوصاً في عدم وجود بديل للزعيم السوري من أجل التوصل إلى اتفاق. وفي حين استخدم بوتين تدخله الناجح في سوريا في عام 2015 لاستعادة النفوذ الذي تمتعت به بلاده إبان الحقبة السوفياتية كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، لجأ الأسد إلى المناورة بين موسكو وداعمه العسكري الرئيسي الآخر، وهي إيران، للإبقاء على قبضته على مقاليد السلطة».

كما استفاد الأسد من قوة روسيا العسكرية والدبلوماسية أمام جهود تركيا لتوسيع وجودها في المناطق المتبقية التي يسيطر عليها المسلحون في شمال سوريا، في الوقت الذي سعى فيه إلى استعادة السيطرة على كامل البلاد. وكان دبلوماسيون روس قد وجهوا انتقادات حادة لـ«شعور الأسد بنشوة الانتصار ما يجعله منفصلاً عن الواقع، خصوصاً عندما يتحدث عن فتح معارك جديدة للسيطرة على المناطق التي ما زالت خارج سيطرته». ورغم أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، كان قد نفى أن يكون بوتين غير راضٍ عن الأسد بسبب رفض الأخير تقديم تنازلات للمعارضة السورية، في إطار التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، فإن خبراء روس أشاروا إلى أنه على مدار سنوات، مارست روسيا ضغوطاً على الأسد خلف الكواليس، للموافقة على تقديم بعض التنازلات السياسية الرمزية، على الأقل، لكسب تأييد الأمم المتحدة لإعادة انتخابه المتوقعة في عام 2021، ولكن هذه الضغوط لم تؤتِ ثمارها.

ولفت خبراء إلى أن بوتين أرسل أخيراً وزير الدفاع سيرغي شويغو، لنقل رسالة واضحة للأسد بضرورة الالتزام بالاتفاق الروسي مع تركيا. وكان الرئيس الروسي قد اضطر قبل ذلك إلى إرسال موفده الخاص ألكسندر لافرنتييف، لتنبيه الأسد إلى ضرورة التعاون مع غير بيدرسن، عندما كان الأخير بصدد تقديم إحاطة حول عمل «الدستورية» إلى مجلس الأمن. وشكّل الانتقاد الروسي الصريح للحليف السوري إشارات إلى وقوع تغيير جذري في نهج موسكو. صحيح أنه لا يعني «الانقلاب» على الأسد، لكنه كما قال خبراء يعكس قناعة روسية بأن على موسكو أن تتحرك بشكل نشط ومنفرد وأن تضع الأسد أمام استحقاقات.

كانت مؤسسات روسية قد نشرت استطلاعاً للرأي أظهر أن الأسد يحصل على تأييد بنسبة لا تزيد على 32%، وأدرج عدداً من البدائل المحتملة له من داخل النظام السوري ومن المعارضة.

وسرعان ما اختفى الاستطلاع ومقالات حادة اللهجة تجاه الأسد عن المواقع التي نشرتها، لكن بعد أيام، نشر مجلس الشؤون الدولية الروسية، وهو مركز أبحاث للسياسة الخارجية أسسه الكرملين، تعليقاً ينتقد الحكومة في دمشق ويصفها بأنها تحتاج إلى «نهج بعيد النظر ومرن» من أجل إنهاء الصراع. وفي مقابلة عبر الهاتف، قال ألكسندر أكسينيونوك، وهو دبلوماسي روسي سابق ونائب لرئيس مجلس الشؤون الدولية، وهو من قام بكتابة التعليق: «إذا رفض الأسد قبول دستور جديد، فإن النظام السوري سيعرّض نفسه لخطر كبير».

وفي إشارة إلى أن سبب الغضب الروسي لا يقتصر على محاولة دمشق عرقلة الاتفاق الروسي - التركي بل ينسحب على المماطلة في دفع نشاط اللجنة الدستورية، قال أكسينيونوك، إن المحادثات التي بدأت في جنيف بقيادة الأمم المتحدة، لإعادة صياغة الدستور السوري وإدخال بعض المنافسة السياسية، وصلت سريعاً إلى طريق مسدود عندما قام الجانب الحكومي «بإفساد (المفاوضات) عن عمد». وبرز البعد الاقتصادي كذلك في الانتقادات الروسية، وأوضح دبلوماسي قريب من الشأن السوري، أن تحذيرات موسكو تعكس حجم الإحباط داخل مجتمع الأعمال في روسيا، من الفشل في دخول الاقتصاد السوري. كما أشار إلى أن روسيا تدرك أيضاً مدى صعوبة الوضع في البلاد، في ظل فشل الأسد في توفير السلع الأساسية بسبب تفشي وباء «كورونا»، بالإضافة إلى مشكلة الشبكات الفاسدة التي تخاطر بنوع ما من التمرد في مناطق معينة مستقبلاً.

ورغم ذلك، قال مصدر وثيق الصلة بالكرملين إن موسكو اكتفت حتى الآن بإرسال إشارات قوية للقيادة السورية. وقال مصدر آخر مقرب من الزعيم الروسي إن بوتين يرى الأسد شخصية عنيدة خيّبت آماله، وقد استخدم بعض الإعلام لتوصيل رسالته. وأوضح المصدر ومسؤول حكومي، أنه لا يزال من غير الممكن التخلي عن الرئيس السوري، لأنه لا يوجد حليف آخر مناسب في سوريا.

 

روحاني يصعّد ويتحدى: الخليج سيبقى فارسياً إلى الأبد وصراع بين المتشددين حول رئاسة البرلمان الإيراني الجديد

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/29 نيسان/2020

 في تصعيد استفزازي لتحدي العالم والمنطقة، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، على أن الخليج العربي “سيبقى فارسياً للأبد وليس خليج واشنطن أو نيويورك”، زاعما أن بلاده نجحت في ضمان أمن مياه الخليج. وبمناسبة ما يعرف في طهران بـ”يوم الخليج الفارسي”، قال روحاني إن “جميع الأقاليم المحاذية للخليج من خوزستان إلى سيستان بلوشيستان مرورا ببوشهر وهرمزكان، حرست الخليج على أفضل نحو، وصمدت أمام الغرباء، وهي لاتزال صامدة، وعلى الأميركيين أن يعلموا أن اسم هذا الخليج هو الخليج الفارسي، وليس خليج نيويورك أو واشنطن، والا يتآمروا على شعبنا يوميا، فشعبنا انتصر في جميع الساحات، ونجح وسينجح في ضمان أمن الخليج”. من جانبه، هدد المتحدث باسم القوات المسلحة أبو الفضل شكارجي، الولايات المتحدة، بأنها “ستتلقى صفعة أقوى من ذي قبل، في حال اعتدت على المياه الإيرانية ومصالح شعبنا في مياه الخليج”، معتبرا أن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير الزوارق الإيرانية “يأتي في إطار الحرب النفسية، وسعيه لكسب امتيازات في الانتخابات الرئاسية”. وزعم أن “القوات الأميركية في الخليج تلوث المياه وتتعرض للصيادين والسفن التجارية، ويحق لها العبور من المياه الدولية عندما لا تسبب الأذى للآخرين”. في غضون ذلك، كشفت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في طهران، عن وجود صراع داخل معسكر المتشددين حول منصب رئيس البرلمان الإيراني الجديد، لمنع عمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف من الفوز بهذا المنصب. وذكرت أن التنافس بين الشخصيات المتشددة لم يعد مقتصرا على قاليباف، بل هناك العديد من قيادات التيار أعلنوا عن استعدادهم للترشح للمنصب، منهم زعيم جبهة “الصمود” مرتضى آقا طهراني، ووزير الثقافة السابق مصطفى ميرسليم، والنائب المتشدد السابق علي رضا زاكاني.

ومن بين المتنافسين برزت أسماء السياسيين المؤيدين للرئيس السابق أحمدي نجاد، ومنهم علي نيكزاد وحميد رضا حاجي بابائي، بالإضافة إلى رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية السابق فريدون عباسي.لكن موقع “فرارو” الإخباري أدرج ضمن قائمة المتنافسين قياديا إصلاحيا، هو مسعود بزشكيان، الذي يشغل منصب نائب رئيس البرلمان الحالي. إلى ذلك، وفيما أعلن مدير الطواري الصحية الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برنان، أن الإصابات في إيران تمثل نسبة 60 في المئة من الإصابات في إقليم شرق المتوسط، كشفت قناة “إيران إنترناشيونال” المعارضة، أن 70 في المئة من الإحصاءات المتعلقة بالنتائج الإيجابية لاختبارات مصابي “كورونا” في بعض المحافظات الإيرانية لم يتم تسجيلها على نظام معلومات المستشفيات “إتش آي إس” التابع لوزارة الصحة الإيرانية، ولم يتم إدراجها في التقارير الرسمية. وأظهرت وثيقة حصلت عليها القناة أن تسجيل المعلومات المتعلقة بالمرضى تم في وقت متأخر يتراوح بين 3 و20 يومًا في نظام مركز مراقبة الرعاية العلاجية، التابع لمركز طوارئ البلاد. وأضافت أن محافظة قم هي الأدنى من حيث عدم تسجيل الاختبارات الإيجابية بنسبة 27 في المئة، ومحافظة لرستان هي الأعلى بنسبة 70 في المئة، وشهدت محافظات قم وكلستان وخراسان الرضوية وأذربيجان الغربية وطهران أعلى نسبة لعمليات التأخر في تسجيل بيانات المرضى بنسبة تتراوح بين 10 و32 في المئة. من جانبه، وعلى الرغم من الهجمة التي طالته قبل أيام، بسبب تصريحات أكد فيها أن الأرقام الحقيقية لضحايا كورونا في إيران أعلى بكثير من التي تعلنها السلطات رسمياً، أصر رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي رفسنجاني على موقفه، قائلا إن “أعداد ضحايا كورونا تأتي من مقبرة “بهشت زهراء” في طهران. بدورها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا، بواقع 80 حالة ليصل إلى 5957. وأضافت أن العدد الإجمالي للإصابات ارتفع إلى 93657 إصابة

 

أميركا لا تريد العراق دولة تابعة لإيران وضوء أخضر شيعي للكاظمي لتقديم حكومته للبرلمان

بغداد – وكالات/29 نيسان/2020

 أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر أمس، أن الولايات المتحدة لا تريد العراق “دولة تابعة لإيران”، مضيفاً أن “هذا أمر نتشارك فيه مع الأكثرية الساحقة من العراقيين، وهم أيضاً يريدون العراق سيداً”. وقال إن بلاده أصدرت إعفاء للحكومة العراقية يسمح لها باستيراد الكهرباء من إيران، موضحاً أن العراق قام بإجراءات ليكون مستقلاً عن شبكة الكهرباء الإيرانية، “ونرى أنها كانت مفيدة لكنها ليست كافية”. وأضاف أن “وزير الخارجية مايك بومبيو تابع إعطاء الإعفاءات لتشجيع العراقيين أولاً على السير قدماً باتجاه الاستقلالية، وثانيا، لتشجيعهم على تشكيل حكومة ذات مصداقية، وتقوم على مصالح العراق بما يخص قضايانا الثنائية وبما يخص تلبية مطالب الشعب العراقي واحتياجاته”. وأشار إلى أن ما كان يحدث حتى وقت قريب في العراق، إنه “في حقبة (قائد فيلق القدس) قاسم سليماني .. كان سليماني يأتي إلى العراق ويجتمع إلى الزعماء السنة والشيعة ويقول لهم من يكون رئيس وزرائهم، رأينا الأمر ذاته مع قآني، خليفة سليماني، الذي جاء ليقوم بالأمر ذاته” في المقابل. في غضون ذلك، كشف مصدر سياسي عراقي، عن انتهاء رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي من إعداد تشكيلة الحكومة، باستثناء بعض الوزارات، لعرضها على مجلس النواب. وقال المصدر، ليل أول من أمس، إن “المفاوضات التي شهدتها الساعات الأخيرة وتغير بعض المواقف، منح الكاظمي مساحة كبيرة في اختيار وزراء حكومته، وقد يقوم بتغيير بعضهم خلال الساعات المقبلة”. على صعيد آخر، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، كلا من بغداد وأربيل إلى الاحتكام للدستور في خلافهما بشأن المسائل المالية، والالتزام بقانون الموازنة، وإبعاد رواتب موظفي الإقليم عن الخلافات السياسية. وقال إنه “لا بد من تظافر الجهود للإسراع في حسم ملف تشكيل حكومة جديدة تسعى لتحقيق الإصلاحات المنشودة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة جراء انتشار جائحة كورونا، التي تستدعي وقوف الجميع لضمان الحفاظ على أرزاق المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وعدم المساس بمرتبات الموظفين وبالذات الدرجات المتدنية”.من جهة أخرى، تلقى الناشطون والمشاركون في التظاهرات آلاف رسائل التهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ناشطون، إن مئات مؤلفة من الحسابات الوهمية تحمل صوراً رمزية لقيادات مسلحة، وأخرى للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، كثفت هجماتها على الصفحات الشخصية للمتظاهرين العراقيين، سيما في موقع “فيسبوك”، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى مغادرة بغداد باتجاه مدن أخرى حفاظاً على حياتهم لحين رفع حظر التجوال وعودة الثورة مجدداً. وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان علي المكدام، إن الرسائل تشمل تارة تهديد بالقتل، وتارة أخرى بالخطف، في حين تقول رسائل أخرى، “إن لم نصل إليك نصل إلى عائلتك”، وهو التهديد الأخير الذي وصلني، ما دفعني إلى الاتصال بأصدقاء لي لتأمين مكان آخر لعائلتي”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

الكولونيل شربل بركات/28 نيسان/2020/الحلقة الأولى

http://eliasbejjaninews.com/archives/85510/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-01-%d9%85%d9%86-04-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

 

الحلقة الثانية/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

الكولونيل شربل بركات/الحلقة الثانية/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85536/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-02-%d9%85%d9%86-04%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

كان الأمير فيصل قد عرض على “جمال باشا” في كانون الأول من سنة 1917 في دمشق انشقاقه عن الحلفاء وانضمامه إلى “اخوانه” المسلمين في السلطنة العثمانية شرط أن يعطى ادارة الولايات في سوريا والموصل. والمعروف بأن “جمال باشا” على عكس “أتاتورك” من المسلمين المتعصبين وقد كان شارك بعمليات الابادة التي جرت بديار بكر وغيرها.

ولم يمر العرض بسبب الخلاف على القرار بين الباشاوات الثلاث “طلعة باشا” الصدر الأعظم ووزير الداخلية، و”جمال باشا” وزير البحرية، و”أنفر باشا” (أو “أنور باشا” كما يسميه العرب) وزير الحربية، وكانوا هم من يدير السلطنة فعليا.

فعاد “فيصل” إلى أحضان بريطانيا وحاول “لورنس” تجميل خطوته هذه بأن اعتبرها مناورة من قبل “فيصل” لتشتيت خطط العثمانيين. ولكن في ربيع 1918 بدأت “عملية مايكل” الألمانية (21 آذار 1918) على الجبهة الغربية وكان مخطط لها أن تقضي بسرعة على دفاعات الحلفاء هناك بسبب الفرق الالمانية العديدة التي سحبت من الجبهة الروسية ودفع بها إلى الجبهة الفرنسية، ما كان سيؤدي إلى خسارة الحلفاء للحرب قبل وصول القوات الأميركية إلى اوروبا والتي كان مقررا في ايار من العام نفسه. يقول بعض المؤرخين بأن الأمير “فيصل” وعندما عرف بهذه التطورات اتصل مجددا ب”جمال باشا” عارضا خدماته التي رفضها الأخير هذه المرة جملة وتفصيلا كونه كان واثقا من النصر.

عندما احتلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال “اللنبي” دمشق في 30 ايلول 1918 سارع الأمير “فيصل” للدخول اليها في الثالث من تشرين أول 1918. وبدأ على الفور بوضع يده على الحكم فعين “علي رضا باشا الركابي” حاكم عسكري على المدينة وكان أول عمل قام به “الركابي” اعتقال الأمير “محمد سعيد الجزائري” حفيد المناضل الأمير “عبد القادر الجزائري” والذي كان أعلن عن تشكيل حكومة عربية باسم “الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية” فور خروج الجيش العثماني ورفع العلم العربي.

ومن ثم باشر رجال “الركابي” برفع العلم العربي وتشكيل ادارة محلية في كافة المدن السورية. وكان حلم الأمير “فيصل” ومن حوله اعلان “مملكة عربية” تمتد من سوريا إلى اليمن باستثناء الحجاز التي يعود الحكم فيها إلى والده الشريف حسين ولم يدخل ضمنها العراق.

ولكن فرنسا وبريطانيا كان لهما مشاريع مختلفة فهما لم تنتهيا بعد من موضوع السلطنة ومستقبلها. وكانتا قد اتفقتا بما عرف فيما بعد “باتفاق سايكس- بيكو” على توزيع النفوذ بينهما في البلاد التي ستنسحب منها السلطنة.

فتشرف فرنسا على لبنان وسوريا حتى كليكيا بينما تشرف بريطانيا على فلسطين وشرق الأردن والعراق. ولا يعني هذا ابدا أن “فيصل” لن يستطيع أن يحكم البلاد ولكنه سيحكمها تحت اشراف فرنسا وبريطانيا.

(01-أحد الضباط العثمانيين سرح من الجيش العثماني لمعارضته دخول السلطنة الحرب عينه جمال باشا رئيسا لبلدية دمشق 1915 وعينه فيصل حاكما عسكريا فور دخوله دمشق في 3 تشرين أول 1918 ثم رئيسا للوزراء فيها في9 آذار 1920 وفي 3 أيار 1920 قدم استقالته لاعتراضه على مواجهة الفرنسيين لعدم التكافؤ ورفضه لتسليح الأهالي. واصبح فيما بعد رئيس حكومة شرق الأردن التي تشكلت في 10آذار190 .)

وذلك تجنبا لاعادة تكرار التجربة العثمانية في الادارة الفاشلة والتي قامت على الفساد والرشوة والاستبداد، ما يؤدي إلى تأخر البلاد بدل تقدمها.

كانت النظرة الأوروبية للمصالح، والتي نفهمها أكثر اليوم، تقوم على تقدم البلاد وتطور السكان فيها لزيادة قدرتهم الانتاجية وبالتالي الشرائية، والتي تؤدي إلى المزيد من استهلاك الصناعات الأوروبية.

ما ينتج عنه عدم الحاجة لفرض الأمور بالقوة. ومن جهة ثانية كانت المجازر التي قامت بها السلطنة مؤخرا، والتنظيف العرقي الذي مورس في جنوب تركيا ضد الاقليات السريانية والآشورية والأرمنية واليونانية، اضافة إلى المجاعة التي فرضها “جمال باشا” على جبل لبنان والتي أدت إلى مقتل أكثر من 200 ألف من سكان المتصرفية، تدعو دول الحلفاء إلى العمل على التخفيف من التمييز بين الشعوب. وذلك باعطاء المجموعات الحضارية حقوقها بالتمثيل في الادارة والحكم.

وهذا يؤدي بالطبع إلى زيادة الاستقرار في عالم بدأ يصبح أكثر انفتاحا بواسطة المواصلات الحديثة يومها. ولكن العقلية الرجعية التي سادت مع العثمانيين، وخاصة في بلادنا، كانت تعتقد بأن ادارة البلاد هي امتلاك القوة والسيطرة على الغير والتفرد بالثروة.

من هنا لم يفهم، أو لم يرد أن يفهم، من كان في دائرة القرار عند الأمير “فيصل”، أهمية التعاون مع القوى الكبرى، وتسرّعت “النخبة” المحيطة بالأمير في استغلال نصر الحلفاء على العثمانيين ورفع نيرهم عن البلاد.

وقد يكون هناك مندسون لخلق البلبلة والقلاقل في المناطق التي تركتها القوات العثمانية. وبدل أن تتعاون هذه النخبة المحيطة بالأمير “فيصل” مع قوات “الحلفاء”، التي لم تكن قد انتهت بعد من حربها مع دول “المركز”، تصرفت وكأنها هي من ربح الحرب، وقد حانت ساعة التمتع بالنصر.

زد على ذلك أن من قابلهم من الفرنسيين والبريطانيين كانوا ضباطا عسكريي التفكير. فكان استعجال التنفيذ، بدون تشاور لا مع البريطانيين ولا مع الفرنسيين، بدا وكأنه محاولة لفرض الأمر الواقع. فحدث الصدام وفشلت التجربة التي عادت ونجحت مثلا في شرق الأردن مع الملك “عبدالله”.

ونجحت أيضا (ربما نسبيا) في لبنان الذي، وبعد حادثة عين إبل المؤلمة ونتائجها، تنظمت فيه السلطة والدستور وشيئا فشيئا أخذت الأمور تسير بشكل طبيعي. وبدأت البلاد تستقر والمؤسسات تبنى والسلطة تنتقل شيئا فشيئا إلى الوطنيين.

وقد أنشأت هذه الدول الكبرى عصبة الأمم وأطلقتها في مؤتمر السلام في باريس ووضع لها أهدافا، منها منع الحروب وتدريب الشعوب في الدول الناشئة على الحكم الذاتي. ومن هنا كان تفويض فرنسا وأنكلترا من قبل عصبة الأمم هذه بالانتداب على سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وشرق الأردن وتعليم المواطنين على ادارة البلاد فيها.

أكثر ما أفشل حكم الأمير “فيصل” في الشام هو الضباط العرب من بقايا الجيش العثماني وبقايا المنظمات السياسية التي كانت قد انشئت في أواخر ايام العثمانيين وقد التحق هؤلاء بقوات الأمير تحت مسمى الثورة العربية وقادوا عملية تنصيبه “ملكا على بلاد العرب” بدون التنسيق مع البريطانيين أو الفرنسيين.

وهم من شجّع، وعلى الطريقة العثمانية، فرض توقيع المطالب أثناء جولة لجنة “كينغ – كرين” التي كان أرسلها الأمريكيون بناء على مشروع الرئيس “ولسون” لاستفتاء الشعوب في تقرير مصيرها. وقد كان طرحه أثناء مؤتمر باريس.

فإذا كان هؤلاء الضباط قد نسّقوا مع الأتراك عملية افشال التقارب بين العرب والحلفاء، منتظرين أن يستعيد “أتاتورك” وبقايا الجيش التركي سيطرتهم على الأرض فتكون سوريا جاهزة للانقلاب على الحلفاء، فهي خيانة كبرى لكل الشعوب التي كانت تتمنى انتهاء السيطرة العثمانية.

وإذا كانت المدارس الحربية العثمانية والتدريب وغسل الأدمغة قد فعلت فعلها في العقول فولدت نوعا من الحقد على الحلفاء، فيمكن تفهمه. وقد خدم هؤلاء الضباط في جبهات القتال مع الجيش الألماني والنمساوي، ولهم من الخبرة في تقدير قوة العدو وتأثير ولاء الأهالي على الجيش المقاتل.

(02 كان هناك الكثير من الضباط والجنود الذين خدموا بالجيش التركي ومنهم من تبوأ مناصب مهمة وتدرب مع الألمان نذكر من المنظورين فقط يوسف العظمة الذي تسلم وزارة الحربية وهو من قرر مواجهة الفرنسيين في ميسلون ونوري السعيد وجعفر العسكري وهم من الضباط الأتراك فما كان تأثيرهم وأمثالهم في فشل التجربة العربية وفي ردود الفعل العنيفة التي أدت إلى ذلك؟)

لذا وإذا كانوا يكنون بالفعل حقدا شخصيا على الحلفاء الذين حاربوهم في كل الجبهات، فلا بد أن يكون تعاملهم معهم سلبيا لا بل معاديا. من هنا كان فشل “فيصل” في سوريا. فقد كان البريطانيون انسحبوا من دمشق بطلب من فرنسا فور التوقيع على اتفاقية وقف النار ونصحوا الأمير “فيصل” بالتفاوض مع الفرنسيين.

وأنزل الفرنسيون قوات جديدة على الساحل توجهت لاكمال السيطرة على شمال سوريا حتى كيليكيا من بقايا القوات العثمانية. ولم يكن بنيتهم محاربة “فيصل” أو تحجيمه. لا بل، وبعد أن تم الاتفاق معه على تنسيق الجهود مع الفرنسيين، اعتقدوا بأن الأمور سائرة إلى التحسن. ولكن رفض المتشددين، وعلى راسهم “يوسف العظمة”، لمهادنة الفرنسيين، إدى إلى التراجع عن ما تم الاتفاق عليه. وما كان من رئيس الوزراء “الركابي” يومها إلا تقديم استقالته في 3 ايار 1920 أي قبل يومين من الهجوم على عين إبل. وكانت أسباب تقديمه الاستقالة “بأننا لا نقدر على مواجهة الفرنسيين ويجب القبول بشروطهم”. ولكن وزير الحرب “يوسف العظمة” فرض رأيه وبدأ التحضير للمواجهة.

يتبع –

 

ماذا بعد الجلاء الجيش السوري من لبنان؟

الكولونيل شربل بركات/ من أرشيف العام 2005

صحيح أن حلم اللبنانيين صار حقيقة وصحيح أن قوات الاحتلال السورية التي اغتصبت لبنان طيلة ثلاثين سنة ترحل بسرعة الحلم، ولكن هل إن رواسب وذيول الاحتلال سوف ترحل معه؟ أم أننا سوف نعاني مما زرعوا فنحصد بدل القمح زوانا؟ وماذا ستكون عليه العلاقة بالنظام المستمر في سوريا (إذا استمر)؟ وما هي الشروط لعلاقات ممتازة (لا مميزة) بين الجارين؟ الحلم اللبناني بأن يتحرر البلد لا شك قد تحقق في جزئه الأول والأساسي، وهو رحيل القوات السورية عن أراضيه، ولو أبقت على بعض جيوب المخابرات في الضاحية الجنوبية وغيرها من مراكز تواجد وسيطرة أزلامها من جماعة حزب الله، كون بقية الأحزاب الموالية لها كحزب البعث والقوميين السوريين وبعض مسلحي مخيمات الفلسطينيين لا يقدرون على حماية هؤلاء في ظل صحوة اللبنانيين وتكاتفهم وإصرارهم على التحرر.

الحلم اللبناني بان يتوحد الشعب حول مطلب الاستقلال، قد تجسد في مظاهرات آذار، وخاصة تلك التي جعلت نصف اللبنانيين يزحفون على بيروت ويظهرون عن تضامنهم وتكاتفهم والمطالبة بالحرية والحقيقة ورفع الوصاية ونظام المخابرات.

الحلم اللبناني بأن يسقط الشعب الحكام الذين فرضوا عليه، ويسمي ممثليه بحرية ومسؤولية، هو أيضا قيد التحقيق؛ فإسقاط حكومة كرامي الأولى ثم وقف التكليف بالمماطلة، وتعيين حكومة مهمتها الإشراف على الانتخابات، وتسهيل عملية التحقق من الانسحاب، وإنهاء عهد المخابرات، وإبعاد رؤساء الأجهزة الأمنية تسهيلا لكشف ملابسات "الجريمة"، والوصول إلى إجراء انتخابات حرة، أشرف عليها مراقبون دوليون أو لم يشرف، كلها بشائر تدل على قدرة اللبنانيين ورؤيتهم الصائبة ورغبتهم في بناء دولة قادرة على العيش. ولكن وبالرغم من كل تلك المؤشرات لا تزال هناك عقبات ومطبات يجب التنبه لها كي لا يذهب سريعا وهج الجلاء والتحرر ليحل محله عنصر الفوضى أو التردد.

إن إنهاء الحالة الشاذة المتمثلة بحزب الله المسلح وبما تبقى من سلاح الفلسطينيين يجب أن يكون مطلب كل اللبنانيين، فكفانا هيمنةً وتلاعباً بالقانون، احتكاراً للوطنية وتعالياً على الآخرين. وكفانا تشرذماً وتقوقعاً، وكفانا عنجهية كاذبة بالتصدي أو التحرير، بحمل قضية الفلسطينيين فوق كل قضية أو بالتخويف منهم ومحاربة التوطين. إن هذه المناورات لا تهدف إلا إلى زعزعة الاستقرار أو عدم الوصول إليه، وتهدف إلى فتح المحميات والجزر الأمنية التي تؤدي، كما أدت حصانة الثورة الفلسطينية في السبعينات، إلى تخريب البلد وعودة الاحتلال من الطاقة بعدما خرج من الباب. ولماذا التشكيك بقدرة الدولة والجيش على حماية البلاد؟ ولماذا يكون بعض اللبنانيين من لون واحد أقدر من كل اللبنانيين مجتمعين على الدفاع عن كرامة الوطن عندما تدعو الحاجة؟ ولماذا يطلب من فئة واحدة ما لا يطلب من الجميع إذا لم تكن هذه الفئة تدعي التضحية بينما هي من يستنزف الوطن واستقراره وقدراته لكي يستعلي على الآخرين ويفرض لنفسه امتيازات لا يمكنه قبولها لغيره.

أما عن المصالحة التي كانت ممنوعة بين اللبنانيين فنحن أول الداعين لها، ولتكن مع حزب الله المنزوع السلاح أيضا، ولتكن مع بقايا الموالين لسوريا، ولكن بشرط أن يقبلوا بلبنان كيانا نهائيا، وبنظامه الديمقراطي الذي يحمي حقوق وتطلعات كل الأقليات التي تشكل هذا الوطن، لأنه لا أكثرية في لبنان، ولا نزال نعيش واقع الشرق الذي لا ينسى تاريخ القهر العابر على الكل، والذي لم يترك أحدا إلا وأذاقه طعم المرارة، ولبنان الخارج من عهود الظلم الحديث لم ينس بعد ذلك الطعم، وسيذكره لا للانتقام أو الحقد بل للتحصن بقبول الآخر والاعتراف به، وبناء النظام الأمثل لحماية الحقوق في عالم الأصولية البغضاء والتعصب الأعمى.

إن المطالبة بالعفو عن قائد القوات اللبنانية، وهو قد أصبح رمز للانتقام السياسي في النظام الديكتاتوري، هو مطلب كل اللبنانيين، ولا عيب أن يطلق معه كل المساجين السياسيين في فرحة الاحتفال بالاستقلال هذه، ومن ضمن هؤلاء، المظلومين من أبناء المنطقة الحدودية، الذين تحملوا غياب الدولة واستعدائها لهم يوم صمدوا في أرضهم ومنعوا التهجير والظلم، في بلد كان مرتعا للعصابات تستبيح الأرزاق والأعراض، وفي وطن غابت عنه السلطة وترك لشذاذ الآفاق وحملة السلاح يعيثون فيه فسادا لإرضاء سوريا ومخططاتها الرامية إلى تشويه صورة لبنان وخلق شرخ بين بنيه.

ويجب أن تفتح البلاد قلبها لاستقبال المنفيين، قسرا كانوا أم هربا من الظلم والجور ومن حكم الأجهزة والغرباء، فتلاقي على الجنرال عون ورفاقه وتنادي على أبناء المنطقة الحدودية وزعيم حراس الأرز وغيره وعلى قادة المنظمات الاغترابية، لينضموا أيضاً إلى رفوف العائدين ويلتقوا الأخوة من كافة المناطق ويفرحوا كلهم بانتصار الحق وتحرير البلد من عبء التبعية وذل الديكتاتورية.

وكان يجدر بالمسؤولين اللبنانيين الذين يوزعون اليوم أوسمة التقدير والشكر لرجال سوريا العائدين إلى بلادهم أن يطالبوا، بدون عقد الخوف أو التبعية التي رافقت الحكام في ظل الاحتلال، بإطلاق سراح كل المساجين اللبنانيين في السجون السورية فورا، مع الإصرار على اعتبار هذا المطلب أساسيا في العلاقات المستقبلية بين البلدين.

وماذا عن هذه العلاقات المستقبلية؟ وهل صحيح أن الشعب اللبناني يريدها علاقات مميزة؟

لهذا السؤال أجوبة متعددة ولكنها تصب كلها في عنوان واحد هو سيادة البلد وكرامة المواطنين فيه والعلاقات المتوازنة بينه وبين أية دولة في المنطقة. ولكي نجاوب على هذا السؤال يجب أن نعرف ما هو رأي القيادة السورية في هذه العلاقات، فإذا كانت هذه القيادة مستعدة للاعتراف بلبنان دولة سيدة حرة مستقلة تتبادل معها علاقات ديبلوماسية طبيعية وتفتح سفارات للبلدين في بيروت ودمشق، فإننا نبدأ بالسير على الطريق الصحيح، وإلا فإننا نكون في هدنة لا نعرف متى وكيف ستخرق ويجب الاحتراز والترقب لكل متغيرات قد تطرأ. ولكن في حال الاعتراف وتبادل السفراء فإن صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين لا بد لها أن تفتح، ويجب أن يحضر لبنان كل ملفات الحرب، وخاصة تلك المتعلقة بالجرائم المرتكبة من قبل السوريين، أفرادا أو تنظيمات، أو من قبل الجيش السوري والمخابرات، ومن بينها جرائم قتل القادة والرؤساء والزعماء الروحيين والمدنين منهم، ولتقم سوريا بنفس الشيء إذا كان لديها ما تقوله للبنان، وذلك كي لا نبقي مجالا للحقد في العلاقات بين البلدين، ولتكن هذه علاقات يرعاها القانون فيأمن المواطن بأن الحوادث المشابهة لن تتكرر، ونعرف بأن الدولة هي من يطالب بحقوق الناس كي لا يذهب كل واحد ليقاضي سوريا في المحافل الدولية في أمور وجرائم تعرض لها، وإلا فسوف نطالب الأمم المتحدة مجتمعين بإنشاء لجنة خاصة لمتابعة هذا الموضوع الإنساني وفرض التعويضات اللازمة على المتضررين من جرائه.

أما فيما يتعلق بالاتفاقيات المعقودة بين البلدين، فإن الدولة اللبنانية يجب أن تعيد دراستها على ضوء المصلحة اللبنانية، فتقرر الاستمرار بها أو إعادة النظر ببعضها أو بمجملها لتتناسب وتطلعات اللبنانيين. ويجب ترسيم الحدود بشكل نهائي، وتنظيم الدخول والخروج من وإلى البلدين بما يتناسب والقوانين، وقد يكون التعاون بين سوريا ولبنان حاجة ماسة للبلدين، وعندها يتطور هذا التعاون بين بلدين سيدين لا يطمع أحدهما بالآخر ولا يفرض أي منهما على الآخر ما لا يرضاه لنفسه.

ونحن هنا مع علا قات قد تكون ممتازة بين لبنان وسوريا ضمن مبدأ الاحترام المتبادل لسيادة البلد واستقلاله وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، ولكننا لا نسلم تلقائيا بمبدأ العلاقات المميزة على حساب لبنان، ولا نقبل بأن يقال، وكأننا أطفال لا نعرف الأمور أو جهلة لا نملك ذاكرة قط، بان سوريا قدمت للبنان المساعدة والأمن، بينما هي قدمت له الاحتلال والتبعية، وفرض الرأي وتنصيب الحكام دمىً، وقدمت له الدماء والتفجيرات، والقتل والدمار. ولكننا سنحاول إن هم حاولوا التصحيح، أن ننسى الأيام السوداء لنعمل لمستقبل، نأمل بأن يكون مشرقا، قد تساعد العلاقات الطبيعية والطيبة والتعاون المثمر والمتكافئ فيه، على هذا النسيان. إن من يدعي بأن لا مشاكل بين لبنان وسوريا يكون إما متعامي وإما أنه يكذب على نفسه وعلى الآخرين. ولكن من يريد مصلحة لبنان وسوريا يجب أن يعترف بكل المشكلات وكل الظلم الذي عاناه اللبنانيون، وبكل المآسي التي افتعلها السوريون؛ من معروف سعد والدامور وحتى الحريري، ويجب أن تكشف كلها وتجري دراسات معمقة على دور سوريا فيها، لكي لا تعاد ولكي يعرف اللبنانيون بأن التغاضي عن الحقائق يؤدي إلى المآسي ويطال الجميع عاجلا أم آجلا. ويعرف السوريون ماذا اقترفت أيديهم بحق لبنان فلا يعودون إلى التذاكي أو التحايل. فالحق يحرر، والحقيقة تحمي من التكرار وتفسح المجال أمام التصحيح وبناء المستقبل. فهنيئا للبنان بجلاء جيش الاحتلال، وستتم الفرحة يوم لا يبقى مسلح في لبنان غير قوى الأمن المولجة حماية الناس، والتي تتبع الأنظمة والقوانين، ويردعها حكم ديمقراطي مبني على حق الاختلاف بالرأي والحرية مع الحفاظ على النظام، في هذا البلد الذي شأه الله بلد الانفتاح والتعاون، وفي نفس الوقت بلد الخصوصية والاستمرار.

27 نيسان 2005

 

مئوية لبنان بين الحاكم والحزب الحاكم

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

في كتابه «هذا الجسر العتيق... سقوط لبنان المسيحي؟ 1920 - 2020» يتساءل الكاتب والمؤرخ اللبناني كمال ديب عما إذا كان لبنان المسيحي سقط عام 1976، وهل سقط معه المسيحيون خصوصاً الموارنة وخرجوا فانتهى دورهم عام 1990؟ ديب يرى ويستنتج أن «المسيحيين لم يسقطوا بعدما سقطت دولتهم ولم يخرجوا منذ التسعينات وإن تضاءل عددهم كثيراً، وما زالت أمامهم خيارات وحلول لهم لكي ينهضوا بهذا الكيان ويجددوه مع شركائهم في الوطن، إذ يقترب من مئويته الأولى 2020». على بُعد أشهر من مئويته الأولى «1 سبتمبر (أيلول)» يخوض اللبنانيون معركة الدفاع عن هويتهم المركّبة وتعدديتهم التي أسّست تاريخياً لنموذج لبناني اختلف سياسياً واجتماعياً واقتصادياً عن محيطه، لكنه بات مهدداً في إمكانية استمراره نتيجة عوامل عديدة داخلية وخارجية، بعدما ربط بعض اللبنانيين دورهم بحسابات القوة وتخلى بعضهم الآخر عن دوره نتيجة خسارتهم أدوات القوة، إلى أن جاءت لحظة «17 تشرين» لتعيد ترميم قواعد الثقة ما بين اللبنانيين على قاعدة إعادة بناء الدولة الحرة العادلة بوجه سلطة طوائف متصارعة تخوض معركة تصفية حسابات فيما بينها، قد تؤدي تداعياتها إلى تغيير شكل لبنان الذي نعرفه منذ مائة عام.

في الصراع ما بين حسابات القوة وفرض النماذج، تبرز إشكالية الدور الصاعد لقوى جديدة تضع يدها على الدولة منذ 14 فبراير (شباط) 2005، ووصلت إلى ذروة نفوذها بعدما نجحت في فرض العسكري المتقاعد ميشال عون رئيساً للجمهورية، واستغلت رغباته السلطوية من أجل فرض تحولات عميقة في بنية الجمهورية اللبنانية السياسية والاقتصادية، وبما أن القوة الفائضة فرضت نفسها على الحياة السياسية من دون الحاجة إلى إجراء تعديلات في الدستور، إلا أنها تواجه صعوبة في تفكيك المنظومة الاقتصادية اللبنانية وخصوصاً المالية منها التي كانت واحداً من أبرز إنجازات عهد رئيس الجمهورية السابق فؤاد شهاب الذي أنشأ في بداية عهده سنة 1959 مجلس النقد والتسليف، ثم أمر بتأسيس البنك المركزي سنة 1964، وقد التزمت السياسة النقدية قانون السرية المصرفية الذي أقره المجلس النيابي سنة 1956.

في هذه الأيام ونتيجة لانهيار العملة الوطنية الليرة أمام الدولار، تعالت أصوات سياسية من أجل تحميل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية التدهور المالي، وحاولت قوى السلطة، في مقدمتها الحزب الحاكم، تقديم سلامة كبش فداء من أجل احتواء شارعه من جهة، ومن جهة أخرى الخلاص من سلامة وفرض شخصية مطيعة تُخضع سياسات لبنان النقدية لشروطه السياسية وارتباطه الخارجي، ما قد يعرّض فكرة لبنان المالية ودور المصارف في الاقتصاد الوطني التي تبلورت في عصر فؤاد شهاب للخطر، كما أن رفض إخضاع النظام المالي والمصرف لرقابة المجتمع الدولي سيعرّض مصارف لبنان ومؤسساته المالية لمزيد من العقوبات الأميركية.

من المستحيل الدفاع عن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، فهو شريك الطبقة السياسية، ولكن من المستحيل تحميله وحده مسؤولية انهيار العملة، فالسياسة النقدية تخضع للسياسة المالية التي تضعها الحكومة، الأمر الذي يعود بالمسؤولية على السلطة التي وضعت سلامة في منصبه وجددت له مدة ربع قرن، وذلك أن سلامة بوصفه الصندوق الأسود لمالية الدولة، خضعت العلاقة بينه وبين كبار السياسيين المسؤولين عن إهدار المال العام لمعادلة الصمت المتبادل، فمقابل تغطيتهم لهندساته المالية يقوم سلامة بتغطية فسادهم، وهو النموذج نفسه الذي تتعامل به الطبقة السياسية مع سلاح الحزب الحاكم، الذي سكت عن فسادها مقابل أن تسكت عن سلاحه، فباتت الدولة أسيرة صمت الحكام وصمت الحزب الحاكم، وشاركتهما بتغطية الهدر، ما أدى في النهاية إلى انهيار العملة نتيجة الهندسات المالية وانهيار الدولة نتيجة الاستقواء بالسلاح.

فمن البطريرك الحويك راعي قيامة لبنان الكبير سنة 1920 إلى البطريرك الراعي الذي تساءل عن المستفيد مِن زعزعة حاكميَّة مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم! وأضاف: «هذا النَّهج المُغاير لنظامنا السِّياسي اللُّبناني جزءٌ مِن مخطَّط لتغيير وجه لبنان؟ يبدو كذلك». لا يستطيع البطريرك الراعي منع القضاء إذا كان مستقلاً من محاسبة سلامة، لكن من حقه إظهار قلق مسيحي عام من تداعيات أزمة تجاوزت فكرة محاسبة موظف كبير، وباتت تهدّد نموذجاً استثنائياً يحتاج إلى إعادة إخضاعه لشروط أخلاقية.

عودة على بدء، إلى كمال ديب وقلقه على التجربة اللبنانية وتأثيرها على العالمين العربي والإسلامي، بعدما شكلت خلال مرحلة مهمة نموذجاً للعيش المشترك والديمقراطية وحوار المعتقدات والثقافات وتطور الآداب والفنون، حيث يرى ديب أن سقوط هذا النموذج «سينعكس سلباً على فكرة العروبة المدنية، وعلى صورة الإسلام بما هو ديانة منفتحة ومتسامحة تهزم رياح الأصولية والتطرف وتسعى إلى الارتقاء بحياة المسلمين».

 

الاستقطاب الطائفيّ ينقضّ على اللبنانيّين وثورتهم

حازم صاغية/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

تبدو الطوائف اللبنانيّة اليوم مستَنفرَة ومُستَقطَبة بين جناحين، واحد يُرمز إليه بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، والآخر يجد رمزه في رئيس الحكومة حسّان دياب. الجناح الأوّل أكثر انشداداً إلى لبنان القديم. إلى الخدمات والمصارف. إلى «النواة» ممثّلة ببيروت ومتصرّفيّة جبل لبنان. إلى حسن العلاقة بـ«العرب والغرب» مما يشرط دور لبنان الوسيط. هكذا رأينا مراجع طائفتي ميثاق 43. أي الموارنة والسنة، يدافعون عن سلامة. البطريرك بشارة الراعي، رفض ما اعتبره «حكماً مبرماً» بحقّه، مشيراً إلى أنّ «الطعن بكرامة سلامة والمصرف المركزي غير مقبول»، ومحذّراً من «المضي في النهج غير المألوف في أدبيّاتنا السياسيّة».

من دار الفتوى أيضاً انطلق هجوم آخر على دياب فُسّر تضامناً مع سلامة ومع السياسات الماليّة والاقتصاديّة المعمول بها في السنوات الماضية. الهجوم الذي شارك فيه رئيسا حكومة سابقان هما فؤاد السنيورة وتمّام سلام، ووزير سابق هو نهاد المشنوق، جاء بعد كلام حادّ أطلقه رئيس حكومة سابق هو الآخر، سعد الحريري. الأخير تحدّث عن «الانتقام من مرحلة كاملة يفتحونها على مصراعيها»، وأنّ دياب قد كُلّف بها ليحقّق «أحلامهم في تصفية النظام الاقتصادي الحرّ». جريدة «النهار» توقّعت أن تعقب هذا الكلامَ العنيف «بيانات وخطوات إعلاميّة كثيفة» في الوجهة نفسها.

وليد جنبلاط ضمّ أيضاً صوته النقدي المرتفع. الجناح الثاني أكثر انشداداً إلى ما بعد انهيار لبنان القديم. إلى مناطق الأطراف وإلى القوى التي نشأت إثر اتفاق الطائف. وهو قليل الاهتمام بالعلاقة بـ«العرب والغرب»، إمّا يأساً (التيّار الوطني الحرّ) أو عداءً (حزب الله). هذا الخطّ اخترع لنفسه رقماً من صفر: إنّه دياب الذي لا يستند إلى طائفة أو منطقة. إنّه إميل لحّود السنّي المطلوب دائماً. صحيفة «الأخبار» تحدّثت عن «نهج يكرّسه حسّان دياب، المصرّ على ترك بصمته، كأوّل رئيس حكومة يتجرّأ على محاولة نبش معاقل النظام الفاسد». جاء هذا الكلام بعد هجوم دياب المفاجئ والحادّ على حاكم المصرف المركزيّ، حيث وصف أداءه بـ«المريب»، فيما تحدّث الحريري عن استخدامه «لغة عسكريّة كأنّه جنرال يتقمّص دور رئيس حكومة».

وإذ رجّحت مصادر صحافيّة «خروج سلامة عن صمته»، وتسلّلت إلى الإعلام كميّة معتبرة من «مخاوف» الطوائف حيال «مؤامرات» قد تنفّذها طوائف أخرى، تحدّثت مصادر أخرى عن أنّ السفيرة الأميركيّة في بيروت أطلعت النائب جبران باسيل، رجل العهد القويّ، «أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خطّ أحمر»، يقابل «الخطّ الأحمر» الآخر الذي ترفعه إيران، وهو سلاح حزب الله. إذاً يمضي التكتّلان الطائفيّان في تبلورهما من تحشيد المراجع إلى توطيد «السياسات الخارجيّة». ومتى تذكّرنا العلاقات الأهليّة الحرجة، لا سيّما في الجبل، بات احتمال التردّي الأمني لا يقبل الاستبعاد.

ما من شكّ أنّ هذا التبلور لم يكتمل بعد، وما زالت تحيط باكتماله أسئلة وجيهة:

- هل يستطيع العونيّون أن يمضوا إلى النهاية في تموضعهم الجديد الذي يصادم الحساسيّة المسيحيّة الجبليّة الغالبة؟

- هل يستطيع نبيه برّي أن يبقى الحارس المتعالي لمصالح النظام الإجماليّة التي لا تراعيها جلافة «عائلة النظام» الأولى (وزير برّي غازي وزني عارض إقالة سلامة، ونائبه أنور الخليل وصف مواقف دياب بـ«قنبلة دخانيّة»).

- هل يبقى سمير جعجع على طرحه المتوازن من أنّ «التدقيق المالي ضروري جدّاً في مصرف لبنان، لكنْ أيضاً ضروري جدّاً في قطاعات الكهرباء والاتّصالات والجمارك والمرفأ».

في هذه الغضون، يتبدّى أنّ اللبنانيين أمام تحالفين، واحد يدافع عن سياسة ما عادت تملك من المقوّمات القديمة شيئاً. الإفلاس والاستدانة والعدوان على مدّخرات المودعين هو ما تملكه. وآخر، لا يدافع عن شيء في واقع الأمر باستثناء شروط إقليميّة (سورية – إيرانيّة) ملائمة. وهو ما يجعل قضيّته مجرّد إحلال لأشخاص مطواعين ذوي لون حزبي ما محلّ أشخاص آخرين، مع التمسّك بزعم العلاج التكنوقراطي - الذي لا يعالج شيئاً – للمشكلة الاقتصاديّة – السياسيّة المُلحّة.

قد يكون تكليف شركات التدقيق المحاسبي تعبيراً عن توازن القوى الراهن وعن استحالة الحسم فيه. لكنّ المؤكّد أنّ ساسة الطوائف يتّجهون إلى إعادة بناء الاستقطاب الطائفي (8 و14 آذار، أو أي صيغة أخرى) على حساب الاستقطاب الذي أسفرت عنه ثورة 17 تشرين. هذا فيما الجوع يطحن اللبنانيين والدولار يقفز عتبة الأربعة آلاف ليرة.

 

لبنان أمام سيناريو كارثي.. سامر سلامة لـ «جنوبية»: الليرة انتهت والدولار ينذر بأرقام

 سهى جفّال/جنوبية/29 نيسان/2020

على نحو غير مسبوق تخنق الأزمة الاقتصادية اللبنانيين، الليرة في أدنى مستوياتها والدولار يحلّق مسجلا اليوم 4000 ليرة للدولار الواحد. مؤسسات وشركات كبرى أفلست، عشرات المحل تقفل أبوابها يوميا، والآلاف يُطرَدون من وظائفهم لتبدو القائمة وكأنها لا تريد أن تنتهي. غلاء فاحش بالأسعار، مصارف تضع يدها على أموال المودعين، وتقطع منها لسدّ خسائرها، بينما تُحَوَّل مئات ملايين الدولار إلى الخارج للسياسيين والمتنفذين.

إمعاناً في سياسة إفقار المواطنين، تواصل الحكومة خطواتها العشوائية من دون أي ‏خطة إنقاذية واضحة حتى اللحظة سوى أنها منذ أن سحبت مشروع “الكابيتال ‏كونترول”، عمدت إلى سياسة التلطّي خلف تعاميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، التي تصدر بين حين وآخر لتنظيم “هيركات مقنّع” على الودائع في سرقة موصوفة لأموال المودعين. وهو ما سينتج عنه حتما انهيار كبير بسعر صرف الليرة التي ستفقد قيمتها يوما بعد يوم لتتخطى بعد عام عتبة الـ 20 ألف، وذلك بحسب الدكتور سامر سلامة الخبير في شؤون الشركات المتعثرة، الذي أكّد لـ “جنوبية” لبنان أمام سيناريوهات كارثية، والانهيار الكبير لن يرحم أحد. 

فقد ساعد القرار الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحت الرقم 13221، والمتعلق بتطبيق “اجراءات استثنائية حول السحوبات النقدية بالعملات الأجنبية”، في قفز سعر الدولار بسرعة إلى مستويات قياسية، مع تسجيله 4000 ليرة، اليوم (الخميس)، ما فجّر حالة من الغضب العارم في مختلف المناطق اللبنانية احتجاجا على ارتفاع سعر الصرف والتردي الاقتصادي. ويبدو إذاً أن لبنان يسير بوتيرة سريعة نحو تعويم عملته المحلية، الليرة، وتحرير سعر الصرف الأجنبي الثابت منذ سنوات، وهو ما سيتبعه، بالطبع، حدوث موجة تضخمية لأسعار السلع والخدمات ربما لم تشهدها البلاد من قبل، في ظل الانهيار الحاصل بالليرة.

تشريع سرقة المودعين

في هذا السياق، أكّد سامر سلامة، لـ “جنوبية”، أن لبنان أمام سيناريوهات خطيرة، ولبنان بعد عام لن يكون الذي نعرفه اليوم. ورأى سلامة أن ثمة لعبتين متناقضتين ففي وقت تعمل حكومة حسان دياب على خطة “لازار”، يتصرف مصرف لبنان كما يحلو له وكأن الدولة غير موجودة، لا سيما بعد اصداره التعميمات الثلاث مؤخرا بوقف السحوبات بالعملة الأجنبية والدفع للمودعين بالليرة اللبنانية، علما ان المصارف تقوم بهذا الاجراء من قبل، الا ان الخطورة تكمن في تشريع السرقة من قبل مصرف لبنان”.

انهيار الاقتصاد ونسب الفقر الى 90%

كذلك أكد سلامة أن “انهيار الليرة أصبح بشكل شرعي، ويمكن القول الليرة انتهت إذا تم المضي بهذه الخطة”، مشيرا انه “حتى لو تم معالجة خسارة المصارف الا انه لن يعد هناك اقتصادا في لبنان وستفرغ جيوب المواطنين، باستثناء الذين لم يقوموا بسحب دولاراتهم من المصارف هم مستفيدون في المستقبل، عبر إعادة سيناريو عام 1994 الذي استفاد منه السياسيين والأغنياء فيما هلك الشعب”. وقال سلامة، “صحيح ان لبنان بعد عامين سيتخطى هذه الأزمة، بفعل الخطة التي يتبعها حاكم مصرف لبنان اليوم، ولكن لن يكون لبنان الذي نعرفه اليوم، مع اندثار الطبقة الوسطى وزيادة نسبة الفقر من 50% اليوم الى 90% ليصبح بذلك أشبه بأميركا اللاتينية، مؤكدا ان “الخطة المتبعة اليوم ليست بخطة انما هي “اغتصاب””.

الخطة المتبعة اليوم ليست بخطة انما “اغتصاب”

خطة “المركزي”

كما أوضح سلامة ان “تعميم مصرف لبنان والخطة المتبعة يضرّ بالدرجة الأولى بالطبقة المتوسطة والفقيرة، اما كبار المودعين لن يتضرروا بقدر هؤلاء الذين سيفقدون مدخراتهم مع مرور الوقت بعد ان يتم اقتطاع قسما منها، مشيرا انه “في كل وقت يقوم المودع بسحب جزء من دولاراته بالليرة على السعر الذي يحدده المصرف (علما بأنه مغاير لقيمته الحقيقي في السوق الموازي)، يأخذ مصرف لبنان هذه الدولارات ليغطي فيها عجزه وعجز المصارف بالدولار والمقدر بـ 60 مليار دولار من جيب المواطن، مشيرا انه في الوقت نفسه يقوم مصرف لبنان بضخ كميات كبيرة من الليرة في السوق في ظل وضع اقتصادي مهترئ ما يعني تلقائيا ان الليرة اللبنانية سوف تنهار وتفقد قيمتها وهو ما يسمى بعلم الاقتصاد “basic economics 101، مشيرا انه ستصل الى عتبة الـ 5000 ليرة في الصيف.

تحميل صغار ومتوسطي الودائع خسائر المصارف

وشدد سلامة أن “الخسارة الكبرى هي على صغار ومتوسطي الودائع مع الاقتطاع من أموالهم لتصل إلى 50 و60% في ظل الانهيار الحاصل بالليرة”، لافتا أن “كبار المودعين والذين معظمهم من السياسيين لن يتأثروا بهذه الخطة”.  والخلاصة بحسب سلامة ان هذه الخطة هي من مصلحة مصرف لبنان والمصارف، بينما تضرب الشعب والليرة والأكثر من ذلك انها لن تعالج أزمة العجز العام”، مؤكدا انه في ظل هذه الخطة لم يعد هناك ضرورة لـ “هيركات” لأنه بذلك سوف يتم حلّ المشكلة ويتم تعويض خسارة الـ 60 مليار دولار بعد ما يقارب عام ونصف عام.

50 الى 60% من قيمة الودائع ستتبخر

الليرة ستتخطى الـ 20 ألف

وأشار سلامة ان “في لبنان مليونين و700 ألف حساب، من بينها مليون حساب لديه بين 3000 دولار وما فوق، فاذا كل مودع قام بعملية سحب ألف دولار في الشهر على مدى 12 شهر، هذا يعني 12 مليار دولار خلال عام، وبالتالي في حال تم ضخ كل عام هذه المبالغ بالليرة في السوق فهذا يعني ان الدولار سيتخطى العام المقبل عتبة الـ 20 ألف.

من هو سامر سلامة

وسلامة هو خبير في شؤون الشركات المتعثرة ويعمل في إدارة الأعمال الدولية. عين سابقاً مديراً لشركة الفا، إحدى شركتي الاتصالات الخلوية في لبنان. ينشط في مجال شرح أفكاره ومشاريعه لحل الأزمة الاقتصادية المالية في لبنان مستنداً إلى خبرة واسعة ومعرفة اخصائية. وأثار سلامة ضجة كبيرة مؤخرا بعدما توقع ان يستمر ارتفاع سعر صرف الدولار ليتجاوز الـ 20 الف للدولار الواحد في المستقب، كما قدم سلامة خارطة طريق للخروج من الأزمة الاقتصادية  لرئيس الجمهورية ميشال عون.

 

دياب "التكنوقراطي": البلد يضيع وهو يفتش عن المدسوسين

منير الربيع/المدن/30 نيسان/2020

تسير الحكومة إلى مزيد من التخبط. وهي في سباق مع أطراف وجهات كثيرة: الناس وغضبهم الكبير، القوى السياسية المعارضة، المجتمع الدولي، والوضع المالي والاقتصادي والمعيشي.

مراوحة وشعبوية

وظهر حتى الآن أن الحكومة، ومعها رئاسة الجمهورية، غير قادرين على تقديم أو فعل أي شيئ لتجنيب لبنان مزيداً من الانهيار. بلى، تراوح الحكومة مكانها، تُقدِم وتحجم، وتؤلف لجاناً للنظر في الأمور، ثم تفتح معركة وتسارع إلى التراجع عنها. وفي كل خطوة تتراجع عن التصعيد وتلتزم الهدوء. أما ما يبرز ويتقدم فليس سوى النزعة الشعبوية التي بها تلتقي مع رئيس الجمهورية ومع مكوناتها الكثيرة المختلفة. فمع عملها على إنجاز الخطّة الاقتصادية، ارتأت حكومة حسان دياب أن تحوّل نفسها إلى ضابطة عدلية. وهذا لا يمكن لمنطق أن يتخيّله. وكادت الحكومة أن تنفجر من داخلها في جلسة الثلاثاء الماضي، فيما هي تناقش التدابير التي أعدتها وزيرة العدل ماري كلود نجم. وتراجعت الحكومة عن تلك التدابير بشكل أو بآخر: اعترض وزراء على صيغتها التي تحطم ما تبقى من الدولة المهشمة، سواء بتكليف أجهزة أمنية بالتحقيق بملفات فساد داخل المؤسسات أو الوزارات، أو كشف حسابات مصرفية، علماً أن هذه المهمة يجب أن تكون منوطة بالقضاء وليس بغيره.

مكافحة الفساد

واعترض وزراء على ابتعاد الحكومة عن أداء مهامها. رئيس الوزراء طلب صلاحيات استثنائية لنفسه، وطلب أن تفوّضه الحكومة شخصياً عملية مكافحة الفساد وتحديد الفاسدين. أثار طلبه هذا استغراب وزراء وجهات سياسية محلية وخارجية. وكأن الرجل يطمح إلى أن يكون قائد أركان وليس رئيس حكومة.

اعترض بعض الوزراء على مداولات الجلسة الوزارية كلها، ووصفوا ما يجري بالخروج على القوانين. وحصل نقاش مطوّل مع وزيرة العدل حول ورقة تدابيرها التي أقرت، أخيراً، بأنها مخالفة للقانون. وكانت ذريعة التدابير إرضاء الناس المنتفضين في الشارع. ثم سرعان ما وقعت الحكومة بتناقض جديد، عندما وصف رئيسها المتظاهرين بأنهم مندسون.

قلب الحقائق

منذ تشكيلها تقدم الحكومة نفسها بأنها جاءت من رحم ثورة 17 تشرين. أي من رحم التظاهرات والاحتجاجات التي شيطنتها بالأمس. يتجلى هذا التناقض في أن من العوامل التي دفعت الناس إلى التظاهر مجدداً، هو شن رئيس الحكومة هجومه على حاكم مصرف لبنان. فبذلك أسهم بتعرية البلد المكشوف أصلاً، وفتح الباب واسعاً للتحركات ضد المصارف. وهذا تناقض ثان وقعت الحكومة فيه. وكحال تناقضاتها في الإجراءات والقرارات، هناك تناقض في قراءة الحكومة للمواقف الدولية وتقديرها. هذا ما تظهَّر في قلبها الوقائع رأساً على عقب، خصوصاً في ما يتعلق باتصال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان برئيس الحكومة حسان دياب. فالبيان الصادر عن رئاسة الحكومة يتناقض تماماً مع البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية. الموقف اللبناني اختصر الأمر بالتمنيات. أرادت رئاسة الحكومة تسجيل انتصارات، فتحدثت عن مواقف فرنسية داعمة لها ولخطتها الاقتصادية التي لم تُنجز بعد. وتحدث البيان اللبناني عن سعي فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية. لكن بيان الخارجية الفرنسية جاء مناقضاً تماماً: لم يأت على ذكر دعم لبنان ودعم الخطة الاقتصادية والمالية، ولا عن عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية. بل أشار فقط إلى التنسيق وانتظار خطة عمل الحكومة.

تزوير المواقف

تشير مصادر متابعة إلى أن فرنسا تبدي اهتماماً كبيراً بالواقع اللبناني. فباريس تسعى إلى تحقيق نظرية لا غالب ولا مغلوب. أي عدم دخول الحكومة في معارك سياسية. وهذا يطابق سعي فرنسا الدائم إلى البقاء على تماس مع الواقع اللبناني وتقديم المساعدة للبنانيين، لأن الصيغة والنموذج يعنيانها. أما مفتاح المساعدات فلدى الأميركيين الذين لا يبدو أنهم في وارد الإفراج عنها بعد. لا سيما في ضوء الموقف الذي أصدره مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والمكلف بالملف اللبناني ديفيد شنكر: ضرورة إنجاز الإصلاحات وتلبية مطالب المتظاهرين. وهذا يعني أن الأمور لا تزال في النقطة الأولى. 

 

مثلّث المكابرة الذي خرّب البلد

وسام سعادة/موقع اساس ميديا/الخميس 30 نيسان 2020

مثلّث حكم "الجمهورية الثانية"، وامتدّ من الاقتصاد إلى الثقافة، مروراً بالسياستين الداخلية والخارجية، هو المثلّث الذي جمع بين النيوليبرالية، والممانعة، والبونابرتيّة. النيوليبرالية من حيث الانشداد لنموذج في الاقتصاد حيث يتكفّل السوق، عبر الوهم، بتصحيح نفسه بنفسه، وليس على جهاز الدولة إلا حمايته، بالهراوة، من عين الحسد. والممانعة، من حيث الالتزام بنموذج في علاقات التغلّب الداخلية، وعلاقات التشبيك والاشتباك الإقليميّة، حيث تكون مصلحة منظومة الممانعة الممتدّة من بيروت إلى إيران معياراً أساسياً لقياس كلّ شيء، وللموقف من كلّ ظاهرة أو نفر. والبونابرتية على الطريقة اللبنانية، المتوارثة من زمن العونية الأولى إلى اللحودية – السيّديّة إلى العونية الثانية إلى اللحودية – السيّديّة الحالية التي تجد في الحكومة الحالية، أو رئيسها وقسم أساسي من أعضائها، تعبيراً لها. هذا في وقت يشتبه أنّنا نعيش "انشقاقاً" في السلطة التنفيذية، يتجاوز التصادم بين حسان دياب ورياض سلامة، إلى وجود حكومتين في البلد حالياً، واحدة تبدأ من حاكم مصرف لبنان إلى وزير المالية ووزراء آخرين، وثانية تمتدّ من حسّان دياب وتصل إلى السيّد.

النيوليبرالية. الممانعة. البونابرتية. ومع كلّ واحدة منها "مركّب عظمة" حمّلت أكلافه للعدد الأكبر من الناس، لعموم الناس، لتسديدها. تصارعت أضلاع هذا المثلّث طويلاً، وتعايشت بمرارة لثلاثة عقود، وحكمها إلى حدٍّ كبير "توازن رعب" بين "نحن قادرون على إحراق البلد" وبين "نحن قادرون على إفلاس البلد". وتحوّل هذا التعايش إلى الشكل الذي يتخذه التساكن المدمّر، الأميركي – السوري ثم الأميركي – الإيراني، مروراً بالتساكن بين منظومتي الممانعة والأنتي ممانعة الإقليميتين، على أرض لبنان. الآن، وقد تراجعت معالم التساكن بين المنظومتين الإقليميتين، وبين الأميركيين والإيرانيين إلى أبعد حدّ، يصير التعايش بين النيوليبرالية والممانعة والبونابرتية أصعب داخلياً، لكنه لا يزال مكمّلاً إلى الآن، إذ لا يسع النيوليبرالية المحليّة، والممانعة في صيغتها المحلية، والبونابرتية على الطريقة البلدية، الاستمرار إلا من ضمن المثلّث، وما تقوله الآن أنّه لو سقط هذا المثلّث انتهى البلد.

لأجل ذلك، المعركة اليوم، أيديولوجيّة قبل أيّ شيء آخر.

معركة من أجل لبنان الاجتماعي. لبنان تصاغ الرؤى الاقتصادية والمالية الحاكمة فيه من أجل مصلحة العدد الأكبر من ناسه، وليس من أجل قلّة قليلة تنمو حولها دوائر منتفعة يتسّرب منها العائد المالي تراتبياً، وأقلّ فأقلّ، من أعلى إلى أدنى.

ومَعركة من أجل لبنان الواقعي، في سياسته الخارجية وعلاقاته العربية والدولية، سياسياً واقتصادياً، أيضاً من وجهة ما فيه خير مصلحة العدد الأكبر من أناسه. فالخيار غير قائم بين لاواقعية بطوليّة وبين واقعيّة ذيليّة، إنما بين لاواقعيّة يتداخل فيها البطوليّ بالتبعيّ وبين واقعية منهجية، مصمّمة، تأخذ بعين الحسبان أنّ الواقع ليس دائماً ما تشتهيه، وأنّ المعادلات التي تحكم السياقات الإقليمية والدولية ليست دائماً ما تتمنّاها، وعلى الأغلب هي غير ما تشتهي وتتمنّى، لكن تنطلق من عدم المكابرة على المعادلات القائمة، ومن محاولة التجسير، في قدر المستطاع، بين المنطلقات الدستورية الحرّة ومصالح العدد الأكبر من اللبنانيين في البلد وفي المهاجر، وبين هذه المعادلات.

الممانعة والنيوليبرالية والبونابرتية صادرت لنا بلداً. استعادة هذا البلد عملية شبه مستحيلة الآن، لكنّها غير مستحيلة تماماً

وثالثاً لبنان القادر على التخلّص من الأوهام البونابرتية: أوهام المخلّص الذي يطرح نفسه تارة في ثوب مخلّص فوق الطوائف والطبقات (لحود، السيّد)، وتارة كمخلّص هو في الوقت نفسه فوق الجميع ومجسّد لطائفته ولمصالح مسيحيي الشرق (عون). لبنان القادر على التصالح بكلّ بساطة، وبكلّ صعوبة أيضاً، مع الفكرة الديموقراطية، مع فكرة أنّه لا يمكن أن يُبنى لا بالغلبة، ولا بالاشتياق إلى غلبة سالفة، ولا بالتطلّع إلى غلبة بديلة، ولا يمكن أن يُنقذ من خلال انتظار "منقذ"، بل أكثر ما هو بحاجة اليوم إلى انقاذه من أوهام "المنقذ".

الممانعة والنيوليبرالية والبونابرتية صادرت لنا بلداً. استعادة هذا البلد عملية شبه مستحيلة الآن، لكنّها غير مستحيلة تماماً. شبه مستحيلة، لكنّها ضرورية، وكلّما انجلى وعي ضرورتها أكثر فأكثر، استطاعت أكثر توسيع الحدّ الفاصل بين "المستحيل" وبين "شبه المستحيل". هي معركة أيديولوجية قبل شيء آخر، وليس معنى هذا أنّها معركة مثقفين أو نخب، بل معركة أيديولوجية في المعاش اليومي، وعلى أوسع نطاق، وضدّ ثلاثة أفكار مخرّبة في نفس الوقت: الممانعة والنيوليبرالية والبونابرتية. ربّما كانت هذه الأفكار الثلاثة مخرّبة بدرجة أقلّ لو أتيح لواحدة منها أن تجرّب لوحدها، كمرجعية لإدارة أحوال البلد دوناً عن سواها، لكن تحديداً قدرة الممانعة على التترّس وراء النيوليبرالية، وتسليم النيوليبرالية للممانعة بالإدارة التوجيهية لسنوات طويلة، و"التفاهمات" المزمنة بين الممانعة وبين البونابرتية، كلّ هذا ظلّ يمدّ هذا المثلّث بالقدرة على تخريب بلدنا، وتسميم معاشنا. إلى أن عمّ الكابوس وانتشر. إلى أن صارت المعركة أولاً أيديولوجية، وبامتياز، مع لبنان الاجتماعي، بوجه النيوليبرالية، ومع لبنان الواقعي، بوجه الممانعة، ومع لبنان الديموقراطية، بوجه البونابرتات.

 

هل النظام السوري مجنون؟

خيرالله خيرالله/موقع اساس ميديا/الخميس 30 نيسان 2020

قبل خمسة عشر عاماً انسحب الجيش السوري من لبنان. كانت تلك بداية أحداث كبيرة تجاوزت لبنان إلى سوريا نفسها حيث نظام عاش منذ قيامه في العام 1970 على تصدير أزماته إلى الخارج. هذه المرّة ارتدّت هذه السياسة على النظام نفسه الذي لم يستوعب في أيّ وقت الأبعاد التي ستترتّب على اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وأنّ الأمر ليس مجرّد "رذالة"، أي حدث عابر، على حدّ تعبير إميل لحّود رئيس الجمهورية وقتذاك. كان إميل لحّود يعتقد أنّ الناس ستعود إلى أعمالها سريعاً وكأنّ شيئا لم يكن. وهذا يفسّر التعليمات التي أصدرها بوجوب تنظيف مسرح الجريمة على وجه السرعة. وهو عمل ما لبث أن توقّف نتيجة تدخّلات داخلية ودولية في آن. جاء الانسحاب السوري بعد أقلّ من ستة أسابيع على اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط 2005. كان الانسحاب بمثابة بداية رحلة السقوط للنظام السوري. سارعت إيران، عبر "حزب الله" إلى ملء الفراغ الأمني والسياسي الذي خلّفه خروج سوريا عسكرياً وأمنياً وسياسياً من لبنان. ليس معروفاً، إلى الآن، ما الذي قصده تماماً حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" بعبارة "شكراً سوريا" في الخطاب الذي ألقاه يوم الثامن من آذار 2005  في بيروت دفاعاً عن النظام السوري وعن وجوده في لبنان. هل كان يعني بالفعل ما فهمه الناس من ظاهر الخطاب... أم كان يشكر النظام السوري على تغطيته جريمة اغتيال رفيق الحريري التي أدّت، على أرض الواقع إلى حلول الوصاية الإيرانية مكان الوصاية السورية – الإيرانية؟

يتكشّف، بعد خمسة عشر عاماً على الحدث، الذي كان نتيجة مباشرة لاغتيال رفيق الحريري، حجم الأخطاء التي ارتكبها بشّار الأسد الذي لم يخسر سوريا ولبنان فحسب، بل لعب دوراً محورياً في تدمير البلدين على رؤوس أبنائهما. لم يدمّر لبنان على رأس رفيق الحريري كما توعّد الراحل الكبير، بل دمّر سوريا على رأسه هو وعلى رأس السوريين أيضاً. لم يدرك بكلّ بساطة خطورة تحوّله إلى أداة إيرانية وما الذي يمكن أن تؤدي إليه جريمة محدّدة لعب الدور الأساسي في تغطيتها وحتّى المشاركة فيها.

شيئا فشيئاً، منذ انسحاب جيش النظام من لبنان، بدأت سوريا تفلت من بين يدي بشّار الأسد وصولاً إلى المرحلة الراهنة التي أصبحت فيها سوريا رجل المنطقة المريض. جرّت معها لبنان إلى هذا الوضع بعد ابتعادها عن العقلانية ووضع بشّار الأسد نفسه في خدمة إيران. قبل 26 نيسان 2005، كان الجيش السوري في لبنان. في 26  نيسان 2020، صار "حزب الله" في داخل سوريا حيث يدافع مباشرة عن النظام وعن بشار الأسد. أكثر من ذلك، صار الرئيس فلاديمير بوتين يأتي الى دمشق ويستدعي بشار الأسد إلى مركز تجمّع القوات الروسية في العاصمة السورية في اليوم التالي لاغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني بُعيد وصوله من دمشق إلى مطار بغداد.

تبدو كلّ الحسابات السورية خاطئة منذ توريث حافظ الأسد لبشّار الأسد وقيام نظام عائلي ما لبث انّ دبت الخلافات بين أفراده، وهو ما حاصل الآن بين آل الأسد وآل مخلوف. بين بشّار وزوجته أسماء وماهر من جهة، ورامي مخلوف وإخوته من جهة أخرى.

لم يكن الخروج من لبنان ثمناً كافياً. هذا ما أكّدته الاحداث وهذا ما أكّده الواقع. الثمن هو الخروج من سوريا أيضاً طال الزمن أم قصر

بعد 15 عاماً وشهر ونصف الشهر على اغتيال رفيق الحريري وقبل أسابيع قليلة من صدور حكم المحكمة الدولية المتوقّع قبل نهاية شهر أيّار الجاري، هناك حدثان لا بدّ من استعادتهما. الاوّل قول رفيق الحريري لي شخصياً مساء السبت الواقع فيه 12 شباط 2005 في أثناء نقاش دار في بيته في قريطم: "من سيقتلني مجنون. هل تعتقد أنّ النظام السوري مجنون؟". كان جوابي، بما معناه، أنّي كنت أعتقد أن النظام عاقل إلى أن فرض التمديد لإميل لحود في مجلس النوّاب اللبناني على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559، وهو قرار اعتبر نائب الرئيس فاروق الشرع في حينه أنّ سوريا "غير معنيّة به".

أمّا الحدث الثاني، فكان زيارة قام بها آصف شوكت لليبيا وذلك عشيّة القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بانشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في أيّار2007. التقى آصف شوكت، الذي كان مسؤولاُ عن شعبة المخابرات العسكرية، أحد مساعدي الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي الذي كانت علاقته بالإدارة الأميركية بدأت تتحسّن إثر تخلّصه من مخزون أسلحة الدمار الشامل الذي كان لديه. طلب آصف شوكت وساطة ليبيا مع الأميركيين والأوروبيين من أجل إغلاق ملفّ اغتيال رفيق الحريري وتفادي قيام المحكمة الدولية. قال بالحرف الواحد للمسؤول الليبي: "دفعنا ثمن الجريمة (جريمة اغتيال رفيق الحريري). خرجنا من لبنان. ما الذي نستطيع أن نفعله أكثر من ذلك؟". لم يكن الخروج من لبنان ثمناً كافياً. هذا ما أكّدته الاحداث وهذا ما أكّده الواقع. الثمن هو الخروج من سوريا أيضاً طال الزمن أم قصر. السؤال: ما الثمن النهائي الذي ستدفعه سوريا وما الثمن الذي لا يزال يدفعه لبنان؟

 

عهد الكوارث والهزائم ، يعود بلبنان الى العصر الحجري..

سيزار معوض/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85617/%d8%b3%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b6-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%a8/

اعتاد اللبنانيون منذ عقود خلت، عيش حياة البذخ والتبذير والانفاق غير المشروط وصرف الأموال بطريقة جنونية فيها كثير من الفجور..

هذا كان في الماضي، في مرحلة سابقة من تاريخ لبنان عرف فيها نوع من  الاستقرار والازدهار.. ولو كان أغلبه مقنع..

اليوم، مع العهد القوي، تغير الوضع وتبددت الأحوال ليطغى التقشف والعجاف والنجاف بعد سقوط الهيكل على رأس الجميع حتى أضحى لبنان يقف على مشارف الجوع.. والموت.. المجاعة الكبرى آتية لا محال..

لبنان في هذا العهد، عهد الخامينئي، تحول من جمهورية الأزر اللبنانية الى جمهوىية الموز اللبنانية..

في هذا العهد الكارثي، تحول لبنان من سويسرا الشرق الى مقبرة الشرق..

عاد به عهد المصائب الى العصر الحجري وحياة التخلف والتقوقع..

بات يواجه انخفاضا كارثيا في مستويات المعيشة، ليدخل النفق المظلم الطويل، فيما الخروج منه سيكون صعبا ومتعثرا وسيمتد لما يزيد عن الخمس سنوات بأحسن الأحوال.. هذا اذا ما خرج بأعجوبة..

يا سيد العهد، كرسيك المشلع، بدأت تتلاطمه أمواج الغضب وصيحات الجياع.. صرخات الثوار الاحرار.. فالى متى الاستمرار بالغرق..

الى متى السكوت عن احتلال حزب الله للبنان..

والى متى الخنوع والابقاء على المرشد الأعلى للجمهورية، رئيسا للبلاد؟

أينك من كل ما يحصل في  عهد الأوهام!!!

الانهيار سيأتي تدريجيا وتصاعديا وسيكون الانفجار المعيشي مدويا بحيث لم يشهد لبنان مثيله منذ ولادته..

حتى أن المجاعة التي حدثنا عنها أجدادنا يوما وقرأنا مجلدات عنها، ستكون نزهة في الطريق الذي سنسلكه ثكالى سكارى..

من هنا فان مشكلات ومعضلات عديدة ستواجه اللبنانيين في المدى المنظور مع تخوف المراقبين من الآتي:

١- انعدام القدرة الشرائية لتصبح صفر مع ارتفاع الدولار الى العشرة آلاف ليرة في الأشهر المقبلة...

٢-  عدم استيراد النفط والبنزين..

٣- انعدام امكانية استيراد الأدوية والمعدات الطبية والاكتفاء بالمخزون الذي بدأ ينفذ منذ أشهر خلت.

٤- عجز الدولة عن استيراد الحبوب لارتفاع الدولار بشكل جهنمي مخيف..

سويسرا الشرق انتهت، لتنعدم معها الحياة المخملية والبورجوازية ومن المتوقع أن يصبح ٧٠٪ من الشعب تحت عتبة الفقر..

ناهيك عن الفقر المدقع..

الى الوراء در، الى العصر الحجري، حفاة وعراة سنعود..

يبقى، هل سيحرمنا العهد الكارثي، من الأساسيات كالكهرباء، فتتحول الى كماليات، لتصبج متوفرة وترفا لدى أمراء الحرب، حكام اليوم وبعض المحظيين فيما لبنان يغرق بالعتمة ويعود أكثرية أهله ليعيشوا على ضوء السراج والفتيل والشمعة؟

لقاءنا المرتقب في جهنم الحمرا باذن الله، انعموا  بعهد الأحلام ..

 

دُول ضمن الدُول

بكر عويضة//الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

تعقيباً على المقال المنشور في هذه المساحة من «الشرق الأوسط» الأربعاء الماضي، علّق قارئ في موقع إنترنتي، فقال إن قرار إنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» تم في دول الخليج العربي، وبمباركة منها، بقصد الاستيلاء على القرار الفلسطيني من التيار القومي. أتجنب ذكر الاسم، أو الموقع، لأن الشخص ذاته ليس المقصود، وإنما مناقشة مدى موضوعية ادعاء كهذا، خصوصاً أنه ليس يخص صاحب التعليق فحسب، وإنما يتردد في مزاعم وأدبيات آخرين. إنما، قبل الاستطراد في الرد على ما ورد في ذلك التعليق، ثمة ما يوجب استكمال جوانب تضمنها مقال الأسبوع الماضي، بشأن إخلال قيادة حركة «فتح» التاريخية بعهد «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، الذي أخذته على نفسها منذ تأسيسها، ثم انطلاق كفاحها المسلح. عند قراءة مشهد بدايات الخلل، سوف يلحظ المراقب كيف تحقق للحركة اكتساح سياسي عبر الشارع العربي عموماً، والأردني - الفلسطيني خصوصاً، مباشرة بعد انتصار معركة الكرامة (21-3-1968)، الذي أنجِز بفضل تصدي الجيش الأردني لوحدات إسرائيلية عبرت نهر الأردن، بهدف احتلال نقاط تمركز لها شرق النهر، واستطاع أن يردها على أعقابها، لكن وجود مقاتلي «فتح» في الخطوط الأمامية، واشتباكهم المباشر مع الإسرائيليين، في أول معركة تقع بعد هزيمة جيوش ثلاث دول عربية أمام إسرائيل في حرب 1967. ومن ثَمّ مشاركتهم في صنع ذلك الانتصار الساحق، مكّن الحركة من الحصول على عمق جماهيري غير مسبوق لأي تنظيم فلسطيني، وربما عربي بشكل عام.

المبالغة في الزهو بما تحقق من انتصار في معركة الكرامة، راح يفعل من الأفاعيل ما سوف يلحق الكثير من الضرر في العلاقة بين حركة «فتح»، القيادة والقواعد، وبين الأردن، الدولة والناس. باختصار، يمكن القول، إن شكلاً من أشكال قيام دولة فتحاوية ضمن الدولة الأردنية، بدأ يُلمس من قِبل المواطن العادي، قَبل الجالس في موقع المسؤولية. صحافياً، عشتُ صيف 1969 بعضاً من المواقف في عَمان، أدهشني كيف لها أن تحصل من جانب عناصر يُفترض أنها تعرف جيداً كم يتمنى الإسرائيليون خراب العلاقة، على الأرض، بين الثورة الفلسطينية والشعب الأردني، قبل إفسادها مع الحكم ذاته. حصل ذلك طوال أسبوع أمضيته في انتظار أن أقابل القيادي الكبير في «فتح» كمال عدوان، وهو يومذاك المسؤول الإعلامي للحركة، ولمّا تعذّر اللقاء، ولم أستطع الانتظار فترة أطول، أبديت الأسف إزاء تلك التجاوزات الحمقاء أمام مسؤول فتحاوي في جهاز التعبئة والتنظيم، فإذا به يصدمني قائلاً: «هؤلاء الشباب من شعبنا»، فأجبته غاضباً: كلا، ردك ليس مقبولاً، ومردود عليك. بعد عام، تقريباً، من تلك المعايشة (16-9-1070)، كانت شوارع الأردن تغرق في بحور دم فلسطيني - أردني فيما سمي «أيلول الأسود».

بعد مغادرة الأردن، وبدل أخذ العبرة، حصل استنساخ فلسطيني للمشهد الأردني على أرض لبنان، إنما هذه المرة بضغط من قوى لبنانية لديها ثارات عبر مراحل عدة من التاريخ مع غيرها من أطراف الكيان اللبناني، وجدت فرصتها في الوجود الفلسطيني المسلح بجنوب لبنان، والمُشرعن بموجب اتفاق القاهرة (1973)، كي تورط الفصائل الفلسطينية في صراعات زعماء الطوائف اللبنانية. المؤسف أن قيادات الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها قيادة «فتح»، لم تتردد في الإقدام على التورط، وبلا قيد أو شرط، بدت هي عنوان زعامة الواقع العملي للحركة الوطنية على أرض لبنان، ولم يمض طويل وقت حتى أضحت ضاحية الفاكهاني بمثابة عاصمة دولة «بساط الريح» كما كان يسميها أبو عمار.

إذنْ، كما جرى في الأردن، بدأت تتشكل لقيادات الفصائل الفلسطينية دولة ضمن الدولة اللبنانية، وبدأ سوس الخراب ينخر علاقة الناس العاديين مع الفلسطينيين ككل، حتى أن أغلب أهل الجنوب اللبناني باتوا كارهين للوجود الفلسطيني المسلح على أرضهم، وسوف يقود هذا، لاحقاً، عام 1985، بعد خروج «فتح» وغيرها من بيروت، إلى ما سُمي «حرب المخيمات»، فهل للوقوع في هذه الأخطاء الفلسطينية علاقة بدول الخليج العربية؟ كلا، الواقع يقول إن الخليج، شعوباً وحكومات، لم يتدخل في الشأن الفلسطيني، قراراً أو ممارسة، على نحو ما ارتكبت الأنظمة العربية الثورية، خصوصاً في سوريا والعراق وليبيا، من خطايا مميتة، إذ أسهمت في تمزيق الجسم الفلسطيني شظايا، وأشعلت حروباً، وتورطت في اغتيال قيادات، لكن الخوض في بعض تفاصيل ذلك المسلسل المؤلم بحاجة لمقال آخر.

 

رواية الخلاف على إقالة سلامة

عماد مرمل/الجمهورية/29 نيسان/2020

ما ان طُرحت فكرة إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حتى استفحل الانقسام الداخلي وازداد حدّة، على وقع الفرز بين مؤيّدي الإقالة ورافضيها، ما يعكس الحساسية الفائقة لمركز الحاكم، الذي يقع على «فالق» طائفي - سياسي ناشط.

يملك المتحمسون لإزاحة سلامة كثيراً من الأسباب الموجبة، ومن بينها انّه يتحمّل مسؤولية كبيرة عن وقوع الانهيار المالي والتفريط بودائع الناس المؤتمن عليها، وأنّ سياسة تثبيت سعر الصرف التي رُبطت به، وكانت واحداً من مبررات التمديد له، قد سقطت سقوطاً مدوّياً مع انهيار الليرة وانفلات الدولار المتمرّد، ما يُنهي إحدى أبرز الذرائع التي كان يجري الاستناد اليها للإبقاء على سلامة في موقعه. يقرّ هؤلاء، بأنّ الرجل ليس مسؤولاً لوحده عن انفجار الازمة، وان له شركاء في الطبقة السياسية، الّا انّ هذا لا يقلّل في رأيهم من الأثر الكبير لدوره السلبي في تغطية موبقات الحكومات المتعاقبة، و«هندسة» السياسات المالية الخاطئة التي حققت ارباحاً لكبار القوم، قبل ان يتبيّن لاحقاً انّها لم تكن سوى لعبة طرابيش تهدف إلى شراء الوقت بكلفة باهظة. ويشير الناقمون على سلامة، إلى أنّه «اذا كان من الضروري أيضاً معاقبة الآخرين المتورطين في وقوع كارثة إفلاس الدولة، فإنّ ذلك لا يعني انّه يجب الانتظار حتى ذلك الحين لمحاسبة حاكم البنك المركزي، «بل لعلّ هناك حاجة ماسة إلى إحداث صدمة إيجابية على هذا الصعيد، لأنّها قد تساهم في اعادة الإمساك بزمام المبادرة ولجم الانحدار الى عمق الهاوية».

لكن المفارقة هي غياب المقاربة الموحّدة لطريقة التعاطي مع «الحاكم»، داخل الفريق «الحاضن» للحكومة، حيث يفترض البعض انّ اللحظة مؤاتية للتخلّص من سلامة وما يمثله، بينما يعارض البعض الآخر الدخول في هذه المغامرة على قاعدة انّ بقاءه حالياً في منصبه يظلّ اقل سوءاً من اقصائه عشوائياً.

وتعتبر شخصية بارزة في 8 آذار، ومؤيّدة للخيار الثاني، انّ الفريق السياسي الذي يغطي الحكومة سيتحمّل تلقائياً مسؤولية إقالة سلامة وتبعاتها، «فهل هو جاهز للإقدام على مثل هذه الخطوة واحتواء تردداتها، خصوصاً المالية منها، مع توقّع حصول قفزات هائلة في سعر الدولار لو تمّت الإقالة بطريقة عشوائية».

وتؤكّد تلك الشخصية، انّ في التأني سلامة، متسائلة: «هل هناك من يضمن السيطرة على سعر الصرف والوضع الاقتصادي اذا تقرّر بين ليلة وضحاها التخلّص من سلامة قبل تأمين الأرضية المناسبة لاتخاذ قرار مفصلي من هذا النوع»؟

وتضيف: «ربما ستصفق شريحة من اللبنانيين لفريقنا في حال أزاح سلامة المكروه شعبياً، ولكن سرعان ما ستتبدّل الصورة لاحقاً، لانّ ما بعده سيكون على الأرجح أسوأ بكثير مما قبله، مالياً واقتصادياً، وعندها سيظهر سلامة بمظهر الضحية التي دفعت ثمن الانتقام السياسي، وليس الفاشل الذي يجب أن يدفع ثمن مساهمته في إنتاج الازمة والوصول الى حدّ الانهيار».

وتتابع الشخصية ايّاها: «سلامة في حدّ ذاته لا يعني لنا شيئاً «ومش فارقة معنا شو بيصير فيه كشخص»، غير أنّ ما يهمّنا هو الوضع الذي سيستجد بعد اقصائه، ومصير النظام المصرفي الذي ينبغي ان نفصل بين ضرورة حمايته وبين وجوب محاسبة المصارف المتورطة في ارتكابات مالية».

َوتشدّد الشخصية المحورية في 8 آذار، على أنّ المطلوب حصول اكبر توافق ممكن حول البديل عن سلامة قبل اقصائه. متسائلة عمّا اذا كان يوجد في الوقت الحاضر اي تفاهم على هذا البديل، الذي ينبغي أن يتحلّى بالنزاهة والكفاءة والشجاعة وبغطاء سياسي واسع، «الّا اذا كانت هناك جهة في السلطة تضمر نيّة بالاستحواذ على موقع حاكم مصرف لبنان واختيار اسم تابع لها لتوليه، الأمر الذي لا يمكن قبوله». وتشير الشخصية نفسها إلى أنّ من الضروري الأخذ في الحسبان، انّ واقع الدولة حالياً ليس سوى كناية عن سلّة فارغة ومثقوبة، لو تسلّمها سوبرمان لن يستطيع أن يفعل شيئاً، ولذلك من الأفضل أن نعطي الاولوية راهناً للبحث في طريقة مجدية لمعالجة وضع السلّة ورسم السياسات الإنقاذية، بدل الاستغراق في وحول التجاذبات ولعبة تصفية الحسابات، بحيث يأتي اي تغيير لاحقاً لحاكم البنك المركزي ضمن خطة متكاملة ومدروسة».

وتلفت الشخصية الاساسية في 8 آذار، الى أنّ التجديد لولاية رياض سلامة تمّ اصلاً تحت ظلال التسوية والتفاهم بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، مستغربة كيف انّه كان آنذاك مقبولاً «وما في متلو» ثم أصبح الآن مرفوضاً ومرتكباً.

وأبعد من التوازنات المحلية، تنبّه الشخصية المذكورة الى انّ حاكم البنك المركزي يحتاج في نهاية المطاف إلى شرعية دولية، «ولا مصلحة في أن يكون هناك أي نفور بينه وبين المجتمع الدولي»، محذّرة من انّ «مبادرة حكومة مدعومة من «حزب الله» إلى إقالة سلامة قد تتسبب في تداعيات نحن في غنى عنها، وستعطي المتربصين بالمقاومة ذريعة لاتهامها بالتمدّد الى النظام المالي اللبناني». وتضيف الشخصية: «بصراحة، المطلوب وجود حاكم لمصرف لبنان يستطيع التواصل مع الخارج واكتساب ثقته، ولا سيما في ظلّ تفاقم المأزق الاقتصادي - المالي، وبالتالي ليست هناك من مصلحة او حكمة في إعطاء البعض فرصة للترويج بأنّ مصرف لبنان بات خاضعاً لنفوذ «حزب الله» وتأثيره، بمعزل عن انّ هذا الاتهام غير صحيح عملياً». وعلى وقع استعدادات الحكومة للخوض في معركة مكافحة الفساد، تشدّد تلك الشخصية على أنّ هذه المعركة يجب أن تُخاض بأسلحة القانون والقضاء، مؤكّدة انّه ليس مقبولاً ان تتولّى لجنة برئاسة المدير العام لوزارة المالية آلان بيفاني، المقرّب من إحدى الجهات السياسية، محاسبة الوزراء والنواب. وتعتبر انّ ملف محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم ينبغي أن يتصدّى له قضاة حياديون وموثوقون، «بعيداً من الوسائل الانقلابية والتعسفية، وإلّا فإننا نكون أمام حكومة عسكرية مموهة بالتكنوقراط».

 

لبنان: الفساد بين الرئيس الموظف وحاكم المصرف المُمِل

حازم الأمين/موقع درج/29 نيسان/2020

اختبأ النظام خلف وجه حسان دياب. نبيه بري حين قرر أن يحمي حاكم مصرف لبنان أوكل المهمة لوزيره غازي وزني، وجبران باسيل حين قرر خوض معركة الإطاحة بسلامة أوكلها لدياب. النظام انكفأ وتركنا في مواجهة الموظفين.

لطالما استعانت أمي بعبارة “انفخت الدف وتفرق العشاق” لتصف حروب “الاخوة” التي شهدها لبنان خلال سنوات محنه الكثيرة. اليوم تصح هذه العبارة في الاشتباك الدائر بين حسان دياب ورياض سلامة، ومن خلفهما أركان الفساد والارتهان اللبناني. وحاكم مصرف لبنان الذي استيقظ اليوم، لم يضف على هذه الفرقة سوى مزيداً التفاصيل المملة، والأصوات الرتيبة. بالأمس لم تكن وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد بدورها موفقة في لون ثوبها الأصفر الحاد يوم أذاعت مقررات مجلس الوزراء في يوم المواجهات الأسود الذي أودى بحياة شاب طرابلسي برصاص الجيش اللبناني. اللون أوحى بمزاج احتفالي زادت منه ملامح وجه الموظفة المثبتة بطبقة مضاعفة من المساحيق. وهذا في كل حال ليس شأن الوزيرة لوحدها، فرئيسها حسان دياب لم تخلُ إطلالته في اليوم الذي تلا فيه بيان الهجوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من حماسة الموظف ومن اندفاعة الناطق الرسمي الذي كان يقرأ ما كُتب له.

لن يقوى النظام على الاختباء طويلاً وراء وجهي الرئيس الموظف وحاكم المصرف المختبئ وراء محطات التلفزيون التي يمولها. سيكشف النظام مجدداً عن وجهه، وسيظهر أمين عام “حزب الله” ليحذرنا مرة أخرى من السفارات والمؤامرات.

والحال أن حكومة الموظفين هذه تتولى اليوم مواجهة الناس في الشارع بالإنابة عن الطبقة السياسية التي شكلتها. إنها حكومة “التكنوقراط” بما هم ممثلون أمينون للنظام، وليسوا النظام نفسه، وهذا الموقع يرشحهم لممارسة عنف مضاعف في مواجهة الناس الغاضبين من السلطة ومن المصارف ومن وسائل الإعلام. في وجه وزيرة الإعلام مخزون توتر وعنف يفوق وجه سلفها، السياسي وغير التكنوقراطي جمال الجراح، فالأخير كان جزءاً من نظام الفساد، وليس مجرد موظف عند هذا النظام. الموظف أكثر فعالية في عنفه من سيده. هذا ما ذهب إليه الباحثون في العنف. وتصح هذه المعادلة أكثر في حالة حسان دياب، صاحب الوجه الامتثالي الخالي من الملامح والعصي على التفسير.

حكومة الموظفين التي اجتمعت في يوم مصرع الشاب فواز السمان لا يبدو أنها كانت منذهلة من المواجهات التي شهدتها المدن اللبنانية في ذلك اليوم، ولم تكن منذهلة من ملامسة الدولار أعتاب الـ٥ آلاف ليرة. الأرجح أن النظام من خلفها كان متحفزاً ومستنفراً، أما هي فكانت تنتظر الأوامر والتعليمات. الوزيرة صاحبة القميص الأصفر قالت إنهم لم يبحثوا في موضوع إقالة حاكم مصرف لبنان، لأن بحثاً من هذا النوع يحتاج إلى قرارات جدية. لقد سبقتها العبارة حين قالت ذلك، وإطاحة الحاكم ليست شأن الموظفين.

اختبأ النظام خلف وجه حسان دياب وخلف وزراء التكنوقراط. نبيه بري حين قرر أن يحمي حاكم مصرف لبنان أوكل المهمة لوزيره غازي وزني، وجبران باسيل حين قرر خوض معركة الإطاحة بسلامة أوكلها لدياب. النظام انكفأ إلى قصور أركانه، وتركنا في مواجهة الموظفين. هذا المشهد يعطي للعنف فرصة أكبر. مشهد الوزيرة الموظفة في يوم مصرع السمان نموذج كاشف على هذا الصعيد. الموظف يتلو بياناً، ولا يكشف عن ملامح تتعدى ما تتطلبه العبارة التي يلفظها. حسان دياب حين قرأ ما كُتب له حين اتهم رياض سلامة بما اتهمه، لم يستعن بأكثر من صوته الرتيب لتظهير العبارات. تلا بياناً على نحو ما يفعل الناطقون الرسميون. وهو حين سيوجه الرصاص نحونا في الشارع، سيفعل كمن ينفذ أمراً، لا كمن أصدر الأمر.

وحكومة هذه حالها، تبدي مقداراً من البلاهة خلال تأديتها الوظيفة المنوطة بها، تتفوق به على بلاهة السلطة الأصلية. وزارة الصحة تعلن أنها لم تتمكن من إيصال فحوص كرورونا إلى المختبرات في ذلك اليوم، لأن المتظاهرين أقفلوا الطرق. هذا النوع من الغباء لا يخلو من العنف أيضاً، ذاك أن صاحبه يمارس بحقنا تعسفاً ذهنياً وأخلاقياً. الكذب هنا يؤشر إلى مستوى العنف الذي يمكن أن يبلغه الموظف. المتظاهرون أقفلوا ثلاث طرق لمدة لا تتجاوز الساعة في لبنان كله، وهذا الأمر أعاق وصول فحوص “كوفيد 19” إلى المختبرات. التوظيف المكشوف للوباء لدرء الناس عن المواجهة من شيم الوزير الموظف أيضاً.

وإذا كان حسان دياب ورهطه ممثلو عنف النظام والمعبرون عن صلافته في مواجهة الناس، فان رياض سلامة هو الموظف الحارس لفساده ولقلة أمانته، وهو ظهر اليوم بهذه الصفة عارضاً ظلامته ومتغافلاً عن مهمة رئيسة تولاها طوال السنوات الفائتة، تمثلت في تأمينه موازنات لدولة السطو والفساد من ودائع الناس الذين ائتمنوا المصارف عليها. واذا كان المنصب بمثابة مكافأة لدياب على قبوله الوظيفة، فان حاكم المصرف المركزي تعدت المكافأة التي نالها المنصب إلى شراكات، بدأت تتكشف في تحقيقات مؤسسات التقصي والتحقيق الدولية.

لن يقوى النظام على الاختباء طويلاً وراء وجهي الرئيس الموظف وحاكم المصرف المختبئ وراء محطات التلفزيون التي يمولها. سيكشف النظام مجدداً عن وجهه، وسيظهر أمين عام “حزب الله” ليحذرنا مرة أخرى من السفارات والمؤامرات. لكن الجوع هذه المرة لن يسعف سكان القصور من الاختباء، وهؤلاء لن يسعهم أن يغادروا بعدما أقفل “كورونا” المطار. 

 

صدامات طرابلس... مـحرقة لقائد الجيش؟

ألان سركيس/نداء الوطن/29 نيسان/2020

ما كانت تحذّر منه الأجهزة الأمنية والعسكرية وعلى رأسها الجيش اللبناني وقع، فثورة الجياع انطلقت من طرابلس عاصمة الشمال من دون أن يدري أحد كيف ستنتهي. تترافق إشتباكات طرابلس المتنقّلة مع عجز سياسي وحكومي عن القيام بإجراءات تخفف من لهيب الشارع الذي يتصاعد حراكه وبات يأخذ منحىً عنفياً، في حين يحاول الجيش التقاط كرة النار وعدم السماح بامتدادها إلى باقي أرجاء الوطن. في قراءة أمنية، فإن الجيش يحاول أن يُبقي الأمور تحت السيطرة، فتقارير المخابرات قد حذّرت منذ ما بعد ثورة 17 تشرين بأنّ الوضع الإقتصادي ينذر بانفجار كبير، وهذا الإنفجار لا يستطيع الجيش والقوى الأمنية تحمّل نتائجه أو معالجته بالطريقة الأمنية، بل إنه يحتاج إلى حلّ إقتصادي في الدرجة الأولى وسياسي في الدرجة الثانية، وكل ما يحصل اليوم هو نتيجة غياب هذه الحلول. ويتعامل الجيش مع الأحداث الطرابلسية بحذر شديد ومن دون السماح بجرّه إلى مواجهات داخلية متنقّلة، فالقيادة العسكريّة تؤكّد أنها لن تدخل في لعبة داخلية تكون نهايتها الصدام بين الجيش وأهله، وبالتالي فهي تفعل كل ما بوسعها لاستيعاب الصدمة وعدم تحوّل الثورة إلى صدام داخلي.

لكن الوضع الإجتماعي والإقتصادي الضاغط في عاصمة الشمال يجعل الأمور تنحدر بسرعة نحو الفوضى، فطوال فترة ثورة 17 تشرين كان الجيش محط إعجاب الثوّار على رغم بعض الصدامات، لكن بعض الأمنيين يؤكّدون أن هناك عناصر مندسّة تدخل على الخطّ من أجل افتعال إشكالات ما يصعّب المهمة أكثر على القوى الأمنية حيث يصبح الفصل بين المتظاهرين السلميين والمندسين أمراً صعباً جداً. وتتوقّع مصادر أمنية أن تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد إذا لم يتمّ الولوج بحل إقتصادي، فإيجاد الحلول يجعل التعامل مع المندسين أسهل لأن أهل طرابلس لا يريدون الفوضى بل هم يبدون كل تعاون مع القوى الأمنية.

يراهن الشعب على أداء الجيش وحكمة قائده

لا تنكر الأجهزة أن الوضع ليس جيّداً، لكنه قابل للحلّ إذا أراد أهل "الحل والربط" إيجاد ذلك، في حين أن الجيش والقوى الأمنية يصرّون على حماية التظاهرات السلمية، لكن كل تلك المحاولات اصطدمت ببعض العناصر التي حاولت خلق إشكالات مع القوى الأمنية.

لا يوجد رأس واحد للتحركات الشعبية المتنقلة، إذ إن الثورة الشعبية لا تقتصر على منطقة واحدة وإذا كانت طرابلس هي النقطة الأكثر توتراً إلاّ أن ذلك لا يعني أن الجوع يفرّق بين منطقة وأخرى، لذلك فإن التوقعات هي في ارتفاع موجة الإحتجاجات ما يحتم على الأجهزة مزيداً من الوعي.وفي حين يراهن الشعب على أداء الجيش وحكمة قائده العماد جوزف عون، يرى بعض المتابعين أنه وبغض النظر عن الوضع الإقتصادي فهناك محاولة لإغراق الجيش في وحول الصراع الداخلي وحرق إسم العماد جوزف عون، الذي لا يحظى برضى السلطة الحالية خصوصاً أن اسمه مطروح على حلبة التنافس الرئاسي.

ويرى العميد المتقاعد خليل الحلو أن أسباب اندلاع ثورة طرابلس هو الجوع الذي ضرب الشعب منذ ما قبل "الكورونا" وثورة 17 تشرين، والصدامات التي تحصل بين الجيش والمتظاهرين تدخل في هذا السياق.

ويتحدث حلو عن أن الحكومة الحالية لا تعبر عن مطالب الثورة وأتت كحكومة أمر واقع، وقد تكون هناك فئتان تريدان وقوع صدام بين المتظاهرين والجيش، الفئة الأولى هم مندسون من أحزاب السلطة الحالية أي "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" و"أمل" وذلك لضرب أهداف الثورة وتحويل مسارها، أما الفئة الثانية فهم اليساريون الذين يدورون في فلك "حزب الله" ويؤمنون بالعنف الثوري ويحولون الثورة إلى حرب مع المصارف.

ويرى حلو أن "أهل السلطة مسرورون لما يحصل في طرابلس وهم الذين لم يقدّموا أي حلول إقتصادية خصوصاً ان الرئيس حسان دياب كان يعلم بحقيقة الوضع قبل تسلمه زمام الحكم".

ولا يستبعد حلو أن تكون اشتباكات طرابلس محاولة لحرق إسم قائد الجيش خصوصاً انه أثار غضب أهل السلطة الذين طلبوا منه ضرب ثورة 17 تشرين، كما أن اسمه مطروح بقوة لرئاسة الجمهورية.

ويستبعد حلو أن ينجر الجيش إلى لعبة الدم الداخلية "لأن تركيبة جيشنا مغايرة لتركيبة باقي جيوش المنطقة، فرئيس الجمهورية السابق إميل لحود طلب من العماد ميشال سليمان العام 2005 قمع الثورة فرفض سليمان، وبالتالي فإن العماد جوزف عون متمسك بالدستور ويحمي حرية التعبير ولا يريد إدخال الجيش في اللعبة الداخلية وصراع الشعب مع أهل السلطة، لأن الجيش اللبناني جزء من الشعب ولا يقمع أهله". ويشير حلو إلى أن" قائد الجيش يعرف من هو المتظاهر ومن هو الإرهابي، فمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالمتظاهرين الطرابلسيين لن تنجح ولن تستخدم وسيلة ضغط على قائد الجيش من أجل قمع الثورة".

 

و"حزب الله" في المأزق

وليد شقير/نداء الوطن/29 نيسان/2020

المأزق الذي يغرق فيه لبنان لا يستثني أيّاً من قواه السياسية، سواء كانت ممثلة في الحكومة أم لم تكن. وإذا كانت عودة الناس إلى الشارع احتجاجاً على تردي الأحوال المعيشية تختزل عمق المأزق، فإن الحكومة هي الأخرى في صلبه، بعدما كان بعض الشارع حيّدها نسبياً عند تأليفها. بات المحتجون يصنفونها ضمن شعار "كلن يعني كلن"، بعدما تماهت مع أركان الحكم. القوى التي ترعى الحكومة، أدخلتها في دهاليز التسابق على المواقع في السلطة، وفي المنحى الكيدي لاقتلاع الخصوم منها. أضاع هؤلاء على الحكومة الوقت الضيق أصلاً، لتقدم على خطوات سريعة ترسم خريطة طريق الحلول. هذا ما حصل في أزمة المحاصصة في تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان، ما اضطرها لسحبها من التداول. ثم مع فكرة الـ"هيركات" المقنع بالاقتطاع من الودائع، الذي سحبته أيضاً، ومع إقالة الحاكم رياض سلامة، الذي أجلت البت به نتيجة الخلافات داخلها وردود الفعل العنيفة خارجها. آخر فصول إلهاء الحكومة بالكيديات ولعبة التنافس على مواقع السلطة، ما سببته تدابير مستشاري الرئيس ميشال عون حول "مكافحة الفساد" والتي تبنتها وزيرة العدل، من هواجس تؤشر إلى استهداف الحريرية السياسية والزعامة الجنبلاطية وحتى بعض الشركاء في السلطة. كان المنتظر خطوات سريعة تثبت للداخل والخارج أن قراراتها تعيد الثقة للجم ارتفاع سعر الدولار، فأقحمت القوى الراعية للحكومة عملها بصراعات تعيقها. وفي كل هذه الأمثلة لا تختلف العراقيل أمام الحكومة، عن تلك التي أعاقت حكومة الرئيس سعد الحريري وقادته إلى الاستقالة بعدما عطل منطق الاستئثار عملها.

أكثر المنزعجين من ردود الفعل على المنحى الذي سلكته الحكومة في الحالات المذكورة كان "حزب الله". فهو يمارس لعبة ترك عون يقضم المواقع في السلطة بالتعاون مع رئيس الحكومة حسان دياب، ثم يقاسمه النتائج حسب ردود الفعل. يطلق يده في المغامرة ويحصد النتيجة، ويدعوه إلى التراجع إذا تعذر النجاح، وهو واقف في الخلف. لكنه يضطر كل مرة لحقن الحكومة بالمقويات كما فعل الشيخ نعيم قاسم أمس، في وقت لم يطرح المعارضون إسقاطها، فيعيد إلى القائلين بأنها حكومة "الحزب" حجتهم.

لم يرق لـ"الحزب" رد الحريري الهجمة على سلامة بهجوم على "العهد القوي" وعلى دياب، وموقف رؤساء الحكومة السابقين، على رغم أن زعيم "المستقبل" لم يتناول دور "الحزب" مثلما فعل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. بل ان الحريري كان صامتاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية. فهل يتوقع "الحزب" أن يسلّم بشطب كل من يمت إليه بصلة، بغطاء من دياب؟ وهل كان بين حلفائه في السلطة، وتحديداً عون وجبران باسيل، من وقف ضد تطبيق العقوبات الأميركية عليه فاعتبروا الأمر "أكبر منا"، إذا كان هذا مأخذه على سلامة؟

كان طبيعياً ألا يرتاح إلى قول جنبلاط "لا لمحاولات حزب الله (وعون) إلغائنا، وتطبيق مثال سوريا والعراق وإيران في لبنان". نسب "الحزب" الموقف إلى لقاء السفيرة الأميركية به، متناسياً أنها التقت حليفه جبران باسيل لساعتين، وكذلك دياب، وأن صفقة عامر الفاخوري التي أزعجته تمت مع العهد، وسحب التعيينات المالية تمّ خضوعاً لموقفها. إذا كان "الحزب" يتبرأ من أن الحكومة حكومته لتجنيبها والعهد سلبيات الموقف الغربي، وخشية من تحمله كلفة رعايتهما، فإن الاختباء خلفهما بات مستحيلاً.

 

سلطة لمشروع كبير أم سلطة للسلطة بلا حلّ؟

رفيق خوري/نداء الوطن/29 نيسان/2020

كان جاك بيرك يقول عن الرئيس فرنسوا ميتران انه، "يجد لكل مشكلة مذنباً ولا يجد حلاً". ومثل هذا ما كان ولا يزال من تقاليد الأداء على المسرح السياسي اللبناني. ولم يكن خارج المألوف، حتى في أخطر تراكم للأزمات النقدية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والوطنية، ان يرتفع الصخب والغضب في اللعبة التقليدية على المسرح: تبادل الاتهام بالمسؤولية عن الأزمات، والتلاعب بالمسؤولية عن إيجاد الحلول. وليس في الاتهامات ما يجهله أصحابها عندما كانوا شركاء في المال والسلطة. فالمذنب بالنسبة الى العهد هو أهل "التركة الثقيلة" على مدى ثلاثين سنة. وهو عند المعارضين والشركاء السابقين العهد و"حزب الله". جمعية المصارف تغسل يديها كأنها جمعية خيرية وتتهم التركيبة السياسية الحاكمة بأنها صنعت الأزمات. وأهل السلطة يسلطون الأضواء على دور مصرف لبنان والمصارف في سوء الأمانة.

وقمة المشهد كانت قراءة الرئيس حسان دياب لمضبطة اتهام في حق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة. وهذه غلطة في الأداء، لا في الأساس.لان الحاكم بين الكبار من المذنبين. فالمثل يقول: "اذا ضربت ملكاً اقتله"، ورئيس الحكومة ضرب "الملك" من دون ان يكون قادراً على "قتله" اي محاكمته وإقالته. والكل يعرف ان التجديد لسلامة في العهد الحالي كان غلطة لها ثمن. وإقالته في عز الأزمات غلطة لها ثمن. وهذه في السياسة " اكبر من جريمة، انها غلطة"، حسب تاليران. ذلك ان ثقة الناس بالسلطة مفقودة. ومن الصعب إقناع الناس بان مكافحة الفساد مسألة ذات صدقية ضمن مشروع إصلاحي متكامل، لا مجرد سلاح ضد خصوم. فأكبر حماية للفساد هي الفساد نفسه. كل فاسد فوقه فاسد أكبر منه يحميه. والفاسدون شبكة مترابطة في القطاعات السياسية والمالية والادارية يتولى أفرادها حماية بعضهم بعضاً، لأن تفكيك حلقة يقود الى تفكيك بقية الحلقات ما دام كل طرف يعرف ما ارتكبه الطرف الآخر خلال الشراكة وبعدها وقبلها. لكن الانطباع السائد هو ان اللعبة أكبر. والسؤال، وسط السيناريوات الشائعة، هو: هل ما نراه مجرد تخبط في خطوات بلا حساب لما بعدها أم تمهيد لتغيير النظام او اقله الإمساك بكل السلطة؟ هل نحن امام محاولة للقطع مع ماضي "كليبتو قراطية" ام ان أصحاب الحكومة دفعوا رئيسها البروفسور ليلعب دوراً واحداً ممن وصفهم لينين بانهم "المجانين المفيدون" من اجل توظيفه في مشروع كبير؟ مهما يكن، فان السلطة للسلطة من دون حل للأزمات هي قمة الجنون السياسي.

 

جميل السيد والإنقلابات

نجم الهاشم/نداء الوطن/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85623/%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa/

بعد جلسة مجلس النوّاب يوم الأربعاء الماضي 22 نيسان في قصر الأونيسكو خرج النائب اللواء جميل السيّد ليتحدّث عن أن "الدولار وصل اليوم إلى 3000 ليرة وسيصل إلى 4 و5 آلاف وأنا أعيش في هذه المرحلة جو العام 1992" وأضاف "لا توجد عداوة شخصية مع أحد ولا يوجد بيني وبين رياض سلامه إشكال شخصي وخاص والمسألة مربوطة بالممارسة". هذا الكلام ترافق مع الحملة على حاكم مصرف لبنان واتهامه بأنه شريك في عملية الإنقلاب على الحكومة.

يعترف النائب اللواء جميل السيّد بالدور الكبير الذي لعبه على مدى سنوات عهد الوصاية السورية منذ العام 1991. وهو لا يجد مشكلة في التباهي بما أنجزه وحقّقه وبأنّه يعرف الكثير ولديه معلومات عن العديد من الأشخاص راكمها على مدى سنوات عمله الأمني في الجيش اللبناني ثم في المديرية العامة للأمن العام. وهو يفصح منذ خروجه من المسؤوليات الرسمية عن الكثير ممّا تختزنه شخصيته السياسية من خلفيات وأفكار كانت تحكم طريقة عمله الأمني. وبغضّ النظر عمّا يقوله هو، فهناك شبه تسليم بأنه كان صاحب الدور الأمني الأول في عهد الوصاية ويعتبر كثيرون أنه كان رمز هذا العهد. وعندما يتمّ الحديث عن الأجهزة الأمنية في ذلك العهد الذي استمر منذ العام 1991 حتى العام 2005 فقد يعني ذلك إشارة مخفية إليه.

حلم النيابة ورئاسة المجلس

منذ أعوام يلعب السيد دوراً سياسياً توّجه بانتخابه نائباً في أيار 2018 عن دائرة بعلبك الهرمل وعلى اللائحة التي دعمها "حزب الله" وحركة أمل ولكنه يعتبر أنه فاز نتيجة ما له من رصيد شعبي وصدقية لدى الذين انتخبوه وبأنّه لا يدين بهذا الإنتخاب إلى أي جهة أخرى. وهو لذلك لا يُقصّر في انتقاد "حزب الله" أحياناً وحركة "أمل" والرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب بحيث أن هناك من يعتبر أنه يطمح للحلول محله في رئاسة المجلس من دون أن يكون لمثل هذا الأمر أي أساس بعد ومن دون اعتبار أن "حزب الله" يمكن أن يسلّم به حتى لو كان من حقّه أن يحلم بالوصول إلى هذا الموقع الشيعي الأول في الجمهورية اللبنانية.

ما يكشفه النائب السيّد من خلفيات تحكم تصرفاته وآرائه يكشف بطريقة مباشرة النهج الذي اختاره طريقة لممارسة عمله الأمني ولذلك ارتبط اسمه في الكثير من الأحداث والإنقلابات السياسية والأمنية. ومن هنا يعتبر كثيرون أنه إذا كان اليوم وهو خارج السلطة الأمنية ودائرة القرار يفصح عن كل هذا الكمّ من المواقف والتهجّمات والعدائيات فإن كل ذلك يمكن أن يفسّر أن تحميله مسؤولية الكثير من الأحداث التي حصلت بين العام 1991 والعام 2005 يقع في محله.

الإنقلاب الأول

عودة السيّد إلى ما حصل في العام 1992 تفتح آفاقاً واسعة على كل ما حصل بعد ذلك العام. لا شك في أن حديثه عن أنّ المرحلة الحالية تشبه تلك المرحلة وأنّ هناك عملية انقلاب تحضّر ضد الحكومة يعيد إلى الأذهان الطريقة التي تم التصرف بها لمواجهة "انتفاضة الدواليب" في 6 أيار 1992 وما حصل بعدها من انقلابات كان له دور فيها ودائماً بحجّة أن هناك مؤامرة ضد السلطة القائمة.

تزامن تعيين النقيب جميل السيد مسؤولاً عن فرع مخابرات البقاع في العام 1983 في بداية عهد الرئيس أمين الجميل مع تولي العميد سيمون قسّيس رئاسة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني ومع تكليف العميد غازي كنعان مسؤولية قيادة المخابرات السورية في لبنان والإنتقال إلى الإقامة في مقرّه في عنجر. من هناك بدأت العلاقة تتّسع بين الرجلين، وفي كتاب النائب إيلي الفرزلي "أجمل التاريخ كان غداً" الكثير من المرويّات والأخبار التي تناول فيها حياكة الكثير من القضايا على مدى الأعوام الممتدّة طوال عهد الوصاية والتي كان محورها اللواء كنعان سواء في مراحل التوافق التام معه وفي مراحل الخلاف. هذه المراحل يتحدث عنها كثيراً النائب السيّد وقد ينشر الكثير من تفاصيلها في المذكّرات التي كان يُعدّها أيضاً ويجهّزها للنشر وربما يكون قد أخّر نشرها بسبب تدافع الأحداث والتعبئة العامة في زمن كورونا.

في المخابرات

ربما كان اللواء السيّد هو أوّل بداية زمن الإنقلابات منذ تمّ تعيينه في العام 1991 نائبًا لمدير المخابرات العميد ميشال الرحباني الذي كان رئيسه في مخابرات البقاع وتوثّقت علاقته به منذ ذلك التاريخ. كان المطلوب أن يكون دور اللواء السيّد بارزاً في مديرية المخابرات إلى درجة يمكن معها القول إنه طغى على عمل المدير بفعل الحظوة السياسية التي كان يتمتع بها. وعندما يتحدّث اليوم عما حصل في 6 ايار 1992 يكشف الطريقة التي تمت فيها المواجهة وقتها. كان من المفترض أن يبدأ انسحاب القوات السورية من لبنان تطبيقاً لاتفاق الطائف في أيلول 1992 وكان هدف النظام السوري الإنقلاب على الطائف كما كشف النائب ألبير منصور في كتابه "الإنقلاب على الطائف" الذي أصدره في العام 1992 قبل أن يصير بعد 28 عاماً رفيقاً للسيّد في اللائحة النيابية الواحدة. ذلك كان الإنقلاب الأول على انتفاضة 6 أيار عندما نزل الناس إلى الشوارع احتجاجاً على وصول سعر صرف الدولار إلى 3000 ليرة. تلك الإنتفاضة تم توصيفها على أنها محاولة انقلاب ضد السلطة التي كانت قامت برئاسة الرئيس الياس الهراوي الذي ختم حياته السياسية بكتابه "عودة الجمهورية .. من الدويلات إلى الدولة". ولذلك كان الإنقلاب عليها من خلال فرض تقصير ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية جديدة أنهت مجلس 1972 ومكمّلاته من النوّاب الذين تم تعيينهم في العام 1991.

تلك السلطة التي قامت وقتها عاشت على الإنقلابات التي أديرت بحجة دائمة تتحدث عن وجود مؤامرة على السلطة وهو ما تتم إليه الإشارة اليوم من خلال القول إن حاكم مصرف لبنان رياض سلامه ضالع في مؤامرة انقلاب على حكومة الدكتور حسّان دياب بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وبالتوافق مع مكونات 14 آذار ولا سيما تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية.

انقلابات بالجملة

المواقف التي يطلقها النائب السيّد في كثير من الأحيان ضدّ الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع تُذكّر بخلفيات انقلابات كثيرة حصلت.

حلّ حزب القوّات اللبنانية في 23 آذار 1994 واعتقال قائدها سمير جعجع في 21 نيسان كان انقلاباً.

وانتخاب العماد أميل لحود رئيساً للجمهورية في أيلول 1998 كان انقلاباً.

وتطيير الرئيس رفيق الحريري من رئاسة الحكومة بعد انتخابه كان انقلاباً.

وتعيين اللواء السيد مديراً عاماً للأمن العام كان انقلاباً في الموقع الذي كان توالى عليه مدراء عامون موارنة.

وعملية الإعتقالات في 7 آب 2001 كانت انقلاباً على نداء المطارنة الموارنة والبطريرك صفير وعلى مصالحة الجبل بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.

والتمديد للحود في أيلول 2004 كان انقلاباً.

ومحاولة اغتيال النائب مروان حماده في أول تشرين الأول 2004 كانت انقلاباً. واغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 كان انقلاباً.

ضابط وثلاثة ضباط

بهذا المنطق يمكن اعتبار أن انتفاضة 14 آذار 2005 كانت انقلاباً. هي انقلاب على عهد الوصاية وعلى كل الموبقات التي رافقته وعلى دور الأجهزة الأمنية التي كانت تنفذ سياسته وتديرها وتقترحها.

ومن هذه الناحية يمكن اعتبار أن دخول السيّد إلى السجن إلى جانب مدير المخابرات العميد ريمون عازار ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفي حمدان كان انقلاباً نُفّذ بواسطة لجنة التحقيق الدولية بغضّ النظر عما آلت إليه عملية التوقيف والإتهامات التي وضعت حدّاً لها أيضا المحكمة الدولية التي استمعت مطولاً إلى إفادات اللواء السيّد حول دوره طوال عهد الوصاية.

من بين الضباط الأربعة كان التركيز الأهم على السيّد بحيث كان يمكن اعتبار أن توقيفه كان الأساس بينما الثلاثة الآخرون كان توقيفهم مجرد تفصيل.

واستكمالاً للمنطق الذي يتحدث به السيّد وإلى ربطه الأحداث وتشابه الظروف المتباعدة ببعضها لقراءة المرحلة الحالية يمكن اعتبار أن ما حصل بعد حرب تموز 2006 من مظاهرات وحصار للسراي الحكومي كان انقلاباً على 14 آذار وعلى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

وأن هذا الإنقلاب عندما لم يكتمل استُكمِل بانقلاب 8 أيار 2008 بحجّة أن السلاح يحمي السلاح.

وبهذا المنطق أيضا يمكن اعتبار أن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011 كان انقلاباً تمّ من مقر العماد ميشال عون في الرابية.

وأن تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعدها كان انقلابا وأن منع انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في أيار 2014 وفرض الفراغ ومنع اكتمال النصاب الدستوري كان انقلاباً وأن تشكيل حكومة الرئيس حسّان دياب ردّاً على انتفاضة 17 تشرين 2019 كان انقلاباً.

ذلك المفهوم لتلك الإنقلابات ترسّخ مع انقلاب 1992 الذي تحدّث عنه النائب جميل السيّد.

ولكن إذا كان الرئيس الهراوي أراد عنونة مذكراته "عودة الجمهورية من الدويلات إلى الدولة" فإن الخوف اليوم هو أن تكون هذه الرحلة معاكسة بعودة الجمهورية من الدولة إلى الدويلات طالما أن ثورة 17 تشرين كان عنوانها عودة الدولة إلى الجمهورية وإلغاء منطق الإنقلابات التي صاغها عهد الوصاية من أجل بناء دولة فيها رجال دولة وليس نظاماً يكون فيه رجال للنظام يتّهمون معارضيهم بالإنقلاب والخيانة وينقضّون عليهم.

ذلك أن الفارق كبير بين رجل الدولة ورجل النظام.

 

نهاية الحضارة العربية

حسين عبدالحسين/الحرة/29 نيسان/2020

شنت المقاتلات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، هجوما استهدف معسكر إعداد وتدريب خاص بـ "لواء فاطميون" الأفغاني، التابع لـ "الحرس الثوري الإيراني"، بمنطقة التليلة، في تدمر، شرق سوريا. وقالت مواقع المعارضة السورية إن "المعسكر المستهدف يرتبط بالقاعدة الإيرانية المتواجدة بمطار تدمر العسكري، والتي طالتها عملية الاستهداف أيضا".

وقبل استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على تدمر، وقعت المدينة التاريخية تحت سيطرة برابرة تنظيم "داعش"، الذين دمّروا أجزاء من المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى زمن ميلاد يسوع المسيح. ويعتقد برابرة "داعش"، وغالبيتهم من السنة العراقيين، أن المواقع الأثرية وأضرحة القديسين والسادة والسلف هي بدع، وأن كل بدعة ضلالة، وأن كل ضلالة في النار، مع العلم أن ضريح الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان قائم قرب بغداد، ويزوره المسلمون السنّة على مدى الألفية المنصرمة، وما الصحوة الإسلامية ضد الضلالة المزعومة إلا خزعبلات حديثة، تنقضّ عليها، ولحسن الحظّ، معظم الحكومات العربية.

هكذا، من بربرية الإسلام السياسي السني المعروف بـ"داعش"، إلى بربرية الإسلام الشيعي المعروف بالحرس الثوري الإيراني وأذرعه مثل "لواء فاطميون" الأفغاني، عانت تدمر وما تزال تعاني من عصر نهاية الحضارة العربية، عصر يسود فيه التخلف بدون حياء ولا خجل، عصر يعتقد فيه بعض السنة أنهم في عصر الجهاد والفتوحات الإسلامية وغزواتها وسبايها، فيما يعتقد بعض الشيعة أنهم يحكمون باسم إمامهم المنتظر.

لم تكن تدمر مسرحا للبربرية في تاريخها، بل هي كانت مسرحا لديمقراطية عربية حققت حياة رغيدة لناسها

مسكينة هي تدمر، ومسكينة هي حضارة العرب والفرس التي آلت إلى البربرية التي وصلت إليها. لم تكن تدمر تعيش في ظل التخلّف الذي تعاني منه اليوم، بل كانت هذه المدينة، ومعها حمص وبعلبك غربا، وإلى جنوبها حوران وبصرى وربة عمون، أي عمّان، حتى بترا فالحجر والعلا وتيماء، شمال الحجاز، كل هذه المدن شكّلت مهد الحضارة العربية المسماة جاهلية.

في جنوب سوريا عثر المنقّبون الفرنسيون على شاهدة قبر امرؤ القيس تصفه ملكا للعرب، وهي مكتوبة باللغة النبطية المتأخرة، قبل أن تتطور هذه إلى العربية. لم يتكلم العرب العربية، بل هم منحوا اسمهم للغة التي صارت معروفة بالعربية، أو عربية القرآن، بعدما راحوا يتحدثون بها قبل الإسلام. عثر الكولونياليون الفرنسيون على الشاهدة، ولحسن حظّ الحضارة العربية سرقوها، فنجت من جنون "داعش" ومن حروب "فاطميون"، وما تزال معروضة في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية.

لم تكن تدمر مسرحا للبربرية في تاريخها، بل هي كانت مسرحا لديمقراطية عربية حققت حياة رغيدة لناسها. يقول المؤرخ العراقي الراحل جواد علي، في موسوعته "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، إن تدمر تأثرت "بأصول اليونان والرومان وطرقهم في إدارة الحكم، فكان للمدينة مجلس شيوخ له سلطة سن القوانين والتشريع، وله رئيس وكاتب وجملة أعضاء، ويشرف على السلطة القضائية شيخان وديوان يتألف من عشرة حكام. أما السلطة القضائية، فينظر فيها بعض الوكلاء وغيرهم من العمال".

ويضيف علي أن تدمر كانت عاصمة التجارة بين الإمبراطوريات، وكان للتدمريين محطات تجارية في المناطق التي تتاجر معها على ضفاف الفرات، كما على ضفاف النيل، وحتى في روما نفسها، ما عاد على المدينة وشعبها بثروات طائلة. واستطاع المنقبون التأكد من غنى التدمريين من قماشة الأكفان التي عثروا عليها في النواويس، وهي أكفان مصنوعة من الحرير الفاخر المستورد من الصين، وكان ذلك قبل حوالي ألفي عام.

في قلب ازدهار تدمر وتطور حضارتها كان التسامح. لم يكن عند التدمريين إلها مركزيا ولا دينا مفروضا على الناس، بل آلهة متعددة، وأديان متعددة، بما في ذلك الأديان التوحيدية، التي عاشت في تدمر، وبشّرت فيها، كاليهودية. حتى أن بعض الروايات تعزو بناء المدينة إلى النبي سليمان، ملك اليهود، لكنها قصص لا إثباتات تاريخية. واليهود سكنوا تدمر، مع العرب، وسكنوا مواقع تجارية أخرى، مثل دورا يوروبوس على ضفة الفرات (بالقرب من صالحية دير الزور)، والتي عثر المنقبون فيها على كنيس يهودي.

لم يضطر اليهود للإغارة على تدمر خوفا على حياتهم من البرابرة التي يسكنونها اليوم، بل كانت تدمر العربية قبلة اليهود، الذين وفدوا إليها بحثا عن حياة أفضل.

فليعد العرب إلى السلام والتجارة، بدلا من التصفيق للبطولات الوهمية، والتهليل لتأميم القناة، ولأغاني السد العالي، ولصواريخ سكود على تل أبيب

ما جرى؟ (وهي عبارة تلفظ باللغتين العربية والعبرية بالطريقة نفسها مع تباين في حرف الجيم وتعني الشيء نفسه)؟ وكيف انتهت حضارة العرب؟ وكيف تحوّل بعض العرب من تجّار يعرفون أن مصلحتهم تكمن في العيش في سلام مع كل محيطهم، وأنها تكمن في حكومة منتخبة وتداول على السلطة، إلى ميليشيات وغوغاء؟ كيف تحول العرب من ناس يتربعون على قمة التاريخ، إلى جانب الرومان والحضارات الأخرى، إلى ناس يعيشون إما في مخيمات تدريب الإرهابيين، أو في مخيمات اللجوء؟

هو واقع عربي مرّ وحزين، ولا سبيل للخروج منه بالاستمرار بنفس طرقه. لن تحلّ أزمة إيران ميليشا "الحرس الثوري"، ولن تحلّ أزمة لبنان الميليشيات المستنسخة عن "الحرس الثوري"، أي "حزب الله"، ولن تحلّ مشكلة سوريا المزيد من النسخات الميليشيوية كـ "لواء فاطميون" أو "لواء الباقر"، أو ميليشات الحشد الشيعي العراقية.

لا يذكر التاريخ أن الحروب أدت إلى عيش رغيد، بل إن التاريخ يشي بأنه لطالما ارتبطت الحياة الكريمة بالسلام والتعايش والتجارة، من الفينيقيين، إلى ملكي اليهود داود وسليمان، إلى تدمر والنبط. حتى أن قريش امتهنت التجارة، ورسول المسلمين نفسه كان تاجرا أدار أموال زوجته التاجرة.

فليعد العرب إلى السلام والتجارة، بدلا من التصفيق للبطولات الوهمية، والتهليل لتأميم القناة، ولأغاني السد العالي، ولصواريخ سكود على تل أبيب. كلها بطولات كلامية لم تغن العرب ولم تسمنهم، بل زادت بؤسهم بؤسا، وفقرهم فقرا، وتخلفهم تخلفا.

 

مغيّرون في التاريخ: لحية حمراء أيضاً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

بدأ القرن الماضي بانتصار فلاديمير إيليتش أوليانوف وانتهى بهزيمة نيكولاي لينين. والرجل واحد طبعاً. إنه الزعيم الذي سيكرِّس الأسماء الحركية، أي التي يتخذها الثوار لأنفسهم، لا تلك التي يختارها لهم الآباء.

كان والد لينين مفتشاً للمعارف في مدينة سيمبرسك الروسية، وكانت والدته ابنة أحد الأطباء الميسورين. لكن فلاديمير إيليتش أفاق وقد أُعدم شقيقه ألكسندر شنقاً لمشاركته في مؤامرة ضد القيصر ألكسندر الثالث. وكان شقيقه معروفاً بين رفاقه بالاسم الحركي «لينين» فما كان من فلاديمير إلا أن تبنى الاسم وقرر الانتقام.

درس لينين المحاماة لكنه قرر احتراف الثورة. فالقوانين كانت للحفظ أما فلسفة كارل ماركس فللتطبيق. وهكذا، انتقل إلى العمل الثوري في سانت بطرسبرغ التي تحمل اسمه بعد الثورة البلشفية فتصبح لينينغراد، ثم يعاد إليها اسمها الإمبراطوري بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كمقام، في أكبر عاصفة هذا العصر.

شاهد لينين الحكم القيصري ينهار تحت ثقل أخطائه. فلم يكن في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر سوى القيصر والمجاعة. وكانت هناك أيضاً الظواهر العفنة الأخرى مثل بروز «راسبوتين» في المجتمع الروسي المخملي. اعتُقل لينين المرة الأولى وهو في السابعة والعشرين من العمر، فأمضى عاماً في السجن، ثم حُكم بالنفي إلى سيبيريا لمدة ثلاث سنوات، حيث تزوج هناك من رفيقته نادجيدا كروبسكايا، وأنهى كتابه الأول «الرأسمالية في روسيا»، ولما عاد إلى سانت بطرسبرغ اعتُقل من جديد، وحين أُفرج عنه، أسرع بالسفر إلى سويسرا حيث أصدر مجلة «إيسكرا» التي كان شعارها «من الضوء إلى الشرارة».

طوال 17 عاماً عاش لينين يتنقل من منفى إلى منفى، ومن سجن إلى آخر، فقيراً وشبه مُعدم لا يسمح لنفسه بأكثر من ثياب رثة وطعام متقشف. وحين صار يصدر «إيسكرا» من لندن في عام 1902، انضم إليه ليون تروتسكي فأقاما أشهر حلف ثوري، ثم أعلنا بعد عام أشهر انشقاق شيوعي. وفيما كانت روسيا تشهد المزيد من الانهيار، عاد لينين إلى البلاد لكي يحرِّض على التمرد، لكن القيصر أرضى الناس ببرلمان صوري سُمّي «الدوما»، فهرب لينين من جديد إلى السويد، حيث ربح تأييد رجلين جديدين: ماكسيم غوركي ويوسف ستالين! من السويد ذهب إلى باريس، ومن باريس إلى بولونيا، ومن بولونيا إلى النمسا، ثم عاد إلى سانت بطرسبرغ من ألمانيا قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى. في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1917 حدث ما سوف يُعرف بـ«ثورة أكتوبر»، وتولى لينين السلطة بمساعدة اللجنة المركزية في حزب البلاشفة التي كان أحد أعضائها يوسف ستالين. كان يومها في السابعة والأربعين من العمر «وكان قصير القامة، أصلع وله لحية حمراء صغيرة، وكان يبدو أكبر من سنه بكثير».

إلى اللقاء...

 

حكايات رمضانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 نيسان/2020

محطات التلفزيون العامة في رمضان لا تصوم عن البثّ، ولا عن البحث عن الأجر المادي. فهو شهر الخير، شهر المشاهدين والإعلانات. فيه يجلس أفراد العائلة أمام الشاشة، أو بديلاتها، أطول وقت في السنة، من الإفطار إلى السحور، وهي تفعل كل ما في وسعها من حيل تسويقية، حتى يعودوا في اليوم التالي لاستكمال ما انتهت إليه مسلسلات الأمس. لهذا، متوهم من يظن أن خلف كل الأعمال الرمضانية التلفزيونية حملات خبيثة، أو أفكار شريرة أو تسويق لأجندة منظمة. وعندما تلاحظ ظهور تكرر أو تشابه في موضوعات الأعمال الرمضانية، فإن ذلك غالباً نتيجة جسّ نبض الجمهور، فهو «ترند» الموسم. والملاحظ عادةً أن هذه الأعمال تجد قبولاً كبيراً من المشاهدين رغم «رسائلها» السياسية الصادمة أحياناً. وكل موسم له «ترند»، فقد تناولت الأعمال الدرامية، والساخرة، في السابق موضوعات الإرهاب، ومكانة المرأة وحقوقها في المجتمع، والنظم السياسية المارقة مثل قطر وإيران، وإشكالات المواطنة واختلاف ثقافات الأجيال.

وفي أكثر من عمل ظهر هذا الشهر تكرر الحديث عن إسرائيل واليهود، والتعايش، لأنه يعكس حوارات اليوم، وليس حديث العرب البعيدين عن جبهة الصراع فقط، بل بين شباب الفلسطينيين الذين أصبحوا يتحدثون بلغة مختلفة عن آبائهم. أن تقام علاقات سياسية مع إسرائيل أم لا، أن تفتح الأسواق لها أو يسمح بالتشارك الرياضي معها، فهي شؤون تترك للسياسيين. الدراما التلفزيونية صدى المجالس، وهي إن كانت لا تعبر عن سياسة فعلينا ألا نستهين بتأثيرها، لأنها مؤشر على التغيير الاجتماعي الذي هو من محركات التغيير السياسي. فقد كان للدراما الرمضانية دور مهم في محاصرة الإرهاب، والتخلص من العادات الاجتماعية المعيقة للتطور، وحاصرت المتطرفين والمتشددين في السابق. وفيما ينقل المسلسل الكويتي «أم هارون» صفحة من التاريخ الإيجابي بين اليهود والعرب، فإن المسلسل المصري المضاد له «النهاية» فانتازيا عن القضاء على إسرائيل. وقد يبدو غريباً أن ينتج في بلد وقّع اتفاق سلام مستمراً إلى اليوم، لكنه يبقى عملاً تلفزيونياً لا يستوجب أن يحمل أكثر من خيالات الكاتب ويعكس التمنيات القديمة. وهناك الأعمال المسيسة المباشرة، مثل الدراما التركية التاريخية الموجهة بتمجيد الشخص أو الفكرة. فهي                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر: واشنطن تدعم اتفاق الرياض ووحدة اليمن

واشنطن - بيير غانم/العربية نت/29 نيسان/2020

أبدت الولايات المتحدة، على لسان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، عن ترحيبها بوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال شنكر في حديث خاص مع "العربية" و"الحدث": نحن سعداء جداً أن السعوديين "تجاوبوا مع نداء الأمين العام للأمم المتحدة والأسرة الدولية، ونحن سعداء وشاكرون لحكومة جمهورية اليمن لدعمها وقف إطلاق النار من قبل التحالف الذي تقوده السعودية". وأشار شنكر إلى أن وقف إطلاق النار سيعطي المبعوث الدولي مارتن غريفثس فرصة ليعمل مرة أخرى على التفاوض على وقف إطلاق نار دائم والتوصل إلى حل متفاوض عليه. وأبدى شنكر موقفاً حذراً من موقف الحوثيين مما يجري وقال: "نحن سعداء جداً بما قام به السعوديون، ونأمل ونتوقع أن ينضمّ الحوثيون، وأن يقابلوا الفعل بمثله، ويبدأوا فوراً بالتفاوض مع مارتن غريفثس". وأشار شنكر إلى أن المسؤولين السعوديين الكبار يولون اهتماماً بالأمر كما يبدون مرونة. وأضاف: "لكنني لا أرى المرونة ذاتها لدى الطرف الآخر". وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أيضاً أن بلاده تدعم اتفاق الرياض وتدعم اليمن الموحّد، لكنه اعتبر أن المجلس الانتقالي الجنوبي تنظيم انفصالي وله دور "ولكن الوقت الآن هو ليجتمع اليمنيون للتوصل إلى حلّ يتمّ التفاوض عليه لإنهاء النزاع".

حديث خاص في ظل فيروس كورونا

رتّبت وزارة الخارجية الأميركية هذه المقابلة مع مساعد وزير الخارجية عبر الهاتف، نظراً لإجراءات التباعد الاجتماعي ومكافحة وباء فيروس كورونا، وشملت الأسئلة بالإضافة إلى اليمن، قضايا العراق ولبنان. كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أصدر إعفاء للحكومة العراقية يسمح لها باستيراد الكهرباء من إيران، وأوضح مساعد الوزير خلال محادثته مع "العربية" و"الحدث" أن العراق قام بإجراءات ليكون مستقلاً عن شبكة الكهرباء الإيرانية "ونرى أنها كانت مفيدة لكنها ليست كافية"، كما قال شنكر، وأوضح أن الوزير بومبيو تابع إعطاء الإعفاءات "لتشجيع العراقيين أولا على السير قدماً باتجاه الاستقلالية، وثانيا، لتشجيعهم على تشكيل حكومة ذات مصداقية، وتقوم على مصالح العراق بما يخص قضايانا الثنائية وبما يخص تلبية مطالب الشعب العراقي واحتياجاته".

رفض تبعية العراق لإيران

ردّ مساعد وزير الخارجية الأميركي على وصف العراق بأنه أصبح ساحة صراع بين الولايات المتحدة وإيران وقال: "لا أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لوصف علاقتنا مع العراق!". وأشار إلى أن واشنطن تقدّم مساعدات هائلة للعراق فيما "الإيرانيون لديهم مقاربة مختلفة". وعرض شنكر في حديثه مع "العربية" و"الحدث" ما كان يحدث حتى وقت قريب في العراق، وقال إنه "في حقبة قاسم سليماني.. كان قاسم سليماني يأتي إلى العراق ويجتمع إلى الزعماء السنة والشيعة وبعدها يقول لهم من يكون رئيس وزرائهم. رأينا الأمر ذاته مع "غاني" خليفة سليماني، الذي جاء ليقوم بالأمر ذاته" في المقابل. وأضاف شنكر "نحن انخرطنا في حوار حول قضايا كثيرة، اقتصادية وسياسية مع نظرائنا العراقيين، نحن لا نقول لهم ما يجب أن يفعلوا!". وشدّد على أن الولايات المتحدة لا تريد العراق "دولة تابعة لإيران"، وأضاف أن "هذا أمر نتشارك فيه مع الأكثرية الساحقة من العراقيين وهم أيضاً يريدون العراق سيداً".

لبنان وقرارات خاطئة لحكومات متعاقبة

أما في موضوع لبنان فألقى مساعد وزير الخارجية الأميركي باللوم على تراكم القرارات الخاطئة خلال سنوات وفي حكومات متعاقبة، وقال إنها "قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وأيضاً الفساد وسياسات التنفيع، عدد كبير من الخيارات التي تمّ اتخاذها أو عدم إقرارها". ودعا المسؤول الأميركي الرفيع الحكومة الحالية لأن تعمل بسرعة وتطبق إصلاحات، وقال إنهم "كانوا في وارد وضع رزمة إصلاحات في مجلس الوزراء، وعليهم أن يسيروا بسرعة بذلك، وأن يأخذوا الخطوات التي تضعهم في موقع بما يسمح للمؤسسات الدولية للعمل وتقديم المساعدة المشروطة". لم يشر شنكر إلى أية مساعدات أميركية في هذا الشأن بل أشار إلى أن على لبنان ليكون "في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه أن يثبت أنه مستعد لاتخاذ خيارات صعبة وقرارات تثبت مئة في المئة التزامه بالإصلاح". وأشار شنكر إلى "خيارات صعبة! إصلاح قطاع الكهرباء، إصلاح الجمارك، البدء بجمع الضرائب في حين هناك الكثير من اللبنانيين بدون عمل. الكهرباء، كل القطاعات، والاتصالات. هذه ستكون قرارات صعبة جداً للقضاء على نظام الفساد المتجذّر في لبنان. ستكون هذه قرارات صعبة لكنها ضرورية".

سلامة وحسابات حزب الله المصرفية

وفي ظل الجدل حول دور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سألنا مساعد وزير الخارجية الأميركي إن كان رياض سلامة صديقاً للولايات المتحدة وخسارته أمر سيئ؟ فأكد شنكر أن وزارة الخزانة الأميركية عملت "بشكل جيد ولسنوات مع الحاكم في قضايا العقوبات على المصارف والمؤسسات المالية وإقفال حسابات تابعة لحزب الله". وأضاف أن "قرار من يكون حاكم مصرف لبنان هو قرار يعود للحكومة اللبنانية فلبنان دولة ذات سيادة". وفي معرض حديثه عن نفوذ حزب الله في لبنان أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أن العقوبات الأميركية كان لها تأثير حقيقي على قدرات حزب الله، كما أن حملة الضغط القصوى على إيران منعت طهران من الحصول على الأموال وباتت ترسل أموالاً أقل لحزب الله. ورسم شنكر مقارنة بين الولايات المتحدة من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى، وقال إن "الولايات المتحدة قدّمت حوالي 12 أو 13 مليون دولار للبنان لمواجهة وباء كورونا! فماذا فعل حزب الله؟ تابعوا إرسال الطائرات من طهران بعدما أقفل لبنان المدارس وجلبوا المزيد من فيروس كورونا". واختتم مساعد وزير الخارجية حديثه مع "العربية" و"الحدث" بالتحدّث عن أصدقاء الولايات المتحدة وقال "لدينا الكثير من الأصدقاء في لبنان لأننا، وعلى عكس إيران، لا نموّل ميليشيات خارجة عن الدولة ولا تنظيمات إرهابية تعمل خارج سيطرة الحكومة، ميليشيات تهدد الناس الذين لا يوافقون معهم أكانوا من الشيعة أو من طوائف أخرى".

 

النص الكامل لمقابلة ديفيد شنكر مع "العربية" و"الحدث"

*لكي يكون لبنان في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه ان يثبت انه مستعد لإتخاذ خيارات صعبة وقرارت تثبت مئة في المئة التزامه بالاصلاح

*لبنانيأ شنكر ألقى باللوم على تراكم القرارات الخاطئة خلال سنوات وفي حكومات متعاقبة، وقال إنها "قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وأيضاً الفساد وسياسات التنفيع

*نعتقد ان حزب الله تأثّر فعلاً بذلك وايران تقدّم كل يوم اموالاً أقل واقل لحزب الله.

"نحن لا نرهب من يخالفوننا الرأي، ونعم، اعتقد ان الناس في لبنان يرون فائدة في علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاغلبية الساحقة من اللبنانيين هم اصدقاؤنا".

واشنطن - بيير غانم/ العربية نت/29 نيسان/2020

*****

*سؤال حول اعلان التحالف بقيادة السعودية وقفاً لإطلاق النار في اليمن؟

"نحن نرحّب بإعلان التحالف بقيادة السعودية وقف اطلاق النار من طرف واحد، وهذا هو الاعلان الثاني عن وقف اطلاق نار من طرف واحد هو السعوديين، وقاموا بذلك لأسبوعين من طرف واحد واعلنوا عن تجديده لشهر، ونحن سعداء جداً أنهم تجاوبوا مع نداء الامين العام للامم المتحدة والاسرة الدولية ونحن سعداء وشاكرون لحكومة جمهورية اليمن لدعمها وقف اطلاق النار من قبل التحالف الذي تقوده السعودية. "نعتقد ان هذا سيعطي فرصة لـ مارتن غريفيث ليعمل مرة اخرى على التفاوض على وقف اطلاق نار دائم والتوصل الى حل متفاوض عليه. "نحن سعداء جداً بما قام به السعوديون ونأمل ونتوقع ان ينضمّ الحوثيون، وان يقابلوا الفعل بمثله ويبدأوا فوراً بالتفاوض مع مارتن غريفيث. "كما نأمل ان يبدأ الحوثيون بإحترام التطبيقات المتعارف عليها دولياً بشأن المساعدات الانسانية. هذا يبقى أمراً مقلقاً جداً في ظل تفشي فيروس كورونا. وكما تعلم ان الولايات المتحدة هي من اكبر الاطراف المانحين للمساعدات الانسانية لليمن، وقد وصلت قيمة المساعدات منذ العام 2017 الى 2 مليار و100 مليون دولار. "إذن، نحن ملتزمون وان السعوديين يقومون بالعمل الصحيح .. ونأمل ان يقوم الحوثيون بالعمل الصائب."

*سؤال حول العودة الى طاولة المفاوضات وما اذا كان مسار ستوكهولم ما زال قائما وما اذا هناك ما يحدث فعلاً بين الاطراف بما يجعلنا نأمل انهم سيجلسون الى الطاولة؟

"اعتقد ان اجتماعات مثمرة جداً قد انعقدت، السعوديون على مستوى المسؤولين الرفيعين يولون انتباهاً لذلك، ونفهم ايضاً انهم يبدون مرونة في محادثاتهم مع مارتن غريفيث والحوثيين، لكنني لا ارى المرونة ذاتها لدى الطرف الآخر. يجب ان يكون هناك طرفان لإداء "التانغو" هنا، وللوصول الى وقف لإطلاق النار، ولتنهي ما هو نزاعاً مروعاً ومأساوياً. نحتاج ليس فقط الى السعوديين ... بل ايضاً على الحوثيين ان يجلسوا الى الطاولة وان يقدّموا تنازلات وان يكونوا مرنين.

*سؤال عن اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي لإدارة ذاتية وما تقديره للموقف؟

"الولايات المتحدة تدعم مسيرة الرياض، واتفاق الرياض وندعم اليمن الموحد.

"المجلس الانتقالي الجنوبي تنظيم انفصالي، انهم لاعبون لكن الوقت الآن هو ليجتمع اليمنيون للتوصل الى حلّ يتمّ التفاوض عليه لإنهاء النزاع.

"نحن ندعم الجهد السعودي، ونعتقد انهم كانوا فعالين بشأن محاولتهم الحصول على توافق بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي على مسيرة تدعم اليمن الموحد.

"من جديد، اعتقد اننا نرى السعوديين يقومون بدور منتج في محاولتهم تبنّي توافق في اليمن.

*سؤال حول العراق واعطاء وزير الخارجية الاميركي الحكومة العراقية اعفاء لشهر باستيراد الكهرباء من ايران، وقد اعتبر بومبيو انها في المصلحة الامنية الاميركية. فهل تقوم الحكومة العراقية بخطوات ملموسة للاستقلال عن شبكة الطاقة الايرانية؟

"حسنأ. قاموا ببعض الخطوات ونستطيع تزويدك ببيان حول ما فعلوه لكنهم قاموا ببعض الخطوات ونرى انها كانت مفيدة لكنها ليست كافية.

"ان الوزير (بومبيو) يتابع اعطاء الاعفاءات لتشجيع العراقيين على، اولا، السير قدماً باتجاه الاستقلالية وثانيا، لتشجيعهم على تشكيل حكومة ذات مصداقية، وتقوم على مصالح العراق بما يخص قضايانا الثنائية وبما يخص تلبية مطالب الشعب العراقي واحتياجاته.

*سؤال حول ان الكثير من العراقيين يشعرون ان بلادهم اصبحت ساحة صراع بين الولايات المتحدة وايران. فهل بالفعل ان الولايات المتحدة تتنافس مع ايران في العراق؟

"لا، اسمعني، لا اعتقد ان هذه هي الطريقة الصحيحة لوصف علاقتنا مع العراق!

"الولايات المتحدة لها علاقات ثنائية وشراكة استراتيجية مع العراق. نحن نقدّم لهم رزمة واسعة من المساعدات، نساعدهم على بناء مؤسساتهم الوطنية، قواتهم المسلحة، نستثمر في البلاد، نقدّم كميات هائلة من المساعدات الانسانية. نحن اعدنا بناء البلاد وقسم كبير منها بعد هزيمة داعش، نحن نقوم بعملية نزع الالغام ونشجع العراقيين للاجتماع وتشكيل حكومة ذات مصداقية وقادرة عل تلبية حاجات الشعب العراقي، حكومة غير فاسدة ولا تقتل المتظاهرين.

"الايرانيون لديهم مقاربة مختلفة. من قبل وفي حقبة قاسم سليماني، كان قاسم سليماني يأتي الى العراق ويجتمع الى الزعماء السنة والشيعة وبعدها يقول لهم من يكون رئيس وزرائهم. رأينا الامر ذاته مع "غاني" خليفة سليماني، الذي جاء ليقوم بالامر ذاته ومن يستطيع ان يكون رئيس الوزراء ومن ليس بإمكانهم ان يعينوا.

"نحن انخرطنا في حوار حول قضايا كثيرة، اقتصادية وسياسية مع نظرائنا العراقيين، نحن لا نقول لهم ما يجب ان يفعلوا! نحن ندعمهم في الحصول على حكومة ذات مصداقية تستطيع خدمة مصالح الشعب العراقي.

"نريد ان يكون العراق دولة ذات سيادة ولا نريده ان يكون دولة تابعة لإيران. هذا أمر نتشارك فيه مع الأكثرية الساحقة من العراقيين وهم ايضاً يريدون العراق سيداً.

*سؤال هل انتم ملتزمون بالعراق؟

"نحن ملتزمون بالعراق ولكن على العراقيين ان يلتزموا بالعلاقة الثنائية معنا.

*سؤال ان كانت الحكومة المقبلة في العراق تتوقع حوارا مع الولايات المتحدة وتتلقى دعمها؟

"شاهدنا خلال الشهر الماضي وزير الخارجية (بومبيو) وهو يعلن عن الحوار الاستراتيجي برئاسة وكيل وزارة الخارجية (ديفيد) هايل في منتصف شهر حزيران يونيو. هذا المسار سيناقش قضايا كثيرة وكامل العلاقة الثنائية، أي العلاقة الاقتصادية واستثماراتنا في العراق السياسة والحضور العسكري. نتحدث عن كل شيء مع العراقيين، ونريد الدخول في حوار كامل وشامل ويبحث في علاقتنا بكليتها.

"ليس سراً اننا في الاشهر الماضية اصبنا بالخيبة من فشل الحكومة في حماية الاميركيين، أكانوا جنودنا باللباس العسكري، وهم هنا بدعوة من حكومة العراق، او الدبلوماسيين الاميركيين والمباني الدبلوماسية.

"اعتقد ان كل هذه القضايا ستكون موضع بحث، ونحن نودّ السير قدماً في علاقة ثنائية متينة لذلك وضعنا هذا المسار ونتطلع الى التحاور مع الحكومة العراقية المقبلة في يونيو حزيران

*سؤال عن لبنان الذي يواجه اوضاعاً مالياً صعبة وربما انهياراً، فقيمة الليرة انخفضت والناس في الشوارع. هل تحمّلون الحكومة الحالية مسؤولية الاوضاع؟

"ما يحدث الآن هو نتيجة عقد من الخيارات الصعبة التي لم يتمّ اقرارها من قبل الحكومة اللبنانية. قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وايضاً الفساد وسياسات التنفيع، عدد كبير من الخيارات التي تمّ اتخاذها او عدم اقرارها، وهذه نتيجة منطقية لسياسات سيئة متتابعة لسنوات.

"على الحكومة الحالية ان تعمل بسرعة وتطبق اصلاحات، كانوا في وارد وضع رزمة اصلاحات في مجلس الوزراء، وعليهم ان يسيروا بسرعة بذلك وان يأخذوا الخطوات التي تضعهم في موقع بما يسمح للمؤسسات الدولية للعمل وتقديم المساعدة المشروطة.

*سؤال ان كان علينا ان نفهم ان المساعدة الاميركية مشروطة باتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات محددة وخطوات تجاه الاصلاح؟

"ليس هذا ما قلته! لكي يكون لبنان في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه ان يثبت انه مستعد لإتخاذ خيارات صعبة وقرارت تثبت مئة في المئة التزامه بالاصلاح.

"هذا سيكون صعباً على الحكومة اللبنانية. حكومة دياب، والحكومة السابقة، حكومة الحريري لم تتخذ هذه الخيارات. سنرى ان كانت الحكومة ستثبت مستوى من الالتزام. ولكنني اكرر، خيارات صعبة! اصلاح قطاع الكهرباء، اصلاح الجمارك، البدء بجمع الضرائب في حين هناك الكثير من اللبنانيين بدون عمل. الكهرباء، كل القطاعات، والاتصالات، هذه ستكون قرارات صعبة جداً للقضاء على نظام الفساد المتجذّر في لبنان. ستكون هذه قرارات صعبة لكنها ضرورية.

*سؤال حول ان حكومة لبنان تبدو اكثر فأكثر في قبضة حزب الله وان حزب الله لا يعاني من اجراءات العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه. فهل هي معركة خاسرة مع حزب الله وهل على الحكومة الاميركية اعادة النظر في تعاطيها مع حزب الله وكيف تقطع عنه التمويل؟

"كان هناك تأثير حقيقي على قدرات حزب الله. اولاً العقوبات المالية على حزب الله ومؤسساته، كان هناك تأثير ايضاً بشأن حملة الضغط القصوى على ايران، ما منع طهران من الحصول على الاموال وهي تموّل التنظيمات الارهابية مثل حزب الله.

"رأينا انهم لم يعودوا قادرين على القيام بكل نشاطاتهم ولم يعودوا قادرين على دفع كل المرتبات، نعتقد ان حزب الله تأثّر فعلاً بذلك وايران تقدّم كل يوم اموالاً أقل واقل لحزب الله.

"الولايات المتحدة قدّمت حوالي 12 او 13 مليون دولار للبنان لمواجهة وباء كوروناّ فماذا فعل حزب الله؟ تابعوا ارسال الطائرات من طهران بعدما اقفل لبنان المدارس وجلبوا المزيد من فيروس الكورونا.

*سؤال حول حاكم مصرف لبنان رياض سلامه فالكثيرون ينظرون اليه كصديق للولايات المتحدة. فهل هو صديق للولايات المتحدة؟ وهل لديكم علاقة جيدة به وخسارته امر سيء؟

"عملت الولايات المتحدة وتحديداً وزارة الخزانة بشكل جيد ولسنوات مع الحاكم في قضايا العقوبات على المصارف والمؤسات المالية واقفال حسابات تابعة لحزب الله. وزارة الخزانة كان لديها ثقة عالية برياض سلامة. وفيما نأخذ هذا الامر بعين الاعتبار، قرار من يكون حاكم مصرف لبنان هو قرار يعود للحكومة اللبنانية فلبنان دولة ذات سيادة.

*سؤال اذا ما كان للولايات المتحدة اصدقاء في لبنان؟

"لدينا اصدقاء حول العالم! متى كانت الانتخابات السابقة في لبنان؟ في العام 2005 و2009 فما كانت الاغلبية في البرلمان؟ لبنانيون يريدون علاقات لصيقة بالولايات المتحدة! صحيح ام لا؟ لدينا الكثير من الاصدقاء في لبنان لأننا، وعلى عكس ايران، لا نموّل ميليشيات خارجة عن الدولة ولا تنظيمات ارهابية تعمل خارج سيطرة الحكومة، ميليشيات تهدد الناس الذين لا يواقفون معها أكانوا من الشيعة او من طوائف أخرى.

"نحن لا نرهب من يخالفوننا الرأي، ونعم، اعتقد ان الناس في لبنان يرون فائدة في علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاغلبية الساحقة من اللبنانيين هم اصدقاؤنا".

 

عون استقبل السفير البريطاني رامبلينغ: الظرف الراهن يحتم تعاون كل القوى

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير بريطانيا كريس رامبلينغ ترافقه نائبته اليسون كنغ. وأوضح السفير رامبلينغ انه اجرى مع الرئيس عون جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان في ضوء التطورات الاخيرة، مشيرا الى انه قدم التعازي بوفاة الشاب فواز السمان في طرابلس. وقال: "ان الظرف الراهن في لبنان يحتم تضافر كل القوى السياسية وتعاونها لتحقيق مصلحة لبنان العليا".

 

المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة: ما يروج له في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ليس الخطة المالية

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

صدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة البيان التالي: "تداول بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ورقة تدعي انها خطة الحكومة المالية. ان الورقة المذكورة هي مشروع قديم طرأت عليه تعديلات كثيرة، وبالتالي فهي ليست خطة ال

 

دياب في جلسة مجلس الوزراء: الانتفاضة ضد الفساد والفاسدين طبيعية

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب في خلال جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية: "قبل أن نستأنف مناقشة خطة الإصلاح المالي، لا نستطيع إلا أن نتوقف عند ما يحصل في الشارع. انتفاضة الناس ضد الفساد والفاسدين الذين أوصلوا البلد إلى هذا الانهيار هي انتفاضة طبيعية، لكن الشغب الذي يحصل ومحاولة وضع الناس ضد الجيش، هي مؤشرات الى خطة خبيثة". ونوه دياب ب"الحكمة التي يتصرف فيها الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية، وبالانضباط الذي يتحلون به على الرغم من التحدي الخطير الذي يواجهونه. وأتمنى عليهم أن يحافظوا على هذا المستوى من الأداء، لأن هؤلاء الناس هم في النهاية أهلنا وأولادنا". اضاف: "بالتأكيد الأزمة معقدة، وبالتأكيد الواقع الاجتماعي والمعيشي صعب جدا على الناس. والحكومة تبذل جهدا كبيرا للتخفيف من هذه الأزمة، وهي توزع مساعدات مالية على الناس، وستستمر بدفع المساعدات لأشهر عدة للعائلات المحتاجة في كل المناطق، وستوسع دائرة المستفيدين، خصوصا أن اللوائح اصبحت موجودة وسيكون التوزيع في المراحل المقبلة أسرع وأسهل". وتابع: "نعرف أن هذه المساعدات غير كافية، لذلك نقوم بالممكن حتى نخفف من حجم الأزمة المعيشية، وستكون هناك إجراءات عديدة في وقت قريب. صرخة الناس طبيعية بعدما اكتشفوا أن السياسات الماضية أدت إلى انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي ومعيشي. ليس غريبا أن ينزل الناس إلى الشارع حتى يرفعوا صوتهم. لكن الغريب أن هناك جهة، أو جهات، تحاول التحريض وركوب الموجة وتشوه التحركات الشعبية وتحرق البلد. ما يحصل غير بريء. هناك تدمير ممنهج ومدروس للمؤسسات. هناك من يسعى الى الفتنة بين الجيش والناس. وهناك من يسرق صرخة الناس الصادقين. وهناك من يتعمد حرق وتدمير الشوارع. هناك من يريد الفوضى ويسعى إليها لأن الفوضى تحميه ويستفيد منها. لدينا تقارير كاملة عن الجهات التي تحرض على الشغب، ولدى الأجهزة أسماء كل الأشخاص الذين يحرقون المؤسسات والمحلات ويدمرون الأملاك العامة والخاصة وسيتم تحويلهم إلى القضاء". واكد انه "إذا استمرت الجهات بالتحريض سنقول الأشياء بأسمائها. نحن حريصون في الوقت الحاضر على معالجة الأزمات المالية والمعيشية والاجتماعية، لكن الذي يحصل يزيد من معاناة الناس. هناك من لديه رغبة أن يجوع الناس أكثر. أنا واثق أن اللبنانيين واعون لكل ما يحصل، وأتمنى عليهم الصبر ومساعدتنا لنساعد أهلنا الذين تعطلت أعمالهم والذين يحتاجون المساعدة. هذه أيام صعبة، لكن الرهان اليوم على الوعي لنستطيع نتجاوز هذه المحنة".

 

كوبيتش زار باسيل في اللقلوق

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

زار ممثل الامين العام ‏للأمم المتحدة يان كوبتيش رئيس " التيار الوطني الحر" جبران باسيل والتقاه في اللقلوق على مدى ساعة ونصف في حضور السيد ميشال دو شدرفيان.

 

اللجان المشتركة درست قانون العفو العام الفرزلي: اتفقنا على تأليف لجنة لدراسة عميقة

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

عقدت لجان الادارة والعدل، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات وحقوق الانسان جلسة مشتركة قبل ظهر اليوم، في مجلس النواب، برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وحضور وزير الداخلية العميد محمد فهمي، وزيرة العدل ماري كلود نجم، وعدد من النواب، وذلك لدرس اقتراحات القوانين المتعلقة بالعفو وهي خمسة اقتراحات قوانين الاول مقدم من النائبين ياسين جابر وميشال موسى، والثاني مقدم من النائبة بهية الحريري والثالث من النائب جميل السيد والرابع من النواب نجيب ميقاتي، نقولا نحاس وعلي درويش، والخامس من النائب ميشال معوض.

الفرزلي

بعد الجلسة قال الفرزلي: "اجتماع اللجان المشتركة اليوم كان مقررا لدراسة قانون العفو المحال الى المجلس النيابي من الحكومة السابقة والذي كان موضوع توافق بالحكومة السابقة والذي اعيد وتم تبنيه من قبل بعض بعض السادة النواب الذين قدموا عدة اقتراحات قوانين، وكان هناك اليوم مناقشة عامة لمبدأ العفو العام، للاسباب الموجبة، للمنهجية التي يجب ان تتبع، للطريق الذي يجب ان تسلك، ثم في نهاية الامر بعد طول نقاش اتفق ان يصار الى تأليف لجنة لدراسة القانون دراسة عميقة بحضور وزيري العدل والداخلية، مجلس القضاء الاعلى، وقد نستعين بنقابة المحامين على ان تضم اللجنة بناء لرغبة السادة النواب الاستاذ جورج عدوان او من يصار الى تسميته من قبل الكتلة التي ينتمي اليها، السيدة بهية الحريري او هادي حبيش، الاستاذ غازي زعيتر، الاستاذ ميشال معوض، اللواء جميل السيد، الاستاذ جورج عطا الله، الاستاذ بلال عبد الله، السيد ابراهيم الموسوي، الشيخ نديم الجميل، الاستاذ علي درويش، والعميد شامل روكز، وطبعا السادة النواب". اضاف: "هذه لجنة يستطيعون ان يشاركوا فيها ساعة يشاؤون ويبنى على الشيء مقتضاه، سيصار الى تعيين جلسة الاسبوع القادم على ان يصار الى تفعيل جلسات هذه اللجنة لان التكليف صدر من الهيئة العامة على ان يصار الى بت الموضوع خلال 15 يوما وهو ما نعتبره فترة حث ولكن ليست فترة للمماطلة بالوصول الى نتائج مرجوة وتحقيق الغاية من وراء هذا القانون".

 

جميل السيد: نطالب الحريري بالاعتذار من الضباط الاربعة مثلما اعتذر من الأسد ولدى حاكم المصرف فرصة فليسم الاشخاص

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

عقد النائب جميل السيد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب قال فيه: "29 نيسان 2009، واليوم 29 نيسان الذكرى ال 11 لتحرير الضباط الاربعة الذين اعتقلوا زورا. نحن طالبنا الرئيس سعد الحريري بان يعتذر من الضباط الاربعة، كما اعتذر من الرئيس بشار الاسد عام 2009، والاولى ان يعتذر منا وتنتهي القصة، طالبناه بأن يعتذر باعتباره راعيا لشهود الزور، بحسب الملفات التي استندت اليها المحكمة الدولية. مع الأسف، لم يعتذر مثلما اعتذر من الرئيس الاسد. والاولى ان يعتذر منا كضباط لبنانيين وتنتهي القضية أدبيا، والرجوع عن الخطأ فضيلة".

وأضاف: "أتحداهم والشكوى التي سأقدمها أصبحت جاهزة لأنهم ما زالوا يتاجرون بدم الشهيد. يكلفك الامر، يا شيخ سعد، ان تدلي بتصريح او تقول كما قلت للرئيس الاسد عام 2009، في تصريح او عبر التلفزيون: نعتذر من الضباط الاربعة لأننا اخطأنا في حقهم في الاعتقال بناء على شهود زور. ونقطة على السطر".

وتابع: "في ما يختص بقانون العفو، فهو واجب وضروري، وفي نظري ونظر كل اللبنانيين سارق البيضة في السجن وسارق الدجاجة في السلطة. الذي قتل واحدا او اطلق رصاصة في الهواء في السجن والذين قتلوا الالاف ودمروا وهجروا في الحكم. العدالة نسبية وليست مطلقة، عدا عن الظروف الاجتماعية المحيطة بالموضوع. غيري دخل في موضوع الجرائم. انا قاربت العفو على اساس المدة. تقريبا 99 في المئة من الناس، اذا طبق الحق الشخصي فهو يحتاج الى تنازل لأننا لا نستطيع ان نتنازل عنه بالعفو، يعني لا نريد ان ننصف القاتل ونظلم القتيل، وبالتالي اذا فعلنا ذلك من دون اجراء مصالحات فلا نريد تزايد تفاعل الجرائم بين العائلات واخذ الثأر, وبالتالي اذا حصل واتى باسقاط شخصي مع قانون عفو يخرج، واذا لم يحصل على اسقاط شخصي يجرون اتصالات بين بعضهم البعض من اجل تقديم اسقاط ويمشي الحال. كل مذكرات التوقيف الغيابية والبحث والتحري تسقط وتعطى مهلة 6 اشهر للناس المعنيين جديا ليتقدموا ولا يتم توقيفهم ويسألوا ويحقق معهم بفترة اشهر ولا يكونوا موقوفين الا اذا صدر حكم في حقهم فيفيدوا من العفو".

وقال: "هناك 6 مشاريع بالنسبة الى قانون العفو في اللجان المشتركة سيتم دمجها. وطلبنا السرعة وتمنينا ان يكون المشروع جاهزا خلال اسبوع لكي نستطيع في أول جلسة للهيئة العامة ان نصوت على قانون ينصف الجميع. واستثنيت في اقتراحي كل الجرائم الواقعة على اموال الدولة، لا عفو عنها. والجرائم المحالة على المجلس العدلي تحتاج الى اعادة نظر، وجرائم قتل العسكريين يجب ايجاد حل لها بما يحفظ كرامة الجيش ومعنوياته وحقوقه".

وأضاف: "اليوم قالوا عن العفو عام 1990. عندما صدر العفو عن رؤساء الميليشيات واصبحوا زعماء عام 1990 خرجنا من حرب ودخلنا الى الدولة. اليوم الدولة تنهار. نحن سندخل الى وضع مأسوي. ونأمل ان هذه الحكومة تسهر ليل نهار وهي عقدت اجتماعات خلال هذه الفترة القصيرة اكثر من 20 حكومة مرت، وهي تعمل بجد، والوزراء جديون، وهم كفريق عمل يحاولون جهدهم ولديهم إرث ثقيل ورثوه من كل الحكومات السابقة، وإرث جديدة من عند ربنا: الكورنا. لقد نالوا 10/10 في معالجة الكورونا. ولا تستطيع ان تحاسبهم ما داموا في المرتبة نفسها. أما الوضع المالي فهو نتيجة 30 عاما سرقة ونهبا وتراكمات".

وتابع: "لا أعرف ما هو المقصود من القول إن 180 مليار دولار مفقود! قلت لحاكم مصرف لبنان أحترمك اذا قلت أنا اخطأت وكذبت على اللبنانيين كل هذه الفترة ان "الليرة بألف خير ولا ازمة دولار". احترمك واذا سميت شركاءك ولا تقول اجبرتني السياسة والحكومة السابقة، انت اسمك حاكم. الوحيد في لبنان اسمك حاكم. لماذا اعطوك حصانة؟ لتقول لا لأكبر شخصية. وعندما كنت شريكهم لم يكن مغلوبا على امرك.

كان يجب ان تستقيل اذا كان لديك شرف المهنة. اصبحت تدمر النقد الوطني، ولا اعتقد انك لم تكن ترى. كنت تقول إن كل شيء على ما يرام، وفجأة انهارت العملة! واذا كان هناك احد يوفر الثقة بالنقد الوطني فهو حاكم مصرف لبنان، اذا الثقة فقدت به، ماذا يفعل الشخص؟ يجمع اغراضه ويقول فقدت ثقتكم". وتابع: "في الشق الثاني، نسأل المسؤولين اين امواكم؟ اذا كانت محجوزة مع اموال الناس أسأل: اين اموال هؤلاء المسؤولين، واقول ان مصرف لبنان دخل شريكا مضاربا بالنسبة الى الدولار في السوق مع الصرافة ففقد الدولار في السوق".

وتحدث السيد عن مرحلة اعتقاله وكيف تم التحقيق معه والاسئلة التي وجهت اليه عن ارصدته، وتوجه الى الرئيس الحريري: "أنت لست أكبر من احد. والدك في قبره سيلعنك اذا لم تعتذر. هذا الامر يكون كبرا، ركبوا 13 و14 شاهد زور ليبرروا توجيه التهمة الى الضباط الاربعة. لسنا حاقدين على احد لدينا رحمة واخطاء، ولكن لا شيء نخجل منه أو نخاف منه عند اللزوم. انطلقوا من كذبة تحقيق وما زالوا مستمرين في الكذب الى اليوم".

وختم: "بالنسبة الى حاكم مصرف لبنان نحن نحاكمه بكلامه الذي قاله امام الناس. أحاسبه بهذا الكلام ولديه فرصة، فليسم الاشخاص".

 

الكتائب: ثلاثي الانهيار مسؤول بالتكافل والتضامن عما آلت اليه الأمور

وطنية - الأربعاء 29 نيسان 2020

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الأسبوعي إلكترونيا، برئاسة النائب سامي الجميل، بحث خلاله آخر المستجدات

وأشار المكتب في بيان، إلى أنه "أمام تردي الأوضاع المعيشية يسأل حزب الكتائب عن الغياب التام لقبطان السفينة الذي ترك دفة القيادة لوكلاء يركب كل واحد منهم الموجة التي تناسب حساباته السياسية والمالية والطائفية، فيما المركب يغرق بالناس التي باتت غير قادرة على تأمين لقمة عيشها".

أضاف: "إن حزب الكتائب يعتبر أن اللبنانيين لن يسكتوا بعد اليوم عن الانهيار المتمادي، وما نزولهم إلى الشارع على الرغم من خطر الوباء، إلا خير دليل على أن الكيل قد طفح". وأكد أن "الكرة اليوم في ملعب الشعب اللبناني الذي لن يتراجع عن الضغط على الحكومة ليحقق مطالبه التي أعلنها واضحة في ثورة 17 تشرين، وأهمها الاحتكام الى إرادة الشعب وانبثاق سلطة جديدة من خلال انتخابات نيابية مبكرة تسمح للممثلين الحقيقيين للشعب بالشروع بعملية الإنقاذ المطلوبة". وتوقف "عند تراشق التهم الحاصل بين أهل السلطة حول انهيار الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي في لبنان، كما لو أنه هبط على المشهد السياسي بشكل مفاجىء، فيما هو أمر محتم نتيجة الأداء الذي دأبت عليه السطات المتعاقبة ولطالما حذر منه حزب الكتائب. فالسلطة السياسية هدرت الأموال وبذرتها على صفقاتها ومحاصصاتها دون حساب، ومصرف لبنان ساهم في تغذية جشعها وفشلها عبر مدها بالأموال العائدة للمودعين، فيما حزب الله ساهم بزعزعة الإستقرار وبإقصاء لبنان عن المجتمع الدولي والعربي، وتركه يتخبط دون أفق". وتابع: "من هنا يتحمل ثلاثي الانهيار هذا بالتكافل والتضامن مسؤولية ما آلت اليه الأمور فكفى تقاذفا للمسؤليات ونصبا للمكائد". وطالب "من أجل توفير أسس الخروج السليم من مرحلة الحجر، الدولة بتوفير مسح شامل ومدروس لتشخيص مدى الإنتشار والحالات المرضية الناشطة"، مشددا على "الحاجة إلى الحفاظ على الأطفال وكبار السن سالمين في الحجر المنزلي، وذلك خلال المرحلة الأولى من تخفيف الحجر، من أجل تأمين التوازن الضروري بين إعادة العجلة الإقتصادية والسلامة الصحية". وختم: "لمناسبة عيد العمل توقف المكتب السياسي عند أحوال العمال في لبنان الذين يعانون اليوم نتيجة توقف الدورة الاقتصادية وتعثر لقمة عيشهم بسبب الأزمات المتتالية التي تعاني منها البلاد وآخرها الكورونا". وأشار إلى أن "حزب الكتائب يعول على صمود العمال، العمود الفقري للإقتصاد، ويطالب الدولة بالالتفات إلى حاجاتهم الأولية على أمل أن تمر هذه المرحلة بأقل الأضرار وتعود عجلة الحياة إلى لبنان ودورة العمل إلى الدوران".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 29-30 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الحلقة الثانية/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

الكولونيل شربل بركات/الحلقة الثانية/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85536/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-02-%d9%85%d9%86-04%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

 

الكولونيل شربل بركات (من أرشيف العام 2005): ماذا بعد الجلاء الجيش السوري من لبنان؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/85605/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85-2005-%d9%85%d8%a7%d8%b0/

 

جميل السيد والإنقلابات

نجم الهاشم/نداء الوطن/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85623/%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa/

 

 

عهد الكوارث والهزائم ، يعود بلبنان الى العصر الحجري..

سيزار معوض/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85617/%d8%b3%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b6-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%a8/

 

نص مقابلة ديفيد شنكر من العربية: مساعدة أميركا للبنان مرتبطة 100% بإلتزامه بالإصلاحيات

David Schenker’s Interview From Al Arabiya:US conditions support to Lebanon on 100% commitment to reform

http://eliasbejjaninews.com/archives/85626/david-schenkers-interview-from-al-arabiyaus-conditions-support-to-lebanon-on-100-commitment-to-reform-%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%af-%d8%b4%d9%86/

*لكي يكون لبنان في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه ان يثبت انه مستعد لإتخاذ خيارات صعبة وقرارت تثبت مئة في المئة التزامه بالاصلاح

*لبنانيأ شنكر ألقى باللوم على تراكم القرارات الخاطئة خلال سنوات وفي حكومات متعاقبة، وقال إنها “قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وأيضاً الفساد وسياسات التنفيع

*نعتقد ان حزب الله تأثّر فعلاً بذلك وايران تقدّم كل يوم اموالاً أقل واقل لحزب الله.

“نحن لا نرهب من يخالفوننا الرأي، ونعم، اعتقد ان الناس في لبنان يرون فائدة في علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاغلبية الساحقة من اللبنانيين هم اصدقاؤنا”.