LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June23.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَفَاكُم مَا قَضَيْتُم مِنَ الزَّمَنِ المَاضِي في العَمَلِ بِمَشِيئَةِ الوَثَنِيِّين، سَالِكِينَ في العِهْرِ والشَّهَوَاتِ والسُّكْرِ والقُصُوفِ والشُّرْبِ وعِبادَةِ الأَوثَانِ المُحَرَّمَة.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/موقف الفراد الرياشي من ملف بلدية الحدث نموذج على شركات ومافيات أحزابنا أن تتعلم منه الجدية

الياس بجاني/سمير وسامي وقضية بلدة الحدث: موقف اللا موقف تعتير ع الاخر

الياس بجاني/في ذمية أصحاب شركات أحزابنا والنرسيسية: دود خلنا منا وفينا

الياس بجاني/نعم لجورج عون ونعم لقرار بلدية الحدث الكياني والوجودي ونقطة ع السطر

الياس بجاني/إلى السيدة وزيرة الداخلية: موقف وقرار بلدية الحدث قد يكون بنظرك غير قانوني إلا أنه وجودي وكياني 100%

الياس بجاني/داعشية هي فزيعة العد التي تستعمل بين الحين والآخر بوجه المسيحيين/محافظة بلدية الحدث على هويتها وعلى سلامة جود وكيانية ومصير أهلها وحريتهم واجب مقدس.. فلتخرس أصوات النشاز والشعبوية والعمى الضميري

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ألفرد رياشي: الحدت خط أحمر... والحل بالفدرالية

مجلس مندوبي الجامعة اللبنانية ينتصر على الأحزاب: الإضراب مستمر/وليد حسين/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/6/2019

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 حزيران 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"أمل" وحزب الله يتصارعان على النفايات.. والضحايا أهل النبطية/صفاء عيّاد/المدن

النظام السوري: إذلال لبنان بسياسة الخطف والتهريب/منير الربيع/المدن

النائب نديم الجميّل: أهل السلطة يتقاسمون المغانم ووحزب الله يضع يده على البلاد، ولا أحد يسأل عن السيادة

شهيب تعليقا على استعادة عنصري امن الدولة: الحمد الله على سلامة الشباب ورحم الله هيبة الدولة!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحرك سعودي نحو إسرائيل..للحث على ضرب إيران

"صفقة القرن"ب50 مليار دولار..وعباس مستعد للتفاوض مع إسرائيل

ترمب: الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا

أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده ستفرض مزيداً من العقوبات الاقتصادية على طهران

ترمب يعين مارك إسبر وزيراً للدفاع

مخاوف بريطانية من «سلوك إيران في المنطقة»/وزير شؤون الشرق الأوسط يزور طهران غداً

إيران: سنرد بحزم على أي تهديد أميركي وأكدت أن مجالها الجوي «آمن» أمام شركات الطيران

 شركات طيران تتجنب أجزاء من المجال الجوي الإيراني و«الاتحاد» الإماراتية أعلنت استخدام مسارات بديلة في بعض رحلاتها

القوات الأميركية تستعد لإجلاء مئات المتعاقدين من قاعدة عراقية بسبب «تهديدات أمنية محتملة»

واشنطن تقود «حملة دبلوماسية وأمنية» تتعلق بسوريا الأسبوع المقبل تشمل لقاءات التحالف و«المجموعة الصغيرة» في باريس... والاجتماع الثلاثي في القدس الغربية

مصرع 18 من تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى بعملية عسكرية خاصة نفذتها قوات فرنسية وأميركية ونيجيرية خلال عشرة أيام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تشخيص للمرض ولكل أعراضه ووصف لسبل العلاج من قبل شارل شرتوني/الياس بجاني

قراءة في البعد المديني لسياسات النفوذ في الأوساط الاسلامية، تداعيات مسألة الحدث/شارل شرتوني

حفاوة سعودية بقائد الجيش: الرئاسة تبتعد عن باسيل/منير الربيع/المدن

باسيل لتَصفير حصة "القوات"/اسعد بشارة/الجمهورية

عندما تتجاهل الموازنة "الإقتصاد الرديف"!؟/جورج شاهين/الجمهورية

الجاسوس الإيراني ثائر شعفوط بقبضة الاستخبارات الإسرائيلية؟/سامي خليفة/المدن

نحن في حرب مع إيران!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

سيف اللغة وعنترة الريف/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

نصر بلا حرب/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

ربما يأمل ترمب الانعزالي تفادي الحرب مع إيران ولكن من المحتمل أن يكون قد بلغ نقطة اللاعودة/ باتريك كوبيرن/الإندبندت العربية

ترمب يلغي ضربة عسكرية لإيران في الدقائق الأخيرة/وجّه رسالة تحذير عبر عُمان وقال إنه لا يريد حرباً... و«الحرس الثوري» يعرض حطام الـ«درون»/هبة القدسي/الشرق الأوسط

إيران... الهروب إلى الأمام لا يفيد/إميل أمين/الشرق الأوسط

الخليج في انتظار غلطة الشاطر/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

العراق يخرج من العباءة الإيرانية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الموسوي: لن نقبل باستضعاف لبنان وعلى العدو أن يدرك بأن ما يعتبره فرصة سانحة لضرب لبنان هو فرصة لتكبيده هزيمة وخسائر فادحة

اختتام سينودس الروم الكاثوليك: تنويه بإنجاز الموازنة ودعوة لتسهيل عودة النازحين

السرياني العالمي والرامغافار الأرمني عرضا الأوضاع العامة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كَفَاكُم مَا قَضَيْتُم مِنَ الزَّمَنِ المَاضِي في العَمَلِ بِمَشِيئَةِ الوَثَنِيِّين، سَالِكِينَ في العِهْرِ والشَّهَوَاتِ والسُّكْرِ والقُصُوفِ والشُّرْبِ وعِبادَةِ الأَوثَانِ المُحَرَّمَة.

رسالة القدّيس بطرس الأولى04/من01حتى11/:”يا إخوَتِي، بِما أَنَّ المَسِيحَ قَدْ تأَلَّمَ في الجَسَد، تَسلَّحُوا أَنتُم أَيضًا بِهذِهِ الفِكْرَةِ عَينِها، وهِيَ أَنَّ مَنْ تأَلَّمَ في الجَسَدِ ٱنقَطَعَ عنِ الخَطِيئَة، لِكَي يَحْيَا مَا بَقِيَ لَهُ مِنَ الزَّمَانِ في الجَسَد، لا لِشَهَوَاتِ النَّاسِ بَل لِمَشِيئَةِ الله. فكَفَاكُم مَا قَضَيْتُم مِنَ الزَّمَنِ المَاضِي في العَمَلِ بِمَشِيئَةِ الوَثَنِيِّين، سَالِكِينَ في العِهْرِ والشَّهَوَاتِ والسُّكْرِ والقُصُوفِ والشُّرْبِ وعِبادَةِ الأَوثَانِ المُحَرَّمَة. وهُمُ الآنَ يَسْتَغرِبُونَ مِنْكُم كَيفَ لا تُجَارُونَهُم في غَمْرِ طَيْشِهِم هذا، ويُجَدِّفُونَ عَلَيْكُم. لكِنَّهُم سَيُؤَدُّونَ حِسَابًا للهِ المُزْمِعِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ والأَمْوَات. فَلِهذَا أُعْلِنَتِ البُشْرى لِلأَمْواتِ أَيْضًا، حتَّى وإِنْ حُكِمَ عَلَيْهِم بِالْمَوتِ في الجَسَدِ وَفْقَ النَّاس، يَحْيَونَ في الرُّوحِ وَفْقَ الله. لقَدِ ٱقْتَرَبَتْ نِهَايَةُ كُلِّ شَيء، فتَعَقَّلُوا وٱصْحُوا لِلْقِيَامِ بِالصَّلوَات.وقَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحبَّةً ثَابِتَة، لأَنَّ الْمَحبَّةَ تَسْتُرُ جَمًّا مِنَ الخَطايَا. أَحْسِنُوا الضِّيَافَةَ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بلا تَذَمُّر. أُخْدُمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا، كُلُّ واحِدٍ بِمَا نَالَ مِن مَوْهِبَة، كَمَا يَجْدُرُ بِالوُكَلاءِ الصَّالِحِينَ على نِعَمَةِ اللهِ المُتَنَوِّعَة. وإِذَا تَكَلَّمَ أَحَد، فَلْيَكُنْ كَلامُهُ كَلامَ الله. وإِذَا قَامَ أَحَدٌ بِخِدْمَة، فَلْتَكُنْ خِدْمَتُهُ بِالقُوَّةِ الَّتي يَمْنَحُهَا الله، حَتَّى يُمَجَّدَ اللهُ في كُلِّ شَيءٍ بيَسُوعَ الْمَسِيح، الَّذي لَهُ المَجْدُ والقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

موقف الفراد الرياشي من ملف بلدية الحدث نموذج على شركات ومافيات أحزابنا أن تتعلم منه الجدية

الياس بجاني/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76037/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%a8%d9%84%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab/

موقف السيد الفراد الرياشي الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية من ملف بلدية الحدث (البيان مرفق في أسفل الصفحة) واضح وجدي لأنه بصدق وبشجاعة وبمنطق يشخص المرض ويعطي الحل. أما جبن وطروادية وذمية أصحاب شركات أحزابنا المارونية تحديداً الذين بلعوا ألسنتهم فعار ما بعده عار وهو تصرف يبينهم على حقيقتهم النتنة والمنافقة والتجارية والإسخريوتية..

بلعوا ألسنتهم ولم يكتفوا بهذا العار الوطني والإيماني الذي هو اللاموقف، بل راحوا يجلدون رئيس بلدية الحدث ويبشرون بالعفة والوطنية والانفتاح وهم قمة في الانغلاق والأنانية والوصولية.

ورغم معارضتنا لكل مواقف وخيارات الجنرال عون وحزبه منذ ورقة تفاهمه مع حزب الله سنة 2006، إلا أن موقفه وموقف حزبه بخصوص ما جرى وما يجري في بلدة الحدث كان واضحاً وحاسماً ويستحق التقدير والاحترام.

يبقى أن المطلوب من الأحرار من أهلنا في الوطن الأم المحتل وكذلك في بلاد الانتشار هجر وعزل كل الأحزاب المافيات والشركات والتمحور حول قادة وسياسيين وتجمعات من الشرفاء والأحرار الذين يشهدون للحقيقة وليست أولويتهم لا كرسي ولا ثروة ولا موقع ولا تحركهم مركبات الحقد أو عاهات التشاطر والتذاكي، بل قيم وواجبات خدمة الناس والوطن بتواضع وتفاني بعيداً عن الذمية والتقية والإسخريوتية والشخصنة.

كما أن ما جرى في بلدة الحدث كشف حتى التعري الكامل تصحر وعقم وعبودية الناشطين والإعلاميين والتمجعات السياسية من الموارنة تحديداً المتلحفين نفاقاً الهوية العربية والذين يتقزز من ذميتهم العرب أنفسهم لأن المتلون لا أحد يحترمة. هؤلاء عجزوا عن أخد أي موقف واضح من بلدية الحدث وهم إما بلعوا ألسنتهم أو كتبوا كلاماً تويترياً مبهماً لا موقفاً واضحاً فيه، بل هرب وتبرير مرّضي مخجل ومكشوف.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

سمير وسامي وقضية بلدة الحدث: موقف اللا موقف تعتير ع الاخر

الياس بجاني/21 حزيران/209

دخلكون سامي وسمير هني خارج لبنان بشي رحلة استجمام؟.ما سمعنا صوتون بقضية الحدث! حدا قلنا هني ما خصون لأنو رئيس البلدية عوني..تعتير

 

في ذمية أصحاب شركات أحزابنا والنرسيسية: دود خلنا منا وفينا

الياس بجاني/21 حزيران/209

من مراقبتي بحزن لما يجري وللمواقف من ملف الحدث ولذمية أصحاب شركات احزابنا المارونية المنافقين والترابيين بالمفهوم الإنجيلي بت أكثر من أي يوم مضى على قناعة بأن مشكلتنا هي مع نرسيسية وجحود وقلة إيمان وخور رجاء غالبية اصحاب هذه الأحزاب الذميين الذين يقيسون كل شيء على قياس هوسهم بالكراسي والنفوذ والمنافع الذاتية. يعني دود خلنا منا وفيا.

 

نعم لجورج عون ونعم لقرار بلدية الحدث الكياني والوجودي ونقطة ع السطر

من دون المسيحيين ودورهم الفاعل بالتأكيد سوف يُصحر ويُجر هذا لبنان إلى القرون الحجرية كباقي دول المنطقة.

الياس بجاني/21 حزيران/209

http://eliasbejjaninews.com/archives/75989/75989/

لن نضيع لا وقتنا ولا جهدنا بالرد على كثر من أهلنا المسيحيين مواطنين ونواب وسياسيين وحزبيين واعلاميين الذين خونوا وأهانوا وكفروا رئيس بلدية الحدث الأستاذ جورج عون وأتحفونا بمعلقاتهم الستالينية واليسارية والشعبوية البالية والبائدة لأنهم ذميون بامتياز وقليلو إيمان وخائبو رجاء.

ردنا وبكل احترام ومحبة هو على كل إخواننا وأحبائنا من غير المسيحيين الذين هاجموا قرار بلدية الحدث ولم يعجبهم، بل استغربوا وتفاجئوا في ما جاء في مقالتنا يوم أمس والتي شرحنا من خلالها ومن خلال عدة ملاحظات تبعتها مخاوفنا نحن المسيحيين الوجودية والكيانية في لبنان، وأيدنا 100% قرار البلدية وموقف رئيسها الشجاع المتعلق بشؤون البلدة بعد أن أصبح 60% من أراضيها ملك لغيرهم من غير دينهم.

بصدق وبجرأة ودون مسايرة لأحد نقول ودون قفازات بأن كل لبناني أو غير لبناني مسلم يتهم المسيحيين في لبنان (وتحديداً الموارنة منهم) أو في أي دولة عربية أو أسلامية بأنهم طائفيون وعنصريون وانعزاليون فهو والله يعتدي على الحق وعلى الحقيقة ويحمل وجدانه وضميره رزم ثقيلة من التجني الظالم والأخطاء والخطايا.

بربكم هل انتم تصدقون نفسكم عندما تقولون بأن رئيس بلدية الحدث عنصري وطائفي وهو الذي يحاول بصدق وإيمان أن يحمي بلدته وأهله ليحافظوا على وجودهم وهويتهم ونمط حياتهم ومعتقدهم؟

وهل انتم مدركون وتعرفون أخبار الانتصارات والغزوات العظيمة في تفجير الكنائس وذبح الأقباط وسبي نسائهم في مصر؟

وهل وصلتكم أخبار فظائع داعش وأخواتها في العراق وسوريا والعراق والسودان ونيجر واندونيسيا وباقي ساحات الجهاد ضد المسيحيين؟

وهل تدركون بأن بلد المسيح لم يعد فيه من المسيحيين سوى أعداد خجولة؟

وهل انتم على اطلاع على تاريخ المجازر التي ارتكبت بحق المسيحيين اللبنانيين في القاع والشوف والبقاع والدامور والشمال وفي عشرات من ساحات جهاد شرائح من اللبنانيين والفلسطينيين المحررين والممانعين الصناديد بعد ضلوا عن طريق القدس ورأوها بغباء وكفر في جونية وفي غيرها من البلدات المسيحية؟

خافوا ربكم ويوم حسابه الأخير، وحقيقة وانصافاً لأهلكم وإخوانكم المسيحيين في لبنان فإنه واجبكم الوطني والأخوي انتم إخواننا كمسلمين لبنانيين أن تتفهموا خلفية قرار بلدية الحدث الموجود والمنفذ منذ 10 سنوات وأن تقفوا بشجاعة وصدق مع رئيس البلدية وتساندوا قراره المحق هذا.

فهو لم يعتدي على أحد، ولا قام بغزوة أي منطقة.

هو فقط يحمي ناسه وبلدته.

وأن نسيتم وتجبرتهم وتجنيتهم واتهمتهم، فهل تنسون الغزوة الأخيرة التي قام بها السنة الماضية خيالة الأستاذ بري لبلدة الحدث ولمركز الشالوحي، فيما كانت الدولة وقواها الأمنية متفرجة وعاجزة عن حماية البلدة وأهلها.

خافوا الله في مواقفكم من الأمر هذا، وضعوا المسيحيين في قلوبكم، وردوا عنهم وأحموهم برموش عيونكم.

لأن باقتلاعهم من لبنان، أو بتهميش دورهم، أو بتحويلهم إلى أهل ذمة، فسوف تكونون انتم أول الخاسرين لوطن لولا المسيحيين ما كان وجد ولا تميز ولا عّرف الحرية.

ومن دون المسيحيين ودورهم الفاعل بالتأكيد سوف يُصحر ويُجر هذا لبنان إلى القرون الحجرية كباقي دول المنطقة.

وبدون المسيحيين سوف يختفي كلياً كبلد تعايش واختلاط حضاري وثقافي ونموذج للعالم كله.

باختصار، فإن حق الآخر كائن من كان عندما يكون وسيلة أو طريقة أو نهج لإلغاء حقي أنا المسيحي اللبناني بالوجود والهوية والحرية، وحجة لاقتلاعي من أرضي فأنا ضده.

يبقى بأننا وغيرنا كثر لم نستغرب بلع غالبية أصحاب شركات أحزابنا المسيحية واطاقمنا السياسية ألسنتهم وعدم مساندتهم بلدية الحدث، فعن تعتير وذمية ونرسيسية هؤلاء حدث ولا حرج.

ونعم لجورج عون، ونعم لقراره الكياني والوجودي، ونقطة ع السطر

*الصورة المرفقة هي لرئيس بلدية الحدث جورج عون

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إلى السيدة وزيرة الداخلية: موقف وقرار بلدية الحدث قد يكون بنظرك غير قانوني إلا أنه وجودي وكياني 100%

الياس بجاني/20 حزيران/2019

قدسية الحفاظ على الوجود وعلى المعتقد وعلى نموذج الحياة والثقافة من حق أهل الحدث ومن حق المسيحيين وغيرهم في لبنان. بنظرة واقعية على مصير المسيحيين في كل الدول العربية والإسلامية يتبين كم أن مخاوف بلدية الحدث 100% صحيحة. اعتقد أنه من واجب المسلمين في لبنان حماية وصون الوجود المسيحي في لبنان ليبق لبنان هو لبنان وإلا السلام والرحمة عليه.

 

داعشية هي فزيعة العد التي تستعمل بين الحين والآخر بوجه المسيحيين/محافظة بلدية الحدث على هويتها وعلى سلامة جود وكيانية ومصير أهلها وحريتهم واجب مقدس.. فلتخرس أصوات النشاز والشعبوية والعمى الضميري

من واجب بلدية الحدث المقدس أن تصون هويتها وتحافظ على مصير ووجود اهلها وحق الآخر عندما يلغي وجود غيره على الغير هذا أن يكون ضده

الياس بجاني/20 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75975/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%b2%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%aa%d8%b3%d8%aa/

محافظة بلدية الحدث على هويتها وعلى سلامة جود وكيانية ومصير أهلها وحريتهم واجب مقدس.. فلتخرس أصوات النشاز والشعبوية والعمى الضميري

من واجب بلدية الحدث المقدس أن تصون هويتها وتحافظ على مصير ووجود اهلها وحق الآخر عندما يلغي وجود غيره على الغير هذا أن يكون ضده

غريب أمر البعض في لبنان وجلهم من بقايا ثقافة ما كان يسمي “بالناصرية ” “والقذافية”، وكل ما تمثله من انغلاق وعدم قبول للآخر وتعصب ديني ومذهبي وداعشية عرقية من هوية وغيرها.

فهؤلاء لا يزالون يعيشون في فكر وثقافة تلك الحقبة المظلمة من تاريخ المنطقة والتي لم يحصد منها المسيحي في لبنان تحديداً غير المجازر والتهجير والإبادة والحروب الجهادية عليه بهدف تغيير دينه واقتلاعه من أرضه وإقامة دولة فلسطينية بديلة في وطنه…

ومن منا ينسى نصحية القذافي للمسيحيين في لبنان بأن يغيروا دينهم ليسلموا.

وقد تحالف هؤلاء الناصريون والقذافيون والجهاديون مع كل المنظمات والجماعات الفلسطينية والإرهابية والعربية والجهادية التي استقدمت إلى لبنان لتحقيق هذه الغاية.

قاوم المسيحي اللبناني وصمد في أرضه وقدم التضحيات والشهداء وتمكن من تفشيل مشروع الدولة البديلة التي رفع أصحابها شعارات إرهابية وعنصرية بامتياز من مثل طريق فلسطين تمر من جونيه.

هذه الثقافة الداعشية تظهر بين الحين والآخر وتطل بقرونها كلما حاول المسيحي اللبناني بحضارة وسلمية استرداد ما سرّق منه من حقوق ووجود وحضور ووظائف في الدولة. أو كلما اتخذ إجراء بلدياً ومحلياً للحفاظ على وجوده في بلداته وقراه.

كما وضع بلدية الحدث حالياً في المتن الجنوبي التي تحاول الحفاظ على هويتها ووجود وحرية أهلها من خلال اجراءات محلية محقة وإن فسرها البعض بهدف المزايدة والشعبوية بالعنصرية.. فإنه من واجب الإنسان أن يكون ضد أي حق للآخرين إن كان يلغيه ويحرمه من حقه ومن وجوده.

على سبيل المثال لا الحصر، هؤلاء يريدون تجنيس أولاد النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين وهم يعلمون علم اليقين وطبقاً لإحصائيات موثقة بأن 99 % من هؤلاء النساء متزوجات من سوريين وفلسطينيين وأن عددهم مع فروعهم وفروع فروعهم يقارب المليون وهم من غير المسيحيين.

وكأن مجزرة التجنيس سنة 1994 التي ارتكبها الاحتلال السوري وأدواته المحلية لم تكفيهم، وهي المجزرة الديموغرافية التي جنست بيوم واحد وبشخطة قلم ما يزيد عن 400 ألف إنسان غالبيتهم العظمى من غير المسيحيين، وجلهم من السوريين والفلسطينيين، ما ضرب التوازن الديني والمذهبي والديموغرافي ضربة مميتة.

وهؤلاء أنفسهم ليسوا راضين حتى بوجود اقل من 11 % من المسيحيين في وظائف الدولة حالياً ويحاولون اقتلاعهم ويتهمون قادتهم وأحزابهم وناشطيهم وكنيستهم بالعنصرية إن قالوا لهم لا.

ما يزيد عن 2 مليون سوري مهجر في لبنان بسببهم وبسبب المحور السوري الإيراني، ورغم ذلك يقيمون الدنيا ولا يقعدونها كلما حاول مسؤول أو سياسي مسيحي التعامل مع هذه الغزوة بهدف الحفاظ على الوجود المسيحي ويتهمونه بالعنصرية.

وتطول القائمة وتطول، ودائما وبمناسبة ودون مناسبة يرفعون في وجه المسيحيين ببغائية تهديدهم بالعودة إلى العد.

ليعلم كل هؤلاء بأنهم هم العنصريون وهم الذين لم يثبتوا حتى الآن عملياً بأنهم راضين بمبدأ التعايش المتساوي مع المسيحيين.

وليعلموا بأنه من حق المسيحي الوجودي المقدس أن يحافظ على وجوده هذا وعلى هويته وعلى حضوره  السياسي والوظيفي الفاعل في الدولة.

وعندما تكون حقوق الغير كائن من كان ستقتلعه من أرضه وتضرب ثقافته ونمط حياته وتاريخه وتحوله إلى مواطن ذمي وهامشي، كما هو وضع المسيحي في كل الدول العربية والإسلامية ودون استثناء واحد، فهو علناً وبقوة ودون مسايرة لأحد ضد هذه الحقوق حتى لو كانت مغلفة بالقداسة.

كفوا عن رفع تهديدات العودة إلى نغمة العد، وعودوا إلى لبنان، وكفاكم غربة عنه.

وفي حال كنتم فعلاً تريدون دولة نظامها علماني ومدني، كما هي حال الأنظمة الحرة والديموقراطية في دول الغرب، فاسعوا لذلك صادقين والمسيحي سيكون في المقدمة، وعندها فقط، وفقط عندها يلغى النظام الطوائفي القائم حالياً في لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ألفرد رياشي: الحدت خط أحمر... والحل بالفدرالية

22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76034/%d8%a3%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%aa-%d8%ae%d8%b7-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%af/

رأى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي أن ما يجري من تهجم على قرارات بلدية الحدت غير مقبول.  واعتبر رياشي في بيان انه على المكونات الأخرى احترام الخصوصيات المجتمعية للمكونات للوقوف في وجه التغييرات الديمغرافية الممنهجة وغير البريئة.  وشدد على أن حق الحفاظ على الهوية المجتعية هو حق شرعي وبمنأى عن أي شأن آخر حيث أن تطبيق النظام الفدرالي يجّنب الدخول في هكذا جدل كون الهوية المجتعية تريح المكونات التعددية كافة.

 

مجلس مندوبي الجامعة اللبنانية ينتصر على الأحزاب: الإضراب مستمر

وليد حسين/المدن/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76051/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d9%85%d9%86%d8%af%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

بوجه ممتقع بالسواد أعلن رئيس مجلس المندوبين في رابطة أساتذة الجامعة اللبنانية علي رحّال (حركة أمل) نتيجة التصويت في المجلس، الذي أتى لصالح الاستمرار بالإضراب بأكثرية 94 صوتاً من أصل 165 مندوب يشكّلون عضوية المجلس. فرغم حماوة المعركة ومحاولة تجييش المندوبين من قبل الأحزاب للتصويت على وقف الإضراب، لم يحصد الأخير إلّا 46 صوتاً في الجلسة الحاسمة للمندوبين حول مصير الإضراب، التي جرت السبت 22 حزيران. علماً أن عدد الأصوات الفعلية التي أتت لصالح نقض قرار وقف الإضراب كانت 96 صوتاً، لكن تمّ إلغاء صوتين بسبب خروج إشارة التصويت عن المربع المخصص لها قليلاً.

عبّر هذا التصويت لصالح استمرار الإضراب عن مدى استياء الأساتذة الحزبيين من أحزابهم. وأعاد الثقة بالعمل النقابي الذي ضربته الأحزاب منذ انتهاء الحرب الأهلية، وشكّل انتصاراً غير مسبوق للحركة النقابية، كما قال بعض الأساتذة لـ"المدن"، إذ لم تنجح الوعود التي أغدقت على الأساتذة الحزبيين عشية جلسة التصويت بجعلهم يصوّتون ضد حقوقهم الخاصّة.

لا شرعية

رفع الأساتذة "غطاء الشرعية" عن قرار الهيئة التنفيذية بوقف الإضراب، في سابقة تاريخيّة في الجامعة يوضع فيها الأساتذة أمام مثل هذا الاستفتاء: الخضوع للإملاءات الحزبيّة ووقف الإضراب، أو الوقوف إلى جانب مطالبهم الخاصّة، قبل تلك المتعلقة بميزانية الجامعة. ورغم "عشاء الترغيب"، الذي أتى عشية التصويت، والذي كان طبقه الأساسي وعود من وزير المالية علي حسن خليل بحذف كلمة "تدريجياً" من الموازنة في ما يتعلّق باقتطاع 15 بالمئة من صندوق التعاضد للأساتذة، لم يتمكّن تحالف السلطة من إقناع المندوبين بالتصويت لصالح وقف الإضراب.

ووفق الأساتذة الذين تجمّعوا أمام مبنى الرابطة منذ الصباح، لحثّ زملائهم المندوبين على التصويت"لصالح عائلاتهم ولقمة عيش أبنائهم"، فإنّ وعود وزير المال في العشاء، الذي ضمّ إليه رئيس الجامعة فؤاد أيوب وبعض أعضاء الهيئة التنفيذيّة في الرابطة، وبعض أعضاء صندوق التعاضد، مرفوضة ومشكوك فيها. ليس لأنها أتت في "لقاء خاص"، لا يعوّل عليه، بل لكون المسألة لم تعد تقتصر على عدم اقتطاع الـ15 بالمئة لهذا العام، وإلغاء كلمة التدرّج بالاقتطاع في السنوات المقبلة، لتوحيد صناديق تعاضد القطاع العام. وقال بعضهم: صحيح أنّ اقتطاع الـ15 بالمئة مسألة عاديّة ومقبولة كونها تطال جميع الموظفين في القطاع العام، لكن السياسيات الحكومية المتّبعة لا تنهي معاناة الجامعة اللبنانية. فالسلطة تعمل على ضرب الجامعة تدريجياً منذ سنوات طويلة. وقد استسهلوا سدّ عجز الدولة عبر الاقتطاع من ميزانية الجامعة عوضاً عن رفعها من خلال إقفال مزاريب الهدر والفساد، كما قالوا.

رفض نتائج التصويت

في خطوة اعتبرها الأساتذة معبّرة عن عدم وجود ثقافة الديمقراطية في "الرابطة"، أكّد نائب رئيس الرابطة حسين عبيد (حركة أمل) في حديث لـ"المدن"، قبيل انعقاد الجلسة، أنه حتى لو صوّت المجلس لصالح الاستمرار بالإضراب سيستكملون الدروس يوم الإثنين لمصلحة الطلاب وإنهاء العام الدراسي. واعتبر إنّ من يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين "فرطوا" الرابطة والجامعة بممارساتهم وعليهم تحمّل المسؤولية. فما قاموا به لا يمتّ للديمقراطية بشيء، قاصداً فرض  الأساتذة المستقلين رأيهم على الهيئة التنفيذية عبر اللجوء إلى مجلس المندوبين. لم يتأخر الرد على عبيد طويلاً. فبعد أن علت صرخة انتصار المندوبين، بعد فرز الأصوات، شدّد رئيس الرابطة يوسف ضاهر لـ"المدن" على أنّ كلام عبيد غير مقبول. وقال: "على الجميع الاحتكام للأسس الديمقراطية. فالأساتذة قالوا عبر مندوبيهم كلمتهم وعلى الجميع الالتزام بالإضراب. ودعا في كلمته أمام المندوبين جميع الأساتذة إلى عدم التدريس يوم الإثنين واعداً بتكثيف التحرّكات في الأسبوع المقبل.

أزمة جديدة

قد يفتح تصويت المجلس لصالح الاستمرار في الإضراب أزمة جديدة في رابطة الأساتذة. فالأخيرة بشكلها الحالي بعد التدخلات الحزبيّة لم تكن قادرة على الاستمرار. وقد شدّد أكثر من عضو في الهيئة التنفيذية لـ"المدن"، بمن فيهم بعض الحزبيّين، على ضرورة إنصات الأعضاء الحزبيّين لصوت الشارع. فالأساتذة قالوا كلمتهم ورفضوا القرارات الفوقية، وعلى الهيئة التنفيذية أخذ المسألة بالاعتبار. ووفق مصادر"المدن" باتت الهيئة التنفيذية أمام خيارين، إما قبول رأي الأساتذة المعبّر عنه ديمقراطياً في جلسة المندوبين، أو التعنّت ورفض الاستفتاء والذهاب إلى التدريس يوم الإثنين. لكن هذا الخيار الأخير سيعني عملياً ضرب الرابطة والعمل النقابي، كون انسجام الأعضاء الحزبيين مع إملاءات أحزابهم لخرق الإضراب يقتضي تقديمهم استقالاتهم من الهيئة التنفيذية.

لا للوحدة الشكليّة

في ظل الأجواء المتشنّجة التي عاشتها الجامعة الأسبوع الفائت، بعد صدور قرار الهيئة التنفيذية بوقف الإضراب، وبعد صدور مذكّرات رئيس الجامعة للإبلاغ عن الأساتذة المضربين، أتى الأساتذة والطلاب للاعتصام أمام مبنى الرابطة بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس المندوبين المصيريّة. وبينما وضع بعض الأساتذة والطلاب شرائط لاصقة كمّت أفواههم للتعبير عن رفضهم للترهيب الذي حصل، راح البعض الآخر يناشد المندوبين المتجمّعين على شرفة قاعة الرابطة لتحكيم ضميرهم في التصويت: "تذكروا أولادكم وأنتم تدلون بأصواتكم"، قال بعض الأساتذة. إلى هذه النداءات ذهب الطلاب إلى رفع لافتات مثل "يا مندوب قوم فز، بدنا منك وقفة عز"، تعبّر عن المأزق الحالي للجامعة بعد اشتداد الهجمة الحزبية لوقف الإضراب. لكن تصويت أغلبيّة المندوبين لصالح الاستمرار في الإضراب ترك أثراً بالغاً في صفوفهم. ولم تنغّص فرحة انتصارهم الشائعات عن رفض بعض الأعضاء الحزبيّين في الهيئة التنفيذيّة لهذا التصويت. وتعليقاً على هذه الأجواء المشحونة وإمكانية خرق الإضراب يوم الإثنين، كان صوت الأساتذة والطلاب واضحاً: لا معنى لأي وحدة شكليّة في الرابطة، إذ ولّى زمن النقابة الحزبية التي تريد إخضاع الأساتذة وكمّ أفواههم. فهل تحتكم "الأقلية" لصوت "الأغلبية"، ويستمر الإضراب، أم تدخل الرابطة في أزمة وتتوالى الاستقالات الحزبية هذه المرّة؟ بعد يومين ستعقد "الهيئة" اجتماعها لتقييم الوضع، وإنّ يوم الإثنين لناظره قريب، كما قالوا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجامعة اللبنانية نحو الإضراب مجددا، وثمانون ألف طالب خارج مقاعدهم، بقرار من الأساتذة.

سياسيا، تحضيرات لفتح ملف التعيينات الإدارية في مجلس الوزراء، رغم التجاذبات التي خفت وطأتها دون أن تنتهي.

وفي الأسبوع المقبل، تنهي لجنة المال درس مشروع قانون الموازنة العامة، تمهيدا لتحديد رئيس المجلس النيابي موعدا لإنعقاد الهيئة العامة للمناقشة والإقرار.

في الخارج، أنظار العالم متجهة نحو مضيق هرمز ومنه إلى الخليج وإيران، فيما يبدو العراق نقطة تركيز أميركي- إيراني.

وبينما التوتر يلف المنطقة، تستمر الاستعدادات الأميركية لورشة البحرين من أجل فلسطين، تحت عنوان إقتصادي لكن الهدف التمهيد ل"صفقة القرن". وستنعقد الورشة بعد أيام قليلة بغياب فلسطين واسرائيل.

وفي سوريا، حصل انفجار في جرابلس قرب حلب، وسط تشاور تركي- روسي بخصوص خفض التصعيد خصوصا في إدلب. وثمة تعاون تركي- إيراني وابتعاد تدريجي في التنسيق الإيراني- الروسي.

ويبقى التوتر الأميركي- الايراني أساس التطورات في المنطقة، ففي هذا المساء هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بفرض عقوبات إضافية على إيران، وبأن العمل العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا على الطاولة.

وأوضح ترامب أن العقوبات الإضافية على إيران تهدف إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى منتجع كامب ديفيد لإجراء مشاورات حول إيران. وأردف الرئيس الأميركي قائلا: آمل أن يتمتع النظام الإيراني بالذكاء الكافي لمراعاة مصالح شعبه وسأكون أفضل صديق للايرانيين إذا تخلوا عن البرنامج النووي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كان صحيحا ان المنطقة تجاوزت قطوع حرب كانت قاب دقائق أو أدنى من الإندلاع، بحسب ما أعلن دونالد ترامب، فإن الصحيح أيضا أن اليد ما تزال على زناد التوتر والاستنفار، بين الولايات المتحدة وإيران وحلفاء كل منهما.

تأسيسا على هذا الواقع، تستمر وصلات الرقص على حافة البركان، وإن كانت واشنطن توحي بنقل المواجهة إلى مجلس الأمن الدولي، المدعو للانعقاد في جلسة مغلقة الاثنين المقبل.

كواليس اللحظات الأخيرة لتراجع ترامب عن قرار ضرب إيران، عرضتها ال"واشنطن بوست"، وفي خلاصة العرض ذهول لدى أعضاء الإدارة الأميركية من التراجع المفاجئ. أما على ذمة "نيويورك تايمز"، فإن ترامب استجاب لنصيحة صحافي وقرر إلغاء الضربة!.

وإذا كان الرئيس الأميركي قد عرض، بعد نزوله من مركب الحرب، تفاوضا غير مشروط مع إيران، فإن موقف طهران كان رافضا ومشترطا تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

لكن ترامب رد بعد ظهر اليوم، مؤكدا المضي في فرض المزيد من هذه العقوبات من دون أن يغفل القول بأن الخيار العسكري ما زال قائما.

في المقابل، إيران المزهوة بربح جولة في المواجهة، كثفت تحذيراتها لواشنطن فقالت مثلا: إن إطلاق رصاصة واحدة باتجاه الجمهورية الإسلامية سيشعل المصالح الأميركية في المنطقة.

لبنان الذي يراقب الوقائع الإقليمية الساخنة، تتوزع انشغالاته الداخلية على عناوين وملفات عدة، لعل أبرزها موازنة 2019 وورشة التعيينات التي فتحت أبوابها بشكل أو بآخر. أما العمل المؤسساتي فتعكسه جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء، وجلسة لمجلس النواب في اليوم التالي.

على خط الموازنة تكثف لجنة المال جلساتها النهارية والمسائية الأسبوع المقبل، لإنهاء مهمتها بحلول الأول من تموز، تمهيدا لمناقشتها وإقرارها في الهيئة العامة.

بين كل هذه الوقائع، أبحر زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في تغريدات ساخرة، استعان فيها بسفن السياح لإرسال رسائل ذات مغاز سياسية.

جنوبا يعزز الجيش اللبناني معادلة "البرج بالبرج"، في مواجهة قوات الاحتلال عند نقطة التحفظ في رأس الناقورة، إذ تحركت جرافاته ورفعت سواتر تمهيدا لبناء البرج العسكري مقابل برج المراقبة المعادي.

وفي مكان غير بعيد عن الناقورة، كان احتفال تكريمي حاشد للشهيد مصطفى شمران في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لاستشهاده. الاحتفال الذي أقامته حركة "أمل" في مؤسسة جبل عامل المهنية في البرج الشمالي، تخللته كلمات تستذكر رفيق الإمام الصدر وتشدد على التضامن الداخلي والحوار الشامل وليس الثنائي، وتحذر من مخاطر "صفقة القرن" ومحاولات إستهداف دول المقاومة والممانعة.

تربويا، عودة إلى الإضراب اعتبارا من الإثنين لأساتذة الجامعة اللبنانية. هذه العودة أعلنها رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين، مستندا إلى تصويت مجلس المندوبين الذي نقض قرار الهيئة التنفيذية بتعليق الإضراب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لم تغب ملفات الداخل الساخنة، عن الكلام الذي أطلق اليوم من البقاع في جولة لوزير الخارجية جبران باسيل، وعبر السجال بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحزب الديمقراطي اللبناني" على خلفية اطلاق سراح العنصريين في أمن الدولة واللذين اعتقلهما النظام السوري، في وقت كان حاضرا رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط مغردا عبر ال"تويتر"، متناولا بالنقد الموازنة ومعالجة الشأن البيئي.

مطلبيا أيضا عود على بدء لاضراب أساتذة الجامعة اللبنانية. فقد صوت مجلس المندوبين خلال اجتماع الهيئة التنفيذية، على نقض قرار تعليق الإضراب، وفيما أعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب احترامه للقرار، دعا الأساتذة إلى ادراك خطورة ما يترتب على ضياع العام الجامعي لأكثر من 80 ألف طالب.

أما إقليميا، فإن الكلام عن المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية قد تراجع، وإن بقي التحدي قائما والحرب الكلامية مستمرة بين الطرفين. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن العمل العسكري بشأن إيران لا يزال مطروحا على الطاولة، وأنه سيجري المزيد من المشاورات بهذا الشأن، في وقت أكدت طهران أنها سترد وبقوة على أي تهديد أميركي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عكف دونالد ترامب على تبرير تراجعه أمام ايران، وعلى الملأ وأمام الإعلام. لم يسعفه التناقض الذي بلغ حد التضاد، ليخلص الأميركيون إلى صعوبة واقع رئيسهم، وغياب الاستراتيجية عن السياسات الخارجية.

خطوة ترامب غير المسبوقة بنظر حلفائه، جعلت الصهاينة يقيمون مجالس العويل على ما آلت إليه الحال. فيما العرب الواقفون على فوهة الخليج بلعوا ألسنتهم، وبلغت قلوبهم الحناجر التي بحت بعد طول تحريض.

وعلى أجنحة الطائرة الأميركية المحطمة، وصلت الرسائل الايرانية إلى من يعنيهم الأمر، توجها مجلس خبراء القيادة بالتحذير من مغبة الممارسات اللا شرعية للنظام الأميركي وحلفائه في المنطقة، مع التأكيد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تكون البادئة بأي حرب، لكنها ستواجه أي عدوان وأطماع بصلابة وقوة.

قوة الموقف الايراني زادت من جدول مواعيد الوفود الحاملة لرسائل التهدئة، وأبرزها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط الذي سيصل طهران في محاولة للجم التصعيد، على ما ذكرت مصادر الحكومة البريطانية.

في الشرق الأوسط الملتهب، هناك من يعاود محاولة حرف الأنظار، وأمام العالم المتفرج على خيبة الأميركي وحلفائه، عود إلى أخطر صفقة لبيع فلسطين ومقدساتها، عبر كلام لصهر الرئيس الأميركي وعراب الصفقة جاريد كوشنير، نقلته وكالة "رويترز"، من أن أول مرحلة في الصفقة تقترح استثمارات قدرها 50 مليار دولار في المنطقة، لشراء المواقف بأبخس الأثمان، فهل ثمن القدس عند بعض العرب حفنة من الدولارات، أم أن قداستها وحق أهلها أغلى من كل الصفقات؟.

في بلد الصفعات، في لبنان، صمت الحكومة عن قرار أساتذة الجامعة اللبنانية معاودة الاضراب، ولم يسمع وزير التربية اللبنانيين سوى التفهم، فيما مسؤولية الحكومة مجتمعة باتت اعلان النفير العام والتباحث مع أساتذة الجامعة بكل جدية لانقاذ العام الدراسي لأكثر من ثمانين ألف طالب، بل لانقاذ الجامعة اللبنانية كصرح تربوي ووطني.

خطوة حكومية مطلوبة لا تحتمل التسويف المعتاد، فوضع الجامعة اللبنانية ومصير طلابها في أصعب حال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين إفريقيا وغرب آسيا والجزيرة العربية وشرق ايران، يعيش حيوان شرس قوي شجاع لا يهاب أفعى ولا ضبعا، لا نمرا ولا نسرا، لا أسدا ولا أحدا، حيوان صغير نسبيا بحجم ابن آوى اسمه غرير العسل (honey badger). مخالبه تستطيع حفر نفق بدقائق وصوته يشبه زئير الأسد، وجهازه المناعي يتحمل عضة أفعى الكوبرا التي تقتل فيلا لا بل أكثر يقتل غرير العسل الكوبرا ويأكلها بسمها ودمها ولحمها ولا يرف له جفن. باختصار تتحاشاه وحوش الغاب وينطبق عليه القول: "الله يسعدو ويبعدو".

ما يحصل بين واشنطن وطهران منذ 40 عاما، يشبه إلى حد ما العلاقة بين غرير العسل وباقي وحوش الغاب. فرضت واشنطن العقوبات على ايران، فردت طهران بالهجمات على الطائرات المسيرة اليوم والمخيرة غدا ربما. واشنطن تحجم وطهران تقدم. الحرس الثوري الذي صنفته أميركا منظمة ارهابية يسقط طائرة أميركية، ويعلن دون خجل أو وجل ومن دون تردد أو حرج مسؤوليته عن الحادثة. ترامب يهدد ويندد ثم يتراجع ويتواضع. يلتمس لايران أعذارا مثل أن اسقاط الطائرة قد يكون حصل عن طريق الخطأ أو أن أحدا ربما ضغط على الزر الخطأ. ويرد الحرس الثوري عليه اليوم ليجاريه ويداريه ويراعيه بالمنطق ذاته، فيعلن أن هناك احتمالا بأن يكون تجاوز المجال الجوي الايراني نجم عن خطأ فردي ارتكبه جنرال أميركي.

التماس متبادل للأعذار منعا لاشتعال خطوط التماس في الخليج والمنطقة، وهو ما لا يحتمله رجل الأعمال ترامب، وما لا تتحمله "صفقة القرن" الطائرة على بساط الأعمال والأموال والاحتلال والاستهبال لأنظمة حولت بوصلتها وباعت قبلتها وبدلت عباءتها.

إذا واشنطن تتراجع وتتواضع، وطهران تتواضع لكن لا تتراجع. لا حرب لكن لا مفاوضات. ايران المأزومة اقتصاديا وماليا تدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، وتجر معها واشنطن مثل شمشون والفلسطينيين. وواشنطن المحرجة تبحث عن رد اعتبار لمكانتها، لكن الدولة العميقة فيها لا تأسف على ترامب وتتمنى له أن يغرق أكثر فأكثر، وبريطانيا تهرع إلى ايران مثلما هرع تشامبرلين إلى ميونيخ العام 1938 لاسترضاء ألمانيا لنزع فتيل الحرب، فلا ربح السلام ولا منع الحرب.

من الآن فصاعدا تحولت ايران ناخبا أساسيا في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض العام 2020، مثلما كانت لاعبا وناخبا وصوتا تفضليا في انتخابات 1981، التي جاءت برونالد ريغان وأطاحت بجيمي كارتر، وأخرجت الرهائن الأميركيين من سفارة واشنطن في طهران الملتحفة عباءة أول ثورة اسلامية تصل إلى الحكم في العصر الحديث.

بعد اسقاط الطائرة المسيرة لم تعد واشنطن مخيرة: إما رد الاعتبار وإما درء الأضرار. وبين البراغماتية الأميركية والواقعية الايرانية، يمكن توفير المخارج والأعذار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد تغلب الخط الراديكالي في هيئة مندوبي الجامعة اللبنانية، واسقاط قرار تعليق الإضراب لصالح مواصلته، تجاوز الكباش بين الحكومة وأساتذة الجامعة كل الخطوط الحمر، إذ وضع القرار بالإضراب- رغم أنه يندرج في إطار الحق القانوني- مصير أكثر من ثمانين ألف طالب في مهب ضياع المستقبل، ولا يدعي أحد بأن في هذا الكلام مبالغة، لأن آلاف الطلاب يرتبطون بمواعيد دخول محددة في الجامعات في الخارج وهي لا تنتظرهم، كذلك هو حال زملائهم الذين سيدخلون الجامعات اللبنانية الخاصة.

وإذا كانت الدولة تعتبر أنها منحت الأساتذة معظم التقديمات والضمانات التي يطالبون بها لكنهم لم يكتفوا، فهذا لا يعفيها من أن تسعى بشتى الطرق إلى انقاذ مستقبل أبنائها، وكرة النار ليست في ملعب الأساتذة وحدهم، فالعناد المتبادل ونفض الأيدي، لا يعفي ضمائر الجهتين من مسؤولية الكارثة المحققة التي ستضرب جيلا كاملا من الشباب، وهي كارثة لم يشهد قطاع التعليم في أشد أيام الحرب مثيلا لها.

في المقلب الآخر من الأزمات التي تختلقها الحكومة لنفسها بخروجها على منطق القانون والمؤسسات، ينتظرها مع مطلع الأسبوع لغم التعيينات، ويبدو أن تأجيل البحث في هذا الملف في مجلس الوزراء، لا يعني أن الذين سلكوا مسار المحاصصة قد تراجعوا، فعندما أبلغت "القوات" الرئيس الحريري ضرورة اعتماد المسارات القانونية لانجاز التعيينات، أبلغها بأنه سيدرس الأمر.

في الأثناء ولمواجهة المنحى بدأت ترتفع مداميك جبهة معارضة عريضة مكونة من شركاء التسوية: "القوات"، "الإشتراكي"، "المردة"، والثلاثي على تماس إيجابي مع "حزب الله" و"أمل".

إقليميا، يتواصل السجال الكلامي عنيفا على ضفتي شط العرب وفي مياه الخليج وسمائه، فإيران تمسك ترامب في خاصرته الرخوة وتستنفزه، مستغلة عدم قدرته على استخدام فائض قوته، وقد رد عليها بالتأكيد بأن احتمال استخدام القوة ضدها لا يزال واردا.

في الاثناء، جاريد كوشنير صهر ترامب يعلن أن خمسين مليار دولار ستصرف على الأراضي الفلسطينية ولبنان ومصر والأردن، في المرحلة الأولى مما يعرف ب"صفقة القرن".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الوضع في المنطقة دقيق وخطير، والعالم كله يترقب تطورات الصراع الأميركي- الايراني.

ما بعد اسقاط الحرس الثوري الايراني طائرة الاستطلاع الأميركية ليس كما قبله، فالمعركة انتقلت من صراع ايراني- خليجي إلى صراع إيراني- أميركي مباشر، نتيجته حتى الساعة كالاتي: الحرب مستبعدة، والتفاوض غير ممكن.

هذه المعادلة مبنية على وقائع، تظهر أن واشنطن لا تريد الذهاب إلى الحرب المدمرة، حسب تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأنها متأكدة من أن العقوبات التي فرضتها على طهران فعلت فعلها، وهي تاليا ليست في وارد التخلي إنما ستزيد من حدتها، وتنتظر من دون عجلة، أن تضعف ايران تحت وطأتها.

إيران من جهتها، أدركت أنها لم تنجح في دفع الولايات المتحدة إلى التخلي عن العقوبات، فقررت مواصلة الضغط وصولا إلى نتيجة من اثنين: إما العودة إلى الاتفاق النووي، وإما الغاء العقوبات، على الأقل تلك التي تطال القطاع النفطي.

معركة عض الأصابع انطلقت، واللعب على حافة الهاوية كذلك، فأي سوء تقدير أمني قد يودي بالمنطقة والعالم إلى نقطة اللاعودة. وهذه النقطة بالذات، يحاول تجنبها كل من الصين والأوروبيين وحتى عدد من دول الخليج، ما يفسر سرعة المفاوضات وكثافتها، والتي تجري فوق الطاولة وتحتها في أكثر من بلد وعلى أكثر من جبهة.

كل هذا يحصل ولبنان غارق في مناقشة موازنة العام 2019، ولكن هذه المرة تحت أعين المجتمع الدولي، ولا سيما الأوروبي، المعني مباشرة بأموال مؤتمر "سيدر"، وقد علمت الlbci، أن وفدا ترأسته سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن اطلع في الساعات الأخيرة من رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان على التعديلات التي أدخلت على الموازنة، والبنود المرتبطة بالوضع النقدي ومراقبة الاستدانة والإنفاق، إضافة إلى كيفية مراقبة الهيئات والمؤسسات التي تدير المال العام.

هذه المواضيع على أهميتها، لم تحجب الضوء عن مصير الجامعة اللبنانية وطلابها وأساتذتها، الذين أثبتوا ديمقراطيا، قدرتهم على التمسك بحقوقهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في أول عام من وصوله إلى الرئاسة، أحصت صحيفة ال"واشنطن بوست" ثلاثة آلاف كذبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم توقفت عما سمته إحصاء فحص الحقائق، نظرا إلى نزيف كذب ترامب المتواصل الذي يتعذر على الشركات عده.

والتحاقا بالعداد المرتفع، رمى سيد البيت الأبيض بكذبتين كانتا آخر العنقود، الأولى عندما اختلق أجواء ضربة عسكرية لإيران وتراجع عنها. والثانية لدى إعلانه اليوم أنه سيذهب إلى منتجع كمب ديفيد للتفكير وإجراء مشاورات بشأن إيران، معلنا أن العمل العسكري ما زال مطروحا. فهو، وبشهادة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لم يكن قد عزم على الضربة ليلغيها. أما مغادرته إلى منتجع كمب ديفيد في عطلة نهاية الأسبوع فهي بهدف لعب الغولف، وليس لترؤس مجلس حرب.

وفي الدجل الأبعد مدى، فإن استخدام الرئيس الأميركي لضميره المستتر، لم يسجل في خانة الكذب، لأن الضمير غير متوافر في الخدمة، لا لدى الرئيس ترامب ولا عند الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه. وإذا كان قلب ترامب سيرأف بمئة وخمسين مواطنا جنبهم الضربة العسكرية، فإن أسلافه احتلوا بلادا وغزوا مدنا، على أيديهم في العراق وحده قتل مئات آلاف الضحايا العراقيين، وشهد "أبو غريب" أفظع حالات التعذيب التي مارسها جنود أميركيون. ومن أفغانستان إلى دعم حروب إسرائيل وصولا إلى حرب اليمن التي تخاض بأسلحة أميركية، لم يرف جفن أميركي، ولا يزال اليمن شاهدا على ضمير غائب على الرغم من ضغط الكونغرس ومجلس الشيوخ لمنع توريد واستخدام الأسلحة الأميركية في حرب الاستنزاف هذه المستمرة منذ أربع سنوات، من دون تحقيق نصر أميركي- خليجي واحد.

وعليه فإن حكاية الضمير الأميركي غير واقعية، لا بل من حكايا الخرافة التي مررها ترامب، وما على العالم اللصيق به سوى أن يصدقه، إذ لا خيار لديه.

وكما الرئيس، كذلك صهره الذي صفع العرب بكذبة جديدة قوامها خمسون مليار دولار سيرميها على طريق "صفقة القرن". وقد أعلن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي، أن أول مرحلة في خطة ترامب للشرق الأوسط تقترح استثمارات عبر إقامة صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة كمصر والاردن ولبنان. وبتبيان تاريخ المعونات الأميركية إلى فلسطين، فإن الولايات المتحدة تحارب الفلسطينيين بأموال الأونروا، وتلاحقهم على رواتب السلطة الفلسطينية، فتحجز وتفرض العقوبات، وما عهدها الفلسطينيون إلا قناصة مدن تأخذ منهم ولا تعطيهم، وآخر هداياها كانت "القدس عاصمة لإسرائيل".

 

اسرار الصحف اللبنانيةالصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 حزيران 2019

النهار

جدل في لجنة المال

نشب خلاف في لجنة المال والموازنة بين النواب حول تسريبات المداولات السرية الى الاعلام واتهم أحد النواب البيروتيين الجدد الاعلاميين باختراع الاخبار وردّ عليه آخر بأن تلك التسريبات من فبركة الحاضرين.

معلومات مضللة

تبيّن أن معلومات عن مرشحين الى المجلس الدستوري جاءت مضللة للتأثير في عملية الاختيار.

لا سلطة إدارية

صرح نائب بأن لا صلاحية لموظفين إداريين على رئيس بلدية لأنه منتخب من الشعب.

الاخبار

لا "فيزا" أميركية لأعضاء في فريق باسيل

تُعرقل السفارة الأميركية لدى لبنان، حصول مستشارين في فريق عمل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على تأشيرات دخول إلى واشنطن. وقد رُدّت طلبات الحصول على تأشيرة، في حين أنّ مسؤولين حزبيين آخرين في التيار الوطني الحرّ أُبلغوا بأنّ احتمال عدم حصولهم على التأشيرة قد يكون كبيراً.

تمييز في "التقشف" بين الضابط والرتيب

في إطار إجراءات التقشف المفروضة عليها، حسمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بقرار من مديرها العام اللواء عماد عثمان، 30 في المئة من قسائم المحروقات المخصصة للمؤهلين والمؤهلين الأول، في مقابل خفض لم يتجاوز الـ 10 في المئة للضباط. كذلك شمل "التقشف" إلغاء أكثر من صفيحتي بنزين للمؤهلين المتقاعدين. وعلى خلاف كل اعتبار، يُمنح العمداء المتقاعدون في المديرية بدل أقساط مدارس لأولادهم تعادل ما يحصل عليه نظراؤهم في الخدمة الفعلية، بينما سائر المتقاعدين يتقاضون نسبة تتراوح ما بين 15 و20 في المئة كحد أقصى.

مخالفات "إيدن باي" باقية!

رغم طلب المدعي العام البيئي نديم زوين من إدارة فندق "ايدن باي ريزورت" على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت هدم كل المخالفات الإضافية، بما فيها المدرج الصخري والدرج وإزالة البلاط والاسمنت وإعادة الشاطئ الى ما كان عليه قبل ردم قسم منه بمحاذاة الفندق قبل أسابيع، ورغم الإنذار الذي وجّهه محافظ بيروت زياد شبيب في ما خص الموضوع نفسه ضمن مهلة ? أيام، فقد مرت عشرة أيام من دون أن تزال المخالفات كلها. جل ما تم هدمه هو جزء من المدرجات الصخرية، إلا أن جزءاً كبيراً من المخالفات لا يزال في مكانه. كذلك لم تقم إدارة الفندق بإزالة المستوعبات التي كانت قد وضعتها فوق تلة الردم. وحتى يوم أمس، كانت مفرزة الشواطئ في قوى الأمن الداخلي لا تزال غائبة عن المشهد، وكذلك وزارة البيئة التي كلفها القاضي زوين تسوية الشاطئ.

البناء

كواليس

قالت مصادر تابعت الاتصالات التي سبقت قرار الرئيس الأميركي بصرف النظر عن قرار ردّ عسكري على إسقاط الطائرة الأميركية العملاقة المتخصّصة بأعمال التجسّس والحرب الإلكترونية بصاروخ إيراني إنّ إيران أبلغت كلّ من حاول جسّ نبضها تجاه ردّ الفعل على عمل عسكري أميركي محدود بأنها ستعتبر أيّ استهداف لأيّ نقطة من إيران بمثابة إعلان حرب وسوف تتعامل معها على هذا الأساس، وأنّ موقفها قوي لأنها دافعت عن سيادتها وليست معنية بالوضع الداخلي للرئيس الأميركي...

اللواء

غمز

دخل العلاقة بين مرجع ونائب في دائرته في مرحلة ابتعاد قد تطول!

لغز

سمع نواب كلاماً واضحاً من هيئات الرقابة والإدعاء المالي، بقي يطن في آذانهم، حتى بعد الخروج من الاجتماعات!

همس

لمس وفد دولة كبرى اختلافات في التوجهات الرسمية تجاه المشاركة في مؤتمر دولي حول سوريا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"أمل" وحزب الله يتصارعان على النفايات.. والضحايا أهل النبطية

صفاء عيّاد/المدن/الأحد 23/06/2019

يعاني أهالي النبطية من تكدس النفايات في المكبات العشوائية في جميع أرجاء القضاء. وبدأت الجمعيات والأندية باطلاق الصرخة، خصوصاً بعد إنبعاث الروائح الكريهة نتيجة إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف. فالمكبات المستحدثة، التي وصل عددها الى حوالي ثلاثين مكباً، لا تستوفي الشروط البيئية والصحية، فضلاً عن تحوّلها إلى محارق تطلق دخانها وسمومها في الفضاء. ما جعل الأهالي والبلديات المعنية بحالة إستنفار دائم، ويعمدون إلى تنظيم تحركات إحتجاجية على الأرض، رفضاً لوجود المكبات، في السنتين الأخيرتين، لكن من دون أن تلقى نداءاتهم أي تفاعل أو تجاوب من قبل المعنيين.

معمل الفرز في الكفور

مضى أكثر من سنتين على إقفال معمل الفرز في منطقة الكفور التابع للإتحاد البلديات، والذي بلغت كلفته التشغيلية 150 مليون دولار، بسبب الخلافات بين حزب الله وحركة أمل عليه. كما تمّ إقفال العديد من المطامر بقرارات قضائية كشوكين ومفيدون. ما جعل المنطقة "مزنرة بحزام للنفايات"، وسط إرتفاع لمعدلات الأمراض التنفسية والسرطانية. يلفت نائب رئيس بلدية الكفور طوني سمعان في حديثه لـ" المدن"، إلى أن سياسة "التنفعيات السياسية ونهب الأموال" أدت إلى إقفال المعمل، بحيث عمدت القوى السياسية المهيمنة على المنطقة وإتحاد البلديات إلى إستيراد النفايات من بلديات جزين الصرفند ومرجعيون مقابل بدل مادي عن كل حاوية. ما أدى إلى تراكم النفايات بشكل كبير يفوق القدرة الإستيعابية للمعمل المقدرة بـ 250 طناً تكفي بلدات المنطقة التي يبلغ عددها 40 بلدة. وهذا أدى إلى مشاكل بسبب عدم قدرة المعمل على فرز الكميات الهائلة من النفايات، فضلاً عن إيجاد حل لمشكلة العوادم. لذا يشدّد سمعان أن لا رجوع عن قرار إقفال المعمل في البلدة قبل إيجاد مطمر للعوادم. وأكّد الإلتزام بمعالجة نفايات المنطقة فحسب.

صراع أمل حزب الله

يدفع أهالي المنطقة ثمن نزاع "الثئائية الشيعية" غير المتوافقة على حل هذه الأزمة التي تعصف بالمنطقة. كما لو أن توافق "الثنائية" حبر على ورق، تفضحه الممارسات الكيدية على الأرض في أزمة النفايات. ووفق المصادر، يوجد صراع في إتحاد البلديات على تلزيم الشركة المخولة متابعة الأعمال في المعمل. فالمناقصة التي رست أخيراً على شركة "معمار" المقربة من حزب الله، لم تقم منذ خمسة أشهر بأي من المهام المنوطة لها. ما يعيد التذكير بسياسة "تكسير الرأس" بين حركة أمل حزب الله، تماماً كما حصل في العام 2015. فقد كان المعمل ملزّماً لشركة "الجنوب للمقاولات"، التي كانت تقوم بمهمات جمع ونقل نفايات بلديات النبطية بإشراف وزارة التنمية الإدارية. فتمّ إيقافها، وأُجريت مناقصة أخرى رست على شركة معمار. لكن رئاسة الإتحاد المحسوبة على أمل ألغت المناقصة مستخدمة الصلاحيات المُناطة بالإتحاد. ثم أُسند تشغيل المعمل إلى "شركة دنش_لافاجيت" المدعومة من أمل، لكنها فشلت في إدارته، وعاد ولُزّم لـ"معمار".

مباردات فردية

أمام هذا الواقع المزري شهدت المنطقة العديد من المبادرات الفردية من قبل بعض الجمعيات والبلديات للتشجيع على الفرز من المصدر، لكنها غير كافية لحل إزمة النفايات. ففي بلدة كفررمان قامت مجموعة من النساء بتأسيس جمعية "terre net"، هدفها نشر التوعية حول ثقافة الفرز من المصدر، وتحويل النفايات إلى لوحات ومجسّمات فنّية مبتكرة وحتى أثاث وزينة للمنازل. ووفق رئيسة الجمعية وفاء فخر الدين، ولدت المبادرة بسبب أزمة النفايات وتمكّنت النساء من إقناع جزء كبير من العائلات للفرز من المصدر. لكن فخر الدين لا تخفي محاولات الضغط عليهنّ لوقف عملهنّ ومحاربتهنّ.

أما في دير الزهراني، فقد عمدت اللجنة البيئية في البلدية، إلى توزيع حاويات صغيرة على 3000 وحدة سكنية في البلدة للفرز من المصدر، ليكون "كل منزل مسؤولاً عن نفاياته"، بعد تكدس النفايات في الشوارع نتيجة إقفال معمل الكفور. ووفق مسؤول اللجنة البيئية في البلدية قاسم طفيلي، تم إستبدال المستوعبات الحديدية بأخرى بلاستيكية. وتعقد الندوات من أجل مشاركة أكبر من المواطنين في الحملة الفرز، التي باتت تضمّ نحو 750 منزلاً من أصل 3000 في البلدة. ويتوقع طفيلي، أن تشمل حملة الفرز من المصدر البلدة كلها بحلول 2020. لافتاً، إلى أن تجاوب السكّان تحقق عبر الحملات التشجيعية وعبر سياسة تجميع النقاط . "فكل منزل يقدم أكياس النايلون يحصل على نقاط ويربح دعوة إلى أحد المطاعم، أو قسائم شرائية من قبل المحال". وإذ يلفت طفيلي إلى رمي العديد من القرى المجاورة نفاياتها على جوانب الأوتوستراد، ما قد يدفع بأهالي دير الزهراني إلى إقفال الأوتوستراد أمام المارة، يأمل إنتقال "عدوى" الفرز من المصدر في بلدته إلى البلدات المجاورة، خصوصاً في ظل غياب الخطط الفعلية من قبل الدولة لمعالجة النفايات. "فالحل الأمثل ببدء المواطن من منزله الخاص بدل التذمر على واقع النفايات".

لا حلول في الإفق

إلى هذه المبادرات، من المتوقع، أن تفتتح بلدية أنصار معمل الفرز المقفل، منذ سنوات، في الشهر المقبل لمعالجة نفاياتها التي تقدر بين 8 و 10 أطنان يومياً. كنها اشترطت عدم استقدام النفايات من البلدات المجاورة.

لا حلول عملية لمشكلة النفايات في النبطية وجوارها في المدى المنظور، تماماً كما هي حال كل المناطق اللبنانية. لكن، تعميم مثل هذه المبادرات، وتكاتف البلديات، ستخفف من تفاقم مشكلة النفايات، وتقلل الكثير من الأمراض والأوبئة المنتشرة. ما يفترض أخذ المواطن دوره الأساسي في معالجة أزمة النفايات وعدم استسهال ترديد "الحق على الدولة" عند كل منعطف. 

 

النظام السوري: إذلال لبنان بسياسة الخطف والتهريب

منير الربيع/المدن/الأحد 23/06/2019

أثناء سيطرة فصائل المعارضة السورية على المناطق الحدودية المتاخمة للبنان، وقعت "تجاوزات" وانتهاكات عديدة بحق بعض المواطنين اللبنانيين. أكثر من عملية خطف تعرّض لها مواطنون لبنانيون بين عامي 2011 و2015. واقتضى الأمر صولات وجولات من المفاوضات لإطلاق سراحهم. في تلك الفترة، كان لدى النظام السوري خطاب واضح يتماهى مع خطاب حلفائه اللبنانيين، مفاده أن ممالأة المعارضة ستؤدي إلى المزيد من الحوادث المشابهة، وإلى ضرب الاستقرار الأمني والاجتماعي اللبناني. ركّز النظام وحلفاؤه على هذه الدعاية السياسية، بغية دفع السلطات اللبنانية (ومواطنيها) إلى معاداة "المعارضة" أولاً، والتنسيق بين الدولتين في محاصرة ومحاربة الثائرين على النظام، ثانياً.

الدعاية والأمن

هكذا، نشأت منظومة سياسية وإعلامية كاملة تطالب بهذا التنسيق. ونجح النظام السوري بفعل التطورات السياسية الدولية والإقليمية في فرض إرادته أو دعايته وتعميمها، خصوصاً بعد تشتت "الجيش الحر" وتصدر "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" للمشهد. فيما نجح "حزب الله" في البقاع الشمالي تحديداً في تحوير تورطه بالحرب على الشعب السوري إلى "الدفاع عن لبنان وحدوده". ونتج عن هذا كله تجديد في حرارة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وترتيب زيارات رسمية من وزراء لبنانيين إلى سوريا، ناهيك عن التنسيق الأمني، الذي بقي مستمراً طوال سنوات الصراع، على الرغم من أنه كان راجحاً في فترة من الفترات لصالح المعارضة، وقبل إستعادة النظام لأنفاسه وقواه. المعادلة التي أراد النظام طرحها، في تلك الفترة، أن المعارضة السورية المسلحة، أو الفاعلة ميدانياً، هي غيرها "المعارضة السياسية" التي كانت تتحدث عن الاعتراف بسيادة لبنان وبالعلاقات الندية معه. ومن هم على حدود لبنان "إرهابيون". وهؤلاء لا يقيمون اعتباراً للسيادة اللبنانية وقد يصدّرون نيران الحرب إلى داخل لبنان. فبدا النظام وكأنه يخيّر اللبنانيين بين القبول بهذا الواقع الذي يهدد الأمن والسلام الاجتماعي اللبناني، أو بين الانحياز له، على الرغم من ازدرائه التاريخي لسيادة الدولة اللبنانية.

الحدود والتحريض

ما أراده النظام ليس فقط الإمساك بالحدود، بل تحريض اللبنانيين على الثائرين السوريين، وعلى اللاجئين أنفسهم. وهو نجح إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف، خصوصاً وأن حليفه الأول، حزب الله، شارك في الحملة العسكرية هناك، وحليفه الثاني، التيار الوطني الحر، تولى دور إشعال الحملة السياسية والطائفية على قضية اللاجئين. أراد النظام وموالوه أن يقولوا أن مختلف السوريين يندرجون في خانة "الخطر" على الكيان اللبناني ومجتمعه، مع فارق أن "النظام" هو الأقوى والأفضل والأقدر على إبرام الاتفاقات أو ضبط الحدود، وأن بيده تخريبها أو ترتيبها. ما حدث منذ خروج المعارضة من تلك المناطق، وسيطرة النظام السوري عليها، هو الأسوأ. عمليات اعتداء متكررة ومتسلسلة على لبنان ومواطنيه، لا بوصفها "حوادث عابرة"، لكن عن سابق تصور وتصميم، وكان آخرها في عرسال قبل فترة، حين وقع اعتداء على ثلاثة مواطنين كانوا في رحلة صيد بالجرود. إذ خطفهم الجيش السوري ونقلهم إلى أحد مراكزه وقتل واحداً منهم بعد تعذيبه. ثم اختطف الجيش السوري قبل أيام، في سفوح جبل الشيخ، شابين لبنانيين، تبيّن أنهما من جهاز "أمن الدولة". عندما كانت تقع حوادث كهذه على يد فصائل المعارضة، كانت تتحرك ماكينة إعلامية وسياسية لبنانية هائلة، للتهويل على لبنان واللبنانيين إذا تمكنت هذه المعارضة من إسقاط النظام في سوريا. كانت الدعاية تركز على "مصلحة" لبنان في التنسيق مع النظام لتثبيت الأمن. أما وبعد اعتداءيّ عرسال وجبل الشيخ، فلم نر ولم نسمع ولم نقرأ أي موقف إدانة من قبل السلطات اللبنانية وأحزابها، ولا حتى أي تحرك رسمي لمعالجة تلك القضية.

الصمت والانتقام

وفيما كان حلفاء النظام، الممسكين الآن بزمام السلطة في لبنان، يشددون على مبدأ التنسيق لمعالجة مثل هذه الحوادث، فقد إلتزموا الآن بصمت مطبق. ولم يصدر لبنان أي موقف رسمي احتجاجي. ولم يظهر أي اعتراض ولو شكلي من الدولة اللبنانية على قتل جندي متقاعد. ما يطرح أسئلة عديدة حول توجهات السلطات اللبنانية، وصمتها على هذا النوع من الممارسات، خصوصاً في ظل التأكيد المستمر والعلني عن وجود قنوات تواصل بين لبنان وسوريا. وبالتالي، كان بإمكان تلك القنوات الرسمية العمل على تسلّم المخطوفين على نحو رسمي، خصوصاً أن اللذين خطفهما النظام السوري في جبل الشيخ، لديهما صفة رسمية وليسا مواطنين عاديين. هذا السلوك، يدلّ على نمط تفكير النظام السوري تجاه لبنان. النظام تعمّد تسليم عنصري جهاز أمن الدولة إلى رجل سياسي محدد، في ما يشبه رشوة انتخابية صغيرة، ما يدل أيضاً على رغبته المستمرة في التورط بالحياة السياسية الداخلية في لبنان.دأْبُ النظام السوري هو التعامل مع لبنان كأنه ليس دولة، بل مجرد جماعات إما تابعة له أو معادية يجب سحقها و"اغتيالها". وإذا كان النظام يتصرف بهذه العقلية وهو في حال من الضعف، فكيف سيكون تصرّفه إذا ما قوي أكثر؟ ولعل أكثر فكرة راسخة بعمق في "عقيدة" هذا النظام هي السعي لدخول لبنان مجدداً، للإنتقام والثأر من قوى مناهضة له، حتى قبل أن تتاح له الفرصة مرة أخرى لفرض "وصايته". فهذه الأحداث الأمنية، لا تنفصل عن ملفات سياسية عديدة يحضّرها النظام السوري للتدخل في لبنان.

التهريب والتنسيق

ما يمارسه النظام السوري لا يمكن فصله عن عمليات التهريب بين لبنان وسوريا، التي يبدو أنها تتم برعايته. فقدرته على الإمساك بالمسارب الحدودية واعتقال "متنزهين" لبنانيين، تشير بوضوح الى قدرته على ضبط المهرّبين أو تسهيل عملهم أو حتى "إدارتهم". خصوصاً أن شبكات التهريب تُدخل البضائع إلى لبنان من سوريا، من دون أي رسوم جمركية عبر أكثر من 120 معبراً غير شرعي!. وهذه البضائع غالباً ما تكون قد حطّت في المرافئ السورية التي يشرف عليها النظام. ولعل ما يجري هو تمهيد من النظام لخطوات أكبر نحو استعادة هيمنته على الداخل اللبناني، عبر القول للبنانيين: لا يمكنكم ضبط أمنكم وحدودكم و لا وقف التهريب (أو مزاولته) من دون العودة إلى حضني. ولا يمكن لذلك أن يتم من دون تقديم فروض الطاعة. أولها، زيارة رئاسية رسمية طال انتظارها، وباتت داهمة الآن. وثانيها، ما يحكى عن تطوير التنسيق الأمني بين البلدين، في ملفات اللاجئين أو ترحيل بعض المعارضين وتسليمه إياهم، على شاكلة ما أقدم عليه الأمن العام قبل أيام، بتسليم جنود منشقين وعائلات إلى المخابرات السورية.

 

النائب نديم الجميّل: أهل السلطة يتقاسمون المغانم ووحزب الله يضع يده على البلاد، ولا أحد يسأل عن السيادة

وكالات/22 حزيران/2019

انتقد النائب نديم الجميّل الوضع السياسي القائم، متهماً أهل السلطة بتقاسم الحصص والمغانم على اساس الزبائنية لا على مبدأ الكفاءة والجدارة كما أن لا أحد يسأل عن السيادة ومستقبل البلاد. الجميّل وفي خلال مقابلة عبر تلفزيون المستقبل رأى أن "الدولة اللبنانية تتصرف بشكل سلبي بسبب العجز التراكمي في لبنان والذي تحاول حلّه من خلال خطوات سخيفة، كزيادة ضريبة ألف ليرة على النرجيلة وغيرها ولذلك نصنّف دائماً بشكل سلبي من قبل ستاندرد أند بوورز". وعن الهدر وسبب العجز قال متسائلاً: "خطوط التهريب ومعابرها الـ 136 التي اعترفت بها الدولة التي يسيطر عليها حزب الله ألا تخسّر لبنان الكثير من المال؟ أو ليست هي أحد مكامن الهدر الأساسية مثلها مثل الكهرباء؟". وعن تصرفات حزب الله ومواقفه المقلقة قال الجميّل متسائلاً: "هل يكمن حل المشكلة الاقتصادية إن كان عبر الموازنة أو عبر مساعدات سيدر في الحديث عن مصانع الصواريخ الدقيقة والعلاقة مع إيران؟ هل هكذا نجتذب السياح والاستثمارات لتنشيط الوضع الاقتصادي؟". وتابع في السياق عينه: "هناك جهة لبنانية تربطها علاقات مع الخارج وهي تهدد أمن البلاد دون أي إعتبار للموقف الرسمي الصادر عن الدولة اللبنانية". وتابع: "نحن نسلم شؤون البلاد لحزب الله والسيد حسن نصرالله، وكأن مهام الدولة تقتصر على إدارة خدمات المواطنين فقط لا غير تعنى بالكهرباء، المياه وغيرها" مشدداً على "ضرورة إيجاد حل لمشكلة سلاح حزب الله ومشكلة عدم سيادة الدولة على القرار السياسي اللبناني". هذا ورأى الجميّل أن "القرار السياسي اليوم في يد حزب الله ونحن للأسف نتركه يتصرف كما يشاء، وهذه الأزمة سندفع ثمنها قريباً، فطالما أن البلد يمشي على هذا النحو، لن نرى استثمارات في البلد". كما واعتبر أن "حزب الله اليوم يلعب دور الوصاية السورية والفرق الوحيد بينهما أن الحزب هو لاعب داخلي" وقال: "بين لبنان وسوريا مشكلة عقائدية وذلك لأن الأخيرة لا تعترف بالكيان اللبناني". وأكد الجميّل أننا "لدينا كيان قائم بحد ذاته نملك خياراتنا وسيادتنا ونملك توجهنا الذي سيساعدنا على العيش بأمان وسلام" طالباً بأن يكون "خيارنا حر وسيد نفسه". مضيفاً:" للأسف هذا ليس بلد، هذه مزرعة". ورداً على سؤال حول معركة رئاسة الجمهورية المقبلة والتي من المرجح أن تكون بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومن يختار نديم الجميّل بينهما أجاب الأخير: "إن لم يعبروا عن خياراتي السياسية فلن أكون مع أحد منهم، وإن حدث ووقفنا أمام هكذا قرار في استحقاق رئاسة الجمهورية فهذه مشكلة كبيرة جداً حيث سيسيطر حزب الله القريب من الطرفين على القرارات بالكامل، فترشّح طرفين من "8 آذار" هو أمر سيؤذي البلد". ورداً على سؤال عن التوقف المفاجئ لمهمة مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد قال: "إحتمالات كثيرة متاحة وراء هذا التوقف لمهمة ترسيم الحدود، فمن الممكن أن تكون الدولة اللبنانية قد وضعت بعض العراقيل لتعقيد هذه العملية ومن الممكن أن يكون الطرف الأميركي هو من يسعى لكبح سرعة انهاء المهمة لأنه يريد أن يراجع الملف ويرى التطورات في الجانب الاسرائيلي".

وبخصوص خطة الكهرباء اعتبر الجميّل أن "المشكلة الكبيرة هي في الطريقة التي نفذت بها وليس بالخطة بحد ذاتها حيث تم تمريرها فوق القانون".

ولفت إلى أن عجز الكهرباء سببه:

- فائض الموظفين

- الفيول، السرقات والمافيات، حيث رحل عهد وأتى آخر ومعه فريقه ومخططاته

- الجباية، التي تُفرض على شريحة من الناس دون غيرهم

هذا وأعلن الجميّل أنه لا يوجد شيء مطروح على مستوى التعيينات مشيراً إلى أن "التعيينات ليست مبنية على الكفاءة بل على مبدأ الزبائنية والوعود السياسية، وبهذه الطريقة لا يمكن بناء دولة، أما بالنسبة للتعيينات المسيحية فوزير الخارجية جبران باسيل قال على رأس السطح أنه يريد أخذ كل هذه التعيينات".

وتابع: "المشكلة ليست بجبران باسيل بل بعناصر التسوية الذين لا يوقفونه عند حده مع العلم أنه مخطئ".

وفي خلال حديثه دعا الجميّل إلى خلق جبهة وطنية تضع الثوابت الصحيحة الخاصة بثورة الأرز، مستذكراً المرحلة الوحيدة التي كان فيها اللبنانيون مرتاحون في العام 2005 أي عندما كانت الخيارات السياسية واضحة بخصوص سوريا وسلاح حزب الله على حد تعبيره.

وفي هذا الإطار، طلب الجميّل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ومن رئيس الحكومة سعد الحريري أن يعودوا إلى مواقفهم الطبيعية التي اتخذوها قبل "صفقة التسوية"، معتبراً أن كل الاتفاقيات التي تمت بين التيار الوطني الحر والمستقبل في مرحلة ما بعد التسوية كان هناك صفقة مالية خلفها".

 

شهيب تعليقا على استعادة عنصري امن الدولة: الحمد الله على سلامة الشباب ورحم الله هيبة الدولة!

السبت 22 حزيران 2019

وطنية - صدر عن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب التصريح الآتي: "ما جرى في موضوع استعادة العنصرين اللبنانيين التابعين لجهاز أمن الدولة بوساطة حزبية لصيقة بالنظام السوري، يشكل فضيحة كبيرة نضعها برسم كل المسؤولين المؤتمنين على الدستور والقانون والسيادة وهيبة الدولة ومؤسساتها.

وفي خضم ما حصل، على رئاسة الحكومة أن تسأل جهاز أمن الدولة الذي يتبع لها عما جرى، كما نسأل أين العلاقات الدبلوماسية القائمة نظريا بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، وأين المجلس السوري اللبناني الذي تنفق عليه الدولة اللبنانية من خزينتها الملايين سنويا؟ الحمد الله "على سلامة الشباب" ورحم الله هيبة الدولة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحرك سعودي نحو إسرائيل..للحث على ضرب إيران

المدن - عرب وعالم | السبت 22/06/2019

أعلنت الحكومة البريطانية أن وزير شؤون الشرق الأوسط آندرو موريسون يزور طهران غداً على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة. وقالت الخارجية البريطانية: "على خلفية زيادة التوترات الإقليمية وفي مرحلة حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي، تتيح هذه الزيارة فرصة لإطلاق تواصل منفتح وصريح وبناء مع حكومة إيران". وأكدت الوزارة أن الحوار الدبلوماسي مستمر بين بريطانيا وإيران، مشيرةً إلى أن موريسون، أثناء زيارته القصيرة، سيحثً على خفض التوتر الإقليمي بشكل عاجل وسيبدي مخاوف لندن بشأن "سلوك إيران في المنطقة وتهديدها بوقف تطبيق الاتفاق النووي الذي لا تزال المملكة المتحدة ملتزمة تماماً به". يأتي ذلك في وقت كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن بريطانيا رفضت طلباً سعودياً بتوجيه ضربة محدودة لإيران عقب إلغاء واشنطن مثل تلك الضربات، وأن مسؤولاً بالمخابرات السعودية سيتوجه إلى إسرائيل للمشاركة في جهود الحث على توجيه ضربة غربية لإيران. ونقل الموقع الإخباري عن مسؤول بريطاني مطلع قوله إن مسؤولا استخبارياً سعودياً يرافق وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير ناشد نظراءه البريطانيين في لندن تنفيذ ضربات محدودة على أهداف إيرانية. وأشار إلى أن المسؤول السعودي قدم معلومات استخبارية إضافية تربط إيران بالهجوم الأخير على ناقلتي النفط في خليج عمان، لكن المسؤولين البريطانيين لم يقتنعوا بهذه الأدلة ورفضوا الطلب السعودي بشكل مباشر. وقال المصدر البريطاني إن المسؤول السعودي يفترض أن يتوجه إلى القدس نهاية الأسبوع لبذل جهود في ذلك الاتجاه لدى المسؤولين الإسرائيليين ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي يزور إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بولتون وصل الى تل ابيب تمهيداً للمشاركة في اجتماع ثلاثي يستضيفه رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات الاثنين في القدس، مع أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وقال موقع "تيك ديبكا" -المقرب من الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية- إن الاجتماع الثلاثي سيسعى إلى وضع سياسة إسرائيلية أميركية روسية تجاه إيران وسوريا، قبل اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في أوساكا باليابان الجمعة. وقال الموقع إن التوتر العسكري الأخير في الخليج العربي بعد إسقاط إيران طائرة أميركية وتداعيات ذلك، يثير شكوكاً كبيرة حول إمكانية توصل الدول الثلاث إلى توافق على سياسة مشتركة تجاه إيران.

وفي السياق، كشفت القناة الإسرائيلية (13) أن الولايات المتحدة نقلت رسائل لإيران عبر دول أوروبية وروسيا، لطمأنتها الى أنه لا توجد لدى واشنطن نية لمهاجمتها. ونقلت القناة عن مصادر استخبارية غربية قولها إن الرسائل التي بعثت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب تأتي تفادياً لاندلاع مواجهة عسكرية في أعقاب إسقاط طائرة التجسس الأميركية. واستدركت المصادر بالقول إنّ "فرص المواجهة لا تزال قائمة، لأن إيران لم تتمكن من تحقيق أهدافها في كل ما يتعلق بالتأثير على سوق الطاقة العالمي من خلال استهداف ناقلات النفط، إلى جانب أنها لم تستطع تقليص تأثير العقوبات الأميركية عليها".

ولفتت إلى أن التقديرات الاستخبارية تفيد بأن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني هو الذي يقود الخط المتشدد في طهران ويدفع نحو التصعيد ضد واشنطن. من جهة ثانية، ذكرت وكالة أنباء فارس أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت الممثل الدبلوماسي للإمارات للاحتجاج على السماح بانطلاق الطائرة الأميركية المسيرة، التي أسقطتها طهران الخميس، من قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الإماراتية. وقالت الخارجية الإيرانية إنه تمّ إبلاغ المسؤول الإماراتي، بأن بلاده شاركت في اختراق الطائرة المسيرة الأميركية للأجواء الإيرانية، وباحتجاج طهران على ذلك. وأضاف البيان أن "طهران ستحمل مسؤولية أي هجمات تستهدفها براً، وجواً، وبحراً، الى دول المنطقة، التي تسمح للقوات العسكرية الأجنبية باستخدام أراضيها لتنفيذ تلك الهجمات". وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف نشر خريطة على "تويتر" السبت، مزودة بإحداثيات مفصلة قال إنها تظهر الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران وهي تحلق فوق المياه الإقليمية للجمهورية الإسلامية. وتعرض الخريطة أيضا مربعين صفراوين على مسار رحلة الطائرة يشيران، وفقا للخريطة، إلى تحذيرات لاسلكية إيرانية أرسلت لها. وكتب ظريف يقول: "لا مجال للشك بشأن موقع الطائرة عندما أسقطت".

 

"صفقة القرن"ب50 مليار دولار..وعباس مستعد للتفاوض مع إسرائيل

المدن - عرب وعالم | السبت 22/06/2019

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين ووثائق أن "صفقة القرن" تدعو إلى إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصاديات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وبناء ممر يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وستعرض استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أميركي، على فلسطين والدول العربية المجاورة.

وقالت الوثائق إن الخطة تشمل 179 مشروعا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال. ومن المقرر أن يقدم جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، الخطة خلال ورشة المنامة الاقتصادية في البحرين هذا الأسبوع. من جهته، قال مهندس "صفقة القرن" جاريد كوشنر إن أولى أهداف الخطة هو تعزيز الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال إقامة طريق لربط المنطقتين بـ"إسرائيل"، بتكلفة 5 مليار دولار. وقال: "الخطة تهدف إلى خلق مليون وظيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف خفض معدل البطالة، وتقليل معدل الفقر بمقدار النصف، في حالة تم تنفيذها بشكل صحيح". وأضاف أن "مدة الخطة الاقتصادية عشر سنوات، حيث تمت مناقشتها من قبل عشرة اقتصاديين من أكثر من عشر دول، وسوف نعمل على مضاعفة الانتاج المحلي الإجمالي، ونحن متحمسون لتقديمها ومشاركتها مع الكثير من قادة الأعمال الرائدين، والمؤسسات الاستثمارية". وأوضح أن الخطة الاقتصادية المقترحة ستساهم في حل القضايا السياسية، ودفعها إلى الأمام، كون الجانب الاقتصادي والسياسي هما وجهان قويان للغاية. من جهته، جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت، تعهده بأن "صفقة القرن" التي ينوي ترامب تطبيقها لا يمكن أن تمر، وأن الفلسطينيين سيفشلونها.

وأضاف عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" في مدينة رام الله، أن الفلسطينيين لن يحضروا "ورشة المنامة" الاقتصادية، لا بشكل فردي ولا على المستوى الرسمي. وقال: "لن نحضر ورشة البحرين، لأن مناقشة وبحث الوضع الاقتصادي لا يجوز أن يتم قبل أن يكون هناك وضع سياسي". وتابع: "ما دام الوضع السياسي غائباً، فلن نتعامل مع أي وضع اقتصادي". وأعرب عباس عن الاستعداد للحوار مع الجانب الإسرائيلي حول المواضيع العالقة في الملف الاقتصادي والمالي؛ شريطة استعادة الأموال التي تحتجزها تل أبيب "غير منقوصة". وقال: "مستعدون للحوار معهم إذا شاؤوا، ليس فقط حول موضوع الأموال، إنما حول كل الأمور المعلقة بيننا وبينهم، وهي المواضيع الاقتصادية والمالية". وأضاف أنه "إذا كان هناك أي نقاش فنحن مستعدون له في ما بعد، أما أن تخصم إسرائيل بعض الأموال عنا بحجة أننا ندفع للشهداء والأسرى والجرحى، فهذا أمر لا نقبل به".

 

ترمب: الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا

أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده ستفرض مزيداً من العقوبات الاقتصادية على طهران

وكالات  السبت 22 يونيو 2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده ستفرض مزيداً من العقوبات الاقتصادية على إيران، مؤكّداً أن خيار العمل العسكري ضدّها لا يزال أيضاً مطروحاً على الطاولة. وبعد إلغائه ضربة عسكرية ضد إيران الجمعة، كانت تستهدف الردّ على إسقاطها طائرة أميركية مسيرة فوق مضيق هرمز، قال ترمب السبت 22 يونيو (حزيران)، إن العقوبات الإضافية تهدف إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، آملاً أن "يتمتع النظام الإيراني بالذكاء لمراعاة مصالح شعبه". وأكد الرئيس الأميركي أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي فإنه سيكون "أفضل أصدقائهم"، مضيفاً "لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جداً. آمل أن يحدث ذلك". وقال ترمب للصحافيين، قبيل مغادرته البيت الأبيض إلى منتجع كامب ديفيد، الخاص بالرئاسة الأميركية، إنه سيجري من المنتجع مشاورات بشأن إيران، موضحاً أن مستشار الأمن القومي جون بولتون من "الصقور" بالتأكيد، لكنه يستمع للجميع في ما يتعلق بإيران. وكان الحرس الثوري الإيراني أسقط طائرة أميركية مسيرة الخميس 20 يونيو، قائلاً إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، فيما أكّد الأميركيون أن الطائرة كانت تحلّق في الأجواء الدولية. كلام الرئيس الأميركي أتى بعد وقت قليل على نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صوراً لخريطة على تويتر، قال إنها تظهر إحداثيات مفصلة للطائرة الأميركية التي أسقطتها إيران، أثناء تحليقها فوق المياه الإقليمية الإيرانية، بحسب ظريف. وتعرض صور الخريطة أيضاً مربعين صفراوين على مسار رحلة الطائرة، يشيران إلى تحذيرات لاسلكية إيرانية أرسلت إليها. وأرفق ظريف تغريدته بالقول "لا مجال للشك بشأن موقع الطائرة عندما أسقطت". العميد أبو الفضل شكارجي، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، قال بدوره في مقابلة مع وكالة تسنيم الإيرانية، إن "إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها" في المنطقة.

في المقابل، اتهم الموفد الخاص الأميركي لإيران براين هوك طهران بـ "رفض انفتاح واشنطن الدبلوماسي"، وأكّد خلال زيارة لقاعدة عسكرية في السعودية أن على طهران الرد "على الدبلوماسية بالمثل وليس بالقوة". وأتى الردّ على هوك من المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الذي غرّد قائلاً "الإيرانيون يردون على الدبلوماسية بالدبلوماسية وعلى الاحترام بالاحترام وعلى الحرب بدفاع شرس". وأضاف أن "الدبلوماسية" الأميركية مرادف "للإرهاب الاقتصادي والحرب" ولعدم احترام "الوعود" وقرارات مجلس الأمن الدولي.

إعدام "جاسوس" لواشنطن

في سياق متّصل، أعدمت إيران "متعاقداً مع وزارة الدفاع"، بتهمة التجسّس لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي"، وفق ما ذكرت وكالة إسنا شبه الرسمية للأنباء السبت. ونقلت الوكالة عن الجيش الإيراني أن حكم الإعدام نُفّذ "بحق جلال حاجي زوار، المتعاقد مع الوكالة الجوية والفضائية التابعة لوزارة الدفاع، والذي تجسّس لحساب سي آي أي والحكومة الأميركية" مقابل المال، من دون أن تذكر تاريخ الإعدام. وأضافت الوكالة أن زوجة زوار السابقة دينت أيضاً بـ "التورّط في التجسس"، وتقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً.

 

ترمب يعين مارك إسبر وزيراً للدفاع

واشنطن/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

أعلن البيت الأبيض أمس (الجمعة)، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب عيّن مارك إسبر وزيراً للدفاع وهو منصب كان الضابط السابق يتولاه بالوكالة منذ الثلاثاء الماضي. ويأتي تثبيت إسبر على رأس البنتاغون بعد ساعات من إعلان ترمب أنّه أمر بشنّ ضربة عسكرية على إيران ثم ألغاها قبل دقائق من تنفيذها، وذلك بعد إسقاط إيران أول من أمس (الخميس) لطائرة مسيرة أميركية. ويخلف إسبر (55 عاما)، باتريك شاناهان الذي حلّ محلّ الوزير جيم ماتيس إثر استقالة الأخير في ديسمبر (كانون الأول) على خلفية قرار ترمب المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا. وخلافا لشاناهان، يملك إسبر الذي خدم في الجيش الأميركي خلال حرب الخليج في 1991 في وحدة «101 إيربورن»، خبرة. ولسبع سنوات، كان مسؤولاً في الإدارة التنفيذية في شركة رايثيون للصناعات الدفاعية قبل أن يعينه ترمب وزيراً لسلاح البر. ووقع اختيار ترمب على إسبر بعد أن قرّر وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، التخلّي عن آلية المصادقة على تعيينه وزيراً أصيلاً للدفاع بسبب تساؤلات تحيط بماضيه الشخصي ومعلومات متعلقة بعنف منزلي. وأتى تعيين إسبر وزيراً أصيلاً للدفاع قبيل رحلته المقرّرة إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء دفاع الحلف الأطلسي يومي 26 و27 يونيو (حزيران) الجاري. وهو يأتي أيضاً فيما التوتر يتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران. وقال ترمب الجمعة إن الولايات المتحدة كانت مستعدة لضرب إيران لكن تراجعت في اللحظة الأخيرة لأنه كان سيكون رداً «غير متناسب» على إسقاط طهران طائرة استطلاع أميركية. وتقول طهران إن الطائرة اخترقت مجالها الجوي فيما تنفي الولايات المتحدة ذلك، لكن إسقاطها صعّد التوتر بين البلدين بعد سلسلة اعتداءات على ناقلات نفط في الخليج اتهمت واشنطن طهران بالوقوف خلفها. وإسبر هو ثالث شخص يشغل هذا المنصب في غضون ستة أشهر فقط، ولا يزال تعيينه يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ. ولا ينظر الحلفاء الأوروبيون بارتياح إزاء سياسات الرئيس دونالد ترمب الانعزالية وانتقاداته المتواصلة للتحالفات.

 

مخاوف بريطانية من «سلوك إيران في المنطقة»/وزير شؤون الشرق الأوسط يزور طهران غداً

لندن/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

أعلنت بريطانيا اليوم (السبت) أن وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية أندرو موريسون سيزور إيران غداً (الأحد) لإجراء محادثات «صريحة وبناءة» في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، وبالأخص بعد إسقاط طائرة أميركية مسيرة. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: «في هذا الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر الإقليمي وفي فترة حاسمة لمستقبل الاتفاق النووي تمثل هذه الزيارة فرصة لمزيد من التواصل المنفتح والصريح والبناء مع الحكومة الإيرانية». وأضاف البيان أن موريسون سيدعو إلى وقف عاجل للتصعيد في المنطقة وسيعبر عن مخاوف بريطانيا إزاء «سلوك إيران في المنطقة وتهديدها بالكف عن الالتزام بالاتفاق النووي الذي تبقى بريطانيا ملتزمة به بالكامل». يأتي ذلك وسط زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث كثفت واشنطن ضغوط العقوبات على طهران منذ العام الماضي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) إنه ألغى ضربة أميركية على إيران في اللحظات الأخيرة، بعد أن أسقط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة مسيرة أميركية (الخميس).

 

إيران: سنرد بحزم على أي تهديد أميركي وأكدت أن مجالها الجوي «آمن» أمام شركات الطيران

لندن/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

قالت إيران اليوم (السبت) إنها سترد «بحزم» على أي تهديد أميركي لها، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تراجعه عن شن ضربات على أهداف إيرانية رداً على إسقاط طائرة مسيرة أميركية. ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله: «لن نسمح بأي انتهاك لحدود إيران. وإيران ستواجه بحزم أي عدوان أو تهديد من قبل أميركا». وقال موسوي: «بغض النظر عن أي قرار يتخذه المسؤولون الأميركيون، لن نسمح بأي انتهاك لأراضي إيران». ودخلت المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران مرحلة جديدة، إثر إسقاط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة مسيرة أميركية في مياه الخليج، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترمب «خطأ جسيماً»، ملوحاً بـ«رد قريب». ومثّل هذا التطور أول مواجهة مباشرة بين الأميركيين والإيرانيين بعد سلسلة هجمات تُتهم إيران بالوقوف وراءها واستهدفت ناقلات نفط في الخليج خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت واشنطن إن الصاروخ الإيراني دمر طائرة استطلاع أميركية من طراز جلوبال هوك في المجال الجوي الدولي، فيما ذكرت طهران أن التدمير تم داخل أراضيها. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) إنه تراجع عن ضربة عسكرية رداً على إسقاط إيران للطائرة الأميركية المسيرة، وذلك لأنها ربما كانت ستسفر عن مقتل 150 شخصاً، ولمح إلى أنه مستعد لإجراء محادثات مع طهران. وكان المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، قد أكد أمس، أنه لا يحق لإيران الردّ على الدبلوماسية «بالقوة العسكرية»، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي في الرياض: «مساعينا الدبلوماسية لا تمنح إيران حق الرد بالقوة العسكرية، وعلى إيران أن ترد على جهودنا الدبلوماسية بالدبلوماسية، وليس بالقوة العسكرية». إلى ذلك،  نقلت الوكالة عن منظمة الطيران المدني الإيرانية قولها اليوم إن المجال الجوي لإيران «آمن» أمام شركات الطيران وذلك وسط تصاعد للتوتر بين طهران وواشنطن. ونسبت إلى رضا جعفر زاده المتحدث باسم المنظمة قوله «المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق الخليج ومسارات الرحلات الأخرى آمن تماما". وكانت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أصدرت أمرا طارئا أول من أمس (الخميس) يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق في مجال جوي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان. وتتخذ شركات طيران دولية إجراءات احترازية ذات صلة.

 

 شركات طيران تتجنب أجزاء من المجال الجوي الإيراني و«الاتحاد» الإماراتية أعلنت استخدام مسارات بديلة في بعض رحلاتها

أبوظبي - نيودلهي/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

قالت متحدثة باسم شركة «الاتحاد» للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم (السبت)، إن الشركة علقت عملياتها عبر المجال الجوي الإيراني فوق مضيق هرمز وخليج عمان. وأضافت في بيان صحافي أن رحلات الشركة ستستخدم مسارات جوية بديلة في عدد من وجهاتها من وإلى أبوظبي حتى إشعار آخر. ولفتت الشركة إلى أنها «ستعلن عن آخر المستجدات حول الرحلات المتأثرة على موقعها الإلكتروني». وكانت هيئة «الطيران المدني» بدولة الإمارات قد دعت المشغلين الجويين المسجلين بالدولة لاتخاذ التدابير اللازمة مع الأوضاع الراهنة بالمنطقة.

وذكرت الهيئة في بيان، نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) اليوم، أنه «نظرا للأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة وحرصا من الهيئة العامة للطيران المدني على أمن وسلامة الطيران وكإجراء احترازي، وجهت الهيئة المشغلين الجويين المسجلين في الدولة بتقييم مناطق الطيران المتأثرة ووضع التدابير اللازمة لتفادي التشغيل في المناطق التي قد تعرض عمليات الطيران المدني للخطر». وفي السياق نفسه، قالت المديرية العامة للطيران المدني في الهند إن كل شركات الطيران الهندية قررت وبالتشاور معها تفادي جزء من المجال الجوي الإيراني لضمان سلامة الرحلات الجوية والركاب. وأضافت المديرية في تغريدة على «تويتر» أن كل شركات الخطوط الجوية الهندية ستحول مسار الرحلات وفقا لذلك. وكانت شركات طيران عالمية قد اتخذت تدابير بناء على تحذير أميركي بشأن مجال إيران الجوي، إذ تجنبت ناقلات جوية لعدة دول تحليق طائراتها أعلى مضيق هرمز بعد تصعيد التوتر بين إيران والولايات المتحدة نتيجة لإقدام إيران على إسقاط طائرة أميركية مسيرة في الأجواء الدولية، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.

 

القوات الأميركية تستعد لإجلاء مئات المتعاقدين من قاعدة عراقية بسبب «تهديدات أمنية محتملة»

بغداد/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

قالت ثلاثة مصادر عسكرية عراقية مساء أمس (الجمعة) إن القوات الأميركية تُعد لإجلاء مئات الموظفين العاملين في شركتي «لوكهيد مارتن» و«ساليبورت غلوبال» من قاعدة عسكرية عراقية يعملون بها. وأوضحت المصادر أن نحو 400 متعاقد من الشركتين يستعدون لمغادرة القاعدة العسكرية التي تستضيف قوات أميركية على بعد نحو 80 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، وذلك بسبب «تهديدات أمنية محتملة». وذكرت المصادر أن رحيل المتعاقدين أصبح وشيكاً، ولم تذكر المصادر أي تفاصيل بشأن التهديدات الأمنية. وكانت «قاعدة بلد» مترامية الأطراف استهدفت بثلاث قذائف مورتر الأسبوع الماضي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقال مسؤول عسكري مطلع على العمليات اليومية للقاعدة إن الجيش الأميركي أبلغ المسؤولين العراقيين بأنهم سيشرعون في إجلاء نحو نصف الموظفين البالغ عددهم 800 الذين يعملون لدى الشركتين في قاعدة بلد. وأضاف المسؤول أن عملية الإجلاء ستستغرق نحو عشرة أيام. وقال مصدران عسكريان آخران إن عملية الإجلاء ستتم على مرحلتين، وستُجرى بطائرات عسكرية. وتعرضت قاعدتان عراقيتان أخريان تستضيفان قوات أميركية لقصف صاروخي الأسبوع الماضي، في هجمات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. ووقع هجوم صاروخي يوم (الأربعاء) قرب موقع تستخدمه شركة الطاقة الأميركية «إكسون موبيل» على مقربة من مدينة البصرة في جنوب البلاد. وألقى مسؤولون محليون باللوم على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في حادث البصرة، ولم تعلق إيران على حوادث العراق لكنها رفضت بشدة اتهامات واشنطن بأنها كانت وراء هجمات على ناقلات نفط في الخليج في الأسابيع الأخيرة.

ويأتي تصاعد العنف وسط زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وكثفت واشنطن ضغوط العقوبات على طهران منذ العام الماضي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) إنه ألغى ضربة أميركية على إيران في اللحظات الأخيرة، بعد أن أسقط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة مسيرة أميركية.

 

واشنطن تقود «حملة دبلوماسية وأمنية» تتعلق بسوريا الأسبوع المقبل تشمل لقاءات التحالف و«المجموعة الصغيرة» في باريس... والاجتماع الثلاثي في القدس الغربية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

تقود واشنطن الأسبوع المقبل سلسلة اجتماعات دبلوماسية وأمنية تتعلق بالملف السوري تتأرجح بين بحث مستقبل منطقة شرق الفرات والوجود الإيراني في سوريا ومستقبل العملية السياسية وتنفيذ القرار 2254. بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، تستضيف باريس الاثنين المقبل اجتماعاً لممثلي «المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر مع احتمال مشاركة المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن ورئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري. ويتوقع أن يبحث هذا الاجتماع، الذي يشارك فيه المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، الجمود في العملية السياسية وعدم تمكن بيدرسن من تجاوز عقدة الأسماء الستة في القائمة الثالثة للجنة الدستورية، وباقي الملفات المتعلقة بملف المخطوفين والأسرى وقواعد عمل اللجنة الدستورية. في المقابل، تواصل موسكو اتصالات لتعزيز مسار آستانة، إذ جال المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرينييف في بغداد وبيروت ودمشق لدعوة الحكومتين العراقية واللبنانية إلى اجتماع آستانة المقبل في الشهر المقبل. وظهر في الفترة الأخيرة تريث سوري في دفع مسار تشكيل اللجنة الدستورية بانتظار «حسم معركة إدلب»، في وقت لوحظ عدم مشاركة إيران في المعركة وتجنب ميلشيات إيرانية غرب حلب في شن هجوم بالتوازي مع هجمات قوات الحكومة من شمال حماة. وتفاوت تفسير ذلك بين عدم رغبة طهران في إغضاب أنقرة في هذا الوقت حيث يسود توتر إيراني - غربي وبين رغبة موسكو بإرسال إشارة إلى دمشق بإمكانات الحل العسكري منطقة شمال غربي البلاد الخاضعة لتفاهم روسي - تركي.

وفي باريس أيضا، يعقد اجتماع كبار الموظفين في التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا بمشاركة جيفري مبعوث بلاده إلى التحالف يومي الثلاثاء والأربعاء. ويتوقع أن يتناول الاجتماع مستقبل المناطق المحررة من «داعش» شرق سوريا وغرب العراق. وتحث واشنطن حلفاءها على المساهمة أكبر مالياً وعسكرياً في شرق الفرات ودعم «قوات سوريا الديمقراطية» خصوصاً بعدما قررت إدارة الرئيس دونالد ترمب استمرار الوجود العسكري في هذه المنطقة. كما حضت حلفاءها على العمل لتخفيف التوتر الكردي - الكردي وردم الفجوة بين العرب والأكراد شرق الفرات، في وقت كثفت دمشق جهودها لاستمالة العشائر العربية وتمثلت آخر خطوة بعقد مؤتمر للعشائر في حلب أسفر عن تشكيل قوات عسكرية من السوريين غير المشاركين في القوات النظامية والمتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

كما تشمل جولة جيفري المشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل والمشاركة في اجتماع لمبعوثي الدولي الغربية في الملف السوري الجمعة المقبل.

وفي موازاة ذلك، تواصل واشنطن مسار الحوار الثنائي مع روسيا والثلاثي بمشاركة روسيا وإسرائيل. بالنسبة إلى المسار بين واشنطن وموسكو، يدرس الجانب الروسي خطة من ثماني نقاط قدمها مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، خلال زيارته إلى سوتشي في منتصف مايو (أيار) بحضور جيفري، تتناول تنفيذ القرار الدولي والتعاون في ملف محاربة الإرهاب و«داعش»، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين السوريين، إضافة إلى إقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة. وفي المسار الثلاثي وفي موازاة اجتماعات باريس السورية، يعقد رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيريه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي يمئير بن شبات اجتماعات في القدس الغربية الاثنين تتناول التعاون الثلاثي وخصوصاً الدور الإيراني في سوريا. واعتبر علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد لقائه نظيره الروسي لتنسيق المواقف بين طهران وموسكو اللقاء الثلاثي بأنه «خدعة»، لافتا في تصريحات إلى أنه لا أحد يستطيع إخراج إيران من سوريا لأن «وجودها شرعي بطلب من الحكومة السورية». من جهته، أشار باتروشيف إلى أن بلاده «ستنقل نتائج الاجتماع الثلاثي إلى إيران بوصفها الشريكة الاستراتيجية لروسيا في المنطقة». وتمهد هذه اللقاءات المختلفة لاجتماعات قمة ستعقد على هامش قمة العشرين في أوساكا اليابانية قد تشمل لقاءات ثنائية بين ترمب والرئيس فلاديمير بوتين وبين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان وبين بوتين وإردوغان، لبحث مستقبل المنطقة الأمنية التركية - الأميركية شرق سوريا والتفاهم الروسي - التركي حول إدلب واللجنة الدستورية.

 

مصرع 18 من تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى بعملية عسكرية خاصة نفذتها قوات فرنسية وأميركية ونيجيرية خلال عشرة أيام

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

قتل 18 «إرهابياً» من «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» في عملية مشتركة للقوات المسلحة النيجيرية والفرنسية والأميركية، استمرت لأكثر من عشرة أيام في مناطق من غرب النيجر، على الحدود مع دولة مالي، وهي نفس المنطقة التي سبق أن قتل فيها جنود أميركيون قبل أكثر من عامين.

وأعلنت الحكومة النيجيرية إن العملية العسكرية الخاصة جرت خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 18 يونيو (حزيران) الجاري، وقالت الحكومة في بيان صادر عن وزارة الدفاع أنه «نفذت عملية عسكرية خاصة مشتركة كبيرة تجمع القوات المسلحة النيجرية وقوة برخان الفرنسية بدعم من الشركاء الأميركيين».

وأكدت الوزارة في بيانها أن العملية العسكرية مكنت من تدمير معسكر تابع لتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، وهو التنظيم الذي يقوده «أبو الوليد الصحراوي» ويشن عمليات إرهابية بشكل دوري ضد الجيش والمدنيين في المثلث الحدودي الرابط بين النيجر ومالي وبوركينافاسو.

وأعلنت الوزارة أن العملية العسكرية المشتركة مكنت من قتل 18 إرهابياً، فيما وقع 5 إرهابيين آخرين في الأسر، من ضمنهم ثلاثة إرهابيين يحملون جنسية النيجر وأجنبيان آخران لم تكشف الحكومة عن جنسيتهما.

وأكدت الحكومة النيجيرية أن العملية العسكرية انتهت دون تكبد «أي خسائر بشرية أو مادية» من طرف النيجيريين والفرنسيين والأميركيين، فيما نجحت القوات الحكومية في استعادة «كمية كبيرة من المعدات بينها معدات للقوات المسلحة النيجرية استولى عليها الإرهابيون في هجمات إرهابية سابقة».

وأضافت الحكومة أن العملية تم تنفيذها في «المنطقة الحدودية شمال تونغو تونغو حيث تنشط عصابة إرهابية من تنظيم داعش في الصحراء الكبرى ضالعة في كمين 14 مايو (أيار) 2019»، وهو الكمين الذي قتل فيه نحو ثلاثين جندياً من جيش النيجر، وتبناه تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى.

كما سبق أن شهدت نفس المنطقة مطلع هذا الشهر تفجير لغم أرضي تحت مركبة عسكرية تابعة للقوات الخاصة الأميركية دون أن يخلف أي ضحايا أو مصابين، وهو ما أعاد إلى الأذهان مصرع ثلاثة عناصر من القوات الخاصة الأميركية، شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، في كمين إرهابي تبناه «داعش» الصحراء الكبرى آنذاك، وكان بداية الكشف عن وجود قوات خاصة أميركية في النيجر لتدريب القوات النيجرية وتقديم دعم وإسناد استخباراتي للقوات الفرنسية «برخان» التي تحارب الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي منذ 2013.

وكان الأميركيون قد أقاموا قاعدة عسكرية كبيرة في مدينة «أغاديز» في أقصى شمال النيجر، وتختص هذه القاعدة العسكرية بتسيير طائرات «الدرون» ومراقبة تحركات العناصر الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي والتي تعد أغلب مساحتها مناطق صحراوية شاسعة ومترامية الأطراف وتنشط فيها شبكات الإرهاب والتهريب. في المقابل لدى الفرنسيين قاعدتان عسكريتان كبيرتان في النيجر، واحدة في العاصمة نيامي وتنطلق منها طائرات الدرون الفرنسية بدعم وإسناد من الأميركيين، والقاعدة العسكرية الثانية في مدينة «ما داما» على الحدود مع ليبيا، ويتخذ منها الفرنسيون قاعدة عسكرية متقدمة لمراقبة نشاط الجماعات الإرهابية في الصحراء الكبرى، ولكن بشكل خاص في جنوب ليبيا الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مرتع لهذه الجماعات وشبكات تهريب البشر والسلاح والمخدرات.

وبسبب هذا الحضور العسكري الغربي المتزايد في النيجر أصبحت التنظيمات الإرهابية الناشطة في المنطقة تركز على هذا البلد، وتشن فيه هجمات دورية ضد الجيش وقوات الأمن، وخاصة جماعة «بوكو حرام» التي تركزت هجماتها في الجنوب، بمحاذاة نيجيريا التي تتمركز فيها «بوكو حرام».

التعليقات

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تشخيص للمرض ولكل أعراضه ووصف لسبل العلاج من قبل شارل شرتوني

الياس بجاني/22 حزيران/2019

في أسفل مقالة أكثر من روعة بصدق وجرأة وحرية وعمق معرفة وثقافة وخبرة كاتبها الإستاذ شارل الياس شرتوني لأنها بدقة وبخلفية علمية وبموضوعية تشخص العلة بدون قفازات وبالوقائع والإثباتات المعاشة على الأرض وتعطي الحلول.. كما أنها تعري كلياً نفاق واسخريوتية وسطحية ثقافة وفكر ورؤيا قادتنا الموارنة تحديداً اللاهثين على خلفية قلة الإيمان وخور الرجاء والجحود صوب المصالح الذاتية على حساب لبنان وأهله ونظامه والأخطر على حساب دماء الشهداء.  نعم نحن بحاجة إلى طروحات عملية وعقلانية وواضحة تحاكي الواقع المعاش على الأرض وتعمل على تحصين ليس فقط وجود وهوية ومعتقد المسيحيين، بل وجود وهويات ونمط حياة وثقافة وتاريخ وتميز كل الآخرين من الشرائح اللبنانية وذلك ليبق لبنان بلد الرسالة الحضارية والتعايش السلمي والإنساني المتميز.

 

قراءة في البعد المديني لسياسات النفوذ في الأوساط الاسلامية، تداعيات مسألة الحدث

شارل شرتوني/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76043/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%b3%d9%8a/

ان الجدالات الواسعة التي استحثتها السياسة المعتمدة من قبل بلدية الحدث من اجل حماية النسيج المديني القائم فيها منذ اكثر من مئة عام ، ودرءا لمتابعة سياسة القضم التي استأصلت الوجود المسيحي في كل ساحل بيروت الجنوبي، بدءاً من النطاقات العقارية لبلدات الشياح وحارة حريك والمريجة-الليلكي والحدث وكفرشيما ( من منطقة رمال بيروت الى نواحي الحدث وكفرشيما الحالية )، كجزء من استراتيجية التمدد والتواصل التي صاغتها سياسات النفوذ الشيعية على محاور مدينية متنوعة (مسيحية وسنية ودرزية في بيروت وضواحيها الجنوبية وعلى مداخل الشوف الأوسع، وما استدعته من سياسات مضادة خلال المرحلة الفلسطينية وما بعدها )، تستدعي بعض التوضيحات ومواقف سياسية غير مبهمة لجهة مؤدياتها ومراميها:

أ- ان سياسة التمدد الديموغرافية والعقارية والاقتصادية التي تجري على مختلف أنحاء الجغرافيا البشرية اللبنانية، هي نتيجة لديناميكيات الحرب وما أدت اليه من تبدلات سكانية تتغذى من سياسات سيطرة شيعية وسنية ودرزية إرادية، ولا علاقة لها البتة بديناميكيات التفاعل الفردي والإرادي.

هذه ديناميكيات سياسية بامتياز، تتوخى ضرب النسيج المدني التاريخي لحساب سياسات نفوذ إسلامية ودرزية متضاربة في مشاريعها الخاصة وتعمل على تقويض المرتكزات السكانية ذات الغالبية المسيحية، من خلال التمدد العقاري والعمراني، ومن خلال تمويل إقليمي متنوع المصادر وتوظيفات مناطقية هادفة، وهذا ما شهدناه في العاصمة من خلال مشاريع سوليدير، واليسار في الضاحية الجنوبية، والشوف الأوسع، والجنوب والبقاعات وطرابلس وعكار. اذن نحن لسنا امام ظواهر فردية منعزلة، نحن امام سياسات منهجية تسعى لتقويض المرتكزات الانتربولوجية للاجتماع السياسي اللبناني، ونتيجة للاختلالات البنيوية التي أدت اليها الحرب وسعت لتثبيتها جمهورية الطائف. ضف الى ذلك ان سياسات المضاربات العقارية، والتهرب الضريبي، والاستملاك الأجنبي المشرع والمقنع، والتوسط العقاري، وعودة المهجرين، واداءات القطاع المصرفي، ارتبطت وترتبط بشكل موارب ومباشر باستراتيجيات السيطرة العائدة لسياسات السيطرة في الأوساط الاسلامية والدرزية. لا بد من تقصي الوقائع الفعلية الجارية واقعيا قبل الاسترسال في الكلام الكاذب الذي يتوخى تمويه حقيقة الامر، تحت ادعاءات مواطنية فارغة المضمون.

ب- لا سبيل لاحتواء ديناميكيات السيطرة في ظل اختلالات سياسية بنيوية، أطاحت بتماسك البنيان الدولاتي في لبنان واستقلاليته لحساب سياسات سيطرة في الأوساط الاسلامية والدرزية، التي حولته الى مجموعة مقاطعات نفوذ متنازعة، فيما أفردت للمسيحيين حيزا استنسابيا تابعا لمحاور النفوذ هذه بشقيها الداخلي والإقليمي. لقد سقطت الاعتبارات الميثاقية بفعل سقوط المبنى الدولاتي اللبناني وتحوله الى متغير تابع لسياسات النفوذ السنية والشيعية الإقليمية، وأضحى الاداء المؤسسي صوريا يستثمر في عملية تخريج سياسات السيطرة. هذا الواقع السياسي كان بأساس سياسات النهب المبرحة التي تقاسمت أعباءها سياسات النفوذ في الأوساط الاسلامية والدرزية، بالتكافل مع نظام الأسد حتى ٢٠٠٥، ومع إيران والسعودية في المرحلة اللاحقة. اما الملحقات السياسية في الأوساط المسيحية، فقد اصطنعت في المرحلة الأولى (١٩٩٠-٢٠٠٥)، واستتبعت في المرحلة الثانية (٢٠٠٥-٢١١٩) ، ولم تعد سوى متغيرات تابعة وقاطرات لمشاريع السيطرة الشيعية والسنية القائمة. ان سياسة التقويض المدني والعقاري للاجتماع السياسي اللبناني قد بلغت مدى مهما يسمح بضرب التوازنات البنيوية، التي سوف تطيح ليس فقط بمرتكزات الحياة السياسية الداخلية، بل بالوجود الوطني اللبناني عشية مئويته (١٩٢٠-٢٠٢٠). تستهدف سياسة التهميش الارادية للمسيحيين، التوازنات البنيوية والكيان الواطني اللبناني، فمع سقوط المسيحيين من المعادلات والمواثيق المؤسسة، تكتمل شروط إنهاء لبنان لحساب سياسات نزاعية إقليمية مفتوحة.

ج- لا خروج عن هذا السياق المدمر للمعادلات الناظمة للاجتماع السياسي اللبنانية القائم (التعددية الدينية المنشئة بمدلولاتها الانتروبولوجية والسياسية، والايكولوجية -بمعنييها الثقافي والطبيعي-، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية وما تمليه على صعيد الهندسة الدستورية وآليات صياغة السياسات العامة على تنوع مندرجاته)، ما لم تستقم المعادلات السياسية التأسيسية من خلال اعادة صياغة العقد الاجتماعي المؤسس وملحقاته التطبيقية في كل المجالات السياسية العامة. الانقسام السياسي هو تعبير عن خلافات مبدئية تطال الاجتماع السياسي، تترواح بين السياسات الخارجية، والدفاعية، والاجتماعية والثقافية والتربوية،والمدينية والتي لا بد من استجلائها، تقصيا للفروقات والاتفاقات وبحثا عن اواليات الصياغة المتوازنة للسياسات العامة، أو بدائل تطال البنية الاساسية للاجتماع السياسي.

د-لسنا بحاجة لأي وعظ في خصائص الاجتماع السياسي اللبناني، فهو الوحيد الذي حمى مبدأ التمييز بين المجتمع المدني والسلطة السياسية، وحال دون الوقوع في الدولة السلطانية السائدة في هذه المنطقة من العالم، وصان الحريات بمدلولاتها الوجودية والسياسية والحياتية، وركز الحياة السياسية على اسس إرادية وتوافقية وميثاقية، والتعددية بمختلف مدلولاتها وعلى اساس دولة القانون، وهذا ما أتى به مشروع دولة لبنان الكبير الماروني، وركزته الليبرالية في الأوسط المسيحية وردائفها في الأوساط الاسلامية والدرزية، هذا لن يبقى في حال تمادي سياسات القضم والتهميش التي تستهدف المسيحيين. هذا هو المدلول الحقيقي للتبدلات العقارية، وكل كلام اخر يندرج في باب التعمية الارادية، والكلام الإنشائي الذي يدعي العصمة الاخلاقية او الروح المدنية والليبرالية الكاذبة او الواهمة. اما سياسات ميشال عون وسمير جعجع وسامي الجميل فهي شخصية بامتياز ولا تتطرق للموضوع الأساس المتعلق بسياسات النفوذ الشيعية والسنية التي يشكلون احدى روافعها. ان استهداف قواعد الاجتماع السياسي اللبناني قد قضى على حيثية الكيان الدولاتي ومفهوم دولة القانون ، وسوف ينهي دولة لبنان الكبير عشية مئويتها وفي خضم انهيارات النظام الدولاتي الإقليمي وتداعياتها الدولية.

 

حفاوة سعودية بقائد الجيش: الرئاسة تبتعد عن باسيل

منير الربيع/المدن/الخميس 20/06/2019

يسوّق ثنائي التسوية (عون، الحريري) ما يسميانه نجاحاً في إنهاء التوتر، ولملمة المناكفات، والاتفاق على ما هو أبعد من الاختلافات اليومية. فبعد اجتماع الخمس ساعات: "صَفَتْ القلوب بيني وبين الوزير باسيل"، يقول الرئيس سعد الحريري لبعض الذين التقاهم، ومن بينهم رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي أجاب بأنه لا يضير القوات استمرار التسوية.. "لكن الأساس بالنسبة إليها هو تصويب البوصلة وتحسين طريقة إدارتها". وفي الوقت الذي يوحي فيه الحريري وباسيل بأن لا مشكلة، والتسوية قائمة، وقابلة للاختزال بشخصيهما وحسب، هناك من يعارض هذا الاستسهال والاستخفاف، معتبراً أن التسوية لا يمكنها الاستمرار على هذا المنوال، مهما كابر الطرفان.

التحرك العسكري

يقتضي التصويب اجتراح عبارة بديلة عن "التسوية"، لأنها لم تعد تعني سوى ثلاثة أفرقاء، هم التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، و"فوقهما" حزب الله، الذي يبقى بعيداً عن المماحكات والحزازات. وهذا يعني أن الاطراف التي لا تزال تصرّ على وضع نفسها حشراً في تلك التسوية، هي التي تتلقى الضرر الأكبر منها. وهناك من يبحث عن خيارات بديلة، للتأكيد بأنه لا يمكن الاستمرار بهذا المسار، ولا يمكن للتسوية أن تكون قائمة أو سائرة على عواهنها، في ظل كل التحركات التي تشهدها البلاد من اعتصامات وإضرابات، والتي على ما يبدو أن معظمها في كفة، وتحركات العسكريين المتقاعدين في كفة أخرى.

التحركان الأساسيان للعسكريين المتقاعدين، كانا في توقيتين لافتين، الأول بعد زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة الأميركية. والثاني أثناء زيارته للمملكة السعودية. في التحرك الأول، حاول العسكريون المتقاعدون اقتحام السراي الحكومي. ووضع مراقبون هذا الحدث في سياق التنافس المبكر بين الوزير جبران باسيل وقائد الجيش جوزيف عون على "الرئاسة". اعتبر هؤلاء أن باسيل يريد إحراج قائد الجيش بمسألة تخفيض رواتب وعلاوات المتقاعدين، والتقليل من المخصصات المقدمة لهم، بالإضافة إلى فتح النقاش بالتدبير رقم ثلاثة.

اهتمام سعودي فائق

الزيارة إلى السعودية لافتة في توقيتها وشكلها ومضمونها. إنها الزيارة الأولى التي يجريها قائد للجيش اللبناني إلى السعودية، بناء على دعوة رسمية. وحسب ما تؤكد المعلومات، فإن حجم الاهتمام السعودي بزيارة عون فاق التوقعات، إذ استقبل بمراسم على سوية "استقبال رئيس جمهورية"، وفق طبيعة الترتيبات والمراسيم التي أجريت، ومن خلال اللقاءات التي عقدها. وهذا مشهد لا بد من التمعن فيه. بل ويمكن الاستنتاج منه أن تغييراً طرأ في التعامل السعودي مع لبنان، منذ آخر حدث بارز في العلاقة، أي يوم "استقالة" الرئيس سعد الحريري من الرياض. هذا التغيّر يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن مقاربة سعودية جديدة تمثّلها هذه الزيارة بأهميتها ونتائجها. وهي بلا شك، توحي بدبلوماسية سعودية جديدة بدأت علاماتها تبرز على الساحة اللبنانية، بالتزامن مع زيارة وفد مجلس الشورى السعودي إلى بيروت للتأكيد على أهمية العلاقة اللبنانية السعودية وتعزيزها.

التنسيق مع واشنطن

الزيارة الأولى لقائد للجيش اللبناني إلى السعودية، تأتي بعد ثلاث زيارات قام بها جوزيف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية. وكل المعلومات تؤكد أن علاقاته بالأميركيين أكثر من جيدة، وآخذة في التطور سريعاً, وهذا أكثر ما يستفز الوزير جبران باسيل، الذي أيضاً لديه فريق واسع وقوي في الولايات المتحدة، يشكّل قوة ضغط لتعزيز وضع رئيس التيار الوطني الحرّ مع مراكز القوى الأميركية. وربما كان بديهياً الاستنتاج أن الزيارة إلى السعودية لا يمكن أن تنفصل عن زيارات عون إلى واشنطن، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة، التي كانت لقاءاتها على قدر كبير من الأهمية. ما يعني أن هناك تنسيقاً أميركياً سعودياً قد سبق زيارة الرياض.

المعروف، أن لا رضى سعودياً خصوصاً ولا خليجياً عموماً على مسار التسوية في لبنان، ولا على أداء الوزير جبران باسيل بالتحديد. فهو غير مرحّب به في السعودية. وبعد موقفه الأخير حول العمالة أثار الكثير من الاستياء السعودي، رسمياً وشعبياً. وكان الردّ عليه واضحاً في هذا الاستقبال الحافل لقائد الجيش، وبالتنسيق مع الأميركيين، الذين ينقسمون إلى أكثر من تيار، فبعضهم يؤيد باسيل وعلى علاقة جيدة معه، بينما البعض الآخر على النقيض من ذلك.

الامتعاض من باسيل

لقاءات جوزيف عون في السعودية تترافق مع امتعاض واسع من تصرفات باسيل، وتلتقي قوى سياسية متعددة على رفض استمرار هذا المسار الذي أرسته "التسوية الرئاسية". وربما ينتظر هؤلاء نتائج لقاءات قائد الجيش في السعودية، وما سيرشح عنها، للبناء على الشيء مقتضاه في الداخل. وقد يتجلى على ضوئها حراك سياسي بعيد من الإعلام، لتشكيل عامل ضغط على "تناغم الحريري - باسيل". وفي المضمون، أيضاً لا بد من انتظار نتائج الزيارة على صعيد تقديم المساعدات للجيش، وربما إعادة تحريك الهبة السعودية لتسليحه. ما يعني، أن التكتيك السعودي الجديد سيصل إلى درجة مضاعفة دعم قائد الجيش أميركياً وسعودياً، في ظل محاولة إضعاف المؤسسة العسكرية، عبر بنود الموازنة وغيرها. وهذا سيكون رداً بشكل أو بآخر على تصرفات باسيل. على هذا المستوى، ليس صدفة أن تتزامن زيارات جوزيف عون ولقاءاته الخارجية مع تحركات العسكريين المتقاعدين في الشارع، بغض النظر عن الجهة التي يستند عليها هؤلاء في تحركاتهم، سواء كانت مغطاة من قبل المؤسسة العسكرية، أم من قبل أطراف أخرى تريد التعكير على قيادة الجيش، وقد يجوز الوجهان في مكان ما، أي أن البعض يدعم المؤسسة العسكرية، والبعض الآخر يتظاهر بدعمها لكن مقصده مختلف ويريد إحراجها.

التصادم المحتمل

يوم اجترح الوزير جبران باسيل مفهوم الـ"LEBANITY"، وقبلها حديثه عن التحالف المشرقي، كان ينسجم مع تطورات عالمية، يرى فيها تصاعد القوى المطالبة بعودة الدول إلى حدودها. أو بمعنى أوضح، يتلاقى مع طروحات اليمين الأوروبي، أو منطق "أميركا أولاً". فأراد أن يتماشى مع مفهوم القومية بمعناها الاعتصابي، الذي يعاود إنتاجه داخل كل دولة، وإن أراد باسيل تغليف ذلك بمسألة التحالف المشرقي أو حماية الأقليات. لكن مسار باسيل على هذا الدرب، سيصطدم طريق آخر يُشَق منذ ست سنوات ويسيطر على التحولات التي تعيشها المنطقة العربية، والتي نشهد فيها عودة "حكم العسكر" المدعوم من المملكة العربية السعودية والإمارات خصوصاً. مسار كان قد بدأ في مصر، ويتم استكمال تعميمه في كل من الجزائر وليبيا والسودان. وكأن هناك من يريد أن يسحب هذا التعميم على الواقع اللبناني مستقبلاً، طالما أن التسوية "الديموقراطية" والانتخابات الأخيرة لم تلب طموحات نصف اللبنانيين ولا الدول الخليجية.

 

باسيل لتَصفير حصة "القوات"

اسعد بشارة/الجمهورية/السبت 22 حزيران 2019

بعدما بات «اتفاق معراب» أثراً بعد عين، يتعامل «التيار الوطني الحر» مع ملف التعيينات لملء شواغر الفئة الاولى (نحو 45 مركزاً) وفق معادلة ميزان القوى، والحق المكتسب بالتعيين وبأخذ اكبر مقدار ممكن من هذه المواقع، من دون الالتفات الى احتجاج الأطراف المسيحية الأُخرى في الحكومة وعلى رأسها «القوات اللبنانية». تتحدث أوساط «التيار» عن تفاهم شبه مكتمل سيؤدي الى ولادة سلة التعيينات، وتكشف أنّ هذه التعيينات تم التوافق عليها بمعظمها، من دون البحث في الأسماء، باستثناء بعض التعيينات الأمنية والقضائية، وتترك للمعترضين وأبرزهم «القوات اللبنانية» أن يعترضوا بالأساليب الديموقراطية، وهذا حقهم، لكن ليس من حقهم ان يعطّلوا التعيينات. تذكر اوساط «القوات اللبنانية» بأنّها قامت بكل ما يلزم وصاغت تحالفاتها في الانتخابات النيابية، وانها قامت بكل ما يلزم في تشكيل الحكومة لأخذ حصتها من دون اعتراض من التيار، وتذكّر بأنّ الوزير جبران باسيل في اول اجتماع لتكتل «لبنان القوي» هنّأ كتلة «القوات» بفوزها بـ 15 نائباً، ولم يتلقّ أيّ تهنئة من «القوات» على الفوز بـ 30 نائباً.

لماذا هذا التذكير اليوم؟ تشير اوساط «التيار» الى انّ الرئيس ميشال عون ليس متحمِّساً لتكرار التجربة مع «القوات» في ملف التعيينات وفي غيره من الملفات، ففي الحكومة السابقة أطلع الوزير السابق ملحم رياشي رئيس الجمهورية على النّية بتعيين رئيس مجلس ادارة «تلفزيون لبنان»، فلم يعترض عون، لا بل إنه لم يسأل عن الإسم، وقد أعلمه رياشي أنه اختير وفقاً للآلية، لكنه في المقابل، طلب عرفاً أن يختار إسم مدير الوكالة الوطنية للإعلام، فاستمهله رياشي ليشاور الدكتور سمير جعجع ثم غاب عن السمع.

التجربة مع «القوات» لا تشجّع على التعاون، على ما تقول الاوساط،» ولا تستطيع الاتفاق معهاعلى أيّ أمر. لم يناقش أحد «القوات» في نيلها وزيرين مارونيين، وقد نال رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية اسماً مارونياً، ولم يبق للتيار إلّا وزير ماروني واحد وهو اكبر تكتل ماروني، ما اضطر عون الى التفاوض مع الرئيس سعد الحريري لنيل وزير ماروني، ولم نعترض. قاموا بضغط إقليمي بنيل كل ما يريدون في الحكومة ولم نعترض، واليوم عليهم الاحتكام للديموقراطية في مجلس الوزراء، وعدم اختراع معارك وهمية».

عن آلية التعيينات تقول اوساط «التيار» إن «هذه الآلية أقرت في عهد الرئيس ميشال سليمان، وليس في عهد الرئيس عون، وهي لم تطبق يوماً كما يجب وتم انتهاكها، ولا نعتبر أنها قاعدة ملء الشواغر، فهناك أولوية في ملء الشواغر بالأكفياء وبمَن يمثّلون الاكثرية وفقاً للتمثيل والاحجام، والاحتكام النهائي الى التصويت بالثلثين في مجلس الوزراء اذا ما قرّر أيُّ طرف الاعتراض لأسباب تتعلق به.

تكشف مصادر «التيار» أنّ اللقاء بين الحريري وباسيل كان ممتازاً وعُرضت خلاله كل القضايا الخلافية وتمّ التفاهم على تجاوزها، لتسيير عجلة الدولة، والتحضير لاستقبال نتائج مؤتمر سيدر. كما انّ تفاهماً كبيراً قد تم بين الرجلين لتسهيل الاتّفاق على التعيينات، بخطوطها العريضة، ما يشكل انطلاقة لعمل الإدارة.

هل يصح تفاؤل «التيار» في إمكان إمرار التعيينات والفوز بحصة الأسد في التعيينات المسيحية، وحفظ حصة خصوم النائب السابق وليد جنبلاط في التعيينات الدرزية، بعد التسليم بأن تكون الحصة السنّية من حصة الحريري، وهل إنّ أكثرية الثلثين مؤمَّنة إذا ما قرّر جنبلاط و«القوات» الذهاب في معارضة هذه السلة الى النهاية؟ للجواب على هذا السؤال يفترض متابعة موقف الثنائي الشيعي المرجّح، وتحديداً موقف الرئيس نبيه بري الذي يعارض كسر جنبلاط، من دون أن يعرف الموقف من «القوات اللبنانية» وحصتها التي يسعى باسيل الى تصفيرها إن استطاع.

 

عندما تتجاهل الموازنة "الإقتصاد الرديف"!؟

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 22 حزيران 2019

على هامش النقاش المفتوح في لجنة المال النيابية لمشروع قانون الموازنة تتعدد القراءات في ما هو مطروح في كثير من بنودها. وإلى سعي بعض الكتل النيابية لتعطيل ما أُقرّ في الحكومة، هناك مَن ينظر إلى ما يجري بعين الريبة. وإلى توقعهم الفشل في تقديم موازنة موزونة ومتوازنة فهم يصرّون على أنها تجاهلت «الإقتصاد الرديف» وأموال «الظل» المخفيّة. فكيف السبيل الى هذه القراءة؟ عبّر خبير اقتصادي في أكثر من لقاء عن الرغبة في ان تبقى المناقشات الجارية في ساحة النجمة بعيدة عن الظهور الإعلامي. فالمكان ليس منتدى اعلامياً ولا مناسبة محبّبة للحديث عن «الإنجازات الوهمية» التي تحققت في هذه المادة أو تلك، ولا في هذا البند أو ذاك قبل بلوغ المراحل النهائية والحتمية للورشة القائمة

في لجنة المال والموازنة التي تحولت «ميني» جلسة نيابية.

فعددٌ غير قليل من النواب الجدد الذين دخلوا الساحة التشريعية، عبّروا بمواظبتهم على المشاركة في اعمال اللجنة عن النية بفهم تركيبة الموازنة وطريقة إعدادها، كونها ستكون «الآلية الناظمة» للعمل الحكومي طوال السنة المعنية بها، وتحدّد طريقة التصرف بالمال العام وإستخدامه في حياة اللبنانيين اليومية. بدليل انّ عدداً منهم يبذل جهداً مضاعفاً لفهم ما يجري وسبل مقاربة بنودها ليتصرّف على اساسها في السنة المالية المقبلة أو ما تبقى منها.

وعليه يتباهى البعض ممَّن يرغبون البحث عن موقع متقدّم حيث ما وجدوا، بتوصيف ما يجري في ساحة النجمة بأنه للدلالة على استقلالية مجلس النواب وقدرته في «توليد» و«طبخ» موازنة جديدة تتجاهل «الإنجاز» الحكومي رغم انّ ما يخضع للمناقشة هو من نتاج رفاق لهم تجمعهم تكتلات نيابية وزارية، تتحكّم الى حدّ بعيد بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، بعدما نجحوا في خنق المعارضين والتشدد في إقفال أبواب الجنّات النيابية والحكومية والإدارية امامهم من دون أن يتركوا لهم منفذاً الى احتمال قيام معارضة تحتاجها السلطة، أي سلطة، في المطلق، ولو في الشكل، لتبرّر إلتزامها النظام البرلماني الديموقراطي تمهيداً للتباهي بسياساتها ولتؤرّخ منجزاتها والدلالة الى قدرتها على انتشال البلد ممّا هو فيه ونقله الى المكان الموعود.

لا يستخفّ الخبير الإقتصادي بالقدرات المتوافرة عند الأطراف المتحكّمة بالحكومة ومجلس النواب على تصوير الأمور كما يرغبون أن تكون، فكل القدرات السياسية والإدارية والماليّة متوافرة، وما يعوقها وجود اكثر من نهج اقتصادي وتوجّه سياسي لدى أهل الحكم. فالجميع يدرك أنهم التقوا في اطار صفقة سياسية جمعتهم على نقاط وقراءات سياسية واقتصادية ومالية متقاطعة في مرحلة من المراحل، وانتهت بتقاسم السلطة ومواقعها على كل المستويات. ولذلك يبدو واضحاً أنّ حركتهم لا تشلّ إلّا في حال وقع الصدام حول امور استراتيجية لا يمكن أحد أن يتنازل أو يتراجع عن ثوابته فيها.

بهذه المقاربة، يرغب الخبراء الإقتصاديون أن يتطلّعوا الى مشروع قانون الموازنة الذي «أنجبته» الحكومة ووضعته «أمانةً» بين أيدي «رفاق» لها في مجلس النواب مع التمني بعدم العبث به. وهو امر جاهر به رئيس الحكومة سعد الحريري عند عودته من عطلة عيد الفطر الطويلة موجِّها الإنتقادات الى ما سبق من آلية تعاطي الحكومة مع الموازنة في جلساتها التسعة عشر، ومنبّهاً المجلس النيابي من احتمال أن يعيد النظر بما هو مقترح فيها حفاظاً على نسبة العجز «الوهمية» المحققة.

ومن هذه الزاوية بالذات، يتدخّل الخبراء الإقتصاديون لينتقدوا بشدة الأسباب الموجبة التي قادت الى مثل هذه الموازنة، التي بحثت عن موارد للخزينة في مجموعة من القطاعات الحيوية التي تعني الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، من ذوي الدخل المحدود والمتوسط والمتقاعدين لبناء مواردها بنحو لا يتكرّر فيه «الخطأ المريع» الذي ارتُكب سابقاً، وتحديداً عند إقرار موازنة 2018.

فالتقديرات الخاصة بموارد موازنة 2018 شكلت عبئاً ثقيلاً، فهي التي «طُبخت» في وزارة المال واللجنة النيابية المختصة، وقد سجلت بفعل التجربة العملية خطأً كبيراً في تقدير الواردات لم تشهده أيُّ موازنة قبلاً.

فقد تجاوز العجز رقماً مقدّراً بـ 3800 مليار ليرة لبنانية من أصل التقديرات «الوهمية» التي بلغت ما يقارب 19800 مليار ليرة لبنانية. مع الإشارة الى أنّ هذه الأرقام ليست ثابثة وغير نهائية. فالخبراء الإقتصاديون والماليون يشكون عدم نشر وزارة المال اي معلومات دقيقة عن موازنة العام 2018 لجهة تحديد النفقات والواردات، لتُبنى عليها القرارات المستقبلية رغم توفرها منذ نهاية كانون الثاني الماضي وأوائل شباط. والمستغرَب في رأيهم أنهم يبحثون اليوم في موازنة 2019 من دون النظر الى تجربة العام السابق، ولا الى ما يمكن أن تعطيه المؤشرات المالية عن الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، فلربما كانت أرقاماً إيجابية وربما سلبية، وهو ما قد يؤدي في مثل هذا الغموض الذي يلفها الى تكرار الخطأ الكبير مرة أخرى.

ويحذر الخبراء الإقتصاديون من اعتماد الموازنة في تقدير نفقاتها على ما يمكن جبايته من ضرائب ورسوم مباشرة من جيوب الناس على رغم من اسقاط رسم الـ 2% على المستوردات، تجاه ما هو معلوم من كلفة رواتب المتقاعدين العسكريين أو نتيجة إخضاع الأرقام المميّزة للسيارات والآليات للرسوم المستغرَبة والمستهجنة لتوفير الواردات بدقة اكثر من ذي قبل. وفي حال لم تخضع هذه الرسوم للاستنسابية والإعفاءات، هناك مَن يُفكّر، في حال إعادة العمل بالرسوم على الزجاج الداكن، أن يعطى الحق لمسؤول ما، بإعفاء مواكب المسؤولين من الوزراء والنواب من هذه الرسوم وتركها مفروضة على عموم الشعب. فهناك لدى المسؤولين إحصاء يتحدث عن نحو 3000 قرار بالزجاج الداكن منح للمسؤولين ومواكبهم والحاشية واكثر من 8000 رقم مميز لهم ولعائلاتهم ومرافقيهم عدا عن الأرقام التي في حوزة العسكريين والديبلوماسيين وهي بالآلاف أيضاً.

وايّاً كانت المعطيات غامضة بما يمكن الخروج به من ساحة النجمة. فهناك امر واحد ثابت هو انّ الموازنة تجاهلت الإقتصاد الموازي والرديف للإقتصاد الشرعي، ولن تنجح ما لم يُعمَل على توفير القرار السياسي الجامع لضبط المعابر البرية والبحرية والجوية. فالخروقات كبيرة والمال «المعلوم - المفقود» في المشاريع الإستثمارية والخدماتية والذي ظهرت بعض أرقامه المخفية في قطاعات الخلوي والمرفأ والمطار والتسرب الجمركي، كافية للدلالة على عجز الحكومة من توفير القرار الذي يؤدي الى فتح هذه الملفات في وضوح وشفافية لتنتظم الماليّة العامة حيث تكون الخطوة الأولى الى الإنماء المنشود والإصلاح المفقود.

 

الجاسوس الإيراني ثائر شعفوط بقبضة الاستخبارات الإسرائيلية؟

سامي خليفة/المدن/السبت 22/06/2019

وسط تصاعد التوتر الأميركي- الإيراني في منطقة الخليج بعد إسقاط "الطائرة بدون طيار" الأميركية، أعلنت إسرائيل عن اعتقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رجل أعمال أردني بتهمة التجسس لصالح إيران، كاشفةً أنّه خطّط لإنشاء شبكة تجسّس في إسرائيل والضفّة الغربيّة في وقت سابق من هذا العام.

في لبنان

تمّ إرسال رجل الأعمال الأردني ثائر شعفوط، والذي يبلغ من العمر 32 عاماً، إلى الضفة الغربية في تموز 2018 نيابةً عن المخابرات الإيرانية للقيام بمهام تهدف إلى إنشاء شبكة في إسرائيل والضفة الغربية، لتُستخدم في ما بعد، حسب الشاباك، في عمليات سرّية للإيرانيين. ووفق المعلومات التي كشفها الجهاز الإسرائيلي، تلقّى شعفوط التعليمات من المخابرات الإيرانية في لبنان، حيث التقى هناك بضابطين يتحدثان العربية، عرّفا عن نفسيهما بأنّهما يُدعيان أبو صادق وأبو جعفر، وقد استمرت هذه الاجتماعات خلال عامي 2018 و 2019.

تجنيد الجواسيس

طلب الإيرانيون من شعفوط، وفق الشاباك، إقامة علاقات تجاريّة في إسرائيل والضفة الغربية لتشكيل قاعدة لعمليّات المخابرات الإيرانية في المستقبل. وقد تلقى أيضاً تعليمات بتجنيد جواسيس يساعدونه في جمع المعلومات الاستخباراتية من أجل المصالح الإيرانية.

استغلّ الإيرانيون شعفوط، لتحويل الأموال إلى عملاء جماعة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في الضفة الغربية وداخل إسرائيل. وحافظ هذا الأخير بدوره على اتصال مع المخابرات الإيرانية من خلال جهاز اتصال مشفّر استخدمه للاتصال بهم، وتلقّى من خلاله المعلومات وحدّد معهم لقاءاته. كما تكشف المعلومات، أنّه كان من المتوقع أن يسافر إلى إيران من أجل الخضوع لتدريب متقدّم في مجال الاستخبارات الجوية Spycraft.

مصنع في الأردن

خطّط شعفوط، بحسب الشاباك، لافتتاح مصنع في الأردن بهدف توظيف عمال من الطائفة الشيعية فيكون بمثابة " قاعدة للأنشطة الإيرانيّة المستقبليّة في إسرائيل والضفة الغربية"، وقد أعرب أبو صادق وأبو جعفر له عن استعدادهما لدفع مبلغ قد يصل إلى نصف مليون دولار من أجل مساعدة شعفوط على تثبيت عمله، كما وعداه بمدّه بالكثير من المال في المستقبل عند الضرورة، من أجل إنشاء قاعدة العمليات الآنفة الذكر.

تاريخ الإعتقال

قبل اعتقاله، بدأ شعفوط بإجراء اتصالات مع أشخاص داخل الضفة الغربية بهدف إنشاء شبكة تجسّس، وبعد المراقبة المشدّدة، إلقي القبض عليه في مدينة الخليل في شهر نيسان الماضي، وبقيت هذه المعلومات تحت الرقابة العسكرية حتى صدر تصريح بنشرها يوم الخميس 20 حزيران 2019.

وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ توجيه الاتهام لشعفوط، في 10 حزيران الجاري، في محكمة عسكرية بالضفة الغربية بتهمة الاتصال بوكيل أجنبي، والاتصال بمنظمة معادية، ومحاولة جلب أموال معادية إلى المنطقة.

وقد صدر بيان مقتضب عن الخارجية الأردنية بعد ساعات من إعلان جهاز الشباك اعتقال شعفوط، اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، بالقول إنّ بلاده تتابع عن كثب وعبر القنوات الدبلوماسية ما أعلنت عنه إسرائيل حول اعتقال رجل أعمال أردني بتهمة التجسّس لصالح إيران، وذلك للوقوف على كافة التفاصيل المتعلّقة بهذا الموضوع.

جواسيس إيران داخل إسرائيل

هذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها الكشف عن جواسيس جنّدتهم إيران داخل الدولة العبرية، ففي عام 2018، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) توجيه الاتهام لوزير الطاقة الإسرائيلي السابق غونين سيغيف بتهمة التجسّس لصالح إيران. وقد تم تجنيد هذا الأخير عبر السفارة الإيرانية في نيجيريا عام 2012، واللافت أنه التقى، بحسب الاتهامات، بمشغّليه الإيرانيين في إيران نفسها. ووصفت أجهزة المعلومات الإسرائيلية، سيغيف، بأخطر جواسيس إيران خلال السنوات الماضية، إذ عمل على نقل المعلومات الحسّاسة من تل أبيب إلى طهران، وأُلقي القبض عليه أثناء محاولته الفرار إلى غينيا الاستوائية، حيث مُنع من الدخول بعد أن أُعلن عن أنه مطلوب في إسرائيل، وهكذا تم احتجازه وتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية. كما ألقت السلطات الإسرائيلية القبض في أيلول 2013 على رجل أعمال من أصل إيراني، يحمل الجنسية البلجيكية، يُدعى علي منصوري، في مطار بن غوريون بتل أبيب، بعد أن دخل إسرائيل بهوية بلجيكية باسم ألكس مانس، حيث تمّ جمع معلومات تجرّمه بشبهة التجسّس، إثر مراقبته لمنشآت إسرائيلية وأميركية، وتصويره مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب.

 

نحن في حرب مع إيران!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

ابتدأت أزمة هذه المنطقة مع إيران منذ الثورة الخمينية عام 1979. ثم ما لبثت أن تحولت إلى صراع، بعد الحرب العراقية الإيرانية، وما صاحبها من أعمال إرهابية، من استهداف ناقلات النفط، إلى تفجيرات، وأعمال الشغب في السعودية، وغيرها، والتأجيج الطائفي، واليوم، ووسط التصعيد الحاصل، فإن السؤال المطروح هو: هل تقع حرب مع إيران؟ الإجابة ببساطة أن المنطقة في حرب مع إيران، ومثلنا الأميركيون، وبدأت هذه الحرب تحديداً بعد سقوط النظام في العراق، 2003. حيث خدعت أميركا حينها، وتم التوغل الإيراني هناك، وبعدها اغتيال رفيق الحريري في لبنان، من قبل حلفاء إيران، إلى الاستيلاء على غزة من قبل «حماس»، وبخدعة الديمقراطية والانتخابات، ثم التوغل التام في سوريا بعد الثورة هناك، وحاولوا بالبحرين، كما توغلت إيران في صنعاء، من خلال الحوثيين، وبلغت الجرأة ببعض الإيرانيين إلى حد القول بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، بيروت، وصنعاء، ودمشق، وبغداد! ولذا فإن السؤال هنا هو ليس هل تقع الحرب، بل كيف تدار هذه الحرب الواقعة أصلاً؟ قناعتي أن أفضل فرصة كانت لكسر إيران، وكسب المعركة معها، وبأقل الخسائر الممكنة، كانت في إنهاء فترة طاغية دمشق بشار الأسد، وقت الثورة السورية، وهي الفرصة التي أضاعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لأنه كان يغازل طهران من أجل الاتفاق النووي. وقد يقول قائل وعندما أضاع أوباما أيضاً فرصة التدخل في الثورة الخضراء بإيران، وهنا اعتراض مهم، ويلخص القصة. كيف يكون التدخل المباشر بإيران؟ وهل يصبح التدخل الخارجي فرصة لإنقاذ نظام طهران المخنوق باستحقاقات محلية؟ أم أن الأفضل أن يتم ضرب إيران في نقطة ضعفها، التي تعتقد أنها قوتها، أي استهدافها في جغرافية تمددها، اليمن، والعراق، ولبنان، وغزة، ودمشق؟ الأفضل أن تضرب إيران بنقاط تمددها الخارجية، لتنكفئ بعدها مجبرة لمواجهة الداخل. ولذا فإن الأجدى في الحرب الواقعة أصلاً مع إيران هو أن يتم استهدافها في مناطق تمددها، خصوصاً أن توجيه ضربة عسكرية لإيران الآن، وربما تحدث أثناء كتابة المقال، لا يعني كسر نظام الملالي، فماذا بعد الضربة الجوية؟ هل هناك تدخل بري؟ لا مؤشر على ذلك. هل هناك تحالف دولي لخوض معركة عسكرية حقيقية مع إيران؟ لا مؤشر على ذلك أيضاً. إذاً الأفضل الشروع بقصقصة أجنحة إيران، وأذيالها، في المنطقة، الواحد تلو الآخر، وبطرق مختلفة، وهذا ما سينهي حلم تصدير الثورة، ويجعل الملالي حينها يواجهون الداخل الإيراني تحت وطأة عقوبات اقتصادية حقيقية، كالمفروضة عليهم اليوم. حسناً، ماذا عن الاتفاق النووي، وتخصيب اليورانيوم؟ هنا العقدة، وربما قواعد تغيير اللعبة، فإذا تهورت إيران بتسريع التخصيب، فحينها ستحرك كل متلكئ من المجتمع الدولي ضدها، وتكون إيران قد قررت الدخول في لعبة الموت، وحينها ربما نحكي عن حرب مباشرة، أو ما هو أخطر، أي سباق حرب تسليح نووية في المنطقة. من يريد ذلك؟

 

سيف اللغة وعنترة الريف

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

تعيد «دار نلسون» للنشر في بيروت، طباعة أعمال الشاعر والكاتب ونحّات اللغة أمين نخلة. وكان في نفس الأمين، وفي سعيه أن يعيّن نفسه أميراً للشعراء بعد شوقي، غير أن بشارة الخوري (الأخطل الصغير) خطف اللقب منه، ومات عليه، منكياً بذلك شيخ النقاد اللبنانيين في عصره، أبا محمد مارون عبود، الذي كان معجباً بالأمين، ويشير إلى الأخطل الصغير باسمه الأول، بشارة، في محاولة للتقليل من قدره ومكانته. غير أن الأخطل الصغير تجاوز موقف شيخ النقاد، وبنى لنفسه اسماً بين العرب؛ وقد ساعد في شهرته قصائد المهرجانات الكبرى، وما غنى له محمد عبد الوهاب، ثم فيروز من أغان. بل غنت له أيضاً أسمهان «اسقنيها بأبي أنت وأمي - لا لتجلو الهمَّ عني - أنت همّي». تدخل نزار قباني في الصراع الخفي بين الأمين والأخطل، ليصرح بأنه طالما تأثر بالأخير وأحبّ شعره، وذلك في أي حال كان القرن الماضي بجبابرته الكثر، فقد بقي زمن الشعر «يجوهر» منذ أيام امرئ القيس حتى محمود درويش، دون انقطاع. وما ميّز الأمين عن الأخطل كتاباته النثرية، التي رأى فيها البعض شعراً آخر. ظلت «المفكرة الريفية» أهم وأشهر أعمال الأمين النثرية. وعندما شرعت في وضع «مفكرة القرية» لم يكن في حسبي إطلاقاً تقليد الأمين، أسلوباً أو روحاً. فالقرية عنده مجموعة مشاهد، أو ذرائع للكتابة، أما بالنسبة إليّ فهي فصول من الحياة الأولى. وفي أي حال، طلب إليّ الزميل سليمان بختي، صاحب دار «نلسون» كلمة تنشر على الغلاف الأخير من أعمال الأمين المعادة طباعتها. هذه هي:

«ولقد تعامل الأمين مع صخور الريف بمخمل المدينة. وإذ كان والده أمير الشعر المحكي، أراد هو أن يكون أمير الفصيح وفارس الفصحى. وقارب اللغة بالإزميل، لا بالقلم، فبدت منحوتة جميلة، لا غناء فيها ولا عصب. ولم يفارق هذا اللغوي الماكر البارع والماهر، حذر البكوية، التي ولد فيها ونشأ عليها. فالريف بالنسبة إليه، لم يكن سوى ثمار الصيف ومتعة نهاية الأسبوع. أما شغفه وهمّه الحقيقي، فكان ما تقدمه العاصمة لأخي العرب، من جاه وجماهير وعلو الجانب. حتى لبنان كان يراه صغيراً على شعره، وضيقاً على لغته. فهو ولد لكي تكون اللغة وطنه وأمته وأسرجة خيوله. لذلك، تلاعب بها وكأنه في مبارزة دائمة مع شاهري سيوفها، واثقاً دوماً بأنه عنترة الوغى».

 

نصر بلا حرب

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

كل رئيس أميركي يمثل مدرسة بل مذهباً سياسياً له منهجه وأساليبه الداخلية والخارجية. النظام السياسي الأميركي أبوي بامتياز، لكنها أبوة الحزب وليس شخص الرئيس. الحزبان اللذان يتبادلان سدة الحكم كيانان قديمان لا ينازعهما كيان سياسي ثالث منذ أن ترسخت وحدة البلاد. لكل منهما توجهه العام، لكن تبقى المشتركات بينهما قائمة وأساسها الحفاظ على ريادة أميركا للعالم ورفاهية المواطن الأميركي في الداخل. الولايات المتحدة بحكم حجمها وامتداداتها الاقتصادية ووجودها العسكري في بقاع كثيرة من العالم عبر قواعدها العسكرية وقيادتها لحلف الناتو، يفرض عليها حسابات استراتيجية معقدة ويجعلها في تماس مع قوى دولية وفي صراع يتحرك بين السياسي والعسكري والتجاري.

عبر تاريخها الحديث؛ ترأست أميركا شخصيات في حلقات معينة من الزمن واجهت تحديات شديدة السخونة. الرئيس الجمهوري دوايت أيزنهاور الجنرال الذي تولى المرحلة الحاسمة من الحرب العالمية الثانية، قاد قوات الحلفاء من النورماندي إلى برلين، وخاض غمار الحرب الباردة مع الكتلة الشيوعية منذ صعوده لكرسي الرئاسة ودعم قيادة بريطانيا لحلف بغداد ثم حلف السنتو. الرئيس الديمقراطي جون كيندي الشاب الهادئ المحب للحياة والسلام، واجه الاتحاد السوفياتي في معركة سياسية وعسكرية مرعبة فيما عرف بأزمة الصواريخ التي نصبها الاتحاد السوفياتي في كوبا. حبس العالم أنفاسه وهو يتابع العد التنازلي للصدام الأخطر في تاريخ البشرية بين العملاقين النوويين. كان كيندي حاسماً في مواجهة الزعيم السوفياتي المندفع نيكيتا خورتشوف الذي تراجع وسحب صواريخه من جزيرة كوبا الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وحقق الشاب كيندي نصراً بلا حرب عسكرية.

الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون من أكثر الرؤساء خبرة وحكمة سياسية، غاص في أعماق السياسة الأميركية لعقود، وكانت فترة حكمه حلقة النار في الحرب الباردة والمواجهة شبه المباشرة مع الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي، وكانت حرب فيتنام المستنقع الذي ترك كثيراً من الزبد حول شخصيته، لكنه أدرك أن للحروب أكثر من أداة ووسيلة، فذهب إلى بكين ليصافح الزعيم الصيني ماو تسي تونغ. وقع في حفرة الحسابات البسيطة الخاطئة، وتلك هي اللعنة التي ترافق السياسيين في كل الأزمنة، فضيحة التجسس على الحزب الديمقراطي المعروفة بفضيحة «ووتر غيت». غادر البيت الأبيض باسماً حزيناً مطروداً بلعنة السياسة وقوة القانون. بعد معارك سياسية محلية ودولية، وضع الرئيس ريتشارد نيكسون عصارة تجربته الطويلة في كتاب «نصر بلا حرب»، الذي يقول في خلاصته إن بإمكان الولايات المتحدة أن تحقق انتصارات سياسية استراتيجية دون أن ترسل جندياً إلى خارج أراضيها لخوض معارك عسكرية بعيدة عن أرض الوطن. السؤال: كيف يمكن تحقيق ذلك؟ جوابه باعتماد وسيلتين:

الأولى: تشويه سمعة البلد المستهدف وتعبئة الرأي العام الأميركي والدولي ضده، وتهييج الوسط الشعبي داخله بما يهزّ قوته وسيطرته السياسية والإدارية في الداخل وصورته في الخارج.

الثانية: حشد أكبر قدر ممكن من الجيوش والأساطيل الأميركية والاستعداد للحرب بحيث يدخل في عقل البلد المقصود أن الحرب واقعة لا محالة، وأن النصر على الولايات المتحدة بكل إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والتقنية أمر مستحيل، عندئذ يستسلم الهدف ويتحقق النصر من دون حرب. وتحدث عن الصين كمارد نائم يجب ألا يتم إيقاظه، كما قال نابليون بونابرت. رؤية الرئيس الأميركي المخضرم ريتشارد نيكسون أسست لمنهج سياسي لا يزال يفعل فعله داخل حلقات الفكر الاستراتيجي الأميركي. استطاع الرئيس الجمهوري الأميركي الأسبق رونالد ريغان أن يجعل الاتحاد السوفياتي يترنح في سباق تسلح طويل وواسع المضمار، وكان الزعيم الشاب غورباتشوف يرى أن الانفتاح وتوسعة هامش الحرية والشفافية هما القوة القادرة على إعادة إنتاج الإمبراطورية الشيوعية، لكن الكيان الشيوعي أصبح قابلاً للتفكك ثم الانهيار، وهكذا تحقق النصر الأميركي على خصمه الأكبر بلا حرب، وفق رؤية ريتشارد نيكسون. ماذا يفعل الرئيس الجمهوري اليوم دونالد ترمب؟ إنه يخوض معارك واسعة في شتى بقاع الأرض، يستعمل قوة متحركة متعددة الرؤوس والأسلحة؛ إعلامية وعسكرية وتجارية ونفسية. من فنزويلا إلى إيران والصين والهند وأوروبا والمكسيك وكندا وتركيا وروسيا. نظرية نيكسون لم تغِب وإن أضاف إليها ترمب تكتيكات جديدة بحكم بروز أسلحة جديدة لم تكن متوفرة في عهد نيكسون؛ مثل سطوة وسائل الإعلام الفضائية والاجتماعية وتغير التكوينات والشخوص السياسية التي تقود دول العالم وتراجع سطوة الآيديولوجيات في كثير من دول العالم وبروز الموجة الشعبوية التي أعطاها ترمب زخماً عالمياً.

مع الصين المارد الذي استيقظ، فتح ترمب جبهة المعركة التجارية؛ حيث الاقتصاد هو السلاح الذي يقتحم به المارد النووي مساحات واسعة في العالم، ومن بينها الولايات المتحدة ذاتها عبر الصادرات الضخمة والسندات التريليونية. رفع نسبة التعريفة الجمركية على الواردات الأميركية من الصين، وفي الوقت ذاته فتح باب المفاوضات معها، واضطرت الصين لأن تجنح للمساومات والتنازلات حفاظاً على سوقها الأميركية الضخمة. وحقق ترمب نصراً تجارياً بلا حرب على الأرض.

أما المكسيك، الدولة الجار التي قيل عنها إنها قريبة من أميركا وبعيدة عن الله، فلها أكثر من معركة مع أميركا؛ أهمها المهاجرون غير القانونيين وتجارة المخدرات، فقد خاض ترمب معارك متواصلة مع الحزب الديمقراطي من أجل بناء جدار شاهق بين البلدين والتجأ إلى حرب تجارية ساخنة معها بإلغاء الامتيازات التي كانت تقدمها أميركا في مجال التبادل التجاري مع المكسيك التي اضطرت إلى تعبئة قواتها للحد من الهجرة وتجارة المخدرات. أما فنزويلا، فقد رفع ترمب سقف الوعيد إلى درجة التهديد بالتدخل العسكري، واستخدم الإعلام وطابور المعارضة الداخلية والمعاناة التي يعيشها الملايين لتجييش الرأي العام المحلي والدولي ضد الرئيس مادورو المتحالف مع الصين وروسيا وإيران. ولم يوفر ترمب معاركه مع الهند، حيث راجع الامتيازات التي قدمتها لها الولايات المتحدة في مجال المساعدات والواردات. والعلاقات مع تركيا الحليفة للولايات المتحدة في «الناتو»، هي معركة نوعية فيها من التعقيد ما يستحق كثيراً من الحديث. تركيا اليوم تتذبذب بين القوتين الروسية والأميركية، لكن السياسة الترمبية لا مكان فيها لهوامش المناورة، فعندما قامت تركيا بشراء صواريخ «إس 400» الروسية، أوقفت أميركا بيع طائرات «إف 35» المتطورة لتركيا، ولم تتراجع عن دعمها قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل القوات التركية.

الحالة الإيرانية لها خصوصية في تشخيص التعقيدات والأعراض في العلاقات المركبة مع الولايات المتحدة. منذ الثورة الإيرانية لم تتوقف المواجهة بين البلدين، لكنها بعد وصول ترمب إلى سدة البيت الأبيض أخذت منحى لا تهدأ سخونته. انسحب ترمب من الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الست مع إيران، ورفعت وتيرة العقوبات الشاملة ضدها إلى حد أربك وتيرة الحياة بكل نواحيها في دولة الملالي. التحركات الإيرانية العسكرية في الخليج العربي وتهديد حركة الملاحة دفعت أميركا إلى حشد قوة جوية وبحرية في المنطقة. ردود الفعل الإيرانية أوقعتها في «قيد المافيا»، حيث تقوم العصابة الإيطالية بربط ضحيتها بحبل في عنقه وتمده إلى ساقيه المرتفعتين ويشدُّ إلى يديه ويربط بقوة. يترك الضحية في مكان مهجور وكلما تحرك ضاق الحبل حول الرقبة إلى أن يموت. هكذا يحقق ترمب انتصاراته بلا حرب، وفقاً لنظرية سابقه الجمهوري الرئيس ريتشارد نيكسون.

 

ربما يأمل ترمب الانعزالي تفادي الحرب مع إيران ولكن من المحتمل أن يكون قد بلغ نقطة اللاعودة

يتكلم جنرالات اميركيون متقاعدون عن تكرار مشهد ’حرب الناقلات‘ التي اندلعت في العام 1988. ولكنهم يتجاهلون أنّ الموقف الأميركي أضعف بكثير اليوم مما كان عليه حينئذ

 باتريك كوبيرن/الإندبندت العربية/22 حزيران/2019

إنّ تغيير الرئيس ترمب رأيه في اللحظة الأخيرة بشأن شنّ ضربات جوية اميركية على إيران يظهر ارتفاع الاحتمالات بحصول نزاع عسكري في الخليج بشكل أو بآخر. والأرجح أنّ تردّده لم يكن بسبب إسقاط صاروخ أرض جو إيراني طائرة مراقبة اميركية بلا طيار بقدر ما كان بسبب حدسه بأنّ عسكرة الأزمة ليس في مصلحة أميركا. في حال لم يتراجع ترمب وتم بالفعل تسديد الضربات ضد أجهزة الرادار وبطاريات الصواريخ الايرانية، ماذا كان ليستفيد من ذلك؟ فغالباً ما يخلّف التهديد أثراً أعمق من التنفيذ في هذا النوع من العمليات العسكرية المحدودة. ولن تشنّ الولايات المتحدة حرباً شاملة على إيران لتحقيق نصر حاسم لذا فأي عمل أقل من هذا سيزيد من المشاكل اكثر مما يحلها. لا شك ان ايران ستظل قادرة بعد تلقيها الضربات على شن هجمات محددة على امتداد الخليج ولا سيما داخل مضيق هرمز البالغ عرضه 35 ميلاً وفي محيطه، حيث تمر 30  في المئة من تجارة النفط العالمية. أيّ حدث يحلّ بهذا الممر الضيق يتردد صداه حول العالم: ففور انتشار أخبار اسقاط الطائرة دون طيار ارتفعت اسعار النفط الخام برنت القياسي بنسبة 4.75 في المئة.  تجدر الإشارة إلى أنّ الصاروخ  أرض- جو الإيراني اسقط طائرة قيمتها 130 مليون دولار أميركي (أي 100 مليون جنيه استرليني تقريبا) وهي عملياً طائرة بلا طيار تملؤها التجهيزات الالكترونية وقد صُممت كي تكون منيعة ضد هجمات من هذا النوع. أما العبرة فهي أنه في حال بدأت الطائرات الأميركية- وليس الصواريخ- بالتحليق في المجال الجوي الإيراني أو قريباً منه فمن المرجح ان تتكبد الخسائر.

ولكن ترمب يواجه معضلة أعمق. إذ أن العقوبات التي أعاد فرضها على ايران بعد سحبه الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني في العام 2018 تلحق اضرارا هائلة بالاقتصاد الايراني. فالخزينة الاميركية قوة دولية أكثر فتكاً من البنتاغون. وعلى الرغم من تمسّك الاتحاد الأوروبي وغيره من البلدان بالاتفاق، تساهلت هذه البلدان عملياً مع الحصار الاقتصادي المفروض على ايران.

لم يتبقّ أمام إيران في هذه الحال سوى خيار تصعيد النزاع. وتريد الآن أن تتأكد من إيلام الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والآسيوية وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. لم تتوقع طهران الكثير من دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت طرفاً في اتفاق العام 2015 النووي، واكتشفت أنّ أملها بالقليل لم يخيب. يخطىء معلقون كثر في الفهم الأساسي للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران. قد يبدو واضحاً أنّ الولايات المتحدة ترغب باستغلال تفوقها العسكري الكبير على إيران لنيل مرادها. ولكن في اعقاب فشل القوات البرية الأميركية في احراز أيّ نصرٍ في العراق وافغانستان ناهيك عن الصومال، لا يستطيع أي قائد أميركي أن يشن حرباً برية في الشرق الأوسط من دون المخاطرة باستمراريته السياسية في الداخل الأميركي.  حفظ ترمب هذا الدرس جيداً قبل أن يصبح رئيساً بوقت طويل. فهو انعزالي حقيقي بحسب التقليد  الأميركي. ورغم تصوير الديمقراطيين ومعظم وسائل الإعلام الأميركية له على أنه داعية للحرب، لم يشنّ ترمب فعلياً أية حرب بعد.  صحيح أنّ مستشاره للأمن الوطني جون بولتون ووزير خارجيته مايك بومبيو يطلقان تهديدات مرعبة ضد إيران ولكن من الواضح انّ ترمب يعتبر هذا الخطاب العدواني  وسيلة إضافية لزيادة الضغط على إيران.

ولكن استبعاد الحرب البرية يعني أنّ إيران قد دخلت في نوع من المواجهة المحدودة التي لها باع طويل فيها. قال لي أحد كبار المسؤولين العراقيين يوماً إن الإيرانيين "حاصلين على شهادة الدكتوراه" في هذا النوع من الحروب التي تكون تارة سياسية وطوراً عسكرية. فقد استفادت طهران كثيراً من هذه التكتيكات في لبنان والعراق وسوريا على امتداد اربعين عاماً مضت. كما أنّ الإيرانيين يمتلكون اوراق ضغط كثيرة ضد الولايات المتحدة وأهم من ذلك ضد حليفاها السعودي والإماراتي في الخليج. إلى ذلك، يمكن ان يبالغ الإيرانيون في التفاؤل: صحيح ان ترمب انعزالي ولكنه ايضا زعيم وطني شعبوي ادّعى في الاجتماع الأول لحملته الانتخابية تحضيراً للدورة الرئاسية المقبلة أنه "أعاد مجد أميركا بالفعل". وبسبب هذه المفاخر يصبح من الصعب عدم الرد على إيران، البلد الذي تم تصويره على أنه جذر الشر وأساس المشاكل في الشرق الاوسط.

تبدو احدى الخيارات العسكرية أمام الولايات المتحدة براقة من الخارج ولكنها تخفي داخلها شراكا محتملة. وهي تنفيذ عمليات على نسق النزاع العسكري المحدود السابق بين الولايات المتحدة وإيران الذي حمل اسم "حرب الناقلات" وشكّل جزءاً من الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينيات القرن الماضي و الذي انتصرت فيه الولايات المتحدة.

فقد سعى صدام حسين آنذاك إلى زعزعة الصادرات النفطية الإيرانية وحاولت إيران ان تفعل الشيء نفسه مع العراق. وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها علناً إلى جانب صدام حسين، وسرعان ما تناست هذا الفصل من تاريخها بعد اجتياح القائد العراقي للكويت في العام 1990. منذ العام 1987،  درجت السفن الحربية الأميركية على مرافقة الناقلات الكويتية التي رفعت الراية الأميركية. كما نفّذت الولايات المتحدة ضربات جوية على السفن والمنشآت الساحلية الإيرانية، وصلت ذروتها مع حادث كان يمكن تفاديه وهو اسقاط الطراد يو. اس. اس. فينسين  USS Vincennes  طائرة مدنية ايرانية تحمل 290 راكباً في العام 1988. واضطرت إيران بعدها إلى طلب وقف الحرب مع العراق.

يتحدث بعض الجنرالات  الأميركيون المتقاعدون عن تكرار مشهد حرب الناقلات اليوم ولكن الظروف قد تغيرت. فغريم إيران الأساسي في العام 1988 كانت العراق تحت صدام حسين، وكانت إيران في طريقها نحو خسارة الحرب التي لم تتعد جبهاتها الجبهة الواحدة.

أما اليوم، فقد انتهى صدام حسين، وتسيطر على العراق حكومة ذات غالبية شيعية. ومع انّ بغداد تحاول البقاء على الحياد في الأزمة الأميركية الإيرانية، لا يقدر اي زعيم شيعي ان يعارض ايران باعتبارها القوة الشيعية الكبرى. لقد تغيرت الخريطة السياسية الجغرافية كثيراً في هذا الجزء من الشرق الأوسط منذ حرب إيران والعراق وجاء هذا التغيير لصالح إيران بشكل كبير. فبدءاً بالحدود الأفغانية ووصولاً إلى منطقة البحر المتوسط، في ايران والعراق وسوريا ولبنان، تسيطر الجماعات الشيعية على الدولة او تعد من أكثر القوى نفوذا داخل الدولة. تشير الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إليها على أنها "قوى ايرانية بالوكالة" ولكن ايران تقود عملياً ائتلافا طائفيا قوامه الدين.

هو ائتلاف ربح معاركه الاساسية- مع الاحزاب الشيعية في العراق وبشار الاسد في سوريا وحزب الله في لبنان- ولن تتغير هذه النتيجة. وفي اليمن نجح الحوثيون المنتمون إلى طائفة شيعية مختلفة في البقاء رغم محاولات مطوّلة للسعودية والإمارات في التغلب عليهم.

أصبحت الولايات المتحدة الآن في موقف أضعف مقارنة بوضعها منذ 28 عاماً مضى في الخليج حين كانت ضالعة في حرب محدودة مع إيران. ربما حثّت اسرائيل والسعودية والإمارات ترمب على تمزيق الاتفاق النووي ومواجهة إيران ولكنها لا تبدي استعداداً للدخول في أية حرب لاحقة. إن افترضنا انّ إيران تقف بالفعل وراء الهجمات المحددة التي استهدفت الناقلات بدقة، وهو ما يبدو مرجحاً، فهدفها توجيه رسالة بأنه في حال قطع الطريق أمام الصادرات النفطية الايرانية سيلقى منتجو النفط في الخليج المصير نفسه. ربما يظن ترمب انه يستطيع تفادي الدخول في مأزق حرب جديدة في الشرق الأوسط ولكنه على ما يبدو قد أصبح متورطا فيها فعليا.  

 

ترمب يلغي ضربة عسكرية لإيران في الدقائق الأخيرة/وجّه رسالة تحذير عبر عُمان وقال إنه لا يريد حرباً... و«الحرس الثوري» يعرض حطام الـ«درون»

هبة القدسي/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، أنه ألغى ليلة الخميس ضربات عسكرية ضد مواقع إيرانية، رداً على إسقاط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة «درون» أميركية في مضيق هرمز. وفيما برر ترمب وقفه الضربة برغبته في تفادي سقوط قتلى إيرانيين مدنيين، قالت مصادر أميركية إن معلومات الاستخبارات أكدت أن القيادة الإيرانية لم تكن راضية عن تصرف القائد العسكري الذي أمر بإسقاط الطائرة الأميركية، مما يشير إلى تباين داخل النظام الإيراني بين من يريد التصعيد ومن يريد التهدئة.

وأفيد أمس بأن الولايات المتحدة طلبت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بعد غد (الاثنين)، لبحث التطورات الأخيرة المتصلة بإيران في الخليج. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أن واشنطن طلبت إجراء مباحثات بين الدول الـ15 الأعضاء في المجلس حول «آخر التطورات المتصلة بإيران، والحوادث الأخيرة التي تعرضت لها ناقلات نفط». وقال مصدر إن الاجتماع سيعقد بعد ظهر الاثنين.

في المقابل، تضاربت الأنباء حول تلقي طهران رسالة تحذير أميركية عبر الوسيط العماني، وفق ما نقلته «رويترز» عن مسؤولين إيرانيين، وهو أمر نفاه المجلس الأعلى للأمن القومي. وفيما سلّمت وزارة الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج إلى سويسرا، ممثلة المصالح الأميركية، عرض «الحرس الثوري» في إحدى قواعده في طهران قطعاً لما قال إنها «حطام الدرون» الأميركية. وأشار قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، أمير علي حاجي زاده، إلى «تجنب» قواته إسقاط طائرة أميركية أخرى مأهولة لحظة استهداف «الدرون».

ولجأ ترمب، أمس، إلى «تويتر» للرد على تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» حول خطته للرد على إيران، التي تضمنت توجيه ضربات لمواقع عسكرية. ومن دون أن يذكر اسم الصحيفة، أكد الرئيس الأميركي ضمناً ما أوردته الصحيفة، إذ قال إنه ألغى ضربات كان من المفترض أن تستهدف 3 مواقع قبل «10 دقائق» من موعد شنها، موضحاً أن القادة العسكريين أبلغوه بأنها ستؤدي إلى مقتل «150 شخصاً»، فقرر أن ذلك سيكون رداً مفرطاً على إسقاط طائرة مسيرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران.

وقال ترمب، في تغريداته: «قاموا بإسقاط طائرة مسيرة تطير فوق المياه الإقليمية، لقد كنا مسلحين ومستعدين لضربة انتقامية الليلة الماضية ضد 3 أماكن مختلفة عندما طلبت ذلك، وعندما سألت عن عدد الذين سيموتون، كانت الإجابة من الجنرال: 150 شخصاً. 10 دقائق قبل بدء الضربة قمت بوقفها لأنها ليست متناسبة مع إسقاط الطائرة المسيرة». وأضاف: «أنا لست في عجلة، فالجيش الأميركي تمت إعادة بنائه، وهو جديد ومستعد للمضي قدماً، وهو أفضل جيش في العالم. العقوبات تضر إيران، والمزيد منها تم فرضه الليلة الماضية. إيران لن تحصل مطلقاً على أسلحة نووية ضد أميركا، ولا ضد العالم».

وألقى ترمب باللوم على الرئيس باراك أوباما، قائلاً إنه قام بصفقة يائسة مروعة مع إيران، وأعطاها 150 مليار دولار، إضافة إلى 1.8 مليار دولار من الأموال السائلة، مضيفاً أن إيران بدل توجيه الشكر، قالت: «الموت لأميركا». وتابع: «أنا أنهيت الاتفاق (النووي) الذي لم يتم تقديمه إلى الكونغرس، وقمت بفرض عقوبات قوية، وهم (أي الإيرانيين) اليوم أكثر ضعفاً مما كانوا في بداية ولايتي، حينما كانوا يتسببون في مشكلات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط؛ الآن هم في موقف سيء».

وقال مراسل محطة {إن بي سي} مساء أمس إن ترمب أكد استعداده لإجراء محادثات مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني، مضيفاً أن الرئيس الأميركي يشدد على أن تكون مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية ضمن أي اتفاق مع طهران.

وكان ترمب قد التقى قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مساء الخميس لأكثر من ساعتين. وشدد عدد كبير من قادة الحزبين على ضرورة الحصول على إذن مسبق من الكونغرس قبل توجيه أي ضربة عسكرية ضد إيران. وفي الوقت نفسه، نشر «البنتاغون» صوراً وإحداثيات تؤكد أن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران كانت في المياه الدولية.

وجاءت تغريدات ترمب بعد ساعات من نشر صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي وافق على شن ضربات جوية على إيران، رداً على إسقاط «الدرون»، لكنه ألغى الهجمات في اللحظة الأخيرة. ونقلت عن مسؤولين كبار في الإدارة شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها أن الولايات المتحدة كانت تخطط لضرب «مجموعة من الأهداف الإيرانية، مثل بطاريات الرادار والصواريخ»، مساء الخميس، لكن الخطة توقفت فجأة في مراحلها الأولى. وأضافت أنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر الجمعة لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة قوله إن الطائرات كانت تحلّق، والسفن كانت في مواقعها، لكن لم تنطلق أي صواريخ عندما صدر لها أمر بالمغادرة. وأوضحت أن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترمب ضد أهداف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافاً في سوريا في 2017 و2018.

ومن غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، حسبما ذكرت الصحيفة التي قالت إنه من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترمب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية، حسبما أوردت «رويترز». لكن جنرالاً أميركياً متقاعداً قال لقناة «فوكس» إن معلومات الاستخبارات الأميركية أكدت أن القيادة العليا في إيران لم تكن راضية عن تصرف القائد العسكري الميداني الذي أمر بإسقاط الطائرة، مضيفاً أن ذلك يؤكد «حدس» الرئيس ترمب الذي قال إنه يعتقد أن إسقاط الطائرة كان عملاً فردياً.

وحوّلت بعض شركات الطيران الدولية مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان، بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أمراً طارئاً يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر. وقالت شركات طيران عالمية إنها ستغير مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران. وقالت شركات طيران الإمارات والخطوط الجوية الماليزية وكانتاس الأسترالية وسنغافورة إيرلاينز ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية البريطانية و«كيه إل إم» الهولندية، إنها ستعيد تحويل مسار طائراتها لتفادي المنطقة.

وجاء إسقاط الطائرة بعد أسبوع من تفاقم التوترات، إثر هجوم بالألغام على ناقلات نفط، مما أدى إلى تبادل اتهامات بين طهران وواشنطن حول المسؤولية عن الهجوم. وقالت كل من ألمانيا وبريطانيا، الموقعتين على الاتفاق النووي، إن أدلة «شبه مؤكدة» تشير إلى دور إيراني في مهاجمة الناقلات.

وفي طهران، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني أمس أجزاء عثرت عليها زوارق «الحرس الثوري» في المياه الإيرانية، مما قال إنها من طائرة درون استطلاعية من طراز «غلوبال هوك»، قالت طهران إنها كانت في «مهمة تجسس فوق أراضيها». وقال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زادة، أمس، إن «الحطام كان يطوف، وجمعناه من على سطح مياهنا الإقليمية»، مضيفاً أن قواته كان بإمكانها إسقاط طائرة أميركية على متنها 35 شخصاً رافقت الطائرة المسيرة التي تم إسقاطها أول من أمس.

وادعى القيادي في «الحرس الثوري» أن «هذه الطائرة انتهكت حدودنا الجوية أيضاً، وكان بإمكاننا استهدافها، لكن لم نفعل هذا الأمر لأن هدفنا من إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية كان توجيه تحذير للقوات الإرهابية الأميركية». وأضاف أن مقر الدفاع الجوي وجه 4 تحذيرات للطائرة المسيرة التي دخلت أجواء إيران.

وفي غضون ذلك، كشف مسؤولان إيرانيان، لوكالة «رويترز»، أن طهران تلقت رسالة من ترمب عبر سلطنة عمان للتحذير من هجوم أميركي وشيك على إيران، وللقول للإيرانيين في الوقت ذاته إنه يعارض الحرب، ويريد إجراء محادثات بشأن عدد من القضايا. لكن طهران نفت صحة تقرير الوكالة، على لسان المتحدث باسم «المجلس الأعلى للأمن القومي»، كيوان خسروي الذي قال إن «الولايات المتحدة لم تبعث بأي رسالة لإيران عبر عمان»، بحسب ما نقله عنه التلفزيون الحكومي.

وسبق أن تولت سلطنة عمان، التي لديها علاقات جيدة مع طهران كما مع واشنطن، وساطات بين الطرفين العدوين. وكانت مسقط على قائمة عواصم مرشحة للوساطة بين الجانبين منذ بداية الشهر الماضي.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني لم تذكر اسمه أن «ترمب قال في رسالته إنه ضد أي حرب مع إيران، ويريد إجراء محادثات مع طهران بشأن عدد من القضايا»، لافتاً إلى أن ترمب «حدد فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا، لكن رد إيران الفوري هو أن القرار بيد المرشد علي خامنئي في هذه المسألة». وقال مسؤول إيراني آخر للوكالة إن الإيرانيين أوضحوا أن «المرشد يعارض أي محادثات، لكن الرسالة ستنقل إليه ليتخذ القرار... ومع ذلك، أبلغنا المسؤول العماني بأن أي هجوم على إيران ستكون له عواقب إقليمية ودولية».

وفي الأثناء، ذكرت وكالة «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، أمس، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة، عبر السفير السويسري، بأن واشنطن ستكون مسؤولة عن عواقب أي عمل عسكري ضد إيران. أما وكالة «إرنا»، التي تخضع للحكومة، فقالت في تقرير إن وزارة الخارجية، التي استدعت السفير، أبلغته أن إيران لا تريد حرباً مع الولايات المتحدة. وقال مدير إدارة الأميركتين في الخارجية الإيرانية، محسن بهاروند، إنه «إذا اتخذ الطرف الذي يواجهنا خطوات استفزازية بلا تفكير، فإنه سيتلقى رداً بالمثل لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وستتكبد جميع الأطراف الخسائر والأضرار المترتبة عليه».

وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية عقب سيطرة متشددين على مقر السفارة الأميركية في 1979.

 

إيران... الهروب إلى الأمام لا يفيد

إميل أمين/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

أفرزت عملية الاعتداء الصاروخي الإيراني على الطائرة المسيرة الأميركية في مضيق هرمز علامة استفهام كبيرة وخطيرة حول هروب الملالي إلى الأمام، في شكل من أشكال اليأس الاستراتيجي أو الخيار الشمشوني، أي محاولة هدم المعبدين الإقليمي والدولي على رؤوس الجميع.

لماذا تسعى إيران هذا المسعى؟ وهل سيفيدها في خاتمة المطاف، أم أن الأمر سيتعقد بصورة أشد وأقسى، وستجد وجهها إلى الحائط عما قليل؟

المؤكد أن فلسفة الرئيس ترمب وإدارته تقوم على إحداث أكبر حملة من الضغوطات التي تدفع إيران لطاولة المفاوضات، وقد كانت هذه هي رؤية مجمع الاستخبارات الأميركي، الذي قدّر أن هذا المسلك هو الطريق الأنفع والأرفع لإقناع طهران بالتفاوض على صفقة جديدة، مغايرة لتلك سيئة السمعة، التي وقّعها باراك أوباما، وقادت إلى المأزق الحالي، قبل أن ينسحب الرئيس ترمب منها. أدرك الإيرانيون أن الأميركيين لا يتطلعون إلى الحرب أو المواجهات العسكرية، وأن خطتهم هذه المرة هي خنق إيران من الداخل، ما يجعل نظام الملالي يموت موتاً بطيئاً، أمام أعين شعبه، وهذا الأخير بدا وكأنه ينتفض انتفاضة كارثية تذهب باستحقاقات الثورة الإيرانية مرة واحدة وإلى الأبد. يخطئ من يظن أن العقوبات الاقتصادية الأميركية لم تؤت أُكُلها، إذ إنها أحدثت شرخاً كبيراً يتعمق ويتوسع كل يوم، ولا سيما بعد أن كشفت وكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج النفط لنحو 210 آلاف برميل يومياً في مايو (أيار) الماضي، وهو أدنى مستوى منذ أواخر الثمانينات. وأوضحت الوكالة أيضاً في تقريرها الشهري أن صادرات إيران النفطية انخفضت بمقدار 480 ألف برميل يومياً، لتصل إلى 810 آلاف برميل، وخصوصاً بعدما شددت واشنطن من عقوباتها النفطية، وعلقت الإعفاءات الممنوحة لـ8 دول من العقوبات النفطية، عبر منعها من استيراد الخام الإيراني، تبعته عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني.

يدرك المرشد والرئيس، ومن حولهما رجال «الحرس الثوري»، الموصوم بالإرهاب، أن النفط الخام هو المصدر الأبرز للإيرادات المالية لإيران، ومن دونها لن تكون قادرة على الايفاء بالتزاماتها تجاه المؤسسات العسكرية من ناحية، والاقتصاد الإيراني، وإعالة الشعب من ناحية ثانية.

تنهار إيران من الداخل إذن، وفيما أوضاعها الداخلية تتأزم، فإن أذرعها الميليشياوية في الخارج تبدو في حرج كبير، يصل إلى حد استجداء التبرعات، ما يعني أنها في القريب لن تكون قادرة على القيام بمهام الخنجر في الخاصرة الإقليمية، أو الاستعداد لحروب الوكالة، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى صناديق تبرعات، أقامها «حزب الله» على الطرقات. والشاهد أن الإيرانيين وإن كانوا على درجة عالية من القدرة بالنسبة لتسويف الوقت، فإنهم بحال من الأحوال غير قادرين أو متأكدين، من أن الاستمرار بغير مواجهة إلى حين نهاية الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ترمب هو الحل، ذلك أن الرجل أمامه 19 شهراً لمغادرة البيت الأبيض إن أخفق في الفوز بولاية ثانية، وهي فترة طويلة حكماً ستمضي فيها الشؤون الإيرانية إلى انسداد عام تاريخي غير مسبوق، يهدد الثورة أكثر من الدولة، أما إن أحرز نجاحاً متوقعاً له في الفوز برئاسة ثانية، فسيكون البلاء أشد وأكثر هولاً بالنسبة لخامنئي وروحاني وظريف وحسين سلامي، ومن حولهم.

يكاد المراقب المحقق والمدقق للمشهد الإيراني يقطع بأن إيران تسعى الآن إلى إشعال حرب مع الولايات المتحدة بنوع خاص... والسؤال؛ لماذا؟

بداية يمكن الإشارة إلى أنها حاولت ولا تزال استدراج دول المنطقة، ولا سيما المملكة العربية السعودية، إلى مواجهة مباشرة، والأمر نفسه ينطبق على الإمارات العربية المتحدة، من خلال هجمات الصواريخ الطويلة المدى، والطائرات المسيّرة، عطفاً على إعاقة الملاحة في المياه الدولية للخليج العربي، غير أن سياسة النَفَس الطويل للمملكة، وعدم الرغبة في الدخول في حروب، رغم الاستعداد والجهوزية التامة لمواجهة مخططات إيران، فوّتت على الإيرانيين الفرصة، الأمر الذي أربك سياسات الإيرانيين، ودفعهم إلى التفكير في خيار آخر، علّه يكون لهم بمثابة مهرب من الأزمة الداخلية، وتصديرها إلى الخارج.

يعلم الإيرانيون تمام العلم أن هناك خطوطاً حمراء للاستراتيجية الأميركية، تلك التي تتعلق بالأهداف الأميركية في المنطقة، وفي المقدمة منها العنصر البشري، وتالياً اللوجيستيات على اختلاف أنواعها، عسكرية ودبلوماسية، ويدرك «الحرس الثوري» تماماً أن تعريض أي من هذه وتلك أمر دونه بالنسبة للأميركيين قطع الرقاب، ومن هنا كان إسقاط الطائرة المسيّرة بداية طريق التحرش الإيراني بالأميركيين، وهو الأول من نوعه، وقطعاً لن يكون الأخير. إيران إذن لا تود الركوع للأميركيين، ولا الخضوع لإرادة إدارة ترمب، إنها تريد المضي قدماً في برامجها النووية والصاروخية، والأخطر مشروعها الإمبراطوري للسيادة والهيمنة، والتحول إلى قوة إقليمية مكافئة للآخرين. لا يتطلع الملالي لإصلاح النظام الإيراني أو الرجوع عن شهوات قلبهم في تصدير ثورتهم ورفع أعلامهم، ولهذا كان الطريق الأقصر بالنسبة لهم هو محاول تفجير الموقف، عسى العالم أن يخاف أو يخشى من الانفجار الكبير القائم والقادم، وتأثيراته على أسعار الطاقة والاقتصاد لعالمي.

الأميركيون يدركون ذلك، ومن هنا ربما نرى ما يشبه الصبر الاستراتيجي على إيران حتى تسقط الثمرة من تلقاء ذاتها، غير أنه من المؤكد أنه عند نقطة صدام بعينها، سيتحول الصبر الاستراتيجي إلى عقاب وانتقام فوق استراتيجي، ويومها سيجد جون بولتون الطريق مهيأ أمامه لتنفيذ استراتيجيته، ومفادها: «لوقف قنبلة إيران، اضرب إيران بقنبلة».

 

الخليج في انتظار غلطة الشاطر

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

تُرى من فعلها؟ أي من فجّر السفن النفطية في خليج عُمان؟ بعيداً عن القول الشخصي حاولت أن أعرف كيف يفكر الآخرون، فوضعت سؤالاً يوم الأحد (ليلة الاثنين) على «تويتر» وتركته 24 ساعة، يقول: «من قام بالاعتداء على ناقلات النفط في الخليج؟» ووضعت 3 احتمالات: «إيران، أميركا، طرف ثالث»، وبعد 24 ساعة جاءت النتيجة النهائية كالتالي؛ 57 في المائة لإيران، و25 في المائة لأميركا، و18 في المائة للطرف الثالث! أعرف أن هذا الاستطلاع للرأي العام هو استطلاع «خام» غير متوفر على الشروط العلمية، ولكنه في الوقت نفسه مؤشر على كيف يفكر الجمهور العام، وبأي اتجاه، فلدينا أغلبية ترى أن من قام بذلك الاعتداء هي إيران، ولكنها أغلبية ليست كاسحة، وربع العينة (25 في المائة) يرون أنها أميركا! ونسبة لا بأس بها ترى أن من قام بذلك طرف ثالث، وهؤلاء الأخيرون يأخذهم التصور ربما إلى فاعلين غير مرئيين أو غير متوقَّعين! الأمر جلّه يأخذنا إلى حقيقتين؛ الأولى أن الاهتمام بفعل الاعتداء على رأس أولويات الجمهور العام، والثانية أن هناك اختلافاً حول من فعل ذلك بسبب ما يتعرض له الجمهور العام من قصف إعلامي مركز، أو ربما بسبب مواقف مسبقة لا تتوقف أمام الحقائق أكثر مما تشدها العواطف! أما السؤال المنطقي المكمل للبحث عمّن فعلها فهو: «من المستفيد من ذلك؟» أي مَن هو الطرف المستفيد من بثّ الخوف والرعب في مسار ناقلات النفط المتجه من الخليج إلى العالم؟ الإجابة المنطقية عن ذلك السؤال هي إيران، وذلك لعدد من الشواهد. فقد صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أسابيع بالقول: «إن لم تستطع إيران تصدير النفط فإننا سوف نمنع تصديره من أي مكان آخر»، كما قال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية: «إننا سوف نتعامل مع الحصار الاقتصادي بالطرق المناسبة». ربما كان الاعتداء على ناقلات النفط - والذي حدث مرتين؛ مرة في الشهر الماضي مايو (أيار)، وتلاه اعتداء ثانٍ في يونيو (حزيران) - هو إحدى (الطرق المناسبة)، وقد حقق أهدافاً لإيران (من وجهة نظر طهران على الأقل)؛ فقد رفع سعر النفط في السوق العالمية التي تعاني اقتصادياتها من أزمات وتجهد لتحقيق استقرار سوق الطاقة، على رأسها أسعار الغاز والنفط، كما رفعت تكاليف التأمين على ناقلات النفط والسفن المارة في الخليج، وهي تكاليف يدفعها المستهلك الغربي من جهة، والمستهلك العربي في دول الخليج من جهة أخرى، كما ترك الاعتداء من جهة أخرى تخوفاً في المنطقة انعكس على سلوك البورصات المحلية، التي انخفضت في عواصم الخليج تحسباً للأسوأ. التأثيرات الثلاثة السابقة كانت مؤقتة. أما أعظم الأهداف التي تحققها طهران (أيضاً من وجهة نظرها) فهو رفع الروح المعنوية الداخلية وشدّ التعصب القومي، والقول للجمهور الإيراني الداخلي: «إننا لن نسكت عن نتائج (الحرب الاقتصادية)، وسوف ترون ما نفعل على الأرض، لأننا قوة لا يستهان بها، واطمئنوا فإن (القائد المعصوم منتصر)». والدليل على ذلك هو الاحتفاء السريع من وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بالحدث وبثّ الصور، وبعضها بكاميرات هواتف نقالة تظهر احتراق الناقلات التي بعضها لم يبعد أكثر من 14 ميلاً بحرياً من شواطئ إيران، إذا أضفنا إلى هذا القول عدداً من التصريحات الإيرانية من طهران أو من أماكن أخرى، «مثل مقابلة السفير الإيراني في لندن في برنامج كريستينا أمنبور في (سي إن إن) مساء الاثنين الماضي»، وهي تصريحات واضحة تقول: «من أجل استقرار منطقة الخليج يجب أن تسارع دوله (العربية) إلى الدخول في مفاوضات مع إيران من أجل الحفاظ على أمن الخليج واستقرار المنطقة». ولم يتبين لذلك الدبلوماسي أنه قد اعترف ضمناً بعمليات (عدم الاستقرار). وطلبُ التفاوض الإقليمي مقولة مكررة أخيراً، وتُكمل التصريح الذي صدر من جواد ظريف قبل أسابيع، وهو في بغداد! والذي طالب فيه بإنشاء «منتدى حوار إقليمي». طبعاً لتلك المفاوضات في ذلك المنتدى شرطان للوصول إلى نتائجها المبتغاة (مرة أخرى من وجهة النظر الإيرانية)؛ أولهما أن تكون المفاوضات أحادية، أي من جهة طهران، ومن جهة أخرى كل دولة عربية على الخليج بمفردها، والثاني أن يوافق الطرف العربي على طلب رسمي - ربما من خلال منظمات دولية - على أن تترك أساطيل الدول الكبرى مياه الخليج! أي تحييد الأطراف الدولية! وعندما سألتْ أمنبور في «سي إن إن» السفير الإيراني بما معناه: «من قام بعملية تفجير الناقلات؟» قال: «ليس نحن بالتأكيد»، فأردفت: «أنتم تقولون إن الممرات مؤمّنة لأن لكم قوى تسيطرون بها على مضيق هرمز وما حوله من بحار»، قال: «ليست لنا القدرة على مراقبة كل الممرات البحرية!». واضح أن المحاكمة العقلية لطروحات طهران في هذا الموضوع (الاعتداء على الناقلات) ضعيفة، إن لم تكن متهافتة فهي متناقضة. وإذا أضفنا في «مقلب» آخر ما صرح به رئيس البرلمان الإيراني مِن أن مَن قام بالاعتداء على الناقلات هي أميركا، فستتضح صورة التشويش الإعلامي الشديد الذي يجري، والذي يتبناه، رغم غرابته، بعض الرأي العام. أما إذا نظرنا إلى الخطوة الأخيرة الإيرانية، وهي تصعيد مستويات تخصيب اليورانيوم، وإعطاء الأوروبيين فرصة العشرين يوماً فقط - والتي تتناقص زمنياً - حتى يتخذوا موقفاً ضد الولايات المتحدة، عندها تكتمل الصورة في طريق التصعيد الذي ربما لا يريده أحد، ولكنه يحمل ديناميات داخلية تقود إلى الصدام «التلقائي»!

تلك صورة المأزق الذي تواجهه طهران اليوم، وقد يقود إلى غلطة الشاطر، التي تفتح كل الاحتمالات على برميل البارود، الذي اسمه الخليج العربي. لو وضعنا أنفسنا في مكان متخذ القرار في طهران فإن الواقع يقول إن الحصار بدأ يعضّ معدة الشعب الإيراني، ويضيق على حركة النظام الاقتصادية والسياسية، وإن كانت الحرب المفتوحة غير محتملة في هذا الظرف، فإن خيارات طهران للحفاظ على «النظام الرباني المقدس» هي الاتجاه سريعاً للحصول على وثيقة تأمين اسمها «القنبلة» التي سوف تغير المعادلة (أيضاً من وجهة نظر طهران)، ذلك سوف يسرع المواجهة، لأن الأبواب بدأت تقفل في احتمال حدوث مفاوضات، خاصة بعد رفض وساطة أول رئيس وزراء ياباني يزور طهران، وهي تحت النظام الحالي، والتعنت الذي لاقته الوساطات حتى الآن لإقناع طهران بقبول الذهاب إلى طاولة المفاوضات. يقود إلى الخيارات التي تضيق، يضاف إليها إرسال قوات مراقبة أميركية للممرات البحرية للناقلات، ذلك قد يدعو طهران لاستخدام أذرعها الأخرى من القوى النائمة، لكن حتى تلك قد تتسبب بإحداث خدش صغير في الصورة العامة، ولكنها لن تؤدي إلى تغيير كبير. الأمر المتاح هو التفاوض أو إشعال المنطقة من خلال «غلطة الشاطر»!!

آخر الكلام: ضغينة النظام الإيراني على الجوار ترتدي بردة القداسة وتبرر هجومها على الإقليم بالدفاع عن نفسها... الخوف على النظام هو الفتيل، والعقيدة هي فقط عود ثقاب!!

 

العراق يخرج من العباءة الإيرانية

راجح الخوري/الشرق الأوسط/22 حزيران/2019

تتسع مخاوف العراقيين من أن يتحول بلدهم، ساحة صراع عسكري عنيف بين الولايات المتحدة وإيران، بعد تصاعد العقوبات الأميركية وتكثيف الاعتداءات المشبوهة، التي تنفي طهران المسؤولية عنها، رغم أنها تشكل ترجمة واضحة لسياستها المعلنة تكراراً، من أن منعها من تصدير نفطها سيدفعها للعمل على منع تصدير النفط من منطقة الخليج. ورغم أن الولايات المتحدة جددت للمرة الثالثة تباعاً استثناء العراق من العقوبات حيال النفط الإيراني، الذي يمكن أن يسلك طريقاً التفافياً لتصدير كميات من نفطه عبر البوابة العراقية، فقد كان من غير المفاجئ أن تعلن الشرطة العراقية يوم الأربعاء الماضي، عن سقوط صاروخ قرب مقرات لعدة شركات نفط عالمية كبيرة، بينها شركة «إكسون موبيل» الأميركية العملاقة في مدينة البصرة، ورغم وجود مقرات لموظفي شركتي «شل» الهولندية و«إيني» الإيطالية في المنطقة، أعلنت الشركة الأميركية أنها تعتزم إجلاء موظفيها الأجانب من البصرة!

والمعروف أن شركة «إكسون موبيل» كانت قد أجلت كل موظفيها من حقل «غرب القرنة 1» إلى دبي في 18 مايو (أيار) الماضي، وتبيّن الآن أن القوى الأمنية العراقية هي التي كانت قد حذّرت عدداً من الشركات الأجنبية من أن لديها معلومات، عن احتمال استهداف موظفيها من قبل ميليشيات موالية لإيران، وتبع ذلك قيام السفارة الأميركية بترحيل موظفيها غير الأساسيين من بغداد، بعد تلقيها المعلومات الاستخبارية عن خطط إيرانية تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة!

يوم الأربعاء لم يقتصر الأمر على استهداف المقرات النفطية وحدها، فقد أعلن الجيش العراقي عن سقوط صاروخ قرب قاعدة عسكرية أميركية في مدينة الموصل شمال العراق، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين، وتأتي هذه الحوادث بالتوازي مع مسلسل الاعتداءات على ناقلات النفط، الذي تتهم واشنطن طهران بالمسؤولية عنه، سواء مباشرة أم عبر الميليشيا التي تقودها في المنطقة، مع ارتفاع المخاوف من نشوب الحرب، كان من حق، لا بل من واجب المسؤولين العراقيين أن يسعوا إلى تحييد بلادهم، عن أن تكون ساحة معركة في البر، بالتوازي مع أي معركة بحرية قد تنشب، ربما لهذا بدا بيان المرجع الشيعي الأعلى، الذي له احترام كبير، علي السيستاني يوم الجمعة الماضي، كأنه صرخة قوية في وجوه المسؤولين، عندما شنّ هجوماً حاداً على الواقع المقلق في البلاد، داعياً إلى إصلاح الوضع السياسي والحكومي الغارق في الصراعات والمناكفات، ومحذراً من أن الصراع على المناصب والفساد المستشري في الدولة يهيئان لعودة «داعش».

انتقد السيستاني التكالب على المناصب الوزارية، ذلك أن الحكومة التي شكّلها عادل عبد المهدي ما زال ينقصها 4 وزراء لمقاعد الدفاع والداخلية والعدل والتربية، والمعروف في السياق أن الخلاف على وزارة الداخلية تحديداً يقوم بين مقتدى الصدر زعيم كتلة «سائرون» النيابية الكبيرة، والذي يعارض التدخلات الإيرانية في الشؤون العراقية، وبين هادي العامري من «الحشد الشعبي» ورجل إيران، وهو ما يعطل استكمال الحكومة، ولهذا أيضاً جاء تحذير الصدر قبل يومين متلازماً تقريباً من غضبة السيستاني، عندما هدد بأنه سيعود إلى التحركات الشعبية في الشارع، إن لم يتم استكمال العقد الحكومي في خلال 10 أيام!

فور صدور بيان السيستاني عُقدت قمة عراقية يوم الثلاثاء الماضي، استضافها الرئيس برهم صالح، وحضرها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وصدر عنها بيان رئاسي ووثيقة سياسية، يحملان في جوهرهما ما يمكن اعتباره محاولة عراقية متقدمة وواضحة، تهدف إلى الخروج من العباءة الإيرانية، التي باتت تهيمن تقريباً على كل شيء فيه، وخصوصاً عندما يقول المسؤولون في طهران إنهم باتوا يسيطرون على بغداد، وإنهم يعتبرونها «عاصمة إمبراطوريتنا»!

صحيح أن القمة العراقية أكدت تمسكها برفض إقامة أي قواعد عسكرية على أراضيها، وهو ما يرضي إيران التي تعارض الوجود الأميركي في العراق، لكنها رحبت باستمرار تعاون التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمنياً واقتصادياً وإعماراً ودعماً للنازحين، وأن العراق يرحب بهذه المساعدات الخارجية، وهو ما يزعج طهران طبعاً، لكن ما يثير غضب النظام الإيراني وقلقه أكثر هو التبني الحرفي لوقف السيستاني، الداعي دائماً إلى حصر السلاح في يد الدولة وتعزيز تكامل - لا تقاطع - أجهزتها الأمنية، وهو ما يشكل بوضوح دعوة إلى وضع حد لحركة وتصرفات «الحشد الشعبي»، الذي يديره الإيرانيون كجيش رديف في العراق!

الحكومة العراقية بدت جادة في هذا، عندما أعلنت يوم الأربعاء أنها تمنع أي تحرك أجنبي أو ميليشياوي من دون موافقتها، وأنها تحظر على أي قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج قواتها المسلحة، أو خارج إمرة قائدها العام وإشرافه، إضافة إلى منع أي قوة خارج إطار القوات العراقية، من القيام بأي عمليات أو الاحتفاظ بمخازن أو صناعات خارج معرفة القوات المسلحة وبمعرفتها، ومن الواضح تماماً أن هذا يستهدف وضع حد إذا أمكن لقوات «الحشد الشعبي» التي تأتمر بطهران.

الوثيقة السياسية التي صدرت عن القمة العراقية تقول صراحة للتمادي الإيراني في التدخل بتفاصيل الشؤون العراقية: «كفى»، وتشددُ على رفض سياسة المحاور، وتجنّبِ أن يكون العراق ساحة لتسوية الخلافات وتصفية الحسابات أو منطلقاً للعدوان على أي دولة أخرى. ومن مصلحة العراق العمل مع شركائه في دول المنطقة لإنشاء منظومة إقليمية مبنية على المصلحة الأمنية المشتركة والتكامل الاقتصادي مع جواره الإسلامي وعمقه العربي، ويستند إلى مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

واضح تماماً أن العراق يحاول فعلاً إنهاء الوصاية الإيرانية عليه، التي أخذت بعداً عميقاً، وخصوصاً التدخل العسكري، بعد سقوط الموصل وقيام «داعش»، ودعوة القمة العراقية إلى تعزيز العلاقات وتمتينها مع الجوار والعمق العربي والإسلامي، ما يشكل نوعاً من إشعال الضوء الأحمر في وجه إيران، التي تتصرف كأن العراق مجرد جسر عبور إلى المنطقة، ومجرد قاعدة للانقضاض والتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة.

كل هذا ليس جديداً، فقد سبق للسيستاني، الذي استقبل حسن روحاني ومحمد جواد ظريف في 13 مارس (آذار) الماضي، أن قال لهما بالحرف إن السيادة العراقية يجب أن تحترم، وأن تبقى الأسلحة في يد الدولة، في إشارة واضحة إلى «الحشد الشعبي» الذي تديره طهران مباشرة. ويومها، قال بيان من مكتب السيستاني، الذي سبق له أن رفض استقبال الرئيس محمود أحمدي نجاد واللواء قاسم سليماني، إن أي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه، أساسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وليس خافياً أن هذا الكلام الذي قاله السيستاني مباشرة لروحاني يعني؛ كفى أوقفوا التدخل في شؤون العراق. وهو ما كررته القمة العراقية يوم الثلاثاء الماضي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الموسوي: لن نقبل باستضعاف لبنان وعلى العدو أن يدرك بأن ما يعتبره فرصة سانحة لضرب لبنان هو فرصة لتكبيده هزيمة وخسائر فادحة

السبت 22 حزيران 2019

وطنية - اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني في صور، الى "أننا في لبنان في هذه الآونة نعيش في مرحلة دقيقة وحساسة، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو على صعيد ما قد يمكن أن يواجهه لبنان من تحديات في ضوء التطورات التي تجري في الإقليم، ولم يعد خافيا على أحد، أن أزمتنا الاقتصادية قد بلغت حافة النزول في الهاوية أو حافة الغرق، وكلنا نعلم أن عجز الموازنة قد تمادى، ووصل إلى حد بات يهدد فيه هذا العيش الذي أردناه ولو في الحد الأدنى كريما، إلا أنه بات مهددا بعجز الموازنة المتمثل في أن نفقاتنا تزيد عن وارداتنا كثيرا، ولذلك كان الحري بهذه الحكومة حين وضعت مشروع الموازنة، أن تعمد إلى محاولة الموازنة بين الواردات والنفقات، وهي سعت إلى ذلك، وتقدمت إلى مجلس النواب بمشروع قانون للموازنة، تعكف لجان المجلس على دراسته في هذه الآونة".

وقال: "إن اللبنانيين جميعا معنيون بنقاش هذا المشروع، لأنه في النتيجة يمس حياتهم اليومية بجميع تفاصيلها فضلا عن مستقبلهم، وفي هذا الاطار، يجب أن نلاحظ أن مشروع قانون الموازنة هدف إلى ضبط الانفاق، وهو تصرف سليم، ولذلك عندما يزداد العجز في الموازنة، تسعى الدولة إلى ضبط إنفاقها، وهذا أداء سليم، ولكن المسؤولية تحتم علينا، أن ننظر الى مجموع النفقات بأكملها، لا أن ننظر إلى نفقات دون نفقات أخرى، ونحن نفهم أن الحكومة تسعى إلى ضبط الانفاق الجاري الذي يشكل تقريبا 32% من النفقات، ويعني الرواتب والاستثمارات والموازنات التشغيلية، ونفهم أيضا أن من الإنفاق الذي يجب ضبطه، هو ما يتعلق بالصرف على مؤسسة كهرباء لبنان، لناحية دعم المحروقات أو ما إلى ذلك، وهذا تصرف يجب أن يكون أيضا ويناقش في المجلس النيابي، سواء إن كان يتم على السوية المطلوبة أو لا يتم".

اضاف: "إننا لا نستطيع كمراقبين أو كمواطنين إلا أن نسأل، ماذا فعلت الحكومة بشأن ضبط النفقات في الجزء الأساسي الأكبر من النفقات، ألا وهو ما يصرف على خدمة الدين، فنحن ندفع 36% من النفقات فوائد دين، وبالتالي فإن السؤال الذي يسأله المواطن في ظل الإجراءات والنقاشات التي تتم بخصوص رواتب الموظفين والموازنات التي ستعطى للمؤسسات والهيئات والأجهزة والأسلاك وغيرها، ماذا فعلت الحكومة بشأن 36% من النفقات، مع العلم أن عجزنا في الموازنة، يساوي ما ندفعه من خدمة الدين، وهذا يعني أنه لو لم يكن علينا في لبنان خدمة دين، لما كان لدينا عجز في الموازنة، أي أن وارداتنا تغطي نفقاتنا. فعندما طرحت هذا السؤال على بعض المعنيين، قالوا إن هذا الموضوع حساس جدا لأنه يتصل بسعر صرف الليرة، ومن الأفضل أن يتم بحثه بعيدا عن الإعلام، ولكن نعتقد أننا كنواب أو كمواطنين، لا نستطيع حين نسأل ماذا فعلت الحكومة بشأن خدمة الدين، أن نجيب بأن هذا أمر سري ولا يمكن أن نطلع عليه أحد، بل إننا من موقعنا لا نعرف لماذا هذه السرية، علما أنه في جميع الدول التي تعاني عسرة اقتصادية، تجري مفاوضات بين السلطة التنفيذية وبين أصحاب الدين، وعليه، فما المانع من أن تجري مفاوضات واضحة وشفافة بين السلطة التنفيذية في لبنان وبين أصحاب الدين، سواء كان الدين الخارجي أو الدين الداخلي الذي هو أكبر جزء من الدين، وبالتالي فلتجلس الحكومة مع أصحاب الدين وتفاوضهم بضرورة تخفيض نسبة الدين هذا العام، أي أن يتم خفض الرقم الذي يأخذ تقريبا في السنة الواحدة من 7 مليار إلى 5 مليار، لا سيما وأنه ليس هناك من يقول بأنه عليكم أن تشطبوا الفوائد أو خدمة الدين، ولكن عندما نذهب للتفتيش في حلول في المعاشات وغيرها، يمكن لنا أيضا بالمفاوضات مع أصحاب الدين الداخلي والخارجي، أن نصل إلى تخفيض الفائدة بنقطتين مثلا، وعندها يمكن أن نوفر على الدولة بين المليارين وثلاثة مليارات دولار، وهذا الأمر يمكن أن يغنينا عن التقطير على مصالح ومعاشات يجب أن لا تمس، ونحن نفهم أنه في الدولة يوجد معاشات غير منطقية وغير مقبولة، ونحن مع السؤال عنها".

وذكر الموسوي بأن "الاحصاءات الرسمية تبين، أنه من عام 1993 وحتى عام 2017، دفعت الدولة اللبنانية خدمة دين لأصحاب الديون 77 مليار دولار، أي أن الذين أقرضونا منذ العام 1993 إلى العام 2017، ربحوا منا 77 مليار دولار، وفي المناسبة، فإن الدين الذي هو على الدولة اللبنانية بحسب ما تقول الحكومة يبلغ 80 مليار دولار، أي أن 97% من ديننا ذهب إلى خدمة الدين، ونحن نقول هذا الأمر كي نستفيد منه بالتفاوض مع الجهات الدائنة لتخفيض خدمة الدين، ونعتقد أن هذه المفاوضات من الممكن أن تكون شفافة وصريحة دون أن يكون لها انعكاس على المستوى الاقتصادي أو القطاع المصرفي أو سعر صرف الليرة، لا سيما وأن الذي يهدد به المسؤولون والسياسيون الآن في لبنان، هو أنهم كلما فتحوا مسألة الدين وخدمة الدين، يقال لهم إنكم بذلك تمسون سعر صرف الليرة، ويمكن أن تطيحوا بعائدات اللبنانيين المودعة بالليرة اللبنانية".

وتابع: "أما في شأن ما يجعل هذه المرحلة دقيقة وحساسة هو ما يراه الجميع من تطورات إقليمية، فالوضع في المنطقة دقيق للغاية، فلا نستطيع نحن أن نقول للمواطنين بأن الوضع ليس دقيقا وحساسا، فبالأمس حصل خطوة مهمة جدا، هو إسقاط أهم طائرة استطلاعية من نوعها في العالم، ويمكن أن الأمريكي لم يكن متخيلا أن الإيراني يستطيع أن يلتقطها أو يراها، ولكن الإيرانيين عرفوا من أي مطار انطلقت وفي أي وقت بالتحديد، وعرفوا عندما دخلت الأجواء الإقليمية التي من حقهم أن يدافعوا عنها، فعندها تم أسقاط هذه الطائرة".

واشار الى "اننا في هذه المرحلة يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لنمنع العدو الصهيوني من استغلال أي مناسبة للانقضاض على لبنان، وهذا لا يمكن أن يكون بضمانات دولية، لأن الضمانة الدولية لا تفيد شيئا في هذا الإطار، وعليه، فإن الطريق الوحيد لحماية لبنان من احتمال العدوان الصهيوني عليه، هو ما يتمتع به لبنان من قدرات على إلحاق الأذى في الكيان الصهيوني، وعندما يتأكد العدو أن بوسع اللبنانيين فيما لو جرب خيار الحرب معهم، أن يلحقوا به أذى مباشرا وقاسيا وقويا، حين ذاك لن يقدم على عدوانه، فاليوم قالوا ان الرئيس الأمريكي أخذ قرارا بتوجيه ضربات عسكرية إلى مواقع محددة ثم عاد وتراجع باللحظة الأخيرة، وعليه، فإن الذي يدعو العدو للتراجع عن ضربك، هو ما يعرف أو يقدر من رد سيكون لديك عليه، وبالتالي إذا كان العدو يطمئن إلى أن ردك ليس قويا ومؤثرا، سوف تكون موضع استهداف".

وتابع: "بعض المرات التي يتحدثون فيها عن سلاح المقاومة في لبنان، يمكن أن تكون عن جهل أو عن عمد، ولكن لا يلتفتون إلى أن لبنان كلما ضعف، زادت احتمالات العدوان الإسرائيلي عليه، ولذلك ومن دون أن نتهم أحدا، فإن الداعي إلى المس بسلاح المقاومة، هو من يدعو إلى ضرب لبنان والقضاء على مقوماته بعدوان إسرائيلي غاشم، فالبعض ما زال يفكر في الطريقة القديمة بأن "قوة لبنان في ضعفه"، وأنه يجب علينا أن نجلس جانبا وعندها العدو لا يستهدف بلدنا، ولكن نقول لهؤلاء، أنه من قبل أن تدخل المقاومة الفلسطينية إلى لبنان، أي منذ العام 1936 حتى عام 1964 وقت دخول المقاومة الفلسطينية، لم يرتاح لبنان ولا القرى الحدودية من هجمات العصابات الصهيونية أو الجيش الصهيوني لاحقا، ولذلك نحن نراقب هذه المرحلة بدقة عالية، وجوابنا عليها وعلى التطورات التي تحصل فيها، بأننا "لن نقبل باستضعاف لبنان، ويجب على العدو أن يدرك بأن ما يعتبره فرصة سانحة لضرب لبنان، هو بالأحرى الفرصة التي سينتهزها لبنان لتكبيده هزيمة وخسائر فادحة لم يواجها منذ قيام كيانه الغاصب".

وختم الموسوي:" إننا في هذه المناسبة التي نستعيد فيها ذكرى حبيبنا وأخينا الذي عاش بيننا وظل صابرا ومجاهدا حتى الرمق الأخير من حياته، نقول هنا ولأهلنا في مدينة صور التي خرج منها هذا الإبن البار، نحن ملتزمون تجاه هذه المدينة بمسؤولياتنا، ونحن ملتزمون تجاه القضاء بمسؤولياتنا، ونحن نراقب معكم أن لا إصلاح جديا من دون استئصال حقيقي للفساد، ونحن نرى ونعرف ماذا يدور منذ ستة أشهر حتى الآن، فهناك طريق عند أوتوستراد الجنوب عند مدخل برج رحال يسير عليها عشرات الآلاف يوميا ولا تزال مقفلة، وبالتالي كيف للمواطن أن يثق بإجراءات الحكومة وهو يرى أن طريقا لم يتحمل الـ4 سنوات حتى بدأت تظهر فيه التصدعات، وحتى إذا انخسف لم يعد أحد يعرف من يتحمل المسؤولية، وحتى إذا بدأنا بالإصلاح، فقد مضى 6 أشهر والطريق لم ترمم حتى الآن. نحن متحملون لمسؤولياتنا، ولكن ونحن نتحمل هذه المسؤوليات، لن نسمح لأحد وهو الفاسد أن يختفي خلف شقاق حزبي أو أخوي ليخفي فساده، لأن أول المتضررين من الفاسد، هو من يزعم أنه يمثلهم أو ينتمي إليهم، ونحن سنكمل في عملية إيصال الحق إلى أصحابه، ومحاسبة الفاسدين".

 

اختتام سينودس الروم الكاثوليك: تنويه بإنجاز الموازنة ودعوة لتسهيل عودة النازحين

السبت 22 حزيران 2019

وطنية - اختتم سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أعماله بعد جلسات استمرت خمسة أيام، برئاسة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وحضور اساقفة الطائفة من لبنان وسوريا ودول الاغتراب اضافة الى الرؤساء العامين.

وأصدر السينودس في ختام أعماله بيانا ختاميا جاء فيه: "اطلع سينودس كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، في جلسته على الإرادة الرسولية "أنتم نور العالم" التي أصدرها قداسة البابا فرنسيس، وتدارسوها وكلفوا اللجنة السينودسية اللاهوتية واللجنة السينودسية القانونية مجتمعتين بالعمل بمضمون الفقرة الأولى من البند الثاني من الإرادة الرسولية المذكورة، بالتشاور مع السينودس الدائم وبالتعاون مع من يرونهم أهلا ومفيدين لذلك، على أن ترفع هاتان اللجنتان نتيجة عملهما إلى سينودس كنيستنا المقبل في شهر حزيران من عام 2020 لكي يطلع عليها ويصدقها ويضعها حيز التنفيذ في أبرشيات كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية".

أضاف: "ثانيا في قضايا ليترجية، بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على "التوجيه لتطبيق المبادىء الليترجية الواردة في "مجموعة قوانين الكنائس الشرقية" الذي صدر عن مجمع الكنائس الشرقية عام 1996، دعا هذا المجمع في رسالة بتاريخ 28 كانون الثاني 2019 بروتوكول 152/2015 الكنائس الشرقية ذات الشرع الخاص إلى "مؤتمر عالمي مخصص للحياة الليترجية في الكنائس الشرقية الكاثوليكية" يعقد في رومة من 18 إلى 20 شباط 2022. وقد عين غبطته سيادة المطران نيقولا أنتيبا للتواصل وكلفه بتسمية أعضاء لجنة تحضيرية المطلوب منها أن تضع النقاط الأساسية لمشاركتنا في هذا المؤتمر. وفي ما يتعلق بالقضايا والمواضيع الليترجية، تدوال الآباء المشكلات التي ما زالت تمارس في كنيستنا وتهدد تراثنا الكنسي الملكي".

وتابع: "ثالثا في وثيقة الأخوة الانسانية، نعلم أن قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر أحمد الطيب وقعا في أبو ظبي بتاريخ الرابع من شباط 2019 "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وتحمل هذه الوثيقة في طياتها أفكارا اجتماعية وروحية وتربوية تساهم في بناء "أجيال جديدة تحمل الخير والسلام إلى مجتمعاتنا" وتضع بين أيدينا مبادىء واضحة للعيش المشترك وتندد بنهج العنف باسم الدين، وتتوجه لنشر قيم التسامح والعدل والخير والجمال والمصالحة بين جميع المؤمنين بالأديان وبين المؤمنين وغير المؤمنين".

وقال: "انطلاقا من أهمية هذه الوثيقة، أصدر الآباء بالاجماع قرارا يطلب فيه السينودس من المسؤولين الكنسيين وغير الكنسيين في كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، في أثناء العام الدراسي 2019 - 2020، في ما يتعلق بوثيقة الأخوة الإنسانية: أن يخصص وقت في حصص التعليم المسيحي لتدريسها في المدارس أو خارج المدارس، أن تكون مادة تدريس في برامج معاهدنا اللاهوتية، أن يتكلم عنها ويشرحها الكهنة في عظاتهم في كنائسنا، أن تنشر وتشرح في المجلات والنشرات الأبرشية والرعوية، أن تنظم ندوات في الأبرشية للاطلاع عليها وشرحها، أن يوزع نصها على المؤمنين".

أضاف: "رابعا في اللجان السينودسية، انطلاقا من تشديد غبطة البطريرك على العمل المؤسساتي في كنيستنا، وإحياء اللجان البطريركية وتفعيل دورها، انتخب آباء المجمع، أعضاء للجان السينودسية: اللجنة اليتورجية، اللجنة اللاهوتية، اللجنة المالية، اللجنة الرعوية واللجنة القانونية. وتمنى الآباء أن تصبح هذه اللجان بمثابة مرجعية تستفيد منها الأبرشيات على كافة الصعد".

وتابع: "خامسا في اكليريكية القديسة حنة، انطلاقا من الرؤية الجديدة لإكليريكية القديسة حنة التي قدمها سيادة المطران نيقولا أنتيبا ناقش الآباء الوضع الحالي للاكليريكية ودعوا إلى وضع مجهود جماعي كبير على الأصعدة الروحية والإنسانية والمادية، من قبل جميع الأطراف المعنية، وربطوا مستقبل كنيستنا بوجود الاكليريكية إذ هي المكان الذي يتلقى فيه كاهن المستقبل التنشئة الاكاديمية والانسانية والروحية".

وقال: "سادسا في انتخاب مرشحين للاسقفية، وبعد استلهام الروح القدس ودراسة معمقة للسير الذاتية لبعض الكهنة، تم انتخاب مرشحين للأسقفية. وأعلم غبطة البطريرك الآباء بأن قداسة البابا فرنسيس وافق على انتخاب سينودس كنيستنا لقدس الأرشمندريت جورج خوري مطرانا لأبرشية سيدة الفردوس في ساو باولو البرازيل، وفي هذه المناسبة تمنى آباء المجمع التوفيق والنجاح له بمهامه الجديدة".

أضاف: "سابعا في موضوع المهجرين، يشعر آباء السينودس بالأجواء غير المريحة التي تسود معظم البلاد حيث لنا حضور، ففي سورية تكاد الحرب تشارف على الانتهاء بلا شك إلا أن الأفق غير واضح، في حين تثقل العقوبات الاقتصادية كاهل الناس يوما بعد يوم، لذا يطالب آباء المجمع الدول الضالعة في الحرب التوقف عن تأجيج الصراع ويدعون أصحاب القرار في العالم إلى السعي الحثيث من أجل إحلال الوفاق والسلام في سورية. وهم إذ يسعون إلى التهدئة يطالبون أبناءهم بالثقة بالمستقبل الواعد والصمود في هذه الديار المباركة التي شهدت نشأة الكنيسة وازدهارها. وفي لبنان أثنى السينودس على إنجاز الحكومة اللبنانية الموازنة هذا العام، لما فيها من اجراءات حسنة وأساسية، لكنهم لاحظوا مع كثيرين افتقارها إلى سياسة اقتصادية واجتماعية شاملة وإلى خطة للنمو الاقتصادي تشمل تخفيض العجز وتؤمن خدمة الدين العام وتوفر فرص الاستثمار من خلال القضاء على الفساد. وفي ملف النازحين دعا السينودس المسؤولين إلى المزيد من الوحدة والتنسيق لتسهيل عودتهم، وإلى حينه جعلهم يعيشون بكرامة وسلام".

وختم البيان: "وجه السينودس تحية لفخامة رئيس الجمهورية وسائر الرؤساء والمسؤولين وإلى كافة الإخوة اللبنانيين لا سيما لأبناء كنيسة الروم الكاثوليك رافعين الأدعية إلى الله كي يعيش لبنان في سلام. وتمنى الآباء لجمهورية مصر العربية المزيد من الازدهار والإعمار تحت رعاية فخامة الرئيس وكل معاونيه لكي يمنحهم القوة لمواصلة الحفاظ على أمنها واستقرارها".

وقبل اختتام السينودس، قرر الآباء عقد السينودس المقبل من الثاني والعشرين من حزيران إلى السابع والعشرين منه لعام ألفين وعشرين في المقر البطريركي الصيفي في عين تراز، ورفعوا الصلاة من أجل أن يؤازرهم الروح القدس في خدمة أبناء كنيستهم الملكية، داعين الجميع إلى التآخي وعيش الوحدة والمحبة من أجل شهادة أفضل.

 

السرياني العالمي والرامغافار الأرمني عرضا الأوضاع العامة

السبت 22 حزيران 2019

وطنية - استقبل رئيس حزب "الاتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد، في المقر العام للحزب في سد البوشرية، رئيس "حزب الرامغافار" سيفاك هاغوبيان، وأعضاء الهيئة التنفيذية آرا كيونيان وستراك كوردجيان، في حضور نائب رئيس الحزب ليلى لطي، وأعضاء القيادة نورا جرجس، جوزف حجار، شمعون جانه، مخايل حجار وبيار حنا. وأعلن الاتحاد في بيان "أن المجتمعين تباحثوا في المستجدات السياسية والوطنية الراهنة، وتوقفوا عند الأوضاع الاقتصادية والبيئية المذرية وخطورة الفساد المستشري والذي حتى الآن لم يتم الكشف عن أي شخصية وازنة من مرتكبيه ومسببيه"، واعتبروا "أن الوضع الأمني أيضا لا يبشر بالخير بسبب السلاح المتفلت في عدة مناطق والذي يرعب المواطنين منتجا في أكثر الأحيان قتلى وجرحى، ويتم بواسطته الاعتداء والسطو على ممتلكات الناس على الرغم من سهر الأجهزة الأمنية كافة على سلامة المواطنين وامنهم"، مناشدين الأجهزة الأمنية "الضرب بيد من حديد لكل مخل بالأمن والاستقرار الوطني"، وأكدوا "أن جميع الأحزاب والقوى ومؤسسات المجتمع المدني مطالبة اليوم بالتكاتف في ما بينهم بهدف وضع كافة الخبرات لصيانة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على شفافيتها وسمعتها قبل الانهيار الكبير الذي ينتظرنا بسبب استمرار مسلسل الجوع المستميت في تقاسم الحصص والغنائم بين أركان كثر في الدولة دون أن يرف لهم جفن". وفي نهاية اللقاء أكد الحزبان "الاستمرار في التعاون والتنسيق المشترك وتطويره بما يخدم مصلحة المجتمع والوطن".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 22 و23 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 23/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76055/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-23-2019/

 

موقف الفراد الرياشي من ملف بلدية الحدث نموذج على شركات ومافيات أحزابنا أن تتعلم منه الجدية

الياس بجاني/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76037/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%a8%d9%84%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab/

 

ألفرد رياشي: الحدت خط أحمر... والحل بالفدرالية

22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76034/%d8%a3%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%aa-%d8%ae%d8%b7-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%af/

رأى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي أن ما يجري من تهجم على قرارات بلدية الحدت غير مقبول.  واعتبر رياشي في بيان انه على المكونات الأخرى احترام الخصوصيات المجتمعية للمكونات للوقوف في وجه التغييرات الديمغرافية الممنهجة وغير البريئة.  وشدد على أن حق الحفاظ على الهوية المجتعية هو حق شرعي وبمنأى عن أي شأن آخر حيث أن تطبيق النظام الفدرالي يجّنب الدخول في هكذا جدل كون الهوية المجتعية تريح المكونات التعددية كافة.

 

 

 

قراءة في البعد المديني لسياسات النفوذ في الأوساط الاسلامية، تداعيات مسألة الحدث

شارل شرتوني/22 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76043/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%b3%d9%8a/