LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June07.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لتَكُنْ سِيرَتُكُم بَينَ الأُمَمِ حَسَنَة، حتَّى إِذَا ٱفتَرَوا عَلَيْكُم كَأَنَّكُم فَاعِلُو سُوء، يُلاحِظُونَ أَعمالَكُمُ الحَسَنَة، فيُمَجِّدُونَ اللهَ في يَوْمِ الٱفْتِقَاد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/السيدة سوزان الحاج وضرورة محاسبتها بالقانون وبعدل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان بلد الحرية، هل يقدّر الأبناء هذه النعمة؟/الكولونيل شربل بركات

المؤتمر الدائم للفدرالية: تعديل قانون الجنسية الذي تطرحه السيدة كلودين عون بغية السماح للأم اللبنانية إعطاء الجنسية لأولادها هو إبادة للمسيحيين

فضائح الاكليروس : من هم الرهبان القابعين في سجن دير القمر ولماذا يصر الراعي على ابعاد المطران نصار

أرقام صادمة: هذا هو عدد الشباب الذي سيغادر لبنان

تقديرات بوجود أكثر من ألف عنصر داخل أراضيها.. المانيا تحظّر حزب الله بالكامل!

هذه هي شروط إسرائيل في مفاوضاتها المرتقبة مع لبنان حول الحدود البحرية/إجراء المحادثات يشكل حدثا دراميا وتل أبيب لن تقبل بإقحام مزارع شبعا/أمال شحادة/انديبندنت عربية

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 6/6/2019

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يجمع التبرعات في الطرقات بعد توقف الدعم الإيراني

إسرائيل ترفع مستوى التأهب على الحدود مع لبنان/أجرت تل أبيب تحسينات على منظومات الدفاع بعد القصف الذي تعرضت له مناطق الشمال أخيراً

إقفال مخيم لنازحين سوريين في لبنان.. واتهام بالعنصرية

نديم الجميل: يدنا ممدودة للجميع لمصلحة لبنان العليا

الكتائب: محاولة التقارب بين التيار والكتائب مرحب بها في كل وقت شرط ان تأتي تحت سقف الثوابت

التنفيعات السياسية تُرهق الموازنة بمؤسسات وإدارات شبه وهمية/عزة الحاج حسن/المدن

جمعية "القرض الحسن".. الناجية من العقوبات الأميركية/سامي خليفة/المدن

علوش لجنوبية: جريمة طرابلس فظيعة والحملات على السنّة مؤشر خطير/أحمد شنطف/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

معلومات أميركية لإسرائيل بضربة وشيكة ضد إيران... وتطالبها بالاستعداد وحذرتها من احتمال شنّ هجمات صاروخية عليها من لبنان أو سوريا/أمجد السعيد/انديبندنت عربية

ترمب: إيران تفشل كدولة وبمقدوري تغيير ذلك/في ذكرى الحرب، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفض امتلاك إيران أسلحة نووية.

ترمب من باريس: نريد خفض نفوذ إيران في المنطقة

قائد أميركي رفيع: تعزيز قواتنا في الخليج لجم إيران

نائب أميركي: ستدمر طهران بفترة وجيزة إذا كررت استفزازها

سفن الفجيرة.. غواصون بزوارق سريعة وضعوا ألغام الهجوم

الوساطة اليابانية بين طهران وواشنطن تبدأ الأسبوع المقبل وزيارة رئيس الحكومة اليابانية إلى إيران ستكون الأولى من نوعها منذ 41 عاماً

السودان.. مجهولون ينهبون الممتلكات في أحياء الخرطوم

غوتيريس يرسل وكيلته لبحث أزمة غريفيثس مع حكومة اليمن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسيحيو لبنان بين "داعش"… و"دواعش"/خيرالله خيرالله/العرب

بعد 14 سنة: بعض أبعاد اغتيال قصير وحاوي وتويني/حنا صالح/الشرق الأوسط

السنّية السياسية تدفع مجدداً ثمن التفاوض الإيراني الأميركي/منير الربيع/المدن

الجديد في المشروع الإيراني ليس إلغاء الحدود عملياً بل الإبقاء عليها نظرياً فالتغيير داخل الحدود هو الأساس/رفيق خوري ة/انديبندنت عربية

تخريب التوازنات اللبنانية والعداوات اللاحقة/وليد شقير/الحياة

طهران تطلق نزار زكا تلبية لطلب لبناني أو أميركي؟ ومصدر سياسي لا يستعبد ان تكون بادرة نحو نزع فتيل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة/سابين عويس/انديبندنت عربية

إسرائيل ترصد "الزحف الهادئ" لإيران في سوريا وتستعد لـ "الحرب بين حربين"/نشرت صوراً لقصف مطار قرب حمص وأنشأت وحدة استخبارية جديدة لمراقبة "حزب الله"/أمال شحادة/انديبندنت عربية

لواء «الفاطميون» يغادر سوريا إلى إيران لمواجهة أميركا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ليبيا الحرة قادمة/نجح الجيش الليبي في تحرير 75 في المئة من البلاد/د.وليد فارس/انديبندنت عربية

الحل الوحيد مع طهران بالدعم الجدي للمعارضة الإيرانية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

حديث الصفقة الذي كان يدق الباب/سليمان جودة/الشرق الأوسط

عامان من العزلة... قطر لم ولن تتغير/إميل أمين/الشرق الأوسط

أخطر فتوى كاذبة خدعت العالم/فارس بن حزام/الحياة

إيران خارج سوريا: الصفقة المقبلة/محمد قواص/العرب

طوكيو بوابة التنازلات الإيرانية/وساطة يابانية وضوء أميركي اخضر وترقب على خط طهران/حسن فحص/اندبندت عربية

من"الله محيي الجيش الحر"..إلى "الرابعة تابعة لله"/مطر اسماعيل/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل ايريناوس: نعمل للمحافظة على التوازن ولا سيما ان الحرب في المنطقة هدفها القضاء على مجموعات كبيرة وتخريب مناطق

ممثل وزير الدفاع وقيادة الجيش في تشييع الشهيد فرحات في برعشيت: لا تهاون مع الإرهابيين الذين لا دين ولا هوية لهم إلا القتل والإجرام واستباحة الحرمات

وقفة في ببنين تضامنا مع الجيش وقوى الأمن واستنكارا لجريمة طرابلس الكسار: لا مكان بيننا للإرهاب والإرهابيين وكفى تشويها لصورة إسلامنا وديننا

بلديات ومخاتير وفاعليات دير الاحمر يؤكدون تمسكهم برفض أي إخلال بالأمن وبحسن الضيافة : ندعو المصطادين بالماء العكر الى الكف عن المزايدات الإنسانية

الحجار: التسوية مع الوطني الحر انتجت الكثير والمطلوب تعديل خطابه

الجامعة الثقافية في العالم استنكرت العمل الإرهابي في طرابلس: لوقف المهاترات والتضامن لدرء الأخطار عن لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لِتَكُنْ سِيرَتُكُم بَينَ الأُمَمِ حَسَنَة، حتَّى إِذَا ٱفتَرَوا عَلَيْكُم كَأَنَّكُم فَاعِلُو سُوء، يُلاحِظُونَ أَعمالَكُمُ الحَسَنَة، فيُمَجِّدُونَ اللهَ في يَوْمِ الٱفْتِقَاد

رسالة القدّيس بطرس الأولى02/من11حتى17/:”يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُنَاشِدُكُم، كَنُزَلاءَ ومُتَغَرِّبِين، أَنْ تَمْتَنِعُوا عنِ الشَّهَواتِ الجَسَدِيَّةِ الَّتي تُحَارِبُ النَّفْس. لِتَكُنْ سِيرَتُكُم بَينَ الأُمَمِ حَسَنَة، حتَّى إِذَا ٱفتَرَوا عَلَيْكُم كَأَنَّكُم فَاعِلُو سُوء، يُلاحِظُونَ أَعمالَكُمُ الحَسَنَة، فيُمَجِّدُونَ اللهَ في يَوْمِ الٱفْتِقَاد. إِخْضَعُوا، إِكرامًا للرَّبّ، لِكُلِّ نِظامٍ بَشَرِيّ: أَمَّا لِلمَلِكِ فَبِٱعْتِبَارِهِ السُّلْطَةَ العُلْيَا، وأَمَّا لِلوُلاةِ فبِٱعْتِبَارِهِم مُرْسَلِينَ مِنْ قِبَلِهِ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرّ، والثَّنَاءِ عَلى فَاعِلِي الخَير. فَإِنَّ مَشِيئَةَ اللهِ هِيَ أَنْ تَكُونُوا فَاعِلِي خَير، لِتُفْحِمُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاء! تصَرَّفُوا كأُنَاسٍ أَحْرَار، لا كَمَنْ يَجْعَلُونَ الحُرِّيَّةَ سِتَارًا لارْتِكَابِ الشَّرّ، بَلْ كَعَبِيدٍ لله. أَكْرِمُوا الجَمِيع، أَحِبُّوا الإِخْوَة، إِتَّقُوا الله، أَكْرِمُوا الْمَلِك.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75542/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d8%b4-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%81%d9%84%d9%86/

في داخل كل إنسان وحش غرائزي مفترس يبقى نائماً ومكبوتاً ومكبلاً طالما بقي الإنسان متواضعاً ومعطاءً ويعرف المحبة وملتزماً بالنعم وبالوزنات التي أعطاها له أبيه السماوي ليستثمرها في أعمال الخير والمحبة والعطاء.

يبقى هذا الوحش في غيبوبة بداخل الإنسان طالما هو يمارس المحبة ومتسلحاً بها أقولاً وأفعالاً وأفكاراً، وفي نفس الوقت مدركاً ومقتنعاً بأنها هي الله، لأن الله هو محبة.

يبقى هذا الوحش دون حراك طالما بقي الإنسان واعياً لقدسيته ولكونه أبن الله، ومؤمناً بأبيه السماوي، وملتزما بتعاليمه ويخافه في أعماله وأقواله وأفكاره ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير.

ففي اليوم الأخير، وبعد أن يسترد الله، الأب السماوي من ابنه الإنسان وديعة الحياة التي هي الروح، فسوف تقف هذه الروح أمام محكمة الرب حيث حساب العقاب والثواب.

في محكمة الرب لا تنفع الإنسان كل ثروات الأرض الترابية، ولا قيمة لها كونها تبقى على الأرض ولا يقدر أن يحمل منها أي شيء إلى هذه المحكمة لأن كل ما هو ترابي إلى التراب يعود ويبقى على الأرض.

أما الشيء الوحيد الذي بمقدور الإنسان أن يحمله معه إلى محكمة الرب فهو الزوادة الإيمانية أي رزم أعماله الأرضية.

على خلفية ما داخل الزوادة الإيمانية هذه، فإما أن يقول الرب للإنسان أدخل إلى بيتي السماوي الذي لم تشده يد إنسان، بل حضرته للأتقياء والمؤمنين والصالحين من أبنائي، أو ينتهي (الروح) في جهنم وفي أحضان نارها ودودها إن كانت زوادته فارغة من الخير والمحبة والأعمال الصالحة، وليس بداخلها غير وحوش غرائزه وشياطينها.

ونعم، فالوحش في داخل الإنسان يصبح هو المهيمن والحاكم والآمر والناهي والمسير عندما يقل إيمان الإنسان هذا، ويخور رجاؤه، ويعود من خلال أعماله وأقوله وأفكاره البعيدة عن المحبة، يعود بجحود وغباء إلى طبيعة الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة الأصلية، ويهجر إنسان القداسة، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

فحين يبتعد الإنسان عن تعاليم أبيه السماوي ويتنكر للمحبة التي الله ويعصاه ولا يلتزم بوصاياه يتحول إلى شيطان على صورة إنسان.

وحبذا لو يعي أفراد طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي والديني أيضاً في لبناننا المحتل بأنه في يوم الحساب الأخير لن تنفعهم كل ثرواتهم الترابية، في حين كانت زوادتهم الإيمانية فارغة من غير كل ما هو أعمال أذية وجشع وطمع وحسد وظلم وافتراء وغش وفساد واستعلاء وشهوات غرائزية وشر بكل تلاوينه.

وليربح الإنسان نفسه عليه أن يضع نص عينيه وباستمرار مثال ذاك الغني وغلاله وشهواته وقصر بصره الإيماني ويتعظ.. كما جاء في إنجيل القديس لوقا 12/من 16حتى21/: وَقَالَ لَهُمُ يسوع: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي. فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ».

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/04 حزيران/2019

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق، فوراء كل مجرم جهادي ووراء كل جريمة جهادية تنظيم وغالباً ما يكون مخابراتي، ومجرم طرابلس في الغالب يندرج في هذا السياق.

The Lone Wolf Jehadi theory is mostly a camouflaging one. In reality behind every Jihadist crime there is an organization and most commonly an intelligence one. The Tripoli Jihadist most probably falls in this category

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة/03 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B7/

 

السيدة سوزان الحاج وضرورة محاسبتها بالقانون وبعدل

الياس بجاني/03 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75429/75429/

هذه السيدة، المقدّم سوزان الحاج، لا يجب أن تُترك هكذا وبكل بساطة وخلافاً لكل ما هو قانون واحترام لحقوق المواطن اللبناني، لا يجب تحت أي ظرف ولأي سبب كان أن تُترك متفلتة من عقاب القانون العادل.

فهي بتصرفها الحاقد واللا اخلاقي واللا أنساني حاولت وبفرح تشويه سمعة إنسان بريء وتدمير حياته ودون أي رحمة أو مخافة من يوم الحساب.

فهي عرضت زياد عيتاني ودون أي مصوغ قانوني للإهانة والتعذيب لمجرد إرضاء رغبات حقدها وذلك عن طريق جنوحها  وفرعنتها في استغلال السلطة.

من هنا، فإن تركها دون عقاب قانوني عادل هو عمل لا أخلاقي وغير قانوني  وغير مقبول لا انسانياً ولا وجدانياً ولا دستورياً.

صحيح هي قريبة نائب ينتمي لتيار المستقبل ومن عائلة لها نفوذ وصاحبة ثروة وعلاقات اجتماعية كبيرة..ولكن القانون يجب أن يكون فوق كل هذه الاعتبارات.

إن ظلمها غير المبرر وافترائها الوقح والفج على زياد عيتاني لا يجب أن يمر دون محاسبة قانونية.

يبقى أن كل مواطن لبناني حر ومؤمن بالحق والعدل في لبنان وخارجة يجب أن يكون الصوت الصارخ المدافع عن العدل وعن حق زياد عيتاني بالعدالة.

وفي ما يتعلق بالحكمة العسكرية فإن اعادة النظر بصلاحياتها وبدورها بات أمراً ملحاً وأكثر من ضروري.

في الخلاصة ليكن العدل هو الفيصل وإلا على الإنسانية والقضاء في لبنان السلام.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان بلد الحرية، هل يقدّر الأبناء هذه النعمة؟

الكولونيل شربل بركات/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75562/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

يقول الدكتور يوسف الحوراني وهو مؤرخ لبناني في كتابه “فلسفة التاريخ – لبنان في قيمه الحضارية – العهد الفيفيقي” وعندما يتكلم عن حدود لبنان الجغرافية:”يبدأ لبنان حيث تبدأ الطبيعة بمساندة حرية الانسان”.

وهو إذ يفسر ذلك يبدأ من حدوده الجنوبية حيث ترسم هذه الحدود في الغرب مرتفعات راس الناقورة التي تشكل عائقا أول يصل حتى البحر ويمتد صعودا إلى المرتفعات التي تفصل سهول عكا الخصبة عن الأرض الصعبة المسالك والقليلة الخصوبة نسبيا في اللبونة والتي ترتفع تدريجيا حتى جبل مارون وتلتف شمالا تاركة هضبة الجش السهلة نوعا ما لتعود شرقا على حدود المرتفعات التي تفصل سهول طبريا والحولة عن ارض جنوب لبنان وهي تكمل شمالا حتى ما بعد المستنقعات لتدور شرقا باتجاه جبل حرمون الذي يفصل سهول حوران الخصبة عن لبنان الشرقي وتكمل شمالا مبتعدة عن سهول الغوطة وما يجاورها لتسلك أعالي القمم الجرداء في السلسلة الشرقية وتدور مجددا في الشمال بعد القاع نحو المرتفعات الصعبة المسالك في منطقة الهرمل وعكار مبتعدة عن سهول الخصب في حمص وحماه ويفصل نهر “الوثير” (يسمى النهر الكبير الجنوبي) الذي يعرف باسمه اليوناني (نهر الحرية) والذي طالما تحدثت عنه الاساطير لأن القادم من الشمال والذي يرى مرتفع القموعة المغطى بالضباب أكثر ايام السنة منتصبا كقبة سماوية يعرف بأنه باجتيازه هذا النهر سوف يدخل إلى بلاد الحرية التي يتعهدها الله وتتقبل كل هارب من جور أو لاجيء من ظلم.

هذه الأرض التي تعتبر وقفا لله في جنوبها وشمالها حيث لا يزال النساك والقديسون يزينون حنايا الجبال صلاة وزهدا ويقربون كل يوم إلى الله أنواع التسبيح والتمجيد هي نفسها لا تزال تضم في الجنوب ومنذ القدم “الربة عناة” و”ياه” و”أون” و”بعل” و”شيت” و”بتاح” كما “آبل” و”بعلة” و”أشيرتا” و”صديق” و”دموزي” و”زو” و”أرميس” وهي تتمسك بالربة الأم في “ام العمد” و”ام عفيه” وام يه” و”ام الزينات” و”ربة لاتين” و”النبية” وهي لا تزال تكرم الانبياء “شمع” و”محيبيب” و”يوشع” و”عويضة” و”ميما” و”طاهر” و”سجد” و”مليخ” و”صافي” و”ميشا” ولا تزال اماكن ذكرت في الكتب المقدسة تعيش في “شلم” التوراتية و”صربتا” ودير “كيفا” ودير “قانون” و”قانا الجليل” وفي قيصرية فيليبس وصور وصيدا وفي بلاد “البشارة” و”ام النور” وسيدة “المنطرة” ودير “انطار”.

وقد زينها “ابو ذر الغفاري” الصحابي المعروف والذي تشيّع معه عدد كبير من السكان المحليين ولا تزال ميس الجبل تفتخر بالجامع المسمى على اسمه.

وحول الحرمون بالقرب من السماء يزهد الموحدون الدروز في خلوات البياضة أعالي حاصبيا ليقتربوا أكثر من الله.

هذه الأرض التي دافع عنها الأجداد وساعدت الطبيعة وتقبل شظف العيش مع الحفاظ على الحرية في بلورة بنيتها الاجتماعية واشكال سكانها ومعتقداتهم وحدود العلاقة بينهم، هي نفسها التي حافظ عليها المقدمون وحماها فخر الدين الكبير ورسم حدودها الجنوبية ناصيف النصار وثبتها الحويك في لبنان الكبير وروى ترابها الرفاق بالأمس كما الآباء قبلهم. وهي لا تقبل أن تتبع لأحد ولا أن تصبغ باي لون ولذا وعندما يصرّ البعض على تغيير وجهها الحقيقي بقوة المال أو السلاح تنتفض لتقلب الواقع المفروض وتعيد الأمور إلى نصابها.

فهل يقدّر اللبنانيون قيمة الأرض التي يعيشون عليها ويكبرون في ظلها وينمون بين قيمها الاخلاقية والاجتماعية والتي يحدها حرية الآخر ويقويها التماسك والتعاون الذي لا يلغي ولا يسيطر؟

 

المؤتمر الدائم للفدرالية: تعديل قانون الجنسية الذي تطرحه السيدة كلودين عون بغية السماح للأم اللبنانية إعطاء الجنسية لأولادها هو إبادة للمسيحيين

http://eliasbejjaninews.com/archives/75553/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%81%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d8%af%d9%8a%d9%84-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86/

الوكالة الوطنية للإعلام/الخميس 06 حزيران /2019/ابدى امين التوجيه في "المؤتمر الدائم للفدرالية" المحامي نديم البستاني، "الإستهجان المطلق لمشروع تعديل قانون الجنسية الذي تطرحه السيدة كلودين عون، بغية السماح للأم اللبنانية إعطاء الجنسية لأولادها".

واعتبر البستاني انه "طرح يتغلف بشعارات المساواة وحقوق الإنسان فيما جوهره عنصري يتوخى القضاء على الوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان، عبر سياسة الإغراق الديموغرافي الإسلامي، كما حصل سابقا في عهد الإحتلال السوري فيما يعني قانون التجنيس".

وقال: "يتقدم المؤتمر الدائم للفدرالية بطرح حضاري حق، يؤمن المساواة بين الرجل والمرأة من دون أن يضرب كرامة أي من مكونات الطائفية في لبنان. فحوى الطرح تعديل قانون الجنسية بغية التشريع للمرأة اللبنانية أن تعطي الجنسية لزوجها وأولادها مثلما يعامل به الرجل، ولكن بشرط وضع الحظر على حق الأم كما الأب بإعطاء الجنسية في حال كان الزواج حاصلا مع أي من مواطني دول الجوار ودول اللجوء، مع التشديد على أن يسري هذا الإستثناء بالتوازي بين الجنسين. وبذلك تكرس مقدمة الدستور (الفقرة "ط") التي تمنع التوطين. على عكس السيدة كلودين عون التي أتت تناقض الدستور وتخالف سياسة العهد الواضحة، من خلال طرحها الخطير". كما شدد على "ضرورة تضمين المشروع المقترح من قبلنا مادة تجرم الزيجات البيضاء مثلما هو معمول في فرنسا حيث تصل العقوبة إلى خمس سنوات سجن، فيتم تكريس الإدانة الجزائية لأية عملية احتيالية على القانون تتخذ الزواج قناعا ووسيلة بغية تحقيق مآرب إقتصادية أو إدارية أو ديموغرافية، على حساب الشعب اللبناني".وختم: "بات من المفضوح أن هناك جهات مشبوهة تضغط منذ مدة لتمرير مشروع تعديل قانون الجنسية، فيما لب قضيتها لم يكن ولا مرة تحقيق شعار المساواة بين الرجل والمرأة، المتباكى عليه فوق المنابر وفي التظاهرات التي تدعي المدنية زيفا، في حين أن الهدف الأساسي هو القضاء على التعددية الطائفية اللبنانية، عبر عملية إغراق وكسح عنصري ديموغرافي بلون واحد. إذ تشير الدراسات الإحصائية أنه بفعل هذا القانون، سيزداد عدد المسلمين 820 ألف شخص، مقابل 50 ألف مسيحي فقط!"

 

فضائح الاكليروس : من هم الرهبان القابعين في سجن دير القمر ولماذا يصر الراعي على ابعاد المطران نصار

خاص - السياسة/الخميس 06 حزيران /2019/لم تأت لحظة انتخاب خلف لمطران أبرشية بيروت المارونية بالخير على الرهبنة. فالمطران بولس مطر أحكم قبضته على أبرشيّته منذ تولّيه القيادة الروحية عليها، لكنّه كشف ومن حيث لم يقرّر عورات لا يستهان بها مذ قرّر الفاتيكان وضع حدّ لتجديداته الكثيرة. فضيحة إيقاف مطران الأبرشية المريمية في مصر لسنوات طويلة فرنسوا عيد، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يجري في أبرشية بيروت. عيد المتّهم بتسجيل عقارات في مصر بإسمه الشخصيّ، كان أصلاً اشتراها ليتم تسجيلها باسم الرهبنة، فُتح ملفّه بعدما كان أبرز المرشّحين لخلافة مطر في بيروت. فتحُ الملف من قبل الفاتيكان، وضع عيد في دائرة الشكّ أولاً ومن ثم أحيل الى التحقيق ليتبيّن أنه أحد أكبر الأثرياء على مستوى الكنيسة، وأنه يفوق في ثروته المطران مطر وكثيرين في الكنيسة في لبنان والعالم. أما المطران مطر والذي تنتهي ولايته السبت المقبل رسمياً حيث لا يعود قادراً على توقيع أي معاملة باسم مطرانية بيروت، فكان ينوي وقبل شهر من الآن بيع عقار في وسط بيروت بقيمة 22 مليون دولاراً أميركياً. العقار الذي تملكه الرهبنة، فضح الأب طوني خضرا مُخطّطًا لبيعه عبر المطران مطر، هذا الأمر فضحه خضرا بالتعاون مع سيمون سعادة صديق المطران مطر، فألغيت الصفقة بضغط من بكركي وبتدخّل مباشر من الفاتيكان. هذا في شأن بيروت ومطرانها السابق ومن ستؤول اليه خلافة مطر. فالأسماء المتبقية هي قيد الدرس وفي روما لأن الكرسيّ الرسولي بات واضحاً في تنقية الرهبنة من الذين يشوّهون صوررتها، ويضربون قيَمها وبالتعاون مع رأس الكنيسة في لبنان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. أما في ما وصلت اليه الأمور في الرهبنة فقضية المطران عيد والمطران مطر أعادت فتح ملفات كثيرة من بلينها ملفات الأبوين دومينيك العلم وشربل حداد ، خصوصاً بعدما تبيّن أن العلم كانت له علاقات مشبوهة في مصر منها الإخلال بالنشاطات الرعوية والإنحياز للأعمال المخلّة بتعاليم الكنيسة، وحين عاد الى لبنان وتسلّم مسؤولياته في دير سيّدة اللويزة تعاون مع الأب حداد مسؤول المالية في الدير يومها وقاما بصفقة مالية كبيرة مشبوهة استوجبت توقيفهما. هذا الملف أيضاً فتح الباب على مصراعيه أمام قضية الأبوين شوقي رفّول وجوزف الحاج في دير سانت ريتا الضبيه، حيث عظم حجم الاختلاسات، وبات أمر توقيفهما ضروريّاً. التوقيفات بمجملها وضعت المخلّين والمرتكبين في سجن دير القمر، سجن الرهبنة حيث يُعاد تأهيل المرتكبين ويُصار الى معاقبتهم حسب الأصول الكنسية. في دير القمر أكثر بكثير ممن ذكرناهم لكنّنا آثرنا إلقاء الضوء على من شوّهوا في صورة الكنيسة وعلى الدور الإيجابي للبطريرك الراعي في محاسبة المرتكبين. الراعي عرض أيضاً في الأسبوع الفائت على المطران المُقال من أبرشية صيدا الياس نصّار منصباً مهمّاً في ضواحي لندن، في خطوة تُبعد نصّار عن لبنان حيث كثرت الانتقادات بحقّه، لكنّها تعطيه دوراً رعويّاً وتبقيه على قيد الأسقفية، في الأمس القريب علم موقع "السياسة" أن المطران نصّار رفض عرض الراعي وهو لا يزال يصرّ على دور أسقفيّ في لبنان.

حتى تتبلور الصورة، يبقى أن على البطريرك الراعي مهمة اختيار مع الكرسيّ الرسولي مطراناً لبيروت، يعيد وهج المارونية اليها، وعليه أيضاً في الأشهر المقبلة العمل على ملفّات من هم في مركز المسؤولية لتطهير الرهبنة من لصوص الهيكل

 

أرقام صادمة: هذا هو عدد الشباب الذي سيغادر لبنان

الكلمة اونلاين/الخميس 06 حزيران /2019/لا توظيف بعد اليوم ونقطة على السطر، هذا ما قرره مجلس الوزراء وادرج قراره في المادة 68 في قانون موازنة 2019 , التي نصت على منع جميع حالات التوظيف والتعاقد في المؤسسات العامة، بما فيها القطاعين التعليمي والعسكري بمختلف مستوياته واختصاصاته تحت كافة التسميات. هذا يعني رمي حوالى 64 الف شاب وشابة على قارعة الطريق او على الطائرات بحثاً عن فرصة عمل في اصقاع العالم، بعدما قررت دولتهم طردهم مقفلة باب التوظيف الشرعي والقانوني أمامهم! فبعد شهر تقريباً سيتخرج حوالى ٣٥ الف طالب وطالبة من كافة الجامعات والمعاهد في لبنان، قد يستطيع 3000 شاب وشابة تأمين فرصة عمل في القطاع الخاص او التعاقد مع احدى المؤسسات العامة، حيث حصر التوظيف في يد الوزير المعني، على ان يتخرج الرقم ذاته تقريباً في العام الدراسي المقبل. وبهذا تكون الدولة طردت اكثر من أربعة وستين الف شاب وشابة خلال السنتين المقبلتين, علماً ان المؤسسات والإدارات العامة فيها شواغر بحوالى 22700 وظيفة، بحسب دراسة أعدها مجلس الخدمة المدنية فيما سيبلغ عدد الوظائف الشاغرة من الان حتى 2021 حوالى 20611 وظيفة اي ما مجموعه 43000 وظيفة، ودائما بحسب مجلس الخدمة المدنية الذي يعتبر ان كل وظيفة لا تتم عبره فهي غير موجودة في سجلاته وبالتالي هي وظيفة غير قانونية. في أي حال فإن اكثر من 60 الف شاب وشابة سيصبحون بلا وظيفة فور تخرجهم فيما الحكومة أوقفت التوظيف، وشرّعت حوالى 140 الف وظيفة تمت سابقاً من دون وجه حق.

 

تقديرات بوجود أكثر من ألف عنصر داخل أراضيها.. المانيا تحظّر حزب الله بالكامل!

الشرق الاوسط/06 حزيران/2019

عاد الجدل إلى ألمانيا حول حظر حزب الله بالكامل، أي بجناحيه السياسي والعسكري، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبرلين الأسبوع الماضي ومطالبته الحكومة الألمانية بحظر التنظيم أسوة بلندن.

ويستعد البرلمان الألماني اليوم الخميس لمناقشة حظر الحزب، بناء على طلب رفعه حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف. وبحسب البيان المرفوع من حزب البديل، الموقع من أعضاء الكتلة النيابية، فهو يدعو "البوندستاغ" إلى إصدار توصية للحكومة الألمانية بحظر حزب الله بالكامل من دون التفريق بين جناحين عسكري وسياسي. وتعتمد ألمانيا سياسة الاتحاد الأوروبي نفسها في التعاطي مع حزب الله، وهي سياسة كانت تعتمدها لندن حتى قبل أسابيع قليلة عندما قررت حظر الحزب بالكامل.

وكتب نواب حزب البديل في بيانهم الذي دعوا البرلمان لتبنيه وإحالته للحكومة، أن حزب الله يمثل تهديدا لألمانيا. وأشار البيان إلى تقرير المخابرات الألمانية الفيدرالية الداخلية أن أعداد المنتمين للحزب في أنحاء البلاد يبلغ نحو 950 شخصا، وأن المخابرات تصنف التنظيم إرهابيا. وأضاف بيان حزب "البديل لألمانيا"، أنه رغم أن عناصر حزب الله لم ينفذوا أي عملية إرهابية داخل الأراضي الألمانية في السنوات الأخيرة وبالتالي لا يشكلون خطرا على الأمن الداخلي، فإن "هذا ليس سببا لعدم حظر التنظيم". وذكر بيان "البديل لألمانيا"، أن حزب الله يستمر بتجديد عناصره في ألمانيا.

ويعارض الحزبان الرئيسيان في ألمانيا، الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي، حظر الجناح السياسي للحزب تماشيا مع الموقف الأوروبي، إلا أن الضغوط تتزايد مؤخرا مع زيادة الاعتداءات المعادية للسامية ضد اليهود في ألمانيا، رغم أن معظم منفذي الاعتداءات ينتمون لليمين المتطرف. وشهدت ألمانيا العام الماضي حوادث متفرقة خاصة بين طلاب المدارس، طلاب من أصول عربية وآخرين يهود، صنفت معادية للسامية. وكان بيان أخير صدر عن المخابرات المحلية في ولاية ساكسونيا السفلى، أشار إلى زيادة أعداد عناصر حزب الله في أنحاء ألمانيا، مشيرا إلى أن عددهم أصبح 1050 عنصرا بحسب إحصاءات عام 2018، مقارنة بـ950 عنصرا عام 2017، فيما بقي عدد المنتمين للحزب في ولاية ساكسونيا السفلى 150 شخصا. وأشار التقرير إلى ارتباط عناصر حزب الله الوثيق بإيران، وإلى أنهم يرتادون المساجد نفسها الممولة من طهران في ولاية ساكسونيا السفلى. وأضاف تقرير المخابرات أنه رغم عدم ظهور عناصر الحزب في تجمعات علنية، فإنه "يجب عدم الاستهانة بقدرتهم على تجميع أنفسهم"، مضيفا أن عناصره ومتعاطفين معه يتوزعون على منظمات كثيرة في ولاية ساكسونيا السفلى. وذكر التقرير أن الرابط مع حزب الله يتم عبر وسطاء يسافرون من وإلى لبنان بشكل دوري.

وتتعرض برلين لضغوط متزايدة من واشنطن لحظر الميليشيا اللبنانية. وغالبا ما يكتب السفير الأميركي في برلين ريتشارد غرينيل، المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على صفحته على "تويتر"، داعيا برلين للتشدد أكثر ضد إيران وميليشياتها.

بضعة أشهر، أعلنت الحكومة الألمانية حظر طيران مهان إير، أمام تزايد الضغوط الأميركية عليها. وقالت حينها إن طهران تستخدم "مهان إير" لنقل أسلحة ومقاتلين إلى مناطق القتال في الشرق الأوسط. وخلال زيارته العاصمة الألمانية الأسبوع الماضي، أثنى بومبيو على قرار برلين حظر مهان إير، ولكنه دعاها لاتخاذ خطوات إضافية.

 

هذه هي شروط إسرائيل في مفاوضاتها المرتقبة مع لبنان حول الحدود البحرية/إجراء المحادثات يشكل حدثا دراميا وتل أبيب لن تقبل بإقحام مزارع شبعا

 أمال شحادة/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019

 بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي عن احتمالات تصعيد تجاه حزب الله في مزارع شبعا، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس أنه أبلغ واشنطن موافقة إسرائيل على المحادثات الفورية مع لبنان حول الحدود اللبنانية، لكنها تشترط عدم إدراج مزارع شبعا والحدود البرية، المختلف عليها في هذه المفاوضات، وهي شروط توقع عسكريون وأمنيون إسرائيليون أن تثير تصعيداً من طرف حزب الله لما تحمله من تنازلات غير مقبولة. وزاد الإسرائيليون على ما يمكن وصفه بـ "التبجح الإسرائيلي"، بأنهم اشترطوا أن تكون المحادثات مباشرة وبوساطة أميركية فقط، عبر مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد من دون أي تدخل من قبل الأمم المتحدة.

حدث درامي

واعتبر مصدر سياسي في حديث إلى القناة "13" للتلفزيون الإسرائيلي أن إجراء المحادثات مباشرة يشكل حدثاً درامياً للعلاقات السياسية الإسرائيلية اللبنانية، مشدداً على أن مزارع شبعا والحدود البرية، وأي خلافات مع لبنان بما في ذلك الغجر، لن تكون في أي مرحلة من المفاوضات.

وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى، مطلع الأسبوع، أنه رصد تحركات لعناصر حزب الله في منطقة مزارع شبعا، وهي تراقب وتستعد لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

حزب الله وإعادة التوتر

واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بأنه يعمل على إعادة التوتر والتصعيد على طول المناطق الحدودية، بما في ذلك محاولة تنفيذ عمليات أو إلحاق الضرر بالجنود الإسرائيليين، كعملية استباقية لقطع الطريق أمام أية مفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية، المختلف عليها، في المناطق الإقليمية في البحر المتوسط بين الطرفين. وبعد الإعلان عن شروط إسرائيل بعدم إدراج مزارع شبعا والحدود البرية لأية مفاوضات مع لبنان، يخشى عسكريون أن ينفذ حزب الله ما يخطط له تجاه إسرائيل من مزارع شبعا، تحديداً.

أهمية إستراتيجية

ويرى الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يعتبر مزارع شبعا ذات أهمية إستراتيجية كبرى له وخسارتها وعدم استرجاعها من إسرائيل يشكلان خسارة لحقّ الحزب في الوجود. ويتوقع الإسرائيليون تنفيذ شروط إسرائيل لما يحمله اتفاق بين الطرفين من مردود مالي ضخم من الغاز الموجود في المنطقة المختلفة عليها، للبنان وإسرائيل معاً. وتعود المشكلة الأساس بين لبنان وإسرائيل حول "البلوك رقم 9"، منذ عام 2009، إذ اكتشفت شركة "نوبل للطاقة" الأميركية كمية من احتياط النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، تبلغ مساحته 83 ألف كيلومتر مربع، قرب منطقة الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية.

حصة لبنان من الغاز الطبيعي

وتبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كيلومتراً مربعاً، وجرى تقسيمها إلى 10 مناطق أو بلوكات، ويمثل هذا البلوك إحدى تلك المناطق. وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن حصة لبنان من الغاز الطبيعي، الموجود في هذا الجزء من البحر المتوسط، تبلغ حوالى 96 تريليون قدم مكعب.

وكانت إسرائيل قد هدّدت، مرات عدة، لبنان، بعرقلة أعمال التنقيب في هذا البلوك، وأعلنت أنه ملك لها وما يقوم به لبنان في تلك المنطقة هو استفزاز لإسرائيل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 6/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تتحرك مياه السياسة الداخلية الراكدة بعد العيد، بفعل شروع مجلس النواب بدرس مواد مشروع قانون الموازنة العامة مطلع الأسبوع المقبل، وسط توقعات بمناقشات حامية لاسيما بعد حادثة طرابلس التي أعادت الحديث عن موازنة الجيش على قاعدة أن الأمن لا يزال يتصدر الأولويات.

الجريمة التي هزت طرابلس ولبنان أثارت القلاقل، ووزير الدفاع الياس بو صعب قال لا شك انها ارهابية، مشددا على توجيهات الرئيس عون بكشف الحقيقة. هذا وقد شعيت برعشيت الشهيد حسن فرحات وسط حزن عارم.

دوليا، احتفالية إنزال النورماندي تحولت منصة لإطلاق الرئيسين الأميركي والفرنسي مواقف من إيران، وعلى الرغم من لهجتها الحادة إلا أنها بقيت تحت سقف الاستعداد للتفاوض، إذ اتهم ترامب طهران برعاية الارهاب، لكنه استطرد: "نحن مستعدون للحوار معها".

هذا ويزور وزير خارجية المانيا ايران الأسبوع المقبل، في اطار جولة بمنطقة الشرق الأوسط تشمل ثلاث دول، يبحث خلالها سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني. تزامن ذلك مع كشف البنك الدولي عن ركود إقتصادي ستعانيه إيران، واصفا إياه بأنه أسوأ مما كان متوقعا من قبل.

في هذا الوقت، أشارت معلومات ديبلوماسية إلى تقديم الامارات والسعودية والنروج نتائج تحقيق مشترك حول عمليات تخريب الشهر الماضي في الخليج، لأعضاء مجلس الأمن الدولي.

إذن برعشيت تشيع شهيدها حسن فرحات، وبو صعب يؤكد فتح تحقيق وعدم السكوت، قائلا: من المبكر تحديد الوضع النفسي للارهابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا صوت اليوم يعلو على صوت الزغاريد الممزوجة بالغصة والحرقة. كل الجهات تحولت جنوبا، وكل العيون شخصت نحو بلدة برعشيت التي استقبلت عريسها الشهيد الملازم أول حسن فرحات ومعها كل أخواتها، من برج رحال وبرج قلاويه وصريفا، حيث احتشد أبناؤها في ساحات الوفاء وأدوا بعضا من واجب لمن ارتقى بشرف وتضحية في سبيل واجبه الوطني.

عاد الشهيد الملازم أول حسن فرحات إلى بلدته عريسا ومكرما ومحمولا على أكف رفاق السلاح والأهل، ومغطى بعلم لبنان، فرفعت له المآذن وقرعت له أجراس الكنائس.

وزير الدفاع الياس بو صعب قدم التعازي لذوي الشهيد فرحات في برعشيت، وأشار إلى ترقية الشهيد فرحات إلى رتبة نقيب بعد انتهاء عطلة العيد، كما سيفتح التحقيق في اعتداء طرابلس من جديد.

ومن ملازم أول إلى نقيب، حمل له الترقية وزير الدفاع الياس بو صعب الذي أعلن مجددا فتح التحقيق في اعتداء طرابلس.

أما التدقيق بأسباب اشتعال فتيل الأزمة بين "الوطني الحر" و"المستقبل"، فينتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لترميم التصدعات التي تعرضت لها العلاقة بين التيارين، وبرزت معها مخاوف من الإطاحة "بالتسوية الرئاسية" خصوصا في غياب مبادرات من زعيمي التيارين، وبرودة حرارة الهاتف بينهما مقابل إرتفاعها على مستوى التخاطب.

وإلى الواجهة تقدمت اليوم إفتتاحية رئيس تحرير "المستقبل- ويب" وعضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" جورج بكاسيني النارية، والتي اتهم فيها جهة سياسية لا تريد الحريري في السلطة لغايات ونيات وتطلعات، وبقوة صوب بكاسيني سهامه إلى الوزير جبران باسيل ومن خلفه العونييين، متكلما بلسان حال الحريري: اللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.

وعليه فإن الأنظار إلى ما بعد عطلة العيد، وعودة الحياة السياسية إلى زخمها، ولا سيما مطلع الأسبوع من باب الموازنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل صحيح أن هناك أكثر من جهة داخلية وخارجية، تعمل على إضعاف الرئيس سعد الحريري ومحاصرة موقعه في المعادلة السياسية والوطنية؟.

السؤال مبرر، في ظل ما شهدته الساحة الداخلية في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل الهجمة التي تتعدد أطرافها وغاياتها على اختلاف مشاربها السياسية والاعلامية.

وفي الآراء التي تتردد في هذا الشأن، أن هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري أن يكون جسرا تعبر فوقه لتعود بالبلاد إلى الوراء، وتجد في التفاهم معه فرصة للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي.

وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحين الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة إلى دوره من مواقع الدفاع عنه. هؤلاء يهجونه في معرض المدح أو يمدحونه في معرض الهجاء... لا فرق. المهم أن يصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة أهل السنة، إذا كانت النتيجة أن تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة.

الرئيس سعد الحريري اقتحم أسوار تعطيل المؤسسات الدستورية، وأقدم بشجاعة رجل الدولة المسؤول على انجاز تسوية رئاسية، انتشلت البلاد من القعر السياسي لتضعها فوق سكة المصالحة الوطنية واعادة الاعتبار لسلطة الدولة. وهو لن يخجل في ما أقدم عليه ولن يتراجع عن ما اقدم عليه، ولن يتردد في حماية أية فرصة تتيح للبنان الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعانيه، لكنه في المقابل لن يتهاون في التصدي لسياسات الاستقواء واخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها إلى سكة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يمينا ويسارا.

تجربة الأسبوعين الأخيرين عينة بسيطة عن حالة التذمر التي نشأت عن تلك السقطات السياسية والقضائية، والتي وضعت الاستقرار السياسي في مهب السجالات، وعن الارادة التي يمثلها الرئيس سعد الحريري في مواجهة محاولات الالتفاف على موقع رئاسة الحكومة والحصار الذي تلتقي جهات داخلية وخارجية على القيام به.

أما الجهة التي تتصرف بما هو أدهى وأسوأ، فإنها تخرج مع الأسف الشديد من أوكار اعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي ل"بيت الوسط"، ولا تكاد أن تلمح تعديا على صلاحيات رئاسة الحكومة حتى تنبري لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السنة في النظام السياسي، وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤولية تجاه هذه الهجمة أو تلك.

ولسان حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمة القائلة "أللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فانا كفيل بهم".

من ينسى كيف فرشوا للرئيس سعد الحريري دروبا من الورود ليمشي فوقها إلى التسوية الرئاسية وانتخاب العماد ميشال عون، وهناك من ينسى أن الرئيس سعد الحريري هو الذي دفع الاثمان الباهظة لسلوك هذا الطريق، وأن البعض الآخر كانوا من جناة الثمار والأدوار والمواقع.

المتطوعون لهذه المهمة يعتلون المنابر، ويستخدمون بعض الأقلام لنشر الأفكار الدنيئة وإشهار الخوف من أن يتحولوا إلى ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل.

من أين لهؤلاء عزة النفس، ومن أين لهم صلاحية الادعاء بأنهم يدافعون عن حقوق أهل السنة إذا كانوا يعتقدون لثانية واحدة، أن في مقدور أي قوة في العالم أن تجعل من مكون لبناني، ماسح أحذية عند هذه الجمهورية أو تلك؟.

هدفهم فقط الاساءة للرئيس سعد الحريري، حتى ولو اضطروا إلى أن يكونوا ماسحي احذية.

بئس هذا المنطق وهذه النفسية وهذا الشعور الدوني وهذه الأقلام التي تجعل من المواقف الوطنية للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر. أركان السنة في لبنان متراس في ظهر الرئيس سعد الحريري، وهو على خط واحد وقلب واحد مع دار الفتوى، ومع رؤساء الحكومات السابقين، أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس جديدا على الجنوبيين وداع الشهداء، وليس غريبا أن يوارى شهداؤه العسكريون قرب شهدائهم المقاومين.

هكذا كان اليوم المشهد في بلدة برعشيت، مع تشييع الشهيد النقيب حسن علي فرحات الذي جمع مسار وفاء انطلق من الجنوب إلى الشمال، ثم عاد نبراس شرف وتضحية إلى أرض تحتضن تلاحما ماسيا وتكاملا في الانجازات.

التشييع المهيب الذي شاركت فيه القرى الجنوبية، لا يطوي فصل جريمة طرابلس الارهابية، بل يفتحها على مصراعيها على قضايا أخرى، مع اعلان وزير الدفاع الياس بو صعب من برعشيت، أن تحقيقا سينطلق غدا لمعرفة أسباب وخلفيات اخراج الارهابي عبد الرحمن المبسوط من السجن، بعد أن أكد ملفه الأمني تورطه بالارهاب.

رفع الملابسات المحيطة بالجريمة التكفيرية مطلوب، والتحقيقات منتظرة، أكد النائب حسن فضل الله من تشييع الشهيد فرحات، أما الوطن فيسبقى محميا، ولكن على الأجهزة الأمنية اليقظة والاستنفار على مدار الساعة.

ساعات تفصل لبنان عن نهاية عطلة العيد، والعودة بالتالي إلى خضم السياسة وأعطالها وملفاتها التي تتصدرها خلال الأيام المقبلة مناقشة مشروع الموازنة في مجلس النواب بما يحمل من عقد وخروق غير مرغوب بها سجلت في الجلسات الحكومية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد تطورات الأيام الأخيرة، سياسيا وأمنيا، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

أولا: لا تزال الأخطار الأمنية والسياسية محدقة بلبنان، على رغم أن الوضع الاقتصادي المأزوم استقطب الأنظار في المرحلة الماضية، في موازاة درس مشروع قانون الموازنة، وما رافقه من طروحات ومزايدات.

ثانيا: لا يزال اللبنانيون على تصميمهم على حماية لبنان، بالوقوف صفا واحدا خلف الجيش والقوى الأمنية لمواجهة الإرهاب، وبالحفاظ على تفاهماتهم الوطنية العابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، تكريسا لشبكة الأمان. وفي هذا الإطار، تتجه الأنظار اعتبارا من الأسبوع المقبل نحو دار الفتوى، التي ستشهد وفق معلومات الـ OTV حركة زوار ومواقف تصب في هذا الاتجاه.

ثالثا: لا تزال مسألة النزوح السوري ترخي بظلالها على المشهد الداخلي، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، وبمنسوب يرتفع أكثر فأكثر يوما بعد يوم. ولعل في ما جرى أمس في دير الأحمر من اعتداء على سيارة تابعة للدفاع المدني اللبناني، جرس إنذار جديد، لا يمكن لأي مسؤول، كما للحكومة مجتمعة، أن تتجاهله بعد اليوم.

رابعا: لا يزال الهم الاقتصادي أولوية، وفي هذا الإطار، يرتقب أن يعود ملف الموازنة إلى دائرة الضوء، مع مواصلة لجنة المال والموازنة لعملها، تمهيدا لإحالة المشروع على الهيئة العامة لإقراره، تماما كمواصلة البحث في سبل الانتقال بالاقتصاد الوطني من الريع إلى الانتاج.

خامسا وأخيرا: لا يزال لبنان الرسمي والشعبي، يعول على موسم صيف واعد، أولى تباشيره غدا مع التئام مؤتمر الطاقة الاغترابية في نسخته السادسة، حيث يشارك رئيس الجمهورية في جلسته الافتتاحية، في رسالة جديدة إلى العالم بأن لبنان وطن حي، وأنه يتحدى الموت يوميا بحب الحياة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لطالما جمعت محاربة الإرهاب والإرهابيين كل اللبنانيين على مختلف مشاربهم، ولطالما تفاخرت الدولة بأن العصبة المتينة بين أبنائها وبين سياسيها، منعت قيام بيئة تحتضن هذه الآفة في ربوعنا، فهل يعقل أن ينسف إرهابي من وزن المبسوط دعائم الحكومة والطبقة السياسية معا، فيبسط أساريره في جهنم حيث هو ويفرح مشغلوه إن وجدوا، بأن جريمته الرباعية أنتجت هذا الكم من الخلافات والإنقسامات؟، وهل هناك ما يضاعف ألم الشهداء ويصور الجريمة وكأنها قضت على مئات أبطال الجيش والقوى الأمنية، أكثر من تناتش التحقيقات واشتعال السجالات السياسية والطائفية العقيمة، كما هو حاصل الآن؟. طبعا لا.

إذا وكي لا تكون الطبقة السياسية في شركة مع المبسوط، عليها سلوك طريق التعاون، إنقاذا للمصلحة العليا القائمة حتى الساعة على الإنجازات الأمنية فقط، والعمل على تحقيق نظيف لا يترك نقطة رمادية واحدة في متنه، كي لا يستسهل الإرهابيون تكرار جرائمهم.

إنجاز تحقيق نظيف وغير مسيس تنفذه الأجهزة الأمنية مجتمعة برعاية القضاء، يتيح لأهل الحكم والحكومة التفرغ للملفات الحياتية والإقتصادية الملحة، التي خففت العطلة من وهجها ولم تلغها. فبدءا من الأسبوع المقبل على الحكومة التعالي على الخلافات الناشئة، فتعقد جلسة لمجس الوزراء، ما يزيل كل الالتباسات حول مستقبل الحكومة، والتي نشأت بفعل الجفاء الذي أصاب العلاقة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل.

بعد تجاوز هذا المطب، هناك ورشة الموازنة التي على ما يبدو ستتعرض بندا بندا إلى نقاش عميق وغير سهل، خصوصا إذا صدقنا لجنة المال رئيسا وأعضاء، بأنهم لن يكتفوا بإجراء تعديلات تجميلية طفيفة عليها، بل قد يذهبون إلى حد إحداث تعديلات إصلاحية أساسية في بنيتها، بما يجعلها أكثر رشاقة وفعالية.

ولا تنته التحديات هنا، فملف التعيينات الإدارية بركان قائم قد يفجر ما بقي سالما من وحدة أهل الحكم، إذا ظل الجنوح إلى التعاطي معه بفئوية وكيدية وتوغل، قائما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ودع لبنان اليوم الشهيد الرابع للجريمة الإرهابية في طرابلس، النقيب الشهيد حسن فرحات.

وإذا كان يفترض بالجريمة الإرهابية أن تشكل حافزا لوضع المماحكات جانبا لاستكشاف مضاعفات ما تسبب به "الذئب المنفرد" مبسوط، وما إذا كان فعلا منفردا أو لديه "رفقة"، فإن ما بعد الجريمة فتح الباب على مصراعيه لسجالات غير منفردة ولاسيما بين طرفي "التسوية الرئاسية"، وقد جاءت الجريمة لتشكل بندا إضافيا من بنود الخلافات المتراكمة.

إنها ببساطة، النار فوق الرماد، وقد تأججت اليوم بعد الكلام العالي السقف الذي أدلى به وزير الدفاع، موحيا بأن شيئا ما ما زال مخفيا، قائلا: "لن نسكت عن شيئ نعرفه، والحقيقة يجب ان تظهر". وبلغ سقف بو صعب حد التشكيك بكلام المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان عن الاضطراب النفسي للإرهابي فقال: "من المبكر أن نقول ما إذا كان الإرهابي لديه حالة نفسية".

رد "المستقبل" جاء لافتا، إذ نشر نص الحكم الصادر بحق الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، وهو الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتاريخ 20 كانون الثاني 2017، والذي قضى بتوقيفه سنة ونصف سنة.

وبهذا النشر يكون "المستقبل" قد رد على طروحات تعتبر ان الإرهابي حصل على رعاية أو عناية أو تخفيف من تيار "المستقبل".

وهذا المساء كان لافتا أن تلفزيون "المستقبل" هاجم من وجدوا في التفاهم مع الرئيس الحريري فرصة للتطاول على صلاحياته. كما هاجم جهات هي من البيئة السياسية للرئيس الحريري. السؤال هنا: كيف ستتطور الأمور؟، وكيف سيكون الوضع على طاولة مجلس الوزراء بين طرفي التسوية، إذا كان الوضع متفجرا إلى هذا الحد؟. وفي ظل أي جو سيتواصل مسار الموازنة؟.

ورشة الموازنة تعاود الإثنين المقبل، وسيتم تكثيف اجتماعات لجنة المال والموازنة حتى رفع مشروع القانون إلى الهيئة العامة. وفي الإنتظار اللهيب السياسي بين أفرقاء السلطة التنفيذية متواصل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ارتقوا في الشهادة، ورصعوا بالنجوم، لكن عريس الجنوب زف اليوم إلى المثوى الأخير، على وعد من ولي الدم بأننا لن نسكت عن شيء نعرفه، ومهما علت الأصوات فلا شيء سيوقفنا. في الرسالة برقية عاجلة إلى من أطلق الحكم قبل التحقيق. نيشن وزير الدفاع على اللواء، حدد الإحداثيات وأطلق موقفا أصاب الموقع الأمني وغطاءه السياسي بالقول: إن ما حدث في طرابلس عملية إرهابية، ومن المبكر التحديد ما إذا كان الإرهابي يعاني وضعا نفسيا أم لا، وهناك تحقيق.

وإذا ما سلك التحقيق طريق الحقيقة، ولم يتوار خلف خطوط التوظيف السياسي، عندها تكون الدماء التي أريقت على إسفلت طرابلس لم تذهب "فرق" عملة بين أمن يدار "بأم العريف"، وقضاء ممسوك بخطوط سياسية ساخنة، وسجون يدخلها المتهم "فرخ إرهابي" ويتخرج منها بشهادة عليا في الإرهاب، وبكفالة مالية قدرها ولاء للزعيم ومواكب مرافقة "وحبة مسك".

من وجع المجزرة، تجددت صرخة المحاربين القدامى، فأعلنها العسكر ثورة على الحكومة ببلاغ ناري من العيار الثقيل، ساواها بالحذاء، وحذرها من مصير ينتهي بحاويات النفايات، وأعد لها مفاجأة في المكان والزمان والحشد، كل ذلك مؤجل إلى ما بعد عطلة العيد.

في وقت انقسمت فيه رؤية هلاله بين معسكرين، فأعاد هلال شوال خلط الأوراق السياسية في المنطقة وبين المحاور، ضم دولا وفرز أخرى. الانقسام العربي الإسلامي التمس هلاله من المرصد الإيراني، وثبت بوجه العداء والولاء لطهران، التي كانت اليوم محور الإنزال الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في النورماندي، والتقى على هامش الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكاد ترامب يقول للإيرانيين: فاوضوني.

أما الغائب الأبرز عن احتفال النصر على الفاشية، فكانت روسيا، وللقيصر في رده شؤون، إذ فتح أبواب الكرملين ليدخلها العملاق الصيني، في قمة ثنائية أنتجت اتفاقيات تسمن وتغني عن عقوبات.

أما ما لم يثبت مستقبله بالوجه الشرعي فهو السودان الذي دخل مرحلة خيارات أحلاها مر، وباتت المواجهة بين الحراك والعسكر أمرا لا مفر منه، على الرغم من الوساطة الأثيوبية، فإما العسكر وخيار القمع مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات سياسية وعسكرية خطرة، وإما انقلاب من داخل الجيش على المجلس العسكري يقوده الضباط الشباب المناصرون لشعبهم، وإما الفوضى، وجمعة التظاهرات غدا لناظرها قريب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يجمع التبرعات في الطرقات بعد توقف الدعم الإيراني

العرب/07 حزيران/2019

الحزب يعاني أزمة مالية

بيروت - عكست الحواجز التي أقامها حزب الله في مناطق سيطرته في لبنان من أجل جمع التبرّعات الأزمة المالية والسياسية التي يعاني منها الحزب في ضوء العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وقالت أوساط سياسية لبنانية إن الحزب استغل هذه الأزمة للتعبئة الداخلية في وقت بدأ المجتمع الشيعي اللبناني يطرح تساؤلات عن الجدوى من تدخل الحزب عسكريا في سوريا.ولاحظت هذه الأوساط التي لديها اطلاع على ما يدور في المناطق الشيعية أنّ الحزب تفادى إقامة حواجز لجمع التبرعات في مناطق مسيحية أو سنّية أو درزية خشية حصول أي احتكاك مع الطوائف الأخرى من جهة وتفادي أي إحراج يمكن أن يسببه لحليفه المسيحي (التيار الوطني الحرّ) من جهة أخرى. واعتبرت ذلك إشارة إلى أنّه يتحكّم كليا بالمناطق الشيعية في لبنان وأن قبضته قويّة جدا في تلك المناطق. وأوضحت أن الهدف من الحواجز ليس جمع التبرعات بقدر ما هو رسالة موجهة إلى الشيعة عموما. وقالت الأوساط في تصريحات لـ”العرب” إن فحوى الرسالة أن الحزب يسيطر على مناطقه بإحكام شديد وأن لا مكان في هذه المناطق لأيّ صوت شيعي معترض أو لتساؤلات في شأن جدوى التدخل في سوريا وكلفة هذا التدخل ماليا وبشريا. وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله صعّد من لهجته في الخطاب الذي ألقاه، الجمعة الماضي، بمناسبة “يوم القدس الذي تحتفل به إيران وأذرعها من الميليشيات في العراق ولبنان واليمن.وتحدّث نصرالله في ذلك الخطاب عن صواريخ دقيقة يمتلكها الحزب وعن الاستعداد لإنشاء مصانع لإنتاج الصواريخ في لبنان.

وفسرت الأوساط السياسية هذا التصعيد بالرغبة في القول لأنصاره في لبنان إن العقوبات الأميركية لن تؤثر على الحزب وإنّه متمسك بسلاحه وخياره الإيراني أكثر من أي وقت.

وبدأت العقوبات الأميركية على إيران تؤثر بشكل واضح على حزب الله، بعد انقطاع الدعم الذي كان يصله من طهران. وسبق وأن قدرت الولايات المتحدة قيمة الدعم الذي كانت تقدمه إيران لحزب الله بنحو 700 مليون دولار سنويا. واعتبرت المحللة السياسية كلوي كورنيش أن حزب الله يشعر بالألم جراء صعوبة حصول إيران على السيولة المالية إثر العقوبات التي فرضتها واشنطن. وقالت كورنيش المتخصصة بشؤون لبنان والعراق وسوريا في تقرير لها بصحيفة فاينشيال تايمز البريطانية “إن حزب الله عمد إلى جمع تبرعات خلال رمضان على نطاق واسع، وجاب بمكبرات الصوت المركزة على السيارات في شوارع بيروت، كما تداول مناصرو الحزب رسائل نصية على وسائل التواصل الاجتماعي تطالبهم بالتبرع ولو بدولار واحد للحزب”. وأضافت أن الأزمة المالية التي تعصف بالحزب دفعت حسن نصرالله إلى إعلان “الجهاد المالي” بعدما توقف دعم إيران للحزب بسبب إعادة فرض العقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة. يأتي ذلك في وقت طالب فيه أعضاء في البرلمان الألماني بحظر حزب الله واعتباره تنظيما إرهابيا. وناقش البرلمان الألماني، الخميس، حظر حزب الله بناء على طلب رفعه حزب البديل اليميني. ودعا البيان المرفوع من حزب البديل إلى إصدار توصية للحكومة الألمانية بحظر حزب الله بالكامل من دون التفريق بين جناحيه العسكري والسياسي. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد حث الأسبوع الماضي ألمانيا على أن تحذو حذو بريطانيا وتحظر حزب الله اللبناني.

ولفتت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن النقاش البرلماني في ألمانيا بشأن حظر حزب الله يشكل تطورا مهما داخل الاتحاد الأوروبي أيا كانت نتائج هذا النقاش. وأوضحت أن انضمام بريطانيا إلى الولايات المتحدة في وضع الحزب بجناحيه السياسي والعسكري على لوائح الإرهاب عدّ مؤشرا أول على احتمال نزوع الأوروبيين نحو الانضمام إلى جهود واشنطن في شأن مكافحة ما يمثله حزب الله داخل ملف الإرهاب في العالم. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي ما زال يعتبر أن الجناح السياسي لحزب الله ليس إرهابيا ويتم التواصل والتعامل معه، إلا أن تأكيد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن الحزب واحد وليس لديه جناح عسكري يختلف عن الجناح السياسي يطرح أسئلة على الدول الأوروبية حول الحكمة من وضع حدود بين جناحين في وقت ينكر فيه الحزب وجود هذه الحدود. ويلاحظ خبراء في شؤون أذرع إيران في العالم، أن العواصم الدولية تناقش مسألة التعامل مع حزب بصفته حالة استثنائية يختلف التعامل معها مع بقية الميليشيات التابعة لطهران. ويستنتج هؤلاء أن الحزب بات عقبة حقيقية أمام قيام الدولة في لبنان وأداة من أدوات عدم الاستقرار التي تستخدمها إيران في الشرق الأوسط. ويدور القلق الألماني والبريطاني حول مسألة تنامي النفوذ الذي يمتلكه الحزب داخل الجاليات الأجنبية، كما على رواج شعارات وأنشطة لا تتماشى مع القيم الأوروبية، ناهيك عما يمثله هذا النفوذ من تهديد واختراق أمنيين. واعتبر بعض المحللين أن استجابة البرلمان الألماني لمناقشة مسألة دعا إليها بومبيو في زيارته الأخيرة لبرلين على منوال ما فعلت واشنطن ولندن، تعد تحولا في المزاج الألماني العام إزاء قضايا لطالما اختلفت ألمانيا في مقاربتها عما هو معمول به في الولايات المتحدة. ويرى هؤلاء أن نقاش الموقف من حزب الله يبعث برسالة نوعية لافتة إلى إيران وحزب الله، وقد يرفد الموقف الأميركي في مسعاه لفرض شروط إبرام صفقة جديدة متطورة مع طهران. وقالت مصادر في بيروت إن تحوّل الموقف الأوروبي من حزب الله سيفرض قيودا على شبكات الحزب المالية في أوروبا سواء تلك التي توفرها تبرعات المناصرين أو تلك التي تستخدم في نقل أموال لصالح الحزب مصدرها أنشطة مشبوهة في مناطق أخرى من العالم.

 

إسرائيل ترفع مستوى التأهب على الحدود مع لبنان/أجرت تل أبيب تحسينات على منظومات الدفاع بعد القصف الذي تعرضت له مناطق الشمال أخيراً

أمال شحادة/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019/ في قرار أدخل منطقتي الشمال والجنوب في إسرائيل في أقصى درجات الاستعداد والتأهب، نشر الجيش الإسرائيلي عشرات منظومات الدفاع الصاروخية عند حدوده مع قطاع غزة وسوريا ولبنان، إضافة إلى البلدات التي تعتبرها إسرائيل مهددة من قبل صواريخ حزب الله وإيران. وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي، في حديث إعلامي، أن القصف على مطار T4 والقصف السوري على منطقة جبل الشيخ، أحدثا نقطة تحول في كيفية التعامل مع التحديات المحدقة بإسرائيل من مختلف الجبهات.

خطة دفاعية جديدة

وفق ما نقل الموقع الإخباري الإسرائيلي "واللا"، فقد أعلن الجيش رفع مستوى التأهب وأجرى تدريبات عسكرية بشأن احتمال تعرض إسرائيل لقصف في الشمال. في المقابل، وضعت خطة لتحسين الدفاع، نفذت المرحلة الأولى منها بنقل منظومات دفاعية جديدة إلى الجنوب حول عسقلان وسديروت ومدن أخرى، لتضاف إلى المنظومات المحيطة بغلاف غزة. كما نشرت المنظومات الدفاعية في المدن الإسرائيلية كافة، التي تُدرجها المؤسسة الأمنية ضمن أهداف صواريخ إيران وحزب الله، في الشمال والمركز. وكشف الموقع عن أن وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة الأمن، طالبتا أن تستهدف المنظومات، التي تنتشر في المدن الإسرائيلية، احتمالات سقوط صواريخ على مناطق مفتوحة، مثل الحدائق ومحطات الباصات ومناطق فيها تجمعات سكانية، خالية من أي وسيلة دفاع. وبناءً على خطة الدفاع الإسرائيلية الأخيرة، أجريت تحسينات وتعديلات على منظومات الدفاع، بما يتوافق والتهديدات المتوقعة والصواريخ التي يمتلكها حزب الله وإيران ويُحتمل إطلاقها على إسرائيل. ومن بين هذه التحسينات وضع باب حديدي ثقيل وسميك على المنظومات لاحتمال حصول قصف مكثف قد يخترق المنظومة نفسها.

إيران مركز ثقل

اعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية تامير هايمن، خلال معرض للأسلحة الإسرائيلية، أن عمليات القصف الأخيرة التي تعرّضت لها المناطق الإسرائيلية من جهة سوريا، إضافة إلى التفاعلات عند الحدود الشمالية تجاه لبنان، بما في ذلك مزارع شبعا، هي من تخطيط روسيا، مدعياً أن "الهيمنة الروسية في المنطقة باتت ملموسة"، وأن موسكو تفتعل الصدامات لتبقى في محور اتخاذ القرارات في المنطقة. وقال هايمن إن إيران هي مركز ثقل إقليمي في الشرق الأوسط، وتؤثر بواسطة نشر التكنولوجيا الخاصة بها، والأموال التي تقدمها لمجمل اللاعبين في المنطقة، بينما لا تزال تحت الضغوط الأميركية. أما بالنسبة إلى لبنان، فادعى هايمن أنه بموجب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا يزال حزب الله تحت المراقبة والرصد الإسرائيليين. وأضاف "تحاول إيران خلق نفوذ لها من خلال إنتاج الصواريخ داخل لبنان وتطويرها، ونحن نتابع ذلك، ولن نسمح به. نرى أن لبنان يواجه ضغوطاً أميركية تغيرت قليلاً بعد تولي مايك بومبيو منصب وزير الخارجية، الأمر الذي دفع حزب الله إلى إطلاق تصريحات بشأن الصواريخ الدقيقة". وواصل هايمن قائلاً "الاستخبارات العسكرية ليست بحاجة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ليتحدث عن وضع هذا المشروع، فالاستخبارات العسكرية تعرف ذلك جيداً أكثر منه، وكل ما كشفه معروف"، مشدداً على أن صواريخ الحزب "ليست دقيقة".

 

إقفال مخيم لنازحين سوريين في لبنان.. واتهام بالعنصرية

بيروت- جوني فخري/العربية/06 حزيران/2019/لا تزال بلدة دير الأحمر البقاعية (قضاء بعلبك- شمال شرق لبنان) تعيش ترددات التوتر الذي شهده مخيم للنازحين السوريين يوم الأربعاء. وقد بدأ فتيل هذا التوتر بعد أن أقدم عدد من النازحين السوريين على رشق سيارة للدفاع المدني بالحجارة، لانزعاجهم من تأخرها في الوصول إلى حريق شبّ قرب مخيمهم، على حد تعبيرهم، ومن الغبار الذي سببته أثناء اطفاء الحريق، ما أدى إلى سقوط جريحين، أحدهما أصيب في رأسه ونقل على اثرها إلى المستشفى ويُدعى حميد جريش بالإضافة الى تحطّم زجاج الآلية وأضرار فيها. وأدى هذا الاعتداء الذي أوقف فيه الجيش 33 سورياً، إلى استياء وغضب كبيرين بين أهالي دير الأحمر، ما استدعى تدخّل محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر، وإصداره قراره بمنع تجوّل النازحين السوريين في دير الأحمر لمدة 24 ساعة، منعاً لمزيد من الاحتقان، وتجنّباً لأي إشكال قد يطرأ بين الطرفين على ما جاء في نصّ القرار. كما عمد اتحاد بلديات المنطقة إلى تفكيك خيم النازحين عند مدخل بلدة دير الأحمر، ومنع النازحين من العودة إليه. إلا أن قرار المحافظ أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعية، حيث اتهم بالعنصرية من قبل العديد من اللبنانيين والسوريين على السواء. "قرار ضمن صلاحياتي" ورداً على اتّهامه بـ"العنصرية" بسبب قرار منع التجوّل، أوضح خضر لـ"العربية.نت" "أن لكل ظروف قراراتها، وأنا كمحافظ ورئيس للمجلس الأمني الفرعي من مهمتي السهر على تطبيق القوانين ومنع أي اخلال بالأمن والاستقرار، والقرار الذي اتّخذته يأتي في صلب صلاحياتي حفاظاً على السلم الأهلي." وتابع قائلاً:" أنا حميت أهالي دير الأحمر من ردّات الفعل والسوريين من أي عمل كان سيطالهم".

النازحون يتهمون عناصر الدفاع المدني

وفي حين أكد أهالي دير الأحمر أن النازحين السوريين هم من اعتدوا على عناصر الدفاع المدني بالحجارة ضمن عمل منظّم مُخطط له مُسبقاً، وهو ما ألمح إليه نائب المنطقة طوني حبشي في بيان الاستنكار للحادثة، من خلال مطالبته الجيش اللبناني بتفتيش دقيق للمخيم في ظل المعلومات عن افتعال الحريق وظهور أسلحة بيد بعض النازحين وتكرار الاشكالات معه، روى بعض النازحين للعربية.نت أن عناصر الدفاع المدني هم من بادروا إلى "شتم" سكان المخيم وتحطيم خيمهم عمداً ما ادّى إلى حدوث الإشكال. من جهته، لفت المحافظ بشير خضر إلى "أنه مهما كانت الرواية، لا يجوز الاعتداء على عناصر دفاع مدني كان يقومون بواجبهم الانساني. ولنفترض أن آلية الدفاع المدني سبّبت ضرراً في إحدى الخيم التابعة للنازحين كما يدّعون بسبب سرعتها، فإنه في حالات الطوارئ نرى عناصر الدفاع المدني يُحطّمون جدران ومنازل من أجل إخماد الحريق وإنقاذ الضحايا، فكيف بالحري في مخيم مساحته الجغرافية ضيّقة والحريق كان يُهدد سكان المخيم. أهكذا يُكافئ عناصر كانوا يقومون بواجبهم برشقهم بالحجارة؟ هذا لا يجوز". وتضمّ منطقة دير الأحمر نحو 6000 نازح سوري يتوزّعون على مخيمات عدة في السهل وعلى الاطراف.

إقفال مخيم النازحين

من جهته، أكد رئيس اتّحاد بلديات دير الأحمر المحامي جان فخري لـ"العربية.نت" "أن لا عودة عن قرار إقفال المخيم على مدخل بلدة دير الأحمر وعدم السماح للنازحين بالعودة إليه"، موضحاً "أن التدبير يطال فقط هذا المخيم وليس المخيمات الأخرى، ويُمنع عودة سكانه إلى العمل أو السكن ضمن نطاق منطقة دير الأحمر". وكلّف اتّحاد بلديات دير الأحمر شرطة البلدية تأمين الحراسة للمخيم وعدم السماح لسكانه بالعودة إليه بعدما أخلوه الأربعاء اثر الحادث. وهو يضم نحو 90 خيمة يسكن فيها قرابة الـ750 نازح سوري. وبدأت ورشة تفكيك الخيم ونقلها خارج نطاق منطقة دير الأحمر بناءً على قرار من البلدية.

الاعتداء على أحد عناصر الدفاع المدني اللبناني

وأسف رئيس اتحاد البلديات لوضع الحادث وقرار البلدية في اطار "العنصرية"، قائلاً "أننا اضطررنا لاتّخاذ هذه الاجراءات الصارمة حفاظاً على سلامة النازحين ومنع تفاقم الأمور". إلى ذلك، أضاف: "نحن كسلطة محلية على تعاون وتفاهم تام مع النازحين"، موضحاً "ان نحو 80% من النازحين في المنطقة تسقط عنهم صفة النازح، لأن منهم من يعمل في الزراعة كشريك لأصحاب الأرض لا كعمّال، ومنهم من يملك مصلحة تجارية خاصة، ما يعني أنهم يعيشون حياةً كريمة بين أبناء دير الأحمر ويعاملون بطريقة جيّدة بعيدة كل البُعد عن العنصرية كما يروّج". وأمهلت بلدية دير الاحمر سكان المخيم مهلة 24 ساعة لإخلائه والا سيتم احراق الخيم.

"ممنوع عودتهم إلى المخيم"

وتعليقاً على الشائعات التي راجت حول التهديد بحرق الخيم، نفى فخري "صدور قرار بحرق الخيم"، إلا أنه أكد "أنه ممنوع على النازحين العودة إلى هذا المخيم أو أي مخيم آخر ضمن نطاق دير الأحمر، لأن همّنا حماية السلم الاهلي وتخفيف الاحتقان". أما عنصر الدفاع المدني حميد جريش الذي اُصيب في رأسه ورضوض في جسمه، فأكد لـ"العربية.نت" "أنه رأى اثنين من سكان المخيم يحملون سلاحاً اثناء وقوع الاشكال، والجيش اللبناني صادر الاسلحة اثناء مداهمته المخيم". وعمّا حصل، قال "وردنا اتّصال بان حريقاً شبّ قرب مخيم النازحين عند مدخل دير الاحمر، فسارعنا الى المكان ودخلنا المخيم إلا أنهم انزعجوا من غبار التراب بسبب سرعة آلية الدفاع المدني وبدأوا بشتمنا قبل أن يرشقوننا بالحجارة، حتى أنهم اقتادوا أحد عناصر الدفاع المدني إلى داخل خيمة في المخيم بعدما رأوه مسرعاً في اتّجاه حاجز الجيش لإبلاغه بما حصل، وأجبروه على أن يجثو على ركبتيه".

في المقابل، ينفي أهالي المخيم تلك الرواية، ويؤكد بعضهم أن عناصر الدفاع المدني شتموهم.

 

نديم الجميل: يدنا ممدودة للجميع لمصلحة لبنان العليا

الخميس 06 حزيران 2019 /وطنية - جاءنا من مكتب النائب نديم الجميل الآتي: "شارك النائب نديم الجميل في حفل العشاء الذي أقيم بعد حفل تكريم الدكتور ابراهيم ريشا من قبل الهيئة الثقافية في البترون في مجمع "بترون فيلاج" في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب إدي معلوف، الوزيرين السابقين كريم بقرادوني وسجعان قزي، رئيس هيئة الشورى في حزب الكتائب جورج شاهين، النائب السابق لرئيس الحزب رفيق غانم، أعضاء في المكتب السياسي الكتائبي الحالي والسابق، رؤساء أقاليم ومسؤولين حزبيين، وألقى الوزير باسيل كلمة بالمناسبة، ثم كانت كلمة للنائب الجميل، هنأ فيها ريشا "المناضل الكتائبي على تكريمه"، لافتا الى "أن الكتائب برجالاتها متواجدة في كل المواقع السياسية والعلمية والثقافية". وقال: "نحن نؤكد على ثوابت الحزب والتواصل مع كل الاحزاب وكل اللبنانيين، ومن الضروري أن نمد الجسور والأيدي الى الجميع للتأكيد على تضامن المجتمع، فالكتائب ليست فقط بشر وحجر إنما مسيرة نضال مستمرة منذ سنة 1936". وختم: "بحضور رئيس التيار الوطني، نقول، أنه يمكننا أن نختلف في السياسة وفي المواقف، ولكن هدفنا الأول هو مصلحة المسيحيين من أجل خدمة لبنان. لذلك مثلما مددت اليد للكتائب، نحن أيضا مستعدين لمد اليد للجميع من أجل مصلحة لبنان العليا"

 

الكتائب: محاولة التقارب بين التيار والكتائب مرحب بها في كل وقت شرط ان تأتي تحت سقف الثوابت

الخميس 06 حزيران 2019/ وطنية - صدر عن مجلس الاعلام في حزب الكتائب البيان التالي :"لفتنا كلام الوزير باسيل في مناسبة اجتماعية، تناول فيها تجربة حزب الكتائب التاريخية والعلاقة الحالية مع التيار . بداية، نود أن نحيي الوزير باسيل على إعجابه بالتجربة الكتائبية و اعتبارها مصدرا للعبر، ونتمنى ان يستلهم هذه التجربة ، في التمسك بالثوابت الوطنية، من سيادة كاملة ، وسمو المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة. اما محاولة التقارب بين التيار والكتائب فمرحب بها في كل وقت، شرط ان تأتي تحت سقف الثوابت، وهو ما حال دون التوافق حتى الآن. فموقف التيار الحالي من السيادة أقرب إلى موقف بعض الحاضرين في العشاء منه إلى موقف حزب الكتائب. اما مثلث الكتائب فلم يكن يوما قائما على مواقع بل على أداء شاغليها، ولهذا دعمت الكتائب تاريخيا رؤساء وضعوا الاستقلال والسيادة ايقونات في عهدهم، وحصّنوا  القضاء من التدخلات السياسية ، ودعموا الجيش وعززوه ومنعوا احدا من مشاركته السلاح. هذه هي تعاليم المدرسة الكتائبية التي تستلهمها القيادة الكتائبية في كل حين،  مهما عظمت التحديات ".

 

التنفيعات السياسية تُرهق الموازنة بمؤسسات وإدارات شبه وهمية

عزة الحاج حسن/المدن/الجمعة 07/06/2019

لم تنجح سياسة "عصر" النفقات التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في موازنة 2019، لخفض العجز المالي، في إقناع المجتمع الدولي بجدية الإصلاحات. فمكامن الهدر والفساد الحقيقية لم تعد خافية على أحد، وإن كان سياسيونا مستمرون بالتغاضي عن مؤسسات وإدارات لا جدوى من وجودها، في مقابل تركيز جهودهم "الإصلاحية" على رسوم نرجيلة من هنا وأكاليل زهر من هناك، وغيرها الكثير من الإجراءات التي لا تُسمن ولا تغني عن جوع. وإذا ما استثنينا مكامن الفساد وأوجهه، نلحظ أن أبواب الهدر ما زالت مشرّعة على مصراعيها في موازنة 2019، كما موازنة العام 2018، وتحديداً من خلال رصد موازنات ومساهمات مالية لمؤسسات وإدارات تعطّلت منذ سنوات، بفعل إهمال الدولة، أو تقاعدت وانتفى سبب وجودها. ولا يقتصر الهدر في القطاع العام على رصد الموازنات لمؤسسات معطلة، بل يتعداها إلى ازدواجية بعض المؤسسات وتقاطع صلاحياتها مع مؤسسات أخرى، أنشئت تلبية لتنفيعات سياسية وطائفية لا أكثر.

مؤسسات معطّلة

قبل إقرار موازنة العام 2018، أصدرت لجنة المال والموازنة النيابية مجموعة توصيات يُساهم تنفيذها بترشيد الإنفاق العام. وجاء في صدارتها دعوة الحكومة إلى إلغاء الإدارات الرديفة، وعدم تخصيص أي اعتمادات لها. لكن الحكومة ورغم وعودها بالإصلاح وضبط الهدر، لم تفتح ملف الإدارات الرديفة أو الإدارات غير الفاعلة، حتى أنها لم تحصِها، إنما اكتفت بخفض مخصصاتها المالية من موازنة 2019 بشكل خجول، كما باقي المؤسسات والإدارات.

وسبق لـ"المدن" أن عرضت في وقت سابق تزامناً مع إقرار موازنة العام 2018 بعض المؤسسات شبه المعطّلة. ورغم تعهد الحكومة بإعادة النظر بالمؤسسات غير الفاعلة، وترشيد نفقاتها، لم تشهد موازنة 2019 أي تغييرات على هذا الصعيد، لا بل شهدت ارتفاعاً في اعتمادات بعض تلك المؤسسات. وفي ما يلي بعض المؤسسات غير الفاعلة و"المعطلة" مع ما سيُصرف لها من موازنة العام 2019:

1- الصندوق المركزي المهجرين يخضع لوصاية رئاسة مجلس الوزراء. تبلغ موازنته عام 2019 نحو 40 مليار ليرة. تحدد مهامه بتمويل مشاريع عودة وإسكان المهجرين في المناطق اللبنانية كافة، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، عبر إنشاء وترميم مساكن أو منح المساعدات والقروض العينية أو المالية، التي تؤدي إلى تحقيق الغاية. مضى على تأسيس صندوق المهجرين 26 عاماً، ولم ينته من تنفيذ مهمته حتى اليوم. يُذكر أن مهام الصندوق تتقاطع مع مهام وزارة المهجرين، التي تُرصد لها أيضاً موازنات سنوية تقدر بنحو 7 مليار و503 ملايين ليرة.

2- المؤسسة العامة لترتيب الضاحية الجنوبية الغربية لبيروت "أليسار". توقف عمل هذه المؤسسة منذ العام 1997، وما زالت موازناتها المالية تُصرف حتى اليوم. وقد بلغت موازنتها السنوية نحو 2.8 مليار ليرة، متراجعة من نحو 3.4 مليار ليرة عام 2018.

3- المؤسسة العامة للأسواق الاستهلاكية. تخضع لوصاية رئاسة مجلس الوزراء. تبلغ موازنتها السنوية 878 مليون ليرة عام 2019، بارتفاع بلغ 7 ملايين ليرة عن العام 2018، حين بلغت موازنتها 871 مليون ليرة. وتتقاطع بكثير من مهماتها مع وزارة الاقتصاد والتجارة. وتتنوع مهمات المؤسسة بين إقامة الأسواق الشعبية وإدارتها واستثمارها وإرشاد المستهلك وحمايته من الاستغلال والغش وتشجيعه على استهلاك المنتجات الوطنية ومحاربة الاحتكار ومكافحة المضاربات.

4- المجلس الأعلى السوري- اللبناني، أنشىء بهدف متابعة تنفيذ أحكام "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق" بين البلدين، وتبلغ موازنته السنوية 796.5 مليون ليرة، بعد خفضها من نحو 885 مليون ليرة، رغم تعطل مهماته بعد تدهور العلاقات بعد العام 2005، وبناء علاقات دبلوماسية، وانتفاء مبرر وجوده.

5- مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك اللبنانية. تخضع لوصاية وزارة الأشغال العامة والنقل. تبلغ موازنتها السنوية 12 مليار و966 مليون ليرة في موازنة 2019، بعد خفضها من 12 مليار و985 مليون ليرة في موازنة 2018، أي بنحو 19 مليون ليرة فقط، رغم تعطل سكك الحديد وتوقف القطار منذ العام 1979، على خط طرابلس بيروت، ومنذ العام 1983 على خط الجنوب بيروت، قبل أن يتوقف نهائياً عام 1988.

6- معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس. يخضع لوصاية وزارة الاقتصاد والتجارة. تبلغ موازنته السنوية نحو 400 مليون ليرة. لم يتم تعديلها في موازنة 2019، رغم توقف المعرض عن ممارسة مهماته منذ سنوات. مهمة المعرض الأساسية التعريف بثروات لبنان والبلاد العربية والأجنبية، وإطلاع التجار والصناعيين على التقدم الحاصل في مختلف فروع الانتاج، إضافة إلى عقد المؤتمرات واستضافة المنظمات المتخصصة.

7- المشروع الأخضر. يخضع لوصاية لوزارة الزراعة. وتبلغ موازنته السنوية نحو 2.4 مليار ليرة (2.404.000.000 ليرة)، لم يطرأ عليها أي تغيير في موازنة 2019. يتولى المشروع مهمات إعداد الخطط والمشاريع الإنمائية الزراعية في المناطق اللبنانية، ولكنه شبه معطل.

8- المؤسسة الوطنية للاستخدام. تخضع لوصاية وزارة العمل. تبلغ موازنتها السنوية نحو 5 مليارات ليرة (4 مليار و941 مليون ليرة)، مرتفعة من 3 مليار و271 مليون ليرة عام 2018. وتتولى مهمات التوجيه والرعاية المهنية ووضع الدراسات والبرامج وإحصاء اليد العاملة وتأمين فرص العمل وغيرها من المهمات، وهي معطلة بشكل تام.

وغيرها كثير من الكيانات المعطّلة، إن مؤسسات أو إدارات أو برامج، أوقفت أنشطتها منذ أعوام، وما زالت تُصرف لها الموازنات، كهيئة إنشاء وإدارة مراكز التجمع الصناعي، والمؤسسة العامة للزراعات البديلة، والمؤسسة الوطنية للخدمات والدراسات الإحصائية، وإدارة البريد، ومجلس الاعتماد اللبناني (COLIBAC) وسواها..

 

جمعية "القرض الحسن".. الناجية من العقوبات الأميركية

سامي خليفة/المدن/الجمعة 07/06/2019

لا تعتبر إسرائيل قضية "خنق" حزب الله مالياً بالأمر البسيط. فعلى مدى عقود، عمل الحزب على تكوين مؤسسات تعمل على تحصين وضعه المالي الداخلي. وبهذا الخصوص نشر مركز "مير أميت للمعلومات الاستخبارية عن الإرهاب" الإسرائيلي، دراسة مفصلة تشرح نشاط جمعية "القرض الحسن"، التي تُعتبر أهم مؤسسة مالية لحزب الله، من ناحية حجم الأعمال وقدرتها على تجاوز العقوبات الأميركية.

أعمال مزدهرة

في نيسان 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية جمعية "القرض الحسن" على قائمة العقوبات (بناءً على تشريع من عام 2015). ومع ذلك، لم يمنع الإجراء الأميركي، حسب المركز، الزيادة الكبيرة المستمرة في حجم نشاط الجمعية. ففي السنوات التي تلت فرض العقوبات، زادت مبالغ القروض التي قدمتها الجمعية من 371 مليون دولار في عام 2016، إلى 476 مليون دولار في عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع عدد القروض التي قدمتها الجمعية من 159 ألف قرض في عام 2016، إلى 197 ألف في عام 2018. تشير هذه الأرقام، كما يشرح المركز، إلى أن العقوبات الأميركية غير فعالة، فيما يتعلق بنشاط حزب الله المالي في لبنان. ووفقًا للبيانات الإحصائية التي نشرتها "القرض الحسن"، فإن النشاط المصرفي الرئيسي لها (تقديم القروض) قد نما بشكل مطرد منذ فرض العقوبات. ومن هذه البيانات، يستنتج المركز، أن آخر عقوباتٍ أميركية تم فرضها في نيسان 2019، لن يكون لها أي أثر في إضعاف نشاط الجمعية.

التمويل الذاتي

لدى جمعية "القرض الحسن" طريقة خاصة في العمل، توفر لها، كما يفترض المركز، أرباحاً طائلة سنوياً، فهي تمنح القروض مقابل ضمان للمشتركين، الذين يقومون بإيداع الأموال في الجمعية على أساس شهري، إذ يحق للمشتركين الحصول على قرض، إذا قاموا بإيداع ما لا يقل عن 10 الاف ليرة شهرياً، في مشروع يُسمى الاشتراك الشهري. ما يتيح للمشترك - بحال استمراره في الاشتراك لمدة أطول - الاستفادة من قروض بقيمة أعلى. كما أنها تقبل التبرعات من الأفراد الأثرياء، الذين يتبرعون بالمال للجمعية، ما يمكّنها من منح القروض بشروط ميسرة للمحتاجين.

الطريقة الأكثر شيوعاً لعمل المؤسسة، تتمثل بالقرض مقابل ضمانات ذهبية، حين يكون الضمان عبارة عن كمية محددة من الذهب، مقدمة من قبل المقترض، وتحتفظ بها الجمعية حتى يتم سداد القرض. وفي هذه الحال تشترط الجمعية سداد القرض خلال فترة زمنية لا تزيد عن 30 شهراً، وأن يُستخدم الذهب كضمان.

الاعتماد على الشيعة

يذكر موقع الجمعية الإلكتروني، حسب المركز، أنه يمنح القروض للمسلمين السنة والمسيحيين. إلا أن انتشار فروع الجمعية، البالغ عددها 31 فرعاً، يشير بوضوح إلى أن جميعها تقريباً تقع في المناطق التي توجد فيها أغلبية شيعية (الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ووادي البقاع). لكن المنظمة، لأسباب سياسية لبنانية، لا تريد التأكيد على الجانب الطائفي لنشاطها، الذي أصبح يضاهي أكبر المصارف في لبنان. اكتسب نشاط "القرض الحسن" شبه المصرفي شعبية واسعة الانتشار، بين مؤيدي حزب الله وأعضاء المجتمع الشيعي. ويمكن تلمس هذا الأمر، كما يشير الموقع، من دعوة الدكتور محمد مرتضى، المقرب من الحزب، الطائفة الشيعية إلى سحب أموالها من البنوك اللبنانية وإيداعها في جمعية "القرض الحسن"، مدعياً أن الأموال المودعة هناك ستكون "أكثر أمانا". وهناك سبب آخر، حسب قوله، وهو أن الجمعية تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، على عكس البنوك الأخرى التي تتقاضى بشكل رئيسي الأموال ولا تفعل شيئاً.

تمويل الحزب

تتعاون الجمعية، حسب المركز، مع مؤسسات اجتماعية واقتصادية تابعة للبنية التحتية المدنية لحزب الله. وهناك أمثلة لا تُعد ولا تُحصى، ذكر المركز منها افتتاح دورات تدريبية احترافية، نيابة عن جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله، في أيلول 2015، بالتعاون مع دائرة النشاط البلدي للحزب. حين حصل كل طالب اجتاز الدورة على قرض من دون فوائد وبشروط ميسرة من جمعية "القرض الحسن". وقيام الجمعية في تشرين الثاني 2018، برعاية سوق سنوي للمنتجات الزراعية والحرف اليدوية في بيروت، لجمعية جهاد البناء. لكن أهم ما تم ذكره هو تدخل الجمعية للمساعدة في حل أزمة مالية حدثت في آذار 2019، حين قامت، حسب ما يزعم المركز، بدفع رواتب لعائلات المقاتلين الذي قضوا في المعارك، وللجرحى، بعد أن عانت مؤسسة "الشهيد" ومؤسسة "الجرحى" من أزمة سيولة.

التضامن مع الحلفاء

تعمل الجمعية أيضاً كقناة لتحويل الأموال للأغراض الاجتماعية من لبنان إلى إيران وغيرها من البلدان الحليفة. وفي أواخر تشرين الثاني 2018، فتحت الجمعية حساباً لنقل التبرعات للأطفال ضحايا الحرب في اليمن، ثم جرى تحويلها إلى المتمردين الحوثيين، الذين تتولى إيران إدارتهم.

وافتتحت الجمعية في نيسان 2019، حسابين لنقل التبرعات لضحايا الفيضانات في إيران من قِبل الهلال الأحمر الإيراني وجمعية الإمداد التابعة لحزب الله. وقد تدخلت الجمعية حتى في التمويل العسكري. إذ يشير المركز، أنه منذ كانون الثاني 2019، أصبح من الممكن التبرع لجمعية دعم المقاومة الإسلامية، وهي مؤسسة تابعة لحزب الله تعمل في جمع التبرعات لأغراض عسكرية، من خلال حساب في جمعية "القرض الحسن".

 

علوش لجنوبية: جريمة طرابلس فظيعة والحملات على السنّة مؤشر خطير

 أحمد شنطف/جنوبية/ 6 يونيو، 2019

مرة أخرى وعشية عيد الفطر، وبعد أسبوع ساخن سياسياً توترت به الجبهات وزادت به بيانات الردود، أُخرج مجدداً "أرنب داعش" الذي نفذ عملية إرهابية في طرابلس أدّت الى استشهاد 4 عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، جريمة فظيعة قضت على فرحة العيد في المدينة التي دائماً ما يسعى البعض لإلباسها ثوب الإرهاب عندما "تلزم الحاجة"، فما هي الدوافع اليوم؟

في حديث لجنوبية، علّق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، على مجريات الجريمة وملحقاتها، حيث قال: “لا يمكننا اليوم إستخلاص كامل الصورة لمعرفة ما حصل، ولكن ردات الفعل التي حصلت تخدم بشكل واضح قضية الإرهابي المنفذ للجريمة، وهنا الكلام عن إعادة التصويب على الطائفة السنية ونحو طرابلس تحديداً، إضافة الى استكمال التصويب على قوى الأمن الداخلي”. وأضاف: “نحن لا نقول أن هناك مؤامرة، ولكن في أوقات معينة تكون ردات الفعل هي المؤامرة بعينها، ومن يسلك هذا الطريق ويستمر بهجماته سيكون هو المسؤول عن التداعيات الخطيرة التي ستحل على البلد جراء ذلك”.

واستغرب علوش تعليق البعض على وصف اللواء عماد عثمان منفذ العملية بـ”المختل عقلياً” رغم وصفه اياه أولاً بالإرهابي، حيث قال: “هذه التعليقات هي جزء من الحملة المستمرة على اللواء عثمان منذ فترة، فالأمور من الواضح أنها غير سوية خصوصاً عند بعض الأطراف التي أدخلت نفسها بدوامة الخطاب الشعبوي وأصبحوا أسرى له، على الرغم من أنهم يعلمون أنهم هم أحد المتضررين من استهداف الطائفة السنية والمواقع والقيادات السنية، ففي ظل هذا النظام الطائفي هذا الإستهداف سيؤدي الى تدمير الهيكل بأجمعه”.

لا سكوت مستقبلي

في الفترة الأخيرة، لمس الشارع المستقبلي واللبناني بشكل عام، أن فترة السكوت المستقبلي عن السهام الموجهة له قد انطوت، وهذا ما يفسره نشاط أمين عام التيار أحمد الحريري بتصريحاته وردوده النارية لا سيما على وزير الدفاع الياس بو صعب، وغيرها من المواقف المستقبلية سواء عبر وزيرة الداخلية ريا الحسن أو نواب وقيادات التيار. وفي هذا الشأن، أوضح علوش أن لا قرار رسميا بعدم السكوت بعد اليوم والرد على كل ما يشاع، إلا أننا نحن غير مستعدين مجدداً للسكوت على الأمور التي نراها أمامنا والإتهامات والحملات المشبوهة التي تساق بحقنا.

هل هناك “خلايا إرهابية نائمة”؟

تلاحظ الأوساط اللبنانية، وخصوصاً بعد العملية الإرهابية التي حصلت في طرابلس، عودة نغمة الترويج لوجود الخلايا الإرهابية النائمة في بعض المناطق اللبنانية، وبدء استخدام مصطلحات إعلامية كـ”الذئاب المنفردة” التي قد تنشط في الفترة القادمة. وتعليقاً على ذلك، أكد علوش وجود هذه “الذئاب المنفردة” وهو يطال دول عظمى كأميركا والدول الأوروبية أيضاً وليس محصوراً في لبنان، ولكن الترويج لها محلياً وإتهام البيئات والمناطق السنية على وجه الخصوص لا يخدم سوى مشروع الإرهاب الذي يروج البعض الى أنهم بمواجهته، لكن المشكل هو أنهم لا يفهمون أنهم يفعلون العكس. واخيرا فان هناك من يحاول الربط بين ملف اللاجئين السوريين، وملف الموقوفين الاسلاميين، وبين العمليات التي ينفذها ارهابيو داعش بشكل منفرد ومتقطع في لبنان للنيل من المؤسسات المحسوبة على تيار المستقبل والطائفة السنية بشكل عام، لذلك فان الهيئات السياسية والدينية في الطائفة السنية مطالبة ليس بالدفاع والانغماس في السجالات المذكورة، وانما العمل على القيام بحملات توعية سياسية دينية لاستيعاب الاستفزازات من جهة، ونبذ كل من يحاول استغلال وتوظيف الشعور بالاضطهاد من أجل نشر التطرف الديني السياسي في صفوق شباب الطائفة من جهة أخرى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

معلومات أميركية لإسرائيل بضربة وشيكة ضد إيران... وتطالبها بالاستعداد وحذرتها من احتمال شنّ هجمات صاروخية عليها من لبنان أو سوريا

أمجد السعيد/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019/تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة معلومات حول ضربة وشيكة ستُشنّ على إيران. وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أن الجانب الأميركي طلب من تل أبيب أن تكون على أهبة الاستعداد لاستيعاب أي هجوم صاروخي من لبنان أو سوريا أو قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب نية الولايات المتحدة توجيه "ضربة عقابية" لإيران بعد استهدافها سفناً في ميناء الفجيرة الإماراتي وتدبيرها الهجوم على مصافي نفط سعودية. ولم يفصح المصدر ذاته عما إذا كانت إسرائيل سترد على الهجوم المحتمل أم تترك الأمر للولايات المتحدة التي ستتولى توجيه الضربات إلى إيران وأذرعها في المنطقة (حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي...) في حال نشوب مواجهة. وعلمت "اندبندنت عربية" أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنشاء تحالف خليجي - أميركي لمواجهة إيران سياسياً وعسكرياً، وأن قمم مكة الثلاث (الخليجية، العربية والإسلامية) أتت بنتائج إيجابية في نظر الجانب الأميركي.يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يزور بريطانيا حالياً، صرح أن احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران لا يزال وارداً.

 

ترمب: إيران تفشل كدولة وبمقدوري تغيير ذلك/في ذكرى الحرب، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفض امتلاك إيران أسلحة نووية.

وكالات/الخميس 6 يونيو 2019 /قال ترمب للصحافيين، الخميس 6 يونيو (حزيران)، قبل إجراء محادثات ثنائية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إيران تفشل كدولة بعدما فرضت واشنطن عقوبات قوية عليها العام الماضي، مضيفاً أن بمقدوره تغيير ذلك بسرعة كبيرة خلال محادثات مع القيادة الإيرانية.  وتابع بعد حضور مراسم الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين ليوم الإنزال على شاطئ النورماندي في بلدة كون بشمال غربي فرنسا، "إنهم يفشلون كدولة، لكني لا أريدهم أن يفشلوا كدولة. يمكننا تغيير ذلك سريعاً جداً، لكن العقوبات كانت استثنائية في ما يتعلق بمدى ما كانوا يتمتعون به من قوة". وانتقد الاتفاق النووي، الذي وقعه سلفه باراك أوباما، معتبراً أنه معيب لكونه غير دائم ولا يغطي البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية أو دورها في الصراعات في الشرق الأوسط.  وقال "أدرك أنهم يريدون الحديث ولا بأس بذلك، سنتحدث. لكن شيئاً واحداً لا يمكنهم امتلاكه وهو الأسلحة النووية"، مبدياً إصراره على أن واشنطن ليست على خلاف مع حلفائها الأوروبيين بشأن إيران. وذكر أن فرنسا أيضاً لا تريد أن تمتلك طهران أسلحة نووية. وأعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأنّ إيران تفقد من نفوذها الدولي في الأزمات الإقليمية، عازياً ذلك إلى سياسته الصارمة. وقال إنّ "إيران كانت (عند وصوله إلى البيت الأبيض) دولة إرهابية بما للكلمة من معنى. وما زالت كذلك (...) رأيناها تقاتل في 14 مكاناً، بين اليمن وسوريا وغيرها (...) حالياً لم تعد تفعل ذلك".

ماكرون: نريد يقيناً بعد 2015

ماكرون من جانبه قال "أعتقد أننا نشترك في الأهداف في ما يتعلق بإيران. نريد أن نتأكد من ألا يحصلوا على أسلحة نووية. لدينا اتفاق حتى عام 2025 ونرغب في المضي قدماً ويكون لدينا يقين كامل في المدى البعيد". أضاف "(بعدها) نحد من النشاط الباليستي ونكبح إيران إقليمياً ولدينا هدف رابع وهو تحقيق السلام في المنطقة. للوصول إلى ذلك، علينا بدء مفاوضات. يتعين أن نبدأ مفاوضات جديدة". وأكد أننا "نريد أن نكون متيقنين من أنّهم لن يحصلوا على السلاح النووي"، ولكنّه أضاف "لدينا أداة لذلك تستمر حتى 2025" في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015 الذي رفضه ترمب في وقت لاحق، معتبراً أنّه لا يفي الغرض منه. وحدد الرئيس الفرنسي هدفاً ثالثاً بالنسبة إلى بلاده وهو"السلام في المنطقة"، إلى جانب الهدفين الرئيسين وهما تقليص النشاط الباليستي لإيران والحد من نفوذها الإقليمي. وقال "من أجل السلام علينا الشروع في مفاوضات جديدة". ويسعى الرئيس الفرنسي منذ مدّة طويلة إلى تسويق فكرة توسيع قاعدة اتفاق 2015 عبر تضمينه عناصر تحدّ من نشاط الصواريخ الباليستية لطهران.

التزامات إيرانية

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 4 يونيو، إن طهران لن "تنخدع" بعرض ترمب التفاوض معها ولن تتخلى عن برنامجها الصاروخي. وألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اتخذ موقفاً أقل حدة من خامنئي، قبل أيام منه، إلى أن إيران قد تكون راغبة في إجراء محادثات إذا ما أظهرت الولايات المتحدة الاحترام ورفعت العقوبات. وصرّح مصدر قريب من الرئاسة الفرنسية إثر الاجتماع بين ماكرون وترمب "سيكون مهماً بعد هذه الزيارة أن نعرف كيفية حصولنا (...) على التزامات إيرانية"، مشدداً على أن الأولوية تبقى "لخفض التوتر". وتتشارك الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق في عام 2015، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مخاوف واشنطن إزاء البرنامج الإيران للصواريخ الباليستية وأنشطة طهران الإقليمية. لكنها دافعت عن الاتفاق النووي، قائلةً إنه يضع قيوداً على الأقل على برنامجها النووي ويمكن أن يكون الأساس لمحادثات مستقبلية. واستعرت التوترات ذات الطابع العسكري بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج منذ فرض واشنطن عقوبات دولية جديدة على إيران في 8 مايو (أيار)، فيما حذّر مراقبون من نشوب حرب. ويعتزم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التوجّه إلى إيران، وفق ما ذكر مسؤولون يابانيون الخميس، في وقت تأمل فيه طوكيو بأداء دور الوسيط بين واشنطن وطهران، علماً أن ترمب زار طوكيو قبل أيام.

 

ترمب من باريس: نريد خفض نفوذ إيران في المنطقة

 دبي - وكالات/06 حزيران/2019/جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الخميس، عزمه على منع إيران من حيازة سلاح نووي، وقال "إيران تدعم الإرهاب في اليمن وسوريا". وتابع خلال لقائه الرئيس الفرنسي في باريس، أن واشنطن تريد خفض الأنشطة الإيرانية الصاروخية ونفوذ طهران في المنطقة. وقال ترمب للصحافيين بينما كان ماكرون إلى جانبه، في مدينة كون (غرب فرنسا)، "أفهم أنّ (الحكومة الإيرانية) يريدون التحدّث، هذا جيّد جداً. سنتحدث، ولكنْ ثمة شيء أكيد: ليس بمقدورهم الحصول على سلاح نووي، وأعتقد أنّ الرئيس الفرنسي سيوافقني تماماً". من جانبه قال إيمانويل ماكرون "نريد أن نكون متيقنين من أنّهم لن يحصلوا على السلاح النووي". وعرض الرئيس الفرنسي سلسلة من الأهداف بالنسبة إلى فرنسا وهي (تقليص النشاط الباليستي لإيران، والحد من نفوذها الإقليمي)، وأضاف إليها "هدفاً رابعاً مشتركاً" بين باريس وواشنطن: "السلام في المنطقة" والذي لأجله "ينبغي علينا الشروع في مفاوضات جديدة"، و"أعتقد أنّ الكلمات الصادرة عن الرئيس ترمب اليوم، مهمة جداً".

علاقات استثنائية

هذا وأكد ترمب أن علاقاته بنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "استثنائية". وصرّح ترمب خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي في كاين في النورماندي (شمال غربي فرنسا) أن "العلاقات بينكم وبيني، والعلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة استثنائية". وردّ ماكرون عليه بالقول "أنا حريص على العلاقة التاريخية" التي تجمع فرنسا والولايات المتحدة. إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه سينتظر إلى ما بعد قمة مجموعة العشرين في اليابان في نهاية الشهر قبل أن يقرر بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على الصين. وقال ترمب للصحافيين خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في شمال فرنسا "سأتخذ قراري خلال الأسبوعين المقبلين، على الأرجح بعد (اجتماع) مجموعة العشرين مباشرة"، مضيفاً أنه سيجري محادثات مع نظيره الصيني، شي جينبينغ، خلال القمة التي ستعقد يومي 28 و29 حزيران/يونيو. هذا وأعلن الرئيس الأميركي أن الروابط بين الولايات المتحدة وحلفائها التي نسجت "في أوج معركة" الحرب العالمية الثانية "لا يمكن فسخها"، وذلك في كلمته خلال إحياء الذكرى الـ75 للإنزال في النورماندي بشمال فرنسا.

 

قائد أميركي رفيع: تعزيز قواتنا في الخليج لجم إيران

العربية.نت- وكالات/06 حزيران/2019/رأى القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الخميس أن إيران قررت "التراجع وإعادة الحسابات" ردًا على التعزيزات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج العربي، ولكنه أكد أنه من السابق لأوانه للغاية استنتاج أن التهديد ولى. وقال الجنرال فرانك ماكنزي من سلاح مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، في مقابلة مع مراسلين يرافقونه في الخليج، إنه من السابق لأوانه استنتاج أن إيران تخلت عن خططها لشن هجمات محتملة ضد مصالح أميركية.

"مزيد من القوات الأميركية"

إلى ذلك، أضاف ماكنزي للصحفيين بأنه يقيّم موقف إيران، مشيراً إلى أنه لن يستبعد طلب المزيد من القوات لتعزيز الدفاعات الأميركية. وذكر أن إيران وعملاءها كانوا يمثلون ما وصفه بالتهديد "المتقدم والوشيك" على القوات الأميركية عندما طلب في 5 مايو/ أيار التعجيل بنشر حاملة طائرات وإرسال أربعة قاذفات استراتيجية إلى منطقة الخليج. وتابع قائلاً: "لا أعتقد في الواقع أن التهديد قد تضاءل ... بل أعتقد أن التهديد حقيقي للغاية". وأوضح الجنرال أن الولايات المتحدة تبدي قوة كافية "لإثبات الردع" دون إثارة خصمها، قائلاً "نحن نعمل بجد على السير في هذا الاتجاه". كما أشار إلى أنه واثق من التحركات التي قام بها حتى الآن. وأردف "لقد اتخذنا خطوات لإظهار للإيرانيين قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا"، في إشارة إلى الانتشار المتسارع لمجموعة "أبراهام لنكن، وأربعة قاذفات من طراز "بي - 52"، وبطاريات إضافية من أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" في الخليج العربي.

مراقبة جوية

وفي حديثه بمقر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد ويقاتل تنظيم داعش في العراق وسوريا، قال ماكنزي إنه أعاد أيضاً وضع طائرات مراقبة لمراقبة الوضع في الخليج والعراق عن كثب، حيث يوجد للولايات المتحدة 5200 جندي على الأرض، وإلقاء "نظرة جديدة" على إيران من خلال مزيد من الدوريات الجوية.

وتابع قائلا: "تراكميا، كل هذه الأمور دفعتهم إلى التراجع وإعادة حساب المسار الذي يبدو أنهم كانوا يسيرون فيه".

الخطر لم ينته

كما ذكر أن خطر الصراع لم ينته. وقال "أتردد في الجزم بأنه تم ردع إيران بشكل كلي. فنحن لا نزال نرى تهديدات إيرانية محتملة". إلا أنه أكد أنه لا يستطيع إعطاء المزيد من المعلومات بسبب سرية المعلومات الاستخباراتية. إلى ذلك، أوضح ماكينزي الذي تولى القيادة المركزية في أواخر مارس، قبل بدء التصعيد الأخير مع إيران، أنه هو من طلب بدء التحرك الأميركي في الخامس من مايو للتعجيل بنشر مجموعة الحاملة ابراهام لنكن وارسال قاذفات بي-52، وليس البيت الأبيض. كما أكد أن المعلومات التي كانت بحوزتهم بشأن التهديدات الإيرانية في الأيام الأولى من مايو كانت "مقنعة، ومتقدمة ووشيكة ومحددة للغاية".

يذكر أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تفاقمت منذ انسحاب الرئيس دونالد ترمب من اتفاق نووي عام 2015 بين إيران والعديد من القوى العالمية، وأعاد فرض العقوبات على طهران. والشهر الماضي، وردا على ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه تهديد وشيك، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنقل حاملة طائرات وغيرها من الأصول إلى المنطقة.

 

نائب أميركي: ستدمر طهران بفترة وجيزة إذا كررت استفزازها

دبي- العربية.نت/06 حزيران/2019/بلغ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مستويات عالية خلال الأسابيع الماضية بعد تبادل التهديدات بين البلدين. وسط هذا التصعيد، أيد عضو الكونغرس الجمهوري، آدم كينزنغر، قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن "هناك دائماً فرصة لنشوب حرب" مع إيران. ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية، عن كينزنغر قوله "إن أي صراع من هذا القبيل سيتم حسمه في فترة زمنية وجيزة بفضل هيمنة القوة العسكرية الأميركية، وإذا كررت طهران محاولات الاستفزاز سيتم تدميرها خلال فترة وجيزة". وخلال تصريحات لشبكة Fox News الأميركية، أكد كينزنغر، عضو الكونغرس عن إلينوي، أن إيران هي التي تستفز واشنطن، لذلك كان ترمب محقاً في اتخاذ موقف حاسم. وأضاف: "يحاول الإيرانيون استفزازنا (الولايات المتحدة). لذلك، سيكون رد الفعل هو الإجابة الصحيحة إذا تكرر ذلك". وقال: "إذا حدثت مواجهة عسكرية فستكون من جانب واحد".الرد الإيراني يذكر أن إيران كانت أكدت أكثر من مرة أنها لن تتردد في الرد إذا تعرضت لهجوم أميركي، ولكنها أعربت في الوقت نفسه، عن رغبتها في تجنب الحرب، حيث قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "إيران لا تميل إلى الدخول في صراع مع دول أخرى أو قوى عالمية". كما سبق وأكد أن الوضع غير مناسب للمحادثات، ولكن خيار إيران هو المقاومة. إلى ذلك، قال روحاني: "أؤيد المحادثات والدبلوماسية، لكن في ظل الظروف الحالية، أنا لا أقبل ذلك". وتصاعدت حدة الحرب الكلامية بين أميركا وإيران، بعدما هددت طهران باستئناف برامج تخصيب اليورانيوم، التي توقفت بعد التوصل إلى اتفاق نووي بينها وبين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من الدول الأخرى في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. ثم تصاعدت وتيرة التوتر بعد قرار ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية وفرض العقوبات وتصعيدها بشكل قوي.

 

سفن الفجيرة.. غواصون بزوارق سريعة وضعوا ألغام الهجوم

 العربية.نت- وكالات/06 حزيران/2019/قدمت الإمارات والسعودية والنرويج، الخميس، لأعضاء مجلس الأمن الدولي نتائج تحقيق مشترك حول عمليات التخريب التي تعرّضت لها 4 سفن في 12 أيار/مايو في الخليج. وأبلغت الدول الثلاث مجلس الأمن الدولي أن الهجمات التي تعرضت الناقلات يوم 12 مايو تحمل بصمات "عملية معقدة ومنسقة"، وأن إحدى الدول تقف وراء العملية على الأرجح. وفي وثيقة بخصوص إحاطة قدمتها الإمارات والسعودية والنرويج إلى الأمم المتحدة، لم تتطرق الدول الثلاث إلى الجهة المتورطة، لكنها كشفت أن الألغام المستخدمة في الهجوم تم وضعها على السفن بواسطة غواصين كانوا في زوارق سريعة. وفي هذا السياق، أكد مراسل العربية في نيويورك أن الألغام التي وضعت تلتصق بجسم السفينة، وقد وضعت بدقة في أماكن معينة بحيث لا تغرق السفينة أو الناقلة، وإنما تسبب حالة من الفوضى والأضرار. كما أوضح أن العملية دقيقة جداً ومعقدة، وقد تم تفجير الألغام عن بعد وفي وقت واحد. إلى ذلك، شدد على أن الاستنتاج الأهم في التقرير هو تورط دولة، لأن مثل تلك الألغام لا تمتلكها إلا الدول. وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية) لأضرار في "عمليات تخريبية" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز الشهر الماضي. ووقع الحادث النادر في المياه الإماراتية في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة بسبب الخلاف بين إيران والولايات المتحدة على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأميركية على طهران. وأعلنت الإمارات في 12 مايو أن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباحا لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.

"تورط طهران ممكن"

وفي الحادي والعشرين أيار/مايو، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن احتمال أن تكون طهران مسؤولة عن العمليّات التخريبيّة التي استهدفت ناقلات النفط قبال الإمارات هو أمر "ممكن جدًا". في المقابل، رفضت إيران رفضت أيّ اتّهام لها بالتورّط في الأعمال التخريبيّة التي طاولت السفن الأربع، وقال حشمت الله فلاحت بيشه، عضو البرلمان الإيراني، إن "مخربين من دولة ثالثة" قد يكونون وراء الهجمات التي وقعت قرب ميناء الفجيرة. فيما رأى عدد من الصحافيين العاملين بوكالات وصحف تابعة للحرس الثوري الإيراني، مثل "تسنيم" و"فارس" و"خراسان" وغيرها أن "أبناء المقاومة" يقفون وراء استهداف 4 سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات في خليج عمان قرب إمارة الفجيرة. ومن المعروف أن مصطلح "أبناء المقاومة" يُطلق من قبل مسؤولي النظام الإيراني على السياسيين والعسكريين، وتستخدمه الصحافة الإيرانية أيضا للدلالة على الأذرع والميليشيات التابعة لإيران في دول المنطقة.

 

الوساطة اليابانية بين طهران وواشنطن تبدأ الأسبوع المقبل وزيارة رئيس الحكومة اليابانية إلى إيران ستكون الأولى من نوعها منذ 41 عاماً

 وكالات  الخميس 6 يونيو 2019 /أعلن مسؤولون يابانيون، الخميس، أن رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي سيزور إيران الأسبوع المقبل، في أول زيارة لرئيس وزراء ياباني منذ أكثر من أربعة عقود، فيما تأمل طوكيو في القيام بوساطة بين واشنطن وطهران. وقال مسؤول حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية إن طوكيو "لا تزال تعمل على ترتيب التفاصيل بما يشمل لقاءات رئيس الوزراء هناك"، لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أنه سيلتقي المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، في تصريح صحافي، "نعتقد أنه من المهم جداً، وعلى مستوى القيادة، أن ندعو إيران كقوة إقليمية كبرى إلى تخفيف التوتر والالتزام بالاتفاق النووي ولعب دور بناء في استقرار المنطقة". وأضاف سوغا أن الزيارة التي ستتم من 12 إلى 14 يونيو (حزيران). وأفادت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) أن الزيارة ستكون الأولى من نوعها منذ 41 عاماً. وفيما يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، التي تُعدّ من أبرز حلفاء اليابان، أشارت معلومات إلى أن آبي اقترح القيام بوساطة بين البلدين عبر إجراء محادثات مباشرة مع قادة إيران. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى طوكيو في أواخر مايو (أيار) أنه لا يزال منفتحاً إزاء إجراء محادثات مع طهران، في ما بدا كأنه إعطاء الضوء الأخضر لخطة آبي. وقال آبي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترمب "عبر التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واليابان، أود أن أسهم في تخفيف التوتر الحالي بشأن إيران". وتقيم اليابان وإيران علاقات جيدة. إذ تعتمد طوكيو، التي تفتقر إلى موارد الطاقة، على واردات النفط من الشرق الأوسط، ويشكل النفط الإيراني 5.3 من إجمالي واردات البلاد بحسب أرقام السنة الماضية. وكان الرئيس الأميركي انسحب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في العام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران. بعدها، تصاعدت الحرب الكلامية بين البلدين، ما أثار مخاوف من تطورها إلى نزاع عسكري بعدما أرسلت واشنطن حاملة طائرات وسفينة حربية وبطارية صواريخ باتريوت وقاذفات بي-52 إلى المنطقة.

 

السودان.. مجهولون ينهبون الممتلكات في أحياء الخرطوم

دبي- العربية.نت/06 حزيران/2019/أفاد مراسل العربية/ الحدث ليل الخميس الجمعة أن مجهولين متفلتين جابوا عددا من أحياء الخرطوم ونهبوا الممتلكات. وأضاف أن السكان ناشدوا قوات الأمن التدخل، كما أطلقوا نداءات عبر المساجد للتصدي للمتفلتين. يأتي هذا في وقت أكدت الشرطة السودانية في بيان لها أن أي اعتداء على مقار الأمن لن يجد إلا الحسم ضمن القانون كما أوضحت أن بعض الفئات الخارجة عن القانون والمتفلتين المنتفعين من الوضع الراهن حاولوا أن يستغلوا الظرف باستهداف مقار وأقسام الشرطة في العاصمة وبعض الولايات وقاموا بمحاولات لحرقها واتلافها وإفراغ الحراسات من المتهمين، ونهب المعروضات والأمانات وحرق السجلات. إلى ذلك، حذرت الشرطة من أن هذا المسلك يعد مؤشرا خطيرا واهدارا لسيادة وحكم القانون، وبالتالي يوقع كل من يشارك فيه تحت طائلة القانون.

 

غوتيريس يرسل وكيلته لبحث أزمة غريفيثس مع حكومة اليمن

دبي - العربية.نت/06 حزيران/2019/أفادت مصادر موثوقة ومطلعة للعربية بأن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، سيوفد الأسبوع المقبل وكيلته للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، إلى الرياض للاجتماع بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة اليمنية، حول موضوع التعامل مع المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيثس والضمانات التي تطالب بها الحكومة اليمنية بشأن التزام المبعوث الأممي بقرارات مجلس الأمن المتصلة بالأزمة اليمنية، ومرجعيات الحل السياسي في اليمن. وأكد مصدر يمني رفيع تمسك الحكومية الشرعية بالحصول على ضمانات بعدم تكرار المبعوث غريفيثس التجاوزات التي تضمنتها رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والعمل وفق قرارات الأمم المتحدة. كما أكدت المصادر أن الأمانة العامة للأمم المتحدة وبريطانيا حريصتان على إنهاء هذه الأزمة بين الحكومة الشرعية ومارتن غريفثس قبل الإحاطة القادمة للمبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الجمعة 17 يونيو. وكان الرئيس اليمني، في نهاية مايو الماضي، قد عرض في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ما وصفها بـ"تجاوزات" المبعوث الأممي مارتن غريفيثس. وفي إشارة إلى شرعنة الميليشيات بشكل غير مباشر، أوضح هادي أن غريفيثس يصر على التعامل مع الحوثيين كحكومة أمر واقع ويساويها بالحكومة الشرعية. وأضاف أن جهل المبعوث الأممي بالمكون العقائدي والفكري والسياسي للحوثيين يجعله غير قادر على التعاطي مع القضية اليمنية. كما أشار إلى أنه توقف عن التعاطي مع ملف الأسرى والمعتقلين وغيرها من البنود المهمة، وذلك بسبب تجزئته لاتفاق ستوكهولم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسيحيو لبنان بين "داعش"… و"دواعش"

خيرالله خيرالله/العرب/07 حزيران/2019

الحقوق المسيحية في لبنان لا تستعاد بسلاح "حزب الله". هذا سلاح في خدمة إيران ومشروعها التوسّعي في المنطقة ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بحقوق المسيحيين أو بمصلحة لبنان.

المؤسسات اللبنانية تتعرض لكلّ أنواع الهجمات بما في ذلك السعي إلى إسقاط الحكومة

لا يمكن عزل العمل الإرهابي في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، ليلة احتفال المسلمين في لبنان وفي تلك المدينة بعيد الفطر، عن الظروف العامة التي يمرّ بها البلد. فجأة ظهر “داعش” على شكل شاب سنّي من أهل المدينة يُعتبر من أصحاب السوابق، واعتدى على رجال أمن لبنانيين ينتمون إلى سلكي قوى الأمن والجيش وقتل أربعة من هؤلاء. لم يكن سقوط أربعة شهداء من الجيش وقوى الأمن من باب الصدفة في مرحلة تتعرّض فيها مؤسسات الدولة اللبنانية لكلّ أنواع الهجمات بما في ذلك السعي إلى إسقاط الحكومة التي يرأسها سعد الحريري… مع ما يعنيه ذلك من انقلاب على التسوية التي جاءت بميشال عون رئيسا للجمهورية في الواحد والثلاثين من تشرين الأوّل – أكتوبر 2016. هناك بكلّ بساطة جو عام مختلف في لبنان. لا يمتّ هذا الجوّ بأي صلة للتسوية الرئاسية التي يبدو أن هناك تنصلا منها، لدى فريق معيّن. إنّه تنصل على كل المستويات وصولا إلى كلام رئيس “التيّار الوطني الحر” عن “تفاهمات” وليس عن تسوية.

من الضروري بين حين وآخر التفكير في الخروج من عقدة أهل السنّة والنظر إلى الأمور كما هي. هناك تنظيم “داعش” السنّي وهناك “دواعش” شيعية

يعني مثل هذا الكلام عن “تفاهمات” أن الفضل الوحيد في انتخاب ميشال عون رئيسا هو لـ”حزب الله” وأنّ كلّ ما فعله الآخرون، من الذين أيّدوا ما ظنّوه تسوية، هو الخضوع لإرادة “حزب الله” الذي صار يتحكّم بالقرار اللبناني. أكثر من ذلك، بات مطلوبا شنّ الحملة تلو الأخرى على الشركاء الآخرين في الوطن، على رأسهم أهل السنّة بغية استعادة ما يسمّى “حقوق المسيحيين”. لعلّ أخطر ما في الأمر أن هناك جهلا في الأسباب التي أدّت إلى اتفاق الطائف والتوصل إلى الدستور الحالي الذي يحتاج من دون شكّ إلى تعديلات، ولكن ليس لجهة إعادة سلطات الرئيس الجمهورية إلى ما كانت عليه حتّى العام 1989. هناك حاجة أكثر من أي وقت إلى توضيح دور رئيس الوزراء من جهة، بدل أن يكون كلّ وزير في الحكومة فاتحا على حسابه من جهة أخرى. أمّا رئيس الجمهورية، فيظل الحارس الأمين على الدستور ونقطة توازن والتقاء بين جميع اللبنانيين والضامن لتطبيق الدستور، وليس مطالبا بحقوق المسيحيين في وقت هناك ميليشيا مسلّحة مذهبية في البلد على استعداد لجعل لبنان مجرّد ورقة في تصرّف إيران. لا يظهر “داعش” في لبنان أو سوريا أو العراق إلّا عندما تكون هناك حاجة إليه لا أكثر. ظهر في سوريا، حين كان النظام الداخل في حرب مع شعبه، في حاجة إلى توجيه رسالة إلى العالم فحواها أنّه يقاتل الإرهاب. كان لا بدّ من صنع الإرهاب وخلقه بكلّ الوسائل الممكنة، بما في ذلك إخراج إرهابيين معروفين من السجون وخلق “داعش” من أجل تحقيق مآرب معيّنة، إنْ في سوريا أو في العراق أو في لبنان.

كان مهمّا الكلام الذي صدر عن نائب بيروت نهاد المشنوق قبل أيّام قليلة، من ظهور “داعش” في طرابلس. كان الكلام الذي قيل من دار الفتوى في بيروت تحذيريا. كان تذكيرا بأنّ الهجمة على أهل السنّة لا بدّ أن تتوقف بعدما أخذت مداها، خصوصا بعد كلام جبران باسيل عن أنّ “السنيّة السياسية جاءت على جثّة المارونية السياسية وسلبت كلّ حقوقها ومكتسباتها ونحن نريد استعادتها منهم بشكل كامل”. هل كان وقف الملاحقات القضائية للمقدّم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج في قضيّة الاعتداء الموصوف على المسرحي زياد عيتاني خطوة على طريق استعادة الحقوق المسيحية؟ كان الهدف من ذلك كلّه واضحا كلّ الوضوح. كان الهدف التعريض بقوى الأمن الداخلي عموما، وشعبة المعلومات على وجه الخصوص، بصفة كونها مؤسسة لبنانية تعمل من أجل جميع اللبنانيين بعيدا عن أيّ هدف سياسي باستثناء خدمة لبنان. لعبت شعبة المعلومات دورا أساسيا في كشف أن الاتهامات التي أوقف بموجبها زياد عيتاني، بتهمة التعامل مع إسرائيل، لم تكن سوى تقارير ملفّقة. كان إيقافه وتعذيبه من أجل النيل من أهل السنّة وأهل بيروت على وجه التحديد. كلّ ما فعله نهاد المشنوق صبّ في وضع حدّ للتمادي في الاستخفاف بأهل السنّة وتأكيد أنّهم على علم بما يحاك لهم في الوقت ذاته، وشعورهم بخطر على “السلم السياسي” في البلد.

لا يشبه ظهور “داعشي” في طرابلس وإقدامه على ما أقدم عليه سوى ظهور شاكر العبسي في مخيّم نهر البارد في أيّار – مايو من العام 2007. خاض الجيش اللبناني معركة استمرت 105 أيّام للانتهاء من ظاهرة “فتح الإسلام” التي كان على رأسها العبسي الذي انتقل، بقدرة قادر، من السجون السورية إلى مخيّم نهر البارد غير البعيد عن طرابلس. سيكون هناك من يحاول استغلال ظهور “داعشي” في طرابلس إلى أبعد حدود. سيكون التركيز، مرّة أخرى، على أنّ الإرهاب مرتبط بأهل السنّة في لبنان. لا بدّ من تدجينهم على غرار ما حصل مع الدروز حيث يواجه زعيم الطائفة وليد جنبلاط حملة شرسة ما زالت مستمرّة، تستهدف سياسيا لبنانيا رفض أن يكون أداة للنظام السوري أو لإيران.

هناك بكلّ بساطة جو عام مختلف في لبنان. لا يمتّ هذا الجوّ بأي صلة للتسوية الرئاسية التي يبدو أن هناك تنصلا منها، لدى فريق معيّن. إنّه تنصل على كل المستويات

لا مفرّ من تكرار، ما سبق وقيل عن أنّ الحقوق المسيحية في لبنان لا تستعاد بسلاح “حزب الله”. هذا سلاح في خدمة إيران ومشروعها التوسّعي في المنطقة ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بحقوق المسيحيين أو بمصلحة لبنان. كلّ ما في الأمر أن هناك محاولات اعتداء على أهل السنّة في لبنان بحجة أنّهم سلبوا المسيحيين حقوقهم. هذا الاعتداء لا يستهدف سوى إثارة الغرائز لدى المسيحيين الذين يعتقدون أنّ كلّ حقوقهم سُلبت في اتفاق الطائف. ليست المشكلة في اتفاق الطائف بمقدار ما أنهّا في العجز لدى قسم من المسيحيين عن استيعاب الواقع المتمثل في أنّ ظهور “داعشي” في طرابلس لا يشبه غير ظهور شاكر العبسي في مخيّم نهر البارد حيث سقط للجيش 168 شهيدا. هل نسي اللبنانيون من كان وراء شاكر العبسي؟ هل نسوا أن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله قال وقتذاك إن مخيّم نهر البارد “خط أحمر”. كان يعني بذلك أنّه كان مطلوبا أن يتحول المخيّم الفلسطيني الأهمّ في شمال لبنان إلى بؤرة للإرهاب كي يسهل في كلّ وقت توجيه أصابع الاتهام إلى أهل السنّة ومتابعة الحملة عليهم. من الضروري بين حين وآخر التفكير في الخروج من عقدة أهل السنّة والنظر إلى الأمور كما هي. هناك تنظيم “داعش” السنّي وهناك “دواعش” شيعية. من واجبات من يريد الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية عدم التفريق بين “داعش” السنّي و”داعش” الشيعي. الأكيد أن مثل هذا التفريق، الذي لا بد من أن تتبعه خطوات عملية، لا يخدم لبنان ولا يخدم المسيحيين، فضلا عن أنّه لا ينمّ عن أي معرفة لا بلبنان، ولا بشؤون المنطقة ككلّ!

 

بعد 14 سنة: بعض أبعاد اغتيال قصير وحاوي وتويني

حنا صالح/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75557/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a8%d8%b9%d8%af-14-%d8%b3%d9%86%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1/

في الثاني من يونيو (حزيران) 2005، قبل 14 سنة، اغتيل في بيروت الكاتب والمؤرخ والأستاذ الجامعي سمير قصير، أحد أبرز المساهمين في اندلاع «انتفاضة الاستقلال».

جاء الاغتيال بعد أشهر قليلة على بدء الانتفاضة التي هزت النظامين الأمنيين في سوريا ولبنان، وساهمت في إخراج الجيش السوري بعد 38 سنة من الاحتلال المباشر، وبشرت بالعودة إلى الدستور واستعادة الجمهورية وقيمها؛ جمهورية الحريات وحقوق الإنسان والعدالة. كان قصير مسكوناً بهاجس إعادة الاعتبار إلى تراث جمهوري لبناني يمكن أن يؤسس لبلسمة جراح الحرب الأهلية، ويقطع الطريق على السلطة المخابراتية التابعة التي تأسست بعد الانقلاب على «الطائف»، وكان مسكوناً بهاجس التلازم بين ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان، فكان السوط دفاعاً عن إرهاصات ربيع دمشق، فتزامن الاغتيال مع جهود حرّكها قصير لتشكيل جبهة عربية تدعم المعارضة والمعارضين السوريين بوجه تعسف النظام السوري.

بعد أقل من 3 أسابيع، في 21 يونيو اغتيل جورج حاوي، أحد رموز الحرب الأهلية، والرجل الذي أطلق في 16 سبتمبر (أيلول) 1982 جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، التي قادت تحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني، وحررت 75 في المائة من الأراضي اللبنانية المحتلة، قبل أن يُصادر العمل المقاوم ويتم ربطه بأجندة خارجية. وكان حاوي أول من بادر بعد الحرب الأهلية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين المتخاصمين، لتحديد نقاط التلاقي والاتفاق على معالجة الاختلافات، فشقّ طريق التواصل بين بيروت الغربية والشرقية، ولاحقاً لم يكن بعيداً عن الانتفاضة، بل كان سبّاقاً في كشف ما يحاك لإجهاضها، وشارك في الانتخابات دعماً للوائح «14 آذار»، وهو الذي وقف في وداع سمير قصير يحمّل الأجهزة السورية المسؤولية عن الاغتيال، وليعلن أن «الخطأ هو في عدم ملاحقة القاتل»، في إشارة إلى أخطار وقف الانتفاضة لإجهاضها.

قبل أن يقفل عام 2005، اغتيل جبران تويني يوم 12 ديسمبر (كانون الأول). كان تحت رقابة لصيقة، عاد ليلاً من باريس واغتيل صباح اليوم التالي وهو متجه إلى مكتبه في «النهار». أُريد من الاغتيال وضع حدٍ لقلم بارز في معارضة الاحتلال السوري، فتويني صاحب القسم، جمع في كلمات بسيطة مكونات البلد، وشدد على الوحدة، وحدة المسلمين والمسيحيين دفاعاً عن لبنان. كان حاسماً في خياراته الوطنية، مؤثراً في الرأي العام، وفي الشباب خصوصاً، وعلى مدى سنوات حملت «النهار» الكثير من الهم الوطني، وخلال أشهر الانتفاضة كانت واحدة من الخلايا الناشطة لمد الانتفاضة بالكثير من عناصر نجاحها.

ليست الطائفة (الثلاثة روم أرثوذكس) هي أبرز ما يجمع بين قصير وحاوي وتويني، فالثلاثة يجمع بينهم تمسكهم بالخيارات الوطنية الصريحة. كانوا موحدين في السعي لكي يستعيد الناس السلطة، وهم مصدرها، حتى تقوم الدولة المدنية. رفضوا العسكرة والأنظمة العسكرية التي جثمت على المجتمعات العربية، ومنعتها من الترقي، واضطهدت المجتمع المدني، الذي تعرض لتواطؤ غير مسبوق، بين من شارك فيه الكثير من أشباه المثقفين الذين سخروا أقلامهم دفاعاً عن أنظمة قمعية!

بمعنى من المعاني يمكن القول إنه باغتيال قصير وتويني وُجِّهت طعنة كبرى لمستقبل لبنان والمنطقة، وباغتيال حاوي كان الهدف اغتيال ذاكرة لبنان وضميره. لكن هذه الاغتيالات تمت في سياق خطر، سياق يُذكّر إلى حدٍ ما ببعد اتخذه اغتيال كمال جنبلاط قبل بضعة عقود. المعنى أنه في بداية الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975، ظهرت نغمة «تحالف الأقليات» بوصفه ضمانة بوجه سيطرة الأكثرية وتسلطها على الدولة والمجتمع. رفض كمال جنبلاط هذا المنحى، وهو لم ينظر يوماً للبنان إلاّ بوصفه جزءاً من المزاج العربي العام، فكان إلى جانب عبد الناصر، وتماهى مع الثورة الفلسطينية، ورفض بحزم مشروع «تحالف الأقليات» الذي كان هاجس النظام السوري، فذهب لإطلاق الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية.

هذه النغمة عادت تظهر بقوة في عام 2005 وما بعده، كانت عنوان التحالف الذي رفعه الفريق «الممانع»، وترافقت مع ترغيب وترهيب وتدجين وكذلك «قناعة» متسلقين، وربما شكل تحالف «مارمخايل» بين «التيار العوني» و«حزب الله» أبرز تجليات هذا التحالف، الذي وضع في رأس المستهدفين جانباً مضيئاً من إرث تركه رفيق الحريري. ثم عادت النغمة إيّاها للبروز مع اندلاع انتفاضة الشعب السوري. ولا يخفى أن مشروع التحالف هذا تحول إلى نظرية رائجة تدعي أن هذا هو الطريق الذي يضمن مدنية الدولة، ويصدُّ الموجة الأصولية المتطرفة، والمؤسف أن هذا الطرح التفت حوله، إلى القوى السوداء الطائفية، أوساط ادعت اليسار والتقدم، وكانت تهلل للاقتلاع الديموغرافي وعمليات التوطين وتخريب النسيج السوري... وتلاحقت الأمثلة التي قدمها النظام السوري عن تهميش الكثافة السنية المدينية، واستتباع سنة الأرياف عندما منّ عليهم النظام بمواقع هامشية عموماً، وقدم نفسه كحامٍ للأقليات الذين كانت لهم مشاركة شكلية مقابل الخضوع والتأييد، وهذا ما رفضه كمال جنبلاط فقتل.

كتب سمير قصير، إبّان الانتفاضة الاستقلالية، أن «بيروت مدينة الرغد والدلع، أعطت القضية العربية احتضاناً لم تنله من أي عاصمة عربية أخرى، فأضحت وجع العروبة الصارخ، قبل أن تضع على صدرها وسام المقاومة، حين أصبحت المدينة العربية الأولى التي تطرد المحتل الإسرائيلي عنوة»، مضيفاً أنها في زمن الانتفاضة انتقلت إلى «اختراع الغد العربي»، وكان من بين الأمثلة «إعلان بيروت دمشق» الذي شكل رداً غير مباشر على أطروحة «تحالف الأقليات»؛ كان رداً وطنياً جامعاً وليس مجرد تجميع طائفي مضاد، لذلك كان رد النظام السوري عنيفاً فجرى اعتقال كثيرين ممن وقعوا الإعلان بتهمة تهديد الأمن السوري.

انتفاضة بيروت ذهبت بعيداً وشكلت النموذج النقيض لـ«تحالف الأقليات»، لذلك كانت الاغتيالات، وبينها قتل قصير وحاوي وتويني، بهدف مزيدٍ من تصحير البلد وتحنيط ربيع العرب كي لا يزهر في بيروت!

 

السنّية السياسية تدفع مجدداً ثمن التفاوض الإيراني الأميركي

منير الربيع/المدن/الجمعة 07/06/2019

من يعرف إيران، يعي أنها لا تختار خطواتها عبثاً. لا تقدّم طهران تنازلاً بالمجان، ولا تسلّف أوراقاً على حساب مفتوح أو "شيك" على بياض. لم يكن الإعلان الإيراني بشأن اطلاق سراح المواطن اللبناني الحامل للجنسية الأميركية، نزار زكا، أمراً هامشياً في المشهد العام. وهو بالتأكيد ليس كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية ووزارة الخارجية اللبنانية، بأنه تجاوب إيراني مع مسعى من رئيس الجمهورية ميشال عون. اختارت إيران التوقيت الذي يلائمها، وقدّمت الذريعة التي تناسبها، لإيجاد مخرج ملائم لأي خطوة تقدم عليها.

المسعى السويسري والبراعة الإيرانية

المساعي اللبنانية لإطلاق سراح نزار زكا كثيرة وقديمة نسبيا.، أكثر من زيارة رسمية أجريت إلى طهران لهذا الهدف، ولم يوافق الإيرانيون على إطلاق سراح الرجل. اللحظة التي اختارتها طهران لم تخلُ من بث رسالة إيجابية للإدارة الأميركية، كبادرة لنية فتح الباب أمام بدء المفاوضات. جاءت خطوة الإيرانيين بعد تحركات دول كثيرة، باتجاه البحث عن سبل لتخفيف التصعيد مع الولايات المتحدة الأميركية. فكانت خطوة إعلان الاستعداد للإفراج عن زكا نتاج هذه المساعي الدولية، والتي كانت الساحة اللبنانية شريكة فيها. إذ شهدت لقاءات سويسرية إيرانية، لم يغب موضوع زكا عن مضمونها. خفت منسوب التصعيد الأميركي تجاه إيران، وغابت جزئياً العراضات العسكرية الملوحة بالحرب. التقطت طهران بعضاً من أنفاسها، وعملت على استعادة تجربة برعت فيها منذ ظهور تنظيم داعش، في فترة ولاية باراك أوباما. حينها تكامل التنسيق الإيراني الأميركي بخوض المعارك العسكرية المشتركة لمواجهة داعش في العراق، واستكمل ذلك سياسياً بإبرام الاتفاق النووي. اليوم تسعى إيران إلى إعادة التاريخ وأحداثه، ففي اللحظة التي تعلن فيها بادرتها لإطلاق سراح نزار زكا، تشهد مدينة طرابلس في شمال لبنان، عملية إرهابية تُسجل في خانة العمليات الداعشية التي يطلق عليها صفة "عمليات الذئاب المنفردة". وتلك عمليات، شهدتها دول أوروبية عديدة ما بين عامي 2013 و2015. ولطالما نفّذت من قبل متطرفين على بعد ساعات من عقد اجتماعات تبحث الوضع السوري والتشدد إزاء نظام بشار الأسد المدعوم من الإيرانيين، أو استبقت جلسة مفاوضات إيرانية مع دول الخمس زائد واحد.

مواجهة "الإرهاب السنّي"!

لم تكن عملية طرابلس منفصلة في السياق العام، عن استعادة تنظيم داعش لتحركاته في الأنبار العراقية، وكأن هناك من يريد تسريع وتيرة التفاوض الإيراني الأميركي، على قاعدة أن المناطق السنّية هي منبع الإرهاب، وإذا ما أرادت واشنطن مواجهة هذا الإرهاب، عليها الذهاب إلى تفاهم مع الإيرانيين لا البقاء على صدام معهم، تماماً كما حدث أيام حشد باراك أوباما جيوشه وطائراته لمواجهة داعش في الموصل، فعملت الطائرات الأميركية في الجو، بينما كان قاسم سليماني يخوض المعارك على الأرض. في الوقت نفسه، لا تريد إيران أن تظهر بموقع الضعيف أو صاحب التنازلات، فعمدت إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، مع إعلان الحوثيين سيطرتهم على عشرين موقعاً للجيش السعودي في نجران. للعملية هدفان، إبعاد الأنظار عن أي تنازل قد تقدّمه إيران، وإظهار القوى المخاصمة لها والمتحالفة مع الأميركيين على أنها ضعيفة، لا تستطيع حماية حدودها ومواقعها. وتلك الإشارة الإيرانية، لا تنفصل عن موقف أطلقه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، قائلاً: "إن موقف الوفد اللبناني في قمم مكة لا يمثل لبنان". داعماً موقفه هذا بتصعيد سياسي يصل إلى حدود إعلان الاستعداد لإنشاء مصانع للصواريخ الدقيقة. موقف نصر الله لا ينفصل عن سياق إبلاغ أميركيين من هم أصحاب القوة في هذه المنطقة.

استغلال حادثة طرابلس

ثمة تشابه بين ما يجري حالياً، وما جرى في المرحلة التي سبقت توقيع الاتفاق النووي في العام 2015. قبيل انجاز الاتفاق، كانت الساحات العراقية، السورية واللبنانية تشتعل حرباً على الإرهاب. سُحقت المعارضة السورية، واجتاح الحشد الشعبي مناطق الموصل والأنبار، فيما كان لبنان يشهد معارك يخوضها حزب الله عسكرياً ضد الإرهابيين في عرسال وجرودها ومحيطها، بينما خصومه وعلى رأسهم "تيار المستقبل" الممثل للسنّية السياسية، يضطر لتقديم التنازلات، وتأكيد أنه قوة اعتدال لا تطرف. موقع الحرج الذي وضع فيه نفسه تيار المستقبل، دفعه لتقديم براءة ذمة قاسية جداً، كانت أيضاً إحدى أبرز نتاجات وتجليات الاتفاق النووي بين الإيرانيين والأميركيين. بل ويقال في دوائر القرار الكبرى، أن تسوية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية كانت آخر الطلقات التي سددها باراك أوباما قبل مغادرته لموقعه، بفعل توقيع الاتفاق مع إيران. اليوم، استبقت تلك التطورات، بتصعيد أميركي إيراني، وسط بحث عن مخارج. واستبقت العملية التي شهدتها طرابلس، بحملة مركزة على السنية السياسية وحتى على اتفاق الطائف. تولى تلك المعركة الوزير جبران باسيل، واستكملها تياره من خلال التحريض على طرابلس، وعلى اللواء أشرف ريفي مثلاً، واتهامه بأنه كان يحمي الإرهابي عبد الرحمن المبسوط، خصوصاً أن ريفي أول ما هاجم التيار الوطني الحرّ واصفاً إياه بطالب رأس الطائف، ولم تتأخر التصريحات في تفسير الحملة المبرجمة التي نظّمت. ومن يعرف باسيل، يعرف جيداً ان الرجل يعلم من أين تؤكل الكتف، وكيف يصوب مواقفه من أجل تحقيق المكتسبات سياسياً، وعبر الضرب على العصب الطائفي والمذهبي. وهو يراهن على لحظة مماثلة للتلاقي الإيراني الأميركي، لعلّها تتكرر معها لحظة 31 تشرين الأول 2016. يتماهى باسيل مع المسعى الإيراني، ويهجم على السنّية السياسية. والهجوم على السنّية السياسية، يحتاج إلى تعبئة عصبية ومذهبية، يستكملها باسيل بجولة مناطقية  ينظمها التيار الوطني الحرّ يوم السبت، تنطلق من أمام مركزه الرئيسي في ميرنا الشالوحي، في حملة شعارها إعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم والدعوة لعدم السماح لهم بالعمل. هذا لا بد له أن يكتمل ويقترن بالتخويف من السنّية العددية، لا السياسية فقط، من طرابلس إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين. هو هجوم يركز على طرد اللاجئين من لبنان. وواضح أن قراراً اتخذ مسبقاً، منذ أن قال باسيل قبل أيام إن اللاجئين سيخرجون إما إلى سوريا أو إلى أوروبا. هذه الحملة لن تتوقف بعد حادثة مخيم القاع. وعليه لا يبقى علينا سوى انتظار لحظة الإعلان عن بدء المفاوضات الإيرانية الأميركية، وترقّب المزيد من الأثمان السياسية التي سيدفعها "مريدو التسوية" في لبنان.

 

الجديد في المشروع الإيراني ليس إلغاء الحدود عملياً بل الإبقاء عليها نظرياً فالتغيير داخل الحدود هو الأساس

 رفيق خوري ة/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019

 في لعبة أكبر من المنطقة يتصرف "حزب الله" كأنه لاعب أكبر من لبنان. لا بل أن الآخرين ينظرون إليه على هذا الأساس. وحين يوحي كبار اللاعبين أنهم لا يعرفون كيف وبماذا ينتهي الصراع الجيوسياسي الدائر في الشرق الأوسط وعليه، فإن "حزب الله" يكرر خطاب الواثق من رؤية النهاية ولمن سيكون المستقبل. وهو صراع يصعب حصره بقضية واحدة، وإن كان البارز على سطحه ما يدور على حافة الهاوية بين أميركا وحلفائها وإيران وحلفائها. ولم يكن خارج المألوف في اللجوء إلى السذاجة في لبنان طرح سؤال يبدو حائراً حيث لا مجال للحيرة: ماذا يفعل "حزب الله" إذا قادت الحسابات الباردة أو الأخطاء في الحسابات أو الانزلاقات في صدامات من دون حساب إلى مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران؟ هل يندفع في المعركة من دون حساب لشركائه في الوطن، وما يحدث له ولهم أم يتجنب توريط لبنان في مواجهة أخطار كبيرة؟

الجواب لم يتأخر ولا كان مفاجئاً إلا للأبرياء من التجارب. ففي يوم القدس العالمي أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الموقف بوضوح كامل "الحرب على إيران لن تبقى ضمن حدودها، فكل المنطقة ستشتعل وكل القوات والمصالح الأميركية ستباد ومعها المتآمرون" في المنطقة. لا بل هدد المسؤولين الأميركيين الذين يسألون عن امتلاك "حزب الله" مصانع صواريخ دقيقة بأن استمرارهم بالسؤال سيرد عليه بتأسيس هذه المصانع، و"لدينا القدرة على التصنيع". ولم يتردد في "القول للعالم" إن "لدينا صواريخ دقيقة تطال كل الأهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني وتستطيع أن تغير وجه المنطقة".

صمت الحملان

لم يتوقف السيد نصر الله أمام ما سيصيب لبنان المأزوم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من دمار جراء الرد العسكري الإسرائيلي ومن ضيق جراء الرد السياسي والاقتصادي الأميركي، ومن ضياع الأحلام حول استثمارات مؤتمر "سيدر". فهو انتقد موقف رئيس الحكومة سعد الحريري في قمم مكة لأنه لم يتحفظ عن إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية أو أقله لم يمارس "النأي بالنفس" المتفق عليه في البيان الوزاري. أي أنه طلب من رئيس الحكومة التي هو شريك فيها "النأي بالنفس" السياسي، ومارس إقحام النفس العسكري في المواجهة. أما أهل السلطة المشغول بعضهم بمعارك النفوذ وبعضهم الآخر بمعارك التفاهة، فإنهم مارسوا ما يشبه "صمت الحملان" حيال موقف نصرالله.

لكن الصمت لا يلغي الخطر، ولا يعفي من موقف لحماية لبنان وشعبه من أية مغامرة مرتبطة بمشاريع إقليمية. فما أعلنه نصرالله عملياً هو أن لبنان جزء من المشروع الإيراني. وهو مشروع بدأته طهران بتسليح ميليشيات مذهبية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتأسيس شبكات سرية في دول الخليج وسواها، بحيث صارت المنطقة كلها مسرح عمليات واحداً. وما كان يقال من أن "حزب الله" صار "دويلة داخل الدولة" تجاوزه الواقع بحيث يمكن أن يقال إن السلطة هي "دويلة داخل دولة حزب الله". والسؤال الذي لا مهرب من مواجهته، ولو لم تحدث حرب هو: هل دخلنا بداية مرحلة جيوسياسية يمكن وصفها بأنها مرحلة "ما بعد لبنان وسوريا والعراق"، وما قبل النجاح الكامل للمشروع الإيراني؟ ألم يقل المرشد الأعلى علي خامنئي "إن المقارنة بين سياسة الشرق الأوسط للغرب وسياسة الشرق الأوسط لإيران تكشف بوضوح أن سياستنا الإقليمية تقترب من تحقيق اهدافها"؟ أليس العراق هو "الحلقة الأولى في سياسات الأمن القومي الإيراني" كما يقول أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين في بغداد الدكتور حسين علاوي؟ ألم تصبح سوريا الحلقة الثانية ولبنان الحلقة الثالثة؟ إلى أي حد يمكن الاتكال على ثبات أميركا في استراتيجية "كبح النفوذ" الإيراني؟ وإلى أية درجة يمكن الرهان على أن تقود مصالح روسيا "السورية" وحساباتها في المنطقة إلى تعطيل المشروع الإيراني؟

تغيير الخرائط

ليست هذه هي المرة الأولى التي يكثر الحديث فيها عن "تغيير الخرائط". فعلى مدى قرن ونحن نسمع ونرى خططاً ومحاولات مختلفة لتغيير حدود البلدان التي رسمها اتفاق سايكس - بيكو خلال الحرب العالمية الأولى. حركات وأحزاب وتيارات تريد "التكبير". وحركات وأحزاب في اتجاه "التصغير". كل التيارات القومية رفعت شعار إلغاء الحدود لتوحيد الأمة: من البعث والقوميين والعرب والناصريين دعاة "الأمة العربية" إلى الحزب القومي السوري وطموحه إلى توحيد "الأمة السورية". تيارات الإسلام السياسي على اختلافها وضعت من البداية "إعادة الخلافة" وتوحيد "الأمة الإسلامية" على رأس أهدافها. داعش بدأ التنفيذ على الأرض في العراق وسوريا قبل أن "ينهزم جغرافيا". ولا تزال ذاكرتنا طرية حيال شعار ضد القوميات جرت كتابته في شوارع بيروت خلال النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي: "العروبة = صهيونية". وأقل ما يطرحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المنطقة الممتدة "من حلب إلى الموصل" جزء من الأمن القومي التركي. أما التصغير، أي التقسيم بدءاً من العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى بلدان أخرى، فإنه اصطدم ولا يزال بحقائق صعبة. وهكذا بدت خطط سايكس - بيكو في طليعة الثوابت. الجديد في المشروع الإيراني ليس إلغاء الحدود عملياً بل الإبقاء عليها نظرياً. فالتغيير داخل الحدود هو الأساس. والمعادلة هي الحفاظ على الجغرافيا في خدمة المتغيرات الجيوسياسية، والحدود المفتوحة على مسرح عمليات واحد ضمن مشروع إمبراطوري في عصر نهاية الإمبراطوريات. في كتاب "الحروب العربية الجديدة"، سجّل مارك لينش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن "أن عام 1970 كان نهاية الحروب الأيديولوجية العابرة للحدود وانتقال الاهتمام إلى البقاء". لكن ما نشهده حالياً هو بداية حروب أيديولوجية مذهبية عابرة للحدود. وما أصعب حياة البلدان الصغيرة.

 

تخريب التوازنات اللبنانية والعداوات اللاحقة

وليد شقير/الحياة/07 حزيران/2019

يقول مسؤول مسيحي كبير سابق في لبنان إن ما يشهده البلد من جنوح القوة المسيحية النافذة حاليا والمتمثلة بـ "التيار الوطني الحر" ورئيسه الوزير جبران باسيل للسيطرة على مفاصل رئيسة في البلد وعلى المؤسسات الرسمية، تحت عنوان: "استعادة حقوق المسيحيين"، سيتسبب بعداوات وخصومات لهذا الفريق، من المؤكد أنها ستنعكس وبالاً عليه وعلى المسيحيين ودورهم في التوازنات اللبنانية بعد بضع سنوات.

ينطلق المسؤول المسيحي السابق، من أن الفرضية القائلة إن فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه الوزير باسيل يستقوي بحلفائه الإقليميين ولاسيما إيران و"حزب الله"، ليس فقط من أجل تضخيم طموحاته في السلطة ومراكزها الأساسية، بل أيضا من أجل الإمساك بمقدرات اقتصادية بالاستفادة من وجود الرئيس العماد ميشال عون في موقع الرئاسة ومن موازين قوى إقليمية يعتبرها لمصلحته، ترتبط في واقع الأمر بموازين متحركة ومتغيرة وملتبسة.

فقيادة الفريق الذي يتصدر تمثيل المسيحيين في هذه المرحلة، تتصرف في العمق، على أن موقع لبنان الإقليمي سيكون حيث ما سينتهي إليه الصراع في سورية، وأن بلاد الشام باتت تحت الهيمنة الروسية والإيرانية، وبالتالي لا بد له من أن يراعي نفوذ هاتين الدولتين من أجل أن يقضم عن طريق التقارب معهما ومع النظام في دمشق، ما يطمح إليه من خيرات السلطة، سواء كانت مواقع وتعيينات، أم شراكة في النفوذ الاقتصادي والمشاريع الكبرى، امتدادا نحو القطاع الخاص. فتحت شعارات من نوع "مكافحة الفساد"، و"وقف الهدر في مالية الدولة"، و"تحقيق الإنماء المتوازن بين المناطق اللبنانية" و"إزالة الغبن" عن بعض هذه المناطق، يتم تأهيل الدائرة الضيقة لهذا الفريق، من أجل احتلال مواقع متقدمة في القرار الاقتصادي، على حساب دور مسيحي تاريخي لعبته شرائح اجتماعية غنية، أسهمت في ازدهار الاقتصاد اللبناني على مر العقود. هنا، يصبح مطلب استعادة الحقوق مطية للقفز إلى الارتقاء نحو مرتبة أعلى في الثروة والمكاسب المالية الضخمة، المدعومة بالنفوذ في السلطة. فلسان حال هذا الفريق أن "ما حدا أحسن من حدا"، وهو مثل لبناني باللغة الدارجة يستخدم للتعبير عن النهم إلى النِعم التي يدرها التربع على مقاعد السلطة.

قد يكون مبرراً لهذا الفريق أن يشيح النظر عن تعثر وتراجع كل حفلة الترويج السابقة لانتصار المحور الحليف له في سورية، التي استخدمها من أجل الضغط لحمل شركائه اللبنانيين على الانفتاح على النظام السوري، ومن أجل تسليف حلفائه الإقليميين مواقف يستدرج مقابلها مزيدا من الدعم لطموحاته الداخلية. إلا أن الوهم حول محاسن الاصطفاف الإقليمي مع فريق ضد آخر شيء، وواقع الأمور شيء آخر. فلا سورية تحولت منطقة نفوذ روسي وإيراني في ظل التنافس بين موسكو وطهران على تثبيت دور كل منهما في القرار في دمشق، ولا الأخيرة استطاعت الخروج من حالة الحرب والفئوية والحصار، والعجز عن إدارة الدولة المركزية منذ العام 2011، وعن إثبات الانتصار الموهوم على الشعب السوري.

بات الإنكار الذي يتمتع بموهبته رأس النظام السوري لما تعنيه بلاده، حالة إنكار لواقع الحال لدى حلفائه اللبنانيين ومنهم "حزب الله"، الذين دعوا خصومهم اللبنانيين عشرات المرات إلى استلحاق أنفسهم من أجل المشاركة في خيرات إعادة إعمار سورية والتقرب من الحكم فيها قبل فوات الأوان.

تحول الترويج لهذا الانتصار الموعود إلى ما يشبه جنون عظمة لدى هذا الفريق، الذي بلغ استضعاف شركائه في الحكم، حد تجاهلهم إلى درجة جعل شرائح سياسية واجتماعية تشعر بالإهانة.

قد يكون "حزب الله" منشرحاً من موقع المتفرج على خوض حليفه "التيار الحر" صراعاً مع رئيس الحكومة لتقليم أظافره في هذه المرحلة، طالما أن هذا الحليف لا يعاكسه في لعبته التصرف كأداة صرفة لإيران في الصراع الأكبر الذي تخوضه مع الولايات المتحدة ودول الخليج. لكن هناك في الحزب من يرصد في الوقت ذاته آثار النهم الذي يتحكم بالحليف نحو السلطة بكل أنواعها السياسية والأمنية والاقتصادية، على الموازين المستقبلية، ومدى الضرر الذي سينجم عن هذا التحكم في علاقاته بالمكونات اللبنانية الأخرى قاطبة، على المديين المتوسط والبعيد، نتيجة غضه النظر عن الجموح نحو استعادة أمجاد المارونية السياسية. فمع غلبة الصفة الإيرانية على الحزب في الظروف الراهنة، لا بد لبعض قيادته، ولجزء من جمهوره، أن يلتفتوا إلى ما ستؤول إليه الأمور عندما "يعود" إلى تغليب صفته اللبنانية.

على فريق السلطة الجامح أن ينظر حوله وإلى ما يدور في العالم، وعلى فريق الحزب المنشرح أن يحتاط للأسوأ، إذ لا ينفعه التسبب بتخريب التوازنات اللبنانية.

 

طهران تطلق نزار زكا تلبية لطلب لبناني أو أميركي؟ ومصدر سياسي لا يستعبد ان تكون بادرة نحو نزع فتيل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة

 سابين عويس/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019

 في تطور مفاجئ في توقيته ومضمونه وأهدافه، كشفت طهران عن عزمها تلبية طلب الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل إطلاق رجل الأعمال اللبناني نزار زكا الموقوف منذ العام 2015 بتهمة التجسس لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية.

وجاءت تطورات قضية زكا متسارعة، ووسط تكتم شديد قبل أن تعلن وكالة "مهر" الإيرانية عن عزم طهران إطلاقه، وأعقبها بيان صادر عن الخارجية اللبنانية يؤكد النبأ، ويتوجه بالشكر إلى القيادة الإيرانية على مبادرتها، ويحدد الخطوات اللاحقة لآلية الإفراج التي سيتولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي كان صلة الوصل شبه الوحيدة مع السلطات الإيرانية، ومع زكا تحديداً.

وقد جاء إعلان الوكالة الإيرانية ووزارة الخارجية في وقت أبلغ فيه نجل زكا نديم المقيم في هيوستن شبكة NBC news أنه لم يكن على دراية بالتطورات الأخيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الإفراج عن والده.

في لبنان، وباستثناء الموقف الصادر عن الخارجية، لم يصدر أي تعليق رسمي آخر، كما لم يتم شرح حيثيات القرار الإيراني، علماً أن اللواء إبراهيم لم يتوقف عن متابعة الملف، خصوصاً بعدما أصدرت محكمة إيرانية عام 2017 قراراً بحبس زكا مدة 10 سنوات وتغريمه 4.5 مليون دولار بسبب تهم غير محددة بالتجسس. وقد أعلن في حينها مصدر في وزارة الخارجية أن هذه المسألة تتعلق بلبنان وإيران، ولا علاقة للولايات المتحدة بها، وإن كان زكا يحمل جواز سفر أميركياً. 

الدور السويسري

لكن المراقبين توقفوا أخيراً عند ما قاله وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، على هامش زيارة له إلى مدينة بيلينزونا السويسرية يوم الأحد، إذ نوه بالجهود السويسرية الرامية إلى "مساعدة المحتجزين الأميركيين في السجون الإيرانية". وقال إنه يقدر تقديراً عميقاً "مساعدة البلاد في التعامل مع حالات الرعايا الأميركيين المحتجزين في إيران. أنتم تقدمون خدمات قنصلية مهمة لمواطنينا هناك، وتتابعون حالات مواطنينا الأميركيين المفقودين أو المسجونين، وتزورونهم في السجون الإيرانية وتؤكدون لهم ولأسرهم أن بلادهم تبذل كل ما في وسعها لإعادتهم إلى الوطن".

وهذا الموقف يتقاطع مع المعلومات التي كشفت أن إطلاق زكا يدخل ضمن إطار مساعٍ خارجية مع طهران لإطلاق معتقلين أميركيين، وقال مصدر سياسي لبناني رفض الكشف عن اسمه "أن خطوة مماثلة يمكن أن تشكل مدخلاً مهما لطهران يعبِّر عن حسن نية نحو نزع فتيل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً في ظل المواقف الرئاسية الأميركية الأخيرة عن إمكان إحياء حوار أميركي - إيراني. علماً أن خطوة إيرانية مماثلة لا يمكن أن تتم من دون أن تقْدِم واشنطن على إرسال إشارات إيجابية في هذا الإطار". واستبعد المصدر أن تكون الخطوة الإيرانية محصورة بالبعد اللبناني، مشيراً إلى أن "الإيرانيين وضعوا القرار في إطار تلبية رغبة الرئيس اللبناني. وهذا في الظاهر، لكن في الواقع، لا تقدم طهران على خطوة مماثلة لو لم تكن تلبي مصالحها مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن توقيف زكا في الأساس لم يكن على خلفيته اللبنانية، وهو لم يُدعَ أساساً إلى طهران على هذه الخلفية، بل على خلفية موقعه كأمين عام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في واشنطن". وقد سعى زكا من خلال ترشحه للانتخابات النيابية في لبنان إلى حصد دعم السلطات اللبنانية والشعب اللبناني، للوصول إلى الندوة البرلمانية، بحيث تؤمن له الحصانة النيابية مقاربة مختلفة لتوقيفه، ترتكز على موقعه اللبناني وليس الأميركي.

هدية الى الرئيس عون؟ ويعزّز كلام بومبيو في سويسرا نظرية الخلفية الأميركية لتوقيف زكا، علماً أن مركز حقوق الإنسان في طهران يقدّر عدد الأجانب أو الإيرانيين الذين يحملون جنسيات أجنبية والمعتقلين في إيران بما لا يقل عن 12، بمن فيهم نزار زكا الذي يحمل إلى جانب الجنسية اللبنانية، بطاقة الإقامة الخضراء الأميركية. وتبذل السلطات السويسرية جهوداً بدفع أميركي لتوفير شروط لائقة لاحتجازهم قبل تأمين وسائل إطلاقهم. في أي حال، أصبح إطلاق زكا مسألة أيام قليلة، ورهن تحرك اللواء إبراهيم فور انتهاء عطلة عيد الفطر، كما أفادت مصادر أمنية لبنانية.

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت في بيان بأنّه "بعد المساعي الطويلة والتي كانت مكثّفة مؤخراً، اتصل سفير إيران في بيروت بوزير الخارجية والمغتربين وأبلغه رسمياً بتجاوب السلطات الإيرانية المعنية مع طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نظيره الإيراني حسن روحاني، ومع رسالة وزير الخارجية والمغتربين إلى نظيره الإيراني بخصوص العفو بمناسبة عيد الفطر عن اللبناني نزار زكا، كما أفاده عن استعداد السلطات في إيران لاستقبال أيّ وفد لبناني في أي وقت لتسليمه اللبناني المعفى عنه نزار زكا".

وأضافت الوزارة في بيانها: "وعليه أبلغ وزير الخارجية والمغتربين فخامة الرئيس بالأمر، وقام فخامة الرئيس فوراً بالطلب إلى مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالقيام بالمهمة بالتنسيق مع سفارة لبنان في طهران". وختمت: "تشكر وزارة الخارجية والمغتربين السلطات الإيرانية المعنية على إنهاء هذا الملف والمضي قدماً بالعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين للوصول إلى أفضلها والتي يريدها لبنان على أحسن ما تكون من تعاون واحترام متبادل لسيادة البلدين وتحقيق للمصالح المشتركة على أساس قواعد القانون الدولي وحسن العلاقات".

وأكد شقيق زكا، زياد زكا المعلومات عن قرب موعد الإفراج عن شقيقه، وأصدر مساء الثلاثاء بياناً قال فيه "باسم العائلة، أود التأكيد على التحرير الوشيك لشقيقي نزار زكا بعد 3 سنوات و9 أشهر في السجن الإيراني. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع أصدقائنا وجميع المواطنين اللبنانيين الشرفاء الذين آمنوا ببراءة نزار وساعدوا في إطلاق سراحه. وساعد دعمهم نزار خلال هذه المحنة بأكملها على التغلب على الأيام المظلمة التي قضاها في سجن إيفين وخصوصاً خلال إضراباته المتعددة عن الطعام.

نحن ممتنون للغاية في هذه العطلة ونشكر الله على هبة الحرية العظيمة، ونتقدم بأعمق الامتنان والشكر للرئيس ميشال عون والجنرال عباس إبراهيم اللذين تابعا قضية نزار عن كثب منذ اليوم الأول وعلى الجهود المتميزة التي بذلت لإعادته إلى منزله بسلام".

وكانت وكالة "مهر" الإيرانية كشفت أول من أمس أنّ السّلطات في البلاد تدرس إطلاق زكا، بناءً على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بـ"المطّلعة" قولها إنّ "السلطات الإيرانية تدرس إطلاق زكا الذي عمل في خدمة أميركا، وذلك بناءً على طلب الرئيس اللبناني".

وزكّا هو خبير لبناني في تكنولوجيا المعلومات ويشغل منصب الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في واشنطن، كان أوقف في 18 سبتمبر (أيلول) 2015 بعد حضوره مؤتمراً دعته إليه السلطات الإيرانية في طهران وجرى اتهامه بـ"التجسس" لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية.

ووجّه زكا العديد من الرسائل من معتقله، داعياً فيها الدولة اللبنانية إلى التدّخل لحلّ قضيّته، كما ترشّح إلى الانتخابات النيابية الفرعية التي جرت في مدينة طرابلس في إبريل (نيسان) الماضي، وجاء ترشحه بمثابة رسالة تذكير للسلطات اللبنانية بقضية اعتقاله، ومسعى إلى بلوغ الندوة البرلمانية لتغيير وجهة اعتقاله.

وكان المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم قد زار زكا في سجنه في وقتٍ سابق. وحسَّن من شروط اعتقاله.

 

إسرائيل ترصد "الزحف الهادئ" لإيران في سوريا وتستعد لـ "الحرب بين حربين"/نشرت صوراً لقصف مطار قرب حمص وأنشأت وحدة استخبارية جديدة لمراقبة "حزب الله"

 أمال شحادة/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019

كشف الجيش الإسرائيلي عن إنشاء وحدة استخبارية خاصة بتكلفة مئات آلاف الدولارات، نشر عناصرها على طول الحدود مع سوريا ولبنان، ومقابل الجولان المحتل بشكل خاص، لصد ما سمته إسرائيل "الزحف الهادئ" لحزب الله نحو الحدود المحاذية للجولان. وفي المقابل كشفت إسرائيل عن صور لما اعتبرته إنجازات سلاح جوها في قصفه مطار T4 (في سوريا) في وقت نشبت خلافات مالية حول ما يرصده الجيش من موازنة عسكرية لمواجهة الانتشار الإيراني في سوريا. وبحسب الجيش فإن وحدة "مواجهة الزحف الهادئ" هي وحدة غير مسبوقة من حيث حجمها ونوعية نشاطها وتركيبتها، وعبارة عن منظومة متكاملة لجمع المعلومات الاستخبارية ومعالجتها، مقرها في مجمع سري كبير وتديرها الفرقة العسكرية اللوائية "بشان"، وهي فرقة تضم نخبة من الجنود وتتولى مسؤولية الجولان السوري، الذي تعتبره إسرائيل الأكثر حساسية وأهمية لضمان أمنها من تلك الحدود. وفي تقرير للجيش حول الوحدة قال إنه اضطر لإقامتها بعد رصده تحركات مكثفة لعناصر حزب الله باتجاه الجولان السوري غير المحتل، ليتمركز هناك ويقيم محطة لوصوله إلى الحدود المحاذية للجولان، لينفذ عملياته ضد إسرائيل. وادعى الجيش أن الناشط في حزب الله، موسى عباس دقدوق المعروف بـ "أبو حسين ساجد"، يقف خلف إقامة بنى تحتية عسكرية في الجولان السوري. وبحسب الجيش فإنه قد كشف هوية دقدوق مطلع العام الحالي، حيث يعمل مع العشرات من العناصر على تجنيد المئات من المحليين في الجولان السوري غير المحتل والمحتل. وعدّد الجيش عمليات يتهم فيها حزب الله بينها إطلاق نيران مرة باتجاه طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ومرة أخرى بإطلاق صاروخين باتجاه جبل الشيخ. وعلى الرغم من أنه لم يُعرف بعد مصدر النيران، إلا أن الجيش الإسرائيلي ادعى أن حزب الله نفذها وأن المجال أمامه مفتوح إزاء ضعف الجيش السوري في السيطرة على المنطقة.

ضباط ومحللون وعسكريون

وما يميز وحدة الاستخبارات أنها تقام في موقع سري على بعد كيلومترات قليلة من الحدود وتشمل قوة استخبارية كبيرة، يعمل فيها مئات المحللين ومفعِّلي الأجهزة اللاسلكية، والباحثين وضباط لتشغيل معدات إلكترونية متطورة، وضباط مهمات خاصة، ومشغلي عملاء، وراصدي المعلومات والأحداث. جدران غرفة العمليات التابعة للوحدة الاستخبارية، بحسب التقرير الإسرائيلي، تغطيها نحو 100 شاشة بأحجام مختلفة، وفي الغرفة المجاورة تجلس فيها راصدات في جمع المعلومات، عن شخصيات يتابعها الجيش الإسرائيلي، بواسطة منظومات متعددة المجسَّات ومنظومات رصد متطورة، مع كاميرات تصوير بجودة عالية، ورادارات سريعة وسيطرة على الأرض. وبالنتيجة فإن أي تغيير صغير في صور الأقمار الصناعية يستخلصه جنود الوحدة ومن ثم تتم ترجمته إلى مهمة لجنود الوحدة "8200". ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية قول ضابط استخبارات إسرائيلي في الفرقة العسكرية، إنه "يجري حالياً، في الطرف السوري، تشكيل نواة والتي يفترض أن تنشط ضد إسرائيل في سيناريوهات مختلفة، ويحاول عناصرها الحصول على وسائل قتالية، ويجرون تدريبات في الجولان، ويقومون بجولات قرب السياج الحدودي لجمع معلومات استخبارية، ويفعلون ذلك بينما يرتدون زي الجيش السوري في بعض الأحيان". وضمن ما تروِّج له إسرائيل لقدراتها الاستخبارية ادعت أن معلوماتها الاستخبارية تؤكد أنهم "في الطرف الآخر من الحدود يطلقون على الوحدة "ملف الجولان"، وتعمل بشكل منفصل ومواز لـ"قيادة الجنوب" التابعة لحزب الله بقيادة "الحاج هاشم"، والتي تتخذ من دمشق مقراً لها، ولم تنسحب بعد إلى لبنان، بل يعمل ضباطها إلى جانب الضباط السوريين في الكتائب والألوية والفرق التابعة للجيش السوري للاستفادة من خبرتهم القتالية"، وفق التقرير الإسرائيلي حول هذه الفرق، الذي أضاف أنه لا وجود ثابتاً للإيرانيين في الجولان، بينما ترى إسرائيل علامات إيجابية في عودة قوات فضّ الاشتباك (أوندوف) إلى مواقعها في الجانب السوري، وجنود الشرطة العسكرية الروسية المنتشرين على الحواجز في المنطقة، أما حزب الله فيعمل على تجنيد ناشطين محليين سراً في إطار وحدة "ملف الجولان"، بينما تنشط "قيادة الجنوب" داخل قواعد الجيش السوري.

ولم يخف الإسرائيليون، في استعراضهم هذه الوحدة الاستخبارية، قلقهم من تكثيف وجود حزب الله. ونقل عن ضابط إسرائيلي كبير إن إسرائيل "لا تريد أن يتحول جنوب سورية إلى جنوب لبنان، وذلك لن يكون قريباً ولا بالحجم نفسه، ولكن ما يقلق الإسرائيليين أن هذه التحركات تأتي على رغم عدم وجود مصلحة للرئيس السوري، بشار الأسد، في إشعال الحدود"، مضيفاً أن "رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، طلب معرفة ما يفعله ناشطو حزب الله في المنطقة يومياً".

منظومة الطائرات الإيرانية المسيرة

واستمراراً لتفاخرها بالإنجازات الاستخبارية نشرت إسرائيل صوراً التقطت عبر الأقمار الصناعية لشركة ImageSat International الإسرائيلية (isi)، تدعي أنها أثناء قصفها مطار T4، نجحت في القضاء على منظمة الطائرات الإيرانية المسيرة. وحلل الخبراء الإسرائيليون صور الأقمار الصناعية على أنها تظهر، على الأقل، مركباً واحداً أو اثنين، متعلقين بمنظومة الطائرات المسيرة الإيرانية. وكان تقرير إسرائيلي، نشر في شباط (فبراير)، من هذه السنة، أن إيران بصدد نقل القاعدة التي تحتفظ بها في محيط مطار دمشق، التي يتم عبرها استقبال نقليات السلاح، إلى قاعدة "T4" القريبة من مدينة حمص.

وادعت صحيفة "هآرتس"، في تقرير لها حول وجود إيران في سوريا أن التوجه الإيراني لمغادرة محيط مطار دمشق، جاء بناء على طلب النظام السوري الذي شعر بالإحراج بسبب تكرار الهجمات التي تشنها إسرائيل، وتستهدف المنطقة، من دون الرد السوري عليها".

يُشار هنا إلى أن إسرائيل هاجمت المطار مرات عدة، وفي كل مرة كانت تدعي إسرائيل أن القصف جاء في أعقاب تحركات إيرانية لإقامة منظومة جوية لها في سوريا.

إيران مصدر خلاف إسرائيل

وإزاء ما تظهره التقارير الإسرائيلية من اهتمام المؤسستين العسكرية والسياسية بملاحقة ما تسميه إسرائيل "التموضع الإيراني في سوريا"، أثار هذا الملف خلافات بين المالية الإسرائيلية والجيش، في أعقاب الخطة التي وضعها الجيش لتحقيق أهدافه في سوريا. وأعلنت وزارة المالية أنها لن توفر الموازنة أو التغييرات التي يطالب بها الجيش وبينها زيادة الخدمة الإلزامية النظامية وإلغاء هبات مالية للضباط المسرحين أو تقليصها. وعّبر ضابط إسرائيلي عن خشية القيادة العسكرية من إرجاء الخطة سنوات وبالتالي عدم القدرة على تحقيق هدف منع تموضع إيران في سوريا. ويأتي احتجاج المالية بعد طلب تقدم به رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، لتقصير فترة اتفاق الميزانية بسنة، وإنهائه هذه السنة بدل السنة المقبلة، معلناً أن التغيرات الحاصلة في المنطقة تتطلب وضع ميزانية جديدة "تلائم الجيش ومنظوره العسكري في السنوات المقبلة". ونقلت مصادر في وزارة المالية أن "الميزانية المقبلة ستشكل تحدياً بالنسبة لجميع الوزارات وللجيش الإسرائيلي. ودعم ميزانية الأمن يعني المس بالنمو الاقتصادي لإسرائيل". وطالبت وزارة المالية الجيش بالتنازل عن الخطة المتعددة السنوات والعودة إلى ميزانية سنوية، مثلما كان الوضع في الماضي، على الرغم من أن "ذلك يشكل صعوبة على تخطيطات الجيش للمدى البعيد"، وفق مسؤول عسكري.

وفي جانب آخر من الخلاف احتجّ الجيش على رفض المالية الموازنة التي خصّصها لتمويل عمليات عسكرية وتجسّسية، أو ما سبق وأطلق عليها الجيش "الحرب بين حربين"، في إشارة إلى الأنشطة الإسرائيلية في الحلبة السورية خصوصاً، وهدفها المعلن هو منع التموضع الإيراني في سورية ومنع نقل أسلحة إلى حزب الله، من دون شنّ حرب. ويدّعي الجيش أن هذه العمليات تستوجب استخدام ذخيرة متطوّرة بكميات كبيرة، وإضافة ساعات طيران وتوسيع منظومة الدفاعات الجوية. يشار هنا إلى أن حصة الموازنة العسكرية هي الأعلى بين الدول الغربية.

 

لواء «الفاطميون» يغادر سوريا إلى إيران لمواجهة أميركا

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

ليس معروفاً من هو المخادع حقاً في لعبة الحرب بين طهران وواشنطن، المهم فيها أن إيران تكشف عن وجهها الحقيقي عبر عملائها الذين درّبتهم وأطعمتهم ثم قذفت بهم إلى النيران. ما إن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الحرب ستكون «النهاية الرسمية لإيران» حتى هبّ قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» يحث قادة الميليشيات المدعومة من إيران في مناطق الشرق الأوسط «للتحضير للحرب بالوكالة». بين هؤلاء مَن هو في بلده مثل «حزب الله» في لبنان، و«الحشد الشعبي» في العراق، لكن بين الميليشيات التي حاربت في سوريا تحت لواء إيران كان لواء «الفاطميون» الذي يتكون مقاتلوه من الهزارة الأفغان. وكان قد لوحظ أن هذا اللواء غادر سوريا، مما يعني أن طهران تتوقع نوعاً مختلفاً تماماً من الحرب. الهزارة الأفغان ينتمون إلى الأقلية الشيعية في أفغانستان وهم يشكّلون الجزء الأكبر من قوات لواء «الفاطميون». وفي قتالهم في سوريا تجاوزوا وزنهم كثيراً. وفي حين أن معظم التركيز على تداعيات الحرب السورية كان على المخاطر التي يشكلها مقاتلو «داعش» لدى عودتهم إلى بلدانهم، تم التغاضي عن الآثار المترتبة على الآلاف من وكلاء إيران الذين يتركون الجبهة السورية عائدين إلى بلدانهم.

تختلف التقديرات حول عدد مقاتلي لواء «الفاطميون» الموجودين في سوريا والذين قاتلوا دفاعاً عن نظام بشار الأسد. أحمد شجاع جمال، أحد الباحثين الأفغان، أشار إلى أن العدد وصل إلى 50 ألفاً. أغلبهم وقّع عن طيب خاطر، جذبته رواتب عالية نسبياً، ووعود بالجنسية أو الإقامة في إيران لدى عودته من سوريا، كما تم الضغط على البعض للتطوع بعد وقوعهم في أزمات اقتصادية صعبة أدت بهم إلى مشكلات مع القانون. ذكر جمال أن المئات إن لم يكن الآلاف عادوا إلى إيران خلال السنتين الماضيتين. فهل سيشكل هؤلاء تهديداً حقيقياً للأمن في المنطقة، أو للمصالح الأميركية؟ هذا ما تجب مراقبته، خصوصاً أن الحديث عن الحرب بالوكالة يتصاعد في إيران.

يروي مصدر إيراني أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية تدفق مئات المقاتلين المنتمين إلى الميليشيات الإيرانية وتعمل بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان، إلى إيران استجابةً لطلب قاسم سليماني المساعدة في الإغاثة من الفيضانات.

بدأت الفيضانات الهائلة في شهر مارس (آذار) الماضي وقادت إلى إهدار مساحات شاسعة في 25 محافظة من أصل 31 في إيران، وتسببت في خسائر تقدَّر بنحو 2.5 مليار دولار. كان مقاتلو «الحشد الشعبي» العراقي من أوائل الذين استجابوا لطلب المساعدة وسرعان ما تبعهم مقاتلو لواء «الفاطميون». بعد ذلك عرض لواء «الفاطميون» على صفحاته الاجتماعية «بفخر» صوراً للواء الأفغاني وهو يقدم مساعدات الإغاثة وإعادة الإعمار في لوريستان، غرب إيران. كان الأمر مختلفاً تماماً عن نوع المواد التي كانت تروّج لها هذه الميليشيا عبر الإنترنت في السابق، مثل صور قتلاها وإشادتها بتضحياتهم في سوريا. وكان الإيرانيون يُبدون إعجابهم بتلك المواد في ذروة تورط إيران في الحرب السورية. وكان الآلاف منهم يتجمعون لإحياء ذكرى مقاتلي الهزارة الأفغان الذين قُتلوا «في ساحة المعركة». على عكس معاملة موسكو للمرتزقة الروس في سوريا والتي كانت جثثهم تعاد سراً إلى ذويهم لدفنها بهدوء. وانتشرت في طهران أضرحة مقاتلي لواء «الفاطميون».

لكن بعيداً عن إثارة الثناء لدى الرأي العام الإيراني، فإن التدفق المستمر للميليشيات الإيرانية بالوكالة في عمق إيران في أسابيع الفيضانات، أثار ردود فعل عنيفة. يشعر البعض بالقلق من أن عودة الوكلاء الإيرانيين إلى الجبهة الداخلية قد تكون إشارة إلى عدم الارتياح في إيران بشأن الاحتمال المتزايد لتغيير النظام.

يتصاعد التوتر السياسي بين المتشددين المؤيدين للنظام العازمين على تحدي الولايات المتحدة وبين الرأي العام الإيراني الموضوع تحت ضغط «حروب الثقافة المحلية» التي لا تنتهي، حيث يحاول رجال الدين المحافظون الحد من أي نفوذ غربي أو قطعه تماماً في ظل فرض عقوبات اقتصادية هي الأشد على الإطلاق.

اتخذ الإيرانيون في المناطق المتضررة من الفيضانات، والمثقفون المنشقون، من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً للتنفيس عن إحباطاتهم. ثم إنهم يشكّون في أن دعوة السلطات إلى تعزيزات من وكلاء الخارج إنما تهدف إلى تهدئة الاضطرابات المحتملة في إيران بسبب عدم استجابة الحكومة للأزمات المتصاعدة والمتعددة.

من جهة أخرى، أثارت عودة قسم من مقاتلي لواء «الفاطميون» إلى أفغانستان مخاوف بشأن الدور الذي قد يلعبونه إذا ما وقّعت الولايات المتحدة صفقة مع «طالبان» أدت إلى سحب المزيد من القوات الأميركية.

لا يتفق أصحاب القرار في أفغانستان من رسميين وغيرهم على ما إذا كانت عودة هؤلاء جيدة أم سيئة. فمن ناحية قامت قوات الأمن الأفغانية بمطاردة مقاتلي لواء «الفاطميون» السابقين مدفوعين بمخاوف من احتمال أن يكونوا مصدراً آخر لعدم الاستقرار. ومن ناحية أخرى فإن النخب الشيعية الأفغانية خارج الحكومة التي تتطلع للدفاع عن مصالحها ترى أنه من المفيد وجود قدامى المحاربين المتشددين لمحاربة «طالبان» و«داعش» والفصائل السنّية المتطرفة في المرحلة المقبلة من حرب أفغانستان التي لا تنتهي.

يروي محدثي قضية محمد محقق، من الهزارة والذي قاد رجاله ذات يوم ضد السوفيات، وهو الآن مرشح لمنصب نائب الرئيس إلى جانب مرشح الرئاسة ووزير الداخلية السابق حنيف أتمار ضد الرئيس أشرف غني في الانتخابات المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل. محقق يريد ترك مقاتلي لواء «الفاطميون» على حريتهم. ثم إن محقق نفسه كان قد استفاد في التسعينات من «كرم» الحرس الثوري الإيراني، إذ كان أحد الوكلاء.

تشير شائعات كثيرة إلى تمرد داخل صفوفهم خلال قتالهم في سوريا، ثم إنهم غير منضبطين أو موحدين، لكنهم أظهروا قدرتهم على القتال والبقاء. قائد الميليشيات الراحل علي رضا تاماسولي جمع عام 2012 مجموعة من المهاجرين الأفغان في إيران للقتال في سوريا، وكان هؤلاء من فلول القوات التي قاتلت في الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات. الآن يجد هؤلاء المقاتلون الأفغان الشيعة أنفسهم مرة أخرى في خضم المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران. إن اعتماد إيران على وكلائها ليس جديداً، لكنه هذه المرة لافتاً للنظر وظهر هذا في الخطاب الذي القاه الأمين العام لـ«حزب الله» في لبنان السيد حسن نصر الله، حيث ضرب عصفورين بحجر واحد: هدد بمشاركة إيران في حربها ضد الولايات المتحدة وضرب مصالحها «على أمل» أن يضرب فصل الصيف في لبنان.

إن استدعاء قاسم سليماني للوكلاء وإعادة توجيههم، مثل لواء «الفاطميون»، يشير إلى أن تغيير النظام الإيراني ستكون له آثار غير متوقعة على استراتيجية الخروج الأميركية من أفغانستان. ستعمّ الفوضى ليس في إيران فقط بل في أفغانستان أيضاً!

 

ليبيا الحرة قادمة/نجح الجيش الليبي في تحرير 75 في المئة من البلاد

د.وليد فارس/انديبندنت عربية/06 حزيران/2019

 تشهد واشنطن معركة بين جماعات الضغط في ما يخص ليبيا وتتمحور حول حاضر البلاد ومستقبلها، فحكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج وقّعت عقوداً بملايين الدولارات مع شركات لإظهار حكومة طرابلس على أنها تمثل الشرعية الليبية وتحظى بالاعتراف الدولي منذ توقيع اتفاق الصخيرات.

وتهدف حملة السراج المدعومة من قطر بشكل رئيس إلى تقديم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وكأنه أمير حرب يقود مجموعة من الميليشيات، وفي المقابل تحاول تصوير الميليشيات التي تقاتل الجيش في طرابلس على أنها نواة القوات المسلحة الليبية المدافعة عن الحكومة الشرعية.

ويعمل الجيش الليبي ومؤسساته المنبثقة من البرلمان في عواصم العالم لتأكيد موقفه وموقعه حيث يقاتل تنظيمات القاعدة وداعش، والجماعات المحسوبة على الإخوان المسلمين حيث دخل أخيراً بعض المناطق المحيطة بطرابلس بهدف تجريد هذه الجماعات من سلاحها.

ومع هذا الكرّ والفرّ، فإن أعضاء في الكونغرس ومعهم قسم من الرأي العام الأميركي، لا يمتلكون أي تصوّر واضح عما يجري على أرض الواقع في ليبيا، ولكنّ الإدارة الأميركية وعدداً من المشرعين ومراكز الأبحاث المعنية بمواجهة الإرهاب، ومعظم القاعدة الشعبية للرئيس ترمب، أصبحت على علم بما يجري هناك، وهي تعتبر أن كل طرف سياسي أو عسكري في العالم العربي عموماً وليبيا خصوصاً، يواجه هذه الجماعات الإرهابية التي ضربت أبراج التجارة في نيويورك، ونفذت عملية إرهاب في عواصم الدول العربية والغربية، يُعدّ حليفاً إستراتيجياّ للولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من أن حكومة الوفاق تعمل تحت مظلة اتفاق الصخيرات المعترف به من قبل الأمم المتحدة، فإن الرئيس ترمب اتصل بالمشير خليفة حفتر لتأكيد الوقوف ضد الإرهاب، وهذا الأمر يمثل تغيراً في الموقف الأميركي وتأكيد استمرار ترمب في الدفاع عن شعاراته الانتخابية، فالرئيس ومنذ حملته الانتخابية ومع كل الضغوط التي مُورست عليه استمر برفع شعار مواجهة الميليشيات الإرهابية والجهاديين في جميع مناطق الشرق الأوسط، وترجم ذلك بصور واضحة في ليبيا. صحيح أن الخارجية الأميركية تعترف بحكومة طرابلس، ولكن البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع وقسماً مهماً في الكونغرس أعلنوا خيارهم الواضح في التعاطي والشراكة مع الجيش الليبي لأسباب عدة أبرزها:

- فعالية الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب ونجاحه في تحرير 75 في المئة من الأراضي الليبية وسيطرته على الجنوب والشرق واقترابه من تحرير طرابلس من المجموعات الإرهابية وتجريد الميليشيات من سلاحها.

- التوصل إلى قناعة بإمكان قيام عمل مشترك عبر الأطلسي مع فرنسا التي دعمت المشير حفتر وجيشه منذ أكثر من عام، وتحديداً بعد مؤتمر باريس حيث استضاف الرئيس إيمانويل ماكرون جميع الأطراف وتم الاتفاق على آلية سياسية تتضمّن انتخابات وتجريد الميليشيات من السلاح، غير أن فشل حكومة طرابلس في كبح جماح الميليشيات أسهم في إقناع الحكومة الفرنسية بأن الجيش الليبي هو الوحيد القادر على إنهاء التفلّت والسلاح الخارج عن الشرعية، ولذلك فإن الحوار بين ماكرون وترمب في لقائمها في مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندي قد ينتج اتفاقاً أميركياً فرنسياً يُسرّع عملية دحر الإرهاب في ليبيا، ويتبع ذلك ألية سياسية تنتج حكومة انتقالية ثم انتخابات برلمانية ورئاسية

- امتلاك الجيش الليبي نقطة قوة متمثلة في دعم البرلمان الليبي له، والذي يعد آخر مؤسسة منتخبة من قبل الشعب أي أنه يمتلك الشرعية الشعبية القانونية، وواشنطن تنظر إلى هذه المؤسسات– البرلمان والحكومة المنبثقة منه والجيش- كمثلّث يتمتّع بشرعية أكثر من حكومة الغرب القائمة على الميليشيات

وتنبغي الإشارة إلى أن أيّ موقف فرنسي أميركي سيكون كافياً لتغيير الموقف الأممي، فروسيا والصين لن تعترضا على أي اتفاق على الرغم من محاولة موسكو مزاحمة واشنطن في رحلة البحث عن امتلاك بعض النفوذ في ليبيا، أما بريطانيا فلن تواجه واشنطن إذا تأكدت أن الرئيس ترمب يريد تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع الجيش الليبي ومعه البرلمان. علماً بأن مؤتمر الصخيرات الذي أسس لشرعية "حكومة الوفاق" قد حصل على شرعية الأمم المتحدة على أساس التوافق وهذا عملياً لم يحصل في ليبيا. فمن الممكن جداً أن يكون هنالك صخيرات آخر قد يدعو له مجلس الأمن لإنتاج قرار جديد يعيد تأسيس الجمهورية على أساس مواجهة الإرهاب وتثبيت التعددية.

على الصعيد الإقليمي، فحكومة طرابلس مدعومة عملياً من قبل المحور الإخواني الذي يضمّ قطر وحكومة أردوغان، وأخيراً ظهرت مؤشرات تفيد بدعم إيران أيضاً هذا المحور، في المقابل تدعم الدول الحليفة لواشنطن، كمصر والإمارات والسعودية والأردن ودول أخرى، الجيش الليبي والبرلمان، وبالتالي فإن المثلّث الذي يضمّ فرنسا وأميركا والتحالف العربي قادر على التأثير في مجلس الأمن، بموازاة تمكّن ليبيا الحرّة من التقدم على الأرض، ولكن يجب أن يفهم الجميع أن انتصارها على الإرهاب لن يعني قيام دكتاتورية جديدة، فهناك تفاهم بين البرلمان وقيادة الجيش على آلية سياسية تتضمّن نزع سلاح الميليشيات وإعادة الحياة والاستقرار إلى الشعب، وإجراء انتخابات ديمقراطية.

 

الحل الوحيد مع طهران بالدعم الجدي للمعارضة الإيرانية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

في كل مقررات وبيانات «قمم» مكة المكرمة الثلاث أبدى العرب والمسلمون رغبة حقيقية في علاقات أخوة حقيقية مع إيران وبالطبع من دون الإشارة إلى ضرورة أن تكون بعيدة عن إرث الدولة «الصفوية» الذي مثْله مثْل هذه المرحلة «الخمينية» فيه الكثير من المنغصات، وتأكيد ضرورة أن يكون الاستناد إلى هذه الرغبة الحقيقية والطموح الجدي هو التاريخ الحضاري المشترك الذي ساد لعقود طويلة وهو الثقافة الغنية التي كانت محصلة تلاقي وتداخل الثقافتين العظيمتين؛ الثقافة العربية والثقافة الفارسية، التي كانت ولا تزال تعد من أهم وأرقى الحضارات الكونية كلها حتى بما في ذلك الحضارة الإغريقية وأيضاً الحضارة الصينية.

ويقيناً إن العرب، إنْ ليس كلهم فمعظمهم، كانوا أكثر فرحة وحبوراً بانتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 حتى من الإيرانيين أنفسهم وإنهم كانوا الأكثر امتعاضاً من إبعاد الخميني عن العراق، وهذا ينطبق على «سنتهم» أكثر من «شيعتهم»، وأذْكر أن بيروت الغربية التي كانت «حوزة» أهل السنة ومركز المقاومة الفلسطينية قد أقامت الأفراح والليالي الملاح بذلك «التغيير» الإيراني الذي تجاوزت شعبيته شعبية عبد الناصر في ذروة تألقه وحيث إن إذاعة «صوت فلسطين» استمرت تصدح بنشيد غنائي إحدى «وصلاته» تقول: هبَّت رياح الخميني... أو كان ياما كان...!

وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، الذي كانت التهديدات المتعددة «المحلية» منها والعربية أيضاً وهذا بالإضافة إلى الإسرائيلية بالطبع تضغط عليه لإخراجه مع قواته من الجنوب اللبناني تحديداً، قد بادر إلى الاستعداد للذهاب إلى طهران على الفور أولاً لاستطلاع ذلك الوضع الجديد وثانياً لتهنئة قائد هذه الثورة التي كانت قد جاءت كزلزال في هذه المنطقة كلها والذي كانت حركة «فتح» قد أقامت معه علاقات مبكرة وحيث كان قد أصدر «فتوى» بضرورة إعطاء «الزكاة» للفلسطينيين ولثورتهم التي وصفها بأنها حركة «جهادية».

في طهران التي كان قد وصلها بطائرة سورية والتي عاد منها بطائرة الشيخ زايد آل نهيان، الخاصة، رحمه الله الرحمة الواسعة، لم يتردد (أبو عمار) عندما عرض عليه «المضيفون» الذهاب إلى عربستان وذلك رغم أنه كانت ولا تزال هناك محاذير كثيرة بالنسبة إلى هذا الأمر، وحقيقةً إنّ عرب «الأحواز» العربية المحتلة كانوا أكثر «حماساً» لهذه الثورة ولقائدها حتى من الفرس ومن المكونات القومية الأخرى للدولة الإيرانية؛ فهم كانوا قد ظنوا أن أيام «الفرج» قد اقتربت، لكنّ آمالهم هذه ما لبثت أن أُصيبت بانتكاسة هائلة وأنه بالنسبة إليهم لا فرق بين القديم والجديد وقد أثبتت السنوات اللاحقة منذ البدايات وحتى الآن أن «الخلَّ أخو الخردل» وأنه لا فرق بين من يعتمر بالعمامة السوداء وبين شاه إيران.

والمهم أن (أبو عمار) في تلك الزيارة، التي كانت في حقيقة الأمر زيارة عربية أكثر منها فلسطينية، قد عرض على الخميني، الذي كان قد حوَّل مدرسة «علوي» إلى مركز قيادي له، همْساً بضرورة أن تتخلى إيران الجديدة «الواعدة» عن الجزر الإماراتية الثلاث «أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى» كـ«عربون» أخوّة مع دولة الإمارات وشعبها ومع الأمة العربية كلها... لكن المفاجأة كانت عندما انفجر، أي الخميني، قائلاً: «لا، أبداً... إن هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية»، فما كان من ياسر عرفات إلا أن أُصيب بخيبة أمل فعلية وأدرك كما أبلَغَنا، وكنت أحد الذين رافقوه في تلك الزيارة وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمدّ الله في عمره، بأنه لا ضرورة للمراهنة أكثر من اللزوم على تلك الثورة.

وحقيقةً إن إيران كانت ولا تزال الأكثر تأثراً بالثقافة والحضارة العربية من كل الذين جمعهم الدين الإسلامي العظيم بالعرب، والدليل هو أن اللغة الفارسية أو الإيرانية لا تزال رغم عمليات «التطهير» المتلاحقة إنْ في العهد الشاهنشاهي وإنْ في عهد هذه الثورة الخمينية لا تزال يغلب عليها الطابع العربي وفي كل شيء إنْ في التعامل اليومي وإنْ في المجالات العلمية والسياسية والثقافية.

والدليل هو أنَّ حتى أسماء الصواريخ الإيرانية كلها عربية، وهذا مع أن هروب الإيرانيين من «تاريخهم العربي» هو الآن في ذروته، فهناك الصاروخ «زلزال» و«فاتح» و«شهاب» و«فجر» و«سجِّيل» والـ«خليج» و«عاشوراء» و«سومار» و«ميثاق» و«طوفان» و«رعد» و«نور» و«مرصاد» و«زهراء»!

وعليه فإن ما لا يزال يتذكره البعض هو أن الرهان على ثورة إيران الخمينية قد استمر لدى بعض العرب، إنْ دولاً وإن أحزاباً، حتى خلال حرب الأعوام الثمانية العراقية – الإيرانية، وإنّ الأمور لم تتغير بالنسبة إلى الأكثرية العربية إلاّ بعدما تفاقم التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية وبعدما بات الإيرانيون يفاخرون بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية وبعد أن أصبحت لدولة الولي الفقيه جيوش جرارة متعددة الأسماء والعناوين إنْ في سوريا وإنْ في لبنان وإنْ في اليمن وفي غزة أيضاً... وبالطبع في العراق.

والمعروف أن طهران قد بادرت إلى استبدال استراتيجية التمدد في العديد من الدول العربية وتحت مسمى التشكيلات الطائفية والمذهبية المعروفة التي غدت بمثابة دويلات مسلحة، باستراتيجيتها السابقة.. «استراتيجية» الحروب والصدامات العسكرية المباشرة، وكل هذا مع محاولات العودة إلى المفاهيم و«التطلعات الصفوية». ولعل ما أثار مخاوف فعلية كثيرة في هذا الاتجاه أنه ثبت أن إيران لم تتردد في التزود بأسلحة إسرائيلية خلال حرب الأعوام الثمانية مع العراق، وأنَّ مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد قال في تصريح معلن قبل نحو شهرين إن بشار الأسد قد طلب منه أن يبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إقامة دولة عَلَوية في سوريا لن يشكّل أي خطر على إسرائيل!

ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أن أميركا لو أرادت إسقاط النظام الإيراني، والمعروف أن الرئيس دونالد ترمب قد نفى أنها تريد إسقاطه، لَمَا لجأت إلى كل هذه الاستعراضات العسكرية في الخليج العربي ولَبادرت إلى إسناد المعارضة الإيرانية المتمثلة في «مجاهدين خلق» وفي العديد من الأقليات القومية كالعرب والأكراد والبلوش و«اللور»، هذا بالإضافة إلى الأكثرية الصامتة التي هناك ليس تقديرات فقط لا بل معلومات مؤكدة بأن هناك الآن تململاً داخلياً إيرانياً فعلياًّ وحقيقياً بينها، وأن أكبر خطر على هذا التململ وأيضاً على التشكيلات المعارضة كلها هو أن تلجأ الولايات المتحدة إلى حرب تلفزيونية ضد إيران؛ فهذا إنْ هو تم وجرى بالفعل فإنه سيؤدي إلى التفاف شعبي وإنْ مؤقتاً حول النظام الإيراني... وهناك تجارب كثيرة ومعروفة في هذا المجال.

إن المطلوب إذا كانت الولايات المتحدة جادة في إسقاط هذا النظام الإيراني، وهذا خلافاً لما قاله ترمب وأكده، هو أن تبادر عملياً وفعلياً إلى دعم المعارضة السورية بكل تشكيلاتها لإخراج الإيرانيين من هذا البلد العربي، وذلك لأن المؤكد أن إخراجهم منه سيؤدي إلى إسقاط نظام بشار الأسد وسيفرض عليهم الخروج من العراق ومن لبنان وأيضاً من اليمن ومن هذه المنطقة كلها.

وهكذا وفي النهاية فإنه على الأميركيين أن يدركوا أن الاستمرار بكل هذه التحركات العسكرية الاستعراضية ومواصلة التلويح بمجرد القبضات الفارغة سيعزز مقدرة نظام الملالي على تثبيت تدخلاته في بعض دول هذه المنطقة والانتقال منها للتدخل في دول أخرى، وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ما أطلقه ترمب من تصريحات «استنكافية» قد جعلت النظام الإيراني يلتقط أنفاسه، والمعروف أن هناك مثلاً عربياً يقول: «الضربة التي لا تميتني تقوِّيني»... وهذا هو ما يحصل الآن وللأسف.

 

حديث الصفقة الذي كان يدق الباب!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

ما أبعد المسافة بين الموقع الذي كانت صفقة القرن تجد نفسها فيه، قبل بدء شهر رمضان، وبين الموقع الذي يبدو أنها قد راحت تنحدر إليه وتتدحرج منه مع قُرب نهاية الشهر، فعند بدايته كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أذاعت أخباراً عن أن الصفقة التي يسمع عنها الفلسطينيون ومعهم العالم، ثم لا يرون منها شيئا رغم طول الترويج لها، سوف تخرج إلى العلن مع نهاية شهر الصيام، وأن ذلك سيحدث فيما بعد عيد الفطر، الذي يتوازى مع عيد التوراة الموافق يومي السابع والثامن من هذا الشهر!

حدث هذا قبل ثلاثين يوماً تقريباً، وبدا كل متابع للصفقة منذ بداية الحديث عنها، متحسباً لما سوف يكتشفه منها للمرة الأولى، عندما يجري الكشف عن صفقة سياسية طال الكلام حولها، دون أن ينتبه الذين تكلموا عنها مراراً، إلى أنهم يتعرضون لشيء غارق في الغموض، وأنهم يتحدثون عن مسألة لم يكشف عن حقيقتها صاحبها نفسه! وكانت الرسالة الأقوى في مواجهة الصفقة قد انطلقت من القمم الثلاث التي انعقدت في مكة المكرمة، خلال الأسبوع الأخير من رمضان، فلقد كان من المقرر مسبقاً أن تنعقد القمة الإسلامية في أيامه الأخيرة، ولكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دعا إلى قمتين طارئتين، خليجية وعربية، فانعقدتا في اليوم السابق على موعد انعقاد القمة الإسلامية!

صحيح أن إطلاق رسالة واضحة إلى حكومة الملالي في طهران، كان لا بد أن يكون على رأس جدول أعمال القمم الثلاث، وصحيح أن رسائل التصعيد التي خرجت من طهران طوال أسابيع مضت، كانت في حاجة إلى رسائل قوية في المقابل، على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي، وهذا بالفعل ما حدث، غير أن الصحيح أيضاً أن انشغال القمم الثلاث بوضع الأمور في مكانها، فيما يخص السياسة الإيرانية المُخربة في المنطقة، لم يجعل القادة الذين التقوا في مكة ينسون أن هناك قضية مركزية اسمها القضية الفلسطينية، وأن المساس بوضع القدس الشرقية مرفوض، وأنه لا حل سوى قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967!

وهذا تماماً ما خرج في بيان كل قمة على حدة، وهذا ما جعل الرئاسة الفلسطينية تقول على لسان متحدثها الرسمي، نبيل أبو ردينة، إن قرارات القمم الثلاث، وخصوصاً القمتين الخليجية والعربية الطارئتين، كانت انتصاراً للموقف الفلسطيني!

ولم يشأ متحدث الرئاسة الفلسطيني الرسمي أن يقول كلاماً عاماً، ولكنه راح يحدد بالضبط كيف كانت القمم الثلاث انتصاراً لحقوق شعبه المشروعة، ثم كيف كان واضحاً في بيان كل قمة أنها ترفض أي صفقة لا تنسجم مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني!

وكان المعنى أن الصفقة مرفوضة على المستويات الثلاثة، الخليجي والعربي والإسلامي، ليس لمجرد رفضها في حد ذاتها، ولكن لأن الطرف الفلسطيني يرفضها، وما دام هذا هو موقفه باعتباره طرفاً مباشراً في القضية، فلا يستطيع طرف عربي أو إسلامي، إلا موافقته على موقفه، ومساندته فيه، ومساعدته في طريق إقامة دولته على أرضه المحتلة، وفق ما تقول القرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع!

وكانت اللغة الواضحة التي تحدثت بها بيانات القمم الثلاث في هذا الشأن، إشارة كافية إلى أن الصفقة تواجه مشكلة كبيرة لم تكن إدارة الرئيس ترمب تتحسب لها، وهي تبشر بقرب الكشف عن تفاصيل صفقتها، وبدا أن طريق الصفقة ممتلئ بالعقبات التي تحول دون مرورها إلى نهايته!

وعندما عجز بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل عن تشكيل حكومته الجديدة، بدا أيضاً أن الذين بشروا بالصفقة قبل رمضان، كانوا متفائلين أكثر من اللازم، فنتنياهو وجد نفسه مضطراً في النهاية إلى الذهاب لانتخابات جديدة في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد أن قرر الكنيست حل نفسه، وبالتالي، فليس من الممكن أن نتحدث عن حكومة مستقرة في تل أبيب، قبل نهاية هذا العام تقريباً، وإذا كان هذا هو حال الطرف الإسرائيلي، ثم حال الطرف الفلسطيني من قبل، وهما الطرفان الأصيلان في أي حديث عن الصفقة، أو عن احتمالات نجاحها، فليس أمام صاحبها إلا أن يراجع نفسه، وإلا أن يهدئ من اندفاعه، وإلا أن يصارح نفسه كذلك، بأن صفقته لن تهبط من سمائها لتنفذ نفسها، في غياب طرفيها، ولن يكون في مقدورها فرض شيء على الفلسطينيين لا يريدونه، ولا يجدونه تعبيراً عن سقف طموحهم الطبيعي في قيام دولة فلسطينية إلى جوار الدولة الإسرائيلية!

وجاء حديث مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، أمام مؤتمر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، وكأنه الضلع الثالث الذي يغلق الطريق أمام الصفقة، فوقوف الوزير أمام مؤتمر بهذا الاسم في واشنطن يوم الثلاثاء الأخير من رمضان، لم يمنعه من الإدلاء بحديث صريح حول الصفقة، وحول مستقبلها، وحول فرص النجاح التي تنتظرها في آخر الطريق!

إن المتحدث هنا هو وزير خارجية ترمب نفسه، والمحفل الذي استقبل حديثه هو مؤتمر للمنظمات اليهودية، والتوقيت هو آخر رمضان الذي كان قد تحدد من قبل موعداً للإعلان عن تفاصيل الصفقة، فهل هناك علاقة بين هذا كله، أم أنها محض مصادفة؟!

لا يمكن بالطبع أن يصل ترتيب الصدفة إلى هذا الحد الدقيق المحكم، ولا يمكن أن يقف بومبيو أمام المؤتمر ليقول إن الصفقة غير قابلة للتطبيق، وإنه يتفهم الانطباع بانحيازها إلى إسرائيل، وإنه يشك في إمكانية نجاحها، ثم يكون هذا كله من قبيل الصدفة.. لا يمكن!

وقبل ختام رمضان بيومين اثنين، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث في حفل إفطار في القاهرة، فطمأن المصريين على أن أي ربط بين الصفقة وبين سيناء هو خيال مجرد، وأن الكلام عن مبادلة أرض مصرية في سيناء بأرض أخرى هو من نسج خيال أصحابه، وأن سيناء يملكها المصريون الذين لا يقبلون تفريطاً في شبر منها، وأن القاهرة لا تتحدث باسم الفلسطينيين، ولا تقبل شيئاً لا يقبلون هُم به راضين!

ومن قبل رمضان بأسابيع، كان قد قيل إن الصفقة موجودة في يد أربعة مسؤولين أميركيين حصرياً، وإنهم وحدهم المسموح لهم بالاطلاع عليها وعلى خطوطها العريضة، وإن جاريد كوشنر، صهر ترمب ومستشاره، هو واحد من هؤلاء الأربعة، وإن بومبيو ليس منهم، ولا جون بولتون، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، فهل كان شيء من هذا يقف وراء حديث وزير الخارجية المفاجئ عنها؟! ربما.. ولكن الواضح من كل هذه التطورات في اللحظات الأخيرة، أن دماء الصفقة راحت تتفرق بين القبائل، في الوقت الذي كان فيه شهر رمضان يقترب من نهايته، وفي الوقت الذي كان موعد الإعلان عنها يدنو ويدق الباب، ثم الواضح كذلك من قراءة هذا كله، ومن ربطه بعضه بالبعض، أن الأربعة الذين احتكروها سوف يبوءون بها في الغالب، وسوف لا يبقى منها غير اسمها الذي ظل يشير إلى شيء لا نراه نحن ولا يحدده هو!

 

عامان من العزلة... قطر لم ولن تتغير

إميل أمين/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

مع مرور عامين على عزلة قطر، بعد مقاطعة الأشقاء العرب الكبار، يبقى التساؤل: لماذا لم تتغير قطر؟ وربما بات السؤال الأهم: «هل من أمل في أن تتغير بوصلة توجهاتها جهة الأشقاء والجيران، أم أنها ستظل سادرة في غيها على هذا المنوال»؟

يحار المرء من أين تبدأ جردة حساب عامي المقاطعة، هل من القديم أم من الأحدث بما فيه من نوازل قطرية متوقعة في كل الأحوال.

من مشاهد قطر الجديدة، التي تؤكد أن سيادة قرارها أمر مشكوك فيه، وأن رؤاها المغشوشة وسياساتها المنحولة لن تتعدل أو تتبدل، ما جرى على هامش قمم مكة المكرمة الأخيرة، تلك، أجمع العالم، لا العرب فقط، على نجاحاتها ونجاعاتها، في لم الشمل العربي، وتوحيد الصفوف، وتوصيف الخطوب توصيفاً دقيقاً، حازماً وحاسماً دفعة واحدة.

حديث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى قناة «الجزيرة»، قبل بضعة أيام، يقطع بأن القرار الفوقي القطري مرتهن لطهران، بقدر ارتهانه لقوى إقليمية ودولية أخرى، غير أن خداع الذات هو ما يصور للقائمين على شؤون البلاد امتلاكهم لرؤية مستقلة.

يتحفظ المسؤول القطري على بيانات القمة الخليجية والإسلامية، ومرد تحفظه أنها لم تُقَر وفقاً للإجراءات المعهودة، وأنها تبنت سياسة واشنطن تجاه إيران، وهي سياسة لا تأخذ الجوار الخليجي معها بعين الاعتبار، بل تدين إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها، وفق رأيه.

لعل طهران هي آخر من يحق له الحديث في السياقين الأخيرين؛ الجوار، والتبعية، ويبدو أن مرض قصر النظر بات مخيماً على الداخل القطري، لا سيما أن طائرات «بي - 52» العملاقة التي يمكن لواشنطن أن تستخدمها كذراع طولى لها، حال نشوب القارعة مع الإيرانيين، رابضة على ممرات قاعدة العديد القطرية الشهيرة، وفي انتظار أوامر «البنتاغون» للتحرك ذات لحظة بعينها. حين يعظ الشيطان يضحى حديثه «ابوكريفيا»، فالذين يتحدثون عن معايير الجيرة، هم أنفسهم الذين يشاركون طهران شرورها التي تطال الأشقاء من حولها، عبر الصواريخ الباليستية تارة، ومن خلال الألغام البحرية تارة ثانية، ناهيك عن سياسة ذرع الوكلاء الميليشياويين، وترتيب أوراقهم في الحل والترحال، للحرب مع أميركا وحلفائها.

أي ازدواجية مرضية قاتلة يعاني منها النظام القطري، وأي أكاذيب يروّجها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية.

السيد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحاته لقناة «الجزيرة»، التي لا تنفك تنفث سمومها صباح مساء كل يوم، يؤكد أن قطر لا توافق على ما يناقض ثوابت القضية الفلسطينية، ولا تقبل بتجاوز الشعب الفلسطيني... يا للهول بصوت عميد المسرح المصري الراحل يوسف بك وهبي.

المملكة العربية السعودية، التي توقَّف ملكها وقفات ثابتة في كلمته أمام القمم الثلاث تجاه الحقوق الفلسطينية، والرئيس المصري الذي قدمت بلاده أكثر من مائة ألف ضحية وأربع حروب من أجل فلسطين، والإمارات العربية المتحدة، وأياديها البيضاء على القضية، وعلى الشعب الفلسطيني، وبقية الأشقاء الخليجيين والعرب، هؤلاء جميعاً، وعلى حين غرة، تراجعوا عن دعم الثوابت الفلسطينية، ولم تعد سوى قطر في ميدان الوغى التي تتمسك بالثوابت.

في كتابه عن «الخرافات» يحدثنا الأديب الفرنسي الكبير والشاعر جون دي لافونتين، عن قصة الضفدعة التي ساءها صغر حجمها، وهوانها بين حيوانات الغابة الكبار، ولهذا عزمت أمرها على أن تصير كبيرة في حجم الثور، وراح بها الحسد والغرور في طريق الانتفاخ إلى الحد الذي جعلها بالفعل عند لحظة بعينها في مثل جحم الثور، غير أنها كانت لحظتها النهائية المحتومة، إذ انفجرت وأضحت أثراً بعد عين... هل من مقاربة بين رواية لافونتين ونوازل قطر؟

عامان من العزلة لم تتغير فيهما قطر، وأغلب الظن أنها لن تتغير، فقد تماهت مع الأوهام النفسية القاتلة، وعلى الأرض لا تزال تمارس كل الأدوار السفلية في عالم دانتي أليغيري التحتية جداً، حيث الشر هدف، والضلال غاية، والإرهاب استراتيجية.

فلينظر القارئ إلى قطر التي تتحدث عن الجيرة، وليسائلها عما تفعله في ليبيا من دعم للإرهاب الأعمى، ودفعها للجماعات الأصولية التي تدير مقدراتها من أراضيها للمضي قدماً في طريق الدمار، وعينها بنوع خاص على مصر، حيث محاولة الانتقام من الشعب الذي أسقط جماعة «الثقب الأسود» الذي حاول ولا يزال التهام العالم العربي والإسلامي، مرة وإلى الأبد، فهل هذه هي حسابات الجوار والوسطية. أحسن كثيراً جداً وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية السيد عادل الجبير، حين أشار إلى أن «الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات، ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات». المراوغة والتحريف ديدن قطر التي لم ولن تتغير... مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً.

 

أخطر فتوى كاذبة خدعت العالم

فارس بن حزام/الحياة/07 حزيران/2019

عندما احتل الجيش الأميركي العراق، أعلنت ليبيا إنهاء برنامجها النووي صراحة، وضلّلت إيران العالم بفتوى "تقية" من مرشدها العام، تزعم تحريمه اقتناء السلاح المدمر. في عام 2003، خاف كل أشرار المنطقة من جموح الرئيس جورج بوش الابن، وتعاملت كل دولة مع اندفاعه وفق إمكاناتها وذكاء قادتها.

كانت "فتوى خامنئي" ورقة رئيسة قدمها الفريق الإيراني مراراً في مفاوضات فيينا طوال تلك السنوات، وأعاد التذكير بها كلما ضيق عليه، وسعت طهران إلى تسويقها أمام قادة العالم، وخاطبت فيها الشعوب بلغات عدة.

ويقول المرشد خامنئي في نص فتواه: "نعتبر استخدام هذه الأسلحة حراماً، وأن السعي لحماية أبناء البشر من هذا البلاء الكبير واجب على عاتق الجميع". ولاحقاً، جدد خامنئي فتواه بتأكيده تعارض السلاح النووي "مع الشرع والأخلاق".

كلام جميل جداً، وينم عن مسؤولية تامة. لكن ذلك غاب تماماً طوال تلك السنوات في سورية ولبنان والعراق والبحرين والسعودية واليمن. لقد شهد العالم "شرع وأخلاق" "نظام الملالي"، وسعيه الحثيث "لحماية أبناء البشر"، ومن دون ذلك السلاح، عبث وأفسد في عواصم إسلامية عدة، وفاخر باحتلالها سياسياً.

وطوال سريان تلك الفتوى المزعومة، عبثت إيران بقادة أوروبا وماطلتهم بمشروعها النووي، وابتزتهم كثيراً، وساومتهم على أمن المنطقة، وأسالت لعابهم بوعود الاستثمارات الضخمة. وغير ذلك، صدر من طهران ما يناقض الفتوى، ويوحي بعدم وجودها، إذ لوح قادة عسكريون ورؤساء وسياسيون، بالمضي في المشروع النووي واقتناء سلاح "يحمي مكتسبات الثورة الإسلامية من الأعداء"، فكيف لنا أن نصدق فتوى يصدرها "الولي الفقيه" ولا يكترث بها كل هؤلاء؟ لا شيء سوى "التقية"، ذلك المنهج الديني، الذي يطبقه النظام الإيراني سياسياً بامتياز، ونجح في حالات عدة في جني ثماره بعهود واتفاقات ثبت زيفها لاحقاً.

تلك الفتوى المنسية داخل أدراج السياسيين الإيرانيين في السنوات الأربع الماضية، دعت الحاجة إلى إخراجها وتسويقها مجدداً. فما أن لوحت واشنطن بالحرب، وأرسلت قوتها العسكرية إلى الخليج العربي، حتى سارع عدد منهم إلى التذكير بها، وإعادة نشر نصها المحرم لاقتناء السلاح النووي.

إنهم يريدون من العالم أن يصدق فتوى صدرت في عام 2003، واستخدمها النظام غطاء دينياً وسياسياً لتطوير مشروعه النووي، الذي سارع إلى إنجازه. وللأسف، أن أشهر من صدّقها كان الرئيس السابق باراك أوباما، وفاخر بها وعدّها ضمانة للالتزام بالمعاهدة المبرمة مع النظام.

تم الاتفاق قبل أربع سنوات، وسجلت النتيجة السيئة بمزيد من العبث والخراب، وسقطت الفتوى الكاذبة.

 

إيران خارج سوريا: الصفقة المقبلة

محمد قواص/العرب/07 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75564/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82/

إذا ما قررت موسكو مباشرة ورشة ضبط إيران في سوريا، فيجب ألا ننسى أن بوتين ليس وحده وهو يستفيد جدا من ضغوط واشنطن ضد إيران، وأنه قد يحصد في الحقل السوري ثمار ما تواطأ العالم على فلاحته.

ضبط النفوذ الإيراني في سوريا مطلب إسرائيلي بامتياز

فجأة يُعلَن عن اجتماع أمني أميركي روسي إسرائيلي رفيع المستوى يبحث في مستقبل الوجود الإيراني في سوريا. فجأة يُكشف عن ورشة كبرى تفتح ملف التسوية السورية من بوابة النفوذ الإيراني في هذا البلد. فجأة بدا أن أحد مفاتيح الحلّ للأزمة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة يكمن عمليا في تحقيق تقدم على طريق ضبط وتقليص حضور طهران داخل الساحة السورية.

بدت التسريبات حول مقايضة مقبلة همسا يؤسس لخارطة طريق يخطها أصحاب الشأن من أجل تحقيق مصالح تتقاطع في هذه اللحظة النادرة. ولئن تُرسمُ تلك الخارطة باجتماع يضم روسا وأميركيين في ضيافة إسرائيليين أواخر هذا الشهر، فذلك أن قماشة تلك الورشة تقوم على حرص موسكو وواشنطن على وضع استراتيجية عمادها الأول حماية إسرائيل.

بات الأمر معلنا في واشنطن كما في موسكو. الاجتماع سيعقد في القدس الغربية، يضم رؤساء مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ونظيريه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات. وأن يحضر بولتون، الذي يقود التيار الصقوري المعادي لإيران داخل الإدارة الأميركية هذا الاجتماع مشاركا في وضع ما يراد له من ترتيبات في سوريا، فذلك يعني أن شرط تقييد نفوذ إيران في المنطقة، وفي سوريا خصوصا، بات قيد الإعداد والترتيب، بالشراكة الكاملة مع روسيا المفترض أنها حليف استراتيجي لدمشق.

الإعلان عن اجتماع كان بالإمكان، بسبب طابعه الأمني، أن يبقى طي الكتمان، هدفه إبلاغ طهران بشكل مباشر وجلي، أن العالم، بما في ذلك حليفها، ذاهب بجدية للتعامل مع السلوك الشاذ لإيران في العالم. ولئن تحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، صاحب الشروط الـ12 الشهيرة، قبل أيام، عن استعداد بلاده للتفاوض مع طهران “دون شروط مسبقة” إذا ما قررت إيران أن تكون “دولة عادية”، فذلك أن نفوذ إيران خارج حدودها بات متقادما بعد أربعة عقود من حكم بمنطق الثورة بما يتناقض مع منطق الدولة.

أمر تلك الورشة الثلاثية يقلق إيران. أولا لأن الأمر يأتي تنفيذا لتفاهمات جرت على مستوى الرئيسين، الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترامب، خلال اجتماعهما الشهير في هلسنكي (يوليو 2018). وثانيا لأن عنوان وقاعدة وأعمدة هذا الاجتماع تتأسس على كيفية العمل على ضمان أمن إسرائيل، بما يخصّب الاجتماع بجدية مستوحاة مما أبداه الروس والأميركيون، على الرغم من خلافاتهما الكبرى في ملفات دولية أخرى، من حرص على عدم التهاون بما من شأنه تهديد إسرائيل وما تراه من ضرورات لحماية أمنها.

لا تستجيب موسكو وواشنطن لمزاج عربي لطالما كرر المطالبة بخروج إيران من سوريا، بل لمزاج إسرائيل، وهنا قلق طهران.

يتأسس ذلك القلق على حقيقة أن روسيا لم تقارب الوضع السوري بالنسخة التي بدأت عسكريا (سبتمبر 2015) إلا بعد تفاهمات جرت بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. صحيح أن الجنرال قاسم سليماني هو من أبلغ موسكو بخطورة ما يتهدد نظام دمشق مناشدا الروس التدخل، وفق ما بات معروفا، إلا أن بوتين الذي التقط تلك اللحظة الدراماتيكية التي يعاني منها تحالف دمشق- طهران، لم يلتق آنذاك بنظيره الأميركي باراك أوباما في نيويورك لأخذ “بركة” واشنطن لخططه في سوريا، إلا بعدما نال مسعاه “بركة” إسرائيل قبل ذلك.

تراقب طهران الورشة الأميركية الروسية الإسرائيلية هذه الأيام، وهي التي راقبت بألم ذلك التواطؤ الروسي العلني الذي وفّر بيئة حاضنة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، التي لا تنتهي، ضد مواقع إيران وميليشياتها في سوريا، كما ضد مواقع لنظام دمشق، كلما ارتأت تل أبيب أنها تمثل خطرا على أمن إسرائيل. لم توقف موسكو تلك الرعاية على الرغم من الأزمة الخطيرة في أعقاب حادثة إسقاط طائرة عسكرية روسية (سبتمبر 2018) بسبب مناورة خاطئة قامت بها المقاتلات الإسرائيلية في سماء السواحل السورية.

ضبط النفوذ الإيراني في سوريا هو مطلب إسرائيلي بامتياز، لكنه أيضا مطلب عربي، لطالما عبرت عنه منابر خليجية، سعودية خصوصا، كشرط من شروط الانخراط في ورشة التسوية السورية. والمطلب أميركي أوروبي أيضا قبل البدء في تعامل العالم الغربي مع مفردات انتهاء الحرب والشروع بعمليات إعادة الإعمار. لكن الأدهى أن ذلك المطلب هو روسي لم توار موسكو الجهر به كمقدمة لإنجاح المسعى الروسي في رعاية تسوية سياسية تحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي.

في مايو من العام الماضي وفي أعقاب محادثات أجراها بوتين مع بشار الأسد في سوتشي، قال الرئيس الروسي “إننا ننطلق من أن الانتصارات الملموسة ونجاح الجيش السوري في محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية”.

هل تملك موسكو القدرة على ضبط نفوذ إيران في سورياهل تملك موسكو القدرة على ضبط نفوذ إيران في سوريا

ولمن لم يفهم هذه الرسالة أوعز بوتين إلى مبعوثه إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، أن يعطي تفسيرات لمن لم يستطع أن يقرأها جيدا. قال الأخير إن المقصود هو القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله والقوات التركية والأميركية. قرأت إيران ذلك جيدا، ولاحظت كيف أن بوتين قد وضع وجودها، المفروض أنه شرعي بموجب اتفاق مع نظام دمشق، في نفس السلة مع وجود قوى أخرى، يفترض أن وجودها غير شرعي ولا يمر عبر البوابات الدمشقية.

ورغم رسائل بوتين الواضحة، إلا أنه لا يريد التفريط بالورقة الإيرانية مجانا. لوّح بشكل عام بضرورة خروج إيران ونفوذها، لكنه عاد لاحقا (أكتوبر 2018) ليؤكد أن بلاده “ليست مسؤولة عن إخراج القوات الإيرانية من سوريا”. فهم أولي الأمر أن روسيا لن تنخرط في جهد علني مباشر ضد الحضور الإيراني في سوريا دون أن يحصل بوتين بالمقابل على ما يطالب به في ملفات أخرى.

تسريبات الاجتماع الثلاثي الأميركي الروسي الإسرائيلي تحدثت عن خارطة طريق يتم من خلالها تعامل الغرب مع المقاربة الروسية لمستقبل سوريا، بما في ذلك التعامل مع نظام دمشق وفق صيغة للحل تكون المعارضة جزءا منها، والانخراط بالجهد المالي المطلوب لإعادة الإعمار، مقابل أن تقوم روسيا بالإشراف على عملية تؤدي إلى ضبط الوجود الإيراني من سوريا.

وعلى الرغم من أنه لم يتمّ الإفصاح عن حجم هذا الضبط، وما إذا كان يعني خروجا للنفوذ الإيراني من البلد، إلا أن العرض الذي تقدمه واشنطن يكسر محرما ويفصح عن استراتيجية أميركية – أوروبية عمادها الاعتراف بالدور الروسي في المستقبل السوري، وهو أمر لا يمكن إلا أن يرسم ابتسامة انتصار على وجه زعيم الكرملين.

ينفي الكرملين ما يشاع عن هذه المقايضة. بالمقابل ينقل عن مسؤول في البيت الأبيض في هذا الصدد أن “لا مستقبل للأسد في سوريا ولن يكون شريكا لإعادة إعمار يستفيد منها نظامه”. ومن الآن وحتى عقد اجتماع القدس الثلاثي ستكثر المواقف الممهدة للصفقة المتوخاة.

هل تملك موسكو القدرة على ضبط نفوذ إيران في سوريا؟ نعم، وتحركاتها في سوريا ضد تشكيلات العسكر والأمن الموالية لطهران باتت حديثا يوميا هناك. لكن السؤال هل تريد موسكو ذلك؟ الأمر تقرره طبيعة الصفقة المقبلة وما ستناله روسيا بالمقابل. وإذا ما قررت موسكو مباشرة ورشة ضبط إيران في سوريا، فيجب ألا ننسى أن بوتين ليس وحده وهو يستفيد جدا من ضغوط واشنطن- التي يعاندها العالم- ضد إيران، وأنه قد يحصد في الحقل السوري ثمار ما تواطأ العالم على فلاحته.

 

طوكيو بوابة التنازلات الإيرانية/وساطة يابانية وضوء أميركي اخضر وترقب على خط طهران

 حسن فحص/اندبندت عربية/06 حزيران/2019

 فتحت مواقف مرشد النظام الإيراني علي خامنئي حول حرمة امتلاك السلاح النووي الطريق أمام إمكانية فتح مسار جديد للتفاوض الثنائي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، قد لا تكون ثمرته الوصول إلى اتفاق ينهي حالة التوتر بين الطرفين أو يخرج المنطقة من التوتر الذي تعيشه، بل ستكون مهمته الحد من التصعيد وإبعاد شبح الحرب بانتظار تفاهمات مؤجلة. موقف خامنئي جاء بعد الموقف الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته العاصمة اليابانية طوكيو، الذي تحدث فيه عن سحب جهود إدارته لتغيير النظام الإيراني ورغبتها في التفاوض مع قيادته الحالية من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي.

طهران... وتمهيد الطريق

فعلى الرغم من اللهجة التصعيدية التي تصدر عن القيادة الإيرانية ومرشد النظام برفض أي إمكانية للتفاوض المباشر مع إدارة البيت الأبيض، في ظل الحشود العسكرية والحصار الاقتصادي الخانق، إلا أن ما يكشفه الحراك السياسي والقانوني في النظام الإيراني، يحمل على الاعتقاد بأن النظام في طهران يعمل بجدية من أجل تمهيد الطريق استعداداً لمفاوضات ينكر حدوثها أو انطلاقتها خلف الكواليس وعبر قنوات غير مباشرة تنشط في نقل الرسائل المباشرة بين الطرفين.

تقدم خلف الكواليس

زيارة رئيس الورزاء الياباني شينزو آبي إلى طهران الجمعة في السابع من شهر يونيو (حزيران) الحالي لم تأت في إطار دور ياباني لجس النبض حول إمكانية فتح باب للحوار بين واشنطن وطهران، بل تأتي لترجمة تقدم قد حصل خلف الكواليس لعبت فيه طوكيو دوراً محورياً، وحصلت فيه على ضوء أخضر من البيت الأبيض بالانتقال إلى مرحلة متقدمة من الجهود التي قد تفضي إلى نتائج إيجابية، تقابله ضمانات إيرانية حملها وزير الخارجية محمد جواد ظريف في زيارته إلى طوكيو قبل أيام من زيارة ترمب لها، بجدية النوايا الإيرانية في التوصل إلى تفاهم يساعد في تراجع حدة التوتر والتصعيد، ويفسح الطريق أمام التخفيف من حدة الحصار الاقتصادي الأميركي المفروض عليها. وقد حمل كلام ترمب إشارات واضحة حول وجود مقترحات إيرانية لعملية التفاوض أطلعه عليها رئيس الوزراء الياباني، عندما تحدث عن اعتقاده بأن إيران تريد التفاوض.

إيران وتفكيك الألغام

الاعتقاد الأقرب إلى الواقع في التجاذبات الإيرانية الأميركية، أن إيران بدأت عملياً بتفكيك الألغام التي زرعتها شروط ترمب في طريق التفاوض، من خلال الانتقال بالبحث في إمكانية دخول البرلمان الإيراني على خط الشرط الأميركي الأساس المتعلق بالطموحات الإيرانية لامتلاك سلاح نووي، والبدء في بحث مسألة تقديم اقتراح قانون لإقراره في البرلمان يحرّم رسمياً السعي وراء تصنيع وامتلاك سلاح نووي، انطلاقاً من الموقف الذي أعلنه خامنئي قبل أسابيع عن حرمة امتلاك هذا النوع من الأسلحة، وحتى يُقال إن طهران عملت بناء على الفتوى الدينية لمرشد النظام وليس استجابة للضغوط والمطالب الأميركية.

ملاقاة الموقف الأميركي

وهذه الخطوة الإيرانية تأتي في إطار ملاقاة الموقف الأميركي في منتصف الطريق في ما يتعلق حصراً ببنود الاتفاق النووي، بعدما تخلى ترمب علناً عن هدف تغيير النظام وعدم رغبته في الحرب، لذلك فمن المتوقع أن تكون الرسالة التي يحملها الوسيط الياباني نقطة انطلاق لهذه المفاوضات، على أساس من الاحترام المتبادل. ومن المتوقع أن لا تفتح هذه الوساطة الطريق أمام التفاوض على جميع البنود في الاتفاق النووي، وحصرها في ما يتعلق بشق التسهيلات التي حصلت عليها إيران في مجال النشاطات النووية تحت إشراف الدول المشاركة في التوقيع على الاتفاق وبمراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أي البحث في فرض المزيد من عمليات التفتيش المباغت وبمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى رفع مستوى السقف الزمني الذي يسمح لإيران بالعودة إلى تفعيل هذه الأنشطة لأكثر من 25 سنة، بدلاً عن 15 سنة.

تخفيف الحصار...

الاستجابة الإيرانية لهذه الآلية، تراهن طهران على دفع واشنطن إلى البدء بعملية تخفيف الحصار الاقتصادي عليها، ليس عن طريق رفع العقوبات أو إلغاء البعض منها، بل في عدم تعميم هذه العقوبات على الدول الأخرى بما يتيح لطهران الحصول على منافذ تسمح لها بالالتفاف على الحصار من دون أن تلحق بالأطراف الأخرى أضراراً من التعامل معها وبما يسمح لها أيضاً في الحصول على بعض أو جزء من عائدات صادراتها النفطية. والانتقال إلى الملفات الأكثر حساسية لكل من النظام الإيراني والإدارة الأميركية، أي ما يتعلق بالنفوذ الإيراني في الإقليم والفصائل المسلحة التي تعمل تحت إمرتها، وملف عملية السلام في الشرق الأوسط، والبرنامج الصاروخي الأهم في هذا الإطار والمرتبط بكلا الملفين السابقين لما يشكله من تهديد مباشر لأمن واستقرار حلفاء واشنطن في المنطقة، كل ذلك، من المتوقع أن يكون مدار جهود حثيثة من قبل الوسطاء، خصوصاً الوسيط الياباني الذي بدأ بجهوده تحت مظلة من التكليف الأميركي وتأييد روسي وقبول إيراني.

لا نصر كاملاً

ليس من المتوقع أن تثمر هذه المفاوضات في حال انطلقت وستكون ثنائية بين واشنطن وطهران، نتائج سريعة، ومن المحتمل أن تستغرق أكثر من سنة، بحيث لا تقدم طهران نصراً كاملاً للرئيس الأميركي قد يستخدمه أو يستغله في معركته الانتخابية، ولا تكون قد رفضت الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تراهن على "النفس الطويل"، مستفيدةً من تراجع قلق الرئيس ترمب حول الانتخابات في حال عاد إلى الرئاسة، وذلك من أجل الحصول على الحد الأدنى من طموحاتها الإقليمية والصاروخية، من خلال إعادة تنظيم هذا النفوذ فتسقط الذرائع الأميركية حول دوره السلبي، وتقدم ضمانات حول برنامجها الصاروخي من خلال

 

من"الله محيي الجيش الحر"..إلى "الرابعة تابعة لله"

مطر اسماعيل/المدن/الخميس 06/06/2019

قُتِلَ قبل أيام، وائل جمال الدالاتي الملقب "أبو عدي"، أحد عناصر مليشيا "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة"، في جبهة كبينة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وكان أبو عديّ قد استدعي إلى جبهة كبينة، مع عشرات "المصالِحين" من جنوبي دمشق، قبل أقل من شهر.

من الحرّ إلى الرابعة

وأبو عدي، أصبح مشهوراً بعد هتافه: "الله والرابعة.. الرابعة تابعة لله"، في تسجيل مصوّر خلال تجميع عناصر "المصالحات" أمام مبنى "الأمن السياسي" في بلدة يلدا جنوبي دمشق، قبل شهور. فالشاب المغمور، كان قد تقلّب قبل ذلك بين تشكيلات عسكرية متعددة، معارضة وجهادية، وأخيراً موالية لإيران، خلال سنوات الثورة السورية. أبو عدي كان مقاتلاً سابقاً في الجيش الحر، ولم يترك جبهة من جبهات الجنوب الدمشقي إلّا وشارك فيها بالقتال ضد قوات النظام. أبو عدي، قد يصلح لأن يكون ممثلاً لبعض الشباب الذين كانوا دون الـ18 من عمرهم عندما بدأت الثورة السورية، وعاشوا أحداثها المعقّدة وسيرورة التحولات فيها، من السلمية إلى التسلح، ثم الأسلمة والأدلجة بأقصى درجاتها، وأخيراً امتحان "المصالحة الوطنية". هذه الشريحة التي واجهت كل تلك التحدّيات، من دون مرجعية أهلية ولا توجيه اجتماعياً، من دون خلفية دينية أو وعي سياسي متبلور. لذا فإن الحديث عن أبو عدي، على أهمية الحذر من التعميم، يفتح الباب على شريحة لا يستهان بها من رفاقه، الذين كانوا النواة الأولى للجيش الحر، وتحولاتهم أمام المحكّ المفصلي؛ "المصالحة"، بعدما قرروا التراجع أمامها خطواتٍ إلى الخلف، والعودة بالزمن إلى ما قبل آذار 2011، ثم الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال التطوّع في صفوف قوات النظام، والمحاربة معها ضد "الإرهابيين"، الذي كانوا محسوبين عليهم.

العائلته.. القصة

وائل جمال الدالاتي، تولد 1995، من أبناء حي الميدان الدمشقي، من سكان منطقة دف الشوك حي الزهور، وهو الابن الأوسط لعائلة مكوّنة من الأب والام، و4 أخوة وأخوات. اندلعت الثورة السورية وهو في الـ16 من عمره، عندما كان طالباً في مدرسة "السمح بن مالك" بالزاهرة القديمة، وفي الوقت ذاته، كان عاملاً مع والده، في مجال التمديدات الصحيّة خلال العطل. والده، جمال الدالاتي، كان ناشطاً في دمشق، ومشاركاً فاعلاً في الحراك السلمي والتظاهرات، ثم في العمل الإنساني، من خلال تأمين المساعدات الإغاثية والمادية واللوجستية، وإيصالها إلى العائلات النازحة من حمص، وأيضاً إلى بلدات ومدن الغوطتين الشرقية والغربية. مع مطلع العام 2012 تنامى دور أبو خالد، واستطاع مع آخرين توفير منزل في حي الزاهرة، مخصّص لتأمين المنشقين عن قوات الأسد، بينهم ابنه الأكبر، وإيوائهم فيه، قبل نقلهم إلى الغوطة الشرقية، لكن ذلك لم يدم طويلاً إذ اعتقلته مخابرات النظام عام 2013، وبعد قرابة 4 أشهر وصل خبر مقتله تحت التعذيب، ليلحق بأخيه وأبناء عمّه وابن اخته، الذين قُتلوا بالطريقة ذاتها. خالد، الأخ الأكبر لوائل، من مواليد 1993، كان مجنّداً في قوات النظام عند اندلاع الثورة، ويخدم في مطار ديرالزور العسكري اختصاص دفاع جوي، انشقّ منتصف عام 2012، وانضم إلى "لواء أحفاد الأمويين" من الجيش الحر في الغوطة الشرقية، وبعد أشهر انتقل مع مجموعات اللواء إلى مخيم اليرموك والتضامن جنوبي دمشق، عبر طرق التهريب، ليصبح قريباً من أخيه الذي ترك دراسته وعمله، منتقلاً إلى حي القدم المحرّر. وأصيب خالد بـ4 رصاصات، خلال الاشتباكات مع النظام، بعد انضمامه إلى "لواء مجاهدي الشام".

أواخر 2012 التقى الشقيقان، تحت مظلّة مجموعة عسكريّة واحدة تابعة لـ"لواء أحفاد الأمويين"، المدعوم من "الموك"، وبقيا على هذا الحال قرابة سنتين، شاركا خلالها بعمليات عسكرية عديدة ضد قوات الأسد، أصيب فيها وائل أربع مرّات بجروح متفاوتة. وفي منتصف العام 2014، ومع تنامي الخطاب الجهادي وصعود التشكيلات الإسلامية الراديكالية، بالتوازي أيضاً مع اشتداد الحصار على المنطقة، انضم الشابّان إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، مع المجموعة التي يتبعان لها في اللواء بقيادة "أبو علي الميداني".

وائل، الفتى غير الملتزم دينياً قبل الثورة، والمتحمّس لقتال النظام بعدها، ثم لشعارات الجهاد، خضع في التنظيم لدورة شرعية كما هي العادة. وكانت هذه النقلة النوعية من فصائل غير مؤدلجة إلى تنظيم عالمي يسعى لإحياء أمجاد "الخلافة الإسلامية"، شائعة في جنوب دمشق في تلك الفترة، إذ أنهك الحصار والجوع المدنيين والعسكريين على السواء. وأدى انخفاض الدعم بشكل كبير عن جميع الفصائل العسكرية، عدا تنظيم "الدولة"، إلى تفكّكها وانفضاض مئات المقاتلين عنها، والتوجّه إلى دولة "الخلافة" حيث الإمكانيات المادية الكبيرة، والرواتب العالية والمساعدات الإغاثية الوفيرة، والتي تبنّت أقصى خطاب جهادي ممكن، كان كافيا لإسقاط الشاب القادم من خلفية مسلمة لا التزام صارماً فيها، عدا تلك التقاليد الاجتماعية المتوارثة في بيئة حي دمشقي كالميدان. بعد شهرين، رمضان 2014، بدأ تنظيم "الدولة" تحرّكاته لاستهداف فصائل الحر والكتائب الإسلامية، وكان ذلك كافيا لانشقاق الشابين عن التنظيم، والعودة إلى صفوف الحر مجدداً، وهذه المرّة تحت إمرة "حنداشي" ثم "أمين البُّه"، القائدين الميدانيين في "جيش الأبابيل". وعادا للرّباط والقتال على جبهات النظام والمليشيات الشيعية تارة، و"جبهة النصرة" و"داعش" تارة أخرى، حتّى النصف الثاني من 2017، عندما انتقل خالد للعمل مع المكتب الأمني في ببيلا برئاسة شاهر حمّاد، الملقب "نصار ببيلا". والمكتب معروف أنه أحد الأذرع المسلّحة لتيار "المصالحة" بزعامة الشيخ أنس الطويل، بينما بقي وائل مع "البُّه". وكان واضحاً تحضّرهما لـ"المصالحة" مع النظام، والبقاء في جنوب دمشق، وهذا ما رصده أصدقاء وائل المقرّبين من خلال أحاديثهم ولقاءاتهم، ونقلوه لـ"المدن".

"المصالحة" والانشقاق العكسي

في أيار 2018 بدأ تهجير قرابة 10 آلاف شخص، معظمهم من مدنيي جنوب دمشق إلى الشمال السوري، بعد اتفاق "تسوية" سياسية مع روسيا. وكان قرار وائل مع غالبية عناصر مجموعة "البُّه"، البقاء في المنطقة و"تسوية أوضاعهم". وما كان صادماً، هو تطوّع المجموعة كاملة في صفوف "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة"، مباشرة بعد "التهجير"، ومشاركتها بعد فترة قصيرة في العمليات العسكرية للنظام في محافظتي درعا والقنيطرة، ثم توكيلها بمهام أمنية على حواجز "الرابعة" في مناطق مختلفة، كان آخرها في محيط مدينة السيدة زينب.

الأخ خالد، العنصر في مكتب ببيلا الأمني، المحسوب على الشيخ الطويل، وقع فريسة في قبضة مخابرات النظام، التي اعتقلته عند ذهابه لاستكمال إجراءات "تسوية الوضع"، بعد شهر من "المصالحة". ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره بشكل نهائي عمن تبقى من عائلته وأصدقائه المقرّبين.

جمال وخالد ووائل، 3 أفراد من عائلة واحدة، انتهى مصيرهم بطريقة مأساوية، حيث قتل الأب تحت التعذيب في معتقلات الأسد، ثم اختفى الأخ الأكبر في المعتقل رغم "مصالحته" النظام، وأخيرا قُتل الأخ الأوسط إلى جانب قوات النظام. ثلاث قصص، بنهاية واحدة، على يد الجهة ذاتها، كان بعضهم تارة في موقع العدو لها، وتارة أخرى في موقع الصديق، ولو ظاهريّاً. في هذه التجربة خسروا حياتهم، الوالد بسبب الثبات على الثورة، والولدان بسبب التراجع عنها، والاستسلام للنظام.

وائل.. في حضرة العائلة والجماعة

الآن.. يصعب النظر لمجريات الأحداث بعينيّ وائل، اللتين نامتا للأبد، لكن يمكن البناء بحذر على بعض المعطيات المتوفرة، لفهم حيثيات اتخاذ قرار "المصالحة". ويبرز المعطى العائلي بالدرجة الأولى، كعامل ترجيح للبقاء، باعتبار وائل وخالد يُعيلان من تبقى من العائلة في دمشق، أي الأم والأخت، وما تتيحه "التسوية" من إمكانية لقائهما بعد سنوات من البعد، ما يشكل انفراجة كبيرة تؤخذ بالحسبان، مقارنة بتبعات رفض "التسوية" والتهجير إلى الشمال. ويتقدّم المعطى الاجتماعي المحلّي، المرتبط بالعقلية المحافظة التي تكرّس حالة من التعلّق بمكان المربى والنشأة، أي دمشق، واستصعاب فكرة الهجرة والغربة، حتى ولو كانت إلى أرض سورية أخرى. فالنظر من هذه الوجهة إلى الشمال السوري كانت نظرة اغتراب ليس إلّا، لا تقيم وزناً لأطروحات الهوية الوطنية والثوابت السياسية بقدر ما للعائلية والمحلّية من دور وتأثير. لكن هل هناك ما هو أهم؟ ما هو سابق عن المآلات الأخيرة؟ نعم بالتأكيد. وائل في السادسة عشرة من عمره، ابن أبيه، الناشط في الثورة، المتظاهر والإغاثي والداعم للجيش الحر، لم يخرج عن هذه الدائرة، شارك في التظاهرات كآلاف شباب الميدان، ثم شاهد أخاه الأكبر ينشق عن المؤسسة العسكرية تزامناً مع تشكّل نواة الجيش الحر. رأى التظاهرات السلمية وهي تواجه بالرصاص الحيّ، والمدن الثائرة وهي تقصف بالطائرات والمدافع. تأثر بعفوية الإنسان الذي يرى شلالات الدم ويرفض أن يغمض عينيه عنها. تنامت لديه فكرة حمل السلاح، ودخل في "عركة الدم". وبدل أن يعيش مراهقته، أُثقِلَ بالمعارك والقصف والحصار والجوع والتطرّف، والوحدة، التي تبقيه عاريا أمام الكم الهائل من التجارب.

أمام ما سبق، يبدو جليّا سطوة العائلة على خيارات أفرادها، اليافعين وغير المؤدلجين، المتّكئين على فطرية رفض القتل وحميّة الفزعة الشعبية. وهنا يظهر التأثر على مستويين؛ من ربّ العائلة بشكل مباشر، ومن الأخ والمجتمع المحلّي. لذا عندما غاب الوالد حضر قائد مجموعة "البُّه"، الموجّه الجديد وبوصلة الآخرين في محيطه. لم يعش وائل حياة مستقلة، فرديّة، فيها تنمية الشخصية الواعية، الباحثة عن مستقبلها بناء على أسباب عقلانية، أو التي شكّلت وعياً سياسياً أو ثقافة إسلامية عامّة، على أقل تقدير، تجعل آلية التقييم تمرّ من محاكمة مبدئية ما، بل عاش على الفطرة، وأخذته الحميّة والنخوة، ثم تحول إلى فرد في مجموعة، لا ينقطع عنها، ويربط حياته بها، لذا كان قراره بـ"المصالحة" إضافة للاعتبار العائلي الأوّلي، مرتبطاً بالقرار الجمعي للمجموعة، وبتوجه "الدينمو" فيها. وينسحب ذلك بشكلٍ كبير على بقية شرائح المجتمعات "المصالِحة"، فقد ساهم الشيوخ المحلّيون من جهة، والوجهاء من كبار العائلات ومثقفيها ومتعلميها من جهة ثانية، وقادة الصف الثاني الميدانيين من جهة ثالثة، في تهيئة الأجواء لقبول أو رفض "التسوية" مع النظام. وهذا ما كان واضحا للغاية في مناطق القلمون الشرقي وجنوب دمشق ودرعا والقنيطرة وحتى ريف حمص الشمالي.

القاتل أم القتيل؟

كان بإمكان وائل ألّا يتصدّر المشهد في الشريط المصوّر بعبارته الشهيرة، لكن ليس غريباً أن تكون الخطوة الاولى بعد "المصالحة" هي التنكّر للثورة، ثم التحول تدريجيّاً إلى التمسّح بالسلطة الجديدة، كدينامية دفاعية وهجومية في آن، وصولا لمرحلة الموت في سبيلها أو على يديها، في أقصى درجات "الملكية أكثر من الملك". هذه الخطوة العصية على الفهم في حالة وائل لا يمكن حل لغزها، إلّا إذا تخيّلنا أنه سعى طوال الوقت إلى أن يكون بمأمن عن هذه المواجهة المصيرية مع الموت، بحيث يبقى شعاره خلّبياً للاستعراض أمام العدسات، لا واقعاً من لحم ودم ودموع، وبحيث ينجو من معركة أخلاقيّة حاسمة، تضعه أمام خيارين؛ قاتل أو مقتول، ففي أي موقعٍ كان بالضبط وهو يتلفّظ أنفاسه الأخيرة؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل ايريناوس: نعمل للمحافظة على التوازن ولا سيما ان الحرب في المنطقة هدفها القضاء على مجموعات كبيرة وتخريب مناطق

الخميس 06 حزيران 2019/وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "عمق العلاقة التي تجمع لبنان وصربيا"، وعلى "أوجه الشبه في معاناة كل من الشعبين اللبناني والصربي"، محييا "ما يبذل من الجانبين من اجل تعزيز روابط الصداقة والتضامن بين كل من البلدين والشعبين".

وشدد على "اننا في لبنان نعيش معا مسيحيين ومسلمين، وكمسيحيين نعمل دائما على المحافظة على التوازن ولا سيما اننا نعيش ظروفا صعبة ناجمة عن الحرب الدائرة في المنطقة، والتي كانت الغاية منها القضاء على مجموعات كبيرة وتخريب مناطق بأكملها".

وقال: "ان تعاليمنا المسيحية لا تحملنا الا الى نشر المحبة بين الشعوب، ولا يمكن لمن يقرأ الإنجيل ورسائل القديس بولس الا ان يقوم بمثل هذه الرسالة الجامعة لمختلف الطوائف والاديان". كما شدد على انه "لا توجد حدود ولا حواجز بين المسيحيين، صحيح ان هناك مذاهب مسيحية وثقافات وعادات وتقاليد مختلفة، لكن المسيح واحد والانجيل واحد، وشريعة المحبة هي الوحيدة التي يمكن ان تقيم السلام والعدل بين الجميع على مستوى العالم بأسره".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا بطريرك صربيا للروم الاورثوذكس البطريرك ايريناوس، يرافقه بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الاورثوذكس يوحنا العاشر يازجي. وضم الوفد مطران مونتينيغرو امفيلوخيوس، ومطران شوماديا يوحنا، الى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عوده ومطران عكار وتوابعها للروم الاورثوذكس باسيليوس منصور، والارشمندريت بروكوبيوس طيار، والارشمندريت جورج يعقوب.

وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني: وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب ووزير العدل البرت سرحان.

في مستهل اللقاء، رحب عون بالبطريرك ايريناوس في لبنان، متمنيا "ان تكون زيارته حاملة الخير والتضامن الى اللبنانيين والمسيحيين في المشرق"، ومحييا "الجهود التي يبذلها من اجل تحقيق السلام". وعرض له المشروع الذي تقدم به من على منبر الامم المتحدة لانشاء "اكاديمية الانسان للحوار والتلاقي"، لتكون "مركز حوار دائم بين مختلف الحضارات والاديان والاتنيات بهدف خلق سياسة سلام مقوماتها: احترام حرية المعتقد، والاعتراف بحق الاختلاف واحترام حرية الرأي. وهذا ما يوصل الى السلام الحقيقي الذي لا يقوم على مجرد مشاريع على ورق، انما نتيجة التواصل والتلاقي بين الشعوب وعلى المستوى الثقافي"، طالبا دعم البطريرك ايريناوس من اجل تحقيقه. وقدم له نسخة عن مشروع الاكاديمية باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية. وقال: "لقد تابعنا تطور الاحداث في صربيا وكنا متأسفين للاوضاع هناك، ومتضامنين مع شعب بلادكم المتألم. ونحن سبق ومررنا بمرحلة صعبة للغاية لا تزال آثارها الى اليوم من نواح عدة. ونتمنى الانتهاء من كافة الصعوبات"، معربا عن خشيته من تحول الصراع في البلقان ليتخذ الطابع الاتني.

ايريناوس

ورد ايريناوس بكلمة شكر فيها عون على الاستقبال. وقال: "لقد اتينا بزيارة سلام، هذا السلام الذي نتطلع اليه معا كما يتوق اليه العالم بأسره. ليس هناك اروع من ان يعيش ابناء الشعب الواحد معا كأخوة، وهذا منتهى الفرح لأن الرب طلب منا العيش بسلام الاخوة مع كافة الطوائف". أضاف: "مؤسف ان نرى الانسان يبذل قصارى جهده لتحقيق كل ما يبعده عن السلام الحقيقي، وهذا ما يضاعف المشاكل، ويزيد من الآلام. ان وطننا اجتاز مراحل صعبة وحروبا شبيهة بتلك التي عرفها لبنان. لكن الرجاء يبقى في ان نتخطى جراح الماضي وننساها، متطلعين الى بناء السلام في وطننا وفي كافة دول العالم".

وقال: "هي زيارتي الثانية الى وطنكم الجميل، وقد زرته للمرة الاولى عندما كنت لا ازال طالبا، وهناك فرق شاسع بين ما شاهدته في ذلك الوقت واليوم، لا سيما في العاصمة بيروت الواقعة على شاطئ البحر. لقد منحكم الرب وطنا للفرح، وتحقيق الفرح يتوقف على الانسان. اني احمل معي رسالة محبة وسلام من الشعب الصربي، ونحن نتوق الى توطيد العلاقات بين شعبينا، آملين ان تقوموا بزيارة وطننا، فشعبنا يكن اطيب مشاعر الصداقة والمودة للشعبين اللبناني والسوري منذ سنين عديدة".

وإذ شدد على "أهمية العمل من أجل نشر السلام ووضع حد للحروب"، رأى أنه "اذا ما استمرينا في الحروب سنصل الى إفناء البشرية، فبدل صناعة السلاح وإنفاق الأموال الطائلة عليه، فلنعمل جميعا على تلبية حاجات الانسان. ونحن كرجال دين دورنا كبير في تحقيق هذا الامر، من هنا وجوب ان نلتقي معا على الدوام فنكون حاملي سلام للشعوب. رسالتنا هي المحبة للجميع، ونحن بين عامي 1945 و2003 خسرنا من شعبنا اكثر من مليوني شخص، نتيجة الحروب التي دمرت لنا كل شيء من منازل ومعاهد ودور عبادة ومستشفيات"، كاشفا عن "الضغوط الكبرى التي يتعرض لها حاليا الصربيون للتضحية بأهم المقدسات لديهم"، ومعربا عن اعجابه بمشروع الرئيس عون لانشاء الاكاديمية وتأييده له".

يازجي

بدوره ألقى يازجي كلمة شكر فيها عون على الاستقبال، مشددا على "اهمية زيارة البطريرك ايريناوس الى كل من لبنان وسوريا، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تجتازها المنطقة"، ومبرزا "اهمية العلاقات الوطيدة بين الكنيستين الاورثوذكسيتين في انطاكية وصربيا". وقال: "ان الشعب الصربي عانى كثيرا مثلما عانينا نحن وما زلنا، وهذا ما يعمق فهمنا لبعضنا البعض، نتيجة الظروف المشابهة". وبعدما عرض للبرنامج المشترك لزيارة ايريناوس لكل من لبنان وسوريا، قال: "لقد تركت الزيارة في نفسه انطباعا مؤثرا للغاية، سواء في الاستقبالات الرسمية او الشعبية، وهو سيحمل هذه الانطباعات الى صربيا وابنائها، لا سيما في عيشنا المسيحي مع بعضنا البعض او في عيشنا المشترك مع اخواننا من الطوائف الاسلامية، ونأمل ان تكون الزيارة حاملة الخير للبنان وسوريا ولكافة المنطقة". وفي نهاية اللقاء، قدم بطريرك صربيا الى رئيس الجمهورية شعار البطريركية وألبوما عن صربيا، فيما قدم له عون هدية تذكارية.

 

ممثل وزير الدفاع وقيادة الجيش في تشييع الشهيد فرحات في برعشيت: لا تهاون مع الإرهابيين الذين لا دين ولا هوية لهم إلا القتل والإجرام واستباحة الحرمات

الخميس 06 حزيران 2019/وطنية - شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل، الملازم أول الشهيد حسن علي فرحات، بموكب حاشد انطلق عند السادسة صباحا من أمام المستشفى العسكري في منطقة بدارو- بيروت، بعدما تم تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة الفضية، وشق طريقه بصعوبة في قرى وبلدات الجنوب التي سلكها، والتي استقبله أهاليها بالزغاريد ونثر الأرز والورود. ومختتما رحلة الوداع التي بدأت برصاصات الغدر والارهاب في طرابلس، وصل جثمان شهيد الجيش عند التاسعة والنصف من صباح اليوم، إلى بلدته برعشيت، حيث كان في استقباله ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بريه النائب أيوب حميد، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي صور الشيخ مدرار حبال، العميد عماد الحاج ممثلا وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ممثل وزير الخارجية والمغتربين وفد من منسقيات بنت جبيل وصور في "التيار الوطني الحر"، النائب حسن فضل الله ممثلا كتلة "المقاومة والتحرير" وقيادة "حزب الله"، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم النقيب جمال خاتون على رأس وفد من المديرية، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد حسين عسيران على رأس وفد من القيادة، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا الرائد طالب فرحات على رأس وفد، الشيخ ربيع قبيسي ممثلا المجلس الشيعي الاعلى ومفتي صور، قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال الايطالي برونو بيشوتا، وقد من قيادة إقليم جبل عامل في حركة "أمل"، وفد من الهيئة الوطنية للمتقاعدين والمحاربين القدامى برئاسة العميد مارون خريش، والد الشهيد فرانسوا الحاج الياس الحاج وفاعليات حزبية واجتماعية وحشود من أهالي برعشيت والقرى المجاورة.

الحاج

وبعدما أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد فرحات، ألقى ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش، كلمة نوه فيها بمناقبية الشهيد وتضحياته ومما قاله: "لقد أكدت قيادة الجيش مرارا وتكرارا أن لا تهاون على الإطلاق مع الإرهابيين والعابثين بالأمن، سواء كانوا من المنتمين زورا إلى هذا الوطن، أو كانوا من المرتزقة الغرباء الذين لا دين ولا هوية لهم إلا القتل والإجرام واستباحة الحرمات. وفي حضرة شهيدنا الكبير، نعرب اليوم عن اعتزازنا العميق بالوقفة المشرفة للبنانيين جميعا، وخصوصا وقفة فعاليات هذه البلدة الأصيلة وأبنائها إلى جانب الجيش في التصدي للإرهاب، ونؤكد مجددا أن لا تنازل عن أحكام قسمنا العسكري الذي يقضي بالذود عن وطننا لبنان، كل لبنان، مهما تطلب ذلك من جهود وتضحيات".

فضل الله

وردا على سؤال قال النائب فضل الله: "تعرض لبنان لمثل هذه المحاولات من اجل ضرب استقراره. هذا العمل الارهابي هويته واضحة يستهدف البلد، لكنه غير قادر اليوم على ذلك لاننا استطعنا هزيمة هذا العدو التكفيري من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وكلكم يتذكر كم فجروا في الضاحية والبقاع والكثير من المناطق ولكننا استطعنا هزيمتهم في سوريا وفي لبنان، فهؤلاء يريدون التسلل من اي مكان لاستهداف الامن. نحن إنما نقاتل في سوريا من أجل ألا تتكرر هذه المشاهد. المهم ان نكون دائما على يقظة. هذا العمل الاجرامي الاخير الذي سقط ضحيته اربعة عسكريين من الجيش وقوى الامن ومن بينهم من نشيعه الآن الضابط في الجيش حسن فرحات، سننتظر مسار التحقيق الذي سيبين لنا الملابسات، ومن وراء المنفذ". بعد ذلك كانت تأدية التحية العسكرية للشهيد من رفاق الدرب والسلاح، ليوارى بعد ذلك الثرى في جبانة بلدته قرابة الأولى بعد الظهر. وستقبل التعازي في منزل والده في ساحة البلدة طيلة ثلاثة ايام.

 

وقفة في ببنين تضامنا مع الجيش وقوى الأمن واستنكارا لجريمة طرابلس الكسار: لا مكان بيننا للإرهاب والإرهابيين وكفى تشويها لصورة إسلامنا وديننا

الخميس 06 حزيران 2019 /وطنية - نظمت بلدية ببنين- العبدة، وقفة تضامنية مع مؤسسة الجيش وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية، عند نصب شهداء الجيش على مستديرة العبدة، شارك فيها رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من قرى وبلدات عكارية عدة.

السراج

وألقى المختار محمد السراج كلمة باسم مخاتير ببنين، استنكر فيها الجريمة الارهابية التي أدت الى إستشهاد 4 شهداء أبطال من الجيش وقوى الامن الداخلي، وقال: "إن التكفيرين الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة ويدعون حماية المسلمين، فإنهم بعيدون كل البعد عن ديننا الحنيف"، مؤكدا "أن أبناء ببنين وعكار، هم سند للجيش وللقوى الامنية".

درويش

وندد المختار عبدالله درويش، في كلمته باسم اتحاد روابط مخاتير عكار، بالجريمة البشعة التي استهدفت الجيش وقوى الامن الداخلي عشية عيد الفطر، وقال: إنه "عمل إجرامي وإرهابي مستنكر ومدان، من قبل كل اللبنانيين، فنحن أبناء وطن واحد وأبناء المؤسسات الامنية التي نقف الى جانبها بكل فخر، وإننا نترحم على الشهداء الابطال ونتقدم باحر التعازي من ذويهم، ومن المؤسسات العسكرية والامنية".

الكسار

وشكر رئيس بلدية ببنين العبدة كفاح الكسار في مستهل كلمته "كل الذين لبوا هذه الدعوة وشاركوا في هذه الوقفة التضامنية، مع أبناء المؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي التي نعتز بها جميعا ونفتخر"، وتقدم من ذوي الشهداء بخالص العزاء، داعيا للجرحى بالشفاء العاجل. أضاف "نقول للعابثين الذين يحاولون النيل من فكرنا وأرضنا ومجتمعاتنا وطوائفنا، إن الاسلام أعظم من ذلك والدين أرقى من ذلك، كفاكم تشويها لصورة إسلامنا وديننا ومجتمعنا، ولطوائفنا التي نعتز بها طائفة طائفة، فلبنان بلد العيش الواحد،الانموذج الفريد في التعايش بين أبنائه، وإن هذه الجريمة البشعة لا تشبه أفكارنا ولا تقاليدنا ولا أعرافنا التي تربينا عليها، ولن نقبل بأن يكون لكم وجود بيننا وفي ارضنا، وسيبقى لبنان زهرة الاوطان". وقال "لا مكان بيننا لا للارهاب ولا للارهابيين، وسنبقى صامدين بوجه كل هذا العبث، وعلينا أن نوجه بندقيتنا وجهادنا نحو فلسطين لتحرير أرضها من العدو الاسرائيلي، وجهادنا وقتالنا لن يكون الا نحو الجنوب، لنقاتل اسرائيل ولنحرر الارض".

وختم "نقول للجيش ولقوى الامن الداخلي، إنكم لستم وحدكم فاننا جميعا الى جانبكم ومعكم، وهذه الوقفة اليوم خير دليل على انه لنا وطنا واحدا إسمه لبنان، ومؤسسات واحدة هي مؤسساتنا الامنية، التي نعتز باحتضاننا لها ووقوفنا الى جانبها".

 

بلديات ومخاتير وفاعليات دير الاحمر يؤكدون تمسكهم برفض أي إخلال بالأمن وبحسن الضيافة : ندعو المصطادين بالماء العكر الى الكف عن المزايدات الإنسانية

الخميس 06 حزيران 2019 /وطنية - صدر عن رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات منطقة دير الأحمر الزمنية والحزبية والروحية البيان الآتي: "بعدما جنّبت العناية الإلهية منطقة دير الأحمر من تداعيات خطيرة كاد يتسبب بها الإعتداء من قبل النازحين السوريين على فريق من "الدفاع المدني" خلال قيامه بمهامه الإنسانية وإصابة أحد أفراده بجروح خطيرة جراء رشقهم وآليتهم بالحجارة، يهمنا تأكيد الآتي: - الحرص على الإستقرار والهدوء في منطقة بعلبك - الهرمل ورفض أي إخلال بالأمن أو أي إعتداء على أهلنا.

- التمسك بحسن الضيافة واحترام حقوق الإنسان والبعد كل البعد عن أي عنصرية أو تعصب.

-  دعوة المصطادين بالماء العكر الى الكف عن المزايدات الإنسانية وإعطاء الحادثة أبعاداً سياسية أو طائفية، وإلى عدم وضع قرار إزالة المخيم المعني بالإعتداء خارج إطاره الحقيقي. فهذه الخطوة أتت بعدما أصبح يشكل خطراً على السلامة العامة وكخطوة احترازية لأي تداعيات لاحقة. مع الإشارة إلى أن بلدة دير الأحمر والقرى المجاورة ما زالت تستضيف على أرضها مخيمات عدة للنازحين.

-  شكر محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر على قراره الحكيم بحظر تجول السوريين لمدة 48 ساعة.

-  شكر الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمسارعتهم على الإمساك بالوضع على الأرض وفرض الأمن.

- شكر كل من ساهم معنا في تهدئة النفوس وامتصاص غضب أهلنا بعدما هالهم أن يقابل حسن إستضافتهم بإعتداء مدان كاد يقتل أحد خيرة شبابنا المعروف بمناقبيته واندفاعه في الخدمة العامة"

 

الحجار: التسوية مع الوطني الحر انتجت الكثير والمطلوب تعديل خطابه

الخميس 06 حزيران 2019 / وطنية - اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجّار في حديث الى اذاعة "صوت  لبنان" (100،3- 100،5) أن "التسوية مع التيار “الوطني الحر” أنتجت الكثير، ولاسيما قانون الانتخاب والانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة وصولا إلى الموازنة".

ورأى أن "الذي حصل في الفترة الاخيرة هو استهداف ل"تيار المستقبل" ولرئيس الحكومة سعد الحريري ولقيادات التيار ولأشخاص من أنصار التيار أو محسوبين عليه في مواقع عدة في الدولة، وهذا التصويب أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه لأن هذا الخطاب استدعى منا الرد”.وأكد أن "المطلوب من "التيار الوطني الحر" هو تعديل خطابه، معتبرا ان هناك إشارات إيجابية في اليومين الماضيين"، مؤكدا السير في التسوية ، وقال: "سنمشي بالتسوية طالما تمشي نحو الهدف".

 

الجامعة الثقافية في العالم استنكرت العمل الإرهابي في طرابلس: لوقف المهاترات والتضامن لدرء الأخطار عن لبنان

الخميس 06 حزيران 2019/وطنية - لفت الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ستيفن ستانتن، في بيان صادر عن مكتبه، إلى أن المغتربين ينظرون بقلق وحزن شديدين "إلى ما حصل من عملية إرهابية في طرابلس الفيحاء عشية عيد الفطر، وهم يحيون الجيش اللبناني الباسل، والقوى الأمنية اللبنانية، على التدخل السريع، ويقفون بخشوع أمام دماء الشهداء، ويتمنون للجرحى الشفاء العاجل". أضاف: "إن الجامعة، إذ تستنكر ما حصل، تهيب بالجميع وقف المهاترات السياسية، وتدعو السياسيين إلى التضامن لدرء الأخطار عن لبنان. وبالمناسبة، نود أن نعلن للبنانيين توصية أقرها المؤتمر العالمي للجامعة والذي عقد في بوغوتا، عاصمة كولومبيا، في الأسبوع الأخير من أيار، وهي كما يلي: يراقب المؤتمرون بقلق النار المشتعلة في الإقليم حول لبنان، ويطالب السياسيين اللبنانيين بنأي لبنان عن الصراعات الإقليمية، وانتهاز سياسة الحياد الإيجابي، تدعيما للاستقرار والسلم الأهليين، ويعتبرون أن الأمن الداخلي أو الخارجي يجب أن يكون محصورا بيد الجيش اللبناني الباسل، والقوى الأمنية الشرعية وحدها". وختم: "وقى الله لبنان شر المتربصين به، وحمى اللبنانيين في أمنهم وسلامهم واستقرارهم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 06 و07 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

في داخل كل منا وحش نائم فلنتجنب إيقاظه

الياس بجاني/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75542/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d8%b4-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%81%d9%84%d9%86/

 

لبنان بلد الحرية، هل يقدّر الأبناء هذه النعمة؟

الكولونيل شربل بركات/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75562/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

 

المؤتمر الدائم للفدرالية: تعديل قانون الجنسية الذي تطرحه السيدة كلودين عون بغية السماح للأم اللبنانية إعطاء الجنسية لأولادها هو إبادة للمسيحيين

http://eliasbejjaninews.com/archives/75553/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%81%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d8%af%d9%8a%d9%84-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86/

 

بعد 14 سنة: بعض أبعاد اغتيال قصير وحاوي وتويني

حنا صالح/الشرق الأوسط/06 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75557/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a8%d8%b9%d8%af-14-%d8%b3%d9%86%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1/

 

إيران خارج سوريا: الصفقة المقبلة

محمد قواص/العرب/07 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75564/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82/

 

AMCD Celebrates the Launch of Nader Moumneh's Book on the
 Lebanese Christian Resistance
 
التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديموقراطية يحتفل مع
 
نادر نادر مومني بإطلاق كتابه التاريخي المميز الذي يحمل عنوان المقاومة المسيحة اللبنانية
 AMCD/June 6, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75568/75568/

 


 US warns Sudan — and perhaps the Saudis — about cracking down on protesters
 
سيمون هندرسون: أميركا تحذر السودان وربما السعوديين من مغبة قمع المتظاهرين في السودان
 Simnon Henderson/The Hill/June 06/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75578/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b1%d8%a8/

 

Turkey's "Second Invasion" of Cyprus: Illegal Drilling in Eastern Mediterranean
 
يوزي بولوت/معهد كايتستون: تركيا تغزو للمرة الثانية قبرص ولكن هذه المرة بتنقيبها اللاقاني عن البترول شرقي المتوسط
 Uzay Bulut/Gatestone Institute/June 06/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75549/%d9%8a%d9%88%d8%b2%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d9%84%d9%84/
 https://www.gatestoneinstitute.org/14256/cyprus-turkey-illegal-drilling

 

 


 Despite Its Participation In The Arab And Muslim Summits In Mecca – Qatar Remains In The Pro-Iranian Camp
 
ميمري/ب.شارنسكي: بالرغم من مشاركة قطر في المؤتمرين العربي والإسلامي في مكة إلا إنها باقية في المعسكر المؤيد لإيران
 By: B. Chernitsky/MEMRI/June 06/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75574/%d9%85%d9%8a%d9%85%d8%b1%d9%8a-%d8%a8-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%83%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ba%d9%85-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d9%82%d8%b7%d8%b1-%d9%81%d9%8a/