LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نفش ريش سامي الجميل من قبل البعض نكاية بجبران

الياس بجاني/حزب الله والأسد والملالي لاحقين ع السعودية السوريين تا يقتلون

الياس بجاني/لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم وضعهم في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/موقف الفراد الرياشي من ملف بلدية الحدث نموذج على شركات ومافيات أحزابنا أن تتعلم منه الجدية

الياس بجاني/سمير وسامي وقضية بلدة الحدث: موقف اللا موقف تعتير ع الاخر

الياس بجاني/في ذمية أصحاب شركات أحزابنا والنرسيسية: دود خلنا منا وفينا

الياس بجاني/نعم لجورج عون ونعم لقرار بلدية الحدث الكياني والوجودي ونقطة ع السطر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/6/2019

طائرة عسكرية أميركية تحط في رياق

بيان من رابطة أساتذة "اللبنانية": الإضراب مستمر في كل الجامعة

"تويتر" يفيض بالمهاترات بين "المستقبل" و"الاشتراكي"

ابو فاعور يصف العلاقة مع “المستقبل” بانها ليست على ما يرام.. والحريري: ما عارفين شو بدكن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

في سابقة... لبنان يسلم أحد مواطنيه للولايات المتحدة/جواد الصايغ/ايلاف

صفير رئيسـاً بـ"التزكية" لجمعية المصارف

المفارقة اللبنانية: التنافس السلمي مستحيل والحرب مستبعدة/نبيل الخوري/المدن

باسيل كفاضح أسرار السلطة/نذير رضا /المدن

خلافات في الجمارك وفي الحكومة للاستحواذ على "صفقة السكانر"/عزة الحاج حسن/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شهيد و7 مصابين في هجوم إرهابي استهدف مطار أبها

مرشح المعارضة يفوز بإسطنبول:ديموقراطيتنا تميزنا عن دول المنطقة

الهجوم الإرهابي على مطار أبها السعودي أوقع شهيد من الجنسية السورية وإصاب سبعة مدنيين بجراح

رفض عربي واسع لخطة كوشنر الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط ووزراء المالية العرب اتفقوا على تفعيل شبكة أمان بقيمة 100 مليون دولار شهرياً

ترمب يعرض الصداقة على الإيرانيين ويبقي الخيار العسكري على الطاولة

ترامب تراجع عن مهاجمة إيران وضرب أنظمة صواريخها سيبرانياً

بولتون: طهران تجاوزت الحدود وعليها أن لا تخطئ في فهم الحكمة الأميركية على أنها ضعف

الإمارات: الأولوية للحوار ووقف التصعيد لاحتواء التوترات في المنطقة

روحاني يوعز بعدم ختم جوازات المسافرين الأجانب

الغليان الشعبي والتظاهرات يتجددان في البصرة و"الإصلاح"سجل 14 إخفاقاً لحكومة عبدالمهدي وهدد باستجوابه

إسرائيل: مقترح استحداث معبر بين الضفة وغزة غير مناسب

روسيا تبدأ هجوماً على المعارضة السورية في ريف اللاذقية الشمالي وجيش الأسد قتل 9 مدنيين في غارات على إدلب بينهم نساء وأطفال ودفع بتعزيزات إلى حماة

واشنطن تخطط لعقوبات تشل اقتصاد تركيا بسبب صفقة “أس 400” ومواطنو اسطنبول انتخبوا رئيساً لبلديتها والنتائج اختبار لأردوغان

الحكومة الليبية الموقتة تعتزم مقاضاة تركيا بسبب تسليحها “الوفاق”/سلامة بحث مع حفتر في أسباب حرب طرابلس

الغنوشي مرشح “النهضة” في الانتخابات الرئاسية بتونس

ولد الغزواني رئيساً لموريتانيا والمعارضة رفضت النتائج ودعت لاجتماع طارئ

قتل رئيس الأركان الإثيوبي ومسؤولين كبار في انقلاب فاشل بولاية أمهرة الشمالية

“العسكري” يدعو لدمج المبادرة الإثيوبية مع “الإفريقية” والقضاء السوداني يطالب بعودة خدمات "الإنترنت"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أين "راي بان" بشير؟/روني الفا/"ليبانون ديبايت

التسوية اللبنانية وصفقة القرن: أموال العرب ومجد إيران/منير الربيع/المدن

المفارقة اللبنانية: التنافس السلمي مستحيل والحرب مستبعدة/نبيل الخوري/المدن

لبنان... إنقاذ تسوية متخيَّلة/سام منسى/الشرق الأوسط

الإشكالية الإيرانية والخيارات الأميركية ,هل من فارق بين المشكلة والإشكالية/الشرق الأوسط

كيف تتجه إيران نحو التصعيد الأمني ضد دول الخليج/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

إيران ونقطة الضعف لدى ترامب/خيرالله خيرالله/العرب

جنرال العقوبات الاقتصادية/غسان شربل/الشرق الأوسط

باتجاه سقوط محور تركيا وإيران وقطر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ترمب وحلفاء واشنطن ما زالوا قادرين على إيلام إيران/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

أصيلة تطرح سؤال القرن: الديمقراطية المتَّهمة/محمد قواص/العرب

إنسانية ترامب الانتخابية مع إرهاب الملالي/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري معلقا على كوشنير حول صفقة القرن: لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور او شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة

سامي الجميل: جميع من في السلطة حولوا البلد مزرعة واختلفوا على الحصص بعدما تخلوا عن السيادة

قاووق من كونين: اننا اليوم أمام معادلات جديدة فإيران تقود محور المقاومة إلى انتصار هو الأكبر في تاريخ المنطقة

أبو فاعور: العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام

الامن العام دعا الى وقفة عن روح جميع شهداء لبنان في وجه الارهاب واضاءة الشموع في. الطيونة ايلا

الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/:” في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نفش ريش سامي الجميل من قبل البعض نكاية بجبران

الياس بجاني/23 حزيران/2019

نفش ريش سامي الجميل من قبل البعض نكاية بجبران منو حكي جدي..هيدا زجل من نوع المخمس مردود ومردود .. الروابيق بهذا الظرف ما في منون فايده.

 

حزب الله والأسد والملالي لاحقين ع السعودية السوريين تا يقتلون

الياس بجاني/23 حزيران/2019

حزب الله والأسد والملالي لاحقين ع السعودية السوريين تا يقتلون. سوري قُتِّل الآن بقصف الحوثيين لمطار أبها السعودي. بعدون مضيعين طريق القدس.

 

لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم وضعهم في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/23 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76072/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d8%ac/

اليوم المعارك الإعلامية من تخوين وتهديدات هي على أشدها وحامية الوطيس بين شركة حزب السيد وليد جنبلاط، وشركة السيد سعد الحريري مباشرة ومواربة من خلال الشبيبة المقيمين في كل من بيت الوسط وكليمنصو المتخصصين بهذا الفن الردحي والزجلي..

على ماذا هم مختلفون؟

الجواب اللابط للأسف، يقول أنهم يتصارعون على حصص ومغانم، ولا علاقة لخلافهم لا باحتلال حزب الله، ولا بصفقة القرن، ولا بتحرير فلسطين، ولا بالإجرام الأسدي، ولا بالصراع بين أميركا وإيران، ولا بأي شيء خلفيته وطنية ولبنانية.

أمس كانت نفس الحرب، ولنفس الأسباب مشتعلة وهي لا تزال على حالها، وع الأكيد، الأكيد، لن تنتهي، وهي حرب “داحس والغبراء” المارونية، بين الشريك الأول لصاحب شركة حزب التيار، الصهر الغالي، وبين المالك الحصري والأوحد لشركة ما يسمى زوراً حزب القوات اللبنانية.

(تسمى زوراً بهذا الاسم لأن القوات اللبنانية التاريخية براء 100% من كل ما تمثله هذه الشركة وصاحبها)

على ماذا هم مختلفون، وعلى ماذا يتساجلون، ولماذا يهددون ويتوعدون ويزايدون بصور الصلبان والقديسين؟

الجواب ببساطة: على جريمة تقاسم المسيحيين في وظائف الدولة حصصاً ومغانم وأزلام ومحاسيب وقطعان.

أصحاب الشركتين هؤلاء ودون حياء كانت ورقة التفاهم بينهم دونت بحروف يوداصية مبدأ التقاسم “الفريسي” هذا، إلا أنهم وعلى خلفية الطمع الترابي وعشق الأبواب الواسعة اللامحدود نقضوا كل ما جاء في ورقتهم..

وحالهم الشارد هذا يجسده المثل الشعبي الذي يقول: “ما شافوهم وهني عم يسرقوا، ولكن فضحوا حالون وهني عم يتخانقوا على قسمة يلي سرقوه”.

وفي نفس السياق “العكاظي، تندرج مماحكات أصحاب شركتي تيار المستقبل وتيار باسيل والتي فيها الكثير من السسبنس الهوليودي التشويقي حيث تشتعل فجأة وتهدأ أيضاً فجأة.

وفي نفس الإطار بالإمكان وبراحة ضمير ودون أوهام وضع كل عنتريات ومزايدات وهوبرات ومعارك الشيخ سامي االدونكيشوتية وهو المقاص والمبعد مع شركته عن نّعّم المغانم والحصص والمواقع الوظيفية في الدولة.

فالشيخ وهو العارف بأن لا معارضة في ظل الاحتلال، بل مقاومة، هو مستمر ويفاخر بمعارضة هي حقيقة “عورضة” للصهر وللمعرابي لا أكثر ولا أقل.

وإن كان بوتيرة أخف وألطف كذلك هي حال الحروب الإعلامية الموسمية بين سليمان فرنجية والصهر.

وتطول، وتطول وتتنوع الحروب بين أصحاب شركات الأحزاب التعتير ..

وكلها تشتعل وتهدأ على خلفية الأطماع السلطوية وعلى  الجوع العتيق ع أجبان وألبان وعسل السمسرات والحصص والمغانم.

أما أدور الزلم والهوبرجية العكاظيون في كافة الحروب الإعلامية والرديحة وفقط على صفحات وسائل التواصل الإجتماعية من فايسبوك وتويتر ووتس اب وغيرها، فهي نفسها 100% عند كل أصحاب شركات الأحزاب ويمكن اختصارها.. بدور الطبول والصنوج والأبواق لا أكثر ولا أقل .. وكل الشبيبة تتأهب وتستنفر وتتعسكر وتُهيج  بفرمان وبكبسة زر وتهدأ بفرمان وبكبسة زر أيضاً.. وطبي طبتك العافية.

من هو الرابح من كل هذه الحروب الإعلامية والزجلية والردحية والتعموية واللا وطنية، ولماذا يربح؟

الرابح بامتياز هو حزب الله الذي نجح نجاحاً عظيماً في تطبيق سياسة فرق تسد.

الحزب يلهي جميع أصحاب شركات الأحزاب النرسيسيين بصراعات جانبية تافهة على فتات الحصص والمغانم، فيما هو ممسك بكل ما هو استراتجية ومواقع قرار ويقضم البلد ومؤسساته ويدمر كل ما هو لبنان ولبناني بمنهجية ابليسية.

وهنا تكمن خطورة هذا الحزب الإيراني 100%.

وكذلك يكمن سبب نجاح مخططه الملالوي التدميري والإلغائي والإحتلالي.

فهو تفوق في اختراق كل الشرائح اللبنانية عن طريق غالبية أصحاب ووكلاء أحزابها الشركات، وكذلك بواسطة السواد الأعظم من أطقمها السياسية التي لا تجيد غير التجارة، والتي لا ترى غير مصالحها الذاتية، والتي تقيس كل شيء بمسطرة الربح والخسارة الشخصية.

وهو، اي حزب الله اللاهي، قد أقام بداخل كل شريحة مجموعة من السياسيين والإعلاميين والانتهازيين والطرواديين تعمل بغباء وعلى خلفية المفهوم السادي والطروادي، تعمل بجحود وعمى بصر وبصيرة في خدمة مشروعه الملالوي.

من هنا فإن الهدف الأوحد لكل الحروب الردحية والإعلامية بين أصحاب شركات الأحزاب وأطقم السياسيين التعتير هو التعمية على واقع احتلال حزب الله للبنان.. ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

موقف الفراد الرياشي من ملف بلدية الحدث نموذج على شركات ومافيات أحزابنا أن تتعلم منه الجدية

الياس بجاني/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76037/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%a8%d9%84%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab/

موقف السيد الفراد الرياشي الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية من ملف بلدية الحدث (البيان مرفق في أسفل الصفحة) واضح وجدي لأنه بصدق وبشجاعة وبمنطق يشخص المرض ويعطي الحل. أما جبن وطروادية وذمية أصحاب شركات أحزابنا المارونية تحديداً الذين بلعوا ألسنتهم فعار ما بعده عار وهو تصرف يبينهم على حقيقتهم النتنة والمنافقة والتجارية والإسخريوتية..

بلعوا ألسنتهم ولم يكتفوا بهذا العار الوطني والإيماني الذي هو اللاموقف، بل راحوا يجلدون رئيس بلدية الحدث ويبشرون بالعفة والوطنية والانفتاح وهم قمة في الانغلاق والأنانية والوصولية.

ورغم معارضتنا لكل مواقف وخيارات الجنرال عون وحزبه منذ ورقة تفاهمه مع حزب الله سنة 2006، إلا أن موقفه وموقف حزبه بخصوص ما جرى وما يجري في بلدة الحدث كان واضحاً وحاسماً ويستحق التقدير والاحترام.

يبقى أن المطلوب من الأحرار من أهلنا في الوطن الأم المحتل وكذلك في بلاد الانتشار هجر وعزل كل الأحزاب المافيات والشركات والتمحور حول قادة وسياسيين وتجمعات من الشرفاء والأحرار الذين يشهدون للحقيقة وليست أولويتهم لا كرسي ولا ثروة ولا موقع ولا تحركهم مركبات الحقد أو عاهات التشاطر والتذاكي، بل قيم وواجبات خدمة الناس والوطن بتواضع وتفاني بعيداً عن الذمية والتقية والإسخريوتية والشخصنة.

كما أن ما جرى في بلدة الحدث كشف حتى التعري الكامل تصحر وعقم وعبودية الناشطين والإعلاميين والتمجعات السياسية من الموارنة تحديداً المتلحفين نفاقاً الهوية العربية والذين يتقزز من ذميتهم العرب أنفسهم لأن المتلون لا أحد يحترمة. هؤلاء عجزوا عن أخد أي موقف واضح من بلدية الحدث وهم إما بلعوا ألسنتهم أو كتبوا كلاماً تويترياً مبهماً لا موقفاً واضحاً فيه، بل هرب وتبرير مرّضي مخجل ومكشوف.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

سمير وسامي وقضية بلدة الحدث: موقف اللا موقف تعتير ع الاخر

الياس بجاني/21 حزيران/209

دخلكون سامي وسمير هني خارج لبنان بشي رحلة استجمام؟.ما سمعنا صوتون بقضية الحدث! حدا قلنا هني ما خصون لأنو رئيس البلدية عوني..تعتير

 

في ذمية أصحاب شركات أحزابنا والنرسيسية: دود خلنا منا وفينا

الياس بجاني/21 حزيران/209

من مراقبتي بحزن لما يجري وللمواقف من ملف الحدث ولذمية أصحاب شركات احزابنا المارونية المنافقين والترابيين بالمفهوم الإنجيلي بت أكثر من أي يوم مضى على قناعة بأن مشكلتنا هي مع نرسيسية وجحود وقلة إيمان وخور رجاء غالبية اصحاب هذه الأحزاب الذميين الذين يقيسون كل شيء على قياس هوسهم بالكراسي والنفوذ والمنافع الذاتية. يعني دود خلنا منا وفيا.

 

نعم لجورج عون ونعم لقرار بلدية الحدث الكياني والوجودي ونقطة ع السطر

من دون المسيحيين ودورهم الفاعل بالتأكيد سوف يُصحر ويُجر هذا لبنان إلى القرون الحجرية كباقي دول المنطقة.

الياس بجاني/21 حزيران/209

http://eliasbejjaninews.com/archives/75989/75989/

لن نضيع لا وقتنا ولا جهدنا بالرد على كثر من أهلنا المسيحيين مواطنين ونواب وسياسيين وحزبيين واعلاميين الذين خونوا وأهانوا وكفروا رئيس بلدية الحدث الأستاذ جورج عون وأتحفونا بمعلقاتهم الستالينية واليسارية والشعبوية البالية والبائدة لأنهم ذميون بامتياز وقليلو إيمان وخائبو رجاء.

ردنا وبكل احترام ومحبة هو على كل إخواننا وأحبائنا من غير المسيحيين الذين هاجموا قرار بلدية الحدث ولم يعجبهم، بل استغربوا وتفاجئوا في ما جاء في مقالتنا يوم أمس والتي شرحنا من خلالها ومن خلال عدة ملاحظات تبعتها مخاوفنا نحن المسيحيين الوجودية والكيانية في لبنان، وأيدنا 100% قرار البلدية وموقف رئيسها الشجاع المتعلق بشؤون البلدة بعد أن أصبح 60% من أراضيها ملك لغيرهم من غير دينهم.

بصدق وبجرأة ودون مسايرة لأحد نقول ودون قفازات بأن كل لبناني أو غير لبناني مسلم يتهم المسيحيين في لبنان (وتحديداً الموارنة منهم) أو في أي دولة عربية أو أسلامية بأنهم طائفيون وعنصريون وانعزاليون فهو والله يعتدي على الحق وعلى الحقيقة ويحمل وجدانه وضميره رزم ثقيلة من التجني الظالم والأخطاء والخطايا.

بربكم هل انتم تصدقون نفسكم عندما تقولون بأن رئيس بلدية الحدث عنصري وطائفي وهو الذي يحاول بصدق وإيمان أن يحمي بلدته وأهله ليحافظوا على وجودهم وهويتهم ونمط حياتهم ومعتقدهم؟

وهل انتم مدركون وتعرفون أخبار الانتصارات والغزوات العظيمة في تفجير الكنائس وذبح الأقباط وسبي نسائهم في مصر؟

وهل وصلتكم أخبار فظائع داعش وأخواتها في العراق وسوريا والعراق والسودان ونيجر واندونيسيا وباقي ساحات الجهاد ضد المسيحيين؟

وهل تدركون بأن بلد المسيح لم يعد فيه من المسيحيين سوى أعداد خجولة؟

وهل انتم على اطلاع على تاريخ المجازر التي ارتكبت بحق المسيحيين اللبنانيين في القاع والشوف والبقاع والدامور والشمال وفي عشرات من ساحات جهاد شرائح من اللبنانيين والفلسطينيين المحررين والممانعين الصناديد بعد ضلوا عن طريق القدس ورأوها بغباء وكفر في جونية وفي غيرها من البلدات المسيحية؟

خافوا ربكم ويوم حسابه الأخير، وحقيقة وانصافاً لأهلكم وإخوانكم المسيحيين في لبنان فإنه واجبكم الوطني والأخوي انتم إخواننا كمسلمين لبنانيين أن تتفهموا خلفية قرار بلدية الحدث الموجود والمنفذ منذ 10 سنوات وأن تقفوا بشجاعة وصدق مع رئيس البلدية وتساندوا قراره المحق هذا.

فهو لم يعتدي على أحد، ولا قام بغزوة أي منطقة.

هو فقط يحمي ناسه وبلدته.

وأن نسيتم وتجبرتهم وتجنيتهم واتهمتهم، فهل تنسون الغزوة الأخيرة التي قام بها السنة الماضية خيالة الأستاذ بري لبلدة الحدث ولمركز الشالوحي، فيما كانت الدولة وقواها الأمنية متفرجة وعاجزة عن حماية البلدة وأهلها.

خافوا الله في مواقفكم من الأمر هذا، وضعوا المسيحيين في قلوبكم، وردوا عنهم وأحموهم برموش عيونكم.

لأن باقتلاعهم من لبنان، أو بتهميش دورهم، أو بتحويلهم إلى أهل ذمة، فسوف تكونون انتم أول الخاسرين لوطن لولا المسيحيين ما كان وجد ولا تميز ولا عّرف الحرية.

ومن دون المسيحيين ودورهم الفاعل بالتأكيد سوف يُصحر ويُجر هذا لبنان إلى القرون الحجرية كباقي دول المنطقة.

وبدون المسيحيين سوف يختفي كلياً كبلد تعايش واختلاط حضاري وثقافي ونموذج للعالم كله.

باختصار، فإن حق الآخر كائن من كان عندما يكون وسيلة أو طريقة أو نهج لإلغاء حقي أنا المسيحي اللبناني بالوجود والهوية والحرية، وحجة لاقتلاعي من أرضي فأنا ضده.

يبقى بأننا وغيرنا كثر لم نستغرب بلع غالبية أصحاب شركات أحزابنا المسيحية واطاقمنا السياسية ألسنتهم وعدم مساندتهم بلدية الحدث، فعن تعتير وذمية ونرسيسية هؤلاء حدث ولا حرج.

ونعم لجورج عون، ونعم لقراره الكياني والوجودي، ونقطة ع السطر

*الصورة المرفقة هي لرئيس بلدية الحدث جورج عون

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بنفس المستوى للحماوة المرتفعة في الخليج، بحرا وجوا وبرا، في سلم قياس حرارة المناخ، ومنازعة في سلم المشادة الايرانية- الأميركية، وخبثا في مندرجات ما يسمى "صفقة القرن"، بدءا من انعقاد مؤتمر البحرين كمرحلة أولى من صفقة تصفية القضية الفلسطينية: على هذه الدرجة من هذه المستويات الساخنة، صدر اليوم رد واضح وسديد من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بأن لبنان لن يكون شريكا ببيع فلسطين، لا بثلاثين من الفضة ولا بأي ثمن.

في الغضون، اشتعلت لا بل التهبت المواقف التويترية المتوترة والمتواترة والمتساجلة، بين الرئيس الحريري و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وفي كل الاتجاهات وبمختلف عيارات العبارات، وإن كان أساسها ربما موضوع التعيينات، في وقت كان ينتظر أن تنشط الحركة السياسية المحلية مطلع الأسبوع في أكثر من اتجاه: فرئيس الحكومة سعد الحريري يعود إلى بيروت في خلال ساعات، ومجلس الوزراء سيعقد جلسة، فيما انعقاد الجلسة الثانية التي قد تدرج فيها التعيينات المتعلقة بالمجلس الدستوري، بات رهن تداعيات السجالات أو نتائج المعالجات ذات الصلة.

توازيا، تكثف لجنة المال اجتماعاتها لمتابعة وإكمال مناقشة الموازنة، ويتخللها جلسة تشريعية يوم الأربعاء المقبل.

وفي الأجندة الدولية هذا الأسبوع ثلاث محطات بارزة هي:

- لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، على هامش اجتماع مجموعة العشرين في اليابان. ولقد لفت ما كشفه ترامب عصر اليوم لل "إن. بي. سي" مفرملا الاندفاعة الحربية، بالقول: إنه لم يبعث برسالة إلى طهران لتحذيرها من هجوم، ومؤكدا عدم سعيه للحرب معها. وبعد المقابلة غرد بأنه لم يتراجع عن ضربة عسكرية بل أوقف تنفيذها في الوقت الحالي.

- الاجتماع الأمني الثنائي في القدس الغربية المحتلة بين رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي جون بولتن، ومسؤول الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، قبل أن يتحول ثلاثيا بانضمام مدير المكتب القومي الإسرائيلي.

- أما ثالث المحطات، وكما ذكرنا، فهي في البحرين حيث تعقد القمة الاقتصادية التي تعتبر بداية لترتيبات سياسية آتية في المنطقة، تتصل ب"صفقة القرن" وما يختص بالقضية المحورية العربية الفلسطينية، واستطرادا من أجل تصفيتها عبر منطوق "المال مقابل السلام"، والذي يطيح حتى المبدأ المرن السابق الذي قبل به العرب: الأرض في مقابل السلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هي الطلقة الأولى من سلاح الموقف، وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قلب ما يسمى ب"صفقة القرن"، بإنتظار موقف لبناني رسمي جامع وموحد.

هي الصفعة الأولى للصفقة التي يروج جاريد كوشنير لها كفرصة خلال هذا القرن. هي صرخة برية في برية العالم، بأن قضية العرب والمسلمين الأولى "مش للبيع"، وهي أقوى من محاولة اغتيالها بسلاح المال.

هي "لا" مدوية في وجه كل المستثمرين على حساب قضية فلسطين، وحقوق شعبها بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

هي كلمة حق في وجه سمسار جائر، لكي لا يفسر الصمت الرسمي اللبناني قبولا بالعرض المسموم.

شرف القدس لا يباع، وكرامة لبنان من كرامة فلسطين، وكل براميل النفط والمال وتريليونات ترامب، لن تغير قيد أنملة من الثوابت اللبنانية وفي مقدمتها رفض التوطين.

واهم من يظن أنه قد يغري لبنان، الذي يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، بملياراته. فكل أموال الأرض لا تشتري ميلمترا واحدا من فلسطين التي باركها الله ورسله، وأرض الجنوب تشهد.

موقف الرئيس بري لقي ترحيبا كبيرا لدى أبناء الشعب الفلسطيني، والـ NBN رصدت ذلك خلال جولة في المخيمات. السفير أشرف دبور نوه خلال اتصال مع الـ NBN بما صدر عن رئيس المجلس، فيما دعت حركة "حماس" الزعماء العرب إلى إطلاق مواقف مشابهة، مشيدة بالموقف المشرف للرئيس بري.

وفي السرب نفسه، غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، مستعينا بقول الشاعر: "بسيفك أم بسيف الإنكليزي دخلت بلاد الشام Easy".

على المسار الأميركي- الإيراني، لا حرب لكن لا مفاوضات حتى إشعار آخر. دونالد ترامب الذي بدا مكبل اليدين أمام واقعة اسقاط الطائرة الأميركية، يحاول قدر الإمكان رد الاعتبار إلى مكانته، يبرر تراجعه فيقع في تناقضات واضحة، فمن جهة يقول إنه لم يلغ الضربة العسكرية بل أوقف تنفيذها حاليا. ومن جهة يكيل المديح لإيران لعدم اسقاطها الطائرة الثانية، واصفا تصرفها بأنه حكيم وهو يثمنه.

محاولات نزول ترامب عن الشجرة، كانت بريطانيا أول من تناغم معها، فأرسلت وزيرها المتخصص بشؤون الشرق الأوسط إلى طهران، حيث باشر لقاءاته هناك وسيطا.

محليا، لا مستجدات لافتة اليوم، بانتظار أسبوع حافل يفترض أن يشهد جلسة تشريعية لمجلس النواب، واجتماعا أو اثنين لمجلس الوزراء. وتستكمل خلاله لجنة المال درس مشروع الموازنة. كما توصد فيه كليات الجامعة اللبنانية أبوابها أمام الثمانين ألف طالب، بعد قرار مجلس المندوبين.

واليوم عاد السجال بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" ورئيس الحكومة سعد الحريري. وزير الصناعة وائل أبو فاعور فتح "الردة" فرد عليه الحريري: "مش عارفين شو بدكم... لما تعرفوا خبروني"، لتتوالى التغريدات المتبادلة بين الطرفين، والتي استعملت فيها مختلف المصطلحات من بدنا رئيس حكومة إلى نكتة اليوم وإنفقست بيضة القبان، بمشاركة نواب وحزبيين من "الاشتراكي" و"المستقبل".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ماذا يريد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري؟، وما هي مطالب جنبلاط إن وجدت؟، وهل هذه المطالب عند الرئيس الحريري، وهل بات جنبلاط اكثر حرصا من سعد الحريري على اتفاق الطائف الذي حماه برموش عيونه؟.

سعد الحريري قالها بوضوح: عندما يعرف الأخوة في "التقدمي الاشتراكي" ماذا يريدون خبروني. ومرد كلام الحريري جاء بعد حملات ليلية ونهارية ثم سحبها والاعتذار ثم استئنافها.

لكن ما بات على جنبلاط أن يدركه أن ما قبل المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري غير ما بعده، وهذا كلام موجه للجميع.

وما هو الداعي لكل تلك التغريدات التي يطلقها يوميا، ويوجه من خلالها السهام للرئيس الحريري وتيار "المستقبل"؟، وهل يصح أن يتم القفز فوق العلاقات التاريخية، وفوق المصير المشترك الذي يجمع بين الحزبين والقيادتين، بدعوى الاعتراض على تسوية كانوا جزءا منها، وروجوا لها وقدموا من خلالها الهدايا السياسية بكل الاتجاهات؟.

أما إقليميا، فان واشنطن تستعد غدا الإثنين لفرض عقوبات جديدة على طهران، بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بناء على طلب الولايات المتحدة الأميركية، لبحث التصعيد الايراني في منطقة الخليج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على شفا يومين تقف فلسطين عند منعطف خطر، شعبها كما مقاومتها أعدوا العدة للمواجهة، بالموقف الصارخ ابتداء ولا استبعاد لخيار المقاومة.

في لبنان، بيروت تلازم القدس في وجدانها، وهي المتسلحة بتاريخ انتصارات عظيمة، وخبرة كبيرة في اسقاط صفقات العار.

أما في البحرين، فلن تنام عيون الشرفاء عما يجري على أرض منامتها، ولن يغفر الأحرار هناك لكل من يرتكب أخطر جرائم العصر حيث تباع فلسطين بحفنة مليارات ورزمة أوهام.

وحتى لا يفسر البعض تأخر موقف لبنان الرسمي قبولا للعرض الأميركي المسموم، خاطب رئيس مجلس النواب نبيه كوشنير بالمباشر: لبنان واللبنانيون لن يكونوا شهود زور أو شركاء ببيع فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد بثلاثين من الفضة، ويخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بالمليارات يمكن ان يغري اللبنانيين لفرض التوطين.

أمام هذه التطورات والتحديات المتسارعة، على اللبنانيين التحلي بالكثير من الوعي منعا لإمرار صفقات العار بالضغط والنار. وبدرجة أكبر يصبح الحذر الوطني مطلوبا، وكذلك عدم الانغماس بالأزمات الداخلية ولا بالسجالات ال"تويترية" أمام التطورات الاقليمية، ومحاولات الاغراء بالمليارات التي لن تسمح الشعوب المقاومة أن يقدم الشعب الفلسطيني على أنه شعب فقير يحتاج إلى التنمية، وفق رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى لحظة إعداد هذه النشرة، وقبل أن يتوجه النائب السابق وليد جنبلاط إلى الرفاق والمناصرين مطالبا إياهم "بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية"، كانت بورصة السجال ال"تويتري" بين تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" قد رست على حوالى عشرين تغريدة متداخلة، بينها وصف رئيس الحكومة حديث "الاشتراكي" عن الوفاء بالنكتة. عدا الردود والتعليقات، إضافة إلى أكثر من like، أبرزها من أحمد الحريري لوئام وهاب الذي دخل بقوة على الخط، ووابل من الemoticons، اكثرها تعبيرا "مقلاية بيض" أرفقها الأمين العام لتيار "المستقبل" بعبارة "بيضة القبان انفقست".

السبب المعلن للخلاف، موضوع الطائف وصلاحيات رئيس الحكومة، أما في الخفاء فالمسألة "زاروبين وحي" كما ألمح أحمد الحريري في إحدى تغريداته، ليختصر وهاب المشهد من وجهة نظره قائلا: "‏يا شيخ سعد، الوحيد اللي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك الله يرحمو... كان عندو الدوا... هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران فبدك تتحمل".

لكن، إذا كان "تويتر" مسليا في يوم العطلة ويستوجب صدرا واسعا، كما قال وهاب، فأزمات البلد وهموم الناس ليست كذلك، وهي أكثر من أن تعد أو تحصى. وهي تتطلب جدية وحزما ورؤية، وهي ثلاثية تفتقدها الطبقة السياسية في أكثر مكوناتها، علما أن السجال المستجد حجب الأنظار عن محاولة جديدة لضرب الصورة الوطنية ل"التيار الوطني الحر"، حطت رحالها هذه المرة في بعلبك- الهرمل بعد البقاع الغربي، لكن الوزير جبران باسيل سارع إلى قطع الطريق على المحرضين خلال لقاء في اطار جولته أمس، قائلا بالحرف: "رح هينلكن ياها... يللي مش قادر يتحمل إنو هالبلد بدو يضل متنوع وبدنا نحافظ عالمسيحيين فيه... ما يتحمل.. متل ما أنا بدي واجه كل العالم كرمال شريكي يبقى بهيدا الوطن، شريكي كمان بدو يوقف معي حتى ابقى أنا كمان بهيدا الوطن... وخلصت".

قبل خمسة وثلاثين عاما في مثل هذا اليوم، في 23 حزيران 1984، تولى العماد ميشال عون قيادة سفينة الجيش اللبناني، الذي لا يمكن أن يفصل بينه وبين "التيار الوطني الحر" أي مزايد، كما قال رئيس "التيار" أمس. ومنذ أيام، شبه الرئيس ميشال عون الوضع في لبنان سابقا بوضع "سفينة تايتانيك التي كانت تغرق ببطء، فيما ركابها يرقصون في صالوناتها غير مدركين للخطر الملم بها، إلى أن كانت الكارثة".

اليوم، قائد سفينة الجيش منذ عام 1984 هو قائد سفينة الوطن، لذلك، مهما رقص الراقصون، أو غرد المغردون، السفينة إلى بر الامان، ولن تكون "تايتانيك" لبنانية بعد اليوم... وخلصت!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أخيرا عرف المبلغ المرصود للبنان في حال سار ب"صفقة القرن". مهندس الصفقة جاريد كوشنير خصص 6 مليارات دولار أميركي لتطوير البنية التحتية اللبنانية، في حال سلم الفلسطينيون الموجودون على أرضه بالبقاء في لبنان، وفي حال رضخ المسؤولون اللبنانيون لذلك.

إذن "صفقة القرن" التي كانت قبل أشهر مجرد شعار ومجرد مخطط نظري، تتحول شيئا فشيئا واقعا ملموسا. ففي الأسبوع الطالع ينعقد في البحرين مؤتمر يضم عددا من الدول العربية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك للبحث في الشق الاقتصادي لصفقة العصر، والذي يشمل الضفة الغربية وبعض دول الجوار.

طبعا لبنان لن يشارك في المؤتمر المذكور، لكن الموقف السلبي لا يكفي، ففي مواجهة توطين يتحول شيئا فشيئا واقعا، ماذا تفعل الحكومة اللبنانية؟، أين الديبلوماسية اللبنانية مما جرى ويجري؟، أين الاستنهاض اللبناني للمجتمعين العربي والدولي؟، والأهم هل بإطلاق رصاصة الرحمة على مشروع الدولة في لبنان، وبأيدي المسؤولين اللبنانيين بالذات يمكن محاربة التوطين؟.

واغتيال الدولة على يد المسؤولين اللبنانيين يتجلى اليوم بعدة أوجه، فالسجال ال"تويتري" بين الرئيس سعد الحريري وعدد من المسؤولين في "الحزب التقدمي الإشتراكي"، يدل كم أننا كلبنانيين مشغولون بالتفاصيل والقشور والمناكفات، فيما المطلوب منا كثير ومهم وخطير.

كما أن الفضائح تتوالى بلا حسيب ورقيب، وأكثرها وضوحا وسماجة، استمرار مسلسل الهدر والأموال الضائعة، من خلال اللجنة المؤقتة لمرفأ بيروت. ويكتمل المسلسل اللبناني الأسود مع تكشفه ال"أم تي في" اليوم عن وجود نازحين سوريين في لبنان لا يحملون من النزوح إلا الاسم، فهم يستثمرون ويتاجرون، وفي الوقت عينه يتنعمون بمساعدات الجمعيات التي تعنى بالنزوح.

إنه العجز على الطريقة اللبنانية، وإنه الاهتراء على الطريقة اللبنانية، بل إنه الفساد على الطريقة اللبنانية، فهل بالعجز والاهتراء والفساد يمكن للحكومة اللبنانية أن تحارب المخطط الأميركي، العربي والأممي لتوطين الفلسطينين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

شكرا "تويتر"، فلولاه كيف كان الرأي العام سيكتشف ببساطة وبسرعة قياسية "القلوب الملآنة" بين الحريري وجنبلاط وبين "المستقبل" و"الإشتراكي"؟. وصل التغريد عند الحريري بأن يقول لجنبلاط: "نكتة اليوم إنو الإشتراكي عم يحكي بالوفا". هكذا بلغ الدرك برئيس الحكومة أن "ينكت" على وضع مأسوي لا يحتمل التنكيت.

ووصل التغريد بأحمد الحريري أن يقول لجنبلاط: "بيضة القبان إنفقست"، في تذكير بما كان جنبلاط يوصف به بأنه بيضة القبان.

ووصل التغريد بالقيادي في "الإشتراكي" رامي الريس أن يقول للرئيس الحريري: "بدنا رئيس حكومة"، في رد على تغريدة للحريري بأن "الإشتراكي" لم يعد يعرف ماذا يريد".

ووصل التغريد بأحمد الحريري بأن وضع "ريتويت" لتغريدة لوئام وهاب قال فيها: "يا شيخ سعد الوحيد إللي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك الله يرحمو كان عندو الدوا هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران بدك تتحمل". في إشارة إلى أن جنبلاط يريد مالا، والمال غير متوافر. لكن قمة المأساة- الملهاة أن يقول وهاب للحريري: "يا شيخ سعد ما حدا عبيرمي الزيت عالنار بس يوم عطلة وعمنتسلى خلي صدرك واسع".

روحية كل ما تقدم أن المختارة تتهم "بيت الوسط" بأن الحريري لا يمارس دوره كرئيس حكومة، وهي النغمة التي سبق أن صدرت من "رصيف بيت الوسط" ثم توسعت. وفي المقابل يتهم "بيت الوسط" المختارة بقلة الوفاء، وبأنها لم تعد بيضة القبان.

لكن أبعد من "التغريد يوم الأحد"، فإن العلاقة بين الحريري وجنبلاط وصلت إلى مرحلة من السلبية، لم تعد تنفع معها زيارة أبو فاعور إلى "بيت الوسط" أو غطاس خوري إلى كليمنصو. إنها مسألة خيارات تبدأ بقانون الانتخابات وتنتهي بالتعيينات وتمر بالمشاريع في الجبل وبالخدمات. وكأن جنبلاط بدأ يشعر بأن موقعه في "بيت الوسط" لم يعد وفق ما كان في السابق، وبأنه بات شبه معزول أو شبه مطوق، فكيف سيفك العزلة؟، وما هي الخيارات المتاحة؟.

في انتظار الجواب، فإن كرة نار أضيفت إلى السجالات، فبعد خطوة المدير العام للجمارك بإرسال لائحة الناجحين إلى المجلس الأعلى للجمارك، على رغم اعتراض الرئيس الحريري وإبلاغه موقفا قاسيا إلى من يعنيه الأمر حيال هذه الخطوة، جاء موقف البطريرك الراعي اليوم ليصب في خانة تحقيق التوازن، فقال في عظته: "على السلطة الدستورية إجراء التعيينات على أنواعها بروح الميثاق الوطني وقاعدة المشاركة بالمناصفة والتوازن بين المسيحيين والمسلمين، على قاعدة الكفاءة والنظافة وفقا للأصول المتبعة أساسا".

تحدث كل هذه التطورات، في وقت بدأ لبنان يستكشف بنود "صفقة القرن"، ولاسيما في الشق المتعلق بلبنان وتبعات الملف الفلسطيني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إنتظرناها حربا من ترامب على إيران، فجاءت على محور جنبلاط- الحريري. لكن لا ترامب كان صادقا في حربه، ولا الثنائي "مستقبل"- "اشتراكي" لديه سلاح قتال، ما خلا "قوس ونشاب التويتر".

في المعطى الأميركي- الإيراني، فإن كل ما هدد به ترامب لم يتعد الضربة الإلكترونية للحاسوب الفارسي، قبل أن يعد الجمهورية الإسلامية "بالمن والسلوى" إذا تخلت عن برنامجها النووي.

وفي المعطيات اللبنانية، فإن مقالا في جريدة "الشرق الأوسط" السعودية كان وقودا استعرت تحته نار العالم الافتراضي، وفيها يتحدث مصدر نيابي "اشتراكي" عن صفقات لإقصاء جنبلاط عن التعيينات. ولأن لكل مقال مقاما سياسيا، فقد أسهم وزير الصناعة وائل أبو فاعور بصناعة الخبر الأول عن الخلاف، معلنا أن العلاقة بين "الاشتراكي" و"المستقبل" ليست على ما يرام. وفي لحظة تخل تحول رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قناص على "تويتر"، متوجها إلى "الاشتراكيين" بالقول: "مش عارفين شو بدكن، لما تعرفوا خبروني"، وهو رمى بنكتة الموسم و"قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفا".

وبعد تسجيل حالات إسهال وسيلان افتراضية من الطرفين، قرر وليد جنبلاط تجميد مفعول رخص التصاريح، طالبا إلى الرفاق والمناصرين عدم الوقوع في فخ الردود العلنية. وتبيانا لحقيقة الخلاف بين "المستقبل" و"الاشتراكي"، وحتى لا يضيع الجمهور في بحر الأسباب، فإن كل المسألة وما فيها تكمن في نزول وليد جنبلاط عن القبان السياسي، فهو فقد دور "البيضة" وتعطل القبان.

وجد زعيم "التقدمي" أن الأمور السياسية تجري من تحت ميزانه. وأن الحريري- باسيل يسويان القرارات من دونه، وبتهميش لدوره، ولم يعد جنبلاط جزءا منها ولم يسعفه الرئيس نبيه بري شريك العمر، الذي حيد نفسه مرحليا، وانهمك بتطويق "حزب الله" دوليا، وأهمل مطالب الرفيق التاريخي.

هذه هي حدود الاشتباك، والتي انتهت بتغريدة وقف إطلاق النار، وبتوصيف شبه دقيق للأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري الذي اكتفى بالقول "بيضة القبان إنفقست".

وبتفقيس للبيض الإداري، سجلت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق، سابقة هي الأولى بين الوزارات والإدارات، عندما امتثلت إلى قرارات وقف التكليف والتعيين في الوزارة بعد تاريخ الواحد والعشرين من آب 2017، لتكون شدياق امرأة بثلاثين وزيرا لم يقرروا بعد مصير الزبائنية السياسية التي دخلت إداراتهم كتنفعيات سياسية لزوم الانتخابات. لكن يبقى أن تستكمل شدياق خطوتها بطلب محاسبة الوزيرة السابقة التي خالفت القانون.

وفي سابقة عربية خليجية، نزلت السيوف من أغمادها، واحتكمت المواقف إلى الديبلوماسية والهدوء، بعد أن قرر ترامب التراجع عن ضربة لم تكن في باله من أصلها. وفي تغريدة لافتة أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن التوتر القائم في المنطقة لا يمكن معالجته إلا بالوسائل السياسية. وهذه الوسائل سيبت بها ترامب، بعد ان ينتهي من لعبة "الغولف" في منتجع كمب ديفيد.

 

طائرة عسكرية أميركية تحط في رياق

جنوبية/الاحد 23 حزيران 2019/حطت طائرة شحن أميركية تابعة للجيش الأميركي في مطار رياق في البقاع الاوسط، وفق ما أفاد موقع VDL News. يُشار الى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحط فيها طائرة من هذا النوع في مطار رياق.

 

بيان من رابطة أساتذة "اللبنانية": الإضراب مستمر في كل الجامعة

المدن/الإثنين 24/06/2019

بيان صادر عن رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، يوسف ضاهر: تلتزم الهيئة التنفيذية بقرار مجلس المندوبين الذي نقض قرارها بالوقف المؤقت للإضراب. وبالتالي، فإن الاستمرار بالإضراب يصبح هو القرار الساري المفعول تلقائياً وهو ملزم قانوناً للهيئة التنفيذية. وعليه، فإن يوم الإثنين هو يوم إضراب في كل الجامعة اللبنانية. ولا قيمة قانونية وإجرائية لأي جهة، من خارج مكونات الرابطة، تصدر بياناً بهذا الشأن، مخالفاً للقرار أو مزكياً له. الرجاء، الالتزام بالإضراب وبكل قرارات الرابطة.

 

"تويتر" يفيض بالمهاترات بين "المستقبل" و"الاشتراكي"

المدن - لبنان | الأحد 23/06/2019

أشعل تصريح من وزير الصناعة وائل أبو فاعور، من جديد، جبهة "تويترية" وتراشقاً إعلاميّاً، واتهامات متبادلة بين الحزب التقدميّ الاشتراكيّ وتيار المستقبل على خلفيّة التعيينات الإدارية المرتقبة. فبعدما اعتبر الوزير "الاشتراكي" أبو فاعور أن "العلاقة مع المستقبل ليست على ما يرام"، ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر"، قائلاً: "مشكلتكم يا أخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم. لما تعرفوا خبروني". فسارع النائب بلال عبدالله إلى الردّ الحريري مغرّداً: "مشكلتنا معك دولة الرئيس للأسف، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد. وبماذا تفرط، خاصة بشيء ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لإضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر". وأضاف: "ليتك ترد بهذه الطريقة على من يقضم صلاحيات موقعك كل يوم، إلا إذا كانت إحدى شروط صفقة الكهرباء، التي وضعتم بصماتها الأسبوع المنصرم في اليونان، تتطلب انسحابكم من تاريخكم وإرثكم وحلفائكم". عضو كتلة "المستقبل" النيابية، النائب محمد الحجار، ردّ على تغريدة عبدالله، فقال: "عزيزي بلال، الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حدا، ولا بيقلب ألف قلبة، وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته. ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس انو عنا رئيس حكومة معبي مركزه، بس ما عاد قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف". ما دفع بعبدالله إلى الردّ مجدداً قائلاً: "ردي الوحيد والأخير على زميلي د. محمد الحجار، حول الحرص على البيئة التي لنا شرف تمثيلها، كيف يفسر لنا الفيتو على نجاح أبناء منطقتنا الباهر وبكفاءة، في مباراة الجمارك، وكيف يترك مجلس الخدمة المدنية، ملاذ أهل الإقليم، عرضة للتجريح والإساءة. احتراماً لبلدتي ومنطقتي لن أساجلك…". ومن جهته، ردّ النائب الاشتراكي هادي أبو الحسن عبر "تويتر": "إذا بتحب دولتك تعرف شو بدنا! بكل احترام رح نقلك، بدّنا نشوف عالمشهد على طاولة مجلس الوزراء حتى يبقى الطائف بخير وما نفرط بالوصية". كلام نائبيّ "الاشتراكيّ"، استدعى أيضاً رداً عنيفاً من سعد الحريري الذي قال: "واضح أنكم عارفين. ساعة يلا هدنة إعلامية بعد نص ليل هجوم، بعدين بتسحبوا التويت واعتذار. على كل حال خلي الناس تكون الحكم، أو حتى هيدا ممنوع عندكم، وللعلم الي عم يحاول يرمي زيت على النار معي ما بيمشي". وأضاف في تغريدة لاحقة: "قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء… نكتة اليوم". من جهته، غرد أمين عام تيار المستقبل، أحمد الحريري، أن "بيضة القبان انفقست". واستشهد بتغريدة لوئام وهاب جاء فيها: "يا شيخ سعد، الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك، الله يرحمو. كان عندو الدوا. هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق، والكل طفران. بدك تتحمل". يذكر أن الوزير وائل أبو فاعور كان قد صرح: "أن العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام. لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي. والمآل الطبيعي بالاستناد إلى العلاقة التاريخية بين الطرفين، أن يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار المستقبل، لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصا أن الأمر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف"، لافتاً إلى أن "الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي بالتسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على البلاد".

 

ابو فاعور يصف العلاقة مع “المستقبل” بانها ليست على ما يرام.. والحريري: ما عارفين شو بدكن

جنوبية/الاحد 23 حزيران 2019/غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري على حسابه على تويتر قائلاً: "مشكلتكم يا اخواننا في حزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم لما تعرفوا خبروني". قال وزير الصناعة وائل ابو فاعور في تصريح اعلامي ان “العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام، لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي، والمآل الطبيعي بالاستناد الى العلاقة التاريخية بين الطرفين ان يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار المستقبل لتبيان الخيط الابيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصا ان الامر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

في سابقة... لبنان يسلم أحد مواطنيه للولايات المتحدة

جواد الصايغ/ايلاف/الاحد 23 حزيران 2019   

كشف الصحافي جواد الصايغ في مقال تحت عنوان "في سابقة... السلطات اللبنانية تُسلّم أحد مواطنيها للولايات المتحدة" على موقع "ايلاف" عن أن " السلطات اللبنانية سجلت سابقة في التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد قيامها بتسليم أحد مواطنيها (مزدوج الجنسية) إلى مكتب التحقيقات الفدرالي".

ولفت الصايغ الى أن "رغم عدم وجود اتفاقية بين لبنان وأميركا لتسليم المطلوبين الى الأخيرة، إضافة الى تمنع بيروت عن التوقيع على معاهدة لاهاي الخاصة بالاختطاف الدولي للأطفال، غير ان السلطات اللبنانية استجابت لأمر أميركي قضى بتسليم علي سلامة (37 عاما) المتهم بخطف ابنه دكستر سميث (اربع سنوات)، ومخالفة قرار المحكمة بخصوص حضانة الطفل". وأشار الكاتب الى أن "بحسب صحيفة تامبا باي فلوريدا، فإن القضية بدأت مطلع آب من العام الماضي حين اخذ سلامة طفله من المربية التي كانت تشرف على رعايته اثناء وجوده في منزل والدته، راشيل سميث، ولكنه سرعان ما القي القبض عليه، ووجهت اليه اتهامات تتعلق بالسطو، والتدخل في رعاية الطفل، ثم منحه قاض حق زيارة طفله مرة واحدة في الأسبوع، وعين موعد جلسة يوم الخامس عشر من أيلول لتحديد ما إذا كان يجب تغيير اتفاقية الحضانة المشتركة للوالدين، كما منعهما القاضي من استخراج جواز سفر للطفل، لكن سلامة اللبناني-الأميركي قام باستخراج جواز سفر لدكستر من قنصلية لبنان في ديترويت، وغادر الولايات المتحدة في الخامس والعشرين من آب 2018، متوجها الى بيروت". وتابع الكاتب:"منذ ذلك الحين شرعت راشيل سميث في محاولة استعادة ابنها، فتواصلت مع أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، (ماركو روبيو وبيل نليسون قبل سقوطه في الانتخابات النصفية)، وحمّل محاميها باتريك ليدوك، لبنان المسؤولية، قائلا، "ان لبنان متآمر في عملية الاختطاف، وان الوالد (علي سلامة) استغل حقيقة أن الحكومة اللبنانية ليست من الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي لاختطاف الأطفال، ولا تسلم المطلوبين المشتبه بهم إلى الولايات المتحدة".

وأوضح أن "بعد عشرة اشهر، تمكنت راشيل من رؤية ابنها مجددا بعدما وصلت طائرته القادمة من بيروت الى مطار اتلانتا برفقة والده الذي كان مكبلا بالأصفاد، وأُوقف على الفور وسيمثل امام محكمة فدرالية غدا الإثنين". واعتبر الصايغ أن "رحلة استعادة الطفل كانت معقدة بحسب محامي والدته نظرا لأن بيروت لا تسلم في العادة مطلوبين لواشنطن، كما انها غير موقعة على معاهدة لاهاي، وأضاف، "إن عملية تعقب الأب وإلقاء القبض عليه استمرت عدة أشهر وشملت تقديم الاستئناف أمام المحاكم المدنية، والمحكمة الشرعية في لبنان"، متابعا "تمكنت السلطات الأمريكية وبمساعدة من الشرطة اللبنانية من اعتقال الوالد وتسليمه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي"، مشيرا، "الى انها المرة الأولى التي توافق فيها الحكومة اللبنانية على تنفيذ امر اعتقال أميركي".

 

صفير رئيسـاً بـ"التزكية" لجمعية المصارف

المدن - اقتصاد | الإثنين 24/06/2019

أقفلت بعد ظهر يوم السبت 22 حزيران مهلة تقديم الترشيحات لانتخابات مجلس إدارة جمعية المصارف، المقررة في 29 حزيران الحالي. وقد فازت لائحة رئيس مجلس إدارة بنك بيروت سليم صفير بالتزكية، بعدما تم التوافق عليه رئيساً وتضم: جوزف طربيه (بنك الاعتماد اللبناني)، سليم صفير (بنك بيروت)، سمير حنا (بنك عودة)، أنطون الصحناوي (بنك سوسيتيه جنرال)، سعد الأزهري (بنك لبنان والمجهر)، تنال صباح (البنك اللبناني- السويسري) عبد الرزاق عاشور (فينيسيا بنك)، محمد الحريري (بنك البحر المتوسط) وليد روفايل (البنك اللبناني- الفرنسي)، سمعان باسيل (بنك بيبلوس)، غسان عساف (بنك بيروت والبلاد العربية). في المقابل، يتأرجح  مركز نيابة المجلس بين نديم القصار، رئيس مجلس ادارة BLC وسعد أزهري رئيس مجلس إدارة بنك لبنان والمهجر، في انتظار إما التوافق على أحدهما أو طرح الأمر على التصويت. وتردد أن رئيس مجلس إدارة بنك عودة، سمير حنا، قد يتولى منصب أمين عام الجمعية.

 

المفارقة اللبنانية: التنافس السلمي مستحيل والحرب مستبعدة

نبيل الخوري/المدن/الإثنين 24/06/2019

ملّ المواطن اللبناني بانتظار سلام داخلي دائم، لم يحلّ بعد. سلامٌ، مقصود به ما هو أكثر من وقف الاقتتال بين المليشيات، وأبعد من هدنة هشّة. يتعلق الأمر ببناء مجتمع آمن، تتوفر فيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساواة وسيادة القانون؛ أي يُطبّق فيه القانون بالتساوي بين جميع الأفراد والمؤسسات. وتُحترم فيه حقوق الإنسان. هذا السلام المُنتظر يتطلب وقف التدخلات الخارجية ومنع تأثير الصراعات الخارجية على الوضع الداخلي. يقوم أيضاً على انتظام العمل الحكومي والتشريعي، بعيداً عن التعطيل غير المبرر أو غير المشروع. ويتحقق بالقطع مع القمع وأساليب الدولة البوليسية، وبالحدّ من ظاهرة السلاح المتفلت أو غير الشرعي، وبالتخلص من آفّة الطائفية والصراعات المذهبية، التي تتسبب في انقسام مستمر للمجتمع وفي تهديد متواصل للاستقرار العام.

تصنيف لبنان

لم يشهد لبنان، في ما بعد الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، مثل هذا السلام. لم يلتزم بعدْ بالمعايير المطلوبة لتحقيقه. وهو واقع يجعل تصنيف لبنان متدنياً دوماً حسب "مؤشر السلام العالمي"، الذي يشمل 163 بلداً والذي يصدره سنوياً "معهد الاقتصاد والسلام العالمي" في أستراليا. وقد صدر مؤشر عام 2019 في شهر يونيو/حزيران الحالي، مُظْهِراً أن لبنان يحتل المرتبة 147 (كان في المرتبة 148 عامي 2017 و2018). تسبُقه إسرائيل بالمرتبة 146، لكنه يتقدم على 16 دولة مُصنّفة ضمن الدول الأقل سلاماً وأمناً في العالم، وفقاً لتلك المعايير، وهي: نيجيريا ثم كوريا الشمالية وأوكرانيا والسودان وتركيا وباكستان وروسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال والعراق واليمن وجنوب السودان وسوريا وأفغانستان في المرتبة الأخيرة. هذا السلام، تصنعه إرادات لم تكن متوفرة في زمن الاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية. وليست متوفرة لدى الأطراف والشخصيات السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ عام 2005 وحتى اليوم. الإسرائيليون قاموا بإذكاء الفتنة بين اللبنانيين، مُحْتلّين أرضهم ومُهَدّدين حياتهم وسلامتهم. السوريون كرّسوا الانقسام الداخلي وعرقلوا المصالحة الوطنية الحقيقية بعد الحرب، مُلْحِقين الغبن لدى الطوائف المسيحية. أما الشخصيات والأحزاب اللبنانية الحاكمة، بعد التحرير وبعد الاستقلال الثاني، فلم يحدثوا الفرق. منذ أن تسلموا زمام الأمور، لم يحرصوا على تطبيق المعايير الشاملة للسلام، التي تتعلق بالتنمية وسيادة القانون والمساواة... ويمعنون في أداء يشوبه عيب التنافس اللا سلمي. هم لا يستخدمون العنف بشكل منظّم ومنتظم بوجه بعضهم البعض في حرب شوارع، لاسيما أن الظروف الراهنة المتمثلة بالتفوق العسكري لحزب الله، تجعل من خيار الحرب الأهلية مجازفة خاسرة وتبقيها مستبعدة، إنْ لم تكن مستحيلة. لكن هؤلاء الحكّام يمارسون العنف بواسطة خطابهم السياسي اليومي، مُعَمّمين بذلك حالة من التوتر الدائم. يخوضون حرب منابر، ومعارك إعلامية تسيء إلى استقلالية وصدقية الصحافة. تصريحاتهم أو تغريداتهم تفرض نفسها في أغلب الأحيان كمادة نقاش وسجال أولية في أوساط الجمهور ولدى مستخدمي الإنترنت. فتأخذ التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي شكل مناوشات بين ما بات يسمى بـ"الجيوش الإلكترونية".

حقد متبادل

مراقبة سريعة لمضمون السجال الشعبي على هذه المنصات الرقمية، أثناء توتر العلاقات بين الأحزاب والشخصيات السياسية الحاكمة، تشير إلى مدى عمق الحقد المتبادل وافتقاد الجمهور لقيم التسامح واحترام وتقبّل الآخر. وتشكّل المواجهات اللبنانية ـ اللبنانية في الفضاء الرقمي، دليلاً إضافياً على أن ما جرى من مصالحات وتفاهمات وتحالفات سياسية تظلّ في إطار فوقي بين الزعماء والقادة؛ وكأن هؤلاء يريدون ترك الجمهور بمنأى عنها لأنهم يحتاجونه كوقود في الصراعات بينهم. لا يقتصر الوضع على "تسميم" المناخ السياسي العام في البلد. بل يتعداه إلى تغذية مشاعر العداء المتبادل. عداءٌ يسود عادةً في نفوس الأفراد خلال الحروب، وليس خلال التنافس السياسي الديموقراطي المشروع والمطلوب داخل البلد الواحد.

الأبعاد الخارجية

لا يمكن تجاهل أن للتنافس اللا سلمي أبعاداً أخرى، خارجية. فالقوى الحاكمة هي تابعة أيضاً لأجندات قوى إقليمية متصارعة. إيران والنظام السوري من جهة. السعودية وحلفاؤها من جهة أخرى. صحيح أن هذه الحالة الصراعية لم تصل بعد إلى حد التسبّب بحروب بالوكالة في لبنان، لكنها تتسبّب في مواجهات مستمرة، يتم فيها التشكيك بالولاء الوطني للخصم، ما يعني التخوين المتبادل أو بالأحرى الشيطنة المتبادلة. وتُدار بمنطق يتّسم بنزعة إقصاء الآخر. والمفارقة تتمثل في أن كل ذلك يحصل في وقت تُصِرّ فيه هذه القوى الحاكمة على البقاء ضمن حكومة الوفاق الوطني، وعلى إدارة السلطة التنفيذية بصيغة توافقية. فما هذا التوافق المترافق مع حرب كلامية متواصلة، أي مع التهديد المستمر لحالة الاستقرار السياسي؟!

سلام منتقص

يمكن للحكّام الادعاء بأنهم يحترمون اللعبة الديموقراطية ويلجأون إلى الحوار والتفاوض لإبرام التسويات خلال إدارة شؤون البلاد. يمكنهم بالتالي الزعم بأنهم يحرصون على السلام الداخلي. لكن هذا مفهوم ناقص للسلام، بل باهت وتافه. وغالباً ما يبنون توافقاتهم على أنقاض الشفافية والنزاهة. فتحوم رائحة الفساد من صفقاتهم ومقايضاتهم. يتعاملون مع موظفي القطاع العام كـ"أغنام" لديهم. حتى القضاء لم يفلت من تدخلاتهم، فبات مسيّساً، شأنه شأن المؤسسات الأمنية! في المقابل، يُديرون الاختلافات في ما بينهم على وقع المناكفات والتعامل الكيدي، مُسْتَخْدِمين "سياسة اتصالية" تعجّ بالمصطلحات الاستفزازية وغير اللبقة. ناهيك عن أن محتوى الخطاب السياسي محبوك بطريقة تؤدي إلى إثارة النعرات الطائفية وتعميق الانقسامات المذهبية، فضلاً عن إثارة الخوف من الآخر، عوضاً عن توجيه خطاب من شأنه توطيد العلاقات الداخلية وتمتينها، وتعزيز الأمل الجماعي بمستقبل مشترك أفضل للبنانيين.

هكذا، يساهم الحكّام في جعل الأرضية دائماً جاهزة لإشاعة أجواء الاحتقان في صفوف الجمهور عند الضرورة. أي عندما تقتضي ذلك مصلحة هذا الزعيم أو ذاك، ومصلحة قلّة من رجال الأعمال الكبار والنافذين الذين يدعمون (أو يشغّلون) هذه الشخصية السياسية أو تلك. وهكذا، سيبقى المواطن ينتظر سلاماً لبنانياً، تبدو طريقه مقطوعة حتى الآن.

 

باسيل كفاضح أسرار السلطة

نذير رضا /المدن/الأحد 23/06/2019

لم يعد ثمة حاجة للإنكار بأن كل الجهود للتحول نحو دولة مدنية، فشلت، وتنطوي آمالها على أوهام. فالتطييف بات أكثر قبولاً، والانزواء بات خياراً بما يتخطى كونه أمراً واقعاً، وبات التبجّح بالولاء الطائفي مسلكاً سياسياً وشعبياً تبرر له المخاوف من التلاشي والاضمحلال.

ثمة صفقة معلنة بين أركان الحكم، لا ينكرها ممارسوه: "هذه لك، وتلك لي". صفقة مقبولة لتأمين استمرارية للحكم بمعزل عن آمال كثيرين من اللبنانيين، يطمحون لدولة مدنية، تكفل حق المواطنة بمعزل عن الانتماءات المذهبية، وهو مسار آخذ بالتبلور، يتصدره إعلامياً وزير الخارجية جبران باسيل، كونه الأعلى صوتاً، والأكثر جرأة في اعلان الوقائع، حتى لو كان ذلك بهدف تعزيز حضوره مسيحياً. لكن باسيل ليس الوحيد في تثبيت هذه المعادلة. فهي ظهرت أخيراً في بيانات رؤساء الحكومة السابقين، وفي الاعتراض الشيعي على محاولات إبعادهم من شراكتهم في السلطة التنفيذية عبر وزارة المالية... وهي صورة متجددة للصراع، حتى ما قبل باسيل، وتم التعبير عنها بوصفها "محاولات ضرب الميثاقية". وسيطر هذا الخطاب على فترات أزمات سياسية ما بعد الخروج السوري من لبنان، وكانت تكتمها الوصاية السورية قبلها، ولعل أبرز تلك المحطات كان الأزمة التي تلت استقالة الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في خريف 2006. في الصراع السياسي الآن، يُتهم باسيل بالمسؤولية عن استدراج الآخرين الى موقع اللوذ بالطائفة، وهي اتهامات مجحفة، يتحمل فيها باسيل فقط إعلانه عنها، وإخراج الخطاب المعلن عنه من "تحت الطاولة" الى الشاشات ومنصة "تويتر"، وفضح أسس الشراكة في الحكم التي أرسى اتفاق الطائف أعرافها، كدستور مكمل وليس منصوصاً، وتم التعبير عنها في ما بعد باسم "الديموقراطية التوافقية".

فالاخيرة تكرس التفاهمات، وتجبر أركان الحكم على الانصياع لها، وهي تحتاج الى جهد مضنٍ في الحوار. جهد لا ينتهي، ويتجدد عند كل استحقاق ومنعطف وتعيين. وعليه، فإن الانقضاض على باسيل من قبل طوائف أخرى، يعود حكماً الى محاولاته ملامسة حصص الآخرين أو تسلله إليها ومحاولات فرض نفسه كلاعب في دواخلها، وهو ما تشير اليه المناكفات الأخيرة مع "الحزب التقدمي الاشتراكي". أما الانتقادات التي توجه اليه من قبل شركائه المسيحيين، فهي تعود الى محاولاته الاستئثار، كما يقول خصومه، وهو أمر يتجدد عند كل استحقاق. غير أن الخطورة في الاعلان عن المضمر والمكتوم، هو شيوعه شعبياً، وخروجه من الصالونات السياسية الى الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر الى انه ساهم، للمرة الاولى في لبنان ما بعد اتفاق الطائف، بتعزيز الانزواء، وتكريس منطق الجماعة المذهبية، ونقض ما يُرتجى من تعايش ملزم وطوعيّ، تمهيداً للعبور الى دولة مدنية. ما حصل في بلدة الحدت قبل أيام، يؤشر الى تنامي هذه النزعة الانزوائية، بصرف النظر عن الظروف الدافعة لاتخاذ قرار مشابه، وهو قرار مُدان في الأدبيات الوطنية اللبنانية. وإثر تنامي هذه النزعة، عند المسيحيين على وجه الخصوص، بدأت تٌستعاد أدبيات ما قبل الحرب اللبنانية، لجهة سيادة منطق "المارونوفوبيا"، وهو ما يحمل مؤشرات خطيرة على الاجتماع اللبناني، كون الخصم هنا هو الشريك المفترض، وليس "لاجئاً" أو "نازحاً" يلتقي أركان الحكم عليه، بدرجات متفاوتة، لإبعاد خطره. من يراقب مواقع التواصل في الايام الأخيرة، يشعر بأن المتاريس التي أزيلت من الشوارع والاحياء في العام 1990، نصبت مرة أخرى في الشاشات، تزيدها خوفاً ما يتسرب من ملصقات، ليس أقلها خطورة صورة باسيل والى جانبه علم لبناني أزيلت منه الارزة وثبت صليب الحملات الصليبية في مكانها، وهو ما يستدعي تحركاً من "التيار الوطني الحر" للتنكر لهذا الملصق أو التبرؤ منه أو توضيحه، منعاً لأي تأويل لاحق يجري تفسيره بوجوه متعددة في تغريدات اللبنانيين.

 

خلافات في الجمارك وفي الحكومة للاستحواذ على "صفقة السكانر"

عزة الحاج حسن/المدن/الإثنين 24/06/2019

الخلافات في القطاع الجمركي بين المديرية العامة والمجلس الأعلى ليست وليدة اليوم، ولم تكن يوماً كذلك، هي صورة مصغّرة عن التجاذبات السياسية داخل الحكومة وخارجها، بين الأفرقاء السياسيين، لاسيما بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. لا شيء يقف في وجه خلافاتهم، التي غالباً ما تطيح بمصالح عامة وتساهم بهدر المال العام. كما لا شيء يقف في وجه محاصصاتهم فيما لو توافقوا. منذ سنوات يُفتح ملف ضبط المعابر الحدودية الشرعية، لاسيما مرفأ بيروت، ويُبحث فوق الطاولة وتحتها، ثم يُقفل من دون تسجيل أي تقدّم على مستوى ضبط الاستيراد وسرعة انسياب البضائع ورفع إنتاجية المرفأ. ومنذ أيام، أعيد طرح الملف من خلال بند "شراء ماكينة سكانر"، الذي أدرج في جدول أعمال مجلس الوزراء قبل أن يُسحب بطلب من وزراء التيار الوطني الحر. ما يطرح العديد من التساؤلات حول سبب سحبه قبل بحثه.

قبل الدخول بمسرحية "بند السكانر"، لا بد من التوضيح بأن السكانر الموجودة حالياّ في مرفأ بيروت تعود إلى نحو 10 سنوات. تم الحصول عليها بموجب هبة صينية. وهي الآن مهترئة وغير صالحة للكشف على كل الكونتينرز الذي يدخل المرفأ. وحسب الأرقام فإن قرابة 1200 كونتينرز يعبر يومياً مرفأ بيروت لا يتم الكشف سوى على 235 كونتينر فقط منها، في حين أن إيرادات المرفأ تقدّر بنحو 2.5 مليار دولار سنوياً. ومن المتوقع أن ترتفع الإيرادات بنحو مليار دولار، فيما لو تم اعتماد سكانر متطورة للكشف على كافة البضائع المستوردة عبر مرفأ بيروت.

مسرحية "بند السكانر"

أعيد فتح الملف بعد طرحه من قبل النائب هادي حبيش في مجلس النواب، قبل أن تُجرى له دراسة تفصيلية من قِبل المجلس الأعلى للجمارك، وتُرفع إلى وزير المال علي حسن خليل، ليُدرَج لاحقاً على جدول أعمال مجلس الوزراء، بموافقة رئيس الحكومة سعد الحريري. البند طُرح كمشروع مرسوم يتضمن نظاماً إلزامياً لمعاينة البضائع عن طريق سكانر متطورة تستخدم الذكاء الصناعي، يتم استقدامها عبر عقد BOT. المشروع، وبعد وصوله إلى مجلس الوزراء، استفزّ مدير عام الجمارك بدري الضاهر، لعدم إطلاعه عليه ومروره عبر المديرية العامة، ما استدعى منه إجراء اتصالات بفريقه السياسي، أي بالتيار الوطني الحر، الذي يحرص وزراؤه على سحب البند من جدول أعمال مجلس الوزراء قبل بحثه، بحجة الإعتراض على مبدأ الـBOT وضرورة حماية صلاحيات إدارة الجمارك، وعدم تسليم عملية المراقبة والكشف على البضائع لشركة خاصة. المشروع الذي تم طرحه على مجلس الوزراء ثم سحبه، يطرح تسليم عملية التفتيش والرقابة في المرفأ لشركة خاصة (من خلال إدارة المناقصات) عبر عقد BOT وتركيب سكانر يقارب ثمنها 60 مليون دولار، يتم استيفاء ثمنها من خلال فرض رسوم على كل شحنة أو كونتينر يدخل المرفا تقدّر بـ20 دولاراً. أوساط التيار الوطني الحر تتفاخر بسحب البند عن طاولة مجلس الوزراء، وبإحباط محاولة "تمرير صفقة لشراء سكانر بعقد رضائي يرعاه فريقي وزير المال ورئيس الحكومة". هذا الإدعاء يسقط بعد تأكيد رئيس المجلس الأعلى للجمارك، أسعد الطفيلي، في حديث إلى "المدن"، قائلاً أن مشروع مرسوم إلزامية معاينة البضائع عن طريق سكانر متطورة، سيُبتّ في مجلس الوزراء وفق الأصول، وأن المجلس الأعلى للجمارك لن يُبرم اتفاقاً مع  أي شركة من دون المرور عبر إدارة المناقصات.

رواية أخرى تدحض إدعاءات التيار الوطني الحر، وتشير إلى أن "صفقة السكانر" سيكون بطلها التيار نفسه. وحسب مصدر جمركي رفيع في حديث إلى "المدن"، فالتيار الوطني الحر، ممثلا بمدير عام الجمارك، يتبنى إتمام عملية استبدال سكانر المرفأ بأخرى عبر مناقصة تجرى في المرفأ، وتُشرف عليها المديرية العامة للجمارك، ويتم استيفاء ثمنها من خلال فرض رسم 50 دولاراً على كل شحنة أو كونتينر، وبالتالي فإن الإصرار على مناقصة عامة عبر إدارة المناقصات يُعرقل مساعي ضاهر ومن بعده التيار الوطني الحر لإتمام "الصفقة". إذاً، انسحب الخلاف بين المجلس الأعلى للجمارك والمديرية العامة للجمارك على مجلس الوزراء، وفضح نوايا بتمرير صفقة سكانر، أضف إلى أن توجيه مشروع شراء سكانر من قبل جميع الفرقاء إلى مجلس الوزراء، يكشف نيّة الجميع وتوافقهم لإخراجها من إطارها القانوني وإدخالها في زواريب التجاذب السياسي، وفي حرب الدفاع عن الصلاحيات في إدارة الجمارك.

الهدر في المرفأ

بعيداً عن الخلاف على الصلاحيات بين المجلس الأعلى والمديرية العامة للجمارك، من المرجّح أن ترتفع إيرادات المرفأ قرابة المليار دولار سنوياً، فيما لو تم اعتماد سكانر متطورة ثلاثية أو رباعية الأبعاد، على نحو تتمكن حينها عناصر الجمارك من الكشف على كافة البضائع التي تدخل عبر مرفأ بيروت، يقول النائب حبيش في حديثه إلى "المدن". فقدرة الجمارك اليوم على التفتيش لا تتجاوز 235 كونتينر فقط يومياً، في حين أن نحو 1200 كونتينرز يمر يومياً عبر المرفأ ما يعني أن إيرادات المرفأ التي تصل إلى 2.5 مليار دولار، يمكن أن ترتفع بين 500 مليون دولار ومليار دولار، في حال أخضعنا كافة المستوردات للكشف الدقيق عبر السكانر، لتصبح إنتاجية المرفأ بين 3 و3.5 مليارات (مع احتساب ضريبة الجمارك ورسم الاستهلاك الداخلي والضريبة على القيمة المضافة). وتعليقاً على الرسم الذي من المرتقب فرضه على الشحنات المستوردة بدل خضوعها للكشف، يوضح حبيش، المواكب لمشروع شراء سكانر، أن تكلفة الـ20 دولاراً على كل شحنة من شأنها توفير مئات الدولارات على المستوردين، الذين يتكبدون الأموال نتيجة تخزين بضاعتهم لأيام في المرفأ بانتظار إتمام عملية الكشف. وإذ يؤكد أن الخلاف على الصلاحيات بين المجلس الأعلى للجمارك والمديرية العامة من شأنه أن يضيع على الخزينة مئات ملايين الدولارات، يرى أن مشروع السكانر في مرفأ بيروت يستحق عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لحل الملف، في سبيل توفير مبالغ طائلة للخزينة.

تعليق تطويع الخفر

الخلاف بين المجلس الأعلى والمديرية العامة للجمارك، ومَن خلفهما، لم يقتصر على ملف السكانر بل ينسحب على كافة الملفات. إذ ينعدم التنسيق بين الطرفين وفق مصدر بالجمارك، وتنسحب الخلافات على التشكيلات والتحسينات والتطوير وأداء الادارة وحتى إنتاجيتها. وآخر الخلافات ستؤدي إلى تعطيل تطويع 853 عنصراً (خفيراً) في الجمارك. المجلس الأعلى للجمارك يعتبر عملية تطويع الـ853 غير قانونية، ويؤكد الطفيلي لـ"المدن" عدم السير بها، بسبب تعرّض نتائج المباراة لعملية تلاعب. وهو ما أكده أكثر من مصدر في الجمارك، لاسيما أنه تم استبعاد مرشحين فائزين لمصلحة آخرين من طوائف أخرى، بهدف إحداث توازن طائفي بين المتطوعين (الخفر). علماً أن مراعاة التوازن الطائفي غير إلزامي في هذه الفئات الوظيفية. أضف إلى أن المديرية العامة للجمارك كانت أعلنت نتائج المباراة رسمياً، من دون الحصول على موافقة المجلس الأعلى وفق الأصول، بهدف وضعه تحت الأمر الواقع. ما استنفر الأخير وأكد رفضه تطويع الـ853 قبل التدقيق بعملية اختيارهم. والنتيجة أن المباراة التي أجريت قبل 5 سنوات تم تعليق نتائجها اليوم إلى أجل غير مسمى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شهيد و7 مصابين في هجوم إرهابي استهدف مطار أبها

"الحياة"/23 حزيران 2019

صرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أنه عند التاسعة وعشر دقائق من مساء اليوم (الأحد)، وقع هجوم إرهابي من الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران على مطار أبها الدولي، والذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة.

 

مرشح المعارضة يفوز بإسطنبول:ديموقراطيتنا تميزنا عن دول المنطقة

المدن - عرب وعالم | الإثنين 24/06/2019

هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بفوزه في انتخابات بلدية إسطنبول أمام منافسه رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم. وقال أردوغان "أهنئ أكرم إمام أوغلو الفائز بالانتخابات وفق النتائج غير الرسمية". وأضاف "الإرادة الوطنية تجلّت مرة أخرى اليوم وأتمنى أن تعود نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول بالخير على المدينة". وتابع "مثلما كنا في السابق سنمضي خلال المرحلة القادمة أيضا نحو أهدافنا المنشودة لعام 2023 (مئوية تأسيس الجمهورية) في أجواء من الوحدة والتعاضد وفي إطار مبادئ تحالف الشعب". وأردف الرئيس التركي: "سنواصل التعامل في ضوء مصالحنا الوطنية مع الاستحقاقات الداخلية والخارجية الماثلة أمام بلادنا وعلى رأسها قمة العشرين التي ستعقد نهاية الشهر وزيارتي إلى الصين وبعدها قمة أوروبا الجنوبية والبلقان". وفي كلمة ألقاها عقب النتائج الأولية لإعادة انتخابات بلدية إسطنبول، التي تشير إلى فوزه في الانتخابات أمام منافسه بن علي يلدريم مرشح حزب "العدالة والتنمية"، قال إمام أوغلو"أتمنى أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول". وأعرب عن امتنانه للشعب التركي ولسكان إسطنبول قائلا: "أنتم من حافظ على سمعة ديمقراطية تركيا أمام أنظار العالم بأسره". وشدّد على أن سكان إسطنبول أعطوا درسا في أصول الديموقراطية لبعض دول العالم التي حاولت تشبيه تركيا بدول أخرى في المنطقة، وساهموا بتجديد الإيمان بالديموقراطية والثقة بالعدالة. وشدّد على ضرورة أن تعمل "ساعة الديموقراطية" بشكل سليم في تركيا دائماً. وأضاف: "إن ساعة الديموقراطية لم تعمل مع الأسف مساء 31 مارس/آذار الماضي (جولة الانتخابات التي ألغيت) وشعبنا يدرك كل ما جرى (...) لا يمكن على الإطلاق إخفاء الحقائق". ولفت إلى أن انتخابات اليوم تعني فتح صفحة جديدة ومشتركة بالنسبة للجميع، وأن هذه الصفحة ستتضمن العدالة والمساواة والمحبة والتسامح. في المقابل، هنأ يلدريم منافسه في انتخابات الإعادة. وقال في مؤتمر صحافي في مقر حزب "العدالة والتنمية" في إسطنبول، بعد رفع اللجنة العليا للانتخابات في تركيا الحظر على نشر نتائج الانتخابات، إن "منافسي أكرم إمام أوغلو يتصدر حاليا، أهنئه وأتمنى له النجاح". وأضاف: "سأحرص على مساعدة إمام أوغلو في جميع الأعمال التي سيقوم بها لصالح إسطنبول". وتابع يلدريم: "أدعو الله تعالى أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول ومستقبلها". وأكد أن "الانتخابات تعني الديموقراطية، وأظهرت هذه الانتخابات مرة أخرى كيف أن الديموقراطية تسير في تركيا على أكمل وجه". وأعرب عن أمله في أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول، وأن يقدم أكرم إمام أوغلو خدمات جيدة للمدينة.

 

وأوضح العقيد المالكي، أن الهجوم الإرهابي نتج منه شهيد من الجنسية السورية (رحمه الله)، وإصابة سبعة مدنيين، وسيتم إصدار بيان إلحاقي عن هذا العمل الإرهابي.

رفض عربي واسع لخطة كوشنر الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط ووزراء المالية العرب اتفقوا على تفعيل شبكة أمان بقيمة 100 مليون دولار شهرياً

رام الله، عواصم – وكالات/23 حزيران 2019

 قوبلت رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاقتصادية في اطار “صفقة القرن”، بازدراء ورفض وسخط في العالم العربي، وذلك رغم دعوة البعض في الخليج الى منحها فرصة. وفي اسرائي،ل وصف وزير التعاون الاقليمي تساحي هنجبي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رفض الفلسطينيين لخطة “السلام من أجل الازدهار” التي يبلغ حجمها 50 مليار دولار بأنه أمر مأساوي. وفي القاهرة، قال وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة أمس، “لسنا بحاجة لاجتماع البحرين لبناء بلدنا نحن بحاجة لسلام… تسلسل الاحداث أنه انتعاش اقتصادي من ثم يأتي سلام هذا غير حقيقي وغير واقعي”. وفي بيروت، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن لبنان لا يريد استثمارات على حساب القضية الفلسطينية، مضيفا أنه “يخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بمليارات الدولارات يمكن له أن يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، على الخضوع أو المقايضة على ثوابت غير قابلة للتصرف وفي مقدمها رفض التوطين الذي سنقاومه مع الاشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة”. وأثار غياب تفاصيل الحل السياسي الذي قالت واشنطن انها ستكشف عنه لاحقا، رفضا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضا في الدول العربية، حيث استنكر معلقون ومواطنون عاديون من الكويت الى السودان مقترحات كوشن،ر بعبارات مماثلة بشكل لافت للانتباه مثل “مضيعة هائلة للوقت”، و”فاشلة”، و”مصيرها الفشل منذ البداية”. وفي حين أُحيطت الخطوط العريضة للخطة السياسية بالسرية، يقول المسؤولون الذين أطلعوا عليها ان كوشنر تخلى عن حل الدولتين وهو الحل الذي يلقى قبولا في العالم منذ فترة طويلة ويشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة الى جانب اسرائيل. وبينما قاطعت السلطة الفلسطينية الاجتماع لم يوجه البيت الابيض الدعوة للحكومة الاسرائيلية، في حين ستشارك دول الخليج العربية بما في ذلك السعودية والامارات الى جانب مسؤولين من مصر والاردن والمغرب، ولن يحضر لبنان والعراق.

والتزم رجال الدين المسلمون في المنطقة بالصمت الى حد كبير، حيث لم يصدر الازهر أي بيان للتعليق، بينما أكدت السعودية للحلفاء العرب أنها لن تؤيد أي شيء لا يلبي المطالب الاساسية للفلسطينيين. في سياق متصل، أعلن وزراء المالية العرب مواصلة التزامهم بمقررات جامعة الدول العربية، الخاصة بتفعيل “شبكة أمان” مالية لدعم موازنة السلطة الفلسطينية بمبلع مائة مليون دولار شهريا، حسب أنصبة الدول الأعضاء في موازنة الأمانة العامة، والعمل على تفعيلها دعما لفلسطين فى مواجهة الضغوط والأزمات المالية التي تتعرض لها، سواء من خلال الأمانة العامة للجامعة العربية، أو مباشرة لحساب وزارة المالية لدولة فلسطين. وجدد وزراء المالية العرب، فى بيان صدر في ختام اجتماعهم الطارىء أمس برئاسة تونس بمقر الأمانه العامه للجامعة العربية في القاهرة، التأكيد على الدعم العربي الكامل لحقوق دولة فلسطين السياسية والاقتصادية والمالية، وضمان استقلالها السياسي والاقتصادي والمالي.

 

ترمب يعرض الصداقة على الإيرانيين ويبقي الخيار العسكري على الطاولة

الشرق الأوسط/23 حزيران 2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (السبت)، وسط توتر كبير مع طهران، أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي العسكري فإنه سيكون "أفضل أصدقائهم".

وقال الرئيس الأميركي في تصريحات في حديقة البيت الأبيض: "لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جداً وسأكون أفضل أصدقائهم. آمل أن يحدث ذلك"، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

أما وكالة "رويترز" فنقلت عنه أنه سيفرض عقوبات إضافية على إيران في مسعى لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، مضيفاً أن العمل العسكري لا يزال مطروحاً.

وأدلى ترمب بالتصريحات لصحافيين في البيت الأبيض وذلك بعدما ألغى أول من أمس (الجمعة)، ضربة عسكرية ضد إيران كانت تستهدف الرد على إسقاطها طائرة عسكرية أميركية مسيّرة.

وقال الرئيس الأميركي قبل توجهه إلى منتجع كامب ديفيد: "نحن نجهز عقوبات إضافية على إيران... في بعض الحالات نتحرك ببطء، وفي حالات أخرى نتحرك بسرعة".

وأوضح الرئيس الأميركي أنه سيجري في كامب ديفيد مشاورات مع عدد من المسؤولين بخصوص إيران، مضيفاً: "إذا تصرف المسؤولون الإيرانيون بشكل سيئ، فإنهم سيمرون بفترة بالغة السوء". وتابع: "لنأمل أن يكونوا أذكياء... وإذا تمكنا من إعادة إيران إلى سكة إعادة الإعمار الاقتصادي، فسيكون ذلك أمراً رائعاً". بيد أنه في الانتظار "سنواصل ونفرض عقوبات إضافية". وتؤكد طهران وواشنطن أنهما لا تريدان الحرب، لكنهما تضاعفان التصريحات العدائية والمناوشات. وقال ترمب الجمعة، إنه تخلى في آخر لحظة عن توجيه ضربات انتقامية بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة. وعلق السبت مازحاً: "الجميع كان يقول عني إنني أهوى الحروب والآن يقولون إنني حمامة". وأوضح بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أنه لم يتقرر أي شيء حتى الآن بشأن إيران، مشيراً إلى أنه محاط بمستشارين يدلون بوجهات نظر متباينة جداً. وقال إنه إذا كان جون بولتون مستشار الأمن القومي من "الصقور" وكثيراً ما يدافع عن "سياسة متشددة"، فإن آخرين "يتبنون سياسة أخرى" و"الوحيد الذي سيتحمل (المسؤولية) هو أنا"، بحسب ترمب. وكان ترمب قال مساء أول من أمس (الجمعة)، إنه لا يريد حرباً مع إيران، لكنه أضاف أن هذه الدولة يمكن "محوها" في شكل لم يسبق له مثيل، إذا اندلعت حرب. وجاء ذلك في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" ونقلت عنها وكالة أنباء "بلومبرغ" أمس (السبت). وفي سلسلة من التغريدات الجمعة، قال الرئيس إن الولايات المتحدة كانت مستعدة ليلة الخميس "للرد في 3 مواضع مختلفة ولكن ألغيت الغارات قبل 10 دقائق من تحرك الطائرات". وقال ترمب أيضاً: "لست في عجلة من أمري، جيشنا أعيد بناؤه، وجديد، وعلى استعداد للمضي قدماً، وإلى حد بعيد هو الأفضل في العالم"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. في غضون ذلك، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ترمب المعروف بتصريحاته الحربية وتهديداته، هو أيضاً من أشد منتقدي التدخلات العسكرية الأميركية، كما يؤكد بشكل واضح إعلانه عن إلغاء ضربات جوية على إيران في اللحظة الأخيرة. واعتبرت الوكالة أن أحداث الأيام الأخيرة قد تكون من اللحظات المهمة في رئاسته، مشيرة إلى "تساؤلات حول استراتيجيته ومقاربته للملفات الجيوسياسية المعقدة". وترمب الحريص على الحفاظ على قاعدته الانتخابية والوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية في 2016، يؤكد أن الحروب الكثيرة في الشرق الأوسط كلفت الولايات المتحدة كثيراً من الناحية المادية والخسائر البشرية. وقال الخميس في المكتب البيضاوي: "قلت إنني أود الخروج من هذه الحروب التي لا تنتهي. ركزت حملتي على هذا الموضوع". لكن الرئيس الأميركي غالباً ما يستخدم لهجة حربية من التغريدات العفوية إلى الخطابات الرسمية. فبعد أن توعد كوريا الشمالية بـ"نشر النار والغضب"، هدد إيران بتدميرها بكل بساطة. وكتب في تغريدة منتصف مايو (أيار): "إذا أرادت إيران المواجهة فستكون نهايتها رسمياً. لا تهديدات بعد اليوم للولايات المتحدة!"، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية.

ويفتخر ترمب بانتهاج استراتيجية مغايرة لأسلافه أرفقت برفع الموازنة العسكرية، ما قد يرغم خصوم واشنطن على اللجوء إلى التفاوض. لكن مراقبين ومعارضين يشعرون بالقلق من مخاطر انزلاق أميركا إلى حرب. وأعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الخميس: "لا يريد الرئيس ربما خوض حرب لكننا نخشى من أن يقع في حرب عن طريق الخطأ".

 

ترامب تراجع عن مهاجمة إيران وضرب أنظمة صواريخها سيبرانياً

بولتون: طهران تجاوزت الحدود وعليها أن لا تخطئ في فهم الحكمة الأميركية على أنها ضعف

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/23 حزيران 2019

وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هجوم سيبراني، أدى إلى تعطيل أنظمة الكمبيوتر الإيرانية المستخدمة في إطلاق صواريخ وقذائف، رغم أنه تراجع عن هجوم عسكري رداً على إسقاط طائرة استطلاع أميركية بدون طيار الخميس الماضي. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مصادر مطلعة، أن الضربات الإلكترونية التي شنتها ليلة الخميس قيادة القوات السيبرانية الأميركية “يُشتغل عليها” منذ أسابيع إن لم يكن منذ شهور. وقال اثنان من المطلعين، إن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” اقترحت إطلاق العملية بعد الهجمات الإيرانية على ناقلتين نفطيتين في خليج عمان في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفين أن “الضربة ضد الحرس الثوري تم تنسيقها مع القيادة المركزية الأميركية”. في غضون ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن عقوبات قوية جديدة ستفرض على إيران اليوم الاثنين، وذلك بعد ساعات من تأكيده أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي فإنه سيكون “أفضل أصدقائهم”، وتأكيده أنه لم يلغ الضربة ضدها بل أجلها. وكتب عبر “تويتر”: “سنفرض عقوبات إضافية مشددة على إيران”، مضيفاً أنه “لا يمكن لإيران أن تملك أسلحة نووية”. من جانبه، اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن تهديدات إيران وسعيها لامتلاك سلاح نووي تجاوز الحدود بعد الاتفاق النووي. وقال بولتون في مؤتمر صحافي مشترك مع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن تهديدات الأمن العالمي في الشرق الأوسط والعالم ارتفعت بسبب إيران، موضحا أن إيران تستكمل برنامجها النووي، وتهدد بخرق تعهدات الاتفاق النووي بما يؤكد فشله، ورأى “إنه لا يتوجب على إيران أن تخطئ في فهم حكمة وتقدير بلاده، وتفسيره على أنه ضعف”. من جهته، قال نتانياهو إن إيران تستخدم الأموال التي تدفقت عليها بعد الاتفاق النووي في تهديد دول المنطقة. من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن النظام الإيراني سيصل إلى الطريق الصحيح مع أميركا، عندما يتخلى عن العنف ويقابل الديبلوماسية بمثلها، مؤكدا أنه حتى ذلك الحين، ستقوم أميركا بتعزيز إجراءاتها ضد إيران بتشديد العقوبات عليها، وعزلها سياسيا. من جهتها، ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أن واشنطن تعتقد أن لندن شددت موقفها إزاء إيران في الآونة الأخيرة وستقدم لها دعما في أي نزاع محتمل، ناقلة عن مسؤولين أمنيين أميركيين قولهم إن المملكة المتحدة شددت في الأشهر الماضية موقفها إزاء الاتفاق النووي، لتقترب من الموقف الأميركي الصارم، وذلك على خلفية تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

في المقابل، اتهم الرئيس الايراني حسن روحاني أمس الولايات المتحدة باثارة التوترات، واصفا اختراق طائرة أميركية مسيرة لمجال بلاده الجوي، بأنه “عدوان أميركي وبداية لتوترات جديدة، لذا نتوقع من الكيانات الدولية الرد بشكل مناسب”. من جانبها، كشفت نائبة روحاني للشؤون القانونية لعيا جنيدي، أن طهران تعتزم اتخاذ إجراء قانوني ضد الولايات المتحدة، بينما نشر وزير الخارجية محمد جواد ظريف إحداثيات وخرائط جديدة على موقع “تويتر”، تظهر أن الطائرة كانت داخل المجال الجوي الإيراني قبل أن يسقطها “الحرس الثوري”. بدوره، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قول ترامب، إنه ألغى ضربات جوية ضد أهداف إيرانية جراء حصيلة الوفيات المحتملة، مشددا على أن طهران لن تتهاون مع أي اعتداء على أراضيها. من جهته، حذر قائد مقر عمليات “خاتم الأنبياء” غلام علي رشيد، من أن أي صراع في الخليج قد يخرج عن السيطرة، زاعما أنه “إذا اندلع فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته”.

من ناحيته، أعلن رئيس المجلس الستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية كمال خرازي، لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون في طهران، أن إيران قد تقلص بشكل أكبر التزامها بالاتفاق النووي قريبا، ما لم توفر لها الدول الأوروبية الحماية من العقوبات الأميركية عبر آلية “انستكس” للتجارة.دوليا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ضرورة تجنب أشكال التصعيد في الخليج، مجددا التشديد على أنه “لا يمكن للعالم تحمّل مواجهة كبيرة، وعلى الجميع التعامل بأعصاب من حديد”.

 

الإمارات: الأولوية للحوار ووقف التصعيد لاحتواء التوترات في المنطقة

أبوظبي، عواصم – وكالات/23 حزيران 2019

أكد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، أنه لا يمكن احتواء التوترات في منطقة الخليج إلا سياسيا، وأن الأولوية ينبغي أن تكون للحوار ووقف التصعيد. وقال قرقاش على “تويتر” إنه “لا يمكن معالجة التوترات في الخليج إلا سياسيا. الازمة التي تتشكل منذ فترة طويلة تحتاج لاهتمام جماعي لوقف التصعيد أولا، وللتوصل لحلول سياسية عبر الحوار والمفاوضات”. وأضاف أن “الشراكة مع الأصوات الإقليمية ضرورية لتحقيق حلول مستدامة”. وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قد اعتبر في وقت سابق، أن التطورات الأخيرة تستدعي تحرك المجتمع الدولي لصون الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا على أن الاعتداء على ناقلات النفط في خليج عمان ومطار أبها تطور مقلق. في غضون ذلك، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران براين هوك أن إيران تحاول السيطرة على الشرق الأوسط، مضيفا أن “الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات على النظام الإيراني الذي زرع العنف في الشرق الأوسط، وسنناقش بالإضافة إلى العقوبات كيفية توحيد العالم من أجل تأمين الملاحة البحرية في الخليج، وسنشدد عزلنا الديبلوماسي لدفع هذا النظام الإيراني للتصرف كأي دولة طبيعية”.

 

روحاني يوعز بعدم ختم جوازات المسافرين الأجانب

طهران، عواصم – وكالات/23 حزيران 2019

 أوعز الرئيس الإيراني حسن روحاني لوزير داخليته عبدالرضا رحماني فضلي، بأن تقوم الوزارة عن طريق قوى الأمن الداخلي بالعمل على عدم ختم جوازات سفر الرعايا الأجانب. وفي وقت سابق، أوضح المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي، أن القرار تم اتخاذه من أجل “مواجهة الإرهاب الاقتصادي الذي تقوم به أميركا ضد الشعب الإيراني”، وكذلك من أجل جذب المزيد من السياح الأجانب إلى البلاد. وتأتي الخطوة لتلافي المشاكل التي تواجه بعض السياح الأجانب في بعض الدول، بعد ختم تأشيرة الدخول إلى إيران بسبب الإجراءات العقابية الأميركية. في غضون ذلك، أقر البرلمان الإيراني قانون “استعادة الأموال غير الشرعية للمسؤولين”. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” أن 171 نائباً صادقوا لصالح مشروع القانون وعارضه 15 نائباً، فيما امتنع سبعة نواب عن التصويت. من جانبها، منحت مجموعة عمل دولية ضد غسل الأموال وتمويل الإرهاب مهلة لإيران حتى أكتوبر المقبل، للامتثال إلى قواعد الأمم المتحدة وإلا ستواجه رقابة مالية أكثر صرامة

 

الغليان الشعبي والتظاهرات يتجددان في البصرة و"الإصلاح"سجل 14 إخفاقاً لحكومة عبدالمهدي وهدد باستجوابه

بغداد – وكالات/23 حزيران 2019

 يغلي الشارع البصري، مجددا مرة أخرى بعد سنة من الصبر على عدم تلبية المطالب من توفير فرص العمل والخدمات في المدينة الأغنى نفطيا في أقصى جنوب العراق، في تظاهرات تجددت أمس، حيث احتشد المئات من المتظاهرين وسط تشدد وانتشار أمني واسع، أمام مقر الحكومة المحلية في البصرة. وقال الناشط في التظاهرات أحد المشاركين في الاعتصامات والاحتجاجات علي لملعم: إن التظاهرات بدأت صباحاً، وهي الثالثة من نوعها بعد تظاهرات أول من أمس والخميس الماضي، مضيفا أن “مطالبنا هي توفير فرص العمل للشباب بالدرجة الأولى، ومنح الحقوق وتوفيرها لذوي الشهداء من المتظاهرين الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في التظاهرات خلال العام الماضي”. وانطلقت حملات لناشطين من البصرة، عبر مواقع “فيسبوك” و”تويتر” و”انستاغرام”، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر. من ناحية ثانية، فيما يستعد البرلمان العراقي لاستجواب رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي بشأن عدم تنفيذ برنامجها الحكومي وفشله في تنفيذ توقيتاته الزمنية، سجل تحالف “الإصلاح والإعمار”، أحد أكبر تحالفين سياسيين في البلاد، 14 إخفاقاً للحكومة، منها عدم اتخاذها اجراءات حقيقية لمكافحة الفساد والتراجع الأمني وانتشار السلاح وضعف الأداء الخدمي والعجز عن استكمال التشكيلة الحكومية وعسكرة المدن وعدم اتخاذ إجراءات جادة لتنظيم العلاقة بين المركز وإقليم كردستان. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي أول من أمس، ضرورة إكمال تشكيل الحكومة والتصويت على الدرجات الخاصة. وشدد الجانبان على ضرورة حسم الوزارات الشاغرة وإكمال الكابينة الوزارية، والتصويت على الدرجات الخاصة، وإنهاء ملف إدارة الدولة بالوكالة. على صعيد آخر، طالب مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في محافظة ديالى صلاح مهدي أمس، قيادات الشرطة وجهاز حماية المنشآت في المحافظة بضرورة توفير الحماية الأمنية لمقر المفوضية. ميدانياً، اعتقلت الأجهزة الأمنية أمس، مجموعة من عناصر تنظيم “داعش”، يعملون في قاطع عسكري بمدينة سامرا في محافظة صلاح الدين. وفي الموصل، نفذ مقاتلو جهاز مكافحة الإرهاب عمليات نوعية لتعقب مسلحي “داعش” في المحافظة، اسفرت عن تدمير عشرة أنفاق وكهوف وقتل من كانوا بداخلها.

 

إسرائيل: مقترح استحداث معبر بين الضفة وغزة غير مناسب

القدس، عواصم – وكالات/23 حزيران 2019

 أعلن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي الحليف لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، عن تشاؤم تل أبيب من إحدى أهم الأفكار في المرحلة الأولى من خطة السلام الأميركية، معتبرا أن مقترح كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وصهره غاريد كوشنير، لاستحداث ممر بري بين الضفة الغربية وقطاع غزة “غير مناسب”، ما دامت “حماس” تسيطر على القطاع. من جانبها، أفادت القناة الـ11 العبرية بأن إسرائيل قد ترفض مشاريع مقترحة في الشق الاقتصادي من “صفقة القرن”، مشيرة إلى أن بعض تلك المقترحات تستوجب الحصول على موافقة تل أبيب، لكن المسؤول المعني بهذا الشأن، منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية كامل أبو ركن لم يتلق دعوة لحضور ورشة البحرين. في غضون ذلك، أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، معارضتها الحاسمة لورشة البحرين، داعية في بيان عقب اجتماع لها في رام الله، “جميع الدول والهيئات والكيانات السياسية والاقتصادية المدعوة، إلى احترام الإجماع الفلسطيني وموقف منظمة التحرير، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”، ومؤكدة أن القيادة الفلسطينية لم تكلف أحدا بالمشاركة أو بالتفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني أو الحديث باسمه. من جانبه، اتهم وزير الشئون المدنية في السلطة الفلسطينية القيادي في حركة “فتح” حسين الشيخ، دولا عربية بالتواطؤ في محاولات تصفية القضية الفلسطينية، قائلا عبر “تويتر”: “سقط قناع الحياء لدرجة العلنية والإشهار في محاولات تصفية القضية الفلسطينية بحفنة دولارات”، بينما أعلنت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة عن إضراب شامل غد الثلاثاء في القطاع احتجاجا على مؤتمر البحرين.

 

روسيا تبدأ هجوماً على المعارضة السورية في ريف اللاذقية الشمالي وجيش الأسد قتل 9 مدنيين في غارات على إدلب بينهم نساء وأطفال ودفع بتعزيزات إلى حماة

دمشق – وكالات/23 حزيران 2019

 أعلنت القوات الروسية في سورية، أنها بدأت هجوماً على مواقع للمعارضة في ريف اللاذقية الشمالي أمس، بدعم من قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد. وذكرت القوات الروسية في سورية في بيان، أن “القوات الخاصة الروسية بقيادة اللواء يفغيني بريغوزين بدأت هجوماً على منطقة كبينة فجراً لانتزاعها من قبضة الإرهابيين، ولا يزال الهجوم مستمراً، بدعم مباشر من القاذفات الستراتيجية الروسية بشكل مكثف وبمساعدة من قوات الحرس الجمهوري التي تتبع للعميد ماهر الأسد”.

من جهته، قال مصدر في الجبهة الساحلية التابعة لـ”الجيش السوري الحر” إن قوات النظام والقوات الروسية “فشلت بتحقيق أي تقدم على الجبهة الساحلية وتكبدت خسائر كبيرة، وقامت عشر طائرات مروحية بإلقاء براميل متفجرة وإلغام بحرية على محور الكبينة بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي”. وأضاف إن الطيران الحربي الروسي والسوري استهدف تلال كبانة بالغارات الجوية المحملة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، كما قصفت بالمدفعية والصواريخ محيط بلدتي الناجية و بداما في ريف جسر الشغور الغربي. وفي إدلب، قتل تسعة مدنيين أول من أمس، بينهم ثلاثة أطفال، إثر غارات للنظام في إدلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن عدد القتلى “مرشح للارتفاع لوجود عدد كبير من الجرحى في حالات خطرة”، مشيراً إلى مقتل امرأة وثلاثة أطفال في غارة استهدفت بلدة سراقب. وفي حماة، وصلت خلال الساعات الماضية تعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات ريف حماة. وقال مصدر عسكري إن المنطقة شهدت استقدام مجموعات عدة تعمل تحت إمرة العميد سهيل الحسن الملقب بـ”النمر”. وأضاف إن التعزيزات الجديدة تتخذ طابعاً تكثيفياً نوعياً، وهي من جسم القوات المرابطة في جبهات ريف حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي بما في ذلك القرى التي استعادها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت استهدافات مدفعية وصاروخية وغارات جوية مركزة على مواقع تابعة لـ”جبهة النصرة” في اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وخان شيخون والهبيط ومعرتحرمة وترملا بين ريفي حماه وإدلب. وفي درعا، أعلنت المعارضة أول من أمس، سقوط قتيل وسبعة جرحى جراء شن فصائل مسلحة تابعة لها هجمات ضد مقرات للقوات الحكومية بالمحافظة. في غضون ذلك، اندلعت أول من أمس، حرائق في الأراضي الزراعية لبلدة بريديج بريف حماة الشمالي، جراء قصف بالقذائف الصاروخية شنته المعارضة في منطقة خفض التصعيد. وقال شهود عيان إن أربع قذائف صاروخية أطلقها المسلحون على المنازل السكنية في بلدة سلحب بريف حماة الشمالي سقطت في محيط المشتل الزراعي بالبلدة.

 

واشنطن تخطط لعقوبات تشل اقتصاد تركيا بسبب صفقة “أس 400” ومواطنو اسطنبول انتخبوا رئيساً لبلديتها والنتائج اختبار لأردوغان

عواصم – وكالات: مع شراء تركيا لنظام “أس 400، وهو الأمر الذي يبدو كأنه صفقة تمت بشكل نهائي، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تؤكد أنها قدمت لأنقرة “أفضل عرض” لبيعها نظام “باتريوت” الأميركي، بدأت تستبدل الجزرة بالعصا، وحذرت في رسالة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار مستشاريه، من أنه إذا مضت تركيا قدماً في عملية الشراء، فإن الولايات المتحدة ستقود صناعة الدفاع التركية الناشئة إلى الخراب، باستخدام قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات. وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أنه بعد أيام قليلة من إبلاغ التحذير إلى أنقرة، بشـأن صفقة “أس 400، أن ترامب يشعر بضغط من قادة الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لفرض عقوبات “كاستا” على تركيا، وأن الإدارة الأميركية وضعت ثلاث خطط للرد على تجاهل أنقرة للتحذيرات. من ناحية ثانية، توجه ناخبو مدينة اسطنبول أمس، لانتخاب رئيس لبلديتهم بعد إلغاء فوز مرشح المعارضة في اقتراع 31 مارس الماضي، الأمر الذي يضع الرئيس رجب طيب أردوغان أمام امتحان ثقة قاس وخيارات أحلاها مر. وتنافس على المنصب مرشح حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بن علي يلدريم، ومرشح حزب “الشعوب الديمقراطي” المعارض أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب “السعادة” نجدت كوكجنار، ومرشح حزب “الوطن” مصطفى إيلكر.

وجرت العملية الانتخابية في 31 ألفاً و342 صندوق اقتراع في 39 قضاء في إسطنبول. وأدلى إمام أوغلو، بصوته في الانتخابات، وقال “شعبنا سيتخذ القرار الأفضل من أجل ديمقراطيتنا، من أجل إسطنبول، ومن أجل شرعية جميع الانتخابات التي ستشهدها بلادنا في المستقبل”. وهتفت حشود إن “كل شيء سيكون على ما يرام”، وهو شعار حملة إمام أوغلو. من جانبه، قال أردوغان، الذي أدلى بصوته في الانتخابات عقب التصويت، “أعتقد أن ناخبي اسطنبول سيتخذون القرار الأفضل للمدينة”، معرباً عن احترامه لإرادة الناخبين. بدوره، قال يلدريم إنه يحترم إرادة الناخبين، مضيفاً “أطلب السماح إن بدر مني أي خطأ بحق المنافسين أو بحق إخواننا في إسطنبول سواء أكان بقصد أو من دون قصد”.

 

الحكومة الليبية الموقتة تعتزم مقاضاة تركيا بسبب تسليحها “الوفاق”/سلامة بحث مع حفتر في أسباب حرب طرابلس

طرابلس – وكالات/23 حزيران 2019

 تعتزم سلطات شرق ليبيا، مقاضاة تركيا أمام المحاكم المحلية والدولية، بعد اعترافها ببيع أسلحة ومعدات عسكرية إلى حكومة “الوفاق”، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تلزم جميع الدول الأعضاء بحظر التسليح المفروض على ليبيا. ودانت وزارة الخارجية الليبية بالحكومة الموقتة في بيان، ليل أول من أمس، التدخل التركي “الفاضح” في شؤون البلاد الداخلية واستمرار دعمها للميليشيا المسلحة والجماعات الإرهابية المطلوبة محلياً ودولياً، التي تحتل طرابلس.وأوضحت الوزارة أن تركيا “تخرق بشكل علني قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تلزم جميع الدول الأعضاء بحظر التسليح المفروض على ليبيا”، مؤكدة أنها “تحتفظ بحقها في مقاضاة الحكومة التركية على جرائمها أمام المحاكم المحلية والدولية”. وجاء التحرك الليبي بعد اعتراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل يومين، أن بلاده باعت أسلحة ومعدات عسكرية لحكومة “الوفاق”، بحجة خلق ما سماه “توازناً”في الحرب ضد الجيش الليبي، مشيراً إلى أن ذلك تم بناء على اتفاق أمني.من ناحية ثانية، التقى المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أول من أمس، في قاعدة الرجمة (شرق)، قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، حيث ناقش الطرفان في الأسباب التي أدت إلى حرب طرابلس بين الجيش وقوات “الوفاق”. وأوضحت بعثة الأمم المتحدة في بيان، على حسابها بموقع “تويتر”، أن الجانبين تطرقا أيضاً إلى الوضع الإنساني في طرابلس، وسبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول إلى حل سياسي. على صعيد آخر، أكد وزير الصحة السابق في الحكومة الموقتة رضا العوكلي أن هناك مجموعات كبيرة تعمل لصالح “الوفاق” في مختلف دول العالم لتسويق ما يحدث في طرابلس على أنه اعتداء على العاصمة، مشيراً إلى أنه سيعقد مؤتمراً في لندن، في 29 يونيو الجاري، لتوضيح الوضع السياسي في ليبيا بكل شفافية وأمانة للعالم والمجتمع الدولي. في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية “الوفاق” محمد سيالة أمس، أن “دولة ليبيا ستشارك في قمة الضفتين 5 + 5 المنعقدة بمدينة مارسيليا الفرنسية على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة التعاون بين ضفتي المتوسط”.

 

الغنوشي مرشح “النهضة” في الانتخابات الرئاسية بتونس

تونس – وكالات/23 حزيران 2019

 أعلن حزب “حركة النهضة”، أن راشد الغنوشي سيكون مرشحها للانتخابات الرئاسية، في حال قررت الحركة ترشيح شخصية من داخلها، ولم تتحالف مع بعض الشخصيات غير المنتمية لها. وتعتزم “النهضة” الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في العاشر من نوفمبر المقبل، لتولي منصب الرئاسة خلفاً للرئيس الحالي الباجي قايد السبسي، وذلك للمرة الأولى منذ تاريخها. وأكد رئيس مجلس شورى “النهضة” عبدالكريم الهاروني، أن الحركة “ستنطلق في حوار عميق بشأن ترشيح شخصية وطنية من داخلها أو من خارجها تتوافق معها وتستجيب لمتطلبات البلاد بعد انتخابات العام الجاري”. وكانت تصريحات سابقة لقيادات من “النهضة” أظهرت تباين مواقفهم إزاء احتمال ترشح الغنوشي إلى الرئاسة، بين من يعارض ذلك على غرار القيادي محمد بن سالم، الذي أكد أن ترشح الغنوشي “ليس من مصلحة النهضة وتونس”، ومن يدعم ترشحه أمثال القيادي عبداللطيف المكي، الذي لا يرى مانعا ًفي ذلك، وهي مواقف عكست حجم الخلافات والانقسام داخل الحزب.

 

ولد الغزواني رئيساً لموريتانيا والمعارضة رفضت النتائج ودعت لاجتماع طارئ

نواكشوط – وكالات/23 حزيران 2019

 أعلن المرشح الرئاسي في موريتانيا محمد ولد الغزواني، المدعوم من الغالبية الحاكمة أمس، فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت جولتها الأولى أول من أمس السبت. وقال ولد الغزواني في تصريح مقتضب أمام أنصاره في ختام سهرة انتخابية انتهت فجر أمس، بمركز المؤتمرات بنواكشوط، وإلى جانبه الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز، «حققنا الفوز في الانتخابات وأشكر الشعب الموريتاني على هذه الثقة»، مضيفاً إنه «لم يتبق من الفرز سوى نسبة 20 في المئة وهذه النسبة لن تغير النتيجة». ووعد باستمرار «نهج الإصلاح» في إشارة إلى نهج سلفه الرئيس ولد عبدالعزيز . وأظهرت نتائج أولية غير رسمية حصول ولد الغزواني على نحو 50 في المئة من الأصوات في نحو 90 في المئة من مجموع مراكز الاقتراع التي سيتم فرزها، وحصول مرشحي المعارضة سيد محمد ولد بوبكر وبيرام ولد الداه ولد أعبيد على نحو 18 في المئة لكل منهما وحصول كان حاميدو بابا على نحو ثمانية في المئة وولد مولود على أقل من ثلاثة في المئة، في حين بلغت نسبة الاقبال على مراكز الاقتراع نحو 60 في المئة. وفي أول رد فعل للمعارضة، رفضت حملة المرشح بيرام ولد اعبيدي في بيان، إعلان ولد الغزواني فوزه قبل إعلان لجنة الانتخابات نتائجها بشكل رسمي، مضيفة إن مرشحي المعارضة سيعقدون اجتماعاً طارئاً لدراسة التطورات والتنسيق بشأنها.

وأضافت إن النتائج لم تعلن بشكل رسمي إلى الآن وإنما المؤشرات تؤكد وجود جولة ثانية، مؤكدة أن ولد اعبيدي سيكسب الجولة الثانية. بدوره، عبر المرشح ولد بوبكر عن قلقه الشديد إزاء ما وصفها بـ»مؤشرات مقلقة على تزوير الانتخابات». من جانبها، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في بيان، في وقت لاحق، أنها لا تزال تواصل فرز النتائج التي تردها تباعا من ممثليها على امتداد التراب الوطني، وتسهر الفرق على جمعها ومعالجتها بهدف تقديم نتائج موقتة في الآجال القانونية وإحالتها إلى المجلس الدستوري.

 

قتل رئيس الأركان الإثيوبي ومسؤولين كبار في انقلاب فاشل بولاية أمهرة الشمالية

أديس أبابا – وكالات/23 حزيران 2019

أعلن مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد أمس، أن رئيس أركان الجيش ورئيس ولاية أمهرة الشمالية قتلا في هجومين عندما نفذ جنرال محاولة انقلاب للاستيلاء على السلطة في الولاية. وقال أبي أحمد في بيان، إن رئيس الولاية أمباتشو مكونن ومستشاره قتلا بالرصاص وأصيب المدعي العام في أمهرة بمدينة بحر دار عاصمة الولاية، ليل أول من أمس. وأضاف انه في هجوم منفصل، وإن كان على صلة بهذا الهجوم قتل رئيس أركان الجيش الإثيوبي الجنرال سيري مكونن وجنرال متقاعد آخر برصاص الحارس الشخصي لسيري في منزل رئيس الأركان بأديس أبابا. وأشار إلى أن رئيس جهاز الأمن بولاية أمهرة الجنرال أسامنيو تسيجي هو المسؤول عن الإنقلاب الفاشل، من دون أن يذكر تفاصيل عن مكان تواجده. من جهته، قال مسؤول في أديس أبابا إن اطلاق النار وقع بينما كان مسؤولون اتحاديون مجتمعين برئيس الولاية، وهو حليف لآبي، لمناقشة سبل التصدي لقيام أسامنيو بتجنيد ميليشيات عرقية على الملا. وكان أسامنيو قد توجه بالحديث الى أبناء العرق الامهري أحد أكبر الجماعات العرقية في اثيوبيا في فيديو انتشر على موقع «فيسبوك» ونصحهم بتسليح أنفسهم. وقال سكان في بحر دار إن إطلاق النار استمر لنحو أربع ساعات، فيما أغلقت الطرق. وظهر أبي على شاشة التلفزيون الرسمي مرتدياً الزي العسكري في ساعة متأخرة ليل أول من أمس، وأعلن عن محاولة الانقلاب. وفي السياق، قال قائد القوات الخاصة البريغادير جنرال تفيرا مامو أمس: إن «معظم الاشخاص الذين قاموا بمحاولة الانقلاب تم اعتقالهم لكن عدداً قليلاً منهم ما زالوا طلقاء». وتسود صراعات عرقية متعددة داخل إثيوبيا التي تضم خليطاً عرقياً كبيراً من السكان، وخضعت البلاد مدة طويلة لقبضة أمنية قوية.

 

“العسكري” يدعو لدمج المبادرة الإثيوبية مع “الإفريقية” والقضاء السوداني يطالب بعودة خدمات "الإنترنت"

الخرطوم، عواصم- وكالات/23 حزيران 2019

 فيما أبلغ الوسيط الإثيوبي، المجلس العسكري الانتقالي السوداني، قبول قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، للمبادرة الإثيوبية، طلب “العسكري” من الوسيط الإثيوبي دمج المبادرتين الإفريقية والإثيوبية، وتقديمها في مسودة واحدة تحت المظلة الإفريقية. وكشفت مصادر مطلعة أن المجلس العسكري أبدى تحفظاً، غير مرتبطا بتفاصيل التفاوض. وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت عن استلامها الخميس الماضي، مسودة اتفاق من الوسيط الإثيوبي ووافقت على جميع نقاطها. وأكد القيادي في “قوى إعلان الحرية والتغيير” رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير أن موافقة القوى على المبادرة الإثيوبية لحل الأزمة السودانية لا تعني السماح بالقفز على مطالب الثورة. وشدد على أن الموافقة مشروطة بتنفيذ “المجلس العسكري الانتقالي” للمطالب التي قدمتها قوى الحرية والتغيير، التي تقود الحراك الشعبي، خلال الفترة الماضية وفي مقدمتها تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث “مجزرة فض الاعتصام”. وأوضح الدقير، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، :”قبلنا العودة للتفاوض ولكن لنا مطالب على المجلس العسكري تنفيذها لتهيئة المناخ للتفاوض … فقد أصبح هناك واقع جديد على الأرض بعد مجزرة فض الاعتصام يتمثل في اعتقال المجلس لعدد من قياداتنا، فضلا عن نشر تشكيلات عسكرية بالمناطق المأهولة بالسكان، وقطع الإنترنت، ونحن بطبيعة الحال نطالب بمعالجة تلك الأوضاع، والأهم من ذلك أن يعلَن تشكيل لجنة مستقلة محايدة للتحقيق في أحداث فض الاعتصام ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عنها”. وأشار إلى توثيق قوى الحرية والتغيير لكثير من الأدلة الخاصة بالجرائم التي وقعت خلال فض الاعتصام. ولم يحدد الدقير المطلب الذي سيكون هناك إصرار على البدء به ، مشيرا إلى أن كثيرا من التفاصيل سيتم مناقشته بالفترة القادمة . وبشأن تفاصيل المبادرة الإثيوبية وتشكيل المجلس السيادي، قال :”اقترحت المبادرة أن يتشكل المجلس السيادي من 15 شخصية، ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين، على أن تكون الرئاسة دورية بين الطرفين”. وتابع :”كان الخلاف حول لمن تكون الأغلبية داخل المجلس، واقترح الوسيط الأثيوبي أن تكون هناك مناصفة أي سبعة عسكريين وسبعة مدنيين، وأن يتم اختيار شخصية مدنية محايدة بالتوافق مع المجلس العسكري”. في سياق أخر، أمرت محكمة سودانية، أمس، السلطات بإعادة خدمة الإنترنت بعد انقطاعها بأوامر من المجلس العسكري الحاكم، عقب عملية أمنية دامية استهدفت المحتجين في وقت سابق هذا الشهر، وفق ما أفاد محام. وقطع المجلس العسكري الحاكم الإنترنت عن الخطوط المحمولة والأرضية في أنحاء السودان، في خطوة رأى البعض أن الهدف منها منع المتظاهرين من تنظيم التجمعات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إين نظارات راي بشير الجميل؟ قبرٌ يضعُ كلَّ يوم نظارات راي بان خضراء ويحدّق في مقابرنا اليومية.

أين "راي بان" بشير؟

وحقّاً، بعض البيوت مقابر مقفلة وبعض المقابر بيوت مفتوحَةً.

روني الفا/"ليبانون ديبايت/إلاحد 23 حزيران 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76066/%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7-%d8%a5%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%9f/

ما زال قبر بشير فتيّاً.

قبرٌ يرمى بالورد أو باللعنة لا بأس.

قبرٌ يضعُ كلَّ يوم نظارات راي بان خضراء ويحدّق في مقابرنا اليومية.

قبر بشير رفاتُ وطن يحدِّق في فُتات وطن.

لا بأس أن ينقسمَ اللبنانيون على بشير الجميّل.

ليس معيباً أن تزهرَ أو أن تَيبَسَ الإتهامات بعد سبعٍ وثلاثين سنة على بعد أمتار من قبره.

لسنا في معرضِ تبرأةٍ أو إدانة.

في غضون واحد وعشرين يوماً بعد انتخاب بشير تمَّ إصلاح الدولة. أسرع من الشفاء من الزكام.

أذكر أننا لم نعد نرَ في تلك الفسحة الخجولة من الزمن جاروراً واحِداً مفتوحاً في دوائر الدولة.

انتظم الدّوام في الإدارة واستقامت الوظيفة. ظاهرة. إصلاح يسبق المُصلِح.

لا حاجة للرئيس لأن يتسلم مهامه في القصر الجمهوري حتى تبدأ ورشة التنظيف. تنظيف ذاتي سبق كرسي الرئاسة. مسحوق إصلاح مكوّن من بودرة الهيبة. الإصلاح هيبة قبل أن يكون تصريحاً وقانوناً ومرسوماً ووعوداً وكلام.

أفضل الإصلاح الذي لا يحتاج إلى خطابٍ يعدُ به. إصلاح ينجزُ نفسه بصمت.

عند انتخاب بشير الجميّل رئيساً شعرنا بالرغم من التباسات السياسة حينها والإنقسام على الشخص أن سبع سنوات من الحرب كانت على وشك أن تتنفس الصعداء. أن تعتذر من آلاف الشهداء. أن تعدهم بست سنوات دولة.

لم يُحدث أي رئيس في تاريخ لبنان ما أحدثه بشير. كان متاحاً لك أن تخاصمه وتعاديه إنما لم يكن بمقدورك تجاهل قرب قيام الدولة.

أعاني مثل كثيرين من حساسيّة على الدبابة الإسرائيلية التي أوصلت بشير إلى الرئاسة. لا نية مبيّتة لنا نحن المصابون بهذه الحساسية بأن نُشفى منها. إنما يجب الإعتراف أن مع بشير كان صوت مجنزرات دبابة الدولة مسموعاً.

الزعيم هو من يستطيع أن يهدّئ من روع شعبه بكلمة. أن يقطع دابر الرشوة والسرقة والعمولة والسمسرة بمجرّد ذكر اسمه.

صدّقت الناس بشير لأنه بقيَ على سيارة الهوندا.

سامحوه في السياسة لأنهم سامحوه في مقتنياته.

ما زال قبر بشير فتيّاً. لم يكبر في العمر. لم ينمُ فوقه جنزار النسيان.

يمكننا أن نلعنه في السياسة. لكن لا يمكننا من دون تحميل ضميرنا ألا نتأسف على واحد وعشرين يوماً لم نرَ مثيلاً لها طوال سبع وثلاثين سنة.

لم يعِش أي قبر آخر بصحة جيدة طوال هذه المدة.

حقّاً، بعض البيوت مقابر مقفلة وبعض المقابر بيوت مفتوحَةً.

 

التسوية اللبنانية وصفقة القرن: أموال العرب ومجد إيران

منير الربيع/المدن/الإثنين 24/06/2019

يعيش لبنان تنافساً صامتاً بين مختلف مكوناته وقواه، على إيقاع مسار صفقة القرن. لن يكون لبنان بمنأى عن تداعيات هذه الصفقة. وبعض الأطراف يراهن عليها إلى حدّ بعيد، للحصول على مكتسبات ثمينة. صحيح أنه تم رفض المشاركة في مؤتمر البحرين، بسبب عدم مشاركة السلطة الفلسطينية فيه. لكن الاتفاق على هذا المبدأ، لا يلغي وجود اختلافات عديدة بين القوى اللبنانية، حول ما يمكن أن يحصّله لبنان من تداعيات "صفقة القرن". فأساساً، هناك وجهة نظر واضحة لدى قوى "التسوية"، وتحديداً تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، بأن ما بينهما هو أيضاً في "صفقة قرن" ستمتد طويلاً ما بعد عهد ميشال عون. وهي صفقة ليست بعيدة عن التحولات الكبيرة في المنطقة. فهذا التحالف، أو "التسوية" التي تمت بينهما كانت إحدى النتاجات غير المباشرة للاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وهناك قناعة راسخة لدى الطرفين بأن مقومات هذه الصفقة ستبقى قائمة مستقبلاً، تحت ظلال حزب الله ورعايته. وهي لن تكون بعيدة عن المآل المنطقي للعلاقة الإيرانية الأميركية، التي تشهد تصعيداً حالياً، وستشهد في المستقبل مفاوضات وتفاهمات.

الحدود وبرّي

خلال جولاته المكوكية إلى لبنان، قال ديفيد ساترفيلد "إن بلاده لا يضيرها أن تكون الكفة في المنطقة راجحة لصالح إيران، طالما الأخيرة تلتزم باتفاق مع الأميركيين". الرسالة هنا واضحة المعنى والمغزى. فما تريده واشنطن هو تحقيق اتفاق مع إيران، كما قال دونالد ترامب، الذي يريد إعادة إحياء مجد إيران، وأن يكون أفضل صديق لها. وهذا يعني أنه لا يمكن لصفقة القرن أن تبصر النور من دون إتفاق أميركي إيراني. لم تكن مساعي ساترفيلد لإطلاق مفاوضات ترسيم الحدود لتبدأ وتستمر، لو لم يكن هناك ما يشملها في مندرجات صفقة القرن. ولكن حتّى الآن، هناك خلافات لبنانية على آلية التعامل مع هذه المساعي، على الرغم من الحديث عن توحيد الموقف اللبناني. وكما أصبح معروفاً، فإن هذه المفاوضات مناطة بالرئيس نبيه بري. الأمر الذي يزعج آخرين، خصوصاً الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل. إذ أنهما يعتبران أنفسهما أكثر المعنيين بهذا الملف، نظراً لمفاوضات عديدة جرت بينهما وبين بعض المسؤولين الأميركيين. كما أن هذا الملف كان أحد عناوين التواصل بين الحريري وجاريد كوشنير. لا تنفصل مساعي ترسيم الحدود، عن ملفات أخرى على الساحة اللبنانية. وهنا لا بد من التذكير بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع نظريه الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارته إلى لبنان. وجرى خلاله البحث في العديد من الملفات، أبرزها ملف اللاجئين السوريين، والذي عاد باسيل وسرّب أجواء إيجابية تتعلق باقتناع بومبيو بوجهة نظر لبنان.

العرض المغري.. و"المسموم"

ما أصبح معروفاً في الكواليس، أن لبنان يراهن على مساعدات مالية كثيرة، من نتاج التحضير لصفقة القرن. فحتى مؤتمر سيدر ومساعداته ستكون مرتبطة بتلك الصفقة. وهذا ما يظهر أسباب استعجال بعض القوى كالحريري لتطبيق شروط سيدر، بينما هناك قوى تأخذ وقتها، خصوصاً في ملف ترسيم الحدود. فتارة تتحدث عن إيجابية، وتارة أخرى تتحدث عن تلاعب إسرائيلي. تارة تستعجل، وطوراً تعتبر أن الاستعجال يخدم العدو. وهذا التمهّل يبدو واضحاً، إذا ما قورن بكلام ساترفيلد حول النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي لا تمانعه واشنطن، بشرط أن يكون على توافق معها أو خاضع لضوابطها. ما يعني أن الاستمهال وعدم الاستعجال يدرج الملف في خانة تفاوض أكبر من الساحة اللبنانية، ويرتبط بمسار العلاقة الإيرانية الاميركية. في هذا السياق يأتي موقف الرئيس نبيه برّي إزاء مؤتمر البحرين، الذي يشير في مضامينه إلى تناقض لبناني داخلي، غير علني، في كيفية التعاطي مع المؤتمر وتداعياته أو ما يرتبط به، على الرغم من التأكيد أن من غير الممكن للبنان المشاركة في هذا المؤتمر. والموقف الرسمي يعارض قطعياً صفقة القرن. إذ يقول بري: "ولكي ﻻ يفسر البعض الصمت الرسمي اللبناني قبوﻻً للعرض المسموم، نؤكد على أن اﻻستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضاً خصبة، هو أي إستثمار على حساب قضية فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

صراحة ديفيد هيل

لكن أيضاً في لبنان، هناك من يعتبر أنه لن يكون قادراً على الوقوف بوجه هذه الصفقة، خصوصاً إذا ما سارت المفاوضات الأميركية الإيرانية على نحو إيجابي مستقبلاً، إذ لا يمكن إبرام هذه الصفقة وضمان نجاحها من دون اتفاق أميركي إيراني. لقد قال ديفيد هيل أيضاً، أثناء لقاءاته اللبنانية، إن صفقة القرن "تسير على هديها بلا أي مقابل للعرب، وستكون في النهاية عبارة عن مقايضة بين تطبيقها وإطلاق يد النفوذ الإيراني باعتراف دولي في هذه المنطقة". يؤشر هذا الكلام، إلى أن كل الملفات أصبحت مرتبطة ببعضها البعض، ولا يمكن الفصل فيما بينها، حتى بما يتعلّق بالأوضاع السياسية التفصيلية داخل كل دولة.

بمعنى أوضح، سيغيب في المرحلة المقبلة، بفعل التلاقي الدولي، أي ضغط عربي على لبنان، على الرغم من الانزعاج من "التسوية" القائمة. وربما كان صحيحاً، بعد زيارة وفد مجلس الشورى السعودي، الحديث عن زيادة الدعم الخليجي للبنان في المرحلة المقبلة. ما سيؤشر إلى التطبيع مع هذا الواقع، على قاعدة التعامل بواقعية، مقابل البحث عن ضمانات في الخليج. ما يعني أن النتائج الخطرة لهذا المسار الإقليمي (والمحلي) لن تظهر حالياً، إنما ستكون مدوية على المدى البعيد.

 

المفارقة اللبنانية: التنافس السلمي مستحيل والحرب مستبعدة

نبيل الخوري/المدن/الإثنين 24/06/2019

ملّ المواطن اللبناني بانتظار سلام داخلي دائم، لم يحلّ بعد. سلامٌ، مقصود به ما هو أكثر من وقف الاقتتال بين المليشيات، وأبعد من هدنة هشّة. يتعلق الأمر ببناء مجتمع آمن، تتوفر فيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساواة وسيادة القانون؛ أي يُطبّق فيه القانون بالتساوي بين جميع الأفراد والمؤسسات. وتُحترم فيه حقوق الإنسان. هذا السلام المُنتظر يتطلب وقف التدخلات الخارجية ومنع تأثير الصراعات الخارجية على الوضع الداخلي. يقوم أيضاً على انتظام العمل الحكومي والتشريعي، بعيداً عن التعطيل غير المبرر أو غير المشروع. ويتحقق بالقطع مع القمع وأساليب الدولة البوليسية، وبالحدّ من ظاهرة السلاح المتفلت أو غير الشرعي، وبالتخلص من آفّة الطائفية والصراعات المذهبية، التي تتسبب في انقسام مستمر للمجتمع وفي تهديد متواصل للاستقرار العام.

تصنيف لبنان

لم يشهد لبنان، في ما بعد الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، مثل هذا السلام. لم يلتزم بعدْ بالمعايير المطلوبة لتحقيقه. وهو واقع يجعل تصنيف لبنان متدنياً دوماً حسب "مؤشر السلام العالمي"، الذي يشمل 163 بلداً والذي يصدره سنوياً "معهد الاقتصاد والسلام العالمي" في أستراليا. وقد صدر مؤشر عام 2019 في شهر يونيو/حزيران الحالي، مُظْهِراً أن لبنان يحتل المرتبة 147 (كان في المرتبة 148 عامي 2017 و2018). تسبُقه إسرائيل بالمرتبة 146، لكنه يتقدم على 16 دولة مُصنّفة ضمن الدول الأقل سلاماً وأمناً في العالم، وفقاً لتلك المعايير، وهي: نيجيريا ثم كوريا الشمالية وأوكرانيا والسودان وتركيا وباكستان وروسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال والعراق واليمن وجنوب السودان وسوريا وأفغانستان في المرتبة الأخيرة. هذا السلام، تصنعه إرادات لم تكن متوفرة في زمن الاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية. وليست متوفرة لدى الأطراف والشخصيات السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ عام 2005 وحتى اليوم. الإسرائيليون قاموا بإذكاء الفتنة بين اللبنانيين، مُحْتلّين أرضهم ومُهَدّدين حياتهم وسلامتهم. السوريون كرّسوا الانقسام الداخلي وعرقلوا المصالحة الوطنية الحقيقية بعد الحرب، مُلْحِقين الغبن لدى الطوائف المسيحية. أما الشخصيات والأحزاب اللبنانية الحاكمة، بعد التحرير وبعد الاستقلال الثاني، فلم يحدثوا الفرق. منذ أن تسلموا زمام الأمور، لم يحرصوا على تطبيق المعايير الشاملة للسلام، التي تتعلق بالتنمية وسيادة القانون والمساواة... ويمعنون في أداء يشوبه عيب التنافس اللا سلمي. هم لا يستخدمون العنف بشكل منظّم ومنتظم بوجه بعضهم البعض في حرب شوارع، لاسيما أن الظروف الراهنة المتمثلة بالتفوق العسكري لحزب الله، تجعل من خيار الحرب الأهلية مجازفة خاسرة وتبقيها مستبعدة، إنْ لم تكن مستحيلة. لكن هؤلاء الحكّام يمارسون العنف بواسطة خطابهم السياسي اليومي، مُعَمّمين بذلك حالة من التوتر الدائم. يخوضون حرب منابر، ومعارك إعلامية تسيء إلى استقلالية وصدقية الصحافة. تصريحاتهم أو تغريداتهم تفرض نفسها في أغلب الأحيان كمادة نقاش وسجال أولية في أوساط الجمهور ولدى مستخدمي الإنترنت. فتأخذ التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي شكل مناوشات بين ما بات يسمى بـ"الجيوش الإلكترونية".

حقد متبادل

مراقبة سريعة لمضمون السجال الشعبي على هذه المنصات الرقمية، أثناء توتر العلاقات بين الأحزاب والشخصيات السياسية الحاكمة، تشير إلى مدى عمق الحقد المتبادل وافتقاد الجمهور لقيم التسامح واحترام وتقبّل الآخر. وتشكّل المواجهات اللبنانية ـ اللبنانية في الفضاء الرقمي، دليلاً إضافياً على أن ما جرى من مصالحات وتفاهمات وتحالفات سياسية تظلّ في إطار فوقي بين الزعماء والقادة؛ وكأن هؤلاء يريدون ترك الجمهور بمنأى عنها لأنهم يحتاجونه كوقود في الصراعات بينهم. لا يقتصر الوضع على "تسميم" المناخ السياسي العام في البلد. بل يتعداه إلى تغذية مشاعر العداء المتبادل. عداءٌ يسود عادةً في نفوس الأفراد خلال الحروب، وليس خلال التنافس السياسي الديموقراطي المشروع والمطلوب داخل البلد الواحد.

الأبعاد الخارجية

لا يمكن تجاهل أن للتنافس اللا سلمي أبعاداً أخرى، خارجية. فالقوى الحاكمة هي تابعة أيضاً لأجندات قوى إقليمية متصارعة. إيران والنظام السوري من جهة. السعودية وحلفاؤها من جهة أخرى. صحيح أن هذه الحالة الصراعية لم تصل بعد إلى حد التسبّب بحروب بالوكالة في لبنان، لكنها تتسبّب في مواجهات مستمرة، يتم فيها التشكيك بالولاء الوطني للخصم، ما يعني التخوين المتبادل أو بالأحرى الشيطنة المتبادلة. وتُدار بمنطق يتّسم بنزعة إقصاء الآخر. والمفارقة تتمثل في أن كل ذلك يحصل في وقت تُصِرّ فيه هذه القوى الحاكمة على البقاء ضمن حكومة الوفاق الوطني، وعلى إدارة السلطة التنفيذية بصيغة توافقية. فما هذا التوافق المترافق مع حرب كلامية متواصلة، أي مع التهديد المستمر لحالة الاستقرار السياسي؟!

سلام منتقص

يمكن للحكّام الادعاء بأنهم يحترمون اللعبة الديموقراطية ويلجأون إلى الحوار والتفاوض لإبرام التسويات خلال إدارة شؤون البلاد. يمكنهم بالتالي الزعم بأنهم يحرصون على السلام الداخلي. لكن هذا مفهوم ناقص للسلام، بل باهت وتافه. وغالباً ما يبنون توافقاتهم على أنقاض الشفافية والنزاهة. فتحوم رائحة الفساد من صفقاتهم ومقايضاتهم. يتعاملون مع موظفي القطاع العام كـ"أغنام" لديهم. حتى القضاء لم يفلت من تدخلاتهم، فبات مسيّساً، شأنه شأن المؤسسات الأمنية! في المقابل، يُديرون الاختلافات في ما بينهم على وقع المناكفات والتعامل الكيدي، مُسْتَخْدِمين "سياسة اتصالية" تعجّ بالمصطلحات الاستفزازية وغير اللبقة. ناهيك عن أن محتوى الخطاب السياسي محبوك بطريقة تؤدي إلى إثارة النعرات الطائفية وتعميق الانقسامات المذهبية، فضلاً عن إثارة الخوف من الآخر، عوضاً عن توجيه خطاب من شأنه توطيد العلاقات الداخلية وتمتينها، وتعزيز الأمل الجماعي بمستقبل مشترك أفضل للبنانيين.

هكذا، يساهم الحكّام في جعل الأرضية دائماً جاهزة لإشاعة أجواء الاحتقان في صفوف الجمهور عند الضرورة. أي عندما تقتضي ذلك مصلحة هذا الزعيم أو ذاك، ومصلحة قلّة من رجال الأعمال الكبار والنافذين الذين يدعمون (أو يشغّلون) هذه الشخصية السياسية أو تلك. وهكذا، سيبقى المواطن ينتظر سلاماً لبنانياً، تبدو طريقه مقطوعة حتى الآن.

 

لبنان... إنقاذ تسوية متخيَّلة

سام منسى/الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

في وقت تنام فيه المنطقة وتصحو على وقع توتر خطير بين طهران وواشنطن، يبحث اللبنانيون في مصير ما اصطُلح على تسميتها «التسوية»، ويجد المراقب نفسه مضطراً إلى الابتعاد عن دهاليز السجالات الضيقة بين الأطراف اللبنانية لينصرف إلى المشهد الأوسع لأحوال السياسة في هذا البلد.

بدايةً، تنبغي الإشارة إلى أن مصطلح «التسوية» يعني حصول اتفاق بين طرفين مختلفين يتنازل فيه كل فريق للآخر وصولاً إلى ما يُرضي الطرفين، علماً بأن موازين القوى قد تقتضي أن ينال فريق أكثر من الثاني. في الحالة اللبنانية، ووسط إصرار «حزب الله» وحلفائه على انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، جاءت هذه التسوية نتيجة لخلاف بين تيارين ضمن حركة «14 آذار» المعارضة، الأول يقول إن عدم انتخاب رئيس للجمهورية يحمل مخاطر جمّة على البلاد، والآخر يعتقد أن استمرار الوضع بلا رئيس لا يحمل هذا القدر من المخاطر بل إن أضرار القبول بوصول رئيس إلى السلطة يمثل حركة «8 آذار» بواسطة التعطيل والتهديد هو الخطر بعينه. انتصر التيار الأول على الثاني، وكانت «التسوية» بين الحركتين، وانحصر هدفها بوصول رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة والرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، دون التفاهم على أي مضمون سياسي يتناول المعضلات الرئيسة التي تعاني منها البلاد. هي إذاً عملية توزيع مناصب بينهما. لم يتقدم فريق «8 آذار» بخطوة واحدة تجاه الآخر ولم يُسقِط حرفاً واحداً من قاموسه، بينما فريق «14 آذار» تنازل عن كل شيء مصدقاً أنه عقد تسوية بمعناها الحقيقي وأن الأمور منتظمة ولا يزال له دور فاعل في الحياة السياسية. استسلم الفريق الثاني للأول بتسوية تشكو من عطب أساسٍ لأن فريقاً لبنانياً أُعطي حق الفيتو بما قد يصبح نوعاً من عُرف لا يسمح بوصول رئيس للجمهورية دون موافقته. بهذا المعنى بات «حزب الله» يمتلك مفتاح الحل والربط في عملية انتخاب رئيس للجمهورية مكرساً بذلك نهجه السياسي المتبع منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أي التعطيل حتى تحقيق مبتغاه. وهي تسوية لم تبحث أصلاً في القضايا الخلافية الرئيسة، وبالتالي فإن الكلام عن حصول تسوية سياسية هو كلام فارغ، فما بالكم بالحديث عن انهيار ما لم يحصل؟

أمّا لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحدّ، فالإجابة تطول وتتشعّب. ولكن يجدر التوقف عند ملاحظة لفهم بعض المسببات وهي أن فريق حركة «14 آذار» انخرط في هذه التسوية المزعومة لأنه عجز عن قراءة عدد من الأحداث والمتغيّرات الرئيسة في الإقليم وأبرزها ثلاثة:

• الحرب في سوريا: قَبِل هذا الفريق بالتسوية بناءً على اعتقاد أن الحرب انتهت بغلبة النظام السوري. لكن بعد ثلاث سنوات على إبرامها، تبيّن أن ذلك الاعتقاد كان خاطئاً لأن الحرب لم تُحسم بعد على الرغم من غلبة النظام وحلفائه في أكثر من منطقة.

• نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية: لم ينجح هذا الفريق في فهم معنى وصول دونالد ترمب في عام 2016 إلى البيت الأبيض، خاصة أنّ إدارته لم تغّير في أساسيات موقف الإدارة السابقة من الشرق الأوسط، إنما نقلت الخلاف مع إيران من حالة إلى أخرى، وأدركت أن لبّ المشكلة لا يقتصر على طموحات إيران النووية بل يشمل أدوارها التدخلية في شؤون دول المنطقة وانخراطها في أعمال إرهابية، ووعت أن الإرهاب الشيعي هو الوجه الآخر للإرهاب السني.

• التغيير في السعودية: أغفل هذا الفريق أهمية التغيير الذي تعيشه منطقة الخليج بعامة والسعودية بخاصة، متجاهلاً أهمية الانفتاح الذي تشهده المملكة في الداخل والتعديل الجوهري الذي طال سياستها الاقتصادية وسياستها الخارجية وانعكاسات ذلك على الملف الإيراني وبالتالي على لبنان.

لم يحسن المنخرطون في التسوية من رموز رئيسة في «14 آذار» قراءة هذه المتغّيرات. وفي حين جاءت التسوية في ظاهرها عبارة عن تفاهمات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة وبين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة أخرى، كانت في باطنها تسوية بين القوات اللبنانية و«حزب الله» وبين تيار المستقبل و«حزب الله». وما يدعم ذلك هو ما تبين لاحقاً من أن ورقة التفاهم بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ لم تتطرق إلى القضايا الجوهرية بل اقتصرت على توزيع الحصص والمناصب بينهما كممثلين للمكون المسيحي في البلاد.

إن ما يجري تداوله عن انهيار التسوية أم عدمه لن يغيّر شيئاً لأن الوقائع على الأرض تشير يوماً بعد يوم إلى أن «حزب الله» حصل على مبتغاه، وأن «الانقلاب» الذي بدأه مع حصوله على الغطاء المسيحي عبر وثيقة التفاهم الموقّعة في فبراير (شباط) 2006 مع العماد عون مستمر بتثبيت دعائمه، أولاً عبر تفصيله لقانون انتخاب على قياسه وثانياً عبر حصوله على غطاء سُني هذه المرة بتسلم الرئيس الحريري رئاسة حكومة لا تضم فقط وزراء من «حزب الله» بل أيضاً ممثلاً لمن اصطُلح على تسميتهم «سنة 8 آذار» أُسقط على كتفيه.

لن تقتصر ثمرة ورقة تفاهم عام 2006 على رئاسة العماد عون للجمهورية التي قد تكون هي المقدمة، إذ تبقى إمكانية وصول صهره وزير الخارجية جبران باسيل إلى سدة الرئاسة عبر دعم «حزب الله»، واعدة، لا سيما مع استمرار الغطاء المسيحي دون معارضة جدية تُذكَر. هذا الغطاء يحمل أيضاً أبعاداً استراتيجية تمتد إلى خارج الحدود وتتابعها إيران من خلال تثبيت نظام بشار الأسد في سوريا والترويج للمسيحية المشرقية بما يدعم ما يسمى حِلْف الأقليات. هذه التركيبة منسجمة: سوريا المفيدة برئاسة الأسد، ولبنان الأكثر فائدة برئاسة جبران باسيل أو شخصية أخرى على غراره. إن انخراط المسيحيين في هذا المسار فكراً وممارسةً يجعل المستقبل الذي ينتظرهم في المنطقة أسود ويضعهم على الطريق السريع للهجرة.

هل من مخارج متاحة تحرر لبنان من قبضة «حزب الله» وتحييده عن المحور الإيراني لحمايته من شظايا حروب أو صفقات مقبلة؟ ما حصل في الأيام الماضية من تمادي إيران في هجماتها في منطقة الخليج وتراجُع ترمب عن الرد عليها حتى بعد أن طالت طائرة مسيّرة أميركية، يؤشر إلى أن الرئيس الأميركي قد يدخل في صفقة مع إيران تقتصر على تحسين بعض جوانب الاتفاق النووي ومعالجة موضوع الصواريخ الباليستية تاركاً لبّ المشكلة أي التدخلات الإيرانية في دول المنطقة على حالها ولبنان في قلبها.

لن يحصل تغيير في لبنان دون تسوية حقيقية تحدد النقاط التي تنازل عنها كل فريق للآخر. أما الاستمرار بتسوية صورية واستبعاد البحث في القضايا الخلافية المرتبطة بوجود لبنان ودوره فهذا اجترار للأزمة. يحتاج لبنان اليوم قبل الأمس وقبل حسم الخريطة السياسية للإقليم، إلى مقاومة مدنية لتشكيل سدّ أمام تمدد «حزب الله»، مقاومة تظهّر صورة ما ينشده أغلب اللبنانيين: لبنان مستقل وديمقراطي ومدني وحداثي. للأسف يبدو أن هذا الأمر مستبعد مع تسوية ألغت فريقاً كاملاً من الحياة السياسية.

يصعب تفسير موقف الرئيس الحريري الذي يجهد لإعادة ترميم تسوية لم تحصل بحجة «إنقاذ البلد»، فهذا الأمر لا يتمّ إلا عبر الحفاظ على مقوماته ومكوّناته وليس من خلال تسوية متخيّلة ليس لها على أرض الواقع أي أساس سوى الانخراط بتغطية الانقلاب الحاصل.

 

الإشكالية الإيرانية والخيارات الأميركية ,هل من فارق بين المشكلة والإشكالية؟

الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

فلسفياً تعلمنا منذ وقت طويل أن المشكلة هي قضية تقليدية وكذلك حلها اعتيادي ضمن الخيارات المعروفة والمتاحة والمباحة للجميع، فيما الإشكالية فهي عقدة مستعصية تتطلب طروحات وشروحات من خارج الصندوق، وأفكاراً إبداعية لا معطيات تقليدية من أجل مواجهة تعقيداتها وتشابكاتها.

تبدو الأزمة الإيرانية اليوم قضية إشكالية، وعلى هذا الأساس يجري البحث أميركياً بنوع خاص في الخيارات المثيرة التي تحتاج إلى ابتكار وتجديد، وبالقدر نفسه لفاعلية وحسم. تساءل الكثيرون خلال الأيام الماضية: «هل أحجمت واشنطن عن الرد على طهران، وهل ستبقى مكتوفة الأيدي تجاه ما هو متوقع من تصعيد إيراني آت لا ريب في ذلك، طالما مضى الرئيس ترمب في إزهاق الصبر الاستراتيجي الإيراني عبر العقوبات القاسية والمضنية؟». الجواب يحتاج إلى قراءة في المعكوس لتصريحات حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي أشار فيها إلى أنه إذا رغب الرئيس ترمب في وقف الحرب، فعليه أن يخفف العقوبات. التصريح المتقدم إقرار صريح غير مريح بأن إيران تعتبر ذاتها في حالة حرب حقيقية، تستخدم فيها ما هو متاح لها في إلحاق الضرر بالطرف الأميركي، وبحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. والشاهد أنه حال قمنا باستدارة عكسية لتصريح آشنا سيكون المنطوق كالتالي: إنه كلما زاد ترمب عقوباته، سوف تزداد ضراوة الاعتداءات الإيرانية، سواء التي يقوم بها الوكلاء، وبنوع خاص الحوثي في اليمن، أو «الحشد الشعبي» في العراق، وكذلك التي يقف وراءها «الحرس الثوري» في الداخل. يكاد المرء يوقن اليوم بأن أحد خيارات الجانب الأميركي موصول بتعميق الشرخ الإيراني الداخلي، وإضعاف النسيج الاجتماعي للإيرانيين؛ عسكراً ومدنيين مرة واحدة. أما المدنيون فإنهم يئنون تحت سوء الأحوال المعيشية، بعد أن تسربت مليارات إيران إلى الأطراف الميليشياوية، تهيئة لمعركة الدفاع عن المركز، وبات الشعب يعاني من ضنك عيش حقيقي، جعله يرفض كل المطلقات التي تتلى عليه آناء الليل وأطراف النهار منذ أربعة عقود.

العسكر الإيرانيون بدورهم تكاد تنقسم أرواحهم في داخلهم، بين قوات الجيش الاعتيادية، ووحدات «الحرس الثوري» ذات اليد العليا، ويبدو أن هؤلاء هم الخاسر الأكبر، وهم كذلك بالفعل من جراء جميع العقوبات الأميركية المفروضة عليهم فرضاً، ولهذا في غالب الأمر هم من يبادرون إلى إشعال المشهد، سيما أن شهوات قلب المرشد خامنئي تتسق طولاً وعرضاً، شكلاً ومضموناً مع رغبة حسين سلامي وقاسم سليماني، في إحالة المنطقة إلى جحيم مستعر. نهار الأحد، كان الرئيس ترمب يضع النقاط على الحروف، ويبعث علانية برسائله إلى الإيرانيين عسى أن يكون فيما بينهم رجل رشيد.

يؤكد ساكن البيت الأبيض أنه ما من تحذيرات أرسلت إلى الإيرانيين بعد اعتدائهم على الطائرة المسيّرة، وأنه لا يزال يرى أن إيران تريد التفاوض والتوصل إلى اتفاق. ترمب الذي وصفناه أكثر من مرة بأنه رئيس لا دالة له على العمل السياسي، يدهشنا في واقع الأمر هذه المرة، إذ إنه تصرف بدبلوماسية عالية المستوى، وبعملياتية فائقة الأهمية. من جانب فوّت ترمب على الإيرانيين فكرة المظلومية التاريخية، وقطع عليهم طريق البكائيات والمراثي التي يجيدونها، فلو كان قصف قواعد الصواريخ التي أسقطت الطائرة أو غيرها من المواقع العسكرية الإيرانية، لكان أعطى الملالي فرصة ذهبية لاستجماع كلمتهم، وتوحيد صفوفهم، تحت راية المرشد مرة وإلى أمد بعيد، وكان الخروج على مثل هذا الإجماع يعد خيانة قاتلة.

عطفاً على ذلك لو فعلها ترمب، لكانت فرص الإجماع الدولي ضد إيران تتقلص، على العكس من المشهد الآني، وفيه الجميع قاب قوسين أو أدنى من الحكم النهائي على النظام الإيراني. في مواجهة الإشكالية الإيرانية لم يقف ترمب حائراً أو مغلول اليدين، ولا يمكن لرئيس دولة بحجم الولايات المتحدة أن يفعل ذلك، سواء اتفقنا معها أو افترقنا عنها، فمحاربة الحقائق أمر لا يفيد. في الليلة عينها سلكت واشنطن طريقاً غير تقليدي يحتاج إلى حديث مطول، إنها حروب الجيل القادم، الحروب السيبرانية، تلك التي أدت إلى تعطيل أنظمة الكومبيوتر الإيرانية المستخدمة في إطلاق صواريخ وقذائف، وبهذا أضحت تلك الوحدات مشلولة بالفعل. خيارات واشنطن بها ما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر، والتعبير هنا لهنري كيسنجر، وزبيغنيو بريجنسكي وكلاهما من أساطين أميركا الإمبراطورية، وغالباً ما كانا يتحدثان عن الأسلحة الإيكولوجية التي طورتها أميركا منذ الحرب العالمية الثانية، وهي أسلحة تسخر البيئة والطبيعة لخدمة أغراضهما وإلحاق أكبر الأذى بالآخرين. وبينهما تبقى هناك خيارات الحروب ذات الطاقة الكهرومغناطيسية وقنابلها التي تستثني البشر من الخسائر، وتعطل كل ما له علاقة بالدوائر التي تعتمد الطاقة. خيار ترمب الجديد هو بناء تحالف أممي، وما اجتماع الثلاثاء بين روسيا وأميركا وبمشاركة إسرائيل وعلى أراضيها إلا بداية بلورة هذا الطرح الواسع، ويمكن للمرء أن يضيف بريطانيا بعد فشل زيارة وزيرها أندرو موريسون إلى طهران، وقد استبقت «الصنداي تايمز» بالقول إن واشنطن تعتقد أن لندن شددت على موقفها إزاء إيران وستقدم لها دعماً في أي نزاع محتمل مع الجمهورية الإيرانية.

التعقل الأميركي لا يعني الضعف... فليسأل الإيرانيون، وعند جون بولتون الجواب المخيف.

 

كيف تتجه إيران نحو التصعيد الأمني ضد دول الخليج؟

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

في ظل التوتر الإيراني الأميركي والوساطات التي تقوم بها عدة دول، خصوصاً اليابان من جهة، والتصعيد الذي تشهده منطقة الخليج العربي والمتمثل بضرب ناقلات النفط في بحر عُمان وإسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة من جهة أخرى، يستمر نظام ولاية الفقيه بالتصعيد لزعزعة أمن المنطقة وخلق الفوضى وعدم الاستقرار. وفي خضم هذه التطورات الإقليمية المتسارعة، يتضاءل التركيز على ما يجري في داخل إيران بينما يقوم النظام بإعادة بناء الأجهزة الأمنية وتأسيس جهاز جديد ذي بعد إقليمي يضم قيادات فاعلة من «فيلق القدس» الإيراني متصلة بالمخابرات العراقية التي يشكّل قوامها قادة وعناصر الميليشيات الموالية لطهران، بالإضافة إلى جهاز داخل «الحشد الشعبي» العراقي وأجهزة النظام السوري و«حزب الله» اللبناني، وذلك تمهيداً لمرحلة جديدة من التصعيد ضد دول المنطقة، خصوصاً في الخليج العربي. لقد رسم الأميركيون الخطة من خلال وزير الخارجية مايك بومبيو، وهي إذا قام الإيرانيون بقتل أميركي واحد بصورة مباشرة أو عبر وكلائهم فالولايات المتحدة سوف تعاقبهم عسكرياً. ورغم أن تسريبات إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والمخابراتية الإيرانية قد ظهرت للعلن منذ منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي، فإنها تُعد مرحلة جديدة من التغييرات الأساسية منذ عام 2009 عندما نزل أنصار الحركة الخضراء مطالبين بإسقاط النظام، وهي تغييرات على قدر كبير من الأهمية. ولعبت الاحتجاجات الشعبية خلال عام 2018 أيضاً دوراً كبيراً في جعل النظام يُعيد هيكلة الأجهزة الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتصاعد الاستياء العام وخوف النظام من تجدد اندلاع المظاهرات التي عمّت أكثر من 120 مدينة إيرانية. ويعد هذا كله من العوامل التي عجّلت بإعادة بناء أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.

وتمتلك إيران في الوقت الراهن على الأقل 10 أجهزة استخبارات معروفة، عسكرية ومدنية، ويضم كل جهاز ما يقارب نحو 3000 عنصر من بينهم أجانب، كما أن المؤسسة العسكرية (الجيش و«الحرس الثوري») المتمثلة في الأركان العامة للقوات المسلحة، لها أجهزة استخبارات منفصلة سواء في القوات البرية أو الجوية أو البحرية. وبطبيعة الحال، فإن وزارة الأمن وأجهزة الاستخبارات تحصل على حصة كبيرة من الميزانية العامة السنوية، كما أن بيت المرشد الذي يديره مجتبى خامنئي نجل المرشد وكبار ضباط «الحرس الثوري»، لديه جهازه الأمني الخاص به، بالإضافة إلى «مجلس الأمن القومي»، الذي كان الرئيس حسن روحاني قد ترأسه لمدة 16 عاماً. كما أن وزير الأمن الذي من المفترض أن يتم اختياره من قِبل الرئيس والموافقة عليه من قبل مجلس النواب، يتم تعيينه في الواقع من قِبل بيت المرشد، لكنّ وزارته تحتلّ عملياً المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد استخبارات «الحرس الثوري». بالإضافة إلى ذلك، فإن «فيلق القدس» له جهازه الأمني الخاص، وبهذا تأتي وزارة الأمن الإيرانية بعد جهاز الأمن في «الحرس الثوري» الإيراني من ناحية الأهمية. ويبدو أن النظام الإيراني من خلال هذه التغييرات يحاول تقليد الأميركيين حينما قاموا بإعادة هيكلة أجهزة الأمن والمخابرات بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 للحد من دور القطاعات الإدارية عديمة الكفاءة والفعالية، وأوجدوا تنسيقاً على أعلى درجة من الرصد والتعاون، حيث قاموا بإنشاء مكتب إدارة الإشراف على الاستخبارات الوطنية كافة باعتباره الرأس المدبر للأمن والمخابرات بغية التنسيق بين جميع الأنشطة المخابراتية في الداخل والخارج. وهذه ما فعله الإيرانيون بالضبط ويقف قاسم سليماني (كالقيصر) على رأس كل هذه الأنشطة. لكن ما حدث في إيران، أمر مختلف تماماً، بحيث إنه على الرغم من أن وزارة الأمن حافظت على اسمها من الناحية الشكلية فإن معظم المهام والقيادة والسلطة نُقلت إلى استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني التي تتبع سياسات ومبادئ نظام ولاية الفقيه والمرشد الإيراني وأسس النظام الثورية. وتعد أهم مهام «الحرس الثوري» الإيراني هي حماية الثورة والنظام، ولذا كانت التغييرات التي شملت جميع المؤسسات الأمنية والاستخبارية قد انطلقت من هذا المبدأ (الحفاظ على الثورة والنظام). وعلى الرغم من أن الوزير محمود علوي وزير للأمن فإنه عملياً لا يمتلك صلاحية اتخاذ القرارات الاستخبارية الكبرى لأن كل أجهزة الأمن والاستخبارات تدار من بيت المرشد وبإشراف مجتب خامنئي وساعده الأيمن قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني.

لقد بقيت مخابرات «فيلق القدس» كما هي ولم تطلها هذه التغيرات، وبقي سليماني هو مَن يعزل ويعيّن موظفي مؤسسته بنفسه وبالتنسيق مع بيت المرشد. وتمكّن سليماني من خلال هذه الصلاحيات الواسعة من تشكيل جهاز استخبارات إقليمي موحد مهمته العمل والتنسيق مع الأجهزة الإيرانية الأخرى وأجهزة الاستخبارات القطرية والعراقية والسورية وذلك من أجل «مواجهة أعداء النظام الإيراني، أي الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة». ومعروف أن سليماني هو من يتولى ملف تدخلات إيران الإقليمية ويشرف على ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي وميليشيات «زينبيون» و«فاطميون» و«حيدريون» وغيرهم في سوريا، بالإضافة طبعاً إلى «حزب الله» اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن. ويشرف جهاز استخبارات «فيلق القدس» على هذه التحركات، حيث بات لدى قاسم سليماني وفيلقه تجارب داخلية وخارجية في قمع الشعوب المناهضة للنفوذ والتوغل الإيراني في دولها. كما شارك في قمع الشعب السوري وإشعال الحرب الأهلية في اليمن، رأينا مؤخراً كيف جلب سليماني ميليشيات «الحشد الشعبي» و«حزب الله» و«فاطميون» الأفغان لقمع الاحتجاجات في إقليم الأهواز ومناطق أخرى داخل إيران.

وكان مجلس القوى الديمقراطية في إيران الذي هو تحالف واسع من مختلف قوى المعارضة الإيرانية ويضم أحزاب القوميات أيضاً من الأهوازيين العرب والكرد والأتراك الأذربيجانيين والبلوش واللور والتركمان ومنظمات فارسية أيضاً، قد نشر بيانات تندد بدخول الميليشيات الأجنبية إلى داخل إيران وانتشارها تحت غطاء مساعدة منكوبي الفيضانات. كما أرسل المجلس رسائل إلى حكومات العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان وباكستان يحذرها من نشر مواطنيها كمرتزقة من قِبل «الحرس الثوري» في إيران وطلب من تلك الحكومات استدعاء مواطنيها.

وفي الواقع يقوم جهاز الاستخبارات الإيراني الجديد الذي تم تشكيله حديثاً بزعامة قاسم سليماني، بتنفيذ الهجمات الإرهابية التي حدثت خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية سواء استهداف الناقلات في الخليج العربي وخليج عُمان، أو استهداف السفارة الأميركية في بغداد، بالإضافة إلى استمرار هجمات الحوثيين الصاروخية ضد المملكة العربية السعودية. وتهدف إيران من خلال هذه الهجمات إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وخلق فوضى في الأسواق النفطية، ولعل أكبر دليل هو ارتفاع أسعار النفط عقب استهداف ناقلتي النفط في بحر عُمان وقبله 4 ناقلات في الخليج العربي، حيث ارتفعت الأسعار على الفور ما يقارب 4% خلال يوم واحد. وبرأيي هذه الهجمات الأخيرة، هي رسالة للأميركيين يريد «فيلق القدس» من خلالها أن يقول إن إيران لديها اليد الطولى والإمكانيات لخلق فوضى بشكل سريع لزعزعة استقرار أسواق النفط وتهديد الملاحة البحرية في الخليج. إذا ما درسنا التكتيكات المستخدمة في الهجمات الإيرانية الأخيرة نرى أنها في جوهرها تندرج تحت إطار أساليب «الحرس الثوري» الإيراني و«فيلق القدس» نظراً إلى نوع الأسلحة المستخدمة وطريقة التنفيذ ومستوى الخبرة اللازمة وتوقيت تنفيذ هذه الهجمات. ومن الواضح أن المستفيد الوحيد من هذه الهجمات دون أدنى شك هو النظام الإيراني دون غيره، وأعتقد أننا يجب أن نتوقع المزيد من هذه الأنواع من العمليات المحدودة، بالإضافة إلى ربما عمليات اغتيال جديدة ضد قادة المعارضة الإيرانية باستخدام عناصر من «حزب الله» أو جماعات الأفغان والباكستانيين والهنود الشيعة الموالين لإيران والمنتشرين في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى.

 

إيران ونقطة الضعف لدى ترامب

خيرالله خيرالله/العرب/24 حزيران/2019

عاجلا أم آجلا، سيكتشف دونالد ترامب أن عليه اتخاذ قرار في ما يتعلّق بإيران التي ترفض الركوع أمام العقوبات الأميركية، بل قررت الردّ عليها بالتصعيد.

إيران مصممة على التصعيد لإدراكها نقطة الضعف لدى ترامب

هذه أكثر إدارة أميركية تعرف إيران عن كثب وبالتفاصيل المملّة. تعرف كلّ شيء عما فعلته إيران منذ سقوط الشاه في العام 1979. تعرف من احتجز الدبلوماسيين الأميركيين في طهران في تشرين الثاني-نوفمبر من تلك السنة والأسباب التي أدت إلى الاحتفاظ بهم رهائن طوال 444 يوما. تعرف كلّ شيء عن نشاط إيران في لبنان، بما في ذلك تفجير السفارة الأميركية في بيروت في منطقة عين المريسة في نيسان-أبريل 1983، ليس بعيدا عن الجامعة الأميركية. قُتل معظم رؤساء محطات وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إي) في المنطقة في ذلك الانفجار. كان على رأس هؤلاء بوب ايمز احد كبار المسؤولين في الوكالة الذي سبق له أن حذّر المسؤولين في “الجمهورية الإسلامية” من احتمال حصول هجوم عراقي على إيران!

يبقى تفجير مقرّ المارينز في بيروت في الثالث والعشرين من تشرين الأوّل-أكتوبر 1983 العملية الإرهابية الأكبر التي نفذتها إيران عبر أدواتها، ذلك أن ما يزيد على 250 جنديا أميركيا قُتلوا نتيجة ذلك الانفجار. الأهمّ من ذلك كلّه، أن إيران استطاعت طرد الولايات المتحدة من لبنان في نهاية المطاف.

 لكنّ المخيف في عملية تفجير السفارة الأميركية في عين المريسة وقتل كل هذا العدد من ضباط الـ”سي.آي.إي”، في عزّ الحرب الباردة، أنّه كان هناك نوع من التنسيق في العمق بين الأجهزة الإيرانية من جهة والاستخبارات السوفياتية “كي.جي.بي” من جهة أخرى. ما يجعل الشك في وجود مثل هذا التنسيق في محلّه أن الأجهزة الإيرانية لم تكن قادرة على الحصول على معلومات دقيقة عن اجتماع لمسؤولي محطات الـ”سي.آي.إي” في دول الشرق الأوسط في تلك الساعة بالذات لولا الـ”كي.جي.بي” ومراقبتها للتحركات الأميركية في المنطقة.

لدى العودة إلى الخطب التي ألقاها الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو في العامين الماضيين يتبيّن أن لا وجود لتفصيل صغير متعلّق بإيران لم يتناوله الرجلان، بما في ذلك الدور الإيراني في العراق وسوريا ونشاط “حزب الله” داخل لبنان وخارجه.

من الواضح أنّ أميركا تعرف الكثير عن إيران وأدواتها في المنطقة. لكنّ السؤال الذي يَطرح نفسه في ضوء ما شهدته الأيّام الأخيرة من تطورات توجّت بإسقاط صاروخ إيراني طائرة تجسّس أميركية من النوع المتطوّر، بل الأكثر تطورا هو الآتي: هل لدى إدارة ترامب القدرة على أن تكون مختلفة عن كلّ الإدارات التي سبقتها في السنوات الأربعين الماضية، بدءا بإدارة جيمي كارتر وانتهاء بإدارة باراك أوباما؟

لدى التمعّن في التقارير التي نُشرت عن تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، يتبيّن بكل بساطة أن لا رغبة لدى الرئيس الأميركي في أي مواجهة عسكرية مع إيران. خالف كل التوصيات التي وُجّهت إليه وقرر في اللحظة الأخيرة رفع إصبعه عن الزناد، وذلك على الرغم من أن كلّ شيء كان معدّا للضربة.

فعل مثل باراك أوباما في آب-أغسطس من العام 2013 عندما تراجع في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة إلى النظام السوري الذي ثبت أنه استخدم السلاح الكيميائي في حربه على السوريين. ظهر مع الوقت أن أوباما قرر فجأة تجاهل “الخط الأحمر” الذي رسمه لبشّار الأسد كي لا يزعج إيران التي كانت في مفاوضات سرّية مع الولايات المتحدة في شأن ملفّها النووي. ما الذي ستكشفه الأسابيع المقبلة عن الأسباب الحقيقية التي حملت ترامب على التراجع عن ضرب إيران؟ هل صحيح أنّه اتكل على حدسه ورفض الأخذ بتوصيات مستشاريه العسكريين والسياسيين؟

لا جواب بعد عن هذا السؤال، لكن الثابت أن الرئيس الأميركي يفكّر أوّل ما يفكّر فيه هذه الأيّام هو في كيفية تفادي أي عمل عسكري من أيّ نوع يمكن أن يحولَ دون حصوله على ولاية ثانية. بكلام أوضح، يريد ترامب تفادي غرق حملته الانتخابية التي أطلقها قبل أيّام من فلوريدا في الوحول الإيرانية، خصوصا أن ليس ما يضمن بقاء المواجهة العسكرية مع “الجمهورية الإسلامية” محدودة.

هذا ما تدركه إيران. لذلك ستسعى إلى ابتزاز ترامب إلى أبعد حدود عن طريق التصعيد المستمرّ ومفاجآت من نوع إسقاط طائرة التجسس الأميركية التي تمتلك قدرات هائلة على جمع المعلومات، فضلا عن وسائل تشويش على الصواريخ التي توجه إليها. أثبتت إيران، عبر إسقاطها الطائرة، أنّها تمتلك صواريخ أرض-جو متطورة لم تكن إدارة ترامب على علم بها. من وراء حصولها على مثل هذه الصواريخ؟ هل يمكن الحديث هنا عن تعاون روسي- إيراني في هذا الحقل؟

أمكن إذا، تفادي المواجهة العسكرية. لكنّ إيران تبدو مصمّمة على التصعيد نظرا إلى أنها تدرك نقطة الضعف لدى ترامب. نقطة الضعف هذه هي الانتخابات الرئاسية المتوقعة في تشرين الثاني- نوفمبر 2020. نقطة الضعف هذه تجعل ترامب مترددا على غرار ما كان عليه باراك أوباما الذي كان همّه محصورا في التوصل إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. لدى أميركا شروطها للتفاوض مع إيران، ولدى إيران شروطها للتفاوض مع أميركا. الشرط الإيراني الأوّل هو تراجع ترامب عن العقوبات وإعادة الحياة إلى الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني المُوقّع صيف العام 2015. من سيتراجع أوّلا في لعبة بدأت معالمها تتّضح أكثر فأكثر؟

تعتبر إيران أن العقوبات الأميركية حرب حقيقية تتعرّض لها. كشفت هذه العقوبات كم الاقتصاد الإيراني هشّ ومدى الفشل في الخروج من لعبة الابتزاز التي مارستها “الجمهورية الإسلامية” منذ لحظة قيامها. لكنّ ترامب اكتشف أيضا أنّه خاضع للابتزاز وأنّ العقوبات لا يمكن أن تستمرّ من دون مواجهة عسكرية في مرحلة معيّنة. استطاع الرئيس الأميركي تفادي هذه المواجهة، أقلّه إلى الآن. ما الذي سيفعله عندما تلجأ إيران إلى مزيد من التصعيد في المستقبل القريب؟ الأكيد أنّه سيكون في حيرة من أمره إذ سيتوجب عليه الرد كي يثبت أن أميركا قويّة بالفعل، وأنّه ليس رئيسا مترددا مثلما كانت عليه حال باراك أوباما.

عاجلا أم آجلا، سيكتشف دونالد ترامب أن عليه اتخاذ قرار في ما يتعلّق بإيران التي ترفض الركوع أمام العقوبات الأميركية، بل قررت الردّ عليها بالتصعيد. تستند إيران في لعبتها إلى خبرة طويلة في التعاطي مع الرؤساء الأميركيين في السنوات الأربعين الماضية. هل تفشل مع دونالد ترامب، أم يتبيّن أنّه ليس مختلفا كثيرا عن أسلافه بعد اكتشاف نقطة ضعفه ومدى قدرة إيران على استغلال هذه النقطة في سياق سياسة الابتزاز التي تتقنها، والتي جعلت منها خبيرة في هذا المجال…على حساب تجويع الشعب الإيراني طبعا!

 

جنرال العقوبات الاقتصادية

غسان شربل/الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

حبس العالم أنفاسه حين اجتمع الرئيس دونالد ترمب بأركان إدارته لبحث الرد على قيام إيران بإسقاط طائرة أميركية مسيّرة. وكان من حق العالم أن يقلق، فقد سبقت الحادثة ممارسات وتحرشات مباشرة أو بالواسطة استهدفت ناقلات وأهدافاً مدنية. وبدا واضحاً أن إيران ابتعدت عن سياسة «الصبر الاستراتيجي»، واختارت دفع الأزمة في اتجاه حافة الهاوية. ثم إن من حق المراقبين أن يشعروا بالقلق حين يكون القرار في يد رجلين يصعب التكهن مسبقاً بردودهما. الأول هو ترمب، وهو قبطان لا يسهل التكهن سلفاً بأسلوب تعامله مع العواصف، ويملك قدرة استثنائية على مفاجأة مستشاريه، ومعهم العالم. والثاني المرشد علي خامنئي الذي يصعب عليه، خصوصاً في هذه المرحلة، التساهل في أمر صورته وصورة بلاده.

لم تعد الصورة غامضة حول ما دار في الاجتماع المثير. كان واضحاً أن وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ومديرة «سي آي إيه» يؤيدون إيفاد رسالة عسكرية تعيد تذكير إيران بالخطوط الحمر التي يتعين عليها ألا تتخطاها في تحديها للولايات المتحدة. لكن كبير الجنرالات طرح سؤالاً عما ستفعله أميركا إذا ردت إيران على الرسالة بتوسيع دائرة التحرشات في المنطقة. ولأن الذهاب بعيداً في تبادل الضربات يحمل في طياته إمكان الذهاب إلى حرب واسعة، اختار الرئيس اللجوء إلى سلاح الصبر لإعطاء طهران «فرصة أخيرة».

لا غرابة في الأمر. ترمب ليس جنرالاً يحلم بالانتصار في حرب، وهو ليس مدنياً يخفي تحت ثيابه جنرالاً. جاء سيد البيت الأبيض من قاموس آخر: قاموس الصفقة والتسوية. ثم إنه كان كثير الاهتمام باستعادة الجنود الأميركيين من مناطق الاشتباك، أي سوريا وأفغانستان والعراق. قراره بالانسحاب من شرق سوريا بعد هزيمة «داعش» أثار قلق مستشاريه وحلفائه الأوروبيين الذين مارسوا عليه ضغوطاً كبرى لإرجاء موعد تنفيذ قراره، وهو ما اضطره إلى التجاوب. يعتقد ترمب أن بلاده تملك أسلحة أخرى غير القاذفات والمدمرات؛ تمتلك سلاح العقوبات الاقتصادية، وهو لا يتردد في اللجوء إليه.

ويمكن فهم قرار ترمب في سياق مواقفه. فهو أعلن باكراً أنه لا يريد حرباً مع طهران، وبعث لها برسائل من هذا النوع. أبلغها أيضاً أن أميركا لا تضع إسقاط النظام الإيراني هدفاً لضغوطاتها، وأن الأمر يتعلق بتعديل السلوك الإيراني في الملفات النووية والباليستية والإقليمية. ثم إن ترمب اعتبر لجوء إيران إلى ممارسات حافة الحرب يشكل دليلاً قاطعاً على أن العقوبات النفطية عليها موجعة فعلاً. في المقابل، بعثت إيران عبر ممارساتها وممارسات وكلائها برسالة مفادها أن الحرب عليها ستشعل جبهات عدة ضد مصالح أميركا ومصالح حلفائها، وأن حرمانها من تصدير نفطها سيحرم دولاً أخرى في أوروبا وآسيا من الحصول على النفط عبر مضيق هرمز. كما بعثت إيران برسالة مفادها أنها ستتحلل من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ما يعني العودة إلى التخصيب بنسبة مقلقة.

وفي خطوة يمكن أن تؤدي إلى حرب، كان على ترمب أن يلتفت إلى حال العلاقات بين بلاده وكل من روسيا والصين، وأن يلتفت أيضاً إلى الموقف الأوروبي الراغب في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاتفاق النووي، وتفادي العودة إلى المربع الأول، والذهاب إلى حرب تترك آثارها على الاقتصاد العالمي. لقد ترك للأوروبيين فرصة البحث عن إمكان خفض التصعيد، واستكشاف إمكان العودة إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً أن إيران أغرقت زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران بممارسات تصعيدية. ولعل ترمب أراد امتحان قدرة الأوروبيين على إقناع إيران بأن الخروج من العقوبات المؤلمة يستلزم مرونة من جانبها في ملفاتها التي باتت مفتوحة على مصراعيها، وهي تتخطى الموضوع النووي إلى البرنامج الباليستي وسياسات زعزعة الاستقرار عبر ممارسات الوكلاء. ولهذا نقل النزاع مع إيران إلى مجلس الأمن، وأرفق ذلك بالإعلان عن عقوبات جديدة في الوقت نفسه.

كُتب الكثير في الأعوام الماضية عن تراجع أهمية الشرق الأوسط في حسابات الكبار. وأكد مسؤولون ومحللون أن هذه المنطقة الغنية بالثروات والنزاعات لم تعد تحتل موقع الصدارة في استراتيجيات الدول الكبرى. وقيل إن أميركا التي تستشعر قوة الهدير الآسيوي المتصاعد ستركز قواها في محيط العملاق الصيني لاحتواء صعوده المتسارع. وذهب بعضهم إلى التحدث عن استقالة أميركا من دور الشرطي في الشرق الأوسط لأن تدفق النفط ليس مهدداً، ولأن تفوق إسرائيل العسكري مضمون. وأظهرت سياسة باراك أوباما رغبة واضحة في إبعاد الأيدي الأميركية عن جمر الشرق الأوسط. وبهذه الروحية جاء انسحاب القوات الأميركية من العراق، والمشاركة في الاتفاق النووي مع إيران. وثمة من استنتج أن عهد إرسال الأساطيل إلى المنطقة قد انتهى، بعدما بات عليها أن تنشغل بالتحركات الروسية في بحار أخرى، وبعروض القوة الصينية في محيط بلاد ماو.

فجأة، تبين أن جاذبية الشرق الأوسط عالية جداً، وأنه يمتلك من التصدعات والأخطار ما يكفي لاستدراج القوى الكبرى مجدداً إلى مياهه وأرضه. بدأت القصة مع إطلالة «داعش» المدوية، ثم استكملت مع عودة النشاط إلى مفاعل التوتر الإيراني في الإقليم. وها نحن نرى الانتشار الأميركي في أرض الخليج ومياهه، ونرى الجيش الروسي يرابط في سوريا، بموجب اتفاقات تتيح له إقامة مديدة. وعلى الرغم من كل ما كُتب، ها هي إدارة ترمب تجد نفسها غارقة في امتحان كبير في الشرق الأوسط الرهيب. تراهن إيران على تهديد الاقتصاد العالمي، وضرب حظوظ ترمب في ولاية ثانية، عبر رفع أسعار النفط. ويراهن ترمب على مفاعيل العقوبات الاقتصادية لإرغام إيران على إعطائه ما رفضت إعطاءه لباراك أوباما. المحادثات التي ستدور على هامش قمة العشرين في أوساكا هذا الأسبوع حول إيران بالغة الأهمية. إننا في خضم الأزمة، والتكهن صعب. لكن قد يستنتج جنرالات «الحرس الثوري» صعوبة الاستمرار في التصعيد ضد دونالد ترمب، جنرال العقوبات الاقتصادية هنا وهناك. فهز ركائز الاقتصاد الإيراني أخطر على بلاد المرشد من قصف المنصات الصاروخية والرادارات وتدمير الجسور. كان الاتحاد السوفياتي مسلحاً حتى الأسنان، وتوارى من دون إطلاق رصاصة في اتجاهه.

 

باتجاه سقوط محور تركيا وإيران وقطر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

حين نتفحص المشهد الحالي نجد أن المعسكر الذي به قطر وتركيا وإيران، من خلال السلطات التي تحكم هذه الدول، هذا المعسكر يخسر ولا يربح، وعدّاد الخسائر يعمل بطريقة لا تسر الجماعة الخمينية الإيرانية ولا الجماعة الإردوغانية التركية ولا تسر جماعة «الإخوان» التي تهيمن على حكام قطر الحاليين.

لديك هذه الخسائر الحديثة:

مرشح الرئاسة الموريتانية الجنرال محمد ولد الغزواني، خليفة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فاز، تقريباً، بالرئاسة بعد فترتين قضاهما خلفه الجنرال عبد العزيز.

في الانتخابات البلدية الكبرى بإسطنبول، أضخم المدن التركية وأهمها، سقط مرشح الحزب الإردوغاني، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، وفاز مرشح المعارضة التركية الشاب المتوقد أكرم إمام أوغلو، وهي الانتخابات التي سبق أن فاز بها أكرم، ولكن رفض إردوغان وجماعته الإقرار بالهزيمة، فهزمهم مرة أخرى، بأضعاف مضاعفة من الفارق التصويتي الأول. هجمات من نواب كونغرس أميركيين على قنوات قطر التلفزيونية التي تبث في أميركا بصفتها داعمة للإرهاب، تزامنت أيضاً مع تقارير صحافية، مثل الـ«وول ستريت جورنال»، عن كذب السلطات القطرية في حقيقة موقفها من الإرهاب، وكان المثال الموقف من المتهم القطري بدعم الإرهاب خليفة السبيعي. أما باقعة البواقع وواقعة الوقائع، فهي الحصار الخانق الذي فرضته الولايات المتحدة على النظام الخميني، الصديق الصدوق لقطر وتركيا، هذه الأيام، وتوريطه أكثر فأكثر في الأعمال الإرهابية، بالجرم المشهود، أمام العالم كله، الذي يغمض عينيه عن حقيقة هذا النظام الإرهابي الخرافي. ضع هذه الأمور مع بعضها، تتضح لك بعض ملامح الصورة، وهي أن المعسكر الذي تقبع به سلطات قطر وتركيا وإيران في النازل لا الطالع، تحصد الزقوم وتتجرع العلقم وتضرس الحصرم على أسنان نخرة.

الوقت ضد هذا المعسكر وليس معه، فكل يوم يمرّ على النظام الخميني الإيراني، هو إنقاص لعمره، وكل يوم تتزايد فيه انكشاف الألاعيب القطرية والمغامرات التركية، هو برهان جديد يضاف أمام المترددين والجاهلين - أو المتجاهلين - لحقيقة هذا المعسكر، وإحراج - إن لم يكن إجباراً - لهذا المتردد، حزباً أو دولة أو شخصية اعتبارية، على أخذ موقف واضح لا غموض فيه، ضد معسكر الخراب هذا. من هنا مهم استذكار كلام الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته، محمد ولد عبد العزيز، قبيل أيام من فوز خليفته ولد الغزواني، بأن قراره السابق بمقاطعة قطر هو قرار «سيادي» لم يندم عليه لأن قطر دولة تنشر الفوضى والخراب والمؤامرات بالعالم العربي... يعني بوضوح، لن يتغير الموقف الموريتاني تجاه قطر، مع تغير الرئيس! من أجل ذلك كله، هذا هو الحال للمعسكر الثلاثي المأزوم.

 

ترمب وحلفاء واشنطن ما زالوا قادرين على إيلام إيران

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/23 حزيران/2019

كان قرار إدارة الرئيس ترمب المبدئي بضرب إيران انتقاماً من تدميرها طائرة درون أميركية قيمتها 130 مليون دولار نابعاً من دوافع مفهومة، لكنه خطير، إلا أن قرار إجهاض المهمة، بعد أن علم بأمرها العالم، خلق مشكلة كبرى. فقبل أي شيء، وشى القرار بوجود حالة من التردد والانقسام في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وهو آخر ما يرغب فيه المرء في خضم وجود تصعيد بطيء مع عدو أقل حجماً، لكنه صلف وصعب التكهن بخطواته. ليس هناك أدنى شك في مشروعية توجيه ضربة عسكرية لبطارية الصواريخ التي أسقطت طائرة الاستطلاع «غلوبال هوك»، الخميس الماضي، فمن الواضح أن إسقاط الطائرة كان خطوة متعمدة من جانب النظام الإيراني، وتساورني شكوك بالغة في زعم طهران أن الطائرة اخترقت المجال الجوي الإيراني. لقد سبق لي تولي منصب القائد الأعلى لحلف الناتو، الذي يعتمد على مجموعة متنوعة من طائرات «غلوبال هوك»، علاوة على عملي مستشاراً للشركة المصنعة لهذه الطائرات «نورثروب غرومان». ومن واقع خبرتي يمكنني التأكيد على أن الدقة الملاحية لهذه الطائرة فائقة المستوى، أفضل كثيراً من الطائرات التي يقودها طيار بشري. ولم أسمع قط من قبل عن دخول مثل هذه الطائرات عمداً أو عن طريق الخطأ داخل فضاء دولة معادية.

ويقودنا ذلك إلى التساؤل الكبير؛ ما الذي كان يسعى خلفه الإيرانيون من وراء ذلك؟ وكيف يمكن للولايات المتحدة استغلال الموقف لصالحها؟

من الواضح أن الإيرانيين يسيرون على خطى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أقدم على تجاوزات كثيرة، منها إطلاق صواريخ تجاه اليابان، وسعى باستمرار لأن يظهر للولايات المتحدة والمجتمع العالمي أنه قادر على إثارة كثير من المشكلات. اليوم، يحاول الإيرانيون إظهار أن بمقدورهم إغلاق مضيق هرمز، والتسبب بتعطيل خطير لتدفق النفط عبر العالم، وبالتالي الإضرار بالاقتصاد العالمي. ومن الواضح أن نظريتهم تدور حول فكرة أنهم سيستمرون في التصعيد حتى تقرر الولايات المتحدة أنها لا ترغب في حرب ثالثة في الشرق الأوسط، وأنها تفضل بدلاً عن ذلك تخفيف حدة العقوبات الاقتصادية ضد طهران. من الواضح أن هذه حسابات معيبة، بالنظر إلى التأثير القاسي للعقوبات الأميركية وعدم استعداد الأوروبيين لمساندة إيران. ومع هذا، فإنها تنطوي على منطق.  بالتأكيد يتمنى ترمب تجنب الحرب على مدار الـ18 شهراً المتبقية قبل انتخابات عام 2020. ويبدو أنه كان يأمل بادئ الأمر في أن يعلن الإيرانيون أن إسقاط الطائرة كان خطأ ويتراجعوا، لكن لم تكن هناك أدنى احتمالية لحدوث ذلك، فلو كان لدى الإيرانيين أدنى نية للتفاوض، كانوا سيكشفون ذلك عبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي قدّم خلال زيارة قريبة له إلى طهران خطاباً للقيادة الإيرانية يدعوهم للدخول في محادثات. وقوبل الطلب برفض حاد وفوري.

وتتمثل الخطوة المنطقية التالية فيما يخص إيران، في محاولة التحرش على نحو خطير ببارجة أميركية، ربما عبر مجموعة كبيرة من القوارب الصغيرة. تكتيك يمارسه «الحرس الثوري» الإسلامي بصورة منتظمة. ومن الممكن كذلك أن يلجأ الإيرانيون إلى توسيع نطاق تكتيكاتهم، من خلال الاعتماد على جماعة تعمل بالوكالة، مثل جماعة «حزب الله» اللبنانية الإرهابية ودفعها لمهاجمة إسرائيل أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي. ومن الممكن أن تتمثل خطوة أخرى في إغراق ناقلة نفط بالقرب من مضيق هرمز باستخدام توربيدو منطلق من غواصة إيرانية تعمل بالديزل.

في الوقت الحالي، تعكف الولايات المتحدة على دراسة خياراتها العسكرية، بخلاف توجيه ضربة عسكرية، تبعاً لما ذكرته قيادة «البنتاغون». ومن المحتمل أن تتضمن الخيارات المطروحة على الرئيس ترمب تحركات منخفضة المستوى نسبياً، مثل شنّ هجمات سيبرية ضد أجزاء من شبكة الكهرباء الإيرانية، أو ربما تعزيز نشاطات المراقبة، من خلال طلعات جوية باستخدام طائرات مقاتلة من على متن حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» المرابطة في الخليج. أما الخيارات المتوسطة المستوى فتتضمن المضي قدماً في توجيه ضربة باستخدام صواريخ «توما هوك» ضد موقع صواريخ سطح - جو، الذي دمر الطائرة الدرون. أما إذا اختار ترمب الاعتماد على خيارات ثقيلة المستوى (أمر غير محتمل)، فمن الممكن أن تتضمن الخيارات تدمير سفن تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أو ثكنات له في موانئ تطل على مضيق هرمز أو قريبة منه. ومن الممكن أن تكون القوة المعنية بزراعة الألغام على وجه التحديد هدفاً يحمل دلالة رمزية مهمة. ومن شأن أي من هذه التحركات استثارة تحركات مضادة عنيفة من جانب إيران وحدوث حالة تصعيد مستمر. وعليه، فإن التوجه الأمثل أمام البيت الأبيض الآن إعلان أن قرار عدم توجيه ضربة عسكرية يشكل استعراضاً لإمكانات العسكرية الأميركية، ثم التريث قليلاً وتقييم ما إذا كان الإيرانيون يرغبون بالفعل في مزيد من الأعمال العدائية. أما المشكلة فتكمن في أنه من الصعب تخيل سبيل للعودة إلى الخلف والتحرك بعيداً عن التصعيد أمام الإيرانيين اليوم. أما فيما يخص الولايات المتحدة، فإن الهدف الاستراتيجي المحوري ينبغي أن يدور حول دفع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين للتنديد بالسلوك الإيراني، بما في ذلك الهجمات ضد ناقلات في الخليج على مدار الشهر الماضي، وهجمات إيران باستخدام طائرات درون ضد المملكة العربية السعودية. ومن الممكن أن يؤلم ذلك الإيرانيين، إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أن الفرصة المتاحة لتحقيق ذلك، وتجنب اشتعال حرب حقيقية بين الولايات المتحدة وإيران، تتضاءل، وبسرعة.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

أصيلة تطرح سؤال القرن: الديمقراطية المتَّهمة!

محمد قواص/العرب/23 حزيران/2019

الديمقراطية تشكو من أزمة تمثيل أو تشكيك في كونها الأداة الصادقة للتعبير عن مزاج الشعوب. باتت عمليات الانتخاب عملية صناعية تنخرط داخلها سلطة المال.

الاثنين 2019/06/24

من جداريات موسم أصيلة الثقافي في دورته الـ41

لا تتعب أصيلة من تجديد جلدها. تفجّر المدينة التي تشهد هذه الأيام موسمها الثقافي الدولي الـ41 جدلاً ساخناً حول الديمقراطية في هذا الزمن. وأيا كانت مرامي تنظيم منتدى لنقاش المسألة، فإن الديمقراطية بدت هذه المرة في وضع دفاعي تحتاج لمن يرد عنها آفات العصر ويبرر وجودها ويروّج لضرورة استمرارها. بدا أن الديمقراطية لم تعد قيمة مطلقة لا تقبل نقاشاً، ولم تعد بضاعة كاملة الأوصاف يصعب نقدها، ولم تعد تمثل أعلى مستويات ما أنجزته الإنسانية في علم الحكم وأحوال الحاكمية.

يرعى محمد بن عيسى مواسم أصيلة منذ أكثر من 4 عقود. السياسي، السفير، الوزير، انتشل مدينته الصغيرة من الغرق على سواحل الأطلسي في مطّل غير بعيد عن طنجة الشهيرة. أيقظ الرجل المدينة من سباتها وراح ينفخ فيها روحاً جديدة ما زالت تشكّل فرادة لا تقارن داخل المغرب كما في دول المحيط. ولئن يكمن سرّ ما في كينونة أصيلة ومواسمها وصاحبها، فإن ذلك نتاج عجينة تختلط داخلها سكينة واعية وصخب شديد النضوج.

هنا فقط نعرف لماذا يرعى بن عيسى عملية حساسة تضع الإصبع على جرح الراهن، مسار الديمقراطية ومصيرها. فأين من الممكن في غير أصيلة أن تصبح الديمقراطية “عبئاً”.

“عبء الديمقراطية الثقيل: أين الخلاص؟”. عنوان الندوة التي انعقدت يومي الجمعة والسبت الماضيين يفصح عن متناقضين. الأول أن الديمقراطية باتت عبئا وليست ترياقاً عجائبيا لا منافس له. والثاني أن في السؤال عن “الخلاص” استدراج لفهم الأمر بوجهيه. الخلاص من الديمقراطية والخلاص مما يهدد وجود الديمقراطية.

لم يعد مهماً أن تنشغل الإنسانية بطبائع الحكم وديمقراطيته هناك، المهم أن لا ينفجر هذا البلد حتى لو كان ثمن ذلك غياب كامل للديمقراطية

الديمقراطية متَّهمة. هي التي أتت يوماً بأدولف هتلر زعيماً لألمانيا، وهي تبدو هذه الأيام ساهرة على تشريع إنتاج الكراهية ورعاية رواج ثقافة التمييز وتأهيل فكر العنصرية. الديمقراطية تعاني أزمة وجود في أوروبا. التيارات الشعبوية والمتطرفة تتقدم بخبث، من خلال صناديق الاقتراع، نافخة في إطلالاتها كوابيس قديمة عرفتها بلدان القارة العجوز.

الديمقراطية تشكو من أزمة تمثيل أو تشكيك في كونها الأداة الصادقة للتعبير عن مزاج الشعوب. باتت عمليات الانتخاب عملية صناعية تنخرط داخلها سلطة المال. وباتت صناديق الاقتراع تفصح عن مكنونات لا تعدو كونها ثمار ورش متخصصة لا يهمها استطلاع رغبات المواطنين، بل صناعة هذه الرغبات، وجنيِّها، بصفتها محصولا أكيدا لإنتاج السلطة والحكم هنا وهناك.

متحدثو الندوة جاؤوا من أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وطبعا من مدن العرب ووجهاتهم. في الجعبة سعيٌّ للإجابة على سؤال بن عيسى ومنتداه. وفي الجعبة كمٌّ من المفاصل التي تداهم العقل الجمعي وتستثير تفسيراً لمسارات تهطل من خارج المألوف.

أشعل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة عام 2016 جدلا لم ينته حول دينامية الديمقراطية وانحرافاتها. حتى مؤسسات استطلاعات الرأي فشلت في توقع فوز الرجل الآتي من عالم العقارات المتباهي بعدم خبرته السياسية وعدم تقلده يوماً لمنصب صغير في مدينة نائية. فشلّت تلك المؤسسات في استشراف هزيمة منافسته هيلاري كلينتون، العريقة في السياسة وداخل الحزب الديمقراطي، والخبيرة في شؤون السلطة وشجون البيت الأبيض حين كانت سيدته عندما كان زوجها، بيل كلينتون سيد المكان.

انتخبت البلاد قبل ذلك باراك أوباما، رئيسا أسود، لولايتين متتاليتين، معلنة بذلك تطور المجتمع ونضجه باتجاه مستويات تتجاوز حقبات سوداء من العنصرية والاستعباد. وانتخبت نفس البلاد رئيسا “شديد البياض” بعد 8 سنوات، على نحو لا يتّسق مع منطق التحولات وطبائعها.

دونالد ترامب انتخب ديمقراطيا، وهو قد ينتخب مجددا ديمقراطيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة. غير أن السؤال الحرج يبقى مطروحاً حول ما إذا كان ما زال بالإمكان التعويل على الديمقراطية كسبيل وحيد لإنتاج تمثيل صحيح، أما أنها باتت أداة رخوة من أدوات المال، وصارت أداة طيعة تعيد الأيديولوجيات التي اندثر تداولها إلى الحياة.

لم تشنّ أصيلة حملة على الديمقراطية. لا أحد يتجرأ على الاندفاع بهذا الاتجاه. غير أن في ثنايا القول تسرَّبَ أن الديمقراطية مرتبكة تفشل يوما بعد آخر في ضمان الأمان والرخاء. في ذلك أن العالم خائف وأن آليات الاقتصاد باتت مربكة وأن المنظومة الليبرالية التي لطالما صاحبت الديمقراطية تلهث تعبة متخبطة قليلة الحيلة في التصدي لاستحقاقات هذا العصر.

باتت الديمقراطية وصندوق الاقتراع وحق الانتخاب مفاهيم مسؤولة في جانب كبير عن هذه الفوضى التي تربك النظام الدولي الذي ساد العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وذاك الذي رانَهُ بعد اندثار الاتحاد السوفياتي.

الديمقراطية مسؤولة عن “انحراف” بريطانيا في التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أشهر من انتخاب ترامب في واشنطن. والديمقراطية مسؤولة عن ذلك الزلزال الوجودي الذي يتهدد الاتحاد الأوروبي على نحو غير مسبوق منذ ولادة الفكرة الأوروبية من خاصرة انتهاء الحرب العالمية الثانية. والديمقراطية هي التي تمنح شرعية أخلاقية ساذجة لكافة الأفكار التي كانت وراء قيام أنظمة النازية والفاشية والتي سبّب صعودها بأكبر الكوارث الإنسانية التي عرفها العالم في التاريخ الحديث.

الديمقراطية تعاني أزمة وجود في أوروبا. التيارات الشعبوية والمتطرفة تتقدم بخبث، من خلال صناديق الاقتراع، نافخة في إطلالاتها كوابيس قديمة عرفتها بلدان القارة العجوز

سمعنا في أصيلة أن الديمقراطية هي بضاعة غربية ليس من الضرورة أن تستهلك في كافة أصقاع الأرض ومن قبل شعوبها. كانت جماعات الإسلام السياسي تعتبر الديمقراطية “بدعة” غربية، وبالتالي هي كفر لا يلتقي مع روحية الإيمان. فهل يلتقي بعض العلمانيين وعتاتهم هذه الأيام مع الإسلامويين على مقت الديمقراطية واعتبارها منتجا لا صالح لنا به؟

 بعضهم في أصيلة قال إن الديمقراطية لم تعد المنتج الغربي الخالص الذي عرفناه أو سعينا للتعرف عليه. باتت التكنولوجيا الحديثة مهيمنة على سوق الاقتراع كما على المشهد الإعلامي برمته. ثبت أن تدخلاً إلكترونيا تنظّمة شركات المعلوماتية المعولمة قادر على صناعة رأي عام يقرر وجهة الاقتراع “السري” في الصناديق. وثبت أن قراصنة روسيا يستطيعون الترويج للمرشح ترامب وتشويه سمعة المرشحة كلينتون. وثبت أن أيادي موسكو تدخلت في استفتاء البريكست ولا شيء يمنعها من التدخل في أي استحقاق اقتراعي في أي دولة في العالم.

لم تعد الديمقراطية الضامن الوحيد للاستقرار والأمن والازدهار. بدأت بعض الأفكار تعتبرها منتجة للعبث والفوضى. لا أحد من منظري الديمقراطية في الغرب يتحدث عن الديمقراطية في الصين. بدا، بخبث، أن غياب الديمقراطية عن الصين ليس شرطاً من شروط الاستقرار في الصين فقط، بل في العالم أجمع. يمسك الحكم في الصين بهذه الدولة العملاقة وفق منظومة تمثيل لا تتسق قواعدها مع تلك التي تنتجها العواصم الغربية الكبرى، ومع ذلك فإنه قليلا ما يهتز قلب لندن وباريس وواشنطن وبرلين لحالة حقوق الإنسان هناك.

لكي يستهلك العالم بضاعة رخيصة تنتجها الصين، وجب السكوت عن الشروط الإنسانية التي تجعل من هذا الإنتاج رخيصا. لم يعد مهماً أن تنشغل الإنسانية بطبائع الحكم وديمقراطيته هناك، المهم أن لا ينفجر هذا البلد حتى لو كان ثمن ذلك غياب كامل للديمقراطية. أصيلة صدحت بصدى أناشيد في منطقتنا باتت تبشر بـ”الاستقرار” كأولوية تسبق كل الأولويات، بما في ذلك “الديمقراطية”.

 

إنسانية ترامب الانتخابية مع إرهاب الملالي

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/23 حزيران/2019

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رده على إسقاط الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأميركية المسيرة : إنه أوقف ضربة عسكرية ضد إيران قبل عشر دقائق ،لأنه علم أن هناك 150 شخصاً سيقتلون في هذه الضربة. في ذلك تناسى السيد ترامب أنه منح إيران عنصراً جديداً من السعي إلى التصعيد والتشدد في الموقف، وتناسى أن ضربة من أحد وكلاء الحرس الثوري في عام 1983 في لبنان كانت حصيلتها 238 قتيلاً أميركياً، وعدم الرد الأميركي عليها جعل إيران تسيطر عبر “حزب الله” على لبنان ، فيشكل مصدر قلق دائماً للولايات المتحدة، وكذلك تناسى ترامب أن عدم الرد على هجوم إحدى الجماعات الإرهابية الصومالية على الجنود الأميركيين كانت نتيجته جعل الصومال مأوى للجماعات الإرهابية، ومصدر قلق للولايات المتحدة، فهل يشكر ترامب على هذه الإنسانية التي تحلى بها لأنه رفض كبح جماح السلوك الإرهابي الإيراني الذي هو إحدى ركائز مشروعه الانتخابي؟

هل بات ترامب يعتقد أنه بهذا السلوك يضمن ولاية انتخابية جديدة، أم يعمل على تقوية الوحش الذي ساعدته الولايات المتحدة في مرات عدة على النمو، ولنا في ما سبق من أمثلة شاهد على ذلك؟

ترامب تناسى أيضا أن نظام الملالي، وفقاً للموقف الأميركي هو أحد رعاة الإرهاب، بل الراعي الأساسي له، وأنه يشكل تهديداً مباشراً للقوات الأميركية في أفغانستان، برعايته “القاعدة” و”طالبان” التي تحاورها الولايات المتحدة حالياً بعدما خضعت لمنطق الإرهاب اليومي في أفغانستان، تماماً مثلما تناسى التهديد الدائم للمصالح الأميركية في الخليج العربي عبر الدعم الذي توفره إيران لجماعة الحوثي، والصواريخ التي تصدّرها إليه ليطلقها على السعودية ودول الخليج العربي.

لم يأخذ الرئيس الأميركي بعين الاعتبار التهديدات اليومية التي تتعرض لها الولايات المتحدة في العراق، سواء أكان من خلال قصف السفارة ببضعة صواريخ، أو المعسكرات التي يتواجد فيها الجنود الأميركيون.

ضرب الرئيس الأميركي عرض الحائط بكل ذلك، وطلع على العالم المترقب للرد الأميركي بتصريحه هذا الذي يدل على أمرين، هما: إما تعبير عن عجز في مواجهة هذا الوحش الإرهابي، أو أنه يقدم حساباته الانتخابية الخاصة على هيبة الولايات المتحدة وحضورها في العالم، وفي كلا الأمرين قدم للحرس الثوري ونظام الملالي خدمة مجانية ودافعاً جديداً لمزيد من الإرهاب. ربما على الرئيس الأميركي أن يستمع من مستشاريه إلى لمحات من التاريخ الإيراني، وكيف سقطت الإمبراطورية الفارسية في عهد كسرى أنوشروان على أيدي القبائل العربية حين هبت لمواجهته ،بعدما أراد غزو المنذر النعماني لمجرد أنه يريد التمتع ببناته، لكن الحمية القبلية العربية يومها كسرت أنف تلك الإمبراطورية، وكيف أن تبني بريطانيا لانقلاب مصدق كاد يفقد حليفها الأساسي في ذلك الوقت الشاه الذي اتسم عهده بالاستقرار، إلى أن دخل الرئيس كارتر في لعبة الخضوع لمنطق الاستخبارات ،حين توافقت مع نظيرتها الفرنسية في إضعاف الشاه وتعزيز قوة الخميني حتى سقط الحليف الأساسي للولايات المتحدة، وبدأ عهد الإرهاب الإيراني الذي يغذيه اليوم تردد الرئيس ترامب بهذه الإنسانية الزائفة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري معلقا على كوشنير حول صفقة القرن: لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور او شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - علق رئيس مجلس النواب نبيه بري في أول موقف رسمي لبناني ردا على ما أعلنه جاريد كوشنير حول المرحلة الاولى من صفقة القرن، بالقول: "بانتظار موقف لبناني رسمي جامع وموحد حيال ما كشفه السيد جاريد كوشنير عراب ما يسمى صفقة القرن عن خطوات المرحلة الاولى من ما يسمى صفقة القرن والتي تتضمن استثمارا بمبلغ 50 مليار دولار في عدد من الدول العربية ومن بينها لبنان. ولكي لا يفسر البعض الصمت الرسمي اللبناني قبولا العرض المسموم، نؤكد ان الاستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضا خصبة هو أي استثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". أضاف: "يخطىء الظن من يعتقد ان التلويح بمليارات الدولارات يمكن له ان يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع او المقايضة على ثوابته غير قابلة للتصرف وفي مقدمها رفض التوطين الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة". وختم بري: "نربأ بما تبقى من الحياء العربي ان لا يفسح المجال لاستخدام الجغرافية العربية مساحة لتنفيذ حكم الاعدام بقضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين التي وللاسف كالعادة تتعرض لمحاولة اغتيال بسلاح المال العربي. مستر كوشنير لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور او شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة، ان فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد قبل ان يكونوا قضية جغرافية وشعب هي قضية سماوية وهي بعين أهلها ومقاومتها وبعين رب السماء".

 

سامي الجميل: جميع من في السلطة حولوا البلد مزرعة واختلفوا على الحصص بعدما تخلوا عن السيادة

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - أكد رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل "ان جميع من في السلطة مسؤولون عما وصلنا اليه اليوم"، سائلا "هل المشكلة اليوم هي مشكلة حصص وهل ما وصل اليه البلد من تخل عن السيادة والاستقلال الى منطق المحاصصة والفساد والانهيار الاقتصادي والاجتماعي فيما الناس جائعة ومن دون عمل، هل بعد كل ذلك تكون المشكلة بالمحاصصة؟ هذا مع العلم انكم ارتضيتم بهذا المنطق وسرتم به من الأساس واليوم تشكون منه لأنه برأيكم غير عادل في ميزان المزرعة التي نعيش فيها اليوم". وفي احتفال بعيد الأب أحياه إقليم جبيل الكتائبي بدعوة من مكتب شؤون المرأة حضره نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ وكريمة رئيس إقليم جبيل السابق غيث خوري الذي كرم في المناسبة الى جانب حشد من الكتائبيين قال الجميل: "ليس جبران باسيل وحده المسؤول عما وصلنا اليه انتم جميعا مسؤولون عن منطق التسويات التي وصلنا اليها والمتاجرة بالسياسة والتخلي عن مبادئ ومقومات بناء الدولة من اجل وزارة من هنا أو نيابة ومدير عام من هناك في وقت لم تبق فيه قيمة لوزارة ولا لمجلس ولا لادارة بسبب ادائكم". واكد "ان الأداء خاطئ من دون شك ولكن ليس في تقاسم الحصص بل في مخالفة القانون والدستور والتخلي عن السيادة. ولكنكم جميعا شركاء ولا تستطيعون ان تتحدثوا عن هذا الموضوع"، معتبرا "ان الوقت قد حان للناس لترفض كلام الغش والاستهلاك وتعود للتحدث عن بناء لبنان بالمبادئ والثوابت". واردف الجميل: "المطلوب من الناس الا تؤخذ بالشعارات بل أن تنظر الى الواقع وان تحاسب في صناديق الاقتراع لأنهم من دون أصواتكم لا قيمة لهم، وما ينقصنا اليوم هو مسؤولون يحبون البلد ويكونون نزيهين، صادقين وكفوئين وهذا جل ما نريده".

 

قاووق من كونين: اننا اليوم أمام معادلات جديدة فإيران تقود محور المقاومة إلى انتصار هو الأكبر في تاريخ المنطقة

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستطيع أن يذل رؤساء دول كبرى، ويتعملق ليذل الملوك والأمراء والرؤساء العرب، ولكنه تقزم وتجرع المذلة عندما وصلت رسالته إلى السيد القائد الإمام علي الخامنئي، وهذا مشهد يبعث على عزة الأمة وقوتها، بينما مشهد بن سلمان يبعث على مذلة الأمة وعارها، وشتان بين الموقفين". كلامه جاء خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة كونين، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" عبد الله ناصر وفاعليات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وقال قاووق: "أميركا مدهوشة اليوم من الصمود الذي ما كان بالحسبان لإيران قيادة وشعبا، فعرفت أن الضغوط الاقتصادية لا تخضع إيران، ووصلت إلى طريق مسدود، وباتت لا تملك طريقا للخروج".أضاف: "ترامب وصل إلى المأزق الاستراتيجي ووقع في حيرة وإرباك، فإذا قام بقصف إيران فإنه سيقع في مشكلة، وإذا لم يقم بقصف إيران فهو واقع في مشكلة، وإذا أكمل بنفس الطريقة فإنه لن يصل إلى أية نتيجة، وإذا لم يكمل فسيخسر، وبالتالي هو يخير نفسه بين المر والأمر، فأحيانا يقول للأميركيين بأنه عليكم أن تقصفوا إيران، وأحيانا يبدل رأيه". واعتبر أن "الدقائق العشر فضحت البيت الأبيض، ووثقت هشاشة البنتاغون والبيت الأبيض والكونغرس الأميركي وهزالتهم، وقدمت إيران قوة تواجه أميركا وتكسر الجبروت والاستعلاء الأميركي". وشدد على أن "الصمود الاستثنائي لشعب إيران والقوات المسلحة والحرس الثوري والقيادة في إيران قد فاجأ العالم، وأربك حسابات أميركا ومن يتبعها من السعودية والإمارات والبحرين والكيان الإسرائيلي، فهم باتوا اليوم يعترفون في المجالس المغلقة، بأن سياسة الضغوط على إيران قد فشلت، ولا يعرفون ماذا سيفعلون بعد". وتابع: "لقد اعتقد ترامب بأن فرض عقوبات مالية واقتصادية على حزب الله قد يبعد الناس عن هذا الحزب، ويترك المجاهدون المقاومة، ولكن التقارير التي تذهب اليوم من السفارة الأميركية إلى البيت الأبيض تقول انه بعد العقوبات المشددة على حزب الله، لم يزد حزب الله إلا تأييدا ودعما شعبيا وسياسيا في لبنان والمنطقة". ورأى "اننا اليوم أمام معادلات جديدة، فإيران تقود محور المقاومة إلى انتصار هو الأكبر في تاريخ المقاومة والمنطقة، وهي بنجاحاتها وإنجازاتها، تعزز قوة المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن والمنطقة، وبانتصارها تقوي المقاومة وتضعف محور ومثلث إسرائيل والسعودية وأميركا". كما شدد على أن "هذه التحديات في المنطقة تفرض على لبنان أن يكون متيقظا لكل نوايا العدوان الإسرائيلي، ولا سيما أنه عندما تحدث ترامب عن ضرب إيران استعدت إسرائيل، واستنفرت جيشها، وهذا دليل الترابط في الساحات، والنوايا العدوانية الإسرائيلية". وختم قاووق: "لبنان اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة استثنائية وضرورة استراتيجية للتمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولا سيما أنه اليوم في أفضل حالاته، وفي ذروة قوته، والأيام الذهبية من قوة المقاومة على ردع العدو الإسرائيلي".

 

أبو فاعور: العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - أكد وزير الصناعة وائل ابو فاعور "ان العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام، لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي، والمآل الطبيعي بالاستناد الى العلاقة التاريخية بين الطرفين ان يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار المستقبل لتبيان الخيط الابيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصا ان الامر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف"، لافتا الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي بالتسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على البلاد".

كلام أبو فاعور جاء خلال لقائه رؤساء بلديات منطقة راشيا في مقر اتحاد بلديات جبل الشيخ، في حضور النائب السابق اللواء انطوان سعد، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس الاتحاد صالح ابو منصور ونائبه جريس الحداد، خصص لعرض ومناقشة الحلول المقترحة لمشكلة النفايات والمكبات العشوائية.

وقال أبو فاعور: "هناك اتفاق عدم حرق النفايات وثمة جهد كبير يبذل على مستوى البلديات واجراءات تقوم بها لمنع عمليات الحرق واجراءات طلبها قائمقام راشيا، منها اقامة سواتر ترابية حول مكبات النفايات"، معتبرا "ان العلاج الجذري الذي نعمل عليه من خلال نقاش جدي يحصل بين اتحاد بلديات جبل الشيخ وعدد من الشركات التي قدمت عروضا للقيام بجمع النفايات ومعالجتها، والعرض الافضل نتيجة التفاوض الذي يقوم به الاتحاد تم تقديمه اليوم للبلديات وسيتم عرضه على رؤساء البلديات والمجالس البلدية واذا تمت الموافقة عليه يتم السير به ونكون قد قدمنا علاجا جذريا لأزمة النفايات".

وفي موضوع الموازنة، قال: "ان النقاش الذي يجري في جلسات مجلس النواب هو نقاش مسؤول يهدف الى تقديم الأفضل، وبالتالي المجلس النيابي متوقع انه ما زلنا ضمن المخاض الطبيعي المقبول لنقاش الموازنة، واعتقد ان لجنة المال النيابية بكل أعضائها الأصليين او الذين وفدوا اليها نتيجة حساسية الموضوع، يتصرفون بمسؤولية كبرى ويعلمون بان الامر ليس فقط نقاش مالي بل نقاش في مستقبل البلد وهناك حرص كبير انه اذا ما تم اسقاط أي بند من البنود فيجب البحث عن بدائل للخروج بموازنة لا تتجاوز سقف العجز الذي تم الاعلان عنه من قبل الحكومة اللبنانية غداة اقرار الموازنة".

وتابع "هناك حث للخطى في لجنة المال النيابية ومن المتوقع ان تنجز مطلع الشهر المقبل، ونحن في اللقاء الديمقراطي اسميناها موازنة الفاكهة المتدلية التي يسهل قطاقها اي الحصول على الأمور التي نستطيع الحصول عليها دون الدخول الى مقاربات جذرية التي يمكن الدخول فيها مثل الأملاك البحرية"، معتبرا ان "نواب اللقاء يجاهدون في اللجنة النيابية لتقديم اقتراحات تعطي هذه الموازنة اتجاهات جذرية حتى اللحظة غير متوفرة".

اما أبو منصور فأكد أن "الهدف الأساسي من اللقاء هو التواصل والتشاور مع ممثلي المنطقة لمناقشة الخيارات الموجودة للوصول الى حل نهائي لازمة المكبات العشوائية والنفايات وحرقها، حيث تم عرض اربعة خيارات وتم التوصل الى شبه اجماع على احدها على ان يوزع مسودة عقد على بلديات المنطقة لاخذ ملاحظاتهم وصياغة العقد النهائي والتواصل مع الشركة المعنية للبدء في مرحلة تجريبية مدتها ثلاثة اشهر على ان يجري تقييم هذه المرحلة لاحقا، ويصار الى تصويب الاخطاء التي يمكن ان نقع فيها وتجديد العقد بعد ذلك".

وتخلل اللقاء مداخلات عدة لرؤساء البلديات وممثليها ولعدد من الحضور لمناقشة الخيارات الموجودة كما تم عرض الواقع الحالي للمكبات وعددها في المنطقة واثرها البيئي والصحي.

 

الامن العام دعا الى وقفة عن روح جميع شهداء لبنان في وجه الارهاب واضاءة الشموع في. الطيونة ايلا

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - دعت المديرية العامة للامن العام الى إضاءة شموع عند الحادية عشرة من مساء اليوم قرب مقهى أبو عساف في محلة الطيونة لمناسبة الذكرى الخامسة على استشهاد المفتش أول عبد الكريم حدرج. فلتكن وقفة عن روح جميع شهداء لبنان في وجه الارهاب.

 

الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير

الأحد 23 حزيران 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الأب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح، "كابيلا القيامة"، رفع خلاله الصلاة لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته، عاونه فيه رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة المطران منير خيرالله والمطران حنا علوان ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري والقائم بالأعمال المونسنيور إيفان سانتوس ورؤساء عامين ورئيسات عامات ورهبان وراهبات.

وحضر القداس نواب تكتل "الجمهورية القوية" شوقي الدكاش، ادي ابي اللمع، جوزيف اسحق، جورج عقيص، انطوان حبشي وسيزار المعلوف، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائب السابق انطوان زهرا، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة انطوان مراد، مدير الأخبار والرامج السياسية في تلفزيون MTV غياث يزبك، رئيس "مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية" الدكتور الياس صفير وعائلة البطريرك الراحل، رئيس مؤسسة "أوكسيليا" غسان سعد، منسقا مكتب راعوية الزواج والعائلة سليم وريتا الخوري، السيدة ليندا مروان شربل، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وعدد من الفاعليات والمؤمنين.

في بداية القداس ألقى منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة الأباتي سمعان ابو عبدو كلمة لمناسبة عيد الأب قال فيها: "من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه، ومن عظم أمه فهو كمدخر الكنوز، من أكرم أباه سر بأولاده، وفي يوم صلاته يستجاب له".

أضاف: "للسنة الثامنة على التوالي نلتقي في عيد الأب حول راعي الرعاة أب الجميع صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. كلمة أب هي من أعز الكلمات لدينا نحن المسيحيين، لأنه الأسم الذي علمنا يسوع أن نخاطب به الله، أبا- بابا، كلمة عذبة يتفوه بها الطفل في أول تمتمة تظهر على شفتيه، دعوة الله كأب، تضعنا في علاقة ثقة معه. نحن هنا من كل لبنان، من سائر الأبرشيات المارونية، جئنا في هذه المناسبة السعيدة لنصلي ونشكر الرب على النعمة التي يغدقها علينا، ونلقي تحية تقدير لعائلات تميزت بكثرة الإنجاب، وعائلات تخطت التحديات، بثبات ورجاء، وعائلات تميزت بدعوات علمانية أو رهبانية تكرست لخدمة الإنسان المتروك والمهمش، وعائلات تصالحت بعد محنة الانفصال، فكانت الكلمة الأخيرة للحب والتفاهم، منظمات وحركات وجمعيات وجماعات تعنى بالعائلة، تعيش شهادة الإيمان من خلال الخدمة والمحبة، وبالرغم من مصاعب الحياة لم يتراجعوا ولم ينكروا إيمانهم، بل ازدادوا رسوخا في تعلقهم بالمسيح، انها عائلات ومؤسسات تقوم وتنطلق وتصغي الى وجع الآخر "الأرض المقدسة" وتعيش فرح العطاء".

وتابع: "صاحب الغبطة والنيافة، في هذا اليوم، تذكار عيد الأب، نعود أطفالا، نمسك بيدكم وترتفع عيوننا باعتزاز لرؤية وجهكم الأبوي المحب وترتسم على شفاهنا ابتسامة الاطمئنان والامتنان. تدعونا الى صرحكم العامر لنصلي من أجل كل الآباء في عيدهم والأمهات والعائلات ونقدم الجهد والتضحيات والألم ووجع التحديات، من على مذبح الرب قربانا".

وقال: "شكرا لكم، يا صاحب الغبطة، على ثقتكم بنا ومبادرتكم الأبوية الطيبة، شكرا على محبتكم واستضافتكم لنا، شكرا لجميع العائلات والجمعيات والمؤسسات والحركات التي وافت لنتشارك وإياها فرحة العيد، شكرا لكل الذين عملوا على إنجاح هذا اللقاء. مع فرح الآباء والأمهات والأبناء والأحفاد والجمعيات نعيدكم، يا صاحب الغبطة والنيافة، أبا روحيا ورئيسا للكنيسة المارونية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، أبا للعائلات التي أتت اليوم من كل لبنان لتحتفل معكم بعيد الآباء، هذه العائلات ستبقى منارة إيمان وشعلة حب في وسط الكنيسة والعالم".

وختم أبو عبدو: "الكنيسة هي عائلة مكونة من عائلات، وتغتني باستمرار بحياة كل الكنائس البيتية" (البابا فرنسيس، فرح الحب، عدد 87). فالأب والأم هما الركنان اللذان ترتفع فوقهما عمارة العائلة بفيض من محبتهما "الله يريدنا أن ندعوه أبا بثقة الولد الذي يستسلم بين ذراعي من وهبه الحياة".

العظة

بعد الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "الروح القدس الذي يرسله الآب بإسمي يعلمكم كل شيء"، قال فيها: "زمن العنصرة الذي نعيشه هو زمن الروح القدس العامل في حياة الكنيسة والمؤمنين: فالروح القدس يسكب المحبة في القلوب، ويعلم الحقيقة، ويعطي سلام المسيح (راجع يو14: 26-27). إنه عطية الآب للذين يحبون المسيح، حافظين وصاياه (راجع يو21:14)، على ما وعد الرب يسوع: "الروح القدس، الذي يرسله الآب باسمي، هو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14)".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية ونحن نحيي عيد الأب. وفي المناسبة نذكر في هذه الذبيحة المقدسة من كان أبا بامتياز أبانا المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير. ففي هذا الأحد، بعد مرور أربعين يوما على وفاته نقدم هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسه، بحضور عائلته وأنسبائه الذين نجدد لهم التعازي، ونخص بالذكر شقيقتيه وأولاد المرحومات شقيقاته وأولاد خاله وعائلاتهم. وإذ نلتمس له المشاهدة السعيدة في السماء، نرجو أن يكون لنا ولكنيستنا ووطننا خير شفيع لدى العرش الإلهي".

وتابع: "ينظم مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية، مشكورا، هذا الاحتفال بمناسبة عيد الأب تكريما لعائلات تميزت بأربع ميزات: كثرة الإنجاب، تخطي التحديات، احتضان كبارنا وخدمتهم، المصالحة والثبات على وحدة العائلة. أود أن أوجه كلمة شكر وتقدير لمنسقي المكتب وهم الأباتي سمعان أبو عبدو، الذي أشكره على الكلمة في افتتاح هذه الليتورجيا الإلهية، والزوجين سليم وريتا الخوري، وكل المعاونين، بل جميع المشاركين في إحياء هذا الاحتفال بأنواع مختلفة. وأوجه تحية تقدير لسيادة أخينا المطران منير خيرالله، رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة، مع الشكر على تشجيعه الدائم وتوجيهه لهذا المكتب".

وقال: "يطيب لي أن أحيي كل أب، أكان حاضرا معنا أو في أي مكان، وأهنئه بعيده، ونذكره في صلاتنا لكي يبقى على رأس عائلته وعمود سقفها الثابت والمتين. نصلي لراحة نفوس الآباء الذين انتقلوا إلى بيت الآب. ونذكر بصلاتنا كل الذين حلوا مكانهم كأولياء أمر القاصرين اليتامى وسواهم. صحيح أن العيد هو في الأساس عيد الأب بالدم، لكنه أيضا عيد الآباء الروحيين، من أساقفة وكهنة، الذين يعملون على نقل الحياة الإلهية إلى المؤمنين والمؤمنات، ويجسدون أبوة الله وأمومة الكنيسة. من أجلهم جميعا، الآباء الدمويين والروحيين، نلتمس فيض النعم الإلهية، لكي ينهضوا بمسؤولية السهر على أولادهم وتربيتهم بالتعاون الوثيق مع زوجاتهم على المستوى العائلي، ومع السلطة الكنسية وتوجيهاتها وتعاليمها على المستوى الكنسي والراعوي. وتشبه بدور الأب مسؤولية الذين يتولون خدمة الشأن العام في الدولة، المسماة أما بالمعنى المجازي. وعلى رأس المسؤولين جميعا رئيس البلاد الذي هو بمثابة أب لجميع المواطنين. بهذه الروح ينبغي أن تمارس السلطة السياسية التي من شأنها السهر على سلامتهم وتأمين الخير العام الذي منه خير كل مواطن وخير جميع المواطنين، ولا سيما ذوي الحالات والحاجات الخاصة من يتامى ومعوقين ومسنين وسواهم".

أضاف: "من أجل القيام بهذه المسؤولية بمفهومها الحقيقي، من واجب الجماعة السياسية الأول تأمين النهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، وفيض المال العام في الخزينة، وحمايته من الهدر والسرقة والنهب. فلأجل هذه الغاية على السلطة الدستورية إجراء التعيينات على أنواعها بروح الميثاق الوطني وقاعدة المشاركة بالمناصفة والتوازن بين المسيحيين والمسلمين، على قاعدة الكفاءة والنظافة وفقا للأصول المتبعة أساسا، بحيث تتاح لكل مواطن كفوء ومواطنة كفوءة إمكانية المشاركة في خدمة الشأن العام، من دون شرط الانتماء إلى حزب أو تكتل نيابي منعا للتدخل السياسي في الشأن الاداري القضائي. وإلا شوهنا هوية لبنان الثقافية التعددية، ونموذجيته ورسالته".

وتابع: "من هذا المفهوم لمسؤولياتها، ندعو السلطات السياسية المعنية للمحافظة على المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بهم. إن تقصير الدولة في دعم هذه المؤسسات للقيام بواجباتها تجاه هؤلاء المواطنين إخلال ضميري وتاريخي كبير. ذلك أن المؤسسات الاجتماعية تقوم مقام الدولة نفسها في هذا الواجب من الخدمة الذي هو في الأساس واجب الدولة. فلا لأن الدولة مقصرة في إنشاء مثل هذه المؤسسات الاجتماعية، ولا لأنها تهملها وتتقاعص عن أداء مستحقاتها المالية، يحق لها أن تحجب المال عنها، وتقحمها لإقفال أبوابها، ورمي هؤلاء الإخوة والأخوات المواطنين في الشارع، فيما هم يشكلون كرامة الوطن. هذا الخطأ التاريخي الكبير يشكل وصمة عار في جبين الدولة، إذا ما بقيت ذرة من الحياء. أما القول بوجود مؤسسات وهمية، فنحن ندعو الدولة مجددا لإغلاقها وإقفال أبوابها وحل التعاقد معها".

وقال الراعي: "من جهة أخرى، الجماعة السياسية عندنا مسؤولة عن مساعدة الوالدين في السهر على أولادهم الشباب، الذين هم مستقبل الوطن، وفي حمايتهم من أخطار المخدرات والتدخين والكحول ومرض الإيدز والانترنت والقمار والانتحار، وحوادث السير، وفي استكشاف أسباب هذه المخاطر وإزالتها. إنني أوجه تحية شكر وتقدير للمؤسسات والأشخاص الذين يضحون من أجل حماية شبابنا من هذه الأخطار وقد زارونا الأسبوع الماضي وقدموا لنا تقارير عن نشاطاتهم وهي: شعبة مكافحة المخدرات في إدارة الجمارك، البرنامج الوطني للحد من التدخين في وزارة الصحة العامة مع النصوص القانونية التي تحتاج إلى تطبيق، مركز معالجة الإدمان على المخدرات في مستشفى ضهر الباشق الجامعي الحكومي، فهو يعنى بالعلاج الصحي لتنظيف جسم المدمن من رواسب المخدرات، ما يعني أن المدمن شخص مريض ومهمش بحاجة إلى علاج ومتابعة، وبالتالي عدم النظر إليه "كمجرم" ينبغي ملاحقته ومعاقبته، مؤسسة "جاد"- شبيبة ضد المخدرات ومركزها الثقافي للتوعية والتدريب من أخطار المؤثرات العقلية، وقدمت تقريرين عن أبرز القضايا المتعلقة بموضوع المخدرات والفساد، وعن الانتحار وأسبابه وطرق الوقاية منه، مراكز المعالجة النفسية التي تكشف أولا أسباب الإدمان، ثم آثاره النفسية فالتأهيل، وواجب الدولة في منع إنتشار المواد المخدرة ومكافحة سوق المخدرات وتجارها ومروجيها، ومعالجة ضحاياها لا معاقبتهم، مراكز التوعية على أخطار الهيرويين الالكتروني المعروف بالإدمان الافتراضي على الانترنت، تجمع الشباب "Yasa" للتوعية والحد من حوادث السير ونقابة الصيادلة. وتبقى مشكلة الدواء والمريض والصيدلي. فمن واجب المسؤولين في الدولة إعادة الاعتماد على مفاهيم الدواء والمريض والصيدلي، وحمايتها من الفلتان والاستغلال والاتجار، بالتعاون مع نقابة الصيادلة، من أجل حماية الانسان في سلامة صحته".

أضاف: "الوالدان والمجتمع والكنيسة والدولة مدعوون لإعلان حال طوارىء دائمة من أجل حماية شبابنا من الأخطار التي ذكرناها. فالشباب هم طاقة الأوطان ومستقبلها. ولذا وطن من دون شباب وطن من دون مستقبل. صحيح القول: "إذا أردت أن تقضي على مقدرات شعب عطل عقل شبابه وطاقته الإنتاجية، وإذا أردت أن تقضي على تاريخ أمة، فخدر شبابها".

وختم الراعي: "بالعودة إلى الإنجيل، نلتمس في هذه الذبيحة الإلهية عطية الروح القدس، لكي يسكب في قلوبنا المحبة، وفي عقولنا المعرفة، وفي داخلنا السلام. بفضل المحبة نحفظ كلام المسيح ونصبح سكنى الله: "من يحبني يحفظ كلمتي. أبي يحبه، أنا أحبه، وإليه نأتي وعنده نجعل لنا منزلا" (يو23:14). وبفضل أنوار الروح القدس الذي "يعلمنا كل شيء، ندرك حقيقة الله والإنسان والتاريخ". أما سلام المسيح الذي يسكبه الروح القدس في داخلنا، فينفي منها "الاضطراب والخوف" (يو27:14)، ويجعلنا "صانعي سلام". بهذه المواهب الثلاث نرفع نشيد المجد والتسبيح والشكر الى الله-المحبة".

الخوري

وفي ختام القداس، ألقت منسقة المكتب كلمة قالت فيها: "نحتفل برجاء وإيمان كبيرين كعادتنا بعيد الأب في مثل هذه الأيام، وبات احتفالنا محطة سنوية جامعة، تتجلى فيها معاني الأبوة والأمومة والبنوة بأبهى صورها. إن غياب البطريرك "الأب" المثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير، بالجسد من بيننا، زرع في قلوبنا الغصة، ولكن في المقابل حفزنا أكثر على الارتقاء في حمل المسؤوليات الجسام على مثاله، أبوية كانت، أو كنسية ووطنية. خلد الرب ذكره وقدسنا جميعا في قلب عالمنا الذي نعيش فيه. وإذ ندعو لكم غبطة أبينا مار بشارة، بدوام الصحة وطول العمر، نقدر حكمتكم في قيادة سفينة الكنيسة والوطن. إن ثقتكم ورعايتكم الدائمة لمكتب راعوية الزواج والعائلة، تعطينا القوة والمثابرة في عملنا رغم المعوقات الكثيرة من اقتصادية واجتماعية وسياسية التي ترهق العائلات وتشرذمها".

أضافت: "نشكر لله ما أنجز إلى اليوم بشفاعة العائلة المقدسة، من مؤتمرات ودليل ولقاءات وتنشئة، فها هي الدفعة الأولى من شهادة الوساطة باتفاقنا مع الجامعة اليسوعية CPM جهزت، والدفعة الثالثة بالشهادة المشتركة مع جامعة الحكمة في "الإصغاء والمرافقة العائلية" أنجزت سنتها الإولى، لتأهيل وسطاء أفراد وأزواج متطوعين يساعدون كهنة الرعايا في مراكز الإصغاء في الأبرشيات المارونية ويعملون في الإصغاء والمرافقة، حل وإدارة النزاعات الزوجية والعائلية لتجنيب الأولاد تداعياتها الخطيرة والمخيفة. والاحتضان والمتابعة في هذه المراكز يجرى على قدم وساق، لمئات العائلات المتعثرة. وكم فرحنا بأخبار التدني لأعداد الدعاوى المقدمة إلى المحكمة الروحية في السنة القضائية المنصرمة، كمؤشر أكيد على نجاح لغة الحوار والمرافقة في سلام ووحدة العائلة".

وتابعت: "من هنا نداء من القلب الى جميع الأزواج والعائلات: لا تترددوا في التوجه إلى مراكز الإصغاء والوساطة في الرعايا والأبرشيات المارونية، منذ بداية الصعوبات، وعدم التأخر في طلب الاستشارة، لأن تصويب الأمور باكرا هو المساهم الأكبر في إنجاحها. فباسم مكتب راعوية الزواج والعائلة نعاهدكم متابعة العمل من أجل سلام ووحدة العائلة وذلك بالتعاون مع أصحاب السيادة نخص بالذكر سيادة المطران حنا علوان وسيادة المطران يوحنا رفيق الورشا. شكرا للسفير البابوي والقائم بأعمال السفارة لدعمها المستمر للعائلة ولمكتبنا. الشكر لكل وسائل الإعلام المتعاونة وخاصة ادارة محطة ال MTV والعاملين فيها، ولا سيما الإعلامي ماجد ابو هدير لمواكبته لنا في كل سنة وتقديمه صورة بهية لعائلاتنا النموذجية. ولا ننسى جوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب الدكتور توفيق معتوق لأدائها المميز، وكذلك الكشاف الماروني للمساهمة في التنظيم. شكرا لكل من شارك وجاهد لإنجاح هذا اللقاء وبخاصة فريق العمل في المكتب".

وختمت: "مسك الختام وسنكررها دائما الشكر لك أنت أيتها العائلات المكرمة ولعائلات كثيرة تشبهك وما زالت في الخفاء تجاهد وتتحمل وتصبر، فلك منا كل إجلال وتقدير. حفظ الله عائلاتنا وحماها شهادة فرح وحب ومصدر سلام ورجاء".

تكريم

وللسنة الثامنة على التوالي كرمت العائلات والجمعيات والمراكز التي تعنى بالعائلة والمسنين فيها، بهدف إظهار الوجه الإيجابي للعائلة اليوم، وهم تميزوا بخدمة المسنين واحتضانهم وكثرة الإنجاب والدعوات الرهبانية والكهنوتية والعائلات التي تميزت بتحديات جسدية وعقلية قاهرة وبالمصالحات العائلية والثبات على وحدة العائلة وتخطي التحديات، وقدم لهم الراعي وسبيتيري وخيرالله وعلوان وأبو عبدو دروعا تذكارية.

كلمة الخازن

بعد القداس، قال الخازن: "لا يسعني أن أعبر بالكلمات عن عميق حزني ومشاعري على غياب المثلث الرحمة غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي تمتع بشخصية غنية بالفكر، والقول، والعمل على الصعيدين الكنسي والوطني. فجسد بمسيرته، على رأس كنيستنا المارونية كل القيم الروحية والفكرية، وجعل منها عناوين مضيئة في حياتنا الإنسانية والوطنية على السواء. وما قدمه من تضحيات وما عاناه من مصاعب لتجاوز المحنة الكبيرة في الحرب ولتفادي امتحان السلام بأعلى قدر من الحكمة والمسؤولية والحرص، جنب الطائفة والوطن الكثير من التحديات في سعي دؤوب إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، فاستحق بذلك إعجاب الجميع. رحم الله كبيرنا الذي عرف كيف يصون الوحدة الداخلية، وأسكنه في مساكنه الأبدية".

وختم: "رسالة بكركي مستمرة مع البطريرك الراعي الذي يعمل من أجل لبنان وأبنائه على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ليبقى هذا الوطن رسالة للعالم أجمع".

زهرا

من جهته قال زهرا: "قناعة كل اللبنانيين وبخاصة المسيحيين والموارنة، هي أن البطريرك صفير شفيع لهم وللبنان في السماء، وأكرر ما قلته يوم وفاته إننا لا نصلي له بل نطلب شفاعته وأن يصلي هو لنا، واليوم مع رأس الكنيسة المارونية البطريرك الراعي، نصلي معا في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته، وخصوصا ان سيد بكركي يعتبر ان الراحل هو أب الجميع روحيا ووطنيا، لذلك أراد ان نصلي معا لنطلب ان يكون لبنان باهتماماته أمام رب العرش في السماء".

وختم: "التواضع والصلابة هما أهم الصفات التي أخذناها ونأخذها دائما من البطريرك صفير، فهو مارس دوره الوطني والديني والأخلاقي بكثير من الصلابة والحكمة، وفي الوقت عينه بكثير من التواضع ايضا، وهذا عملا بما قاله السيد المسيح "من اتضع ارتفع".

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23 و 24 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76082/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-24-2019/

 

نفش ريش سامي الجميل من قبل البعض نكاية بجبران

الياس بجاني/23 حزيران/2019

نفش ريش سامي الجميل من قبل البعض نكاية بجبران منو حكي جدي..هيدا زجل من نوع المخمس مردود ومردود .. الروابيق بهذا الظرف ما في منون فايده.

 

حزب الله والأسد والملالي لاحقين ع السعودية السوريين تا يقتلون

الياس بجاني/23 حزيران/2019

حزب الله والأسد والملالي لاحقين ع السعودية السوريين تا يقتلون. سوري قُتِّل الآن بقصف الحوثيين لمطار أبها السعودي. بعدون مضيعين طريق القدس.

 

لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم وضعهم في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/23 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76072/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d8%ac/

 

إين نظارات راي بشير الجميل؟ قبرٌ يضعُ كلَّ يوم نظارات راي بان خضراء ويحدّق في مقابرنا اليومية.

أين "راي بان" بشير؟

وحقّاً، بعض البيوت مقابر مقفلة وبعض المقابر بيوت مفتوحَةً.

روني الفا/"ليبانون ديبايت/إلاحد 23 حزيران 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76066/%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7-%d8%a5%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%9f/