LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June30.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

إلياس بجاني/موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

تقرير جريدة الراي الذي هو موضوع التعليق في أعلى

إلياس بجاني/أحزاب لبنان الشركات والوكالات هي مقابر لكل ما هو حرية ومنطق وعلم..مقابلة النائب حبشي اليوم ع MTV  تؤكد هذه الحقيقة السرطانية.

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مافياوية أصحاب شركات أحزابنا

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في أخطار مشروع الاحتلال الإيراني وفي طروادية الطاقمين الحزبي والسياسي

الياس بجاني/مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/6/2019

النزاع العقاري في جــرود جبيل: حزب الله في مواجهة الكنيسة؟

فارس سعيد: إذا لم يستطع الرئيس القوي تثبيت الحقوق فعلى الدنيا السلام

هل تلقى الحريري حقا عرضا للتوطين؟!

السفير اللبناني بكازاخستان: اللبنانيون بخير وسيتم نقلهم الى العاصمة بحماية الشرطة

وزارة الخارجية: السفارة في كازاخستان تتابع أوضاع اللبنانيين في نور سلطان وتأمين سلامتهم

ساترفيلد في بيروت الأسبوع المقبل حاملاً أجوبة إسرائيلية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"نداء الوطن" جريدة جديدة الاثنين

لبنان: المتقاعدون العسكريون يستعدون لتنفيذ خطة “اليوم الكبير”

بري يجمع الحريري وجنبلاط ودعوات للتعامل بجدية مع تقريري "فيتش" و"موديز"

«المعارضة العونية» تتهم «التيار الحرّ» بالتآمر على حقوق العسكريين

مسؤولون لبنانيون ينتقدون تقارير وكالات التصنيف و«البنك الدولي» يتحدث عن «تفاؤل حذر»

في أعنف موقف متمرد : نعمة افرام يرفض أن يكون في نظام فاشستي : لا أوافق على كل ما يقوم به التيار!!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تتجسس على إيران برًا وبحرًا وجوًا داخل أراضيها وفي مناطق قريبة منها

البيان الختامي لمجموعة العشرين يحذر من التوترات التجارية والجيوسياسية ويحجم عن إدانة "الحمائية" ودعا إلى توفير مناخ تجاري "حر ونزيه وغير منحاز" وتوصّل إلى اتفاق مناخي من دون واشنطن

افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية» واللقاءات الثنائية في أوساكا تسرق الأضواء من البرنامج الرسمي... وترمب يغازل بوتين ويخفف اللهجة مع الصين عشية لقائه شي

 ترمب لولي العهد السعودي: العالم كله ممتن لكم

محمد بن سلمان: نبذل قصارى جهدنا من أجل بلدنا والرحلة طويلة

ترامب: “صفقة القرن” ستبرم في عهدي أو لن تتم أبداً

وزير خارجية البحرين: ورشة المنامة ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل

ديبلوماسيون عرب لـ “السياسة”: صمت واشنطن تجاه إيران مريب

ترامب يكشف لائحة بعشرات الأهداف الإيرانية و”الشيوخ” يرفض غلّ يده وطهران شكت واشنطن إلى الأمم المتحدة... وهوك: سنعاقب أي دولة تستورد النفط منها

رئيس القضاء الإيراني: حدودنا من اليمن إلى أفريقيا

ترامب: أردوغان كان يرغب في محو الأكراد في سورية وطلبت منه التراجع وتركيا دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود

حزب الله” العراقي يقر باقتحام سفارة البحرين في بغداد بأوامر إيرانية والسلطات اعتقلت51مقتحماً وأكدت أن أمن السفارات خط أحمر

ولي العهد السعودي: نرحب بمجموعة العشرين العام المقبل في الرياض

وزير خارجية البحرين: «ورشة المنامة» ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل

«خلوة» خليجية ـ ألمانية في برلين... ومساعٍ لتغيير «صورة» العلاقات مع إيران

نائب عن الحزب الحاكم في ألمانيا: لا تجمعنا بإيران علاقة خاصة وإلغاء الاتفاق النووي فرصة لآخر أشمل نعمل عليه مع دول الخليج

البحرين والعراق يطوقان أزمة الاعتداء على السفارة وبغداد تأسف... واتصال هاتفي بين الملك حمد وبرهم صالح

واشنطن تنشر مقاتلات شبح «إف 22» في الخليج لأول مرة وسط تصاعد التوتر مع إيران

إردوغان يستبعد عقوبات أميركية بسبب صواريخ «إس 400»

بوتين للسيسي، نسعى لدفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد أكثر تقدما

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة/جورج شاهين/الجمهورية

تمام سلام: هذا عهد النشوة بالمنصب وبممارسة النفوذ/منير الربيع/المدن

عكس "التيّار": أبو سليمان ينتصر للعمّال السوريين والأجانب/وليد حسين/المدن

نظرة على المشهد السياسي الإيراني/بوبي غوش/الشرق الأوسط

لماذا لم يرد ترمب على استفزازات إيران؟/عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط

أسوأ نصيحة/مشعل السديري/الشرق الأوسط

إعادة إيران إلى الصندوق؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

روسيا "قوة ستاتيكو" وأميركا "قوة تغيير" وليس أمراً قليل الدلالات عقد لقاء ثلاثي في القدس بين مستشاري الأمن القومي في أميركا وروسيا وإسرائيل/ رفيق خوري/الإنديبندت العربية

إحراج لبرهم صالح وعادل عبدالمهدي: ميليشيا عراقية استهدفت السعودية/صحيفة العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

التقدمي: غرف مخابراتية تنتج روايات هابطة للتشويش على رئيس الحزب

قاسم: لبنان يمتلك القوة لقول لا للتوطين ولن تنفع فزاعة الوضع الاقتصادي لتسويقه

جعجع: الرئيسان عون والحريري والحكومة مجتمعة مطالبون بإبلاغ حزب الله بضرورة تطبيق سياسة النأي بالنفس أكثر من أي وقت مضى

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

الياس بجاني/29 حزيران/2019

أسوأ من عندنا نحن الموارنة على الإطلاق هم أصحاب شركات أحزابنا وغالبية طاقمنا السياسي والإعلامي. قلة إيمان وخور رجاء واسخريوتية.

 

موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

الياس بجاني/29 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76223/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%86%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%a7-%d9%84/

في أسفل تقرير نشرته جريدة الراي الكويتية أمس، وفيه مواقف سيادية نوعاً ما متقدمة نُسِّبت إلى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله الإحتلالية والقرارين الدوليين 1559 و1701.

علماً أن لا النائب الجميل ولا أحد من المسؤولين والنواب والإعلاميين والناشطين في حزبه كانوا تطرقوا في الإعلام ومن فترة ليست بقصيرة بوضوح وببيانات رسمية لوضعية حزب الله ولأخطاره ولا للقرارات الدولية.

المواقف التي نسبت للجميل ولتكون جدية يفترض قانونياً أن تصدر رسمياً عن الحزب.

ولتكتمل هذه المواقف وتصبح رسمية وثابتة من المفترض منطقياً ومصداقية وجدية أن تشخص المرض الأساس الذي يعاني منه لبنان وتسمي الأمور بأسمائها وتتناول الحلول.

في هذا الإطار السيادي المطلوب من الحزب مواقف واضحة وشفافة ومباشرة مثل مواقف عدد كبير من الناشطين السياديين داخل لبنان وخارجه.

المرض الأساس في لبنان ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله، وباقي الصعاب والمشاكل على كافة الصعد وفي كل المجالات المعيشية والأمنية والإقتصادية والبيئية والقضائية وغيرها الكثير هي كلها أعراض لهذا المرض وبالتالي لا فائدة من علاج أي عارض قبل علاج المرض.

حزب الله صحيح عسكره من اللبنانيين، وموجود في لبنان، ولكن قادة الحزب أنفسهم من كبيرهم حتى صغيرهم، ومعهم كل المسؤولين الإيرانيين وعلى كافة المستويات المدنية العسكرية يفاخرون باستمرار بأنه جيش في ولاية الفقيه الملالوية من ألفه حتى يائه، وبالتالي وطبقاً لهم ولأقوالهم الرسمية فلا هو لبناني كتنظيم أو كحزب، ولا هو من النسيج اللبناني، بل هو فيلق عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني ويأخذ طائفة لبنانية بأكملها رهينة ويحتل لبنان.

صحيح الحزب عنده نواب في المجلس، ولكن الحزب نفسه يهزأ من كل من قال ويقول بأنه مكون من جناحين واحد عسكري وآخر مدني.

يبقى أن سلاح الحزب هو مشكلة لبنانية، وأيضاً إقليمية ودولية، وليس صحيحاً البتة أنه فقط مشكلة إقليمية.

الحزب منظمة إرهابية على قوائم غالبية الدول العربية ومعظم الدول الغربية، وهو متورط في أعمال غير شرعية وغير قانونية وإرهابية وعسكرية متنوعة في عدد كبير من الدول، في حين أن العشرات من عناصره هم سجناء ويحاكمون في تلك الدول.

عسكره يحارب كجيش إيراني في سوريا والعراق واليمن بشكل علني، كما أن له وجود أمني واستخباراتي في العشرات من الدول..عربية وغير عربية.

بناء على ما ورد في أعلى وهو قليل من كثير الحزب محلياً وإقليمياً ودولياً فإن أي تحالف معه في لبنان بأي مجال من المجالات هو عملياً تشريع لإحتلاله وتغطيه لهذا الإحتلال.

في الخلاصة، الحل العلاج يكمن في تسميته بالمحتل وبالتعامل معه على هذا الأساس.

وبالتالي واجب وطني الإستمرار بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها 1559 و1701 التي تنص صراحة ومباشرة على تجريده من سلاحه وحصر السلاح فقط بالسلطة الشرعية وبقواها العسكرية وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية.

بالتأكيد، لا أحد يطالب، لا حزب الكتائب ولا غيره بمواجهة حزب الله واحتلاله عسكرياً، ولكن من الضرورة بمكان أن تتوحد القوى السيادية والاستقلالية والكيانية مرة أخرى، كما كان حالها في تجمع 14 آذار على رغم كل ما كان يعاني منه ذاك التجمع من تفكك وصراعات، وذلك لإيجاد توازناً ما مع المحتل الذي هو حزب الله والتصدي له سلمياً بمواقف واضحة وبشفافية ودون ذمية أو رمادية.

يبقى لا معارضة بظل الاحتلال، بل مقاومة.. والمقاومة المطلوبة راهناً هي سلمية؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

في أسفل تقرير جريدة الراي الذي هو موضوع التعليق في أعلى

سامي الجميّل: لبنان رهينة بيد «حزب الله»ودعا المجتمع الدولي إلى فكّ أَسْره عبر تطبيق القراريْن 1559 و1701

وسام ابو حرفوش/الراي/28 حزيران/2019   

اعتبر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل أن «لبنان رهينة بيد حزب الله»، آخذاً على أركان التسوية السياسية في البلاد «تسليم حزب الله القرار الإستراتيجي»، ومشيراً إلى أن «الدولة اللبنانية ليست حرّة، وتالياً على المجتمع الدولي المساعدة في فكّ أسْرها عبر تطبيق القراريْن 1559 (القاضي بحلّ الميليشيات) و1701 (الحدود)»، معرباً عن تَوَجُّسه من «أداء قوى السلطة في إدارة الحُكْم ومعالجة المأزق الإقتصادي - المالي والتعاطي مع الحريات العامة». وعبّر الجميل في حوارٍ مع عددٍ محدودٍ من مراسلي الصحف العربية في بيروت شاركت فيه «الراي» عن قلقه على «القرار الوطني اللبناني بعدما أفضت الصفقةُ الرئاسية إلى التسليم بإحتكارِ الحزب للقرار الإستراتيجي ووضْع يده على لبنان الذي بات مسلوب القرار»، لافتاً إلى أن «حزب الله في مواقفه يجرّ البلاد إلى مواقع لا يريدها لبنان، لكن الدولة غائبة لا تصرّح ولا تصوّب وكأنها غير موجودة أو غير معنيّة»، ومذكّراً بتلويح الحزب بإقحام لبنان بالحرب إذا إقتضت المواجهة الإيرانية، وبالهجمات المتوالية على دول شقيقة وصديقة. وتحدّث رئيس حزب الكتائب عن أنه «في شرعة حقوق الإنسان ما ينصّ على أن حقّ تقرير مصير أي شعب يكون عبر المؤسسات المنتخَبة، أي البرلمان والحكومة، وتالياً لا يحق لأي أحد في لبنان أن يقرّر مصيره من خارج المؤسسات، كما هو في حال حزب الله اليوم»، مشدداً على أنه «لا يجوز لأحدٍ تخطّي مؤسسات الدولة وأن تكون لديه القدرة على جرّ الدولة إلى حربٍ لم تقررها، أو إختصار السياسة الخارجية بيده»، وملاحِظاً ان «سكوت الدولة يعني أنها خاضعة، وهو أمرٌ حذّرنا منه منذ اللحظة الأولى للتسوية السياسية».

وإذ أشار إلى أنه يريد من كلامه إيصال صرخة إلى المجتمع الدولي، قال: «لم نتكّل على أحد ولا ننتظر أحداً للدفاع عن قضية لبنان، فنحن كمعارضة نُعْلي الموقف في ترجمةِ إقتناعاتنا ولو عبر صرخةٍ لوضْع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ولعدم تكرار تجارب دفعنا ثمنها تضحيات ودماً على غرار ما حدث في العام 1975 حين أريد تحويل لبنان وطناً بديلاً للفلسطينيين وفي العام 1990 حين أُطْلِقَتْ يد سورية في لبنان». وفي تقويمه لمدى إنعكاس العقوبات الأميركية التي تستهدف إيران على «حزب الله»، رأى الجميّل أن «من شأنها وقف ضخّ الأموال لطرفٍ يتخطى سيادة لبنان، إذ لا يجوز لأحد تقوية مَن يريد الإستقواء على الدولة اللبنانية»، منتقداً أركان التسوية السياسية في البلاد «وتَوَرُّط قوى كانت تعتبر نفسها سيادية في إيصال مرشح»حزب الله«(أي العماد ميشال عون) إلى رئاسة الجمهورية لقاء الإنخراط في عملية محاصصة في إدارة أمور الدولة». أما في شأن الموقف من صفقة القرن، فأكد رئيس حزب الكتائب تأييد «وجود مبادرات سلام في المنطقة التي حان الوقت لأن تعيش في ظل إستقرار عادل، فنحن لا نريد أن ترث الأجيال المقبلة يوميات يحكمها منطق الصواريخ»، جازماً بأن لبنان حَسَمَ موقفه الرافض لتوطين الفلسطينيين ودعْمه لحق العودة، ولافتاً إلى أنه «مع وقوفنا إلى جانب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، نرفض أن يكون أي حل على حساب لبنان». وقال الجميّل: «لبنان دَفَعَ بما فيه الكفاية في الصراع العربي - الإسرائيلي»، ولكنه حذّر من إستخدام عنوان التوطين في معارك وهمية ومزايدات سياسية «فجميع اللبنانيين ضد التوطين، والأمر لا يحتاج لبروباغندا تُستخدم في إطار المماحكات السياسية في الداخل»، منتقداً في الوقت عينه «ممارسات السلطة وجنوحها نحو ضرْب الحريات العامة ومحاولات التخويف التي يُراد منها تدجين الحياة السياسية».

 

أحزاب لبنان الشركات والوكالات هي مقابر لكل ما هو حرية ومنطق وعلم..مقابلة النائب حبشي اليوم ع MTV  تؤكد هذه الحقيقة السرطانية.

إلياس بجاني/27 حزيران/2019

كم هو محزن ومخيف في نفس الوقت أن نرى أكاديمي ومثقف يفقد ثقافته وذاته ويظهر في مقابلة وكأنه صدى، مجرد صدى لصاحب شركة الحزب التي قبل أن يلتحق بها ويتخلى عن ذاته

 

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

مافياوية أصحاب شركات أحزابنا/السياسة/27 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%d9%85%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7/

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في أخطار مشروع الاحتلال الإيراني وفي طروادية الطاقمين الحزبي والسياسي

الياس بجاني/27 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76060/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7-3/

قال الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج في محاضرة له: “لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكب حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي”. .. روابط لمحاضرتين له في أسفل الصفحة)

عملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها عددها 18) علماً أن لا ديناً رسمياً للدولة اللبنانية.

وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة الدول الإسلامية والعربية.

ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدول التي تختلف عن لبنان بعد إقرارها قانون يهودية الدولة العبرية.

في حين أن النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.

وبالتالي فإن النظام اللبناني الطائفي هو أفضل من ومتفوق على أنظمة الحكم في كل الدول العربية والإسلامية وكذلك على نظام الحكم في إسرائيل.

نظام لبنان الطائفي أذاً وبالإثباتات وبواقع الحال المعاش ورغم كل الصعاب التي تواجهه هو متميز إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية والملكية والإماراتية.

ففي لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.

وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذاهب مشاركة فاعلة في حكم لبنان.

في كل دول الشرق الأوسط وكذلك في كل الدول العربية والإسلامية للدولة دين فيما عدا لبنان…حيث لا دين للدولة.

من هنا فإن كل السياسيين الذميين والجاحدين ومنهم كثر من الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين والذميين والحربائيين وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.

وفي نفس السياق فإن كل من يدعي بأن ما يسميه “المارونية السياسة” هي عنصرية أو قمعية وأنها مسؤولة عن الحروب التي وقعت في لبنان هو غير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%، ولاتفاق استقلالي ووطني  ودستوري بين كل الشرائح اللبنانية على أساسه نال لبنان استقلاله من الانتداب الفرنسي.

ويوم بدأ ضرب الدستور، أي ضرب التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.

وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.

وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية،  ولا لبنان هو دولة عربية طبقاً للاتفاق الاستقلالي، بل وجهه عربي فقط وهويته لبنانية. أما ما في جرى في الدوحة من هرطقات بعد غزوة حزب الله لبيروت والجبل سنة 2008 فحدث ولا حرج.

يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي بمعظمه ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة وهو بشكل خاص يتحمل مسؤولية كبيرة في غض الطرف عن كل التعديات على الدستور لأن حساباته حسابات “دكنجية” معيارها مصالحه الذاتية وليس الوطنية.

والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي (حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي) هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات.

وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل الدول العربية والإسلامية ومعاملتها كأهل ذمة.

في الخلاصة فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأحزاب شركات مافياوية.

يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب المافياوية بغباء وجهل وقلة إيمان.

واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات، والأحزاب الوكالات للخارج، وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم.. كلهم سواسية في العهر السياسي والذمية والكذب والنفاق.

واليوم الاحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله الإرهابي والمذهبي هو مشكلة لبنان الأساسية والخطرة التي تهدد ليس فقط النظام والدستور والتعايش والحريات، بل تهدد باقتلاع الكيان اللبناني ودفن رسالته، وتدمير كل ما هو لبنان ولبناني.. وبالتالي الجهد، جهد كل الأحرار في لبنان من المذاهب كافة يجب أن يتركز على أولوية إنهاء هذا الاحتلال طبقاً للقرارات الدولية 1559 و1701.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

الفيلسوف كمال يوسف الحج: أبعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة الدراسة

http://eliasbejjaninews.com/archives/56498/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9/

الفيلسوف كمال الحاج/أبعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة الدراسة

http://www.10452lccc.com/hist.geo/dimentionsofsectarianism.pdf

 

مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

الياس بجاني/27 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76167/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

إنه خطئاً، لا بل خطيئة مميتة أن نسمي أي شركة من شركات المتاجرين بحقوق الموارنة عموماً والمسيحيين عموماً بالأحزاب، لأنها شركات أحزاب عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هي أقرب إلى المافيات منها حتى إلى الشركات التجارية.

فإنه وعملاً بمعايير وقواعد وأنظمة ومفاهيم الأحزاب كافة، وفي كل البلدان الحرة والديمقراطية والغربية، من مثل أميركا وكندا وفرنسا، وكل الدول الأوروبية، فلا وجود لأحزاب في لبنان لا مارونية ولا غير مارونية، ولا إسلامية ولا غير إسلامية.

ففي لبنان عملاً بهذه المعايير كافة عندنا أحزاب في شقها الأول هي شركات تجارية يملكها أفراد أو عائلات، وأحزابنا المارونية تحديداً والمسيحية عموماً، كلها تندرج تحت هذه الخانة.

 ومنها وفي مقدمها شركة باسيل والعائلة، وشركة جعجع وحرمه، وشركة سامي وأبيه، وشركة سليمان وأبنه، ونفس الأمر ينطبق 100% على كل الأحزاب الدرزية والسنية.

وفي القاطع الأخر هناك أحزاب وكالات للخارج من مثل حزب الله وكيل إيران العسكري والإرهابي، وكذلك القومي والبعثي، وكيلا نظام الأسد.

كما أن هناك أحزاب منقرضة وشبه جثث تتحرك، وهي عملياً انتهت من كل العالم، كالناصري الغير موجود في مصر نفسها، والشيوعي الذي اختفي حتى من الإتحاد السوفيتي.

وطبعاً إضافة إلى الأحزاب الجهادية وما أكثرها وهي أبعد ما تكون في تكوينها وفكرها وأهدافها عن أي مفهوم حزبي.

وبالطبع حركة أمل الشيعية هي شركة يملكها السيد بري.

من هنا فإنه لا وجود لأحزاب في لبنان ودون حتى استثناء واحد.

وأكثر هذه الشركات تجارة وسمسرة ودكتاتورية هي تلك التي تدعي أنها حارسة لمذاهبها وحامية لحقوقهم ووجودهم.

وهنا تكمن كارثتنا نحن الموارنة تحديداً، والمسيحيين عموماً في ثقافة وممارسات وعقول أصحاب شركات أحزابنا الدكتاتورية التي أضرت وتستمر في أذية أهلنا أكثر من كل أعدائنا.

أما أخطر كوارث ومصائب وبلاوي أصحاب الشركات هذه المسماة زوراً وبهتاناً أحزاب فتكمن في دركية ثقافة، وشوارعية خطاب، وانغلاق عقول غلمان وزلم المالكين لها.

وهنا التفوق لثقافة وشوارعية أصحاب شركات أحزابنا المارونية التعتير والدكتاتورية، إن لم نقل المافياوية.

فغلمان هؤلاء الملكين الحصريين تخلوا طوعاً عن نعم وعطايا الحرية، واختاروا بدلاً عنها عمى البصر والبصائر، وارتضوا بغباء وجهل وضعية العبيد والهوبرجية والزلم والشتامين.

ومن يتابع هيجانهم وحروبهم على وسائل التواصل الاجتماعي يدرك هذه الحقيقة المخجلة والتي لا تمت لأي مفهوم مسيحي، أو حزبي أو مبدأ حرية رأي، أو ديمقراطية، أو قبول للآخر المختلف، أو مفهوم ثقافي أو حضاري.

هؤلاء تربوا على ثقافة أصحاب شركاتهم الأحزاب الدكتاتورية والميليشياوية والستالينية والهتلرية وأمسوا غلمان وقطعان عكاظيين وشتامين بأكثر من امتياز.

فالويل لمن يتجرأ وينتقد تحالفات أو ممارسات أو خطاب أو مواقف أي صاحب شركة من هذه الشركات الأحزاب… الآلهة!!

فوراً تتوزع فرمانات واجب الرد من المالكين، أو من قبل أبواقهم الإعلامية المأجورة، وكأن من ينتقد أداء ومقاربات صمنهم “المعبود” صاحب الشركة قد تطاول على الذات الإلهية.

فتُهيج وتُجيش غلمان الصنم من القطعان والزلم، ولا يتركون في قواميس الشتم والقذارة مفردة شوارعية وزقاقية إلا ويقذفون بها ذلك “الغبي” والحاقد” “ويلي ما بيفهم بالسياسية” الذي فقد صوابه وتجرأ وانتقد “معبودهم” الصنم..

وتطول وتتنوع ولا تتوقف قاذوراتهم من “نتاق وهرار” كلامي، وهذا طبعاً كله عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة.

وعملياً فإن هؤلاء المالكين لشركات الأحزاب ومعهم غلمانهم من القطعان هم الخطر الحقيقي السرطاني الذي يهدد وطننا وأهلنا.

يبقى أنه فعلاً “دود الخل منه وفيه” .. ومع هؤلاء فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يقفل الأسبوع السياسي محليا، على استعدادات وتوقعات تتعلق بملف التعيينات في جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء، أو ربما في جلسة ثانية الخميس. وباكورة هذا الملف، تعيين الحكومة الأعضاء الخمسة المتبقين في المجلس الدستوري، بعدما انتخب البرلمان حصته من الأعضاء، علما أن المحاصصة المتعلقة بالأعضاء الذين ستعينهم الحكومة محور اتصالات غير معلنة، خصوصا على مستوى المقعدين الماروني والكاثوليكي بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فيما المقعد الأرثوذكسي شبه محسوم لشخصية قريبة من الرئيس العماد عون. كذلك ثمة أمر غير محسوم بالنسبة إلى التسمية في المقعدين السني والشيعي.

بالتوازي، مشروع الموازنة العامة يأخذ مساره ضمن السعي لإنجازه، فبعد أن تنتهي لجنة المال من إقرار مواده، يرفع إلى الهيئة العامة البرلمانية التي ستقر المشروع.

في الغضون، مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، وضمن جولته المكوكية، يعود الثلاثاء إلى بيروت لعقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، حاملا أجوبة إسرائيلية حيال ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

على المستوى الدولي، الأنظار إلى ما بعد أوساكا في اليابان، حيث صدر البيان الختامي لقمة العشرين، التي تناولت أزمات العالم والمنطقة ونزاعاتها، على وقع توترات سياسية وإقتصادية دولية، وقد رسم زعماء ورؤساء سبع وثلاثين دولة خارطات وملامح حلول لعدد منها.

وقبل الدخول في تفاصيل لقاءات أوساكا، نشير إلى خبر وفاة الطالب عباس يزبك الذي كان قد انتحر بعد رسوبه في امتحانات الشهادة المتوسطة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يطوي هذا الأسبوع أواخر صفحاته على مؤشرات بعضها إيجابي وبعضها الآخر ضاغط. على المستوى الإيجابي مثلا إستعداد الجامعة اللبنانية لإنقاذ العام الجامعي للطلاب، بعد انتهاء إضراب أساتذتهم.

وعلى المستوى الضاغط، ظل تقرير وكالة "موديز" يشغل الأوساط السياسية والإقتصادية والمالية اللبنانية، التي طرح بعضها حوله علامات استفهام كونه يستند إلى تحليل سياسي مغلوط.

وعلى مستوى العمل الرسمي، جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء في السراي، وهي المرة الثالثة على التوالي التي تعقد برئاسة رئيس الحكومة، ولكن من المستبعد إقرار تعيينات فيها.

بالتزامن مع الدعوة إلى الجلسة، كانت لافتة إثارة موضوع الصلاحيات مجددا، إذ قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا إن المادة 49 من الدستور تعطي الحق لرئيس الجمهورية بالإشراف على حسن تطبيق القانون. وأضافت أن ما يقال عن تعيينات لا تتم إلا عندما يترأس رئيس الجمهورية جلسات مجلس الوزراء، كلام مردود.

وفي مجلس النواب، لا جلسات للجنة المال على نية الموازنة اليوم، لكن اللجنة ستستأنف عملها مساء غد على أمل أن تنجزه خلال الأسبوع المقبل.

وفي المقبل من الأيام القريبة ستعود العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" إلى رسوخها، على ما أعلن الوزير وائل أبو فاعور. اليد الخيرة، يد يعسوب الوحدة الوطنية، الرئيس نبيه بري ستكون له اللمسة السحرية في رأب الصدع بين الحليفين، أضاف أبو فاعور.

في مقابل الإسترخاء على الخط "المستقبلي"- "الاشتراكي"، قلوب مليانة على الخط "القواتي"- "البرتقالي" تعبر عن مكنوناتها على نحو يومي. والجديد في هذا الشأن الدبابيس السياسية التي وخز بها رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، الوزير جبران باسيل عندما سئل عن زيارة الأخير إلى بشري، اذ قال جعجع: "كنا بحاجة إلى ميكروسكوب لرؤية الحضور. شو الله جابرو يبهدل حالو. القضاء يستقبل الزوار الذين يجب ان يستقبلهم.

الحدث الإقليمي والدولي توزع بين أوساكا اليابانية وفيينا النمساوية. في الأولى لقاءات مهمة لكبار صناع القرار في العالم على هامش قمة العشرين، إلا أن أبرزها كان بين الرئيسين الروسي والأميركي. فلاديمير بوتين وصف هذا اللقاء بأنه كان جيدا وبراغماتيا. ودونالد ترامب أعلن أنه سيزور موسكو في الربيع المقبل.

وفي فيينا خطا الأوروبيون خطوة مهمة إلى الأمام، على طريق الإلتفاف على العقوبات الأميركية على طهران، وأعلن إتحادهم خلال اجتماع إيران والدول الموقعة على الإتفاق النووي: أن آلية "آينيستكس" للتعامل التجاري أصبحت جاهزة. طهران رأت في هذا الموقف الأوروبي خطوة في الإتجاه الصحيح، لكنها غير كافية. فهل يستكملها الأوروبيون؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كعادتها لفقت جريدة "الأخبار" أخبارا تتعلق برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وهذه المرة من باب ما بات يعرف ب"صفقة القرن" وبموضوع التوطين. والحقيقة الوحيدة الموجودة في هذا الخبر، والتي يعرفها جيدا من يقف خلف الجريدة أن كل ما ذكر هو كذب وافتراء، وغير موجود إلا في مخيلات الحاقدين.

فالرئيس سعد الحريري هو من أعلن باسم لبنان، وخلال ترؤسه جلسة الحكومة، رفض لبنان "صفقة القرن". وهو تلقى اتصال شكر من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وهو لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها، أن موضوع التوطين غير وارد عنده لا اليوم ولا غدا ولا في أي وقت، وهو موضوع محسوم وموجود في مقدمة الدستور.

وبعيدا من "صفقة القرن" التي تشغل العالم أجمع، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بالاعتداء الذي طال مهندسين عربا بينهم لبنانيون، في حرم إحدى الشركات في كازخستان، وقيل أن سبب الاشكال هو صورة نشرها شاب لبناني عبر انستغرام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لعل الانجاز الوحيد الذي حققه الصهاينة في مؤتمر البحرين، هو في العالم الافتراضي وصور ال"سلفي" المستفزة التي تباهوا بها. بينما الانجاز الحقيقي هو في الحضور القوي للشعوب العربية في المعادلة كلما جد الجد. ولعل من وصف هذا الواقع بكثير من الدقة هو الاعلام الصهيوني نفسه.

فصحيفة "معاريف" الاسرائيلية، قالت إنه ما إن انقشع الغبار وتوقف الضجيج حتى اتضح أن الولايات المتحدة واسرائيل أصيبتا بالخيبة، وأن العالم العربي في ساحة الحسم يصطف إلى جانب الفلسطينيين. طبعا الصحيفة لا تقصد الحكام العرب بل المواطن العربي الذي حضر بقوة في البحرين من خارج جدول الأعمال، ودفع بالكثير من القادة العرب الى فرملة اندفاعهم ليس حرصا على القضية الأم، بل خوفا من التبعات. مراسل القناة الصهيونية وصف ما حصل بحفل زفاف لم يحضره العريس والعروس متحدثا عن فجوة كبيرة بين الشعوب العربية وقادتها.

أما التوصيف الأدق فكان للامام السيد علي الخامنئي، ففي تغريدة على "تويتر" قال انها محاولة عبثية تماما ثمرتها الوحيدة تشويه سمعة الذين تعاونوا مع أميركا والصهاينة. أما "حزب الله" فيؤكد أن فلسطين لا يمكن ان تباع بأموال الدنيا، وألا مكان لمشروع التوطين في لبنان.

وفي فلسطين المحتلة لا مكان لمشاريع التهويد، عيون سكان بلدة العيسوية شمال القدس ساهرة تقاوم باللحم الحي قوات الاحتلال التي تقتحم حرمات المنازل لليوم الثالث. ونصرة للعيسوية أحياء مقدسية هبت للنجدة. مواجهات في مخيم شعفاط وحي الطور وجبل المكبر ومخيم قلنديا. الشباب يرشقون دوريات الاحتلال بالحجارة، والزجاجات الحارقة، في امتداد لصيحات الغضب الفلسطينية والعربية التي وصلت خلال الأيام الماضية إلى آذان المجتمعين في المنامة، فردعتهم عن ارتكاب الكبائر والمحرمات بحق قضية فلسطين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأوضاع الاقليمية على تفجرها، والوضع الداخلي ينأى بنفسه عنها، ولو بالحد الأدنى من ضبط النفس السياسي. فيما المطلوب الانتقال من حال المراوحة إلى حال الفعل على أكثر من صعيد.

فإذا كان الموقف جامعا بالنسبة إلى خطر التوطين الذي أطل برأسه من جديد في ضوء "ورشة المنامة"، وما يطرح تحت عنوان "صفقة القرن"، ففي ملف النزوح، ان تبحث الحكومة في خطة وطنية وتقرها، أقل الايمان، ذلك ان زمن الدلع في هذا المجال يفترض ان يكون قد ولى، مع ادراك اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم وقواهم السياسية، الثقل الهائل للنزوح السوري على لبنان، ديموغرافيا واجتماعيا واقتصاديا وفي مختلف المجالات، وصولا إلى البيئة، كما يعيد تسليط الضوء في سياق النشرة تقرير خاص.

أما على خط الاقتصاد، فحتى لو كانت بعض التقارير الصادرة عن مؤسسات وجهات دولية مبالغا بها، وسواء كانت مبنية على معطيات دقيقة أم لا، فالأكيد أن ما يصدر يفترض أن يشكل حافزا إضافيا لتفعيل التضامن اللبناني لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد، وتوفير الظروف السياسية الوطنية المناسبة لذلك.

واليوم، لاح في الأفق الاقتصادي والمالي الوطني أمل متجدد، مع التوافق على رئيس مجلس ادارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير رئيسا لجمعية المصارف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الضجة حول التوطين لا تهدأ ولا تنتهي، وجديدها اليوم ما نشر من أن صهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، قدم إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، عرضا يقضي بإنجاز ملف توطين الفلسطينين بسرعة، مقابل حصول لبنان على مبالغ مالية كبيرة لدعم مشاريع استثمارية، تصل كلفتها إلى 6 مليارات دولار أميركي.

ما نشر مقلق، خصوصاأنه أتى بعد يومين من نشر وكالة "موديز" للتصنيف، تقريرا يشكك في قدرة لبنان على إصلاح وضعه المالي وسداد ديونه. لكن مستشار الرئيس سعد الحريري غطاس خوري، نفى في حديث لل"ام تي في" كل ما نشر في هذا الخصوص، مؤكدا أن أي عرض أميركيا بشأن التوطين لم يقدم للبنان.

بين الخبر ونفيه، سؤال جوهري يطرح، إذا شبح التوطين أصبح جديا، إلى أي حد سيبقى لبنان قادرا على مواجهته في ظل تسوية سياسية هشة، ووضع اقتصادي مترد واستقرار نقدي قد يكون معرضا لاهتزازات كبيرة؟.

توازيا، معركة التعيينات فتحت، وحرب المصادر بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في عز احتدامها، فهل ينجح مجلس الوزراء الثلاثاء في تعيين الأعضاء الخمسة المتبقين للمجلس الدستوري، أم أن المناكفات بشأن تعيينات الدستوري ستتواصل، بحيث يضطر المعنيون إلى ترحيل الملف برمته إلى موعد آخر؟.

وفي هذا الإطار، لفت كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" لل"أم تي في"، حيث وجه انتقادات مباشرة إلى الوزير جبران باسيل، وهي انتقادات ستزيد تردي العلاقة بين "التيار" و"القوات"، علما أن باسيل سيلقي بعد قليل كلمة في نهاية يومه المتني، قد تتضمن ردا على ما قاله الدكتور جعجع.

ولكن، وبعيدا من السياسة وشؤونها، الليلة نحن على موعد مع حدث مميز في إطار مهرجانات الأرز، الفنان العالمي أندريا بوتشيلي سيلون بفنه غابة أرز الرب، ليؤكد من جديد أن لبنان الفن والإبداع والحضارة هو لبنان الحقيقي، وهو لا سواه لبنان الدائم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الأسبوع المنتهي هو الأسبوع الذي يسبق العاصفة، لا بل العواصف على كل المستويات:

العاصفة الأولى هي التي يعد لها المتقاعدون والتي سموها "خطة اليوم الكبير" تزامنا مع انعقاد الجلسة العامة، فأعلنوا أنه إذا تضمن مشروع الموازنة أي مادة تمس حقوقهم، فإنهم سيعمدون إلى إقفال منافذ مجلس النواب ومنع انعقاد الجلسة العامة، إلى أن يصدر تصريح علني من رئاسة المجلس بإزالة هذه المواد. هذا الكلام موجه مباشرة إلى الرئيس بري، فكيف سيتعاطى معه؟.

العاصفة الثانية هي ارتدادات تقرير "موديز" الذي تم التعاطي معه بالاستخفاف أو بالاتهامات، لكن تعليلا، بعقل بارد، صدر اليوم عن وزير الإقتصاد، رأى فيه أن تحذيرات "موديز" جزء من عملها، وعلينا نحن ان ننجز عملنا فلا نقع في محظور ما تشير إليه. ويأتي كلام بطيش كأنه رد غير مباشر على الكلام عالي السقف الذي توجه به وزير المال إلى "موديز".

العاصفة الثالثة هي السجال على التعيينات التي يمكن أن تتبلور، في جزء منها، في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

أما العواصف التي تتنقل من أسبوع إلى أسبوع، فمن النفايات إلى التلوث إلى ازدحام السير، والعاصفة الأكبر، تقنين الكهرباء، أما البدعة الجديدة فهي: كي لا نخسر أكثر لا نولد أكثر "وصحتين على جيوب أصحاب المولدات". لماذا؟، لأن الحكومة قطعت وعدا على نفسها أن تستمر في بيع الكهرباء بخسارة ما دامت لا توفر التيار أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، حتى لو كان هذا الوعد بعيد المنال ولا يتحقق إلا بعد عشر سنوات، فتبقى تولد بخسارة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من حيث لا ندري، وفيما كانت الدولة تعالج فرعنة أمنية في منطقة الجاموس، والمارقين من "قبضايات الحي " في الضاحية، تبلغت بحادثة تظهر "جواميس" بشرية وقد انقضت على عمال لبنانين وعرب في كازاخستان.

واندلعت الثورة الكازاخية بسبب صورة نشرها أحد المواطنين اللبنانيين عدت مسيئة إلى فتاة، لكنها في مضمونها ليست صورة معدة للتفجير ولا تستلزم لجوء المواطنين هناك إلى استخدام العنف والضرب بالالآت الحادة، وملاحقة اللبنانين والعرب إلى مكان عملهم، ومطاردتهم في أثناء إجلائهم بالحافلات.

ولاحقا تحركت الديبلوماسية الأردنية بعدما تبلغت أنباء الاعتداء على مهندسين أردنيين في مخيم شركة "المقاولون المتحدون- سي سي سي" في مدينة تينجيز، وتردد أن الصورة أججت ضغينة مكبوتة لدى العمال الكازاخ الذين يشكون الفرق في سلسلة الرتب والرواتب مع الأجانب.

تحرك الأردن وبقي الفنيقيون من أهل الجينات اللبنانية غير مدرجين في لائحة المتابعة الديبلوماسية حتى هذه اللحظات على الأقل.

وإذا كان اللبنانيون ملاحقين في بلاد الغربة على أتفه الأسباب، فإن المواطنين في الضاحية الجنوبية غير مضطرين إلى التعايش في كل مرة مع أتفه المارقين المعتدين بعشائر وعائلات، الذين يتعاملون مع الأمن على أنهم من صناعه، وآخر الحوادث بعد "الآغا" آغاوات قرروا إطلاق النار ثأرا لخلافات عائلية، فروعوا السكان مرة أخرى، لكن استخبارات الجيش اللبناني تتابع تعقبها للحادث، وهي أصبحت اليوم من أصحاب الخبرات بتتبع الفارين.

وإلى الفارين من وجه السياسة، طمأننا اليوم وزير الصناعة وائل أبو فاعور إلى قرب عودة المياه إلى مجاريها بين "الاشتراكي" و"المستقبل"، والعبور برعاية جسر بري آمن الربط المستدام، لكن العلاقة ليست في حاجة إلى وسيط أو إلى قمة العشرين. هي تعود حالما ينتظم جدول التوزيع سواء سياسيا أو ما يعادله.

ومن غير تعادل، وبإقرار هزيمة خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قمة اليابان الكبرى، منقلبا على أقواله وقراراته، فهو ما إن صافح وجلس إلى نظيره الصيني شي جين بينغ حتى بدأ "يحكي صيني"، فتنازل عن إجراءات قاسية كان قد اتخذها سابقا، وأعلن أن الولايات المتحدة لن تفرض رسوما جمركية جديدة على الصين، واتفق الطرفان على استئناف المفاوضات التجارية لتخفيف حدة الخلاف الاقتصادي بين البلدين.

والأهم أن ترامب سمح لشركة "هواوي" العملاقة بالعمل من دون قيود، مؤكدا استعادة التعاون معها واستمرار الشركات الأميركية في بيع التكنولوجيا لها. أكل دونالد ترامب "هواوي"، وسحب كل تهديداته ومخاوفه الأمنية تجاهها، وهو انتظر قمة العشرين للقاء رئيس الصين وإبرام التفاهمات معه، لكون الإجراءات القاسية التي اتخذها إنما تسببت بأضرار في السوق الأميركية نفسها.

والتنازل أمام التنين الصيني، سبقه استلقاء ترامب على السجادة الإيرانية، وتراجعه عن كل تهديداته، بعدما تمكنت طهران من تعويم الاتفاقية النووية مع أوروبا. ووفق سياسة ضرب السيوف عشوائيا، تحرش الرئيس الأميركي باليابان وأبلغ رئيسها أن دوره قادم في المحاسبة على المعاهدة الأمنية، لكن حالما يفرغ من مهمته في الخليج وابتزازه بورقة خطر إيران، وفي محصول ترامب أنه لا يريد التصعيد مع إيران، هدفه القادم تجاه منطقة الخليج يسجل بفرق حرف واحد: الحلب بدل الحرب.

 

النزاع العقاري في جــرود جبيل: حزب الله في مواجهة الكنيسة؟

سعيد: إذا لم يستطع الرئيس القوي تثبيت الحقوق فعلى الدنيا السلام

المركزية-/السبت ٢٩ حزيران ٢٠١٩  

في الذاكرة الجماعية لأبناء قضاء جبيل، تبدو المنطقة التي يتحدرون منها مثالا للتلاقي والحوار والعيش المشترك الاسلامي المسيحي، إلى حد أن مدينة جبيل صارت مضرب المثل الأول في هذا الاطار، وقد بات لها ممثلون شيعة في مجلس النواب. على أن الصورة في جرود هذا القضاء ليست زهرية إلى هذا الحد. ذلك أن التعايش المشهود لم يكفِ وحده لحل النزاع العقاري الذي تشهده بلدتا لاسا وأفقا (ذات الأكثرية الشيعية)، بين الكنيسة المارونية، صاحبة الأوقاف في المنطقة، وأبناء هذه المناطق الذين يعترف بعض المناوئين لـ "حزب الله" من المطلعين على هذه  القضية الشائكة بأن المعنيين بها نائمون على حرير غطاء سياسي يوفره لهم "السلاح غير الشرعي"، وهو ما رأى فيه نائب بلاد جبيل وكسروان زياد حواط "صلبطة" وتعديا مرفوضين، داعيا الدولة إلى تطبيق القانون بعدل على الجميع صونا لهيبة الدولة.

وكما الحواط، تناشد الفاعليات الجبيلية الدائرة في الفلك السيادي، الدولة للتدخل، على أن الأهم يكمن في التأكيد أن رهانهم الأول يبدو على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوصفه الرئيس القوي، حليف حزب الله القادر على وضع حد لهذا النزاع واستكمال المسح العقاري، في منطقة شهدت إنطلاق مسيرته النيابية التي امتدت أحد عشر عاما.

وفي تعليق على النزاع العقاري الجبيلي، أوضح النائب السابق فارس سعيد لـ "المركزية" أن "هناك أراض ممسوحة ومملوكة من الكنيسة المارونية (في لاسا وسواها من قرى جرود جبيل)، وهي تشهد ثلاثة أنواع من الاعتداءات: زراعة وبناء ودفن موتى فيها"، كاشفا عن تفاهم حصل العام الماضي بين نواب المنطقة والرئيس نبيه بري، وقد حاولوا امراره في بكركي، وينص على أن تتسامح الكنيسة المارونية مساحة الأراضي المعتدى عليها، مقابل أن يتسامح الأهالي مع الكنيسة لتستكمل عملية المساحة. لكنني اعترضت على هذا الأمر وتوقف".

وأشار سعيد إلى أن العلاج يجب أن يتم على ثلاثة مستويات أولها الدولة اللبنانية التي يجب ان تستكمل عملية المساحة والتحديد"، لافتا إلى أن "من يدعي أنه يملك، في هذه الأراضي في لاسا أو أفقا أو سواها من مناطق جبل لبنان، عليه أن يلجأ إلى القاضي العقاري لينال حقه إذا وجد".

واعتبر أن المستوى الثاني من العلاج يطال السياسة، باعتبار أن على من يحمي المعتدين على أراضي الكنيسة أن يرفع الغطاء عنهم، بدلا من الكلام عن أن الاراضي المقصودة متنازع عليها، فيما الحقيقة تفيد بأن هذه العقارات مملوكة وممسوحة من الكنيسة، وهناك اعتداءات عليها، مؤكدا أن المستوى الثالث يتعلق بوعي الجميع من القيادات والمرجعيات لخطورة هذا الموضوع لأنه أكبر مساحة عقارية يحصل فيها عملية تلاعب عقارية منذ الاستقلال حتى اليوم، ما يعني أن من الضرورة بمكان الضغط على الدولة لحل هذا الموضوع.

وفي هذا الإطار، اعتبر سعيد أن "إذا كان الموارنة الذين يدعون أن لديهم رئيسا قويا وكتلا نيابية وازنة، لم يقدروا على استكمال أعمال المساحة والتحديد وتثبيت أصحاب الحقوق في جرد جبيل، فعلى الدنيا السلام. مشددا على أن "من في السلطة لا يجوز أن يكتفي بالاعتراض الاعلامي، بل عليه أن يبادر إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة في اتجاه الحل". ولفت إلى أن "حزب الله يتحمل مسؤولية كبرى لأنني أعتقد أنه هو من يؤمّن الحماية للمعتدين الذين ما كانوا ليتجزأوا على القانون ولا على مخالفة الأحكام العقارية المبرمة الصادرة منذ عقود، لو لم يشعروا بأنهم مدعومون من حزب وازن بهذا الحجم"، مشددا على "ضرورة إثارة الملف في المؤسسات الدستورية لدفعه الدولة إلى تطبيق الأحكام العقارية واستكمال أعمال المساحة والتحديد في الأراضي غير الممسوحة في جرد جبيل".

 

هل تلقى الحريري حقا عرضا للتوطين؟!

المركزية-/السبت ٢٩ حزيران ٢٠١٩  

أكّد مستشار رئيس ​​الحكومة​​ ​​​سعد الحريري​​​ الوزير السابق ​​غطاس خوري، في تصريح لل"ام تي في" أن "الخبر الذي تمّ نشره بأن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر والرئيس الأميركي دونالد ترامب والأوروبيين عرضوا على الدولة اللبنانية التوطين مقابل المال وترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، كاذب وليس له أي أساس من الصحة ولبنان لم يتلق أي عرض نهائيا سواء عربي ام أجنبي في ملف التوطين. وشدد خوري على "أننا ملتزمون بالدستور واتفاق الطائف، فالدستور لا يسمح بالتوطين ولا اتفاق الطائف". وفي ملف النفط والغاز، لفت خوري إلى أنه "يتم التفاوض لترسيم الحدود وذلك يحصل باتفاق الرؤساء الثلاثة وبالتنسيق التام في ما بينهم. فرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لا يتفرد باتخاذ القرارات وحيدًا". حوري: وبدوره، لفت مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب السابق عمار حوري، إلى أن "موقف الحريري حاسم في موضوع التوطين ومستحيل أن يقبل النقاش به. فمقدمة الدستور رفضت التوطين واتفاق الطائف رفض الأمر ميثاقيًا"، مشددًا على أن "كل هذا مرفوض قطعًا". وكانت صحيفة "الاخبار" نشرت تحت عنوان "كوشنير عرض على الحريري عودة النازحين وتوطين الفلسطينيين: مغريات للمشاركة في صفقة القرن"،  متحدثة عن أن صهر الرئيس الأميركي اقترح على الحريري تسهيل ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وحصول لبنان على مبالغ مالية كبيرة، اضافة الى تعهّد الولايات المتحدة بتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، في مقابل تشجيع لبنان الفلسطينيين على الهجرة، مع السماح لمن يبقى منهم في لبنان بالعمل في مشاريع استثمارية ما يعني عملياً التوطين.

 

السفير اللبناني بكازاخستان: اللبنانيون بخير وسيتم نقلهم الى العاصمة بحماية الشرطة

وطنية/السبت ٢٩ حزيران ٢٠١٩  

اكد السفير اللبناني في كازاخستان جسكار خوري ان الصورة التي انتشرت بين اللبناني والفتاة هي السبب المباشر خلف اشتعال الإشكال بين العمال الاجانب والعمال المحليين في كازاخستان، مشيرا الى انه ربما يوجد أسباب أخرى ولكنها حتما لا علاقة لها بما قيل عن فيديو حنسي. واضاف في حديث تلفزيوني: "تواصلنا مع الخارجية الكازاخستانية والاقسام المسؤولة عن الامن وتلقينا تطمينات انهم يقومون بجهدهم لتامين سلامة اللبنانيين" ،مشيرا الى أنه لا ضحايا ولا جرحى بين اللبنانيين وهم يتواجدون حاليا في مركز الشرطة لتامين حمايتهم ونقلهم وربما ترحيلهم الى لبنان"، مشددا على أن الحادث قد يكون له تداعيات، مشيرا الى أن السلطات شكلت لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات. وفي نفس السياق ذكر أن رئيس الحكومة سعد الحريري طلب من الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير التحرك بسرعة وإجراء الإتصالات اللازمة لتبيان تفاصيل الأشكال المؤسف الذي وقع في إحدى الشركات في كازاخستان اليوم بين بعض المواطنين هناك واحد اللبنانيين والعمل على تسهيل عودته إلى لبنان.

 

وزارة الخارجية: السفارة في كازاخستان تتابع أوضاع اللبنانيين في نور سلطان وتأمين سلامتهم

وطنية - السبت 29 حزيران 2019

أعلن المكتب الاعلامي في وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، ان السفارة اللبنانية في عاصمة كازاخستان نور سلطان تتابع "تداعيات حادثة الشغب التي جرت صباح اليوم السبت في موقع تنغيز النفطي غرب كازاخستان (2000 كلم عن العاصمة)، ضمن المخيم التابع لشركة CCC، والتي نتج عنها عدد من الجرحى من جنسيات مختلفة ومنها لبنانية تعمل في الموقع". أضاف ان السفارة تتواصل مع المسؤولين في وزارة الخارجية الكازاخستانية، ومع مسؤولي شركة CCC، ومع اللبنانيين "بغرض تأمين سلامتهم وإخلائهم وتوفير الوثائق اللازمة لهم للمغادرة". وختم معلنا أن البعثة اللبنانية ستتابع مع الأجهزة المختصة "ظروف الحادثة وإجراءات التحقيق، حفاظا على سلامة ومصالح اللبنانيين في كازاخستان"

 

ساترفيلد في بيروت الأسبوع المقبل حاملاً أجوبة إسرائيلية

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

طلبت السفارة الأميركية مواعيد للموفد الأميركي السفير ديفيد ساترفيلد الذي يصل إلى بيروت يوم الثلاثاء المقبل بهدف إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بالأجوبة الإسرائيلية رداً على موقف لبنان من عدد من المعطيات المتصلة بما سيطرحه في حال بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين خلال يوليو (تموز) المقبل والرامية إلى ترسيم الحدود البحرية والبرية وفقا لآلية التفاوض التي كان اقترحها رئيس الجمهورية ميشال عون بالاتفاق مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. وذكر أحد المواكبين لسير الاتصالات لـ«الشرق الأوسط» أن الأجوبة المتوقعة هي على ما أثاره الجانب اللبناني من بنود قبل نقل ساترفيلد الأسئلة إلى تل أبيب، وفي حال القبول بها يجب توقيع مذكرة بين الجانبين يؤمنها ساترفيلد الذي يلعب دور «المسهّل». وتابع بأن المطلوب من إسرائيل أجوبة حول «بناء الخط الأبيض المائي» الذي طالب به الرئيس بري المهتم جدا بهذا الملف، إضافة إلى إزالة التعديات والقرصنة الإسرائيلية لثروة لبنان البحرية ورفع التهديدات من على علامات الحدود البرية. وأن يكون الوفد الإسرائيلي المفاوض عسكريا وليس دبلوماسيا مع خبراء تقنيين متخصصين بقانون البحار وبالترسيم البحري. وتدوين كل ما يتفق عليه، مع تثبيت ما كان قد تم الاتفاق عليه عبر ساترفيلد من مفاوضات تشمل الترسيم البحري والبري. وعقد المفاوضات في مقر الأمم المتحدة وعدم تقييد المفاوضات غير المباشرة زمنيا، أي عدم القبول باقتراح إسرائيل أن تحدد المدة بستة أشهر. وقال المصدر إن تأخر الأجوبة الإسرائيلية مرتبط ربما بإسقاط إيران الطائرة الأميركية والتصعيد الذي أحدثته. ودعا إلى التريث لمعرفة حقيقة ما سينقله ساترفيلد، إما لتحديد ساعة الصفر لانطلاق المفاوضات أو مزيد من المماطلة الإسرائيلية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"نداء الوطن" جريدة جديدة الاثنين

المركزية/29 حزيران/2019

تصدر في بيروت الاثنين 1 تموز جريدة جديدة تحت اسم "نداء الوطن" في وقت تعاني الصحافة المكتوبة أزمة كبيرة تمثلت خصوصاً في اقفال عدد من الصحف في السنوات الأخيرة.يملك "نداء الوطن" السياسي ورجل الأعمال ميشال مكتف وهو قرر اصدار الصحيفة "لتكون صوتاً صارخاً لكل المؤمنين بالسيادة الوطنية" حسب قوله للمركزية. يرأس التحرير الصحافي بشارة شربل، و"نداء الوطن" هي الصحيفة الرابعة التي يؤسسها بعد صحيفتي "الراي" و"الجريدة" الكويتيتين وصحيفة "البلد" اللبنانية. تضم الجريدة نخبة من الصحافيين. ويتولى وسام سعادة إدارة التحرير فيها وتتولى جولي مراد إدارة التحرير التنفيذية. يؤكد مكتف لـ"المركزية" أن "نداء الوطن" ستعبّر عن "الرأي الحر وتحترم الموضوعية والأمانة في تغطية الأخبار وتحليلها. وستكون هادفة وفي طليعة المطالبين بالدولة القوية السيّدة". تصدر "نداء الوطن" يومياً في 16 صفحة وفي نهاية الأسبوع في 24 صفحة وستضم إضافة إلى طاقمها التحريري كتّاباً معروفين في السياسة والثقافة والاقتصاد وسائر الأبواب.

 

لبنان: المتقاعدون العسكريون يستعدون لتنفيذ خطة “اليوم الكبير”

بري يجمع الحريري وجنبلاط ودعوات للتعامل بجدية مع تقريري "فيتش" و"موديز"

بيروت ـ”السياسة” /29 حزيران/2019

في الوقت الذي يتوقع أن تعقد الحكومة جلسة الثلاثاء، للبحث في تزخيم عملها للرد على تقريري “فيتش” و”موديز”، متسلحة بموقف البنك الدولي الذي أثنى على خطواتها الإصلاحية، دعا رئيس الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى مارون خريش المتقاعدين العسكريين، الى البقاء على استعداد لتنفيذ خطة “اليوم الكبير”، تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب، اذا تضمن مشروع الموازنة اي مادة تمس بحقوقهم. وهددت الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى، الاقدام في هذا اليوم على إغلاق جميع منافذ مجلس النواب، ومنع انعقاد الجلسة العامة، إلى أن يصدر تصريح علني من رئاسة المجلس بإزالة هذه المواد. الى ذلك، دعت مصادر حكومية عبر “السياسة”، إلى أخذ تقريري ” فيتش” و”موديز” على محمل الجد، وأن يدفعا الحكومة إلى الإسراع في خطواتها الإصلاحية، لأن ما تحقق ليس كافياً، ولا بد من استكمال مسيرة “سيدر”، للإيفاء بكل التعهدات، باعتبار أن لبنان موضوع تحت المجهر الدولي بكل قوة.

وفي الإطار، شدد وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، على أن “لبنان ملتزم بكل تعهداته ولن يخل بها”. واضاف أنه ليس مع التقشف، “بل مع ضبط المالية العامة وعلينا ان نتطلع الى الإنفاق الاستثماري” . في سياق آخر، تم انتخاب مدير بنك بيروت سليم صفير رئيساً لجمعية المصارف ونديم القصار نائباً له. وشدد صفير بعد انتخابه، على أن “اقتصادنا يواجه تحديات وسنقوم بجهد كبير لمواجهتها والامر يتطلب عملا جديا على مستويين داخلي وخارجي”. على صعيد آخر، واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، فإن الجهود التي يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ستثمر عقد لقاء مصالحة بين الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط في وقت قريب لطي صفحة الخلافات بينهما، في ضوء استعداد “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي، لإعادة وصل ما انقطع بينهما ومد الجسور مجدداً . وأوضح وزير الصناعة وائل أبو فاعور “أن العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل قد مرت في ما اسميه سحابة صيف، وإن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عودة العلاقة إلى رسوخها وثباتها، بدافع الحرص المشترك على هذه العلاقة”. وشدد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد القرعاوي على “ان العلاقة المتينة والراسخة بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي هي واحدة من أجل بناء الدولة المستقلة والعادلة المبنية على أساس الطائف والإنماء”.

 

«المعارضة العونية» تتهم «التيار الحرّ» بالتآمر على حقوق العسكريين

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

شنّت «المعارضة العونية» هجوماً على «التيار الوطني الحرّ» بسبب ما سمته «تجاهل التيار وقيادته لمطالب قدامى القوى العسكرية»، واتهمته بـ«قلة الوفاء، ونكران الجميل، لمن شكلوا الرافعة الشعبيّة والحاضنة الأساسيّة لحالة التيار، وامتداده على مساحة لبنان»، واعتبرت أن «صمت قيادة التيار تجاه المطالب المحقّة للعسكريين والمتقاعدين تحوّل إلى ما يشبه التآمر على حقوقهم ومكتسباتهم»، في وقت عبّر فيه «التيار الحرّ» عن أسفه لأن «بعض المتقاعدين يحمّلون التيار مسؤولية تخفيض رواتبهم». وذكّرت «المعارضة العونيّة»، في بيان أصدرته أمس، أنّ «التحركات التي قام بها المتقاعدون، طالما افتخرت بها قيادة التيار في الماضي، في مواجهة حكومات اعتمدت سياسة مغايرة لتوجهات التيار السياسيّة آنذاك»، ورأت أنّ «الإدارة السياسيّة المؤتمنة على المؤسّسة العسكريّة من واجبها اعتماد الوضوح والشفافيّة، وإطلاع المعنيين بالأمر على حقيقة الأمور، تجنباً لمحاولات التحوير والتسويف المعتمدة هذه الأيام».

واعتبرت المعارضة العونيّة أنّ «اعتماد أسلوب الكذب المتواصل سيجبر النواب عند التصويت على بنود الموازنة على تبيان حقيقة موقفهم أمام الرأي العام»، ورأت أنّ «المحاولات العبثية لإيجاد مصادر تمويل للخزينة المفلسة من جيوب المواطنين وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين لن تجدي نفعاً، طالما أن المعنيين يتجنبون الوصول إلى مكامن الفساد والهدر والسرقة في كثير من مؤسسات الدولة».

ورد النائب عن «التيار الوطني الحرّ»، زياد أسود، على هذه الاتهامات، وسأل عن الهوية الحقيقية لهذه الحركة التي تسمّي نفسها «المعارضة العونية»، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف لماذا يصرّ البعض على تحميل (التيار الوطني الحرّ) مسؤولية خفض رواتب المتقاعدين، علماً بأن أكثر من نصف نواب التيار أعلنوا صراحة معارضتهم اقتطاع أي ضريبة من رواتب العسكريين أو المتقاعدين». ورأى أسود أن «تخفيض العجز يجب أن يبدأ بمكافحة الفساد، ووقف الهدر، وزيادة النمو، وخلق فرص العمل والإنتاج، وإعادة تصويب بوصلة الأنفاق، وليس بفرض الضرائب، أو اقتطاع نسبة من رواتب الموظفين والمتقاعدين»، مبدياً أسفه لأن مالية الدولة لا تزال رهن بعض الأحزاب والسياسيين».

ومن جهته، شنّ نائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرا، وهو أبرز القياديين المنشقين عن «التيار الوطني الحرّ»، هجوماً عنيفاً على الرئيس ميشال عون، وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، واتهم الأخير بـ«الثراء على حساب الشعب اللبناني». واعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن باسيل «جمع ثروته من أموال الشعب اللبناني»، وسأل: «من أين أتى باسيل بثروته الطائلة والمليارات التي يملكها؟ هل من راتبه الشهري أم من الصفقات؟ لو أعاد باسيل وباقي السياسيين ربع ثروتهم التي جمعوها من خزينة الدولة لأصبح لبنان بخير». وسخر أبو جمرا من مقولة إن باسيل لديه شركة هندسة تدير مشاريع كبرى، وذكّر بأنه «تسلّم مشروعاً واحداً في الضاحية الجنوبية بعد حرب يوليو (تموز) 2006، لكن لم يكمله لأن (حزب الله) طرده من الضاحية، والكلّ يعرف ذلك». وأيد أبو جمرا ما جاء في بيان «المعارضة العونية» الذي يتهم «التيار الحرّ» بتجاهل مطالب قدامى العسكريين، وقال: «عندما كنّا في الحكومة العسكرية (بين عامي 1988 و1990) التي كانت مؤلفة من 3 وزراء (العماد عون واللواء عصام أبو جمرا واللواء ادغار معلوف)، تسلّم كلّ واحد منّا 6 وزارات، وللمفارقة أن جميع الوزارات التي كانت في عهدة عون انقسمت، بدءاً من رئاسة الحكومة إلى وزارات الدفاع والداخلية والمال والإعلام. والآن، وبعد 3 عقود، نجد أن الرجل عاد إلى الوراء». وأكد أبو جمرا أن جبران باسيل «لا يمثّل الحالة العونية الحقيقية لأنه أتى إلى رئاسة التيار بالتعيين، وخلافاً لنظام الحزب، وجاء بالتزوير والضغط المباشر».

 

مسؤولون لبنانيون ينتقدون تقارير وكالات التصنيف و«البنك الدولي» يتحدث عن «تفاؤل حذر»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

أثارت تقارير وكالات التصنيف الائتماني المتتالية؛ وآخرها تقرير «موديز» الذي تحدث عن احتمال اتخاذ الحكومة اللبنانية إجراءات تشمل إعادة هيكلة الدين، سخط المسؤولين اللبنانيين الذين طرحوا أكثر من علامة استفهام حول ما قالوا إنه «تحليل سياسي مغلوط» اعتمدت عليه هذه التقارير، وأكدوا أن الوضعين المالي والاقتصادي تحت السيطرة، وأن لبنان قادر على تسديد ديونه. وانتقد وزير المال علي حسن خليل هذه التقارير، معتبراً أنها تطرح «علامات استفهام كبرى» و«تعتمد على التحليل السياسي المغلوط بدل الوقائع والمشاريع والإجراءات المتخذة». وقال خليل: «نحن ننظر بقلق إلى هذا الأمر، إلا أننا نقول إننا مستمرون في حفظ الوطن واستقراره»، مؤكداً «العمل بجد وجهد استثنائي في الحكومة والمجلس النيابي وبتكامل إرادة المؤسستين على إنجاز ما هو ضروري لحماية الاستقرار الاقتصادي في البلد عبر إقرار الموازنة العامة، رغم كل الضجيج حولها وأغلبه مصطنع ولا يستند إلى وقائع حقيقية».

من جهته، أكد وزير الاقتصاد منصور بطيش، أن لدى لبنان القدرة على تسديد ديونه، معتبراً أن «التعابير التي استخدمتها (موديز) ليست بمكانها ومبالغ فيها». وقال بطيش في حديث تلفزيوني: «الوكالة تحلل ولكن نحن نعمل باتجاه تفادي ما تحدثت عنه. نحن بوضع اقتصادي صعب ولكن هذا لا يعني أننا متجهون نحو الإفلاس، فلبنان لديه قدرات مادية كبيرة، ونحن بحاجة لإصلاحات ونأمل أن تكون الموازنة باباً باتجاه هذه الإصلاحات». ويتفق الخبير الاقتصادي والاستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة، كما المستشار الاقتصادي لـ«التيار الوطني الحر» الدكتور شربل قرداحي، على أن مضامين التقارير الصادرة عن وكالات التصنيف دقيقة، ويعتبر عجاقة أنها «تعكس الواقع وإن كان لها بُعد سياسي باعتبارها توجه رسالة للطبقة السياسية مبنية على عدد من الملاحظات المرتبطة بشكل أساسي بإجراءات الموازنة التي تعتبرها غير كافية». ويضيف عجاقة لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب النمو الاقتصادي جعل (موديز) تتحدث عن احتمال إعادة جدولة الدين العام، وهو ما نؤكد أنه لن يحصل بتطمينات حاكم مصرف لبنان». واستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري يوم أمس، نائب رئيس «مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» فريد بلحاج، الذي قال بعد اللقاء، إن «لبنان يسير في طريق سليمة بالنسبة إلى الإصلاحات على مستوى الموازنة والكهرباء». وأضاف: «بشكل عام، انطباعنا إيجابي ومتفائلون. لكن في الوقت نفسه تفاؤلنا حذر بسبب الوضع الاقتصادي في المنطقة وهو وضع دقيق، وعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية». كما التقى الحريري وفداً من صندوق النقد الدولي أطلعه على آخر تطورات الوضع الاقتصادي ووضع الموازنة في مجلس النواب. وأكد «أهمية أن يسرع لبنان في عملية البدء بتنفيذ مشاريع (سيدر) والإنفاق الاستثماري الذي من شأنه أن يحفز النمو وخلق فرص العمل».

 

في أعنف موقف متمرد : نعمة افرام يرفض أن يكون في نظام فاشستي : لا أوافق على كل ما يقوم به التيار!!

موقع المستقل/29حزيران/2019

الانباء : اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” نعمة افرام، أن جبل لبنان هو نقطة الارتكاز للبنان الحالي، مؤكداً على أن المصالحة أساس للبنان المستقر والقوي، وأنه لا يوجد لبنان قوي من دون مصالحة، وهذا موجود في وجدان تكتل “لبنان القوي”، ومشيراً إلى أنه “هناك وجع داخلي عند الماروني، وعدم الاستماع اليه سيترجم هجرة كاملة نتيجة اليأس من المستقبل”. وأكد افرام في حديث لبرنامج “حوار مع الأنباء” مع الإعلامية ريما خداج على أن فشل بناء الدولة في لبنان، وفشل إنتاجية الدولة، نابعان من نظامٍ تشغيلي للدولة أتى من بعد الطائف باسم توازنات القوى، وتوزيع السلطة مضحياً بالإنتاجية.

ولفت إلى أن مصلحة لبنان في العقل الماروني القديم كانت، “إذا صحة الطائفة المارونية في لبنان “مش منيحة” فذلك يعني بأن لبنان ليس بخير. هذا موجود في الوجدان الماروني، وكذلك الأمر بالنسبة للطوائف الدرزية، والشيعية، والسنية. وأشار افرام إلى أن هناك عطل في اتفاق الطائف، قائلاً: “أنا مع اتفاق الطائف المعدّل من ناحية الإنتاجية، معتبراً بأن الطائف الموجود اليوم هو نظامٌ موزعٌ على السلطة بطريقة أفضل بكثير من ذلك الذي كان موجوداً قبل الطائف، ولكنه تجاهل “البعد الإنتاجي”، وأشار إلى أن آلية اتخاذ القرار في الطائف يجب تطويرها دون أن نسميها “انقلاباً على الطائف”. لكن هذا لا يحدث بالقوة. وهنا تختلف وجهات النظر، ويقع الخلاف بين القوى السياسية والوزير باسيل. وقال: طموحي الإنسان أولا، وباسم الإنسان أولا قد أفعل أي شيء. لذا أنا موجود اليوم في تكتل لبنان القوي، حتى لو غرّدت وحدي في مجلس النواب، مؤكداً على أنه لا يوافق على كل ما يقوم به التكتل القوي، رافضاً أن يكون في نظام “فاشستي”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تتجسس على إيران برًا وبحرًا وجوًا داخل أراضيها وفي مناطق قريبة منها

لبنان الجديد/29 حزيران 2019

إن نشر غواصات إسرائيلية لاعتراض سفن إيرانية في الخليج من شأنه أن يرفع من احتمالات التصادم العسكري المباشر بين الطرفين.

هو صراع مستمر غير مباشر بين إسرائيل وإيران، يتمحور حول النضال السياسي للقيادة الإيرانية ضد إسرائيل وهدف الأخيرة منع إيران من انتاج أسلحة نووية وإضعاف حلفائها وأتباعها. وفي هذا الإطار، أفادت المعلومات نقلًا صحيفة "الجريدة" الكويتية أن "إسرائيل تنفذ عمليات تجسس على إيران برًا وبحرًا وجوًا داخل أراضيها وفي مناطق قريبة منها، وكذلك في الخليج وبحر العرب". وبحسب الصحيفة، فإن "طائرات مسيرة لتل أبيب تصور مناطق حساسة داخل إيران، وتنطلق من مطارات مختلفة في المنطقة قريبة من الأراضي الايرانية، كما أن ثمة قطعًا من الغواصات الإسرائيلية تعمل في الخليج وبحر العرب، حيث تجمع معلومات وتنفذ عمليات تنصت على القوات الإيرانية". كما تابعت بالقول بأن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت من إسرائيل التزام الصمت إزاء التصعيد الحالي بين واشنطن وطهران وترك إدارة الأزمة للولايات المتحدة، كي لا يتحول النزاع إلى صراع إسرائيلي – إيراني". وتجدر الإشارة هنا، إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف سابقًا أنّ تل أبيب لطالما قامت بتنفيذ عمليات بحرية ضد أعدائها دون الكشف عن معظمها"، وأكّد أنّ "البحرية الإسرائيلية سيكون لديها دور أكبر وأكثر أهميّة في منع إيران من القيام بأية أعمال عدائية أو وسائل للتهرب من العقوبات الأمريكية". وفي وقت سابق، أعلنت تل أبيب عدّة مرّات قبل حوالي عقد من الزمن عن إمكانية نشر غواصاتها في الخليج لكن لم يجر التثبّت من حقيقة ما إذا تمّ ذلك فعلًا. كما يُشار، إلى أن "نشر غواصات إسرائيلية لاعتراض سفن إيرانية في الخليج من شأنه أن يرفع من احتمالات التصادم العسكري المباشر بين الطرفين".

 

البيان الختامي لمجموعة العشرين يحذر من التوترات التجارية والجيوسياسية ويحجم عن إدانة "الحمائية" ودعا إلى توفير مناخ تجاري "حر ونزيه وغير منحاز" وتوصّل إلى اتفاق مناخي من دون واشنطن

الإنديبندت العربية/ وكالات/29 حزيران/2019

في ختام قمّة أوساكا التي امتدت على مدى يومين، وهيمنت عليها الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، حذّر قادة مجموعة العشرين من تنامي المخاطر التي تحدق بالاقتصاد العالمي، وأحجموا عن التنديد بالحماية التجارية، داعين بدلاً من ذلك إلى توفير مناخ تجاري "حر ونزيه وغير منحاز".

وقال المجتمعون، في البيان الختامي للقمة السبت، "نسعى جاهدين إلى توفير مناخ تجاري واستثماري حرّ ونزيه وغير منحاز وشفاف ومستقر، يمكن التكهّن به وإبقاء أسواقنا مفتوحة"، مجدّدين دعمهم للإصلاح "الضروري" في منظمة التجارة العالمية، بغية تطوير مهامها.

تصاعد "حدة التوترات التجارية والجيوسياسية"

وبينما عقدت قمّة اليابان وسط ارتفاع منسوب التوتّر الأميركي- الإيراني في الخليج العربي، حذّر البيان الختامي من أن النمو الاقتصادي العالمي "لا يزال ضعيفاً"، وأن الاحتمالات تتّجه للأسوأ مع تصاعد "حدة التوترات التجارية والجيوسياسية" في العالم، مضيفاً أن دول المجموعة ستعمل معاً "لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي".   كذلك أكّد البيان الختامي لمجموعة العشرين الإبقاء على الالتزامات المتّصلة بأسعار الصرف، التي أعلنها وزراء مالية المجموعة ومحافظو بنوكها المركزية، في مارس (آذار) عام 2018، مضيفاً أن "السياسة النقدية ستستمر في دعم النشاط الاقتصادي وضمان استقرار الأسعار بما يتماشى مع عمل البنوك المركزية". وعلى الرغم من وصف عدد من أعضاء المجموعة المباحثات حول البيان الختامي بالـ "صعبة"، أكّد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن ثمة الكثير من الأمور المشتركة بين قادة "العشرين"، من بينها الاعتراف المشترك بحاجة المجموعة لأن تظل المحرك الرئيسي للنمو العالمي. وحرصت اليابان، التي ترأس القمة، على إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة التي تعارض لغة التنديد بالحماية التجارية من جهة، والدول الأخرى التي تسعى لتحذير أقوى ضدّ التوتر التجاري، من جهة أخرى. 

اتفاق باريس للمناخ

بيئياً، جدّدت دول مجموعة العشرين، باستثناء الولايات المتحدة، التزامها "التطبيق الكامل" لاتفاق باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2017، قائلين إنهم متفقون على "عدم التراجع" عن هذا الاتفاق.

وتم التوصل إلى الاتفاق المناخي صباح السبت، بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان، الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلانَي قمتي مجموعة العشرين السابقتين، عامي 2017 و2018، بحسب الرئاسة الفرنسية.

 

افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية» واللقاءات الثنائية في أوساكا تسرق الأضواء من البرنامج الرسمي... وترمب يغازل بوتين ويخفف اللهجة مع الصين عشية لقائه شي

أوساكا: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

سرقت اللقاءات الثنائية بين القادة المشاركين في «قمة العشرين» المنعقدة في أوساكا، أمس، الأضواء من جدول الأعمال الرسمي المخصص لمناقشة ملفات اقتصادية لا تقل تحديات التوافق عليها عن القضايا الاستراتيجية الكبرى بين الحاضرين. وتبادل القادة تصريحات خففت من وطأة التوتر الذي كان سائداً عشية انعقاد القمة مع حصول اختراقات ثنائية بين متخاصمين، لكن الأنظار تتجه اليوم إلـى قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ على أمل الوصول إلى هدنة لـ«الحرب التجارية» بين البلدين.

بوتين - ماي

بين آخر اختراقات الاجتماعات الثنائية في اليوم الأول للقمة، لقاء رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حضته على «الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها. وخلافاً لذلك، فلن يكون هناك تطبيع للعلاقات الثنائية»، بحسب بيان رسمي بريطاني.

كان ذلك الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية. وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارات غير علنية بين البلدين وخصوصاً من الطرف البريطاني مهدت لهذا الاجتماع.

وخلال لقائها مع بوتين، أكدت ماي أن لديها «أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف الاعتداء» على سكريبال (وابنته يوليا). وأعلنت ماي أن لندن «منفتحة على احتمال تغيير في العلاقة، لكن لتحقيق ذلك على الحكومة الروسية أن تختار سبيلاً مختلفاً».

وحرصت لندن على التأكيد في وقت سابق على أن هذا اللقاء لا يشكل تطبيعاً للعلاقات مع روسيا.

ترمب - بوتين

لم يكن لقاء ترمب مع بوتين مفاجئاً في ضوء اجتماع رؤساء مجالس الأمن القومي في أميركا وإسرائيل وروسيا في القدس الأسبوع الماضي وزيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى سوتشي ولقاء بوتين الشهر الماضي. لكن اللافت أن الانتقادات التي وجهها ترمب عشية «قمة العشرين» إلى أكثر من جهة لم تشمل روسيا أو بوتين، إضافة إلى ملاحظة الدفء بين الرئيسين الأميركي والروسي. وقبيل الصورة التقليدية لزعماء «مجموعة العشرين»، صباح أمس، صعد ترمب إلى المنبر وهو يسير إلى جانب بوتين، متبادلاً معه أطراف الحديث ومربتاً على ظهره. وبعد ذلك، ألقى ترمب دعابة على صلة باتهام روسيا بالتدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته للسلطة، فيما تتواصل التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة حول علاقات حملة الرئيس الانتخابية في عام 2016 مع روسيا. وسئل ترمب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020 التي ترشح إليها ترمب رسمياً. فاستدار ترمب إلى بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال: «لا تدخّل في الانتخابات أيها الرئيس»، ثم كرر «لا تدخّل»، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة. وخلال لقائه الأخير مع نظيره الروسي في هلسنكي في يوليو (تموز) العام الماضي، تعرض ترمب لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة حيث اعتبر أنه اعتمد لهجة تصالحية للغاية. وإذ نوه ترمب بعلاقاته {الجيدة جداً وإنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين»، أعلن مستشار الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأميركي خلال اللقاء إلى زيارة روسيا في مايو (أيار) 2020 في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية.

من جهته، قال بوتين «مضى وقت طويل لم نلتق خلاله»، مشيراً إلى أن إدارتي البلدين «عملتا كثيراً» في هذه الأثناء. وبحسب مصدر دبلوماسي غربي، تبادل ترمب وبوتين الآراء حول العلاقات الثنائية ونتائج اجتماع القدس الغربية، إضافة إلى الملف السوري والمقترح الأميركي لحل الأزمة بما في ذلك «تقليص النفوذ الإيراني» وملف إيران عموماً.

لقاءان ثلاثيان

وعقد أمس لقاءان ثلاثيان، ضم الأول ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وآخر ضم بوتين وشي ومودي. وتناول الأول العلاقات الثلاثية اقتصادياً وعسكرياً ومساعي آبي للتوسط بين أميركا من جهة وكل من الهند والصين من جهة أخرى.

وقال بوتين خلال الاجتماع الثلاثي مع شي ومودي: «العمل معاً يأتي بفوائد واضحة سواء من وجهة نظر تطوير أو تقوية العلاقات مباشرة بين دولنا، ومن حيث مساهمة دولنا في حل المشكلات الدولية والإقليمية الحادة». وأضاف: «موقف روسيا والهند والصين حيال معظم القضايا الدولية متقارب ومتطابق ونعمل معاً من أجل الاستقرار الاستراتيجي». وتابع بوتين أن روسيا والصين والهند «ملتزمة حماية المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، بما فيها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وذكر: «تبذل الدول الثلاث جهوداً مشتركة لتعزيز الاستقرار العالمي ومكافحة تهديد الإرهاب والتطرف والجريمة المرتبطة بالمخدرات والجرائم الإلكترونية. وبالتالي فهي تضع الأساس لإنشاء بنية أمنية متساوية في أوروبا».

انسجام ياباني وهدوء أميركي

ودعا آبي في افتتاح «قمة العشرين» إلى «الانسجام» بحسب العصر الجديد الذي دخلته البلاد بعد تسلم الإمبراطور الجديد أكيهيتو وبدء عهد جديد باسم «الانسجام الجميل». وقال آبي: «أهلاً بكم في أوساكا. آمل في أن نتوصل معاً إلى انسجام جيد في أوساكا».

ووقف آبي محاطاً من جهة بالرئيس الصيني ومن الأخرى بالرئيس الأميركي، طرفي الحرب التجارية المستعرة حالياً، ودعا آبي إلى «إيجاد قواسم مشتركة بدل التركيز على المواجهات». وربما يكون ترمب قد تلقّف الرسالة. فقد أطلق تصريحات تصالحية وأظهر ودية كبيرة بعد سلسلة هجمات أطلقها مؤخراً. فقد نوه الرئيس الأميركي بـ«المصانع الرائعة» التي بناها صانعو السيارات اليابانيون في الولايات المتحدة، بعدما كان انتقد علناً اعتماد اليابان عسكرياً على الولايات المتحدة. وأعرب ترمب عن رغبته في التوصل إلى «تفاهم» مع الهند التي ينتقد سياستها التجارية. كذلك وصف ترمب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «امرأة رائعة»، وذلك خلال لقاء ثنائي، بعدما كان قد اتّهم ألمانيا بأنها شريك «مقصر» في الإنفاق في حلف شمال الأطلسي.

ترمب - شي

وقال ترمب أمس إنه يتوقّع عقد لقاء «بناء» مع نظيره الصيني اليوم بعد إعلانه أول من أمس أن «اقتصاد الصين ينهار، ويريدون إبرام اتفاق». وتهدد واشنطن بفرض رسوم جمركية على كل السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة وهو ما سيشكل نقطة لا عودة في نزاع تجاري وتكنولوجي بين العملاقين. وأعلن مسؤول صيني أن «الأحادية والحمائية والمضايقات تتزايد؛ ما يشكل تهديداً خطيراً». ويرى خبراء أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد. وقال دبلوماسيون غربيون لـ«الشرق الأوسط» إن الطرفين الأميركي والصيني يبحثان مسودة إعلان يتضمن إعلان هدنة لستة أشهر، بحيث يكون ذلك بمثابة برنامج زمني للتوصل إلى اتفاق قبل العودة إلى الحرب التجارية في حال فشل المفاوضات. لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضموناً. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بكين تطالب واشنطن مسبقاً بالتخلي عن منع الشركات الأميركية من التعامل مع مجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن خطرا على أمنها القومي. وقال دبلوماسيون: «يجب تذكر أنه لا يمكن التنبؤ بموقف ترمب».

من جهتها، أعلنت بكين أن الحمائية و«أساليب المضايقة» تهدد النظام العالمي. والتقى شي ثلاثة رؤساء أفارقة هم رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال، على هامش القمة، حيث «أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية». وتنتهي القمة بعد ظهر اليوم بجلسة ختامية، عقب لقاء بين بوتين وآبي وتوقيع اتفاقات استراتيجية بين اليابان وروسيا.

إيران وتركيا

وشكل الملف الإيراني أحد المواضيع التي بحثت بين القادة في أوساكا. وقال ترمب إنه «لا داعي للعجلة» بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران التي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري. وأضاف: «نأمل بأن ينجح الأمر بنهاية المطاف. إذا نجح، فسيكون جيداً، وفي حال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك». وتطرق الرئيس الأميركي الأربعاء إلى إمكان اندلاع حرب مع إيران لا يتوقع «أن تطول كثيراً». لكنه أعرب في تصريحات عن أمله بـ«ألا يحصل ذلك».

إلى ذلك، يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على انفراد مع كل من ترمب وبوتين. وهو سيبحث التوتر مع واشنطن بسبب شراء منظومة «إس 400» الروسية وتهديد واشنطن بتجميد التعاون في مشروع طائرات «إف 35». ويتوقع أن تتناول المحادثات المنفردة مع ترمب «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا، ومع بوتين مستقبل اتفاق خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا.

 

 ترمب لولي العهد السعودي: العالم كله ممتن لكم

محمد بن سلمان: نبذل قصارى جهدنا من أجل بلدنا والرحلة طويلة

أوساكا: /الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (السبت)، إنه شرف كبير له أن يكون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أنه "صديق" فعل الكثير من أجل السعودية. وأعرب الرئيس الأميركي لولي العهد السعودي، عن امتنانه الكبير لما تقوم به السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن العالم كله ممتن لما تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مجال مكافحة الإرهاب. وأشاد الرئيس الأميركي خلال اجتماعه بولي العهد السعودي في أوساكا اليابانية على هامش قمة مجموعة العشرين، بالعلاقات المتميزة التي تجمع الرياض وواشنطن، خصوصاً في المجالين السياسي والعسكري. من جهته، قال الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، مخاطباً الرئيس الأميركي: "أشكركم على ترحيبكم الحار، نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل بلدنا المملكة العربية السعودي، الرحلة طويلة، أنا وشعبي بذلنا الكثير في السنوات الماضية، ومعكم قمنا بإنجازات كبيرة على الصعيد السياسي والعسكري، وحققنا إنجازات غير مسبوقة وهذا سيساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي والمزيد من الوظائف والأمن للبلدين في المستقبل". وعلق الرئيس الأميركي على كلمة ولي العهد السعودي قائلاً: "أمر آخر يعلو كل هذه القائمة، وهو محاربتكم للإرهاب، منذ فترة طويلة كانت هناك تساؤلات حول علاقة السعودية ودول أخرى بمسألة الإرهاب، وعندما أتحدث معك ومع والدك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ألمس جهود كبرى في اتجاه معاكس تماماً لكل ما تروجه جماعات لا نحبها". وأضاف: "لقد قمتم بعمل رائع في مكافحة الإرهاب.. أنا ممتن لكم والعالم كله ممتن لكم وأشكركم جزيل الشكر". ووصف البيت الأبيض، الاجتماع بين الرئيس ترمب وولي العهد السعودي بـ"المثمر"، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول التهديد الإيراني المتزايد للاستقرار في الشرق الأوسط. وقال البيت الأبيض في بيان: ""لقد ناقش الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي، الدور المهم للسعودية في ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط وأسواق النفط العالمية، والتهديد المتزايد الذي تمثله إيران، وتعزيز التجارة والاستثمارات بين البلدين، فضلاً عن أهمية قضايا حقوق الإنسان".

 

ترامب: “صفقة القرن” ستبرم في عهدي أو لن تتم أبداً

وزير خارجية البحرين: ورشة المنامة ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل

رام الله، عواصم- وكالات/29 حزيران/2019

 شدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على أن اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يبرم أبدا، إذا لم يتم توقيعه خلال فترته الرئاسية. وأشار ترامب، في مؤتمر صحافي عقده أمس، في أوساكا اليابانية، في ختام قمة مجموعة العشرين الاقتصادية، إلى وجود “فرصة جيدة” لنجاح “صفقة القرن”، معربا عن قناعته بأن الفلسطينيين، الذين يقاطعون الإدارة الأمريكية منذ إعلانها في ديسمبر 2017 قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يريدون إبرام صفقة مع تل أبيب. ودافع ترامب عن قراره بقطع المساعدات المالية للفلسطينيين العام الماضي، قائلا: “نحن نحاول إبرام صفقة ومساعدتهم، وهم يقولون هذه الأشياء القبيحة… إذا لم تتفاوضوا ولا تريدون صنع السلام، فإننا لن ندفع أموالا إليكم، وسنرى ما الذي سيحدث”. من جانبه، أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد، دعم المنامة لحق الشعب الفلسطيني بدولة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتاً إلى أن ورشة المنامة ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل. وقال، في مقابلة مع “العربية”: “لم نسمع إلى الآن عن أي خطة سياسية للسلام”، موضحاً أن “للسلطة الفلسطينية رأياً نحترمه وهي تحترم موقفنا”. وعن ما يسمى بصفقة القرن، أكد أن “الصفقة تكون بين طرفين ولا نعلم أي شيء عما يسمى صفقة القرن”، ولفت إلى أن خطوات التطبيع تكون برفع علم وفتح الحدود. من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب”يعتمد على فريق منحاز لإسرائيل” في تعامله مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. في السياق، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، بأشد العبارات المخططات الاستعمارية التهويدية الهادفة إلى استبدال الواقع القائم في القدس المحتلة ومحيط بلدتها القديمة. الى ذلك، أكد المقرر الأممي، المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، أن صفقة القرن ستفشل، كسابقاتها، إن لم تتضمن 6 مبادئ أساسية تتعلق بحق تقرير المصير، والمستوطنات، والقدس، وحق عودة اللاجئين، والأمن، وحقوق الإنسان، بما في ذلك “الحق في المساواة والحركة والتعبير وتكوين الجمعيات، وكذلك التحرر من التمييز”. على صعيد أخر، أكدت مصادر إسرائيلية، أمس، أن تل أبيب ترفض بندا من صفقة القرن يقضي بفتح معبر آمن بين قطاع غزة والضفة الغربية. وقالت صحيفة ” إسرائيل اليوم”، إن “إسرائيل تدفع ثمنا باهظا جراء استمرار الانقسام بين فتح وحماس، ومن أجل استمراره امتنعت حتى اليوم عن القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة للإطاحة بسلطة حماس هناك”. ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال لإسرائيلي، 19 فلسطينيا من القدس، وأصابت 50 آخرين خلال مواجهات عنيفة مع المواطنين في بلدة العيسوية، احتجاجا على استشهاد الأسير محمد سمير عبيد برصاص قوات الاحتلال ومواصلة احتجاز جثمانه.

 

ديبلوماسيون عرب لـ “السياسة”: صمت واشنطن تجاه إيران مريب

بيروت ـ”السياسة” /29 حزيران/2019

 شككت أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت بنوايا الولايات المتحدة الأميركية تجاه إيران، مشددة لـ “السياسة”، على أن “واشنطن تراوغ ولا تريد مهاجمة طهران” . وسألت : “أين هي أجهزة التنصت الأميركية؟ ولماذا غابت عنها الطرادات الحربية الإيرانية التي اعتدت على ناقلتي النفط؟ وهل يعقل ألا تعرف أساطيل الولايات المتحدة الموجودة في مياه الخليج، بالطائرات المسيرة الإيرانية لاستهداف المطارات السعودية؟”. وأشارت إلى أن “سكوت الولايات المتحدة المريب تجاه التحرشات الإيرانية السافرة، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ويفسح المجال أمام التشكيك الصريح برغبة واشنطن بوضع حد للممارسات الإيرانية” . ولفتت إلى أن “إيران التي تحظى بدعم أوروبي وروسي وصيني، ستستمر في عدوانها على جيرانها، طالما أن الإدارة الأميركية مترددة عن وقف إيران عند حدها، والتأكيد على أنها صديق يعتمد عليه قولاً وفعلاً”.

 

ترامب يكشف لائحة بعشرات الأهداف الإيرانية و”الشيوخ” يرفض غلّ يده وطهران شكت واشنطن إلى الأمم المتحدة... وهوك: سنعاقب أي دولة تستورد النفط منها

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/29 حزيران/2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن الولايات المتحدة تملك لائحة بعشرات الأهداف المحتملة في إيران، في إشارة إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية. وخلال مؤتمر صحافي عقب ختام قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، قال ترامب: إن إيران تسعى حالياً لإبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، ومعتبرا أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ساهمت في إقدام إيران على تمويل الإرهاب. ورداً على سؤال حول إمكانية تخفيف العقوبات على إيران، وما إذا كانت تلك المسألة طرحت خلال اللقاءات الجانبية التي عقدت على هامش قمة العشرين، أجاب ترامب: تواصلت معي مجموعة من الدول في هذا الشأن، لا سيما فرنسا التي أكدت أن لديها علاقات تجارية مع إيران، من أجل تخفيف العقوبات، وأنا حقاً لا أمانع التحدث مع أي جهة، لكنه كرر موقفه الثابت من مسألة السلاح النووي، قائلاً: “تأكدوا أننا لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.

في غضون ذلك، أحبط مجلس الشيوخ الأميركي، تشريعا كان سيمنع الرئيس ترامب من شن هجوم على إيران دون الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس، إلا في حال الدفاع عن النفس. وأيد المشروع 50 عضوا ورفضه 40، وهو ما ضمن عدم حصوله على 60 صوتا لازمة لإقراره من قبل المجلس، كتعديل لمشروع قانون سياسة الدفاع السنوية، فيما امتنع 10 أعضاء عن التصويت. من جانبه، أكد المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران برايان هوك، أن الولايات المتحدة ستعاقب أي دولة تستورد النفط الإيراني، مضيفا أنه لا توجد إعفاءات في الوقت الحالي، موضحا أن الولايات المتحدة ستنظر في التقارير بشأن مبيعات من نفط إيران في طريقها للصين.

في المقابل، تقدمت إيران بشكوى رسمية الى الامم المتحدة ضد واشنطن، وقال نائب وزير الخارجية غلام حسين دهقاني: “رُفعت شكوى الى مجلس الامن الدولي بشأن العدوان الذي شنته طائرة أميركية مسيرة على مجالنا الجوي، وتؤكد الشكوى أن طهران تحتفظ بحق الرد بحزم، إذا كررت الولايات المتحدة هذا الانتهاك”. أكد المبعوث الايراني للمحادثات الرامية لانقاذ الاتفاق النووي، نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، ان الدول الاوروبية لم تقدم الكثير خلال الاجتماع الذي عقد أول من أمس، لاقناع بلاده بالعدول عن تخطي الحدود المفروضة عليها بموجب الاتفاق، قائلا: “إنها خطوة للامام لكنها لا تزال غير كافية ولا تفي بتطلعات ايران”. وقال عراقجي: إن “الاوروبيين قالوا خلال الاجتماع أن آلية انستيكس للتجارة تم تفعيلها”، بينما قال الاتحاد الأوروبي في بيان، إن “فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أبلغت المشاركين بأن انستيكس تعمل حاليا ومتاحة لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، وأنها تباشر حاليا أولى معاملاتها”، لكن ديبلوماسيا أوروبيا قال، إن الآلية تعمل حاليا من الجانب الاوروبي وتم اجراء تحويلات بالفعل، لكن العمل من الجانب الايراني لم يستكمل بعد. بدوره، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان محمد إبراهيم رضائي، أن الآلية المالية الأوروبية “إنستيكس” لا تؤمن مصالح إيران، ولن تمكن طهران من الحصول على عائدات النفط، متهما الأوروبيين بأنهم غير صادقين في وعودهم ويسعون إلى إطالة الوقت. بدورهم، أكد المشاركون في اجتماع فيينا، أنه في ظل التوترات الراهنة يصبح من الضروري الحفاظ على الاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين. وقالت هيلغا شميدت نائبة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك، أنه لا تزال خطة العمل المشتركة تشكل عنصرا رئيسيا في هيكل عدم الانتشار النووي العالمي، بينما أكد نائب وزير الخارحية الروسي سيرغي ريابكوف أهمية إنقاذ الاتفاق النووي، مشددا على أهميته، ومؤكدا حرص موسكو على إنقاذه من الانهيار. إلى ذلك، أعلنت الخدمة الصحافية للهيئة الاتحادية للتعاون العسكري التقني الروسية، أن موسكو مستعدة لتوريد منظومة “إس-400” إلى إيران، ولكن حتى الآن لم تتلق طلبا بهذا الخصوص من طهران.

على صعيد آخر، ضربت هزة أرضية بقوة أربع درجات على مقياس ريختر منطقة أهل التابعة لناحية اشكنان بمدينة لامرد بمحافظة فارس جنوب ايران.

 

رئيس القضاء الإيراني: حدودنا من اليمن إلى أفريقيا

طهران – وكالات/29 حزيران/2019

في إقرار جديد على مخططات إيران التوسعية في المنطقة، اعتبر رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي، أن “الامتداد الستراتيجي للثورة الإيرانية أصبح اليوم من اليمن إلى أفريقيا”. وأشاد رئيسي الذي يعد أكثر الشخصيات قربا للمرشد الإيراني علي خامنئي، والمرشح المحتمل لخلافته، في مراسم تشييع رفات 150 جنديا مجهولا من قتلى الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات، بالتوسع الإيراني، قائلا: “إذا كنا نقاتل بالأمس داخل حدودنا، فإن حدودنا والامتداد الستراتيجي لجبهة الثورة الإيرانية أصبح اليوم من اليمن حتى أفريقيا”. في غضون ذلك، أنهت الناشطة البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري – راتكليف، المسجونة في طهران منذ العام 2016 بتهم العصيان، إضرابا عن الطعام بدأته منذ 15 يوما، على ما أعلن زوجها أمس. وقال زوج السجينة ريتشارد راتكليف، الذي أضرب عن الطعام 15 يوما أيضا تضامنا مع زوجته، إنّها تناولت عصيدة بالتفاح والموز، مضيفا: “أنا مرتاح لأنني لم أرد أن تفعل (نازانين) ذلك لفترة أطول”. وقضى ريتشارد معظم هذه الأيام معتصما أمام السفارة الإيرانية في لندن، داعيا من سيخلف رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي أن يجعل قضية زوجته أولوية.

 

ترامب: أردوغان كان يرغب في محو الأكراد في سورية وطلبت منه التراجع وتركيا دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود

عواصم – وكالات/29 حزيران/2019

 كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يرغب في محو الأكراد على الحدود مع سورية، و”طلبت منه عدم فعل ذلك”.وقال ترامب في مؤتمر صحافي في أوساكا، أمس، إنه طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتخفيف الحملة العسكرية في إدلب، مضيفاً انه رغم وجود نحو 30 ألف إرهابي في إدلب، لكن من المهم تجنيب المدنيين القتال. من جهته، أكد بوتين أن روسيا على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في سورية، مشيراً إلى أنه أبلغ ترامب بالاجراءات التي اتخذتها بلاده في سورية. بدوره، قال أردوغان: إن بعض حلفاء تركيا يساندون الهجمات الإرهابية داخل سورية، من دون تسمية أي دولة. وأضاف ان “بعض حلفائنا يدعمون جماعات مثل حزب العمال الكردستاني”، مشيراً إلى أن هناك “مشكلات خطيرة وتناقضات خطيرة” فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في سورية. من ناحية آخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن التصعيد في إدلب، التي يقطنها ثلاثة ملايين شخص، قد يتسبب بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ بدء النزاع في سورية العام 2011. وجددت الطائرات الروسية ضرباتها على منطقة خفض التصعيد في سورية مستهدفة بغارات عدة أمس، مواقع في الهبيط وأريبنة وسطوح الدير بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب. على صعيد آخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات ما زالت مستمرة في شمال غربي سورية، مضيفاً ان نحو 70 عنصراً من قوات النظام وفصائل المعارضة، بينها “جبهة النصرة”، جراء الاشتباكات المستمرة بين الطرفين أمس. من ناحيته، ذكر النظام السوري أن نحو 18 قذيفة صاروخية مصدرها القوات التركية، في ريف إدلب الجنوبي، استهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وشهد ريف حماة الشمالي اندلاع معارك عنيفة، رغم خضوعه للاتفاق الروسي – التركي، راح ضحيتها 40 قتيلاً في صفوف قوات النظام والمعارضة. في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية ليل أول من أمس، إن الجيش التركي أرسل دفعة جديدة من التعزيزات إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سورية، مشيرة إلى أن التعزيزات ضمت ناقلات جند مدرعة والعديد من أفراد القوات الخاصة. وتوجهت التعزيزات التي وصلت إلى الشريط الحدودي مع سورية وسط تدابير أمنية. إلى ذلك، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير، أول من أمس، النظام السوري باستغلال المعونات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار، محذرة الجهات الفاعلة في المجال الإنساني من خطر المشاركة في انتهاكات حقوق الإنسان. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط بالإنابة في المنظمة لما فقيه إنه “رغم ظاهرها الجيد، تُستخدم سياسات المساعدات لمعاقبة من يعتبرهم النظام معارضين، ولمكافأة مؤيديه”.

 

حزب الله” العراقي يقر باقتحام سفارة البحرين في بغداد بأوامر إيرانية والسلطات اعتقلت51مقتحماً وأكدت أن أمن السفارات خط أحمر

بغداد – وكالات/29 حزيران/2019

اعتبر “حزب الله” العراقي الذي يأتمر بأوامر إيرانية أمس، أن اقتحام السفارة البحرينية ببغداد وضع طبيعي، معترفا بأن المقتحمين ينتمون له. وزعم المتحدث باسم “حزب الله” جعفر الحسيني أن “ما حدث يعبر عن غضب المتظاهرين على ورشة المنامة”، معترفا أن “جانباً كبيراً منهم ينتمون إلى كتائب حزب الله، التي قدمت الرعاية الأكبر للاقتحام”. وفيما دانت الخارجية العراقية الاقتحام، مؤكدة التزامها بحرمة البعثات الديبلوماسية، ومشددة على أن أمن السفارات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، مضيفة أن “السلطات الأمنية اتخذت جميع الإجراءات، وتبذل أقصى الجهود في ملاحقة المتسببن، والمحرضين”، ألقت السلطات الأمنية القبض على 51 متظاهراً من مقتحمي السفارة. وكان وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم وصل إلى مقر السفارة البحرينية بعد اقتحامها من قبل متظاهرين. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف إن المنطقة لا تحتمل أي تصعيد، مؤكداً التزام العراق بالحياد الإيجابي في الأزمة بين طهران وواشنطن.

في غضون ذلك، استدعت البحرين سفيرها لدى العراق صلاح المالكي للتشاور، محملة في بيان، الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية البحرين لدى العراق وجميع العاملين فيهما. من ناحية ثانية، أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي ممثل الكويت منصور العتيبي وعدداً من أعضاء المجلس، أمس، أن بلاده حريصة على إدامة التواصل والمشاورات مع مجلس الأمن الدولي لتعزيز السلم والأمن في المنطقة. وقال إن “العراق يسعى لممارسة دوره على الصعيدين الاقليمي والدولي، والمساهمة في الجهود البناءة لترسيخ الاستقرار، ورغبته الجادة في تسوية المسائل الدولية بالطرق السياسية عبر تشجيع الحوار بين الاطراف كافة”. من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أمس، شكره وتقديره لجهود مجلس الأمن الدولي في دعم العراق وشعبه وحكومته. بدورهم، قال أعضاء مجلس الأمن إن “زيارتنا التاريخية للعراق هي الأولى من نوعها”، مشيرين إلى “دعم سيادة العراق واستقراره ولتوجهات الحكومة العراقية”. إلى ذلك، كشف كريم عليوي النائب عن “كتلة بدر”، أحد فصائل “الحشد الشعبي”، عن وفاة القيادي في “الحشد” جواد كاظم شبل، إثر تعرضه للتعذيب في مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة البياع ببغداد، مطالباً وزير الداخلية بفتح “تحقيق فوري. وفي البصرة، فرقت قوات الأمن تظاهرة بالقوة في المحافظة، حاول خلالها محتجون اقتحام منزل رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني، بينما أبدى نشطاء في البصرة مخاوفهم من عمليات تصفية تطالهم إثر تزايد الدعوات لتظاهرات حاشدة.

 

ولي العهد السعودي: نرحب بمجموعة العشرين العام المقبل في الرياض

أوساكا/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

شدَّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته، اليوم (السبت)، خلال الجلسة الختامية لقمة العشرين في اليابان على عزم السعودية مواصلة العمل للتقدُّم في «مجموعة العشرين»، مُرحّباً باستضافة قادة مجموعة العشرين العام المقبل في السعودية. وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن هذا الزمن هو زمن الآفاق الجديدة والتقدم التقني، ما يستوجب العمل على مواكبة هذا التطور، وخلق بيئة يزدهر بها العالم. وقال: «علينا في (مجموعة العشرين) مسؤولية لخلق بيئة يزدهر فيها العالم»، مضيفاً: «سنعمل مع قادة (مجموعة العشرين) لإيجاد توافق لحل الأزمات في العالم». كما تطرق إلى مسألة التقدم التكنولوجي، وضرورة مواكبته بجميع الطرق، بالإضافة إلى مسألة المخاطر السيبرانية، وملف الشباب والمرأة. وقال في هذا السياق: «تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النمو في العالم». وأشاد ببرنامج عمل مجموعة العشرين خلال الرئاسة اليابانية لها هذا العام، وتركيزها على بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموغرافية والتقنية، مؤكداً أن المملكة ستواصل دعمها للرئاسة اليابانية لتنفيذ برنامج العمل خلال بقية العام. وأوضح ولي العهد أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحدياتٍ متداخلة ومعقدة.

وقال إن «الفاعِلية في تحقيق ذلك تعتمد على القدرة لتعزيز التوافق الدولي، من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسّع، والاستناد إلى النظام الدولي القائم على المبادئ والمصالح المشتركة»، مشيراً إلى أن تعزيز الثقة في النظام التجاري متعدد الأطراف يعتمد جوهرياً على إصلاح منظمة التجارة العالمية والعمل تحت مظلتها.

وشدد على أنه من الضروري معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي، مؤكداً على أهمية السعي والعمل معاً للوصول إلى حلول توافقية بشأنها عام 2020 لتفادي التدابير الحمائيّة. وقال ولي العهد: «إن المملكة ستتولى رئاسة مجموعة العشرين في ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام»، مؤكداً العزم على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة، والعمل مع الدول الأعضاء كافة، خصوصاً أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمناقشة القضايا الملحة في القرن الحادي والعشرين، ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان.

وأشاد ولي العهد بالتقدم الذي تحقق في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي، موضحاً ضرورة السعي الجاد للوصول إلى الشمولية والعدالة، وتحقيق أكبر قدر من الرخاء.

وأكد أن «تمكين المرأة والشباب يظلان محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وأضاف أنه لضمان الاستدامة، فسيكون موضوع التغير المناخي، والسعي لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها والتكيف مع آثارها، وضمان التوازن البيئي في العالم على أجندتنا تحت رئاسة المملكة للمجموعة». وذكر ولي العهد أن توفير التمويل الكافي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة يُعدّ أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، موضحاً الحاجة الملحّة للتعاون مع البلدان منخفضة الدخل في مجالات كثيرة، مثل الأمن الغذائي، والبنية التحتية، والوصول إلى مصادر الطاقة والمياه، والاستثمار في رأس المال البشري. وشدد على أن تلك القضايا ستحظى بالاهتمام خلال رئاسة المملكة للمجموعة، العام المقبل. وأكد ولي العهد أن أمن واستدامة المياه وما يترتب عليها من تحديات بيئية وسياسية، أحد أهم المواضيع التي تواجه العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، موضحاً أنه سيتمّ العمل مع الدول الأعضاء لإيجاد سياسات توافقية ومجدية لهذه التحديات. وقال الأمير محمد بن سلمان إن «العالم يعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة»، مشيراً إلى أنه يمكن لهذه التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل. وأضاف أنه «في الوقت ذاته قد ينتج عن تلك الابتكارات تحديات جديدة، مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل، وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات، مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية». وأوضح ولي العهد أن على الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مسؤولية العمل معاً، والتعاون مع جميع الشركاء في العالم لخلق بيئة يزدهر فيها العلم، وبما يعزز زيادة حجم وفاعلية الاستثمار في مهارات ووظائف المستقبل، معرباً عن تفاؤله أكثر من أي وقت مضى بعزيمة مجموعة العشرين وبقدرة أعضائها المشتركة على تحقيق ذلك.

 

وزير خارجية البحرين: «ورشة المنامة» ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل

المنامة/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة دعم المنامة حق الشعب الفلسطيني بدولة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتاً إلى أن ورشة المنامة ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل. وكان وزير خارجية البحرين يتحدث في مقابلة مع «العربية»، بعد انتقادات وجهت لبلاده بعد استضافتها «ورشة المنامة» التي هدفت لإطلاق خطة اقتصادية تمثل الشق الاقتصادي من مشروع السلام المقترح بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهاجم متظاهرون سفارة البحرين في بغداد، ولكن حكومتي البلدين سعتا لتطويق أزمة كان يمكن أن تلقي بظلالها على علاقات البلدين. وقال وزير خارجية البحرين: «لم نسمع إلى الآن عن أي خطة سياسية للسلام»، موضحاً أن «للسلطة الفلسطينية رأياً نحترمه وهي تحترم موقفنا». وعما يسمى صفقة القرن، أكد أن «الصفقة تكون بين طرفين ولا نعلم أي شيء عما يسمى صفقة القرن»، ولفت إلى أن خطوات التطبيع تكون برفع علم وفتح الحدود. وأجرى الشيخ خالد بن أحمد حوارات صحافية مع إعلاميين إسرائيليين شاركوا في ورشة المنامة. وقال وزير الخارجية البحريني «تحدثت لوسائل إعلام إسرائيلية لإيصال موقفنا مباشرة لشعبها». وعن التوتر الإيراني الأميركي، قال: «نقدر الموقف الأميركي بعدم الانجرار إلى مواجهة عسكرية تسعى إليها إيران»، مشدداً على أن إيران تتحمل مسؤولية أي مواجهة أو تصعيد عسكري في المنطقة.

 

«خلوة» خليجية ـ ألمانية في برلين... ومساعٍ لتغيير «صورة» العلاقات مع إيران

نائب عن الحزب الحاكم في ألمانيا: لا تجمعنا بإيران علاقة خاصة وإلغاء الاتفاق النووي فرصة لآخر أشمل نعمل عليه مع دول الخليج

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

تنظر الدول الخليجية إلى ألمانيا بعين من الريبة، وتعتبرها خارج معسكرها السياسي لقربها الظاهر من إيران ومواقفها التي يُنظر إليها على أنها «لينة» تجاه النظام الإيراني. وفي برلين، تتزايد المساعي لتغيير هذه الصورة عن ألمانيا في عيون الخليجيين. وقد عُقد لهذه الغاية منتدى وُصف بأنه الأول من نوعه، في العاصمة الألمانية، جمع صُنّاع قرار ألمانيين وخليجيين لمناقشة العلاقة التي تجمعهم، بكثير من الصراحة وقليل من الدبلوماسية. فالجلسات التي عُقِدت على مدى يومين في مقر المعهد الفيدرالي لسياسة الأمن، أحد منظمي هذ المنتدى إلى جانب جمعية الصداقة العربية - الألمانية، داخل مبنى كبير بعيد عن وسط برلين، كان معظمها مغلقاً أمام عدسات المصورين، وعُقدت بناء على قواعد «تشاتم هاوس» التي تسمح للصحافيين بنقل الكلام من دون نسبه إلى أحد، إفساحاً للمجال أمام المشاركين للتعبير عن آرائهم بحرّية، وبعيداً عن الدبلوماسية.

وكانت إيران الحاضر الأكبر في المناقشات التي كيفما دارت كانت تعود إلى النقطة نفسها. فمن اليمن إلى سوريا والعراق وصولاً إلى تصاعد التوتر في الخليج العربي مؤخراً، كانت كلها نقاطاً لم يتردد المشاركون الخليجيون باتهام طهران بالمسؤولية عنها، وألمانيا بالتلكؤ في لعب دور أكبر. وتردد الكثير عن «مصالح اقتصادية» تجمع ألمانيا بإيران تحدد إطار تحرك ألمانيا السياسي. ولكن المسؤولين الألمان الذين شاركوا في الجلسات، منهم من وزارتي الخارجية والدفاع، ومنهم نواب في «البوندستاغ» من الحزبين الحاكمين المسيحي الديمقراطي، والاشتراكي الديمقراطي، كانوا حريصين على التأكيد بأن لا «علاقة خاصة» تجمع برلين بطهران، وبأن العلاقات الاقتصادية لا تسيّر ألمانيا. والواقع أن الاتهامات بعلاقة «مميزة» تجمع بين ألمانيا إيران، ليس من الباطل. فالعلاقة الجيدة بين الدولتين تعود إلى فترة زمنية طويلة، واستمرت حتى بعد ثورة الخميني عام 1979. ففي عام 1984، زار وزير الخارجية الألماني هانس ديتريخ غانشير آنذاك طهران ليصبح أول مسؤول أوروبي يزور البلاد بعد ثورة الملالي. وتحولت ألمانيا منذ ذلك الحين إلى شريك تجاري رئيسي لإيران... وفي عام 2014، قُدّر حجم الصادرات الألمانية إلى إيران بما يزيد على 3 ملايين ونصف المليون يورو.

وبعد الاتفاق النووي عام 2015، ارتفع حجم التبادل التجاري مع إيران أكثر بعد. وكان كذلك وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل من أوائل المسؤولين الأوروبيين الذين زاروا طهران بعد الاتفاق النووي، في بداية عام 2016، مصطحباً معه وفداً كبيراً من رجال الأعمال وأصحاب الشركات.

وفي عام 2015، كان حجم التبادل التجاري بين إيران وألمانيا يبلغ نحو مليارين ونصف المليار يورو، بينها ما يقارب 330 مليون حجم الواردات من إيران، وأكثر من مليارَيْ يورو حجم الصادرات من ألمانيا. في مطلع عام 2016، ارتفعت نسبة الصادرات الألمانية إلى إيران بـ15 في المائة، ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو (أيار) عام 2018، ينخفض حجم التعاملات التجارية بشكل مستمر بين ألمانيا وإيران.

ورغم الجهود الأوروبية والألمانية لإقناع الشركات بعدم الانسحاب من إيران، وتقديم آلية مالية جديدة لهما للتعامل مع طهران وتفادي العقوبات الأميركية التي عادت وفُرِضت على طهران عام 2018، فإن معظم الشركات، خصوصاً الكبيرة، انسحبت من إيران، مثل «فولكسفاغن» و«سيمنز» و«ديملر» و«أليانز» و«دويتشه تليكوم» و«لوفتهانزا» ومصارف كبرى، مثل «كومرسبنك» و«دويتشه بنك» وغيرها كثير. وإذا كانت الأضرار المادية لتلك الشركات العملاقة يمكن احتواؤها، فإن عشرات الآلاف من الشركات متوسطة الحجم والصغيرة تضررت بشكل كبير.

واليوم، فإن ألمانيا هي من أكثر الدول المدافعة عن الاتفاق النووي الذي وُقّع عام 2015 مع طهران، وكانت من أكثر الدول الأوروبية التي استفادت من العلاقات الاقتصادية بعد توقيع الاتفاق. وهي اليوم من أكثر الساعين للحفاظ عليه. ومن هنا، تُوجّه الاتهامات لألمانيا بأنها مسيّرة بمصالحها الاقتصادية في علاقتها مع إيران، وأيضاً في دفاعها عن الاتفاق النووي. ولكن المسؤولين الألمان الذين كانوا حاضرين في «الخلوة» الألمانية - الخليجية رفضوا تلك الاتهامات، وقالوا إن ما يهمّ بلدهم هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ما قد يؤدي إلى صراع تسلُّح في المنطقة، وإن الاتفاق الذي وُقّع عام 2015 هو، برأيهم، كان الحل الأفضل لذلك. ورغم أنهم كرروا وصف انسحاب واشنطن من الاتفاق بأنه كان خطأ كبيراً، بدا أن هناك قناعةً جديدةً بأن شيئاً إيجابياً قد يخرج عن ذلك.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش تلك اللقاءات، قال النائب في «البوندستاغ»، جوهان ديفيد وادفول، عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إن «الخلافات بين ألمانيا والخليج ليست كبيرة بالقدر الذي يتمّ الحديث عنه». وذكّر بأن نقاط الالتقاء كثيرة، منها أن الطرفين يتفقان «على أن إيران يجب ألا تحصل على سلاح نووي»، ولكن الخلاف «في طريقة تنفيذ ذلك». وأشار إلى أن الطرفين يتفقان أيضاً على أن «سياسات إيران في الشرق الأوسط عدوانية وهجومية، وهذا خطر على السلام في المنطقة»، وأضاف: «نحن نتفق أن علينا وقف ذلك». ورداً على الكلام عن العلاقة «المميزة» بين ألمانيا وإيران، قال النائب عن الحزب الحاكم: «نحن كألمان لا نتشارك مع إيران أي قيم أو أهداف استراتيجية». ورغم أن وادفول الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اللجنة الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، كرر وصف انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بأنه خاطئ، فإنه قال: «نحن اليوم في وضع جديد. وهناك كثير من الفرص للتوصل لاستراتيجية مشتركة حول إيران». وأضاف: «أعتقد أن علينا استخدام فرصة لتشكيل اتفاق جديد، لأن الاتفاق النووي كما هو اليوم انتهى. وهذا هو الواقع، رغم أننا نأسف لذلك».

وبالنسبة لوادفول، فإن نهاية الاتفاق النووي الحالي هو «فرصة جديدة»، وألمانيا والخليج «يتشاركون النظرة نفسها» في هذا الخصوص، ويمكنها النجاح إذا عملا «معاً». وأضاف: «هذا يعطينا فرصة للتوصل لاتفاق شامل يضمّ كل سياسات إيران، منها سياساتها العدوانية التي تسهّلها إيران لتحقيق مكاسب في سوريا وغيرها». ويرفض وادفول كذلك الكلام عن «علاقة» اقتصادية تسيّر الدبلوماسية الألمانية تجاه إيران، وقال: «ليست لدينا علاقة اقتصادية مهمة مع إيران، قصة الاقتصاد كانت مجرد جزرة لإيران لكي توافق على الاتفاق النووي». وأضاف: «لدينا علاقات اقتصادية مهمة جداً مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، ولكن مع إيران لا يمكن القول إن علاقة اقتصادية مهمة تجمعنا بها». وبحسب موقع الخارجية الألمانية، فإن الإمارات والسعودية هما الشريكان التجاريين الأكبر في المنطقة. وفي عام 2017، تجاوزت قيمة الصادرات الألمانية إلى السعودية 6 مليارات ونصف المليار يورو، فيما بلغت قيمة الواردات من السعودية أكثر من 800 مليون يورو. وقد عادت العلاقات السياسية الألمانية - السعودية إلى سابقها بعد التوتر السابق الذي أدى إلى انسحاب السفير السعودي من برلين، في نهاية عام 2017، إثر تصريحات لوزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل آنذاك حمّل فيها الرياض مسؤولية استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري. وعادت المياه إلى مجاريها بين الطرفين، بعد اعتذار علني قدمه وزير الخارجية الحالي هايكو ماس في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير آنذاك في نيويورك على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعادت الرياض سفيراً جديداً، هو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يتحدث الألمانية بطلاقة، ومولوداً على أراضيها.

والسفير الذي شارك في افتتاح المنتدى قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ تسلمه منصبه، مطلع العام الحالي، لمس «اهتماماً كبيراً من الجانب الألماني بالعلاقة مع السعودية»، ووعياً «بأهمية دور السعودية». ووصف العلاقات الثنائية بأنها «طيبة وفي طريقها إلى التحسن». وأشار إلى أن «تعريف ألمانيا بأنها قريبة من إيران غير صحيح بالضرورة». وقال: «ما أسمعه من المسؤولين الألمان أنهم مقدّرون استقرار المنطقة، وأهمية ألا يكون هناك تصعيد، خاصة من الجانب الإيراني. ورغم أنهم ملتزمون بالاتفاق النووي، فهم متفهمون جداً لموقف المملكة ودول الخليج من التدخلات الإيرانية وخطورتها، ولو كان هناك اختلاف في طريقة التعامل معها». وأضاف: «أظن أنهم يعرفون أن أكبر مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة هو الطرف الإيراني حالياً». وبالفعل، في النقاشات الجانبية تركز الحديث في جلسة حول اليمن، على الدور الإيراني في الحرب هناك. وبالنسبة للمشاركين الخليجيين، فإن طهران هي التي تحرك الميليشيات الحوثي وتمنع التقدم في الحوار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة. ودعا مشاركون ألمانيا لاستخدام «علاقتها» مع إيران للضغط عليها لحث الحوثيين على قبول الحوار السياسي بناء على القرارات الدولية. ودعا البعض ألمانيا التي كان يمثلها مسؤول في الخارجية، إلى «الكفّ عن لعب دور الوسيط الصامت والانتقال إلى الوسيط الفعال». وتمول الخارجية الألمانية برنامج «وساطة» تديره منظمة غير حكومية في برلين، تنظم اجتماعات دورية بين ممثلين عن الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين منذ سنوات. وتقول الخارجية إنها، رغم تمويلها البرنامج، تترك للمنظمة حرية نسبية في إدارة الحوارات، رغم أنها تعقد اجتماعات «تنسيق» مع ممثلين عن المنظمة. وبحسب المسؤولين الألمان، فإن مساعي برلين الإضافية هذه، التي تجري بموازاة دعمها عمل المبعوث الأممي إلى اليمن كوسيط رئيسي لحل الأزمة، سببها «العلاقة الخاصة» التي تجمعها باليمن. فقد كانت هذه الدولة قبل الحرب وانقلاب الحوثيين مقصداً سياحياً مهمّاً للألمان، والتعاون بين الطرفين يعود إلى فترة طويلة. وتجد ألمانيا ضرورة للتحدث مع «كل أطراف الصراع»، رغم اعترافها بالحكومة الشرعية هناك. وتعتبر ألمانيا أن السبب الرئيسي الذي أطلق الحرب هو المشاركة في الحكم «وقد تطور ذلك ليصل إلى الحرب».

ورغم اعتراف المسؤولين الألمان بتورط إيران في الصراع في اليمن، فإنها تصف الحرب هناك بأنها «حرب أهلية»، وهي مقتنعة بأن اليمينيين وحدهم هم الذين سيتوصلون لاتفاق لإنهاء الحرب. ورغم ذلك، يصف المسؤولون الألمان الدور الإيراني في اليمن بأنه «دور معرقل»، في تناقض واضح للدور السعودي والإماراتي الذي يصفونه بأنه دور «إيجابي» سهل الحوار الذي حصل في استوكهولم، بينما سعى الإيرانيون لعرقلته.

ورغم «الإيجابية» التي خرج بها لقاء استوكهولم، كان هناك اعتراف خلال الجلسة بحصول «قصور» دولي لجهة عدم المتابعة، عبر إرسال وفود لإكمال الوساطة، والتأكد من تنفيذ بنود الاتفاق. ومن بين ما تم الاتفاق عليه في اجتماع استوكهولم الذي انعقد في أواخر عام 2018، ولم يُطبّق، أن يكون هناك إشراف من الأمم المتحدة على ميناء الحديدة الذي يُعتبر مرفأ يستغله الحوثيين لإدخال الأسلحة ويدر عليهم دخلاً كبيراً. وبالفعل تعي الدول الأوروبية أهمية الدور الإيراني في استمرار الحرب في اليمن، ويدلّ على ذلك اللقاءات التي تُعقَد في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي وممثلين عن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، من جهة، وإيران من جهة أخرى. وهدفها مناقشة الدور الإيراني في اليمن بشكل رئيسي. وتقول طهران إنها تفاوض الأوروبيين «بتفويض» من الحوثيين. ورغم الاعتراف الألماني بهذا الدور الإيراني في اليمن، فإن المسؤولين الألمان يرون بأنهم لا يجب «المبالغة» في ذلك عند الحديث عن اليمن، لأن «الحوثيين في النهاية يمنيون، وليسوا إيرانيين». وترى ألمانيا أن التحدي الأكبر الآن هو إخراج اليمن «من دائرة الصراع الإقليمي وإعادتها إلى الصراع اليمني الداخلي». قد لا يكون الكثير خرج عن هذا المنتدى، الذي استضافته برلين بشكل غير رسمي وعبر وسطاء غير حكوميين، إلا أنه كان لا شكّ مدخلاً لتعاون سياسي أكبر بين دول الخليج وألمانيا. وبحسب رئيس المعهد الفيدرالي لسياسة الأمن كارل هاينز كامب، أحد المنظمين، فإن المنتدى كان هدفه تقديم «منصة للحوار بين دول الخليج، التي هي تعاني من مشاكل فيما بينهما، ومع ألمانيا التي تعي أهمية المنطقة». وأضاف مدير المعهد أن هذا المنتدى قد يتحول إلى لقاء سنوي لتبادل الأفكار. وقال: «هناك مشكلة لدى الألمان بأنهم لا يهتمون بالسياسة الخارجية بشكل عام، ولكن النخبة السياسية تفهم أهمية المنطقة؛ فنحن نسمي المنطقة الشرق الأدنى وليس الأوسط لأنها قريبة لنا». وأضاف: «نفهم أن إيران خطر علينا أيضاً، وهذا يعني أنه من المصالح المشتركة بيننا، وفي كيفية تعاطينا مع السياسة نحن أقرب إلى السياسة الخليجية من أي سياسة أخرى، رغم أن هذا لا يعني أننا نوافق على كل السياسية في كل دول الخليج».

 

البحرين والعراق يطوقان أزمة الاعتداء على السفارة وبغداد تأسف... واتصال هاتفي بين الملك حمد وبرهم صالح

المنامة: ميرزا الخويلدي - بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

اتخذت البحرين والعراق، خطوات متسارعة، لاحتواء أزمة اعتداء متظاهرين على سفارة البحرين في بغداد، مساء أول من أمس؛ فبعد أن سارعت وزارة الخارجية العراقية للإعراب عن «أسفها» للحادث، أجرى وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، أمس، اتصالاً بنظيره البحريني، معرباً عن «إدانته لاقتحام» مقر السفارة.

وأجرى عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس العراقي برهم صالح، حيث أعرب عن تقديره لموقف الحكومة العراقية من الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة البحرين في بغداد، وما اتخذته من إجراءات لأجل توفير الحماية اللازمة. وبحسب وكالة الأنباء البحرينية، فقد أكد عاهل البحرين «اعتزاز المملكة بعمق العلاقات الأخوية مع جمهورية العراق وشعبها الشقيق، والعمل المشترك لأجل المضي بتلك العلاقات لآفاق أرحب على مختلف الأصعدة، وعلى كافة المستويات، بما يدعم مصالحهما وردع كل من يحاول الإساءة إليها». من جانبه، أكد الرئيس العراقي برهم صالح حرص بلاده على كل ما فيه خير وتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين مملكة البحرين وجمهورية العراق، مشدداً على أن جمهورية العراق لا يمكن أن تسمح أبداً بالنيل من تلك العلاقات الوثيقة، معرباً عن تقديره لمواقف مملكة البحرين الأخوية الداعمة لبلاده في جميع المواقف والظروف.

وكانت وزارة خارجية البحرين استنكرت الاعتداء الذي استهدف مبنى سفارة البحرين في العراق من قبل متظاهرين، وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة. وقررت وزارة الخارجية استدعاء السفير صلاح علي المالكي سفير البحرين لدى العراق للتشاور، وحمّلت الوزارة الحكومة العراقية المسؤولية التامة عن حماية سفارة وقنصلية البحرين في العراق، وجميع العاملين فيهما، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961. وأحرق نحو مائتي متظاهر، مساء أول من أمس، العلم الإسرائيلي أمام سفارة البحرين في بغداد، محتجّين على ورشة المنامة التي حضرها إسرائيليون لمناقشة الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط. وردّاً على ذلك، استدعت البحرين سفيرها في بغداد، وقالت، في بيان مساء أول من أمس (الخميس)، إنّها «تستنكر (...) الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيقة من قبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة»، محملة الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية البحرين وجميع العاملين فيهما. وأكدت الخارجية البحرينية في بيانها وقوع أعمال تخريبية في المبنى.

وبحسب بيان الخارجية العراقية، فإن الحكيم أكد خلال اتصاله بنظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة «التزام العراق بأمن البعثات الدبلوماسية، ومنها سفارة مملكة البحرين»، مُشدِّداً على أنّ أحداثاً مماثلة «لن تُؤثِّر في مستوى العلاقات أو التمثيل الدبلوماسي بين بغداد والمنامة». وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعرب بدوره عن أسفه لما حصل. وصدر عن مكتب عبد المهدي بيان رسمي، منتصف ليل الخميس، أكد فيه أن «الحكومة تعرب عن أسفها الشديد لقيام عدد من المتظاهرين بالتجاوز على مبنى سفارة مملكة البحرين الشقيقة، والقيام بأعمال تخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية». وأضاف المكتب أن «الأجهزة الأمنية كافة اتخذت الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة، وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء».

وبيّن أن «الحكومة العراقية جادَّة في منع خرق النظام والقانون، ولن تتسامح مطلقاً مع مثل هذه الأعمال»، مشيراً إلى أن «الحكومة ترفض بشكل مطلق أي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها وسلامة العاملين فيها».

من جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن أن القوات الأمنية العراقية ألقت القبض على «54 شخصاً من الذين اعتدوا على السفارة»، لافتاً إلى أن وزير الداخلية الذي عين قبل أيام زار السفارة، مساء أول من أمس (الخميس)، وشكّل «مجلساً تحقيقياً بحق آمر قوة حماية سفارة البحرين لتقصيره بالواجب». وضربت القوات الأمنية العراقية، أمس (الجمعة)، طوقاً أمنياً مشدداً في محيط مقر السفارة البحرينية، ومنعت أي شخص من الدخول أو التصوير.

وفي البحرين، أعرب مجلس الشورى عن «إدانته واستنكاره للاعتداء الآثم على مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيقة، من قبل مجموعة من المتظاهرين والمخربين، وهو ما أدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة»، مؤكداً أن هذا «الاعتداء عمل مدان ومرفوض، ومخالف للقانون وحصانة البعثات الدبلوماسية». وأكد مجلس الشورى أن «مباني السفارات والقنصليات يجب أن تُحاط بحماية أمنية مشددة وحراسة مُحكمة على مدار الساعة، وبما يضمن عدم الوصول المخربين لها، أو الاعتداء عليها بأي صورة، داعياً إلى ضرورة محاسبة من تورطوا في الاعتداء على سفارة مملكة البحرين، وتقديمهم للعدالة، ومحاكمتهم وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها في هذا الشأن». وبيّن مجلس الشورى البحريني أن «مملكة البحرين وجمهورية العراق تربطهما علاقات أخوة متينة، ومصالح مشتركة، إلا أن أي عمل أو اعتداء منافٍ للأعراف والمبادئ والقيم من أي طرف أو جهة، هو عمل مستنكَر ولا يمكن القبول به، ويقابل برفض تامّ ومطالب مستمرة بتجريم ومحاسبة كل مَن يتورط في مثل هذه الأعمال». وفي هذا السياق، يقول فرات التميمي عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن اقتحام السفارة «كان يجب ألا يحصل وهو غير مقبول، خصوصاً أن مثل هذه الأمور محكومة ببروتوكولات وسياقات دولية، والأمر الذي كان من نتائج هذا الاقتحام هو الحرج الذي تسبب به للحكومة العراقية حيث جعل الوزارات والجهات المعنية تتحرك من أجل احتواء الأزمة».

 

واشنطن تنشر مقاتلات شبح «إف 22» في الخليج لأول مرة وسط تصاعد التوتر مع إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

نشرت الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة مقاتلات شبح من طراز «إف 22» في الخليج، وفق ما أعلن الجيش الأميركي، مساء أمس (الجمعة)، في إطار تعزيز واشنطن وجودها العسكري على وقع التوتر مع إيران. وأفادت القيادة العسكرية المركزية للقوات الجويّة الأميركية في بيان بأنه تم نشر مقاتلات شبح «إف 22 رابتور» للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية، من دون تحديد عدد الطائرات التي تم إرسالها. وأظهرت صورة موزعة خمس مقاتلات «إف 22» وهي تحلّق فوق قاعدة العديد الجوية في قطر. وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو (أيار) 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015. وإعادتها فرض عقوبات مشددة على إيران. وارتفع منسوب التوتر، الأسبوع الماضي، عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة فوق مياه الخليج بعد سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط، واتهمت واشنطن طهران بالوقوف خلفها، وهو ما نفته الأخيرة. وانخرط البلدان منذاك في حرب كلامية، تصاعدت هذا الأسبوع مع إعلان ترمب عن عقوبات جديدة بحق المرشد الإيراني علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وهددت إيران من جهتها بالتخلي عن بعض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي ما لم تساعدها باقي الدول الموقعة عليه (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) في الالتفاف على العقوبات الأميركية، خصوصاً تلك المرتبطة بمبيعاتها من النفط. وفي مايو (أيار) الماضي، نشرت القوات الجوية الأميركية حاملة طائرة وعدة قاذفات قنابل من طراز «بي 52 ستراتوفورتريس» في الخليج، رداً على ما وصفتها وزارة الدفاع الأميركية بأنها خطة محتملة من قبل إيران لمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة.

 

إردوغان يستبعد عقوبات أميركية بسبب صواريخ «إس 400»

الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن ثقته بأن واشنطن لن تفرض عقوبات على أنقرة على خلفية شرائها منظومة الصواريخ الروسية «إس 400»، بعد تطمينات يقول أنه تلقّاها من نظيره الأميركي دونالد ترمب بهذا الصدد. وقال إردوغان، اليوم (السبت)، خلال مؤتمر صحافي في مدينة أوساكا اليابانية حيث التقى ترمب على هامش قمة مجموعة العشرين: «سمعنا منه أنه لن يحصل شيء كهذا»، في إشارة إلى العقوبات. وأكّد أن تركيا والولايات المتحدة «شريكان استراتيجيان»، لكنّه استدرك أنّ «أحداً لا يملك السلطة للتدخل في السيادة التركية». ورغم التهديدات الأميركية، كرّر إردوغان أنّ «الصفقة تمّت»، موضحاً أن الصواريخ ستُسلَّم في النصف الأول من يوليو (تموز) المقبل. وكرر أنّ بلاده سبق أن أجرت محادثات مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للحصول على صواريخ «باتريوت» المماثلة، لكنّ الكونغرس لم يسمح بالمضي في الصفقة. وأمهلت واشنطن أنقرة حتى نهاية يوليو للعدول عن شراء النظام الصاروخي الروسي، وإلا سيُطرد الطيارون الأتراك الذين يتدرّبون حالياً في الولايات المتحدة على طائرات «إف-35». كما هددت بإلغاء عقود ممنوحة لشركات تركية لصناعة قطع لهذه الطائرات وباستبدال الموظفين الأتراك في المجموعة الدولية المصنّعة للمقاتلات. وقال إردوغان إنّ تركيا تخطط لشراء 116 طائرة من طراز «إف-35» وإنّ شركاتها انفقت مبالغ كبيرة في بناء أجزاء من الطائرة.

 

بوتين للسيسي، نسعى لدفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد أكثر تقدما

وطنية -السبت 29 حزيران 2019

 عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا اليوم مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي،على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية، حيث اكد بوتين للسيسي "أن موسكو تسعى إلى دفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد أكثر تقدما. واشار بيان صادر عن الكرملين الى ان الرئيس بوتين قال في مستهل الاجتماع بالسيسي:"في بداية حوارنا، بودي الإشارة إلى أن العلاقات بين روسيا ومصر تتطور بشكل نشط، ونتطلع إلى دفعها نحو مرحلة جديدة أكثر تقدما، وهذا ما تهدف إليه اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي وقّعنا عليها أثناء زيارتكم إلى روسيا في أكتوبر 2018". وشكر بوتين السيسي على اضطلاعه بدور الرئيس المشارك في قمة "روسيا-إفريقيا" التي ستستضيفها موسكو في تششرين الاول المقبل، مبديا أمله في أن يسهما معا في إعطاء زخم جديد إلى العلاقات بين موسكو ودول القارة السمراء. من جانبه، ثمن السيسي العلاقات بين مصر وروسيا في مختلف المجالات، لا سيما على المستوى الاستراتيجي، مؤكدا أن القاهرة تتطلع دائما إلى تعميق التعاون مع موسكو على الصعد كافة، لا سيما الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب. وأضاف بيان الكرملين:"شكر السيسي بوتين، على إمكان أن تستفيد مصر من الخبرات الروسية في هذه المجالات". ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، "أن السيسي أشاد بالمشاريع الهامة التي تتعاون القاهرة وموسكو في تنفيذها في الأراضي المصرية، بما في ذلك مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس الذي من شأنه أن ينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق". وأوضح المتحدث "أن الزعيمين استعرضا فرص التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا في القارة الإفريقية في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي، واتفقا على ضرورة العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية لقمة "روسيا-إفريقيا" لصالح شعوب القارة السمراء بالمقام الأول، سعيا إلى صياغة إطار للشراكة والتعاون المستدام بين روسيا والدول الإفريقية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 29 حزيران/2019

لا يُمكن النظر الى حجم الحراك الذي يقوده ممثلو الدول والمؤسسات المانحة على الساحة اللبنانيّة على أنه روتيني. فالإهتمام الدولي رهن باستحقاقات مؤتمر «سيدر 1» ومعه المؤتمرات المفتوحة على مزيد من الدعم العسكري. وهي تتلاقى مع السعي لتوليد موازنة 2019 في النصف الثاني من السنة المالية، على وقع «الصاعقة» الذي أطلقها تقرير «موديز». وعليه ما الذي يمكن هذا الحراك أن يعكسه؟

بعد أيام على مغادرة أعلى وفد رسمي روسي زار بيروت في الفترة الأخيرة برئاسة المفوض الروسي الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف ومعه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين وآخر أميركي يقوده الموفد الأميركي السابق فريديريك هوف، بَرز حراك وفود البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في اتجاه بيروت تزامناً مع تحركات المسؤولين الأوروبيين في بيروت من خلال زيارة السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي للقصر الجمهوري قبل أيام، وسط الاستعداد لاستقبال وزيرة الدفاع الفرنسيّة فلورانس بارلي في زيارة رسميّة تلتقي خلالها المسؤولين الكبار وتتقاطع مع عودة نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد بعد طول انتظار.

من المؤكد أنّ كل هذا الحراك ليس عادياً ولا ظرفياً، فالمنطقة تغلي ولبنان يعيش وضعاً أمنياً مستقراً لا يتناسب وحجم الأوضاع الاقتصادية والمالية المتأرجحة التي يعيشها في مرحلة تحيط به النيران من كل الاتجاهات.

ولذلك، لا بد من قراءة هذه الحركة من زوايا مختلفة، وهو أمر فرض على اللبنانيين تقويماً جديداً لأداء المسؤولين إذا ارادوا الإفادة من نتائج هذه الورشة المتعددة الوجوه، والإسراع في توليد الموازنة وتشكيل المجلس الدستوري وتركيب الهيئات ومجالس إدارة المؤسسات الانتاجية والخدماتية والإدارية.

وتعترف مراجع سياسية وديبلوماسية أن ليس في كل ما سبق ما يشير الى أنّ اللبنانيين واعون لحجم المخاطر المحيطة بالبلاد من الداخل والخارج في مرحلة هي الأخطر، والتي قد يتسبّب بتغيير فيها كثير من المعطيات التي تؤثر في مجرى الساحة اللبنانية على اكثر من مستوى. فهي ستشغل اللبنانيين عمّا يدور في الخارج واستيعاب ردات الفعل قبل ان تتلقّاها الساحة اللبنانية، بما لها من سلبيات تتجاوز في شكلها ومضمونها الإيجابيات المأمولة.

على هذه الخلفيات، توقف المسؤولون امام حجم «الصاعقة» التي أدى اليها التصنيف السلبي لمؤسسة «موديز» الإئتمانية الدوليّة تجاه الماليّة اللبنانية والوضع النقدي، على رغم من اعتراف كثير من الاقتصاديين بأنه تقرير روتيني وتقليدي لا يمكن أن يقرأ الوضع الإقتصادي في لبنان على غير ما يوحي به من صعوبة تعكس مستقبله، إن لم يبادر اللبنانيون الى البَت بكثير من القرارات الصعبة التي عليهم اتخاذها أو فتح الطريق إليها على الأقل.

ومن هذه النقطة بالذات، إلتقت الخبرات اللبنانية على قراءة تقرير «موديز» على أنه واقعي في جانب منه، وتحديداً عندما عبّر عن القلق من المؤشرات النقديّة المتعلقة بضعف تدفّق الرساميل إلى لبنان وعدم قدرة لبنان على تخصيص مبالغ كبيرة من موازنته للمشاريع الإستثمارية. لكن لا يوجد مسؤول لبناني ومعه أكثر من خبير دولي يشاركها الرأي، أو يشكّك في قدرة لبنان الائتمانية والتسديدية للديون وسندات الخزينة أيّاً كانت المصاعب التي يواجهها لبنان لزيادة واردات الخزينة والتخفيف من نسبة العجز وكلفة الدين العام. كما بالنسبة الى الرفض القاطع لجهة اللجوء الى إعادة هيكلة الديون المترتبة على لبنان ليعتبر متخلّفاً عن سداد ديونه. فهؤلاء جميعاً يدركون أنّ الكتلة الكبيرة من الديون ما زالت داخليّة بنسبة تقارب الـ 86% منها، وهو أمر تَجاهله تقرير «موديز» لأسباب لا يمكن البَوح بكثير منها، على ما يقول احد الخبراء الماليين في لبنان.

واذا كان تقرير «موديز» شَكّل حافزاً الى إعلان حال استنفار مالية واقتصادية تقرر اللجوء اليها في اجتماع السراي الحكومي بين رئيس الحكومة ووزير المال وحاكم مصرف لبنان، فإنه لا يمكن تجاهل الدعم الذي تلقّاه لبنان من نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، الذي أكد بعد لقائه الرئيس سعد الحريري ووزير المال امس «انّ لبنان يسير في طريق سليم بالنسبة الى الإصلاحات على مستوى الموازنة والكهرباء». وانّ المطلوب المضي في «تنفيذ ما تعهّد به لبنان أمام «سيدر 1» وغيره من المؤتمرات». مذكّراً بحجم المبالغ المرصودة للبنان لتنفيذ مشاريع استثمارية مؤجلة بقيمة مليار دولار من أصل مليارين و400 مليون دولار من محفظة البنك.

هذا على المستوى المالي والاقتصادي، أمّا على المستوى الأمني والعسكري فقد كان لافتاً سَعي السفير الإيطالي في زيارته لقصر بعبدا (25 حزيران الجاري) ليسأل رئيس الجمهورية عن مصير المساعدات المقررة في مؤتمر «روما 2» الذي خُصّص للبحث في دعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية، والذي استضافته العاصمة الايطالية العام الماضي لاستكمال ما بقي منها. وهذا الأمر سيلتقي مع مضمون جدول اعمال وزيرة الدفاع الفرنسية التي ستزور بيروت الأسبوع المقبل لاستكمال البحث، بالإضافة الى العلاقات السياسية بين البلدين، في مصير المساعدات العسكرية والأمنية ولتسأل تحديداً عن الروايات التي ترددت حول احتمال إحياء الهبة العسكرية السعودية للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى من الصناعات العسكرية الفرنسية، وهو ما يشير الى انّ التزامات فرنسا من هذه العقود ما زالت سارية المفعول.

والى هذه الملفات الأمنية والعسكرية والمالية ستثير عودة ساترفيلد الحديث عن مسار المبادرة التي أطلقها في شأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، في ظل غموض يكتنف ما سيعود به، في وقت تسارعت الخطى لترك هذا الديبلوماسي مهمته اللبنانية والانتقال الى مقر عمله الجديد ربما في تموز المقبل كسفير لبلاده في تركيا. ولذا، فإنه في حال رافقه خلفه دافيد شينكر فإنّ ذلك سيعني انّ زيارته للبنان ستكون الأخيرة بحيث تنتهي بتسليم وتسلّم بينهما على الأراضي اللبنانية، لتنفتح المفاوضات على أفق جديد ما زال غامضاً طالما انّ السلطة في اسرائيل لم تستقر بعد في ظل حكومة تصريف الاعمال برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يُتقن طريقة تأجيل القرارات المحرجة الى التوقيت الذي يريده.

عند هذه الحدود تقرأ مراجع سياسية وديبلوماسية حصيلة الحراك الدولي الجاري على الساحة اللبنانية وما هو مُنتظر منه، لتشير الى انّ لبنان المنهمِك بتقاسم المواقع الدستورية والإدارية بين أقطابه، عليه ان يستجيب سريعاً للنداءات الدولية للخروج من المأزق المالي والإقتصادي وملاقاة المجتمع الدولي في منتصف الطريق.

 

تمام سلام: هذا عهد النشوة بالمنصب وبممارسة النفوذ

منير الربيع/المدن/السبت 29/06/2019

في قلب الرئيس تمام سلام، حنين لزمن مضى. لزمن كان للسياسة نكهة أخرى، حين الخصام فيها ممتع وشريف، وذو معنى، وليس على هذه الخفة السائدة، الممعنة بشعبوية قد تودي إلى الهاوية. يحّن سلام إلى طيبة شعبية لم تكن تستثار بالعواطف الزائفة والشعارات الطنانة. لكن الزمن قد تغيّر. انحدر مستوى السياسة في لبنان. والدليل هذه التجاوزات الفاحشة التي تحدث، خصوصاً مع ما يحكى في الفساد وما يصاحبه من وعود رنّانة بمكافحته، وحملات تقاذف للاتهامات، من دون سعي أي طرف في وضع حدّ لهذا الفساد. فالجميع يخوض حملاته الدعائية وفق منطق الإستعراض.

الثقة قبل الأرقام

يعرف سلام أنه لكل زمن دولة ورجال. لهذا الزمن رجالاته، ولذلك لا بد من التعامل مع الواقع كما هو. يتحسر بحنينه قائلاً: "بس متل القديم ما في". يفتقد لرجالات من طينة ريمون إده، في السياسة والمجلس النيابي، ولكبار في القضاء، كانت مهمتهم موازنة الأمور ووضع حدّ للتجاوزات. ويستطرد: "كان من المفترض تعزيز دور القضاء في هذا العهد، من أجل محاربة الفساد، على الأقل انسجاماً مع الطروحات التي يتقدّم بها أركان العهد أنفسهم". يسيطر القلق على تمام سلام: "ليس هناك ما يطمئن الناس إلى أحوال البلد وأيامه المقبلة، خصوصاً في الشأن الاقتصادي"، يقول في معرض تعليقه على مناقشات الموازنة، معتبراً أنها يجب أن تكون "ثقة" قبل الأرقام. "فالحفاظ على تخفيض العجز سيكون خطوة جيدة، لكن المطلوب تحفيز النمو". ويرى أن "القوى السياسية ومرجعياتها لا تدرك خطورة ودقة المرحلة التي تمر فيها البلاد. إلا إذا كان الإهمال والاستسهال مرده الرهان الكسول على استخراج النفط والغاز. المشكلة تطال كل الإدارة والمؤسسات، وهناك شعور أن ليس هناك انتظام أو ضوابط". وهذا ما يصيب الحكومة وأدائها بالضعف.

تمزيق النسيج اللبناني

وضع البلد كما هو "مش ماشي"، فكيف يخرج أحد الوزراء مهدداً، بأنه اذا كان لا بد من ذهاب الحكومة فلتذهب؟ هل هكذا تكون العهود قوية؟ في تقييمه للعهد، يشير إلى مضي ثلاث سنوات، لا نجد فيها غير النشوة بالمنصب وبممارسة النفوذ، ومحاولة نفخ وتضخيم هذا النفوذ، على حساب التوازن القائم في البلاد. والأبرز خلال هذه السنوات الثلاث هو التسلط والاستحواذ على مراكز ومؤسسات، للإستيلاء على مستقبل البلد. فإبقاء المسار على حاله، ومحاولة فرض أعراف جديدة، وعدم احترام الدستور والطائف، سيؤدي إلى المزيد من الوهن. وهذا لا يمكن أن نرضى به. يعترف سلام أنه في ظل غياب "معارضة"، قد لا تكون هناك مواجهة فعالة لهذا النهج. هناك قوى سياسية تعبر عن امتعاضها وانزعاجها. لكن من دون فعالية، لأن هناك توافقاً على تقاسم المناصب والمكاسب. وهذه المحاصصات المندرجة في خانة "التسوية" (الرئاسية)، لم تأتِ بالخير على لبنان حتى هذه اللحظة. وهنا يسأل سلام: "ما الذي أُنتج طوال هذه الأشهر؟ فليكفوا عن تمنين اللبنانيين بإقرار قانون انتخابي. هذا أقل الواجب. والأسوأ هو شكل قانون الانتخاب الذي مزق النسيج اللبناني، ودفع بالكثيرين إلى المقاطعة.

صون التوازن

لا يقتصر العمل السياسي بالنسبة إلى تمام سلام على المنصب. العمل الوطني وحماية التوازن مهمة تقع على عاتق كل لبناني. لأن لبنان لا يمكن أن يستمرّ من دون التوازن بين مختلف مكوناته. وكما كنّا ذات يوم إلى جانب حماية المسيحيين ودورهم، لا بد من الوقوف ضد استهداف دور أي مكون.

في هذا الإطار، يضع سلام تحرك رؤساء الحكومات السابقين: "من الواضح أن هناك استهدافاً لصلاحيات رئاسة الحكومة، وأنا أعود إلى بداية العهد، حين وقعت أول خطوة ناقصة، عندما تم توجيه الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء من القصر الجمهوري. وبعدها حدثت أمور كثيرة ومحاولات لتجاوز الصلاحيات والأدوار، فاضطررنا للوقوف بوجهها كرؤساء حكومات سابقين. وسنتصدى لكل محاولات إضعاف رئاسة الحكومة. محاولات إضعاف موقع الرئاسة الثالثة ليست جديدة. لكنها تتزايد في هذه المرحلة. وهي محاولات بدأت بعد "اتفاق الدوحة" (2008)، الذي جاء في فترة عصيبة، وعلى حساب اتفاق الطائف وما نتج عنه كأصول وترتيبات وأعراف في مقاربة تشكيل الحكومات، وفق ضوابط ونسب محددة. اتفاق الدوحة أضعف مكانة رئيس الحكومة أيضاً، فمع فرض بدعة "الديموقراطية التوافقية" (ورافقتها بدعة "الفيتو" بيد كل طائفة رئيسية) لم يعد هناك مجال لتشكيل حكومات منسجمة، مقابل معارضة. أصبحت الحكومة رهينة التجاذب والتناتش والتنازع، وخاضعة للشروط المتضاربة من كل الأفرقاء. ونجد اليوم أيضاً محاولات لفرض الأعراف والسوابق على آلية تشكيل الحكومة وتسيير شؤونها. وهنا يقول سلام: "نتحرك لأن هناك ضعفاً في كل الممارسة الرسمية، والمطلوب تحمل المسؤوليات والإعلان عنها، درءاً لإمكانية تدهورنا نحو المزيد من الضعف. نتحرك لأننا لا نؤمن بالبدع، ولن نؤمن بها، ولن نسمح بالتجاوزات. وهذا أمر خطير يمارسه مسؤولون كبار".

إلى جانب الحريري

وعلى الرغم من كل الملاحظات التي يسجّلها البيروتي العتيق، لكنه يؤكد أن ليس من المفيد جلد الذات، ويجب الوقوف إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري، لأن استهدافه سيضعف الجميع، وغايتنا تحصين رئيس الحكومة. فعلى الرغم من مآخذ كثيرة على الأداء بشكل عام، لا يجوز استهداف رئاسة الحكومة. والرئيس الحريري يبذل جهده لحماية البلد، بينما تحوم حوله دبابير يريدون تحصيل مكاسبهم الخاصة على حساب البلد. وسوء الأحوال بالنسبة إليه، أوصل الوضع في البلاد إلى درجة لم يعد بالإمكان فيها التمييز بين أدوار المرجعيات السياسية إن كانت تستحق الثقة، وقادرة على الاستمرار بعملها، أم لا. لكن الأكيد أن الحكومة اليوم أضعف بكثير من يوم تشكيلها. وما يضعف الحكومة وعملها والبلد ككل، يعود - حسب سلام - إلى وجود قوى سياسية "جشعة" تريد الاستئثار بكل شيء، وهم يعتبرون أنهم أكبر كتلة وأصحاب النفوذ الأقوى، معقّباً: "منطق القوة الذي يستخدمونه مردود عليهم، فالقوة على من؟ القوة في غير محلها مؤذية، والمطلوب التواضع لمواجهة الأزمات".

باسيل وطموح الرئاسة

يشيد سلام بنشاط الوزير جبران باسيل، وبحيويتة، لكنه يعتبر أن وزير الخارجية يعمل على جبهات عديدة: "مع الأسف ذهب إلى أماكن أظهر فيها بعداً عنصرياً واستئثارياً في مواقفه، وعدم مبالاة بأدوار الآخرين. وهذا لا يستقيم في لبنان، ولا يمكن الإرتكاز عليه لتلبية طموحات مستقبلية". ويرى سلام أن باسيل يريد الأحادية في الممارسة. وهو يعتقد أنه يخدم نفسه وتياره وجماعته، لتحقيق مكاسب ضيقة، بينما المطلوب خدمة البلاد والعباد. ولدى سؤاله عن احتمال وصول باسيل إلى رئاسة الجمهورية يجيب: "رئاسة الجمهورية لا تستقيم بخطاب عنصري تصعيدي. وهذا لا يتناسب مع رغبة تولي هذا المنصب، إنما يؤسس لمنطق انعزالي وفئوي. نسأل: ولكن الرئيس عون انتخب رئيساً ولم تكن توجهاته بعيدة عن توجهات باسيل؟ فيجيب: "مع الأسف أن البعض يعتبر العرقلة والتعطيل تأتي بنتيجة".

 

عكس "التيّار": أبو سليمان ينتصر للعمّال السوريين والأجانب

وليد حسين/المدن/السبت 29/06/2019

كان وما زال الخوف أن تفرض الغوغائية منطقها على السياسة. أن تتحول السياسة اللبنانية إلى حفلة مزايدات شعبوية، مبتذلة وغرائزية، في تنافس محموم للمزيد من جماهيرية انتخابية ومكاسب نفوذ. كان الخوف أن يضطر الجميع للانزلاق في غواية استسهال خطاب التحريض والشحن الطائفي والعنصري، واستثمار المقولات الكاذبة والضائقة الاقتصادية، من أجل صناعة كبش فداء أو عدو يسهل الانقضاض عليه. بهذا المعنى، يسجّل لـ"القوات اللبنانية" تلك الاستقامة السياسية الواضحة في الخطاب وفي الممارسة، ويُسجل لها منذ عقدين على الأقل، جذرية خيارها الخروج من منطق الاحتراب إلى طموح العيش المشترك والدولة المدنية، ومصالحة البعد العربي. عملياً أيضاً، يسجل لوزراء القوات اللبنانية العمل بصمت وجدّ، بعيداً عن ضوضاء وعراضات بعض الوزراء في التيّار الوطني الحر. فالأخيرون يحتلّون شاشات التلفزة بحملات دعائية وإعلامية لكل شاردة وواردة يقومون بها، حتى لو كانت أفعالهم أو "إنجازاتهم"، لا تستدعي أن تحتلّ خبراً بسيطاً في زاوية الصحف، وقد وصل الأمر بعضهم إلى عقد مؤتمرات صحافية للإعلان عن عزمهم "التفكير" بمشروع أو خطة ما، لا إطلاق المشاريع بحد ذاتها، التي ربما تستدعي الصخب الإعلامي.

إعفاء السوريين من إذلال سفارتهم

بعكس التيّار تسير القوات، حتى لو استدعى الأمر منها عدم مراعاة "رأي عام مسيحي" يجرفه "التيّار" إلى مناطق تصل إلى أعتاب عنصرية مقيتة. ولعلّ ما يقوم به وزير العمل كميل أبو سليمان يوضّح مدى "العناد" القوّاتي في التعاطي مع العمال السوريين من منطلق حقوقي، بعكس ما هو سائد في أوساط الكثير من اللبنانيين، لا المسيحيين حصراً، من أنّ العمال السوريين يسلبون الوظائف من أمام العمال اللبنانيين، وبأنّ كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان سببها اللاجئون السوريون. في هذا الإطار أعفى الوزير أبو سليمان العمال السوريين من إلزامية الحصول على إذن خطّي من السفارة السورية كي يتسنّى لهم الاستحصال على إجازة عمل من وزارة العمل. أي عكس ما كان سائداً منذ العام 2012، حين كان السوريون ملزمون بالحصول على هذا المستند من السفارة للعمل في لبنان. ما يعني عملياً أنه إذا كان العامل معارضاً للنظام فهو لا يستطيع حتى تقديم طلب للعمل. وهنا تشير أوساط الوزير أبو سليمان لـ"المدن" إلى أنّ هذا الإجراء سيستفيد منه جميع السوريين. إذ سيسهّل ويبسّط الإجراءات عليهم للاستحصال على إجازة عمل، وسيفيد أيضاً في تنظيم العمالة السورية. وهذه هي مصلحة لبنان أصلاً. وبالتوازي مع هذا الإجراء، أطلق وزير العمل خدمة جديدة لتسهيل معاملات العمّال الأجانب من خلال تقديم الطلبات عبر "ليبان بوست"، وتشمل الحصول على طلبات الموافقة المبدئية والمسبقة وإجازة العمل. وهي خطوة تندرج ضمن الاصلاح الإداري الذي تعمل عليه الوزارة للحد من مشقّة تنقّل المواطنين وهدر وقتهم، وتؤمّن رؤية واضحة لمسار المعاملات وتوفّر إمكان تقديم الطلب إلكترونياً وسهولة تتبّع المعاملات أيضاً.

مقاربة حقوقيّة

بعكس ما يتعرّض له السوريون من حملات عنصرية، تؤكّد مقاربة أبو سليمان عدم التحاق القوات بالتيار العنصري الجارف، ورفضها للمقاربة العنصرية ضد السوريين. بل تأتي مقاربتهم في إطار تنظيم العمالة الأجنبية في لبنان، التي بدأها وزير العمل منذ تسلّمه الوزارة، إذ بات جميع أصحاب المؤسسات ملزمين بتأمين إجازات عمل للعمال الأجانب، كما تقول أوساط الوزير. لقد تعاقب على وزارة العمل في السنوات العشر الفائتة وزراء من مختلف القوى السياسية ومن ضمنهم وزير للتيار الوطني الحرّ. لكن أحد منهم لم يضع تصوّراً أو خطة عمل لمكافحة العمالة غير الشرعية. بل على الضدّ ثمّة ممارسات كرّست حتى الاتجار بالبشر كما تقول أوساط أبو سليمان. لذا بدأ الأخير بمقاربة حقوقية للملف لتنظيم العمالة الأجنبية، بما فيها السورية، وجعل تواجدها قانونياً في لبنان من ناحية، وخلق فرص عمل للبنانيين من الناحية الثانية. فأرباب العمل باتوا ملزمين بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم، التي تنتهي في العاشر من الشهر المقبل، بتوظيف نسبة 3/1 من اللبنانيين وتسوية أوضاع العمال لديهم. قد يعتبر البعض أن هذه الإجراءات عنصرية، لكن على العكس تماماً، جميع الدول تفرض تشغيل نسب معينة لصالح مواطنيها على حساب الأجانب. فالمطلوب حسب أوساط وزير العمل استفادة لبنان من العمال الأجانب وعدم الانجرار خلف العراضات العنصرية التي تقوم بها بعض البلديات وبعض الوزارات، كما شهدنا في الآونة الأخيرة على الأرض.

وقف الإتجار بالبشر

وعن عمل العمال الأجانب في قطاعات لا يسمح بها القانون اللبناني، الذي يفرض تشغيل الأجانب بوظائف مثل التنظيفات والزراعة وأخرى مشابهة لا يوجد فيها يد عاملة لبنانية كافية، خصوصاً أن السوريين يعملون في وظائف كثيرة، تشير أوساط الوزير إلى أن الهدف من تنظيم العمالة الأجنبية عدم إلحاق  الضرر بمصالح المؤسسات والاقتصاد الوطني. بمعنى أن بعض القطاعات أو المؤسسات لا تستطيع التخلي عن العمال الأجانب، بالتالي سيكون هناك استثناءات يفرضها الواقع، لكن على أساس دراسة هذه الحالات لتنظيم العمل وتوظيف اللبنانيين وعدم إلحاق الضرر بمصالح المؤسسات.

وفي هذا الإطار تعرّج أوساط الوزير على وجود إشكاليات ومخالفات يقوم بها بعض أصحاب العمل. إذ يتمّ التلاعب عبر استقدام عمال نظافة بينما يوظفونهم في قطاعات أخرى. وهذه حالة منتشرة وبكثرة. لذا تعمل الوزارة على وضع حد لهذا التلاعب واستقدام العمال طبقاً للمواصفات المطلوبة، في حال عدم وجود بديل لبناني. وهذا يلزم أصحاب العمل احترام القانون ودفع الرسوم المتوجبة، التي تفيد الدولة بمداخيل مالية إضافية من ناحية، وتوظيف اللبنانيين بشكل أفضل من ناحية أخرى. فأصحاب العمل يستسهلون توظيف الأجانب طالما أن بعضهم يتهرّب من رسوم الضمان الاجتماعي ورسوم إجازات العمل، وغيرها من الرسوم المتوجبة. لذا أوقفت وزارة العمل الرخص لبعض الشركات التي تستقدم العمال كيفما اتفق. وحالياً يتمّ دراسة الوضع بحسب المؤسسة. أي أنه عندما يطلب فندق معيّن عشرة عمال يبحث طلبه للتأكّد من أنه منطقي قياساً لحجم العمل لديه. فيما سابقاً، كانت بعض الشركات تستحصل على أذونات مسبقة لمئتي عامل دفعة واحدة، وترمي معظمهم في الطرقات، بعد تحميلهم جميع تكاليف القدوم إلى لبنان. وهذه عبارة عن عمليات اتجار بالبشر موصوفة، كما تقول أوساط الوزير.

العمل بصمت

لا يملك الوزير أبو سليمان عصاً سحرياً. فهو يعمل بصمت وتروٍّ ولم يلجأ إلى "العراضات" التي يقوم بها البعض لإقفال المؤسسات، رغم كون الأمر ليس من صلاحياتهم. فالوزير وفق أوساطه مدرك لصعوبة هذه المهمة التي تستدعي وجود تنسيق كبير بين الوزارات، خصوصاً أنّ وزارة العمل لديها ثلاثين مفتشاً فقط على الأرض. وبالتالي من مصلحتها التنسيق مع وزارة الاقتصاد لضبط المخالفات. ووزير الاقتصاد منصور بطيش متعاون في هذا الشأن، ومنزعج من تصرفات المحيطين به، وأكبر دليل على عدم موافقته على "عراضات" بعض مسؤولي وزارة الاقتصاد في الشارع، عدم تواجده على الأرض في كل المداهمات التي حصلت.

مؤسسة "الاستخدام"

يدرك وزير العمل مشكلة العمالة الأجنبية في لبنان. فهي مزمنة ولن تحلّ بالشكل المطلوب إلّا من خلال إعادة إحياء المؤسسة الوطنية للاستخدام، المعطّل دورها منذ مطلع التسعينيات. إذ تمّ استبدالها عملياً بمكاتب استقدام العمال الأجانب بقرار من وزير العمل الأسبق عبد الله الأمين. وترافق الأمر مع انتشار عمليات الإتجار بالبشر ووجود عمالة أجنبية غير شرعية. لذا كانت أولى الزيارات الميدانية لأبو سليمان إلى "المؤسسة" للوقوف عند واقعها الحالي. وهنا تؤكّد أوساط الوزير أن أبو سليمان سيعمل على تفعيل "المؤسسة" وتشكيل مجلس إدارة جديد، خصوصاً أن هذه المؤسسة معنيّة برسم السياسات المتعلقة بسوق العمل وتنظيم العمالة الأجنبية واللبنانية كونها بمثابة مساحة للتلاقي بين أصحاب العمل وحاجة سوق العمل للوظائف.

 

نظرة على المشهد السياسي الإيراني

بوبي غوش/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

يفتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أي أهمية تذكر، لدرجة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم تأبه حتى لفرض عقوبات ضده. بدلاً من ذلك، فرضت الولايات المتحدة حالياً عقوبات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي وثمانية قادة عسكريين، وتستعد لاتخاذ إجراءات مشابهة ضد وزير الخارجية محمد جواد ظريف. كما فرضت واشنطن بالفعل عقوبات ضد قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» و«الحرس الثوري» الإسلامي المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية.

وفي خضم المشهد السياسي الإيراني الذي يعتمل بكراهية الولايات المتحدة، فإن التعرض للاستهداف من جانب «الشيطان الأكبر» على هذا النحو يعد بمثابة وسام شرف... وسام حرم منه الرئيس الإيراني الذي يجري التعامل معه بازدراء معلن من جانب خصومه السياسيين المتشددين، وكذلك زعيمه. وعليه، ربما يمكننا النظر إلى أحدث وصف أطلقه حسن روحاني على البيت الأبيض باعتباره «متخلفاً عقلياً» على أنه شكوى بذيئة من عدم إدراج اسمه على قائمة الأهداف الخاصة بالرئيس دونالد ترمب.

من ناحية أخرى، فإن العقوبات التي فرضت ضد المرشد خامنئي قد لا تترك تأثيراً يذكر على آية الله نفسه؛ فهو لا يسافر إلى خارج حدود إيران وليست لديه ممتلكات معروفة بالخارج (على النقيض، سيفقد جواد ظريف قدرته على دخول الصالونات والمؤسسات الفكرية في نيويورك). ومن الصعب تحديد أي أجزاء من إمبراطورية خامنئي التجارية التي تقدر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات قد تتضرر من العقوبات الجديدة، لكن إمبراطورية بنيت من مصادرة ممتلكات وشركات مواطنين من المفترض أنه من السهل إعادة بنائها من خلال مصادرة المزيد من الممتلكات.

إلا أنه بغض النظر عن مدى فاعلية العقوبات الجديدة، فإنها أبعد ما يكون عن كونها مؤشراً على الجنون. على العكس، تشكل هذه العقوبات بديلاً متعقلاً لما فكر فيه الرئيس ترمب لفترة وجيزة الأسبوع الماضي: الرد عسكرياً على الاستفزازات الإيرانية الكثيرة.

من جهته، أعلن نظام الملالي في طهران أن موجة العقوبات الأخيرة تغلق الباب أمام المفاوضات إلى الأبد. ويبدو هذا تصريحاً مراوغاً، ذلك أن خامنئي نفسه أغلق بالفعل الباب في وجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي بذل جهوداً صادقة للوساطة في عقد محادثات بين الولايات المتحدة وإيران، لكنه فوجئ بإهانته من جانب المرشد خامنئي. علاوة على ذلك، تجاهلت طهران عروضاً بالوساطة تقدمت بها كل من قطر وسلطنة عُمان، ورفضت على نحو فوري تصريحات صدرت عن ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو حول انفتاح الولايات المتحدة على المفاوضات، من دون شروط مسبقة.

وكان هناك كثير من المؤشرات الأخرى على أن الإيرانيين ليست لديهم نية للتفاوض، ومن هذه المؤشرات الهجمات على سفن محايدة وضد منشآت نفطية سعودية وضد طائرة «درون» أميركية.

المعروف أن المشهد الجيوسياسي لا يعرف شيئاً اسمه «إلى الأبد». ويبدو أن خامنئي يميل للانتظار حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020 قبل إعادة النظر في رفضه المفاوضات. ويأمل خامنئي في أن يخسر ترمب الانتخابات، وأن يتخذ الرئيس السادس والأربعون في تاريخ الولايات المتحدة توجهات أكثر إيجابية إزاء الجمهورية الإسلامية. في تلك الأثناء، ستعمل إيران على بناء بعض النفوذ لها، وذلك عبر تعزيز مخزونات اليورانيوم وتهديد الاستقرار في الشرق الأوسط وسلامة الخطوط الملاحية الحيوية.

ومع هذا، يبقى بإمكان الرئيس ترمب استغلال الوقت المتبقي في عمر حكومة طهران. وبالنظر إلى أن موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في 2021، ومع عدم قدرة روحاني على الترشح مرة أخرى، فإنه يكاد يكون في حكم المؤكد أنه سيحل محله واحد من العناصر المتشددة في النظام. وسيرحل جواد ظريف هو الآخر، وبالتالي ستصبح العقوبات المفروضة عليه محل جدل. في المقابل، سيظل خامنئي غير المنتخب في منصبه.

وبدلاً من الشروع الآن في عملية تفاوض طويلة، فإن البيت الأبيض قد يرى أنه من الأفضل منح العقوبات مهلة عامين كي تلحق مزيداً من الدمار بالاقتصاد الإيراني وتضعف موقف طهران. وإذا استمرت الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم ومهاجمة خطوط الشحن في تلك الأثناء، فإنها ستثير بذلك عداء المجتمع الدولي وتدفع مزيداً من الدول - خصوصاً الأوروبيين - نحو دعم الموقف الأميركي.

وعندما تنطلق المفاوضات أخيراً، فإن العقوبات ضد خامنئي قد تشكل ورقة نفوذ في يد الجانب الأميركي. أما اليوم، فبمقدور خامنئي الاستمتاع بوسام الشرف الذي ناله، وأثار غيرة الرئيس حسن روحاني.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

لماذا لم يرد ترمب على استفزازات إيران؟

عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

أن تكون في واشنطن، هذه الأيام، شبيه بمتابعة إعصار يتغير اتجاهه وعنفوانه كل يوم، فقبل إسقاط الطائرة الأميركية، كانت العاصمة الأميركية تعج بالتكهنات عما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على استفزازات إيران خلال الشهرين الماضيين، المتمثلة في الهجمات المتكررة على ناقلات النفط في مايو (أيار)، وهجمات وكلائها على أنبوب النفط السعودي ثم مطار أبها، ضمن خطة تصعيدية من قبل الميليشيات الحوثية ضد العمق السعودي. أما بعد إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار يوم الخميس الماضي فقد تيقن الكثيرون أن واشنطن سترد بقوة، ولكنها في نهاية المطاف لم ترد.. فماذا حدث؟

من خلال اجتماعات (مجدولة سلفاً) مع عدد من المسؤولين الأميركيين اتضح لي أن هناك جدلاً واسعاً في واشنطن حول طبيعة الرد الأميركي على التحرشات الإيرانية، وحول تنفيذ استراتيجية مواجهة إيران التي تم الإعلان عنها في بداية العام الماضي.

هناك من ناحية شبه إجماع بين الإدارة الأميركية وقادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي، والحد من تدخلاتها في المنطقة ودعم التنظيمات الإرهابية. وهو توجه شعبي أيضاً تدعمه مراكز الأبحاث والمؤسسة العسكرية، واستمرار للسياسات الأميركية منذ قيام الثورة في إيران ومناصبتها العداء للولايات المتحدة.

فالهدف الأميركي هو دفع إيران إلى أن تتصرف كدولة طبيعية في المنطقة، داخل حدودها، وإنهاء طموحها بالهيمنة على المنطقة، وأميركا تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال الضغط الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي، ودعوة إيران إلى التفاوض حول جميع القضايا التي تقلق واشنطن، وليس البرنامج النووي وحده.

ومع ثبات هذا المبدأ خلال فترة الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ 1979، تختلف وجهات النظر داخل المؤسسة الأميركية في الوقت الحاضر حول الأدوات والبرنامج الزمني لهذه المواجهة.

فهناك جناح مهم يقوده مستشار الأمن القومي جون بولتون وعدد من القيادات في الإدارة والكونغرس، يرى ضرورة الرد بقوة، عسكرياً، على كل عمل عدائي إيراني، لأن الردع الأميركي العسكري لن يكون فعالاً إذا ظل في المستوى النظري، في حين أن الرد السريع والقوي سيقنع طهران بأنها لن تستفيد شيئاً من تهديد الملاحة الدولية أو الهجمات المتكررة على دول المنطقة، وبالتالي ستجنح إلى التفاوض. وهناك بُعد آخر سياسي داخلي لهذا التوجه المتشدد، قد لا يعترف به المسؤولون صراحة، ولكنه أمر مألوف في الانتخابات الأميركية، حيث يحتاج الحزب الحاكم إلى إيقاف التحرشات الإيرانية، وتأكيد التفوق الأميركي، قبل أن يشتد وطيس الحملة الانتخابية، وقبل أن يتهمهم خصومهم السياسيون بالضعف أمام استفزازات إيران.

رجحت كفة هذا التوجه لساعات محدودة بعد إسقاط إيران لإحدى أفضل الطائرات المسيّرة الأميركية، وهي طائرة عملاقة (بحجم «بوينغ 747») تحتوي على تقنيات عالية في جمع المعلومات، لم يسبق لها أن وقعت في يد خصوم أميركا، وتوقع الكثيرون ضربة أميركية خاطفة، تُحيّد على الأقل قوات «الحرس الثوري» التي كانت مسؤولة عن إسقاط الطائرة. ومع أن الرئيس الأميركي يميل عادة إلى هذا الجناح المتشدد، إلا أنه في نهاية المطاف لم يأخذ برأيهم، بل أخذ برأي الجناح الآخر، الذي يرى التروّي، ويبدو أنه يعكس أغلبية داخل المؤسسة الأميركية في الوقت الحاضر.

هذا الجناح لا يقل عداءً لإيران، ولكنه يرى أن مواجهة إيران موضوع مصيري، يجب التعامل معه على المدى البعيد، وأن يتم إعداد العدة له بشكل مُحكم، دون الانسياق إلى مناوشات سريعة يجرها إليها عمداً «الحرس الثوري».

ويشيرون إلى أن سياسة «الضغط الأقصى» التي تبنتها أميركا العام الماضي قد بدأت في النجاح، حين ننظر إلى مؤشرات الاقتصاد الإيراني، وانخفاض صادرات إيران، والإيرادات الحكومية، وقدرة «الحرس الثوري» على الاستمرار في وتيرة تمويله لوكلائه في المنطقة. ويرون أن هذا النجاح هو ما دفع «الحرس الثوري» إلى تصعيد هجماته على الملاحة البحرية وعلى المملكة العربية السعودية. كان قرار الحكومة الأميركية في شهر أبريل (نيسان) 2019 بتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية ضربة في الصميم، دفع الحرس - وهو منظومة اقتصادية كبيرة كما هو منظمة أمنية وعسكرية - إلى المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز وإيقاف تصدير النفط من المنطقة. بل رأينا الجنرال حسين سلامي (قائد «الحرس الثوري» الجديد) يتباهى بإسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة كـ«رسالة واضحة وحازمة» موجهة إلى الولايات المتحدة، أي أنه كان أمراً مقصوداً، وذلك في الوقت نفسه الذي كان الرئيس ترمب يحاول التهدئة، ويقول إن الأمر ربما كان حادثاً غير مقصود. البُعد الانتخابي الأميركي ربما هو ما حسم الموقف هذه المرة، ودفع ترمب إلى التروي، فكل عمل عسكري أمر محفوف بالمخاطر، وكثيرون يتذكرون كيف فشل العمل العسكري في عهد كارتر، وأدى إلى خسارته الانتخابات وقتها لصالح ريغان الذي كان يتفاوض، من وراء ظهر الإدارة الأميركية، مع إيران لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين. وهذا ما يحدث هذه الأيام من قبل بعض أركان إدارة الرئيس ترمب. ولهذا يخشى هذا الجناح أن تكون للرد الأميركي تداعيات انتخابية سلبية.

ولكن على الرغم من هذه التعقيدات في الموقف الدولي، ستكون إيران مخطئة إن ظنت أن تردد ترمب هذه المرة يعني أنه لن ينتقم في المستقبل حينما تكون الظروف السياسية مواتية. والخطأ الأكبر هو الاعتقاد أن ثمة انقساماً في المؤسسة الأميركية بشأن التصدي لمحاولة إيران للهيمنة على المنطقة، من خلال الحصول على سلاح نووي، أو برنامج الصواريخ الباليستية، أو دعم التنظيمات الإرهابية والطائفية. فهناك إجماع أميركي على الاستمرار في ممارسة أقسى الضغوط على النظام الإيراني بكافة الوسائل - عدا الهجوم العسكري الشامل - لتغيير سلوكه.

ويمكن القول بأن ثمة توافقاً دولياً واضحاً لدفع إيران إلى طاولة المفاوضات، وتغيير سلوكها، لتصبح دولة طبيعية في المنطقة تعيش وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومتطلبات القانون الدولي. وإذا لم تنجح هذه الضغوط في تغيير سلوك إيران، فإن الإدارة الأميركية ستتمكن من إقناع مواطنيها وحلفائها بالحاجة إلى الرد العسكري الحاسم على الاستفزازات الإيرانية.

- الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية

 

أسوأ نصيحة

مشعل السديري/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

أصيبت الملكة البريطانية بحالة من الرعب الشديد، عندما علمت أنهم شاهدوا فأراً جائعاً يتجول في أرجاء المطابخ في قصر باكنغهام، وسارع العاملون في القصر باستدعاء فرق مكافحة القوارض، التي وصلت في أسرع وقت للتعامل مع الفأر، غير أنها أفادت بأن البلاد تتعرض لغزو من تلك الفئران وهي من فصيلة مختلفة لا يقتلها السم.وفارق النوم عين الملكة في تلك الليلة وعافت نفسها الأكل. وهم على يقين أنهم سوف يتخلصون من الفأر في القريب العاجل.

وعندما حكيت لأحدهم عن ذلك تنهد وقال: إنني أحسد ذلك الفأر، ولو أنني كنت في مكانه لما خرجت من مطابخ ذلك القصر البازخ.

من منّا لا يعرف «مجنون ليلى» – قيس بن الملوّح؟ أنا أعرفه جيداً، كان في يوم من الأيام مثلي الأعلى في الجنون لا في الحب، وأقرأ، بل وأحفظ الكثير من أشعاره، وما أكثر ما كنت أرددها عندما أختلي بنفسي في الليالي المقمرة.

هذا القيس كان يسير يوماً فشاهد كلب ليلى، فعرف كل منهما الآخر، فأخذ يتبع الكلب ليدله على مكان محبوبته، وفي طريقه مر بجماعة يصلون.

ولما رجع وجدهم قد انتهوا، فقالوا له مؤنّبين: لقد مررت بنا ونحن نصلي فلماذا لم تصلّ معنا؟!، فقال لهم: والله ما رأيتكم، ولو كنتم تحبون الله كما أحب ليلى لما رأيتموني.

كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وأنا بين يدي كلب ولم أرَكم، هيا أعيدوا صلاتكم يرحمكم الله. بعض الناس كـ«نزغة إبليس» والعياذ بالله، مثل أحدهم عندما شاهدته من بعيد جالساً في أحد المقاهي، حاولت أن أتحاشاه، غير أنه أخذ يناديني بأعلى صوته، ولكي لا ألفت الأنظار ذهبت إليه لكي أخرسه، وحلف عليّ إلا أن أجلس معه قليلاً، واستسلمت وأمري لله، وقبل أن أستوي في جلستي قال: أنصحك إذا شاهدت أي صديق من أصدقائك مع زوجته في السوق وأردت أن تنكد عليه، سلم عليه أولاً ثم قل له: إيه حكايتك كل يوم أنت مع واحدة مختلفة؟ وإذا أردته أن يلعن اليوم اللي شافك فيه، اقترب منه ووشوشه في أذنه بصوت مسموع وقل له: الحقيقة إن اللي كانت معك أمس أحلى من هذه «الشيفة العنيفة»... وبعدها شوف ردّة الفعل. عندها وقفت وخرجت، وأنا أرفع يدي عند رأسي وأحرك أصابعي الخمسة، علامة أنه مؤجِّر الطابق العلوي من نافوخه.

ولا أملك إلا أن أقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

 

إعادة إيران إلى الصندوق؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/29 حزيران/2019

مع بداية تنفيذ العقوبات الأميركية على إيران في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أكثر الذين عرفوا حجم المأزق الكبير الذي سيقع فيه النظام. لم يتردد يومها في الإعلان أن الولايات المتحدة وضعت يدها على عنق الاقتصاد الإيراني، وأنه لن يكون في وسع الدول الأوروبية أن تنقذ الاتفاق النووي، الذي عقد عام 2015. الآن وصلت مروحة العقوبات إلى رأس هذا النظام، عندما قرر الرئيس دونالد ترمب فرض عقوبات صارمة على المرشد علي خامنئي، و8 من كبار القادة العسكريين المتورطين في إسقاط طائرة الدرون، وطالت ظريف نفسه، ووصلت حتى إلى تجارة السجاد، ما دفع الرئيس حسن روحاني إلى القول إن واشنطن تكذب بشأن عرض إجراء مفاوضات، عندما تسعى إلى فرض عقوبات على وزير الخارجية، ولكأن أحداً لم يسمع أو يقرأ كلام خامنئي دائماً، عن رفضه المطلق للمفاوضات، واعتبارها نوعاً من السمّ الزعاف!

الجنرال روبرت آشلي، مدير الاستخبارات العسكرية الأميركية، يرى أن النظام الإيراني، الذي يختنق من العقوبات التي ستزيد من الضغط عليه، حاول ويحاول أن يخلق انعطافاً في الوضع، بهدف تغيير المسار الذي يحاصره الآن، وقال لشبكة «فوكس نيوز» إن الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط، وعلى مطار أبها السعودي، وإسقاط الطائرة الأميركية، هي مجرد خطة متدرجة يقوم بها النظام لتغيير الوضع الراهن، بما يعني محاولة خلق واقع جديد، يساعده في الإفلات من قبضة العقوبات!

من خلال هذا يبدو واضحاً، لماذا أمر ترمب بوقف العملية العسكرية رداً على إسقاط الطائرة، قبل 10 دقائق من تساقط القذائف على عدد محدد من الأهداف الإيرانية، وثمة من يرى هنا أن الرئيس ترمب استعار نظرية جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأسبق، الذي جعل سياسة أميركا الخارجية تقوم على صيغة «لوّح بعصا غليظة وتحدث بصوت خفيض»، وأكثر من هذا فإن العقوبات الجديدة التي يتخذها تباعاً، تأتي مقترنة بتصريحات تقترب من مغازلة النظام الإيراني، كالقول تكراراً مثلاً:

«إن العمل العسكري يبقى دائماً على الطاولة، ولكن في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي، فسأكون أفضل أصدقائهم، وسأدعم اقتصادهم المتعثّر ليصبحوا أمة منتجة ومزدهرة… وأعتقد أن إيران تريد التفاوض والتوصل إلى اتفاق».

صحيح أن هذا الكلام موجّه مباشرة إلى الرأي العام في إيران، الذي كان يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة قبل بدء العقوبات، وقد خرجت مظاهرات دائماً احتجاجاً على سياسات النظام، الذي ينفق موارده على تدخلاته الخارجية ودعمه لعدد من الميليشيات، أكثر مما ينفقه على الوضع الداخلي، ولعل هذا ما يدفع النظام بالتالي إلى ما تحدث عنه روبرت آشلي، أي البحث عن انعطاف لتغيير الوضع، دون الرضوخ لروزنامة واشنطن، أي التفاوض تحت الشروط الاثني عشر، التي سبق أن أعلنها وزير الخارجية مايك بومبيو!

ولكن؛ ماذا يملك النظام الإيراني سوى المراهنة على تقديم عروض نارية متلاحقة محاولاً الإيحاء لدول العالم أن العقوبات الأميركية هي التي تعرض الإمدادات النفطية العالمية جدياً للخطر؟ أولم يعلن حسن روحاني والمسؤولون في طهران تكراراً، أنه إذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فلن يستطيع أحد في المنطقة تصدير نفطه، وأنها مستعدة لإغلاق مضيق هرمز الحيوي وتهديد باب المندب؟

وهكذا تعرضت الناقلات في الفجيرة إلى الهجوم، ثم سقطت طائرات مسيرة على مضختي النفط في الرياض، ثم سقط الصاروخ على مطار أبها، وتكرر الأمر قبل أيام، وليس من يصدق أن الحوثيين عندهم التقنية اللازمة لتنفيذ هذه الاعتداءات، ثم تعرضت الناقلتان إلى الهجوم في بحر عُمان، وتعرضت 4 قواعد عسكرية أميركية ومجمع لشركات النفط العالمية في العراق إلى القصف، وحاولت طهران نفي مسؤوليتها عن هذا المسلسل من العمليات، للإيحاء ضمناً بأن أذرعها العسكرية في المنطقة قادرة على تهديد سلامة الإمدادات النفطية والوجود الأميركي، وهو ما سبق أن استدعى من ترمب إرسال حاملة الطائرات وقاذفات «بي 52» إلى المنطقة.

وعندما لم ينفع كل هذا أسقطت الطائرة الأميركية مباشرة، بعدما أعلنت أنها قادرة على إغراق السفن الأميركية بمن فيها، وعندها بدا واضحاً تماماً بالنسبة إلى عدد من المراقبين والخبراء، أن النظام الإيراني يحاول فعلاً أن يشتري حرباً لسببين...

أولاً لإعادة رصّ الصفوف الداخلية من حوله، في مراهنة واضحة على أن أي حرب ستدفع الرأي العام إلى تجاوز المعاناة الاقتصادية لدعم الكرامة الوطنية، وثانياً لأن أي حرب ستنتهي بتغيير في مسار الوضع الراهن الذي لم يعد يحتمل.

لكن المفاجأة جاءت من ترمب الذي رفض ابتلاع الطعم في اللحظة الأخيرة، رغم أن فريق الأمن القومي في البيت الأبيض أوصى بتوجيه ضربة انتقامية شديدة، وارتفعت أصوات متشددة في الكونغرس داعية إلى ردّ حاسم على إسقاط الطائرة، ويبدو أن رفض ترمب جاء لسببين أيضاً...

أولاً لأنه كان قد بدأ معركة تجديد ولايته، ولا يريد أن يبدأها بحرب خارجية طالما انتقدها، وخصوصاً أنها ستؤثر على سرعة النمو الاقتصادي الذي سجّله عهده حتى الآن، وثانياً لأنه أراد أن يحرم النظام الإيراني فرصة الحصول على حرب، لن تكون نتائجها في المحصلة أفضل من نتائج العقوبات التي تنهك طهران وتضعها على حافة الانهيار كما يقول الخبراء، رغم تأكيد النظام قدرته على تجاوز العقوبات والخروج منتصراً!

إذن قنابل العقوبات أقوى من قنابل الطائرات والمدمرات، وهذا ليس تحليلاً من عندي مثلاً، فها هو المبعوث الأميركي لإيران بريان هوك، يعلن يوم الثلاثاء الماضي من سلطنة عُمان، أن السلاح المفضّل لدى واشنطن هو العقوبات الاقتصادية في مواجهة الاستفزازات الإيرانية، وأن هذه الطريقة أثبتت جدواها، بدليل تصاعد الأزمة الاقتصادية في إيران وتراجع حجم تمويل طهران لأذرعها العسكرية في المنطقة!

ما يحصل الآن هو تراشق بالتهم والسخرية بين الطرفين، فمن جهة يقول روحاني إن البيت الأبيض متخلّف، وفيه عطب فكري، في حين تتحلى إيران بالصبر الاستراتيجي ولا تخشى شيئاً، وإن العقوبات الأخيرة التي فرضها ترمب على خامنئي والقادة العسكريين أغلقت بشكل دائم طريق الدبلوماسية بين البلدين، ولكأن طهران كانت موافقة أصلاً على التفاوض.

ومن جهة ثانية، وهي الأهم، تأتي تلميحات معاكسة، وردت على لسان حسام الدين أشنا مستشار روحاني، الذي أشار إلى احتمال قبول طهران بتقديم تنازلات مقابل ضمانات دولية وحوافز: «إذا أرادوا شيئاً يتجاوز الاتفاق النووي، فعليهم تقديم شيء يتجاوزه مع وجود ضمانات دولية»، في حين كرر روحاني القول إننا لا نسعى إلى حروب مع أي دولة، حتى مع الولايات المتحدة. لكن ترمب، يقول بما يشبه التهكم: «طلبُنا من إيران بسيطٌ جداً؛ لا أسلحة نووية ولا مزيد من تمويل ورعاية الإرهاب، ولا تدخل في شؤون الدول الأخرى، ووقف السياسات المزعزعة للاستقرار»، وهو ما يعني عملياً بالنسبة إلى المراقبين «خطة صريحة وواضحة لإعادة إيران إلى الصندوق». وعلى خلفية قرار مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، شجب الهجمات على الناقلات، ووصفها بأنها تهديد للسلام والأمن الدوليين، كشف مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن واشنطن تعكف على بناء تحالف دولي مع شركائها، لحماية ممرات الشحن في الخليج، وأن المشروع يتعلّق بالردع الاستباقي، لأن الإيرانيين يريدون فعل ما يحلو لهم، ثم القول إنهم لم يفعلوه!

 

روسيا "قوة ستاتيكو" وأميركا "قوة تغيير" وليس أمراً قليل الدلالات عقد لقاء ثلاثي في القدس بين مستشاري الأمن القومي في أميركا وروسيا وإسرائيل

 رفيق خوري/الإنديبندت العربية/29 حزيران/2019

المشهد المتحرك، من القدس إلى أوساكا وكل جغرافية الأزمات والتسويات، معبّر جداً. والانطباع السائد، في الشكل، هو أن الصورة تبدلت في العالم وعلى قمته: النسر الأميركي شاخ وتعب. الدب الروسي صار رشيقًا سريع الحركة. والتنين الصيني خرج من البر إلى المحيطات والبحار حاملاً تريليون دولار لمشروع "طريق واحد، حزام واحد". لكن الواقع، في المحتوى، داخل كل من أميركا وروسيا والصين وفي العالم أشد تعقيداً من هذا الانطباع. وليس أمراً قليل الدلالات عقد لقاء ثلاثي في القدس بين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، ورئيس مجلس الأمن القومي في إسرائيل مائير بن شبات. لا بل أن تصبح السابقة مرشحة للتكرار وإطلاق "قناة حوار جديدة" حول الملف السوري والوجود الإيراني في سوريا، كما أوحت موسكو. فالغامض، حتى إشعار آخر، هو نوع "الاتفاقات" التي قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه تم التوصل إليها في شأن سوريا. والمؤكد الوحيد هو التلاقي الأميركي- الروسي على "ضمان أمن إسرائيل"، بحيث بدا باتروشيف كأنه بولتون، وهو يؤكد اهتمام موسكو الخاص "بضمان أمن إسرائيل الذي هو مصلحة خاصة لنا بحكم وجود نحو مليونين من مواطنينا في إسرائيل التي تدعمنا في قنوات عديدة بما فيها الأمم المتحدة". فضلاً عن مفاخرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن اللقاء الثلاثي هو "إنجاز" له جعل إسرائيل في موقع الشريك لقوتين عظميَين بالنسبة إلى البحث في الوضع السوري والدور الإيراني. أما الخلافات، فإنها واسعة وعلى أمور كثيرة إستراتيجية وجيوسياسية واقتصادية. وهي تشمل ما هو أبعد من المقدمة المرفوعة من لقاء القدس إلى القمة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في أوساكا على هامش قمة الـ 20، من المطالب الأميركية والإسرائيلية بإخراج إيران وحلفائها من سوريا، إذ ترى موسكو في طهران "حليفاً وشريكاً في محاربة الإرهاب"، إلى مطالبة روسيا أميركا وأوروبا بدعم "الرؤية الروسية لمستقبل سوريا" والإسهام في إعادة إعمارها، وما سماه باتروشيف "الكف عن استخدام سوريا حلبة للصراع".

وفي العلن، فإن الرئيس فلاديمير بوتين ردّ على الأحاديث عن "صفقة" مع أميركا حول إيران وسوريا بالقول إن "روسيا لا تتاجر بمبادئها وحلفائها، والممكن هو التفاوض على حل بعض المشاكل". وهذا ما ألمح إليه باتروشيف بالحديث عن إمكان "عدم حصول حلفاء إيران على أسلحة متطورة". أما في السر وأحاديث "الكواليس، فالله أعلم. لكن الواضح أن الظروف لم تنضج بعد للتوصل إلى تسوية واسعة بين واشنطن وموسكو حول العلاقات الثنائية والخلافات حول أوكرانيا وفنزويلا وسوريا وإيران وأماكن أخرى. واحتمالات التسويات الجزئية محدودة.

ذلك أن العنوان العام لسياسة روسيا في ظل بوتين هو ما قال مسؤول روسي في جلسات خاصة إنه "زرع الشوك على طريق أميركا". من مجلس الأمن إلى ساحات النزاعات الجيوسياسية. لماذا؟ لما تسميه واشنطن "الانتقام" كسياسة بلورها بوتين وما تسميه موسكو الرد على "إذلال الغرب لها" بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وما يراه الخبراء حرصاً روسيا على استعادة دور القوة العظمى عالمياً ودفع واشنطن إلى التسليم بتعدّد الأقطاب و"الشراكة" الروسية في إدارة النظام العالمي والأنظمة الإقليمية. وبهذا المعنى، فإن روسيا هي "محور الممانعة" الأساسي.

الخطر الإيراني الأكبر… السلاح النووي أو المشروع الإمبراطوري؟

وليس سراً أن الأدوار انقلبت بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي. خلال الحرب الباردة كان الاتحاد السوفياتي "قوة تغيير" في العالم بوصفه "القلعة الاشتراكية" التي تدعم الثورات في كل مكان وخصوصاً ضد الأنظمة الموالية لأميركا والغرب. وكانت أميركا "قوة ستاتيكو" للحفاظ على الأوضاع القائمة ومقاومة الثورات، ودعم الانقلابات العسكرية لضمان مصالحها، كما فعلت في تشيلي وبلدان عدة في أميركا اللاتينية والعالم. المشهد اليوم هو العكس. أميركا تلعب دور "قوة تغيير". وباستثناء ما فعلته في أوكرانيا وجورجيا، فإن روسيا تلعب دور "قوة ستاتيكو". أميركا دعمت "الثورات الملونة" في أوروبا الشرقية، والثورة في أوكرانيا على الرئيس الموالي للروس، والحراك الشعبي في فنزويلا ضد الرئيس نيكولاس مادورو. وهي دعمت بقوة، وهناك من يتهمها بأنها خلقت، ثورات ما سمي "الربيع العربي" وراهنت على تحرك "الإسلام السياسي" بقيادة الإخوان المسلمين: من تونس وليبيا ومصر إلى سوريا والعراق واليمن والسودان والجزائر. أما روسيا، فإنها وقفت إلى جانب الأوضاع القائمة وتدخلت عسكريًا في سوريا للحفاظ على النظام. وهي واجهت كل تحرك أميركي في مجلس الأمن بالڤيتو مع الصين. وكان حرصها كبيراً على منع أي تغيير بحجة الحفاظ على الاستقرار. أقل ما قاله محلل عسكري روسي هو أن "محاربة أية ثورة ملونة مبدأ أساسي في موسكو". وأبسط ما رآه المحلل الروسي المعارض

 ألكسندر موروزوف هو أن "الكرملين يصر على أنه لا يمكن إسقاط أية حكومة سياسية، ولو كانت غير فعالة، حتى على أيدي مواطنيها".روسيا اليوم عملاق عسكري وقزم اقتصادي، وهي تفتقر إلى ما كان لدى الاتحاد السوفياتي من "قوة ناعمة" وجاذبية أيديولوجية يسارية إلى جانب "القوة الصلبة". إذ حكمها سلطوي في ثياب انتخابية، واقتصادها رأسمالي تسيطر عليه شلة من أصدقاء الكرملين. لكن قوى اليسار في العالم وقوى الإسلام السياسي بالطبعة السنية والطبعة الشيعية تصطف وراء روسيا وتطالبها بأدوار أكبر لمجرد أنها تقول لا لأميركا، ولو لدفعها إلى قبول الشراكة. وأكثر ما يساعدها هو انحدار أميركا على يد ترامب الذي يزرع الأزمات مع الحلفاء ويحلم بالتسويات مع الخصوم.

 

إحراج لبرهم صالح وعادل عبدالمهدي: ميليشيا عراقية استهدفت السعودية

صحيفة العرب/30 حزيران/2019

بغداد - باتت سياسة النأي بالنفس، التي يرفعها المسؤولون العراقيون في العلاقة بالتوتّر بين الولايات المتحدة وإيران، في وضع صعب بعد معلومات أميركية جديدة بأن الهجوم الذي استهدف منشآت نفط سعودية في مايو الماضي لم يتم تنفيذه من اليمن بل من العراق، وهو ما يعيد الدور الذي تلعبه الميليشيات الموالية لإيران إلى دائرة الضوء. وتضع هذه المعطيات الجديدة الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي في موقف حرج، خاصة أنهما يقودان حملة لتأكيد أن العراق طرف محايد، ومستعد للوساطة بين طهران وواشنطن، وأن جميع مكوناته ملتزمة بسياسة النأي بالنفس.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن الهجوم بطائرات مسيرة على منشآت نفط سعودية منتصف مايو الماضي كان مصدره جنوب العراق وليس اليمن، وأن ذلك يشير على الأرجح إلى ميليشيات مدعومة من إيران. وكانت السعودية اتهمت إيران بشكل مباشر بالتورط في الهجوم الذي تبناه الحوثيون. واتهم الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي إيران، الخميس، بإصدار الأوامر بشن الهجوم بطائرات مسيرة مسلحة على محطتين لضخ النفط في المملكة. وقال الأمير خالد على تويتر إن هجوم الحوثيين على محطتي ضخ تابعتين لشركة أرامكو يؤكد أن الجماعة “ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة”. وأضاف “ما يقوم به الحوثيون من أعمال إرهابية بأوامر عليا من طهران، يضعون به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية”. ولم يكن مفاجئا أن تتولى مجاميع شيعية مسلحة استهداف السعودية أو مواقع أميركية في العراق، خاصة أن إيران كشفت علنا أنها قادرة على تحريك وكلائها في المنطقة لو يتم استهدافها، وأن هجمات الحوثيين على مطار مدني سعودي، وكذلك استهداف ناقلات النفط في خليج عدن، كلها رسائل تؤكد أن ما يجري تم ترتيبه في طهران وبأوامر عليا.

وكان واضحا من البداية أن الميليشيات العراقية المحسوبة على إيران تضع نفسها في قلب المعركة، وهو ما كشفته هجمات صاروخية مجهولة المصدر استهدفت منذ أسبوعين مصالح أميركية في العراق، ولم تتبنها أي جهة، وإن كانت أطلقت من مناطق تسيطر عليها تلك الميليشيات. وسقط عدد من الصواريخ على قاعدة بلد (شمال بغداد)، تلاها هجوم على معسكر التاجي وبعدها هجوم على مركز لقيادة العمليات العسكرية في الموصل، وجميع المواقع التي فيها قوات أميركية ومعدات عسكرية. وقال عادل عبدالمهدي الذي يحاول أن يبدو في موقع قوة إنه “منع عمل أي قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج إطار القوات المسلحة العراقية”. وأكد للصحافيين خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أنه “لا يمكننا السماح لهذا بالاستمرار”. لكن مراقبين عراقيين يقولون إن عبدالمهدي لا يقدر على التحكم بأي شكل في أنشطة المجاميع المسلحة التي تمتلك نفوذا أكبر من نفوذه، خاصة بعد أن أصبح الحشد الشعبي جزءا من المنظومة العسكرية للعراق، وأن تصريحاته تصب في خانة استقطاب الأضواء. وكان رئيس الحكومة العراقية أكد في أكثر من مرة عدم وجود أي طرف عراقي مشترك بالعملية السياسية يريد دفع الأمور نحو الحرب، وأن العراق ليس مخيرا في مسألة النأي بالنفس، “ولا نسمح بأن تكون أرض العراق ساحة حرب أو منطلقا لها ضد أي دولة”.

كما تعهد بأن يرسل “وفودا إلى طهران وواشنطن من أجل دفع الأمور إلى التهدئة لما فيه مصلحة العراق وشعبه أولا والمنطقة بشكل عام”. والأمر نفسه ينطبق على الرئيس برهم صالح الذي سعى خلال زيارته الأخيرة إلى تبديد مخاوف غربية من نفوذ الميليشيات، مشددا على أنّ بلاده لا تريد “التورط” في صراع جديد في الشرق الأوسط. وقال الرئيس العراقي في كلمة ألقاها في معهد “شاتام هاوس في لندن على هامش زيارته للمملكة المتحدة، “عاصرنا أربعة عقود من الاضطرابات. لا نريد إيجاد أنفسنا متورطين في حرب جديدة”. ورفض برهم صالح أن يشكّل بلده “ساحة حرب بالوكالة” في وقت يستعر التوتر بين واشنطن وطهران. وقال “نطلب من الجميع الهدوء.. لا نملك ترف حرب أخرى”.

وشرح الرئيس العراقي أنّ من “مصلحة بلادنا الحفاظ على علاقات طيّبة مع إيران”، بينما تُعدّ من جهة أخرى “الولايات المتحدة شريكا مهما جدا للعراق”. ورغم مساعي المسؤولين العراقيين للظهور بمظهر الحياد، وأن العراق يتحرك بعيدا عن الفلك الإيراني إلا أن تقارير مختلفة تقول العكس، وأن إدارة الرئيس الأميركي سبق أن وضعت هؤلاء المسؤولين أمام حقائق صادمة بشأن النفوذ الإيراني، وخطط الميليشيات الحليفة لاستهداف الوجود الأميركي في العراق. وكانت صحيفة “العرب” كشفت في عدد سابق أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قدم لكل من برهم صالح وعادل عبدالمهدي، خلال زيارة سرية قام بها للعراق في الأسبوع الأول من مايو الماضي، أدلة استخبارية تشير إلى تخطيط مجموعة عراقية على صلة بإيران لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية شمال بغداد، وآخر غربها. وشملت المعلومات الاستخبارية أيضا “خططا تتعلق بمهاجمة مبنى السفارة الأميركية في بغداد عبر صواريخ قصيرة المدى”، فضلا عن “خطط إيرانية جدية لإغلاق مضيق هرمز. وعقب انتهاء مباحثاته مع صالح وعبدالمهدي، أبلغ بومبيو الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته، بأنه بحث مع المسؤولين العراقيين “أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم”، مشيرا إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”. وأقر بأنه أطلع المسؤولين العراقيين “على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه (من إيران)”، فضلا عن إعطائهم “خلفية أكثر قليلا حول ذلك حتى يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

التقدمي: غرف مخابراتية تنتج روايات هابطة للتشويش على رئيس الحزب

وطنية - السبت 29 حزيران 2019

جاءنا من مفوضية الإعلام في "الحزب التقدمي الإشتراكي"، ما يلي: "كم هي فاشلة تلك الغرف المخابراتية السوداء التي تنتج روايات هابطة من نسج الخيال، تعكس المستويات الهابطة لمطلقيها وتخبطهم في السعي لإنتاج مقالات لا تمت للحقيقة بصلة، ولا تعدو كونها محاولات بائسة للتشويش على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ومواقفه ودوره وموقعه. وآخر هذه الإبداعات السيئة ما نقل عن موقع وهمي يدعى "الجولان نيوز" وتناقلته مواقع معروفة الأهداف والمرامي ومصادر التشغيل والتمويل، وهي تفضح مستويات محركيها، وتنتج روايات فاشلة بالشكل والمضمون بكل ما للكلمة من معنى. فهنيئا لهؤلاء الكتبة تقاريرهم، وهنيئا لتلك المواقع هبوطها الأخلاقي والسياسي والإعلامي".

 

قاسم: لبنان يمتلك القوة لقول لا للتوطين ولن تنفع فزاعة الوضع الاقتصادي لتسويقه

وطنية - السبت 29 حزيران 2019

اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها خلال التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان اليوم، أن "الاستقرار الأمني في لبنان، الذي نراه مستمرا منذ سنوات، مدين للاستقرار السياسي، والاستقرار السياسي مدين لنجاح ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، جنوبا وشرقا، من خلال طرد العدوان الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000، والتصدي له سنة 2006، وإلحاق الهزيمة الكبرى بهذا العدو الإسرائيلي من بوابة لبنان الجنوبي، وكذلك النجاح الكبير الذي حصل في الجهة الشرقية من منطقة البقاع، وما جاورها في مواجهة الإمارات التكفيرية سنة 2017، دعم كبير لثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى استقرار أمني وسياسي في هذا البلد، على الرغم من أن إسرائيل والتكفيريين، ترعاهما أميركا، وكان لها أهداف مختلفة، لكن لم تتمكن من تحقيق ما تريد، بسبب الإرادة اللبنانية القوية، التي قالت لا بالفم وفي الميدان، فنجحت بحمد الله تعالى".

وقال: "ليكن واضحا، أميركا غير مؤتمنة على مصالح الشعوب وإدارتها لا مصداقية لها، وإذا أردنا أن ندخل أكبر كاذب في العالم إلى موسوعة غينيس يكون أميركا، وأكبر مجرم عالمي يكون أميركا، وأكبر مخادع يتكلم شيئا ويفعل أشياء أخرى هو أميركا، أميركا هذه لا مصداقية لها وهي منحازة بالكامل لإسرائيل وهي سبب كل الأزمات في المنطقة، فتشوا عن الأزمات واحدة واحدة ستجدوا أن وراءها أميركا، علينا لن ألا نمكنها سياسيا في منطقتنا، وأن نزيد من هزائم مشاريعها المتلاحقة، وأن نعلم أنها ليست مطلقة اليد لتفعل ما تريد، فالمقاومة في منطقتنا يقظة وجاهزة وقادرة على أن تهزم مشاريع أميركا، كما هزمت عدة مشاريع لأميركا في منطقتنا".

أضاف: "الأمر الثاني، العالم لا يحترم أصحاب الحق الضعفاء، لا تعذبوا أنفسكم وتقولوا أنكم أصحاب حق، إن لم تكن قويا لن تحصل على حقك، يجب أن نكون دائما أقوياء لنحافظ على أرضنا واستقلالنا، ولنحمي خياراتنا وأجيالنا، ليست أميركا ولا إسرائيل من يقرر حجم القوة، التي يجب أن نمتلكها لندافع عن حقنا، ولا شكل هذه القوة، ولا أدوات هذه القوة، سنبني قوتنا إلى الحد الأقصى، الذي نستطيعه لندافع عن خياراتنا. نحن لم نحصل على استقلال موصوف وسيادة موصوفة في لبنان، لولا القوة، ولو لم نراكم قوتنا لما استطعنا أن نهزم إسرائيل والتكفيريين، وأقول لكم سنراكم قوتنا أكثر فأكثر، من غير حد ولا ضوابط، لأننا نعتقد أن قوتنا هي التي تحمي خياراتنا، ولا نعتمد لا على أميركا ولا على الأمم المتحدة ولا على الكذب الموصوف دوليا، عندما يأتون بالخيارات التي تسمى سلمية، وهي تخفي قهرنا وإذلالنا وإذلال منطقتنا".

وتابع: "ثالثا، صفقة القرن هي قرار بإلغاء فلسطين، ومن مؤشراتها نقل القدس إلى إسرائيل، ومن مؤشراتها نقل الجولان إلى إسرائيل، بحسب الرأي الأميركي، ومن خفاياها نقل أراض كثيرة من الضفة الغربية إلى الكيان الإسرائيلي، صفقة القرن هذه هي صفقة سلب الأراضي الفلسطينية وتشريع الاحتلال الإسرائيلي، وهي سواء أكانت واضحة عند الأميركيين لأنه يوجد رأي أن الأميركيين لا يعرفون خطوات صفقة القرن، إنما لديهم بعض المؤشرات، ويبحثون ما هي التطورات المناسبة، حسب ما يرون الخذلان الموجود والتقدم ميدانيا، أو كانت معروفة لديهم، صفقة القرن هي إملاءات على الفلسطينيين لمصلحة إسرائيل، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا، ولا مكان لها مع وجود الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاومة، ونحن نؤمن أن لا حل إلا بالمقاومة المستمرة عسكريا وبكل أشكال المقاومة، وإن شاء الله ستشهد الأيام والسنوات القادمة انتصارات حقيقية لمصلحة فلسطين وعودة فلسطين".

وأردف: "الأمر الرابع، انعقد مؤتمر البحرين تحت عنوان المسار الاقتصادي هو الطريق إلى السلم وإلى الحل السياسي، المخزي أن الشكل الاقتصادي هزيل جدا، فضلا عن أفكاره ونتائجه، تصورا أنهم أعلنوا عن 50 مليارا بعنوان فلسطين، ولكن منها للبنان وللأردن ولمصر، يبقى لفلسطين 27 مليارا و500 مليون، قسم يصل إلى أكثر من النصف هو قروض وشركات خاصة، وهي موزعة على عشر سنوات، حتى الثمن بخس ولا يساوي شيئا، علما أنه لو كانت الأموال 500 مليار و5000 مليار وبالترليونات لا يمكن أن نبيع فلسطين بأموال الدنيا، ولا يمكن أن يكون لمؤتمر البحرين خطوة على طريق بيع فلسطين.

مؤتمر البحرين فاشل من لحظة الانعقاد، لأنه لا يوجد فيه فلسطيني واحد، كل الفلسطينيين على اختلاف قناعاتهم أجمعوا على رفض هذا المؤتمر، فمع الموقف الفلسطيني المشرف والموحد يكون مؤتمر البحرين مؤتمرا فاشلا، وسأقول لكم أمرا قد تستغربونه، لقد أرى مؤتمر البحرين الفلسطينيين كل الكذابين من دول الخليج والعرب الذين كانوا يعدونهم بأن يقفوا إلى جانبهم، فأصبح الفلسطينيون واثقين بأن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا معهم لاستعادة فلسطين، وأصبحوا مقتنعين تماما أن فلسطين تحرر بمعزل عن هؤلاء، على الأقل لم يعودوا قادرين على أن يلعبوا بالقضية الفلسطينية، لأن خيانتهم انكشفت وانفضحت أمام جميع العالم، مهما كانت الأدوات التي يستخدمونها والقدرات التي يتحدثون عنها".

وأكمل: "الأمر الخامس، يتحدثون دائما عن مشروع التوطين في لبنان، وأقول لكم إن مشروع التوطين في لبنان انتهى منذ زمن، بالضربة القاضية، من خلال ثلاثة أمور. انتهى مع التحرير الأول في الجنوب، ومع التحرير الثاني في البقاع، ومع لبنان القوي بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لم يعد هناك محل للتوطين في لبنان، لأن جميع اللبنانيين ضد التوطين، ولأن لبنان أصبح يمتلك القوة، التي يقول من خلالها لا للتوطين، لم تعد لا أميركا ولا غير أميركا تستطيع أن تعطي إملاءات سياسية على لبنان فهذا انتهى، ولن تنفع فزاعة الوضع الاقتصادي لتسويق التوطين، لأننا سنعمل على الحلول الاقتصادية والمالية الناجحة تحت سقف السياسة غير المنقوصة، ولن نقبل بأي حل أو دعم مشروط بالتوطين أو بمقدماته، انتهى التوطين في لبنان الآن وفي المستقبل، وبالتالي لا يمكن أن يكون جزءا من الحل، مهما كانت الإغراءات. نحن قوم لا تغرينا أموالهم ولا تخيفنا تهديداتهم، ونحن قوم قاومنا وفزنا وسنقاوم ونفوز، وعلى الجميع أن يعلم بأن الفلسطينيين لهم أرض في فلسطين، من حقهم أن يعودوا إليها، وسنساعدهم على العودة وهم يريدون ذلك، ولن يكون هناك بديل عن عودة الفلسطينيين إلى بلدهم من بوابة لبنان والبوابات الأخرى إن شاء الله تعالى".

وختم "النقطة الأخيرة، نحن نناقش الموازنة تحت سقف مصلحة الناس، لذلك رفضنا الحسم من الرواتب والحمدلله انتهى هذا الأمر، ورفضنا ضريبة ال 2% على المستوردات وهذا أيضا انتهى إن شاء الله، لمصلحة حلول أخرى، ورفضنا مجموعة من الضرائب التي لا معنى لها وأيضا انتهت، سنتابع من أجل أن تكون الموازنة معقولة ومناسبة في النهاية، هذه الموازنة محطة، وليست الحل النهائي. نحن سنعمل كحزب الله، لنتعاون مع الآخرين على موازنة الممكن، وليس الموازنة المشروطة ولا المفروضة من الآخرين، لأن مصلحة شعبنا اللبناني هي أولا قبل أي مصلحة أخرى".

 

جعجع: الرئيسان عون والحريري والحكومة مجتمعة مطالبون بإبلاغ حزب الله بضرورة تطبيق سياسة النأي بالنفس أكثر من أي وقت مضى

وطنية - السبت 29 حزيران 2019

اعتبر رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "البعض يتطلع إلى مهرجانات الأرز على أنها النافذة للتنفس من الأزمات"، واصفا اياها ب"مدماك الجمهورية القوية".

وحيا جعجع، في حديث عبر "MTV"، النائبة ستريدا جعجع لأنها "تمكنت ونوابنا الآخرون من تحويل المنطقة إلى جمهورية قوية، وهذه المنطقة عينة عن مشروعنا السياسي في لبنان ككل". ولفت الى أن "قضاء بشري هو العينة عن الجمهورية القوية التي هي مشروع حزب القوات ككل".

وعن عنوان مهرجانات الارز الذي حمل اسم "النضال" هذا العام، قال: "موضوع النضال عند حزب القوات اللبنانية هو الخبز اليومي، وهدفنا ليس أخذ مكاسب سياسية، المواطن اللبناني يناضل يوميا للعيش في لبنان، لكن بما يتعلق بمهرجانات الأرز، النائبة جعجع تحرص دائما على أن يكون للمهرجان رسالة معينة لا أن يكون مجرد مهرجان اعتيادي".

وشدد على أن "المهرجانات هي لكل لبنان وكل العناوين التي اختيرت حتى اليوم هي عناوين شاملة لا تنحصر بفئة معينة من اللبنانيين، وهذا بعد من الابعاد السياسية الأساسية لمهرجانات الأرز الدولية التي تنفذ ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان بأنه رسالة". وأكد أن "هذه الأرض أرضنا وهنا ناضل جدودنا، واهالينا كافحوا على مر مئات السنوات، فلا نستطيع نحن ان نتراخى اليوم قبل تحقيق الجمهورية القوية".

وقال إنه تلقى "رسائل تهنئة عدة السنة الماضية من زعماء في الخارج"، مضيفا: "مهرجانات الأرز بدأت استكمالا للمهرجانات التي بدأت في الستينات، لكن ما آلت إليه اليوم جعل منها مهرجانات دولية. القاعدة هي الصورة التي تعطيها مهرجانات الأرز، وكل ما يعشيه المواطن ويمر به من أزمات هو استثناء".

وتابع: "إن عمل لجنة المهرجات عبارة عن ورشة عمل متواصلة على مدى 12 شهرا وأنا لا اتدخل في تفاصيل العمل لان هذا الأمر تخصصي بامتياز. وهناك مجموعة منكبة على المهرجانات وتدخلي يكون عبارة عن رأيٍ فقط لا غير، لكن القرار النهائي يعود للجنة المهرجانات. الدور الأساسي هو للنائبة جعجع التي تتابع عمل اللجان ساعة بساعة".

وقال: "لم أكن أعرف الفنان أندريا بوتشلي قبل طرح اسمه في اللجنة، أحب الفن لكن على قدر ما يسمح لي وقتي. ولأن الليلة الأولى هي لفنان عالمي، رأت اللجنة أن هناك ضرورة أن تكون الليلة الثانية لبنانية بامتياز، وأرادتها هذه السنة أن تكون فكاهية".

وفي هذا السياق، قال جعجع ممازحا: "بعض السياسيين ينجحون بإضحاكي عندما يتكلمون عن الفساد، وشر البلية ما يضحك، لا يستطيع السياسي أن يتكلم 180 درجة خلافا للحقيقة".

وعن غابة الأرز، قال: "بعض شجرات الأرز عمرها مئات السنوات، إلى جانب هذه الغابة مئات الأرزات تنمو ولكن الأرز يحتاج إلى سنوات طويلة ليكبر، بعض الناس تعبت لتنمو هذه الأشجار، وممن تعب في غابة الأرز هو الأستاذ يوسف طوق ومعزته خاصة، وتحية له ولكل الشباب الذين عملوا كي تذكرنا الأجيال بالخير كما نحن نذكر الذين سبقونا بالخير".

على صعيد آخر، أشار جعجع إلى أن "الدويلة لها نهاية، لا شيء يبقى على حاله، فجيش نظام الأسد مثلا، والذي كان منتشرا على كامل الاراضي اللبنانية، ومارس على اللبنانيين شتى هواياته، انتهى في نهاية المطاف في العام 2005، ولكل حالة ظروف وأحداث كبيرة، علينا فقط ان نبقى صامدين لإظهار حقيقة الشعب اللبناني وصموده".

وعن زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بشري، لفت جعجع إلى أن "مقام مار الياس في حدشيت ضخم في المنطقة، وأرض المزار كبيرة وواسعة، لذلك كنا بحاجة إلى ميكروسكوب لرؤية الحضور، شو الله جابرو يبهدل حالو، قضاء بشري يستقبل الزوار الذين يجب أن يستقبلهم".

وأشار إلى أن "أكثر ما عمل عليه نواب بشري، تحديدا النائبة جعجع، كان موضوع تصريف التفاح، وقد كانت النائبة جعجع مستعدة للقفز الى المجهول لتصريف المنتوجات، الطبيعة هذه السنة ضربت موسم التفاح ومنذ اللحظة الاولى يحاول نائبا القوات في بشري مساعدة الأهالي".

وعن التسوية الرئاسية، اعتبر انها "لا تحتاج إلى صلابة بل إلى حسابات، ومن لديه اقتراح عملي بديل فليتقدم به، ولم أندم يوما على هذه التسوية".

وفي موضوع الموازنة، قال: "انا كمواطن لبناني وكمسؤول سياسي اواكب الاحداث السياسية، امضينا أكثر من 3 أشهر على الموازنة، ووضعنا يحتاج إلى أكثر بكثير مما هو مطروح اليوم فيها. من البدء كنا واضحين أننا نريد مناقشة كل بند من بنودها، وفي نهاية المطاف تركنا لأنفسنا حرية الموافقة، أو عدمها، على الموازنة ككل".

أضاف: "بعض الكتل الوزارية والنيابية الكبيرة أمضت اول 3 أشهر تحاول منع تمثيل القوات في الحكومة، بعض الكتل همها تمثيلها فقط، كما يحصل اليوم في موضوع تعيينات المجلس الدستوري التي تنتظر في مجلس الوزراء".

وقال إن "رئيس الحكومة سعد الحريري والتقدمي الاشتراكي وحركة أمل لا مانع لديهم باعتماد آلية، والقوات اللبنانية تنادي منذ اليوم الأول بهذه الآلية، والأمر عند رئيس الجمهورية ميشال عون"، سائلا "لماذا الوزير باسيل لا يريد اعتماد آلية؟".

وعن لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد أنه "ليس مستبعدا، اذا كان الوضع مناسبا، وهناك امور وملفات تتطلب المعالجة".

وعن خلاف "المستقبل" و"الاشتراكي"، شدد على أن "الطرفين ليسا بحاجة إلى وساطة مني لحلحة الأمور".

اما عن النأي بالنفس، فأكد أن "الرئيسين عون والحريري، والحكومة مجتمعة، مطالبين بإبلاغ حزب الله بضرورة تطبيق سياسية النأي بالنفس أكثر من أي وقت مضى، لأنه من غير المقبول أن يجر حزب، لبنان بأكمله إلى المجهول". وأضاف: "لا يحق لأحد ان يتلاعب بمصير الآخرين كما يريد، السلطات الدستورية يجب أن تقف أمام مسؤولياتها في هذا الموضوع".

وقال: "أي عمل يقوم به الانسان، إن كان هدافا ساميا يتحول إلى صلاة. في الحرب وجد من هم قطاع طرق ومن استغل ظروف الحرب بطريقة سيئة، ولكن هناك من كان مؤمنا بقضية سامية، ووجود جيش الأسد في لبنان منع تصويب بعض الأمور ما سمح لبعض المدعين بأن يشكر الله بان أيديه لم تتلطخ بالدماء، على حد تعبيرهم".

أضاف: "أكبر خائن من رأى ما تعرض له لبنان في الحرب ولم يحرك ساكنا، بعض الوجوه الصفراء تتكلم عن النضال في حين أنها تفاخر بأنها ذهبت إلى فرنسا في عز الحرب اللبنانية معطية نظريات عن التعامل مع الظروف السيئة التي يعيشها اللبنانيون في لبنان. من حمل السلاح كان مؤمنا بقضية، خلافا لمن حمل السلاح مستغلا ظروف الحرب، لذلك اتصلت بكارين زرق الله وهنأتها على مسلسلها "انتي مين" الذي عرض في شهر رمضان".

إلى ذلك، أشار جعجع إلى أن "أداء وزيرة الداخلية ريا الحسن ووزيرة الطاقة ندى بستاني لفته مرات عدة، ووزراء القوات يواكبون العمل الوزاري عن كثب".

ووجه، من جديد، تحية "للنائبة جعجع التي تعطي أفضل عينة ممكنة عن الجمهورية القوية التي نسعى إليها". وتمنى على "اللبنانيين إن كانوا يريدون الوصول إلى الجمهورية القوية ان ينظروا إلى منطقة بشري"، مشيرا إلى أن "اتحاد بلديات بشري بالقضاء جزء لا يتجزأ من مهرجانات بشري، وشكر كبير لرئيس الاتحاد والبلديات ككل".

في سياق آخر، قال جعجع: "بدنا نعض عالجرح، ولا بد أن نصل إلى أيام أفضل، ويجب أن نحسم خياراتنا في الانتخابات النيابية المقبلة، وكل ما كان الوضع أصعب كل ما احتجنا إلى عزيمة أكبر للخروج منه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29 و 30 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

الياس بجاني/29 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76223/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%86%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%a7-%d9%84/

 

 

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 28 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76192/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-407/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 28/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76190/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-28-2019/