LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June16.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فقدان بوصلة المحتل واحتلاله في الصيفي ومعراب وبيت الوسط والشالوحي وكليمنصو .. وجبران يا جبران يا كايدهم

الياس بجاني/وأصبح لإردوغان قطيع في لبنان

الياس بجاني/إلى من يهاجموننا ويتهموننا بما ليس فينا ولا نحن فيه

الياس بجاني/إلى قادة الأحزاب المسيحية وكل من يقول قولهم: يا انتم مع احتلال حزب الله ومشروعه الفارسي أو أنكم ضده ومش اجر بالبور واجر بالفلاحة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رأيت الزواحف تصل إلى القمم التي أقلعت عنها النسور لنتانتها/خليل حلو/15

الياس بجاني: يا هيك تكون الوطنية يا بلاش.

الوزير السابق مروان شربل المبشر ليلاً نهاراً بالعفة والطاعة والقانون يقدم أوراق اعتماده لحزب الله ولمقاومته ولممانعته ولمحوره ..فلعلى وعسى يرضى عنه ويقعده على كرسي من كراسي السلطة "المخلعة". شو عم بيصير؟؟

مروان شربل: لولا قوة المقاومة لكانت إسرائيل اجتاحت لبنان وترامب "ما رح يخلي دولار" مع الخليج

الياس بجاني: مرتا، مرتا، يا مرتا... "مانديلا" لبنان وحرمه والربع يعلنون الحرب على المحتل الإيراني..لا، لا، عفواً هم أعلنوا الحرب ع صور الصهر "الفلتي" جبران..فانعم وأكرم واسبشر خيراً يا لبناني. وهيك تكون المقاومة ولا بلاش

قرار بازالة لافتات باسيل من الشمال بأكمله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/6/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 15 حزيران 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

علي كوراني.. جاسوس زرعه حزب الله في مانهاتن الأميركية

مطارنة موارنة جدد

ميراي عون "زعلانة".. وستقاطع بعبدا!

بالأرقام: هذا ما أضافه النازحون السوريون إلى الاقتصاد اللبناني/د.فادي شامية/جنوبية

مياه الضاحية تهدرها القساطل المهترئة وتختلط مع الرمال/قاسم شرف الدين/جنوبية

من يريد التعامل مع اغتيال الشيخ الجرار على أنه حادث سير وليس جريمة لها ما بعدها/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تسعى لإجماع دولي وتتعهد حماية الملاحة في مياه الخليج

إيران استهدفت طائرتين أميركيتين بصاروخين... وكارتر دعا ترامب لتدخل عسكري وغراهام طالبه بـ"إيلامها"

السعودية: تصرفات إيران ليست عقلانية ونطالب برد سريع وحاسم وطالبت "جي 20" برد سريع وحاسم على تهديدات الطاقة وسلمت سريلانكا 5 متهمين بتفجيرات عيد القيامة

الإمارات تطالب المجتمع الدولي بتأمين الملاحة ووصول الطاقة

أبوظبي تلتزم مكافحة خطاب الكراهية وتطلق أول رائد فضاء عربي إلى المريخ

الدفاع الجوي السعودي يعترض طائرة مسيّرة أطلقتها المليشيا الحوثية باتجاه أبها

«عرب سات» ترحب بحكم القضاء الفرنسي ضد «بي إن سبورتس»

الزياني: هجوم خليج عمان يهدد إمدادات العالم من الطاقة

سلطنة عُمان: الحادثان ضد الناقلتين وقعا خارج مياهنا الإقليمية

الشرطة الإيرانية تقمع احتجاجات ضد الغلاء وتدهور الأحوال المعيشية

قطر وإيران تريدان تعزيز العلاقات “أكثر من السابق”

آلاف السعوديين يهجرون “تويتر” إلى منصة تواصل جديدة

العسكري السوداني”: حكومة تصريف أعمال في السودان خلال أسبوعين/النائب العام: لم يتم التشاور معنا في فض الاعتصام

التحالف العربي يقصف “دفاعات جوية” في صنعاء

الجزائريون يتظاهرون ويحتفلون بتوقيف مسؤولين سابقين

ترامب: لست متعجلاً لإبرام اتفاق مع كوريا الشمالية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب" يترقّب.. ولن يتدخّل إلّا في حرب واسعة/جورج حايك/الجمهورية

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري/جورج شاهين/الجمهورية

وقائع من التحقيق في عملية "ذئب طرابلس"/أسعد بشارة/الجمهورية

لا لسد بسري..السلطة تعتدي على ناشط بيئي/غسان حجار/النهار

الزيح العمودي في التعيينات: مَن معنا ومَن ضدّنا/نقولا ناصيف/الأخبار

حزب الله "يحمي" الحريري... ويدير مفاوضات الحدود/منير الربيع/المدن

 كيف نتصدى لإيران في الخليج/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

العداء لإيران ليس جواباً كافياً/يوسف بزي/موقع سوريا

سعر النفط يكشف إيران/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة مطولة مع محمد بن سلمان لـ«الشرق الأوسط»

 محمد بن سلمان هجمات إيران الأخيرة تتطلب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي

محمد بن سلمان شدد على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة... وأكد انتقال «رؤية 2030» إلى مرحلة التنفيذ وسعادته بقيادة المواطن السعودي للتغيير

النص الكامل لرسالة غوتيريش إلى مجلس الأمن حول «الحديدة» والمراقبين

بري التقى الأحمد وقوى التحالف الفلسطيني واجماع على رفض صفقة القرن الأحمد: ورشة البحرين ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في الصفقة

كنعان: المساهمات الدولية لا تغطي 50% من كلفة النزوح وصندوق البلديات رهن لسوكلين ومتعهدي النفايات لولد الولد

باسيل من بشري: لبنان ليس المشاريع الضيقة على حجم الأشخاص ولا أحد له الحق أن يقمع رأيا أو يمنع فكرة أو يحبط مشروعا وطنيا

الأحدب زار الشعار: نقلت له مطالب أهل طرابلس حول مظلومية المساجين الأبرياء وإصلاح السجون والخارجين منها والقابعين فيها

الراعي في قداس اختتام السينودوس: لا يمكن الاستمرار في اعتبار الدولة ومؤسساتها ومقدراتها ملكا أو وراثة لهذا او ذاك من النافذين

البيان الختامي لسينودوس الكنيسة المارونية: لمزيد من الوحدة والتضامن لتسهيل عودة النازحين وإعادة تفعيل قطاع الإسكان وإحياء القروض السكنية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من16حتى21/:”لَمَّا حَلَّ المَسَاء، نَزَلَ التَلامِيذُ إِلى البَحر. فَرَكِبُوا سَفِينَةً لِيَعْبُرُوا البَحْرَ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وخَيَّمَ الظَّلامُ ولَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِم. وهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَهَاجَ البَحْر. وبَعْدَمَا جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ غَلْوَةً أَو ثَلاثِين، شَاهَدُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلى البَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَة، فَخَافُوا. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا».فَأَرَادُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلى السَّفِينَة، وإِذَا بِٱلسَّفِينَةِ تَصِلُ إِلى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبينَ إِلَيْهَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فقدان بوصلة المحتل واحتلاله في الصيفي ومعراب وبيت الوسط والشالوحي وكليمنصو .. وجبران يا جبران يا كايدهم

الياس بجاني/15 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75812/75812/

شو  هالصهر الفلتي الغير شكل؟

شو هالجبران باسيل الكروندايزر، والباتمان العجيبي والصاروخي، والعنتر زمانه؟

الله يرد عن جبران صيبات العين والحسد.

ومنحمد الله يلي جابر خاطرنا ب هالجبران.

من غير شر هالجبران الغير شكل ملحق ع الكل،

وصار هو مشكلة أمراء وأميرات معراب والصيفي وكلمنصور وبيت المستقبل وغيرهم كثر من سكان القصور وأصحاب النفوذ والمحظيين والأثرياء.

صار رضا الصهر غنيمة وهدف لا يعلو عليه سعي.

وكله على اساس انو الكرسي والصفقات والحصص وقوالب الكاتو هي أولية وكل الباقي فافوش..

أما الإحتلال الملالوي السرطاني عند كل هؤلاء ففيه في نظر.

ومعايير وأولويات هؤلاء كافة وفي ثقافتهم الذمية فالحزب اللاهي والملالوي والإرهابي هو فرجي وبرنجي.. ولبناني 24 قراط ونص.

حزب الله يلي هو وكل يوم بيقول انو 100% إيراني من ساسو لراسو وعسكر بجيش ولي الفقيه.. هو نفسو عند 99% من حكامنا وأصحاب شركات أحزابنا التعتير هو حزب فرنجي وبرنجي ومن قلب ومصارين وكلاوي وطحال النسيج اللبناني.

وبالتالي التحالف معه نيابياً ووزارياً ونقابياً وحكماً هو خدمة للوطن وانجاز سيادي كبير.

وصار الزحف ع الضاحية، عاصمة دويلته، في كل مكان وزمان شي عادي ونوع من الحج.

يبقى أن هناك قطعان من أهلنا الزقيفي والهوبرجيي والصنميين والأبواق والطبول والصنوج فغاشيين وتوناليين وبيسبحوا وبيبخروا ع مدار الساعة لأصحاب شركات الأحزاب والرب راعيهم…ويا ويلو وسواد ليله من يقترب ألهوية أصنامهم هؤلاء وينتقدهم.

وأما المتلحفين بعباءات غير لبنانية ومغيرين جلودون من مثل عباءة وجلد الهوية العربية من قبل بعض موارتنا السريان، ومعهم فيالق أردوغان الرافعة رايات وبنديرات العثمانيين، وكذلك أطقم جماعات بقايا الشيوعية الحاقدين على الجميع وعلى كل شيء، وفوقهم فرق زجل مهاجمة إسرائيل، فهؤلاء براحة ضمير أخطر من حزب الله الملالوي بمليون مرة عملاً بقول الشيخ البشير:

“الخطر الحقيقي ليس على كيان لبنان، بل على هوية لبنان”.

اليوم وزير ماروني سابق وعسكري متقاعد ودون خجل أو وجل ربحنا جميلي بخدمات حزب الله وتضحياته وقلنا لولاه لكانت إسرائيل والدواعش فاتو ع بيوتنا.

واليوم كمان أمير ومغوار بنديرة “الواقعية” ما غيرو أعلن الحرب الشعواء لتحرير الشمال من جبران باسيل وصوره.. وبنفس الوقت مكمل يتغزل بحزب الله وبنموذجه وكل يوم بيقدملوا وراق اعتماد..

وذاك الماروني مدعي نفاق “المعارضة” التي لا وجود له في ظل الإحتلال كل يوم بيقدم عندو قصيدة مخمس مردود لحزب الله.. فلعلى وعسى شي كرسي!!

وبعد في حدا من أهلنا وشعبنا “الغفور” بيزعلوا وبياخدوا ع خاطرون كل ما سمينا الأشياء والممارسات والأمور بأسمائها…وقلنا للأعور أعور بعينه.

ونعم نحن اليوم غاطسين ل شوشتنا بزمن المحل والبؤس والذمية وغاشيين ومكترين ومش بس بوطنا المحتل ولكن أيضاً في مغترابتنا..

جبران، يا جبران، يا كايدهم… ومكثر.

مرتا مرتا وينك يا مرتا.. هذلت فعلاً..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

وأصبح لإردوغان قطيع في لبنان

الياس بجاني/14 حزيران/2019

قطيع أردوغان العثماني باذياد وكان قطعاننا المحلية والمستوردة وكوارث وصنمية قطعان أصحاب شركات الأحزاب مش مكفية وموفية لاهية وداعشية وجهل.

 

إلى من يهاجموننا ويتهموننا بما ليس فينا ولا نحن فيه

الياس بجاني/14 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75761/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d9%87%d8%a7%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d9%87%d9%85%d9%88%d9%86%d9%86/

نحن فعلاً نشفق على البعض وهم من أهلنا واحبابنا وأصحابنا ومن رفاق نضالنا في الشدائد ومعظمهم فعلاً قدموا وضحوا ودفعوا أثمان كبيرة في سبيل قضية المقاومة والتحرير ولا يزالون..

نشفق عليهم بمحبة صادقة فعلاً لأنهم عملياً يربطون كل ما قدموه وضحوا به بشخص أو بسياسي معين، ويشخصنون بالتالي كل مواقفهم وردات أفعالهم ويرون في انتقاد مواقف أو ممارسات أو شرود هذا الشخص وكأنه تعدٍ على الذات الإلهية مما يفقدهم المصداقية بالكامل.

غير أن هؤلاء هم أهلنا الأحباء ومن أبناء شعبنا المغلوب على أمره المسروق والمظلوم والمحروم من كل حقوقه الأساسية جراء جشع ونرسيسية طبقة سياسية وحزبية معظمها يتاجر بكل شيء خدمة لمصالحه الذاتية والسلطوية حتى بمحبة من يوالي أفراد هذه الطبقة.

وبالتالي من واجبنا أن نتحمل هؤلاء الأحباء بكل محبة وأن لا ننجر إلى سجالات أخطار شخصنتهم للأمور.

وع الأكيد لن يكون عندنا اتجاههم مهما تطاولوا علينا غير المحبة والإحترام.

يبقى أننا لن نخلط في أي يوم بين الصداقة والسياسة ولن نفعل، ووالأصدقاء الشرفاء والمناضلين لن نفرط بهم لأي سبب كان سياسي أو غير سياسي.

ومن منهم لا يقدر أن يتحمل ما نكتبه، ما عليه إلا أن ينقر زر البلوك على صداقتنا الفيسبوكية ويا دار ما دخلك شر، أو لا يدخل موقعنا الألكتروني ويهمل ولا يقرأ  كل ما يستفزهم أو يزعجهم من مقالتنا وتعليقاتنا .. لأننا نحن على قناعة تامة بكل مواقفنا وبكل ما ننشره وفي اعتقانا الإيماني والوطني هو دفاع حضاري عن لبناننا الحر وعن هويته وسيادته واستقلاله وقراره الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إلى قادة الأحزاب المسيحية وكل من يقول قولهم: يا انتم مع احتلال حزب الله ومشروعه الفارسي أو أنكم ضده ومش اجر بالبور واجر بالفلاحة

الياس بجاني/14 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75756/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a9/

بداية فإن كلامنا في هذه المقالة لا يعني حزب التيار الوطني الحر، لأن التيار واضح وعلني في خياراته وتحالفاته ومتماهياً كلياً مع حزب الله ويغطيه مسيحياً ومرتبط معه في تفاهم منذ العام 2006.

السؤال الملح بما يخص احتلال حزب الله هو مطروح على قادة الأحزاب المسيحية تحديداً وبمحبة وبصراحة ودون لف ودوران، السؤال هو،

ما هي مواقفكم الحالية بكل ما له علاقة بحقيقة هوية حزب الله الفارسية وغير لبنانية، وواقع ومأساوية احتلاله، ومشروعه المذهبي والثقافي، المناقض كلياً لكل ما هو لبنان ولبناني؟

كما نفهم مواقفكم ونراها عملياً هي مواقف رمادية وباردة تتمظهر في ممارسات عنوانها ومرتكزها، “أجر بالبور وإجر بالفلاحة”.

بعضكم يتلحف بشعار الواقعية وأولوية الملفات المعيشية ويتعايش مع المحتل وسلاحه واحتلاله وحروبه وغزواته  ويغازله ويفاخر بخياره هذا ويخون ويهاجم من يعارضه ويصفه ب اللا فاعل والهامشي والباحث عن دور.

وبعضكم الآخر مواقفه هي ضد حزب الله ومعه في آن واحد، وذلك على خلفية ثقافة تعموية وذمية تدعي باطلاً بأن الحزب الإيراني هو شريحة من النسيج اللبناني، وأن ملف سلاحه شأن داخلي يتم التفاهم على مصيره لبنانياً (أهلية بمحلية) ويتجاهل كلياً القرارين الدوليين 1559 و1701 ويذكروهما فقط وبخجل في بعض المناسبات بهدف الغش والتعمية على حقيقة موقفه…ويتحالف مع الحزب اللاهي في النقابات والجمعيات وفي أي موقع يرضى به الحزب وليس العكس.

في حين أن حزب الله يقول عن نفسه وبافتخار، كتابة ونصوصاً وخطابات وممارسات، وكل يوم وعلناً، انه إيراني وكل شي فيه إيراني، من “أخماسو لراسو”، وانه جيش في ولاية الفقيه.

أما قادة أحزابنا المسيحية ممثلة بقادتها حتى لا نقول “بأصحابها” ونزعج خاطر البعض تريد من الحزب الفارسي هذا ورغماً عن أنفه وبتجاهل تعموي عن كل واقعه المعاش على الأرض، تريده أن يكون من النسيج اللبناني حتى تبرر انتقائية ورمادية وذمية وتقية مواقفها من مثل التحالف معه في انتخابات نقابة الأطباء.

القصة للأسف هنا هي مثل قصة الست الحبلى، فهي يا أما حبلى فعلاً، يا أنها غير حبلى… ما في نص حبل!!

وبالنسبة لواقع حزب الله فمطلوب من قادة الأحزاب المسيحية قرار واضح وعلني..يا أن هذا التنظيم هو إرهابي وإيراني ومحتل لبنان ويسعى لإسقاط الكيان اللبناني واستبداله بدولة ملالوية وهم ضده بوضوح وعلناً ودون ذمية، أو هو لبناني 24 قراط وليس عندهم معه مشكل.

فتى الكتائب البطل ومع كل احترامنا له، ومع كامل محبتنا على المستوى الشخصي لكل من يقول قوله، إن أراد أن يتحالف مع الحزب في أي موقع هو حر، وكذلك د.جعجع وغيرهما أيضاً.. فهم أحرار في خياراتهم ولكن ونشد هنا على مفردة لكن لا يحق لهم أن يخبروننا أنهم ضد احتلال الحزب وأنهم من أتباع بشير وإنهم مقاومة لبنانية وضنينين على دماء الشهداء..مطلوب منهم جرأة إعلان الموقف وتحمل نتائجه وتابعياته.

نلفتهم إلى أنه لو أن الجبهة اللبنانية والأحزاب المسيحية التاريخية والشيخ بشير ورفاقه كان خيارهم في مواجهة مشروع الدولة الفلسطينية البديلة في لبنان، وأيضاً بمواجهة همجية الاحتلال السوري المجرم، لو كان خيارهم الواقعية والتعايش كما هو خيارهم للأسف حالياً في مواجهة الاحتلال الإيراني، لكنا وفرنا مليون إنسان هاجروا من لبنان ولن يعودوا، ووكنا تعرضنا لتهجير مخيف من الجبل والبقاع والجنوب والشمال، وكنا لم نفقد نصف مليون إنسان بين شهيد ومعاق ومغيب ومخطوف…وكنا عايشنا الغرباء وقبلنا باحتلالهم.

دون لف ودوران نقول إنه بتحالفهم مع حزب الله في أي مجال نقابي أو حكومي أو نيابي أو إصلاحي أو دستوري والخ وتحت أي حجة أو مبرر، هو عملياً رضوخ لاحتلاله، وتغطية مسيحية له، وتشريع لإرهابه، وتسهيل لتنفيذ مشروعه الفارسي ونقطة ع السطر.

الواقع المر ع الأرض حالياً هو أن كل الأحزاب المسيحية هي غير مقاومة بالمفهوم والمعايير البشيرية، وهذا خيارها ولكن عليها الاعتراف به ومصارحة الناس.

في حين أن التاريخ يعلمنا بأن المقاومة الحقيقية لا يمكن أن تكون حزبأ لأن الحزب يكون همه فقط السلطة وتقاسم الحصص والمغانم.

باختصار لا يحق لأحد، كأن من كان، قريب أو بعيد، أن يبشرنا ليلاً نهاراً مقاومة وبشيرية وعنتريات وشهادة وشهداء وبطولات وشعارات نظرية، في حين أنه على الأرض هو في قاطع، والمقاومة والبشيرية في قاطع آخر.

نصيحة لمن يعنيهم الأمر وهم أهلنا: إذا كان خياركم أن تتعايشوا مع الواقع الإحتلالي ولا تريدون أن تشهدوا للحق والحقيقة، وأن تهادنوا ولا تسموا الأشياء والممارسات والمواقف والخيارات بأسمائها، اتركوا لمن هم قادرين ومستعدين لذلك أن يقوموا بواجباتهم الوطنية.

أما أن لا تشهدوا للحقيقة، ولا تأخذوا مواقف واضحة ليست رمادية ولا باردة، وفي نفس الوقت لا تتركون غيركم يعمل ما انتم رافضين أو غير قادرين على عمله فبحق السماء هذا التصرف الأرعن هو قمة في الكفر والجحود.

سنقول الحقيقة ونشهد لها مع كثر من الأحرار ولن نساير أحدأ كأن من كان، أخ أو صديق أو حزب، وذلك عملاً بقول بولس الرسول: “لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح”.

نلفت الجميع إلى أنه وبكل ما يتعلق بالشأن السيادي والاستقلالي والكياني والوجودي والهوية والمصير والإيمان والرجاء ومواجهة قوى الاحتلال لا لمكان لرأي، ورأي معاكس…بل هناك عطاء والتزام وبشيرية بكل معانيها وقيمها ورسالتها.

ونختم مع ما جاء في (سفر النبي اشعيا 05/20حتى23): ” ويل للقائلين للشر خيراً، وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً، الجاعلين المرّ حلواً، والحلو مرّاً،. ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رأيت الزواحف تصل إلى القمم التي أقلعت عنها النسور لنتانتها

خليل حلو/15 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75808/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d8%b1%d8%a3%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%ad%d9%81-%d8%aa%d8%b5%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa/

رأيت منذ العام 1975:

رأيت من يتمسك بالقيم في كل زمان ومكان وظرف

ورأيت من هو مثل دولاب الهواء يقف إلى جانب من يسيطر في كل زمان ومكان وظرف

رأيت من هو وفي لكل من كان يستأهل الوفاء في كل زمان ومكان وظرف

ورايت ناكري الجميل لكل من يستأهل الجميل في كل زمان ومكان وظرف

رأيت من يؤمن بلبنان الذي تعلمناه في المدارس في كل زمان ومكان وظرف

ورأيت من لا يؤمن بشيء إلا بالماديات في كل زمان ومكان وظرف

رأيت من يقلب البندقية والجاكيت بسهولة وفقاً للزمان والمكان والظرف

ورأيته نفسه يمتدح ويزحف على أقدام الزعيم في زمان ومكان وظرف معين

ورأيته نفسه يشتمه ويلعنه في زمان ومكان وظرف آخر

ثم رأيته يعود إليه زاحفاً في زمان ومكان وظرف آخر

رأيت واحداً صفـّـق للسوريين ولم يتكنس من مراكز مخابراتهم ثم هو نفسه صفـّـق للإسرائيلي ثم عاد وصفـّـق للسوري وها هو الآن يصفـّق لغيرهم بحماسة زائدة غير مطلوبة منه أصلاً من الطرف المسيطر

رأيت من هو مصاب بلازمة ستوكهولم Stockholm Syndrome وتعاطف مع من كان يحتل لبنان ودمـّره وهجـّره ومنع طويلاً بناء الدولة فيه

رأيت الزواحف تصل إلى القمم التي أقلعت عنها النسور لنتانتها

رايت الضباع والواوية تتناتش الجيف وتتهافت على البقايا والفتات

رايت الأحرار رأسهم مرفوع ولو إفتقروا وجاعوا في كل زمان ومكان

تحيتي للأحرار ولمن يتمسكون بالقيم في كل زمان ومكان وظرف ... تحيتي للعاقلين الهادئين: أنتم المثل والقدوة في كل زمان ومكان وظرف.

عاش لبنان

 

الياس بجاني: يا هيك تكون الوطنية يا بلاش.

الوزير السابق مروان شربل المبشر ليلاً نهاراً بالعفة والطاعة والقانون يقدم أوراق اعتماده لحزب الله ولمقاومته ولممانعته ولمحوره ..فلعلى وعسى يرضى عنه ويقعده على كرسي من كراسي السلطة "المخلعة". شو عم بيصير؟؟

اضغط على الرابط في أسقل لقراءة مقابلة "فرجي وبرنجي"مع الوزير شربل

https://www.elnashra.com/news/show/1321538/%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84:-%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86?fbclid=IwAR1ka6c0GYZnEFgYoFjdBGuTGFFNkt6T7wCIIImvR5yyRkmKo_8W07Jlt0I

 

مروان شربل: لولا قوة المقاومة لكانت إسرائيل اجتاحت لبنان وترامب "ما رح يخلي دولار" مع الخليج

النشرة/14 حزيران/2019

الوزير السابق مروان شربل أنّ "إيران اليوم ليست كما كانت سابقًا قبل العقوبات الأميركية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يستخدم إيران لابتزاز دول الخليج، و"ما رح يخلّيلن دولار واحد معهم"، إلّا وسيأخذه"، لافتًا إلى أنّ "ترامب تكلّم مع دول الخليج بشكل قاسي وأستغرب عدم الردّ عليه". ونوّه إلى أنّ "من المؤسف أنّ إيران أصبحت هي العدو بالنسبة للبعض، وإسرائيل لا أحد يأتي على ذكرها". وركّز في حديث إذاعي، على أنّ "إسرائيل ترغب بإشعال الحرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، على عكس ترامب"، مبيّنًا أنّ "هناك الكثير من المتضررين من عدم شراء نفط وغاز إيران، مثل تركيا وروسيا والهند وغيرها، والإحراج الأكبر هو للدول الأوروبية الّتي وقّعت على الاتفاق النووي". وشدّد شربل على أنّ "لولا قوة المقاومة، لكانت إسرائيل اجتاحت لبنان، ولما كانت طلبت أن يحصل ترسيم للحدود البرية والبحرية". ووجد في موضوع الموازنة أنّ "الحسنة الوحيدة أنّنا وضعنا القطار على السكة لعام 2020، فالأفرقاء يعرفون مكامن الخلل والهدر". وأعلن "أنّنا دفعنا 132 مليون دولار ثمن الإيجارات لمبنى "الإسكوا"، وندفع 43 مليون دولار سنويًّا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. أكثر من 430 مليون دولار خلال عشر سنوات، ولم نعرف بعد ماذا يعملون". وذكر أنّ "في القرار 1757، تشير المادة 6 إلى أنّ "الدول المانحة الخمسة في المحكمة تجتمع أقلّه مرّة سنويًّا، وترى الأموال الّتي تدفعها أين تذهب، ولا تتدخّل في عمل المحكمة، إلّا أنّني لا أعرف خلال 11 سنة، أين لبنان من المادة 6". كما أكّد أنّه "لا يمكن لحكومة مصغّرة في المجلس النيابي، أن تلغي دور المجلس، ونريد أن يتمّ تأليف الحكومة من وزراء غير حزبيّين ولا يكونوا نوابًا"، مركّزًا على أنّه "لا يمكن إلغاء دور المجلس النيابي، وحتّى ضمن الحزب الواحد، الآراء مختلفة حول الموازنة".وأوضح شربل أنّ "حكومة الوحدة الوطنية لا تستطيع أن تبني الدولة، إذ لا بدّ من وجود موالاة ومعارضة"، مشيرًا إلى أنّ "ما حصل في مجلس الوزراء مسرحية، فلماذا كانت الحاجة لـ19 جلسة لإقرار مشروع قانون الموازنة؟". ودعا إلى "إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الفاسدين، إذ لا يمكن لمدعي عام مالي واحد أو قاض وحده القيام بهذه المهمّة كاملةً"، مشدّدًا على "أنّني لا أقبل أن تدخل السياسة في الأجهزة الأمنية".

 

الياس بجاني: مرتا، مرتا، يا مرتا... "مانديلا" لبنان وحرمه والربع يعلنون الحرب على المحتل الإيراني..لا، لا، عفواً هم أعلنوا الحرب ع صور الصهر "الفلتي" جبران..فانعم وأكرم واسبشر خيراً يا لبناني. وهيك تكون المقاومة ولا بلاش.

قرار بازالة لافتات باسيل من الشمال بأكمله

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/415774/

15 حزيران/2019/صدر عن نائبي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزف اسحاق البيان الآتي: “إن قضاء بشري رحب ويرحب بأي شخصية كانت تزوره وهو كان وسيبقى مساحة للحرية والمنافسة الشريفة ضمن القوانين الأنظمة التي ترعى قيام الدولة اللبنانية”.

وتابع البيان: “تحضيراً لزيارة معالي وزير الخارجية جبران باسيل قام مسؤولو التيار الوطني الحر بالاتصال برئيس بلدية قنات الدكتور أنطوان سعاده المنتمي الى حزب القوات اللبنانية وقدموا له حسب الأصول طلب بوضع اللافتات ترحيبية فأعطى الإذن ووضعت اللافتات حسب الأصول وأثنى نائبا بشري على موقف بلدية قنات هذا”. ولفت البيان الى اننا “فوجئنا صباح اليوم بوضع اللافتات في بلدات عدة من دون الرجوع الى السلطات المحلية مثل بلدة حصرون وبلدة بزعون اللتين اضطر رئيسهما الى اعطاء التعليمات للشرطة المحلية بنزعها، أما في الديمان وقنيور وبعد التأكد أن قائمقام بشري لم تكن على علم بوضع اللافتات، قامت النائب ستريدا جعجع بالاتصال بمحافظ الشمال رمزي نهرا الذي لم يؤكد اعطاء اي ترخيص ووعدها بإزالتها فوراً”. أضاف البيان: “ازاء هذا التمادي بمخالفة القوانين وتحدي اهلنا في قضاء الجبة نطلب منهم وكعادتهم ان يتحلوا بالشجاعة والرجولة والحكمة والا يقوموا بأي ردود فعل على التصرفات غير القانونية للوزير باسيل والتي ظهرت في أكثر من منطقة في لبنان”. وختم البيان: “أما نحن من جانبنا فسنبقى متمسكين بالقوانين المرعية الإجراء وسيبقى قضاء بشري نموذجاً للجمهورية القوية”

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يبدو الأسبوع المقبل مهما في ثلاثة مسارات:

-الأول: حسم آلية التفاوض في ترسيم الحدود البحرية والبرية، بتحرك جديد للديبلوماسي الأميركي دايفيد ساترفيلد.

-الثاني: حسم درس لجنة المال النيابية مشروع قانون الموازنة العامة، وترقب تحديد رئيس البرلمان موعد الدرس والإقرار في الهيئة العامة.

-الثالث: انطلاق مجلس الوزراء يوم الثلاثاء في مشروع التعيينات الإدارية.

وفي الخارج الصورة لم تتغير، لكن لكل أزمة في المنطقة تفاصيلها وهي:

- الأزمة الأميركية- الإيرانية المتصاعدة في المجال العسكري، وسط الشروط المتبادلة للتفاوض.

- الأزمة السودانية التي تنتظر تفاوضا جديدا وجديا بين المجلس العسكري وقوى التغيير، في ظل قول قوى أخرى إنها موجودة أيضا.

- الأزمة الليبية التي تترنح عسكريا على أبواب طرابلس الغرب بين جيشي حفتر والحكومة المؤقتة.

- الأزمة الجزائرية التي اتجهت لمكافحة رجال الفساد في غياب الحل السياسي.

- الأزمة اليمنية التي اشتد فيها القتال في صعدة بين جيشي الشرعية وقوى التحالف وبين الحوثيين.

وفي طاجكستان، قمة صينية- روسية، إيرانية- آسيوية حول النزاع بين طهران وواشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الغليان الإقليمي من بحر عمان إلى مضيق هرمز، يحافظ على درجاته المرتفعة بعد حادثة ناقلتي النفط. صحيح أن الساعات الأخيرة لم تحمل عناصر حاسمة لاتجاهات المواجهة الأميركية- الإيرانية، إلا ان هذا لا يعني نزع فتائل التوترات، ولا سيما في ضوء الاتهامات المتكررة التي توجهها واشنطن لطهران في موضوع الناقلتين. لكن المفارقة أن ما توزعه الولايات المتحدة من فيديوهات وأفلام عن تورط إيران بالحادث، لم يقنع حتى الحلفاء والأقربين فكيف بالأبعدين.

من رحم هذا المشهد، ينبلج السؤال عما إذا كان التوتر الحاصل هو مقدمة لحرب، أم أنه من مستلزمات الجلوس إلى طاولة التفاوض؟.

على قاعدة سياسة العصا والجزرة، يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه التحشيد والإجماع الدولي، ويقول في الوقت نفسه: أنا جاهز لعقد مفاوضات مع إيران وقتما تكون مستعدة لذلك رغم تحميلي طهران مسؤولية الهجوم الأخير.

أما إيران فكانت قد ردت مسبقا على مثل هذا الكلام، ورئيسها حسن روحاني يؤكد استمرار بلاده بإجراءات تعليق الاتفاق النووي في حال لم ترد مؤشرات إيجابية. مؤشرات إيجابية قرأها محللون في قرار الولايات المتحدة- الذي أعلن عنه بعد ظهر اليوم- ويتعلق بتمديد إعفاء العراق من عقوباتها ضد إيران وذلك لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

في لبنان، رصد للتوترات الاقليمية الساخنة، ومتابعة للهم الفلسطيني الذي حضر اليوم في عين التينة، عبر موقف موحد لجميع القوى الفلسطينية في منظمة التحرير وتحالف القوى، ومن خلال اجتماع قصير بين الجانبين الفلسطينيين.

من مقر الرئاسة الثانية صدح صوت موحد برفض "صفقة القرن" الأميركية- الصهيونية ومقاطعة مؤتمر المنامة، وبالعمل على توحيد الصف الفلسطيني للدفاع عن قضية الأمة. كما كان ثمة حرص من جانب الزوار الفلسطينين على وصف الرئيس نبيه بري بأنه أحد الأعمدة اللبنانية والعربية في النضال من أجل القضية الفلسطينية، كذلك كانت اشادة بحركته النشطة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني.

في الشأن التربوي، علقت رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية اضرابها من أجل استكمال العام الجامعي اعتبارا من صباح الخميس المقبل، مؤكدة أنها ستواصل النضال من أجل إيصال بقية مطالبها إلى خواتيمها المأمولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

إن أحدا لا يجادل الوزير جبران باسيل في مواقفه السياسية، طالما هي تعبر عن موقفه الشخصي وعن موقف "التيار الوطني الحر" الذي يقف على رأسه. لكن من حق أي لبناني أن يتوقف عند مواقف الوزير باسيل، عندما يلجأ إلى الخلط بين موقعه كوزير للخارجية وبين موقعه كرئيس لتيار سياسي. هذا الخلط هو لب المشكلة، وهو الذي يستدعي مجادلته في معظم ما يقول.

الوزير باسيل لا يمكنه أن يتحدث مع الحكومة ومع وزارة الداخلية ومع المجتمع الدولي، وأن يدلي بدلوه في أزمات النزوح السوري والفلسطيني بالطريقة الفجة التي يعبر عنها، متكأ على منصبه الرسمي الذي من المفترض أن يتحدث منه باسم الدولة وأن يعبر عن مواقف الحكومة لا عن مواقف "التيار الوطني الحر".

الخلط بين موقف الدولة والحكومة وبين مواقف الأحزاب والتيارات، يجعل من الدولة "دولة كل مين إيدو إلو"، ولبنان دولة لجميع اللبنانيين، وليست لحزب وطائفة وتيار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ترامب حشر نفسه في زاوية خطيرة بموضوع ايران، عنوان لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اختصر حال الرئيس المتخبط بين عنترياته وواقع حاله.

عنوان رددت مضمونه الكثير من المواقف والتحليلات، وأضافت إليها القمة الخامسة لمجموعة التعاون وبناء الثقة في آسيا التي تعقد في طاجكستان، حيث حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي مسؤولية الأحداث في الشرق الأوسط بسبب انسحابه من الاتفاق النووي. وأكد الرئيس الشيخ حسن روحاني التصدي لجهود واشنطن بتطيير الاتفاق، لكن في حال لم تظهر إشارات إيجابية من باقي أطراف خطة العمل، فستواصل ايران خطواتها بتعليق التزاماتها بموجب هذا الاتفاق، بحسب الشيخ روحاني.

بحسب تطورات حادثة بحر عمان، فإن الروايات التي حاولت واشنطن تسويقها حول ناقلتي النفط المستهدفتين، لم تستطع العوم من مياه الخليج، فغرقت وغرق معها الإعلام المهلل لها ولأوهام التهويل.

أما حقيقة الهجمة الخبيثة لأميركا والصهاينة وآل سعود على محور المقاومة فلن تعطي نتائج، ومن يتوهم من اللبنانيين ذلك فهو مخطئ، بحسب رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، الذي لم ينصح أحدا من اللبنانيين بأن يكون إلى جانب الولايات المتحدة في هذه المعركة بيننا وبينها.

ومن متفرعات الارهاب الأميركي، ذاك التكفيري، الذي ضرب لبنان في فاجعة طرابلس عشية العيد، فأعادت الاجهزة الأمنية والقضائية التماسك والتعاون في التحقيقات لتصل إلى خيوط الارهابي عبد الرحمن مبسوط مع شخص لبناني "داعشي" يدعى "أبو تراب"، أوقفته مخابرات الجيش على ما علمت "المنار". وليس معلوما إن كانت تحركات مبسوط إلى الآن فردية أو ضمن سياق التحريض أو الأمر "الداعشي".

وفي أمور اللبنانيين الأخرى، يختصر نموذج اضراب أساتذة الجامعة اللبنانية الحال، والتباين الذي أصابهم إلى حد التضاد، فيما تلامذة الجامعة وسمعتها ينتظرون الخلاص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

خبر قد يكون عاديا لكنه يعبر في مرحلة غير عادية: جددت الولايات المتحدة للمرة الثالثة تمديد إعفاء العراق مدة 90 يوما من العقوبات التي فرضتها على إيران تتيح له استيراد الكهرباء والغاز. بعدما كانت واشنطن تبحث عن عقوبات جديدة تفرضها على طهران جاء الترياق من بغداد. بدأ ترامب عمليا النزول عن الشجرة. أخطأ في الحسابات واحتساب الأرباح والتقاط النقاط، فجاءت طهران في المحصلة لتتقدم بالنقاط.

بعيدا عن الأنواء الأميركية والأهواء الخليجية، يعترف الأميركيون أن ايران تتحكم بالايقاع وترسم اطار اللعبة وتحدد قواعد الاشتباك.

لا شيء كثيرا لدى ايران لتخسره، لكن أميركا لديها الكثير الكثير لتخسره اذا ما نشبت الحرب، خصوصا بين حلفائها وأصدقائها في الخليج وما بعد الخليج.

جاءت الوساطة اليابانية بين واشنطن وطهران لتشكل أول المؤشرات على خيار التفاوض، بالرغم من أن السيد الخامنئي رفض تسلم رسالة من ترامب حملها شينزو ابي، إلا أن الحجر الياباني في المياه الراكدة لم يلق من دون هدف. وترامب الذي يزدري بالأوروبيين باستثناء أبناء عمومته الانكليز، لم يعطهم شرف التوسط بينه وبين الايرانيين، بل ترك مهمة التوسط مع ايران لليابان الممنوعة من التسلح والمحرومة من جيش امبراطوري بفرمان أميركي عقب تركيع بلاد الساموراي وإحراق هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة النووية العام 1945، وهي القنبلة التي تمتلكها اسرائيل وليس ايران.

الوضع بين "الشيطان الأكبر"، كما تسمي ايران أميركا، وبين "راعية الارهاب" كما تسمي واشنطن طهران، يختصر بالمعادلة التالية: لا حرب ولا مفاوضات.

العام 1920 وبعد احتلال الفرنسيين لدمشق، قال جورج كليمنصو عن الجنرال هنري غورو الذي دخل دمشق: السياسيون عادة يفاوضون ثم يضربون أما غورو فيضرب ثم يفاوض. في الصراع بين النسر الأميركي والنمر الايراني، ينتظر بعض العرب ضربة لن تأتي وثأرا لن يؤكل ولو باردا، كما يقول الفرنسيون.

وفي الداخل، لقاء ودي ومثمر بين الرئيس عون ورئيس الحكومة و"حزب الله" يريح الحريري سياسيا، والحريري مطمئن إلى العلاقة مع رئيس "التيار الوطني الحر"، والتفاهم الرئاسي تجاوز مطب المزايدات الداخلية وهنات الابن الشاطر وزلات من كانوا يوما على يمين التسوية، في وقت تزداد الهوة اتساعا بين كليمنصو و"بيت الوسط" وبين خلدة والمختارة بسبب عين دارة . في وقت سجل تقارب نقابي والتقاء موضوعي وتقاطع ايجابي بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله"- إلى جانب أحزاب أخرى طبعا- في انتخابات نقابة الأطباء في حالة نادرة من حالات التلاقي والتعاون والتفهم والتفاهم بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" في معارك نقابية انتخابية.

أما الميدان فيبقى للمعركة المفصلية، معركة الحفاظ على الأرض والهوية. معركة تخاض بالموقف والتصميم والايمان، وليس بجلد الذات ودفن الرأس في الرمل والبكاء على الأطلال وندب الحظ السييء. معركة الحفاظ على لبنان وطنا لأبنائه مسلمين ومسيحيين، وليس وطنا بديلا لأحد لا لاجئا ولا نازحا. اليوم حدد جبران باسيل خارطة طريق سعي اللبنانيين: لن نكرر تجربة اللجوء مع النزوح، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد تبريد الوضع السياسي قدر الإمكان وبالتي هي أحسن، يجتمع مجلس الوزراء الثلاثاء في السرايا، وليس في قصر بعبدا، لغايتين حكيمتين: الأولى، لنزع الصفة التقريرية عنه في ما يخص التعيينات، ولمنح طرفي التسوية "التيار الحر" وتيار "المستقبل" المزيد من الوقت، لإنضاج هذا الملف الذي يبشر بصراعات واشكالات كثيرة مع الشركاء، خصوصا أن كل شيء يوحي حتى الساعة أنهما في وارد استبعاد شركائهما في التسوية عن وليمة المحاصصة.

أما الغاية الثانية من عقد الجلسة في السرايا فبديهية، إذ لا ننسى أن شريكي التسوية الرئيس الحريري والوزير باسيل، اقتتلا طويلا وتساجلا بمختلف أنواع الأسلحة، ولم يلتقيا بعد أقله في العلن، والهدنة التي عقدت بينهما تمت بالواسطة، وإن كان الوسيط رئيس الجمهورية.

في سياق متصل تواجه الحكومة استحقاقين سياديين شائكين، يتعلقان بترسيم الحدود مع عدوها اللدود إسرائيل جنوبا، وشقيقتها اللدود سوريا شمالا. وإذا كانت وحدة الموقف الداخلي تسهل مواجهة إسرائيل، فوحدة الموقف حيال سوريا ستخضع للاختبار، والاعتراف بصعوبة الوضع مع سوريا تجلت بوضوح في موقف وزير الدفاع ل"سبوتنيك" الروسية، حيث عول بو صعب على وساطة موسكو لتسهيل ترسيم الحدود البحرية مع سوريا، انطلاقا من مصلحة بترولية اقتصادية ولا أي شيء آخر.

في هذه الأجواء يعود المبعوث الأميركي دايفيد ساترفيلد إلى بيروت مطلع الأسبوع، حاملا معه إجابات إسرائيل عما حمله إليها من موقف لبنان الصارم الرافض أي تجزئة لعملية ترسيم بين البحر والبر.

توازيا، الداخل يتقلب على نار هموم مختلفة، لا تقل أهمية وخطورة عن الملف السيادي، فالمطالب الحياتية والحقوق المادية والمعنوية المكتسبة لقوى الانتاج، لم تجد حتى الساعة حلا يبرد قلق هذه القوى إلى أن مشروع الموازنة لن يطاول جيوبهم، والحكومة في المقابل خائفة من أن عملية استرضاء الناس من خلال شطب البنود الضريبية التي تمسهم، ستنسف منسوب الوفر التي عملت فترة 20 جلسة على تحقيقه، وسترفع نسبة العجز إلى ما يتجاوز 11%، من هنا حيرة القوى النيابية الممثلة في لجنة المال، ومن هنا نوبات الحراسة والاستنفار من قبل المتقاعدين في القوى المسلحة جهارا، ورفاقهم في الخدمة الفعلية سرا، ومن هنا أيضا وأيضا عودة الجمارك إلى الاعتكاف بدءا من الإثنين، ومن هنا فك الإضراب جزئيا وعلى مضض لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، والسبحة تطول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم يتراجع حبس الأنفاس في الخليج، على خلفية الاعتداء على ناقلتي النفط في بحر عمان، فالعالم ينتظر ماذا ستكون عليه ردة الفعل وكشف آخر المعطيات عمن يقف وراء العملية.

في غضون ذلك تبدو السعودية على درجة عالية من الاهتمام لتحديد كيفية التعاطي مع ما جرى، وهي اعتبرت اليوم أنه "لا بد من الاستجابة السريعة والحاسمة لتهديد إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق وثقة المستهلكين، الذي تشكله الأعمال الإرهابية الأخيرة في كل من بحر العرب والخليج العربي، ضد حلقات سلسلة إمداد الطاقة العالمية الرئيسة"... بهذا الموقف تحاول السعودية استدراج الحركة الدولية، الأميركية تحديدا، للحفاظ على ممرات النفط في الخليج.

وفي انتظار استكشاف خارطة طريق لكيفية التعامل مع تطورات الخليج، فإن الداخل يحتاج إلى استكشاف خارطة طريق لأكثر من ملف: فالموازنة تفتتح أسبوعها الثاني بعد غد الإثنين، وفي أرقامها وصفحاتها على مشرحة لجنة المال والموازنة، فإن مجلس الوزراء سينعقد الثلاثاء ليوافق على صرف آلاف مليارات الليرات على القاعدة الإثنتي عشرية، علما أن هذا الصرف كان يجب ان يتوقف اعتبارا من آخر أيار الفائت، لكن الحكومة تحت بند "تسيير المرفق العام" تبيح لنفسها ما ليس مباحا قانونا، متكلة أن لا محاسبة لها في مجلس النواب خصوصا انها على صورته ومثاله.

وفي انتظار متابعة مناقشة الموازنة، موقف لافت مجددا للوزير جبران باسيل من موضوع النازحين حيث سأل: وفق أي معادلة يستأجر لبنان الكهرباء من سوريا ويدفع ثمنها، لكنه لا يجوز له أن يتقاضى رسوم الكهرباء من النازحين السوريين؟. باسيل غمز من قناة وزارة الداخلية حين قال: لا يمكن لأي شخص أو طرف وحتى وزارة الداخلية أن تمنع رئيس بلدية من القيام بواجبه بتطبيق القانون في موضوع النزوح، وعلى الأجهزة الأمنية أن تواكب البلديات وفق ما يفرضه النظام العام.

في المقابل، زعيم المختارة كان بالمرصاد لبعض مضامين الكلمات التي ألقيت في مؤتمر البلديات ل"التيار الوطني الحر"، فغرد قائلا: هل هو مؤتمر للبلديات للتحدث عن الانماءالمتوازن وأزمة النفايات القادمة مجددا، أم هو مؤتمر العنصرية والأحقاد الدفينة؟. جنبلاط سأل عن موقف الحريري من هذا الكلام، فقال: ما هو موقف الشريك في التسوية وفي الحكم؟.

لكن قبل كل هذه المواقف العالية السقف، نتوقف عند فلتان عالي السقف، سلاح متفلت في أحد ملاهي الكسليك، كاد أن يتسبب بمجزرة بين الساهرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دخلت السلطة الجامعة فلم تتعلم، بل شقت صفوف الإضراب وشطرته قرارين. وشق وزير الخارجية جبران باسيل طريقا بين بشري والبترون، فأزعجت لافتاته المرحبة سيدة بشري الأولى التي اتهمته بتصرفات غير قانونية.

وباسيل المتمدد نحو الأرز وطوقه السياسي، كان في الفوروم دو بيروت يمنح البلديات ترخيصا سياسيا لستهيل عودة النازحين من دون العودة الى وزارة الداخلية، لأنهم يطبقون القوانين. ووصف وزير الخارجية معرقلي العودة بالمتآمرين أو المستفيدين. ورأى باسيل أن كل رئيس بلدية لا يطبق القوانين هو متخاذل. وتحدث عن مؤامرة على لبنان ونية دولية لبقاء النازحين في أرضنا. وقال إن كثرا هم مستفيدون وإن هناك مؤسسات آتية بمهمات للترفية، مسميا شبكة ومافيا كبيرة ومنظومة إعلامية مالية سياسية متكاملة لتشجيع عدم العودة.

وما ألمح إليه باسيل فصله بيان للأمن العام، المؤسسة المهتمة حصرا بتنظيم العودة، وقال البيان إن هناك جمعيات ومنتديات مدفوعة الأجر وصاحبة مواقف مسبقة الدفع تعمد إلى تكثيف نشاطها "الإرتجالي" حول الحديث عن ملف النازحين السوريين وجعله موضوعا للإتجار السياسي، وتستعين هذه المنتديات بأشخاص مغمورين ممن يفتقدون إلى أدنى معايير المهنية السياسية والإعلامية والأكاديمية، وهم ممن يتسكعون عند هذا الزعيم أو تلك السفارة أو عند الاثنين معا حتى ليصح فيهم أنهم من الرويبضة حيث التافه يتحدث في الشؤون العامة.

واستنادا إلى موقفي وزارة الخارجية والأمن العام، فإن العرقلة دولية "برسمال محلي" وتشغيل جمعيات بعضها يقبض ثمنا من أوجاع النازحين وعلى حساب لبنان. وشهادة باسيل في هذه الموقعة جاءت في محلها، وهدفها مساواة لبنان ببقية الدول الغربية التي تساومنا على عودتهم إلى أرضنا بدلا من العودة إلى أرضهم الأم.

وبشهادة المؤتمن على الأمن السوري الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، فإن معظم الأراضي السورية باتت آمنة وتسهل عودة اللاجئين، فلماذا نتبرع في لبنان بمواقف تتظلل انسحاب الوفد السوري من مؤتمرات دولية، واختراع بطولات على حساب العودة، وما علاقتنا نحن إذا كان النظام يريد عودتهم أم لا يريد، فنحن أردنا وهذا يكفي.

والبلد المرهق من أزمات عدة، يستقبل مجددا أزمة ترسيم الحدود البحرية، مع عودة الموفد الإسرائيلي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت للمرة الخامسة. والرجل المنهك من السباحة على عمق البلوك التاسع، يحمل معه ردا من تل أبيب لبدء مفاوضات الترسيم، لكنه سيواجه مرة أخرى موقفا لبنانيا مستقيما على خط واحد، تدعمه صواريخ المقاومة، وهذه الصواريخ غير المرئية بالعين المجردة، سوف تساهم في كسب لبنان جولة ما قبل التفاوض، لأن رؤوسها تتطلع إلى بحر فلسطين المحتلة، ومنصات الغاز الإسرائيلية التي تخاف عليها إسرائيل من لمح بصر حسن نصرالله.

ومن مفاوضات بحر الناقورة، إلى شاطئ بيروت الذي شهد اليوم على أول قبضة من محافظ المدينة لإزالة التعديات في الرملة البيضاء، بعدما تبين وجود مطعم ومطبخ ومقهى وفرن للمعجنات واستراحة نراجيل وأكواخ وتخشيبات وميني ماركت وبيوت لتربية الدواجن من دجاج وحمام وبيوت للقطط، كله على شاطئ مؤهل أن يشبه الرمال الذهبية في بلاد أوروبية.

لكن المدينة التي تزيل المخالفات غير الشرعية، تعرض بيروت لمحرقة عليها ألف علامة استفهام. وست الدنيا هي اليوم ست الروائح التي تستعد لحل يعود ريعه للمستفيدين. ورفضا للمحرقة تجمع عدد من الناشطين تقدمتهم النائبة بولا يعقوبيان في ساحة الشهداء، قبل الانتقال إلى وزارة البيئة. وخاطبت يعقوبيان الحارقين بالقول "صفقاتكن بنعرفها وما رح ناكل الضرب من جديد".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 15 حزيران 2019

النهار

التسوية حول حادثة الشويفات والتي وضعت في عهدة رئيس الجمهورية لم تحرك ساكنا، ويقول احد النواب انه راهن على ان المتهم بالحادثة لن يعود الى لبنان بل سيبقى فاراً حيث هو في سوريا.

يستعد نواب لتقديم اقتراح جديد لادارة الصندوق السيادي الذي سيتغذى من اموال النفط والغاز اللبنانيين.

لم يعلق اي مسؤول على اعلان الممثل المسرحي زياد عيتاني العصيان المدني وعدم قيامه بواجباته في تسديد الرسوم والضرائب.

أكد وزير أن ملف التعيينات لا يمكن ان يتم في دفعة واحدة تشمل كل المراكز الشاغرة لانه أمر معقد بعض الشيء.

الجمهورية

اعتبر أحد الوزراء أن حكومة أمضت نحو ساعة لمناقشة "نفس الأرغيلة" هي حكومة لا تبشر بالخير.

لاحظت أوساط سياسية أن الفتور الحاصل بين مرجع بارز ونائب في كتلته نتيجة "المزايدة الملكية" له في بعض التصريحات لم تكن لها خلفيات شخصية.

إستغربت وساط متابعة لملف حساس كيف أن حزباً يخوض معركته في مكان ويغض الطرف في مكان آخر.

اللواء

تسعى دوائر دبلوماسية الى تلمس معلومات من بيروت حول حقيقة ما حدث في بحر عمان.

يبدي مرجعان حرصاً على التفاهم على التعيينات المقترحة لكل الشواغر قبل عرضها على مجلس الوزراء.

حدث انفكاك ملحوظ بين قواعد الاحزاب في صفوف الاساتذة، وممثليهم في الهيئة التنفيذية؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

علي كوراني.. جاسوس زرعه حزب الله في مانهاتن الأميركية

العرب/الأحد 2019/06/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/75843/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%b3-%d8%b2%d8%b1%d8%b9%d9%87-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%87/

يعمل مجتمع الاستخبارات الأميركي على مراجعة تقييمه لمستوى تهديد حزب الله وجواسيسه في الداخل الأميركي، على خلفية ما كشفته تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي مع علي كوراني، الأميركي اللبناني الأصل الذي كان يعيش في شقة في حي برونكس الذي يقع شمال شرق مانهاتن. وكشفت هذه التحقيقات عن معلومات جديدة مقلقة حول مدى انتشار أنشطة حزب الله في الولايات المتحدة وكندا.

واشنطن – في السنوات الأخيرة، كثّف حزب الله من أنشطته خارج حدود لبنان. كان تواجده أكثر وضوحا في الشرق الأوسط، في بلدان مثل العراق واليمن وسوريا، حيث يشرف على تدريب الميليشيات المدعومة من إيران. وبالتوازي مع ذلك، ينشط حزب الله في مناطق أخرى من العالم، وذلك عبر خلايا نائمة وجواسيس يتحركون بحرية من أميركا الجنوبية وآسيا وأوروبا، إلى الولايات المتحدة.

الحديث عن إلقاء القبض على جواسيس تابعين لحزب الله ليس بالأمر الجديد، لكن مع كل قضية جديدة يتم الكشف عن معلومات إضافية حول طريقة عمل الجهاز الاستخباراتي لحزب الله، وتحركات جواسيسه، بما يجعله مصنفا على قائمة التنظيمات الإرهابية في العديد من الدول.

وأحدث القضايا التي يتابعها الأميركيون والعالم منذ سنة 2017، وعادت للواجهة مؤخرا، هي قضية علي كوراني، بائع الأحذية الذي يحاكم بتهمة التجسس لصالح حزب الله في نيويورك.

ظهر اسم علي كوراني (34 عاما) المولود في لبنان، والحاصل على الجنسية الأميركية عام 2009، في وسائل الإعلام بعدما ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض عليه.

ووجهت له تهم الإعداد لجرائم إرهابية من خلال القيام بمراقبة عدد من الأهداف المحتملة لحزب الله، بما في ذلك المبنى الفيدرالي في 26 فيدرال بلازا بمانهاتن، ومنشأة تابعة للحرس الوطني. وذكر أن جهوده كانت في إطار التخطيط لشن هجمات إرهابية على هذه المؤسسات.

نظمت جلسات لمحاكمته في محكمة فيدرالية في مانهاتن. وفي 16 مايو 2019،  أصدرت هيئة محلفين في نيويورك أحكاما على جميع التهم الموجهة ضد كوراني، بما في ذلك تهمة مراقبة مقرّات مكتب التحقيقات الفيدرالي والحرس الوطني التابع للجيش الأميركي ومكاتب الاستخبارات السرية ومخزن سلاح في نيويورك.

وقال جيفري بيرمان، المدعي العام الفيدرالي، “اليوم، أدين كوراني بجرائمه، في محكمة تقع بجوار أحد المواقع التي أراد استهدافها”، في إشارة إلى مبنى جايكوب جافيتس في مانهاتن.

وشملت الأدلة في المحاكمة بيانات استخرجت من كمبيوتر كوراني المحمول وبريده الإلكتروني ومحادثاته على فيسبوك، بالإضافة إلى مواد صودرت من شقته.

تزامن اعتقال كوراني مع اعتقال لبناني آخر يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وهو سامر الدبك الذي يشتبه كذلك في انتمائه إلى حزب الله في ميشيغن.

ويقول ماثيو لفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات بمعهد واشنطن، إن القبض على كوراني والدبك كشف عن معلومات جديدة مقلقة حول مدى انتشار أنشطة حزب الله في الولايات المتحدة وكندا.

استهداف العمق الأميركي

العداء المستمر لأميركاالعداء المستمر لأميركا

في التسعينات، قلّلت وكالات الاستخبارات الأميركية من احتمال هجوم حزب الله على الولايات المتحدة، ما لم تهدده واشنطن مباشرة. وإثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بدأت الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب تؤثر على أنشطة حزب الله.

وبعد مرور عام عن الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي، أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي الكونغرس بأن عناصر حزب الله “كلفوا بمراقبة بعض الأهداف المحتملة في الولايات المتحدة”.

لكن، خلصت تحقيقات مكتب الـ”أف.بي.أي”، إلى أن المهام كانت تهدف إلى التحقق من ولاء بعض الأفراد لحزب الله وإيران. بعد ست سنوات، تم اغتيال عماد مغنية. فاتخذت مهام المراقبة أهدافا أكبر لرغبة حزب الله في الانتقام. ثم تطورت أهداف الحزب بين 2002 و2008.

وعلى مدى السنوات الماضية، أحبطت بعض خطط حزب الله في البيرو وبوليفيا. وكُشفت بعض أنشطة المجموعة المتعلقة بمراقبة بعض مؤسسات الولايات المتحدة وكندا، التي نظمت في إطار الانتقام لموت مغنية. وخلّفت العمليات قلقا من مدى انتشار نفوذ حزب الله.

ويشير ماثيو لفيت، في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، إلى أن عملية القبض على علي كوراني ومحاكمته دفعت مجتمع الاستخبارات الأميركي إلى إعادة النظر في تقييمه لحزب الله.

وعند الإعلان عن اعتقال كورناي والدبك، اتهم مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، نيكولاس راسموسن، حزب الله بالوقوف وراء مجموعة من الهجمات حول العالم. وأشار راسموسن إلى اعتقال كوراني والدبك قائلا، إن أجهزة المخابرات الأميركية تعتقد أن حزب الله، المدعوم من إيران، يسعى إلى تطوير القدرة على الضرب في العمق الأميركي الولايات المتحدة.

ويشير ماثيو ليفت إلى أن كوراني قضّى سبع سنوات كعميل نائم، أين نفّذ بعضا من أنشطته ضمن جماعة الجهاد الإسلامية اللبنانية.

وكان ينتظر تعليماته من شقته في حي برونكس الذي يقع شمال شرق مانهاتن. وشملت مهامه تحديد الإسرائيليين في نيويورك حتى يتمكن حزب الله من استهدافهم والعثور على أفراد يمكنه شراء أسلحة منهم لتخزّنها المجموعة في المنطقة.

وقال النائب العام المساعد للأمن القومي الأميركي جون ديمرز “أثناء تواجده في الولايات المتحدة، عمل كوراني لصالح حزب الله لمساعدته على إعداد هجمات محتملة ضد الولايات المتحدة في المستقبل”.

ولفت إلى أن بعض الأهداف شملت مطار جون كنيدي ومرافق إنفاذ القانون في مدينة نيويورك، بما في ذلك المبنى الفيدرالي بمانهاتن، بالإضافة إلى مستودع للجيش الأميركي.

ولم يقتصر عمل كوراني على الداخل الأميركي بل وصل أيضا إلى الصين، وفق تقرير فورين بوليسي. فقد أرسل حزب الله كوراني إلى الصين لتولي مهمة شراء مواد كيميائية تستخدم لصنع قنابل مثل تلك التي تم اكتشاف استعمالها في تفجيرات في بلغاريا وقبرص وتايلاند.

وأكدت تحقيقات السلطات البلغارية مسؤولية قياديين في حزب الله عن استهداف حافلة سياح إسرائيليين في مطار بورغاس في بلغاريا عام 2012. وأسفر التفجير عن مقتل سبعة أشخاص، من بينهم المفجّر، وخلّف الهجوم 32 جريحا.

بعد ذلك، عثر على مواد كيميائية لصنع القنابل من نفس النوع في تايلاند خلال نفس السنة. وفي قبرص في عامي 2012 و2015، خلال عمليات تفتيش هناك. كما أرسل حزب الله كوراني في مهامّ إلى كندا.

ويقول ليفت إن كوراني وصف نفسه في مقابلات مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه جزء من “خليّة نائمة”.

من هو علي كوراني

علي كوراني متهم بمراقبة عدد من الأهداف المحتملة لحزب الله، بما في ذلك المبنى الفيدرالي في 26 فيدرال بلازا بمانهاتن ومنشأة تابعة للحرس الوطنيعلي كوراني متهم بمراقبة عدد من الأهداف المحتملة لحزب الله، بما في ذلك المبنى الفيدرالي في 26 فيدرال بلازا بمانهاتن ومنشأة تابعة للحرس الوطني

قالت إحدى المساعدات للمدعي العام الأميركي، أماندا هول، إن كوراني تلقى تدريبات في معسكرات تابعة لحزب الله منذ أن كان مراهقا يبلغ من العمر 16 عاما.

وأكدت أنه تدرّب على جمع المعلومات الاستخباراتية واستعمال بعض الأسلحة والتعامل مع المحققين. وأضاف المدعون أنه غرس جذوره في حي برونكس استجابة لأوامر تلقاها من حزب الله، بعد أن نجح في الحصول على الجنسية الأميركية سنة 2009.

وتمكن كوراني من الإقامة قانونيا في الولايات المتحدة بفضل والده. وفي عام 2013، تقدم بطلب للحصول على بطاقة سفر تسمح له بعبور الحدود الأميركية الكندية أو الولايات المتحدة المكسيكية ببطاقة الهوية الوطنية.

بهذه الطريقة، إذا صادرت السلطات جواز سفره الأميركي أثناء سفره إلى الخارج، فإنه سيستطيع التسلل إلى الولايات المتحدة عن طريق السفر إلى كندا أو المكسيك بجواز سفره اللبناني وعبوره إلى التراب الأميركي برا باستخدام بطاقته الشخصية.

وبحسب السيرة الذاتية التي نقلتها مجلة فورين بوليسي، فقد ولد كوراني في لبنان سنة 1984.

وينتمي إلى عائلة معروفة بصلاتها مع حزب الله. وشبّه مكتب التحقيقات الفيدرالي عائلته بـ”عائلة بن لادن” في لبنان. وتمكن من الانضمام إلى معسكر تدريب لمدة 45 يوما، أين تعلَّم إطلاق الرصاص ببندقية إيه كيه- 47 (كلاشنيكوف)، بالإضافة إلى عدد من التكتيكات العسكرية الأساسية.

جنّده حزب الله في صفوف الوحدة المسؤولة عن التجسس والأنشطة خارج لبنان، المعروفة بـ910 سنة 2008، أي قبل شهر من اغتيال أحد کبار قادة حزب الله العسكريين عماد مغنية، بينما تبيّن لاحقا أنها عملية أميركية إسرائيلية مشتركة.

ويقول ماثيو ليفت إن انتداب كوراني يظهر تطلع حزب الله إلى إعادة بناء شبكاته الدولية، حتى قبل موت مغنّية.

نظم حزب الله تشييعا لعماد مغنية، وصوّر شريط فيديو لهتافات الحشود المطالبة بالانتقام لاغتياله. وهدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله إسرائيل حينها بـ”حرب مفتوحة”، مشيرا إلى أن حزب الله مستعد لخوضها. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ نشاط كوراني السري ضمن ذراع حزب الله في الخارج. وقال لمكتب التحقيقات الفيدرالي إن حزب الله أراد الانتقام لموت مغنية.

وفي سنة 2013، قبض على كوراني وبحوزته 190 زوجا من الأحذية بعد أن تخطى إشارة مرور حمراء في كوينز. وبحسب المدعين، كانت الشرطة تراقبه في تلك الفترة بعد أن بدأ قناعه يتهاوى. ومنذ سبتمبر 2016، اتصل مكتب التحقيقات الفيدرالي بكوراني لتنظيم عدّة اجتماعات.

وبعد أن أخذت زوجته أطفالها وانتقلت إلى كندا، تقابل كوراني مع أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقدم لهم معلومات مع بعض الشروط.

القائد المجهول

الحزب الذي يموّل نفسه من العمليات المشبوهةالحزب الذي يموّل نفسه من العمليات المشبوهة

تقول هول إن كوراني، أراد من مكتب التحقيقات أن يجمعه بأولاده، وأن يمنحه وظيفة عالية الأجر وشقة في بناية ذات حارس.

لكن معلومات كوراني لم تحمل قيمة كافية لمكتب التحقيقات الذي قرر اعتقاله بدلا من ذلك، خاصة بعد ما تأكد لديه أن كوراني حجب عددا من المعلومات الأساسية وحاول استغلال هذه الاجتماعات للحصول على معلومات من المكتب.

وشغلت كندا مكانة هامة في خطط كوراني. وفي سنة 2012، تزوج من مواطنة كندية لبنانية. ولم يكن كوراني مقرّبا من زوجته وأولاده، وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الغاية من إقامة روابط عائلية في كندا كانت حتى لا يثير الشبهات عند سفره إلى هناك أكثر من مرة، لتنفيذ تعليمات حزب الله.

ومن المعلومات التي أمدّ بها كوراني الـ”أف.بي.أي”، الطرق التي يستخدمها لتمرير رسائل إلى حزب الله، وذكر أن الرسائل تترك في أماكن متفق عليها، لكن دون أن يعرف أفراد حزب الله في نفس العملية بعضهم البعض.

ووفقا لما وصفه كوراني لمكتب التحقيقات الفيدرالي فإن “القاعدة الذهبية” لوحدة 910 هي: “كلما كانت معرفتك أقل كان ذلك أفضل”.

ويشير ماثيو ليفت إلى أن كوراني كان أحد العناصر التي أتقنت عملها في الوحدة 910.

وجاء في اعترافاته أنه كان يتعامل مع رجل يعرفه باسم فادي، كان يرتدي قناعا أثناء اجتماعاتهما.

وكان فادي هو الذي يعطي التعليمات لكوراني وهو الذي حثه على الحصول على الجنسية الأميركية. ووصف كوراني فادي بأنه “مسؤول عن العملاء في كل من الولايات المتحدة وكندا”، وأكد دوره في هجوم بلغاريا سنة 2012.

حزب الله.. مهمة تدريب الميليشيات الموالية لإيرانحزب الله.. مهمة تدريب الميليشيات الموالية لإيران

وتمثلت إحدى مهام كوراني في جمع معلومات مفصلة عن مطارين دوليين وهما مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك ومطار تورونتو بيرسون الدولي. وتبرز سجلات سفره مروره عبر مطار كينيدي 19 مرة، وعبر بيرسون سبع مرات.

وقال كوراني لمكتب التحقيقات الفيدرالي إنه قدم تفاصيل لحزب الله حول الإجراءات الأمنية، والزي الرسمي الذي يرتديه ضبّاط الأمن، وما إذا كانوا مسلّحين. وركز على نقاط الخروج ونقاط التفتيش الأمنية ومواقع الكاميرات والإجراءات المتعلقة بالأمتعة والأسئلة التي تطرح على المسافرين.

وبعيدا عن المراقبة، طلب كوراني بعض المعلومات من موظفي المطار، حيث كان بعضهم يقدمون معلومات لحزب الله بينما لم يتفطن آخرون لذلك. وذكر كوراني كمثال موظف مطار في كندا قدم معلومات عن أمن المطار الكندي عن غير قصد.

كان الاثنان يدخنان معا، أين أجاب موظف المطار على أسئلة كوراني بعفوية. ووفقا لتصريح المدعي العام الأميركي، فقد كان حزب الله “يفكر في طريقة تمكنه من نقل العملاء والأسلحة والمواد الممنوعة الأخرى عبر المطارات، من لبنان إلى كندا، ومن لبنان إلى الولايات المتحدة”.

ويروي أحد الذين شاركوا في الاستجواب أحداث أحد اللقاءات التي جمعت كوراني مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، قائلا إن كوراني “صرح بأنه عضو في الوحدة 910، التي تخضع لسيطرة إيران”.

ووفقا لكوراني، تقدم الوحدة تقاريرها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مباشرة، لكن الحرس الثوري الإيراني يشرف على عملياتها.

وتعتبر الوحدة 910 التابعة لحزب الله اللبناني، الذراع الطولى للحزب، وهي المكلفة بعمليات الاغتيالات الخارجية. ويتم اختيار المقاتلين المنتمين إلى هذه الوحدة بعناية فائقة.

وقال كوراني إن “الإجراءات التي من شأنها أن تستهدف حزب الله أو المصالح الإيرانية ستوقظ الخلية أيضا”. وذكر كمثال احتمال اندلاع حرب مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.

 

مطارنة موارنة جدد

موقع البطريركية المارونية/15 حزيران/2019

1. انتخب سينودس الكنيسة المارونية المقدس سيادة المطران بولس عبد الساتر رئيسًا لاساقفة بيروت، خلفًا لسيادة المطران بولس مطر بداعي بلوغه السنّ القانوني.

وانتخب خلفًا له معاونًا ونائبًا بطريركيًا الاب انطوان عوكر، المدبّر والنائب العام في الرهبانية الانطونية ورئيس دير مار روكز – الدكوانة.

2. عيّن غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالتشاور مع اعضاء المجمع الدائم، سيادة المطران يوحنا- رفيق الورشا النائب والمعاون البطريركي، معتمدًا بطريركيًا لدى الكرسي الرسولي ورئيس المعهد الحبري الماروني في روما، خلفًا لسيادة المطران فرنسوا عيد لبلوغه السنّ القانوني.

وانتخب السينودس المقدس خلفًا له المونسنيور بيتر كرم، كاهن رعية مار مارون في كليفلاند (اوهايو) بالولايات المتحدة الاميركية.

هذه نبذة عن سيرة حياة المطرانين الجديدين:

المطران انطوان عوكر

مواليد الليلكي- بيروت في 28 كانون الاول 1964، دخل الرهبانية الانطونية بعمر 24 سنة بعد ان انهى دروسه لدى الفرير في مدرسة مون لاسال، ثم في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية ونال اجازة في الرياضيات وعلّمها في ثانويات قبل دخوله الرهبانية. سيم كاهنًا في 10 آب 1996. درس الفلسفة واللاهوت في الجامعة الكاثوليكية في ليون – فرنسا ونال اجازتين فيهما، ثم اجازة تعليمية في اللاهوت الكتابي ودكتورا من الجامعة نفسها. ومن بعدها تابع دروسًا كتابية ولغات قديمة في المدرسة البيبلية الفرنسية في القدس. درّس مادتي الكتاب المقدس واللغة اليونانية في الجامعة الانطونية وجامعة الروح القدس الكسليك ومعهد العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف وفي جامعة الحكمة ومعهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت.

يتكلم الفرنسية والانكليزية. يعرف اللغات القديمة السريانية واليونانية والعبرية.

- مسؤوليات في الرهبانية: عميد كلية العلوم اللاهوتية والدراسات الرعائية وكلية العلوم البيبلية والمسكونية والاديان في الجامعة الانطونية، وادارة تحرير مجلة حياتنا الليتورجية.

- رئيس دير مار اشعيا برمانا. وحاليًا مدبّر اول ونائب عام ورئيس دير مار روكز الدكوانة.

- له خبرة راعوية في رعية مار الياس – انطلياس. وعمل كمرشد وطني لجماعات ايمان ونور في لبنان.

- له عدة مؤلفات ومجموعة من المقالات بالفرنسية والعربية.

المطران بيتر كرم

من دبل – الجنوب، مواليد بيروت في 5 ايلول 1959، وحامل الجنسية الاميركية. دخل المدرسة الاكليريكية في غزير ثم اكليريكية سيدة لبنان في واشنطن، واكمل في جامعتها الكاثوليكية الدروس اللاهوتية حائزًا على اجازة في اللاهوت. وسيم كاهنًا في سانت لويس (ميسّوري) بتاريخ 2 كانون الثاني 1988. تابع الاختصاص بالفلسفة في جامعة ميونخ بالمانيا (1996-2000) وحاز على شهادة دكتورا. خدم عدة رعايا في ابرشية سيدة لبنان – كاليفورنيا، وكان آخرها رعية مار مارون منذ 2005.

أُسندت اليه مهمات متعددة على صعيد الابرشية منها: نائب اسقفي لشؤون الكهنة، وعضو في المجلس الكهنوتي والمجلس القانوني ومجلس المستشارين، ومدير مكتب التنشئة الدائمة للكهنة، ومكتب حماية القاصرين.

يتكلم اللغات العربية والانكليزية والالمانية والفرنسية.

صادر عن المكتب الاعلامي في الكرسي البطريركي الماروني – بكركي اليوم

www.bkerki.org

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة

 

ميراي عون "زعلانة".. وستقاطع بعبدا!

الكلمة أونلاين/15 حزيران/2019

علم موقعنا أن أوساط نيابية في تكتل لبنان القوي تردد في عدد من المجالس ان "المستشارة الأولى لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم تقلل من حضورها في قصر بعبدا، وقد تتجه الى مقاطعة قصر بعبدا وعدم متابعة المهام الموكلة اليها، وذلك اعتراضا على اداء رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل، حيث ان رئيس الجمهورية ميشال عون يدعمه في كل مواقفه ولا يأخذ بملاحظاتها في عدة مجالات، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.وبحسب الأوساط أن "زعل المستشارة الأولى لرئيس الجمهورية مرتبط أيضأ بعدم تمثيلها في الحكومة بوزير يعبّر عن سياستها ورؤيتها، كما كان الأمر عليه في الحكومة السابقة".

 

بالأرقام: هذا ما أضافه النازحون السوريون إلى الاقتصاد اللبناني

د.فادي شامية/جنوبية/15 يونيو، 2019

بعيداً عن الموجبات الانسانية والدينية والقومية، ومع الاقرار الكامل بعبء النزوح، ومخاطره، وسلبياته المختلفة؛ إلا أن الحقائق والأرقام لا ينبغي أن تكون ضحية لموجات العنصرية والتخويف من اللاجئين السوريين في لبنان. الأرقام تشير إلى أعباء ومنافع، وإلى مشكلات وفرص، غير أن الإيجابيات الاقتصادية المتعلقة بملف النزوح مغيبة عن الرأي العام كلياً تقريبا، على سبيل المثال لا الحصر:

– قيمة المساعدات التي تم سدادها لاحتياجات اللاجئين في لبنان من برامج الأمم المتحدة، وفقا للبنك المركزي اللبناني هي: 1.096.740.353 (حوالى مليار ومئة مليون دولار) وذلك عن العام المنصرم 2018 فقط، والأرقام عن الأعوام السابقة متقاربة منذ العام 2013 .

– وفقاً لدراسة معهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية: “101 من الحقائق والأرقام حول أزمة اللجوء السوري”؛ فإن المضاعف الاقتصادي لكل دولار دخل السوق المحلية هو 1.6 دولار في حجم الاقتصاد، وأن 44% من المساعدات وصلت نقداً وصرفت بالكامل في لبنان، وأن ما يجنيه السوريون أو يتقاضونه من مساعدات أممية أو أهلية، أو يحوّل إليهم من أقاربهم في الخارج؛ يسهم في الدورة الاقتصادية ويزيد من الاستهلاك، وقد كان سببا – وما زال- في تأخير الانهيار الاقتصادي في لبنان .

– وفقا للدراسة إياها؛ فإن ما انفقه السوريون كبدلات إيجار؛ بلغ في العام 2012 (وهو اليوم أكثر بكثير) 378 مليون دولار ذهبت لمؤجرين لبنانيين، وأسهمت في تحريك جزئي للقطاع العقاري المتعثر، ويلحق ذلك بطبيعة الحال البدلات التي تدفعها كل أسرة لبنانية؛ الكهرباء والماء والهاتف ومصروفات البيت المعتادة.

– وفر وجود السوريين آلاف فرص العمل للبنانيين لدى المفوضية العليا للاجئين، والجمعيات المرتبطة بها، فضلاً عن توظيف لبنانيين في الإدارات الحكومية لمتابعة شؤون السوريين، كما استفادت “المجتمعات المضيفة” (بلديات وتجمعات بشرية) من مساعدات مختلفة بسبب وجود النازحين.

– بلغ عدد الطلاب السوريين في المدارس الحكومية للعام الدراسي 2018/2019 – 213.358 طالبا بينهم نحو 59000 في الدوام الصباحي؛ تتقاضى الدولة اللبنانية تكاليف تعليمهم بالكامل من المفوضية العليا للاجئين واليونيسف، عبر “وحدة برنامج التعليم الشامل” في وزارة التربية اللبنانية؛ ما يوفر 12000 فرصة عمل أستاذ لبناني.

– يستفيد القطاع الصحي اللبناني من التغطية المالية للمفوضية العليا للنازحين؛ التي تغطي تكاليف المستشفيات وأجور الأطباء لآلاف العمليات الجراحية التي تغطيها شهريا؛ ما يسهم في تعزيز مكانة هذا القطاع.

– أكثر من 80% من العمالة السورية في لبنان هي في قطاعات؛ الزراعة والبناء والمهن الخدمية التي لا يعمل فيها اللبنانيون أصلاً، وهي مهن يجيز أكثرها قانون العمل اللبناني، ويشغلها عمال أجانب منذ ما قبل أزمة النزوح (مع فارق أن الاموال كانت تحول للخارج قبل النزوح، فيما ينفقها النازحون على أسرهم في لبنان حاليا).

حماية الاقتصاد اللبناني حق، لكن العنصرية عار.

 

مياه الضاحية تهدرها القساطل المهترئة وتختلط مع الرمال!

قاسم شرف الدين/جنوبية/15 يونيو، 2019

بدأنا منذ سنة حملتنا الإصلاحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بامكاناتنا المتواضعة فنحن ليست لدينا قدرة إلا بتحريك الملفات عبر وسائل الإعلام المختلفة ، وقد التمسنا تجاوباً ملحوظاً في بعض الملفات ورأينا إنجازات مقبولة على مستوى بعض القضايا التي طرحناها ، وإن كان البعض رجمنا بحجارة الهجر واللعن والبراءة ! وعند الله نحتسب أنفسنا وحماة أصحابنا. لم يُقصِّرْ سكان ضاحية بيروت الجنوبية في تأدية الواجب الوطني بدفع ما تتطلبه منهم شركة المياه من خلال دفع الاشتراك السنوي وما يرافقه من مستلزمات مالية، ولكن الشركة تكافئ هؤلاء بتدني مستوى الخدمة.

ففي السنة الماضية ومع دنو فصل الصيف وبسبب أو دون سبب قامت الشركة بضَخِّ مياه المجارير ورمال مترافقة مع مياه الشركة، وضَجَّتْ يومها الأوساط الشعبية في الضاحية من فداحة الحدث، وكاد الحدث يومها أن يشكل كارثة صحية فقامت يومها الدنيا وقعدت لتنفي الخبر، ولكن الواقع ما أمكن تكذيبه، بل تواتر الخبر على ألسنة الناس وجاء هذا التواتر ليؤكد ما جرى! وقد كانت شحة الأمطار إحدى ذرائع القيمين والمسؤولين يومها! وهي حجة لا تبرر الحدث؛ وفي كل عام تقوم الشركة بضَخِّ الرمال المترافقة مع المياه دون القيام بتصفية المياه كما تفعل الشركات التي تحترم نفسها، وفي هذه السنة ومع دخول الصيف تتكرر الحادثة دون رقيب أو حسيب وكأن مواطني الضاحية من الدرجة العاشرة وغيرها من المناطق من درجات متقدمة في الممواطنة! وهناك ملف ما زلنا نثيره دون الاستجابة من المعنيين، وهو ملف قليل الكلفة قياساً على وعود انتخابية أطلقها الساسة في ملفات أخرى مشابهة ، ألا وهو ملف إصلاح قساطل المياه المنفجرة التي تقدر بالآلآف والتي تتسرب منها المياه تحت الطرقات وإلى جانب الأرصفة في مختلف شوارع وأزقة ضاحية بيروت الجنوبية، مضافاً إلى ملاحقة العيارات المفتوحة والشفاطات المتوزعة على عدد كبير من أبنية الضاحية والتي تقدر بعشرات الآلآف، إلى جانب نزيف المياه المتواصل من طابات المياه المتهالكة التي تقدر بعشرات الآلآف أيضاً، إلى جانب البيوت التي تستخدم المياه دون رقيب وحسيب وبدون اشتراك في شركة مياه بيروت وضواحيها! ولا ننكر أن نظير هذه المشكلات موجود وبقوة في بقية المناطق اللبنانية وفي بعضها بقوة كبيرة وفاحشة دون رادع من خوف من الله ولا حسيب ورقيب من الناس! وهذه الأزمة عامة البلوى في كل لبنان، ولكننا نتكلم عن منطقتنا بشكل خاص ، فمعالجة هذه المعضلة المزمنة منذ الحرب الأهلية وما بعد انتهاء الحرب الأهلية لا تحتاج سوى إلى فريق عمل متواضع من اتحاد بلديات الضاحية للصيانة وتغريم المخالفين وهذا يعود بريع يكفي لسد نفقات الإصلاحات المرتقبة. فلماذا قعدت الهمم عن مواجهة هذه المشكلة التي بحلها تؤمن وفراً كبيراً في المياه قد يحول دون انقطاع المياه صيفاً وشتاءً عن أهلنا في الضاحية التي قدمت أكثر من غيرها لبقاء الوطن وحماية حدوده الجنوبية والشمالية؟ فلماذا هذا القعود؟

كم ذا القعود ودينكم

هدمت قواعده الرفيعة

 

من يريد التعامل مع اغتيال الشيخ الجرار على أنه حادث سير وليس جريمة لها ما بعدها؟

علي الأمين/جنوبية/15 يونيو، 2019

تقبلت الجماعة الاسلامية وابناء منطقة العرقوب وشبعا التعازي في بيروت امس الجمعة بالشهيد محمد قاسم الجرار، الشيخ الجرار الذي جرى اغتياله في "عملية منظمة ومحترفة" كما يصف مصدر أمني، في جريمة جرى تنفيذها في بلدة الشهيد شبعا، يتولى منصب مسؤول الجماعة الاسلامية في البلدة، ويشرف على أحد مراكزها الاجتماعية في الجنوب، الذي يعنى بالشؤون الاجتماعية وأوضاع اللاجئين السوريين. في مشهد تقبل التعازي في بيروت بمسجد الخاشقجي، كانت حشود المعزين كبيرة، بحيث شهدت منطقة قصقص امتدادا الى البربير والطريق الجديدة، والغبيري عصر امس ازدحاما أمتد لساعات، وكان مفتي الجمهورية الشيخ دريان في مقدمة المعزين بالإضافة إلى مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الى جانب مفتي حاصبيا، كما شارك النائب قاسم هاشم، والنائب نهاد المشنوق، الى عدد من قياديي تيار المستقبل. ووفد يمثل حزب الله ضم النائب أمين شري والشيخ عبد المجيد عمار. كما قدم التعازي السيد علي فضل الله.

على أن اللافت في التعازي الى الحشد الكبير، الغضب والانفعالات التي عبر عنها بعض الحاضرين لا سيما مع دخول مفتي الجمهورية الى قاعة التعازي وخلال القاء كلمته، فاسئلة بعض الحضور كانت تشكيكية بالتحقيقات الجارية،  عبر أحد الحاضرين بأن “جريمة تستهدف السنّة لن ينكشف مرتكبوها”. وفي كلمة أمين عام الجماعة الاسلامية خلال التعازي، أكد على أن ليس جديداً استهداف الطائفة السنية، التي تحمل على عاتقها حماية البلد والاستقرار وعدم الانجرار إلى الفتنة، وشدد على ضرورة كشف المرتكبين.

مفتي الجمهورية أكد “إننا لسنا طائفة نحن أمة وشهداؤنا سقطو من أجل الإسلام ومن أجل الوحدة، وفي سبيل حفظ الأمة”

وقوبلت كلمة المفتي بإطلاق التكبيرات. وفي ظل غياب اي معلومات مهمة حول التحقيق الجاري من قبل شعبة المعلومات، الى أن المعلومات المتداولة حول جريمة الاغتيال، تظهر أن الشهيد تم اغتياله قنصاً، أثناء استدراجه للخروج من مركز الرحمة مساء الأحد عبر اتصال هاتفي من هاتف في استراليا، وكان طلب من المتصل بحسب مصادر معنية، أن يقوم بتصوير المركز من الخارج، في سبيل إعداد ملف يتصل بدعم مالي للمركز، علماً ان المتصل كان أجرى اتصالاً أكثر من مرة مقدما نفسه كمتبرع. الملاحظ في سياق الطبيعة الاحترافية للعملية، أنها تمت من خلال إطلاق أربع رصاصات دقيقة الإصابة وأصابت الشهيد في مقتل، فيما حرص منفذ عملية القنص على إزالة كل آثار الجريمة في الموقع الذي كان يتحصن به وهو ينفذ جريمته، بحيث أن بقايا الرصاص الفارغ اختفى، ولا آثار أقدام للجاني.

التعازي بالشيخ الجرار

وكنا أشرنا في مقالة سابقة، الى أن الشهيد، كان تلقى رسائل تهديد غير مباشرة واتصالات مشبوهة، قبل أشهر وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية المعنية بالأمر في حينه، ولكن من دون أن يحقق ذلك اي نتيجة.

ثمة ملاحظة مثيرة للانتباه أيضاً هو أن وسائل الإعلام لم تولي أهمية موضوعية في متابعة الجريمة، ويقول قيادي في الجماعة الاسلامية ل “جنوبية” أن قضية الاعتداء على ناشط في مشروع سد بشري وهي قضية تستحق الاهتمام، إلا أنها حظيت باهتمام يتجاوز بأضعاف الاهتمام الإعلامي بقضية اغتيال الشيخ الجرار، وهذا ما يثير الريبة” ويتابع القيادي ان مواكبة هذه القضية إعلاميا شبه منعدمة، على رغم ما تحمله من أبعاد خطيرة، ولفت آلى أنّ ثمة احتقاناً لدى الناس المصابين بهذا الاغتيال، وثمة مخاطر جدية من أن تكون هذه الجريمة بداية لسلسلة اغتيالات أو جرائم المقصود منها تفجير ما…

ستة أيام مرت على جريمة اغتيال الشهيد الجرار، وقد لا تكون كافية لكشف المجرم بعد، ولكن المقدمات لا تدفع إلى التفاؤل بالوصول إلى المجرم الحقيقي، كما قال ل “جنوبية” أحد أصدقاء الشهيد، ولا سيما من الناحية السياسية، والتي انعكست على الاعلام، وقال ان ثمة طريقة تعامل مع الجريمة وكأنها حادث سير ادى الى سقوط قتيل. اغتيال الجرار يفرض في طبيعته لجهة الشخص ومسؤوليته السياسية والاجتماعية، ولجهة المنطقة التي جرى الاغتيال فيها، اي منطقة على مثلث الحدود اللبنانية والإسرائيلية والسورية، ومنطقة ذات غالبية سنية في محيط شيعي، والأهم أن هذه المنطقة تخضع لنفوذ أمني خاص من قبل حزب الله.

كل هذه المعطيات يجب أن تدفع نحو المزيد من الضغط والجهد من أجل كشف القتلة، لأنها جريمة ويجب أن يعاقب مرتكبيها اولا، ولأنها قد تكون مقدمة لجرائم أخرى تستهدف مواطنين عاديين أو حزبيين ثانيا، ولأنها جريمة قد تكون لها أبعاد فتنوية في منطقة شديدة الحساسية الأمنية والاجتماعية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تسعى لإجماع دولي وتتعهد حماية الملاحة في مياه الخليج

إيران استهدفت طائرتين أميركيتين بصاروخين... وكارتر دعا ترامب لتدخل عسكري وغراهام طالبه بـ"إيلامها"

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/15 حزيران/2019

أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان أن الادارة الاميركية تركز على بناء اجماع دولي، عقب الهجمات على ناقلات النفط في بحر عمان الخميس الماضي، والتي ألقت واشنطن باللوم فيها على إيران.

وقال إنه ومستشار الامن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يشتركون في نفس الهدف. وبينما جددت الولايات المتحدة التزامها بدعم حرية الملاحة، حمّل الرئيس دونالد ترامب ايران، المسؤولية عن الهجمات، قائلا لشبكة “فوكس نيوز” إن “ايران فعلتها.. وتعلمون أنها فعلتها لانكم رأيتم القارب”، مشيرا إلى نشر الجيش الاميركي مقطع فيديو، يظهر ضلوع “الحرس الثوري” الايراني في الهجوم الذي استهدف الناقلة النرويجية فرنت ألتير والناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس في خليج عمان عند مدخل الخليج. وحين سئل كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع وقوع المزيد من الحوادث من هذا النوع قال ترامب: “سنرى”، مضيفا أن أي خطوة لاغلاق مضيق هرمز لن تستمر طويلا، لكنه أبدى استعداده للتفاوض، قائلا “نريد أن نعيدهم لطاولة التفاوض.. أنا مستعد عندما يكونون مستعدين.. لست في عجلة”. وقال البيت الابيض ان ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ناقشا الهجمات في اتصال هاتفي اليوم. بدوره، كشف مصدر في “البنتاغون” أن “الحرس الثوري” الإيراني أطلق في الأيام الماضية وعلى دفعتين، صاروخين روسيي الصنع من طراز “سام” في اتجاه طائرتين أميركيتين من دون طيار في “أجواءٍ معينة” فوق مياه الخليج، ومن دون أن يتمكن من إصابتهما. وفيما شدد وزير الدفاع الأميركي السابق آشتون كارتر، على ضرورة التدخل العسكري ضد إيران لمعاقبتها، طالب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الرئيس دونالد ترامب برد قوي، قائلا “أغرق البحرية الإيرانية.. اجعل طهران تشعر بالألم”، مقترحا إغراق سفن ومهاجمة أحد مصافي التكرير الإيرانية. من جانبها، نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن قاربا ايرانيا أطلق صاروخا على طائرة مسيرة أميركية قبيل الهجمات التي استهدفت ناقلتي النفط في خليج عمان، مضيفا أن الطائرة المسيرة الأميركية رصدت اقتراب قوارب إيرانية من الناقلتين قبل ساعات من وقوع الهجومين، والصاروخ أرض- جو الذي أطلقه القارب الإيراني على الطائرة MQ-9 المسيرة سقط في البحر.

وأكد أن كل الخيارات مطروحة بعد الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، قائلا إن إيران قطعت أول 11 ثانية من بداية الفيديو الذي التقطه الجيش الأميركي لقارب عسكري إيراني، لتظهر أنها تحاول أن تنقذ البحارة. كما أشار إلى أن ادعاءات إيران بأنها حاولت إنقاذ البحارة من السفينتين المعطوبتين مجرد افتراءات كاذبة، مؤكدا أن حلفاء بلاده في الخليج راضون عن الموقف الأميركي تجاه إيران. وبينما دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تحقيق مستقل في الهجمات، وقال لمجلس الامن الدولي إن “العالم لن يستطيع تحمل مواجهة كبرى في منطقة الخليج”، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عقب لقائه غوتيريس الوضع في الخليج بـ “برميل بارود”، مشيرا إلى أن إيران تمثل مشكلة في المنطقة، قائلا “لا أعتقد ولو لدقيقة أو للحظة واحدة أن أي بلد عربي يحاول عرقلة الممرات البحرية أو أن يطلق النار على نفسه في قدمه”. من جانبهم، دعت الصين والاتحاد الاوروبي وغيرهما جميع الاطراف الى ضبط النفس، وقالت ألمانيا ان مقطع الفيديو الذي نشرته الولايات المتحدة لا يكفي لتحميل ايران المسؤولية، بينما أعربت بريطانيا عن قناعتها بأن إيران تقف وراء الحادث، وأعرب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن قناعته بوقوف “الحرس الثوري” الإيراني وراء الهجمات، قائلا: “أوصلتنا تقديراتنا إلى نتيجة أن إيران تتحمل المسؤولية عن هذه الهجمات بصورة شبه مؤكدة “، مضيفا أنه “لا توجد دولة أخرى ولا جهة غير حكومية يمكنها بمقاييس العقل أن تأتي في الحسبان عند النظر في الأمر”. إلى ذلك، شركات للتأمين البحري ان تكاليف التأمين على السفن التي تمر عبر الشرق الاوسط ارتفعت بنحو 10 في المئة، مع احتمالات لمزيد من الزيادة في التكاليف اذا تصاعدت التوترات في المنطقة.

 

السعودية: تصرفات إيران ليست عقلانية ونطالب برد سريع وحاسم وطالبت "جي 20" برد سريع وحاسم على تهديدات الطاقة وسلمت سريلانكا 5 متهمين بتفجيرات عيد القيامة

الرياض – وكالات/15 حزيران/2019

وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير تصرفات إيران باللاعقلانية، مؤكدا على أنه لا أحد يريد الحرب، لكن الأمر يعود لطهران. وشدد الجبير في حديث مع شبكة “سي إن إن” الأميركية على ضرورة أن تقرر إيران إن كانت “ثورة أم دولة”، مشيرا إلى أن الأمر يرجع إلى الإيرانيين “لأنهم يقومون بالتصعيد”. وقال: “أوضحنا للإيرانيين عن طريق رسائل، وأميركا أيضا وجهت رسائل عن طريق دول أخرى، مفادها أن لا أحد يريد الحرب، ويجب على الإيرانيين ألا يميلوا إليها”، مضيفا أن “الرسالة كانت واضحة بأننا سندافع عن اهتماماتنا ولن نسمح لإيران بالقيام بالعنف ضدنا، ونريد تجنب الحرب بجميع الطرق، لأن الجميع يخسر في الحرب”. وأكد أن المملكة تتفق مع الولايات المتحدة في أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، مشيرا إلى أن الجميع يحاول تجنب الحرب باستثناء إيران.

وقال إن الرياض تجري مشاورات مع واشنطن وحلفائها حول الخطوة المقبلة، مشيرا إلى أن “العالم يجب أن يوصل لإيران رسالة مفادها أن أعمالها العدوانية وهجومها على السفن التجارية وتوفيرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية، مثل حزب الله، غير مقبولة”. من جانبه، شدد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، على ضرورة الرد بشكل سريع وحاسم على اعتداءات بحر عمان، مشددا أثناء اجتماع وزراء الطاقة والبيئة لدول مجموعة العشرين “G20” بمدينة كارويزاوا اليابانية أمس، على أنه “لابد من الاستجابة السريعة والحاسمة لتهديد إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق وثقة المستهلكين الذي تشكله الأعمال الإرهابية الأخيرة في كل من بحر العرب والخليج العربي، ضد حلقات سلسلة إمداد الطاقة العالمية الرئيسة”. في غضون ذلك، أكد رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل، إن مقاطعة قطر لم تؤثر في “هامش المناورة” الخليجية مع إيران، قائلا لـ”فرنسا 24: “أعتقد بالعكس إن كان عمل شيء واحد فهو أظهر الأمور على حقيقتها، ففي السابق كانت قطر تلعب على الطرفين تجامل من هنا وتعمل من هناك، والآن أصبح الأمر واضحا جدا، هناك قطر مع إيران والبقية مع دول مجلس التعاون”.

وتابع أن “من يهدد السلام في منطقتنا هي إيران، بتدخلاتها غير المشروعة في دول عربية مختلفة من ضمنها اليمن والعراق والبحرين وسورية ولبنان ودون داع، لأنه ليس هناك أي مبرر لوجود القوات الإيرانية والميليشيات التي أنشأتها وتدعمها في هذه المشاكل”. وعما إذا كان هناك باب للتفاوض، قال: “كما سمعت في مؤتمر مكة للجامعة العربية ودول مجلس التعاون مدت يديها لإيران مرات عدة للتفاوض، وللأسف الأنشطة الإيرانية تمنع من أن يكون هناك قيمة لهذا التفاوض”.

على صعيد آخر، نفت هيئة مكافحة الإشاعات أمس، إعفاء رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ من منصبه، مؤكدة عبر “تويتر” أن “الأمر الملكي المتداول عن إعفائه غير صحيح، ومصدره أحد المواقع المزيفة التي تدار من الخارج، ضمن حملة الإشاعات التي تشنها بعض هذه المواقع المجهولة ضد السعودية”. إلى ذلك، أعلنت شرطة سريلانكا أنها احتجزت خمسة مشتبه بصلتهم بتفجيرات عيد القيامة، التي أسفرت عن مقتل نحو 250 شخصا، بعدما تم ترحيلهم من من مدينة جدة السعودية. وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكيرا، إن “الخمسة هم الزعماء الباقون للجماعة الارهابية التي نفذت هجوم 21 أبريل”، مضيفا أن “أحدهم وهو محمد ميلهان القيادي البارز في جماعة التوحيد الوطنية، كان من الممكن أن يصبح الزعيم المقبل”. من جهة أخرى، وفيما تواصلت الإدانات الدولية للهجوم الحوثي الإرهابي على مطار أبها الدولي، وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الهجوم بأنه “جريمة حرب واضحة”، بينما دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان، ووصفه بأنه تصعيد خطير وعمل إرهابي يستدعي أن يسارع المجتمع الدولي برد صارم وحاسم ورادع لحماية خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

 

الإمارات تطالب المجتمع الدولي بتأمين الملاحة ووصول الطاقة

أبوظبي تلتزم مكافحة خطاب الكراهية وتطلق أول رائد فضاء عربي إلى المريخ

أبوظبي، عواصم – وكالات/15 حزيران/2019

دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أمس، المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة، مؤكدا أن التحقيقات بشأن الهجوم على أربعة ناقلات نفط قبالة ساحل الفجيرة الشهر الماضي، تشير إلى أنهاعملية تفجير من خارج السفينة تحت مستوى المياه، وتمت عبرعملية منضبطة تدل على دولة. وقال الشيخ عبد الله بن زايد خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية بلغاريا إيكاترينا زاهاريفا في بلغاريا، إن “التقنية التي تم استخدامها في الهجوم على ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات غير موجودة عند جماعات خارجة عن القانون، بل هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة”، مضيفا “إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة محددة”. وشدد على ضرورة أن يعمل الجميع لتجنيب المنطقة التصعيد وإعطاء فرصة لصوت الحكمة، موضحا أنه من الخطأ عدم مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي السابق مع إيران، مشيرا إلى “أن هناك أصوات تخلف وتطرف تريد أن ننظر للماضي ولا تريد أن ننظر إلى المستقبل”. ولفت الوزير إلى ضرورة أن تكون تدفقات النفط من المنطقة آمنة وطبيعية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي. من جانبها، نقلت قناة “العربية” عن وزير الخارجية الاماراتي، قوله إن بصمات إيران واضحة على الهجمات التي استهدفت الناقلات الأربع يوم 12 مايو. على صعيد آخر، بحث الشيخ عبدالله بن زايد في صوفيا، مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف، في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى مستجدات المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا تطلع الإمارات إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع بلغاريا، فيما أكد بوريسوف أهمية زيارة الشيخ عبدالله بن زايد ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية. من جانبه، اعتبر وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن مصداقية وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تتضاءل، قائلا عبر “تويتر” إن “إشارة وزير الخارجية الايراني ظريف الى الفريق باء هزلية، وتتضاءل مصداقيته يوما بعد يوم”، مضيفا أن “العلاقات العامة ليست بديلا حقيقيا للسياسات البناءة. وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء”. وجاءت تغريدة قرقاش ردا على تغريدة لظريف، قال فيها إن “بعض التفسيرات الخاطئة تستلزم توضيحا، الفريق باء يخرب الديبلوماسية ويعتم على الارهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران”. بدوره، أكد أمين عام مجلس حكماء المسلمين سلطان الرميثي، التزام الإمارات بمكافحة خطاب الكراهية في جميع وسائط الإعلام وتأمين سلامة المواقع الدينية. من جهة أخرى، أكد رئيس وكالة الفضاء فى الامارات محمد أحبابي، أن بلاده ستطلق أول رائد فضاء الى محطة الفضاء الدولية في المريخ خلال شهرين، فى مهمة علمية وبحثية مهمة ولإجراء تجارب هناك، مشيرا إلى وجود تنسيق وتعاون فضائي مع السعودية ومصر، وأن الامارت ستقوم ببناء واطلاق قمر صناعي عربي بتكلفة 100 مليون درهم. من ناحية أخرى، رفضت محكمة العدل الدولية طلب الامارات باتخاذ اجراءات فورية ضد قطر، لحمل الدوحة على رفع حجب موقع إماراتي يسمح للقطريين المطرودين من الامارات بالحصول على تصاريح للعودة، كما أمرت المحكمة كلا من الامارات وقطر، بالامتناع عن اتخاذ أي اجراءات من شأنها تصعيد أو تمديد النزاع أمام المحكمة”.

 

الدفاع الجوي السعودي يعترض طائرة مسيّرة أطلقتها المليشيا الحوثية باتجاه أبها

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 حزيران/2019

أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت مساء اليوم من اعتراض وإسقاط طائرة مسيّرة بدون طيار "درون" أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه أبها. وأوضح العقيد المالكي أن "الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية تحاول استهداف المنشآت المدنية والأعيان المدنية في محاولات بائسة ومتكررة، دون تحقيق أي من أهدافهم وأعمالهم العدائية اللامسؤولة، حيث يتم كشف وإسقاط هذه الطائرات". وأضاف: "إننا إذ نؤكد حقنا المشروع باتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع هذه الأعمال العدائية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".

 

«عرب سات» ترحب بحكم القضاء الفرنسي ضد «بي إن سبورتس»

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 حزيران/2019

رحبت منظمة الاتصالات الفضائية العربية (عرب سات)، بحكم رئيسة المحكمة المدنية في باريس، الصادر الخميس الماضي، والمتعلق بادعاءات مجموعة «بي إن سبورتس» القطرية وفرع المجموعة في فرنسا. وأكدت المنظمة، في بيان رسمي، اليوم (السبت)، أن «حكم القضاء الفرنسي برفض جميع ادعاءات (بي إن سبورتس) ضد (عرب سات) يأتي تأكيداً على سلامة موقف (عرب سات) من كل الاتهامات ومحاولات تشويه السمعة التي قادتها المجموعة القطرية الإعلامية، التي سعت من خلالها إلى ربط منظمتنا بالكيان المشبوه المقرصن (بي أوت كيو)». كانت مجموعة «بي إن سبورتس» قد رفعت دعوى للقضاء الفرنسي لتأكيد علاقة «عرب سات» بتوزيع بث قناة «بي أوت كيو». وأوضحت المنظمة، في البيان، «تعتبر (عرب سات) أن إدانة القضاء الفرنسي لشركات (بي إن سبورتس) والحكم عليها بدفع غرامات غير مسبوقة، وتحميل المجموعة القطرية كامل النفقات، هو يوم ناصع من أيام العدالة وإحقاق الحقيقة، ونفي كل التهم الزائفة والباطلة التي حاولت مجموعة (بي إن سبورتس) القطرية إلصاقها بنا، للتغطية على فشلها التقني في حماية فضائها الإعلامي». وتابعت المنظمة: «وفي الوقت الذي نرحب فيه بالحكم الذي صدر لصالح (عرب سات)، نؤكد على احتفاظنا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد (بي إن سبورتس) ومسؤوليها التنفيذيين وجميع من يتناقل هذه الأخبار المكذوبة حول الحكم الصادر لصالح (عرب سات)».

 

الزياني: هجوم خليج عمان يهدد إمدادات العالم من الطاقة

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 حزيران/2019

وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، اليوم (السبت)، الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان، بـ«التصعيد خطير وخرق لكل الأعراف والقوانين الدولية، وتهديد مباشر لحرية الملاحة وإمدادات العالم من الطاقة».

وأكد الزياني أن هذا الهجوم «عمل إرهابي يستدعي أن يسارع المجتمع الدولي برد صارم وحاسم ورادع لحماية خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية من العالم، لأن الهجوم عرّض الأمن والسلم الإقليمي والدولي للخطر». وأضاف أنه ينبغي على الأمم المتحدة بكافة منظماتها المعنية أن تعمل على محاسبة وردع كل من يسعى إلى تعطيل والإضرار بحركة التجارة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية وتعريض الاقتصاد العالمي لتحديات جسيمة وتداعيات خطيرة. وتأتي تصريحات الزياني وسط توترات غير مسبوقة في المنطقة، بعد هجوم جديد استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا إيران بالمسؤولية عنه. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حديث لقناة «فوكس نيوز»: «إنهم فعلوا ذلك، لأننا رأينا القارب وهم يحاولون إزالة اللغم».

ونشرت القيادة المركزية الأميركية شريط فيديو في وقت متأخر مساء أول من أمس يظهر قارباً إيرانياً يقترب من إحدى ناقلتي النفط لإزالة لغم لم ينفجر، ويبدو في الفيديو شخص (يُعتقَد أنه من «الحرس الثوري» الإيراني) يزيل هذا الجسم (اللغم) من هيكل ناقلة النفط «كوكوكا». وجاء الهجوم بعد نحو شهر على هجوم تخريبي استهدف أربع سفن تجارية، بينها ناقلتا نفط سعوديتان، وأخرى نرويجية، قبالة إمارة الفجيرة بدولة الإمارات. وحمّل جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي طهران مسؤولية الاعتداء.

 

سلطنة عُمان: الحادثان ضد الناقلتين وقعا خارج مياهنا الإقليمية

مسقط – وكالات/15 حزيران/2019

أكدت سلطنة عمان أن الحادثين اللذين تعرضت لهما ناقلتا النفط بخليج عمان الخميس الماضي، وقعا خارج المياه الإقليمية العمانية. وذكر مركز الامن البحري العماني في بيان “انه في اطار متابعة حادثي ناقلتي النفط، أفادت معلومات مركز الامن البحري في السلطنة بتعرض الناقلتين احداهما تحمل علم بنما والأخرى تحمل علم جزر مارشال لحادثين بحريين”، موضحا ان الحادثين وقعا خارج المياه الإقليمية العمانية، مشيرا إلى أن الأول وقع على بعد 82 ميلا بحريا فيما وقع الثاني على بعد 8. 66 ميل بحري. وأشار الى انه استجابة الى نداءات الاستغاثة من الناقلتين وبالتنسيق مع مراكز الامن البحري الإقليمية والدولية، قامت السلطنة بإرسال سفينتي انقاذ تابعتين للبحرية السلطانية العمانية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة الى تسيير سلاح الجو السلطاني العماني طائرة استطلاع بحري. من جانبها، أكدت الخارجية العمانية، أن السلطنة تتابع باهتمام بالغ التصعيد العسكري والأحداث الميدانية المرتبطة بالحرب في اليمن، وآخرها الهجوم الذي تعرض له مطار أبها الإقليمي بالسعودية.

 

الشرطة الإيرانية تقمع احتجاجات ضد الغلاء وتدهور الأحوال المعيشية

طهران – وكالات/15 حزيران2019

شهدت مدن إيرانية عدة أمس، تظاهرات واحتجاجات غاضبة ضد الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، واجهتها السلطات بعنف في بعض المناطق. وبث ناشطون عبر مواقع التواصل، مقاطع من تظاهرة حاشدة في مدينة كازرون التابعة لمحافظة فارس، جنوب إيران، تُظهر قيام عناصر الشرطة بمهاجمة المحتجين وضرب بعضهم بالهراوات وسط اشتباكات محدودة. وبدأت التظاهرات بعد إعلان أصحاب المحلات في بازار المدينة إضرابا عاما، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وضعف قدرة الناس على شراء السلع الأساسية، وقال ناشطون إن قوات الأمن اعتقلت نحو ثلاثة من الشباب المحتجين وسط هتافات من قبل المتظاهرين بإطلاق سراحهم. وفي مدينة مشهد، مركز محافظة خراسان، شمال شرق إيران، عمّ إضراب عام بازار المدينة خاصة في سوق آزاد شهر، بحسب مقاطع بثها ناشطون عبر مواقع التواصل. يذكر أن البنك الدولي توقع في تقريره “الآفاق الاقتصادية العالمية” الأسبوع الماضي، أن النمو السلبي للاقتصاد الإيراني سيصل قريبا إلى 4.5 في المئة، مرجعا السبب الرئيسي للنمو السلبي لاقتصاد إيران إلى العقوبات الأميركية، وخاصة الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية، والذي يقضي على عائدات البلاد وقدرة حكومتها على تمويل المشاريع ودفع تكاليف الدعم.

 

قطر وإيران تريدان تعزيز العلاقات “أكثر من السابق”

وكالات – أبوظبي/15 حزيران/2019

 أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن الدوحة وطهران ترغبان في تعزيز العلاقات مع الدوحة أكثر من السابق.

وقال روحاني خلال لقاء مع الشيخ تميم بن حمد، على هامش الاجتماع الخامس لقادة مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا “سيكا” في عاصمة طاجيكستان، إن “تعزيز العلاقات مع دول الجوار والصديقة، خاصة قطر، من الأولويات الثابتة في السياسة الخارجية لإيران”، مضيفا أن “العالم الإسلامي بحاجة إلى الوحدة، وبدون شك فإن إيران وقطر يمكنهما، عبر التعاون، بذل الجهود في هذا الشأن”. ووصف الرئيس الإيراني علاقات إيران وقطر بـ”الأخوية والودية وفي مصلحة شعوب المنطقة”، قائلا: “هناك إمكانات كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي يجب الاستفادة منها فيما يخدم شعبي البلدين”. من جانبه، أكد أمير قطر أن بلاده “تعتقد أن حل جميع الخلافات في المنطقة ممكن فقط عبر الحوار والتعاون الجماعي ومتابعة السبل السياسية”، مشددا على أن “الدوحة مستعدة لتعزيز علاقاتها مع طهران”.

 

آلاف السعوديين يهجرون “تويتر” إلى منصة تواصل جديدة

الرياض، عواصم – وكالات/15 حزيران/2019

 تسبب تدفق نحو مئتي ألف مستخدم من السعودية يشعرون بالاحباط مما يقولون إنها رقابة من موقع “تويتر”، في تعطل شبكة التواصل الاجتماعي الصغيرة “بارلر”، التي تصف نفسها بأنها مساحة تعتمد على حرية التعبير”. وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في “بارلر” جون ميتس، إن انشاء كل تلك الحسابات الجديدة بشكل غير متوقع منذ يوم الاحد الماضي رفع العدد الاجمالي لمستخدمي “بارلر” الى نحو مثليه وأدى الى تعطل بعض الوظائف. وأدى تدفق المستخدمين الى وجود توليفة غير معتادة من المستخدمين على “بارلر”، الذي كان في الاغلب موطنا لانصار الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ بدء تشغيله قبل عام، وخلص تحليل أجرته وكالة “رويترز” ومجموعة “سيتيزن لاب” الكندية للأبحاث، إلى أن العديد من المستخدمين الجدد جاءوا من السعودية، وروجوا لانتقالهم، بوسوم “هاشتاغ” يتهمون فيها “تويتر” بخنق حرية التعبير عن طريق حظر مستخدمين بشكل تعسفي. وكتب “بارلر” في منشور على حسابه الخاص على الموقع، يقول “أوضحت الحركة الوطنية في السعودية أن شركة التكنولوجيا الكبيرة تفرض رقابة عليها بمعدلات لم نشهدها من قبل في الولايات المتحدة…دعونا نرحب بهم ونحن نناضل جميعا من أجل حقوقنا معا”. وكتب مستخدم سعودي يدعى بن هباس له نحو 109 آلاف متابع على “تويتر”، في منشور على “بارلر” قائلا “من الرائع أن أكون هنا يا شباب. لم يعد تويتر وغيره من المنصات الرئيسية مكاننا بعد الآن. مئات الحسابات السعودية تحذف كل يوم بدون سبب”. وحذرت واحدة من أوائل المغردات السعوديات اللواتي أنشأن حسابا على “بارلر” وتدعى نادية بنت فهد، من أن “إدارة تويتر ستتلقى درسا لن تنساه”.

 

العسكري السوداني”: حكومة تصريف أعمال في السودان خلال أسبوعين/النائب العام: لم يتم التشاور معنا في فض الاعتصام

الخرطوم، عواصم- وكالات/15 حزيران/2019

 افادت مصادر قريبة من المجلس العسكري الانتقالي في السوان، إنه “سيعلن تشكيل حكومة تصريف أعمال في البلاد خلال أسبوعين”. وقالت المصادر، إن الاعلان عن تلك الحكومة سيتم سواء تم الاتفاق مع قوى إعلان الحرية والتغيير أو لا، بشأن إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.

في سياق آخر، قال النائب العام السوداني، الوليد سيد أحمد، أمس، إنه وجهت إليه الدعوة لحضور اجتماع للمجلس العسكري لمناقشة إشراف النيابة على خطة لتطهير منطقة مجاورة لموقع اعتصام في وسط العاصمة. وأضاف “في حضورنا لم يتم نقاش فض الاعتصام”، الذي وقع في الثالث من يونيو الجاري.

وتابع، إن الاجتماع الذي حضره للمجلس العسكر ناقش فض كولومبيا فقط، وهي منطقة مجاورة لمقر الاعتصام. وأضاف “تمت دعوتنا لاجتماع بشأن تنظيف وإخلاء كولومبيا التي كانت بؤرة للجريمة، وأوضحنا للمجلس أنه ليس هناك ما يمنع، وكلفنا ثلاثة وكلاء نيابة بمرافقة الشرطة، وقام وكلاء النيابة بعملهم بمهنية، ولم يتم إطلاق رصاصة، وغادروا بعد ذلك مباشرة”. وتابع الوليد سيد أحمد “تواجدنا في الميدان لمدة 25 دقيقة، أسعفنا المصابين وانسحبنا (..) كنا على بعد 40 مترا تقريبا، ولم ندخل مكان الاعتصام”. وأشار النائب العام، إلى أنه شكل لجنة للتحقيق في أحداث فض الاعتصام، والتحريات جارية الآن”، ملوحا باستقالته حال أي تدخل أو ضغوط. الى ذلك، يقوم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، اليوم، بزيارة إلى السودان، حيث يلتقي رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقيادات من حركة الاحتجاج. ودخلت الولايات المتحدة على خط الوساطات في السودان، وقال مساعد وزير الخارجية المكلف بشؤون أفريقيا تيبور ناغ أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة بعد فض الاعتصام وجرائم القتل والاغتصاب التي صاحبته، محذرا من فوضى في السودان شبيهة بالأزمة الليبية أو الصومالية، معبرا عن خشيته من عودة النظام السابق في السودان. من جانب أخر، قام وفد من مفوضية حقوق الإنسان، بزيارة سجن كوبر، الذي يقبع فيه الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وأكثر من 20 معتقلا آخرين من نظامه.ونقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن “البشير يقبع في غرفة صغيرة بها سريران، حيث كان معه رئيس البرلمان السابق، أحمد إبراهيم الطاهر، الذي أُطلق سراحه”. وحسب المصادر، فإن “البشير يتلقى الرعاية الطبية بانتظام وأطباؤه يشرفون على ذلك، وهو يكثر من القفشات والضحكات”. وكانت وكالة الأنباء السودانية ذكرت أن النيابة العامة أنهت تحقيقاتها مع البشير ووجهت إلى الرئيس المعزول 3 تهم تتعلق بالفساد. وقال النائب العام، أمس، إن الرئيس المعزول سيحال إلى المحاكمة بعد فترة استئناف مدتها أسبوع.

 

التحالف العربي يقصف “دفاعات جوية” في صنعاء

عدن – وكالات/15 حزيران/2019

أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أنه استهدف أهدافاً عسكرية نوعية في صنعاء. وذكر التحالف في بيان، ليل أول من أمس، أن الاستهداف شمل منظومات دفاع جوي، مؤكداً أن تدمير أهداف القدرات النوعية الحوثية يحقق الأمن الإقليمي والدولي . وأوضح أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مؤكداً اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة لحماية المدنيين، ومناشداً المدنيين عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة في صنعاء. على صعيد آخر، أعلن الجيش اليمنى أن قواته أحرزت أول من أمس، تقدمات جديدة في مديرية باقم شمال غرب محافظة صعدة، بعد أن شن هجوماً واسعاً، على مواقع عدة لميليشيا الحوثي. وفي الحديدة، أفاد الجيش في بيان، أول من أمس، بمقتل نحو 40 عنصراً من المتمردين الحوثيين خلال اليومين السابقين. وجاءت عمليات القتل خلال إحباط هجمات في محافظة الحديدة، التي تشهد هدنة أممية منذ 18 ديسمبر العام 2018. وقال المتحدث باسم الجيش مأمون المهجمي إن “الحوثيين بدؤوا هجماتهم على مواقع في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، واستمرت لنحو 24 ساعة متواصلة، تلتها هجمات متكررة في أوقات متفرقة حتى اليوم التالي”. وأضاف إن الهجمات صاحبها قصف عنيف بأنواع القذائف والصواريخ كافة، في محاولة للسيطرة على بعض المواقع والتقدم باتجاه الخط الساحلي. وأكد صد الجيش في منطقة الجبلية، هجمات الحوثيين وتكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مضيفاً “بلغت خسائر الحوثيين خلال اليومين الماضيين، نحو 40 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفي المقابل جرح سبعة من جنود الجيش”. واعتبر أن “العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون تدل على سعي للقضاء على اتفاق السويد والهدنة الأممية، في تحدٍ واضح وصريح للمجتمع الدولي”.

 

الجزائريون يتظاهرون ويحتفلون بتوقيف مسؤولين سابقين

الجزائر- وكالات/15 حزيران/2019

 تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة الجزائرية أول من أمس، وللأسبوع الـ17 على التوالي، مطالبين برحيل النخبة الحاكمة ومحاكمة المسؤولين السابقين المرتبطين بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. واحتفل المتظاهرون في تجمع هذا الأسبوع بالقبض على العديد من المسؤولين ورجال الأعمال السابقين المرتبطين ببوتفليقة بتهم الكسب غير المشروع، وطالبوا بمزيد من الإجراءات. وكتب متظاهرون على إحدى اللافتات عبارة “بنيتم السجون وستسجنون هناك جميعا”. وسار المتظاهرون عبر شوارع وسط العاصمة الجزائر التي كانت مسرحا لاحتجاجات حاشدة منذ فبراير. وكانت المحكمة العليا أمرت يوم الخميس الماضي بإيداع رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال الحبس المؤقت بسبب مزاعم الكسب غير المشروع. كما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية دون تفاصيل أن الشرطة ألقت القبض على المدير العام لشركة سوفاك الخاصة وهي شريك لشركة فولكس فاغن الألمانية، في مصنع لتجميع السيارات في ولاية غليزان بغرب البلاد مراد عولمي، فيما يتعلق بمزاعم فساد. وأمرت المحكمة العليا يوم الأربعاء الماضي بحبس رئيس وزراء سابق آخر هو أحمد أويحيى مؤقتا فيما يتصل بمزاعم عن تورطه في فساد، وأمر قاض عسكري بحبس سعيد، شقيق بوتفليقة الأصغر.

 

ترامب: لست متعجلاً لإبرام اتفاق مع كوريا الشمالية

واشنطن – وكالات/15 حزيران/2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه ليس متعجلاً لإبرام اتفاق مع كوريا الشمالية بشأن برنامجيها للأسلحة النووية والصواريخ البالستية، بعد أيام من تلقيه خطابا من زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

وردا على سؤال في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أول من أمس، بشأن انتهاكات العقوبات على كوريا الشمالية، قال ترامب إن “الجميع يحاولون انتهاك العقوبات”، مضيفاً ان العقوبات تضر كوريا الشمالية، وأن الولايات المتحدة تواصل فرضها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب" يترقّب.. ولن يتدخّل إلّا في حرب واسعة  

جورج حايك/الجمهورية/السبت 15 حزيران/2019

مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران إثر انفجارات استهدفت ناقلتي نفط عملاقتين محمَّلتين بالخام في بحر عُمان، تساءل كثيرون حول مشاركة «حزب الله» في أيِّ نزاع قد ينشأ في المنطقة دعماً لإيران. يبدو «حزب الله» المدعوم إيرانياً في وضوح على كل المستويات، هادئاً ومراقباً للأوضاع التي تتجه إلى التأزّم بين الولايات المتحدة وإيران، وكأنه ملتزمٌ استراتيجيّة حدّدتها القيادة الإيرانيّة تقضي بتجنيبه أيَّ دور في المرحلة الحالية التي يتركز فيها النزاع على ضربات إيرانية موضعيّة للمصالح الأميركية وحلفائها في المنطقة، كضرب ناقلات النفط ومنشآتٍ خليجية للسعودية والإمارات.

لم يشارك «حزب الله» في هذه الضربات، بل يظهر دور بارز للحوثيين فيها، وخصوصا في مهاجمة خط انابيب سعودي بصواريخ تنقلها طائرات بلا طيار، إضافة إلى مهاجمة مستودع أسلحة سعودي في نجران، المدينة القريبة من الحدود مع اليمن. وجاء توقيت هذه العمليات مع انتهاء مهلة 60 يوماً حدّدتها طهران لأوروبا بغية التوصّل إلى آلية بديلة لضمان بيع نفطها في موازاة العقوبات الأميركية عليها.

إختيار إيران للحوثيين -لا «حزب الله»- لم يأتِ من العدم وليس مفاجِئاً، فاستخدامُها لميليشياتها تقرّره الظروف والوسائل المتاحة. فالحوثيون منخرطون في الحرب ضد السعودية واستخدامهم لا يؤدي إلى تداعيات سلبية كما لو تمّت الاستعانة بـ»حزب الله» المرتبط بواجب المحافظة على الاستقرار في لبنان. وتعتبر إيران أنّ كلفة استخدام «حزب الله» في مثل هذه العمليات مرتفعة في الوقت الحاضر، وبالتالي تعمل على تجنيبه المشاركة في حربها الباردة ضد الولايات المتحدة.

في المقابل، من المتوقع أن يزداد دورُ الحوثيين في المرحلة المقبلة، وهذا ما يُعتبر خياراً ذكياً لأنّ أيَّ ردٍّ سيكون مسرحه اليمن لا إيران، والضربات الموجّهة للسعودية تكتيكيّة ويتمّ اختيارُها بمنتهى الدقة بدلاً من التعرّض مباشرة للمصالح الأميركية ما قد يؤدي إلى ردة فعل شديدة.

في موازاة الاعتماد على الحوثيين، تتفّهم إيران وضعيّة «حزب الله» وظروفه، وتعلم أنّ أقل مشاركة له في النزاع ستؤدي إلى تدخل إسرائيلي، ومن المؤكّد أنه سيعرّض استقرار لبنان الهشّ للخطر، مع ما يستتبعه من إضعافٍ لاقتصاده شبه المنهار، وسيتسبّب في حرب إقليمية واسعة لا تريدها إيران.

ولا يغيب عن بال قادة «حزب الله» أنه لا يحظى بدعم رسمي وشعبي في لبنان للقتال مباشرة لمصلحة إيران، لذلك خططت القيادة الإيرانية جيداً لدرجات الضرورة التي تقتضي منها استخدام كل الميليشيات التابعة لها في المنطقة. فبعد الحوثيين قد يأتي دور الميليشيات العراقية التي تشكّل ورقة رابحة أخرى في مرحلة لاحقة في استهداف مصالح أميركيّة في العراق.

أما «حزب الله» فلا حاجة لمشاركته حالياً في النزاع الذي يدور ببطء مع واشنطن من وجهة نظر إيران، فيما حدّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بنفسه المرحلة التي تستوجب تدخّل حزبه في النزاع، مؤكداً من أنّ أيَّ حرب ضد طهران «لن تبقى عند حدود إيران، بل ستشعل كل المنطقة»، منبِّهاً الى أنّ هذا يعني أنّ المصالح الأميركيّة «ستُباح» و»جميع الذين تواطأوا وتآمروا سيدفعون الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود». ولم يكتفِ نصرالله بالتلميحات، بل كان أكثرَ وضوحاً بقوله: «نحن لدينا في لبنان صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي الذي تستطيع أن تغيّر وجه المنطقة والمعادلة».

إذاً لن تكون هناك مشاركة لـ»الحزب» إلّا في حال اندلاع حرب كاملة بين الولايات المتحدة وإيران، وربما تأتي مشاركتُه إذا قررت حكومة النظام السوري الردّ على إسرائيل بسبب احتلالها مرتفعات الجولان وخصوصاً أنّ «الحزب» راسخ بعمق في جنوب سوريا بالمقاتلين والسلاح.

لكن بعد انفجار ناقلتي النفط قد لا يكون كما قبله، وربما تفلت الأمور من عقالها وتنزلق المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق، والعدائية بين الولايات المتحدة وإيران قد تجرّ الجميع إلى حرب كبيرة قد لا تُحمد عقباها.

 

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري  

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 15 حزيران/2019

في مقابل اعتراف بعض النواب من كِتل السلطة بضرورة الدفاع عن مشروع قانون الموازنة بلا اقتناع ثابت، هناك من يجرؤ على الخوض في عملية تشريح واسعة لها، فيما تستعد المعارضة لاقتناص الفرصة لتقول كلمتها فيه، بغض النظر عن مواقف الآخرين. فهامش الحركة أمامهم رحب وواسع. وهذه عيّنة من مناقشات تنتظرها ساحة النجمة قبل الوصول الى مراجعة المجلس الدستوري.

قد لا يعترض 127 نائباً في المجلس النيابي، إذا وقفوا امام المرآة، على موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، عندما امتعض من شكل المناقشات النيابية ومضمونها، منذ إقرار مشروع قانون الموازنة في الحكومة وإحالته الى المجلس النيابي، وتحديداً تلك التي انتقدت بشدة مواد مهمة فيه وطالبت بتعديلات جذرية. فالحريري تكلّم بكل اللغات الصحيحة، في القانون والدستور، وكل ما يقول به النظام البرلماني الديموقراطي عند توصيفه كل ما صدر من كتل نيابية ممثلة في الحكومة، التي أشبعت المشروع درساً وتمحيصاً على مدى 19 جلسة قبل توليده.

فحكومة «الى العمل» هي البنت البكر لهذا المجلس، ويمكن إعتبارها «مجلس إدارة» انتخبه البرلمان ليدير اعمال السلطة التنفيذية، متنازلاً سلفاً عن مهمته التشريعية والرقابية، في ظل تحكّم الكتل النيابية الكبرى الممسوكة بيد من حديد بالهيئتين التشريعية والتنفيذية، والتي لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة. فالإستشارت النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية، سمّت رئيسها في «عملية انتخابية» كاملة المواصفات، وحققت التوافقات السياسية ثمارها في توزيع الحقائب السياديّة والخدماتيّة والعاديّة، فتعزّز منطق المحاصصة بأبهى مظاهره بحبل قاد الى ولادة طبيعية امتدت 9 أشهر.

على هذه الخلفيات، يمكن قراءة «فسيفساء» المواقف النيابية التي أُحصيت الى الآن. فإلى مواقف الكتل المعارضة وبعض النواب المستقلين سُجّلت «هفوات نيابية» عدّة. فبعض من دخلوا الى المجلس على صهوة الكتل الكبيرة عبّروا عن مواقف لا تتناسب ومواقف الوزراء ممثليهم في الحكومة. ولذلك يمكن القول، انّ بعضهم خرج علناً عن توصيف رئيس الحكومة لمجرى المناقشات، بعدما اكتشفوا انّ مشوار الوصول الى تحقيق مطالبهم من مشروع القانون في الحكومة لم ينتهِ بعد. فالفشل الذي مُنيت به اقتراحاتهم في الميدان الحكومي دفعهم الى خوض المواجهة مرة أخرى في ساحة النجمة التي تحوّلت مسرحاً آخر لهم بلا حرج.

فنواب كتلة «الوفاء للمقاومة» جاهروا بنيتهم شطب وتعديل بعض المواد مما تضمّنه مشروع القانون، ولاسيما منها تلك المتصلة بفرض ضريبة الـ 2% على المستوردات. وعلى وقع مواقفهم المعلنة التقوا مع كتلة نواب «التنمية والتحرير»، على رفض كل ما يمسّ جيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسّط، علماً انّ مثل هذه المواقف ستستدرج آخرين تحت قبّة البرلمان الى صفوفهم، فبعضهم يهوون في حال كانت الجلسات الخاصة بالمناقشات علنية ان يخاطبوا «جماهيرهم» بلغة المزايدات الديماغوجية.

وإلى ملاحظات الثنائي الشيعي ومن سيستدرجونه الى الموقع عينه، هناك مجموعة من الضباط المتقاعدين العسكريين النواب الذين دخلوا الى المجلس، كلٌ على صهوة حصان يطارد الآخر، التقوا على الدفاع عن مكتسبات زملائهم المتقاعدين في اكثر من مكان. فإلى رفضهم الإقتطاع من رواتب زملائهم نسبة مئوية لمصلحة الإستشفاء والطبابة، رفضوا ايضاً إخضاعهم لضريبة الدخل. وسبق لهم ان سجّلوا موقفاً موحداً، في محطة جمعت اعضاء من كتلة نواب «حزب الله» و»القوات اللبنانية» و»التيارالوطني الحر» ومستقلين، في مواجهة زملاء من كتلهم وممثلين لهم من اعضاء الحكومة.

والى هذه المواقف النافرة لا يمكن تجاوز مواقف أخرى لنواب أمعنوا في توصيف المشروع بما يتناقض مع ادّعاء زملاء لهم بـ»الإنجاز الكبير»، فيصرّون على ضرورة التوصل الى موازنة عادلة وشفّافة تعيد الإنتظام المالي الى مصاريف الدولة ووقف الصرف الكيفي وفق القاعدة الإثني عشرية وضرورة إنجازها بكل المواصفات الدستورية والقانونية، بما فيها تأكيد أهمية البت بـ»قطع الحساب المفقود» منذ أعوام. وكل ذلك ينطلق على خلفيّة انّ المشروع الذي بين ايديهم لا يتطابق مع كل هذه المواصفات.

وعلى المقلب الآخر، يقف نواب المعارضة ويستعدون مجموعات وأفراداً الى قول ما لم يقله احد في المشروع بعد. فهو في نظرهم بعيد بُعد الأرض عن الشمس عن المقاربة التي يمكن ان تحقق الهدف المنشود من الموازنة، وتحديداً في حسن تقدير الواردات بلا فوارق جسيمة، وفي مواجهة الفساد وسدّ ابواب الهدر والتهرّب الضريبي، ما لم يلامس المشروع الأموال «الغميقة» المهدورة «المقوننة» منها وغير المقوننة، ومعالجة وضع القطاع العام والحدّ من انفلاشه، وضرورة إخراج الموظفين الذين أضافهم بعض «الوزراء النافذين» الى ملاكات الدولة ومؤسساتها منها، منذ آب العام 2017 تاريخ صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب، الذي حظّر التوظيف في القطاع العام.

مع استثناء وحيد يتمثّل بعدم المسّ بأولئك الذين تطوّعوا او تعاقدوا مع المؤسسات الأمنية والعسكرية، بعدما توسّعت وازدادت مهماتها على كل المستويات الأمنية والإجتماعية والإدارية، أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة السورية، وانفلاش مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، عدا عن الحاجة الى مواجهة الإرهاب المتمثّل بمجموعات تتخفّى داخل البلاد وأخرى مرشّحة للتسلّل اليها. وبالتأكيد، سيكون نواب المعارضة مرتاحين اكثر في التعبير عن رأيهم ما لم يُستتبع المشروع بقطع الحساب، الذي صُرف النظر عنه في موازنة 2018 شرط إبرازه في موازنة 2019، مع ضرورة التنبّه الى إدارة الجلسة النيابية وفق ما يقول به النظام الداخلي بالمناداة افرادياً على النواب، للإعلان صراحة عن موقفهم من كل مادة من مواد القانون، لئلا يُفتح الأوتوستراد عريضاً الى المراجعة امام المجلس الدستوري، حيث يمكن ان تتبخّر كل الإنجازات التي يدّعيها اهل الحكم والحكومة.

 

وقائع من التحقيق في عملية "ذئب طرابلس"  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 15 حزيران/2019

بعد أيام على جريمة طرابلس، بدأت التحقيقات تسلك طريقها ولو بصعوبة لفك لغز وملابسات الجريمة الارهابية وخلفياتها ودوافعها، وما إذا كان هناك من محرّك او محرّكين للانتحاري عبد الرحمن المبسوط. التحقيقات تُجرى مع 14 شخصاً ما زالوا موقوفين على ذمّة التحقيق، منهم من عَرِف ومنهم من تقاعس عندما عَرِف بوجود نيّة إجرامية لدى المبسوط، ولكل من هؤلاء حيّز في التحقيق الذي يُستكمل قبل إحالة الملف الى القضاء. تشير المعطيات المتوفّرة إلى بعض من الملابسات التي سبقت الجريمة وأحاطت بها ونوجزها بالآتي:

ـ أولاً، كانت زوجة المبسوط اول من شعر بوجود نيّة جرمية لديه، فهو باع أثاث منزله وبدأ يتصرّف على انه سيطلّقها، ووصل به الأمر الى تنفيذ ما عزم عليه، فما كان منها الّا الالتجاء الى ذويها، وهناك توجّس الأهل مما قد يُقدم عليه المبسوط، فأبلغ احد جيران ذويها أحد عناصر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. وعند توجّه الزوجة إلى احد الفروع العسكرية لتدلي بما لديها، ولسوء الحظ، كان ذلك بالتزامن مع بدء المبسوط عمليته، ولم يسعف الإبلاغ وقف التنفيذ لأنه كان قد شرع بالأمر.

ـ ثانياً، يشمل التحقيق من اشترى الأثاث من المبسوط، ومدى معرفته بنية المبسوط بنواياه الارهابية، وكان يتوجب على هذا الشخص إبلاغ أي جهة أمنية بالأمر، ولكان أيضاً أُمكن استدراك العمل الارهابي. كذلك يشمل التحقيق الاشخاص الذين اشترى منهم المبسوط سلاح الكلاشنيكوف ومخازنه الثمانية التي استعملها أي 240 رصاصة، وثلاث قنابل (رمانات) يدوية، وقد استعمل بعضها في عملية القتل المركّبة بمراحلها الأربع، فيما بقي عدد منها معه عندما لجأ الى الشقة، حيث تمّ دهمه وقتله، وكان لا يزال يمتلك رمانة يدويّة وكميّة من الرصاص المتفجّر.

ـ ثالثاً، يملك المبسوط الفكر التكفيري، الذي سبق ان استلهمه من رفاق له في تلك التنظيمات،عندما غادر إلى سوريا وخضع لدورة شرعية. وقد تطلبت عملية المبسوط جهداً كبيراً في التحقيق، باعتبار انه نفّذ عمليته بمفرده، وهذا النوع من العمليات من الصعب التحقيق فيه، على عكس العمليات التي تُنفّذ من قبل الخلايا التي تضمّ مجموعة من الأفراد، وربما تستعين القوى الأمنية بخبرات دول نُفّذت فيها عمليات «الذئب المنفرد» للمساعدة في استكمال التحقيق الذي لم يُحسم بعد.

ـ رابعاً، لم يحمل المبسوط حزاماً ناسفاً، بل اكتفى بالاسلحة التي اشتراها، وبعد قتله العسكريين تحصّن في الشقة المعروفة، حيث حاصرته قوى الجيش والامن الداخلي، فيما تولّت قوة خاصة في الجيش عملية الدهم، وتمّ تفجير باب الشقة بعد الاشتباه بتلغيمها.

وعلى الرغم من انّ الاوامر البديهيّة كانت القبض عليه حياً، فإنّه قُتِل نتيجة رمي قنبلة يدوية، في حين انّه كان لم يزل حتى مقتله يحتفظ برمانة وبكميّة من الرصاص، ولو قُبِض عليه حياً لكان التحقيق سلك طريقاً اسرع، لأنّه سيكون مصدر المعلومات الاساسي.

ـ خامساً، تتولّى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التحقيقات، وتتعاون مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومن المفترض أن لا تطول فترة التحقيق، قبل إحالة الملف الى القضاء. ولا تستبعد المصادر الأمنية ان يُكشف عن كل ملابسات الجريمة، وهي تشير الى أنّ الأمن مضبوط، وانّ التفاعل الايجابي لأهل طرابلس مع القوى العسكرية والأمنية كان له الأثر الكبير في تطويق الجريمة الإرهابية، وفي الاستعداد الوقائي لمنع تكرارها، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هذا النوع من الارهاب لا يمكن أي دولة أن تدّعي القدرة على استئصاله، فالارهاب المنفرد، أخطر من الإرهاب الذي تمارسه الخلايا المنظمة.

 

لا لسد بسري..السلطة تعتدي على ناشط بيئي!

غسان حجار/النهار/15 حزيران/2019

لا يمكن أن يمرّ التعرّض للناشط البيئي رولان نصور مرور الكرام من دون أن يخرج "مسؤول" فيوضح للرأي العام ما جرى، أو يوزَّع بيان عن جهاز أمني يُفيد بأنّه تمّ توقيف المعتدين تمهيداً لمعاقبتهم أمام قضاء معتكف منذ مدّة، وصار معطِّلاً لأمور اللبنانيّين الحياتيّة.

الناشط البيئي رولان نصور ضُرب وقُطع جزء من أذنه عقاباً له على تصدّيه لمشروع إنشاء سد بسري مع آخرين في إطار "الحملة الوطنيّة للمحافظة على مرج بسري" التي تعتبر أن ابقاء المرج اجدى من ازالته وجرف منازل لان السد "سيدمّر نحو ستة ملايين متر مربع من المناطق الطبيعيّة في الشوف وجزين، وسيقضي على أكثر من مليون ونصف مليون شجرة مُثمرة تمتصّ 20 مليون كيلوغرام من غاز الكربون، ويمحو عدداً من المواقع الأثريّة عن الخريطة".

ونصّور الناشط منذ أكثر من سنتين، تمكّن من حشد الكثير من المعارضين للمشروع "غير الحيوي" في نظره استناداً إلى دراسات تؤكّد عدم الحاجة إلى السد، وأن مياهه ستكون ملوّثة وغير صالحة لتزويد العاصمة بيروت بها. ولهذا السبب تم استهدافه شخصيّاً، وغدراً، في محاولة لاسكاته وترويع الآخرين.

حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي تضامنت معه في بيان قالت: "قعر جديد بلغه أطراف سلطة الأمر الواقع نهار الأحد الماضي. مجموعة من أزلام أحد "أرباع الآلهة" الطائفيّة، يهجمون بوحشية على الرفيق رولان نصور في مرج بسري، حيث كان يرافق مجموعة من الزائرين للآثار الرومانيّة في المرج. اعتدوا عليه بالضرب ومحاولة الخنق، حتّى قطعوا جزءاً من أذنه، بمشهد يذكّر بتصرفّات ميليشيات الحرب الأهلية التي يدّعون طي صفحتها".

وإذا أردنا افتراضاً القول إنه حادث فردي لأنّه ليس لسد بسري أصحاب ومؤيّدون يخوضون حروباً من أجله، إلّا أن الخطورة تكمن في الصمت الرسمي المريب، ما يفترض أن يكون الجاني مدعوماً، أي موفداً من أهل السلطة المتضايقين من الحراك المدني، أي أن الجاني الحقيقي هو مسؤول رسمي في الدولة العليّة، ما يقود الى الاستنتاج ايضا ان حادثة الاعتداء يمكن أن تُسجّل ضد مجهول لعدم الكشف عن المعتدي الحقيقي، علماً أن اسمَي الشخصين اللذين نفّذا الاعتداء معروفان من المعتدى عليه كما تردّد، ولم يتمّ القبض عليهما حتّى الساعة.

غداً ربّما يطل مسؤول أمني ليقول إنّه تمّ القبض على شخص أو أكثر، لكن التحدّي الكبير يكون في إعلان اسم الجهة المحرّضة لا الاكتفاء بمعاقبة مأجور فقير مُعدم تتمّ التضحية به قبل إخراجه بعد حين بدفع سياسي لحسن سلوكه، ويُقفل الملف كما ملفّات كثيرة لم يجرؤ القضاء على تحريكها كما يجب أن يكون.

ان "العهد القوي" يكون بالضغط الرئاسي على من يعنيهم الامر لتفعيل تطبيق القانون، ولضمان حرية الافراد في التعبير بحرية، وعدم الصمت عن التجاوزات الحاصلة، لأن الذين يقومون بها، ويساهمون في التغطية عليها، انما ينتقصون من قيمة العهد وقوته.

 

الزيح العمودي في التعيينات: مَن معنا ومَن ضدّنا؟

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 15 حزيران 2019

ليس مجلس الوزراء مَن تنتظره التعيينات الإدارية، بل آلية اتفاق الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل. ما لم يتمكنا من انتزاع الحصة العظمى ووضعهما معيار منح الآخرين حصصهم، لن تبصر النور. ذلك هو البند الآخر المخفي من البيزنس في تسوية 2016

يروي السفير السابق والمدير العام السابق للأمن العام العميد أنطوان دحداح الآتي: إبان حكومة الرئيس تقي الدين الصلح عام 1974، عزم الرئيس سليمان فرنجية على إجراء ورشة مناقلات في الإدارة، تشمل المديرين العامين والموظفين الكبار وملء الشغور في بعض المراكز. من وفرة الوزارات والإدارات والمجالس والمصالح والمؤسسات العامة التي تطاولها التشكيلات، سأل عن سبل تنفيذها. كانت الأولى في عهده. بعدما حصل على لوائح وجداول بموظفي الفئة الأولى، الى المراكز الشاغرة، صعد دحداح الى الطبقة الثانية من قصر بعبدا، حيث الجناح الشخصي للرئيس، واتخذ من قاعة كبيرة مكاناً للورشة تلك. في وسط القاعة طاولة بليارد يتسلى فرنجية بلعبتها. بمساعدة معاونه، أعدّا بطاقات صغيرة مربعة من الكرتون، ملونة، كل منها حمل اسم مدير عام، ووزعها على خريطة للإدارة اللبنانية وزارات ومجالس ومؤسسات قُسِّمت خانات على الطاولة الخضراء. وُضِعت كل بطاقة في الخانة التي تشغل وظيفتها أو تشكو من شغورها. لبضعة أيام يحضر الرئيس، السابعة مساء، الى القاعة التي احتفظ المدير العام للأمن العام بمفتاحها ومنع دخولها. يقف أمام الطاولة، يتفرّس في خريطة الإدارة. يُقلّب البطاقات الملونة بين وظيفة وأخرى. يتوقّف. يفكر ملياً ويمج سيجارته على مهل. يستدير من حولها، ثم يبدل بطاقات أسماء المديرين العامين بين الخانات، من منصب الى سواه.

في اليوم الخامس، دخل رابع الى الغرفة، هو رئيس الحكومة تقي الدين الصلح. شرح له فرنجية ما يحدث، وراحا يتحدثان في المواصفات وإبدال الخانات والأسماء بعضها ببعض على الطاولة. يختلفان على اسم، ويتفقان على آخر حتى أنجزا المناقلات كلها. على الأثر، استدعى الرئيس المدير العام لرئاسة الجمهورية كارلوس خوري، وطلب منه إعدادها في جداول تبعاً لما استقرت عليه الخريطة على طاولة البليارد. بعد أيام، أقرّها مجلس الوزراء. لم يكتفِ الرئيس بتقليب الأسماء بين الخانات. قلّب كذلك ــــ بلا معايير مسبقة ــــ طائفة الوظيفة كي لا تُخصَّص إحداها بها دون سواها، وأدخل تناوب الطوائف على وظائف الفئة الأولى.

على نحو كهذا، اختار آخر رئيس للجمهورية قبل الحرب بناء الإدارة. قبله، كان الرئيس فؤاد شهاب يختار الموظفين الكبار بناءً على نبذاتهم فقط، من غير أن يعرف قبلاً أياً منهم. لكن إنجازه الفعلي، غير المسبوق، المناصفة في وظائف الفئة الأولى.

بعد الحرب، في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، ثمة وجهة نظر جديدة مختلفة تماماً. وصول قادة الحرب الى السلطة أحال الدولة تدريجاً على صورتهم. الشريك الفعلي لهم هو سوريا. في حكومة الرئيس عمر كرامي (1990 - 1992) وُضعت أول معايير لإعادة تصنيف المناصب الإدارية الرئيسية في الإدارة، وتوزيعها على الطوائف على نحو ينصفها في سياق قاعدة المشاركة. مع أولى حكومات الرئيس رفيق الحريري (1992 - 1995)، طُرح للمرة الأولى تقاسم الحصص على نحو لم يُتح مع كرامي. بالكاد أطيحت حقبة الرئيس ميشال عون، ولم تكن استقرت لسوريا سيطرتها على السلطة الإجرائية، ولا صار الى انتخابات نيابية تقبض بها على غالبية البرلمان.

الحريري وباسيل، عرّابا تسوية 2016، يريدان الحصة العظمى

بحصول ذلك نهاية عام 1992، راحت تدريجاً تتنامى نغمة «الترويكا» التي ستستمر في السنوات الثلاث التالية. أول عهد حكومة الحريري في التعيينات، رغبة رئيسها في تقاسم وظائف الإدارة والقضاء بينه وبين الرئيس الياس الهراوي، وثالثهما دمشق، صاحبة المصالح الرئيسية بغية إمساك كل بنى النظام اللبناني. اذذاك ــــ على طريق «الترويكا» ــــ شاعت عبارة للرئيس نبيه برّي: «من حضر السوق باع واشترى». ما قاله إنه لن يطلب لنفسه ما لم يطلب الآخرون. إذا طلبوا، فحصته كاملة. بذلك ذهبت حصص الوظائف الرئيسية الى الرؤساء الثلاثة ووليد جنبلاط، وكانوا محور معادلة الحكم التي لم يكن قد دخل إليها حزب الله بعد. أضف حصص حلفاء دمشق الآخرين، المتفرقين على أحزاب وشخصيات. راحت تسهر على توزيع حصص الكل، داخل الطوائف حتى، مع ترجيح كفة. لكن لا استئثار لأحد بحصة طائفته. كان من السهولة بمكان إمرار سلال التعيينات تلك في غياب الأحزاب والتيارات المسيحية المعارضة التي اختارت المقاطعة. مذذاك، إلى الآن، أضحت الإدارة على صورة أركان الحكم. لكن خصوصاً على صورة الأحزاب التي لم تكن قد نزعت عنها قبعة الميليشيات وثيابها. لم تكن مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة عام 2008 أحسن حالاً. أضحى أفرقاء المعادلة ستة: الرؤساء الثلاثة وجنبلاط، انضم إليهم شركاء جدد هم حزب الله والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. شأن حكومات الوحدة الوطنية، الصورة الوحيدة لنشوء سلطة إجرائية من دونها لا حكومة أبداً، يشارك فيها الأفرقاء الستة إياهم، كذلك تلاحقت دفعات التعيينات الإدارية، يسمّيهم هؤلاء من أحزابهم أو الموالين لهم فقط. عندما يتعذّر التقاسم والتفاهم يظل المنصب شاغراً.

لعلّ الوصف الصائب في ما درجت عليه الإدارة منذ اتفاق الطائف، مروراً باتفاق الدوحة، مع السوريين ومن دونهم، حتى الوصول الى تسوية 2016، هو عِبرة حوار قصير دار بين العميد دحداح والرئيس فرنجية عام 1974. ذهب إليه شاكياً تدخّل نجله النائب والوزير طوني فرنجية في شؤون الأمن العام. قال له: أنا أقسّم بين الناس بزيح أفقي كي أميّز. من فوق مَن لديهم مقدرة، ومن تحت مَن يفتقرون إليها. بينما طوني يُقسّم الناس بزيح عمودي يضع إلى اليمين مَن يقول إنهم معنا، وإلى اليسار مَن هم ضدنا.

ما يحكى، اليوم، عن التعيينات الإدارية المرتقبة لحكومة الرئيس سعد الحريري، أسوأ بكثير من الزيح العمودي: لا يكتفي عرّابا الحكم، رئيس الحكومة والوزير الأول جبران باسيل، باعتماد ذلك الزيح. بل ــــ وفق ما يشاع ويتردد على الأقل ــــ لا يُعيّن إلا مَن يكون عندهما فحسب. وهما وحدهما يحسبان حساب الباقين.

 

حزب الله "يحمي" الحريري... ويدير مفاوضات الحدود

منير الربيع/المدن/16 حزيران/2019

لم يأخذ الحرص الذي أبداه حزب الله على الرئيس سعد الحريري، حقّه في النقاش السياسي. تحت ظلال التوتر السياسي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، كان الحزب يلعب دور الإطفائي. لم ينحصر هذا الدور في الكواليس والقنوات السرية فقط، من خلال التواصل المباشر بين الحزب ورئيس الحكومة، إنما انعكس في مناخات المحسوبين على الحزب، الذين أشادوا بموقف الحريري الحريص على التسوية، وركزوا الهجوم على المعترضين الآخرين.

برموش العين

لحرص الحزب على رئيس الحكومة أبعاد داخلية، ومرتبطة أيضاً بالتطورات الإقليمية والدولية. فليس من المعتاد أن يدافع حزب الله عن رئيس تيار المستقبل. وليس اعتيادياً في هذا الظرف (السعودي - الإيراني) تحديداً، وإن استمر هجوم المقربين من الحزب على القيادات السنية المحتدة والغاضبة. والمفارق كان بالتقاء دفاع حزب الله عن رئيس الحكومة وانتقادهما سوية لـ"المزايدين"، على الرغم من مضمون كلام الحريري في مؤتمره الصحافي الأخير، الذي لم يبتعد كثيراً عن مضمون كلام "الجناح المتشدد" عند السنّية السياسية.

يحسب حزب الله لكل خطوة أكثر من حساب. يحمل سلتين، واحدة لحصاده وقطافه، وأخرى لأسلحته وقوته. الحزب مصرّ على حماية التسوية بـ"رموش العيون"، والحفاظ على موقع الرئيس سعد الحريري، لجملة أسباب، تبدأ بإبقاء الوضع اللبناني هادئاً ومستقراً، خصوصاً أن الحزب لا يواجه ما يزعجه في البلد، وكل مصالحه مؤمنة. وفي المقابل أيضاً، هو لن يسمح لبعض المزايدين على الحريري بأن يجدوا طريقهم إلى المسرح السياسي العام، في ظل هذه الظروف. هذه حسبة دقيقة يعمل الحزب على حياكة شبكة خيوطها، عبر إبقاء الحريري قريباً منه، يحظى بالأمان والاطمئنان، بما يحقق للحزب "الشرعية السنّية"، التي لن يكون أحد قادراً على توفيرها سوى الحريري نفسه.

فائدة متبادلة

وفق هذه المعادلة، يبقى حزب الله ممسكاً العصا من طرفيها، هو الطرف الشيعي القوي، مع الطرفين السني والمسيحي القويين، وهو يعلم أن هذين الطرفين بأمس الحاجة إليه دوماً، لعدم الإخلال بأي "ستاتيكو" أو خسارة أي مكتسبات، طالما الأوضاع الإقليمية مستمرة على حالها. وبما أن الظروف باقية على هذا المنوال، فإن الحزب يبقى مرتاحاً على وضعه سياسياً واستراتيجياً، بمعزل عن بعض الخلافات التي لا تبدو أنها ذات قيمة عملية. فحتى الموقف الذي أطلقه الأمين العام، السيد حسن نصر الله، منتقداً فيه موقف الحريري في قمم مكة، يفيد الحريري ويصب في صالحه، على الصعيد الشعبي وعلى صعيد علاقات الحريري العربية والخليجية. بينما الحزب يعلم أن لا شيء سيتغير فعلياً، مهما يكون عليه الموقف اللبناني في هذه القمم. وبالنسبة إلى الخلاف بين الحريري والتيار الوطني الحرّ، والذي من شأنه "شد عصب الجمهور" لدى الطرفين، فهما يستفيدان شعبياً من هذه الحملات، على نحو يظهر فيه باسيل "قائداً" للمسيحيين، ويبدو فيه أيضاً الحريري مستنهضاً مؤيديه وبيئته بمجرد رد في مؤتمر صحافي. وهو الردّ الذي وصفه التيار الوطني الحرّ بأنه "فشة خلق".

إدارة التفاوض

إدارة الأمور بهذه العناية، يتقنها حزب الله. كما يدير تماماً بعض الملفات ذات البعد الاستراتيجي، والتي يوكلها إلى الحلفاء، على غرار ملف ترسيم الحدود. هذا الملف بدأ التعامل معه بإيجابية فائقة. وقد رحب نصر الله بالرسالة اللبنانية الموجهة للجانب الأميركي، فتحركت المساعي على إيقاع متفائل، إلا أن الحزب لم يسقط من حساباته أي احتمال لحصول تطورات سلبية، فرحّب من جهة، واحتفظ بعوامل المجابهة من جهة أخرى، وفق قاعدة عدم التنازل عن الحقوق والتمسك بها كاملة، وتلازم التوقيع على الترسيم براً وبحراً، بالإضافة إلى التأكيد على الحق بالمقاومة لتحرير الأراضي المحتلة.

يوم رحّب حزب الله، وذكر أمينه العام باستمرار عمل المقاومة لتحرير الأراضي المحتلة، كان يأخذ في حسبانه كل الاحتمالات، لأن ملف الترسيم يرتبط بملفات المنطقة كلها، والتي إذا ما سارت بإيجابية فإن المفاوضات ستسير بإيجابية، أما بحال تعرقلت هناك، فلا بد لهذه المفاوضات هنا أن تتعرقل، أولاً لجهة التلازم البري والبحري، وثانياً لعدم الخروج عن "مبدأ وحدة المسار والمصير"، أي عدم فصل المفاوضات اللبنانية عن المفاوضات السورية، وعدم الترسيم مع العدو قبل الترسيم مع الشقيق!

الإيقاع الإيراني

شروط التفاوض وحدوده، تأتي ضمن "الخطة ب" لدى الحزب. وستكون حاضرة في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الإطار العام مع ساترفيلد قد وُضع وأصبح واضحاً. فإذا ما سارت الأمور الإقليمية بإيجابية، يمكن المراكمة إيجابياً في الملف اللبناني، أما في حال التصعيد فإن المساعي في لبنان ستبقى معلّقة. حزب الله لن يكون مستعجلاً في حلحلة عقد هذه الملفات، سيلازم "الصبر" الإيراني وإيقاعه، إلى أن تنجلي الصورة. وهو لا يجد نفسه مضطراً للاستعجال ولا إلى التنازل، طالما أنه يمسك بالقرار، سياسياً عبر القوى الرئيسية، واستراتيجياً عبر قوته وموازين القوى التي تميل لصالحه.

ولذا، بداية كان التفاؤل طاغياً مع مبادرة ساترفيلد، إلى أن برزت أجواء بددته بعد زيارته الأخيرة.

 

 كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 حزيران/2019

خياراتنا محدودة أمام هجمات إيران التي استهدفت، في أقل من شهر، ست ناقلات نفط ومنتجاته. تعمدت تفجير سفن مقبلة من موانئ سعودية وإماراتية من خلال جمع المعلومات والتجسس على حركة الملاحة. هل الحل في شن حرب شاملة على إيران، أو الهجوم على أهداف منتقاة، مثل مرافق إيرانية مهمة، أو رفع مستوى الحماية ضد أي هجمات جديدة؟ الخيار الثالث هو الأرجح في المرحلة الأولى المقبلة، وأتوقع أننا سنعود لسيناريو ناقلات النفط الكويتية إبان الحرب العراقية - الإيرانية، فنحن نعيش أجواء خطيرة مماثلة لما عرفتها مياه الخليج والمنطقة إبان تلك الفترة؛ فإيران أرادت الردّ على هجمات العراق على مرافقها النفطية باستهداف الكويت، وتحديداً ناقلاتها النفطية. بعد فشل الوساطات، لجأت الكويت إلى الرئيس الأميركي، حينها، رونالد ريغان، الذي وافق على منح الحماية، وانخرطت واشنطن في عملية عسكرية كبيرة ضد نشاطات إيران الملاحية في مياه الخليج. ولأن القانون الأميركي يمنع قيام القوات الأميركية بحماية سفن أجنبية، جرت إعادة تسجيل السفن الكويتية ورفع العلم الأميركي عليها. بين عامي 1987 و1988، حيث كانت الناقلات الكويتية تبحر بمرافقة القوات البحرية الأميركية، دارت معارك في تلك المنطقة، أغرقت فيها قوارب إيرانية ونفذت عمليات سرية في عرض البحر ضد مواقع إيرانية تولت مهام زرع الألغام البحرية، ووصل التوتر إلى مرحلة أن أسقطت خطأ طائرة إيرانية مدنية فوق مياه الخليج، عندما أطلقت البحرية الأميركية صاروخاً أصاب الطائرة وقتل ركابها المائتين والتسعين. انتهت حرب الثماني سنوات سريعاً بعدها.

ما علاقة تلك الحرب بهذه الأزمة؟ تكاد تكون مطابقة في ظروفها؛ ها هو نظام طهران قد بدأ موسم صيد ناقلات النفط ولن يتوقف، غير عابئ بما سيحدثه عمله من كوارث بيئية في مياه الخليج بالنفط المسرب، وتسميم مدن السواحل بالبتروكيماويات من السفن المضروبة، ورفع أسعار النفط عالمياً، فهو يريد أن يضطر الرئيس الأميركي للتراجع، وإنهاء الحصار الاقتصادي. وبالتالي، ليس هناك ما يدعو للشك في أن إيران خلف الهجمات، ولها دوافع واضحة وتنسجم مع تهديداتها المتكررة صراحة على لسان مسؤوليها باستهداف الملاحة في مياه الخليج.

وإيران لن تكتفي بضرب بضع ناقلات أخرى لاحقاً، حتى الآن أصابت ستاً. والأرجح أنها ستتجرأ على ما هو أبعد من ذلك، باستهداف مرافق بحرية ثابتة، كما فعلت إبان حرب الثمانينات، حتى تدفع بالأمور نحو المواجهة أو التنازل لمطالبها. في مواجهتها، الخيار الثالث هو الأقرب للاحتمال، أي تحاشي الحرب العسكرية الشاملة التي لا تريدها دول الخليج ولا حتى الولايات المتحدة؛ فهذه الدول تجد في العقوبات الاقتصادية سلاحاً مريحاً لها. إيران تنزف مالياً واقتصادياً كل يوم، وستصل إلى مرحلة من الضعف، وحتى الانهيار، لو استمرت هكذا لفترة من الزمن، لكنها تعرف ذلك وتريد فرض واقع مختلف. وهنا، بسبب التصعيد، قد تلجأ الدول المستهدفة، تحديداً السعودية والإمارات، إلى خيار الثمانينات؛ ببناء قوة دولية بحرية في الخليج تتعقب القوارب الإيرانية المكلفة التلغيم، ومواجهتها وملاحقتها. قد تتطلب خطوات كهذه موافقة مجلس الأمن، وستجد تأييداً من الجميع، ربما باستثناء روسيا التي غالباً ستقبل وفق صيغة مناسبة. الحراسة الأمنية المرافقة للسفن موجودة في البحر الأحمر ضد القراصنة، وإن كانت نشاطات الدول فردية. ستجد الدول المستهدفة نفسها مضطرة لمواجهة الاعتداءات الإيرانية مباشرة، في حال فشلت الرسائل التحذيرية، مثل تزايد القوة البحرية الأميركية في مياه الخليج. ولا أحد هنا يريد بلوغ هذه النقطة، إنما يبدو أننا نتعامل مع طهران مختلفة، التي ينشط فيها جنرالات مثل قاسم سليماني، وتغيب عنها زعامات سياسية قوية وعاقلة نسبياً آنذاك، مثل الراحل هاشمي رفسنجاني الذي يصر أقاربه على أنه قُتِل غيلة، ولم يمت ميتة طبيعية، في ظل التصارع على النفوذ داخل أروقة النظام.

 

العداء لإيران ليس جواباً كافياً

يوسف بزي/موقع سوريا/16 حزيران/2019

في آذار 2015، قال علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا، اليوم كما في الماضي".  كلام يونسي يذكّر الإيرانيين والعرب، أن الإمبراطورية الفارسية كانت حدودها دائماً تصل إلى الضفة الغربية لنهر الفرات. يونسي نفسه في محاضرة له بمنتدى "الهوية الإيرانية" بطهران، قال إن "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد".

يونسي ليس مجرد مستشار فقط، فهو شغل منصب وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وهو يقول في تلك المحاضرة "كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية" ويضيف: "سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرها جزءاً من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية".

الأهم أن هذا الكلام ليس فقط مرتبطاً بوقائع الحاضر، فهو يربطه أيضاً بالتاريخ القديم: "إن منافسينا التاريخيين من ورثة الروم الشرقية والعثمانيين مستاؤون من دعمنا للعراق".

ولا يتردد في توصيف ما تريده الدولة الإيرانية: "نسعى إلى اتحاد إيراني في المنطقة"، قائلا "لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها بعضاً، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها البعض.. لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالمياً، وأن نعمل إيرانياً وقومياً".

قوة كلمات يونسي متأتية من هذا الوضوح الكامل للتفكير السياسي والبرنامج الاستراتيجي الذي يسير على هديه النظام الإيراني

قوة كلمات يونسي متأتية من هذا الوضوح الكامل للتفكير السياسي والبرنامج الاستراتيجي الذي يسير على هديه النظام الإيراني. تحديد الأعداء كما تحديد الأهداف. لكن الأهم هو تعريف الذات. فعلى الرغم من أن الإيديولوجيا الخمينية التي يعتنقها النظام، قائمة على "تثوير" المعتقد الشيعي، إلا أنها أمينة تماماً للمشروع القومي الشاهنشاهي، وتتصل بالطموح التاريخي للإمبراطورية بصيغة أكثر تطوراً وتعقيداً. وليست إيران، بهذا المعنى، استثناء. فالمثال الصيني أو الهندي أو التركي أو الروسي، هو هذا المزج بين استمرارية قومية تاريخية بإيديولوجيا خاصة وحديثة قادرة على التعبئة كما على فرض الانضباط.

"المكانة" و"الوعي التاريخي" و"التفكير عالمياً" و"العمل قومياً". هذه كلمات مفتاحية لفهم ديناميكية السياسة الإيرانية، وبرنامجها المنظم والمنهجي: تكوين منظومة دول تمتد شرقاً إلى أفغانستان وشمالاً إلى أذربيجان وضفاف بحر قزوين، وغرباً العراق وسوريا ولبنان وسائر دول الخليج واليمن، وجعلها "مجالاً حيوياً" للمركز الإيراني، بما يتيح بروز دولة فاعلة عالمياً بفضل هذا التكتل، ما يوازنها مع التكتلات الكبرى وينافسها، خصوصاً لتوسطها الخريطة العالمية، ولامتلاكها فائضاً بشرياً شاباً وقسماً هائلاً من موارد الطاقة، وسيطرتها على واحدة من أهم شبكات الطرق التجارية والمرافئ والمضائق البحرية.

تمتاز هذه "الرؤية" بالتماسك النظري من ناحية، وبالالتزام المؤسساتي (فكر وخطط دولة وليس "أمزجة" متقلبة وشطحات أفراد)، أكان الإصلاحيون في الإدارة أو المحافظون أو أي تيار آخر. هذا ما يتيح للإيرانيين المثابرة والمراكمة وطول النفس و"الصبر" وتحقيق الإنجازات المتتالية والمتضافرة مع بعضها البعض، بما يمنح القوة الإضافية للتوسع نحو أهداف جديدة.

نقول كل هذا بمزيج من الحسرة والغيظ والإعجاب. فلكل دولة طموحها الشرعي في التفوق والازدهار والمكانة العالية وحيازة أسباب القوة. وهذا بالضبط ما لم تنجح الدول العربية في تحقيقه أو حتى في تنصيبه وعداً لشعوبها.

بكل دقة حددت إيران من ستواجه: الوهابية (وعموم الإسلام السياسي السنّي)، العثمانية الجديدة، إسرائيل والغرب. لكنها أيضاً حددت نوعية مواجهة كل "عدو". فالتنافس مع العثمانية الجديدة يستعيد منازعة الدولة الصفوية مع السلطنة العثمانية على حدود النفوذ من أرمينيا وأذربيجان إلى وسط العراق وشط العرب، وهذا يمكن تدبيره كما عبر التاريخ بمعاهدات وتفاهمات ليبقى مجرد تنافس قد يأخذ أحياناً شكل "التعاون". أما بخصوص الوهابية، فهي مرشحة للاحتواء والانمحاء لأسباب كثيرة، أهمها انعدام جاذبية "الوهابية" حتى داخل مجتمعاتها المتململة، والسخط العالمي المتعاظم لما أنتجته من حركات عنفية وعدمية، والفصام العميق بينها وبين صيغة السلطة القائمة في النموذج الملكي والأسري السعودي واستعصاء "الإصلاح" أو تخبطه على غير هدى. المسألة مع "إسرائيل" هي "ذرائعية" بامتياز، هي عنوان تجنيد وتعبئة للشعوب غير الإيرانية، وهي مبتدأ الصراع – الحوار مع "الغرب"، امتحان القوة وامتحان النفوذ والإرادة. كل ما تريده إيران هو صوغ "هوية" مركبة للمنطقة (لكتلتها الإمبراطورية) تتمايز عن الغرب، لكن باعتراف الغرب وإقراره بهذا التمايز. هو طموح بالغ المعاصرة: "الشراكة" مع الغرب من موقع الاختلاف والتمايز (ثقافياً وقيمياً) ومن دون تصادم أو تعارض مدمر. وهذا يشبه نسبياً النموذج الصيني. ولذا، فعداوة "إسرائيل" هي سبب "تفاوضي" ومدخل لحوار مديد، دبلوماسي وعسكري واقتصادي، لا يستقيم إلا بتسجيل "انتصارات" وتكريس توازنات. المواجهة التي تخوضها إيران بضراوة حول مشروعها النووي وترسانتها الصاروخية، ليست سوى "تقرير مصير" للطموح الإيراني الكبير، ولن تتراجع عنه قيد أنملة. ومهما كان الأداء الأميركي الميداني والسياسي، فهو محكوم بقناعة تاريخية قديمة: إيجاد السبيل للتحالف مع إيران لا العكس.. وبكلمات أخرى، التحالف مع "القوي" الضامن للاستقرار وللمصالح المشتركة. وهذا ما تحاول إيران تسويقه: دول الخليج العربية ضعيفة ومتهافتة ومجتمعات مأزومة ونسخة من إسلام عنيف وإرهابي وأنظمة فاسدة لا تنتج إلا الاضطرابات..

المنظومة العربية برمتها لا تفعل إلا شن حرب شعواء وفوضوية لا حصاد فيها إلا الخراب

والمروع أن الأنظمة هذه تقدم "البراهين" يومياً على ما تروجه الدولة الإيرانية. فالمنظومة العربية برمتها لا تفعل إلا شن حرب شعواء وفوضوية لا حصاد فيها إلا الخراب، حرب على النفس وعلى الداخل وعلى مقومات الدولة وعلى بناها الاجتماعية والثقافية، بما يستوفي شروط الانهيار والدولة الفاشلة.

ليس هناك اليوم في العالم العربي سوى جيوش عقيدتها الوحيدة معاداة مجتمعاتها والانقضاض عليها والاستيلاء على السلطة، جيوش هُزمت في كل حرب خارجية خاضتها، فانقلبت إلى عصابة إجرامية تفتك بدولها وكياناتها السياسية المتهاوية والخاوية. أما الكارثة، فهي تحول هذا السيناريو الجهنمي إلى استراتيجية "رسمية" تعتمدها المنظومة العربية، وتنفق عليها عشرات المليارات سنوياً. والمدهش هو العناد والتصميم عليها رغم أن نتائج هذه الاستراتيجية منذ ثماني سنوات، لم تجلب إلا الكوارث. إن فداحة المأزق اليمني وحده، تكشف مدى فساد هذه السلطات وعجزها وشدة ضعفها وانعدام أي كفاءة سياسية أو ديبلوماسية أو عسكرية، ليس لأن "الحوثيين" جبابرة، بل لأن الدول التي تواجههم، حطمت ومزقت وهشمت "حليفهم" اليمني المحلي، على نحو مخز.

وهكذا منظومة، تظن أن النفوذ والقوة والمكانة والاستقرار والازدهار هي "بضاعة" تُشترى بلا عمل وبلا مؤهلات وبلا إرادة، بلا خطط ولا سياسة ولا شرعية، بل بلا شعب فخور وطموح. أليس هذا كافياً لنفهم مدى ازدراء إسرائيل وأميركا والغرب وتركيا وروسيا وإيران لهذه الدولة العربية، ولنفهم أيضاً ومسبقاً مآلات "الحوار" بين تلك القوى على حطام كياناتنا ومجتمعاتنا؟

 

سعر النفط يكشف إيران

خيرالله خيرالله/العرب/16 حزيران/2019

لا يمكن للاعتداء على ناقلات في الخليج أن يؤمّن شروطا مختلفة لأي مفاوضات أميركية - إيرانية. لا يستطيع الوسطاء، أكانوا من اليابان أو سويسرا أو ألمانيا أو سلطنة عمان، عمل شيء يذكر في غياب القدرة على إقناع النظام الإيراني بأن العالم تغير وأن الابتزاز لا يقدم ولا يؤخر.

السنة 2019 ليست السنة 1979

ما زالت إيران عاجزة عن استيعاب أن العالم تغيّر وأن ليس في الإمكان التعاطي مع المعطيات الدولية الجديدة بأساليب قديمة من نوع الاعتداء على المملكة العربية السعودية وعلى ناقلات نفط أو مشتقات بتروكيميائية للردّ على العقوبات الأميركية.

ما يدلّ على أنّ ما قامت به إيران لم يؤد إلى النتائج المرجوّة غياب أيّ ارتفاع لأسعار النفط. في الواقع، تغيّر العالم إلى درجة لم يعد اعتداء على ناقلات في الخليج يؤثر على الأسعار. هناك وفرة نفطية كبيرة في العالم. لا يزال الخليج مهمّا كمصدر للطاقة، لكنّ التحكّم بأسعار النفط صار في مكان مختلف. صار في أميركا تحديدا. كشف عدم تغيّر سعر النفط إيران…

ما الذي ستفعله إيران من أجل التخلّص من العقوبات الأميركية التي أثرّت فعلا على اقتصادها، خصوصا أن الثورة الإيرانية التي زاد عمرها على أربعين عاما لم تستطع تحقيق وعد بالتخلص من الاعتماد على الدخل الذي مصدره النفط والغاز؟

الملفت أن إيران تردّ بطرق ملتوية على الحرب الاقتصادية التي تشنّها الإدارة الأميركية عليها. تمارس سياسة إيران حافة الهاوية بهدف جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية محدودة تنتهي بمنع الرئيس دونالد ترامب من الحصول على ولاية أخرى نتيجة الانتخابات الرئاسية المقرّرة في خريف 2020.

من الواضح أن إيران لا تستطيع تحمّل ولاية ثانية لترامب تمتد إلى مطلع السنة 2025. إضافة إلى ذلك، أنّها تعرف تماما أن الجوّ في واشنطن ليس جوّ حرب وأنّ الرئيس الأميركي نفسه ليس راغبا في هذا النوع من المغامرات. لا يمكن تجاهل أن إدارة ترامب ليست في وارد شنّ حرب على إيران حتّى لو اعتدت على مزيد من الناقلات في الخليج وحتّى لو استمرت اعتداءات الحوثيين على المملكة العربية السعودية انطلاقا من اليمن.

هناك تفضيل أميركي للحرب الاقتصادية التي تقوم على فرض مزيد من العقوبات على إيران وصولا إلى تمكينها من تصدير كمية محدودة من النفط والغاز، أي ما يكفي لتفادي مجاعة. الأكيد أن النظام الإيراني سيقاوم سياسة العقوبات ويعتقد أنّ في استطاعته التخلّص منها عن طريق ضربات هنا وهناك وهنالك… تؤكد أنّ لديه أوراقا كثيرة في مختلف أنحاء المنطقة. ليس صدفة أنّ الاعتداء على ناقلتي المواد البتروكيميائية في خليج عُمان ترافق مع إطلاق صاروخ من قطاع غزّة في اتجاه بلدة إسرائيلية.

هناك جبهات عدّة تستخدمها إيران حاليا. تستخدم الحوثيين في اليمن من أجل ضرب أهداف مدنية أو اقتصادية في السعودية. هاجم الحوثيون (أنصارالله) منشآت نفطية ومطار أبها. بقدرة قادر، صارت لديهم صواريخ بعيدة المدى وطائرات من دون طيّار تحمل مواد متفجّرة. وضربت فصائل فلسطينية أهدافا في إسرائيل انطلاقا من قطاع غزّة في ما يمكن وصفه بعمليات عبثية يذهب ضحيتها في نهاية المطاف فقراء فلسطينيون نظرا إلى أن الرد الإسرائيلي لا يفرّق بين أهداف لـ“حماس” أو لـ“الجهاد الإسلامي”. غالبا ما يذهب ضحية هذا الردّ الوحشي مدنيون فلسطينيون بينهم أطفال ونساء. ولكن ما قيمة هذه الأرواح البشرية ما دامت أرواحا فلسطينية تموت كي تحيا إيران؟

يبدو الرهان الإيراني على مفاوضات من موقع قوّة مع الجانب الأميركي، على أن تأخذ الإدارة الأميركية في الاعتبار وجود اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني يطلق يد طهران في المنطقة. هل هذا وارد؟

في الواقع، إن جوهر الحرب الدائرة حاليا هو الدور الإيراني خارج حدود إيران. لعلّ أهمّ النقاط المطروحة حاليا مستقبل الدور الإيراني في المنطقة. ما تفعله إيران مباشرة أو غير مباشرة، عبر “الحرس الثوري” في مياه الخليج والحوثيين في اليمن وعملائها الفلسطينيين في غزّة وما يمكن أن تفعله مستقبلا عبر ميليشياتها المذهبية في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، هو ما يشكو منه العالم عموما والدول العربية خصوصا.

لا يمكن للاعتداء على ناقلات في الخليج أن يؤمّن شروطا مختلفة لأي مفاوضات أميركية – إيرانية. لا يستطيع الوسطاء، أكانوا من اليابان أو سويسرا أو ألمانيا أو سلطنة عمان عمل شيء يذكر في غياب القدرة على إقناع النظام الإيراني بأنّ العالم تغيّر وأنّ الابتزاز لا يقدّم ولا يؤخّر وأنّ الأيّام التي كانت الإدارة الأميركية تبحث عن طريقة للتفاوض مع إيران بعد احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران ولّت إلى غير رجعة. السنة 2019 ليست السنة 1979. هناك مسافة 40 عاما تفصل بين السنتين. ما يكرّس وجود الفارق بين السنتين عدم اهتزاز أسعار النفط بعد الاعتداء الأخير على الناقلتين.

هناك خيار واحد أمام إيران. تكمن مشكلة هذا الخيار في أن اعتماده سيعني في أحسن الأحوال تغيير النظام. يقوم هذا الخيار على التفاوض مع الأميركيين استنادا إلى النقاط الـ12 التي وضعتها الإدارة الأميركية. في صلب هذه النقاط توقف إيران عن لعب دور الدولة الإقليمية المهيمنة. أيّام تصدير الثورة انتهت. لم تجرّ الثورة على إيران سوى الفقر والتخلّف ولم تجرّ على الدول التي تدخلت فيها إيران سوى مزيد من البؤس. يظلّ لبنان، الذي كان مزدهرا في الماضي، أفضل دليل على ما يمكن أن ترتكبه إيران خارج حدودها في مجال تمزيق النسيج الاجتماعي لهذه الدولة العربية أو تلك.

يُفترض أن يكون في طهران طرف قادر على التعاطي مع الواقع بدل الهرب منه. لن تتمكن إيران في يوم من الأيّام من تعطيل الملاحة في الخليج. ليست هناك، إلى إشعار آخر، دولة في العالم على استعداد لتحدي العقوبات الأميركية.

يظل الحل في الاعتراف بالواقع وموازين القوى. تسمح موازين القوى للإدارة الأميركية بمتابعة الحرب الاقتصادية على إيران. أمّا الرهان على إسقاط ترامب في انتخابات خريف 2020، فيظل مجازفة كبيرة في ضوء قدرة الرجل على المناورة وتفادي المواجهة العسكرية المحدودة المطلوب منه خوضها. تبقى مثل هذه المواجهة مجازفة كبيرة أيضا لأنّ ليس ما يضمن بقاءها محدودة من جهة ولا خروج إيران منتصرة منها من جهة أخرى.

باختصار، ليس ما يضمن انتصارا إيرانيا على إدارة أميركية يبدو أنّها ستلجأ إلى أسلحة متطورة وفتاكة في حال اضطرارها إلى ذلك. يظل التراجع الخيار الأفضل أمام إيران. مثل هذا التراجع يعني الاعتراف بالفشل أوّلا وبأن ليس لدى “الجمهورية الإسلامية” ما تصدّره إلى خارج حدودها ثانيا وأخيرا. فإذا كان هناك ما أكدّته السنوات الأربعين الماضية، فإن هذه السنوات أكدت أمرا واحدا هو أنّ الميليشيات المذهبية التابعة لإيران لا تمتلك أيّ ميزة إيجابية. يمكن لهذه الميليشيات أن تقضي فقط على ما بقي من مؤسسات الدول التي نبتت فيها أكان في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة مطولة مع محمد بن سلمان لـ«الشرق الأوسط» :

 محمد بن سلمان هجمات إيران الأخيرة تتطلب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي

محمد بن سلمان شدد على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة... وأكد انتقال «رؤية 2030» إلى مرحلة التنفيذ وسعادته بقيادة المواطن السعودي للتغيير

جدة: غسان شربل/الشرق الأوسط/16 حزيران/2019

أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، لكنه شدد على أنها «لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية».

وقال ولي العهد السعودي في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن المملكة «أيدت إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، إيماناً منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران»، معرباً عن أمله «في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي».

وأشار إلى أن الاعتداءات على ناقلات النفط في الخليج واستهداف منشآت نفطية في المملكة ومطار أبها «تؤكد أهمية مطالبنا من المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الماضية، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع»، منتقداً توظيف طهران العوائد الاقتصادية للاتفاق النووي في «دعم أعمالها العدائية في المنطقة ودعم آلة الفوضى والدمار».

وفي حين شدد على أن «يد المملكة دائماً ممدودة للسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها»، لفت إلى أن «النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في إيران وقاموا أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قاموا عبر ميليشياتهم بالهجوم الآثم على مطار أبها، ما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونواياه التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها».

وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تنظر «بأهمية كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة»، باعتبارها «عاملاً أساسياً في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها». وأعرب عن ثقته بأن «علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك»، لافتاً إلى أن المملكة «تسعى دائماً لتوضيح الحقائق والأفكار المغلوطة لدى بعض الأطراف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، ونستمع لما يطرح ونستفيد من الطرح المنطقي والموضوعي، لكن في نهاية الأمر أولويتنا هي مصالحنا الوطنية».

وقال إن السعودية دعمت «الجهود كافة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، لكن للأسف ميليشيا الحوثي تقدم أجندة إيران على مصالح اليمن وشعبه». وأضاف: «لا يمكن أن نقبل في المملكة بوجود ميليشيات خارج مؤسسات الدولة على حدودنا». وأشار إلى أن «هدفنا ليس فقط تحرير اليمن من وجود الميليشيات الإيرانية، وإنما تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن».

ولفت إلى أن بلاده يهمها كثيراً أمن السودان واستقراره، «ليس للأهمية الاستراتيجية لموقعه وخطورة انهيار مؤسسات الدولة فيه فحسب، ولكن نظراً أيضاً إلى روابط الأخوة الوثيقة بين الشعبين». ووعد بالاستمرار «في موقفنا الداعم لأشقائنا السودانيين في مختلف المجالات حتى يصل السودان إلى ما يستحقه من رخاء وازدهار وتقدم».

وفيما يخص الأزمة السورية، قال إن الرياض تعمل مع الدول الصديقة لتحقيق أهداف؛ بينها «هزيمة تنظيم داعش، ومنع عودة سيطرة التنظيمات الإرهابية، والتعامل مع النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، واستخدام الوسائل المتاحة كافة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار 2254، بما يحافظ على وحدة سوريا».

ووصف مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي بأنه «جريمة مؤلمة جداً». وقال إن المملكة تسعى «لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل» في القضية، «من دون التفات إلى ما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية التي لا تخفى على أحد». ودعا «أي طرف يسعى لاستغلال القضية سياسياً»، إلى «أن يتوقف عن ذلك ويقدم ما لديه من أدلة للمحكمة في المملكة بما يسهم في تحقيق العدالة».

وتعهد ولي العهد بالمضي «من دون تردد في التصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لهما»، مشدداً على أن السعودية «لن تضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك».

وفي الشأن الاقتصادي، أكد الالتزام «بالطرح الأولي العام لأرامكو السعودية، وفق الظروف الملائمة وفي الوقت المناسب»، لكنه اعتبر أن «تحديد مكان الطرح سابق لأوانه». ولفت إلى استكمال خطوات تمهيدية عدة استعداداً للطرح.

وأوضح أن «رؤية المملكة 2030 انتقلت من مرحلة التخطيط والتصميم إلى مرحلة التنفيذ على جميع الأصعدة، وبدأنا نرى النتائج على أرض الواقع». وشدد على أن «ما يحدث في المملكة ليس فقط مجموعة إصلاحات مالية واقتصادية لتحقيق أرقام محددة، وإنما هو تغيير هيكلي شامل للاقتصاد الكلي هدفه إحداث نقلة في الأداء الاقتصادي والتنموي على المديين المتوسط والطويل».

وأشار إلى أن «برامج رؤية المملكة 2030 تسهم بشكل فعّال في عملية التحول الاقتصادي... ونحن الآن ننتقل من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية». وأوضح أن «رؤية المملكة 2030 والبرامج المنبثقة منها شأنها شأن أي خطط استراتيجية لابد من أن تخضع لتحديث وتعديل وفق الظروف والمعطيات التي تظهر عند التطبيق، من دون الإخلال بركائز الرؤية ومستهدفاتها».

وأعرب عن فخره «بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف الكثيرون من أن الرؤية ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه». وفيما يلي نص الحوار:

> تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة اضطرابات خطيرة تهدد أمن المنطقة واستقرارها والعالم أجمع. ما موقف المملكة تجاه هذه الأحداث؟ وكيف ستتعامل المملكة مع هذا التصعيد؟

- إن موقف المملكة واضح كما جاء في بيان حكومتها. المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، ولكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية. إن أولويتنا هي مصالحنا الوطنية، وتحقيق تطلعات شعبنا من خلال أهداف «رؤية المملكة 2030» الاقتصادية والاجتماعية، والتنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وهذا يتطلب بيئة مستقرة ومحفزة داخل المملكة وفي المنطقة، لذا ستجد أن دور المملكة، سواء في منطقة الخليج أو في شمال أفريقيا أو في منطقة القرن الأفريقي وغيرها، هو دور داعم للاستقرار والسلام، وهو النهج الذي سارت عليه المملكة منذ تأسيسها الساعي دوماً لنبذ التفرقة والطائفية والتطرف والحفاظ على وحدة واستقرار المنطقة والسلم الدولي.

كما أن للمملكة دوراً مهماً في المجتمع الدولي يتمثل في جهودها من أجل تأمين وصول إمدادات النفط عبر الممرات الحيوية التي تحيط بها، وذلك في سبيل حماية استقرار الاقتصاد العالمي. وقد رأى العالم كيف تعاملنا مع الناقلة الإيرانية في البحر الأحمر وفق ما تمليه علينا أخلاقياتنا ومبادئنا والمواثيق والأعراف الدولية. وبالمقابل نجد النظام الإيراني ووكلاءه الذين قاموا بأعمال تخريبية لأربع ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة، منها ناقلتان سعوديتان، مما يؤكد النهج الذي يتبعه هذا النظام في المنطقة والعالم أجمع. والدلائل على ذلك كثيرة وواسعة ومتكررة على مدى سنوات طويلة.

فلا ننسى أن هذا النظام أعلن للملأ منذ عام 1979 أن أولويته وهدفه الرئيسي تصدير الثورة، ويسعى لذلك على حساب تطلعات شعبه، وعلى حساب شعوب المنطقة. هذا المحرك يفسّر تصرفات النظام الإيراني، فتصدير الثورة ومبدأ ولاية الفقيه يتطلبان زعزعة استقرار الدول والمنطقة، وإثارة الطائفية ونشر التطرف، وتسخير مقدرات الشعب الإيراني لتمويل الميليشيات الإرهابية وتسليحها.

ورغم ذلك كانت يد المملكة دائماً ممدودة للسلام مع إيران، وذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار؛ حتى إن المملكة أيدت الاتفاق النووي مع إيران لأن المملكة على مر التاريخ لم تدخر جهداً لحل أي أزمة واجهتها عبر السبل الدبلوماسية والسلمية، وكنا نأمل في أن النظام الإيراني سيستغل هذه المبادرة لتغيير تصرفاته تجاه دول المنطقة، وأن تكون خطوة أولى نحو عودة إيران إلى المجتمع الدولي كدولة طبيعية. لكن للأسف ما حدث هو أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من الاتفاق في دعم أعمالها العدائية في المنطقة، واستمرت في انتهاك القرارات الدولية، وكان الأولى أن يسخّر النظام الإيراني العوائد الاقتصادية من الاتفاق لتحسين معيشة المواطن الإيراني، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، بدلاً من المضي في دعم آلة الفوضى والدمار في المنطقة.

وصل التهور بإيران إلى مستويات غير مسبوقة، فبعد الاتفاق النووي زادت ميزانية «الحرس الثوري»، ورفعت من وتيرة دعمها للميليشيات الطائفية في المنطقة، بل وفي العالم أجمع. وجميعنا رأى الأعمال الإرهابية والعدائية الإيرانية التي أحبطت في أوروبا مؤخراً.

لذلك أيدت المملكة إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، وذلك إيماناً منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه إيران، وفي الوقت نفسه اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من قدرة النظام على نشر الفوضى والدمار في العالم أجمع.

وما شهدناه من أحداث أخيرة في المنطقة، بما فيها استهداف المضخات التابعة لشركة «أرامكو» من قبل ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، يؤكد أهمية مطالبنا للمجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الماضية، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع.

الخيار واضح أمام إيران. هل تريد أن تكون دولة طبيعية لها دور بنّاء في المجتمع الدولي، أم تريد أن تبقى دولة مارقة؟ نحن نأمل في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي.

> أشرتم سموكم إلى الموقف الأميركي تجاه إيران الذي يتوافق مع موقف المملكة كما هو الحال في أغلب القضايا الاستراتيجية. لكن شهدت الآونة الأخيرة انتقادات للمملكة من أطراف داخل الولايات المتحدة في عدد من القضايا، خاصة فيما يتعلق بقضية جمال خاشقجي. هل أثرت هذه الانتقادات على التعاون الاستراتيجي بين البلدين؟

- ننظر في المملكة بأهمية كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وهي علاقات ممتدة لأكثر من سبعين عاماً أسهمت خلالها هذه الشراكة الاستراتيجية عبر التاريخ في دحر العديد من التحديات التي استهدفت أمن واستقرار وسيادة دولنا. فعلاقتنا بالولايات المتحدة مهمة ومحورية، ليس فقط لتحقيق المصالح المشتركة بين بلدينا، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني أو غيرها من المجالات، ولكنها عامل أساسي في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها. فنحن والولايات المتحدة، وبالتعاون مع العديد من الدول في المنطقة والعالم نسعى سوياً لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة يهيئ البيئة المناسبة لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة في العيش الكريم والتنمية الحقيقية في مختلف المجالات، ونقوم بذلك من خلال مواجهة قوى الفوضى والدمار وعدم الاستقرار من تنظيمات إرهابية، وسياسات الدول الراعية لها وعلى رأسها النظام الإيراني، والتصدي لكل أشكال التطرف.

أما فيما يتعلق بالحملات الإعلامية أو بعض المواقف الصادرة من جهات أميركية، فهي بالتأكيد لا تخدم الأهداف المشتركة لبلدينا. لكننا في المملكة عبر تاريخنا، سبق أن واجهنا مثل هذه الحملات التي تتصف في معظمها بالتحيز وعدم الاستناد إلى معلومات دقيقة. ونسعى دائماً لتوضيح الحقائق والأفكار المغلوطة لدى بعض الأطراف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، ونستمع لما يطرح ونستفيد من الطرح المنطقي والموضوعي، لكن في نهاية الأمر أولويتنا هي مصالحنا الوطنية. أولويتنا هي المواطن في الرياض وجدة وجازان وتبوك والدمام وغيرها من مناطق المملكة، وليس ما يراه أو يطرحه آخرون عن المملكة. وعلى مر تاريخ المملكة تمكنا من التعايش مع حلفائنا الرئيسيين رغم وجود اختلافات طبيعية موجودة بين الدول كافة، من خلال احترامنا لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ولا نقبل بأقل من المعاملة بالمثل فيما يتعلق بسيادتنا وشؤوننا الداخلية. وأنا على ثقة في أن علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك.

فيما يتعلق بمقتل المواطن جمال خاشقجي، كما سبق أن ذكرت هذه جريمة مؤلمة جداً، ولم يسبق حصول مثل هذه الجريمة في تاريخ المملكة، فمثل هذه الأمور ليست جزءاً من ثقافتنا، وتناقض قيمنا ومبادئنا. وقد قمنا في المملكة بالإجراءات اللازمة، سواء من خلال المسار القضائي لمحاسبة كل المشاركين في هذه الجريمة، أو من خلال اتخاذ الإجراءات التنظيمية لمنع حصول مثل هذه الجريمة المؤسفة مستقبلاً. هذه الإجراءات تنبع أولاً وأخيراً من حرصنا في المملكة على حياة كل مواطن سعودي أياً كانت مواقفه، وهي إجراءات لم ولن تتأثر بأي عوامل أخرى. فنحن دولة يسودها القانون ومن غير المقبول التعرض لحياة مواطن بهذا الشكل المؤلم تحت أي ظرف من الظروف، وبكل أسف المتهمون بارتكاب الجريمة هم موظفون حكوميون، ونسعى لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل. وعلى أي طرف يسعى لاستغلال القضية سياسياً، أن يتوقف عن ذلك ويقدم ما لديه من أدلة للمحكمة في المملكة بما يساهم في تحقيق العدالة.

> هل هذا التوافق في الرؤية مع الجانب الأميركي حيال إيران ينطبق على الوضع في سوريا، خصوصاً في ضوء القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا؟

- يوجد اتفاق حيال الأهداف في سوريا، وهي هزيمة تنظيم «داعش»، ومنع عودة سيطرة التنظيمات الإرهابية، والتعامل مع النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، واستخدام الوسائل المتاحة كافة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار 2254، بما يحافظ على وحدة سوريا، ونعمل مع الدول الصديقة لتحقيق هذه الأهداف.

> كيف تنظرون سموكم لزيارة رئيس الوزراء الياباني مؤخراً لإيران والتقائه بالمرشد الأعلى الإيراني؟

- نشكر رئيس الوزراء الياباني على نياته الطيبة، ويد المملكة دائماً ممدودة بالسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها. إلا أن النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في طهران، وقام أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قام عبر ميليشياته بالهجوم الآثم على مطار أبها، ما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونياته التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها، فإيران هي الطرف الذي يصعّد دائماً في المنطقة، ويقوم بالهجمات الإرهابية والاعتداءات الآثمة بشكل مباشر أو عبر الميليشيات التابعة. المشكلة في طهران وليست في أي مكان آخر، وكما ذكرت، على إيران الاختيار إما أن تكون دولة طبيعية لها دور بناء في المجتمع الدولي أو أن تبقى دولة مارقة وتتحمل عواقب هذا الأمر دولياً.

> تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة تصريحات الرئيس التركي وغيره من المسؤولين الأتراك التي تشكك في القضاء بالمملكة وتتهم المملكة وقيادتها في قضية خاشقجي... كيف تردون على هذه الاتهامات؟

- جمال خاشقجي هو مواطن سعودي، ولا شك أن ما تعرض له أمر مؤلم ومؤسف، ولقد اتخذنا في المملكة الإجراءات كافة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وتمت إحالة المتهمين إلى القضاء. والقضاء في المملكة سلطة مستقلة ليس لأحد التدخل فيها، ونحن نواجه أي حدث بحزم ومن دون تردد، وباتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق العدالة وإصلاح مكامن الخلل ومنع تكرار الأخطاء من دون أن نلتفت لأي مزاعم واتهامات من هنا أو هناك.

وفيما يتعلق بتصريحات بعض المسؤولين الأتراك تجاه المملكة، فالمملكة بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين تسعى لأن تكون علاقاتها قوية مع كل الدول الإسلامية، بما فيها تركيا، وهذا أمر مهم لمصلحة المنطقة بشكل عام والعمل الإسلامي المشترك بشكل خاص. ونحن في المملكة نعمل على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتحقيق أمن واستقرار وطننا ورخاء شعبنا، وليس الدخول في مناكفات تضر مصالح وطننا والعالم الإسلامي. ونحن ماضون في تحقيق هذه الأهداف من دون التفات لما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية التي لا تخفى على أحد.

> مرت أربعة أعوام على بدء عمليات التحالف في اليمن. كيف تنظرون إلى ما تحقق من تقدم على الصعيدين السياسي والعسكري... وما فرص إنهاء الأزمة اليمنية، خصوصاً بعد التوصل إلى اتفاقات استوكهولم، وبعد الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميليشيا الحوثي على المضخات النفطية في المملكة ومطاري نجران وأبها؟

- ينسى كثيرون، أو يتناسون، كيف بدأت الأزمة في اليمن. عمليات التحالف بدأت بعد أن استنفد المجتمع الدولي كل الحلول السياسية بين الأطراف اليمنية والميليشيا الحوثية. ولابد من التذكير هنا بأن المملكة هي رائدة الحل السياسي، وهي التي قدمت المبادرة الخليجية وعملت على تحقيق انتقال سياسي سلمي في اليمن في عام 2011، ودعمت الحوار الوطني، وقدمت أكثر من 7 مليارات دولار دعماً اقتصادياً وتنموياً لليمن بين أعوام 2012 و2014. وكانت جهود المملكة منذ عام 2011 تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي سلس في اليمن بما يحافظ على استقلال اليمن وسيادته وتماسك مؤسساته السياسية والأمنية، منعاً لدخوله في حالة الفوضى. وبالفعل وقعت الأطراف اليمنية في الرياض على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. واشتركت كل الأطراف اليمنية، بما في ذلك الحوثيون، في الحوار الوطني اليمني الشامل. وبكل أسف قامت إيران من خلال الميليشيات التابعة لها بتعطيل المسار السياسي في اليمن، والبدء باحتلال المدن اليمنية والاستيلاء على مقدرات الدولة اليمنية، وقد أعطت المملكة كل الفرص لمعالجة الوضع بشكل سلمي، لكن إيران كانت تراهن على سياسة فرض أمر واقع عبر السلاح في الدول العربية، وللأسف لم يتصد المجتمع الدولي آنذاك لنهج إيران التوسعي والطائفي، ولذلك استمرت عبر ميليشياتها في محاولة بسط سيطرتها على اليمن. لكن الشعب اليمني وقف هو وقيادته موقفاً تاريخياً أمام هذا التدخل الإيراني، ولم نتأخر مع أشقائنا دول التحالف في المسارعة إلى الاستجابة للحكومة الشرعية لحماية اليمن وشعبه، وحماية أمننا الوطني، فلا يمكن أن نقبل في المملكة بوجود ميليشيات خارج مؤسسات الدولة على حدودنا.

ولله الحمد تم تحرير معظم أراضي اليمن، وقد دعمنا الجهود كافة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. ولكن للأسف، ميليشيا الحوثي تقدم أجندة إيران على مصالح اليمن وشعبه الكريم، ورأينا مؤخراً الهجوم الحوثي الإرهابي الآثم على المنشآت النفطية ومطار نجران، وتبجح القيادات الحوثية في تبنيه، وهو أمر يثبت مرة أخرى أن هذه الميليشيا لا تأبه بمصالح الشعب اليمني، وبأي مسار سياسي لحل الأزمة اليمنية. أفعالهم تعكس أولويات طهران واحتياجاتها، وليس صنعاء.

موقفنا في التحالف فيما يتعلق بإنهاء الأزمة اليمنية واضح جداً، فنحن نؤيد جهود التوصل لحل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ونقبل مشاركة الأطراف اليمنية كافة في العملية السياسية، ولكن وفق ما نصت عليه المرجعيات الثلاث. فلن تقبل المملكة استمرار الميليشيات وبقاءها خارج مؤسسات الدولة، وسعياً لتحقيق هذا الهدف النهائي، سنواصل عملياتنا ودعمنا للشعب اليمني في سعيه لحماية استقلاله وسيادته مهما كانت التضحيات. وفي الوقت نفسه ستواصل المملكة عملها على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وفي مجال إعادة إعمار المناطق المحررة، فهدفنا ليس فقط تحرير اليمن من وجود الميليشيات الإيرانية، وإنما تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن.

> تحدثتم سمو الأمير عن حلم تحويل منطقة الشرق الأوسط لأوروبا جديدة. كيف ستواجهون عوائق تحقيق هذا الحلم في ظل ما يواجه المنطقة من اضطرابات سياسية كبيرة، وتحديات اقتصادية وتنموية؟

- يجب ألا نكون أسرى لأوضاع راهنة مؤقتة تمنعنا من العمل على تحقيق واجبنا الأول بصفتنا قادة في المنطقة، وهو النهوض بدولنا. ويجب ألا تشغلنا تحديات اليوم عن العمل بشكل حثيث لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

تحدثت في سؤالك عن الاضطرابات السياسية، وهو أمر - ولا شك - يحدث في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه فلننظر إلى المنطقة العربية حيث يوجد إجماع بين الغالبية العظمى لدولنا على أولوية العيش الكريم للمواطن، وتحقيق أمن واستقرار أوطاننا. لا تريد شعوبنا أن تكون أسيرة لنزاعات آيديولوجية تهدر فيها مقدراتها. واليوم وبشكل غير مسبوق أصبح هدف الجميع واحدا، وبات التنافس بين معظم دولنا على تحقيق أفضل معايير الحياة للمواطن، وجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية في المجالات كافة. أما الاضطرابات السياسية فمصدرها معروف وهو التنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، و«القاعدة»، و«الإخوان المسلمين»، وسياسات النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب والتطرف. ولن نضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك. ونحن ماضون بإذن الله، من دون تردد، في نهجنا بالتصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لها.

المملكة هي قبلة المسلمين وبلد الحرمين الشريفين، حباها الله بالثروات الطبيعية، والموقع الاستراتيجي، وبقيادات حكيمة منذ عهد الملك المؤسس، طيب الله ثراه، إلى العهد الميمون لمولاي خادم الحرمين الشريفين، وبشعب جبار مبدع ومبادر. والحمد لله تنعم بلادنا اليوم بالأمن والاستقرار والرخاء، ولا يليق أن يكون هذا البلد العظيم إلا في موقع الصدارة في كل المجالات مهما كانت الظروف والتحديات. لن يهدأ لنا بال حتى نحقق هذا الهدف لوطننا أولاً ثم لأشقائنا في المنطقة.

> كيف ينظر سموكم إلى ما يشهده السودان من اضطرابات وتحولات سياسية؟

- يهمنا كثيراً أمن السودان واستقراره، ليس للأهمية الاستراتيجية لموقعه وخطورة انهيار مؤسسات الدولة فيه فحسب، ولكن نظراً أيضاً إلى روابط الأخوة الوثيقة بين الشعبين. لقد كان إخواننا وأخواتنا من السودان - ولا يزالون - جزءاً من نسيجنا الاجتماعي، أسهموا مساهمات مشهودة في مسيرتنا في مختلف المجالات. ولن ندخر جهداً في المملكة لتحقيق الاستقرار والأمن للسودان وشعبه الكريم. لقد عبرنا في المملكة عما تم اتخاذه من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني، وقدمنا كجزء من واجبنا تجاه الأشقاء في السودان، حزمة من المساعدات الاقتصادية، إضافة إلى إيداع مبلغ 250 مليون دولار في البنك المركزي السوداني. سنستمر في موقفنا الداعم لأشقائنا في مختلف المجالات حتى يصل السودان لما يستحقه من رخاء وازدهار وتقدم.

> بعد ثلاث سنوات من إطلاق «الرؤية»... إلى أين وصلنا؟

- انتقلنا من مرحلة التخطيط والتصميم إلى مرحلة التنفيذ على جميع الأصعدة، وبدأنا نرى النتائج على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بتطوير القطاع المالي، شهدت السوق المالية تطوراً ملحوظاً، حيث انضمت السوق بعد إطلاق «الرؤية» إلى ثلاثة مؤشرات عالمية؛ هي مؤشرات «فوتسي»، ومؤشر «مورغان ستانلي» للأسواق الناشئة، ومؤشر «ستاندرد آند بورز داو جونز»، مما سينتج عنه تدفق رؤوس الأموال بمليارات الريالات إلى السوق، وزاد المستثمرون في الصناديق الاستثمارية بنسبة 40 في المائة، وهي الزيادة الأولى منذ عام 2006. وحققت المملكة مؤخراً أكبر تقدّم بين الدول الأكثر تنافسية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019IMD، الصادر من مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، وحصلت على المرتبة 26 مُتقدّمةً بـ13 مرتبة عن العام الماضي، لتحتل المرتبة السابعة بين مجموعة دول العشرين.

وفي قطاع الاتصالات والمعلومات شهدنا تطوراً ملحوظاً، حيث ارتفعت مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي بشكل مباشر وغير مباشر، كما أصبحت المملكة من أعلى 10 دول نمواً في مجال التجارة الإلكترونية في العالم بنسبة 32 في المائة. وفي الوقت نفسه كذلك تحسنت سرعات الإنترنت أربعة أضعاف لتسريع التحول الرقمي. وتعد المملكة أيضاً أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أطلقت خدمات الجيل الخامس 5G عام 2018 في المنطقة الشرقية بشكل تجريبي، ولدينا إلى اليوم 1000 برج اتصال على مستوى المملكة تقدم هذه الخدمة الجديدة، والعمل جارٍ على التوسع فيها.

أما في مجال الطاقة والصناعة، فقد ارتفعت الصادرات غير النفطية بنسبة 22 في المائة في عام 2018 مقارنة بعام 2017، وأطلقنا العديد من المدن الصناعية في مختلف المناطق بالمملكة، مما يؤكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على التنمية المتوازنة والشاملة لمختلف المدن والمناطق، ومنها سبارك وجازان ووعد الشمال، التي أنجزت المرحلة الأولى من مشروعات إنتاج الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية منها، التي ستجعل المملكة بإذن الله ثاني أكبر دولة منتجة للأسمدة الفوسفاتية في العالم.

وأود التذكير بأن ما يحدث في المملكة ليس فقط مجموعة إصلاحات مالية واقتصادية لتحقيق أرقام محددة، وإنما هو تغيير هيكلي شامل للاقتصاد الكلي للمملكة هدفه إحداث نقلة في الأداء الاقتصادي والتنموي على المديين المتوسط والطويل. لقد قمنا بإصلاحات اقتصادية وهيكلية كبيرة تسهم في تحقيق التوازن المالي، وضبط المالية العامة، وتنويع مصادر الدخل مع المحافظة على استمرارية نمو الاقتصاد الكلي، واستدامة المالية العامة، ودعم الإنفاق الاجتماعي، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وتحفيز القطاع الخاص الذي يمثل الشريك الرئيسي في النمو والتنمية وتحقيق مستهدفات «الرؤية».

> ولكن هناك من يتحدث عن بعض التراجعات في بعض المبادرات المتعلقة بـ«الرؤية»؟

- ما يحدث في المملكة تغيير هيكلي شامل للاقتصاد هدفه إحداث نقلة في الأداء الاقتصادي على المديين المتوسط والطويل، و«رؤية المملكة 2030» والبرامج المنبثقة منها شأنها شأن أي خطط استراتيجية لابد من أن تخضع لتحديث وتعديل وفق الظروف والمعطيات التي تظهر عند التطبيق، دون الإخلال بركائز ومستهدفات «الرؤية»، وتحقيق أفضل النتائج، خاصة في وقت أصبحت لدينا جودة أعلى في اتخاذ القرارات المبنية على الدراسات والتحليلات والأرقام والحقائق والبيانات.

وإجابة عن سؤالك حول أن بعض المبادرات المتعلقة بـ«الرؤية» قد تتراجع: لا نتوقع ذلك، فبرامج «الرؤية» تساهم بشكل فعال في عملية التحول الاقتصادي، فنحن الآن ننتقل من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية.

> قد يقول البعض إن صندوق الاستثمارات العامة يزاحم القطاع الخاص من خلال استثماراته المباشرة ومشاريعه العملاقة والضخمة، ما دوره في تحقيق «الرؤية» وكيف يمكن تفادي أي آثار سلبية؟

- تماشياً مع «رؤية 2030» ولتحقيق أهدافها، كان من المهم إعادة النظر في دور صندوق الاستثمارات العامة وإعادة هيكلته ليصبح الصندوق الاستثماري السيادي للدولة، فقمنا بالعمل في عام 2015 على إعادة إطلاق الصندوق برؤية ورسالة جديدتين، مستهدفاً تطوير القطاعات الجديدة بالمملكة العربية السعودية والاستثمار في شراكات دولية رائدة، وإعادة تشكيل مجلس إدارة جديد تحت قيادتي. وخلال السنوات من 2016 إلى 2018، ارتفع عدد الموظفين من 40 موظفاً إلى ما يقارب 500 موظف. كما ارتفعت أصول الصندوق مما يقارب 500 مليار ريال إلى ما يقارب تريليون ريال، ويمثل ذلك الارتفاع حوالي الضعف خلال سنتين.

ويعتبر الصندوق حالياً أداة مهمة جداً من أدوات الدولة للتنويع الاقتصادي، ويستهدف الاستثمار المحلي والدولي. وفي الاستثمارات المحلية يستهدف الاستثمارات التي لا يستطيع القطاع الخاص وحده الاستثمار فيها، وسيطرح من خلال المشاريع الكبرى مثل نيوم والبحر الأحمر والقدية عشرات، إن لم يكن مئات، الفرص الاستثمارية ذات العوائد الجيدة للقطاع الخاص. وكذلك من المهم جداً لدى صندوق الاستثمارات العامة ولدى الحكومة مشاركة القطاع الخاص، وخصصنا من برامج تحقيق «الرؤية» الثلاثة عشر برنامجاً للتخصيص، لإعطاء القطاع الخاص فرصة أكبر للمشاركة في الاستثمار ولتحقيق عوائد مجزية ورفع كفاءة الإنفاق وتحسين الخدمات.

أما من ناحية الاستثمارات الخارجية، بالإضافة لتحقيق عوائد مجزية لأصوله، فسيلعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً مهماً في تأسيس شراكات اقتصادية تساعد في نقل المعرفة وتحفيز الاستثمارات ذات الكفاءة العالية وتعزيز المحتوى المحلي، لتكون لها عوائد على المدى البعيد تستفيد منها الأجيال القادمة. كما يستهدف الصندوق قطاعات استراتيجية جديدة مثل السياحة والترفيه. وهذه قطاعات لها بعد مهم في تحفيز الاستثمار الأجنبي والتنمية المناطقية، وخلق عدد كبير من الوظائف مما يحسن من جودة الحياة.

هذا؛ ويؤدي الصندوق أعماله من خلال مستوى حوكمة عالٍ واستراتيجية استثمارية شفافة، أقرت بعد الانتهاء من عملية إصلاح وحوكمة الصندوق في عام 2015، حيث يعمل الصندوق ضمن منظومة تشمل مجلس إدارة ولجنة تنفيذية ولجنة للاستثمار تقوم بأدوار واضحة تساعد على ضمان أداء الأعمال بصورة مهنية عالية، كما توجد لدى الصندوق محافظ استثمارية موزعة حسب الأولويات التنموية، مثل محفظة الصندوق في الشركات السعودية، ومحفظة الاستثمارات الهادفة لتطوير القطاعات الواعدة، ومحفظة المشاريع الكبرى.

> تحدثتم سمو الأمير عن برنامج التخصيص... ما آخر التطورات؟

- لدينا الآن مركز متميز وعالمي للتخصيص بُني على أفضل الممارسات مستفيداً من خبرات أكثر من 20 دولة قامت بالتخصيص في الماضي. وقد رُوعي في إنشاء المركز احتواؤه على بنية تشريعية تضمن حق الدولة والمستثمر. وقد حددنا فرصاً واعدة للتخصيص في 12 قطاعاً. وهدفنا أن يعزز هذا البرنامج دور الحكومة الفاعلة، إضافة إلى تعظيم مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي.

ودعم المركز الوطني للتخصيص خلال عام 2019 توقيع خمس اتفاقيات بقيمة إجمالية تتجاوز 12.5 مليار ريال. من خلال شركات محلية ودولية في مجالات مختلفة بتمويل أجنبي من ست دول بنسبة تمويل تبلغ حوالي 70 في المائة. وتشمل هذه الاتفاقيات مشاريع لمعالجة الصرف الصحي وتحلية المياه والخدمات الصحية من خلال مراكز الغسيل الكلوي.

كما يقوم المركز حالياً بالعمل على إنهاء اتفاقيات تتجاوز قيمتها ملياري ريال في مجالات عدة تشمل مطاحن الدقيق والخدمات الطبية وخدمات الشحن. ومن المتوقع الانتهاء من هذه الاتفاقيات قبل نهاية عام 2019. ويجري العمل على تخصيص مشاريع خاصة بالتعليم خلال عام 2020 باستثمارات تبلغ حوالي مليار ريال.

كما سيكون القطاع الخاص هو المستثمر الأكبر في قطاع الكهرباء، وفي المستقبل، خاصة مشاريع التوليد، ومن ذلك مشاريع الطاقة المتجددة الكبرى التي أعلنّا عنها.

> في خضم هذا التحول الاقتصادي، ما رسالة سموكم للمواطنين؟

- أنا فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه. كان كثيرون يقولون لي إن أصعب ما سأواجهه في التحول الاستراتيجي هو المقاومة، ولكني رأيت أن هذا العامل ضئيل جداً في الشباب السعودي الذي صار يتسابق أمامي ويقود التغيير. وأود الإشادة بدور الشباب مطعماً بالخبرات في الحراك الذي تعيشه المملكة. إنها رؤية شابة، روحها شابة.

كما تحول النقاش من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعاً.

> نتابع موضوع طرح «أرامكو السعودية» في الأسواق العالمية، لكن هناك شح في المعلومات عن الطرح وتوقيته. إلى أين وصل الموضوع؟ وما الإجراءات التي تمت في هذا الشأن؟

- نحن ملتزمون بالطرح الأولي العام لـ«أرامكو السعودية»، وفق الظروف الملائمة، وفي الوقت المناسب. وكما ذكرت سابقاً أتوقع أن يكون ذلك بين عام 2020 وبداية عام 2021 بإذن الله، وتحديد مكان الطرح سابق لأوانه. وقد تم إنجاز كثير من العمل بنجاح في هذا الصدد، والإطار الزمني للطرح سيعتمد على عوامل عدة منها: مناسبة أوضاع السوق لتنفيذ عملية الطرح نظراً لضخامة الطرح الأولي العام لـ«أرامكو السعودية»، وكذلك عملية استحواذ «أرامكو» على حصة صندوق الاستثمارات في «سابك»، وهذه الصفقة، بما ستحدثه من تحول شامل، ستؤدي إلى إيجاد شركة طاقة وبتروكيميائيات وطنية عملاقة متكاملة تقود قطاع الطاقة العالمي وتعزز بدرجة أكبر إمكانات النمو في «أرامكو السعودية» وربحيتها في تقلبات أسواق البترول المعتادة.

وفي إطار الاستعدادات للطرح الأولي العام لـ«أرامكو السعودية»، تم اتخاذ إجراءات مهمة عدة، من بينها إصدار نظام ضريبة المواد الهيدروكربونية، وإعادة إصدار اتفاقية امتياز حصرية، وتعيين مجلس إدارة جديد للشركة، بالإضافة إلى التدقيق المستقل في احتياطيات المملكة البترولية وإعلانها رسميا للمرة الأولى، وكذلك قوائمها المالية المدققة. وهذا كله يعزز مبدأ الشفافية، أحد المبادئ الأساسية في «رؤية المملكة 2030» من أجل حماية مصالحها ومصالح المستثمرين المحتملين.

وبدورها حققت «أرامكو السعودية» إنجازات عدة ضمن برنامجها الداخلي الهادف للاستعداد للطرح الأولي العام. ومن أهم ما شمله ذلك البرنامج تعديل نظامها ولائحتها الداخلية، والتحول إلى شركة مساهمة، ومواءمة قوائمها وتقاريرها المالية الداخلية لقطاعات الأعمال الرئيسية لتتوافق مع متطلبات الأسواق المالية المحتملة للطرح. وقد نال ذلك رضا المستثمرين حول العالم كما رأينا من خلال عملية طرح السندات غير المسبوقة التي تمت مؤخراً.

 

النص الكامل لرسالة غوتيريش إلى مجلس الأمن حول «الحديدة» والمراقبين

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/16 حزيران/2019

حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من رسالة تحتوي تلخيصاً قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن، حول تطبيق اتفاقية الحديدة.

وفيما يلي نص الرسالة التي بعث بها الأمين العام بتاريخ 10 يونيو (حزيران) 2019:

طلب مجلس الأمن، بموجب قراره رقم (2452) لعام 2019، تقديم مراجعة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وذلك خلال 5 شهور من تاريخ اعتماد القرار. ولقد تأسست البعثة السياسية الخاصة بما يتفق مع الفقرة الأولى من القرار نفسه، وهي موجهة لدعم تنفيذ اتفاق مدينة الحديدة وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، على النحو المنصوص عليه في اتفاق استوكهولم - والمعمم تحت الوسم (S-2018-1134)، لفترة زمنية مبدئية تبلغ 6 شهور كاملة اعتباراً من 16 يناير (كانون الثاني) لعام 2019.

ولقد قرر مجلس الأمن كذلك أنه لتوفير الدعم للأطراف المعنية من حيث تنفيذ التزاماتهم بما يتفق مع اتفاق الحديدة، فإنه تنبغي مباشرة التفويض على النحو التالي:

(أ)... قيادة ودعم أعمال لجنة تنسيق إعادة الانتشار، بمساعدة من الأمانة العامة وموظفي الأمم المتحدة، في الإشراف على وقف إطلاق النار على نطاق المحافظة بأكملها، وإعادة انتشار القوات، وعمليات إزالة الألغام.

(ب)... رصد امتثال الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وإعادة انتشار القوات بصورة متبادلة في مدينة الحديدة، وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى.

(ج)... العمل مع الأطراف المعنية بهدف ضمان الأمن في مدينة الحديدة، وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى من قبل قوات الأمن المحلية وبما يتفق مع القانون اليمني.

(د)... تيسير وتنسيق دعم الأمم المتحدة لمساعدة الأطراف المعنية على التنفيذ الكامل لاتفاق الحديدة.

بعد مرور 6 شهور على وساطة الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق استوكهولم بين الحكومة اليمنية والحركة الحوثية، وبعد مرور 5 شهور منذ تاريخ صدور القرار رقم 2452 لعام 2019، لا تزال الأوضاع في الحديدة محور اهتمام التطورات الجارية في اليمن.

إنشاء آلية لجنة تنسيق إعادة الانتشار

كما ورد في رسالتي المؤرخة 28 ديسمبر (كانون الأول) لعام 2018، بشأن حالة تنفيذ القرار رقم 2452 لعام 2019، تحت الوسم (S-2018-1173)، عملت الأمم المتحدة مع الأطراف المعنية بغرض إنشاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار على النحو المتوخى في القرار. وتضم هذه الآلية ممثلين مختارين، وموظفين منتسبين من كل طرف من الأطراف المعنية تحت قيادة رئيس البعثة على اعتبار دوره رئيساً للجنة المذكورة. وبناء على هذا العمل المبدئي والمنفذ بواسطة الفرق المتقدمة (1) والمكلفة من قبل مجلس الأمن الدولي، ركزت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة على بذل الجهود الكبيرة لبناء العلاقات وإرساء أسس الثقة بين الأطراف المعنية لضمان فاعلية لجنة تنسيق إعادة الانتشار باعتبارها آلية للتشاور ووقف التصعيد. وتحقيقاً لهذه الغاية، ومنذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) لعام 2018، نجحت الأمم المتحدة في عقد 4 اجتماعات مشتركة للجنة تنسيق إعادة الانتشار بهدف مناقشة والاتفاق على أساليب مراقبة وقف إطلاق النار، وإعادة انتشار القوات بصورة متبادلة، وتشكيل قوات الأمن المحلية، في حين واصلت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة مراقبة امتثال الأطراف المعنية لاتفاق الحديدة، وتوفير الدعم السياسي، والوساطات، والدعم العملاني إلى لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وإلى رئيس اللجنة.

ثبت لدينا أن التوصل إلى اتفاق شامل بشأن كل جوانب الأنشطة ذات الصلة يشكل تحديات راهنة لا سيما في ظل تراجع الأطر الزمنية المتوخاة سلفاً بشأن اتفاق الحديدة. غير أن الأطراف اليمنية المعنية قد أقرت بأن الأطر الزمنية من الرؤى الطموحة ووافقت على مراجعتها وتنقيحها بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأكدت الأطراف المعنية التزامها بتنفيذ اتفاق الحديدة.

منذ إنشاء بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، كان هناك اجتماعان مشتركان للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الفترة من 3 إلى 6 فبراير (شباط) لعام 2019(2)، وفي الفترة من 16 إلى 17 فبراير لعام 2019(3)، بالإضافة إلى مشاركة ثنائية موسعة ومكثفة من قبل رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار مع الأطراف المعنية بغية الاتفاق على أساليب إعادة انتشار وتشكيل قوات الأمن المحلية المكلفة بتأمين المدينة، والموانئ الثلاثة المذكورة، وذلك بمجرد استكمال عمليات إعادة الانتشار. والنتيجة التراكمية لهذه الأنشطة، كانت أن وافقت الأطراف المعنية على إطار المرحلة الأولى من إعادة انتشار القوات من الموانئ الثلاثة المطلة على البحر الأحمر، والمرافق الإنسانية الحيوية. وشهدت هذه العملية مشاركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لمفهوم العمليات التفصيلية بالنسبة للمرحلة الأولى مع الأطراف المعنية اعتباراً من 21 مارس (آذار) لعام 2019، الذي تم الاتفاق بشأنه في خاتمة المطاف بتاريخ 14 أبريل (نيسان) لعام 2019.

وبالنظر إلى وضع الطرفين الذي يقضي بعدم وجود فجوة بين تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، عملت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) على صياغة مقترح للمرحلة الثانية من شأنه أن يؤدي إلى نزع السلاح من مدينة الحديدة. وقد شاركت البعثة الأممية المسودة الأولى من مفهوم العمليات التفصيلي الخاص بالمرحلة الثانية مع الطرفين في 21 أبريل 2019. ولا تزال المشاورات مستمرة من أجل الانتهاء من تلك الخطة. ويعد قوام قوات الأمن المحلية للمرحلة الثانية من الأمور المهمة بالنسبة إلى تنفيذ المرحلة الثانية، نظراً لأن الوضع يتعلق بمسائل سياسية أوسع نطاقاً، يتولى مبعوثي الخاص تيسير المفاوضات بين الطرفين بغية التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الأمر المهم، وهو الذي سيتم تنفيذه من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار بدعم من البعثة المذكورة.

وفي إطار عقد اجتماعات مشتركة للجنة واجتماعات ثنائية مع الحكومة اليمنية طلب ممثلو لجنة تنسيق إعادة الانتشار من البعثة الأممية إدارة عمليات عبور معقدة على خطوط المواجهة تم تيسيرها من جانب الطرفين. وللأسف حدثت عدة وقائع في مرات مختلفة أو تم زعم حدوثها أثناء عملية العبور، وهو ما أدى في النهاية إلى وقف الحوثيين لتلك التحركات. ومع تعليق عمليات العبور، استمر رئيس اللجنة المذكورة في التواصل مع الطرفين؛ كل على حدة، وتطلب عقد اجتماعات مع ممثلي اللجنة في الحكومة اليمنية سفره إلى خارج الحديدة، وتحديداً إلى عدن أو الرياض، لكنه حرص على العودة لحضور الاجتماعات المشتركة.

عمليات نشر بعثة دعم اتفاق الحديدة ونشاطها

بعد تبني قرار مجلس الأمن رقم 2452 (2019) بدأت المنظمة العمل بدأب من أجل تأسيس بعثة دعم اتفاق الحديدة وتحقيق استدامتها. استجابة لذلك، عملت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام عن كثب مع كل من إدارة الدعم العملياتي، وإدارة عمليات السلام، وإدارة شؤون السلامة والأمن، وإدارة الشؤون القانونية، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. واستهدفت تلك الجهود تمكين البعثة من بناء قدراتها فيما يتعلق بتوفير الدعم، والعناصر الأمنية بطريقة آمنة سليمة في الحديدة، مع العمل على نحو تكاملي مع عناصر أخرى من الأمم المتحدة موجودة في البلاد.

رغم كل ما سبق لم تكن عملية بدء نشاط البعثة بالسهلة، فقد تسببت الطبيعة المعقدة التقشفية المتغيرة للبيئة في الحديدة في وجود تحديات تتعلق بمسائل إدارية ولوجيستية وتشغيلية وأمنية تتطلب من البعثة الحفاظ على نهج نشيط ومرن ومبتكر في كثير من الأحيان في قيامها بنشاطها.

من أجل هذه الغاية اعتمدت البعثة على دعم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إلى جانب الشركاء الآخرين في الأمم المتحدة، بما في ذلك دعم بعثات أممية أخرى للسلام بغية الاستغلال الأمثل للمرافق، والأفراد، والأصول، لبدء تنفيذ المهام المطلوبة والحفاظ على استدامتها.

وقد نجحت البعثة فقط في الحفاظ على قدرتها التشغيلية الأولية فيما يتعلق بمهمتها. ويتزامن ذلك مع تباطؤ الخطى الأولى للطرفين في تنفيذ اتفاق الحديدة. ولا يزال نجاح البعثة يعتمد على التعاون الكامل بين الطرفين لضمان الانتشار السريع، واستدامة العمليات، خصوصاً خلال عملية إشراك ما يكفي من الأفراد وموارد الدعم الإضافية. ولتحقيق ذلك، واجهت المنظمة كثيراً من التحديات الجسيمة مع السلطات المتحكمة في الوضع على الأرض في صنعاء فيما يتعلق بكثير من الأمور الإدارية والبيروقراطية اللازمة لإتاحة تنفيذ عمليات النشر المذكورة. وقد تمت معالجة أكثر الأمور بشكل فردي متواتر، لكن أدى التضييق على عمل البعثة إلى إهدار كثير من الوقت الثمين. وتسير المنظمة في كل الطرق لتخطي الصعوبات بشكل منهجي، خصوصاً تلك المتعلقة بالحصول على موافقات إدارية مثل التأشيرات، وتصريحات الإقامة، والتخليص الجمركي لأصول استراتيجية، وما إلى ذلك لضمان وصول الأفراد في الوقت المطلوب ومدّ البعثة بالدعم اللازم، والعناصر الأمنية المطلوبة.

ومن المهم لتحقيق البعثة نجاحاً مستمراً تزويد فريق العمل فوراً بكل الوسائل الكافية، وتوفير الدعم، وتنفيذ الوظائف الأساسية الموكلة للبعثة فيما يتعلق بقيادة ودعم عملية لجنة تنسيق إعادة الانتشار، والتخطيط للمهام، ومتابعتها وتقديم تقارير عنها، إلى جانب التنسيق والمهام المتعلقة بتحقيق التكامل. واعترافاً بأهمية النشر الفوري لتنفيذ تلك الوظائف الرئيسية اعتمدت المنظمة على أفراد الجيش والشرطة والخدمة المدنية من مقرّ الأمم المتحدة والبعثات الأممية الأخرى للسلام، حيث نشرت، بموافقة الدول الأعضاء المشاركة، الأفراد والأصول بشكل مؤقت. وقد تمكنت بعثة دعم اتفاق الحديدة بفضل هؤلاء الأفراد، الذين لا يزال بعضهم في موقعه حالياً، من بدء الحد الأدنى من العمل، والحفاظ على القيام به مع استدعاء أفراد جدد من الجيش والشرطة يتوافدون على البعثة حالياً.

ونتيجة لطبيعة المهام المطلوبة، وبيئة العمل القاسية، وضرورة وجود دعم معيشي مستدام مستقر، تم توفير مجموعة من الأصول، والموارد الضرورية من أجل تيسير إجراء العمليات بأمان، خصوصاً خلال تلك المراحل المبكرة. ويتضمن ذلك توفير إمكانات طبية كافية في الموقع، إلى جانب إمكانات ووسائل لإجلاء الضحايا (تمت زيادة موارد فريق التنسيق التابع للأمم المتحدة بالفعل في الحديدة وهي متوفرة في أنحاء اليمن أيضاً)، ومساحة إدارية مناسبة، وأماكن للإقامة، ووسائل نقل جوي وبري، ومعدات حماية كافية للأفراد، ووسائل اتصال فعّالة إلى جانب عدد كافٍ من الأفراد.

وتعمل البعثة حالياً من حاوية بحرية مؤمنة في ميناء الحديدة، في حين تم إعداد مرافق برية بحيث تكون مطابقة لمعايير الأمن. ويتم تنفيذ كل أنشطة الدعم، ودوريات الأمن من داخل مدرعات مزودة بحقائب الصدمات الطارئة ويقوم بها أفراد مدربون.

الوضع الحالي

منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2018، لا يزال وقف إطلاق النار مستمراً في محافظة الحديدة، حيث لم يتم رصد قيام أي طرف من الطرفين بمحاولة تنفيذ عمليات عدائية كبرى بهدف السيطرة على أراضٍ جديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الوقائع النمطية في المناطق الساخنة الرئيسية مثل مديرية الحالي، ومديريتي الدريهمي والحيس، خاصة باستخدام النيران غير المباشرة والقنص، وهو ما يسفر عن عمليات انتقامية متبادلة بين الطرفين. كذلك هناك تبادل لإطلاق النار بشكل مباشر وغير مباشر عند خطوط المواجهة الرئيسية في مدينة الحديدة. وقد تأكد ذلك من خلال تراجع العنف بشكل مجمل، وانخفاض عدد الضحايا من المدنيين، وتزايد عدد العائدين إلى المنطقة، وعودة النشاط الاقتصادي في الحديدة بشكل ملحوظ منذ تكوين البعثة.

وبعد عدة أشهر من الجمود، بدأت البعثة في إعادة الانتشار من الثلاثة موانئ الموجودة في البحر الأحمر وهي الحديدة، والصليف، ورأس عيسى في بداية مايو (أيار)، استناداً إلى عرض سابق من الحوثيين بنية تدشين عملية إعادة الانتشار. وقد تم ذلك بهدف ترسيخ الدور القيادي للأمم المتحدة في دعم التعاون بين موانئ البحر الأحمر لإدارة الموانئ وتعزيز الدور الرقابي الذي تمارسه آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش طبقاً لاتفاقية الحديدة. وسوف يسهم التطبيق الكامل للاتفاقية في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حيث لا يزال الملايين في حاجة ماسّة إلى إنقاذ حياتهم.

وفيما يتعلق بأنشطة العمليات على الأرض خلال الفترة من 11 إلى 14 مايو (أيار) 2019، تمت إعادة انتشار قوات الحوثي العسكرية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وتولت البعثة متابعة تلك التحركات طبقاً لاتفاقية الحديدة، ولا تزال البعثة تتابع وتراقب الموانئ بانتظام بدعم من عناصر من المركز اليمني للإجراءات المتعلقة بالألغام. وتعد عملية إعادة الانتشار تلك من الموانئ ذات أهمية كبيرة، حيث تعد الخطوة الأولى على الأرض، وتأتي في إطار عمليات إعادة انتشار متبادلة من جانب الطرفين على نطاق أوسع، بحسب ما تم الاتفاق عليه في مفهوم العمليات الخاص بالمرحلة الأولى.

وقد عملت البعثة في إطار المهام الموكلة إليها كوسيط بين الأطراف الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية والقيادة العسكرية للطرفين في الحديدة لدعم التخطيط، والتنسيق، وتنفيذ المهام الإنسانية. وكان هناك تعاون كبير بين مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن والبعثة المذكورة، وقد كان ذلك ضرورياً لضمان التكامل والاتساق بين الخطوة التشغيلية والخطوة السياسية داخل تلك البيئة المعقدة. وسوف يستمر ذلك التعاون لدعم دفع الطرفين نحو الأمام. ولتحقيق هذه الغاية عمل مبعوثي الخاص ورئيس لجنة إعادة الانتشار مع الطرفين للانتهاء من المفاوضات من أجل إتاحة التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق وحل مشكلة قوات الأمن المحلية التي تعد عاملاً مهماً من عوامل تحقيق التقدم في تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية التي سيكون من الصعب تحقيق مزيد من التقدم دونها.

خلال الأسابيع الأخيرة، تفاقمت التوترات بين الأطراف المعنية ومشاعر انعدام الثقة. وتبادلت الأطراف الاتهامات بأن الأطراف الأخرى تسعى للتخلي عن اتفاق الحديدة وتقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام، ما أدى إلى تصاعد مزاعم بالانحياز حتى ضد المبعوث الخاص بي.

ودعوني أؤكد من جديد أن الأمم المتحدة تعمل بحيادية تبعاً لما يتفق مع ميثاقها وسوف تستمر في بذل أقصى جهد ممكن لدعم الأطراف المعنية على الالتزام بتعهداتها في ظل الاتفاق. ويتطلب النجاح على هذا الصعيد نوايا حسنة ومرونة من جميع الأطراف للتوصل إلى تسوية منطقية.

الآفاق

تهدد التوترات الأخيرة وخطابات التهديد المتصاعدة في منطقة الخليج خلال الفترة الأخيرة بتوريط اليمن وتعميق وإطالة أمد الحرب الأهلية المشتعلة هناك التي أعلنت مراراً أنه لا يمكن حلها إلا عبر الحوار السياسي.

الواضح أن التكاليف البشرية للحرب المستمرة ـ التي تدخل الآن عامها الخامس ـ فادحة للغاية بدرجة لا تسمح لنا بإهدار المكاسب الهشة التي حققها اتفاق الحديدة. والمهم هنا بقاء الشريان الحيوي الذي يمثله ميناء الحديدة مفتوحاً وعاملاً في خدمة الواردات الإنسانية والتجارية. كما أن الحفاظ على إجماع دولي ووحدة صف داخل مجلس الأمن حول ضرورة الحيلولة دون اشتعال معركة في مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة المطلة على البحر الأحمر، يحمل أهمية كبرى.

ولا يزال الوضع هشاً، ويعتبر تنفيذ اتفاق الحديدة، رغم بطء وتيرته، بمثابة اختبار لمدى استعداد الأطراف المعنية لتحقيق مزيد من التعاون البراغماتي للتوصل إلى تسوية عبر التفاوض السياسي لإنهاء الصراع. واسمحوا لي التأكيد على أن المسؤولية عن التنفيذ الكامل وفي التوقيت المناسب لاتفاق الحديدة تقع بالتساوي على عاتق جميع الأطراف. وتبقى الإرادة السياسية لهذه الأطراف الدافع الرئيسي الذي سيحدد ما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التنفيذ لبنود الاتفاق أم عودة إلى الصراع المفتوح في الحديدة وكارثة إنسانية. ويوفر الاتفاق ذاته النطاق اللازم لتناول جميع النقاط الكبرى ذات الاهتمام بالنسبة لكلا الجانبين، لكنه يتطلب تسوية واقعية وبراغماتية داخل هذا الإطار العام كي يتحقق مضمون الاتفاق على أرض الواقع بشكل كامل.

من جانبي، أعول على حسن نوايا ومرونة الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق بخصوص القضايا العالقة في المستقبل المباشر، والتزامهم بالاستمرار في الحوار مع أفراد البعثة ومع بعضهم لتحقيق هذا الهدف. في هذا الصدد، سيتولى رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وبعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة تنفيذ واجباتهما لدعم التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية.

وحتى مع توافر الحد الأقصى من حسن النوايا، كشف التاريخ الحديث أن سقف توقعاتنا ينبغي تعديله. وإذا توصلت الأطراف إلى اتفاق حول قوات الأمن المحلية وأنجزت اتفاقها حول مفهوم العمليات في المرحلة الثانية وبدأ التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية. يمكن أن نتوقع بناءً على ذلك الحاجة إلى التزام طويل الأمد تجاه التخلص من المظاهر العسكرية، بل وربما التزام أطول أمداً للتخلص من الألغام وبقايا المتفجرات المرتبطة بالحرب.

وسوف تستمر مثل هذه المهام المعقدة، التي تستلزم في الحالة الثانية التمسك بمعايير معترف بها دولياً، بالضرورة لما وراء الفترة الطويلة اللازمة لإعادة نشر قوات عسكرية. ومن شأن التنفيذ الناجح ومراقبة كل من هذه الخطوات الإسهام في تعزيز ثقة الأطراف ومجلس الأمن في استدامة اتفاق الحديدة وعملية سياسية أوسع نطاقاً، الأمر الذي يشكل الهدف الأكبر.

وتنبغي الإشارة هنا إلى أن المفاوضات للوصول إلى هذه النقطة كانت مرهقة للغاية. وزادت صعوبة الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة بالنظر إلى تحديات تنظيم اجتماعات مباشرة وجهاً لوجه للجنة تنسيق إعادة الانتشار، مع الاضطلاع في الوقت ذاته مع هذه النشاطات في إطار الصراع المستمر خارج الحديدة. وسوف تستمر الأمم المتحدة في الاضطلاع بواجباتها.

بيد أن النجاح يعتمد نهاية الأمر على مدى استعداد الأطراف المعنية للمضي قدماً في تنفيذ تعهداتها السياسية الواردة في اتفاق الحديدة.

تحفظات

بناءً على تقدير الأمم المتحدة، فإن التفويض المخول إلى بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة من جانب مجلس الأمن في قراره رقم 2452 (2019) لا يزال قابلاً للتحقيق وملائماً للموقف القائم على الأرض. وقد حددت تشكيل الجوانب العملية لبعثة تنفيذ اتفاق الحديدة في ملحق مع خطابي الصادر بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى رئيس مجلس الأمن الذي جرت الموافقة عليه من جانب هذا المجلس، وتشير تقديراتنا إلى أنها لا تزال ملائمة، لكن تتطلب قدراً كبيراً من المرونة في التطبيق.

بصورة جوهرية، وبناءً على الوقت الذي استغرقه الوصول إلى النقطة التي نقف عندها اليوم، فإن البعثة بدأت لتوها التنفيذ الفعلي للتفويض الخاص بها، بعد أن كرست وقتاً طويلاً في إقرار الظروف اللازمة والاتفاقات والآليات للتنفيذ بالتشاور مع الأطراف المعنية. ومع تمديد أجل تنفيذ اتفاق الحديدة، فإنه يتعين على بعثة تنفيذ الاتفاق تعديل نشاطاتها وأهدافها المقررة تبعاً لذلك. ومن أجل الشعب اليمني، سنبقي جميعاً جل تركيزنا منصباً على تحقيق أسرع تقدم ممكن، لكن تجربتنا العالمية فيما يخص دعم وتنفيذ اتفاقات السلام خلال مرحلة البداية تدفعنا نحو ضرورة التحلي بالصبر للاستمرار في الطريق الصحيحة. وبالنظر إلى التقدم الذي تحقق حتى اليوم وعدم العودة إلى الصراع العلني، فإن لدينا أسباباً كافية تدعو للأمل في أن الأطراف المعنية سوف تلتزم بتعهداتها، وأن السلام سيتحقق. وفي هذا الإطار، يظل سقف التوقعات المنتظرة من البعثة مرتفعاً. ورغم وتيرة التقدم البطيئة والعقبات المتنوعة، نجحت بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة في ترسيخ وجودها بفاعلية وتعمل على تنفيذ المهمة الموكلة إليها.

وبفضل التزام البلدان المساهمة في القوات والشرطة، تتحرك البعثة باتجاه نشر مراقبين إضافيين. وقد جرى استغلال الشهور الأولى منذ إقرار قرار مجلس الأمن رقم 2452 (2019) في بناء علاقات مع الأطراف المعنية، وتعزيز الإجراءات والعمليات الحيوية، وضمان توافر الأصول الاستراتيجية وتمكين البعثة من الاستجابة على النحو الأمثل لعمليات إعادة الانتشار لدى تنفيذها.

وتركز البعثة على توفير الدعم لعمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات وعمليات التخلص من الألغام، بجانب تيسير وتسهيل جهود الدعم التي تقدمها الأمم المتحدة لمعاونة الأطراف المعنية على التنفيذ الكامل لاتفاق الحديدة. علاوة على ذلك، فإنها تعمل كأداة موثوق بها وفاعلة لمنع الصراعات عند نقطة دخول حيوية للمساعدات الإنسانية باليمن وحكم محايد للظروف القائمة على الأرض. وعبر هذه الظروف، تلعب بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة دوراً محورياً في بناء الأسس اللازمة لسلام مستدام يمكن على أساسها بناء تسوية سلمية داخل اليمن عبر التفاوض.

والمؤكد أن الظروف القائمة على الأرض التي تخلق متطلبات دور الأمم المتحدة في الحديدة، قد تتبدل بمرور الوقت. وربما يخلق هذا فرصاً لتعديل وتغيير كيفية استجابة الأمم المتحدة. وبالنظر إلى عزم مجلس الأمن تمديد أجل مهمة بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة لستة شهور أخرى، أقترح إجراء مراجعة أخرى لبعثة تنفيذ اتفاق الحديدة قبل 3 شهور من موعد انتهاء سريان تفويضها من جانب مجلس الأمن لضمان استمرار تمتع البعثة بالتشكيل المناسب واستجابتها للتطورات التي تستجد على الأرض. وحتى يحين ذلك الوقت، ستمضي الأمم المتحدة في العمل من خلال بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة والمبعوث الخاص لي للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع الأكبر في اليمن عبر التفاوض.

 

بري التقى الأحمد وقوى التحالف الفلسطيني واجماع على رفض صفقة القرن الأحمد: ورشة البحرين ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في الصفقة

السبت 15 حزيران 2019

وطنية - صدر اليوم من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، موقف فلسطيني موحد لجميع القوى الفلسطينية في منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية، برفض "صفقة القرن" الأميركية- الصهيونية ومقاطعة مؤتمر المنامة، وتأكيد العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال لقاءين عقدهما رئيس مجلس النواب نبيه بري مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد ومع وفد من أمناء تحالف القوى الفلسطينية، وتخللهما لقاء قصير بين الوفدين في عين التينة.

فقد استقبل بري عند الأولى بعد الظهر عزام الأحمد والسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك وعضو المكتب محمد جباوي.

الأحمد

وبعد اللقاء الذي تلاه لقاء قصير مع وفد قوى التحالف الفلسطيني قال الأحمد: "سعدنا بلقاء الرئيس بري حيث اعتدنا أن نبقى على تواصل دائم معه. الرئيس بري أحد الأعمدة اللبنانية والعربية في نضالها من أجل قضيتها الأولى المركزية القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العربية عموما. ونحن في مرحلة خطيرة بل هي أخطر ما واجهته الأمة العربية منذ عشرات السنين وهي ما يسمى بصفقة القرن، والتي تحت هذا الإسم العجيب الغريب السخيف تحتمي الإدارة الأميركية برئاسة ترامب متحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة اسرائيل الكبرى والتي بدأت خطوات تنفيذها منذ أكثر من سنة ونصف، ونحن في القيادة الفلسطينية في معركة لن تتوقف منذ ديسمبر 2017، في مجابهتنا للإدارة الأميركية في كل الساحات الدولية، ومع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو". أضاف: "أكد الرئيس بري على الموقف الثابت للقيادة اللبنانية والشعب اللبناني، والذي لمسته في زيارتي التي اختتمها اليوم باللقاء مع دولته. وقد شعرت بهذا الموقف لدى تسليمي رسالة الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن للرئيس (رئيس الجمهورية العماد) ميشال عون، ولقائي مع دولة رئيس الوزراء وكل اللقاءات التي جرت مع الرسميين والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، وسألتقي قريبا الفاعليات السياسية اللبنانية كافة والرؤساء الروحيين للطوائف كافة. الموقف اللبناني واحد، ولعل الموقف الذي أعلن خلال وجودي وقبل وصولي مرارا أن لبنان لن يشارك في ورشة البحرين التي هي ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في صفقة القرن، ويريدون أن يبتزوا العرب مليارات الدولارات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية قضية اللاجئين، يعتقدون أنه باستطاعتهم رشوة فلسطين ولبنان والأردن من أجل توطين الفلسطينيين واغلاق قضية اللاجئين، وهذا لن يكون".

ولفت: "كانت البداية بعدم المساهمة في ميزانية الأونروا، لكن تكاتفنا جميعا وتمكنا من سد الثغرة المالية في الأونروا للعام 2019، وسنكون إن شاء الله قادرين على استمرارها أولا لتقوم بمسؤولياتها السياسية وتعريف من هو اللاجئ. اللاجئ هو من طرد من فلسطين وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أن يعودوا جميعا إلى وطنهم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة 194". وقال: "اليوم مصادفة هو يوم مشؤوم، وأمس كان آخر يوم في القتال البشع الذي جرى في غزة عام 2007. سماه البعض الحسم وسماه البعض الإنقلاب وسماه البعض التمرد. ليس هذا هو الموضوع، اليوم ذكرى مرور 13 عاما على الإنقسام (الفلسطيني) والرئيس بري في كل لقاءاتنا بل هو على تواصل دائم، ومؤخرا قام بحركة نشطة منذ أكثر من شهر، وكانت إحدى النقاط التي ناقشناها أثناء لقائنا هو أنه يجب إنهاء الإنقسام ومن يريد أن يتصدى لحلم إسرائيل الكبرى فعلا علينا أن ننهي الإنقسام أولا في الساحة الفلسطينية ونضع حدا لمحاولة تقسيم أمتنا العربية. وعلينا ان نفشل صفقة القرن من جذورها ليس فقط نخوض معارك ونرهق أنفسنا ويلهونا عن مجابهتنا للإحتلال الإسرائيلي.

لذلك ركز الرئيس بري على هذه المسألة، وأثناء وجودي عند دولته، هناك عدد من الأخوة الفلسطينيين منهم من قيادة حماس ومن قيادة الجهاد ومن الصاعقة، والقيادة العامة، والذين أعرفهم أسميهم. ولقد التقينا لدقائق ولنا موقف موحد نعبر عنه وعبرنا عنه ويعبر عنه الجميع، وعبر عنه أيضا الرئيس بري ولبنان بأجمعه. كلنا ضد صفقة القرن، وهذا يلقى علينا مسؤولية كيف نفشل ورشة المنامة المتفرعة من صفقة القرن ونمنع انعقادها قبل أن تعقد، وإذا لم نتمكن من منع انعقادها نفرغها من انعقادها قبل أن تعقد.

وأنا أقول لكم حتى تحركنا كقيادة فلسطينية والموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة بها وفكرتها أنهاها عمليا، وعندما انضم لبنان وقال لا أنهاها بامتياز، لذلك نأمل أيضا لقاء دولة الرئيس بري مع أخوتنا الفلسطينيين الذين تركتهم مجتمعين معه، أن تنجح جهود دولته في جعل الكل الفلسطيني كما وقف موقفا موحدا في رفض محاولة تصفية القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن، أن ننهي الإنقسام البغيض في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى مرور 13 عاما على الإنقسام".

التحالف

ثم التقى بري وفد أمناء والقيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية الذي ضم: نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري، وحسام بدران وأحمد عبد الهادي عن الحركة، وعضو المكتب السياسي ل"الجهاد الإسلامي" أبو سعيد ومسؤول لبنان إحسان عطايا، وعن قيادة "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" خالد جبريل وأبو كفاح غازي، وأمين حركة "فتح الإنتفاضة" أبو حازم ومسؤول لبنان أبو هاني، وعن "الصاعقة" أبو حسن، وعن "جبهة التحرير الفلسطينية" نائب الأمين العام أبو نضال ومحمد ياسين، وعن "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" الأمين العام خالد عبد المجيد وشهدي عطية، في حضور حايك وجباوي.

وبعد اللقاء صرح صالح العاروري باسم الوفد فقال: "تشرفنا بلقاء الرئيس بري وكانت هناك نقطتان أساسيتان على جدول أعمالنا: النقطة الأولى البحث في موضوع صفقة القرن وهو المشروع الأميركي الذي تصممه الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على مقاس المصالح الصهيونية والإضرار بالمنطقة كلها على حسب الرؤية الأميركية. هناك موقف فلسطيني موحد لكل هذه الفصائل على رفض صفقة القرن والمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني، وموقف دولة الرئيس أيضا موقف واضح وثابت وقاطع برفض هذه الصفقة وكل أدواتها ونتائجها. وندعو جميع القوى الفلسطينية والأخوة المشاركة هنا على أن يكون هناك ثبات وتمترس خلف هذا الموقف، ولدينا قناعة تامة بأن الإلتفاف الفلسطيني الموحد حول رفض صفقة القرن سيفشل هذه الصفقة مهما كان هناك من محاولات وضغوطات وإغراءات لتمريرها.

الموضوع الثاني هو موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان أيضا نحن متفقون ودولة الرئيس وجميع القوى الفلسطينية على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، باعتباره عنوانا لتنازلنا عن حقنا التاريخي والوطني في أرضنا وبلدنا فلسطين، ولذلك نحن نرفض التوطين ليس في لبنان فحسب بل في كل مكان. الفلسطيني وطنه بيته في فلسطين، هذا وطننا ولن نرضى له بديلا رغم أن لبنان وكل دولنا العربية والإسلامية هي بيوتنا ولكن وطننا الذي يجب أن نعود إليه هو فلسطين".

أضاف: "وتكلمنا في أوضاع الفلسطينيين في لبنان، وحقهم في أن يكون لديهم حياة كريمة مثل إخوانهم اللبنانيين، وهذا لا يتعارض بحال من الأحوال مع الحق الوطني في العودة الى فلسطين. هناك ان شاء الله توافق بين هذه القوى مع دولة الرئيس في كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان وبحقوق الفلسطينيين وبسلاح الفلسطينيين داخل المخيمات أيضا، والإلتزام الفلسطيني بأن يكون هذا السلاح رمزا لاستمرار نضالهم وقضيتهم الوطنية وليس لأي صراعات داخلية أو لأي استخدامات داخل الساحة اللبنانية، وجميعنا كفصائل ملتزمون بأن هذا السلاح هو رمز لاستمرار النضال والعودة إلى فلسطين، وليس لأجل صراعات داخلية بيننا بأي حال من الأحوال، شاكرين دولة الرئيس بري وآملين ان شاء الله أن يكون هذا الموقف الصلب الفلسطيني واللبناني صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات على قضية فلسطين ولبنان والمنطقة العربية جميعا".

 

كنعان: المساهمات الدولية لا تغطي 50% من كلفة النزوح وصندوق البلديات رهن لسوكلين ومتعهدي النفايات لولد الولد

السبت 15 حزيران 2019

وطنية - اكد امين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان ان " صندوق البلديات تم رهنه لولد الولد لسوكلين ومتعهدي النفايات، حيث تجاوز مجموع كلفة المجزرة البيئية التي نعاني منها 4 مليار دولار !". واعتبر كنعان خلال مؤتمر البلديات الثالث الذي نظمه "التيار الوطني الحر" في الفوروم دي بيروت تحت عنوان "وطنكم بحاجة لعودتكم أزمة النزوح ودور البلديات في حلها" ان "النزوح السوري كلف لبنان حتى الآن 20 مليار دولار ونقص في حاجات البلديات وصل حسب البنك الدولي ل 350 مليون دولار حتى 2015 فقط!". واشار الى ان "المساهمات الدولية لا تغطي50% من كلفة النزوح السوري على الاقتصاد اللبناني والموازنة والبنية التحتية والأمن وحاجات السلطات المحلية!".  واكد كنعان ان "تعاون البلديات مع السلطات المركزية ضروري في ملف النزوح السوري، وهو لا يتعارض اطلاقا مع شخصيتها المعنوية المستقلة كسلطة منتخبة ومستقلة، وقد وردت نصوص ملزمة في قانون الموازنة تنظم هذه المهام".

 

باسيل من بشري: لبنان ليس المشاريع الضيقة على حجم الأشخاص ولا أحد له الحق أن يقمع رأيا أو يمنع فكرة أو يحبط مشروعا وطنيا

السبت 15 حزيران 2019

وطنية - زار رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، ضمن جولته في قضاء بشري، بلدة حدشيت، مستهلا الزيارة بوضع حجر الأساس للصليب الذي سيرتفع على أعلى قمة في جبل مار الياس في البلدة، كما شارك باسيل بتدشين الكنيسة الأثرية ضمن مشروع ترميم الكنائس القديمة في لبنان.

ثم رحب كاهن حدشيت الأب طوني الآغا في كلمته، ب"باسيل في المنطقة"، منوها ب"عمله الدؤوب كنائب وكوزير، يتمتع بالنشاط الكبير والجهد المتواصل، اللذين لم نشهد لهما مثيلا"، شاكرا إياه على "زيارته حدشيت، التي ترى نفسها تكبر أمام مرآة التاريخ، وتدشينه الكنيسة ووضع حجر الأساس للصليب على قمة الجبل، مما يدفع إلى إنماء المنطقة، بوضعها على الخريطة السياحية الدينية".

باسيل

من جهته، نوه باسيل ب"اهتمام شباب المنطقة بهذا التراث السياحي الديني"، مركزا على "أهميته بجلب السياح وتنشيط الدورة الاقتصادية"، واعدا أنه سيعمل "جاهدا وبالتعاون مع الجميع، لإنماء المنطقة وإعطائها الأهمية الكبيرة، لا سيما وأنها منطقة تتمتع بتراث ديني وثقافي". بعد ذلك، قدم الأب الآغا درعا تقديرية لباسيل، كما قدم باسيل بدوره درع التيار إلى الآغا، وقبل المغادرة، حصلت خلوة في قاعة الكنيسة بين باسيل وأعضاء هيئة القضاء في بشري. من بعدها، انتقل باسيل إلى بشري، حيث أعد له استقبال كبير، في دارة وليم جبران طوق، الذي استضافه إلى مائدة العشاء.

طوق

وألقى طوق كلمة، فقال: "باسم أهل المقدمين وجبة القديسين، نرحب بك يا معالي الوزير، ونقول لك أهلا وسهلا بك يا جبران في مدينة جبران. نشكر زيارتك إلى منطقتنا وقد شاء الخط أنها أتت بعد كارثة الطبيعة، وعاصفة البرد التي أتلفت كل منتوجنا الزراعي، الذي هو ركيزة اقتصادنا وأساس لقمة عيشنا وعيش أهلنا، الصامدين في هذه الأرض". أضاف: "معالي الوزير: "بما تمثل وبمن تمثل، نخاطب من خلالك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، باسم كل إنسان حر في هذه الجبة. الكارثة اليوم أكبر بكثير من الاستعراضات والشعارات وأكبر من أن تعالج بمبادرات فردية، فالوضع يتطلب رعاية خاصة ومن فخامة الرئيس بالذات، لنؤمن تعويضات فعلية وحقيقية، تمنع تهجير أهلنا، وتمنع الانهيار الاقتصادي الكامل". وتابع: "صار الوقت لنخصص لأهل الجبة التفاتة أبوية صادقة من "بي الكل"، لنحسب الناس بأنهم جزء من الدولة، وغير محرومين من نعمها. هؤلاء الناس هم أصحاب كفاءة ونزاهة والتزام ويستأهلون".

وختم "نأمل من تشريفك اليوم على بيتك، أن يكون خطا فاصلا لكل أمر يخص هموم الناس ووجعهم، ويكون ما بعد الزيارة غير ما قبلها، ونحن مستمرون في خدمة الناس، حتى لا تبقى بعين إنسان ونطلب دعمكم. وأهلا فيك بأرض الأرز...رمز لبنان القوي".

باسيل

ثم تحدث باسيل، فقال: "إنني اليوم فخور بكم في بلاد العز وبلاد الأرز، أنا اليوم في بلدة بشري، التي يشهد تاريخها بالأبطال والبطولة، منطقة أهلها مشهورون بالضيافة والحب، وهي بلدة البطريرك عريضة، الذي كان يقال عنه لا إله إلا الله وعريضة حبيب الله، البطريرك الذي عمل الاتفاق في بشري وبين الضنية والكورة وعكار وبعلبك، وهذا هو موقعنا، الانفتاح وليس التقوقع. ويوجد معنا اليوم، الشيخ روي عيسى الخوري، الذي يذكرنا بالشيخ قبلان عيسى الخوري، الذي كان له موطئ قدم في كل مصالحة".

أضاف: "هذه هي بشري التي نعرفها، ونحن اليوم مع الصديق وليم جبران طوق، لنكمل مسيرة الانفتاح المبنية على التعاون وليس الحقد. بشري مثل كل لبنان، مبنية على التنوع، ولا يمكن لأحد أن يقصي أحدا، وحتى في أي منطقة من لبنان. وهذه الانتخابات الأخيرة كانت شاهدا على ذلك وهكذا يجب أن يكون المستقبل". وتابع: "نحن يجب أن نعيش الوحدة، وهذا هو المشروع الوطني الكبير، الذي يثبت لنا مواطنيتنا. ونحن في لبنان أعطانا الله الأرز والجمال والقداسة، التي لا يملكها أحد في العالم. هذا الذي يجعلنا بمستقبل واعد".

وأردف: "اليوم رأيت بأم العين، ماذا يفعل الكاهن والشباب في حدشيت، على قمة الجبل، وهذا ذكرني كيف كان الآباء والأجداد متعلقين بأرضهم وبالإيمان. ونحن بنفس الإيمان نحفر إيماننا، ولا أحد يستطيع أن ينتزعه منا. ونبقى في المشروع الوطني، الذي يجمع الجميع، ونحن حريصون على الوحدة وعلى التنوع ونقول الحقائق كما هي، للحفاظ على هذه الوحدة وتثبيتها، ويجب علينا كما نحن في بلاد الانتشار في كل الدول، منفتحون ألا نتقوقع في أية منطقة في لبنان بفكر ضيق".

وختم "لبنان الكبير هو على حجم مساحة الوطن، وليس في المشاريع الضيقة على حجم الأشخاص. وهكذا من خلال هذا المشروع، نخدم مواطنيتنا فيشعرون بالوطن والمواطنية. وهذه هي المقاومة المنتجة، التي تجعلنا نبقى في أرضنا. وإن شاء الله تكونون دائما مع بعضكم، فلا يمكن لأحد أن يخاف في أية منطقة من لبنان، لأنه ما من أحد له الحق أن يقمع رأيا، أو يمنع فكرة، أو يحبط مشروعا وطنيا".

 

الأحدب زار الشعار: نقلت له مطالب أهل طرابلس حول مظلومية المساجين الأبرياء وإصلاح السجون والخارجين منها والقابعين فيها

السبت 15 حزيران 2019

وطنية - زار رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في مكتبه في طرابلس. وقال الأحدب عقب اللقاء: "بحثنا مع سماحة المفتي الوضع الطرابلسي العام المنهار والمنكوب، إذ لدار الفتوى دور أساسي وفعال، في احتواء غزو الإرهاب الفكري وانتشاره، خلافا لتاريخ طرابلس المشرف وإسلامها الأصيل المعتدل". أضاف: "ونقلنا لسماحته، مطالب أهلنا في طرابلس، لاحتضان المظلومين الأبرياء من شباب مناطقنا، القابعين في السجون ظلما، ووضع حد لمظلوميتهم، إضافة إلى ضرورة إصلاح السجون وإصلاح الخارجين منها، حيث تحولت سجون لبنان إلى مقرات "غسل أدمغة" للشباب بدل إصلاح سلوكياتهم وأفكارهم".

 

الراعي في قداس اختتام السينودوس: لا يمكن الاستمرار في اعتبار الدولة ومؤسساتها ومقدراتها ملكا أو وراثة لهذا او ذاك من النافذين

السبت 15 حزيران 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام السينودس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الإنتشار.

وبعد الإنجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم" (يو27:14). إن أجمل عطية ورسالة نقبلهما من المسيح إلهنا، في ختام هذا السينودس المقدس، هما عطية سلامه: "سلامي أعطيكم"، ورسالة نشر هذا السلام في المجتمع البشري: "السلام أستودعكم". لقد عشنا عطية السلام طيلة هذين الأسبوعين اللذين قضيناهما معا، واختبرنا في العمق الكلمة الإلهية: "ما أطيب وأحلى أن يسكن الإخوة معا" (مز1:133).

واليوم إذ تعودون إلى أبرشياتكم في لبنان وهذا المشرق وبلدان الانتشار، وكل منا إلى مكان حياته وعمله، فإننا مصممون على نشر سلام المسيح في أبرشياتنا ومجتمعاتنا وأماكن خدمتنا.

نود أولا أن نقدم هذه الليتورجيا الإلهية تمجيدا لله وشكرا على نجاح أعمال هذا السينودس في كل مضامينه، كما يفصلها البيان الختامي الذي سيتلى على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نهايتها. وقد سررنا بما اجرينا من انتخابات أسقفية وتعيينات في جو من الصلاة واستلهام أنوار الروح القدس، وبتجرد وحرية ضمير كاملين. نرجو أن يكون كل ذلك لمجد الله وخير الكنيسة عامة، وكنيستنا خاصة. وإنا بفرح نرحب بالجدد الذين يتميزون بفضيلتهم وعلمهم وخبرتهم، ويزينون الجسم الأسقفي".

اضاف: "الكنيسة، بوجهها البشري، مجتمع منظم ذو تراتبية، وله قوانينه وأصوله. ويمارس عمله وفقا لها وبأمانة كاملة لمضامينها، ويستلهم في الممارسة القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية. فماذا ينقص الدولة، وهي أيضا مجتمع منظم، أن تتصرف مثل الكنيسة، بحيث لا تتخطى الدستور والقوانين، نصا وروحا، بل تسير بموجبها، وتدرك أن السلطة وتنظيم المجتمع البشري هما من الشرع الطبيعي الذي وضعه الله، لكي يعيش الشعوب بأمان، وتحكمها السلطات بالعدل؟".

وتابع: " إن معظم خلافات أهل الحكم عندنا متأتية من مخالفة الدستور والقوانين والأعراف، وتفسيرها وفقا لمصالح النفوذ، أو التكتلات النيابية التي تتقاسم الحصص والمغانم، كما هو حاصل اليوم ولاسيما بشأن التعيينات. وإذا وقع خلاف كان مرده الخلاف على هذا التقاسم والاستئثار والاقصاء والسيطرة. ويا ليته كان خلافا من أجل الصالح العام والسبل الفضلى لتأمينه! ومن المؤسف لهذا السبب أن يحرم كل من لا ينتمي إلى حزب أو تكتل من حق المشاركة في السلطة ايا يكن نوعها!".

وقال الراعي: "من كلام الإنجيل، السلام هو ما يميز المسيحي. فإذا قبله عطية استقرت في قلبه، تحلى بهدوء الفكر، وطمأنينة النفس، وبساطة القلب، ورباط المحبة، ونبذ الحقد، وهدأ النزاعات، وأزال الكبرياء، وصالح الأعداء، وتجمل بالوداعة، وأحب المتواضعين.

إننا نصلي من أجل أن تنفتح قلوب الجميع، وبخاصة قلوب المسؤولين المدنيين، لعطية سلام المسيح، لكي ينعموا بسعادة السلام الداخلي، فيعيشوا السلام مع نفوسهم وضمائرهم ومع الله والكنيسة، وينعموا بثماره الروحية والاخلاقية والانسانية، وينشروه من حولهم. كيف يمكن تفسير الخلافات والمناكفات وتبادل الكلمات الجارحة وانتهاك صيت الأشخاص وكراماتهم واقتحام خصوصياتهم عن حق أو غير حق، عبر تقنيات التواصل الاجتماعي، سوى انها نتيجة انعدام السلام الداخلي في القلوب؟".

واردف: "إن جوهر رسالتنا كرعاة في الكنيسة ان نحمل سلام المسيح إلى أبنائنا وبناتنا وإخوتنا وأخواتنا، ونحمله مع الكهنة معاونينا والمكرسين والمكرسات. وهو سلام روحي مع الله قوامه الاتحاد به بالصلاة ونعمة الاسرار؛ وسلام اجتماعي بين الناس بتعزيز الاحترام المتبادل والتعاون والتضامن، وبمصالحة المتخاصمين وانتزاع فتيل النزاعات؛ وسلام معيشي مع الفقراء والمعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدتهم عبر مؤسساتنا التربوية والاستشفائية والاجتماعية المتخصصة، وتوفير فرص عمل لهم بتفعيل قدرات الكنيسة، ومطالبة الدولة القيام بواجباتها تجاههم من خلال النهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، وتأدية متوجباتها المالية للمؤسسات الاجتماعية المجانية، وتلك التي تخدم موظفي الدولة؛ وسلام سياسي بتوفير الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والتشريعية التي من شأنها أن تؤمن الخير العام الذي منه خير المواطنين كلهم، وكل مواطن، دونما تمييز حزبي أو ديني أو طائفي أو سياسي. فما يجمع الكل هو المواطنة. هذا السلام السياسي نطالب به المسؤولين في الدولة، لأنه مبرر وجودهم. فلا يمكن الاستمرار في اعتبار الدولة ومؤسساتها ومقدراتها ملكا أو وراثة لهذا او ذاك من النافذين افرادا كانوا أم أحزابا أم تكتلات".

وتابع: "سلام المسيح أساس الحياة السعيدة في العائلة والمجتمع، كما وفي الكنيسة والدولة. ذلك أنه يحولنا إلى إخوة متحابين، نعيش الفرح، "فما أطيب وأحلى أن يسكن الإخوة معا" (مز1:133).

إذا فقد الانسان سلام المسيح، أصبح عدوا لأخيه الانسان، بل وحشا، كما نشهد لدى مفتعلي الخلافات، وصانعي الحروب، والفاتكين بحياة المواطنين الآمنين، قتلا وتهجيرا وإفقارا وسلبا لجنى عمرهم. إن فوران الاوضاع الامنية، وقرع طبول الحروب ولاسيما بعد حادثة إحراق ناقلتي النفط في خليج عمان، تقتضي من الدولة اللبنانية أن تتحصن، والشعب أن يتهيب. وفي كل حال، نلتمس سلام المسيح ونرفع كل يوم نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

البيان الختامي لسينودوس الكنيسة المارونية: لمزيد من الوحدة والتضامن لتسهيل عودة النازحين وإعادة تفعيل قطاع الإسكان وإحياء القروض السكنية

السبت 15 حزيران 2019

 وطنية - انتهت صباح اليوم السبت اعمال سينودس أساقفة الكنيسة المارونية، وتلا راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خير الله البيان الختامي للسينودس وجاء فيه:

"بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى، التقى أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي، متوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. شاركوا في مرحلة أولى، من 5 إلى 8 حزيران 2019، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب جوزف بو رعد المدبر العام في الرهبانية الأنطونية المارونية في موضوع هوية الأسقف في صلوات الآباء.

واستعرضوا في مرحلة ثانية جدول أعمال السينودس المقدس المنعقد من 10 إلى 15 حزيران. فتدارسوا شؤونا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية، وناقشوها بروح مجمعية وتبادلوا الآراء والخبرات، واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة. وفي ختام المجمع، أصدروا البيان التالي:

أولا: في الشأن الكنسي

أ - الإصلاح الليتورجي

2 - ناقش الآباء تقارير اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية وأثنوا على عمل اللجنة وعلى مسيرة إصلاح الليتورجيا التي هي عنصر من عناصر الهوية المارونية وتضمن وحدة كنيستنا المنتشرة في القارات الخمس. ثم صوتوا على رتبتي العماد والميرون ورتبتي الخطبة والإكليل في صيغتها النهائية، كما صوتوا لفترة اختبارية على رتب كتاب جناز الأحبار والكهنة والشمامسة وكتاب الإرشادات الطقسية. واطلعوا أخيرا على المشاريع المستقبلية التي تعمل اللجنة على إعداد ملفاتها.

ب - التنشئة الكهنوتية

3 - اطلع الآباء على تقارير المدارس الإكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد في غزير وكرمسده وواشنطن وروما. وناقشوا مضامين التنشئة في كل أبعادها وأهمية المرافقة في الإكليريكية وفي الجامعة وفي الأبرشية والتنسيق في ما بينها. وتوقفوا عند خبرة السنة الرعائية ودورات التنشئة الدائمة للكهنة الجدد وموضوع خدمة الدرجة الشدياقية واستعادة خدمة الشماسية الدائمة.

شكر الآباء الله على نعمة الدعوات الكهنوتية والرهبانية في كنيستهم وأوصوا بمتابعة الجهود في سبيل إعداد كهنة يتجاوبون مع متطلبات حاجات الكنيسة المارونية والكنيسة الجامعة.

ج- الشؤون القانونية وخدمة العدالة

4 - ناقش الآباء تقارير المحاكم الكنسية وقدروا الجهود التي يقوم بها القيمون عليها من أجل متابعة تطوير سير العمل فيها وخدمة المتقاضين بتسريع إصدار الأحكام. فطالبوا لهذه الغاية بتفرغ القضاة العاملين فيها، وبتوجيه كهنة جدد إلى التخصص في مجال الحق القانوني وبمضاعفة الجهود في سبيل تذليل الصعوبات في وجه تأدية شهادة الرحمة والعدالة من قبل العاملين في المحاكم.

وأثنى الآباء على الجهود التي تبذلها الأبرشيات والمحكمة ومكتب راعوية الزواج والعائلة في البطريركية في شأن المصالحات الزوجية ومراكز الإصغاء والمرافقة والإعداد للزواج.

د- مكاتب الدائرة البطريركية والمؤسسات البطريركية

5 - استمع الآباء على التوالي إلى تقارير مكاتب الدائرة البطريركية التي تعمل بإشراف المطران المعاون والنائب البطريركي، وهي: مكتب التنسيق بين الأبرشيات والرهبانيات، مكتب راعوية الزواج والعائلة، مكتب راعوية المرأة، مكتب راعوية الشبيبة، مكتب الإرث والممتلكات الثقافية والفنية والمتحف، مكتب العلاقات مع مؤسسات الدولة اللبنانية وسفارات الدول، مكتب التواصل الرقمي الخاص بالبطريركية المارونية ومكتب الإعلام.

ثم استمعوا إلى تقارير المؤسسات البطريركية التي تعمل بتوجيه صاحب الغبطة السيد البطريرك، وهي: المركز الماروني للتوثيق والأبحاث الذي يعتبر بمثابة مركز للدراسات الاستراتيجية التي تعول عليها الكنيسة في مواقفها وقراراتها، والمؤسسة البطريركية للانماء الشامل التي تهدف إلى تأمين مشاريع إنمائية تخلق فرص عمل لشبابنا، والمؤسسة المارونية للانتشار التي تعمل على تسجيل اللبنانيين المنتشرين، والمؤسسة المارونية الاجتماعية التي تنشط في المشاريع الإسكانية.

وشاركوا في تدشين "المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين" في دير مار سركيس وباخوس - ريفون الذي سيكون بإدارة منسق مكتب راعوية الشبيبة.

ونوه الآباء بالجهود الكبيرة المبذولة وبالنشاطات القائمة وبالمشاريع الإنمائية المحققة وبالعمل الفريقي العلمي والجدي، وشكروا جميع العاملين في هذه المكاتب والمؤسسات على تضحياتهم.

ثانيا: في الشأن الرعوي

أ- أوضاع الأبرشيات وحاجاتها

6 - استعرض الآباء أوضاع ابرشيات لبنان والنطاق البطريركي في سوريا والأردن والأراضي المقدسة ومصر وقبرص، وتوقفوا عند الرسالة الخطيرة التي تحملها وعند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظل الأزمات المتراكمة. وأكدوا أنهم يحملون قضايا أبنائهم في هذه البلدان وسائر شعوبها ويدافعون عنها في المحافل الكنسية والمدنية، الإقليمية والدولية. ويطالبون معهم بحقوقهم في أوطانهم، ولا سيما بحق عودتهم بكرامة إليها، كي يواصلوا كتابة تاريخهم، ويحافظوا على هويتهم الثقافية، فتستعيد بلدانهم مكانها ومكانتها في الأسرتين العربية والدولية.

7 - وتدارس الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار وتقدمها ونموها وحاجات بعضها. فتوقفوا بنوع خاص عند الأبرشيات الناشئة في فرنسا وأفريقيا الغربية والوسطى، والزيارات الرسولية في أفريقيا الجنوبية وفي أوروبا الغربية والشمالية وفي اميركا الوسطى، وإكسرخوسية كولومبيا والبيرو والإكوادور. وأوصوا أن تضع الأبرشيات والرهبانيات في لبنان في سلم أولوياتها تنشئة إرسالية لكهنتها ومكرسيها وإرسالهم للخدمة في بلدان الانتشار عامة، وأن تعمل على تقديم المساعدات المادية للأبرشيات الناشئة حيث تدعو الحاجة، كما ورد في الرسالة العامة الأخيرة لصاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي.

وتوجهوا بتحية تقدير إلى أبنائهم المنتشرين، إذ يثمنون شجاعتهم وإقدامهم وما حققوا من إنجازات وفقا لطموحاتهم. ويدعونهم إلى تثمير طاقاتهم ونجاحاتهم في حل مشاكل أوطانهم الأصلية والإسهام في نموها الاقتصادي.

ثالثا: في الشأن الإجتماعي

أ - المدارس

8 - ناقش الآباء موضوع المدارس الخاصة عامة والكاثوليكية بنوع خاص، والواقع التربوي في لبنان ولا سيما تداعيات القانون 46/2017 على إدارات المدارس والأسر التربوية في ما يتعلق بموجبات سلسلة الرتب والرواتب والدرجات الست الأستثنائية، والتي ما زالت تتفاعل وتلقي على عاتق المدارس والأهل عبئا لا يستطيعون تحمله. وطالبوا المسؤولين في الدولة القيام بواجبهم للعمل على إيجاد الحلول القانونية بما يمليه الدستور ودعم التعليم الخاص كما التعليم الرسمي، ما يحفظ حقوق المعلمين والتلاميذ على حد سواء.

ب - أزمة السكن

9 - تناول الآباء موضوع أزمة السكن التي يعاني منها أبناؤهم الشباب في لبنان، ما يضطرهم للعدول عن الزواج وعن بناء عائلة ومستقبل لهم ولأولادهم. وطالبوا المسؤولين بوجوب إعادة تفعيل قطاع الإسكان وإحياء القروض السكنية. فالقطاع الإسكاني أساسي وحيوي لتحريك أكثرية قطاعات الاقتصاد والتجارة والإنتاج.

رابعا: في الشأن الوطني

10 - يساند الآباء مسيرة الدولة في العمل على بناء الوحدة الوطنية والسهر على حسن سير المؤسسات الدستورية واستقلالية السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وينوهون بالجهود المبذولة والانجارات التي حققتها الحكومة على صعد مختلفة. ولكنهم يعلنون أنه يبقى الكثير الكثير مما ينتظره المواطنون لجهة تعزيز الثقة بلبنان من خلال جو سياسي سليم ومسؤول يحفظ ثقافة الميثاق الوطني والعيش المشترك وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة ويقضي على الفساد.

11 - أما بالنسبة إلى مسألة النازحين السوريين، فإن الآباء يدعون المسؤولين اللبنانيين إلى مزيد من الوحدة والتضامن والمتابعة والتنسيق مع الجهات المعنية إقليميا ودوليا، بهدف تعزيز الأجواء المسهلة لهذه العودة، لما يسهم في استعادة سوريا أبناءها وحفظ تاريخها وتراثها وثقافتها، ويعيد لهؤلاء النازحين حقوقهم المدنية والوطنية، ويرفع عن لبنان عبئا ثقيلا تعترف المرجعيات الدولية بأنه يفوق طاقته على احتماله.

خامسا، التدابير الكنسية والراعوية

12 - اتخذ الآباء التدابير التالية:

أ - انتخاب سيادة المطران بولس عبد الساتر المعاون والنائب البطريركي للشؤون الإدارية رئيسا لأساقفة أبرشية بيروت، خلفا لسيادة المطران بولس مطر الذي بلغ السن القانوني.

ب - انتخاب الأب انطوان عوكر النائب العام في الرهبانية الأنطونية مطرانا معاونا ونائبا بطريركيا، خلفا للمطران بولس عبد الساتر.

ج - انتخاب المونسنيور بيتر كرم خادم رعية كليفلاند في أبرشية سيدة لبنان - لوس أنجلوس مطرانا معاونا ونائبا بطريركيا، خلفا لسيادة المطران يوحنا - رفيق الورشا، الذي عينه صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي ورئيسا للمعهد الحبري الماروني في روما، خلفا لسيادة المطران فرنسوا عيد لبلوغه السن القانوني.

خاتمة

13 - في الختام، يتوجه الآباء إلى أبنائهم أينما وجدوا بالدعوة إلى سماع صوت الروح القدس يتكلم فيهم ليكونوا خميرة في مجتمعاتهم ونورا للعالم، فيعيشون إيمانهم ورجاءهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة له بفرح في حياتهم اليومية حاملين رجاء جديدا إلى شبابنا والأجيال الطالعة. كما يحثونهم على التمسك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والابتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب في الشرق الأوسط والعالم وإحلال السلام العادل والشامل والدائم وعودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم" .

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 15 و16 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

فقدان بوصلة المحتل واحتلاله في الصيفي ومعراب وبيت الوسط والشالوحي وكليمنصو .. وجبران يا جبران يا كايدهم

الياس بجاني/15 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75812/75812/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 16/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75840/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-16-2019/

 

 

علي كوراني.. جاسوس زرعه حزب الله في مانهاتن الأميركية

العرب/الأحد 2019/06/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/75843/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%b3-%d8%b2%d8%b1%d8%b9%d9%87-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%87/

 

 

رأيت الزواحف تصل إلى القمم التي أقلعت عنها النسور لنتانتها

خليل حلو/15 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75808/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d8%b1%d8%a3%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%ad%d9%81-%d8%aa%d8%b5%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa/

 

 Hezbollah Isn’t Just in Beirut. It’s in New York, Too.
 
ماثيو لافت/فورن بولسي: حزب الله ليس متواجداً فقط في بيروت، بل هو موجود في نيويورك أيضاً
 Matthew Levitt/Foreign Policy/June 15/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75810/%d9%85%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d9%88-%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%aa-%d9%81%d9%88%d8%b1%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%aa%d9%88%d8%a7/

 

الياس بجاني: مرتا، مرتا، يا مرتا... "مانديلا" لبنان وحرمه والربع يعلنون الحرب على المحتل الإيراني..لا، لا، عفواً هم أعلنوا الحرب ع صور الصهر "الفلتي" جبران..فانعم وأكرم واسبشر خيراً يا لبناني. وهيك تكون المقاومة ولا بلاش.

قرار بازالة لافتات باسيل من الشمال بأكمله

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/415774/

 

 

الياس بجاني: يا هيك تكون الوطنية يا بلاش.

الوزير السابق مروان شربل المبشر ليلاً نهاراً بالعفة والطاعة والقانون يقدم أوراق اعتماده لحزب الله ولمقاومته ولممانعته ولمحوره ..فلعلى وعسى يرضى عنه ويقعده على كرسي من كراسي السلطة "المخلعة". شو عم بيصير؟؟

اضغط على الرابط في أسقل لقراءة مقابلة "فرجي وبرنجي"مع الوزير شربل

https://www.elnashra.com/news/show/1321538/%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84:-%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86?fbclid=IwAR1ka6c0GYZnEFgYoFjdBGuTGFFNkt6T7wCIIImvR5yyRkmKo_8W07Jlt0I