LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June09.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ، وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا، وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ”

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تغريدات ع البارد والسخن: من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحداً وبس، بل جبرانات وبالعشرات

الياس بجاني/تفاهة سجالات شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل

الياس بجاني/في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هذا ما أبلغته واشنطن لتل أبيب عن ضربة قريبة لإيران و"حزب الله"

إسرائيل تتأهب على الحدود اللبنانية تحسباً من عمليات لحزب الله

إسرائيل تعيد «القرد المتسلل» إلى أصحابه في لبنان فرّ من مزرعة «سفينة السلام»

استنفار إسرائيلي على الحدود مع لبنان تحسباً لعملية «حزب الله»

زكا الإثنين في بيروت... وهذا أول مكان سيزوره

المطران رحمة: سنواجه دواعش طرابلس ودير الأحمر.. ومَن أراد القتال فليعُد الى سوريا

باسيل على درب القداسة؟/رالف حلو/اللبنانية

باسيل على درب القداسة؟/رالف حلو/اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 8/6/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 8 حزيران 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استنفار إسرائيلي على الحدود اللبنانية... هل الحرب مع حزب الله قريبة؟

فضائح المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تتوالى فصولًا: حسينية تحت الرهن!

لقاء بين عون والحريري لرسم خريطة طريق العمل الحكومي

الأمن اللبناني يوقف 24 سورياً دخلوا البقاع خلسة

"المستقبل" لـ "المشنوق": بيكفّي هالقد

رجل اعمال اماراتي يدعو الى تغيير زعامة الحريري في لبنان

الوزيرة الحسن: طرابلس أثبتت نبذها التطرف

تحرك غربي لاستيضاح ملابسات الإشكالات مع النازحين السوريين

نازحون سوريون يرحلون عن دير الأحمر بعد قرار تفكيك مخيمهم

سجال مفاجئ بين «الاشتراكي» و«المستقبل» بعد تباينات للطرفين مع «التيار الوطني»

جعجع: خلاف "الوطني الحر" و"المستقبل" هو صراع على الكعكة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: العقوبات الأميركية الجديدة تثبت «زيف» الحديث عن مفاوضات

إيران ترفض دعوة فرنسا لإجراء محادثات أشمل من الاتفاق النووي

أميركا تشدد الضغط على طهران بعقوبات تستهدف شركات البتروكيماويات

السفير الأميركي: لإسرائيل «الحق» في ضم أراضٍ من الضفة الغربية

مقتل «منشد الثورة السورية» عبد الباسط الساروت في حماة

"منشد الثورة السورية" قُتل في المعركة

هجمات مباغتة على مواقع النظام بين حماة وإدلب 83 قتيلاً في معارك شمال غربي سوريا

أميركا تمهل تركيا شهرين لإلغاء صفقة الصواريخ الروسية وإردوغان يؤكد استمرار التنقيب شرق المتوسط... واليونان تحذر

مصر: مقتل 4 «إرهابيين» في مداهمة بشمال سيناء

«العسكري» السوداني: حريصون على التوافق الوطني والتحول الديمقراطي

الفلسطينيون يحذرون إسرائيل من «قمع الأسرى» وقوات الاحتلال تفرّق احتجاجات في الضفة الغربية

تل أبيب تتهم دمشق بإطلاق صواريخ متوسطة

المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع وتسريبات من ملف تحقيقات الفساد تكشف أن الراشي «شعر بالقرف» من أسلوب المرتشي

«داعش» يبحث في ليبيا عن «دولته المزعومة» بعد رصد عناصر التنظيم في مواكب تجوب جنوب البلاد وغربها

مسلسل حرق المحاصيل يتواصل في العراق ومزارعون يستغيثون بالدولة بعدما خسروا كل شيء

رئيس سريلانكا يقيل قائد الاستخبارات على خلفية «اعتداءات الفصح»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فرعون الديماغوجي/د.مصطفى علوش-جريدة الجمهورية

عنصرة الرَّجاء/الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أونلاين

«المستقبل» و«التيار»... الحلف المستحيل/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

الفساد يلوي ذراع الإصلاح/راجح الخوري/الشرق الأوسط

باسيل يتمّسك بحق «الفيتو» في التعيينات/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

باسيل يدعو «جنود الجنسيّة» لمساعدة لبنان للوصول الى الآلاف منهم/مرلين وهبة/الجمهورية

قطبة الخيط الرفيع بين التجنيس والتوطين والإنتخابات/ميشال جبور/الكلمة أولاين

هل يكون مصير طهران مثل بغداد 2003؟/محمد سيد رصاص/الكلمة أولاين

جورج شاهين - «القمم» أحرقت المراكب مع واشنطن قبل طهران؟/جورج شاهين/الجمهورية

عن مساحة اجتماعية لـ'داعش'/حازم الأمين/الحرة

لعنة «الأمن المهتز» تلاحق طرابلس مجدداً/الفقر المدقع العامل الأبرز وراء التحاق عدد كبير من شباب المدينة بالمجموعات المتطرفة/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

السودان والتخلص من الفوضى/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

عامان على مقاطعة قطر/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

لا حل في كولومبيا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الساروت... نشيد الوضوح/ياسر أبو شقرة/المدن

عبد الباسط الساروت.. فارس من هذا الزمن/محمد حجيري/المدن

مات الساروت.. يلعن روحك يا حافظ/يوسف بزي/موقع سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عايد قوى الامن في ذكرى تأسيسها: لا تهاون مع الارهاب ولا تساهل مع اي جهة تجد تبريرات للذين اعتدوا على الدولة والابرياء

الراعي في ختام رياضة السينودس: الصلاة من أجل الأعداء لا تعني شرعنة أعمالهم بل لنلتمس من الله أن يغير قلوبهم ويجنب الناس شرورهم

البستاني لاذاعة لبنان: لتحقيق شفاف بعيد من السياسة في حادثة طرابلس احتراما لشهادة العسكريين والرئيس الحريري اليوم قوي وهو قدها وقدود

حاصباني: موقع رئاسة الجمهورية قوي للجميع وإذا كان هناك شخص بدأ يسلك الطريق إليه فهو يعلن بنفسه نهاية العهد الحالي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ، وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا، وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ”

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس02/من08حتى13/:”يا إخوَتِي، وأَنْتَ يا ابْنِي، تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّىالقُيُودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد. لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ. صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ، وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا، وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ”!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تغريدات ع البارد والسخن: من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحداً وبس، بل جبرانات وبالعشرات

الياس بجاني/09/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75629/__trashed/

*من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحد وبس، بل جبرانات وبالعشرات. الفرق الوحيد أن جبران الصهر صارتلو فرصة وطاحش ويمكن عن قريب يبليش يرشح زيت..مين بيعرف؟؟

أما الباقين وجبران احسنون فخايبين وفاشلين وتجار مقاومة وأمراء بنديرات نفاق “واقعية” واقعا ع روسون، ومتخصصين صفقات وسمسرات من فوق وتحت الطاولات..

هودي ما ظبطت معون وبيضلن ينقوا ويندبوا حظون وعينون ع جبران وعاملينو شغلتون…

وعلى الأكيد الأكيد جبران الصهر وسندةالضهر باق وراح يقوى أكثر وينفلش أكثر ويفجر أكثر لأنو البدائل المارونية يلي بوجو شي تعتير وع الآخر.

ويا شباب ويا أحباب مع الطاقم السياسي الماروني الحالي تحديداً فالج لا تعالج لأنون كلون جبرانات ولكن بانتظار الفرص… فيا رب نجي لبنان منون ومن رشح زيتون.

*الأخطر من حزب الله هم الموارنة المتلحفين بذمية عباءة العروبة الذين يتقزز من كذبهم ونفاقهم العرب أنفسهم، ومعهم من الجانب الآخر المتفرسنين، والأخطر من الإثنين الأغنام والصنميين من أهلنا الهوبرجيي والزلم.

*ادارة تلفزيون المر ظالمة ومفترية ولا ترحم.. معقولي أمس مقابلة مع شانتال سركيس واليوم مع إيلي محفوض..ارحموا المشاهدين واشفقوا عليهم؟!

*هل وصل خبر احتمال اقفال مؤسسة سيزوبل الخيرية لأذان أصحاب الفحش المالي وعبدة المجوهرات والفساتين آخر موضا والحفلات الملوكية في شركات أحزابنا المسيحية !؟

لبنان هو اغني بلاد العالم بطاقم سياسي سيكوباثي وديماغوجي بأكثر من أمتياز.. ومن هنا بامكاننا وكما نصدر التفاح والزعتر والحمص والفول أن نبدأ سريعاً بتصدير بعض هؤلاؤ الديموغوجيين فيرتاحون ونرتاح..وربما بتصديرهم نتمكن من دعم الموازنة؟؟؟.. حاولنا أن أجد سياسي واحد من الكبار عندنا ومن أصحاب شركات الأحزاب يكون غير ديماغوجي ففشلنا. وحقيقة كل واحد منهم متفوق بتخصص معين. تبقى أن المشكلة هي ليست في الديماغوجيين فقط، بل في شرائح من شعبنا “العنيد” تقدس وتعبد هؤلاء ومدمنة على ديماغوجيتهم وعلاجها هو من المستحيلات.

وصف تقريبي لأطقمنا السياسية

*هودي يا صاحبي زرازير

وبزمن حكمون ما في شي راح يصير

غير السرقة والكذب والتعتير

ربنا يخلص لبنان منون ويهد حيلون هالدبابير

***

ع شي سياسي ادمي دلوني

وع شي سياسي مش ديماغوجي فرجوني

عم ابكي والدمع غرق عيوني

ع يوداصية كل صاحب شركة حزب ماروني

ومش فرق كتير بين نفاق الواقعية وصاحب الليموني

هودي لا ربنا بيعرفوا ولا بيخافوا غضب امو الحنوني

***

لما الإيمان بيخف

ولما الرجا بيجف

ولما الوطاوي بترف

منصير بوق ومجوز ودف

*فاقد الشيء لا يعطيه.. والشباب مستقبليين وجعجعيين وباسليين وجنبلاطيين وبرويين وملالوة وما هو من خامتهم القومية والبعثية وكل من هو من نفس القماشه مش فاضيين ل هيك خزعبلات.. قال اصلاح قال..كبروا عقلكم ..وكيف بدون يحاربو الفساد وهني شحمو ولحمو وكل عضامو ودويلاته وممانعته الكذب ومقاونه التجليط وكمان بورو ومطارو.. فقط وفقط قليل العقل يتوهم أن من هؤلاء في خير أو شي مفيد. ما عندون غير المصائب والبلاوي والكوارث..وكاسك يا شب.

*ليس في لبنان أحزاب بمفهومها الحر والديموقراطي والغربي كما هو الحال في أوروبا وكندا وأميركا، بل ما هو موجود هو إما وكالات للخارج من مثل حزب الله والقومي والبعثي والجهاديين، أو أحزاب شركات تجارية 100% يملكها أفراد أو عائلات من مثل كل الأحزاب المسيحية والدرزية والسنية ودون استثاء واحد. وبالتالي أي توقعات انتاجية ووطنية وايجابية من هؤلاء لغير مفهوم التجارة والصفقات والسمسرات بكل معانيها هي توقعات اوهام واحلام ..ونعم يخطئ ويصاب بالإكتئاب والخيبات التي لا تنتهي من يتوقع غير الأذي منهم كما هو حالنا المحزن. يبقى أن تبادل السلطة والإنتخابات والوضوح المالي بما يخص الداخل والخارج في أي حزب هي معايير مبدئية للأحزاب وليست موجودة داخل اي شركة حزب.. أما ما يحزننا شخصياً ونحن نرى من الخارج ما يصيب لبنان واللبنانيين

*إلى السيدة كلودين عون نقول وبلا خجل أو وجل: انا المسيحي الماروني موقفي هو ضد حقوق الآخرين مين ما كان يكونوا إذا حقوقهم تلغي وجودي وتقتلعني من أرضي وتحولني إلى مواطن ذمي. جنسي من تريدين يوم يصبح لبنان دولة علمانية 100% كما هو حال الدول الغربية ولكن قبل ذلك احترمي القوانين الحالية ورجاء كفي عن طرح هرطقات وحزعبلات شعبوية...بيكفينا المتزلمين والمنافقين والذميين والمتمذهبين من حاملي ملف تجنيس أولاد اللبنانيات المتوزجات من أجانب..

 

تفاهة سجالات شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل

الياس بجاني/07 حزيران/2019

السجالات بين شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل ومن حولها هي خلافات وقحة على تناتش المغانم وعلى كيفية سرقة الناس. بؤس هكذا سياسيين. مختلفين على كيفية سرقة الناس وافقارهم وعلى أسرع طرق لتهجيرهم وتحويلهم إلى عبيد واتباع وزلم. هؤلاء غير جديرين بالمواقع التي هم فيها.

 

في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75542/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d8%b4-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%81%d9%84%d9%86/

في داخل كل إنسان وحش غرائزي مفترس يبقى نائماً ومكبوتاً ومكبلاً طالما بقي الإنسان متواضعاً ومعطاءً ويعرف المحبة وملتزماً بالنعم وبالوزنات التي أعطاها له أبيه السماوي ليستثمرها في أعمال الخير والمحبة والعطاء.

يبقى هذا الوحش في غيبوبة بداخل الإنسان طالما هو يمارس المحبة ومتسلحاً بها أقولاً وأفعالاً وأفكاراً، وفي نفس الوقت مدركاً ومقتنعاً بأنها هي الله، لأن الله هو محبة.

يبقى هذا الوحش دون حراك طالما بقي الإنسان واعياً لقدسيته ولكونه أبن الله، ومؤمناً بأبيه السماوي، وملتزما بتعاليمه ويخافه في أعماله وأقواله وأفكاره ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير.

ففي اليوم الأخير، وبعد أن يسترد الله، الأب السماوي من ابنه الإنسان وديعة الحياة التي هي الروح، فسوف تقف هذه الروح أمام محكمة الرب حيث حساب العقاب والثواب.

في محكمة الرب لا تنفع الإنسان كل ثروات الأرض الترابية، ولا قيمة لها كونها تبقى على الأرض ولا يقدر أن يحمل منها أي شيء إلى هذه المحكمة لأن كل ما هو ترابي إلى التراب يعود ويبقى على الأرض.

أما الشيء الوحيد الذي بمقدور الإنسان أن يحمله معه إلى محكمة الرب فهو الزوادة الإيمانية أي رزم أعماله الأرضية.

على خلفية ما داخل الزوادة الإيمانية هذه، فإما أن يقول الرب للإنسان أدخل إلى بيتي السماوي الذي لم تشده يد إنسان، بل حضرته للأتقياء والمؤمنين والصالحين من أبنائي، أو ينتهي (الروح) في جهنم وفي أحضان نارها ودودها إن كانت زوادته فارغة من الخير والمحبة والأعمال الصالحة، وليس بداخلها غير وحوش غرائزه وشياطينها.

ونعم، فالوحش في داخل الإنسان يصبح هو المهيمن والحاكم والآمر والناهي والمسير عندما يقل إيمان الإنسان هذا، ويخور رجاؤه، ويعود من خلال أعماله وأقوله وأفكاره البعيدة عن المحبة، يعود بجحود وغباء إلى طبيعة الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة الأصلية، ويهجر إنسان القداسة، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

فحين يبتعد الإنسان عن تعاليم أبيه السماوي ويتنكر للمحبة التي الله ويعصاه ولا يلتزم بوصاياه يتحول إلى شيطان على صورة إنسان.

وحبذا لو يعي أفراد طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي والديني أيضاً في لبناننا المحتل بأنه في يوم الحساب الأخير لن تنفعهم كل ثرواتهم الترابية، في حين كانت زوادتهم الإيمانية فارغة من غير كل ما هو أعمال أذية وجشع وطمع وحسد وظلم وافتراء وغش وفساد واستعلاء وشهوات غرائزية وشر بكل تلاوينه.

وليربح الإنسان نفسه عليه أن يضع نص عينيه وباستمرار مثال ذاك الغني وغلاله وشهواته وقصر بصره الإيماني ويتعظ.. كما جاء في إنجيل القديس لوقا 12/من 16حتى21/: وَقَالَ لَهُمُ يسوع: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي. فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ».

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هذا ما أبلغته واشنطن لتل أبيب عن ضربة قريبة لإيران و"حزب الله"

 الإندبندنت/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أكدت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تلقت معلومات من الولايات المتحدة بشأن قرب توجيه ضربة عسكرية لإيران. ونقل موقع "إندبندنت عربية" عن مصدر عسكري إسرائيلي أن واشنطن طلبت من تل أبيب أن تكون على أهبة الاستعداد لاستيعاب أي هجوم صاروخي من لبنان أو سوريا أو قطاع غزة خلال الفترة المقبلة. وأكد المصدر أن هذه التحذيرات تأتي بسبب نية الولايات المتحدة توجيه "ضربة عقابية لإيران بعد استهدافها سفنا في ميناء الفجيرة الإماراتي وتدبيرها الهجوم على مصافي نفط سعودية. ولم يفصح المصدر ذاته عما إذا كانت إسرائيل سترد على الهجوم المحتمل أم تترك الأمر للولايات المتحدة التي ستتولى توجيه الضربات إلى إيران وحلفائها (حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي…) في حال نشوب مواجهة.

 

إسرائيل تتأهب على الحدود اللبنانية تحسباً من عمليات لحزب الله

الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

رفع الجيش الإسرائيلي درجة الجهوزية والاستنفار عند الحدود الشمالية مع لبنان، وجبل الشيخ الواقع على الحدود اللبنانية السورية، وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة، ونقل وحدات مراقبة إلى مزارع شبعا (اللبنانية المحتلّة)، لرصد تحركات عناصر «حزب الله» تحسباً لقيام الحزب بتوجيه ضربة ضد أهداف إسرائيلية، رداً على قصف الطائرات الإسرائيلية أهدافاً إيرانية ومواقع عسكرية للحزب داخل الأراضي السورية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية)، بأن «جرافة تابعة للقوات الاسرائيلية، بدأت أعمال جرف ورفع سواتر ترابية في الجزء المحتل من بلدة العباسية». وقالت إن «القوات الإسرائيلية سيّرت دوريات مكثفة على طول الطريق الترابية، الممتدة من منطقة عين التينة داخل مزارع شبعا المحتلة، وصولاً إلى بلدة الغجر المحتلة». ولم تشكّل التحركات الإسرائيلية قلقاً للجانب اللبناني، أقله حتى الساعة. وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإجراءات الإسرائيلية لا تؤشر إلى عملية عسكرية وشيكة، وربما تندرج ضمن خطوات الأمن الاحترازية التي تعتمدها القوات الاسرائيلية»، مؤكداً أن «التنسيق قائم بين الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، وتجري مراقبة الوضع عن كثب». وأشار المصدر الأمني إلى أن «القوات الاسرائيلية وحدها مصدر الخطر وليس الجانب اللبناني، وإذا كانت إسرائيل راغبة في دفع الأمور إلى التصعيد، فهي قادرة على اختلاق الذرائع لتبرير أي عمل عسكري قد تلجأ إليه». وتنعم حدود لبنان الجنوبية بالأمن منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006، التي وقعت بين إسرائيل و«حزب الله» وأدت إلى تدمير مناطق واسعة في لبنان، ولا تزال هذه المنطقة تخضع لمفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يحظر أي وجود عسكري لـ«حزب الله» جنوب مجرى نهر الليطاني، والذي يخرقه الحزب، بوجود مسلحيه الدائم في المنطقة، مقابل عشرات الخروق الإسرائيلية يومياً، جواً وبراً وبحراً للسيادة اللبنانية. من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد المتقاعد خالد حمادة، أن «الخوف الإسرائيلي قد يكون مبرراً، إزاء ردّ محتمل من (حزب الله) على إسرائيل، نيابة عن إيران». وذكّر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «(حزب الله) ليس هو من يتخذ قرار الردّ على إسرائيل، فهذا القرار يصدر من طهران وينفذه الحزب انطلاقاً من جنوب لبنان، أو من الداخل السوري». وتوقّف العميد حمادة عند ما تضمنه تقرير الجنرال فرانك ماكنزي، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الذي تحدّث عن تراجع منسوب التهديدات الإيرانية، وأن طهران خفضت مستوى التصعيد نتيجة الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة. وقال حمادة: «إذا وجد الإيراني نفسه مقيداً وغير قادر على التحرك في الخليج، قد يلجأ إلى عملية عسكرية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية أو السورية، ضدّ إسرائيل؛ كونها الحليف الأول للأميركيين»، معتبراً أن «هكذا عملية مفترضة ربما يعوّض فيها الإيراني شيئاً من مصداقيته للردّ على التهديدات الأميركية، وعلى العقوبات الخانقة التي تطارده».

 

إسرائيل تعيد «القرد المتسلل» إلى أصحابه في لبنان فرّ من مزرعة «سفينة السلام»

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أعادت إسرائيل القرد الذي تسلل من الأراضي اللبنانية، وأمضى أسبوعين يتجول في الجليل. وتم تسليمه، أمس الجمعة، إلى قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة. وكان هذا القرد قد هرب، قبل أسبوعين، من مزرعة «سفينة السلام» التي تمتلكها الراهبة الفرنسية بياتريس موغرين في قرية قوزع في منطقة بنت جبيل في الجنوب اللبناني، حيث هرب جنوباً حتى قرية عيتا الشعب، ثم عبر الحدود إلى إسرائيل من دون أن يُكتشف، وراح يتجول في قرى الجليل، فاستهل في قرية حرفيش ووصل إلى مجد الكروم، وهناك دخل مزرعة، ووقع في الأسر الإسرائيلي. وخلال تجواله صار على كل لسان؛ البعض خاف منه والبعض تسلى به. واهتم الإسرائيليون بالبحث عن سلالته، وتبين أنه من نوع مميز. وقد عرضت الراهبة موغرين مكافأة مالية لمن يجده ويعيده إليها، وقالت إنها تقيم مزرعة بهدف الدعوة إلى السلام بين المسلمين والمسيحيين واليهود في المنطقة، والناس يصلون إلى المزرعة ويتسلون مع هذا القرد. وراحت تتدفق التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي في لبنان وإسرائيل، ومنها: «صار لازم (حان وقت) تنفيذ عملية مقاومة تنتهي إلى تبادل أسرى لإعادة القرد»، و«يمكن أن هناك ما أزعجه في السياسة اللبنانية أو لم يجد عملاً. انتظروا رجوعه لنعرف». ومن التعليقات في إسرائيل: «ما المشكلة؟ الآن، نتهمه بالتجسس». وعندما عثرت عليه الشرطة في القرية العربية مجد الكروم، نصبت له كميناً، وألقت القبض عليه، ثم بدأت اتصالات بين القيادات العسكرية الإسرائيلية في الشمال وبين الجيش اللبناني، عبر اليونيفيل، وأعيد أمس (الجمعة) إلى لبنان عند معبر رأس الناقورة.

 

استنفار إسرائيلي على الحدود مع لبنان تحسباً لعملية «حزب الله»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

رفع الجيش الإسرائيلي درجة الجهوزية والاستنفار عند الحدود الشمالية مع لبنان، وجبل الشيخ الواقع على الحدود اللبنانية السورية، وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة، ونقل وحدات مراقبة إلى مزارع شبعا (اللبنانية المحتلّة)، لرصد تحركات عناصر «حزب الله» تحسباً لقيام الحزب بتوجيه ضربة ضد أهداف إسرائيلية، رداً على قصف الطائرات الإسرائيلية أهدافاً إيرانية ومواقع عسكرية للحزب داخل الأراضي السورية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية)، بأن «جرافة تابعة لقوات العدو، بدأت أعمال جرف ورفع سواتر ترابية في الجزء المحتل من بلدة العباسية». وقالت إن «قوات العدو الإسرائيلي سيّرت دوريات مكثفة على طول الطريق الترابية، الممتدة من منطقة عين التينة داخل مزارع شبعا المحتلة، وصولاً إلى بلدة الغجر المحتلة». ولم تشكّل التحركات الإسرائيلية قلقاً للجانب اللبناني، أقله حتى الساعة. وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإجراءات الإسرائيلية لا تؤشر إلى عملية عسكرية وشيكة، وربما تندرج ضمن خطوات الأمن الاحترازية التي تعتمدها قوات الاحتلال»، مؤكداً أن «التنسيق قائم بين الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، وتجري مراقبة الوضع عن كثب». وأشار المصدر الأمني إلى أن «قوات الاحتلال وحدها مصدر الخطر وليس الجانب اللبناني، وإذا كانت إسرائيل راغبة في دفع الأمور إلى التصعيد، فهي قادرة على اختلاق الذرائع لتبرير أي عمل عسكري قد تلجأ إليه». وتنعم حدود لبنان الجنوبية بالأمن منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006، التي وقعت بين إسرائيل و«حزب الله» وأدت إلى تدمير مناطق واسعة في لبنان، ولا تزال هذه المنطقة تخضع لمفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يحظر أي وجود عسكري لـ«حزب الله» جنوب مجرى نهر الليطاني، والذي يخرقه الحزب، بوجود مسلحيه الدائم في المنطقة، مقابل عشرات الخروق الإسرائيلية يومياً، جواً وبراً وبحراً للسيادة اللبنانية. من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد المتقاعد خالد حمادة، أن «الخوف الإسرائيلي قد يكون مبرراً، إزاء ردّ محتمل من (حزب الله) على إسرائيل، نيابة عن إيران». وذكّر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «(حزب الله) ليس هو من يتخذ قرار الردّ على إسرائيل، فهذا القرار يصدر من طهران وينفذه الحزب انطلاقاً من جنوب لبنان، أو من الداخل السوري». وتوقّف العميد حمادة عند ما تضمنه تقرير الجنرال فرانك ماكنزي، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الذي تحدّث عن تراجع منسوب التهديدات الإيرانية، وأن طهران خفضت مستوى التصعيد نتيجة الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة. وقال حمادة: «إذا وجد الإيراني نفسه مقيداً وغير قادر على التحرك في الخليج، قد يلجأ إلى عملية عسكرية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية أو السورية، ضدّ إسرائيل؛ كونها الحليف الأول للأميركيين»، معتبراً أن «هكذا عملية مفترضة ربما يعوّض فيها الإيراني شيئاً من مصداقيته للردّ على التهديدات الأميركية، وعلى العقوبات الخانقة التي تطارده».

 

زكا الإثنين في بيروت... وهذا أول مكان سيزوره

خاص موقع Mtv/08 حزيران/2019

علم موقع mtv أنّ السجين اللبناني في إيران نزار زكا سيصل يوم الإثنين، في موعدٍ لم يُحدّد تماماً، الى بيروت برفقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سيصطحبه في طائرة خاصّة. وفور وصولهما الى بيروت، سيتوجّه الإثنان فوراً الى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث سيستقبلهما رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، ليتمّ بعدها اللقاء الأول بين زكا والإعلام اللبناني. وكان اللواء ابراهيم بذل، طيلة أشهر، جهداً كبيراً للإفراج عن زكا، وهو كان المسؤول اللبناني الوحيد الذي التقاه في سجنه، ووعده حينها بالعودة لاصطحابه. كما كانت لابراهيم مساعٍ بعيدة عن الأضواء، وهو كان على تواصلٍ دائم مع عائلة زكا، الأمر الذي كانت له مفاعيل إيجابيّة وصولاً الى النهاية السعيدة التي اقتربت، ما يضيف إنجازاً آخر على سجلّ ابراهيم في تحرير المخطوفين والإفراج عن السجناء.

 

المطران رحمة: سنواجه دواعش طرابلس ودير الأحمر.. ومَن أراد القتال فليعُد الى سوريا

الجمهورية/08 حزيران/2019

تفاعلت قضية الاعتداء على وحدة للدفاع المدني من قبل بعض اللاجئين السوريين بمنطقة دير الأحمر في البقاع أول من أمس، ووصلت إلى حد اتخاذ قرار بإخلاء ما يعرف بمخيم «كاريتاس» بأكمله بعد توتّر بين أهل المنطقة والسوريين. وأتت هذه الحادثة بعد سلسلة إجراءات بدأت تطال السوريين في الفترة الأخيرة في لبنان وهي التي وضعها البعض في خانة التضييق عليهم لترحيلهم، محذرين من انعكاس هذا الأمر على العلاقات بين المجتمعات المضيفة واللاجئين، فيما يؤكد البعض الآخر؛ وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، أنها لا تعدو أن تكون إجراءات قانونية لا بد من تطبيقها بعد الفوضى التي كانت سائدة في السنوات السابقة.

وفي حديث الى صحيفة الجمهورية، كشف راعي أبرشية بعلبك للموارنة المطران حنا رحمة اننا ""بنينا للسوريين مدرسةً خاصة ومستشفى شبه مجانية للطبابة، فاستولوا على أرضنا وأكلوا معنا ومن خيراتنا، من كهرباء وغذاء وغيرها، وحتى إنهم يستثمرون أراضينا، ولم تكن لدينا مشكلة لأننا تناسينا ذاكرة الحرب مع أنّ الذي فعله السوريون في لبنان لا يمكن أن يُنسى إن كان من خلال القصف والقتل أو الخطف والتهجير ... في المقابل استقبلناهم كأخوة عندما نزحوا ،لكنهم يتصرفون اليوم كأننا نحن الضيوف وهم أهل المنزل، وهو أمر غير مقبول".

رحمة الذي أصرّ على تنفيذ القرار النهائي للأهالي في دير الأحمر بلّغ القاصي والداني عبر "الجمهورية": "نحن اليوم نُنذرهم بأنّ الفعاليات جميعها في الجوار اتّخذت قراراً بمغادرتهم، ولم يعد مرحَّباً بوجودهم بيننا"، متذمّراً من "الصخور التي هوجم بها باصُ الدفاع المدني الذي يمثل وزارة الداخلية أي الدولة اللبنانية الأمر الذي فاجأ الجميع" واصفاً إياه بـ"التعدي غير المسبوق وغير المقبول، لا سيما بعدما شاهدنا الدواعش منذ يومين في طرابلس ودواعشهم مع الدفاع المدني في مناطقنا".

وكشف رحمة أنّ الأهالي في دير الأحمر والجوار لن يقبلوا بعد اليوم بتطاول بعض اللاجئين على اللبنانيين، وقرّروا بعد الحادثة ومن لحظتها التمييز والمراقبة بالعمق في المخيمات مَن اختار أن يكون لاجئاً أو نازحاً أو داعشياً...

فيما لفت رحمة أنّ الحرش الذي تمّ إحراقُه دُفعت أموال طائلة لتشجيره، ملمّحاً الى أنّ "الحادثة مفتعلة" وإلّا لماذا تجمّع اكثر من ٣٠ عنصراً للمشاركة في ضرب العامل في الدفاع المدني عوض إطفاء الحريق أو "إطفاء" المشكل؟ فالعكس هو الذي حصل و تلقّت الدولة رسالةً قاسية وغير مشرّفة...

في وقت كشفت مصادر مواكبة أنه لولا تدخّل الجيش الذي كان حاجزه على مقربة ١٠٠ متر من مكان الحادثة لكان الشاب في ذمة الله... وقد تمّ إنقاذُه من قبل الأهالي وعناصر الجيش، لافتة الى أنّ عناصر الجيش دخلت الى المخيم وأوقفت العناصر التي شاركت بالمشكل ليبدو أنّ الأهالي لم يكتفوا بهذا الإجراء، لذلك اجتمعوا مع فعاليات المنطقة واتّخذوا قراراً بمغادرة النازحين وإلغاء المخيم نهائياً من أصل أربعة مخيمات في المنطقة، لأنّ هذا المخيم بالذات على حدّ قولهم يُظهر تمرّداً لا يخوِّل إبقاءَه في لبنان والأوْلى انتقاله الى سوريا فوراً.

ويلفت رحمة من جديد أنه أثناء معايدته إحدى العائلات منذ يومين بمناسبة عيد الفطر، رووا له عن تكاثر الإشكالات بين اللبنانيين والسوريين في المنطقة، والتي غالباً ما يتم فيها سحبُ سلاح بين الطرفين في "السهل" (أي سهل البقاع) وأنّ الأمر بات يتكرّر أخيراً "وهذا مؤشر خطر" لأنّ الجميع يعلم أنّ العناصر الموجودة داخل المخيم ولا سيما الشباب يتقنون جميعاً استخدامَ السلاح بحكم تجنيدهم سابقاً حُكماً في الجيش السوري، الأمر المقلق لأنّ هناك مخيمات عدة في المنطقة.

وعمّا اذا كانت الحادثة ستنسحب على باقي المخيّمات أشار رحمة " نحن لا ندين جميع المخيمات في الجوار، بل نحذّرهم جميعاً وتحديداً المخيم الذي افتعل ساكنوه الإشكال على الرغم من أنّ حاجز الجيش يبعد عنه مئة متر، وعلى رغم من ذلك لم يأبه قاطنوه ولم يهابوا القوى الأمنية والعسكرية وتجرّأوا على مهاجمة الدولة ومَن يمثلها بالإعتداء ضرباً... وبالصخور.

وفي السياق، أيد رحمة طرد المجموعة التي تسببت بالإشكال وطالب بمعاقبتها لتكون درساً لمَن يفكّر من اللاجئين بالتطاول على رموز الدولة اللبنانية، مؤيّداً انتقالهم فوراً الى بلادهم لأنّ بحسب تعبيره "مكان المواجهة ليس في لبنان.. ومَن أراد المواجهة فليذهب الى سوريا ...فنحن لم نستقبله ليقاتل، إستقبلناه كضيف ونازح وإذا أراد القتال فليعد الى سوريا".

عن تزامن أحداث طرابلس ودير الأحمر أشار رحمة أنهم يرتابون من بعض الأجهزة التي تتواصل مع عددٍ من سكان مخيّمات النازحين، لافتاً الى أنّ هناك مجموعاتٍ تاتي من سوريا الى محيط القرى المجاورة لا يتم تعدادُها كنازحين، هي ليست معلنة فيما يلجأ أحياناً شبّان للاختباء في القرى المسيحية هرباً من أمر ما... غير مستبعد أن يكون بينهم دواعش! فلا أحد يمكنه تكهّن توجّهاتهم على حدّ قوله ...".

وذكرّ رحمة بدور اليد العاملة السورية في لبنان بالقول "صحيح أنّ اليد العاملة السورية نحتاجها في لبنان واعتدنا عليها منذ القدم، وهناك الكثير من العمّال السوريين الذين يأتون للمساعدة في الزراعة ويغادرون الى بلادهم بعد العمل، لكن أليوم تغيّر الوضع وأصبحوا يستقدمون معهم عائلاتهم واستحسنوا منافع البقاء في أرضنا، في وقت أصبحت خيم النازحين عبارة عن منازل أكبر من منازلنا، ولم تعد خيَماً بل صُبّت بالباطون وتبلغ مساحة البعض منها أكثر من المئة وخمسين متراً لأنّ المساعدات الخارجية تطمرهم، فأصبحنا نحن أكثر فقراً منهم الى درجة انهم باتوا يبيعوننا المساعدات الغذائية التي يحصلون عليها كهبات.

في السياق تشير مصادر كنَسيّة الى أنّ هناك أشخاصاً يطمعون بتأجير منازلهم أو أراضيهم للنازحين، وهي كثيراً ما تصطدم مع البلدية، ومن هذا المنطلق تناشد هذه المصادر الأهالي عدم الوقوع في مكيدة إغرائهم بـ ٥٠ أو مئة الف ليرة زيادة مقابل مصلحة قريتهم والمصلحة العامة.

وعن غياب الوعي الوطني أوضح المطران رحمة لـ"الجمورية" بأنه "موجود والعيون مفتّحة لكن لم نصدّق أن تكون لديهم الجرأة على مهاجمة سيارة الدفاع المدني والتنكيل بها وبالعامل ايضاً، وكل ذلك فقط لأنه لم يتم إبلاغُهم بقدوم الدفاع المدني على الرغم من أنّ الإطفائي كان مسرعاً لإطفاء الحريق الذي نشب في الحرش وقد كلّفنا الكثير لتشجيره".

وبتزامن الحدثين الأمنيّين في الدير مع أحداث طرابلس، يعلّق رحمة أنه لا يستبعد تأثير الواحد على الآخر "لأنّ ما جرى أمس في الدير يثبت أنّ هناك نوايا مرتبطة بالنظام وأتباعه، وهناك انحياز للجوّ السياسي العام، وأنّ هناك نفسيّة مندسّة فرحت بالحادثة ولم تشارك في الإطفاء بل أذكت الحريق متأثرة بالأجواء السياسية العامة الأخيرة".

قرار الأهالي الاخير اتّخذ بطرد هؤلاء من المنطقة ونقل المخيم الى الأراضي السورية الآمنة إذ إنّ مساحة الاراضي المحرّرة في سوريا على حد تعبيرهم هي أكبر بأضعاف من مساحة لبنان بكامله.في وقت تؤكد المصادر الكنَسيّة أنّ على جميع اللبنانيين التكاتف في هذه القضية، والقول لأمم العالم إنّ أرض سوريا واسعة جداً لنصب المخيمات، فلتساعدهم الأمم من هناك قبل أن يقع التصادم مثلما وقع في الماضي مع الفلسطينيين ودفع اللبنانيون ثمناً باهظاً بسببه، فيما الخوف يكمن اليوم من استمرار لبنان في دفع ضرائب فاتورة الوجود الفلسطيني على أرضه ومن أرضه... أما الخوف وكل الخوف فيكمن أيضاً من أن تلحق سوريا بفلسطين فتدفع الأجيال الصاعدة فاتورة النزوح السوري وضرائبها.

 

باسيل على درب القداسة؟

رالف حلو/اللبنانية/08 حزيران/2019

يواصل الوزير جبران باسيل تشبيه نفسه بكبار لبنان من الرئيس كميل شمعون إلى الرئيس الشهيد بشير الجميل، تارةً في تصاريح معلنة وطوراً في تسريبات من مصادر مقرّبة ومقالات منظّمة تعمل على تعظيم شخصية باسيل وصولاً لحدّ التّأليه آخرها ما نُشِرَ تحت عنوان: "باسيل في حالة صعود تشبه صعود كميل شمعون وبشير الجميل". أحد مُعاصري مرحلة الرئيسين شمعون والجميل، يستغرب الإصرار على هذا التشبيه خاصّةً أنَّ الأحداث تختلف شكلاً ومضموناً، والتحدّيات التي رافقت الرئيسين الراحلين واستنبطت خِصالاً فريدة في قامة الرّجلَين التاريخيين، لم تتوفّر مع باسيل ولم تضعه أمام اختبار مواجهة الاستحقاقات المفصليّة. فقد اقتصر حضور باسيل في الشأن العام على مشاركة خجولة إبّان مرحلة الإحتلال السوري لم تخلُ من بعض الاستفهامات عن تسهيلات تلقّاها من أحد رؤوس الأجهزة الأمنية المقرّبين من السوريين لمنع توقيفه، بينما اتّسم حضوره في مرحلة ما بعد خروج السوريين على الترابط اللصيق بالرئيس ميشال عون وصلة القرابة به التي استفاد منها كي يصل للمراكز التي تبوأها، وهنا تحضر المعارك التي خاضها عون لصالح باسيل للدفاع عن شخصه.وتُظهر الأحداث المتتالية عدم تحلّي باسيل بشجاعة "البشير" ونظافة قضيّته إن لناحية مواجهة سيطرة حليفه حزب الله على القرار الرسمي في الكثير من المراحل أو لجنوحه نحو تحصيل مكاسب سلطويّة خاصّة على حساب المصالح العامّة، كما افتقاده لصفة "شمعون" في الثبات على المبادىء مع تقلّباته المستمرّة من هدم خطوط استحالة الإبراء الحمراء والتحالفات الهجينة لمكاسب انتخابية، وعدم تحلّيه بالحكمة الشمعونيّة في مقاربة الملفات الحسّاسة مع ميوله نحو تقليب فئات طائفيّة ضد أخرى بتصاريح تحريضيّة. وعليه تنظر الساحة السياسية الحليفة وتلك المخاصمة لباسيل في عين الاستغراب للعباءة التي يُحاول باسيل إرتداءها دون أيّ مراعاة للحقيقة والوقائع، وأمام الخِصال الحميدة التي رسّمها حول نفسه، يُطرح التساؤل التالي: هل سيُعلن باسيل طوباويّته سعياً لتنصيب نفسه قديساً؟

 

المكتب الاعلامي لنزار زكا: لعدم تحديد مواعيد خاطئة عن عودته

السبت 08 حزيران 2019

وطنية - كرر المكتب الاعلامي لنزار زكا، في بيان، تمنيه "بعدم إستباق الأحداث وعدم تحديد مواعيد خاطئة ومتسرعة عن عودة نزار إلى وطنه وأهله، أو بث معطيات غير دقيقة من شأنها التشويش على المبادرة القائمة".وشدد على أن "هذه الفترة الدقيقة تتطلب من الاعلام تحديدا مسؤولية وترفعا والتزام المعيار المهني، ولنضع جانبا حس السبق الصحافي". وختم مجددا الإعلان أن "المكتب الإعلامي هو المصدر الموثوق فيه لمتابعة كل التطورات المتعلقة بنزار، وهو على أتم الجهوزية للرد على أي استفسار".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 8/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

طقس حار قابل للتحول خلال أيام، والمطر وارد حينها.

وتماشيا مع الطقس، السجالات خفت حدتها، وعودة الرئيس سعد الحريري مساء غد تطلق اتصالات لتبريد المواقف. أما عودة الرئيس نبيه بري مساء غد أيضا، فتطلق عمل لجنة المال النيابية، تسريعا لدرس مشروع قانون الموازنة العامة نحو الإقرار في الهيئة العامة للمجلس.

بعد ذلك، هناك نوعان من الاهتمامات: الأول، عودة الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، في سياق جولاته المكوكية لترسيم الحدود البحرية والبرية مع لبنان.. الثاني، إطلاق ورشة تعيينات إدارية في جلسات مجلس الوزراء.

وفي الحديث عن ترسيم الحدود، أكد وزير الدفاع الياس بو صعب على الترسيم بقاعا وشمالا. وهو جال اليوم في الشمال وعكار وبعلبك والهرمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بقدرة قادر انكفأت الصدامات السياسية، التي كانت أشبه باللعب في الوقت الضائع في عطلة العيد، وتقدمت المعالجات على مستوى القوى المعنية، ولا سيما "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، على أن تتوج بلقاءات رفيعة المستوى مرتقبة في الأيام المقبلة.

اليوم بدا من الصعب على المراقبين العثور على ملامح أي سجال لا في الفضاء الإفتراضي ولا الفضاء التلفزيوني ولا أي فضاء، وذلك بعد يوم قاس من التراشق، رصدت في جانب منه نيران صديقة كثيفة.

هذا الجنوح نحو التهدئة، من شأنه التأسيس لإعادة ترميم المشهد السياسي، عشية عودة العجلة الحكومية للعمل اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل.

وانسجاما مع هذا الواقع، رصد حرص برتقالي وأزرق على استمرار التسوية السياسية، وعدم السماح باهتزازها. أما على الخط الإشتراكي- الأزرق، فيبدو أن اتصالات تمت في الساعات الأخيرة ونجحت في لجم التساجل، فاقتصرت مثلا تغريدات رئيس "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط على واحدة عن النازحين السوريين، وذلك بعد تصريح صحفي قال فيه: أنا في استراحة في المختارة.

وفي بعبدا، توسل رئيس الجمهورية ميشال عون الذكرى الثامنة والخمسين بعد المئة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، ليؤكد من وحي العملية الإرهابية الأخيرة في طرابلس، ألا تهاون مع الإرهاب ولا تساهل مع أي جهة تجد تبريرات للذين اعتدوا على الدولة والأبرياء.

أما وزير الدفاع الياس بو صعب، فكان في جولة بقاعية- شمالية شملت طرابلس حيث أكد في تصريحات تصالحية أن الفيحاء غير حاضنة للإرهاب، أما العسكريون فخاطبهم قائلا: الخطر موجود ولبنان يتكل عليكم، ولا نريد لمعنوياتكم أن تتأثر بما يجري في السياسة.

في الأمن الغذائي، لم تجد رواية "الجديد" حول الأرز، أرضا خصبة بعد ما تضمنته من مغالطات لا تركب على قوس قزح. فبعكس ما أوردته "الجديد"، وزارة الزراعة تشددت في إخضاع الأرز إلى تحليل متبقيات المبيدات، وهو فحص تم بقرار أصدره وزير الزراعة حسن اللقيس في آذار المنصرم، ولم يكن مطبقا سابقا، والهدف منه المزيد من الإجراءات للحفاظ على صحة المواطن.

أما الحديث عن دخول شحنة الأرز إلى لبنان، فنفاه بشكل قاطع المدير العام للجمارك بدري ضاهر، مشددا على أن المستوعبات ما زالت في مرفأ طرابلس.

وبقي من الرواية أن الشحنة ذاتها رفض الأردن دخولها إلى أراضيه، فقدمت إلى لبنان. وهي أيضا ساقطة بالمستندات التي أبرزها صاحب الشركة المستوردة للأرز محمود مقبل، والتي توضح بشكل لا لبس فيه أن الشحنة قدمت من الهند مباشرة إلى لبنان، وهو في كل الأحوال أبدى الإستعداد لأن يأكل وعائلته من الأرز قبل دخوله إلى لبنان ليطمئن المستهلك اللبناني إلى صحة المنتج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

السجالات تراجعت ولم تنته فصولا. والهدوء الذي تحتاجه الساحة الداخلية تمهيدا لانطلاق دورة العمل البرلماني والحكومي، ينتظر أن تتبلور معالمه الأسبوع المقبل. فمشروع الموازنة يعود إلى طاولة لجنة المال والموازنة بدءا من الاثنين، في سياق الجلسات المتتالية المرتقبة قبل الانتقال إلى المناقشات في الهيئة العامة.

أما الخلافات السياسية بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، فستكون محور نقاشات ولقاءات ستشهدها الأيام المقبلة، فيما ال"تويتات" التي أطلقها ويطلقها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، لا تزال محور أخذ ورد. وفي هذا السياق رد اتحاد العائلات البيروتية على الحملة التي استهدفت محافظ جبل لبنان.

واليوم، عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجال قوى الأمن الداخلي، في الذكرى الـ158 لانشاء قوى الأمن، ونوه بتضحيات رجال قوى الأمن، الذين يشكلون مع رفاق السلاح في الجيش والقوى الأمنية الأخرى، الدرع الذي يصون السلم الأهلي ويحفظ الاستقرار. وفيما استذكر شهيدي قوى الأمن اللذين سقطا في الاعتداء الارهابي في طرابلس، شدد على أن تضحيتهما إلى جانب شهيدي الجيش، تشكل حافزا للاصرار على أن لا تهاون مع الارهاب بكافة أشكاله.

إقليميا، ضربات موجعة تلقتها قوات الأسد وحلفاؤها خلال المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي. وأكدت مصادر عسكرية احراز تقدم لافت على محاور عدة، في وقت خسرت "الثورة السورية" بلبلها عبد الباسط الساروت خلال الاشتباكات العنيفة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد أن عبثت المزايدات السياسية باستقرار الأمن والقضاء، حتى نزفا شهداء وهيبة دون مراعاة دورهما وحساسيتهما، كانت رسالة رئيس الجمهورية من عيد قوى الأمن الداخلي وذكرى شهداء القضاء: فتضحيات شهيدي قوى الأمن الداخلي إلى جانب شهيدي الجيش في طرابلس، شكلت حافزا للاصرار على عدم التهاون مع الارهاب بكافة أشكاله، وألا تساهل مع أي جهة يمكن أن تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل أو القول على سيادة الدولة ومؤسساتها الأمنية، قال رئيس الجمهورية في رسالته لقوى الأمن، مؤكدا على الترابط القائم بين عمل الأجهزة الأمنية والقضاء في سبيل إحقاق الحق والعدالة.

وعلى سبيل تأكيد الأثر السياسي السيء على المؤسسة العسكرية، كان كلام وزير الدفاع الياس بو صعب للعسكريين المصابين برفاق سلاحهم في طرابلس: لبنان يتكل عليكم ولا نريد لمعنوياتكم أن تتأثر بما يجري في السياسة.

وفي الجغرافيا، وما تحمله من حدود ومعابر ممتدة من الشمال إلى البقاع، جال بو صعب مستطلعا المعابر الشرعية، ومتحريا عن معابر التهريب التي تصيب لبنان اقتصاديا وتحمله أعباء إضافية من النازحين.

إقليميا، وفي اضافات توترات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اشتباكه الجديد مع تركيا حول نيتها شراء صواريخ "اس اربعمئة" الروسية، وبلغة الابتزاز التجاري، أمهل انقرة حتى نهاية تموز للتخلي عن الصفقة مع روسيا واستبدالها بصواريخ أميركا و"إلا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

طغى سجال القمم الثلاث الأسبوع الماضي على المشهد العربي والاقليمي، وتمدد سجال الحمم في الداخل إلى كل المكونات، اثر اهتزاز التسوية وتصدع الهدنة دفعة واحدة بين "حزب الله" والحريري وتيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"الحر" و"القوات" و"الاشتراكي" و"المستقبل" وارسلان وجنبلاط.

سجال القمم الثلاث في مكة المكرمة، سجل أول خرق من نوعه للهدنة القائمة بين "المستقبل" و"حزب الله"، على قاعدة ربط النزاع وتفهم كل طرف لظروف الطرف الآخر على مدى سنوات. وللمرة الأولى يعلن السيد نصرالله موقفا مواجها رافضا للحريري بصفته رئيسا للحكومة، في اطار النزاع الايراني- السعودي، وخارج نطاق الصراع والخلاف على الملف السوري.

وفي تمدد الحمم الخلافية، سجلت أسهم العلاقة بين شريكي التفاهم الرئاسي "المستقبل" و"التيار"، هبوطا مفاجئا، شملت قرار المحكمة العسكرية في قضية الثلاثي الحاج- غبش- عيتاني، وما نسب إلى الوزير جبران باسيل في البقاع الغربي، من كلام عن انتهاء حالة وبداية أخرى، ودور أحد المسؤولين الامنيين وغدرة طرابلس.

في هذه الأثناء يمارس وليد جنبلاط القنص السياسي على جبهة الحريري- باسيل، ويفتح نوابه جبهة على "المستقبل" في اقليم الخروب، في وقت يلتقي نجله النائب تيمور بعادل فيصل ارسلان.

الرئيس الحريري منتظر في بيروت في الساعات المقبلة، لترطيب الأجواء وترتيب الأوضاع، بما يخدم عودة الأمور إلى نصابها بين التيار الازرق والتيار البرتقالي، على قاعدة تضييق الخلافات وتوسيع الايجابيات والتحضير لمواجهة كل الملفات من الموازنة إلى التعيينات.

ومع عودة الحريري، يغادر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وفق معلومات ال otv إلى طهران لاصطحاب نزار زكا وإعادته إلى لبنان، بعد اتصالات ومفاوضات قادها ابراهيم على مدى سنوات، وتوجت باستجابة طهران لطلب الرئيس ميشال عون اطلاق زكا.

موقف مهم تابعته الأوساط المحلية هذا الأسبوع، لقائد الجيش العماد جوزاف عون توقيتا وشكلا ومضمونا. في التوقيت مع انتقال الموازنة إلى مجلس النواب، وفي الشكل من متحف فؤاد شهاب مؤسس الجيش اللبناني، وفي المضمون التأكيد على رفض المس بحقوق ومعنويات العسكريين.

وإذا كان تركيز العماد عون على أن الأمن ركيزة للاستقرار السياسي واستثمار في الاقتصاد، فإن تشديد الرئيس العماد عون الدائم والثابت على ثلاثية الأمن والقضاء والاقتصاد كدعامة وحجر زاوية في الاستقرار الوطني مدعومة بضرب الفساد، فإنه شدد اليوم في بعبدا على الترابط بين عمل الأجهزة الأمنية والقضاء في سبيل احقاق الحق والعدالة، مشددا على أن استقلالية السلطة القضائية لا تتحقق في النصوص فحسب، بل عبر تعاون القضاة باعتبارهم جسما واحدا يزداد تماسكا من خلال الحوار والاصغاء والتفاهم. وهو ما يؤشر إلى خطوات ايجابية وانفراجية مرتقبة لجهة عودة الحركة إلى أروقة العدلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد الصدامات الطويلة والجارحة بين المكونات الحكومية الأساسية وأعمدة التسوية الرئاسية، عمليات التبريد تتواصل على جبهة السراي- ميرنا الشالوحي، لتأمين أرضية هادئة بالحد الأدنى، تسهل لقاء الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، فلقاء الرجلين صعب جدا، لكنه ضروري جدا.

صعب جدا لأن ما استخدم من أسلحة ممنوعة بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر"، تجاوز الأسباب الرئيسة الكامنة وراء انطلاق المعركة، ليلامس عناوين خطرة، بدأت بالشخصي وعرجت على الطائفي، لتصل إلى الطائف.

واللقاء ضروري جدا، لأن مفاعيل الاقتتال بين الفريقن تجاوزت الشعباوية، وبدأت تتحول إلى مجزرة، مجزرة جماعية ستدمر في طريقها التسوية والحكومة والعهد برمته.

ولا تتوقف الأمور عند حل المشكلة الثنائية، فالمعارك الجانبية التي استعرت في العلن بين "المستقبل" والتيار الإشتراكي تستوجب هي الأخرى من يطفىء نارها، وتنتظر ما يعيد وليد جنبلاط من المختارة، حيث أعلن أنه يرتاح، إلى كليمنصو ف"بيت الوسط" فبعبدا، لكن أين الباص وأين الوسيط؟، فهل يبادر الرئيس الحريري للعب هذه الأدوار الإنقاذية المركبة.

ولضرورات استكمال الصورة السياسية للبلاد بعد عيد الفطر، لا بد من التنبيه إلى المعارك الصامتة، لكن القائمة بين "التيار الحر" من جهة، و"القوات" و"المردة" و"أمل" من جهة ثانية، إضافة إلى أن برودة العلاقات بين هذه المرجعيات والثنائي الحريري- باسيل، مرشحة إلى المزيد من التعقيد عندما يحين موعد مناقشة الموازنة وولوج باب التعيينات.

وفي سياق التمهيد لهدنة يؤمل أن تكون دائمة بين أهل الحكم، اندرجت زيارة وزير الدفاع الياس بو صعب إلى طرابلس خصوصا والشمال الأبعد، حيث أطلق جملة مواقف استخدم فيها لسان حال أهل المدينة والمنطقة، فطرابلس هي دار السلام وحاضنة العيش الواحد. والوزير بو صعب ومن يمثل في السلطة يميزان بين المتدين والإرهابي، وبين من قاتل في سوريا ومن قاتل وقتل في لبنان، فالمنتسبون إلى الفئتين إرهابيون وليسوا مسلمين، بل لا دين لهم، وتسريع محاكمات الموقوفين واجب إنساني وأخلاقي.

في الخلاصة، اختبار نجاح التبريد والتقارب سيظهر حكما في اثنين، بدءا من الإثنين: جلسات مناقشة الموازنة واجتماع مجلس الوزراء.. لننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في يوم شهداء القضاء، وقبل 48 ساعة من جمعية عمومية تجمع قضاة لبنان الاثنين للبت في قرار استمرار الاعتكاف من عدمه، وجه رئيس الجمهورية رسالة إلى الجسم القضائي، أكد في خلالها أن النصوص وحدها لا تحقق استقلالية القضاء، ودعا القضاة إلى الحوار والوحدة.

كلام الرئيس جاء بعد خمسة أسابيع على اعتكاف القضاة عن العمل. اعتكاف لو جرى في أي دولة في العالم، لاهتز كيانها، فالجسم المكلف تحقيق العدل غائب، ومعه غيبت سيادة الحق.

هذا في أي دولة في العالم، أما في لبنان، فإن الاعتكاف مر بهدوء وبشبه صمت، وسط شرخ حقيقي في جسم يحاول بعض قضاته فك سطوة السياسيين عنه عبر استعادة الحقوق، والتمسك بالاستقلالية التي تسمح بالحكم بعدل، بعيدا من أي محسوبية، ما يعني بكلمة واحدة، عودة الأمان إلى اللبنانيين.

هذا الأمان، أمامه ورشة اصلاحية قضائية لا تحتمل الانتظار، لأنه متى تحقق، سيبلسم جروح أهالي شهداء طرابلس وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا ظلما، كما سيبلسم جروح اللبنانيين الذين تحولوا إلى شهود على سقوط وطن في براثن فساد يكاد يجعل لبنان كله شهيدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

جولة جو- أرض استدعتها عملية المبسوط الإرهابية وفلتان المعابر الحدودية، وبطوافة مرقطة، عبر وزير الدفاع الساحل إلى الجرد، سدد الله خطاه نحو المفتي الشعار الذي وبلا خطوط حمر بارك وأد الفتنة، بثلاث ساعات، والتقى فيصل كرامي الذي لم يهضم فكرة أن الأجهزة الأمنية موحدة، عاين أفواج الجيش البرية، على أنغام الموسيقى العسكرية، طاف فوق طرابلس وجرود بعلبك ووادي خالد والقصر، وهناك كان الكلام المبين، تحدث بو صعب عن نية سوريا المساعدة في ترسيم الحدود البرية والبحرية.

وعن علاقة طبيعية تفرضها القضايا المشتركة، ومن باب التهريب، كشف وزير الدفاع أن حجم هذا العمل عبر المواقع الشرعية أكثر منه عبر المعابر غير الشرعية. لكن المعابر لم تكن في حاجة لمسح جوي وكشف عيني للتأكد من واقعة التهريب، فبشهادة رسمية أقرت الصين الشعبية أن حجم الواردات إلى لبنان بلغ ملياري دولار، فيما السلطات اللبنانية تقول إن حجم الاستيراد بلغ مليار دولار.

والبحر بالبر يذكر، والمليار دولار المفقود تجدونه في زواريب السرقة والتهريب وتزوير الفواتير. وعليه فالتلميح لا يعيد الأموال المسروقة، والمطلوب هو التصريح وفتح تحقيق لمعرفة مصير المليار الضال، لكن الحكومة لا يهمها مليار دولار بالناقص لخزينة ستسدد عجزها من لحم المواطن الحي، ومن حقوق أساتذة وموظفين وعسكريين، حكومة حرمت جيشا وجبة سمك أسبوعية ولم التبذير، فاليود غير مفيد. لاحقت المعوق حتى فلس الدعم، وتركت الملايين لجمعيات المحظيات، حيدت المعتدين على الأملاك البحرية والبنائين على مشاعات الدولة وسارقيها، وفرطت رزم المليارات على أبنية مستأجرة لبعثات ومجالس لزوم ما لا يلزم، "والمال السايب بعلم الوزراء الحرام".

اليوم يخوض أهل الحكم حربا نفسية على المواطن، بسجالات داخلية بين "المستقبل" و"الاشتراكي" وبين "المستقبل" و"التيار الوطني"، للإيحاء بأن البلاد ذاهبة إلى الخراب. اختلفوا فهزوا الحكومة، لكنهم لن يوقعوها لتحقيق مزيد من المكاسب، وبينها في الكهرباء والاتصالات والنفايات إلى مؤتمر "سيدر".

كلها معارك وهمية لتأجيل قطع الحساب، والسير بالصرف على القاعدة الإثني عشرية، واجراء التعيينات من خارج المؤسسات الدستورية، بتوافق الثلاثي الحريري، بري وباسيل. هي سجالات في حرب ضد طواحين الهواء، لحماية مصالحم ضمن موازنة لم يرشح منها صرخة واحدة ضد المس بمصالح الناس. حفلة كذب عدتها الجديدة 30 على 128، بعدما انتهت صلاحية النصب بالانقسام بين 8 و14 آذار.

إثنين العودة ليس ببعيد، "وسعد راجع" إلى السرايا، لكنه فتت كل أنواع البحص، باسيل توعد بالرد، لكن المصلحة الوطنية ستقتضي العض على جراح بلا دماء. البيك أطلق رصاصا طائشا في كل الاتجاهات، منعا لعزله عن شراكة المحاصصة، وما إعطاء الأمر للإطفائي وائل بو فاعور للتواصل مع الحريري، سوى لإطفاء حريق بلا دخان. أما بري فركب كاتما للصوت، وينتظر على قارعة عين التينة ليقطف المواقف من لقاء أربعاء إلى لقاء أربعاء.

جعجع لم يفهم السجال وأسبابه فرآه ليس سنيا- مسيحيا بل هو لتقاسم الكعكة، لكن الكعكة جرى تقاسمها "والشاطر بشطارتو". وقد تكون تغريدة اللواء جميل السيد أصدق إنباء، إذ قال للسياسيين: "إنتو آخر هم عند الناس وميؤوس منكم، تصالحتوا أو تقبرتوا متل بعضها، وإذا تقبرتوا بيكون أريح". فيا وعي أدرك شعب لبنان العظيم.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 8 حزيران 2019

النهار

تعيينات المجلس الدستوري على نار حامية ومعلومات ترجّح تشكيله قبل منتصف تموز المقبل وعن نيل رئيس الجمهورية مقعدين من المقاعد الخمسة للمسيحيّين.

تردّد أن "حزب الله" قرّر التدخّل لوضع حدّ للسجالات الحاصلة بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" بعد تردّد الرئيس عون في لعب دور في هذا المجال.

من المتوقّع أن لا يكون إقبال الأطبّاء قويّاً على الانتخابات غداً بعدما صار اسم الدكتور شرف أبو شرف شبه محسوم ليكون النقيب المقبل

اللواء

لا يستبعد مصدر مطلع إعادة تموضع النقاش في مجلس الوزراء على خلفية اعتداء طرابلس عشية أوّل أيام العيد. يطمئن نائب ناشط ان العودة إلى ملفات الفساد، لن تتأخر بعد إقرار الموازنة. سارع وزير سيادي لاحتواء حسابات خاطئة كادت تؤدي إلى أزمة في محنة وطنية.

الجمهورية

تخوّفت أوساط سياسية من أن يؤدّي "الكباش" الحاصل بين تيارين إلى التعطيل في إستحقاق قريب جداً.

لاحظت أوساط متابعة لملفٍ حسّاس أن أهالي احدى البلدات البقاعية يقيمون حراسة مشدّدة في الليل والنهار تحسبا لأي طارئ.

قال قطب سياسي عن الخلاف بين مرجع بارز ووزير حالي: " فتشوا دائماً عن المصالح".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استنفار إسرائيلي على الحدود اللبنانية... هل الحرب مع حزب الله قريبة؟

لبنان الجديد/8 حزيران 2019

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة مناطق مزارع شبعا وصولًا إلى جبل الشيخ عند الحدود اللبنانية السورية مناطق عسكرية مغلقة رافعًا بذلك درجة الجهوزية والإستنفار، كما نقل وحدات مراقبة إلى مزارع شبعا بذريعة أنه رصد تحركات لعناصر "حزب الله" استعدادًا لتوجيه ضربة ضدّ أهداف إسرائيلية ردًا على قصف سوريا. وعلى خلفية ذلك، أوضح مصدر أمني نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الإجراءات الإسرائيلية لا تؤشر إلى عملية عسكرية وشيكة، وربما تندرج ضمن خطوات الأمن الاحترازية التي تعتمدها قوات الإحتلال"، مؤكدًا أن "التنسيق قائم بين الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، وتجري مراقبة الوضع عن كثب"، وأشار إلى أن "قوات الإحتلال وحدها مصدر الخطر وليس الجانب اللبناني، وإذا كانت إسرائيل راغبة في دفع الأمور إلى التصعيد، فهي قادرة على اختلاق الذرائع لتبرير أي عمل عسكري قد تلجأ إليه". وبحسب الصحيفة، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد المتقاعد خالد حمادة، أن "الخوف الإسرائيلي قد يكون مبررًا، إزاء ردّ محتمل من حزب الله على إسرائيل، نيابة عن إيران"، وذكّر بأن "حزب الله ليس هو من يتخذ قرار الردّ على إسرائيل، فهذا القرار يصدر من طهران وينفذه الحزب انطلاقًا من جنوب لبنان، أو من الداخل السوري". كما أضاف: "إذا وجد الإيراني نفسه مقيدًا وغير قادر على التحرك في الخليج، قد يلجأ إلى عملية عسكرية إنطلاقًا من الأراضي اللبنانية أو السورية، ضدّ إسرائيل كونها الحليف الأول للأميركيين"، معتبرًا أن "هكذا عملية مفترضة ربما يعوّض فيها الإيراني شيئًا من مصداقيته للردّ على التهديدات الأميركية، وعلى العقوبات الخانقة التي تطارده". وتجدر الإشارة هنا، إلى أن "جرافة تابعة لقوات العدو، بدأت أمس أعمال جرف ورفع سواتر ترابية في الجزء المحتل من بلدة العباسية، كما سيّرت دوريات مكثفة على طول الطريق الترابية، الممتدة من منطقة عين التينة داخل مزارع شبعا المحتلة، وصولًا إلى بلدة الغجر المحتلة".

 

فضائح المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تتوالى فصولًا: حسينية تحت الرهن!

لبنان الجديد/8 حزيران 2019

بعد بيع مسجدَي أنصار والدكوانة، ومدفن الطائفة الشيعية في بلدة القرية، فضيحة جديدة تنضم إلى لائحة فضائح المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى التي على ما يبدو أنّها . لن تنتهي  يبدو أن مسلسل فضائح المجلس الشيعي الأعلى فيه الكثير من الخبايا التي تتكشف يومًا بعد آخر، إذ أفادت المعلومات الصحفية المتداولة عن رهن حسينية كفربيت الجنوبية لبنك لبنان والمهجر، في سابقة ليس لها مثيل من قبل على مستوى دور العبادة في لبنان، إذ أنّ الفساد اللبناني بدأ يستشري ويكبر ويتمدّد إلى أماكن العبادة أيضًا!  وبحسب المعلومات المسرّبة فإن "الحسينية التي سبق وافتتحها الرئيس نبيه بري في عام 2004 مشيّدة على العقار رقم 34 – كفربيت، العقار نفسه الذي كان يملكه (محمد غانم الشماع) والذي كان يفترض أن يتمّ تسجيله لصالح أوقاف الطائفة الشيعية، لكن تمّ تسجيله بإسم (غازي اسماعيل) الذي قام بدوره برهن العقار لدى بنك لبنان والمهجر مقابل قرض مالي".  وتجدر الإشارة هنا، إلى أنه في "آذار الماضي تم بيع مسجدي بلدة أنصار الجنوبية، والدكوانة واللذين يتبعون حتمًا إلى دائرة الأوقاف في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى".  كما ويُشار أيضًا، إلى أنه في "شهر نيسان كشف الشيخ محمد علي الحاج العاملي في مقابلة تلفزيونية عن أوراق تظهر بيع الشيخ عبد الأمير قبلان لمدفن الطائفة الشيعية في بلدة (القرية) في جنوب لبنان، والذي هو ملك خزينة الدولة اللبنانية". ويبقى السؤال هنا: "أين الأمانة العامة للأوقاف في المجلس الشيعي التي كان ينبغي عليها ضبط الأوقاف، وتسجيل العقار على اسم الطائفة؟! ومتى ينتهي مسلسل بيع ورهن دور العبادة في لبنان؟"

 

لقاء بين عون والحريري لرسم خريطة طريق العمل الحكومي

لبنان الجديد/8 حزيران 2019

على الرغم من انشغال القوى السياسية والأمنية هذين اليومين، وحتى مطلع الأسبوع المقبل، في متابعة التحقيقات في الجريمة الإرهابية التي ارتكبت في طرابلس عشية عيد الفطر من جهة، وجلسات لجنة المال والموازنة التي تبدأ الإثنين في درس بنود مشروع الموازنة المرفوع إليها، تركزت الأنظار حول عودة الموفد الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت يوم الأربعاء المقبل في 12 الشهر الحالي، ناقلاً بعض الأجوبة الإسرائيلية على موقف لبنان بالنسبة لتحديد الحدود البرية والبحرية الجنوبية، وذلك بحسب ما أفادت به صحيفة "اللواء". وفي هذا السياق، كشفت مصادر وزارية نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنه "يُنتظر عقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، الغاية منه رسم خريطة طريق العمل الحكومي في المرحلة المقبلة"، مشيرةً إلى أنّ "لدى رئيس الحكومة الكثير ليقوله حول بعض العثرات، والمطبات التي يفتعلها البعض في طريق حكومته والتي ادّى البعض منها إلى توتير العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل". كما لم تستبعد المصادر عينها "عقد لقاء مماثل بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يُنتظر أن يعود من إجازته الخاصة بداية الأسبوع المقبل". وتجدر الإشارة هنا، إلى أنه "على الرغم من التوترات الحاصلة، لا خوف على الحكومة، بل تنتظرها مهام كبرى في المرحلة المقبلة، وخصوصًا لجهة مواكبة المستجدات الحدودية المتصلة بمسألة تثبيت الحدود اللبنانية".

 

الأمن اللبناني يوقف 24 سورياً دخلوا البقاع خلسة

بيروت/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أوقفت قوى الأمن الداخلي اللبناني 24 سورياً، بينهم 8 سيدات، دخلوا إلى الأراضي اللبنانية عبر معابر تهريب غير شرعية، وذلك في إطار مكافحة عمليات تهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان. وقالت المديرية العامة لقوى الأمن في بيان صادر عن شعبة العلاقات العامة، إنه نتيجة للمتابعة والرصد، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، من توقيف 24 شخصا من التابعية السورية، بينهم 8 سيدات، في بلدة الصويري - البقاع الغربي، بجرم دخول الأراضي اللبنانية خلسة. وقالت إن الموقوفين سلموا إلى مخفر بيادر العدس في وحدة الدرك الإقليمي، لإجراء المقتضى القانوني بحقهم، بناء على إشارة القضاء المختص.

 

"المستقبل" لـ "المشنوق": بيكفّي هالقد

"ليبانون ديبايت"/السبت 08 حزيران 2019     

منذ خروجه من مقرّ وزارة الداخلية في الصنائع التزم وزير الداخلية نهاد المشنوق ما يشبه الصمت السياسي الذي كَسَره من خلال بعض المواقف الملفتة التي شكّلت تصويباً مباشراً على التسوية الرئاسية بسبب ما أحدثته من اختلال في التوازنات، برأيه، كما أنه من بين سطور مواقفه المعلنة كانت تقراً رسائل الاعتراض على الطريقة التي يُواجه فيها الرئيس سعد الحريري المسار "المنحرف" للتسوية. لكن رغم ذلك، وحتى في ظل المواقف النارية التي أطلقها المشنوق بعيد الانتخابات النيابية وكان لا يزال وزيراً للداخلية وإشارته الصريحة الى أنه طعن من ماكينة "تيار المستقبل"، فإن مسؤولي "التيار الازرق" وكل قياداته، وبايعاز من الحريري مباشرة، لم يدخلوا في أي سجال مباشر معه. هذه "السياسة" الحريرية المهادِنة تمّ التراجع عنها بعد التصريح عالي السقف للمشنوق من دار الفتوى والذي أصاب مباشرة الرئيس الحريري والوزير باسيل، فكان الردّ القاسي من خلال مقدمة تلفزيون "تيار المستقبل" والتي أشارت بوضوح الى أن "هناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحيّن الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة إلى دوره من مواقع الدفاع عنه. هؤلاء يهجونه في معرض المدح أو يمدحونه في معرض الهجاء. لا فرق. المهم أن يصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة أهل السنة، إذا كانت النتيجة أن تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة"، وعبر الاشارة الى "أوكار اعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي ل"بيت الوسط"، وعن لسان حال الحريري "أللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فانا كفيل بهم".

وقد استتبع هذا الهجوم اليوم بمقال لعبد السلام موسى، المستشار الاعلامي لامين عام "تيار المستقبل"، على موقع "المستقبل ويب" متحدثاً عن "المصطادين في الماء العكر، ومن لم يتعلّموا الدرس"، وبأن رئيس الحكومة "ليس من القيادات التي تؤكل كتفها لا من الغريب الذي يطلّ بخطاب من زمان ولىّ ولا من القريب الذي يدسّ السمّ في عسل الكلام ويتمسكن ليتمكّن". مع ذلك، فإن أوساطاً في "تيار المستقبل" تؤكّد أن ليس هناك نية لفتح مواجهة مباشرة مع المشنوق "وبأن هذه الرسائل كافية حتى الان والأمر لا يستأهل ردوداً أكثر من ذلك"، مشيرة الى ان الايعاز بعدم فتح سجال مع وزير الداخلية السابق لا يزال قائماً، والردّ عليه هذه المرة كان موضعياً!

 

رجل اعمال اماراتي يدعو الى تغيير زعامة الحريري في لبنان

تويتر/08 حزيران/2019

غرد رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور على حسابه عبر "تويتر" متأسفًا على حال السنة في لبنان. وكتب "مؤسف جدًا غياب القيادة السنية القوية في لبنان والتي طالما لعبت دورًا أساسيًا في قيادة البلد والحفاظ على أمنه ونموه الاقتصادي". واشار الى ان "مطلوب اختيار قيادة سنية قوية غير القيادات الموجودة حاليًا لتستعيد دور هذه الطائفة الجوهري في لبنان". وأرفق رجل الاعمال تغريدته بمقطع فيديو مصور، تناول فيه الواقع السني في لبنان، فقال: "كنت أسمع البارحة تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط واللواء أشرف ريفي في الدفاع عن السنة في لبنان. أنا كنت أعرف أن قوة لبنان في وجود السنة العروبيين الذين يحمون جميع الطوائف، فأين قادة السنة؟ أين الرجال الذين كانوا يرفعون الرأس في لبنان؟ أنا متأكد أنهم موجودون، لكن ينبغي أن ندعم أحدًا من السنة القادة ليقود لبنان". وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "في موضوع أن الماروني رئيس للجمهورية، والشيعي رئيس البرلمان، ورئيس الوزراء يجب أن يكون سنيًا، يجب أن يختاروا النوعية، وليس أي مرجعية أخرى". وتابع : "أنا مستغرب كيف يدافعون عن السنة. أين السنة؟ أين العمق السني؟ أين قوة السنة التي كنا نعرفها سابقًا؟ موجودون، لكن يبدو أن أجنحتهم مكسورة، وهذا لا يجوز، يجب أن تفكروا في قيادة سنية صحيحة، في قائد قوي، وليس من هؤلاء الضعفاء الذين ليست لديهم القوة ليقفوا ويتكلموا ويدافعوا عن الشعب اللبناني عامة، وليس عن السنة فقط".

 

الوزيرة الحسن: طرابلس أثبتت نبذها التطرف

بيروت/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

رأت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن أمس «أنه من الخطير استغلال جريمة إرهابية لشد العصب الطائفي والسياسي»، مؤكدة أن «طرابلس أثبتت قبل وبعد العملية الإرهابية أنها تنبذ كل أنواع التطرف»، مشيرة إلى أنه «تبين أن لا بيئة حاضنة للإرهاب». وشرحت الحسن ملابسات ما حصل ليل الاثنين في طرابلس على يد المدعو عبد الرحمن مبسوط الذي نفذ هجوماً ضد عسكريين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، أسفر عن سقوط 4 عسكريين، قبل أن يفجر نفسه عندما تمت محاصرته. وقالت الحسن: «من يتولى التحقيق هم الأجهزة الأمنية، وهم يقومون بكل ما يلزم لكشف ما حصل بطريقة مهنية وحرفية، تحت إشراف القضاء المختص، ووفقاً لتوجيهاته».وقالت الحسن: «إن مصطلح الذئب المنفرد تعتمده الأجهزة كافة للدلالة على شخص قام بعمل إجرامي، ومنها عمليات إرهابية، وهذا النوع من العمليات يحصل في كل دول العالم، والمجرمون الذين يقتلون بدم بارد غير متزنين عقلياً بالمعنى المجازي، وليس الطبي».

وأشارت الحسن إلى أنه «تقرر إنشاء غرفة عمليات افتراضية في كل منطقة، بحيث تجتمع فروع المناطق لإدارة أي أزمة أمنية بإشراف القضاء، وفي حضور قاض، وسيتم بحث هذه المسألة في الاجتماع المقبل في حضور قادة الأجهزة الأمنية». وتواصل الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها في الهجوم ليل الاثنين بإشراف القضاء المختص. وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، ليل الخميس، بأن مخابرات الجيش أوقفت على ذمة التحقيق عدداً من الشبان على علاقة بمبسوط الذي اشترى منهم كمية من الأسلحة والقنابل.

 

تحرك غربي لاستيضاح ملابسات الإشكالات مع النازحين السوريين

بيروت/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

تحرك سفراء دول أجنبية للقاء مسؤولين لبنانيين ومعرفة خلفيات الأحداث التي حصلت في البقاع تجاه النازحين السوريين، واستيضاح أسبابها ودوافعها، في وقت حذّر النائب مروان حمادة من أن الهيئات الدولية والدول المانحة «قد لا تسكت طويلاً عن هذه الممارسات». وقالت مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن السفراء الأجانب عقدوا اجتماعاً مع ممثلي المنظمات الدولية، ومن بينهم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قبل ثلاثة أيام، وتحركوا باتجاه المسؤولين اللبنانيين، حيث أجروا اتصالات مع وزيرة الداخلية ريا الحسن، ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان؛ لمعرفة ملابسات ما جرى حول الإشكالات بين اللبنانيين والنازحين السوريين في دير الأحمر في البقاع، وللاستيضاح عن الأحداث. وحصلت إشكالات بين النازحين والأهالي في دير الأحمر في البقاع، بعد اعتداء نازحين على عناصر الدفاع المدني في هذه البلدة؛ ما أدى إلى إصابة عنصر وتحطيم آلية إطفاء، إثر رشق عدد من الشبان السوريين الآلية بالحجارة، عند محاولتها إخماد حريق شب داخل حرج أعشاب بجانب أحد مخيمات النازحين بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان. ورأى مسؤولون لبنانيون أن ما جرى يمثل تحريضاً على النازحين. وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة في بيان أن «لبنان معرّض بفعل التحريض الإثني والطائفي لبعض سلطته، لخسارة الصورة التي اكتسبها في الأعوام الماضية كدولة حضنت وعاملت النازحين معاملة إنسانية، وهو دور كان محل اشادة المؤتمرات الدولية». وأضاف: «أما الآن وبعد قرارات غامضة لما يسمى المجلس الأعلى للدفاع الذي لم تنط به صلاحيات إجرائية، هي محصورة أصلاً في مجلس الوزراء، تقوم بعض الهيئات المحلية والمتطرفين، خصوصاً المرتبطين بالسلطة، بالتحريض على المخيمات وعلى النازحين، وبتحويل كل حادثة إلى عملية انتقامية تشبه معاملة النازيين للبولونيين خلال الحرب العالمية الثانية، فيما كان يسمى pogrom أي أبلسة كل غريب وزيادة الاحتقان في الداخل اللبناني وضرب سمعة لبنان لدى الدول العربية والمجتمع الدولي، في الوقت الذي نسعى فيه إلى مساعدات واستثمارات ضرورية لإنعاش اقتصادنا». وقال حمادة: «علمتُ، في هذا السياق، أن الموضوع أصبح متداولاً من قِبل الهيئات الدولية والدول المانحة التي قد لا تسكت طويلاً عن هذه الممارسات»، متسائلاً: «هل يبقى شيء لم تخربه السياسات الداخلية والخارجية للسلطة؟».

 

نازحون سوريون يرحلون عن دير الأحمر بعد قرار تفكيك مخيمهم

البقاع (شرق لبنان): حسين درويش/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

تسارعت عملية تفكيك خيم مخيم «كاريتاس» للنازحين السوريين في دير الأحمر، في بعلبك، شرق لبنان، بعد إحراق ثلاثة خيام بمحتوياتها، ليل الخميس - الجمعة، من قبل مجهولين.وبدأ النازحون السوريون في المخيم، أمس، بجمع محتويات وأثاث خيامهم بما تيسَّر حمله، ونقلوها إلى مناطق خالية في السهل استعداداً لمغادرة المنطقة، بعد الهجمات المستمرة على المخيم، في حين حدد بعضهم الآخر الوجهة باتجاه إيعات شرقي دير الأحمر. وكان رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر ورئيس البلدية لطيف القزح ومخاتيرها قد أعطوا مهلة حتى مساء أمس (الجمعة)، لتفكيك الخيام في كامل المخيم الذي كان يضمّ مائة وعشرين خيمة من نازحي الشمال السوري من الرقة ودير الزور وحلب. وقال نازحون في المخيم لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من سبعمائة نازح أعطوا مهلة حتى مساء أمس (الجمعة) لنقل المحتويات إلى خارج المخيم قبل إنهائه». وقالت إحدى النازحات: «اذا لم نلتزم فسيتم إحراق كل الخيام أسوة بالخيام الثلاث التي تم إحراقها ليلاً بمحتوياتها». وللغاية قام محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر بجولة ميدانية على المخيم، أمس. وطالب خضر جميع الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بعدم تضخيم ما يجري في دير الأحمر. وقال: «صحيح أن مجهولين ألقوا ليلاً قنبلة حارقة أدَّت إلى إحراق خيمتين، لكن الأولوية عندنا حفظ الأمن والحفاظ على السلم الأهلي والسهر على القانون». وقال: «إننا اليوم أمام معضلة ترحيل السوريين من دير الأحمر»، لافتاً إلى «حكمة أهالي دير الأحمر الذين سمحوا لهم بسحب أمتعتهم ونقلها»، مضيفاً: «ما حصل ليلاً هو اعتداء تم فيه حرق خيمتين»، مؤكداً على «إننا سنجري تحقيقاً بما حصل». وأشار إلى «حصول توقيفات لمعتدين على عناصر الدفاع المدني ونأمل ألا يصبح ما حصل ظاهرة لتهجير وترحيل السوريين». بدوره، أكد رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر أن قرار ترحيل المخيم قد اتخذ. وعقد اجتماع في مركز بلدية دير الأحمر ضم محافظ البقاع بشير خضر ورؤساء البلديات والاتحادات ومسؤولين أمنيين وممثلين عن وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية. ولم يلقِ طرح المحافظ خضر أي قبول من فعاليات وأهالي دير الأحمر ورؤساء البلديات والمخاتير بنقل المخيم واستبدال به نازحين من مناطق اليمونة وغيرها. وقالت مصادر معنية لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الطرح قوبل بالرفض، وثمة إصرار لديهم على رحيل السوريين ضمن المهلة المحددة التي أُعطيت للنازحين الذين تسببوا حسب رئيس بلدية دير الأحمر بمشكلات كثيرة، بينها حرق شبكة التوتر وزيادة عناصر الشرطة من أجل الحفاظ على أمنهم».

 

سجال مفاجئ بين «الاشتراكي» و«المستقبل» بعد تباينات للطرفين مع «التيار الوطني»

بيروت: وجدي العريضي/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

اشتعل سجال مفاجئ بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» على خلفية عدم الالتزام باتفاق بين الحزبين يقضي بدعم التناوب على رئاسة بلدية شحيم في منطقة إقليم الخروب في منطقة الشوف بين شخصيتين كل منهما مدعوم من أحد الطرفين لمدة ثلاث سنوات، وذلك بعد أسبوع من السجالات بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وسجالات أخرى للأخير مع «الاشتراكي» وتباينات معه على ملفات عدة. وكانت المداورة على رئاسة بلدية شحيم التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين «تيار المستقبل» المتمثل بالرئيس الحالي للبلدية السفير زيدان الصغير والحزب التقدمي الاشتراكي المتمثل بأحمد فواز، والذي كان يفترض أن يتولى رئاسة البلدية للسنوات المتبقية من عمر المجلس (3 سنوات من أصل ست)، وهذا ما أحدث سجالاً حاداً بين قيادة «الحزب التقدمي الاشتراكي» وقيادة «المستقبل». وغرّد رئيس «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «كم هزيلة تلك الأيام التي وصلنا إليها، حيث يصبح محافظ جبل لبنان موظفاً صغيراً عند تيار سياسي تائه ومتخبط في خياراته العامة، لكن مصرّ في محاربة الحزب الاشتراكي في إقليم الخروب بأي ثمن، متجاهلاً التاريخ النضالي للجبل والإقليم. رحم الله رجالات الأمس أمثال غالب الترك وسميح الصلح».

وردّ الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري عبر حسابه على «تويتر» على كلام جنبلاط، قائلاً: إن هذا الكلام «ليس لك يا بيك»، مشيراً إلى أن ما بين التيارين أكبر من مجلس بلدي، مضيفاً: «إذا شايف غير شي خبرنا». وردّ أمين السر العام في الحزب «التقدمي» ظافر ناصر على تغريدة الحريري بالقول: «لأن ما بيننا أكبر بكثير، مش لابن رفيق الحريري تهديد الناس بأرزاقن كرمال بلدية». ودعا الحريري إلى «تصويب المسار كرمى لما بيننا». وعاد أحمد الحريري وردّ على ناصر بالقول: «كلامك أو كلام معلمك يا (رفيق) ظافر ليس مقبولاً... سعد الحريري لا يقطع أرزاق... ابن رفيق الحريري بنى أرزاقاً ودفع من لحمه الحي وأنتم أول العارفين.. يا عيب الشوم». وجاء السجال بموازاة سجال آخر بين النائبين بلال عبد الله (التقدمي) ومحمد الحجار (المستقبل)، بدأ مع تغريدة النائب عبد الله التي اتهم فيها رئيس الحكومة سعد الحريري بالتدخل لتعطيل اتفاق التناوب في بلدية شحيم قائلاً: «غير مشكور وغير محمود تدخلك دولة الرئيس سعد الحريري في شحيم، معطلاً لاتفاق التناوب في بلديتها، مستخدماً أسلوب الضغط على أرزاق الأعضاء في لقمة عيشهم»، مضيفاً: «أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا تستهجن انجرارك لهذا الموقع». فردّ عليه عضو «المستقبل» النائب محمد الحجار قائلاً: «لا إنت يا د.بلال ولا غيرك مهما علا شأنه يحق له التطاول على رئيس حكومة لبنان رئيس تيار المستقبل سعد رفيق الحريري». ودعا عبد الله إلى إزالة التغريدة مهدداً بفتح «الأوراق التي يعرفها الجميع». وبعد أن أزال عبد الله التغريدة، قال في تغريدة أخرى: «لن أرد على صغار القوم، عندما يتمنى الكبار سحب التغريدة، وأتمنى على الجميع عدم الانزلاق إلى مستوى ليس لنا ولا من أدبياتنا». وجاء السجال بعد أسبوع على سجال آخر بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وتلت سجالات أخرى بين «التيار الوطني الحر» و«الاشتراكي» وتباينات على ملفات كثيرة بينها خطة الكهرباء والتوقيفات بحق الناشطين وغيرها من الملفات الداخلية، وتحذير جنبلاط من أن «وقف التفاهمات الجيوكهربائية التي حصلت قبل انتخاب الرئيس ميشال عون هي التي أوصلت البلاد إلى هذا الخطاب الاستكباري وإلى هذا الاحتقان وإلى تحنيط ودفن الطائف». ورأى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضعين السياسي والاقتصادي في البلد ليسا على ما يرام، والموازنة، رغم الجهد الكبير الواضح في عدد من العناوين، لم تلامس الرؤية الإصلاحية بشكلٍ وافٍ، وردود فعل المجتمع الدولي أيضاً دلت على هذا الأمر، والمشهد القضائي خطير»، لافتاً إلى أن «ما حصل في الآونة الأخيرة يطرح أكثر من علامة استفهام، حول سبل وضع اليد على القضاء وتجاوز أصول العمل السياسي في أكثر من موقع». واعتبر أن «كل ذلك يضع اتفاق الطائف برمته تحت المجهر، خصوصا أن هناك سوابق»، مضيفاً: «قامت بعض القوى السياسية بالمفاخرة بأنها تعدل اتفاق الطائف بالممارسة، وهذه مسألة أيضا خطيرة. لكل هذه الاعتبارات، عبّر وليد جنبلاط على طريقته، عن موقفه السياسي».

 

جعجع: خلاف "الوطني الحر" و"المستقبل" هو صراع على الكعكة

النهار - 8 حزيران 2019

تبدو الشكوك المتصاعدة حيال الواقع الحكومي الذي سيواكب من الاسبوع المقبل جلسات لجنة المال والموازنة النيابية لدرس مشروع الموازنة ومن ثم معاودة جلسات مجلس الوزراء، حتمية في ظل اتساع "الهلهلة" بل الانهيارات التي تلاحق علاقات معظم القوى المشاركة في الحكومة، علماً ان المفارقة اللافتة في هذا السياق باتت تبرز في كون المواجهات السياسية والاعلامية لم تعد تحصل على خلفية الانقسام "القديم" بين تحالفي 14 آذار و8 آذار، بل على خلفيات ذاتية وطارئة. وبينما تركت المرحلة الاولى من اقرار الموازنة في مجلس الوزراء تداعيات ثقيلة على العلاقات بين هذه القوى، فان تصاعد السجالات والمواجهات الكلامية بين كل من "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، وبين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، ومن ثم بين "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي رسم تساؤلات مبكرة للغاية عن مآل العمل الحكومي ومصيره في مواجهة الاستحقاقات المتدافعة المقبلة. واذا كانت هذه "المحاور" أو "الجبهات" الحكومية الساخنة تشغل الاهتمامات المباشرة حالياً، فربما كانت هناك مشاريع مواجهات اخرى ومتناسلة في المرحلة المقبلة بين قوى أخرى حول استحقاقات أشد اثارة للتباينات مثل ملف المفاوضات لترسيم الحدود الجنوبية البرية والبحرية أو ملف النازحين السوريين وارتباطه بالمخاوف من التوطين و"صفقة القرن".

ورجحت معلومات في هذا السياق أن يعود مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت الاثنين المقبل لمتابعة مهمته المكوكية بين لبنان واسرائيل في شأن المفاوضات الرباعية حول ترسيم الحدود. في هذا الوقت وقبل ان تستكمل عملية تبريد الحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، فتحت جبهة سجالات جديدة مفاجئة، بين "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي هذه المرة بسبب ظاهري هو خلاف على المداورة في رئاسة بلدية شحيم. فقد غرّد رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط: "كم هي هزيلة تلك الايام التي وصلنا اليها حيث يصبح محافظ جبل لبنان موظفاً صغيراً عند تيار سياسي تائه ومتخبط في خياراته العامة، لكن مصرّ في محاربة الحزب الاشتراكي في اقليم الخروب بأي ثمن متجاهلاً التاريخ النضالي للجبل والاقليم. رحم الله رجالات الامس امثال غالب الترك وسميح الصلح". هذا الكلام استدعى رداً من الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري الذي كتب عبر "تويتر": "هيدا الحكي مش إلك يا بيك… يلي بيناتنا أكبر بكتير من مجلس بلدي… اذا شايف غير شي خبرنا".  وفي المقابل، رد أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر على تغريدة الحريري: "لانو اللي بيناتنا اكبر بكتير مش لابن رفيق الحريري تهديد الناس بارزاقن كرمال بلدية. صوّب المسار كرمال لي بيناتنا". وعاد أحمد الحريري ورد على ناصر: "كلامك أو كلام معلمك يا رفيق ظافر مش مقبول.. سعد الحريري ما بيقطع أرزاق.. ابن رفيق الحريري بنى أرزاق ودفع من لحمو الحي وانتو اول العارفين… يا عيب الشوم".

جعجع

في غضون ذلك، اسف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث الى "النهار" لتصاعد الحملات الاخيرة بين "التيارالوطني الحر" و"القوات". وعزا ذلك اولًا الى مناقشات الموازنة "وكيف أنه في آخر لحظة في آخر جلسة للموازنة جرى طرح اعطاء 40 مليار ليرة لوزارة المهجرين. وعارضنا وما زلنا نعارض انطلاقاً من الوضع العام للموازنة. وكيف نفتش عن القروش من تحت الغيم مع الدعوة الى الإنفاق في الأمور الملحة". وفند وقوف "القوات" ضد طرح العونيين عن المهجرين بقوله: إن "هذا الملف يتطلب خطة واضحة ولا يصح التعاطي معه بالطريقة نفسها منذ 20 و30 سنة الى اليوم. ويحتاج الى وضع مقاييس من خلال وضع مبلغ 25 مليون دولار "هذا ليس مزحة. وطرحنا رأينا التقني".ورداً على سؤال يتعلق بالسجالات بين "التيار" و"المستقبل" قال جعجع : " بكل صراحة لا أفهم هذا السجال وأسبابه من أوله الى آخره من خلال اقدام أهم مكوّنين في التسوية الرئاسية ودخولهما في هذا السجال. أنا لست مسروراً ابداً بحصوله. لا أعرف ما هو الهدف والى اين سيصلان". وتمنى "ان يتوقف في أسرع وقت ". ورفض تصويره على أساس سني- مسيحي"، معتبراً ان "سببه الاساس هو صراع على الكعكة الموجودة في الوقت الحاضر".ولا يعتقد جعجع ان التسوية الرئاسية قد اهتزت بل يرى انها "في معناها العميق عودة المؤسسات بعد انقطاع دام سنتين ونصف سنة من الفراغ الرئاسي. وعلى الأقل لدينا اليوم رئيس للجمهورية ومجلس النواب والوزراء شغالان. هذه هي التسوية. تبقى التحالفات نفسها أم تتغير، نصبح عندها أمام موضوع آخر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: العقوبات الأميركية الجديدة تثبت «زيف» الحديث عن مفاوضات

لندن/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم (السبت)، أن العقوبات الأميركية الجديدة على مجموعة كبرى للبتروكيماويات تثبت «زيف» موقف الولايات المتحدة من استعدادها للتفاوض مع طهران. وقال موسوي في بيان صدر عقب إعلان واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات إن «أسبوعا واحدا فقط كان كافيا لإثبات زيف مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتفاوض مع إيران». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس (الجمعة) فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع البتروكيماويات. وتستهدف العقوبات 39 شركة بتروكيماويات تابعة ووكلاء بيع في دول أجنبية، بما في ذلك أكبر مجموعة بتروكيماويات قابضة في إيران. وأفاد بيان للوزارة بأن العقوبات الأميركية تستهدف مجموعة البتروكيماويات لدعمها المالي لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إنه يجب إنهاء «40 عاما من حكم الإرهاب»، في إشارة إلى إعلان قيام الجمهورية في إيران عام 1979. وأضاف بولتون في تغريدة له على «تويتر» تعليقا على قرار وزارة الخزانة الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب منح إيران الفرصة لتحسين مستقبلها. وأشاد بولتون بفرض عقوبات إضافية على قطاع البتروكيماويات الإيراني، وقال إن إنفاق إيران أموالها على دعم الإرهاب سيزيد من سوء وضعها الاقتصادي. وقال ترمب، يوم (الخميس) الماضي، إن إيران تنهار كدولة تحت ضغط العقوبات التي فرضها عليها، وكرر دعوته لإجراء محادثات مع قيادتها.وشددت إدارة ترمب في مايو (أيار) العقوبات على إيران من خلال الطلب من كل الدول وقف كل واردات النفط الإيراني.

 

إيران ترفض دعوة فرنسا لإجراء محادثات أشمل من الاتفاق النووي

دبي - باريس - لندن: /الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

نقلت وكالة «رويترز» عن التلفزيون الإيراني الرسمي تأكيده، أمس (الجمعة)، أن إيران رفضت دعوات فرنسا لإجراء محادثات دولية أوسع نطاقاً، بشأن برنامجها النووي وطموحاتها العسكرية، وأعلنت أنها لن تناقش سوى الاتفاق المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال، أول من أمس، إن باريس وواشنطن تريدان منع طهران من حيازة أسلحة نووية، وإن المحادثات الجديدة ينبغي أن تركز على كبح برنامجها للصواريخ الباليستية وقضايا أخرى. لكن وزارة الخارجية الإيرانية قالت إنها لن تجري أي مناقشات بخلاف اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، العام الماضي، في إطار سعيه لتشديد القيود على طهران، بحسب ما أوردت «رويترز». وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: «الحديث عن قضايا خارج نطاق الاتفاق سيؤدي في ضوء هذه الظروف إلى المزيد من انعدام الثقة بين بقية الأطراف الموقعة عليه». وأعلنت فرنسا وبقية الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق أنها تريد الإبقاء عليه، لكن كثيراً من الشركات في تلك الدول ألغت اتفاقاتها مع طهران، تحت ضغوط مالية من الولايات المتحدة. وقال التلفزيون نقلاً عن بيان موسوي: «فشل الأوروبيون حتى الآن في الوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاق، (...) وحماية مصالح إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة غير القانوني». وقال ترمب، أمس (الخميس)، إن إيران تنهار كدولة تحت ضغط العقوبات التي فرضها عليها وكرر دعوته لإجراء محادثات مع قيادتها. وانتقد موسوي تصريحات ترمب ووصفها بأنها «متكررة وبلا أساس ومتناقضة» وقال إنها لا تستحق عناء الرد.

في غضون ذلك، كتبت «رويترز» تقريراً من طوكيو قالت فيه إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيزور إيران، الأسبوع المقبل، في مهمة تهدف إلى تخفيف حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة على ما يبدو. وأشارت إلى أن اليابان تتمتع بوضع متفرد بين حلفاء الولايات المتحدة لارتباطها بعلاقات وثيقة طويلة الأمد مع إيران وهو ما يجعل آبي «وسيطاً مثالياً». وخلال زيارة لليابان الشهر الماضي، رحَّب ترمب بمساعدة آبي في التعامل مع إيران وهو ما يسلط الضوء على «العلاقات الطيبة جداً» بين طوكيو وطهران، بحسب «رويترز» التي لفتت إلى أن اليابان تحرص، من جانبها، على استقرار الشرق الأوسط لأنها تستورد معظم احتياجاتها من النفط من المنطقة، وإن كانت توقفت عن شراء النفط الإيراني هذا العام بسبب العقوبات الأميركية. واعتبرت الوكالة أن جُل ما يمكن لآبي تحقيقه هو إقناع إيران والولايات المتحدة باستئناف المحادثات المباشرة ربما في دولة ثالثة. ونقلت عن خبراء أن الجانبين قد يسعيان للخروج من المواجهة بطريقة تحفظ ماء الوجه. وذكر مومويا كوندو الباحث في معهد الشرق الأوسط في اليابان أن آبي يمكن على سبيل المثال أن يدعو الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان في نهاية يونيو (حزيران). ويقول موتوهيرو أونو النائب المعارض والدبلوماسي السابق الذي خدم في عدة دول بالشرق الأوسط إنه إذا تعذر ذلك، يمكن لآبي أن ينقل رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة ربما خلال قمة مجموعة العشرين. واليابان ليست طرفاً في الاتفاق النووي الإيراني الذي وقَّعته طهران مع روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وبالتالي لن يكون آبي قادراً على تناوله بشكل مباشر.

وارتبطت اليابان في العموم بعلاقات إيجابية مع إيران ترجع إلى نحو 70 عاماً، محورها النفط؛ ففي الخمسينات من القرن الماضي، انتهكت شركة النفط اليابانية «إدميتسو» حظراً بريطانياً على النفط الإيراني، وأرسلت ناقلة لإحضار حمولة من البنزين وزيت الديزل. وبعد ثلاثين عاماً خلال الحرب العراقية - الإيرانية، زار شينتارو آبي، والد آبي، الذي كان وزيراً للخارجية في ذلك الحين الدولتين في مسعى للوساطة. وانضم له شينزو الذي كان شاباً، بوصفه مساعداً له. وفي العموم ارتبطت اليابان بعلاقات محايدة مع الكثير من دول الشرق الأوسط لاعتمادها عليها في الحصول على النفط. وكانت إيران مورداً رئيسياً للنفط الخام لليابان تمدها بما بين عشرة و15 في المائة من احتياجاتها قبل عام 2012 حين بدأ تشديد العقوبات الأميركية. ويقل هذا كثيراً عن الواردات من السعودية وهي المورد الرئيسي لليابان منذ فترة طويلة.

 

أميركا تشدد الضغط على طهران بعقوبات تستهدف شركات البتروكيماويات

واشنطن/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع البتروكيماويات. وتستهدف العقوبات 39 شركة بتروكيماويات تابعة ووكلاء بيع في دول أجنبية بما في ذلك أكبر مجموعة بتروكيماويات قابضة في إيران وعلى شبكة واسعة من الوحدات ووكلاء البيع. وأفاد بيان للوزارة أن العقوبات الأميركية تستهدف مجموعة البتروكيماويات لدعمها المالي للحرس الثوري الإيراني. وأعادت واشنطن فرض العقوبات، العام الماضي، بعدما اتهمت طهران بـ«انتهاك روح الاتفاق النووي»، بسبب تنامي دورها الإقليمي وتطوير الصواريخ الباليستية. وشددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) العقوبات على إيران من خلال الطلب من كل الدول وقف كل واردات النفط الإيراني. وقال ترمب، أمس (الخميس) إن إيران تنهار كدولة تحت ضغط العقوبات التي فرضها عليها وكرر دعوته لإجراء محادثات مع قيادتها. وطلبت الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والنرويج، من مجلس الأمن أن «يُبقي قيد نظره» الاعتداءات التي تعرضت لها 4 ناقلات، قبالة إمارة الفجيرة، عند مضيق هرمز، في 12 مايو (أيار) الماضي، كاشفة أن النتائج الأولية للتحقيقات الجارية ترجح ضلوع «دولة ما» في الهجمات «المعقدة». وأبلغ المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي «الشرق الأوسط» أن القرائن تشير إلى تورط إيران.

 

السفير الأميركي: لإسرائيل «الحق» في ضم أراضٍ من الضفة الغربية

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، في مقابلة، اليوم (السبت)، أن لإسرائيل «الحق» في ضم «أجزاء» من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في تصريحات يرجح أن تعمّق الرفض الفلسطيني لخطة السلام الأميركية المنتظرة. وقال فريدمان، في مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» اليوم: «في ظل ظروف معيّنة، أعتقد أن إسرائيل تملك الحق في المحافظة على جزء من، لكن على الأغلب ليس كل، الضفة الغربية». وكان صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قد اعتبر أن أي سياسة من هذا النوع تعكس تواطؤاً أميركياً مع خطط إسرائيل. وشكل تأسيس دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967، بما فيها الضفة الغربية، محور جميع خطط السلام السابقة في الشرق الأوسط. ولم يتم بعد تحديد موعد مؤكد للكشف عن خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رغم أنه سيتم عقد مؤتمر في البحرين في وقت لاحق هذا الشهر لعرض جوانبها الاقتصادية.

وينظر المجتمع الدولي إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أنها غير شرعية وأكبر عقبة في طريق السلام.

 

مقتل «منشد الثورة السورية» عبد الباسط الساروت في حماة

بيروت/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

قتل لاعب كرة القدم السابق والمعارض السوري البارز، عبد الباسط الساروت، اليوم (السبت)، متأثراً بجروح أصيب بها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وفصيل معارض. وقبل اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011، كان الساروت (27 عاماً) حارس المرمى السابق للمنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي الكرامة الحمصي. ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع الساروت إلى الانضمام إليها، وأضحى أحد أبرز الأصوات التي تقود المظاهرات بالأناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام. وقال مدير «المرصد السوري»، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، «أصيب الساروت قبل يومين خلال مشاركته في المعارك في صفوف فصيل (جيش العزة) ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي»، مشيراً إلى أنه «توفي السبت متأثراً بإصابته». ويُعد الساروت، وفق «المرصد»، أحد قيادات فصيل «جيش العزة» المعارض، الذي ينشط في ريف حماة الشمالي ويضم مئات المقاتلين. ونعى قائد «جيش العزة»، جميل الصالح، على حسابه على «تويتر»، الساروت، وأرفق تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً «راجعين يا حمص (...) راجعين يا الغوطة» الشرقية. ويشهد ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي منذ نهاية شهر أبريل (نيسان) تصعيداً عسكرياً عنيفاً لقوات النظام وحليفتها روسيا. وتستهدف الطائرات الحربية بلدات وقرى في المنطقة، كما تدور اشتباكات عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي. وإثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا، قاد الساروت مظاهرات في مدينته حمص (وسط)، التي يعدها ناشطون «عاصمة الثورة» ضد النظام السوري. ومع تحول المظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في عام 2014، إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة. وخسر الساروت، وفق «المرصد السوري»، والده وأربعة من أشقائه خلال القصف والمعارك في مدينة حمص. وفي عام 2014، روى فيلم «عودة إلى حمص» للمخرج السوري طلال ديركي، الذي نال جائزة في مهرجان «ساندانس» الأميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت. كما تضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال المظاهرات في عام 2012، أغنية «جنة» بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في عام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام. ونعى ناشطون معارضون وقياديون، على صفحات التواصل الاجتماعي، الساروت، وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على «تويتر»: «عبد الباسط الساروت شهيداً. حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا يُنسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً». وقال المعارض في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، هادي البحرة، على «تويتر»، «الشاب عبد الباسط الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين».

 

"منشد الثورة السورية" قُتل في المعركة

وكالات/08 حزيران/2019

قتل القيادي في تنظيم "جيش العزة" الإرهابي عبد الباسط الساروت، الملقب بـ" منشد وحارس الثورة السورية" متأثرا بجروح أصيب بها في معارك ريف حماة الشمالي. ونقل موقع "عنب بلدي" السوري عن الناطق باسم "جيش العزة" مصطفى معراتي قوله إن "الساروت توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم متأثرا بالجروح التي أصيب بها في المعارك التي كان مشاركا بها في ريف حماة". ووفقا للموقع، أصيب الساروت في المعارك بجروح خطيرة، نقل على إثرها إلى تركيا حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. جدير الذكر أن الساروت كان حارس نادي "الكرامة" السوري لكرة القدم، ومع اندلاع أحداث سوريا عام 2011، ترك حراسة "الكرامة"، وقاد المظاهرات في مدينته حمص وباديتها بصوته، قبل أن يؤسس مع أقاربه كتيبة مسلحة. وفي 30 مايو الماضي أصدر الساروت آخر أغنية له كانت قبيل عيد الفطر المبارك.

 

هجمات مباغتة على مواقع النظام بين حماة وإدلب 83 قتيلاً في معارك شمال غربي سوريا

إسطنبول - لندن/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

شنت فصائل سورية مختلفة هجوما جديدا على مواقع قوات النظام السوري شمال حماة وسط تكثيف الغارات على مناطق كانت تقدمت فيها الفصائل أول من أمس. وقتل في المعارك أكثر من 83 عنصرا من الطرفين شمال حماة وجنوب إدلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «الفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات متطرفة فاجأت قوات النظام بمهاجمة مواقع جديدة لها في الوقت الذي تحاول فيه قوات النظام استعادة السيطرة على مناطق خسرتها لصالح الفصائل الخميس، حيث رصد هجوم عنيف تنفذه المجموعات وفصائل مقاتلة وإسلامية على بلدة كرناز وقرية الحماميات الواقعتين شمال جبين وتل ملح، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، حيث تدور معارك عنيفة وسط إسناد بري من قبل الفصائل بأكثر من 400 قذيفة مستهدفة الحماميات وكرناز والجلمة والجديدة وكفرهود والشيخ حديد والكركات والمستريحة وكفرنبودة والقصابية وتل هواش الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي».

وكان «المرصد» تحدث أن هجوماً مضاداً نفذته القوات الحكومية منذ فجر الجمعة، على المناطق التي خسرتها الخميس لصالح فصائل معارضة في ريف حماة الشمالي، وذلك بإسناد جوي مكثف من قبل طائرات حربية.

وعلم «المرصد»، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على كفرهود فيما تجري الآن اشتباكات عنيفة في تل ملح في محاولة من قوات السورية لاستعادتها بشكل كامل. لكن مصادر معارضة قالت بأن «قوات النظام تلقت ضربة موجعة صباح الجمعة خلال المعارك المندلعة في ريف حماة الشمالي، بعد محاولتها التسلل إلى المواقع التي خسرتها مساء الخميس». وكان فصيل «جيش العزة»، أعلن الخمس «تحرير بلدتي تل ملح وكفرهود من قبضة قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية، ضمن معركة كسر العظم»، في حين أكدت «الجبهة الوطنية للتحرير»، كسر الخطوط الدفاعية الأولى لقوات الأسد في ريف حماة الشمالي، وتدمير عدّة آليات ومقرات للنظام وسط أنباء عن انسحاب القاعدة الروسية من ريف حماة الغربي، وذلك ضمن معركة «دحر العدوان». يذكر أن الفصائل أطلقت أول من أمس عملاً عسكريّاً موسعاً ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة. وقال مراسل «شبكة الدرر الشامية» في حماة: إن الفصائل الثورية تمكنت من تدمير عربة «بي إم بي» مدرعة وقتل مجموعة عناصر من قوات النظام خلال محاولة تسللهم الفاشلة على مواقع الثوار قرب محور جلمة شمال حماة.

وعلى صعيد، متصل نفذت طائرات روسية غارات صباح الجمعة على أماكن في الأربعين وكفرزيتا والزكاة ومورك بريف حماة الشمالي، كما كانت قد استهدفت بعد منتصف الليل بغارات عدة أماكن في بلدة اللطامنة وقرى الزكاة والأربعين وحصرايا ولطمين ضمن الريف ذاته، أيضاً نفذ طيران النظام الحربي غارات عدة صباح اليوم وبعد منتصف الليل، حيث استهدف بأكثر من 12 غارة صباح أمس كلا من خان شيخون والزكاة وحصرايا والأربعين، بينما نفذ 10 غارات بعد منتصف الليل على اللطامنة وكفرزيتا شمال حماة، وخان شيخون جنوب إدلب.

ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 1159 شخصا ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في الـ30 أبريل (نيسان) الماضي، وحتى الخميس. في المقابل، أفادت شبكة «الدرر الشامية» أمس أن «الفصائل الثورية في ريف حماة نجحت في إصابة طائرة حربية للنظام من طراز «SU22» بعد استهدافها بصاروخ مضاد للطيران». ونقلت شبكة «إباء» المعارضة عن مصدر عسكري مطلع قوله إن «سرية الدفاع الجوي التابعة لغرفة العمليات المشتركة استهدفت طائرة حربية للنظام في سماء ريف حماة الشمالي بصاروخ «م. ط»، ما أدى إلى إصابتها واضطرارها للهبوط بأقرب قاعدة جويَّة على الفور». وقالت «الدرر» بأن «تطور الفصائل الثورية في استخدام الصواريخ المضادة الطيران، لا سيما تلك المحمولة على الكتف، من شأنها أن تقلب موازين القوى على الأرض لصالحهم، حيث إن نظام الأسد يعتمد بالدرجة الأولى في معاركه على التمهيد الجوي المكثف». وتمتلك الفصائل، بحسب الشبكة، مخزوناً جيداً من صواريخ «م. ط» المحمولة على الكتف، لكن بسبب مداها القصير وتحليق طائرات النظام وروسيا على ارتفاعات عالية، جعل من إصابتها أمراً صعباً، بحسب مصادر ميدانية مطلعة. وكانت «هيئة تحرير الشام» التي تضم «النصرة» نجحت في فبراير (شباط) في إسقاط طائرة حربية روسية من طراز «SU25» بعد استهدافها في سماء ريف إدلب الشرقي بصاروخ «م. ط» مجهول الطراز. وتعتبر طائرات «SU25» من أكثر الطائرات الروسية تصفيحاً، ويطلق عليها لقب الدبابة الطائرة لشدة متانتها واستحالة إسقاطها بالمضادات الأرضية، الأمر الذي أوجد تساؤلات كثيرة عن طبيعة الصاروخ الذي استخدمته الهيئة في إسقاطها، بحسب «الدرر».

وقتل 83 شخصا في الساعات الـ24 الماضية خلال معارك قرب محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، بحسب «المرصد». وقال إنه منذ الخميس، قتل 44 من قوات النظام و39 مقاتلا، في تلك المعارك التي شهدت ضربات جوية نفذتها قوات النظام أو حليفتها روسيا.

وجاءت المعارك في أعقاب هجوم مضاد شنته الفصائل في شمال غربي محافظة حماة المجاورة لمحافظة إدلب. وخلال ذلك الهجوم سيطر الجهاديون والفصائل الإسلامية على قريتي تل ملح وجبين. وشارك مقاتلو «هيئة تحرير الشام» وتنظيم «حراس الدين»، المرتبط بالقاعدة وأيضا الحزب التركستاني الإسلامي في الهجوم المضاد. وقال مدير «المرصد» لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن الاشتباكات العنيفة مستمرة ويرافقها قصف جوي من النظام والروس». وأضاف أن «منطقة الاشتباكات تقع قرب مناطق مسيحية وعلوية تحت سيطرة النظام». ولم تعلن قوات النظام السوري عن هجوم فعلي تشنه على مواقع هيئة تحرير الشام، لكنها كثفت عمليات القصف ودخلت في مواجهات على الأرض مع المتطرفين منذ نهاية أبريل، وتمكنت من استعادة بعض المناطق في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة. وقتل أكثر من 300 مدني بحسب «المرصد» منذ أبريل فيما اضطر أكثر من 270 ألف شخص للنزوح وفق أرقام الأمم المتحدة. وطال القصف أكثر من 23 منشأة طبية و35 مدرسة.

 

أميركا تمهل تركيا شهرين لإلغاء صفقة الصواريخ الروسية وإردوغان يؤكد استمرار التنقيب شرق المتوسط... واليونان تحذر

واشنطن: إيلي يوسف - أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، أمس الجمعة، إن «البنتاغون» أبلغ تركيا بوقف تدريب الطيارين العسكريين الأتراك ووقف المشتريات التركية للطائرة المقاتلة من طراز «إف 35»، في تصعيد جديد لحدة الخلاف حول سعي أنقرة إلى الحصول على منظومة الصواريخ الروسية «إس 400» والتي قال مسؤولون روس أمس إن الأتراك سيبدأون في تسلمها خلال شهرين. وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، في رسالة إلى نظيره التركي خلوصي آكار، أمس، إنه إذا نفذت أنقرة خططها لشراء المنظومة الصاروخية الروسية فإن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات لوقف مشاركتها في تطوير واستخدام الطائرة «إف 35» خلال شهرين. وجاء في رسالة شاناهان: «في الوقت الذي نسعى فيه إلى الحفاظ على علاقتنا القيّمة، فإن تركيا لن تحصل على طائرة إف 35 إذا تسلمت صواريخ إس 400». وتابع بأن مشاركة تركيا في برنامج «إف 35» سيتم تجميدها بحلول 31 يوليو (تموز) ما لم تنه أنقرة جهودها لشراء المنظومة الروسية. كما أرسل شاناهان لنظيره التركي جدولاً زمنياً مفصلاً لكيفية وقف البرنامج، وهو ما يشكل إنذاراً واضحاً لتركيا من مغبة استمرارها في خططها لشراء المنظومة الروسية. وكانت تركيا تسلمت في يونيو (حزيران) 2018 طائرتين من بين 100 طائرة من طراز «إف 35» اتفقت مع واشنطن على الحصول عليها، لكنهما بقيتا في قاعدة لوك الأميركية. وأرسلت تركيا طيارين من سلاح الجو بجيشها للتدريب عليهما. وأكدت أنقرة مراراً أنه لا يمكن إبعادها من المشروع المشترك لإنتاج المقاتلة التي تتولى شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية تصنيعها، كما أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أخيرا، أن بلاده على استعداد لمواجهة أي عقوبات أميركية.

وتشهد العلاقات بين أنقرة وواشنطن أزمة بسبب صفقة صواريخ «إس 400» التي من المفترض أن تتسلمها تركيا في يوليو (تموز) المقبل.

وفيما تصر تركيا على حقها في الحصول على الصواريخ الروسية، تعارض واشنطن تلك الصفقة، وتحاول الضغط على الأولى لإيقافها، وتلوح بوقف إمدادها بمقاتلات «إف 35» ومنعها مستقبلاً من الحصول على منظومة «باتريوت» الدفاعية الأميركية، وذلك بسبب المخاطر المتعلقة بتثبيت المنظومة الروسية في دولة عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فضلاً عن خطورتها الكبيرة على المقاتلات الأميركية، إذا حصلت تركيا عليهما في وقت معاً. وقال القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون أوروبا و«الناتو» أندرو وينترنيتز خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية والأمن نظمته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، الخميس الماضي، إن شراء تركيا منظومة «إس 400» يشكل تهديداً غير مقبول على الولايات المتحدة، وإن المباحثات مع تركيا حول هذه المسألة لا تزال مستمرة. في السياق ذاته، عبّر وزير الدفاع اليوناني إيفانجيلوس أبوستولاكيس، عن قلق بلاده إزاء شراء تركيا أنظمة الدفاع الجوي الروسية. وذكر، في كلمة خلال المؤتمر ذاته، أن «شراء أنقرة لهذه المنظومات، سيجبر اليونان على إعادة النظر في نظام تسلحها». وأضاف أن «هذه الصفقة، تجعل نظام الدفاع الجوي في المنطقة وفق عقيدة مختلفة. إذا تمت هذه الصفقة، فسنضطر لإعادة تخطيط وتزويد منظومتنا». وأكد أن حصول الأتراك على مقاتلات «إف 35» الأميركية ومنظومة «إس 400» الروسية، في آن معاً، سيغير بالكامل ميزان القوى والاستقرار في المنطقة... «ستتمكن تركيا بذلك من إطلاق النار على كل شيء يطير». كانت تقارير أشارت إلى أن تركيا تدرس، من بين خيارات أخرى، نشر الصواريخ الروسية في شرق البحر المتوسط حيث النزاع المشتعل مع قبرص حول التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة.

وفي هذا السياق قال أبوستولاكيس إن تصرفات تركيا، بما في ذلك المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، قد تؤدي إلى وقوع حالات طوارئ في المنطقة». وأشار إلى أن تركيا أرسلت يوم 4 مايو (أيار) الماضي، سفينة الحفر والتنقيب «فاتح»، لتنفيذ أعمال التنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص... وقال: «أود الإعراب عن قلقي بخصوص الدور المزعزع للاستقرار والمسبب للمشكلات، الذي تلعبه تركيا، والمتمثل في التصريحات، التي تتجاهل سيادتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة». ولفت الوزير اليوناني كذلك، إلى انتهاك الطائرات الحربية التركية، باستمرار للمجال الجوي لبلاده... «يجب علينا أن نشعر بالقلق من احتمال وقوع حوادث طارئة يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية». في السياق ذاته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن «أبناء جلدتنا في شمال قبرص (التركية) لهم حقوق في شرق البحر المتوسط، ولا يمكننا السماح لأحد بسلبها». وأضاف إردوغان، في تصريح لمجموعة من الصحافيين في إسطنبول، أمس: «كما أن هناك حقّاً للقبارصة اليونانيين في الموارد الطبيعية والباطنية في المتوسط، فإن للقبارصة الأتراك أيضاً الحق نفسه وفقاً للقانون الدولي». وأكد أن بلاده تواصل أعمال التنقيب شرق المتوسط، مشدداً على أنهم لن يسمحوا لأحد بسلب حقوق ما تُسمى «جمهورية شمال قبرص التركية».

 

مصر: مقتل 4 «إرهابيين» في مداهمة بشمال سيناء

القاهرة/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم (السبت) عن مقتل 4 «إرهابيين» خلال مداهمة بؤرة إرهابية في منطقة أبو عيطة بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء. وأضافت الوزارة في بيان لها أن «المداهمة تأتى في إطار ملاحقة وتتبع الإرهابيين المتورطين في مهاجمة كمين غربي العريش يوم الأربعاء الماضي». وأشار البيان إلى أنه تم العثور على 3 بنادق آلية وحزام ناسف بحوزة الإرهابيين. وكانت الداخلية المصرية قد أعلنت أن عدداً من العناصر الإرهابية استهدفوا فجر (الأربعاء) الماضي نقطة تفتيش أمنية جنوب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وأنه تم التعامل مع تلك العناصر وتبادل إطلاق النيران معها، ما أسفر عن مقتل خمسة من العناصر الإرهابية وضابط وأمين شرطة و6 مجندين. كما أعلنت الداخلية المصرية أمس (الجمعة) مقتل 8 إرهابيين في مواجهات مع قوات الأمن المصري في مدينة العريش، وإحباط هجوم إرهابي على أحد الأكمنة في سيناء.

 

«العسكري» السوداني: حريصون على التوافق الوطني والتحول الديمقراطي

الخرطوم/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أعرب المجلس العسكري الانتقالي السوداني، اليوم (السبت)، عن شكره لدولة إثيوبيا، ورئيس وزراءها آبي أحمد، على مبادرته وحرصه على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في السودان. وأكد المجلس العسكري، في بيان صحافي، انفتاحه وحرصه على التفاوض مع الأطراف السياسية للوصول إلى تفاهمات مرضية تقود إلى تحقيق التوافق الوطني، والعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان، بما يفضي للتأسيس للتحول الديمقراطي. وفي سياق متصل، قال مصدران في المعارضة السودانية، السبت، إن اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال قد اعتقلا في وقت مبكر من صباح اليوم، بعد فترة وجيزة من اجتماع عقد مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي كان يزور البلاد، في محاولة للتوسط لحل أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي. وقال المصدران اللذان حضرا الاجتماع الذي عقد أمس (الجمعة) إن اعتقال إسماعيل جلاب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، والمتحدث باسم الحركة مبارك أردول، تم بعد ساعات قليلة من الاجتماع. وحث أبي أحمد، أمس، المجلس العسكري السوداني والمعارضة المدنية على التحلي بالشجاعة في محاولة الاتفاق على خطوات الانتقال للديمقراطية، بعد سقوط أكبر عدد من القتلى منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير خلال اقتحام قوات الأمن السودانية مخيم الاعتصام خارج مقر وزارة الدفاع، في وسط الخرطوم، الاثنين الماضي.

 

الفلسطينيون يحذرون إسرائيل من «قمع الأسرى» وقوات الاحتلال تفرّق احتجاجات في الضفة الغربية

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

حذرت هيئة «شؤون الأسرى والمحررين» في السلطة الفلسطينية، في بيان نشرته أمس الجمعة، من تصاعد عمليات القمع للأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وقالت إن «الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين تأخذ منحنى خطيراً جداً وغير مسبوق». وقال رئيس الهيئة، قدري أبو بكر، إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السجون تسعى إلى خلق حياة يومية في غاية التعقيد للأسرى. وتجند كل طاقاتها لخلق واقع جديد في سجونها ومعتقلاتها. وتستغل كل الظروف للتفرد بالأسرى والانتقام منهم ومن عائلاتهم، حتى إن ذلك أصبح مساحة تنافسية بين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين». وأشار إلى أن السجون الإسرائيلية «تشهد يومياً اقتحامات، كما أنه يتم نقل عدد كبير من المعتقلين من سجن لآخر. وهي (إسرائيل) تفعل ذلك لأنها لا ترغب في مشاهدة أي نوع من الاستقرار في صفوف الحركة الأسيرة». المعروف أنه وبموجب الإحصائيات الرسمية، وصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 5700 معتقل، موزعين على نحو 22 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أبرزها؛ نفحة، ريمون، جلبوع، شطة، النقب، عوفر، مجدو، هداريم، الرملة، عسقلان، بئر السبع. ويوجد بينهم 45 امرأة، و230 طفلاً، و500 معتقل إداري، و1800 مريض، من ضمنهم 700 بحاجة لعلاج دائم ومتابعة طبية.

ولا يمر يوم على الضفة الغربية والقدس من دون اعتقالات جديدة. وفي يوم أمس، الجمعة، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شابين بالضرب المبرح في الخليل، هما رعد محمد الحداد (29 عاماً) من المنطقة الجنوبية في الخليل، ومحمد إبراهيم أبو ماريا (19 عاماً) من بلدة بيت أمر شمال الخليل وتم نقلهما إلى المستشفى. واعتقلت الطفل حسين نافذ الرجبي (15 عاماً) من منزله في المنطقة الجنوبية من المدينة. وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية كفر قدوم، شرق محافظة قلقيلية السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً، والتي رفعت شعارات إحياء ذكرى النكسة. وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق، واحترقت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية بلعين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المسيرة. وكانت المسيرة قد انطلقت عقب صلاة الجمعة من وسط القرية باتجاه الجدار العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون، وفاء للقدس والمقدسات الإسلامية، ودعماً للقيادة في مواجهة صفقة القرن، وأحياء للذكرى الـ52 للنكسة. وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام إسرائيليون، ومتضامنون أجانب. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها. ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، حواجز عسكرية وكثفت من وجودها العسكري، في عدة مناطق بمحافظة جنين. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نصبت الحواجز العسكرية في عدة مناطق، مثل شارع جنين – الناصرة، وضاحية صباح الخير في جنين، وقريتي أم التوت وعرانة، وعلى الشارع الالتفافي، وعلى مفترق بلدتي يعبد وعرابة، وعلى شارع جنين – نابلس. وأضافت أن الجنود شرعوا بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها، ما تسبب بإعاقة حركة المواطنين.

 

تل أبيب تتهم دمشق بإطلاق صواريخ متوسطة

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أطلقت مدافع سورية في منطقة القنيطرة عدة صواريخ متوسطة المدى، باتجاه مواقع للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، مساء الخميس، من دون أن تحدث أضراراً بشرية. وقد سقطت غالبية القذائف الصاروخية داخل المنطقة المحررة من الجولان، وما سقط في الجهة التي تحتلها إسرائيل منه جاءت الإصابات مادية خفيفة. وحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن قواته أطلقت صافرات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية في الجولان، قبيل لحظات من سماع دوي النيران. وفي التحقيق تبين أن القذائف هي عبارة عن صواريخ مضادة للطائرات، تم إطلاقها من منطقة قريبة من قرية الخضر الحدودية، فعبرت أربعة منها الحدود، وسقطت في مناطق مفتوحة في الجولان المحتل. وأشارت تقديرات إسرائيلية أولية إلى أن الحديث يدور حول قذائف مضادة للطائرات، أطلقت لاعتراض طائرات إسرائيلية مسيرة في الأجواء السورية. ولكن تحقيقاً أعمق توصل إلى القناعة بأن القصف استهدف شيئاً آخر. فعند إطلاق الصواريخ لم تكن في الأجواء السورية أي طائرات إسرائيلية ولا حتى في المنطقة المحتلة من الجولان. ولذلك فإن إسرائيل ترجح أن يكون هذا القصف مقصوداً، واستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان. ومع أن الجيش الإسرائيلي اعتبر في البداية أن القذائف التي أطلقت من سوريا عبارة عن «إطلاق فاشل أخطأ هدفه»، فإنه عاد وأشار إلى احتمال أن يكون القصف مقصوداً، رداً على الغارات التي نفذتها إسرائيل يوم الاثنين الماضي. ويذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد ادعى، بداية الشهر الجاري، رصده لقذيفتي «هاون» أطلقتا من الأراضي السورية، وسقطتا في هضبة الجولان المحتلة. وفي أعقاب ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، ليل السبت - الأحد الماضي، هجوماً على عدد من الأهداف العسكرية في سوريا، في محيط دمشق وريف القنيطرة، أوقع 3 قتلى من قوات النظام، وشنت هجوماً آخر، بعد منتصف ليلة الأحد، على مطار التيفور في ريف حمص، أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الأقل، بينهم جندي من قوات النظام، فيما أصيب آخرون، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حينها، أنه أجرى مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق النار باتجاه الجولان، وأصدر خلالها تعليمات للجيش بتنفيذ عملية رد قاسية. وأضاف نتنياهو أن «إسرائيل ليست مستعدة لتحمل إطلاق نار باتجاه أراضيها، وسترد بشدة ضد كل اعتداء عليها. هذه سياسة ثابتة أقودها وسنواصل تنفيذها من أجل أمن إسرائيل». ولكن إسرائيل لم ترد على القصف الأخير، أول من أمس، حتى كتابة هذه السطور مساء الجمعة، وذلك لأن الصواريخ لم تحدث إصابات من جهة، ولأن نتنياهو غير معني بالتشويش على لقاء رؤساء مجالس الأمن القومي في كل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، الذي يفترض أن يلتئم الأسبوع المقبل في تل أبيب، بغرض التنسيق بين الدول الثلاث في سوريا. لكن أوساطاً أخرى قالت في تل أبيب، إن الرد على سوريا قادم، ولكن إسرائيل هي التي تقرر الموعد والمكان.

 

المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع وتسريبات من ملف تحقيقات الفساد تكشف أن الراشي «شعر بالقرف» من أسلوب المرتشي

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

نشرت في تل أبيب، أمس الجمعة، مواد أخرى من التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قضايا الفساد وتظهر كم كان ملحاحاً في طلب «الهدايا». وتزامن النشر مع تقارير عن أن المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، يشتعل غضباً من تصرفات نتنياهو وكيفية محاولته عرقلة الإجراءات القضائية ضده، لدرجة أنه هدده بتقديم لائحة اتهام ضده في غضون أسبوع. وقالت مصادر في وزارة العدل إن مندلبليت لا ينظر براحة إلى محاولات نتنياهو تأجيل جلسة الاستماع، وإنه سُمع يقول «إن من يجري حسابات صحيحة يجد أن المهلة التي أعطيت لنتنياهو بلغت سنتين عملياً. ولذلك لا يستحق أي تأجيل إضافي. وعليه أن يحضر إلى جلسة الاستماع في مطلع أكتوبر (تشرين الأول)». وتابعت المصادر أن مندلبليت توجه إلى محامي نتنياهو مهدداً: «عليكم إبلاغي فوراً إن كنتم ستمثلون في جلسة الاستماع في موعدها المقرر. فإذا لم أتلق جواباً حتى مطلع الأسبوع القريب، فسأوجه لائحة اتهام لنتنياهو في غضون أسبوع واحد». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت تسريبات جديدة من ملفات التحقيق في قضية نتنياهو، وهذه المرة من التحقيق مع رجل الأعمال الأميركي، أرنون ميلتشين، فظهرت معلومات تدل على أن نتنياهو نفسه، وليس زوجته فقط، كان يطلب الهدايا من ميلتشين وكذلك من رجل أعمال آخر من أستراليا يدعى جيمس باكر، وتم رصد هدايا بقيمة 700 ألف شيكل منهما وحدهما، أي ما يعادل 200 ألف دولار، وأنه كان يطلب منهما السيجار والشمبانيا والمعاطف الفاخرة. ويظهر في البروتوكول، الذي سجل في نهاية العام 2016. أن المحقق سأل ميلتشين: كيف كنت تشعر عندما يتصل بك نتنياهو أو زوجته يطلبان منك الهدايا؟ فأجاب: «أشعر بالقرف. لكن يبدو أن راتبه لم يكن كافياً لذلك كانت طلباته زائدة». وسأله المحقق: «نتنياهو يقول إنه هو أيضاً كان يشتري لك هدايا، فماذا تقول؟». فأجاب ميلتشين: «هل تعرفه كرجل مشهور بإعطاء الهدايا حقاً؟ واضح أن هذا غير صحيح»، فسأله المحقق مجدداً: «وهل سارة نتنياهو جلبت لك الهدايا؟»، وكان جوابه: «هل تريد أن أقع أرضاً من الضحك؟ لم تحضر لي هدية في أي مرة». وفي موضوع آخر، روى ميلتشين أنه لاحظ أن نجل نتنياهو، يائير، يكثر من زياراته إلى عائلة باكر في أستراليا التي كانت تتم على حساب الملياردير، ويكثر من السفر إلى الخارج على حساب رجل الأعمال، فأشرك والده بهذا القلق وقال له إن هذه التصرفات ليست سليمة وأنها بدأت تثير تذمرات وانتقادات. لكن نتنياهو الأب صدم ميلتشين إذ أجابه: «يائير أصبح رجلاً، وأنا لا أستطيع أن أقرر له كيف يختار أصدقاءه». وقد رد مكتب نتنياهو على هذا النشر بالقول إنه التسريب رقم 125 وهو غير قانوني وغير صحيح. وادعى أنه هو أيضاً كان يشتري الهدايا لرجلي الأعمال المذكورين. وأما فيما يتعلق بطلبه تأجيل جلسة الاستماع فقال نتنياهو إن لديه نموذجاً صارخاً للتمييز ضده في النيابة. فهناك قاض عربي من عكا (يقصد القاضي زيد فارس فلاح) مشتبه ببناء من غير ترخيص وقد منحته النيابة سنتين لجلسة الاستماع وما زالوا في النيابة ينتظرون بصبر. وردت النيابة على هذا الادعاء بالنفي القاطع، وأكدت أن الاستماع للقاضي جرى قبل سنة وعشرة شهور.

 

«داعش» يبحث في ليبيا عن «دولته المزعومة» بعد رصد عناصر التنظيم في مواكب تجوب جنوب البلاد وغربها

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

رصدت قيادات أمنية، ومجموعات من السكان المحليين، عناصر لتنظيم داعش يتجولون بسياراتهم ويلوحون براياته السوداء، في أكثر من مدينة جنوب ليبيا وغربها، فيما اعتبر مؤشراً إلى عودة وشيكة للتنظيم للتوسع مرة أخرى في ليبيا التي طُرد منها، مستغلاً استمرار المعارك العسكرية بين قوات «الجيش الوطني» وحكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس. وتحدث عدد من سكان مدن الجنوب الليبي، عن مشاهدتهم، منذ منتصف الأسبوع الماضي، عناصر التنظيم يحومون حول بلداتهم النائية في قلب الصحراء. وقال جبريل بوسنة الذي ينتمي إلى مدينة مرزق، إن «عدداً من المواطنين رصدوا بعض العناصر المسلحة يتوغلون بسيارات مدججة بالمدافع، وتعلوها رايات سوداء، داخل المدينة، لكنها سرعان ما غادرت المنطقة إلى الصحراء، وتركت المواطنين في حالة خوف شديد». وأضاف بوسنة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعلم أن الجماعات الإرهابية، التي تسكن التخوم الجبلية للمنطقة لن تغادرنا أبداً، وأنها ستنتهز الفرصة للانقضاض على بلداتنا للقتل والسرقة كما حدث من قبل»، ولفت إلى أن «الأوضاع المفككة في بلادنا تسمح بعودة الدواعش إليها للثأر بعد هزيمتهم الأعوام الماضية في المدن التي أرادوا إقامة دولتهم المزعومة فيها مثل سرت ودرنة وبنغازي».

وما حدث في مرزق تكرر في مدينة أوباري وعلى أطراف سبها، إذ تحدث بعض نشطاء الجنوب عن أن «الحدود المفتوحة، وغياب الأمن سهّل على مسلحي التنظيم التجول في الجنوب الليبي». وتعرضت مناطق الفقهاء وزلة جنوب البلاد، لهجمات متكررة من عناصر «داعش»، التي ارتكبت جرائم قتل وتعذيب ونهب. وفي التاسع من أبريل (نيسان) الماضي، قتلت عناصر التنظيم عبد الكافي أحمد، أحد عناصر الحرس البلدي في الفقهاء، ورئيس المجلس المحلي أحمد ساسي. ومنحت الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد مساحة واسعة للتنظيم كي يتحرك بحرية كبيرة، دفعته للعودة منتصف الأسبوع الماضي، إلى مدينة درنة الساحلية (شرق البلاد) التي أعلن «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر تحريرها، للثأر من قياداته وجنوده. وتوقعت تقارير محلية ودولية انتقال حرب «الإرهابيين» بعد الضربات التي تلقاها «داعش» في سوريا والعراق إلى دول الساحل الأفريقي، محذرة من «بيئة خصبة» في ليبيا، لإقامة «الدولة المزعومة».

لكن وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» تقول إنها تقبض من وقت لآخر على عناصر ينتمون لـ«داعش»، يريدون استغلال الأوضاع في طرابلس، وتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرة إلى أن عدداً من هؤلاء الإرهابيين يقبعون في سجونها. وتبنى «داعش» عبر منصته الإعلامية، مساء أول من أمس، مسؤوليته عن تفجير سيارتين ملغومتين استهدف وحدة عسكرية تابعة لـ«الجيش الوطني» في درنة، ما تسبب في إصابة 18 شخصاً على الأقل. وربط سياسيون وأعضاء في مجلس النواب من الموالين لـ«الجيش الوطني»، بين العملية العسكرية الدائرة في طرابلس، وظهور عناصر «داعش» مجدداً، وقالوا إنه بعد «تحرير العاصمة من الميليشيات المسلحة، ستنتهي كل العمليات الإرهابية في درنة وبعض المدن الليبية». وقال اللواء محمد الغصري، الناطق الإعلامي لقوة «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة «الوفاق» بأن القوة رصدت ظهور خلايا لتنظيم داعش في منطقة القره بوللي التي تبعد عن العاصمة طرابلس 60 كيلومتراً.

ووصف الغصري، بحسب وسائل إعلام محلية، أمس، الأمر بـ«الخطير ما لم يتم القضاء على خلايا التنظيم الإرهابي»، لافتا إلى أن «التنظيمات الإرهابية، هي المستفيدة من الحرب الدائرة في حول طرابلس، لذا تسعى إلى التمركز من جديد». وكان مركز «ستراتفور» الأميركي للدراسات الأمنية والاستراتيجية المقرب من الاستخبارات، أفاد في تحليل نشره الأربعاء الماضي، أن تنظيم داعش الإرهابي يتوسع مرة أخرى في ليبيا، معتبراً أن عمليات «داعش» في درنة وفي أماكن أخرى بالبلاد، «تشير إلى أن الجماعة الإرهابية توسع مرة أخرى من منطقة نشاطها». وتخوف المركز من قيام التنظيم بالعودة مجدداً للنشاط في ليبيا مع بدء الشهر الثالث لمعركة طرابلس، خاصة في ظل تبنيه العديد من العمليات الإرهابية. وسبق وأعلن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رسمياً تحرير مدينة درنة من الإرهابيين قبل نحو عام. وقال في خطاب متلفز: «نعلن بكل فخر تحرير مدينة درنة الغالية على كل الليبيين وعودتها آمنة مطمئنة إلى أحضان الوطن لتعم الفرحة كافة أرجاء ليبيا».

 

مسلسل حرق المحاصيل يتواصل في العراق ومزارعون يستغيثون بالدولة بعدما خسروا كل شيء

كركوك/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

تشهد حقول زراعية في شمال العراق منذ نحو شهر مع موسم الحصاد حرائق متكررة تسببت في ضياع آلاف الهكتارات من حقول تمثل سلة الحبوب الرئيسية للبلاد، مما يثير تساؤلاً حول وقوف جماعات متطرفة أو نزاعات عرقية، وربما صراعات بين أصحاب المزارع، وراء تلك الحرائق.

وانتعشت الزراعة في عموم أنحاء البلاد بعد موسم أمطار غزيرة، لكن خلال موسم حصاد، بين مطلع مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، وقع «236 حريقاً» حولت محاصيل، خصوصاً الحنطة والشعير، في 5 آلاف و183 هكتاراً إلى رماد، وفقاً للدفاع المدني. ووقعت تلك الحرائق، فيما أخمد مئات منها قبل اتساع رقعتها، في 4 محافظات في شمال العراق، كانت جميعها معاقل لتنظيم «داعش» بين عامي 2014 و2017، وما زال هناك متطرفون يختبئون في البعض منها. وأول من أمس فقط وقع «16 حريقاً» في حقول تتوزع في محافظة نينوى، حسبما ذكر دريد حكمت مسؤول مديرية زراعة المحافظة لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبينما تسبب ارتفاع درجات الحرارة وأخطاء بشرية وتقنيات زراعية بالية أو حوادث كهربائية في بعض الحرائق، كما قال اللواء صالح الجبوري، رئيس الدفاع المدني في كركوك، فإن المسؤولين والمزارعين يرون أنه في معظم الحالات اندلعت تلك الحرائق بفعل أشرار يهدفون لإيقاع الضرر بالبلاد. وقال ضابط في الشرطة في محافظة كركوك، رفض كشف هويته، إن عدداً من الحوادث نفذها «مقاتلو (داعش)، حيث أضرموا النار في الحقول لأن المزارعين رفضوا دفع الزكاة لهم». ويقوم هؤلاء المتطرفون «بركوب الدراجات النارية وإشعال الحرائق وترك المتفجرات التي يتم إطلاقها بمجرد وصول المدنيين أو رجال الإطفاء إلى الموقع»، وفقاً للمصدر. وأكد أن تلك الحرائق أدت إلى «مقتل 4 أشخاص في بلدة العباسي، ومقتل شخص وإصابة 10 بجروح في داقوق»، وتقع كلتاهما في كركوك. ومن جانبه، تحدث رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي عن تلك الحرائق، قائلاً إنها تحدث «لأسباب جنائية أو إرهابية»، مشيراً إلى «وقوع حرائق لأسباب عرضية، سواء تماس كهربائي أو نزاع أو انتقام». وفي محافظة كركوك المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، تقع صراعات متكررة على 200 ألف هكتار من الأراضي المخصصة للزراعة بسبب الصراعات بين الأعراق. وذكر برهان العاصي، رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة كركوك الغنية بالنفط، أن محافظته تنتج سنوياً 650 ألف طن من الحبوب. ويرى العاصي أن الحرائق التي حدثت هذا العام بلغت رقماً قياسياً «لا مثيل له» في بلد تمثل الزراعة فيه المورد الرئيسي للعيش لواحد من كل 3 من السكان. وفيما كان يتوقع «وصول الإنتاج إلى 4 أطنان للهكتار الواحد بفضل تساقط الأمطار، مقابل طنين في العام الماضي بسبب الجفاف»، وفقاً للعاصي. وأضاف أن «حرائق العام الحالي هي الأكبر والأوسع، وقد شملت معظم مساحات محافظة كركوك ووحداتها الإدارية وأقضيتها ونواحيها». وتعرض المزارع رعد سامي إلى خسائر فادحة بعد أن احترق نحو 90 هكتاراً من مزرعته الواقعة في قريته الربيضة، جنوب كركوك. وقال بأسف شديد: «أحرق رجال (داعش) كل شيء، ولم نتمكن من فعل أي شيء، لأن النار كانت قوية». وأضاف بحسرة: «نحن المزارعون ننتظر نهاية الموسم»، بين مايو ويونيو «للحصاد والبيع من أجل سداد ديوننا». وتابع: «يجب على الحكومة أن تساعدنا وتعوضنا»، فيما كان يأمل ببيع محصوله بمبلغ يتراوح بين 400 إلى 500 دولار للطن الواحد للدولة. بدوره، قال يوسف أحمد، وهو مزارع تركماني لا يعرف بالضبط من كان يحرق حقوله، إنه لا يهمه «سواء كان تنظيم (داعش) أو الأشخاص الذين يريدون الاستيلاء على أرضنا أو نتيجة النزاع بين بغداد والأكراد». وبالنسبة لهذه المزارع النتيجة ذاتها، حيث قال: «لقد تمكنوا جميعاً من تدمير الاقتصاد والزراعة في العراق»، وأضاف بمرارة: «بسببهم، سنجبر على استيراد القمح»، رغم إن حقولهم كانت تعرف منذ مدة طويلة بسلة حبوب البلاد.

 

رئيس سريلانكا يقيل قائد الاستخبارات على خلفية «اعتداءات الفصح»

كولومبو/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

أقال رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا اليوم (السبت) رئيس جهاز الاستخبارات سيسيرا منديس، بعد تصريحات الأخير الأسبوع الماضي أن الهجمات الدامية في عيد الفصح «كان يمكن تجنبها». كما أعلن الرئيس السريلانكي لحكومته أنه لا يعتزم التعاون مع اللجنة البرلمانية التي تحقق في اعتداءات عيد الفصح الانتحارية، على ما أفاد مصدر رسمي اليوم. ودعا الرئيس إلى اجتماع طارئ مساء أمس (الجمعة) لإبداء معارضته لهذه اللجنة المكلفة التحقيق في الاعتداءات التي وقعت في 21 أبريل (نيسان) وأسفرت عن 258 قتيلا، من بينهم نحو 45 أجنبيا، ونحو 500 جريح. وقال مصدر وزاري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس رفض السماح لأي شرطي أو عسكري أو عنصر في أجهزة الاستخبارات بالإدلاء بإفادته أمام اللجنة. وتابع المصدر، طالبا عدم كشف اسمه، بأن الاجتماع «انتهى من دون نتيجة واضحة»، مضيفا أن «الحكومة أيضا لم تتوافق على تعليق اللجنة». وكان قائد جهاز الاستخبارات سيسيرا منديس أخذ على الرئيس أمام اللجنة عدم عقد اجتماعات منتظمة حول الوضع الأمني لتقييم المخاطر المحتملة الناجمة عن متطرفين. وتم وقف البث المباشر لأعمال اللجنة خلال إفادته بأمر من الرئيس، بحسب مصادر رسمية. كذلك لمح وزير الدفاع وقائد الشرطة إلى أن الرئيس الذي يتولى أيضا مهام وزير الدفاع والداخلية، لم يتبع القواعد المعمول بها في التعامل مع تقارير الاستخبارات، بما في ذلك التحذيرات الواردة فيما يتعلق باعتداءات عيد الفصح، غير أن الرئيس نفى باستمرار أن يكون تلقى أي تحذير من خطر متطرف آني. وتبنت «جماعة التوحيد الوطنية»، وهي مجموعة متطرفة محلية، وتنظيم «داعش» الاعتداءات في 21 أبريل (نيسان) التي استهدفت فنادق فخمة وكنائس أثناء إقامة قداس عيد الفصح.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فرعون الديماغوجي 

د.مصطفى علوش-جريدة الجمهورية السبت 08 حزيران

«الديماغوجي هو القائد الذي يبشّر بمبادئ، يعلم هو أنها باطلة لجموع يعلم أنها مغفّلة» (هنري منكين)

http://eliasbejjaninews.com/archives/75620/%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%b4-%d9%81%d8%b1%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%ac%d9%8a/

«أريك لودندورف»، كان من أبطال الحرب العالمية الأولى في ألمانيا، وكان من المتحمّسين للحزب النازي في أولى بداياته، ولكنه وبعد أن تعرّف الى هتلر من قرب، وحين علم بأنّ الرئيس الألماني «هندنبرغ» قد عيّن زعيم الحزب النازي مستشاراً لألمانيا قال للرئيس الألماني، رفيق سلاحه السابق ما يلي: «لقد سلّمتَ أرض ألمانيا المقدسة إلى واحد من أكبر الديماغوجيين في التاريخ. إني أرى ألمانيا تسقط في قعر سحيق على يد هذا الشرير. إنّ الأجيال القادمة سوف تلعنك في قبرك لهذا القرار».

الديماغوجية هي كلمة يونانية مركبة من «ديموس» أي الشعب و«غوجيه» أي العمل، وهي اختصار لمصطلح سياسي وهو «العمل لمصلحة الشعب».

وهي اليوم تُستعمل للدلالة على مجموعة من الأساليب والخطابات والمناورات، التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب بوعود خادعة للوصول إلى الحكم.

يقوم الزعيم الديماغوجي عادة بتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف الحصول على التأييد من الرأي العام، مستنداً إلى مصداقيته أو ما يُسمى بالكاريزما، وهومصطلح آخر يحتاج للبحث في مقال آخر.

غالباً ما يستعمل الديماغوجي الوعود البراقة وتشويه الحقائق مؤيّداً كلامه بشتى فنون المنطق والأحداث المجتزأة والبراهين العامة دون إثارة تفاصيل قد تنبّه السامع وتدفعه إلى التفكير والبحث في صحة الخطاب. ويستعمل عادةً كلاماً مبسّطاً مستنبضاً من الموروث الشعبي، في إطار خطابات حماسية حبلى بالشعارات الشعبوية. ومع أنّ الكذب هو من الوسائل المعتمدة في كثير من الأحيان، ولكنّ الديماغوجي الخبير، والمدرب قادر على تجنّب الوقوع في الكذب المفضوح، فيركز على مواضيع صحيحة في الظاهر، بحيث يبهر السامعين، ومعظمهم من الجاهلين بالمواضيع المطروحة، فيستنتجون عادة ما يقصده القائد.

ويتحوّل هذا الإستنتاج مع الوقت إلى شكل من الإيمان بغض النظر عن صحته.

وقد يلجأ «القائد» في كثير من الأحيان إلى نوبات من «الغضب المقدس» للزيادة في إبهار الجمهور، والتملّص من المواقف والأسئلة المحرِجة.

وسائل الديماغوجية

تنقسم الوسائل التي تُستعمل في الديماغوجية إلى قسمين:

-1 قسم في حدود المنطق ويشمل:

• مقارنة الكميات دون البحث في النوعية، كمقارنة التفاح بالبرتقال لمجرد أنها تُباع بالكيلو. أو بمقارنة واقع «المقاومة» بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها، أو الحديث عن استعادة الحقوق من الآخر.

• إستعمال أنصاف الحقائق من خلال وضع عناوين شديدة المصداقية لدى العامة، وإغفال التفاصيل التي يتابعها عادة المهتمّون وهم قلّة. كوضع مشروع عقائدي ومذهبي تحت شعار عام اسمه «المقاومة» مثلاً لتسويغ تأييد الميليشيات المسلّحة. أو طرح عنوان «التهميش» لتسويغ التقوقع المذهبي.

• إستعمال مراجع كاذبة كقول «إستشرنا أستاذاً جامعياً في قضية قانونية» دون ذكر إختصاص هذا الأستاذ الذي قد يكون مرجعاً في الكيمياء، أو عضواً عاملاً في حزب الزعيم. ويشمل ذلك رمي إحصاءات وهمية أو مجتزأة وأرقام مضخمة من دون تفصيل.

٢- قسم يتجاوز المنطق ويشمل:

• حصر الخيارات في إثنين متضادين، كالقول إما وطني أو عميل، إما مع سوريا أو مع إسرائيل، إما مع مشروع الممانعة أو مع الفوضى البنّاءة، إما معنا أو ضدنا، مع إغفال كل الخيارات المنطقية الأخرى خارج التصنيف الذي وضعه الزعيم.

تصوير الطرف الآخر بأنه العدوّ المطلق، ووضع كل الصفات الشيطانية فيه، ونسب كل المشكلات إليه، كالقول إنّ كل مشكلات العرب هي من الصهيونية، أو مشكلات لبنان كلها من اللاجئين.

تشويه صورة الخصم الشخصية والعامة واتّهامه بالفساد مثلاً، واتّهام الخصم بأنه هو مَن يشوّه صورة الزعيم. كاتّهام الآخرين بالطائفية وإثارة النعرات، في حين أنّ كل عزّ الزعيم قائم على إثارة التعصب والنعرات.

 

عنصرة الرَّجاء

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أونلاين/08 حزيران/2019

تحتفل الكنيسة بِعيد العنصرة، أيّ بِعيد حلول الرُّوح القُدُس على الرُّسُل في العليّة. إنّه عيد ولادة ونشأة الكنيسة. في يوم الخمسين، بعد قيامة الرَّبّ يسوع، إنسَكَبَت وحلَّت على الكنيسة عطايا الله ونعمه ممثّلةً في حلول الرُّوح القُدُس الَّذي هو قمّة الحبّ والعطايا الَّتي مُمكن أن يَهبها الله للبشر، "وكانوا يُداومون على الاستماع إلى تعليم الرُّسُل وعلى الحياة المُشتركة وكَسْر الخُبز والصَّلاة. وتمّت عجائب وآيات كثيرة على أيدي الرُّسُل" (أعمال 2: 42)، نعم، كانوا جماعة واحدة تنقل إلى النَّاس بُشرى القيامة السَّارة، من خلال وحدتهم وصلاتهم ومحبَّتهم، " لكنّ المؤيِّد الرُّوح القُدُس الَّذي يُرسله الآب باسمي هو يعلّمكم جميع الأشياء ويذكّركم جميع ما قلتُه لكم" (يو 14: 16). نُؤمن ونُؤكّد، أنّ المسيحيّ المُعمَّد والمُمارس لإيمانه، مُمتلئ من روح الله، وحامل روح الله بين النَّاس، يشهد ليسوع القائم من الموت. أَلسنا أعضاء في جسدٍ واحد؟ لنرفع صلاة واحدة وشهادة واحدة. نعم، نُؤمن بروح الله، وقدرتها الفاعلة، ونعمتها السخيّة علينا، فهل نُصغي حقًّا إلى الرُّوح الَّذي فينا، والَّذي يقودنا إلى حالة الرَّجاء؟ هل نسير بحسب توجّهات وثمار الرُّوح القُدُس؟ لنَستَلهِم ونعمل من أجل اكتساب ثمار الرُّوح القُدُس الَّتي هي "المحبّة والفرح والأمانة وطول الأناة والسَّلام والعفاف والّلطف والوداعة ودماثة الأخلاق".

ندخل من خلال الرُّوح القُدُس فكر الله ونصير معه متَّحدين، وهذا يجعلنا بحالة اتِّحاد مع الآخر، من خلال سِرَّي المعموديّة والافخارستيَّا، وتجسيد المحبَّة الأخويّة، والعيش بالرَّجاء، نابذين حالة الاحباط واليأس والانعزال والأنانيّة والخوف.

لنَستعيد القُدرة على الحوار والتَّواصل والاتِّصال والاصغاء، من أجل اكتساب عمل الرُّوح القُدُس فينا وبعالمنا المُتخبِّط بشتَّى أنواع السَّلبيّات والشُّرور. لنواجه معًا المخاطر المُحدقة بنا، من خلال الوحدة والتَّضامن، متَّكلين على روح الله وقُدرته، لأنّه واهب الرَّجاء. لنُسهم في مسيرة جديّة نحو الرُّوح القُدُس الَّذي قال للعذراء مريم:" الرُّوح القُدُس يحلُّ عليكِ وقوَّة العلِّي تظَلِّلُكِ" (لو 1: 35)، "إنّي أسكبُ روحي على كلِّ بشرٍ فيتنبَّأ بنوكُم وبناتِكُم" (يوئيل 2: 28). هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وهَبنا عطيتكَ ونعمتكَ وأمانكَ ورجاءكَ وحبّكَ. هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وكُن معنا لكي نواجه المصاعب والمشقّات الَّتي نعانيها كلَّ يومٍ. هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وقُدنا نحو الحياة الهانئة، الَّتي تتطلَّب الحكمة والفَهم والقوّة والعِلم والتَّقوى والمَشورة ومخافة الله. هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس المُعزّي.

 

«المستقبل» و«التيار»... الحلف المستحيل؟  

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/السبت 08 حزيران 2019

رأي «التيار الوطني الحر» ورئيسه الوزير جبران باسيل بـ»الحريرية» السياسية والإقتصادية، ليس بجديد. ومحاولة «التيار» إستعادة سُلطة مارونية ضائعة، يَعتبر أنها انتقلت إلى السُنّة، ليست بالأمر الخفي. أمّا التسوية الرئاسية التي جمعت التيارين الأزرق والبرتقالي على الموجة نفسها، فتأتي في سياق «فنّ المُمكن» والمصلحة المشتركة، ولم تكن يوماً أبعد من ذلك. فوجهات نظر التيارين السياسية - الإستراتيجية مختلفة إلى حدّ التعارض. أما النفور بينهما، خصوصاً على مستوى القاعدة، فلم تحدّ التفاهماتُ منه. فما هو مستقبل العلاقة بين التيارين، والتسوية... إلى أين؟

تفاقَم السجال العلني أخيراً بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، على خلفية الحكم بتبرئة المقدم سوزان الحاج والاتّهامات بتسييس هذا الملف، إلى كلام باسيل حول صعود «السنّية السياسية» على جثة «المارونية السياسية» والحديث عن معركة يخوضها باسيل للإطاحة بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان... وصولاً إلى اتّهام نواب من «التيار» لقياديين في «المستقبل» بمساندة الإرهابيين، بعد الجريمة الإرهابية التي ارتكبها الإرهابي عبد الرحمن مبسوط عشية عيد الفطر في طرابلس.

الردود والردود المُضادة بين التيارين، قيادات وحزبيين، احتلّت الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي، ولم يخفّف من حدتها توضيح باسيل أنّ الكلام عن «السنّية السياسية» مُخترَع وأنه لم يتحدث يوماً عن إقالة عثمان. وفي هذا الوقت، علا صمت رئيس الحكومة سعد الحريري على كلّ الأصوات.

في اليومين المنصرمين تراجعت حدة وتيرة الردود بين الطرفين، إذ إنّ لكل سجال نهاية، وليس لأنّ تفاهماً ما أو اتصالاً جرى بين الطرفين لتبريد الأجواء. فالقياديون والمسؤولون في «المستقبل» لم يتبلّغوا من قيادتهم وقف السجال. وتقول مصادر «المستقبل» لـ«الجمهورية»: «في الأساس لسنا نحن مَن نبادر الى الهجوم بل نردّ على أيّ كلام يتطلب الرد».

لكنّ الحريري لم يلجأ شخصياً إلى السجال أو خرج عن طوره، بل بقي صامتاً لأنه يرى أنّ اللغة الأبلغ في هذه اللحظة السياسية هي الصمت، إلّا أنه لم يطلب من قياديي «المستقبل» وكوادره أن يلتزموا الصمت بدورهم.

وعلى رغم من أنّ قياديي «المستقبل» يلتزمون سقف الحريري في ردودهم ويحترمون التفاهم القائم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلّا أن هذا التفاهم لا يعني بالنسبة إليهم السكوت عن إستهداف بهذا النحو، فعدم الرد سيُخرج القاعدة عن طورها وستعتبر أنّ «المستقبل» وقيادييه «بايعين كل شي»، خصوصاً بعد محطات عدة رأت فيها «نكسات وتراجعاً».

وتقول مصادر «المستقبل»: «هناك منطق شعبوي استخدموه في مواجهتنا سابقاً وما زالوا يستخدمونه إلى الآن. فباسيل بنى زعامته على الكلام الشعبوي وعلى الطرح الطائفي، بغض النظر إن كان هو شخصاً طائفياً أم لا، فهو يسعى إلى السلطة ووجد أنّ طروحاته استمالت قاعدة شعبية وإستمراره في السلطة قائم على هذا الأساس». وتؤكد المصادر أنّ «ردّ «المستقبل» والقيادات السنّية بهذه القوة هو الذي أجبر باسيل على التراجع عن موقفه»، لافتةً إلى أنّ «ردَّنا سيكون دائماً عـ«القطعة». فحين يحصل تمادٍ نردّ على الذي يتكلّم وليس على العهد».

وعلى صعيد التسوية الرئاسية، فهذا السجال لن يترك أثراً كبيراً، لأنّ الأسباب التي بُنيت عليها التسوية ما زالت قائمة بالنسبة إلى الحريري، الذي يعتبر أنّ الخلاف السياسي بين التيارين أمر واقع ويشمل كثيراً من القضايا المحلية والخارجية، لكن على رغم من هذا الخلاف يرى الحريري أنه يجب إيجاد طريقة لتأمين الاستقرار ولكي تكون تداعيات الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية أقل كلفة على الناس ممّا ستكون عليه لو كان هناك خلاف.

وإنّ هاجس الحريري هو «الإستقرار» لإمرار المرحلة العصيبة بأقل مقدار ممكن من الضرر، فبالنسبة إلى رئيس «التيار الأزرق» إذا لم يستفد لبنان من «سيدر» سيصبح وضعُنا أسوأ بكثير. و«سيدر» يتطلّب إستقراراً، أمّا إذا دخل طرفا التسوية الرئيسين في سجال علني متواصل فكل الذي تمّ العملُ عليه، سيتأخّر تنفيذُه أو سيتبخّر. أمّا على صعيد العلاقة بين «التيارين»، فأتى السجال ليؤكّد شبه إستحالة تحوّلها حلفاً حقيقياً. فهذه العلاقة على عكس علاقة «المستقبل» بـ«القوات» غيرعميقة أو متينة. فعلى رغم من التوتر والخلاف بين «المستقبل» و«القوات» في أكثر من محطة إنتخابية ووزارية وسياسية منذ 2005 إلى الآن، إلّا أنّ الإحترام بين القاعدتين ظلّ قائماً وكذلك تقبُّل كلّ طرف الآخر.

فالإحترام الذي كسبه رئيس «القوات» سمير جعجع وقياداتها لدى قاعدة «المستقبل» كان كبيراً خلال السنوات الماضية، في المقابل الإستفزاز الذي لمسته هذه القاعدة من «التيار الوطني الحر» والذي وصل بالنسبة إليها إلى قلّة الإحترام والتقدير، فلا يُمحى من الذاكرة، حتى لو تمّ التغاضي عنه في التسوية الرئاسية إحتراماً لرغبة الحريري. وتعتبر هذه القاعدة أنّ «التيار الوطني الحر» لم يساهم في طمأنتها ولم يبدر عنه أيّ إعتذار أو نيّة للإقلاع عن أسلوبه ومنطقه في التعاطي مع «المستقبل».

أما على الصعيد السياسي ـ الإستراتيجي، فهناك اختلافات جذرية بين التيارين الأزرق والبرتقالي، من النظرة الى المنطقة إلى النظرة للعلاقة مع سوريا واللاجئين السوريين والدول العربية وإيران... أما حلف «التيار الحر» الثابت مع «حزب الله» منذ 2008 فله التأثير الأكبر على قاعدة «المستقبل».

وبالنسبة إلى «التيار الأزرق» لم يتمكّن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الآن من إعطاءِ انطباعٍ أنه ينوي حسم قضية «السلاح غير الشرعي»، فهناك كلام عن إستراتيجية دفاعية بلا فعل، على رغم وعد في السابق أنه حين يصبح رئيساً للجمهورية سيطرح الإستراتيجية الدفاعية».

بالتالي لا يُمكن «إصلاح» العلاقة المتشظّية بين التيارين من دون حوار حقيقي وصادق، تُطرح فيه كلّ الآراء والهواجس. ففي العادة، الإتصال بين «التيارين» محصور بين الحريري وعون أو باسيل، ومنذ التفاهم الرئاسي في 2016 إلى الآن لم يحصل أيُّ لقاء جدي وعميق بين قيادات التيارين، حتى على صعيد الصف الأول، ولم يكن هناك سعي من قيادة أيٍّ من التيارين إلى تعميق العلاقة أبعد ممّا هي عليه.

 

الفساد يلوي ذراع الإصلاح

راجح الخوري/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

تتخبط الحكومة اللبنانية في بحر من الأرقام المتناقضة والمتفاوتة والمقلقة غالباً، التي تذكّرنا بما يجمع عليه كل المسؤولين منذ فترة طويلة، وهي أن لبنان بات أشبه بمركب فيه كثير من الثقوب، فإن غرق سيُغرق الجميع معه، لكن المسالك السياسية والخلافات المتفاقمة بين المسؤولين توحي، بل تؤكد، أنهم لا يعيرون انتباهاً لا للثقوب الكثيرة ولا للبحر الذي يمكن أن يبتلعنا ويبتلعهم. وهكذا، فإن المتفائلين يقولون الآن إن من الممكن أن تنهي لجنة المال البرلمانية دراستها لمشروع الموازنة، وأن تحيله إلى مجلس النواب لمناقشته نهاية يوليو (تموز) المقبل، بما يعني أنهم منهمكون في موازنة سنة 2019 التي انتهت سبعة أشهر منها، ليصبح الوضع أشبه بسلحفاة غارقة في الوحل وتحاول أن تسابق الوقت الراكض! الأدهى، أن عشرين جلسة من المماحكات الهامشية عقدتها الحكومة لوضع «الموازنة التقشفية»، التي كانت قد تعهدت بإقرارها أمام «مؤتمر سيدر» الذي عقد برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السادس من أبريل (نيسان) من العام الماضي، لكن لم يظهر في الأرقام المتداولة حتى الآن، ما يشير إلى التقشف بمقدار ما يؤكّد المضي في سياسات الإهدار والفساد ونهب المال العام، الذي كما هو معروف جعل لبنان ينوء تحت عجز تجاوز 90 مليار دولار.

قبل «مؤتمر سيدر» الذي قرر دعم لبنان بمبلغ 11 ملياراً و800 مليون دولار على شكل هبات وقروض ميسّرة، كانت باريس قد استضافت «مجموعة دعم لبنان»، تحت عنوان، يمكن اختصاره بأنه كيفية السعي إلى تسريع الإصلاح الحكومي مدخلاً ضرورياً لتشجيع الاستثمار.

ولعل من المفيد، بل من الضروري، إنعاش ذاكرة المسؤولين اللبنانيين بالعودة إلى البيان الختامي للمجموعة، الذي نصّ حرفياً على ما يأتي: «تدعو المجموعة رئيس الوزراء ورئيس جمهورية لبنان بالتنسيق مع جميع الأطراف اللبنانية، إلى تسريع برنامج الإصلاح الحكومي لتمكين كل المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي داخل دولة تضطلع بدورها كاملاً في مناخ من الديمقراطية والشفافية...». دائماً لبنان مُطالب بالإصلاح، لكنه يمضي دائماً في الفساد؛ ولهذا من الضروري العودة إلى مؤتمر «باريس1» الذي عقد في 27 فبراير (شباط) من عام 2001، ومؤتمر «باريس2» الذي عقد في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2002، حيث قدمت الحكومة اللبنانية رؤية لاستراتيجية تقوم على خمسة عناصر إصلاحية، وهي: تحديث الاقتصاد - الخصخصة - تصحيح الوضع المالي - إدارة الدين - الحفاظ على استقرار القطاع المالي والنقدي!

لكن لبنان لم يتمكن من تحقيق الإصلاحات التي وعد بها لأسباب ليست خافية في ظل الإدارة السورية آنذاك، وتعاظم الدين العام الذي وقع تحته، والذي كان هدف «مؤتمر سيدر» الجوهري هو السعي إلى بداية الخروج من نفق الديون والفوضى والفساد الذي يأكل هياكل الدولة، وهكذا وسط اشتباك سياسي متصاعد بدأت دراسة الموازنة الجديدة التي تعهد لبنان بأن تكون الأكثر تقشفاً في تاريخه، لكن المؤسف والمثير، أن النقاش على امتداد عشرين جلسة عقدتها الحكومة بدأ أشبه بعلك الصوف، وسط شعارات شعبوية طنانة، وهي:

أنه يجب عدم فرض أي ضرائب جديدة تطال الفقراء وذوي الدخل المحدود، وعدم زيادة الرسوم على الـ«VAT»؛ لأن من شأنها شلّ الحركة التجارية، وأن من الضروري استهداف مكامن الإهدار الحقيقية ووقف السرقات والفساد، والتركيز على معالجة التهرّب الضريبي في المرافئ وعبر المعابر غير الشرعية (آخر الإبداعات هذا الأسبوع مصادرة أطنان من الموز الصومالي في طرابلس شمال لبنان طبعاً عبر سوريا التي تُغرق لبنان بالبضائع المهربة)، وعلى الأملاك البحرية التي تبيّن أنها في معظمها مملوكة من قِبل السياسيين الذين عليهم تنفيذ الإصلاح، والاستغناء عن الإدارات التي لا لزوم لها وترشيد القطاع العام، وتسوية أوضاع المباني الحكومية المؤجرة بمئات المليارات من الليرات، وبعضها خالٍ تماماً!

مع بداية درس الموازنة التقشفية، طلب الرئيس سعد الحريري من الوزراء تخفيض نفقات وزاراتهم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، بهدف خفض نسبة العجز العام من 11.5 في المائة إلى 7.5 في المائة، المثير أن هذا الأمر لم يحصل، وبدأت تتكشف أرقام هي أقرب إلى الفضيحة، فرغم طلب لجنة المال في البرلمان من مؤسسات الدولة تقديم لوائح بعدد الموظفين عندها، تبين مثلاً أن كثيراً منها لا يعرف كم هو عدد موظفيه. تصوروا دولة لا تعرف عدد موظفيها، وتصوروا دولة اتخذت قراراً في أغسطس (آب) من عام 2017 بوقف التوظيف، ليتبيّن الآن وبالأرقام أن سياسييها وظفوا عشرة آلاف مدني وعسكري بعد هذا القرار، وتحديداً في فترة الانتخابات البرلمانية لأسباب نفعية واضحة، ورغم أن لجنة المال تقول إن 32009 وظفوا قبل أغسطس 2017 بجريمة موصوفة من الحكومات، فإن التحدي الحقيقي هو إعادة هيكلة الإدارة، ولعل ما لا يصدقه المرء، أن السياسيين الذين قاموا بهذه التعيينات ابتكروا عناوين غريبة عجيبة «للوظائف»، مثل: موظف شراء خدمات - متعاقد على مهمة - عامل بالفاتورة - مُستعان به!

لا داعي إلى الإغراق في أبواب الإهدار في بلد تبيّن فجأة أن فيه «أستاذاً» لكل ثلاثة تلاميذ، وبعض هؤلاء الأساتذة ليسوا في مستوى التلامذة حتى، وأن فيه أيضاً مديرين ومديريات وميزانيات، ويدفع ساعات إضافية إلى موظفين في مؤسسات لا وجود لها تقريباً، مثل مكتب القمح والشمندر السكري، وليس في لبنان من معمل للسكر، ومثل مصلحة السكك الحديدية والنقل المشترك، ومثل المجلس الوطني للعَلم اللبناني، ومثل معرض رشيد كرامي الذي بات ركاماً، ولبنان يا سيدي يدفع 300 مليون دولار سنوياً لمؤسسة تأصيل نسل الجواد العربي... صدق أو لا تصدق!

قبيل أشهر زار بيروت السفير الفرنسي بيار دوكان المكلّف متابعة تنفيذ مقررات «مؤتمر سيدر»، ليس مهماً أن يكون قد أبلغ المسؤولين أن الدول المانحة جاهزة للتنفيذ فأين أصبحت مشاريعكم الإصلاحية، لا جواب طبعاً، المهم والمؤلم أن يكون قال لمجموعة من الصحافيين بعد نهاية محادثاته في جلسة «of record»: «إن لبنان بلد غير قابل للإصلاح، فبعدما وقّع المسؤولون على بنود سيدر التي تشترط تخفيض العجز وخفض حجم القطاع العام وإصلاح الكهرباء والشركة مع القطاع الخاص، اليوم نعود إلى الصفر، وبعضهم ينعتوننا بالجنون إذا كنا مقتنعين أن في إمكانهم تنفيذ هذه الإصلاحات التي تنطوي على آثار اجتماعية مثل تقليص حجم الدولة». المسخرة في موازنة التقشف، ليست في فرض رسم ألف ليرة على نفس النارجيلة مثلاً، وعلى فرض رسوم على الاستيراد ما سيزيد من تفاقم الأزمة الاجتماعية، ولا في فرض رسم على نمر السيارات المميزة، المسخرة في نسيان المرافئ والتهرب الضريبي والمراهنة الواهمة على تحسين الجباية، باستثناء رفع الرسم على فوائد الودائع من سبعة إلى 10 في المائة. والمسخرة أنه بعد عشرين جلسة ومناقشات ومقارعات وعنتريات، هناك من يقول هذه ليست موازنة لتحسين الوضع الإنتاج والوضع الاقتصادي، وقمة المسخرة أن من سيناقش الموازنة الآن هو مجلس النواب، الذي هو نفسه الحكومة ووزراؤها الذين يتعاركون على الموازنة، ولم يبقَ من سنة 2019 سوى خمسة أشهر، ولهذا تتزايد المخاوف الفعلية من أن يتحول «مؤتمر سيدر» حلماً في ليلة صيف كما يقال!

 

باسيل يتمّسك بحق «الفيتو» في التعيينات  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 08 حزيران 2019

تقول مصادر «التيار» عن الوزير جبران باسيل: «لا نريد أن نبالغ، لكن رئيس «التيار الوطني الحر» في حالة صعود تشبه صعود كميل شمعون وبشير الجميل، حلفاؤه يعملون له ألف حساب وكذلك خصومه، ولينتظروا المزيد».

كلام «التيار» يأتي على خلفية الحملة التي تعرّض لها باسيل، بعد حفلة البقاع، والكلام عن مطالبته بإقالة اللواء عماد عثمان، والحكم في قضية سوزان الحاج، وحادثة طرابلس التي اعقبتها موجة من الاتهامات طالت اللواء أشرف ريفي على يد نائب سابق وحالي في «التيار».

تقول المصادر: «هذه الحملة سببها انّ باسيل حقق اختراقاً في ساحات عدة، منها استضافته النائب فيصل كرامي الى مائدة افطار في البترون، ومنها ترسيخ التعاون مع الوزير حسن مراد، وتأكيد المؤكّد مع النائب طلال ارسلان، وكلها اوراق جعلت البعض يفتح النار عليه، من زاوية محاولة تحجيمه، وهؤلاء لا يعرفون أنّ الزمن لا يعود الى الوراء، فأيام الغنائم المسلوبة بفعل الوصاية انتهت، والقاعدة المطبّقة اليوم، التمسّك بالحقوق، وعدم الخضوع لأي ابتزاز».

لعلّ أهم ما لا يعود الى الوراء قضية التعيينات، تقول المصادر، انّ باسيل يصرّ على أن تكون المعاملة بالمثل وفق قاعدة انّ «ما للمسيحيين للمسيحيين، وما للآخرين للآخرين، اما إذا اراد احد ان يتدخّل في التعيينات المسيحية فسنتدخل في التعيينات التي تتعلق بالمسلمين وفق معادلة المعاملة بالمثل».

تورد المصادر أمثلة محددة: «لماذا يحق للرئيس سعد الحريري ان يعيّن حاكم مصرف لبنان ولا يحق للوزير جبران باسيل ان يعطي رأيه في تعيين رئيس ادارة شركة «الميدل ايست».. وهلمّ جرا». وتضيف: «اذا كان الرئيس الحريري يريد تعيينات المواقع السنّية، فالتيار يريد تعيينات المواقع المسيحية، وهذا حق تكفله الميثاقية والشراكة. فالرئيس الحريري يمتلك الغالبية في الوسط السنّي، وكذلك «التيار الوطني الحر» في الوسط المسيحي، والمفروض ان تُعطى المكوّنات السنّية خارج تيار «المستقبل» حقّها في التعيينات إسوة بما يطالب به «المستقبل» للقوى المسيحية الأُخرى، وغير ذلك لا يكون من المساواة في شيء».

وتشير المصادر، الى «انّه وخلافاً لهذه القاعدة لن تكون هناك تعيينات. وأنّ باسيل سيستعمل حق «الفيتو»، على اي سلّة تعيينات لا تراعي الشراكة».

أما عن التسوية واستمرارها فتقول المصادر، «إنّها قائمة، وانّ ما من سبب لأي طرف لينقضها، خصوصاً الرئيس الحريري الذي سيكون الخاسر الأكبر اذا ما غادر التسوية. فالرئيس ميشال عون باقٍ في بعبدا، وهو لن يتضرّر في أي حال من الحالات، خصوصاً انّ الحريري حدّد في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون «المستقبل» من هم خصومه الحقيقيون الذين ينتظرونه على الكوع لإضعافه، وما اكثر غدرات الزمان».

وتؤكّد المصادر، «انّ عون ملتزم أن يكون الحريري رئيس حكومة الست سنوات كاملة، وله الحرية في التصرّف، لكن في نظرة الى ما يحصل على اطرافه تجد رئيسا حكومة سابقين حكما بدعم «حزب الله» يمرّكان عليه من زاوية الهجوم على باسيل، وهذه رسالة له وليس لرئيس «التيار الوطني الحر».

عن اتهام «التيار الوطني الحر» بالتحريض على الطائفة السنّية، تنفي المصادر «الإشاعات المفبركة» عن كلام باسيل عن المارونية والسنّية السياسية. كذلك تنفي أن يكون «التيار» قد نظّم حملة على اللواء أشرف ريفي، «فكل ما كُتب لم يكن بقرار حزبي، ولو أردنا مهاجمة ريفي، لكنا هاجمناه في بيان التكتل أو وسائل إعلامنا، وهذا لم يحصل، وعهد الرئيس عون هو اكثر من يدرك معنى التوازن والميثاقية والشراكة في لبنان، ومن غير الممكن ان يسمح بهزّ هذه الشراكة، لأنّه جاهد من اجلها لتحصيل حقوق المسيحيين، وهو اليوم يحافظ عليها من موقعه بكل ما يتعلق بالفئات اللبنانية كافة».

 

باسيل يدعو «جنود الجنسيّة» لمساعدة لبنان للوصول الى الآلاف منهم

مرلين وهبة/الجمهورية/08 حزيران/2019

في رحلةِ حجٍّ لبنانية استطاع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل استقطابَ أكثر من ألفي مغترب ليناني من ١٠٧ دول، وللسنة السادسة على التوالي تألّق موتمرُ الطاقة الإغترابية في مشهدية راقية عكست وجه لبنان الحضاري التوّاق الى المعرفة والى التقدم التكنولوجي الإقتصادي والحضاري، وأهمها التوّاق الى البحث عن الجذور والى استعادة الجنسية والتوّاق الى... «اللبنانية». جميعهم كانوا هناك، الأطباء والعلماء والفقهاء والخبراء والمستشارون الدبلوماسيون والسياسيون، حتى وزيرة التربية من أصول لبنانية وملكة الجمال حضرتا. واستطاع هذا الوطن الصغير أن يجمعهم على رغم من المسافات واختلاف قطاعاتهم لأنّ محبتهم له تفوّقت على الباقي. بدوره، إستطاع باسيل بكلمته الشاملة أن يلمس وجدانَ المغتربين والضيوف الذين جمعهم فتفاعلوا معها الى أبعد حدّ، إلّا أنه لم يتمكن من جمع خصومه وحلفائه حتى، للإحتفال بالضيوف تحت سقف واحد، فحضر القليل القليل من السياسيين المستائين من مواقفه الأخيرة وغاب الأقربون . إلّا أنّ باسيل لم يكتفِ فقسّم خطابه الذي استمر قرابة النصف ساعة الى أجزاء متنوّعة مصرّاً على إرسال الرسائل السياسية وليس فقط الإغترابية، وكما شدّد على ضرورة سعي اللبنانيين الى العمل الجاد لاستعادة جنسيتهم. كذلك شدّد على دور العهد في حماية لبنان واستعادة حقوقه مذكّراً بأنّ نجاحات العهد هي التي تجذب المغتربين والمستثمرين للعودة الى الجذور، وأنّ لبنان وضعَه الحبرُ الأعظم هذه السنة على خريطة العالم الديني. وكانت لافتةً رسالةُ باسيل حين قال إنّ لبنان استقبل تلاميذ المسيح وأمه على أرض الجنوب وهو قدّسها قبل أن يقدّسها اللبنانيون بدمائهم لتحريرها، معتبراً أنّ الحج الى وطن زرع منذ فجر التاريخ الخير في العالم حرفاً ومركباً وأنتم أكملتم رسالة لبنان في أوطان انتشاركم.

ومن رسائل باسيل المزدوجة والمعبِّرة «هناك مَن نسي أنّ سليمان حين بنى هيكل الله استنجد بملك صور واللبنائيين وخشب الأرز ليأتي اليوم أحفاد سليمان ويقصفوا السورَ نفسَه ويدمّروه.

وهناك مَن نسي أيضاً أنّ قانا استضافت المعجزة الإلهية الأولى بطلب من مريم فأمطر أطفالها بوابل من الكراهية وحوّل عرسها الى مأتم

لبنان الكبير الذي نستعدّ لإعلان مئويّته، أبى الآباء المؤسسون وعلى رأسهم الحويك إلّا أن يكون متنوِّعاً فكان كبيراً... هو كبير بأهل عكار ومرجعيون وحاصبيا وبالمنتشرين وهناك مَن يزال يصرّ أن يكون صغيراً من دونكم. باسيل أعلن أنه سيرسل رسالة الى الداخل والخارج خلال مؤتمر مركزي سابع سيقام خصيصاً في ١٠ -١١-١٢ تموز من العام ٢٠٢٠ ليكون كبيراً وحاشداً للمنتشرين ورسالةً للقول إنّ لبنان مختبر الإنسانية ننجح فيه معاً مسلمين ومسيحيين، مقيمين ومنتشرين، متساوين ومتناصفين أمام القانون والدستور والميثاق...علّ الدولة في حينه تكون مدنيّة لنكون متمدّنين».

ودعا باسيل «جنود الجنسية» لمساعدة لبنان للوصول الى مئات الآلاف منهم، كاشفاً عن تطوير عمل وزارة الخارجية في استعادة الجنسية، كما أعلن باسيل عن أمله في تقديم قانون يحترم مقدّمة الدستور لناحية منع التوطين ومنح الجنسية لأبناء ‏المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي....

من أبرز الضيوف المتكلمين البروفسور جان مارك ايوبي القادم من فرنسا من اصول لبنانية ومن قرية برغون في الكورة، وهو اختصاصي في معالجة مشكلات العقم، الذي قال إنّ النجاح الكبير الذي عرفه إذا بقي شخصياً ولم يتشاركه مع الآخرين يكون هو «النجاح العقيم» الذي لا يؤدي الى نجاح سوى على الصعيد العملي، مؤكداً على ضرورة تواصل الطاقات المتواجدة في الخارج مع أرضها الأم، مؤكداً أنّ لبنان مشكلته في جينات ابنائه الذين يرفضون نسيان جذورهم.

ومن أبرز المتحدثين العالِم في البيئة حيدر العلي في السنغال، كما تحدث خسوس سعادة المفاوض الدولي القادم من المملكة المتحدة وهو دبلوماسي أكاديمي واقتصادي عالمي شغل مناصب عليا في حكومة المكسيك ضمن منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي والجامعات الرائدة في المملكة المتحدة فرنسا هونغ كونغ الصين والمكسيك.

وتحدث ايضاً عضو مجلس الشيوخ نيلسون ترايد رئيس العلاقات الخارجية في لجنة مجلس الشيوخ البرازيلي، ومن أهم المتحدثين ضيف الشرف ستيفان ماك نيل الذي نسب قيمه الأساسية والتزامه القوي بالخدمة العامة لعائلته الكبيرة والمتماسكة.

السفير اللبناني في المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي طبارة قال لـ»الجمهورية» إنّ «مؤتمرات الطاقة الإغترابية فكرة ممتازة، لكنّ الخطوة المتقدّمة والمطلوبة اليوم بعد سادس مؤتمر في لبنان والخامس عشر عبر العالم، هي تفعيل هذه اللقاءات أو المؤتمرات وتحويل قرارات المؤتمر وتوصياته الى أفعال».

الرئيس كمال شهيب القادم من الولايات المتحدة يقول للجمهورية إنه «تمّت دعوته الى المؤتمر وهو مسرور بذلك» وكشف أنه بصدد إقامة مشاريع سكنيّة كبيرة في عاليه وفيلات ومسابح وهو سعيد لأنّ مشاريعه ستحيي منطقة الجبل. ويعتبر أنّ من حسنات هذا المؤتمر التقاء اللبنانيين وتعارفهم ويزيد من تعلقهم بلبنان.

في المقابل، يلفت شهيب الى أنّ الدولة والقضاء في لاس فيغاس تنصف المواطن، في وقت هو متخوّف من أن يواجه مشكلات أثناء إقامة مشاريعه إلّا أنه على رغم من ذلك فإنّ حبّه لعاليه دفعه الى المبادرة والمغامرة.

المحامي سمير كنعان من دبي وهو رئيس رابطة رجال الأعمال الإماراتية- اللبنانية ورئيس نادي روتاري دبي، اعتبر في دردشة مع «الجمهورية»: «أنّ هذا المؤتمر الجامع هو عمل عظيم لكن لا يمكن أن نكتفي بالأقوال والشعارات، فهذه خطوة أولى. اما العمل الميداني فهو الأساس وهو يكون من خلال إنشاء مؤسسات ليس ضرورياً أن تكون مكلفة مثل المناطق الاقتصادية الخاصة. فدورنا هو اقامة مناطق اقتصادية خاصة بترخيص وبإشراف من إيدال والبنى التحتية التي هي الأساس لبناء هذه الارضية عندئذ سبعون بالمئة من المغتربين سيلبّون نداء الطاقة الاغترابية.

قطبة الخيط الرفيع بين التجنيس والتوطين والإنتخابات

ميشال جبور/الكلمة أولاين/08 حزيران/2019

ان حرية اختيار الجنسية هي حق مكرّس لكل انسان... ومعظم دول العالم قد وضعت اسساً للحصول على الجنسية فيها بطريقة علمية تحترم معتقدات وظروف طالب الجنسية دون ان تمس بالتركيبة الديموغرافية والإجتماعية وذلك تحت خطر فقدان الهوية الحقيقية للبلد... اما بعض الدول فتفضل عدم السماح بذلك تحت اية ذريعة مخافة ان تتحول مجتمعاتها الى مراتع هجينة قد تحمل في طياتها تلبكات اجتماعية وانتمائية...ولا بد للإشارة ايضاً عن ان العديد من الدول تتهيب من المشاكل السياسية التي يمكن ان تجرّها الى الخراب في حال اخذت طابعاً دينياً او طائفياً...

اما في لبنان فالقصة معقدة بعض الشيء، اذ ان الكلام عن استرجاع الجنسية واعطاء الجنسية امران مختلفان كلياً ويخضعان لشروط وما تحت الشروط... فقد اجمع اللبنانيون على ان التجنيس الجماعي هو بمثابة توطين، ونحن لسنا بعنصريين، لكن عندما نتحدث عن تجنيس فنحن امام مشكلتين... الواحدة فلسطينية والأخرى مستجدة وهي سورية... الفلسطيني اما في الشق السوري، فهو اخطر، فلقد رأينا ما حصل مع النازحين السوريين ليس فقط في مدننا وشوارعنا بل في دول غربية مثل المانيا وكندا وفرنسا، دول نادت فقط بتقبل النازحين فتحولت بعض شوارعها الى مربعات امنية تشهد حالة شاذة ومعاذ الله ان يكون حديثنا مجرد طائفي بل ان لب الحديث هو ان معظم النازحين هم من الفئات الغير متعلمة يسيطر عليها الفكر المتمرد فتتحول الى عصابات مقاتلة لمجرد ان قانوناً ما لم يرق لها... هذا ولا احد يمكنه ان ينكر ان النازحين السوريين بمعظمهم من النساء... أزواجهن بقوا في سوريا لمحاربة النظام... فمن يضمن لنا انهم لن يحذوا نفس النهج بعد ان يتكاثروا افرادياً ويحاولون فرض امرٍ واقعٍ تماماً كما حصل مع الفلسطيني... ؟

نعم لاستعادة الجنسية لمن فقدها من اللبنانيين بفعل الهجرة ولمن يريد ان يحمل اولاده واولاد اولاده الجنسية اللبنانية، فلا يمكن نكران من هو لبناني الأصل ولو بعد... حين...

فنحن نوجه بمقالنا هذا سؤالاً يحتم علينا ان نسأله من بابه العريض خاصة ان السلطة الحاكمة بدأت بالترويج لمراسيم تجنيسية تتبع حق اعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها ان كانت متزوجة بأجنبي... ولا تظنن الا الأكثرية منهن متزوجات من فلسطينيين او سوريين بفعل الإندماج... لكل انسان الحق في ان يختار شريكه لكن لوطننا الحق علينا في ان نحافظ على هويته ومكونات مجتمعاته اليس كذلك؟ ام اننا ايضاً امام طبخة ديموغرافية تتلاعب بميزان انتخابي في الأيام القادمة؟ وهل يحمل بلد صغير بمساحته هذا النوع من الصفقات المشبوهة وكيف؟

هل يرضى الرأي العام اللبناني بتجنيس على قافية "متزوج" من امرأة لبنانية فنصبح امام مشكلة مثل تلك التي تعاني منها استراليا... المسافة كبيرة ولكن التواصل يخبر بما يجري هناك... فعندما ننادي بإعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها نظن للوهلة الأولى انه من الحقوق البديهية وهذا امر حسن ان كنا في بلد كبير مثل كندا او استراليا وليس في بلد مساحته لا تتعدى محافظة في دول اخرى... دول تدفع بنازحيها الينا وتلتزم الصمت والمجتمع الدولي ايضاً يعتمد سياسة الصمت الخبيث... وعندما تلحق هكذا حق بمرسوم تجنيسي للأجانب فهذا باب لإدخال قنابل موقوتة ستحشرنا جغرافياً وسكنياً وسياسياً وهذا ان لم يكن دينياً في حال شعرت بالحنين الى وطنها او في حال وقع لبنان في مشكلة مع وطنها الأم... فمن يضمن الشعور بالمواطنة والإنتماء؟ التجارب عديدة...والنتائج كارثية...

ومن يضمن ان التجنيس لبعض رؤوس الأموال الكبيرة الذين "نجحوا" باجتياز شروط الطبقة الحاكمة انه ليس استيراداً للأموال الإنتخابية وبعد حين يتحول الى رأس نفوذ يتحكم بسيادة لبنان وقراراته ويخلق لنا حالة من الضياع في التوجه المصيري...

حذار من كل هذا وقد اطلقنا هذه التحذيرات لأن التجنيس في بلد يعتبر بوابة الشرق على الغرب انما قد يغلق هذه البوابة بعد ان يصبح لبنان تشكيل هجين ساعد على حلحلة المعضلات التي تعاني منها اسرائيل وسوريا بالدرجة الأولى... هذا البلد لا يتحمل كل الدفق الذي يحاول البعض الترويج له ولا بد من النقاش الطويل والمضني قبل اتخاذ اية قرارات تمس بمصير الوطن فهكذا امور لا تحل عبر اطلالات اعلامية ومؤتمر دعائي من هنا او هناك... والنوايا الإنتخابية على ما يبدو تبقى هي القطبة المخفية دائماً...

 

هل يكون مصير طهران مثل بغداد 2003؟

محمد سيد رصاص/الكلمة أولاين/08 حزيران/2019

بين خريف العام 2001 وربيع 2003، أطاح الأميركيون بنظامين كانا على عداوة مع إيران: "طالبان" في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق. لم تكن طهران مرتاحة لما جرى فقط، بل تشاركت مع الأميركيين، من خلال تشجيعها حلفاءها المحليين في البلدين (تحالف الشمال في أفغانستان وكان يضم "حزب الوحدة الإسلامية" الموالي لطهران، و"قوات بدر" التابعة لـ "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق") على المشاركة العسكرية في نشاطات رديفة للغزو الأميركي للبلدين. شارك حلفاء طهران في ترتيبات حكم كابول وبغداد في مرحلة ما بعد غزو البلدين.

أنتج التغييران في كابول وبغداد وضعاً إقليمياً جعل من إيران لاعباً كبيراً في المنطقة، من خلال قوى موالية، لها دورها الفاعل في دول عدة في المنطقة، منها: "حزب الوحدة الإسلامية" في أفغانستان، والقوى الحليفة لطهران في العراق التي اتضحت غلبتها منذ تشكيل الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر ما سمي "مجلس الحكم" في 13 تموز (يوليو) 2003، الحوثيون في اليمن (في تمردهم الأول على حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في عام 2004)، حركة "حماس" التي سيطرت على غزة في عام 2007، "حزب الله" الذي أصبح الرقم الصعب في لبنان منذ عملية 7 أيار (مايو) 2008. وهذا ما دعى القائد السابق لـ "الحرس الثوري" الإيراني، المستشار العسكري لخامنئي الجنرال رحيم صفوي في عام 2009، إلى القول إن "إيران هي الدولة الاقليمية العظمى". على الأرجح أن إدارة بوش الابن التي غزت أفغانستان والعراق لم تحسب "اليوم التالي" الذي يعقب الغزو. ومن يقارن بول بريمر بالمعتمد البريطاني كرومر في مصر بعد احتلال العام 1882 يلاحظ كم أن الأميركيين غزاة ومحتلون فاشلون.

من خلال مكاسب إيران الإقليمية التي قدمتها لها أميركا على طبق من فضة، انطلقت طهران في عملية استئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم في آب (أغسطس) 2005، ما شكّل بداية المجابهة الأميركية – الإيرانية. وعلى الأرجح، كان قرار المجابهة في واشنطن التي اتخذت عقوبات اقتصادية ضد إيران، تزامنت مع محاولة إنشاء معسكر إقليمي مضاد لطهران، في اتجاه أميركي جديد حاول إفقاد الإيرانيين ما كسبوه من نتائج الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق.

بعد عشر سنوات من المجابهة، اختار الرئيس السابق باراك أوباما في 14 يوليو 2015 الحل الوسط مع طهران عبر توقيع "اتفاق الـ 5+1" حول البرنامج النووي الإيراني، الذي تضمن تفكيك هذا البرنامج، مع غض نظر أميركي عن البرنامج الصاروخي لطهران، وعن تمدد إيران في الشرق الأوسط.

وفي الثامن من مايو 2018، اختار دونالد ترامب سياسة المجابهة مع إيران من خلال سحب التوقيع الأميركي على الاتفاق النووي، واتجه منذ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 (تاريخ استيلاء طلاب إيرانيون موالون للخميني على السفارة الأميركية في طهران العام 1979)، نحو سياسة الضغط الاقتصادي من أجل إجبار طهران على حل يشمل القضايا الثلاث: البرنامج النووي (أبعد من نطاق العام 2025 المحدد في اتفاق الـ "5+1")، البرنامج الصاروخي، ووضع إيران في الإقليم.

هنا، نجد في تصريحات المسؤولين الأميركيين، بما فيهم الرئيس ترامب وبرايان هوك (مسؤول الملف الايراني في الإدارة الأميركية) وجيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي السابق الذي استقال في كانون الأول (ديسمبر) 2018، اتجاهاً إلى حل يعتمد "تغيير السياسة الإيرانية" و"ليس تغيير النظام الإيراني".

إن سلاح العقوبات الاقتصادية هو السلاح الأميركي الرئيس لإقناع طهران بالقبول بالشروط الأميركية. لكن ما اتضح من خلال عملية تخريب ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، وضربات الطائرات المسيرة الحوثية لأنابيب النفط في السعودية أن طهران لا تلجأ إلى المجابهة المباشرة، بل تلجأ إلى تسخين مدروس من خلال وكلاء معلنين في صنعاء أو عبر "المجهول المعلوم" في عملية الفجيرة، لترسل رسالة مفادها أنها قادرة على الضرب خارج نطاق المنطقة الممتدة بين شمال الخليج وجنوبه إلى أبعد من "مضيق هرمز"، وأنها قادرة بالتالي على إشعال عموم المنطقة. وفي الوقت ذاته، يحمل الاعتداءان الأخيران معان عدة، فهما يعتبران بمثابة تصعيد مدروس ومنضبط الأفق، توحي إيران من خلاله بأنها تريد حلاً غير عسكري، من خلال التلويح بمخاطر المجابهة العسكرية والإيحاء للطرف الآخر بمحاسن الحل التفاوضي، إضافة إلى أنهما يعكسان مدى الضيق الإيراني من الوضع الذي أنشأه دونالد ترامب منذ الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2018، واستعجال طهران وإلحاحها فك التضييق الترامبي. بالتالي، يمكن اعتبار ما جرى أقرب إلى صراخ إيراني تألمي يعبّر عن "وضع الذات" ورسالة تحذيرية إلى "الآخر" في الوقت ذاته.

من جهة أخرى، ما زالت واشنطن مصابة بعقدة العراق، كما كانت مصابة في السبعينات بعقدة فيتنام.

وعلى رغم تعاكسهما في كثير من القضايا، فإن أوباما وترامب يتفقان على تجنب العمل العسكري الأميركي في الخارج. الأول عبر اتجاه انسحابي من الشرق الأوسط باتجاه التركيز على الشرق الأقصى لتطويق الصين، فيما يستخدم ترامب الاقتصاد وليس العسكر، من أجل فرض الأجندات الأميركية على الخارج، وهذا ما يتضح من سياسته تجاه الصين وإيران. على الأرجح، أن ترامب سيتجه نحو إبعاد موسكو عن طهران، مستغلاً تناقض مصالحهما في سورية. وربما يكون إبعاد الإيرانيين وتحجيم نفوذهم في سورية عبر ممر محدد، يتجلى بتسوية سياسية سورية جديدة تنبع من طبخة أميركية - روسية مشتركة، تكون بمثابة نسخة معدلة عن القرار2254 وأكثر إغراء وإرضاء لبوتين. وعلى الأغلب، لن يكون الاجتماع الأميركي - الإسرائيلي -الروسي المقرر هذا الشهر في القدس، بعيداً عن ذلك.

أما في اليمن، فيمكن أن يكون تضييق الخناق العسكري على الحوثيين، وسيلة للضغط على خامنئي، وكذلك جعل الوضع اللبناني غير مريح لـ "حزب الله"، فيما تبقى أقل نقاط الضعف الإيرانية في كل من العراق وأفغانستان. يمكن هنا أن يكون الوضع الداخلي الإيراني بمثابة الخاصرة اللينة لحكام طهران، ذلك أنه يمكن أن ينفجر بسبب التأزم الاقتصادي. وعلى الأغلب سيكون وضع خامنئي مختلفاً عما كان عليه عند مواجهة "الثورة الخضراء" في حزيران (يونيو) 2009، عندما امتنع أوباما، الذي كان منخرطاً في مفاوضات سرية مع الإيرانيين في مسقط منذ مايو 2009، عن استغلالها.

ليست إيران اليوم قوية كما كانت أمام أوباما عند توقيع اتفاق العام 2015، ولكنها ليست ضعيفة إلى الحدود التي كان عليها العراق عام 2003.

ختاماً، يجدر القول أن علي الخامنئي ليس مثل الملا عمر أو صدام حسين، كما أن دونالد ترامب ليس مثل جورج دبليو بوش في أعقاب هجمات 11 (سبتمبر) 2001. فالوضع اليوم مختلف، وبالتالي فإن الحرب لن تحصل على الأرجح، لا بل إن التسوية الأميركية - الإيرانية هي المرجحة، لكنها لن تكون لصالح إيران كما كانت تسوية أوباما - خامنئي في عام 2015.

 

جورج شاهين - «القمم» أحرقت المراكب مع واشنطن قبل طهران؟

جورج شاهين/الجمهورية/08 حزيران/2019

بعد أسبوع على مسلسل «قمم مكة» أظهرت الوقائع كثيراً ممّا تمّت قراءتُه في مقرراتها منذ اللحظة الأولى. فقد كانت المفاجأة بحسب ديبلوماسيين غربيين أنها حملت ما يكفي ممّا يعارض التوجهات الرئاسية الأميركية في المنطقة وتحديداً في «صفقة القرن» ولم تأتِ بجديد بالنسبة الى إيران. فكيف يمكن قراءة ذلك؟ وهل حرقت بعضاً من المراكب مع واشنطن قبل طهران؟ لم تأتِ الأيام السبعة التي تلت «قمم مكة» الخليجية، العربية والإسلامية بجديد. فالقراءة الأوّلية التي أُجريت لما تقاطع وتلاقى في بياناتها الثلاثة والوثائق الملحقة بها أوحى بكثير من العناوين التي عبّرت عنها وفي مقدمها رفض واضح وصريح لكل ما يجري تحضيره لما سُمّي «صفقة القرن»، قبل أن تؤكد المؤكد لجهة رفض التوسّع الإيراني ووضع حدّ لإعتداءات طهران التي تدرّجت الى حدود تفجير البواخر الأربع في ميناء الفجيرة وضرب خط نقل النفط من شرق المملكة الى غربها.

فقد اظهرت المواقف المعلنة منها تجاهلاً لمساعي مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر وفريقه الذي يقود مساعي السلام لحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كما يراه في ذروة الإحتقان الذي تعيشه المنطقة. وكأنّ ما هو مطروح يمكن أن يؤدّي الى الفصل بين ما يُسمّى النزاع العربي ـ الإسرائيلي والنزاع بين الدولة اليهودية والسلطة الفلسطينية حصراً من دون أن يحتسب ما دون ذلك من عوائق خارج إطار المجتمع العربي. والى ما هو ابعد من ذلك في اتّجاه الرفض الأوروبي لمثل هذه الخطة والتشكيك الأميركي بها.

لا يتجاهل الديبلوماسيون أنّ القمم تزامنت والجولة الاولى لكوشنر وفريق عمله في المنطقة والتي شملت كلاً من المغرب والأردن وإسرائيل في أولى محطاتها. وكان من الواضح تلاقي ما انتهت اليه القمم وما سمعه الموفد الأميركي في الرباط وعمان وتحديداً في الأردن التي خرج ملكها عبدالله الثاني ليعيدَ تأكيد الثوابت التي تتجاهلها خططه لـ«مشروع الدولتين» والقدس والضفة الغربية، كما بالنسبة الى عملية تبادل الأراضي وحدود ما قبل حرب الـ 67 سعياً الى إلغاء الوجود العربي فيها.

ولم تكتمل الصورة التي تلت مسلسل القمم إلّا بالمواقف المتقدمة لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي قدم قبل ايام عرضاً شكّك فيه بإمكانية نجاح «صفقة القرن» في ظلّ المعادلات القائمة في الداخل والخارج. فبومبيو يدرك جيداً المعوقات أمام الخطط السرّية لكوشنر وفريقه. وما تسرّب منها لا يوحي بإمكان توفير الحدّ الأدنى من الإجماع العربي والدولي حولها. وبالإضافة الى سلسلة ملاحظات الكونغرس الأميركي الذي تجاهله قرار رئاسي ينفّذه كوشنر وتلك التي عبّرت عنها أجهزة المخابرات ومجلس الأمن القومي الأميركي، فالعالم بأسره لم يعترف بعد بقرار ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ولا بمدّ السيادة الإسرائيلية الى اراضي الجولان المحتل وبلا وقف التمويل الأميركي لوكالة «الأونروا»، لا بل فقد سارعوا الى نجدتها بالمال اللازم لضمان خدماتها في الداخل الفلسطيني والخارج تارة تحت عناوين إنسانية وأخرى من اجل مواجهة الإرهاب.

ولذلك، يرى الديبلوماسيون أنّ جولة كوشنر الأوروبية الجديدة التي يستعد لها لن تؤتي بجديد فهو يدرك حجم العتب الأوروبي لتجاهل عواصمهم في كل ما يفكر ويسعى اليه. فثمة عواصم ومن بينها برلين وباريس مثلاً لم تستوعب بعد القرارات الأميركية المالية والإقتصادية التي اتخذها ترامب والتي أعاقت التجارة البينية مع واشنطن على خلفية اعتبارها «القارة العجوز».

على هذه الخلفيات، يبني الديبلوماسيون قراءاتهم لقمم مكة في اعتبار قراراتها قاسية في حقّ الأميركيين الى درجة تهدّد بنسف الجسور التي مدّها ترامب وفرشتها العواصم الخليجية بمليارات الدولارات، فإذا بها تُحرجهم في كل محطة اساسية تعني القضية الفلسطينية التي لم يسقطوها بعد من اولوياتهم العربية والإسلامية، مع الخشية من السباق المزعوم مع طهران التي ترغب بتظهيرهم وكأنهم هم مَن باعوا القضية وقدسها.

وعليه، فقد كانت مقررات القمم، ولا سيما منها القمة الإسلامية موجّهة الى إسرائيل والإدارة الأميركية. فهي من وجهت الدعوات الى كل من إيران وطهران لحضور القمة الإسلامية دحضاً للاتّهامات الإيرانية ومحور الممانعة بالتخلّي عنها واعتبار القضية الفلسطينية «قضية مركزية». وإنّ السلام والأمن كخيار استراتيجي لن يتحقّقا إلّا بانسحاب إسرائيل الكامل من أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وفق القانون الدولي وما نصت عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. كذلك دانوا نقل سفارتي الولايات المتحدة الأميركية وغواتيمالا إلى القدس والاعتراف غير القانوني بها عاصمة لإسرائيل ودعوا دول «منظمة التعاون الإسلامي» الى مقاطعة الدول التي فتحت البعثات والمكاتب لديها وقطع العلاقات الاقتصادية ووقف كل أشكال التطبيع حتى تنفيذ القرارات الخاصة بفلسطين والقدس وإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة.

ومن دون الدخول في التفاصيل، فقد تقدّمت هذه التوصيات مقرّرات القمة في بيانها الختامي ومعها إدانة «القرار الأميركي بضم الجولان للأراضي الإسرائيلية»، واعتباره «قراراً غير شرعي ولاغياً ولا يترتّب عليه أيّ أثر قانوني». قبل الإشارة الى دور إيران في المنطقة وشكواها الدائمة منها قبل اتهامها بتفجيرات الفجيرة وخط الأنابيب السعودي بعد احداث اليمن والبحرين.

وعدا عن ذلك كله يبقى المستغرب في نظر الديبلوماسيين الاتّهام الذي وُجِّه الى رئيس الحكومة سعد الحريري في القمم وخروجه عن سياسة «النأي بالنفس». فجاء الرد واضحاً في بيان القمة الإسلامية بتقديم ملف لبنان على الملفات الأخرى. فهو تجاهل للمرة الأولى أيّ إشارة الى «حزب الله» ودوره الإقليمي ـ وهو ما حال دون تحفّظ لبنان - وأعطى اللبنانيين «الحق بمقاومة أيّ اعتداء بالوسائل الشرعية»، ودعا الى تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، ووجّه التحية الى لبنان لإستضافته النازحين السوريين. كما أعطاه حقه بالمنطقة الإقتصادية الخالصة من دون أيّ تنازل وعن حقه في الإحتفاظ بثروته النفطية. فهل يستحق ذلك مثل هذه الإدانة؟ وتأسيساً على ما تقدّم، لا يستطيع أيّ ديبلوماسي إلّا أن يقرأ في القمة نهجاً يؤدي الى نسف الخطط الأميركية للمنطقة وما سُمّي منها «صفقة القرن» تحديداً، وخصوصاً إذا كانت هذه هي عناوينها المرفوضة قبل أن تقلع وعشية «مؤتمر المنامة». ولذلك يصحّ السؤال هل يمكن أن تكون «قمم مكة» قد حرقت المراكب مع واشنطن وإدارة الرئيس الأميركي قبل طهران؟

 

عن مساحة اجتماعية لـ'داعش'

حازم الأمين/الحرة/08 حزيران/2019

يتحدث أمنيون عن مساحات جغرافية واسعة ما زال "داعش" يتحرك فيها بين العراق وسوريا. ويقدمون أوصافا وشروحات لطبيعة وجوده في تلك المناطق الصحراوية. والحال أن ما يرصدونه يؤشر إلى استمرار التنظيم في الاشتغال وفي استقبال تمويل وفي تجنيد فتية خارج الرصد الأمني، إلا أن كل هذا قد لا يكون بأهمية "المساحات الاجتماعية" التي ما زال "داعش" يتحرك فيها. وهذه المناطق، على عكس المساحات الصحراوية المفتوحة، هي مقفلة وشديدة الضيق، ومحمية بتقية تمارسها جماعات "مهزومة" تشعر أنها قد أُخرجت من المشهد السياسي، وحُولت في سياق الحرب على الإرهاب إلى جماعة مُدانة ومُريبة.

وإذا كانت الصحراء الغربية في العراق، ومناطق بر الشام الواسعة هي ما يعنيه الأمنيون حين يتحدثون عن "المساحات الجغرافية" الفارغة التي يتحرك فيها عناصر التنظيم، فإن مدنا مثل الموصل والرمادي والبوكمال والرقة، هي "المساحات الاجتماعية"، وهي قد تشمل أحيانا مدنا خارج العراق وسوريا، كطرابلس اللبنانية مثلا، التي استيقظ فيها "داعشي" من خارج ما توهمه أهل المدينة بأنه سياقها، وقد تمتد إلى مدن في الأردن وفي السعودية، ذاك أن النصر على التنظيم كان نصرا جغرافيا وليس اجتماعيا.

حكومات بلداننا تمارس تقية حيال الكثير من الوقائع والحقائق التي رافقت ولادة "دولة الخلافة"

وناهيك عن أن "النصر الجغرافي" مستحيل على ما يؤكد الضالعون في الحرب على "داعش"، إلا أن الهزيمة الاجتماعية التي أُلحقت ببيئة واسعة تحرك التنظيم فيها، يحول الفراغ الجغرافي إلى ملجأ للمهزومين.

رجال الأمن في العراق أكثر تشاؤما من رجال السياسة بما يتعلق بمستقبل التنظيم. وهم يرصدون اليوم مجندين جددا من جيل ما بعد "الهزيمة الجغرافية". في الموصل يُعلن يوميا عن خلايا تم الكشف عنها داخل المدينة، وفي مخيم الهول في سوريا يقول "قسد" إن لدى التنظيم فرصة للاستثمار بفتية يعيشون أسوأ الظروف مع أمهاتهم الأرامل. "ذئب طرابلس" عبد الرحمن مبسوط الذي قتل أربعة عناصر من القوى الأمنية اللبنانية، هو ابن مساحة شديدة الضيق اجتماعيا وسياسيا في المدينة، إلا أنها تملك قابلية كبيرة للتوسع. إنها الطبيعة الأولى للتنظيم. التدفق على المدن من مناطقها الضيقة والداخلية، تلك التي تستبطن فيها جرحها الأصلي.

النصر على "داعش" كان نصرا مذهبيا. هذا جرح نرجسي كبير نجم عنه شعور عميق بالهزيمة، وهذا الشعور يقيم في "لاوعي الجماعة"، ويستيقظ في مناطق غير متوقعة، ويمكن رصده في كثير من ردود الأفعال. فكثيرون من ضحايا "داعش" هم من أبناء الجماعة المهزومة مذهبيا، وهؤلاء يغبطون أنفسهم في كثير من الأحيان ما أن يضرب التنظيم موقعا لعدوهم المذهبي أو القومي. هذا الشعور أملته طبيعة الحرب التي خيضت على "داعش"، وهو شعور لا يتيح له الشرط السياسي الراهن أن يتبلور كخيار جماعي في المواجهة، لكن احتمال أن ينقلب المشهد ليس مستبعدا، والحدود غير منيعة، والصحراء بطن ولادة لما هو غير متوقع.

المشكلة هي أنه ومثلما ذُهلنا من الولادة الأولى للمسخ، ما زلنا عاجزين عن الكف عن الذهول، على رغم أننا نحن من أنجب هذا المسخ. الوقائع اليومية التي تجري في مدننا وصحرائنا وجبالنا وأنهارنا، ليست سوى خطوات لتخصيب القابلية على ولادة المسخ. إدارة الموصل بعد "النصر" وبعد الدمار الهائل، تتم على نحو أسوأ مما يتخيله المرء. "قتل نحو 300 من أهل المدينة غرقا في عبارة لا تتسع لأكثر من خمسين. ونجا صاحب العبارة من المساءلة". "جنود من أجهزة أمنية رسمية يغتصبون نساء في مخيمات العزل التي تقيم فيها عائلات من عناصر التنظيم". هذه نتف من أخبار المدينة "المحررة" ومن قصص المنتصرين فيها.

العودة إلى مدينة طرابلس اللبنانية مفيدة في هذا السياق. في المدينة أغنياء انتصروا على التنظيم، وفقراء هُزموا في سياق الهزيمة التي أُلحقت به. لا مشروع سياسيا للمنتصرين سوى مراكمة ثروات فوق ثرواتهم. واليوم لا يبدو أن ثمة أفقا لواقعة قتل الجنود الأربعة في المدينة، لكن المنتصرين قليلي الحساسية حيال ولادة هذا الأفق، لا بل أنهم قد يسعون لبناء هذا الأفق إذا ما اقتضى تضخيم الثروات ذلك.

رجال الأمن في العراق أكثر تشاؤما من رجال السياسة بما يتعلق بمستقبل "داعش"

حكومات بلداننا تمارس تقية حيال الكثير من الوقائع والحقائق التي رافقت ولادة "دولة الخلافة"، بحيث منعت التفكير بما جرى. الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تضع أمامنا أرقاما حول حجم مشاركتنا بـ"داعش". هذه الأرقام بقيت بحوزتها لوحدها. التعامل مع الملتحقين اقتصر على جانبه الأمني، وهذا الأخير هو جزء من شبكة فساد وانتفاع مذهبي ليس لديها أي رغبة في رأب الصدع الذي دفع فتية للالتحاق بـ"داعش". وإذا كان هذا حال لبنان، وهو الأقل مساهمة في ظاهرة "داعش"، فإن أحوال بلدان كالسعودية مثلا، التي يُقدر عدد الملتحقين من مواطنيها بالتنظيم بنحو 7 آلاف، أسوأ بكثير لجهة ممارسة الكتمان على حصتها من المقاتلين. وهذه الحقائق تجعل من "المساحات الاجتماعية" الضيقة التي يتحرك فيها التنظيم، مساحات مكملة للمساحات الجغرافية. ولا يبقى لكي يعاود المسخ تدفقه سوى الشرط السياسي، وهذا ما لن تبخل به دولنا الفاشلة وطوائفنا المتحفزة للانتقام.

 

لعنة «الأمن المهتز» تلاحق طرابلس مجدداً/الفقر المدقع العامل الأبرز وراء التحاق عدد كبير من شباب المدينة بالمجموعات المتطرفة

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

ظنّت طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، أنها طوت في عام 2015 صفحة سوداء من تاريخها لطّختها دماء المئات من أبنائها الذين قُتِلوا سواء في الصراع المذهبي التاريخي الطويل بين أبنائها العلويين الذين يسكنون في «جبل محسن» وأبنائها السنّة الذين يتمركز قسم كبير منهم في «باب التبانة»، أو في التفجيرات الانتحارية المتلاحقة التي شهدتها. إلا أن لعنة «الأمن المهتز» عادت لتلاحقها مجدداً مع إقدام أحد العناصر اللبنانيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» بسوريا على استهداف آليتين للجيش وقوى الأمن الداخلي في المدينة عشية عيد الفطر، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر أمنيين عن طريق الغدر.

وعلى الرغم من كل التطمينات التي تصدر من هنا وهناك حول كون الحادثة فردية وأن الإرهابي الذي فجّر نفسه غير مرتبط بقيادة التنظيم أو بمجموعة كبيرة، تفاقمت مخاوف الطرابلسيين من عودة المسلسل الأمني الدامي ليطرق أبوابهم بقوة بعد نحو 4 سنوات من الاستقرار الذي نعموا به كما باقي المناطق اللبنانية، وذلك منذ سير القوى السياسية بالتسوية التي أدت لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وتتركز الأنظار حالياً على العناصر الذين قاتلوا إلى جانب التنظيمات المتطرفة سواء في سوريا أو العراق وعادوا في الفترة الأخيرة إلى لبنان بعد أن تشربوا «الفكر المتطرف» واكتسبوا خبرات قتالية وأخرى مرتبطة بكيفية تنفيذ أعمال إرهابية. وفيما تتكتم الأجهزة الأمنية حول العدد التقريبي لهؤلاء، تتحدث بعض المصادر عن أنه يتخطى الـ500، علماً بأن أعداداً أخرى منهم تُقدَّر بـ600 جرت محاكمتهم في فترات سابقة بعد أن تم إلقاء القبض على معظمهم عند حدود لبنان الشرقية، وهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، في وقت لا يزال المئات من أمثالهم قيد التحقيق والمحاكمة.

وقبل نحو أسبوع، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن مديرية المخابرات أحالت إلى القضاء المختص، 8 عناصر ينتمون إلى خلية تابعة لتنظيم «داعش» بعد أن تم رصدهم وتوقيفهم في مناطق لبنانية مختلفة، وقد دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة إثر تضييق الخناق عليهم في الداخل السوري وبالتحديد في منطقة الباغوز. وكانت مديرية المخابرات تسلّمت، العام الماضي، ثمانية لبنانيين، بالتعاون مع الاستخبارات الأميركية كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» في سوريا والعراق، وباشرت التحقيق معهم بإشراف القضاء العسكري. وقد أدت التحقيقات إلى توقيف عناصر تابعين للتنظيم في لبنان، كانوا ضمن خلايا نائمة.

لأولوية للعمل المخابراتي

لا تزال الأجهزة الأمنية والعسكرية تدقق في العملية الأمنية الأخيرة التي شهدتها طرابلس، وإن كانت مصادر أمنية لا تخفي أنه يتم التحقيق مع عدد من الموقوفين لتبيان ما إذا كان الإرهابي عبد الرحمن مبسوط الذي نفذ العملية قد خطط لها وحيدا أم أنه مرتبط بخلية إرهابية. وتشير مصادر عسكرية إلى أن العمل اليوم يتم على خطين أساسيين لتفادي تكرار العملية التي شهدتها طرابلس سواء في المدينة نفسها أو في مناطق لبنانية أخرى، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه، ومنذ فترة، بدأ الانكباب على محاولة ضبط الحدود رغم صعوبة الأمر لغياب العدد والعتاد اللازم لقطع الطريق على عمليات تهريب وعودة العناصر الإرهابية من سوريا إلى لبنان. وأوضحت أن الطبيعة الجغرافية لجهة تداخل الأراضي والقرى تصعّب المهمة رغم أن أبراج المراقبة التي تم إنشاؤها غطت مساحات كبيرة إضافة للدوريات التي نقوم بها والتي هي الأخرى أسهمت بضبط الوضع ولكن ليس بالمستوى المطلوب، وهو ما يجعلنا نركّز بشكل أساسي على العمل الأمني والمخابراتي الداخلي الذي يقوم على ملاحقة ومتابعة العناصر العائدين، وقد أسهم ذلك إلى حد كبير بالتضييق عليهم ما صعب مهمتهم بضرب الاستقرار الداخلي. وتشدد المصادر العسكرية على وجوب أن يترافق كل هذا العمل الأمني والمخابراتي مع العمل على محاربة الفكر التكفيري، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً وتضافر جهود عدة فرقاء، لافتة إلى أن تطوع عدد كبير من أبناء طرابلس في الجيش يساهم كثيرا في هذا المجال إضافة إلى الدور الذي تلعبه مديرية التعاون المدني – العسكري في الجيش، التي تنفذ الكثير من المشاريع الإنمائية والنشاطات.

وشهد لبنان ما بين عامي 2013 و2015 عدداً كبيراً من التفجيرات الإرهابية، أغلبها نفّذت بواسطة انتحاريين، دخلوا بسيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان، والبعض الآخر عبر دراجات نارية مفخخة وأحزمة ناسفة أوقعت عشرات الضحايا، والآن يُخشى من عودة هذا الكابوس، وفق التقييم الأمني، رغم أن خطره تقلّص إلى حدّ كبير. ولا ينفي السياسي الطرابلسي والمستشار السياسي لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الدكتور خلدون الشريف، أن العملية الإرهابية التي شهدتها طرابلس «معرضة للتكرار في المدينة كما في أي منطقة لبنانية أخرى، فالخلايا الإرهابية موجودة بكل مكان في العالم وقد ضربت في عدد كبير من الدول، وبالتالي المطلوب العمل اليوم على تعزيز الأمن الوقائي ورفع مستوى التضامن بين أهل الحكم، لأن الأمن الاجتماعي كما الأمن السياسي أساسيان لتوفير الاستقرار الأمني». ويضيف الشريف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «القوى الأمنية تقوم بدور ممتاز، لكن المطلوب تنسيق أكبر في ما بينها ومتابعة الأشخاص المشكوك بهم بشكل لا يمس الأمن العام والأمن القومي». ويرى الشريف أنه من الطبيعي والمنطقي أن يعود العناصر الذين قاتلوا إلى جانب المجموعات المتطرفة سواء في سوريا والعراق إلى المناطق ذات الغالبية السنية؛ إن كان طرابلس أو عكار أو البقاع الغربي وغيرها من المناطق، لأن كل هؤلاء من أبناء الطائفة السنية، وبالتالي سيعودون إلى البيئة التي ينتمون إليها، مشدداً على أن ذلك لا يعني على الإطلاق أن هذه البيئة كلها متطرفة، بل على العكس تماماً، باعتبار أن عدد المتطرفين صغير جداً، وهو ما أثبتته التجربة الأخيرة حين عبّر أهالي طرابلس عن كرههم ولفظهم للعملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفتهم أصلاً. ويضيف: «لا شك أن الأمن الوقائي عنصر أساسي للتعامل مع هؤلاء العناصر مع أهمية إنشاء مراكز تأهيل للخارجين منهم من السجون لإعادة تكوين شخصيتهم».

خطر إدلب يلاحق لبنان

يعتبر العميد المتقاعد محمد رمال أن ما دفع الخلايا النائمة الإرهابية للتحرك مجدداً من بوابة طرابلس هو الجو العام في البلد وإقحام الأجهزة الأمنية مادّةً من مواد السجال السياسي، لافتا إلى أن الإرهاب لا يتوقف بتوقيف أشخاص وعناصر فالفكر يبقى موجودا، وحين يتحين أصحاب هذا الفكر الفرصة المناسبة لا يتأخرون عن تنفيذ ضرباتهم. ويوضح رمال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الخلايا النائمة تستفيد من أوضاع متشنجة سواء سياسية أو أمنية لتخرج لإعادة ممارسة نشاطها الإرهابي، أما في مرحلة الاستقرار فهي تجمد عملها لأنها تعي أن لا قدرة وجرأة لها لتخرج في أوضاع مماثلة تسهل عملية كشفها. ويضيف: «أخيرا عاد التشنج السياسي إلى البلد على خلفية ملفات عديدة، حتى إنه تناول مواضيع وقيادات أمنية، ما جعل هذه الخلايا تعتقد أن الفرصة باتت مواتية بعد نحو 3 أو 4 سنوات من الاستقرار والتنسيق الأمني الممتاز بين الأجهزة الذي منع تحركها». ويتحدث رمال عن مصدرين أساسيين لمد الخلايا النائمة بالعناصر حالياً، أولاً: المجموعات التي يتم توقيفها فتحاكم وتنهي محكوميتها أو يتم الإفراج عنها لأسباب أو لأخرى، وثانياً، المجموعات التي تأتي من سوريا، لافتاً إلى أن «الأنظار تتجه اليوم إلى محافظة إدلب، وما إذا كانت الأمور تتجه هناك لحسم عسكري لصالح النظام السوري ما سيدفع المسلحين هناك للبحث عن منفذ وبما أن معظم الأبواب مغلقة بوجههم سواء لجهة الحدود التركية - السورية أو العراقية - السورية، فإن قسماً كبيراً منهم قد يتجه إلى لبنان باعتبار أن هناك مناطق حدودية غير ممسوكة تماماً». ويضيف: «إذا وجد هؤلاء وضعا أمنيا متوترا وبيئة مناسبة فقد يعودون لممارسة الأعمال الإرهابية. ونخشى أن يكون ما حصل في طرابلس أخيرا محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال محاولة جس النبض حول إمكانية أن يكون الشمال اللبناني مكانا مناسبا لتحرك المسلحين الذين يدخلون إلى لبنان». وقد تحولت محافظة إدلب السورية التي تسيطر على الأجزاء الأكبر منها، «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري، إلى مأوى لعشرات المطلوبين للسلطات اللبنانية الذي غادروا مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان قبل نحو عامين. فبعد الإعلان عن وصول شادي المولوي، وهو أحد أبرز هؤلاء المطلوبين إلى الشمال السوري في عام 2017 انضم إليه هيثم الشعبي الملقب بـ«أبو مصعب»، وهو أحد أبرز مسؤولي «الشباب المسلم»، وكان يتزعم مجموعة مؤلفة من نحو 40 عنصراً في المخيم. وقد غادر «عين الحلوة» برفقة الشعبي أيضاً محمد العارف وهو أحد المنتمين إلى «جبهة النصرة»، وقاتل في صفوفها بسوريا، لينضما بذلك لآخرين سبقوهم ومنهم «أبو خطاب» الذي اتهمه الجيش اللبناني بتزعم خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات «إرهابية» في الداخل اللبناني. واليوم وبعد إعادة طرح مصير إدلب على طاولة المباحثات، يتخوف المسؤولون اللبنانيون من عودة من فروا من لبنان إليه مع عشرات آخرين من العناصر المتطرفة في حال تقرر الحسم العسكري هناك. وما يفاقم المخاوف هو عدم قدرة الجيش اللبناني سواء من حيث عدد عناصره أو العتاد الذي يمتلكه من ضبط الحدود الشاسعة مع سوريا بشكل كلي، ما قد يسهل مهمة تسلل هؤلاء إلى أكثر من منطقة لبنانية خصوصاً المناطق التي قد يجدون فيها أرضية مناسبة لاستعادة نشاطهم.

الفقر والسياسة... سببا البلاء

يُعتبر الفقر المدقع العامل الأبرز الذي يؤدي لالتحاق عدد كبير من شباب المدينة بالمجموعات المتطرفة، إذ تُعد طرابلس من أفقر المدن على حوض البحر المتوسط، وهو ما جعل كثيراً من أبنائها يلتحقون بالتنظيمات الإرهابية ويشاركون بأكثر من 20 جولة قتال بين باب التبانة وجبل محسن منذ عام 2007. وبحسب الأرقام المتوافرة لدى مجموعات المجتمع المدني، فإن 57 في المائة من المقيمين في طرابلس يعيشون تحت خط الفقر والحرمان، فيما 77 في المائة من العائلات في المدينة محرومة اقتصاديا (95 في المائة في التبانة والسويقة). وتصل نسب البطالة في طرابلس إلى مستويات مرتفعة جدّاً، تصل لثلث الشباب، فيما لا يتخطى دخل نحو نصف الأسر في طرابلس 500 دولار أميركي شهرياً. ورغم كل الوعود التي أغدقها زعماء المدينة على أهلها خلال الانتخابات النيابية الماضية، لم يلحظ هؤلاء تطبيق أي منها على أرض الواقع. وهو ما تعبّر عنه ح. ي. (40 عاماً) لافتة إلى أن المدينة لا تزال تتخبط في فقرها وعوزها، وكأنه لم يكن ينقصها إلا تحريك الوضع الأمني مجددا كي يتحول الوضع فيها إلى «كارثي» بكل ما للكلمة من معنى. وتشير ح. ي. في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أكثر من يثير السخرية هو أن «من لم يلتفت إلينا طوال العام الماضي عاد إلى المدينة في الانتخابات الفرعية الأخيرة ليردد نفس الوعود التي رددها في مايو (أيار) 2018، لكن جواب الأهالي كان حاسما هذه المرة، باعتبار أن نسبة الاقتراع لم تتجاوز الـ12.5 في المائة». وقد تمكن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية في المدينة في الانتخابات العامة بحيث فاز تيار «العزم» الذي يرأسه بـ4 مقاعد مقابل 3 لـ«تيار المستقبل» الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، ومقعد لفيصل كرامي. إلا أن المعركة الانتخابية الضارية التي شهدتها طرابلس في مايو 2018 لم تتكرر أخيراً خلال الانتخابات الفرعية التي شهدتها المدينة بعد إبطال المجلس الدستوري نيابة مرشحة «المستقبل» ديما جمالي، فقد نجح الحريري في الأشهر الماضية بإصلاح علاقته بكل الزعماء والقوى الطرابلسية انطلاقاً من ميقاتي مروراً بوزير العدل السابق أشرف ريفي، وقد طوى مع الأخير ثلاث سنوات من الخلافات المستحكمة، ما مهَّد لفوز جمالي مجدداً بمقعدها النيابي. وكان الافتراق وقع بين الحريري وريفي على أثر إعلان الأخير استقالته بشكل مفاجئ من حكومة الرئيس تمام سلام، في 21 فبراير (شباط) 2016، من دون التنسيق مع الحريري الذي سمّاه وزيراً للعدل في تلك الحكومة، ووصل الخلاف ذروته بين الرجلين، خلال الانتخابات البلدية التي خاضها ريفي في طرابلس بمواجهة تحالف الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، وتمكن خلالها ريفي من اكتساح المقاعد البلدية بكاملها، لكنه أخفق في تكرار هذا الانتصار في الانتخابات النيابية.

الحقبة السوداء

وعرفت طرابلس ما بين عامي 2007 و2015 «حقبة سوداء» في تاريخها، فشهدت منطقتا جبل محسن وباب التبانة أكثر من 20 جولة قتال أدت لمقتل وجرح المئات، وتأججت جولات العنف هذه بعد العام 2011 على خلفية النزاع السوري مع وقوف غالبية السنَّة في لبنان إلى جانب المعارضة السورية وتأييد العلويين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي شهر أغسطس (آب) 2013 تم تفجير مسجدي «التقوى» و«السلام» في طرابلس، ما أدى إلى سقوط 42 قتيلاً ونحو 500 جريح. واتهم القضاء اللبناني في عام 2016 ضابطين في المخابرات السورية بالوقوف وراء التفجيرين وشملت الخلية اللبنانية المنفذة 5 أشخاص من جبل محسن، بحسب القرار الاتهامي. واستمر المسلسل الأمني في عام 2014. إذ شهدت منطقة التبانة، مواجهات بين الجيش ومجموعتي شادي المولوي وأسامة منصور المنتميين فكريّاً لـ«جبهة النصرة»، انتهت بهروبهما من المنطقة. وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2015، قُتِل 9 أشخاص وأصيب 37 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين وقعا في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية. إلا أن هذا المسلسل وصل إلى نهايات سعيدة مع توصل القوى السياسية المعنية إلى نوع من التسوية في العام نفسه أدَّت إلى خروج أمين عام الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد من جبل محسن إلى سوريا، علماً بأن المحكمة العسكرية الدائمة أصدرت حكماً غيابيّاً قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقه، وذلك لإدانته بجرم التحريض على الاقتتال بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة وتوزيع الأسلحة والحضّ على القتل، بينما صدرت مذكرة بحث وتحرٍّ في حق والده علي عيد للتحقيق معه في مسألة إخفاء أشخاص مقربين منه متهمين بالتورط في تفجيري المسجدين بطرابلس. ولا يزال رفعت عيد في سوريا، وهو يحمّل حلفاءه في قوى «8 آذار» مسؤولية «نفيه». وقد قال في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» إن «التسويات السياسية في لبنان دائماً تحصل على دمنا، وليس الخصوم فقط من يتحملون المسؤولية، بل عتبنا أيضاً على حلفائنا بالدرجة الأولى الذين هم من طلبوا منا الخروج من طرابلس وجرت معنا اتصالات من أعلى المستويات لهذا السبب»، رافضاً تسمية هذه الجهات.

 

السودان والتخلص من الفوضى

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

الحراك السوداني الشعبي بدأ شعبياً عفوياً سلمياً، لإسقاط ديكتاتور السودان وربيب جماعة «الإخوان» عمر البشير، الذي احتضنهم لسنوات والذين سرعان ما تخلو عنه، عندما عرفوا أن سقوطه بات وشيكاً؛ فهذا ديدنهم. فالبشير من كان وراء تقسيم السودان، وكان من عرّابي «الربيع العربي»، حيث جعل من السودان محطة ترانزيت لعناصر تنظيم «الإخوان»، في تنقلاتهم وحتى فرارهم. بسقوط البشير، تولى المجلس العسكري السوداني، زمام القيادة، والذي بدأ بشخصية جدلية هو عوض بن عوف، الذي كان نائباً أول للرئيس المعزول ووزير دفاعه، وسرعان ما أعلن استقالته وتنحيه عن المنصب، بعد أقل من 48 ساعة، لصالح الفريق عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، في إشارة منه إلى الحفاظ على تماسك المنظومة الأمنية، بعد أن تعالت أصوات تطالبه بالتنحي، باعتباره جزءاً من منظومة الرئيس المعزول، ومطالبات أخرى بإزاحة جميع رموز نظام البشير من المشهد السياسي.

تعثر المفاوضات حول الحكم الانتقالي ورفع سقف المطالب، والتعنت من كلا الطرفين، بينما تحالف «قوى الحرية والتغيير» عبّر عن غضبه حول فض الاعتصامات بالقول: «إن المجلس وضع نفسه في مواجهة الشعب السوداني»، في حين أن المجلس العسكري السوداني قال إنه مستعد للحوار، لكن بلا شروط مسبقة، بينما «قوى الحرية والتغيير»، التي تضم تجمع المهنيين وتتزعم المشهد السوداني إعلامياً ولا أحد يعلم حجمها الحقيقي شعبياً، فإن المجلس العسكري يرى أنها لا تمثل أغلبية الشارع كما تطرح نفسها، فهي قوى لا يوجد لديها تفويض أو توكيل من الشعب لها بالزعامة، أو حتى الحديث باسمه، والمجلس العسكري يقول بأنها تحاول الهيمنة على قوى الشارع، في محاولة منها لفرض رأيها وتصورها الأحادي، دون أن تشرك معها باقي القوى السياسية؛ مما يجعلها بمثابة مشروع قوى استبدادية جديدة، إذا استمرت بنهجها هذا.

القوى السياسية في الشارع السوداني كثيرة، منها تجمع المهنيين السودانيين، وتحالف قوى الإجماع الوطني، ونداء السودان، والتجمع الاتحادي المعارض، وأحزاب وقوى أخرى لم تتحالف تحت مظلة تجمعها. إضعاف الجيش السوداني ليس في مصلحة السودان ولا ثورته، فبلاد بلا جيش ستكون فريسة سهلة للميليشيات والفوضى والإرهاب، ولعل المشهد الليبي حاضر في الذاكرة القريبة قبل أن ينهض الجيش الليبي ويستعيد زمام المبادرة ويلاحق الميليشيات التي أفسدت النسل والحرث. بلاد النيلين الأبيض والأزرق، تواجه منعطفاً خطيراً في تاريخها، في ظل وجود ميليشيات استيقظت من سباتها ووجود متمردين في إقليم دارفور، وأزمة انفصال الجنوب، الجرح الذي لم يندمل بعد ولا يزال ينزف. الوضع في السودان ومحيطه الإقليمي، لا يسمح بإغراق السودان في الفوضى، ولهذا لا بد من عودة الثقة بين المجلس العسكري والقوى الوطنية، للخروج بالسودان سالماً ومعافى بعد أن قضى على النظام الاستبدادي السابق، وبخاصة أن السودان في زمن حكم البشير، كان تحت نظام ديكتاتوري بعباءة إخوانية، حيث كان لتنظيم «الإخوان» اليد الطولى في البلاد، بل كان بن لادن يقيم في السودان وترك أثراً وأتباعاً نائمين، يمكن إيقاظهم لإحداث المزيد من الفوضى والرعب. الحل في السودان في اعتقادي يكمن في إيقاف التصعيد والتراضي بين جميع الأطراف والعودة إلى المفاوضات حول المرحلة الانتقالية الآمنة، مع المجلس العسكري وتعزيز الثقة في الجيش السوداني، فلا دولة سيكون لها وجود إذا أسقط جيشها أو تم تفكيكه.

 

عامان على مقاطعة قطر

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

حملة إعلامية جديدة تقوم بها قطر هذه الأيام بمناسبة مرور عامين على مقاطعتها. تدور بها على نفسها لتشرق وتغرب ثم تعود لنفس النقطة التي بدأت منها، وهي نفس الحملة الإعلامية التي قامت بها قبل عام وتتكرر بالطريقة نفسها، والأكيد أنك إذا قمت بنفس الفعل أكثر من مرة فلا تتوقع أن تجد نتيجة مختلفة. الدوحة تصر من اليوم الأول للمقاطعة على دبلوماسية معتمدة على رسالتين متناقضتين؛ الأولى خارجية تحمل مظلومية باعتبارها «محاصرة» وتعاني من المقاطعة، والرسالة الأخرى داخلية بأنها أصبحت أكثر قوة وازدهاراً مما كانت عليه وباتت تعتمد على نفسها وليس جيرانها، والرسالتان بطبيعة الحال لا تستقيمان، فمن يصبح أقوى وأكثر ازدهاراً بالتأكيد لا يمكن أن يكون «محاصرا»، ومن يعاني فلا يمكن أن يمسي أقوى، وفي جميع الأحوال «ازدهار» قطر أو قوتها أو القدرة على استيراد آلاف الأبقار بالطائرات لا يشغل بال جيرانها، فلديهم من القضايا ما هو أهم من ذلك، على عكس الدوحة التي تعتبرها أم القضايا.

في خضم احتفالات قطر الصاخبة بعامين «من الشموخ والإنجازات» وتسمية طائرات رافال الفرنسية بـ«العاديات»، فإن ما يهم جيرانها فعلاً أنهم حققوا جزءاً كبيراً من أهدافهم من مقاطعتها؛ تخلصوا من تدخلاتها العبثية في شؤونهم الداخلية، وتمكنوا من إجبارها على تقليص دعمها للإرهاب، بالإضافة إلى أنها لم تعد قادرة على اختراق دول مجلس التعاون لتنفيذ أجندات معادية كما كانت تفعل مع إيران على وجه الخصوص، وهذه في تقديري من أعظم الإنجازات التي حققتها المقاطعة، ففي موقف النظام القطري وتراجعه عن بياني القمتين الخليجية والعربية اللتين أقيمتا في مكة المكرمة، لصالح إيران، أكبر دليل على صحة قرار الدول المقاطعة بأنها كانت خنجراً مسموماً تعمل بالخفاء لصالح النظام الإيراني، بعد أن رمت الدوحة بكل أوراقها لتصطف مع إيران بل وتمثلها في القمم كما لم تفعلها أي دولة أخرى، حتى تلك الدول التي تحتفظ بعلاقات قوية مع إيران خجلت من أن تفعلها بالشكل المفضوح هذا، حيث انقلبت على موافقتها على بيانات القمم وحملت الموقف الإيراني بكل تفاصيله، بل عبرت عن امتعاضها من بياني القمتين العربية والخليجية اللذين «ركزا بشكل رئيسي على التصعيد مع إيران، في حين غاب أي طرح لاعتماد سياسة الحوار مع هذه الدولة الجارة»، بحسب وزير خارجية قطر، أما أمير قطر فذهب أبعد من ذلك بالتعبير الصادق عن العلاقة القطرية الإيرانية خلال اتصاله بالرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلاً إن «مواقف طهران والدوحة تجاه العديد من القضايا الإقليمية متقاربة جداً»، في حين شكر روحاني أمير قطر على موقف حكومته من قمتي مكة، وبينما المنطقة تشهد توتراً شديداً بسبب التصعيد الإيراني وسلوكياتها العدوانية، ترمي الدوحة بكل أوراقها بوقوفها مع طهران ضد جيرانها كعادتها، كل الفرق أنها كانت تقوم بذلك سراً على مدى عقدين، أما اليوم فأصبحت تقوم به على رؤوس الأشهاد.

عاماً تلو الآخر تمضي سفينة الدول الأربع بهدوء بعد أن تخلصت من دولة كانت تخرق السفينة عمداً، وفي كل مرة يتم إصلاح الخلل بينما الجميع يعلم مَن خرقها لكنهم ينتظرون توقفها مستقبلاً عن ذلك، في الوقت الذي تزيد قطر في كل مرة من مساحة التخريب المتعمد للسفينة، أما اليوم وبعد عامين من المقاطعة فالمكاسب مستمرة، ولا يوجد من يفكر مجرد تفكير في إعادة الدولة المعزولة إلى السفينة من جديد. لا أحد يعلم متى تعود، ربما بعد خمسة أعوام أو عشرة، الأكيد أن جيرانها أصبحوا أكثر أمناً واستقراراً بعد عزلها، أما هي فهنيئاً لها بـ«إنجازاتها»، فالأهم أنها كفت شرها عن الآخرين، ولم يكن ذلك ليحدث أبدا لولا المقاطعة التي أراحت جيران قطر وجعلتهم أكثر تركيزاً على قضاياهم من الانشغال من أذى بالغ كان يأتيهم من الجار الصغير.

 

لا حل في كولومبيا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 حزيران/2019

في الخرطوم (بحري) حارة تسمى كولومبيا، على اسم البلد الأميركي اللاتيني الذي عرف بأكبر فلتان في زراعة المخدرات. وحارة كولومبيا تعج بما يرافق المخدرات من تجارة وإدمان وتعديات ومناخات. تسلم شؤون هذه البقع عادة إلى الخبراء الاجتماعيين والنفسيين والشرطة. وفي بلدان مثل هولندا وسويسرا، تتولى الدولة نفسها توزيع المخدرات على المدمنين لكي تتمكن من علاجهم وضبطهم، والحد من الضرر الذاتي والعام. هذه طريقة. والطريقة الأخرى تسليم القضية إلى «الجنجاويد»، عندما لا يكون هناك متسع من الوقت لكل هذه الأساليب العقيمة: تفتح الرشاشات على الناس وترميهم في النيل، وعندما تُسأل في الأمر تهز أكتافك قائلاً: هؤلاء ليسوا معارضة مدنية. إنهم كولومبيا. بابلو إسكوبار! دائماً المشكلة في مثل هذه الحالات، الحافتية، إذا صح التعبير، القيام بخطوة تتجاوز الحافة، لأنها ستعبئ الناس من جديد وتتحول إلى رمز محرك، فيما المطلوب في الساعات الوطنية الفاصلة نقاط التقاء بين فريقي المسألة. والتعجل في هذه الحالات قاتل، مهما بدت المماطلات خطيرة هي أيضاً. قبل «كولومبيا» كان هناك وضع بالغ التوتر وسريع الانفجار. لكن بعدها أصبح هناك شرخ وعنف وجثث تلقى في النيل وتنتشل. وتحول العسكريون من فريق إلى خصم في الصراع، أو الحوار على السلطة. وانفتح باب الحلول المسيئة، كأن يبدو الجيش مهزوماً بدل أن يكون راعياً للسلامة الوطنية. مائة جثة في النيل رقم هائل ومشين، سواء كان الضحايا من كولومبيا أو من أم درمان. لم تعد هناك اليوم قضايا محلية. السودان قضية تعني مصر وليبيا وأفريقيا، بقدر ما تعني الخرطوم. وكذلك الصراع في ليبيا، أو الخوف على مصر من قتلة سيناء. ليس في الجزائر كولومبيا ترمى بالرصاص، ثم ترمى في النيل. لقد أعطى المدنيون في الجزائر وفي السودان مثالاً على احترام الدولة والقانون وتقرير المصير. وعلى العسكريين أن يؤدوا قسطهم في هذه الشراكة. فالقوي هنا ليس الذي يحمله، بل الذي لا يطلقه. ورفض التفاوض ليس حلاً، بل دخول في أزمة أكبر، وتصعيد لا يؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد. وفي كل الحالات مسؤولية المعارضة المدنية تتساوى مع مسؤولية الجيش. ولا يمكن أن تظل البلاد في مثل هذا الشلل، وتتجه نحو المزيد من التفاقم والضياع. فالحل أولاً وأخيراً ليس في كولومبيا.

 

الساروت... نشيد الوضوح

ياسر أبو شقرة/المدن/السبت 08/06/2019

ليس أصدق من خبر الموت سوى رؤية مجلس العزاء، حين ينقلب الخبر يقيناً، ويتشارك الجميع حزنهم فيكبر، هذا ما حدث صبيحة اليوم حين غدت جدران "فايسبوك" وبقية مواقع التواصل خيمة عزاء في رمز الثورة السورية الأكثر شعبية، فعادت أغاني عبد الباسط الساروت في يوم رحيله، لتذكر الجميع بالوطن الجنة، وبحلم الشهادة، وآمال كل مواطن عربي في التحرر منذ مطلع 2011. لعل الأغنية ذات الأصل العراقي "جنة يا وطنا" من أبرز ما غناه الساروت، بعدما غيّر مفرداتها وحمل أسماء مدن سورية عبر كلماته إلى قلب كل سوري. قبلها، كانت هذه المدن عبارة عن غياهب في عقول سكان المدن الكبرى كدمشق وحلب، الأمر الذي عمد إليه النظام عبر عقود، بتحطيمه لهويات المدن السورية الأخرى، وتهميشه لدورها في البناء الكبير الذي صار يسمى سوريا الأسد، وهو اسم عنيف فاقد لكل ما يؤلفه مع قلوب السوريين، بعدما انتُزعت بلادهم وحيواتهم ودُمغت باسم الأسد، ومع هذه الأغنية باتت حمص مدينة جديدة في وعي الجميع، حرة، كريمة، تنتصر لأخواتها الأخريات الجميلات، ولم تعد الرقة والقامشلي مدناً سورية أقرب إلى العراق في وعي السوريين، بل باتت مدنهم التي يفخرون بها، ويشتاقون لزيارتها حتى لو لم يكونوا قد عرفوها من قبل. في تلك السنة، جزم الكثير من السوريين أنهم لو استُفتوا على نشيد وطني جديد للبلاد، لكانت أغنية الساروت ستفوز من دون منازع، خصوصاً أن حماة الديار هم من هدم الديار وسفك دم سكانها. في كل منعطف أخذته الثورة السورية، وفي كل حالة توهان خلقتها السياسات الدولية، لو تتبعت الساروت، ستسمع صوت أكثر الناس المتضررين من العصابة الحاكمة، الأبسط، البعيد من الكلام المنمق والدبلوماسي، الحالم الممتلئ حباً. فعلى عتبة الموت، إما أن يكون الوطن جنة، أو هو اجتياز العتبة أطهاراً، والفوز بجنة تنتظر من مات في سبيل كرامته. هذه المعادلة البسيطة التي يؤمن بها جل الشعب السوري، النصر أو الشهادة، المعادلة سهلة النطق، والتي لا يصمد أمامها سوى الأبطال الحقيقيين، وخلال الإصرار على أي منهما تبدأ الأسئلة الكبرى بالظهور، من نحن؟ لم نبذل كل هذا؟ وفي سبيل مَن؟ ولمواجهة ازدحام الأسئلة ليس هناك أبسط من جواب يتألف من عشر كلمات، تجدهم في أغنية الساروت "حلم الشهادة":

فاقد هويتي يابا، ألقاها فين؟

ولمستا بثورة يابا، ضد الظالمين.

بأكثر الصيغ المنطوقة ركاكة، وتعباً، يجمع الساروت أكثر من ثلاث لهجات ليكمل سطرين في أغنيته، لكن ما حمله السطران من معنى يلخص حياة السوريين منذ استلام حافظ الأسد للسلطة في البلاد، من دون تنظير وكما يحبّ السوريون، كلام من القلب، ويصل إلى القلب قبل أن يعمل التفكير عمله فيه، ليس هنالك ما يؤلم أكثر من ضياع الهوية، وليس أجمل من ثورة تعيدها لك، فتشعر أنها خُلقت من جديد، خلقت في زمان ومكان تلاحقك فيه كل أشكال الموت فقط لأنك حلمت بما هو أجمل من قاتلك. ومع طول مدة الصراع وازدياد همجيته، ودخول معظم دول الكوكب كضباع تتسابق على وجبتها، شتت الآراء، وضغط العجز ليخبر عن لا جدوى الأمل، فضاعت البوصلات وتفرقت وبقي الساروت على جبهته، مختفياً عن الإعلام، يدرك الفجوة بين من يسمعه في بيته، ومن يعمل معه على خطوط النار. وكأن الساروت أدرك أن ظهوره الإعلامي سيفضح حجم الكارثة على الجبهات، ويزيد الشرخ مزقا إضافية، حيث المليشيات المتقاتلة باتت أقذر من بعضها البعض على اختلاف الانتماء، والولاء، وحجم التمويل، والتوجه فرأيناه يعود من تركيا بعدما دخلها هرباً من محاكم نصبها له آلهة الأرض، الفصائل الإسلامية. وليس خلافها مع الساروت سوى أنه يفضح ارتهانهم لأوامر الممول في تجميد الجبهات وفتحها تبعاً لمصالحهم، بينما يستمر الساروت في رغبته الدائمة والمستمرة بقتال النظام وحلفائه. وفي الموجة الجديدة من الربيع العربي، كما أسماها الإعلام، وأثناء اختفاء الساروت عن المشهد، وتشتت السوريين في أصقاع الأرض، وترددهم في دعم الجزائر والسودان، بسبب ما اكتسبته نفوسهم من عُقد بعد الانكسارات المتوالية، وخوفهم على مصير مشابه للأخوة في البلدين، ظهر صوت الساروت مع طلوع العيد الذي غادرنا فيه، ليشد على أيدي الجزائريين والسودانيين ويخبرهم أننا معهم، وأننا هنا منذ أعوام ومازلنا نقاوم، فيعيد الأمل لكل السوريين، وأخوتهم العرب.

جتنا الجزاير ثايرة.. بها الحراير سايرة

الخرطوم صاحت حاضرة.. ونقوم إيد بإيد.

إعجاب الساروت بحرائر الجزائر، رغم أن لثورتهم وجوهاً عديدة كان يستطيع الغناء لها، كان خير نفي لكل ما اعتراه من تهم بالتشدد، ألصقها به بعض العلمانيين، ليجتمعوا على كراهية الرجل مع "جبهة النصرة"، في أول مرة يجتمعون على شيء. لكن يوم يموت الساروت سيدرك السوريون جميعاً، في الداخل والشتات، في المناطق التي يسيطر عليها النظام، والخارجة عن سيطرته، علمانيين وإسلاميين، أنه ما من وجه أنظف للبلاد، من شاب بذل كل ما يستطيع، وتحدى كل المنعطفات، وتحمّل الكثير من التهم لأنه كان مضطراً لأخذ القرارات على الأرض، إلا أنه كان وسيبقى عبد الباسط الرمز، وستبقى أغاني الثائر الواضح، أعلى من أي إنتاج موسيقي يحاول أن يحاكي واقع السوريين، ويلخص ما مروا به.

 

عبد الباسط الساروت.. فارس من هذا الزمن

محمد حجيري/المدن/السبت 08/06/2019

قليلة الأسماء التي تشارك في الثورات او الاحتجاجات وتبقى على "مثاليتها" أو أيقونتها، فمسار الأحداث والوقائع، كثيراً ما يقلب صور الأشخاص وتموضعهم ويبدل في نظرة إلناس اليهم، أو يجعلهم الزمن في غياهب النسيان، أو يدخلهم في بوابة "الخلود" ووهمه.

وفي الثورة السورية، بقى الطفل حمزة الخطيب أيقونة، وكذلك المغني ابراهيم القاشوش، والسينمائي باسل شحادة، والمغيبة رزان زيتونة ورفاقها، والأب باولو، والناشطين الإعلاميَين رائد الفارس وحمود جنيد في كفرنبل، والآن عبد الباسط الساروت، وهو الشخصية المحبوبة والمثيرة للجدل التي صنفت في خانة "البطل الشعبي"... يعرّف شوقي ضيف، البطولة، بأنها في اللغة الغلبة على الأقران، وهي غلبة يرتفع بها البطل عمن حوله من الناس العاديين ارتفاعاً يملأ نفوسهم له إجلالاً وإكباراً، وهذا التعبير أخذ حيزاً في التعليقات على مقتل الساروت في ساحة المواجهة مع نظام الاسد.

يقول مالك الداغستاني وهو من المقربين من الساروت: "لم يكن تحوّل الساروت إلى بطلٍ شعبيٍّ أو أسطورةٍ من نتاجات المخيلة الشعبية التي تضفي على أبطالها صفاتٍ خارقةً فوق بشريةٍ غير موجودةٍ فيهم أصلاً. لم يقسر اسم الساروت المخيلةَ الشعبية السورية على ابتكار الحكايا المتخيلة عنه. لكنه، وببساطةٍ غير متوقعةٍ من شابٍّ في عمره، قدَّم من صفاته وسلوكه للأسطورة كلّ عناصرها لتتكامل بصفتها أسطورة. ظهر الساروت بوجهه المكشوف حين كانت الأكثرية تخفي هوياتها. تواجد في كلّ الأماكن الخطرة التي لم يتخيل أحدٌ يومها ظهوره فيها. غنّى في بابا عمرو حين كان الحيّ محاصراً. دخل إلى حمص المحاصرة حين كان الآخرون يفكرون ويبحثون عن طريقةٍ لمغادرتها. وفي حصار المدينة أكل كغيره أوراق الشجر والزيتون المرّ. وعندما غادرها راح يعمل وأصدقاءه بقطاف الزيتون كي يؤمّنوا كفاف يومهم. وكان، في كلّ لحظةٍ في الثورة وحتى اليوم، يجاور الموت ولا يهابه. بل، وفي الكثير من المواقف، كان يتجرّأ عليه ويتحارَشُه بشجاعةٍ غير مألوفة".

ويقول الشاعر إسلام أبو شكير "يمثل الساروت نموذجاً خاصّاً قد يكون الأصدق بين جميع النماذج التي عرفتها الثورة السورية.. نموذج الشابّ البسيط الذي انخرط في الثورة بدافع من إحساسه الفطري والطبيعي بحقه في ان يعيش بكرامة، وحسب.. لا يملك رؤية، ولا نظرية.. لا يعمل وفق حسابات الساسة والمؤدلجين واصحاب المشاريع.. يصبح جزءاً منهم أحياناً، ولكن لأن الخيارات امامه معدومة، ثم إنها جريمة هؤلاء لا جريمته هو.. الساروت هو نفسه البطل الشعبي الذي فتن ارواحنا عبر التاريخ بشبابه وفتوته ونبله وغيريته، والأهم بمنبته الذي ينتمي إليه معظمنا".

البطولة الشعبية نجدها جلية في سيرة الساروت، بل هو يمتلك اكثر من بطولة واحدة، ولد العام 1992 من عائلة هاجرت من الجولان واستقرت في حي البياضة بمدينة حمص، كان يُعد ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا، وحارس المرمى الأساسي في منتخب سوريا للشباب وحارس نادي الكرامة. كان طريقه ممهدًا ليكون حارس المنتخب الأول والاحتراف في نادي أوروبي، لكنه قرر التخلي عن مجد الكرة في مقابل الوقوف في مواجهة جيش الاسد دفاعاً عن مدينته وحيّه، وعدا عن كونه رياضيا محترفاً، أعاد اكتشاف موهبة اخرى لديه خلال مشاركته في التظاهرات والاحتجاجات الاسبوعية وهي الهتاف تأليف الأغاني وغنائها. ويمكن لمس هذه الموهبة عن الاستماع لأنشودة "جنة جنة جنة يا وطنّا" بصوته، فلقب بـ"بلبل الثورة ومنشدها" عدا عن لقبه حارس الثورة. حين برز اسمه وأصبح السوريون وغير السوريين يرددون هتافاته وأناشيده، وقبل أن يعلنه النظام السوري كمطلوب ومطارد، سارع الاتحاد الرياضي العام في سورية إلى فصله ومنعه من اللعب مدى الحياة، وكان تعليقه الساخر على ذلك: "ضحينا بحياتنا والناس تموت وهم يسألون عن الاتحاد الرياضي... هل يضمنون أنفسهم واتحادهم الرياضي؟".

وفي مطلع تموز (يوليو) 2011، اتهم النظام الساروت بإنشاء إمارة سلفية في حمص بدعم من خليجيين. لم يستطع الساروت في البداية أن يلتقي بوسائل إعلامية ليوضح الأمر ويدافع عن نفسه، فأصدر بياناً في فيديو نشره في موقع "شام" في "فايسبوك" نفى فيه هذا الإتهام. في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2011 تعرض لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة وأصيب في ساقه بطلقات عديدة، وظهر في تسجيل وهو يعاود الذهاب إلى المظاهرة وساقه لم تتعاف بعد. وعلى أنغام فيروز في فيلم وثائقي لقناة "أورينت"، تهتف الجموع "سلامات عبد الباسط سلامات" وهو محمول مرة أخرى على الأكتاف لقيادة المظاهرة، والأرجح أن النظام الأسدي كان يخاف المنشدين أكثر من الرصاص، فهو اقتلع حنجرة ابراهيم القاشوش، ولم يتردد في رصد مكافأة مقدارها مليوني ليرة سورية لمن يساعد في القبض على الساروت، وحاول اغتياله اكثر من مرة... وبالتوازي مع محاولات النظام لجم صوت الساروت المدوي، كان النظام يبيد المواطنين بدءاً من مجزرة الخالدية في فبراير/ شباط 2012 والتي أسفرت عن أكثر من 300 قتيل وحملة بابا عمرو وغيرها. كان لا بد حمل السلاح للمواجهة والدفاع عن النفس، مع التذكير بأن النظام الأسدي، كان هدفه منذ البداية عسكرة الثورة ولاحقاً أسلمتها.

لم يكن الساروت قبل الثورة السورية جندياً أو مقاتلاً، لكن الواقع يغير مسار الامور، يجعل عاشق كرة القدم من حملة البندقية، فالشاب الذي كان حارس مرمى سرعان ما أسس كتيبة "شهداء البياضة" مع إخوانه من الحي نفسه لحماية المدينة. وخلال المواجهات قتل ثلاثة من أخواله، وأربعة من إخوته: وليد الذي قتل في الخالدية العام 2011، محمد الذي قتل أوائل العام 2013، وأحمد وعبدالله اللذان قتلا في 9 كانون الثاني 2014 في حادثة المطاحن. فقد حاول الساروت مع كتيبته فك حصار حمص من الداخل وعبروا إلى منطقة المطاحن التي كانت تسيطر عليها قوات النظام ليجلبوا الطحين للمحاصرين، وقتل أكثر من 40 فرداً منهم، من بينهم إخوته.

هكذا بدأ الساروت يقاتل بالكلمة والرصاص والمعنى، يوم خروجه من حمص المحاصرة في الثامن من أيار (مايو) 2014 قال الساروت: "إذا بقينا نتبع الأتباع والأنصار والكتائب والأسماء والمسميات والجبهة والدولة مطولين كتير". وبعد خروجه مع بقية المقاتلين من مدينة حمص إلى ريفها، وفق اتفاق فك الحصار الذي وقع بين المقاتلين والنظام السوري، تواردت أنباء عن بيعته لـ"داعش"، وقد نشر فيديو على مواقع التوصل الإجتماعي قال فيه: "نحن كتيبة شهداء البياضة لا ننتمي لأي فصيل ولا ننتمي لأي مجلس ولا ننتمي للإئتلاف ولا ننتمي لأي تنظيم ولا ننتمي لأحد. هدف هذا التشكيل مقاتلة النظام حتى آخر قطرة دم". وصعد نجمه وبات موضع اهتمام التعليقات وحتى المخرجين، صور المخرج طلال ديركي فليما عنه بعنوان "العودة إلى حمص" عالج تطور الأزمة التي بدأت باحتجاجات سلمية مناهضة للنظام منتصف شهر مارس/ آذار 2011، التي تحولت بعد أشهر إلى نزاع دامٍ أودى بحياة مئات الآلاف من المواطنين. استعمل المخرج الأسلوب الروائي ليوثق قصة الساروت الرياضي الثوري الذي تخلى عن الحراك السلمي وحمل السلاح، كالآلاف غيره ضد الجيش السوري. (كما يعرض الفيلم شخصية أخرى وهو الطالب الجامعي الساخر أسامة الهبالي).

ولم يكن الساروت هدفاً للنظام فحسب، في الثالث من تشرين الثاني 2015، هاجمت "جبهة النصرة" مجموعة من عناصر الساروت بهدف اعتقالهم، فرفضوا تسليم أنفسهم واندلعت على أثر ذلك اشتباكات تطورت إلى هجوم الجبهة وفصائل أخرى على مقرات "كتيبة شهداء البياضة" ومقتل وأسر عدد من أفرادها. واستطاع الساروت الهرب إلى أرياف حمص والنجاة مع من تبقى حياً من أفراد كتيبته. في العام 2016 شارك الساروت في تظاهرات انطلقت في محافظة إدلب السورية، وطالب بتوحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة، وكان من المنددين بتهجير النظام السوري للمدنيين من مدينة حلب. في العام 2017 اعتقلت "هيئة تحرير الشام" الساروت ثم اخلت سبيله، على خلفية قضايا تتعلق باقتتال سابق. العام 2018 ظهر الساروت، في تسجيل مصور، خلال معارك المعارضة جنوبي إدلب. وسرعان ما انضم فصيله إلى فصيل "جيش العزة". وكان أصيب في يده وتعرض لمحاولة اغتيال في شباط الماضي اثناء تواجده في معرة النعمان. بمعنى آخر كان الساروت على علاقة تراجيدية مع الموت، بين اكثر من اصابة، وأكثر من محاولة اغتيال، واكثر من حصار، ومن عائلة أبيدت، ومن مدينة ازيلت معظم معالمها، ومن مجتمع هجر بغالبيته.

وبعد كرة القدم والهتاف والأناشيد والحصارات ومحاولات الاغتيال، قتل بلبل الثورة في معارك شمال سوريا. كتب عدي الزعبي "حتى نارك جنة"، لطالما ردد عبد الباسط هذه الجملة، حتى ارتبطت به، كأن البلد بأكملها جحيم الآخرة، جحيم لم يتركه الشاب النجم الأيقونة، بعدما تركه ملايين السوريين، بحثاً عن حياة آمنة". وكتب مالك الداغستاني أيضاً "فرِح باسط(عبد الباسط الساروت) بصدور أغنيته الجديدة، وطلب من صديقه فراس الرحيم كاتب الكلمات كتابة قصيدة جديدة. اليوم أخبرني فراس أنه أنهى فعلاً كتابة القصيدة، واليوم أخبرتنا السماء أن الساروت قد مضى إليها.(...) حين اتفقنا على تسجيل الأغنية. رفض أن يغادر الجبهة وتم تسجيلها بواسطة الموبايل في الخندق".

باختصار، تظاهر الساروت وأنشد وقاتل وأصيب وكان آخر المغادرين من حمص، لم يلجأ للسكن في الفنادق، ولم يختر الهجرة الى أوروبا، ولم يصبح مليونيراً، برغم المصاب الذي حل بإخوته وعائلته، بقي في ساحات القتال منشدا وحاملاً البندقية في آن معاً، وهذا مشهد نادر...

مقالات قد تهمك

حماة واللاذقية: لماذا تعثرت معارك مليشيات النظام؟

 

مات الساروت.. يلعن روحك يا حافظ

يوسف بزي/موقع سوريا/08 حزيران/2019

سيبقى فيلم "العودة إلى حمص" لـ(طلال ديركي) مرجعاً تاريخياً، ووثيقة فنية بصرية عن الثورة السورية، في حمص تحديداً.

كرس ديركي فيلمه لملاحقة الشخصية الثورية عبد الباسط الساروت، حارس مرمى نادي الكرامة ومنتخب سوريا للشباب، الذي سيحمل لقبيّ "حارس الثورة السورية" و"منشد الثورة". وعلى امتداد ساعة ونصف نشاهد الساروت متولياً ابتكار الهتافات والأهازيج والردّيات في التظاهرات الليلية بالساحات الداخلية لأحياء حمص. وفي النهار، نراه منهمكاً في أعمال الإغاثة، وتنظيم الأنشطة المدنية السلمية، وإدارة عمليات الإعلام وبث الصور والفيديوات الميدانية، بل وأيضاً في ملاعبة الأطفال الذين باتوا يطاردونه بشغف أينما رأوه، في حركة لا تهدأ حتى الفجر.. إلى أن نرى الساروت وقد بات وجهه حاملاً علامات ندرة النوم والإنهاك البدني.

لاعب كرة القدم هذا، لصيق الحياة الشعبية في حمص وربيبها، هو صوتها العفوي ولهجتها. وهو لا يجهد ولا يكترث لـ"تبرير" الثورة، كما لو أنها بديهة لا معنى للسؤال فيها. وبالبداهة نفسها انتخبته حمص عفوياً وتلقائياً صورة لها وحنجرتها ورأس تظاهراتها وتجمعاتها. وعلى النحو نفسه كانت كلماته وشعاراته تأتي عفو الخاطر والسليقة وكأنها في الوقت نفسه طالعة من دواخل ومخيلة وأفئدة السكان، أهلاً وشباناً وشابات جميعهم، وتخاطب فيهم وتقول ما يعتمل دخيلتهم وأفكارهم. هناك مشهد في "العودة إلى حمص" نرى الساروت يجتاز الجموع من مؤخرة التظاهرة إلى مقدمتها عالياً عن الجمهور بكامل قامته المستقيمة، كما لو أنه مرفوع في الهواء سحراً ومعجزة، طالما أنه لا يعتلي الأكتاف ولا تحمله الأيدي. وهو ما أن يمسك الميكروفون حتى يصيبه تحول فيزيولوجي ينقلب فيه جسده النحيل إلى "قامة" طويلة ممتلئة بالعزم، فيما صوته الشجي والمبحوح يكتسب قوة اللوعة والشجن القديم الذي لا بد أنه طالع من عتق المدينة ووجدانها. يكتسب الساروت لحظة قيادته للتظاهرة تحولاً كوريغرافياً لجسمه، كأن تمتد يده في الهواء وتلوح أبعد من مداها الحقيقي. الإيقاع الذي يحرك به أجسام الآلاف الذي تجمهروا في حلقات القفز والرقص الدائري، استجابة لكل "ردّية" يطلقها، خصوصاً عندما تتحول عبارة "يلعن روحك يا حافظ" إلى أغنية مرحة وراقصة.

"اسمع اسمع يا قناص.. هيدي الرقبة وهيدا الراس" هو أول شعار ابتكره، حسب قوله في الفيلم. ثم إنه راح يؤلف مع كل حدث يومي موّالاً، كما لو أنه بهذه الطريقة "يدون" للذاكرة الشفهية الحقائق اليومية والوقائع والأحداث، تدويناً حياً وشعبياً غير قابل للمحو ولا للنسيان، تماماً كما كانت الملاحم الشعبية تؤَّلف وتشاع.  

في واحدة من ردياته، تنقلب الحماسة إلى شجن حزين ومكسور، وإلى قهر فاجع: "مالو بشار يقتل شعبه عشان كرسي؟ حرام عليك، حرام عليك". وحين يرددها الجمهور بنبرة أليمة، نشعر بالفظاعة التي تهددهم، كما لو أيقنوا أن "قتل الشعب" سيتعاظم إلى إبادة.

بات الساروت بنظر السوريين يعبّر عن مطالبهم السياسية المباشرة، كاتباً بيانهم اليومي، مسطراً المواقف والأهداف والتحولات المتسارعة ميدانياً وسياسياً وإعلامياً

عندما راح يصرخ مع أهل حمص "برهان غليون مانك سمعان؟ الشعب بدو حظر طيران"، بات الساروت بنظر السوريين يعبّر عن مطالبهم السياسية المباشرة، كاتباً بيانهم اليومي، مسطراً المواقف والأهداف والتحولات المتسارعة ميدانياً وسياسياً وإعلامياً، متقدماً على هيئات "المعارضة" في الخارج وهادياً لها. وهذه هي لحظة التحول عند الساروت، بوصفه بات قائد الثورة في حمص. في العام 2011، كان عبد الباسط الساروت يبلغ سن 19 عاماً فقط. في أواخر العام الأول للثورة، سيتحول النشطاء السلميين وشبان التظاهرات، مع وصول الدبابات والألوية العسكرية وبداية القصف المدفعي العشوائي، واقتحامات الفرق الخاصة للأحياء، وتولي أجهزة المخابرات عمليات الاعتقال فالتعذيب والموت والإعدامات الميدانية.. سيتحولون إلى مجموعات دفاع محلية، في الوقت الذي وضع النظام اسم الساروت على رأس لائحة المطلوبين وقام بقتل أخيه الأكبر، وليد، وعدد من أفراد أسرته وتدمير منزل العائلة، وبدء عزل أحياء الخالدية وباب عمرو والبياضة ومحاصرة باقي الأحياء. لقد فرض النظامُ الحربَ: إما الاستسلام ودفن الثورة كلياً وإما القتال والتمرد. هنا، سيرتقي الساروت إلى مرتبة أعلى من قائد التظاهرات ومنشدها الأبرع. سنراه مقاتلاً بالغ الشجاعة والتهور والإقدام. ما سيمنح اسمه بعداً أسطورياً إضافياً. صار "بطلاً" واقعياً وفي الفيلم أيضاً. هذا لا يحدث في العالم الحقيقي إلا نادراً: أن البطل لا يمثل. والبطولة فائقة واقعياً إلى درجة أنها "سينمائية". وستوثق كاميرا طلال ديركي على نحو صادم ومدهش هذه الشجاعة الاستثنائية لعبد الباسط، الذي أصيب مرات عدة، ليعود إلى القتال مجدداً، حتى قبل أن تبرأ جروحه.

لقد بدا واضحاً أن مصير حمص أضحى من مصير الساروت. ولأن المدينة في مطلع العام 2012 حملت لقب "عاصمة الثورة"، ستكتسب حياة الساروت وأفعاله قوة رمزية ملهمة وبالغة الخطورة، خصوصاً مع "التدخل" المتعدد الجهات، المانح مالاً ومساعدات وسلاحاً للمجموعات الثورية. زمن العفوية انتهى وفق متطلبات الحرب، المتسربة إليها الفوضى الميدانية والتخبط السياسي، مقابل آلة النظام العسكرية التي تنتهج أقصى درجات الوحشية، خصوصاً بتعمد قنص الأطفال وخطف النساء والاعتداء عليهن، وتشديد الحصار الغذائي وحملة التدمير العنيف.

سقوط حمص وخروج الساروت منها، كان علامة على المنعطف الذي أخذته الحرب والثورة: منعطف الحرب الشاملة وحملة الإبادة والتهجير

سقوط حمص وخروج الساروت منها، كان علامة على المنعطف الذي أخذته الحرب والثورة: منعطف الحرب الشاملة وحملة الإبادة والتهجير. استعاد النظام نموذج "حماة 1982" ليعممه على سوريا كلها. ونجاة الساروت كانت انتصاراً معنوياً. بل إن خروجه الأول وعودته في المعركة الأخيرة، قبل الخروج النهائي، أوحى أن "انتصار" النظام مستحيل، وإن أكد أن مآلات الثورة صارت أكثر سوداوية وتشاؤماً.

الشجاعة المطلقة والانغماس بالتضحية وسخاء الافتداء الذي ميّز مئات الآلاف من السوريين في ثورتهم، بل هذا العناد حتى الموت في المواجهة، سيضفي على الأحداث السورية طابعاً تراجيدياً مروعاً، طابع النكبة التاريخية. وكأن ما أصاب الثورة، إنما يزيد العالم وحشة وقسوة.

انتقل الساروت من براءة اللعب وبهجة الملاعب إلى رومانسية التظاهرات والهتافات، ومن كرنفالية الساحات وحلقاتها الراقصة إلى حماسة الإغاثة والتصوير والتواصل الإعلامي.. ومنها إلى شجاعة التمرد المسلح وفروسية الدفاع عن الناس المظلومين، وصولاً إلى الانخراط المحترف بالحرب والتحول الصعب نحو يأس التطرف في مسار القسوة وفائض الموت وشراسة العدو، ثم الانتباه والتراجع عن بؤس الخيار التكفيري، والعودة مرة أخرى إلى حضن المعارضة المسلحة.. طوال ثماني سنوات، سيبقى الساروت مقاتلاً مندفعا، بخيار البقاء في سوريا وفي الجبهات الأمامية. خيار "إما النصر أو الموت". أما نحن الذين لا نحبذ نفي الضعف الإنساني ولا نصدق روايات الأبطال الخارقين، فإننا نعجز عن إنكار تحقق "البطولة" بمعناها الملحمي والروائي والسينمائي مع هذا الشاب الحمصي وروحه التي تحرس الحلم السوري. بموته لا بد من ترداد أعمق آهة سورية: يلعن روحك يا حافظ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عايد قوى الامن في ذكرى تأسيسها: لا تهاون مع الارهاب ولا تساهل مع اي جهة تجد تبريرات للذين اعتدوا على الدولة والابرياء

السبت 08 حزيران 2019

وطنية - عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجال قوى الأمن الداخلي، ضباطا ورتباء وافرادا في الذكرى ال158 لانشاء هذه القوى، التي تصادف يوم غد الأحد 9 حزيران الحالي، والتي تأتي تحت شعار: "معا نحو مجتمع أكثر أمانا".

ونوه بتضحيات رجال قوى الأمن، "الذين يشكلون مع رفاق السلاح في الجيش والقوى الامنية الاخرى، الدرع التي تصون السلم الاهلي وتحفظ الاستقرار وتؤمن الطمأنينة للمواطنين".وفيما استذكر رئيس الجمهورية شهيدي قوى الأمن اللذين سقطا في الاعتداء الارهابي في طرابلس عشية عيد الفطر المبارك، شدد على ان "تضحيتهما الى جانب شهيدي الجيش، تشكل حافزا للاصرار على ان لا تهاون مع الارهاب بكافة اشكاله ولا تساهل مع اي جهة يمكن ان تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل ام بالقول على سيادة الدولة ومؤسساتها الامنية، او استهدفوا الابرياء والاستقرار في البلاد".

وشدد الرئيس عون، في "يوم شهداء القضاء" المصادف اليوم في 8 حزيران، على الترابط القائم بين عمل الاجهزة الامنية والقضاء في سبيل احقاق الحق والعدالة، مجددا التأكيد على ان "استقلالية السلطة القضائية لا تتحقق في النصوص فحسب، بل عبر تعاون القضاة مع بعضهم البعض، كونهم يشكلون جسما واحدا يزداد تماسكا من خلال الحوار والاصغاء والتفاهم في ما بينهم".

نائبان من اميركا الوسطى

على صعيد آخر، وفي اطار لقاءاته مع المشاركين في "مؤتمر الطاقة الاغترابية"، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، في حضور مستشاره السياسي الوزير السابق بيار رفول، النائب في برلمان اميركا الوسطى (والذي يضم نوابا من كل من غواتيمالا، الهندوراس، باناما، نيكاراغوا، السلفادور، وجمهورية الدومينيكان) السيد انطوان رفول والنائب في برلمان الدومينيكان السيدة فريدا رفول. وتم خلال اللقاء عرض العلاقات بين لبنان ودول اميركا الوسطى وسبل توطيدها في مختلف المجالات، اضافة الى دور الجالية اللبنانية في هذا الاتجاه واهمية انعقاد مؤتمرات الطاقة الاغترابية لهذه الغاية. وشدد الرئيس عون، خلال اللقاء، على ان "التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر سيتعزز اكثر فأكثر نتيجة وضع توصيات مؤتمرات الطاقة الاغترابية موضع التنفيذ، وكذلك بعد اقرار حق الاقتراع للبنانيين في مختلف دول الانتشار، اضافة الى اعتماد تمثيل الاغتراب اللبناني في المجلس النيابي اللبناني بدءا من الانتخابات النيابية المقبلة".

ودعا رئيس الجمهورية الى "تشجيع اللبنانيين المنتشرين والمتحدرين من اصل لبناني على استعادة جنسيتهم بعد اقرار القانون الذي صدر لذلك"، لافتا الى انه وقع عشرات مراسيم استعادة الجنسية للذين طالبوا بها عملا باحكام هذا القانون.

 

الراعي في ختام رياضة السينودس: الصلاة من أجل الأعداء لا تعني شرعنة أعمالهم بل لنلتمس من الله أن يغير قلوبهم ويجنب الناس شرورهم

السبت 08 حزيران 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام رياضة السينودس المقدس وتبريك الميرون، بمشاركة مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار والرؤساء العامين والعامات، في حضور النواب: شوقي الدكاش، نعمت افرام، روجيه عازار، قائمقام كسروان جوزف منصور، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، منسق العمل بين المؤسسات المارونية انطوان أزعور وممثلين عن المؤسسات والروابط المارونية.

العظة

وألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "أحبوا أعداءكم، وصلوا من أجل مضطهديكم، لتصيروا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متى 5: 43-45) قال فيها:

"بهذه الصيغة الآمرة يواصل الرب يسوع عظة الجبل، التي تعتبر دستور الحياة المسيحية. إنه يدعو إلى ثقافة محبة الأعداء، والصلاة من أجل المعتدين. ويؤكد أن هذه المحبة المثالية وهذه الصلاة التشفعية هما الشرطان الأساسيان لنكون أبناء الآب السماوي وبناته. يسعدني أن أرحب بكم جميعا، ونحن نختتم مع إخواننا السادة المطارنة بذبيحة الشكر رياضتنا الروحية التي أغنتنا بروح الصلاة وبروحانيتها، كصلاة تشفع والتماس وتوبة ورجاء وتمجيد. وبها استعددنا لنبدأ صباح الإثنين المقبل وطيلة الأسبوع أعمال السينودس المقدس. فنطلب أن تواكبونا بصلاتكم من أجل نجاحها وفقا لإرادة الله. وإنا نعرب عن شكرنا لمرشد الرياضة الأب جوزف بو رعد، المدبر العام في الرهبانية الأنطونية الجليلة، الذي قاد مواعظها القيمة. ونتمنى له فيض النعم السماوية، وللرهبانية الجليلة دوام النمو والازدهار، روحيا ورهبانيا وكنسيا". اضاف: "نحتفل، في هذه الليتورجيا الإلهية، كما تعلمون برتبة تبريك الميرون. وقد نقلناها من خميس الأسرار إلى خاتمة رياضة سينودس أساقفة كنيستنا البطريركية، لتتاح لهم، وللرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات والاعيان المدنيين والمؤمنين، إمكانية المشاركة فيها. فالاحتفال برتبة الميرون هي علامة الشركة والوحدة مع البطريرك "الأب والرأس".

واوضح الراعي ان "الميرون طيب معطر، والمسحة به علامة لحلول الروح القدس. يمسح به المعمدون ليصبحوا هيكل الروح القدس وسكنى الله الواحد والثالوث، وشهودا للمسيح. ويمسح به الكهنة والأساقفة، لكي يصورهم الروح القدس في كيانهم الداخلي على صورة المسيح "الكاهن الأسمى" و "راعي الرعاة العظيم" (1بط4:5)، ويشركهم في سلطانه المثلث: التعليم والتقديس والتدبير. إن كل الذين واللواتي يمسحون بالميرون المقدس مدعوون ليكونوا في الكنيسة والمجتمع رائحة المسيح الطيبة.

أما الرائحة الطيبة بامتياز فهي يسوع المسيح بشخصه وكلامه وآياته، كما كشفتها تلك المرأة التي قصدته في بيت سمعان الأبرص، وأفرغت على رأسه قارورة طيب من خالص الناردين الغالي الثمن (راجع مر3:14). بهذا الفعل النبوي بينت أن محبة يسوع وغفرانه هما بلسم الطيب الحقيقي الذي يطهرها من خطاياها، ويملأها من نعمته، ويجعلها "رائحة المسيح الطيبة" الحقة. أما طيوب الأرض فسرعان ما تتبخر وتزول".

وتابع: "يسعدنا في ختام هذا الاحتفال الإلهي أن نفتتح المتحف البطريركي في داخل الصرح، الذي أنشأه المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير سنة 2000، وكنا نأمل أن يكون حاضرا معنا بالجسد، لكنه حاضر من سمائه بالروح. وقد أعدنا تكوين هذا المتحف بحلته ومحتواه. وأود في هذه الذبيحة المقدسة أن أذكر معكم بالصلاة كل الذين واللواتي، من أشخاص وحكومات ومؤسسات، قدموا الهدايا الثمينة للبطاركة والكرسي البطريركي التي تكون ثروة هذا المتحف. ولولاها لما كان ليكون. كما نذكر بصلاتنا كل الذين واللواتي ضحوا أشهرا وأياما وساعدونا مجانا في إعادة تنظيمه وترتيب محتواه".

وقال: "أحبوا أعداءكم، وصلوا من أجل مضطهديكم" (متى 5: 43-45). هي شريعة المسيح الجديدة التي تسمو على شريعة الطبيعة وشريعة موسى في العهد القديم. لا يأمرنا الرب بما لا يمكن فعله، بل بما يسمو بنا إلى الكمال. فيسوع غفر لصالبيه وبرر جريمتهم بأنهم لا يدرون ما يفعلون (لو 34:23). واسطفانوس، أول الشهداء، جثا وصلى من أجل راجميه ملتمسا من المسيح الإله ألا يحسب ذلك عليهم خطيئة (راجع أع 60:7). وآخرون كثيرون في تاريخ الكنيسة كانوا مجلين في سمو هذه الفضيلة.

إنها ثقافتنا المسيحية التي يحتاجها العالم عامة، ومجتمعنا خاصة. وهي ثقافة نرجو توفير التربية عليها في العائلة والمدرسة والجامعة. هذه الثقافة تحتاج إليها الجماعة السياسية لكي تتمكن من العيش معا بالاحترام والثقة والتعاون، وتنبذ التراشق بالاتهامات والكلمات المسيئة، التي عادت بكل أسف لتتجدد في هذه الأيام. وهي تسيء إلى صيت لبنان وكرامة شعبه، وتقوض ثقة الدول به. يحتاج عالمنا إلى هذه الثقافة عبر وسائل الإعلام ونوعية الأفلام، فتقصي منها العنف والقتل واستباحة قدسية الحياة البشرية وكرامتها".

وتابع: "بهذه الثقافة يدعونا الرب يسوع لنحب أعداءنا ونصلي من أجل مضطهدينا. فلا نبادل الظلم بالظلم، والاعتداء بالثأر، والإهانة بمثلها، بل نبادل بالمحبة والصلاة والغفران وصنع الخير. إن الصلاة من أجل الأعداء وفاعلي الشر، مثل القتلة والظالمين بكل أنواع الظلم، لا تعني شرعنة أعمالهم الشريرة، وإيقاف عمل العدالة بشأنهم، بل لنلتمس من الله أن يغير قلوبهم ويمس ضمائرهم، فيبدلوا مسلكهم، كما فعل مع شاول - بولس وسواه، ويجنب الناس شرورهم. إن مبادلة الشر بالشر إنغلاب وانكسار".

واردف: "لتصيروا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متى 45:5). يشهد يوحنا الرسول في مقدمة إنجيله أننا "أعطينا سلطانا لنصبح أبناء الله" (يو12:1). فنكون كذلك ما دمنا نحفظ وصاياه. يسوع المسيح وحده هو إبن الله بالطبيعة، وأرادنا شركاء له بالتبني، على ما كتب بولس الرسول، وورثة الملكوت معه. ويدعونا الله لنتشبه به، هو الذي يطلع شمسه ويمطر غيثه على الأبرار والأشرار (متى 45:5)، أي شمس البر ومطر الحق، بحيث تتكون علاقتنا مع الناس، أأصدقاء كانوا أم أعداء، على أساس من العدل والحق. إننا بذلك نتمكن من السعي إلى الكمال في الفضيلة، بحيث نعكس فينا كمال الله: "كونوا كاملين، كما أن أباكم السماوي كامل هو" (متى 48:5)". وختم الراعي: "فليجعل منا هذا الميرون الذي نباركه، والذي مسحنا به في المعمودية والكهنوت والأسقفية، رائحة المسيح الطيبة نفوح بها في أعمالنا وأقوالنا ومبادراتنا، لمجد الله الواحد والثالوث الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

سويف

وكان استهل القداس برتبة تبريك الميرون، وأكد المطران يوسف سويف ان "رتبة تبريك الميرون تم نقلها من خميس الأسرار الى خاتمة الرياضة الروحية لسينودس الأساقفة ليتاح للاساقفة من كل أنحاء العالم والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات والمؤسسات الكنسية المشاركة فيها ومدلولها علامة الشركة والوحدة مع البطريرك الأب والرأس". لامة لحلول الروح القدس يمسح به المعمدون ويمسح به الكهنة والأساقفة، لكي يصورهم الروح القدس في كيانهم الداخلي على صورة المسيح "الكاهن الأسمى" ويشركهم في سلطانه المثلث "التعليم، والتقديس والتدبير".

المتحف البطريركي

بعد القداس، افتتح الراعي والحضور المتحف البطريركي داخل الصرح الذي أنشأه المثلث الرحمة البطريرك صفير عام 2000 بعد إعادة تكوينه بحلته ومحتواه، ويتضمن هدايا تذكارية ثمينة للبطاركة والكرسي البطريركي. وألقى المشرف على إعادة التكوين نايمن القزي كلمة في المناسبة فقال: "شرفني صاحب الغبطة حين كلفني إعادة تأهيل المتحف الذي أنشأه سنة 2000 المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما اكتشفت دور بكركي والبطاركة التاريخي، من خلال الوثائق والفرمانات والبراءات والمخطوطات والمطبوعات المحفوظة، ومن تقادم الهدايا والأوسمة والميداليات الى البطاركة، وأيقونات وذخائر قديسين ولوحات وصور باباوات وبطاركة وشخصيات وطنية وعالمية، وملابس كهنوتية قديمة وحديثة، خيطت وطرزت بذوق وفن رفيع لبسها كبار بطاركتنا ومنحوتات وقطع أثرية ونقدية وعاجيات وخوابي قديمة، كلها وغيرها حفظت في هذا المتحف ووزعت على أربعة عشر قسما (Zones) تجدون أدق تفاصيلها وطريقة توزيعها في الدليل الذي سيوزع عليكم. ونتمنى أن نكون بهذا العمل قد سلطنا الأضواء على حقبة من تاريخنا، وشع بعض من نور الكنيسة المارونية وتاريخها ونضالها ليضيء على ثقافة أجيالنا القادمة ومعارفها بحسب رغبة غبطة أبينا البطريرك الراعي، أمد الله بعمره، للاستمرار بتعميم البشارة وهو الراعي الصالح". وختم: "سيدنا الفروقات تصنع على أياديكم، سدد الله خطاكم وساعدكم لما فيه خير المسيحيين واللبنانيين". ثم جال الراعي والأساقفة والحضور في أرجاء المتحف.

 

البستاني لاذاعة لبنان: لتحقيق شفاف بعيد من السياسة في حادثة طرابلس احتراما لشهادة العسكريين والرئيس الحريري اليوم قوي وهو قدها وقدود

السبت 08 حزيران 2019 /وطنية - اكد عضو "تكتل لبنان القوي" النائب فريد البستاني في حديث الى برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، ان "جبل لبنان يتميز بتنوع طوائفه ومذاهبه، وهو أمر يجب ان نستغله بالطريقة الصحيحة لا ان نبني الحساسيات فيما بيننا وان نكون سلبيين وان نعيش في مشاكل دائمة، يجب ان نحب بعضنا ونتفق لخدمة هذا الوطن، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الدقيق الذي تمر به البلاد". واشار الى ان "الاسبوع المقبل سيشهد جلسات عدة للجنة المال والموازنة لمناقشة الموازنة، لان دور المجلس النيابي ليس تشريعيا فقط بل رقابيا، وان موضوع الموازنة يشكل امتحانا للمجلس الجديد، لكي يظهر للشعب اللبناني بأنه على قدر المسؤولية"، معتبرا ان "ما يشجع في ملف الموازنة ان هناك اجماعا في الحكومة وان مكوناتها الكبيرة ممثلة في مجلس النواب، وهناك اتفاق عليها، مع وجود اصوات مستقلة يحق لها مناقشة الموضوع".

ورأى "أن الطريق معبدة الا انها لن تكون سهلة لان كل طرف سيبدي رأيا في موضوع تحسين الموازنة وتحصينها وليس عرقلتها"، داعيا الى "عدم التنظير سياسيا لان التكتل يبدي جدية اقتصادية ويصر على ان تكون الجلسات مجدية وليس عبارة عن فرمانات فارغة". وأكد ان "التكتل وافق على كل ما تقدمت به الحكومة، وانه سيتم مناقشة الموازنة بندا بندا".واعتبر البستاني ان "الموازنة الحالية هي الافضل من حيث الممكن، وان الوزير باسيل قدم سلسلة افكار لم تكن موجودة في الموازنات، وهي ادت الى خرق في الموازنة، وان التكتل سيستمر على نفس الخط الذي طرحه باسيل"، مشددا على "اهمية معرفة الجدوى الاقتصادية والمالية". وفي موضوع قطع الحساب، لفت الى ان "التكتل طالب بالموضوع مرات عدة"، مؤكدا انه "لا يمكن انشاء موازنة او اكثر اذا لم يكن هناك في الماضي قطع حساب"، متسائلا عن "سبب عدم وضعها من قبل ديوان المحاسبة"، مشيرا الى ان "التكتل سيطالب بقطع الحساب لان لديه رؤية اقتصادية، ويعرف ماذا يساعد الصناعة مع الحرص على القطاع المصرفي من دون ان يطال الامر الطبقتين الفقيرة والمتوسطة". ورأى ان "بإمكاننا في لبنان ان نصبح مثل اليونان، التي بدأت العجلة الاقتصادية تدور فيها من جديد، شرط ان نصبر سنة او سنتين حتى يتحقق الرخاء الاقتصادي في لبنان"، مؤكدا ان "الرئيس عون الذي هو قائد سابق للجيش حريص على المكون العسكري اكثر من الجميع"، متمنيا بأن "لا تفرق السياسة بين الجيش والقوى الامنية والا فاننا سنضعف"، مشيرا الى ان "السجال مع الوزير بو صعب تم احتواؤه". وقال: "في الموازنة لقد اخذنا في الاعتبار خدمات وتضحيات الجيش والقوى الامنية ضمن امكانيات الدولة"، داعيا الى "الالتزام باستقرار العملة".وقال: "ان ما حدث في طرابلس من شأنه ان يشير الى وجود خلايا ارهابية نائمة، خصوصا مع تسرب عناصر من داعش الى خارج سوريا"، داعيا الى "تقوية مخابرات الجيش وفرع المعلومات لانهما سيكشفان بشكل استباقي هكذا خلايا بقدر الامكان". ودعا الى "تحقيق شفاف بعيد عن السياسة  في حادثة طرابلس الارهابية احتراما لشهادة العسكريين الاربعة". واشار الى ان "الرئيس سعد الحريري هو رئيس حكومة لبنان، وهو من يمثل الدولة"، داعيا السياسيين الى "كف يدهم عن الجيش والامن والكف عن التصرف كخبراء عسكريين لان الارهاب هو ضد كل الدولة مع وجود خلايا نائمة ومليون ونصف نازح سوري غير مضبوطين من قبل الدولة اللبنانية". ودعا الى "وقف السجالات السياسية المعيبة الحاصلة لانها مضيعة للوقت، خصوصا مع بدء موسم الصيف والسياحة"، داعيا الى "ازاحة التيار الوطني الحر عن الرئيس عون وتيار المستقبل عن الرئيس الحريري لاننا نريد بناء دولة"، متوجها بالتهنئة الى الرئيس الحريري على صمته الذي وصفه بالمسؤول لانه لم يدخل بالسجالات ولا المهاترات معتبرا ان "الرئيس الحريري اليوم قوي وهو "قدها وقدود". وفي ملف النزوح السوري، رأى البستاني ان "ما من شيء مستحيل، حين يتوفر الاتفاق السياسي، الا ان الامر صعب خصوصا بعد ما شهدناه في دير الاحمر لانه دق ناقوس الخطر بامكانية حدوث حادثة اخرى في اماكن اخرى في لبنان"، منوها ب "موقف وزير العمل لما فيه حماية للعامل اللبناني".

 

حاصباني: موقع رئاسة الجمهورية قوي للجميع وإذا كان هناك شخص بدأ يسلك الطريق إليه فهو يعلن بنفسه نهاية العهد الحالي

السبت 08 حزيران 2019

وطنية - تمنى نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أن "تكون حادثة طرابلس، خاتمة الأحزان الأمنية"، آملا أن "يكون ما حصل، حدثا منفردا لا منظما". مقدما "التعازي لأهالي شهداء العملية الإرهابية"، مؤكدا "الثقة بالقوى الأمنية"، داعيا إلى أن "يكون هناك يقظة أكبر لدى القوى الأمنية". وأكد أن لا "أثر كبيرا للسجالات السياسية، فالسجال الذي يجري على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يؤسس لإشكال سياسي فعلي:، معتبرا أن "الحكومات اللبنانية تتمتع دائما، بنوع من الصلابة أمام التحديات". واستبعد حاصباني في حديث عبر إذاعة "الشرق" أن "تهتز التسوية أو تسقط"، مشيرا إلى أن "القوات اللبنانية دخلت بالتسوية، للتمكن من تغيير وضع البلد، فهذه التسوية تبدي مصلحة لبنان فوق كل اعتبار،" مشيرا إلى أن "السجال القائم سيتوقف في خلال يومين". وقال: "في بعض الأحيان، المصالح تؤدي إلى سلام آني، إذ لا أحد يريد أن يخسر مصالحه، فيدل ذلك على أنه حريص على السلم الأهلي، في وقت نشهد احتقانات فعلية، لا يمكن التغاضي عنها. الخلل الذي نعيشه هو نتيجة رفع الاحتقانات أو خفضها، حسب المصالح". وتمنى أن "يطرح ملف الاستراتيجية الدفاعية في وقت قريب"، متحدثا عن "ضرورة أن يكون للبنان استراتيجية اقتصادية مالية، فلدينا أفكار ولكن ليس رؤية متكاملة".

وعن الموازنة، قال: "أنجزنا موازنة لجمت التدهور الحاصل"، لافتا إلى أن "جلسة المجلس النيابي، ستشهد نقاشات وتعديلات وأخذ ورد، لكنها ستقر في النهاية، إذ لا يمكن أن نبقى من دون موازنة، حتى لو لم تكن مثالية"، مذكرا بأنها "لا ترضي تطلعات القوات، التي لديها جملة اعتراضات، لكنها لا تريد أن تحمل كل ما في البلد". أضاف: "الأساس أن يكون هناك نظرة اقتصادية رؤيوية. في الموازنة عوامل جيدة، وهي ليست عبارة عن أسود أو أبيض، حتى ولو كان هناك خلل بالصرف، فمن الضروري أن يكون لنا موازنة. هناك إجراءات يجب أن تتخذ الآن، لتحصيل الرسوم الجمركية، وأولها إقفال المعابر غير الشرعية، وضبط بعض الأمور. نحن كوزراء في الحكومة مستمرون بالمطالبة بهذه لأمور، لأننا تعبنا من فتح ملفات ووضعها في طي النسيان". وتابع: "لدينا خطة كهرباء، مصرون على تطبيقها، والهدر التقني وغير التفني سينخفض، وطرحنا في الحكومة زيادة إيرادات الاتصالات للدولة. من الجيد عدم مد اليد على رواتب الموظفين، وما يحدث اليوم، هو الحد من التقديمات المبالغ فيها". ورأى أن "لا هذه الموازنة ولا سواها، قدمت إصلاحات بنيوية كبرى"، مشيرا إلى أن "القوات طرحت 3 أمور، أولها النظر بسرعة بخصخصة قطاع الاتصالات والقطاعات الكبرى، التي تؤمن نحو 6 أو 7 مليار $ للخزينة"، معتبرا أن "من يقف بوجه مشروع خصخصة الاتصالات، هو المستفيد من الوضع القائم لجيبته"، مؤكدا أن "هناك أكثر من طرف". وقال: "إننا إذا أنجزنا إصلاحات في الكهرباء، الاتصالات والمؤسسات العامة، فلن نكون بحاجة لسيدر"، معلقا على "أموال سيدر"، بالقول: "بعض الدول مستعدة لتمويل فسادنا، والخوف أن يمولنا ويفلسنا وليس ألا يمولنا".أضاف: "نرى خططا مميزة على الورق منذ 2008 في مختلف المجالات"، كاشفا أنه شارك ب"كتابة خطة لقطاع الاتصالات، وكان يومها الوزير جبران باسيل وزيرا للاتصالات، ولا تزال الخطة حبرا على ورق. أما عن خطة الكهرباء، فقد وضعت منذ 2010، ومن كان يعرقل وزير الطاقة هو نفسه".

وأجاب ردا على سؤال: ألم يعرقلونا في وزارة الصحة؟ منذ دخلتها وبدأت بالعمل بملفات حساسة، بدأ البلوكاج في الوزارة، ولم تدرج الملفات الوازنة، لنصل إلى مرحلة نجبر على قطع الدواء عن الناس، ليبرهنوا أننا فشلنا في الصحة، ولكن مبتغاهم لم يتحقق".

وقال: "خصخصة مرفأ بيروت تؤمن مبالغ طائلة. القطاع العام يتناتش، كل يحاول أن يهيمن عليه من ناحيته، الاتصالات والبلديات الكبرى، فيها أموال، وكذلك صناديق المهجرين. يجب أن تكون الخصخصة لشركات عالمية لا لدكاكين، واستبدال الفساد من القطاع العام إلى القطاع الخاص". وعن "ورقة باسيل"، قال: "ورقة باسيل زادت 6 أو 7 جلسات، ولم تفرق إلا شيئا بسيطا جدا، والمماطلة أوصلت الجميع إلى منطق: إنو خلصونا بقا، الساحر عالمسرح بحرك إيدو بمطرح وبيعمل السحر بالإيد التانية، بما معناه أن الأموال التي تم تمريرها لوزارة المهجرين هي أموال لغايات سياسية انتخابية"، مشيرا إلى أن "وزير الخارجية يتكلم باسم الحكومة ولكنه لا ينطق بموقفها".

ولفت إلى أن "الشلل الحاصل اليوم، هو نتيجة عدم تطبيق القوانين"، آملا أن "يتحدث الجميع بمنطق دستوري، فهناك دستور، والمهم ألا ننسى أنه يجب أن يطبق، وتتم المحافظة عليه"، معتبرا أن "هناك ظلما في مكان ما، وهناك مستفيدون من هذا الظلم، إذ إن هناك من يستفيد من زيادة الفوضى، وهناك نية لزيادة الفوضى وإضعاف الدولة والمؤسسات والاستفادة من القطاع العام، لتمويل أعمالهم بالسياسة، وفي ظل هذا الوضع لا قيامة للبنان". وقال: "إننا اليوم في حكومة توافقية، وهناك صعوبة بتجميع كل الأفكار حول فكرة واحدة، ويتم العمل اليوم على خلق شبكة برلمانية تفكر بطريقة واحدة"، مجددا "تأكيد مشاركة القوات في الحكومة، أنها جاءت عن قناعة، لأنه عليها أن تلعب دورا في بناء الدولة بشكل مباشر"، موضحا أن "هناك سببا لكل ما يوافقون عليه، أو يرفضونه"، مؤكدا أنهم "لن يسايروا، لذا لا يجب أن يؤخذ كل اعتراض لهم على أنه عرقلة للآخرين"، مركزا على أن "التضامن الوزاري ليس بالتضييق على بعض الوزراء، عندما يعترضون، وليس بعدم المشاركة في جميع الأمور، كما أنه ليس عراضات، إنما عملا جديا بالأمور اليومية". أما عن "سياسية النأي بالنفس"، فأكد أن "الحكومة ملتزمة بالنأي بالنفس، عن الصراعات وبالإجماع العربي، ولا أحد يريد أن يدخل في أي مشكل إقليمي أو دولي".

وفي ما خص "استقلالية القضاء"، تمنى أن "يبقى هناك استقلالية فيه، ونوعا من ابتعاد للاحكام العسكرية وإتاحة القضاء المدني أكثر"، داعيا الجميع إلى "التشارك في مسؤولية القيام بالبلد وعدم التغذي بالشعبوية، التي توصل إلى الانهيار". وعن "الاستهدافات الحاصلة اليوم"، أسف "لأنها تحصل على أسس طائفية وسياسية"، مذكرا بأنه "لطالما كان مدافعا عن مقام رئاسة مجلس الوزراء، احتراما للدستور"، مشددا على أن "القوات كانت دائما داعمة لموقف الحريري، الداعم للتضامن الوزاري". أما بخصوص "موقع رئاسة الجمهورية"، فرأى أنه "بحد ذاته موقع قوي للجميع، ولا يأتي بقوة فرض صلاحيات. وإذا كان هناك شخص بدأ يسلك طريق الرئاسة، فهو يعلن بنفسه نهاية العهد الحالي". واعتبر أن "دور نائب الرئيس هو مساندة رئيس الحكومة، فهناك جملة أمور ومتابعة مع الوزراء، لا يتاح لرئيس الحكومة متابعتها، وبالتالي يوكل فيها نائب رئيس الحكومة"، لافتا إلى أن هذه الحكومة "هي الحكومة الأولى، التي تكتب في بيانها الوزاري، ضرورة تفعيل دور نائب رئيس مجلس الوزراء، خصوصا في ظل مشاريع كبرى ستنفذ في البلد، وجملة خطط كبيرة". وختم مؤكدا "التناغم الكبير بين الرئيس الحريري وبينه"، موضحا أن "أي ملف يصل إلى مجلس الوزاء، يجب أن يكون مرفقا برأي قانوني ورأي الوزارات المعنية، وهذه الأمور على نائب رئيس مجلس الوزراء متابعتها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 08 و09 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

 

تغريدات ع البارد والسخن: من حظنا وسعدنا أنه ليس في لبناننا جبراناً واحداً وبس، بل جبرانات وبالعشرات

الياس بجاني/09/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75629/__trashed/

 

 

لبنان بلد الحرية… هل يقدّر الأبناء هذه النعمة؟

الكولونيل شربل بركات/جريدة السياسة الكويتية/08 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%91%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d9%87%d8%b0%d9%87/

 

 

فرعون الديماغوجي 

د.مصطفى علوش-جريدة الجمهورية السبت 08 حزيران

«الديماغوجي هو القائد الذي يبشّر بمبادئ، يعلم هو أنها باطلة لجموع يعلم أنها مغفّلة» (هنري منكين)

http://eliasbejjaninews.com/archives/75620/%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%b4-%d9%81%d8%b1%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%ac%d9%8a/

 

Tehran regime has lost its Tehran regime has lost its legitimacy
 
مجيد رافيزادا/النظام الإيراني قد فقد شرعيته
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/June 08/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75625/%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%af-%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%b4/

 

 

Analysis/There's a New Alliance in the Middle East
 
زفي برئيل/هآرتس: تحالف شرقي أوسطي جديد قوامه أميركا وروسيا وإسرائيل
 Zvi Bar'el/Haaretz/June 08 Jun 08/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75623/%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81-%d8%b4%d8%b1%d9%82%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7%d9%8a-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%82/