LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June08.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرادَ أَنْ يُحِبَّ الحَيَاة، ويَرى أَيَّامًا صَالِحَة، فَلْيَصُنْ لِسَانَهُ عَنِ الشرّ، ولا تَنْطِقْ شَفَتَاهُ بِالْمَكْر، وَليَتَجَنَّبِ الشَّرَّ ويَصْنَعِ الخَير، ويَطلُبِ السَّلامَ ويَتَّبِعْهُ.لأَنَّ عَينَيِ الرَّبِّ إِلى الأَبْرَارِ وأُذُنَيهِ إِلى دُعَائِهِم، أَمَّا وَجْهُ الرَّبِّ فَعلى فَاعِلِي الشُّرُور».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/إلى السيدة كلودين عون: رجاء كفي عن طرح هرطقات وحزعبلات شعبوية واتركي ملف التجنيس لمن هو متخصص به

الياس بجاني/تفاهة سجالات شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل

الياس بجاني/في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز/خليل حلو

تحذير من خلل ديموغرافي في لبنان.. الارقام تشهد

لهذا سرّع الفاتيكان "عزل" المطران عيد

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 07/06/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 7 حزيران 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي لـ"الكلمة أونلاين": هؤلاء أبواق لـ"حزب الله".. ولن أعلّق على كلام الحسن!/ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين

من الأفضل لهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يتفوهوا بالحماقات/كمال يازجي/فايسبوك

"القوات" تدعو لدعم د. أبو شرف ولائحته.. وسعيد يعتبرها هدية مجانية لحزب الله

الأحرار دعا الأجهزة الأمنية الى مضاعفة التنسيق في ما بينها والقيام بعمليات استباقية: على القضاء الاسراع في محاكمة الإسلاميين

عشرات «المساجد الحزبية» لجذب الناس في الضاحية الجنوبية/سلوى فاضل/جنوبية

تعليقا على جريمة طرابلس: ينشغلون بالنتائج ولا يعالجون الأسباب/وفيق الهواري/جنوبية

مواجهة جديدة بين المستقبل والإشتراكي.. والحجار لجنوبية: زمن السكوت وتدوير الزوايا انتهى/أحمد شنطف/جنوبية

مروان حماده: الدول والهيئات المانحة لن تسكت طويلا عن الممارسات الممنهجة ضد النازحين

شبح الطرد التعسّفي يضربُ صوت لبنان

هجرة اللبنانيين تحد من البطالة وتعزز الاقتصاد على الرغم من تهديدها الديموغرافي مع ارتفاع نسبة الأجانب والنازحين/سناء الجاك/الشرق الأوسط

تشديد الإجراءات حيال السوريين في لبنان... بين تطبيق القانون ودعوات الترحيل وقرار بإخلاء مخيم للنازحين في البقاع بعد اعتداء على الدفاع المدني/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

تشديد الإجراءات حيال السوريين في لبنان... بين تطبيق القانون ودعوات الترحيل/قرار بإخلاء مخيم للنازحين في البقاع بعد اعتداء على الدفاع المدني/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

عملية طرابلس تُحرك ملف الموقوفين الإسلاميين وروكز شدد على وجوب تسريع المحاكمات لينال كل مرتكب جزاءه/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تشد الخناق المالي على الحرس الثوري الإيراني وطهران ترفض اقتراحاً فرنسياً بإحياء المفاوضات حول الاتفاق النووي

صاحب قانون «القومية اليهودية» يصبح وزيراً للعدل القرار يلقى ترحيباً شديداً من عشرات آلاف المثليين

مخاوف من تسلل عناصر «داعش» إلى المناطق الجنوبية من العراق

أشتية يتهم إسرائيل في الأزمة المالية... وغرينبلات يحمله مسؤولية التدهور

الجيش الإسرائيلي يشير إلى ارتفاع العمليات الفلسطينية في الضفة

وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي تصطدم بشروط المعارضة السودانية/مبعوث الاتحاد الأفريقي يطرح خطة لتجاوز الأزمة السودانية

عصا وجزرة» أفريقية... وآبي أحمد يحمل مبادرة للتوفيق بين الأطراف السودانية

روسيا تدعو لحوار وباريس تطالب بتشكيل حكومة مدنية في الخرطوم ولندن تستدعي السفير ... وتجمع المهنيين يدعو إلى التزام السلمية

مبعوث الاتحاد الأفريقي: مفتاح النجاح بيد السودانيين وليس أمامهم غير التفاوض

الموريتاني لبات أكد لـ«الشرق الأوسط» تشكيل مجموعة عمل دولية لمتابعة الأزمة ودعم الوساطة الأفريقية

بدء إجراءات التعرف على هويات جثث في مقابر جماعية شمال العراق

موسكو تدعم تغييرات عسكرية في دمشق... وطهران «تتغلغل» اجتماعيا في الجنوب

هجوم مضاد على قوات النظام شمال حماة وطائرات روسية وسورية تواصل قصف منطقة «خفض التصعيد»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ذئب منفرد" يحسم الجدل حول "التدبير 3" /طوني عيسى/الجمهورية

الحريري يتراجع أمام باسيل ويستقوي على جنبلاط/منير الربيع/المدن

تداعيات مأساة طرابلس: حصار "السنّية السياسية"/جنى الدهيبي/المدن

12 ألف طلب وظيفة قدمها لبنانيون بيومين.. والمؤسسات تتهرب/وليد حسين/المدن

انتخابات "الأطباء": لائحتان لأحزاب السلطة.. والمستقلون بلا توافق/وليد حسين/المدن

 أبعد من "ذئب" أو "مختلّ"/ نبيل هيثم/الجمهورية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: ما_بين الشهيد والزعيم والبطولة/قزحيا ساسين

انقلاب عسكري في لبنان؟!/فارس خشّان/الحرة

المستقبل ينقضّ على بيئته!/عماد الشدياق/VDL/

هذه بلادي المسلوبة الإرادة والقرار/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

الإعصار الأميركي ـ الإيراني وتصدُّع النظام اللبناني/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ترمب أرغم إيران على المفاوضات... لكن كيف؟/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مع من وضد من بالسودان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

غطّه يا صفية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى عددا من الشخصيات المشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية وتشديد على مضاعفة التواصل مع الانتشار

عون في مؤتمر الطاقة الاغترابية: لترسيخ انتماء المنتشرين إلى وطنهم الأم عبر إقرار قانون استعادة الجنسية ومشاركتهم في الانتخابات النيابية

الراعي استقبل بطريرك صربيا: على النازحين السوريين والعراقيين العودة وإلا تضامنوا مع مستبيحي أرضهم ايريناوس: شعوب الشرق الأوسط مثال للتعايش

خضر تفقد مخيم النازحين في دير الأحمر قبيل إخلائه وعقد اجتماعا في البلدية: لا أستطيع إجبار أحد على استضافتهم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرادَ أَنْ يُحِبَّ الحَيَاة، ويَرى أَيَّامًا صَالِحَة، فَلْيَصُنْ لِسَانَهُ عَنِ الشرّ، ولا تَنْطِقْ شَفَتَاهُ بِالْمَكْر، وَليَتَجَنَّبِ الشَّرَّ ويَصْنَعِ الخَير، ويَطلُبِ السَّلامَ ويَتَّبِعْهُ.لأَنَّ عَينَيِ الرَّبِّ إِلى الأَبْرَارِ وأُذُنَيهِ إِلى دُعَائِهِم، أَمَّا وَجْهُ الرَّبِّ فَعلى فَاعِلِي الشُّرُور».

“رسالة القدّيس بطرس الأولى03/من01حتى12/:”يا إخوَتِي، أَنْتُنَّ، أَيَّتُهَا النِّسَاء، إِخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ، حتَّى وإِنْ كَانَ بَعضُهُم لا يُطِيعُونَ كَلامَ الله، يُرْبَحُونَ، بِدُونِ كلام، بَفَضْلِ سِيرَةِ نِسَائِهِم، وذلِكَ عِنْدَما يُلاحِظُونَ مَا في سِيرَتِكُنَّ مِنْ عَفَافٍ وٱحْتِرَام. لا تَكُنْ زِينَتُكُنَّ في الظَّاهِر، بِجَدْلِ الشَّعْر، والتَّحَلِّي بِالذَّهَب، أَو لِبْسِ الثِّيابِ الفَاخِرَة، بَلْ في الإِنْسَانِ الخَفِيِّ، في القَلْب، بِزِينَةِ الرُّوحِ الوَدِيعِ الهَادِئ، الَّتي لا تَبْلى: ذَاكَ هُوَ الثَّمِينُ في نَظَرِ الله! هكذَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ قدِيمًا النِّسَاءُ الرَّاجِياتُ للهَ، وهُنَّ خاضِعَاتٌ لأَزْوَاجِهِنَّ، مِثْلَ سَارَةَ الَّتي أَطاعَتْ إِبرَاهِيمَ فَدَعَتْهُ سيِّدَهَا. وقَد صِرْتُنَّ لَهَا بنَاتٍ يَعْمَلْنَ الخَير، بِغَيرِ خَوفٍ ولا ٱرْتِيَاع. كذلِكَ أَنْتُم، أَيُّهَا الرِّجَال، سَاكِنُوا نِسَاءَكُم بتَفَهُّم، لأَنَّهُنَّ أَضْعَفُ مِنْكُم جَبْلَةً، وأَكْرِمُوهُنَّ لأَنَّهُنَّ وَارِثَاتٌ معَكُم نِعْمَةَ الحَيَاة، لِئَلاَّ يُعِيقَ صَلَواتِكُم شَيء. وأَخيرًا كُونُوا جَمِيعًا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، مُتعاطِفِين، مُحِبِّينَ لِلإِخْوَة، رُحَمَاء، مُتَواضِعِين. لا تَرُدُّوا الشَّرَّ بِالشَّرِّ أَوِ الشَّتِيمَةَ بِالشَّتِيمَة، بَلْ بِالعَكْسِ بَارِكُوا، لأَنَّكُم لِهذَا دُعِيتُم، لِتَرِثُوا البَرَكَة؛

لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «مَنْ أَرادَ أَنْ يُحِبَّ الحَيَاة، ويَرى أَيَّامًا صَالِحَة، فَلْيَصُنْ لِسَانَهُ عَنِ الشرّ، ولا تَنْطِقْ شَفَتَاهُ بِالْمَكْر، وَليَتَجَنَّبِ الشَّرَّ ويَصْنَعِ الخَير، ويَطلُبِ السَّلامَ ويَتَّبِعْهُ.لأَنَّ عَينَيِ الرَّبِّ إِلى الأَبْرَارِ وأُذُنَيهِ إِلى دُعَائِهِم، أَمَّا وَجْهُ الرَّبِّ فَعلى فَاعِلِي الشُّرُور»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إلى السيدة كلودين عون: رجاء كفي عن طرح هرطقات وحزعبلات شعبوية واتركي ملف التجنيس لمن هو متخصص به

الياس بجاني/07 حزيران/2019

إلى السيدة كلودين عون: انا المسيحي ضد حقوق الآخرين في حين كانت حقوقهم تلغي وجودي وتقتلعني من أرضي وتحولني إلى مواطن ذمي. جنسي من تريدين يوم يصبح لبنان دولة علمانية 100% كما هو حال الدول الغربية ولكن قبل ذلك احترمي القوانين الحالية ورجاء كفي عن طرح هرطقات وحزعبلات شعبوية.

 

تفاهة سجالات شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل

الياس بجاني/07 حزيران/2019

السجالات بين شركات أحزاب جعجع والحريري وباسيل ومن حولها هي خلافات وقحة على تناتش المغانم وعلى كيفية سرقة الناس. بؤس هكذا سياسيين. مختلفين على كيفية سرقة الناس وافقارهم وعلى أسرع طرق لتهجيرهم وتحويلهم إلى عبيد واتباع وزلم. هؤلاء غير جديرين بالمواقع التي هم فيها.

 

في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75542/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d8%b4-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%81%d9%84%d9%86/

في داخل كل إنسان وحش غرائزي مفترس يبقى نائماً ومكبوتاً ومكبلاً طالما بقي الإنسان متواضعاً ومعطاءً ويعرف المحبة وملتزماً بالنعم وبالوزنات التي أعطاها له أبيه السماوي ليستثمرها في أعمال الخير والمحبة والعطاء.

يبقى هذا الوحش في غيبوبة بداخل الإنسان طالما هو يمارس المحبة ومتسلحاً بها أقولاً وأفعالاً وأفكاراً، وفي نفس الوقت مدركاً ومقتنعاً بأنها هي الله، لأن الله هو محبة.

يبقى هذا الوحش دون حراك طالما بقي الإنسان واعياً لقدسيته ولكونه أبن الله، ومؤمناً بأبيه السماوي، وملتزما بتعاليمه ويخافه في أعماله وأقواله وأفكاره ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير.

ففي اليوم الأخير، وبعد أن يسترد الله، الأب السماوي من ابنه الإنسان وديعة الحياة التي هي الروح، فسوف تقف هذه الروح أمام محكمة الرب حيث حساب العقاب والثواب.

في محكمة الرب لا تنفع الإنسان كل ثروات الأرض الترابية، ولا قيمة لها كونها تبقى على الأرض ولا يقدر أن يحمل منها أي شيء إلى هذه المحكمة لأن كل ما هو ترابي إلى التراب يعود ويبقى على الأرض.

أما الشيء الوحيد الذي بمقدور الإنسان أن يحمله معه إلى محكمة الرب فهو الزوادة الإيمانية أي رزم أعماله الأرضية.

على خلفية ما داخل الزوادة الإيمانية هذه، فإما أن يقول الرب للإنسان أدخل إلى بيتي السماوي الذي لم تشده يد إنسان، بل حضرته للأتقياء والمؤمنين والصالحين من أبنائي، أو ينتهي (الروح) في جهنم وفي أحضان نارها ودودها إن كانت زوادته فارغة من الخير والمحبة والأعمال الصالحة، وليس بداخلها غير وحوش غرائزه وشياطينها.

ونعم، فالوحش في داخل الإنسان يصبح هو المهيمن والحاكم والآمر والناهي والمسير عندما يقل إيمان الإنسان هذا، ويخور رجاؤه، ويعود من خلال أعماله وأقوله وأفكاره البعيدة عن المحبة، يعود بجحود وغباء إلى طبيعة الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة الأصلية، ويهجر إنسان القداسة، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

فحين يبتعد الإنسان عن تعاليم أبيه السماوي ويتنكر للمحبة التي الله ويعصاه ولا يلتزم بوصاياه يتحول إلى شيطان على صورة إنسان.

وحبذا لو يعي أفراد طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي والديني أيضاً في لبناننا المحتل بأنه في يوم الحساب الأخير لن تنفعهم كل ثرواتهم الترابية، في حين كانت زوادتهم الإيمانية فارغة من غير كل ما هو أعمال أذية وجشع وطمع وحسد وظلم وافتراء وغش وفساد واستعلاء وشهوات غرائزية وشر بكل تلاوينه.

وليربح الإنسان نفسه عليه أن يضع نص عينيه وباستمرار مثال ذاك الغني وغلاله وشهواته وقصر بصره الإيماني ويتعظ.. كما جاء في إنجيل القديس لوقا 12/من 16حتى21/: وَقَالَ لَهُمُ يسوع: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي. فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ».

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/04 حزيران/2019

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق، فوراء كل مجرم جهادي ووراء كل جريمة جهادية تنظيم وغالباً ما يكون مخابراتي، ومجرم طرابلس في الغالب يندرج في هذا السياق.

The Lone Wolf Jehadi theory is mostly a camouflaging one. In reality behind every Jihadist crime there is an organization and most commonly an intelligence one. The Tripoli Jihadist most probably falls in this category

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة/03 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B7/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز

خليل حلو/07 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75600/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%83%d9%81%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%a1%d9%8b-%d8%a3%d9%86%d8%aa%d9%85-%d9%84%d8%b3%d8%aa%d9%85-%d8%a3%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d8%a3/

النعرات الطائفية والمذهبية الأخيرة مقلقة جداً لا سيما:

- ما سرّب من حديث للوزير جبران باسيل حول "السنـّية السياسية

- حديث النائب في التيار الوطني الحر سليم عون ونعته خصوم الوزير باسيل بالأغبياء

- الصورة التي نشرها النائب السابق في التيار الوطني الحر نبيل نقولا تظهر اللواء أشرف ريفي مع أحد الأشخاص إدعى نبيل نقولا عن قصد أو غير قصد أنه الإرهابي "مبسوط" الذي فجر نفسه في طرابلس

- العمل الإرهابي الذي حصل في طرابلس والذي هو حلقة من سلسلة أعمال إرهابية أعلن عنها "أبو بكر" البغدادي بدأت في سريلانكا مروراً بالعراق وسوريا وبوركينا فاسو ومالي ونيجيريا وليبيا وسيناء في مصر، والتي ساهمت في إثارة مشاعر القلق لدى اللبنانيين.

- ردات الفعل على هذا العمل الإرهابي بحق طرابلس ونعتها كلها إفتراءً حيث وضعت الطائفة السنـّية بكاملها موضع إتهامات نتج عنها مواقف وردات فعل من قبل سماحة مفتي الجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين وشخصيات ... راح بعضها بعيداً في لوم الرئيس الحريري على التسوية الرئاسية

يضاف إلى هذه الوقائع ما ورد على وسائل التواصل الإجتماعي من تصوير لطرابلس على أنها "قندهار" لبنان وتصوير الطائفة السنـّية على أنها "داعش" ... أريد هنا أن أنعش ذاكرة الكثيرين ممن بلغوا سن الرشد السياسي وما زالوا قاصرين في الشأن الوطني:

أولاً: إذا كانت المسيحيون هم وراء حدود لبنان الكبير، لم يكن الإستقلال ممكناً بدون الدروز والمسلمين السنـّة والشيعة

ثانياً: سقط في لبنان رئيسان للجمهورية شهيدان وهما بشير الجميل ورينيه معوض ويد الغدر في الجريمتين لا تخفى على احد، وفي المقابل سقط للبنان ثلاثة رؤساء وزراء شهداء وهم رياض الصلح لأنه رفض الوحدة مع سوريا، ورشيد كرامي لأنه رفض تقسيم لبنان، ورفيق الحريري لأنه كان يعارض الإحتلال السوري

ثالثاً: سالت دماء مسيحيين الدفاعاً عن لبنان وفي المقابل سالت دماء المفتي حسن خالد والصحفي سليم اللوزي والشيخ أحمد عساف والشيخ صبحي الصالح والنائب ناظم القادري والنائب وليد عيدو ونجله وغيرهم من رجالات لبنان السنـّة ... كلّهم في مواجهة الإحتلال البعثي السوري

رابعاً: سقط للجيش 90 شهيداً من الطائفة السنـّية الكريمة في معركة نهر البارد التي كانت نقطة تحوًل في تاريخ لبنان ولولاها لم يكن للبنان جيشاً قوياً سلحته الدول الحليفة (الولايات المتحدة) والشقيقة (المملكة العربية السعودية - الإمارات - الأردن ...) ولولا هؤلاء الشهداء لكان لبنان أو أقله شمالي لبنان سقط في يد تنظيم القاعدة منذ زمن ...

خامساً: الذي يعرف جيداً الشمال وقضائي عكار والضنية وإقليم الخروب في الشوف والذي يزور مدافن القرى السنـّية فيها، ليس هناك من قرية ومدينة إلا وفيها شهداء من الجيش سقطوا دفاعاً عن لبنان ضد كل أعدائه

سادساً: قبل سقوط المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش بقيادة العماد عون في 13 تشرين 1990 في يد الإحتلال البعثي السوري كانت القوى العسكرية التي تدافع عن المنطقة تتكون من 20 % من العناصر التي تنتمي إلى الطائفة السنـّية الكريمة واستشهد من استشهد منهم في هذا النهار المشؤوم

سابعاً: خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي سقط لقوى الجيش التي تواجهت مع السوريين على خطوط التماس في الجبل وبيروت مئات الشهداء من الطائفة السنـّية وهؤلاء تركوا مناطقهم وأهلهم الذين كانوا تحت سيطرة الإحتلال السوري والتحقوا بالجيش ودافعوا عن مناطق مسيحية وعادوا جثثاً إلى أهلهم ....

واللائحة تطول ولا تنتهي ... يا من أوصلتكم الظروف بغفلة من الزمن إلى ما أنتم إليه، يا من فتحت أمامكم التكنولوجيا صفحات التواصل الإجتماعي، كفاكم إثارة لمشاعر العميان والأغبياء والقليلي العقل وكفاكم زرع أحقاد لن تثمر إلا العواصف. أنتم تتصرفون بلا مسؤولية وإذا وقعت الواقعة ستكونون مختبئين في منازلكم وبين أحضان زوجاتكم أو ستركبون الطائرات إلى الواحات الأوروبية (ليس إلى طهران طبعاً) وسيتحمل غيركم أعباء تمسيح الإوساخ التي ستتركونها ورائكم. كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز.

#نعرات_طائفية_مذهبية_استهداف_السنـّة

تحذير من خلل ديموغرافي في لبنان.. الارقام تشهد!

Sputnik عربي/07 حزيران/2019

نشرت وكالة "سبوتنيك" تقريراً عن نسب الهجرة الخارجية من لبنان لا سيما في صفوف الشباب، محذرة من ان "هذا الأمر ينذر بخلل ديموغرافي، إذ وصل عدد اللبنانيين الذين هاجروا من البلاد خلال فترة 1992-2018 إلى 601227 شخصاً". وأشارت الى أن "هذا الارتفاع الكبير في عدد اللبنانيين المهاجرين إلى الخارج، يعود إلى الأوضاع السياسية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها البلد". وبحسب الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فإن اللبناني محب للسفر والهجرة لكن الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان منذ سنوات زادت أعداد المسافرين والمهاجرين بحثاً عن فرص العمل في الخارج.

وقال شمس الدين لـ"سبوتنيك" إنه "في العام 2018 وصل عدد المسافرين الذين لم يعودوا حوالي 33 ألف وفي العام 2017، 18 ألف، وفي العام 2016 بحدود الـ 11 ألف، والآن في الأشهر الثلاثة من هذه السنة وصل العدد إلى 14 ألف مقارنة ب 9 آلاف في الفترة المماثلة في العام الماضي.

وأضاف: "بعملية حسابية يمكن أن نقول إنه يوجد حوالي مليون و200 ألف لبناني خارج لبنان، 600 ألف غادروا خلال فترة الحرب و600 غادروا منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم". وعن الأسباب الأساسية التي تدفع اللبناني للهجرة، أكد شمس الدين أن السبب الرئيسي للهجرة هو البطالة، مشيراً إلى أن "سوق العمل كل سنة يدخلها بحدود 37 طالب فرصة عمل يتوفر فرص عمل لـ 7 آلاف أو 8 آلاف والآخرين أمام البطالة أو الهجرة والسفر، مع العلم أن ظروف العمل في الخارج لم تعد مجدية ومربحة كما كانت في السابق لكن يبقى المواطن اللبناني ما بين البطالة والهجرة يفضل الهجرة على الرغم من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية". وأشار شمس الدين إلى أنه لا يوجد رقم محدد لنسبة البطالة، ولكن الرقم الأكثر دقة هو بحدود الـ 25% من حجم القوى العاملة. وتابع: "في لبنان اليوم عدد الذين لديهم جنسية لبنانية بحدود 5 مليون و500 ألف، هناك مليون و200 ألف مقيمين في الخارج، والمقيمين في لبنان 4 مليون و200  ألف لبناني يضاف إليهم نحو المليون سوري أو أقل، وبحدود 250 ألف فلسطيني وبحدود 300 ألف عامل أجنبي". يعيش لبنان وضعاً اقتصاديا صعباً في ظل سعي المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة ترجمت عبر إعداد موازنة تقشفية للمرة الأولى في البلاد، بعد أن وصل الدين العام لما يقارب 87 مليار دولار، وخدمة الدين وحدها قد تتجاوز الـ 6.5 مليارات.

 

  لهذا سرّع الفاتيكان "عزل" المطران عيد

الكلمة اونلاين/07 حزيران/2019 /منذ تبوء البابا فرنسيس السدة الفاتيكانية، بدأ حرباً بلا هوادة لتنظيف الكنيسة من الفساد والشذوذ الاخلاقي، ودعمه فيها الاباء اليسوعيون في مواجهة مجموعة من الاباء الإيطاليين والأجانب، ونجح البابا في عزل وطرد مجموعات لابأس بها، وقد طال العزل بعض الاباء اللبنانيين، بعدما تعاونت بشكل جيد وشفاف الكنيسة المارونية والرهبانيات مع هذه الحملة.  يوم الأربعاء انطلقت اعمال الرياضة الروحية للمطارنة الموارنة في الصرح البطريركي على ان يليها مجمع المطارنة الذي سيتخذ قرارات مهمة على هذا الصعيد، وقد يكون أهمها عزل المعتمد البطريركي في الفاتيكان المطران فرنسوا عيد، بعدما قرر الفاتيكان عزله للاشتباه به بقضايا فساد، لكن عزل مطران بحاجة الى عقد سينودس. مصادر علمانية متابعة كشفت ان الفاتيكان تخشى ان يؤثر عيد على المطارنة، مستخدماً ما يملك، من اجل عدم العزل، الا ان القرار قد اتخذ والبطريرك سيختار معتمدا جديداً امام الكرسي الرسولي.

المجمع سينتخب أسقفاً جديداً على أبرشية بيروت بعد التجديد ثلاث مرات للمطران بولس مطر، وهناك ثلاثة اسماء متداولة بقوة في ما خص أبرشية بيروت:  - المطران ميشال عون الذي خدم في وقت سابق في بيروت

- المطران بولس عبد الساتر المشرف على الشؤون الادارية والاقتصادية في الصرح البطريركي

- الاباتي نعمة الهاشم الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية

والسؤال للمطروح اليوم، هل سيلتزم المطارنة بحملة تنظيف الكنيسة من بعض الذين يستغلون سلطتهم لغايات خاصة؟

وهل سيتخذون قراراً جذرياً بالالتزام بحملة البابا فرنسيس وينتخبون اساقفة ذوي كف نظيف وشفافين اً يحافظون بالدرجة الأولى على سمعة الكنيسة وأملاكها ويبشرون برسالتها ويعملون على منع الهجرة المسيحية؟

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 07/06/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

رفعت الأجهزة الأمنية من مستوى التنسيق في ما بينها، متخذة إجراءات استباقية ووقائية خصوصا في موسم السياحة هذا الصيف.

وروت وزيرة الداخلية بعد ترؤسها مجلس الأمن المركزي ما حصل في طرابلس، مشددة على الإستقرار الأمني ومشيرة الى تولي مخابرات الجيش وشعبة المعلومات التحقيق.

ووسط الحد الأدنى من الإستقرار السياسي، إهتز هذا الإستقرار نتيجة الخلاف حول رئاسة بلدية شحيم في إقليم الخروب وجرت مناوشات كلامية بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي.

وفي رأي مطلعين أن حل المشكلة متطور إلا إذا كان الخلاف أكبر من البلدية.

وعلى بعد يومين من الأسبوع الجديد، عكف الرئيس نبيه بري على توجيهات للمديرين المختصين في البرلمان لبرمجة إجتماعات لجنة المال النيابية، للإنتهاء من درس مشروع قانون الموازنة وإقراره في جلسة عامة في وقت قريب.

وفي شأن آخر أكد رئيس الجمهورية على جملة مواقف تتعلق بالمنتشرين اللبنانيين في الخارج وعلى تسهيل عودتهم الى ربوع الوطن، فيما تحدث وزير الخارجية عن قوانين للجنسية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لا تكاد تهدأ جبهة سياسية، حتى تشتعل أخرى، ليبقى الثابت الوحيد أن السؤال عن المستفيد من التصعيد المتنقل، لم يلق جوابا بعد.

فبعد أسبوع حافل من السجال بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، فتح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النار بشكل مفاجئ على التيار الأرزق اليوم، ليشن نواب ومسؤولون حزبيون هجوما مباغتا عبر محور اقليم الخروب، وهو ما تصدى له احمد الحريري بسلسلة تغريدات، قبل أن يسود الهدوء النسبي، مع استمرار المناوشات...

لكن، في مقابل المشهد المحلي الملبد، أشرقت اليوم شمس الانتشار مجددا على أرض لبنان، حيث انعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية السادس في بيروت، والخامس عشر في العالم، وسط حضور لافت من مئة وسبع دول... وقد توج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمر بكلمة، اكد فيها ان "لبنان يكافح اليوم للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة، خصوصا في الميدان الاقتصادي، ولكنه يسلك درب التعافي".

أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فبعث برسالة واضحة إلى من يعنيهم الأمر، بالقول: "لن نقبل ان يكون للقاضي سمسار، وللشرطي ثمن، وان يبقى جارور الموظف مفتوحا، وان لا نستبدل سجل العار ببرنامج الكتروني... ولن نقبل ان تحمي الدولة المذهبية الفاسد والمرتشي والمرتكب باسم مذهبه". واضاف: "لن نقبل ان يكون وطننا حلم الوطن البديل لغيرنا، فلا يحل الفلسطيني مكان ابن الجنوب، ولا يحل السوري مكان ابن البقاع وعكار، ولا يحل في لبنان الا ابن اللبناني المنتشر صاحب الحق الأول في وطنه الأول".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

"ع سطح البلدية" ... فتح رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي "الردي" بإتجاه محافظ جبل لبنان، واصفا إياه بالموظف الصغير عند تيار سياسي تائه، ومتخبط في خياراته العامة على خلفية المداورة في رئاسة بلدية شحيم.

"الردي" التويترية ولدت ردودا ساهم في نظمها أمينا المستقبل والإشتراكي أحمدالحريري، وظافر ناصر، ونائبا شحيم بلال عبدالله، ومحمد الحجار وبلا طول سيرة كان ختامها بـ "يا عيب الشوم".

ومن موازين السجالات إلى الميزان المالي العام، حيث يشهد الأسبوع المقبل عقد لجنة المال والموازنة لتسع جلسات.

أولها عند الساعة العاشرة من قبل ظهر الإثنين، وعلى جدول أعمالها بندان، الإستماع إلى جواب وزير المالية حول "فذلكة مشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة ودرس مواد الموازنة.

أما الثلاثاء والأربعاء والخميس، فتعقد اللجنة جلستين في اليوم الأول عند العاشرة قبل الظهر والثانية عند الخامسة عصرا .

وتختتم اللجنة الأسبوع بجلسة عند الرابعة بعد ظهر الجمعة لدرس مشروع الموازنة والموازنات الملحقة.

أما على سطح الداخلية ... فإجتماع لمجلس الأمن المركزي ناقش إعتداء طرابلس الإرهابي، وخلص إلى أمرين أعلنت عنهما الوزيرة ريا الحسن : الأول إنشاء غرفة عمليات إفتراضية في كل منطقة تجتمع فيها الأجهزة الأمنية لإدارة أي أزمة قد تحصل بإشراف القضاء، أما الثاني فهو أن الإرهابي عبد الرحمن مبسوط ليس غير متزن عقليا كما فهم البعض بل هو غير سوي ولا نقطة من الإنسانية لديه.

أبعد من تفاصيل الداخل، تحل اليوم الذكرى الثانية والخمسون لإحتلال القدس، إثنان وخمسون عاما وزهرة المدائن لا تزال تقاوم من أجل نقطة ماء تسعفها حتى لا تذبل وتسقط وريقاتها في أيدي إحتلال يجهد في تهويد صورتها وشطب هويتها العربية عبر نقل سفارات وتهويد وهدم وصفقة القرن... ولما تتعب من عروبتها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا زالت رصاصات الارهاب في طرابلس تخطف انظار واسماع اللبنانيين، وعلى وقع صداها وقدرة مداها استحالت سجالات ونزالات، وخلط العسكري بالقضائي، والنفسي بالسياسي، حتى بات الدم المسفوك غيلة يستغيث لكي لا يعلق الوطن في حادثة طرابلس ويقوى الارهاب على افعال اخرى..

وآخر افعال اليوم، نظرية الحالة النفسية لمنفذ الجريمة الارهابية التي اعادت استحضارها وزيرة الداخلية بعد اجتماع مجلس الامن الفرعي..

وان كان الحادث متفرعا عن مسار ارهابي طويل، فان الاوضاع لا زالت ممسوكة بحسب رئيس الجمهورية الذي وعد في محضر الطاقة الاغترابية بطاقة ايجابية، مؤكدا على كفاح لبنان للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة، خصوصا في الميدان الاقتصادي، لكنه يسلك درب التعافي كما قال..

درب غير معافاة تسلكها علاقة تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وعلى حافة مجلس بلدي، كادت ان تنبش كل امانات المجالس بين الحزبين، مع تغريدات نارية شارك فيها السلاح السياسي الثقيل من الطرفين..

في الاقليم شخص يتعاطى بخفة سياسية ويتقلب بين مواقف لا تمت الى قواعد السياسات الدولية بصلة، انه دونالد ترامب المتقلب والمنقلب على مواقفه بين الفينة والاخرى، الى ان رسا اليوم بعد طول دعوة لايران بالتفاوض، بفرض عقوبات جديدة على العديد من شركاتها البيتروكيماوية، ومن يتعامل معها من الشركات الاجنبية..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

وضعت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن النقاط على الحروف، وقدمت الى اللبنانيين عرضا شاملا لوقائع وخلفيات العملية الارهابية في طرابلس، في وقت تراجعت حدة السجالات السياسية، وسجلت الساعات الماضية هدوءا على الجبهة السياسية.خرقته تغريدات للحزب التقدمي الاشتراكي،استدعت ردودا من تيار المستقبل، واتصالات ما لبثت أن اطفأت التراشق الكلامي في مكانه

الوزيرة الحسن التي روت بالتفاصيل مجريات العملية الارهابية، وشكرت القوى الامنية والعسكرية،

قالت ردا على سؤال: نحن كفريق سياسي متمسكون بالتسوية السياسية لان هدفنا النهوض بالاقتصاد، وان نتطلع الى احتياجات المواطنين الذين يرزحون تحت اعباء كبيرة.

من هذا المنطلق، نحن متمسكون بهذه التسوية، والسؤال يوجه الى من يصوب على الحالة التي جاهدنا حتى نصل اليها.

ولمناسبة المئوية الأولى لمحكمة التمييز في لبنان، اطل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، مؤكدا تمسك المجلس بمطالبه لجهة الحفاظ على الأمن الاجتماعي للقضاة واستقلالية السلطة القضائية.

وقال ان اعتكاف القضاة جاء لإسماع المسؤولين مطالبهم وليس الاضرار بالمواطن، وان على القضاة المعتكفين الاحتكام لضميرهم وممارسة مسؤولياتهم كاملة، لافتا الى انه ليس هناك فساد قضائي، بل تنقية ذاتية والقضاء ينقي نفسه بنفسه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إشتباك مثلث الأضلاع. الضلع الأول بين بيت الوسط ومن سمي بأنه يجلس على رصيف بيت الوسط، ومن دون قفازات: بين الرئيس سعد الحريري والنائب المنتفض نهاد المشنوق الذي رفع السقف من دار الفتوى ليحاكي حالة اعتراض سنية، ويتردد أن كلامه لاقى صدى إيجابيا في البيئة السنية لكنه توقف عند رصيف بيت الوسط... الضلع الثاني بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي ظاهره "رمانة" بعض بلديات الشوف وباطنه "قلوب ملآنة" بين بيت الوسط وكليمنصو..الضلع الثالث بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، خلفيته كلام منسوب لرئيس التيار الوزير جبران باسيل، وردود من صقور المستقبل أحرجت حمائمه وجعلتهم يلتحقون، ولو متأخرين، بركب الصقور المستقبليين..

حدث كل هذه التطورات في وقت تستعد الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، فكيف ستجتمع الحكومة فيما أطراف الصراع سيجلسون وجها لوجه على طاولتها؟ وكيف ستتم مناقشة البنود في ظل متاريس سياسية تأخذ أحيانا بعدا طائفيا؟ وأكثر من ذلك، هل ستنتقل هذه الإشتباكات إلى مجلس النواب مع معاودة لجنة المال والموازنة درس الموازنة اعتبارا من الإثنين المقبل؟ وماذا عن التخفيضات الموعودة لتحاكي نتائج مؤتمر "سيدر"؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

صار بدها حكومة، لقد بات لزاما على الدولة أن تستعيد رأسها أي رشدها لأنه غياب، الحكام والحكماء والخلافات المستعرة بين أهل الائتلاف الحاكم أدت الى فوضى إدارية وسياسية وأمنية على مساحة الجمهورية، ولا ننسى أن كل هذا يجري على صفيح ساخن حياتيا ومطلبيا في الداخل وجيوسياسيا ومصيريا في الاقليم.

لكن من أين نبدأ من السجالات تنتشر مثل النار في الهشيم وقد توسعت رقعتها لتشمل اليوم الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والأخير يقود معركة عنيفة مع التيار الحر، والمؤسف ان أسباب تجدد الاشتباكات متعددة وهي لا تقتصر على الجريمة الارهابية ليلة عيد الفطر فالحادثة شكلت مادة ملتهبة سوت الاشكالات الدائرة أصلا حول الموازنة والتعيينات والصلاحيات والأخرى وصولا الى السطح، وسط هذه الأجواء تنتظر الساحة السياسية عودة الرئيس الحريري الذي ورغم غضبه حافظ على كم من الهدوء يراهن على العقلاء لإعادة رأب ما تصدع مع الشركاء والألداء بما يعد عجلة العمل الحكومي الى السكة واختبار التهدئة يكون في اجتماع مجلس الوزراء وانطلاق عمل لجنة المال في درس الموازنة توازيا بمشهد غريب يعيش لبنان حال من الانفصاك السريالي الايجابي.

فرغم كل الاشتباكات والخلافات انعقد مؤتملا الطاقة الاغترابية بحضور ممثلين عن 107 دول ينتشر فيها اللبنانيون، وتوجه رئيس الجمهورية والوزير باسيل الى المؤتمرين داعين إياهم الى شبك الأيدي ومساعدة الوطن الأم في نهضته التنموية والعمرانية، وما لم يقله الرئيس والوزير للمنتدبين ولكن أوحيا به لا تجعلوا من فوضى لبنان وسوء إدارته عائقين أمام توظيفكم في ربوعه، فهو منذ التاريخ هكذا وسيبقى عصيا على الاصلاح الى الأزل هكذا عرفه أجدادكم وهكذا تكتشفون أنتم وهكذا سيتعرف اليه أبنائكم من بعدكم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

يشتبك المستقبل على محورين: اشتراكي بلدي وعوني سياسي أمني .. ولا يكاد يلملم ضرباته حتى ينتكس بنائبة الشمال ديما جمالي الخارجة من تغريدة طائشة إلى صورة الزر المقلوب .. لكأن "العين الزرقا" قد اصابت التيار بدل ان تحميه.

ويحدث ذلك بوجود زعيم المستقبل الرئيس سعد الحريري خارج البلاد، فيما يقود حرب الرد عنه الأمين العام للتيار أحمد الحريري المستنفر عونيا واشتراكيا على حد سواء.

وعلى خط شحيم _ الجية كان النائبان بلال عبد الله ومحمد الحجار يذودان عن الإقليم ويخوضان حربا افتراضية استدرجت ردودا من فئة الأمناء العامين على خلفية رئاسة بلدية لكن الاشتباك تطور إلى سحب الكشوف والأرصدة المالية من الشهيد الحريري الى المستزرقين اشتراكيا .

ومنعا للخوض في تفاصيل الردود والتغريدات، والتغريدات المضادة يكفي القول إن الطرفين على صواب .. وكلما كشف الحزبان عن مكنونات السنوات الخوالي بأرزاقها ودفاتر تنازلاتها كان الجمهور المحايد ممتنا

والصراع البلدي الأمني السياسي يستكمل طريقه على جبهة الذئب المنفرد الذي اجتمع عليه اليوم مجلس الأمن المركزي برئاسة وزيرة الداخلية ريا الحسن محذرة من خطر استغلال جريمة إرهابية لشد العصب الطائفي أو السياسي وخفضت الحسن مستوى الاختلال العقلي إلى عبارة " غير متزن عقليا" ورأت أن من يقوم بمثل هذا العمل الإرهابي واضح، أنه ليس سويا لأنه لا يملك أي قطرة من الإنسانية وهو مجرمن وأوضحت أن المبسوط لم يرتكب أي عمل إجرامي داخل الأراضي اللبنانية في تلك الفترة، ولو كان لديه النية، نحن لا نحكم على النيات بل على الأعمال وحرصت وزيرة الداخلية على تاكيد أن ليس في لبنان بيئة حاضنة للإرهاب لاسيما في طرابلس .

البيئة الطرابلسية ليست حاضنة للإرهاب لكنها حاضنة " للتهريج " الذي تولتْه النائبة جمالي حصرا من دون أن يكون لها أي فرع آخر .. وبزراعة أكثر ضررا من محصول ديما .. تكشف الجديد اليوم عن دخول أطنان من الأرز المسرطن الذي سبق أن رفضت دخوله دولة الأردن وهذا أول إنجازات الوزير حسن اللقيس ومن سار على درب أسلافه ما هلك .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 7 حزيران 2019

النهار

يترقب البيئيون اذا ما كان وزير البيئة سيزور في اطار جولاته كسارات ومرامل ضهر البيدر وعين داره.

تبيّن أن إحدى شركات مقدمي خدمات في الكهرباء لم تؤمن جباية في البقاع الغربي وراشيا منذ شهر نيسان 2017 أي منذ 26 شهراً رغم حاجة مؤسسة الكهرباء الى المال.

قال جوزف عون وهو ابن شقيق الرئيس عون إنه تمت قرصنة حسابه عبر "فايسبوك" بعدما هاجم بعنف الوزير جبران باسيل.

الجمهورية

طُرح على قطب سياسي فكرة مصالحته مع قطب آخر من الطائفة نفسها فقال: لن أضع يدي في يده.

تزداد العلاقة سوءاً بين مرجع بارز وأحد الوزراء السابقين، حيث أن الأول يتهم الثاني بالمزايدة عليه وانتقاده في الصالونات.

لوحظ أن العلاقة انقطعت فجأة بين حزب بارز وشخصية سياسية كانت تربطهما علاقة تحالفية تاريخية.

اللواء

تواجه الحركة المطلبية "ربط نزاع" بأكثر من اتجاه، على صعيد إدارة المطالب وكيفية تحقيقها.

يعيش نواب في كتل فاعلة حالة من الضياع في ظل غياب التوقعات وضغط الأزمات على إدارة العجز المالي.

طرحت على بساط البحث من جديد مسألة الإجراءات المالية بحق رواتب موظفي القطاع العام، لا سيما القوى العسكرية والأمنية..؟

الأخبار

أبلغت فصيلة غزير في وحدة الدرك الإقليمي مستثمري الشاطئ العام في بلدة الصفرا (فتوح كسروان)، وجوب عدم رفع صوت الموسيقى أيام الآحاد، بسبب انزعاج حاكم مصرف لبنان رياض سلامه منها، إذ إنّ الأخير يملك منزلاً في تلك المنطقة، يتوجه إليه، عادةً، في نهاية الأسبوع. ليست المرة الأولى، التي يضغط فيها "الحاكم" مع وحدة الدرك في غزير، من أجل منع الموسيقى على البحر، فالعام الماضي وقّع مستثمرو الشاطئ تعهداً بذلك.

خلافاً لما يتردد عن أن قوى الأمن الداخلي ستبدأ بتسطير محاضر ضبط بحق السيارات التي لم تستبدل لوحات تسجيلها قبل نهاية الشهر الجاري، فإنه لا مهل محددة لاستبدال اللوحات للسيارات الخصوصية. في المقابل، فإن السيارات العمومية تخضع لمهلة حددت في نهاية العام الحالي. وبحسب هيئة إدارة السير، فإنه لم يتم، حتى اليوم، وضع أي مهلة لاستبدال اللوحات الخصوصية، وفي حال حصول ذلك، سيكون هنالك وقت كاف لقيام المواطنين باستبدال اللوحات، من دون تعرّضهم لأيّ ضغط. يذكر أنه منذ بدء اعتماد اللوحات الجديدة، أي منذ سنة ونصف سنة، تم استبدال 60 في المئة من اللوحات.

انطلقت في طرابلس مهمة البحث عن خلفٍ لمفتي المدينة الشيخ مالك الشعار. ففي 31 كانون الأول المقبل، تنتهي الولاية الممدّدة لمفتي طرابلس والشمال، الذي تربطه علاقة سيئة بكل مرجعيات طرابلس السياسية... باستثناء تيار المستقبل. فالأخير هو "صاحب الفضل" بتمديد الولاية، سنةً وثلاثة أشهر، قيل يومها إنّه أتى ردّاً على الدعم الذي قدّمه الشعار لـ"المستقبل" في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، إلى حدّ بات رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي والوزير السابق أشرف ريفي، يتجنبون التواصل مع المفتي... ولو بطريقة عابرة في المناسبات الاجتماعية. أسماءٌ عدّة تُنافس على الموقع، إلا أنّ الأبرز بينها هي ثلاثة: إمام مسجد السلام بلال بارودي، رئيس المحكمة الشرعية في طرابلس والشمال القاضي عبد المنعم غزاوي والرئيس السابق للمحكمة الشرعية القاضي الشرعي سمير كمال الدين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي لـ"الكلمة أونلاين": هؤلاء أبواق لـ"حزب الله".. ولن أعلّق على كلام الحسن!

ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين/07 حزيران/2019

فتحت جريمة طرابلس الأبواب أمام أصحاب "القلوب المليانة" لتصفية حساباتهم السياسية والشخصية، فبدل أن تتكاتف جميع القوى في لبنان في وجه الإرهاب والإرهابيين، التهت في تبادل الاتهامات والافتراءات، كلّ حسب توجّهه السياسي ومصلحة فريقه.

ففي وقت تجري مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها لكشف ملابسات الجريمة ومن يقف خلف الارهابي عبد الرحمن مبسوط ويدعمه، راح المعنيون يتراشقون سهام الاتهام. ولعلّ أبرز هذه الاتهامات تمثّلت بالحملة "التويترية" التي شنّها نواب ووزراء التيار الوطني الحر، أمثال حكمت ديب، نبيل نقولا وغيرهم، على الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، اذ راحوا يوجّهون أصابع الاتهام نحوه وينشرون صورا لريفي برفقة أحد الأشخاص ممن قالوا إنه الارهابي مبسوط، محملينه مسؤولية الجريمة الارهابية التي حصلت والتي راح ضحيتها أبرياء من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، ليتبيّن فيما بعد أن من في الصورة شخصا آخرا ولا علاقة له بإرهابي طرابلس.

اللواء ريفي أكد في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أنه يستعد عبر محاميه لرفع دعوى قضائية ضد هؤلاء، مستغربا أنه بدل أن تتكاتف القوى السياسية مع بعضها الى جانب طرابلس وأبنائها، راحوا يرمون الاتهامات يمينا يسارا. وكونه كان وزيرا للعدل في فترة معينة، اعتبر هؤلاء أنه يحمي مبسوط، وهو من أطلق سراحه، لكنهم لم يتنبهوا الى تاريخ خروج الارهابي من السجن، حيث كان يومها سليم جريصاتي وزيرا للعدل ويعقوب الصراف وزيرا للدفاع، وكلاهما ينتميان إلى جهة سياسية واحدة ومعروفة.

من هنا، اعتبر ريفي أن عددا ممن يتكلمون باسم التيار الوطني الحر هم ليسوا سوى أبواق لحزب الله وواجهة له، وما حصل ليس هجوما على أشرف ريفي فحسب، إنما على الطائفة السنية بشكل عام، فالمشروع الايراني هنا يريد أن يبرز نفسه ويبرهن أنه من يحارب الارهاب ويحمي البلاد.

في المقابل، أكد ريفي لموقعنا أن توقيت جريمة طرابلس ليلة عيد الفطر واستهدافها لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، لا تتناسب مع روح المدينة التي تحضن هؤلاء وتراهن على شرعية الدولة اللبنانية فقط لا غير.

من هنا، تمنى ريفي على وزير الدفاع الياس يوصعب الوفاء بوعوده وإجراء تحقيق شفاف وموضوعي لمعرفة من هي الجهة التي حمت الارهابي مبسوط، بالاضافة الى طلب جدول مقارنة بالاحكام التي طُبقت على من كان وضعه مماثلا، ممن قاتل في صفوف "داعش"، ومن كان له حكما مخففا، وعندها، بحسب ريفي، يمكن أن نكشف هؤلاء الذين جنّدهم حزب الله، باعتبار ان كل من كان له حكما مخففا قد جُنّد عند حزب الله.

الى ذلك، طالب ريفي بالتحقيق حول من أوقف معركة الجيش اللبناني في الجرود وسمح بتهريب الارهابيين بباصات مكيفة دون محاكمة، علما أنهم قتلوا عناصر للجيش اللبناني، وعند كشف كل هذه المعلومات يمكن التوصل الى الحقيقة ومعرفة من هي الجهة التي تحمي هؤلاء الارهابيين.

وحول كلام المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان عن أن الارهابي مختلّ وغير سوي، أشار ريفي إلى أن هذا أمر بديهي، فهو لو كان سويا لما نفّذ هذه الجريمة. وعمّا إذا أخطأت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن بقولها إن العملية فردية، فضّل ريفي عدم التعليق، لكنه شدد في المقابل على انه لا يرى أن هذه العملية الارهابية بريئة، متسائلا كيف كان حكم مبسوط مخففا من المحكمة العسكرية، علما ان الأحكام في قضايا مشابهة لقضيته تكون مضاعفة، لافتا الى انه وبعد مراجعة تاريخ الارهابي مبسوط، تبيّن أنه قد قاتل في صفوف "داعش"، واوقفه حزب الله بعد ذلك في جرود السلسلة الشرقية، ليتم تسليمه للمحكمة العسكرية، إلا أنه فجأة وبقدرة قادر، صدر بحقه حكما مخففا قضى بسجنه سنة وشهر لا أكثر. إذا، وبين الأخذ والرد والاتهامات المتبادلة، لا يسعنا سوى الرحمة على أرواح شهداء الجيش والقوى الأمنية الذين سقطوا على مذبح الوطن، فدفعوا بدمهم ثمن المزايدات السياسية والحسابات الشخصية.

 

من الأفضل لهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يتفوهوا بالحماقات

كمال يازجي/فايسبوك/07 حزيران/2019

الصمت فضيلة والتويتر ليس إلزامياً. ما من أحدٍ مضطرٌ لأن يكتب تفاهات تحتوي فوق بلاهتها على ٤-٥ أخطاء إملائية ولغوية في سطرين كمعدّل وسطي لمجرد أنه أصبح في السياسة.

من سوء حظنا قذف به أحدهم بشكل مُبكِّر او عن طريق الخطأ.

من الأفضل لهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يتفوهوا بالحماقات حتى لا ينكشف خواءُهم الفكري ومستواهم الثقافي.

مستوى تلاميذ الصفوف الإبتدائية لأن الناس بالمرصاد ومعظمُهم متعلمون ويملِكون حِساً نقدياً أكثر من الأغبياء الذين انتخبوهم.

 

"القوات" تدعو لدعم د. أبو شرف ولائحته.. وسعيد يعتبرها هدية مجانية لحزب الله

الكلمة أونلاين/07 حزيران/2019/أصدرت القوات اللبنانية تعميماً طالبت فيه جميع المحازبين العمل مع الاطباء في كافة المناطق لدعم مرشح حزب القوات اللبنانية (الرفيق الدكتور يوسف بهجت حداد)، لعضوية مجلس نقابة الاطباء في الانتخابات التي ستجري يوم الاحد 9 حزيران 2019، ودعم لائحة النقيب شرف ابو شرف بالكامل". ودعت القوات جميع الرفاق الى التواصل مع جميع الاطباء من معارفهم لدعم اللائحة المذكورة التي تضم مرشحين من التيار الوطني الحر وحزب الله. وفي سياق متصل غرد النائب السابق فارس سعيد عبر تويتر قائلاً: مع محبتي للدكتور شرف ابو شرف سأصوّت للدكتور جورج افتيموس ولائحته، لان انتخاب نقيب اطباء على لائحة يشارك في متنها حزب الله هديّة مجانيّة لحزب الله".

 

الأحرار دعا الأجهزة الأمنية الى مضاعفة التنسيق في ما بينها والقيام بعمليات استباقية: على القضاء الاسراع في محاكمة الإسلاميين

الجمعة 07 حزيران 2019/وطنية - رأى المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار في بيان، بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون، أن "العملية الإرهابية في طرابلس تذكر بواقع استمرار الخطر الإرهابي على لبنان وسواه. وكان تنفيذ العملية يتم بعمل إفرادي او بواسطة مجموعات يطلق عليها اسم الخلايا النائمة، وما عدا ذلك من أسماء". ولفت إلى "افتقار الإرهابيين للدعم الشعبي، او ما يسمى بالبيئة الحاضنة، وهذا ما يصعب عليهم مهامهم، ويحصن الوطن في مواجهتهم. إلا ان ذلك لا يعفي الأجهزة الأمنية من مضاعفة التنسيق في ما بينها، توخيا لمزيد من الفعالية، وصولا الى القيام بعمليات استباقية تشل الإرهابيين. في موازاة ذلك نطالب في الإسراع في انجاز محاكمة ما بات يعرف بالإسلاميين لإحقاق الحق ولنزع أي ذريعة في يد المتطرفين".  وأمل في ان "يتوصل مجلس النواب الى تسليط الضوء على مكامن الخلل في الموازنة وبخاصة لجهة الإهدار الذي لم يتم التصدي له، والذي يؤمن وقفه مبالغ وافرة للخزينة. وفي الواقع يحيط الشك أكثر من جهة مختصة بمطابقة الأرقام الواقع الحقيقي بمعنى ان يتعدى العجز النسبة التي رسا عليها المشروع الحكومي اي 7،59 في المئة، ناهيك بالشك في ارتفاع الواردات المتوقعة بما لا يتطابق والأهداف المرسومة".

وطالب الحزب "بوقف التجاذبات والمناكفات في ما يعود الى الموضوع الاقتصادي، وبذل جهود حثيثة لتفادي الأسوأ، على ان يتم انجاز قطع الحساب لوضع حد للصرف على القاعدة الإثني عشرية".  وسأل: "كيف رأى الأمين العام لحزب الله في خطاب رئيس الحكومة خروجا على النأي بالنفس، وهو المنخرط في أحداث المنطقة وحروبها والملتزم الاستراتيجية الإيرانية؟". ورأى أن "ما تضمنه كلام الرئيس سعد الحريري يصب في المصلحة العربية، ويدعو الى التضامن بين الدول العربية، وهو موقف دفاعي فرضته ممارسات ايران تجاه أكثر من دولة عربية وبينها لبنان. ومهما يكن من أمر، نجدد دعوتنا حزب الله إلى العودة الى كنف الدولة اللبنانية التي لا تحتاج الى خطاباته النارية، وآخرها في يوم القدس، وهو مطالب بالانسحاب من سوريا ووقف تدخله في الشؤون الداخلية وهذا ما دفع عددا من الدول الى اتخاذ إجراءات متنوعة للضغط عليه وجعله يغير سلوكه". وختم: "ونصر أخيرا على التزام حقيقي للنأي بالنفس، لا بل على حياد لبنان الذي يضمن استقراره وازدهاره وتمكينه من لعب دوره التوفيقي، وهذا ما يعد في صلب رسالته".

 

عشرات «المساجد الحزبية» لجذب الناس في الضاحية الجنوبية

سلوى فاضل/جنوبية/7 يونيو، 2019

المساجد تتكاثر في الضاحية الجنوبية في زمن كان يلزم أن تُبنى المراكز الثقافية والمكتبات والمسارح. فهي الأسرع انتشارا منذ بداية الثمانينيات، واصبحت أداة للتنافس والصراعات الجديدة؟ انتقلت من ضيعتي الجنوبية الى الضاحية الجنوبية مع بداية الثمانينيات، وسكنت في منطقة شعبية، كان التدّين فيها غير راسخ، بل كان الرفاق لازالوا موجودين في شارع بعجور، وشارع معوض، وفي حي ماضي، حيث كانت نشاطاتهم موجودة. ولم ألحظ حينها أيّ وجود للمساجد. لكن اليوم، وبعد مرور حوالي أربعة عقود على اقامتي في الضاحية الجنوبية، بتّ أشاهد في كل زاوية مسجدا وفي كل حيّ يوجد مسجد أو حسينية.

واللافت أني حين كنت أقيم في ضيعتي لم يكن فيها سوى مسجد واحد صغير أثريّ تاريخي، كنت أخاف الدخول إليه ربما لأنهم كانوا يطلبون مني وضع “إيشارب” على شعري، وأنا كنت حريصة على شعري المنفلت في الهواء الطلق. وكان كبار السن في البلدة يقصدون هذا المسجد خلال أيام عاشوراء ليجلسوا خلف الشيخ نادبين الحسين عليه السلام. أما اليوم ففي بلدتي، وللمفارقة يوجد خمس مساجد، مع خمس مشايخ. وكثير من الشعارات الدينية واليافطات. اقرأ أيضاً: لماذا يبني حزب الله «المجمعات الدينية» وما تأثيرها على الحالة الشيعية ؟ وفي مكان اقامتي أيضا بات هناك الكثير من المساجد، التي تعمل تحت عناوين “مجمّع” ديني يضم مستوصفا، ومكتبة، ومركز محاضرات وتدريب وتثقيف، ومساعدات عينية ومالية، ومسرح. الحضور الإسلامي اكتسح الرفاق في الضاحية وغيبّهم وبسط يده عليهم في كل مكان. وبت أراقب أسماء رفاقي وأنتبه لسنيّة هذا، ومسيحية ذاك، وشيعية تلك.

المهم في الموضوع، أني منذ ذلك الحين، حاولت، وبعد فترة قصيرة، أي أربع سنوات من سكنيّ في الضاحية الجنوبية أن أدخل المساجد والحسينيات. وأقنعت نفسي أنها بديلا عن المكتبات العامة المفتقدة في الضاحية.

لكني لاحظت الفرق بين مراكز الرفاق والرفيقات ومراكز الإخوة والأخوات، الأولى بسيطة فقيرة، والثانية مكلفة ومنسقة وضخمة، بل إنها كالقصور التي بناها المغتربون الجنوبيون في قراهم والتي تظل فارغة طوال العام، وشكلها لا يدل على محتواها. واللافت أنه في مكان اقامتي في الضاحية كان اسم مسجد بئر العبد (الإمام الرضا) وصل إلى أبعد مكان في العالم، بفضل امامته من قبل العلامة الراحل السيد محمد حسن فضل الله، فوصلت سمعته الى الـ”سي أي أيه” و”الموساد”. فكان انفجار بئر العبد الشهير. وهو رغم صغر مساحته إلا أنه خرّج أكبر المقاومين، وقاده أكبر الشخصيات الدينية والسياسية منذ مطلع الثمانينيات. ما أحزنني هو عودة هذا المسجد الشهير الذي كتب عنه الكثير من الأبحاث الجامعية والصحفية الى حجمه الحقيقي، وانتقال جمهوره مع “السيد” الى حارة حريك (الحسنين) بعد وضع حزب الله يده عليه. وإن كانت تسوية لاحقة قضت بالتناوب على استخدامه من قبل الطرفين (آل فضل الله وحزب الله).

أما المُلفت جدا فهو إقامة مجمع دينيّ ضخم بالقرب من مسجد بئرالعبد ومسجد حارة حريك (الحسنين). وهي مسافة صغيرة جدا لا تحتاج معها المنطقة وسكانها الى مسجد ثالث بهذه الضخامة والتكلفة. إنه “مجمّع السيدة زينب” الذي يضم مسجدا وحسينية ويحوي مصعدا كهربائيا مزدوجا مع قاعات فسيحة ومسرح، وأماكن وضوء واسعة مرتبة ومنسقة، وكل ما يمكن للمصلي ان يحلم به. هذا المجمّع، الذي بالطبع، كلّف ملايين الدولارات، هل أن بناءه جاء كحاجة ضرورية للمنطقة؟ أم هو حاجة سياسية لحزب الله ليجمع جمهوره في منطقة فيها أصلا مسجدين وعدة حسينييات، اضافة الى مسجد الغبيري (الامام المهدي) القريب.

هل إن مسجد بئر العبد (الإمام الرضا) بصبغته التاريخية التي كُرس من خلالها السيد محمد حسين فضل الله شخصية سياسية بارزة، هي التي دفعت حزب الله ان يبني في الشارع المجاور له مجمّع السيدة زينب الآنف الذكر…هذا الإنفاق المالي لأهداف سياسية يؤجج النقمة لدى الفقراء المحتاجين الذين اصبحوا هدفا للاجتذاب بشتى الطرق والوسائل من قبل المسؤولين إياهم، وذلك لتحويلهم الى جنود وأدوات لخدمة مشاريعهم.

 

تعليقا على جريمة طرابلس: ينشغلون بالنتائج ولا يعالجون الأسباب

وفيق الهواري/جنوبية/7 يونيو، 2019

منذ ان ارتكب الاسلامي المتشدد عبد الرحمن مبسوط جريمته ،التي اودت بحياة اربعة من العسكريين والامنيين وعدد من الجرحى ليلة عيد الفطر في طرابلس، والسجال يتواصل بين القوى السياسية السلطوية وكل منها يحاول النيل من الاطراف الاخرى بتحميله مسؤولية ما حصل. لا يختلف اثنان أن الجريمة بشعة والخسارة فادحة،البعض يقول أن أطرافاً سياسية تدخلت وضغطت على القضاء للإفراج عن مبسوط قبيل الانتخابات النيابية كسباً للأصوات، والبعض اللآخر يحمل الاجهزة الأمنية مسؤولية التفلت والفوضى في البلد. منذ تسعينيات القرن الماضي وبعض السياسيين والمهتمين يوجهون أصابع الاتهام الى مناطق الشمال بصفتها بيئة حاضنة للتيارات الاسلامية المتشددة، ويطالب بحلول امنية صارمة بحق العناصر المتشددة. وتنحصر المتابعات الاعلامية بتسليط الضوء على ما يحصل من حوادث هنا وهناك، وعن هجرة شباب من ابناء هذه المناطق للقتال في العراق وفي سورية. مؤخراً جرى الحديث عن اوضاع السجون وما يحصل فيها من بناء أفراد من ذوي الاتجاهات المتشددة وكأن السجناء هم المسؤولون عن السجون وإداراتها. أنهم يسلطون الضوء على النتائج التي تطفو على سطح المجتمع، لكن أحد لا يحاول دراسة الاسباب التي تدفع بقوى اجتماعية الى التشدد. حتما انهم ليسوا مرضى نفسانيين وليسوا عملاء للامبريالية العالمية… انهم بشر وجدوا في مناطق الأطراف التي لا تصلها الخدمات وهي حق من حقوقهم، هل سأل أحد عن التعليم الرسمي وجودته في المنطقة؟ هل يعلم أحد عن الرعاية الصحية الرسمية والاستشفاء الرسمي في المنطقة؟ أين هي خطط التنمية المستدامة التي يتحدث عنها الزعماء ومستشاريهم ساعات أمام شاشات التلفزة؟

ما هي فرص العمل المتاحة أمام الشباب والمواطنين بشكل عام؟ كيف تصرفت السلطات بإشاعة مفهوم المواطنة في مواجهة الهويات الفرعية والأولية وزعماء المنطقة والطائفة يريدون الناس اتباعاً لهم وليس مواطنين أحرار، كي لا يخسروا مواقعهم السلطوية. هل نسينا كيف كانت تدار المعارك بين التبانة وجبل محسن وكيف كانت تمول؟ كل هذه السياسات تجعل الشباب أمام خيارات محدودة، أما الهجرة للعمل خارج البلد لمن استطاع إليها سبيلاً، أما العمل في أطر تابعة للزعماء تستخدمهم متى واين تشاء. وهناك خيار آخر يراه البعض وهو العودة إلى الأمس السحيق وأن الاسلام هو الحل، وبناء إمارة إسلامية هي التي تعيد لهم حقوقهم، وكلها خيارات لا تؤدي إلى بناء وطن ومواطنين. المشكلة أن ذاكرتنا مثقوبة. لنعد الى العام 2007 أيام معارك نهر البارد، ظن البعض ان المشكلة انتهت بتدمير مخيم نهر البارد واعتقال آلاف الشباب، ولكن لم يقدم أحد من السلطة على قراءة مختلفة تؤمن تنمية للمنطقة. الحل الأمني لم يمنع العشرات من الانتقال إلى سورية والقتال هناك ولا أعتقد أنهم مرضى كما يتوهم البعض، أو أن العامل الايديولوجي هو الحاسم لديهم، إنه انسداد الأفق والإحباط من إمكانية العيش بكرامة. الحلول الأمنية مهمة، لكنها مسكنات لا تجدي اذا لم تترافق مع تنمية المنطقة وتحسين الخدمات للمواطنين وتأمين فرص عمل للشباب، وغير ذلك اضاعة للوقت ومزيد من التعبئة الطوائفية يستفيد منها أصحاب المحاصصات لزيادة حجم قطعة الحلوى من جسد الوطن.

 

مواجهة جديدة بين المستقبل والإشتراكي.. والحجار لجنوبية: زمن السكوت وتدوير الزوايا انتهى!

أحمد شنطف/جنوبية/7 يونيو، 2019

بعد أسبوع حافل بـ"السجال" بين تياري المستقبل والوطني الحر، وبعد الحملات المنظمة التي استدعت تجميد الصمت في البيت الأزرق، ها هو اليوم يواجه حملة جديدة تعيد فتح الجبهة مع الحزب التقدمي الإشتراكي، بعد ما غمز النائب السابق وليد جنبلاط من قناة الأول بتغريدة انتقد بها دور محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي في الجبل. وجاء بتغريدة جنبلاط: ““كم هزيلة تلك الايام التي وصلنا اليها حيث يصبح محافظ جبل لبنان موظف صغير عند تيار سياسي تائه ومتخبط في خياراته العامة، لكن مصر على محاربة الحزب الاشتراكي في اقليم الخروب بأي ثمن متجاهلا التاريخ النضالي للجبل والاقليم. رحم الله رجالات الامس أمثال غالب الترك وسميح الصلح”. ليستكمل من بعدها النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبدالله التصويب نحو المستقبل متوجهاً الى الرئيس سعد الحريري بالقول: “”غير مشكور وغير محمود تدخّلك دولة الرئيس سعد الحريري في شحيم، معطلاً لاتفاق التناوب في بلديتها، مستخدماً أسلوب الضغط على أرزاق الأعضاء في لقمة عيشهم، من أجل الحاقهم بمئات ضحايا “سعودي – أوجيه”. أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا تستهجن انجرارك لهذا الموقع. مش محرزة دولتك، عندك أمور أهم بعتقد”. وفي ظل القرار المتخذ في أقبية المستقبل بعدم السكوت عن أي كلام يوجه لهم ولقياداتهم، رد النائب عن كتلة المستقبل محمد الحجار على الحملة الإشتراكية وتحديداً على كلام عبدالله حيث قال: “”لا أنت يا دكتور بلال ولا غيرك مهما علا شأنه يحق له التطاول على رئيس حكومة لبنان رئيس تيار المستقبل سعد رفيق الحريري. شيل اللي حاطه على صفحتك وعلى صفحة الحزب أحسن ما تضطرنا نفتح الإوراق اللي الكل بيعرفها”. كلام الحجار حمل تحدياً وتهديداً مبطناً، قد ينذر بوقف الهجمة على الطريقة الجنبلاطية بعد كل تصريح عن أحد الأطراف السياسية، أم أنه قد يشهدنا على فتح ملفات متبادل على قاعدة “عليي وعلى أعدائي”. وفي حديث لجنوبية، قال الحجار أنه بالنسبة لنا في المستقبل نحن حريصين على أن تكون علاقتنا خالية من المشاكل مع الجميع، سواء الحزب الإشتراكي أم غيره من الأحزاب، ولكن لا يعني ذلك أننا سنسكت على أي أحد يتناولنا بحديثه، مضيفاً: “مش مسموح لمين ما الله خلقه انه يهاجم سعد الحريري أو أي من رموز المستقبل”. وأشار الى أن زمن السكوت وتدوير الزوايا انتهى، فسابقاً دورنا الزوايا وسكتنا على الكثير من الأمور أما اليوم فـ”بكفي هلقد”، وأضاف: “أي كلام سيتناول الرئيس الحريري وتيار المستقبل سنكون له بالمرصاد”.

ما سبب الهجوم الإشتراكي؟

في ما يخص أسباب الحملة، أوضح الحجار أنه لم يفهم تغريدة جنبلاط حتى الآن، لأن الكلام عن المحافظ لم يكن واضحاً فما هي علاقته بالموضوع؟، مضيفاً: “ما حصل في شحيم هو اتفاق مداورة في رئاسة البلدية 3 سنوات مقابل 3 سنوات بين رئيسين، والرئيس سعد الحريري لم يتدخل قطعاً بهذا الموضوع، وهو لم يتدخل بهكذا أمور في كل مسيرته السياسية”.وأشار الى أنه قد تكون المعلومات التي وصلت الى جنبلاط مغلوطة، ولكن ما فاجأني هو تغريدة الدكتور عبد الله، ولكن اذا أرادوا الحديث عن اتفاق المداورة في شحيم فهم من لم يحترموه، ونحن قلنا لهم فلتأتوا بأي شخص تريدوه، إلا شخص واحد هو بالأساس من المنتقدين الدائمين للإشتراكي قبل المستقبل، إلا أنهم يصرون عليه اليوم، فقلنا لهم إذا أردتم تعيينه فنحن غير معنيين بالإتفاق، ولن نبارك هذه الخطوة، فلننتظر جلسة الإثنين لنرى ما سيحدث”. وعن ما قصده بتغريدته عن “فتح الأوراق”، قال: “ما قصدته مختلف تماماً عن ما صرحت به الآن، ولكن اذا استمرت الحملة سأكشف كل الأمور”.

حرب التغريدات مستمرة

بعد ما طلب الحجار حذف عبد الله للتغريدة الأولى، تم حذفها من قبل الأخير لكنه غرد مجدداً قائلاً: “لن أرد على صغار القوم، عندما يتمنى الكبار سحب التويت، وأتمنى على الجميع عدم الإنزلاق الى مستوى ليس لنا ولا من أدبياتنا”. ليرد من بعدها الحجار كاتباً: “ونعم الأدبيات إذا كانت على شكل تويتاتك. عيب”. ودخل أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري على خط التغريد متوجهاً الى جنبلاط، حيث كتب: “هيدا الحكي مش الك يا بيك، يلي بيناتنا أكبر بكتير من مجلس بلدي، اذا شايف غير شي خبرنا”.

 

مروان حماده: الدول والهيئات المانحة لن تسكت طويلا عن الممارسات الممنهجة ضد النازحين

وكالات/07 حزيران 2019/أدلى النائب مروان حماده بالآتي: إن لبنان معرّض بفعل التحريض الإثني والطائفي لبعض سلطته، لخسارة الصورة التي اكتسبها في الأعوام الماضية كدولة حضنت وعاملت النازحين معاملة إنسانية. وكانت المؤتمرات كلها تشيد بهذا الدور. أما الآن وبعد قرارات غامضة لما يسمى المجلس الأعلى للدفاع الذي لم تناط به صلاحيات إجرائية، هي محصورة أصلا في مجلس الوزراء، تقوم بعض الهيئات المحلية والمتطرفين خصوصا المرتبطين بالسلطة، بالتحريض على المخيمات وعلى النازحين، وبتحويل كل حادثة الى عملية انتقامية تشبه معاملة النازيين للبولونيين خلال الحرب العالمية الثانية، في ما كان يسمى pogrom أي أبلسة كل غريب وزيادة الاحتقان في الداخل اللبناني وضرب سمعة لبنان لدى الدول العربية والمجتمع الدولي، في الوقت الذي نسعى فيه الى مساعدات واستثمارات ضرورية لانعاش اقتصادنا.وعلمتُ، في هذا السياق، أن الموضوع أصبح متداولا من قبل الهيئات الدولية والدول المانحة التي قد لا تسكت طويلا عن هذه الممارسات. فهل يبقى شيء لم تخربه السياسات الداخلية والخارجية للسلطة؟

 

شبح الطرد التعسّفي يضربُ صوت لبنان

لبنان الجديد/07 حزيران 2019/عادت نغمة "الإستغناء عن الخدمات" إلى إذاعة صوت لبنان الأشرفيّة "صوت الحرّية والكرامة"، بعد ثلاث سنوات تقريبًا من طرد دفعة من العاملين في صرحها، كنتيجة حتميّة لِما تمرّ به الإذاعة من ضائقة ماديّة، مع تراجع سوق الإعلانات والمصادر التمويليّة الأخرى، على حدّ تعبير الإداريّين فيها. على الرغم من الوعود، بأنّ الإنفراج آتٍ ولاسيّما مع ترؤس النائب سامي الجميّل حزب الكتائب في السنوات الماضية، إلّا أنّ هذه الوعود باتت حبرًا على ورق للأسف، والحجّة دومًا هي الأزمة الماليّة التي أفرزها المناخ السيّاسي.  تُفيد مصادر في الإذاعة لـِ موقع "لبنان الجديد"، عن موجة طرد "تعسّفي" لِمجموعة من الموظفين الجدد والقدامى لديها، إذ بلغ عددهم ثلاثة عشر تقريبًا. واستغنت أوّل من أمس عن خدمات ثماني موظفين، وهي ستقوم باستغناءات أخرى في الأيّام المقبلة، الأسماء صدرت إلّا أنّها رهن التبليغات ليس إلّا، ويعيش موظفو الإذاعة  بلبلة وارتباكًا كبيرين.  تعود هذه الأزمة إلى سنوات، ما جعلها تستغني على مراحل عن شريحة من موظّفيها الذين جعلوا مسيرتهم النضاليّة والمهنيّة تحت خدمة الإذاعة التي باتت منزلًا لهم، لتعود كلّ فترة وتتخذ الخطوة ذاتها. وما أثار غضب الموظفين، أنّ التبليغات أتت بشكلٍ مفاجىء وبتأكيد من جانب أصحاب القرار بأنّ سلوكهم وعملهم لا غُبار عليهما إلّا أنّ الإختيار وقع عليهم، على الرغم من التأخير في تسديد الرواتب من دون شكوى من الموظفين كونهم يعتبرون أداءهم في الإذاعة هو رسالة والكتائب بحاجة إلى تضحيات و "الغالي بيرخص لعيونهم".  محاولة التخفيف من الأعباء الماليّة بالإستغناء عما يُمكن "الإستغناء عنه"، طالت القسم السياسي في الإذاعة بالرغم مما يُمثّل الثقل الأساسي لها.  محور الشكوى كانت الإدارة، إذ يتّهمها البعض بأنّها هي من قادت المؤسّسة إلى الخراب عبر الهدر والتميّيز، في ظلّ الحديث عن مظلوميّة للعديد من الموظفين، فيما آخرون يتقاضون رواتب خياليّة من دون أيّ إنتاجيّة.

 

هجرة اللبنانيين تحد من البطالة وتعزز الاقتصاد على الرغم من تهديدها الديموغرافي مع ارتفاع نسبة الأجانب والنازحين

سناء الجاك/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

توقعت شركة «الدولية للمعلومات» أن يصل عدد المهاجرين اللبنانيين الذين تقل أعمارهم عن أربعين سنة إلى 56 ألفا بحلول نهاية العام 2019، مشيرة في دراسة أصدرتها أن 34 ألفا و502 لبناني غادروا لبنان في العام 2018 ولم يعودوا.

والهجرة هي أبجدية العيش في قاموس اللبنانيين، تدخل في الأدب والأغاني وفي تاريخ القرى التي يشيد فيها المغتربون دوراً تبقى فارغة من أصحابها إلا خلال الإجازات الصيفية والأعياد.

ومعظم البيوت يقيم فيها الوالدان بمفردهما بعد أن يكبر أولادهما ويسافرون، ليصبح التواصل مع الأولاد والأحفاد. وتنشط حركة السفر لأن الأهل لا يجدون بدا من الطائرة لزيارة الأحبة، بما ينذر بتحول المجتمع اللبناني إلى الكهولة.

وفي حين تربط بعض الدراسات الهجرة باستفحال ظاهرة الفساد ونهب المال العام، تحمل تصريحات معظم السياسيين تحذيراً من مخاطر الهجرة ليس على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فحسب، وإنما على المستوى السياسي أيضاً، لناحية إعادة إنتاج أدوات السلطة لما تسببه من خلل ديموغرافي.

في متابعة لملفّ المهاجرين اللبنانيين، صنفت مجلّة الشؤون الخارجية الأميركية لبنان منذ العام 2011 في دائرة «التحذير العالي جدّاً». فالهجرة الخارجية تعدّ القضية الاجتماعية الأكثر بروزاً في المجتمع اللبناني، لا سيّما أن نحو 30 في المائة من المقيمين على أراضيه هم من غير اللبنانيين، وقد وصلت هذه النسبة إلى مستوى لم يعرفه أي بلد آخر. ويقول المدير العام السابق للمغتربين في وزارة الخارجية ورئيس «المنتدى اللبناني للتنمية والهجرة» هيثم جمعة لـ«الشرق الأوسط» إن «أعداد المهاجرين اللبنانيين طبيعية نظراً إلى الظروف التي يعيشها لبنان في ظل منع التوظيف في المرافق الرسمية وغياب خطة وطنية لتوجيه الموارد البشرية. بالإضافة إلى نمو عدد المتخرجين من الجامعات والمعاهد المهنية وتناقص عدد المؤسسات المستقرة في القطاعات الإنتاجية وإقفال الشركات بسبب الركود الاقتصادي ونقل الرساميل إلى خارج لبنان».

ويستدرك: «لكن الأمر ربما لن يستمر إلى آخر السنة، بعد إقرار الموازنة ودخول (سيدر) حيز التنفيذ، مما سيشجع وسائل الإنتاج بما يخفف من وتيرة الهجرة». ويوضح أن «التوترات السياسية في المنطقة أثرت على فرص العمل في لبنان. إذ لا يمكن ألا يتأثر بما يجري حوله. كما أن العقوبات تخفف الرغبة في الاستثمار وتؤثر على سوق العمل».

ويشدد جمعة على إيجابيات الهجرة. ويورد أن «دراسة أجريت بالتعاون بين المديرية العامة للمغتربين والجامعة اليسوعية والأمم المتحدة، تظهر أن 51 في المائة من الشعب اللبناني يعيش على تحويلات المغتربين، وأن 25 في المائة من هذه التحويلات تذهب إلى التعليم، في حين تدنت نسبة التحويلات العمومية ولكن بنسبة ضئيلة مع انتظام للمبالغ المتعلقة بالضروريات». إلا أن الخبير الاقتصادي الدكتور كامل وزني يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأموال التي تُحوَّل إلى لبنان تأثرت بسبب الظروف والعقوبات الأميركية، ما أدى إلى ضغوط وتدخل لمنع التحويلات من الوصول إلى المصارف اللبنانية، وأحياناً من دون مسوِّغ قانوني.

ويعتبر وزني أن «أهم إيجابية للاغتراب في الوقت الراهن هي منع استفحال البطالة بين الشباب اللبنانيين إذا لم يهاجروا». ويشير إلى فائض الكفاءة في لبنان. ويورد مثلاً عن «إعلان الجامعة الرسمية اللبنانية عن حاجتها إلى أستاذ برتبة دكتور في العلوم، فتقدم إلى الوظيفة الشاغرة 1500 ممن يحملون شهادة دكتوراه في العلوم يبحثون عن عمل». ويؤكد جمعة هذا الواقع، فيشير إلى أن «النخب اللبنانية من ذوي الكفاءات مطلوبة جداً. وغالبيتها تحتل مناصب رفيعة أينما يتم توظيفها. وميزة اللبنانيين أنهم يحصلون على مستوى تعليمي جيد ويتمتعون بمستوى فكري وثقافي إضافة إلى تخصصهم المهني ويجيدون لغتين أجنبيتين وأكثر بالإضافة إلى العربية. بالتالي مغريات الهجرة للشباب متوفرة مع فتح الدول العربية أبوابها لليد العاملة والنخب والكفاءات اللبنانية، لا سيما أن اللبناني نشيط وصاحب مبادرات».

 

تشديد الإجراءات حيال السوريين في لبنان... بين تطبيق القانون ودعوات الترحيل وقرار بإخلاء مخيم للنازحين في البقاع بعد اعتداء على الدفاع المدني

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

تفاعلت قضية الاعتداء على وحدة للدفاع المدني من قبل بعض اللاجئين السوريين بمنطقة دير الأحمر في البقاع أول من أمس، ووصلت إلى حد اتخاذ قرار بإخلاء ما يعرف بمخيم «كاريتاس» بأكمله بعد توتّر بين أهل المنطقة والسوريين.

وأتت هذه الحادثة بعد سلسلة إجراءات بدأت تطال السوريين في الفترة الأخيرة في لبنان وهي التي وضعها البعض في خانة التضييق عليهم لترحيلهم، محذرين من انعكاس هذا الأمر على العلاقات بين المجتمعات المضيفة واللاجئين، فيما يؤكد البعض الآخر؛ وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، أنها لا تعدو أن تكون إجراءات قانونية لا بد من تطبيقها بعد الفوضى التي كانت سائدة في السنوات السابقة.

وتضاربت المعلومات حول الاعتداء على عناصر الدفاع المدني في دير الأحمر، إذ فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بإصابة عنصر في الدفاع المدني وتحطيم آلية إطفاء، إثر رشق عدد من الشبان السوريين الآلية بالحجارة، عند محاولتها إخماد حريق شب داخل حرج أعشاب بجانب أحد مخيمات النازحين بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان، يقول الناشط السوري أحمد القصير إنه وبعدما نشب حريق في المنطقة ونجح سكان المخيم وعناصر من الجيش اللبناني في إخماد الحريق أتى الدفاع المدني وحصل شجار بين عناصره وأحد السكان، فقام سائق آلية الإطفاء بدهس خيمتين للسوريين بسيارته، ما آثار الهلع في صفوفهم، ثم أتت شرطة البلدية والقوى الأمنية واعتقلت عشرات الشبان من المخيم الذي يسكنه نحو 150 عائلة، فيما سرت إشاعات بأنه سيتم إحراق كل الخيام، مما أدى إلى هرب جميع الأهالي.

وفي حين أجمعت المواقف على استنكار ما حصل ورفض التعرض للدفاع المدني ومحاسبة الفاعلين، كان هناك رفض لسياسة العقاب الجماعي التي طالت جميع سكان المخيم وأدت إلى فرض منع تجول السوريين وكذلك الدعوة إلى إزالة المخيم، وهو ما يشير إليه مدير الأبحاث في «مركز عصام فارس للسياسات العامّة والشؤون الدوليّة» في الجامعة الأميركيّة الدكتور ناصر ياسين، لافتاً إلى أن «ما حصل في دير الأحمر لا ينفصل عن كل الإجراءات الأخيرة التي تطال السوريين وتعكس بشكل واضح استراتيجية للضغط عليهم وترحيلهم». وفيما تلفت مستشارة وزير الخارجية لشؤون النازحين علا بطرس إلى أن المعنيين في دير الأحمر اتخذوا قراراتهم بناء على المعطيات التي لديهم، ترفض في الوقت عينه وضع الإجراءات التي تنفذ في المرحلة الأخيرة في خانة الضغط على النازحين، مؤكدة أن «ما يحصل اليوم ليس إجراءات عقابية؛ بل قانونية بعد سنوات من الفوضى في هذا الملف».

وكان رؤساء بلديات منطقة دير الأحمر ومخاتيرها وفاعلياتها استنكروا التعدي السافر من قبل مجموعة من السوريين على الدفاع المدني، وأوضحوا أنه نتيجة للغضب الشعبي العارم وحفاظاً على سلامة النازحين، ومنعاً لتكرار مثل هذه الحادثة، اتخذ قرار بعدم عودة النازحين السوريين إلى المخيم الذي سبق أن أخلي إثر الحادثة تحت أي ذريعة وتكليف شرطة الاتحاد والبلديات حراسة مداخله.

من جهته، أعلن محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر أنه «منعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز، وتجنباً لأي إشكال قد يطرأ بين الطرفين، وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والسوريين على حد سواء، اتخذ قرار بفرض منع تجول على النازحين حتى صباح الجمعة، مع المتابعة الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين». ويرى ياسين أن كل الإجراءات الأخيرة التي تتخذها السلطات اللبنانية «من قرار هدم الخيام الإسمنتية في مخيمات عرسال، إلى إقفال محال تابعة للسوريين، وقضية تلوث نهر الليطاني، والتشديد في تطبيق القانون فقط حيال السوريين، وآخرها حادثة دير الأحمر، تؤدي جميعها إلى خلق بيئة غير مرحبة بهم والضغط عليهم وذلك عبر إجراءات غير مكتوبة بدل معالجة هذه القضية بطريقة هادئة». في المقابل؛ ترى بطرس أن «تداعيات عدم تطبيق القانون هي التي انعكست سلباً على المجتمع اللبناني، وستؤدي بشكل أكبر في المستقبل إلى توترات بين اللبنانيين والسوريين الذين باتوا ينافسونهم في أعمالهم ولقمة عيشهم».

وتشدّد بطرس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «أهمية إيجاد حل مستدام لهذه القضية، ووضع آلية تميّز النازحين من العاملين والمعارضين غير القادرين على العودة، من الموالين الذي يذهبون إلى سوريا ويعودون إلى لبنان بشكل دوري»، وهو الأمر الذي وإن وافق عليه ياسين، فإنه يرى صعوبة في تطبيقه «انطلاقاً من عوامل عدّة؛ أهمها عدم وجود أي بوادر إيجابية من قبل النظام للسير بها». ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من السوريين الذي يرغبون بالعودة، لكن العوائق عدة؛ منها الأمن والأبنية المدمرة والوضع الاقتصادي»، مضيفاً: «هذا الأمر بات واضحاً للجميع حتى خلال زيارة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل إلى موسكو؛ حيث تبيّن أن المبادرة الروسية مرتبطة بهذه العوامل، وهي بالتالي غير قابلة للتطبيق اليوم، وسيستخدمها النظام ورقة سياسية في المستقبل». وهنا يدعو ياسين «من يطرح هذه الخطة لتسجيل اللاجئين وتصنيفهم وإرسال الأسماء إلى النظام السوري لعودة الموالين على الأقل، وعندها إذا نجحوا في ذلك؛ فإنهم يكونون قد سجلوا خطوة متقدمة في هذه القضية».

وتلفت بطرس إلى أن وزير الخارجية جبران باسيل يؤكد أنه سيتم العمل على إدراج خطة النازحين بعد إقرار الموازنة، مشددة على «ضرورة الإسراع بالإجراءات بعد كل التداعيات التي انعكست على المجتمع اللبناني وتحديداً على الاقتصاد، وبشكل يحفظ أمن النازحين والمناطق الموجودين فيها على حد سواء ومنعاً للتوتّر والكراهية». وتوضح: «جزء كبير من النازحين لا تنطبق عليهم صفة اللاجئ، وبالتالي لا بد من البدء بهذه النقطة للتمييز بين النازحين ومن يعملون في قطاعات بشكل غير قانوني، والذين سبق أن دعتهم وزارة العمل لتسوية أوضاعهم». وتقول بطرس إن «هناك 348 ألف سوري يعملون في لبنان في قطاعات مختلفة خلافاً للقانون، بينما لا يزيد عدد الحائزين إجازة عمل على الـ1733 شخصاً، في حين أن البطالة ارتفعت في لبنان من 11 في المائة إلى 35 في المائة».

 

تشديد الإجراءات حيال السوريين في لبنان... بين تطبيق القانون ودعوات الترحيل/قرار بإخلاء مخيم للنازحين في البقاع بعد اعتداء على الدفاع المدني

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/تفاعلت قضية الاعتداء على وحدة للدفاع المدني من قبل بعض اللاجئين السوريين بمنطقة دير الأحمر في البقاع أول من أمس، ووصلت إلى حد اتخاذ قرار بإخلاء ما يعرف بمخيم «كاريتاس» بأكمله بعد توتّر بين أهل المنطقة والسوريين.

وأتت هذه الحادثة بعد سلسلة إجراءات بدأت تطال السوريين في الفترة الأخيرة في لبنان وهي التي وضعها البعض في خانة التضييق عليهم لترحيلهم، محذرين من انعكاس هذا الأمر على العلاقات بين المجتمعات المضيفة واللاجئين، فيما يؤكد البعض الآخر؛ وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، أنها لا تعدو أن تكون إجراءات قانونية لا بد من تطبيقها بعد الفوضى التي كانت سائدة في السنوات السابقة. وتضاربت المعلومات حول الاعتداء على عناصر الدفاع المدني في دير الأحمر، إذ فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بإصابة عنصر في الدفاع المدني وتحطيم آلية إطفاء، إثر رشق عدد من الشبان السوريين الآلية بالحجارة، عند محاولتها إخماد حريق شب داخل حرج أعشاب بجانب أحد مخيمات النازحين بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان، يقول الناشط السوري أحمد القصير إنه وبعدما نشب حريق في المنطقة ونجح سكان المخيم وعناصر من الجيش اللبناني في إخماد الحريق أتى الدفاع المدني وحصل شجار بين عناصره وأحد السكان، فقام سائق آلية الإطفاء بدهس خيمتين للسوريين بسيارته، ما آثار الهلع في صفوفهم، ثم أتت شرطة البلدية والقوى الأمنية واعتقلت عشرات الشبان من المخيم الذي يسكنه نحو 150 عائلة، فيما سرت إشاعات بأنه سيتم إحراق كل الخيام، مما أدى إلى هرب جميع الأهالي.

وفي حين أجمعت المواقف على استنكار ما حصل ورفض التعرض للدفاع المدني ومحاسبة الفاعلين، كان هناك رفض لسياسة العقاب الجماعي التي طالت جميع سكان المخيم وأدت إلى فرض منع تجول السوريين وكذلك الدعوة إلى إزالة المخيم، وهو ما يشير إليه مدير الأبحاث في «مركز عصام فارس للسياسات العامّة والشؤون الدوليّة» في الجامعة الأميركيّة الدكتور ناصر ياسين، لافتاً إلى أن «ما حصل في دير الأحمر لا ينفصل عن كل الإجراءات الأخيرة التي تطال السوريين وتعكس بشكل واضح استراتيجية للضغط عليهم وترحيلهم». وفيما تلفت مستشارة وزير الخارجية لشؤون النازحين علا بطرس إلى أن المعنيين في دير الأحمر اتخذوا قراراتهم بناء على المعطيات التي لديهم، ترفض في الوقت عينه وضع الإجراءات التي تنفذ في المرحلة الأخيرة في خانة الضغط على النازحين، مؤكدة أن «ما يحصل اليوم ليس إجراءات عقابية؛ بل قانونية بعد سنوات من الفوضى في هذا الملف».

وكان رؤساء بلديات منطقة دير الأحمر ومخاتيرها وفاعلياتها استنكروا التعدي السافر من قبل مجموعة من السوريين على الدفاع المدني، وأوضحوا أنه نتيجة للغضب الشعبي العارم وحفاظاً على سلامة النازحين، ومنعاً لتكرار مثل هذه الحادثة، اتخذ قرار بعدم عودة النازحين السوريين إلى المخيم الذي سبق أن أخلي إثر الحادثة تحت أي ذريعة وتكليف شرطة الاتحاد والبلديات حراسة مداخله.

من جهته، أعلن محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر أنه «منعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز، وتجنباً لأي إشكال قد يطرأ بين الطرفين، وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والسوريين على حد سواء، اتخذ قرار بفرض منع تجول على النازحين حتى صباح الجمعة، مع المتابعة الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين». ويرى ياسين أن كل الإجراءات الأخيرة التي تتخذها السلطات اللبنانية «من قرار هدم الخيام الإسمنتية في مخيمات عرسال، إلى إقفال محال تابعة للسوريين، وقضية تلوث نهر الليطاني، والتشديد في تطبيق القانون فقط حيال السوريين، وآخرها حادثة دير الأحمر، تؤدي جميعها إلى خلق بيئة غير مرحبة بهم والضغط عليهم وذلك عبر إجراءات غير مكتوبة بدل معالجة هذه القضية بطريقة هادئة». في المقابل؛ ترى بطرس أن «تداعيات عدم تطبيق القانون هي التي انعكست سلباً على المجتمع اللبناني، وستؤدي بشكل أكبر في المستقبل إلى توترات بين اللبنانيين والسوريين الذين باتوا ينافسونهم في أعمالهم ولقمة عيشهم».

وتشدّد بطرس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «أهمية إيجاد حل مستدام لهذه القضية، ووضع آلية تميّز النازحين من العاملين والمعارضين غير القادرين على العودة، من الموالين الذي يذهبون إلى سوريا ويعودون إلى لبنان بشكل دوري»، وهو الأمر الذي وإن وافق عليه ياسين، فإنه يرى صعوبة في تطبيقه «انطلاقاً من عوامل عدّة؛ أهمها عدم وجود أي بوادر إيجابية من قبل النظام للسير بها». ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من السوريين الذي يرغبون بالعودة، لكن العوائق عدة؛ منها الأمن والأبنية المدمرة والوضع الاقتصادي»، مضيفاً: «هذا الأمر بات واضحاً للجميع حتى خلال زيارة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل إلى موسكو؛ حيث تبيّن أن المبادرة الروسية مرتبطة بهذه العوامل، وهي بالتالي غير قابلة للتطبيق اليوم، وسيستخدمها النظام ورقة سياسية في المستقبل». وهنا يدعو ياسين «من يطرح هذه الخطة لتسجيل اللاجئين وتصنيفهم وإرسال الأسماء إلى النظام السوري لعودة الموالين على الأقل، وعندها إذا نجحوا في ذلك؛ فإنهم يكونون قد سجلوا خطوة متقدمة في هذه القضية».

وتلفت بطرس إلى أن وزير الخارجية جبران باسيل يؤكد أنه سيتم العمل على إدراج خطة النازحين بعد إقرار الموازنة، مشددة على «ضرورة الإسراع بالإجراءات بعد كل التداعيات التي انعكست على المجتمع اللبناني وتحديداً على الاقتصاد، وبشكل يحفظ أمن النازحين والمناطق الموجودين فيها على حد سواء ومنعاً للتوتّر والكراهية». وتوضح: «جزء كبير من النازحين لا تنطبق عليهم صفة اللاجئ، وبالتالي لا بد من البدء بهذه النقطة للتمييز بين النازحين ومن يعملون في قطاعات بشكل غير قانوني، والذين سبق أن دعتهم وزارة العمل لتسوية أوضاعهم». وتقول بطرس إن «هناك 348 ألف سوري يعملون في لبنان في قطاعات مختلفة خلافاً للقانون، بينما لا يزيد عدد الحائزين إجازة عمل على الـ1733 شخصاً، في حين أن البطالة ارتفعت في لبنان من 11 في المائة إلى 35 في المائة».

 

عملية طرابلس تُحرك ملف الموقوفين الإسلاميين وروكز شدد على وجوب تسريع المحاكمات لينال كل مرتكب جزاءه

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/أعاد الهجوم الذي تعرض له الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مدينة طرابلس شمال لبنان ليلة عيد الفطر فتح ملف الموقوفين الإسلاميين بعد مطالبة عدد من النواب والقياديين السياسيين بالتشدد في محاكمتهم مقابل دعوة أهاليهم لتسريع البت بقضاياهم والعفو العام عنهم. ويقبع في سجن رومية نحو 1200 ممن يعرفون بـ«الموقوفين الإسلاميين» الذين توجه إليهم تهم بالإرهاب والاتصال والتعاون مع مجموعات إرهابية، إلا أن قسما كبيرا منهم لا يزال ينتظر أن تتم محاكمته بعد سنوات من التوقيف الاحتياطي، يرده المعنيون لتراكم الملفات والضغط الكبير الذي تشهده المحاكم اللبنانية. واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب شامل روكز أن ما حصل أخيرا في طرابلس يتوجب أن يحرك ملف الموقوفين الإسلاميين، لا أن يدفعه مجددا إلى الأدراج، مشددا على وجوب وضع حد للتوقيف الاحتياطي والاحترازي أو أي توقيف ظالم من خلال تسريع المحاكمات فينال المرتكب عقابه وبالمقابل يتم إطلاق الأبرياء. وقال روكز لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تقدمتُ باقتراح قانون للمجلس النيابي للتعويض عن الموقوفين احتياطا الذين تثبت براءتهم لأن استمرار الوضع على ما هو عليه غير مقبول».

ويُعتبر روكز من أبرز الرافضين لموضوع العفو العام الذي بدأ التداول به قبل الانتخابات النيابية والذي تم إيراده في البيان الوزاري للحكومة الحالية، إذ يشدد على رفض مفهوم العفو العام ككل، لافتا إلى أنه لا يجب أن يكون موجودا أصلا، فالبريء يجب أن يكون خارج السجن أما المرتكب فيتوجب أن ينال جزاءه. وأشار إلى أن تضمين البيان الوزاري العفو العام لا يعني أن هذا الأمر محق وعادل، فقد تم إيراد عدة بنود سواء في البيان أو في الموازنة التي نعتبرها غير محقة وغير عادلة.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد أكثر من مرة أنه لن يوقع أي قانون عفو عمن أدين أو سيُدان بقتل عسكريين. وكلّف رئيس الحكومة سعد الحريري العام الماضي لجنة وزارية وقانونية دراسة مشروع قانون العفو العام وقد أنجزت مهمتها وسلّمت الحريري مسودة المشروع، حيث اطلع عليه وأرسل نسخاً عنه إلى الكتل النيابية للاطلاع وإبداء الملاحظات على بنوده. ومن المتوقع في حال تم السير بالمشروع، أن تستفيد منه كلّ الطوائف اللبنانية، إذ يُفترض أن يشمل قسما كبيرا من الـ1200 موقوف إسلامي، وهم من أبناء الطائفة السنية، ونحو 6 آلاف أغلبهم من المسيحيين الذي فروا إلى إسرائيل منذ عام 2000 بعد انسحابها من جنوب لبنان، ونحو 30 ألف شخص من أبناء منطقة البقاع اللبناني، غالبيتهم من الطائفة الشيعية ومعظمهم فارون ومطلوبون للعدالة بمذكرات توقيف وأحكام بجرائم الاتجار بالمخدرات وتعاطيها والقتل والخطف والسرقة وغيرها.

ولا يستبعد رئيس لجنة متابعة قضية الموقوفين الإسلاميين الشيخ سالم الرافعي أن يستغل الفريق السياسي الذي يرفض العفو العام حادثة طرابلس الأخيرة لدعم موقفه الرافض لوضع حد لمعاناة هؤلاء الموقوفين، مستهجنا محاولة هؤلاء معاقبة مئات الشبان بجرم اقترفه شخص واحد. وقال الرافعي لـ«الشرق الأوسط»: «من بين الـ1200 معتقل إسلامي، لا يتجاوز عدد الذين أقدموا على قتل عناصر من الجيش أو قوى الأمن الـ1 في المائة أما معظم الباقين فأوقفوا إما لارتباطهم بصلة قرابة مع مرتكبين وإما لوجود صورة ما على الهاتف أو ذلك من الحجج الواهية، حتى أن بعضهم قضى نحو 5 سنوات في السجن قبل أن تثبت براءته، فيما البعض ما زال من دون محاكمات منذ 6 أو 7 سنوات». واستغرب الرافعي كيف أن «المحكمة العسكرية أخلت سبيل عبد الرحمن مبسوط الذي اقترف جريمة طرابلس بعد عام ونصف العام مع علمها أنه قاتل في صفوف (داعش) وعبّر أمامها عن نقمة عارمة على الجيش اللبناني، في وقت تصدر أحكاما تصل لعشرات السنوات بحق أشخاص آخرين». وختم الرافعي قائلا: «عندما يضرب العساكر الآمنين في طرابلس يعني استهدافنا نحن كأهل المدينة، وبالتالي العمل على ضربنا مرتين من خلال محاولة الاقتصاص منا أمر مرفوض جملة وتفصيلا».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تشد الخناق المالي على الحرس الثوري الإيراني وطهران ترفض اقتراحاً فرنسياً بإحياء المفاوضات حول الاتفاق النووي

اندبندنت عربية ووكالات/الجمعة 7 يونيو 2019 / في ظل ارتفاع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران واستقدام قطع حربية أميركية إضافية إلى المنطقة لمواجهة تهديدات إيرانية محتملة، فرضت واشنطن اليوم الجمعة عقوبات على أكبر مجموعة إيرانية للبتروكيماويات وعشرات من فروعها بسبب صلاتها بالحرس الثوري الإيراني، بينما رفضت طهران اقتراحاً فرنسياً بإحياء المفاوضات النووية.

 دعم "الحرس"

 وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أن الإجراء العقابي الجديد اتُخذ بسبب "الدعم المالي الذي تقدمه المجموعة البتروكيماوية للحرس الثوري"، مضيفةً أن العقوبات تشمل أيضاً 39 فرعاً ووكيلاً للشركة في الخارج. ولفتت الوزارة إلى أن المجموعة وفروعها تشكل 40 في المئة من إنتاج إيران من البتروكيماويات و50 في المئة من صادرات هذا القطاع، علماً أن واشنطن أدرجت في بداية أبريل (نيسان) الماضي، الحرس الثوري الإيراني على قائمتها السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" بهدف تشديد الضغوط الاقتصادية على طهران.

 الحرمان من المال

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الجمعة "عبر استهداف هذه الشبكة، نعتزم حرمان عناصر رئيسية في قطاع البتروكيماويات الإيراني من المال لدعمه الحرس الثوري". وقال سيغال ماندلكر مساعد وزير الخزانة الأميركي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية إن "الحرس الثوري تسلل بشكل منهجي إلى قطاعات رئيسية في الاقتصاد الإيراني لتمويل نفسه".

 "المفاوضات النووية"

في المقابل، رفضت إيران الجمعة اقتراحاً فرنسياً بإحياء المفاوضات النووية، محذرةً من أن توسيع الاتفاق النووي القائم قد يؤدي إلى انهياره تماماً. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إنّ هدفه لتحقيق "السلام في منطقة" الشرق الأوسط يتطلب "البدء في مفاوضات جديدة"، مشيراً إلى أن باريس ترمي إلى تقليص النشاط الباليستي لإيران والحد من نفوذها الإقليمي. وجاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحافي في مدينة كون (غرب فرنسا) مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، الذي انسحب العام الفائت من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه عام 2015 مع الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لتخفيف العقوبات الدولية عن طهران مقابل وضع قيود على برنامجها للتسلح النووي.

عدم الثقة

 إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس الموسوي، حذّر الجمعة من أن "طرح قضايا تتجاوز الاتفاق النووي لا يساعد في إنقاذ الاتفاق، ولكنه سيتسبب بدلاً من ذلك بزيادة عدم الثقة بين الأطراف". وأغضب الانسحاب الأميركي من الاتفاق في مايو (أيار) 2018 القادة الأوروبيين الذي يحاولون إيجاد طريقة لإنقاذ الاتفاق في مواجهة إعادة فرض العقوبات الأميركية القاسية بحق طهران. وقال الموسوي في بيان نُشر على موقع الوزارة الإلكتروني، إنّ الأطراف الأوروبيين في الاتفاق "غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم". وفي ضوء هذه الظروف، اعتبر أن طرح مطالب جديدة "سيساعد أميركا فقط في الاقتراب من تحقيق هدفها، انهيار الاتفاق النووي". وظلت إيران حتى وقت قريب ملتزمة في شكل كامل الاتفاق النووي، لكنها هددت في 8 مايو الماضي، بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق في حال لم تتوصل الدول الأخرى الموقعة إلى حلّ خلال 60 يوماً لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية على القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيَيْن. وأوقفت طهران اعتباراً من ذلك اليوم الحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب، وفق ما كانت تعهّدت بموجب الاتفاق الموقّع في فيينا. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في 28 مايو، أن لا حاجة إلى وساطة مع الولايات المتحدة "حالياً".

 

صاحب قانون «القومية اليهودية» يصبح وزيراً للعدل القرار يلقى ترحيباً شديداً من عشرات آلاف المثليين

تل أبيب/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/في خطوة فسرت على أنها نفاق لجمهور المثليين الواسع في إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن تعيين النائب من حزب الليكود، أمير أوحانا، وزيراً للعدل، خلفاً، لأييلت شاكيد، التي أقيلت في مطلع الأسبوع. وقد أثار هذا التعيين جدلاً كبيراً في الحلبة السياسية في تل أبيب، ففي اليمين اعتبروها «ضربة للتيار الديني القومي الصهيوني»، وفي اليسار، اعتبروها ضربة تدل على تمسك نتنياهو بزعزعة الأسس الديمقراطية واستقلالية القضاء.

ويعتبر أوحانا من غلاة المتطرفين سياسياً، كونه أحد أول المبادرين إلى سن قانون القومية اليهودية، الذي يغلب العرق اليهودي على العربي وسائر الأعراق غير اليهودية في إسرائيل. وهو من دعاة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية. وقد عمل لفترة طويلة في جهاز الأمن العام (الشاباك) ويعتبر من أشدّ المدافعين عن نتنياهو وعن الدفع بقوانين لتحصينه من التحقيقات. وجاء قرار تعيينه في خضم نقاشات تخوضها إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين حول موضوع المثليين وحقوقهم. فالمثليون يشكلون نسبة تقارب 5 في المائة من السكان ويمثله في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) حالياً، سبعة نواب بشكل معلن. ونتنياهو يحتاج إلى أصواتهم لأنهم بغالبيتهم يصوتون لليسار والوسط الليبرالي. وتحول تعيين أوحانا إلى موضوع احتفال رئيسي في مهرجان المثليين في مدينة القدس، الذي شارك فيه عشرات الألوف أمس الخميس، مع بداية المعركة الانتخابية الإسرائيلية. وأوحانا معروف كمثلي الجنس وهو متزوج من رجل ويربيان معاً طفلين. وسيكون أول وزير مثلي مُعلن في تاريخ إسرائيل. وفي بيان صدر عن مكتب نتنياهو، جاء أن «أوحانا، عمل محامياً لمدة عشر سنوات طاف خلالها في مختلف المحاكم الإسرائيلية، وحصل على لقب أول في الحقوق، ومتخصص في مكاتب الادعاء العام». وأضاف أن أوحانا عمل على تشريع سلسلة من القوانين، أهمها وأبرزها «قانون أساس القومية». وقد جاء هذا التعيين مخرجا لنتنياهو من المطب الذي أوقعه فيه رئيس حزب «البيت اليهودي»، بتصلئيل سموتريتش، الذي كان قد طالب بمنصب وزير القضاء، وكان سيحظى به، لولا التصريحات التي أدلى بها قبل يومين وقال فيها إن «إسرائيل يجب أن تسير وفق قوانين الشريعة اليهودية وتعود إلى أسلوب الحكم الذي كان متبعاً في عهد الملك داود». كما قال سموتريتش إنه «يجب أن تسري قوانين التوراة بما يتناسب مع حياة هذه الأيام ومع اقتصاد العام 2019». وقال: «شعب إسرائيل هو شعب خاص، تلقى التوراة، ويجب أن يعيش بموجب حياة التوراة»، مدعياً أن قوانين «الأضرار» المنصوص عليها في التوراة، «أعدل وأصوب»، وبالتالي «يجب إعطاء مكانة احترام للمحاكم الحاخامية وتقويتها»، وتابع أن «القضاء العبري يجب أن تكون له مكانة ومكان في طريقة القضاء في إسرائيل».

واستغلت المعارضة هذه التصريحات لتهاجم نتنياهو الذي يقيم في إسرائيل دولة تعصب ديني و«دولة شريعة توراتية». ونقل على لسان النائب ستاف شبير، أن الحكومة القادمة، إذا فاز نتنياهو برئاستها، فستكون حكومة «داعش يهودية». ولذلك، ردّ نتنياهو، أمس، قائلاً: «دولة إسرائيل لن تكون دولة شريعة يهودية».

وأثار هذا التصريح ردود فعل صاخبة لدى حلفاء نتنياهو في اليمين الراديكالي. وطالب سموترتش رفاقه في تكتل «اتحاد أحزاب اليمين»، بأن يستخلصوا العبر من حرمانه من منصب وزير العدل، بقوله: «إنه يستخف بنا ويعتبرنا قوة ضعيفة في جيبه». وقال سموتريتش إن اختيار أوحانا وزيراً للعدل، يدل على ضياع لأن أوحانا «لا يقيم اعتباراً للصهيونيّة الدينيّة». لكن نتنياهو، من جهته، حاول إرضاءهم بالإعلان عن نيته تعيين سموتريتش وزيراً للمواصلات، ونيته في تعيين زميله رجل الدين المتطرّف رافي بيرتس، بمنصب وزير التعليم.

 

مخاوف من تسلل عناصر «داعش» إلى المناطق الجنوبية من العراق

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/في وقت بدأت فيه خلايا نائمة لتنظيم «داعش» تنشط بمناطق مختلفة من العراق؛ آخرها في منطقة الطارمية شمال غربي بغداد، حذر مدير شرطة الديوانية (180 كيلومتراً جنوب بغداد) من إمكانية تسلل عناصر من التنظيم الإرهابي إلى محافظة الديوانية.

وقال قائد شرطة الديوانية اللواء فرقد العيساوي إنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في صحراء الشنافية الحدودية مع المحافظات الغربية من البلاد بعد رصد تحركات مشبوهة للعناصر الإرهابية التي تروم الدخول إلى المحافظة ذات الغالبية الشيعية. وقال العيساوي في تصريح صحافي، أمس الخميس، إن «معلومات استخبارية دقيقة وردت من المراجع الأمنية العليا حول وجود ورصد تحركات في المنطقة الغربية التي تمتد إلى صحراء الشنافية». وأوضح أنه «تم اتخاذ إجراءات أمنية ووضع خطة على ضوء هذه التحركات المشبوهة لمنع دخول العناصر الإرهابية إلى محافظة الديوانية وتأمين الحماية الأمنية للمحافظة». وهذه هي المرة الأولى التي يحذر فيها قائد أمني ميداني في محافظة جنوبية من إمكانية أن يتسلل عناصر تنظيم «داعش» إلى المحافظات والمناطق الجنوبية من البلاد رغم قيامه باحتلال نحو أربع محافظات سنية بعضها بشكل كامل (نينوى - صلاح الدين – الأنبار) طوال الأعوام 2014 - 2017 فيما توسع في مساحات شاسعة من محافظتي كركوك وديالى المختلطتين عرقياً ومذهبياً قبل أن يتم الانتصار عليه عسكرياً أواخر عام 2017 وطرده نهائياً من الأراضي التي كان يسيطر عليها، وانتقال ما تبقى من عناصره للعمل تحت الأرض. إلى ذلك؛ كشف قائد «عمليات الجزيرة» في محافظة الأنبار غرب العراق اللواء الركن قاسم المحمدي، عن تدمير مضافات وقتل إرهابيين في قاطع «عمليات الجزيرة». ونقلت وزارة الدفاع في بيان لها عن المحمدي قوله إن «قيادة (عمليات الجزيرة) المتمثلة بـ(فرقة المشاة الآلية الثامنة) و(الفرقة السابعة) دمرت مضافات وقتلت عدداً من الإرهابيين في قاطع (عمليات الجزيرة) شرق نهر الفرات ووادي العلكوم في صحراء قضاء القائم». وأشار المحمدي إلى أن «العملية جاءت بإسناد مباشر من طيران الجيش وطيران التحالف الدولي الذي دمر بضربة جوية مخازن للعتاد وعدداً من آليات العدو». وأضاف: «كما عثرت قواتنا على عدد من الحواسيب الشخصية والمستندات الثبوتية الخاصة بأسماء عدد من الإرهابيين؛ تمت مصادرتها مع بعض العجلات والأسلحة». وفي قضاء هيت بمحافظة الأنبار أيضاً تمكنت قوة مشتركة، من قتل 3 إرهابيين داخل نفق. وقالت «خلية الإعلام الحربي» في بيان لها إنه «وفقاً لمعلومات استخبارية مؤكدة، تمكنت قوة مشتركة ضمن (قيادة عمليات الأنبار) وبإسناد من طيران التحالف الدولي، من قتل 3 عناصر إرهابية داخل نفق في منطقة الصفاكية - الجزيرة، التي تبعد 15 كيلومتراً عن قضاء هيت، وإصابة أحد المقاتلين خلال هذا الواجب». من جهته؛ قال أستاذ الأمن في «كلية النهرين» الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في المحافظات المحررة تعاني من مشكلات مركبة تجمع بين العمليات الإرهابية والصراع السياسي والثأر الاجتماعي للضحايا من عوائل (داعش)، مما يعني أن التهديدات ما زالت مركبة في تلك المناطق». ويضيف الدكتور علاوي أن «التنظيم الإرهابي مسؤول عن مجموعة عمليات، أما الأخرى؛ فإنه لم يتنبها، وهذا ما يرغب فيه التنظيم الإرهابي لجهة استخدام مناطق الصراع السياسي للعب على أوتارها»، مبينا في الوقت نفسه أن «هذا لا يعني أن العنف السياسي قد انتهى، فهو محصلة ونتيجة الصراع السياسي على المناصب والحدود الجغرافية للمحافظات والموارد المالية والطبيعية والاستثمارات والأراضي الزراعية، وهذا ما يجعل الوضع الأمني قرباناً للصراعات».

 

أشتية يتهم إسرائيل في الأزمة المالية... وغرينبلات يحمله مسؤولية التدهور

الجيش الإسرائيلي يشير إلى ارتفاع العمليات الفلسطينية في الضفة

تل أبيب/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/صرح رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد أشتية، بأن «الشعب الفلسطيني يمر بأزمة مالية المتسبب الرئيسي فيها هو الجانب الإسرائيلي الذي اقتطع الأموال التي نصرفها لعائلات الشهداء والأسرى، ونرفض تحويل هذه الأموال لأنها منقوصة ونحن نريدها كاملة».

وأوضح أشتية في رسالة وجهها «إلى أبناء شعبنا» عبر فيديو نشره على صفحته على موقع «فيسبوك»، أمس الخميس، أن «الضغط المالي الذي تمارسه إسرائيل علينا، هو جزء من حرب مالية من أجل دفعنا للاستسلام والهزيمة والقبول بما يسمى (صفقة القرن)»، مضيفاً أن «شعبنا لن يهزم ولن يقبل إلا بالعدالة التي تكون على أساس دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس، وكذلك حق العودة للاجئين». وقال أشتية إن حكومته اضطرت خلال الأشهر الماضية للاقتراض من البنوك، «وسنستمر في ذلك»، لافتاً إلى أنه ورغم صعوبة الوضع «إلا أننا سنبقى أوفياء لأسر الشهداء والأسرى». وحيّا أشتية، الروح المعنوية لرجال الأمن والموظفين وجميع العاملين في مفاصل السلطة، على صمودهم، مؤكدا أنهم والفصائل ملتفون خلف موقف الرئيس الرافض لصفقة القرن، «ومثلما عبرنا ظروفا صعبة سنعبر هذا الظرف». حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية من انهيار السلطة الفلسطينية، وإعلان إفلاسها ماليا خلال شهرين أو ثلاثة، مشيرا إلى أن ذلك سيجلب المخاطر لإسرائيل والمنطقة برمتها. وكان أشتية قال في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، الأربعاء، إن «السلطة الفلسطينية الآن على وشك الانهيار بسبب مشاكل مالية تفاقمت جراء قرار إسرائيل سحب رواتب ذوي منفذي العمليات ضد قواتها والأسرى من أموال الضرائب، ما دفع السلطة إلى رفض تسلم هذه الأموال، لأن ذلك يعتبر اعترافا بأن منفذي العمليات والأسرى إرهابيون، مشددا على أن هذا الأمر غير مقبول سياسيا، وقد يؤدي إلى مواجهة السلطة والمصارف الفلسطينية شكاوى أمام المحاكم الأميركية والإسرائيلية».

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى إفلاس السلطة الفلسطينية في يوليو (تموز) أو أغسطس (آب)، مشددا على أنها لن تحل نفسها، مضيفا أن «على إسرائيل دفعها إلى الانهيار إن أرادت ذلك». وأشار إلى أن السلطة ستضطر في هذه الحال إلى حل أجهزتها الأمنية وهو ما رأت فيه «نيويورك تايمز» تهديدا مباشرا لإسرائيل التي تهتم بضمان الأمن في الضفة الغربية. وقال: «هذا الصيف سيكون حاراً جداً على جميع المستويات، وآمل في ألا تصل الأمور إلى هذه النقطة». وقد رد جيسي غرينبلات، المستشار الخاص إلى الشرق الأوسط في البيت الأبيض، على أشتية بتغريدة في «تويتر»، قال فيها إن «السلطة الفلسطينية هي أساس البلاء». وقال إن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن هذه المشكلة لأنها ترفض قبول أموال الضرائب وتمول الإرهاب. في سياق آخر، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي، أنها تلاحظ ارتفاعا جديا وكبيرا في عدد المحاولات الفلسطينية لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية عسكرية أو ضد المستوطنين في الشهور الأخيرة. لكنها وعدت بالاستمرار في سياستها الحالية الرامية إلى خنق هذه العمليات قبل وقوعها. وكان الناطق يبرر بذلك لماذا تقوم قواته بعمليات الاعتقال الواسعة في صفوف الفلسطينيين، فقال إن قوات الجيش بالتعاون مع «الشاباك» (جهاز المخابرات العامة)، اعتقلت الفلسطيني أحمد إبراهيم سليمان نصر الله من بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم، بزعم قيامه برمي شاكوش باتجاه سيارة للمستوطنين أسفرت عن إصابة مستوطن بشكل طفيف في شهر أبريل (نيسان) 2019. ووفقا لبيان الجيش فإن الفلسطيني كان أسيرا وتم الإفراج عنه في شهر 2018، وقد تمّ تقديم لائحة اتّهام خطيرة ضدّه. وقال بيان آخر إن امرأة من جنين، لنا فيصل نزال (40 عاما)، اعتقلت وهي عائدة من عمان على جسر اللنبي (الكرامة). وكشف الشاباك أنه اعتقل هذا الشهر خلية متهمة بإلقاء زجاجات حارقة باتجاه بلدة مستوطنات «عتصيون» (قرب بيت لحم) في الرابع من مايو (أيار) الماضي. وقال قائد كتيبة «دوخيفات»، في الجيش، نير إيفرغن: «قمنا بحملة اعتقالات ليلية، اعتقلنا خلالها ثلاثة مشتبهين بإلقاء الزجاجات الحارقة باتجاه عتصيون». وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب إن هذه الاعتقالات جاءت لتلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية. فهي تدل على تصاعد ملموس جداً في حجم وجرأة هذه المنظمات وتكشف نواياها لارتكاب عمليات كبيرة وربما ضخمة ضد المواطنين (المستوطنين) والعسكر (جيش الاحتلال). وقد ربط الجيش بين هذه الأحداث وبين الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في المناطق المحتلة من الضفة الغربية.

 

وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي تصطدم بشروط المعارضة السودانية/مبعوث الاتحاد الأفريقي يطرح خطة لتجاوز الأزمة السودانية

أحمد أبو المعالي/انديبندت عربية/  الجمعة 7 يونيو 2019 /نجح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في تحريك الجمود السياسي في السودان بحصوله على موافقة المجلس العسكري الانتقالي و"قوى الحرية والتغيير" على وساطته لنزع فتيل الأزمة وعودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات، غير أن الهوة بين الطرفين لا تزال متباعدة بسبب شروط المعارضة، بينما تحركت شخصيات سودانية لتقريب المواقف ووقف الحملات الإعلامية وتبادل الاتهامات لتهيئة المناخ لضمان نجاح المحادثات.

 شروط متبادلة

 وعقد رئيس الوزراء الإثيوبي لقاءين مع رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان وبعض أعضاء المجلس، ومثلهما أيضاً مع قيادات "قوى الحرية والتغيير". وعلمت "اندبندنت عربية" أن المجلس العسكري أبلغ أحمد أنه مستعد لإجراء محادثات مع المعارضة وقوى سياسية أخرى وفق جدول زمني محدد كي لا يضيع الوقت في مفاوضات مفتوحة، كما أخطره بفتح تحقيق بشأن أحداث العنف التي رافقت عملية فض اعتصام المحتجين أمام مقر قيادة الجيش والتزامه تنفيذ ما يتوصل إليه التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن وقوع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى. ورأى أن تصعيد المعارضة ودعوتها إلى الإضراب والعصيان يعقّد الأوضاع ولا يساهم في عودة الحوار. في المقابل، كشفت مصادر مأذونة أن المعارضة طالبت بتحقيق دولي في "مجزرة فض الاعتصام" ومحاكمة المسؤولين، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ورفع الحظر عن شبكة الإنترنت، ونزع سلاح قوات الدعم السريع وتسليمه إلى الجيش وإخراج تلك القوات من الخرطوم ونشر قوات الشرطة في العاصمة، والحصول على ضمانات إقليمية ودولية في أي اتفاق مع المجلس العسكري. أما رئيس الوزراء الإثيوبي فاقترح فصل المسار العدلي والقضائي بشأن أحداث العنف، عن المسار السياسي، ودعا إلى عودة المفاوضات بين العسكر والمعارضة من حيث انتهت. واقترح تشكيل المجلس السيادي من 8 مدنيين و7 عسكريين ورئاسة دورية بينهما، وتعهد بضمان الاتحاد الأفريقي لأي اتفاق تتوصل إليه الأطراف السودانية. وأعرب المجلس العسكري عقب المحادثات عن الانفتاح على المفاوضات والاستعداد للتوصل إلى اتفاق في أي وقت.

 "انتقال ديمقراطي"

ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي من جهته، إلى انتقال "ديمقراطي سريع" في السودان، لافتاً إلى أن المحادثات اتسمت بـ "المسؤولية العالية والوعي إلى خطورة المرحلة". وتعليقاً على المحادثات التي أجراها مع الطرفين، قال أحمد في بيان إن المحادثات اتسمت بـ "المسؤولية العالية والوعي بخطورة المرحلة".

كما شدد على أن "وحدة السودان واستقراره وسيادته يجب أن تبقى هدفاً مقدساً لا مساومة فيه على الإطلاق". وأوضح أن بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان ستبقى في خدمة الأطراف السودانية إلى حين التوصل إلى اتفاق في ما بينها. وقال آبي أحمد "يجب أن يتحلى الجيش والشعب والقوى السياسية بالشجاعة والمسؤولية، واتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية وتوافقية في البلد". وطالب أحمد "كل الأطراف في السودان بالسير سريعاً نحو اتفاق يؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية"، مضيفاً أنه "على الجيش السوداني والقوى السياسية الابتعاد عن الاتهامات المتبادلة". وأضاف "واجب الجيش السوداني والمنظومة الأمنية كلها هو أن تركز جهودها للدفاع عن حرمة الوطن وسيادته وأمن المواطنين وممتلكاتهم، كما أن واجب القوى السياسية هو التركيز على مصير البلاد في المستقبل، لا إبقاءها رهينة العقبات ومعوقات الماضي البائدة". واستطرد رئيس الوزراء الإثيوبي قائلاً "في هذا الصدد، فإن الفاعلين السياسيين السودانيين مطالَبون باتخاذ قراراتهم بشأن مصيرهم الوطني في استقلالية تامة، بعيداً من أي طرف غير سوداني".

 إجراءات لبناء الثقة

 من جهة أخرى، قال مدني عباس مدني عضو الفريق المفاوض لـ "قوى الحرية والتغيير"، إن آبي أحمد عقد لقاءين مع قوى المعارضة في مقر السفارة الإثيوبية في الخرطوم استمرا لنحو 5 ساعات، طرح خلالهما اقتراحات وأفكاراً لاستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري. وأضاف أنه "لا يوجد أفق حتى الآن لعودة المفاوضات بين المعارضة والمجلس العسكري". وزاد أن "المجلس العسكري شريك غير موثوق به ونطالب بتحقيق دولي في مجزرة فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش". ورأى أن الثقة بين الطرفين باتت مفقودة، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات لبناء الثقة قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.

 اقتراحات أفريقية

  من ناحية ثانية، قال مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان، محمد حسن لبات، إن "المجلس العسكري الانتقالي تفاعل بشكل جيد مع مقترحات الاتحاد"، مشيراً إلى أنه ما من رفض مبدئي من قوى "إعلان الحرية والتغيير" للعودة إلى طاولة الحوار. وأوضح حسن لبات أن الاجتماعات واللقاءات التي أجريت مع ممثلي المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" تناولت الضرورات الملحة للدفع بعملية المفاوضات التي تعثرت في الآونة الأخيرة نظراً إلى بعض التطورات... وأتت على مستوى المسؤولية". وتابع "لم ألمس رفضاً مبدئياً من الحرية والتغيير على العودة إلى الحوار، كل ما هناك أنهم يطرحون بعض الأمور التي يرون أن من الضروري أن تعالج قبل الدخول في مفاوضات رسمية... نحن عاكفون على تجاوز هذه المصاعب". وكشف مبعوث الاتحاد الأفريقي تفاصيل الخطة التي طرحها على طاولة الاجتماعات، وقال "للاتحاد خطة من 3 مراحل، تقضي المرحلة الأولى بحل المشاكل وإعداد التربة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، وتهدف الثانية إلى العودة إلى المفاوضات ومواجهة القضايا العالقة، أما المرحلة الأخيرة فتهتم بالضمانات وتطبيق مخرجات الحوار وتعبئة الشركاء الدوليين ودعم الحكومة". وتابع "لا بد من عملية بناء الثقة وهي شرط أساسي في عملية المفاوضات، خصوصاً بعد الأحداث التي وقعت". وفي تعليقه على زيارة آبي أحمد إلى الخرطوم، قال لبات "لا شك في أن آبي أحمد سيكون له تأثير إيجابي وسيعزز المسار الذي نحن عاكفون عليه".

 اتهامات متبادلة

من جانب آخر، أكدت قوات الدعم السريع أنها تمكنت، يوم الجمعة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، من اعتقال مجموعة من "العناصر المتفلتة" في منطقة عد بابكر في شرق الخرطوم. وأشارت إلى أن هذه المجموعات باتت تنشط في ترويع المواطنين في العاصمة، ونهب ممتلكاتهم بالتهديد بالأسلحة البيضاء وأسلحة نارية.وقال ناطق رسمي باسم "الدعم السريع"، إن المجموعة المعتقلة تتألف من 11 عنصراً، وتُتَهَم بقتل أحد أفراد الجيش السوداني بطلق ناري. واتهم قائد العمليات في قوات الدعم السريع، اللواء عثمان محمد حامد، "قوى الحرية والتغيير" والحركات المسلحة المتحالفة معها بالوقوف وراء "العصابات المتفلتة"، والعمل على تنظيم تحركاتها بهدف نسب جرائمها إلى "قوات الدعم السريع"، وتشويه سمعتها أمام المواطنين، في إطار حملة منظمة لإبعادها من المشهد. وكانت العاصمة السودانية شهدت ليلة مروعة في عدد من مناطقها، إذ أفاد سكان عدد من الأحياء في مدن العاصمة الثلاث بدخول مجموعات متفلتة إلى مناطقهم السكنية ونهب ممتلكات المارة تحت التهديد، فيما انطلقت مكبرات الصوت من المساجد لدعوة المواطنين إلى الخروج من منازلهم والتصدي لهذه المجموعات، وحماية ممتلكاتهم وسط غياب لقوات الأمن، وفق ما نقل بعضهم. في المقابل، أكد "تجمع المهنيين السودانيين" أنه لم ولن يصدر أي دعوة لتسليح المواطنين أو استخدام السلاح، وذلك تعليقاً على ما وصلهم من بلاغات حول ظهور دعوات للسودانيين للتسلح تحت اسم "التجمع"، الذي أوضح أن التصدي للعصابات وحماية الممتلكات من العصابات هو واجب الأجهزة الأمنية في المقام الأول. ودعا "التجمع" لجان الأحياء بالتنسيق مع الأئمة والمؤذنين إلى ضمان عدم استخدام مكبرات الصوت في المساجد لإطلاق دعوات مماثلة لن تزيد الوضع إلا تعقيداً. وأضاف "التجمع" أن "كل هذه المخططات توضح مخاوف المجلس العسكري من العصيان المدني والإضراب السياسي المفتوح" كوسائل مستخدمة لتحقيق المطالب.

 

عصا وجزرة» أفريقية... وآبي أحمد يحمل مبادرة للتوفيق بين الأطراف السودانية

روسيا تدعو لحوار وباريس تطالب بتشكيل حكومة مدنية في الخرطوم ولندن تستدعي السفير ... وتجمع المهنيين يدعو إلى التزام السلمية

الخرطوم: أحمد يونس ومحمد أمين ياسين - لندن/ باريس/بطرسبيرغ/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية وتمثيل السودان فوراً، للضغط على المجلس العسكري الانتقالي الذي يسيطر على البلاد منذ إطاحة الرئيس عمر البشير، لتسليم الحكم في البلاد لسلطة مدنية انتقالية، فيما ينتظر أن يقود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي يصل البلاد اليوم بمبادرة أفريقية لتقريب الشقة بين الطرفين. وفي حين دعت روسيا إلى حوار سوداني للحل، طالبت باريس بتشكيل حكومة مدنية، بينما استدعت بريطانيا السفير السوداني للتعبير عن القلق بشأن أعمال العنف. وقال بيان صادر عن مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد إن تعليق عضوية السودان، هو الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة التي تعانيها البلاد، بعد قتل قوات من الجيش والدعم السريع لأكثر من مائة محتج في الخرطوم والولايات بإطلاق النار عليهم لفض الاحتجاجات. وعقد «مجلس السلم والأمن» أمس، جلسة خاصة لبحث وتقييم الأوضاع في السودان، على خلفية الأحداث الدامية التي يشهدها السودان، وقراراته السابقة الخاصة بإمهال السلطة العسكرية فترة أشهر لتسليم السلطة للمدنيين. وبحسب البيان، فإن المجلس راجع مبادئ ومواثيق الاتحاد الأفريقي المتعلقة بالقرارات والإجراءات المناسبة التي يسعى لتطبيقها على السودان بعد تعليق عضويته، كما استمع لإحاطة مبعوثه للسودان محمد الحسن ولد لبات.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد سيصل البلاد صباح اليوم لتقديم مبادرة مصالحة للعسكريين وقادة الثوار. وقال مصدر تحدث للصحيفة، إن الرئيس أحمد سيصل البلاد وبرفقته وزير خارجيته ومدير جهاز أمنه ووفد كبير، ليجري محادثات مع قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي. وأبلغ متحدثون باسم الحرية والتغيير «الشرق الأوسط»، بأنهم تلقوا دعوات من السفارة الإثيوبية بالخرطوم، تتعلق برغبة الرئيس آبي أحمد الاجتماع معهم، وبحسب المصدر، فإن السفارة تلقت قبولاً مبدئياً ممن اتصلت بهم من قادة الحراك. وقال قيادي بارز رفض ذكر اسمه، في تحالف الحرية والتغيير، إن مبادرة آبي تهدف لتجاوز الأزمة الراهنة في البلاد، وإن قيادات التحالف ستعقد اجتماعاً مساء اليوم (أمس) تحدد فيه موقفها إزاء المبادرة، مجدداً موقفهم الرافض لأي حوار أو تفاوض مع العسكري. من جهتها، أعربت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) عن قلقها إزاء الأرواح التي أزهقت في السودان وأعربت عن قلقها إزاء تصعيد النزاع. وقال بيان أصدرته الهيئة في موقعها الإلكتروني أمس: «تواصل (إيقاد) متابعة التطورات في السودان عن كثب، وأحيطت علماً بالبيان الصادر عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في أعقاب التطورات الأخيرة في الخرطوم».

وأضاف: «تأسف (إيقاد) إزاء الأرواح التي أزهقت وتعرب عن قلقها إزاء تصاعد النزاع. وتود كذلك التأكيد على الحاجة إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان وتدعو كل الأطراف السودانية المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتخفيف التوتر المتزايد، وإلى العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل بحسن نية وبروح التوافق». وتابع البيان: «تؤكد إيقاد مجدداً التزامها المستمر بالوضع في السودان، بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، وتدعم وتتضامن مع السودان وشعبه في سعيه للتغلب على التحدي الحالي».

دولياً دعت روسيا أمس إلى «استعادة النظام» بوجه «المتطرفين والتحريضيين» في السودان. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّ «الوضع معقد جداً ونحن نؤيد حل كل المسائل على أساس الحوار الوطني، والبحث عن حلول توافقية بشأن المرحلة الانتقالية التي يجب أن تؤدي إلى انتخابات». وأضاف أنّه «تحقيقاً لذلك، يجب بطبيعة الحال استعادة النظام، ومكافحة المتطرفين والتحريضيين الذين لا يريدون استقرار الوضع»، كما أشار إلى «معارضة التدخّل الخارجي».

وقال بوغدانوف إنّ روسيا، التي اعترفت في يناير (كانون الثاني) بوجود «مدربين لها» إلى جانب السلطات السودانية، «لديها اتصالات مع كل القوى السياسية والاجتماعية» في البلاد، بما في ذلك المعارضة. وعرقلت روسيا والصين الثلاثاء صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدين مقتل المدنيين في السودان ويدعو إلى وقف فوري لأعمال العنف. وفي اليوم نفسه، دعت وزارة الخارجية الروسية «كل القوى السودانية إلى إظهار أكبر قدر من المسؤولية وحل الخلافات السياسية الداخلية في بلادهم بوسائل سلمية وديمقراطية».

وفي لندن، قالت متحدثة أمس إن وزارة الخارجية البريطانية استدعت السفير السوداني للتعبير عن القلق بشأن أعمال العنف في الخرطوم بعد أن فضت قوات الأمن اعتصام المحتجين في العاصمة هذا الأسبوع مما أسفر عن مقتل العشرات.

بدورها، أعربت فرنسا عن أسفها لسقوط «عدد كبير من الضحايا» جراء قمع الحركة الاحتجاجية في السودان، مطالبة بتشكيل «حكومة مدنية» في هذا البلد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان إن فرنسا تندد «بأشد العبارات» بأعمال العنف في السودان وتطالب بوجوب «محاسبة (مرتكبيها) أمام القضاء» وبـ«فتح تحقيق مستقل من جانب السلطات السودانية» في هذا الشأن.

إلى ذلك، دعا «تجمع المهنيين السودانيين»، أمس، المحتجين إلى الالتزام بالسلمية وعدم الانجرار وراء دعوات العنف وحمل السلاح. وقال «تجمع المهنيين»، وهو إحدى القوى الرئيسية المشكلة لقوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة: «تلتزم ثورتنا بالسلمية»، وطالب بتجنب الاحتكاك مع قوات الأمن وعدم الاستجابة لدعوات الجر إلى العنف وحمل السلاح. وأضاف «تجمع المهنيين»، في بيان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه يعمل بجميع الأشكال على توثيق كل الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين المعتصمين.

يأتي هذا في الوقت الذي أقرت فيه وزارة الصحة السودانية، أمس، بمقتل 61 شخصا في العمليات الدامية التي نفذتها القوات النظامية، لفض الاعتصام، بينهم ثلاثة نظاميين، قالت إنهم «طعنوا حتى الموت». بينما تقول لجنة الأطباء المركزية، وهي التي تتولى حصر وإحصاء القتلى والمصابين والإشراف على علاجهم، منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن عدد القتلى تجاوز 100 قتيل بكثير، وبلغ عدد الجرحى والمصابين المئات، وذكرت أن 40 جثة انتشلت من النيل يوم الثلاثاء الماضي، ويتداول النشطاء فيديوهات عن لحظات الانتشال.

من جهة أخرى، ما زال مصير نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر سعيد عرمان مجهولاً، بعد نفي كل من قوات الأمن وقوات الدعم السريع والاستخبارات القبض عليه. وكانت قوة بالزي العسكري قد اقتحمت مسكن عرمان أول من أمس، وألقت القبض عليه واقتادته إلى جهة غير معلومة، بعدما قدمت نفسها له بأنها تابعة لجهاز الأمن. ومنذ اندلاع القتل قبل ثلاثة أيام، دأبت منظمات طوعية ونشطاء وأطباء على إرسال نداءات استغاثة، تستحث فيها الأطباء للقدوم للمستشفيات لتقديم العلاج وإسعاف الجرحى والمصابين، وتستحث المواطنين لتزويد المستشفيات بالمواد الطبية والأدوية ومواد الإسعافات الأولية.

ومنذ الاثنين الماضي، تحولت الخرطوم إلى ساحة معركة بين القوات الحكومية «الجيش والدعم السريع» والمحتجين السلميين، وتشاهد الآلاف من العربات المسلحة والجنود المدججين، وهم يطلقون الرصاص عشوائياً، ما أدى لارتفاع حصيلة فض اعتصام القيادة العامة. وبحسب الشهود، فإن قوات الدعم السريع هي التي تسيطر على المشهد وتثير الرعب وتستهدف المدنيين، تحت مزاعم فتح الطرقات التي يقيم عليها المحتجون المتاريس.

وتوقفت المفاوضات بين المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي، إثر قيام المجلس بفض الاعتصام المستمر منذ سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، ويهدف للضغط على العسكر لتسليم السلطة للمدنيين.

ومنذ ذلك التاريخ يعتصم آلاف السودانيين قبالة قيادة الجيش السوداني، بانتظار أن يثمر التفاوض بين قوى إعلان الحرية والتغيير التي تمثلهم، والمجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية، مع وعود مغلطة من العسكريين بعدم فض الاعتصام بالقوة.

بيد أن قوات مكونة من الجيش والدعم السريع والأمن، اجتاحت مركز الاعتصام وفضت الاعتصام مستخدمة القوة المفرطة والرصاص، ما أدى لمقتل العشرات، وإصابة المئات واختفاء مئات آخرين. وعقب اجتياح ميدان الاعتصام، ألغى رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان الاتفاقات التي توصل إليها مع قادة المحتجين، وأعلن عن انتخابات في مدة تسعة أشهر، بعد أن كان قد اتفق معهم على سلطة مدنية لمدة 3 سنوات. لكن البرهان، وبعد يوم واحد من إلغائه للاتفاقات مع قادة الثوار، تراجع ودعا للتفاوض، وأعلن استعداده لتسليم السلطة للمدنيين، وقال: «نحن في المجلس العسكري نفتح أيادينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن». بيد أن قيادة الثورة السودانية رفضت بشدة عرض البرهان للعودة للتفاوض، وأعلنت عن إضراب شامل وعصيان مدني، وتعهدت بإسقاط المجلس العسكري باعتباره انقلاباً وليس انحيازاً للشعب.

 

مبعوث الاتحاد الأفريقي: مفتاح النجاح بيد السودانيين وليس أمامهم غير التفاوض

الموريتاني لبات أكد لـ«الشرق الأوسط» تشكيل مجموعة عمل دولية لمتابعة الأزمة ودعم الوساطة الأفريقية

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/أعلن مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان محمد الحسن لبات، عن تشكيل مجموعة دولية، لمتابعة الأوضاع في السودان، ودعم ومساندة مبادرة الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى حل سلمي في السودان، وقال إن هذه المجموعة الدولية تضم بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي، منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى دول الترويكا الغربية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا، والنرويج بالضافة الى المانيا وفرنسا، وكندا. وقال لبات إن هذه المنظومة الدولية عقدت اجتماعاً، أمس (الخميس)، لمناقشة التطورات الأخيرة في السودان والاطلاع على مستجدات الوساطة الأفريقية بين فرقاء الأزمة، خصوصاً بعد مقتل أكثر من مائة مدني في محاولة الأمن تفريق اعتصام أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم. وأكد لبات أن قرار الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان، الذي اتخذه أمس عقب اجتماع طارئ لمجلس السلم والأمن في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا «لا يعني توقف الوساطة الأفريقية»، مشيراً إلى أن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي للخرطوم هي امتداد للمبادرة الأفريقية في السودان. وأوضح أن العمل الذي سيقوم به آبي أحمد علي في الخرطوم، ينطلق من كون بلاده تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة «إيقاد»، وهي منظمة إقليمية تابعة للاتحاد الأفريقي، تضم ثماني دول تقع شرقي القارة الأفريقية، من ضمنها السودان، وتتولى شؤون السلام في المنطقة. وعبّر لبات عن تفاؤله حيال التوصل إلى حل سلمي في السودان، وقال إنه «ليست هنالك مسألة جوهرية بقيت عالقة، ليست هنالك على الإطلاق»، وفق تعبيره.

> ما تقييمكم للأوضاع في السودان بعد حادثة ميدان الاعتصام؟

- التطورات الأخيرة لا شك أنها خطيرة وغير مقبولة، والاتحاد الأفريقي ندد باللجوء إلى العنف بكل أشكاله، وطالب بالتحقيق الدقيق من أجل تحديد المسؤوليات عما حصل، هذه النقطة الأولى، أما النقطة الثانية فهي أن الأطراف في السودان اتفقت على حل القضايا المطروحة على بساط البحث، وأنه في الواقع ليست هنالك مسألة جوهرية لم يتم الاتفاق عليها أو لم تتقارب فيها المواقف كثيراً، حتى بالنسبة إلى المجلس السيادي الذي بقي عالقاً بعد جولات المفاوضات الماضية، الآراء تقاربت حوله كثيراً. ثالثاً، الاتحاد الأفريقي يرى أن الأطراف رحبت بوساطة ومجهود بعثة الاتحاد الأفريقي، وكرروا هذا قبل أمس وأمس وحتى الآن، في حديثهم معنا، وهذا مشجع جداً لأن هذه الثقة في الاتحاد الأفريقي وفي بعثته الحالية تساعد على تسهيل الاتفاق وتدفع بالوساطة، وهو أمر إيجابي، ونأمل أن ترجع الأمور بسرعة إلى الحالة الطبيعية، ونتمكن من الوصول إلى الاتفاق الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق، رغم أن اللجوء إلى العنف في فترة من الفترات عقّد القضية.

> رئيس الوزراء الإثيوبي يزور الخرطوم اليوم في ظل الحديث عن مبادرة بحوزته، هل هي نفس المبادرة الأفريقية المعلن عنها؟

- طبعاً، لأن منظمة «إيقاد» هي منظمة جهوية، ومعنية بشؤون الدول الأعضاء، والسودان عضو في «إيقاد»، وبالتالي فالمنظمة القارية التي تتولى إثيوبيا رئاستها الدورية حالياً تعمل وفق المنهج الأفريقي القائم على التعاون بين المنظمات الجهوية والمنظمة القارية، ونحن نرحب ترحيباً حاراً بمقدم رئيس «إيقاد» رئيس الوزراء الإثيوبي، وأعتقد أنه سيدعم مجهوداتنا دعماً قوياً، وبالتالي فنحن سعداء بمقدمه.

> هل لديكم علم بتفاصيل المبادرة التي يحملها آبي أحمد، وما إذا كان يمكن تسميتها مبادرة إثيوبية؟

- هي مبادرة لهيئة «إيقاد» كما ذكرت، وهي هيئة أفريقية تابعة للاتحاد الأفريقي، تترأسها حالياً إثيوبيا، وستعرض تفاصيلها على الأطراف حين لقائهم، وأعتقد أنها ستُرضي الأطراف.

> القوى السياسية تقول إنها لم تعد تثق بالمجلس العسكري، ألا ترون أن هذا يصعّب مهمتكم؟

- لا شك أن الثقة بين الأطراف هي مسألة أساسية في المصالحة وفي المفاوضات وللتوصل إلى اتفاق، ولا شك أنها تأثرت في الآونة الأخيرة تأثراً سلبياً كبيراً، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها هذا بين أطراف متنافسة أو متنازعة، ونحن نأمل أن تستعاد الثقة لأن أساس الثقة هو مصلحة السودان العليا، ومصلحة السودان العليا تكمن في الاتفاق والمصالحة، فليس هنالك خيار آخر سوى هذا، وكل الاختيارات الانفرادية سواء جاءت من المجلس العسكري أو جاءت من قوى الحرية والتغيير، لن تؤدي إلى حل إيجابي، وستكون مكلفة كثيراً للطرف الذي يدعو إليها أو يقرها.

> بعد قرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، ألا يؤثر ذلك على التفاوض؟

- خطوة تعليق عضوية السودان لا تمنع الاتحاد الأفريقي من مواصلة جهوده، وحالما يتم الاتفاق والرجوع إلى تولي المدنيين للسلطة، ستتم مراجعة الأمور لأن قرار تعليق العضوية ليس غرضاً في حد ذاته، ولا يعني أن الاتحاد الأفريقي على المستوى القاري أو على المستوى الجهوي لن يواصل جهده.

هذه الخطوة فقط لتشجيع الأطراف ودفعها إلى أن تسير بخطى حثيثة وسريعة للتوصل إلى حل وتجاوز المرحلة الصعبة كلها.

> هل هناك آليات أفريقية محددة لتدعيم السلم والاستقرار في البلدان المضطربة... وماذا لديكم لتقديمه للسودان؟

- خير شيء يقدَّم للسودان الآن هو مساعدته للتوصل إلى اتفاق بين الفرقاء، لأنه عندما يتم ذلك الاتفاق فإن الاتحاد الأفريقي سيتخذ سلسلة من الإجراءات لدعم الحكومة المدنية الجديدة، ودعم المرحلة الانتقالية الديمقراطية، من خلال تعبئة قواه الذاتية وبالدفع للدعوة مع شركائه لتقديم الدعم الاقتصادي والمالي والإنساني للشعب السوداني ولحكومته المدنية وحكمه الانتقالي.

> هل هناك تنسيق مع الجهات الدولية للعمل لإعادة الاستقرار في السودان؟

- لقد تشكلت منظومة دولية واسعة لدعم الوساطة الأفريقية، وأنا كنت اليوم (أمس الخميس) في اجتماع مع هذه المنظومة، وهي تتشكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والترويكا الغربية (الولايات المتحدة، وبريطانيا، والنرويج) بالإضافة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن مثل فرنسا وألمانيا وكندا.

كل هذه الدول والمنظمات التأمت في مجموعة دعم للوساطة الأفريقية ونحن نشترك معهم، وهم يشكلون شريكاً نشطاً معنا في العملية.

> هل أنتم متفائلون؟

- هذا السؤال يجب أن يُطرح على السودانيين لأن الحل بين أيديهم، وكما قلت لكم قبل قليل لم تعد هنالك قضايا جوهرية عالقة، معظمها تمت تسويته، وبالتالي فأنا أمام هذا الوضع متفائل، رغم الصعوبات التي واجهتنا في هذه الأيام، ورغم الآلام ورغم كل ما حدث، وعمق الجرح، إلا أنه ليس هنالك طريق آخر إلا طريق التفاوض والوفاق.

 

بدء إجراءات التعرف على هويات جثث في مقابر جماعية شمال العراق

بغداد/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/شرع الطب العدلي في بغداد إجراءات التعرف على هويات 141 جثة استخرجت من مقابر جماعية في سنجار المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية في شمال العراق. وقال زيد اليوسف، مدير عام الدائرة، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «سنجري بالبداية فحص الرفات البشرية بعدها نأخذ عينات الحمض النووي - دي إن أي - ونقارنها بقاعدة البيانات التي تم جمعها من العائلات». وأشار الطبيب إلى أن «هذا العمل جهد مشترك بين مؤسسة الشهداء ومديرية المقابر الجماعية وكوادر الطب العدلي مع منظمة اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، إضافة إلى الفريق الدولي التابع للأمم المتحدة».

والإيزيديون أقلية يصل عددها لأكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الإيزيديون إن ديانتهم تعود إلى آلاف السنين، وإنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية. وفي عام 2014، قتل تنظيم داعش أعداداً كبيرة من الإيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء. واختطف أكثر من 6400 من الإيزيديين تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، وما زال مصير الآخرين مجهولا.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان قرية كوجو في سنجار قتلوا بيد تنظيم داعش، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل. بدأت الأمم المتحدة تحقيقها المشترك العام الماضي، لاستخراج أولى جثث ضحايا «داعش» حول بلدة كوجو في مارس (آذار).

وقالت الشهر الماضي إنها نبشت 12 من بين 16 موقعاً تم تحديدها حول كوجو. لكن اليوسف قال إن المرحلة التالية للتعرف على رفات الضحايا ستكون عملية صعبة جدا. وقال: «لقد أخذنا نحو 1280 عينة من عائلات في سنجار، لكن المشكلة أن الكثير من العائلات بقي فيها ناج واحد والباقي كله مفقود. وقد نعثر على شخص واحد يربط بين عائلتين». وتابع أن «المجتمع مغلق وقاعدة البيانات غير قوية، وعملية تحديد الهوية ستتأثر بمعدل الزواج بين الإيزيديين»، لأن ديانتهم تجبرهم على الزواج من المجتمع نفسه. وأصدر الزعيم الروحي الإيزيدي بابا شيخ قراراً رحب فيه بعودة النساء المحررات، لكن مصير الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب لا يزال دون حل ومثيراً للجدل. وتمكنت الكثير من النساء الإيزيديات اللواتي خطفن، من الهرب خلال فترة حكم التنظيم، لكن لا يزال الآلاف منهن مجهولات المصير.

 

موسكو تدعم تغييرات عسكرية في دمشق... وطهران «تتغلغل» اجتماعيا في الجنوب

إسطنبول - بيروت - لندن/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/ظهرت مؤشرات على «تغلغل» إيران في المجتمع السوري بجنوب البلاد وشمالها الشرقي، في وقت توسع فيه روسيا نفوذها في المؤسسات الحكومية، خصوصاً الجيش والأمن؛ إذ كشفت مصادر من المعارضة السورية في تركيا، أمس، عن تغييرات في أجهزة الأمن السورية جرت أخيراً دلّت على زيادة تأثير موسكو في مؤسسات الجيش والأمن في سوريا بعد نحو 4 سنوات على التدخل العسكري المباشر في البلاد.

وأدى التدخل العسكري الروسي في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015 إلى زيادة مناطق الحكومة السورية من نحو 15 في المائة إلى 60 في المائة من مساحة البلاد البالغة 186 ألف كيلومتر مربع. وأقامت موسكو قاعدتين عسكريتين في اللاذقية وطرطوس، وحصلت على عقد لتشغيل مرفأ طرطوس بعدما حصلت طهران على عقد لتشغيل مرفأ اللاذقية. وحسب مصادر المعارضة، شملت التغييرات الأمنية تعيين اللواء أكرم محمد نائباً لمدير إدارة المخابرات العامة، والعميد الركن قيس رجب رئيساً لفرع أمن الدولة في طرطوس، والعميد غسان العلي رئيساً لفرع أمن الدولة في الحسكة، حيث يقع موقع لقوات الحكومة إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا. كما جرى تعيين العميد سالم الحوش رئيساً لفرع أمن الدولة في السويداء. وأُفيد قبل أيام بمقتل العميد جمال الأحمد، مسؤول أمن «الفرقة 15» في السويداء على الطريق غرب المدينة.

وقالت المصادر المعارضة إن اللواء أكرم محمد ينحدر من بلدة حديدة الموالية للنظام في ريف حمص، وتم ترفيعه لرتبة لواء مطلع هذا العام. وبعد أشهر قليلة من ترفيعه، قدم إلى منصبه الجديد منتقلاً من رئاسة فرع طرطوس للمخابرات. وشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة في حلب خلال عامي 2011 و2012.

وبالنسبة إلى العميد الركن قيس العبد الرجب، فإنه ينحدر من قرية الجفرة في محافظة دير الزور، وقد شغل سابقاً منصب رئيس قسم التدريب في فرع مكافحة الإرهاب والمداهمة في نجها بريف دمشق. وتولى مهام في داريا بريف دمشق وإدلب وحمص الوعر والمنطقة الجنوبية في قمع الاحتجاجات قبل تعيينه في طرطوس. وشغل العميد غسان العلي سابقاً منصب رئيس قسم المالكية التابع لفرع المخابرات العامة بمحافظة الحسكة، حسب المعارضة. وأضافت المصادر أن تعيينه جاء خلفاً للعميد مهنا محمود، فيما كان العميد سالم الحوش يعمل في وزارة الداخلية منتدباً لإدارة المخابرات العامة، وشغل سابقاً منصب رئيس قسم المخابرات العامة في مدينة النبك والذي يتبع الفرع الداخلي، ثم نُقل في عام 2012 رئيساً لقسم التحقيق في فرع مكافحة التجسس، وتم تعيينه رئيساً لفرع السويداء بعد العميد غسان إسماعيل.

وحسب قراءة المعارضة، فإن هذه التعيينات تدل على دور روسيا التي تسعى إلى «توطيد العلاقة مع إدارة المخابرات العامة التي يترأسها اللواء محمد ديب زيتون، المقرّب من موسكو». وأشارت المصادر إلى أن «إيران دعمت تعيين العميد غسان بلال بدلاً من اللواء محمد محلا لرئاسة الأمن العسكري». وأضافت أن «تعيين اللواء أكرم محمد المقرب من موسكو نتيجة العلاقة معه خلال فترة توليه فرع محافظة طرطوس، في منصب نائب أول لمدير إدارة المخابرات هو بمساعٍ ودعم روسيين، ليتم تهيئته بعد ذلك لتسلم رئاسة إدارة المخابرات العامة أو أي جهاز أمني آخر لاحقاً».

في المقابل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إنه «في ظل المساعي المتواصلة من قبل الروس للحد من التواجد الإيراني في الشمال السوري عبر تعزيز نقاطها في تل رفعت للحد من التمدد الإيراني في المنطقة، فإن الإيرانيين يواصلون تمددهم في الجنوب السوري ودير الزور وأماكن أخرى في دمشق وريفها، من خلال مواصلتها استقطاب الرجال والشبان عبر شبكة العرّابين والوكلاء التي تمتلكها هناك في ظل إغواء الإيرانيين للأشخاص بمبالغ مادية وشحنهم بالخطابات للانخراط في صفوفهم بغية ترسيخ تواجدها في المنطقة في إطار الصراع الدائر بينها وبين الروس ضمن الحرب الباردة بين الطرفين».

وفي 14 مايو (أيار) الماضي، أفاد «المرصد» بأن مناطق متفرقة من ريف محافظة دير الزور ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والإيرانيين والميليشيات الموالية لها، تشهد عمليات تجنيد بشكل متواصل، لا سيما في البوكمال والميادين والمناطق المحيطة بهما، وذلك عبر شبكات من العرّابين الذين ينشطون بشكل سري وعلني مستقطبين مزيداً من الشبان والرجال مقابل مبالغ مادية في استغلال متواصل لسوء الأحوال المعيشية، بالإضافة للعزف على الوتر الطائفي.

وقال «المرصد» إنه «مع تجنيد المزيد من الرجال والشبان، فإنه يرتفع إلى نحو 1710 عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور». وفي محافظة درعا، تواصلت عمليات التجنيد لصالح القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في ريف درعا عبر الحملات السرية والعلنية، حيث رصد «المرصد» تصاعد تعداد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 2910 متطوعين.

وقال «المرصد» إن إيران «تستغل انشغال الروس بالعمليات في الشمال السوري، لترسيخ كفتها الراجحة في إطار الحرب الباردة بين الطرفين، حيث إنه لا يزال الصراع الروسي - الإيراني يتسيّد المشهد السوري في ظل ركود العمليات العسكرية واقتصارها على تصعيد بري وجوي في الشمال السوري... الهدوء العام هذا يستغله كل طرف أحسن استغلال لتثبيت قوته على الأرض وتوسعة رقعة نفوذه وامتدادها في الطريق للانفراد بالسيطرة على القرار السوري». وزاد: «يبدو أن الحرب الباردة بين إيران والميليشيات الموالية على الأرض من جانب؛ والروس وأتباعهم على الأراضي السورية من جانب آخر، باتت كفتها تميل إلى الجانب الإيراني، ورغم التواجد الروسي الرئيسي ضمن مقرات القيادة وتحكمها بالقرار السوري في كثير من الأحيان، فإن إيران وعبر تصاعد تجذرها في الأراضي السورية منذ انطلاق الثورة السورية ووقوفها جنباً إلى جنب في القتال على الأرض مع قوات النظام، تمكنت مع توسعة نفوذها واستقطاب الآلاف من السوريين إلى صفوفها ليس فقط بالمقابل المادي، بل لعبت على وتر المذاهب، فضلاً عن تجنيد شبان في سن الخدمة الإلزامية بصفوفها مقابل عدم سحبهم للخدمة في (جيش الوطن)... جميع هذه الأسباب رجحت كفة الإيرانيين لينصبوا أنفسهم الحاكم الفعلي على مناطق واسعة تخضع لسيطرة النظام السوري».

وأشار إلى أن روسيا «تحاول بشتى الوسائل لسحب البساط من تحت الإيرانيين عبر تحالفات مع تركيا واتفاقات هنا وهناك، وآخرها الخلاف الروسي - الإيراني حول منطقة تل رفعت، حيث كانت روسيا وعدت تركيا بتسليمها تل رفعت مقابل فتح طريقي دمشق - حلب الدولي، وحلب - اللاذقية الدولي، الأمر الذي ترفضه إيران لوجود نبل والزهراء ذواتي الأهمية المذهبية والرمزية لها في المنطقة».

 

هجوم مضاد على قوات النظام شمال حماة وطائرات روسية وسورية تواصل قصف منطقة «خفض التصعيد»

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019/شنت فصائل سورية معارضة وأخرى متطرفة هجوماً عنيفاً على مواقع استعادة قوات النظام السيطرة عليها شمال حماة وسط البلاد وسط استمرار الغارات الروسية والسورية على شمال غربي البلاد في منطقة «خفض التصعيد» بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «هجوماً عنيفاً بدأته مجموعات وفصائل أخرى على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الجبين وتل ملح والحماميات بريف حماة الشمالي، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين، وسط عمليات تمهيد مكثفة بأكثر من 340 قذيفة وصاروخاً مستهدفة كلاً من كفرنبودة والقصابية وتل هواش والحماميات والجبين وتل ملح والمغير ومحردة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريفي حماة وإدلب، بالتزامن مع إشعال العشرات من الإطارات المطاطية مستفيدة من دخانها الكثيف في محاولة للتشويش على الطائرات التي تحوم في سماء المنطقة».

وأشار «المرصد» إلى أن «طائرات النظام الحربية شنت غارات جديدة على بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، كما ارتفع إلى 22 عدد الغارات التي نفّذتها الطائرات الحربية الروسية على كلٍّ خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وحصرايا والزكاة واللطامنة وأطرافها شمال حماة، ودير سنبل بجبل شحشبو، في وقت ارتفع إلى 45 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على قرية الأربعين بريف حماة الشمالي، ومحور كبانة ضمن جبل الأكراد، وخان شيخون ومحيط كفرسجنة وكفرعين وتل عاس والهبيط والشيخ مصطفى في ريف إدلب الجنوبي. كما ارتفع إلى 460 عدد القذائف التي أطلقتها قوات النظام، أمس (الخميس)، على الشيخ مصطفى وكفرسجنة والهبيط وخان شيخون وعابدين وأم الصير وترملا في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ولطمين والصياد وكفرزيتا واللطامنة والزكاة بريف حماة الشمالي». وكان «المرصد» قد أشار إلى أن 1122 شخصاً «قُتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان) الفائت، بينهم 352 مدنياً بينهم 84 طفلاً و76 مواطنة». وقُتل عشرة مدنيين في شمال غربي سوريا، الأربعاء، في قصف للقوات السورية، حسب «المرصد». وقال إن الغارات الجوية وأعمال القصف أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم طفلان في بلدة كفرعويد في محافظة إدلب.

وتجمع أهالي وأقرباء الضحايا في مقبرة البلدة بعد ظهر الأربعاء لمواراتهم الثرى في مقبرة جماعية. وجُمعت أشلاء أحد الطفلين ووُضعت في صندوق قبل دفنها، وفق مصور لوكالة الصحافة الفرنسية. وغُطى جثمان الطفل الآخر بغطاء أزرق مطرز. وقُتلت امرأة في قصف طال ريف حماة الشمالي الذي تسيطر عليه فصائل جهادية، وفق «المرصد». كذلك قُتلت امرأة وطفلاها وأصيب زوجها، وفق «المرصد»، عندما استهدفتهم غارة جوية وهم يستقلون دراجة نارية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وتأتي أعمال القصف والغارات وسط تصاعد أعمال العنف في أجزاء من شمال غربي البلاد تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). وكان يفترض أن يجنّب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر (أيلول) محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها هجوماً واسع النطاق لقوات النظام. وتضم المحافظة نحو 3 ملايين شخص نصفهم تقريباً نزحوا من مناطق أخرى في سوريا. لكنّ النظام السوري وحليفته روسيا صعّدا منذ أواخر أبريل الغارات الجوية والقصف على المنطقة فيما تدور اشتباكات على أطرافها. وقُتل في الغارات والقصف على محافظة إدلب والمناطق المجاورة أكثر من 300 شخص منذ أواخر أبريل، حسب «المرصد». وقد أدى القصف إلى نزوح نحو 270 ألف شخص خلال شهر مايو (أيار) وحده، وفقاً للأمم المتحدة.

وتعرضت 24 منشأة صحية و35 مدرسة للقصف في التصعيد الأخير، وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. ويتوقع المحللون أن يواصل الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه ضرب المنطقة دون إطلاق هجوم كبير من شأنه أن يخلق حالة من الفوضى على أبواب تركيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ذئب منفرد" يحسم الجدل حول "التدبير 3"  

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 07 حزيران 2019"

ما بعد عملية طرابلس ليس كما قبلها. فحتى إشعار آخر، إرتاحت القوى العسكرية والأمنية من جدالات كانت على وشك أن تورِّطها في تجاذبات ذات طابع سياسي أو طائفي- مذهبي أو مالي، كالجدل الذي كان منتظراً حول التدبير الرقم 3..

بعد عيد الفطر، ستنطلق نقاشات الموازنة في المجلس النيابي. ولكن، على الأرجح، كثير من الكلام الذي كان البعض ينوي قوله سيقوم بـ»ابتلاعه»، خصوصاً ذلك المتعلق بالتدبير الرقم 3.

أساساً، لم يستكن قائد الجيش العماد جوزف عون بعد إخراج الموازنة من الحكومة. اختار مكاناً له رمزيته، هو متحف فؤاد شهاب، أبو الجيش وباني المؤسسات ونموذج المقاتل ضد الفساد، ليطلق كلاماً غير مسبوق حول التدابير العسكرية والفساد والسياسيين.

بدا العماد وكأنه استشرف ما سيجري - بعد ثلاثة أيام فقط - في طرابلس، فقال: «ربّما غاب عن بال البعض، بغير قصد أو بقصد، أنه على رغم من الاستقرار الأمني، فإن التحدّيات كبيرة سواء عند حدودنا الشرقية والجنوبية والبحرية أو في الداخل». وتحدث عن «نيات استهداف» من خلال مناقشة الموازنة «التي بدت مجحفة في حق المؤسسة».

أعرب عن استيائه «إذ لم يُترك للجيش خيار تحديد نفقاته، وباتت أرقام موازنته مستباحة وعرضة للتحليلات، وكأنّ المقصود إقناع الرأي العام بأنّ الجيش يتحمّل سبب المديونية العامة… فما أفرزته الموازنة حتى الآن من منع التطويع بصفة جنود أو تلامذة ضباط ومنع التسريح يُنذر بانعكاسات سلبية على المؤسسة العسكرية بدءاً من ضرب هيكليتها وهرميتها مروراً بالخلل في توازنات الترقيات وهو أمر مخالف لقانون الدفاع».

وذهب قائد الجيش إلى التحذير من «سلوك متعمّد لتطويق المؤسّسة العسكرية بهدف إضعافها وضرب معنويات ضباطها وجنودها». وقال: «عهدٌ ووعدٌ منّا بأننا لن نستكين».

هذا الكلام الكبير كان نصف الطريق نحو إنهاء الجدل في ما يتعلق بموازنة الجيش. وجاءت عملية «الذئب المنفرد» عبد الرحمن مبسوط في طرابلس لتمنح هذا الكلام رصيداً كاملاً عشية جلسات الموازنة في المجلس النيابي. وبعد اليوم، لن تتمكن أي قوة سياسية من لعب ورقة التدبير الرقم 3 أو سواه من المسائل المتعلقة بالجيش.

الفكرة المتداولة هي أن يتولّى المجلس الأعلى للدفاع حسم هذه المسألة، لئلا يغرق فيها السياسيون ويحولوها مادة مساومة أو «حرتقة» متبادلة في ما بينهم. ولكن، الواضح أنّ الجيش وفق تأكيد قائده يريد أن تُترَك له مسألة موازنته وتقدير تفاصيلها، لأنّه الأدرى بحاجاته، مع التزامه التام مسار التقشف المطلوب، كما يفعل منذ سنتين. ففي العام الفائت، أعاد الجيش إلى الدولة أموالاً من موازنته لم يستخدمها.

في نظر بعض المتابعين، إنّ عمق المشكلة يكمن في انعدام الثقة بقرارات الطاقم السياسي. فالعسكريون، كما كل الشرائح الأخرى، مستاؤون من أنّ هذا الطاقم السياسي يرتكب الموبقات، ويرفض وضع اليد على المليارات الضائعة في المزاريب المعروفة، لكنه يستسهل أخذ اللقمة من أفواه الضعفاء.

وإزاء هذا التشدّد، ستكون هناك مشكلة تزداد حدّة في الموازنة. وأزمة الأسلاك العسكرية سترخي بثقلها على الجلسات المنتظرة. وبالتأكيد هي ستقود إلى انعكاسات مهمة على الموازنة المقدّرة وأرقامها. فالرقم المعطى في مجلس الوزراء قد لا يصمد في مجلس النواب. وهذا التحدّي يضاف إلى تحدّيات أخرى، ما يثبت أنّ هذه الموازنة أُعدّت اعتباطياً وأنّ أرقامها قد لا تكون أفضل حالاً من أرقام موازنة العام الفائت، علماً أنّ ستة أشهر كاملة مضت من العام 2019، وأن لا قطع حساب يُعوَّل عليه للتحقق من الأرقام الحقيقية.

وعندما يقف العسكريون في وجه التدابير التي تطاولهم في الموازنة، فمن المتوقع أن يتصلّب أكثر كل الآخرين المستهدفين بتدابير مماثلة، ومنهم الأساتذة مثلاً. وطبعاً، لا يمكن إغفال الاعتراضات الأخرى الصادرة عن قطاعات اقتصادية، كالقطاع المصرفي. ووحدهم الناس العاديون الذين ستُفرض عليهم ضرائب ورسوم جديدة، لن يعترضوا، لأنّهم لا يجتمعون في إطار تنظيمي يمنحهم القدرة على ممارسة الضغط.

وفي هذا المناخ، سيكون مبرراً السؤال: هل الموازنة التي ستخرج من مجلس النواب تشبه النسخة الصادرة عن مجلس الوزراء؟ وتالياً، هل يمكن لبنان أن يقدّمها إلى الدول المانحة ورعاة مؤتمر»سيدر» لإثبات التزامه معايير الإصلاح؟

منذ اللحظة الأولى، يتمّ التعاطي بعشوائية وسلوك اعتباطي في مسألة الموازنة. بل إنّ أحد السياسيين المتابعين عن كثب يقول: «هناك احتيال ومخادعة للمجتمع الدولي. إلا أنّها مكشوفة». ويضيف: «الاتصالات التي جرت وتُجرى بين المسؤولين اللبنانيين ورعاة «سيدر» لا تسير وفق ما يشتهي الجانب اللبناني. وهناك كلام صريح يقوله الفرنسيون وسواهم عن سوء إدارة واضحة لهذا الملف في لبنان، من دون أي مبرر منطقي». ولعلّ طلائع الإشارات إلى هذه الشكوك عبّرت عنها وكالة التصنيف العالمية «موديز» في قراءتها السلبية للموازنة. وقد تليها مؤسسات أخرى.

وفي هذه الحال، قد لا يكون الرهان على تحصيل أموال «سيدر» أفضل من الرهان على النظافة لدى الطاقم السياسي الممسك بالسلطة… إلا إذا كانت لدى القوى الكبرى دوافع أخرى لتزويد لبنان مقومات الاستمرار. وفي هذه الحال، سيُمنح من الدعم ما يمكِّنه فقط من البقاء على قيد الحياة لا أكثر... ولفترة معينة!

 

الحريري يتراجع أمام باسيل ويستقوي على جنبلاط

منير الربيع/المدن/السبت 08/06/2019

قد تتحكّم بعض النوازع العاطفية برجال السياسة في بعض المراحل. فيحيّد السياسيّ واقعيته عن قراراته وأفكاره، ويلجأ إلى الانفعال تأثراً بحجم الحملات والضغوط التي يتعرّض لها. لكن أسوأ ما في هذه الحالة عند رجل السياسة، أنها تشيح بأنظاره عن جوهر الأمور أو أبعادها، فينحصر انفعاله بغايتين. الأولى، ردّ الهجوم الذي يتعرض له بهجوم مضاد. والثانية، الإصرار أكثر على موقفه وإن كان على سبيل "النكاية". وعندما تتملك النوازع الشخصانية أو العاطفية سلوك السياسي، يصل غالباً إلى الصدام مع الأقربين إليه، بدلاً من الخصوم أو الأبعدين. وأسوأ ما في تلك النوازع، هي تظهير أي موقف مخالف أو معارض لسلوكه وتصرفاته كأنها مؤامرة كبرى.

نشوة التسوية

وبما أن الرئيس سعد الحريري يبدو متمسكاً بالتسوية مع التيار الوطني الحرّ رغم كل شيء، فهذا يعني أنه صار من الخامة نفسها، على قاعدة التطبّع. وحين يواجه مشكلة لا يكون قادراً على حلّها ولا مواجهتها، بات يلجأ إلى الهروب نحو الأمام، بفتح معارك جانبية مع آخرين، سواء كانوا حلفاء أو باعتبارهم من الضعفاء، طالما أنه غير قادر على مواجهة القوي. منذ أسبوعين، يتعرّض الحريري وفريقه ومحور وجوده السياسي، أي اتفاق الطائف، إلى أعتى الهجمات من قبل التيار الوطني الحرّ. وجد الرجل نفسه في طريق مسدود. غير قادر على المواجهة. فاختار أن يغيّر وجهة سلاحه، تجاه بعض الحلفاء القدامى أو بعض أبناء بيته الداخلي. وهو بذلك يبلّغ رسالة إلى من يهاجمه من خارج بيئته أنه لا يريد المعركة معه، بل معركته مع الذين يعكرون عليه صفو نشوته بالتسوية. في خضمّ الهجوم العنيف الذي تعرّض له الحريري وفريقه وإرثه السياسي، بقي على صمته، محيلاً المعركة على عاتق أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، الذي تولى الردّ على استهدافات التيار الوطني الحرّ. وفيما كانت ردود أمين عام المستقبل عالية السقف نسبياً، كانت هناك اتصالات في الكواليس تجري لتهدئة الأوضاع، وتأكيد التمسك بالتسوية. وقد تدخل فرقاء في تبريد الأجواء، بينهم رئيس الجمهورية وحزب الله.

التراجع والسكينة

بعد تلك الاتصالات، سرّب الحريري أجواء أنه ينتظر اتصالاً أو مبادرة من الوزير جبران باسيل، لإعادة ضخ الدماء في أوردة التسوية، وتبديد نقاط الخلاف والتصعيد. لكن التيار الوطني الحرّ بادر للرد على مصادر الحريري بالقول: "لا داعي لأي مبادرة أو أي اتصال، لأن باسيل لم يفتعل مشكلة مع الحريري، بل بعض من أبناء بيئة رئيس الحكومة هم الذين اخترعوا المشكلة، وعليه هو إسكاتهم ووضع النقاط على الحروف لوقف أي تصعيد". فما كان من المستقبل إلا التراجع والسكينة، استجابة لشروط التيار الوطني الحرّ. فتحولت المعركة بوجه وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، الذي أطلق صرخة أن التسوية تحتاج إلى إعادة نظر، وبوجه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. قرأ التيار الوطني الحرّ رسالة الحريري بأنه لا يريد أي تصادم معه، بينما دخل في معركة جديدة مع جنبلاط، ومع بعض السنة المعارضين للنهج السائر عليه رئيس تيار المستقبل. ويبدو أن الحريري وفريقه تطبّعوا بنهج التيار الوطني الحرّ. إذ كان التيار الوطني الحرّ عندما يصر على تمرير ملف ما، سواء كان سياسياً أم غير سياسي، وعند عرقلته، كان يلجأ إلى الهجوم على "المستقبل" بالتحديد، وشنّ حملة شعبوية بذريعة أن مشاريعه الإصلاحية تتعرقل، ويضع الجميع أمام خانة "إمّا يقرّوا له ما يشاء، أو يتعرضون لأعتى الحملات". على هذا المنوال صار يتصرف أيضاً "المستقبل" والحريري. اليوم أصبح هذا النهج، سمة من سمات تيار المستقبل. وهذا يتجلى في أي انتقاد سياسي يتعرض له التيار أو رئيسه، وآخره كلام أمين عام المستقبل أحمد الحريري الموجه لجنبلاط قائلاً: "هيدا الحكي مش إلك يا بيك يلي بيناتنا أكبر بكتييير من مجلس بلدي إذا شايف غير شي خبرنا". وأساس الخلاف هو أن ثمة اتفاقاً بين المستقبل والاشتراكي على أن تكون رئاسة البلدية في شحيم ثلاث سنوات للمستقبل وثلاثاً أخرى للاشتراكي، إلا أن المستقبل تدخل وضغط على الأعضاء لعدم تنفيذ الاتفاق. وهذا يعني أن المستقبل يريد أن ينكث بالاتفاقات، ويفعل ما يريد من دون أي اعتراض من أي طرف، على قاعدة "ما بيننا أكبر بكثير".

في النسيان والتذكّر

تطور السجال بين نواب من الإشتراكي وآخرين من المستقبل، على نحو ظهر لباسيل أن الحريري يتحاشى معاركته وينقض على خصوم باسيل تحديداً! ربما، يستحضر "المستقبل" ساعة يشاء الأمور الكبيرة التي تجمعه بجنبلاط، ويتناساها في لحظات أكثر أهمية كلحظة تشكيل الحكومة، بل وتسديد الطعنات تلو الطعنات، عن قصد أو غير قصد. بكل الأحوال، فإن نقل الحريري المعركة لمواجهة جنبلاط والمشنوق وكل من يحاول الاعتراض، يؤكد أنه لا يريد سوى استمرار التحالف مع باسيل مهما كلّف الأمر، ومهما كانت الأثمان باهظة عليه وعلى بيئته. قد يعتبر أن هذا التحالف وحده هو الذي يحميه كرئيس للحكومة، ولو على حساب الصلاحيات وتعرية الموقع. سعد الحريري يقول للجميع: "الأمر لي، ولا مجال للاعتراض". قد يرى مصلحته في ذلك، لكنه ينسى مسألة أساسية، انه في عزّ الهجمة التي تعرّضت لها طرابلس بوصفها منبع الإرهاب، وفي عز الحملة التي نظّمت ضد السنية السياسية والشعبية، كان وليد جنبلاط وحده يدعو إلى عدم شيطنة السنّة، ووقف تعميم نظريات الحقد والكراهية تجاههم.

 

تداعيات مأساة طرابلس: حصار "السنّية السياسية"

جنى الدهيبي/المدن/السبت 08/06/2019

لم تنتهِ ارتدادات العملية الإرهابيّة التي ضربت طرابلس في ليلة عيدها. قتل الإرهابي عبد الرحمن مبسوط نفسه. وقبلها بدقائق، قتل أربع شهداء عسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، فسقطوا على أرضٍ ظنّوا أنّهم يحرسوها آمنين. الجُرح لا يزال طريًا في المدينة وفي قلوب أهالي الشهداء. ظنّت طرابلس أنّها ستمضي عيدها بقليل من السلام يستكمل أجواء شهر رمضان. كذلك ظنّ أهالي الشهداء العسكريين، أنّ عودة أبنائهم إلى أحضانهم في العطلة كان أمرًا بديهيًا، بما أنّهم ليسوا على جبهة معركةٍ أو حرب. الفاجعةٌ أصابت طرابلس وألقت بثقلها على امتداد الوطن بأسره. مع ذلك، ثمّة من حوَّر مسارها نحو الابتزاز والاستثمار السياسي، فجلدوا المدينة بوصفها متهمةً بالإرهاب، بدل التعاطي معها كبيئةٍ مستهدفةٍ ضحيةٍ لهذا الإرهاب.

فاجعة طرابلس

كانت المدينة مذهولةً ومفجوعة، وكانت دماء العسكريين على الأرض ساخنةً لم تبرد بعد، حتّى بدأ الاستثمار بالعمل الإرهابي من لحظاته الأولى. في البدء، خرج من طالب بمحاسبة اللواء عماد عثمان، ثمّ ظهرت مجموعات "افتراضية" موجهةً، تطالب بنسف ملف مشروع قانون العفو العام، بدل الحثّ على إجراء محاكمات عادلة تنهي مأساة إنسانية وتجاوزًا قانونيًا ارتكب بحقّ آلاف الموقوفين منذ سنوات طويلة من دون أن يُحاكموا. ساد منطق التعميم من جديد، فخرج من يصرح ويلمّح لوصم طرابلس بصبغة التطرف والإرهاب، بدل الوقوف على جرحها ومواساتها. ساعات قليلة، حتّى بدت عملية مبسوط الإرهابية مناسبةً إضافية ودسمة ليكمل التيار الوطني الحرّ، وزراءً ونوابًا، معركته ضدّ رئيس الحكومة سعد الحريري وتياره، عبر توجيه اتهاماتٍ مبطنةٍ له بالتقصير والتواطؤ، لدرجة تشكيك وزير الدفاع الياس بو صعب بعلاقة "المستقبل" مع مبسوط. لاحقًا، بدأت معالم المشهد "الاستثماري" في السياسة تظهر، بالهجوم المباشر على مكونات سّنية أخرى في البلد. سواء بتوجيه السهام على أداء وزيرة الداخلية ريا الحسن، ثم اتهام النائب نبيل نقولا للواء أشرف ريفي بالوقوف وراء مبسوط، عبر نشر صورةٍ لم يتحقق من صحتها تجمع ريفي مع شابٍ ملتحٍ واصفًا إيّاه بـ"هذا هو المجرم"، وصولًا إلى محاولة زجّ رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بملف مبسوط، بالهجوم عليه "إعلاميًا" من خلال المحامي سامر حواط، الذي يتولى مكتبه في طرابلس العديد من القضايا لميقاتي وغيره، بـ"تهمة" مرافعته عن مبسوط حين كان سجينًا.

كرامي يهاجم

ظهرت هذه الحملة الشرسة كأنّها ممنهجة، بهدف التصويب على رموز المكون السّني في لبنان، باستضعافه والتشكيك به وتحميله وحده دون غيره آثام الفساد في السلطات السياسية والأمنية وحتّى القضائية. وكان رئيس حزب التقدم الاشتراكي وليد جنبلاط أول من عبّر عنه بالقول: "كفى تعميم نظريات الحقد والكراهية تجاه السنة". لكنّ اللافت، هو أنّ النائب فيصل كرامي تولى بنفسه موجة الانقضاض والهجوم في تعقيبه على العمل الإرهابي الذي ضرب طرابلس، مطالبًا باستقالة الوزيرة الحسن وساخراً من اللواء عثمان باعتباره "ليس محللًا نفسيًا" حتى يقول عن مبسوط أنه يعاني من اضطراب نفسي. ولم يُفوّت فرصة توجيه سهامه نحو تيار المستقبل، وتحديدًا أمين عام التيار أحمد الحريري، للتذكير أنه لا يأتي إلى طرابلس إلا وقت الانتخابات وبمواكب أمنية. في أوساط طرابلس، ثمّة من قرأ في تصعيد كرامي محاولةً منه أن يصوّب في السياسة، في مكان كان عليه "الترفع عنه"، وفي لحظة حساسة تواجه فيها الطائفة السنية هجومًا غير مسبوق. لم يمرّ تصعيد كرامي على خير. سارع عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، الدكتور مصطفى علوش، إلى وضع موقفه، وهجومه على الحسن، في إطار "مفعول السحور الذي أقامه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على شرفه في دارته في البترون".

يرى علوش في حديث لـ "المدن" أن ثمة هجومًا حتميًا وواضحًا على التمثيل السّني في لبنان، ويسأل: "هل هو هجوم مدبّر ومدروس أم عملية فوضوية؟". المؤكد وفق علوش، أن هناك بعض القيادات التي يسميها بـ"الهامشية" ضمن الطائفة السنية (يقصد فيصل كرامي)، "تفتش لنفسها عن موقع عبر الانقلاب على الناس، بدعمٍ خارجي". والإشكالية الكبرى هي لدى القيادات الأخرى، أيّ التيار الوطني الحر، "أنّها تلجأ إلى ابتزاز قيادة السنة الأساسية، من خلال القول أنّ ثمة بدائل هامشية واستفزازية متوفرة وموجودة". يعتبر علوش أنّ ثمّة "مشغلًا جديدًا لكرامي، وأنّ هذا ليس معزولًا عن السحور الذي جمعه مع باسيل، وقد بدأ يصرّح بلهجته ومنطقه". لكن الصراع الحقيقي القائم، "يدور مع من يريد أن يستولي على كلّ مقدرات الدولة، ويضعها في خدمته، ويكسر منطق التوازن- الذي أرساه اتفاق الطائف- بالهيمنة، في لحظة تاريخية يريد أن يستفيد فيها من الصراع بين السنة والشيعة في المنطقة، علمًا أنّ هذه اللحظة لن تدوم، وإنّما هي عابرة في التاريخ". علاقة "المستقبل" مع التيار الوطني الحرّ، يربطها علوش بالتصعيد الذي يذهب إليه "تيار باسيل". فـ"إذا كان الرئيس الحريري متمسكًا بالتسوية الرئاسية، من أجل تأمين استقرار البلد، علينا أن نعي أنّه لا يوجد مكون ضعيف، وإنّما مكون يجري استضعافه في لحظةٍ ما، ولكن في النهاية لا يمكن وضعه خلف الظهر". يستبعد علوش أن يكون مصير الحكومة مهددًا، "لكنّ عواقب ما يجري قد تكون وخيمة على البلد بأجمعه".

ميقاتي والرسائل الموجهة

لا تنفصل هذه "الهجمة" على مكونات سنيّة في البلد عن الاجتماع الذي عقده مطلع الأسبوع رؤساء الحكومات السابقين، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام. وحتّى محاولة زجّ ميقاتي في ملف مبسوط، ثمّة من يضعها في إطار "الرسائل الموجهة" إليه، بعد البيان الصادر عن هذا الاجتماع، الذي دعا فيه الرئيس عون أن "يضع حدًّا للممارسات المستفزة"، إلى جانب الاستغراب والأسف من المواقف "التي عبّر عنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المعترضة والنازعة عن رئيس الحكومة اللبنانية حقّه في الإعلان عن موقف لبنان في مؤتمري القمتين العربية والإسلامية".

في هذا الإطار، تشير أوساط ميقاتي لـ"المدن"، أنّ ليس في الأمر ما يعيبهم بأن يكون المحامي حواط سبق أن ترافع للدفاع عن مبسوط، "لا سيما أنّ له مكتبًا مستقلًا وأيّ موقوفٍ من حقّه القانوني توكيل محامٍ للدفاع عنه". فـ"ميقاتي يملك أكبر مكتب خدمات في طرابلس وكلّ الشمال، يتردد إليه آلاف المواطنين يطلبون الخدمات بشكلٍ قانوني وشرعي وطبيعي، وأغلبهم لا يعرفهم ميقاتي ولا تربطه صلة بهم". وفي السياسة، تضع أوساط ميقاتي ما يجري بحقّ المكونات السنيّة، "في إطار الانقضاض على اتفاق الطائف، رأس الحربة فيه هو التيار الوطني الحرّ ولا ندري من يقف خلفه". أمّا ميقاتي، فـ"هو لا يستطيع اتخاذ مواقف مخالفة لمواقفه اليوم، وإلّا سيكون ليس وطنيًا، كما أنّ وقوف رؤساء الحكومات السابقين يدًا واحدة هو موقف مبدئي للحفاظ على الموقع وصلاحيته".

خطوط حمراء

ثمّة قناعة في البلد ترتكز على فكرة أنّ ما يقوم به الوزير باسيل، يأخذ غطاءً مباشرًا من حزب الله "الساكت" عن كلّ ممارساته، لا سيما أنّ حزب الله يتحاشى النتائج العكسية من التصادم المباشر مع الشارع السّني في لبنان، منعًا لتكرار تجربة 7 أيار 2008 وما تبعها من "حقدٍ سنّي" عليه. لكنّ الطائفة السنيّة، التي يقوم أداؤها السياسة منذ العام 2005 على ردود الأفعال "الانفعالية" وحسب، تجد نفسها اليوم في امتحانٍ صعب، خصوصًا أنّ "الأداء السّني" لقياداتها، وتحديدًا الحاكمة في السلطة، أيّ "تيار المستقبل"، ليس على المستوى المطلوب تجاه الخصم الذي هو "حليف التسوية" في آنٍ معًا. وفي الوقت الذي يؤْثر فيه الرئيس الحريري الصمت، ويوكل مهمة الردّ لامتصاص غضب الشارع لأمين التيار أحمد الحريري، وبعض المطالعات الإنشائية في مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"، بدأت تروج سياسة "الخطوط الحمراء"، التي يبدو فيها كثير من الخفّة بالاختباء خلف الإصبع، بدل المواجهة في إطار قانوني وبما تنصّ عليه الصلاحيات المكتسبة من رئاسة الحكومة. في الأمس، كانت لسان حال الحريري في نشرة "المستقبل": "اللهم احمني من أصدقائي فأمّا أعدائي فأنا كفيل بهم". وهنا لا بدّ من السؤال: ما هو مصير الاتفاق المعقود بين الرئيس الحريري وباسيل، بعد أن أثبتت التجارب أنّ الأخير هو صديقه وعدوه في آن؟

 

12 ألف طلب وظيفة قدمها لبنانيون بيومين.. والمؤسسات تتهرب

وليد حسين/المدن/السبت 08/06/2019

يتحجّج أصحاب المؤسّسات السياحية بعدم وجود عمال لبنانيين لملء وظائف محدّدة، ما يدفعهم إلى تشغيل العمال الأجانب، والاستحصال لهم على رخص وإجازات عمل من وزارة العمل لاستقدامهم من الخارج، مستغلين حاجة هؤلاء العمّال للعمل مهما كانت الشروط. فيشغّلونهم ساعات طويلة بأجر زهيد، لن يتجاوز نصف الحد الأدنى المعتمد في لبنان، ومن دون تسجيلهم في الضمان الاجتماعي أو حتى تأمين الضمانات الصحية المناسبة. وكل ذلك بسبب جشعهم لكسب المزيد من الأرباح، ضاربين عرض الحائط القوانين اللبنانية، في ما يتعلّق بالأجر المناسب للعمّال الأجانب، والقوانين الناظمة بعدم تشغيل العمالة الأجنبية، إلا في الوظائف التي لا يوجد لها يد عاملة لبنانية بديلة.

زيف الإدّعاء

بمبادرة من اتحاد نقابات عمال قطاع الفنادق ودور التغذية واللهو في لبنان وبالتعاون مع وزير العمل أبو سليمان، وضع الاتحاد خطة عمل، تتضمّن مواجهة جميع المشاكل التي يعاني منها القطاع، لمعالجة التجاوزات التي تلجأ إليها المؤسسات في تشغيل العمالة الأجنبية الرخيصة، على حساب العمّال اللبنانيين. ووفق رئيس الاتحاد جوزف الحداد، في حديث إلى "المدن"، يوجد شريحة كبيرة من اليد العاملة اللبنانية عاطلة عن العمل في هذا القطاع، بسبب تهرّب المؤسسات من دفع الحد الأدنى للأجور، ومن تسجيلها العمّال في الضمان الاجتماعي. لذا طلب وزير العمل تأمين طلبات عمل من عمّال لبنانيين، كي يواجه بها أصحاب المؤسسات التي تتحجّج بعدم وجود بديل للحصول علي إجازات عمل للأجانب. وطلب منهم تأمين حوالى ألف طلب كي يستند إليها، لعدم منح تلك المؤسسات إجازات عمل للأجانب، طالما يوجد عمال لبنانيين لملء هذه الوظائف. لذا تم إطلاق موقع الكتروني خاص لهذه الغاية، كي يتسنّى للبنانيين الراغبين في العمل في هذا القطاع تقديم الطلبات، لعرضها على أصحاب المؤسسات السياحية، التي تتحجج بعدم وجود عمال لبنانيين. وأكّد الحداد أنه خلال أقل من 48 ساعة على إطلاق "الويب سايت" وصل عدد الطلبات إلى أكثر من 12 ألف وثلاثمئة طلب من عمّال عاطلين عن العمل. أي، على عكس ادعاء المؤسسات السياحية بأن اللبنانيين يرفضون العمل برواتب غير مرتفعة. وأكّد الحداد أن هذا الكم من الطلبات يزيل أي لبس حول وجود عمال لبنانيين مستعدين وتواقين للعمل، ويؤكد زيف ادعاء أصحاب المؤسسات، التي يدفعها الجشع وتوفير بعض الأموال والتهرّب من دفع الضرائب لتشغيل العمال الأجانب. وأضاف، أنه فضلاً عن تلاعب وتهرب تلك المؤسسات من الالتزام بقانون العمل اللبناني، ثمّة خداع للمستهلك أيضاً. فبعض المؤسسات تصنّف نفسها في فئة الخمسة نجوم، بينما تستعين بيد عاملة رخيصة وغير كفوءة بهدف التوفير. وهذا يعتبر معيباً حتى على المستوى المهني.

تطبيق القانون

وإذ استغرب الحدّاد عدم تحرك مؤسسة الضمان الاجتماعي لوقف التجاوزات التي تقوم بها المؤسسات، التي غالباً ما تكون بحاجة لأكثر من 40 عاملاً بينما يوجد فيها فقط ثلاثة عمال مسجلين في الضمان، طالب وزارات العمل والاقتصاد والداخلية التحرّك على هذا الصعيد. فالمطلوب وفق الحدّاد استبدال اليد العملة الأجنبية بيد عاملة لبنانية متوفّرة، والتشدّد في تطبيق القانون، خصوصاً أن نسب التوظيف غير متكافئة بين العمال اللبنانيين والأجانب، فبينما يجب أن يكون الرقم هو واحد على تسعة لصالح اللبناني، الواقع اليوم معكوس. وعن ما إذا كان هذا الإجراء قد يؤدي إلى تعسّف في طرد العمال الأجانب، الذين يعملون بشكل قانوني ونظامي، لفت الحداد إلى أن تطبيق القانون يمنع أي تعسّف. فمن يعمل وفق القانون سترفع له القبّعات. لكن المؤسسة التي تعمل على تشغيل الأجنبي فقط بهدف التوفير والتهرب من دفع الضرائب، فلا أسف عليها في حال تمّ إقفالها، طالما أنها بتصرفاتها تعمل على إقفال آلاف البيوت من اللبنانيين بسبب البطالة.

 

انتخابات "الأطباء": لائحتان لأحزاب السلطة.. والمستقلون بلا توافق

وليد حسين/المدن/الجمعة 07/06/2019

تجري انتخابات نقابة الأطباء يوم الأحد 9 حزيران على وقع الانقسامات الحادة في مجلس النقابة الحالي، وما نتج عنها من اتهامات بقضايا فساد وهدر طالت الجسم النقابي وعطّلت عمل النقابة، خصوصاً بعد مقاطعة سبعة أعضاء ينتمون لتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل لمجلس النقابة.

سيتوجّه نحو 7 آلاف طبيب سدّدوا اشتراكاتهم السنوية، من أصل نحو 12 ألف طبيب مسجلين في جدول النقابة، لانتخاب ثمانية أعضاء، من ضمنهم النقيب. وذلك على دورتين، تبدأ الأولى من الساعة 8 صباحاً لغاية الساعة 2 بعد الظهر لانتخاب أعضاء المجلس، ومن الساعة 4 لغاية السابعة مساءً لانتخاب النقيب، الذي يشترط قانون النقابة فوزه في عضوية المجلس أولاً، كي يتسنّى له خوض انتخابات منصب النقيب. علماً أنّ عدد المرشحين ناهز الـ72 مرشحاً من ضمنهم نحو 22 مرشحاً لمنصب النقيب.

زحمة لوائح

وفق مصادر مطّلعة على انتخابات النقابة وتشكيل اللوائح، برزت لائحتان لأحزاب السلطة وثلاث لوائح للمستقلين إلى حدّ الساعة، ستتواجه يوم الأحد، إلا إذا نجحت بعض المساعي لتشكيل لائحة موحّدة للمستقلين، الأمر الذي يبدو مستبعداً كما شدّدت المصادر.

وفي التفاصيل، ستتواجه قوى السلطة بلائحتين، واحدة تضمّ تحالف حزب الله والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، رشّحت النقيب الأسبق أشرف أبو شرف لتولي منصب النقيب، والثانية لتحالف تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي ورشّحت النقيب الأسبق جورج أفتيموس لمنصب النقيب.

ووفق المصادر ما زالت حركة أمل تتريّث في حسم خيارها للانضمام إلى اللائحة الثانية، فـ"قلبها مع افتيموس انطلاقاً من تزعّمها الحركة الاعتراضية إلى جانب الاشتراكي والمستقبل سابقاً، وعقلها مع أبو شرف انطلاقاً من وحدة الصف الشيعي في الانتخابات". لكن "أمل" لم تعط كلمتها النهائية، كونها حائرة بين الانضمام إلى تحالف المستقبل والاشتراكي من ناحية، أو الانضمام إلى تحالف حزب الله والقوات والعونيين، كونه يغنيها عن خوض الانتخابات ضد حليفها الشيعي وعن ارتكاب سابقة تاريخية في النقابة، وفق ما قالت المصادر.

انقسام المستقلين

على ضفّة المرشحين المستقلين لم تفلح المساعي لتوحيدهم بلائحة واحدة، ويرجّح خوضهم الانتخابات بثلاث لوائح منفردة، ما يصعّب إمكانية إحداث خرق في صفوف لائحتي قوى السلطة. ووفق المصادر، عمل الطبيب جورج هبر على تشكيل لائحة من بعض الأطباء، بعد أن فشلت مساعيه في أن يكون بديلاً عن أفتميوس عبر جذب المستقبل وأمل لترشيحه، على اعتبار أنه كان يشارك في حراك الأطباء، إلى جانبهم. وتضم اللائحة الثانية  إيلي مرقدية وأعضاء آخرين، بعد عدم تمكّنه من طرح نفسه كمنافس لأبي شرف في التيار الوطني الحر. لكن بإعلان العونيين ترشيح أبو شرف انسحب مرقدية من التيار، وعمل على تشكيل لائحة من المستقلين. أما اللائحة الثالثة فكانت عبارة عن مجموعة تتحرّك مع الحزب الشيوعي اللبناني وتضمّ أربعة مرشحين هم جان الحاج وجورج نصّار وعلي شمس الدين وشربل عازار. لكنهم رفضوا أن يكون للائحتهم صبغة شيوعية، كونها مستقلّة. وطلبوا من الشيوعي دعمها وحسب. رفض الشيوعي هذا الأمر، الذي رشّح الطبيب رافي بنجاريان، وعمل على توحيد جميع المستقلين في لائحة واحدة لكن من دون نتيجة.

أمل تحسم المعركة

تشير المصادر إلى أنه في حال انضمت "أمل" إلى لائحة أبو شرف ستكون هذه اللائحة قادرة على حسم النتيجة لصالحها، كونها تمتلك أغلبية الأصوات. أما في حال اختارت "أمل" الانضمام إلى لائحة أفتيموس، فستشهد الانتخابات تنافساً حاداً بين لائحتين قويّتين، ما يؤدي إلى حدوث اختراقات في كلتيهما. وهذا قد يعزز حظوظ المستقلين، خصوصاً أن ثمة ديناميات تجعل الأطباء يقترعون ليس وفق مبدأ البلوكات. فبعض الأطباء في القوات قد يمنحون أصواتهم للمرشح أفتيموس وليس لمرشح اللائحة أبو شرف.. وهكذا دواليك. كما أن مبدأ الاقتراع غير القائم على التصويت للائحة مقفلة، كون الناخب يستطيع تشكيل لائحته الخاصة، سيؤدي إلى تشتيت الأصوات لصالح المستقلين، خصوصاً أن الخلافات السياسية القائمة بين أحزاب السلطة، قد تدفع بعضهم إلى منح أصواتهم لمرشحين على أكثر من لائحة.

 

 أبعد من "ذئب" أو "مختلّ"  

 نبيل هيثم/الجمهورية/الجمعة 07 حزيران 2019

ثمة حاجة ملحّة لفهم موضوعي لما جرى في مدينة طرابلس عشية عيد الفطر. في الظاهر، يبدو الهجوم الإرهابي، الذي استهدف الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، مشابهاً لهجمات إرهابية عديدة شهدها العالم خلال السنوات الماضية، لا سيما أنّ ثمة استراتيجية باتت واضحة من ِقبَل تنظيم «داعش» لنقل المعركة إلى خارج النطاق الجغرافي لما كان يعرف قبل فترة بـ»الدولة الإسلامية»، وذلك بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان ومصر. لا شك أنّ هجوم طرابلس يحمل بصمات «داعشية». على الأقل، هذا ما يمكن استشرافه من الانتماء الايديولوجي لمنفّذه عبد الرحمن مسبوط، والذي اتضح منذ اللحظات الأولى للهجوم، الذي راح ضحيته عسكريون شهداء. برغم ذلك، يبدو أنّ ثمة مبالغة في تبسيط الأمر، على النحو الذي اختزل هذا العمل الارهابي بالقول، إنّ المنفذ يعاني من اختلال عقلي، وايضاً بكلام آخر، وصّف العمل الارهابي بـ»هجوم فردي» نفّذه «ذئب منفرد»!

هذا الكلام، اياً يكن مصدره، يمكن إدراجه في ثلاث خانات:

الاولى، اعتباره كلاماً عشوائياً، ينم عن إرباك، وجهل مريع بالوقائع المحيطة بهذا العمل.

الثانية، إعتباره كلاماً متسرّعاً، أو زلّة لسان غير مقصودة، خصوصاً أنّ السجل الإجرامي - الإرهابي والدوافع الايديولوجية للارهابي عبد الرحمن مبسوط لم تكن خافية على أحد.

الثالثة، إعتباره، كلاماً ينطوي على محاولة هروب الى الامام، بالحديث عن مرض عقلي يعانيه المنفّذ، او وصفه بـ»الذئب المنفرد»، وذلك لرفع مسؤولية المسؤول عن الأمن، وللتهرّب من المساءلة على تقصير من هنا أو هناك. وبالتالي إبعاد تهمة التقصير عنه.

بالحد الادنى، فإنّ صحة فرضية الإختلال العقلي من عدمها، يؤكدهما تحقيق جدي، او تقرير طبي، اكثر جدّية يثبت ذلك. ثم انّ مصطلح «الذئب المنفرد»، كما يقول الخبراء الأمنيون، هو في الواقع مصطلح إستخباري يدلّ الى قيام شخص او أشخاص، غير منظّمين، أي لا يخضعون الى تنظيم هرمي يتلقون منه التعليمات للقيام بعمليات ارهابية، وذلك بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكانياتهم الذاتية. ومن هنا فإنّ غالبية الأشخاص المنفذين لمثل هذه العمليات هم من الشخصيات السويّة الاعتيادية، التي لا تثير الشكوك في سلوكها وحركتها اليومية.

وبحسب الخبراء، فإنّ المحرّك الايديولوجي يبقى الأساس، خصوصاً أنّه غالباً ما يكون الإرهابي، على قناعة راسخة بأهمية عمله «الجهادي»، وهو نصرة التنظيم الأم الذي يتأثر بأفكاره - والأمر هنا يتصل بتنظيم «داعش» - فيتحرّك ضمن استراتيجية واضحة، غالباً ما يعممّها التنظيم الإرهابي عبر قنواته الخاصة وعبر الشبكة الالكترونية العنكبوتية ووسائل التواصل الحديثة. من هنا، فإنّ نظرة واقعية لما حصل، تدفع إلى تتبع فرضية تقترب من اليقين، بأنّ عبد الرحمن مبسوط لا يمكن بأي شكل من الأشكال تصنيفه ضمن فئة «الذئاب المنفردة». فالرجل سبق أن كان عضواً في تنظيم محلي متشدّد - مجموعة أسامة منصور التي شاركت في المعارك ضد الجيش اللبناني في طرابلس سنة 2014 - في حين تشير معلومات أخرى إلى أنّه ذهب إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم «داعش»، ثم عاد إلى عرسال، حيث تمّ توقيفه عام 2016، ليُطلق سراحه بعد أشهر، نتيجة لضغوط سياسية معيّنة، بحسب ما كشف مسؤولون في الدولة اللبنانية، ومن بينهم وزراء معنيون، تحفّظوا عن الكشف عن هوية الجهة التي مارست هذه الضغوط. التفاصيل اللوجستية المرتبطة بالعملية، تُظهر في رأي الخبراء الأمنيين، أنّ ثمة جانباً آخر للشكل التنظيمي الذي تحرّك من خلاله عبد الرحمن مبسوط، والذي يجعل فرضية الانتماء إلى «خلية نائمة» أو «خلية قاعدية» أقرب إلى المنطق منه إلى فرضية «الذئب المنفرد».

فالإرهابي مبسوط، لم يكن في مغارة، ولم يسقط فجأة من السماء، بل كان مرئياً في محيطه وفي منطقته، كان حراً طليقاً، كان مرتاحاً يتحرّك كما يبدو بلا قيود، وبلا رقابة (؟!) وضمن خطة مُحكمة، حددت نقاطاً حساسة، لاستهدافها في وقت واحد، لحظة الاسترخاء الأمني الطبيعية عشية عيد الفطر، علاوة على أنّ كمية الذخائر التي استخدمها (رصاص، قنابل يدوية، قنابل دخانية) لا تشي ابداً بالعمل الفردي، الذي غالباً ما يلجأ فيه «الذئب المنفرد» إلى مواد متوافرة معينة يمكن توفيرها بشكل سهل من الأسواق لتصنيع متفجرات بدائية على سبيل المثال.

العمل الارهابي الذي حصل في طرابلس خطير جدا، الّا أنّ أخطر ما في الأمر، إن كان يشي بأنّ ثمة توجّهاً لدى التنظيمات الإرهابية الى تفعيل خلايا إرهابية، بعضها نائم ولم يتم كشفه، أو عبر «خلايا قاعدية يمكن أن تكون قد تشكّلت من تلاقي «ذئاب منفردة» في هذه المنطقة او تلك.

هذا الامر يضع الجميع، مواطنين، سياسيين وأجهزة امنية وعسكرية امام تحدٍ كبير. ولكن هل في الإمكان التصدّي له؟

يحدّد الخبراء الأمنيون خمسة شروط من شأنها تعزيز عامل التصدّي:

- الاول، تنفيس المناخ الحاضن لهذه الفئات، والتشدّد القاسي مع الجهات التي تحمل الفكر «الداعشي» او تروّج له. الّا انّ هذه العملية شديدة الخطورة والحساسية، إذ انّ مجتمعات كاملة ما زالت تحتضن هذه الفئات.

- الثاني، تشديد المراقبة الأمنية، على نحو ما هو متبّع في كل دول العالم. والتنسيق الفاعل بين الاجهزة الأمنية، وإعادة إجراء مسح جدّي للارض اللبنانية، بدءًا من طرابلس.

- الثالث، التشدّد الصارم حيال المخيمات الفلسطينية، التي يؤكّد الجميع من دون استثناء انّها تشكّل الملاذ الآمن لأصحاب الفكر الارهابي سواء من «داعش» او من اخواتها وكل التنظيمات الارهابية.

- الرابع، انّ هذا الخطر لا يمكن التصدّي له، إذا ما استمرت البازارات السياسية على الطريقة اللبنانية، والتي تتراوح بين ضغوط لإطلاق سراح موقوف، رغم اهوائه الارهابية، أو المطالبة بعفو عشوائي على متشدّدين محكوم عليهم بالسجن. هنا يتوجب الفرز في ما بين الموقوفين، ووضع المعايير الواضحة التي تحدّد مدى الخطورة الأمنية التي يشكّلها إطلاق سراح هذا الموقوف او ذاك.

- الخامس، انّ هذا الخطر يمكن التصدّي له، من خلال تحييد الأمن عن الخلافات السياسية والاعتبارات المذهبية.

في رأي الخبراء الأمنيين، انّ هذه الشروط، وغيرها من خطط وإجراءات وتدابير من قِبل الأجهزة الامنية اللبنانية، قد تشكّل عنصر التصدّي الفعّال لهذا الخطر. والّا، فإنّ ما حدث في طرابلس لن يكون سوى مقدمة لعنف ارهابي متنقل، سرعان ما سيبدّد خطابات التباهي بـ»الإنجازات» السابقة.

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: ما_بين الشهيد والزعيم والبطولة

قزحيا ساسين/07 حزيران/2019

(بينفتح الشبّاك، وبيطلّ وجّ الشهيد، وبيكون الزعيم عم يوعا من النوم)

- شهيد: صباح الخير، النهار وصّل عالدني.

- زعيم (بعد ما يفرك عينيه، ويتّطلّع شي دقيقة زمان عا فرد سحبه): وإنت شو وصّلك لهون؟ شو هالحرّاس الحاملين عيونن سُخْرٓه ب وجوهُن؟ مينٓك إنته؟

- شهيد: الحرّاس؟ وقت لكنت ردّ الموت عن بابك، وين كانوا؟

- زعيم: صوتك مش غريب. وجّك الّلي معبّي شبّاك الأوضه بلّش يفتحلي شبابيك ب ذاكرتي.

- شهيد: ذاكرتك الجديدة، يمّا العتيقة؟

- زعيم (بعد ما ذاكرتو يكدّا العرق ويعرف مين لْ عم يحكي): أنا ما بلْبِس ذاكرة تانيه، منشان الشهدا ما يموتو مرّة تانيه.

- شهيد: إنته كنت البطل وصرت الزعيم. الكرافات بتشتغل سياسة. القصر ما بْيِلْبٓق للسٓوْرٓه. الطاولات الّلي مزيّنة بالكريستال مش خٓرْج السوّار.

- زعيم: الحرب شي، والسلم شي تاني.

- شهيد: معك حقّ، وإنته بالحرب حدا، وبالسلم حدا تاني.

- زعيم: عم بتزيدا عليّي. أنا ما تغيّرت، الدني هيّه ل عم تتغيّر.

- شهيد: مبيّٓن عليك، صرت من ل بيحبّو يعيشو قبل الموت أكتر من بعد الموت. تفتيش الفايت والطالع بتنقّز كمان.

- زعيم: أنا حياتي ب خطر. أخصامي بعدُن بيشوفوني سٓوْرٓجي، وبيشوفو شوك الوعر رابي تحت السجّاد الّلي وبرو عالي.

- شهيد: ما دامُن مش رح يقبلوك ولو غيّٓرت جِلْدٓك. خلّيك ب جِلْدٓك الأوّلاني.

- زعيم: بيمرُق من وقت ل وقت، زمن ما بيساع القضيّه، لازم تمرّقو تا يكون إجا الزمن ل بيساعا.

- شهيد: ما في زمن بيساع القضيّه، هيِّه ل بتوسّعو وبتحفر ل إلا مطرح فيه. عم تحكي معي سياسة!! عم تحكي متلن كلّن. إنته وراك شُهدا من شو بتخاف؟

- زعيم: أنا مش خايف. أنا بحِفّ جبيني عا ترابك مع كلّ طلعة شمس.

-شهيد: بعرف إنك بتحكي عن الشهدا الّلي مٓرٓقو تحت قنطرة مبارح، بسّ ما بقا تسترجي تحكي عن شُهٓدا لازم يمرقو تحت قنطرة البُكْرٓه.

- زعيم: مش عاطول الدمّ بيوصِّل عالوطن. هٓلّٓق وقت الكلمة.

شهيد: الكلمة ل مش مستعدّة تتغسّل كلّ تكّه بالدمّ ما مٓعٓا حٓيْل تحمل معناها عا ضهرا، بدّك ياها توصّلنا عالوطن؟

- زعيم: ما تِسْتٓهْوِن الكلمه. معك حقّ، الدمّ بيعٓيِّش الكلمه أوقات. بسّ ما بدنا الكلمه تعيِّش الدمّ.

- شهيد: أنا بحبّ الحياة أكتر منّك. ومشّ عم إعزمك عالشهادة. الشهادة ما بدّا عزيمة. كلّ الّلي بدّي قولو إنّو ما فيك تساع البطولة والزعامة مع بٓعْضُن، ولازم تنٓقِّي. وما فيك تشتغل سياسة بكّير وقضيّة عشيّه. السياسة والقضيّة خٓٓطيٍّه وصلا، ولازم تنٓقّي.

- زعيم: ب صراحه، عم جٓرِّب إتغٓيّٓر بٓلا ما تتغيٌر الفكرة، لازم نبقا بذاكرة الإيّام. اليوم مش متل مبارح، بُكرا مش متل اليوم.

- شهيد: شفت إنّو زيارتي تقيلة عليك. لازم إجي ب كرافات تاكون إبن اليوم. وبُكرا لازم غٓيّر وجّي وأهلي تا كون إبن البُكرا.

- زعيم: إنت بتجي ساعة ل بدّٓك، ومتل ما بدّٓك. وبتضلّٓك تقعد بضميري كل ما تضيق عليك الدني.

- شهيد: أنا قاعد بضميرك!! مش رح قِلّٓك لأ. بسّ رفقاتي إلّلي بعدُن ب حضن الحياة ليش مش قاعدين حٓدّك؟!

- زعيم: يمكن ما تشوفن حدّي، بسّ عالأكيد هنّي بضميري كمان.

- شهيد: رفقاتي إلّلي لبسوا كفافي النار صارو تهمة ل إلك!! أنا بشوف البطولة والوفا إنّك تشيلن من ضميرك شي يوم وتْقٓعّدُن حدّك.

- زعيم (شاف وجّ الشهيد عم يبرم تا يفٍلّ، وصٓرٓخْلو): بكّير بعد، كلامك ل بيوٓجِّع طيّب متل الحقيقة.

- شهيد (بعد ما بٓرٓم وجّو): إذا رجعت البطل رح بٓرْوِز وجّي بشبّاكك، وإذا ضٓلّٓيت الزعيم ما بقا تشوف وجّي.

(ملاحظة: الشهيد هُوّه كلّ الشهدا والزعيم هُوّه كلّ الزعما من كلّ الألوان)

 

انقلاب عسكري في لبنان؟!

فارس خشّان/الحرة/07 حزيران/2019

بباقة من علامات الإستفهام، علّقتُ، قبل ثلاثة أشهر، على معلومات ذكرها أمامي نائب حالي ووزير سابق، كان عائدا لتوّه، من لقاء اجتماعي انعقد في بيروت، على شرف زائر دبلوماسي غربي رفيع المستوى. المعلومات التي لم يتبنّاها السياسي اللبناني ووصلت إليه، تفيد بأنّ هناك تفكيرا جديا بإحداث انقلاب عسكري يؤدي إلى تسليم القوات المسلّحة كامل السلطة في لبنان. ونتيجة لعدم دفاع "صاحب المعلومة" عن مصداقيتها في مواجهة ردة فعلي المستهجنة، أهملت هذه "الفرضية" التي طالما تحدث كثيرون عن استحالتها في بلد مثل لبنان، حيث الكلمة العليا للقوى الطائفية وليس للقوى العسكرية، الأمر الذي كان قد أسقط إمكان اعتمادها، عندما طرحها "أقوياء الإقليم" أكثر من مرة، خلال الحرب التي أغرقت لبنان، بين العامين 1975 و1990. الطبقة السياسية التزمت الصمت، حيال خطاب قائد الجيش، ووجدت ما يلهيها عنه. ولكنني عدتُ وسحبتُ هذه "المعلومة" من "درج الإهمال" إلى "برج المراقبة"، عندما شكّل ضباط متقاعدون حركة احتجاجية مرتفعة الصوت، قاسية الأسلوب وعنيفة الألفاظ، رفضا للمس بمخصصاتهم التقاعدية.

ولم تتطوّر النظرة السياسية إلى هذه الحركة العسكرية، على الرغم من وصولها إلى تخوم السراي الكبير، المقر الرسمي لرئيس الحكومة في لبنان. ولكن، مع الخطاب الأخير لقائد الجيش العماد جوزاف عون في متحف الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب، أخذت "النظرية" بعدا جديدا وأكثر جدية.

واللواء شهاب، هو المثل الأعلى للعسكريتاريا اللبنانية، إذ أنه أول قائد للجيش يتولّى السلطة السياسية، بالتعيين بداية كرئيس حكومة، لملء فراغ أنتجته استقالة الراحل بشارة الخوري، تحت ضربات اتهام عهده بالفساد، وبالإنتخاب، لاحقا، كرئيس للجمهورية، في ضوء ثورة العام 1958 التي منعت الرئيس الراحل كميل شمعون من تجديد ولايته.

وتعطّرت سمعة شهاب، فهو، كان يُستدعى منقذا، وهو عمل على"مأسسة" الدولة، وهو حاول الاستقالة احتجاجا على نفوذ الفاسدين في البلاد الذين سمّاهم بـ "أكلة الجبنة"، وهو رفض التجديد، وهو لم يكن له لا أبناء يتباهون، ولا إخوة يستقوون، ولا أصهار يتسلبطون. ولهذا، ففي حضرة روح فؤاد شهاب، يكون لأوّل كلام مكتوب يطلقه قائد الجيش، ضد السلطة التنفيذية، بما يتقاطع إلى حد كبير مع أدبيات "حركة الضبّاط المتقاعدين"، كثير من المعاني التي تتخطّى الحروف الجامدة إلى الرمزية المتحرّكة. وكان يمكن لكلام العماد جوزاف عون أن يبقى محصورا في إطار الإعتراض على المس بمكتسبات المؤسسة العسكرية، لو أنّه لم يذهب إلى حد اتهام الحكومة بالتآمر على لبنان، عندما قال في خطابه المكتوب الآتي:"إن ما ذُكر يؤسس لسلوك متعمّد لتطويق المؤسسة العسكرية، بهدف إضعافها وضرب معنويات ضباطها وجنودها ومنعهم من الحصول على أبسط حقوقهم. حقوق العسكريين ليست منّة من أحد، واستهداف معنوياتهم هو جريمة ليس قط بحقهم إنما بحق الوطن".

هذه الفقرة لا تحتاج إلى كبير عناء لفهمها، خصوصا إذا ما أعدنا صوغها بلغة قانونية، بحيث تصبح كالآتي: الحكومة أقدمت، عن سابق تصوّر وتصميم، على ارتكاب جريمة بحق الوطن، وذلك من خلال إضعاف الجيش وضرب معنويات الضباط والجنود.

هذا ليس كلاما عاديا صادرا عن لسان عادي، بل هو كلام استثنائي نطق به قائد مؤسسة من صفاتها أنها "الصامت الأكبر".

فهل يعطي كلام مماثل المعلومة التي نقلها ذاك السياسي عن "الانقلاب" مصداقية؟

لو جلت بين اللبنانيين الذين ينامون على فضيحة ويصحون على أخرى، ويمسون على اتهام ويصبحون على آخر، لوجدت، ربما لأوّل مرة، ترحيبا لدى قسم كبير منهم، بحصول انقلاب، إذ أنه، في ظل خوفهم الكبير على غدهم، يفتشون عن أيّ حل، ولو كان وهما، مثلهم مثل ذاك الذي لم يبق في جيبه سوى مبلغ زهيد، فيقرر أن يشتري به ورقة يانصيب بدل ربطة خبز. وإذا كانت المصادر العسكرية تنفي أن يكون لهذا الكلام المكتوب الذي تلاه قائد الجيش أي هدف إنقلابي، إلا أن من يتحرّك في كواليس المؤسسة العسكرية يحذّر من مغبة إهمال الإعتراضات التي سجّلها هذا الخطاب، لأن الجيش، والحال هذه، قد لا يجد مشروعية لمواجهة أيّ تصعيد جديد يمكن أن تقدم عليه "حركة الضباط المتقاعدين" التي سبق لها ووصلت إلى أبواب "السراي الكبير". الطبقة السياسية التزمت الصمت، حيال خطاب قائد الجيش، ووجدت ما يلهيها عنه. وحده وليد جنبلاط أعلن، على طريقته، أنه فهم الرسالة، فدعا، بعد أيام من "التأمّل"، إلى "الحوار المباشر مع قائد الجيش الذي هو أحرص على المؤسسة العسكرية وعلى أمن الوطن". المؤكد أن "الفوضى السياسية" التي يعاني منها لبنان اليوم معطوفة على "الترهيب الاقتصادي" وعودة "الإرهاب الداعشي" ومواصلة استقواء الدويلة على الدولة، وأزمة اللاجئين، تخلق البيئة المؤاتية لانقلاب عسكري.

كلام استثنائي نطق به قائد مؤسسة من صفاتها أنها "الصامت الأكبر" هذا ما هو حاصل في دول غير بعيدة إلا أن ما يمنع انضمام لبنان إلى منظومتها، أقلّه حتى تاريخه، هو البعد الطائفي الذي يبقى عائقا حقيقيا أمام نجاح أي سيناريو انقلابي كامل.

في المقابل، فإن خطاب قائد المؤسسة اللبنانية الأحب إلى عقل واشنطن، أحدث انقلابا من نوع آخر، فهو وضع حدّا لطموحات الحكومة بالوصول إلى موازنة عامة متقشّفة فعلا، قادرة أن توحي للمانحين الذين سبقوا واجتمعوا في باريس، بالثقة.

وهذا الانقلاب الذي قد يطيح بكثير من الوعود "الإنقاذية" التي منّنت الحكومة نفسها بها، كفيل، في مرحلة لاحقة، أن يفتح الطريق أمام خطوة جديدة لمصلحة نظرية الانقلاب الكبير.

 

المستقبل ينقضّ على بيئته!

عماد الشدياق/VDL/ 07 حزيران/يونيو 2019

منذ ولادة التسوية الرئاسية، ما انفك وزير الخارجية جبران باسيل يوجّه اللكمات الى الرئيس سعد الحريري وتياره. لكمات تعاقبت مع كل استحقاق بدءا من تشكيل الحكومة، مرورا بقانون الموازنة، ويبدو انها مستمرة الى حين فتح ملف التعيينات الادارية والعسكرية المرتقبة ولن تتوقف حتى تسجيل اكبر عدد من النقاط ومراكمة الانجازات لاستعادة ما اسماه باسيل في خلوة تل ذنوب الشهيرة بـ"الحقوق المسلوبة" من المارونية السياسية بواسطة "اتفاق الطائف". كل هذا والحريري يختار الصمت إيثارا، ما خلا تغريدات معدودات للأمين العام أحمد الحريري جاءت متأخرة في سبيل امتصاص غضب الجمهور، وما كانت لتبصر النور لولا موجة الاستنكار العارمة التي أستُهلت بزيارة الوزير نهاد المشنوق الى دار الافتاء ثم أعقبها بيان رؤساء الوزراء الثلاثة (ميقاتي، السنيورة، سلام) ثم كلام المفتي عبداللطيف دريان في خطبة العيد الذي عكّر صفوه إرهابي طرابلس فأجبر الطائفة السنية على مدى أيام العيد الثلاثة التي خلت، على تجاوز السجال واللوم لأولوية نفض شبهة الإرهاب عنها.

أما وقد انقضت عطلة العيد، فيبدو ان المستقبل يتهيأ لمعركة من نوع آخر. قَلَبَ ظهر المِجَن صوب بيئته الحاضنة في الداخل، وحشد ذبابه الالكتروني الأزرق، وكانت أولى الطلقات تخرج من فوهة بندقية مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المستقبل" أمس التي أقتُبست عن مقالة لأكثر من أساء الى بيئة الحريري الحاضنة وأهل بيته المستقبلي، تتهم كل من ينتقد أداء الحريري بالخيانة والزبائنية لما أسماه مواربة "المشنوقية" (نسبة للوزير المشنوق) التي "فرشت دروبا من الورود في طريق التسوية" التي يقولون في انجازاتها ما لم يقله مالك في المُدام والقرقف.

واضح أن الحريري يأبى مواجهة العهد ورجاله، فلا قدرة له على هذه المواجهة، وقد يكون هذا الأمر مبررا من باب الإنصاف لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا. أما ما ليس مبررا على الاطلاق، فهو اطلاق النار بوجه كل شخص غيور على صلاحيات الرئاسة الثالثة يسأل عن سبب تراخي الحريري وصمته لحدود الاذعان. فهذه الصلاحيات كرسها اتفاق الطائف وليست ملكا لأحد، كما ان التفريط بتطبيقها يعني الافراط بارساء سوابق قد تكرس خسارتها مع الوقت، تماما كمن يتصرّف بما ليس له!

وعليه، يحق لنا مع هذا الحال أن نسأل عن أسباب فشل تيار المستقبل والرئيس الحريري في استيعاب هؤلاء الممتعضين وعدم قدرته على الاستماع لما يقولونه. ألهذا الحد لم يعد ممكنا التغاضي عن أولئك الذين يقومون بدور كان في الأساس للمستقبل وتخلى عنه طوعا؟ لماذا يتقصد المستقبل دوما الرقص"Solo" ويصرّ على خسارة أوراقٍ رابحة، رافضا التمايز مع من حوله في وقت قد يمنحه هذا التمايز هامشا واسعا من التحرك والقفز بين التناقضات؟ لماذا لا يرى في كل ما سبق حافزا على التحصين وتحسين الأداء بدل الصراخ من داخل الحفرة؟ بهذه السياسة المدمرة عن قصد أو غير قصد، لا أعلم، يعرّي المستقبل نفسه بمواجهة من يقول بلسانه انهم يثيرون "الريبة تجاه المصير الذي يمكن ان تؤول اليه التسوية الرئاسية"، فيقطع الطريق أمام أي فرصة للحوار الداخلي مع هؤلاء! كان يُشهد للمستقبل بسقفه العالي وبقدرته على استيعاب الانتقادات حتى ضمن بيئته بخلاف الاحزاب والتيارات الأخرى، أما اليوم فالأمر آيل الى التحوّل فيما يبدو. كل من يتوجه بكلمة الى أداء الحريري: إما زبائني وإما "فاقد للعزة" لا يقدّر النِعَم ولا يفقه حجم التضحيات!

تضحيات من تلك التي لم نلمس منها الى اليوم شيئا ولو مثقال ذرة، وبرغم ذلك علينا ان نصمت... إذ يبدو ان لا قدرة لجحا إلا على خالته!

 

هذه بلادي المسلوبة الإرادة والقرار

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

هذه بلاد تسمى دولة. لها دستور وقوانين ورئيس ووزراء ونواب. وبهذه الصفة يفترض أن تكون دولة واحدة. قرارها يأتي من مرجع واحد وقياداتها تعمل لمصلحة واحدة. يحب المرء أن يعتقد بالتالي أنها دولة مثل كل الدول. لكن هذه دولتي وهذه بلادي. وهي ليست مثل كل الدول.

هذه بلاد كل حزب فيها له رئيس خاص به كما له مجلس وزراء ونواب. وكل طائفة لها مصالحها وأهدافها وارتباطاتها. وهي تعمل من دون كلل لتحقيقها. لكن شعارها بالطبع هو «خدمة المصلحة العامة»، أي مصلحة الوطن، باعتبار أننا «كلنا للوطن»!

في هذه البلاد المسمّاة وطناً لا يصيب القانون فيها إلا الضعفاء ومكسوري الجناح. الأقوياء بواسطة السلاح والنفوذ أو بالعضلات الخارجية لهم قانونهم... لا الدولة تجرؤ على تحدّيهم، ولا هم يعيرونها اهتماماً على أي حال.

في هذه البلاد، كان يفترض بالبيان الذي أصدره 3 من رؤساء الحكومة السابقين، ودعوا فيه رئيس الجمهورية ميشال عون إلى «كبح المتمادين على موقع رئاسة الحكومة»، أن يحرك كثيراً من المياه الراكدة، باعتبار أنه كان صرخة تضاف إلى صرخات كثيرة أمام الاستقواء المتمادي على سلطة الدولة وعلى ما بقي من هيبتها وقوانينها. أقل ما كان ينتظر هو أن يدعو الرئيس عون الرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام إلى قصر بعبدا لسماع موقفهم واستيضاح الأسباب التي دعتهم إلى إصدار ذلك البيان الواضح والمباشر الذي جاء رداً على خطاب للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أخذ فيه على رئيس الحكومة سعد الحريري تبنيه قرار القمتين العربية والإسلامية ضد التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية.

في هذه البلاد كذلك يقف الأمين العام نفسه مفاخراً بامتلاك «صواريخ تطال كل الأهداف في إسرائيل وتستطيع تغيير وجه المنطقة». ويعلن قراره بتأسيس «مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان»، ولا من يرد على تطاول بهذا الحجم على السيادة الوطنية وعلى قرارات استراتيجية يفترض أن تتخذها الحكومة مجتمعة. مع العلم بأن كل المدافعين عن «حزب الله» يصفونه بأنه «حزب لبناني»! ألا يفترض في هذه الحالة أن يحترم هذا «الحزب اللبناني» قوانين البلد الذي يوجد فيه وأن يراعي مصالحه؟ أم إن البلد سائب لكل يد طويلة تستطيع الهيمنة عليه؟

كان متوقعاً من رئيس الجمهورية مثلاً، وهو الذي أقسم على صيانة الدستور، أن يتوقف عند كلام خطير كهذا، وأن يطلب التحقيق بشأن هذه التهديدات «الصاروخية»؟ لكن؛ كيف كان يمكن للرئيس ميشال عون أن يفعل ذلك؟ وفي أي موقع كان سيتم تصنيفه لو فعل؟ والكل يعلم العملية التعطيلية الطويلة التي اقتضاها وصوله إلى قصر بعبدا، بعد «بادرة الوفاء» تجاهه من قبل «حزب الله»، التي تم تسديدها على صورة 6 سنوات في رئاسة الجمهورية.

كبح المتمادين على رئاسة الحكومة، وبالتالي على الدستور، ليس مطلباً مستحيلاً في ظروف طبيعية؛ ذلك أن رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور هو الذي يفترض أن يذكّر المخالفين بما تنص عليه المادة «64»، التي تحصر حق تمثيل الحكومة والتحدث باسمها في شخص رئيسها. لكننا كلنا نعرف أننا لا نعيش في بلد طبيعي ولا في ظروف طبيعية، كما نعرف أيضاً من هو صاحب القرار النهائي في شؤون البلد الكبرى، وأين هو موقع هذا القرار.

بيان رؤساء الحكومة السابقين الذي نتحدث عنه أظهر كأن المقصود بـ«المتمادين على رئاسة الحكومة» هم المسؤولون في «حزب الله». غير أن الواقع أن هذا المظهر جزء من الحقيقة، رغم أن هذا الحزب يكتسح موقعاً متقدماً عندما يتعلق الأمر بقرارات البلد المصيرية.

ففي لعبة الصراعات الطائفية والمذهبية التي يغرق فيها البلد يكثر المتمادون. كل يمد يده إلى حيث يستطيع؛ وطبعاً ودائماً برعاية «الأخ الأكبر» المقيم في الضاحية الجنوبية من مدينة بيروت، يوزع الأدوار على من يشاء وكيفما يشاء.

من هنا الدور المتعاظم الذي أخذ يلعبه الوزير جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية. باسيل ليس فقط وزيراً للخارجية... إنه وريث الرئيس عون في قيادة «التيار الوطني الحر». ومحامي «الإنجازات»، ورافع لواء الحرب على الفساد، وكلها شعارات براقة وشعبوية، ومفيدة عندما يأتي موسم الحصاد في صناديق الاقتراع، وبصرف النظر عن النتائج التي تقود إليها الشعارات، ذلك أن ذاكرة شعبنا ضعيفة وقصيرة.

وزير خارجيتنا يتصرف بالتالي كرئيس حكومة رديف، ليس فقط فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، التي يفترض أن ترسمها وتقرها الحكومة مجتمعة، كما حصل في أكثر من مناسبة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي ظهر فيها لبنان مغرداً خارج السرب العربي، أحياناً بحجة «النأي بالنفس»، ودائماً بهدف عدم إغضاب إيران. غير أن الوزير باسيل ينشط على جبهات أخرى أيضاً. آخر نشاطاته تلك الاتهامات التي أطلقها ضد «شعبة المعلومات» التابعة لقوى الأمن الداخلي، وبالتالي لوزارة الداخلية، وما استدعاه ذلك من رد عليه وصف بـ«العنيف» من قبل وزيرة الداخلية ريا الحسن، غمزت فيه من قناة أهداف حملة باسيل ودعواته المتكررة إلى مكافحة الفساد، مع أن الحزب الذي يرأسه (التيار الوطني الحر) ليس محصناً بالكامل ضد هذه التهم. قالت الحسن في ردها: «أتفهم وأعلم جيداً برنامج ودوافع الزميل العزيز. أما أن يتم استخدام ذلك للإيحاء بأنه المصلح الوحيد في البلاد وبأن ما يقوله قوانين ومبادئ يجب الاحتذاء بها؛ فهذا يدفعني إلى الاعتذار منه والطلب منه بمودة واحترام أن يترك الأمور لأصحاب الشأن ولا يعمد إلى التشويش على عمل باقي الوزارات».

لم يتوقف الأمر عند وزارة الداخلية. فخلال المسلسل الماراثوني الذي استغرقه نقاش موازنة عام 2019، والذي كشف مدى ارتهان القرار المالي للضغوط الخارجية ولنفوذ الدائنين، وقف باسيل على حلبة مجلس الوزراء في وجه وزير المال علي حسن خليل والوزراء الآخرين، الذين لا ينتمون إلى «التيار»، ولا إلى «حزب الله» بالطبع، مهدداً بتعطيل البنود التي لا يوافق عليها، بحجة الحرص على المال العام، في اتهام مبطن للآخرين بأنهم هم أهل الفساد، فيما «التيار» ورئيسه من اللون الأبيض الناصع.

إنها دولة مسلوبة الإرادة والقرار... تتصارع مصالح الطوائف والمذاهب على ما تبقى منها. كل زعيم يذهب إلى الحلبة حاملاً شعار طائفته. غير أن نتائج الصراع فوق هذه الحلبة محسومة سلفاً وبدقة. لقد انتهت التوازنات إلى وضع أمور البلد في موقع واحد وفي يد قيادة واحدة، وربما فات الوقت لتغيير هذا الواقع.

 

الإعصار الأميركي ـ الإيراني وتصدُّع النظام اللبناني

رضوان السيد/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

ما صبر الأمين العام لـ«حزب الله» على العزلة التي فرضتها القمم الثلاث بمكة المكرمة على إيران لمواجهة عدوانها على البيت الحرام وعلى أرض وشواطئ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات؛ فخرج صارخاً ومهدداً الأميركان ودول الخليج بالإبادة، وقال إنه سيقاتل من لبنان مَن يعتدون على الجمهورية الإسلامية بالصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة. لكنه ما اكتفى بحرب الإبادة هذه، بل التفت إلى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي أعلن تضامُنه مع المملكة والإمارات ضد العدوان فاتهمه بأنه خرج على اتفاقية النأي بالنفس حينما استنكر العدوان الموصوف. وقصة الإجماع اللبناني على النأي بالنفس عام 2011 ذات مصائر مأساوية ومن جانب «حزب الله» بالذات. فقد وقّع الحزب مع سائر الفرقاء السياسيين اللبنانيين على الاتفاقية في القصر الجمهوري في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان. لكنه كان أول المتنكرين لها عام 2013 عندما أرسل كتائبه العسكرية إلى سوريا لتهجير السوريين وقتلهم، وقال للمستنكرين مخالفته لمبدأ النأي بالنفس: اغسلوه واشربوا ماءه، فهو لا يساوي الورق الذي كُتب عليه! وبعد سوريا والتي لا تزال ميليشياه تقاتل ضد السوريين فيها، تدخّل عسكرياً وأمنياً في اليمن والبحرين والكويت والسعودية وأخيراً ضد دولة الإمارات. وقد أضاف إلى حججه الداحضة هذه المرة: أنّ الاتفاق الوطني للنأي بالنفس إنما يُلزمُ الحكومة ولا يُلزم الأحزاب السياسية المشاركة فيه! ولنتأمَّلْ في الأمر: الحريري تضامن ضد العدوان مع العرب الآخرين، وهذا حقه وواجبه حتى لو لم يكن عربياً. وهو لم يذكر إيران؛ بينما نصر الله الذي يريد من حكومة لبنان النأي بالنفس، أي التسليم بالعدوان على دول الخليج العربي، يتعهد بالقتال من لبنان ضد العرب والعالم إلى جانب إيران، دونما شعورٍ بالتناقض بين ما يقوله وما يطلبه من الآخرين. ومنذ أكثر من شهر يقر نصر الله توسيط الأميركيين لدى إسرائيل لترسيم الحدود معها، دونما حاجة إلى استئذان أحد، بل كلما جاء ساترفيلد، موفد أميركا إلى بيروت، في جولاته المكوكية بين إسرائيل ولبنان، يتفاوض مع بري مفوَّض «حزب الله»، ويكتفي بإطلاع وزير الخارجية اللبناني ورئيس الحكومة على المجريات. حسن نصر الله هو الذي يتولى شؤون الحرب والسلم ليس بالنيابة عن الدولة اللبنانية، بل باعتباره هو السلطة اللبنانية.

قبل هذا العهد الميمون، كان هناك فريق نصر الله والنظام السوري، والذي ينتهك كل الحرمات. وكان هناك فريقٌ معارض داخل الحكومة وخارجها لتصرفات ولي ولي الفقيه. فإذا اعترض أحدٌ على ما يقومون به فإنهم كانوا يعمدون إلى اغتياله، من رفيق الحريري عام 2005 إلى الوزير محمد شطح واللواء الحسن عام 2013. إنما بعد مجيء الجنرال عون إلى رئاسة الجمهورية، واستتباب الأمر لعهد التسوية وحكومتها، ما عاد هناك فريقٌ معارض. بل إنّ حكومة التسوية ما استطاعت التضامن مع السعودية عندما غُزيت سفارتها وقنصليتها في طهران وأصفهان؛ وتولى التعطيل آنذاك وزير الخارجية جبران باسيل.

وعلى أي حال، ففي الوقت الذي كان فيه نصر الله منشغلاً بإبادة إسرائيل، وترسيم الحدود معها، كان باسيل مشغولاً بتسويد المارونية السياسية على جثة السُّنية السياسية، كما قال. أما وزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق الذي استنكر تصريحات باسيل من دار الفتوى، فقال إن باسيل يعتدي على الجميع: اعتدى على الرئيس بري، وعلى وليد جنبلاط، واعتدى دائماً بالتصريح والتصرف على الرئيس سعد الحريري. بيد أنّ حملات باسيل على السُّنة بالذات، لا تقتصر على التصريحات الخارجة، بل تتناول التدخل في القضاء، وفي التشكيلات القضائية، وفي التشكيلات الدبلوماسية، والاستيلاء منذ عشر سنواتٍ على وزارة الطاقة ووزارات أُخرى، واصطناع سياسة خارجية عجيبة غريبة للبنان ما عرفها في تاريخه، ومحاولة الانتقاص كل الوقت من صلاحيات رئاسة الحكومة، وإرادة العودة بها إلى صلاحيات رئيس الحكومة قبل «الطائف». وقد قال هو، ووافقه الرئيس، إنّ المراد «تعديل (الطائف) بالممارسة». وهو الأمر الذي اضطر مفتي الجمهورية إلى التدخل في خطبته في عيد الفطر والقول إنه ليست هناك سُنية سياسية ولا مارونية سياسية ولا شيعية سياسية، ولا حقّ لأحدٍ خارج الدستور!

يتسلل الاعتقاد لدى سياسيين عديدين أنّ هناك نوعاً من التنسيق بين الحزب وباسيل، ليس الآن فقط، بل منذ مجيء الجنرال عون إلى سدة الرئاسة. فالحزب ينفرد بدويلة مستقلة خارج جهاز الدولة مع أذرُعٍ قوية في سائر المؤسسات ومنها الجيش والمطار والمرفأ والمحكمة العسكرية. أما الجهاز التقليدي للدولة فيقع بالتدريج تحت السيطرة العابثة لوزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر. وقبل أسبوعين دخل رجال أمن الدولة إلى مكتب الأمين العام لوزارة الخارجية وفتشوه بحجة الاشتباه بوجود تسريب لتقريرٍ سري للخارجية من سفير لبنان لدى الولايات المتحدة. وقبل أيام جاء وزير الدفاع إلى المحكمة العسكرية لاستصدار حكمٍ بالبراءة على المقدم سوزان الحاج من قوى الأمن الداخلي التي تآمرت على ملاحقة وسجن فنان وإعلامي لفّقت له تهمة التجسس لصالح إسرائيل! وهناك تصرفات مشابهة تجري في سائر المؤسسات على الموظفين السُّنة الكبار، بالذات باتهامهم بالفساد ومحاكمتهم!

بعد قصة السُّنة السياسية التي يريد باسيل سحقها لصالح المارونية السياسية، طفح الكيل لدى السياسيين والمهتمين بإدارة الشأن العام. وتعبيراً عن ذلك تحدث المفتي وتحدث الوزير المشنوق وتحدث اللواء أشرف ريفي وزير العدل السابق، كما كان الرئيسان سلام والسنيورة قد تحدثا قبل مدة. والمشنوق ما اكتفى بالحملة على باسيل، بل وحمّل جزءاً من المسؤولية للرئيس الحريري بسبب صمته الطويل، وإعراضه عن الدفاع عن صلاحياته. إنما الواضح بعد هجوم نصر الله أيضاً على الحريري أنّ إحراج الرجل ماضٍ قُدُماً ومن دون حدودٍ أو كوابح. لقد كان منطق الحريري دائماً أنّ الأزمة الاقتصادية والسياسية كبيرة، ولا بد من الوحدة والتضامن والعض على الجراح. لكنّ المؤسسات تتصدع، والوظيفة العامة ما عادت آمنة، والمشكلات تتفاقم تحت وطأة الفساد المفضوح. ولذلك فإنّ الآمال بالموازنة التي أُنجزت بعد حفلة تعذيبٍ متطاولة من جانب باسيل، من أجل المضي نحو ميزات «سيدر» تضعف وتتضاءل. والحق أنّ شيئاً من هذه الإجراءات لن يكون له الآثار الإيجابية المرجوة، لأنّ الإصلاح من طريق التقشف كما تفترض الموازنة، لن يكون ممكناً من دون مؤسساتٍ تنفيذية شفّافة وقادرة. ثم إنّ كبح جماح باسيل، يظلُّ أقلّ عُسراً من كبح جماح الأمين العام للحزب، الذي يتفاوض مع إسرائيل على ترسيم الحدود من جهة بحجة التمكين من التنقيب عن البترول والغاز؛ في الوقت الذي يبذل فيه كل جهدٍ (بمساعدة باسيل) لإحداث قطيعة مع العرب الخليجيين وغير الخليجيين.

لبنان محتاجٌ إلى دولة قوية، وحكومة فاعلة، للوقاية من عواصف المنطقة، وللتواصل مع العالم لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية. لكن تَحول دون ذلك ضغوط نصر الله لمساعدة إيران في اختناقها، ومطامح الوزير باسيل للوصول إلى رئاسة الجمهورية بعد الرئيس عون. وكلا الرجلين بل الفريقين يعتبران أنّ طموحاتهما يَحول دون تحقيقها نظام (الطائف) ودستوره والدولة القديمة والعميقة المسماة: «الصيغة اللبنانية». وأهل السنة ورئاسة الحكومة هما الطرفان الباقيان للُحمة العيش المشترك، وللصيغة التي تولوا حمايتها بعد «الطائف»، وقد هجرها الشعبويون والمقاومون. لقد خُيِّل لكلٍّ من المسيحية الشعبوية الجديدة، والشيعية السياسية الجديدة، أنه لم تعد لهما مصلحة في «الطائف» والدستور والشرعيتين العربية والدولية. ويا للبنان!

 

ترمب أرغم إيران على المفاوضات... لكن كيف؟

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

منذ رحلته الأخيرة إلى اليابان، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يريد التفاوض، ولا يسعى لتغيير النظام في إيران، لكنه يريد إبرام صفقة شاملة مع طهران تُنهي سلوكها العدواني وتحوّل إيران إلى دولة عادية.

كان ترمب معارضاً منذ البداية للاتفاق النووي مع إيران، وجادل بأن الرئيس السابق باراك أوباما قد مكّن إيران من توسيع نفوذها على حساب حلفاء أميركا في المنطقة. ثم طوال حملته الانتخابية التي استمرت عامين ومنذ أن أصبح رئيساً، طرح مطلب تغيير النظام الإيراني ووضعه في أولويات سياساته تجاه طهران، لكنه أخيراً وبشكل فجائي أعلن أنه لا يريد تغيير النظام بل تغيير سلوكه.

ولغاية الآن على الأقل لم يحدد ترمب لعبة نهائية واضحة مع إيران، رغم تأكيده المستمر على إنه لا يسعى إلى الحرب، لكنه لن يتراجع عن هذا الخيار إذا هاجمت طهران القوات الأميركية.

فحوى هذه التصريحات والمواقف تدل على أن تحول السياسة الإيرانية جذرياً هو شرط أساسي مسبق للتوصل إلى أي تسوية استراتيجية بين واشنطن وطهران، والتي يمكن اعتبارها وفقاً لحديث ترمب، بديلاً عن هدف إسقاط النظام.

لكن كل ما حدث مؤخراً، لا يعني برأيي تبدلاً في الموقف الأميركي حول خيار تغيير النظام، وأرى أنه لا يزال مطروحاً، ويفضل ترمب تغيير النظام من الداخل من قبل الإيرانيين أنفسهم. لكن نظراً لأن المعارضة الإيرانية لم تستطع بعد توحيد صفوفها لكي تطرح نفسها بديلاً مقبولاً، يُنظر إلى خيار إسقاط النظام في الوقت الحاضر بصفته مشروعاً محفوفاً بالمخاطر. لا يزال الأميركيون يتخوفون مما حدث في العراق نتيجة قرارهم الخاطئ والانخداع بمجموعات المعارضة العراقية آنذاك التي سلمت العراق إلى نظام الملالي على طبق من ذهب. هذا بينما هناك الكثير من الجهود تبذل من قبل مجموعات المعارضة الإيرانية التي تحاول تشكيل ائتلافات ذات مصداقية داخل وخارج إيران، لكن قوى المعارضة الرئيسية لم تقنع ترمب ومستشاريه بعد بمشروعيتها بديلاً عن النظام، وبأنها قادرة على منع الفوضى عقب سقوط الملالي.

خلال اتصالاتي مع مؤسسات وشخصيات مختلفة في واشنطن، أسمع كثيراً في الأوساط المتواصلة مع البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية تكرار عبارة «لا نعرف ماذا نفعل مع إيران» ما ينم عن عدم بلورة استراتيجية متكاملة حيال نظام ولاية الفقيه.

كان أوباما يبشر العالم أن إيران بعد الاتفاق النووي عام 2015 ستكون دولة معتدلة ومستعدة للاستغناء عن طموحاتها التوسعية والعدوانية، وهدفها الخطير في أن تصبح دولة تمتلك أسلحة نووية. لكن بعد 4 أعوام ما حدث هو العكس، فها هي تستمر بسلوك عدائي أكبر، وتهدد بالعودة لتخصيب اليورانيوم وتقوم بتطوير الصواريخ الباليستية. لذا؛ تجاهل ترمب شعارات إدارة أوباما، وكان ناجحاً جداً في الانسحاب من الاتفاق النووي. لقد رأى ترمب أن أوباما وافق على عجل على الصفقة النووية، وقد تخلى عن عنصرين مهمين جداً، أولهما، الصواريخ الباليستية وانتشارها عن طريق تزويد الحوثيين و«حزب الله» والوكلاء الآخرين لطهران، وثانياً، منح الملالي الحرية في توسيع نفوذها واستمرار تدخلاتها العسكرية وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. لذا؛ تخلى ترمب عن الاتفاق الذي وصفه بأنه «الأسوأ في تاريخ أميركا»، ثم اعتمد سياسة «الضغط الأقصى Maximum Pressure» ، التي بموجبها فرض عقوبات شاملة ونوعية وتاريخية على طهران، وأهمها العقوبات النفطية وسياسة تصفير صادرات نفط إيران.

هذه السياسة حققت نجاحات كبيرة لحد الآن رغم أن النظام ما زال يصدر نحو 400 ألف برميل يومياً، حيث تمكنت إيران من تخزين نحو 70 مليون برميل في مرافق التخزين خارج إيران وعلى الناقلات في البحار. ثم قام ترمب بوضع الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية الدولية، كما مدد العقوبات مؤخراً حول تصدير الصلب والألمنيوم.

كانت هذه العقوبات مؤثرة للغاية ودمرت الاقتصاد الإيراني. وعلى الرغم من أن نظام الملالي يسير نحو الهاوية امتنع ترمب لبعض الأسباب عن فرض عقوبات على المنتجات البتروكيماوية، وهو أهم صادرات إيران غير النفطية. أعتقد أن هذه التراجع الاستراتيجي هو منح فرصة للنظام مع طهران حتى لا ينهار بسرعة وتحدث الفوضى! رغم تعاظم تأثير العقوبات وإنهاك الاقتصاد الإيراني، أعطت طهران مهلة مدتها 60 يوماً للأوروبيين لتفعيل آلية التبادل التجاري «اينستكس» ومساعدة الاقتصاد الإيراني بالالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال هذه القناة، وإلا فإنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أكبر. وكانت ردة فعل الأوروبيين غير مكترثة حيال ذلك، بل حذرت طهران من مغبة انتهاك بنود الاتفاق؛ ولذا قامت إيران بذكاء وبمساعدة لوبياتها وحلفائها بالغرب بشن هجمة إعلامية تُظهرها «ضحية حرب وشيكة» رغم أن الولايات المتحدة أعلنت مراراً أنها لا تنوي الدخول في الحرب.

لكن، بالعودة إلى القرار الأميركي حول تغيير النظام، فأرى أن ترمب لا يزال لا يعرف مدى تأثير الضغوط الاقتصادية على سلوك النظام من جهة، كما أن صورة الوضع المستقبلي لإيران بعد الملالي غير واضحة من جهة أخرى. يبدو لي أن أجهزة المخابرات الأميركية لم تعط بعد صورة واضحة لترمب عن بدائل إسقاط نظام الملالي؛ ولذا فهو أعطى الضوء الأخضر بالتفاوض مع إيران مع العلم أن إيران لم يعد لديها بديل سوى التفاوض. في الواقع، احتمال نية ترمب لإخراج الصينيين والروس من السوق الإيرانية والاستيلاء عليها قد تكون حافزاً له بصفته رجل أعمال أميركياً.

ويبدو أن المحادثات التمهيدية بدأت بالفعل على كلا المسارين، وبشكل سري من قبل الوسطاء، حيث ليس لإيران خيار آخر وقد وافقت على التفاوض على مضض، رغم أنها لا تريد القبول بخطة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ذات البنود الـ12. ولذا تحاول طهران اعتماد استراتيجية المفاوضات غير المنتظمة عن طريق المماطلة وشراء الوقت لكي تقاوم الضغوط على الأقل سنة أو سنة ونصف السنة، حيث تعتقد وتراهن على أنه في حال خسر ترمب الانتخابات الرئاسية، سوف يعود الديمقراطيون إلى السلطة، وسوف يعلنون استئناف الاتفاق النووي من جديد.

لذا؛ تحاول إيران المراوغة حتى المؤتمر العام للديمقراطيين في ميلووكي، في منتصف يوليو (تموز) 2020 عندما يتقرر من سوف يواجه ترمب من بين المتنافسين الثلاثة، بايدن أو ساندرز أو إليزابيث وارن. ولا داعي للانتظار حتى المؤتمر الجمهوري في 27 أغسطس (آب) 2020 في شارلوت؛ لأن ترمب سيكون بالتأكيد المرشح الجمهوري. ومن الواضح أن طهران تفضل أن يكون المرشح الديمقراطيين هو جو بايدن؛ لأنه سيتبع سياسة أوباما، ويعود مباشرة إلى الصفقة النووية. كما أنه كان صديقاً لإيران وتربطه علاقات عميقة وطويلة وممتدة معهم.

لذا؛ إذا افترضنا بأن إيران تبدأ مفاوضات في بداية يوليو 2019، وتقوم بإرسال فريقها الدبلوماسي إلى المفاوضات، ستكون المهمة الأولى هي التراجع عما يريد بومبيو، في محاولة لفك الارتباط بين القضايا الثلاث التي تهم الولايات المتحدة والغرب: أولاً موضوع التخصيب، وثانياً، الأسلحة النووية بما فيها الصواريخ الباليستية، وثالثاً سياسة التوسع الإقليمي.

هذا بينما تنص خطة بومبيو ذات الـ12 بنداً على ضرورة تنفيذ هذه الشروط الثلاثة أساساً لأي مفاوضات أو توافق مستقبلي.

إيران على العكس من ذلك، تريد التفاوض بشأن كل بند على حدة؛ ولذا برأيي سيرفض الأميركيون ذلك في البداية، وسيصرون على التفاوض على جميع النقاط الـ12، وهذا سيستغرق بضعة أشهر لحلها، لكن الولايات المتحدة في نهاية الأمر سوف تقبل بذلك لتمشية عجلة التفاوض.

في غضون ذلك، ستكون عطلة عيد الميلاد فرصة للاستراحة وإعادة ترتيب الأوراق وسوف تستأنف المفاوضات في العام الجديد في منتصف يناير (كانون الثاني) بعد خطاب الاتحاد السنوي، الذي سوف يلقيه الرئيس ترمب. وبذلك تكون طهران قد ماطلت بذكاء، لكن لديها 6 أشهر أخرى لشراء الوقت.

ووفقاً لقاعدة «الثمار المعلقة أولاً» في المفاوضات، سوف تبدأ إيران بالموافقة على التفاوض بشأن البنود التالية من خطة بومبيو، وهي: البند 5، وهو إطلاق سراح جميع المواطنين الأميركيين المحتجزين لدى إيران، وهو أمر سهل بالنسبة لإيران ويمكن حله خلال شهر واحد. ثم البند 9 وهو سحب جميع القوات الإيرانية وميليشياتها من سوريا، وهذا أيضاً قابل للتطبيق لأن إيران تدرك أنها لا تستطيع استمرار الإنفاق على 60 ألف عنصر من جنود ومرتزقة ودفع رواتبهم مع استمرار الضربات والغارات الإسرائيلية المستمرة.

ثم تأتي البنود 6 و7 و8 و12، وهي حول إنهاء دعم إيران للحوثيين و«حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» والخروج من العراق وأفغانستان. كما تشمل أنها السلوك العدواني والوقف الكامل للتهديدات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بالإضافة إلى التعهد بعدم تهديد إسرائيل، فضلاً عن وقف تهديد الملاحة في الخليج العربي ووقف الهجمات السيبرانية. أعتقد أن كل هذه البنود قابلة للتنفيذ نظراً لأن هزيمة الحوثيين باتت وشيكة على يد التحالف العربي والتنازل عن الحوثي، ووقف التهديدات ضد السعودية والإمارات ستمنح إيران فرصة أكبر لإحراز تقدم في المفاوضات.

أما البنود 2 و4 و6 و11 فهي تخص تخصيب اليورانيوم والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف إنتاج وتطوير واختبار الصواريخ الباليستية وإنهاء العمليات الخارجية قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، فسوف تكون أصعب بنود التفاوض برأيي.

لكن خلال هذه الفترة، إذا سارت المفاوضات كما افترضنا، سيكون المؤتمر الديمقراطي قد قدم مرشحه؛ لذا سوف تكون إيران في وضع يمكنها أن تخاطر بالإصرار على عدم تنفيذ الشروط الصعبة وتستمر والمماطلة والمراوغة وربما توقف المفاوضات حتى تظهر نتيجة الانتخابات الأميركية. لكن كل هذه الافتراضات قابلة للتغير إذا سارت الأمور باتجاه التصعيد، أو إذا فاز ترمب بولاية أخرى أو حتى يحدث تغيير مفاجئ في إيران جراء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة.

 

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

«لماذا يكرهوننا؟» يطرح أميركيون عليَّ هذا السؤال باستمرار لدى مناقشة مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة التي تبديها العصبة الخمينية الحاكمة في الجمهورية الإسلامية.

ومن السهل استيعاب السبب وراء مشاعر الحيرة التي يحملها السؤال، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت القوة العظمى الوحيدة التي ارتبطت مع إيران بعلاقات ودية وثيقة عل مدار عقود طويلة، فمنذ العقود الأولى من القرن الـ19 وجدت إيران نفسها محصورة بين سندان روسيا القيصرية الإمبريالية ومطرقة بريطانيا العظمى. وغزت روسيا إيران ثلاث مرات واستولت على مساحات واسعة من الأراضي الإيرانية في القوقاز ووسط آسيا. والمثل، اقتطع البريطانيون لحسابهم مساحات كبيرة من الأراضي الإيرانية ليضيفوها إلى إمبراطوريتهم الهندية أو لتوسيع رقعة دولة أفغانستان التي تشكلت حديثاً وخضعت لحمايتهم.

لبعض الوقت، تطلعت إيران نحو فرنسا تحت قيادة نابليون كثقل موازن لعدويها. وبالفعل أرسل حملة عسكرية بقيادة الجنرال غاردان لمعاونة إيران على بناء جيش حديث قادر على محاربة الروس والبريطانيين. وأمدّ الفرنسيون إيران بمدفعية حديثة وأسسوا أول أكاديمية عسكرية بها. إلا أن نابليون المهزوم غدر بإيران في معاهدة تيليست التي وقّعها عام 1815 مع روسيا وأقرّ بمقتضاها ضم روسيا إلى أراضٍ إيرانية. وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقف الروس والبريطانيون ضد إيران واعتديا عليها بالغزو وانتهكا حيادها الذي أعلنته بقوة ووضوح. وفي الحرب العالمية الثانية، نهب الروس والبريطانيون مخازن الطعام الإيرانية لإطعام جنود ستالين التي تحارب ألمانيا النازية. ولم يدفع الروس شيئاً مقابل ما نهبوه، بينما قدم البريطانيون للإيرانيين سندات دين اتضح أنه لا قيمة لها، بل وشحن الروس جميع احتياطيات الذهب الإيرانية إلى موسكو «للحفاظ عليها».

بعد عام، انضم الأميركيون إلى الحرب وأرسلوا حملة لتنسيق نقل المواد إلى الاتحاد السوفياتي السابق. وعلى الفور، جرى النظر إليهم باعتبارهم «مختلفين» عن البريطانيين والروس لسببين: أولاً، أنهم دفعوا أموالاً نقدياً مقابل ما اشتروه، بما في ذلك استخدام السكك الحديدية المارة عبر الأراضي الإيرانية.

ثانياً، أصر الأميركيون على أن تصبح إيران حليفاً على قدم المساواة، وضموها بين مؤسسي الأمم المتحدة. وبعد هزيمة ألمانيا النازية، كان الأميركيون أول من سحبوا قواتهم وأعقبهم البريطانيون. أما السوفيات فقد قرروا الاستمرار داخل أقاليم تقع شمال غربي إيران على أمل ضمها إليهم. ونقلت إيران الأمر إلى الأمم المتحدة بدعم من الولايات المتحدة. وعاون التهديد الأميركي باستخدام القوة العسكرية في إقناع ستالين بالانسحاب من إيران. في ذلك الوقت، لم يكن ستالين يملك أسلحة نووية وتجنب الدخول في صدام مع الولايات المتحدة.

ورغم أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت لم تكن لديها مصالح استراتيجية أو تجارية في إيران، قرر الرئيس هاري إس. ترومان معاونة الإيرانيين على إعادة بناء بلادهم. وعاون برنامج «كير» الأميركي للمساعدات الغذائية في الحيلولة دون وقوع مجاعة على مستوى البلاد في إيران، وأنهى ألفية كاملة من حالات الموت الجماعي بسبب الأوبئة. كما عاونت أميركا إيران في بناء أكثر عن 400 مدرسة بتصميمات وتجهيزات حديثة. ودرب خبراء أميركيون العشرات من الإداريين الإيرانيين.

وظلت إيران على رأس الدول المتلقية للمساعدات الأميركية حتى عام 1956 عندما أعلن الشاه أن بلاده أصبحت قوية بما يكفي بحيث أصبحت في غير حاجة إلى مساعدات أجنبية. ومع هذا، استمرت الصورة الإيجابية لأميركا لدى الرأي العام الإيراني في التنامي.

وأصبحت أميركا مقصداً شهيراً للأطفال من أبناء الطبقة المتوسطة الإيرانية الساعين لتعليم أعلى. وبين عامي 1957 و1979 ارتاد ما يقدّر بـ200.000 إيراني كليات وجامعات داخل الولايات المتحدة. وكان هناك ما يزيد على 800.000 حالة زواج مختلط بين الجانبين، العدد الأكبر في تاريخ إيران الحديث.

واستمرت العصبة الخمينية الحاكمة في تقليد إرسال أبنائها إلى أميركا للتعليم. وتبعاً لتقديرات نشرها «المجلس الإسلامي» (البرلمان)، فإن أكثر عن 2000 طفل لمسؤولين مدنيين وعسكريين خمينيين درسوا في الولايات المتحدة. ويعمل العشرات من الأعضاء السابقين في الحرس الثوري الإسلامي ووسائل الإعلام وأجهزة الأمن الإسلامية في جامعات ومؤسسات فكرية أميركية. كما أن عدداً كبيراً من المسؤولين الخمينيين حاصلون على درجات علمية من جامعات أميركية.

وتبعاً لإحصاءات صادرة عن المجلس، فإن المئات من كبار المسؤولين الخمينيين لديهم جوازات سفر أميركية أو يحملون «البطاقة الخضراء» الأميركية للإقامة الدائمة.

شكّل الهجوم ضد السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسيين رهائن عام 1979 انتكاسة في العلاقات بين الجانبين. ومع هذا استمر صانعو السياسات الأميركية في الحلم والعمل من أجل عودة الصداقة مع إيران. في أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، هرّبت أميركا أسلحة واستخبارات حساسة لإيران لصد قوات صدام حسين. وادّعى الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رفيق دوست أن الأسلحة الأميركية، خصوصاً الصواريخ المضادة للدبابات، لعبت دوراً محورياً في تحويل مسار الحرب لصالح إيران.

وبمعاونة الدبلوماسي الفرنسي إريك رولو، فتح رفيق دوست قناة اتصال مع واشنطن عبر روبرت أوكلي، مسؤول رفيع في وزارة الخارجية بإدارة ريغان. في الوقت ذاته، دخل مير حسين موسوي، رئيس وزراء الخميني آنذاك، في حوار سري مع واشنطن عبر نائبه عباس كانغارلو.

وأبقى الخميني على هذه القناة مفتوحة من خلال ذراعه اليمنى علي أكبر هاشمي رافسنجاني. أما «شهر العسل» بين إدارة أوباما والنظام الخميني فموثق بما يكفي. وبالنظر إلى هذه الخلفية، ربما يبدو سؤال: «لماذا يكرهوننا؟» أكثر إثارة للحيرة.

ومع هذا، فإن الإجابة بسيطة، فإيران كدولة ليس لديها ما يدعوها لكراهية الولايات المتحدة ولديها كثير من الأسباب الداعية للاحتفاظ بمشاعر جيدة إزاء دولة أثبتت أنها صديقتها وقت الحاجة. ومع هذا، فإن إيران باعتبارها «جمهورية إسلامية»، أي أداة للآيديولوجية الخمينية، يجب أن تنظر إلى الولايات المتحدة وأسلوب الحياة الأميركي كتهديد مباشر للنفوذ الإيراني. إن وجود إيران صديقة للولايات المتحدة وتعمل بإلهام من «القيم الأميركية» مثل حرية التعبير وحكم القانون لن تتساهل طويلاً إزاء النظام الاستبدادي غير القانوني الذي أسسه آيات الله. ويعني ذلك أن إقرار علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة يعني كتابة شهادة وفاة للنظام الخميني، على الأقل داخل إيران، بينما ستسمح العلاقات المتوترة التي تبقى داخل النطاق المعقول من الألم بالنسبة إلى النظام الخميني، بإطالة أمد نظام تجاوز فترة وجوده المنطقية. وهنا تكمن مفارقة عجيبة، أن الخمينيين وأنصارهم في الغرب يعشقون أسلوب الحياة الأميركي، لكن فقط لأنفسهم وأطفالهم. وتكمن الحيلة هنا في حرمان جموع الإيرانيين الذين لا يحملون ضغينة تجاه أميركا، من تذوق هذه الفاكهة المحرمة. باختصار يتعين على الخمينيين معاداة الولايات المتحدة كي يستمروا في الحكم بينما يستفيدون هم وأبناؤهم من أفضل ما تقدمه أميركا، بما في ذلك إمكانية الاستقرار الدائم في كاليفورنيا. ورسالتهم إلى أميركا تقول: يجب أن أتظاهر بكراهيتك كي أتمكن من عشقك سراً! العجيب أن الكثير من المفكرين وصانعي السياسة الأميركيين لا يزالون يسيرون خلف حلم معاونة «المعتدلين» لضمان نفوذ كامل داخل طهران، ولهاذ لم تضغط أيٌّ من الإدارات الأميركية لما وراء «الحد المعقول للألم» بالنسبة إلى النظام الخميني. والسؤال الآن: هل ستتخلى إدارة ترمب عن هذا الوهم وتعين طهران في نضالها للفكاك من براثن هذه الآيديولوجية المريضة واستعادة وجهها كدولة قومية مثلما كانت على امتداد ألفية كاملة؟

 

مع من وضد من بالسودان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

«رابعة واللؤلؤة والقيادة العامة اعتصامات فُضّت بعنف».

هذا هو العنوان الذي وضعته «بي بي سي» البريطانية، عما يجري بالسودان، وهو عنوان معبّر عن النفس اليساري الفوضوي الذي يسيّر ثقافة «بي بي سي» ومثيلاتها، الغربية، مثل «سي إن إن»، أكان ذلك بلغتها الأصلية، أم بالخدمة العربية، والعربية أشد وأنكى!

ما يجري بالسودان حالياً، لا شك أنه محزن، مثير للانزعاج، كما أن سقوط أي قتيل أو جريح، من المدنيين أو العسكر، أمر لا يسرّ السودان ولا شعبه ولا من يحب أهل السودان ويريد لهم الخير. لسنا بحاجة إلى بلد جديد ينضم لركب الفوضى والحروب الأهلية التي خلفها ما يسمى الربيع العربي المسموم.

هناك رغبة عارمة لدى صناع ذلك «الربيع الزرنيخي» القاتل، بإعادة الجثث للحياة، وأخطر وأبشع أمر يحصل هو رؤية الموتى يسيرون، كما تخيلته السينما المثيرة دوماً!

حسناً، هل يعني ذلك عدم مشروعية مطالب أهل السودان من المجلس العسكري الانتقالي؟ قطعاً لا، وثمة مفاوضات كانت تجري بين العسكر والقوى التي تسمي نفسها قوى الحرية والتغيير، ومن الطبيعي أن تكون هذه المفاوضات صعبة وبها «كرّ وفرّ»، فنحن نتحدث عن تركة رجل عسكري «فهلوي» صاحب تأسيس إخواني أو «كوز» كما هو لقب «الإخوان» هناك، وتفكيك هذه التركة أمر معقّد. الغريب هو ضبابية المشهد بالسودان، هناك في قوى المعارضة، بقايا إسلاميين من جماعة مؤتمر البشير والترابي - والترابي نفسه وترابيوه، كانوا قد تحولوا لمعارضة البشير بعدما ركلهم الأخير خارج الحكم - وهناك قوى يسارية محترفة، وهناك أحزاب تقليدية مثل حزب الأمة. هذا ما نعرفه ظاهراً، ومن «المؤكد» وجود قوى أخرى لا نعرفها، هكذا علّمتنا الأحداث عبر الربيع العربي، وإلى الآن تجري التحقيقات وتكشف المعلومات عما جرى بميدان التحرير المصري ورابعة والنهضة، وعما جرى من إيران بميدان اللؤلؤة البحريني إبان المدّ الفوضوي بسنوات الربيع الزرنيخي. عما يجري بالسودان حالياً، نائب رئيس المجلس العسكري، الجنرال «حميدتي» الرجل «الواعر» قال صراحة: «لن نسمح بالفوضى ولن نرجع في قناعتنا، ويجب فرض هيبة الدولة بالقانون». وربما تنبه بعض العقلاء، وما أكثرهم بالسودان لخطورة ما يجري، فدعا تجمع المهنيين السودانيين، إلى الالتزام بسلمية الحراك وعدم الانجرار إلى العنف. السؤال الأخير، أن تنجرف «الجزيرة» ونجومها للتحريض على الفوضى بالسودان، وتغطي «بي بي سي» وشبيهاتها الوضع بالسودان بطريقة مثيرة، فهذه شنشنة نعرفها مذ أخزم، السؤال هو: ما هي ثقافة - ومصلحة - بعض الإعلام في هذه التغطية المثيرة؟ ماذا نريد للسودان؟ أليس العدل والأمن... والبعد عن حكم الإخوان ومن يلفّ بمدارهم؟ لنعزز ذلك، بالسياسة... والإعلام. الرحمة الخالصة للضحايا المدنيين، وحمى الله السودان الكبير.

 

غطّه يا صفية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/07 حزيران/2019

أحرص في السفر على أن يكون مقعدي جهة الممر، لا النافذة، وأن يكون أقرب ما يمكن إلى موقع الحمامات. وسبب الحرص، حرصي على عدم إزعاج جاري أو جارتي إذا ما دعتني الحاجة وغلبني الاضطرار. وأما القرب من موقع الحاجات، فلكي لا أستعرض العدد الأكبر من رفاق السفر، ذهاباً وإياباً.

هذه المرة شددت على مقعد جانب الممر فوُعدت به. لكن الطائرة كانت كبيرة، وصادف الممر في وسطها. أي إذا تحركت من مقعدك فلن تزعج أحداً. وقبل أن أجلس، تطلعت في المسافر الذي إلى يساري، وألقيت التحية، لكنه لم يلتفت. وقبل أن نُقلع، خلع حذاءه، وهو أمر مألوف في الطائرات. وبعد الإقلاع نزع جواربه. وعرفت ذلك من الروائح. لحظتها خفت من الآتي الأعظم. فأنا لا أشاهد الأفلام في السفر، وإنما أمتع النفس بالقراءة من قبل الإقلاع، لكن عندما تكون في الوسط، وأمامك شاشتان، لا يمكن إلا أن يقع نظرك على شاشة جارك. وتخيلت أي نوع من الأفلام سوف يشاهد الجار الفاضل. ونسيت، من شدة خوفي، ما تفعله الجوارب المتحررة. وما كذّب الجار خبراً. بعد رفض التحية، وخلع الحذاء والجوارب، جاء دور اختيار فيلم الرحلة. وفهمت من المتابعة القسرية المتقطعة أن بطل الفيلم «برنامج»، وليس ممثلاً. و«البرنامج» حر، يفعل ما يشاء. في لحظة هو مكوك، وبعدها رجل، وبعدها يحلِّق فوق ناطحات السحاب في نيويورك، فيرفس هذه ويدمر تلك، ثم يدخل من إحدى الشرفات إلى مكتبه، وتكون حبيبته في انتظاره، فيقول لها كلمتين، ثم يطيران معاً إلى سطح ناطحة أخرى. وأدير وجهي. حاولت الغرق في القراءة. واخترت المقالات المنوّمة حتى كدت أغفو. لكن فجأة ضرب الجار الفاضل، يداً بيد علامة الاحتجاج. وهالني أن يكون قد حدث للمكوك خطب، وهو في الأجواء بين ناطحتين، فنظرت إلى شاشة الجار فوجدت أن عرساً يقوم بين برنامج وبرنامجة. أو بين مكوك ومكّوكة. فعدت أبحث عن الكتابات المنوّمة.في هذه اللحظة الدقيقة من أفراح الروبوتات والميكانيك، جاءت المضيفة تعرض عليَّ غطاء للنوم. كيف عرفت أنه الحل الوحيد على علو 37.000 قدم؟ لا أدري. لكنني أخذت الغطاء بامتنان لا يوصف، متذكراً قول الزعيم سعد زغلول، وهو يخاطب أم المصريين في أقصى حالات يأسه الضاحك: «ما فيش فايدة... غطّيني يا صفية».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى عددا من الشخصيات المشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية وتشديد على مضاعفة التواصل مع الانتشار

الجمعة 07 حزيران 2019 /وطنية - خصص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، لاستقبال عدد من الشخصيات المشاركة في "مؤتمر الطاقة الاغترابية" الذي كان افتتحه قبل الظهر، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والوزير السابق بيار رفول وعدد من المستشارين.

رئيس وزراء Nova Scotia

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون رئيس وزراء مقاطعة نوفا سكوتشا Nova Scotia الكندية ستفن ماكنيل Stephen McNeil. وكان اللقاء مناسبة رحب فيها بالرئيس ماكنيل واعضاء الوفد المرافق، معربا عن سعادته لمشاركتهم في مؤتمر الطاقة الاغترابية، مشيرا الى ان "المؤتمر فرصة ايضا لهم للتعرف اكثر على لبنان".واعتبر ان "اللبنانيين يتمتعون بثقافة واسعة، وهم يعرفون سبل الاندماج في مختلف الثقافات والحضارات، مشيرا الى انهم "يبقون في الوقت نفسه متمسكين بانتمائهم إلى لبنان بقدر اندماجهم بمجتمعات الدول المضيفة لهم، والتي تعطيهم فرصا كبرى للعمل، مثل كندا". وشدد الرئيس عون على "اهمية توطيد العلاقة بين لبنان وكندا وبخاصة مقاطعة Nova Scotia، من مختلف النواحي لما يفيد لبنان وكندا معا.

ماكنيل

ورد الرئيس ماكنيل شاكرا للرئيس عون حفاوة الاستقبال، ومقدرا "الاهتمام الذي حظي به والوفد المرافق منذ وصولهم الى لبنان"، مشيرا الى "ان ثمة وزيرتين لبنانيتين من ضمن الحكومة التي يرأسها: الاولى من مواليد الديمان والثانية من هاليفاكس لكن قلبيهما متعلقان بلبنان". وأضاف: "لقد كان مهما جدا بالنسبة الينا ان نكون هنا ونعمل مع الوزراء اللبنانيين من اجل مضاعفة التواصل مع الانتشار اللبناني في العالم، وسؤال المنتشرين في استمرار عن دورهم لضمان قوة لبنان"، مشددا على "ان الجالية اللبنانية حرصت على ابقاء الثقافة اللبنانية حية في كندا في شكل عام، سواء من خلال مهرجان الارز او العادات والتقاليد الدينية"، ومشيدا بـ "الدور الذي تؤديه الجالية اللبنانية في المقاطعة الكندية التي يتولى رئاسة الحكومة فيها، حيث كان لها تأثير كبير في مجتمعنا اقتصاديا وثقافيا، وقد حرصت على عدم تناسي جذورها. وهذا أبرز مثال لما تسعون فخامتكم ومعالي وزير خارجيتكم الى تحقيقه من خلال التواصل مع الانتشار اللبناني حول العالم". واكد الاصرار "على البناء على هذه العلاقة الوفية، من اجل توطيد علاقات اقتصادية وسياحية اكبر"، معربا عن اعجابه بما شاهده من جمال طبيعي في الجبال اللبنانية وبخاصة في منطقة الديمان، "حيث المناظر اخاذة وتقطع الانفاس".

وقال: "لقد حصلت على شرف زرع شجرة ارز في تراب لبنان، وكلي أمل ان تنمو في شكل كبير رمزا للصداقة بين لبنان وكندا"، مشيرا الى "ان جذور الارز ضاربة في ارض كندا عموما". وختم: "نتطلع الى مواصلة بناء العلاقة مع لبنان من خلال الجالية الاكثر شجاعة وحيوية بين الجاليات اللبنانية في الخارج".

روجيه حداد

كما والتقى رئيس الجمهورية النائب في البرلمان السويدي من اصل لبناني روجيه حداد، وبحثا في أوضاع الجالية اللبنانية في السويد وآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل توطيدها. وفد برازيليواستقبل الرئيس عون وفدا برازيليا برئاسة عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع الوطني في المجلس السيناتور نيلسون طراد فيلهو Nilson Trad Filho، ضم عددا من الوزراء والنواب البرازيليين المتحدرين من اصل لبناني. وشدد السيناتور طراد على سروره البالغ لتواجده في لبنان، مشيرا الى "احتفاظه بالتقاليد اللبنانية التي اكتسبها من عائلته وبالاخص من جده الذي شغل منصب القنصل الفخري للبنان في البرازيل حتى وفاته". وتوجه إلى الرئيس عون ولبنان بالتهنئة على "أعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي لاقى ترحيبا كبيرا في البرازيل وتحديدا في مجلس النواب"، وابدى الدعم الكامل لفكرة الرئيس عون انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".

واشار السيناتور طراد الى انه سيعمل من اجل ان يوقع لبنان اتفاقا مع السوق الاقتصادي "الميركوسور" التي تضم الى البرازيل كلا من: الباراغواي، الارجنتين، الاوروغواي، بوليفيا وفنزويلا، وهو بدأ العمل على ذلك خلال الزيارة التي قام بها الاسبوع الفائت الى الاوروغواي.

وقال: "انا مستعد ان ادافع عن المصالح اللبنانية".

رد الرئيس

ورد الرئيس عون بالترحيب بالسيناتور طراد واعضاء الوفد في وطنهم الام، مشددا على ان "الهدف من مؤتمرات الطاقة الاغترابية التي تقام، هو تقريب اللبنانيين من بعضهم اينما كانوا في العالم، وان يتعرف المنتشرون على جذورهم اللبنانية. ولفت الى اهمية الشعور بالارتباط والانتماء بخاصة وان اللبنانيين انتشروا في مختلف انحاء العالم وفي اميركا الجنوبية، مع التشديد على وجود اكبر عدد من هؤلاء في البرازيل". واضاف الرئيس عون: "نعمل على تعزيز العلاقات مع البرازيل والسوق الاقتصادي (ميركوسور) ووقع وزير الخارجية اللبناني اتفاقا مع دول من اميركا الجنوبية في هذا السياق". وشكر للبرازيل مساهمتها في عداد قوة "اليونيفيل" في لبنان، ما اتاح الفرصة للتعرف عن كثب الى انضباط الجيش البرازيلي وادائه الذي يساهم في تأمين الهدوء على الحدود الجنوبية. واكد رئيس الجمهورية "أهمية خط الطيران المباشر الذي عمل على انشائه بين بيروت ومدريد، بهدف تسهيل التنقل بين لبنان واميركا الجنوبية"، كما وطلب من أعضاء الوفد "المساعدة في الحصول على دعم البرازيل في الامم المتحدة لجعل لبنان مركز حوار من خلال (اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار)".

 

عون في مؤتمر الطاقة الاغترابية: لترسيخ انتماء المنتشرين إلى وطنهم الأم عبر إقرار قانون استعادة الجنسية ومشاركتهم في الانتخابات النيابية

الجمعة 07 حزيران 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "إصراره على ترسيخ انتماء المتتشرين اللبنانيين في العالم إلى لبنان عبر إقرار قانون استعادة الجنسية، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من عام، معيدا الحق لمن فقده". وإذ رأى "أن المغتربين هم فخر لوطنهم، ليس فقط بإبداعاتهم وسيرتهم وإنجازاتهم على مستوى العالم، بل أيضا بكونهم نموذجا للتعايش بين الأمم"، اعتبر "أن ميزتهم هي أنهم أبناء مجتمع تعددي تعلم كيف يعيش اختلافه وكيف يحترم حق الآخر في الوجود والانتماء والتعبير". وشدد الرئيس عون على أنه "إزاء التطرف السائد الذي يولد الإرهاب، يأتي دور لبنان في النموذج الذي يمكن أن يقدمه الى العالم، وخصوصا بعد التجارب التي سبق أن عاشها وعلمته كيف يعيش تعدديته، وأن الاختلاف حق، والحوار وحده هو طريق الخلاص والسلام". ولفت إلى إن "لبنان يكافح اليوم للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة خصوصا في الميدان الاقتصادي، ولكنه يسلك درب التعافي"، مشيرا إلى أن "كل جهد من المنتشرين اللبنانيين، سيساعده، من دون شك، على المضي قدما في هذه الدرب". كلام رئيس الجمهورية جاء خلال افتتاحه، قبل ظهر اليوم، "مؤتمر الطاقة الاغترابية" بعنوان "الانتشار يفعل حول العالم في ست سنوات وبعد"، الذي عقد في مركز "البيال" في فرن الشباك، بدعوة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في حضور الرئيس امين الجميل، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، وزراء: الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، الطاقة ندى البستاني، شؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي، والنواب: سيزار ابي خليل، شامل روكز، ونعمت افرام، وفعاليات ديبلوماسية عربية وأجنبية، وممثلي الهيئات والنقابات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات الاعلامية، بمشاركة أكثر من ألفي شخصية لبنانية منتشرة.

أغان فولكلورية

افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم قدمت الفنانة عبير نعمة مجموعة من أغاني الفولكلور اللبناني.

سفيرة المؤتمر

بعد ذلك، تحدثت سفيرة المؤتمر لهذه السنة الفنانة دانييلا رحمة التي عادت الى العيش في لبنان الذي تؤمن به، وناشدت المغتربين "العودة الى البلد للعيش فيه والمساهمة في انهاضه".

باسيل

ثم ألقى الوزير باسيل كلمة توجه فيها الى المغتربين قائلا: "اهلا وسهلا بكم بين أهلكم وتحت سماء وطنكم. انتم آتون من أوطان انتشاركم الـ107 في رحلة حج الى وطن اجدادكم للمشاركة برقم قياسي جديد في مؤتمر الطاقة الاغترابية السادس في بيروت، والـ 15 في العالم. تأتون والشوق يشدكم الى ارضكم واصداء نجاحات لقاءاتنا تجذبكم اليها. تأتون في رحلة حج، والحج الى لبنان يجب ان يكون فريضة صلاة. فنحن في ايام الفطر السعيد، وفي السنة التي وضع فيها الحبر الأعظم لبنان على خارطة الحج الديني. لبنان استقبل السيد المسيح وتلاميذه وأمه على ارض الجنوب، قدسها قبل ان يقدسها اللبنانيون بدمائهم لتحريرها.

تحجون الى وطن زرع منذ فجر التاريخ الخير في العالم حرفا ومركبا وبنيانا. وانتم اكملتم رسالة لبنان عبر بناء أوطان انتشاركم فكنتم رسال حضارة الى العالم. هناك من نسي ان سليمان حين بنى هيكل الله استنجد بملك صور (حيرام) للبنائين ولخشب ارز، ليأتي اليوم احفاد سليمان ويقصفوا صور نفسها تدميرا.

وهناك من نسي ايضا ان قانا استضافت المعجزة الإلهية الأولى بطلب من مريم، فأمطر اطفالها بقذائف الكراهية وحول عرسها الى مأتم. وكان رد لبنان انه اضحى البلد الوحيد في العالم الذي يعيد عيد بشارة مريم بمسيحييه ومسلميه. هذا هو لبنان الكبير الذي نحن على أبواب المئوية الأولى لإعلانه، حيث ابى الآباء المؤسسون وعلى رأسهم البطريرك (الياس) الحويك الا ان يكون متنوعا فكان كبيرا. كبير بأهل عكار ومرجعيون وحاصبيا والهرمل وبكم انتم المنتشرين، وهناك من لا يزال يصر ان يكون صغيرا ومن دونكم. نحن واياكم سنرسل اكبر رسالة الى الداخل والخارج، خلال مؤتمرنا المركزي السابع الذي نقيمه خصيصا في 10 - 11 - 12 تموز من العام 2020 ليكون كبيرا وحاشدا بمنتشريه السائحين؛ رسالة نقول فيها إن لبنان مختبر الانسانية، ننجح فيه معا في العيش معا، مسيحيين ومسلمين، مقيمين ومنتشرين، متساوين ومتناصفين، أمام القانون والدستور والميثاق. القانون هو الحكم، الوطن هو الانتظام والدولة هي الحامي - علها تكون مدنية لنكون متمدنين، لا عدديين". وأضاف: "ايها المنتشرون، منذ تسلمي وزارة الخارجية وانا اشعر بكبر المسؤولية وكثر التقصير تجاهكم، فأنا مدرك أن توازن لبنان الداخلي لا يكتمل الا بتوازنه مع انتشاره وهذا ما لم يتحقق بعد.

لقد انجزنا الكثير ولكن المتبقي اكثر، ولا يمكن انهاؤه من دون جهودكم معنا في تحقيق التالي:

I- اللبنانية Libanite lebanity

لقد كرسنا مفهوما لانتمائنا اللبناني هو فوق اي انتماء آخر، وقلنا انه جيني وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معا، لتحملنا وتأقلمنا معا، لمرونتنا وصلابتنا معا، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معا، من جهة، وعلى رفض النزوح واللجوء معا، من جهة أخرى. كلها تناقضات متكاملة لا تجدها في اي جنس بشري غير الجنس اللبناني، وهذا ما ابقانا على قيد الحياة، بروح المقاومة فينا، وهذا ما حفظ وطننا حتى الآن باللبنانية التي نعيشها، والتي لا معنى لها من دونكم؛ الا اننا لم ننجح في تحويلها بعد الى نهج وطني يترجم سياسات واجراءات متتابعة.

II - الجنسية:

لقد نجحنا في إقرار قانون استعادة الجنسية وفي إعطائها لمئات اللبنانيين الذين لم يتوقعوا ان يحصلوا عليها يوما، الا اننا نحتاج اليكم كجنود للجنسية Lebanity soldiers لنتمكن من الوصول الى مئات الآلاف منهم. نحن نطور عملنا تباعا ووسائل الحصول على الجنسية اصبحت اربعا، ونأمل ان تصبح خمسا باقرار قانون يحترم مقدمة الدستور لناحية منع التوطين ويمنح الجنسية لأبناء المرأة اللبنانية المتزوجة من اجنبي، وها نحن نطلق اليوم "دليل الجنسية" الذي يشرح الطرق الاربع، وقد انشأنا لذلك Call Center في الوزارة.

1 - استعادة الجنسية: وهي خدمة On line

على الموقع (www.Lebanity.gov.lb

2 - تسجيل الولادة او الزواج في البعثات اللبنانية هذه المعاملات القنصلية بدأت تصبح الكترونية.

3 - قانون اختيار الجنسية: وهو مخصص للذين اختاروا الجنسية اللبنانية وتسجلوا ما بين الاعوام 52 - 58 وبقيت ملفاتهم مخزنة وغير منفذة. وهنا نعلمكم، اننا نبشنا من غياهب النسيان ومن دهاليز الوزارة عشرات آلاف الملفات العائدة الى آبائكم واجدادكم وبدأنا بتنفيذها وارسالها الى السفارات لابلاغ المعنيين بها، ونطلب اليكم الاتصال بالـ Call Center او بسفاراتكم للاستفسار عن ورود اسمائكم.

جنسيتكم تنتظركم - لبنان ينتظركم-

4 - مرسوم التجنس الذي يمنحه رئيس الدولة بالاشتراك مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وهي صلاحية تقديرية تعود اليه، نقترح، اذا سمح فخامته، ان تعطى الأولوية فيها وبشكل دوري دائم، لأولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من اجنبي الى حين اقرار القانون، وللمنتشرين اللبنانيين الذي لا تنطبق عليهم الحالات السابقة.

أيها المنتشرون، احصلوا على جنسيتكم، يحصل لبنان على قوته.

111 - الانتخابات:

لقد شكلت التجربة الاولى نجاحا كبيرا لم يكن متوقعا، وخصوصا لحسن سير العملية ونسبة التسجيل ونسبة المشاركة، الا ان تسجيل 90 الفا وانتخاب 50 الفا يبقى اقل بكثير مما نتوقعه للمرة المقبلة. وكنت قد تقدمت بعد الانتخابات بمشروع قانون يصحح اخطاء القانون الأخير لناحية الآليات المتبعة ويسهلها. تذكروا انه سيكون لكم في الانتخابات المقبلة، وللمرة الاولى بتاريخ لبنان، ستة نواب يمثلون الانتشار اللبناني بقاراته كافة - كونوا كثرا بمئات الآلاف لكي نعمل على مضاعفة هذا العدد.

لا يمكن اللبناني المنتشر ان يعيش في حالة انفصام فيكون ديموقراطيا مدنيا في الخارج ويعود الى مربعه في الداخل - انها مسؤوليتكم في التغيير وفي تطوير النموذج اللبناني على شاكلتكم.

IV - تسهيل معاملاتكم:

لقد جهدنا لتحسين خدمتكم في بعثاتنا وقد حان الوقت لكي اعلن لكم عن انشاء "المنصة الالكترونية"e-mofa التي بدأت بالعمل التجريبي هذا الشهر في سفارة واشنطن وستنتقل تباعا هذه السنة لتصل الى كل البعثات،

عوض ان تأتوا انتم الى بعثاتنا سنذهب نحن اليكم بخدماتنا الالكترونية. لبنان يخدمكم أينما كنتم.

V- تقوية الروابط

نحن نشعر كم تحسن ارتباطكم بلبنان، وكم زادت اعدادكم من المشاركين والزائرين، الا اننا نريد انتماء أشمل!

وها نحن نستمر بالـ LDE ونتوسع،

وها نحن نطلق اليكم هذا الشهر دفعة من 43 ديبلوماسيا جديدا سينتشرون في كل السفارات،

وها نحن نطلق اليكم هذا الأسبوع، وللمرة الاولى في تاريخ لبنان، 20 ملحقا اقتصاديا،

وها نحن نعين 118 قنصلا فخريا جديدا نضيفهم الى الـ 31 الموجودين لتصبح شبكتنا القنصلية منتشرة في 149 مدينة عالمية (اضاقة الى الـ 70بعثة) والتي سنزيدها اكثر هذه السنة. ونقيم لهم دورة ديبلوماسية فاعلة خاصة بهم نهار الاثنين.

وها نحن نفعل برامج الديبلوماسية الاقتصادية، والديبلوماسية الغذائية Gastro Diplomacy، وLebanon Connect واستثمر لتبقى Invest to Stay- وغرفة التجارة اللبنانية العالمية ICH وكل ما يلزم لتكون شبكتنا أقوى واللوبي اللبناني في العالم أفعل.

وتابع: "ايها المنتشرون، هذا المؤتمر نريده موعدا للتلاقي ولكن للانجاز ايضا، وقد اخترنا ان ينعقد هذه السنة تحت عنوان "الانتشار يفعل" Diaspora in action بصورة اللبناني المنتشر، صاحب الحركة الدائمة، حدوده العالم، ولبنان دائما في قلبه.

المنتشر نريده فاعلا داخل لبنان ايضا. لذلك مواضيع المؤتمر هذه السنة تشمل الشراكة الفاعلة بين لبنان المقيم والمنتشر والتي لا نريدها حنينية فقط او سياحية عابرة، بل اقتصادية عابرة للقارات؛

لبنان الذي ينتظر الدعم الخارجي الاقتصادي يمكنه الاكتفاء بطاقات انتشاره لتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص؛

ومن غيركم أولى بأن يكون شريك الدولة في معمل الكهرباء ومعمل النفايات وسكك الحديد والمرافئ البحرية والمشاريع الاستثمارية الضخمة؟؟

وقال: "من شأن مؤتمرنا في زمن اقرار الموازنة الصعبة، ان يسهم ايجابا بنمو الاقتصاد وتفعيل التبادل التجاري بين لبنان ودول الانتشار بزيادة الصادرات اليها، وان يسهم في تشجيع الشركات الناشئة وفي مشاريع اعادة اعمار سوريا والمشرق.

كما ننهي لقاءنا بزيارة بيت المغترب الذي شارف على الانتهاء لتنطلق نشاطاته كافة هذه السنة ونفتتح الأحد اول معرض للانتشار في متحف المغترب في البترون".

وأضاف: "ايها المنتشرون، هذه السنة نطلق الـ LDE Youth ايمانا منا بشباب لبنان ونخصهم كما فعلنا في كندا بالـStart up Village ونطلق برامج مخصصة لهم واول برنامج للسياحة السياسية PTP Program بحيث سنستضيف هذا الصيف ولمدة أسبوعين في "بيت المغترب" طلابا لبنانيين في الخارج ليجولوا على المقار الرسمية وعلى السياسيين اللبنانيين، فيكونوا مستعدين ليؤدوا ادوارا عامة، ويشاركوا في تطوير الحياة السياسية".

وتابع: "لن نقبل واياهم بان يكون للقاضي سمسار، وللشرطي ثمن، وان يبقى جارور الموظف مفتوحا والا نستبدل سجل العار ببرنامج الكتروني؛ ولن نقبل ان تحمي الدولة المذهبية الفاسد والمرتشي والمرتكب باسم مذهبه؛ ولن نقبل واياكم ان يكون وطننا حلم الوطن البديل لغيرنا، بل نريده ان يبقى حلمنا نحن بالعودة اليه. فلا يحل الفلسطيني مكان ابن الجنوب، ولا يحل السوري مكان ابن البقاع وعكار، ولا يحل في لبنان الا ابن اللبناني المنتشر صاحب الحق الأول في وطنه الأول". وختم: "فخامة الرئيس، اننا ابناء من طحنوا الصخور وحولوها ترابا للزراعة، وابناء من صقلوا الصخر بنيانا وفنا وحضارة، وانت صخرة هذا الوطن بقيت صامدا لنبني معك هذا البناء الاغترابي فيتعزز معه صمود لبنان. انسانيتك وكبرياؤك معا، جعلا شعبك اللبناني تفوق انسانيته اولئك المتبجحين بها، فما اقفل يوما الباب امام جائع او مضطهد او نازح او لاجئ، وابى بكبريائه، في ظلمة حاجته وجوعه وتشرده، ان يمد اليد لاستعطاء مساعدة، كان ايمانه ورجاؤه بالله كفيل نهضته كل مرة، فما عرف الانكسار او اليأس ولن يخنع اليوم امام ضائقة اقتصادية. لذلك نجدد العهد لهم اليوم امامك، كشاهد وامين على تضحياتهم ونضالاتهم، أننا لن نهدر ثرواتنا الطبيعية، ولن نفرط بطاقاتنا اللبنانية المقيمة والمنتشرة. ومع مئوية لبنان الكبير، سنجدد التزامنا نهائية لبنان وحقه الأزلي في الوجود والتنوع والتميز،وسيبقى لبنان رسالة الى ما لا نهاية. عشتم، عاشت اللبنانية، عاش لبنان".

كلمتان للمنتشرين

ثم تحدث اللبناني الاصل البروفسور جان مارك الايوبي المقيم في فرنسا الذي قال ان "النجاح لا يمكن ان يكون فرديا"، معددا انجازاته في "عالم التغلب على العقم". وتحدث ايضا رئيس حكومة نوفاسكوتيا الكندية ستيفان ماكنيل الذي شكر للوزير باسيل "مبادرته مع ضرورة التواصل مع الوزراء اللبنانيي الاصل في كندا".

عون

وكانت كلمة الختام للرئيس عون قال فيها: "أيها الحضور الكرام، أيها اللبنانيون الآتون من دنيا الانتشار، صار تقليدا أن تلتقوا على أرض لبنان في كل عام، وهو تقليد جميل لأنه يجمعكم من جميع أنحاء العالم ويأتي بكم الى الوطن الأم. تلتقون، تتعارفون، تنشطون معا، فتقصر المسافات. أنتم فخر لوطنكم، ليس فقط بإبداعاتكم وسيرتكم وإنجازاتكم على مستوى العالم، بل أيضا بكونكم نموذجا للتعايش بين الأمم؛ اندمجتم حيثما حللتم، واستطعتم التأقلم مع عادات وشعوب ولغات مختلفة عنكم. تعايشتم مع كل الحضارات والثقافات والأديان، فلم تشكلوا جسما غريبا، رافضا ومرفوضا، في المجتمعات التي استقبلتكم، بل على العكس تعلمتم وعملتم، وطورتم الشعور الإنساني بين حضارات مختلفة. ميزتكم أنكم أبناء شعب يحمل في جيناته عصارة حضارات تعاقبت على أرضه فأغنت ثقافته وجعلته منفتحا،  ميزتكم أنكم أبناء وطن عاش تجربة قاسية عندما قرر عدد من أبنائه سلوك درب التعصب ورفض الآخر فدفعوا أغلى الأثمان ولكنهم تعلموا الدرس جيدا،

ميزتكم أنكم أبناء مجتمع تعددي تعلم كيف يعيش اختلافه وكيف يحترم حق الآخر بالوجود وبالانتماء وبالتعبير. فعالمنا اليوم تملأه العصبيات الإتنية والعرقية والدينية، عالم سقط فيه الإنسان في هوة اختلافه عن أخيه الإنسان، وجعل من انتماءاته عدوا لإنسانيته، فعمته الفوضى، وانتشرت فيه الحروب والمشاهد القاسية.

والتطرف السائد الذي يولد الإرهاب هو عدوى فكرية، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارها، أشعلت الحروب الداخلية والحروب المضادة في محاولة للقضاء عليها، ولكن الفكر لا يحارب إلا بالفكر؛ فالسلاح يقتل إنسانا، يدمر منزلا، يمحو مدنا، ولكنه لا يغير فكرة، بل على العكس يرسخها ويزيدها تطرفا وتعصبا. وهنا يأتي دور لبنان في هذا العالم، لبنان المحدود والمقيد بالجغرافيا، لبنان الذي لا تتسع مساحته لكتابة اسمه على خريطة العالم، ولكن انتشاره يغطي الكرة الأرضية ويبلغ أضعاف المقيمين فيه. لبنان هذا دوره في رسالته، وفي النموذج الذي يمكن أن يقدمه، خصوصا بعد التجارب التي سبق أن عاشها وعلمته الكثير من العبر؛ علمته كيف يعيش تعدديته، علمته أن الاختلاف حق، وليس سببا للخلاف، وأن الكراهية والعصبيات والحروب لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الخراب والانهيار. علمته أن الحوار وحده هو طريق الخلاص، طريق السلام، لعالم حدوده الإنسان.

والتزاما لهذا الدور، أطلقت مبادرة في الأمم المتحدة بترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والإتنيات الى جانب إنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار". فالتلاقي والحوار وتقريب الناس وخصوصا الشباب من بعضهم البعض وتعريفهم بالحضارات الأخرى، تسهل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدم الحضارة الانسانية وتحصن من أي محاولات لاستمالتهم. وهي الوسيلة الفضلى للقضاء على الإرهاب الذي ما زال يشكل خطرا على العالم وعلى الأجيال المقبلة. وهذا ليس فقط دور لبنان بل أيضا دوركم، فعليكم أن تكونوا رسل التلاقي والحوار، وأن تبقوا النموذج كما أنتم اليوم، وأيضا أن تدعموا ترشيح لبنان حيث أنتم فاعلون، وخصوصا أن المبادرة قد لاقت ترحيبا كبيرا من العديد من الدول والهيئات الدولية التي أعربت عن استعدادها لدعمها ومواكبتها. أيها الأحبة، أنتم اليوم تتوزعون على كل دول العالم ولكنكم أيضا تتوزعون على كل عائلات لبنان؛ قليلة هي البيوت اللبنانية التي لم تعش غصة الاغتراب، وقليلة ايضا هي البيوت اللبنانية التي لا تتلقى يد العون من الاغتراب؛ فأنتم دوما الى جانب عائلاتكم ومجتمعكم ووطنكم، خصوصا عند الشدائد. ولكن على وطنكم الأم أيضا أن يكون إلى جانبكم، أن يبني جسور التواصل والتبادل بينكم وبين أبنائه المقيمين، وأن يجعلكم تشعرون بقوة الجذور والانتماء إلى هوية إنسانية، وأرض، وحضارة، وتراث.  من هنا، كان إصرارنا الدائم على ترسيخ انتمائكم إلى لبنان عبر إقرار قانون استعادة الجنسية، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من عام، معيدا الحق الى من فقده. وقد صدرت عشرات المراسيم التطبيقية لهذا القانون، استفاد منها أشخاص بينكم، فحملوا هوية أرضهم من جديد.

ولا بد من التذكير أيضا، في هذا السياق، بأنه للمرة الأولى في تاريخ الحياة الديموقراطية والبرلمانية في لبنان، شارك المنتشرون اللبنانيون في جميع أقطار العالم، ومن البلدان التي يعيشون فيها، في الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي.

ولا شك أن هذه الخطوة، ستفتح الأفق واسعا أمام مشاركة فاعلة للمنتشرين اللبنانيين في الخارج، في تقرير مصير وطنهم، وخياراته السياسية، عبر تجديد الحياة الديموقراطية فيه. إن لبنان يكافح اليوم للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة خصوصا في الميدان الاقتصادي، ولكنه يسلك درب التعافي، وكل جهد منكم سيساعده، من دون شك، على المضي قدما في هذه الدرب. فتذكروا، أيها الأبناء الأحباء، أن لكم هنا أرضا، ولكم أيضا إخوة ما زالوا يبنون عليها ويكافحون من أجلها ويشقون الصخر ليزرعوها.

وتذكروا أيضا أن مجيئكم الى لبنان يشبه العيد، يحمل الفرح والبهجة والأمل لعائلاتكم، لمجتمعكم، ولوطنكم، فلا تحرموهم منه. عشتم، عاش لبنان".

"وسام لجنة الاغتراب" للبروفسور لايوبي

وفي نهاية الاحتفال، منح الرئيس عون البروفسور الايوبي "وسام لجنة الاغتراب" "تقديرا لعطاءاته وانجازاته في عالم الطب النسائي والعقم".

أعمال المؤتمر

وتستمر اعمال المؤتمر اليوم وغدا من خلال جلسات حوار تناقش مواضيع اغترابية لبنانية عدة، على ان تتلى التوصيات في الجلسة الختامية بعد ظهر غد السبت.

 

الراعي استقبل بطريرك صربيا: على النازحين السوريين والعراقيين العودة وإلا تضامنوا مع مستبيحي أرضهم ايريناوس: شعوب الشرق الأوسط مثال للتعايش

الجمعة 07 حزيران 2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، بطريرك بلغراد وسائر صربيا ايريناوس، برفقة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، يرافقهما وفدان من الكنيسة الصربية الأرثوذكسية والكنيسة الإنطاكية، في زيارة رسمية سلامية هي الأولى للبطريرك ايريناوس الى كنيسة انطاكية، وكان في استقباله مجلس المطارنة الموارنة.

الراعي

بداية، توجه الجميع الى كنيسة سيدة الإنتقال داخل الصرح، حيث رفعت صلاة الشكر، ثم قال الراعي: "صاحب القداسة، يسعدني وإخواني السادة المطارنة الموارنة الأجلاء، الملتئمين في الدورة السنوية العادية للسينودس المقدس، أن أرحب بقداستكم في هذا الكرسي البطريركي، وبصاحب الغبطة أخي البطريرك يوحنا العاشر الذي يستضيفكم، والوفد المرافق. نستقبلكم بصلاة التمجيد والشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، وبعاطفة المحبة والتقدير". أضاف: "إننا نعتز بهذه الزيارة لما فيها من محبة أخوية، وفرح بالروح القدس الذي يجمعنا، وعناية من أمنا مريم العذراء والدة الإله، شفيعة هذا الكرسي. وإننا نتمنى لكم زيارة مباركة إلى لبنان، تشدد روابط التعاون في ما بيننا، ومع مختلف الكنائس. إن لزيارتكم أبعادا لاهوتية وروحية أخصها الإقرار بغنى المسيح الظاهر في حياة أبناء كنائسنا وبناتها، وبانعكاس وجهه في النفوس التقية، والتأمل في عمل الروح القدس في كنائسنا، واستكشاف غنى تراثاتها الليتورجية واللاهوتية والتنظيمية. هذه كلها تشكل الطريق المؤدي، عبر الارتداد والصلاة، إلى الوحدة الكاملة التي من أجلها صلى ربنا يسوع المسيح قبيل آلامه وموته: "ليكونوا واحدا" (يو 21:17)". وتابع: "لقد رافقناكم، وما زلنا، بالصلاة والتضامن في نضالكم الروحي والكنسي من أجل حماية شعبكم الصربي، والألف وخمسماية دير وكنيسة ومؤسسة تقوية وموقع ثقافي في كوسوفو وميتوكي. وقد اعتبرتموها من صميم جوهر وجودكم ككنيسة وشعب، وأنكم بدونها تضيعون في مسار العولمة والعلمنة. وتساءلتم كيف يمكن بناء ازدهار صربيا على انحلال ما يشكل بالنسبة إليها حجر الزاوية لهويتها وتاريخها ووجودها العام. لذا صممت كنيستكم البقاء في كوسوفو وميتوكي مهما كانت الظروف، ولن تغادرها، رافضين القبول بكل ما يفرض. وقد صرحتم يوما بالقول "إن ما يؤخذ بالقوة يمكن استعادته، أما ما يعطى طوعا فيخسر إلى الأبد". وأردف: "صاحب القداسة، إننا فيما نهنئكم بهذه الشجاعة في الدفاع عن أرضكم ووطنكم وفي حماية شعبكم وتراثكم الكنسي والثقافي، نحيي فيكم مثالا في مواجهة ما يتهدد ثقافتنا اللبنانية وكياننا ورسالتنا في هذا الشرق. وكذلك بالنسبة إلى كنائسنا وشعوب هذه المنطقة المشرقية. تعلمون كيف فرضت القوى الدولية الحروب على العراق وسوريا، وهدمتها بواسطة المنظمات الإرهابية والمرتزقة المدعومة بالمال والسلاح، وهجرت أهلها وما زالت تخوفها من العودة لمآرب سياسية. إنهم بذلك فرضوا حربين: الأولى بالحديد والنار هدمت الحجر وفتكت وهجرت، والثانية بالسياسة والإغراء والتخويف تهدم الهوية والثقافة". وقال: "من هذا المنظار نحن ندعو الإخوة النازحين، السوريين والعراقيين، للعودة إلى وطنهم من أجل حماية وجودهم وكيانهم وتاريخهم وثقافتهم، وإلا تضامنوا، من حيث لا يدرون، مع الهدامين المستبيحين أرضهم وإرثهم وتراثهم. ومن هذا القبيل أيضا ندعم القضية الفلسطينية، لجهة إنشاء دولة خاصة بالفلسطينيين، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم وفقا لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وإننا نرفض تهويد القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل، كما نرفض اعتبار هذه الدولة وما تحتل من الأراضي المقدسة وطنا لليهود. بات معروفا، بكل أسف، أن "صفقة القرن" الموضوعة على نار هادئة، ترمي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في البلدان التي تستقبلهم كلبنان والأردن، من خلال إغراءات مالية وتسويات سياسية، تكون كلها على حساب هوية هؤلاء الشعوب وتاريخهم وثقافتهم وحقوقهم المدنية. فلا بد من توحيد الموقف في الرفض والدفاع. أجل، يبقى كلام قداستكم القاعدة الذهبية: "ما يؤخذ بالقوة يمكن استعادته، أما ما نعطيه طوعا فنخسره إلى الأبد". وختم: "نحن، كنائس الشرق الأوسط، نشعر بمسؤوليتنا التاريخية الخطيرة، وهي المحافظة على جذور المسيحية العالمية. ففي هذه المنطقة من العالم تجلى سر الله، وتحقق تدبيره الخلاصي الذي كان مخفيا منذ الدهور: هنا صار كلمة الله إنسانا، وأعلن إنجيل الملكوت، هنا ارتفع صليب الفداء، وتقدس الجنس البشري بالحياة الجديدة المنبثقة من القيامة، والجارية في النفوس بحلول الروح القدس، هنا تأسست الكنيسة وأصبحت المسيح الكلي وأداة الخلاص الشامل، ومن هنا انتشرت في العالم كله بواسطة الرسل والأساقفة وخلفائهم ومعاونيهم. من أجل هذه الغاية نحن بحاجة إلى التعاون بين كنائسنا في جميع المجالات، من أجل المحافظة على وجودنا وكياننا ورسالتنا، متكلين على المسيح الإله الذي أرسلنا، وأكد لنا "أنه معنا طول الأيام حتى نهاية العالم" (متى 20:28)".

ايريناوس

بدوره، قال ايريناوس: "فرحتي كبيرة اليوم، أنا والوفد المرافق، بهذا اللقاء الذي يحدث للمرة الأولى بين الكنيسة الصربية والكنيسة المارونية، واشكر صاحب الغبطة على كلامه الطيب لأننا في النهاية أبناء كنيسة واحدة نتبع تعاليم المسيح وتلاميذه. لقد كنا عبر التاريخ كنيسة واحدة، وهذا ما يجب أن نبقى عليه، في الحاضر وفي المستقبل، لأن المخلص هو واحد، ربنا يسوع المسيح الذي نشر كلامه لتلاميذه ونحن بدورنا أخذناه منهم ونقوم بنشره من خلال عملنا الكنسي". أضاف: "الشهداء والآباء القديسون في الكنيستين، قد شرحوا لنا ما هي الكنيسة وكيف يجب أن نتصرف في حياتنا، وكما يعلم الجميع، فإن الكنائس تعرضت لاضطهادات كانت بمثابة شهادة للرب، وتحلينا في خلالها بالكثير من الصبر. إن القوى العظمى اليوم تقوم بهدم كنائسنا ومحاولة تفريقنا، لكن ايماننا بالرب يسوع أقوى من هذه التجارب، وهو يمثل حافزا لنا لنكون يدا واحدة تشهد للرب. اسمحوا لي أن أشكركم مجددا على كلماتكم الطيبة التي تحدثتم بها عن كوسوفو، حيث جرحنا كبير، اذ نعتبر كوسوفو قلب الكنيسة الصربية وبمثابة الأراضي المقدسة للشعب الصربي. كوسوفو تحتوي على أديرة عريقة يجب المحافظة عليها". وتابع: "في الفترة الأخيرة طلب منا الألبان أن يعيشوا معنا، نحن قبلناهم كأخوة لنا، الا أنهم في الفترة الاخيرة طلبوا منا، وبمساعدة القوى العظمى، مغادرة كوسوفو حتى تصبح لهم، يريدونها كهدية منا لهم، وهذا ما تقوم به القوى العظمى، تضغط علينا لتقديم كوسوفو للألبان. نحن نشكر الدول التي وقفت معنا في هذه القضية، كروسيا والصين اللتين رفضتا الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة. كوسوفو هي العرش التاريخي للكنيسة الصربية والمقر الاساسي للبطريرك الصربي. لقد تعرض العديد من الأديرة في كوسوفو للتدمير، ولكننا قمنا بإعادة ترميمها واحياء الرهبنات الموجدة داخلها لأن ايماننا كبير بكنيستنا وبقديسينا الذين عاشوا في كوسوفو، وذخائرهم ما زالت موجودة حتى يومنا هذا". وأردف: "أشكر الدولة اللبنانية لوقوفها الى جانبنا في قضيتنا، وأتمنى أن تذكرونا دوما في صلواتكم، وأجدد شكري على الاستقبال والكلام الطيب الذي سمعناه من غبطة البطريرك الراعي. كما أتمنى للسينودس المقدس المنعقد حاليا التوفيق في جميع أعماله، وأدعو الرب أن يكون دائما معكم للحفاظ على الكنيسة". وختم: "في اليوم الأخير لزيارتنا هذه الأراضي المقدسة، سنحمل معنا رسالة محبة لشعوبنا، من شعب طيب ومحب للرب كشعب لبنان، علينا ايصال رسالة ثانية الى شعبنا عن مسيحيي الشرق الذين يعيشون الوحدة على رغم تنوعهم ويعيشون بمحبة ايضا مع طوائف اخرى مسلمة وهذا ما علينا ان نخبره للعالم، نخبرهم بما رأيناه من جمال هذا التعايش. شعوب الشرق الأوسط هي مثال للمحبة والتعايش. نصلي الى الرب كي يحفظ المسيحيين في هذا البلد والطوائف الأخرى أيضا، وأقدم رسالة حب لكم يا صاحب الغبطة وللأساقفة والكهنة الموجودين معنا، وسلام لهذا الشعب المؤمن بالرب".

جولة

وفي الختام انتقل الجميع الى صالون الصرح البطريركي حيث تم تبادل الهدايا التذكارية، ثم كانت جولة على ارجاء المتحف.

 

خضر تفقد مخيم النازحين في دير الأحمر قبيل إخلائه وعقد اجتماعا في البلدية: لا أستطيع إجبار أحد على استضافتهم

الجمعة 07 حزيران 2019 /وطنية - بعلبك - تفقد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر مخيم النازحين السوريين الذي يتم إخلاؤه على خلفية الاعتداء الذي تعرض له عناصر الدفاع المدني عند مدخل بلدة دير الأحمر، وعاين الخيم الثلاث التي أحرقها مجهولون في ساعة متأخرة من ليل أمس والتي كانت خالية من قاطنيها، والعائدة إلى عائلات: فراس حيدر عوض، بركات حيدر عوض وفاطمة حسن البيوش. كما استمع إلى استغاثات اللاجئين لتأمين مكان بديل لهم. وعقد خضر اجتماعا في دار بلدية دير الأحمر، حضره ممثل مفوضية اللاجئين جوزف زاباتر، مندوبة وزارة الداخلية والبلديات رندة حبيش، ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية روبن صغبيني، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري، رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، المونسنيور بول كيروز، رؤساء بلديات قرى المنطقة ومخاتير وفاعليات، وتم البحث في المستجدات الأخيرة المتعلقة بمخيمات النازحين السوريين.

خضر

وقال خضر: "أشكر جميع رؤساء بلديات منطقه دير الاحمر وفاعلياتها على هذا الاجتماع الذي استمعت خلاله إلى هواجس الجميع. ولا بد من الاشارة بداية إلى أن بعض ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي عندما يثيرون إشاعات أو ينشرون الأخبار الملفقة والكاذبة سواء عن تعذيب تعرض له بعض الموقوفين السوريين، أو عن اعتداءات تطال النازحين، وهذا ما لم يحصل نهائيا، فهذا الشيء يؤدي إلى ردات فعل عند الاهالي في دير الاحمر، وبالتالي هم يعرضون بعملهم هذا النازحين للأذى ولخطر الاعتداء، علما بأن هناك الكثير من النازحين خلال اليومين الماضيين نقلوا أغراضهم ولم يتعرض لهم أحد، بل على العكس فإن الشرطة البلدية والقوى الامنية تحرسهم وتحميهم". وأشار إلى أنه لاحظ خلال الجولة في المخيم "بعض أعمال البناء والإنشاءات التي استحدثت خلافا للقانون، واعتداءات على التيار الكهربائي"، وقال: "كما بدأنا بإزالة مثل هذه المخالفات في مخيمات عرسال فلن نسمح أيضا بالمخالفات في أي مكان، فأهلا وسهلا بالنازحين السوريين ولكن يجب أن تكون أعمالهم وتصرفاتهم تحت سقف القانون، كما نرفض في الوقت نفسه أي اعتداء يطال أي خيمة أو نازح سوري بريء، ومن يقدم على أي اعتداء ستتم ملاحقته". أضاف: "طرحنا اليوم بعض الأفكار خلال الاجتماع، وتركتها قيد التداول بين رؤساء البلديات، ولكن أساسا موقع المخيم غير سليم من الناحية الأمنية، خاصة وأنه على مقربة من نقطة للجيش اللبناني، كما أنه يهدد السلامة المرورية ويعرض حياة الأطفال للخطر لأنه على مقربة من الطريق العام. ومن الأفكار التي طرحتها، وهي قيد التداول، نقل المخيم من مكانه الحالي، واستبدال النازحين الذين كانوا يقطنون فيه وعددهم حوالي 600 نازح، بنازحين آخرين من مخيم آخر ومن بلدة أخرى، ولكن يبقى أهالي دير الاحمر هم اصحاب البيت، وهم اصحاب القرار، فلا استطيع إجبار احد على استضافة أي شخص آخر". وتابع: "لقد التقيت النازحين الذين كانوا يوضبون اغراضهم في المخيم، ولدي تعاطف كبير معهم، فقد رأيت سيدات يبكين لأن لا مكان لديهن يتوجهن إليه مع عائلاتهن، ولكنني لا استطيع ان افرض اي شيء بالإكراه على دير الاحمر. من هنا كانت فكرة استبدال النازحين الذين كانوا متواجدين في هذا المخيم، بنازحين آخرين مقيمين في مخيم آخر في بلدة أخرى، ورغم أن رؤساء البلديات لم يتجاوبوا كثيرا مع هذا الاقتراح، انما أنا على ثقة بأن لدى أهالي دير الأحمر الكثير من الحكمة والوعي والحس الإنساني، وقد ناشدتهم ان ينظروا الى الموضوع وكأن قداسة البابا فرنسيس موجود بيننا اليوم، ويفكروا بالنصيحة التي كان يقدمها إليهم، وقلت لهم اغمضوا أعينكم وفكروا بفكر وتعليمات قداسة البابا".

فخري

بدوره، قال فخري: "توافقنا جميعا على أن موقع المخيم غير مناسب أمنيا، ويعرضه لحوادث كثيرة ومنها إلقاء سيارة مجهولة مواد حارقة على إحدى الخيم ليلا، مما تسبب بإحراق خيمة أخرى مجاورة لها. لذا، اتخذنا قرارا بإقفال المخيم وإخلائه، حفاظا على سلامة النازحين والعمال الزراعيين السوريين، وإذا بقي عدد صغير منهم بدون مأوى فنحن نتعاطف معهم إنسانيا، ولكن القرار الأساس الذي لا تراجع عنه هو إقفال المخيم ولا عودة للنازحين السوريين إلى هذا الموقع نهائيا. مع العلم بأن منطقة دير الأحمر تستضيف حوالي ستة آلاف نازح سوري، وبشهادة منظمات الأمم المتحدة وجميع المعنيين، نحن نقدم لهم أفضل الخدمات ونحرص على سلامتهم".

القزح

وقال القزح: "بلديات منطقة دير الأحمر اتخذت بالإجماع قرار إقفال مخيم النازحين عند مدخل البلدة، ولا تراجع عن هذا القرار، بعد الاعتداء الذي تعرض له عناصر الدفاع المدني من أبناء دير الأحمر على يد نازحين سوريين في المخيم، فليذهبوا إلى حيث يشاؤون أو ليعودوا إلى بلدهم، ولكن لن نرضى ببقاء قاطني هذا المخيم في بلدتنا التي ما زال فيها حوالي 5300 نازح غيرهم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 07 و08 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 08/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75616/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-08-2019/

 

كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز

خليل حلو/07 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75600/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%83%d9%81%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%a1%d9%8b-%d8%a3%d9%86%d8%aa%d9%85-%d9%84%d8%b3%d8%aa%d9%85-%d8%a3%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d8%a3/

 

The Jihad on the Christian Cross
 
ريموند إبراهيم: الجهاد ضد الصليب
 Raymond Ibrahim/June 07/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75597/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8-raymond-ibrahim-the-jihad-on-th/

 

 

German Parliament Rejects Ban Of Hezbollah, Snubbing US And German Jews

جيروزاليم بوست: البرلمان الألماني يسقط طلب حظر حزب الله رافضاً بذلك مطلب اليهود الألمان وأميركا

Jerusalem Post/June 07/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75607/%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%b1%d8%af/

 


 Opinion/Between Hezbollah, Israel and Another War: Can UN Peacekeepers Really Keep the Peace?
 
أرنون غرونبرغ/هآرتس: في أي حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله هل قوات اليونيفل ستكون قادرة فعلاً على حفظ السلام
 Arnon Grunberg/Haaretz/June 06/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75602/%d8%a3%d8%b1%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%ba%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a8%d8%b1%d8%ba-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86/