LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مشكلة الصهر لسانه وفجوره وذمية وفشل أصحاب شركات الأحزاب التي تعاديه

الياس بجاني/يا شيخ سامي، يا فتى الكتائب ارحم المباديء وخليها بالجارور

الياس بجاني/تغريدات ع البارد والسخن: نيال حزب الله بأصحاب شركات أحزابنا المارونية التجارية.. بيرضوا بالقليل ودائماً ما بيشوفوا غير كرسي بعبدا يلي مطيرلون عقلون

الياس بجاني/تغريدات ع البارد والسخن: من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحداً وبس، بل جبرانات وبالعشرات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تكتم بريطاني على «مخطط إرهابي» لـ«حزب الله» تفادياً لإفشال مفاوضات الاتفاق النووي في 2015

خيبة عون: نزار زكا هدية لحسن نصرالله/منير الربيع/المدن

سيرة "الرهينة" نزار زكا من الاعتقال إلى الحرية/عماد الشدياق/المدن

وكالة فارس عن مصدر ايراني مطلع: سيتم اطلاق نزار زكا خلال ساعات وتسليمه يأتي فقط بناء على طلب ووساطة السيد نصرالله

مدير الأمن اللبناني يتسلم نزار زكا في إيران

لماذا نقلت ايران هدية الإفراج عن زكا من عون الى “فقط” نصرالله

زكا فضيحة ممانعة من العيار الثقيل

فضّل جزيرة "غسل الأموال"!

بيان لقاء سيدة الجب

لماذا نقلت ايران هدية الإفراج عن زكا من عون الى “فقط” نصرالله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 10/6/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 حزيران 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ليل بعلبك: اشتباكات مع الجيش اللبناني ومقتل مطلوبين/لوسي بارسخيان/المدن

ملابسات اغتيال الشيخ محمد قاسم الجرار في شبعا/محمد أبي سمرا/المدن

دولة الرعاية تتهاوى: أولاد Sesobel في خطر

هجوم سعودي يدفع باسيل للتراجع عن تصريحات مسيئة للمملكة

وباسيل زعم أن محترفي تخريب العلاقات حرَّفوا حديثه... ويعقوبيان طالبته بالاعتذار أو الاستقالة

اجتماع سني موسع في مكتب السنيورة غدا.. هـذه تفاصيله واسبابه

ما حقيقة محاكمة أساقفة ورهبان؟

أطباء لبنان.. وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

عون يعتبر الحريري الأقوى في مكونه ويتكلم باسم الحكومة وجريصاتي أكد لدريان التفاهم مع "المستقبل"

“الجماعة الإسلامية” تتوعد بالاقتصاص من قتلة مسؤولها بشبعا وهو كان تلقى تهديدات قيل إن "حزب الله" وراءها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تشييع الساروت منشد الثورة السورية

أميركا تحشد وألمانيا تحذر وإيران تهدد وسط قلق عالمي من التصعيد

ظريف لواشنطن: من يبدأ الحرب لن ينهيها... وماس: الوضع شديد الحساسية وخطير على طهران

تحذير أوروبي لإيران: لا نقدر على معجزة وبرلين نصحت طهران بعدم التصعيد مع واشنطن

ظريف: الأوروبيون ليسوا في موقف يسمح بانتقاد إيران

لاريجاني يهاجم الموقف الفرنسي من برنامج الصواريخ... وقطر لديها «تقييم مختلف» عن أميركا حول إيران

هجوم النظام «يجمع» فصائل الشمال السوري و«الشرق الأوسط» تنشر خريطة التنظيمات «المعتدلة» والمتطرفة

عودة الحياة ببطء في السودان...والإفراج عن قادة الحركة الشعبية في ثاني أيام العصيان المدني

مجلس الأمن يمدد حظر الأسلحة على ليبيا من دون إجراءات إضافية

تحطم مروحية فوق مبنى في مانهاتن بنيويورك... ومقتل قائدها

وزير الطاقة السعودي: الرئيس الروسي يزور الرياض في أكتوبر المقبل وأكد أن شركات بلاده تدرس المشاركة في مشروع ميثانول بشرق روسيا

مصر: أحكام نهائية بالسجن 25 عاماً على 22 متهماً بينهم مفتي «الإخوان»

شقيق الفلسطيني القتيل يهدد الإعلام التركي و”الجزيرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في "مديح" جبران باسيل/علي مراد/المدن

قانونية فرض ضريبة على المعاشات التقاعدية/العميد المتقاعد سامي الخوري/الكلمة اولاين

بين رحيل غسان تويني وإعلان بعبدا/الرئيس ميشال سليمان/افتتاحية النهار

عصر الانهيار اللبناني/فؤاد ابو زيد/الديار

سقوط التسوية حتمي بسقوط شروطها/العميد الركن خالد حماده/اللواء

عون: طلبت زكا من الرئيس روحاني... فاستجاب/جورج شاهين/الجمهورية

العِلاجُ بالرياضةِ الروحيّة/سجعان قزي/الجمهورية

الحريري - باسيل: النأي بالنفس عن... البيزنس/نقولا ناصيف/الأخبار

قبل خديعة إيران الجديدة في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

الساروت الذي لا يشبهنا/ماهر مسعود/المدن

"البعث الإسلامي" يجدّد الاستبداد السياسي/عمر الشيخ/المدن

اجترار الفشل/سام منسى/الشرق الأوسط

حمد بن جاسم... حديث الغضب والتضليل/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

طهران والزائر الياباني/غسان شربل/الشرق الأوسط

قمم السعودية والفرص التاريخية/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

خوالف «داعش» وذئابه المنفردة/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

الحلم 271/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

استقالة العبادي تفضح خطة إيران للإطباق على حزب الدعوة/علي الأمين/العرب

عليكم بالخونة أصل البلاء في اليمن/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة الكويتية

هل ستكون دول الخليج طرفا في اتفاق جديد مع إيران؟/مشعل ابا الودع الحربي/السياسة الكويتية

نتمنى لإيران أن تسعَد وتُسعد/سعود السمكة/السياسة الكويتية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتفق مع وزير المال على دفع مساهمات لعدد من المؤسسات الانسانية المهددة بالاقفال

رئيس الجمهورية دعا الشركات الاميركية للمشاركة في عروض تلزيم بلوكات التنقيب وامل ان يأخذ تفهم اميركا لمطالبة لبنان بعودة النازحين طابعا عمليا

كتلة المستقبل نددت من طرابلس بالحملات ضد الحريري: ما جرى عمل غريب عن أهلها والعفو العام جزء من البيان الوزاري

اجتماع في طرابلس للمكتب التنفيذي للمستقبل: متضامنون مع المدينة ضد الإرهاب

جريصاتي من دار الفتوى: ملتزمون بالطائف والدستور ولا عقدة ذنب لدى الوطني الحر تجاه المستقبل ورئيسه

جعجع ناشد الحريري وحسن خليل صرف مستحقات مؤسسات الرعاية:لا شيء يطمئن في موضوع الموازنة ولاعتماد آلية واضحة في التعيينات

باسيل افتتح ورشة الديبلوماسية الفاعلة للقناصل الفخريين:عليكم ان تجعلوا مصلحة لبنان أولوية وان تكونوا في جهوز دائم لخدمة شعبكم

الراعي افتتح سينودس الأساقفة الموارنة: نشيد بسهر القوى الأمنية لمكافحة الارهابيين ونتطلع إلى تعزيز الثقة بلبنان من خلال خلق جو سياسي سليم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف

إنجيل القدّيس يوحنّا10/من07حتى10/قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف. أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى. السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مشكلة الصهر لسانه وفجوره وذمية وفشل أصحاب شركات الأحزاب التي تعاديه

الياس بجاني/10 حزيران/2019

مشكلة الصهر لسانه المصاب بحالة نتاق وهرار أما اصحاب شركات الأحزاب وقطعانهم يلي عاملينو شغلتون وعملتون انون جماعات ردات افعال وبس ومش جماعة افعال ومواقف عير الرمادية والذمية والمش واضحة.

وحدا يخبرنا شو منسمي يلي يتخلى عن حريته ويقبل دور الهوبرجي والزقيف ويعبد شخص ع عماها

 

يا شيخ سامي، يا فتى الكتائب ارحم المباديء وخليها بالجارور

الياس بجاني/10 حزيران/2019

لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين" ..(من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24/)

http://eliasbejjaninews.com/archives/75674/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d9%8a-%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%8c-%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d8%aa%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7/

نعم ارحموا الحقيقة، ولا تتحججوا بالمباديء، وارحموا المباديء وخلوها بالجوارير، وكونو صريحين مع الناس وتركوها تاخد موقف وتحملوا نتائج مواقفكم.

ونعم بلا مباديء وبلا بلوط.. ولو هيدا كلام قاسي.

ونعم فتى الكتائب لبط مبارح كل عنترياته السيادية والإستقلالية وفات مع حزب الله والشيوعي وتيار باسيل وشركة قوات جعجع بانتخابات نقابة الأطباء..

هيدا واقع الناس شافتو ومش لا سر ولا حزيرة.

هلق بدون يربطوا موقفهم وتحالفون مع حزب الله بمباديء الحزب هني حرين وهيدا قرارون..

بس المباديء مش بدلي منفصلها ع مقاسنا وغب مصالحنا الذاتية.

حر الفتى وغيرو ياخدوا الموقف يلي بيريحون وبيخدم مصالحون السلطوية والزعامتية، بس ما يتوقعوا من يلي عندون شوية عقل وبيحترمو دم الشهداء وبعدون عارفين شو يعني قضية ومش صنميين ..

ما يتوقعوا من هودي كلون يسكتوا ويزقفولون..ويقولون برافو.

ويلي بدو ياخد قرار لازم يتحمل مسؤوليته وتكون عندو الجرأة يدافع عنو.

"وَٱرْفُضِ ٱلمُجادَلاتِ الغَبِيَّةَ والسَّخِيفَة، فأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا تُوَلِّدُ المُشَاجَرَات" (من رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس02/نمن14حتى26/)

يلي عم يسأل ليش قرار الفتى الدخول مع حزب الله بنقابة الأطباء ومعه أمير بنديرة الواقعية المعرابي والبطل المغوار الصهر، ليش قرارون مش سيادي ولا هو مبدئي متل ما عم يسوٌقوا الشباب بهدف التبرير والتعمية؟

الجواب: القرار مش سيادي لأنو حزب الله مش من النسيج اللبناني، ولا هو لبناني ولا هو شريحة لبنانية..

وبالتالي كل تحالف معو، ووين ما كان، وبأي شي هو تحالف مع المحتل وتنازل عن حق الدفاع عن الإستقلال واستسلام كامل.

الشبيبة بيستحوا وع خلفية الذمية والتسكع يقولو يلي حزب الله بيفاخر فيه عن حالتو، وبيضلون متل الببغوات يعلكو ويمضغوا مقولة "حزب الله شريحة لبنانية ومن النسيج اللبناني".

مع انو حزب الله بيقول غير شي..ومنو مستحي..

حزب الله بيقول وكل يوم وعلناً وبافتخار إنو هو جيش عند ولي الفقيه، وكل شي عندو من إيران، وكل قرارتو من إيران..وبدو يعمل دولة اسلامية بلبنان، وما بيعترف لا بالدستور اللبناني ولا بالهوية اللبنانية، ولا بالقرارات الدولية.

هيدا كلام السيد والمسؤولين الكبار بحزب الله ومش لا تحليل ولا افتراء.

ونعم الطائفة الشيعية هي من النسيج اللبناني، ولكن مش حزب الله الإيراني يلي خاطف الطائفة الشيعية ومصادر قرارها ومحتل لبنان وعم يحارب بكل البلدن العربية ضد العرب وعم يعمل عمليات ارهابية وتهريب لخدمة إيران بكل بلدان العالم.

لو فعلا حكيم بنديرة الواقعية والفتى والصهر بيقروا الإنجيل ما كان هيدا حالون ولا كانوا غشوا حالون وغشوا الناس بمواقف رمادية وذمية وبشي مية لون.

الإنجيل بيقول ما بيقدر المؤمن يقعد ع طاولة الرب وبنفس الوقت ع طاولة الشيطان، ولا بيقدر يشرب بنفس الوقت من كاس التنين.. (الآية كاملة في بداية التعليق)

وكمان بيقول الإنجيل لازم كلامكون يكون نعم نعم ولا لا وما يزيد عن ذلك هو من الشيطان.

مواقفكم يا قادتنا الموارنة المحترمين من حزب الله ينطبق عليها القول الإنجيلي: "لانك لست بارداً ولا ساخناً بل فاتراً سوف ابصقك من فمي".

تواضعوا يا ربع السياسة والأحزاب عنا وتقبلوا مواقف النقد والتصحيح والتصويب إن كان هدفكم فعلا هو خدمة الناس والوطن والحقيقة والهم تواضعوا فأنتم خدم للناس وليس آلهة.

"تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا" (منإنجيل القدّيس متّى02/من20حتى28/)

ولكل من يحب أي سياسي أو هو منتمي لحزب نقول إن السياسي هو خادم للناس وليس العكس، وبالتالي من حق أي مواطن أن ينتقده ويسأله ويؤيده أو يعارضه..

ورجاء تفهموا هذه الحقيقة لأن السياسي لا هو قديس ولا هو منزل من عند ربنا تا نعبدو ونمشي وراه ع عماها... وإن فعلاً نكون قد تخلينا عن نعمة الحرية المقدسة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تغريدات ع البارد والسخن: نيال حزب الله بأصحاب شركات أحزابنا المارونية التجارية.. بيرضوا بالقليل ودائماً ما بيشوفوا غير كرسي بعبدا يلي مطيرلون عقلون

الياس بجاني/10 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75648/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%ae%d9%86-%d9%86/

نيال حزب الله بأصحاب شركات أحزابنا المارونية التجارية.. بيرضوا بالقليل ودائماً ما بيشوفوا غير كرسي بعبدا يلي مطيرلون عقلون..أما الوطن والهوية والشهداء والوجود والقرارات الدولية والسيادة والاستقلال والقرار الحر وأهلون بإسرائيل وبسجون الأسد وفقر ناسون وتعتيرون وهجرتون وأقساط مدارس ولادون فأمور كلها ثانوية ومش من أولوياتون. وأكيد أكيد من معاجن هالشبيبي حني راح تاكل قمح وتشبع ويصير عندها حالة نتاق وهرارع الأكيد الأكيد الأكيد.

وولي وألف ولي ع هيك حالي وع هيك شبيبي.

 

تغريدات ع البارد والسخن: من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحداً وبس، بل جبرانات وبالعشرات

الياس بجاني/09/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75629/__trashed/

*من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحد وبس، بل جبرانات وبالعشرات. الفرق الوحيد أن جبران الصهر صارتلو فرصة وطاحش ويمكن عن قريب يبليش يرشح زيت..مين بيعرف؟؟

أما الباقين وجبران احسنون فخايبين وفاشلين وتجار مقاومة وأمراء بنديرات نفاق “واقعية” واقعا ع روسون، ومتخصصين صفقات وسمسرات من فوق وتحت الطاولات..

هودي ما ظبطت معون وبيضلن ينقوا ويندبوا حظون وعينون ع جبران وعاملينو شغلتون…

وعلى الأكيد الأكيد جبران الصهر وسندةالضهر باق وراح يقوى أكثر وينفلش أكثر ويفجر أكثر لأنو البدائل المارونية يلي بوجو شي تعتير وع الآخر.

ويا شباب ويا أحباب مع الطاقم السياسي الماروني الحالي تحديداً فالج لا تعالج لأنون كلون جبرانات ولكن بانتظار الفرص… فيا رب نجي لبنان منون ومن رشح زيتون.

*الأخطر من حزب الله هم الموارنة المتلحفين بذمية عباءة العروبة الذين يتقزز من كذبهم ونفاقهم العرب أنفسهم، ومعهم من الجانب الآخر المتفرسنين، والأخطر من الإثنين الأغنام والصنميين من أهلنا الهوبرجيي والزلم.

*ادارة تلفزيون المر ظالمة ومفترية ولا ترحم.. معقولي أمس مقابلة مع شانتال سركيس واليوم مع إيلي محفوض..ارحموا المشاهدين واشفقوا عليهم؟!

*هل وصل خبر احتمال اقفال مؤسسة سيزوبل الخيرية لأذان أصحاب الفحش المالي وعبدة المجوهرات والفساتين آخر موضا والحفلات الملوكية في شركات أحزابنا المسيحية !؟

لبنان هو اغني بلاد العالم بطاقم سياسي سيكوباثي وديماغوجي بأكثر من أمتياز.. ومن هنا بامكاننا وكما نصدر التفاح والزعتر والحمص والفول أن نبدأ سريعاً بتصدير بعض هؤلاؤ الديموغوجيين فيرتاحون ونرتاح..وربما بتصديرهم نتمكن من دعم الموازنة؟؟؟.. حاولنا أن أجد سياسي واحد من الكبار عندنا ومن أصحاب شركات الأحزاب يكون غير ديماغوجي ففشلنا. وحقيقة كل واحد منهم متفوق بتخصص معين. تبقى أن المشكلة هي ليست في الديماغوجيين فقط، بل في شرائح من شعبنا “العنيد” تقدس وتعبد هؤلاء ومدمنة على ديماغوجيتهم وعلاجها هو من المستحيلات.

وصف تقريبي لأطقمنا السياسية

*هودي يا صاحبي زرازير

وبزمن حكمون ما في شي راح يصير

غير السرقة والكذب والتعتير

ربنا يخلص لبنان منون ويهد حيلون هالدبابير

***

ع شي سياسي ادمي دلوني

وع شي سياسي مش ديماغوجي فرجوني

عم ابكي والدمع غرق عيوني

ع يوداصية كل صاحب شركة حزب ماروني

ومش فرق كتير بين أمير نفاق الواقعية وصاحب الليموني

هودي لا ربنا بيعرفوا ولا بيخافوا غضب امو الحنوني

***

لما الإيمان بيخف

ولما الرجا بيجف

ولما الوطاوي بترف

منصير بوق ومجوز ودف

*فاقد الشيء لا يعطيه.. والشباب مستقبليين وجعجعيين وباسليين وجنبلاطيين وبرويين وملالوة وما هو من خامتهم القومية والبعثية وكل من هو من نفس القماشه مش فاضيين ل هيك خزعبلات.. قال اصلاح قال..كبروا عقلكم ..وكيف بدون يحاربو الفساد وهني شحمو ولحمو وكل عضامو ودويلاته وممانعته الكذب ومقاونه التجليط وكمان بورو ومطارو.. فقط وفقط قليل العقل يتوهم أن من هؤلاء في خير أو شي مفيد. ما عندون غير المصائب والبلاوي والكوارث..وكاسك يا شب.

*ليس في لبنان أحزاب بمفهومها الحر والديموقراطي والغربي كما هو الحال في أوروبا وكندا وأميركا، بل ما هو موجود هو إما وكالات للخارج من مثل حزب الله والقومي والبعثي والجهاديين، أو أحزاب شركات تجارية 100% يملكها أفراد أو عائلات من مثل كل الأحزاب المسيحية والدرزية والسنية ودون استثاء واحد. وبالتالي أي توقعات انتاجية ووطنية وايجابية من هؤلاء لغير مفهوم التجارة والصفقات والسمسرات بكل معانيها هي توقعات اوهام واحلام ..ونعم يخطئ ويصاب بالإكتئاب والخيبات التي لا تنتهي من يتوقع غير الأذي منهم كما هو حالنا المحزن. يبقى أن تبادل السلطة والإنتخابات والوضوح المالي بما يخص الداخل والخارج في أي حزب هي معايير مبدئية للأحزاب وليست موجودة داخل اي شركة حزب.. أما ما يحزننا شخصياً ونحن نرى من الخارج ما يصيب لبنان واللبنانيين

*إلى السيدة كلودين عون نقول وبلا خجل أو وجل: انا المسيحي الماروني موقفي هو ضد حقوق الآخرين مين ما كان يكونوا إذا حقوقهم تلغي وجودي وتقتلعني من أرضي وتحولني إلى مواطن ذمي. جنسي من تريدين يوم يصبح لبنان دولة علمانية 100% كما هو حال الدول الغربية ولكن قبل ذلك احترمي القوانين الحالية ورجاء كفي عن طرح هرطقات وحزعبلات شعبوية...بيكفينا المتزلمين والمنافقين والذميين والمتمذهبين من حاملي ملف تجنيس أولاد اللبنانيات المتوزجات من أجانب..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تكتم بريطاني على «مخطط إرهابي» لـ«حزب الله» تفادياً لإفشال مفاوضات الاتفاق النووي في 2015

لندن - بيروت: «الشرق الأوسط»/11 حزيران/2019

كشفت تقارير إعلامية بريطانية أمس أن لندن تكتمت على «مخطط إرهابي» لـ«حزب الله» اللبناني تفادياً لإفشال المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف»، أمس، إلى أن «متطرفين على علاقة بـ(حزب الله) المدعوم من إيران، خزنوا مواد تدخل في صناعة قنابل في لندن عام 2015، في قضية ظلت مخفية عن العامة»، تفادياً، كما يعتقد بعض الأوساط، لعدم إفشال المفاوضات النووية مع إيران آنذاك. وقالت المصادر إن «الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية (إم آي - 5) اكتشفا الآلاف من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم»، مؤكدة أن «التحقيقات السرية التي قادتها المخابرات وجهاز مكافحة المتفجرات البريطاني لأكثر من 3 سنوات، خلصت إلى وجود علاقة بين ميليشيا (حزب الله) المدعومة من إيران، وعناصر تم اعتقالهم في 2015، أثناء تخزينهم أطناناً من المواد المتفجرة في مصنع للقنابل، على مشارف العاصمة لندن».

وفيما لاذ «حزب الله» بالصمت ولم يصدر أي تعليق أو ردّ على هذا الاتهام، رأت مصادر مقرّبة منه، أن «التقرير البريطاني يفتقر إلى المصداقية والواقعية». واعتبرت أن «الإعلان عن هذا التقرير في هذا التوقيت جزء من حملة الضغط الغربية على حزب الله وإيران».

 

خيبة عون: نزار زكا هدية لحسن نصرالله

منير الربيع/المدن/11 حزيران/2019

لم تكن قضية الإفراج عن نزار زكا مسألة لبنانية صرفة. لم يكن كافياً دخول رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية اللبنانية على خطّ الوساطات، وإصدار بيان قبل أيام يشير إلى استجابة طهران لطلب الرئيس ميشال عون. إذ تغير بين ليلة وضحاها كل شيء، ليتبين أن الموقف اللبناني غير مستقيم إيرانياً، أو غير مقبول. أصلاً، وقبل أكثر من شهر، وفي إطلالته مع قناة فوكس نيوز الأميركية، طرح وزير الخارجية الإيرانين محمد جواد ظريف، فكرة تبادل للموقوفين بين إيران والولايات المتحدة، كتعبير عن حسن النوايا للدخول في مفاوضات. ما يعني أن ملف زكا كان من بين هذه الملفات.

بين عون ونصرالله

تأتي خطوة الإفراج عن زكا في لحظة حساسة، تتعلق بتحرّك العديد من القوى الدولية الساعية لإنهاء التوتر الأميركي الإيراني. وعليه، فإن قضية زكا كانت عبارة عن جزء من مفاوضات إيرانية أميركية، بحجمها الصغير، والتي تتعلق عادة بهكذا ملفات قد تفتح الطريق أمام مفاوضات أكبر. فقط عندها، عملت رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية على إيجاد صيغة مقبولة بما يتعلق بالملفات العالقة بين الإيرانيين والأميركيين في لبنان، كمثل ملف ترسيم الحدود، أو ملف الصواريخ الدقيقة. وهناك من يشير إلى أن تلك الوساطة التي استجابت لها إيران، وفق اعتبار أن الإفراج عن زكا لعله يؤدي إلى ترطيب المناخ الإيراني الأميركي، على الأقل محلياً، إن في الضغوط على حزب الله في لبنان، أو بغرض إرسال إشارات إيجابية باتجاه الأميركيين. بهذا الاعتبار، اضطر الإيرانيون إلى تغيير اللهجة، والتي تحدثت بها وكالة "فارس" عن تسليم زكا للسيد حسن نصر الله، من دون أي مفاوضات مع أي جهة أو طرف أو حكومة.

صدور هكذا موقف عن وكالة "فارس" الرسمية، لا بد أنه يرتبط بجملة حسابات، وهي تؤكد بداية أن صاحب الحلّ والربط في لبنان بالنسبة لإيران هو السيد نصر الله، وأن إيران لم تقدّم أي هدية لأي طرف مهما كان محسوباً عليها من دون الحصول على مقابل، وأيضاً أنه عندما قررت طهران الإفراج عن زكا أرادت لتلك الإيجابية أن تكون من كيسها وكيس الحزب وليس من كيس أي طرف آخر. ما يعني أن اللحظة التي اختار فيها الإيراني الإفراج عن زكا، بعيدة جداً عن التحرك الذي بدأته السلطات الرسمية اللبنانية قبل سنة تجاه إيران للإفراج عنه، وهي تأتي بعد البحث عن مخارج لحالة التوتر والتصعيد والذهاب نحو فتح باب المفاوضات.

الإرباك الإيراني

لا يمكن لهذا التصرف إلا وأن يزعج الرئيس عون، إذ كان بإمكان الإيرانيين عدم إصدار أي موقف يخص تلك المساعي وعدم حصرها بأنها استجابة  لنصر الله وليس لأي طرف غيره. وهذا يعني إما هناك إرباك إيراني في التعاطي مع الضغوط الأميركية، أو أن إيران أرادت إفهام رئيس الجمهورية مباشرة ما قد يكون عتباً إيرانياً على عدم تلبيته زيارة طهران، بعدما وجهت إليه دعوة لزيارتها منذ الأسابيع الأولى لانتخابه ولم يلبّها بعد. لكن حالة الإرباك الإيراني تجاه التعاطي مع الأميركيين لا تنعكس فقط على هذا الملف، بل أيضاً تنسحب على ملفات أخرى، كملف ترسيم الحدود الجنوبية للبنان. ففي بداية تحرك ساترفيلد مجدداً، خرج لبنان ليعلن الانتصار على الاستجابة لمطالبه. لكن، فيما بعد بدأت تلك الحماسة بالخفوت، وصولاً إلى التحذير من الدخول بهذه المفاوضات "كي لا يستغلها العدو الإسرائيلي"، إلى اعتبار أن المفاوضات "ستتعرقل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية والحصول على بعض المكتسبات من قبل الأميركيين". وأيضاً ينسحب الإرباك الإيراني على الساحة العراقية، إذ جرى تقديم مبادرة تتعلق بتخفيض عديد الحشد الشعبي، فاعتبرت إيران أن هذه رسالة ستكون كافية لبدء المفاوضات. لكن على ما يبدو أن حسابات الحقل الإيراني لم تتطابق مع حسابات البيدر الأميركي.

سبل التفاوض

كان الإيرانيون يتعاملون مع الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الأسلوب، ويراهنون عليه للوصول إلى نتائج إيجابية. لكن هذا الأسلوب لم يعد مجدياً في ظل إدارة دونالد ترامب، الذي يعتبر أن هذه الإشارات الإيرانية ليست ذات قيمة، ما يعني أن المساعي التي تقوم بها اليابان يجب أن ترتكز على أسس مختلفة لتلك الأساليب القديمة. طهران أيضاً لا تريد الذهاب إلى مفاوضات تحت الضغط وتضع نفسها بموقع المتنازل. على الأرجح، ستبحث عن خيارات جديدة إلى جانب الصبر، لعلّ الأميركيين يتراجعون عن السقف المرتفع، وتبدأ المفاوضات المباشرة. من بين خيارات الإيرانيين قد يكون توجيه ضربة كضربتي أرامكو والفجيرة بشكل لا يمس بالمصالح الأميركية مباشرة، على أن تكون رسالة دقيقة جداً وبلا خسائر، تفتح الطريق أمام التفاوض.

 

سيرة "الرهينة" نزار زكا من الاعتقال إلى الحرية

عماد الشدياق/المدن/11 حزيران/2019

يُنتظر أن يصل إلى مطار بيروت المعتقل اللبناني في السجون الإيرانية نزار زكا، برفقة اللواء عباس ابراهيم، الذي توجه إلى العاصمة طهران ظهر الأحد، لمتابعة تفاصيل إطلاق سراحه. زكا المحتجز في إيران منذ أيلول عام 2015 قد يعود من دون معرفة حقيقة تهمته، ولا حتى السبب أو الجهة الفعلية التي توسطت لإطلاق سراحه. وإذ رجحت في البداية بعض المصادر أن يكون هذا الأمر مجرد تعويم إيراني لـ"العهد"، أكدت معلومات أخرى أن إخلاء سبيله يأتي في إطار المفاوضات الأميركية - الأيرانية، لكن وكالة "فارس" الإيرانية أوحت يوم الإثنين أن إطلاقه كان تلبية لرغبة أمين عام "حزب الله". 

المحاكمة

"المدن" تواصلت مع محامي زكا في بيروت أنطوان أبي ديب، الذي أكد أنه مثل عائلة زكا، لا يعلم إلا ما يسمعه سائر الناس من وسائل الإعلام، مجدداً ما قاله في مقابلات عدة، أنه حتى اللحظة لم يتمكن من "الاطلاع على الملف"، مؤكداً أن موكله "رهينة"، لأن المؤشرات كلها تقود إلى أن الملف فارغ ولا قضية أصلاً. وهذا تؤكده الزيارات المتكررة لزوجة زكا، السيدة غنوة زنتوت، إلى طهران، التي لم تفضِ إلى بلوغ أي تفصيل جديد. حتى الأمن العام ووزارة الخارجية التي "تولّت متابعة الملف متأخرة"، وتواصلت مع الجهات الإيرانية، لم تأتِ بشيء يُذكر حول جدية الاتهام.

وفي هذا الصدد، يقول محاميه، الذي يتجنّب الخوض بالسياسة والتحليلات، أن "السفارة اللبنانية في طهران زارت زكا أكثر من مرة بمعتقله، لكنها لم تتمكن من رؤيته إلا لدقائق"، مشيراً إلى أن الوزير جبران باسيل "تجاوب مع بعض طلبات العائلة بمواضيع لوجستية تخص نزار، من خلال التنسيق والتواصل مع السفارة اللبنانية في طهران". ما يوحي بأن الزيارات كانت من باب رفع العتب والتملّص من تهم التقصير، كما كشف أن زكا "كان يتواصل خلسة مع العائلة عبر الهاتف لدقائق معدودة"، من داخل سجن "إيفين" سيىء السمعة الذي يُلقب في ايران بـ"جامعة إيفين" لما فيه من معتقلي رأي ومثقفين!

القضية بدأت حينما وجهت نائبة الرئيس الإيراني السابقة لشؤون المرأة والأسرة، شاهيندوخت مولافردي، دعوة رسمية إلى زكا، الذي يشغل الأمانة العامة لمنظمة "إجمع"، تُعنى بشؤون المعلوماتية والاتصالات، وذلك للمحاضرة في ندوة تخص المرأة والتنمية المستدامة (من 14 إلى 16 أيلول 2015). رفض زكا تلبية الدعوة إلا بموجب "فيزا"، رغم تمكّن أي لبناني من دخول الأراضي الإيرانية من دونها. هكذا حصل، أُرسلت له "فيزا" (حسبما قال شقيقه بواحدة من المقابلات)، فلبى زكا الدعوة وشارك في الندوة، ثم اعتقله الحرس الثوري خلال انتقاله إلى المطار قبيل عودته إلى بيروت، وحُوكم في محكمة ثورية (عسكرية) بملف أمن قومي، بالسجن 10 سنوات وغرامة 4.2 مليون دولار بتهمة التجسس لصالح العدو (الولايات المتحدة الأميركية). بعد ذلك، استُؤنف الحكم بمحكمة مدنية، فصادقت على الحكم نفسه، ما عنى أن "زكا سيكون بحاجة إلى عفو خاص" حسب المحامي. الأمر الذي خلق التباسا إضافياً، خصوصا بعد تصريح المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي، يوم الأحد، إذ قال: "العفو الذي أصدره المرشد علي خامنئي بمناسبة رمضان لا يشمل نزار زكا. إن السلطات الايرانية تدرس طلباً لبنانياً، آخر من تقدم به الرئيس اللبناني. الجهات القضائية ستراجع الطلب في إطار اللوائح القانونية للافراج عنه"، رافضا تحديد مهلة محددة.

زمالة نوار الساحلي

مصدر في وزارة الداخلية اللبنانية رجّح لـ"المدن" أن "عودة زكا برفقة اللواء ابراهيم قد تكون يوم الثلاثاء أو الاربعاء"، وكذلك قيل في الإعلام أن زكا سيزور رئيس الجمهورية ميشال عون فور وصوله، للتأكيد، على ما يبدو، على هوية الجهة التي سعت جدياً لإطلاق سراحه. لكن برغم هذا كله يبقى السؤال: لماذا نزار زكا؟

تمكنت "المدن" من الاتصال بصديق قديم لزكا من أيام المقاعد الدراسية في بيروت، وقال "كنا سويا بالمدرسة الدولية (International College) قبل أن نتخرج منها ويسافر نزار إلى أميركا مطلع الثمانيات، ويكمل دراسته في أكاديمية ريفرسايد العسكرية. لم أره إلا قليلا مذّاك الوقت، أذكر أنه أسس شركة اتصالات وأجهزة كمبيوتر عند أطراف منطقة الحمرا قرب الجفينور، وصار يتنقل بين الولايات المتحدة ولبنان". أضاف: "نزار كان محباً للظهور على الإعلام. أظن أن ظهوره المفاجئ والمتسرع في برنامج انترفيوز مع الإعلامية (في حينه) بولا يعقوبيان بصفته ممثلاً للحراك الشعبي، أبان أزمة النفايات عام 2015، ألحق به الضرر. في حينه استغربت علاقته بالحراك، زرت صفحته على فايسبوك لأتأكد إن كان ناشطاً فعلاً، فرأيت له عشرات الصورة بمسيرات واستعراضات للأكاديمية العسكرية في ريفرسايد بالزي العسكري. من لا يعرفه يظن أنه ضابط في الجيش الأميركي! ربما دعوته إلى طهران كانت بهدف استدراجه.. نسأل الله أن يرده إلى أهله قريباً". وحينما سألته "المدن" إن كان يشكّ بضلوع جهة داخلية، قال: "لا أعلم، لكن نائب حزب الله نوار الساحلي يستحيل ألا يكون على علم بالموضوع. نوار كان زميلنا في المدرسة نفسها ويعرفه جيدا.. اسأله". تواصلت "المدن" مع الساحلي، الذي فضّل عدم الخوض بالموضوع لحساسية التوقيت، خصوصاً أن "حزب الله لم يتناول الموضوع بشكل رسمي"، وحينما ألححنا بسؤالنا إن كان يعرفه، وعن عدم المساعدة بالإفراج عن صديقه بحكم الزمالة، قال: "هذا ليس سراً، نزار كان زميلي في المدرسة بصف مختلف. أجريت شخصياً اتصالات عدة لهذه الغاية، لكن حينما بلغ ملفه القضاء الإيراني آثرت عدم التدخل، ولهذا أقول لك أن الاتصالات لم تكن رسمية. أسأل الله أن يعود إلى أهله سريعاً".

ورقة مساومة

بمراجعة هذه المعطيات، بحثت "المدن" عن حساب نزار زكا على "فايسبوك"، فوجدت أن حسابه المذكور اختفى بما فيه، وحل مكانه حساب جديد أُنشىء خلال اعتقال زكا، وهو ما أكده صديق المدرسة الذي فقد الحساب الذي كان يصله به. أما شقيق نزار، زياد زكا، فرجحّ بمقابلة ثانية مع يعقوبيان بعد اعتقال نزار بمدة "قد يكون الإيرانيون ظنوا أن نزار مواطن أميركي. وبعد أن علموا أنه ليس كذلك وإنما يحمل إقامة أميركية وحسب، أُحرجوا. ربما أوقفوه بناء لمعلومات مغلوطة". وكذلك قال أن الوزير باسيل كان ينصحهم دوما بـ"عدم إثارة الملف في الإعلام لأن التهمة بسيطة، وعدم التحدث فيها قد يسرّع باطلاق سراحه". لكن الذي حصل كان على عكس ذلك تماما: تأخرت الموافقة على إطلاق سراحه إلى الآن، فما الذي طرأ بعد ثلاث سنوات وتسعة شهور؟

قبل نحو سنة، نشر مركز حقوق الإنسان في إيران تحقيقاً عن الأجانب وحاملي الجنسيتين (غربية وايرانية) المعتقلين في إيران، عارضا صورهم وسيَرهم الذاتية وتفاصيل اعتقالهم، وبينهم نزار زكا. فيما تؤكد وكالة "رويترز" بتقرير آخر أن الحرس الثوري الإيراني اعتقل نحو 30 شخصاً من حاملي الجنسيتين بتهم التجسس، ليكونوا "ورقة مساومة مع الغرب عشية توقيع الاتفاق النووي عام 2015". كل هذه مؤشرات تدل إلى تزامن اخلاء سبيله مع المفاوضات الأميركية – الإيرانية. الأحد الفائت أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في سويسرا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مستعد للتفاوض مع طهران بلا شروط مسبقة"، شاكرا سويسرا على متابعة ملف المعتقلين الأميركيين بايران، مؤكدا أنه مع إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين من دون وجه حق بإيران، رافضا الكشف عما اذا كانت قد طلب من جنيف التوسط بهذا الملف. كما ذكرت الخارجية الأميركية الأربعاء الفائت أن "ملف زكا يخص لبنان وإيران. نرحب باطلاق سراح أي معتقل، وسيكون جميلاً أن يلتقي زكا بعائلته في بيروت".

النائبة بولا يعقوبيان التي عاينت الملف عن قرب بأكثر من مقابلة، كشفت باتصال مع "المدن" أنها لا تذكر تفاصيل الحوارات التي دارت مع زكا، لكنها قالت: "دائما بحسابات الدول نحن في لبنان لا شيء، لأننا بلد منقسم إلى محاور. الجهة التي تبيع وتشتري على حساب اللبنانيين هي التي تقبض الأثمان، ولا قدرة لنا على تحقيق أي أمر لأننا مستقلون بالشكل فقط".

المهم الآن أن زكا سيكون حراً، أما من هو "صاحب الفضل" .. ربما تعاقب الأيام كفيل بالرد!

 

وكالة فارس عن مصدر ايراني مطلع: سيتم اطلاق نزار زكا خلال ساعات وتسليمه يأتي فقط بناء على طلب ووساطة السيد نصرالله

الإثنين 10 حزيران 2019 /وطنية - نقلت وكالة انباء "فارس"، عن مصدر ايراني مطلع قوله:"إنه سيتم في غضون ساعات الافراج عن الجاسوس الاميركي -اللبناني نزار زكا وتسليمه الى حزب الله". أضاف:"ان تسليم هذا الجاسوس الاميركي -اللبناني يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ولم تجر في هذا السياق أي مفاوضات في أي مستوى مع اي شخص او حكومة وان هذا الامر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية".

 

مدير الأمن اللبناني يتسلم نزار زكا في إيران

بيروت – “السياسة/10 حزيران/2019

 ووكالات: تسلم مدير عام الأمن اللبناني اللواء عباس ابراهيم، المعتقل اللبناني في إيران نزار زكا، أمس، ومن المفترض أن يصل اليوم إلى بيروت.

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، المقربة من “الحرس الثوري”، أن زكا سيُسلّم إلى “حزب الله” اللبناني خلال ساعات. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله، إن الإفراج عن زكا “سيتم بناءً على طلب ووساطة أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ولم تحصل أي مفاوضات عن هذا الموضوع مع أي شخص أو أي حكومة، بل ستتم العملية بناءً على الاحترام الذي يبديه نصرالله للنظام الإيراني”. وذكرت وكالة أنباء “إيلينا” للأنباء أن الرئيس اللبناني ميشال عون طلب من المسؤولين الإيرانيين إطلاق سراح زكا، الذي اتهمته بالتجسس لصالح أميركا. من جانبها، كشفت صحيفة “صبح نو” الإيرانية، أن نصر الله “كان له تأثير كبير في إقناع المسؤولين الإيرانيين باتخاذ قرار الإفراج عن زكا”، وذكرت أن “طهران والغرب توصلا لاتفاق يقضي بمبادلة الجاسوس الأميركي زكا، بسجناء إيرانيين لدى الغرب”. بدورها، علقت الاعلامية في قناة “ال بي سي” اللبنانية نيكول الحجل عبر “تويتر” قائلة، إن “زكا سيسلم خلال ساعات الى الدولة اللبنانية، عفواً قصدي الى حزب الله”. وفي سياق غير بعيد، وصل اللبنانيون محسن قانصو، علي فواز وجهاد فواز الدين، أمس، الى مطار رفيق الحريري الدولي ، بعد الافراج عنهم في الامارات، حيث كانوا اوقفوا العام الماضي بتهمة تأليف خلية إرهابية.

 

لماذا نقلت ايران هدية الإفراج عن زكا من عون الى “فقط” نصرالله

جنوبية 10 يونيو، 2019

لا نعرف إن كان اللواء عباس ابراهيم غادر إلى طهران موفدا من رئيس الجمهورية ميشال عون ام بطلب من الأمين العام لحزب الله؟ مردّ هذا السؤال، هو أن إيران قد أعلنت قبل نحو أسبوع، عن قرار الإفراج عن “نزار زكا” المحكوم في إيران بتهمة التجسس لأميركا، والذي كان من المفترض أن يقضي عقوبة تمتد إلى عشر سنوات ، بدأت منذ العام ٢٠١٥ . وقد صرحت القيادة الإيرانية أنها تستجيب في عملية الإفراج هذه، لطلب عفوٍ تقدم به الرئيس “ميشال عون” للقيادة الايرانية ، قبل نحو عام . وهذا ما أكده بدوره الرئيس عون ، بحسب ما نقلت بعض وسائل الإعلام ، من أنه “طلب من الرئيس روحاني الإفراج عن زكا ، فتجاوب الرئيس روحاني” . لكن المفاجئ اليوم ، هو ما نقلته “وكالة فارس” الايرانية، عن مصدر مسؤول في القيادة الايرانية، من أن زكا سيخرج من سجنه خلال ساعات، وأن عملية الإفراج جاءت “فقط بناء على طلب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله” . وفي هذا التصريح رسالة واضحة بأن لا تأثير ولا علاقة لوساطة الرئيس عون بعملية الإفراج هذه ! من هنا يبدو مشروعاً السؤال عن الصفة التي ذهب بها اللواء ” عباس ابراهيم” الى ايران، وعن الاتصالات التي أجراها ويجريها مع المسؤولين الايرانيين : هل هي بإسم الجمهورية اللبنانية ام بإسم نصرالله؟ وهذا السؤال يقودنا الى سؤال آخر ، هو : لماذا إنقلب الموقف الإيراني في اللحظة الأخيرة، من تقديم هدية الإفراج عن زكا الى نصرالله، بدلاً من الرئيس عون ؟! ليس من معلومات رسمية تبرر هذا الانقلاب، ولكن لا شك في أن هذا الموقف يحمل رسالة سيئة الى لبنان ورئيسه، قد تعكس نوعاً من الاستهانة بموقع رئيس البلاد . مع العلم أن الرئيس عون طالما كان ثابتاً في موقفه لجهة دعم الخيارات الاستراتيجية الإيرانية في لبنان، ولا سيما تلك المتعلقة بحماية ودعم المقاومة التي يمثلها حزب الله. وانطلاقاً من نظرة تحليلية، فمن المرجح أن القيادة الإيرانية قد إرتأت أن إعطاء هذه الهدية لنصرالله، بدلاً من الرئيس عون، من شأنه تحويل كامل مكاسب عملية الإفراج عن زكا ، الى رصيد إيران ونصرالله . وكأن ايران تريد أن تقدم صورة جديدة لنصرالله ، باعتباره عنصراً من عناصر الحل ، وليس عنصر أزمة، وباعتباره مصدر حلول ذات طابع إنساني وأخلاقي، حتى مع متهمين بالتجسس لأميركا. وبالتالي فإن الإفراج عن زكا هو انتصار لمواطن لبناني (هو نصرالله) من أجل مواطن لبناني آخر مسجون (هو زكا) . ومن المنطقي ان يُنظر الى هذا الدور ، في سياق الصفقة المحتملة أو المزمع إجراؤها بين واشنطن وطهران . في الخلاصة ، الإفراج عن زكا يجب ان يوضع في رصيد نصرالله ، لا في رصيد أحد سواه، كما قال المسؤول الإيراني لوكالة فارس . وعلى واشنطن أن تبدأ بالتفكير في كيفية إزالة إسم نصرالله عن لائحة الارهاب. الأيام المقبلة ستكشف لنا ما هو خفي اليوم، ولكن المؤكد اننا سوف نشهد ما لم يكن يتوقعه الكثيرون ، من تنازلات إيرانية للشيطان الأكبر . وإن غداً لناظره قريب.

 

زكا فضيحة ممانعة من العيار الثقيل

خاص جنوبية 10 يونيو، 2019

ما أعلنت عنه وكالة فارس حول إطلاق المعتقل نزار زكا كرمى لوساطة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يطرح علامات استفهام خطيرة وكارثية. فهل كانت كرامة “حسن نصرالله” معطلة يوم تمّ توقيف زكا في العام 2015 ؟! وهل كانت غائبة في العام 2016 ؟! أم انها كانت في اجازة عند الإيراني في العام 2017 ، وقيد الدرس والبحث في العام 2018 ، ثم حطت رحالها – فجأة ومن دون إذنٍ او علم – في ايران في العام 2019 ؟! لماذا لم يتم تفعيل كرامة “حسن نصرالله” عند وليه الفقيه ، الا على إيقاع العقوبات الاميركية؟! وما العلاقة التي تربط كرامة نصرالله بالبوارج والغواصات النووية الاميركية التي حاصرت سواحل إيران؟! ما أعلنت عنه وكالة فارس حول إطلاق المعتقل “نزار زكا” كرمى لوساطة الأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله” ، يطرح علامات استفهام خطيرة وكارثية : وهل من علاقة مباشرة بين كرامة السيد حسن ، ومرابطة ” يو اس اس لينكولن” في بحر العرب؟! وما هي طبيعة هذه العلاقة العجائبية؟!

أما اذا كان الجواب ان نصرالله لم يتوسط إلا الآن ، فالسؤال البديهي هو : لماذا انتظر الرجل 4 سنوات ، تاركاً زكا في غياهب الاعتقال التعسفي ، دون أن يبالي بمناشداته وصرخات أمه وإخوته واهله واحبته ؟! والأهم والأدهى ان ايران أوقفت زكا بتهمة العمالة والتجسس للشيطان الأكبر ، فكيف يتوسط سيد المقاومة لجاسوس اميركي ؟! وكيف يستجيب سماحة المرشد الأعلى لوساطةٍ تصبّ في مصلحة جاسوس، ويطلقه؟! الأسئلة تكاد لا تنتهي ، ولكن اهم ما فيها ، هو انها تدل على تخبط إيراني ، لدرجة انهم استخدموا كل شيء، بما فيه كرامة نصرالله ومصداقية الجمهورية الإسلامية، بغية تبرير خضوعهم لجبروت ترامب الذي جاءهم بالعصا الغليظة ، فردوا عليه بأفلام محروقة ساذجة تشبه سياساتهم في الآونة الأخيرة، التي حولت ايران من دولة تخيف محيطها ، إلى أضحوكة للعالم.

 

فضّل جزيرة "غسل الأموال"!

اللبنانية/الاثنين 10 حزيران 2019 

إكتفاء الوزير جبران باسيل بقنصل واحد في جزيرة صغيرة "كوراساو" مقابل ثلاثة من حصّة الرئيس سعد الحريري في دول كبرى وهي الولايات المتحدة، كندا والبرتغال، دفع العديد من المراقبين لمحاولة تقصّي خلفية تساهل باسيل في عملية تعيين غير متكافئة وإصراره على اختيار قنصل كوراساو دون غيره وخصوصاً أنّه لا يُفرّط بأيّ فرصة لتعزيز مواقعه داخلياً وخارجياً. جزيرة "كوراساو" التي تقع جنوب البحر الكاريبي وتتبع لمملكة هولندا، قد صنّفتها الولايات المتحدة ضمن لائحة من ٢١ دولة كاريبية كمركز أساسيّ لغسل الأموال، من خلال عائدات المخدرات غير المشروعة كمقام أوّل. تمنح الجزيرة منظمات غسل الأموال فرصة الاستفادة من توافر الدولار الأمريكي عبر أنظمة التأسيس والبنوك الخارجية لغسلها في عمليات شراء العقارات، ملاجىء الضرائب الدولية، التحويلات المصرفية والتحويلات النقدية بين كوراساو وهولندا ودول البحر الكاريبي الهولندية الأخرى. فهل التّسهيلات التي تُقدّمها الجزيرة الكاريبية كان الدّافع الرئيسي لتمسّك باسيل في تعيين قنصل لبنان فيها، وإلا لماذا يتخلّى وزير خارجية لبنان عن مواقع مؤثّرة في السياسة الدولية كالولايات المتحدة الأميركية وكندا والروابط التي تؤمّنها القنصليات مع إحدى أكبر جاليتَين للبنان في القارة الأميركية؟

 

بيان لقاء سيدة الجب

10 حزيران 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، حُسن عبود، حسين عطايا، ربى كبارة، طوني الخواجه، طوني حبيب، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر، نقولا ناصيف وأصدر البيان التالي :

لا يقلّ القلق اليوم على المصير والمستقبل عمّا كان عليه في مرحلة الحرب الأهلية، ولم تكفِ تطمينات أهل السلطة أن "البلد ماشي" كي يقتنع ربّ عائلة أو موظف أو صناعي أو تاجر...!

يحكم لبنان مرشدٌ أعلى يمثله الامين العام لحزب الله الذي انتقد موقف رئيس حكومة لبنان في قمم مكة. وبدلاً من مواجهة كلام حسن نصرالله ومعالجة أزمة وطنية متمثلة بسلاح غير شرعي يتحكّم بالبلاد والعباد انتقلت الطبقة السياسية إلى سجال اعلامي بدون أهداف واضحة.

أولاً- يرفض لقاء سيدة الجبل موقف التيار الوطني الحر الذي جعل المسيحيين عصاً في يد "الشيعة" ضد "السنّة".

فنحن ملح الأرض في لبنان ولا يمكن أن يصبح دورنا صندوق بريد من أجل تحقيق مكاسب خاصة رخيصة من طبيعة سياسية أو حتى نقابية.

دورنا هو حماية لبنان وصيغة العيش المشترك فيه وليس حماية مكاسب هذا "البار" أو ذاك!

ثانياً- يرفض لقاء سيدة الجبل أن يحوّل بعض "السنّة" المواجهة من مواجهة مع السلاح غير الشرعي إلى مواجهة مع الوزير جبران باسيل..

ثالثاً- يرفض لقاء سيدة الجبل غياب دولة رئيس الحكومة عن لبنان وحتى عن العمل الوطني. ويناشده باستعادة دوره الوطني والسياسي والدستوري.

رابعاً- يتمسّك "اللقاء" بالدستور والطائف ويكرّر دعوته لإنشاء هيئة إنقاذ وطني تأخذ على عاتقها حماية لبنان.

 

لماذا نقلت ايران هدية الإفراج عن زكا من عون الى “فقط” نصرالله

جنوبية 10 يونيو، 2019

لا نعرف إن كان اللواء عباس ابراهيم غادر إلى طهران موفدا من رئيس الجمهورية ميشال عون ام بطلب من الأمين العام لحزب الله؟ مرد هذا التساؤل هو أن إيران التي أعلنت قبل نحو أسبوع عن قرار الإفراج عن نزار زكا، المحكوم في إيران بتهمة التجسس لأميركا، والذي يقضي عقوبة تمتد إلى عشر سنوات منذ العام ٢٠١٥، فالقيادة الإيرانية أعلنت أنها تستجيب في عملية الإفراج هذه، لطلب عفو تقدم به الرئيس ميشال عون قبل نحو عام للقيادة الايرانية، وهذا ما أكده الرئيس عون كما نقلت بعض وسائل الإعلام بأنه “طلب من الرئيس روحاني الإفراج عن زكا فتجاوب الرئيس روحاني”.

لكن المفاجئ اليوم ما نقلته وكالة فارس الايرانية، عن مصدر مسؤول في القيادة الايرانية، بأن زكا سيخرج من سجنه خلال ساعات، وأن عملية الإفراج جاءت “فقط بناء لطلب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله” وفي هذا التصريح رسالة واضحة بأن لا تأثير ولا علاقة لوساطة الرئيس عون بعملية الإفراج هذه.

من هنا يبدو التساؤل مشروعا عن الصفة التي ذهب بها اللواء ابراهيم الى ايران، وأن الاتصالات التي أجراها ويجريها مع المسؤولين الايرانيين، هي باسم الجمهورية اللبنانية ام باسم نصرالله؟ ويجر هذا التساؤل الى سؤال آخر هو لماذا وفي اللحظة الأخيرة انقلب الموقف الإيراني من تقديم هدية الإفراج عن زكا الى نصرالله بدلا من الرئيس عون؟ ليس من معلومات رسمية تبرر هذا الانقلاب، ولكن لا شك أن في هذا الموقف رسالة سيئة للبنان ورئيسه، ونتخوف أنه يعكس استهانة بموقع رئيس لبنان، مع العلم أن الرئيس عون طالما كان ثابتا في موقفه لجهة دعم الخيارات الاستراتيجية الإيرانية في لبنان ولا سيما تلك المتعلقة بحماية ودعم المقاومة التي يمثلها حزب الله. لكن ما يمكن استنتاجه من خلال نظرة تحليلية، فإن المرجح أن القيادة الإيرانية رأت أن إعطاء هذه الهدية لنصرالله، بدلا من الرئيس عون، هي بغاية نيل مكاسب الإفراج عن زكا كاملة لصالح ايران ونصرالله، وبحسب بعض التحليلات فإن ايران تريد أن تقدم نصرالله باعتباره عنصرا من عناصر الحل وليس عنصر أزمة، وبالتالي فإن الإفراج عن زكا هو انتصار للبناني هو نصرالله من أجل لبناني آخر مسجون هو زكا، وهذا الدور يجب أن يدرج في سياق الصفقة المحتملة أو المزمعة بين واشنطن وطهران، اي أن نصرالله مصدر حلول ذات طابع إنساني حتى مع متهمين بالتجسس لأميركا. في الخلاصة يجب أن يكون الإفراج عن زكا في رصيد نصرالله لا أحد سواه كما قال المسؤول الإيراني لوكالة فارس وعلى واشنطن أن تبدأ بالتفكير في كيفية إزالة اسم نصرالله عن لائحة الارهاب. الأيام المقبلة ستكشف ما هو خفي اليوم، ولكن المؤكد اننا سنشهد ما لم يكن يتوقعه الكثيرون من تنازلات إيرانية للشيطان الأكبر..وان غدا لناظره قريب.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 10/6/2019

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون لبنان "

تكثفت الاتصالات لتنقية الاجواء المحلية من رواسب خلافات الاسبوع الماضي، فتوزعت الحركة السياسية على اكثر من محور ويتوقع ان يزور رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا تمهيدا لجلسة مجلس الوزراء يوم الخميس في القصر الجمهوري،

وعشية الزيارة اوفد الرئيس عون الوزير سليم جريصاتي الى دار الفتوى التي رفعت السقف ضد المس بصلاحيات الرئاسة الثالثة، ناقلا حرص رئيس الجمهورية على الصلاحيات مشددا على ان الاقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا.

وعلى خط معالجة تداعيات وذيول التفجير الارهابي في طرابلس، اجتمعت كتلة المستقبل في الفيحاء مؤكدة رفضها التوظيف السياسي لهذا التفجير، مشيرة الى ان العفو العام هو جزء من البيان الوزاري

هذا في بيروت اما في طهران فقد تسلم اللواء عباس ابراهيم موفدا من رئيس الجمهورية نزار زكا ويتوقع ان تكون العودة الى بيروت غدان وقد اكد ابراهيم ان اطلاق سراح زكا جاء بمطلب من الرئيس عون ونهاية العملية ستكون غدا في قصر بعبدا.

الى ذلك

يستأنف الدبلوماسي الأميركي دايفيد ساترفيلد تحركه في بيروت فيصل غدا حاملاً معه الرد الإسرائيلي على الطروحات اللبنانية حول مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية.

- اما في الشأن المالي فقد انطلقت اليوم ورشة درس الموازنة وفذلكتها في مجلس النواب وتستمر الجلسات طوال هذا الاسبوع.

فيما سجلت حلحلة في أزمة تمويل المؤسسات الاجتماعي وذلك بعد رسالة من SESOBEL إلى الرئيس عون، طالبة منه الدعم لتتمكن من الاستمرار.

البداية من انطلاق ورشة درس الموازنة في مجلس النواب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

بداية أسبوع هادئة سياسيا ومنتجة على مستوى العمل المؤسساتي.

ورشة درس الموازنة انطلقت بزخم في لجنة المال التي استمعت إلى أجوبة وزير المال علي حسن خليل على الأسئلة التي كانت قد طرحتها عليه قبل عيد الفطر على أن تستكمل النقاش في درس فصول الموازنة خلال جلسات متتالية صباحية ومسائية طوال أيام الأسبوع.

هذه الاندفاعة النيابية التي سجلت حضورا نيابيا بلغ نحو الخمسين نائبا بالإضافة إلى التنسيق والتعاون الذي أكد عليه وزير المال بالاستعداد للإجابة على كافة الأسئلة، يؤشران على إيجابية لإنجازها وإقرارها وتحويلها إلى الهيئة العامة في موعدها الدستوري، كما أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان.

فيما تبقى مسألة قطع الحساب مسجلة على دفتر ملاحظات لجنة المال والموازنة.

وفي جلسة اليوم حضرت مسألة المخصصات العائدة للجمعيات حيث كان لوزير المال علي حسن خليل مداخلة ركز فيها على أحقية مطلب الجمعيات التي تغطي حاجات أساسية لذوي الاحتياجات الخاصة، وشدد على ضرورة إنجاز عقود 2019 المتعلقة بها حتى لا تتكرر مشكلة التأخير في دفع المستحقات لهذه الجمعيات التي لم توقع لتاريخه.

وفي سلسلة تغريدات أطلقها عبر حسابه على تويتر أكد خليل أن المشكلة الأساسية تعود في تنفيذ العقود مع الجمعيات في وزارة الشؤون بحيث أن توقيعها تم مع نهاية 2018 في وقت من المفروض توقيعها في الشهر الأول من السنة للسير بالتصفيات ودفعه دوريا وأشار خليل إلى أنه تابع هذا الملف لإنجازه وتأمين المبالغ اللازمة وفق توفر السيولة وسيتم تحويلها خلال اليومين المقبلين للجمعيات المعنية ومنها سيسوبيل وهو ما كان موضع ترحيب من وزير الشؤون الإجتماعية.

قضية اللبناني نزار زكا وصلت إلى خواتيمها واليوم التقى المدير العام للأمن العامة اللواء عباس إبراهيم بزكا ومن المتوقع أن يستكمل الإتصالات مع المسؤولين الإيرانيين حتى يوم غدٍ للعودة إلى لبنان.

وفي معلومات الـNBN فإن اللقاء الذي جمع إبراهيم وزكا دام ساعة ونصف الساعة حيث توجه المدير العامة للأمن العام إلى زكا قائلا: وعدتك في الزيارة الأخيرة بأنني ساصطحبك معي وأنا اليوم جئت لنعود سويا إلى بيروت.

ونفى اللواء إبراهيم عبر الـNBN كل ما يشاع حول عملية إطلاق نزار زكا مؤكدا أنها عملية منفصلة وتجري كما تم الإتفاق عليها.

ولفت إبراهيم للـNBN إلى أن السلطات الإيرانية تؤكد أن إطلاق سراح زكا جاء بمطلب من رئيس الجمهورية وقال: ستشاهدون غدا نهاية العملية في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

عندما يقرر الرئيس سعد الحريري ان يأخذ قراره، فهو لن يحتاج لمن يمتطون أحصنة المقربين للنطق باسمه واطلاق المواقف والتوقعات والتحليلات ،التي لا وجه لها في قاموس الرئيس .

وجود الرئيس الحريري في السلطة يحدده هو فقط، لا المقابلات المتلفزة ولا من يقف وراء المقابلات المتلفزة، والذين يراهنون على شيء ما، يمكن أن يقدم عليه الرئيس الحريري، يحتاجون لشيء من التواضع في مقاربة ما يجول في نفس رئيس الحكومة وما ينوي عليه في المرحلة المقبلة .

فلا الحريرية السياسية مأزومة، ولا الحريرية الوطنية مأزومة. والقائلون بذلك انما يشاركون في حملات الطعن بالحريرية، ويسيئوون لسعد الحريري بحجة الدفاع عنه، ويسوقون لحشر السنة في خانة الاحباط والتراجع كرمى لعيون الباحثين عن ادوار .

وعندما يعود الرئيس الحريري الى بيروت، يكون لكل حادث حديث ... والى ان يعود، فليكف المقربون - بين مزدوجين عريضين - عن عرض تمنياتهم، وليتركوا له أن يأخذ قراره، الذي لن يكون حتما على صورة تلك التمنيات.

وبانتظار عودة الرئيس تنتقل كتلة المستقبل غدا الى طرابلس حيث تعقد اجتماعا استثنائيا لها تضامنا مع المدينة ومع القوى الأمنية والعسكرية في أعقاب العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن واستقرار طرابلس، وفي هذا السياق اكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ان قوى الامن لن تالوا جهدا في مواجهة شبكات الارهاب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

ازدحمت على كل المسارات.

مسار الإحتقان بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، سلك طريقه إلى التنفيس لأن مصلحة التيارين تستلزم المهادنة، خصوصا ان جدول أعمال التسوية الرئاسية ما زال حافلا بالبنود التي تستدعي التفاهم.

مسار مضاعفات أحداث طرابلس، وجديده الموقف المتقدم لتيار المستقبل الذي أعاد طرح العفو العام ، أن العفو هو جزء من البيان الوزاري الذي على أساسه نالت الحكومة الثقة، وأن العفو العام لن يستفيد منه الذين فجروا والذين قاتلوا وقتلوا العسكريين والمدنيين، بل هو للذين ظلموا، سواء في التوصيف الجرمي أو في أحكام جائرة لا تتوازى مع الأخطاء التي إرتكبوه ، حسبما جاء في بيان المستقبل، ويتوقع أن يكون لهذا الموقف تداعياته.

مسار الحدود البحرية، وفي هذا السياق يصل دايفيد ساترفيلد إلى بيروت غدا، للمرة الثانية في أسبوعين، على أن ينتقل منها إلى اسرائيل.

مسار معاودة جلسات مجلس الوزراء بعد طول انقطاع، وهذه المعاودة ستكون الخميس المقبل على أبعد تقدير، وفي قصر بعبدا.

مسار مشروع قانون الموازنة الموضوعة على مشرحة لجنة المال والموازنة في اجتماع ثالث لها هذا المساء، والإشكالية في هذا المجال، كيفية التوفيق بين الموازنة وقطع الحساب

مسار الإنفراج على مستوى نزار زكا الذي تسلمه اليوم في طهران اللواء عباس ابراهيم ويصطحبه غدا إلى بيروت، وقد بقي اللواء ابراهيم على تواصل مع رئيس الجمهورية في هذا الشأن، علما أن وكالة فارس الإيرانية كانت تحدثت عن أن زكا سيسلم إلى حزب الله، مصادر مواكبة لملف عودة زكا أكدت لل LBCI أن ما ورد في وكالة فارس لا يتعدى التشويش على العملية، خضوصا ان المعلومات التي أوردتها هي غير رسمية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بخلو طرابلس من ظاهرة النمنوم الممتدة إلى الساحل غزت المدينة كتلة المستقبل فانتشرت من بيت سياسي الى آخر وأعلنت تضامنها مع أهل الفيحاء في الأمن والسياسة بعد الاعتداء الإرهابي الذي طاولها.

والكتلة التي رأستها النائبة بهية الحريري سجلت حضورها في منزل الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي والنائبين محمد كبارة وسمير الجسر ومفتي المدينة الشيخ مالك الشعار، وقد جرت دعوة اللواء أشرف ريفي الى اجتماع في منزل الجسر لكن ريفي كان قد غادر طرابلس ووصل إلى بيروت واذا كان غياب وزير المستقبل السابق مبررا بداعي السفر إلى المدينة، فإن الكتلة غيبت زيارة أو دعوة النائب فيصل كرامي، وفي مجمل زياراتها فإن الكتلة بدت كمن يتضامن مع الرئيس سعد الحريري ويدفع عنه الضيم وسط سهام تطاله من القريب قبل البعيد .

وبعيدا من أزمات بيته الداخلي، فإن اللبنانين سوف يصابون غدا بالصدمة الإيجابية عندما يلمسون أن لا خلاف سيؤدي الى أي انقسام بين رئيس الحكومة ووزير خارجيته جبران باسيل أو مع أي مكون سياسي آخر، فمجلس الوزراء سينعقد بأمان .. ومجلس النواب سوف يستعد لمساواة الموازنة .. وسيجري قطع حساب سياسي شامل وعلى القاعدة الاثني سياسية لن يعكر صفو أهل الحكم أي مكروه .. وسيكون الوفاق سيد التسويات .. وسيتحول الجمع إلى نمنوم سياسي يغزو الموازنة بهدف إمرارها كيفما اتفق ومن دون قطع حساب وعلى طريقة تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في أول جمعية من الجمعيات .. سيجري توزيع الهبات والمساهمات المالية وفقا لمعادلة ستة وستة مكرر ..وسواء أكانت سيزوبيل جمعية محقة وبحاجة الى الأموال أم كانت تستعطي " يا محسنين السياسة " فإن المبدأ كان يقتضى بعدم تدخل رئيس الجمهورية لأن اتصاله بوزير المال لتوفير المال لجمعية من دون سواها سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام الآخرين للمطالبة بما دونته الموازنة على مدى كل هذه السنوات، وسيكون الأمر بالنسبة إلى الوزير علي حسن خليل بطاقة عبور لاسيما أنه يتحول إلى " كرم ع درب " تجاه جمعيات تخص بيته السياسي والسيدة الثانية وابن السيد الثاني .. والجمعيات سوف تجر أخرى تبعا للمقايضة والتوزيع الطائفي والمناطقي وعندئذ ستخرج الموازنة سيدة حرة مستقلة عن أي تخفيض.

وبخفض عقوبة عن الوزير جبران باسيل فإن ما تعرض له رئيس التيار القوي في ساعات وضعه في زوبعة سياسية غير مبررة .. فهو واذا سمى دولا عدة .. اختار له الخيرون المملكة العربية السعودية وبدأوا بنسج عقوبات على اللبنانين العاملين فيها علما انه في خطاب الاغتراب سمى السعودية مع سوريا وايران وفرنسا واميركا .

ومن ايران الخبر اليقين هذه المرة .. مع عودة السجين اللبناني نزار زكا غدا الى بيروت بخط وساطة قادة اللواء عباس ابراهيم . وسواء سلم زكا الى حزب الله او رئيس الجمهورية فلن يكون هناك اي فرق او اختلاف .. فالطرفان يلتقيان عند خط تحرير واحد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

من سينجو من صفقة القرن المحمولة على قرون طغاة المنطقة والعالم، فحتى حلفاء الاميركي والاسرائيلي تحت سهام المخطط المزمع الاعلان عنه.

الاردن، الاسم الجديد القديم الذي تصيبه المشاريع الاميركية الصهيونية السعودية، وما لم يقله ترامب ولا كوشنير لمح اليه سفيرهم في تل ابيب، وصرح به الاعلام العبري.

الاردن الدولة البديلة للفلسطينيين بعد ضم الضفة لاسرائيل وفق مستشرقين صهاينة مطلعين على الصفقة العالقة بين ضعف نتنياهو السياسي وضياع ترامب الدولي وعجز المسوق العربي .. لكن العبرة من الجديد المسرب انه حتى حلفاء هؤلاء لا ينجون من مكيدتهم، وليعتبر اولي الالباب.

وبالنسبة لمن يعتبر نفسه راعيا لصفقة القرن وأحد المخططين لها ولانهاء القضية الفلسطينية، فالمأمول ان تكون نتائج خططه السياسية كتلك الاقتصادية التي اسفرت عن اصابة سبعة آلاف شركة في المملكة السعودية بخسائر متفاوتة بسبب خطة محمد بن سلمان الاقتصادية كما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ما تذكره الاخبار القادمة من طهران ان قوة الموقف الايراني واحقيته حملت الاوروبيين لايفاد وزير الخارجية الالماني بحثا عن صيغ تحفظ الاتفاق النووي، وسيليه رئيس الوزراء الياباني المشبع بتصريحات دونالد ترامب الباحث عن وسيلة للاتصال بالايرانيين كما ذكر في اكثر من محفل وتصريح .

في لبنان لا جديد يذكر ، فالسجالات على حالها كما الاضرابات والتغريدات على تقلباتها مع دقة المرحلة وضيق الخيارات، فيما اختارت لجنة المال النيابية مناقشة الموازنة الحكومية بكثير من التدقيق الذي يؤشر الى ان المشوار ليس بسهل ولا بقصير، فلغة الارقام لا تقرأ بالتلميح بل بالتصريح الدقيق، ومصادر الايرادات لا زالت ممكنة كما اشارت مناقشات لجنة الاعلام والاتصالات اليوم..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

الكلام كثير عن دفن فؤوس الحرب التي اندلعت بين معظم اطراف التسوية الرئاسية، لكن التجارب المرة تجعل اللبنانيين يشككون بنجاح المساعي ولسان حالهم يقول عندما يتم تنظيف الدار بقماشة متسخة يغلب الواقع النوايا، فكيف ان لم تكن النوايا سليمة؟ انه التوصيف للاصح لما يتم التحضير له الآن لطي صفحات السجالات ويحبلك الناس البسطاء الى مضمون الخطاب التهدوي الذي يقول بصراحة ان التباينات ستستمر بين طرفي التسوية حول كل الملفات، وهذا سيعطل محركات الحكومة والدولة، لكن الاهم ان التسوية لم اسقط، وجل ما هو مطلوب ان لا تستخدم في الخلافات آفات طائفية او جرح للكرامات. وكأن التسوية لم تعد وسيلة للخروج من الازمات، بل صارت غاية بحد ذاتها.

في هذه الاجواء اوفد رئيس الجمهورية الوزير سليم جريصاتي الى دار الفتوى حيث سعى الى تجريد الخطاب العنيف من اي مقاصد لا يفقهون اللغة العربية ومفرداتها، ويعتبر الشاغلون على خط بعبدا السراي ان الخطوة المدعومة بإتصالات بين المرجعيتين المعنيتين كافية لفتح طريق القصر امام رئيس الحكومة للقاء الرئيس عون وترميم التسوية و"صافي يا لبن".

اما المعارك الاخرى التي لا تقل ضراوة بين المكونات الحكومية الباقية فلم تجد من يطفىء نارها حتى الساعة، وهي ستشتعل لحظة مقاربة التعيينات خصوصا متى علمنا ان التسوية الثنائية بين بعبدا والسراي تستهدف ابتلاع الاسد وحصته مهمشة كل الاطراف الاخرين.

توازيا استعلت بين الوزير باسيل والسعودية على خلفية خطاب ضرب به مثلا عن ان اللبنانيين احق من الاجانب في العمل في بلادهم. وكان السعوديون من ضمن الدول التي عددها دعما لفكرته، فقامت القيامة تويتريا لبنانيا وسعوديا ولم تقعد، واطلقت الدعوات لباسيل للاعتذار والاستقالة.

في الاثناء افرجت طهران عن المواطن اللبناني المعتقل لديها منذ العام 2015 نزار زكا، جازمة بأن قرارها جاء تلبية لطلب السيد حسن نصرالله وليس استجابة للرئيش عون. في رسالة الى فئة حاولت ادعاء الفضل لاطلاقه بنفسها.

في هذه الاجواء انعقدت لجنة المال واستمعت الى شرح الوزير علي حسن خليل لفزلكة الموازنة وسط اصرار رئيسها على حتمية تسلم كل قطعات الحساب عن السنين السابقة شرطا لاقرار الموازنة.

وفي السياق اثمرت ضغوط الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية وحزم وزير الشؤون فكا جزئيا لحجب الاموال عنها وسط ارتفاع الاصوات بضرورة الافراج الكلي عن مستحقاتها، نظرا الى الدور العظيم الذي تلعبه في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والذي لا قدرة للدولة على الاطلاع به.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لو لم يكن جبران باسيل موجودا في السياسة اللبنانية، لكان لبنان بألف خير... فكل مصائب بلاد الارز بدأت مع انخراط وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي في الحقل العام.

لعلَّها الخلاصة الوحيدة التي يمكن لأي مراقب للمشهد السياسي الداخلي هذه الأيام أن يتوصل إليها، في ضوء ما يشن من حملات، الجامع بينها يختصره الآتي:

أولا: كون غالبيتها الساحقة مبنية على تلفيقات أو أوهام، لا تكاد تطلق أو تروَّج، حتى يتلقفها البعض، لتصبح مادة للتهجم والانتقاد وحتى الشتم والتهديد بالقتل، من دون أن يكلف أحد نفسه عناء التأكد من صحتها أولا.

ثانيا: تركيزها على الشكليات لا المضمون، حيث أنها تتناول في معظمها كلمة من هنا أو تعبيرا من هناك، يكفي أن يوضع خارج السياق الذي قيل فيه، حتى يتحول منصة للتجريح، ومحاولة اضافية للاغتيال المعنوي، لا عنوانا للنقاش البناء في الموضوع المطروح.

ثالثا: تتناول معظم الحملات مواضيع معينة، لكنها تستهدف أخرى، وهو ما ألمح إليه رئيس حزب القوات اللبنانية هذه المساء. لكن... إذا كان إلهاء جزء من الرأي العام ممكنا لبعض الوقت، فالحقائق والخفايا واضحة عند المعنيين، الذين يدركون النوايا والخلفيات، وهي لا تلبث أن تتوضح للناس بما لا يقبل الشك...

لكن، بعيدا من هدر الوقت على القشور، يبقى الجوهر في أن التفاهم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، تماما كسائر التفاهمات الوطنية المرسخة للاستقرار، قائما وثابتا على الاسس المتفق عليها، من دون الغاء الحق الطبيعي بالتباين والاختلاف.

ومن هذا المنطلق، جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية لدار الفتوى اليوم... وفي هذا الاطار، تصب زيارة تقوم بها لجنة العمل الوطني في التيار الوطني الحر للمفتي دريان بعد غد الاربعاء وفق معلومات الـ OTV...

وعلى هامش العنوان السياسي العام، سلكت اليوم أزمة الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة طريقها الى الحل بعد اتصال من رئيس الجمهورية بوزير المال، في وقت اتخذ وزير الشؤون الاجتماعية موقف المتساءل، كما يسلك نزار زكا طريقه نحو الحرية، من طهران الى بعبدا، كما اكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من ايران هذا المساء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 حزيران 2019

النهار

قال وزير ان "المشكلات ستُسوّى قبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وإلّا فلا جلسات ونكون قد دخلنا في أزمة حقيقيّة".

يقول رئيس حزب مسيحي إن جعل لبنان دائرة انتخابيّة واحدة في ظل الطائفيّة السائدة هدفه إقصاء المسيحيّين عن القرار السياسي.

يؤكّد مصدر ديبلوماسي أن "صفقة القرن" باتت جاهزة وقابلة للحياة وتنقصها بعض التفاصيل إذ لا جهات ممانعة تحول دونها بعدما تلاشت كل الجبهات.

الجمهورية

تساءلت أوساط إقتصادية عن التوقيت في البدء بإنشاء مبنى ضخم لمؤسسة عامة في هذا الوضع المالي الدقيق جداً.

لاحظت أوساط سياسية أن حزباً مسيحياً يحاول في معركته السياسية المقبلة الإمساك بقطاع حساس يعتبر أن باستطاعته إبعاده عن كل ما يُحكى عنه في العلن في الفترة الأخيرة.

لوحظ خلال انعقاد مؤتمر سنوي غياب مرجع بارز هذه السنة عكس السنة الماضية بالإضافة الى غياب لوزرائه ونواب كتلته.

اللواء

تأكد أن الرئيس سعد الحريري اطلع مسبقاً على نص بيان رؤساء الحكومات ووافق عليه، ولا صحة لكل ما تردد من تكهنات عكس ذلك!

أبلغ وزير الخارجية من يعنيهم الأمر، عبر موفدين، أنه مصر على التدخل في تعيينات الفئة الأولى، من "منطلق الحرص على تفعيل الإدارة وتنظيفها من العناصر الفاسدة، أو غير المنتجة"!

تعرّض وزير بارز لحفلة تأنيب من فريقه الحزبي بسبب تسرعه بالإدلاء بتصريحات انفعالية وغير مدروسة إثر العملية الإرهابية في طرابلس، أثارت مجموعة من ردود الفعل والإحراجات في الشارع الطرابلسي!

البناء

توقف بعض المعلقين في مواقع وصحف "إسرائيلية" أمام حادث إحتراق السفينة في ساحل حيفا والغموض الذي أحاط بأسبابه والتكتم الرسمي حول الحادث واعتباره وضعاً أمنياً خاصاً يتمّ التعامل معه في البداية ثم التخفيف من شأنه واعتباره حادثاً وليس عملاً مدبّراً لكن دون السماح للإعلاميين بالدخول إلى السافينة أو مقابلة أيّ من طاقمها وركابها، وتراوحت التعليقات بين اعتبار السلوك الرسمي نتاجاً لحال الهلع من التهديدات التي تستهدف الأمن "الإسرائيلي" وما تمثله حيفا من رمزية على هذا الصعيد أو كون الحادث بذاته خطيراً.…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ليل بعلبك: اشتباكات مع الجيش اللبناني ومقتل مطلوبين

لوسي بارسخيان/المدن/الثلاثاء 11/06/2019

تحول حي الشراونة في وسط مدينة بعلبك، ومحيطه، إلى ساحة معركة ليل الإثنين، بعد عملية عسكرية نفذها الجيش اللبناني في بلدة الكنيسة بعد الظهر، دهم خلالها "منازل مطلوبين بموجب عدة مذكرات توقيف بجرم الاتجار بالمخدرات وسرقة السيارات"، وفقا لبيان صادر عن مديرية التوجيه، أشار أيضا إلى" تعرض الجيش لإطلاق نار كثيف من قبل المطلوبين، ما دفع بالدورية للرد بالمثل، فأصيب عدد منهم وأوقف عدد آخر، وضبطت كميات من الأسلحة والذخائر والسيارات المسروقة، وكمية كبيرة من المخدرات".

حي الشراونة

ما أن بدأت تتبين هوية المطلوب، والقتيلين اللذين سقطا خلال المواجهات، وجميعهم من آل زعيتر، حتى ساد الحذر في مدينة بعلبك، تداركا لأي عملية ثأرية قد يلجأ إليها أبناء العشيرة، الذين يقطنون الشراونة. وبالفعل هذا ما حدث. بدأت التداعيات مع حرق عدد من الإطارات على مدخل الشراونة، ليتطور الأمر لاحقاً إلى إعتداءات محدودة على مركزين للجيش في مدينة بعلبك، فرد عناصر الجيش أيضاً، وفقاً لبيان مديرية التوجيه، على مصادر النيران" ما فاقم من الأوضاع الأمنية، وخصوصا مع انتقال المناوشات إلى الأحياء السكنية، فأصيب أحد العسكريين، ومواطنان بجروح نتيجة للرصاص الطائش، وتضررت منازل عديدة. فيما تحدثت معلومات عن إصابة طفلة سورية خلال الأحداث التي وقعت.

تحريض وصور

مع تقدم ساعات اللبل ارتفعت وتيرة المواجهات، واستقدم الجيش تعزيزات إضافية. وتحدثت المعلومات عن توسعها لتشمل أشخاصا من "آل جعفر" القاطنين أيضا في حي الشراونة. وقد عكست صفحة على الفايسبوك بإسم "عشيرة آل جعفر" حال العدائية التي سادت بوجه الجيش، حين نشرت أولاً صوراً للإطارات المشتعلة أمام حاجز للجيش في وسط المدينة، وألحقتها بصور لسيارات ومنازل متشظية، محاولة التحريض على الجيش عبر اتهامه بالإستهداف العشوائي للمنازل، مساوية بينه وبين المطلوبين في هذا الأمر. بعد أن كانت الصفحة نفسها قد أعادت قبل أيام نشر فيديو منشور سابقاً لتعاون بين شباب من العشيرة والجيش اللبناني في إنقاذ سياراته العالقة بالثلج، وذلك تزامنا مع الاعتداء الإرهابي على عناصر الجيش والقوى الأمنية في طرابلس، والذي نشرت صور ضحاياه، محاولة الفصل بين التعرض للجيش هناك، وما يحصل من إعتداءات متكررة يتعرض لها الجيش في بعلبك، كلما حاول القبض على مطلوب.

 

ملابسات اغتيال الشيخ محمد قاسم الجرار في شبعا

محمد أبي سمرا/المدن/الثلاثاء 11/06/2019

وسط حفلة الزار والردح اليومية التي يحييها الوزير جبران باسيل، ومن محاورها الأساسية اللجوء السوري إلى لبنان، ويعتاش السيرك السياسي والإعلام على تداول أخبارها والتعليق عليها، بدأ موسم الكرز في بلدة شبعا الجردية الحدودية اللبنانية النائية باغتيال مشبوه بصلته المحتملة باللاجئين السوريين في تلك البلدة. وهذا بعد أيام على جريمة طرابلس التي أبى التيار العوني الباسيلي إلا أن يستعملها في ردحه الموصول بتبعات المسألة السورية  على لبنان. أما صلة موسم الكرز في شبعا بحادثة الاغتيال، فلا تتجاوز التوارد الزمني الصيفي، وصلة اللاجئين السوريين في شبعا باعادة استصلاح بعض بساتينها البائرة.

الصلة باللاجئين السوريين

ففي منتصف ليل الأحد - الإثنين الفائت (9-10 حزيران الجاري)، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي شريط يصوّر عملية اغتيال محمد قاسم الجرار (46 سنة) بعد خروجه من منزل جيرانه في بدة شبعا التي يدير فيها مستوصفًا لـ "الجماعة الإسلامية" في "مسجد الرحمة"، وبرز كمسؤول العلاقات العامة   للجماعة في منطقة العرقوب. و"الجماعة الاسلامية" ومستوصفها في شبعا دورهما أساسي في إيواء اللاجئين السوريين ورعايتهم في البلدة منذ 2013، وقد بلغ عددهم نحو 5 آلاف لاجئ تناقصوا في السنوات الأخيرة بعد موجات الترحيل التي قام بها جهاز الأمن العام اللبناني، وتباهى به مديره العام اللواء عباس ابراهيم. واللاجئون السوريون في شبعا معظمهم من بلدة بيت جن الواقعة على المنقلب الشرقي لجبل الشيخ، وتقوم بينها وبين شبعا علاقات وروابط قديمة تعود إلى أزمنة تهريب القمح السوري من حوران إلى لبنان منذ الحرب العالمية الأولى. واجتاز أهالي بيت جن الجرد هاربين من الحرب الأسدية عليهم، فساروا على أقدامهم أو ممتطين دوابهم للوصول إلى شبعا على منقلب جبل الشيخ الغربي، فاستقبلهم أهلها وآووهم في مساجدها، وبعضهم أجّرهم البيوت الخالية. ومنذ 2013 استقر أهالي بيت جن في البلدة الحدودية اللبنانية، فعملوا في ورش البناء، وأعادوا إحياء بساتينها الكثيرة المهملة البائرة منذ الاحتلال الاسرائيلي. ومذّاك لم تحدث في شبعا حادثة تتصل باللجوء السوري الذي أدت كثافته (بلغ عدد اللاجئين عدد سكان شبعا المقيمين) إلى تنشيط بعض وجوه الحياة المتصلة بالمساعدات الدولية للاجئين. وكان لـ "الجماعة الإسلامية" الدور الأبرز في تنظيم إيواء اللاجئين ونجدتهم وإنشاء مستوصف لإغاثتهم وطبابتهم، وعمل فيه أطباء ومسعفون من اللاجئين أنفسهم. ذلك أن "الجماعة الإسلامية" في شبعا تتصل شبكاتها بالمهاجرين من البلدة الحدودية في بلدان الخليج العربي منذ خمسينات القرن العشرين. وكان لمسؤول الجماعة الذي اغتيل دور أساسي في تلك الأعمال الاغاثية. علما أن في شبعا مستشفى حديثة أنشئت وجهّزت منذ أكثر من 7 سنوات بمساعدات خليجية. لكن المستشفى  الجاهزة للتشغيل لم تعمل قط بسبب مناكفات الأجهزة الحزبية الطائفية الرسمية اللبنانية في المنطقة على تقاسم توظيف محاسيبها الطبيين والإداريين فيها. وهكذا ظلت المستشفى لجاهزة العمل معطلة، حتى يقال أن تجهيزاتها قد صدأت واهترأت.

غموض الدوافع

ويعود حضور "الجماعة الاسلامية" وكذلك الجماعة "السلفية" في شبعا إلى تسعينات القرن العشرين والعقد الأول من الألفية الثالثة، وهو حضور يتصل عضويًا بجيل جديد من مهاجري البلدة نشأ في بلدان الخليج العربية، وفي السعودية على وجه التخصيص. لكن إسلامية هذه الجماعات الشابة على صلة أيضًا بتجمعات أهالي شبعا المقيمين في حي السلم وحارة الناعمة، من دون أن تظهر صلتها بالدعوات والمنظمات الجهادية، إلا فرديًا، وفي ما ندر، وخارج البلدة. ولدى سؤال كثرة من أهالي شبعا عن محمد قاسم الجرار الذي اغتيل وجرت مراسم دفنه في مقابر البلدة بعد ظهر الإثنين، قالوا إنه رجل مسؤول ومشهودة أعماله الخيرة في بلدته وللاجئين السوريين. أما حادثة اغتياله فلا تزال غامضة. لكن اللافت أن أحد مخاتير شبعا، وهو مقيم في بيروت، روى أنه بعد عملية الاغتيال مباشرة، تلقى اتصالاً هاتفيًا من أحد أقاربه في البلدة أفاده أن كثرة من أهلها، لدى سماعهم إطلاق نار في الليل، ظنوا أن من أُطلِقَت عليه النار هو ماهر قاسم حمدان المعروف بانتمائه إلى "حزب الله" مع مجموعة من الشبان، وبيته قرب مستوصف "الجماعة الاسلامية" في تلة القاطع. والأرجح أن هذا الظن يتصل بحيازة حمدان ومجموعته قطع سلاح حربية رشاشة، يتباهون بها في البلدة باعتبارها "سلاحًا مقاومًا" في بلدة حدودية سنّية يميل معظم سكانها لـ "تيار المستقبل". لكن بعدما تبين أن من تعرّض للاغتيال هو مسؤول "الجماعة الإسلامية" ومستوصفها، شاع أن القتيل كان قد تلقى اتصالًا هاتفيًا من السويد طلب منه المتصل لقاء شخص يريد التبرع بمواد طبية للمستوصف، وحدّد له موعد اللقاء قبل وقت قليل من خروجه من منزل جيرانه، ولدى خروجه أُطلقت عليه الرصاصات الغامضة القاتلة.

التكتم والأصداء "الخليجية"

وروى من جرى الاتصال بهم من أهالي البلدة أن مَن ساروا في موكب تشييع القتيل كانوا شديدي التكتم في الكلام على الحادثة وملابساتها، خوفا من تبعاتها ومضاعفاتها. فعائلة القتيل (الجرّار) ضئيلة العدد، وهو وحيد والديه مع شقيقته. واللافت أن الحادثة وصلت أصداؤها سريعًا إلى بلدان الخليج العربية، حيث جرى إدراجها في دبيب الصراعات المذهبية الإقليمية المشتعلة في المنطقة. فإحدى الصحف الخليجية اتصلت بمراسليها في بيروت طالبة منهم استصراح مسؤولي "الجماعة الاسلامية" في بيروت رأيهم في الحادثة ومضاعفاتها، فيما ألقى أمام مسجد القدس في صيدا، ورئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ الشيخ ماهر حمود، مسؤولية الاغتيال على إسرائيل وعملائها. وذكر من جرى الاتصال بهم في بلدة شبعا أن مساعدي القتيل من اللاجئين السوريين (بينهم طبيب) أخافتهم عملية الاغتيال، وتوجسوا منها على أوضاعهم ومصيرهم في البلدة الحدودية.

 

دولة الرعاية تتهاوى: أولاد Sesobel في خطر

النهار/10 حزيران 2019/ليس مهماً ان تعلن وزارة المال أنها لم تخفض موازنات مؤسسات الرعاية الاجتماعية في مشروع الموازنة الجديد، بل الأهم ان تسدد المستحقات المتأخرة منذ أكثر من سنة، والتي باتت تهدد العمل الاجتماعي والرعائي في لبنان، خصوصاً بعدما عجزت الحكومة التي تعهدت في موازنة 2018 أن تجري مسحاً للمؤسسات والجمعيات للفصل بين الجدي وغير الجدي والوهمي منها، اذ ان عدم التمييز بين المؤسسات والجمعيات يجعلها في سلة واحدة، ولا تعطى مؤسسات الرعاية الحقيقية نصيبها المستحق، بل تبقى سواسية مع تلك شبه الوهمية أو النفعية بامتياز وأكثرها محسوب على السياسيين وزوجاتهم يستخدمونها لأغراض ومصالح سياسية، وتتساوى تلك في اولوية قبض المستحقات مع الكثير من المؤسسات التي تتبع الطوائف أو تتلطى بها، بل تسبقها في حجز مستحقاتها وقبضها. وتبقى مؤسسات أخرى أكثر علمانية وغير سياسية لا تجد لها نصيراً في الوزارات التي تتوزعها الطوائف والاحزاب.

في آذار الماضي، اطلقت مؤسسة "الكفاءات" نداء لم يجد الصدى الكافي والتجاوب اللازم ليس لإنقاذ المؤسسة من محنتها، بل لمساعدة أولاد من ذوي الحاجات الخاصة وجدوا أنفسهم فجأة في الشارع، بعدما عمدت المؤسسة الى اقفال مركز "ميريم 1" المختص بالحالات الصعبة للبالغين، فأرسل 100 ولد (من القسم الداخلي) إلى المنازل، فيما أبقي 20 (خارجي) أي الذين لا يستفيدون من المنامة. وأمس برزت مشكلة جديدة تهدد الامن الاجتماعي، اذ دعت ادارة "سيزوبيل" المختصة برعاية الاولاد ذوي الحاجات الخاصة، الاهالي لتتدارس معهم سبل توفير الحد الادنى من الرعاية لابنائهم، قبل اقفال محتمل، ولو موقتاً، للمؤسسة في نهاية حزيران الجاري.وأعلنت المؤسسة في رسالة الى الاهل انها ستتوقف قسراً عن تأمين الوجبة اليومية فيها، بحيث تستبدل بالسندويشات والطعام الذي يؤمنه الأهل يومياً، إضافة الى انها قررت إستثنائياً تعديل دوام استقبال الأولاد في المؤسسة.

وترعى المؤسسة حالياً نحو 1350 من ذوي الحاجات الخاصة أو ممن يعانون صعوبات تعلمية اضافة الى 288 موظفاً وموظفة. والحال تنطبق على معظم المؤسسات الرعائية، اذ أبلغ "مجمع الرحمة لذوي الحاجات الخاصة " في طرابلس موظفيه الـ 120 "عدم إمكان تسديد رواتبهم" ابتداء من هذا الشهر، بسبب "تأخر دفع مليار و20 مليون ليرة لبنانية تقريباً من وزارة المال لمستحقات الفصلين الثالث والرابع من موازنة الـ2018 ما يهدد استمرار توفير حاجات 350 ولداً يعانون شللاً دماغياً، توحّداً أو متعدد الاعاقة". ولا يبدو الوضع أفضل لدى مدير "مؤسسة الهادي" للاعاقات السمعية البصرية التابعة لمؤسسة المبرات الخيرية الشيخ إسماعيل الزين الذي أكد لـ"النهار" ان "مستحقاتنا لدى وزارة المال وصلت الى 4 مليارات ليرة، وقد لجأنا الى اجراءات تقشفية عدة لنضمن الاستمرار". واللافت في كل هذا، اضافة الى تغريدات وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان الذي أعلن انه سيحمل هذا الهم الى مجلس الوزراء، ان عدداً كبيراً من الوزراء والنواب تنافسوا في التغريد، متضامنين مع المؤسسات، من غير ان تكون لهم أي مبادرة فعلية، أو مساءلة نيابية للحكومة، أو ما شابه. وهو ما حصل قبل مدة مع "الكفاءات" التي اقفلت مركزها متكئة على تغريدات - مزايدات لا تقدم ولا تؤخر.

تهدئة

سياسياً، من المتوقع ان تسود أجواء من التهدئة بدءاً من اليوم، مع عودة الرئيس سعد الحريري من اجازة عيد الفطر، وقيامه بحركة اتصالات ولقاءات، خصوصاً مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تمهيداً لجلسة مجلس الوزراء المتوقعة الخميس المقبل في أجواء شبه طبيعية، استناداً إلى مصدر وزاري صرح لـ"النهار" بان الأمور ستعود الى طبيعتها لأن المصالح المشتركة بين الأفرقاء أقوى من خلافات التغريدات.  وسيزور دار الفتوى اليوم الوزير سليم جريصاتي موفداً من الرئيس ميشال عون وسيركز على حرص الرئاسة الاولى على دار الفتوى وعلى موقع الطائفة السنية شأن سهرها على مختلف المكونات، وان الرئيس حريص على عدم استهداف السنة من أي جهة وان الحريري يبقى "رئيس حكومتنا وليس هناك من هو أحرص منه على بيت السنة". كذلك من المتوقع ان يزور الدار غداً وفد من "التيار الوطني الحر". على صعيد آخر، تعقد "كتلة المستقبل" النيابية اجتماعاً استثنائياً اليوم في عاصمة الشمال طرابلس تضامناً مع المدينة ومع القوى الأمنية والعسكرية بعد العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن طرابلس واستقرارها، واسفرت عن استشهاد أربعة من العسكريين ورجال الأمن. وأوضح مصدر في الكتلة لـ"مستقبل ويب" ان اجتماع الكتلة سيعقد الساعة الثالثة بعد الظهر في حضور وزراء "تيار المستقبل" والوزراء الطرابلسيين. ويليه اجتماع آخر مع أعضاء المكتب التنفيذي ومع أعضاء المكتب السياسي للتيار في الشمال، ومن ثم يعقد اجتماع" قطاعي - نقابي - عمالي".

 

هجوم سعودي يدفع باسيل للتراجع عن تصريحات مسيئة للمملكة

وباسيل زعم أن محترفي تخريب العلاقات حرَّفوا حديثه... ويعقوبيان طالبته بالاعتذار أو الاستقالة

بيروت ـ “السياسة” /10 حزيران/2019

تحت ضغط غضب رسمي وشعبي سعودي ولبناني شديدين، وبعد حملة الردود الرافضة لمواقفه التي اعتبرت مسيئة للسعودية، اضطر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى التراجع وتوضيح ما قصده، زاعما بالقول: “إننا كل يوم معرضون لتحريف كلامنا وواجب علينا تحقيق مصلحة لبنان، وإذا حصل تحريف علينا أن نصححه وواجب كل دولة أن تعطي الأولوية لشعبها وتحميه من العمالة غير المشروعة تماماً كما تفعل جميع الدول، وهذا ما تقوم به

السعودية ولبنان بحيث تميز شعوبها عن غيرها وهذا الأمر ليس عنصرياً”.

وشدد على أن “الدول ومن ضمنها لبنان والسعودية تميز شعوبها عن غيرها بالقوانين وهذه ليست عنصرية، فعندما تدافع عن حق شعبك تكون وطنيا وليس عنصرياً وهذا ما قلته وهذا ما قصدته، ويحدث أن كثيرين من محترفي تخريب العلاقات وأصحاب النوايا السيئة يحرفون الكلام أو المعنى والمقصد بوقت هو ليس كذلك”. وقال إن “اللبنانيين يعملون بالخارج وفقاً لحاجات الدول وهم يحترمون قوانين هذه الدول وكل من يخالف نحن ندعو إلى تطبيق القانون بحقه وعلى رأس هذه الدول السعودية، حيث لدينا جالية من الواجب الحفاظ على مصالحها لكن واجب الجالية وواجبنا أن نحترم الدولة التي نعمل فيها ونحترم قوانينها”.

وقوبلت تغريدة باسيل برد سعودي قاس، حيث رد الأمير عبدالرحمن بن مساعد واصفاً باسيل بـ”العبقري جداً”. وقال إن “مشكلة العمالة السعودية السائبة في لبنان كبيرة ولا يلام الوزير العبقري على تصريحه ولا أرى فيه أي عنصرية بل هو تصريح حكيم وفي محله، فالسعوديون زاحموا اللبنانيين على أعمالهم واللبنانيون أولى ببلادهم، لاسيما أن عدد العمالة السعودية في لبنان يقارب الـ200 ألف”. كما انتقد الكاتب السعودي سلطان بن بندر بشدة باسيل، مشيراً إليه بصفة “صهر الريس عون”، واضعاً عنواناً يقول “تصريحات طابقت أكل البيضة وقشرتها وبيقول ما شفت شي!”، وعنواناً ثانياً يقول: “باسيل صهر الريس يسيء للسعوديين دفاعاً عن اتهامه بالعنصرية”. ووضع ما صدر عن باسيل في خانة محاولة النائين “بأنفسهم نحو إيران، وبتعكير العلاقات السعودية- اللبنانية بتصريحات لا تدل إلا على الجهل الديبلوماسي والمقامرة السياسية”. وفيما دعت النائبة بولا يعقوبيان باسيل “للاعتذار من اللبنانيين”، مشددة على أن “الاعتذار فضيلة”، قائلة له:”اعتذر أو استقل”، اعتبر وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي أنه “لم يسبق أن سقطت الديبلوماسية اللبنانية في هذه الرعونة والخفة وسوء تقدير العواقب”، مغردا عبر “تويتر” قائلا “يا أصدقاءنا في السعودية وسائر الدول الصديقة، لا تؤاخذونا بما فعل الرعناء منا”.

على صعيد آخر، رأى منسق “التجمع من أجل السيادة”، نوفل ضو، عبر “تويتر”، أنه “بعد السابع من مايو العام 2008، فرض حزب الله بقوة سلاحه تسوية الدوحة التي أعطته ثلث الحكومة المعطل مع التعهد بعدم استعماله لاسقاطها، أخذ حزب الله الثلث المعطل وأكل أركان التسوية يومها الطعم فأسقط حزب الله حكومة الحريري ومنع إعادة تسميته بالقمصان السود. تسوية 2016، نسخة أسوأ من تسوية 2008”. وأضاف “ففي 2016، رضخ أركان التسوية لشروط حزب الله وانتخبوا ميشال عون بعد تفاهمين عقدهما عون مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل! أكل أركان التسوية الطعم”.

من جهته، شدد النائب السابق فارس سعيد على أن “الأزمة الحالية بدأت بكلام واضح لحسن نصرالله، عندما انتقد بخشونة موقف الرئيس سعد الحريري في مكة”. وقال: “غاب عن الكل مصدر الأزمة وانتقل الكل الى معارك جانبية، المستقبل- التيار العوني والمستقبل- المستقبل والمستقبل- الاشتراكي والمستقبل- صحافة المستقبل وحزب الله يحكم لبنان”

 

اجتماع سني موسع في مكتب السنيورة غدا.. هـذه تفاصيله واسبابه

الكلمة اولاين/10 حزيران/2019

"مشكلة الرئيس سعد الحريري موجودة داخل البيت السنّي قبل ان تكون مع اي طرف آخر"، بهذه الكلمات علّق مصدر سنّي واسع الاطلاع على واقع حال "تيار المستقبل"، كاشفا انه فور عودة الحريري الى بيروت سيصار الى عقد لقاء موسع على المستوى السنّي، الامر الذي كان قد مهّد له لقاء رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام في دارة الاخير الاسبوع الماضي. واوضح المصدر ان الاجتماع الموسّع لن يكون لـ "زيادة الطين بلّة" بل من اجل تكرار الدعم للحريري، حيث ان الاخير لا يزال الممثّل الحقيقي للطائفة السنّية طالما هو على رأس الحكومة.

فقد حملت وكالة "اخبار اليوم" هذه المعطيات الى الوزير السابق رشيد درباس، الذي اعلن ان الاجتماع مقرّر منذ فترة وسيعقد غدا في مكتب الرئيس السنيورة، ويشارك فيه عدد من الشخصيات السنية التي يتجاوز عددها العشرين. في سياق كلامه عن اسباب اللقاء تحدث درباس عن تسوية العام 2016 التي ربما ادّت الى الواقع الراهن، قائلا: الحريري في لحظة من اللحظات اخذ قرارا كان على يقين بانه لن يرضي جمهوره ورغم ذلك قرّر السير بالتسوية التي عقدت مع التيار "الوطني الحر"، لانه كان يرى ان الازمة في البلد إما ستحل بالحرب او بالسياسة، ففضّل الخيار الثاني، مذكّرا ان الحريري يدرك تماما معنى الحرب، ويعلم ان والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاء وكان هدفه إزالة آثار الحرب عن لبنان. لذلك فضّل الايجابية وتجرّع كأسها وجرّعها لجمهوره. وردا على سؤال، اشار درباس الى ان مشكلة هذه التسوية انها لا تلاقي تقيّدا ببنودها، الامر الذي يجعلها مترنّحة بين الحين والآخر، ولكن يبقى السؤال الأساسي المطروح: هل هناك حل سوى التسوية او الايجابية؟! وتابع درباس قائلا: مهما كانت الظروف، فان اهم عمل وطني هو ان نبقي الدولة على قيد الحياة، ريثما تنجلي الصراعات الاقليمية والخارجية التي تنعكس مباشرة على وضعنا وعلى كياننا، وربما كان هذا هو هاجس الرئيس الحريري. واستطرد قائلا: لا انبري للدفاع عنه، ولست من مستشاريه ولا من دائرته المقرّبة، مضيفا: انا قلبيا لم أكن موافقا على التسوية ولكنني جاهز للدفاع عنها لأنها اتت في وقت كان المجلس النيابي غير قادر على انتخاب رئيس جمهورية والدولة معلقة في الهواء، وبالتالي قد تصبح في اية لحظة بلا عمود فقري، وتابع: هذه المبررات جعلت الحريري "يتجرّع السم والمرارة". وهل نحن من خلال الاجتماع امام تجمّع جديد، اجاب درباس: ان اي تجمع او تكتل يتم في اطار جمهور سعد الحريري هو لشدّ ازره وليس فتا من عضده، ولو كان مَن يشدّ الازر مختلفا معه. وشدد على ان المختلفين ليسوا في وارد ان يفتحوا مشروعا خاصا. وماذا عن علاقة الحريري مع الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل، قال درباس: من مصلحة وواجب اللبنانيين ان يضعوا خطا ولو كان وهميا ما بين مقام رئاسة الجمهورية ومقام رئاسة التيار" الوطني الحر". وختم: رئيس الجمهورية هو مرجع كل اللبنانيين.

 

ما حقيقة محاكمة أساقفة ورهبان؟

10 حزيران 2019/وزع المركز الكاثوليكي للاعلام البيان التالي:

"ردا على ما ورد في أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية، ويتم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي حول محاكمات تطال رهبانا وبعض الأساقفة، يهم المركز الكاثوليكي للاعلام أن يوضح ما يلي:

1 - إن هذه الأخبار وتلك التي تخص المطران بولس مطر هي أخبار ملفقة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، وهدفها التشويش على أعمال المجمع المقدس، خاصة وأن توقيتها مشبوه بهدف تعكير جو آباء المجمع.

2 - أما الحديث عن بيع الأراضي هي أقاويل عارية من الصحة، فهو لم يقم طيلة عهده ببيع أي قطعة أرض لأي كان، بل على العكس، كان يشتري أراضي للأبرشية. وهذا ما فعله في بيروت والشياح، وفي حارة حريك وفي الحدث والوروار وسواها، مع العلم أن بيع أي أرض أو مقايضتها أو إيجارها لمدى بعيد يستوجب موافقة الكرسي الرسولي.

3 - يذكر المركز أن التعرض للمقامات الروحية من خلال أخبار كاذبة وملفقة، يعرض أصحابها للملاحقة القانونية أمام المراجع القضائية المختصة، لأن كرامات الأشخاص وتاريخهم المشرق في العمل الرسولي ليست ملكا لأحد.

4 - يتوجه المركز الكاثوليكي للاعلام إلى الرأي العام اللبناني، وإلى المسيحيين خاصة، ليرافقوا آباء المجمع بالصلاة ويدعوهم لعدم الأخذ بهذه الأخبار الكاذبة التي من شأنها أن تخلق بلبلة لا طائلة منها، وأن يأخذ بتلك التي تصدر عن المراجع الكنسية الرسمية المختصة".

 

أطباء لبنان.. وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/10 حزيران 2019

 يبدو أنّ مفاعل التسوية الرئاسية التي جاءت بالجنرال عون رئيساً للجمهورية، والتي مهّد لها رئيس حزب القوات اللبنانية قبل ثلاث سنوات مضت، واندفع لتحقيقها الرئيس سعد الحريري ما زالت سارية المفعول حتى اليوم، وذلك رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد، وتفشي الفساد في كافة القطاعات الحكومية والمؤسسات الرسمية المستقلة، وزاد الطين بلة استئثار صهر الرئيس عون الوزير جبران باسيل بالمناصب الوزارية والخدماتية منذ أكثر من عشر سنوات، والمُحصّلة أزمات تتراكم فوق رؤوس المواطنين، لا ماء ولا كهرباء، ولا فرص عمل، حكومة عاجزة عن إنجاز موازنة سنوية للعام الحالي والذي شارف على نهايته، ومع ذلك لا يخجل أركان تلك التسوية المشؤومة من إعادة تحالفاتهم على ظهر المواطن اللبناني، وجاءت الخطيئة الصادمة بالأمس في انتخابات نقابة الأطباء، حين تفاجأ الجميع بتحالف القوات اللبنانية مع تيار الوزير باسيل والكتائب وحزب الله والحزب الشيوعي في لائحة واحدة، والعجب العُجاب من قدرة الحاوي الذي جمع رؤوس هذه القوى المتنافرة سياسياً في تلك اللائحة، لتفوز فوزاً مُؤزّراً بنكهة الخيبة والخذلان التي شعر بها المواطنون الغافلون بالأمس.

لم يبق في البلد قطاعٌ نظيفٌ لم تُفسدهُ السياسات الخاطئة، وعلينا أن نتوجّس خيفةً بعد اليوم على صحتنا وصحة أبنائنا وسلامتهم، حين نُلقيهم بين أيدي أطباء لبنان، الذين لا يُحسنون مداواة أمراض نقابتهم الخاصة، فيُخطئون في تشخيص علّتها المتدهورة، وبالتالي لا يهتدون لعلاجها، فيوقعونها في حبائل السياسيين الدجالين، بدل الركون لأحضان العلم ومبضع العلم الصالح لعلاج كافة الاورام، وأخبثها دخول السياسة في عمل نقابة، يفترض أن تكون رسالتها أشرف وأعلى كعباّ من سائر المهن والوظائف.

يُنشد المواطن اللبناني بعد بلاء نقابة الأطباء بالأمس هذين البيتين:

عليلٌ من مكانينِ

من الإفلاس والدَّينِ

ففي هذين لي شُغلٌ

وحسبي شغل هذينِ.

 

عون يعتبر الحريري الأقوى في مكونه ويتكلم باسم الحكومة وجريصاتي أكد لدريان التفاهم مع "المستقبل"

بيروت ـ “السياسة”/10 حزيران/2019

في إطار تطويق تداعيات الأزمة بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، زار أمس، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وأكد جريصاتي بعد الزيارة، أن “رئاسة الجمهورية هالها ما وصلت إليه السقوف العالية ونترك للأفرقاء السياسيين حل اشكالياتهم داخل بيوتهم”. وقال: “تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة وعون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية وفي مقدمتها وثيقة الوفاق الوطني والدستور”. وأكد أننا “توافقنا مع المفتي على تفسير واحد لحكم الأقوياء، فهو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني التي تتحدث عن الدولة المركزية القوية بمعايير التمثيل الشعبي الصحيح وصدقية هذا التمثيل ومن هنا تفسير التفاهمات الكبرى”، مشيراً الى أن “عون يعتبر أن رئيس حكومة لبنان هو الرئيس سعد الحريري طبعاً، وأنه الاقوى في مكونه وبالتالي فإنه يتكلم باسم الحكومة اللبنانية”. وشدد على أن وزير الخارجية جبران باسيل حريص كل الحرص على العلاقة التفاهمية الكبيرة مع الحريري و”تيار المستقبل” وعندما ينسب كلام سواء إلى رئيس التكتل أو أي من الأعضاء يجب التحقق من المصدر والفحوى. وفي إطار التضامن مع مدينة طرابلس بعد الجريمة الإرهابية التي استهدفتها عشية عيد الفطر، اجتمعت كتلة المستقبل النيابية استثنائياً في عاصمة الشمال، حيث جال وفد منها برئاسة النائب بهية الحريري على عدد من قيادات المدينة، معلناً رفضه الإرهاب بأشكاله كافة، ومشدداً على أن طرابلس هي مدينة العيش المشترك. إلى ذلك، أكد البطريرك بشاره الراعي خلال افتتاح سينودس الأساقفة في بكركي، اننا “نواكب شعبنا في واقعه وظروفه وشجونه، فلا بد من التنويه بالجهود المبذولة والإنجازات التي حققتها الحكومة على صعد مختلفة ولكن يبقى الكثير مما ينتظره المواطنون ونتطلع معهم الى تعزيز الثقة في لبنان من خلال خلق جو سياسي ومسؤول يبعد عن المهاترات والسياسيات والزبائنية والتوظيفات العشوائية”، مشيداً “بسهر الجيش والقوى الأمنية وعملها الدؤوب وراء الإرهابيين”.

 

“الجماعة الإسلامية” تتوعد بالاقتصاص من قتلة مسؤولها بشبعا وهو كان تلقى تهديدات قيل إن "حزب الله" وراءها

بيروت ـ “السياسة/10 حزيران/2019

 بعد أسبوع على جريمة طرابلس، التي اقترفها الإرهابي عبدالرحمن المبسوط، وأودت بحياة ضابط وثلاثة عسكريين، حط الإرهاب المتنقل في بلدة شبعا الجنوبية، حيث قتل مجهولون ليل أول من أمس، مسؤول العلاقات العامة في “الجماعة الإسلامية” مسؤول منطقة شبعا الشيخ محمد جرار على باب مستوصف بلدة شبعا.وعلى الاثر، حضرت الأجهزة الأمنية إلى المكان، وفتحت تحقيقاً في الحادث. وأشارت المعلومات إلى أن الضحية، كان يسهر مع أصدقائه أول من أمس، وعندما هم بالرحيل طلبوا منه البقاء فأخبرهم أنه على موعد مع شخص يريد التبرع بأجهزة ومعدات للمستوصف، إذ كان ينتظر اتصاله.

عندها، قامت الجهة المنفذة لعملية الاغتيال، بالتواصل معه عبر تطبيق “فيديو كول” من رقم نيوزلندي، وعندما وصل إلى مرمى نيرانهم وتحديداً بالقرب من عامودين خارج المستوصف، أطلقوا عليه ثلاث رصاصات فأردوه. وأشارت المعلومات إلى أنه كان سبق عملية الاغتيال، تهديدات وجهت إلى الجرار منذ نحو عام ونصف، عبر هاتفه على شكل فيديوهات، تضمنت لقطات لشخصٍ يطلق النار على صورة نجله، في رسالة تهديد واضحة، يطاوله وعائلته. وأشيع حينها، أن “حزب الله” يقف وراء هذا التهديد. وفيما عمت حالة من الغضب العارم بلدة شبعا، نعت “الجماعة الاسلامية” في بيان، جرار، متعهدة الثأر. ودان “تيار المستقبل” بشدة جريمة الاغتيال، داعياً الجميع الى مواجهة التداعيات بالوحدة والحكمة لتفويت الفرصة على كل من يحاول التلاعب باستقرار شبعا وتهديد أمنها وإثارة الفتنة بين أهلها. وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بكشف ملابسات الجريمة سريعاً، وتوقيف المجرمين، وتفعيل الإجراءات الكفيلة بتأمين الأمن والأمان لأهالي شبعا والقرى المجاورة. كما دان عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم قتل الجرار، مهيباً بالأجهزة الأمنية والقضائية الإسراع بكشف ملابسات الجريمة، لوضع حد لاستغلالها، ومعتبراً أن “هذه مسؤولية المعنيين للقيام بواجبهم الوطني وإنزال العقوبات بمن سولت لهم انفسهم ارتكاب الجريمة”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تشييع الساروت منشد الثورة السورية

لندن: «الشرق الأوسط»/10 حزيران/2019

شيع آلاف السوريين، أمس الأحد، عبد الباسط الساروت، أيقونة الثورة السورية ضد النظام السوري، والذي استشهد في المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام وحلفائه في ريف حماة الشمالي. وأفاد ناشطون بأن الصلاة على الساروت أقيمت بعد ظهر أمس، في جامع التوحيد بمدينة الريحانية التركية، على أن يتم نقل جثمانه لاحقاً إلى بلدة الدانا بمحافظة إدلب، ليتم دفنه هناك، حسب وصيته أن يدفن في سوريا. الساروت من مواليد 1992 في مدينة حمص (وسط)، وكان حارس مرمى في نادي الكرامة الحمصي، قبل أن ينخرط في المظاهرات ضد النظام منذ انطلاقتها 2011، وقد عرف باسم «منشد الثورة» بسبب الأهازيج والأناشيد التي أطلقها في المظاهرات رفقة الفنانة الراحلة فدوى سليمان، ولاقت انتشاراً على نطاق واسع بين الناشطين السوريين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد قمع المحتجين، حمل الساروت السلاح ضد النظام، في تحول يجسد كيف تطورت الانتفاضة إلى صراع مسلح. وفقد الساروت والده و4 من أخوته على يد قوات النظام خلال السنوات الأخيرة. غادر حمص عام 2014 ضمن اتفاق إخلاء، بعد حصار وقصف من قبل قوات النظام دام أشهراً. عاد الساروت للعمل العسكري ضد النظام، ضمن «جيش العزة»، أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، مع اشتداد المعارك شمال سوريا، ومحاولة النظام السوري وحلفائه التقدم في ريفي حماة وإدلب، الشهر الماضي. غير أن الساروت أصيب إصابة بليغة قبل أيام في ريف حماة ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج، وأعلن «جيش العزة»، السبت، أن نجم الكرة السابق عبد الباسط الساروت الذي أصبح رمزاً للانتفاضة، توفي، متأثراً بجروحه في المعركة ضد النظام شمال غربي البلاد، ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.

 

أميركا تحشد وألمانيا تحذر وإيران تهدد وسط قلق عالمي من التصعيد

ظريف لواشنطن: من يبدأ الحرب لن ينهيها... وماس: الوضع شديد الحساسية وخطير على طهران

عواصم – وكالات/10 حزيران/2019/أعلن القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط فرانك ماكنزي، أنه قد يوصي بعودة الوجود الأميركي المكثف في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة تهديدات إيران. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس عن ماكنزي القول للصحافيين إنه يقيّم موقف إيران، مشيراً إلى أنه لن يستبعد طلب المزيد من القوات لتعزيز الدفاعات الأميركية، موضحا أن إيران وعملاءها كانوا يمثلون ما وصفه بالتهديد “المتقدم والوشيك” على القوات الأميركية عندما طلب في مايو الماضي التعجيل بنشر حاملة طائرات وإرسال أربع قاذفات ستراتيجية إلى منطقة الخليج، وتابع: “لا أعتقد في الواقع أن التهديد قد تضاءل، بل أعتقد أن التهديد حقيقي للغاية”. في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس في طهران، من التصعيد العسكري، قائلا عقب محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف: إن “الوضع في المنطقة شديد الحساسية وخطير على نحو غير عادي”، مشددا على أن استمرار تزايد التوترات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، قائلا: إن “ذلك لا يمكن أن يصب في مصلحة أحد، لذلك يتعين تجنب هذا تحت كل الظروف”. من جانبه، أكد ظريف أنه من دون إنهاء العقوبات الأميركية لن يمكن أن يكون هناك حل، مشددا على أنه لا يمكن التوصل إلى حل وتهدئة إلا “إذا انتهت حرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية ضد بلاده”، وجدد التأكيد أن بلاده لن تبدأ حربا لكنها ستدمر أي طرف يغزوها، مشددا على أنه “لا يمكن لأحد أن يقوم بخطوة ضد شعبنا ولا نرد له الصاع صاعين، فنحن لم ولن نبدأ أي حرب لكن من يبدأ الحرب علينا لن يكن هو من ينهيها”. بدوره، جدد المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، رفض إيران موقف الدول الاوروبية بشأن برنامج صواريخها الباليستية، و”ابداء القلق” تجاه قضايا خارج إطار الاتفاق النووي، معتبرا أن “المسؤولين الالمان والاوروبيين ليسوا في موقع يؤهلهم لتحديد شروط لايران”، مضيفا ان ايران “قلقة” من عدم التزام الاوروبيين بالاتفاق النووي. وأعلن أنه لا يوجد طلب إيراني لشراء منظومة الدفاع الصاروخي “اس 400” من روسيا، زاعما قيام خبراء إيرانيين بتصميم منظومات تضاهي هذه المنظومة. على صعيد متصل، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، عن القلق، ودعا الى خفض التصعيد عن طريق الحوار، قائلا أمام اجتماع لمجلس محافظي الوكالة: “آمل أن يتم التوصل لسبل لتقليل التوترات الحالية من خلال الحوار. من الضروري أن تنفذ ايران التزاماتها النووية بموجب الاتفاق بالكامل”. من جهتها، حذرت الرئاسة الروسية من تقويض الاتفاق النووي، مؤكدة أنه يشكل ضربة لمنظومة عدم انتشار الاسلحة النووية. بدوره، كشف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن دولا عدة بينها قطر وسلطنة عمان والعراق واليابان، تعمل على حض كل من إيران والولايات المتحدة على وقف التصعيد وإقامة محادثات، لأن التصعيد لن يكون مفيدا لأي طرف في المنطقة. من جهة أخرى، قال السفير الروسي لدى أذربيجان ميخائيل بوتشارنيكوف: “إن قمة بين رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران ستُعقد في روسيا قبل نهاية هذا العام”، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن موعدها لاحقا.

 

تحذير أوروبي لإيران: لا نقدر على معجزة وبرلين نصحت طهران بعدم التصعيد مع واشنطن

لندن/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

تلقت طهران أمس تحذيراً أوروبياً على لسان وزير الخارجية الألماني الزائر، هايكو ماس، من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط وانفجار المواجهة بين إيران والولايات المتحدة. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، شدد ماس على أهمية الحوار الصريح بين برلين وطهران، وحرص في الوقت ذاته على تسليط الضوء على أوضاع المنطقة، وقال إن «الوضع في المنطقة قابل جداً للانفجار وخطير للغاية... أي تصعيد خطير للتوترات القائمة يمكن أيضاً أن يؤدي إلى تصعيد عسكري»، بحسب وكالة «رويترز». وفيما يخص الاتفاق النووي، لم يقدم ماس عروضاً جديدة لضمان فوائد اقتصادية لإيران. وأقر بوجود حدود للمساعدة التي يمكن للدول الأوروبية تقديمها لتفادي العقوبات الأميركية، وقال: «نريد أن نفي بالتزاماتنا... لا يمكننا صنع معجزات، لكننا سنحاول تجنب فشل» الاتفاق النووي. بدوره، قال ظريف إنه إذا بدأت الولايات المتحدة أو إسرائيل حرباً، فإن إيران ستدافع عن نفسها, وقال: «كما أننا سنحدد نهاية مثل هذا النزاع، وليس الخصم».

 

ظريف: الأوروبيون ليسوا في موقف يسمح بانتقاد إيران

لاريجاني يهاجم الموقف الفرنسي من برنامج الصواريخ... وقطر لديها «تقييم مختلف» عن أميركا حول إيران

لندن/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، إن أوروبا «ليست في موقف يؤهلها لانتقاد طهران بسبب قدراتها العسكرية»، مطالباً الدول الأوروبية بـ«العمل بواجبها في تطبيع العلاقات التجارية مع إيران؛ وإلا فسيواجهون العواقب» قبل أن يناقش في البرلمان زيارة نظيره الألماني هايكو ماس.

وأفاد موقع البرلمان الإيراني «خانه ملت» بأن ظريف أبلغ لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي البرلمانية بأن وزير الخارجية الألماني يزور طهران لبحث قضايا الاتفاق النووي، نافياً في الوقت نفسه أن يكون الضيف الألماني حاملاً رسالة خاصة إلى طهران. وقال إنه سيناقش ماس في ملف دور الدول الأوروبية الثلاث في الاتفاق النووي. وقلل ظريف مرة أخرى من أهمية الدعوات الأميركية للتفاوض، ووصفها بـ«الشكلية»، موضحاً أنها «ما زلت تتابع سياسة أقسى الضغط» وقال: «ينبغي على الولايات المتحدة عدم القيام بشيء. يجب عليها عدم عرقلة علاقاتنا مع الآخرين».

وقبل ذلك بساعات وجه ظريف انتقادات لاذعة للأوروبيين، وقال إنه «من المؤكد أن الأوروبيين ليسوا في وضع يسمح لهم بانتقاد إيران، حتى في القضايا التي لا علاقة لها» بالاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في فيينا عام 2015 بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التلفزيون الإيراني.

وأضاف ظريف أن سياسات أوروبا والغرب «لم تكن لها أي نتيجة أخرى في منطقتنا سوى إحداث أضرار» وذلك في إشارة إلى تصريحات وردت على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في مدينة كون (غرب فرنسا) الخميس الماضي.

ووصل التوتر الإيراني - الأميركي إلى حافة مواجهة عسكرية في الخليج الشهر الماضي، بعدما أقرت إدارة ترمب تشديد العقوبات النفطية وإدراج «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى على انسحاب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات. وندد ترمب بالاتفاق النووي الذي وقعته القوى العالمية؛ ومن بينهم سلفه باراك أوباما، مع إيران عام 2015 بوصفه معيباً لأنه غير دائم ولا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو الدور الذي تلعبه طهران في صراعات منطقة الشرق الأوسط.

وتشاطر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق؛ وهي: فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الولايات المتحدة مخاوفها حيال برنامج إيران الصاروخي الباليستي وأنشطتها في المنطقة. وقال ماكرون إنّ تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط يتطلب «الشروع في مفاوضات جديدة»، مشيراً إلى سعي باريس لاحتواء النشاط الباليستي لإيران والحد من تهديداتها الإقليمية. كما شدد ماكرون على أهمية تأكد بلاده من أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، مضيفاً: «كان لدينا اتفاق حتى عام 2025، ونريد أن نعزز هذا ويكون لدينا يقين كامل على المدى الطويل... بالحد من النشاط الباليستي واحتواء إيران إقليمياً». وتدافع فرنسا عن الاتفاق النووي وتعدّه «السبيل الأمثل للحد من تخصيب اليورانيوم الذي يعد سبيلاً محتملاً لامتلاك أسلحة نووية، كما أنه أساس لمفاوضات في المستقبل تتناول مجموعة أكبر من قضايا الأمن والنزاعات العالقة الأخرى».

وعارضت طهران الجمعة الماضي اقتراحاً فرنسياً بإحياء المفاوضات النووية، مشيرة إلى أن توسيع الاتفاق النووي القائم قد يؤدي إلى انهياره تماماً؛ وفقاً للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس الموسوي. وحول ما إذا كان وزير الخارجية الألماني يحمل رداً أوروبيا على المطالب الإيرانية، قال ظريف أمس في نبرة حادة، إن «واجب الأوروبيين» هو المساهمة في «تطبيع وضع العلاقات الاقتصادية الإيرانية» وأضاف: «على هؤلاء أن يقولوا كم عملوا على تطبيع العلاقات حتى الآن»، مشيراً إلى أن «الخطوات ليست مهمة في الاتفاق النووي، لكن النتيجة هي المهمة». وعن المهلة التي أعلنتها إيران ويبدأ اليوم شوطها الثاني، قال ظريف: «إننا أعلنا برنامجنا؛ وقلنا إننا سنقوم بهذه الخطوات في الستين يوماً الأولى، وفي الـ60 يوماً التالية سنقوم بخطوات أخرى، وسنتخذ القرار حول الخطوات الأخرى». وخيّر الدول الأوروبية بين اتخاذ خطوات «بناء على واجباتهم» مقابل وقف مسار تجميد تعهدات الاتفاق النووي، و«اتخاذ القرار بناء على الخطوات الأوروبية».

وأوقفت إيران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وحذرت من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوماً إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأميركية. جاء كلام ظريف عن المهلة الأوروبية في حين أبدى تحفظاً قبل أسبوعين، على مفردة «المهلة»، مما أوحى بتراجع دبلوماسي عن الموقف الذي أعلنه رسمياً المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حول تجميد تعهدات الاتفاق النووي. وعدّ ظريف زيارة ماس ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى قيرغيزستان وطاجيكستان نهاية الأسبوع الحالي «فرصة لتوضيح المواقف الإيرانية والمستقبل والبحث حول مواجهة سياسات تستهدف كل العالم». وعن زيارة رئيس الوزراء الياباني، قال ظريف إن «آبي سيزور إيران بصفته رئيس وزراء بلد صديق» وأضاف: «سنبلغ آبي موقفنا بشكل مفصل»، ونوه بأن بلاده أبلغت آبي قبل ذلك في لقاءات معلنة وغير معلنة بأن «الحل الوحيد للمشكلات الاقتصادية وقف سياسة الحرب الاقتصادية». وعاد ظريف مرة أخرى لوصف العقوبات الأميركية بـ«الحرب الاقتصادية»، وقال: «من جانب تزيد الولايات المتحدة من الضغوط؛ ومن جانب آخر تدعي أنها تميل للتفاوض مع إيران»، وزاد أن «الضغوط الأميركية نتيجة فشل سياساتهم. إن الولايات المتحدة تواجهنا من موقع الضعف». كما قلل من أهمية تغريدة لمبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران برايان هوك، اتهم فيها إيران باللجوء إلى «الفوتوشوب» لتضخيم قدراتها الدفاعية والصاروخية، واكتفى بقول: «سنرى».

وقال ظريف: «نحن لسنا في ظروف الضعف؛ إنما في ظروف القوة، والولايات المتحدة تشعر بأنها في موقع ضعف ولم تبلغ أهدافها في سوريا والعراق واليمن ولبنان». وجاءت تغريدة هوك أول من أمس رداً على حملة «دعائية» إيرانية أطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي في حسابات منسوبة إلى «الحرس الثوري»، ونشرت تلك الحسابات تحديداً لأول مرة تسجيلات من نقل إيران صواريخ وإطلاقها من مواقع تحت الأرض، فيما تناقلت مواقع ووكالات تابعة لـ«الحرس» تسجيلات من انتشار أنظمة دفاع إيرانية في مواقع مختلفة.في غضون ذلك، كشفت إيران النقاب أمس عن منظومة دفاع جوي جديدة «محلية الصنع» ولديها  القدرة على تعقب 6 أهداف؛ من بينها طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات مسيرة، في الوقت نفسه وتدميرها بالصواريخ. وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال مراسم إزاحة الستار عن المنظومة: «ستعزز إيران قدراتها العسكرية لحماية أمنها القومي ومصالحها، ولن تطلب الإذن من أحد بهذا الشأن» طبقاً لوكالة «رويترز». من جانبه، انتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس موقف الرئيس الفرنسي ماكرون. وقال: «التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي كانت مخزية وغير ملائمة»، مضيفاً: «تصريحات ماكرون لا تتماشى مع ما يقوله لرئيسنا السيد (حسن) روحاني في اجتماعاتهما وعلى الهاتف» بحسب «رويترز». وفي رفض للمطالب بتراجع إيران عن دورها الإقليمي، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء رحيم صفوي، إن «الولايات المتحدة تواجه تحدي قوة الثورة الإسلامية وثقافة المقاومة».

وقال صفوي إن «القوة تنتقل من النصف الغربي إلى النصف الشرقي والآسيوي»، مشيراً إلى صعود «قطب ثقافي جديد بمحورية الثورة وقيادة المرشد»، وعدّ العراق وسوريا ولبنان «جزءاً من مكتب المقاومة الذي يتمحور حول إيران» ويشكل «تحدياً» للولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار صفوي إلى أن بلاده «تقاوم حرباً ثقافة» تشن عبر الإنترنت والأقمار الصناعية لـ«إطاحة الثورة». وزعم صفوي وجود «شرخ استراتيجي بمضمون عسكري تشكل بين أوروبا والولايات المتحدة من جهة؛ والصين وروسيا في الجهة المقابلة» وقال في هذا الإطار إن «دولاً أوروبية؛ مثل فرنسا وبريطانيا، بقوتها البحرية في حرب أفغانستان والعراق واجهت حرباً برية من روسيا». إلى ذلك، نفى سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضايي، أمس، صحة التقارير حول مشروع انضمام إيران إلى «اتفاقية مراقبة العمل المالي (فاتف)»، لكنه أشار إلى تقلص عدد المؤيدين، في مجلس تشخيص مصلحة النظام، لانضمام إيران إلى «مجموعة مراقبة العمل المالي» الخاصة بمراقبة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ومنذ أكثر من عام، قدمت الحكومة مشروعاً إلى البرلمان بشأن انضمام إيران إلى الاتفاقية الدولية، لكن الخلافات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور أدت إلى إحالة الملف إلى «مجلس تشخيص مصلحة النظام». في سياق متصل، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، في لندن، إن قطر تقول إنها تحترم السياسة الأميركية بشأن إيران، لكن «لدينا تقييماً مختلفاً» عن تقييم الولايات المتحدة حول إيران، وفق ما أوردت وكالة «رويترز». وقال الوزير القطري إن بلاده تجري محادثات مع إيران والولايات المتحدة لـ«إنهاء التصعيد وحثّ الجانبين على الاجتماع والتوصل لحل وسط». وتابع أن «أي تسوية بشأن إيران تعني مرونة من الجانبين». وأضاف: «نعتقد أنه عند مرحلة ما يجب أن يكون هناك تواصل، لا يمكن أن يستمر الأمر للأبد بهذا الشكل... إذا كانا لا يريدان الدخول في تصعيد آخر، فعليهما الخروج بأفكار تفتح الأبواب».

 

هجوم النظام «يجمع» فصائل الشمال السوري و«الشرق الأوسط» تنشر خريطة التنظيمات «المعتدلة» والمتطرفة

لندن/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

دفعت هجمات قوات النظام السوري بدعم من الجيش الروسي والغارات الجوية و«البراميل» على شمال غربي سوريا في الأسابيع الأخيرة فصائل «الجيش الحر» وأخرى معتدلة ومتطرفة إلى نبذ الخلافات فيما بينها وسط أنباء عن دعم عسكري تركي لبعضها. وأظهرت دراسة أجراها الباحث في التنظيمات الإرهابية في واشنطن تشارلز ليستر لـ«الشرق الأوسط» أن خريطة التنظيمات تضم «هيئة تحرير الشام» بقيادة «فتح الشام» (النصرة سابقا) و«جبهة التحرير الوطني» التي تضم فصائل إسلامية و«الجيش السوري الوطني» التابع للمعارضة، إضافة إلى فصائل متشددة أخرى. وكتب ليستر: «الحقيقة أن كثيراً من هذه الفصائل ناقشت التعاون عسكرياً في جبهات أمامية مشتركة ضد التحالف الموالي للأسد، بل وتتعاون فيما بينها فنياً داخل غرفة عمليات واحدة؛ كان يطلق عليها في الأصل (فتح دمشق)، لكن أعيدت تسميتها في الفترة الأخيرة لتحمل أسماء عمليات محددة مخطط لها سلفاً». وتابع بأنه «حتى الآن، يبدو أن استعداد هذه الجماعات لتنحية خلافاتها الكبيرة جانباً أثمر أداءً دفاعياً وهجومياً أقوى في مواجهة هجوم قوي من جانب سوريا وروسيا».

 

عودة الحياة ببطء في السودان...والإفراج عن قادة الحركة الشعبية في ثاني أيام العصيان المدني

الخرطوم/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

أطلقت السلطات السودانية، اليوم (الاثنين)، سراح ثلاث قيادات بالحركة الشعبية السودانية، وهم ياسر عرمان وخميس جلاب ومبارك أردول، حسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)،  فيما عادت الحياة ببطء إلى الخرطوم في ثاني أيام العصيان المدني. 

وكان عرمان قد وصل للبلاد عقب نجاح الثورة السودانية، وقد أعلن عرمان قبيل اعتقاله أنه تلقى خمس رسائل من المجلس العسكري الانتقالي تطالبه فيها بمغادرة الخرطوم، كما أنه شارك في عدد من فعاليات قوى الحرية والتغيير بعد وصوله للخرطوم، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وعاد عدد من المحلات التجارية ومحطات تزويد الوقود للعمل في الخرطوم اليوم، فيما شوهدت حافلات المواصلات العامة تنقل ركاباً في الشوارع، في ثاني أيام حملة العصيان المدني الذي دعا إليه المحتجون. وبدأ العصيان المدني أمس (الأحد) بناء على دعوة من قادة حركة الاحتجاج، وبعد أسبوع من فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة، والذي خلّف عشرات القتلى. وفي أول أيام العصيان، قتل أربعة أشخاص، اثنان في الخرطوم واثنان في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة. وأغلق المحتجون عدداً من الطرق أمس في مناطق مختلفة بالعاصمة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت الوكالة عودة محال تجارية ومحطات وقود وبعض الوحدات في البنوك التجارية للعمل اليوم بعد أن كانت مقفلة أمس، كما شوهدت حافلات المواصلات العامة تقل الركاب. وقال سائق إحدى الحافلات عبد الماجد محمد: «أن أعمل ليس معنى ذلك أنني ضد الثورة، ولكن يجب أن أعمل لمساعدة أسرتي في الحصول على النقود».

وحمّل العسكريون المحتجين مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في الخرطوم، وأصدر المجلس العسكري بياناً مساء أمس (الأحد) حمّل فيه «قوى إعلان الحرية والتغيير» التي تقود الاحتجاج «المسؤولية الكاملة لكلّ الأحداث المؤسفة التي تسببت فيها الممارسات غير الرشيدة التي تقوم بها ما تسمى بلجان المقاومة بالأحياء». ويقوم أفراد هذه اللجان بقطع الطرق بالعوائق والحجارة التي يكدسونها لتشكل ما يسمونه «متاريس» في إطار مقاومتهم للمجلس العسكري الذي تسلم السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي تحت ضغط الشارع. وقرّر المجلس العسكري، نتيجة ذلك، «تعزيز الوجود الأمني للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتأمين المواطنين العزّل وفتح الطرق وتسهيل حركة الناس وحركة المركبات العامة والخاصة وحراسة المرافق الاستراتيجية والأسواق»، بحسب ما جاء في بيانه.

 

مجلس الأمن يمدد حظر الأسلحة على ليبيا من دون إجراءات إضافية

نيويورك/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

مدد مجلس الأمن الدولي، اليوم (الاثنين)، قرار حظر الأسلحة على ليبيا لمدة عام واحد، فيما عبّر عدد من أعضائه عن أسفهم لتدفق أسلحة إلى ليبيا منذ شهرين، ولكن من دون فرض إجراءات إضافية لتحسين ظروف تطبيق الحظر. واعتُمد القرار بإجماع الأعضاء الـ15. بينما عبّرت جنوب أفريقيا، العضو غير الدائم في المجلس، عن أسفها لاستمرار وصول أسلحة إلى ليبيا عبر البحر والبر. من جانبها رحبت عدة دول بمسار «عملية صوفيا» الأوروبية الهادفة إلى مكافحة تجارة الأسلحة وتهريب النفط. كانت العملية قد بدأت عام 2015، بغية مكافحة شبكات تهريب المهاجرين، وجرى تمديدها نهاية مارس (آذار) الماضي لستة أشهر، حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2019. وتخلل ذلك تعليق العملية مؤقتاً بسبب رفض إيطاليا السماح لمهاجرين أُنقِذوا في البحر من النزول في مرافئها. وتعتبر فرنسا أنّ «عملية صوفيا» التي علّقت سابقاً نشر سفن في البحر، «تحتفظ بدور بارز لاستقرار ليبيا». وقالت مساعدة المندوب الفرنسي آن غغان، إنّ «طبيعة (العملية) الردعية تحدّ من انتهاكات قرار حظر الأسلحة وتقلل من تدفقها المتواصل عبر البحر». وأضافت: «إذا كان قد جرى تعليق (استخدام) الأدوات البحرية للعملية مؤقتاً، فإنّها أعادت توجيه عملها وظلت نشطة لتنفيذ (التفويض) من خلال عملها على تدريب خفر السواحل الليبيين، ومن خلال أدواتها الجوية الهادفة إلى جمع المعلومات والبيانات الضرورية لحفظ حظر الأسلحة». ومنذ بدأ المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، عملية تحرير طرابلس في بداية أبريل (نيسان)، جرى الإبلاغ عن وصول العديد من شحنات الأسلحة.

 

تحطم مروحية فوق مبنى في مانهاتن بنيويورك... ومقتل قائدها

نيويورك/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

تحطمت اليوم (الاثنين)، طائرة مروحية فوق أحد المباني في حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، وتوفي قائدها على الفور. وقال حاكم نيويورك أندرو كيومو، إن «المعلومات الأولية تشير إلى هبوط اضطراري للطائرة المروحية على سطح المبنى ووقوع حريق»، مبيناً أن سكان المبنى «شعروا بهزة كبيرة لكن لم يتعرض أحد منهم للأذى»، وفقاً لقناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية. وأضاف كومو: «بينما كانت المروحية تحاول الهبوط على سطح المبنى اندلعت نيران، ولكن قوات الإطفاء سيطرت عليها». ونقلت القناة عن إدارة إطفاء الحرائق بنيويورك، قولها إن «قائد الطائرة المروحية لقي مصرعه إثر الحادث» الذي وقع بالشارع السابع بحي مانهاتن بالقرب من ميدان تايمز الشهير. وأكد حاكم نيويورك أن «هناك ضحايا نتيجة الحادث لكن لم يتم تحديد عددهم بعد». وأشار إلى أن الأنباء الأولية عن الحادث أثارت القلق، لكنه أكد أنه لا يوجد أي مؤشر على أن الحادث ناجم عن «عمل إرهابي». وأفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن «طقساً سيئاً ساد وقت وقوع الحادث، حيث كانت هناك أمطار وسحب كثيفة جعلت من الصعب التعرف على قمة ناطحة السحاب التي سقطت الطائرة فوقها» في بادئ الأمر. وطلبت شرطة نيويورك من العامة تجنب المنطقة.

 

وزير الطاقة السعودي: الرئيس الروسي يزور الرياض في أكتوبر المقبل وأكد أن شركات بلاده تدرس المشاركة في مشروع ميثانول بشرق روسيا

موسكو/الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم (الاثنين)، إن من المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعودية، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي.

وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أن الفالح، الذي يزور موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي، قال إن شركات سعودية تدرس المشاركة في مشروع ميثانول بشرق روسيا. وسبق أن أكد الناطق الصحافي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة الماضي استمرار التحضير لزيارة بوتين إلى السعودية. وفي شهر مارس (آذار) الماضي، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الرياض، وكان أحد مواضيع المحادثات هو الإعداد لزيارة بوتين إلى السعودية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد دعا بوتين إلى زيارة بلاده أثناء استقباله في الكرملين من قبل الرئيس الروسي في أكتوبر من عام 2018. وعُقد اليوم في موسكو الاجتماع السادس للجنة السعودية الروسية المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي، برعاية مشتركة لوزيري الطاقة السعودي والروسي، وجري خلاله مناقشة القضايا الرئيسة للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، بما يشمل تحسين الإطار التنظيمي، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، والمشروعات المشتركة في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة، ومتابعة تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها في الاجتماعات السابقة للجنة المشتركة. وقال المهندس الفالح: «إن كلاً من المشروعات الوطنية الروسية ورؤية المملكة 2030 تُمثّلان دوافع جديدة، وزخماً قوياً، وأبعاداً أوسع للجهود المشتركة، بسبب حجم التشابه، وإمكانات التكامل بين الخطتين، من حيثُ تطلع كل منهما إلى تحقيق طموحات البلدين، والشعبين، للوصول إلى مستويات رفيعةٍ، وغير مسبوقةٍ، من الإنجاز والتقدم والرخاء والاستدامة». وأكد استعداد الجانب السعودي من اللجنة المُشتركة، واستعداد المملكة، قيادةً وحكومة، لتعزيز ورفع مستويات التعاون بين البلدين، لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطط المستقبلية الطموحة. وتشهد العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا تطوراً لافتًا في مختلف المجالات، عبر اللقاءات والزيارات المتبادلة بين المسؤولين، لما يخدم المصالح المشتركة، خاصةً منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في أكتوبر 2017. وشمل التعاون والتكامل بين البلدين مجالاتٍ عديدةً ذات أهمية كبرى مُشتركة، شملت مجالات الطاقة، والاستثمارات المباشرة، وصناعة البتروكيماويات، والثقافة، والتعليم، والتدريب، وتنمية السياحة وتشجيعها بين البلدين، والزراعة والأمن الغذائي، والصحة، والنقل، والصناعات العسكرية، والاتصالات وتقنية المعلومات، وشؤون الحج والعمرة، وغيرها. من جانب آخر، رأس وزير الطاقة السعودي وفد بلاده المشارك في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي العالمي في روسيا، حيث تحدث في جلسة رئيسة بعنوان «قطاع الطاقة: التحديات والفرص» عن أوضاع سوق النفط العالمي، ودور «أوبك» للمحافظة على استقرار الأسواق، وزيادة تأثيرها مع تعاون شركائها من مجموعة «أوبك+».

 

مصر: أحكام نهائية بالسجن 25 عاماً على 22 متهماً بينهم مفتي «الإخوان»

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين/10 حزيران/2019

أيدت محكمة النقض المصرية، اليوم (الاثنين)، أحكاماً نهائية بالسجن المؤبد (25 عاماً) بحق 22 متهماً، بينهم مفتي جماعة الإخوان المسلمين عبد الرحمن البر والقيادي في الجماعة صلاح سلطان، بعد إدانتهم بأحداث عنف وقعت في القاهرة عام 2013 عرفت إعلامياً باسم «أحداث مسجد الفتح». وتعود القضية التي تشمل 315 متهماً إلى يومي 16 و17 أغسطس (آب) 2013 عقب فض اعتصامين في القاهرة لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي. وأيدت المحكمة كذلك معاقبة 17 متهماً بالسجن 15 عاماً، و54 متهماً بالسجن 10 أعوام، و222 متهماً بالسجن 5 أعوام. وأدانت المحكمة المتهمين بـ«ارتكاب جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتجمهر والبلطجة وتخريب منشآت عامة وخاصة وحيازة أسلحة نارية آلية وخرطوش وذخائر ومفرقعات». وكانت محكمة جنايات مصرية قضت في سبتمبر (أيلول) 2017 بإدانة 315 من قادة وناشطي جماعة الإخوان المسلمين التي صنّفتها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً أواخر العام 2013.

 

شقيق الفلسطيني القتيل يهدد الإعلام التركي و”الجزيرة

أنقرة – وكالات/10 حزيران/2019

أمهل المحامي زكريا مبارك، شقيق الفلسطيني القتيل في السجون التركية والذي زعمت السلطات التركية انتحاره، الإعلام التركي وقناة “الجزيرة” أسبوعاً لسحب رواية انتحاره. وقال زكريا مبارك عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، “سأعطي قناة الجزيرة والصحافة التركية مهلة أسبوع لتكذيب خبر انتحار الشهيد زكي مبارك حسن، وإن لم يتم سأنشر صور جثمان الشهيد زكي مبارك حسن على جميع الصحف العربية والأوروبية مع تقرير الطب الشرعي التركي”. وأضاف إن “هذه الوثائق والمستندات ستكون خير دليل على أنه مات تحت التعذيب”. وكشف أن الجثمان سيبقى في مصر لفترة، حيث طلب تشكيل لجنة طبية لفحصه وتشريحه، وإعادة كتابة تقرير كامل بحالته، تمهيداً للاستناد إليه في الشكاوى التي سيقدمها للمنظمات والمحاكم الدولية. من ناحية ثانية، أظهرت مؤشرات في تركيا، أن مرشح المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، استطاع ضم آلاف الأتراك إلى حملته الانتخابية التي تكتسب زخماً متصاعداً يشي بإمكان فوزه مجدداً بمقعد رئيس البلدية الذي انتُزع منه بقرار من اللجنة العليا للانتخابات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في "مديح" جبران باسيل

علي مراد/المدن/11 حزيران/2019 

ضعوا "التنقير" و"الزكزكة" الفايسبوكية جانباً، وهيا بنا نتحدث بجدية عن الـcurious case of jubran bassil. الوزير باسيل يدرك جيدا ما يفعله. هو مدمن عمل، كما يقول عارفوه، وهو يحسب كل تفصيل يقوم به، ولا ينطق عن هوى. وكل سخرية باتت اليوم غير لازمة أو بالحد الأدنى هي عيش في الوهم.

مشروعية باسيل انطلقت من مصاهرته لميشال عون، لكنها أيضا تكرست مع انتصار خياره السياسي، الذي دافع عنه وانحاز إليه: عقد صفقة القرن مع حزب الله، والتي تقوم على إعطائه ما يريد في القضايا الكبرى، مقابل المساهمة في إعادة المسيحيين إلى "دولتهم"، التي طردوا منها بعد الطائف. ليس هذا وحسب، بل سمحت هذه الاستراتيجية بالإتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية في نهاية المطاف، ولو مع تأخير دام أكثر من 26 عاماً. الـ deal المعقود مع حزب الله سمح، للموارنة أن يعودوا بسرعة قياسية إلى مفاصل الحكم في لبنان. لذلك صمد وتكرس هذا التحالف، الذي بدأ هجيناً في العام 2006 لكنه صمد وتصلّب مع مرور الوقت. كيف لا يصمد، وحزب الله قد حصل على غطاء من أكبر زعامة مسيحية وأطولها عمراً ( لم يعرف الموارنة زعامة أطول من زعامة ميشال عون). بهذا المعنى لا يحتاج باسيل إلى قتل الأب سياسياً، لأنه هو من ساهم في بناء العامية السياسية ما بعد 2005: تأمين غطاء لكل سياسيي مسيحيي الوصاية (من بقرادوني إلى المر وصولاً إلى فرنجيه فالفرزلي...). أما على المستوى الشعبي، فقد فتح باب التوبة للناس العاديين الذين بنوا مصالحهم مع المنظومة السورية- اللبنانية، التي حكمت لبنان بعد الطائف. يكفي أن تسأل في عكار مثلاً لتعرف كيف جرى استبدال صور بشار الأسد بصور ميشال عون بين ليلة وضحاها.

أما على المستوى الزبائني، فقد نجح باسيل في بناء شبكة واسعة (الموجودة بالمناسبة عند كل الطوائف) من المصالح الاقتصادية، والتي ترافقت مع إدخال الموالين إلى إدارات الدولة. ولكن الأهم أيضا الحصول على الولاءات السياسية لمن هم أصلا في الإدارة (جماعة لحود والمر وغيرهم..).

إذن، جبران باسيل لا يلعب، هو يعرف جيداً ماذا يفعل. وهو يدرك أن الوقت في صالحه، وأن تعزيز مشروعيته المسيحية هي وحدها التي ستجعل منه مرشح حزب الله المقبل للرئاسة، لأنه هو وحده اليوم من يستطيع أن يستمر في العقد المبرم بين الطرفين.

إعلامياً، يذكّر باسيل كثيراً باستراتيجية نيكولا ساركوزي بين العام 2003 و2007: كان ساركوزي يتحدث في كل شيء وباستمرار ليحتل المساحة الإعلامية على الدوام. كلامه إشكالي، لكنه يستهدف الفئة التي تستطيع أن تأتي به رئيساً. هو من كان يصنع السياسة اليومية. وهذا بالتحديد ما يفعله باسيل: هو السياسة اليومية في لبنان وكل ما عدا ذلك هو رد فعل. عندما يكتب تغريدة عن الجينات اللبنانية، ونسخر جميعاً منها، يكون باسيل يضحك بسره، كونه يحاكي أتباع القومية اللبنانية وقدامى حزب التنظيم وحراس الأرز.

عندما يتطرف في عنصريته ضد الفلسطيني والسوري، هو لا يهتم بالذين يعيشون في فقاعتهم الافتراضية، لكنه يريد أن يستعيد مبادرة "الدفاع عن الوجود المسيحي" من حزب "القوات اللبنانية". وحين يستفز استقرار الجبل ومصالحته، هو يريد أن يعيد صياغة سردية أخرى، تجعل منه حارس المصالحة في مرحلة ما بعد استعادة رئاسة الجمهورية. هذا الرجل يستند على مشروعية الخروج من الإحباط المسيحي ما بعد الطائف، والطامح للعودة إلى دولته. لا يهمه كثيراً رأي الآخرين به. بل ربما على العكس تماماً، هو يسعد بنقد الآخرين له.

يوما بعد آخر، يبني جبران باسيل الطور الجديد من العونية السياسية. فما بين  1988 و1990، عاشت العونية السياسية تكثيف الاستعادة البشيرية من داخل الدولة. وما بين 1990 و2005 عاشت حالة الشهادة والنفي ومحاربة الاحتلال. ثم ما بين 2005 و2016 عاشت مواجهة استعادة الدور المسلوب وتكريسه بانتخاب ميشال عون رئيساً. ومن العام 2016 إلى يومنا هذا لا نعيش الطور الأعلى من العونية بقدر ما نشهد الطور الأول للباسيلية السياسية. نعم، في جبران باسيل شيء من شمعونية حالمة وبشيرية محمية من القتل. لكن مع فارق وحيد واحد عن أسلافه: هو يتصدر المشهد لأن هنالك من أراد له أن يتصدره، وهو يعلم قبل الكل أن مصدر قوته الحقيقية في اللعبة الكبرى هي من قوة حليفه. هو يدرك جيداً أن نقطة قوته الأساسية هي مصدر هشاشته الدائمة. أهلاً وسهلاً بكم في جمهورية جبران باسيل.

 

قانونية فرض ضريبة على المعاشات التقاعدية

العميد المتقاعد سامي الخوري/الكلمة اولاين/10 حزيران/2019

تشكّل معاشات التقاعد مصدر الرزق الوحيد والاساسي للمتقاعدين بعد ان وصلوا الى مراحل متقدمة من العمر. والمتقاعد في لبنان على عكس سائر الدول المتقدمة وحتى دول الجوار، لا يستطيع ان يعيش بشكل لائق الّا إذا كان لديه ميراث او ممتلكات سابقة لان معاشه التقاعدي لا يكفيه في ظل غلاء المعيشة الفاحش. تحسب معاشات التقاعد على اساس الحسومات على اجور الموظفين على مدى سنوات الخدمة. وان مفهوم "معاشات التقاعد" موجود في الادارة العامة فقط ولا نراها في القطاعات المدنية. امّا الفلسفة الاساسية لضريبة الدخل فتقوم على اساس انها تُفرض على " الفرد الناشط" بمعنى "الذي يعمل" او على الأرباح المالية بشكل عام. ولهذا لا يجوز في مطلق الأحوال فرضها على كاهل المتقاعدين الذين أصبحوا خارج إطار العمل، كما انه لا يجوز اضافة ضريبة على معاشات التقاعد لأنها مقتطعة سلفاً من الدخل ولا تشكل أي أرباح مالية للمتقاعد.

في القانون: حدد نظام التقاعد والصرف من الخدمة (المرسوم الاشتراعي رقم 47 تاريخ 29/6/1983 وتعديلاته) في مادته السادسة مكوّنات المحسومات التقاعدية التي تفرض على موظفي القطاع العام طيلة وجودهم في الخدمة بما يلي:

1. نصف راتب الشهر الاول من خدمة الموظف.

2. ستة بالمئة من الراتب.

3. القسط الشهري الاول من كل زيادة تطرأ على الراتب.

ما يعني ان الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه الموظف بعد تأديته لخدمته في الادارة العامة مصدره الاساسي مجموع هذه المحسومات واستثمارها الرشيد (المفترض) على مر السنوات من قبل وزارة المالية، الامر الذي يمكن ان يكسبها مبالغ مضاعفة عما يتقاضاه فعلياً الموظف خلال حياته التقاعدية.

فعلى سبيل المثال، في حال التحاق موظف بالإدارة العامة براتب مليون ليرة شهرياً أي 12 مليون ليرة سنوياً يكون الاقتطاع الشهري 60،000 ل.ل (1،000،000 × 6% = 60،000) أي 720،000 ل.ل سنوياً (60،000 × 12= 720،000). وفي حال بلغت خدمات هذا الموظف 40 عاماً واعتبرنا ان معدل الدرجة التي ينالها كل سنتين هي 160،000 ل.ل فاصبح راتبه الاخير 4،040،000 ل.ل سيتجاوز عندها مجموع المبالغ المقتطعة منه 898،819،977 ل.ل (بعد احتساب فائدة سنوية تراكمية بقيمة 12%) ادّخرها الموظف من راتبه الخاص دون منّة من أحد، في الوقت الذي لا يتقاضى فيه سوى راتباً تقاعديا شهرياً بقيمة 3,434،377 ل.ل فقط (85% من الراتب الأخير) فيكون بذلك قد موّل بنفسه راتبه التقاعدي لفترة تتجاوز 222 شهراً (898،819،977 ÷ 4،040،000 = 222،480) أي اكثر من 18 سنة تقاعدية دون ان تكون الحكومة قد صرفت عليه أي مبلغ فعلي، ودون ان نحسب رأس المال الذي ما زال بحوزتها وتسري عليه الفائدة القانونية، ولا تقتطع منه للمتقاعد سوى الراتب التقاعدي الشهري. (ملحق مفصل مرفق ربطاً)

اضافة الى ذلك فإن معاشات التقاعد المتكوّنة من المحسومات التقاعدية الشهرية خلال الخدمة الفعلية للموظف قبل تقاعده، ليست إلا محسومات مقتطعة اصلاً من رواتب خضعت اساساً وفي حينه لضريبة الدخل (الباب الثاني)، ولا يجوز بالتالي اخضاع المعاشات التقاعدية مرة اخرى لضريبة الدخل ذاتها منعا للازدواجية في فرض الضريبة على المطرح الضريبي ذاته.

فبحسب المادة 58 من قانون ضريبة الدخل (المرسوم الاشتراعي رقم 144 تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته) يخضع الموظف الى ضريبة دخل وفق شطور محددو بدقة بحسب قيمة دخله السنوي، وذلك بالإضافة الى المحسومات التقاعدية المنصوص عنها في المادة 6 من نظام التقاعد والصرف من الخدمة (المرسوم الاشتراعي رقم 47 تاريخ 29/6/1983 وتعديلاته). فتكون الأموال التي يحصل عليها الموظف المتقاعد كمعاش تقاعدي نتيجة هذا الادخار الاكراهي معفية بحكم القانون من ضريبة الدخل كونها خضت لها مسبقاً، وهو ما اكّدت عليه الفقرة 4 من المادة 47 من قانون ضريبة الدخل التي اعفت صراحةً المحسومات التقاعدية من ضريبة الدخل. ولما كان هذا الموظف (أي موظف، مدني كان ام عسكري) قد خضع مسبقاً للضريبة على راتبه خلال فترة خدمته، فكيف يمكن تبرير اي فرض ضريبي مجدداً على معاشه التقاعدي؟؟؟ ألا يعتبر ذلك فرضاً ضريبياً على المطرح نفسه، اي ازدواج ضريبي غير قانوني وغير دستوري؟

واضيف ايضاً، ان العلاقة التعاقدية التي ربطت الموظف العام بالإدارة طيلة سنوات خدمته، والتي نصّت على اعفاء معاشه التقاعدي من اية ضريبة دخل، لا يمكن نقضها في نهاية فترة التعاقد عبر تمرير تعديل ملتبس في القانون وفرض ضريبة دخل مجدداً على معاشه التقاعدي. ان هذا الامر عدا عن انه يخالف مبدأ عدم رجعية القوانين ومبدأ عدم إمكانية قانون الموازنة (كصك تشريعي ينظم المالية العامة ويحدد النفقات والايرادات لمدة سنة فقط) اجراء أي تعديل على قوانين سارية، فهو يشكّل فخّاً للمتقاعد ويهدد بالتالي قواعد الاستقرار والامان الاجتماعي المحميّة اساساً في القوانين والمواثيق الدولية المكرسة في مقدمة الدستور المتمثلة بالالتزام بمواثيق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان (نصت المواد 22-23-25 من الإعلان المذكور على مسؤولية الدولة عن حقوق الفرد في العيش بكرامة واستقرار اجتماعي وبما يأمن به من الغوائل في حالات العجز او الشيخوخة او غير ذلك من الأسباب...)

ان الطرح المقدّم من جانب الحكومة في مشروع موازنة 2019 المتمثل بفرض ضريبة على معاشات التقاعد يعتبر في حدّه الأدنى اثراءً غير مشروع للحكومة على حساب المواطن (ولن أقول سرقة موصوفة كما يريد البعض تصنيفها...) كون المحسومات التقاعدية ليست سوى اموال مودعة في صندوق الحكومة، وقد تراكمت هذه الأموال لديها مع فوائدها القانونية على مر سنوات الخدمة.

ان فرض ضرائب على معاشات التقاعد هو أكبر مخالفة محاسبية واجتماعية وإنسانية ترتكبها الدولة في حق موظفيها. لذلك وفي حال كانت الحكومة جادّت فعلاً في إطلاق برنامج اصلاح وتطوير النظام التقاعدي، ليس عليها إلا تطبيق القوانين المرعية والمبادرة الى انشاء صندوق التقاعد الذي نصت عليه المادة 57 من نظام التقاعد والصرف من الخدمة (المرسوم الاشتراعي الرقم 47/1983) على ان تجمع فيه المحسومات التقاعدية وتدار وتستثمر لصالح المتقاعدين وتدفع منه المعاشات التقاعدية، بحيث تضبط عمليات تنفيذ نظام التقاعد ودفع المستحقات لأصحاب العلاقة دون ان تتكبّد المالية العامة اية مبالغ من حسابها.

ان المجلس النيابي مدعو كسلطة تشريعية اليوم الى تصحيح الأخطاء الدستورية الجسيمة الواردة في نص مشروع الموازنة عبر تشريح ودراسة هذا المشروع المسخ بنداً بنداً، وإزالة المواد غير الدستورية منه. فالموازنة كما عرفتها المادة 3 من قانون المحاسبة العمومية رقم 14969 الصادر بتاريخ 30/12/1963 بأنها "صك تشريعي تقدّر فيه نفقات الدولة ووارداتها عن سنة مقبلة وتجاز بموجبه الجباية والانفاق" ولا يجوز بالتالي للحكومة ان تمرّر من خلال هذا المشروع اية تعديلات في قوانين أخرى سارية المفعول (المصطلح المعروف بفرسان الموازنة) كون ذلك من شأنه مصادقة مجلس النواب على تهرّب الحكومة من اجراء الإصلاح الحقيقي وايقاف مصادر الهدر ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، بالإضافة الى تعطيلها بصورة غير مباشرة الصلاحية الأساسية للمجلس النيابي (التي يقوم بها نيابة عن الشعب اللبناني الذي انتخبه) والمتمثلة بالتشريع وتعديل القوانين ومراقبة الحكومة ومحاسبتها.

مرسوم اشتراعي رقم 47

صادر في 29 حزيران سنة 1983

نظام التقاعد والصرف من الخدمة

الفصل الثاني

تصفية معاشات التقاعد وتعويضات الصرف

المادة 5 - خدمات غير معتمدة في حساب المعاش وتعويض الصرف

لا تعتمد في حساب المعاش او تعويض الصرف كل خدمة تؤدى:

1- قبل اكمال الثامنة عشرة من العمر لمن دخل الخدمة قبل تاريخ 13 كانون الثاني سنة 1955.

2- قبل اكمال العشرين من العمر، لمن دخل الخدمة بعد تاريخ 13 كانون الثاني سنة 1955.

3- قبل اكمال الثامنة عشرة من العمر، لمن دخل الخدمة من المدرسين بعد تاريخ 13 كانون الثاني سنة 1955.

4- بعد بلوغ السن القانونية.

5- بعد قضاء المدة القانونية في الخدمة.

المادة 6 - تكوين المحسومات التقاعدية*

تتكون المحسومات التقاعدية من:

1- نصف راتب الشهر الاول من خدمة الموظف.

2- ستة بالمئة من الراتب.

3- القسط الشهري الاول من كل زيادة تطرأ على الراتب.

المادة 57 - دمج المعاشات والتعويضات

ان المعاشات وتعويضات الصرف تدمج في قسم النفقات من موازنة الدولة، وتدمج المحسومات التقاعد ية في قسم الايرادات منها، ويمكن أن ينشأ بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء، صندوق مستقل للتقاعد، تحدد شروط تمويله واصول ادارته وتوظيف موجوداته في مرسوم انشائه.

مرسوم اشتراعي رقم 144

صادر في 12 حزيران سنة 1959

قانون ضريبة الدخل

الباب الثاني: في الضريبة على الرواتب والاجور ومعاشات التقاعد

الفصل الاول: في الاشخاص والواردات الخاضعة للضريبة

المادة 46 - تحديد الاشخاص والواردات الخاضعة للضريبة

تتناول الضريبة الرواتب والاجور والتعويضات والمخصصات ومعاشات التقاعد، العامة والخاصة والمخصصات لمدى الحياة، التي تترتب في الاراضي اللبنانية على:

1- صندوق عام، الى كل شخص مقيم في لبنان او في الخارج.

2- صندوق خاص، الى كل شخص مقيم في لبنان، وكذلك الى كل شخص مقيم في الخارج لقاء خدمات أديت في لبنان.

الفصل الثاني: في الاعفاء

المادة 47 - الاعفاء من الضريبة

تستثنى من الضريبة:

1- المخصصات التي يتناولها رجال الدين لقاء قيامهم بالطقوس الدينية.

2- الرواتب وملحقات الرواتب التي يقبضها سفراء الدول الاجنبية وممثلوها الديبلوماسيون وقناصلها وممثلوها القنصليون، والرعايا الاجانب من موظفيهم وذلك شرط المعاملة بالمثل.

3- الرواتب وملحقات الرواتب التي يقبضها العسكريون من أية رتبة كانوا التابعون لجيوش الدول الحليفة.

4- الغي نص البند 4 من المادة 47 بموجب المادة 54 من القانون رقم 7/85 تاريخ 10/8/1985 وابدل بالنص التالي:

معاشات التقاعد التي تمنح لموظفي الدولة والمصالح العامة، او المؤسسات العامة والخاصة، وفقا لقوانين التقاعد وانظمته.

5- التخصيصات لمدى الحياة والتعويضات المؤقتة التي تدفع لضحايا حوادث العمل.

6- اجور اليد العاملة الزراعية.

7- اجور الخدم في المنازل الخاصة.

8- أجور الممرضين والممرضات والخدم في المستشفيات والمياتم والملاجئ وغيرها من مؤسسات التمريض والاسعاف.

9- تعويض الصرف من الخدمة المدفوع وفقا للقوانين النافذة في لبنان.

10- أضيف البند 10 التالي نصه الى المادة 47، بموجب المادة 76 من القانون رقم 7/1985 تاريخ 10/8/1985:

- التعويضات العائلية المدفوعة وفقا للقوانين والانظمة النافذة.

أضيف نص بند جديد برقم "11" الى المادة 47 بموجب المادة الأولى من القانون رقم 11 تاريخ 10/2/2017 وهو التالي:

11- أجور القابلات القانونيات العاملات في المستشفيات».

الفصل الثالث: في تحديد الواردات الخاضعة للضريبة

المادة 48 - تحديد الواردات الخاضعة للضريبة

تفرض الضريبة على الواردات الصافية التي حصلت للمكلف خلال السنة السابقة لسنة التكليف، وان انقطع مصدر الواردات في سنة التكليف او قبلها.

المادة 49 - مفهوم الواردات غير الصافية

يقصد بالواردات غير الصافية، مجموع الرواتب والاجور والتخصيصات والتعويضات والجوائز والاكراميات والمنافع النقدية والعينية.

المادة 50 - تحديد الواردات الصافية

لأجل تحديد الواردات الصافية، تنزل من الواردات غير الصافية المذكورة في المادة السابقة:

1- المبالغ المحسومة والمدفوعة للتقاعد وفقا للقوانين والانظمة النافذة.

2- التعويضات التي تعطى لقاء نفقات الوظيفة او التمثيل او النقل او الانتقال وتعويضات مسؤولية الصندوق، وبدل العلف، وبدل الملبس وبصورة عامة جميع التعويضات المعطاة لتغطية النفقات المصروفة بمناسبة القيام بعمل تطلبته الخدمة.

3- اضيف البند 3 التالي نصه الى المادة 50 بموجب المادة 12 من القانون رقم 27/80 تاريخ 19/7/1980:

- 50% (خمسون بالمئة) من المبالغ المدفوعة بدل ساعات طيران فعلي للطيارين وسائر افراد طاقم الطائرة الخاضعين للضريبة في لبنان.

4- اضيف البند 4 التالي نصه الى المادة 50 بموجب المادة 77 من القانون رقم 7/85 تاريخ 10/8/1985:

- منح التعليم، ومنح الولادة، والمساعدات التي تمنحها المؤسسة بمناسبة زواج المستخدم او وفاة أحد افراد عائلته، وذلك ضمن الشروط وحدود المبالغ المقررة في تعاونية موظفي الدولة، شرط ان تكون هذه التقديمات جارية بموجب نظام دائم شامل لكافة المستخدمين مصادق عليه من وزارة العمل.

المادة 58 - تحديد معدلات الضريبة

عدل نص المادة 58، بموجب المادة 18 من القانون رقم 1/70 تاريخ 19/1/1970، والمادة الاولى القانون من رقم 34/75 تاريخ 23/9/1975، والمادة 15 من القانون رقم 27/80 تاريخ 19/7/1980 والمادة 4 من القانون رقم 41/86 تاريخ 24/9/1986والمادة 5 من القانون رقم 3/88 تاريخ 20/1/1988، والمادة 2 من القانون رقم 33/88 تاريخ 21/6/1988، والمادة الوحيدة من القانون رقم 4 تاريخ 27/3/1990 والمرسوم رقم 603 تاريخ 21/5/1990،ثم الغي هذا النص بموجب المادة 13 من القانون رقم 282 تاريخ 30/12/1993 وبموجب المادة 32 من القانون رقم 107 تاريخ 23/7/1999 (موازنة 1999) واستعيض عنه بالنص التالي:

حدد معدل الضريبة كما يأتي:

- 2% (اثنان بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي لا يتجاوز /6.000.000/ ل. ستة ملايين ليرة.

- 4% (أربعة بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي يزيد عن /6.000.000/ل. ستة ملايين ليرة ولا يتجاوز (15.000.000) ل. خمسة عشر مليون ليرة.

- 7% (سبعة بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي يزيد عن /15.000.000/ ل. خمسة عشر مليون ليرة ولا يتجاوز /30.000.000/ل. ثلاثين مليون ليرة.

- 11% (احد عشر بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي يزيد عن /30.000.000/ ل. ثلاثين مليون ليرة ولا يتجاوز /60.000.000/ ل. ستين مليون ليرة.

- 15% (خمسة عشر بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي يزيد عن /60.000.000/ ل. ستين مليون ليرة ولا يتجاوز /120.000.000/ ل. ماية وعشرين مليون ليرة.

- 20% (عشرون بالمئة) عن قسم الواردات الصافية الخاضعة للضريبة الذي يزيد عن /120.000.000/ل. ماية وعشرين مليون ليرة.

 قانون المحاسبة العمومية

 مرسوم رقم 14969 - صادر في 30/12/1963

 المادة 1- يحدد هذا القانون أصول إعداد موازنة الدولة، وتنفيذها، وقطع حسابها، وإدارة الأموال العمومية، والأموال المودعة في الخزينة.

  المادة 2- الأموال العمومية هي أموال الدولة، والبلديات والمؤسسات العامة التابعة للدولة أو البلديات، وأموال سائر الأشخاص المعنويين ذوي الصفة العمومية.

المادة 3- الموازنة صك تشريعي تقدر فيه نفقات الدولة ووارداتها عن سنة مقبلة، وتجاز بموجبه الجباية والإنفاق.

المادة 4- تتألف الموازنة من قانون الموازنة والجداول الإجمالية والتفصيلية الملحقة به.

المادة 5- قانون الموازنة هو النص المتضمن إقرار السلطة التشريعية لمشروع الموازنة.

يحتوي هذا القانون على أحكام أساسية تقضي بتقدير النفقات والواردات، وإجازة الجباية، وفتح الاعتمادات اللازمة للإنفاق، وعلى أحكام خاصة تقتصر على ما له علاقة مباشرة بتنفيذ الموازنة.

مثال عن المبالغ المتراكمة نتيجة المحسومات التقاعدية

مثال عن موظف دخل الى الوظيفة العامة براتب يبلغ مليون ليرة وخرج بعد 40 عاماً ولم يستفد من اية تصحيحات على سلم الرتب والرواتب انما تدرّج كل سنتين وبعد احتساب معدل الدرجة 160،000 ل.ل كل سنتين يصبح راتبه الأخير 4،040،000 ل.ل (على اعتبار ان درجات الموظفين تبدأ تصاعدياً من 120،000 ل.ل وتنتهي بـ 200،000 ل.ل حسب سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة بموجب القانون رقم 46 تاريخ 21/8/2017)

 

بين رحيل غسان تويني وإعلان بعبدا

الرئيس ميشال سليمان/افتتاحية النهار/10 حزيران 2019

كتب الرئيس ميشال سليمان في افتتاحية النهار: في وقت تغرق فيه البلاد بالتجاذب السياسي والكيديات والتراشق فوق سطوح الأزمة وخطورة الوضعين الأمني والاقتصادي على النمو الذي انحدر إلى أدنى معدلاته منذ ما قبل الاستقلال، ناهيك بارتفاع جبال النفايات المكدسة وتدفق الانهار الفياضة بالمياه الآسنة والكهرباء المشطِطَة في المياه الملوثة بشتى أنواع الموبقات، وفي ظل موازنة غير متوازنة، ومشادات غير موزونة، وتوازن سياسي مصاب بخلل فاضح، وشعب يئن تحت عتبة البؤس حالمًا بالهجرة، وجيش مهدد من أعداء لبنان في الخارج ومن غالبية الساسة الأفاضل. ومع تقدم موجة العقوبات الدولية على إيران واحتمال تطاير شظاياها صوب لبنان وجزء أساسي من شعبه، جاء "الخبر السار" ان في لبنان المنكوب والمنهوب ستُصنع الصواريخ الدقيقة. وفي عز القرقعة والزمجرة وأزيز الرصاص السياسي المتطاير على طول البلاد وعرضها، أطل الارهاب برأسه من جديد مستهدفًا الفيحاء في أقدس لياليها حاصدًا أربعة شهداء من خيرة الرجال، غير آبه بهوية المستهدف بقدر حرصه على الانتقام من بذة احبطت مشروعه في جرود الضنية وحطمت أحلامه في نهر البارد ورسمت صورة لبنان القوي بجيشه الحائز على دعم شعبه المطلق. ومع هذا الكم من الأزمات تأتي الذكرى الـسابعة على غياب الحاضر أبدًا في وجدان السياديين غسان تويني الذي حذّر من "عروقة" لبنان ونادى بضرورة تحييده بدلًا من الانتحار الجماعي (افتتاحية النهار في العاشر من اذار سنة 2008)، أي قبل 75 يوماً من إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخابي رئيسًا للجمهورية. يومها كنت في اليرزة قائدًا للجيش واقتنعت تمامًا بإيجابيات تحييد لبنان. وتماهيًا مع دعوات غسان تويني للاستعجال بالحوار، شُكلت هيئة الحوار الوطني وانعقد الاجتماع الأول في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية. وكان لمداخلات تويني نكهة مميزة واصفًا هيئة الحوار بـ"الابداع الديموقراطي اللبناني"، تجتمع فيها السلطات الدستورية كافة، كما الموالاة والمعارضة والمستقلين والمجتمع المدني لمناقشة هادئة وهادفة لمواكبة الاستحقاقات الوطنية بعيدًا من وطأة التصويت والمزايدات الشعبوية أمام شاشات التلفزة. لقد أغنى غسان تويني هيئة الحوار في بداياتها باقتراحه "ميثاق شرف بين المتحاورين" من أبرز بنوده: "الالتزام بالمسلمات التي أطلقها خطاب القسم (25 ايار 2008)"، "وقف الحملات التحريضية والتخوينية"، "التمييز بين الحوار والمناظرة والمباراة الخطابية"، "عدم التحجر في المواقف والانفتاح على إمكانية الاقتناع"، "التسليم بإمكانية الاختلاف بالرأي دون الولوج إلى الخلافات العقائدية والدستورية أو تلك التي تكون امتداداً للنزاعات الاقليمية".

وفي اليوم الثالث على رحيل المرحوم غسان تويني، أقرّت هيئة الحوار الوطني بالإجماع (11 حزيران 2012) "إعلان بعبدا"، جوهره "تحييد لبنان عن صراعات المحاور" وضرورة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وإقرارها. وعلى رغم اعتماده وثيقة رسمية لمجلس الأمن والجامعة العربية، واعتبار كبرى الدول الصديقة "إعلان بعبدا" مرجعية، تنكّر له "حزب الله" بعد انغماسه في الحرب السورية على قاعدة "حيث يجب ان نكون سنكون". في هذه الذكرى، نقف على أطلال دولة مهددة غير موثوق بها، لا حوار فيها ولا تحييد بل شتائم متبادلة تتقاذفها مواقع صُنعت للتواصل فصارت لتقطيع الأوصال. لا استراتيجية دفاعية ولا استراتيجية اقتصادية ولا رؤية لحل المشكلات العالقة والمزمنة. نقف، وأمامنا جيش حرمته الكيديات هبة سعودية غير مسبوقة في تاريخه ومكتسبات أخرى، وحزب يتغنى بامتلاك صواريخ دقيقة ويستبق الاستراتيجية الدفاعية بالتهويل بإنشاء مصانع لهذه الصواريخ. في هذه الذكرى (عشيّة صدور "إعلان بعبدا")، نردد بلسان غسان تويني: "ارفعوا أيديكم عن لبنان"، "حيّدوا لبنان كي تسلموا أنتم كما يسلم لبنان ويعود موئلًا للحرية والديموقراطية والحضارة والإنماء المتنامي وعاصمة الأخوّة الحقّة وحوار الأديان والثقافات". "هذه المرة لن يكون في وسع أحد حماية أحد آخر من التهام الأخضر قبل اليابس". "فتبصروا وحذار.. وقد أعذر من أنذر، التحييد وحده في وسعه أن يكون خشبة الخلاص من جنون الانتحار المشترك".

 

عصر الانهيار اللبناني

فؤاد ابو زيد/الديار/10 حزيران/2019

عصر الانهيار اللبناني الذي بدأ منذ العام 1989، وتدّرج نزولاً ثلاثة عقود متتالية، يبدو انه وصل في الاشهر القليلة الماضية الى بداية عصر الانحلال، وفي ايام دراسة قانون الموازنة العامة ومناقشتها، وقع في محظور الوصول الى عصر الانهيار الوطني، على يد من كان يفترض بهم ان يعيدوه الى وطن متعافى اخلاقياً وثقافياً واقتصادياً ومالياً ومؤسساتياًَ كامل الاوصاف، بعدما انحدر من وطن الى بلد.

التناحر اليوم يلفّ بلدنا من اقصاه الى اقصاه، والصوت الذي يصدح عالياً، هو صوت الطائفية والمذهبية والشخصانية المغلّفة تحت تسميات مختلفة، مثل الحقوق، والمساواة، والمشاركة، باستثناء اقلّية تحرص على الخطاب العاقل الايجابي، الوطني، دون ان تتهم احداً، لا بالعمالة، ولا بالعنصرية، ولا بالاستتباع، وجلّ ما يهمها كيف السبيل الى انقاذ الوطن والجمهورية، واغلب الظن ان جهدها، كما هو واضح، لن يكلّل بالنجاح، لان الامراض اللبنانية اصبحت عصيّة على الشفاء، الا باعجوبة، وعصر العجائب غائب عن سماء لبنان.

اهل السياسة في لبنان، او معظمهم، لا يتفقون على شيء، الا على المحاصصة، ومن اجل المحاصصة يذهبون الى التحالفات والتسويات، واي اختلال في التحالفات والتسويات، لا يعود الى اسباب مبدئية، بل لخلاف ظرفي على اقتسام الجبنة، وعلى هامش هذا الوضع السيىء، يجد بعض الموتورين الملوثين بالتبعية والطائفية مجالاً لاثبات وجودهم امام من هم مثلهم، واكبر مثال على ذلك مسارعة البعض مثلاً الى اتهام من يريد حماية نفسه من ضغط النازحين السوريين عليه، بالعنصرية والشوفينية، مثلما حصل بعد حادث دير الاحمر بين الاهالي والنازحين دون ان يعيروا اي اهتمام لمصلحة ابناء «بلدهم»، خصوصاً ان ما حصل في دير الاحمر، حصل مثله في عرسال والجبل والجنوب، ولم تلصق تهمة العنصرية الا باهل دير الاحمر، هل يا ترى يسهل الاتهام لانهم مسيحيون؟!

في هذا الصدد، مهم جداً استعارة ما كتبه الزميل انطوان سعد في مقال له كتبه في 10 تشرين الثاني 2018، حول اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين الذين نزحوا اثناء الحرب في لبنان الى سوريا، وموقف الرئيس الراحل حافظ الاسد من هذا النزوح، حيث قال في خطابه الشهير في 20 تموز 1976 ما حرفيته «كان في لبنان قبل الحوادث نصف مليون سوري يمارسون مختلف الاعمال (...) وهؤلاء عادوا الى سوريا، وعلى الاقل يوجد في سورية حوالى نصف مليون لاجئ لبناني، ودخل الى سوريا حوالى 150 الف فلسطيني (...) اعتقد اننا نستطيع الان ان نتصور حجم المشكلة التي يسببها دخول مليون انسان الى بلد عدد سكانه اقل من تسعة ملايين (...) والنسبة هي هي واحد لكل تسعة (...) وحتى اذا كانت واحد الى 18 او الى 20 او الى 30، تبقى المشكلة مشكلة وتبقى مشكلة كبيرة (...).

الذين يتهمون اللبنانيين بالعنصرية، هل يتكرموا ويقولوا لنا ما هي نسبة النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان نسبة الى عدد سكان لبنان؟!

اللي استحوا ماتوا.

 

سقوط التسوية حتمي بسقوط شروطها

العميد الركن خالد حماده/اللواء/11 حزيران/2019

غادر الرئيس سعد الحريري إلى مكة لتمثيل لبنان في القمّتين الإسلامية والعربية، مثقلاً بكمّ كبير من العبث السياسي والتجاوزات التي طغت على جلسات الموازنة العشرين. في مكة أطلقت كلمة الرئيس العنان لتصريحات الأمين العام لحزب الله الذي اعتبر أنّ ما أدلى به رئيس الحكومة يعبّر عن رأيه ولا يعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية، لتنهال بعدها سلسلة من التصريحات والتغريدات تولاها وزير الخارجية جبران باسيل الشريك المفترض لرئيس الحكومة في التسوية الرئاسية، وتعرّض عبرها للموازنة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والنازحين السوريين - مع ما تلاها من إجراءات ميدانية في دير الأحمر وعرسال قد يكون لها تبعاتها أمام المجتمع الدولي - وانتهاءً بالتعرض للدول الخليجية من باب ادّعاء الحرص على اليد العاملة اللبنانية. ليست هذه المرّة الأولى التي يُحرج فيها الوزير باسيل رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد سبق له أن سجّل جملة من الأهداف على حساب صلاحيلات الرئيس ودوره عبر استحقاقات إدارية وسياسية وحكومية عديدة. ولكنّ الجولة الأخيرة كانت الأقسى بحيث أظهرت حجم الخديعة في الشراكة المزعومة، وحجم الأضرار التي ستخلّفها على موقع رئاسة الحكومة بعد انتهاء مفاعيل التسويّة، مما استدعى تدخّل رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى. كل ذلك دون أن يرف للوزير باسيل أي جفن بل على العكس، جاهر الوزير بدور الندّ لرئيس الحكومة عبر إرسال الموفدين من تياره الى دار الفتوى، أو لزيارة فعاليات مدينة طرابلس وعبر تصريحاته على طريقة «العذر الأقبح من الذنب». مبررات فريق رئيس الحكومة ومحاولة التغطية والتعالي على الاستخفاف والتجاهل بدت باهتة ودون أي وقعٍ قادر على تعديل الموقف.

غاب رئيس الحكومة عن أي ردّ فعل إزاء كل ما يحصل، وكأنّه في خلوة مع الذات لتقييم الموقف ومحاولة الحدّ من الخسائر المتلاحقة. التسويّة الرئاسية التي كان يعوّل عليها في تكوين السلطة أضحت تسويّة على تجاوز الدستور. وجود رئيس الحكومة في الرياض يرفع من حراجة موقفه أمام المملكة التي تتعرّض عبر لبنان لاعتداءات من قِبل حزب الله وفريق رئيس الجمهورية، وهي لا شك تقوم بدورها بتقدير الموقف من جديد، بعد انهيار مرتكزات التسويّة الرئاسية، لوضع الخيارات إزاء ما يجري في لبنان في ظل الصراع المفتوح مع إيران في الخليج واليمن والعراق واحتمالات التصعيد المفتوحة. السؤال الذي أضحى مطروحاً بقوة لدى أكثر من فريق سياسي لم يعد يتوقف عند التسويّة الرئاسية وشروط ترميمها واستمرارها، بل عند إمكانية استعادة الحدّ الأدنى من الهيبة والقدرة على وضع جدول الأعمال وفق ما يفرضه الدستور وترؤس وإدارة جلسات مجلس الوزراء، لا سيما مع التعيينات المرتقبة والاستحقاقات الحكومية مع المنظّمات الدولية وفي ظلّ الاحتدام المبكر للمعركة الرئاسية.

قد تفترض الواقعية السياسية العودة الى الظروف الإقليمية والدولية التي أخرجت التسويّة الرئاسية، والبحث عن حقيقة استمرارها وبالتالي عن صلاحية هذه التسوية وقابليتها للاستمرار. التسوية الرئاسية في لبنان وانتخاب العماد ميشال عون بتاريخ 31 أكتوبر 2016 حصل بتوافق إقليمي شكّلت طهران أحد أطرافه، بعد أن كانت كلّ الدلائل تشير الى فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الأميركية، وبالتالي استمرار الديمقراطيين في السلطة، مما يعني استمرار الصعود الإيراني في المنطقة واستمرار مفاعيل الاتّفاق النووي بموافقة أميركية. وصول الرئيس دونالد ترامب المفاجئ في 8 أكتوبر شكّل الاختبار الحرِج الذي لم تستطع التسوية اجتيازه لعدم التزام الفرقاء السياسيين بسياسة النأي بالنفس. خروج الولايات المتّحدة من الاتفاق النووي وما تلاه من تطبيق للعقوبات على طهران، والتحالف الأميركي مع دول الخليج العربي والعجز الأوروبي عن تعديل الموقف الأميركي يظهر بوضوح تصميماً متناميّاً لدى الولايات المتّحدة لتعديل الدور الإيراني في المنطقة. التصاعد في الموقف الأوروربي حيال طهران ودورها في تهديد الاستقرار وآخره ما كشفت عنه صحيفة «تلغراف» عن اكتشاف قوات الأمن البريطانية لمصانع متفجرات تابعة لحزب الله في ضواحي لندن، يؤسّس لمرحلة جمع القرائن التي تُدين طهران، ويؤسّس لدور بريطاني متقدّم في دعم الموقف الأميركي، ويضعف من قدرة أوروبا في الخروج عن القرار الأميركي لا سيما بعد خروج بريطانيا من الاتّحاد. لا يمكن التكهن بتوقيت عودة الرئيس الحريري من الرياض، ولكن يمكن القول أنّ الرئيس الحريري بما يمثّل من مشروع سياسي عنوانه اتّفاق الطائف، وبما يمثّل من موقع عربي عنوانه التزام ميثاق جامعة الدول العربية وإصرار على التمسّك بالرعاية الدولية لاستقرار لبنان أمنياً واقتصادياً، يُدرك تماماً أنّ التسوية السياسية قد تمّ الانقلاب عليها، وهي إن كانت في لحظة إنتاجها تمثّل أفضل الممكن فقد فقدت صلاحيتها ومقوّمات استمرارها بسقوط شروطها ولم يعدّ من الممكن إعادة إنتاجها. هذا في الوقت الذي تخوض فيه المارونية السياسية الجديدة آخر معاركها في مواجهة حقائق التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وبحثاً عن حلم أضحى سراباً.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

عون: طلبت زكا من الرئيس روحاني... فاستجاب  

جورج شاهين/الجمهورية/الاثنين 10 حزيران 2019

في زحمة الملفات المفتوحة على كل جديدٍ، لا يستحيل على زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يناقشوه في كل جديد. فهو يتابع يومياً المستجدات على مختلف الصعد. فأمامه كدسة من الملفات والتقارير، التي يتابعها تمهيداً لاتّخاذ موقف منها. فلا تعوزه الدقة في الإجابة على أيّ سؤال، وليس عنده أمر لا يمكن مقاربته. فما الذي سجّله زواره في الساعات الماضية من مواقف؟

يحتار زوار قصر بعبدا في الساعات الماضية من أين يبدأون بالحديث مع رئيس الجمهورية، في ظل أجواء "العصفورية"، التي عكستها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، على اكثر من مستوى، من الملف الأمني، في أعقاب العمل الإرهابي في طرابلس، أم من الإستعدادات لمناقشة مشروع قانون الموازنة وما حمله مشروعها الجديد، الذي سيكون على مشرحة المجلس النيابي، من اليوم وصولاً الى قضية اللبناني – الأميركي نزار زكا، الذي ينتظر أن يعود الى بيروت حراً برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وما رافقها من جلبة، الى ما هنالك من شؤون وشجون إقتصادية ومالية وسياسية وسياحية.

يستمع الرئيس عون الى جرأة محدّثيه، ويقول: "صحيح الملفات كثيرة وما على طاولتي يكفي، أتابع التقارير يومياً". لكن وعلى رغم كثافتها، أبدى رغبة واضحة بإلقاء الضوء على ملف مكافحة الفساد ليقدّم جردة بما لديه من تقارير يتابعها يومياً، وهي لم تكتمل بعد. فما يجري تحضيره من ملفات كبير ودقيق وبانتظار أن تكتمل المستندات سيكون هناك ما يفاجئ في الكثير من المجالات.

ويضيف امام زواره: "منذ أن تسلّمت مهامي تصلني التقارير، وكلما وثّقت المراجع المعنية ملفاً فُتح، من تلك التي تناولت الوضع في قوى الأمن الداخلي والقضاء، الى الجمارك، فالمرفأ والضمان الإجتماعي ومؤسسات أخرى. لن يُفتح ملف ما لم تكتمل الوثائق التي تدين صاحبه. والكلمة في هذا الإطار للقضاء. هذا ما يجب التركيز عليه اليوم. ولا يجب أن يكون للشائعات مكان في ظل إمكانية تحضير الملفات الموثّقة، فالشائعات كثيرة. أتابع الصحف يومياً والحمد لله أرى مجالاً واسعاً للشائعات و"الحرتقة على مين يشيل". وبالفعل ألا تحتاج كل هذه الأمور الى التدقيق والتحقيق في صحتها قبل نشرها على الرأي العام؟

وقيل له: هل تكفي هذه الملفات الصغيرة، من ملف حفر بئر الى إمرار معاملة من هنا أوهناك، للوصول الى المال المنهوب بالمليارات. فما يعتقده اللبنانيون هو في مكان آخر في المشاريع الكبرى، وما لم تصل الأمور الى الرؤوس الكبيرة لن تكتمل العمليّة.

يقاطع رئيس الجمهورية ويرد بالقول: "صحيح الملفات الكبرى قد تكون في مكان آخر، وهي التي دفعتنا الى البحث عنها منذ العام 1993. وما إصرارنا على إجراء الجردة المالية منذ تلك الفترة، إلّا بدافع البحث عنها. فالجردة التي نجريها اليوم منذ العام 2005 أظهرت خللاً كبيراً عُهد به لقراءته ومعالجته الى ديوان المحاسبة، وهو يعمل ليلاً نهاراً لهذه الغاية. ومن المفروض أن تحال كل مكامن الخلل، التي تبرز فيها الى التحقيق. وكل ما نأمله عند إقفال هذه الجردة الكبرى لمرة أخيرة، على أن نجريها من هذا العام وصاعداً بشكل سنوي، كما يجب أن تكون. فقطع الحساب الواجب إنجازه يجب أن يكون سنوياً، كما يقول القانون والدستور، وما جرى لم يكن فيه شيء من هذا القبيل. إنّ من أهم وسائل مكافحة الفساد وضع موازنة سنوية وكما يجب أن تكون. وهو ما سنعمل به من العام المقبل، فأنا على قناعة أنّ وضع موازنة يجب أن يكون بكامل المواصفات".

وعندما يسأله زواره عمّا إذا كان مقتنعاً بما ورد في مشروع موازنة 2016، من ضرائب ورسوم "فايشة" على المواد المستوردة وأرقام السيارات المميّزة، التي فتحت لها الأسواق السوداء وزجاج الفوميه ومحسومات الرواتب من دون البحث عن الضرائب "الغميقة" وغير المباشرة، وهل ستعتمد الإستثناءات فيها لتحييد آلاف الأرقام المميزة لدى عائلات المسؤولين، يردّ الرئيس عون أمام زواره مبتسماً "كلو بيجمع" ولن تكون هناك استثناءات ابداً.وأضاف مستذكراً نكتة مهضومة عندما سأله أحدهم عمّا إذا كان يقدّر حجم فاتورة شخص لديه رخصة مسدس ولوحة من 3 أرقام ومفيّم سيارتو وراح أخد نفس أرغيلة؟ واستطرد ليقول: "إنها السنة الأخيرة التي تتأخر فيها الموازنة عن موعدها الدستوري وموازنة العام 2020 ستكون منجزة قبل 31 كانون الأول 2019 من دون أيّ نقاش".

وسئل عن الوضع الأمني وما جرى في طرابلس عشية الفطر، وطريقة مواجهتها ومعالجتها بالشكل الذي لجأ اليه، وما قامت به القوى العسكرية والأمنية، فاستطرد الرئيس عون ليقول: "عملنا منذ اللحظة الأولى في مواجهة الإرهاب، ولإنهاء الوضع الشاذ على الحدود وفي الجرود. فكانت عملية "فجر الجرود" التي توّج فيها الجيش الإستعدادات، التي أُنجزت ونظّفنا الجرود من الإرهابيين. ونسعى اليوم لكشف ما هو مخفي لاقتلاع الخلايا النائمة متى واينما وجدت. ونترقب اليوم بحذر ما يمكن أن يتأتّى من "حرب ادلب". هناك معلومات عن قياديين إرهابيين قد فرّوا من المنطقة وقد ينجح بعضهم بالوصول الى لبنان ونحن نقوم بما يلزم لرصد حركتهم. فالمعابر والوسائل، التي يمكن أن يلجأوا اليها وُضعت تحت المراقبة اللصيقة، ونحتفظ بسرية ما نقوم به. فالعمليات التي تعزز هذا التوجه جارية. وما حصل فوق الأرض في طرابلس قبل أيام رآه كل الناس، وباتوا على علم به، ولكن ما يجري تحتها هو مهمة القوى المعنية، فنحن نراقب للتثبت ممّا إذا كانت عملية لـ "ذئب منفرد" او مجموعة "ذئاب منفردة".

واضاف: "هناك مجموعة توقيفات حصلت والتحقيقات جارية لمعرفة ما هو مخفي حتى اليوم من معلومات ووقائع".

ولمّا قيل له إن إلغاء نسبة عالية من حجوزات عيد الفطر حصل بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، شكّك الرئيس عون بالرواية، وقال: "الصيف لم يبدأ، ومع ذلك أتت إلى لبنان "زرافات ووحداناً" أكثر ممّا توقعنا، وشهرا تموز وآب باتا على الأبواب وننتظر المصطافين العرب والسياح الأوروبيين، ليكونوا بيننا في لبنان وعلينا طمأنتهم سلفاً بأنّ الأمن في لبنان وسلامتهم خط احمر". ولما سُئل عن اللغط الحاصل حول قضية نزار زكا، قال: "تلقيت كتباً ومناشدات منذ أن أوقف نزار في طهران، والتقيت بعائلته وتابعت مفاوضات كانت تجرى للتبادل ولم تنجح. ولما قدّرت أنه لا يجوز أن تطول قضيته تحرّكت. نزار لبناني قبل أن يكون أميركياً ايضاً ولا يجوز تركه وحيداً. تدخّلت لدى الرئيس حسن روحاني، الذي أبدى تجاوباً. وكلفت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ليقوم بما يلزم فهو رجل هذه المهمات وسيأتي به الينا، أما كيف ومتى فهو أمر متروك لحينه. ولذلك كل ما كتب وقيل خارج سياق هذه الحقائق لا تأخذوا به فلا أساس له على الإطلاق.

 

العِلاجُ بالرياضةِ الروحيّة  

سجعان قزي/الجمهورية/الاثنين 10 حزيران/2019

لم تَعُد أسبابُ مشاكلِنا السياسيّةِ والوطنيّةِ سياسيّةً وعقائديّةً بامتياز. ولم يَعد تغييرُ السياسةِ يؤدّي حتمًا إلى حلِّ مشاكلِنا الداخليّةِ. يَكفي أن نَستعيدَ تغييراتِ الثلاثينَ سنةً الأخيرةَ لنتأكّدَ من ذلك. جُزءٌ كبيرٌ من الانحرافِ السياسيِّ في لبنان يعود إلى حالاتٍ نفسيّةٍ واجتماعيّةٍ وثقافيّةٍ وأخلاقيّةٍ تعاني منها الحياةُ السياسيّةُ اللبنانيّة عمومًا. فالسياسيّون هم بالأساسِ من هذا الشعبِ. مثلَه عانوا الحربَ والقصْف، الخوفَ والخطَر، التهجيرَ والفِراق، الضِيقةَ والهموم، الوِحدةَ والكآبة، الاحتلالَ والسجون. منهم مَن صمدَ وقاوم. ومنهم من آثَرَ العمالةَ والإذلالَ ويُناضِلون اليومَ لاستعادتِهما؛ فاحتلالٌ يعرِفونه خيرٌ من كرامةٍ لا يعرِفونَها.

هكذا يَرجِعُ الواقعُ السياسيُّ إلى البيئةِ الاجتماعيّةِ الحاضِنة. فالمجتمعُ مسؤولٌ عن أخطاءِ الفردِ لا من ناحيةِ فقدانِ المحاسبةِ السياسيّةِ فقط، بل بِحكمِ التفاعلِ السلوكيِّ والتساوي في المستوى الحضاري. وفي هذا الجوِّ الكُلّيِ السوء لا يَستطيع أحدٌ أنْ يَدّعيَ المعصوميّةَ. وبالتالي إنَّ العلّةَ الأساسيّةَ هي البيئةُ السياسيّةُ بقدْرِ ما هي الطبقةُ السياسيّة. ما يُغرِّدُ به السياسيّون نَسمَع مثلَه في الشارع وأكثرَ منه على التواصلِ الاجتماعيّ...

كم مرّةً سألنا أنفسَنا لماذا يَحتَجُّ الناسُ ثم يُعيدون إنتاجَ الطبقةِ السياسيّةِ ذاتِها، وما وجَدْنا جوابًا عن السؤالِ في السياسة؟ نَكتشفُ اليومَ أنَّ السببَ هو هذا التفاعلُ البيئَويُّ والنفسانيُّ والحضاريُّ بين المرشَّحين للانتخاباتِ والناخبين، وهو أقوى من القناعاتِ السياسيّةِ ومستقِلٌّ عنها. الناخبُ يُغطّي خِيارَه السابقَ بتجديدِه، ورجلُ السياسةِ يُكمِلُ خطأَه بالثقةِ الجديدةِ الحائزِ عليها. يتبادلُ الطرفان الإثمَ مع سابقِ معرفةٍ به، ويَمتنِعان عن الخروجِ من هذه الدوّامةِ الدائريّةِ لأنّهما يَنتميان إلى نفسِ الفَصيل، ولأنهّما يَخلطِان بين الفائدةِ بمفهومِها الوطنيِّ والمصلحةِ بمفهومِها الشخصيّ.

المستوى المتدَنّي الذي بَلغَه العملُ السياسيُّ والسلوكُ الانفعاليُّ والتخاطُبُ بين سياسيّي المرحلةِ، تَستحيلُ معالجتُه بالدستورِ والقوانينِ والقضاءِ والمواثيقِ فقط. ونسبةُ الأحقادِ والتعصّبِ والشِقاقِ المتفشيّةُ في نفوسِ السياسيّين لا تَنفَع معها المصالحاتُ الصوريّةُ والتسوياتُ السطحيّةُ وهيئاتُ الحوارِ الوطنيّ واجتماعاتُ الأحزابِ ولا حتى الانتخاباتُ النيابيّة: جميعُها استُنزِفَت وفَشِلَت.

عِلاجاتُ مشاكلِنا السياسيّةِ، متوفرِّةٌ في عِلمِ النفسِ وعلمِ الاجتماعِ والفلسفةِ والثقافةِ أكثرَ ممّا هي متاحةٌ في علمِ السياسة. الوضعُ يَستلزمُ مقاربةً خلّاقةً غيرَ سياسيّةٍ تأخُذ في الاعتبارِ الكسوفَ الحضاريَّ والخسوفَ الأدبيَّ والتحوّلاتِ النفسيّةَ في الطبقةِ السياسيّةِ اللبنانيّةِ وبيئتِها. أعضاءٌ من هذه الطبقةِ يَجهلون بما هُم عليه مع أنّهم يَتساءلون في قرارةِ أنفسِهم لماذا هم يَتصرّفون كذلك، وأعضاءٌ آخَرون يُدركون السببَ لكنَّ كبرياءَهم لا تَسمحُ لهم الاعترافَ به. والبقيةُ، وهي الأكثريّةُ، لا تَعرِفُ ولا تَتساءلُ ولا تُريد أن تَعرِفَ ولا تريدُ أن تَتوبَ؛ تَطبَّعت على السلوكِ السيِّئ وإلّا لما كنّا على ما نحن عليه.

سنةَ 1977 صَدر في باريس كتابُ «هؤلاءِ المرضَى الّذين يَحكُمونَنا»، ويَتحدّثُ عن الأمراضِ الجسديّةِ التي كانت تُعيقُ عملَ كبارِ رؤساءِ العالمِ آنذاك وتُؤثّرُ على قراراتِهم وهذه السنةُ صَدر في أميركا كتابُ «Vices of the Mind» (عيوبُ المعرفة) وفيه يَعتبر قاسم قسّام، المفكِّرُ البريطانيُّ من أصلٍ كيني، أنَّ حربَ العراق وانتخابَ دونالد ترامب والـــ«بريكست» فصولٌ من عيوبِ الفكرِ النفسيّ.

نحن في لبنانَ تجاه أمراضٍ سلوكيّة، لا جَسديّةٍ، تَفشَّت في العقلِ السياسيّ وعَطّلت كلَّ الحياةِ الوطنيّة. إن السياسيّين اللبنانيّين ـــ إلى أيِّ دينٍ انتمَوا ـــ مدعوّون إلى التفكيرِ جِدّيًا في هذا الموضوعِ بهدوءٍ ومسؤوليّةٍ وتواضُع، وإلى البدءِ بممارسةِ «الرياضةِ الروحيّةِ» بشكلٍّ جَماعيٍّ كما يَفعل الأساقفةُ والرهبانُ دوريًّا، وكبارُ رجالِ الدولِ في العالمِ المتحضِّر، وكما تَفعلُ مجالسُ إداراتِ الشركاتِ الكبرى في أوروبا واليابان وأميركا. ليس في الأمر عيبٌ، إنما العيبُ أنْ تَبْقوا كما أنتم وأنْ تُبْقوا الشعبَ كما هو.

الإبراءُ من الآفاتِ السلوكيّةِ الصادمةِ الرأيَّ العامَّ، وقد تَكبَّدْنا إحدى فوراتِها الأسابيعَ الماضيّة، يبدأُ بعقدِ جلساتِ رياضةٍ روحيّةٍ فتَلتقي الجماعةُ السياسيةُ وتَتكلمُّ في كلِّ شيءٍ إلّا في السياسةِ. تَبحثُ عن الصفاءِ الفكريِّ والارتقاءِ الأخلاقيِّ والنقاوةِ الروحيّةِ، عن الحقيقةِ الصافيةِ والسلامِ الداخليِّ والذاتِ العميقةِ. تتأمّلُ لاحقًا في الأحداثِ وتَسعى إلى أن تُميّزَ بين الصحِّ والخطأِ، والأساسيِّ والعَرَضيّ، والثابتِ والـمُتحوِّل. وتَستمعُ الجماعةُ السياسيّةُ إلى اخِتصّاصيّين مُتجرِّدين من خارجِ البيئةِ السياسيّةِ يُلقُون عليهم محاضراتٍ عميقةً، فلسفيّةً ووِجدانيةً، عن الإنسانِ والمجتمعِ والحياةِ والتطوّرِ وحِسِّ الشأن العام وحُسنِ الحوكمةِ. ويَدور حوارٌ بين الجماعةِ المشاركِةِ حولَ مختلَفِ هذه القضايا السامية.

تتجاوزُ الجماعةُ أَنانيّاتِها. تُحلِّقُ فوقَها فيتغيّرُ المشهَدُ: تَكبُر الأساسيّاتُ وتَصغُر التفاهات، ويَتجلّى الوطنُ بتاريِخه ومستقبلِه فيَخجَلُ الحاضر. في حلقاتِ الرياضةِ الروحيّةِ تَحتجِبُ السياسةُ وتَسطَعُ الوطنيّةُ. يَخبو الشخصُ المدنَّسُ ويتجلّى الإنسانُ الطيّبُ المحجوبُ خلفَ كلِّ رَجلِ سياسةٍ أو امرأةِ. تَغوص الجماعةُ في ضميرِها وتَستنبِطُ منه الأنْقى والأحْلى والأنْفع، وتَتلو صلاةَ الوطن. في هذه الحلقاتِ يُصبح المتعذِّرُ ممكِنًا. يَسهُلُ الاعترافُ بالخطإِ ويَجري التصحيح. يَهونُ الاعتذارُ والندَمُ ويَطفو الفكرُ الإيجابيُّ. تَقوى نَزعةُ التضامنِ وتُغورُ الفرديّةُ. تَنقشِعُ أبعادُ المسؤوليّةِ الوطنيّةِ ورَهْبتُها، ويَتيسَّرُ الاتفاقُ على القضايا المصيريّةِ. في جوِّ الانعتاقِ والتجرّدِ يُصبحُ من دونِ قيمةٍ كلُّ ما يُفرّقُ ويَمنعُ الاتّفاقَ على المسلِّماتِ الحياتيّةِ والوطنيّة.

هكذا تَجدُ الجماعةُ السياسيّةُ ذاتَها في القيمِ وينشأُ بين أعضائِها رابطٌ لا يَفُكُّه سوى الموتِ. واثقٌ أن َّالسياسيّين اللبنانيّين لن يَخرُجوا من هذه الرياضاتِ الروحيّةِ مثلما دخلوها. ستكونُ الصَحوةُ التي تُغْني عن ثورة.

تصحيحُ السياسةِ من خلالِ الرياضةِ الروحيّةِ ليس فكرةً طوباويّةً وساذِجةً. هي الطريقُ السلميُّ الوحيدُ الذي يُعيد إلى السياسةِ قيمتَها وإلى السياسيّين الاحترام، وهي المكانُ السِحريُّ الذي فيه يَقتربُ السياسيّون من الله ويَتصالحون مع الشعبِ فيُقومُ لبنان مِن بين الآفات.

 

الحريري - باسيل: النأي بالنفس عن... البيزنس

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 10 حزيران 2019

لا مبرر منطقياً لسجالات الايام الاخيرة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. لا استحقاق وشيكاً يتصارعان عليه، هما اللذان يُعدّان منذ عام 2016 الحليفين الاكثر تضامناً. الاقوى إطباقاً على السلطة. من حولهما يقلّ الحلفاء ويتضاعف الخصوم

لا انتخابات رئاسية قريبة. كذلك لا انتخابات نيابية او بلدية ولا قانون جديداً للانتخاب. لا خيارات اقليمية جذرية مستجدة حتى. لا حكومة جديدة، ولا مصلحة لأحد في الانقلاب على الآخر قبل احتساب الكلفة. لا تحتاج التعيينات الادارية المرتقبة الى مثل هذا الاشتباك بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، ما داما يمثلان معاً نصاب الغالبية الحكومية في مجلس الوزراء، ويمسكان بالكتلتين الكبريين والاوليين في البرلمان. رئيس تيار المستقبل هو رئيس الحكومة، ورئيس التيار الوطني هو الوزير الاول الذي تكاد كلمته تكون موازية لكلمة رئيس الجمهورية داخل مجلس الوزراء عندما لا يحضر الرئيس.

الفريقان اللذان ابرما تسوية 2016 متفاهمان على البقاء جنباً الى جنب في الحكم. لكن ايضاً في مواجهة معظم الآخرين، اذا كان من الضروري استثناء حزب الله. اضف عاملاً جوهرياً في هذا التفاهم، الواقع في قلب التسوية تلك، انهما شريكان فعليان على قدم المساواة تقريباً في بيزنس الجمهورية. متفقان على الحصص والمكاسب والاستثمار والتوظيف والتطويع والتلزيمات وتوفير التسهيلات وتوزّع القطاعات وتسوية المخالفات والتغلغل في الشركات والشركاء والمصارف. شأن استئثارهما - الى حد كبير - بما لكل منهما في كل مفاصل الدولة: في المال والاقتصاد والامن والقضاء والادارة. لا يغفل ذلك مواقع الافرقاء الآخرين ذوي الشأن كالثنائي الشيعي ووليد جنبلاط، وبنسبة اقل بكثير القوات اللبنانية.

من اجل ذلك، يمسي مستغرباً انفجار الخلافات والسجالات التي تعلو وتهبط بين تياري الحريري وباسيل، كانعكاس حتمي لما يتكهن البعض انه بين مرجعيهما. في الوقت نفسه يظل البيزنس بينهما في منأى عن كل ما يحدث. لا يمد اي من افرقاء التيارين يده، او لسانه، على مصالح الآخر او التشهير به، أو التعرّض له كرد فعل على التناحر السياسي. كلاهما يعرف ما في ادراج الآخر من ملفات.

لعل الاكثر مدعاة للعجب، انهما باتا يمثلان، وخصوصاً منذ نتائج انتخابات 2018 اكثر مما رافق مطلع العهد، سابقة غير مألوفة في الحياة السياسية اللبنانية. منذ اتفاق الطائف على الاقل: ان تدور اللعبة السياسية برمتها، في كل آليات الحكم والسلطة، من حولهما. ليسا في موقعين متقابلين، ولا احدهما موال والآخر معارض، بل هما حليفان مسؤولان مباشرة عن «انتظام» السنوات الثلاث الاولى من ولاية رئيس الجمهورية، حتى الآن، وتنظيم ادارتها.

مع ذلك ينتمي كل منهما، في نظر شريكه، الى المحور الاقليمي العدو، المناقض له: رئيس الجمهورية ووزير الخارجية تعدّهما السعودية حليفين لحزب الله وتضعهما تالياً في محور ايران، وهذه تدرج الحريري في خانة السعودية ما يحيله خصماً في نزاع الاستراتيجيا الاقليمية والمذهبية. لا يحول ذلك دون استمرار تواصل زعيمي التيارين مع المحور الخصم. لأجل ذلك ثمة سياستان للديبلوماسية اللبنانية لا يعدو مرورهما في مجلس الوزراء كونه واهناً، يعبّر الرجلان عن كل منهما على طريقته، شأن مواقف رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من الحرب السورية والنازحين، ومواقف الحريري من الحرب السعودية - الايرانية في اكثر من مكان. الا ان الحريري وباسيل لا يتنافران كثيراً. في وسع احدهما ان يكون في آن رئيساً للحكومة ووزيراً للخارجية، والآخر ان يكون في آن ايضاً وزيراً للخارجية ورئيساً للحكومة.

الاعجب بازاء ذلك كله، ان هذين الحليفين - كلاً على حدة - هما الآن اكثر من اي وقت مضى بلا حلفاء تقريباً: للحريري مشكلة مزمنة مع حزب الله مرتبطة بالخيارات الاقليمية - بعدما بات تجاهل سلاحه موقفاً مألوفاً - آخر تجلياتها تداعيات قمم مكة. ومشكلة مع جنبلاط ارتبطت تارة باستبعاد الزعيم الدرزي وطوراً بعدم الحاجة الى وجوده قربه، خلافاً لما كان عليه جنبلاط مع الرئيس رفيق الحريري كضرورة لا يُستغنى عنها، واخيراً بلغت شأناً بلدياً صغيراً ما لبث ان تضخّم في منطقة يتقاسمان النفوذ عليها بعدما حُسِبَ اقليم الخروب تاريخياً في عباءة المختارة. له مشكلة اقل مع القوات اللبنانية التي لا يسعه الاعتماد عليها فأضحت عبئاً، بيد انها تحتاج حتماً الى ان تلوذ به كي تحوز حداً ادنى من المكاسب، اذ من دون ظهير سنّي يفقد سمير جعجع تأثيره. الى ذلك كله، لا يزال يجرجر منذ تسوية 2016 اذيال انقسام داخل تياره بين مؤيدين لها ومعارضين. اخيراً وضع النائب نهاد المشنوق في منزلة الرئيس فؤاد السنيورة، بإبعاده تماماً عن دائرة القرار في التيار.

اما باسيل، فحدّث ولا حرج: خلافات مستمرة مع القوات اللبنانية من فوق السطوح، احالت مصالحة معراب من الماضي. ومع جنبلاط بسبب اصراره على مقاسمته الشوف وعاليه، والتوغل في الثنائية الدرزية. ومع الرئيس نبيه بري تحمى كلما اوحت انها بردت. ناهيك بتذمر واحتجاجات داخل التيار الوطني الحر واستقالات، رغم امساكه به بقوة، ومقدرته على الظهور ـ بحكم موقعه الى جانب الرئيس أبي الحزب وفي النظام، اقوى رئيس حزب لبناني.

مع ذلك لا تُفهم، في الغالب، الدوافع الفعلية لانفجار خلافات القطبين، وجهاً لوجه او بواسطة التيارين او بوسائط اعلامهما حتى. ولا كذلك مسارعة الطرفين الى تبديد اي انطباع بأن تسوية 2016 انهارت او توشك على السقوط، ويصران على انها باقية بعد كل ما يدليان به. احدثه في الايام الاخيرة انهما قررا، هذه المرة، ولوج باب جديد في الاشتباك الغامض، هو «تحمية» الشارع وتحريكه طائفياً. كأن البلاد خرجت من النزاع السنّي - الشيعي، كي تستعيد تقليدها التاريخي: إما المسيحيون في خطر الإستهداف السنّي لهم، أو السنّة يُراد إعادتهم إلى الغبن الذي كانوا عليه. وهو ما قد يبرّر أحياناً الحملات على الحريري والتشكيك في ادائه والغضب على صمته وتراخيه: مرة هو سامي الصلح عام 1958، وثانية هو امين الحافظ عام 1973، وثالثة هو شفيق الوزان عام 1983.

 

قبل خديعة إيران الجديدة في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75686/%d9%81%d8%a7%d9%8a%d8%b2-%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%ae%d8%af%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88/

تؤكد أغلب المعلومات والتحركات المتصلة بالشأن الإيراني، أن إيران ستوافق على الانسحاب من سوريا، وأن ما يشبه تجرع السم في الحرب الإيرانية - العراقية سوف يحصل، وإن كان تنفيذ الأمر سوف يتعلق بالآلية التي تجعله ممكناً بما يتماشى والعنجهية الإيرانية، وبقبول الولايات المتحدة التي لا شك أنها حريصة على إبقاء قليل من ماء الوجه لدولة الملالي، خصوصاً أن تصريحات رجال الإدارة الأميركية خففت من لهجتها في الموقف من إيران في الآونة الأخيرة، لا سيما قول إن المفاوضات مع طهران لا تحتاج شروطاً مسبقة، وإن واشنطن لا تسعى إلى تغيير النظام.

انسحاب إيران من سوريا، الذي بدأت أولى خطواته بسحب ميليشيات «الفاطميون»، لن يكون انسحاباً بالمعنى الدقيق للكلمة، بل هو انسحاب شكلي، لا يمس جوهر حضورها وسيطرتها، وكلاهما سيبقى حاضراً وفاعلاً، وسوف يلمسه القريب والبعيد، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، تماماً وفق طريقة الانسحاب الإيراني بالرعاية الروسية إلى ما بين ثمانين ومائة كيلو متر عن خط وقف إطلاق النار في الجولان، طبقاً لمطالب إسرائيل، حيث ذاب الوجود الإيراني في المنطقة وسط انسحاب جزئي منها.

الانسحاب الإيراني المحتمل من سوريا، ليس من بوابة الاستجابة للمطالب الأميركية - الإسرائيلية، وإن كان فيه بعض ذلك تجنباً لمواجهات أبعد، إنما هو وقف للعمليات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية، ومنع لاحتمالات مواجهة، أو صدام عسكري يمكن أن يحصل بين إيران وإسرائيل، لا ترغب فيه طهران، كما أنه في جانب مهم دعم لمساعي إعادة تطبيع علاقات نظام الأسد مع المحيط الإقليمي والدولي، الذي يقف وجود إيران العلني دونه في سوريا.

الترجمة الفعلية للانسحاب، ستكون عبارة عن سحب بعض الوحدات العسكرية والميليشيات المؤيدة لإيران، والجزء المتبقي الذي يمثل ضرورة عسكرية - أمنية للبقاء، سوف يتحول إلى جزء من جيش الأسد، ينتشر في قواعد مخصصة له ضمن حواضن مأمونة على نحو ما هي عليه الفرقة الرابعة في «الحرس الجمهوري»، التي يقودها ماهر الأسد، وهو أحد رجال إيران البارزين في نظام الأسد، وستبقى إلى جانبهم مجموعة من «الخبراء العسكريين والأمنيين» الإيرانيين، وهي قضية لن يتوقف الكثيرون عندها. وستكون المجموعة العسكرية - الأمنية، سواء من الوحدات أو الخبراء الباقين، بمثابة غرفة عمليات إيرانية ترصد وتحلل وتضع خططاً، ويمكنها أن تدير تكتيكات طهران، وتقود معاركها في سوريا، عندما تدعو الحاجة، وستجد هذه المجموعة سنداً سورياً داعماً، يشكل بناءً هرمياً، يبدأ من قمة النظام، ويتوسع في كل المؤسسات والهياكل السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية للنظام وللمجتمع في مناطق سيطرة الأخير، وهو أمر اشتغل عليه الإيرانيون طوال أربعة عقود من علاقاتهم مع نظام الأسد، وركزوا عليه أكثر بعد ثورة السوريين عام 2011، عبر تدخلهم المباشر والواسع، بحيث صارت لهم شخصيات قيادية مرتبطة بهم، ومؤسسات وهياكل عسكرية وأمنية تعمل تحت سيطرتهم المباشرة، ولهم سيطرة في أوساط نخبة النظام من رجال أعمال وشخصيات اجتماعية ودينية، وقد عززوا وجودهم البشري والاقتصادي والثقافي في مناطق سيطرة النظام بشراء أراضٍ وعقارات، وإقامة شركات، وحصلوا على استثمارات، وأقاموا مؤسسات دينية وثقافية تروج التشييع الفارسي، وأحكموا سيطرتهم على الطائفة الشيعية، وأغرقوا البلاد بحملات التشييع، خصوصاً في ريفي دمشق ودير الزور، وتعزيز علاقات إيران في أوساط الطوائف الأخرى، وطوروا عبر السنوات الأخيرة بنية سياسية - ميليشياوية، أبرز تعبيراتها «حزب الله السوري»، في محاولة لخلق توأم سوري لـ«حزب الله اللبناني».

الانسحاب الشكلي من سوريا، يمثل خديعة إيرانية جديدة اعتاد نظام الملالي على ممارسة حلقات فيها منذ ولادته في عام 1979، فقد خدع الملالي بقيادة الخميني الشعب الإيراني بوعده أن يكونوا البديل لنظام القهر، الذي كان يمثله نظام الشاهنشاه محمد رضا بهلوي، فصاروا أكثر منه قهراً وقمعاً، إضافة إلى تشددهم وتطرفهم، وخدعوا شركاءهم في الثورة من «مجاهدي خلق» وغيرهم، وعملوا على تصفيتهم بعد إبعادهم، وخدعوا جيرانهم العرب بالإخوة والحرص عليهم، ومساندتهم ضد العدوان الإسرائيلي ودعماً لقضية فلسطين، قبل أن تنكشف علاقاتهم مع إسرائيل في فضيحة «إيران غيت»، وقبل أن يسكتوا عن كل الضربات الإسرائيلية لقواتهم وقواعدهم في سوريا، وخدعوا أخوتهم المسلمين بشعارات الإخوة والمساواة، واستبدلوها عملياً بتصدير الثورة، وبالتدخلات المسلحة التي تظهر نتائجها واضحة في خراب العراق وسوريا ولبنان واليمن.

إن المثال الفاقع للخديعة الإيرانية للعالم تجسده فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي الخاصة بالأسلحة النووية، التي أكدت: «نعتبر استخدام هذه الأسلحة حراماً، وأن السعي لحماية أبناء البشر من هذا البلاء الكبير واجب على عاتق الجميع»، وقد جاءت الفتوى في وقت كانت فيه سلطة إيران، التي يقودها صاحب الفتوى تسير بخطوات متسارعة لامتلاك قدرة نووية، وجرى استخدام الفتوى لتضليل الرأي العام، وللتأثير على القوى الدولية في مفاوضاتها مع إيران حول مشروعها النووي.

وإذا كانت سياسة الخديعة الإيرانية سوف تتكرر في موضع الانسحاب الإيراني المحتمل من سوريا، فإن مسؤولية المجتمع الدولي والدول التي ستدير المفاوضات مع إيران والجوار الإقليمي لإيران، أخذ الحيطة والحذر من احتمالات الخديعة، والتأكيد على أن انسحاب إيران من سوريا هو انسحاب حقيقي لا شكلي.

 

الساروت الذي لا يشبهنا

ماهر مسعود/المدن/الثلاثاء 11/06/2019

ليست مهمة تلك القيم التي نتعلمها، بقدر أهمية تلك التي نصنعها، تلك التي ننتجها عبر فعلنا في الحياة. كثيرون هم من يعيشون حياتهم على قيم صنعها غيرهم، قلائل هم من يصنعون القيم عبر التاريخ.

ليس مهماً إن كان الساروت علمانياً أو متديناً، ريفياً أو بدوياً أو مدنياً، عبقرياً أو بسيطاً لا يعرف القراءة والكتابة، لأن الساروت كان صانع قيم، وصُنّاع القيم لا يموتون.

لم يصنع القيم عبر خبرته ومعرفته الواسعة، أو علمه وتعلّمه وتعليمه الكبير، فقد كان في عُمر التاسعة عشرة عندما قامت الثورة، طفلاً يلاعب الحياة ويحرس مرماها، يسائلها غاضباً ولا يعرف الأجوبة، يقتحمها ولا يصدق قسوتها. كان وقتها طفلاً يغني في مسارح التظاهرات من دون أن يعلم أنها ستنقلب إلى تراجيديا ملحمية دامية، وأنه سيكون بطلها المأساوي أو أنه سيموت مثل أبطال المآسي في الأساطير الإغريقية.

لم يصنع قيماً للفكر والتفكير، فالأطفال لا يصنعون قيماً بعقولهم، بل بوجودهم ذاته، لا يصنعون المعنى بنظرياتهم الفلسفية والعلمية والأخلاقية، بل يخلقون المعنى بحضورهم، بألعابهم، بضحكاتهم وغنائهم، بأوهامهم وبالحياة النابضة في أجسادهم.

إيمانه بالثورة لم يكن متعالياً أو مثالياً أو معقداً أو محكوماً بحسابات الربح والخسارة والمجد وكل المفاهيم المركبة. كان إيماناً بديهياً بسيطاً كشربة ماء، واضحاً كأفق مفتوح، قاسياً كشعور القهر، صادقاً كضحكة الأطفال.

لم يكن الساروت مثلنا، كان حراً من الأيديولوجيا التي حاصرته فخرج منها بلا تنظير ولا اعتذار، حراً من صراع الأفكار العقيمة التي نخشى تصنيفاتها فنلبس قناع الحكمة. ترك وجهه مكشوفاً ومفتوحاً لرياح الثورة، طحنته عواصفها وتناقضاتها وتقلباتها، غنّى للحرية عندما كان للغناء معنى وللصوت صدى في أرواح السوريين وفي العالم، عندما كانت حمص عاصمة الأمل وأجمل مدن العالم في تظاهراتها. كانت حنجرة الساروت سلاحه الأول، والغناء للثورة معركته المفضلة.

تحول الساروت إلى حمل السلاح بعدما دُهست الأغنيات بالدبابات، تحوّل إلى حمل السلاح ببساطة ثورية، من دون أن يهمه مصدر السلاح أو مصير السلاح، فالبوصلة واضحة في روحه، ضد الظلم، ضد القهر والعبودية. أما طريق الحرية المسالم، فقد جرفته جنازير النظام في بابا عمرو، في البياضة، في الخالدية التي غنى في أزقتها وساحتها مع الراحلة العظيمة فدوى سليمان، في باب السباع الذي قتل فيه أجمل الشهداء، باسل شحادة.

في حمص، قاتل الساروت حتى النفس الأخير، خسر أخوته الأربعة ووالده، ودّع الكثير من أصدقائه، بكى حرقة ليوصل الطحين إلى المحاصرين، قاتل مع شباب البياضة بروح آتية من الأساطير في حرب لا شيء عادلاً فيها.

عندما سيطر الإسلاميون على وجه سوريا المحترق، تحوّل إلى الجهاد ببساطة ثائر، من دون أن يسأل عن مصير الجهاد وأيديولوجيا الجهاد، فالبوصلة بقيت واضحة في صدره، لا عودة للوراء، حتى لو كانت خسارة العالم، كل العالم، هي الثمن.

لم تكن بوصلة الساروت هي الله، ولا الجهاد، ولا السلاح، ولا الأغنيات، كانت بوصلته حرية الشعب السوري، حريته هو بعدما صار روحاً جماعية. شعوره بأحقية الدفاع عن الظلم والقهر والعدالة المسحوقة، كان مثل الحقيقة الثابتة أمام عبثية دولاب الزمن، كل الأفكار والأيديولوجيات والمعاني الكبرى كانت تحت قدميه، أدوات غير مفهومة لما هو مفهوم لديه بالحدس، طرق معقدة لطريقه الواضح. لم تثبت تحولاته إلا أنه كالحياة، تتغير وتمضي، تعلو وتهبط، تجري وتتدفق ولا يعنيها سوى هدف واحد، هو خلق المعنى لمن يحيا.

كثيرون رحلوا، كثيرون هاجروا، كثيرون هُجِّروا، كثيرون غادروا ثورة لم تعد تشبههم، كثيرون اختاروا طرقاً أخرى للثورة، كثيرون عادوا لمملكة الصمت والهزيمة، كثيرون فضّلوا الأمان على الحرية، كثيرون تابوا، كثيرون نسوا، كثيرون ماتوا قهراً.. إلا الساروت، لم تتغير بوصلته، لم يمت قهراً، لم يرحل إلا ليعود، لم يمت عجزاً، لم يمت صمتاً... مات واقفاً، مات فاتحاً صدره للعدم، مات غير معنيٍّ بالعدم، فالموت حرية أيضاً، ولطالما ارتبطت الحرية في سوريا بالعدم.

مات بسيطاً كرائحة الخبز، غريباً كإله في الأساطير القديمة، قريباً كخرافة مقدسة أو حكاية من حكايا الجدات. مات من دون أن يسأل ما معنى المعجزات، فقد كان يعيشها، من دون أن تعنيه معاني البطولات، فقد كان يجسّدها، مات مثل موت الله عند نيتشه، عندما لم يعد للأمل قيمة ولا معنى.

تجسّد حكاية الساروت كل ما نهرب منه، نحن الناجون الأحياء، الخوف من الموت والبكاء على الموتى، الخوف من الإرهاب والوسم بالإرهاب، الخوف من القتل والقتال والمقتلة، الخوف من الفشل، من انعدام المعنى، من مواجهة انعدام المعنى.. الخوف من قسوة الحرية ولا أمانها في سوريا، سوريا أرضنا، أرضنا المقبرة.

تجسد حكاية الساروت حكاية الثورة السورية، الثورة التي رقصت وتمايلت على ألحان الأمل في البدايات، الثورة التي نزفت أجمل أبنائها في العراء من دون أن يضمّدها أحد، الثورة التي أثارت رائحة دمائها كل ضباع الأرض لتنهش في لحمها الطري، الثورة التي لبست ثوب الجهاد عندما تُركت عارية أمام عين التاريخ الوقحة، والقادمين من أصقاع التاريخ، الثورة الباقية رغم أنف التاريخ وضداً من ميوله الفاشية، ميوله التي يحركها اليوم أتفه طقم رئاسي وسياسي حاكم في التاريخ المعاصر من مشارق الأرض إلى مغاربها.

المجد والسلام لروح سوريا، المجد للساروت.

 

"البعث الإسلامي" يجدّد الاستبداد السياسي

عمر الشيخ/المدن/الثلاثاء 11/06/2019

أدت الميديا في الأحداث السورية دوراً مؤثراً في التلقي العام لدى الشارع السوري الذي كان شبه ضائع في زلزال التغيير المتصاعد من قاع مجتمعه. وركز إعلام النظام السوري على تصدير الأزمة السياسية المتراكمة لعقود، على أنها خلاف ديني – طائفي، حاد ودموي. وهذه الجوانب، تمت تغذيتها على مستوى الدعاية السياسية، كاللوحات الطرقية وساعات البث التلفزيوني للقاءات مع أشخاص جنّدهم النظام إعلامياً من أجل تبرير نظرية "ضرب النسيج السوري"! ويكمن السرّ في تلك العبارة، في إنها التحوير الأمني لأهداف الاحتجاجات السورية، وهي الجسر المزعوم لنقلها إلى مواجهة ترهيبية علنية منذ الأيام الأولى لانفجار الأزمة السورية حتى الأمس القريب.

إذ افتتح مؤخراً بشار الأسد، ما يسمّى "مركز الشام الإسلامي الدولي لمواجهة الإرهاب والتطرف" في دمشق، الذي كان قد أسبقه بخطوات مماثلة كافتتاح قناة "نور الشام" الدينية، التابعة للتلفزيون "الرسمي" وكذلك إطلاق وثيقة "ميثاق الشرف الديني" التي وصفها أحمد بدر الدين حسون، مفتي نظام الأسد، بأنها: "لمواجهة التحديات التي تتعرّض لها عقول المسلمين في سورية، ورداً على من يحاولون تدمير سوريا التي ما زالت تحمل قيم الإسلام الحقيقي" حسب زعمه.

وبالنظر إلى طبيعة الخطاب السياسي الذي يستخدم أدوات دينية تستغل فرط الجهل المعرفي، المقصود، في الشارع السوري، يمكن ملاحظة كيف أصبح ردّ فعل المعارضة السورية منذ البداية بتحول الصراع من المطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط النظام سلمياً، إلى إعلاء معتقدات دينية مختلفة بمرجعياتها ومناطقيتها ومنحها أولوية للصراع "الطائفي" إياه المفترض من النظام. 

ومن هنا، راهن نظام الأسد على تحويل إخراج المعتقلين السياسيين، أصحاب المرجعيات الدينية المتطرفة، من سجونه، إلى طعم أيديولوجي يؤسس الألوية والكتائب العسكرية المقاتلة لصالح المعارضة، ويقدم لهم تسهيلات شراء الأسلحة وإخلاء المناطق تدريجياً بالاتفاق، كما أشيع، لتفقد الثورة شكلها السياسي وتصبح "نضالاً دينياً بحتاً" فيما بقيت النخب السياسية السورية، إمّا رهن الاعتقال والإخفاء أو الترحيل أو الاغتيال أو التهديد الأمني لعائلاتهم في الداخل. أضف إلى ذلك ظهور لعبة "تنظيم الدولة الإسلامية-داعش وابنته جبهة النصرة" وتحريكه من منطقة إلى أخرى في سوريا، بتنسيق استخباراتي، دولي ربما، من أجل خدمة أجندة الأسد وحلفائه بتشويه الثورة وإظهارها متطرفة ومتشددة وإسلامية!

ومنذ زمن اعتمد حزب "البعث" في سوريا، والفاقد لأبسط معايير التطوير "الفكري"، على اصطياد فرصة تنظيم الإسلاميين لصفوفهم من مبادئ "جهادية"، والمقصود هنا تجربة "الإخوان المسلمين في سوريا"، في أواخر سبعينيات القرن المنصرم، ليرتب من خلال أحداثهم الدامية، منظومة ردوج أفعال عنيفة تقوم على اخضاع اجتماعي وسياسي شامل للشعب السوري، وزجّ كل أطياف المعارضة في السجون وملاحقتهم عبر الخطاب العسكري الدموي والتخوين. إذ لا تزال نظرة المؤامرة تلك، تطبّق بحذافيرها حتى اللحظة، نظام يواجه "تنظيمات إسلامية متطرفة" وتركيز إعلامه الرسمي والوحيد ساهم بشكل كبير في تغييب الحقائق عن السوريين والاعتماد على خطاب الالتزام بالتعليمات البعثية حتى في نشرات أخبار الطقس، وصبغ التوتر الديني بكل أشكال الحراك السياسي المناهض للأسد.

وبالتالي فإن قيام الثورة السورية في كل أطياف المجتمع، جعل الحصن المنيع لدولة البعث مخترقاً. ومهما كان شكل التحالفات في الداخل السوري "دولياً" فإن ثمن الوعي السياسي للشعب السوري لا يزال يدفع ولا تراجع عنه، وكذلك استغلال طقوسه الدينية والروحية في سبيل تطمينات الولاء لنظام الأسد، تجدد استعبادها لتلك الأشكال الروحية من علاقة الفرد بالدين، وجعل ثقافة ممارسة العديد من الطوائف والمذاهب لطقوسها في سوريا، مشروطاً بالتقارير التتبع والتدجين، وبالتالي تأكيد بقاء الدولة الأمنية في صلب الوعي الباطني والتربية المنزلية وتوجه التعليم وصولاً إلى الحياة السياسية ومصادرة الحريات، وذلك ما هو مستمر حتى اليوم في ذهن المواطن السوري.

الحراك الشعبي، ورغم عودته إلى المعالجة الفطرية، الدينية، بحثاً عن المعونة لتنظيم الثورة، وتنوّع زخمه في الروح السورية المعاصرة، إلا أنه يسعى إلى تصحيح المسار والامساك بزمام المبادرة الحقّة. فالرفض لممارسات النظام وحتى فصائل المعارضة، أصبح لغة الشارع في التظاهرات، مهما كانت متواضعة ومهما كان ثمنها. ومحاولة الأسد اليوم اللعب على مشاعر السوريين في الداخل مجدداً وأمام الرأي العام، يعتقد أنها لتبرير سحق آخر معاقل الفصائل المعارضة شمالاً بوصفها "بؤرة للجهاديين" عبر توجهه "لشيوخ الإسلام السياسي" الذين تحويهم وزارة الأوقاف التابعة للنظام. وذلك يدل بشكل قطعي على أن أزمة فهم الأحداث السورية تراوح في منطقة "المؤامرة الكونية" ذات الرياح الإيرانية "الجهادية" والطيران الروسي الباحث عن مصالح بلاده، وقتل أي صوت آخر لا يرى في "الأسد معتدلاً دينياً". وبتوصيف أدق، هذا اليقين الديني، بعثي المنشأ، متفاهم مع مخابرات الرعب والإجرام على الديكور الإعلامي المناسب "لتنظيرات افتاء القتل بالبراميل والكيماوي" وتصنيع بعبع التطرف الجهادي من الدين نفسه، ثم اقتراح فتح مركز "لمواجهة الإرهاب والتطرف، إسلامياً" وبحضور أشخاص تعلّموا أصلاً في معاهد وجامعات الأسد "الشرعية"!

في اعتقادي، حتى اليوم، لا يرى النظام أن أزمة البلاد سياسية، أزمة حريات واستبداد اجتماعي وعبودية، ما زال يحاول أن يظهر نفسه "الحارس" المنطقي للتوازنات الدينية (...) يرتكب مجزرة هنا في حق طائفة، ويترك آثار تدل على خصومه هناك بين من يقتلهم. يُقصي كل من يفكر ويرفض إجرامه أو ينتقده ولو بإشارة! ليلبس اليوم مرة أخرى ثياب "الحمل الرباني" أمام أحد مكونات المجتمع السوري، يحلل خطابات المعارضة المسلحة ذات المرجعية الإسلامية، ويعالجها على طريقة "كل إنسان خائن، مجهري" بحسب نظريات بشار الأسد والسوريالية البعثية التي زاوجت بين الدين والسياسية على مقاس الطغيان والتبعية العسكرية لترسم أمامنا "فاشية" القرن الجديد برعاية قوى دولية وعمالة داخلية من أغلب الأطراف المتقاتلة في سوريا.

 

اجترار الفشل

سام منسى/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

إنْ صدق ما أكده مسؤول أميركي رفيع المستوى لقناة «الحدث» وما سبق أن أشارت إليه صحيفة «الشرق الأوسط»، أن اجتماعاً ثلاثياً سيضم الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل سيُعقد نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي، على مستوى مستشاري الأمن القومي للدول الثلاث لمناقشة الوضع في سوريا وبحث «ترتيبات إخراج إيران» منها، فسنكون عشية محطة من محطات الدوران العبثي على أنفسنا، لأن مرحلة التسويف وتبادل المصالح حول سوريا وعلى حسابها تتواصل بين ساسة واشنطن وموسكو، في مسعاهم للإمساك بملفها وإضعاف متدرج للدور التركي والنفوذ الإيراني وتوفير مظلة ثنائية لأمن إسرائيل.

بعض المصادر القريبة من الدوائر الروسية تتردد في تأكيد انعقاد هذا الاجتماع، باعتبار أن ما قد تقدمه واشنطن وتل أبيب من تسويات لموسكو غير كافٍ لانخراطها في مثل هذه العملية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن المسؤول الأميركي قال رداً على سؤال حول احتمال بقاء الأسد في السلطة، إن بلاده «تدعم مطالب الشعب السوري الذي دفع ثمناً باهظاً من أجل حريته»، فالواضح أن أي تنازل قد تقْدم عليه روسيا في سوريا ستقبض ثمنه... تعويم نظام الأسد وإعادة الاعتبار والشرعية إليه، إضافةً إلى رفع العقوبات وإطلاق عجلة الإعمار.

بمعزل عن حصول هذا الاجتماع من عدمه، تستذكر هذه الفكرة - المناورة زمناً غابراً حين وافقت إسرائيل وأميركا على انتشار الجيش السوري في لبنان عام 1976، بعد اتفاقَي الرياض والقاهرة تحت عنوان إنهاء الحرب الأهلية والسيطرة على المنظمات الفلسطينية الفاعلة حينها على الساحة اللبنانية، مع إبقاء منطقة في جنوب لبنان محظورة على الوجود السوري وُصفت يومها بالمنطقة العازلة لضرورات ما سُمي «الاشتباك المحدود»، فلم تتجاوز القوات السورية حدود نهر الأولي عند مدخل مدينة صيدا الجنوبية.

جرّت هذه التسوية المقيتة الويلات على لبنان واستفحلت الأمور بعدها فاجتاحت إسرائيل البلاد مرتين، الأولى عام 1978 والأخرى عام 1982 حين وصلت قواتها إلى العاصمة بيروت، فاقتلعت منظمة التحرير من لبنان وتُرك الجيش السوري في البقاع والشمال ليدخل بعد ذلك غربي العاصمة في فبراير (شباط) من عام 1987، قبل أن يدخل شطرها الشرقي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1990. ومنذ ذلك الحين، سيطرت سوريا على مفاصل الدولة اللبنانية السياسية والأمنية والعسكرية حتى خروج قواتها عام 2005، إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري واندلاع ما سُميت حينها «ثورة الأرز».

الغاية من هذا السرد الوقائعي هو القول إن الولايات المتحدة وإسرائيل تكرران الخطأ الذي ارتكبتاه منذ نحو نصف قرن وما زالتا، ونحن معهما ندفع ثمنه الباهظ. إن التمدد الإيراني الذي تشكو منه إسرائيل والولايات المتحدة سببه الرئيس هو نظام الأسد الأب والابن معاً، ومحاولتهما المزمعة علاج الداء مع الروس بالإبقاء على سبب تفشيه هي اللامعقول بعينه، إضافة إلى أنها تتجاهل واقع أن النظام الإيراني بات متغلغلاً في مفاصل وشرايين النظام السوري وحتى عظامه، بحيث إن الفصل بينهما بات معقداً وصعباً.

في السياق نفسه، اللافت أن واشنطن وإسرائيل تصران على اجترار الحلول الفاشلة عينها وتمعنان في تكرارها لحماية أمن إسرائيل، ونراهما تراهنان اليوم كما راهنتا الأمس على دور النظام السوري في تحقيق هذا الهدف، متجاهلتين كلياً أن ممارسات هذا النظام على مدى عقود هي التي سهّلت تمدد إيران ونمو ذراعها الرئيسة «حزب الله»، حتى أصبح دولة ضمن دولة وقوة عسكرية إقليمية متدخلة في أكثر من مكان. إذا قُدر لهذا الاجتماع الثلاثي أن يُعقد، فستكون ذيوله خطيرة ومؤثرة على مستقبل دول المنطقة، لا سيما لبنان وسوريا وفلسطين. فالانخراط في مسار كهذا يدل على مواصلة واشنطن نهجيها القديم - القديم والجديد - القديم. الأول هو أن همّ واشنطن في هذه البقعة من المنطقة هو أمن إسرائيل، وهي تمعن لهذه الغاية في تجربة المجرّب باعتماد تسويات تظن أنها ستحمي الدولة الإسرائيلية فيما الوقائع أثبتت عكس ذلك. والآخر أن الولايات المتحدة ماضية في قرار الانسحاب من الشرق الأوسط وتسليم سوريا لروسيا.

من ناحية أخرى، حتى إذا عُقد هذا الاجتماع وتوافَق المشاركون فيه وكانت روسيا راغبة حقاً في الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، فهذا لا يعني حكماً أنها قادرة على ذلك. المرجح حصوله هو ملهاة أخرى يساير الكل فيها الكل، بل يضحك فيها الكل على الكل ويربح فيها الكل: الروسي يؤكد رغبته في كبح الوجود الإيراني في سوريا، والإيراني يتظاهر بالانصياع، والأميركي والإسرائيلي يرفعان شارة النصر لاستخدامها ورقة رابحة في الانتخابات التي تنتظر كليهما. فيما الواقع على الأرض يبقى مجرد ترتيبات شكلية وإعلامية وحملة علاقات عامة لا تُخرج سوريا من محنتها. أما في إسرائيل التي تعد الجهة الأكثر اهتماما بلجم الوجود الإيراني، قد يحصد بنيامين نتنياهو هذا النجاح النظري بما يساعده في حملته الانتخابية المقبلة على تجاوز صعوبات وعقبات كثيرة أمام فوزه برئاسة الحكومة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الإدارة الأميركية مهتمة ببقاء نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية تسهيلاً لمرور صفقة القرن، إذ دونه، هذه التسوية الموعودة لن ترى النور. وما حصل أخيراً في إسرائيل من حلّ للكنيست قد يحمل الولايات المتحدة على تعديل مضمون هذه الصفقة، باتجاه ضمان مكاسب أكثر لإسرائيل علها تسهّل على نتنياهو هضمها.

يراود العديد من المراقبين سؤالان. الأول، لماذا هذا الإصرار الإسرائيلي الأميركي بخاصة والغربي بعامة، على بقاء النظام السوري المنتهية صلاحيته منذ سنوات عدة، وهو بالأساس مغتصب للسلطة وبذمته الملايين بين قتيل وجريح ومفقود ومسجون ونازح ولاجئ؟ لا جواب عن هذا السؤال سوى انعدام أي رؤية جدية واستراتيجية بعيدة المدى لأهداف الدولتين في المنطقة، وعدم اكتراث أخلاقي بمصالح الشعوب وآلامها وهمومها. أما الثاني، هل صحيح أن إيران فرضت أمراً واقعاً من العراق إلى سوريا ولبنان بحيث لم يعد أمام أميركا وإسرائيل سوى التعايش أو التأقلم معه؟

يصعب علينا الاقتناع بأن إسرائيل تجهل حقيقة ما يجري من حولها، لكنها حتى اليوم تبدو مترددة وحائرة فيما تريده. إن انتهازية نتنياهو وبراغماتيته وآلاعيبه على مدى سنوات، فتحت لطهران مسارب كثيرة لتتمدد عبرها في الإقليم وحتى حدود بلاده، إنما من الصعوبة بمكان تصور أن الانتهازية والشغف بالسلطة قد يصلان إلى حد أن تصدق إسرائيل وواشنطن أن روسيا راغبة أو قادرة على لجم إيران في سوريا، ومع ذلك تسيران في هذه المحاولة المجربة. من جهتها، تمعن موسكو في اقتناص الفرص المقدمة لها، وتحاول الإفادة من ضبابية الموقفين الأميركي والإسرائيلي لتعزيز دورها الإقليمي.

أخيراً، لماذا يا ترى سيبحث الاجتماع الثلاثي المرتقب الوجود الإيراني في سوريا فقط وليس في لبنان أيضاً؟ هل لأن الأطراف المشاركة باتت على قناعة بأن لبنان أصبح جزءاً من إيران؟

 

حمد بن جاسم... حديث الغضب والتضليل

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

الحديث «الغاضب» الذي أدلى به حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، الصانع الثاني، بعد الأمير السابق حمد بن خليفة، للفتن، يكشف عمق الخلل والإحباط الذي يحيط بساسة الدوحة. شرّق وغرّب ابن جبر، في حواره مع صحيفة «التليغراف» البريطانية، لكن الأمر الذي لاحظه المحرّر البريطاني هو «أن حمد بن جاسم لا يحتاج إلى أن يحثُه أحد على الكلام عن السعودية، فهو لا يتوانى عن إدانة تصرفاتها». سبب غضب الملياردير القطري الساكن بأحد أفخم عقارات لندن، هو أن السعودية تحول بين جماعته في قطر، وحصول «علاقة طبيعية» بالمنظومة الخليجية، ولو استثنينا عمان، والكويت لحدّ ما، فإن دولة الإمارات ومملكة البحرين لديهما مشكلات حقيقية مع قطر بصرف النظر عن الموقف السعودي، بل إن الموقف السعودي ضد نظام قطر تأخر عن مثيله الإماراتي والبحريني، للتاريخ، لكن حمد بن جبر لديه تأويله الخاص للتاريخ، كما حاول في «تمييع» موضوع التآمر القطري مع المجنون الأخضر معمر القذافي، بالصوت، هو ورئيسه حمد بن خليفة، ضدّ السعودية، ورحم الله الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي تجاوز هذه المصيبة المرصودة.

كابر وغالط حمد بن جاسم بن جبر، حول علاقة النظام القطري بالجماعات المتطرفة، «الإخوان المسلمين» وفروعها، «جبهة النصرة القاعدية»، رموز التطرف السعودي، سلمان العودة ومحمد حامد الأحمري، الأخير منح الجنسية القطرية، وغيرهما من رموز الثقافة «الإخوانية» المعادية للدولة السعودية، خاصة بعد الربيع العربي المزعوم. وما خفي كان أعظم، بل ما ظهر أيضاً. بكل براءة الأطفال، يسأل ابن جبر، عن الأدلة على مساعدة قطر للإرهابيين والمتطرفين، ولضيق المساحة ولأنه يقيم في أوروبا، وعبر نفق المانش البريطاني الفرنسي، سيجد هناك ليس دليلاً واحداً، بل كتاباً كاملاً يرصد إفساد قطر بالدولة الفرنسية، بل أوروبا كلها، وهو كتاب «أوراق قطرية» كتبه مؤلفان، هما الفرنسيان كريستيان تشينو، وجورج مالبرونو، لعل الملياردير المثقف حمد بن جاسم يستمتع بمطالعة الكتاب في أوقات فراغه بعقاره اللندني الساحر! حمد بن جاسم، حسب كلام الصحيفة البريطانية، اعترف بعلاقة قطر بالجماعات المتطرفة: «نعم، هناك روابط، ولكن يمكنني أن أُشير إلى أنه من بين الخاطفين الـ19 الذين قاموا بتفجير البرجين التوأمين، 15 منهم كانوا سعوديين». وأضاف: «كم عدد السعوديين في (داعش)؟ معظمهم من السعودية». السؤال هو؛ من كان يدعم هؤلاء بالمال والإعلام والمخابرات، من ذلك الوقت حتى اليوم؟ كيف حصل بعض قادة «القاعدة» على تسهيلات قطرية، أو إيواء؟ كما حصل مع المخطط الأول لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، الباكستاني المولود في الكويت، خالد شيخ محمد، والأمن الأميركي يعلم أين كان يقيم خالد شيخ بأحد مزارع قطر، تحت الرعاية الرسمية. حقاً، يسري على كلام الوزير القطري المثل العربي «رمتني بدائها وانسلّت».

 

طهران والزائر الياباني

غسان شربل/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

يُفترض أن تكونَ زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران المقررة بعد غد، علامة مميزة في الجهود الرامية إلى خفض التوتر في الأزمة الإيرانية - الأميركية. وللزيارة خصوصيتها لأسباب كثيرة. إنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء ياباني إيران منذ الثورة التي شهدتها في 1979. ثم إن الزيارة تتم بتشجيع أميركي واضح وبقبول إيراني صريح تمثّل في تحديد موعد للزائر مع المرشد علي خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة في رسم الخيارات الإيرانية الكبرى. المواقف التي تطلق في مرحلة استكشاف إمكانات التفاوض هي جزء من التفاوض نفسه. ولا غرابة أن تحفل بالإشارات المتناقضة. ولعبة التفاوض صعبة ومعقدة ولا يغيب التضليل عن مراحلها. وستر نقاط الضعف بالمواقف المتشددة والسقوف العالية أسلوب تقليدي في الاستعداد والتذكير بالأوراق. ولإيران تجربة طويلة في هذا الموضوع، إذ إنها كانت في العقود الأربعة الماضية طرفاً في علاقات شائكة ومعقدة، خصوصاً مع الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة.

في الدوائر الدبلوماسية همس مفاده أن إيران مضطرة إلى إبداء قدر من المرونة، إذا أرادت فعلاً اختصار عمر الأزمة والخروج من «العقوبات الموجعة» التي ظهرت آثارها بوضوح على اقتصادها ويوميات عيش مواطنيها. ويشير دبلوماسيون إلى أن طهران قد تكون مستعدة لإبداء قدر من المرونة في مسائل محددة من نوع إيصال أسلحة الدمار الشامل، أي ما يتعلق بمدى الصواريخ الباليستية. ويميل هؤلاء إلى القول إن إيران التي أظهرت دائماً اهتماماً بالمحافظة على العلاقات مع دولة بثقل اليابان الاقتصادي والتكنولوجي ربما ستتحاشى اتخاذ مواقف قاطعة ونهائية تؤدي إلى فشل الزيارة وتعزيز موقف المتشددين في الإدارة الأميركية.

في المقابل، تبدي طوكيو اهتماماً كبيراً بالخروج بشيء يشبه الثقب في جدار الأزمة الحالية. وهذا الموقف يمكن فهمه في ضوء الأهمية التي توليها طوكيو للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل مصدر 90 في المائة من وارداتها من الطاقة. استقرار الشرق الأوسط بند ثابت في تعامل طوكيو مع المنطقة، وهي تلتقي في هذا الطلب مع الصين المعنية هي الأخرى بهذا الاستقرار الحيوي لاقتصادها.

يمكن القول إن آبي، ورغم الطابع شديد التعقيد للأزمة، يجد ما يمكن الانطلاق منه للبحث. فبعد الإجراءات العسكرية التي اتخذتها في المنطقة، حرصت واشنطن على التأكيد أنها لا تسعى إلى الحرب، وأنها تفضل خيار التفاوض إذا أظهرت طهران الجدية اللازمة، وأنها لا ترغب في تغيير النظام، بل تعديل سلوكه. وبدورها، قالت طهران إنها لا تسعى إلى الحرب وهي بالتأكيد تعي الأثمان التي يمكن أن تترتب على مواجهة مباشرة مع الآلة العسكرية الأميركية. وبين المراقبين من يعتقد أن خيار التحرشات الصغيرة أو الضربات بالواسطة ليس متاحاً لإيران في الأزمة الحالية، خصوصاً بعدما تسلَّمت تحذيرات صارمة من الجانب الأميركي. وخيار التسبب بحرب بديلة في المنطقة يبدو صعباً هو الآخر لأنه سيشكل دليلاً على أن الاتهامات الأميركية لإيران بتحريك أذرعها في المنطقة تنطلق من قراءة واقعية. قبل أربعة أيام من وصول آبي، حدَّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ما اعتبره شروط نجاح مهمة الزائر. وقال الناطق باسم المجلس كيوان خسروي إن «عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وتعويض خسائر إيران ورفع العقوبات الدولية التي فرضتها واشنطن من الممكن أن تضمن النجاح». وحرص خسروي في الوقت نفسه على الإشادة بالعلاقات بين طهران وطوكيو. وقال إنها «شهدت مساراً متوازناً في غالب الأوقات» وإن «نهج اليابان في السياسة الخارجية يدعم بشكل أساسي المعايير القانونية والسياسية التي يتبعها المجتمع الدولي، ولم تتأثر بتقدم وتأخر التطرف». وإذا كان الجزء الأخير من الكلام يؤكد اهتمام إيران بالقناة اليابانية، فإن الحديث عن شروط نجاح الزيارة يندرج في باب السقوف العالية. فلو كانت واشنطن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي لما كانت هناك أزمة أصلاً.

كلام المتحدث باسم مجلس الأمن القومي ترافق مع كلام لوزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أقر فيه بـ«بلوغ» الولايات المتحدة مرحلة النضج في وضع العقوبات الذكية على بلاده. وقال إن العقوبات الأميركية «مختلفة ومؤثرة» عن العقوبات السابقة، مشدداً على أن وزارته «تكافح» من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية وتخطي الظروف الحالية. واعترف أن قسوة العقوبات لم تقتصر على النفط، بل أصبحت أكثر شدة على قطاع النقل البحري والبنوك. وفي سياق غابة الإشارات الوافدة من طهران، وعشية زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لطهران اليوم، صعّد وزير الخارجية محمد جواد ظريف لهجته ضد الأوروبيين، ودعاهم إلى تطبيع علاقاتهم التجارية مع بلاده، ملوحاً بعواقب إن لم يفعلوا. وبدوره، حمل رئيس البرلمان علي لاريجاني على تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون خلال لقائه مع نظيره الأميركي ووصفها بأنها «مخزية». وكان ماكرون تحدث عن ضرورة الوصول إلى «يقين كامل على المدى الطويل بالحد من النشاط الباليستي واحتواء إيران إقليمياً». ولعل العبارة الأخيرة لماكرون هي المشكلة والمفتاح. بخروجه من الاتفاق النووي وفرضه عقوبات غير مسبوقة على إيران، أعاد دونالد ترمب طرح المسألة التي كانت طهران نجحت في إبقائها خارج التفاوض مع إدارة باراك أوباما، وهي مسألة الدور الإقليمي والصواريخ الباليستية. وثمة من يقول إن ظريف كان لمَّح لنظيره الأميركي إبان المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي إلى أن موضوع الصواريخ والدور الإقليمي قابل للبحث لاحقاً. لكن المرشد سارع إلى إقفال هذا الباب بعد توقيع الاتفاق. وسط الشكوك العميقة بين طرفي الأزمة وتناقض الرسائل والإشارات سيصل آبي إلى طهران آملاً في تبريد الأزمة وفتح كوة في الجدار. والخيارات ليست سهلة أمام إيران. انتظار نهاية عهد ترمب ليس خياراً مضموناً خصوصاً في ظل قسوة العقوبات واحتمال فوزه بولاية ثانية.

 

قمم السعودية والفرص التاريخية

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

نجحت الدبلوماسية السعودية في اختيار المكان والزمان المناسبين في عقد مؤتمرات القمم الثلاث في مكة المكرمة وفي نهاية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك يعطي معاني كثيرة من حيث المكان حيث الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ومن حيث الزمان في العشر الأواخر من رمضان حيث الفتوح وانطلاق الدعوة الإسلامية للعالم؛ تلك الدعوة التي تقوم على التسامح والتراحم ووحدة الموقف الإسلامي والتي تجسدت في موقف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مشركي مكة عندما قال لهم «ما تظنون أني فاعل بكم»، فقال كفار قريش «أخ كريم وابن أخ كريم»، فقال لهم الرسول الأعظم «اذهبوا فأنتم الطلقاء». وكما يقول الكاتب والباحث السعودي زيد الفضيل، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، إذ يوضح: «هذه قمم سلام وليست قمم حرب، لكونها تعقد في أرض السلام، وشهر المغفرة (رمضان)، ولذا أتصور بأنها ستقدم رسالة إيجابية، وعلى الآخر التقاطها والتعامل معها». ويضيف الفضيل: «طبيعة المكان والزمان تفرض أهمية بالغة للحدث، فدلالة الاجتماع في أقدس البقاع كبيرة، وفي شهر رمضان، وهو من أقدس الشهور لدى المسلمين، في ذلك رسالة إيجابية، من حيث المبتدأ والمنتهى، وترغب المملكة والدول المجتمعة في أن تبعثها لكل القوى المختلفة معها».

هذه هي المبادئ التي يجب أن تقوم عليها العلاقات بين الدول وقامت من أجلها الثورات في العصر الحديث، مثل الثورة الفرنسية والثورة البلشفية، التي سبقها الإسلام بعقود من الزمن، والتي كانت مجرد دعوات بينما الحضارة الغربية هذه غارقة في النظرة المادية التي أفقدت الإنسان جميع المعاني الجميلة التي كانت فيه، جاعلة إياه وحشاً من الوحوش، ومن هنا فقد ضاع مفهوم التسامح، ومبدأ «ما تظنون أني فاعل بكم» في ظل هذا الصراع الوحشي الحيواني بين بني البشر على أطماع الدنيا، وفي ظل غياب توحد مواقفها تلتقي من أجل تحقيق هدف واحد، وهو تحقيق العدل والسلم الدوليين التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

وإذا ما رجعنا إلى الظروف السياسية غير العادية التي تمر بها منطقتنا العربية نستخلص منها أن تلك الرسالة السامية التي اتفقت عليها الدول، التي حضرت مؤتمرات القمم كانت موجهة تحديداً إلى النظام الإيراني الذي منذ أن جاء وهو يعمل في السر والعلن على حدوث الصراعات بين الدول والحكومات وشعوبها في العالم، ودعم الجماعات الإرهابية في كل مكان لنشر ما «يعتقده» بالثورة الخمينية في العالم «وكان يعوّل كثيراً على الإدارة الأميركية الجديدة التي أصبحت تهتم بمصالحها الاقتصادية، وذلك حق مشروع لها أكثر وترى في إيران دولة تدعم الإرهاب في كل مكان وتتدخل في شؤون الدول الداخلية تحت عباءة المذهب الديني وشعوبها ترزح تحت الضغوطات الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية». لقد كانت قمماً صعبة على قطر وإيران وتركيا جعلتها في عزلة دولية ومواقف ضعيفة، وإذا كان مجرد انعقاد مثل هذه القمم يرعب هذه الأنظمة فكيف إذا ما تم تنفيذ قراراتها في الواقع، ولذلك غيرت إيران من خطابها السياسي سواء تجاه أميركا حيث لم تمانع في عقد قمة مع الرئيس ترمب «بشروطها»، أو تجاه دول الخليج العربي، حيث أبدت رغبتها في عقد اتفاقيات معها. لقد وفرت هذه القمم فرصاً تاريخية لقطر وإيران وتركيا لحل مشاكلها مع دول العالم وعليها فسوف تكون هذه القمم حدثاً تاريخياً لحل كثير من المشكلات، ولكن غطرسة مثل هذه الأنظمة و«تضخم الأنا» و«جنون العظمة» عند قادتها منعتهم من تحقيق ذلك، وأثبتت القمم أن مثل هذه الأنظمة الثلاثة ماضية في طريق الإرهاب ودعم المشروع الإخواني في دول العالم الإسلامي؛ ولذا فإن مرحلة ما بعد هذه القمم سوف تكون عسيرة على هذه الدول، حيث ليس هناك شيء بعد هذه القمم إلا المواجهة، والأيام سوف تكشف ذلك... لقد فوت الإرهابيون الفرصة وعليهم أن يتحملوا النتائج.

 

خوالف «داعش» وذئابه المنفردة

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

بعد هزيمة «داعش» في سوريا والعراق وليبيا، وانتهاء مشروع «الخلافة» تراجع التنظيم إلى المرحلة الصفرية؛ بل وتحت الصفرية، وتحول من كيان «دولة» كانت تتجاوز مساحتها نصف سوريا، ونصف العراق، وبعض أجزاء من ليبيا في درنة وسرت وبعض بنغازي، وسيناء في مصر؛ إلى التراجع والتقهقر والتحول إلى مجرد ذئاب منفردة تنتظر رسائل البغدادي، الذي عجز عن الظهور من حين لآخر، لتضرب أهدافاً صغيرة منتقاة ومنعزلة.

بعد سقوط «داعش» ظهرت أزمة خوالف «داعش» من النساء والأطفال، التي تعتبر قنبلة موقوتة تركها لنا التنظيم الشرس في المجتمع العربي، مع الإعلان عن وجود 45 ألف طفل عراقي نازح في المخيمات لا يمتلكون وثائق رسمية، وفق تقارير لمنظمات إنسانية، ما يشكل رقماً مفزعاً.

أفعال «داعش» سيكون من الصعب محو آثارها بسهولة، ولا بدَّ من جهد كبير لإدماج هؤلاء في مجتمعات بعضها رافض لوجودهم أصلاً، كما حصل مع أطفال الإيزيديات، الذين رُفض دمجهم في المجتمع والطائفة الإيزيدية، رغم أنهم ولدوا لأمهات إيزيديات، ولكن رجال دين الطائفة رفضوا قبولهم في مجتمعهم.

خوالف «داعش» يشكلون خطراً مستداماً على المجتمعات التي تُركوا فيها، دون أي برنامج لإعادة تأهيل هؤلاء؛ ففي فترة حكم «داعش» والفكر الذي تشربوه سواء طواعية أو كرهاً، شهد هؤلاء الأهوال من مشاهد الذبح والسحل والحرق والإغراق ودفن الأحياء؛ حيث كان «داعش» يلزم السكان المحليين تحت حكمه بحضور هذه المشاهد البشعة، بل ويطلب مشاركتهم فيها، لإثبات ولائهم له، وبالتالي لا بدَّ من إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وتنظيف أذهانهم من كوابيس «داعش» الدموية، ناهيك عن إزالة ما علق من أفكار رسخها وزرعها التنظيم بين هؤلاء. ومنهم من كان له الخيار، فليس جميع خوالف «داعش» كانوا من المكرهين على البقاء تحت حكم «داعش»، بل هناك من هم على قناعة بتلك الأفكار المتطرفة، وخصوصاً بين من بقي من النساء والغلمان المراهقين.

الخوالف من أطفال «داعش» بقوا في مجتمعات جميعها تعاني من مشكلات في مجال حقوق الطفل، وبالتالي لن يكون هناك كثير من البرامج لإعادة التأهيل، مما سيجعلهم مشروعات ذئاب منفردة في حالة استفحل إهمالهم ونبذهم في مجتمعاتهم، دون إشراكهم وإعادتهم تدريجياً ضمن برامج نفسية وتربوية ودينية، قد لا تستطيع تحمل أعبائها مجتمعاتهم الأصلية التي تعاني من الفقر والحاجة، حتى لمن هم غير أطفال «داعش».

معالجة قضية خوالف «داعش»، لا تعني مجرد التسامح وطي صفحة الماضي، فهذا وحده لا يكفي؛ لأنه يمكن إعادة فتحها متى توفرت الظروف والبيئة المحيطة. فلتتحمّل الدول مسؤولياتها، ومنظمات الأمم المتحدة الخاصة بالطفولة عليها أن تلعب دوراً أكثر إيجابية ووضوحاً حيال مساعدة الدول في إعادة دمج أطفال «داعش» في مجتمعاتها، وخصوصاً أنهم غير مسؤولين عن المصير الذي وجدوا فيه، حتى وإن كان تنظيم «داعش» قد ورط وأجبر كثيراً من أطفال السكان المحليين، الذين كانوا تحت حكمه، في أعمال عنف وقتل وذبح، تحت اسم «أشبال الخلافة» وفي مشاهد مصورة، كطريقة «داعش» في نشر منهج الرعب والتوحش. كما أن ظهور الذئاب المنفردة يشكل خطراً آخر يهدد المجتمعات، إذ أصبح هؤلاء سلاح «داعش» الذي يضرب به هنا وهناك، ويحقق به إعلان وجوده واستمراره، وإن كان لا يحقق له أي هدف سوى نشر الرعب والعنف.

كل هذا يعنى أن ملاحقة البغدادي والقبض عليه أو قتله تعتبر خطوة مهمة؛ لأنه يشكل ملهماً روحياً للذئاب المنفردة، وبالتالي لا بدَّ من جهد دولي للقضاء عليه، يكون مصحوباً بنفض الغبار عن كتب التراث، وتنقيتها مما علق بها وتسلل إليها من أفكار، كانت السبب في ظهور «داعش» وأخواته.

 

الحلم 271

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

«رأيتني لاعب كرة قدم في المنتخب، رغم حداثة سنّي وضآلة حجمي، ولكن سرعان ما جذبت الأنظار لمهارتي في المحاورة وإصابة الهدف، فراح المشاهدون يحرّضون أبطالهم على كَسري للتخلّص منّي، ووجدتُني محاصراً، وإذا بالكرة تأخذني وتصعد بي حتى ذُهلَت جميع الأعين وهي تتابعني، وما زالت الكرة تصعد بي حتى توارت بين السُّحب». هذا هو الحلم رقم 271 من «أحلام فترة النقاهة» (دار الشروق) التي كانت آخر ما كتب نجيب محفوظ في سيرته الذاتية المليئة عطراً ومحبة وبساطة وهناء وفرحاً وأحلاماً. كان حلمه في البداية أن يصبح موسيقياً، ومن ثم أن يصبح لاعب كرة قدم، والحمد لله أنه لم يصبح هذا أو ذاك، وإنما صار كاتب العرب ومصدر أفراحهم، وأستاذهم في الحياة النقية والبسيطة. يذكّرك الحلم 271 بالحالم الذي تراه أمامك الآن «حديث السّن وضئيل الحجم»، ومع ذلك «تأخذه الكرة وتصعد به حتى تذهل جميع الأعين وهي تتابعه، وما زالت الكرة تصعد به حتى توارت بين السّحب». ها هو محمد صلاح يخرج من حلم نجيب محفوظ مثل منحوتة طبق الأصل. صحيح أنه كان يكتب عن نفسه في سنواته الأخيرة، ولكنه كان كمن يقدّم أيضاً لهذه الظاهرة الإنسانية الرياضية الجميلة التي تشغل عالم الكرة، وتسرّ جماهيرها، وتفرح شباب مصر وهم يرون هذا «الضئيل الحجم الحديث السّن» يتنقّل بالكرة من هدف إلى آخر حتى صعدت به نحو السّحب. نجوم العالم اليوم هم الذين يحقّقون النصر في المعارك من دون ضربة كفّ واحدة. وتهتف لهم الناس بقلوبها من دون أن تملأ الأجواء بالرصاص وأصوات الرشاشات. والجمهور البريطاني الذي يخاف من كيس متفجرات في الباص، أو من انتحاري سفيه في الـ«أندر غراوند»، يرى نفسه يصفّق بابتهاج لهذا المصري الباسم. تلك هي «القوة الناعمة» التي يمثّلها محمد صلاح، الريفي البسيط، على شاشات العالم وفي صحفه. طوال عقود، تحدّث عالم الفنون في كل مكان عن صوت أم كلثوم وظاهرتها، مع أنهم لم يكونوا يعرفون لغتها أو حتى يسمعون أغانيها، إلا أنها سحرت الناس على طريقتها، وصارت جزءاً من تاريخ مصر المكتوب والمروي، مثلها مثل زعماء السياسة، وسحرت الآثار. هكذا فعل أيضاً الساحر نجيب محفوظ الذي كان حديث السّن وضئيل الحجم عندما حلم بأن يكون ذات يوم شيئاً من محمد صلاح.

 

استقالة العبادي تفضح خطة إيران للإطباق على حزب الدعوة

علي الأمين/العرب/11 حزيران/2019

القيادة الإيرانية ما زالت تعتبر أن حزب الدعوة هو الجهة الفضلى التي يمكن لها من خلالها أن تحمي نفوذها في العراق، خاصة وأن القوى العراقية على اختلافها داخل السلطة، باتت شديدة الحذر حيال إعلان ولائها لإيران.

استقالة تكشف مخطط طهران

أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، رئيس تحالف النصر في البرلمان، قبل أيام، استقالته من جميع مناصبه الحزبية، داعيًا إلى إجراء مراجعة وتجديد في هيكلة حزب الدعوة. ويرأس العبادي “تحالف النصر” الذي يمتلك 42 مقعدًا في البرلمان العراقي من أصل 329 مقعدًا، وهو يرأس كذلك المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية الذي يشغل نوري المالكي فيه منصب الأمين العام. وقال العبادي في رسالة موجهة لحزب الدعوة، إنه “على أعتاب عقد مؤتمر الدعوة القادم، أجد نفسي ملزمًا بأن أخاطبكم تأدية لمسؤوليتي الشرعية والوطنية، فـ’الدعوة’ تراث وفكر وعمل وتضحية وأهداف كبرى، وتحتاج إلى نكران الذات، والتضامن والتجديد لتواصل مسيرتها لقيادة التحولات الكبرى ببلدنا”. وأوضح أنه “ليست هناك تجارب سياسية مجتمعية معصومة، والمهم المراجعة والتصحيح، والأهم الإصرار على المواصلة بوعي وتخطيط والتزام وفق قواعد المسؤولية والجهوزية”.

وتابع العبادي “أدعو إلى مراجعة نقدية، وتجديد بالخطاب والهيكلية، وأدعو إلى المواصلة بإرادة جماعية متناغمة، وإلى ضخ دماء جديدة في جميع مفاصل (الدعوة) وبالذات القيادية منها، واستنادًا لذلك، فإني أعلن تنازلي وانسحابي من جميع المواقع القيادية بالحزب وأن أبقى جنديًا لخدمة المسيرة”.

وما إن أقدم العبادي على استقالته تلك، حتى بدأت الأوساط الإعلامية التابعة لأمين عام حزب الدعوة نوري المالكي ولحلفاء إيران بالتشكيك بنوايا ومقاصد الاستقالة ووضعها في موضع المؤامرة، وربطها بما يجري في المنطقة من تجاذب أميركي – إيراني. حتى إن أحد المقربين من المالكي، جعل من الاستقالة “مقدمة لإقالة عادل عبدالمهدي من رئاسة الوزراء وتعيين حيدر العبادي بدلا منه شرط إعلان استقالته من حزب الدعوة، وأن ما جرى من قبله بالتنازل عن مناصبه في الحزب، هو بداية لهذه الخطوة تمهيدا لاستقالته النهائية من الحزب”.

مصدر مقرب من العبادي أكد أنه منذ سنة تقريبا يطرح أمر الاستقالة في الدعوة، كما أن توقيت البيان فيه رسالة لأعضاء قيادة الحزب لخدمة منهاج الدعوة، والعبادي ملتزم به ويدعو الآخرين للالتزام به أيضا. ولو كان العبادي يريد كسبا لأعلن هذا الأمر عندما كان رئيسا للوزراء والكل يعلم مقدار الضغط والمطالب آنذاك لخروج العبادي من الحزب كي تجدد له الولاية الثانية. فهل التمسك بالمنصب أصبح هو الكرامة والتنازل عنه لمصلحة وحدة الدعوة وهيبتها وقوتها صار ذنبا؟

إيران ترى في حزب الدعوة حركة إسلامية تاريخية مهمة يمكن الاستفادة منها وقت الحاجة. وفي المعلومات فإن التوجه الإيراني الجديد يتمثل في إبعاد القيادات الحالية للحزب، وجلب قيادات خلقتها الأذرع الاستخبارية لإيران للسيطرة على الدعوة. أحد أهم هذه الشخصيات هو طارق نجم الشخصية الغامضة، الذي كان بعيدا عن حزب الدعوة لسنوات وبرز مؤخرا فجأة كقيادي، وذلك من خلال ترؤسه لمكتب نوري المالكي عندما كان رئيسا لوزراء العراق. الأجهزة الإيرانية وطدت علاقتها بطارق نجم إلى درجة أن أكثر رؤساء الأجهزة الاستخبارية الإيرانية يمكثون في منزل طارق نجم عند زيارتهم بغداد.

طارق نجم الذي نجح بتوجيه وتخطيط إيرانيين في إبعاد نوري المالكي عن رئاسة الوزراء رغم أنه كان مدير مكتبه، ونجح كذلك في إبعاد حيدر العبادي عن رئاسة الوزراء رغم أنه أظهر نفسه قريبا منه، هو نفسه بحسب مصادر من داخل الدعوة يسعى للسيطرة على الحزب بدعم إيراني لوضع الحزب وقراراته تحت الهيمنة الإيرانية بالكامل. فهو كما تذكر مصادر من داخل الدعوة “في الوقت الذي لا يبرز كثيرا في عمل ونشاطات حزب الدعوة إعلاميا، إلا أنه يتحرك بكل حرص وحماسة للسيطرة على مرافق الحزب وتنظيماته، ويقدم نفسه على أنه قريب من كل قيادات الحزب، إلا أنه في الواقع يعمل على إبعادهم جميعا”. والجدير بالذكر أن موعد انعقاد مؤتمر حزب الدعوة الذي كان يفترض أن ينعقد منتصف شهر يونيو الجاري تم تأجيله أسبوعًا، لانتخاب قيادة جديدة تكون تحت سيطرة المالكي ونجم وجماعة إيران، فخطوة العبادي بالاستقالة من مناصبه أربكت المالكي ونجم، اللذين كانا بصدد الاتحاد للتصدي لمؤامرة أميركية مزعومة للسيطرة على حزب الدعوة والعراق يقودها العبادي، وذلك في تبرير للتنازلات التي تنوي إيران تقديمها لاحقا في العراق، استجابة للمطالب الأميركية.

ففي معلومة وردت من العراق، وتؤكدها مصادر مسؤولة في السلطة، أن القيادة الإيرانية وافقت على 4 شروط من أصل 12 يريدها الأميركيون ومنها إعادة هيكلة الحشد الشعبي، وسحبه من إدارات الدولة، لذلك فإن الإيرانيين يريدون عودة حزب الدعوة للسلطة بقوة في العراق، ولكن تحت سيطرتهم وضمن توجيهاتهم.

وفي معلومات أخرى ورد أنه قبل أكثر من أسبوع أُعلن فجأة أن قيادة الحشد الشعبي تقوم بعملية هيكلة، وأعلن عن بعض خطوات الهيكلة قبل أيام وهدفها تقليل العدد بعدما كان يقوم على مضاعفة عدد “الحشد” قبل فترة.

وليس خفيًّا أن القيادة الإيرانية التي تدرك أن حزب الدعوة الذي يسيطر على مفاصل أساسية في الدولة العراقية، يشكل في المرحلة المقبلة الخيار المناسب للنفاذ من خلاله إلى عمق الدولة العراقية، مع تراجع فرص الاعتماد على الحشد الشعبي، فحسب مصادر عراقية نافذة، فإن “إيران باتت مقتنعة بأن السيطرة من خلال الحشد الشعبي غير مضمونة، بسبب ما يعتري الحشد من سوء التنظيم وتعدد الولاءات فيه، فضلا عن التوجه العام الذي يدفع نحو تقليص دوره بإرادة خارجية وداخلية”.

في مؤتمر حزب الدعوة المزمع عقده في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، تعمل الأجهزة الإيرانية على إعادة بناء هيكل قيادي موال لإيران، وفرس الرهان الإيراني كما يؤكد معارضوه داخل الحزب، هو طارق نجم، لاسيما أن القيادة الإيرانية ما زالت تعتبر أن الحزب هو الجهة الفضلى التي يمكن لها من خلالها أن تحمي نفوذها في العراق، خاصة وأن القوى العراقية على اختلافها داخل السلطة، باتت شديدة الحذر حيال إعلان ولائها لإيران، إما بسبب أن التماهي مع القرار الإيراني بات مكلفا داخليا، أو لكون واشنطن لا تتسامح مع تلك القوى التي تنضوي ضمن المشروع الإيراني.

في المقابل تنفي أوساط حزب الدعوة وجود تدخل أميركي، لكنها تشير إلى أن السفارة الأميركية في العراق تركز اهتمامها على مراقبة ما يجري متسلحة بسيف العقوبات على إيران، وهو سيف لن تنجو منه قوى عراقية كثيرة باتت تدرك أن الورقة الإيرانية تسير نحو المزيد من التراجع في العراق، وهي لم تعد كافية كمصدر حماية بالقدر الذي كانت عليه قبل سنوات وقبل أشهر.

 

عليكم بالخونة أصل البلاء في اليمن

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة الكويتية/10 حزيران/2019

ربما كُتب على اليمن أن يشذ بعض مكوناته عن القاعدة في معاندة صريحة ومستمرة للتاريخ والواقع والجغرافيا، فيأخذ بلاده إلى الكارثة رافضاً التآلف مع بقية المكونات السياسية ومستعيناً بالخارج على أهله وشعبه ودولته ووطنه، وهذه قمة الخيانة، ولنا في التاريخ الكثير من الشواهد على نهاية العملاء ومن يبيعون ولاءهم. رأينا كيف عوقب الخونة في فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، والخونة الفيتناميون خلال الحرب مع الفرنسيين أولا، ومن ثم الأميركيين، وغيرهم… وغيرهم ممن باعوا أنفسهم وبلادهم بثلاثين من الفضة.

في الحرب اليمنية في ستينات القرن الماضي، استعانت قوى سياسية بجمال عبدالناصر، فكانت النتيجة عشرات الآلاف من القتلى، مصريين ويمنيين، وانقسام البلد إلى دولتين، وإحباط كل أحلام الشعب في التطور والحداثة، فغرقت البلاد في الفقر والتخلف.

هل هي لعنة التاريخ التي تصيب كل يمني يستقوي على أبناء جلدته بالغريب الموروثة عن سيف بن ذي يزن الذي أتى بالفرس ألى عقر داره فقتلوه فور سيطرتهم واستولوا على اليمن؟

هذه الخيانة يتباهى بها الحوثيون ومدعو “الإصلاح” وباعة الولاءات الذين يبدلونها كما يبدلون ثيابهم، بكل صفاقة، بل يتفاخرون بعمالتهم لإيران، متنازلين عن أدنى حدود الكرامة الوطنية وجاعلين أنصارهم وقوداً في حرب بالوكالة، يدفعون ثمنها تحت وطأة الجوع والعوز، ما تسبب في إطالة الحرب، التي كلما شارفت على النهاية، سواء أكان في الحسم العسكري أو عبر تسويات داخلية، رأينا الحوثي ينقلب على ما تعهد به لأن مشغله الإيراني لم يصل إلى الأهداف التي يسعى اليها. غياب معنى الولاء كقيمة عليا، جعل الحرب تستمر كل هذه السنوات متسببة بكل الكوراث التي يعتقد العميل أنها تبرر أوهامه بشأن مظلومية غامضة، بل مبتدعة. لا يزال العالم يتذكر كيف انقلب الحوثي على بقية الشركاء في الوطن، بعدما كانت المبادرة الخليجية بوابة خلاص اليمن من أتون حرب أهلية لاحت في الأفق في العام 2011، غير أن هواية الرقص على رؤوس الثعابين التي أغرت البعض، يومذاك، جعلته ينقلب عليها، ويتحالف مع عدوه الذي خاض ضده سبع حروب، ويعيد الوضع إلى المربع الأول في بلد يعاني أصلا من أزمة اقتصادية خانقة. كل هذا بسبب بيع الولاءات الذي درج عليه الحوثي منذ أن بدأ تشكيل عصابة يستقوي بها على بقية أهله، ولهذا فهو اليوم يعود إلى الانقلاب على اتفاق ستوكهولم، لأنه لا يستطيع التخلص من التبعية اللصيقة لنظام الملالي الساعي إلى إطالة أمد الحرب بتكرار اعتداءاته على دول الجوار، ومحاولاته نقل الحرب إلى المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية، غير أنه يمنى دائما بالفشل. لا شك أن الحرب في اليمن تمثل الوجه الحقيقي للعمالة والارتزاق من الدم حين يغري بريق المال البعض، فيبيع أهله لأنه أدمن على التجارة الحرام، والقضاء على هذه الظاهرة لا يكون إلا بالتخلص من باعة الولاءات الذين يعتاشون على دماء الأبرياء وفي طليعتهم الحوثي نفسه.

 

هل ستكون دول الخليج طرفا في اتفاق جديد مع إيران؟

مشعل ابا الودع الحربي/السياسة الكويتية/10 حزيران/2019

استهدفت ايران دول الخليج بشكل مباشر، وحاولت تهديد امن المنطقة من خلال اعمال ارهابية نفذتها عبر عناصر من الحرس الثوري ووكلائها من الميليشيات الارهابية التي صنعها نظام الملالي، لكي تكون اليد التي يستهدف بها جيرانه في الاقليم، لذلك لا يمكن ان توافق دول الخليج مرة اخرى على استبعادها من اي اتفاق مقبل مع ايران، ولا بد ان تكون حاضرة، وهذا ما اكد عليه وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد خلال مؤتمر صحافي في ابوظبي الاحد الماضي مع نظيره الالماني هايكو ماس قائلا:”يجب ان يشمل الاتفاق مع ايران بالاضافة الى الملف النووي، وقف دعمها للارهاب والصواريخ البالستية”، وشدد على ضرورة ان تكون دول المنطقة” طرفا في الاتفاق مع ايران”. يجب ان تدفع ايران ثمن استهدافها لدول الخليج، ويجب ان توقع تعهدات، ويكون هناك طرف دولي ضامن لها، حتى لا تعود ايران الى افعالها غير المسؤولة مرة اخرى، والتي تؤثر على امن واستقرار دول الخليج، بالاضافة الى حل الميليشيات كافة المدعومة من ايران، ومعاقبة كل قادتها وعناصرها الذين ارتكبوا اعمالا ارهابية، واستهدفوا دول الخليج بشكل مباشر. لا يجب ان يغيب الخليج مرة اخرى عن طاولة المفاوضات مع ايران، ولا بد ان يضع الخليج شروطه لضمان امنه واستقراره، وعلى ايران احترام جيرانها الخليجيين، واظهار حسن النية حتى لا تصبح المنطقة مهددة بحرب في اي وقت.

 

نتمنى لإيران أن تسعَد وتُسعد

سعود السمكة/السياسة الكويتية/10 حزيران/2019

أربعة عقود ومراسيل ونصائح الأصوات المحبة للشعوب الإيرانية، والحريصة على استقرار أقليم الخليج تتواتر من دون توقف، ترسل للعاصمة طهران، محذرة وناصحة من التوغل والادمان على العيش في أحلام اليقظة، وأن توجه عقلها وبصرها وبصيرتها لاستغلال ما حباها الله من نعم لصالح شعوبها، وأن تكف عن محاولات زرع أذرع لها على شكل قواعد تعتقد طهران أن من السهولة بمكان أن تعمل هذه الاذرع على ضم بلدان عربية وإسلامية ،وهي أحلام يقظة خاوية وفتاوى واهية ، وسبب البؤس الذي أصبح عليه الوطن الإيراني نتيجة هذه الاحلام وتلك الفتاوى!

لم يستمع حكام طهران إلى تلك النصائح الصادقة والمحبة للشعوب الإيرانية العظيمة، واستمروا في طاعة ما تبثه لهم احلام اليقظة من خرافات وخزعبلات، حتى أوصل هذا الحلم الخبيث مصادر دخل البلاد وخزينة اموالها واحتياطياتها ومدخراتها إلى الافلاس، والتي كانت نتيجتها أن أصبح نحو 50 في المئة من الشعب يعاني من العوز والفقر والجوع في الوقت الذي تذهب المليارات من الدولارات العائدة للشعب الإيراني الى أسلحة يتزين بها زعماء وأفراد أذرع حكومة طهران، التي تعتقد بناء على ما تراه من أحلام اليقظة، أن هذه الاذرع سوف تحقق بين يوم وليلة عودة الامبراطورية الفارسية وأمجادها التي باتت في حكم التاريخ مثل الحضارات التي سادت ثم بادت!

الآن الستارة ،على ما يبدو، أوشكت على الانسدال على المشهد الخرافي الذي عاش فيه حكام طهران على مدى أربعة عقود، وإذا به يحط بهم على هذا الواقع الاليم، ومن خلال هذا الواقع أصبح من الضرورة، بمكان كما يفترض، أن يتوقف حكام طهران عن العيش في ظل هذا الكابوس الذي ذهب ببلادهم أربعة عقود بعيداً عن أحداث التطور والحداثة التي احدثتها واقعية الانسان وحيويته وعبقريته، ووصل بها الى هذه الثورة في العلم والتكنولوجيا وان تستعد للركوب مع عالم اليوم الذي لن يتوقف في البحث عن المزيد الذي من شأنه أن يفتح أبواباً جديدة وآفاقاً واعدة ورفاه للانسان، وأن تلغي حكومة طهران من عقلها فكرة الامتداد والتوسع، لأن عهدهما انتهى بمجرد ما توصل إليه العالم من فكرة الدولة الحاضنة ذات الحدود والسدود والسيادة، وأن عهد الدولة العميقة بالمفهوم الديكتاتوري القمعي وذات العقيدة الاستحواذية وشهوة التوسع بالخروج عن حدودها الى ضم الآخرين قد أصبح أمراً مستحيلاً في الهيئات الدولية، والقوانين العصرية التي تمنع وتعاقب الانظمة المعتدية، وتدفع بها الى الوراء كما هي حال العراق اليوم، ومثله جمهوريتكم في إيران التي أصبح من ابرز ملامحها الجوع، واسلحة الدمار، وغاب عنها القلم والكراسة والسبورة والمختبر، ومراكز البحوث التي تنتج العلم.

على حكام الجارة ايران بعد هذه الغضبة العالمية من تصرفاتها التي تتقاطع بالمطلق مع معاشي عالم اليوم أن تعلم أن الصبر قد نفد، وأن عليها أن تسلك جادة الصواب لتصبح عضواً نافعاً في المجتمع الدولي، خصوصاً أنها تعد من الدول الأغنى في العالم، وأن هذا الغنى من شأنه أن يذهب بالشعب الإيراني من حالة البؤس التي يعاني منها اليوم والعزلة القاتلة إلى رحابة الرفاه في العيش والاندماج مع العالم، ليعوض ما فاته من كل التطورات الحميدة التي حققها الانسان خلال الاربعة عقود الماضية، وسوف تجد حكومة طهران إذا ما ارادت ان العالم يمد لها يد الترحيب والمساعدة، وفي مقدمة اخوانها حكام وشعوب دول “مجلس التعاون” الخليجي وكفى هذه المنطقة الحيوية من العالم ويلات الازمات والحروب والفتن، وحين تنضم حكومة إيران الى هذه المنظومة العصرية فإنها بلاشك سوف تكون قوة ايجابية لها تَسعد وتُسعد بها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتفق مع وزير المال على دفع مساهمات لعدد من المؤسسات الانسانية المهددة بالاقفال

الإثنين 10 حزيران 2019 /وطنية

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسألة الصعوبات المالية التي تواجه عددا من المؤسسات الانسانية التي تعنى بالاطفال وذوي الحاجات الخاصة والتي ادت الى اعلان احداها الاقفال. واتصل الرئيس عون بوزير المال علي حسن خليل وعرض معه للمعاناة التي تواجه هذه المؤسسات، وتقرر ان يصار الى دفع جزء من المساهمات التي تقدمها الدولة لهذه المؤسسات خلال الايام القليلة المقبلة، على ان تستكمل عملية الدفع في وقت لاحق وفق الامكانات المتوافرة.

 

رئيس الجمهورية دعا الشركات الاميركية للمشاركة في عروض تلزيم بلوكات التنقيب وامل ان يأخذ تفهم اميركا لمطالبة لبنان بعودة النازحين طابعا عمليا

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "يأخذ التفهم الاميركي للموقف اللبناني المطالب بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، طابعا عمليا يساهم في تحقيقه"، مشيرا الى ان "وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو كان متفهما للواقع اللبناني ولمطالب لبنان في هذا الاتجاه، وقد اكد على ذلك في شهادته امام الكونغرس الاميركي إثر عودته من لبنان". ونوه الرئيس عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان "American Task Force for Lebanon"، بروابط الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والاميركي"، داعيا الشركات الاميركية الى "المشاركة في عروض تلزيم بلوكات التنقيب عن النفط والغاز التي ستنطلق بعد قرابة الشهر، وغيرها من المشاريع التي ستطلقها الدولة اللبنانية". وردا على سؤال، جدد رئيس الجمهورية شكر لبنان للولايات المتحدة الاميركية على "المساعدات التي تقدمها الى الجيش اللبناني"، معربا في المقابل عن اسفه "للقرار الاميركي بضم القدس الى اسرائيل، اضافة الى قرار ضم الجولان اليها، علما ان للبنان فيه نحو 15 قرية. وهذا امر اثر سلبا علينا". واشار الرئيس عون من جهة اخرى الى ان "لبنان يتعاون بشكل تام مع الامم المتحدة من اجل تطبيق القرار رقم 1701"، مؤكدا "استتباب الامن في المنطقة الجنوبية"، معتبرا ان "الاستقرار يسود في الداخل اللبناني بفضل سهر الجيش والقوى الامنية". وتطرق رئيس الجمهورية الى مسألة النزوح السوري الى لبنان وجسامة الاعباء التي يتحملها اللبنانيون نتيجة هذا الامر، متسائلا: "هل من العدل ان يتحمل لبنان وحده عبء 50 % من مجمل النازحين السوريين، اضافة الى اللاجئين الفلسطينيين"، مطالبا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ب"المساعدة على عودتهم الى الاماكن الآمنة في سوريا من دون انتظار الحل السياسي الذي يمكن ان يطول التوصل اليه".

غبريال

وكان ادوارد غبريال تحدث بإسم الوفد في مستهل اللقاء، فشكر رئيس الجمهورية على الاستقبال، مشددا على "اهمية زيارة الوفد الى لبنان". وقال: "لطالما كنتم صديقا لهذه المجموعة وخصصتم لنا من وقتكم في كل مرة كنا نأتي فيها الى لبنان"، معبرا عن سعادته "للاجتماعات المتعددة والمفيدة التي عقدناها مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ونحن فخورون بأننا جزء من مسار الجهود الديبلوماسية بين الولايات المتحدة ولبنان". أضاف: "يسرنا ان نطلعكم انه وقبيل مجيئنا الى لبنان، قامت وزارة الخارجية الاميركية بافادتنا ببعض الامور المهمة والايجابية في ما خص التعاون مع الجيش اللبناني".

واشار الى ان الوفد "يضم هذه المرة العديد من رجال الاعمال الذين ساعدوا كثيرا في اسداء النصائح الى الحكومة الاميركية بشأن اهمية برنامج "سيدر" وكيفية دعمه"، مشددا على "اهمية الوقوف على رأي الرئيس عون من اجل معرفة ما يمكن ان نفعله داخل الولايات المتحدة الاميركية لتوطيد العلاقة مع لبنان من مختلف النواحي". وتطرق الى مسألة اللاجئين السوريين، مذكرا ب"الدعوة التي اطلقها السنة الماضية، اثر زيارته الى لبنان، وقبيل انعقاد "قمة هلسنكي" التي جمعت كلا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، لوضع برنامج انساني لانجازه بعد القمة لتسهيل عودتهم". وقال: "من الواضح ان الاميركيين لم يكونوا حينها على استعداد لاعتماد هذه المبادرة، لكننا بدأنا نسمع بوادر تشير الى ان الوقت قد حان لاجراء حوار اميركي - روسي بشأن مسألة النازحين. ونحن فور عودتنا، سنشجع على اجراء هذا الحوار لتحقيق غاياته". وختم مخاطبا رئيس الجمهورية بالقول: "في ظل قيادتكم، بامكاننا احراز المزيد من التقدم الايجابي على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين".

وزير العدل الهنغاري

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير العدل القاضي البرت سرحان، وزير العدل الهنغاري لاسزلو تروكساني يرافقه مدير العلاقات الدولية في الوزارة تيفادار ريفغي وسفير هنغاريا في لبنان جيزا ميهالي، وتم عرض العلاقات اللبنانية - الهنغارية وسبل تطويرها في المجالات كافة، لا سيما لجهة التعاون القضائي، خصوصا ان هنغاريا دعت الى عقد مؤتمر قضائي في بودابست في 20 حزيران الجاري". واكد الوزير تروكساني ان بلاده "تدعم لبنان في المحافل الاقليمية والدولية وترى فيه نموذجا للعيش المشترك بين الشعوب والحضارات"، واشار الى انه سيواصل "هذا الدعم في الاتحاد الاوروبي اذا ما تمكنت من تبوؤ منصب مفوض سياسة الجوار في المفوضية الاوروبية"، لافتا الى ان بلاده "تدعم مبادرة الرئيس عون لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي ستطرح امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول المقبل".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوزير تروكساني، شاكرا الدعم الذي قدمته بلاده وهو شخصيا للبنان في مجالات عدة، اضافة الى مشاركة هنغاريا في القوات الدولية العاملة في الجنوب ال"يونيفيل".واكد ان "لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات مع هنغاريا في مختلف القضايا المشتركة التي تهم البلدين، لا سيما في الشق القضائي نظرا للخبرة التي تتمتع بها هنغاريا".

بابت

واستقبل الرئيس عون النائب الفرنسي السابق جيرار بابت، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة والعلاقات اللبنانية - الفرنسية.

وقال بابت بعد اللقاء: "انا سعيد لزيارتي لبنان بعد غياب، ومعجب خصوصا بالجهود التي يبذلها الرئيس عون للمحافظة على الاستقرار والسلام في هذا البلد العزيز على قلوب الفرنسيين، وفي اعتقادي انه من خلال حكمة الرئيس عون وخبرته يمكن التفاؤل بان مستقبل لبنان سيكون افضل، لا سيما مع الاصلاحات التي ينوي رئيس الجمهورية وضعها موضع التنفيذ".

حردان

واستقبل الرئيس عون ممثله الشخصي لدى المنظمة الدولية للفرانكوفونية الدكتور جرجوره حردان، وعرض معه عددا من المواضيع المرتبطة بالمنظمة وبالقرار المتعلق بانشاء المكتب الاقليمي في بيروت.

 

كتلة المستقبل نددت من طرابلس بالحملات ضد الحريري: ما جرى عمل غريب عن أهلها والعفو العام جزء من البيان الوزاري

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اليوم اجتماعا طارئا في منزل النائب سمير الجسر بطرابلس، برئاسة النائبة بهية الحريري، انضم إليه وزراء طرابلس، وذلك تضامنا مع المدينة وأهلها بعد الحدث الإرهابي الذي تعرضت له المدينة ليلة عيد الفطر المبارك.

وصدر عن المجتمعين بيان تلاه النائب الجسر، واستنكرت فيه "الكتلة الجريمة الإرهابية التي طاولت المدينة وذهب ضحيتها 4 شهداء من جيش وقوى أمن داخلي، إلى جانب جرحى من مدنيين وعسكريين".

ورأت الكتلة "في ما جرى عمل غريب عن أهل المدينة، الذين تميزوا باعتدالهم وطيبتهم وتدينهم القائم على مخافة الله في السر والعلن ونبذهم للتطرف. عمل قام به مضلل أساء للمدينة في أمنها وأمانها واستقرارها وقيمها بعد أن طاول من كان يسهر على أمن أهلها وراحتهم".

وإذ أكبرت الكتلة "في أهل المدينة صبرهم ورباطة جأشهم وتماسكهم ونبذهم لكل تطرف"، حيت فيهم "تأكيدهم المستمر على خيار الدولة، الذي لا يرتضون عنه بديلا، ووجدت أن محاولة البعض اعتلاء مآسي الناس لتوجيه سهامهم الى الحكومة ورئيسها ووزرائها المعنيين والقوى الأمنية والعسكرية والذين لم يقصروا في الحفاظ على أمن المدينة أمر لا يعكس ثقافة المدينة وقيمها في التنكر لنعمة الأمن الذي تنعم به المدينة منذ الخطة الأمنية"، ورأت في الأمر "محاولة غير سوية لكسب رخيص".

وإذ أكدت "دعمها الكلي للقوى العسكرية والأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وكل الأجهزة الأمنية في إنجازتهم الكبيرة في القضاء على الإرهاب، من خلال الأمن الإستباقي أو حتى العمل العسكري"، اعتبرت أن "هذا العمل لا يأتي ثماره كاملة إلا من خلال عدالة سريعة لأن العدالة البطيئة هي عدالة ناقصة".

كما رفضت "التوظيف السياسي لهذا الحدث أو لغيره من خلال مواقف إيحائية غير صحيحة وغير دقيقة تكشف عن بهلوانية سياسية تعتمد التشكيك في التدخل لدى المحكمة العسكرية من أجل المزيد من الإبتزاز السياسي، بدلا من اعتماد منهجية علمية تعمل على معالجة الإرهاب من خلال التعاطي مع النتيجة، ومن خلال معالجة الأسباب في بؤر الحرمان، ومن خلال تدارك آثار المعالجات كافة في كل آن حماية للوطن". وإذ ناشدت "الذين أثاروا لغطا حول مسألة العفو العام، عدم الخضوع لردود الفعل في معالجة الأمور"، ذكرت بأن "العفو العام هو جزء من البيان الوزاري الذي على أساسه حصلت الحكومة على الثقة، وإن العفو العام لن يستفيد منه الذين فجروا وقاتلوا وقتلوا العسكريين أو قتلوا المدنيين، بل هو للذين ظلموا سواء في التوصيف الجرمي أو في أحكام جائرة لا تتوازى مع الأخطاء التي ارتكبوها أو الذين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم يوم غابت الدولة وتخلت عن حمايتهم وأسندت إليهم تهم الإرهاب".

وأكدت الكتلة "من طرابلس تنديدها بكل الحملات التي تستهدف الرئيس سعد الحريري"، مجددة "ثقتها بدوره على رأس السلطة التنفيذية والتزامه نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حماية الاستقرار الوطني واتفاق الطائف وعروبة لبنان"، معاهدة "أهل طرابلس العزيزة التعاون مع كل القوى السياسية ومع الحكومة ورئيسها لانصاف المدينة الصابرة والعمل بكل الوسائل المتاحة على انمائها لتصبح قولا وفعلا العاصمة الثانية للبنان، وعنوان التقدم الذي يتطلع إليه اللبنانيون".

 

اجتماع في طرابلس للمكتب التنفيذي للمستقبل: متضامنون مع المدينة ضد الإرهاب

الإثنين 10 حزيران 2019

 وطنية - عقد المكتب التنفيذي في "تيار المستقبل"، اجتماعا استثنائيا، عصر اليوم، في مقر منسقية طرابلس، تضامنا مع عاصمة الشمال والقوى الأمنية والعسكرية فيها بعد الاعتداء الإرهابي. ترأست الاجتماع رئيسة كتلة "المستقبل" النائب بهية الحريري، في حضور النائب سمير الجسر والأمين العام أحمد الحريري وأعضاء المكتب السياسي في الشمال والأمانة العامة.  وخصص الاجتماع للتداول في شؤون طرابلس بعد الاعتداء الإرهابي. وأكد الحاضرون "دعم القوى الأمنية والعسكرية لتوفير الأمن والأمان لأهلها، ووقوف تيار المستقبل الى جانب طرابلس، عاصمة لبنان الثانية، التي ما زالت مستهدفة بأمنها واستقرارها وبهويتها الوطنية والسياسية، واعتادت أن تدفع ضريبة الدم دفاعا عن كل اللبنانيين".

 

جريصاتي من دار الفتوى: ملتزمون بالطائف والدستور ولا عقدة ذنب لدى الوطني الحر تجاه المستقبل ورئيسه

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بزيارة دار الفتوى، هذه الدار الوطنية الروحية العريقة، عنوان الاعتدال الوطني، كيف لا وهي اليوم بريادة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث كان لنا جولة أفق واسعة عن الأحداث الأخيرة، أو فلنقل عن الخطابات السياسية التي بلغت سقوفا غير مسبوقة في المرحلة الأخيرة. نقلت اليه طبعا أولا تحيات خاصة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد بادلني سماحته كل الاحترام وكل المعزة لفخامة الرئيس".

أضاف: "قلت لسماحته إننا تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، العالية السقوف كما قلت. طبعا يعتبر فخامة رئيس البلاد ان الخطاب السياسي مباح فنحن في نظام ديمقراطي صونه سموه الحرية، ولكن في الوقت نفسه سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية وفي مقدمتها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، يعني اتفاق الطائف والدستور، حيث لا شرعية لأي سلطة وبالتالي لأي خطاب سياسي يناقض ميثاق العيش الواحد، ميثاق العيش المشترك. الحقيقة سقف، يوجد سقف ثان أصررنا عليه لدى سماحة المفتي، وهو عدم نسب الكلام الى غير قائله، وتأسيس مواقف تصعيدية على هذا الكلام، ليس فقط ننسب كلاما خاطئا، بل نؤسس مواقف تصعيدية عليه، بالرغم من التوضيح، وتأسيس هذا التصعيد يغلف ككلام باطل بغلاف ديني، وهذا الأخطر. وكنا متفقين، سماحته وأنا، على أن تغليف الكلام الباطل بغلاف ديني هو قمة النميمة والضغينة، لأن الدين لا يغلف كلام الباطل، الدين يجمع ولا يفرق، يقول الحق ولا يعترف بالباطل، لا دين للزيف في السياسة، كما لا دين للارهاب. وقد أدنا طبعا الإرهاب الذي ضرب الأمن والجيش والآمنين في طرابلس، والذي لا دين ولا مذهب ولا طائفة لهم، نكرر ذلك، كما لا دين للفاسدين وهادري الأموال العامة، طبعا تحت عنوان "مكافحة الفساد" من دون أي كيدية سياسية".

وتابع: "النقطة الأخيرة، تذكرنا سماحته وأنا، بعنوان "العهد العريض" العهد الرئاسي الحالي، عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الذي هو إنهاض مشروع الدولة بمفهومها ومقوماتها كافة، والحرص على ميثاق العيش الواحد، أي كل من يريد ان يلعب على وتر الطائف فليعزف عن هذه المعزوفة، اي ليس لنا يقال احترام او عدم احترام الطائف، لا، تعلق باتفاق الطائف الذي اصبح في جزء كبير منه دستور البلاد، والذي حلف فخامة الرئيس يمين الإخلاص له، وهو الوحيد بين المسؤولين الدستوريين الكبار الذي يحلف يمين الإخلاص له، وبالتالي نحن مؤتمنون، فخامة الرئيس مؤتمن على تطبيق الدستور الذي انتقلت مدرجات الطائف إليه، وعلى تطبيق سائر مدرجات الطائف التي أصبحت بمثابة تعهدات وطنية، هذا الأمر يجب أن يبت نهائيا".

وأردف: "تفريعات العنوان كثيرة، أهمها:

1- الاستقرار الداخلي بشقيه السياسي والأمني المتلازمان أصلا، إدانة الإرهاب الذي ضرب الجيش والأمن والآمنين في طرابلس على ما قلت، ونحن على مشارف صيف واعد ان شاء الله.

2- الاقتصاد الاجتماعي والاقتصادي: لماذا؟ لأنه يوجد وظيفة اقتصادية أرادها فخامة الرئيس للموازنة، طالت جلسات الموازنة لأن فخامة الرئيس أصر على الوظيفة الاقتصادية للموازنة، وطبعا يلحقها انتظام ماليتنا العامة بإقرار مشاريع قوانين قطوعات الحساب والموازنة، والانتقال التدريجي على ما شرحت لسماحته من اقتصاد الريع الى الاقتصاد الإنتاجي الوحيد الذي يدافع عن بلدنا ومقدرات بلدنا.

3- حكم الأقوياء، توافقنا أيضا مع سماحة المفتي أدامه الله، على تفسير واحد لحكم الأقوياء، فحكم الأقوياء ليس إنشاء وليس كلاما عبثيا يقال، حكم الأقوياء هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني. ماذا تقول الوثيقة؟ الوثيقة تتحدث عن الدولة المركزية القوية، بأي معيار؟ بمعايير أيضا تقول الوثيقة عن التمثيل الشعبي الصحيح وصدقية هذا التمثيل. إذن من هم الأقوياء؟ الأقوياء هم الذين بالتمثيل وبمعايير التمثيل الشعبي في مكوناتهم ينتقلون منها الى رحاب الوطن. طبعا هناك حكم للأقوياء، ومن هنا تفسير التفاهمات الكبرى، نحن نحبذ عبارة "التفاهمات الكبرى" على عبارة "التسويات" التي تحمل بطياتها التنازلات، الدستور ليس ملكنا لنتنازل، تفاهمات كبرى، ونحن نعتبر ان الانتخابات الأخيرة وفق القانون النسبي مع التفضيل أمنت الى حد بعيد التمثيل الصحيح، وأرست حكم الأقوياء، ونحن نعتبر ان الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات الدستورية حاليا، وبالتالي نحن نحترم كل الصلاحيات، فخامة الرئيس حريص على تطبيق الدستور بالصلاحيات كافة، وفخامة الرئيس يعتبر ان رئيس حكومة لبنان هو الرئيس سعد الحريري حتما، وان الرئيس سعد الحريري هو الأقوى في بيئته بمعايير التمثيل، انتقل من بيئته ومن مكونه السياسي الى رحاب الوطن أجمع، وبالتالي الرئيس الحريري يتكلم باسم الحكومة اللبنانية، هكذا يقول دستورنا، بعد ان ترسم السياسات بما فيها السياسة الخارجية، وتتخذ القرارات بالنصاب وبأكثرية التصويت في مجلس الوزراء، هذا هو الطائف وهذا هو الدستور ونحن حريصون عليه".

وختم: "أخيرا، دعوني أؤكد على ما تداولنا به بموضوع حدة الخطاب السياسي. نحن في رئاسة الجمهورية تحديدا، هالها ما وصلت إليه السقوف العالية، وصمتها كان مدويا اكثر من أي كلام، لأنها كانت تستهجن السقوف العالية التي شرحت إطارها، وبالوقت نفسه نترك للأفرقاء السياسيين حل إشكالياتهم بداخل بيوتهم، سواء من كان منهم على أرصفة بيت الوسط أو خارج أرصفة بيت الوسط، ونحن نعتبر هذا المنبر منبرا للاعتدال الوطني ينفر بداره ومفتيه من كل كلام يحمل في طياته ضغينة أو كلاما مذهبيا حادا، سواء من ضمن البيت الواحد أو من خارجه، وبالتالي شراكة وطنية، عيش واحد، احترام دقيق للدستور وللطائف، الركون دائما الى سماحته وأمثاله من القادة الروحيين الذين هم من رموز الاعتدال الوطني، أمام هذه التحديات التي تحيط بنا وهي كثيرة، المطلوب اليوم الوحدة الوطنية بكل المفاهيم والمعايير".

سئل: كيف صف علاقة "التيار الوطني الحر" بتيار "المستقبل" اليوم؟

أجاب: "طبعا، سؤالك كنت بانتظاره، دعني أقول أنا اعلم ان رئيس التيار الوطني الحر ورئيس تكتل لبنان القوي الذي انتمي اليه كوزير في الحكومة، هو حريص كل الحرص -وهذا ليس كلاما إنشائيا- على العلاقة التفاهمية الكبيرة، علاقة تفاهم كبرى مع الرئيس سعد الحريري، ومع تيار المستقبل، وقد عبرنا عن ذلك في اكثر من مفصل هام من حياتنا السياسية، وبالتالي عندما ينسب كلام سواء الى رئيس التكتل أو أي من أعضاء التكتل او رئيس التيار او أي من أعضاء التيار، يجب ان يسأل دائما عن مصدره، التحقق من فحواه، واذا كان لا بد من الاستيضاح فالاستيضاح بالسياسة مسموح، وانا اليوم مهمتي كانت توضيح الأمور عامة ليس من باب التبرير ولا من الاعتذار، لأنه هذه ليست من أخلاقه وشيمه ولا من أخلاقنا وشيمنا، عند عدم وجود الخطأ. قدمنا لنشرح ونقول نحن مع الكلام السوي، وما يسري على فخامة الرئيس بالتأكيد يجب أن يسري على كل الفرقاء".

وردا على سؤال، قال: "الحقيقة أنا قدمت اليوم بصفتي وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، وكما قلت استأذنت الرئيس طبعا، ونسقت معه هذه الزيارة، وكان التمني عند الرئيس بأن أوصل بعض الرسالات المحددة الى سماحته، وقد تم ذلك بدقة متناهية. والتيار يتكلم عن نفسه، ولكن بالوقت نفسه لأني أنا بتكتل لبنان القوي شرحت ان التيار الوطني الحر اليوم لا يشعر بعقدة ذنب تجاه هذه الدار ولا لأهل السنة وطبعا لا للممثل الأقوى في لبنان أي تيار المستقبل ورئيسه، هو رئيس حكومتنا، ونحن في هذه الحكومة، يجب ألا ننسى، يوجد حكومة في لبنان اسمها "حكومة الى العمل" يرأسها الرئيس سعد الحريري، ونحن ملتزمون بالتالي بدستورنا، برئاسة السلطة الإجرائية التي أناطها الدستور بالرئيس سعد الحريري، بالسلطة الإجرائية التي أناطها الدستور بمجلس الوزراء، وطبعا بالسياسة العليا لفخامة الرئيس الذي يحدد هو المصلحة العليا للبلاد".

أضاف: "دعني أقول إننا الصوت الذي سمعناه والصوت الذي اقتبسناه والصوت الذي وجد اثرا لدينا هو صوت سماحة المفتي في خطبة العيد، منه انطلقوا وتعلموا لما أنا هنا اليوم".

سئل: هل ما صدر عن الرئيس الحريري من موقف في القمة بمكة المكرمة يمثل الدولة اللبنانية؟

أجاب:"أعتقد ان كلامي لا يحمل التباسا، كلام السياسة الخارجية يحددها مجلس الوزراء، من يتكلم باسم الحكومة هو رئيس الحكومة، لن نعدل ونطور أو نحور دستورنا لملاءمة أي موقف".

سئل: هل أنتم ملتزمون باتفاق الطائف نصا وروحا؟

أجاب: "ملتزمون باتفاق الطائف نصا وروحا كيف لا، وقد اقسم فخامة رئيس البلاد قسما باحترام الدستور وقوانين الأمة اللبنانية، وهو على قسمه، والكلام ليس بحاجة للتأكيد".

 

جعجع ناشد الحريري وحسن خليل صرف مستحقات مؤسسات الرعاية:لا شيء يطمئن في موضوع الموازنة ولاعتماد آلية واضحة في التعيينات

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "لا شيء يطمئن حتى الساعة في موضوع الموازنة، وموافقتنا على بند منها لا تعني الموافقة الكلية عليها، فقرارنا نتخده بعد أن نرى الصيغة النهائية لها التي سترسل إلى الهيئة العامة في مجلس النواب"، وقال: "نطالب جميع المسؤولين "زين" كلماتهم قبل إطلاقها، باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين منذ عشرات السنوات في دول الخليج كافة من جراء تصاريحنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي". أضاف: "إن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يعتبر أنه إما أن يعين هو كل المواقع التابعة للمسيحيين أو أن المسيحيين مغبونة حقوقهم، فنحن لا نقبل أبدا بهذه المعادلة. ولذا، إن الحل الأفضل للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للتعيينات". وطالب "دولة رئيس الحكومة سعد الحريري بالإيعاذ إلى جانب الهيئة العليا للاغاثة من أجل زيارة المناطق الجردية الشمالية المتضررة في بشري ودير الأحمر والضنية وعكار والقيام بمسح للأضرار للعمل على التعويض على المزارعين". وناشد أيضا رئيس الحكومة ووزير المال علي حسن خليل "صرف مستحقات مؤسسات الرعاية الاجتماعية عن عام 2018 في أسرع وقت ممكن أي خلال أيام معدودة".

كلام جعجع جاء عقب ترؤسه اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الدوري، في معراب، بحضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، وزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان، نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، عماد واكيم، شوقي الدكاش، سيزار معلوف، زياد حواط، أنيس نصار، جوزيف اسحق، ووهبه قاطيشا، الوزيرين السابقين: طوني كرم وجو سركيس، النائبين السابقين فادي كرم وطوني زهرا، الأمينة العامة الدكتورة شانتال سركيس، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، عضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد، فيما تغيب عن الإجتماع وزير العمل كميل أبو سليمان، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي الشدياق، النواب: بيار بو عاصي، جورج عقيص، أنطوان حبشي، فادي سعد، ماجد إدي ابي اللمع، وجان طالوزيان، الوزير السابق ملحم الرياشي والنواب السابقون: إيلي كيروز، طوني أبو خاطر، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان.

وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "لقد تعرضت منطقة الشمال الجبلية نهار السبت المنصرم إلى عاصفة "برد" قوية جدا أدت إلى إتلاف كامل المحصول الزراعي، خصوصا في مناطق بشري، دير الأحمر، جرود الضنية وجرود عكار، وأصدر في هذا الخصوص نائبا بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق نداء إلى رئيس الحكومة سعد الحريري والهيئة العليا للاغاثة من أجل القيام بمسح للأضرار تمهيدا للتعويض على المواطنين. ونحن كتكتل نضم صوتنا إلى صوتهما، ونطالب دولة رئيس الحكومة بالإيعاذ لجانب الهيئة العليا للاغاثة من أجل زيارة المناطق المتضررة والقيام بمسح للأضرار، وهذا لسبب بسيط، وهو أنه في بعض المناطق الخسارة موسمية أي أنها تقتصر على موسم الخضار الحالي، فيما سيأتي موسم آخر بعد شهر أو شهرين، وهكذا دواليك، إلا أنه في المناطق الجردية العالية، فالخسارة سنوية لأن الأهالي ينتظرون موسم التفاح والكرز والمشمش سنويا، ولا موسم آخر قبل العام المقبل. ولذلك، إن ما حصل هو كارثة كبيرة على أهلنا في هذه المناطق، والمطلوب محاولة التعويض عليهم، رغم الوضع المالي الدقيق للدولة".

وتطرق جعجع إلى موضوع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، فقال: "إن الجميع شهد في الأسبوع المنصرم إحدى هذه المؤسسات التي عمدت إلى الإقفال جزئيا، فيما كان وزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان في الأسابيع المنصرمة يناشد جميع المسؤولين في الدولة، وخصوصا وزير المال علي حسن خليل، والذي اتصلت به شخصيا في هذا الخصوص، من أجل تسكير مستحقات هذه المؤسسات عن عام 2018، وعلينا جميعا الإنتباه هنا في أننا لا نتكلم عن ميزانيات جديدة، وإنما أقل الإيمان هو دفع مستحقات هذه المؤسسات، إلا أن بعض "النكدين" يطرحون مسألة التأكد من جدية هذه المؤسسات باعتبار أنهم لا يعرفون إن كانت جدية أم صورية. وفي هذا الإطار، أريد أن أذكر أصحاب هذا الطرح بأن وزير الشؤون الإجتماعية قد قام بجوجلة أولية وأبطل عقود 20 مؤسسة من بين المؤسسات المتعاقدة مع وزارته لأنها ليست على قدر المستوى المطلوب ولا يزال مستمرا في هذه الجوجلة، إلا أنه لم يتوصل إلى أي نتائج جديدة حتى الساعة. ولذا، على من يملك أي معلومات عن مؤسسات مماثلة صورية ليتفضل ويقدمها إلى وزارة الشؤون الإجتماعية من أجل إجراء المقتضى، ولكن هذا الأمر لا يعني إيقاف عمل 99.9% من المؤسسات الجدية، بدءا من "مؤسسة المقاصد الخيرية"، وليس انهاء بسيسوبيل، في حين أنها المؤسسات العامة الوحيدة التي تعمل في البلد من دون طلب أحد".

وناشد رئيس الحكومة ووزير المال "صرف مستحقات هذه الجمعيات عن عام 2018 في أسرع وقت ممكن أي خلال أيام معدودة".

وقال: "أوجه تهنئة من القلب لوزير العمل كميل أبو سليمان على الخطة التي وضعها من أجل تقويم الإعوجاج في ما خص العمالة الأجنبية في لبنان وتطبيق القوانين حرفيا، آخذا في الاعتبار الجوانب الإنسانية من دون إغفال تطبيق القوانين المرعية الإجراء. وفي هذا الإطار، أعطى المؤسسات شهرا كاملا من أجل ترتيب أوضاعها القانونية، الأمر الذي سيفتح الكثير من أبواب العمل أمام اليد العاملة اللبنانية، ورأينا جميعا على موقع إلكتروني واحد الكم الهائل من العمال اللبنانيين الذين هم في حاجة إلى العمل، إلا أننا نرى بعض المسؤولين الآخرين الذين، إلى جانب كل ما يقوم به وزير العمل، "تنطحوا"، في حين أن الجميع يعلم أن المسؤول لا يمكنه اطلاق التصاريح العشوائية من دون أن "يزين" كلماته. هؤلاء "تنطحوا" معتقدين أن الأمور تسير بالمزايدات، وفي سياق مزايدتهم تسببوا لنا بأزمة مع بعض الدول الصديقة التي تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون منذ عشرات السنوات في كل دول الخليج إن كان في المملكة العربية السعودية أو في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في دولة الكويت أو في عمان أو قطر أو غيرها من الدول".

أضاف: "المطلوب من جميع المسؤولين "زين" كلماتهم، قبل إطلاقها، باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية هؤلاء اللبنانيين من جراء تصاريحنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي".

من جهة أخرى، تحدث جعجع في كلمته ععن موضوع التعيينات، فقال: "في الوقت الذي يمر البلد في الوضع الإقتصادي والمالي المتردي، ورغم كل مشاكلنا، هناك بعض المسؤولين الذين شغلهم الشاغل هو فقط التعيينات. وفي هذا السياق، يقولون: "في ما يتعلق بالتعيينات ما للمسيحيين هو للمسيحيين، وما للآخرين للآخرين". وهنا نسأل في أي إطار يأتي هذا الكلام؟ ومن هي الجهة الطاحشة لأخذ مواقع للمسيحيين وإعطائها للآخرين؟ وهذه المزايدة على من؟ فالجميع يعلم أن مواقع المسيحيين للمسسيحيين ومواقع غير المسيحيين لغير المسيحيين، فلم أر أن أحدا استولى على موقع أحد آخر، إلا أن السؤال الأساس في هذه المسألة هو من الشخص الذي سيتم تعيينه وبصيغة أخرى من من المسيحيين سيتعينون في مواقع المسيحيين؟ ومن من غير المسيحيين سيتعينون في مواقع غير المسيحيين؟ وفي هذا الإطار، نحن نرى أن الحل بسيط جدا، وما فتئنا نطرحه منذ سنوات، إلا أن الظاهر أن المسؤولين لا يريدون اعتماده، وهو اعتماد آلية واضحة للتعيينات، وهذه الآلية كفيلة بألا تكون هناك خلافات على التعيينات باعتبار أن هذه الآلية تفضي بشكل تلقائي إلى تعيين كل شخص في المكان المناسب، طالما أن جميع اللبنانيين متفقون على التوزيع الطائفي في المناصب".

أضاف: "أريد أن أذكر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بأن عليه الانتباه جيدا إلى أن مقولة "ما للمسيحيين هو للمسيحيين" تعني للمسيحيين ولا تعني أن "ما للمسيحيين هو لباسيل"، والمعركة الحاصلة اليوم ليست بسبب أن هناك من يريد انتزاع بعض المواقع من المسيحيين، وإنما لأن هناك من يطرح أن المواقع العائدة للمسيحيين يجب أن توزع على جميع من يمثلون المسيحيين، في حين أن الوزير باسيل يعتبر أنه إما أن يعين هو كل المواقع التابعة للمسيحيين أو أن المسيحيين مغبونة حقوقهم. وبالتالي، نحن لا نقبل أبدا بهذه المعادلة. ولذا، فالحل الأحسن للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للتعيينات حيث يأخذ كل ذي حق حقه عبر غلبة مبدأ الكفاءة، ونكون بذلك بدأنا بالإصلاحات المنشودة للدولة وليصل الكفؤ مهما كان انتماؤه في أي موقع من المواقع، إلا أن محاولة شخص ما حصر كل المواقع المسيحية أو غير المسيحية بيده أمر غير مقبول على الإطلاق".

وتطرق جعجع أيضا إلى موضوع الموازنة، فقال: "لا شيء يطمئن حتى الساعة في هذا الموضوع، فنحن اشتركنا في 20 جلسة في الحكومة من أجل مناقشة الموازنة، ووزراؤنا كانوا ذات فعالية كبيرة في هذه الجلسات والمناقشات التي تضمنتها، وحاولنا قدر المستطاع التحسين في البنود التي تم طرحها، ولطالما كررنا أن موافقتنا على بند ما لا تعني أبدا موافقتنا على الموازنة ككل التي نعطيها عندما يتم الإنتهاء من مناقشتها بشكل كامل باعتبار أنها كل لا يتجزأ، وسنقوم بالمناقشة بكل جدية في لجنة المال والموازنة والهيئة العامة في مجلس النواب، إلا أن كيفية تصويتنا على هذه الموازنة سنتخذ القرار فيه بعد الإنتهاء من كل المناقشات والتوصل إلى الصورة النهائية التي سترسل بها هذه الموازنة إلى الهيئة العامة". وختم: "من الأفضل مئة مرة أن نقوم كلبنانيين بأيدينا بالإصلاحات المطلوبة على أن يتم لاحقا فرضها علينا من قبل موظفين في مؤسسات أجنبية للتمكن من إنقاذ الوضع. من هنا، علينا العمل بكل جدية وجهد من أجل إقرار الإصلاحات المطلوبة في الموازنة باعتبار أن الإصلاحات التي تتضمنها حتى الآن هي قسم صغير وبسيط، مما هو مطلوب، فهي لا تتضمن أي شيء يتعلق بالإقتصاد الذي إن لم نقم بتحسينه عبثا نحاول من خلال موازنة".

 

باسيل افتتح ورشة الديبلوماسية الفاعلة للقناصل الفخريين:عليكم ان تجعلوا مصلحة لبنان أولوية وان تكونوا في جهوز دائم لخدمة شعبكم

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اليوم، ورشة عمل للقناصل الفخريين في لبنان، بعنوان "الديبلوماسية الفاعلة"، في المعهد الوطني للادارة في بعبدا، في حضور سفراء ورؤساء بعثات ديلوماسية وديبلوماسيين، رئيس مجلس ادارة المعهد جورج لبكي، المدير العام للمعهد جمال المنجد، الملحقين الاقتصاديين، القناصل الفخريين، وشخصيات.

باسيل

بعد النشيد الوطني، افتتح الوزير باسيل الورشة بكلمة قال فيها: "اهلا وسهلا بكم في هذا اللقاء الذي هو من ضمن اللقاءات التي ننظمها للديبلوماسية الفاعلة، وهذه المرة خصصناه للقناصل الفخريين، وهذا الامر الجديد بدأنا به في وزارة الخارجية وهو ان نجمع القناصل الفخريين وننظم معهم نهار عمل كاملا لأنهم جزء من السلك الديبلوماسي اللبناني، وهذا مفهوم علينا ان نتبعه في قلب وزارة الخارجية بحيث علينا ان نكون ديبلوماسيين واداريين وقناصل فخريين وعلينا ان نتعامل معه بمفهوم واحد لأنه يجب ان نعلم ان القنصل الفخري هو بالنسبة إلينا هو جزء من هذه العائلة، ولهذا يوجد اليوم القناصل الفخريون مع الديبلوماسيين الجدد الذين سيلتحقون ابتداء من هذا الشهر مع الدفعة الاخيرة التي دخلت الشهر الفائت ومع الملحقين الاقتصاديين ومع المديرين والسفراء الحاليين والديبلوماسيين الموجودين والادارة المركزية كلها، ليكون لدينا برنامج عمل واحد ومفهوم واحد لعملنا".

وأضاف: "ان القنصل الفخري هو من احد ابناء الدولة المقيم فيها او من الدولة المعتمدة ومهمته تسهيل الاعمال وخصوصا التجارية ويتعامل معه كثيرون كمنصب شرف، ولكن بالنسبة الينا ليس منصب شرف، ولكون لبنان بلدا صغيرا وامكاناته صغيرة ولكن انتشاره كبير جدا، وبالتالي فان خدمة ابنائه ومصالحهم في دول العالم، لا يمكن ان تقوم بها 70 بعثة او حتى مئة بعثة، والفكرة هي الافادة من وجود اشخاص مثلكم ولديهم الوضع الشخصي الذي يسمح لهم بان يكونوا على علاقة طيبة مع الدول الموجودين فيها، ولكي يكونوا كذلك على علاقة طيبة مع الجاليات اللبنانية وهم في طبعهم يحبون الناس ويحبون التعامل معهم وخدمة بلدهم وابناء بلدهم، ولهذا فان القنصل الفخري في لبنان هو مثل غيره وليس لديه راتب وليس موظفا رسميا في الإدارة، ولكن هو لديه واجبات تجاه الإدارة والناس والدولة المعتمد لديها، وبالتالي لديه واجبات تجاه الادارة كجباية المال وانجاز المعاملات وهو يتبع للسفير المعتمد في الدولة. اذا، هو ليس حالة خاصة بل يتبع لتعليمات واضحة وللهرمية المركزية التي تأتي من وزارة الخارجية وهو يتبع للسفير في البلد المعتمد. وفي الوقت نفسه، الدولة لا تدين بشيء له، كالمعاش او الراتب ولا بأي مقابل ويمكنها في اي وقت ان تعفيه من مهماته اذا تبين لها انه لا يقوم بعمله كما يلزم. وقد اعتدنا على قناصل فخربين يبقون لسنوات في مركزهم من دون ان يسأل احد عن عملهم، ولا سيما ان اساس المنصب فخري، لكن بالنسبة الينا هذا منصب عمل، وبحسب معرفتي بغالبيتكم واعتقد ان الكثيرين منكم يمكنهم القيام بأعمال مهمة جدا في دول تضم جاليات كبرى تعد بمئات الآلاف من اللبنانيين في البرازيل واميركا وغيرها، وبالامس كنا نتحدث عن الجزائر والتي يوجد فيها سفير لبناني مع العلم ان مساحتها مليونان ونصف مليون كيلومتر مربع".

وتابع: "عليكم كقناصل فخريين ان تبنوا علاقات مميزة مع الدولة المعتمدة، طبعا في اطار الاحترام والتطبيق الكامل لقوانينها، كما هي الحال بالنسبة الى السفراء والديبلوماسيين، والتقيد بكل ما تطلبه هذه الدول وتعاملها مع الطاقم الديبلوماسي لديها، وهنا يجب الانتباه الى مصالح هذه الدول وان اي كلام يتفوه به القنصل الفخري اكان في مجلس خاص او مجلس عام واذا كان يوجد اعلام او لا، وعليه كذلك ان يستحصل على اذن من وزارة الخارجية لكي يصرح. والنقطة الاهم هي حرصه على العلاقات الجيدة مع الجالية اللبنانية، وعليه ومن دون اي عائدات للدولة ان يفتح مكتبا يليق بلبنان ويليق بخدمة ابناء الجالية هناك، ويجب ان يكون في جهوز دائم لتلبية اي حاجة، وعليه ايضا ان ينظم مناسبات اجتماعية تجاه الجالية كاقامة الاحتفال الوطني والاستقبالات اللازمة وان يلبي الدعوات الرسمية، وهذه هي الشروط التي نعتبر ان عليه ان يقوم بها من دون اي بدل من الدولة. ومن خلال جولاتي في الخارج، تعرفت الى العديد من القناصل الفخريين الموجودين ولمست فيهم حضورهم المميز وديناميكيتهم وحماستهم، وهذا امر مهم جدا، وانوه بهم وخصوصا لناحية استعدادهم وقدرتهم ان يكونوا على علاقة بالمسؤولين في الدول وكذلك على علاقة طيبة مع الجاليات اللبنانية هناك وتجمعهم المحبة والالفة، وهذا الامر يؤهلكم لأن تؤدوا هذه الأدوار، واخاطبكم بكل هذه الصراحة واضعا فيكم الامل بكم والتعويل عليكم لتعملوا هذا العمل الكبير للبنان وان تغطوا بهذه الشبكة التي نقوم بها كل مساحة الأرض. ولهذا وصلنا اليوم الى عدد 149 قنصلا فخريا، ونسعى الى ان نكبر اكثر فاكثر وهدفنا ان نصل الى المئتين هذا العام واكثر، وكل مكان يمكننا ان نقصده والدولة توافق عليه لان يكون فيه قنصل فخري، لن نألو جهدا لذلك في خدمة حتى ولو شخصا لبنانيا واحدا يود اجراء اي معاملة، وهذا ليس فيه اي خسارة بل على العكس انه ربح لكم على المستوى الشخصي. وهذا تمييز لكم بحيث تزيدون على شبكة لبنان في الخارج وتوسعوا تغطية خدمة الانتشار اللبناني وهكذا تمثلون لبنان بكل تعدديته. والفضل بمجيئكم هو انتم او من خلال المؤهلات التي تسمح لكم بذلك، ولهذا عليكم بالعمل الجاد اذ ان اي شخص لا يقوم باللازم فعليه ان يعلم انه سيتغير وهذا يتطلب متابعة من الادارة المركزية ومن السفارات، ويجب ان تكون علاقتكم مع السفير اكثر من ممتازة، خصوصا وانه راس الهرم وهو بدوره عليه ان يتمتع بسعة صدر وتحمل مسؤوليات كبرى ولا سيما اذا البلد كبير المساحة كأميركا وكندا وغيرها".

واردف: "يمكن القول كذلك ان عمل القنصل الفخري لا ينتهي، فهناك الجنسية، الاقتصاد والخدمات القنصلية والانتخابات وكل ما يمكن ان يعمله السفير الا السياسة. وعليه ان يعمل بهدف خدمة لبنان ومصالحه كموضوع النزوح والاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب واي مشروع يخدم لبنان يمكنه ان يقوم به وكما يقوم السفير بوضع التقارير وتبليغها، كذلك بالنسبة الى القنصل فعليه ان يبلغ بأي نشاط يقوم به. وهذه المواضيع ستكون ورشة عملنا اليوم وستفصل كلها".

قال: "لكنني اود الاضافة بشكل سريع ان الخدمات القنصلية هي جهوز تام من خلال مكتب مجهز في قلب المدينة لتلبية متطلبات ابناء الجالية بحسب الاصول والقانون، وخصوصا

ان القنصل الفخري مؤتمن على المال العام وعليه ان يحفظه من خلال جبايته وتحويله وغيرها، كما على القنصل الفخري التواصل مع اللبنانيين لاكتساب الجنسية اللبنانية من خلال الطرق الاربع التي تحدثنا عنها الا وهي: قانون استعادة الجنسية، اختيار الجنسية والمعاملات القنصلية العادية والمرسوم الذي يصدره رئيس الجمهورية. ومهمتكم هنا تصنيف الاشخاص طالبي للجنسية، وقد نبشنا في هذا الاطار عشرات الاف الملفات، واؤكد لكم ان هذا الملف سيزيد اذا عملتم بشكل فاعل، كما اننا سنرسل لكم تعميما في هذا الشأن، وعليكم بدوركم ان تفتشوا في سفاراتكم في الارشيف عن ملفات محفوظة بالتعاون مع الدبلوماسيين والقناصل الفخريين وعليكم ايجاد كل الاسماء التي طلبت اختيار الجنسية، ثم افادتنا بذلك مع كل التفاصيل، وأطلب من السفراء منذ الآن ان يكون هناك جدول بمل عمل يقوم به القنصل الفخري وذكر كل الامور من خلال رفع تقرير شهري او سنوي لتقويم عملهم".

وأضاف: "اما لناحية الاقتصاد، فأنا سعيد لوجود العشرين ملحقا اقتصاديا معنا اليوم، والذين سيلتحقون بعملهم ابتداء من الغد، وقد تحدثت اليهم كثيرا والتجربة ستعلمهم اكثر، وهنا اشير الى انه من الممكن ان يكون القنصل الفخري ملحقا اقتصاديا اذ يمكنه ان يشجع استثمارا في لبنان او ان يوجه لبنانيين من لبنان لكي يعملوا مع لبنانيين في الخارج وان يوفروا لهم فرص عمل، كما يمكنهم ان يسوقوا للمنتجات وللشركات والبضائع وكل ما تحدثنا به في المؤتمر وكل ما يشمله موضوع الاقتصاد، ولم لا؟ فأساسا هكذا وجدت فكرة القنصل الفخري، وهكذا يجب ان يعمل، وطبعا، عليه ان يحافظ، في المقابل، على حياته الخاصة وعلى عمله، ونحن نود ذلك بالتأكيد ونود ان يزيد اعماله وارباحه ونشاطاته ولهذا اخترناه وهذا لا يتعارض معنا، ولكن هذا لا يجعل منه وسيطا على حساب مصالح الدولة اذا كان لها مصالح في أمر، ومن هذا الموقع عليه مسؤولية حفظ المال العام، وتشجيع التبادل التجاري وزيادة صادراتنا في اتجاه الخارج".

وتابع: "لقد كانت لنا تجربة في موضوع الانتخابات في الخارج وقد عمل معنا عدد من القناصل الفخريبن وهذه التجربة ستساعدنا كثيرا في المرة المقبلة لفتح مراكز اقتراع في كل مكان فيه قنصل فخري., واكيد حسبما يوفر القانون الشروط، لأننا قدمنا مشروعا لخفض العدد من 200 الى مئة ولنزيد مراكز الاقتراع ولكي يتمكن اللبنانيون المنتشرون في العالم من الانتخاب، وهذا هدف اساسي على جميع القناصل الفخريين ان يعملوا عليه ولا سيما في الارجنتين والمكسيك وغيرهما، وعلينا ان نعمل في موضوع الإنتخابات منذ اليوم، وعلينا ان نعلم ما هي الانتخابات وما هو دورنا فيها وهو عمل أساسي لكم، فلقد عاش اللبنانيون عرسا اذ سنحت لهم الفرصة وللمرة الاولى ان ينتخبوا، والذي يحب اللبنانيين يعيش هذا العرس معهم، وعلى كل واحد منكم ان يفرح عندما يعطي احدا الجنسية او عندما ينتخب احدا او عندما يفتح المجال امام تبادل تجاري او عندما يأتي وزير او يفتح خط طيران على لبنان وحمل السياح لزيارة بلدنا، وغيرها الكثير".

وقال: "عليكم ايجاد الطاقات الاغترابية والتفتيس عنها، من خلال جمع المعلومات عن لبنانيين يعيشون في الخارج، وهذا هو جزء من عملكم وهو الحصول على "الداتا" لهم وطريقة التواصل معهم وتحفيزهم على الارتباط بلبنان، كذلك الامر لجميع اللبنانيين يجب فتح سجلات بأسمائهم لان هذا الامر غير موجود في السفارات. فأنتم ستمثلون لبنان للمرة الاولى رسميا وعليكم ان تعملوا منذ اليوم ومن دون الرجوع الى الوراء في سبيل تأسيس عمل جدي ومتكامل. واود القول لكم لقد اخترنا ان تكونوا جزءا من هذه العائلة، وهذا الامر انتم تحددونه اذا اردتم البقاء في هذه العائلة ام لا، واذا كنتم تريدون ان تكونوا جزءا فاعلا منها ومرتبطين معها وتعيشونها، لان السلك الديبلوماسي في لبنان له عاداته وتقاليده وموقعه. وهذه الصورة التي يجب المحافظة عليها، ولديه اولا مصلحة لبنان، وهذا هو الاعتبار الاول لكل واحد منكم، ومن المحتمل ان يتعرض كل منكم لاعمال سيئة مثل تحريف الكلام، مثلا، فأنا كل يوم اتعرض لأمور كهذه، وبالامس تعرضت لتحريف في الكلام وكل يوم نتعرض لامور مماثلة واخذ الامور في اتجاهات اخرى، ولكن عندما تكون مصلحة لبنان نصب أعيننا، نعرف اتجاه البوصلة جيدا، ويمكننا تصحيح اي خطأ يصدر تجاهنا، لأن علينا ان نقوم بهذه المصلحة ونحققها، وعندما يصير تحريف عليها علينا ان نصححه. وكما قلت لكم انا اتعرض يوميا لهذا الامر، واحيانا اعتبر ان لا لزوم لاصحح لانه واضح انني لم اقل هذا، واحيانا اقول انه اذا اراد احدهم استخدام هذا الامر بالسوء أصحح، وهذا الذي يجب ان يحكم لنا توجهاتنا دائما، وعلى سبيل المثال، الامر الحسي الذي تحدثنا عنه في موضوع العمالة اللبنانية، واقول لكم على كل دولة ان تعطي الاولوية لشعبها بفرص العمل وان تحميه من العمالة غير المشروعة، هذا ما تفعله كل الدول، وفي الموازنة وضعنا قانونا لكي يكون هناك يد عاملة لبنانية في المؤسسات الاجنبية، ولكن هذا الامر يغفل عنه لبنان، فاللبنانيون الذين يعملون في دول الخارج وفقا لحاجات الدول وليس غصبا عنها، واللبنانيون يحترمون قوانين الدول وهذه الدول، وأي واحد يخالف ندعو الى ان يطبق عليه القانون، وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية بحيث لدينا جالية يجب الحفاظ على مصالحها، وواجبنا ان نحترم الدولة التي نعمل فيها ونحترم قوانينها، وهذه الدول كلها ومن ضمنها لبنان والمملكة العربية السعودية تميز شعبها عن غيره بالقوانين، وهذا ليس عنصرية، فعندما تدافع عن حق شعبك تكون وطنيا وليس عنصريا، وبالتالي هذا الامر الذي قلته والامر الذي قصدته، ويصير ان هناك الكثير من المحترفين في تخريب العلاقات او سيئي النية يحرفون الكلام او المعنى او المقصد في الوقت الذي لا يكون هكذا، وانتم ستتعرضون كل يوم لأمر، وعليكم ان تحددوا مصلحة لبنان كأولوية واحيانا تتعارض مصالح الدول مع بعضها. ولذا علينا التوفيق والاختيار الحسن للمحافظة على مصلحة الوطن والشعب ضمن القوانين الدولية التي تحكم علاقات الدول مع بعضها وكذلك يوجد قانون الدولة السيدة على ارضها ولا احد يفرض عليها قوانينها التي يجب ان تكون مطبقة ومنسجمة مع المعايير الدولية، ولكن لبنان موجود بدستوره وقوانينه ورقي شعبه، وهذه الطاقة الاهم التي تمتلكونها، ويبقى اللبناني هو الثروة الاساسية والطاقة الكبرى بين ايدينا والتي يجب ان نتعامل معها على هذا الاساس لنفيد وطننا ونجعل منه وطنا أكبر".

 

الراعي افتتح سينودس الأساقفة الموارنة: نشيد بسهر القوى الأمنية لمكافحة الارهابيين ونتطلع إلى تعزيز الثقة بلبنان من خلال خلق جو سياسي سليم

الإثنين 10 حزيران 2019

وطنية - بدأت صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي اعمال سينودس الأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

والقى البطريرك الراعي كلمة الافتتاح بعد الصلاة المشتركة، قال فيها: "إخواني السادة المطارنة الأجلاء، نشكر الله على أنه هيأ عقولنا وإراداتنا وقلوبنا، في الرياضة الروحية التي أحييناها الأسبوع الماضي، لنقوم بأعمال السينودس المقدس، كما هي في جدول الأعمال وما سيضاف عليه منكم أو ما يطرأ من مستجدات. وأود البدء بالتذكير بأننا ملزَمون ضميريا بحفظ السر بشأن ما يجري في مجمعنا أو نتداوله، من أجل حماية حرية التعبير والرأي وكرامة الأشخاص. ويثقل حفظ السر ضمائرنا بنوع أخص عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الأسقفية: في إعدادها وإجرائها ونتائجها. فمن أجل حفظ السر، نطلب منكم عدم اصطحاب الخليوي الخاص إلى قاعة الاجتماعات منعا لالتقاط أية معلومة أو لتسجيل أي حديث أو نتائج، لأننا في آخر كل انتخاب سنتلف ليس فقط بطاقات الاقتراع، بل أيضا أوراقكم الخاصة التي دونتم عليها أسماء ونتائج. إن ما يمكن إعلانه سيتم رسميا في البيان الختامي ظهر السبت المقبل بالتزامن مع الكرسي الرسولي. فاحتراما له ولقداسة البابا ولمجمعنا نحن ملزمون بحفظ السر". أضاف: "فلنبدأ منذ الآن بإجراء القسم معا: " أنا ... أقسم اليمين في حضرة الله دياني وبالاتكالِ على نعمه، بحفظ السر في كل ما يتعلق بأعمال هذا المجمع المقدس، ولاسيما لجهة ما يدلي به الآباء من آراء بشأن الأشخاص، ولجهة المرشحين للانتخابات الأسقفية والنتائج، أثناء انعقاد الدورة وبعدها. وأقسم بأني أنتخب للكرسي الشاغر، بضمير حي ونزاهة وتجرد، من أراه أمام الله الأفضل والأصلح لخدمة جلاله، تمجيدا للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، الآن وإلى الأبد، آمين".

وتابع:" وإذ نحن نؤمن أن الأسقفية دعوة من الله، لا ننسى أننا في انتخاب الأسقف نواصل ما قام به الرسل الأحد عشر الذين كي يختاروا خلفا ليهوذا الإسخريوطي الذي أسلم يسوع، رشحوا شخصين يوسف المدعو برسابا ومتيا، ثم صلوا قائلين: "أيها الرب العليم بقلوب الناس أجمعين، بين من اخترت من هذين الاثنين ليقوم بخدمة الرسالة ". "ثم اقترعوا فوقعت القرعة على متيا، فضم إلى الرسل الاثني عشر" (أعمال1: 23-26).

وقال: "إن السنودس المقدس يتناول كل ما يختص بحياة أبناء أبرشياتنا في النطاق البطريركي وبلدان الانتشار، كما يظهر من جدول الأعمال المثقل بالمواضيع. وإننا في الوقت عينه نواكب شعبنا في واقعه وظروفه وقلقه وشجونه. بالنسبة إلى لبنان لا بد من التنويه بالجهود المبذولة وبالإنجازات التي حققتها الحكومة على صعد مختلفة، ولكن يبقى الكثير الكثير مما ينتظره المواطنون. ونتطلع معهم إلى تعزيز الثقة بلبنان من خلال خلق جو سياسي سليم ومسؤول يبعد عن المزايدات والمهاترات والتوظيفات العشوائية والزبائنية، وإعادة تفعيل الدورة الإقتصادية وحماية دور المصارف وايلاء عناية خاصة بالرعاية الاجتماعية والمدارس. كما أننا نذكر المسؤولين في الدولة بوجوب إعادة تفعيل قطاع الإسكان وإحياء القروض السكنية. فالقطاع الإسكاني أساسيٌ وحيويٌ لتحريك أكثرية قطاعات الاقتصاد والتجارة والانتاج".

أضاف: "لقد عادت بكل أسف حادثة طرابلس لتطرح بقوة خطر الإرهاب والإرهابيين والبيئة الحاضنة وهم على ما يبدو يسرحون ويمرحون ويتغلغلون في مجتمعنا كتنين يتربص بأمن الناس وباستقرار الوضع الأمني. ولا بد من الإشادة بسهر الجيش والقوى الأمنية وعملها الدؤوب في مكافحتهم آملين القبض عليهم وعلى من يقف وراءهم أو يغطيهم. وإننا ننحني أمام دماء آخر قافلة من الشهداء الذين سقطوا في هذه الحادثة المؤلمة، ونعلن قربنا الروحي والإنساني من أهلهم وعائلاتهم. على أبواب فصل الصيف نأمل أن يشهد هذا الموسم حركة سياحية ناشطة تعيد لبنان إلى موقعه السياحي المرموق والمتميز كما نشجع أبناءنا المنتشرين لزيارة لبنان والتمتع بما خص الله وطنهم الأم من جمال ومناخ وأرض مقدَسة وقديسين". وتابع: "أما بالنسبة إلى أبنائنا في العراق وسوريا وفلسطين وسائر شعوبها، فإننا نحمل قضاياهم وندافع عنها في المحافل الكنسية والمدنية، الإقليمية والدولية. ونطالب معهم بحقوقهم في أوطانهم، ولا سيما بحق عودتهم بكرامة إليها، كي يواصلوا كتابة تاريخهم، ويحافظوا على هويتهم الثقافية، فتستعيد بلدانهم مكانها ومكانتها في الأسرتَين العربية والدولية".

وقال: "وبالنسبة إلى أبنائنا المنتشرين في القارات الخمس، فإنا نثمن شجاعتهم وإقدامهم وما حققوا من إنجازات وفقا لطموحاتهم، ونشعر مع الذين ما زالوا متعثرين بعض الشيء في شق طريقهم في الغربة. وإننا نناشدهم المحافظة على انتمائهم إلى الوطن الأصلي، وعلى رباطهم بالكنيسة الأم، والاعتناء بتسجيل قيود وقوعات نفوسهم الشخصية لدى البعثات الديبلوماسية في بلدانهم، كي يحافظوا على جنسيتهم ومكانهم وحقوقهم المدنية في وطنهم وعلى رقعة أرض من ترابه. وندعوهم إلى تثمير طاقاتهم في وطنهم مساهمة منهم في تفعيل حياته الاقتصادية".

أضاف: "نستعرض سريعا جدول الأعمال، ونضيف عليه ما ترونه مناسبا، ونجري ما يلزم من تعديلات. ثم نشكل لجنة البيان الختامي. ونبدأ بعدها بموضوع الشؤون الطقسية ومقرراتها النهائية. نلفت انتباهكم إلى أنه، نظرا لضيق الوقت وكثرة المواضيع، يمكن تقديم تقارير مفصلة، أما في الاجتماعات فيحصر العرض بالمستجدات، وبالمطلوب اتخاذ قرارات بشأنه. تجدون بعد ظهر الجمعة 14 حزيران برنامجا خاصا، إذ نقوم بتدشين "المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين" - دير مار سركيس وباخوس في ريفون".

وختم: "إننا بإسم الرب، وتحت أنوار روحه القدوس، وشفاعة أمنا مريم العذراء سلطانة الرسل، نبدأ أعمالنا". وتستمر اعمال السينودس المغلقة لغاية ظهر يوم السبت المقبل حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن المواضيع التي بحثت.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 09 و10 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

يا شيخ سامي، يا فتى الكتائب ارحم المباديء وخليها بالجارور

الياس بجاني/10 حزيران/2019

لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين" ..(من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24/)

http://eliasbejjaninews.com/archives/75674/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d9%8a-%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%8c-%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d8%aa%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75691/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-11-2019/

 

قبل خديعة إيران الجديدة في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/10 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75686/%d9%81%d8%a7%d9%8a%d8%b2-%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%ae%d8%af%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88/

 

تقارير من 3 صحف إسرائيلية تذكر أن المخابرات الإسرائيلية نقلت لبريطانيا معلومات خطيرة عام 2015 تمكنت من خلالها السلطات في لندن مصادرة اطنان من المتفجرات في منزل تابع لحزب الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/75681/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-3-%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%b1-%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%a8/

UK exposed Hezbollah explosives in London in 2015, with Mossad intel

Jerusalem Post/June 10/2019

تقرير من الجيروزالم بوست: بريطانيا صادرت متفجرات لحزب الله سنة 2015

U.K. Seized Tons of Explosive Materials Linked to Hezbollah in 2015, Report Says

تقرير من الهآرتس: بريطاني صادرت سنة 2015 أطناناً من المواد المتفجرة التي كانت بحوزة أحد التابعين لحزب الله

Haaretz/June 10/2019

Israeli officials: Mossad tipped UK off in 2015 Hezbollah bomb plot

Ynetnews/June 10/2019

تقرير من يدعوت احرنوت: الموساد الإسرائيلي كان حذر سنة 2015 السلطات في لندن من مؤامرة لحزب الله هدفها تفجيرات إراهابية في بريطانيا

 

Analysis/The Syrian Nightingale Is Dead, and Soon Other Fighting Poets May Be Silenced
 
زفي برئيل من الهآرتس يتناول جريمة قتل منشد الثورة السورية عبد الباسط سروت ويتوقع قتل المزيد من الشعراء في سوريا
 Zvi Bar'el/Haaretz/June 10/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75677/%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%85/