LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد. لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ. ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم وضعهم في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/العبودية كما الحرية هي خيار

الياس بجاني/الشيخ سامي "معورض" ومش معارض لأن لا معارضة في ظل الاحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 26/06/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 حزيران 2019

أفرقاء التسوية تناسوا السلاح غير الشرعي وهو لم يعد مادة سياسية أو وطنية بالنسبة لهم/خليل حلو

الفرد رياشي: لبنان وافق على تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي/علاء الخوري/ليبانون ديبايت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استنفار إسرائيلي غير مسبوق: عمليّة متوقّعة لـ"حزب الله"/سامي خليفة/المدن

الحدت وبلديتها.. في الصحف العالمية

قوى السلطة تتقاسم "ديموقراطياً" المجلس الدستوري/أكرم حمدان/المدن

وليد جنبلاط وحيداً على ضفة نهر الانتظار/منير الربيع/المدن

البابا فرنسيس شكر لواء غاريبالدي على الكنيسة الجديدة اللاتينية في شمع والتقى أبانيارا في الفاتيكان

البابا فرنسيس شكر لواء غاريبالدي على الكنيسة الجديدة اللاتينية في شمع والتقى أبانيارا في الفاتيكان

مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط غير المحسوبة تحيّر حلفاءه قبل خصومه، وبات من الصعب توقع ردود فعله.

جنبلاط يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم

أميركا شنت هجوماً إلكترونياً على كتائب “حزب الله”

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كوشنر يبدد المخاوف من أن خطة ترامب لا تلغي مبادرة السلام العربية

واشنطن تترك الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين للحاق بصفقة القرن. سنطرح خطة السلام في الوقت المناسب

كوشنر لـ«الشرق الأوسط»: الحل السياسي بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي

كوشنر: سنكشف عن الجانب السياسي لخطتنا في الوقت المناسب

كوشنر: الباب «لا يزال مفتوحاً» أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام

أميركا تلوح بعقوبات إضافية على إيران غداة استهداف خامنئي ومسؤولين كبار

ترمب عدّ تعامل طهران مع عرض الحوار «مهيناً وينم عن جهل»... وهددها بـ«رد كاسح»

عملية نوعية سعودية ـ يمنية تطيح زعيم «داعش» في اليمن والقبض على أعضاء من التنظيم والتحفظ على 3 نساء و3 أطفال

رئيس الموساد يعتبر «السايبر» أخطر أدوات القتال

الرئاسة الفلسطينية: المبادرة العربية خط أحمر... والسلام ليس بأي ثمن ومظاهرات ومواجهات وإضرابات وهتافات ضد صفقة القرن... وإحراق صور ترمب في الضفة وغزة

«حماس» تحذّر إسرائيل من تدهور الأوضاع بعد قرار وقف تحويل الوقود لمحطة الكهرباء رداً على إطلاق البالونات الحارقة

مقتل 7 من الشرطة المصرية و4 إرهابيين في هجوم بسيناء

مصر: بدء إعادة محاكمة الإرهابي هشام عشماوي

اليابان تبحر بين «الصعود» الصيني و«الحمائية» الأميركية بحثاً عن انتصار سياسي

«الشرق الأوسط» تنشر محاور البيان الختامي لـ«قمة العشرين» في أوساكا

رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في حديث إلى «الشرق الأوسط: السعودية شريك استراتيجي ثابت... وندعم إصلاحات الأمير محمد بن سلمان/نريد لعب دور في تخفيف التوتر في المنطقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا فشل اســتدراج الجيش الى ملعب الإشتباك/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إيران تغادر سوريا... ويتغيّر لبنان/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

تسوية على أعلى سلطة قضائية؟... «الكتائب»: مصيبة كبيرة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

رياض سلامة: خفض خدمة الدين محسومة ولا علاقة للمصارف بها/رنى سعرتي/جريدة الجمهورية

اختراق سعودي للإحباط اللبناني/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

لبنان: المسيحيّون والسوريّون ومفهومان لـ«الأقلّيّة»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

اسْأل أمَّك/الكاتب:علي الرز/الراي

لغز انتخابات إسطنبول/دانيال بايبس/واشنطن تايمز

الجهاد ضد المسيحيين في أفريقيا/أوزاي بولوت/معهد كايتستون

بمناسبة مؤتمر المنامة المُذل، نذكركم... كتاب طلاق عروبة/الأب ثاوذورس داود/نقلاً عن صفة الكاتب

لقاء القدس/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

ورشة المنامة ليست المشكلة/بكر عويضة/الشرق الأوسط

هل المرشد خامنئي مظلوم/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إسطنبول تهزم إردوغان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

مأزق النظام الإيراني/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

عمار الحكيم... بين الدور والاعتراض/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع حاكم مصرف لبنان اطلاق المنصة الالكترونية للتداول بالاوراق المالية سلامة: الاوضاع المالية والنقدية مستقرة

عون يعرض الاوضاع مع السيد ويحيي العاملين لانقاذ الشباب من المخدرات

الحريري استقبل لازاريني

الراعي يلتقي سفير منظمة فرسان مالطا ويعرض زيارة رئيسها لبنان في تشرين

مجلس النواب انتخب 5 أعضاء للمجلس الدستوي ونواب حذروا من التوطين الحريري: نرفض التشكيك بموقف الحكومة وال90 مليار دولار قروض ولا صفقة في الدستوري

تشييع زين الدين في السمقانية ورئيس الجمهورية منحه وساما حسن: إنسانيته عابرة لكل شعور طائفي ابي المنى: ضحى في سبيل ترسيخ المصالحة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد. لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ. ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ.

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من01حتى11/:”يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ لَكُم تَشْجِيعٌ في الْمَسِيح، أَو تَعزِيَةٌ في الْمَحبَّة، أَو شَرِكَةٌ في الرُّوح، أَو حَنَانٌ أَو رَحْمَة، فأَتِمُّوا فَرَحِي بِأَنْ تَكُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد. لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ. ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ. لِيَكُنْ فيكُم منَ الأَفْكارِ مَا هُوَ في المَسِيحِ يَسُوع. فَهُوَ، معَ كَونِهِ في صُورَةِ الله، لَمْ يَحْسَبْ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَة، بَلْ أَخْلَى ذَاتَهُ، مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبْد، صَائِرًا في شِبْهِ البَشَر. ولَمَّا ظَهَرَ في هَيْئَةِ إِنْسَان، واضَعَ ذَاتَهُ، وصَارَ مُطِيعًا حَتَّى المَوْت، ٱلمَوْتِ على الصَّلِيب. فَلِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ جِدًّا، ووَهَبَهُ ٱلٱسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ، لِكَي تَجْثُوَ بٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض، ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ الرَّبُّ لِمَجْدِ اللهِ الآب.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

الياس بجاني/27 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76167/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

إنه خطئاً، لا بل خطيئة مميتة أن نسمي أي شركة من شركات المتاجرين بحقوق الموارنة عموماً والمسيحيين عموماً بالأحزاب، لأنها شركات أحزاب عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هي أقرب إلى المافيات منها حتى إلى الشركات التجارية.

فإنه وعملاً بمعايير وقواعد وأنظمة ومفاهيم الأحزاب كافة، وفي كل البلدان الحرة والديمقراطية والغربية، من مثل أميركا وكندا وفرنسا، وكل الدول الأوروبية، فلا وجود لأحزاب في لبنان لا مارونية ولا غير مارونية، ولا إسلامية ولا غير إسلامية.

ففي لبنان عملاً بهذه المعايير كافة عندنا أحزاب في شقها الأول هي شركات تجارية يملكها أفراد أو عائلات، وأحزابنا المارونية تحديداً والمسيحية عموماً، كلها تندرج تحت هذه الخانة.

 ومنها وفي مقدمها شركة باسيل والعائلة، وشركة جعجع وحرمه، وشركة سامي وأبيه، وشركة سليمان وأبنه، ونفس الأمر ينطبق 100% على كل الأحزاب الدرزية والسنية.

وفي القاطع الأخر هناك أحزاب وكالات للخارج من مثل حزب الله وكيل إيران العسكري والإرهابي، وكذلك القومي والبعثي، وكيلا نظام الأسد.

كما أن هناك أحزاب منقرضة وشبه جثث تتحرك، وهي عملياً انتهت من كل العالم، كالناصري الغير موجود في مصر نفسها، والشيوعي الذي اختفي حتى من الإتحاد السوفيتي.

وطبعاً إضافة إلى الأحزاب الجهادية وما أكثرها وهي أبعد ما تكون في تكوينها وفكرها وأهدافها عن أي مفهوم حزبي.

وبالطبع حركة أمل الشيعية هي شركة يملكها السيد بري.

من هنا فإنه لا وجود لأحزاب في لبنان ودون حتى استثناء واحد.

وأكثر هذه الشركات تجارة وسمسرة ودكتاتورية هي تلك التي تدعي أنها حارسة لمذاهبها وحامية لحقوقهم ووجودهم.

وهنا تكمن كارثتنا نحن الموارنة تحديداً، والمسيحيين عموماً في ثقافة وممارسات وعقول أصحاب شركات أحزابنا الدكتاتورية التي أضرت وتستمر في أذية أهلنا أكثر من كل أعدائنا.

أما أخطر كوارث ومصائب وبلاوي أصحاب الشركات هذه المسماة زوراً وبهتاناً أحزاب فتكمن في دركية ثقافة، وشوارعية خطاب، وانغلاق عقول غلمان وزلم المالكين لها.

وهنا التفوق لثقافة وشوارعية أصحاب شركات أحزابنا المارونية التعتير والدكتاتورية، إن لم نقل المافياوية.

فغلمان هؤلاء الملكين الحصريين تخلوا طوعاً عن نعم وعطايا الحرية، واختاروا بدلاً عنها عمى البصر والبصائر، وارتضوا بغباء وجهل وضعية العبيد والهوبرجية والزلم والشتامين.

ومن يتابع هيجانهم وحروبهم على وسائل التواصل الاجتماعي يدرك هذه الحقيقة المخجلة والتي لا تمت لأي مفهوم مسيحي، أو حزبي أو مبدأ حرية رأي، أو ديمقراطية، أو قبول للآخر المختلف، أو مفهوم ثقافي أو حضاري.

هؤلاء تربوا على ثقافة أصحاب شركاتهم الأحزاب الدكتاتورية والميليشياوية والستالينية والهتلرية وأمسوا غلمان وقطعان عكاظيين وشتامين بأكثر من امتياز.

فالويل لمن يتجرأ وينتقد تحالفات أو ممارسات أو خطاب أو مواقف أي صاحب شركة من هذه الشركات الأحزاب… الآلهة!!

فوراً تتوزع فرمانات واجب الرد من المالكين، أو من قبل أبواقهم الإعلامية المأجورة، وكأن من ينتقد أداء ومقاربات صمنهم “المعبود” صاحب الشركة قد تطاول على الذات الإلهية.

فتُهيج وتُجيش غلمان الصنم من القطعان والزلم، ولا يتركون في قواميس الشتم والقذارة مفردة شوارعية وزقاقية إلا ويقذفون بها ذلك “الغبي” والحاقد” “ويلي ما بيفهم بالسياسية” الذي فقد صوابه وتجرأ وانتقد “معبودهم” الصنم..

وتطول وتتنوع ولا تتوقف قاذوراتهم من “نتاق وهرار” كلامي، وهذا طبعاً كله عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة.

وعملياً فإن هؤلاء المالكين لشركات الأحزاب ومعهم غلمانهم من القطعان هم الخطر الحقيقي السرطاني الذي يهدد وطننا وأهلنا.

يبقى أنه فعلاً “دود الخل منه وفيه” .. ومع هؤلاء فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم/الياس بجاني/25 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

 

العبودية كما الحرية هي خيار

الياس بجاني/24 حزيران/2019

السياسي خادم للناس وليسوا العكس ومن يختار عبادة السياسي والقبول بوضعية العبد عليه أن لا يتوقع من غيره السير معه في خيار العبودية.

 

الشيخ سامي "معورض" ومش معارض لأن لا معارضة في ظل الاحتلال

الياس بجاني/24 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76086/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b1%d8%b6-%d9%88%d9%85%d8%b4-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1/

مع احترامنا الكبير لكل أهلنا الذين يشخصنون كل شيء في العمل الوطني، وفي كل ما يتعلق بالشأن العام والسياسة، ويصطفون وراء سياسي أو صاحب شركة حزب ويؤلهونه ويلغون حريتهم ويماشونه بكل شيء دون رأي.

مع احترامنا لكل هؤلاء فهم أحرار في خياراتهم لأن العبودية كما الحرية هي أيضاً خيار.

ولكن من يتخلى عن حريته وبصره وبصيرته ويختار الغنمية أو الصنمية ويؤله شخص بشري كائن من كان هو ليس أهلاً وليس من حقه أن يتوقع هكذا وببساطة من غيره أن يستنسخ وع عماها خياراته هذه.

وكذلك ليس من حقه أن يخونه ويشتمه بالشخصي إن انتقد وعرى مواقف وخيارات وخطاب معبوده الشخص هذا.

ونعم من يكون خياره الشخص على حساب القضية هو “زقيف” أي صدى للشخص المعبود مهما حاول التبرير ومهما اجتهد في إسقاط ما هو فيه من خيارات غنمية وعبودية على غيره…

والأشياء والأمور والممارسات لا تسمى بغير أسمائها.

وقمة في الجهل والغباء التعاطي مع من ينتقد الشخص وكأنه يتطاول على الذات الإلهية ونعته بمسميات من مثل “غبي، وما بيفهم، ومين هو، وشو خصو، واعمى، وليش عم يتفلسف، وجبان وغبي، وشو بيطلع منو وإلخ” ..من نتاق وهرار كلامي عقيم..

هذا تعاطي ومنطق ومقاربات وردود كلها تدين أصحابها وتقزمهم وتفقدهم المصداقية والجدية وتبين أنهم غير جديرين بأي نقاش لأن فكرهم الظاهر والممارس باطوني بامتياز.

من هنا من يريد أن يناقش ويتناول المواضيع التي هي جوهر أي خلاف أو اختلاف في كل ما يخص ما يسمى زوراً معارضة الشيخ سامي الجميل عليه أن يخرج من الشخصنة أولا وإلا فالج لا تعالج.

هؤلاء وهم بالطبع أهلنا وأخوتنا وبعضهم أصدقاء أعزاء ورفاق نضال اغترابي (سلمي) نقول لهم وبأسلوب حضاري انتم أحرار بما تختارون ولكن اتركوا لغيركم الحرية بأن يختاروا هم أيضاً مواقفهم.

لهذا وحتى لا ندخل في زجليات عقيمة وردح عقيم قمنا بمسح كل ما كتب اليوم على صفحتنا من شتائم ومفردات شوارعية.

ومرة أخرى لا معارضة في ظل الاحتلال لا من داخل الحكومة ولا من خارجها لأن هكذا معارضة هي غطاء للاحتلال وتشريع له مهما جملوها ومكيجوها وبودروها وخونوا وشتموا من لا يوافق عليها ويعريها.

وفي عدد كبير من مقالاتنا كنا شرحنا مفهومنا للمعارضة في ظل الاحتلال، وهو مفهوم بشيري صرف.

هذا ونذكر من يهمهم الأمر بأن الشيخ بشير الجميل هو القائل بأن لا معارضة في ظل الاحتلال..

وهو الذي مارس قولاً وفعلاً ما أمن به وسوّق له،

ولهذا الباش هذا وبعد عشرات من السنين على غيابه بالجسد هو موجود بقوة في ضمير ووجدان وفكر الأحرار من أهلنا..

في حين أن معظم قياداتنا المارونية تحديداً يعيشون حالة الغياب القاتلة وهم أحياء يرزقون.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 26/06/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يبدأ مجلس الوزراء غدا ورشة التعيينات الادارية بعد انتخاب البرلمان حصتها لأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري.

وبرز في الجلسة التشريعية كلام سياسي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يؤكد رفض لبنان لصفقة القرن وتوطين الفلسطينيين.

وبعد التشدد السعودي في التمسك بالمبادرة العربية وبالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، إعلان سلطنة عمان قرار فتح سفارة في رام الله.

وفي المؤتمر الإقتصادي في المنامة، انشطار في مواقف المشاركين حول رفض الشق السياسي المطروح في صفقة القرن وقبول المساعدات للإقتصاد الفلسطيني من جهة ومحاولة جاريد كوشنير، تسويق الأفكار السياسية عبر المشاريع الإقتصادية من جهة ثانية.

وفي نتائج المؤتمر الأمني الأميركي الروسي الإسرائيلي ما يتعلق بإبعاد القوات الإيرانية وحلفائها عن مرتفعات الجولان المحتلة مسافة مئة كيلومتر بمعنى الخروج من سوريا.

وفي مجال ثان قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسن سلامي إن العقوبات الأميركية على طهران في الآونة الأخيرة، إجراء يائس بعدما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة في خليج عمان.

وأعلن الرئيس حسن روحاني أن الولايات المتحدة الأميركية تسلك طريقا خاطئا.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الإتفاق النووي عشية بدء إيران رفع نسبة التخصيب الأورانيوم.

البداية من ساحة النجمة

مجلس النواب انتخب خمسة اعضاء في المجلس الدستوري ومددت مهلة العمل بالقاعدة الاثني عشرية حتى آخر تموز.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

فرض التشريع عطلة صباحية على دراسة الموازنة وإن كان طيفها حاضرا في بنود جدول أعمال الجلسة العامة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر القاعدة الإثني عشرية الوكيلة، حيث تم تمديد العمل بها حتى نهاية تموز المقبل ما يعني قوننة الصرف إلى حين إقرار مشروع الموازنة في الهيئة العامة ونشره ليصبح نافذا.

الجلسة التي سبقها لقاء بين رئيسي المجلس والحكومة شهدت انتخاب حصة السلطة التشريعية في المجلس الدستوري والتي فاز في نتيجتها: طنوس مشلب عوني رمضان أكرم بعاصيري ورياض أبو غيدا بانتظار أن تختار الحكومة بقية الأعضاء ليكتمل عقد المجلس.

سلة من التشريعات الهامة والحيوية تم إقرارها، أبرزها قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وتعديل قانون العقوبات باستبدال كل يوم سجن في الجنح غير الشائنة بثماني ساعات من العمل الاجتماعي وتسوية مخالفات البناء من العام 1971.

ومع عودة كل من الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى بيروت، علمت الـNBN أن الوساطة التي بدأها الرئيس بري إثر السجال الكلامي الثقيل بين الطرفين، لن تقتصر على البقاء ضمن خانة الهدنة بل ستتعدى ذلك نحو خارطة طريق لترميم ما شاب العلاقة بين الاشتراكي والمستقبل.

على مستوى القضية الفلسطينية والموقف من صفقة القرن والورش الممهدة لها وبعد موقف الرئيس بري، أعلن الرئيس الحريري موقف حكومته الرافض لهذه الصفقة وللتوطين.

فيما بدا أن ورشة المنامة لم تحقق أي شيء يذكر بملياراتها فبدت كقنبلة صوتية من دون مفاعيل في ظل رفضها من قبل أهل القضية الفلسطينية الذين توحدوا حول أرضهم يساندهم أشقاء سجلوا أسماءهم في قائمة الرفض.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على مستوى الاقليم، التوتر الأميركي- الإيراني على أعلى درجة، و"صفقة القرن" على نار عربية- غربية في ما سمي "ورشة عمل" في البحرين.

أما على المستوى المحلي، فخطر التوطين في أدنى سلم اهتمام بعض القوى السياسية، وكأن لا نصف مليون لاجئ فلسطيني على أرض لبنان، ولا مليون ونصف المليون نازح سوري يقيمون فيه.

فأولوية الأولويات راهنا لدى تلك القوى، تختصرها كلمة واحدة: التعيينات...

بسببها، أعلنت حروب افتراضية، وأطلقت تصريحات نارية، وتخاض يوميا معارك تويترية، من دون أن يفهم الناس، لا خلفية التراشق متى بدأ، ولا سبب التهدئة متى حصلت، ولا حقيقة المطلوب حتى لا تتجدد الاشتباكات، ونعود من جديد إلى دوامة التصعيد...

في العلن، حديث عن آلية، ومزايدة في الكفاءة، وتنظير حول رفض المحاصصة.

أما في السر، فسؤال عن حصة، وطلب لمكسب، واستجداء لمقعد... بلا آلية، ولا كفاءة، وتحت سقف المحاصصة.

إنها حال بعض القوى اللبنانية، التي بات الانفصام وجها من وجوه ممارستها السياسية، في زمن لا يطلب فيه اللبنانيون من ممثليهم إلا الوضوح والمصارحة، لأن في قول الحقيقة مدخلا وحيدا للوصول إلى الحلول.

اليوم، انتخب مجلس النواب أعضاءه الخمسة في المجلس الدستوري، مع بعض التطبيل والتزمير المعتادين، ليبقى أمر اختيار الخمسة الآخرين رهن قرار الحكومة، عسى ان يحقق المجلس الجديد النقلة النوعية التي يترقبها اللبنانيون، صونا للدستور، وحفاظا على منطق القانون.

في غضون ذلك، وفيما وجد اضراب الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية طريقه الى الحل، وعشية جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، يتطلع اللبنانيون بقلق إلى صباح يوم غد، حيث من المرتقب أن تشهد البلاد إقفالا للطرق من قبل العسكريين المتقاعدين المعترضين على مسار البحث في الموازنة، علما أن لجنة المال منعقدة في هذه الاثناء، وقد اقرت موازنتي وزارتي الشؤون الاجتماعية ووزارة الصناعة. وفي اطار تحرك العسكريين المتقاعدين، تمنى وزير الدفاع الياس بوصعب عبر الـ OTV عدم قطع الطرقات وإغلاق المباني العامة، لأن المواطن هو الذي سيدفع الثمن، وقد يؤثر الأمر سلبا على تعاطف الناس معهم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

صفقة من الاوهام يروج لها الاميركيون بخمسين مليار دولار غير موجودة الى الآن..

قناعة لم يبح بها من باع الارض من عرب مشاركين، بل من وهبت له اي الاسرائيليون الذين لم يصدقوا العطاءات الاميركية والعربية السخية، لانهم يعطون ما لا يملكون، فيما اثبت مالكو الارض والقضية، انهم قادرون متى اتحدوا على مواقف الشرف، من هز العروش وتغيير ما كان يسمى اميركيا بالقدر..

مؤتمر خيبة العصر في المنامة اولى خطوات الضياع، لمن حاضر كتاجر يجيد الصفقات وجني الاموال كما اعتاد من مملكات ومشيخات، فيما ظهر فشله بشكل تام عندما تحدث عن وهم حل الازمات السياسية والامنية والتاريخية المستعصية بالصفقات الاقتصادية..

جرد جاريد كوشنير من صفات العبقرية الاستثنائية كما اشارت صحف غربية، ومعها الاعلام العبري الذي لم ير انجازا رغم طول تطبيل، فالفلسطينيون اثبتوا انه لا يمكن رشوهم عبر المغريات المالية كما قال الوزير الصهيوني تساحي هنغبي.. وخيار الفلسطينيين بات الوحدة والمقاومة والتوأمة مع كل احرار الامة لحفظ فلسطين والمقدسات كما اشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية للمنار..

وللعالم اجمع قال الشعب البحريني عبر جمعية الوفاق انهم بريئون من اهل العار، حكام المملكة الذين تحولوا إلى نواطير لدى الكيان الصهيوني بحسب بيان الوفاق..

في لبنان استفز النواب الحكومة حتى انتزعوا من رئيسها ما يفترض انه ثابتة لبنانية غير قابلة للتغيير: ان الحكومة ومجلس النواب وكل لبنان ضد صفقة القرن، ودستورنا يمنع التوطين، قال الرئيس سعد الحريري في كلام ضروري مانع للتأويل..

حياتيا وبدون تعليل عاش لبنان أزمة تقنين كهربائي لامست حد العتمة الكاملة في بعض المناطق، لتحل الازمة مؤقتا، على ان كلام وزيرة الطاقة للمنار يشي بصيف كهربائي حار..

حرارة الازمة في الجامعة اللبنانية متقلبة الى حد الضياع، والامل بأن ترسو الامور على اتفاق يعلق الاضراب، على ان يكون للمنار وقفة مطولة مع الجامعة وشجونها غدا..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

انتخب مجلس النواب في جلسته التشريعية حصته من اعضاء المجلس الدستوري، وهم الاعضاء الخمسة، الذين أوصت هيئة مكتب المجلس بانتخابهم على ان تعيين الحكومة الاعضاء الخمسة المتبقين .

البرلمان اقر ايضا تسوية مخالفات البناء، كما مدد اعتماد القاعدة الاثنتي عشرية، حتى 31 تموز بناء على اقتراح رئيس مجلس النواب .

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اكد انه ليست هناك من صفقات في انتخاب اعضاء المجلس الدستوري، والأسماء المرشحة معروفة، معتبرا أن هذه هي الديمقراطية.

الرئيس الحريري قال أن الحكومة ومجلس النواب وكل لبنان ضد صفقة القرن، مؤكدا ان الدستور اللبناني يمنع التوطين.

في القضايا المطلبية أعلنت الجمعية العمومية لاساتذة الجامعة اللبنانية تعليق الاضراب الجمعة المقبل في ضوء المؤتمر الصحافي المشترك لوزير التربية اكرم شهيب ورئيس الجامعة ورابطة الاساتذة المتفرغين.

اقليميا، تواصل ايران اطلاق المواقف المتشددة وتعلن البدء بزيادة سرعة تخصيب اليورانيوم اعتبارا من الغد، فيما جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده لطهران مؤكدا إن أي حرب ستكون سريعة وخاطفة.

وفي المواقف من التطورات الاقليمية ، اعلان مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر أن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأميركية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، متهما السلطة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها، وفق تعبيره.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حتى لو لم يرق للبعض، فان لبنان هو بلد التسويات والمحاصصة، وما دام "البلد ماشي هيك" فان البلد "ما رح يمشي".

ما حصل اليوم في مجلس النواب، يمكن اختصاره بالتالي:

- تمديد مهلة الصرف على القاعدة الاثني عشرية حتى آخر تموز، على الرغم من اعتراف الرئيس نبيه بري أن اعتماد هذه القاعدة فيه مخالفة دستورية.

- اقرار تسوية مخالفات البناء منذ عام 94 حتى عام 2018، على اساس ان وضع لبنان استثنائي وقاهر.

- انتخاب اعضاء المجلس الدستوري الخمسة بعد التوافق على اسمائهم في الغرف السياسية.

كل هذه القرارات تخلص الى نتيجة واحدة: نحنا مش دولة، لان الدولة تلتزم المهل الدستورية لتقديم موازناتها، وهي لم تفعل.

نحنا مش دولة، لان لا ظروف قاهرة واستثنائية بعد عام 94 فرضت تسوية المخالفات، وكأننا نقول للمواطن: "خالف وكل عشرين سنة نقر لك تسوية جديدة".

نحنا مش دولة، لان المحاصصات في التعيينات لم تعد تحترم حتى صورة مجلس النواب، أضف الى انها كشفت أن الكل شريك في المحاصصة، فمن لم ينل حصته في المجلس الدستوري عبر ساحة النجمة سينالها حتما في مجلس الوزراء.

نحنا مش دولة، لان المحاسبة غائبة, ولان صورة القضاء اهتزت، ولان المواطن "الادمي" فقد ثقته بالسلطة، حتى لجأ الى الشارع ليسمع صوته، فهل من يسمع من أهل هذه الدولة الذين لن يتمكنوا من الوصول الى بيروت غدا لان العسكريين المتقاعدين قرروا ايصال صوتهم عبر قطع شرايين العاصمة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

نصف المجلس الدستوري عبر من مدخل المجلس النيابي وقد تجاوزت عملية الابتزال معظم الاعراق الديمقراطية والتي لم يبقى منها سوى ان عملية التفويض حصلت تحت قمة البرلمان علما بأن الحمل كان حصل في الاروقة السياسية وقد عارض نواب الكتائب والنائبة يعقوبيان والتعيين وانسحبوا من الجلسة. اما التوأم الدستوري الخمسة من حصة الحكومة فلن يروا النور في مجلس الوزراء الخميس لان المخاض بهم لم ينته بعد.

المجلس النيابي شهد في المقابل اقرار قوانين تراوحت بين الرمادية وغير المقبولة والجيدة في فئة الرمادي، قانون يعطي ابناء المرة اللبنانية المتزوجة من اجنبي من واجب الحصول على اجازة عمل, وقد عارضه حزبا القوات والتيار الوطني الحر في فئة غير المقبول قانون يسمح بتسوية مخالفات الاملاك المبنية منذ العام 1971 في خانة الجيد.

سامي الجميل الذي يستعيض عن سجن مرتكبي الجنح الغير الشائنة بعقوبة الخدمة الاجتماعية والتي يعاقب عليها بالسجن اقل من سنة في قانون العقوبات الحالي.

في الشق المضيلي فك اساتذة الجامعة اللبنانية اضرابهم بعد توصلهم الى اتفاق مرض مع وزير التربية اكرم شهيب على ان يعلن ذلك رسميا في مؤتمر صحفي يعقده شهيب الجمعة.

في المقابل العسكريون المتقاعدون ينزلون الى الشارع الخميس للضغط من اجل عدم المس بمكتسباتهم التقاعدية وسيلجؤون الى قطع كل الشرايين الرئيسية المؤدية الى العاصمة.

على خط الوضع المالي واجه حاكم مصرف لبنان رمادية البنك الدولي وتشلؤم مؤسسة فتش وتأكيده ثبات الليرة والوضع المصرفي من دون ان ينكر دقة ما نمر به الان وخطورته ان لم نجد الحلول السياسية السريعة التي تؤمن الاستقرار وتدفق اموال سدر.

في السياق دعا الخبراء الى الاسراع في الحلول السياسية تفاديا الى اي عواصف ساخنة تلفحنا من بوابتي صفقة القرن والصراع الاميركي الاسرائيلي الايراني.

على هامش الهموم المالية والاقتصادية هم كبير يتنامى مصدره قصور العدل والعلاقات المتردية والتوترة بين بعض القضاة والمحامين والتي بلغت دركا يحتاج الى قضاء وعدالة قبل السقوط في الفوضى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

حتى لا يتغير عليكم شيئا فإن المجلس الدستوري على "حطة الايد السياسية " منذ التكوين. أعضاؤه يأكلونهم حصرما في المقار القابضة.. والنواب " يضرسون " ويصوتون خمسة أعضاء يمثلون الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، أما سمير جعجع فحصته في دفعة مجلس الوزراء " ولا يعتب حدا ولا يزعل حدا" فالدستوري للسياسيين. والسياسيون أولياء على كل الطعون، الايادي النيابية رفعت تأييدا لوضع اليد السياسية على القضاء من بابه الدستوري العالي، لكن أفلتت أياد حرة من بيت الطاعة السياسي، وانسحب نواب حزب الكتائب، والنواب جميل السيد جان طالوزيان بولا يعقوبيان من البصم على التعيين الذي سيشكل تهديدا لطعون يدرسها الدستوري حاليا.

وباستكمال تعيين الخمسة في الحكومة قريبا..يمكن تهنئة نائبة المستقبل ديما جمالي بعد معاناة طويلة مع الطعون والخارج " مولود ". وإذا كان القضاء قد تعرض اليوم لصفقة سياسية، فإنه شهد في قصر العدل إهانة بالجرم المشهود طاولت المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون، التي ردت طلبا لتخلية سبيل فكانت الواقعة داخل مكتبها.

وبلغة التوقيف الاعتباطي فإن جاريد كوشنر لم يخل سبيل العرب من مؤتمر البحرين قبل أن يعصرهم ماليا، فهو استكمل اليوم الثاني من خيانة المنامة وقال بفخر " لقد استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثلما أراه ورؤية كوشنير هذه ضمن ورشة العار شكلت إهانة للعرب لكونها شطبت مباردتهم العربية التي تمسكوا بها منذ قمة بيروت قبل عشرين عاما، وعلى مدى يومين لم يسجل الإعلام أن شخصية واحدة اعترضت أو انسحبت أو ابدت تحفظا بل حضرت صاغرة بأمر وطاعة تستمع الى تعاليم " أمير عدم المؤمنين "بفلسطين وقدسها وجاريد كوشنر حضر معلما على كل العرب الذين ارتضوا بدور " جمهور السميعة " من فتى صهيوني الفكر والفكرة.

تلقى علومه السياسية في منزل بنيامين نتناياهو الى أن أصبح أستاذا له ويزايد عليه في شؤون التطرف وصهر البيت الأسود في السياسة ..رفع للعرب جزرة بلا توابعها لأنه كان قد استخدم العصى مسبقا لضمان الحضور العربي واستدعائه بورقة جلب مهينة . صمت الحملان العرب .. والسكوت يعادل الخيانة, حيث لم يرتعب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من خطر سلب فلسطين رعبه من خطر المد الإيراني .. وكان يمكنه أن يساوي فقط بين الخطرين لتوازن المواقف .

ويتابع أبو الغيط بكل سرور صفقة تضيع فيها مبادرة جامعته العربية وينتعش مع كوشنر لدى إعلانه عن ازدهار من لبنان الى سينا فالأردن .. وهو ازدهار شرطه بيع القدس حيث لا إنسانية على الفلطسينين ولا مصالح لهم ولا مشاريع ما لم يتم شراء القدس باستثمارات المنامة . ربما كان مرصد وليد جنبلاط هذه المرة لاقطا عندما استذكر أنه في عهد السلطان عبد الحميد طلب تيودور هرتزل شراء فلسطين لنقل يهود العالم إليها فرفض السلطان واليوم في البحرين سيطلب حفيد هرتزل الصهر كوشنير الى العرب بيع فلسطين لنقل أهلها إلى الشتات، فهل يفعل العرب ما رفضه العثمانيون؟". وجوابا عن جواب زعيم الجبل : نعم فعلوا وعن سابق إهانة وتصغير .. غير أن شعوبا عربية لم تقل كلمتها بعد ومن تهافت اليوم على مؤتمر بيع فلسطين قد شارك في مأتم وجنازة ومراسم دفن الانظمة التي لا تسعى إلا لحماية عروشها .. هم استمعوا للولاءات الاميركية وعينوا صهر الرئيس مرشدا اعلى على العرب ووليا فقيها لهم .. لكن الجنازة كانت حامية والميت كوشنير.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 حزيران 2019

النهار

ثمّة شكوك في أن وزراء يعمدون إلى تسجيل وقائع الجلسات الحكوميّة عبر هواتفهم الخليويّة.

سأل نائب سابق عن تلك الآلات التي وضعت في بحيرة القرعون لتنقية المياه والتي اختفت بعد أقل من شهر على ‏عملها.

اشترى أحد المتموّلين من خارج الحدود رخصة جريدة لبنانيّة متوقّفة عن الصدور وعهد إلى صحافي ومستشار ‏سابق العمل على إصدارها.

البناء

وصف دبلوماسي مخضرم العروض الأميركية التي يحملها المبعوثون الرئاسيون إلى المؤتمرات المحضرة ‏والمقرّرة بالوجبة البائتة التي فقدت نكهتها وحرارتها، وقد أعدّت لضيوف ومناسبات وقدّمت لضيوف آخرين وفي ‏مناسبة مختلفة، وقالت هذا هو حال واشنطن مع ما تخيّلته أسطورة صفقة القرن أو العرض الإستثنائي لروسيا ‏حول سورية، فإذ النتائج باهتة والمبعوثون يؤدّون أدواراً تدرّبوا عليها طويلاً لكنهم عندما أزيحت الستارة وجدوا ‏المسرح خالياً من الجمهور المفترض والتصفيق مجرد رفع عتب

الجمهورية

لم تنجح محاوالت بعض المرجعيات في فتح "كوة" في جدار مسدود تفضي إلى لقاء بين قطبين ينتميان إلى بيئة ‏طائفية واحدة.

يسعى وزير سابق الى انتزاع دور له في الإشراف على تطبيق دراسة إقتصادية ساهم في التحضير لها عندما كان ‏في الحكومة.

قال أحد النواب حين سئل عن توصيف المشهد السياسي "إن الفارق بين الذكي والغبي هو عامل الوقت".

اللواء

فوجئ مصرفيون بكلام نسب إلى وزير سيادي، من شأنه أن يضعف ثقة المؤسسات الدولية الضامنة بإجراءات ‏التقشف..

يحاذر نواب متمولون، الظهور في فرص إعلامية متاحة ضمن حسابات ذات صلة بالعقوبات..

وصلت رسالة تطمين لقطب وسطي حول حدود الشراكة لجهات في طائفته، في مسألة التعيينات في ما يخصّ هذه ‏الطائفة

 

أفرقاء التسوية تناسوا السلاح غير الشرعي وهو لم يعد مادة سياسية أو وطنية بالنسبة لهم

خليل حلو/26 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76151/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d8%a3%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad/

لوضع النقاط على الحروف: أفرقاء التسوية تناسوا السلاح غير الشرعي وهو لم يعد مادة سياسية أو وطنية بالنسبة لهم وبذلك ريح حزب الله معركته وهم خسروا ويحاولون تصوير هزيمتهم على أنها انتصاراً.

نقاط أخرى على نفس الحروف: مشكلة لبنان هي السلاح غير الشرعي أكان مع حزب الله أو مع أحزاب أخرى لبنانية أو غير لبنانية ...

فهو غير شرعي وغير مشروع والدولة هي الوحيدة التي لها حق استعمال القوة المسلحة.

هذه المشكلة أصبحت في الدرجة السفلى من الإهتمامات بسبب الخطاب السياسي الذي يحاول إخفائها عمداً.

نجح حديثو النعمة بجعل الطائفية والعنصرية والمذهبية والفقر والعوز ولقمة العيش، أولويات للناس وأنسوهم السبب الرئيسي لمشاكلهم ألا وهو السلاح غير الشرعي.

بالرغم من تحقيق حزب الله سيطرته على كل من في السلطة ما زال بعض السياسيين يجهدون لتثبيت نجاحه ويتفانون في تصوير نفسهم على أنهم أشد حرصاً من حزب الله على سلاحه مثل الذين كانوا سينامون أمام الدبابات السورية في حال حاولت سوريا الإنسحاب من لبنان قبل العام 2005

(وها هي انسحبت وهم ما زالوا بصحة جيدة وهم اليوم ضد نظام الأسد ... سبحان الله).

ها هم حديثو النعمة يتحدثون إلى الإعلام أو عبر التويتر عن ضرورة السلاح غير الشرعي وفعاليته (التي راينا نموذجاً عنها في وجه إسرائيل في سوريا خلال السنوات الأخيرة) ...

أقول لهؤلاء بكل ثقة: جماعتكم ما عادوا يصدقون كلامكم (وأنا أسمع منهم ما لا تسمعوه أنتم)

وهم يسيرون الآن خلفكم كرهاً بالآخرين وخوفاً من الآخرين، وكما يسيرون ورائكم اليوم سيسيرون غداً وراء غيركم ويتركوكم كما تركوا غيركم بالأمس وتبعوكم.

لبنان لن يقوم عليكم وعلى من يتبعكم ...

لبنان لن يقوم إلا بالأحرار وبدماء الأحرار الأوفياء للأحرار الذين سبقوهم إلى دنيا الخلود.

الشرف والتضحية والوفاء ليست مجرد كلمات وليس كل من وقف تحت هذا الشعار يعيشه فعلاً،

أما الذي اعتنق هذا الشعار فيصبح له سنـّـة حياة. عاش لبنان.

 

الفرد رياشي: لبنان وافق على تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي

علاء الخوري/ليبانون ديبايت/الاربعاء 26 حزيران 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76153/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%81%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%8a%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

تشكل عملية تبييض الاموال هاجسا اساسيا أمام الدول التي تعمل على مكافحة هذا النوع من الجرائم المرتبطة بالإرهاب العالمي، وتسعى إلى عقد اتفاقات مع مجموعات متخصصة منتشرة في مختلف اصقاع الارض من أجل الحد من هذه الجرائم والسعي الى توقيف المتورطين بها.

الدولة اللبنانية كسائر الدول تتابع وتراقب حركة المجموعات التي تعمل على "تبييض الاموال" بطرق عدة، وهي ابرمت اتفاقات عدة تسهيلاً للأصول المتبعة في مكافحة هذه العمليات، وتسهيلاً للإجراءات التنفيذية المتبعة بهذا الخصوص، ومن بينها القانون الذي صدقه مجلس النواب عام 2015 والذي يتبنى التوصيات الصادرة عن مجموعة العمل المالي FATF وهي هيئة مستقلة متعددة الحكومات تضع وتعزز سياسات لحماية النظام المالي العالمي ضد غسل الأموال وتمويل الإرهاب ونشر أسلحة الدمار الشامل وفق ما يتم التعريف عنها.

تزامنا عمم مصرف لبنان قراره "الشهير" عام 2016 والمتعلق بأصول التعامل مع القانون الاميركي الصادر ومع انظمته التطبيقية حول منع ولوج "حزب االله" الى المؤسسات المالية الاجنبية وغيرها من المؤسسات، والذي تضمن الاصول والخطوات الواجب على المصارف اتخاذها تماشيا مع القرار الاميركي، ليأتي تعميم المصرف " مكملا" لقانون الدولة اللبنانية الصادر عام 2015 في مجلس النواب.

وهذا القانون يتحدث في مواده عن الاموال غير المشروعة، ويشرح ماهيتها ومن المقصود بها، كما يتناول عمليات تبييض الاموال ومن هي الجهات أو المجموعات التي تصنف تحت هذا العنوان.

ويتضمن القانون أيضا تعزيز صلاحيات الهيئة المستقلة ذات الطابع القضائي لدى مصرف لبنان وهي تتمتع بالشخصية المعنوية، وغير خاضعة في ممارسة اعمالها لسلطة المصرف وتسمى «هيئة التحقيق الخاصة» او «الهيئة»، مهمتها الاستقصاء والتحقيق في جرائم تبييض الاموال أو الاموال غير المشروعة ومحاسبة المرتكبين وفق ما ينص عليه القانون.

التكامل بين القانون الصادر عن مجلس النواب وتعميم مصرف لبنان يؤكد بحسب الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي أن الدولة اللبنانية وافقت على تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي لاسيما أن مصطلحات عدة يتضمنها "القانون والتعميم" تقودنا الى هذه النتيجة، ويذهب رياشي أبعد من ذلك ليؤكد أن القانون الذي صدق في مجلس النواب عام 2015 أي في مرحلة "الفراغ الرئاسي" كان بموافقة صريحة من الرئيس نبيه بري الذي كان على "دراية" بهذا الامر واستطاع أن "يمون" على نواب حزب الله للقبول به.

ينطلق رياشي في حديثه لـ "ليبانون ديبايت" ليؤكد أن ثمة فئة كبيرة وهي تتمثل بالطائفة المتماهية مع "حزب الله" متجهة لا محالة إلى دفع الثمن غالياً لأننا في دولة مركزية وقد وقعت على قانون مكتسب الشرعية الكاملة يدين تلك "الفئة"، وحيث مع تبدل الظروف السياسية سيكتسب النفاذ الكامل، في حين أن وجود الفدرالية "يجنب" هذه الفئة تداعيات قرار الدولة المركزية، التي تستضعف الطوائف حين تخرج من الحكم وتبطش بها.

وبرأي رياشي فان سلاح حزب الله هو نتيجة للمشكلة وليس سبباً لها، فلبنان دخل في حروب عدة عبر تاريخه ولم يكن الحزب موجودا قبل العام 1982 وبناء عليه فسبب المشكلة يعود الى النظام السياسي "الخاطئ" الذي لا يراعي التعددية، وفي وضعيتنا فإن نظام الدولة المركزية هو ما يتسبب بنشوء النزاعات والمشاكل الجوهرية وبقائها مستمرة، مشيرا الى اننا في مجتمع تعددي طوائفي في حين يتم حكمه عبر "نظام فاشل" فتأتي مجموعة طائفية واحدة لتفرض سيطرتها على السلطة المركزية وتغبن من لا يرضخ لها: "بدأنا من المارونية السياسية الى السنية السياسية واليوم الشيعية السياسية، ولن تنتهي دوامة الصراع العبثي والفساد ما دمنا لم نطبق الفدرالية التي وحدها قادرة على إخراج البلاد من التقوقع الطائفي عبر تأمين المساواة والحرية والعدالة والازدهار لكافة المكونات والمواطنين".

للحفاظ على التعايش طريق واحد علينا أن نسلكه بحسب رياشي وهو الانخراط في إرساء الدولة الفيدرالية كالتجربة السويسرية، ومن هذا المنطلق على حزب الله أن يدخل في حوار مع نفسه ومع المكونات الاخرى لكي لا يلقى مصير الطوائف الاخرى في البلد كما عليه ايجاد حل لسلاحه وفي الوقت نفسه الذهاب الى تسوية شاملة مع المكونات الاخرى من خلال النظام الفدرالي.

للاطلاع على تعميم مصرف لبنان المتعلق بأصول التعامل مع القانون الاميركي الصادر بتاريخ ٢٠١٥/١٢/١٨ حول منع ولوج "حزب االله" الى المؤسسات المالية الاجنبية وغيرها من المؤسسات، اضغط على الرابط التالي

http://www.bdl.gov.lb/circulars/download/586/ar

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ستنفار إسرائيلي غير مسبوق: عمليّة متوقّعة لـ"حزب الله"

سامي خليفة/المدن/26 حزيران 2019

حالة من الاستنفار والترقب تعيشها الدولة العبرية، على الحدود الشمالية، خوفاً من تفجر التوتر الإيراني-الأميركي. فالمعطيات الأمنية لدى تل أبيب تلمح لإمكانية قيام حزب الله بعملية عسكرية، لم تتوضح مدى ضخامتها، لتمرير بعض الرسائل من طهران لواشنطن، على مثال ضرب السفن بالقرب من مضيق هرمز، أو إطلاق الحوثيين للصواريخ نحو السعودية، أو إسقاط طائرة الاستطلاع الأميركية.

حافة الهاوية

رفع الجيش الإسرائيلي يوم الأحد 23 حزيران 2019 مستوى تأهب قواته تحسباً لمحاولة إيران توجيه ضربة مباشرة عبر حلفائها الإقليميين. وقد قامت القيادة العسكرية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة باتخاذ سلسلة إجراءات لضمان استعداد قواتها للرد على أي تطورات أو أي محاولة إيرانية لاستهداف البلاد، سواء كان ذلك من غزة أو لبنان أو سوريا. كما حذر الرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين، لبنان من الانجرار ليصبح نقطة انطلاق لشن الهجمات التي تستهدف إسرائيل. ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي، توصلوا، حسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، إلى استنتاج مفاده أن إدارة ترامب تتمتع بمستوى عالٍ من التسامح مع الاستفزازات الإيرانية، وهذا التقييم يشكل الأساس لسلسلة من الهجمات الإيرانية، التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية في جميع أنحاء المنطقة. والتي قد تتكرر بقيام حزب الله بفعل أمني ولو محدود ضد إسرائيل. وفي ما يبدو أنه انعكاس لتلك الحقيقة، عقدت الحكومة الإسرائيلية جلستين مؤخراً، ومُنع الوزراء من إجراء مقابلات حول الاجتماعات، واكتفى أحد المسؤولين الإسرائيليين البارزين بالقول "عندما يكون هناك توتر مع إيران، فإننا بالتأكيد يجب أن نكون مهتمين ومستعدين لأي سيناريو". استخدم الإيرانيون في إيصال رسائلهم، سياسة حافة الهاوية، بشكلٍ شديد الخطورة، ما حتم على واشنطن الاختيار بين الاحتواء، الذي يمكن أن تفسره إيران على أنه ضوء أخضر لشن مزيد من الهجمات، أو الانتقام، الذي يبدو أن الإيرانيين واثقون بما يكفي لاستيعابه. وبالنظر إلى هذا، سيتعين على البيت الأبيض الآن أن يقرر ما إذا كان ينبغي عليه الامتناع عن الانتقام من التصعيد الإيراني - وهو قرار قد يكلفه من حيث الردع - أو شن ثأرٍ شديد الدقة، يمكن أن يتحول إلى صراع أوسع، بدأت تل أبيب تتحضر له من خلال مناورات تحاكي القتال مع الحزب.

صفيح ساخن

تعيش المنطقة على صفيحٍ ساخن، وبالرغم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفضه للحرب مع إيران، إلا أن هذا لا ينفي احتمال تصاعد التوترات الأمنية. وبهذا الخصوص يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل، جوناثان كونريكوس، لصحيفة "غلوب أند ميل" الكندية، بأن إسرائيل تعيش حالة تأهب بسبب تصاعد نشاط حزب الله في كل من لبنان وسوريا، بعد تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الخليج، وأضاف "حزب الله يعلم أنه سيكون من غير الحكمة مهاجمة إسرائيل. نحن نجلس اليوم على برميل بارود، ومن جهتنا لا نسعى بالتأكيد لتصعيد الموقف".

يؤكد كونريكوس أن أي هجوم للحزب، سيُقابل برد بقوة أكبر مما كانت عليه الحال في حرب تموز عام 2006. ويستطرد قائلاً "نخشى أن يتم تنفيذ ما تريده إيران عن طريق حزب الله في لبنان، وهذا أمرٌ سيحدده في النهاية  أمين عام حزب الله، حسن نصر الله. حزب الله أداة على رقعة الشطرنج الإيرانية. لقد استخدموه في الماضي ومن الممكن أن يستخدموه مرة أخرى".

ضربة أميركية وقائية

يعود أساس التوتر، كما تشير صحيفة "هآرتس"، لضغط بنيامين نتنياهو على دونالد ترامب للتخلي عن الصفقة النووية مع إيران، ما وضع واشنطن وطهران على مسار تصادم لا مفر منه. لكن السياسة التي تُتبع اليوم قد تدفع الأمور لأن تخرج عن السيطرة، وهذا ما تجلى بدعوة مستشار الأمن القومي السابق ياكوف أمدرور إلى ضربة أميركية وقائية قوية ضد المنشآت الإيرانية، بما في ذلك، بنيتها التحتية النووية. تشير "هآرتس" إلى أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين المقربين من نتنياهو، يتفقون مع أمدرور شريطة أن يتلقوا ضمانات صارمة بوجود ضربة أميركية مدمرة تحسم الأمور. لقد تفادى نتنياهو والمقربون منه إعداد الجمهور لاحتمال أن تستتبع الحملة ضد إيران انتقاماً من حزب الله، لكن هذه الثقة المفرطة مستمدة من شعور زائف بالأمان، أو تعتمد على تحليلات الخبراء بأن الحزب لن يجرؤ على المخاطرة بوضعه المتميز في لبنان. إذا فشل أمين عام حزب الله، في عصيان أمر طهران "بالموت مع الفلسطينيين"، فيمكن لحزبه، حسب "هآرتس"، أن يفرض حملة عسكرية قاسية على إسرائيل. في أسوأ الحالات، يمكن أن يطلق الحزب آلاف الصواريخ والقذائف الموجهة على الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية ومراكز السكان المدنيين. يحمل العديد من هذه الصواريخ رأس حربي يزن 500 كيلوغرام، قادرة على تسوية شوارع المدن الإسرائيلية بالأرض وقتل أي شخص على مسافة 100 متر. وتخلص الصحيفة بالقول، إن فكرة التدمير والخسارة التي يمكن أن يحدثها أحد هذه الصواريخ، تجعل هجمات حماس الصاروخية في الجنوب تبدو وكأنها لعبة للأطفال.

القمة الثلاثية

تتزامن هذه التطورات مع عقد القمة الأميركية - الروسية - الإسرائيلية، والتي تستغلها إسرائيل للتوصل إلى حلٍ يزيل خطر الحزب وإيران من سوريا بعد انتهاء الحرب، ولإثبات قدرتها الدبلوماسية على جمع واشنطن وموسكو. تمثل هذه القمة، وفق الرؤية الإسرائيلية، فرصة حقيقية لتجنيد الروس بطريقة أكثر جدية في محاولة لكبح نفوذ إيران المتزايد في المنطقة. لكن القلق الإسرائيلي يكمن في الثمن الذي سيطلبه الكرملين وما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لدفعه. فالروس سيحاولون إبرام صفقة سورية مقابل أوكرانيا، عبر زيادة القيود الروسية على إيران والحزب في سوريا، مقابل تخفيف العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.

 

الحدت وبلديتها.. في الصحف العالمية

المدن - ميديا | الأربعاء 26/06/2019

تصدَّر عنوان "بلدة لبنانية تحظر المسلمين من بيع واستئجار الممتلكات" صحفاً عالمية، بينها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وعشرات المواقع والصحف العالمية اليوم الاربعاء، في اضاءة على الاجراءت التي تتخذها بلدة الحدت في جبل لبنان لمنع المسلمين من شراء العقارات أو تأجيرها.

ونشرت الصحف، التقرير الذي نشرته وكالة "اسوشيتد برس"، ويتضمن مقابلة مع محمد عواد الذي مُنع من الاستئجار، ورئيس بلدية الحدت جورج عون، اضافة الى جورج أسمر، أحد سكان الحدت، الذي اصطحب مراسل الوكالة الى متجر يبيع الألبسة قرب الكنيسة وتعمل فيه امرأة "واحدة من إخواتنا الشيعة"، قائلاً ان القرار للحفاظ على هوية البلدة. كما تحدث فيه آخرون.  ويعد التقرير مادة تجذب وسائل الإعلام العالمية، وهو حدث غير تقليدي في العالم، لذلك تم تداوله بكثرة خلال الساعات الأخيرة، ومن ضمنها وسائل إعلام اسرائيلية "تايمز اوف اسرائيل". ويتهم بعض اللنبانيين بلدية الحدت باتخاذ اجراء "عنصري" في هذا القرار المعمول به منذ 10 سنوات، فيما يبرر آخرون لها هذا القرار "للحفاظ على هوية البلدة" كما يقولون.

 

قوى السلطة تتقاسم "ديموقراطياً" المجلس الدستوري

أكرم حمدان/المدن/الخميس 27/06/2019

قالها بصراحة ووضوح رئيس الحكومة، سعد الحريري: "ليس هناك صفقة أو صفقات في التفاهم على انتخاب أعضاء المجلس الدستوري. فمن ينتخب هؤلاء هو مجلس النواب، الذي يُمثل الأحزاب والقوى السياسية، والتي يتكون منها مجلس الوزراء. فلماذا ستكون ديموقراطيتنا مختلفة عن ديموقراطيات العالم، فهذه الديموقراطية تقول إذا نجح الجمهوريون أو الديموقراطيون في أميركا، فمن أين يأتون بأشخاص إلى الإدارات؟".  هكذا رد الحريري على مداخلات النواب الذين انتقدوا طريقة التفاهم والتقاسم لأعضاء المجلس الدستوري، التي جرت في جلسة انتخاب خمسة أعضاء، هم حصة مجلس النواب. وهي الآلية التي ينص عليها قانون إنشاء المجلس الدسنوري، على أن تستكمل الحكومة تعيين الخمسة الآخرين في وقت لاحق، لا يبدو أنه سيكون بعيداً، حسب التفاهمات التي أبرمت في الكواليس.

تفاهمات

وقد لاقى الحريري في رده عضو تكتل "لبنان القوي" و"التيار الوطني الحر" النائب ألان عون، الذي "غرّد" بعد جلسة الانتخاب مؤكداً أنه إلى حين تعديل قانون إنشاء المجلس الدستوري، وجعل اختيار أعضائه من قبل مجلس القضاء الأعلى، فإن توافق الأكثرية سيأتي بأعضاء المجلس.. على أمل تحررهؤلاء من ناخبيهم.

وكان سبق جلسة الانتخاب اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب، "غربل" خمسة أسماء من بين 59 مرشحاً، تقدموا بطلباتهم إلى مجلس النواب حسب الأصول، وفقاً للتفاهم السياسي وتوزيع الحصص بين القوى السياسية الغالبة. وفي حين طُرحت الأسماء من دون إلزام النواب بالتقيد بأي تفاهم، إلا أن "اللبيب من الإشارة يفهم"، فأصحاب الحظ من القضاة بمعزل عن خصالهم ومناقبيتهم، "تمت تسميتهم من فوق"، وما على النواب إلا التنفيذ، باستثناء القلة القليلة، الذين انسحب بعضهم، كنائبي حزب "الكتائب" سامي ونديم الجميل، والنائبة بولا يعقوبيان والنائب جميل السيد. طبعاً، من دون تنسيق مسبق سوى بين بولا والجميّل.

المعترضون

جلسة الانتخاب، التي سبقتها سلسلة مواقف نيابية تعترض على ما اعتبرته مخالفة دستورية في كيفية انتخاب أعضاء المجلس الدستوري، وصلت فيها المواقف إلى المطالبة بإلغاء هذا المجلس، وكذلك المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، طالما السلطة الحاكمة هي التي ستُعين المجلس الدستوري والمجلس الأعلى، كأنهما وُجدا لحمايتهم وليس لمحاكمتهم. النواب المعترضون والمنسحبون من الجلسة، ولا سيما بولا يعقوبيان، تعتبر تحول المجلس إلى هيئة ناخبة في دورة استثنائية فيه مخالفة دستورية فاضحة للمادة 33. كما أن "المجلس الدستوري الحالي يدرس طعوناً نيابية، وما زال يبتها، فكيف نغير المجلس الدستوري أثناء بت الطعون؟ إن النواب المطعون بنيابتهم لا يمكنهم أن يصوتوا لأعضاء مجلس دستوري جديد، فإذا كانت المحاصصة تطغى على كل شيء في لبنان، فهذه المسألة بالشكل وبالقانون غير مسموح بها ولا مقبولة". وقالت لـ"المدن": "يعتمدون الطريقة ذاتها في كل شيء ويوزعون الحصص ويقررون، بمعزل عن المؤسسات، فكيف يمكن توزيع السيرة الذاتية لنحو خمسين شخصاً قبل ساعة أو أقل من العملية الانتخابية مع الأسماء؟". وأكدت أن "ما جرى في الجلسة غير صحيح، وطرق المراجعة فيه صعبة جداً. بماذا ستطعن وأمام من؟ بتعيين أعضاء مجلس دستوري جديد أمام مجلس دستوري لم يُسلم بعد؟ قبل أو بعد أداء اليمين؟ كل ما جرى غريب ولا يجب أن يحصل".

مثال للتعيينات

في المحصلة، توزعت القوى السياسية الكبرى حصص المجلس الدستوري، فنال "التيار الحر" العضوين المسيحيين القاضي طنوس مشلب (ماروني، 72 صوتاً) والقاضي أنطوان بريدي (أرثوذكسي، 71 صوتاً) على الرغم من غياب رئيس التيار الوزير جبران باسيل عن الجلسة، وحصل الثنائي الشيعي أمل وحزب الله مع أرجحية للرئيس بري على الاسم الشيعي القاضي عوني رمضان (73 صوتاً)، والسني من حصة الرئيس سعد الحريري القاضي أكرم بعاصيري (71 صوتاً) والدرزي القاضي رياض أبو غيدا (79 صوتاً) من حصة الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط. ومن المفترض أن تكتمل الصورة مع تعيين الحكومة خمسة أعضاء آخرين موزعين طائفياً كالآتي: سني، سيسميه الرئيس سعد الحريري، والشيعي سيسميه الثنائي الشيعي أمل وحزب الله، وواحد ماروني وإثنين كاثوليك، يُفترض أن يكون للقوات اللبنانية رأي وازن بهما، إذا لم نقل "حصة"، وكذلك تيار المردة إلى جانب التيار الحر ورئيس الجمهورية. وهكذا يكون تعيين وانتخاب أعضاء المجلس الدستوري، عينة من ملف التعيينات، التي ستنطلق في المرحلة المقبلة في أكثر من موقع ومركز شاغر في الإدارات والمؤسسات العامة. ليبقى ما تنص عليه القوانين معلقاً بيد سلطة التقاسم.

 

وليد جنبلاط وحيداً على ضفة نهر الانتظار

منير الربيع/المدن/الخميس 27/06/2019

يعود السياسيون إلى فطرتهم الأولى. صمتت بنادق المواجهات السياسية، وانتهت معركة الخيارات الكبرى. فالمعركة القائمة اليوم، مجرد مناوشات باهتة. إنها "الرقصة" التي اعتادها أركان السلطة في حقبة ما بعد اتفاق الطائف، تحت رعاية الوصاية السورية. فأقصى المواجهات أصبحت على موظف من هنا، وحاجب من هناك. وكأنهم يلوذون إلى "فينيقيتهم"، بنسخة معدلة من هنيبعل. مقاتل مقدام شرس يجوب البحار، وينقلب تاجراً. تلك "ثقافة" مطبوعة بأدوار "الترانزيت"، وبمعنى أوضح، شطارة الوساطة والسمسرة للبقاء هنا على فالق جغرافي "استراتيجي"، كوصلة بين الشرق والغرب. فيستفيد من قوافل التجارة العالمية ودروبها.

ضياع المعنى

تلك الذهنية أرست هذا النوع من الثقافة في السياسة. فيجد الساسة أنفسهم يتلاطمون في لحظات التحولات الكبرى بين خيارات متناقضة، ونشهد معهم حينها انقسامات سياسية عمودية حادة، كما حدث بين العامين 2005 و2010، أو قد تتطور تلك الانقسامات إلى حروب تنفجر بين فترة وأخرى، كما في أيار 2008، أو قبلها الحرب الأهلية، أو أحداث 1958. هذا في حالات الصراعات الكبرى. أما في أزمان التسويات، حين لا يكون لبنان "ساحة متفجرة"، كما هو حال اليوم، تتحول الصراعات إلى السمسرة والمقايضة، كخلاف على التعيينات في مواقع  الدولة وإداراتها، أو تنافس اقتصادي في مشروعات صغيرة وكبيرة.

في حالات الانقسام السياسي حول مضامين كبرى ومصيرية، يكون النزاع أوضح بكثير من حالات الصراع الشديد على المغانم، خصوصاً في دولة "محاصصات" كما هو حال لبنان. ولذا، ليس غريباً اليوم أن يضيع "المعنى" عن السياسة في هذه المرحلة التي تسود منذ العام 2016. وعلى الرغم من محاولات كثيرة، حزبية ومدنية، لإيجاد عناوين كبرى أو لإحياء بعضها، رغبة بتأليف معارضة فاعلة، إلا أن معظم من يسعى لذلك، أهدافه تكون في مكان آخر، ويستخدم الشعارات الكبيرة لتحقيق مآرب صغيرة.

الأقوياء والضعفاء

في هذه الحالة، يجد الكثيرون أنفسهم محاصرين أو مطوقين. طبعاً، باستثناء الأطراف الثلاثة الأقوى في المعادلة، وهم حزب الله، التيار الوطني الحرّ، وتيار المستقبل. إذ يبقى التنافس بينهم قائماً على من يعزز حصته ومكامن سلطته. بينما الشعور بالمحاصرة يطغى على الأفرقاء الأقل تأثيراً، كالحزب التقدمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، تيار المردة. وفي هذا النوع من الصراعات، تستحيل التحالفات السياسية إلى مجرد تحالفات متقطعة وآنية. فيسود منطق التفرّق والإنفضاض، وفق ضرورات واحتياجات كل طرف. ويعمل الطرف الأقوى على منطق فرّق تسد. إنه المنطق المتبع مع وليد جنبلاط مثلاً، بمحاولة تعزيز موقع خصومه داخل بيئته. وهذه غاية تتقاطع فيها مصالح قوتين أساسيتين من القوى الثلاث الآنفة الذكر، بينما القوة الثالثة أي تيار المستقبل، لا تكون قادرة على فرض ما تريده لنصرة حليفه السابق. وكما يجد وليد جنبلاط نفسه محاصراً ومطوقاً، كذلك تجد القوات اللبنانية نفسها في الخانة ذاتها.

هنا بالتحديد، يسود منطق فرّق تسد، من خلال محاولات لاستقطاب القوات اللبنانية إلى جانب هذا الثلاثي، بينما يترك وليد جنبلاط وحيداً. ففي غمرة الاشتباك بين الاشتراكي وتيار المستقبل، كان سمير جعجع يصرّح بأن علاقته ممتازة مع الحريري، والتنسيق دائم ومستمر، والتحالف قائم. بهذا المعنى، بقي جنبلاط وحيداً، خصوصاً في ظل المحاولات المستمرة، لاستقطاب القوات، ومنحها بعض ما تريده، مقابل عدم الذهاب إلى تشكيل قوة معارضة مع الاشتراكي. وربما تمرير أحد المحسوبين عليها في تعيينات المجلس الدستوري، سيكون لتلك الغاية. إرساء هذا الوضع، يفرض على وليد جنبلاط أن يكون الطرف الأكثر عرضة للتطويق أو الحصار، وسط إصرار من خصومه على نزع المزيد من أوراق القوة التي يمتلكها. يعرف الرجل جيداً، ان أفق تغيير موازين القوى غير متاح حالياً، ومحاولة نقل الخطاب السياسي من التنافس على مناصب ومكاسب، إلى عناوين كبيرة، ليست في حسبان أي طرف من الأطراف. لكنه يحاول جاهداً تصويب المسار عبر مواقفه التي يطلقها بأسلوبه المعتتاد. فالمعركة التي يفتحها جنبلاط حالياً، "وجودية" بالنسبة له. هو أكثر من خبر لعبة تقاطع المصالح، وذاق طعمها. لذلك يلجأ إلى الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع.

خيارات جنبلاط

صحيح أن الرجل يلجأ حالياً إلى الإنحناء أمام الريح. وهذا ما يفسّر إعلان الهجوم تارة، والالتزام بالتهدئة تارة أخرى. إنه يحاول تمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة. لكن اشتداد الحملات عليه، لا بد أن يؤدي في النهاية إلى إنفجار سياسي بشكل أو بآخر. ولحظة تفجّره قد تقع مع تغير إقليمي - محلي، يؤدي إلى انقلاب المناخ السياسي في البلاد. ليست المرّة الأولى التي يتعرّض لها وليد جنبلاط إلى ما يشبه الحصار. وتلك تجربة مرّ بها قبله كمال جنبلاط، على الرغم من أن الوضع حينها كان متفجراً وعلى وقع معارك عسكرية. وعندها، لم يكن الصراع في لبنان مماثلاً لما يحدث اليوم من تزاحم على المكاسب والمغانم. وجد كمال جنبلاط نفسه مطوق عربياً ودولياً. جولته الأخيرة في العام 1976 إلى الدول العربية كانت "فاشلة"، لما سمعه من نصائح إما لإثنائه عن العودة إلى لبنان، أو لوقف مشروعه وإعلان الاتفاق مع النظام السوري. وعندما رفض كان الاغتيال. اليوم ثمة تشابه ولو بعيد، بين هذه المرحلة وتلك المرحلة. فهناك من يقول لوليد جنبلاط إن خلاصك لن يكون إلاً في دمشق، أو أن الممر الإجباري والإنقاذي الوحيد لك هو سلوك طريق الشام، تماماً كما كان يفعل في كل مرحلة يجد نفسه مستهدفاً فيها، في حقبة الوصاية السورية. لا يزال جنبلاط يقلّب خياراته بين يديه. يلجأ إلى الهجوم مستخدماً عناوين متعددة، تارة استراتيجية، وأطواراً تكتيكية، بانتظار شيء ما، ليس بالضرورة أن يقلب موازين القوى حالياً، في ظل التقاطعات الإقليمية والدولية التي تناقض رهاناته وأفكاره.. لكن على الأقل ما يعينه على نقل السياسة في لبنان من هذا السعار على "المغانم" إلى صراع سياسي مفعم بالمعنى. عندها سيستعيد دوره كالذي لعبه في العام 2005.

 

البابا فرنسيس شكر لواء غاريبالدي على الكنيسة الجديدة اللاتينية في شمع والتقى أبانيارا في الفاتيكان

وطنية - تبنين - الأربعاء 26 حزيران 2019

التقى صباح اليوم البابا فرنسيس في الفاتيكان قائد لواء "بيرساجليري" غاريبالدي من كازيرتا (إيطاليا)، العميد الركن ديوداتو أبانيارا يرافقه المرشد العسكري المسؤول في الجيش الإيطالي الأب كلاوديو مانكوزي اللذان أنهيا مهمتهما في "اليونيفيل" في لبنان الشهر الماضي ضمن بعثة "ليونتي 25".

وتحدثا خلال الزيارة عن إنجازات البعثة خلال مهمتهما في لبنان، من تنظيم لقاء في شمع بين مختلف الأديان اتصف بالتاريخي في 24 كانون الثاني، وبناء أول كنيسة تتبع الطقس اللاتيني في تلك البقعة من جنوب لبنان على اسم "العذراء مريم سيدة الكرمل والقديس البابا يوحنا الثالث والعشرون"، وقد كرسها رئيس أساقفة وزارة الدفاع الإيطالية سيادة المطران سانتو مارسيانو في 18 آذار 2019. بدوره، شكر البابا فرانسيس للجنرال أبانيارا إنجازاته وأعلن أن الكنيسة هذه هي "علامة نبوية تجنى من خلالها ثمار السلام والإخاء". وألقى رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة شكر في بدايتها الجنرال وركز على الأهمية التاريخية لمهمتة ونوه "بالأثر الاجتماعي والديني الهام لهذه الكنيسة"، وشكر "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك اغناطيوس يوسف الثالث اللذين قاما بزيارة الكنيسة وأشادا بأهميتها، كذلك بطريرك الروم الكاثوليك يوسف عبسي الذي قلد كلا من الجنرال قائد البعثة والأب المرشد "صليب القدس المذهب" في شباط الماضي، والرئيس الأعلى لحراس الأرض المقدسة، صاحب السيادة فرانسيس باتون، فقد منحهما أهم ميدالية فخرية، تسمى Grato Animo". وختم: "ممتن للجنرال أبانيارا لما تحلى به من مشاعر طيبة، وللأهمية التي أولاها للشأن الديني".

 

تعليق الاضراب في "اللبنانية".. والإعلان الجمعة!

المركزية/26 حزيران/2019

أزمة الجامعة اللبنانية، من تحسين أوضاعها، إلى تحقيق مطالب الاساتذة تسير نحو الحل، فالاجتماع بين وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ورئيس الجامعة فؤاد أيوب والهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين وضع اسس الحل الذي سيترجم في مؤتمر صحافي مشترك الجمعة المقبل لكل من وزيري المال والتربية ورئيسي الجامعة والرابطة. إلى ذلك، صدرت توصية من الفروع الاولى والثانية في الجامعة اللبنانية بتعليق الاضراب المفتوح بعد موافقة شهيّب في مؤتمره الصحافي نهار الجمعة على النقاط السبع. وقال رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر في حديث للـMTV: "قررنا تعليق الاضراب بعد مؤتمر وزير التربية الجمعة إن كان إيجابياً كما هو متوقّع". وخلص الاجتماع إلى الاتفاق على:

-حذف كلمة تدريجياً من المادة 94 من قانون الموازنة وبالتالي عدم النيل من صندوق التعاضد سنوياً وصولاً إلى سقف تعاونية موظفي الدولة.

- تشكيل لجنة مشتركة من وزارة المال والجامعة لمناقشة موازنتها والعجز الحاصل فيها.

-تقديم مشروع قانون من قبل نواب اللقاء الديمقراطي إلى مجلس النواب بتقسيط الدرجات الثلاث الاستثنائية بدعم من رئيس المجلس نبيه بري.

-إدراج مشروع زيادة خمس سنوات عند إحتساب المعاش التقاعدي في اول جلسة تشريعية للمجلس النيابي بعد إقرار الموازنة.

غير أن ما بشّر به شهيب المشاركين في الإجتماع نيته تنظيم مؤتمر في أقرب فرصة (الأرجح في تشرين الأول المقبل) لمناقشة رؤيا جديدة للجامعة والقيام بالإصلاحات اللازمة لتكون الجامعة اللبنانية جامعة القرن الحادي والعشرين.

مسؤول ملف التعليم العالي والجامعة اللبنانية وليد صافي الذي شارك في الاجتماع، أوضح "إن الجامعة لا تختصر بالمطالب بالرغم من اهميتها، فهي بحاجة إلى رؤيا جديدة، آخذة بالاعتبار ثورة التكنولوجيا والمتغيرات التي طالت سوق العمل، موضحا أن المؤتمر سيناقش سياسة التعليم العالي في لبنان".

وأكد صافي أن المؤتمر ستليه خطوات إصلاحية تتناول جوانب أكاديمية وإدارية في الجامعة اللبنانية، مضيفاً أن شهيب لفت الانتباه الى انه سيعمل مع الممولين الدوليين (البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية) لاستكمال المجمعات الجامعية، واستكمال تجهيز الكليات التطبيقية بالمختبرات اللازمة، مشيرا إلى أن الوزير شهيب ركز خلال الاجتماع على إنهاء العام الجامعي، لأن الجامعة اللبنانية هي اساتذة وطلاب وموظفون.

الاتحاد العمالي: وأصدر الاتحاد العمالي العام بياناً دعماً للجامعة اللبنانية، وجاء فيه: "إن الاتحاد العمالي العام إذ يؤكّد أنّ الجامعة اللبنانية الوطنية لم توجد إلاّ بعد نضالات مريرة قامت بها كوكبة من رواد الفكر من مثقفين وأساتذة وطلاب واستمر الحصار عليها من قبل الجامعات الخاصة وبعض أطراف السلطة، فإنه يرى اليوم أنّ هذه الجامعة كياناً وإدارة وأساتذة وطلاباً في خطر داهم.

والاتحاد العمالي العام في هذه المرحلة المصيرية يعلن ويؤكد على تضامنه الكامل مع الجامعة بكافة أطرافها من إدارة وأساتذة وطلاب ويعلن حرصه التام كما هو حرص كل الجهات المعنية على استكمال العام الدراسي في أقرب وقت. علماً بأنّ الاتحاد يستغرب عدم زيادة موازنة الجامعة الوطنية كونها تشكّل مركز الإنتاج الفكري وصناعة الأبحاث والمرجعية العلمية الوطنية والضامنة لإتاحة الفرصة لأبناء العمال وذوي الدخل المحدود في لبنان وهذا يقتضي بالضرورة إبعاد الجامعة عن كلّ الانقسامات والنزاعات الطائفية والمذهبية والسياسية وكذلك حق الأساتذة المتعاقدين بالتفرّغ لأنهم يؤمّنون نفس ساعات التعليم التي يؤمّنها الأساتذة المتفرغون والدخول إلى ملاك التعليم وإعادة القرار إلى إدارة الجامعة في مختلف المجالات.

ويناشد الاتحاد جميع المعنيين بالسلطة إلى إقرار المطالب المحقّة للأساتذة في اقرب وقت ليتمكن هؤلاء من العودة إلى صفوفهم مع طلابهم وخصوصاً تعزيز موازنة الجامعة والحفاظ على تقديمات صندوق التعاضد وإقرار مبدأ السنوات الخمس عند التقاعد وسوى ذلك من المطالب التي تحفظ الجامعة وتعزّز دورها الوطني".

 

جنبلاط يكافح "تويتريا" لإنعاش حضوره السياسي المتراجع

مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط غير المحسوبة تحيّر حلفاءه قبل خصومه، وبات من الصعب توقع ردود فعله.

جنبلاط يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم

بيروت – العرب/27 حزيران/2019

لم ينتظر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط طويلا حتى عاد وأدلى بدلوه الأربعاء من خلال حسابه على “تويتر” في الشأن المتعلق بورشة البحرين، بعد أن كان تعهد الثلاثاء بالتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا بالحدود الدنيا.

وتساءل الزعيم الدرزي في تغريدته الجديدة عما إذا كان العرب المشاركون في الورشة، سيفعلون ما رفضه العثمانيون قبل أكثر من قرن، في إشارة إلى ما وصفها بعملية “بيع فلسطين”. وقال جنبلاط “في عهد السلطان عبدالحميد طلب تيودور هرتزل شراء فلسطين لنقل يهود العالم إليها فرفض السلطان”. وأضاف “اليوم في البحرين سيطلب حفيد تيودور هرتزل الصهر جاريد كوشنير من العرب بيع فلسطين لنقل أهلها إلى الأردن، إلى سيناء، إلى لبنان، إلى سوريا، إلى الشتات، فهل سيفعل العرب ما رفضه العثمانيون؟”.

عودة الزعيم الدرزي لإطلاق التغريدات لم تثر استغراب المتابعين، حيث أن الرجل يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم.

ويقول مقربون من جنبلاط إن ما يقال عن الرجل من أنه شديد التقلب ومرن المناورة والتحرك والانتقال من موقف إلى نقيضه، ليس بالضرورة نقطة سلبية، بل مهارة اكتسبها من خلال قيادة تياره السياسي ومحاولة المحافظة على موقعه السياسي على الرغم من تراجع ثقله الذي كان يلعبه قبل عقود. ويعاب على الرجل أن مواقفه غير المحسوبة تحيّر حلفاءه قبل خصومه، وأنه بات صعبا توقع ردود فعله على المديين المتوسط والطويل إذا ما أبرم أي تفاهم معه. ويذكّر البعض بمواقف جنبلاط المتشددة من مسألة شبكة الاتصال الموازية التي يمتلكها حزب الله كما الموقف من القيادة الأمنية لمطار بيروت والحديث عن كاميرات نصبها الحزب لمراقبة حركة المطار، وهي التي اضطرت حكومة فؤاد السنيورة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات في 5 مايو 2008 كانت سببا للتحرك العسكري الذي قام به حزب الله في 7 مايو (7 أيار الشهير) ضد أهداف لخصومه في بيروت والتقدم باتجاه مواقع جنبلاط ومناطقه في الجبل وبيروت.

ويضيف هؤلاء أن جنبلاط انتقل إثر ذلك من موقف متشدد إلى موقف مهادن معلنا مغادرته تحالف 14 آذار متخذا موقعا وسطيا داعيا إلى وقف التوتر وداعما اتفاق الدوحة الذي تلا تلك الأحداث. ويلفت سياسيون لبنانيون إلى أن جنبلاط يتمتع بقدرة ملفتة على تغيير مواقفه وقراراته، ويعزون ذلك إلى أن وضعه كزعيم لطائفة يتآكل حضورها الديموغرافي، مقارنة بباقي الطوائف في لبنان، قد يشكل أحد الأسباب التي تدفعه إلى تبني الشيء ونقيضه في ذات الوقت في محاولة للحفاظ على وزنه ومشاركة طائفته داخل المشهد السياسي اللبناني. غير أن زعامة جنبلاط التي كادت أن تكون مطلقة في عهد والده كمال وفي عهده أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، تقلّصت في السنوات الأخيرة بسبب الضغوط التي مارستها الوصاية السورية في لبنان وتلك التي يمارسها حزب الله من خلال دعم خصوم جنبلاط داخل الطائفة. وعلى الرغم من أن جنبلاط قد عارض قانون الانتخابات واعتبره مُفصّلا ضده، إلا أنه استطاع مع ذلك المحافظة على حضور متقدم ومحاصرة نسب خسارته. وبات واضحا أن تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر، بزعامة وزير الخارجية جبران باسيل، عمل على تفخيخ السطوة الجنبلاطية من خلال فرض تمثيل حكومي وبرلماني لخصومه،

فيما يقلق جنبلاط من مفاعيل الصفقة الرئاسية التي أبرمت بين باسيل وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وتعكس تغريداته في الفترة الأخيرة التي تستهدف رئيس الوزراء سعد الحريري هواجسه، ولكن الأخير يبدو أنه لم يعد قادرا على تحمل تصويبات جنبلاط عليه متسائلا في إحدى تغريداته إنه لا يعرف ماذا يريد الأخير. ويرى مراقبون أن جنبلاط لا يقبل أن يتم التعامل معه وفق حجمه داخل الطائفة الدرزية في لبنان. فقد كان والده كمال جنبلاط زعيما وطنيا عربيا عابرا للطوائف ومتجاوزا في زعامته حدود لبنان لتمتد نحو دروز سوريا والأردن وفلسطين، وملامسا قضايا عربية كبرى متزعما تكتلات عربية داعمة للمقاومة الفلسطينية. ووليد جنبلاط نفسه لعب دورا مفصليا في دعوة دروز إسرائيل لعدم الانخراط في الجيش الإسرائيلي، واحتل موقعا متقدما داخل الحركة الوطنية اللبنانية بعد اغتيال والده، وتزعم حراكا لبنانيا ضد الوجود السوري في لبنان، وكان ركنا أساسيا من أركان تحالف 14 آذار الذي ولد بعد اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري. ويسعى جنبلاط من خلال مواقف يتخذها ضد صفقة القرن وورشة البحرين أو ضد استراتيجية بوتين وترامب في الشرق الأوسط، إلى المحافظة على وهج إقليمي دولي لحضوره السياسي في لبنان. كما أن رسائله السياسية التي يطال فيها دولة حليفة مثل السعودية لطالما وضعت في خانة لفت نظر الرياض إلى موقعه واعتبرت مناشدة لها لدعم موقعه في لبنان. وقد قامت الرياض من خلال مبعوثيها أو من خلال سفيرها في لبنان بالضغط لرأب الصدع بين حلفائها في لبنان، جنبلاط والحريري وسمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية، وسهرت على احتواء هذه الخلافات داخل حدودها الدنيا أو المقبولة.

والواضح أن جنبلاط الذي كان يتمتع ووالده بعلاقات ممتازة مع موسكو في عهد الاتحاد السوفييتي قد خسر تلك الحظوة هناك على الرغم من استمرار العلاقات لكن بإيقاع عادي بين الطرفين. وتدور تلك البرودة في العلاقات حول اعتراض جنبلاط على موقف روسيا المساند لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان تيمور، نجل وليد جنبلاط، قد ترأس وفدا توجه به إلى موسكو مؤخرا للقاء عدد من المسؤولين الروس.ويعرف عن جنبلاط أنه يمتلك هوائيات استشعار اشتهر بها باسم “انتانات جنبلاط”.

ويعترف كثير من المراقبين أن الرجل لديه ملكة الاستشراف المبكر التي تفسر سلسلة من المواقف المسبقة. وليس من الضرورة أن أمر هذا الاستشراف كان دقيقا دائما، لكن مواقفه المبهمة والملتبسة مازالت تثير حشرية الطبقة السياسية في لبنان. وقد هاجم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “انتانات” جنبلاط ناصحا إياه بتغييرها. بالمحصلة لن يستطيع جنبلاط المحافظة على موقعه السياسي وتأمين مستقبل الجنبلاطية إلا من خلال حضوره المكثف داخل كافة الملفات المحلية والدولية. وعليه فإن تويتر وفيسبوك وغيرهما ستبقى الأدوات الأنجع والأقل تكلفة والأسهل لإيصال رسائله كما أنها الأكثر استجابة لنقل منطقه العفوي الصادم في مقاربة شؤون الدنيا والسياسة.

 

أميركا شنت هجوماً إلكترونياً على كتائب “حزب الله”

واشنطن – وكالات/26 حزيران/2019

 شنت الولايات المتحدة هجوما إلكترونيا كبيرا على كتائب “حزب الله”، في أعقاب إسقاط إيران لطائرة أميركية بدون طيار، قالت إنها دخلت مجالها الجوي. وأوضح مسؤولان أميركيان على صلة بالأمر، أن القوات الأميركية شنت الهجوم على كتائب “حزب الله”، باعتبارها ميليشيات شيعية تدعمها إيران ولديها قوات في العراق وسورية، وفق لما أوردته صحيفة “ذا هيل” الأميركية. وذكر المسؤولان أن الهجمات الإلكترونية استهدفت الاتصالات الشبكية للمجموعة، دون توضيح لمدى نجاحها. ويأتي هذا التقرير بعد فترة وجيزة من تقرير آخر، يفيد أن الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية ضد البرامج التي تستخدمها إيران لتعقب الناقلات التجارية في الخليج. ولم تعلق القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط على الفور على هذا التقرير. وقالت إنها ترفض التعليق على أي هجوم إلكتروني محتمل. ويأتي هذا التقرير وسط توترات آخذة في التصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، بما في ذلك ضربة انتقامية ضد أهداف في إيران ردا على إسقاط الطائرة الأميركية والتي تراجع عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كوشنر يبدد المخاوف من أن خطة ترامب لا تلغي مبادرة السلام العربية

واشنطن تترك الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين للحاق بصفقة القرن. سنطرح خطة السلام في الوقت المناسب

المنامة – العرب/27 حزيران/2019

حرص مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، الأربعاء، على التأكيد أن الجانب السياسي في مبادرة الرئيس دونالد ترامب، التي باتت تعرف بصفقة القرن، سيعرض في الوقت المناسب، وأن التركيز على البعد الاقتصادي لا يلغي الخيار السياسي في التوصل إلى حلّ، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة إلى السعودية بأن الخطة المعروضة لا تلغي مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة قبل أن تتحول إلى موقف عربي مشترك. وبالتزامن سعى كوشنر إلى تبديد مخاوف الفلسطينيين الذين شكل غيابهم عن ورشة المنامة تحديا حقيقيا يهدد بإفشال المبادرة برمتها، خاصة مع عدم الحماس الذي أبداه العرب، وهو ما كشفه الحضور المحدود وبشخصيات ثانوية. وقال مستشار ترامب وصهره إن البيت الأبيض سيطرح الجانب السياسي من خطة السلام في “الوقت المناسب”، مؤكدا أن أشخاصا مختلفين يضعون الخطط السياسية. ويأتي هذا التصريح كمحاولة لامتصاص الشكوك التي أحاطت بالمبادرة كونها تتعاطى مع القضية الفلسطينية وكأنها أزمة عابرة يمكن حلها بجلب الاستثمارات ووضع الفلسطينيين أمام الأمر الواقع.

حنان عشراوي: المقترح الأميركي إهانة لذكائنا ومنفصل تماما عن الواقعحنان عشراوي: المقترح الأميركي إهانة لذكائنا ومنفصل تماما عن الواقع

ولم تقف تلك الشكوك عند مستوى التصريحات الفلسطينية، بل اعترت دولا حليفة تراهن واشنطن عليها في المساعدة على إنجاح صفقة القرن، وهي السعودية التي تعتقد بأن الحل لا بد أن يراعي تراكم المبادرات التي عرضت طيلة عقود للتوصل إلى حل حقيقي بدل القفز عليها وجلب حل جاهز يثير الخلافات أكثر ما يعبّد الطريق أمام عملية السلام. وتنظر الرياض إلى القضية بمنظار مختلف تماما عن مقاربة ترامب، وهو ما أكد عليه وزير المالية السعودي محمد الجدعان الذي لفت إلى أن القضية الفلسطينية “مهمة للغاية” للمملكة، وأن بلاده ستدعم “كل ما يجلب الازدهار لهذه المنطقة”.

ونشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية، الأربعاء، تقريرا لمراسلها في القدس راف سانشيز ركزت فيه على ما قالت إنه خلاف بين كوشنر والرياض. ويشير سانشيز إلى التصريحات التي أدلى بها كوشنر لقناة الجزيرة قبل ساعات من افتتاح ورشة البحرين، وقال فيها إنه “يجب أن نعترف جميعا بأنه لو كان هناك أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلن يكون ذلك طبقا لخطة السلام العربية”. ويوضح أن هذه التصريحات كانت تعني أن خطة السلام التي اقترحتها السعودية عام 2002 لم يعد لها وجود، وهو ما استدعى ردا سعوديا عبر بيان صدر في الرياض بعد ساعات من هذه التصريحات “أكدت فيه السعودية موقفها الحازم من أن خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع، وأعربت فيه عن مساندتها لمطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يرفضه كوشنر.

ويعتبر سانشيز أن الموقف السعودي لا بد وأنه قد أرق مضجع صهر الرئيس الأميركي والشخص الذي يقود جهود البيت الأبيض لحل أزمة الشرق الأوسط، خاصة ما تعلق بالفصل بين المسارات، والتعاطي مع ملف متشابك الأبعاد على أنه قضية لاجئين يمكن تثبيتهم في مواقعهم عبر مشاريع خدمية.

وأكد وزير الدولة السعودي، عضو مجلس الوزراء، محمد آل الشيخ، أن وجود “أمل حقيقي بتحقيق سلام مستدام” هو شرط لنجاح الخطة الاقتصادية التي يقدمها كوشنر للأراضي الفلسطينية. جاء ذلك في مداخلة لآل الشيخ خلال أعمال اليوم الثاني من المؤتمر الاقتصادي “ورشة السلام من أجل الازدهار”، في العاصمة البحرينية المنامة. واختتمت، مساء الأربعاء، ورشة عمل المنامة مع اتهام مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها مؤكدا أن “الباب لا يزال مفتوحا” أمامها.

وقال كوشنر إن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأميركية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، قائلا “لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيما يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه”.

وقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرّق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

محمد آل الشيخ: نجاح خطة ترامب يقترن بوجود أمل بتحقيق سلام مستداممحمد آل الشيخ: نجاح خطة ترامب يقترن بوجود أمل بتحقيق سلام مستدام

وأضاف كوشنر أن الإدارة الأميركية ستبقى “متفائلة”، مضيفا “لقد تركنا الباب مفتوحا طوال الوقت”.

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب ما يسوق البيت الأبيض.

وتنظر القيادة الفلسطينية بارتياب كبير إلى كوشنر الذي تربطه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صداقة عائلية، وإلى ترامب الذي اتّخذ خطوات عديدة لدعم إسرائيل مخالفا الإجماع الدولي. ورأى كوشنر أنّ “ما قامت به القيادة (الفلسطينية) هو لوم إسرائيل والآخرين على كافة مشكلات شعبها، بينما في الحقيقة أن الموضوع المشترك هو أن كل هذا قابل للتحقيق إن كانت الحكومة ترغب بإجراء هذه الإصلاحات”.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مؤتمر صحافي، أن المقترح الأميركي “إهانة لذكائنا” و”منفصل تماما عن الواقع. وقالت عشراوي إن “السلام الاقتصادي الذي تم تقديمه مرارا والذي فشل في التحقق كونه لا يتعامل مع المكونات الحقيقية للسلام، يتم تقديمه مرة أخرى، وإعادة تدويره مرة أخرى”. وانتقدت عشراوي عدم التطرق إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ولا ذكره في مؤتمر المنامة مؤكدة “لم يتم ذكر الاحتلال ولا لمرة واحدة”.

وتسود علاقات سيئة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية منذ قرّر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. وأعرب مركز صوفان للدراسات عن شكوكه في إمكان النظر إلى الولايات المتحدة كوسيط محايد بعد خطوات ترامب، بما في ذلك وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وقال المركز ومقره نيويورك “بالنسبة لأي شخص يراقب الوضع عن كثب” فإن ورشة العمل في المنامة “تبدو كأنها مضيعة للوقت”.

 

كوشنر لـ«الشرق الأوسط»: الحل السياسي بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي

المنامة: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

دافع مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر عن خطته الاقتصادية لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشدداً على أنها «ليست رشوة} لدول الجوار أو للفلسطينيين. واعتبر كوشنر في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، تنشرها في عددها غداً (الخميس)، أن ورشة المنامة التي شهدت طرح الخطة حققت «نجاحاً هائلاً». وقال إن خطته الاقتصادية ينبغي تنفيذها بالتزامن مع الشق السياسي لما يصفه بـ«فرصة القرن» المعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن»، مشدداً على أنه «بهدف التوصل إلى اتفاق، ينبغي تقديم تنازلات من الجانبين». ورأى أن «الحل السياسي المحتمل يقع بين مبادرة السلام العربية والموقف الإسرائيلي. وأعتقد أن ذلك منطقي. وجميع من أتحدث إليهم يؤيدون ذلك».

 

كوشنر: سنكشف عن الجانب السياسي لخطتنا في الوقت المناسب

المنامة/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

صرح مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، اليوم (الأربعاء)، بأن الولايات المتحدة ستكشف عن الجانب السياسي لخطتها لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين «في الوقت المناسب». وقال كوشنر إن الرؤية الأميركية التي تم تقديمها خلال أعمال ورشة البحرين «يمكن أن تجعل الاقتصاد أفضل بالضفة وغزة». وتابع كوشنر في مقابلة مع قناة العربية: «حصلنا على الكثير من ردود الأفعال الجيدة على الخطة»، مضيفاً: «نحترم قرار من اختاروا عدم المشاركة في مؤتمر البحرين». وقال إن الرئيس دونالد ترمب يفي بوعوده، فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط، منوهاً إلى أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لم يقدما التنازلات اللازمة سابقاً. وعن الخطة الأميركية، قال كوشنر: «خطتنا تظهر القدرة على ربط الضفة الغربية وغزة... وعلينا أن نركز على تحسين الحياة بالنسبة للفلسطينيين». وشدد: «نسعى إلى وضع أمني مستقر يسمح بتدفق الأموال إلى الفلسطينيين»، مؤكداً: «سنواجه كل المشكلات السياسية معاً لكن تركيزنا الآن على الجانب الاقتصادي». وأضاف مستشار الرئيس الأميركي: «نسعى للوصول إلى حكومة فلسطينية مستدامة تعتمد على نفسها»، مشدداً على أن «أطرافاً عدة ساعدت في وضع ملامح خطتنا، ورد الفعل عليها رائع». وتتواصل في العاصمة البحرينية المنامة اليوم، أعمال ورشة البحرين بشأن خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط. وكان مستشار الرئيس الأميركي قد أوضح أن الهدف من ورشة المنامة هو مناقشة الخطة الاقتصادية مع كبار المستثمرين وبنوك التنمية، للوصول إلى رسم خطة لتنفيذها عندما يتم التوصل إلى اتفاق سلام. وأضاف: «لا يمكن أن يطبق أي من هذا (الجانب الاقتصادي) من دون اتفاق سلام. الخطة الاقتصادية هي إظهار للإمكانات المتاحة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق سلام. المستثمرون لا يشعرون بالارتياح إذا لم يكن هناك وضع أمني مستقر، ويريدون أن يعرفوا كيف سيتم التعامل عند الحواجز الحدودية؟ وهذا لا يتم تحديده من دون اتفاق سلام». ولفت إلى أن خطة «سلام من أجل الازدهار» تهدف إلى مضاعفة الناتج القومي للفلسطينيين خلال 10 سنوات، وإيجاد مليون وظيفة للفلسطينيين، وخفض البطالة إلى أقل من 10 في المائة. وتابع: «نعتقد أن هذا أمر ممكن حتى ولو كان صعباً. ولكن إذا حصل اتفاق سلام وأقمنا البنية المطلوبة نعتقد أنها (الخطة) يمكن أن تقود إلى تحسين حياة الناس بشكل كبير جدا».

 

كوشنر: الباب «لا يزال مفتوحاً» أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام

المنامة/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

أعلن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، اليوم (الأربعاء)، أن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأميركية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، متّهما السلطة الفلسطينية بـ«الفشل في مساعدة شعبها». وقال كوشنر، في ختام ورشة في المنامة أطلقت فيها واشنطن الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام: «لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيما يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه»، وأضاف أن الإدارة الأميركية ستبقى «متفائلة»، مضيفا: «لقد تركنا الباب مفتوحا طوال الوقت». ورأى كوشنر أنّ «ما قامت به القيادة الفلسطينية هو لوم إسرائيل والآخرين على كافة مشكلات شعبهم، بينما في الحقيقة أن الموضوع المشترك هو أن كل هذا قابل للتحقيق إن كانت الحكومة ترغب في إجراء هذه الإصلاحات». وبحسب المستشار الأميركي، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستطرح الجانب السياسي من خطة السلام في «الوقت المناسب»، مؤكدا أن أشخاصا مختلفين يضعون الخطط السياسية. وأضاف: «أحد الموضوعات المشتركة في ورشة العمل هذه كما يقول الجميع هي أن هذه الإصلاحات ممكنة»، في إشارة إلى توصيات بتحسين الاقتصاد الفلسطيني. وقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع. وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب البيت الأبيض. وتنظر القيادة الفلسطينية بارتياب كبير إلى كوشنر الذي تربطه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صداقة عائلية، وإلى ترمب الذي اتّخذ خطوات كثيرة لدعم إسرائيل مخالفاً الإجماع الدولي.

 

أميركا تلوح بعقوبات إضافية على إيران غداة استهداف خامنئي ومسؤولين كبار

ترمب عدّ تعامل طهران مع عرض الحوار «مهيناً وينم عن جهل»... وهددها بـ«رد كاسح»

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

في حين ردت طهران بشدة أمس على العقوبات التي أعلنت واشنطن أول من أمس فرضها على قادتها، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، واتهمت الإدارة الأميركية بـ«الكذب» في دعوتها إلى الحوار، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القادة الإيرانيين من «رد ساحق» إذا هاجموا أي هدف أميركي. وكتب الرئيس ترمب بتغريدة في خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران: «أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة. في بعض النواحي، يعني الرد الساحق الإزالة» من الوجود. وأضاف: «قادة إيران يفهمون فقط القوة، والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم إلى حد بعيد». كما وصف ترمب تصريحاتهم بأنها «تنم عن جهل ومهينة للغاية»، مضيفاً أن «القيادة الإيرانية لا تفهم معنى كلمات مثل (لطيف) أو (تعاطف). لم يفهموها مطلقاً». وقال إن «الشعب الإيراني الرائع يعاني ومن دون أي سبب على الإطلاق. قيادته تنفق كل أموالها على الإرهاب، والقليل على أي شيء آخر». وقد ردت طهران بحدة أمس على العقوبات الأميركية بحق قادتها، مشيرة إلى أنها تكشف «كذب» واشنطن بشأن عرض المحادثات، وتغلق مسار الدبلوماسية مع إدارة ترمب، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفرضت واشنطن عقوبات على خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين، وأشارت إلى أنها ستدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني مخاطباً الإدارة الأميركية خلال اجتماع مع الوزراء أمس تم بثه على الهواء مباشرة: «في الوقت ذاته الذي تدعون فيه إلى التفاوض، تَسْعَوْن لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون».

وجاءت تصريحات روحاني بينما أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من القدس أن ترمب «ترك الباب مفتوحاً لإجراء مفاوضات حقيقية»، مضيفاً: «في المقابل، كان صمت إيران مطبقاً». إلى ذلك، أكد روبرت وود، السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح، أمس، أن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط لأقصى حد على إيران حتى تغير سلوكها، مضيفاً أن بلاده ستبحث عن سبل لفرض مزيد من العقوبات. وأضاف وود لوكالة «رويترز» أثناء مغادرته مؤتمراً لنزع السلاح تستضيفه جنيف: «سنرى إن كان هناك ما يمكننا فعله بشأن العقوبات». وتبادل وود الاتهامات الحادة مع دبلوماسي إيراني أثناء المؤتمر.

وقطعت طهران وواشنطن العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1980 على خلفية أزمة احتجاز رهائن بالسفارة الأميركية في طهران في أعقاب «الثورة الإسلامية».

وارتفع منسوب التوتر بين الطرفين منذ انسحاب ترمب الأحادي الجانب العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعت عليه دول كبرى عام 2015، وإعادته فرض العقوبات على طهران. وتحرّك ترمب مذّاك لخنق اقتصاد إيران، وأدرج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة «المنظمات الإرهابية»، وكاد أخيراً يأمر بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران رداً على إسقاطها طائرة أميركية تجسسية مسيّرة، قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة. وقال ظريف إن الطائرة المسيّرة انتهكت الأجواء الإيرانية، وهو ما نفته واشنطن. لكن روسيا التي تعد بين أبرز حلفاء طهران، أيّدت الرواية الإيرانية أمس. ونقلت وكالات أنباء روسية عن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف قوله للصحافيين في القدس: «لدي معلومات من وزارة الدفاع الروسية تفيد بأن هذه الطائرة المسيّرة كانت ضمن المجال الجوّي الإيراني».

واتهمت واشنطن كذلك طهران بتنفيذ هجوم مزدوج استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان في منتصف يونيو (حزيران) الحالي، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، إنه يعمل على تأسيس ما وصفه بـ«تحالف عالمي» ضد إيران. ووسط هذا التصعيد الأميركي - الإيراني المتبادل، أعلن ترمب أنه على استعداد للتفاوض مع طهران «من دون شروط مسبقة»، مشدداً على أن «لدى إيران في النهاية مستقبلاً استثنائياً». وأكد: «لا نسعى إلى النزاع»، مضيفاً أن رد فعل إيران سيحدد إن كانت العقوبات سترفع عنها غداً أم «بعد سنوات».

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال أمس إن فرض العقوبات الجديدة «يغلق مسار الدبلوماسية بشكل نهائي مع حكومة ترمب اليائسة». بدوره، سخر روحاني من المنطق خلف إدراج خامنئي على قائمة العقوبات قائلاً إن ممتلكات المرشد الأعلى «هي حسينية ومنزل بسيط». وأضاف: «فرض عقوبات على ماذا؟ منعه من السفر إلى أميركا؟ هذا لطيف». وأشار روحاني إلى أنه كانت هناك فرص لإجراء محادثات بين الطرفين. والتقى ظريف بوزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون مرّات عدة قبل أن تنسحب واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018 وتعيد فرض العقوبات على إيران. وقال روحاني: «أنتم لا تسعون للتفاوض. لو أنكم قمتم بذلك لكنا وافقنا».

ويعد ظريف، الذي تتجه واشنطن لشموله بالعقوبات، أحد أهم مهندسي الاتفاق النووي الذي وافقت طهران بموجبه على وضع قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. لكنه وروحاني اتهما واشنطن بشن «حرب اقتصادية» على إيران منذ انسحابها من الاتفاق. وفي ظل الحراك الدبلوماسي الدولي، دعا مجلس الأمن إلى الحوار للتخفيف من حدة التوتر. من جهتها، نددت روسيا بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، عادّة أنها «متهورة» و«مزعزعة للاستقرار»، واتهمت واشنطن بالسعي إلى «قطع» سبل التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «السلطات الأميركية يجب أن تتساءل إلى أين تقود سياستها المتهورة حيال إيران. إنها ليست فقط مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وإنما تقوض أيضاً كل النظام الأمني العالمي». أما الصين، فسارعت إلى دعوة الأطراف المعنية إلى «التهدئة» و«ضبط النفس». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال إيجاز صحافي في بكين: «نعتقد أن فرض أقصى درجات الضغط بشكل أعمى لن يساعد على حل المشكلة». وأضاف: «تثبت الوقائع أنه كانت لهذه الإجراءات تداعيات عكسية فاقمت التوتر الإقليمي». من جهته، أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه سيستغل اجتماعه المرتقب مع ترمب خلال قمة مجموعة العشرين المقررة في اليابان هذا الأسبوع للحضّ على «حل بنّاء بهدف ضمان أمن إقليمي جماعي».

 

عملية نوعية سعودية ـ يمنية تطيح زعيم «داعش» في اليمن والقبض على أعضاء من التنظيم والتحفظ على 3 نساء و3 أطفال

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

نجحت القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية في توجيه ضربة موجعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في اليمن، بعد أن نفذت عملية نوعية استطاعت خلالها القبض على أمير «داعش» في اليمن، الملقب بـ«أبو أسامة المهاجر»، والمسؤول المالي للتنظيم، وعدد من القيادات المرافقين لهم. وأعتبر الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، إن العملية التي «قام بها جنودنا الأشاوس بكل احترافية، وإقدام، بالقبض على زعيم (داعش) في اليمن، تؤكد النجاحات المستمرة لأبطالنا سيوف التوحيد في دحر أعداء الدين والوطن»، مضيفاً في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، أن عملية القبض على زعيم «داعش» تمت في وقت قياسي، ولم ينتج عنها أي خسائر، سواء في صفوف الجنود أو بين المدنيين، لتدل على التقدم والتطور الكبير الذي شهدته القوات المسلحة بقيادة وتوجيه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مشيراً إلى حديث ولي العهد في وقت سابق وتعهده بتدمير التطرف.

فيما كشف العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفذت عملية نوعية ناجحة في الداخل اليمني، تم على إثرها القبض على أمير تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو يمني الجنسية يلقب بـ«أبو أسامة المهاجر»، إلى جانب المسؤول المالي للتنظيم، وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له. وأوضح المالكي أن العملية نفذت في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الثالث من يونيو (حزيران) الجاري، وأضاف أن «المراقبة المستمرة لأحد المنازل أثبتت وجود أمير التنظيم وأعضاء من تنظيم (داعش) الإرهابي، وكذلك وجود 3 نساء و3 أطفال. وبعدها، اتخذ التحالف كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية المدنيين أثناء تنفيذ العملية، من خلال تحديد ومعرفة النمط الحياتي حول مكان وجود المطلوبين، لغرض تقليل الأضرار الجانبية لعملية الهجوم، والقبض على العناصر الإرهابية، وكذلك سلامة النساء والأطفال الموجودين بالمنزل».

وبحسب المتحدث باسم التحالف «استمرت العملية مدة 10 دقائق، منذ بداية الهجوم وإلقاء القبض على المطلوبين، وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم. ونتج عن العملية إلقاء القبض على أمير التنظيم، وكذلك أعضاء من التنظيم، ولم يصب أي من النساء والأطفال داخل المنزل، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين»، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن «مصادرة عدد من (الأسلحة والذخيرة، وأجهزة لاب توب وكومبيوتر، ومبالغ مالية بمختلف العملات، وأجهزة إلكترونية، وأجهزة GPS، وأجهزة اتصال)، وغيرها من المقبوضات».

ولفت العقيد المالكي إلى أن العملية تأتي امتداداً للتعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية لمحاربة الإرهاب وتفكيك التنظيمات الإرهابية، كما أنها ضربة موجعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، وبالأخص في اليمن، وتأتي استكمالاً لجهود المملكة في مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، مؤكداً استمرار جهود المملكة ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، وبالتعاون مع حلفائها لمحاربة التنظيمات الإرهابية، والقضاء على آفة الإرهاب. ووفقاً للمالكي، فإن مسار التحقيق يقتضي الحفاظ على باقي التفاصيل، عن طبيعة العملية، وأعضاء التنظيم الآخرين الذين تم إلقاء القبض عليهم، وسيتم الإعلان عن بقية التفاصيل في حينه. وتؤكد السعودية من خلال هذه العملية أن ملاحقة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين تأتي على رأس أولوياتها في اليمن، بموازاة دعم الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من طهران. وتشارك السعودية بفعالية ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، والتنظيمات الإرهابية في عدة دول. ويظهر القبض على قادة تنظيم «داعش» الإرهابي أحياء قدرة واحترافية القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية في مواجهة هذه التنظيمات المتطرفة، بحسب مراقبين. وتؤكد نجاح التعاون الاستخباراتي السعودي مع الدول الصديقة في محاربة الإرهاب أينما كان، والحفاظ على أرواح المدنيين. فقد استطاعت الأجهزة الأمنية السعودية قبل سنوات قليلة إحباط عمل إرهابي وشيك داخل الولايات المتحدة الأميركية انطلق من اليمن؛ عبارة عن «طابعة كومبيوتر» تحتوي على مواد متفجرة، بعد أن تم تبادل المعلومات الاستخبارية مع الأجهزة الأمنية الأميركية.

 

رئيس الموساد يعتبر «السايبر» أخطر أدوات القتال

تل أبيب/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

أعلن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، يوسي كوهن، أن «السايبر» بات في عصرنا أخطر أدوات القتال. «لذلك فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تولي أهمية كبرى لها». وكان كوهن يتكلم، أمس الثلاثاء، في جامعة تل أبيب، حيث أقيم «أسبوع السايبر الوطني» السنوي للبحث في التطور المذهل لعالم الحاسوب، وتحويله إلى أداة حربية. وقد منحت الجامعة «وسام حماية السايبر» لجهاز الموساد في مستهل نشاطات هذا الأسبوع، وذلك تقديراً للدور الذي يقوم به في محاربة الهجمات على إسرائيل وشركاتها ومؤسساتها الرسمية والخاصة. وقال كوهن إن الدولة تعمل على حماية نفسها وأجهزتها وحواسيبها، وتسهر على منع تعرض المواطنين للخطر بسبب «حرب السايبر». ولكن الشركات الخاصة والمؤسسات المدنية يجب أن تعمل بصورة أكبر، وتتعاون فيما بينها لحماية نفسها وأموالها وزبائنها. ففي بعض الأحيان تكون هذه الحرب فتاكة، وتهدد أرواح المواطنين. وأضاف: «الإنترنت جعل حياة الناس أسهل وأفضل، ولكن يحمل أيضاً أخطاراً كبيرة لا بد من مواجهتها. فالكثير من القوى تتقن سبر غمار الإنترنت وأسرار الدمار فيه. ولا يجوز الاستخفاف بقدراتها».

 

الرئاسة الفلسطينية: المبادرة العربية خط أحمر... والسلام ليس بأي ثمن ومظاهرات ومواجهات وإضرابات وهتافات ضد صفقة القرن... وإحراق صور ترمب في الضفة وغزة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

قالت الرئاسة الفلسطينية إن مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية والإسلامية، وأصبحت جزءاً من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1515، خط أحمر، متهمةً الإدارة الأميركية بمحاولة إعادة صياغة هذه المبادرة ضمن خطة السلام الأميركية الجديدة الهادفة إلى «تصفية القضية». ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في مؤتمر المنامة الذي يطلق المرحلة الأولى من خطة السلام التي صممتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأشرف عليها صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «المبادرة خط أحمر لا كوشنر أو غيره يستطيع إعادة صياغة المبادرة نيابةً عن القمم العربية والإسلامية». وجاءت تصريحات أبو ردينة، مع إطلاق واشنطن الجزء الأول من خطتها للسلام في الورشة الاقتصادية التي انطلقت في البحرين أمس، وقوطعت من قبل الفلسطينيين الذين انتقدوها بشدة. وقال أبو ردينة: «السلام لن يكون بأي ثمن، والرئيس محمود عباس كشف أهداف هذه الصفقة التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية، أمام قمم مكة التي عُقدت مؤخراً في المملكة العربية السعودية». وأضاف: «هدف ورشة المنامة هو التمهيد لإمارة في غزة، وتوسيعها والتخطيط لفصلها عن الضفة الغربية، وتهويد القدس». وتعهدت الرئاسة الفلسطينية بأن أي خطة لا تمر عبر الشرعية الفلسطينية مصيرها الفشل. وأضافت: «إن أي إجراءات أحادية هدفها تجاوز الشرعية العربية والدولية ستصل إلى طريق مسدود، وإن فلسطين لم تكلف أحداً بالتكلم باسمها، وإنه لا شرعية إلا لقرارات الشعب الفلسطيني الممثلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وقرارات المجالس الوطنية». وتابعت الرئاسة: «لن يكون لأحد أي دور سوى الدور الوظيفي لمشروع استعماري جديد له أهداف أوسع مما يعتقد البعض». وهجوم الرئاسة على الورشة الاقتصادية في البحرين استهدف كذلك الرد غلى تصريحات كوشنر الذي قال إن «أي اتفاق سلام لن يكون على غرار مبادرة السلام العربية، بل سيكون في منطقة وسط بين مبادرة السلام العربية وبين الموقف الإسرائيلي». وتنص المبادرة العربية، التي أُعلنت في قمة بيروت عام 2002، على قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب الانسحاب الكامل من الجولان السوري والأراضي التي لا تزال محتلة في جنوب لبنان. ورفضت إسرائيل هذه المبادرة على الرغم من أنها تنص على تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل بعد قيام الدولة الفلسطينية.

ويتهم الفلسطينيون واشنطن بالسعي لتطبيق المبادرة بالمقلوب عبر البدء بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قبل صنع السلام. وكان هذا أحد أسباب رفض خطة السلام الأميركية إلى جانب ما يقوله الفلسطينيون من أنها تستهدف تصفية القضية عبر شطب أهم ملفين، وهما القدس واللاجئين.

وصعّد الفلسطينيون هجومهم على الورشة الاقتصادية مع انطلاقها. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن «الخطة الاقتصادية الأميركية التي أعلن عنها كوشنر ليست سوى تملص من الاستحقاقات والحلول السياسية التي تستوجب إنهاء 52 عاماً من الاحتلال العسكري الإسرائيلي عن فلسطين». وأضاف: «إن السبيل الوحيد للسلام والازدهار يكمن في تجسيد سيادة الدولة الفلسطينية الحرة على أرضها، وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194».

وتابع: «إن تحقيق الحرية والعدالة يمرّ عبر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وليس من خلال الاعتراف بإجراءات الأمر الواقع غير القانونية التي يفرضها الاحتلال على الأرض بالقوة».

وجدد عريقات تأكيد الموقف الرسمي الفلسطيني الواضح بعدم المساومة على الحل السياسي العادل والدائم، وقال: «إن أي خطة تتضمن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة سلفاً من الجانب الفلسطيني، وغير قابلة للنقاش أو التفاوض». وأكد عريقات أن الفلسطينيين سيُفشلون جميع هذه المحاولات كما أفشلوا غيرها على مرّ التاريخ. وتظاهر آلاف الفلسطينيين، أمس، في الضفة الغربية ضد ورشة البحرين، فيما عمّ الإضراب الشامل قطاع غزة. وهتف متظاهرون في جميع مدن الضفة الغربية ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخطته، كما أحرقوا رسوماً تصور الرئيس الأميركي خلال المظاهرات. وهذا هو اليوم الثاني الذي يتظاهر فيه الفلسطينيون في الضفة وقطاع غزة بدعوة من حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والفصائل الأخرى إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والنقابات. وقال نائب رئيس حركة «فتح» وعضو مركزيتها محمود العالول، إن السلطة ستتصدى لمحاولة العبث بالقضية الفلسطينية. وأضاف في مظاهرة في نابلس موجهاً رسالة إلى الإدارة الأميركية: «لا صفقة عصركم ولا ورشتكم يمكن أن تمر ما دام هذا الشعب موحداً، ونرفض أن يتكلم باسمنا أحد سوى هذا الشعب وممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية». وأردف: «فلسطين لا تباع ولا تشترى». ومظاهرة نابلس كانت جزءاً من مظاهرات أخيرة جرت في رام الله وبيت لحم والخليل وأريحا وسلفيت في الضفة الغربية. وتحول بعض هذه المظاهرات إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على نقاط التماسّ. وفي غزة عمّ الإضراب الشامل مختلف مرافق الحياة استجابةً لدعوة القوى الوطنية والإسلامية احتجاجاً على ورشة البحرين. وأغلقت المحال التجارية أبوابها إضافة إلى تعطيل عمل البنوك بقرار من سلطة النقد. كما أغلقت الجامعات والوزارات الحكومية بما فيها المحاكم والتزمت نقابة الصيادين بقرار الإضراب وأعلنت تعليق العمل. وشهدت غزة كذلك مواجهات شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع أدت إلى إصابة 3 فلسطينيين على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي.

 

«حماس» تحذّر إسرائيل من تدهور الأوضاع بعد قرار وقف تحويل الوقود لمحطة الكهرباء رداً على إطلاق البالونات الحارقة

رام الله/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

حذّر مسؤول في حركة «حماس» إسرائيل من تصدير أزماتها الداخلية إلى الشعب الفلسطيني، وقال إن التفاهمات الأخيرة أصبحت في خطر شديد مع قرار السلطات الإسرائيلية وقف توريد الوقود لمحطة كهرباء قطاع غزة. وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة في بيان: «نحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع وما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة عقب تراجعه وتلكئه في تنفيذ التفاهمات». وأضاف القيادي في «حماس» في تصريح بثه الموقع الرسمي للحركة: «إن تلاعب الاحتلال بمساحة الصيد ووقف توريد الوقود لمحطة التوليد يجعل التفاهمات في خطر شديد، وينذر بعواقب وخيمة». وكان الاحتلال قرر إيقاف نقل الوقود المدعوم من قطر لصالح محطة الكهرباء، بسبب استمرار إطلاق البالونات الحارقة التي تسببت بحرائق في غلاف غزة. وأعلنت «وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية» في إسرائيل أنها أوقفت نقل الوقود إلى محطة توليد الكهرباء في غزة حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة بهدف إشعال الحرائق في منطقة غلاف غزة. وقالت السلطات الإسرائيلية إنه «اندلع 15 حريقاً ناجماً عن البالونات الحارقة يوم الاثنين»، مشيرة إلى أن الحرائق اندلعت في مجلس «إشكول» الإقليمي، ومجلس «شعار هانيجيف» الإقليمي، ومجلس «سدوت نيجيف» الإقليمي، بالإضافة إلى سقوط زجاجات حارقة في روضة أطفال مغلقة، ولكن دون وقوع إصابات أو إلحاق أي أضرار. وأضافت السلطات الإسرائيلية أن حريقاً آخر قد اندلع بالنصب التذكاري المعدّ لأحد الجنود القتلى عام 1997. وقررت السلطات الإسرائيلية، مساء الأحد، تقليص مساحة الصيد في بحر قطاع غزة من 10 إلى 6 أميال، وذلك إثر «استمرار أعمال العنف وإطلاق البالونات واندلاع الحرائق في منطقة غلاف القطاع». وجاءت القرارات الإسرائيلية بعد انفراجة بسبب تحويل الأموال القطرية للقطاع. وارتفع التوتر في غزة الأسبوع الماضي ودخلت التهدئة اختباراً جديداً بعدما أطلقت جهات في غزة صواريخ تجاه مستوطنات غلاف القطاع وردت إسرائيل بغارات على غزة.

واتهمت «حماس» الحكومة الإسرائيلية بالتلكؤ في تطبيق اتفاق التهدئة وعدم احترام جهود الوسطاء، والتعامل بمزاجية عالية، قائلة إنها لن تقبل باستمرار ذلك. وقالت «حماس» إنه إذا استمرت إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ التفاهمات، التي أبرمت بين الجانبين بوساطة مصر والأمم المتحدة وقطر، فإن المظاهرات سيكون فيها تصعيد. وتسبب قرار وقف تحويل الوقود في إيقاف أحد المولدات. وأعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية في قطاع غزة بشكل رسمي إيقاف أحد المولدات العاملة في محطة التوليد من أصل 3 مولدات كانت تعمل في المحطة، وذلك بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود اللازم لتشغيل المحطة.

وأوضح محمد ثابت، مدير العلاقات العامة بشركة الكهرباء، أن وقف المولد أدى لخفض كمية الكهرباء المتسلمة من قبل شركة توزيع الكهرباء من 70 ميغاواط إلى نحو 45 ميغاواط، «وهو الأمر الذي سيكون له تأثير مباشر على جدول الكهرباء المتواضع أصلاً». وتابع: «ذلك سيؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وعلى القطاعات الحيوية في غزة، كما أن الاستمرار بوقف توريد الوقود قد يؤدي إلى إيقاف المحطة بشكل كامل، وذلك لعدم وجود خزانات للاحتفاظ بكميات وقود مخزوناً للطوارئ يكفي لمواصلة تشغيل المولدات لأيام عدة أخرى».وأشار إلى أن الخزانات الأساسية تم تدميرها بشكل كامل في عدوان عام 2014.

 

مقتل 7 من الشرطة المصرية و4 إرهابيين في هجوم بسيناء

القاهرة/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم (الأربعاء) مقتل أربعة من العناصر الإرهابية بعد أن هاجموا منطقة تمركزات قوات الشرطة جنوب غربي العريش (شمال سيناء)، وأسفر تصدي قوات الأمن المصرية لهم عن مقتل ضابط شرطة و6 مجندين. وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها، إن قواتها تصدت لهذا الهجوم، وأوضحت: «أسفرت المواجهات عن مقتل ضابط وعدد 6 مجندين ومصرع 4 من تلك العناصر انفجر في أحدهم حزام ناسف كان يحمله وتم العثور بحوزتهم على (أحزمة ناسفة - أسلحة آلية - قنابل يدوية) وتتم مطاردة العناصر الإرهابية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق». وأدانت دولة الإمارات الهجوم الإرهابي، مؤكدةً دعمها القوي لمصر وتضامنها معها في مواجهة العنف والتطرف. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان: «دولة الإمارات إذ تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها المبدئي والدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب وتؤكد دعمها القوي لجمهورية مصر العربية الشقيقة وتضامنها مع الحكومة والشعب المصري في مواجهة العنف والتطرف»،  داعية المجتمع الدولي إلى «التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار دول العالم واجتثاثها من جذورها». وشددت على أن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تنال من عزيمة شعب مصر وإصراره على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب الذي لا وطن له ولا دين ولا أخلاق»، مؤكدةً أن هذا الحادث الإرهابي يتنافى تماما مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والدينية. وأعربت الوزارة عن تعازي دولة الإمارات ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء. وشنت قوات الجيش والشرطة حملة أمنية كبرى على المتطرفين المسلحين في فبراير (شباط) من العام الماضي، عقب هجوم على مسجد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 قُتل فيه مئات المصلين. وتواجه قوات الأمن المصرية منذ إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013 إثر  احتجاجات حاشدة ضد حكمه، متطرفين أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات عديدة في القاهرة ودلتا النيل. وأسفرت المواجهات عن مئات القتلى بين صفوف المتطرفين، بحسب المتحدث العسكري المصري.

 

مصر: بدء إعادة محاكمة الإرهابي هشام عشماوي

القاهرة الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

بدأت في مصر إعادة محاكمة القيادي الإرهابي المصري هشام عشماوي، الذي تسلّمته السلطات المصرية من الجيش الوطني الليبي نهاية الشهر الماضي، أمام القضاء العسكري بتهم تتعلق بـ«تنفيذ عمليات إرهابية»، وفق وسائل إعلام رسمية. ونشرت صحيفة «الأهرام» الحكومية عبر موقعها أن «الإرهابي هشام عشماوي تتم محاكمته حالياً». وأضافت الصحيفة أن عشماوي يُحاكم «على ذمة 5 قضايا سبق الحكم عليه فيها غيابياً، وتتعلق بتنفيذ ودعم عمليات إرهابية أدت إلى استشهاد 54 من رجال الجيش والشرطة والمدنيين». وعشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية قبل أن يصبح إرهابياً في 2012 اعتقلته قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة. وكانت محكمة عسكرية مصرية حكمت غيابياً في 2017 على عشماوي بالإعدام بسبب تورطه مع جماعة «أنصار بيت المقدس» في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية - الليبية. وعشماوي مطلوب للقضاء المصري بتهم تنفيذ «أعمال إرهابية» والانتماء إلى جماعة متطرفة (أنصار بيت المقدس)، وهو يعدّ من أبرز المتّهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في سبتمبر (أيلول) 2013. وفي 2014 انشقّ عشماوي عن «أنصار بيت المقدس» إثر مبايعة هذه الجماعة لتنظيم داعش. وحاول عشماوي تأسيس ما أطلق عليه لبعض الوقت في درنة «الجيش المصري الحر»، إلا أن قيادته للمتطرفين المصريين في هذه المدينة الصغيرة الواقعة على بُعد نحو 250 كيلومتراً من الحدود مع مصر، تعرضت لمشكلات داخلية، بسبب قدوم قيادات من المتطرفين المصريين من سوريا والعراق. وانتهى مسمى «الجيش المصري الحر» قبل عامين وحل محله تنظيم «المرابطون» بقيادة عشماوي، المكنّى بـ«أبو عمر المهاجر». وتسلمت السلطات المصرية عشماوي من الجيش الوطني الليبي الشهر الماضي، خلال زيارة قام بها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية إلى ليبيا. وفي أول رد فعل له بعد تسلّم عشماوي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن يتم استرجاع حق كل من مات فداءً للوطن».

 

اليابان تبحر بين «الصعود» الصيني و«الحمائية» الأميركية بحثاً عن انتصار سياسي

«الشرق الأوسط» تنشر محاور البيان الختامي لـ«قمة العشرين» في أوساكا

طوكيو: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

الحكومة اليابانية منهمكة بضمان نجاح «قمة العشرين» في أوساكا يومي الجمعة والسبت المقبلين، باعتبارها أرفع نشاط سياسي تستضيفه منذ الحرب العالمية الثانية. تبحث عن انتصار سياسي بعد 74 سنة على الهزيمة العسكرية. تبحث عن ريادة اقتصادية من بوابة أوساكا بعد الوقيعة النووية في هيروشيما وناكازاغي. تخوض حكومة شينزو آبي «معركة النجاح» قبل انتخابات الشهر المقبل معركة «قمة العشرين» في ثلاث جبهات: الأولى، تسهيل حصول اللقاءات الثنائية بين القادة المشاركين الـ37، بينهم 20 من «مجموعة العشرين»، خصوصاً لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ. الثانية، توفير الإجراءات الأمنية لهذا التجمع الاستثنائي في مقاطعة بعيدة عن طوكيو العاصمة العصرية وقريبة من كيوتو العاصمة التاريخية. الثالثة، ضمان توافقات «الحد الأدنى» على مسودة البيان الختامي لضمان نقل سلس للرئاسة اليابانية في سبعة أشهر من قمة الأرجنتين إلى قمة السعودية.

تركت طوكيو اللقاءات الثنائية لأصحابها واقتصر دور الحكومة على التسهيلات اللوجيستية والأمنية. بحسب معلومات حكومية يابانية، سينشر 32 ألف عنصر شرطة جاءوا من 46 مدينة في شوارع أوساكا لضبط الأمن وسط ارتفاع عدد «الأجانب» إلى 30 ألف ضيف، بينهم سبعة آلاف صحافي سجّلوا أسماءهم لتغطية القمة، كلا اليومين. وسيتم إغلاق 700 مدرسة بلدية. وتم إلغاء الكثير من الأنشطة المدرسية يوم السبت بسبب إجراءات الأمن. وقد يتم إغلاق طوعي للكثير من المتاجر والشركات في تسع مناطق أمنية وتأخير في حركة القطارات والسيارات، كي يقيم قادة وممثلو 37 دولة ومنظمة، بينهم قادة الدول الـ20.

في موازاة ذلك، يقوم دبلوماسيو الحكومة اليابانية بالتواصل مع نظرائهم في الأطراف الـ20 للوصول إلى توافقات وتفكيك ألغام البيان الختامي، والبحث عن لغة وسط بين صعود الصين و«حمائية» إدارة ترمب، إزاء الملفات الأساسية في مسودة البيان الختامي. وحسب معلومات «الشرق الأوسط» يتناول البيان الختامي المحاور التالية:

- الاقتصاد العالمي

جاء تأسيس مجموعة الـ20 استجابة لأزمة مالية عالمية، لكن مهمتها المحورية أصبحت تدور حول إقرار العناصر الاقتصادية الجوهرية اللازمة لتحقيق نمو مستدام وشامل على مستوى الاقتصاد العالمي. من هذا المنظور، تقترح مسودة البيان «أولاً: البحث في تأثير عوامل هيكلية على الاقتصاد العالمي، مثل التفاوتات العالمية وتقدم السكان في العمر، بجانب مراقبة المصادر الكبرى للخطورة عبر مراقبة الاقتصاد العالمي. ثانياً، اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز إمكانات النمو ومناقشة التمويل المستدام لتعزيز (التغطية الصحية العالمية) داخل دول نامية وتعزيز الشفافية المتعلقة بالديون وضمان استدامة القدرة على سداد الديون لدى الدول منخفضة الدخل، إضافة إلى تعزيز (استثمارات البنية التحتية عالية الجودة)، وكذلك الإجراءات التي من شأنها تعزيز أسس التنمية المستدامة، بما في ذلك تدعيم الصلابة المالية في مواجهة الكوارث الطبيعية، مثل تمويل مواجهة الكوارث الطبيعية.

ثالثاً، في مجالات التمويل والضرائب الدولية، مناقشة كيفية الاستجابة للتغييرات الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية التي سببتها الرقمية والعولمة في الاقتصاد من خلال الابتكار التكنولوجي. وأدت هذه التغيرات الهيكلية إلى حدوث تغييرات راديكالية بالمشهدين الاقتصادي والاجتماعي ونماذج العمل. وسعياً وراء تعزيز هذه التغيرات على نحو يحقق نمواً صحياً، من الضروري تنفيذ استجابات بمجال التمويل والضرائب الداخلية، مع العمل في الوقت ذاته على تجنب التشرذم الضار للمنظومة الاقتصادية العالمية».

- التجارة والاستثمار

تعتبر التجارة والاستثمارات الدولية بمثابة محركين مهمين للنمو والإنتاجية والابتكار وخلق الوظائف والتنمية. والملاحظ أن التنمية الحالية المحيطة بالتجارة الدولية تؤثر سلباً على إمكانات الاقتصاد والتجارة على المستوى العالمي. وتتحمل الدول الأعضاء في مجموعة الـ20، التي تشكل أكثر عن 80 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، مسؤولية تسوية هذا الأمر. وفي هذا الإطار، ركز الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ20 حول التجارة والاقتصاد الرقمي في مدينة تسوكوبا اليابانية يومي 8 و9 يونيو (حزيران) على الموضوعات التالية: عقد حوار حول الصور الحالية لتنمية التجارة الدولية، بناء بيئة أعمال صحية تدعم القرارات الاستثمارية المعتمدة على السوق، تعزيز نشاطات التجارة والاستثمار التي تسهم في النمو المستدام والشامل، إصلاح منظمة التجارة العالمية، والتطورات الأخيرة في الاتفاقات التجارية الثنائية والإقليمية، التداخل بين التجارة والاقتصاد الرقمي.

ويقف النظام التجاري اليوم متعدد الأطراف والقائم على قواعد محددة عند مفترق طرق. ومن أجل استعادة الثقة في منظومة التجارة متعددة الأطراف، من الضروري الحفاظ على وتعزيز الزخم المرتبط بإصلاح منظمة التجارة العالمية.

يذكر أن العام الماضي أعرب القادة في بوينس آيرس، عن «دعم جهود الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية لتحسين مستوى عملها»، واتفقوا على مراجعة التقدم الذي تحرزه المنظمة خلال قمة أوساكا. وبناءً على ذلك، تعكف اليابان في القمة على قيادة المناقشات بهدف توفير مزيد من الزخم السياسي لجهود إصلاح منظمة التجارة العالمية.

وبناءً على المناقشات التي جرت في القمم السابقة لمجموعة الـ20، جرى العمل في مناقشة قضية القدرة الزائدة على إنتاج الحديد الصلب، قضية عالمية تتطلب استجابة جماعية في ظل الرئاسة اليابانية للمجموعة. في هذا الإطار، يستمر «المنتدى العالمي للقدرة الزائدة على إنتاج الصلب»، الذي تأسس عام 2016 بناءً على اتفاق أبرم أثناء قمة مجموعة الـ20 في هانغتشو، في عملية التشارك في معلومات حول القدرات الإنتاجية للدول الأعضاء وإجراءات الدعم، إضافة لعملية المراجعة القائمة على المعلومات المتاحة.

- الابتكار

في ظل الرئاسات السابقة، ركزت مناقشات مجموعة الـ20 على كيف يقود الابتكار، بما في ذلك الرقمنة، النمو الاقتصادي ويعزز الإنتاجية، مع تسليط الضوء في الوقت ذاته على أهمية تناول تأثير الابتكار على سوق العمل والمهارات والفجوة الرقمية. هذا العام، تقترح الرئاسة اليابانية التركيز على الدور المحوري الذي تلعبه البيانات في المنظومة الاقتصادية للقرن الـ21.

ومع إحداث الرقمنة تحولاً في جميع جوانب الاقتصاديات والمجتمعات، أصبح الاستغلال الفاعل للبيانات محركاً مهماً على نحو متزايد للنمو الاقتصادي والسلامة الاجتماعية. في يناير (كانون الثاني) 2019، وفي ثنايا حديثه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اقترح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فكرة «التدفق الحر والآمن للبيانات»، مسلطاً الضوء على ضرورة خلق ثقة عامة في الاقتصاد الرقمي بهدف تحقيق مزيد من التيسير لتدفق البيانات. وبناءً على مناقشات سابقة، تقترح الرئاسة اليابانية للقمة إسراع وتيرة المناقشات الدولية لتعزيز الإمكانات الكاملة للبيانات.

تقترح الرئاسة مناقشة أهمية التطبيق الاجتماعي لتقنيات ناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتية والبيانات الضخمة، التي تسهم بصورة كاملة في تعزيز الفرص التي تفرزها الرقمنة، وكذلك بناء «المجتمع الخامس» وأهداف التنمية المستدامة. تحت مظلة هذا الخطاب الكبير، ناقش الاجتماع الوزاري حول التجارة والاقتصاد، في تسوكوبا يومي 8 و9 يونيو، قبل انعقاد قمة مجموعة الـ20 في أوساكا، القضايا التالية: التدفق الحر والآمن للمعلومات، الذكاء الاصطناعي المرتكز حول الإنسان، الأمن الرقمي، استغلال الأدوات الرقمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والدمج.

بجانب ذلك، عقدت مناقشة حول التداخل بين التجارة والاقتصاد الرقمي أثناء الجلسة المشتركة لاجتماع وزراء التجارة.

فيما يخص «المجتمع الخامس»، فإن مجتمع محوره الإنسان يحقق درجة عالية من الدمج بين الفضاء السيبراني (الفضاء الافتراضي) والفضاء المادي (الفضاء الحقيقي)، ويأتي بعد مجتمع الصيد (المجتمع الأول) ومجتمع الزراعة (المجتمع الثاني) ومجتمع الصناعة (المجتمع الثالث) ومجتمع المعلومات (المجتمع الرابع). في إطار مثل هذا المجتمع، ستترك التقنيات الجديدة تأثيرات كبرى متنوعة على أسلوب عمل المجتمع، مثل صياغة سلسلة قيمة مثلى وتعزيز تحول صناعي مستدام من خلال التصنيع المميكن وزيادة إنتاجية المحاصيل عبر ميكنة العمل الزراعي وإطالة العمر المتوقع وتقليص التكاليف الاجتماعية عبر إجراء فحوص وقائية وبناء روبوتات تضطلع بمهام التمريض والرعاية.

- التغيرات المناخية

كشفت الوتيرة المتكررة للكوارث بسبب ظروف الطقس المتطرفة في جميع أرجاء العالم في السنوات الأخيرة، عن أن التغيرات المناخية تشكل تحديات ملحة تتطلب جهوداً منسقة من جانب المجتمع الدولي. ومن أجل تناول التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية على الصعيد العالمي في ظل إطار عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاقية باريس، من الضروري إسراع وتيرة «دورة صحية من البيئة والنمو» ترمي إلى إحداث تغيير يدعم الابتكار بمجال الأعمال. وكي يتحقق ذلك، سيكون من الضروري خلق عدد من الابتكارات بمجال التغيرات المناخية، وتطبيقها على المجتمع وتيسير الجهود في هذا المجال.

من ناحيتها، تركز الدول الأعضاء في «مجموعة الـ20» على مناقشة قضايا، مثل الابتكار، وتعبئة التمويل والتعاون مع عناصر لا تتبع دولاً، إضافة إلى عدد من القضايا التقليدية الكبرى، ومنها التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها وتمويل جهود التصدي لها.

- الطاقة

عقد اجتماع وزاري لمجموعة الـ20 حول المراحل الانتقالية بمجال الطاقة والبيئة العالمية للنمو المستدام، يومي 15 و16 يونيو 2019 في كارويزاوا في مقاطعة ناغانو. وناقش الاجتماع الوزاري وقمة أوساكا المراحل الانتقالية بمجال الطاقة تبعاً لظروف كل دولة على حدة وإسراع وتيرة الابتكار مثل احتجاز وتخزين واستغلال الهيدروجين والكربون، باعتبار ذلك قوة دافعة كبرى لبناء دورة صحية للبيئة والنمو، وتعبئة التمويل الخاص لصالح جهود الابتكار وتحسين بيئة الأعمال لنشر التقنيات المبتكرة. بجانب ذلك، سنعمل على البناء على نتائج المناقشات التي جرت حول الطاقة خلال اجتماعات سابقة.

- البيئة

اجتذبت المخلفات البلاستيكية البحرية اهتماماً عالمياً في السنوات الأخيرة، وشكلت تحدياً ملحاً، بالنظر إلى أنها تؤذي المنظومة البيئية البحرية؛ ما يؤثر بدوره على الصحة. ومن أجل تسوية هذه المشكلة، ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات لتناول هذه القضية من جانب جميع الدول، بما فيها الاقتصاديات الناشئة. وتعكف «مجموعة الـ20» على مناقشة كيفية منع إلقاء المخلفات البلاستيكية في المحيطات وتيسير الابتكار لتعزيز الجهود الدولية حول هذه القضية.

- التوظيف

يواجه عالم العمل تحديات كبيرة ناشئة عن العولمة والرقمنة والتحولات الديموغرافية والتحولات على صعيد توقعات الأفراد والمجتمعات إزاء العمل والرفاهية. في ظل الرئاسة اليابانية، جرت مناقشة التغيرات في عالم العمل وكيف يمكنها تحسين الحوكمة بمجال سوق العمل وإطار العمل القانوني والمؤسسات والتوجهات نحو زيادة الإنتاجية وتعزيز الفوائد التي يجنيها العمال وأصحاب الأعمال، أثناء قمة أوساكا لمجموعة الـ20 في يونيو. تقوم المناقشات على ثلاثة أعمدة: أولاً، التكيف مع التغيرات الديموغرافية. ثانياً، تعزيز المساواة بين النوعين بأسواق العمل. ثالثاً، تبادل السياسات والممارسات الوطنية استجابة للأنماط الجديدة للعمل. إضافة إلى ذلك، ستجري متابعة الإجراءات وصور التنفيذ المتفق عليها من جانب قيادات مجموعة الـ20 خلال قمة أوساكا، أثناء اجتماع وزراء العمل والتوظيف المقرر عقده في مدينة ماتسوياما في سبتمبر (أيلول). أيضاً، يجري التشديد على أهمية السياحة والزراعة بصفتها حلولاً ممكنة بمجال التوظيف وتمكين المرأة والتنمية. وسعياً لتناول هذه القضايا، من المقرر عقد اجتماع وزراء السياحة في أكتوبر (تشرين الأول) بمدينة كوتشان، وسبقه اجتماع وزراء الزراعة في مايو (أيار) بمدينة نيجاتا.

- تمكين المرأة

يعتبر تمكين المرأة أمراً ضرورياً من أجل نمو اقتصادي مستدام وشامل. وستقوم المناقشات في هذا الصدد في ظل الرئاسة اليابانية على ثلاث دعائم أساسية، هي: تنفيذ التزامات مجموعة الـ20، بما في ذلك ما يتعلق بمشاركة المرأة في سوق العمل، تعزيز جهود الدعم الموجهة لتعليم الفتيات والنساء، بما في ذلك مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتعاون مع القيادات النسائية بمجال الأعمال.

فيما يخص مشاركة المرأة بسوق العمل، أعلن قادة مجموعة الـ20 التزامهم بما يعرف بـ«التزام بريسبان» الذي يقضي بتقليص الفجوة بين النوعين من حيث المشاركة في سوق العمل بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2025، والذي أعلن أثناء قمة بريسبان عام 2014. ولا تزال مسألة اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان تحقيق هذا الهدف أولوية أمام مجموعة الـ20. بجانب ذلك، من الضروري الاستمرار في العمل لتحسين مستوى جودة توظيف المرأة، وتقليص الفجوة في الأجور بين النوعين، وحماية المرأة من جميع أشكال التمييز القائم على النوع.

ويلعب التعليم دوراً محورياً في تحقيق تمكين المرأة. ومع إحداث الرقمنة تحولاً في المجتمع، يبدو تعليم الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا للفتيات أمراً ضرورياً. ومن المهم كذلك اتخاذ إجراءات لتناول جميع صور العنف المرتبطة بالنوع، بما في ذلك ما يحدث داخل الإطار الرقمي.

ومن أجل الدفع بالاتفاق نحو قمة بوينس آيرس، ستجري مناقشات حول كيفية تحقيق تعاون أفضل مع قيادات نسائية بمجال الأعمال.

- التنمية

تعد التنمية قضية مهمة لبناء عالم مستدام يضم تحت مظلته الجميع. وجرت مناقشة هذه القضية في ظل رئاسات سابقة لمجموعة الـ20. وازدادت هذه القضية أهمية بعد إقرار أهداف التنمية المستدامة داخل الأمم المتحدة عام 2015. عام 2016، أعلنت مجموعة الـ20 التزامها بتحقيق تناغم أكبر بين جهودها وأجندة 2030 للتنمية المستدامة من خلال خطة عمل مجموعة الـ20 حول أجندة 2030 للتنمية المستدامة.

ويحمل هذا العام أهمية خاصة، ذلك أن عام 2019 يشكل علامة مهمة على صعيد مراجعة الجهود الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع انعقاد قمة التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر، وهي القمة الأولى من نوعها تحت مظلة الأمم المتحدة منذ إقرار أجندة 2030.

علاوة على ذلك، تقترح الرئاسة الياباني مناقشة القضايا التالية، خصوصاً مشروعات البنية التحتية عالية الجودة والاستثمار في رأس المال البشري من أجل تعزيز التنمية، خاصة بالدول النامية، بينها «أجندة 2030 للتنمية المستدامة» و«المحاسبة» و«مشروعات البنية التحتية عالية الجودة لتعزيز الاتصال لتحقيق تنمية مستدامة».

- الصحة

تعتبر الصحة العالمية قضية مهمة وضرورية بصفتها أساساً للنمو المستدام على صعيد الاقتصاد العالمي. وقد جرى توجيه الدعوة لمنظمة الصحة العالمية للمشاركة في قمة أوساكا. وخلال قمة أوساكا ستتمثل المجالات ذات الأولوية في المناقشات في: 1. تحقيق تغطية صحية عالمية، 2. الاستجابة لمجتمع متقدم في السن، و3. إدارة الطوارئ الصحية. وتشمل المناقشات التوجهات اليابانية الفريدة والجديدة مثل استخدام الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز التقدم في العمر على نحو صحي ونشط. فيما يخص أهمية التمويل الصحي المستدام في تحقيق تغطية صحية عالمية، سيجري تشجيع عقد مناقشات عالمية وفنية بهذا المجال. كما ستنعقد الجلسة المشتركة لوزراء المالية والصحة بمجموعة الـ20 بالتوازي مع قمة الـ20 في أوساكا. وستجري مناقشة نتائج هذه الاجتماعات أثناء اجتماع وزراء الصحة في أوكاياما في أكتوبر.

 

رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في حديث إلى «الشرق الأوسط: السعودية شريك استراتيجي ثابت... وندعم إصلاحات الأمير محمد بن سلمان/نريد لعب دور في تخفيف التوتر في المنطقة

طوكيو: غسان شربل/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

نوّه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، بدور السعودية «في السلام والاستقرار بالمنطقة»، لافتاً إلى أن طوكيو «تدعم جهود الإصلاح، ونسعى إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين».

وأضاف آبي أنه يعمل بـ«تعاون وثيق مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على التعاون الثنائي، إضافة إلى الشؤون الإقليمية والدولية»، وأنه يتطلع إلى «تبادل مفيد جداً لوجهات النظر مع الأمير محمد بن سلمان حول طريقة تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قمة مجموعة العشرين» التي تستضيفها اليابان (في أوساكا يومي الجمعة والسبت المقبلين) وستستضيفها السعودية العام المقبل. وزاد: «لا شك في أننا سنبذل قصارى جهدنا لإنجاح القمة كي نتمكن من تسليم مقعد رئاسة القمة للسعودية التي تعد شريكاً استراتيجياً ثابتاً لليابان».

وأشار آبي إلى جهوده لضمان إنجاح «قمة العشرين» التي يشارك فيها 37 زعيماً ومسؤولاً، بينهم قادة «مجموعة العشرين». وقال: «في القمة، ومن خلال تشجيع التجارة الحرة والابتكار، سنعمل على تطوير الاقتصاد العالمي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وسنشجع من خلال هذه المبادرات على تحقيق مجتمع حر وتمثيلي ومستدام، يمكن لجميع الناس، بمن فيهم النساء والشباب وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة، أن يلعبوا دوراً نشطاً فيه».

وهنا نص أجوبة آبي على أسئلة خطية وجّهتها «الشرق الأوسط» إليه بمناسبة قمة أوساكا...

> في قمة «مجموعة العشرين» المنعقدة في مدينة أوساكا يومي الجمعة والسبت المقبلين، ستجري مناقشات عن مواضيع مختلفة، تشمل التجارة الحرة والتغير المناخي والتنمية وغيرها. ما القضية الأهم بين هذه القضايا في القمة المقبلة؟

- في «قمة العشرين» في أوساكا، ومن خلال تشجيع التجارة الحرة والابتكار، سنعمل على تطوير الاقتصاد العالمي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. إضافة إلى ذلك، ستقود هذه القمة المساهمات التنموية والقضايا العالمية، مع التركيز على أهداف التنمية المستدامة، وسنشجع من خلال هذه المبادرات على تحقيق مجتمع حر وتمثيلي ومستدام، يمكن لجميع الناس، بمن فيهم النساء والشباب وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة، أن يلعبوا دوراً نشطاً فيه.

> هل هناك تركيز على قضايا محددة؟

- سنناقش، بشكلٍ خاص، ترتيب الاقتصاد الرقمي والمجتمع والشيخوخة، للوصول إلى مجتمع يمكن فيه لجميع الناس أن يلعبوا دوراً فعالاً. وسنشجع على المناقشات، وسنقدم مبادرات يابانية، مثل الثورة الإنتاجية في مفهوم اليابان، أي مبادرة «لمجتمع 5.0».

وإضافة إلى ما ذكرت، سنوجّه المناقشات المتعلقة بتزويد السلع العامة الدولية لتحقيق النمو الاقتصادي العالمي، مثل البنية التحتية عالية الجودة والصحة الدولية. عملياً، من خلال ترؤسنا للقمة، سنمارس القيادة ونساهم في القضايا العالمية، مثل تغير المناخ والنفايات البلاستيكية البحرية.

> لماذا اخترتم عقد القمة في أوساكا؟

- أوساكا هي المدينة التي ازدهرت كمركز تجاري واقتصادي لليابان عبر أكثر من 4 قرون. قصر أوساكا، وهو رمز للمدينة، محبوب من قبل السكان المحليين والسياح من جميع أنحاء العالم. والمدينة أيضاً معروفة باسم «مطبخ العالم» بمعنى أنها تجمع أطعمة لذيذة من كل أنحاء اليابان. هناك تم تعزيز ثقافة الطعام الجذابة والفريدة. أتمنى أن تكون أوساكا المكان الذي يقدم للناس من جميع أنحاء العالم ضيافة عاطفية من خلال جاذبيته وثقافته الغذائية.

> بعد اليابان، ستتولى السعودية رئاسة «قمة العشرين». كيف سيتم نقل رئاسة القمة؟

- بالفعل، ستتولى المملكة العربية السعودية رئاسة قمة «مجموعة العشرين» المقبلة. عقدت خلال هذا العام اجتماعين عبر الهاتف مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونحن نتعاون بشكل وثيق من أجل إنجاح القمة. لا شك في أننا سنبذل قصارى جهدنا لإنجاح القمة، حتى نتمكن من تسليم مقعد رئاسة القمة للمملكة العربية السعودية التي تعد شريكاً استراتيجياً ثابتاً لليابان.

> كيف تنظرون إلى الوضع في الشرق الأوسط حالياً؟

- إن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط من القضايا المهمة، رغم أنها أصبحت أكثر تعقيداً في السنوات الأخيرة. بما في ذلك قضية السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا.

تتخذ اليابان موقفاً محايداً من حيث الدين والطائفة والقومية والتاريخ، ولها علاقة جيدة مع جميع الدول في الشرق الأوسط. وباعتبار أن وضعنا فريد يمكننا أن نتبادل وجهات النظر مع الولايات المتحدة، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

> كيف؟

- على سبيل المثال، نحن نساهم في هذه المنطقة بمبادرة «ممر السلام والازدهار» و«مؤتمر التعاون بين دول شرق آسيا للتنمية الفلسطينية»؛ لأجل توفير حالة من السلام في الشرق الأوسط على أساس حلّ الدولتين. وهذا العام، سيتم عقد الدورة الثانية من الحوار السياسي العربي - الياباني، لتعزيز الجهود السياسية في هذه المنطقة.

> ماذا عن زيارتك إلى طهران في منتصف الشهر الحالي؟

- التوترات تتصاعد في الشرق الأوسط حول الوضع في إيران، ويشير بعض الخبراء إلى أن صراعات عرضية قد تحدث، لكن قبل كل شيء، يجب تجنب الاشتباكات المسلحة، لأن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط سيؤديان إلى ازدهار العالم كله، بما في ذلك اليابان. أريد أن يكون لليابان دور مهم في التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، لذلك قمت بزيارة إيران هذا الشهر.

> كيف كانت نتائج الزيارة؟

- ما أستطيع قوله إنه من أجل السلام والأمن في المنطقة، لا بد من أن تلعب إيران دوراً بناء، وأن تمتثل للاتفاقية النووية. في هذا السياق، صرح الرئيس حسن روحاني بأنه لا يريد الحرب مع الولايات المتحدة، ولا يسعى إلى الأسلحة النووية. علاوة على ذلك، صرح المرشد الإيراني علي خامنئي أيضاً بأن إيران لا تعتزم إنتاج أو امتلاك أو استخدام أسلحة نووية.

في حين أن الطريق إلى تخفيف التوترات تصاحبه صعوبات كبيرة، ستواصل اليابان خطواتها بالتعاون مع الدول المعنية من أجل تخفيف حدة التوترات وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بالتعاون مع الدول ذات الصلة.

> ماذا عن الاعتداءات على ناقلة النفط اليابانية في الخليج؟

- نعتبر الهجوم على السفن التي تديرها شركات الشحن اليابانية بالقرب من مضيق هرمز في يوم 13 يونيو (حزيران) تهديداً جدياً لسلام بلدنا وازدهاره. وندين بشدة هذه الهجمات التي تعرض سفننا للخطر، وسنواصل جمع المعلومات لضمان أمن الملاحة عن كثب مع البلدان ذات الصلة.

> أعلنت اليابان دعمها لـ«رؤية المملكة 2030» في السعودية، كيف تنظر إلى علاقة طوكيو مع الرياض؟

- تعتبر اليابان علاقتها مع المملكة العربية السعودية التي تلعب دوراً حاسماً في السلام والاستقرار في المنطقة مهمة، وتدعم جهود الإصلاح الداخلي التي تبذلها المملكة العربية السعودية، لذلك نسعى إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وعندما زرت السعودية في العام 2013 بعد زيارتي في العام 2007، شعرت بتغيير في المجتمع. إن الإنجازات التي تحققت في «رؤية السعودية 2030» أمر يسرّ اليابان، التي كانت ولا تزال تتعاون معها على تنفيذ هذه الرؤية.

فيما يتعلق بالتعاون في المجالات الثقافية والترويج الترفيهي الذي يعد أحد أركان الإصلاح، اجتمع أكثر من 3 آلاف شخص لحضور حفل فرقة الأوركسترا في الرياض في عام 2017. وكان ذلك نجاحاً كبيراً. كذلك تم تنشيط التفاعل البشري من خلال الألعاب والرسوم المتحركة و«سي جي» وغيرها. إن تنمية الموارد البشرية التي ستكون الجسر بين البلدين، تعطيني شعوراً بالاطمئنان.

> ماذا عن التعاون مع الرياض في حل القضايا الإقليمية؟

- عملت بتعاون وثيق مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على التعاون الثنائي، بالإضافة إلى الشؤون الإقليمية والشؤون الدولية. عُقد الاجتماع الوزاري الثالث «رؤية اليابان - السعودية 2030» في طوكيو في 17 يونيو، وتم التأكيد على أهمية التعاون في مجالات واسعة مثل الاقتصاد والموارد البشرية والتبادل الثقافي.

وفي قمة «مجموعة العشرين» أوساكا، أتطلع إلى تبادل مفيد جداً لوجهات النظر مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول طريقة تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قمة «مجموعة العشرين» التي تستضيفها اليابان، وستستضيفها السعودية العام المقبل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا فشل اســتدراج الجيش الى ملعب الإشتباك؟ 

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 حزيران 2019

في مواجهة محاولات جدّية لإقحام الجيش وقائده العماد جوزيف عون في اللعبة الداخلية من باب التوريط والتمَوضع والـ»مع وضد»، تقابل المؤسسة العسكرية هذه المحاولات بصمت ليس فقط لإفشالها، بل لإيصال رسالة واضحة بأنّ الجيش الذي يراهن عليه في الداخل والخارج لضمان الاستقرار بعيد عن الانجرار الى لعبة القصد منها، إشعال عود ثقاب حتى لو اشتعلت المدينة.

تردّ أوساط سياسية هذه الحملات، المُعلن منها والمضمَر، الى جملة أسباب واعتبارات، وتلخّص مهمات المؤسسة العسكرية بالآتي:

أولاً: إنّ العمل التراكمي الذي قامت به المؤسسة العسكرية في الداخل، على صعيد حفظ الأمن والابتعاد عن المحاور السياسية، والالتزام بمقررات السلطة السياسية، يُراكم بدوره بل يضاعف أهمية دور الجيش كمؤسسة تمكنت ان تكون بمنأى عن المشهد السياسي الذي يحمل في طيّاته علامات الانقسام والفشل، وطالما لعب الجيش هذا الدور، لكنه في المرحلة الحالية يكتسب أهمية استثنائية، في مرحلة الخوف من تصاعد الأزمة الاقتصادية، ومن انعكاس أزمة المنطقة على لبنان.

ثانياً: إختار قائد الجيش العماد جوزيف عون لنفسه إدارة واضحة للمؤسسة العسكرية، فعون هو ضابط ميداني لم يقترب من السياسة، ولم يسمح لها أن تعبث بالجيش. ويمكن، منذ استلامه القيادة، ملاحظة أنه منعَ السياسيين من التدخل في الشؤون العسكرية، ومن إقامة محميات داخل المؤسسة، التي تنفذ قرار السلطة السياسية، إنما تمنع على السياسيين إقامة مناطق نفوذ فيها، عبر التدخّل في التشكيلات والمناقلات، وغيرها من التدخلات، وهذا ما حَدا ببعض السياسيين الى التصويب المستمر على الجيش وقائده.

ثالثاً: لبّى العماد عون دعوة لزيارة الولايات المتحدة الاميركية مرتين، ضمن برنامج مساعدة الجيش اللبناني، باعتبار انّ أميركا هي أكبر المانحين للمؤسسة العسكرية وانها تموّل الجيش لوجستياً وتسليحاً. كما لبّى دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية، ونوقش التعاون العسكري بين لبنان والمملكة، ووعد الجيش بمساعدات غير مالية، تتعلق بالحاجات التي يمكن تأمينها. ولوحِظ انّ التكريم كان على مستوى عال، حيث قُدِّم للعماد عون درع تكريمي، إلّا أنّ اي لقاء على مستوى القيادة السياسية السعودية لم يحصل، ولم يلتق عون ولي العهد الامير محمد بن سلمان. وعلى الرغم من انّ الرهان العربي والدولي هو على دور الجيش في حفظ الاستقرار، فإنّ هذا الأمر يبقى بعيداً جداً عن محاولات إغراقه بسيناريوهات سياسية، وعن تعمّد إرباك قائده بحسابات تتعلق بالخشية من استحقاقات مقبلة.

رابعاً: من حرب الجرود التي مُنع فيها الاحتفال بالنصر بقرار سياسي، الى العملية الارهابية في طرابلس، مَسار يشير الى أنّ الجيش انتقل الى مرحلة يحظى فيها بالاجماع على دوره، واستكمال نزع فتيل الاستثمار السياسي لهذا الدور، وسقطت محاولات وضعه كطرف في مواجهة فئة من اللبنانيين. وهذا بَدا واضحاً في ردة الفعل الشعبية لطرابلس بعد الحادثة الارهابية، وقد أنجز الجيش التحقيق وأرسل الملف الى القضاء من دون ضجيج أو حملات مؤيّدة او معارضة.

خامساً: على وَقع ما تشهده المنطقة من احتمالات الحرب وانعكاساتها على لبنان، وعلى وقع بعض التحذيرات التي وصلت الى أركان الحكم بضرورة النأي بالنفس، في حال اشتعلت المنطقة، تستمر المؤسسة العسكرية في الركون تحت سقف الحكومة وبيانها الوزاري، كما تؤدي مهمتها في تنفيذ القرارات الدولية جنوباً من خلال التعاون مع القوات الدولية، وتقوم بدور محوري في أي مهمة ستكلّف بها بعملية ترسيم الحدود، سواء انطلقت المفاوضات أو لم تنطلق، والجهوزية هنا تتضمن ملفات كاملة الاعداد بالوثائق لإدارة المفاوضات الصعبة.

كل هذه الملفات والمسؤوليات ستُفشِل، وفق الاوساط، محاولة استدراج الجيش الى اشتباك داخلي، لأنّ تفرّغه لمهماته يتجاوز الحسابات الآنية المبنية على تنافس موهوم.

 

إيران تغادر سوريا... ويتغيّر لبنان! 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 حزيران 2019

هناك طبخة على النار في القدس، أقطابها رؤساء أجهزة الأمن في إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا. الهدف من الطبخة تعطيل الجناح الغربي لإيران في الشرق الأوسط (سوريا ولبنان وغزة)، فيما يتكفّل الأميركيون بتعطيل الجناح الشرقي في خليج هرمز. والعرض المطروح على الرئيس فلاديمير بوتين هو أن «يبيع» إيران لـ»يشتري» الأسد ومكاسب أخرى، منها جورجيا كما يتردَّد. فهل سيفعل؟ وإذا تمَّت الصفقة في سوريا، أي سيناريو يُتوقع في لبنان؟ الكماشة الأميركية- الإسرائيلية حول إيران تشتدّ. وللمرة الأولى، تتزامن الخطوات التصعيدية: عرض أميركي للقوة في الخليج، تشديد للعقوبات على إيران والتنظيمات الحليفة لها وأبرزها «حزب الله»، ضربات إسرائيلية متلاحقة لمواقع إيرانية في سوريا، سحب أي قوة حليفة لإيران من منطقة الحدود السورية مع إسرائيل، ضرباتٌ على «حماس» في غزّة.

واضح أنّ هذا الضغط يتزامن مع إطلاق الخطوات التمهيدية من «صفقة القرن» في البحرين، بتشجيع من المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب. وثمة مَن يعتبر أنّ الضغوط المتزامنة على إيران منسّقة لتؤدي هدفاً أساسياً هو تعطيل أي محاولة تقوم بها، مباشرة وعبر حلفائها، بهدف أن «تخردق» التسوية المطروحة وتفرض نفسها شريكاً يحظى بالمكاسب في أي معادلة شرق أوسطية جديدة. بالنسبة إلى إسرائيل، هناك سقف لحدود النفوذ الإيراني «المسموح به». لا مشكلة لها مع النظام الإيراني. فقط هي تريد إبعاده عن حدودها والدول العربية المحاذية لها، والتي تطمح إسرائيل إلى أن تبقى ضمن دائرة نفوذها العسكري، وهي: مناطق السلطة الفلسطينية، الأردن، سوريا ولبنان.

وقد خرج مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون من الاجتماع أمس بكلام واضح: «نريد الجلاء الكامل لإيران والميليشيات الحليفة لها من سوريا». وهذا هو مغزى الصفقة المطروحة على الشريك الروسي في اللقاء، نيكولاي باتروشيف.

وحتى اليوم، وعلى رغم التحالف الوثيق الذي يربط موسكو بطهران، فإنّ الروس اعتمدوا سياسة واقعية. وعندما قرّروا التدخّل عسكرياً لحماية نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، أبرموا اتفاقاً مع إسرائيل يقضي بـ»فكّ الارتباط» بين الجانبين في سوريا، منعاً لأي تشابك.

بل إنّ الروس أخذوا على عاتقهم إبعاد «حزب الله» عن الحدود في الجولان. وبالفعل، يلتزم الروس جانب المتفرّج عندما تقوم إسرائيل بضرب المواقع التي تسيطر عليها إيران في سوريا. فالأميركيون والإسرائيليون يثقون في أنّ موسكو هي الطرف المثالي لضبط الوضع في سوريا، وأنّها تعرف حدودها. ولذلك، كان واضحاً تأكيد باتروشيف على التزام موسكو مبدأ التوازن. صحيح أنّ موسكو حريصة على أمن سوريا كدولة حليفة، لكنها أيضاً حريصة دائماً وبشكل مؤكّد على أمن إسرائيل. فلا جدال في أنّ هناك قرابة مليوني مواطن روسي، يهودي، هم اليوم مواطنون إسرائيليون، ولا بدّ أن يحظوا برعاية الحكومة الروسية أيضاً.

ولكن، في المقابل، يبدو الروس حريصين على التحالف الوثيق مع طهران. وأكّد بوتين في أوقات سابقة أنّ روسيا «لا تبيع» حلفاءها. وعادةً، يلتزم الروس بوعودهم للحلفاء. ولذلك، ليس متوقعاً أن ينقلبوا على الإيرانيين في سوريا ويطعنوهم في الظهر. إلّا أنّ شيئاً ما بات محسوماً، وهو إنهاء «فائض النفوذ» الإيراني هناك، ووضع الأنشطة الإيرانية تحت المراقبة الروسية والسقف المرسوم. في الخلاصة، لن يكون الإيرانيون أصحاب الكلمة الأولى في نظام الأسد، بل روسيا. وفي عبارة أخرى، سيحكم في دمشق «الأسد الروسي» لا «الأسد الإيراني». أما الإيرانيون فستكون لهم حصتهم من الكعكة السورية كحلفاء قدّموا تضحيات، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لكن «الحرس الثوري» الإيراني والتنظيمات الحليفة كـ»حزب الله» سيتوقف نشاطها مع تقدُّم الحلّ السياسي الذي ستشارك فيه كل القوى في الشرق الأوسط. ولن يكون دور إيران في سوريا أكبر من دور تركيا أو المملكة العربية السعودية. وأما القرار الأساسي فسيكون في يد موسكو. ولكن، هل الصفقة المطروحة بين «الثلاثي» الأمني الذي اجتمع في القدس، والقاضية بإبقاء الأسد مقابل إخراج إيران، تعني تعويم دور الأسد في سوريا ككل؟ أي هل ستتمكن روسيا من إعادة نفوذه إلى ما كان عليه قبل العام 2011؟

وهل سيعني ذلك إعادة الاعتبار إلى «طموحاته التوسعية» في لبنان والأراضي الفلسطينية ومناطق أخرى؟ وتحديداً، هل سيستعيد الأسد عناوين محاربة الإرهاب ليعاود الإمساك بالوضع داخل سوريا وبعض دول الجوار؟

يعني ذلك، هل يمكن للصفقة التي ستؤدي إلى تثبيت النظام أن تعيد لبنان إلى ما قبل 2005، عندما كان الأسد يرعى الوضع اللبناني بتغطية إقليمية ودولية؟ المطلعون يستبعدون ذلك، لأنّ المعطيات باتت مختلفة. فالروسي صاحب القرار المباشر في سوريا لن يجد مصلحة في ذلك. كما أنّ التغطية الدولية للحكومة المركزية في لبنان ازدادت قوة. ومع بروز المصالح الاستراتيجية المواكبة للتسويات الكبرى، اكتسب لبنان موقعاً مميزاً. وعلى الأرجح، لن تسمح الولايات المتحدة بإضعاف السلطة اللبنانية، فيما هي تكرِّس حضورها في لبنان على مختلف المستويات. ويعرف الروس ذلك ويلتزمون حدودهم. ولكن، على الأرجح، لن يكون «حزب الله» هو نفسه في هذه الحال، وسينضوي في تسوية وطنية كبرى، تحت عنوان «الاستراتيجية الدفاعية»، تمنحه ضمانات يبحث عنها، لكنها ستمنح الآخرين ضمانات مماثلة. فسوريا ستتغيَّر إذا خرجت إيران وبقي الأسد، ولا يمكن للبنان إلّا أن يتغيَّر معها.

 

تسوية على أعلى سلطة قضائية؟... «الكتائب»: مصيبة كبيرة

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 حزيران 2019

أقسم بالله العظيم أن أقوم بعملي في المجلس الدستوري بكل أمانة وتجرّد وإخلاص متقيّداً بأحكام الدستور وأن أحرص على سرّ المذاكرة، الحرصَ المطلق». هذا هو قسَم اليمين الذي يؤديه أعضاء المجلس الدستوري أمام رئيس الجمهورية بعد تعيينهم. وبعد سنوات على انتهاء ولاية المجلس الحالي ينتخب مجلس النواب اليوم خمسة أعضاء من عشرة يشكلون هذا المجلس. ويتخوّف معارضو التسوية الرئاسية التي أدت إلى «محاصصة شاملة» في التعيينات من أن تشمل المجلسَ الدستوري أيضاً فينتفي دورُه، وبالتالي تُشرَّع ممارسة الحكم الحالية وتُطلَق يدُ الأفرقاء في مخالفة القوانين والدستور.

المجلس الدستوري هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية تتولى مراقبة دستورية القوانين، والبتّ في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات الرئاسية والنيابية. ويتألف المجلس من عشرة أعضاء، يعيّن نصفهم مجلس النواب والنصف الآخر مجلس الوزراء. أما مدة ولاية أعضاء المجلس فست سنوات غير قابلة للتجديد ولا للاختصار.

إنتخابٌ أو محاصصة؟

وفق قانون إنشاء المجلس الدستوري يتم اختيار أعضائه العشرة من بين قضاة الشرف الذين مارسوا القضاء العدلي أو الإداري أو المالي، أو من بين أساتذة التعليم العالي الذين مارسوا تعليم مادة من مواد القانون أو العلوم السياسية أو الإدارية، أو من بين المحامين الذين مارسوا مهنة المحاماة، وفق شروط محددة.

ويعقد المجلس النيابي جلسة انتخاب حصّة مجلس النواب الخماسية ‏في المجلس الدستوري اليوم. ومن المُرتقب أن يدعو رئيس مجلس النواب قبل الجلسة الى اجتماع لهيئة مكتب ‏المجلس، لتحضير أسماء المرشحين لعضوية المجلس الدستوري. ويجرى الحديث عن تسوية ومحاصصة بين عدد من الكتل النيابية حول أسماء الأعضاء الخمسة، إذ إنّ هيئة مكتب ‏مجلس النواب ستجتمع اليوم مباشرة قبل جلسة الانتخاب فيما أن الأصول كانت تقضي بإجتماعها قبل فترة من الجلسة الإنتخابية لحصر المرشحين، ما يدلّ حسب معارضين على «طبخةٍ ما» يجرى تحضيرها. كذلك، يشير هؤلاء إلى أن في العادة كانت تجتمع لجنة الإدارة والعدل النيابية بالمرشحين وتقوّمهم وتبدي رأيها بالترشيحات وتطرح أسماء، وهذا ما لم يحصل أو لم يُعلن عنه. وفي حين تنكر كتل نيابية اتفاقها المسبق على أسماء الأعضاء، يبدو أنّ هناك كتلاً أخرى غائبة تماماً عن الإتفاق على هذه العملية الإنتخابية. ووضع البعض إيفاد رئيس حزب «القوات اللبنانية» موفداً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في هذا الإطار.

«الكتائب» يترقّب

أمّا بالنسبة إلى حزب «الكتائب اللبنانية» المُعارض الأول في مجلس النواب وللتسوية الرئاسية في 2016 وما تلاها من تسويات ومحاصصات واتفاقات، فيُعدّ من أكثر المُحتكمين إلى المجلس الدستوري، ومن تجارب «الكتائب» مع المجلس الحالي، تقديم طعنين في قانوني الضرائب والكهرباء. وتقول مصادر «الكتائب» لـ»الجمهورية» إنّ «المجلس كان خطّ دفاع ولو بالحدّ الأدنى عن القوانين ودستوريتها». وعن عملية إنتخاب مجلس النواب للأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري اليوم، تقول هذه المصادر: «إنها غير واضحة، وننتظر ما سيظهر اليوم وعلى أيّ ترشيحات سيرسون، وهل ستكون هناك عملية انتخاب أم فرض». ويعتبر «الكتائب» أنّ «المجلس الدستوري ركن من أركان الحفاظ على الدستور والمؤسسات في البلد»، لذلك يجب أن يُشكّل مجلساً من المتخصصين القادرين على تحمُّل المسؤولية بعيداً من السياسة فالمجلس الجديد ينتظره كثير من العمل حسب مسار الأمور المُعتمد من السلطة».

وإذ تشير مصادر «الكتائب» إلى أنّ «المجلس النيابي الذي من مهماته مراقبة الحكومة ومحاسبتها، إنبثقت عنه حكومة كناية عن «ميني مجلس نواب»، وبالتالي لم يعد قادراً على المحاسبة»، تعتبر أنّ «من الخطورة تشكيل مجلس دستوري مصغّر عن مجلس النواب والحكومة، في وقت من المفترض أن يكون مجلساً مصغراً عن الدستوريين والقانونيين ورجال العلم». وتؤكّد أنّ «تعيين أعضاء المجلس الدستوري إذا تبيّن أنه جزء من صفقة التسوية فسيشكّل مصيبةً كبيرة»، آملة أن «يكون هناك حدّ أدنى من إدراك خطورة التلاعب بهذا المجلس، وأن لا تكون هناك نية لدى الأفرقاء السياسيين بتعيين مجلس قادرين على ترويضه واستخدامه للتصديق على مخالفاتهم للدستور».

الرئيس يختار رئيس المجلس الدستوري!

وفي حين تطغى اللعبة السياسية على المسار الدستوري، اُنشئ المجلس الدستوري لضبط هذه العملية، فقبل «اتفاق الطائف» وإجراء تعديلاتٍ على الدستور، لم يكن هناك مجلس دستوري. ويقول المرجع الدستوري الوزير والنائب السابق إدمون رزق، المُشارك في صوغ «إتفاق الطائف» لـ»الجمهورية» إنّ «تشكيل مجلس دستوري كان مطلباً مزمناً لمراقبة دستورية القوانين، منعاً لصدور قوانين تخرق المبادئ الأساسية المكرَّسة في الدستور و»الطائف». وفي حينها استأنس المشرّعون بنظام المجلس الدستوري الفرنسي، وعلى غرار غالبية الدول التي تعتمد نظام المجالس الدستورية يعتمد لبنان المشاركة بين مجلسي النواب والوزراء في تأليف المجلس الدستوري. ويشير رزق إلى أنّ «الخلل يكمن في التطبيق لا في طريقة إنتخاب وتعيين أعضاء المجلس». وفي تقويمٍ لعمل المجلس الدستوري منذ التسعينات إلى اليوم، يرى رزق «أنه سجّل مواقف بإبطال بعض القوانين». وإذ يشدّد على «ضرورة إعادة الإعتبار إلى المقياس الدستوري: الكفاءة والإختصاص»، يذكّر بأنّ «المهمة المناطة بالمجلس الدستوري مهمة دقيقة وهي الحفاظ على بنية الدولة، ولا يجوز أن يكون المجلس الدستوري تابعاً لأحد لأنه يشكّل مرجعاً للإحتكام ويجب أن يكون أعلى من كل الأفرقاء لا أن يكون فريقاً».

أمّا بالنسبة إلى رئيس المجلس الدستوري فينتخبه أعضاء المجلس المعيّنون من مجلسي النواب والوزراء بعد أدائهم قسم اليمين أمام رئيس الجمهورية. ودرجت العادة أن يكون مُتفقاً على الرئيس الذي سيُنتخب ويكون مارونياً. وهناك ميل إلى أن يطرح رئيس الجمهورية اسم عضو ماروني ليكون مرشحاً لرئاسة المجلس، وفي العادة يُحترم خيار الرئيس على رغم من أنّ هذا الأمر ليس حقاً مُكرَّساً له في الدستور والقانون. وفي هذا الإطار، يوضح الوزير والنائب السابق بطرس حرب لـ»الجمهورية» أنّ «المشكلة لا تكمن بالتفاهم على أعضاء المجلس الدستوري بل بعنصر الخيار، الذي يجب أن يكون أساسه مَن الأفضل لهذا المركز الخطير والمهم وليس مَن يؤمّن مصالح الأفرقاء السياسيين». ويقول: «إذا طاولت المحاصصة السلطة القضائية وأصبحت عرضة لأن يتوزعها الأفرقاء السياسيون فحينها ستسقط الدولة نهائياً». وإذ يُعتبر المجلس الدستوري أعلى هيئة قضائية في لبنان، هناك حاجة مُلحّة لتعزيز إستقلاليته ودوره، خصوصاً في مرحلةٍ تغيب فيها الرقابة على السلطة ومحاسبتها، وعلى رغم ذلك يستبعد البعض أن يصل أشخاص إلى أيِّ مركز في الدولة من خارج التركيبة السياسية الحالية القائمة.

 

رياض سلامة: خفض خدمة الدين محسومة ولا علاقة للمصارف بها 

رنى سعرتي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 حزيران 2019

أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، انّ البنك المركزي لم يتوصّل بعد مع وزارة المالية الى اتفاق حول الآلية التي سيتمّ اعتمادها بين الطرفين فقط، لتأمين وفر مالي في موازنة 2019، مشدداً في المقابل على انّ النتيجة محسومة لكنّ الآلية لم تتبلور بعد.

أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على هامش مؤتمر يوروموني الذي انعقد في بيروت امس، انّ مصرف لبنان سيكون على تواصل مع وزارة المالية للبحث في الآليات التي قد تؤدّي الى النتائج المرجوة على صعيد خفض كلفة خدمة الدين العام، والتي اعتمدتها الحكومة ضمن مشروع قانون موازنة 2019، والتي تحافظ في الوقت نفسه على الثقة والاستقرار. وشدّد على انّه لم يتم التوصل الى أي صيغة نهائية بعد مع وزارة المالية حول الآلية التي سيتم اعتمادها، «ولكنّ المهمّ هو النتيجة المضمونة التي سنصل اليها والتي ستحقق وفراً في الموازنة يصل الى 700 مليون دولار. لكنّ أي عملية سنقوم بها من اجل تأمين هذا الوفر المالي في الموازنة، ستكون عملية مدروسة بين البنك المركزي ووزارة المالية، لأنّ مصرف لبنان بات يحمل معظم الدين العام». ورفض سلامة حصر الآلية بموضوع اصدار سندات بقيمة 11 ألف مليار ليرة بفائدة واحد في المئة، مؤكّداً انّه لم يتم البحث أساساً في هذا الموضوع.

ولفت سلامة الى انّ وضع المصارف خاصّ لأنّها محكومة بنتائجها وإمكانياتها المالية، «وبالتالي لن تُلزمها أي جهة كانت، بأي إجراء وليس مطلوباً منها أساساً ان تشارك في أي عملية سنقوم بها». مشيراً الى انّه تمّت معاقبة المصارف مسبقاً من خلال الضرائب المفروضة عليها والتي تكبّدها اعباء مالية كبيرة. وشدّد على اهمية الحفاظ على صلابة المصارف لانه عامل مؤثر على الاقتصاد.

التقارير السلبية

وقال، إنّ «التعليقات السلبية المتأتية من الخارج حول لبنان مرتبطة فعلياً بوجهة نظر اعتدنا عليها منذ فترة، كما انّها مرتبطة بواقع موجود في لبنان لا نستطيع تجاهله، وهو ارتفاع عجز الموازنة الى مستويات يمكن ان تخلق شكوكاً حول امكانية الاستمرار بتمويل هذا العجز الذي بلغ في العام 2018 نسبة 11,5 في المئة من الناتج المحلي». لكنّ سلامة لفت الى انّ الاسواق تنظر أيضاً نحو المستقبل، معتبراً انّ الجهود التي تقوم بها الحكومة لضبط العجز وتخفيض نسبته مقارنة بالناتج المحلي، بغض النظر عن نسبة التخفيض، هي إشارة ايجابية ستدرك الجهات الخارجية، مستقبلاً، مفاعيلها.

أضاف: «في المقابل، علينا القيام، بعد إقرار الموازنة، بالتواصل مع الجهات الخارجية لشرح التطورات الايجابية التي تحصل في لبنان».

أسعار اليوروبوندز

وحول أسعار سندات الخزينة اليوروبوندز، أبدى سلامة استغراباً حول ما يُشاع عن تراجع اسعار اليوروبوندز، مؤكّدا انّ الاسعار ارتفعت ولم تنخفض، مشيراً الى انّه عندما ارتفعت اسعار سندات اليوروبوندز، صدرت في الوقت نفسه ثلاثة تقارير تفيد عن تراجع اسعار السندات، «إلّا انّ الارقام موجودة، والحقيقة انّ المردود على السندات الدولارية بلغ 11,5 و12 في المئة. واليوم نتيجة ارتفاع اسعار اليوروبوندز، فانّ المردود اصبح بين 10 و10،5 في المئة». مستغرباً توقيت الكلام عن تراجع أسعار السندات في الوقت الذي تحسّنت فيه اسعارها فعلياً. وقال سلامة، انّ البنك المركزي تشاركه الحكومة ووزارة المالية الرأي، «انه لا يجب علينا القيام حالياً بأي إصدارات جديدة خصوصاً بالدولار، الى حين تبلور الصورة المستقبلية بشكل أوضح وإقرار الموازنة. لسنا على عجلة، لأننا نملك السيولة. القرار يعود في النتيجة للحكومة، لكن لا مبرّر لذلك وآمل ألا يُقدِموا على هذه الخطوة».

التصنيف المُنتظر

وحول التصنيفات الائتمانية المُنتظرة من المؤسسات الدولية، اكّد سلامة انّ صندوق النقد الدولي، الذي سيلتقي بعثته الموجودة في لبنان حالياً، الاسبوع المقبل، يعدّ تقريره السنوي حول لبنان، «ودائماً ما يكون متحفّظاً»، معتبراً انّ قرار وكالات التصنيف الائتمانية يعود لها وحدها، «لكنني لا أرى منطقياً انه يجب خفض تصنيف لبنان، لانّ ملاءة الحكومة ليست على المحكّ بل هي مؤمّنة، وقد سدّدنا كافة الفوائد المتوجبة خصوصاً بالعملات الاجنبية بالاضافة الى أصل الدين». وطمأن سلامة الى تلبية احتياجات الدولة المالية وتأمين مستحقاتها الداخلية والخارجية، لافتاً الى انّ سياسة مصرف لبنان النقدية هي دعم استقرار سعر صرف الليرة، دعم سلامة القطاع المصرفي ودعم ملاءة الدولة. وحول امكانية حصول لبنان على ثقة المجتمع الدولي، شدّد على انّ الاهمّ ان يحصل لبنان أوّلا على ثقة اللبنانيين في لبنان والخارج. وقال: «من المؤكّد انّ نوايا المجتمع الدولي تجاه لبنان جيّدة، وانا اعلم انهم يريدون الاستقرار في لبنان. أما الضغط الذي يمارسونه في بعض الاحيان على لبنان، فهو للحفاظ على مصلحة البلاد في المستقبل، وحثها على التحكّم بعجزها، خصوصاً العجز في القطاع العام».

مرحلة Deleveraging واعلن حاكم مصرف لبنان، انّ المركزي في الوقت الحاضر في حالة خفض الرافعة المالية (deleveraging) (أي خفض نسبة الديون)، وذلك بسبب ارتفاع اسعار الفوائد وتراجع السيولة في السوق، مؤكّداً انّه حين يتمّ التصحيح في مسار اسعار الفوائد، سيعود الطلب في الاقتصاد اللبناني، «ووفقاً لإحصاءاتنا، فانّ الحركة جيّدة حالياً نتيجة انطلاق الموسم السياحي». وذكر انّ القروض تراجعت حوالى 6 مليارات دولار، فيما الودائع انخفضت 3 مليارات دولار، وبما انّ نسبة تراجع الودائع أقلّ من نسبة تراجع القروض فهذا يعني ان النظام ما زال يستقطب تدفقات مالية بمعدل نصف مليار دولار شهرياً.

الدعم القطري

وردّا على سؤال حول الدعم الخليجي الذي سبق ووعدت به السعودية وقطر، قال سلامة، انّه لا توجد مباحثات حالياً في هذا الاطار، «كان هناك وعد من قطر، ويعود لها قرار الإيفاء بوعدها».

ضريبة الاستيراد

وأعرب حاكم مصرف لبنان عن تأييده لفرض ضرائب مباشرة او غير مباشرة على المستوردات، «لأنّ لبنان يعاني من مشكلة أساسية مرتبطة بعجز ميزانه التجاري، وبالتالي يجب معالجة هذا الامر بطريقة او بأخرى».

واشار سلامة، خلال مؤتمر يوروموني، الى توجّه المصارف المركزية العالمية الى خفض اسعار الفوائد، لافتاً الى انّ ذلك سينعكس انتعاشاً في الاقتصاد اللبناني في غضون 6 أشهر، من ناحية ارتفاع حجم السيولة.

وقال، انّ لبنان لا يتأثر مباشرة بالحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، إلّا انّ اللبنانيين العاملين في الخارج قد يتأثرون سلباً، وبالتالي قد تتراجع تحويلاتهم المالية التي يعوّل عليها لبنان لخفض العجز في ميزان المدفوعات والبالغ 4 مليارات دولار. متوقعاً ان تصل التحويلات الى حوالى 7 مليارات دولار هذا العام مقارنة مع 9 مليارات دولار في العام الماضي.

 

اختراق سعودي للإحباط اللبناني

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

في الوقت الذي بلغت فيه حالة الإحباط في معظم الأوساط اللبنانية ذروتها؛ بما في ذلك اتساع مساحة هذا الإحباط في «لبنان حزب الله» الناشئ عن نضوب نسبي متدرج في الواجبات الإيرانية، وعقوبات شملت بعض ينابيع بحيرة الاحتياط التي كانت تسقي القواعد الحزبية في ساعات الشدة... في هذا الوقت يحط وفد من مجلس الشورى السعودي الرِحال في بيروت زائراً محباً لهذا الوطن الذي لا تستقر له حال. ويتوِّج هذا الوفد الذي ترأسَّه صالح بن منيع الخليوي سنتين من البذل الراقي من جانب الدبلوماسية السعودية في شخص سفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري لإبقاء العلاقات في منأى عن التوترات واعتماد مبادرات ذات طابع ثقافي ومجتمعي وزيارات شملت معظم المناطق اللبنانية، فضلاً عن متابعة لأحوال «لبنان النزوح السوري» وتخفيف معاناة العائلات النازحة التي كانت لها الأولوية في حملة إغاثة الملك سلمان.

كان ضجيج التصريحات والاحتجاجات في شأن الميزانية، والمخاوف من بلوغ الأزمة الأميركية - الإيرانية مشارف الحرب، مزدهراً قبل أن يحل الوفد السعودي الذي ضم إحدى سيدات المجلس، وكلهنَّ من ذوات الاختصاص الأكاديمي والطبي، وبعضهن خريجات في أرقى الجامعات الأميركية (ليس في أي برلمان عربي مثل هذا التكريم للمرأة)، وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، أصدر يوم الجمعة 11 يناير (كانون الثاني) 2013 أمراً ملكياً قضى بأن تكون نسبة تمثيل المرأة في المجلس 20 في المائة. كما كانت في الوقت نفسه هناك مخاوف من أن يلحق كساد موسم الصيف بكساد موسم الشتاء، فلا كان القدوم السعودي والخليجي عموماً للاستمتاع بسياحة خليجية؛ كما هو المأمول، وقد يكون؛ في ظل التوتير المفتعَل للعلاقة اللبنانية – الخليجية، وبالذات العلاقة مع السعودية الدولة والسعوديين الشعب، موسم الاصطياف منتكساً. وإذا حدث ذلك، فإن الأحوال الاقتصادية والمعيشية عموماً التي يعيشها اللبنانيون ستضع الوطن في المأزق الأكثر وطأة.

ليست الزيارة من أجل إحلال الآمال بموسم صيف مزدهر سعودياً وخليجياً؛ وإن هي شكلاً مثل حاشية في كتاب. وإذا كان اللبنانيون يودون سماع مثل هذه التأكيدات من جانب وفد بهذا المستوى فقد حصل ذلك. وإنما الزيارة بمثابة تفقّد طرف محب لطرف عزيز، أو مثل إطلالة أخ كريم على أخ متوعك بعض الشيء. كما أنها تأكيد لحرص المملكة على صيغة التنوع اللبنانية «السياهبية»؛ (جمعاً للسياسة مع المذهبية). ومن هنا شملت الزيارة الجانبين الرسمي السيادي، والمذهبي الطوائفي. وفي اللقاءات مع الرئاسات الثلاث، ثم تالياً مع المرجعيات المذهبية؛ من دار الفتوى، إلى المجلس الشيعي الأعلى، إلى المرجعية الدرزية، إلى البطريركية المارونية، كان الكلام حول الحرص على أن تسمو العلاقات على أي ظروف طارئة.

هنالك وفود ومسؤولون أجانب في معظمهم زاروا لبنان في ظل حالة عدم التوافق والتلاسن وأحياناً استعمال المكروه من الكلام يردده رموز في المجتمع السياسي والحزبي. وهذه الحالة التي نشير إليها جعلت الإحباط يستشري، فضلاً عن أن بعض زوار لبنان، وبالذات الزائر الأميركي، أتى بما هو لمصلحة إسرائيل أكثر منه لمصلحة لبنان. ثم إن اللبنانيين لاحظوا في زيارات هؤلاء نوعاً من الابتزاز للبنان بدلاً من الترفق بأحواله. من هنا؛ جاءت زيارة الوفد البرلماني (بصيغة الشورى تسمية وفعلاً) السعودي لتؤكد الفرق بين الصديق الحريص على الصداقة، والصديق الذي يجيِّر الصداقة لمصالح ذاتية أو لمصلحة طرف ثالث.

ماذا بعد هذه الزيارة النوعية التي قام بها في أكثر الأزمات حدة في لبنان مجلس الشورى السعودي في شخص ستة من أعضائه؟

من الواجب وضمن أصول التعامل أن يرد لبنان البرلماني على الزيارة بمثلها من حيث النوايا الطيبة ومشاعر الود الأصيلة. وحتى إذا كان الأمر يتطلب دعوة؛ فإن هناك دعوة مضى عليها زمن طويل وُجِّهت إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وكان السفير السلَف الدكتور علي عواض عسيري في غاية الارتياح لدى تسلُّمه رسمياً الدعوة وتسليمها إلى الرئيس بري وسماعه منه كلاماً طيباً في حق المملكة قيادة وشعباً.

إلى ذلك؛ من شأن رد الزيارة تبديد مشاعر عتب الرأي العام السعودي على تنظيرات سياسية لبنانية كادت تنعكس سلباً على جوهر العلاقة السعودية - اللبنانية لولا أن لبنان محظوظ لأنه يحوز تعاطف المملكة ماضياً من زمن الملك المؤسس عبد العزيز رحمة الله عليه، وحاضراً في زمن الملك سلمان، وقبل ذلك في زمن إخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله. وتلك حظوة نادرة في تاريخ العلاقات بين الدول والشعوب. لكن الذي هو مدعاة للاستغراب أن الطرف المحتاج إلى هذه الحظوة يعيش بين موجة انحياز وأُخرى حالات من الإساءة الكلامية في حق الطرف الذي عندما تصيب لبنان أو أي بلد عربي مصيبة يتصرف بنخوة الكاتمين الغيظ، الحافظين الود، الحريصين على ألا تنعكس الإساءة سلباً على واجبهم القومي والنخوي.

وعندما يرُد البرلمان اللبناني، وقد ارتأى رئيسه نبيه بري أن الوقت المناسب لتلبية الدعوة القديمة هو الآن وفق مبدأ «خير البر عاجله»، فإن ما يتمناه المرء أن يكون بالوفد الذي يختاره يمثل كل لبنان، أي تكتسب الزيارة بعداً وطنياً بامتياز. وهنالك أكثر من حيثية ومن «تسليفة» كرمز للشيعي العروبي وقفات نوعية للطيف الشيعي الآخر نصف العروبي عموماً تجعل مثل هذا البعد الوطني ممكناً. وبذلك يتم تضميد جراح معنوية، ويكتمل رسم معالم المشهد المأمول للعلاقة السعودية - اللبنانية في ضوء زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الرياض في اليوم نفسه الذي كان فيه وفد مجلس الشورى يلتقي في بيروت الرئيس ميشال عون ويواصل لقاءاته بالمرجعيات الدينية. وإذا كانت زيارة الوفد السعودي شكّلت اختراقاً نوعياً في حالة الإحباط المستشرية في لبنان، فإن ما لقيه قائد الجيش وما سمعه شكَّل؛ ولا بد، بداية اختراق لمشاعر العتب السعودي.

اختراقان تحتاج العلاقة المستقرة بين السعودية ولبنان إلى حدوثهما، وبذلك لا تعود المحاذير والهواجس تغطي الوجه المشرق لعلاقة باتت مثل الأشجار المعمِّرة. الاختراق للإحباط المستشري في لبنان حدث من جانب المملكة الحانية عليه. في انتظار الاختراق الثاني من جانب لبنان الذي يطمع بحرص المملكة؛ شعباً وقيادة، عليه فيقترف البعض فيه، وهم من ذوي المناصب الرسمية ومن قيادات حزبية، ما يستوجب قراءة متأنية لأصول الحرص عندما يراد له أن يكون متبادَلاً... ولمصلحة البلاد والعباد طمأنينة واستقراراً.

 

لبنان: المسيحيّون والسوريّون ومفهومان لـ«الأقلّيّة»

حازم صاغية/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

قبل خمسين عاماً تسلّح الشبّان الفلسطينيّون في لبنان. «تحرير فلسطين»، رغم الخُطب الناريّة، لم يكن دافعهم إلى التسلّح: معظمهم ولدوا في لبنان ولم يعرفوا فلسطين. هزيمة 1967 وما أعقبها من تصدّع أصاب دول المنطقة أتاحا الفرصة للسلاح. النظام السوري المهزوم لم يبخل في تصدير أدوات الموت. ولأنّ «تحرير فلسطين» كان الشعار - الموضة، استوعبتْهم منظّمات وعدتْهم بفعل بطولي عجز عنه عبد الناصر.

هُمْ تسلّحوا ردّاً على مهانة وتهميش فُرضا عليهم في لبنان. ردّاً على ما كانوا يتعرّضون له في مخيّماتهم مما لم يُستثن منه النساء والأطفال.

الحلّ ممثّلاً بالسلاح والحرب جاء انتحاريّاً. الكارثة استقبلت الجميع بأذرع مفتوحة. لبنان نفسه، وكلّه، ابتلعته الكارثة.

اليوم هناك من يدفع سوريي لبنان إلى تكرار ما اندفع إليه فلسطينيّوه. وما دام أقوى أصوات التحريض صادراً عن البيئة المسيحيّة، فإنّ احتمالاً كهذا يهدّد المسيحيين فضلاً عن السوريين.

قد يكون مفهوماً، في زمن الهويّات المتأجّجة التي تضفي الحساسيّة على العدد والديموغرافيا، أن يخاف المسيحيّون، وأن يتحوّل الحضور السوري الناجم عن مأساة أنزلها النظام بشعبه، شاغلاً وموضوعاً للنقاش. لكنّ غير المقبول هو أن تُقترح العنصريّة علاجاً للخوف الطائفي بعد تصعيد هذا الخوف إلى حدود قصوى. هذه معركة لن يخرج أحد منها سليماً ومعافى.

والحال أنّ التعريف التقدّمي للوعي الأقلّيّ، بوصفه طلباً للمساواة والديمقراطيّة وتطوير الخصوصيّات الثقافيّة، أو نشراً لفكر أكثر استنارة، يتعرّض اليوم لمحنة متعدّدة المصادر: الأكثريّات لا تستطيع أن تحضن أو ترعى أو تطمئن لأنّها هي نفسها مذعورة. والوعي الذي يسطع في المنطقة أقلّ ديمقراطيّة ومساواتيّة، وعلمانيّة بالطبع، من أي وقت سابق. والمزاج الشعبوي يوالي صعوده في لبنان وفي سائر العالم. الأهمّ بين عوامل كثيرة أخرى شعور مسيحيي لبنان بحقٍّ أنّهم لا يملكون أي صوت فيما خصّ القرارات العريضة لبلدهم. إنّهم لا يستطيعون أن يقولوا «لا» لكلّ من يريد أن يتسلّح ويفتح جبهة لمقاومة عدوّ ما. تجاهلهم هذا، والذي لا تعوّضه وظيفة رسميّة أو منصب إداريّ، بلغ ذروته مع «حزب الله» لكنّه يعود إلى 1956 على الأقلّ، وهو يراكم لديهم شعوراً بالعجز السياسي حيال حياتهم وموتهم اللذين لا يُستشارون فيهما. أحياناً يخضعون للمسلّحين، وأحياناً يقاومونهم قبل أن يُمنوا بالهزيمة.

لهذا؛ ظهرت في البيئة المسيحيّة، وعلى اختلاف المراحل، دعوات إلى الحياد حيال صراعات المنطقة، وإلى بوليس دولي على الحدود الجنوبيّة، وإلى «النأي بالنفس» في الحرب السورية. كلّها قوبلت إمّا بالتشهير والتخوين أو بالتجاهل.

فائض العجز المسيحي هذا يستحيل هو نفسه إلى فائض قوّة في مواجهة المسلم أو العربي الأضعف. التنمّر «القوميّ» و«الإسلاميّ» المسلّح على المسيحيين ينقلب تنمّراً مسيحيّاً، عبر السلطة أو من دونها، على المدني المسلم، الفلسطيني أو السوريّ. الضحيّة دوماً لاجئ أعزل. إنّه، بالأحرى، ضحيّة الضحيّة.

محنة الوعي الأقلّي التقدّمي تغري البعض باعتناق وعي أقلّي آخر هو الذي ينشره وزير الخارجيّة جبران باسيل. هنا نقع على استلهام ضمني للمستوطنين (الجزائر، فلسطين، جنوب أفريقيا) كأقلّيّات. القوّة والامتياز يحلاّن محلّ الضعف وطلب المساواة. طمس الآخر يصبح الشكل الأوحد لتوكيد الذات.

مفهوم الأقلّيّة هذا تأسّس في مطارح كثيرة وعلى دفعات: تاريخ الاستيطانات أوّلاً، ثمّ لاحقاً حلول رأسماليي البورصة محلّ رأسماليّات الإنتاج. هكذا، وبدل بناء المجتمعات وربط أطرافها، سادَ تفكيكها وترتيبها على مراتب منعزلة شبه مغلقة. أقليّة الأغنياء ما عادت تطيق العيش مع أكثريّة الفقراء. إيطاليا قدّمت مثالاً باهراً على التحوّل: أنيللي، صاحب «فيات»، كرّر المحاولة «الفورديّة» التي عرفتها أميركا، أي الاستفادة من تطوّر التقنيّة لرفع الأجور وتحويل العمّال مستهلكين يقتنون السيّارات. واكبتْه صيغة سياسيّة هي «التسوية التاريخيّة» بين بيرلنغوير وشيوعييه وألدو مورو ومسيحييه. لكنْ بعد عقدين، تأسّست «رابطة الشمال» لتفصل الأغنياء عن فقراء الجنوب وتستقلّ بهم في «دولة بادانيا»!

عندنا، ثمّة عنصر إضافي هو الضبّاط الذين اجتمعت أقلّيّتهم المهنيّة إلى أقلّيّة أهليّة، وتمكّنوا عبر السلطة من أن يقلبوا الضعف قوّة. باسيل، بهذا المعنى، مشروع ضابط من هؤلاء إنّما بلباس مدنيّ.

الأخذ بالمفهوم هذا أقرب الطرق إلى كارثة تحلّ بالجميع، ولو بدا في زمن الشعبويّات مفهوماً مُربحاً لحامليه. لكنّ الفرص تنكمش أمام توسّع السمّ وانتشاره. صحيح أنّ لبنان لا يزال من البلدان القليلة، حيث تُناقَش العنصريّة، ويظهر فيها من يتصدّى علناً للعنصريين، ومن يدعو إلى مقاومتهم مدنيّاً وقانونيّاً. وهذا بفضل ما هو متوفّر من حرّيّات، كما بفضل الانفتاح التقليدي على مجتمعات الديمقراطيّة الغربيّة التي تناقش عنصريّتها وتقاومها. بيد أنّ السؤال يبقى: إلى متى سيبقى هذا الباب مفتوحاً، خصوصاً أن حرمان لبنانيين كثيرين من تقرير مصيرهم حيال صراعات المنطقة مستمرّ؟

إنّ هذا الاستضعاف البشع لمن لا يريدون المقاومات والحروب يخلق ذاك الاستقواء الأبشع على ضحايا هجّرتْهم أنظمة المقاومات والحروب.

 

اسْأل أمَّك

 الكاتب:علي الرز/الراي/26 حزيران/2019

أيها المغرّدُ اللبناني العظيمُ، يا مَن أُعطيتَ سلاحاً تعبيرياً واعتبرتَ وسائلَ التواصلِ حقلَ رماية. يا مَن شَعَرْتَ بأن الكلامَ العادي المُنَمَّقَ والأفكارَ الواضحةَ والرأيَ الهادئ عوامل طارِدة للمتابِعين وكابِسي «اللايكات»، وأن الشهرةَ وطبيعةَ المرحلةِ والاقترابَ من مَحاور الشجاعةِ والبطولةِ تفْرضُ خطاباً غرائزياً عَصَبِياً طائفياً مناطقياً ولو وَصَلَتْ الأمورُ حدَّ التحارُبِ... والحربُ أوّلُها كلام.

أيّها المغرّدُ العظيمُ، يا مَن تقع في فخِّ تقديسِ زعيمِك كما فَعَلَ مَن سَبَقَكَ، ويا مَن ترْفع مواضيع سياسية عادية إلى مصافِ «التضحية الوطنية»، ويا مَن بدأتَ تسمع وتكتب أن الموتَ ذوداً عن حقوق الطائفة وأمْنها هو «الفداءُ بعيْنه»... تَوَقَّفْ قليلاً عن التغريدِ واسْأل والدتَك عن الحربِ والتَقاتُلِ والذبْحِ على الهويات.

اسْأل والدتَك عن كلفةِ الحربِ ووقودِها والمستفيدِ منها. اسْألها عن السواد الذي لبسَتْه لعقودٍ من عُمْرِها. عن الدمعِ الذي ذَرَفَتْهُ، وجزءٌ من روحها فيه، حزناً على شريكِ عمْرٍ أو فلذةِ كبدٍ أو شقيقٍ أو أب. اسْألها عن البيتِ الذي بنتْه بالحلمِ قبل الحجرِ ليصبح مملكتَها ثم انهارَ على مَن فيه بفعل قذيفةٍ طائشةٍ أو عبوةٍ في سيارةٍ ملتصقةٍ به. اسْألها عن ذلّ التهجيرِ وهي تصعد في شاحنةٍ بلباسِ النوم ومعها صُرَر من قماش لمّتْ فيها ما تَيَسَّرَ من لوازم سَلمتْ. عن نظرتِها إلى الناس وإليك وأنتَ رضيعٌ على يدِها كلُّ همِّها أن تتسوّل زجاجةَ ماءٍ لترطّب شفتيْك.

تريد الحربَ أيّها المغرّدُ العظيمُ وتعتقد أنك عندما تَشْتم شريككَ في الوطن فإنك تُعْلي من مقامِ طائفتك وتحْشد الاستقطابَ؟ أرجوك، اسْأل والدتَك التي خسرتْ نصف عائلتِها من أجل الطائفةِ كيف أن زعيمَ هذه الطائفة أو تلك تَرَكَها ومشى عندما زارَ المهجّرين في إحدى المدارس مع وسائل الإعلام فقط لأنها سألتْه مرّتيْن: متى نعود إلى بيوتنا؟ اسْألها عن نواحها الذي لم يتوقّف عندما ذهبتْ تستجدي مسؤول ميليشيا، شهادتُه العليا «الأمية»، عن زوجها الذي اختفتْ أخبارُه في زنازين المركز، أو عن مخطوفٍ على الهوية فتَلاعَبوا بمشاعِرها لسنين وهم يبتزّون مالَها وحيلتَها وحياتَها من دون نتيجة.

«نفْديه بدمائنا»... ستسمعهم كثيراً يقولون ذلك، حتى انك لن تدعَ الزعيمَ يُكْمِلُ من كثْرةِ ما صَفَّقَتْ يداكَ وأيادي الآلاف الصاخبة في القاعات والساحات فيما الحناجرُ تهدر: «بالروح بالدم». لكنها روحكَ أنتَ ودمكَ أنتَ، فالزعيمُ «مكلّفٌ» بإكمال المسيرة، أما أنتَ فشهيدٌ في هذه المسيرة. اسْأل السيدة الوالدة عن شعورِها عندما أخذوها الى إحدى الثلاجات لتتعرّف على جثةِ زوجٍ أو ابنٍ أو قريبٍ، كم جثة مقطّعة ومتفحّمة قلبتْ كي تتلمّسَ خيطاً من يقينٍ بأن الشيءَ الماثلَ أمامَها يَخُصُّها وأنه صارَ شهيداً فيما الزعيمُ يرْثيه وكأنه يُكْمِلُ إطلاقَ النارِ عليها. اسْألها عن الندوبِ الناتجة عن شظايا قذائف انهمرتْ وهي تضمّكم في ملاجئ العار فيما الوالدُ يُخاطِرُ بحياته من أجل ربْطةِ خبز. انظُرْ إلى هذه الندوب وتَذَكَّرْ أن والدكَ لم يَعُدْ... قبل أن تكتبَ شيئاً يعمّم الغيابَ والندوب.

والمهمّ، وأنتَ بكامل قواك العقلية، أن تسأل أمّك التالي: كم زعيم حربٍ مات في حربِ لبنان مقارنةً بعشرات آلاف المدنيين والأبرياء؟ كم زعيم حربٍ جاع؟ كم زعيم حربٍ فقر؟ كم زعيم حربٍ انقطعتْ عنه الكهرباء؟ كم زعيم حربٍ عاشَ في العراء؟ كم زعيم حربٍ حرَم أولادَه من التعليم؟ كم زعيم حربٍ شَحَنَ الناسَ بخطابٍ مذهبي فئوي ناري ثم عندما تَحَقَّقَتْ مَصالحُه بدّل الخطابَ بآخر كما يبدّل ربطةَ العنقِ ورحم الله مَن فداه بالروح والدم؟

ستقول لكَ إن أقلّ زعيمٍ في لبنان اليوم يُعْتَبَرُ من أصحابِ الثروات، وان ابنَه تلقّى تعليمه في أرْقى جامعات أوروبا وأميركا، وان ابنتَه سيدة أعمال من الطراز الأول، وان الهدايا التي تلقّاها بميلاد حفيده تكفي لتزويد قرية بالكهرباء. ستقول لك إن مَن خَسِرَتْه دفاعاً عن الزعيم على يد ميليشيا زعيمٍ آخَر تتحرّك عظامُه في قبرِه كلما شاهَدَتْ روحُه من عليائها الزعيميْن يداً واحدةً وبندقيةً واحدةً وخَطاً واحداً... ستقول لك الأهمّ وهو أن المسؤولين عن كل ما جرى سابقاً وأَوْصَلوا الأمورَ الى اللحظةِ الراهنة هم - للصدف السعيدة - أنفسهم الذين يقودون المرحلةَ الراهنةَ تمهيداً لتسليم أولادهم بعد سنوات.

ستسأل أمَّكَ وستردّ عليكَ، لكنك لن تسمعها ولن تقف عند الدلائل والوقائع... ما دامتْ عقليةُ القطيعِ هي التي تُحَرِّكُ أصابِعَك في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

لغز انتخابات إسطنبول

دانيال بايبس/واشنطن تايمز/26 حزيران/2019

ترجمة: محمد نجاح حسنين

http://eliasbejjaninews.com/archives/76156/%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8%d8%b3-%d9%84%d8%ba%d8%b2-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%b3%d8%b7%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%84-daniel-pipes-istanb/

[عنوان صحيفة الواشنطن تايمز: "انتخابات بلدية إسطنبول هي أمر شاذ، قد تظهر دوافع رجب طيب أردوغان الاستبدادية"]

http://ar.danielpipes.org/article/18917

مقدمة: هذه هي المرة الأولى منذ عام 2000 التي أختلف فيها مع كل محلل آخر حول تطورٍ في الشرق الأوسط. آنذاك، توقعت وحدي أن حافظ الأسد رئيس سوريا لن يتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل. واليوم، أرى وحدي أن انتخابات إسطنبول ليست بدايةً لحقبة جديدة، بل إنها فترة راحة مؤقتة من عهد قديم. لنرى. دانيال بايبس

تتمتع منطقة الشرق الأوسط بحق بسمعة لا تشوبها شائبة، حيث تعتبر الأعمال غير المنطقية جزءًا من أعمالها الروتينية. اختطف ولي العهد السعودي رئيس الوزراء اللبناني الزائر، وأجبره على الاستقالة، ولم يلبث إلا أن شاهده وهو يعود إلى منصبه عند عودته إلى بلاده. رفضت السلطة الفلسطينية بغضب حضور مؤتمر في البحرين كان يمكن أن تكسب فيه ما يصل إلى 27 مليار دولار. ثم هناك إعادة الانتخاب في انتخابات بلدية إسطنبول التي جرت يوم الأحد.

جرت الانتخابات الأصلية في مارس، عندما خسر مرشح الرئيس رجب طيب أردوغان بنسبة ضئيلة قدرها 0,16 في المائة. ولأنه كان مستاءً من هذه النتيجة، فقد فعل أردوغان ما يفعله ديكتاتور بشكل طبيعي وأمر بإلغائها على أساس تقني بسيط، مع الإعادة. قد يتخيل المرء أنه طلب من أتباعه أيضًا أن يُجروها بشكل صحيح في المرة الثانية والتأكد من فوز مرشحه بهامش كبير. بدلاً من ذلك، خسر مرشحه بنسبة 9,22 في المئة، وهو ما يقرب من 60 مرة أعلى من هامش خسارته في المرة الأولى.

ألقى إكرم إيماموغلو، عمدة اسطنبول المنتخب حديثًا، كلمةً أمام مؤيديه بعد فوزه في الانتخابات. ولكن لكم من الوقت سوف تستمر حماستهم؟

تطرح هذه الدراما سؤالين.

أولاً، لماذا سمح أردوغان بحدوث ذلك؟ لقد حكم كديكتاتور شبه مطلق لمدة ست سنوات، لذلك كان من الثابت بالنسبة له المطالبة بفوز كبير. فهو يسيطر على الجيش والشرطة والبرلمان والقضاء والبنوك ووسائل الإعلام والنظام التعليمي. وهو يفعل ما يريد. فمثلاً:

هو يتلاعب بالانتخابات، وبالطبع ألغى الانتخابات السابقة في إسطنبول. وهو يبني القصور والمطارات في أي مكان يحلو له مهما كان الثمن الذي يشاء. ويأمر البنك المركزي بتحصيل أي أسعار فائدة ترضيه. وأجرى "انقلاب مسيطَر عليه". بالإرادة، ينقب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة للجيران أو ينتهك مجالهم الجوي. ويتواطأ مع داعش. ولديه بلطجية يقومون بتخويف المعارضين. إنه يفْصل أو يعاقب أو يعذب أي شخص يعترض طريقه في تركيا، بما في ذلك الأجانب. ويختطف الأتراك من بلدان بعيدة. وهو يخلق وينشر جيشه الخاص.

أرسلت الحكومة التركية سفينة خير الدين بربروس باشا، وهي سفينة أبحاث ومسح للزلازل، لاستكشاف الغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

بالنظر إلى مثل هذه القوة، لماذا سمح بإجراء انتخابات حرة في إسطنبول ولم يعبث بالنتائج؟ لا يسمح الطغاة في العادة لأعدائهم بالفوز بأهم مدينة في البلاد، وعلى الأخص بعد أن وصف أردوغان الكفاح من أجل إسطنبول بأنه مسألة "بقاء وطني" وتوقع، "إذا تعثرنا في إسطنبول، فإننا نفقد مكانتنا في تركيا".

غرابة الانتخابات في اسطنبول تتلائم مع سياق أوسع لما أسميته "لغز أردوغان". مرارًا وتكرارًا، يتخذ الرئيس التركي خطوات غير منطقية أو انهزامية: لقد صنع عدوًا قويًا بدون مبرر بإعلانه حربًا سياسية في عام 2013 على فتح الله غولن، رفيقه الإسلامي القديم. وقد خسر سفر الأتراك بدون تأشيرة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف مهم للغاية، مفضلاً التمسك بقانون لا معنى له. لقد بذل جهداً هائلاً، ودفع ثمناً سياسياً باهظاً، لكسب استفتاء عام 2017 وغيَّر الدستور الذي كان يتجاهله لسنوات. لقد أغرق العملة التركية في عام 2018 لأنه يعتقد بشكل غريب أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم ويخلص من ذلك إلى أن "أسعار الفائدة [المرتفعة] هي أم وأب كل الشرور".

ما تساويه الليرة التركية لدولار أمريكي واحد خلال العقد الماضي. يوازي الرسم البياني تقريبًا جودة حكم أردوغان.

لكن التفسيرات المختلفة التي تتبادر إلى الذهن في شرح الخسارة المهينة - إرادة أردوغان تتعثر، لديه خدعة، يريد العودة إلى الديمقراطية - كل ذلك يبدو لي غير معقول.

سؤالي الثاني هو: لماذا لا يوجد أحد غيري في حيرة من هذا التطور؟ كل محلل أقرأ له يتعامل مع سير الديمقراطية في تركيا على أنه أمر طبيعي تمامًا، متجاهلاً سيطرة مستبد على البلد. تتحدث العناوين الرئيسية عن "تحول تكتوني" و "ضربة لاذعة" و "خسارة كارثية"، على افتراض أن أردوغان سيقبل خسارته. بالنسبة لهم، تجلب انتخابات إسطنبول حقبةً جديدةً لتركيا.

وليس الأمر كذلك بالنسبة لي. أرى أنه شذوذ يجب أن يتم تصحيحه. بناءً على ذلك، أتوقع أن يعود ظهور دافع أردوغان الطاغية، الكامن بشكل لا يمكن تفسيره، إلى الظهور قريبًا. عندما يحدث ذلك، سوف يستعيد السيطرة على إسطنبول. قد يلجأ مرةً أخرى إلى المسألة التقنية، أو قد يتهم رئيس البلدية هذه المرة بأنه على صلة بغولن و"الإرهاب". مهما كان السبب، فإن التأثير سيكون هو نفسه: إعادة تأكيد الإرادة الأوتوقراطية العليا على البلد بأكمله.

عند العودة إلى الوراء، سيتم النظر إلى انتخابات إسطنبول كاستثناء لطريق أردوغان نحو السيطرة المطلقة. لن يتم تذكرها كتحول تكتوني أو ضربة لاذعة أو خسارة فادحة، ولكن كفاصل صغير في التعمق الذي لا يُطاق لتخريب بلده.

السيد بايبس (DanielPipes.org،DanielPipes) هو رئيس منتدى الشرق الأوسط. © 2019 بقلم دانيال بايبس. جميع الحقوق محفوظة.

 

الجهاد ضد المسيحيين في أفريقيا

أوزاي بولوت/معهد كايتستون/26 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76163/%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84/

إنَّ أحداث العنف الحالية التي تزداد حدَّة منذ أوائل عام 2017 "مختلفة قليلًا عمَّا كان يحدث في السابق، إذ أنَّ هناك سلسلة من الهجمات التي تستهدف المجتمعات المسيحية في محاولة لتهجير المزارعين من أراضيهم واستبدالهم بالرعاة من قبائل الفولاني" — 'ناثان جونسون'، المنظمة الدولية المعنية بالشواغل المسيحية، المدير الإقليمي لأفريقيا.

"يُعامل المسيحيون النيجيريون الذين يعيشون في الولايات الشمالية الاثنتي عشرة التي تُطبَّق فيها أحكام الشريعة الإسلامية كما لو كانوا مواطنين من الدرجة الثانية. وهم ضحية العديد من أشكال الاضطهاد. إذ تُختطف الفتات المسيحيات ويُجبرن على الزواج من رجال مسلمين. ويُختطف الكهنة طلبًا للفدية. وتتعرَّض الكنائس للتخريب أو التدمير الكامل" - 'ناثان جونسون'.

"منذ البداية، لم تفعل الحكومة النيجيرية والمجتمع الدولي شيئًا يُذكر لمعالجة هذه الأوضاع المأساوية. ولا يمكن القول بأنَّ هذا التجاهل أمر مستغرب: إذ لا تعترف الحكومة النيجيرية أساسًا بجذور المشكلة، أي الإيديولوجية الجهادية المتعصِّبة. ونتيجة لذلك، يزداد عدد القتلى في صفوف المسيحيين - ومن الأرجح أنَّه سيستمر في الازدياد على نحو مطرد - حتى يأتي الوقت الذي تعترف فيه الحكومة والمجتمع الدولي بسبب المشكلة وتتصدى لها" - 'رايموند إبراهيم'، مؤلف وخبير في شؤون الشرق الأوسط.

يُذبح المسيحيون في نيجيريا بأيدي قبائل الفولاني والجهاديين المنتمين لتنظيم 'بوكو حرام' - ولا يبدوا أنَّ أحدًا في العالم يهتم بذلك. في الصورة: زعيم بوكو حرام 'أبو بكر شيكاو' في لقطة من فيلم دعائي نشره تنظيم 'بوكو حرام' في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

يُذبح المسيحيون في نيجيريا بأيدي قبائل الفولاني والجهاديين التابعين لتنظيم 'بوكو حرام' - ولا يبدوا أنَّ أحدًا في العالم يهتم بذلك.

وتتركَّز أغلب أشكال الاضطهاد العنيف الذي يتعرَّض له المسيحيون العزَّل - الذين يمثِّلون نصف عدد سكان نيجيريا - في الجزء الشمالي من البلاد، حيث يمثِّل المسلمون أغلبية السكان وتُطبَّق أحكام الشريعة الإسلامية، وفي الولايات التي يُطلق عليها "الحزام الأوسط" والتي تُعدُّ بمثابة منطقة انتقالية بين الولايات الشمالية والجنوبية.

ووفقًا لما ذكرته المنظمة الدولية المعنية بالشواغل المسيحية (International Christian Concern):

"واصل المسلحون التابعون لقبائل الفولاني شن هجمات عنيفة في أنحاء منطقة الحزام الأوسط في آذار/مارس". وتثير هذه الهجمات الوحشية التي يشنها المتشددون الإسلاميون مخاوف المسيحيين الذين يعيشون في منطقة الحزام الأوسط، وخصوصًا مع التزايد المستمر في عدد الضحايا... ففي آذار/مارس وحده، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصًا...".

وقال الأسقف النيجيري 'ويليام أموفي أفينيا' (William Amove Avenya) "إنَّ رجال قبائل الفولاني المدجَّجين بالسلاح يقتلون الحوامل والأطفال ويدمرون حيازاتنا الزراعية الصغيرة.

إنَّ هذه الأفعال بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بإشعال المنطقة بأسرها". وأضاف قائلًا "لا يمكننا أن ننتظر وقوع إبادة جماعية قبل أن يتدخَّل أحد لوقف هذه المأساة".

ويرِد أدناه حصر لأكبر الهجمات التي وقعت في آذار/مارس:

1- 4 آذار/مارس 2019: مسلحين من قبائل الفولاني يهاجمون ولاية بينو ويقتلون 23 شخصًا.

2- 11 آذار/مارس 2019: ميليشيات قبائل الفولاني تهاجم كاجورو وتحرق أكثر من 100 منزل وتقتل 52 شخصًا.

3- 18 آذار/مارس 2019: تنظيم 'بوكو حرام' يحاصر بلدة ذات أغلبية مسيحية في ولاية أداماوا التي يقطنها أكثر من 370,000 شخص".

وفي تصريح لمعهد 'جيتستون'، قال 'ناثان جونسون' (Nathan Johnson)، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية المعنية بالشواغل المسيحية لمنطقة أفريقيا، والذي زار نيجيريا مؤخرًا، لمعهد إنَّ أحداث العنف الدامي في البلاد بدأت منذ أقل من 20 عامًا. وأضاف:

"لقد كانت البداية الحقيقة لهذه الأحداث في عام 2001 بعد اندلاع أحداث شغب بين المسلمين والمسيحيين في منطقة بلاتو نتج عنها مقتل أكثر من ألف شخص وتدمير العديد من الكنائس. واندلعت أحداث شغب مشابهة في عامي 2008 و2010. ومنذ ذلك الحين، يتزايد التوتُّر بين الطائفتين".

وأشار 'جونسون' إلى أنَّ أحداث العنف الحالية التي تزداد حدَّة منذ أوائل عام 2017 "مختلفة قليلًا عمَّا كان يحدث في السابق، إذ أنَّ هناك سلسلة من الهجمات التي تستهدف المجتمعات المسيحية في محاولة لتهجير المزارعين من أراضيهم واستبدالهم بالرعاة من قبائل الفولاني".

وقال إنَّ الأعمال العدائية مدفوعة بمجموعة معقَّدة من العوامل الاجتماعية الاقتصادية (الرعاة ضد المزارعين) والعِرقية (قبائل الفولاني ضد الجميع فيما عدا قبائل الهوسا) والدينية (المسلمون ضد المسيحيين)، بيد أنَّ:

"الحكومة النيجيرية ووسائل الإعلام الرئيسية تحاول التهوين من حقيقة المأساة التي تشهدها البلاد، أي أنَّ المسلمين المتطرفين يذبحون أبناء المجتمعات المسيحية في نيجيريا. وبدلًا من ذلك، تصف الحكومة ووسائل الإعلام هذه الأزمة بأنَّها صدام بين طائفتين عِرقيتين أو جماعتين مختلفتين من الناحية الاجتماعية الاقتصادية تقتلان بعضهما البعض - بالرغم من أنَّ نحو 80 في المائة من الضحايا من المسيحيين".

وأضاف 'جونسون' قائلًا:

"إنَّ المسيحيين النيجيريين الذين يعيشون في الولايات الشمالية الاثني عشرة التي تُطبَّق فيها أحكام الشريعة الإسلامية يُعاملون كما لو كانوا مواطنين من الدرجة الثانية. وهم ضحية العديد من أشكال الاضطهاد. إذ تُختطف الفتات المسيحيات ويُجبرن على الزواج من رجال مسلمين. ويُختطف الكهنة طلبًا للفدية. وتتعرَّض الكنائس للتخريب أو التدمير الكامل.

"إنَّ المسيحيين الذين التقيت بهم خلال رحلتي الأخيرة إلى نيجيريا يٌعانون أشد المعاناة من قبائل الفولاني ومقاتلي تنظيم 'بوكو حرام'، ويأملون في أنَّ المسيحيين في أنحاء العالم يهتمون بأمرهم ويصلون من أجلهم. ولا يحصل العديد منهم على ما يكفيهم من طعام وماء ومساكن تؤويهم لأنَّهم أُجبروا على الرحيل من أراضيهم واللجوء إلى المدن، حيث لا يمكنهم العمل في الزراعة أو الالتحاق بأي عمل آخر. ولا يستطيع مئات الآلاف من الأطفال المسيحيين في جميع أنحاء البلاد الانتظام في مدارسهم بسبب عدم امتلاك أسرهم المال اللازم لذلك، أو لأنَّهم لا يستطيعون الوصول إلى تلك المدارس، أو بسبب خوف الأسر من أنَّ أطفالهم سيتعرضون للقتل والخطف في طريقهم إلى المدارس أو حتى في الفصول الدراسية".

وفي العام الماضي، كتب 'رايموند إبراهيم' (Raymond Ibrahim)، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، قائلًا:

"منذ البداية، لم تفعل الحكومة النيجيرية والمجتمع الدولي شيئًا يُذكر لمعالجة هذه الأوضاع المأساوية. ولا يمكن القول بأنَّ هذا التجاهل أمر مستغرب: إذ لا تعترف الحكومة النيجيرية أساسًا بجذور المشكلة، أي الإيديولوجية الجهادية المتعصِّبة. ونتيجة لذلك، يزداد عدد القتلى في صفوف المسيحيين - ومن الأرجح أنَّه سيستمر في الازدياد على نحو مطرد - حتى يأتي الوقت الذي تعترف فيه الحكومة والمجتمع الدولي بسبب المشكلة وتتصدى لها".

'أوزاي بولوت' صحفية تركية وزميلة أقدم بارزة في معهد 'جيتستون'.

 

بمناسبة مؤتمر المنامة المُذل، نذكركم... كتاب طلاق عروبة.

الأب ثاوذورس داود/نقلاً عن صفة الكاتب/October/15/2014

عروبة ..... أنت طالق بالثلاث بعد الألف فأنا لا أستطيع الإحتمال أكثر.

ألف عام وأنا كاتم في صدري هذا الضيق. دهراً بعد دهرٍ وأنا أحاول أن أتكيف مع زواجٍ قسري كان مهره ألف ناقة وألف حصان وألف عنزة وألف وعدٍ بالرحمة والبركة والخصب والمروءة والكرم والرفاهية والوفاء ، لكن وبعد ألف عام من الكذب والقهر والعار اكتشفت أن رحمتك ظلمٌ وبركتك لعنةٌ وخصبك عقمٌ ومرؤتك جبنٌ وكرمك خوفٌ ورفاهيتك تخلف ووفاءك خيانة ؛ فيا عروبة آن الأوان لأخلعك من وجداني وماضيّ وحاضري ومستقبلي غير ًنادمٍ إلا على طيبتي ووقتي الذي أضعته محاولا ً مساعدتك لتصيري إنسانةً لكن صح فيكِ المثل الشعبي : "بحطِّك عالرّف بلاقيكي بين الصرامي ." فيا عروبة ، أنت طالقٌ ، طالقٌ ، طالق. أني أطلّقكِ على سنّة الكرامة والشرف وها أنا راجع إلى أهلي وتاريخي وشرفي وحضارتي ومشرقي. ها أنا راجع إلى إنسانيتي ومجد آبائي فأركب النيل مفتقداً الحضارة في دارها ، ثم أُبحر إلى جبيل لأكتب المجد في لبنان وأَزور التاريخ في دمشق ومنها إلى العراق مفتقداً الفرات حارس الشرائع وبعدها أحجّ إلى نهر الأردن متطهّراً فيقذفني إلى القدس لأتقدس وأتألّه بالدم الذي أهرق على ترابها ففتح أبواب الملكوت. هذا الزواج لم أُرده يوماً ، لقد حصل بالإكراه لذا فهو شرعاً باطل. ليس ثمة ما يجمعنا فأنت وأنا ننتمي إلى بيئتين غير متشابهتين وعائلتين مختلفتين، عائلتي متحضرة، مثقفة وعلى خُلُقٍ ولكن عائلتك -سامحيني القول- متخلًّفة وجاهلة ومتآمرة لا بل وفخورة بتخلفها وبجهلها وبتآمرها. لكن ولكي أكون -منصفاً- عندها طيبة وهذه الطيبة هي التي جعلتني أسكت وأصبر وأصبر ولكن يا عروبة أعذريني، لقد نفذ الصبر وصاح الديك.

طبيعتي الطيبة والمسامِحة جعلتني أحتمل هذا الزواج القسري أو هذا الاغتصاب البشع الطويل قائلاً في نفسي عساها تتغير ، عساها تتحضّر، فنصحتك بالعلم وترجمت لك الكتب وعلّمتك الفنَ والموسيقى وأسمعتك فيروز وشرحت لك عن الجمال والحرية َ وسألتُ نزاراً أن يعلّمك فكتب لك قصائد، ولكنك أحرقت الكتب وأحرقت قلب فيروز ونزار معاً. آثرت السيف على الكتابة والأمية على العلم . بدّلت العود بالربابة ،أكرمت الناقة والخيل أكثر مما أكرمت أولادك وما استطعتِ أن تفهمي يوماً قيمة الجمال ولا قيمة الحرية ولا قيمة المحبة.

ومع كل ذلك لم أيأس لأني أؤمن بالمحبة وبالأمل ، وأؤمن أن المحبة -كما الإيمان- تنقل الجبال فكرّرت التعليم والنصح لأني سمعت أن التكرار يعلّم الثقيلي الذهن ولكن طبيعتك الغليظة الذهن غلبت كلِّ علمٍ ونُصحٍ وبدل أن تصعدي معي جبال المعرفة لتعايني النور نقلتِ الرمال وأثقلت الجبال وأضعت الأمل فطال الليل وهاجر الديك. هل غرَّكِ غنى أهلك الفاحش بعد اكتشافهم النفط واستولوا عليه وحرموا أصحابه منه ؟ ليتهم ماتوا بغرور المتنبي ببعض كرامة ولا تركوا هذا الكنز الأسود يسوّد وجوههم ووجهك في الدنيا والآخرة.

ماذا أفادك هذا الغنى غير أنه فتح عيون الناس عليك ليروا أسواءك وأحقادك ؟ لماذا لم تستغليه للبنيان؟ بنيان ذاتك وماضيك وحاضرك ومستقبلك وبنيان قليل من الكرامة والأحترام والسمعة الشريفة بين الأمم ؟ عوض ذلك اندفعت يا جاهلة مع مالِك اللعين إلى خمّارات الليل لتحترفي الزنى، آه يا زانية كم أشعر بالعار لأن العالم لا يعرف أني طلّقتك ولا يزال يعيّرني فيكِ.

أينما ذهبتُ في أمريكا وأوروبا وفي كل أصقاع الأرض أرى زبائنك ، إنهم تافهون مثلك وأشرار ومحترفو شرٍ، لن أدعوهم عشّاقاً لأن العاشق يحب، هم زناة أيضاً، أذكياء ومستغلّون لغبائك ولثروة أهلك ، هؤلاء هم زبائنك وأنت زانيتهم، إنك الزانية الوحيدة التي تزني دون أجرٍ لا بل تدفع لزبائنها ، تارة تدفعين بالدولار وتارةً أخرى بالنفط وطوراً بالتآمر على إخوتك وأخواتك وجيرانك أهل الحضارة والتاريخ والفن الجمال ، فقط لأنهم يُظهرون بشاعتك وجهلك وتخلّفك ، وفي كل هذا تُراكمين عاراً فوق عارٍ على جبال عارك

لا أستطيع أن أنكر أن قرار الطلاق هذا مؤلم ، فنحن جمعنا ماضٍ واحد لأكثر من ألف عام ،وكل ماضٍ بقبحه أو جٍيْدِه يصير جزءاً من ذاكرتنا لكن المستقبل يا عزيزتي أهم من الماضي ولكي يكون مجيداً يجب أن يبدأ بحاضرٍ مَجِيد لذا اتخذت هذا القرار. وإذا صعُب عليّ بنيان هذا المستقبل الحلم يكفيني أن أعيش بذكريات أهلي التي عمرها آلاف من السنين على أن أعيش معك حاضراً من العار.  عروبة ، لا تظني البتة أني طلّقتك من أجل الدين، لا أبداً ، إنما من أجل الكرامة، فمن ليس عنده كرامة لا قيمة لدينه وهو عارٌ على الله وعارٌ بين الأمم.

إنه الفجر وقد لاح النور في الأفق، سيصلك كتاب الطلاق بعد صياح الديك بتوقيت المشرق.

أتمنى لك الخير

 

لقاء القدس!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

حتى وقت كتابة هذا المقال لم يكن اجتماع القدس المقرر في 24 يونيو (حزيران) الحالي قد حدث بعد، ولا تسربت أيٌّ من أسراره، وسواء تم اللقاء -وهو المرجح - أم لم يتم فإن ما أُعلن كان سابقة غير مسبوقة، تلاها الكثير من الأعمال التحضيرية بين ممثلين للدول الثلاث التي اتَّفقَت على لقاء يُعقد في القدس، وليس أي مكان آخر، بين المسؤولين عن الأمن القومي في الولايات المتحدة، وجمهورية روسيا الاتحادية، ودولة إسرائيل: جون بولتون، ونيكولاي بيتروشيف، ومائير بن شابات. مكان الاجتماع فيه رسالة أنه يخص الشرق الأوسط، وكونه يُعقد في مدينة متنازَع على شرعية إعلانها عاصمة لإسرائيل يعطي للمشاركين فيه أن قضية القدس وربما القضية الفلسطينية كلها لم تعد أكثر من قضية ثانوية في نظر المشاركين وإلا لكان المكان في واحدة من الدولتين العظميين (الولايات المتحدة وروسيا) أو في مدينة أوروبية محايدة (جنيف على سبيل المثال)، أو غير محايدة (روما تقدم مثالاً آخر). الغرض من الاجتماع الذي لم تُذكر فيه إلا نقطة وحيدة سوف يجري البحث فيها على جدول الأعمال: سوريا. لاحظْ هنا أن الاجتماع يُعقد بينما هناك أزمة دولية وإقليمية مستعرة بين إيران والولايات المتحدة من جانب؛ وإيران ودول الخليج العربية من جانب آخر؛ ولاحظْ أيضاً أن الاجتماع يُعقد بينما الحرب السورية الداخلية لا تزال مستعرة في إقليم إدلب. في الوقت نفسه فإن الاجتماع يُعقد بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها انتصرت في الحرب على الإرهاب بعد سقوط «دولة الخلافة» ومن ثم فإنها تعلن عن عزمها على الانسحاب من المنطقة. وإذا كانت روسيا قد نجحت من قبل في ترتيب أوضاع العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل بحيث يبعد الطرفان بعضهما عن بعض قرابة 100 كيلومتر؛ كما نجحت في تنسيق العمليات الجوية بينها وبين الولايات المتحدة بحيث لا تكون هناك أخطاء مقصودة أو غير مقصودة، فلماذا يكون الاجتماع إذن؟

للوهلة الأولى من التفكير في اللقاء وكونه «أمنياً» بصفة أساسية لا يجعله غير تنسيقي بين أعمال عسكرية لا تزال جارية وإلا كان الحضور ممثلين للجيوش لا لأجهزة الأمن القومي، وغير معلوماتي حول ما يحدث في المنطقة وإلا كان المشاركون قادة أجهزة المخابرات. الوهلة الثانية من التفكير قادت بعيداً، وما دام الممثلون في الاجتماع هم المستشارين للقادة الكبار في بلادهم، فإن الأمر -وهكذا يسير التعليق - لا بد أن يكون له طبيعة استراتيجية تقترب مما حدث في اتفاقية «سايكس بيكو» الشهيرة، فيكون الأمر كله توافقاً حول مصير سوريا إن لم يكن بالتقسيم فهو بتوزيع مناطق النفوذ. وإذا كان التقسيم فيما مضى بين بريطانيا وفرنسا فإنه هذه المرة هو بين موسكو وواشنطن، وإذا كان للولايات المتحدة القول الفصل في بغداد فإن الاتحاد الروسي يكون مكانه في دمشق. بالطبع فإنه فيما ذُكر أن ما جاء من توافق قام على التسليم باستمرار بشار الأسد على كرسي السلطة في دمشق، ولكن السؤال هو: بأي درجة من الاستقلال؟ وهل يمكن لبشار الأسد أن يبتعد عن رعاته من الملالي في طهران، و«حزب الله» في بيروت؟ وإذا كانت موسكو قد رعت من قبل تركيب العلاقات والانتشار العسكري بين إسرائيل وإيران، فما الحاجة إلى وجود الولايات المتحدة التي يمثلها بولتون وهو المشهود له بأنه من المطالبين بضرب إيران، فهل يتدخل في ترتيباتٍ وضعها بوتين وليس دونالد ترمب؟!

كما نرى، فإن القصة كلها عصيّة على التصديق، ولكنها واقعة، وبعض المحللين يرون أن مجرد انعقادها هو في حد ذاته واحدة من عجائب العلاقات الدولية لأنه يأتي في وقت كانت فيه بكين قد اصطفت مع موسكو في تحالف قدم له شي جينبينغ بهدية ذكر وأنثى من حيوانات الباندا النادرة لعيونها البريئة وسماتها الطفولية. وكانت بكين وموسكو عاصمتين تقع عليهما العقوبات الأميركية، وروسيا متهمة سياسياً في أوكرانيا والقرم، وفي الناحيتين كانت اللُّحمة في العداء للولايات المتحدة التي لا ينبغي لها أن تفرِّق بين العاصمتين كما حدث قبل عقود عندما ذهب ريتشارد نيكسون إلى بكين ويقابل ماو تسي تونغ لكي يأخذه بعيداً عن الرفاق الشيوعيين في موسكو؛ أيامها قال هنري كيسنجر إنه عندما دخل ماو الحجرة فإنه أحس كما لو كان مركز الكرة الأرضية قد تحرك أينما تحرك. الآن فإن الدنيا لم تعد هي الدنيا، ولا أصبح الزمن هو الزمن، وبات لقاء القدس ليس بالضرورة فرقة في ناحية وتحالفاً في ناحية أخرى؛ فالصين ليس لها كثير فيما يجري في الشرق الأوسط، فلا هي أرسلت جنداً، ولا أطلقت رصاصة، وما لها من تجارة فإنه يسير على ما يرام مع كل الأطراف من إسرائيليين وعرب وفرس.

لقاء القدس هو الأول من نوعه، وقد يكون مجرد لقاء على اتفاق لتنظيم العلاقات قبل نشوب القارعة، أو أنه في الأول والآخر جهد إسرائيلي سوف يقلل، بما يخلقه من قنوات اتصال، من تبعات ضرب إسرائيل للقدرات النووية الإيرانية التي بدأت تلوح مرة أخرى بعد غياب دام قدر ما دام الاتفاق النووي بين إيران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (5+1) على أن تكبح سلاحها النووي. التصعيد الجاري حالياً بين إيران والولايات المتحدة بأدوات سياسية وعسكرية جعل عودة إيران إلى إشهار قدراتها النووية مرة أخرى هو السلاح الذي تلوّح به أمام أميركا من ناحية، والحلفاء الغربيين في ناحية أخرى. فمن وجهة نظر إيران، إذا كانت الولايات المتحدة تريد العودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات، فإنه لا بد من العودة إلى النقطة التي توقف عندها البناء النووي الإيراني ومعاودة البناء فوقه. بالنسبة إلى إسرائيل فإن صياغتها لأمنها القومي يجعل استئناف البرنامج النووي الإيراني خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه؛ وإسرائيل ليس لديها الكثير الذي تفعله في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وفي الحقيقة فإن لديها خططاً قديمة لضرب الحلقات المفصلية للبرنامج يبدو أنه قد تحين الفرصة لكي يخرج من مكامنه. ولكنّ ذلك كله لا يجعل «لقاء القدس» دائراً حول سوريا وإنما هو دائر حول إيران، فهل الحقيقة في اللقاء هي أن الشرق الأوسط متداخل المسارح السياسية والدبلوماسية والعسكرية؟ وإذا كانت أميركا قد خرجت من المنطقة فإنها عادت، وإذا كانت روسيا عضواً في الاتفاق النووي، وهي الركيزة العسكرية في سوريا التي أعادت الحياة إلى بشار الأسد، فإنها الآن ربما كانت الدولة الوحيدة التي باستطاعتها الوقوف بين الولايات المتحدة وإيران ومنعهما من السقوط في هاوية القتال، وليس ألمانيا أو اليابان. إذا كان كل ما سبق غير مفهوم فلا تقلق لأنك أولاً في الشرق الأوسط، الإقليم وليس الصحيفة، وعلى أي الأحوال فربما يكون لقاء القدس قد باح بسرّه، فالحقيقة أننا لم نعد في عهد «سايكس بيكو»!

 

ورشة المنامة ليست المشكلة

بكر عويضة/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

بدءاً، المنطق الموضوعي يوجب التسليم للرافضين انعقاد «ورشة السلام من أجل الازدهار»، بكامل حقهم في الرفض. ثم، استطراداً، يجب ألا يُساء فهم الموقف المعارض من منطلق رغبة في التصادم مع البحرين، التي لها، دولةً وشعباً، مكانتها عند الفلسطينيين عموماً. إنما، من الجائز توجيه تساؤلين؛ أولهما لأصحاب فكرة «الورشة» ذاتها، عن معنى تقديم الحل الاقتصادي للمأساة الفلسطينية على مشروعية، بل ضرورة، الوصول أولاً للحل السياسي العادل، الذي هو بدوره، المفتاح الأصل للسلام الشامل. ثاني التساؤلين موجه للطرفين، أهل الفكرة أولاً، ومعارضيها ثانياً: تُرى هل المشكلة هي انعقاد ورشة عمل، سواء بالمنامة أو في غيرها، أم أنها أعمق بكثير؟ المسألة بغير حاجة إلى عبقرية للاتفاق على أن أي حل يتلاعب بحق الفلسطينيين في العيش ضمن دولة ذات استقلال حقيقي، مُعترف به فعلاً، وليس قولاً فقط، وبلا أي شرط مُسبق يكبّل ذلك الحق بسلاسل من شروط تعجيزية، تنتقص من إرادة الفلسطيني، وتخل بآدميته في كل ما يخص حقوقه في حرية التنقل، والعيش اليومي الكريم، لن يُكتب له النجاح، ومن ثم يصبح اجترار الحديث عنه مجرد عبث لا طائل من ورائه.

بالمقابل، مطلوب أن يتفهم الرافضون أيضاً أن التئام «الورشة» - لست أفهم سر إعطاء هذه التسمية للقاء اقتصادي - سياسي بهذه الأهمية - ليس يعني الإنهاء التام لمحاولة التوصل للسلام الشامل. لهذا يظل من غير المفهوم، مسارعة ساسة فلسطينيين إلى التصريح بكلام يجرح أكثر مما يداوي، سواء فيما يتعلق بورشة المنامة، أو أي تجمع عربي، أو دولي، تُطرح فيه رؤى لحلول يُخيّل لأصحابها أن بعض أمل ربما يتمخض عنها. الواقع أن المُشكل ليس في اختلاف الرؤى. بل، ربما لو أحسنت أطراف أي صراع، بأي مكان على الأرض، وبصرف النظر عن الأسباب، توظيف تضارب مواقفها بغرض الاتفاق على ما يجمعها، وإرجاء حسم ما يسبب إطالة أمد الحروب، ومعاناة الشعوب من استمرار ويلاتها، لربما أمكن تطويق وإنهاء كل ما يتسبب بانفجار أي حرب في أرجاء الكوكب كافة، بأسرع مما يتوقع كثيرون.

إنما، يتفرع عما سبق تساؤل مقلق: تُرى، هل حقاً يرغب سياسيون كثر يمسكون بزمام ملفات معظم أزمات العالم، في التوصل لإنهاء تلك الأزمات؟ فيما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، بات الشك هو الممسك بخُناق أكثر الناس على ضفتي الشعبين، رغم تباين المستوى، بالطبع، ذلك أن المسافة تطول ما بين آلام الفلسطينيين، وجروحهم النازفة منذ واحد وسبعين عاماً، وبين قلق الإسرائيليين ومخاوفهم إزاء ضمان مستقبل أمنهم. من جانبها، لم تعِن إدارة الرئيس دونالد ترمب نفسها، ولا أعانت حلفاءها في المنطقة، على تعزيز الثقة في صدقية جهودها بشأن إرساء أسس سلام في المنطقة تجيز القول إنها بالفعل جهود أصدق من محاولات سابقيها من الإدارات الأميركية. مثلاً، كيف يمكن إقناع الفلسطينيين، والعرب عموماً، أن إغلاق السفارة الفلسطينية في واشنطن يسّهل طريق التعامل بين البيت الأبيض وقيادة الشعب الفلسطيني المُعترف بها دولياً؟ أعمق من ذلك، وأهم، بل أخطر، أنّى للمنطق، بشكل مطلق، وليس فلسطينياً وعربياً وإسلامياً فحسب، أن يرى في تسرّع الاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة أبدية موحدة» لدولة يريدها زعماء اليمين الإسرائيلي المتطرف دولة لليهود وحدهم، ما من شأنه تسريع التوصل لسلام عادل؟

لقد أقر السيد جاريد كوشنر - الذي يُقال إنه مبتكر ثم مدير ما يُسمى «صفقة القرن» - بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة. مشكور. لكنه سارع للتشكيك في قدرتهم على ممارسة الحكم. كلا، ليس له ذلك. الفلسطينيون، رغم كل مشكلاتهم فيما بينهم، يبقون هم الأقدر على تصوّر كيف يحكمون أنفسهم. أخيراً، بصرف النظر عن مآل ورشة المنامة، يبقى القول إنها ليست أول المطاف، ولا آخره، ولا انعقادها، بمن حضر، أو مقاطعتها، هما المشكل، بل هو في إهدار وقت أكثر بلا أي تقدم يُذكر على طريق السلام الحق، غير المشروط بكل ما يحول دون الوصول إليه أصلاً. تلك ستظل هي المحصلة، وما دام أن البوصلة ضائعة، فلا فائدة تُرجى من خرائط طرق تؤدي إلى مزيد من سنوات التيه لكل أطراف مأساة لا يبدو أن أحداً بين ورثة الذين صنعوها، أساساً، يريد لها، حقاً، أن تنتهي، وفق أسس عدل وسلام شامل.

 

هل المرشد خامنئي مظلوم؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

أول مشهد لتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأمر تنفيذي بعقوبات مالية على المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أنعش ذاكرتي، فعادت نحو عقدين ونصف العقد، حين كنت أمرّ بقرية السيدة زينب، بظاهر دمشق، ومشهد لوحة فارسية باهية، منقوش عليها اسم مكتب المرشد. هذا المشهد الرمزي الذي يخبر بمدى اتساع وشمول سلطة مكتب المرشد للنظام الخميني يقود لمظاهر أخرى لسلطة مكتب المرشد، الذي هو «الأمة» نفسها، كما قالت الحكومة الإيرانية احتجاجاً على توقيع العقوبة الأميركية على المرشد. بالنسبة للأدبيات الخمينية، يحتل المرشد، وكيل صاحب الزمان المعصوم، موقعاً شبه مقدس، فهو ضمانة السير على خطى العصمة الإلهية، والأهم من ذلك هو مصبّ كل عقد النظام الخميني، العقائدية والاجتماعية والإعلامية والأمنية... والمالية طبعاً. من هنا، فإنه كان من المضحك قول الرئيس روحاني إن المرشد خامنئي «لا يملك سوى حسينية ومنزل بسيط». حسناً، لن نتحدث عن المعنى «الرمزي» من تصنيف المرشد نفسه ومكتبه تحت سيف الإرهاب والحظر؛ نشير بإيجاز إلى جمل مكثفة تكشف «أخطبوطية» سلطة المرشد نفسه. صنع المخرج الإيراني المقيم بالخارج محسن مخملباف فيلماً لطيفاً عن حياة المرشد خامنئي الخاصة، وترفه وغناه، وتشعب سلطته، حتى أشار إلى دقائق صغيرة، مثل عشقه للشعر، وعقده المسابقات له، وعشقه الأكبر للتدخين الفاخر. يمكن الرجوع لهذا الفيلم على «يوتيوب». بعيداً عن المتع الشخصية، يقع تحت سلطان المرشد للنظام الخميني مفاتيح سحرية للمال والسلطة والأمن والإعلام. مثلاً، يهيمن على مؤسسة عملاقة تعرف باسم «هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني»، أو ما يعرف اختصاراً بـ«ستاد»، وهي هيئة مصادرة العقارات والأراضي التي تعود لـ«مناهضي الثورة والنظام»، سواء من المعارضين لنظام ولاية الفقيه أو بقايا الموالين لحكم الشاه، كما في تقرير ضافٍ لصالح حميد نشر بـ«العربية». تحت يد المرشد أيضاً مؤسسة عملاقة أخرى باسم «آستان قدس رضوي»، تشرف على إدارة أوقاف ضريح الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة في مدينة مشهد، وتملك مئات الشركات المالية والصناعية والزراعية. أما بخارج إيران، وكما لمحت في البداية لمشهد مقام السيدة زينب بسوريا، فهناك جملة واسعة من المؤسسات العقائدية والاقتصادية والدعائية العائدة للمرشد، تدير المليارات من الدولارات، من أشهرها مؤسسة علوي في الولايات المتحدة.

فوق هذا كله، فـ«بيت المرشد نفسه»، كما يصفه الباحث كريم عبديان بني سعيد، الذي يديره مجتبى خامنئي، نجل المرشد، وكبار ضباط «الحرس الثوري»، لديه جهازه الأمني الخاص به، بل كل أجهزة الاستخبارات تدار من بيت المرشد، عبر نجله مجتبى. هذه غرفة من نهر المرشد الذي وصفه روحاني بالبسيط الذي ليس لديه سوى حسينية، كأنه مجرد ملاّ من هيرات الأفغانية.

 

إسطنبول تهزم إردوغان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

إسطنبول تهزم إردوغان، وهي التي في الماضي أوصلته إلى كرسي رئاسة الدولة، فهزيمة مرشح إردوغان رغم منحه فرصة ثانية، لاقت معارضة محلية ودولية باعتبارها انتكاسة للديمقراطية، وهيمنة الحزب الحاكم على السلطة.

خسارة بيزنطة أو القُسْطَنْطِيْنِيَة أو الأسِتانة أو إسطنبول، تعد هزيمة معنوية للحزب الحاكم، خصوصاً في أحياء كانت معقلاً لتيار «الإخوان»، مثل حي السلطان أيوب وحي الفاتح، وبالتالي لا يمكن النظر إلى الهزيمة الانتخابية على أنها مجرد خسارة بلدية وحكم محلي لا يتجاوز خدمات البنية التحتية والصرف الصحي والخدمات المحلية الأخرى، فالواقع التركي أن إسطنبول هي بوصلة اتجاه تحدد مَن سيحكم تركيا، وليس فقط بلديتها، وهذا بشهادة إردوغان نفسه، الذي وصفها بالقول: «مَن يَفُز في إسطنبول، يَفُز في تركيا»... وهو الطامع في عودة العثمانية الثانية، ليكون هو سلطانها. هزيمة جديدة بعد الانشقاقات في حزب إردوغان، وظهور أحمد داود أوغلو معارضاً لسياسات إردوغان، بعد أن كان ذراع إردوغان وحليفه، والذي أقر بأخطاء حزبه بالقول: «تُظهر نتائج الانتخابات أن سياسات التحالف أضرّت بحزبنا سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب»، وسيكون لها انعكاس كبير وخطير، على مستقبله السياسي، خصوصاً أنها تُترجَم على أنها بداية الانهيار. قال الفلئز إمام أوغلو إن «16 مليوناً من سكان إسطنبول جددوا إيماننا بالديمقراطية والثقة في العدالة». ففوز إمام أوغلو، أمام هزيمة مرشح إردوغان بن علي يلدريم، ضربة قاسية للرئيس إردوغان. فخسارة مرشح حزب العدالة والتنمية تعد مؤشراً خطيراً جداً على تهاوي شعبية الحزب الممثل الرسمي لجماعة «الإخوان». انتخابات إسطنبول وصفتها «نيويورك تايمز» بأنها أكبر هزيمة لإردوغان في حياته، خصوصاً أنها خسارة بعد ربع قرن من سيطرتهم على منصب بلدية إسطنبول، فمرشح إردوغان كانت خسارته بفارق أكثر من 800 ألف صوت في الانتخابات المعادة، رغم الحشد الذي قام به حزب العدالة والتنمية وأن خسارته السابقة في الانتخابات الماضية كانت بفارق 13 ألف صوت، مما يؤكد الرفض الشعبي لسياسات حزب العدالة والتنمية، خصوصاً المرتبطة بتنظيم جماعة «الإخوان»، حيث فشل الحزب في إقناع الشارع والقوى الوطنية بأنه المرشح الأفضل.

رغم إقرار إردوغان بهزيمته، التي لم يكن أمامه سواها، فإن زلزال الهزيمة، وفوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، ينهيان ربع قرن من هيمنة «العدالة والتنمية» على إسطنبول، ويفتحان الباب أمام اعتدال اتجاه البوصلة الانتخابية في تركيا. خسر مرشح إردوغان، وفاز إمام أوغلو الذي خاطب سكان إسطنبول دون استثناء أو إقصاء قائلاً: «سنحقق العدالة في هذه المدينة، وسوف نحقق أشياء عظيمة معاً»، وتنتظره ملفات ثقيلة، بدءاً من فتح ملفات الفساد في ظل ظروف صعبة من نسبة تضخم بلغت 20% وانهيار الليرة التركية ونسبة بطالة مرتفعة، وعندما نعرف أن البصل مثلاً تسبب بأزمة ومشكلة لحكومة إردوغان، حينها تصبح خسارة مدينة بحجم إسطنبول وثقلها الاقتصادي والسياحي، لها أهمية كبيرة. الهزيمة سببها الرئيسي هو الغرق في طموحات ومطامع إردوغان الشخصية في الزعامة العثمانية الثانية، وهو ما جعله يتورط في دعم جماعات في دول إقليمية يظن أنها ستدور في فلك سلطانه ومنها ليبيا، التي حاولت جماعة «الإخوان» الليبية ربط ليبيا بخلافة إردوغان العثمانية، مما تسبب بخسارة سياسية لإردوغان، كان من الممكن استثمارها بشكل أفضل في إطار احترام سيادة الدول، بدلاً من إرسال شحنات أسلحة للمقاتلين في طرابلس، في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن بحظر السلاح. في اعتقادي أن إسطنبول، بمكوناتها المختلفة، هي مَن هزمت إردوغان ومرشحه وحزبه، أصحاب السلطة الأحادية الإقصائية التي يمارسها حزب «الإخوان»، فالتجربة كانت مكررة في مصر باسم «الحرية والعدالة»، وفي ليبيا باسم «العدالة والبناء»، وفي تركيا «العدالة والتنمية»، وجميعها أحزاب تنهل من نبع واحد هو المرشد.

 

مأزق النظام الإيراني

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

بدأت مرحلة جديدة من المواجهة بين أميركا والنظام الإيراني، الذي وضع نفسه في مأزق مع دول العالم، عندما أوجد الصراعات والتوترات في منطقة استراتيجية من العالم، وأخذ يلعب دوراً مدمّراً لأقصى الحدود، بالتآمر مع تنظيمات وميليشيات إرهابية في مناطق مثل لبنان، وسوريا، واليمن، والسعودية؛ حيث قام بإطلاق صواريخه على المطارات وناقلات النفط، مما يهدد الاستقرار والأمن الدوليين. ولا يريد هذا النظام أن يستمع إلى صوت العقل، ويتأقلم مع النظام الدولي، رغم جهود الوساطة التي تقوم بها بعض الدول. ومع انسحاب أميركا من اتفاق «5+1» الخاص بالاتفاق النووي الإيراني مع أوروبا وأميركا، وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب النظام الإيراني بأن يغير من سلوكه مع العالم، ويكف عن دعم الإرهاب ومنظماته، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وإلا تعرض لعمل عسكري إن لم يتوقف عن لعب هذا الدور، توقع العالم أن ينفذ الرئيس الأميركي تهديده، وبذلك يصبح النظام الإيراني أمام العالم كضحية، ويعزز موقفه بين الدول، ولكن لم ينفذ الرئيس الأميركي هذا التهديد وأجله، واستمر هذا النظام يلعب دوراً مدمّراً لأقصى الحدود في مناطق مثل لبنان، وسوريا، واليمن، والسعودية؛ حيث قام بإطلاق صواريخه على المطارات وناقلات النفط في بحر عُمان، وغيرها من أعمال الإرهاب، حتى أميركا لم تسلم من أعمال الإرهاب التي يقف وراءها هذا النظام.

إن نزع الفتيل عن هذا الوضع السياسي والعسكري المتأزم في المنطقة، لا بد أن يُحيِّد الدور الإيراني بشكل أو بآخر، ويجعله يرضخ للأمر الواقع، كما صرح بذلك الرئيس ترمب، وإلا فالمنطقة تسير إلى المجهول، ولا يستبعد قيام هذه الحرب التي لن يقتصر خطرها على المنطقة، إنما قد تمتد آثارها على الأمن والسلم الدوليين. وتكاد الأوضاع السياسية والعسكرية في هذه المنطقة تصل إلى نقطة اللاعودة، ولذا فالتصريحات والحروب الكلامية لن تستمر إلى ما لا نهاية؛ إذ إن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، وبدأ العد التنازلي لقيام مواجهة عسكرية بين أميركا وإيران، والتي سوف تمتد آثارها إلى أغلب دول العالم؛ وخصوصاً إذا ما تم إغلاق ممرات الملاحة الدولية، مثل مضيق هرمز أو بحر العرب أو قناة السويس، وغيرها من الممرات الملاحية الدولية، التي هي بمثابة الشرايين التي تعمل على استمرارية التبادل التجاري، وتربط بين الدول، وخصوصاً بين دول الخليج العربي ودول غرب أوروبا وأميركا، عندها يدخل الجميع في نفق مظلم.

لنرجع إلى أوائل التسعينات، وبالتحديد عندما غزا الجيش العراقي دولة الكويت، وكيف تطلَّب الوضع السياسي في ذلك الوقت قيام تحالف دولي بقيادة أميركا لتحرير الكويت، ورغم ذلك لم يستقر الوضع السياسي في العراق إلى الآن، بسبب التدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية، ووجدتها إيران فرصة لزيادة تمددها في الدول المجاورة، ولذا لم لا تقوم أميركا بمثل ذلك الدور الآن، وتجعل النظام الإيراني الذي لا يزال قادته يصرون على تصدير الثورة في العالم، ولا يزالون يقومون بإثارة الوضع السياسي لجيرانهم من خلال أذرع وتنظيمات إرهابية، وتم تصنيفها بذلك من خلال الأمم المتحدة، يرضخ للواقع؟

ويبقى السؤال: هل تستجيب إيران للموقف الدولي، وتتخلص من عقدة الماضي، وهي أنها بصدد إقامة «إمبراطورية شيعية يحكمها الولي الفقيه، الذي هو جاهز للقيام بهذه المهمة، ويسود العالم السلام» كما تعتقد! أم تدرك أن هذا الاعتقاد هو قابل للتأجيل، وبالتالي تتصالح مع دول العالم؟

 

عمار الحكيم... بين الدور والاعتراض

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/26 حزيران/2019

مرة جديدة يسدد زعيم «تيار الحكمة الوطني» السيد عمار الحكيم ضربة قاسية للطبقة السياسية العراقية الحاكمة... مرة أخرى يخرج عمار الحكيم عن السياق العام للشيعية السياسية العراقية المتمسكة بغنائم السلطة ومنافعها، ويعلن بحكمة قبول «الحكمة» الانتقال المرن من الديمقراطية التوافقية إلى الديمقراطية التمثيلية، وتبني معادلة الأكثرية الحاكمة والأقلية المعارضة... خطوة أحرجت الحلفاء قبل الخصوم، وفرضت عليهم - أي الحلفاء - في «تحالف الإصلاح» البحث عن مقاربة جديدة تحفظ صلتهم بالشارع الغاضب والمستاء من جهة؛ ومن جهة أخرى تحافظ على مكتسباتهم في السلطة، خصوصاً أن الحكيم قرر أيضاً مغادرة «تحالف الإصلاح والإعمار» انسجاماً مع قراره الأخير بالانتقال إلى صفوف المعارضة السياسية الدستورية، حيث لم يعد ممكناً الاستمرار في إدارة الحكومة خارج السياقات الدستورية، بعدما باتت الكابينة الوزارية محاصرة بشروط الثنائية الحاكمة («الفتح» و«سائرون») مما أدى إلى تعطيل وتحجيم المكونات الأخرى في تحالفي «البناء» و«الإصلاح»، والذي برز مؤخراً من خلال محاولات «ائتلاف الفتح (الحشد الشعبي)» و«كتلة سائرون (تيار الصدر)» تمرير ما باتت تعرف بـ«صفقة التمكين»، التي تتضمن تعيين 450 موظفاً في مناصب سيادية حساسة تتوزع بين مؤسسات أمنية وهيئات مستقلة، إضافة إلى وكلاء وزارات ومديرين بدرجات ممتازة. وتشمل الصفقة تقاسم أكثر من 4 آلاف منصب في إدارات الدولة بينهما؛ الأمر الذي أثار غضب المرجعية الدينية العليا، فأصدرت بياناً تحذيرياً في 14 يونيو (حزيران) الحالي كسرت فيه صمتها عن حكومة الدكتور عادل عبد المهدي، وحمّلت مكوناتها السياسية مسؤولية الفشل المستمر في تحسين الخدمات العامة، وأعلنت في البيان عن استيائها من «الخلاف الذي دبّ من جديد - معلناً تارة وخفياً تارة أخرى - في صفوف الأطراف التي تمسك بزمام الأمور، وتفاقم الصراع بين قوى تريد الحفاظ على مواقعها السابقة وقوى أخرى برزت خلال الحرب مع (داعش) تسعى لتكريس حضورها والحصول على مكتسبات معينة، ولا يزال التكالب على المناصب والمواقع - ومنها وزارتا الدفاع والداخلية - والمحاصصة المقيتة يمنعان من استكمال التشكيلة الوزارية، ولا يزال الفساد المستشري في مؤسسات الدولة لم يُقابل بخطوات عملية واضحة للحد منه ومحاسبة المتورطين به».

فمما لا شك فيه أن السيد الحكيم التقط من بيان المرجعية الإشارة وقرر النأي بنفسه عن أزمة مقبلة بين الحكومة والمرجعية وبين مكونات الحكومة والشارع الذي بدأ يلوح للطبقة السياسية بصيف حار، درجة حرارته أعلى من درجات حرارة الصيف بالبصرة؛ صيف قد يشعل فتيل خراب الحكومة قبل خراب البصرة.

وحول خصومه ومن يقف خلفهم وراء الحدود، فقد ارتكب عمار الحكيم منذ انطلاق حياته السياسية الجديدة ثلاث معاصٍ سياسية لا تغتفر؛ فبشجاعته الصادمة خرج من عباءة «المجلس الأعلى» تاركاً أعباء الفشل على أكتاف الحرس القديم غير القابل للتغيير، وأعلن انحيازه لجيل الشباب الذي تجاوز في وعيه السياسي والاجتماعي محطات أساسية عدّة في تاريخ العراق الحديث؛ أبرزها عقدة «البعث» و«الإقصاء»، وهو يقترب من تجاوز عقدة نظام ما بعد 2003 بعدما استطاع التخلص من الخطاب الطائفي والانفتاح على الفضاء الوطني المتعدد.

أما المعصية الثانية فعندما اختار الحكيم و«تيار الحكمة» التمرد على الحكومة وعدم الانخراط المتعمد في صفوفها، واتهم بأنه يريد إضعافها. والثالثة؛ وهي الأخطر، حين قرر الانتقال إلى المعارضة في مرحلة يعدّها خصومه أو «الإخوة الأعداء» حرجة تستدعي التماسك وعدم الخروج عمّا يصفونه بـ«الإجماع الشيعي»، وهذا ما عبّر عنه عضو هيئة القيادة في «المجلس الأعلى الإسلامي» السيد صدر الدين القبانجي عندما قال في خطاب يوم الجمعة الماضي: «إن المعارضة حق مشروع، ولكنها لن تسقط الحكومة، ويجب أن تثبت وطنيتها والنأي بنفسها عن الاصطفاف مع المشروع الأميركي - السعودي».

عمار الحكيم مطالب الآن أكثر من أي مرحلة سابقة بأن يمارس مزيداً من المرونة الاستيعابية في تعامله وتعاونه مع تيارات مدنية وشبابية يختلف عنها فكرياً وعقائدياً وسياسياً ولكنه لا يختلف معها وطنياً، خصوصاً أن هناك جيلاً جديداً قرر القطيعة مع الطبقة السياسية الحزبية والدينية السياسية نتيجة عجز هذه الطبقة عن الوصول إلى لغة مشتركة تساعدها على فهم متطلبات هذا الجيل الذي يشعر بالنقمة والإحباط. والفرصة أمام السيد عمار متاحة الآن لكسر الحواجز بين العمامة وشؤون العامة، والاهتمام بالتساؤلات المشروعة للطبقة المتوسطة، التي تمثل فرصة التغيير العمودي البطيء طويل الأمد، حيث لم يعد «تيار الحكمة» أسير عدد مقاعده البرلمانية بعدما أصبح حضوره في الحياة السياسية العراقية مرتبطاً بدوره وليس بحجمه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع حاكم مصرف لبنان اطلاق المنصة الالكترونية للتداول بالاوراق المالية سلامة: الاوضاع المالية والنقدية مستقرة

وطنية - الأربعاء 26 حزيران 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة واجرى معه جولة افق تناولت الشأنين المالي والنقدي في البلاد.

بعد اللقاء، اوضح الحاكم سلامة ان "الاوضاع النقدية والمالية مستقرة في البلاد"، لافتا الى انه "اطلع رئيس الجمهورية على اطلاق مصرف لبنان المنصة الالكترونية للتداول بالأوراق المالية على انواعها (اسهم، سندات، سندات تجارية،الخ) "التي يفترض ان تبدأ عملها في اوائل السنة المقبلة سنة اعلان مئوية دولة لبنان الكبير. ومن شأن هذه المنصة ان تؤمن سيولة للأسواق المحلية بهدف المساعدة في النمو الاقتصادي لأنها سوف تستقطب اموالا من كل انحاء العالم تستثمر في لبنان، ما من شأنه تحقيق تواصل اكبر بين اللبنانيين غير المقيمين، واللبنانيين المقيمين بأساليب حديثة. علما ان هيئة الاسواق المالية ستتولى الاشراف على هذه المنصة الالكترونية".

من جهة ثانية، اوضح سلامة ان الاسواق الثانوية التي تعنى باسعار "اليورو بوندز" المصدرة من الدولة اللبنانية، مستقرة، فيما تعيش اسواق القطع حالة توازن".

 

عون يعرض الاوضاع مع السيد ويحيي العاملين لانقاذ الشباب من المخدرات

المركزية/الأربعاء 26 حزيران 2019

وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر "تويتر" التحية الى كل جهد يبذل لانقاذ شباب لبنان من جحيم المخدرات.

وفي النشاط عرض الرئيس عون قبل ظهر اليوم مع النائب اللواء جميل السيد الاوضاع العامة في البلاد ومسار مناقشة مشروع موازنة 2019، اضافة الى التطورات الراهنة. وبعد اللقاء، اوضح السيد انه اطلع رئيس الجمهورية على ان مشروع موازنة 2019 يفتقر الى ضم الامكانات المالية للمؤسسات العامة على مختلف تسمياتها وانواعها، لاسيما وأنها تحتوي على الكتلة المالية الكبرى، وهذه المؤسسات تسمح لنفسها بالاسراف والتبذير وتوزيع المال على جمعيات واندية وهيئات خارج نطاق صلاحياتها، وهذه المؤسسات والمجالس والصناديق معروفة حيث ان الملاحظات كثيرة حول ادائها".

اضاف: "وفي معرض مناقشتنا الوضع الاقليمي، تم التركيز على مؤتمر البحرين وملامح التوطين الذي تتم محاولة تمريره في لبنان من خلال استغلال الواقع الاقتصادي المتردي فيه، وفي قناعتي ان كل من يساهم في الهدر وتزايد  الديون، يساعد في شكل مباشر على تسهيل مؤامرة التوطين تحت عنوان وضع لبنان امام خيارين لا ثالث لهما: الافلاس او التوطين، والمشكلة في لبنان ليس في وجود الفساد بل بمستواه الذي بلغ حد الوقاحة والاباحة ما يجعل امكانية الاصلاح صعبة ان لم نقل مستحيلة". واوضح انه عرض مع الرئيس عون الاوضاع الادارية، متمنيا المساهمة في حلحلة بعض القضايا الادارية العالقة، خصوصا تخوف بعض الفئات الناجحة في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لجهة عدم حفظ حقوقها في التوظيف عندما يصدر قرار منع التوظيف في موازنة العام 2019، وعليه من الضروري حفظ هذه الحقوق وفقا للتعديلات التي ادخلها النواب على مشروع موازنة 2019.

 

الحريري استقبل لازاريني

وطنية -الأربعاء 26 حزيران 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني، وعرض معه الأوضاع العامة والمهمات التي تقوم بها المنظمة في لبنان بمختلف المجالات.

 

الراعي يلتقي سفير منظمة فرسان مالطا ويعرض زيارة رئيسها لبنان في تشرين

المركزية/الأربعاء 26 حزيران 2019 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، سفير منظمة فرسان مالطا في لبنان برتراند بيزانسونو، الذي أطلعه على أجواء زيارة الرئيس السيادي لفرسان مالطا للبنان في الرابع من شهر تشرين الثاني المقبل.

ولفت بيزانسونو الى أن "هذه الزيارة ستكون مناسبة للقاء مسيحيي لبنان والشرق، لبنان الذي يتميّز بالتعايش والتعاون بين جميع الأطراف، وهو عكس الصورة المثالية لوثيقة الأخوة الانسانية التي وقعت في أبو ظبي بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر، والتي دعت بدورها قيادات العالم الى العمل يدا بيد".

وأضاف بيزانسونو: "لهذه الأسباب تعتبر منظمة فرسان مالطا لبنان بلداً نموذجياً، وصورة تحتذى، وتسعى دوماً الى زيادة مشاريع الشراكة، وتحويل لبنان الى مركز حقيقي لحوار الأديان والحضارات، وهو ما يتماشى مع المشروع المُقدّم من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة".

وختم: "لقد كانت زيارة مهمة بالنسبة الي، ناقشت خلالها مع صاحب الغبطة المشروع الذي تنوي المنظمة الاعلان عنه في تشرين الثاني المقبل، والذي يسجل دور لبنان المثالي في التعايش والحوار وأهميته لمنظمة فرسان مالطا، كما أنني سأزور مختلف القيادات الروحية والدينية لمناقشة هذا المشروع أيضا".

 

مجلس النواب انتخب 5 أعضاء للمجلس الدستوي ونواب حذروا من التوطين الحريري: نرفض التشكيك بموقف الحكومة وال90 مليار دولار قروض ولا صفقة في الدستوري

وطنية - الأربعاء 26 حزيران 2019

انتخب مجلس النواب في جلسة عقدها بعد ظهر اليوم عقب الجلسة التشريعية 5 اعضاء للمجلس الدستوري، وفق ما ينص عليه قانون المجلس الدستوري اذ ينتخب المجلس 5 اعضاء، فيما يعين مجلس الوزراء 5 آخرين، والاعضاء الذين فازوا بعد عملية اقتراع استغرقت قرابة ساعة هم القضاة: طنوس مشلب، عوني رمضان، اكرم بعاصيربي، انطوان بريدي، ورياض ابو غيدا، فيما وجدت 7 اوراق بيض واسماء مرشحين اخرين.

واعترض نائبا الكتائب سامي ونديم الجميل على جلسة الانتخاب التي لم يعلن عنها قبلا، واعترض ايضا النائبان جميل السيد وبولا يعقوبيان.

وأقر مجلس النواب في الجلسة التشريعية 11 مشروعا واقتراح قانون بينها مشروع قانون خارج جدول الاعمال وهو اتفاق قرض مع البنك الدولي من اجل طرقات بيروت الكبرى، ومشروع تسوية مخالفات البناء الكاملة خلال الفترة من تاريخ 13/9/1971 ولغاية تاريخ 31/12/2016 ضمنا"، واعترض عليه عدد كبير من النواب، وأقر اعتماد القاعدة الاثني عشرية لغاية 31/5/2019 واقتراح مكافحة الفساد في القطاع العام واقتراح اعفاء اولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين افادات مجاملة من الاستحصال على اجازة عمل، فيما أحيل على اللجان مشروع تنظيم ممارسة الكايروبراكتك وستة اقتراحات قوانين، واضافة مادة الى قانون سرية المصارف.

وكان عدد من النواب تعاقبوا على الكلام في الاوراق الواردة فتناولوا مواضيع حياتية واقتصادية وانتقدوا عقد جلسة المجلس الدستوري.

ورد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على مداخلات النواب، مؤكدا ان "دستورنا يمنع التوطين"، مستغربا "كيف ان هناك أناسا يشككون في موقف الحكومة من مؤتمر البحرين او "صفقة القرن"، قائلا: "الحكومة مع مجلس النواب ضد هذه الصفقة وموقف لبنان مع فلسطين". ولفت الى "اننا نحاول ايجاد حلول للخروج من الازمة الاقتصادية".

افتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري اعمال الجلسة التشريعية عند الحادية عشرة قبل الظهر وعلى جدول اعمالها 17 مشروعا واقتراح قانون، في حضور الرئيس الحريري والوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، ريا الحسن، سليم جريصاتي، الياس بو صعب، محمد شقير، ألبرت سرحان، عادل افيوني، منصور بطيش،جميل جبق، محمود قماطي، ريشار قيومجيان، فادي جريصاتي، محمد داود داود، وندى بستاني.

واستهلت الجلسة بتلاوة اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم: عناية عز الدين، الياس حنكش، حسن فضل الله، قاسم هاشم، وألبير منصور.

وتلي مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، ثم الوقوف دقيقتي صمت عن روح النائبين الراحلين عبد اللطيف الزين وسامي الخطيب.

آلان عون

وفي الاوراق الواردة، قال النائب آلان عون: "نحن نعيش في ظل ضغوط اقتصادية كبيرة"، داعيا الى "الوصول الى موازنة بصيغة افضل والتي كانت ثروة الحكومة القيام به اما زيادة الواردات او خفض النفقات"، داعيا الى "تحسينات جوهرية".

السيد

وقال النائب السيد: "انها الجلسة الاولى بعد عام على انتخاب المجلس"، وسأل: ماذا فعلنا في هذه السنة وماذا قدمنا الى الناس ومن راقبنا ومن حاسبنا وقد خضنا حروبا؟"، لافتا الى ان "الفساد بقي والحملات بقيت، ومع الاسف، قدمت الحكومة الى المجلس مشروع موازنة اقل ما يقال فيه انه عادي في ظروف استثنائية من دون اي افق جديد او استثنائي او مفيد، وخصوصا من دون التطرق الى الموارد الفعلية التي يمكن ان تجبى منها الاموال"، لافتا الى "وجود اموال هائلة"، وسأل: "ماذا تحسن في كل المجالات من طرقات وغير ذلك؟ ومع الاسف، نعود الى الوراء وتناول مؤتمر البحرين وما يحكى عن حصة لبنان من امواله"، وقال: "ان الديون التي ليس في استطاعة لبنان سدادها الخمسون مليار دولار التي يعدون بها المحيط هي من ضمن هذه الصفقة، واقول جازما إن من أوصل البلد الى الافلاس سيكون امام خيار فاضح: التوطين".

الصمد

وانتقد النائب جهاد الصمد "انتخاب اعضاء المجلس الدستوري وفق المحاصصة الطائفية"، داعيا الى "الغاء هذا المجلس"، آملا ان "نسمع موقفا من الحكومة في ما خص فلسطين".

عمار

وتحدث النائب علي عمار عن "ازمة النفايات بحيث بلغ مطمرا برج حمود والكوستابرافا مبلغا لم يعد الاحتمالط، داعيا الى "معالجة الازمة في أقصى سرعة". وتحدث عن "الحقوق المكتسبة في موضوع من نجح وفاز في مجلس الخدمة المدنية وضرورة انصاف هؤلاء"، قائلا ان "هناك من يعطل هذا الامر حتى الان".

وأضاف: "هناك قانون انصاف الدفاع المدني، منذ العام 2014 وحتى الان يضرب بهذا القانون بعرض الحائط"، لافتا الى ان "حراك هؤلاء كان سلميا".

سعد

وقال النائب اسامة سعد: "ان الحكومة تفرض على المجلس امورا خارج الدستور بحيث تطالبه بالموافقة على الصرف وفق القاعدة الاثني عشرية، ان موضوع قطع الحساب لم يحسم بعد".

ولفت الى ان "الحكومة لا تملك رؤية موحدة"، مشيرا الى ان "اول عمل يقوم به المجلس

هو القول للحكومة "انت ما خرجك تحكمي البلد وروحي استقيلي".

يعقوبيان

وقالت النائبة يعقوبيان: "ان جدول الاعمال هو عبارة عن مشاريع واقتراحات من دون ورود ذكر انتخاب اعضاء المجلس، وهذا خرق للدستور".

ورد الرئيس بري: المجلس هو سيد نفسه".

وتابعت: "حتى اليوم، لم نتسلم سيرة ذاتية عن اعضاء المجلس".

رد بري: "ستوزع عليكم قبل الانتخاب".

وقالت: "ان هذا المجلس الدستوري ما زال يبت الطعون فكيف له ان ينتخب؟". وطالبت بـ"تأجيل الانتخاب الى حين بت الطعون".

ولفتت الى "وجود بند حول السرية المصرفية وعلينا ان نعرف من صوت ومن لم يصوت"، وطالبت بـ"جلسة طوارئ بيئية على ان يكون قانون الفرز موجودا".

سامي الجميل

بدوره، انتقد النائب سامي الجميل طريقة انتخاب اعضاء المجلس الدستوري، وقال: "نحن كنواب معارضين لجأنا ثلاث مرات الى المجلس، وفي المرات الثلاث أخذنا حقنا من المجلس الدستوري، بعدما كانت السلطة السياسية بالاجماع اقرت مواد قانونية، ولكن غير دستورية كان ملجأنا الوحيد المجلس الدستوري. فإذا كانوا يريدون انتزاع هذا المرجع من الشعب اللبناني يعني انهم يضربون آخر مرجع وملجأ للمعارضة حتى تتمكن من أداء دورها وتوقف المخالفات وتتمكن من حماية الدستور والشعب. لهذا السبب، نحن نحذر من هذه الطريقة. هناك ساعات قليلة للتصويت ونتمنى التراجع عن التصويت اليوم وان يصار الى فتح الموضوع بشكل اوسع ويتركوا للنواب خياراتهم بحرية بعيدا من المحاصصات السياسية، لان القضاء يجب ان يكون بمنأى عن التدخلات السياسية وعن المحاصصة السياسية. ولا يجوز ان تكون هذه الهيئة أعني المجلس الدستوري مسيسة وخاضعة للضغوط وللمحاصصة. حرام، ماذا نفعل بالبلد؟ هذا آخر معقل انا وقبل ساعات من ارتكاب هذا الامر (الانتخاب) الذي سيحصل بعد الظهر احذر واقول يسلبون من الشعب اللبناني آخر سلطة قضائية محررة قادرة ان تحمي الناس والشعب اللبناني وقد ربحنا ثلاثة طعون في السابق لأننا كنا على حق ونستند الى الدستور ونسير بمنطق المؤسسات ودولة القانون. وخوفي كبير انه بعد التصويت ان يصبح اللجوء الى المجلس الدستوري اصعب بكثير مما كان في السابق. أحببت ان اقول هذا اليوم حتى يكون الرأي العام اللبناني على معرفة بما يحصل في المجلس، واتمنى التراجع عن هذا الموضوع، انما كما ترون المحاصصة تأكل الاخضر واليابس في البلد".

وأثار قضية قانون رفع السرية المصرفية، مؤكدا "انه لم يكن بالمناداة بالاسماء لأن لا احد قال نعم ام لا".

وتطرق الى التصويت الالكتروني، مشيرا الى "اقتراح القانون الذي تقدم به في هذا الخصوص".

وتوقف عند التقرير الصادر عن مجلس البحوث الزراعية الذي "يتحدث عن تلوث

المياه".

كرامي

بدوره، نوه النائب فيصل كرامي بموقف الرئيس بري من "صفقة القرن"، مطالبا الحكومة ب"موقف واضح ورسمي من مجلس الوزراء او رئيس الحكومة"، معتبرا "كل ما يجري في البحرين هو صفقة علاقات عامة والقرار الاخير يتخذ في مكان آخر"، مكررا مطالبة الحكومة بـ"موقف حاسم"، مبديا موافقته على "ما ورد على لسان النائب جهاد الصمد".

عدنان طرابلسي

وسأل النائب عدنان طرابلسي عن "أين مكافحة الفساد والهدر والرشاوى؟ واين الاصلاح الاداري والقضائي؟ ولماذا تدفع الدولة مئات ملايين الدولارات لاستئجار المباني؟ لماذا لا تعيد الحكومة النظر في عقود الايجار؟ ولماذا لا تخصص لبعض الوزارات مساحات في السراي الحكومي؟".

وسأل ايضا عن "منح الام جنسيتها لابنائها، فضلا عن ازمة السير وخصوصا على مداخل بيروت".

هل تعلم الحكومة أعداد اللبنانيين الذين هاجروا عامي 2018 و2019؟ وماذا فعلت الحكومة لتنمية الارياف ولماذا يستثنى اهل بيروت من التعيينات؟".

عقيص

وقال النائب جورج عقيص: "ان الثقافة السياسية والدستورية المتنامية ان المجلس يشرع والحكومة تمتنع عن التنفيذ والمجلس يراقب ما دفع الى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ القوانين، متحدثا عن اعادة هيكلة القطاع العام كما تناول خطة الكهرباء حيث هناك توجه بانشاء الهيئة الناظمة واليوم نذكر الحكومة بهذا الموجب، مشيرا الى توصية رئيس المجلس النيابي في هذا الخصوص ، متمنيا على الرئيس بري اتخاذ موقف حاسم في هذا الاطار".

سليم عون

وتطرق النائب سليم عون الى موضوع الجامعة اللبنانية، وقال: "ان الاساتذة لهم الحق ويجب حل قضيتهم من اجل عودة الطلاب الى جامعتهم". وسأل: "لماذا مؤسسات الدولة مكسر عصا وهذا لا يحصل في الجامعات الخاصة؟".

وأضاف: "51 يوما والجامعة مقفلة، يقابل ذلك 80 ألف طالب هم اصحاب الحقوق".

زعيتر

وقال النائب غازي زعيتر: "ان منطقة رأس بعلبك - الهرمل لم تحصل على التعويضات جراء الاضرار من السيول والعوامل الطبيعية. واول من امس شبت حرائق في شعث والهرمل، واتمنى الكشف على هذه المناطق".

ابي اللمع

ودعا النائب إدي ابي اللمع الى "تعزيز اجهزة الرقابة"، لافتا الى ان "لجنة المال والموازنة تبذل جهدا كبيرا، وعلينا ان نعزز اجهزة الرقابة والا يبقى العمل غير مجد واجهزة الرقابة لا تمكنها قدراتها بسبب الشغور في اداراتها، مطالبا بان "تعزز هذه الاجهزة وان تطلق يدها للقيام بعملها كما يجب".

نديم الجميل

ولفت النائب نديم الجميل الى "حصول تعد على النائبين اسامة سعد في صيدا والياس حنكش في المنصورية"، وقال: "ليس مقبولا الاعتداء على اي نائب وبهذه الطريقة ، متمنيا على الرئيس بري "اتخاذ موقف".

ورد بري ان "اي تعامل من هذا النوع يشجبه المجلس النيابي ولا يقبل به".

وتطرق الى انتخاب اعضاء المجلس الدستوري، وقال: "لم تصلني دعوة بذلك ولا نعرف اسماءهم ولا كفاياتهم"، داعيا الى "انتخابات صحيحة والا نكون امام هرطقة انتخابية".

وتوقف الجميل عند تصريحات تتعلق بالموضوع الاميركي - الايراني بحيث اشاروا الى "انهم سيدخلون في هذه المعركة الى جانب ايران"، وقال: "نريد توضيحا في هذا الاطار".

وأوضح النائب سعد ان "الدرك احتجزوا حريتي لمدة ساعة وقمت بمراجعتك ومراجعة وزير العدل ولم يتخذ أي اجراء".

الحريري

واستغرب الرئيس الحريري "تشكيك البعض في موقف الحكومة حيال مؤتمر البحرين"، وقال:

"ان الحكومة مع مجلس النواب ضد هذه الصفقة". وأضاف: "لا اريد مزايدات ودستورنا واضح لا للتوطين. ونحن نزايد على بعضنا البعض، وكأن الحكومة في مكان آخر وموقفها مثل موقفك، يا دولة الرئيس، واتمنى ألا نزايد على بعضنا وموقف لبنان مع الفلسطيني".

ولفت الى ان "مؤتمر المنامة خصص للبنان 50 مليار دولار، ولكن هل ذهب احد من الوزراء الى هناك؟". وأكد ان "ال 90 مليار دولار ليست من أجل التوطين بل هي قروض وافقت عليها الحكومة ومجلس النواب، ونحن جميعنا في المركب نفسه وكلنا نبحث عن حلول".

ولفت الى ان "بعض الزملاء يتحدث عن صفقات في المجلس الدستوري فمن ينتخب المجلس؟ نحن احزاب سياسية، فلماذا ديموقراطيتنا ستكون مختلفة عن ديموقراطيات العالم؟"، وقال "ليس هناك صفقة والمرشحون معروفون".

وأضاف: "ان مجلس الوزراء مكون من احزاب سياسية، وهذه هي الديموقراطيةـ فإذا نجح الجمهوريون او الديموقراطيون في اميركا فمن اين يأتون بأشخاص الى الادارات ".

وأكد ان "قضية فلسطين في وجدان كل اللبنانيين والعرب ولا احد يمكنه ان يشكك في موقف الحكومة".

ديب

وقال النائب حكمت ديب: "لقد أقر اليوم قانون تسوية مخالفات البناء والتي هي قبل تاريخ 31/12/2018. والكل عبر عن رأيه وتأسف لمخالفات حاصلة في مختلف المناطق. لكن هذا الواقع يحتم علينا ان نجد حلا له، والحل وهو الجانب الايجابي الذي أقر انه وبعد درسه في لجنة فرعية وقد وضعنا ضوابط لكل الامور. ان المخالفة يجب ان تكون واقعة في ملك الشخص اولا وليس على الاملاك العامة او على أملاك الغير. وحافظنا ايضا على الانهر وخطوط الطيران وحقوق الغير أي الجار او الشريك الموجود في البناء نفسه. ويهمني ان اقول إن قطاع البناء متوقف كما هي حال البلد وقطاع الاسكان

ايضا. هذا القانون سيدخل على قطاع البناء وعلى الخزينة والاسكان والبلديات مبالغ كبيرة: 30 في المئة لمؤسسة الاسكان من الايرادات التي تتوافر من تسوية مخالفات البناء و30 في المئة للبلديات و40 في المئة للخزينة، وهكذا نذهب الى تفعيل الدورة الاقتصادية التي لها علاقة بقطاع البناء.اذا، حولنا امر سيئا في واقعنا اللبناني الى امر ايجابي على ألا يتكرر، والمجلس النيابي قال ان هذا هو الحد الاقصى 31/12/2018، بعد هذا التاريخ لا يجوز تسوية أي مخالفة".

جدول الاعمال

وباشر المجلس درس جدول الاعمال، وتلي مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 1239 المتعلق بتعديل المادة 29 من المرسوم الاشتراعي رقم 116 تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته اي التنظيم الاداري وبعد المناقشة صادق على المشروع معدلا.

وطرح مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 2367 المتعلق بتنظيم ممارسة الكاميروبراتيك في لبنان.

النائب عاصم عراجي: "هؤلاء الاشخاص لهم الحق في ان يعالجوا ويشخصوا اتمنى ان يعاد المشروع الى اللجان المشتركة".

النائب بلال عبد الله: "اتمنى سحب هذا المشروع".

النائب محمد الحجار: "الدرس يكون في الخارج، اتمنى احالته على لجنة التربية".

فادي علامة: "هذا المشروع غير واضح واتمنى إحالته الى اللجان".

فاعيد المشروع الى اللجان.

وطرح مشروع قانون تسوية مخالفات البناء الحاصلة خلال الفترة من تاريخ 13/9/1971 ولغاية تاريخ 31/12/2016 ضمنا".

النائب طارق المرعبي: "نحن نريد ان ننضف اهلنا بأن نعمل على حل اجتماعي"، مشيرا الى "مسألة البناء في مناطق عكار، نحن نريد اقتصادا وعملا".

النائب زياد حواط: "هناط طوابق ومبان من دون مواقف سيارات".

النائب السيد: "هذا المشروع تشريع للبناء على غرار الاملاك البحرية ويتضمن العفو عن الجرائم واعفاءات، هذه "خبيصة" واتمنى رده لأنه يفتح نزاعات ومخالف للدستور".

وزير المال: "صور الموضوع وكأنه جريمة كبرى، هذا المشروع خضع لنقاش كبير وللجنة فرعية، القانون واضح، اكيد ان اي قانون تسوية فيه تجاوز، لكن هذا الامر يعيدنا الى الفترة الاساسية، هل ضمن الاملاك العامة يعني كل شيء تعديات على الاملاك العامة مستثنى واذا كان هناك مخالفة بعوامل الاستثمار، كما انه يتكلم على المخالفات

والترخيص القانوني للبناء"، وتمنى "اقرار هذا المشروع الذي يعالج مشاكل المواطنين ويوفر وارادات للخزينة".

الان عون: "اقترح التصويت عليه مع التشدد في بعض مواده".

النائب ميشال معوض سأل: "ما هي الظروف القاهرة منذ 1994 حتى 2018. هذا منطق لا يمكن ان نقبل به"، ودعا الى "التصويت ضد هذا المشروع".

النائب حسين جشي: "درس المشروع في عشر جلسات عالجنا المخالفات بالملك الخاص بمخالفيها، وبموضوع المراجعات العائدة الى لطرف المالك مشيد في ملكه ومخالف في التراجع، لذلك اجرينا التسوية".

بري: "اما اقراره بمبادرة وحيدة او السير به مادة مادة".

وطرح المشروع على التصويت بمادة وحيدة فصدق بالمناداة بالاسماء وعارضه النواب: بولا يعقوبيان، اسامة سعد، جورج عطاالله، فريد الخازن، سليم عون (ممتنع) اغوب ترزيان، فريد البستاني، ميشال معوض، نعمة افرام، ميشال ضاهر، ادي ابي اللمع، جورج عقيص، فادي سعد، بيار بو عاصي، شوقي دكاش، جان طالوزيان، جميل السيد، سامي الجميل، نديم الجميل، نجيب ميقاتي، نقولا نحاس، علي درويش، وهبه قاطيشا، ادي دمرجيان ومصطفى الحسيني.

وطرح مشروع قانون تعديل القانون رقم 112 تاريخ 22/3/2019 المتعلق باعتماد القاعدة الاثنتي عشرية لغاية 31/5/2019.

النائب ابراهيم كنعان: "اتمنى ان يأخذ الجميع مصلحة المالية العامة وانتظامها والانتظام يعني قطع الحساب".

سامي الجميل: "هذا المشروغ غير دستوري ونتمنى عدم السير به".

السيد: "استمرار الدولة يفترض هذا الموضوع".

وبعد المناقشة صدق المشروع.

وطرح مشروع قانون تعديل المادة الاولى من مشروع القانون الموضوع موضع التنفيذ بالمرسوم رقم 14273 تاريخ 29/10/1963 وتعديلاته المتعلقة بانشاء تعاونية موظفي الدولة فصدق.

وطرح مشروع القانون المتعلق بتنظيم مهنة العلاج النفسي الحركي.

عاصم عراجي: "هذا المشروع مهم واتمنى الموافقة عليه".

وصدق المشروع

وطرح اقتراح قانون مكافحة الفساد في القطاع كما عدلته لجنة المال والموازنة.

النائب جورج عقيص: هناك قوانين كثيرة تنتظر تشكيل هذه الهيئة اي لمكافحة الفساد اذا اقررنا هذا الموضوع ان نؤمن ميزانيات 4 هيئات التي اقرت".

النائب ابراهيم الموسوي: "اصبح لدينا رزمة كبيرة من قوانين مكافحة الفساد وادعو لتجميعها ودرسها".

النائب ياسين جابر: "هذا المشروع ضروري ولكنه غير كاف، اين قانون سلامة الغذاء والكهرباء والاتصالات وهناك هيئات ناظمة، انا مع اقراره ولكن مع تطبيقه".

النائب بلال عبدالله: "نحن مع هذا الاقتراح علينا ان نباشر بالهيئة الوطنية لالغاء الطائفية".

يعقوبيان: "العين الدولية علينا من الضروري ان نقر التشريعات اللازمة لكل نظامنا الرقابي المشكلة هي بالطبقة السياسية والتدخل السياسي بعمل هؤلاء".

النائب عدنان طرابلسي: "هذا الاقتراح ضروري جدا وهذا يكون دعما كبيرا".

الوزير جريصاتي: "هذا الاقتراح محوري والحكومة تدرس الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وتشمل وتتجاوز الحدود الكبيرة لهذا المشروع، اتمنى ان نأخذ وقتا ونقر الاستراتيجية الوطنية واذا دخلنا الى التطبيق هناك صعوبات.

وطرح الاقتراح للتصويت بمادة وحيدة فصدق.

وطرح اقتراح قانون التعليم المستمر الالزامي للممرضات والممرضين كما عدلته لجنة الادارة والعدل.

رئيس لجنة الصحة العامة النائب عاصم عراجي لفت الى تطور مهنة الطب وهذا الاقتراح عدل في لجنة الصحة، ودرس في لجنة التربية والادارة واطلب الموافقة على الاقتراح كما عدلته لجنة الصحة". وطرح الاقتراح بمادة وحيدة كما عدلته لجنة الصحة، فصدق واعترض النائب نديم الجميل.

وطرح اقتراح قانون تعديل قانون العقوبات، وتحدث النائب سمير الجسر مشيرا الى "اهمية هذا الاقتراح"، وطالب ب"العودة الى الاقتراح كما كان وليس كما عدل في لجنة الادارة والعدل".

واقترح باعادته الى اللجان لدرسه.

النائب ميشال موسى: "هذا الانسان اذا لديه جنحة واذا تعلم بذهنية اخرى، ولدينا مشكلة كبيرة في السجون وهناك اكتظاظ واقترح السير بهذا الاقتراح".

عقيص: "هذا الاقتراح مهم ولن نعدله الان".

وزير المال: "هناك من انهى مسجونيته ولا يستطيع دفع غرامة ومنهم 20 امراة واتمنى استثنائيا ان يتم الاستثناء لهم".

بري: "للمرة الاولى ارى انسانيتك".

وبوشرت بمناقشة مواد الاقتراح.

وطالب النائب سامي الجميل بـ"فصل السجناء الذين يقومون بجنحة صغيرة عن غيرها من الاعمال الجرمية"، ونوقش موضوع ساعات العمل في السجن والبدل المالي عنها او الغرامة المالية عنها.

ونوقش الاقتراح مادة مادة فصدق.

وطرح مشروع القانون من خارج جدول الاعمال يتعلق باتفاق قرض مع البنك الدولي يتعلق بالنقل العام في منطقة بيروت الكبرى فصدق. وهو بقيمة 295 مليون دولار.

وصدق اقتراح القانون المعجل لتحديد ولاية الهيئتين الشرعية والتنفيذية للمجلس الاسلامي العلوي وتعديل المادتين 12 و 16 من القانون 449 تاريخ 17 اب 1995 المقدم من النائبين علي درويش ومصطفى حسين في تاريخ 9/4/2019.

وسحب اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل القانون رقم 243 المتعلق بقانون السير الجديد.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر للاضافة الى قانون سرية المصارف تاريخ 3 ايلول 1956 مادة اولى مكررة المقدم من النائبين سامي الجميل وبولا يعقوبيان.

واشار النائب انور الخليل ان الاقتراح "يجب ان يحال على اللجان".

يعقوبيان: "هذا الاقتراح وضع على جدول الاعمال، نحن كنا صوتنا معه، وفتحنا المجال للنواب ان يقفوا امام مسؤولياتهم، نحن استخدمنا النص نفسه، ما قمنا به فقط تعديلات اضافية".

الفرزلي: "اخطر مناخ يسود البلد عندما يصبح الحديث عن السرية المصرفية لاثبات البراءة، ماذا يبقى من هذا النظام اذا سقطت السرية المصرفية؟ لبنان هو الدولة الوحيدة يحاولون محاصرته تحت اسم الشفافية ورفع السرية المصرفية لتدرس الامور بعقلانية وليذهب الاقتراح الى اللجان.

الجميل: "اذا هناك مجال ان نصوت على الاستعجال".

بري: "من يوافق على عنصر العجلة؟".

فسقطت صفة الاستعجال وأعيد الى اللجان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لاعفاء مالكي الابنية في مدينة طرابلس وشاغليها من دفع رسوم المياه عن الفترة الممتدة خلال نزاعات باب التبانة وجبل محسن من تاريخ 1/1/2011 ولغاية تاريخ 31/12/2014 المقدم من النواب: علي درويش، نجيب ميقاتي، ونقولا نحاس.

وطرحت صفة الاستعجال فسقطت واعيد الاقتراح الى اللجان.

الحريري: "نحن ندرس هذا الموضوع في الحكومة ونرى كيف نعوض لهم من الهيئة العليا للاغاثة.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لاعفاء اولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين اقامات مجاملة من الاستحصال على اجازة عمل المقدم من النواب: علي درويش، نجيب ميقاتي ونقولا نحاس.

اسامة سعد: "كيف عمره 15 سنة ونعطيه اجازة عمل؟.

وجرت مناقشة حول هذا الاقتراح فصدق.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لفرض عقوبات وعدم تطبيق قانون الزامية التعليم في لبنان فاحيل الى اللجان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لمنح حسومات مالية لاخوة واشقاء الطلبة اللبنانيين المسجلين في الجامعة اللبنانية المقدم من النواب: علي درويش، نجيب ميقاتي، ونقولا نحاس فأحيل على اللجان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل المادة 419 من قانون العقوبات المقدم من النائب جورج عقيص فأحيل على اللجان بعدما سقطت صفة الاستعجال.

ثم رفع الرئيس بري الجلسة وتلي محضر الجلسة فصدق واختتمت الجلسة التشريعية.

انتخاب 5 اعضاء للمجلس الدستوري

ثم افتتح الرئيس بري جلسة انتخاب اعضاء المجلس الدستوري وعددهم 5 ينتخبهم المجلس النيابي وتليت المادة الثانية من قانون المجلس الدستوري، واعلن النائبان سامي ونديم الجميل انسحابهما من الجلسة، وشرح الرئيس بري آلية الانتخاب، وطرح الرئيس بري اسماء المرشحين التي توافقت عليهم هيئة مكتب المجلس وهم: عوني رمضان (شيعي)، اكرم بعاصيري (سني)، انطوان بريدي (ارثوذكس)، طنوس مشلب (ماروني)،

ورياض ابو غيدا (درزي)

وبدأت عملية الاقتراع وانتخاب الاعضاء الخمسة لعضوية، ثم بدأت عملية الفرز ففاز كل من: طنوس مشلب 72 صوتا، عوني رمضان 73 صوتا، اكرم بعاصيري 71 صوتا، انطوان بريدي 71 صوتا، رياض ابو غيدا 79 صوتا، ووجدت 7 اوراق بيض وأسماء لمرشحين اخرين.

واعلن الرئيس بري فوز الاسماء الخمسة، ثم رفع الجلسة وتلي المحضر فصدق وكانت الساعة تشير الى الثالثة.

 

تشييع زين الدين في السمقانية ورئيس الجمهورية منحه وساما حسن: إنسانيته عابرة لكل شعور طائفي ابي المنى: ضحى في سبيل ترسيخ المصالحة

وطنية - الأربعاء 26 حزيران 2019

شيعت طائفة الموحدين الدروز ومنطقة الجبل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومؤسسة العرفان التوحيدية، رئيس المؤسسة "الركن العرفاني المتين والوجه المعروفي الامين الشيخ علي اسماعيل زين الدين، في مأتم رسمي وروحي وشعبي مهيب اقيم في باحة المؤسسة في السمقانية الشوف، بمشاركة شخصيات مختلفة عدة، قدمت التعازي الى رئيس التقدمي وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة الادارية للمؤسسة الشيخ نزيه رافع، وامين سر لجنة الاصدقاء الشيخ وجدي ابو حمزة، واسرة العرفان واهل الفقيد.

وقد مثل كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير المهجرين غسان عطالله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور علي رحال، ورئيس الحكومة سعد الحريري النائب السابق الدكتور عمار حوري. وشارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد من المجلس المذهبي ومشايخ الطائفة، وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان قاضي الشرع الشيخ رئيف عبد الله، ووفد من مشايخ جبل العرب ممثلا الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري برئاسة رئيس الدائرة الدينية الشيخ ياسر ابو فخر، ومرجعيات روحية واعيان من الطائفة ابرزهم الشيخ ابو صالح محمد العنداري. وحضر مع رئيس التقدمي وليد جنبلاط وفد ضخم ضم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، ووزيري التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، والصناعة وائل ابو فاعور، والنواب، مروان حمادة، بلال عبد الله، هنري حلو، فيصل الصايغ، والنواب السابقين، انطوان سعد، غازي العريضي، علاء ترو، ايلي عون، والسيدة نورا جنبلاط، وداليا جنبلاط، والسيد جميل بيرم، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، الى جانب عدد كبير من اعضاء مجلس القيادة ونواب الرئيس والمفوضين ووكلاء الداخلية والمعتمدين والفروع الحزبية. كما شارك وفد من القوات اللبنانية ممثلا الدكتور سمير جعجع تقدمه نائب رئيس الهيئة التنفيذية النائب جورج عدوان، وضم، نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، والنائب أنيس نصار، وعدد من منسقي منطقة الجبل والمسؤولين والمحازبين في المنطقة. ووفد من حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب السابق فادي الهبر. والوزير السابق اللواء اشرف ريفي على رأس وفد من منطقة الشمال، والنائب السابق فارس سعيد على رأس وفد، وبسام عبد الملك ممثلا السيد احمد الحريري، ورئيس مؤسسات الرعاية الاجتماعية دار الايتام الاسلامية الوزير السابق خالد قباني، والوزير السابق ابراهيم شمس الدين، ووفد من الجماعة الاسلامية في جبل لبنان، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات على رأس وفد من الحركة.

كذلك شاركت وفود امنية وعسكرية مثل خلالها قائد الجيش العماد جوزيف عون العقيد الركن روبير رزق، وقائد الشرطة القضائية العميد اسامة عبد الملك ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، والعقيد اريج قرضاب ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، والعميد كليمون سعد ممثلا مدير المخابرات طوني منصور، والمقدم زاهر يحيى ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، ورئيس الاركان اللواء الركن امين العرم. وقائمقام الشوف مارلين قهوجي ممثلة محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد.

وحضرت هيئات روحية ومشايخ اعيان في مقدمهم الشيخ ابو مسعود هاني شهيب، والشيخ ابو طاهر ريدان شهيب، والشيخ ابو حمزة نعيم الفقيه، والشيخ غالب الشوفي، والشيخ عادل النمر، والشيخ ماجد ابو سعد، والشيخ مروان فياض، اضافة الى العلامة السيد علي الامين، والمونسنيور مارون كيوان ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، ووفد من مشايخ الافتاء في جبل لبنان ممثلا المفتي محمد علي الجوزو برئاسة محمد هاني الجوزو، وممثل السيد علي فضل الله الشيخ يوسف سبيتي، ووفد من اللقاء الروحي في لبنان ضم رجال دين من الطوائف المسيحية والاسلامية، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وعدد من قضاة المذهب الدرزي ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ومديره العام مازن فياض، والشيخ سليمان شجاع ممثلا خلوات البياضة مع وفد من المشايخ والفاعليات من حاصبيا وامام المسجد الشيخ مسعد نجم، ومسؤولي الخلوات الدينية في الشوف، المشايخ ابو داوود منير القضماني، وابو زين الدين حسن غنام، وابو سليمان سعيد سري الدين، وابو شوقي مهنا البتديني، وابو نعيم محمد حلاوي، اضافة الى وفود من مؤسسة الشيخ ابو حسن عارف حلاوي برئاسة الشيخ حسان حلاوي، ومؤسسة الاشراق برئاسة الدكتور وجدي الجردي، والمؤسسة الصحية للطائفة في عين وزين برئاسة الدكتور زهير العماد، ووفد كبير من جبل العرب، ومن عشائر العرب. الى جانب عدد من الشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والروحية والحزبية ومدراء عامين وموظفين في الفئة الاولى، وقوى امنية وعسكرية، ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير وحشد غفير من رجال الدين والوفود المناطقية المختلفة.

ابي المنى

وخلال التشييع القى امين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ الدكتور سامي ابي المنى كلمة المؤسسة ومما جاء فيها،" هو القدر، لا مفر منه ولا اعتراض عليه، وهو الموت توأم الحياة، خلقهما الله تعالى "ليبلوكم أيكم أحسن عملا"، وهي الدنيا ميدان اختبار وساحة نزال، ونحن في خضمها نواجه الحقيقة كل يوم، فنودع أبا أو أخا أو ابنا أو حبيبا غاليا. وها نحن اليوم نودع رجلا استثنائيا، اختبر الحياة واختبرتْه، فكان سمة بارزة في مجتمع الجبل لا تحذف ولا تلغى من الذاكرة، وعلامة فارقة في تاريخ الطائفة والوطن، لا تزال ولا تنسى مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف، فعنفوان الجبل يرتبط ذكره بذكر الشيخ علي زين الدين، وتاريخ الشيخ علي يلتصق حكما بتاريخ الجبل. الشيخ علي زين الدين يحمل اسمه أكثر من دلالة ومعنى، هو ابن بيت التوحيد والتقوى، لوالد قل أمثاله في مسلك التوحيد، ووالدة فاضلة متحدرة من سلالة مشايخ أجلاء، وهو الصديق الصدوق والوفي لقائد عاش واستشهد وما زال رمزا ومدرسة، وهو الأمين على الأسرار والنهج والمسار، مع الزعامة الجنبلاطية المتجذرة والمتجددة، ولا سيما مع الزعيم وليد جنبلاط، مع ما حفلت به العقود والسنوات من نضال ومواجهات ووقفات شموخ وعنفوان، ومن مآس وهموم وتحديات... وهو الرئيس العرفاني المكرس على مدى ما يقارب النصف قرن من الزمن، بثباته وجرأته، بحبه وأبوته، بجهده وواسع رؤيته، وبعلاقاته الواسعة والعميقة التي تعدت حدود الجبل والطائفة إلى ما هو أرحب وأوجب في بناء الوطن وترسيخ قيم الأخوة والمحبة والتسامح".

وتابع،"فقيدنا الراحل كان معلما في مدرسة الحياة، مثقفا ومثقفا في معاهد الرجولة والكرامة والإباء... كان الملهم والحاضن والمشجع لنا في العرفان، والمتبني لكل خطوة وإنجاز حققناه، يمسك بالأيدي التي تعمل، ويشد العزم إن تراخى ويفرض هيبته هنا وهناك، لا لشيء سوى لأنها العرفان، والعرفان عنده الرسالة والأمانة والسر العميق. شخصية الشيخ علي المميزة والنادرة الوجود في مجتمعنا، بدأت تتبلور منذ أن حكم على الشيخ الشاب بترك مجتمع القرية، ليتسلم مهمة من أصعب المهام، ومسؤولية كانت الضمانة والأساس لانطلاقة العرفان، ولم تكن تلك المسؤولية لتكتسب الأهمية وشيئا من القداسة لديه، لو لم يباركْها شيخنا العلم الجليل المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين والمشايخ الثقات، ولو لم يرعها ذلك الرجل العرفاني والزعيم المعروفي والمفكر الإنساني كمال جنبلاط، فاكتسب بذلك عزما وقوة وإرادة وحبا للتضحية والتحدي ومواجهة الصعاب. يكفيه فخرا وراحة ضمير، أنه كان الأب الحنون والأخ الصديق والرجل الثابت الذي يحسب له حساب، وهو الذي ما كان عنفوانه ليمنع دمعته من أن تتغلغل في داخل قلبه أو تنساب على خديه إذا واجه موقفا روحيا وجدانيا مؤثرا، أو سمع بموقف كرامة ورجولة واعتزاز... وما كانت عاطفته الصادقة تجاه إخوانه وأبناء مجتمعه لتحد من صلابته في مواجهة ما يراه من مواقف ضعف أو عجز أو تخاذل".

واضاف،"هو الذي لم يغلقْ باب مكتبه أمام سائل، ولم يقفلْ باب داره عن طالب مساعدة أو خدمة، بل كان عنوانا للكرم والضيافة واحتضان الناس على مدى خمسين عاما من المسؤولية والعمل في الشأن العام، وقد قصدوه من الجبل وكل الوطن ومن خارج الحدود، فأتعبنا معه وأتعب من حوله، ولكنه لم يتعبْ، وعلمنا كيف يكون العطاء، وكيف تكون المروءة وخدمة المجتمع، وكيف يكون الثبات والصمود. الكلام عنك يطول أيها الركن العرفاني المتين والوجه المعروفي الأمين، وكيف لنا أن نفيك حقك ببضعة أسطر وأنت من كرمت أبناء عشيرتك وأغنيت تاريخهم بمسيرتك... لكننا نرجو الله سبحانه وتعالى صادقين أن يضع ما عملته من خير وما حققته من إنجاز وما قدمته من تضحيات في سبيل مشايخك الأجلاء وإخوانك الموحدين، وفي سبيل وحدة الطائفة والدفاع عن الجبل وعروبته والمساهمة في ترسيخ المصالحة وثوابت العيش المشترك، نرجوه تعالى أن يضع ذلك في ميزان حسناتك لتوازي أضعاف ما جرته عليك الأيام وأيادي السوء من متاعب وإساءات وسيئات، وتعلي منزلتك عند من لا يمكن أن تضيع عنده الحسنات، لقوله تعالى: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" (الفرقان،70). نعم أيها الشيخ الراحل المقدام، حياتك تستحق أن تدرس للأجيال، وقد عشت عمرك مجاهدا مكابدا، وختمته معانيا صابرا، فلك الفضل في ما جاهدت وكابدت، ولك الأجر في ما عانيت وصبرت، وثقْ بأنك كما كنت وفيا ثابتا على نهج العطاء، ستكون العرفان بعدك وفية ثابتة بعونه تعالى، ولن تكون إلا المؤسسة الرسالة التي تخدم مجتمع التوحيد والوطن وتصون التراث".

وختم،"باسم مؤسسة العرفان التوحيدية، باسم هيئتها العامة رئيسا وأعضاء، وباسم رفاق رئيسها الراحل وإخوانه وأهله، نشكر كل من شارك مؤاسيا، وكل من وقف إلى جانب رئيس المؤسسة في مرضه ومعاناته سائلا ومتفقدا، وكل من تحسر وتألم لألمه، كما لرحيله، وفي مقدمة أولئك المخلصين معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط الذي لم يتوان عن المساعدة في أحلك الظروف، ولم يكن إلا وفيا لصداقة الشيخ علي للمختارة وولائه لتاريخها، بل كان عنوانا في الوفاء والرجولة، ومدرسة في الأبوة والأخوة والقيادة الراعية الواعية".

وسام الاستحقاق

بعد ذلك منح رئيس الجمهورية الراحل وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف، وتلا ممثله الوزير عطالله رسالة "التقدير للشيخ علي اسماعيل زين الدين مجللا بعباءة العرفان وعطر العمل الصالح ومحبة من عاشره واحترام اللبنانيين، مخلفا ارثا انسانيا كبيرا ومؤثرا عبر مؤسسة العرفان التوحيدية، يمضي وقد ترك الامانة في ايد امينة، بعدما جاهد واضاء في الحقل الانساني، ناشرا العلم والتربية السليمة عبر مدارس المؤسسة، مساهما في تقديم الدعم الاجتماعي والصحي والتنموي، مؤمنا بان الحفاظ على الاخلاق والفضائل هو من المقدسات.

واضاف،" ايها الراحل الشيخ الجليل في ما نودعك مع عائلتك ومؤسسة العرفان الكريمة والشيوخ الاجلاء، اقف في حضرة غيابك ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي منحك وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف، تقديرا لعطاءاتك المبينة في الحقل الروحي والانساني والاجتماعي، وكلفني فشرفني ان اضعه على نعشك وان انقل تعازيه الحارة الى عائلتك والى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط سائلا الله تعالى ان يتغمد برحمته ولعائلتك الصبر والعزاء.

شيخ العقل

بعد ذلك أم شيخ العقل الشيخ نعيم حسن الصلاة عن روحه ليوارى بعد ذلك في الثرى في منزله بلدة الخريبة الشوف، وتلقى بهذا الخصوص برقيتي تعزية من شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخين يوسف جربوع، وحمود الحناوي، واصدر الشيخ حسن بيانا عن الراحل جاء فيه،" بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. طرحت، في العاميْن 1973 و 1974، أمام كبار من رجالات الموحدين الدروز، مسألة صعبة يمكن تلخيصها بالتالي: كيف يمكن لثقافة الموحدين وتربيتهم التعليمية أن تجد لغتها تجاه العالم المعاصر؟ وكان الجواب ثمرة من فكر الشهيد الكبير كمال بك جنبلاط ومواكبة سماحة الشيخ محمد أبو شقرا، وهو "تأسيس صرح تربوي" باسم "العرفان " . و يعلم الجميع أن المسيرة انطلقت برعاية قيادة حكيمة، ومباركة شيوخ كبار أفاضل، وأنها وجدت قيْدومها، ورجل ميْدانها، ورائد طلائعها في شخص الشيخ علي إسماعيل زين الدين، الذي انطلق، مذاك، في حركة لم تهدأ طيلة أكثر من أربعة عقود، من أجل قيام المؤسسة ونجاحها وتوسيعها وترسيخ رسالتها ووضع مساراتها العملية والمعنوية في خدمة المعروفيين، من أعالي الشوف إلى أقاصي وادي التيْم مرورا بجرد عاليه والغرب الذي يحمل تراث التنوخيين الأثيل، بلا كلل ولا ملل ولا مهادنة ولا تقاعس، مستنزفا نفسه وعمره وكل حياته في الهاجس الذي استهلك منه كل شيء، هاجس أن تبقى الراية مرفوعة خفاقة، راية العلم والتثقيف والتربية والتقدم والنجاح، بل وأيضا راية الكرامة والعنفوان المعروفي الموصول بالأخلاق والشهامة واحترام المكونات الجامعة لمعنى الوطن وعزته واستقراره".

واضاف،" كان الشيخ علي في سباق مع الزمن، لا توقفه موانع العصبيات الفئوية، والحزازات البلدية، والحرتقات الصغيرة، كان أكبر من ذلك كله. كان مفهومه العملي الواقعي للحركة النهضوية يتسع للوطن، وها هي العرفان، لم تكن قلعة شوفية مستأثرة بالخيْر الاجتماعي العام، بل هي بذلت الخيْر في كل أرجاء الوطن، وربما تكون العرفان فريدة في عطائها وبنسبة المساعدات التي تقدمها للأهالي. ومع ذلك، لم تتخلف عن النمو، بل بنتْ الصروح في المناطق المختلفة، بالقوة عينها، وبالتصميم عينه، وبالمحبة عينها. ولد رئيس مؤسسة العرفان وبمساعدة اسرتها ديناميات الإدارة ولم تسعْه المؤسسة إذ كانت حميته واحتدام غيْرته وحماسه للمواقف الشجاعة التي لا تهاب في الصعوبات والمحن شيئا دونه وحفظ الكرامة وصوْن الحمى. وكم له في أقصى الظروف صعوبة ومشقة واشتداد الأزمات من صولات وجوْلات خرج منها برفقة الميامين منتصرين أقوياء لا لنفوسهم بل لخيْر مجتمعهم، نصرة للحق ودفاعا عن الأرض والعرض".

وتابع،"لا بد من تسجيل مدى أصالة مفهومه الوطني، حيث أن الشيخ عليا بعد انتهاء سنوات الحرب، واجه خصوم الأمس باللقاءات وبقوة الإرادة والقلب على تجاوز كل صفحات الماضي فكان له، إلى جانب وليد بك جنبلاط، أسهما كثيرة في تعزيز المصالحة، وترسيخ مصداقية التمسك بها كفعل إيمان بوطننا لبنان. وكان جوالا بزيارات التقارب والتعارف وتبادل الخبز والملح. وكل من يعرفه يعرف بأن إنسانيته عابرة لكل شعور طائفي، وأصدقاؤه من كل الطوائف يعرفوا فيه سجيته الخالية من كل تصنع، والبعيدة عن كل حسابات غير حساب انفتاح القلب على صفحات وطن نريده جميعا وطنا حاضنا للكل بالقيم الإنسانية الرفيعة المخزونة في الأصالة اللبنانية وسجاياها الطيبة التي يعرفها الأناس الطيبون الشرفاء".

وختم،"نقول الآن اختصارا لكلام لا يمكن أن يحيط بحياة طافحة بالعطاء والتضحية، نقول وداعا، وكأني بك أمام رب لا يضيع لديه أمر وهو أرحم الراحمين. نسأله تعالى الشفاعة والرحمة والغفران".

برقيات تعزية

ووصلت الى العرفان برقيات تعزية عدة ابرزها من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين الشيخ موفق طريف، ورئيس لجنة التواصل الوطنية الشيخ عوني خنيفس، وقد اقيم للراحل موقف عزاء بالتزامن في بلدة عسفيا في فلسطين.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 26 و 27 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Political Castration Plague Has Hit The Majority Of Our Lebanese Christian Politicians
 Elias Bejjani/June 25/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/76116/elias-bejjani-political-castration-plague-has-hit-the-majority-of-our-lebanese-christian-politicians/

 

أفرقاء التسوية تناسوا السلاح غير الشرعي وهو لم يعد مادة سياسية أو وطنية بالنسبة لهم

خليل حلو/26 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76151/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d8%a3%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad/

 

 

الفرد رياشي: لبنان وافق على تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي

علاء الخوري/ليبانون ديبايت/الاربعاء 26 حزيران 2019      

http://eliasbejjaninews.com/archives/76153/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%81%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%8a%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

 

A hero is gone: Sheikh Ali Zein el Dine
د. وليد فارس: الموت يغيب البطل اللبناني الشيخ الدرزي علي زين الدين
Dr. Walid Phares/Face Book/June 26/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/76146/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d9%8a%d8%ba%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a/

 

Istanbul's Election Puzzle/ Daniel Pipes/Washington Times/June 26/2019
بقلم دانيال بايبس/واشنطن تايمز/26 حزيران/2019/ترجمة: محمد نجاح حسنين / لغز انتخابات إسطنبول

http://eliasbejjaninews.com/archives/76156/%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8%d8%b3-%d9%84%d8%ba%d8%b2-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%b3%d8%b7%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%84-daniel-pipes-istanb/


Africa: Alarming Rise of Christian Persecution/Uzay Bulut/Gatestone Institute/June 26/2019

الجهاد ضد المسيحيين في أفريقيا/أوزاي بولوت/معهد كايتستون/26 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76163/%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

 

 


 
Will Iran's Attacks on the US and Allies Escalate?
 
د.مجيد رافيزادا/معهد كايتستون/هل ستضرب إيران أميركا وحلفاء إيران سيصعدون؟
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/June 26/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76159/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d8%aa%d8%b6%d8%b1%d8%a8/

 

 https://www.gatestoneinstitute.org/14447/iran-attacks-escalate

 

 

 

Istanbul's Election Puzzle/ Daniel Pipes/Washington Times/June 26/2019
بقلم دانيال بايبس/واشنطن تايمز/26 حزيران/2019/ترجمة: محمد نجاح حسنين / لغز انتخابات إسطنبول

 http://eliasbejjaninews.com/archives/76156/%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8%d8%b3-%d9%84%d8%ba%d8%b2-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d8%b3%d8%b7%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%84-daniel-pipes-istanb/

 

الجهاد ضد المسيحيين في أفريقيا/أوزاي بولوت/معهد كايتستون/26 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76163/%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

 

Africa: Alarming Rise of Christian Persecution/ Uzay Bulut/Gatestone Institute/June 26/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76163/%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84/
 
https://www.gatestoneinstitute.org/14448/africa-christians-persecution